وقد جعل أهل الكلام من تخلف ناظرا فيه وفي غيره من الأديان مقيما على الطاعة مؤتمرا بأمره محمودا في فعله وهذا جهل عظيم في الإسلام وينبغي على قولهم إذا مات في مدة النظر والمهلة قبل قبول الإسلام أنه مات مطيعا لله مقيما على أمره لابد من إدخاله الجنة كما يدخل المسلمون
وقد جعلوا غير المسلم مطيعا لله مؤتمرا بأمره في باب الدين وأوجبوا إدخاله الجنة وقد قال تعالى ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين وقال النبي لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة وهذا حديث ثابت لا شك فيه
ومما يدل على صحة ما ذهبنا إليه من أن الدين طريقة الاتباع أنا إذا سلكنا طريق الإنصاف وطرحنا التباغي والمكابرات من جانب فلابد من الانقياد لما قلناه لأن المقصود من النظر في الابتداء إذا كان هو إصابة الحق فليتدبر المرء المسلم المسترشد أحوال هؤلاء الناظرين وكيف تحيروا في نظرهم وارتكسوا فيه
فلئن نجا واحد بنظره فقد هلك فيه الألوف من الناس وإلى أن يبصر واحد فواحد بنظره طريق الحق بنظر رحمة سبق من الله له فقد ارتطم بطريق الكفر والضلالات والبدع بنظرهم أضعاف أضعاف عدد الأولين
وهل كانت الزندقة والإلحاد وسائر أنواع الكفر والضلالات والبدع منشؤها وابتداؤها إلا من النظر
ولو أنهم أعرضوا عن ذلك وسلكوا طريق الاتباع ما أداهم إلى شيء منها
فما من هالك في العالم إلا وبدو هلاكه من النظر وما من ناج في الدين سالك سبيل الحق إلا وبدو نجاته من حسن الاتباع
أفيستجيز مسلم أن يدعو الخلق إلى مثل هذا الطريق المظلم ويجعله سبيل منجاتهم
وكيف يستجيز ذو لب وبصيرة أن يسلك مثل هذا الطريق وأنى له الأمان من هذه المهالك وكيف له المنجاة من أودية الكفر وعامتها بل جميعها إنما يهبط عليها من هذه المرقاة أعني طلب الحق من النظر
ولو أعطى الخصم النصفة لا يجد بدا من الإقرار أن من كان غوره في النظر أكثر كانت حيرته في الدين أشد وأعظم
وهل رأى أحد متكلما أداه نظره وكلامه إلى تقوى في الدين أو ورع في المعاملات أو سداد في الطريقة أو زهد في الدنيا أو إمساك عن حرام أو شبهة أو خشوع في عبادة أو ازدياد في طاعة أو تورع من معصية إلا الشاذ النادر
بل لو قلبت القصة كنت صادقا تراهم أبدا منهمكين في كل فاحشة متلبسين بكل قاذورة لا يرعوون عن قبيح ولا يرتدعون من باطل إلا من عصمه الله
فلئن دلهم النظر على اليقين وحقيقة التوحيد فبئس ثمرة اليقين هذا وتعسا لتوحيد أداهم إلى مثل هذه الأشياء وأوردهم هذه المتالف في الدين
ومن الله التوفيق وحسن المعونة لإصابة طريق الحق والثبات عليه بمنه
وقالوا أيضا وهو الأصل الذي يؤسسه المتكلمون والطريق الذي يجعلونه قاعدة علومهم من لم يحكم هذا الأصل لم يمكنه إثبات حدث العالم وذلك مسألة العرض والجوهر وإثباتهما
فإنهم قالوا إن الأشياء لا تخلو من ثلاثة أوجه إما أن يكون جسما أو عرضا أو جوهرا
فالجسم ما اجتمع من الافتراق والجوهر ما احتمل الأعراض
والعرض ما لا يقوم بنفسه وإنما يقوم بغيره
وجعلوا الروح من الأعراض وردوا أخبار رسول الله في خلق الروح قبل الجسد لأنه لم يوافق نظرهم وأصولهم واختراعهم وردوا خبره في خلق العقل قبل الخلق
وإنما ردوا هذه الأخبار لأن العقل عندهم عرض كالروح والعرض لا يقوم بنفسه فردوا الأخبار بهذا الطريق
وكذلك ردوا الخبر الذي روي عن النبي أن الموت يذبح على الصراط لأن الموت عرض لا ينفرد بنفسه
فهذا أصلهم الثاني الذي أدى إلى رد الأخبار الثابتة عن رسول الله ومثل هذا كثير يأتي بيانه
ولهذا قال بعض السلف إن أهل الكلام أعداء الدين لأن اعتمادهم على حدسهم وظنونهم وما يؤدي إليه نظرهم وفكرهم ثم يعرضون عليه الأحاديث فما وافقه قبلوه وما خالفه ردوه على ما سبق بيانه
وأما أهل السنة سلمهم الله فإنهم يتمسكون بما نطق به الكتاب ووردت به السنة ويحتجون له بالحجج الواضحة والدلائل الصحيحة على حسب ما أذن فيه الشرع وورد به السمع ولا يدخلون بآرائهم في صفات الله تعالى ولا في غيرها من أمور الدين وعلى هذا وجدوا سلفهم وأئمتهم
وقد قال الله تعالى يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا
وقال أيضا يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/293)
وقال في خطبة الوداع وفي مقامات له شتى وبحضرته عامة أصحابه رضي الله عنهم ألا هل بلغت
وكان مما أنزل إليه وأمر بتبليغه أمر التوحيد وبيانه بطريقته فلم يترك النبي شيئا من أمور الدين وقواعده وأصوله وشرائعه وفصوله إلا بينه وبلغه على كماله وتمامه ولم يؤخر بيانه عن وقت الحاجة إليه إذ لو أخر فيها البيان لكان قد كلفهم ما لا سبيل لهم إليه
وإذا كان الأمر على ما قلناه وقد علمنا أن النبي لم يدعهم في هذه الأمور إلى الاستدلال بالأعراض والجواهر وذكر ماهيتهما ولا يمكن لأحد من الناس أن يروي في ذلك عنه ولا عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم من هذا النمط حرفا واحدا فما فوقه لا في طريق تواتر ولا آحاد فعلمنا أنهم ذهبوا خلاف مذهب هؤلاء وسلكوا غير طريقهم وأن هذا طريق محدث مخترع لم يكن عليه رسول الله ولا أصحابه رضي الله عنهم وسلوكه يعود عليهم بالطعن والقدح ونسبتهم إلى الجهل وقلة العلم في الدين واشتباه الطريق عليهم
وبلغني أنه كان لأبي هاشم الجبائي ابنة تسمى فاطمة وكان أصحابه يقولون إن فاطمة بنت أبي هاشم أعلم بالله وبطريق الحق من فاطمة بنت محمد ورضي عنها
فنعوذ بالله من طريق يؤدي إلى مثل هذا القول ونسأله التوفيق لما يحب ويرضى
وإياك رحمك الله أن تشتغل بكلامهم ولا تغتر بكثرة مقالاتهم فإنها سريعة التهافت كثيرة التناقض وما من كلام تسمعه لفرقة منهم إلا ولخصومهم عليه كلام يوازيه أو يقاربه فكل بكل معارض وبعض ببعض مقابل وإنما يكون تقدم الواحد منهم وفلجه على خصمه بقدر حظه من البيان وحذقه في صناعة الجدل والكلام
وأكثر ما يغلب ببعضهم بعضا إنما هو إلزام من طريق الجدل على أصول لهم ومناقضات على أقوال حفظوها عليهم فهم يطالبونهم بعودها وطردها
فمن تقاعد عن ذلك سموه من طريق الجدل منقطعا وجعلوه مبطلا وحكموا بالفلج لخصمه
والجدل لا يتبين به حق ولا تقوم به حجة وقد يكون الخصمان على مقالتين مختلفتين كلتاهما بطالة ويكون الحق في ثالثة غيرهما فمناقضة أحدهما صاحبه لا تصحح مذهبه وإن أفسد به قول خصمه لأنهما مجتمعان في الخطأ مشتركان فيه كقول الشاعر فيهم
حجج تهافت كالزجاج تخالها ... حقا وكل كاسر مكسور
وإنما كان الأمر كذلك لأن واحدا من الفريقين لا يعتمد في مقالته أصلا صحيحا وإنما هو آراء تتقابل وأوضاع تتكافأ وتتعادل
ولو أنصفوا في المحاجة لزم الواحد منهم أن ينتقل عن مذهبه كل يوم كذا وكذا مرة لما يورد عليه من الإلزامات وتراهم ينقطعون في الحجاج ولا ينتقلون وهذا هو الدليل على أنه ليس قصدهم طلب الحق وإنما طريقهم اتباع الهوى فحسب
فإذا ألزم قال هذا إلزام توجه علي لا على مذهبي وسنأتي بعد بالجواب أو يوجد من ينفصل عن هذه الشبهة ممن ينتحل ديني ومذهبي
فإذا راعينا مثل هذا لم تقم حجة على كافر أبدا وما هذا إلا طريق يوهم جميع الكافرين أنهم على الحق قاتلهم الله أنى يؤفكون وتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا
ومن قبيح ما يلزمهم في اعتقادهم أنا إذا بنينا الحق على ما قالوا وأوجبنا طلب الدين بالطريق الذي ذكروه وجب من ذلك تكفير العوام بأجمعهم لأنهم لا يعرفون إلا الاتباع المجرد
ولو عرض عليهم طريق المتكلمين في معرفة الله تعالى ما فهمه أكثرهم فضلا من أن يصير فيه صاحب استدلال وحجاج ونظر
وإنما غاية توحيدهم التزام ما وجدوا عليه سلفهم وأئمتهم في عقائد الدين والعض عليها بالنواجذ والمواظبة على وظائف العبادات وملازمة الأذكار بقلوب سليمة طاهرة عن الشبهات والشكوك تراهم لا يحيدون عما اعتقدوه وإن قطعوا إربا إربا فهنيئا لهم هذا اليقين وطوبى لهم هذه السلامة فإذا كفروا هؤلاء الناس وهم السواد الأعظم وجمهور الأمة فما هذا إلا طي بساط الإسلام وهدم منار الدين وأركان الشريعة وأعلام الإسلام وإلحاق هذه الدار أعني دار الإسلام بدار الكفر وجعل أهليهما بمنزلة واحدة
ومتى يوجد في الألوف من المسلمين على الشرط الذي يراعونه لتصحيح معرفة الله تعالى أو لا يجد مسلم ألم هذه المقالة القبيحة الشنيعة في قلبه بل لو تقطع حسرات من عظيم ما اخترعوه في الدين وموهوه على الناس كان جديرا بذلك
وإن قالوا إنا لا نكفر العوام فقد ناقضوا أصولهم حين أثبتوا حقيقة المعرفة والإيمان بغير طريقها على أصولهم
وأظن أن من قال عنهم ذلك فإنما هو سلوك طريق التقية ورد تشنيع الناس عليهم وإلا فاعتقادهم وطريقتهم في أصولهم ما ذكرنا
والله يكفي أهل السنة والجماعة شرهم ويرد كيدهم في نحرهم ويلحق بهم عاقبة مكرهم بقدرته وعظيم سطوته
[الإنتصار لأصحاب الحديث لأبي المظفر السمعاني]
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[13 - 09 - 08, 09:09 ص]ـ
بارك الله فيكِ على النقل الطيب النفيس أعانك الله على المزيد من المثابرة و التحصيل
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[03 - 11 - 08, 06:04 م]ـ
للفائدة(51/294)
ما رأي أهل العقيدة في كتاب "فقه العصر" للددو الشنقيطي؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[13 - 09 - 08, 03:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الفضلاء أهل التخصص في العقيدة، اطلعت يوم أمس على كتاب باسم "فقه العصر" للشيخ محمد الحسن الددو، وهو عبارة عن برنامج فتاوى كان يلقى على الشيخ في قناة فضائية، ومن ثم فرغ في كتاب بالاسم المذكور.
إخواني وقفت على كلام في هذا الكتاب ضاق صدري منه والله، خاصة موضوع الأشاعرة والماتريدية، خلاصته أن الشيخ جعلهم من أهل السنة والجماعة، ونحن نعرف ما عندهم من المخالفات الصريحة التي رد عليها أهل العمل قديما وحديثا، ودافع عنهم الشيخ في أكثر من قضية ونفاها عنهم، بل وقال إن بعض الأئمة المعروفين وذكر منهم بن حجر والنووي هم من أئمة الأشاعرة، وقال إن ابن القيم صوفي وأطلق ولم يقيد.
الذي أعرفه عن الأشاعرة والماتريدية مخالف لما قاله الشيخ، فياترى هل معلوماتي صحيحة عن خروج الأشاعرة والماتريدية عن أهل السنة أم أن كلام الشيخ هو الصح؟!.
وإني لأستغل الفرصة وأنا بين مجموعة من طلاب العلم والمشايخ الذين هم أعلم مني بالعقيدة وبهذه الفرق، وأسألهم عن رأيهم في هذا الكتاب.
خصوصا ..
أن المعتني بالكتاب قال عن الشيخ "سماحة العلامة الإمام" ليست هذه القضية، بل القضية إن كان فعلا بهذه الإمامة ويقول كلاما مخالفا لعقيدة أهل السنة والجماعة هنا الخطورة، فإن تأثير كلامه حينئذ على طلاب العلم المبتدئين أو عوام الناس أكبر من لو كان القائل به مجرد شيخ أو عالم دون "سماحة العلامة الإمام".
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
ـ[المنشاوي]ــــــــ[13 - 09 - 08, 03:59 م]ـ
الاشعرية و الماتريدية من فرق الضلال اخي الكريم
و الذي يطلق ان ابن القيم صوفي ما عرف ابن القيم و لا فقه كلامه لان له من صريح الكلام ما يدحض هذا
و الذي يطلق ان النووي و ابن حجر من ائمة الاشعرية نادى على نفسه بالجهل باحوال القوم لانهما و ان كانا من جملة الاشعرية - على شيء من التفصيل - فانهما لم يكونا ابدا من جملة ائمة المذهب حتى الاشعرية ينفون هذا
اما سماحة الائمة فما اكثرهم!!!!!!
بانتظار الحذف (ابتسامة)
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[13 - 09 - 08, 04:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أما الحذف فلا أظن لأن قصدنا الوصول إلى الحق، وأهل الملتقى من أهل الحق فيما نحسب
وآمل ممن اطلع على الكتاب إفادتنا
تنبيه من المشرف:
ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=695820#post695820
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[14 - 09 - 08, 02:57 م]ـ
الان وضحت الصورة أيها المشرف الفاضل فرفع الله منزلتك
حقيقة لم أطلع على هذا الموضوع، وإنما رأيته في كتاب مطبوع فبادرت بالتحري
حمانا الله وإياكم ومشايخنا الأفاضل من كل سوء حسي و معنوي
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[14 - 09 - 08, 04:38 م]ـ
الشيخ محمد الحسن الددو، وقع في أخطاء يجب التحذير منها، و ينبغي الاستفادة من باقي علمه،
هذه الوسطية بلا غلو ولا إجحاف،
وأرى والله أعلم أن كثير من كلامه لا يخلو من تأويل، فمثلا قوله إن الأشاعرة من أهل السُنة، إن قصد أمثال ابن حجر والنووي، فالخلاف لفظي، وقد وقع في هذا من هو أعلم منه أمثال السفارييني، و من المعاصرين الغنيمان
ولا أخفيكم حديثا، أنني إغتظت حينما سمعت كلامه عن أهل البدع، يتكلم عنهم بكل رفق ولين ويلتمس لهم الأعذار، وحينما يتكلم عن السلفية ونبذهم للتقليد وتحريمهم للمولد يصفهم بالخوارج ... !!!
،ولكن نتأول له في كلامه عن أهل البدع ودخولهم الجنة، بأنه يقصد أشخاصهم ممن لم تقام عليهم الحجة، وانا أعلم أن هذا تأويل بعيد إذا ما سمعتم كلامه الأصلي، ولكن نحمل كلامه على أجمل المحامل.
أقول هذا لأننا لسنا مثلهم لا ننتصر لأنفسنا،، فأهل السُنة أعلم الناس بالحق وأرحم الناس بالخلق
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[14 - 09 - 08, 09:14 م]ـ
الشيخ محمد الحسن الددو، وقع في أخطاء يجب التحذير منها، و ينبغي الاستفادة من باقي علمه،
هذه الوسطية بلا غلو ولا إجحاف،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/295)
وأرى والله أعلم أن كثير من كلامه لا يخلو من تأويل، فمثلا قوله إن الأشاعرة من أهل السُنة، إن قصد أمثال ابن حجر والنووي، فالخلاف لفظي، وقد وقع في هذا من هو أعلم منه أمثال السفارييني، و من المعاصرين الغنيمان
قال الشيخ العلامة / عبدالله الغنيمان وفقه الله تعالى:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:
فسبق أن أجاب الدكتور عبدالعزيز القارئ على سؤال في حكم التعاون على الخير مع من يعتقد مذهب الأشعرية وأيده في ذلك فضيلة الشيخ محمد السحيباني ووقعت أنا على جوايبهما مؤيداً لهما فكان في الجواب أن الإشارة في الأمور العامة من أهل السنة ففرح بذلك بعض من أشرب قلبه حب الباطل ممن تمسك ببدعة الأشعرية وضلالها كما أنكر من لم يفهم المراد من أهل السنة، فصار أولئك ينشرون تلك الفتوى، ويحتجون بها على أن الأشعرية من أهل السنة، فلزم لذلك البيان والإيضاح.
فأقول: من تأمل الجواب علم أن المقصود ليس ذكر حكم مذهب الأشعرية وإنما المقصود التعاون معهم في أمور الإسلام العامة سواءً صار من له الأمر منهم أومن أهل السنة، والمراد بالأمور العامة مثل الإمامة وقيادة الجيوش في قتال الكفار ومثل القضاء وإمامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك فإذا كان إمام المسلمين أشعرياً في عقيدته أو كان قائد الجيش في قتال الكفار أشعرياً، أوكان في جنود المسلمين أشاعرة , وكان القاضي أشعرياً أو إمام الصلاة وما أشبه ذلك فلا يجوز أن يُعصوا في ذلك ويفارقوا بل حكمهم في ذلك حكم أهل السنة ولم يزل المسلمون على ذلك منذ وجد هذا المذهب كما هو واضح عند أهل العلم.
فملوك بني أيوب مثل صلاح الدين وكذلك مماليكهم الذين صاروا ملوكاً كلهم على هذا المذهب الأشعري وكثير من العلماء الكبار مثل الباقلاني وابن وابن فورك والاسفراييني والعز بن عبدالسلام والحليمي والبيهقي والنووي وابن حجر العسقلاني وغيرهم كثير على هذا المذهب.
وغالب قضاة المسلمين في مصر والشام والعراق والحجاز وسائر بلاد المسلمين كانوا أشاعرة بل كان أمير المؤمنين المأمون وأخوه المعتصم وابنه الواثق على مذهب المعتزلة الذين يقولون بخلق القرآن وإنكار صفات الله تعالى، ولم يأمر أحد من العلماء المعتبرين بخلعهم والخروج عليهم وعدم طاعتهم أو القعود عن القتال معهم ولأن هذا من الأمور الهامة ينص عليه العلماء عليه في عقائدهم وكان الإمام أحمد وغيره من علماء السنة يأمرون بطاعتهم وينهون أشد النهي عن الخروج عليهم ويقاتلون العدو معهم ويدعون لهم.
وهذا واضح على مذهب أهل السنة لأنهم لا يرون الأشاعرة ونحوهم كفاراً بل هم على الإسلام وإن كانوا قد ضلوا في توحيد الأسماء والصفات وغيره فهم مسلمون.
أما مذهب الأشاعرة في صفات الله تعالى وفي بعض مسائل الإيمان والقدر فهو ضلال بين وفيه تناقض واضح فهم في ذلك بعيدون عن أهل السنة فليسوا منهم بل مذهب الأشعرية أمشاج من مذاهب المتكلمين والفلاسفة والصوفية والسنة , وإذا لم يخلص الحق من الباطل فلا يكون على السنة التي جاء بها رسول صلى الله عليه وسلم، وكان عليها أصحابه وأتباعهم إلى اليوم , ثم الإنتساب إلى مذهب الأشعرية بدعة ضلالة ويقال مثل ذلك في مذهب الماتريدية , وكيف يكون من أهل السنة من يخالف صريح القرآن وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل مسألة الاستواء على العرش وعلو الله تعالى على خلقه ونحو ذلك.
ونسأل الله تعالى لنا ولهم الهداية إلى الحق وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا أتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وألا يجعل علينا الأمر ملتبساً فنضل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وجميع صحبه والله أعلم
قاله وكتبه
عبدالله بن محمد الغنيمان
16/ 1/1428هـ
http://alsaha.fares.net/sahat?128@10...j4.0@.3ba9c475 (http://alsaha.fares.net/sahat?128@10...j4.0@.3ba9c475)
تنبه يأخي في النقل والنسبة للعلامة الغنيمان
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 - 09 - 08, 11:23 م]ـ
كلام الشيخ ليس كما وصفته.
بل هو اجتهاد يحتمل الصواب والخطأ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/296)
ومن قال: " الأشاعرة من أهل السنة " فهو لفظ مجمل .. لا ينبغي تبديع قائله ووصفه بما لا ينبغي .. ولا يعد مخالفاً لعقيدة أهل السنة لمجرد هذا القول .. سيما إن رأيته يبين أخطائهم في الاعتقاد في المسائل التي خالفوا فيها أهل السنة.
واستمع إن شئت لشرحه على منظومة جملة العقائد أو كتاب التوحيد، أو كتاب الإيمان من صحيح البخاري.
قال في خطبة له في السجن يوم 01/ 08/2003: "ولذلك نسمع المستهزئين يتمادون في غيهم في هذه الأيام حتى يصلوا إلى تعطيل صفات الله عز وجل وإنكار ما ثبت منها في القرآن والسنة فهم ينكرون الفوقية عن رب العالمين جل جلاله وقد أثبتها لنفسه في ثماني عشرة آية من كتابه وأثبتها له رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدد كبير من الأحاديث الصحيحة عنه وألف فيها كثير من أهل العلم الكتب الكثيرة فقد ألف الإمام ابن قدامة رحمه الله إثبات العلو للعلي الغفار وألف الإمام الذهبي كذلك رحمه الله كتاب العلو للعلي الغفار فجلبوا فيه هذه النصوص كلها من الكتاب ولسنة ولا يطعن في فوقية الله على خلقه إلا من كان من أهل البدع الذين تسود وجوههم يوم القيامة وقد صح عن ابن عباس رضي الله عنه في قول الله تعالى: " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه" قال: تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة مصداق ذلك في القرآن قول الله تعالى: " يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين" إن الذين ينكرون صفات الله سبحانه وتعالى ويطعنون فيها يظنون أنهم أعلم بالله من الله أو أنهم أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم. تبا لهم! وخزيا لهم! كيف يتجاسرون على صفات الله عز وجل التي أثنى بها على نفسه و أثنى بها عليه رسوله صلى الله عليه وسلم وأقر بها المؤمنون لله عز وجل. إنهم بذلك يعلنون الحرب على رب العزة الملك الديان الذي السماوات السبع والأرضون السبع في قبضة يمينه يوم القيامة يهزهن فيقول: أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون. إنهم يتجاسرون على الملك الديان الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أخرج عنه مسلم في الصحيح:" إن الله قيوم لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يرفع القسط ويخفضه يرفع إليه أمر الليل قبل النهار وأمر النهار قبل الليل حجابه النور لو كشف الحجاب عن وجهه لحظة لأحرقت سبحات وجهه ما وصل إليه بصره من خلقه." سبحان الملك الديان. سبحانه وتعالى " اهـ كلامه بلفظه.
وقال في حوار مع مجلة البيان: "نحن كانت تهمتنا: التهمة الأولى: أنَّنا لسنا مالكيين ولسنا أشعريين ولسنا جنيديِّين، بل نحن خارجون من هذا الثالوث؛ لأنَّا سلفيُّون، وفي كل وسائل الإعلام كانوا يشيرون لنا بأنَّنا وهابيُّون خارجون من الملَّة، ونحن صدَّقناهم وقلنا لهم: نعم! نحن خارجون من الملَّة التي انحرفت عما جاء به محمد? كما قال شعيب عليه السلام: {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا} [الأعراف: 89]
ومن التهم كذلك: أنَّنا وراء بناء سبعة آلاف وخمسمائة مسجد! ومن وراء نشر الحجاب بين النساء! وهي تهم لا نتوب منها، ونسأل الله أن يتحقق مرادنا منها ".
قولك: " وقال إن ابن القيم صوفي وأطلق ولم يقيد ".
هذا غير صحيح .. فالذي أذكره أنه قال: هو شيخ التصوف الحق ..
ولعلك تستفيد من هذا الجمع:
حوارات ولقاءات مع الشَّيخِ مُحَمَّد الحَسَن الدَّدُو الشَّنقِيطيِّ ( http://http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=44093&d=1170445172)
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[14 - 09 - 08, 11:48 م]ـ
فقه العصر هو من أفضل البرامج التي استمعت لها على اطلاق ... ومن لم يستمع الى هذا البرنامج المبارك فاته الكثير ... أرجوا من الاخوة الكرام أن ينقلوا حرفياً ما قال الشيخ, أكرر ... حرفياً. لا ما فهموا من كلامه ... والله المستعان.
العلامة الددو من أوعية العلم حفظه الله ... فان وجدت ما ينكر عليه فاتهم عقلك قبل أن تتهمه.
والسلام عليكم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[15 - 09 - 08, 12:35 ص]ـ
فقه العصر هو من أفضل البرامج التي استمعت لها على اطلاق ... ومن لم يستمع الى هذا البرنامج المبارك فاته الكثير ... أرجوا من الاخوة الكرام أن ينقلوا حرفياً ما قال الشيخ, أكرر ... حرفياً. لا ما فهموا من كلامه ... والله المستعان.
العلامة الددو من أوعية العلم حفظه الله ... فان وجدت ما ينكر عليه فاتهم عقلك قبل أن تتهمه.
والسلام عليكم
هوِّن عليك فو الله ما أراك إلا غلوت في الرجل غلوًا قد أهلك من كان قبلك.
ومن عارض الشيخ في بعض ما قاله فإنه يعارضه بصريح الكتاب والسنة لا مجرد اتهام وأوهام.
اعرض ما تستطيع أن تدافع به عن الشيخ وإلا فالسكوت خير لك من هذا التعقيب الغالي.
ولعل برنامج فقه العصر هو أفضل البرامج بالنسبة إلى قناة اقرأ بهذا قد تكون العبارة صحيحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/297)
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[15 - 09 - 08, 01:45 ص]ـ
أخي بلال
لماذا حرفت مسار الموضوع إلى مسائل شخصية، يا أخي نحن لا نتكلم عن شخص الشيخ حفظه الله وإياك، ولسنا هنا نتكلم عن البرنامج وغيره هب أن الشيخ قاله على ظهر عيس، ما هذا قصدنا بارك الله فيك .. فتنبه
إنما نحن هنا نريد أن نعرف الحق وفق الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة
أما أن تقول أن منتقد الشيخ الددو حفظه الله متهم في عقله، فهذا تجاوز لانرضاه لمثلك، فليس معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم أمر مهم جدا، من انتقد الشيخ الددو فهو ينتقد ما يقول لا ينقد ذات الشيخ، فأرجو بارك الله فيك وفي غيرك من الإخوة أن لا نحرف مسار الموضوع إلى مواضيع جانبيه، (وإلا السلامة كل السلامة في إغلاق مثل هذا الموضوع، حتى لا نضطر بعضنا بعضا في الوقوع في لحوم العلماء، فإنها مسمومة ونحن في مندوحة عنها).
فإن حراسة العقيدة أهم من أي شخص في الدنيا مهما كانت الميول
ملاحظة: من لم يحظ بمشاهدة برنامج فقه العصر فلم يفته شي، فالبرنامج قد طبع في كتاب
بصرني الله وإياكم طريق الحق والنجاة
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[16 - 09 - 08, 03:50 م]ـ
هوِّن عليك فو الله ما أراك إلا غلوت في الرجل غلوًا قد أهلك من كان قبلك.
ومن عارض الشيخ في بعض ما قاله فإنه يعارضه بصريح الكتاب والسنة لا مجرد اتهام وأوهام.
اعرض ما تستطيع أن تدافع به عن الشيخ وإلا فالسكوت خير لك من هذا التعقيب الغالي.
ولعل برنامج فقه العصر هو أفضل البرامج بالنسبة إلى قناة اقرأ بهذا قد تكون العبارة صحيحة.
هذا الرجل علق على مشاركتي ... وأنا علقت على مشاركته
فحذفت مشاركتي وبقيت مشاركته ... هل هو الهوى أم المزاجيه أم ماذا؟؟!!
سؤال: لو طعن في عقيدة الشيخ ابن عثيمين أو ابن باز رحم الله الجميع, ما كنتم فاعلين بعد سلخ جسد القائل طبعاً؟!
اريد التوضيح على هذا الموضوع ... من أنت يا حاذف المشاركات ولما حذفت؟؟؟!!!
اذا حذفت هذه المشاركة فسيكون هذا فراق بيني وبينكم ولا حاجة لي بعد الآن في هذا الملتقى.
والسلام عليكم
عليكم السلام
المشاركات المحذوفة ليست علمية إنما فيها السخرية من أخيك
فلعلك كتبتها وقت غضب أو انفعال.
طالع الرابط في المشاركة الثالثة
## المشرف ##
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 - 09 - 08, 03:58 م]ـ
لا مانع من الرد العلمي والتعقيب الشرعي على بعض اختيارات الشيخ حفظه الله ..
لكن للأسف هذا غير موجود في كل ما قرأته من المواضيع التي أثارها البعض عن هذا البرنامج ..
وحسبك أنهم صاروا يقتطعون الكلام وينقلون ما يريدون ويدعون ما يريدون وهذا لا يدل على سلامة في النية وإرادة النصح.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[16 - 09 - 08, 04:28 م]ـ
يا إخواني هداكم الله ما هذا الإسلوب؟!
أخي بلال، لماذا هذه القسوة والتهجم؟
أبا الحسنات لماذا هذا الظن؟
أأشققتم عن القلوب؟!
أيها الأحباب من كان يضيق صدره من المناقشات فلا يلج فيها، حتى لا يضطر نفسه إلى الغلط على نفسه وإخوانه.
يا إخواني لنتق الله في بعضنا البعض
نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 - 09 - 08, 08:29 م]ـ
يا إخواني هداكم الله ما هذا الإسلوب؟!
أخي بلال، لماذا هذه القسوة والتهجم؟
أبا الحسنات لماذا هذا الظن؟
أأشققتم عن القلوب؟!
أيها الأحباب من كان يضيق صدره من المناقشات فلا يلج فيها، حتى لا يضطر نفسه إلى الغلط على نفسه وإخوانه.
يا إخواني لنتق الله في بعضنا البعض
نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص
طيب ..
أين قال الشيخ عن ابن القيم أنه صوفي " وأطلق "!!.
وما هو الكلام الخطير الذي قاله وهو مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة؟!.
ثم هل ازعجك أن يوصف الشيخ حفظه الله بالإمام العلامة ولم يزعجك أن تنسب إليه ما لم يقله؟.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[16 - 09 - 08, 11:06 م]ـ
وما هو الكلام الخطير الذي قاله وهو مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة؟!.
.
- من يعدّ الأشاعرة (هكذا) دون تفريق بين غلاتهم ومن دونهم ودون تفريق في مسألة دون أخرى من أهل السنة فهذا ينبني عليه:
- أنَّ من عطل الله سبحانه عن صفاته التي وصف بها نفسه في كتابه ووصفه بها رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أهل السنة.
- أنَّ العقل هو الأصل في الاستدلال، وما النقل إلا تابع للعقل.
- أنَّ من نطق بالشهادتين ورضي بالإسلام ديناً وأقرّ قلبه بذلك فهو من أهل الجنة وإن لم يصل ولم يزكِ ولم يصم طول حياته بل إن لم يعمل خيرًا قط.
- أن إيمان الصحابة رضوان الله عليهم ناقصٌ بل إيمانهم كإيمان العوام، حيث لم يسلكوا طرق الاستدلال والنظر في إثباتهم لوجود الله فكل ما أتوا به من مناقبٍ وفضائلٍ مبنيٌّ على أمر لا يصح وهو عدم طلبهم النظر.
- أن الاحتفال بالمولد النبوي وإن لم يفعله النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا صحابته ولا أهل القرون المفضلة يجوز لنا أن نقرّ من فعل هذا الفعل، بل يجوز لنا أن نهنئه بهذا. حتى ولو لم يرد ذلك عن السلف الصالح.
- أن هذه الردود والمؤلفات التي كتبها أهل العلم لمن ابتدع المولد ليست إلا تضخيمًا لأمر هيّن، ويلزم من قال هذا أحد أمرين:
- إما أنه يكتفي بالإنكار كقول: لا يجوز. دون ردود وتبديع وتفسيق و .. و .. ,
- أو أنه يجوز هذا، ومن يشارك بالتهنئة في هذا العمل فمعنى هذا أنه يقر بأصل الفعل وأنه جائز فلا وجه للتحريم عنده. وعليه فأصل ما يفعله أهل الملل كالرافضة والصوفية بأئمتهم في موالدهم ووفياتهم أصل صحيح.
- وهذه الثلاث الطوام هي قولُ سماحة الإمام العلامة المتفنن الذي أبهر الأصاغر - وأنا منهم- والأكابر في كلية الشريعة بالرياض والبلاد السعودية في المنطق والأصول والمقاصد والتخريج وغيرها من العلوم الشيخ الددو الشنقيطي ولازُمُه ومدلُولُه ومفهومه إلا إن كان الشيخ الإمام يتحدث بغير العربية ولكن بحروف عربية فهنا نتوقف عن نسبة هذا الكلام للشيخ الإمام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/298)
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[17 - 09 - 08, 10:56 ص]ـ
هدى الله الجميع لما يحبه ويرضى:
بعض النقولات عن الشيخ حتى يحكم فيها المشايخ:
(فلذلك كثير من الأشاعرة ينسبون بعض الحنابلة إلى التشبيه وليسوا مشبهين، لكن نظراً للإثبات الذي فيه زيادة قليلة، وكذلك كثير من الحنابلة ينسبون الأشاعرة إلى التعطيل، وليسوا معطلة في أغلبهم، لكن مقصود ذلك أنهم بالغوا في التنزيه أيضاًَ.)
سؤال هل يوجد اشعري ليس معطل؟
سؤال لماذا دائما يذكر الشيخ الحنابلة ولا يذكر اهل السنة هل المالكية والشافعية والثوري حنابلة؟
لماذا تعقد المقارنة دائما باسم الحنابلة؟
وقال ايضا"
(وهذا يتفق عليه جميع أهل السنة على مختلف مذاهبهم، فإنهم يتفقون على إثبات صفة الكلام لله، ولكنهم اختلفوا في إثبات الكلام النفسي)
اي صفة كلام اتفقوا عليها؟ ليس هناك اتفاق قط بين اهل السنة والاشاعرة وخاصة في صفة الكلام التي هي اشهر من نار على جبل!! فما ادري لماذا تعرض المسالة بهذه الطريقة؟
ثم اردف قائلا ((والكلام النفسي معناه: الكلام المنسوب إلى النفس، وليس معناه حديث النفس، كما يفهمه بعض الناس، فبعض الناس إذا سمع (الكلام النفسي) ظن أن معناه: حديث النفس الذي هو درجة من درجات اليقين، وهذا غير صحيح، بل الكلام النفسي معناه: الكلام الذي هو غير ملفوظ به، بل القدرة على الكلام، أي: أن يكون أحد قادراً على الكلام، فهذا هو الكلام النفسي.))
لا والله ياشيخ لا يوافقك عليه حتى الاشاعرة!! إذا كان الله قادرا على الكلام فما طبيعة هذا الكلام
فعادت المسالة الى, ماهذا الكلام الذي اثبتوه؟ واذا كان داخلا تحت القدرة فهو جائز في حقه وكل ما تحتها فهو حسن لا قبيح!!
بكل اختصار ما معنى ((قادر على الكلام)) اي شيء هذا الكلام هل بحرف وصوت ام ماذا؟
نريد ان نفهم لا نريد الطعن ..
ثم اردف قائلا حفظه الله ورعاه:
((والكلام النفسي إذا فسرناه بأن معناه: القدرة على التكلم متى شاء بما شاء، فلا مشاحاة فيه، وينبغي ألا يكون محلاً للخلاف))
لا تعليق!!
ثم اتقل الى تخطئة شيخ الاسلام وكانه مافهم كلام الاشاعرة:
((لكن اختلف أهل الاصطلاح في تسميته بذلك، فذهب الأشعري و الماتريدي و ابن كلاب إلى تسميته بالكلام النفسي، وسلك هذه الطريقة جمهور العلماء من الأصوليين والمتكلمين وغيرهم.
وأنكر هذا الاصطلاح شيخ الإسلام ابن تيمية.
وأظن ذلك راجعاً إلى تصور معنى الكلام النفسي؛ لأن من أنكره كأنه تصور أن معناه: حديث النفس فقط، وإلا فلا يمكن أن يخفى على شيخ الإسلام ابن تيمية أن الله سبحانه وتعالى قادر على الكلام متى شاء))
ياشيخ لوكان غير بن تيمية!! اين ذهبت التسعينية؟
وزاد الشيخ مبينا خطأ بن تيمية ((ولذلك حين وصل _شيخ الإسلام ابن تيمية_ إلى هذه النقطة سماها باصطلاح آخر، فقال: كلام الله قديم النوع محدث الآحاد أو الأفراد.
والنوع مقصوده به: الكلام النفسي، لكنه سماه النوع، وهذا الاصطلاح الذي أطلقه شيخ الإسلام ابن تيمية اصطلاح بعيد جداً؛ لأن النوع لا تصور له في الخارج إلا بأفراده، فمثلاً: الإنسان نوع من أنواع الحيوان، وهل يمكن أن يكون إنسان موجوداً ليس من البشر المعروفين، لا ذكراً ولا أنثى ولا خنثى؟ لا يمكن أن يقع هذا أبداً؛ لأن الإنسان إنما يتصور بفلان أو فلانة مثلاً، فلا يفصل بين مفهوم النوع وما صدقه فمفهومه تفسيره، وما صدقه أفراده.
فلا يمكن أن تكون الأفراد محدثة ويكون النوع قديماً أو العكس؛ لأن النوع إنما يتجلى في أفراده، وكذلك الجنس.))
فما قول مشايخ الملتقى؟ حراس العقيدة
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[17 - 09 - 08, 11:32 ص]ـ
وجدت لكم الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102364
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68231&highlight=%C7%E1%CF%CF%E6+%C7%E1%C3%D4%C7%DA%D1%C9 +%C7%E1%E3%C7%CA%D1%ED%CF%ED%C9
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 09 - 08, 04:35 م]ـ
الأخ إبراهيم: ارجع إلى المشاركة رقم 7 .. واستمع لكلام الشيخ جيداً في شروحه للكتب العقدية .. حتى تعرف مطلق كلامه من مقيده ومفهومه من منطوقه ..
وأسلوب الاستهزاء هذا لا ينفع ..
بارك الله فيك ..
ورأيي أن تعرض الأمور المنتقدة على الشيخ حفظه الله وينظر في جوابه عنها.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 12:43 ص]ـ
الأخ الدمشقي إن كنتَ تقصدني فأنا أبو إبراهيم ولستُ إبراهيم.
ولا أحتاجُ أن أراجع كلام الشيخ وفقه الله، فكلامه معروف لدي منذ زمن، بل إني رأيت البرنامج الذي تكلم فيه عن الأشاعرة صدفةً.
لكن يبدو أخي الكريم أنه هالَكَ الكلام السابق والذي في الروابط من الإخوة وعظُمَ الأمر في نفسك حول هذه المسائل مما جعلك تقول راجع الكلام وافهم منطوقه ومفهومه. وهذا جواب العاجز عن الرد والمدافعة. وهو الذي لا ينفعك. بل رأيي عليك أن لا تدافع عن أحد بغير حجة.
ثم اعلم أخي الكريم أننا لسنا هنا في مكان عوام حتى نتكلم عن الأعلام -ومنهم الددو- جزافًا أو ظنًّا أو تخرُّصًا.
القضية كبيرة جدًا لأن الذي قال هذا الكلام كبير في أعيننا ومقامه عالٍ في نفوسنا، لكن الحق أعلى من أي أحد سواءًا يحفظ مليون شاهدٍ أو مليون حديث.
بل والله إن العامي الذي يعيش على التوحيد صافيًّا نقيًّا ويدافع عنه، خير -عندي- ممن يفتح الأبواب أمام أهل الأهواء كي يلبسوا على الناس في عقائدهم وينالوا من أهل السنة خصوصًا في هذا الزمان وإن كان من أعلم أهل الأرض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/299)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[18 - 09 - 08, 02:14 ص]ـ
بل والله إن العامي الذي يعيش على التوحيد صافيًّا نقيًّا ويدافع عنه، خير -عندي- ممن يفتح الأبواب أمام أهل الأهواء كي يلبسوا على الناس في عقائدهم وينالوا من أهل السنة خصوصًا في هذا الزمان وإن كان من أعلم أهل الأرض. [/ COLOR]
صدقت بارك الله فيك.
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[18 - 09 - 08, 07:57 ص]ـ
وقال في صفة الاستواء:
((وأما الاستواء المعدى بعلى فمعناه الاستقرار والثبات)) يا شيخ لماذا تركت القول المشهور المعروف؟ وهو "العلو"!! ياشيخ لماذا تشرح بهذه الطريقة في باب هو من اهم الابواب؟
ثم يقول الشيخ:
((وأما استواء الله سبحانه وتعالى على عرشه فلا يفسر)) لماذا عفى الله عنك؟ لماذا تفاجئ السامع دائما بمثل هذا؟ لماذا لا تقدم وتبدأ بما هو معلوم معروف ثم تبين ما قد يقع من خطأ عند بعضهم؟ لماذا تعكس هذا الامر؟ فمن يتتبع شرحك او يسمع كلامك باحثا عن الحقيقة لا يجدها الا في اخر سطر او كلمة وفيها غموض وتحفظ!! وربما يكون الطالب قد كل ذهنه وضاع فكره فلا يصل اليها بعد تلك التحفظات والتمويهات!!
ربما تظن ايها القارئ ان الشيخ بين ذلك ولو في اخر سطر!! اسمع:
((فهو من الصفات الثابتة التي قراءتها تفسيرها)) لعلكم فهمتم الطريقة التي يشرح بها الشيح عفى الله عنه!! ((قراءتها تفسيرها)) مازال الكلام في تلك التحفظات!
طيب ياشيخ اين تفسيره بالعلو؟ لماذا لم تاتي به في اول كلامك وتريحنا ياشيخ؟
اسمع كلام الشيخ مكملا الموضوع
: ((ولا يجوز تفسيره بأي شيء)) اجماع اهل السنة على انه بمعنى العلو
ربما تقرر عند السامع وخاصة اذا كان طالبا مبتدأ وزد على ذلك انه معظما للشيخ= اقول ربما ترسخ عنده - حتى لو فسره بالعلو-ان اهم شيء هو ان لاتفسر بشيء ابدا لان الشيخ جعل مقدمة طويلة من التحفظات التي تخيف من يدخل في تلك التفشيرات!
ولماذا قال الشيخ هذا الكلام اسمع ما يقول:
((لأننا لا علم لنا بهذا)) لكن يا شيخ يفسر من حيث اللغة؟
ثم يكمل الشيخ قائلا ومائلا عن الصواب:
((فلهذا من فسره بما فسرنا به الاستواء في اللغة فقد ابتدع))
لا حول ولا قوة الابالله,,,
قلت لكم سابقا والله لو الشيخ ذكر الصواب بعد ذلك لكان مخطئا ملوما فكيف ولماذا واين وليت ولعلى.
ثم يقول ((فمن قال: استوى على العرش بمعنى: استقر عليه أو نحو هذا فقد ابتدع في دين الله، فلم يرد هذا عن أحد، بل قال الإمام أحمد: (لا كيف ولا معنى)) ياشيخ اصلا لماذا اتيت بالاستقرار من اوله وجعلته هو اللغة؟ ياشيخ لايجوز لك مثل هذا الكلام عفى الله عنك!!
ثم تنزلا قد ذكر من اهل العلم كالشيخ بن عثيمين وغير انه ياتي بمعنى الاستقرار فهل هم ابتدعوا
ولكن هذا هو اسلوبك وطريقتك في التخويف والترويع مما حدتك الى رمي العلماء بالبدعة مخالفا لطريقة العلماء,, فمن يسمع كلامك يرى ان السلامة هو التفويض لانك جعلت مقدمات وتهويشات ودخلت البيت من غير بابه .....
ثم يقول الشيخ في كيف يفسر باللغة وقد جانبه الصواب ولازال مستمرا في طريقته:
((لكن يكون الاستواء معلوماً إذا سئل عنه في اللغة العربية، فيقال: يطلق الاستواء على الاستقرار والثبات، لكن تفسيرها في الآية قراءتها، ولا يتعدى ذلك.))
((قراءتها، ولا يتعدى ذلك))!! طيب اين تفسيره بالعلو؟ قد ياتي اخر ويقول هذا الشيخ له كلام اخر يقول بالعلو!! يا اخي وحبيبي رزقنا الله واياك التقى المسألة في طريقة الشيخ المسالة في عرض الشيخ المسالة
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[18 - 09 - 08, 03:47 م]ـ
إن صح ما نقله الأخ عبد الرحمن خالد عنه فإنا لله وإنا إليه راجعون،فالشيخ يميل إلى أهل الأهواء أكثر منه إلى أهل السُنة
ولقد قال كلاما غريبا، بأن الذي بفسر الإستواء بالاستقرار مبتدع! على الرغم من أن ابن القيم نقل عن بعض السلف قولهم بهذا
وقد قرأت كلام ابن قتيبة وابن عبد البر وقد فسرا "استوى" باستقر
ثم يأتي بمقولة ابن عيينة: (كل شئ وصف الله به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره)،وهي من أصرح مقولات السلف في إثبات المعنى الظاهر ثميقوم بلي عنقها إلى التفويض، فانظر إلى التلبيس.
قول السلف: (فقراءته تفسيره) بمعنى أنه بمجرد أن تقرأها تفهمها وتعقلها وتفسرها، ولا تحتاج لتأويل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/300)
قال الحافظ الذهبي: (وكما قال سفيان وغيره، قراءتها تفسيرها يعني أنها بينة معروفة واضحة في اللغة لا يبتغى بها مضائق التأويل والتحريف وهذا هو مذهب السلف مع اتفاقهم أنها لا تشبه صفات البشر بوجه إذ الباري لا مثل له في ذاته ولا في صفاته) اهـ العلو
ثم انظر لاستشهاد الشيح بكلام الإمام أحمد (لا كيف ولا معنى) كما يفسرها أهل الأهواء!!
لا حول ولا قوة إلا بالله
لكم الله يا أهل السُنة في زمن الغربة
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 09 - 08, 04:55 م]ـ
الكلام الذي نقله الأخ ذكره الشيخ في شرحه الأول لمنظومة جملة العقائد عند قول الناظم:" قَدْ استَوَى إلى السَّمَاءِ وَاسْتَوَى = بَعْدُ عَلَى العَرْشِ بِخُلْفِ المُحتَوَى " ولا علاقة له بـ " فقه العصر ".
وهذا نص كلامه: "هذه صفة أخرى هي صفة الاستواء وهي من الصفات الفعلية، وهي على نوعين: النوع الأول: المعدى بإلى، والنوع الثاني: المعدى بعلى فالنوع الأول: المعدى بإلى، جاء في السماء في قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت:11]
والاستواء المعدى بإلى هو بمعنى التوجه والنظر، وأما الاستواء المعدى بعلى فمعناه الاستقرار والثبات.
وأما استواء الله سبحانه وتعالى على عرشه فلا يفسر، فهو من الصفات الثابتة التي قراءتها تفسيرها ولا يجوز تفسيره بأي شيء؛ لأننا لا علم لنا بهذا؛ فلهذا من فسره بما فسرنا به الاستواء في اللغة فقد ابتدع، فمن قال: استوى على العرش بمعنى: استقر عليه أو نحو هذا فقد ابتدع في دين الله، فلم يرد هذا عن أحد، بل قال الإمام أحمد: (لا كيف ولا معنى).
لكن يكون الاستواء معلوماً إذا سئل عنه في اللغة العربية، فيقال: يطلق الاستواء على الاستقرار والثبات، لكن تفسيرها في الآية قراءتها، ولا يتعدى ذلك " اهـ بلفظه.
وفي هذا الكلام أمور:
الأول: المنع من تفسير الاستواء بمعناه اللغوي الذي هو الاستقرار، وتبديع قائله.
وهذا فيه نظر، لأن تفسير الاستواء ورد عن السلف وتحصل من كلامهم تفسيره بأربعة تفسيرات نظمها ابن القيم بقوله:
وانظر الى قول ابن عباس بتفسـ ... ـير استوى ان كنت ذا عرفان
وانظر الى أصحابه من بعده ... كمجاهد ومقاتل حبران
وانظر الى الكلبي أيضا والذي ... قد قاله من غير ما نكران
وكذا رفيع التابعي أجلهم ... ذاك الرياحي العظيم الشان
كم صاحب القي اليه علمه ... فلذاك ما اختلفت عليه اثنان
فليهن من قد سبه اذ لم يوا ... فق قوله تحريف ذي البهتان
فلهم عبارات عليها أربع ... قد حصلت للفارس الطعان
وهي استقر وقد علا وكذلك ار**تفع الذي ما فيه من نكران
وكذاك قد صعد الذي هو أربع ... وأبو عبيدة صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره ... أدرى من الجهمي بالقرآن
ومراد من قال من الأئمة والعلماء عن نصوص الصفات بأنها لا تفسر أنها لا تفسر بتفسيرات الجهمية، أما إذا ثبت عن السلف أنهم فسروها بمعنى من المعاني فالأخذ به، وكلام الشيخ حفظه الله ربما يصلح في غير صفة الاستواء.
قال شيخ الإسلام: "وَرُوِيَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِي أَنَّهُ لَمَّا سُئِلَ عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فَقَالَ: تَفْسِيرُهُ كَمَا يُقْرَأُ هُوَ عَلَى الْعَرْشِ وَعِلْمُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ؛ وَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ. وَرَوَى أَبُو الْقَاسِمِ اللالكائي " الْحَافِظُ. الطبري؛ صَاحِبُ أَبِي حَامِدٍ الإسفرائيني فِي كِتَابِهِ الْمَشْهُورِ فِي " أُصُولِ السُّنَّةِ " بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ صَاحِبِ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ كُلُّهُمْ - مِنْ الْمَشْرِقِ إلَى الْمَغْرِبِ - عَلَى الْإِيمَانِ بِالْقُرْآنِ وَالْأَحَادِيثِ؛ الَّتِي جَاءَ بِهَا الثِّقَاتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صِفَةِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ: مِنْ غَيْرِ تَفْسِيرٍ؛ وَلَا وَصْفٍ وَلَا تَشْبِيهٍ؛ فَمَنْ فَسَّرَ الْيَوْمَ شَيْئًا مِنْهَا فَقَدْ خَرَجَ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ؛ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَصِفُوا وَلَمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/301)
يُفَسِّرُوا؛ وَلَكِنْ أَفْتَوْا بِمَا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ثُمَّ سَكَتُوا؛ فَمَنْ قَالَ: بِقَوْلِ جَهْمٍ فَقَدْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ لِأَنَّهُ قَدْ وَصَفَهُ بِصِفَةِ لَا شَيْءَ. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ أَخَذَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ وَطَبَقَتِهِمَا مِنْ الْعُلَمَاءِ. وَقَدْ حَكَى هَذَا الْإِجْمَاعَ وَأَخْبَرَ أَنَّ الْجَهْمِيَّة تَصِفُهُ بِالْأُمُورِ السَّلْبِيَّةِ غَالِبًا أَوْ دَائِمًا. وَقَوْلُهُ مِنْ غَيْرِ تَفْسِيرٍ: أَرَادَ بِهِ تَفْسِيرَ " الْجَهْمِيَّة الْمُعَطِّلَةِ " الَّذِينَ ابْتَدَعُوا تَفْسِيرَ الصِّفَاتِ بِخِلَافِ مَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ مِنْ الأثبات ".
والذي أراه أن يراجع الشيخ في هذا الكلام وأظنه سيرجع إلى الحق.
الأمر الثاني: من فهم من كلام الشيخ التفويض فقد أساء الفهم، لأن الشيخ يقول عن الاستواء أنه صفة، والمفوض ينفي أن يكون صفة.
الأمر الثاني: تحميل كلام الشيخ فوق ما يحتمل - كما فعل الأخ عبد الرحمن - من الظلم والحيف، ناهيك عما في مشاركة هذا الاخ من التطاول.
فالشيخ مثبت لصفة الاستواء، ومثبت لعلو الله، وليت الأخ أنصف ونقل تتمة كلامه في صفة العلو: " وهذا إثبات لصفة العلو، فالله سبحانه وتعالى أخبر عن نفسه بذلك في ثماني عشرة آية من آيات كتابه، وهذه الصفة تنقسم إلى قسمين: علو حسي، وعلو معنوي.
فالعلو الحسي: هو استواؤه على عرشه وارتفاعه فوق خلقه، والعلو المعنوي: هو القهر والكبرياء والعظمة.
والعلو جاء إثباته بلفظ العلو، وجاء إثباته بالفوقية، والفوقية أيضاً تأتي بالمعنيين: تأتي حسية ومعنوية، فالحسية مثل قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل:50]، ففي هذه الآية إثبات صفة الفوقية الحسية، وأما الفوقية المعنوية فمثل قوله تعالى في أتباع عيسى: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [آل عمران:55] فهذه الفوقية ليست حسية، بل المقصود بها الفوقية المعنوية بالترفع عليهم فقط.
وكذلك فوقية الله سبحانه وتعالى على خلقه فوقية حسية وفوقية معنوية: فوقية حسية بارتفاعه وعلوه واستوائه على عرشه، وفوقيته المعنوية بمخالفته للحوادث وقهرهم بإحاطته بما هم فيه.
لكنه مع إثبات صفة العلو أراد أيضاً أن يأتي بما ينفي التشبيه فقال: (لا تحده جهة) فالعلو جهة، وهي جهة فوقية مثبتة لله سبحانه وتعالى، لكن لا تحده، وهنا يقال: إن القاعدة: أن الجهة من الألفاظ التي يفصل فيها، فإن قصد بها مطلق الفوقية دون حد فنسبتها لله سبحانه وتعالى صحيحة، وإن قصد بها الحيز واحتواء مكان فهي ممنوعة مستحيلة.
فإذاً: الفوقية إثبات للجهة دون حد؛ لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية حين سألها: (أين الله؟ فأشارت بأصبعها إلى السماء)، وهنا لم يقصد امتحانها بصفة الفوقية أبداً، إنما قصد امتحانها في وجود الله سبحانه وتعالى والإقرار به ".
أما قول الأخ موسى: " فالشيخ يميل إلى أهل الأهواء أكثر منه إلى أهل السُنة " فهو قول من لم يراقب الله فيما يقول.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 06:20 م]ـ
الأخ الكريم الدمشقي تقبل الله صيامك.
الشيخ خالف السلف وما عليه عقيدتهم في بعض المسائل سواءً في برنامج فقه العصر أو في شروحه الأخرى.
لا يهم ..
المهم أنك برّرت للشيخ حفظك الله وإياه بما هو باطل وإليك بيانه:
يقول الشيخ:
وأما استواء الله سبحانه وتعالى على عرشه فلا يفسر، فهو من الصفات الثابتة التي قراءتها تفسيرها ولا يجوز تفسيره بأي شيء؛ لأننا لا علم لنا بهذا؛ فلهذا من فسره بما فسرنا به الاستواء في اللغة فقد ابتدع، فمن قال: استوى على العرش بمعنى: استقر عليه أو نحو هذا فقد ابتدع في دين الله، فلم يرد هذا عن أحد، بل قال الإمام أحمد: (لا كيف ولا معنى).
لكن يكون الاستواء معلوماً إذا سئل عنه في اللغة العربية، فيقال: يطلق الاستواء على الاستقرار والثبات، لكن تفسيرها في الآية قراءتها، ولا يتعدى ذلك " اهـ بلفظه.
ثم عقبت أنت مستدركًا على الشيخ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/302)
ومراد من قال من الأئمة والعلماء عن نصوص الصفات بأنها لا تفسر أنها لا تفسر بتفسيرات الجهمية، أما إذا ثبت عن السلف أنهم فسروها بمعنى من المعاني فالأخذ به، وكلام الشيخ حفظه الله ربما يصلح في غير صفة الاستواء.
:
:
:
:
والذي أراه أن يراجع الشيخ في هذا الكلام وأظنه سيرجع إلى الحق.
الأمر الثاني: من فهم من كلام الشيخ التفويض فقد أساء الفهم، لأن الشيخ يقول عن الاستواء أنه صفة، والمفوض ينفي أن يكون صفة.
الأمر الثاني: تحميل كلام الشيخ فوق ما يحتمل - كما فعل الأخ عبد الرحمن - من الظلم والحيف، ناهيك عما في مشاركة هذا الاخ من التطاول.
فالشيخ مثبت لصفة الاستواء، ومثبت لعلو الله
أولاً ذكرتَ أن كلامه فيه نظر واستدللت عليه بكلام ابن القيم وما عليه السلف من تفسير معنى الاستواء.
ثم برَّرتَ للشيخ بأن كلامه يصلح في غير صفة الاستواء، وهذا باطل، فمعاني الصفات كلها عند السلف على حد سواء كلها معلومة المعنى مجهولة الكيف.
بل أنت قلتَ بأن من ذكر من العلماء بأن نصوص الصفات لا تفسر أي لا تفسر بتفسيرات الجهمية على حد سواء كلها. ومرادهم بالتفسير تفسير الجهمية، لا يعني أنها لا تفسر كما فسر السلف الاستواء بالعلو والاستقرار و غيرها من المعاني.
فماذا يعني صحة كلام الددو في غير صفة الاستواء، هل نقول: صفة العلم لا تفسر! أو صفة الضحك؟ أو صفة النزول لا تفسر و ليس لها معنى؟
وأصل هذا الالتباس:
أن الشيخ استدل بعبارة مجملة وهي عبارة الإمام أحمد، أوقعت من يدافع عنه بهذا الكلام في إشكال، بينما كلام الإمام أحمد في إثبات معاني الصفات أكثر من أن يحصر، وهو تفسير لها.
لكن الإمام أحمد في هذه العبارة (بلا كيف ولا معنى) أراد أن إثبات الصفة بلا تكييف كما يفعل المشبهة، ولا بالمعاني التي يفسر بها المعطلة وهو التأويل الباطل لنصوص الصفات. هذا مراده وهذا مفهومه فالإمام لم يتكلم في معاني الصفات فقط في هذا العبارة.
وإلا هل تفهم من كلام الإمام أحمد أن الصفات ليست لها معنى؟ فمن قال بهذا - وهو ظاهر كلام الشيخ الددو في الاستواء- فقد تناقض إذا أقرّ بكلام السلف في المواضع الأخرى.
ثم ذكرت - أخي الدمشقي - أن المفوض ينفي أن تكون صفة، وهذا باطل أيضًا، فالمفوض يثبت الصفة وينفي المعنى فيثبت أن لله علمًا وهذا العلم بلا معنى وهو مدلول الصفات الأخرى من القدرة والإرادة وغيرها. وهذا هو إثبات الصفاتية من أهل الكلام كالأشاعرة والماتريدية الذي منتهاه التعطيل.
أما السلف فيثبتون الصفة على معنى معلوم (أي تفسير معلوم) ويفوضون الكيفية.
وما ذكره الأخ عبد الرحمن خالد في كلام الددو على صفة الكلام النفسي موافق لما قاله في صفة الاستواء إذ عندي هو في هاتين الصفتين على قاعدة واحدة، ولولا التباس كلام الشيخ واضطرابه لقلت إنه مفوّض كتفويض الصفاتية.
ولا تنس أنّ ما استدل به الشيخ الددو من كلام الإمام أحمد هو ما يدندن حوله ويتمسك به على أهل السنة كثير من معطلة العصور المتأخرة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 09 - 08, 08:21 م]ـ
كون الصفة لها معنى شيء وتفسيرها شي آخر .. إذ التفسير هو الكشف والبيان
فنحن نعلم أن للصفات معانياً لكننا لا أن نعبر عن كثير منها .. لان السلف لم يفعلوا
فقل لي: من من السلف فسر اليد والوجه والضحك وغيرها من الصفات؟
ولهذا قال يزيد بن هارون من قال الله في السماء بخلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي.
فهو امر معلوم في القلوب لكن لا يعبر عنه بالألسنة.
لكن حيثما جاء تفسير من السلف لهذه الصفات فإننا نقول به، وهذا هو المحل الذي أخطأ فيه الشيخ حفظه الله.
أما ما قلته بالنسبة للتفويض فالذي أعرفه من كلام شيخ الإسلام أن المفوضة لا يعتقدون أن هناك صفة في نفس الأمر قال رحمه الله: "وَسَبَبُ ذَلِكَ - أي تفضي طريقة الخلف على السلف - اعْتِقَادُهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ صِفَةٌ دَلَّتْ عَلَيْهَا هَذِهِ النُّصُوصُ بِالشُّبُهَاتِ الْفَاسِدَةِ الَّتِي شَارَكُوا فِيهَا إخْوَانَهُمْ مِنْ الْكَافِرِينَ؛ فَلَمَّا اعْتَقَدُوا انْتِفَاءَ الصِّفَاتِ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ لَا بُدَّ لِلنُّصُوصِ مِنْ مَعْنًى بَقُوا مُتَرَدِّدِينَ بَيْنَ الْإِيمَانِ بِاللَّفْظِ وَتَفْوِيضِ الْمَعْنَى - وَهِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا طَرِيقَةَ السَّلَفِ - وَبَيْنَ صَرْفِ اللَّفْظِ إلَى مَعَانٍ بِنَوْعِ تَكَلُّفٍ - وَهِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا طَرِيقَةَ الْخَلَفِ - فَصَارَ هَذَا الْبَاطِلُ مُرَكَّبًا مِنْ فَسَادِ الْعَقْلِ وَالْكُفْرِ بِالسَّمْعِ ".
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[19 - 09 - 08, 01:24 ص]ـ
[ QUOTE= أبو الحسنات الدمشقي;898862]
الأمر الثاني: من فهم من كلام الشيخ التفويض فقد أساء الفهم، لأن الشيخ يقول عن الاستواء أنه صفة، والمفوض ينفي أن يكون صفة.
الأمر الثاني: تحميل كلام الشيخ فوق ما يحتمل - كما فعل الأخ عبد الرحمن - من الظلم والحيف، ناهيك عما في مشاركة هذا الاخ من التطاول.
QUOTE]
الأخ الكريم أبو الحسنات زادك الله من حسناته
ذكرت سلمك الله هذه القاعدة ثم دللت عليها من كلام شيخ الإسلام
وَسَبَبُ ذَلِكَ اعْتِقَادُهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ صِفَةٌ
لكن أنظر إلى قيد شيخ الإسلام في نفس الأمر إذ هم (المفوضة) يقولون نحن نثبت الصفة (إدعاء) ونفوض المعنى وإن كانوا ليسوا كذلك في نفس الأمر (لكن كما تعلم ليس لازم المذهب بلازم) يعني لا يقال أن المفوضة ينفون الصفات وإن كان هذا لازم قولهم كما هو الحال مع الجهمية وغيرهم فأن لاوزم قولهم غاية في البشاعة لكن إذا ذكر مذهبهم لا يذكر اللازم وإن ذكر في معرض الرد عليهم فانتبه بارك الله فيك لهذا ..
أما كلامك عن الأخ عبدالرحمن فالمأمول بين الإخوة هو الرد العلمي على الأخطاء و تعليق الأخ لم يكن فيه إساءة وإنما هي تساؤلات يرد عليها والدليل على ذلك أن الإخوة المشرفين لم يحذفوا مشاركته والله نسأل أن يوفقنا وإخواننا هو أهل ذلك ومولاه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/303)
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[19 - 09 - 08, 04:15 ص]ـ
ابو الحسنات الطيب انا مسامحك في كل كلمة قلتها فيني .. وادري انك اغير مني واحرص مني,, ولكن قد تجد عند اخوانك ماليس عندك فليصحح بعضنا بعضا ....
وانصح نفسي والاخوة جزاهم الله خيرا في ترك السباب والعفو عن الاخوة, فلعلهم خير عند الله ..
ابو الحسن: ما زلت مسددا لكن لست بن مسرهد
موسى: نعم هذا كلامه ...
الحائلي: لا تنس احتساب الاجر فانت على باب عظيم ..
واما نقلك لكلام الشيخ في صفة العلو!! فما ادري ما سبب هذا الخلط! صفة الاستواء صفة لوحدها وصفة العلو صفة لوحدها, فبعضهم اثبت العلو ولم يثبت الاستواء!! سببه "ينبوع البدع" كما قال شيخ الاسلام ..
وانت اردت ان تدافع عن الشيخ ولكن في الحقيقة كان الدفاع منقصة في حق الشيخ!! لانك احتجت ان تدلل على انه يثبت الاستواء باثباته صفة العلو ,,وهذه طريقة لا يفزع لها الا لخلل موجود.
((المسألة الثالثة: هي الإيمان بالكتب المنزلة، فقد أجمع أهل السنة جميعاً على أن الكتب المنزلة من عند الله هي من كلام الله، وأنها ليست من كلام المخلوقين، وأنها غير مخلوقة ولا صفة لمخلوق، وإنما اختلفوا فقط في الكلام اللفظي))
تامل في هذه الكلمة ((الايمان بالكتب المنزلة، فقد أجمع أهل السنةجميعاً على أن الكتب المنزلة من عند الله هي من كلام الله،))
لعل الشيخ لم يفهم معتقد الاشاعرة!! مازال الشيخ مستمرا في طريقته!! وهي انه لايوجد هناك فرق ذو بال بين الاشاعرة والحنابلة!! هكذا يكون الشيخ يصور لك انهما متفقان تماما تماما تماما كقوله ""أهل السنة جميعاً""فاذا تشبع الطالب بذلك لم يكن للاستثناء بعد ذلك اهمية!!
لماذا لم يقل الشيخ في البداية اما الكلام فقد اثبته اهل السنة لفظا ومعنى بحرف وصوت!! واما الاشاعرة فلم يثبتو اصلا كلاما واما ضاقت بهم السبل لما وجدوا صفة الكلام في القران والسنة ثابتة فاولوها انها كلام نفسي
وهذا كلام مبتدع لم تعرفه العرب قط كما قال شيخ الاسلام اول من ابتدعها بن كلاب فقد كان المسلمون مجمعين
على قولين اما القران مخلوق واما انه كلام الله بحرف وصوت ليس مخلوق فخرق بن كلاب الاجماع!! واتى بالكلام النفسي!! لماذا لايبين هذه الحقائق؟؟
ولماذا التلبيس انهم اجمعوا!! لاوالله لا اجمعوا ولا قربوا منه ..
يا اخوان هذا في صفة الكلللللللللام الصفة المشهورة التي قتل فيها ناس وقامت الدنيا من اجلها في عهد احمد
يا اخوة هل فهمتموني ياخواني هل وصلكم صوتي؟؟ افهموا ما اريد, هل تعامل هذه القضية هذه المعاملة الجائرة!
اذا كان احمد والسلف قد يبدعون الواحد الذي يتكلم بكلام مجمل! لان هذا الباب جنابه مقدس!! فكيف من يشرح للطلبة ثم يفتح الباب على مصراعيه!!
لكن المصيبة بل الطامة التي لم تخطر في بالي قط هو ما سوف تقرؤنه من كلام الشيخ غفر الله له!!
لكن:
انا بسألكم سؤال واريد الجواب: لو قال قائل الخلاف بين الحنابلة والاشاعرة في صفة الكلام امر "اجتهادي" "ويسير" وليس معهما دليل يحسم المسالة" "ولم يتكلم به النبي" "ولا الصحابة" "ولا التابعون" "ويعذر المخطئ فيها"
فما حكم هذا الشخ عندكم؟ اكيد ان فكركم قد ذهب الى ان القائل هو الشيخ, نعم هو القائل:
((وإنما اختلفوا فقط في الكلام اللفظي هل هو صفة الله أو الكلام النفسي هو صفته فقط؟ فالخلاف هنا نقطة يسيرة محصورة، وهي من الأمور الاجتهادية التي ما حسمها النص ولا تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعون، فيمكن أن يعذر المخطئ فيها، فإذا عرفنا هذا عذر بعضنا بعضاً، وعرفنا أن الخلاف بين أهل السنة في العقائد في نقاط يسيرة محصورة وهي التي بيناها، وأن ما سواها من الأمور الخلاف فيه إنما هو بين أهل السنة وبين الفرق الضالة المبتدعة كالجبرية والقدرية وغيرهم.))
يتبع ..... ان شاء الله
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[19 - 09 - 08, 05:02 ص]ـ
ابو الحسن: ما زلت مسددا لكن لست بن مسرهد
جعلنا الله وإياك ومن نحب من المسددين دوماً ...
ننتظر باقي ردك أيها الكريم ... نسأل الله أن يسدد الشيخ ويبارك فيه
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 - 09 - 08, 02:55 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/304)
واما نقلك لكلام الشيخ في صفة العلو!! فما ادري ما سبب هذا الخلط! صفة الاستواء صفة لوحدها وصفة العلو صفة لوحدها, فبعضهم اثبت العلو ولم يثبت الاستواء!! سببه "ينبوع البدع" كما قال شيخ الاسلام ..
وانت اردت ان تدافع عن الشيخ ولكن في الحقيقة كان الدفاع منقصة في حق الشيخ!! لانك احتجت ان تدلل على انه يثبت الاستواء باثباته صفة العلو ,,وهذه طريقة لا يفزع لها الا لخلل موجود.
انتبه جيداً لكلام الشيخ .. فهو يُثبت الصفتين معاً ..
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[19 - 09 - 08, 10:35 م]ـ
كون الصفة لها معنى شيء وتفسيرها شي آخر .. إذ التفسير هو الكشف والبيان
فنحن نعلم أن للصفات معانياً لكننا لا أن نعبر عن كثير منها .. لان السلف لم يفعلوا
فقل لي: من من السلف فسر اليد والوجه والضحك وغيرها من الصفات؟
ولهذا قال يزيد بن هارون من قال الله في السماء بخلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي.
فهو امر معلوم في القلوب لكن لا يعبر عنه بالألسنة.
لكن حيثما جاء تفسير من السلف لهذه الصفات فإننا نقول به، وهذا هو المحل الذي أخطأ فيه الشيخ حفظه الله.
.
يا أخا دمشق -زادني الله وإياك فهمًا- وهل الكشف والبيان إلا هو للمعنى الذي تحمله الصفة.
وإلا فما هو المعنى الذي تحمله الصفة إن كنّا لا نستيطع التلفظ به.
فهل صفة اليدين تحمل معنى لا نستطيع البوح به! ويبقى في النفس!
بل الصفات معلومة المعنى ويجوز لنا أن نتلفظ بهذا المعنى.
لكنك أخي جعلت التفسير المنهي عنه هو الكيفية لذا قلتَ لا يجوز لنا أن نفسر معنى الصفة.
وما نصوص السلف إلا مبينة ذاكرة للمعنى وقد لا تحتاج عبارات السلف في بعض الصفات إلى شرح وبيان لأنها معلومة المعنى.
فصفة القدرة معلومة المعنى، وهكذا اليدين وغيرها من الصفات الذاتية.
بل جاء عن السلف أن نثبت لله يدان على الوجه اللائق به، وهذا من المعنى الواضح إذ اليدان صفة معلومة في الذهن لا ينصرف الذهن إلا لليد التي تقبص تبسط وهي من صفات الله فهذا معنى لا كيفية فيه.
بل إنه لا يصح أن نقول (صفة اليدين لله جارحتين، ولا ليستا بجارحتين كما قال ابن بطال) لأن هذا من الكيفية المنهي عنها، لكن معنى الصفة معلومة المعنى ونتلفظ بها.
وكلام يزيد بن هارون هو في الكيفية التي وقرت في نفوس الناس وتخيلوها، وعبارت السلف تأتي نحوًا من هذا كقول بعضهم (لا تتوهمه القلوب بالتصوير ولا تتخيله العقول بالتفكير).
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 03:05 ص]ـ
كتبت تعقيبي على عجل، وللتصحيح:
يا أخا دمشق -زادني الله وإياك فهمًا- وهل الكشف والبيان إلا هو للمعنى الذي تحمله الصفة.
وإلا فما هو المعنى الذي تحمله الصفة إن كنّا لا نستيطع التلفظ به.
فهل صفة اليدين تحمل معنى لا نستطيع البوح به! ويبقى في النفس!
بل الصفات معلومة المعنى ويجوز لنا أن نتلفظ بهذا المعنى.
لكنك أخي جعلت التفسير المنهي عنه هو الكيفية لذا قلتَ لا يجوز لنا أن نفسر معنى الصفة.
وما نصوص السلف إلا مبينة ذاكرة للمعنى وقد لا تحتاج عبارات السلف في بعض الصفات إلى شرح وبيان لأنها معلومة المعنى.
فصفة القدرة معلومة المعنى، وهكذا اليدين وغيرها من الصفات الذاتية.
بل جاء عن السلف أن نثبت لله يدان (يدين) على الوجه اللائق به، وهذا من المعنى الواضح إذ اليدان صفة معلومة في الذهن لا ينصرف الذهن إلا لليد التي تقبص تبسط وهي من صفات الله فهذا معنى لا كيفية فيه.
بل إنه لا يصح أن نقول (صفة اليدين لله جارحتين، ولا ليستا بجارحتين كما قال ابن بطال) لأن هذا من الكيفية المنهي عنها، ليس لأنه من الكيفية بل لأنه لم يرد به الشرع فنسمك، لكن معنى الصفة معلومة المعنى ونتلفظ بها.
وكلام يزيد بن هارون هو في الكيفية التي وقرت في نفوس الناس وتخيلوها، وعبارت السلف تأتي نحوًا من هذا كقول بعضهم (لا تتوهمه القلوب بالتصوير ولا تتخيله العقول بالتفكير).
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 11:40 ص]ـ
الرد على ولد الددو للشيخ أبو عاصم عبد الله الغامدي
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد:
فلقد وقع في يدي كتاب اسمه فقه العصر المجموعة الأولى وكتب على طرته مايلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/305)
سماحة العلامة: محمد الحسن الددلو الشنقيطي وأخرجوا له كتابا آخر كتب على طرته سماحة الإمام العلامة ... وكلاهما عبارة عن لقاءات معه , وتصفحت كتاب فقه العصر فقرأت في الليلة الماضية بتأريخ: 16/ 9/1429 هـ إلى صفحة 117 من أصل 140 صفحة قرأت فيه مبحثين الأول حول مفهوم |أهل السنة والجماعة والثاني حول البدعة وأحكامها ووقفت على آخر باب وهو الثالث واسمه:
صناعة الفقيه في المحاضر الموريتانية.وكان المحاور معه الدكتور عادل باناعمة
والكتاب حوى مخالفات واضحة للمنهج السلفي وسأبين بعضا منها
مع الرد عليها واحدة واحدة والله الموفق
1 - ربطه لفظة الجماعة بالخلافة:
1 - بعد تعريفه للسنة والجماعة لغة وشرعا قال: وهذا الإطلاق الآن لمصطلح الجماعة لم يعد ورادا وكثير من الناس تعودوا على إطلاق السنة مع الجماعة!! وظنوا أن السنة والجماعة مصطلح واحد يطلق على الناجين فنسمع بعض العوام في الحرم يسألون الله أن يموتوا على السنة والجماعة! والموت على الجماعة معناه الموت على رؤوس الناس وليس لدعائهم هذا وجه والإنسان يسأل الله أن يموت على الشهادة أو على الإسلام أو على الملة والسنة أما لفظ الجماعة بمعناه الإصطلاحي فبعيد جدا عن زماننا وواقعنا.
(وبين السبب فكان مما قال: أن الجماعة تطلق على السواد الأعظم من المسلمين الملتزمين بالسنة النبوية المنضوين تحت راية الخليفة وقد عدم الخليفة الجامع اليوم ... الخ
وقد ذكر أن هذا مصطلح الجماعة وظفه الأمويون حيث قال: (وقد حاول بني أمية توظيف هذا اللقب وأرادوا به من كان معهم فهو مع الجماعة ومن خالفهم فقد خرج على الجماعة فصار من كان مع علي رضي الله عنه فقد خرج عن الجماعة!!)
ويظهر أن المحاور لم تعجبه تلك الفتيا فكان يعيد عليه كثيرا مصطلح الجماعة وفي أحد الأسئلة حين أطلق المحاور لفظة الجماعة فقال له تقصد: تقصد لأهل السنة فقط لأنه لاجماعة الآن فابتسم المحاور متابعا له ..
وقال في صفحة: 36 - 37
ذكرت أن مصطلح أهل السنة والجماعة إنما شاع في أيام بني أمية وارتبط بالذين هم مع الخليفة الأموي وقد كان الإفتراق حينها على أشده فكان الحجاز الزبيريون!! وكان في العراق المختار بن أبي عبيد ومن معه من الشيعة ... - إلى أن قال -:
واشتهر من حينها ذلك المصطلح وارتبط بالخليفة. أما وجود جماعة للمسلمين فهذا باق إلى يوم القيامة وقد ورد من حديث معاوية -يقصد حديث - ((لاتزال طائفة .. )) وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمان وخمسون حديثا كلها عن جماعة المسلمين!! منها قوله: يد مع الجماعة ومن شذ شذ في النار .. يد الله مع الجماعة .. من فارق الجماعة ... لايحل دم امريء مسلم ... من أراد منكم بحبوحة الجنة ... حديث حذيفة الطويل ... وجماعة المسلمين ليست بالضرورة هي أكثر المسلمين فقد تكون الجماعة متمثلة في عدد يسير من أهل العلم وهو ماسيحصل في آخر الزمان -وذكر حديث غربة الإسلام - .. وقد كانت الكثرة في أيام بني أمية مع الخليفة وكذلك في أيام بني العباس أما اليوم فليس للمسلمين خليفة يجتمع حوله كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وإنما لهم قادة في كل بلد من البلدان هم أمراء البلد وقادته فمن كان من غير أهل ذلك البلد لايلزم بالضرورة أن يكون تحت لوائهم وجماعتهم ..
التعليق
جمع الددو هنا كلاما حقا وباطلا ونحن نقول: فلم أبطلت لفظة الجماعة أن تقال اليوم؟
وجعلت لها حدا لايزاد عليها بالمعنى الذي ذكرته لها؟ وقد قال الإمام أحمد للميموني: ياأبا الحسن ليكن لك إمام فمن إمامك في هذا؟!
فأهل العلم قاطبة يقولون أهل السنة والجماعة وهو باق والحمد لله ولما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حديث الإفتراق وذكر أن واحدة منها تنجو من النار فلما سئل عنها قال: الجماعة ‘وحديث الحارث الأشعري وفيه قوله عليه الصلاة والسلام: ((إن الله أمرني بالجماعة وأنه من خرج من الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه)) أحرجه الترمذي واللالكائي وقال محققه: سنده صحيح. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا: ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية)) و من حديث أبي هريرة عند اللالكائي مرفوعا: ((ترك السنة الخروج من الجماعة)) قال محققه: اسناده صجيج. ومن حديث النعمان بن بشير مرفوعا (الجماعة رحمة والفرقة عذاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/306)
)) أخرجه أحمد واللالكائي وقال محققه: سنده حسن. ومن حديث معاذ مرفوعا: ((وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد)) رواه اللالكائي وقال محققه: سنده صحيح،مع ماسرده الددو من الأحاديث في الباب وصح عن ابن مسعود قوله: (ياأيها الناس عليكم بالجماعة ... وإن ماتكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة .. ) رواه اللالكائي فهل هذه الأدلة كلها وما في الباب يدل على أنه لاوجود لها اليوم بالمعنى الإصطلاحي الذي ذكره الددو؟ اللهم غفرا اللهم غفرا
فهذه الأدلة كلها فيها بيان على بقاء لفظ الجماعة وقد جاء في أثر لأبي مسعود البدري وفيه قوله: ( .. فاتقوا الله وعليكم بالجماعة فإن الله لن يجمع أمة محمد على ضلالة .. ) رواه اللالكائي وقال محققه: بسند صحيح. وعنه أيضا عند ابن عساكر في تأريخ دمشق قال: (الجماعة ماوفق الحق وإن كنت وحدك) قال الألباني: وسنده حسن.ونقل الترمذي في سننه فقال عند عبد الله بن المبارك: أبو حمزة السكري الجماعة.
وقد ذكر العلماء من معاني الجماعة: السواد الأعظم ومنها: الصحابة ومنها: العلماء المجتهدون ومنها:الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره وهي على الأقل بهذا المعنى الأخير موجودة اليوم فلا سبيل لإنكارلفظها أو تحديدها بالخلافة والله الموفق (الآثار الواردة في أبواب الإعتقاد من السير: 1/ 106 - 107)
ثم لايقال ل أنه مصطلح وظفه الأمويون إلخ فقد جاء ذكرها في النصوص النبوية ثم كيف يقال الزبيريون؟! أينسب كحزب للصحابي الجليل ابن الزبير؟! ولايعرف والحمد لله التحزب لأحد من الصحابة فلا يقال: الصديقية ولا الخطابية ولا غيرها.
بعض آرائه على وجه الإجمال في هذا الكتاب -|لأنها كثيرة جدا -والرد عليها مختصرا:
1 - الجماعة وتقدم التفصيل: 16
2 - تضعيف زيادة كلها في النار إلا واحدة مع آراء غريبة في التصحيح: 18
قلنا: صححها جهابذة أهل الحديث وغيرهم ممن لم يعرفوا بهذا العلم فلا اعتبار لأقوالهم في التصحيح والتضعيف.
3 - وصف أهل السنة والجماعة ليس تشريفا ولاتمييزا ولااصطفاء وإنما هو تمييز عن المذاهب الأخرى ففي الإسلام كثير من المذاهب وهي ليس محكوما عليها جميعا بالنار بل حتى المعتزلة والخوارج والشيعة وغيرهم فيهم من هو ناج معذور لذلك فإطلاق لقب أهل السنة على طائفة بعينها ليس احتكارا للحق ولاحصرا للجنة فقولنا فلان من اهل السنة ليس معناه أنه من اهل الجنة وإذا قلنا فلان ليس من أهل السنة فليس معناه أنه من اهل النار ولابد من فهم هذا:18 قلت: حكاية قوله هذا كاف في إبطاله فالحق أنه تمييز لهم وتشريفا وأدلة الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة ترد على هذا وإلا فما ميزة أهل السنة عن أهل البدع والله المستعان.
4 - الإفتراق ليس عيبا هنا -في حديث الإفتراق -وحديث الإفتراق قال عنه: الذي أفهمه أنا من الحديث: أنه يدل على الكثرة فاليهود والنصارى أكثر الأمم السابقة ونحن أكثر منهم ولاشيء أكثر من هذا: 19 - 20 وذكر ان البغدادي وابن الجوزي لم يكونا موفقين في عد الفرق: 20 قلت: الإفتراق هنا مذموم فكيف لايكون عيبا؟ والنبي صح عنه في الحديث نفسه أنه حكم عليها بالنار (هذه من احاديث الوعيد عند اهل السنة).
4 - قال المقدم: وهل من الصواب أن يحرص إنسان على أن ينسب طائفة بعينها إلى الفرق الثنتين والسبعين؟ قال: لا، لا ينبغي أن يجزم بهذا لأن هذا من التقول والقول على الله بغير علم .. : 20 قلت: نعم الحق أقول أن الصواب مع من اهتم بنسبة طائفة بعينها لتلك الفرق وهذا فعل أهل العلم من قبل ومن بعد وعليه جرى عملهم وانظر قول شيخنا ابن باز حيث قال: الإخوان والتبليغ من الثنتين وسبعين فرقة وكل من خالف السنة .. الخ كلامه رحمه الله وبسند صحيح إلى الشيخ ابن عثيمين أنه قال: الأخوان والتبليغ مبتدعة
وقال الشيخ عبد الرزاق عفيفي: التبليغ مبتدعة. وقال الشيخ التويجري: التبليغ مبتدعة
وهكذا جاء عن الألباني والفوزان وغيرهم.
5 - وذكر المعلق أن هناك الآن من يعنى بنشر هذا الحديث -حديث التفرق - والتعليق عليه والتشنيع على التفرق وما إلى ذلك حتى أصبح في حس الناس أن هذه الفرق إنما هي في النار قال الددو: هذا خطأ لاينبغي ولكن الخطأ في فعل الناس لافي الحديث: 21
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/307)
قلت: علماء السنة على هذا من قديم الزمان يبينون الحديث ويشرحونه ويدينون الله بالحق الذي جاء به الحديث.
5 - فينبغي أن نعود طلبة العلم على عدم احتكار الحق .. 20 قلت: الحق واحد لايتعدد وهذا الكلام من الددو فيه تلين فأنا أقول الحق أرى أنه حق وأدافع عنه ولو ثبت خطؤه رجعت عنه والمسائل كما هو معلوم نوعان اجتهادية فهذه تحتمل قولين وأكثر ولكن أنا أقول قولي وأعتقد أنه الحق ولكن لاأضلل الآخر وأما المسائل غير الإجتهادية فلاتحتمل الوجهان والله الموفق والمخالفون لأهل السنة لايربون طلابهم على الترجيح ويقول بعضهم من باب الورع البارد: من أنا حتى أرجخ وأقول ومن أنت حتى تعلم أصلا؟ وإلا ياهذا فورعك بارد فأنت ملزم بالعمل فكيف تعمل؟ هل ستعمل بالرأيين أم بأحدهما إن قلت بالرأيين فهذا دليل على عدم اهتمامك بالعلم وإن قلت بأحدهما فقد خصمت وبطل ماقالوا والحمد لله رب العالمين ..
6 - ألقاب مثل أهل السنة والجماعة وأهل الحديث والأثريين وماأشبهها هل يمكن تعليقها بالنجاة؟ (هذا من كلام المقدم وأيده الددو بقوله: لايمكن ذلك لأن هذه الإصطلاحات راجعة إلى الصنعة والعمل): 22 قلت: نص الحديث على أن طائفة واحدة هي الناجية وهي المنصورة وليس كما فرق هو كما سيأتي عنه وفسرها أئمة الحديث بأنهم أهل الحديث
7 - رأيه في قول الإمام أحمد رحمه الله بأن الطائفة المنصورة هم أهل الحديث يقول: الإمام أحمد رحمه الله يقصد بذلك أهل زمانه فقط ويقصد به أهل صنعة الحديث الذين كانوا إذ ذاك السواد الأعظم من المسلمين والمشتغلون بالحديث في زمان الإمام أحمد رحمه الله هم جمهور أهل السنة: 23 قلت: وذكر علماء كثيرون جدا من أهل السنة بقول الإمام أحمد ممن عاصره ومن جاء من بعده فلم ينفرد به الإمام أحمد رحمه الله فهل يقال حينئذ كل يقصد أهل زمانه؟!!
8 - قال بعض السلف: من قال القرأن مخلوق فهو كافر وتكفير القدرية (هذا مفهوم كلام المقدم) فقال الددو من ضمن ماقال: التكفير هنا يقصد به الإنكار الشديد على من يقول بهذا الفعل وذكر ميل شيخ الإسلام إلى هذا ونقل عن ابن نصر الخزاعي والخطابي بنحو هذا القول. قلت: وهنا يفرق بين التكمفير بالنوع وبالعين وقد كفر السلف القائلين بأن القرآن مخلوق ولكن لم يكفروا أعيانهم إلا بعض السلف لما علموه حقا من حقيقة حال من كفروه ولتكفير العين يحتاج لإقامة الحجة بوجود الشروط وانتفاء الموانع وبعض المسائل قد تكون الحجة قائمة أصلا والله أعلم.
منقول
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[20 - 09 - 08, 02:43 م]ـ
يقول الشيخ رده الله الى الصواب وهداه وهو مازال مستمرا في طريقته محاولا ايهام الناس انه لاخلاف بين الاشاعرة واهل السنة! وعند الشيخ (بين الحنابلة والاشاعرة):
((فيظن الناس أنهم على خلاف وعلى طرفي نقيض))
ياشيخ كلامك هذا مخالف لكلام الاشاعرة انفسهم ومخالف لاهل السنة انفسهم!! الاشاعرة عندهم ان اهل السنة اصلا كفار-حشوية- لاتجوز الصلاة خلفهم!! ياشيخ والله اني متعجب من طريقتك!! مثلك يا شيخ مثل رجل اتى الى اثنين احدهما ظالم والاخر مظلوم فقال لهم "انتم اصلا ليس بينكم خلاف وليس انت ظالما وليس هذا مظلوما!! ياشيخ حتى الظالم يعلم ان هذا الكلام خطأ!
لكنها القضية المشؤمة التي حملتها على عاتقك,,
ثم قال ((والواقع خلاف ذلك)) اي انهم متفقون ..
ثم مثل فقال ((فمثلاً إذا قال المقري وهو من الأشاعرة: واللفظ إن أوهم غير اللائق بالله كالتشبيه بالخلائق فاصرفه عن ظاهره إجماعاً واقطع عن الممتنع الأطماعا فإنما يقصد الظاهر الذي يفهمه الإنسان تشبيهاً ولذلك لم يقل: إن الألفاظ تقتضي هذا، وإنما قال: (واللفظ إن أوهم) فقط (فاصرفه عن ظاهره إجماعا)، وهذا لا خلاف فيه بين العلماء.))
ارأيتم كيف تكون الطريقة المثلى لتبيين العقائد وتوضيحها!!
(واللفظ إن أوهم) ياشيخ كل صفة فعلية الاستواء الرحمة الغضب الكلام النزول المحبة ......................... عند الاشاعرة توهم التشبيه بل حتى علو الله كذلك!!
فليس الكلام هداك الله منصبا على اللفظ الذي اوهم التشبيه وانما الكلام منصبا الى ما هو التشبيه الذي يأول اللفظ من اجله!! فهذا هو الاصل الذي كان يجب ان يكون الكلام فيه لا في ذلك الفرع-اللفظ ان اوهم-فان هذا ماكان الا نتيجة لذلك الاصل الذي اضطرهم الى وضع هذه القاعدة!!
وهذه بعض الامثلة التي تبين خطورة الاسلوب والطريقة التي يمشي عليه الشيخ في تاثيرها على اخواننا من الهل السنة!! والله يستر من الامور القادمة!! والايام حبلى فتلد لنا غلمانا اشأم كلهم كاحمر عد ثم ترضع فتفطم!
يقول احدهم:
حلقة أكثر من رائعة , يتحفنا فيها العلامة " محمد الحسن ولد الددو " بمفهوم أهل السنة و الجماعة و ما هي علامتهم , و من يطلق عليه الآن أهل السنة و الجماعة.
و ينفي محاولة حكر مفهوم السنة و الجماعة على رأي معين في موضوع الصفات , و أن أهل السنة مفهوم أكبر من ذلك بكثير.
و يؤكد على أن الخطأ في مجال العقائد ليس من الضروري أنه يخرج من دائرة أهل السنة و الجماعة , و على ذلك اعتبر الأشاعرة و الماتريدية من أهل السنة و الجماعة , و دحض محاولة اعتبارهم فرقا مخالفة للفرقة الناجية , مع العلم أنه سلفي محض.
بالمناسبة أنا أيضا سلفي العقيدة و أعتقد أن الأشاعرة هم إخواننا من أهل السنة و الجماعة و ان الخلاف في موضوع الصفات على التحقيق ليس بالشيء الجلل))
انصح اخواني الطيبين باستقلال العشر وترك هذي الاشياء الى مابعد العيد وان كان هذا من الامور المهمة التي والله انا نحتسب الاجر فيها, لكن لكل مقام مقال
فلعل الله يرحمنا باسقلال هذه العشر -استودعكم الله الى مابعد العيد- وغفر الله لنا وللشيخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/308)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 09 - 08, 02:58 م]ـ
كم كان للشيخ حب في القلب، بل كان فخرا لأهل السنة لتفننه في علوم ادعى الاشاعرة احتكارها ...
لكن يبدو أن الشيخ على طريق الأسمري والله المستعان!(51/309)
المرتبع الأسنى في رياض الأسماء الحسنى
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[14 - 09 - 08, 02:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآن يمكنكم تحميل كتاب المرتبع الأسنى كاملاً ولله الحمد من خلال هذا الرابط
http://www.afaqattaiseer.com/murtaba.rar
حاولت إرفاقه في الموضوع فلم أتمكن لأن حجم الملف أكبر من المقدار المسموح به.
أسأل الله تعالى أن يكون هذا العلم حجة لنا لا علينا، وأن يرزقنا الإخلاص والقبول، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وأن يفتح لنا من فواتح فضله وبركاته إنه هو الفتاح العليم.
ـ[الدر المصون]ــــــــ[14 - 09 - 08, 05:05 ص]ـ
حقيقة كتاب يستحق الطباعة والنشر ولكن فضلا ياشيخ ما معنى (المرتبع الأسنى)؟
ـ[المنصور]ــــــــ[14 - 09 - 08, 08:46 ص]ـ
أخي الكريم
بحث جيد
وفقك الله لكل خير
في ص 177 صوبت (استقرار) وأقول: لعلها (استقرأ)
وفقك الله لكل خير
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[14 - 09 - 08, 11:59 م]ـ
حقيقة كتاب يستحق الطباعة والنشر ولكن فضلا ياشيخ ما معنى (المرتبع الأسنى)؟
جزاك الله خيراً وبارك فيك
وأما معنى المرتبع الأسنى فبينته في المقدمة ص 40
وقد تأولت فيه معنى حديث ابن مسعود (واجعل القرآن العظيم ربيع قلبي)
والأمر في التسمية واسع
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[15 - 09 - 08, 12:02 ص]ـ
في ص 177 صوبت (استقرار) وأقول: لعلها (استقرأ)
وفقك الله لكل خير
جزاك الله خيراً
وما ذكرتَه وجيه جداً بارك الله فيك
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[03 - 07 - 10, 06:35 ص]ـ
وهو هنا لمن أراد قراءته مباشرة دون تحميل، ولمن أراد نسخ شيء من مباحثه.
http://www.afaqattaiseer.com/vb/forumdisplay.php?f=374(51/310)
خاطرةٌ فطريةٌ عن الإبداع (للشيخ عبدالله الهدلق)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 - 09 - 08, 02:11 ص]ـ
خاطرةٌ فطريةٌ عن الإبداع
عبدالله بن عبدالعزيز الهدلق
في البداية؛ لست ممن يحفل كثيراً بما يسمونه: "البرمجة اللغوية" (1) .. هم يريدون أن يجعلوا من جندي فاشل صلاحَ الدين في ثلاثة أيام، لكن بثلاثمائة ريال!
وأنا أريد أن أقول لهم: ما أرخص طبيعة النفس وإبداع العبقرية عندكم، بل ما أجهل كثيراً منكم بحقائق الحياة، ونواميس الكون، وعلل الأشياء ونشأتها والصيرورة.
هذه المقالة لم تكتب لبيان الأسباب التي تجعل كثيراً من تلك الدورات التي تُعنى بحفز القدرة وتفجير كوامن النفس؛ ضرباً من المتاجرة بهزائم الروح، ونوعاً من الارتزاق على وهن الإرادة .. مستغلة – خلف ستار علمي صفيق– قدرة حياة باتت تَحْطِم فينا معنى الحياة.
ولم تكتب لتحليل هذه الظواهر الفكرية التي تأخذ تتمشى في المجتمع بعدوى (اللاشعور)، ثم يخلفها أو تخلفه إلى غيرها – ككثير من الظواهر التي يصطنع فيها المجتمع الحكمة في ضرب من الحماقة! - دون أن يكون لها ذلك الأثر الذي ظن تحققه بها.
لأن هذه المقالة لم تكتب لبيان ذلك كله؛ فإني سقت هذا التصدير لإيضاح معنى وصف هذه الخاطرة – في خواطر غيرها كثير عسى أن أوفق لنشرها – بـ "الفطرية"، وأنها كذلك في مقابل تلك "الأفكار الصناعية" التي نجدها عند كثير ممن أصبح يتكلم عن الإبداع بلا إبداع، وعن شَظَف العيش ورَهَق الحياة بيدين رَخْصَتين .. ليس لأنها "ساذجة" كما يتداعى على الذهن -في الغالب- عند قراءة هذا الوصف.
فهي فطرية؛ لأني التقطتُها من ركام من القراءة بلا قصد، وأفدتُها من كثير مما منيتُ به من غير سعي مني لذلك؛ مع صفة "مدعاة" لكن لابد منها – كما قال بعض الفلاسفة- لكل من يحاول أن يخلع على أفكاره شيئاً من الروعة والعمق: "التأمل"!
احذر هاتين الرذيلتين:
ثمة رذيلتان نفسيتان تلقيان بذورهما في نفس الناشئ عند بداية إحساسه أن شيئاً ما بدأ يستوقف العين عنده أكثر من غيره:
أولاهما: هذه النفس حين تحس منها ما تتميز به عن الآخرين؛ تذهب تطلب منهم معاملة خاصة تظنها من حقوق هذا التميز ولوازمه.
لكن الآخرين – وإن شعروا بمزايا هذا المختلف –لا يسلمون له بهذا الحق؛ لما طبعت عليه نفس الإنسان من طرائق اللؤم (2) .. فتكون المنازعة ويكون التجاهل، فتستشرف نفس هذا المتميز بسبب ضعفها – وإن أكثر المبدعين من الطبقة الوسطى فما دونها – من يتبناها ليدفع عنها عادِيةَ هذا الصراع غير المنتظر، وتتسع مساحة الأحلام والأماني في البناء النفسي مع التقدم في العمر.
إن أوليّة الإنسان وبدايته لا تدلان بحالٍ على مآله وخاتمته .. وأظن أن أحد أهم أسباب إخفاق كثير ممن كنا نظن بهم النجاح؛ هو هذا العجز النفسي الذي قعد بالواحد منهم عن العمل، لهذا الشعور النامي بالحاجة إلى من يعتني به ويأخذ بيده، وهذا وإن تهيأ لبعض المبدعين في أحيان قليلة؛ إلا أنه ليس بالمطّرد (3) مع كل أحد.
إن سر النجاح ومكمن الظَّفَر في هذه الحياة يرجع إلى جملة أمور، من أهمها – في نظري-: أن يكون الإنسان ذا تفكير عملي يذود به عن ذاته غائلة العجز النفسي، يوازن بين طموحه وإمكاناته، ثم يعمل ما يستطيعه بما تهيأ له.
هذا يقال لكل إنسان، والمبدع أولى من غيره بهذا المعنى لا ريب: "استعن بالله ولا تعجز".
الثانية: النفس الإنسانية هي من التعقيد البالغ بحيث إن حصر الدافع السلوكي لها في معنى بعينه يعد قصوراً في الدرس والاستقصاء (4). لكن ما من شك في أن السعي لكسب الاحترام الاجتماعي هو واحد من أهم حوافز السلوك في النفس الإنسانية وأخطرها وأشدها أثراً عليها، وإذا شئت أن تتبين مدى تمكن هذا الحافز من نفسك؛ فانظر كيف يبلغ منها من يتجاوزك في أحد المجالس بفنجانٍ من القهوة؟ فهذا المثل هنا من أضعف ما يستثار به هذا الحافز!
تريد الحق بلا توريب (5)؟ إني حين أتأمل هذا السعي الناصب الذي يسعاه أكثر هذا الإنسان في حياتنا الدنيا؛ أجد أن جُلَّه إنما هو لتحقيق القيمة التي تحتفي بها الجماعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/311)
هذا المتأنق الذي يتهادى في كلية الآداب لأرقى جامعاتنا اليوم؛ يشبه عندي ذلك المتوحش الذي كان يَخْتِل بحربته بين الأحراش ليجمع رؤوس أعداء القبيلة. إن هذا السعي الناصب لهو برهان وثيق على أثر تحصيل الاحترام الاجتماعي على السلوك الإنساني؛ شهادة آداب أو جمجمة عدو: لا فرق؛ فالطبيعة الإنسانية واحدة، وإن كان ثم شيء من الاختلاف؛ فهو اختلاف يسير لا يستحق أن يؤبه له!
إن المبدع في الأطوار الأولى من تكوينه النفسي لينزع به هذا السعي لكسب الاحترام الاجتماعي أكثر مما عند غيره، فيحتفي بصورته لدى الآخرين احتفاءً زائداً عن حاجة الفطرة، فائضاً عن حدوده الطبيعية؛ فإن هو استمر به صيّره أسيراً لنظرة الجماعة يتكفّفها المنزلةَ والرفعةَ والتجاوبَ الشعوري، وهذا هو السر في شذوذ تصرفات كثير من المبدعين؛ ذرائع يصطنعونها للفت الانتباه، ثم لا تلبث أن تستحيل إلى أمراض نفسية تنتهي ببعضهم – في غياب الإيمان – إلى الجنون أو الانتحار.
إن استطاع المبدع أن يجتث بذور هاتين الرذيلتين قبل أن تتمكنا من نفسه وتمدا جذورهما في أعماقه فقد هُدي إلى خير كثير، تكون معه هذه الميزة التي اختصه الله –سبحانه- بها نعمة يتفيأ ظلالها، لا نقمة يشقى بها؛ فيغدو يذم الناس، ويروح يسخط الحياة بسببها.
ثم إياك –أيها المبدع- أن تنخدع بقولهم: إن الصعوبة
إنما هي في البدايات فقط .. كل مراحل الحياة صعبة:] لقد خلقنا الإنسان في كبد [[البلد]، والشأن إنما هو في أن نتعامل مع الحياة على ما هي عليه، لا على ما نريدها أن تكون عليه؛ فإنها على ما نريدها أن تكون عليه عَصِيّة.
مجلة البيان، العدد 253 – رمضان 1429هـ ص82.
ــــــــــــ
(1) بالرغم من احتفاء بعض الإخوة الصالحين بهذه البدعة الفكرية – أعني: (البرمجة اللغوية العصبية) إن صح ذلك فهي محل مقت ورفض الكثير من الدعاة والمفكرين والباحثين ممن درسوها وناقشوها وأثبتوا ضلالها وانحرافها، انظر على سبيل المثال لا الحصر كتاب (خدعة البرمجة العصبية) لمؤلفه (الأستاذ أحمد الزهراني)، وكتاب (الخدعة الكبرى) لمؤلفته (د. نجاح الظهار). نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه. [البيان]
(2) قال ابن المقفع: الإنسان طبع على طرائق لؤم، وإنما تفاضل الناس في مغالبة طباع السوء.
(3) المطرد، هكذا تكتب .. ورسمها عند بعض الكتاب "المضطرد" وهم نشأ من شبهها بـ "المضطرب"، وليس في اللسان مادة "اضطرد" وإنما "اطرد".
(4) ففرويد وأدلر ويونج وغيرهم من علماء النفس الماديين وغيرهم كثير من دارسي النفس الإنسانية؛ يفشلون فشلاً ذريعاً في حصر الدافع.
(5) التوريب: أن توري عن الشيء بالمعارضات المباحات، كذا في القاموس. وكان مارون عبود يقول: الألفاظ لا تؤخذ من القاموس لكن يستشار القاموس بشأنها.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[16 - 09 - 08, 06:03 م]ـ
مقال رائع يا شيخ عبدالله فجزى الناقل والمنقول عنه خيرا
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - 09 - 08, 06:42 م]ـ
الشيخ عبدالله الهدلق حفظه الله ممن يجمع بين سعة الاطلاع و صفاء الابداع مع السمت الحسن
و ادين له بالكثير من الفوائد و الشرائد.
بارك الله فيكم
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[16 - 09 - 08, 07:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 05:36 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 12:13 ص]ـ
للفائدة
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[25 - 03 - 10, 10:46 م]ـ
هل هناك مقالات جديدة للشيخ عبدالله الهدلق؟
ـ[أبو عبد الرحمن الصبيحي]ــــــــ[24 - 05 - 10, 04:12 م]ـ
انظر هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=58358(51/312)
مناظرات ابن تيميه لأهل الملل والنحل ...
ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[16 - 09 - 08, 07:13 ص]ـ
مناظرات ابن تيميه لأهل الملل والنحل
كتاب اصدر عن مجله البيان من جمع وتعلق الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن علي بن عبداللطيف .. استاذ في قسم العقيدة جامعه الامام ...
احتوى على جمع لمناظرا ت ابن تيمه لاهل الملل والنحل وسانقل ماتيسر منه ... والله المستعان ..
مناظرات ابن تيميه للرافضه ..
1 - ساق ابن تيميه مناظرته لشيخ رافضى في احدى مسائل الأمامه فقال ((ولقد طلب أكابر شيوخهم الفضلاء أن يخلو بى وأتكلم معه في ذلك , فخلوت به وقررت له مايقولونه في هذا الباب كقولهم إن الله أمر العباد ونهاهم , فيجب أن يفعل بهم اللطف الذى يكونون عنده أقرب إلى فعل الواجب وترك الخبيث .. وهذا اخذوا من المعتزله , ثم قالوا: والامام لطف , لان الناس اذا كان لهم إمام يأمرهم بالواجب وينهاهم عن القبيح , كانوا أقرب الى فعل المأمور , وترك المحضور , فيجب أن يكون لهم إمام , ولابد أن يكون معصوماً , لانه اذا لم يكن معصوماً لم يحصل به المقصود, ولم تدع العصمه لاحد بعد النبى صلى الله عليه وسلم الا لعلي , فتعين أن يكون هو واياه للاجماع على انتفاء ماسواه , وبسطت له العباره في هذه المعاني.
ثم قالوا: وعلي نص على الحسن , والحسن على الحسين , الى ان انتهت النوبه الى المنتظر محمد ابن الحسن فاعترف بأن هذا تقرير مذهبهم على الكمال.
قلت له: فأنا وانت طالبان للعلم والحق. وهم يقولون من لم يؤمن بالمنتظر فهو كافر , فهذا المنتظر هل رأيته؟ أو رأيت من رآه؟ أو تعرف شيئاً من كلامه الذى قاله هو؟ أو ماأمر به أو مانهى عنه مأخوذاً كما يؤخذ عن الائمه؟
قال: لا.
قلت: فأى فائده في ايماننا هذا؟ وأى لطف يحصل لنا بهذا؟ ثم كيف يجوز أن يكلفنا الله بطاعه شخص , ونحن لا نعلم مايأمرنا به , ولا ماينهانا عنه , ولاطريق لنا الى معرفه ذلك بوجه من الوجوه.؟ وهم من أشد الناس إنكار لتكليف مالايطاق , فهل يكون في تكليف مالايطاق لبلغ من هذا؟
(منهاج السنه 1/ 101 - 103) بإختصار وانظر التسعينيه 2/ 622
يتبع ...
ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[16 - 09 - 08, 07:20 ص]ـ
2 - جادل ابن تيميه أحد شيوخ الرافضه , وكان الجدل والبحث في مساله دعوى عصمه الأمام , وأن أمير المومنين عليه بن ابى طالب رضى الله عنه معصوم من الصغاير والكبائر , فحاجه شيخ الاسلام في أن العصمه لم تثبت الا للأنبياء عليهم السلام , وأن علاً وعبدالله بن مسعود رضى الله عنهم اختلفا في مسائل وقعت وأن تلك المسائل عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم وصوب فيها قول ابن مسعود رضى الله عنه.
(أنظر العقود الدريه بإختصار ص122)
ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[16 - 09 - 08, 07:29 ص]ـ
قال الجامع وفقه الله ...
بالنظر الى هاتين المناظرتين , ومايحتف بهما , نسوق الجمل الآتيه:
1 - الإمامه أهم أصول الرافضه ((فهى الاصل التى تدور عليه احاديثهم , وترجع اليه عقائدهم , وتلمس أثره في فقههم وأصولهم وتفاسيرهم وسائر علومهم))
((أصول مذهب الشيعه للقفارى 2 - 653))
والأمامه مماشذ به الرافضه الاماميه عن سائر الطوائف ولذا قال شيخ الاسلام ((خاصه مذهب الرافضه الاماميه من الاثنى عشريه ونحوهم هو اثبات الامام المعصوم , وإدعاء ثبوت إمامه علي بالنص عليه ثم على غيره واحدأ بعد واحد)).
((التسعينيه 2 - 625))
فلا عجب أن يعنى شيخ الاسلام بنقض أصل الامامه , وبيان مايحويه من فساد , كدعواهم بالنص على الائمه الاثنى عشر وعصمتهم , وأن الأمام المنتظر لطف من الله. فانه اذا انتقض هذا الاصل , انتقض مايبنى عليه من عقائدهم وآرائهم.
يتبع ..
ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[17 - 09 - 08, 03:26 ص]ـ
2 - لم يكتف شيخ الاسلام بمناظره الرافضه ومجادلتهم , بل جاهدهم بالسنان وغزاهم في عقر دارهم , وذلك لما عليه أهل الرافضه من الضلال الشنيع , والمكر الكبّار لأهل الاسلام.
كما قال عنهم ((فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه , ومايقارب من زمانه من الفتن والشرور والفساد في الأسلام , فإنه يجد معظم ذلك من قبل الرافضه , وتجدهم من أعظم الناس فتناً وشراً , وأنهم لايقعدون عمّا يمكنهم من الفتن والشر وإيقاع الفساد بين الأمه))
منهاج السنه (6 - 372)
وتحدث عن نصرتهم لإعداء الله تعالى فقال ((ولهذا الرافضه يوالون أعداء الدين , الذين يعرف كل أحد معاداتهم , من اليهود والنصارى والمشركين , ويعادون أولياء الله الذين هم خيار أهل الدين وسادات المتقين , ولهذا كان الرافضه من أعظم الأسباب في دخول الترك الكفار الى بلاد الاسلام .. وهم كانوا أعظم الأسباب في استيلاء النصارى قديماً على بيت المقدس))
منهاج السنه (7 - 414) بإختصار.
ولقد أفتى شيخ الأسلام بغزوهم , ودعاهم إلى الالتزام بشرع الله تعالى وذلك سنه699هـ
(البدايه والنهايه14 - 12)
حيث قال " وقد علم أنه كان بساحل الشام جبل كبير , (1) فيه ألوف الرافضه يسفكون دماء الناس , ويأخذو ن أموالهم , وقتلوا خلقاً عظيماً , وأخذوا أموالهم وباعوا الاسرى للكفار النصارى ... ومع هذا فلما استشار بعض ولاه الأمر في غزوهم , وكتبت جواباً مبسوطاً في غزوهم (2) , وذهبنا إلى ناحيتهم وحضر عندى جماعه منهم , وجرت بينى وبينهم مناظرات ومفاوضات يطول وصفها , فلما فتح المسلمون بلدهم (3) وتمكن المسلمون منهم , نهيتهم عن قتلهم , وعن سبيهم وأنزلناهم في بلاد المسلمين متفرقين غير مجتميعين (4)
(1) " جبل كسروان أنظر منهاج السنه6 - 418 ,, العقود الدريه ص120".
(2) من مؤلفات ابن تيميه الرد على أهل كسروان الرافضه في مجلدين. أنظر الجامع لسير ابن تيميه ص 232.
(3) منهاج السنه5 - 158 - 160 - منهاج االسنه 3 - 367 - -- ومجموع الفتاوى 11 - 474.
4 - منهاج السنه 5 - 160
يتبع ..(51/313)
الإجهاز على العقل المستقل الموكول إلى نفسه
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 09 - 08, 09:06 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
وبعد:
فقد بلغني أن واحدا من علماء الطبيعة في الغرب-ولعله هولاندي-أسلم، فلما سئل عن سبب إسلامه أجاب بكلمة واحدة: الله!
ولعمري لقد أجاب فأحسن الجواب،بل ليس هناك عند التحقيق جواب مقبول غير هذا ... لا يجدي هذا العالم أن يقول، مثلا، ب"دلائل " ما عقلية أو غيرها –مهما كانت قاطعة- لأن هذه" القواطع "لا تصبح كذلك إلا بالله! فيجب إذن إحداث قلب في الأسباب والنتائج ...
لعله من المناسب الاستزادة في البيان فنقول:
اعلم أنه لا يمكن قبول دلائل العقل إلا بعد الثقة فيه والاعتراف به.
هذه هي المعضلة التي أعيت العقلانيين!
فأنى نجد شاهدا للعقل؟
فإن جاء الشاهد من الخارج بطلت أصالة العقل لأن هذا دليل على الافتقار إلى غيره ولا يهمنا من هو هذا المفتقر إليه ..
وإن جاء الشاهد من الداخل حصلت المصادرة على المطلوب!
فلا يجوز قانونيا ومنطقيا أن يكون الشيء قاضيا ومتهما في وقت واحد.
فإن قيل هذه حجة سفسطية قديمة أثارها شكاك الإغريق من قبل، قلنا وما في ذلك؟ فأرونا جوابكم عليها ...
الحقيقة إنهم ما وجدوا جوابا-ولن يجدوه أبدا-إن أمثل جواب تواصوا به هو الإعراض عن السفسطي أو لطمه فإن رد اللطمة فذاك دليل على أن قوله يناقض فعله ...
هذا هروب من السؤال فسواء أرد السفسطي اللطمة أم لم يردها فالمعضلة باقية إلى الأبد ... ما الدليل القطعي على العقل؟
وإذا ما جادلونا في كلامنا نفسه فقالوا مثلا أهو من العقل أم من غيره وأرادوا
أن يلزمونا التهافت التزمناه وسقطنا جميعا في جحيم الشك والفوضى ..
فليس غرضنا هنا الدفاع عن السفسطي بل حسبنا إلزام الجميع الشك والدوران،
نتذكر في هذا السياق التجربة الروحية للشيخ أبي حامد الغزالي-عفا الله الله-فانتهى إلى إقالة العقل فاعترف أن الحقيقة نور يقذفه الله في القلب قال:
"فلما خطر لي هذه الخواطر، وانقدحت في النفس حاولت لذلك علاجاً فلم يتيسر، إذ لم يكن دفعه إلا بالدليل، ولم يمكن نصب دليل إلا من تركيب العلوم الأولية. فإذا لم تكن مسلمة لم يمكن تركيب الدليل. فأعضل الداء، ودام قريباً من شهرين، أنا فيهما على مذهب السفسطة بحكم الحال، لا بحكم النطق والمقال. حتى شفى الله تعالى من ذلك المرض، وعادت النفس إلى الصحة والاعتدال، ورجعت الضروريات العقلية مقبولة موثوقاً بها على أمن ويقين، ولم يكن ذلك بنظم دليل وترتيب كلام، بل بنور قذفه الله تعالى في الصدر وذلك النور هو مفتاح أكثر المعارف، فمن ظن أن الكشف موقوف على الأدلة المحررة فقد ضيق رحمة الله تعالى الواسعة".انتهى سرده من منقذه من الضلال.
نعود مرة أخرى إلى المعضلة:أليس من حل لها؟ هل قدر على البشرية الحيرة والدوران؟
إن الله رحيم بعباده فقد جعل" الفطرة" الملجأ للناس ... الفطرة لا الكشف الذي ادعاه الغزالي لأن هذا الكشف إن منع السفسطة فهو فتح مبين للخرافة،
فلا يرد وحش السفسطة إلا كهف الفطرة!!
فنحن نثق بالعقل لا لأنه دليل في نفسه بل لأن الفطرة استكانت إليه .. ونحن نمتعض من السفسطة ليس لدليل عندنا على سفاهتها، بل لأن الفطرة تنفر منها ..
وقد صدق الإمام ابن القيم-رحمه الله-عندما تأمل في حال السفسطة فرأى أن السفسطة لم يجعلها الله مذهبا للناس وإلا لخربت الدنيا والدين .. بل هي حالة عابرة تنتاب ابن آدم من حين إلى آخر ثم يعود إلى فطرته ...
ومع ذلك فإن شبح السفسطة مفيد من جهة أنه يحث الناس على التقليل من درجة تقديس العقل وعبادته والتشديق ببعض عباراتهم مثل: "لقد دلت القواطع العقلية على استحالة الاستواء" أو"دلت القواطع العقلية على استحالة الرؤية"
من يقطع للعقل ياهؤلاء الناس! هل تريدون أن تعيدوا جحيم السفسطة جذعا!
وانظر الآن في القرآن لتجد ما تقر به عينك في المقام:
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ {14} لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ {15}
هؤلاء لم ينتفعوا بالدلائل الحسية لأن الله تعالى لم يرد بهم خيرا ... فمضوا يفترضون الفروض ...
ويقال للمتكلم المجتهد في اختراع الأدلة العقلية على رؤية الله مثلا:لا تتعب نفسك فإن مخاطبك لو تجلى الله له ورآه بعينيه-وليس بعد هذا دليل، وليس الخبر مثل العيان-فهل انتهت المشكلة؟
كلا!
فلولا سمعت خصمك يقول لصاحبه يقص عليه الحدث الجليل:
"هل تدري لقد خيل إلي أنني رأيت الله تعالى"
أو يقول:
-اعتراني مس أمس فرأيت كأن الله تعالى أمامي-
أو يقول
- خدعني شيطاني فأوهمني أنني رأيت رب العالمين ..
أو ما شئت من الوساوس التي لا ينفك عنها ابن آدم ...
لا ينفع من هذا كله إلا الاستعاذة والتضرع إلا الله العظيم أن يثبتنا على الحق وأن يبقي لنا الفطرة سليمة ...
فمن عذاب الله لبعض المدققين في العقليات والمتكلين على القواطع العقلية أن يسلبهم الله الارتكان إلى الفطرة فهذا بكاؤهم يملأ مساحات التاريخ فمن قارع سن الندم ومن طالب دين العجائز ... ومن غريق في بحر السفسطة ..
هذا ونشير في خاتمة حديثنا إلى رفع سوء فهم قد يحصل لبعض القراء .. نحن لا نهدرمطلق العقل أو نسفهه وإنما كلامنا على العقل المستقل الموكول إلى نفسه أما العقل المستوي على سوق الفطرة والمستنير بالوحي فهو بغيتنا ورفيقنا في المغامرة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/314)
ـ[عبدالسلام الأزدي]ــــــــ[17 - 09 - 08, 04:17 م]ـ
درة من درركم شيخنا أبا عبد المعز!
بارك الله في قلمكم , وحفظ الله لنا فطرنا.(51/315)
الرافضة ونشاطهم في منطقة كاسماس السنغالية
ـ[عبد الأحد محمد الأمين ساني]ــــــــ[17 - 09 - 08, 03:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصراع بين أهل السنة والرافضة هو حلقة من حلقات الصراع التاريخي بين الْحق والباطل، فإن التاريخ شاهد صدق على أن الشيعة لم يكونوا يوماً من الأيام في عُدْوَةِ أهل الحق، ولم يشتركوا مع الْمسلمين في واد من وِدْيَانِ الْجهاد والعلم، فليس هناك مِنْ شِبرٍ واحدٍ من أرض الحرب فتحوه، بل إن الشيعة ما كانوا يوماً إلا عامل فرقة وخيانة لأهل الإسلام ولديارهم، فلم تدمر بغداد على يد التتار إلا بخيانتهم وجرائمهم وعلى يد ابن العلقمي، ونصير الدين (الكفر) الطوسي ولم يتحالف مع الصليبيين في حروبِهم الأولى مع المسلمين وفي العصر الحديث إلا الشيعة.
فها هي دولة الرفض الجديدة والتي أقامها دِهْقَانُهُمْ الأكبر في هذا العصر ـ روح الله مصطفى أحمد الخميني ـ تسعى جادة لتصدير ثورتِهم الرافضية الْمبنية على البغض والحقد والكيد والْمكر بالإسلام والْمسلمين، والتعاون مع أعدائهم من الصليبين والصهاينة ضدهم.
هذا وإن أي متابع لأنشطتهم الدعوية في هذا العصر يلاحظ أن قصدهم وهدفهم ليس نشر الإسلام ولا الدعوة إليه وإنما الغاية عندهم نقل المسلم السني وتحويله عن عقيدته ودينه إلى عقيدة الرفض الْمقيتة ودينه الباطل، وليس لَهم في دعوتِهم إلا هذا الْمعنى.
ولا يخفى على أحد - من حملة العلم والدعاة المتيقظين من أهل السنة والجماعة - الجهدُ الذي تبذله الرافضة - برعاية الدولة الإيرانية - هذه الأيام للتمدد في كل مكان من أرجاء العالم الإسلامي، وذلك لأن العالم الإسلامي يَمُرُّ بِحالة من الضعف مشهودة. وهم يَمرون بنشوة من القوة لا تدوم. فجعلوا هذه الحالة فرصة ذهبية في تاريخهم لا يتركونَها تَمر إلا ويستغلونَها بالدعوة إلى نحلتهم، وهم - في دعوتِهم حريصون على غزو معاقل أهل السنة التي تبدو في نظرهم رسوماً مندثرة لن تقوم لَها قائمة – وقد أَوْلَوْا الغرب الأفريقي اهتماماً خاصاً، لِما لِهذا الإقليم من أهمية إستراتيجية كبيرة متمثلة في كثرة المسلمين وانتشارهم فيه، وقد ساعدهم على تحقيق ما كسبوه من النجاح النسبي انتشارُ الفقر بين أهالي هذه المنطقة، وفشو الجهل بأصول الدين الإسلامي فيهم - في الغالب- فاستغل القوم هذه العوامل أتم استغلال للدعاية إلى الرفض والزندقة.
فكان من أهم الوسائل التي تبنوها لشراء ضمائر الناس هو بناء مساجد ومدارس في مدن وقرى فقيرة وتقديم منح دراسية بسخاء لمنسوبي هذه المدارس ليلتحقوا بجامعاتهم وحوزاتهم في إيران (قم) والعراق (النجف) ولبنان.
وقد حققوا نجاحا كبيرا في منطقة كاسماس السنغالية خاصة، وخاصة لدى أبناء القبيلة الْبَالَنْتِيَّةِ حيث استغلوا الأوضاع الأمنية المتدهورة هناك، والتي كان من آثارها انتشار الفقر المدقع والجهل المطبق من بين سكانِها، فبنوا في جزئيها الغربي (زغنشور) والشرقي (كولدا) مدرستين كبيرتين يدير الأولى منهما الأستاذ نوح مانِي خريج إحدى الجامعات الإيرانية، وهو من قبيلة بَالَنْتَ الحديثة العهد بالإسلام، ويدير الأخرى الأستاذ موسى جالو خريج جامعة قم الإيرانية وهو فُلاَّنِيٌّ من شمال السنغال هاجر بعد تخرجه إلى مدينة كولدا الجنوبية لنشر الرفض والتشيع. وقد أصبحت هاتان المدرستان - الآن - قاعدة للتخطيط والانطلاق لنشر التشيع والزندقة بين أهالي كاسماس.
وقد حقق الأستاذ نوح من النجاح في مهمته التشييعية ما لم يحققه الأستاذ موسى نظرا لاختلاف طبيعة القبيلتين اللتين ينتسب إليهما الرجلان فالأول بَالَنْتِيٌّ من قبيلة حديثة العهد بالإسلام شاذجة في مستوى فهمها للدين الإسلامي عارية من زعيم ديني أو عالم سني يتصدى للدعوات والدعايات التخريبة والمناهج الهدامة التي تغزو المنطقة، والثاني فُلاَّنِيٌّ من قبيلة عريقة في الإسلام لم يسبقه إليه أية قبيلة في المنطقة، وهي واعية مثقفة وفاهمة للدين، فيهم من فهم الإسلام قدرا يَمنع أفرادها من الانسياق بسهولة وراء نحلة ظاهرة البطلان مخالفة للعقل الصحيح والطبع السليم كما هو حال الرفض.
ولقد كان اختيارهم لِلْمنطقة الجنوبية (كاسماس) للدعاية محكوما بأمور:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/316)
1 - إدراكهم لثقلها وأهميتها استراتيجيا واقتصاديا، لأنَّها تشترك مع ثلاث دول في الحدود الجغرافية [غينيا بيساو وغينيا كوناكري وغامبيا] وهي ميزة تنفرد بها عن سائر المناطق السنغالية، وعليه فإن أية فكرة أو منهج تتأثر به المنطقة فسرعان ما يصيب عدواه الْمناطق الْمتاخِمة لها من البلد الْمجاور ويتسرب إلى أهليها. هذا بالإضافة إلى كونِها أثرى منطقة في السنغال على الإطلاق- من حيث وفرة الموارد الطبيعية والمواد الأولية-، فضلا عن كونها تضم أكبر سوق للمواد الغذائية في غرب أفريقيا، وهي سوق "جاوبي" الأسبوعية ..
2 – كون القبائل التي تسكن هذه المنطقة [الْمَانْدِنْكَ، الْجُولاَ، الْبَالَنْتَ، الْمَانْجَاكْ، وَفُلاَّنُ فِيرْدُو وَكَبَادَا] من أكثر القبائل السنغالية إخلاصا في عقائدها وتَمسكا بِمبادئها وتفانيا في التعلق بمعتقدها والدعوة إليه حتى في آخر رمق من حياتها، فنجاحهم في هذه المنطقة يعني ضمان معاقل ومراكز حصينة ينطلقون منها للتأثير في المناطق المجاورة داخل البلاد وخارجها من البلدان المجاورة.
3 – أن داعيتهم الشهير ومنظرهم الكبير الأستاذ نوح مانِي من أهل هذه المنطقة ومن قبيلة بَالاَنْتَ الْحديثة العهد بالإسلام، فيسهل له الدعاية ونشر التشيع فيهم نظرا لشذاجة قبيلته وجهلهم بالإسلام وعدم وجود شخصية إسلامية ذات وزن ثقيل وكلمة مسموعة فيهم. كما يوجد ذلك في قبائل الماندنك والفلَّان والجولا.
4 – تدهور حالة الأمن في الْمنطقة منذ أكثر من عشرين سنة - وبالتحديد منذ سنة 1982م - جرَّاء الأنشطة التمردية التي يقوم بِها الانفصاليون من حركة القوة الديمقراطية الكاسماسية الْجولاوية ( MFDC) والشيعة معروفون بأنَّهم يتتبعون أماكن الفتن والقلاقل ويتحينون فرص الاضطرابات السياسية في الديار الإسلامية لبث سمومهم ونشر التشيع والرفض. ولا تكاد تجد لهم نشاطا إلا في بلاد الْمسلمين ومن بين شباب أهل السنة.
5 – قلة الوعي الإسلامي لدى شباب الْمنطقة نظرا لقلة دعاتها إلى منهج أهل السنة والجماعة، مع أن أكثر من خمس وثمانين في المائة من سكانها مسلمون، لكن مستوى ثقافتهم ومعرفتهم بالعقيدة الإسلامية الصحيحة والمنهج الأثري السني السليم ضئيل جدا ... والقاعدة عند الرافضة تقول بِـ""منع دعاتِهم من الكلام في بيت فيه مصباح"" [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1) فبسبب غياب الْمصباح (الدعاة) في المنطقة خَلاَ للشيعة الجو فتكلموا، ومِنْ ثَمَّ سهلت لَهم مهمتهم.
6 – خُلُوُّ الساحة عن مراكز ومعاهد إسلامية لأهل السنة (السلفيين) تضادهم في مهمتهم الدعائية (التخريبية)، وقد ساهم هذا العامل والعامل الذي قبله في عدم احتياجهم إلى استعمالالتقية والتستر والنفاق والتزوير، بل برزوا إلى الناس مسفرين عن وجوههم نقاب التقية والتستر ومبشرين - بكل صراحة - بِحقيقة نِحلتهم وعقيدتِهم، بما فيها الْمجاهرة بسب الصحابة وتكفيرهم، وتغيير اسم كل متشيع جديد يحمل اسم أبي بكر أو عمر أو عثمان أو عائشة – رضي الله عنهم-.
فهذه هي أهم العوامل التي ساعدت الشيعة في تحقيق بعض النجاح في منطقة كاسماس بين القبائل الْبَالاَنْتِيَّةِ.
والآن بدأ الأستاذ نوح يرسل أبناء الْبَالَنْتَ إلى حوزاتِهم ومعاهدهم في داكار كحوزة الرسول الأكرم، وحوزة الْمزدهر، وكلية الزهراء، وذلك لإكمال الْمرحلة الوسطى من تشييعهم ومن ثَمَّ إرسالِهم إلى إيران، وقد أخبرني ثلاثة [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2) من طلاب حوزة الرسول الأكرم أن أكثر طلاب الحوزة من أهل كاسماس ومن الْبَالَنْتَ.
قد أشرنا في ما تقدم أن الأستاذ نوح مانِي حقق في دعوته نجاحا نسبيا نظرا لطبيعة القبيلة التي ينتمي إليها وهي قبيلة "بَالاَنْتَ" الحديثة العهد بالإسلام، والعارية عن عالم سني أو زعيم ديني يفهم حقيقة الإسلام أو يتحمس لأي مذهب أو منهج من مذاهبه ومناهجه، لذا سهل عليه – كداعية إلى الرفض- أن ينجح في بني جنسه الشذج، مستعملا في دعوته طريقة الإغراء بالْمال وبناء المساجد والمدارس في مدنهم وقراهم – علما بأن قبيلة "بَالَنْتَ" تنتشر في طول الحدود السنغالية البيساوية، وهي القبيلة الرابعة من حيث الكثرة في الْمنطقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/317)
وأما الأستاذ موسى جالو فلم يحالفه الحظ في دعوته نظرا لطبيعة القبيلة التي ينتمي إليها فهو فلاني،والفلان (التكرور) قبيلة عريقة من أسبق القبائل في غرب أفريقيا دخولا في الإسلام وطلبا للعلم وتضلعا فيه وقد سجل لنا التاريخ من علماء التكرور جماعة ممن كانوا من كبار علماء الأمة الإسلامية من قديم الزمان وحديثه [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3)، فليس الفلان من الشذاجة والجهل بحيث يسهل التأثير فيهم بمثل هذه النحلة اللاعقلانية، فضلا عن كون الأستاذ موسى جالو غريبا في المنطقة ليس من أهلها وإنما دخلها بعد تخرجه منتدَبا من الشيعة لنشر التشيع والدعوة إلى الرفض، ولا ننكر أنه كان في بداية أمره قد حقق بعض النجاح، لكن سرعان ما انكشف أمره، فافتضح وحذَّر العلماء منه، فاضمحل أمره، وتقلصت شعبيته في مدينة كولدا.
ورغم كل هذا الخطر، فلا يزال هناك فرصة كبيرة لقطع الطريق أمام الأستاذين نوح وموسى وعن تقدم الشيعة وتَمددهم في الْمنطقة، إذا تعاون الدعاة من أهل السنة مع من يتقنون اللغة الماندنكية دعاة أو مترجمين يتمكنون من إيصال رسالة الإسلام الصحيحة إلى الْبَالَانْتِيِّينَ لأنَّهم كلهم يفهمون اللغة الماندنكية، فلو نسقوا معهم وقاموا بحملات دعوية، لتصحيح عقائد المسلمين وتوعيتهم وتنوير عقولِهم وبيان بطلان نحلة القوم وعقائدهم ليفهموا الإسلام فهما سليما خالصا من شوائب الشرك والبدع والخرافات والرفض [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4) لكان ذلك خيرا، ولأخرجوا بذلك المنطقة من خطر الشيعة المحتمل بل المتحقق. ولا أرى ضرورة أن الْحملة هذه تتوقف على دعم وتَمويل أو مساعدة من إحدى المؤسسات الإسلامية، - نعم نمد إليهم أيدينا ونناشدهم الله تعالى ليقدموا إلينا يد المساعدة – لكننا مع ذلك لا ينبغي لنا أن نجلس مكتوفي الأيدي متواكلين لا نتحرك انتظارا لِمُمَوِّلٍ أو داعم يتكفل مشروع الحملة المضادة لأنشطة الرافضة، فهذا مما لا ينبغي أن يكون سلوكا للداعية الغيور على دينه، الذاب عن ِحِمى العقيدة الإسلامية أن تُنْتَهكَ، بَل علينا أن ننتدب ونترشح للقيام بحملة مضادة، وأن نَنْفِرَ خِفَافًا وثِقَالاً للتصدي لَهم وأن نبذل ما في وسعنا من الجهود المادية والمعنوية في سبيل تحقيق الْهدف الْمرسوم الذي هو التوعية وتصحيح المفاهيم لوقف الْمد الشيعي في الْمنطقة، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ}، {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا}.
ولاشك أنه عند التنسيق وتكثيف الحملات الدعوية التصحيحية لا يكون أمامنا كبير صعوبة في تحقيق النجاح الْمرجو بإذن الله.
هذا وأسأل الله تعالى أن يوفقنا للحق وأن يلهمنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يعيننا على اتباع سنة رسوله محمد الأمين r في العقيدة والمنهج. إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد خليله وحبيبه وعلى آله وصحبه ومن اقتدى بهديه وهديهم إلى يوم الدين.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1) - قاعدة " لا تتكلم في بيت فيه مصباح " هي من فروع قاعدة التقية عند الشيعة ومعناها أنه ينبغي على الداعية إلى الرفض أن لا يظهر عقيدته في بلد فيه عالم سني يعرف حقيقة الرافضة ومعتقداتهم لِأَلاَّ ينكشف له أمرهم.
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref2) - وهم إبراهيم تيام، ومحمد عالم جالو، وسيدي مختار كونتا، وقد وفقهم الله تعالى أن وقفوا على بطلان عقائد الشيعة وتركوها بعد أن جمعني وإياهم مجالس للحوار والمناقشة. فغادروا الحوزة بعد ذلك، وانتقل محمد عالم جالو إلى بيتي وما زال يقيم معي.
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref3) - ومن أشهرهم العلامة شهاب الدين القرافي صاحب الفروق، والحافظ ابن الملقن التكروري صاحب البدر المنير وشيخ الحافظ ابن حجر العسقلاني، والفقيه الشيخ أحمد بابا التنبكتي الفلاني شارح الخليل، والشيخ صالح الفلاني الفوتجلوي صاحب إيقاظ الهمم، وغيرهم كثير.
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref4) - ومن المؤسف جدا أن الخرافات والبدع أكثر ما تلاحظ منتشرة في كاسماس لدى المتدينين من الشيوخ وطلبة العلم،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/318)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - 09 - 08, 05:19 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
أتمنى منكم إيصال هذه المعلومات للجمعيات السنية المتنوعة؛ لعلها تتعاون في التصدي لهذا الخطر ..
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[17 - 09 - 08, 07:23 ص]ـ
لعن الله الرافضة.
بارك الله فيك أخي.
وكما قال لك الشيخ سليمان الخراشي، أرسل المعلومات للجمعيات السنية هناك في السنغال لعلهم يتداركون الأمور!
ـ[عبد الأحد محمد الأمين ساني]ــــــــ[17 - 09 - 08, 04:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بنصائحكم وإشارتكم
علما بأن حجم الخطر الرافضي في المنطقة أكبر مما يتخيل وما زال الدعاة السنيون يعملون في التصدي لانتشارهم في المنطقة لكن المشكلة تكمن في الجنس البالانتي الذي ذكرته في صلب الموضوع، لأن لهم لغة خاصة بهم لا يكاد يفهمها إلا من هو منهم، ومع أن معظمهم يجيدون اللغة الماندنكية التي أنا من أبنائها والناطقين بها، لكن البالانتيين تعصبوا للشيعة لأن داعيتهم بالانتي وهو عالمهم الوحيد، مع الدعم الكبير الذي يحصل عليه هذا الرجل من الدولة الراعية للرفض، فضلا عن عدم وجود التنسيق المرجو من الإخوة أهل السنة في السنغال، فضلا عن قلة الدعاة من أبناء المنطقة أو ممن يجيدون اللغة البالنتية أو الماندنكية، وبدوري أنا - بعد ان تنبهت لخطرهم - لم ألق محاضرة ولا كلمة ولم أخطب خطبة- مهما كان موضوعها - إلا وذكرت الناس عن أمرهم وخطرهم على الإسلام والمسلمين، وقد بدأت بعض الملحقيات الرسمية للشئون الإسلامية لإحدى دول الخليج تتعاون معي في سبيل العمل للتصدي لهم. والله تعالى المستعان وإليه المشتكى والمآل.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[17 - 09 - 08, 04:11 م]ـ
لقد منّ الله علي وزرت السنغال في هذا الصيف وأقمت عندهم دورة في العقيدة وحصل خلالها نقاشات في البدع الموجودة عندهم وقدزرت بعض المناطق وكان أغلب مكوثي في منطقة لوقا تبعد عن العاصمة 200 كيلو,
والسنغال انتشرت فيها البدع انتشارا واسعا كالقبورية وغيرها
وقد وقعت السنغال فريسة أقتسمها الروافض والصوفية
وأهل السنه لهم نشاط على قدر امكانياتهم البسيطة لقلة ذات اليد.
ـ[عبد الأحد محمد الأمين ساني]ــــــــ[17 - 09 - 08, 05:20 م]ـ
جزى الله أخانا نائفا أبا محمد خير الجزاء على مبادرتك هذه وزيارتك للسنغال واهتمامك بشئون المسلمين فيها وكثر من أمثالك، نعم هذه هي مشكلتنا ونرجو منكم الإسهام في إيجاد الحلول- لاسيما المعنوية منها والعلمية- وجزاكم الله
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 09 - 08, 09:06 م]ـ
قاتل الله الرافضة
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[07 - 10 - 08, 06:14 ص]ـ
نريد موضوعا خاص عن جهود الرافضة في السنغال او في القارة الإفريقية
من أجل أن يطلع عليها الاخوة المثقفون ويعرفوا نشاط هذه المذهب الخبيث
ويتعاونوا على كشف هذا المذهب الشركي
ـ[عبد الأحد محمد الأمين ساني]ــــــــ[07 - 10 - 08, 02:28 م]ـ
وقد كنت أعددت دراسة مسهبة عن نشاطهم في السنغال ولم أحررها بعد، ومنها استللت هذا التقرير وحررته بطلب من الجهة المشارة إليها، وإن شاء الله سأقوم بتحريرها في أسرع وقت ممكن، وبارك الله في الأخ نائف.(51/319)
قصة بنغلادشي كان أخ لنا قال أن هناك نشاط كبير للتشيع في بريطانيا
ـ[طلال الكويتي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 01:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة بنغلادشي كان أخ لنا قبل أن ...............
يقول الداعية البنغلادشي عندما ذهبنا إلى الحج التقيت بشخص أعرفه بنقلادشي كان
من أهل ألسنه والجماعة قبل أن يتشيع في بريطانيا ويكفرنا
يقول الداعية هناك نشاط كبير للتشيع في بريطانيا
وأنا من هذا المنبر أقول
يا طلاب العلم
ياخريجي الشريعة
والله سوف تسألون عن هذا العلم الذي تحملونه
لماذا لا تبلغون دين الله
لماذا لا تتصدون لحملة التشيع عن طريق الإشتراك في المواقع
العربية وخاصة الشام والمغرب حيث هناك جهود للتشيع كبيرة
لماذا لا تحصنون إخوانكم من الشبهات والشهوات
أما من لا يملك علم شرعي فعليه برفع المواضيع الدعوية
أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص بالقول والعمل
اللهم لا تحرمنا فضلك بسوء ما عندنا
ـ[طلال الكويتي]ــــــــ[21 - 11 - 08, 11:21 ص]ـ
يرفع لعل الله ان ينفع به
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[21 - 11 - 08, 12:06 م]ـ
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
الرّافضة و الأحباش،
فرقتان خبيثتان نشيطتان في الدّعوة إلى الضّلال،
و المرء يعجب من الإمكانيّات الهائلة التي عند القوم.
و لا حول و لا قوّة إلّا بالله.
نسأل الله أن يكفينا شرّهم.
بارك الله فيك أخي الموفّق/ طلال على غيرتك.
ـ[عبد الجواد المصري]ــــــــ[28 - 11 - 08, 10:41 م]ـ
يجب على كل طالب علم وداعية وخطيب أن يبين عوار هؤلاء لأن عوام المسلمين لايعرفون شيئا من عقائدهم الفاسدة وأيضا عليهم فضح دعاة التقريب وفضح الممهدين للشيعة في بلاد المسلمين الذين يروجون أن الخلاف بيننا وبين الشيعة خلاف في الفروع فقط.
ـ[الصايلي الحربي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 10:34 م]ـ
سبق أني نبهت عن هذا الخطر الخبيث الذي يدعم بقوة من إيران ولكن ياللأسف مواجهة هذا الطوفان ليس على المستوى المطلوب. أقولها بصراحة ولعل كلمتي هذه لن ترضي الكثير من طلبة العلم. أكثر طلبة العلم اليوم مجتهدون لتحصيل العلم ومنهمكون في ذلك لكن تبليغه ضعيف جدا وأنا مسئول أمام الله على هذه الكلمة وإن كان موجود فليس على مستوى الحدث المحزن الذي تقوم به دولة الرافضة. أكثر طلبة العلم اليوم مناشطهم لا تتعدى مساجد مناطقهم ومدنهم فقط والبعض منهم يا للأسف لا يذهب إلى مسجد حتى يدعى رسميا وتوجه له دعوة أو مهاتفه وينشر له إعلان!! هذا حال الكثير من طلبة العلم. دول العالم يا إخوة اليوم بحاجة ماسة إلى تبليغ العقيدة الصحيحة الخالية من الشرك والبدع وسائر المخالفات. فالمناشط في بعض الدول اليوم يقوم بها المبتعثون وأغلبهم من ذوي التخصصات العلمية كالهندسة والطب وغيرها. نحن نتمنى أن يقوم طلبة العلم الشرعي المتمكنون الذين نهلوا العلم من منابعة كطلبة العلامة إبن عثيمين والعلامة بن باز والعلامة الراحجي والعلامة الفوزان والعلامة إبن جبرين والعلامة العباد والعلامة الخضير والعلامة التويجري والعلامة بن غديان والعلامة صالح آل الشيخ وأمثالهم وكثير من كتاب ومرتادي هذا الملتقى وهذا المنتدى من أهل العلم بواجب الدعوة إلى الله. ثم إن رابطة العالم الإسلامي عليها مسئولية عظيمة وكبيرة في هذا الإتجاه. نسأل الله أن يرد كيد الكائدين في نحورهم وأن ينصر دينه ويعلي كلمته آمين(51/320)
[اعترافات ((طرقي)) قديم] للشيخ الأستاذ محمد السعيد الزاهري الجزائري-رحمه الله-
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - 09 - 08, 08:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اعترافات ((طرقي)) قديم
بقلم الأستاذ الشيخ محمد السعيد الزاهري-رحمه الله تعالى-
(العضو الإداري في جمعية العلماء المسلمين)
[ولاء وبراء طرقي!!]
كنا جماعة من الناس، يوفي عددها على العشرين، وكنت أنا أتحدث إليهم عن رجل كنت عرفته منذ ثلاث عشرة سنة، في بلدة ... من بلاد ... كان طرقيا متعصباً،ثم تاب وأصلح ولم يعد يؤمن بخرافة ولا طريق، وكانت بيني وبينه معرفة وصحبة، وهو حينما كان طرقيا كان لا يفرح بانتشار الإسلام كما يفرح بانتشار الطرقية التي ينتسب إليها، فإذا سمع برجل دخل دين الله، سأل عنه هل اعتنق"طريقته"أم لا؟ فإذا لم يعتنقها [تعامى] وتصامم، وإذا سمع أن مسلما اعتنق الطريقة التي يعتنقها هو اهتز طرباً، وكاد يطير من شدة الفرح والسرور. وإذا نزل بالإسلام أي مكروه تصامم صاحبنا كأن الأمر لا يعنيه ولا يعني دينه، أما إذا أصابت"طريقته"مصيبة ما، اغتم لها واهتم.
[عمل الأسياد فوق شريعة رب العباد]
وقلت لهم أن هذا الرجل كان مضى ذات [يوم] إلى بلدة ... لبعض شأنه، -وهو لا يزال [يومئذ] طرقيا- فاجتمع عند "قائدها" بطالب من طلبة العلم، وكان"القائد"لا ينتسب إلى الطريقة التي ينتسب إليها صاحبنا، بل كان رجلا مصلحاً لا تشوب عقيدته شائبة من شوائب الشرك والضلال، وظن الرجل بالطالب سوء الظن، فكرهه واجتراه واحتقره وازدراه، لا لشيء سوى أنه (فيما ظن) يخالفه في الطريق وليس"أخاه من الشيخ"، ولما رجع إلى بلده جعل ينتقد الطالب وينكر عليه، ويقول عنه أنه ليس من أصحاب "التحصيل"،وأن نصيبه في العلم تافه قليل، وأنه"مدمن على شرب الدخان"،وكنت أنا أنهاه عن هذا الغلو في الإنكار، فلم يكن يحفل بما أقول، وما هي إلا أن مضى علينا شهر واحد حتى كان عيد الأضحى، فزار صاحبنا"الزاوية التي ينتسب إليها بمناسبة هذا العيد فيمن زارها من الأتباع والمريدين، فلقي فيها ذلك"الطالب"بعينه، وقد صار أستاذاً يعلم أبناء الزاوية ويلقي فيها على الناس بعض الدروس، فرجع الرجل يمدح هذا الطالب ويطريه ويبالغ في المدح والإطراء، وقال لي: لقد حضرت أنا نفسي على هذا"الشيخ"درساً في التوحيد يلقيه على أسيادنا، فظننت أن الإمام الأشعري هو الذي يلقي هذا الدرس علينا، فقلت: لقد أصبح الطالب في نظرك شيخاً نظير الإمام الأشعري، ولكن في أي مسألة من مسائل التوحيد كان درس هذا الشيخ؟ قال كان في مسألة "كرامات الأولياء"، وقد ذكر من كرامات شيخنا أكثر من مائة وخمسين كرامة، فقلت له: يا فلان، هل نسيت ما كنت تقوله يوم لقيت هذا الطالب في ... من أنه قليل العلم مدمن على التدخين، فقال: أما ما قلته عنه من قلة العلم فقد كنت مخطئاً فيه، واليوم تبين لي أنه غزير العلم، وحسبك أنه أستاذ لأسيادنا، وأما أنه مدمن على شرب الدخان، فهذا أمر لا بأس به، لأن أسيادنا هم أنفسهم يدخنون ويدمنون على التدخين، ويدمنون على ما هو أكثر من الدخان أيضا، من غير أن يقدح ذلك في مروءتهم أو في دينهم، فقلت: إن المدمنين على هذه الآفات هم ممن لا مروءة لهم ولا دين، قال: لا يقول كلامك هذا إلا من كان"مسلوباً من الإيمان"،قلت: ويحك، فهل تعتقد أن تعاطي هذه الآفات هو أمر مباح؟ قال: لا، ولكني أعتقد أن الإنكار على"أسيادنا"، لا يجوز مهما ارتكبوا من الكبائر والموبقات، قلت: وهل"أسيادك"هم فوق الشرع الشريف حتى لا تنالهم أحكامه؟ قال: دعنا من هذا الكلام.
[جاهلية أيام الصوفية]
وذكرت لهم أن هذا الرجل قد تاب وأصلح، وأصبح لا يؤمن بسيادة هؤلاء، بل يسمي محسنهم محسناً ومسيئهم مسيئاً، وأصبح لا يشرك بالله شيئا، لا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً ولا ولياً صالحاً، ولقد لقيته أخيراً فإذا هو من المصلحين، وقد حدثني عن نفسه كثيراً، وكان إذا ذكر الأيام التي كان فيها طرقيا، وصفها بأنها أيام"جاهلية"فيقول كنت في جاهليتي أعتقد كذا وكذا ... وأفعل كذا وكذا ...
[تحريف المعاني سمة كل جاني]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/321)
وكان في الحاضرين"طرقي"قديم، قد انظم إلى المصلحين أخيراً، فقال: وأنا الآخر كنت طرقيا، وكنت متعصباً عنيداً، لا أحب إلا طريقتي وإخواني فيها، وكنت أحمل كراهية شديدة لأتباع الطرق الأخرى، الذين ليسوا "إخواني في الشيخ"!!، وكل إخواني في الطريق يبغضون من لا يكون على طريقتهم، ويستدلون لهذه البغضاء التي يحملونها لإخوانهم المسلمين بقوله تعالى: {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم} [آل عمران:73] ويعتقدون أن هذه الآية الكريمة، إنما تحثك على أن تحب أخاك في الطريق، وتحثك على أن تقاطع المقاطعة التامة كل من لا يكون معك على دينك أي على محبة الشيخ!! وأنا نفسي ما فهمت هذه الآية على وجهها إلا بعد أن حضرت درساً لعالم من هؤلاء العلماء المصلحين، فقد سمعته ينهى عن بغض الغير وعن كراهيته لمجرد أنه يخالفك في الدين أو العقيدة، واستدل على ذلك بقوله تعالى: {وقالت طائفة من أهل الكتب ءامنوا بالذي أنزل على الذين ءامنوا وجه النهار واكفروا ءاخره، لعلهم يرجعون (72) ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم} [آل عمران:72 - 73]، وهنا فقط عرفت أن إخواني في الطريق قد حرفوا هذه الآية الكريمة عن موضعها، وأن طائفة من أهل الكتاب هم الذين يتواصلون بكراهية الغير وبغض من لا يتبع دينهم فيما حكى الله عنهم بقوله: {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم} [آل عمران:73]، وقد رد عليهم الله تعالى هذا القول فقال: {قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم} [آل عمران:73]، وهكذا كثير من الآيات تكون في الحث على الخير ولكننا نفهمها على عكس المراد.
[بطلان صلاة الخليقة بمخالفة تعاليم الطريقة!!]
وكان من كراهيتنا لأتباع الطرق الأخرى، أننا لا ننزل ضيوفاً إلا على من تبع ديننا (طريقتنا)، ولا نكرم ضيوفاً لا يكونون على طريقتنا، ولا نجتمع معهم في حلقة ذكر، وأذكر أن رجلا كان أخانا من الشيخ، له مكانة بيننا وكنا نحبه ونحترمه، وما هي إلا أن أخبرنا أحدنا بأنه رآه في بلدة أخرى، في حلقة ذكر لطائفة أخرى، حتى كرهناه وهجرناه، وأخبرنا سيدنا به وبما فعلنا، فقال، نعم ما فعلتم، لا تتساهلوا فيمن يخل بشيء من آداب الطريق، ولا تخالطوا من يفسد عليكم نيتكم في الشيخ، ولا تصلوا وراءهم، وكل من صلى منكم وراء إمام ليس على طريقتنا، ولا يجتمع معنا على محبة الشيخ، فصلاته باطلة تجب عليه إعادتها!!
[شرط صحة النكاح، اعتناق طريقة الأشباح]
وسأل رجل وقال: يا سيدنا إني أريد أن أستشيرك في أمر يهمني، قال وما هو؟ قال: إن ابني قد كبر، وأردنا أن نزوجه، وخطبنا له كريمة فلان إلى أبيها، فوعدنا خيراً، ولكنها من بنات طريقة أخرى لا من بنات طريقتنا، وهي فتاة من الفتيات الصالحات، فقال له سيده: وكيف تكون صالحة، وهي ليست من بنات طريقتنا؟ ولم تدخل زاويتنا قط!!،فقال الرجل: عسى الله أن يهديها فتعتنق طريقتنا، وتزور زاوية سيدنا، فقال له سيده: اشترطوا عليها أن تترك طريقتها إلى طريقتنا، فإذا رضيت بهذا الشرط فذلك ما كنا نبغي، وإلا فلا تعزموا عقدة النكاح.
وتكلم له رجل وقال: يا سيدي، إن الآنسة فلانة، التي توفي عنها أبوها أخيراً، وكانت من بنات طريقتنا، قد أعجب بها فتى ليس منا، فأبت أن تقبله لها بعلاً حتى يترك طريقته إلى طريقتنا، وقد تزوجها على هذا الشرط وأصبح أخاً لنا في الشيخ، فقال سيدنا: أحسنت هذه الآنسة، وهي محبة في الشيخ، وإن عملها هذا هو من الصالحات، ومن أفضل ما يقربها إلى الله زلفى، ففرحنا نحن بها، وصرنا نسميها"سكينة"تشبيهاً لها بسيدتنا سكينة بنت زين العابدين رضي الله عنها.
[رحم الطريقة أولى من رحم القرابة]
قال الراوي: ولا أكتمكم، أنه قد يكون بيني وبين الرجل صلة القربى، وقد تجمعني به الروابط والصلات، وقد يكون مهذباً ولكني لم أكن أثق به ولا أطمئن إليه، لا لشيء سوى أنه لا يرافقني في الطريق!! وقد يكون الرجل لا قرابة بيني وبينه، وليس بيننا أية صلة أخرى، ولكني أثق به وأطمئن إليه، و أشعر نحوه بحب شديد لا لشيء سوى أنه أخي من الشيخ، هذا هو ما كان يوصينا به أسيادنا ورؤساء طريقتنا جميعاً.
[بين حب اليهود وبغض القراميط]
وكان اليهود في بعض نواحي الصحراء، قد دخلوا هم أيضاً في الطرق الصوفية، من غير أن يدخلوا في الإسلام، وكان قد اعتنق طريقتنا منهم عدد غير قليل، فجعل سيدنا عليهم (مقدما) يهودياً منهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/322)
قال الراوي: ولا أكتمكم، أننا كنا نحب هذا المقدم اليهودي، ونحب هؤلاء اليهود، الذين هم إخواننا من الشيخ، أكثر مما نحب أي مسلم من المسلمين، الذين يتبعون الطرق الأخرى، وكما أن اليهود يسمون غيرهم-[الكوييم]- فإننا نحن أيضاً نسمي غيرنا من المسلمين باسم القراميط.
وبالجملة، فلم نكن نعرف الحب في الله، والبغض في الله، وإنما كنا نعرف الحب في الشيخ والبغض في الشيخ.
[أوراد مبتدعة بكيفيات مخترعة]
على أن الطرق الأخرى يحمل أتباعها لنا من الضغينة والحقد أكبر مما يحمل أتباع طريقتنا، فقد جربت ذات يوم أن أتودد إلى أهل طريقة، فرفضوا ودادي، وذلك أن جلست معهم في حلقة لهم عقدوها لتلاوة أورادهم، وكان من عادتهم أن يغمضوا أعينهم عند تلاوة هذه الأوراد، وكان من عادتنا نحن أن نفتح أعيننا، وأن لا نغمضها عند قراءة الأوراد، وما هي إلا أن عرفوا أنني لا أغمض عيني حتى طردوني، وقالوا لي: أنت لست من طريقتنا!!
[همة الشيخ، تغدق علينا الأرزاق أم تورث غضب الخلاق!!؟]
وكنت أعتقد أن الرجل منا إذا بسط الله له الرزق، فربحت تجارته أو صلحت ذريته أو بارك الله له في عمل من أعماله، فليس معنى ذلك أن العناية الربانية قد حفت به، بل معنى ذلك أن معه همة الشيخ!! ولا نطلب من أحدنا أن يحسن ظنه بالله بل نطلب منه أن يحسن ظنه بالشيخ!.
[توحيد الأسياد أم توحيد رب العباد!!؟]
ولا نقول من مات وآخر كلمة قالها"لا إله إلا الله"دخل الجنة، بل نقول: من مات وهو يلهج باسم الشيخ دخل الجنة دون حساب ولا عقاب، وقد مات رجل منا، فجاء أقاربه إلى سيدنا رئيس الزاوية المركزية، وقالوا له: لقد بقي اسم الشيخ سيدي فلان (جدك)، في فم المرحوم إلى النفس الأخير من حياته، فقال سيدنا: مات شهيداً، وهو اليوم في أعلى عليين.
[الجاهل الغني أرفع منزلة من العالم التقي!!]
وكان لطريقتنا مقدم في إحدى النواحي قد توفي إلى رحمة الله، وأراد شيخنا صاحب الزاوية أن يسمي لطريقتنا مقدماً آخر في تلك الناحية، ودعانا إليه نحن خواصه، يستشيرنا فيمن يصلح أن يخلف"المقدم"المرحوم في مهمته، فدللته أنا على طالب علم فقيه من أهل تلك الناحية، كلمته عندهم مسموعة، وله عليهم نفوذ، فقال سيدنا: إياكم من الفقهاء، وإياكم من طلب الوقت، فإنهم زنادقة المقت، لا"نية لهم"،وهل رأيتم تيساً يدر و"يحلب"؟ قلنا: اللهم لا، قال: كذلكم الطالب، "لا يزور"ولا خير فيه.
وتكلم آخر فدله على رجل هو من عباد الله الصالحين المتقين، لم يعرف أهل ناحيته أمتن منه ديناً، ولا أصلح منه حالاً، فقال لنا سيدنا: وهذا الرجل أيضاً لا يصلح لنا، قلنا: ولماذا؟ قال: لأنه من الذين لا يجدون ما ينفقون، ونحن في حاجة إلى صاحب ثروة ويسار، إذا نزلنا في ضيافته، أكرمنا وأطعمنا وسقانا مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وقد تكون معنا حاشية وخدم وننزل عنده على الرحب والسعة، وإذا كنا نريد الزيارة أجزل لنا الهدية والعطاء ... فقلت في نفسي: إن سيدنا في الحقيقة يريد صاحب فندق (هوتيل) يقيم فيه مجاناً، لا يدفع أجرة الخدمة والمبيت، وله ثمن الطعام والشراب، وما أظنه يريد مقدماً للطريق!!
وأرسلنا سيدنا إلى صاحب ثروة عظيمة في تلك الناحية، وأخبرناه أن سيدنا قد أنعم عليه فجعله مقدماً، وكان رجلاً قتل الدهر تجربة وخبراً، فأبى وامتنع من القبول، فطلبنا منه أن يقبلها لابنه فقال: ويحكم يا هؤلاء!! وكيف أرضى لابني ما لا أرضاه لنفسي؟ ودعا بابنه وقال له ونحن نسمع: يا بني هل تريد أن تكون خادماً؟ قال: لا، قال: إذا أنا أفضيت إلى عملي فإياك أن تكون"مقدماً"لأية طريقة من هذه الطرق، فإنك إذا فعلت، نزل عليك الشيخ بخيله ورجله، فإذا دارك فندق"مجاني"، وإذا أنت وعيالك وأولادك تقومون على خدمته وخدمة حاشيته، ثم إذا ربحت وأفلحت، قال الناس: لقد أفلح ببركة الشيخ، وإذا أصابك مكروه قالوا:"دقه" الشيخ، وظنوا بك الظنون، وإذا أنت رضيت أن تكون مقدماً، فاعلم أن الشيخ لا يكفيه منك يومئذ قليل ولا كثير، فخير لك أن تترك هذا الأمر للذين قد يتعايشون عليه.
[البراق الصوفي: بين الاحتيال والإضلال]
ورجعنا إلى الزاوية نخبر"سيدنا"بما جرى، وكنا مساء الجمعة، فلم يقابلنا لسفره إلى مكة، وهو يسافر إليها يوم الجمعة من كل أسبوع، ولا يراه "الزوار"إلا يوم السبت، فانتظرنا إلى صباح السبت، وأخبرناه بما وقع، فتأسف واغتم كثيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/323)
وبعد ذلك عرفت السبب في أنه لا يرى الزوار إلا يوم السبت، وذلك لأن يوم السبت هو يوم يتقاضى فيه العملة الأجراء أجورهم من مخدوميهم الإفرنج.
أما يوم الجمعة فهو آخر الأسبوع، يكون فيه الزائر خالي الوفاض بادي الأنفاض، لا يقدر أن يزور الزاوية فيه بشيء.
[زر غباً تزدد بعداً!!]
قال الراوي: وكنا ذات يوم عند سيدنا، فجعل يذاكرنا في مناقب الشيخ مؤسس طريقتنا، فذكر لنا عنه كثيراً من الفضائل والمعجزات، وذكر لنا أن مريده لا يشقى أبداً، وأنه حرام على النار لا يدخلها مهما كان مذنباً عاصياً، وحثنا على الزيارة وقال:"زوروا تنوروا"، وقال: من زارنا بفرنك كتب له عند الله عشرة فرنكات، واستدل على ذلك بقوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله، عشر أمثالها} وقال: الحسنة هي ما تدفعه"زيارة"، وهكذا يحرف كثيرا من الآيات الكريمة.
[منزلة الشيخ الولي فوق الرسول وقرب النبي-صلى الله عليه وسلم-!!]
واستأذنه رجل في الكلام فقال: إنه رأى النبي-صلى الله عليه وسلم-، وقص علينا رؤياه، قال: ثم رأيت"الشيخ"وأنت إلى يمينه، وقال لي: خذ العهد عن ابني هذا، ففرحوا جميعاً بهذه الرؤيا، ونسوا رؤياه رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فلم يذكروها.
وترى الواحد منهم يخطر بباله"الشيخ"مائة مرة في اليوم, ولا يخطر بباله النبي-صلى الله عليه وسلم-ولا مرة واحدة، وهم حينما يصلون عليه-صلى الله عليه وسلم-إنما يطيعون الشيخ في تلاوة صيغة الصلاة التي اختارها، ودليل ذلك أن كل طائفة تتلوا صيغة شيخنا، ولا تتلوا الصلاة الإبراهيمية التي ورد بها الحديث الصحيح.
وتجد الواحد منهم يحفظ كل ما ينسب إلى شيخه من الفضائل والمناقب والمعجزات، ويعتني بسيرته العناية كلها، ولكنه لا يعتني بشيء من سيرة الرسول الأعظم-صلى الله عليه وسلم-.
[إسقاط التكاليف الشرعية، غاية شيوخ الصوفية]
قال الراوي: وبالجملة، فتعاليم الطريقة التي كنت أعتنقها- ولا أظن غيرها إلا مثلها- إنما ترمي إلى إسقاط التكاليف الشرعية، فهي تدعوا (المريد) أن يحسن النية في الشيخ، وأن (يعبده مخلصاً له الدين)، وله أن يتكل على هذا الشيخ، لكي يغفر له جميع السيئات والآثام، وأن يجادل الله عنه يوم القيامة، وهذه العقيدة ربما أغرت المريد، فاقترف الفحشاء والمنكر اتكالاً على "الشيخ"،مع أن الله تعالى يقول: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} [فاطر:18].
[{إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب}]
قال الراوي: وأنا أشهد على نفسي التي اقترفت كثيراً من الكبائر والموبقات، اتكالاً على أن الشيخ سيجادل الله يوم القيامة، وأنه سيكون لي هنالك"محامياً"ووكيلاً، أشهد على نفسي أني فعلت ذلك حينما كنت طرقيا، أما اليوم وقد أصبحت مصلحاً لا أتكل على الشيخ، بل أتكل على الله، فأشهد أني كنت ذات يوم هممت بخطيئة من الخطيئات، وكدت أنغمس فيها، فأجرى الله على لساني قوله تعالى: {ألم يعلم بأن الله يرى} [العلق:14]!!؟ فما تلوتها حتى جمد الدم في عروقي، وأدركني من الخشية والخوف ما الله به عليم.
وقد حفظني الله بعد ذلك اليوم، فلم أقترف بعدها خطيئة ولا إثما.
وهنا أمسك محدثنا الظريف، وأبى أن يمضي في حديثه، ونحن أشوق ما نكون إلى سماع مثل هذه الاعترافات.
محمد السعيد الزاهري
مدينة وهران- الجزائر-(51/324)
حوار بين أبي إسحاق بن شاقلا الحنبلي وأحد أتباع ابن كلاب (أبو سليمان الدمشقي) .. نقاش في مسائل عقدية
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - 10 - 08, 09:16 م]ـ
السلام عليكم
من طبقات الحنابلة لإبن أبي يعلى
في سيرة الإمام أبي إسحاق شاقلا شيخ الحنابلة (ت 369 هـ)
إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان بن شاقلا أبو إسحاق البزار
جليل القدر كثير الرواية حسن الكلام في الأصول والفروع.
سمع من أبي بكر الشافعي وأبي بكر أحمد بن آدم الوراق ودعلج بن أحمد ومحمد بن القاسم المقري وعبد العزيز بن محمد اللؤلؤي وابن مالك وابن الصواف وأحمد بن القاسم بن دوست وأبي بكر السلماني وأبي بكر عبد العزيز وحاضره وأبي عبد الله الحسين بن علي بن محمد المخرمي المعروف بابن شاصو.
...
قرأت بخط الوالد السعيد قال: نقلت من خط أبي بكر بن شاقلا قال: أخبرنا أبو إسحاق بن شاقلا قراءة عليه قال:
قلت لأبي سليمان الدمشقي: بلغنا أنك حكيت فضيلة الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج وقوله في الخبر: " وضع يده بين كتفي فوجد بردها وذكر الحديث ".
فقال لي: هذا إيمان ونية لأنه أريد مني روايته وله عندي معنى غير الظاهر قال: وأنا لا أقول مسه.
فقلت له: وكذا تقول في آدم لما خلقه بيده؟
قال: كذا أقول. إن الله عز وجل لا يمس الأشياء.
فقلت له: سويت بين آدم وسواه فأسقطت فضيلته وقد قال الله تعالى يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي قلت له: هذا رويته لأنه أريد منك على رغمك وله عندك معنى غير ظاهره وإلا سلمت الأحاديث التي جاءت في الصفات ويكون لها معاني غير ظاهرها أو ترد جميعها؟.
فقال لي: مثل أي شيء؟
فقلت له: مثل الأصابع والساق والرجل والسمع والبصر وجميع الصفات التي جاءت في الأخبار الصحاح حتى إذا سلمتها كلمناك على ما ادعيته من معانيها التي هي غير ظاهرها؟.
فقال لي منكرا لقولي: من يقول رجل؟.
فقلت: أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: من عن أبي هريرة؟ فقلت: همام
فقال: من عن همام؟ فقلت: معمر
فقال: من عن معمر؟ فقلت: عبد الرزاق
فقال لي: من عن عبد الرزاق؟ فقلت له: أحمد بن حنبل
فقال لي: عبد الرزاق كان رافضيا.
فقلت له: من ذكر هذا عن عبد الرزاق؟
فقال لي: يحيى بن معين.
فقلت له: هذا تخرص على يحيى إنما قال يحيى: كان يتشيع ولم يقل رافضيا
فقال لي: الأعرج عن أبي هريرة: بخلاف ما قاله همام.
قلت له: كيف؟
قال: لأن الأعرج قال: " يضع قدمه ".
فقلت له: ليس هذا ضد ما رواه همام وإنما قال هذا " قدم " وقال هذا " رجل " وكلاهما واحد. ويحتمل أن يكون أبو هريرة سمع من النبي صلى الله عليه وسلم مرتين وحدث به أبو هريرة مرتين فسمع الأعرج منه في إحدى المرتين ذكر " القدم " وسمع منه همام ذكر " الرجل ".
فقال لي: همام غلط
فقلت له: هذا قول من لا يدري.
ثم قال لي: والأصابع في حديث ابن مسعود تقول به؟
فقلت له: حديث ابن مسعود صحيح من جهة النقل رواه الناس ورواه الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله.
فقال لي: هذا قاله اليهودي.
فقلت له: لم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله قد ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقوله
فأنكر أن يكون هذا اللفظ مرويا من أخبار ابن مسعود.
فقلت له: بلى هذا رواه منصور والأعمش جميعا عن إبراهيم عن أبي عبيدة " أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن الله عز وجل يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والخلائق على إصبع والشجر على إصبع وروى: والثرى على إصبع ثم يقول: أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقا لما قال الخبر " هكذا رواه الثوري وفضيل بن عياض.
فقال لي: قد نزل القرآن بالتكذيب لا بالتصديق فقال الله تعالى وما قدروا الله حق قدره
فقلت له: قد نزل القرآن بالتصديق لا بالتكذيب بدلالة قوله تعالى في سياق الآية والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ثم نزه نفسه عز وجل عما يشرك به من كذب بصفاته فقال سبحانه وتعالى عما يشركون وقوله وما قدروا الله حق قدره لا يمنع من إثبات الأصابع صفة له كما ثبتت صفاته التي لا أختلف أنا وأنت فيها ومع هذا فما قدروا الله حق قدره كذلك أيضا نثبت الأصابع صفة لذاته تبارك وتعالى وما قدروا الله حق قدره فلما رأى ما لزمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/325)
قال: هذا ظن من ابن مسعود أخطأ فيه.
فقلت له: هذا قول من يروم هدم الإسلام والطعن على الشرع لأن من زعم أن ابن مسعود ظن ولم يستيقن فحكى عن النبي صلى الله عليه وسلم على ظنه: فقد جعل إلى هدم الإسلام مقالته هذه بأن يتجاهل أهل الزيغ فيتهجموا على كل خبر جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يوافق مذهبهم فيسقطونه بأن يقولوا هذا ظن من الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لا فرق بين ابن مسعود وسائر الصحابة رضي الله عنهم وهذا ضد ما أجمع عليه المسلمون وقد أكذب القرآن مقالة هذا القائل في الآية التي شهد فيها لابن مسعود بالصدق في جملة الصحابة.
ثم قلت له: و " الأصابع " قد رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا أصحابه منهم أنس بن مالك في حديث الأعمش عن أبي سفيان عن أنس رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قال: قلنا: يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال: نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله عز وجل يقلبها ".
ثم قال لي: تروي حديث أبي هريرة: " خلق آدم على صورته " ويومىء إلى أنه مخلوق على صورة آدم.
فقلت له: قال أحمد بن حنبل: من قال إن آدم خلقه عز وجل على صورة آدم: فهو جهمي وأي صورة كانت لآدم قبل خلقه؟.
فقال لي: قد جاء الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق آدم على صورة آدم ".
فقلت له: هذا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال لي: بلى قد جاء في الحديث: " طوله ستون ذراعا " على أنه آدم.
فقلت له: قد رد هذا وليس هو الذي ادعيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنك قلت عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق آدم على صورة آدم " ثم استدللت بقوله: " ستون ذراعا " على أنه آدم وهذا خبر جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجهين. فأبو الزناد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق آدم على صورته " وروى جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقبحوا الوجوه فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن " قال أبو إسحاق: وهذا الحديث يذكر عن إسحاق بن راهويه: أنه صحيح مرفوع وأما أحمد بن حنبل فذكر أن الثوري أوقفه على ابن عمر فكلاهما الحجة فيه على من خالفه فإن كان رفعه صحيحا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد سقط العذر وإن كان ابن عمر القائل له: فقد اندحض بقول ابن عمر تأويل من حمل قوله: " على صورته ".
قال أبو إسحاق: وهذا لم يجر بيني وبينه وإنما بينته لأصحابي ليفهموه.
ثم قلت له: قوله: " خلق آدم على صورته " لا يتأول لآدم على صورة آدم لما قاله أحمد: " وأي صورة كانت لآدم قبل خلقه؟ " فقد فسد تأويلك من هذا الوجه وفسد أيضا بقول ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق آدم على صورة الرحمن تبارك وتعالى ".
وأما الاستدلال بقوله صلى الله عليه وسلم: " طوله ستون ذراعا " فإن كانت هذه اللفظة محفوظة فكان قوله: " خلق آدم على صورته " فتم الكلام ثم قال: " طوله ستون ذراعا " إخبارا عن آدم بذلك على حديث الثوري عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله عز وجل خلق آدم على صورته " ذكرت بدلالة حديث ابن عمر رضي الله عنهما وما ذكرته عن أحمد.
فقال لي جوابا عن حديث أنس: " إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها " إنما هما نعمتان.
فقلت له: هذا الخبر يقول: " إن الأصبعين نعمتان؟ " واليدين صفة للذات ولم يتقدمك بهذا أحد إلا عبد الله بن كلاب القطان الذي انتحلت مذهبه ولا عبرة في التسليم للأصابع والتأويل لها على ما ذكرت: إن القلوب بين نعمتين من نعم الله عز وجل.
ثم قال لي: وهذا مثل روايتكم عن ابن مسعود في قوله عز وجل يوم يكشف عن ساق إن الله عز وجل يكشف عن ساقه يوم القيامة؟.
فقلت له هذا رواه ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فأنكره عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هذا من كلام ابن مسعود وقد روي عن ابن عباس أنه قال: " الشدة ".
فقلت له: إنما نذكر ما جاء عن الصحابة إذا لم نجد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/326)
فقال لي: تحفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم؟.
قلت: نعم. هذا رواه المنهال ابن عمرو عن أبي عبيدة بن عبد الله عن مسروق بن الأجدع حدثنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام وذكر الحديث بطوله وقال فيه: فيأتيهم الله تبارك وتعالى فيقول لهم: ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟ فيقولون: لنا إله فيقول: هل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: نعم بيننا وبينه علامة إن رأيناها عرفناه قال: فيقول: ما هي؟ فيقولون: يكشف عن ساقه. قال: فعند ذلك يكشف عن ساقه قال: فيخر من كان بظهره طبق ويبقى قوم ظهورهم كأنها صياصى البقر يريدون السجود فلا يستطيعون. وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " في حديث فيه طول وقد روي أيضا من طريق أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال: أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري؟
فقلت له: هذا في صحيح البخاري فليس من شرطه أبو هارون العبدي لضعفه عنده وعند أئمة أهل العلم ولم يحضرني إسناده في وقت كلامي له وأخرجته من صحيح البخاري كما ذكرته: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد ابن زياد المقرئ يعرف بالنقاش قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا آدم قال: حدثنا الليث عن خالد ابن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " يكشف ربنا تبارك وتعالى عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد له في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ".
ثم قال لي: وتقول بحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: " رأيت ربي ".
فقلت له: رواه حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال لي: حماد بن سلمة ضعيف
فقلت: من ضعفه؟.
فقال لي: يحيى القطان.
فقلت له: هذا تخرص على يحيى لم يقل يحيى هذا وإلا فمن حدثك؟ فلم يقل من حدثه.
وقال لي: أيما أثبت عندك حماد بن سلمة أو سماك؟
قلت: حماد بن سلمة أثبت وسماك مضطرب الحديث.
فنازعني في هذا والذي أجبته به: بأن حماد بن سلمة ثقة وسماك مضطرب الحديث هو جواب أحمد فيهما ولم أدر ما أراد بسماك؟ وخرجنا من ذلك ولم أسأله.
ثم قلت له: هذه الأحاديث تلقاها العلماء بالقبول فليس لأحد أن يمنعها ولا يتأولها ولا يسقطها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان لها معنى عنده غير ظاهرها لبينه ولكان الصحابة حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن معنى غير ظاهرها فلما سكتوا وجب علينا أن نسكت حيث سكتوا ونقبل طوعا ما قبلوا.
فقال لي: أنتم المشبهة
فقلت: حاشا لله المشبه الذي يقول: وجه كوجهي ويد كيدي فأما نحن فنقول: له وجه كما أثبت لنفسه وجها وله يد كما أثبت لنفسه يدا وليس كمثله شئ وهو السميع البصير ومن قال هذا فقد سلم.
ثم قلت له: أنت مذهبك أن كلام الله عز وجل ليس بأمر ولا نهي ولا متشابه ولا ناسخ ولا منسوخ ولا كلامه مسموع لأن عندك الله عز وجل لا يتكلم بصوت وأن موسى لم يسمع كلام الله عز وجل بسمعه وإنما خلق الله عز وجل في موسى فهما فهم به.
فلما رأى ما عليه في هذا من الشناعة
قال: فلعلي أخالف ابن الكلاب القطان في هذه المسألة من سائر مذهبه.
ثم قلت له: ومن خالف الأخبار التي نقلها العدل عن العدل موصولة بلا قطع في سندها ولا جرح في ناقليها وتجرأ على ردها فقد تهجم على رد الإسلام لأن الإسلام وأحكامه منقولة إلينا بمثل ما ذكرت.
فقال لي: الأخبار لا توجب عندي علما.
فقلت له: يلزمك على قود مقالتك أنك لو سمعت أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير وسعدا وسعيدا وعبد الرحمن بن عوف وأبا عبيدة بن الجراح يقولون: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا أنك لا تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ذلك شيئا لقولهم: " سمعنا ".
فلم ينكر من ذلك شيئا غير الشناعة.
ثم قال لي: أخبار الآحاد في الصفات اغسلها وهي عندي والتراب سواء ولا أقول منها إلا بما قام في العقل تصديقه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/327)
قلت له: فلم أتعبت نفسك في كتبها وسعيت إلى الشيوخ فيها وأنصبت نفسك وأتعبتها وأسهرت ليلك بما لا تدين الله عز وجل به ولا تزداد به علما؟.
فأجابني بأن قال: كتبته حتى أتمم به الأبواب إذا أردت تخريجها.
فقلت له: تخرج للمسلمين ما لا تدين به؟.
فقال: نعم لأعرفه
فقلت له: تعني المسلمين على قود مقالتك والحق في غير ما ذكرت؟.
ثم قلت له: خرقت الإجماع لأن الأمة بأسرها اتفقت على نقلها ولم يكن نقل ذلك عبثا ولا لعبا ولو كان نقلهم لها كترك نقلهم لها: لكانوا عابثين وحاشا لله من ذلك ومن كانت هذه مقالته فقد دخل تحت الوعيد في قوله عز وجل: ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ولما كانت أخبار الآحاد في الصفات لا توجب عملا: دل على أنها موجبة للعلم فسقط بهذا ما ادعاه من لم ينتفع بعلمه وتهجم على إسقاط كلام الرسول صلى الله عليه وسلم بنقل العدل عن العدل موصولا إليه: برأيه وظنه.
ثم ذكرت حساب الكفار:
فقال لي: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الكافر ليحاسب حتى يقول: أرحني ولو إلى النار فهلا قلت به؟
فقلت له: ليس يحل ما روى صحيحا أو سقيما أن نقول به وإنما تعبدنا بالصحيح دون السقيم والصحيح معلوم عند أهل النقل بعدالة ناقليه متصلا إلى المخبر عنه والسقيم معلوم بجرح ناقليه وهذا الخبر الذي رويته رواه إبراهيم بن مهاجر بن مسمار يعني وهو متروك الحديث ضعيف عند أهل العلم وليس مثل هذا مما تقوم به حجة.
فقال لي: فأي شئ معك في أنهم لا يحاسبون؟.
فقلت له: إن شئت من كتاب الله وإن شئت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن شئت من قول صحابته رضي الله عنهم.
فقال لي: منكرا لقولي في الصحابة من قال هذا؟.
فقلت: نعم قرأت على أبي عيسى يحيى بن محمد بن سهل الخصيب العكبري بعكبرا قال: حدثنا محمد بن صالح بن ذريح العكبري قال: حدثنا محمد بن هناد بن السري قال: حدثنا معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: من حوسب دخل الجنة يقول الله تعالى فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا ويقول للآخرين يعني الكفار فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام.
فقال لي: قد سمعت هذا الحديث من أبي علي الصواف قال: حدثنا أبو بكر بن عبد الخالق قال: حدثنا أبو الحسين عبد الوهاب الوراق عن أبي معاوية الضرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة بمثل معناه يعني: " من حوسب دخل الجنة " فقال لي: هو المسلم المحترم.
فقلت له: جمعت بين ما فرق الله عز وجل لأن الله عز وجل يقول أفنجعل المسلمين كالمجرمين؟ مالكم كيف تحكمون
قال أبو إسحاق: وكان عندنا: أن أبا سليمان يقول إن الكافر والمؤمن يحاسبان فعلى قوله إن المؤمن لا يحاسب وإن الكافر يحاسب وهذه عصبية للكافر خرج بها عن جملة أهل العلم.
قلت له: أنت تتكلم على المسلمين فتحشوا أسماعهم بكلام الكلبي الكذاب فيما يخبر عن مراد الله تعالى عن الأمم الخالية التي لم يشاهدها فلا يكون عندك هذيان ثم تجيء إلى مثل حديث إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبد الله حديث الخبر فتقول: هذا هذيان وهذا قول من تقلده خرج عندي من الدين وسلك غير طريق المسلمين.
وهذا ما جرى بيننا إلا ما أخللت به فلم أتيقن حفظه والله سبحانه الموفق لإدراك الصواب.
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[06 - 10 - 08, 08:33 م]ـ
بارك الله فيكم وأسأل الله لكم التوفيق والمزيد من فضله
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[06 - 10 - 08, 10:53 م]ـ
سبحان الله، ذلك إبداع أهل العلم.
ـ[علي اسامة]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:15 ص]ـ
ما شاء الله اللهم زد وبارك
ـ[أبو معتصم الأندلسى]ــــــــ[13 - 10 - 08, 12:21 ص]ـ
أسأل الله أن يحفظ أختنا والله مناظرة رائعه.الحق أدلج والباطل لجلج.
ـ[القندهاري]ــــــــ[17 - 10 - 08, 06:54 م]ـ
أرأيتم كيف هو علم السلف جزاكم الله خير على النقل.(51/328)
إقامة البرهان على بطلان الإمامة "الشيعية" بنص القرآن
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - 10 - 08, 01:54 ص]ـ
إقامة البرهان
على بطلان الإمامة "الشيعية" بنص القرآن
يقرِّر الشيعة حسب مذهبهم العجيب أن الإمامة ينبغي أن تنحصر في آل بيت النبوة.
ثم يحصرونها بعد ذلك في اثني عشر منهم فقط دون دليل مخصِّص.
و يستدلون على مذهبهم في الإمامة بقول النبي عليه الصلاة و السلام لعلي رضي الله عنه: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" مع أن الحديث هو من أكبر الحجج عليهم لأن هارون لم يتولَّ أمر بني اسرائيل بعد موسى لكونه مات قبله،و الذي خلف موسى يوشع بن نون وليس هارون ..
ثم إنَّ معنى الحديث يتبيَّن من سبب وروده، قال ابوبكر بن أبي شيبة في مصنَّفه: (حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: خلَّف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان , فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي).
فظاهرٌ أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد تطييب خاطر علي رضي الله عنه بإخباره أنَّ حاله تلك ـ حين خلَّفه الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ـ شبيهة بحال هارون عندما استخلفه موسى عليهما السلام لمَّا ذهب الى ميعاد ربه، و وجه الشبه بينهما هو الاستخلاف.
مع ان النبي عليه الصلاة والسلام استخلف عددا من الصحابة:
فاستخلف " سعد بن عبادة " رضي الله عنه في غزوة " الأبواء ".
واستخلف " أبا سلمة بن عبدالأسد " رضي الله عنه في غزوة " العشيرة ".
واستخلف " زيد بن حارثة " رضي الله عنه في غزوة " يدر الأولى ".
واستخلف " بشير بن عبدالمنذر أبا لبابة " رضي الله عنه في غزوتي " بني قينقاع" ".السويق ".
واستخلف " عثمان بن عفان " رضي الله عنه في غزوة " غطفان "
واستخلف " ابن أم مكتوم " رضي الله عنه في غزوة " نجران " وتسمى غزوة " بني سليم ".
واستخلف " ابن أم مكتوم " رضي الله عنه في غزوة " حمراء الأسد ".
و غيرهم كثير رضي الله عنهم اجمعين.
إلاَّ أن القصص القرآني ـ أيضاً ـ يردُّ ما ذهبت اليه الشيعة،
فبعد انقضاء المدّة التي أقامها بنو إسرائيل في التيه -وهي (40) سنة- وبعد وفاة هارون وموسى، تولى أمر بني إسرائيل نبي من أنبيائهم اسمه (يوشع بن نون عليه السلام)، فدخل بهم بلاد فلسطين، وقسم لهم الأرضين. وكان لهم تابوت "صندوق" يسمونه تابوت الميثاق أو "تابوت العهد"، فيه ألواح موسى وعصاه ونحو ذلك، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءايَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 248].
- و لما توفي يوشع بن نون، تولى أمر بني إسرائيل قضاة منهم، ولذلك سمي الحكم في هذه المدّة: حكم القضاة.
وفي هذه المدة دبّ إلى بني إسرائيل التهاون الديني، فكثرت فيهم المعاصي، وفشا فيهم الفسق، إلى أن ضيعوا الشريعة، ودخلت في صفوفهم الوثنية، فسلَّط الله عليهم الأمم، فكانت قبائلهم عرضة لغزوات الأمم القريبة منهم، وكانوا إلى الخذلان أقرب منهم إلى النصر في كثير من مواقعهم مع عدوهم، وكثيراً ما كان خصومهم يخرجونهم من ديارهم وأموالهم وأبنائهم.
3 - وفي أواخر هذه المدّة سَلب الكنعانيون منهم "تابوت العهد"، في حربٍ دارت بين الطرفين، وكان ممّن يدبر أمرهم في أواخر مدّة حكم القضاة نبي من أنبياء بني إسرائيل من سِبط لاوي اسمه: (صمويل = شَمْويل)، يتصل نسبه بهارون عليه السلام.
وكان بنو اسرائيل قد جعلوا الحكم و الرئاسة الدينية في ذرية هارون عليه السلام لأنهم آل بيت نبيهم موسى عليه السلام، عن طريق أخيه هارون عليه السلام، حيث أن موسى عليه السلام لم تكن له ذرية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/329)
فطلب بنو إسرائيل من (صمويل) أن يجعل عليهم ملكاً يجتمعون عليه، ويقاتلون في سبيل الله بقيادته، و قد قصَّ الله عزوجل قصة هذا النبي مع بني اسرائيل في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [البقرة: 246].
فسأل شمويل ربه في ذلك، فأوحى الله إليه أن الله قد جعل عليهم ملكاً منهم اسمه (طالوت= شاؤول) من سبط بَنْيامين بن يعقوب"اسرائيل"، وكانت قبيلة بنيامين في ذلك العهد قد أوشكت على الفناء في حرب أهلية وفتن داخلية قامت بين بني إسرائيل.
عند ذلك اعترض بنواسرائيل وعلى رأسهم اللاويون "ذرية لاوي الذي يتصل نسبه بهارون عليه السلام ": كيف يكون الملك في غير ذرية هارون عليه السلام.
و استنكروا أن يكون طالوت ملكاً عليهم. و قَالُوا " {أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا} وهو من سبط بنيامين و ليس لاوِيّاً.
{وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ} لأنهم هم أهل بيت نبيهم موسى عليه السلام.
يقول الله عزّ وجلّ: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 247].
ـ وعند ذلك سأل بنو اسرائيل النبي "صمويل" عن دليل رباني يدلهم على أن الله ملَّك "طالوت" عليهم، فقال لهم صمويل:
{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ ءالُ مُوسَى وَءالُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 248].
وأعطاهم صمويل موعداً لمجيء التابوت تحمله الملائكة، فخرجوا لاستقباله فلما وجدوا التابوت قد جيء به حسب الموعد أذعنوا لملك طالوت، فكان أول ملك من ملوك بني إسرائيل.
4 - جمع طالوت صفوف بني إسرائيل، وهيأهم لمحاربة عدوهم، وخرج بهم، ثم اصطفى منهم خلاصة للقتال، يقارب عددها عدد المسلمين في غزوة بدر. قالوا: وكان عددهم نحواً من (319) مقاتل، وذلك بطريقة قصها القرآن علينا في قوله تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249].
وهؤلاء القلة هم الذين اصطفاهم طالوت للقتال بعد رحلة برية شاقة سار بهم فيها، وقد اشتد فيها ظمأ القوم، وبهذه القلة التي جاوزت النهر واجه طالوت الأعداء.
5 - لقي طالوت خصومه الوثنيين، وكان رئيسهم جالوت (جليات عند العبرانيين) قوياً شجاعاً فرهبه بنو إسرائيل.
و تحقَّق بملك طالوت الذي اصطفاه الله عزوجل لبني اسرائيل انتصارهم على عدوِّهم اللدود جالوت
قال الله تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251].
فبان بذلك بطلان فرية الإمامة الدعيَّة، لدى الطائفة الشيعية، وأنها لا تستند ـ في تقريرها ـ الى عقل و لا الى شرع،و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[04 - 10 - 08, 02:00 ص]ـ
بوركت يا محمد المبارك
وازدت علما بكل المسالك
واصبحت فارسا فى المعارك
امام خصم رافضى متهالك
وفقك الله
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - 10 - 08, 08:55 ص]ـ
لقد صدع الروافض حين قامت
لهم دول معبَّدة المسالك
بكل كبيرة دهياء أعيت
على الأفهام بل دهماء حالك
فمثلي حين يفجؤهم بردٍّ
فلستُ ـ وإن علوتهم ـ هنالِك
و لكن البناء اذا تمطَّى
على جٌرف فيؤذن بالتهالك
فشكرا يا ابا الاقتاب طراًّ
و زادك ربنا علما و بارك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/330)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[05 - 10 - 08, 01:07 ص]ـ
تصدع بنيان الروافض حينما قامت
حتى ظنوا ان الطرق معبده المسالك
فلا وربى فنهايه الطرق شوك قانت
الا ترى نهج ضال وظلم حالك
وكبيرهم اصبح مسخ ووجهه شاحت
وكلمت نفسى بينى وبينها فقالت
سينصر ربنا اهل الحق بكتاب وسيف مبارك(51/331)
قبر اسماعيل عليه السلام
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[04 - 10 - 08, 04:26 ص]ـ
أخبار مكة للأزرقي - باب ما جاء في بناء ابن الزبير الكعبة
حديث: 214
حدثني مهدي بن أبي المهدي، عن عيسى بن يونس، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز، قال: حدثني يزيد، مولى ابن الزبير قال: " شهدت ابن الزبير احتفر في الحجر، فأصاب أساس البيت حجارة حمر كأنها الخلايق، تحرك الحجر فيهتز له البيت، فأصاب في الحجر من البيت ستة أذرع وشبرا، وأصاب فيه موضع قبر، فقال ابن الزبير: هذا قبر إسماعيل. فجمع قريشا، ثم قال لهم اشهدوا، ثم بنى " * ماهو راي المشايخ في هذه الرواية نفع الله بكم.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 01:35 م]ـ
بارك الله فيك
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ
فَصْلٌ وَأَمَّا قُبُورُ الْأَنْبِيَاءِ: فَاَلَّذِي اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ هُوَ " قَبْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَإِنَّ قَبْرَهُ مَنْقُولٌ بِالتَّوَاتُرِ وَكَذَلِكَ فِي صَاحِبَيْهِ وَأَمَّا " قَبْرُ الْخَلِيلِ " فَأَكْثَرُ النَّاسِ عَلَى أَنَّ هَذَا الْمَكَانَ الْمَعْرُوفَ هُوَ قَبْرُهُ وَأَنْكَرَ ذَلِكَ طَائِفَةٌ وَحُكِيَ الْإِنْكَارُ عَنْ مَالِكٍ وَأَنَّهُ قَالَ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا قَبْرُ نَبِيٍّ يُعْرَفُ إلَّا قَبْرُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِنَّ جُمْهُورَ النَّاسِ عَلَى أَنَّ هَذَا قَبْرُهُ وَدَلَائِلُ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ وَكَذَلِكَ هُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ
. وَلَكِنْ لَيْسَ فِي مَعْرِفَةِ قُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ بِأَعْيَانِهَا =فَائِدَةٌ شَرْعِيَّةٌ= وَلَيْسَ حِفْظُ ذَلِكَ مِنْ الدِّينِ وَلَوْ كَانَ مِنْ الدِّينِ لَحَفِظَهُ اللَّهُ كَمَا حَفِظَ سَائِرَ الدِّينِ وَذَلِكَ أَنَّ عَامَّةَ مَنْ يَسْأَلُ عَنْ ذَلِكَ إنَّمَا قَصْدُهُ الصَّلَاةُ عِنْدَهَا وَالدُّعَاءُ بِهَا وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ الْبِدَعِ الْمَنْهِيِّ عَنْهَا. وَمَنْ كَانَ مَقْصُودُهُ الصَّلَاةَ وَالسَّلَامَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَالْإِيمَانَ بِهِمْ وَإِحْيَاءَ ذِكْرِهِمْ فَذَاكَ مُمْكِنٌ لَهُ وَإِنْ لَمْ يَعْرِفْ قُبُورَهُمْ - رِضْوَانُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. وَقَدْ تَقَدَّمَ: {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ} وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنْ الْحَدِيثِ. انتهى
راجع كتاب =تحذير الساجد= للشيخ الالباني رحمه الله(51/332)
حمل كتاب إظهار العوارفي مزبور كشف الستار رد على كشف الستار على مدعي الحوار
ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[04 - 10 - 08, 02:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد
لا شك أن الله اكمل لنا الدين وأرسل لنا رسوله صلى الله عليه وسلم رحمه للعالمين داعي إلى التوحيد واظهر لنا الشرائع ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك ولكن خرج عن هذه الشريعة السمحة قوما كذابون زاغوا عن طريق الحق وتلطخوا في أوحال الشرك والخرافة وألصقوا أفعالهم بهذا الشريعة السمحة فقيض الله لها رجال صادقين وعلماء ربانيين نقادا نفوا عنه تحريف المبطلين وتأويل الجاهلين ويذبون عن هذا الدين وكل ما ألصق به الجاهلون والكذابون .. !!
بتوفيق الله وكرمه فقد قمت كما وعدتكم بتصوير كتاب
((إظهار العوار في مزبور مكشوف الستار))
رد على رسالة
((كشف الستار عن مدعي الحوار))
وكشف لحقيقة المدعو: علي الجفري
تأليف
بدر بن علي بن طامي العتيبي
تقريظ
العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة والإفتاء
لتحميل الكتاب
[/ B]
http://www.alsoufia.org/media/doc/idhar_al3war.zip (http://www.alsoufia.org/media/doc/idhar_al3war.zip)
[B]
منقول(51/333)
ثقافة التلبيس (16): تعظيم الفلسفة والمطالبة بتدريسها
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - 10 - 08, 03:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب الأستاذ عبدالله المطيري – هداه الله – وهو أحد الصحفيين المنكفئين على كتب الفلسفة، يقول: (لا يزال الفكر الفلسفي بعيدا عن التأثير، ولا يحظى بمشروعية واعتراف داخل المنظومة الفكرية المسيطرة، بل إنه، أكثر من ذلك، يواجه إقصاء حادًا ورفضًا مسبقًا، وتُشن على متبني هذا الفكر الحروب المتتالية .. - إلى أن يقول - المشكلة العميقة في ثقافتنا هذه أن مصادر المعرفة التي يستقي منها الناس عادة معارفهم لا تحتوي مصدر العقل بمعناه الواسع والشامل والفاعل! – إلى أن يختم - إذن تبدو الحاجة إلى الفلسفة اليوم أشد من أي وقت آخر).
وقبل أيام نُشر خبر يقول: (ضمن الفعاليات التي يحتويها نادي الرياض الأدبي، اعتمد النادي تأسيس قسم "للحلقة الفلسفية" حيث تنعقد جلسات بشكل دوري لمناقشة مفاهيم وأبحاث وإصدارات فلسفية، وهي ندوة دورية تتم داخل النادي الأدبي بأعضائها التأسيسيين، وتعتبر هذه الحلقة الدورية أول نشاط فلسفي رسمي في السعودية، حيث تُستبعد "الفلسفة" من المناهج التعليمية، بما فيها التعليم العالي، وتقتصر المناهج على التحذير من الفلسفة، كما تدرس آراء تكفّر الفلاسفة مثل آراء ابن تيمية عن ابن عربي والغزالي عن ابن رشد .. يشار إلى أن الحلقة الفلسفية بدأت أنشطتها بورش حوارية " مغلقة ")!
تذكرت حين قرأت ما سبق مقولة واحد من أذكياء العالم، قالها بعد أن خبر حقيقة الفلسفة، وحقيقة معظميها – أعني أبا حامدٍ الغزالي - في مقدمة رسالته الشهيرة " تهافت الفلاسفة " (ص 26 - 28)، حيث قال: (أما بعد فإني قد رأيت طائفة يعتقدون في أنفسهم التميز عن الأتراب والنظراء بمزيد الفطنة والذكاء، قد رفضوا وظائف الإسلام من العبادات، واستحقروا شعائر الدين: من وظائف الصلوات، والتوقي عن المحظورات، واستهانوا بتعبدات الشرع وحدوده، ولم يقفوا عند توقيفاته وقيوده، بل خلعوا بالكلية ربقة الدين بفنون من الظنون، يتبعون فيها رهطاً يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً وهم بالآخرة هم كافرون، ولا مستند لكفرهم غير تقليد سماعي إلفي؛ كتقليد اليهود والنصارى، إذا جرى على غير دين الإسلام نشؤهم وأولادهم، وعليه درج آباؤهم وأجدادهم، ولا غيرُ بحث نظري صادر عن التعثر بأذيال الشُبه، الصارفة عن صَوب الصواب، والانخداع بالخيالات المزخرفة كلامع السراب، كما اتفق لطوائف من النظّار في البحث عن العقائد والآراء، من أهل البدع والأهواء.
وإنما مصدر كفرهم سماعهم أسماء هائلة، كسقراط وبقراط وأفلاطون وأرسطوطاليس وأمثالهم، وإطناب طوائف من متبعيهم وضُلالهم في وصف عقولهم، وحسن أصولهم، ودقة علومهم الهندسية والمنطقية والطبيعية والإلهية، واستبدادهم -لفرط الذكاء والفطنة- باستخراج تلك الأمور الخفية، وحكايتهم عنهم أنهم مع رزانة عقولهم وغزارة فضلهم منكرون للشرائع والنحل، وجاحدون لتفاصيل الأديان والملل، ومعتقدون أنها نواميس مؤلفة، وحيل مزخرفة.
فلما قرع ذلك سمعهم، ووافق ما حكي من عقائدهم طبعهم، تجملوا باعتقاد الكفر تحيزاً إلى غمار الفضلاء بزعمهم، وانخراطاً في سلكهم، وترفعاً عن مسايرة الجماهير والدهماء، واستنكافاً من القناعة بأديان الآباء، ظناً بأن إظهار التكايس في النزوع عن تقليد الحق بالشروع في تقليد الباطل جمال، وغفلة منهم عن أن الانتقال إلى تقليدٍ عن تقليدٍ خرقٌ وخبال. فأية رتبة في عالم الله أخس من رتبة من يتجمل بترك الحق المعتقد تقليداً بالتسارع إلى قبول الباطل تصديقاً، دون أن يقبله خبراً وتحقيقاً! والبله من العوام بمعزل عن فضيحة هذه المهواة، فليس في سجيتهم حب التكايس بالتشبه بذوي الضلالات، فالبلاهة أدنى إلى الخلاص من فطانةٍٍ بتراء، والعمى أقرب إلى السلامة من بصيرةٍ حولاء).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/334)
قلت: هذه هي الحقيقة – وإن كانت مرّة عند البعض -، فلم يجنِ العالم الإسلامي - بل العالم كله - من الفلسفة والتفلسف سوى المزيد من النزاعات والحيرة والتشكيكات؛ لأنها أقحمت نفسها في جوانب كثيرة من مسائلها في مجال ليس مجالها، مجالٍ لا يمكن التعرف عليه عن غير طريق الوحي الإلهي؛ ولهذا ضلت وأضلت، وقد قال تعالى منبهًا أهل الإسلام أن لا يتبعوا أثرهم: {ولا تقفُ ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}.
ولم يتقحم " قلة " من شبابنا هذا الطريق - للأسف - إلا محبة للتفرد والتميز على أقرانهم، وامتثالا لمقولة " وإني لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل " .. وللأسف أن يكون هذا على حساب دين المرء وعقيدته. فليتقِ الله هؤلاء أن يكونوا ممن قال الله عنهم: (ليحملوا أوزارهم وأوزارًا من أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء مايزرون) .. وليُسخروا كتاباتهم وجهودهم – إن كان عندهم شيئ من حب التميز والتفرد – فيما ينفع الأمة؛ من مجالات العلم المفيد: الرياضي والطبي والتقني ... الخ، فهذا خيرٌ لهم في الدنيا والأخرى.
ولبيان أن الفلسفة حشرت نفسها في أمور لا تُعرف إلا بالوحي، يُقال:
- أهم مباحث الفلسفة – كما يقول الدكتور عرفان عبدالحميد فتاح في رسالته " المدخل إلى معاني الفلسفة " (ص 2734باختصار):
(أولاً: مباحث الوجود "الميتافيزيقا" – الانطولوجيا:حيث يبحث الفيلسوف في أصل العالم وصفة هذا الأصل وعدده: هل الأصل المنشئ للموجودات عنصر واحد "المذاهب الواحدية"، أم عنصران "المذاهب الثنائية"، أم متعددة وكثيرة مذاهب التعدد؟
وما طبيعة هذا العنصر أو العناصر التي تقوّم بها الأشياء، أهو مادي خالص فلا شيء في الوجود غير المادة، وأن الحركة والحياة، وغيرهما مما يظن البعض أنها تشهد بوجود النفس أو الروح ليست في الحقيقة إلا وظيفة من وظائف المادة التي تتميز بطبيعتها بالتنوع والحركة والقوة والتفكير " المذهب العقلي "، أم روحي خالص " المذهب الروحي"؟
وهل هذه المادة الجوهرية المنشئة للأشياء قديمة أزلية أبدية فلا شيء يكون عن عدم، ولا شيء مما هو موجود ينتهي إلى العدم " المذهب الإلحادي "، فيمتنع القول بالخلق والحدوث، بل وبالخالق المبدع المصور للأشياء أيضاً؟ أم أن الموجودات سواء كانت من طبيعة مادية أو عقلية أو روحية لها بداية في الزمان، فهي مخلوقة حادثة خلقتها إرادة عليها، تعلم ما تفعل وتخلق ما تشاء " مذهب التأليه"؟
وهل الموجودات في تغير متصل وسيلان دائم، يستحيل معه الدوام المطلق والمؤقت والنسبي، أم أن الأشياء والموجودات: واحد، كل ثابت، وأن التغير عرضي فيها.
وإذا كان العالم مخلوقاً لله: فما صلة الإله الخالق بالعالم المخلوق؟ هل خلقه وركز فيه قوانينه ثم تركه وشأنه .. الخ.
ثانياً: مباحث المعرفة " الابستمولوجيا:ينصرف الفلاسفة في هذا المبحث إلى دراسة: المعرفة الإنسانية وهل هي ممكنة؟ أم ممتنعة. وإذا كانت ممكنة، فما حدود هذه المعرفة، أهي احتمالية ترجيحية، أم يقينية ومطلقة، وما وسائل اكتسابها، وما طبيعتها. وإذا كانت المعرفة ممكنة. فما مصدرها وما طبيعتها ووسيلة اكتسابها: أهي معارف مصدرها العقل الذي فيه مبادئ فطرية موروثة لم تشتق من تجربة، أم أن المعارف مصدرها الحس، أم أن مصادر المعرفة هي الحس والعقل معاً، أم أن مصدر المعرفة اليقينية لا الحس ولا العقل وإنما: الذوق الباطني والتجربة الروحية، والكشف والإلهام والبصيرة؟!
ثالثاً: مباحث القيم " الأكسيولوجيا:وفيها ينصرف الفكر إلى دراسة القيم الأخلاقية؛ مثل: الحق والخير والجمال، وهل هذه القيم: مبادئ ومثل مجردة، عامة غير مشخصة؛ تتجاوز الزمان والمكان؛ ومن ثم فهي: أزلية أبدية متغيرة؟ أم أن ما يسمى بالقيم المطلقة، ليست إلا عوائد وضعية، وعادات اجتماعية وانفعالات شخصية ومشاعر ذاتية ووجدانية فردية؟ وإذا كانت ثمة قيمة مطلقة، فهل هي "عينية موضوعية"؛ بمعنى أن لها وجوداً مستقلاً عن العقل الذي يدركها؛ وأن الأشياء والموجودات لها صفات ذاتية لازمة لها، وأن مهمة العقل الكشف عنها بالرؤية المباشرة وبالحدس، أم أن هذه القيم ليس إلا معان تتبع الإرادة الإلهية فالحُسْنُ ما أمر به الله وأراده، والقبح ما نهى عنه الله ولم يرده؛ لأن العقل عاجز
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/335)
عن إدراك ذلك لنفسه وبنفسه؟).
قلت: وكل هذه المباحث الثلاثة وتفصيلاتها السابقة، إما: قد كفانا الشرع مؤنتها؛ فوضحها وبينها، أو: لم يُكلفنا تطلب بعضها، والخوض فيها؛ لسببين: الأول: أنه غير مجدٍ ولا موصلٍ لنتيجة - كما سبق -، بل ستظل العقول تتخالف وتتضارب فيه دائمًا وأبدًا؛ لأنها حشرت نفسها في أمر قد حُجب عنها، وفي خاتمة أمرها ستكون كما قال القائل: يُحللون بزعم منهمو عُقَدًا .. وبالذي وضعوه زادت العُقَدُ. السبب الثاني: أن الأولى والأجدى والأوجب أن تخوض العقول في عالم الشهادة؛ تعتبر به، وتكتشفه، وتُبدع من خلاله ماينفعها في دينها ودنياها.
جنايات الفلسفة:
يقول الدكتور عبدالقادر الغامدي: (قد عُلم وتبين أن الأوروبيين لم يتقدموا في الصناعة والعلوم التقنية ونحوها، المعاصرة إلا لما تخلوا عن فكر اليونانيين، وخاصة منطق أرسطو، وما قام المنطق الحديث عند الأوروبيين إلا على أنقاض ذلك، يقول بوشنسكي: " الفلسفة الأوروبية الحديثة أهملت المنطق الصوري إهمالاً كبيراً، حتى لقد سقط في زاوية النسيان المهين ". وقد هاجم المنطق الأرسطي كبارُ الفلاسفة الأوروبيين المحدثين والمعاصرين الذين قدموا شيئاً في مجال العلوم الدنيوية هجوماً عنيفاً.
فقد ثار فرانسيس بيكون –أبو الحضارة الأوروبية- ضد تراثهم، وكان يرى ومن وافقه أن فكر اليونانيين هو سبب جمود العلم، لذلك كان مشروعه العلمي الذي سماه "الإحياء العظيم " في جانب كبير منه " الأورجانون الجديد " يعارض فيه منهج اليونانيين". وقال واصفاً جميع اليونانيين أنهم: "يشتركون مع الأطفال في الميل إلى الكلام والعجز عن الإنجاب (المثمر) بحيث كانت حكمتهم لفظية لا تثمر أية نتائج". ويقول في وصف دقيق ومشهور لفلسفة أفلاطون: "حديث عجائز عاطلين إلى شبان جاهلين". ويرى أن هذا الوصف ينطبق على جميع الفلاسفة اليونانيين المتأخرين). (عبدالرحمن بدوي ومذهبه الفلسفي .. ، ص 86 - 88).
الإسلام أطلق العقول في النافع .. وفطمها عن غير النافع، لكن الفلاسفة وأتباعهم عكسوا الأمر:
يقول الدكتور محمد الصوياني عن الإسلام: (في الشأن العقدي: أعيد التوحيد نقياً، وتم نفي الصفات البشرية عن الله؛ كالزوجة والابن والبنت والولادة.
في الجانب العبادي: جعل العبادة كلها محرمة ما لم يكن مصدرها الكتاب والسنة، وبذلك أنشئت سياج بالغة القوة للإبقاء على نقاء العبادات، والاحتفاظ بالنسخ الأصلية لكل عبادة؛ كنتيجة للاحتفاظ بالنسخة الأصلية للقرآن والسنة.
في الجانب الدنيوي: أُطلق يد الإنسان في هذا الكون ليبتكر ويبدع ويعمر ويصنع ويخترع ويكتشف، تحت القاعدة التي غيرت وجه الكون، وأطلقت أوروبا من ظلمتها، تلك القاعدة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم: "أنتم أعلم بأمور دنياكم" وبالآيات التي تحث على العلم التجريبي عند الجاهلية والمسيحية). (العقل العربي، ص 493).
ويقول الدكتور سليمان دنيا – رحمه الله – " وهو خبير بالفلسفة ": (ومما هو جدير بالاعتبار أن الدين قد قصر أمر الاعتقاد على: معرفة مصير الإنسان، وهو البعث والحياة والآخرة. والطريق التي حملت هذه المعرفة إليه، وهو الأنبياء والكتب والملائكة. والمصدر الذي بعث إليه بهذه المعرفة، وهو الله سبحانه وتعالى، وقصر أمر الشريعة على ما به صيانة الدماء والأرواح، والعقول والأعراض، والأموال"، (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن)، (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق).
أما الكون -فيما عدا ذلك- بمجالاته الفسيحة: من فلك، وطب، ورياضيات، وعلوم أحياء، وعلم طبقات الأرض، وعلم الذرة، وعلم الفضاء، والإشعاعات الكونية، وغيرها، وغيرها، فهي كلها حق للإنسان يمارسها بكل ما يملك من حرية.
وإذا كان للدين شيء يقوله بصددها فهو الحث على طلبها، والتشجيع على معرفتها؛ فقد رفع الإسلام شأن العالم إلى مدى تنحط دونه جميع الشئون؛ (قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون). (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط). (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
نعم لم يكن شأن الإسلام في هذه الناحية شأن الكنيسة التي ادعت علم كل شيء، وحق احتكار العلم بكل شيء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/336)
إن الإسلام ترك للناس كل شيء، وحثهم على معرفة كل شيء، لأن العلم بالكون طريق إلى العلم بخالقه، وكلما كانت المعرفة بالخلق أتم وأكمل، كانت المعرفة بالخالق أتم وأكمل كذلك.
وسنرى فيما بعد أن العلم والدين أخوان متضامنان، لا عدوان متخاصمان). (التفكير الفلسفي في الإسلام، ص 245 - 246).
قلت: ولهذا؛ عقد ابن خلدون فصلا في مقدمته عنونه بـ " في إبطال الفلسفة وفساد منتحليها ".يقول الدكتور محمد جابر الأنصاري: " إن ابن خلدون، لرسوخ إيمانه الديني الأصولي، قد هاجم الفلاسفة الميتافيزيقيين في الإسلام؛ كالفارابي و ابن سينا، واتفق مع الإمام الحافظ حجة الإسلام الغزالي في تخطئة الفلسفة التي تتعاطى بما وراء الوجود، وبالميتافيزيقيا وبالغيبيات، باعتبار أن هذه الأمور من اختصاص الدين لا من اختصاص العقل. أما العقل فمجاله الطبيعي دراسة التاريخ، وعلم الاجتماع، وعلوم المنطق والرياضيات، والفيزياء، أي باختصار: العلوم العلمية الداخلة في نطاق التجربة الإنسانية، وقدرات العقل الإنساني ". (لقاء التاريخ بالعصر، ص 119).
فصلٌ بديع عن أضرار الفلسفة وأهلها على الأمة:
وأختم بفصل بديع خطه قلم الشيخ عائض الدوسري في كتابه " هكذا تحدث ابن تيمية " (ص)، قال فيه:
(نعى ابن تيمية على الفلاسفة ومَن تابعهم من رُوَّاد المدارس الكلامية والعقلية إعمالهم العقل كأصل في هذا العالم الغيبي؛ إذ إنَّ هذا العالم غيب وغير مشهود، والعقل ليس من وظيفته الصعود إلى هذا العالم؛ إذ هو عالم موقوف على نزول الوحي، فأسماء الله وصفاته وسائر أمور الغيب توقيفية، ودور العقل فيها التلقي والفهم والاستيعاب، ثم العمل.
لكن الفلاسفة ومن تابعهم راموا الوصول لعالم الغيب بعقولهم المجردة، فضَلُّوا وأضَلُّوا، وأضاعوا أوقات الأمة وجهودها، وعطلوا عقولها الذكية في تسطير الأوهام، فكتبت آلاف الكتب في الفلسفة وعلم الكلام والمنطق، وعشرات الآلاف من الشروح، وتناظر الناس وتصارعوا فيما دخل عليهم منها.
وضاعت على الأمة مئات السنين وعقلها مخدر في تلك الأوراق الصفراء، تعيد وتكرر في كلام أرسطو وأفلاطون في الإلهيات، وفي الماهية والذات، والوجود والعدم، فعطل عقل الأمة عن مسرحه الحقيقي، ونقل إلى مكان ليس له إطلاقًا، فضاع العقل وضاع الدين!
يقول ابن خلدون عن الفلسفة: تصفحها كثير من أهل الملة، وأخذ من مذهبهم من أضله الله من منتحلي العلوم، وجادلوا عنها واختلفوا في مسائل من تفاريعها.
ولو أن تلك الجهود الجبارة والعقول الذكية وُجِّهت إلى دراسة الهندسة والرياضيات والطب ونحوها، لعاد ذلك على الأمة بخير كبير ومنفعة عظيمة، تعود على الأمة بخير في دنياها، ولا تمس دينها بشيء؛ لأن تلك العلوم يقينية. يقول ابن تيمية: إنَّ علم الحساب الذي هو علم بالكمِّ المنفصل، والهندسة التي هي علم بالكمِّ المتصل، علم يقيني لا يحتمل النقيض ألبتة.
وفي المقابل يقول عن الفلسفة: " وأساطين الفلسفة يزعمون أنَّهم لا يصلون فيه – العلم الإلهي- إلى اليقين، وإنَّما يتكلمون فيه بالأولى والأحرى والأخلق، وأكثر الفضلاء العارفين بالكلام والفلسفة، بل وبالتصوف الذين لم يحققوا ما جاء به الرسول تجدهم فيه حيارى ". ومن يتأمل حقيقة الفلسفة اليونانية التي هي مصدر علوم فلاسفة الإسلام، يجد مدى تفاهة ما وصلت له في الإلهيات، فهؤلاء اليونان يعتقدون أنَّ الأفلاك آلهة تتصارع في السماء، وتلك مرحلة وثنية بدائية هي أقرب للأساطير – ميثولوجيا - منها للعقل، فما كان يدور فيها من خرافات وأساطير الأورفية، والإلياذة، والأديسا ونحوها، يدل على ذلك بوضوح تام.
ولم تختلف المدارس الفلسفية اليونانية (700 ق. م - 150م) التي يزعم أنَّها فلسفية عن تلك الروايات والأساطير، فما اعتقده طاليس الملقب بأبي الفلسفة، وتلاميذه: انكسمدريس، وانكسمنس، وديمقريطس، وما ذهب إليه رواد المدرسة الفيثاغورسية اليونانية، ورواد المدرسة الإليائية: زينون، واكسانوفان، ورواد المدرسة الأيونية: هيروقليطس، وغيرهم في الإلهيات ليس إلا وثنية وخرافات.
وما ذهب إليه أفلاطون، وإن كانت مدرسته أقل خرافة ممن سبقها، إلا أنَّها لا تختلف كثيرًا في الإلهيات عمن سبقها، فنظرية (المُثل) و (العقول) وغيرها ليست إلا خرافات وثنية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/337)
صحيح أنَّه حصل التطور الكبير في الفلسفة اليونانية، وخاصة في الجانب الطبيعي على يد أرسطو الذي برع في الرياضيات إلى جانب براعته في المنطق والفلسفة، لكنه لم يختلف في تصوراته في الإلهيات عن تصورات قومه اليونان.
والتصور الفلسفي اليوناني للعقل تصور في قمة السذاجة؛ حيث إنَّهم اعتقدوا أنَّ العقل كائن مستقل، أي: ليس حالة ذهنية مجردة، وإنما جوهر مستقل بذاته، حتى وصل بهم الأمر إلى اعتقاد أنَّ العقل الجوهر ليس إلَّا إله، ولذلك ذهب أرسطو إلى أنَّ كينونة الله هي عبارة عن ثلاثية الأبعاد: عقل، عاقل، معقول.
هذا التصور (الميثولوجي) كان موجودًا في الروايات (الأورفية) قبل وجود المدارس الفلسفية اليونانية؛ حيث كان اليونان يعتقدون أنَّ الأفلاك والنجوم والأجرام السماوية (آلهة) تُدَبِّر الكون، فالشمس، والقمر، والزهرة، وعطارد ... إلخ، ليست سوى آلهة يونانية مكونة من قسمين: هيكل الأفلاك، وعقولها.
ولذلك تطور هذا الفكر الخرافي منذ ذلك الزمن، ومرورًا بأرسطو، حتى وصل إلى الفيلسوف الغنوصي أفلوطين، الذي طوَّر نظرية (الفيض الإلهي)، وصاغها في نظريته (العقول العشرة)، أي: الأفلاك وعقولها، وأنَّها هي التي تدبر العالم، وأنَّ الله تعالى أوكل لها تنظيم العالم وتدبيره، وأما الله – تعالى عما يقولون - فقد جلس في برجه العاجي بعيدًا عن أحداث العالم، تاركًا أمر تصريف الكون الفسيح لهذه العقول (الأفلاك)، وأصبح فلك (القمر) هو المسؤول عن تدبير أمر العالم السفلي (الأرض) وما حولها.
هذه النظرية الخرافية تلقفها فلاسفة العالم الإسلامي؛ كالفارابي وابن سينا، وفسَّروا بها (النبوة) على أنَّها قوة قُدسيَّة تستخدم قوة التخييل والقوى النفسانية لتلقي المعلومات عبر عملية (الفيض) اللاإرادي من العقول العشرة، ولذلك ذهب الفارابي وابن سينا إلى أنَّ الفيلسوف أفضل من النبي؛ لأنَّ النبي معلوماته قائمة على قوة التخييل، أما الفيلسوف فقائمة على القوة العقلية، وهذا خير دليل على الحصاد المر للفلسفات الوثنية التي توصف بأنَّها عقلية يعارض بها النقل وتقدم عليه.
يقول ابن تيمية: فلسفة القدماء، فإنَّ فيها من التقصير والجهل في العلوم الإلهية ما لا يخفى على أحدٍ. وبيَّن ابن تيمية أنَّ العقلاء الذين خبروا كلام أرسطو وغيره من الفلاسفة في العلم الإلهي؛ علموا أنَّهم من أقلِّ الناس نصيبًا في معرفة العلم الإلهي، وأنَّهم أكثر الناس اضطرابًا وضلالًا، وكلامهم في الإلهيات ففي غاية الاضطراب.
ويقول ابن تيمية مبينًا حال الفلاسفة الذين استقوا دينهم من تلك الفلسفات: إنَّ الله قد أرسل رُسُله بالحقِّ، وخلق عباده على الفطرة، فمن كمل فطرته بما أرسل الله به رُسُله وجد الهدى واليقين الذي لا ريب فيه ولم يتناقض، لكن هؤلاء – أي: الفلاسفة وأهل الكلام - أفسدوا فطرتهم العقلية، وشِرعتهم السمعية، بما حصل لهم من الشبهات والاختلاف الذي لم يهتدوا معه إلى الحق.
وإذا كان العقل ليس مكانه عالم الغيب، إذ دوره محصور في هذا العالم بالتلقي والفهم والعمل بما ينزل به الوحي؛ لأنَّ الله – سبحانه وتعالى - قد تكفل ببيان دينه، وتيسير شريعته لكل مدَّكِرٍ، وقد جاء الأنبياء بالدين أبيضًا ونقيًّا وسهلًا واضحًا لعموم الناس. ولذا فلا حاجة للبشر لأن يُضيعوا أوقاتهم وأعمارهم وعقولهم في تقصي حقائق الغيب من طريق غير طريق الوحي، الذي هو المعين الصافي.
وما ضل من ضل في الأمة إلا حينما صرف عقله من محله الصحيح إلى غير محله - أي: من عالم الشهادة إلى عالم الغيب - فبدلًا من أن تذهب الجهود وتوجه العقول الذكية لعالم الطبيعة وعلومها: كالهندسة، والرياضيات، والطب، والعمران ونحوها مما ينفع الأمة، وُجِّهت العقول الذكية للفلسفة والمنطق بحثًا عن الله، وعن صفاته وحقيقته. فلا الحياة عُمِّرت، ولا الدين حُفِظ وصِين من عبث العابثين، بل زاد فيه العبث والتحريف والأوهام، ونشبت الخلافات والصراعات الدينية بين أبناء الأمة الإسلامية، وسالت الدماء، وقُتلت الأنفس، ولم يهتد هؤلاء إلى الحق، ولا ذاقوا برد اليقين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/338)
يقول ابن تيمية: وهكذا كل من أمعن في معرفة هذه الكلاميات والفلسفيات التي تعارض بها النصوص من غير معرفة تامة بالنصوص ولوازمها، وكمال المعرفة بما فيها، وبالأقوال التي تنافيها؛ فإنَّه لا يصل إلى يقين يطمئن إليه، وإنَّما تفيده الشك والحيرة، بل هؤلاء الحذَّاق الذين يدَّعون أنَّ النصوص عارضها من معقولاتهم ما يجب تقديمه؛ تجدهم حيارى في أصول مسائل الإلهيات، حتى مسألة وجود الرب تعالى وحقيقته، حاروا فيها حيرة أوجبت أن يتناقض هذا كتناقض الرازي، وأن يتوقف هذا كتوقف الآمدي.
ويُبيِّن شيخ الإسلام أنَّ أرباب العقول والمناهج الفلسفية هم من أكثر الناس حيرةً وضلالًا واضطرابًا، فهذا ابن واصل الحموي أفضل أهل زمانه في المنطق والفلسفة والكلام، يقول: أضطجع على فراشي، وأضع الملحفة على وجهي، وأُقابل بين أدلة هؤلاء وهؤلاء حتى يطلع الفجر، ولم يترجح عندي شيء.
ثم يُعلق شيخ الإسلام عليه منبهًا ومشيرًا إلى اشتغاله فيما بعد فيما فيه فائدة له، قائلًا: ولهذا انتهى أمره إلى كثرة النظر في الهيئة – العمارة والهندسة - لكونه تبين له فيه من العلم ما لم يتبين له في العلوم الإلهية.
ثم يُبيّن الفرق بين إنتاج الفلاسفة العقلي وإنتاجهم الطبيعي، موضحًا أنَّ إنتاج الفلاسفة الطبيعي كالطب والهندسة والرياضيات جيِّد وصحيح، بخلاف إنتاجهم في الجانب المِيتَافِيزِيقِي الذي يزعمون أنَّه عقلي.
يقول ابن تيمية: فإنَّ الفلاسفة كلامهم في الإلهيات والكليات العقلية كلام قاصرٌ جدًّا، وفيه تخليطٌ كثيرٌ، إنَّما يتكلمون جيدًا في الأمور الحسية الطبيعية وفي كلياتها، فكلامهم فيها في الغالب جيِّد.
وبيَّن ابن تيمية أنَّ العقلاء الذين خُبِّروا مذاهب الفلاسفة في العلم، يعلمون أنَّهم أقل نصيبًا في معرفة العلم الإلهي، وأنَّهم أكثر الناس اضطرابًا وضلالًا، أمَّا كلامهم في الحساب والعدد والرياضيات فغلطهم في ذلك قليل نادر، وكلامهم في الطبيعيات غالبه جيِّد.
فلو وُجِّهت عقول الأمة – قديمًا وحديثًا - إلى الإبداع في العالم الطبيعي، والاتباع في العالم الغيبي لكان لها اليوم شأن آخر غير الذي هي عليه الآن، لكنها – وللأسف الشديد - غلب على عقولها الذكية الابتداع في العالم الغيبي، والاتباع في العالم الطبيعي، وأهدرت العقول والكتب في مؤلفات الفلسفة وعلم الكلام والمنطق وشروحه وحواشيه وتعليقاته، فصارت العقيدة صعبة المنال، وخاصَّة بِقِلِّةٍِ قليلة من أهل فنون المنطق والكلام). انتهى.
أسأل الله أن يهدي شباب المسلمين إلى ما فيه الخير لهم ولأمتهم، وأن يصرفهم عن تضييع وتكرار الجهود فيما يضر ولا ينفع، وأن يوفق القائمين على النوادي الفكرية والأدبية إلى ما يُحب ويرضى ..
كتابان مهمان يتعلقان بالموضوع
1 - موقف شيخ الإسلام من آرء الفلاسفة، للدكتور صالح الغامدي - وفقه الله -.
2 - جناية التأويل الفاسد على العقيدة الإسلامية؛ للدكتور محمد أحمد لوح - وفقه الله -. فقد عقد فصلا طويلا مهمًا (ص 397 - 479) عن جناياتهم.
روابط مفيدة، متعلقة بالمقال
موقف الغزالي من الفلاسفة
للأخ الشيخ: موسى بن محمد هجاد الزهراني - وفقه الله -
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=89&book=1192
الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات محمد أركون و محمد عابد الجابري: دراسة نقدية تحليلية هادفة؛ للدكتور خالد كبير علال - وفقه الله -. وقد بين فيه أخطاء أرسطو
http://www.fustat.com/books/allal_5_8.doc
الرد على من عظم الفلاسفة الملاحدة
للشيخ سمير المالكي - وفقه الله -
http://www.saaid.net/Doat/samer/1.zip
حكم دراسة الفلسفة
http://www.islamqa.com/ar/ref/88184
وللجنة الدائمة فتوى عن هذه المسألة؛ يجدها القارئ في فتاواها: (2/ 40).
الحلقات السابقة من " ثقافة التلبيس "
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/thkafa.htm
وأنقل أخيرًا: مقالا مهمًا للشيخ عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر - رحمه الله - عن الفلسفة، نشره في مجلة البحوث الإسلامية قديمًا؛ يحسن بالمهتمين الاطلاع عليه:
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - 10 - 08, 04:00 م]ـ
الفلسفة
عبد الحليم محمود
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/339)
إن كثيرا من شبابنا الذين درسوا في الغرب قد فتن بالفلسفة، كما فتن بها كثير من الذين تتلمذوا على كتب الغرب المترجمة إلى العربية ووصل الأمر إلى حد افتتان جامعاتنا في أقسامها النظرية بالفلسفة فدرسها الأساتذة في إعجاب وأيدوها.
واختلف الوضع الحاضر كثيرا عن نظرة أسلافنا إلى الفلسفة.
ولقد عارض الفلسفة جميع المحدثين وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل كما عارضها كثير من كبار المفكرين وعلى رأسهم الإمام ابن تيمية. ولقد كان للإمام ابن تيمية فضل كبير وأثر بالغ في بيان فساد علم المنطق الذي كان سائدا في الأوساط الإسلامية منذ أن كان " الكندي " و " الفارابي " و " ابن سينا "، ولقد كتب الإمام ابن تيمية فيه كتبا من أنفس ما يكون وعلى الخصوص كتاب " الرد على المنطقيين ".
ولم يقتصر الإمام ابن تيمية على نقد المنطق وإنما عمل جهده على تسفيه كل فكرة منحرفة من أفكارهم، ثم إنه من الذين بينوا في وضوح (موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول). وكذلك فعل الإمام ابن حزم فقد نقد أيضا المنطق وتصدى لانحرافات الفلاسفة، أما الكتاب الذي كان له أثر بالغ في انهيار الفكر الفلسفي فهو كتاب (تهافت الفلاسفة) وكلمة (تهافت) إنما تعني السقوط والانهيار والعنوان يعني إذن سقوط الفلاسفة وانهيارهم.
وعلى سنة هؤلاء وعلى طريقهم سرت في هذا المقال مؤمنا بفكرة أسلافنا مقتنعا بها بعد دراسة فاحصة متأنية: فقد درست الفلسفة في أوربا ثم درستها فترة طويلة من الزمن وخرجت من كل ذلك مما خرج به أسلافنا- رضوان الله عليهم.
وإذا كان أسلافنا قد كتبوا عن الانحراف الفلسفي بأسلوبهم وعلى طريقتهم فلعله من الخير أن يتحدث الذين يسيرون على نهجهم إلى شبابنا بأسلوب ميسر بحيث يقنعهم بمنطق العصر الحاضر حتى لا يشق عليهم فهمه.
ومن أجل أن تستمر مسيرة أسلافنا في معارضة كل ما لا يلائم الجو الإسلامي كتبت هذا البحث وأرجو الله تعالى أن يهدي به وأن يهدي إليه وأن يكون عملا نافعا.
حينما نتحدث هنا عن الفلسفة فإنما نعني: البحث العقلي البحث في ما وراء الطبيعة وفي الأخلاق.
ونعني بما وراء الطبيعة: الإلهيات، أو ما يسمى في عرف المتكلمين: العقائد.
ونعني بالأخلاق: معناها الشامل الذي يتضمن التشريع الذي يحرم المنكر ويردع الذين يفعلونه، وقد يخالفنا هذا الباحث أو ذاك في هذا الذي نعنيه بالفلسفة، ولكننا أحببنا أن نتفق والقارئ على اصطلاح محدود، وفي إطار هذا الاصطلاح يسير بنا البحث.
يقول الأستاذ (أندريه كرسن) في كتابه: (المشكلة الأخلاقية والفلسفية) ما يلي: - " إن الفلسفة بمعناها الخاص قد دارت- ولا تزال تدور- حول طائفتين أساسيتين من المسائل:
(1) المسائل النظرية:
ما الكائن؟
ما أصله؟
ما المصير الذي ينتظره هو وما تفرع منه؟
أفي طوق عقل الإنسان أن يضع حلولا لهذه المسائل، أم أن ذلك في حكم المستحيل؟
كل هاتيك المسائل تعتبر مسائل ميتافيزيقية (ما وراء الطبيعة).
(2) المسائل العلمية:
كيف يجب أن يكون مسلكنا في الحياة؟
كيف نربي الناشئين تربية حسنة؟
ماذا يجب لقيادة الدولة حتى تسير على النهج المستقيم؟
كل هاتيك المسائل عليها تتوقف الأخلاق أو تستمد هي من الأخلاق.
وهذا الذي ذكره الأستاذ أندريه كرسن هو رأينا الذي نسير على ضوئه في موضوعنا هذا.
إن كل من يتصفح تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام يجد مجموعة من كبار المفكرين بحثوا، في تعمق، الموضوعات الفلسفية هذه، وانتجوا فيها انتاجا يتفاوت كما وكيفا بحسب شخصياتهم.
وبدأت هذه المجموعة بفيلسوف العرب: " أبو يعقوب الكندي ثم كان الفارابي وابن سينا وغيرهم.
ونتساءل الآن: لماذا كان المحدثون وكثير غيرهم خصوما للفلاسفة؟
وما هي حكمتهم في ذلك؟
إن موقفهم من الوضوح بمكان، وذلك أن موضوع الفلسفة هو نفسه موضوع الدين. إن الدين: إلهيات وأخلاق تستند إلى الوحي، والوحي معصوم، والفلسفة إلهيات وأخلاق تستند إلى العقل، والعقل يخطئ ويصيب، وهو حينما يخطئ لا يعلم يقينا أنه أخطأ، وحينما يصيب لا يعلم يقينا أنه أصاب.
ويقولون، أو لسان حالهم يقول: " لقد ضمن الله لنا العصمة في الوحي، ولم يضمن لنا العصمة في الآراء العقلية ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/340)
وحينما أخذ المتفلسفون يترجمون كتب اليونان وغيرهم قال معارضو الفلسفة: " إذا كان ما عند اليونان في العقائد حقا فعندنا ما هو أحق منه وهو عقائد الإسلام، لأنها بالأسلوب الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ونحن إذا في غنى عن عقائدهم. وإذا كان ما عندهم باطلا؛ فنحن في غنى عن الباطل "، وكذلك كان موقفهم من الأخلاق بمعناها العام: إن كانت أخلاق اليونان فاضلة فعندنا ما هو أفضل منها ولم تتم مكارم الأخلاق إلا في العهد الإسلامي. وإن كانت أخلاق اليونان فاسدة فنحن نعوذ بالله من كل فساد ".
وعارضوا الترجمة في الجانب الإلهي وعارضوها في الجانب الأخلاقي. . .
ولكنهم لم يعارضوها، وإنما شجعوا عليها في جانب العلوم المادية: مثل الطبيعة، والكيمياء والفلك. . وعارضوا التفلسف في الإلهيات والأخلاق بكل ما أتوا من قوة.
ولكن التيار الفلسفي استمر في المجتمع الإسلامي، وإذا كان قد تهافت في المشرق بتأثير الإمام الغزالي فإنه قد ازدهر في المغرب على لسان ابن ماجه وابن طفيل وابن رشد.
وكانت آمال وأماني فلاسفة الإسلام الوصول - عن طريق المحاولات العقلية المستمرة- إلى التوفيق بين الدين والفلسفة.
*والفلسفة في الإسلام إذن تحاول جاهدة أن تعلن في نوع من الدعاية المزخرفة أنها تتفق مع الدين فيما أتى به الدين، وأنها لا تختلف عنه في مبادئها.
وعند كل فيلسوف في الإسلام وعند كل مؤرخ للفلسفة الإسلامية فقرات وفصول بعنوان التوفيق بين الدين والفلسفة سواء أكان هذا العنوان ظاهرا أم مستورا، أنجحت الفلسفة في هذا أم أخفقت؟.
ومن أجل الإجابة على هذا السؤال نحب أن نتحدث أولا عن الجو الذي نشأت فيه الفلسفة.
إنها نشأت عند قدماء اليونان قبل الميلاد. وكانت اليونان فيما قبل الميلاد بقرون تدين بدين وثني: كانوا يؤمنون بمجموعة من الآلهة قابلة للزيادة عن طريق الزواج والتناسل. وهي آلهة تحب وتبغض وتتنازع وتتشاحن، ويحاول بعضها أن يعتدي على الأعراض وعلى السلطان وهي في نزاع مستمر، ثم هي تحابي من البشر من يقدم لها القرابين والأضاحي وتخذل من لم يفعل ذلك، وكانت في مستواها الأخلاقي العام بعيدة عن الكمال والفضيلة وكان الإلف والتكرار والتعود يجعل هذا الوضع للآلهة وضعا عادية لا يثير نقدا ولا استنكارا.
بيد أنه نشأ في القرن الخامس والرابع والثالث قبل الميلاد في بلاد اليونان مجموعة كبيرة من المفكرين النابهين، بل ومن العباقرة، فكروا وتأملوا ونقدوا واستنكروا وانفصلوا عن الدين يعلنون ذلك في صخب أو في هدوء، وفي كثير من الأحيان يسترون ذلك ويخفونه في نفوسهم، ولكنهم على أي وضع كانوا، ألفوا مذاهب آمنوا بها واعتقدوها: مذاهب بشرية لم تؤسس على وحي ولم ينزلها الله على لسان أنبيائه ورسله.
ألفوا مذاهب تتصل بالله سبحانه وبالآخرة وبالسلوك الإنساني الذي يجب أن يلتزمه الإنسان.
إنها مذاهب مؤسسة على العقل: عنه تصدر، ومنه تنبع، وعليه تقوم إن العقل ينشئها ويسير معها خطوة فخطوة حتى يصل بها - في تدرج - إلى غايتها، إنها مذاهب عقلية، إنها مذاهب بشرية. إنها في المستوىالبشري.
وإذا كانت أسطورة الدين اليوناني هي التي دفعت هؤلاء المفكرين على ما أقدموا عليه فإن الأمر لم يكن كذلك فيما قبل.
كان الوضع فيما قبل: التفرقة بين مجالين من مجالي المعرفة: 1 - مجال المعرفة الحسية، وهو مجال آلات المعرفة فيه الحواس، وموضوعه المادة، والعقل يجول فيه مستنبطا ومستنتجا، فيؤلف فيه ويركب ويعيد تأليفه وتركيبه، ويستخرج قوانينه وقواعده، فتكون الحضارة، ويكون العلم بمفهومه الغربي الحديث أو بمفهومه الكوني المادي: طبيعة وكيمياء وفلك.
2 - مجال المعرفة الروحية والأخلاقية، وهو مجال ليست الحواس مصدره وليس العقل منشئه أو مبتدعه، وإنما مرده إلى الوحي ينزله الله على ألسنة من يصطفيهم لحمل الرسالة من خلقه، إنه من اختصاص الله تعالى يبينه على ألسنة رسله.
وسار الأمر على هذه الكيفية إلى العهد اليوناني القديم: فخاض الإنسان في مجال الحس - وهو اختصاصه - وخاض في مجال الروح بعقله، وليس للعقل في مجال الغيب إلا محاولة الفهم؛ إذ الإنشاء والابتداع في هذا المجال ليس للإنسان، وليس من اختصاصه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/341)
وجاءت المسيحية الصادقة الموحاة فردت الأمر إلى حالته الطبيعية: عالم الحس، للإنسان أن يفكر فيه ويستنبط، وعالم الروح يتفهمه الإنسان عن طريق الوحي.
ولكن التيار الفلسفي اليوناني- وقد أصبح سنة مألوفة - غزا الجو المسيحي وأخذ مكانته المرموقة بين المفكرين الغربيين فنشأ فيهم الفلاسفة ونشأت في أجوائهم الفلسفة.
وأخذ فلاسفة الغرب يحاولون التوفيق بين المسيحية والفلسفة وكان أبرزهم في هذا المجال الفيلسوف (توما الإكويني).
وإذا قرأت (ديكارت) تجده كأنه كان يمشي على الشوك وهو يتفلسف محاولا- ما استطاع إلى ذلك سبيلا- مداراة القساوسة وعلماء الدين والجو العام الفلسفي إذ يعلن، في مجاملة بالغة، أنه يؤيد الدين ولا ينحرف عنه وأنه يقدم إنتاجه ويعرضه على علماء الدين متقبلا ملاحظاتهم التي يوليها عنايته الفائقة، كان هذا موقف ديكارت وغيره. .
*وكان الإسلام- من قبل ديكارت ومن قبل الإكويني -: يهدي للتي هي أقوم، ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويقود الإنسانية نحو مرضاة الله تعالى، ووضع الأمور في نصابها مبينا بأسلوب لا لبس فيه أن: العقيدة والأخلاق ونظام المجتمع والتشريع من أمر الله تعالى، وقد شاء الله سبحانه أن يرسم للإنسانية طريقها المعصوم في كل ذلك فأرسل الرحمة المهداة، خاتم النبيين - محمدا صلى الله عليه وسلم -: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا.
* ولكن الفلسفة اليونانية دخلت على استحياء في عهد المنصور، وقوي جناحها في عهد المأمون، وأصبح في الأمة الإسلامية فلاسفة.
والآن نتساءل: ما هي السمات العامة للفلسفة؟
إنه لا يتأتى أن نحدد في صورة مقنعة موقف الإسلام من الفلسفة قبل تحديد سماتها العامة، فما هي هذه السمات؟
وأول سمة من هذه السمات، وهي أهمها، وتعتبر كالمنبع الذي عنه تفيض السمات الأخرى- هي أن الفلسفة لا مقياس لها للتفرقة بين الحق والضلال، بين الصواب والخطأ. فإذا اختلف فيلسوفان في أمر من أمور الفلسفة فإنهما لا يجدان مقياسا عقليا بحتا يرجعان إليه للحسم بينهما في موضوع الخلاف.
أما في العلم المادي فإن المقياس هو "التجربة" فإذا اختلف عالمان في أمر كوني رجعا إلى التجربة، وهي تعلن في صراحة مشاهدة خطأ هذا وصواب ذاك.
ما هو، في عالم الفلسفة، الذي يجري مجرى التجربة في مجال العلم؟
لا شيء. . .
ما الذي يحسم الخلاف في عالم الفلسفة؟
لا شيء. .
ما هو المرجع العقلي البحت من أجل الاتفاق في عالم الفلسفة؟
لا مرجع.
ولقد شعر الفلاسفة بذلك: فقام اثنان من كبار عباقرة الفلسفة بمحاولة لإيجاد هذا المقياس، وهما (أرسطو) في الماضي و (ديكارت) في العصور الحديثة.
ولقد أخفق كل منهما إخفاقا تاما كاملا.
ونبدأ الحديث عن أرسطو - ولا ننسى أننا في عالم الإلهيات: مجال الفلسفة الرئيسي - لقد فكر أرسطو وقدر، ثم فكر وقدر، وخرج على العالم بما يسمى (المنطق الأرسطي) أو (المنطق الصوري) وأخذ هذا المنطق في عالم الفكر الفلسفي مجالا من الشهرة والعناية لا حد له. وأخذ في الجو الإسلامي شهرة ذائعة الصيت.
وتبناه جميع فلاسفة الإسلام ابتداء من (الكندي) في المشرق إلى (ابن رشد) في المغرب.
ولكن كثيرا من المسلمين ذوي الأصالة في الفكر الإسلامي أبانوا في وضوح أن المنطق الأرسطي منهار، وأنه متهافت، وأن الخلل في جوهره وأركانه وأنه خلل لا يصلح. وكان من هؤلاء (ابن تيمية) الذي كتب كثيرا في نقد المنطق ونقضه: لقد كتب في ذلك كتبا وكتب في ذلك فقرات منثورة هنا وهناك في خلال كتبه الكثيرة وفتاواه المستفيضة.
وممن كتب في نقد المنطق ونقضه: ابن حزم.
والمحدثون جميعا لا يجد المنطق عندهم ترحابا ولا قبولا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/342)
وقد كتبنا نحن ننبه على أن المنطق لا يحسم خلافا ولا يفصل حقا عن باطل. ومما كتبناه في المنهج الحديث والمنهج الأرسطي ما يلي: إن المقاييس هي:
أ- الاستقراء
ب- القياس
أما الاستقراء - وهو أساس المفهومات العامة والقضايا الكلية - فإنه:
1 - مبني كله على الحس: إنه استقراء محسات: إنه تتبع جزئيات، لا تخرج عن نطاق الواقع، أما المساتير فهو بريء منها كل البراءة، لأنها لا تدخل في دائرة اختصاصه: فهو عاجز عن أن يخترق الحجب ليصل إلى ما وراء الطبيعة.
2 - ثم إن الاستقراء: تام، وناقص. والتام - كما يعترف المناطقة - لا غناء فيه ولا فائدة.
أما الناقص- وهو المهم في نظرهم فإنه - في رأيهم أيضا - ظني، وهو - لذلك - عرضة للتغيير، في كل آونة.
" كل معدن يتمدد بالحرارة" تلك قضية من قضايا الاستقراء، إنها قضية عامة شاملة ولكن المعادن لم تنكشف بعد بأكملها.
ومن الجائز أن يكتشف في الغد معدن لا يتمدد بالحرارة، إنها إذن، قضية مؤقتة ظنية، تتبرأ من اليقين الفلسفي.
" والعلم المادي كما يقول أحد المفكرين- لا يعرف الكلمة الأخيرة في مسألة من مسائله- وإنما حقائقه كلها إضافية موقوتة. لها قيمتها. حتى يتكشف البحث عما يزيل هذه القيمة أو يغيرها ".
وهكذا قضايا الاستقراء، إنها:
1 - خاصة بالطبيعة، ولا شأن لها بما وراءها.
2 - ظنية، لا تعرف اليقين.
أما القياس: 1 - فإنه مبني على الاستقراء، إذ هو منطو دائما على كلية، كلية استقرائية، وما دامت قضايا الاستقراء ظنية- كما رأينا - وميدانها المحسات، فنتائج القياس ظنية كذلك، وميدانها المحسات.
2 - إن المناطقة لا يشترطون في مقدمات القياس، أن تكون مسلمة صادقة في نفسها، وإنما يشترطون أن يسلمها المتجادلون فحسب، وقد تكون - كما يقول صاحب البصائر النصيرية: منكرة كاذبة في نفسها، وفي هذه الحالة يكون القياس صحيحا ونتيجته باطلة.
وإذا كان الأمر كذلك فما فائدة القياس الأرسطي؟ ما قيمته إذا كان لا يعول فيه إلا على أن تكون المقدمات مستوفية لشروط الإنتاج بحيث تستلزم النتيجة وإن لم تطابق النتيجة الواقع؟
ما قيمته إذا كان لا يحفل بصدق النتيجة أو كذبها؟
إنك إذا قلت: الكثير من العلم يؤدي إلى الاستقلال الفردي، وكل ما يؤدي إلى الاستقلال الفردي مضر بالمجتمع، فالكثير من العلم مضر بالمجتمع، كان هذا قياسا صحيحا في نظر المناطقة الأرسطيين.
وإذا قلت: الكثير من العلم يؤدي إلى التماسك الاجتماعي، وكل ما يؤدي إلى التماسك الاجتماعي مفيد للمجتمع، فالكثير من العلم مفيد للمجتمع، كان هذا أيضا قياسا صحيحا عند المناطقة، ومع ذلك فالنتيجتان متعارضتان.
3 - ومع كل هذا فالقياس استدلال دوري فاسد، ذلك أن العلم بالنتيجة في نحو قولنا: محمد إنسان، وكل إنسان ناطق، فمحمد ناطق" متوقف على العلم بالكبرى، والعلم بالكبرى متوقف على العلم بالنتيجة، لأنك لا تستطيع أن تحكم بالناطقية على جميع أفراد النوع الإنساني، إلا إذا تأكدت من ثبوت الناطقية لمحمد، ولو كنت في شك من ذلك، لما استطعت تعميم الحكم على جميع أفراد الإنسان، وإذن تكون النتيجة متوقفة على الكبرى وتكون الكبرى متوقفة على النتيجة، وعلى ذلك يكون القياس: استدلالا دوريا فاسدا، فلا يعول عليه.
4 - وأخيرا، فالمفروض: أن نتيجة القياس جديدة كل الجدة، إنها استنتاج مجهول هو النتيجة - من معلوم، هو المقدمات.
ولكن النتيجة متضمنة في المقدمات، إنها ليست مجهولة، والقياس إذن لا يؤدي إلى معرفة جديدة، أو إلى استنتاج مجهول من معلوم، إنه- إذا أردت الدقة- استنتاج معلوم من. . معلوم.
تلك هي موازين العقل- وهي موازين لا غناء فيها ولا جدوى منها فيما يتعلق بالإلهيات. العقل إذن قاصر فيما يتعلق بالأخلاق. وهو قاصر على الخصوص فيما يتعلق بالإلهيات.
ومن هنا كان السبب في اقتصارها على الأخلاق والإلهيات.
وإذا كانت قد تحدثت في التشريع فإن التشريع داخل في نطاق الأخلاق.
أخفق إذن منطق أرسطو. واستمر الاختلاف بين الفلاسفة كما كان من قبل. واستمر الخلاف حتى بين المناطقة الأرسطيين: الكبار منهم والمغمورين، بل حدث الاختلاف بين تلاميذ أرسطو نفسه، وهم أتباع مدرسة واحدة هي المدرسة الأرسطية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/343)
ومرت العصور، وتوالت القرون، وجاء (ديكارت)، وبدأ (ديكارت) يتفلسف على استحياء وعلى حذر بالغ، فما كان جو زعماء المسيحية في الغرب إذ ذاك يوحي بالاطمئنان أو السكينة، لقد كان جوا رهيبا يأخذ على الظنة وينكل على الشبهة، لا يتحرى عدالة ولا يستشعر رحمة.
وأخذ (ديكارت) يتحسس طريقه في حيطة بالغة: مداريا، مجاملا، مادحا، متواضعا. .
وذات يوم أعلن أنه عثر على المنهج المعصوم.
وأنه على أساس من هذا المنهج سيقود الإنسانية إلى الحق. .
ورأى أن هذا المنهج صالح للكشف عن الحق في الكون وفي ما وراء الكون، في الطبيعة وفي ما وراء الطبيعة.
ولكن التجربة أظهرت خطأه في أثناء حياته.
وأن الخلاف استمر حول آرائه في الإلهيات، وآراء معاصريه، وآراء من قبله، كما كان الأمر من قبل أن يولد منهجه، وأخفق منهج ديكارت كما أخفق من قبل منهج أرسطو. .
وبقيت الحقيقة التي لا شك فيها، وهي أن الفلسفة لا مقياس لها. هذه هي السمة الأولى. .
السمة الثانية: ما دامت الفلسفة لا مقياس لها فهي إذن ظنية، إنها ظنية وإن عجنت بمنطق أرسطو الذي أخفق، وهي ظنية وإن خبزت بمنهج ديكارت الذي لم ينفع في قليل ولا في كثير، إنها ظنية لأنه لا يتأتى أن تفرق فيها- ولا مقياس- بين الحق والضلال، وستستمر هكذا إلى الأبد.
السمة الثالثة: مادام لا سبيل إلى اليقين في موضوعات الفلسفة فإن من البدهي أن: اختلاف الآراء فيها دائم".
وهذا هو الواقع حينما يتصفح الإنسان الفكر الفلسفي عبر القرون، إن الاختلاف والجدل دائم مستمر منذ أن نشأ الفكر الفلسفي، إنهم يختلفون حتى في المدرسة الواحدة.
وانظر مثلا إلى مدرسة سقراط فستجد تلاميذه يقرون بأستاذيته في احترام بالغ، وفي تبجيل يشبه التقديس، فإذا جئت إلى آرائهم في الإلهيات، أو في الأخلاق، فستجد الاختلاف والافتراق. . الاختلاف والافتراق بينهم وبين أستاذهم، والاختلاف والافتراق بين بعضهم وبعض. .
بل إن الأمر يصل بالشخص الواحد إلى أن يختلف مع نفسه بحسب تطور حياته، أو اختلاف بيئته أو اختلاف ما يقرأ من مصادر ثقافته.
وكل هذا واضح عبر العصور.
ومن غرائب الأمور أن الفلاسفة يعلمون علما يقينا، ويعلمون أن كل فيلسوف أتى من قبلهم هدم آراء سابقيه جميعا: إنه لم يعترف بوصول أحدهم للحق، إنه يخطئهم جميعا ولو لم يكن الأمر كذلك لأخذ بآرائهم، واكتفى بما أخبروه، أو بما أنشأه أحدهم من قبل.
ولكنه مع علمه بأن الفلسفة دائما إلى نقد ونقض فإنه لا يأبه بهذه المعرفة ويقيم مذهبه على أنقاض مذاهب سابقيه، فيأتي من بعده ويهدمه ويقيم مذهبا مآله السقوط وهكذا دواليك:
السمة الرابعة: وما دام الاختلاف مستمرا فإن المسائل التي هي موضوع الفلسفة تستمر هي هي، "إن مسائل الفلسفة لم تتغير على مر الدهور ".
ما هي مسائل الفلسفة؟ إنها: معرفة الله سبحانه وصفاته، وصلته بالعالم خلقا وتصريفا، وصلته بالإنسان قربا وتوجيها. . والبعث وكيفيته. . . والخلق الكريم الذي يمثل الفضيلة والكمال. . . والخلق السيئ الذي يمثل الشر والفساد. . . والنبوة والصلة بالله عن طريق الوحي: إثباتا وإنكارا، ثم: هل المعرفة ممكنة؟ وفي كل هذه الموضوعات الكبرى وغيرها مما يتصل بها اختلف الفلاسفة وما زالوا. واستمرت هذه المسائل على مدى سبعة وعشرين قرنا تقريبا مثار بحث وجدل إلى الآن. .
لم يصل الفلاسفة في واحدة منها إلى اليقين، ولم توضع واحدة منها موضع الاتفاق.
السمة الخامسة: إن الاختلاف في مسائل الفلسفة ليس اختلافا في الإيجاب فحسب، وذلك أنه قد يجوز أن يكون لمسألة ما عدة حلول كلها إيجابية.
وليس اختلافا في السلب فحسب، وذلك أنه قد يجوز أن يكون لمسألة واحدة عدة حلول كلها سليمة
إن الخلاف عام في الإيجاب وفي السلب وإنه ليصل إلى الإنكار المطلق وإلى الإثبات المطلق في كل مسألة، وإنه ليصل بك أحيانا إلى طريق مسدود.
وإن الفكر الفلسفي ليصل بك أحيانا إلى إنكار السماء والأرض، وما بين السماء والأرض، ويقول لك: ليس في الوجود - يقينا- غيرك أنت وحدك.
وإن السمة الأخيرة هي سمة تؤدي إليها، - لا مناص- السمات السابقة.
وإذا كانت السمات السابقة يسلم كل منها إلى الآخر، فإنها جميعا تتكاتف لتؤدي إلى هذه السمة الأخيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/344)
السمة الأخيرة: هذه السمة الأخيرة هي أن: " الفلسفة لا رأي لها ".
وقد تكون هذه السمة مفاجأة لبعض الناس، كيف يتأتى أن تكون هذه الفلسفة التي ملأت الدنيا صياحا، منذ نشأت، ولم تكف- منذ أن نشأت للآن - عن الصياح: لا رأي لها؟
والأمر أيسر من أن يحتاج إلى استفاضة:
أما أولا: فلأن " الفلسفة لا رأي لها". نتيجة واضحة لكل ما قدمنا.
وأما الثانية: فخذ أي مسألة من مسائل الفلسفة فستجد فيها الآراء التي تنكر، والآراء التي تثبت، إنك ترى الرفض والقبول في كل أمر.
والرفض فلسفة، والقبول فلسفة.
وقد يكون الرأي توقفا على الرفض والقبول وهو فلسفة، وقد يكون شكا في الرفض، وشكا في القبول في آن واحد، وهو أيضا فلسفة.
والشك إما أن يكون شكا في قيمة الآراء التي تعرض: نفيا أو إثباتا.
وإما أن يكون شكا في قيمة وسيلة المعرفة نفسها وهي الحواس والعقل.
وكل ذلك فلسفة في كل مسألة.
وإذا تساءلت- وأنت على علم بالجو الفلسفي: جو المتاهات والوهم- ما الرأي الفلسفي في هذه المسألة أو تلك فستجد كل ما قدمناه ماثلا أمامك يثبت لك بما لا مرية فيه أنه: (لا رأي للفلسفة).
وقبل أن نخلص إلى الخاتمة نذكر أمرا في منهج الفكر الفلسفي فيه عظة وفيه عبرة: إن محاورة " فيدون " لأفلاطون لها أهميتها لأكثر من وجه. منها أنها:
1 - محاورة يدور البحث فيها حول خلود النفس.
2 - وهي محاورة لا تتعارض فيها أهداف المناقشين، وإنما تتحد وتتفق ويحب المناقشون أن يصلوا فيها إلى نتيجة محببة إلى نفوسهم وهي أن: (النفس خالدة).
3 - إن الذين يدور بينهم الحوار فلاسفة من الذين له وزنهم واعتبارهم، وأحدهم يسمونه " أبا الفلسفة" ويسمونه " أبا الفلاسفة".
4 - المتحاورون ليسوا من مدرسة واحدة وإنما هم من مدرستين مختلفتين هما: مدرسة سقراط، ومدرسة فيثاغورس، وهما وإن كانتا متقاربتين فإنه ما من شك في أن جو سقراط العقلي يختلف عن جو فيثاغورس الروحي.
ولهذا الاختلاف فإن اتفاقهما على غاية واحدة: (إثبات خلود الروح) ومحاولتهما الاستدلال عليها له أهميته الخاصة.
5 - بيد أن الأمر الأساسي الهام الذي من أجله نتحدث في هذا الموضوع هو اتفاق المدرستين على أن " الوحي" فيما يتعلق بما بعد الطبيعة هو السفينة الأمينة الآمنة المتينة، وأن العقل في مجال الإلهيات، إن هو إلا عبارة عن لوح من الخشب إذا قابلته أو إذا وازنته بالوحي: (إن الوحي سفينة والعقل لوح خشب).
لقد كان الحوار يدور بين سقراط واثنين من الفيثاغوريين هما: سيميا " و" قابس " وهما من كبار فلاسفة المدرسة الفيثاغورية.
وأخذ الجميع يجهدون ذهنهم في البرهنة على خلود النفس ويقيمون أدلة وتنقسم بعض أدلتهم إلى فروع ثم: " ويسكت سقراط، ويسكت الجميع، وبعد هنيهة يقول سيميا:
إن العلم بحقيقة مثل هذه الأمور ممتنع أو عسير جدا في هذه الحياة، ولكن من الجبن اليأس من البحث قبل الوصول إلى آخر مدى العقل، فيجب:
إما الاستيثاق من الحق.
وإما - إن امتنع ذلك- استكشاف الدليل الأقوى والتذرع به في اجتياز الحياة.
كما يخاطر المرء بقطع البحر على لوح من خشب، ما دام لا سبيل لنا إلى مركب أمتن وآمن، أعني إلى وحي إلهي"
وبعد ذلك يعودون إلى البحث من جديد حتى:
يقتنع قابس، ويعلن سيمياس أنه مقتنع أيضا، إلا أن شعوره المزدوج بعظم المسألة وبالضعف البشري يضطره إلى بعض التحفظ بإزاء هذه الأدلة على وجاهتها.
فيسلم له سقراط بحقه في هذا التحفظ، ويزيد قائلا:
بل إن المقدمات أنفسها مفتقرة إلى بحث أوكد.
إن هناك بحر الإلهيات، وهناك البحر المائي.
وكما أن للبحر المائي آلة عبور هي السفينة، فإن لبحر الإلهيات آلة عبور هي "الوحي".
فإذا استعمل الإنسان العقل في عبور بحر الإلهيات، فإنه يكون كإنسان يستعمل لوحا من خشب في عبور البحر المائي.
ولكن المضطر- حيث لا وحي- يستمسك بلوح الخشب- كما يقول سيمياس - " ما دام لا سبيل إلى مركب أمتن وآمن، أعني إلى وحي إلهي".
اليهود والفلسفة
ولعل القارئ الكريم يسمح بأن أتحدث عن الجو الذي عشته في بواكير حياتي الفلسفية، لقد كان ذلك لأول عهدي بجامعة باريس حينما ذهبت إلى فرنسا للدراسة:
وأحب أن أصف الجو الذي عشته- بتوفيق الله - أثناءه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/345)
دخلت الجامعة، وبدأت الدراسة في علم الاجتماع وعلم النفس، ومادة الأخلاق، وتاريخ الأديان.
وكانت هذه المواد يتزعم دراستها وتدريسها الأساتذة اليهود، أو الذين تتلمذوا على الأساتذة اليهود.
وكانت هذه المواد كلها تسير في تيار محدد، هو: أنها (علوم مجتمع) أي أنها لا تتقيد بوحي السماء، ولا تتقيد بالدين على أنه وضع إلهي، فهي تدرس موضوعاتها على أنها ظواهر اجتماعية، وظواهر إنسانية.
وبدأنا في الدراسة نسمع مختلف الآراء في نشأة الدين، ومختلف الآراء في تفسير النبوة وينتهي الأمر برأي الأستاذ في الموضوع.
وليس في هذه الآراء- على اختلافها وتعددها- ما يتجه إلى أن الدين وحي من السماء أو أن النبي- أي نبي - موصول الأسباب بالسماء، وإذا انتظرنا من ذلك الأستاذ أن يصحح الوضع. فيدلي في النهاية برأيه مثبتا الألوهية والنبوة هادما للآراء الأخرى واصفا لها: بأنها ضلال.
إذا انتظرنا ذلك منه فإننا نكون واهمين، فإنه واحد من هؤلاء العشرات من الأساتذة في هذه المواد وما شابهها المنغمسين في تيار المادية.
لقد فسرت الجامعات الأوروبية العلم على أنه القواعد التي تقوم على التجربة والملاحظة. والتزمت أن تفسر وأن تشرح علم الاجتماع وعلم النفس وجميع الظواهر في الآفاق، وفي الأنفس، على هذا الأساس، والتزمت ذلك أيضا في تاريخ الأديان.
هذه العلوم بالذات وفروعها تتكاتف لتقود الإنسان متعاونة متساندة إلى الإلحاد.
إن للدين- فيما يزعمون- نشأة إنسانية اجتماعية، - وإن للخلق - فيما يروون- نشأة إنسانية واجتماعية، وقد تواضع الناس على سلوك معين سموه: " فضيلة " وعلى سلوك آخر سموه: " رذيلة ".
ودراسة الدين والأخلاق إذن تتجه إلى النشأة والمظاهر وعوامل التطور وظواهر التطور. . وليس للوحي في الدراسة من نصيب اللهم إلا الوصف لظاهرة نشأت في المجتمع.
وكل الظواهر والمظاهر في هذه الدراسات اعتبارية نسبية متبدلة لا تثبت على حال، ولا تستقر على وضع، لأنها في كل يوم تتبدل حالا بحال. .
وهذه الأفكار تتكرر في هذه المواد: تسمعها في علم الاجتماع، وتسمعها في علم النفس، وتسمعها في دراسة مادة الأخلاق، وتسمعها في دراسة تاريخ الأديان، وتسمعها في دراسة العلوم المتفرعة من كل ذلك.
والشاب الذي انتقل من الأقسام الثانوية إلى الجامعة يتأثر بأستاذه، فإذا كان الأساتذة متكاتفين على هدم القيم الثابتة، والمثل العليا التي يقررها الدين، وتقررها الأخلاق، إ ذا كان الأمر كذلك فإن الطالب الذي يعيش في أجواء تتعاون كلها على هدم عقائده ومثله وقيمه ينتهي به الأمر- في الأغلب الأعم من الحالات- بأن تنهار هذه القيم في شعوره.
ومن هنا كانت الظاهرة التي تجدها في طلبة الجامعات في أوربا من الاستخفاف بكثير من العقائد وبكثير من القيم وينتهي الطالب بالإلحاد، أو على أقل تقدير بالإيمان الكامن الذي لا فاعلية له، ولا تأثير في سلوك الإنسان.
وكنت - من غير شك- أضيق بكل ما يجري في هذه الدراسات ولكن الله -سبحانه وتعالى- ألهمني التفكير في قيمة وآراء الأساتذة أنفسهم في هذه المواد. وبدأت أفصل بين عالمين من المعرفة: عالم الماديات كالطب والطبيعة والكيمياء، وهي أمور تحكمها التجربة ولا تتعارض مع الدين، ولا اختلاف فيها. . وعالم التفكير المجرد في الدين والأخلاق والمجتمع.
وأخذت أدرس في أناة هذا الجانب الأخير من الزاوية التاريخية، فوجدت أنه منذ أن بدأ التفكير، بدأ في اللحظة الأولى الاختلاف فيه، وبدأ كل زعيم من زعمائه ينتقد الآخرين في عصره، وكل مفكري عصره ينتقدون المفكرين في العصر السابق عليه. . وهكذا الأمر.
وما من شك في أن هؤلاء الأساتذة الذين يدرسون لنا ينتقد بعضهم بعضا في آرائهم، ويخطئ بعضهم بعضا، كما ينتقدون السابقين عليهم ويخطئونهم، وسيصنع من بعدهم صنيعهم فيوجهون إليهم النقد ويخطئونهم وهكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لقد أخذ " دوركايم " اليهودي يعمل بمعاول هدامة في كل القيم والمفاهيم الدينية والأخلاقية، وأخذ تلميذه الأكبر اليهودي " ليفي بروهل " ينهج منهجه ويسير على طريقه في علم الاجتماع وفي علم الأخلاق وكتاب " ليفي بروهل ": " الأخلاق وعلم العادات" - مثل واضح لهذا النوع من هدم القيم، ومحاولة القضاء على كل المثل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/346)
فكرت إذن في اختلاف الآراء، أو في هدم بعضها البعض في مواجهة كل ما يقوله الأساتذة وكنت أقول في نفسي- في مواجهة كل أستاذ- سيهدمك المعاصرون لك، وسيهدمك الذين يأتون من بعدك. ولكني في مواجهة كل هذه الآراء الإلحادية- كنت أتشبث بيقين لا شك فيه. كنت أقول في نفسي: إذا كانت الأخلاق نسبية، فهل سيأتي الزمن الذي نعتقد فيه: أن الصدق رذيلة أو أن الشهامة شر، أو أن الشجاعة سوء، أو أن العفة جريمة. . أو أن كذا، أو كذا. . ثم أعود إلى نفسي فأقول: كلا. . .
- وأتساءل من جديد في مجال العقائد: هل سيأتي اليوم الذي لا نقول فيه بوحدانية الله؟ أو لا نقول فيه بإرادته وعلمه؟
- وأعود إلى نفسي وأقول: كلا. . .
- كنت أحاول دائما أن أردد أن هؤلاء القوم يسيرون في طرق لا تنتهي إلى غاية.
ما هدفهم من ذلك؟
- وما كنت أجد الإجابة عن هذا السؤال آنئذ، لكن عرفت فيما بعد أن هذا هو المنهج اليهودي الذي رسموه بعد تفكير طويل، والتزموا به بكل الوسائل، أو بكل الطرق، وهو منهج التشكيك في القيم والمثل والعقائد والأخلاق.
يستخدمون هذا المنهج في المجالات المختلفة لإفساد المجتمعات وتحللها أخلاقيا ودينيا، ويضيفون إليه العمل على إثارة العمال على أصحاب رؤوس الأموال، وعلى إيجاد الضغائن والفتنة بين مختلف فئات الشعوب، والثمرة التي يعملون دائبين على الوصول إليها: أن يكون المجتمع شاكا مليئا بالفتن، وذلك سبيلهم إلى السيطرة.
إن اليهود يهدفون من وراء كل ذلك إلى السيطرة على العالم، إنهم يحطمون القيم والمثل حتى لا يكون في المجتمعات قوة من عقائد، أو قوة من خلق، ومن أجل ذلك تكاتفوا على أن تكون لهم الكلمة الأولى في الجامعات في علم الاجتماع وفي علم النفس، وفي مادة الأخلاق، وفي تاريخ الأديان، ولم يكن من السهل علي أثناء هذه الدراسة الاستمساك الواثق بالقيم والمثل التي نشأت عليها، لولا عون الله سبحانه، وتوفيق منه، ولولا لطف الله لصرت كواحد من هؤلاء الألوف الذين يدرسون في الجامعات الأوروبية ثم يخرجون منها، وقد تحطمت في نفوسهم المثل الدينية الكريمة.
- وانتهيت من هذه الدراسة، ثم كانت المرحلة التالية هي مرحلة " الدكتوراه ".، وبعد تجارب هنا وهناك في مجالات مختلفة من الموضوعات، وبعد تردد بين هذا الموضوع أو ذاك- هداني الله- وله الحمد والمنة- إلى دراسة (الحارث بن أسد المحاسبي) ولم يكن ذلك مصادفة، وإنما هي هداية وتوفيق من الله سبحانه وتعالى، وهي عناية أعجز عن شكر الله سبحانه وتعالى عليها.
- وانتهيت من دراسة" الدكتوراه" وأنا أشعر شعورا واضحا بمنهج المسلم في الحياة، وهو منهج:"الاتباع".
إن ابن مسعود -رضي الله عنه- يقول كلمة موجزة عن هذا المنهج كأنها إعجاز من الإعجاز، إنه يقول: " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ". وهي كلمة حق وصدق ثرية بالمعاني الطويلة العريضة، يبرهن آخرها على أولها، والنهي في وسطها يبرهن عليه أيضا آخرها: أي اتبعوا فقد كفيتم، والكافي هو الله سبحانه وتعالى الذي أوحى الشرع والأصول والقواعد، وطبق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كل ذلك وبينه، فكان تطبيقه مقياسا وبيانا ومرجعا يرجع إليه المختلفون.
" ولا تبتدعوا فقد كفيتم": إن الذي يبتدع هو من لا كفاية له، ولكن الله - سبحانه وتعالى- بعد أن أكمل الدين، وأتم النعمة، فليس هناك من مجال، ولا من حاجة إلى الابتداع. لقد كفانا الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم- كل ما أهمنا من أمر الدين. (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
وبعد أن وقر هذا المنهج في شعوري واستيقنته نفسي أخذت أدعو إليه: كاتبا ومحاضرا ومدرسا ثم أخرجت فيه كتابا خاصا هو كتاب:" التوحيد الخالص، أو الإسلام والعقل ".
وما فرحت بظهور كتاب من كتبي مثل فرحي يوم ظهر هذا الكتاب، لأنه من خلاصة تجربتي في حياتي الفكرية.
وهذا المنهج يفترض:
1 - مقاومة الغزو الفكري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/347)
والغزو الفكري له مجالات مختلفة: هناك الغزو الفكري في العقائد يتمثل في كل هذا التراث الضخم الذي نقل إلى اللغة العربية فيما يتعلق بما وراء الطبيعة، وهو تراث مختلف متعارض، بل ومتناقض، وهو نتاج بشري بكل ما يتسم به النتاج البشري من خطأ وضلال.
2 - والغزو الفكري في نظام المجتمع:
الذي حاول أن يفرض علينا نظام المجتمعات الأوروبية. وإذا نحن سرنا في تياره، فإننا نصبح ولا شخصية لنا ولا ذاتية ونصبح وقد فقدنا رسالتنا التي كلفنا بتبليغها للناس ونشرها وهي رسالة الإسلام التي من أجلها كانت الأمة الإسلامية، وبدونها تصبح الأمة الإسلامية ولا مبرر لوجودها.
3 - والغزو الفكري في مجال التشريع:
وهذا الغزو الفكري في مجال التشريع توجد أسسه وأصوله بصورة مشروعة في مختلف الأقطار العربية ممثلة في كليات الحقوق التي تنفق عليها الدولة وتعتمد شهاداتها.
وكليات الحقوق هذه دراستها غزو فكري، واستعمار فكري ودراستها: أثر من آثار الاستعمار التي لم تزل بعد أن زال الاستعمار.
وإذا كانت الأمم الواعية تحاول جاهدة أن تتخلص من وصمة الاستعمار بما فيها من شرور ورجس وآثام فإن الكثير من الدول العربية لم تحاول أن تتخلص من وصمة الاستعمار الصارخة الواضحة الممثلة في هذه الكليات.
إن هذه الكليات تخصص عشرين ساعة في الأسبوع للقوانين الأوروبية أي للفكر الأوربي في التشريع، وتفرض على الطالب أن يستذكره ويستوعبه ويحفظه ويتمثله، وينجح فيه في الامتحان.
أي أنها تفرض على الطالب أن يستعمر فكره الأوربيون في مجال التشريع، وأن يلغي ذاتيته الإسلامية في هذا المجال، وأن يكون تابعا للأوربيين في هذا المجال، مقلدا لهم تجره عجلتهم، مستسلما لغزوهم، وبينما تخصص هذه الكليات عشرين ساعة أسبوعيا للفكر الأوربي في التشريع، إذا بها تخصص ساعتين فقط للتشريع الإسلامي.
ولو أن هذه الكليات في فرنسا أو في إنجلترا لما فعلت أكثر من ذلك. . ومنهج الاتباع: إذن يقتضينا أن ننظر في جد في أمر هذه الكليات من أجل أن نتمثل الوطنية والإسلامية والعروبة.
وبعد: فإن منهج الاتباع هو الخلاصة الجوهرية لتجاربي الخاصة بالطريق الذي ينبغي أن يسلكه المسلم في حياته وإذا سار فيه المسلم فردا أو سار فيه المجتمع مجتمعا، فإن الله - سبحانه وتعالى- يكتب له الهدوء والطمأنينة والسعادة، لأنه يكون في جو رباني مليء برعاية الله سبحانه وتعالى وعنايته وإن منهج الاتباع ينفي من الجو الإسلامي الانحراف الفكري: ثم إنه ييسر لنا رعاية الله تعالى وتوفيقه وحمايته ونصره ويجب نشره في جميع الأجواء الإسلامية: إنه المنهج الإسلامي.
(وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
مجلة البحوث الإسلامية – عدد: محرم - جمادى الثانية لسنة 1400هـ
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - 10 - 08, 11:37 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم على هذا المقال القيم والمفيد، نفع الله بكم،،،
وهنا - للفائدة - رابط مقال للشيخ محمد علي فركوس - حفظه الله - بعنوان: (المنطق الأرسطي وأثر اختلاطه بالعلوم الشرعية):
http://www.ferkous.com/rep/M16.php
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - 10 - 08, 06:13 م]ـ
وبارك ربي فيك عن إضافتك ..
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[25 - 10 - 08, 03:53 م]ـ
السلام عليكم
الامر تجاوز حديثكم عن "المطالبة بتدريس الفلسفة" , بل هي تدرس الآن ابتداء من الثانوية الى الجامعات والمعاهد فاصبحت واقعا مفروضا .... الا من عصمه الله ولم يدخل المدارس النظامية
فيجب الحديث الآن كيف يمكن ان نحصن ابنائنا من ضررها.
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[26 - 10 - 08, 08:29 م]ـ
بارك الله فيك
استفدت من مقالاتك حقّا، رغم البون الذي بيني و بين مستوى هذه الطروحات
و أعجبني ما نقلته عن الغزالي وهو ينطبق على أحوال شريعة كبيرة من بني جلدتنا
و الأمر ليس عفويا، بل نجد الجواب في المقالة الأخيرة و فيما جاء تحت عنوان اليهود و الفلسفة
مع أني متعطش لمعرفة مضمون الأطروحة المقدمة لنيل الدكتوراه و ردّ فعل المشرفين، فقد عرفت من عانوا كثيرا في هذا السياق لإيجاد مشرفين و حين المناقشة عانوا أكثر و أكثر.
كما أود الإشارة أن فرنسا تمرست في غزو العقول بعد أن كلّت من غزو البلدان، التي ما خرجت منها إلا لمّا ضمنت لنفسها من يستخلفها، الذين يصدق فيهم الباري عزّ و جل
-*- هم السفهاء و لكن لا يعلمون -*-
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[13 - 11 - 08, 10:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
للفائدة: كتاب " مقاومة أهل السنة للفلسفة اليونانية - خلال العصر الإسلامي " ل: د. خالد كبير علال - وفقه الله -:
http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=4947(51/348)
من يأتينا بخبر أحدث طوائف الشيعة في هذا القرن؟!!!
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[04 - 10 - 08, 04:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه , أما بعد.
أيها الإخوة الكرام , من منكم يخبرنا عن آخر طوائف الشيعة ظهورا , والتي ظهرت مؤخرا بين بويتات الروافض وأعشاشهم , كل ما أعرفه عنها , أنها تسمى (القصدية) , و مؤسِسُها مهندس عراقي , توفي في الأعوام القريبة الماضية؟ , وهي تزعم بأنها طائفة شيعية إخبارية - على غرار الشيخية والبابية وغيرها - , وسبب إنشقاقها عن الشيعة الإخبارية - الكنيسة الأم - هو في طريقة تفسيرها للنصوص - القرآن الكريم و سنة أهل البيت المزعومة - فيبدو أنهم أكثر باطنية من بقية طوائف الشيعة!
ولمؤسس الطائفة والذي باء بذنبهم , عدة كتب , لم يطبع منها شيء إلا بعد موته , وزعيمهم إمرأة أظنها مصرية , وهي زوجة - البشمهندس الراحل -, ولهم منتدى في الشبكة باسمهم , ولكنه محجوب , وقد قرأت لهم بعض المناقشات في منتدى الإخبارية للعصفور , وهو الآن مخترق!
ويظهر لي أنهم أكثر تقية من السيستاني! (أتقى من السيستاني)
فمن لديه أي معلومة عنهم , فليتكرم علينا بها , ونكون له من الشاكرين , وخصوصا فيما يتعلق بطريقتهم في التقول على الله ورسوله.
والشكر لكم مقدما.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[06 - 10 - 08, 10:19 م]ـ
هل خفي عيلكم خبرهم؟
أم أن موضوعهم قديم؟!
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[07 - 10 - 08, 07:37 م]ـ
بارك الله فيك
نعم أخي قد أتاني خبر ظهور طائفه شيعيه جديد وأتفق معك أنها اكثر باطنيه من الشيعه الحاليين والذي أخبرني عنهم أحد الأصدقاء الذين أعرفهم وقال لي أن موطنهم الحله (والله أعلم) ووعدني أن يأتي لي بقرص فيه معتقداتهم وارائهم ولكن لم يتم ذلك وكذلك أخبرني أنهم يريدون تجديد عقيدة الرافضه القديمه دون تقيه بعدما صفا لهم الجو عندنا في العراق كالقول بالتحريف وغير ذلك من العقائد الكفريه.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[07 - 10 - 08, 09:39 م]ـ
.
جزاك الله خيرا
لاتنسانا إذا ظفرت بشي جديد عنهم.(51/349)
ما رأيكم بدعوى: ليس عند من يستدل برأيه في هذا الباب غير موقفه وقوله وكلامه في مسألة " الإستوى
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 10 - 08, 10:22 م]ـ
ما رأيكم بدعوى: ليس عند من يستدل برأي مالك في الصفات غير موقفه وقوله وكلامه في مسألة " الإستوى
جرى نقاش في ملتقى أهل التفسير حول صفة الساق لله تعالى مع بعض الأشاعرة ....
فكان من عرض ما ذُكر أن بعضهم ذهب يستكثر بأسماء بعض المتأخرين كالخطابي و النووي و ابن حجر رحمهم الله.
فقال أحد الفضلاء:
نقابل هذه الأسماء بأسماء أجل منهم ممن أثبت الصفات على ظاهرها و لم يتأول من لدن الصحابة و الى ماشاءالله - كابن عباس و مجاهد و أبي العالية و سفيان الثوري و سفيان بن عيينة و مالك ... إلخ
---------------------
فكتب أحد الإخوة الدكاترة من المشرفين من المالكية:
رأيت إقحام الإمام مالك رحمه الله في هذا الباب مع أنه رحمه الله ليس عند من يستدل برأيه في هذا الباب غير موقفه وقوله وكلامه رحمه الله في مسألة " الإستواء "؟؟؟
فهل يصح أن نبني مذهب الإمام مالك - وأقصده كشخص وليس كإمام للمذهب -ورأيه في هذا الباب بناء على مسألة واحدة؟؟؟
أم أننا يجب علينا تتبع آرائه وأقواله في المسائل كلها ثم نعطي حكماً:
وأقول بكل صراحة قد لاتعجب الكثيرين:
من قرأ كتب المالكية وخاصة القديمة منها القريبة العهد بالإمام فسيجد اقوالاً في بعض المسائل غير مسألة " الإستواء" يقول فيها الإمام مالك قولاً قد لايعجب بعضهم.اهـ
-----------------------
فكتبتُ:
الإمام مالك إمام كبير القدر معظم عند كافة أئمة أهل الحديث مع أنهم كانوا يسمون كل من وقع في التأويل جهمي ويذمونهم ويرمونهم بما هو معلوم لمن له أدنى اطلاع على كتب العقائد الكبيرة المسندة، ولو كان له رأي يخالف ما عليه أهل الحديث في هذا الباب لتكلموا فيه كما تكلموا في من وقع في مخالفة واحدة دع أن يكون في أمر مطرد كباب الصفات أو القدر أو الإيمان أو الأسماء والأحكام.
مع أنه مقولته في ذا الباب ظاهرة التقعيد.
ووضعت له رابطا وجدته في مقال للدكتور الخميس جمع فيه اعتقاد الأئمة الأربعة:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12608
ففهم جوابي غلطا، ثم أعدت له بصيغ أخرى مفادها:
أن هنا مقدمة وهي:
إن الإمام مالكا كبير القدر جدا عند أهل الحديث (شيوخه وأصحابه وتلاميذه وتلاميذهم)، ولم يذكروه إلا بكل جميل ولم يحفظ عنهم كلمة واحدة في أنه خالف منهجهم مع شدة كلامهم وتنفيرهم من أهل البدع وعدم محابتهم لأحد =
النتيجة القطعية:
أنه على مذهبهم ومشربهم.
إذ لم يكن في وقتهم إلا سنة وجهمية ـ بالمعنى العام ـ.
ولم يوافق على النتيجة، مع أنها عندي في غاية الظهور حتى ولو لم يرو لمالك كلمة أصلا في هذا الباب.
ومع أن هنا أمورا أخرى منها:
تنصيص أمم من كبار أهل السنة على أنه من أئمة السنة المرضي اعتقادهم والحق هو ما كان عليه وأمثاله من أئمة الدين لا على ما أحدثه المبتدعة.
وإن كانت هذه الدعوى من أعجب ما مر علي إن يشكك في أن مالكا مثبت للصفات.
المقصود أنه لا وقت ولا نشاط عندي لجمع كلامه في السنة، فمن وقف على شيء غير ما ذكر الدكتور الخميس فليتكرم بذكره هنا، فربما يقتنع أخونا الدكتور، مع أن الأمر في غاية الظهور.
وهي لفتة لطلاب العلم في أهمية العناية بالعقيدة وكتب السلف خصوصا المسندة منها، فنحن في زمن غربة ومن كان يظن أن يقرأ مثل هذا عن مالك؟!
.
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[04 - 10 - 08, 11:03 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا إني وإن كنت أوافقك في جمع كلام الإمام مالك وغيره ممن هو معظم عند الأشاعرة -ولو كان ذلك في الظاهر فحسب- إلا أني أرى أنهم سيقولون أن اعتقاد السلف هو التفويض ويلفون ويدورون
والأفضل -في رأيي القاصر- أن نناقشهم بالحجج العقلية ونلزمهم فهذي لا يستطيعون ردها ومن كان باحثاً عن الحق قبله ومن كان صاحب هوى حرف معاني القرآن لتتبع هواه فكيف بأقوال البشر
وفوق كل شيء يجب تفهيمهم معاني مذهب السلف لأنك تجد أحدهم يحمل الدكتوراه وهو يهرب من الحوار خوفاً من الشك في عقيدته وعقيدة أشياخه هداهم الله
ولعلك تنظر ما نقلتُه هناك
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=62866&postcount=81
ـ[المقدادي]ــــــــ[04 - 10 - 08, 11:15 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/350)
الحمدلله و بعد
و أين هو من قول الإمام رحمه الله: " الله في السماء و علمه في كل مكان "
و هذه بحث عن جماعة من علماء المالكية و تقريرهم لعقيدة السلف على طريقة إمامهم مالك رحمه الله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=795762&postcount=9
و هذا رابط مفيد فيه اعترافات لجماعة من أشاعرة المالكية عن عقائد جماعة ممن سبقهم من أئمة المالكية المقررين لعقيدة السلف و انهم تساهلوا في مسائل الصفات و العلو! أي انهم قرروها على الظاهر و هذا لم يُعجب المتأخرين منهم!
http://www.muslm.net/vb/showpost.php?p=1635590&postcount=14
اعتراف ابن بزيزة
ابن بزيزة من أعيان أئمة المالكية ومن علماء بلده – تونس- الكبار، له: شرح الإرشاد للجويني وله غير ذلك من التصانيف توفى سنة 673 هـ قالوا فيه ((الإمام العلامة المؤلف المحصل المحقق نزيل تونس كان عالماً صوفياً فقيهاً جليلاً)) إلخ وقد اعترف في شرحه للإرشاد بأن إثبات العلو مذهب القلانسي وهو معروف من أئمة الكلابية وواعترف أيضاً أن هذا هو مذهب الإمام البخاري، وقد نقل هذا الاعتراف في فتاواه، البرزلي المتوفى سنة 841 وهو فقيه تونس وأحد أئمة المالكية وقد اعترف البرزلي –كما اعترف قبله القاضي عياض- أن هذا المذهب هو مذهب عامة المحدثين، فرحم الله أهل الحديث والسنة وجمعنا وإياهم في جنته وهذه هي الفتوى بإختصار وقد ورد بعض الأجزاء منها في الفتاوى الحديثية للهيتمي وما بين الـ[] من كلامي:
... هذه مسألة وقع الكلام فيها قديماً وحديثاً وهي كما قال القاضي عياض وإن تساهل في الكلام فيها بعض الشيوخ المتقدمين أو جلهم [سبحان الله جلهم تساهلوا في الضلال والكفر!!؟؟] فهي من عويصات [في المطبوع تحريف والنقل عن الفتاوى الحديثية ص151 للهيتمي] مسائل التوحيد، واللائق بالزمان عدمُ ذكرها [!!!]، وإن كان ولا بد ... أقول وبالله التوفيق:
أجمع المسلمين قاطبة على استحالة التجسيم، والحلول، والاستقرار على الله تعالى وحكم بذلك صريح العقل. وأجمعوا أيضاً على استحالة إرادة الحقيقة فيما ورد من ظواهر الآي والأخبار مما يوهم ذلك [هم أجمعوا على تنزيهه عن كل نقص وعيب وليس في ظاهر الكتاب والسنة ما يوهم هذا أصلاً لكن إن قصد ببعض ماذكره من ألفاظ ما دل الكتاب أو صحيح السنة عليه من علو الله وارتفاع ذاته فوق عرشه فوق سبع سموات فهذا الإجماع لم يقع قط!].
واختلفوا بعد ذلك في مسألة منها، وهي: هل يصح إطلاق جهة الفوقية والعلوّ من غير تكييف ولا تحديد عليه تعالى؟؟ فمذهب جميع المتكلمين وفحول العلماء وأهل أصول الديانات على استحالة ذلك كما نص عليه أبو المعالي إمام الحرمين في الإرشاد وغيره من المتكلمين والفقهاء [على هذا كثير من المعتزلة ومتأخري الأشعرية وليس هو مذهب جميع المتكلمين إلخ!]، وقالوا: إن ذلك ملزوم للتجسيم والحلول والتحيز والمماسَّة والمباينة والمحاذاة، وهذه كلها حادثة، وما لا يَعْرى من الحوادث أو يفتقر للحوادث فهو حادث، والله سبحانه وتعالى يستحيل عليه الحدوث شرعاً وعقلاً كما هو مبين في كتب الأصول [آفة أهل الكلام هو قياس الله على أجسامهم وظنهم لزومه جل وعلا لما يلزمهم!! والآفة الثانية تكلمهم بألفاظ مجملة موهمة وقياسات فاسدة كبعض هذه التي مرت وهي من دليل حدوث الأجسام عندهم مع تسرعهم بالخوض والنفي بلا دليل شرعي صحيح].
واختلف هؤلاء فيما ورد من ظواهر الآي والأحاديث التي خرجها أهل الصحيح مما يوهم ذلك فذهب بعض السلف كالشعبي وابن المسيب وسفيان إلى الوقف عنها، وقالوا: يجب الإيمان بها كما وردت ولا نتعدى إلى تفسيرها. وضُعِّف هذا القول بما مر من الإجماع على عدم إرادة حقيقتها في عرف اللسان، فقد تكلموا فيها بصرفها عن ظواهرها فالسكوت عنها موهم للعوام وتنبيه للجهلة [هذا هو التفويض وهو باطل كما اعترف البرزلي ببطلانه وبما يلزم منه من لوازم شنيعة ونسبته لمن مر من السلف لا تصح وكذا قوله أنهم صرفوها عن ظواهرها!]. وذهب الجمهور [هذا يصح على متأخري قومه] إلى الكلام عليها وإلى حملها على محامل قريبة المأخذ منها بينة تليق بها من جهة الشرع والعقل، ولسان العرب، وتقتضي تنزيه الرب جل وعلا عما يوهم ظاهرها، وقد نص على هذا الإمام أبو المعالي إمام الحرمين وغيره من حذاق المتكلمين [هذا هو مذهب التحريف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/351)
ويسمونه التأويل وقد أبطله الجويني نفسه في آخر عمره ونقل إجماع السلف على خلافه فالحمد لله]. وذهب القاضي الباقلاني وغيره في بعضها إلى أنها دالة على صفة زائدة تليق بجلاله تعالى من غير تكييف ولا تحديد [يعني بهذا المذهب: إثبات الصفة فقط لفظاً لا يٌعرف معناه!؟ فلا يعرفون مرادفه ولا آثاره ولا ما يضاده ولا الأفعال المتعلقة به إلخ وهذا باطل بلا شك فالمعني بالعلو هنا ما فطر الله به عباده من أن ربهم فوق السموات بحيث ترتفع له الأيدي ويشار له بالأصابع وإلا فلا يختلف هؤلاء عن فرقة التفويض الأولى إلا بإثبات لفظ فقط كصفة بلا معنى ولا دليل! والباقلاني في التمهيد على خلاف هذا المذهب]، ولكل فريق تأويلات ومآخذ تليق بجلاله تعالى تطول ...
والمذهب الثاني: جواز إطلاق جهة فوق من غير تكييف ولا تحديد نقله أبو المعالي إمام الحرمين في الإرشاد عن الكرامية وبعض الحشوية، ونقله القاضي عياض عن الفقهاء والمحدثين وبعض المتكلمين من الأشعرية وأنكر شيخنا الإمام [يعني ابن عرفة] عليه ما نقله عن بعض الأشعرية إنكاراً شديداً، وقال: لم يقله أحد منهم فيما علمته واستقريْتُه من كتبهم، وسمعته يقول: "القاضي ضعيف في علم الأصول [هذا يدل على ضعفه هو وإلا فلم ينفرد القاضي عياض بهذا النقل عن الأشاعرة بل القرطبي نقل هذا بل نص على مواضعه من كتب الأشاعرة القدماء فهل القرطبي ضعيف في الأصول؟؟ وسيأتي نقل البرزلي عن ابن بزيزة] ويعرف ذلك من تواليفه وكان عالماً بالأحاديث ورجالها وضبطها ولغاتها مقدَّماً في ذلك فلا يلتفت لنقله عن أهل الأصول في هذه المسألة".
ثم قال البرزلي متعقباً شيخه: وكلامه في الشفاء يدل على علمه في هذا الفن [يعني الأصول] وغيره وتَضَّلُّعه، وما نقله [يعني القاضي] عن بعض الأشعرية حكاه ابن بزيزة في شرح الإرشاد عن القلانسي من مشايخ الأشعرية [في فتاوى البرزلي تحريف في اسم القلانسي والضبط من الفتاوى الحديثية]، وعن البخاري وغيره، غير أن هذا مُحدث [يعني أن البخاري من أهل الحديث ليس من الأشعرية حيث أن الكلام فيهم]، واختار هذا المذهب ابن عبد البرّ في "الاستذكار" واشتد نكير شيخنا المذكور عليه وقال: لم تزل فقهاء المذهب ينكرونه عليه بحمل ما ورد على ظاهره ولتدافع مذهبه في نفسه عند تحقيقه وهو ظاهر كلام الشيخ أبي محمد بن أبي زيد في رسالته.
وفي أسئلة الشيخ عز الدين: ما تقول في قول ابن أبي زيد، وأنه فوق عرشه المجيد بذاته، وأنه في كل مكان بعلمه هل يفهم منه القول بالجهة وهل يكفر معتقدها أم لا؟.
فأجاب الشيخ عز الدين: بأن ظاهره ما ذكر من القول بالجهة، لأنه فرق بين كونه على العرش وكونه مع خلقه بعلمه، والأصح أن معتقد الجهة لا يكفر لأن علماء المسلمين لم يخرجوهم عن الإسلام، بل حكموا لهم بالإرث من المسلمين وبالدفن في مقابر المسلمين، وتحريم دمائهم وأموالهم وإيجاب الصلاة عليهم، وكذا سائر أرباب البدع لم يزل الناس يجرون عليهم أحكام الإسلام ولا مبالاة بمن كفرهم لمراغتمه لما عليه الناس انتهى كلام عز الدين ...
ثم تكلم عن تكفير القائل بالعلو ونصر عدم التكفير ثم نقل ما قاله السبكي عن شيخ الإسلام ابن تيميه في المسائل التي زعم أنه خالف الإجماع فيها في الفروع والأصول!!
ثم قال البرزلي: لا خفاء أن من نظر كلام الرجل مما نسب إليه من التواليف يقتضي نفي أكثر ما نسب إليه من هذه المسائل غير انه من القائلين بالجهة، وله في إثباتها جزء، وهو من الحنابلة وعلى هذا المذهب عامة المحدثين، وسماهم أبو المعالي حشوية لكنهم يقولون من غير تكييف ويلزمهم جميع ما يلزم هذا القول إلخ)) فتاوى البرزلي 6/ 197 - 206
: A2:
و هنا قول ابن رشد الجد من أئمة المالكية - و تقريره لمسألة الإستواء أغضب احد الأشعرية عصره!
فلو كان التمشعر مسلك المالكية قولاً واحداً ما رأينا هذا التباين بين المتقدمين و المتأخرين!
http://www.muslm.net/vb/showpost.php?p=1714031&postcount=18
35- قول ابن رشد الجد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/352)
قال في المقدمات الممهدات 1/ 20 - 21 بعد أن ذكر عشر من الصفات أجمع أهل السنة عليها عنده وهي الصفات السبع المعروفة بالإضافة لصفة إدراك الشم والذوق واللمس! ثم ذكر ان إثبات العينين والوجه واليدين هو قول المحققين ثم نفى بعض الألفاظ المجملة ثم قال: ((فعلى هذا تأتي صفات ذاته خمس عشرة صفة)) ثم قال:
((واختلفوا فيما وصف به نفسه من الاستواء على العرش، فمنهم من قال إنها صفة فعل بمعنى أنه فعل في العرش فعلاً سمى به نفسه مستوياً على العرش. ومنهم من قال إنها صفة ذات من العلو، وأن قوله استوى بمعنى علا، كما يقال استوى على الفرس بمعنى علا عليه. وأما من قال أن الاستواء بمعنى الاستيلاء فقد أخطأ لأن الاستيلاء لا يكون إلا بعد المغالبة والمقاهرة، والله يتعالى عن أن يغالبه أحد.
وحمل الاستواء على العلو والارتفاع أولى ما قيل، كما يقال استوت الشمس في كبد السماء أي علت، ولا يمتنع أن يكون صفة ذات وإن لم يصح وصفه تعالى بها إلا بعد وجود العرش كما لا يوصف بأنه غير لما غايره إلا بعد وجود سواه.)) انتهى
وفي هذا النص:
1 - إثباته لعلو الله سبحانه على العرش العلو الذاتي وذكر أكثر من مثال للمعنى المراد بحيث لم يترك مجالا للقرمطة، فقال: كما يقال استوى على الفرس بمعنى علا عليه،،و كما يقال استوت الشمس في كبد السماء أي علت، ومراده واضح لا شك فيه.
2 - ومع هذا فهو-كسائر الكلابية مثبتة العلو- لا يرى أن هذا يقتضي قيام معنى متجدد به بل هو فوق العرش حقيقة من غير قيام معنى حادث بل هي نسبة وإضافة قال ((فلا يمتنع أن يكون صفة ذات وإن لم يصح وصفه تعالى بها إلا بعد وجود العرش كما لا يوصف بأنه غير لما غايره إلا بعد وجود سواه!)) وكما -أيضاً -لا يسمع –عند جمهورهم- الصوت إلا بعد وجود الصوت والمتجدد نسبة وإضافة عدمية!! وهذا باطل لا شك فيه وهومن أباطيل الكلابية وإثباته للعلو حق لا شك فيه وهو من حسنات الكلابية لكنه تجسيم أو تشبيه عند متأخري الأشعرية!!.
3 - الخلاف المذكور في كلامه إنما هو خلاف أهل الكلام أما أئمة أهل السنة كإمامه مالك وأحمد والشافعي ومن قبلهم من صحابة وتابعين ومن بعدهم من أئمة أهل السنة ممن لم يتلطخ بدخن الكلام وأهله فليس عندهم في هذه المسألة إلا قول واحد والحمد لله على نعمة الهداية.
4 - ذكر أن بعضهم قال إنها صفة فعل وبين مرادهم بصفة الفعل فقال: بمعنى أنه فعل في العرش فعلاً سمى به نفسه مستوياً على العرش! وفيه ما فيه فإنه إن كان الذي قام به الفعل هو العرش فيصبح الفعل صفة العرش لأن من المستقر في فطر الناس أن من قام به العلم فهو عالم ومن قامت به القدرة فهو قادر ومن قامت به الحركة فهو متحرك ومن قام به التكلم فهو متكلم ومن قامت به الإرادة فهو مريد وقال أهل السنة إذا كان الكلام مخلوقا كان كلاما للمحل الذي خلقه فيه كسائر الصفات فهذه القاعدة مطردة وكذلك فيه أن الفعل هو المفعول وهذا باطل.
وقد أغضب كلام ابن رشد الجد هذا في مسألة الاستواء بعض أشعرية عصره فصنف أحدهم في الرد عليه فقد ذُكر في الديباج المذهب والإحاطة في أخبار غرناطة أن معاصره محمد بن خلف موسى المتكلم-وهو أشعري متيم بالجويني- قد رد عليه بمصنف سموه " الرد على أبي الوليد بن رشد في مسألة الاستواء الواقعة في الجزء الأول من مقدماته"
هذا موقفه في المقدمات أما في كتابه البيان والتحصيل ففي الجزء 16/ 368 - 369 في شرح قول مالك في الاستواء تعرض لهذه المسألة وتكلم بمثل ما تكلم به هناك فذكر ان معنى الاستواء العلو كما يقال استوى فلان على العرش أي علا عليه واستوت الشمس في كبد السماء علت، وضعف قول من قال إنه الاستيلاء او فعل فعلاً في العرش أو القصد، وذكر أن العرش أعلى المخلوقات مكاناً وهو أشرفها مرتبة فإذا كان الله أعلى منه فهو أعلى من كل شيء دون العرش في الارتفاع والعلو والشرف والرتبة وفي هذا جمع حسن بين علو الذات وبين علو الشرف والرتبة ولا يظن ظان أنه ينفي علو الذات فكلامه صريح جداً في إثبات هذا. وقد نفى الجلوس والمماسة والتحيز والصواب السكوت عن ما سكت الشارع عنه والابتعاد عن الألفاظ المجملة ويكفي في تنزيه الله عن النقائص قوله تعالى: ((ليس كمثله شيء)).
ملاحظة: وقع في البيان والتحصيل 16/ 402 ذكر آية الاستواء وكذلك النظر ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ () إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)) ضمن آيات مما يقتضي ظاهرها التشبيه! ومما تتأول! ولا أدري هل هي وهلة، وسبق قلم أم لعله يعني الظاهر الفاسد عنده كالجلوس والمماسة وإلا فآية النظر-على سبيل المثال- قد استدل بها ابن رشد في 18/ 480 على إثبات الرؤية وذكر أنها على الحقيقة لا المجاز! وقد كرر هذا مع الاستواء أيضاً في 18/ 506 وقد يكون لابن رشد في المسالة قولان قول بالإثبات وآخر وافق فيه النفاة في بعض ثنايا قوله وهذا غير مستحيل وإن كان بعيداً لكن قوله بالإثبات واضح وضوح الشمس والله اعلم.
.
[/ COLOR][/FONT]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/353)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - 10 - 08, 12:18 ص]ـ
إلا أني أرى أنهم سيقولون أن اعتقاد السلف هو التفويض ويلفون ويدورون
أخي الفاضل كلامك سليم، لكن هنا ليس الخلاف في الصفات وطرق إثباتها، وإنما في دفع هذه الشبهة عن الإمام مالك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - 10 - 08, 12:20 ص]ـ
و أين هو من قول الإمام رحمه الله: " الله في السماء و علمه في كل مكان "؟
ربما لم يطلع عليه مع أن هذا في الرابط المحال على فيما ذكره د. الخميس.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[05 - 10 - 08, 12:49 ص]ـ
وماذا عن اقرار علماء المالكية المتقدمين بأن عقيدة الإمام مالك هي الإثبات خاصة في مسألة علو الله عز وجل فوق عرشه؟
فغالبية علماء المالكية قبل 500 هـ كانوا على عقيدة أصحاب الحديث
حيث أن علم الكلام تفشى فيهم بسبب ابن تومرت وخليفته عبد المؤمن وكان ذلك في 500 هـ.
ورأي أنه إذا لم نجد نقولات عن الإمام مالك رحمه الله
فإننا نبحث في كلام علماء المالكية المتقدمين
وكل ما كان أقرب لوقت الإمام مالك رحمه الله يكون أفضل.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[05 - 10 - 08, 02:30 ص]ـ
- قوله في صفة النزول: (النزول حق) رواه ابن أبي زمنين في أصول السنة.
وقال أيضا: (ينزل كيف شاء بقدرته وعلمه وعظمته أحاط بكل شيء علما) مختصر الصواعق.
- قوله في الرؤية (الناس ينظرون إلى الله يوم القيامة بأعينهم). رواه الآجري واللالكائي.
وفي موضع آخر (بأعينهم هاتين).
- ذكر ابن عبد البر في التمهيد قول الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس والليث بن سعد عن هذه الأحاديث (أي أحاديث "إن الله يجعل السماء على إصبع" و"إن قلوب بني آدم بي إصبعين من أصابع الرحمن" و"إن الله ينزل إلى سماء الدنيا") فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[05 - 10 - 08, 02:35 م]ـ
شيخنا الكريم عبدالرحمن دعوانا أعرض وهو الذي يطالب بخلاف الأصل وسؤالنا له ليأتنا بمن قال بتأويل الصفات من المالكية قبل أبي الوليد الباجي؟؟!!
أو قبل الأشعري.!؟
لسنا نحن الذين نطالب بهذا إثبات أن الإمام مالك كان على عقيدة السلف بل هو الذي يطالب بإثبات ضد هذا
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[05 - 10 - 08, 10:21 م]ـ
بالفعل فالناقلين لمذاهب السلف كالبخاري و الرازيين و اللالكائي و ابن خزيمة و ابو نعيم بل و الأشعري نفسه ينقلونها عن كافة علماء الأمصار لا يستثنون منه مالكا و لا غيره بل دائما تراهم يذكرون اسمه في مقدمة القائلين بتلك المقالات مع أن بعض اصحاب المذاهب المتبوعة كداوود و الكرابسي و أبي ثور و البخاري و غيره ممن تكلم بكلام مجمل قد تتعلق به الجهمية و ان كان صحيحا في نفسه (ككلامه في الحادث و عدم تمييزه عن المحدث) لم يفلت من الانكار و اشتهر قوله و الانكار عليه لكونه مما تتوافر الهمم على نقله .. و بمثل هذا احتج الامام الذهبي على الامام أبي المعالي فادعاءه الاجماع على عدم اعتبار خلاف الظاهرية
"قال إمام الحرمين أبو المعالي: الذي ذهب إليه أهل التحقيق: أن منكري القياس لا يعدون من علماء الامة، ولا من حملة الشريعة، لانهم معاندون، مباهتون فيما ثبت استفاضة وتواترا، لان معظم الشريعة صادر عن الاجتهاد، ولا تفي النصوص بعشر معشارها، وهؤلاء ملتحقون بالعوام.
قلت: هذا القول من أبي المعالي أداه إليه اجتهاده، وهم فأداهم اجتهادهم إلى نفي القول بالقياس، فكيف يرد الاجتهاد بمثله، وندري بالضرورة أن داود كان يقرئ مذهبه، ويناظر عليه، ويفتي به في مثل بغداد، وكثرة الائمة بها وبغيرها، فلم نرهم قاموا عليه، ولا أنكروا فتاويه ولا تدريسه، ولا سعوا في منعه من بثه، وبالحضرة مثل إسماعيل القاضي، شيخ المالكية، وعثمان بن بشار الانماطي، شيخ الشافعية، والمروذي شيخ الحنبلية، وابني الامام أحمد، وأبي العباس أحمد بن محمد البرتي، شيخ الحنفية، وأحمد بن أبي عمران القاضي، ومثل عالم بغداد إبراهيم الحربي.
بل سكتوا له، حتى لقد قال قاسم بن أصبغ: ذاكرت الطبري - يعني ابن جرير - وابن سريج، فقلت لهما: كتاب ابن قتيبة في الفقه أين هو عندكما؟ قالا: ليس بشئ، ولا كتاب أبي عبيد، فإذا أردت الفقه فكتب الشافعي، وداود، ونظرائهما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/354)
ثم كان بعده ابنه أبو بكر، وابن المغلس، وعدة من تلامذة داود، وعلى أكتافهم مثل: ابن سريج، شيخ الشافعية، وأبي بكر الخلال، شيخ الحنبلية، وأبي الحسن الكرخي شيخ الحنفية، وكان أبو جعفر الطحاوي بمصر .... "
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 10 - 08, 11:27 م]ـ
جزاك الله خيرا
أن يقال في عصر الإمام مالك كان الناس طائفتين سلفية مثبتة للصفات وجهمية معطلة - كما ذكر الشيخ عبد الرحمن -
والإمام مالك قطعا أنه من السلفية المثبته و قوله في الاستواء واضح بين وقد جعله أهل السنة قاعدة لغيرها من الصفات.
قال شيخ الإسلام:ومن أول الإستواء بالإستيلاء فقد أجاب بغير ما أجاب به مالك وسلك غير سبيله وهذا الجواب من مالك رحمه الله في الإستواء شاف كاف في جميع الصفات مثل النزول والمجيء واليد والوجه وغيره
فيقال في مثل النزول النزول معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة
وهكذا يقال في سائر الصفات إذ هي بمثابة الإستواء الوارد به الكتاب والسنة.
مجموع الفتاوى (4|4)
كذلك يقال أن الاعتبار في ذلك أن ينظر إلى شيوخه الذين أخذ منهم وكذلك من عاصره ومن أخذ منه من تلامذته
هل ثبت عن أحد منهم تأويل أو تعطيل للصفات
فمثلا من شيوخ مالك ربيعة الرأي وله مثل قول مالك في صفة الاستواء
ولو تتبع الإنسان شيوخه لرأى أنهم أعيان السلف ومن لهم أقوال في الإثبات
منهم محمد بن شهاب الزهري
ربيعة الرأي
هشام بن عروة
ونافع مولى ابن عمر
وغيرهم كثير جدا ذكرهم الذهبي في السير
ومن أقرانه: معمر وابن جريج والأوزاعي وشعبة والثوري والليث وحماد وابن عيينة وهؤلاء جملة من أعيان السلف ممن نقل الاثبات ورد التعطيل.
وكذلك في تلامذته من له أقوال في الإثبات.
فلو كان الإمام مالك على غير طريقة هؤلاء لما أغفله وسكت عنه هؤلاء ولبينه من جاء بعده ممن ترجم له.
ومعلوم أن المالكية كانوا على طريقته في الحجاز وفي المغرب إلى عصر الهروي فتأثر بالأشاعرة وعنه أخذ الباجي ونقله إلى المغرب العربي.
نقل الإمام الذهبي رحمه الله في كتابه تذكرة الحفاظ (3|1105):عن أبي الوليد الباجي في كتاب فرق الفقهاء عند ذكر أبي بكر الباقلاني لقد أخبرني أبو ذر وكان يميل إلى مذهبه فسألته من أين لك هذا؟
قال: كنت ماشيا مع الدارقطني فلقينا القاضي أبا بكر فالتزمه الدارقطني وقبل وجهه وعينيه فلما افترقا قلت: من هذا؟
قال: هذا إمام المسلمين والذاب عن الدين القاضي أبو بكر بن الطيب فمن ذلك الوقت تكررت إليه.
قال الحسن بن بقي المالقني: حدثني شيخ قال قيل لأبي ذر أنت هروي فمن أين تمذهبت بمذهب مالك ورأي الأشعري؟ قال:
قدمت بغداد فذكر نحو مما تقدم وقال واقتديت بمذهبه.
وذكر هذه الحادثة ابن عساكر في تبيين كذب المفتري (255)
وأبو ذر الهروي كما نقل شيخ الإسلام ابن تيمية هو الذي نقل مذهب الأشاعرة إلى الحجاز
قال شيخ الإسلام:وكان أبو ذر الهروي قد أخذ طريقة ابن الباقلاني وأدخلها إلى الحرم ويقال إنه أول من أدخلها إلى الحرم وعنه أخذ ذلك من أخذه من أهل المغرب فإنهم كانوا يسمعون عليه البخاري ويأخذون ذلك عنه.
درء التعارض (1|149)
ـ[أبو عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[05 - 10 - 08, 11:44 م]ـ
هناك كتابٌ قرأته منذ بضع سنين ـ و لا يوجد عندي الآن ـ أرى أن فيه ما تريدهُ و هو كتاب: (عقيدة الإمام مالك ومواقفه العقدية) للشيخ المغراوي
فلعله يوجد من الإخوان من يعجّلُ برفعه على الشبكة أو تصويره في أسرع وقت ممكن للإفادة
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[06 - 10 - 08, 01:23 ص]ـ
وهناك رسالة ماجستير أو دكتوراة في: منهج الإمام مالك في إثبات العقيدة، د. سعود الدعجان.
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[06 - 10 - 08, 02:42 ص]ـ
منهج الإمام مالك رحمه الله تعالى في إثبات العقيدة للدكتور سعود عبدالعزيز الدعجان رسالة دكتوراة بالجامعة الإسلامية أشرف عليها الشيخ حماد الانصاري رحمه الله وكان المشرف الاول ثم الشيخ عبدالكريم الاثري ثم الشيخ علي الحذيفي اعيد طباعتها بمكتبة ابن تيمية بالقاهرة في عام 1428هـ وناقش فيها المؤلف ما نسب للإمام مالك رحمه الله تعالى من إنكار الحديث في صفتي الساق والصورة من ص 260 - 268 وبين المؤلف الراي الصحيح فيها فتنظر للأهمية والله الموفق
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 10 - 08, 04:26 م]ـ
الأخت الفاضلة العقيدة ما ذكرته في أصل المقال من المقدمة القطعيةِ النتيجةِ أنه من أهل الحديث، مع تنصيص أمم الكبار ممن اعتنوا بعقيدة السلف جمعا وتقريرا من المتقدمين على أنه من أئمة السنة المرضي اعتقادهم المقتدى بهم = يجعل أنه لا حاجة لنا في البحث عن أقوال المالكية فشيوخه وأصحابه وتلاميذه ممن عاشوا معه = أعلم به من غيرهم ممن جاء بعدهم.
الشيخ أبو إبراهيم الحائلي ربما غابت عنه ورأيته بعد ذلك أضاف كلمة "النزول". فلعله تذكره أو انتفع بما كتب فهو مطلع على الموضوع هنا.
الفاضل أبو الحسن الأثري وفقه الله هو ادعى:"ليس عند من يستدل برأيه في هذا الباب غير موقفه وقوله وكلامه رحمه الله في مسألة " الإستواء "؟؟؟ "
ويكفي في نقض هذه الدعوى ما ذكرته في أصل المقال، ولا حاجة لأكثر من ذلك، لكن كان مما شارك في الموضوع بعض الأشاعرة ممن له صلة بموقع الأصلين وغيره من مواقع البدع وكان ممن لا يبالي بأي دعوى ولو كانت غاية في السقوط ويأخذ ما اتفق ولو كان باطلا ويروج له في المنتديات، أحببت ذكر الموضوع هنا ليكون الرد عليه واضحا، عند من قد يبتلى بسماع مثل هذا.
وإن وجد نقل زيادة كان "نافلة" يستفيد منه إن أراد الفائدة.
وليطلع الإخوة أيضا على الحال الذي وصلنا إليه، فتزيد العناية بأمور العقيدة؛ لأن أخر من الإخوة الدكاترة المشرفين في الموقع شارك في الموضوع فذكر وهذا لفظه: "أن علم الكلام الذي تعرض للذم كثيراً وللتسفيه واتُهم أصحابه كثيراً واعتُبروا ضلاليين ومارقين ووو ... لم ينشأ هذا العلم إلا لحاجة العصر والواقع آنذاك ولولا الحاجة لما وُجد أصلاً ـ إلى أن قال ـ إن علم الكلام نشأ لحاجة الدعوة إلى الإسلام والتعريف به.". اهـ
فاعتبروا.
ولعل لي عودة للتعليق على بقية المشاركات فالوقت ضاق الآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/355)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[06 - 10 - 08, 07:45 م]ـ
الأخت الفاضلة العقيدة ما ذكرته في أصل المقال من المقدمة القطعيةِ النتيجةِ أنه من أهل الحديث، مع تنصيص أمم الكبار ممن اعتنوا بعقيدة السلف جمعا وتقريرا من المتقدمين على أنه من أئمة السنة المرضي اعتقادهم المقتدى بهم = يجعل أنه لا حاجة لنا في البحث عن أقوال المالكية فشيوخه وأصحابه وتلاميذه ممن عاشوا معه = أعلم به من غيرهم ممن جاء بعدهم.
لم أقصد أقوال علماء المالكية في العقيدة
قصدت اقرار علماء المالكية المتقدمين لعقيدة الإمام مالك رحمه الله بأنها موافقة لعقيدة أصحاب الحديث
كعقيدة أهل السنة التي ذكرها الإمام ابن أبي زيد القيرواني في كتابه الجامع وذكر بأنها هي عقيدة الإمام مالك والمنصوص عنه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 10 - 08, 01:45 ص]ـ
الشيخان الفاضلان: محب البويحياوي وعبد الباسط بن يوسف الغريب شكر الله لكم هذه الإضافة والتوضيح.
الأخ الكريم رضوان آل بوطاوي جزاك الله خيرا والأمر لا يستدعي العجلة، ومن اطلع عليه ووجد فيه فائدة فذكرها فجزاه الله خيرا.
الشيخان الفاضلان أبو إبراهيم وعاصم الأحمدي شكر الله لكم الإفادة، وإن تيسر لكم الاطلاع على الكتاب والنظر في نقوله وذكر المفيد هنا = فحسن.
أما كون الإمام مالك رحمه الله كره التحديث بحديث الصورة إلخ، فقد أفاض الإمام ابن تيمية في بيان الكلام على هذه المسألة في مواضع كثيرة، وجاء ذكره لهذه الشبهة اليسيرة فردها ردا شافيا كافيا بينا في كتاب العظيم "جواب الاعتراضات المصرية". ص157 وما بعدها.
وذكر أن أول من بلغه أنه تأول حديث الصورة في الإسلام أبو ثور.
الأخت الكريمة العقيدة أحسنت وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[10 - 10 - 08, 01:56 ص]ـ
العقيدة
الأخ أو الأخت , لأن المكتوب تحت المعرف موهم (وفقه الله)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[10 - 10 - 08, 04:36 م]ـ
العقيدة
الأخ أو الأخت , لأن المكتوب تحت المعرف موهم (وفقه الله)
أنا أخت
وقد كان مكتوبا تحت اسمي ما هو مكتوب في توقيعي
ولكن قام المشرفون فيما بعد بتغيير أغلب العبارات تحت المعرفات إلى (وفقه الله)
فكتبته في توقيعي لكن لا أظهر توقيعي في كل كتاباتي
وإن شاء الله سأقوم بإظهاره في كل مشاركاتي حتى لا يحصل التباس.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[10 - 10 - 08, 11:14 م]ـ
ما رأيكم بدعوى: ليس عند من يستدل برأي مالك في الصفات غير موقفه وقوله وكلامه في مسألة " الإستوى
---------------------
فكتب أحد الإخوة الدكاترة من المشرفين من المالكية:
رأيت إقحام الإمام مالك رحمه الله في هذا الباب مع أنه رحمه الله ليس عند من يستدل برأيه في هذا الباب غير موقفه وقوله وكلامه رحمه الله في مسألة " الإستواء "؟؟؟
فهل يصح أن نبني مذهب الإمام مالك - وأقصده كشخص وليس كإمام للمذهب -ورأيه في هذا الباب بناء على مسألة واحدة؟؟؟
أم أننا يجب علينا تتبع آرائه وأقواله في المسائل كلها ثم نعطي حكماً:
وأقول بكل صراحة قد لاتعجب الكثيرين:
من قرأ كتب المالكية وخاصة القديمة منها القريبة العهد بالإمام فسيجد اقوالاً في بعض المسائل غير مسألة " الإستواء" يقول فيها الإمام مالك قولاً قد لايعجب بعضهم.اهـ
-----------------------
فكتبتُ:
الإمام مالك إمام كبير القدر معظم عند كافة أئمة أهل الحديث مع أنهم كانوا يسمون كل من وقع في التأويل جهمي ويذمونهم ويرمونهم بما هو معلوم لمن له أدنى اطلاع على كتب العقائد الكبيرة المسندة، ولو كان له رأي يخالف ما عليه أهل الحديث في هذا الباب لتكلموا فيه كما تكلموا في من وقع في مخالفة واحدة دع أن يكون في أمر مطرد كباب الصفات أو القدر أو الإيمان أو الأسماء والأحكام.
مع أنه مقولته في ذا الباب ظاهرة التقعيد.
ووضعت له رابطا وجدته في مقال للدكتور الخميس جمع فيه اعتقاد الأئمة الأربعة:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12608
ففهم جوابي غلطا، ثم أعدت له بصيغ أخرى مفادها:
أن هنا مقدمة وهي:
إن الإمام مالكا كبير القدر جدا عند أهل الحديث (شيوخه وأصحابه وتلاميذه وتلاميذهم)، ولم يذكروه إلا بكل جميل ولم يحفظ عنهم كلمة واحدة في أنه خالف منهجهم مع شدة كلامهم وتنفيرهم من أهل البدع وعدم محابتهم لأحد =
النتيجة القطعية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/356)
أنه على مذهبهم ومشربهم.
إذ لم يكن في وقتهم إلا سنة وجهمية ـ بالمعنى العام ـ.
ولم يوافق على النتيجة، مع أنها عندي في غاية الظهور حتى ولو لم يرو لمالك كلمة أصلا في هذا الباب.
ومع أن هنا أمورا أخرى منها:
تنصيص أمم من كبار أهل السنة على أنه من أئمة السنة المرضي اعتقادهم والحق هو ما كان عليه وأمثاله من أئمة الدين لا على ما أحدثه المبتدعة.
وإن كانت هذه الدعوى من أعجب ما مر علي إن يشكك في أن مالكا مثبت للصفات.
المقصود أنه لا وقت ولا نشاط عندي لجمع كلامه في السنة، فمن وقف على شيء غير ما ذكر الدكتور الخميس فليتكرم بذكره هنا، فربما يقتنع أخونا الدكتور، مع أن الأمر في غاية الظهور.
وهي لفتة لطلاب العلم في أهمية العناية بالعقيدة وكتب السلف خصوصا المسندة منها، فنحن في زمن غربة ومن كان يظن أن يقرأ مثل هذا عن مالك؟!
.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
وجدت فيما أحال عليه الاخوة:
(2) وأخرج الدارقطني عن الوليد بن مسلم قال (سألت مالكاً والثوري والأوزاعي والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات فقالوا أمروها فجاءت) ([72])
وأورد القاضي عياض في ترتيب المدارك ([76]) عن ابن نافع ([77]) وأشهب ([78]) قالا: وأحدهم يزيد على الآخر يا أبا عبدالله (وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة) ينظرون إلى الله؟ قال: نعم يأعينهم هاتين , فقلت له: فإن قوماً يقولون لا ينظر إلى الله , إن ناظرة بمعنى منتظرة إلى الثواب قال: كذبوا بل ينظر إلى الله أما سمعت قول موسى عليه السلام (رب أرني أنظر إليك) ([79]) أفترى موسى سأل ربه محالاً؟ فقال (لن تراني) ([80]) أي في الدنيا لأنها دار فناء , ولا ينظر ما يبقى بما يفنى , فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى وقال الله (كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون) ([81])
(4) وأخرج أبو نعيم عن جعفر بن عبد الله قال (كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله , الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فما وجد ([82]) مال من شيء ما وجد من مسألته , فنظر إلى الأرض وجعل ينكت في يده حتى علاه الرحضاء – يعني العرق – ثم رأسه ورمى العود وقال (الكيف منه غير معقول , والاستواء منه غير مجهول , والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج) ([83]).
وهذه النقول تكفي لبيان عقيدة الإمام مالك في وجهة نظري:
فهو إمام يمشي على أصول أو لا يمشي،
ومؤكد أن كلا الفريقين يؤكد أنه يمشي على أصول معينة، فما ذكر آنفا يبين بوضوح أنه على عقيدة السلف الصالح.
وإن كان هذا الأمر غير مسلم به عند الخصم.
نقول:
لا ينسب لساكت قول.
وأما ماورد عن الإمام مالك من موافقة عقيدة السلف فنحن ننسبه إليه.
ونقرر بذلك أنه على عقيدة السلف.
واثبتوا العكس مما قاله إن وجدتم.
فأنتم مطالبون بالدليل.
ودليلنا موجود.
والله أعلم وأحكم.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[14 - 10 - 08, 03:14 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=175188&postcount=9
ـ[فيصل]ــــــــ[10 - 11 - 08, 01:44 م]ـ
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?p=1974963#post1974963
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[11 - 11 - 08, 05:55 ص]ـ
جواب لطيف منيف بارك الله فيكم و زاد من جهودكم
ـ[فيصل]ــــــــ[13 - 11 - 08, 02:16 م]ـ
وفيكم جزاك الله خيرا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[15 - 11 - 08, 02:58 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[فيصل]ــــــــ[17 - 11 - 08, 11:31 ص]ـ
وفيك أخي عبد الباسط
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 11 - 08, 09:27 م]ـ
شكر الله لك أخي فيصل ولعلك تنقل ما في الرابط هنا لأن الروابط يحدث لها بعض العوارض والخلل، وكذا يحرم مما في الموضوع من الفائدة من سيطلع عليه لا حقا من الأرشيف أو الشاملة.
ـ[فيصل]ــــــــ[29 - 11 - 08, 08:28 ص]ـ
أبشر شيخنا الكريم
ـ[فيصل]ــــــــ[29 - 11 - 08, 08:40 ص]ـ
==========
رد شبهة أن الإمام مالك معطل مأول!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين ...
فهذا جواب جمعته في الرد على شبهة تتداول بخصوص كلام الإمام مالك في حديث الصورة اسأل الله أن ينفع به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/357)
الشبهة: قال بعضهم: زعمتم أنه ممن يمر نصوص الصفات كما جاءت بلا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف، وليس عندكم مما تتمسكون به في هذا الباب إلا كلامه في الاستواء وقد ورد في كتبه المالكية ما يدل على أنه متأول منزه!!، حيث أنكر التحديث بحديث الصورة فما جوابكم؟
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
الوجه الأول أن يقال:
للإمام مالك كتاب عظيم تعرفه الأمة، وهو موطأه الشهير، شحنه بجملة من أحاديث الصفات منها حديث النزول وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا .. ))
ومنها حديث الضحك وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيقاتل فيستشهد))
ومنها حديث الجارية وسؤاله لها" أين الله؟ فقالت “في السماء”
قال أبو عمر ابن عبد البر الحافظ المالكي في شرحه لرواية إمامه هذه: ((معاني هذا الحديث واضحة يستغنى عن الكلام فيها وأما قوله: "أين الله فقالت في السماء" فعلى هذا أهل الحق لقول الله عز وجل: {أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} ولقوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ} ولقوله: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} ومثل هذا في القرآن كثير قد أتينا عليه في باب ابن شهاب في حديث النزول وفيه رد على المعتزلة وبيان لتأويل قول الله عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ولم يزل المسلمون في كل زمان إذا دهمهم أمر وكربهم غم يرفعون وجوههم وأيديهم إلى السماء رغبة إلى الله عز وجل في الكف عنهم)). انتهى المراد من كلام الحافظ وهو مجرد استطراد.
ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح على ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت ... )) إلخ الحديث
وقد اعترف الباجي المالكي–وفيه أشعرية- على أنه يقتضي أن له تعالى يميناً، فقال في شرحه على الموطأ: ((وقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه “يقتضي” أن الباري تعالى موصوف بأن له يمينا قال الله تبارك وتعالى "والسماوات مطويات بيمينه" .. )) إلخ
ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيبا كان إنما يضعها في كف الرحمن يربيها ... الحديث
وغير ذلك من أحاديث الموطأ، وكذلك روى غيرها خارج الموطأ مثل ما روى الإمام مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لما قضى الله الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي} رواه البخاري وغيره عنه
وروى البخاري أيضاً في صحيحه عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين وتكون السموات بيمينه ثم يقول أنا الملك} قال البخاري: رواه سعيد عن مالك.
وروى ابن القاسم -كما سيأتي لاحقاً موضعه- أن شيخه مالك روى عن ابن أبي حازم عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "إن دون الله يوم القيامة سبعين ألف حجاب، حجب من ظلمة ما يفتقها بصر شيء إلخ" وسيأتي بتمامه إن شاء الله.
إذا علم هذا، فيقال في بيان هذا الوجه:
هذا كتابه الموطأ الذي كتبه بخطه، وأملاه على طلبته، وقرأه من صبوته إلى مشيخته، روى فيه الأحاديث التي يزعم هؤلاء أن ظاهرها التشبيه وما يعترف المخالف بأنها مقتضية لإثبات الصفات، ولم يتأول شيئاً من ذلك، ولا أعقبها بنفي أو تحريف لظاهرها، وقد ظل يرويها ويحدث بها مرة بعد مرة على مدى أربعين عاماً والزائرون والوفود لا يحصون كثرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم- رد الكثيري على السقاف ص103 - ، وقد أقرأ موطئه عمره كله ليله ونهاره، ورواه عنه ألف رجل أو يزيدون، وأملاه على تلاميذه وقرأه على الناس من كل بلد، فما تأول شيئا من هذا ولا ورد عنه قط إنكاراً أو تحريفاً لظاهرها ولو كان حقاً ما يدعون من أن منهجه التأويل –بشقيه المجمل أو المفصل-!! لما جاز أن يترك هذه الأحاديث على ظاهرها طوال هذه السنين ولصح عنه ولو رواية واحدة صريحة –على التنزل الشديد-في تأويل ظواهر هذه النصوص التي مر ذكرها، فعلم بالضرورة ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/358)
تواتر عنه أن منهجه هو إمرار آيات وأحاديث الصفات كما جاءت.
الوجه الثاني وهو في بيان أن هذا التواتر لا يصح أن يعارض برواية آحاد:
قال ابن العربي –وهو مالكي أشعري- في الجزء الخامس من عارضته في الكلام على نهيه صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن ما نصه:
((ولا يفوتكم ما وصيتكم به مراراً من أن مذهب مالك المعول عليه ما في موطئه، أقرأه عمره كله، فما قال لصاحب أو أجاب به سائلاً لا يعارض ما أقرأه ليله ونهاره عمره كله، ورواه عنه ألف رجل أو يزيدون))
وقال في الجزء الأول من الأحكام في الكلام على قوله تعالى: ((والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم)) ما نصه:
((وتركب على هذا ما إذا زنى بامرأة، هل يثبت زناه حرمة في فروعها وأصولها؟ عن مالك في ذلك روايتان!!
ودع من روى، وما روي،أقام مالك عمره كله يقرأ عليه الموطأ ويقرأه لم يختلف قوله فيه: إن الحرام لا يحرم الحلال، ولا شك في ذلك، وقد بيناها في مسائل الخلاف، والله أعلم))
وقال في الجزء الثاني من أحكامه في الكلام على قوله تعالى: ((وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا)) ما نصه:
((وقد روي عن مالك أن الزنا يحرم المصاهرة، وهذا كتابه الموطأ الذي كتبه بخطه، وأملاه على طلبته، وقرأه من صبوته إلى مشيخته لم يغير فيه ذلك، ولا قال فيه قولا آخر.واكتبوا عني هكذا.
وابن القاسم الذي يحرم المصاهرة بالزنا قرئ ضد ذلك عليه في الموطأ، فلا يترك الظاهر للباطن، ولا القول المروي من ألف للمروي من واحد، وآحاد، وقد قررنا ذلك في مسائل الخلاف.))
وقال في الكلام على قوله تعالى: "أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا" ما نصه:
((وقال آخرون: وقت المغرب يكون من الغروب إلى مغيب الشفق؛ لأنه غسق كله، وهو المشهور من مذهب مالك وقوله في موطئه الذي قرأه طول عمره، وأملاه حياته))
وقال في الكلام على قوله تعالى: ((حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم)) ما نصه:
((اختلف قول مالك في هذه الأشياء؛ فروي عنه أنه لا يؤكل إلا ما كان بذكاة صحيحة.
والذي في الموطأ عنه أنه إن كان ذبحها ونفسها يجري وهي تطرف فليأكلها، وهذا هو الصحيح من قوله الذي كتبه بيده، وقرأه على الناس من كل بلد عمره، فهو أولى من الروايات الغابرة)) انتهى المراد.
فالحاصل أن الراوية التي يستدلون بها إن صحت سنداً -وقد تكلم بعض أهل العلم في سند هذا الأثر لكن نحن هنا نتكلم على القول بصحته- فلا تعدوا كونها رواية آحاد فلو سلمنا أن دلالتها كما زعموا لكان المنهج العلمي الصحيح تقديم ما تواتر عنه على ما جاء من رواية الآحاد، التي إن صحت فلها -كما سيأتي- تفسير صحيح متوافق مع ما تواتر عنه كما جاء هذا عن بعض أئمة المالكية أنفسهم!!.
فنقول في خلاصة هذا الوجه ما قاله ابن العربي: "ما قال لصاحب أو أجاب به سائلاً لا يعارض منهجه في موطأه الذي أقرأه ليله ونهاره وعمره كله، ورواه عنه ألف رجل أو يزيدون، فدع من روى، وما روى، ولا تترك الظاهر للباطن، ولا القول المروي من ألف للمروي من واحد"!!!.
ويضاف لهذا ما نورده في:
الوجه الثالث: وهو أن هذا هو ما رواه عنه تلاميذه وفهمه عنه الأئمة الكبار ممن جاء من بعدهم من أهل تلك العصور، بل حتى خصوم السنة اعترفوا بهذا!:
جاء بسند صحيح لا غبار عليه عن الإمام مالك: رواه جماعة (1) عن الهيثم بن خارجه (ثقة) عن الوليد بن مسلم (ثقة) أنه قال: سألت مالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي عن الأخبار التي جاءت في الصفات فقالوا: أمروها كما جاءت، وفي رواية قالوا: أمرها كما جاءت بلا كيف.
هذا هو منهجه المشهور المعروف المتواتر: الإمرار المتضمن للإيمان والإقرار بلا تأويل ولا تكييف في ما صح عنده من نصوص الصفات جميعاً لا بعضاً دون بعض كما هي طريقة الكلابية والأشعرية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/359)
وقال الإمام الترمذي في سننه: ((هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة و قال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}))
تأمل نقل هذا الإمام الهمام لمنهج الإمام مالك في آيات وأحاديث الصفات في سننه الذي هو من دواوين الإسلام.
وقد كرر هذا فقال في موضع آخر: ((هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة مثل هذا ما يذكر فيه أمر الرؤية أن الناس يرون ربهم وذكر القدم وما أشبه هذه الأشياء والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه ومعنى قوله في الحديث فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم))
وقال إمام المالكية في وقته، وقدوتهم، وجامع مذهب مالك، وشارح أقواله، الذي كان يعرف بمالك الصغير ابن أبي زيد المالكي في كتابه الجامع ص137 - 149 ما نصه:
((فمما اجتمعت الأئمة عليه من أمور الديانة، ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة؛ أن الله تبارك وتعالى له الأسماء الحسنى، والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته وهو سبحانه وتعالى، موصوف بأن له علما وقدرة وإرادة ومشيئة، لم يزل بجميع صفاته وأسمائه، له الأسماء الحسنى، والصفات العلى، أحاط علما بجميع ما برأ قبل كونه،وفطر الأشياء بإرادته وقوله (إنما أمرنا إذا أراد شيئا أن نقول له كن فيكون) وأن كلامه صفة من صفاته، ليس بمخلوق فيبيد، ولا صفة لمخلوق فينفد، وأن الله عز وجل كلم موسى بذاته، وأسمعه كلامه لاكلاما قام في غيره.
وأنه يسمع ويرى ويقبض ويبسط
وأن يديه مبسوطتان، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه
وأن يديه غير نعمتيه في ذلك، وفي قوله سبحانه (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)
وأنه يجيء يوم القيامة "بعد أن لم يكن جائيا" (والملك صفا صفا) لعرض الأمم وحسابها وعقوبتها وثوابها، فيغفر لمن يشاء من المذنبين، ويعذب منهم من يشاء
وأن الله تبارك وتعالى يرضى عن الطائعين، ويحب التوابين ويسخط على من كفر به ويغضب فلا يقوم شيء لغضبه
وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه ... وأنه سبحانه يكلم العبد يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان ... إلى أن قال: وكل ما قدمنا ذكره فهو قول أهل السنة وأئمة السنة في الفقه والحديث على ما بيناه
وكله قول مالك فمنه منصوص من قوله ومنه معلوم من مذهبه))
تأمل الجملة الأخيرة ترى أن هذا نقل وفهم مالك الصغير لمذهب إمامه مالك الكبير؟ أفنصدقهم أم نصدق ابن أبي زيد ومعه صنيع مالك عمره كله والروايات الكثيرة عنه؟ وقد روى ابن أبي زيد هذه الرواية التي يتعلق بها الخصم في نفس كتابه هذا!!
وتأمل ما عُلم بالأزرق تعرف تقصد الإمام ابن أبي زيد مخالفة بدع كلابية عصره!
وجاء عن الإمام إثباته للعلو:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/360)
فقد صح عن تلميذه ابن نافع الصائغ الذي لازم مالك أربعين سنة وهو الذي خلفه في مجلسه بعد ابن كنانة وقد صار مفتي المدينة بعده، وقد تُكلم في حفظه للحديث، لكنه من أعلم الناس بالإمام مالك، وهو الذي سمع منه سحنون وكبار أتباع أصحاب مالك والذي سماعه مقرون بسماع أشهب في العتبية وهو الذي ذكره وروايته في المدونة، قيل لمالك من لهذا الأمر بعدك؟ قال لابن نافع.
أقول: قد صح عن ابن نافع تلميذه هذا أنه قال: قال مالك: ((الله في السماء وعلمه في كل مكان)) (2)
وهذا الأثر صريح في إثباته للعلو وتفريقه بين الذات والعلم فخص الذات بالسماء وأما العلم فهو شاملاً كل مكان لا يخفى عليه خافيه، وهكذا يقول مثل كلام الإمام مالك هذا من يثبت العلو-على خلاف متأخري الأشعرية وأضرابهم الذين لا يمكن أن ينطقوا بهذا- كما قال الحافظ ابن عبد البر في الاستذكار:
((وأما قوله في هذا الحديث للجارية أين الله فعلى ذلك جماعة أهل السنة وهم أهل الحديث ورواته المتفقهون فيه وسائر نقلته كلهم يقول ما قال الله تعالى في كتابه! (الرحمن على العرش استوى) [طه 5] “وأن الله عز وجل في السماء وعلمه في كل مكان” وهو ظاهر القران في قوله عز وجل ((ءامنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور)) [الملك 16] وبقوله عز وجل (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) [فاطر 10] وقوله (تعرج الملائكة والروح إليه) [المعارج 4] ... ولم يزل المسلمون إذا دهمهم أمر يقلقهم فزعوا إلى ربهم فرفعوا أيديهم وأوجههم نحو السماء يدعونه ومخالفونا ينسبونا في ذلك إلى التشبيه والله المستعان ومن قال بما نطق به القران فلا عيب عليه عند ذوي الألباب))
وقد احتج بقول مالك هذا تلميذه ابن الصائغ نفسه لما سأل عن قول الجهمية في القرآن: فقد روى عبد الله في السنة 1/ 174 وعنه النجاد في "الرد على من يقول القرآن مخلوق": عن سريج بن النعمان أنه قال:
"سألت عبدالله بن نافع وقلت له إن قبلنا من يقول القرآن مخلوق؟
فاستعظم ذلك ولم يزل متوجعا حزينا يسترجع، قال عبدالله بن نافع: ((قال مالك من قال القرآن مخلوق يؤدب ويحبس حتى تعلم منه التوبة وقال مالك الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وقال مالك الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو من علمه مكان وقال مالك القرآن كلام الله عز و جل)) وهكذا قال عبد الله بن نافع في هذا كله"
تأمل احتجاج التلميذ بكلام شيخه مالك على مخالفة الجهمية لأهل السنة.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في " القاعدة المراكشية " أن المالكية وغير المالكية نقلوا عن مالك أنه قال: الله في السماء، وعلمه في كل مكان، حتى ذكر ذلك مكي خطيب قرطبة في " كتاب التفسير " الذي جمعه من كلام مالك، ونقله أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن عبد البر، وابن أبي زيد في المختصر , وغير واحد ونقله أيضاً عن مالك غير هؤلاء ممن لا يحصى عددهم مثل الإمام أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله وأبو داود والأثرم والخلال والآجري وابن بطة وطوائف غير هؤلاء من المصنفين في السنة - إلى أن قال: وكلام أئمة المالكية وقدمائهم في الإثبات كثير مشهور حتى علماؤهم حكوا إجماع أهل السنة والجماعة على أن الله بذاته فوق عرشه انتهى.
وقد مر عن العلامة ابن أبي زيد قوله نقلاً عن مالك ومذهبه ((وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه))
وقد قال تلميذ ابن أبي زيد: العلامة الفقيه أبو بكر محمد بن موهب المالكي في شرحه لرسالة شيخه الإمام أبي محمد بن أبي زيد المالكي:
((أما قوله إنه فوق عرشه المجيد بذاته فمعنى فوق وعلى عند جميع العرب واحد وفي الكتاب والسنة تصديق ذلك وهو قوله تعالى ثم استوى على العرش وقال "الرحمن على العرش استوى" وقال "يخافون ربهم من فوقهم" وساق حديث الجارية والمعراج إلى سدرة المنتهى ...
إلى أن قال: وقد تأتي لفظة في، في لغة العرب بمعنى فوق كقوله "فأمشوا في مناكبها" و "في جذوع النخل" و "أأمنتم من في السماء"،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/361)
قال أهل التأويل يريد فوقها "وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين مما فهموه عن الصحابة مما فهموه عن النبي أن الله في السماء" يعني فوقها وعليها فلذلك قال الشيخ أبو محمد إنه فوق عرشه ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته .. )) العلو للذهبي2/ 1366 باختصار وفي بيان التلبيس لابن تيميه بتمامه1/ 175 - 179
وقد احتج بهذا الأثر على إثبات العلو الإمام الداني المالكي في الرسالة الوافية ص56 وغيره.
ومما جاء عن الإمام مالك إثباته لصفة اليدين والوجه، فقد قال تلميذه ابن القاسم كما في النوادر والزيادات14/ 553 لابن أبي زيد - ونحوه في البيان والتحصيل16/ 400 ونحوه أيضاً عند ابن أبي زمنين المالكي في أصول السنة ص75 – ما نصه:
"لا ينبغي لأحد أن يصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه، ولا يشبه كذلك بشيء، وليقل: له يدان كما وصف نفسه، وله وجه كما وصف نفسه، تقف عند ما في الكتاب، لأن الله سبحانه لا مثل له ولا شبيه ولا نظير له)) انتهى المراد وستأتي بقيته حيث سنحتاجها لاحقاً.
وقد جعل ابن رشد الجد كلام ابن القاسم هذا رواية عن مالك كما في البيان والتحصيل16/ 401.
ومما جاء عن الإمام مالك إثباته للحجب الحقيقية: ففي البيان والتحصيل 18/ 478 - 479 من كتاب "بع ولا نقص عليك" في رؤية الله عز وجل يوم القيامة وهو كذلك في الجامع لابن أبي زيد ص156 بشيء من الإختصار:
((قال ابن القاسم: قال أبو السمح لمالك: يا أبا عبد الله أنرى الله يوم القيامة؟ قال نعم، نجد الله تعالى يقول: "وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة" ويقول لقوم: "كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون"
قال: وحدثني ابن أبي حازم عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "إن دون الله يوم القيامة سبعين ألف حجاب، حجب من ظلمة ما يفتقها بصر شيء، وحجب من نور ما يستطيع بصرها شيء، وإن منها لحجاباً من ماء لا يسمع صوت ذلك الماء أحد لا يربط الله عز وجل على قلبه إلا خلع" انتهى
فتأمل بعد ذكره لآية إثبات الرؤية للمؤمنين وآية إثبات الحجب عن الكافرين رواية الإمام مالك لهذا الحديث الذي فيه إثبات حجب حقيقية (ظلمة ونور وماء) بين الله وخلقه مما يخالف عقيدة الجهمية (نفاة المباينة الحقيقة) وعلى هذا مشى أتباعه السلفيين كما قال ابن زمنين المالكي في كتابه أصول السنة ص106: ((باب الإيمان بالحجب: ومن قول أهل السنة: أن الله عز وجل [بائن] من خلقه، محتجب عنهم بالحجب، فتعالى الله عما يقول الظالمون، (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا).)) إلخ وقد نقله ابن تيميه في الحموية.
وفي جامع الإمام الفقيه عبد الله بن عبد الحكم المصري (تلميذ من تلامذة مالك) ص163 - ورواه بلفظ آخر ابن أبي زمنين المالكي في أصول السنة ص113 - جاء ما نصه:
((وقد سئل مالك عما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ينزل ربنا في كل ليلة إلى سماء الدنيا فقال:"ترسل [أي تروى] هذه الأحاديث كما جاءت")) وهذه هي الرواية الصحيحة عنه بخلاف رواية تأويل النزول الواهية!
وفيما مضى كفاية إن شاء الله، وقد اعترف بتواتر هذا عنه المخالف أيضاً فهذا الكوثري في حاشيته على الانتقاء لابن عبد البر ص35 يقول: ((المتواتر عنه عدم الخوض في الصفات وفيما ليس تحته عمل كما كان عليه عمل أهل المدينة على ما في شرح السنة للالكائي وغيره)) و عدم الخوض يتضمن الإمرار والإقرار بما جاءت به النصوص لا ما يريد الكوثري من نفي الإثبات! كيف ورواية ما ظاهره الكفر-كما زعموا- وإرساله كما جاء من غير تعقيب بما ينفي الباطل نقص في حقه وحاشاه!
ـ[فيصل]ــــــــ[29 - 11 - 08, 08:59 ص]ـ
الوجه الرابع:
أما ما يخص كلامه في آية الاستواء فلو لم يأتي عنه إلا هو لكفى!! فهو قول قد تلقته الأمة بالقبول ولم ينكره منكر بل صار أصلا كبيرا من أصول أهل السنة والجماعة، وهو قول ينبغي طرده في بقية الصفات فلا يظن بالإمام مالك التناقض!
وقد ذكر صاحب "الأثر المشهور عن الإمام مالك" ص100 وبعدها بعض كلام للعلماء و أهل الكلام في التنويه بكلام الإمام مالك أو جعله قاعدة، ومما ذكره:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/362)
قال الإمام أبو سعيد الدارمي عقِب روايته لهذا الأثر في كتابه الرد على الجهمية ص66 - 67: "وصدق مالك، لا يُعقل منه كيف، ولا يُجهل منه الاستواء، والقرآن ينطق ببعض ذلك في غير آية".
وقال الإمام والحافظ الكبير أبو عمر الطلمنكي المالكي: "وقول مالك من أنبل جواب وقع في هذه المسألة وأشدّه استيعاباً؛ لأنَّ فيه نبذ التكييف وإثبات الاستواء المعقول، وقد ائتمَّ أهل العلم بقوله واستجادوه واستحسنوه" شرح حديث النزول ص391.
قال الذهبي بعد أن ذكره: ((وهو قول أهل السنة قاطبة، أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها، وأن استواءه معلوم، كما أخبر في كتابه، وأنه كما يليق به، لا نتعمق ولا نتحذلق، لا نخوض في لوازم ذلك نفياً ولا إثباتاً، بل نسكت ونقف، كما وقف السلف، ونعلم أنه لو كان له تأويل، لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون، ولما وسعهم إقراره وإمراره، والسكوت عنه، ونعلم يقيناً مع ذلك أن الله جل جلاله، لا مثل له في صفاته، ولا في استوائه، ولا في نزوله، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً)) مختصر العلو ص141 - 142.
وقال ابن تيميه: "وقد تلقى الناس هذا الكلام بالقبول، فليس في أهل السنة من ينكره " المجموع13/ 309.
وقال أيضاً: "فإنَّه قد رُوي من غير وجه أنَّ سائلاً سأل مالكاً عن قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟، فأطرق مالك حتى علاه الرحضاء ثم قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا رجل سوء، ثم أمر به فأُخرج، ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك، وقد رُوي هذا الجواب عن أمِّ سلمة - رضي الله عنها - موقوفاً ومرفوعاً، ولكن ليس إسناده مما يُعتمد عليه، وهكذا سائر الأئمة قولهم يُوافق قول مالك في أنّا لا نعلم كيفية استوائه كما لا نعلم كيفية ذاته، ولكن نعلم المعنى الذي دلَّ عليه الخطاب، فنعلم معنى الاستواء، ولا نعلم كيفيته، وكذلك نعلم معنى النزول ولا نعلم كيفيته، ونعلم معنى السمع والبصر والعلم والقدرة، ولا نعلم كيفية ذلك، ونعلم معنى الرحمة والغضب والرضا والفرح والضحك ولا نعلم كيفية ذلك"شرح حديث النزول ص132 - 133.
وقال العلاّمة ابن القيم رحمه الله: "وهذا الجواب من مالك رضي الله عنه شافٍ، عامّ في جميع مسائل الصفات، فمن سأل عن قوله: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأرَى} كيف يسمع ويرى؟، أجيب بهذا الجواب بعينه، فقيل له: السمع والبصر معلوم، والكيف غير معقول، وكذلك من سأل عن العلم، والحياة، والقدرة، والإرادة، والنزول، والغضب، والرضى، والرحمة، والضحك، وغير ذلك، فمعانيها كلها مفهومة، وأما كيفيتها فغير معقولة؛ إذ تعقُّل الكيفية فرع العلم بكيفية الذات وكنهها، فإذا كان ذلك غير معقول للبشر، فكيف يعقل لهم كيفية الصفات؟!.والعصمة النافعة في هذا الباب: أن يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل تثبِتُ له الأسماء والصفات، وتنفِي عنه مشابهة المخلوقات. فيكون إثباتُك منزَّهاً عن التشبيه، ونفيُك منزَّهاً عن التعطيل، فمن نفى حقيقة الاستواء فهو معطِّل، ومن شبّهه باستواء المخلوق على المخلوق فهو ممثِّل، ومن قال: استواء ليس كمثله شيءٌ فهو الموحِّد المنزِّه. وهكذا الكلام في السمع والبصر والحياة والإرادة والقدرة واليد والوجه والرضى والغضب والنزول والضحك، وسائر ما وصف الله به نفسه" مدارج السالكين 2/ 86.
وقال ملا علي القاري: "ونِعم ما قال الإمام مالك - رحمه الله - حيث سُئل عن ذلك الاستواء، فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة، والإيمان به واجب، وهذه طريقة السلف وهي أسلم، والله أعلم"شرح الفقه الأكبر ص38.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/363)
وقال أبو المعالي الجويني في الرسالة النظامية ص33 ط الأزهرية: (ومما استُحسن من كلام مالك أنَّه سُئل عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}: كيف استوى؟، فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، فلتُجرَ آية الاستواء والمجيء وقوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، وقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} وقوله: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} وما صح من أخبار الرسول كخبر النزول وغيره على ما ذكرنا)) وقال البيهقي بعد روايته لأثر مالك في الاعتقاد ص119: ((وعلى مثل هذا درج أكثر علمائنا في مسألة الاستواء وفي مسألة المجيء والإتيان والنزول))
ومما يضاف لما ذكره صاحب "الأثر المشهور" ما صنعه الإمام الحافظ قوام السنة التيمي الأصبهاني في الحجة 2/ 275 - 179 حيث جعل هذا الكلام قاعدة لغيرها من الصفات-وفي كلامه نقض صريح للتفويض- فقال في كلام ذهبي جميل:
(( ... قال أهل السنة: الاستواء هو العلو: قال الله تعالى (فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك) وليس للاستواء في كلام العرب معنى إلا ما ذكرنا، وإذا لم يجز الأوجه الثلاثة لم يبق إلا الاستواء الذي هو معلوم كونه، مجهول كيفيته، واستواء نوح على السفينة معلوم كونه، معلوم كيفيته لأنه صفة له، وصفات المخلوقين معلومة كيفيتها. واستواء الله على العرش غير معلوم كيفيته لأن المخلوق لا يعلم كيفية صفات الخالق لأنه غيب ولا يعلم الغيب إلا الله، ولأن الخالق إذا لم يشبه ذاته ذات المخلوق لم يشبه صفاته صفات المخلوق فثبت أن الاستواء معلوم، والعلم بكيفيته معدوم فعلمه موكول إلى الله تعالى، كما قال: (وما يعلم تأويله إلا الله). وكذلك القول فيما يضارع هذه الصفات كقوله تعالى: (لما خلقت بيدي) وقوله: (بل يداه مبسوطتان) وقوله: (ويبقى وجه ربك) وقول النبي " حتى يضع الجبار فيها قدمه" وقوله: "إن أحدكم يأتي بصدقته فيضعها في كف الرحمن" وقوله:"يضع السماوات على أصبع، والأرضين، على أصبع" وأمثال هذه الأحاديث، فإذا تدبره متدبر، ولم يتعصب بأن له صحة ذلك وأن الإيمان واجب، وأن البحث عن كيفية ذلك باطل. وهذا لأن اليد في كلام العرب تأتي بمعنى القوة يقال لفلان يد في هذا الأمر أي: قوة وهذا المعنى لا يجوز في قوله: (لما خلقت بيدي) وقوله (بل يداه مبسوطتان) لأنه لا يقال: لله قوتان. .. إلى أن قال ..... فإذا لم تحتمل الأوجه التي ذكرنا لم يبق إلا اليد المعلوم كونها، والمجهولة كيفيتها، ونحن نعلم يد المخلوق وكيفيتها لأنا نشاهدها ونعاينها فنعرفها، ونعلم أحوالها، ولا نعلم كيفية يد الله تعالى، لأنها لا تشبه يد المخلوق، وعلم كيفيتها علم الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله تعالى، بل نعلم كونها معلومة لقوله تعالى، وذكره لها فقط، ولا نعلم كيفية ذلك وتأويلها، وهكذا قوله: (ويبقى وجه ربك) للوجه في كلام العرب معان منها الجاه والقدر. يقال: لفلان عند الناس وجه حسن، أي: جاه وقدر. وهذا المعنى لا يجوز في هذا الموضع لأنه لا يجوز أن يقال: لله تعالى جاه وقدر عند غيره، فلا يقال: ويبقى جاه ربك، وقدر ربك .. إلى أن قال .. فإذا لم يجز حمل الوجه على الأوجه التي ذكرناها بقي أن يقال: هو الوجه الذي تعرفه العرب، وكونه معلوماً بقوله تعالى، وكيفيته مجهولة. وكذلك قوله: "حتى يضع الجبار فيها قدمه"، وقوله: "حتى يضعه في كف الرحمن" وللقدم معان، وللكف معان، وليس يحتمل الحديث شيئاً من ذلك إلا ما هو المعروف في كلام العرب فهو معلوم بالحديث مجهول الكيفية، وكذلك القول في الأصبع، والأصبع في كلام العرب تقع على النعمة والأثر الحسن. . . وهذا المعنى لا يجوز في هذا الحديث فكون الأصبع معلوماً بقوله صلى الله عليه وسلم، وكيفيته مجهوله، وكذلك القول في جميع الصفات يجب الإيمان به، ويترك الخوض في تأويله، وإدراك كيفيته.)) وقد ذكر كلام مالك في موضع سابق ومنه اقتبس بعض ألفاظه. وأيضاً قد احتج الإمام البغوي في "شرح السنة" بكلام مالك مع غيره من الآثار في إثبات صفات الله عز وجل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/364)
هذا بعض كلام من استحسن كلام مالك أو جعله قاعدة لغيرها من الصفات أما من احتج به على إثبات العلو فكثير كالسجزي والعمراني والداني وابن عبد البر وعبد الغني المقدسي والموفق وغيرهم من أئمة السنة وكذا من أورده وحرفه من أهل الكلام كالغزالي والشهرستاني والأيجي وغيرهم ولا نطيل بنقل كلامهم، وكل هؤلاء قبلوه على اختلاف مشاربهم وأقاويلهم، قال البرزلي في فتاواه 6/ 202 وهو في الفتاوى الحديثية لابن حجر المكي أيضاً ص54: ((واختلف في تأويل قول مالك المذكور فصرفه ابن عبد البرّ إلى مذهبه، وظاهر حكاية غيره أنه وقف عن الكلام فيها كمذهب الواقفية، ومنهم من نحا به مذهب المتكلمين)) إلخ وابن عبد البر لم يصرفه لمذهبه بل هو نفسه مذهب مالك وأهل السنة وظاهر الأثر وأيضاً قوله " الله في السماء وعلمه في كل مكان" يدل على ذلك.
والحاصل أن قول مالك لم ينكره منكر -فيما أعلم- من المنتسبين للسنة على إختلاف مشاربهم بل كلهم قبلوه.
ويضاف لهذا ما نذكره في:
الوجه الخامس أن يقال:
لو كان منهج الإمام التأويل بقسميه لذمه أئمة أهل الحديث ولأخرجوه من جملتهم فـ"الإمام مالك كبير القدر جدا عند أهل الحديث (شيوخه وأصحابه وتلاميذه وتلاميذهم)،ولم يذكروه إلا بكل جميل ولم يحفظ عنهم كلمة واحدة في أنه خالف منهجهم مع شدة كلامهم وتنفيرهم من أهل البدع وعدم محابتهم لأحد، النتيجة القطعية: أنه على مذهبهم ومشربه" من كلام الشيخ عبد الرحمن السديس في ملتقى أهل الحديث.
وقد يقال في المقابل أن جل المعتزلة يدخل عامة الأئمة مثل مالك وأصحابه وغيرهم من الأئمة في قسم المشبهة والمجسمة كما ذكر ذلك أبو حاتم صاحب كتاب الزينة وغيره ولو كان الإمام جهمي له كلام في التحريف لعدوه من أئمتهم أو على الأقل لحاجوا به أهل السنة في المغرب وغيره حين كانت الصراعات العنيفة تدور بين المعتزلة والسنة آنذاك.
الوجه السادس وفيه يبدأ الكلام على بطلان تفسيرهم للأثر فيقال:
الناس في هذا النص على قولين: قول من يرى أن هذا الأثر لا يدل على أن منهجه التأويل وسيأتي تفسيرهم للأثر.
والقول الآخر وهو قول بعض الكلابية ومن تأثر بهم أو من غلط من غيرهم: وهو أن هذا الأثر يدل على أن الإمام لا يرى بقاء نصوص الصفات الخبرية على ظاهرها، فهو من المأولة! وقد مضى الرد على هذا القول من وجوه كصنيعه في الموطأ و ما روي عنه في الإثبات ومن نقل الأئمة عنه إلخ ما ذكرنا وفي هذا الوجه نزيدها بطلاناً من خلال نفس هذا الأثر فنقول:
قد جاء إثبات الصفات الخبرية من تلميذ الإمام مالك في نفس سياق هذا الأثر فكيف يكون يدل على أنه من المتأولة؟؟؟ هذا والله عجيب!؟
والنص كاملاً هو كما في النوادر والزيادات14/ 553 لابن أبي زيد - ونحوه في البيان والتحصيل16/ 400 ونحوه أيضاً عند ابن أبي زمنين المالكي في أصول السنة ص75 – ما نصه:
"لا ينبغي لأحد أن يصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه، ولا يشبه كذلك بشيء، وليقل: له يدان كما وصف نفسه، وله وجه كما وصف نفسه، تقف عند ما في الكتاب، لأن الله سبحانه لا مثل له ولا شبيه ولا نظير له، ولا يروي أحد مثل هذه الأحاديث مثل "إن الله خلق آدم على صورته" ونحو ذلك من الأحاديث وأعظم مالك أن يتحدث أحد بمثل هذه الأحاديث)).
فهذا تلميذه يبين لنا أن كلام مالك هذا لا يعني عدم إثبات ما صح من الصفات كالوجه واليدين بالطريقة التي يعرفها أهل السنة قاطبة-رد الكثيري على السقاف ص105 - ، فكيف يزعم زاعم أن هذا النص يدل على تأويل الصفات؟؟
لا شك أن هذا لا جواب لهم عليه إلا بتكلف فاضح!
الوجه السابع:
ومما يشكل على استدلالهم هذا أيضاً ما جاء في العتبية-كما في البيان والتحصيل18/ 504وجامع ابن أبي زيد ص157 - قال: ((سألت مالكا عن الحديث الذي جاء في جنازة سعد بن معاذ في العرش فقال لا تتحدثن به وما يدعو الإنسان إلى أن يحدث به وهو يرى ما فيه من التغرير))
فهذا مالك أيضاً ينكر التحديث بحديث اهتزاز العرش لسعد بن معاذ، فهل يقولون فيه ما قالوه بحديث الصورة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/365)
فإن التزموا بأنه فعل ذلك لـ"أن ظاهره باطل"!! وهو يعتقد التأويل -بأحد قسميه- ويلتزم صرف ظاهر النص عند العوام أو غيرهم لئلا يفتنوا!! لكان هذا قول ظاهر البطلان، فلو كان الأمر حقاً على ما يقولون لكان النهي عن التحديث بحديث الضحك وحديث النزول وحديث الجارية ومسح اليمين إلخ أولى وأحرى بمراحل من النهي عن التحديث بحديث اهتزاز العرش لمعاذ رضي الله عنه!!!
بل يلزم نهي الناس عن قراءة القرآن لما فيه من آيات الصفات التي هي أقرب لما ينكرونه من حديث معاذ!!
وقد وصل الحال بابن الحاج في المدخل في فهمه للأثر -المشار إليه في أصل الموضوع- حتى أنه قال: ((فكيف يقرأ ذلك على رءوس العوام والنساء حضور يسمعن فالغالب والحالة هذه أنهم يدخلون وهم مؤمنون فيخرجون وهم مفتتنون!! ... [و] إن كان ولا بد من ذكر الأحاديث التي توقع في القلب معنى من التشبيه!!! فلا بد من شيخ عارف عالم بالسنة ومعاني ما احتوى عليه كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكون مع ذلك جهير الصوت يسمعه القريب والبعيد فيحل مشكلها ويبين معناها))!!!
فأين يا ترى كلام مالك رحمه الله في تأويل الأحاديث التي موطأه التي كان يقرأها كل عمره!!؟؟؟ ولم لم ينهى عن روايتها إلا مقرونة بنفي ظواهرها!؟
يقول ابن حجر في الفتح-عن الشاملة- رداً على ابن رشد الجد: ((والذي يظهر أن مالكا ما نهى عنه لهذا إذ لو خشي من هذا لما اسند في الموطأ حديث "ينزل الله إلى سماء الدنيا"!! لأنه "أصرح" في الحركة من اهتزاز العرش ...
ويحتمل الفرق بأن حديث سعد ما ثبت عنده فأمر بالكف عن التحدث به بخلاف حديث النزول فإنه ثابت فرواه ووكل أمره إلى فهم أولي العلم الذين يسمعون في القران استوى على العرش ونحو ذلك)) تأمل إحالته لما ورد في القرآن في لفتة مهمة لما أشرنا له سابقاً.
والحاصل أن توهم التشبيه-كما زعموا- متحقق في الأحاديث التي رواها مالك بل هو أصرح فيها من هذا الحديث، ومع هذا رواها مالك ولم يتكلم بإبطال ظاهرها المزعوم هذا بشيء!! بل تكلم بتأكيد ظاهرها الباطل عندهم فقال: ((الله في السماء وعلمه في كل مكان)) وغير ذلك، فظهر لكل منصف أن سبب الإنكار ليس هو مجرد توهم التشبيه ولكن سبب إنكاره هو ما نبينه في الوجه الأخير من هذا الرد وهو:
الوجه الثامن:
وهو أن مالكاً رحمه الله إنما نهى عن التحديث بها لأنها لم تثبت عنده-رد الكثيري ص104 - وهو قول:
1 - ابن القاسم تلميذه حيث قال: ((وكان مالك يعظم أن يحدث أحد بهذه الأحاديث التي فيها "أن الله خلق آدم على صورته" وضعفها)) أصول السنة ص75 والبيان والتحصيل16/ 400
2 - أبو بكر الأبهري المالكي في شرح جامع ابن عبد الحكم ص162 حيث قال: ((إنما كره أن نتحدث بهذه الأشياء من قبيل أنها ليست صحيحة الإسناد عنده، ولا يجوز أن تضاف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتحدث عنه ما ليس بصحيح الرواية عنه)) وذكر وجهاَ آخر باطل.
3 - الذهبي في السير حيث قال ما نصه: ((أنكر الإمام ذلك، لأنه لم يثبت عنده، ولا اتصل به، فهو معذور، كما أن صاحبي " الصحيحين " معذوران في إخراج ذلك))
4 - الحافظ ابن حجر قال فيما ذكرناه آنفا في حديث اهتزاز العرش: ((حديث سعد ما ثبت عنده فأمر بالكف عن التحدث به))
ولنهيه عن التحديث تفسير آخر: وهو أنه إنما نهى أن يتحدث بهذه النصوص لمن يفتنه ذلك ولا يحتمله عقله فهو:
# ليس نهياً عاماً عن التحديث بها.
# ولا فعل ذلك لأنه يرى ظاهرها باطلاً ينبغي تأويله.
بل نهى عن التحديث بها لمن يفتنه الحديث فيكذب بحق أو يصدق بباطل، فيعتقد اعتقاداً فاسداً أو يرد اعتقاداً صحيحاً وهو قول:
1 - شيخ الإسلام ابن تيميه حيث قال في جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية ص158 ما نصه:
((كان في السلف من يترك روايته-يعني حديث الصورة- فإن مالكاً روي عنه أنه لما بلغه أن محمد بن عجلان حدث به كره ذلك، وقال: إنما هو صاحب أمراء .. [و] إنما كره مالك ذلك لأن العلم الذي قد يكون فتنة للمستمع لا ينبغي للعالم أن يحدثه به لأنه مضرة بل فتنة وأن يكون بلغه لمن لا يفتتن به، لوجوب تبليغ العلم ولئلا يكتم ما أنزل الله من البينات والهدى ... [وذكر آثاراً في هذا منها] ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/366)
قال ابن مسعود ما من رجل يحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم .. ولذلك كان الإمام أحمد وغيره من الأئمة إذا خشية فتنة بعض المستمعين بسماع الحديث لم يحدثوه، وهذا الأدب مما لا يتنازع فيه العلماء ...
وقد سأل رجل ابن عباس عن تفسير قوله تعالى: ((الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن)) فلم يجبه وقال: "ما يمنعك أني لو أخبرتك بتفسيرها لكفرت؟ وكفرك بها تكذيبك بها" ...
وسأل بعضهم زر بن حبيش عن حديث عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل وله ستمائة جناح فلم يحدثه ....
وقول مالك في ابن عجلان هو صاحب أمراء كأنه –والله أعلم- يريد بذلك أن جلساء الملوك لا يضعون العلم مواضعه وإنما يقولون ما عنده [م] مطلقاً لطلب التقرب إلى الملوك أو لغير ذلك، من غير تمييز بين ما ينتفع به الملوك وما لا ينتفعون به)) انتهى المراد والذي وجدته لمالك أنه قال في أبي الزناد أنه "لم يزل عاملا لهؤلاء حتي مات وكان صاحب عمال يتبعهم" والله أعلم.
وقال ابن تيميه في التسعينية3/ 935 - 936: ((بل يكره-يعني مالك- أن يتحدث بذلك لمن يفتنه ذلك ولا يحمله عقله كما قال ابن مسعود ما من رجل يحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم .. كره التحدث بذلك حديثاَ يفتن المستمع الذي لا يحمل عقله ذلك ... أما أن يقال إن الأئمة أعرضوا عن هذه الأحاديث مطلقا فهذا بهتان عظيم))
2 - قال ابن عبد البر في التمهيد 7/ 150: ((وإنما كره ذلك مالك خشية الخوض في التشبيه بكيف "هاهنا")) وقوله هاهنا فيه دلالة خصوص قوله ذاك بدليل أن ابن عبد البر قال في جامع بيان العلم وفضله 2/ 195 ما نصه: ((وقد روينا عن مالك بن أنس، والأوزاعي، وسفيان بن سعيد، وسفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد، في الأحاديث في الصفات أنهم كلهم قالوا: أمّروها كما جاءت، نحو حديث التنزل وحديث: "إن الله خلق آدم على صورته"، وأنه يدخل قدمه في جهنم، وما كان مثل هذه الأحاديث)) تأمل نقله عن إمامه-ومعه كبار أئمة المثبتة- في حديث الصورة الإمرار كما جاء، كما في حديث الرؤية والنزول ونحوه.
3 - وفي كلام القاضي عياض-وفيه تأثر بالكلابية- كلام لعله يقرب من هذا القول حيث قال: وكره مالك أن يحدث بها عوام الناس الذين لا يعرفون وجهه ولا تبلغه عقولهم فينكروه أو يضعوه في غير موضعه.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 09 - 09, 03:13 ص]ـ
شكر الله لكم وبارك فيكم
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 07:23 م]ـ
ترى ما حقيقة الفرق بين التفويض والتسليم، أم أنهما شيء واحد؟
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 09 - 09, 07:28 م]ـ
مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي عبد الله الأغر جميعا عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له ?
قال بن عبد البر في كتابه التمهيد:
هذا حديث ثابت من جهة النقل صحيح الإسناد لا يختلف أهل الحديث في صحته، رواه أكثر الرواة عن مالك هكذا، كما رواه يحيى، ومن رواة الموطأ من يرويه عن مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر لا يذكر أبا سلمة وهو حديث منقول من طرق متواترة ووجوه كثيرة من أخبار العدول عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد روي عن الحنيني، عن مالك، عن الزهري، عن أبي عبيد مولى ابن عوف، عن أبي هريرة، ولا يصح هذا الإسناد عن مالك وهو عندي وهم وإنما هو عن الأعرج عن أبي هريرة، وكذلك لا يصح فيه رواية عبد الله بن صالح عن مالك [ص: 129] عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة وصوابه عن الزهري عن الأعرج وأبي سلمة جميعا، عن أبي هريرة ورواه زيد بن يحيى بن عبيد الله الدمشقي، وروح بن عبادة، وإسحاق بن عيسى الطباع عن مالك عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/367)
وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم إن الله عز وجل في كل مكان وليس على العرش، والدليل على صحة ما قالوه أهل الحق في ذلك قول الله عز وجل الرحمن على العرش استوى وقوله عز وجل ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع وقوله ثم استوى إلى السماء وهي دخان وقوله إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا وقوله تبارك اسمه إليه يصعد الكلم الطيب وقوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل وقال أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض وقال جل ذكره سبح اسم ربك الأعلى وهذا من العلو [ص: 130] وكذلك قوله العلي العظيم و الكبير المتعال و رفيع الدرجات ذو العرش و يخافون ربهم من فوقهم والجهمي يزعم أنه أسفل، وقال جل ذكره يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه وقوله تعرج الملائكة والروح إليه وقال لعيسى إني متوفيك ورافعك إلي وقال بل رفعه الله إليه وقال فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وقال ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون وقال ليس له دافع من الله ذي المعارج والعروج: هو الصعود. وأما قوله تعالى أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم فمعناه من على السماء، يعني: على العرش وقد يكون " في " بمعنى " على "، ألا ترى إلى قوله تعالى فسيحوا في الأرض أربعة أشهر أي على الأرض، وكذلك قوله: ولأصلبنكم في جذوع النخل وهذا كله يعضده قوله تعالى: تعرج الملائكة والروح إليه وما كان مثله مما تلونا من الآيات في هذا الباب [ص: 131] وهذه الآيات كلها واضحات في إبطال قول المعتزلة،
وأما ادعاؤهم المجاز في الاستواء، وقولهم في تأويل استوى: استولى فلا معنى له ظاهر في اللغة، ومعنى الاستيلاء في اللغة المغالبة، والله لا يغالبه ولا يعلوه أحد، وهو الواحد الصمد، ومن حق الكلام أن يحمل على حقيقته حتى تتفق الأمة أنه أريد به المجاز ; إذ لا سبيل إلى اتباع ما أنزل إلينا من ربنا إلا على ذلك، وإنما يوجه كلام الله عز وجل إلى الأشهر والأظهر من وجوهه ما لم يمنع من ذلك ما يجب له التسليم، ولو ساغ ادعاء المجاز لكل مدع ما ثبت شيء من العبارات، وجل الله عز وجل عن أن يخاطب إلا بما تفهمه العرب في معهود مخاطباتها مما يصح معناه عند السامعين، والاستواء معلوم في اللغة ومفهوم، وهو العلو والارتفاع على الشيء، والاستقرار والتمكن فيه، قالأبو عبيدة في قوله تعالى: استوى قال: علا قال: وتقول العرب: استويت فوق الدابة، واستويت فوق البيت، وقال غيره: استوى أي انتهى شبابه واستقر فلم يكن في شبابه مزيد قال أبو عمر: الاستواء الاستقرار في العلو، وبهذا خاطبنا الله عز وجل وقال لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وقال واستوت على الجودي وقال فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك وقال الشاعر:
فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة وقد حلق النجم اليماني فاستوى
[ص: 132] وهذا لا يجوز أن يتأول فيه أحد استولى ; لأن النجم لا يستولي، وقد ذكر النضر بن شميل وكان ثقة مأمونا جليلا في علم الديانة واللغة ; قال: حدثني الخليل وحسبك بالخليل قال: أتيت أبا ربيعة الأعرابي، وكان من أعلم من رأيت فإذا هو على سطح فسلمنا فرد علينا السلام وقال: لنا استووا فبقينا متحيرين، ولم ندر ما قال؟ قال: فقال لنا أعرابي إلى جنبه: إنه أمركم أن ترتفعوا قال الخليل: هو من قول الله عز وجل ثم استوى إلى السماء وهي دخان فصعدنا إليه فقال هل لكم في خبز فطير، ولبن هجير، وماء نمير، فقلنا: الساعة فارقناه فقال: سلاما، فلم ندر ما قال فقال الأعرابي: إنه سالمكم متاركة لا خير فيها ولا شر. قال الخليل: هو من قول الله عز وجل وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/368)
وأما نزع من نزع منهم بحديث يرويه عبد الله بن واقد الواسطي عن ابراهيم بن عبد الصمد عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى على جميع بريته ; فلا يخلو منه مكان ; فالجواب عن هذا أن هذا حديث منكر عن ابن عباس، ونقلته مجهولون ضعفاء، فأما عبد الله بن داود الواسطي وعبد الوهاب بن مجاهد فضعيفان، وإبراهيم بن عبد الصمد مجهول لا يعرف، وهم لا يقبلون أخبار الآحاد العدول فكيف يسوغ لهم الاحتجاج بمثل هذا من [ص: 133] الحديث لو عقلوا أو أنصفوا؟ أما سمعوا الله عز وجل حيث يقول وقال فرعون ياهامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا فدل على أن موسى عليه السلام كان يقول: إلهي في السماء، وفرعون يظنه كاذبا.
فسبحان من لا يقدر الخلق قدره، ومن هو فوق العرش فرد موحد
مليك على عرش السماء مهيمن لعزته تعنو الوجوه وتسجد
وهذا الشعر لأمية بن أبي الصلت، وفيه يقول في وصف الملائكة
فمن إحدى قوائم عرشه ولولا إله الخلق كلوا وأبلدوا
قيام على الأقدام عانون تحته فرائصهم من شدة الخوف ترعد
قال أبو عمر: فإن احتجوا بقول الله عز وجل: وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وبقوله: وهو الله في السماوات وفي الأرض وبقوله ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم [ص: 134] الآية وزعموا أن الله تبارك وتعالى في كل مكان بنفسه وذاته، تبارك وتعالى قيل لهم: لا خلاف بيننا وبينكم وبين سائر الأمة أنه ليس في الأرض دون السماء بذاته، فوجب حمل هذه الآيات على المعنى الصحيح المجتمع عليه، وذلك أنه في السماء إله معبود من أهل السماء، وفي الأرض إله معبود من أهل الأرض، وكذلك قال أهل العلم بالتفسير ; فظاهر التنزيل يشهد أنه على العرش والاختلاف في ذلك بيننا فقط، وأسعد الناس به من ساعده الظاهر، وأما قوله في الآية الأخرى: وفي الأرض إله فالإجماع والاتفاق قد بين المراد بأنه معبود من أهل الأرض فتدبر هذا ; فإنه قاطع إن شاء الله،
ومن الحجة أيضا في أنه عز وجل على العرش فوق السماوات السبع أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى، وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى أكثر من حكايته ; لأنه اضطرار لم يؤنبهم عليه أحد ولا أنكره عليهم مسلم،
وقد قال - صلى الله عليه وسلم - للأمة التي أراد مولاها عتقها: إن كانت مؤمنة فاختبرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن قال لها: أين الله؟ فأشارت إلى السماء، ثم قال لها: من أنا؟ قالت: رسول الله قال: أعتقها فإنها مؤمنة فاكتفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها برفعها رأسها إلى السماء، واستغنى بذلك عما سواه أخبرنا عبيد بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن مسرور قال: حدثنا عيسى بن مسكين قال: حدثنا محمد بن سنجر قال: حدثنا أبو المغيرة قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم قال: [ص: 135] أطلقت غنيمة لي ترعاها جارية لي في ناحية أحد ; فوجدت الذئب قد أصاب شاة منها، وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون فصككتها صكة، ثم انصرفت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فعظم علي قال: فقلت يا رسول الله فهلا أعتقها؟ قال: فأتني بها قال: فجئت بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لها: أين الله؟ فقالت: في السماء، فقال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: إنها مؤمنة فأعتقها مختصر أنا اختصرته من حديثه الطويل من رواية الأوزاعي، وهو من حديث مالك أيضا، وسيأتي في موضعه من كتابنا إن شاء الله،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/369)
وأما احتجاجهم لو كان في مكان لأشبه المخلوقات ; لأن ما أحاطت به الأمكنة واحتوته مخلوق فشيء لا يلزم، ولا معنى له لأنه عز وجل ليس كمثله شيء من خلقه، ولا يقاس بشيء من بريته لا يدرك بقياس، ولا يقاس بالناس لا إله إلا هو كان قبل كل شيء ;، ثم خلق الأمكنة والسماوات والأرض وما بينهما وهو الباقي بعد كل شيء، وخالق كل شيء لا شريك له، وقد قال المسلمون وكل ذي عقل أنه لا يعقل كائن لا في مكان منا، وما ليس في مكان فهو عدم، وقد صح في [ص: 136] المعقول، وثبت بالواضح من الدليل أنه كان في الأزل لا في مكان، وليس بمعدوم فكيف يقاس على شيء من خلقه؟ أو يجري بينه وبينهم تمثيل أو تشبيه؟ تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا الذي لا يبلغ من وصفه إلا إلى ما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه ورسوله أو اجتمعت عليه الأمة الحنيفية عنه فإن قال قائل منهم: إنا وصفنا ربنا أنه كان لا في مكان، ثم خلق الأماكن فصار في مكان، وفي ذلك إقرار منا بالتغيير والانتقال ; إذ زال عن صفته في الأزل، وصار في مكان دون مكان قيل له: وكذلك زعمت أنت أنه كان لا في مكان، وانتقل إلى صفة هي الكون في كل مكان فقد تغير عندك معبودك، وانتقل من لا مكان إلى كل مكان، وهذا لا ينفك منه ; لأنه إن زعم أنه في الأزل في كل مكان كما هو الآن ; فقد أوجب الأماكن والأشياء موجودة معه في أزله، وهذا فاسد ;
فإن قيل فهل يجوز عندك أن ينتقل من لا مكان في الأزل إلى مكان قيل له: أما الانتقال وتغير الحال فلا سبيل إلى إطلاق ذلك عليه ; لأن كونه في الأزل لا يوجب مكانا وكذلك نقله لا يوجب مكانا، وليس في ذلك كالخلق ; لأن كون ما كونه يوجب مكانا من الخلق، ونقلته توجب مكانا، ويصير منتقلا من مكان إلى مكان، والله عز وجل ليس كذلك لأنه في كائن في مكان، وكذلك نقلته لا توجب مكانا، وهذا ما لا تقدر العقول على دفعه، ولكنا نقول: استوى من لا مكان إلى مكان ولا نقول: انتقل وإن كان المعنى في ذلك واحدا ألا ترى أنا نقول له عرش، ولا نقول له سرير ومعناهما واحد، ونقول هو الحكيم ولا نقول هو العاقل، ونقول خليل إبراهيم ولا [ص: 137] نقول صديق إبراهيم، وإن كان المعنى في ذلك كله واحدا لا نسميه ولا نصفه، ولا نطلق عليه إلا ما سمى به نفسه على ما تقدم ذكرنا له من وصفه لنفسه لا شريك له، ولا ندفع ما وصف به نفسه ; لأنه دفع للقرآن، وقد قال الله عز وجل وجاء ربك والملك صفا صفا وليس مجيئه حركة ولا زوالا ولا انتقالا ; لأن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي جسما أو جوهرا، فلما ثبت أنه ليس بجسم ولا جوهر ; لم يجب أن يكون مجيئه حركة ولا نقلة، ولو اعتبرت ذلك بقولهم: جاءت فلانا قيامته وجاءه الموت، وجاءه المرض وشبه ذلك مما هو موجود نازل به ولا مجيء لبان لك وبالله العصمة والتوفيق، فإن قال: إنه لا يكون مستويا على مكان إلا مقرونا بالتكييف قيل: قد يكون الاستواء واجبا، والتكييف مرتفع، وليس رفع التكييف يوجب رفع الاستواء، ولو لزم هذا لزم التكييف في الأزل ; لأنه لا يكون كائن في لا مكان إلا مقرونا بالتكييف، وقد عقلنا وأدركنا بحواسنا أن لنا أرواحا في أبداننا، ولا نعلم كيفية ذلك وليس جهلنا بكيفية الأرواح يوجب أن ليس لنا أرواح، وكذلك ليس جهلنا بكيفية على عرشه يوجب أنه ليس على عرشه.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخزاعي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حرس عن عمه أبي رزين العقيلي قال: قلت يا رسول الله: أين كان ربنا تبارك وتعالى قبل أن يخلق السماء والأرض؟ قال: كان ما فوقه هواء، وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء [ص: 138] قال أبو عمر: قال غيره في هذا الحديث: كان في عماء فوقه هواء، وتحته هواء، والهاء في قوله فوقه وتحته راجعة إلى العماء، وقال أبو عبيد: العماء هو الغمام، وهو ممدود، وقال ثعلب: هو عما مقصور أي في عما عن خلقه، والمقصود الظلم، ومن عمي عن شيء فقد أظلم عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/370)
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا سريج بن النعمان قال: حدثنا عبد الله بن نافع قال: قال مالك بن أنس: الله عز وجل في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان
قال: وقيل لمالك الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فقال مالك رحمه الله: استواؤه معقول وكيفيته مجهولة، وسؤالك عن هذا بدعة، وأراك رجل سوء. وقد روينا عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه قال في قول الله عز وجل الرحمن على العرش استوى مثل قول مالك هذا سواء، وأما احتجاجهم بقوله عز وجل ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا فلا حجة لهم في ظاهر هذه الآية لأن علماء [ص: 139] الصحابة والتابعين الذين حملت عنهم التأويل في القرآن قالوا في تأويل هذه الآية: هو على العرش وعلمه في كل مكان، وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله: ذكر سنيد عن مقاتل بن حيان عن الضحاك بن مزاحم في قوله ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم الآية قال: هو على عرشه وعلمه معهم أين ما كانوا قال: وبلغني عن سفيان الثوري مثله. قال سنيد: وحدثنا حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال: الله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم قال سنيد: وحدثنا هشيم عن أبي بشر عن مجاهد قال: إن بين العرش وبين الملائكة سبعين حجابا: حجاب من نور، وحجاب من ظلمة وأخبرنا إبراهيم بن شاكر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان قال: حدثنا سعيد بن جبير، وسعيد بن عثمان قالا: حدثنا أحمد بن عبد الله بن صالح قال: حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد الله بن مسعود قال: ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين كل سماء إلى الأخرى مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة إلى الكرسي مسيرة خمسمائة، والعرش على الماء، والله تبارك وتعالى على العرش يعلم أعمالكم.
قال أبو عمر: لا أعلم في هذا الباب حديثا مرفوعا إلا حديث عبد الله بن عميرة، وهو حديث مشهور بهذا الإسناد ; رواه عن سماك جماعة منهم أبو خالد الدالاني، وعمر، وابن أبي عمرو بن أبي قيس، وشعيب بن أبي خالد، وابن أبي المقدام، وإبراهيم بن طهمان، والوليد بن أبي ثور وهو حديث [ص: 140] كوفي أخبرنا عبد الله بن محمد بن بكر قال: حدثنا أبو داود وأنبأنا عبد الوارث حدثنا قاسم: حدثنا محمد بن إسماعيل قالا: حدثنا محمد بن الصباح الدولابي البزار قال: حدثنا الوليد بن أبي ثور عن سماك، عن عبد الله بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى سحابة مرت فقال: ما تسمون هذه؟ قالوا: السحاب قال: والمزن؟ قالوا: والمزن قال: والعنان؟ قالوا: نعم قال: كم ترون بينكم وبين السماء؟ قالوا: لا ندري، قال: بينكم وبينها إما واحدا أو اثنين أو ثلاثا وسبعين سنة، والسماء فوقها كذلك بينهما مثل ذلك حتى عد سبع سماوات، ثم فوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم الله فوق ذلك، وفي رواية فروة بن أبي المغراء هذا الحديث عن الوليد بن أبي ثور قال في الأوعال: ما بين رءوسهم إلى أظلافهم مثل ذلك [ص: 141] يعني ما بين سماء إلى سماء، ثم فوقهم العرش ما بين أعلاه وأسفله مثل ذلك، ثم الله فوق ذلك.
وفيه حديث جبير بن مطعم مرفوعا أيضا، وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن يعقوب بن عتبة عن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أعرابي فقال يا رسول الله: جهدت الأنفس، وضاع العيال، ونهكت الأموال ; فاستسق الله لنا ; فإنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ويحك! أتدري ما تقول؟ وسبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: ويحك! إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك، ويحك وتدري ما الله؟ إن الله على عرشه على سماواته وأرضه لهكذا، وأشار بأصابعه الخمس مثل القبة، وأشار يحيى بن معين بأصابعه كهيئة القبة، وإنه ليئط أطيط الرحل [ص: 142] بالراكب أخبرني أبو القاسم خلف بن القاسم قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن واضح قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: حدثنا عبد الله بن موسى الضبي قال: سألت سفيان الثوري عن قوله تعالى وهو معكم أين ما كنتم قال: علمه قال علي بن الحسن: وسمعت ابن المبارك يقول: إن كان بخراسان أحد من الأبدال فهو معدان. قال أبو داود: وحدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حدثنا يحيى بن موسى، وعلي بن الحسن بن شقيق عن ابن المبارك قال: الرب تبارك وتعالى على السماء السابعة على العرش قيل له بحد ذلك؟ قال نعم: هو على العرش فوق سبع سماوات قال: وحدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حدثني محمد بن عمرو الكلابي قال: [ص: 143] سمعت وكيعا يقول: كفر بشر بن المريسي في صفته هذه قال: هو في كل شيء قيل له: وفي قلنسوتك هذه؟ قال: نعم قيل له: وفي جوف حمار؟ قال: نعم، وقال عبد الله بن المبارك: إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية.
التمهيد ج7 ص 128(51/371)
هل هناك حساب للأنبياء والرسل يوم القيامة؟
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[04 - 10 - 08, 11:47 م]ـ
حساب الأنبياء
السؤال:
هل هناك حساب للأنبياء والرسل يوم القيامة؟
الجواب:
ليكن معلوماً أن أحوال الآخرة من الغيب لا تعرف إلا بخبر صادق من القرآن والسنة، واعتقاد هذه الأحوال يكون عن نص قطعى الثبوت والدلالة وما وراء ذلك يدخل فى دائرة الاجتهاد الذى لا يلزم اعتقاد نتيجته، ولا يكفر من لا يصدقه.
وقد جاء فى القرآن الكريم قوله تعالى: {فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين} الأعراف: 6.
وهو سؤال عن التبليغ لا عن الأعمال التى يمارسها كل مؤمن ليجازى عليها، فذلك ما يطلق عليه اسم الحساب الذى يتصل به عرض الكتاب وقراءته {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين} الأنبياء: 47.
غير أن هناك استثناءات من الحساب جاء بعضها فى الحديث المتفق عليه أن سبعين ألفا من أمة النبى صلى الله عليه وسلم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، وعينهم بقوله "وهم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ".
ومن المعلوم أن الرسل قد عصمهم الله من الذنوب وغفر لهم ما عسى أن يكون قد صدر عنهم فى صورة ذنب وهو ليس بذنب، وما دام الله قد غفر لهم فعلى أى شيء يحاسبهم حساب مناقشة، وإذا كان المذكورون من السبعين ألفا لا يرقون إلى درجة الأنبياء والرسل قد أعفاهم الله من الحساب فهل يكون للأنبياء والرسل حساب؟ نعم سيسألون عن تبليغ الرسالة كشهادة على أممهم أما سؤال الحساب وما يترتب عليه من جزاء فلا.
وإذا كان الأنبياء لا يسألون فى القبر فكيف يحاسبون يوم القيامة؟
يقول الشيخ العدوى فى كتابه "مشارق الأنوار" ص 29:
اتفق جمهور أهل السنة على عدم سؤال شهيد الحرب، والسر فى ذلك كونهم أحياء فلذلك لا يُغسَّلون وكذلك الرسل والأنبياء لا يسألون أيضا على التحقيق.
المفتي
عطية صقر.
مايو 1997
المبادئ
القرآن والسنة
فتاوى الأزهر (3/ 309)
ـ[أبوحاتم النجدي]ــــــــ[05 - 10 - 08, 03:08 م]ـ
وقول الله عز وجل
((يوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)) المائدة- 109
على ماذا يفسر؟
أليس هذا من السؤال؟
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[05 - 10 - 08, 07:31 م]ـ
حياكم الله أخي أباحاتم النجدي وأهلا بكم ضيفا جديداً بالملتقى
أبوحاتم النجدي
وقول الله عز وجل
((يوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)) المائدة- 109
على ماذا يفسر؟
أليس هذا من السؤال؟
تأمل ما جاء بالفتوى ففيها الإجابة:
وقد جاء فى القرآن الكريم قوله تعالى: {فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين} الأعراف: 6.
وهو سؤال عن التبليغ لا عن الأعمال التى يمارسها كل مؤمن ليجازى عليها، فذلك ما يطلق عليه اسم الحساب الذى يتصل به عرض الكتاب وقراءته.
وكذلك:
والرسل قد أعفاهم الله من الحساب فهل يكون للأنبياء والرسل حساب؟ نعم سيسألون عن تبليغ الرسالة كشهادة على أممهم أما سؤال الحساب وما يترتب عليه من جزاء فلا
وفقكم الله.
ـ[أبوحاتم النجدي]ــــــــ[07 - 10 - 08, 01:03 ص]ـ
بارك الله فيك ..
سؤالي ليس شك، إنما تعقيب ..
أردت أن أقول بان آيه المائدة ينطبق عليها ما ذكرت
جزيت الجنة(51/372)
أين أجد أقوال الأشاعرة في خبر الآحاد (أرجوكم المساعدة) ....
ـ[ابودُجانه]ــــــــ[05 - 10 - 08, 05:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم .....
أرجو من الإخوة أن تعطوني أقوال الأشاعرة المتقدمين والمتأخرين في الخبر الواحد إنه يفيد
الظن .... لأن هناك من يقول أن الأشاعرة يقبلون الخبر الواحد ولا يردوه أبد ...
وأنا أعلم أن من عقيدة أهل السنة في الأشاعرة أنهم لا يقبلون الخبر الواحد
مع إسناد الأقوال إلى قائلها
والسلام
ـ[ابودُجانه]ــــــــ[05 - 10 - 08, 08:17 م]ـ
أين أهل العلم ....
أين أهل السنة والجماعة ....
أين أهل التوحيد ....
هل من مجيب!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 10 - 08, 10:16 م]ـ
جزاك الله خيرا
صرح متكلموهم – الرازي - أن نصوص الكتاب والسنة- ليس فقط الآحاد منها- ظنية الدلالة, ولا تفيد اليقين إلا إذا سلمت من عشر عوارض منها الإضمار والتخصيص والنقل والاشتراك والمجاز .. إلخ.
وسلمت بعد هذا من المعارض العقلي، بل قالوا: من احتمال المعارض العقلي. انظر رسالة في عقيدة الأشاعرة للشيخ سفر
بل أشهر مقولة في ذلك قول الرازي الذي رد على مقولته شيخ الإسلام في درء التعارض تقرر ذلك
وقال الغزالي في المستصفى وهو من أئمة الأشاعرة: وَإِذَا عَرَفْت هَذَا فَنَقُولُ: خَبَرُ الْوَاحِدِ لَا يُفِيدُ الْعِلْمَ، وَهُوَ مَعْلُومٌ بِالضَّرُورَةِ فَإِنَّا لَا نُصَدِّقُ بِكُلِّ مَا نَسْمَعُ، وَلَوْ صَدَّقْنَا وَقَدَّرْنَا تَعَارُضَ خَبَرَيْنِ فَكَيْفَ نُصَدِّقُ بِالضِّدَّيْنِ وَمَا حُكِيَ عَنْ الْمُحَدِّثِينَ مِنْ أَنَّ ذَلِكَ يُوجِبُ الْعِلْمَ فَلَعَلَّهُمْ أَرَادُوا أَنَّهُ يُفِيدُ الْعِلْمَ بِوُجُوبِ الْعَمَلِ؛ إذْ يُسَمَّى الظَّنُّ عِلْمًا، وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُهُمْ: يُورِثُ الْعِلْمَ الظَّاهِرَ وَالْعِلْمُ لَيْسَ لَهُ ظَاهِرٌ وَبَاطِنٌ وَإِنَّمَا هُوَ الظَّنُّ.
وأقوالهم في ذلك كثيرة جدا في كتب الأصول والعقائد ولكن هذا لا يمنع أن يوافق بعضهم في قبول خبر الآحاد.
والله أعلم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 10 - 08, 10:37 م]ـ
يقول إمام الحرمين: (يتعين على كل معتن بالدين واثق بعقله أن ينظر فيما تعلقت به الأدلة السمعية. فإن صادفه غير مستحيل في العقل، وكانت الأدلة السمعية قاطعة في طرقها، لا مجال للاحتمال في ثبوت أصولها ولا في تأويلها: فما هذا سبيله، فلا وجه له إلا القطع به. وإن لم تثبت الأدلة السمعية بطرق قاطعة، ولم يكن مضمونها مستحيلاً في العقل ... فلا سبيل إلى القطع، لكن المتدين يغلب على ظنه ثبوت ما دل الدليل السمعي على ثبوته، وإن لم يكن قاطعاً. وإن كان مضمون الشرع المتصل بنا مخالفاً لقضية العقل فهو مردود قطعاً بأن الشرع لا يخالف العقل، ولا يتصور في هذا القسم ثبوت سمع قاطع به، ولا خفاء به. فهذه مقدمة السمعيات لابد من الإحاطة بها ... ). ([570])
ويقول ابن فورك: (فإن قيل: فإذا لم يكن خبر الواحد موجباً للاعتقاد والقطع ... فعلى ماذا تحملونه؟، قيل: إنها وإن لم تكن موجبة للقطع بها فإنها مجوَّزة مغلبة ... فيكون الحكم بها على الظاهر واجباً من طريق التجويز ورفع الإحالة، وإن لم يكن فيها القطع والاعتقاد). ([571])
ويقول الغزالي: (كلما ورد به السمع يُنظِر:
فإن كان العقل مجوزاً له وجب التصديق به قطعاً إن كانت الأدلة السمعية قاطعة في متنها ومستندها، ووجب التصديق بها ظناً إن كانت ظنية، فإن وجوب التصديق عمل يبنى على الأدلة الظنية كسائر الأعمال ... ). ([572])
([570]) الإرشاد 360، وانظر: نحوه في لمع الاعتقاد 112 المسمى لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة، تحقيق د- فوقية حسين، طبعة المؤسسة المصرية (1965 م)، ونحوه أيضاً في أصول الدين البغدادي 22 - 23،وشرح المقاصد مسعود بن عمر سعد الدين التفتازاني (793هـ) تحقيق عبد الرحمن عميرة 5/ 117 - 121، طبعة عالم الكتب- بيروت1989م.
([571]) مشكل الحديث 270.
([572]) الاقتصاد في الاعتقاد، الغزالي 6320، مطبعة منير - بغداد - لم يذكر سنة الطبع.
عن كتاب الاحتجاج بخبر الآحاد في مسائل الاعتقاد للسقار(51/373)
الرد على الرافضي سعيد الشهابي
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[05 - 10 - 08, 07:00 م]ـ
يضخمون الباطل بتنكرنا للحق
(الرد على الرافضي سعيد الشهابي)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحابته الغر المحجلين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وبعد فقد اطلعت مقال الرافضي البحريني "سعيد الشهابي" المعنون بـ "السنة والشيعة جناحا الأمة لن تحلق الا بهما" المنشور في صحيفة القدس العربي يوم 24 - 9 - 2008 فوجودت فيه مجازفات كثيرة واعتداءات واضحة على ثوابت ومبادئ الدين الحنيف،ولم هذا الافاك باختلاق جديد، إنما رأى من أهل السنة سكوتا فمضى في بدعته وكذبه وإفكه
وان هذا المقال من هذا البحريني جاء كردة فعل على صفعة القرضاوي لمن كان يجالسهم بالأمس فلما تبين له الحق ووآب الى الصواب بفضل الله تعالى انقلبوا عليه ونكسوا على رؤوسهم وفضحوا على رؤوس الأشهاد بدعاويهم المزعومة
وسأقف عند مقتطفات من مقاله وأسأل الله السداد في القول والعمل
يقول الرافضي (وهنا يجدر التأكيد على ان منطق العقل والحكمة يقتضي عدم المشاركة الفاعلة في السجالات لان المشاركة تصبح بمثابة الزيت الذي يزيد المشكلة اتقادا بدلا من احتوائها)
إن العقل لا بد معه من حزم وشدة، وإلا فإن العقل يشتط بأقوام ليردي بهم في مهاوي الجهالات والضلالات الدينية والدنيوية وحينها لا ينفع عاقل عقله ولا حكيم حكمته ويتبين انه ما كان إلا في غرور
اما المشاركة التي اشار اليها "الشهابي" وحذر منها فإنه لم يتطرق الى الجانب المقابل اي لو لم يشارك العالم الفلاني في السجال حول السنة والشيعة والتزم الصمت لماذا لا يفترض وقوع الأسوأ وانتشارالتشيع والفتنة بين الناس
قال تعالى [وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه اتقتلون رجلا ان يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم فإن يك كاذبا فعليه كذبه وان يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ان الله لا يهدي من هو مسرف مرتاب]
فمؤمن آل فرعون عرض الايمان بالله وتصديق رسوله على قومه من وجهتين
ولم يرغبهم بالتوحيد فحسب وهذا الامر شائع فيمن يحذر من وقوع الفتنة لو انجر الناس الى الردود والمسجلات فوجب التنبيه لذلك
ويقول تعالى {قل ارايتم ان كان من عند الله ثم كفرتم به من اضل ممن هو في شقاق بعيد}،فعرض عليهم الاحتمال الآخر وهو الذي لا تطرب الاذن لسماعه بل تصعق لوقوعه
وقول نوح وصالح عليهما الصلاة والسلام لقومهما في هذا الصدد مسطور في سور هود
فلا ينبغي لمن يحذر من انتشار الفتنة بين العوام واجتياحها قلوبهم (دون عقولهم) ان لا يلتفت الى الجانب الثاني وهو اذا سكت علماء السنة على توسعات الشيعة أو انتقادات المتطرفين منهم فما هي النتيجة؟!
يقول الشهابي [فعامة الناس لا تنظر الى الابعاد والنتائج، ولا تقوم الموقف بلحاظ تبعاته وانعكاساته على اوضاع الامة ووحدة موقفها، بل تنطلق بدافع العصبية والوهم بامكان 'توجيه الضربة القاضية' للطرف الآخر، بعيدا عن مقاييس الحق والعدل والأخلاق]
كأنه بكلامه يشير الى الشيعة الغوغائيين الذين قاموا بحرق المساجد وهدمها واقاموا حفلات الاعدام في الساحات العامة في بغداد لقتل أبناء السنة وحرقهم أحياء بعد تفجير سامراء 2006
ولم يصدر اي عالم شيعي بيانا يلجم فيه وحشية هؤلاء العوام انما وجدنا غاية الاستكبار وعدم الرضوخ للحق والتصديق بالواقع بنفي وقوع تلك الاعتداءات او نفي صدورها عن الجهة الفلانية
يقول "الشهابي" [وان من السذاجة بمكان الاعتقاد بان إشراك الجمهور في السجال سوف يثريه او يحسمه. ولذلك فعندما ينشب اي خلاف سياسي بين الزعماء، فانه يبدأ بمهاترات كلامية وتصريحات اعلامية، ولكنه يتحول تدريجيا الى عمل سياسي يتحرك وراء الكواليس، بلاعبين ماهرين وبأجندات واضحة. ولذلك يتم احتواء الازمات السياسية. فاذا فشلت الوساطات، اصبح الطريق مهيأ لحروب مفتوحة تأتي على الاخضر واليابس]
يبدو ان الشهابي بعد خمس سنوات من الاحتلالين لم يع المسألة او يعطيها التصور الحقيقي،او ان هذا الرجل يريد ان يرقص على جراح المستضعفين والضحايا من اهل السنة في العراق وبيروت وطرابلس وايران وغيرها من الاماكن
لم يسأل الكاتب نفسه من هم الضحية في كل مكان؟ أليسوا هم الضعفاء والبسطاء والمساكين ومن لا هم لهم إلا قوت يومهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/374)
فإذا كان الامر كذلك فهم أصحاب الحق يطلبونه حيث وجدوه ويستردونه حيث فقدوه لا يحول بينهم وبينه شيء فالمسألة ترجع اليهم في نهاية الامر وليس لعالم او رجل دين لا يعلم ماذا يحدث خارج بيته او قطره ان يفتي لهم إذ الفتيا بغير علم موردة للهلاك العاجل والآجل كما هو معلوم.
وطرابلس خير مثال فقد استهدف مجرمو النصيرية افقر احياء طرابلس (طريق التبابة) وكان الدعم من قبل التيار السني (المستقبل) في لبنان ضعيفا
كما ان البسطاء والفقراء هم الداعم الاقوى للتيارات السياسية وقد شاهدنا ذلك في طرابلس فعندما تدعو قوى 14 آذار للتظاهر يكون المكون السني الاكبر في التظاهرة هم ابناء طرابس الابية.
والكاتب يرى ان الخلاف القائم بين السنة والشيعة في كل مكان هو خلاف سياسي لا صلة له بالمذهبية وإنما يستغله بعض السياسيين ممن لا يعبأ بمصير الشعب
ورغم ان هذا القول (الخلاف السياسي) قال به من شذ من اهل السنة في العراق ولبنان،لكن سواد المسلمين في العراق ولبنان على يقين تام لا يتطرقه ادنى شك او لبس بأن الخلاف مذهبي طائفي يستهدف اجتثاث اهل السنة على تعدد مذاهبهم وقد صرح بذلك ائمة السنة السياسيين والدينيين في كلا البلدين فلماذا يعمي الابصار عن هذه التحذيرات ويضعها في جانب التطرف والتشدد،
ولماذا يتجاهل موقف المقاومة العراقية التي وقفت بحزم في وجه المليشيات وطغيانها في بغداد ومحيطها وصرحت بأن المعركة مصيرية فإما ان نكون او لا نكون.
إن كل ما يتشب بالكاتب يتهاوي ويسقط في محله لأنه لا وجود في له الاعيان وإنما وجوده للأسف في الأذهان (والاذهان المريضة فحسب)
وكل ما ينظّر له الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لا يساوي عند الشيعة في العراق شسع نعل بال مرمي في الأزبال.
وبالعودة الى العقل الذي هو محور حديث الكاتب يقول الله تعالى ((فما اوتيتم من شي فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش واذا ما غضبوا هم يغفرون والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وامرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون ... ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم))
فذكر سبحانه وتعالى من صفات المؤمنين انهم يغفروا ويصفحوا اذا غضبوا او استغضبوا،لكنه ذكر أيضا أنهم ينتصرون لأنفسهم ويستنصرون لغيرهم اذا أصابهم البغي والجور، وقول الله تعالى أيضا [والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيروا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظبموا أي منقلب ينقلب]
فذم سبحانه وتعالى الشعراء ممن اتخذوا لسانهم سبيلا للحاكم وصاحب المال والسطوة يتزلفون به اليهم وممن يبالغون في الاطراء والذم والهجاء والقدح والرفع والخفض بغير حق، واستثنى من ذلك كله المؤمنين الذين انتصروا من بعد ما ظلموا
يقول الرافضي: [كان حريا بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يضم علماء راجحي العقل من السنة والشيعة، تداول الهموم التي طرحها الشيخ القرضاوي، بانفتاح وتجرد ليكونوا من المؤمنين حقا الذين وصفهم القرآن الكريم بانهم الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه]
لو سألنا هذا الرافضي وأمثاله من السنة المضيعين لحقوق الضحايا والمنكوبين ماذا جنى العالم الاسلامي من وراء هذه الجلسات والندوات والمؤتمرات التقريبية والوحدوية التي لم تجد لها مساحة في الواقع قيد شبر؟
ومعلوم ان الرافضة لا يقولون إلا السيء من الكلام وأحسن القول هم كلام الله واحسن الحديث حديث محمد صلى الله عليه وسلم والروافض لا يعبأون بالنقل من هذين الاصلين وإنما كلامهم كله مما نسب إلى الأئمة رضي الله عنهم
وان هذا الرافضي يعلم ان القرضاوي حفظه الله لم يناقش مسألة يتطرق لها الجدل والبحث والنقاش إنما هي مسالة مصيرية دونها عقيدة الامة ومستقبلها فالغزو الشيعي للمجتمعات الاسلامية باتت تؤرق الحكام العرب فكيف لا ينتبه لخطرها عالم فاضل كالقرضاوي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/375)
وكيف تجرأ هذا الإمامي الرافضي ان يصف علماء هذا "الاتحاد" براجحي العقل؟ وأنى لهم هذا العقل وهم يناقشون مسالة قد انتهى الكلام في امرها وحسم ائمتنا وسلفنا الحكم فيها،والانكى من ذلك أنهم رغم ما يرونه من المذابح بحق ابناء السنة في كل مكان لم يجرؤ أحدهم على الاستنكار او مجرد الادانة
وهل يستوعب هذا "الاتحاد" علماء الجزيرة العربية والعراق (ممن يعيشون بداخله ويعرفون حقيقة ما يجري على أرضه) وطرابلس الشام؟
وأين تمثيل أصحاب الحديث والأثر في هذا "الاتحاد"
واذا كان هذا "الإتحاد" الذي تنتظر منه الامة الخلاص و وأد الفتنة!!،يستثني شرائح واسعة من الاسلاميين فكيف يوصف بالعالمية وكيف يسعى للتقريب ولم الشعث وهو قائم على معاداة الاطراف التي لا توافقه على فكرته
وإنما استطاع هذا الرافضي ان يشمخ بكلامه لما رأى من يشجعه من ائمة السوء والضلالة وبسكوت اهل الحق عن حقهم ورمي الاصوات المتعالية في وجه الباطل بالتطرف والتكفير والإرهاب إنها حقا فتنة عظيمة!
التنصير أم التشيع
اشار علامة الشيعة المعتدل محمد حسين فضل الله في هجومه العنيف على القرضاوي الى انه (القرضاوي) لم يحذر من التنصير إزاء تحذيره من الغزو الشيعي وهي مراوغة ومحاولة للإلتفاف على الحقائق والواقع
يظهر لنا الشيعي بوجهه المدافع عن الاسلام والوجل عليه من المخططات الخارجية (اليهود والنصارى) ولا يكتفي بإظهار ذلك الوجه بل يقذف بالنار على وجه المقابل ليحرقه أو على الاقل يشوهه ويعمي بصره
لكن لنقف مع الحقيقة قليلا ان اخطر تصريح حول الحرب التي يخوضها النصارى ضد المسلمين هو قول الرئيس الأمريكي في بداية الحرب انها حرب صليبة،هذا القول جاء تأكيده على لسان سارة بالين نائبة المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية حيث قالت ان جنودنا في العراق في مهمة من الرب
فالواقع ان الخطر الصليبي على المنطقة الاكبر يكمن في وجود الجيش الامريكي في العراق والسؤال من الذي قاوم هذا الاحتلال الصليبي؟
ومن الذي أوقف مشاريعه في المنطقة؟
إنها المقاومة العراقية التي تشرف اهل السنة والجماعة باستئثارهم بها وتميزهم بقيادتها
وفي المقابل من الذي أسس الحكومات العراقية بالرعاية الاميركية وأسهم في تشكيل جيش وشرطة تحمي الاحتلال وتشارك في الهجوم على المناطق السنية العصية على الصليب وجنده
وفي نفس الوقت يفضل أهل السنة الاعتقال والوقوع في أسر القوات الاميركية الصليبية على ان يتم أسرهم من قبل لواء الذئب أو لواء المثنى او أحد الوية وزارة الداخلية التي يهيمن الرافضة عليها بشكل شبه كامل
ورغم العذاب الذي ذاقه اهل السنة على يد الامريكي الصليبي فإنهم لا يزالون يفضلون وجوده ويؤثرون بقاءه حتى لا تخلو الساحة لايران وأذنابها في العراق إذ انهم مستيقنون باستحالة الدعم العربي السني لهم.
وليرجع هذا الرافضي وأشباهه الى التاريخ فيقرأ في أخبار دولة الصفويين كيف تحالفت مع الاوربيين ضد (الدولة العثمانية) وكيف استعان الشاه عباس الكبير بالاخوة الأنجليز "شيرلي" في إنشاء وتطوير سلاح المدفعية ليقوم بعد ذلك بغزو البلاد الاسلامية ويدمر سيدة المدائن بغداد.
وبينما كانت الدولة العثمانية تحمي البلاد الاسلامية من الغزو البرتغالي الصليبي وتخوض معهم المعارك في البحر الاحمر أعلن الروافض قيام دولتهم وبدء حربهم في ايران على الاوزبك والافغان والعرب السنة ووسعوا من هجماتهم ليحتلوا بغداد وسائر ارجاء العراق.
ومعظم الناس قد شاهد تلك الصورة التي يظهر فيها موفق الربيعي الرافضي المتطرف الذي تورط بدماء السنة الى أخمص قدمه وهو يقدم سيف "ذو الفقار" الى (اليمني المتطرف) رامسفيلد (وزير الدفاع الامريكي السابق)
ولم يسأل هذا الرافضي نفسه من الذي يسلح قوات الامن والجيش العراقي التي يهيمن الشيعة على معظم تشكيلاتها أليسوا هم الاميركان والاوربيين؟
إن الاسلام الذي تخشى منه أوربا وأميركا هو الاسلام بصورته الحقيقية الذي يجتاح عقول العالمين بلا استثناء، أما الاسلام الشيعي فهو مدعوم بقوة من اوربا وكندا واستراليا واميركا نفسها والدليل القائم هو المئات من المؤسسات والحسينيات والشخصيات الشيعية في دول الغرب التي ترعى التنصير وتشجعه وخاصة في دول القارة السمراء (افريقيا)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/376)
ولماذا لم نسمع تصريحا واحدا من ائمة الشيعة حول الاجتياح الاثيوبي النصراني لبد الصومال العربي المسلم
وما هي حكاية تحالف تيار الاصلاح والتنمية بقيادة الجبرال ميشيال عون مع حزب الشيعة في لبنان وحركة أمل الرافضية؟
وهل يفضل هذا البحريني سماع اخبار الحرب الشيعية - النصرانية على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟
إنّ في صفحات التاريخ أحداثا لو نشرت اليوم لانهدت الجبال من هولها،لكن قومي لا يقرأون.
ولم نر يوما قرارا أوربيا يحظر بناء الحسينيات واقامة مجالس العزاء والبكاء
والأكثر من هذا كله لقد انطلقت عشرات المظاهرات في العواصم الاوربية الكبرى بتنيظم مما يسمى بـ (لجنة اعتصام سامراء – اوربا) تندد بعلماء الأمة والفكر الوهابي كما يسمونه وتشوه صور العلامة ابن باز رحمه الله وابن جبرين وغيرهم وتطالب بمحاكمتهم وتجريم الفكر الوهابي على حد زعمهم فأين القمع النصراني لهذه الأعمال!!!
وإذا كان للشيعة على ارض الواقع جهودا في محاربة التنصير والوقوف بوجهه فإن جهوده في تحول الشبان السنة الى مذهب الإمامية يحتل مساحة اكبر في نشاط أي "مبلغ شيعي" بل هو النشاط الوحيد والهدف الفريد الذي يسعى اليه الشيعة والأمر الذي يبعث على الخزي انهم يسمون من ترفض من ابناء السنة بالمستبصرين وأنهم كانوا من قبل في ضلال مبين
وفي هذا الصدد دان المرجع في قم ناصر مكارم الشيرازي هذه الهجمات (ضرب المواقع الالكترونية الرافضية).،وقال بحسب فارس، ان ((الوهابيين المتعصبين لا يريدون ان تصل اصوات زعماء الشيعة الى العالم، لكن هذه الهجمات اثبات لصواب الشيعة)). وقال محذرا ((سنعيد بناء مواقعنا على الانترنت، لكن على الوهابيين ان يعلموا ان السنة الشبان سيتوجهون نحو التشيع اكثر فأكثر))
ويقول المرجع الشيعي في قم صادق الشيرازي: إن في فكر أهل البيت وثقافتهم وأقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم سعادة الدنيا والآخرة، فالسعادة هي أن يعيش الإنسان في راحة بالمقدار الذي جعله الله تعالى في الدنيا، راحة اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية وعائلية، وهذه كلها لاتحصل إلاّ في ظلّ ثقافة أهل البيت دون سواهم،واضاف دام ظله،إن تاريخ أهل البيت، سواء الذين حكموا منهم كرسول الله صلى الله عليه وآله والإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه والذين لم يحكموا كباقي المعصومين صلوات الله عليهم وحتى سيرة الإمام المهدي الموعود حيث ستكون سيرته كسيرة جدّه رسول الله وسيرة جدّه علي بن اببي طالب، وأسلوبهم في الحرب وأسلوبهم في أخذ وإعطاء الأموال، وأسلوبهم عندما كانوا يتعرّضون للظلم، وعندما كانوا يتكلمون، هذا التاريخ إذا عرفه الناس وبالخصوص غير المسلمين، فسيتبعون أهل البيت بلا أدنى شك إلاّ من يكون طاغوتاً أو ظالماً أو مريض القلب.
وأضاف الشيرازي: إن الناس لو عرفوا تاريخ الإمام علي وقارنوه مع تاريخ غيرهم من الذين تلبّسوا بلباس الإسلام والإسلام منهم براء كمعاوية لعين الله ولعين رسوله فسيتحوّلون إلى التشيّع، وهنالك المئات والمئات ممن عرفوا ذلك فتحوّلوا وصاروا من أتباع أهل البيت.
هل هذه هي الغيرة على الاسلام من التنصير؟!!!!!
يقول الرافضي [وقد عانى المسلمون من العواقب المدمرة للاحتراب الطائفي. فما شهده العراق على مدى أكثر من عامين من فتنة طائفية ادت الى حمامات دم لم تشهد البلاد مثيلا لها من قبل، يكفي ان يكون رادعا عن اي توجه لاذكاء الخلاف مجددا. ويخطئ من يعتقد ان بامكانه احتواء آثار الاحتقان المذهبي، فهو كالنار في الهشيم، تنتشر بسرعة الريح لتلتهم ما حولها، وثمة فرق بين وضعين: الاول ان يتحول الخلاف السياسي الى حوار مذهبي. وما حدث في العراق مصداق لذلك، اذ بدأ النزاع بعد سقوط النظام السابق بسبب الخلاف على النفوذ، وكان محصورا آنذاك بالنخب السياسية، وعندما اتخذ أبعادا مذهبية فكرية، توسعت دائرته وادى الى حالة استقطاب طائفي مدمرة. وبعد عامين من القتل على الهوية، ادرك العراقيون عدم جدوى الاستمرار في المخطط الهادف لتمزيق العراق وتدمير شعبه، فتراجع العنف المذهبي، وبدأ عهد جديد من التقارب]
ما حدث في العراق من اعتداء للروافض على اهل السنة منذ ايام الاحتلال الاولى يجب ان يكون رادعا للغافلين والنائمين ان لا يستمروا في نومهم ويمكثوا على خداعهم لأنفسهم وللمسلمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/377)
قال تعالى ((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم ان تولهم ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون))
واذا واجهني احد الفرحين بأنفسهم بالسؤال كيف تضع مسؤولية البدء بالقتل على الشيعة دون السنة وكأن التطرف ينحصر في الشيعة دون غيرهم والقاعدة تفتك بالشيعة يوميا
فأجيبه مستعينا بربي وحده إن اهل السنة بعد الاحتلال لم يظهر فيهم ذلك الصوت المعارض للشيعة (كما يصورون في الإعلام) وإنما ظهرت الوجوه العلمانية لأهل السنة وخير مثال الأعضاء الأربعة في مجلس الحكم وأما الإسلاميين فكلهم من الاخوان المسلمين (هيئة علماء المسلمين والحزب الاسلامي العراقي) الذين عرفوا بتهاونهم في شأن الروافض
بل ان مثنى حارث الضاري (هيئة علماء المسلمين) الوجه الاخواني القريب من الشيعة قال في حديث مع الاهرام المصرية قبل شهر إن فرق موت شيعية مدعومة من ايران قامت باغتيال أكثر من 150 شخصية سنية في الأشهر الثلاث الاولى من الاحتلال
وفي الواقع فقد دهش اهل السنة بالتصفيات التي طالت البعثيين والكفاءات السنية في محافظات الجنوب والوسط في اشهر الاحتلال الاولى ليصل العدد الحقيقي الى 3000 شخصية سنية تم قتلها الى نهاية عام 2003
(وبعد عامين من القتل على الهوية، ادرك العراقيون عدم جدوى الاستمرار في المخطط الهادف لتمزيق العراق وتدمير شعبه، فتراجع العنف المذهبي، وبدأ عهد جديد من التقارب)
يكتب الشهابي وكأن اهل السنة المضطهدين والمجاهدين في العراق كمقاتلي المغول والهمج وقطاع الطرق لا يعلمون لماذا حملوا السلاح خمس سنوات ضد المليشيات الايرانية وعصابات حكومة بغداد الرافضية
لا اظن ان هذا الإمامي المفتري قد قرأ قول الله تعالى (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به لينصرنه الله ان الله قوي عزيز) وقوله تعالى (أُذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا ان الله على نصرهم لقدير،الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا ان يقولوا ربنا الله)
لقد تحالف أبناء السنة (مجالس الصحوة) مع القوات الاميركية،وهدأت المقاومة السنية من وتيرة اعمالها اضافة الى ذلك قامت القوات الامريكية بضرب حليفها السابق جيش المهدي وهروب معظم قادته الى ايران حتى عاد الامن النسبي الى العراق الذي تحدث عنه الشهابي
وهذا الرافضي بكلمته هذه يدلل على أمرين لا ثالث لهما يسيطران على تفكير الرافضي إما السطحية والسذاجة (وهي بعيدة عنهم) وإما اللف والدوران وطمس الحقائق وهي الملازمة لحالهم
ففي الوقت الذي تتحدث فيه الصحف الغربية والعربية عن خطة زيادة القوات الامريكية بمقدار 30 ألف جندي مع حلول ربيع عام 2007 السورج ( surge) واستراتجية الاناكوندا التي انتهجها القائد بترايوس في العراق ودعم الوجود السني في القوات الامنية وتحجيم نشاط المليشيات والضغط على الحكومة بشأن قوات الصحوة السنية
ياتي هذا الشيعي المتغابي ليقول (ادرك العراقيون عدم جدوى الاستمرار في المخطط الهادف لتمزيق العراق وتدمير شعبه، فتراجع العنف المذهبي، وبدأ عهد جديد من التقارب)
ولا ادري من اقنع الكاتب بأن العنف قد تراجع وبدأ عهد التقارب؟ وكأنه لم يسمع بالاغتيالات التي تطال قادة الصحوة بالعبوات اللاصقة والمسدسات المجهزة بكاتم الصوت او تفجيرمنازل المهجرين السنة العائدين الى منازلهم او تصفيتهم بعد عودتهم هذا فضلا عن المصير المجهول الذي يخشاه عناصر الصحوة السنية اذا تم تسليم ملفهم بالكامل الى الحكومة الشيعية في الأول اكتوبر 2008
لكنه يدعو الى لملمة الأمور ليقوموا بعد ذلك الى شن الغارات على الاحياء السنية بحجة وجود الارهابيين والتكفيريين
يقول الرافضي (فهناك حقيقة لا يمكن اغفالها، وهي ان الطرفين الاساسيين ضمن دين الاسلام هما السنة والشيعة)
هذا ما أراد ان يصل اليه الكاتب وهي ان يجعل الإمامية الاثني عشرية يقاسمون اهل السنة ويناصفوهم في هذا الدين، وإني ابشره بانه سيستجيب بعض الجهلة من اهل السنة ممن لم يتحصنوا بنور العقيدة السليمة ولم يدققوا النظر في التاريخ الاسود للإمامية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/378)
ان ما دعى اليه هذا الكاتب يؤشر الى مدى الخطر الذي تعيشه الدول الاسلامية فضلا عن الاخطار القادمة والتهديدات المستقبلية لمصائر الشعوب المسلمة العقدية والسياسية
لقد غدت ايران وحلفائها لاعبا قويا في المنطقة بل مؤثرا أسياسيا في السياسات والمؤامرات التي تحاك ضد المنطقة (الخليج العربي والشرق الأوسط) علاوة على العالم الاسلامي برمته
لقد حافظ سلفنا على هذا الدين ورفضوا على دخيل وطارئ عليه فنبذوا البدع والخرافات وحاربوا الشرك والجهالات واوذوا في سبيل ذلك وحوربوا حتى تم الله امره ونصر دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
لقد شهد العالم الاسلامي ماذا صنعت حركة حماس في غزة بعد ان اقترتب وتعاونت مع الايرانيين هذه هي الصورة المصغرة للعالم الاسلامي اذا اصبح الشيعة جناحا فيه
وفي العراق مثال أقوى فعندما كان الحكم يُدار من قبل حزب البعث العلماني الذي أذاق اهل السنة الويلات لم يكن احد يخشى من الخطر الرافضي كما يخشاه الآن ولم تسل الدماء المسلمة أنهاراً كما سالت بعد 9 - 4 - 2003
نصر الأمة يأي من أصناف محددة
والله ينصر هذه الامة بالعلماء الربانيين أمثال الإمام ابن جبرين الذين لا يفرقون من تهديد رافضي او خذلان سني
أو بالمستضعفين ممن لو اقسم على الله لأبره ممن سفك دمه وأُخرج من بيته وهُدم مسجده وحورب دينه
وبالعالِمين بالواقع الذين يعملون بمقتضاه كالدعاة الصادقين والكُتاب المخلصين
ولا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعلمهم في طاعته
والله عزوجل يقول (أولئك الذين آتينهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) وقال تعلى (إن يشأ يذهبكم أيها الناس يأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا) فلا يضر الاسلام واهل السنة تصريحاته أرباب التقريب والتضييع وسكوت العلماء عن مظالم الروافض وتنكيلهم باهل السنة والجماعة في كل مكان والله لكل مفتر ومضيع بالمرصاد
يضيف الرافضي ((والأمل ان يدفع السجال الدائر حاليا حول القضايا المذهبية لصحوة جديدة للاتحاد من جهة، ولعلماء المسلمين، سنة وشيعة، من جهة اخرى لبدء صفحة جديدة تقوم على الحوار العلمي الجاد المنتظم بمشاركة العلماء والمؤسسات العلمية كالأزهر والحوزتين العلميتين في مدينتي النجف العراقية وقم الايرانية ((.
هو لا يريد ان يكون الرافضة جناحا للإمة فحسب، بل لهم الصوت الاقوى والكلمة الاكبر والاوسع انتشار فقد ذكر هنا الحوار الذي ينشده بين الازهر كمؤسسة سنية وبين مؤسستين شيعيتين يعني (اثنان مقابل واحد) ولقد اثبتت الايام والمواقف ان المؤسسات والهيئات الدينية التي تحمل اسماء كبيرة لا تؤثر في الواقع بشكل يتناسب مع حجمها كـ الاتحاد العالمي علماء المسلمين ومنظمة المؤتمر الاسلامي وهيئة علماء المسلمين في العراق ومجلس علماء العراق وجماعة علماء العراق وغيرها من الجهات التي لم تتفاعل مع ابناء طائفتها ولا مه هموم الوطن والأمة وفي الغالب يكون موقف العالم الرباني منفردا خير واكثر إيجابا وتصديقا للمعطيات على الارض من موقف هيئات ومؤسسات دينية بكاملها
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صورة الاسد
لا يخلط السم بالعسل،إنما يدس السم دسا
يختم الكاتب مقال بقوله: ثمة مشكلة اخرى ما تزال تحرك كامنات المشاعر، وهي اجترار التاريخ، بما فيه من عاهات. فتاريخنا الاسلامي يعاني من عدد من السلبيات:
أولها: عدم دقته في تسجيل الوقائع، فقد كتب بأيدي الحكام الذين تميز حكم أغلبهم بالاستبداد والقتل
وثانيها: انه يحتوي على الكثير من الفتن والتوترات والانتهاكات التي لم تكن منسجمة مع روح الاسلام وتعليماته
وثالثها انه تحول الى "مقدس" لا يمكن المساس به او التشكيك في صحته او مساءلة رموزه الاساسيين. وينطبق هذا على الجوانب الفقهية والعقيدية، كما ينطبق على تسجيل الوقائع والشخصيات والرموز. وليس مجانبا للحقيقة القول ان من اسباب التراشقات المذهبية التي تحدث بين الحين والآخر التشبث بهذا التاريخ واضفاء القداسة عليه، وكأنه لا يقل قداسة عن القرآن الكريم)
ما تقدم هو طعن في الخلفاء الاسلاميين في العصر (الراشدي والأموي والعباسي والسلجوقي والمملوكي والعثماني) وهو لا يريد ان يصل الى ما وراء الطعن بالحكام المسلمين وهو الإزراء والنيل من العلماء الذين سكوا عن ظلمهم وغمطهم لحقوق آل البيت رضي الله عنهم يعني علماء الاسلام قاطبة
ولو سألنا الإمامي أين سنتهي بك المطاف لو استجاب الجهلة لطلبك ودققوا في تفاصيل الاحداث التاريخية ورُفعت عنه القداسة المزعومة؟
ومن هي الرموز الأساسية في تاريخنا التي يسعى هذا الصفيق لمساءلته؟
هل هم الخلفاء الثلاثة المهديين أم قادة الفتوحات وامراء الامصار من الصحابة أم التابعين ووتابعي التابعين أم قادة الزنكيين والأيوبيين أم السلاجقة الاتراك أم سلاطين وخلفاء آل عثمان
واذا كان في التاريخ امور باطلة بني عليه المسلمون عقيدتهم وثقافتهم فكل ما يبنى على باطل فهو باطل وهنا نرجع الى قول صادق الشيرازي السلف الذكر وهو يجدد الدعوة لقراءة التاريخ كي يقتفع الناس بالتشيع
هذا الطعن في التاريخ يلحقه آخر بالعقيدة والفقه والحديث،فأهل السنة والجماعة يراجعون بعض الاحداث ويزيلون الاشكال بما يوافق الحق وكل الحق فيما يراه اهل السنة والجماعة كما قال ابن تيمية وغيره من العلماء
وهل للقرآن العظيم قداسة في عقيدة وثقافة الإمامي؟؟؟؟
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(51/379)
الشيخ يعيد الكَرّة
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[06 - 10 - 08, 07:10 ص]ـ
حقيقة إلى الوقت لم أفهم ما يدور في أذهان المتذمرين من الموقف المناهض لحركة التشييع والشيعة؟!.
فالتشييع غدا ظاهرا كالشمس، والأهداف الشيعية لم تعد خافية إلا على من منع عن نفسه الإدراك، والمكاسب على الأرض والواقع تتوالى، وتضرر السنة على يد هذه الطائفة الاثني عشرية هو من اليقين بمكان؛ في البصرة وبغداد قتلوا وهجروا، واحتلت مساجدهم، إلى الحد الذي اختلفت فيه التركيبة السكانية هنالك، ونواحي السنة في بيروت احتلت من ميليشا حزب الله ومنع الناس من الجمع والمساجد، والدوائر الإيرانية الرسمية أو شبه الرسمية (= وكالة مهر) تتفاخر بالتشييع في بلاد السنة.
كل الدوائر تتحدث بهذه الأحداث؛ الغربية، والعربية، والإيرانية .. أهل سوريا، ومصر، ولبنان، والسودان يتحدثون عن تشيع مجموعات سنية في بلادهم، لقد بلغ الأمر بمطالب للحكومة المصرية بطرد العراقيين الشيعة من مصر، كيلا يقسموا المجتمع إلى سني وشيعي، وهو السني الخالص، لم يكن المطالب إسلاميا، ولا من جماعة إسلامية، بل أحد مسئولي الصحافة المصرية اليومية.
وكالة "مهر" لم تنكر عملية التشييع (انظر: رقم [2،3] من رد الشيخ على الوكالة. ورقم [5] من رده على فضل الله) في نشرتها الخاصة التي تناولت الشيخ القرضاوي بالعمالة للصهيونية والماسونية وشبهته بحاخامات اليهود، فاستباحت منه شيئا لم يتكلف الآية التسخيري- وهو القريب من الشيخ، ونائبه في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ويظهر حرصه الشديد على التقارب - أن يذب عنه، أو يلتمس له عذرا، أو يجلي له بالواضحات القاطعات خطأه، كما الشيخ القرضاوي كان يتلمس للشيعة أعذارا في مواقف كثيرة، لم يفعل ذلك ولا المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله، بل ساهموا في تأكيد ما صدر عن الوكالة من كلمات لا قيمة لها، في حق من شهد له المسلمون بالصدق والإخلاص للإسلام والأمة، لما اتهموه بتأجيج الفتنة الطائفية، وادعوا عليه دعاوى باطلة، فندها الشيخ بالوثائق والأدلة في رده عليهم. (موقع الإسلام أون لاين 17/ 9/1429هـ)
الشيخ اليوم يعيد ما صرح به قبل سنتين، مع تأكيد وزيادات، كمثل وصفه الشيعة بأنهم مبتدعون، وأن علماء السنة لم يحصنوا السنة من التشيع، حينها خرج الدكتور العوا زاعما أن الإمام لم يقصد، وأنه في سياق كذا.!!!. قصد إلى تأويل ما لا يتأول، وتغير ما لا يتغير، لكن الشيخ رد عليه بطريقته الخاصة؛ إذ صار يعيد الكرة تلو الأخرى التحذير تأكيدا لما قصد إليه، في رسالة واضحة لأمثال العوا، ألا يمارسوا مع الأحياء، ما يمارسونه مع الأموات في تفسير المقاصد.
الشيخ القرضاوي من أبرز علماء السنة اليوم؛ سنّا، وعلما، وجهدا في الدعوة، والصدع بالحق، وتأثيرا في المسلمين، فهو متجاوز الحدود والقارات، ولم يكن أقرب الناس يتوقع منه هذا الموقف المناهض للتشيع، فهو من دعاة التقارب عمره كله، وقد جلس إلى هذه الطائفة وآياتها .. عرفهم وفحصهم جدا، وزار إيران، وكرموه هنالك، وهو الذي اختار آية الله التسخيري نائبا له في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؛ الذي أنشأه، وهو عماده، بقاؤه ببقائه، لكن الأحداث الأخيرة المتوالية، بدءا باحتلال العراق، أحدثت تغيرا جذريا في نظرته تجاه الشيعة، فالأمور تكشفت له على حقيقتها .. ؟!!.
لقد هاتفه، وراسله، ولقيه الناس من البصرة وبغداد، وأطلعوه على الجرائم التي وقعت بحقهم، من قتل، وتهجير، وتخويف على أيدي الميليشيات الشيعية (= حزب الدعوة، المجلس الأعلى، جيش المهدي)، ووقف بنفسه على أدلة أكيدة، ثم إن كافة الاتجاهات غير الإسلامية؛ الغربية العلمانية والليبرالية والقومية حتى بعض الفئات الشيعية (= المؤيد) تحدثت بما حصل وحذرت مما يحدث، صار الخبر متواترا، والضحايا يفدون على إخوانهم المسلمين من كل صوب يحدثون ما يقع عليهم من مجازر .. الصحفيون تحدثوا عن قتل من اسمه عمر أو عائشة .. ؟!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/380)
كل هذه الحوادث المؤلمة، مع السكوت المريب للآيات، والمعتدلين، والمتحمسين للتقارب منهم!! .. حركت الشيخ صادقا صادعا بالحق، فهذا وقت الجهر والإعلان، فالسكوت مضر، وضرره أكبر من نفعه، مع تحمل الإثم العظيم بالتكتم على ما حصل مع هوله، وأعظم من التدليس بنفي الذي حصل، ومطارق الوحدة الإسلامية لم تعد تخيف "الفاهم"، فأين هي الوحدة مع قوم:
- فأما التي لها المرجعية والكلمة والسلطة فتعتدي بأبشع العدوان، أو تعين عليه بالسكوت.!!.
- والتي كان يرجى منها النصرة، بدعوتها إلى التقارب والوحدة، أو بما يظهر منها من الاعتدال، إذ بها تلوذ بالصمت، لا بل تنكر ما حصل؟؟!!.
- وإن وجد فيهم من أقر بالحقيقة فندد واستنكر، فموقف يشكر عليه، غير أنه ليس بيده شيء يذكر، يوقف به التجاوزات الخطيرة؟.
حمل الشيخ هم إخوانه المسلمين، ونادى آيات إيران عبر الجزيرة أن يوقفوا هذه الجرائم، وأنهم قادرون على ذلك، لسيطرتهم التامة على الشارع الشيعي، لكن الآيات لم تسمع، وهي تستمع!!.
ثم طلب إلى الرئيس السابق هاشمي رافسنجاني مناظرة، للنظر في هذه الحوادث، فجرت المناظرة عبر الجزيرة مباشرة، وكلنا سمع ما قاله الشيخ، ومطالبه للمراجع في إيران منع العدوان على السنة، لكن رافسنجاني كان يروغ فلا يجيب، ويتكلم عن الوحدة والاجتماع، بكلام غدا مملا سمجا بعد أن فقد عنصر الصدق والإخلاص والثقة، فلم يعد أحد – يفهم – يقبل هذه الشعارات، التي أسهمت في تقييد السنة، واستغفالهم عن محتمات مصيرية تنتظرهم في نهاية الطريق.
الحاصل: أن المناظرة لم تكشف إلا عن شيء واحد، هو أن الآيات في إيران عازمون على تصدير ثورتهم بكافة الوسائل، وأن دعاوى الوحدة ليس إلا ستارا، وليس يخفى أن المبادئ السامية، دائما ما تستخدم غطاء لمكاسب خاصة، كما استعملت شعارات الثورة الفرنسية: حرية، إخوة، مساواة.
الشيخ لم يحتمل ذلك مضافا إليه، تناول الشيعة للصحابة رضوان الله عليهم بالتكفير والسب والشتم، فلما كان مؤتمر الدوحة الأخير للتقريب، أعلن أمام الجميع، بما فيهم ممثلي الشيعة، أنه من غير المقبول المضي في هذا التقارب بين قوم، بعضهم يعظم عائشة رضي الله عنها تعظيما بالغا مستحقا، وبعضهم يلعنها ويقذفها، فأما آية الله التسخيري وآذرشب وغيرهم، فقد عمدوا إلى ترقيع خرق كبير، وعادوا إلى نغمة الوحدة، وتكذيب ما يقال، وهكذا هم في كل حال، والمؤمن لا يخدع مرتين.
* * *
إذا أضفنا إلى ما سبق من أحداث تولى كبرها طوائف من الشيعة ضد السنة، ما جاء في كتبهم الأصلية كالكافي للكليني، وبحار الأنوار للمجلسي، وكتب المفيد، وما يرد من فتاوى وكتب في موقع السيستاني على الإنترنت، وفيها ما ينقض الوحدة من جذورها، بقولهم بكفر من لم يؤمن بالإمامة ركنا في الدين. والسنة لا يؤمنون، فهم كافرون إذن، وهذه النتيجة صريح فتاواهم، كما هو معلوم.
ثم ما تناقلته كتب التاريخ من مواقف سلبية مخزية ضد السنة، أظهرها خيانة الوزير ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي للخليفة العباسي، وتزيينهما وتسهيلهما لهولاكو احتلال بغداد وقتل الخليفة، وقد كان يهاب ذلك لولا مشورتهما، وقد تسبب ذلك في سقوط الخلافة العباسية سنة 656هـ.
كل هذه مانعة من الثقة بالشيعة، مع اعترافنا بوجود فئات منهم صادقة ناصحة من العلماء، لكن هؤلاء غير مؤثرين في الاتجاه الشيعي، إنما التأثير لأولئك المتطرفين، هم من بيدهم حبال اللعبة وخيوطها، وهم من يوجه دفة العملية، وقد فهم الشيخ القرضاوي هذا، فلم يتوجه بخطابه إلى مثل الخالصي والمؤيد، لكن إلى آيات قم والمراجع المؤثرة .. لكن لا حياة لمن تنادي.
والدعوات التي تنادي بالإعراض عما في التراث، هي حالمة، مستغفلة، فإنه لا توجد أمة تتنكر لما في تراثها، إلا إن أرادت تغيير مسارها، وهدفها جذريا، فالشيعة إن تخلت عن تراثها في الكافي وبحار الأنوار وغيرهما، فذلك معناه: التخلص من التشيع نفسه، بمعناه المعروف اليوم. وهو أمر لا يقوى عليه كثير منهم، خصوصا أصحاب المصالح، ومن هنا فإن نظرية الإعراض عن التراث، إنما طرحت من فئة سنية يحلو لها دراسة المسائل المعقدة بوسائل بدائية، فكانت كالذي إذا تعطلت عربته، عمد إلى خبطها ورفسها، علّها تسير من جديد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/381)
أحسن الوحدة والتقارب هو مع عوام الشيعة المقهورين، المضطهدين تحت مطارق: الوصاية المرجعية، والخمس، والمتعة. والمقيدين بكافة القيود .. هؤلاء أقرب للوحدة مع السنة، أما الآيات فهؤلاء كثيرهم – ولا أقول كلهم - لا يبتغون وحدة، إلا بالقدر الذي يضمن لهم مكاسب جديدة.
نرجو إن يكون هذا التفريق بين فئات الشيعة مفهوما، فما نحن بالذين نكفرهم بالعموم، ولا نكفر الأعيان منهم إلا بأن يواقع كفرا براحا بواحا، وليسوا كلهم يواقعونه .. وإلا بعد إقامة الحجة.
كذلك ما نحن بالذين لا نبتغي التقارب والوحدة، لكن نريدها بأسس صحيحة، صادقة، مخلصة، في وضوح كامل، ليس فيها غبش ولا كذب، ولا إنكار ما هو معروف بالضرورة. والحاصل أن هذه الشروط مفقودة حتى الآن، لم نجد ما يجذب، ولا ما يغري .. وجدنا العكس: مرارة، وألم، ومصائب.
لكن الشيعة أجادوا طرح فكرة الوحدة، في فترة الغزو الأمريكي الصهيوني للمنطقة، فصار الناس بين منطقين، فرضت عليهم فرضا، لم تقبل الجدل، هما: إما أن نكون في وحدة معا؛ السنة والشيعة، وإلا فنحن معرضون للاحتلال جميعا.
وهي نظرية في أصلها صحيحة بشروطها، والوحدة قوة، وإذا تشتت القوة، فالهزيمة لاحقة. لكن .. وكلمة "لكن" الاستثنائية دائما ما تستعمل لتكشف جوانب مغيبة في القضية، والمغيب هنا:
أية وحدة هذه التي توقف الهزيمة؟.
آلوحدة ظاهرا، وفي الباطن يلعن بعضهم بعضا؟.
أم الوحدة التي تستفيد منها طائفة، وتخسر بها طائفة؟.
أم التي تتسلط بها أقلية على أكثرية، تتسلل إلى مواقع النفوذ، لتطوع مصير أمة لأهدافها الخاصة؟
هناك وحدتان:
- حقيقية، لها أسسها، التي توحد ما بين الظاهر والباطن، فلا تكون هناك مواقف معلنة، ومواقف غير معلنة. ويكون عمادها: العدل. فلا يساوى بين قليل وكثير. وأسس أخرى ..
- وحدة شعارات، نتيجتها ما حصل في: إيران، والعراق، ولبنان.؟!.
هيمنة شيعية كاملة في إيران، مع إهمال لحقوق السنة، واضطهاد متواصل، لم يكن آخرها الاعتقالات الجارية بسبب احتفال السُّنة بالعيد يوم الثلاثاء لا الخميس، ذلك أن الشيعة دائما ما يحتفلون بأعياد الإسلام بعد السُّنة مخالفين، حتى الأضحى الذي لا يختلف عليه المسلمون، يحتفلون به في الحادي عشر من ذي الحجة، مع التذكير بأنهم يحتفلون في إيران بعيد النوروز المجوسي سبعة أيام كاملة.
وهيمنة شبه كاملة في العراق، ومحاولة في لبنان لاقت نجاحا مؤخرا، بضمان الثلث في مجلس النواب، بعد فرض قسري جبري بالسلاح، واحتلال مواقع السنة في بيروت، وتهديد مباشر بالحرب.
فاسألوا السنة في هذه البلدان – يا أستاذ فهمي والعوا – ماذا يعانون من فئة في هذه الطائفة، هي التي تعولون عليها، لكنها تخذلكم على الدوام؟.
إن أردتم أن تعرضوا عما في التراث، فأعرضوا كيفما شئتم .. لكن كيف يمكنكم الإعراض، وأنتم تتحدثون باسم السنة، عن واقع مرّ مؤلم يحيق بالسنة، ليس في موقع بل مواقع كثيرة، إلا إن كنتم لازلتم تنكرونها.؟!!.
فالدكتور العوا ينكر التشييع في مصر، على قناة الحوار، وفي الأثناء يثبت وجوده على نطاق ضيق .. حسنا، فهذا النطاق الضيق أليس بداية، وهل النار إلا من مستصغر الشرر .. ؟.
ماذا يريد العوا حتى يفهم ما فهمه شيخه وأستاذه؟! .. هل يريد للنسبة أن ترتفع حتى تبلغ 20% حتى يدرك الخطر؟، أم يريدها 50%؟، أم سيقول حينذاك لا بأس من التعبد بالمذهب الجعفري؟.
ألم يستوقفه أن هؤلاء الذين وثق بهم، أنهم لا يقولون – ألبتة - بجواز التعبد بإحدى المذاهب السنية؟.
الحق أقول: إن تقييمي لموقف هؤلاء السنة، مع كل الدلائل الحية والثابتة والواضحة بالعين المجردة، في تحسين الوحدة والتقارب: أنهم إما غائبون عن وعيهم. أو أنهم يتكئون على نظرية خاطئة؛ هي أن الوحدة مطلوبة بأية صورة كانت، ولو كان متناقضة. أو نظرية أخرى خاطئة كذلك؛ هي أن الموقف المناهض للتشيع، والمبين للخلاف سيوقد حربا، وتلك دعوى أطلقها الشيعة وصدقها بعض السنة، وهي كاذبة، فعلى مر التاريخ علماء السنة ينتقدون ويعترضون على الشيعة، حتى هذا العصر تبنى السلفيون نقد الشيعة منذ فترة مبكرة، وحذروا في كتابات وكتب معروفة، لكن لم يحدث قط، أن دعوا إلى حربهم، بل لم تقع حرب جراء ذلك ألبتة.
ثم هؤلاء المؤمنون بهذه النظرية هم أنفسهم في مواطن أخرى، يؤمنون بحرية الرأي واختلافه، ووجوب النقد والاعتراض، لكن بالكلمة والأدب، ثم إذا جاءوا إلى مسألة الشيعة لم يقبلوا إلا رأيهم، فصاروا مستبدين، مانعين للرأي الآخر .. فما نقول في هذا؟.
في كل حال، ليست الفتنة في النقد، إنما الفتنة في السكوت .. والنقد وبيان صورة الأمر خدمة للحقيقة، وبيان الحقيقة عمل جليل، يؤمن به كل كريم عاقل .. وإذا كانت السكوت طمس للحقيقة وتغييب، فإن تحريفها إضلال وإفساد في الأرض.
فلا بد أن نفك من الأذهان، الربط بين الفتنة والنقد ببيان الحقيقة، فهذه ليست فتنة، إلا في ذهن من استولى عليه الوهم، أو يرفعها شعارا يتكسب بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/382)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[06 - 10 - 08, 08:13 ص]ـ
وجهة نظري أن القرضاوي لاينبغي أن ندافع عنه ######
ولماذا ما تكلم القرضاوي في الشيعة إلا في هذا الوقت بعد التوجهات السياسية ضد الشيعة!!!!!!
ممكن القرضاوي بعدما تهدأ الأمور السياسية ضد إيران يرجع يدافع عن الشيعة؟؟؟؟ فلا تدافعوا عنه حتى تحفظوا ماء وجهكم!!!!!!!
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[06 - 10 - 08, 08:23 ص]ـ
ماء الوجه محفوظ يا ابن خميس ..
------------------
القضية التي تكلم فيها القرضاوي .. وهو وصف الشيعة:
- بأنهم مبتدعة.
- وانهم يسعون في تشييع السنة.
-وأنه وكثير من السنة لم يحصنوا أهل السنة من التشيع.
- وأنه يجب الوقوف ضد هذا التشييع ..
قضية صحيحة .. أصاب فيها الحق .. والعدل والإنصاف يوجب أن نقول للمصيب أصبت ..
أما محاسبته على النيات فليس من فعل أهل الإيمان .. فالنوايا أمرها إلى الله تعالى، والتدخل فيها مزلة كبيرة ..
ومحاسبته على أمور أخرى خارجة على القضية، خلط وتخليط ..
وأما أن خطر القرضاوي على المسلمين واضح .. فعلى الرغم من اختلاف كثير من العلماء معه في قضايا، فلم أر عالما يعتد به يصفه بهذا الوصف ..
وبعد كل هذا، لعلك يا ابن خميس قد عرفت أن ماء الوجه محفوظ ..
لكن غير المحفوظ: الشك في غير محله، فالمسلم الأصل فيه حسن الظن.(51/383)
أريد كتاب (البيهقي وموقفه من الإلهيات) ومن عنده يسعفني
ـ[ابن ذكير]ــــــــ[06 - 10 - 08, 09:49 م]ـ
أريد كتاب (البيهقي وموقفه من الإلهيات) ومن عنده يسعفني
لأن عندي بحث التخرج في هذا الموضوع وقد وجدته في هذا الكتاب
ومن عنده يسعفني عاجلا
سواء pdf أو وورد
أريد اليوم قبل الغد
أو راسلوني على البريد
ibnzkeer@hotmail.com (ibnzkeer@hotmail.com)
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن ذكير]ــــــــ[06 - 10 - 08, 09:50 م]ـ
يا إخوان أسعفوني؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[06 - 10 - 08, 10:06 م]ـ
أخي الفاضل , أنا عندي نسخة خطية من الكتاب المذكور , وليس لدي ماسح , فهل أستطيع أن أخدمك بشيء؟!
ـ[ابن ذكير]ــــــــ[06 - 10 - 08, 10:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[06 - 10 - 08, 10:29 م]ـ
أبشر بها أخي هاهي:
البيقهي وموقفة من الإلهيات ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=556041&postcount=3).
وهو موافق للمطبوع نسخة للشاملة.
نسألك الدعاء لي وللأخ معاذ عبدالله , ولأهل هذا الملتقى العامر.
ـ[ابن ذكير]ــــــــ[06 - 10 - 08, 11:57 م]ـ
جزاك الله خيرا ..............................................
ورفع الله أين ذهبت وارتحلت ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وشكرا ............................................. ...
وفتح الله عليك وعلى صاحبك ..................................
ـ[العويشز]ــــــــ[06 - 01 - 09, 08:02 ص]ـ
وهذه خاتمة البحث التي توصل إليها د. أحمد بن عطية الغامدي في بحثه:
وبعد هذا العرض المستفيض والمناقشة لآراء البيهقي في الإلهيات، ينتهي هذا البحث الذي يتكون من بابين كما رأينا وقد توصلت منه إلى عدة نتائج أجملتها فيما يأتي:
1 - فساد الحالتين السياسية والاجتماعية، وعدم تأثير ذلك على الحالة العلمية التي كانت على العكس منهما، حيث ازدهرت ازدهاراً عظيماً، حتى عرف ذلك العصر بعصر النهضة، وكان سبب ذلك تفاني العلماء في سبيل نشر العلم والمحافظة عليه.
2 - أن البيهقي قد بدأ حياته العلمية منذ وقتٍ مبكر، وجلس إلى عددٍ وافرٍ من مشاهير العلماء، وأكثر من الرحلات العلمية مما كان له أكبر الأثر في سعة اطلاعه، وتنوع ثقافته ووفرة إنتاجه.
3 - إنه سلك في الاستدلال طريقة السلف، وخالفهم في كثيرٍ من المسائل عند التطبيق لذلك الاستدلال.
4 - إنه اختار في استدلاله على وجود الله تعالى طريقة القرآن الكريم وهو أمرٌ اتفق فيه مع السلف؛ إلا أنه وافق أصحابه الأشاعرة في الاستدلال بالجواهر والأعراض على حدوث العالم زاعماً صحة هذا الاستدلال لأنه –في نظره- استدلال شرعي وأيّده بطريقة إبراهيم عليه السلام، فبينت مخالفة ذلك لمذهب السلف، وفساد تصورهم أنها طريقة إبراهيم عليه السلام.
5 - إن البيهقي اتفق مع السلف في جميع ما يتعلق بأسماء الله تعالى من طريقة إثباتها، والقول بعدم حصرها، وصلتها بالصفات إلا أنني لم أوافقه فيما ذهب إليه من أن الأسم عين المسمى –مع أنه رأى لبعض السلف كما ذكرت إلا أنني اخترت القول بالتفصيل الذي ارتضاه شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- وأن ذلك لا يلجأ إليه إلا عند الاستفسار عن الاسم هل هو عين المسمى أم غيره، وإلا فالإطلاق الصحيح الموافق للأدلة الشرعية هو القول بأن الاسم للمسمى.
6 - إن البيهقي قد اتفق مع السلف في طريقة تقسيم الصفات وأشرت إلى قصور تقسيم المتكلمين عن كثيرٍ من الصفات، وشمول تقسيم البيهقي.
7 - إنه اتفق مع السلف في إثبات الصفات العقلية بنوعيها وفي طريقة الاستدلال على ذلك الإثبات.
8 - عدم موافقته للسلف في القول بحلول الحوادث بذات الله تعالى، بمعنى أنه –سبحانه- يفعل متى شاء كيف شاء، لذلك قال بقدم جميع صفات الذات العقلية وعدم حدوث شيءٍ منها وأوضحت أن الصحيح في ذلك ما ذهب إليه السلف من القول بأنها قديمة النوع حادثة الأحداث.
9 - مخالفته للسلف في نفيه تسلسل الحوادث في جانب الماضي ولذلك رأيناه يقول بحدوث صفات الفعل العقلية. إلا أنني بينت خطأه فيما ذهب إليه، وصحبة مذهب السلف القائل بأن الله فعَّال لما يريد أزلاً وأبداً.
10 - إن البيهقي وافق السلف فيما أثبته من صفات الذات الخبرية وخالفهم في تأويل ما بقي منها. حيث أثبت اليدين والوجه والعين، وأوّل ما سوى ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/384)
11 - مخالفته للسلف في صفات الفعل الخبرية. حيث ذهب إلى تأويل بعضها، وتفويض بعضها الآخر، زاعماً أن التفويض في ما فوض فيه هو مذهب السلف، وقد بينت فساد قول من نسب التفويض والتأويل إلى السلف، مبيناً أن مذهب السلف هو الإثبات الحقيقي لجميع الصفات إثباتاً لا تأويل فيه، ولا تفويض ولا تشبيه.
12 - إن البيهقي يختلف مع السلف في جميع ما يتعلق بصفة الكلام التي أثبتها، من القول بأن الكلام نفسي قديم وأنه بدون حرف ولا صوت وأنه معنىً واحد، وقد ناقشته في جميع هذه المسائل وبينت خطأ ما ذهب إليه وصحة مذهب السلف، وبينت أن رأيه في كلام الله تعالى هو عين مذهب أصحابه الأشاعرة، وأن حقيقة مذهبهم في القرآن لا يختلف عن مذهب المعتزلة إلا بنفيهم أن يكون هذا القرآن الذي نقرأه هو كلام الله الحقيقي.
13 - إتفاقه مع السلف فيما يتعلق بمسألة الرؤية، من القول بإثباتها للمؤمنين يوم القيامة.
إلا أنه خالفهم بنفيه الجهة، مستدلاً بحديث الرؤية. وقد بينت فساد استدلاله به، وصحة استدلال السلف.
14 - إنه يقول بعدم تأثير قدرة العبد في فعله، وبينت أنه بذلك يوافق الأشاعرة القائلين بالكسب، الذي لا حقيقة له، ويخالف السلف لقولهم بتأثير قدرة العبد في فعله.
15 - إنه ينفي تأثير الأسباب في مسبباتها، وهو مذهب الأشاعرة، وقد بينت فساد هذا الرأي أيضاً ومخالفته للنصوص الشرعية المثبتة لذلك.
وأخيراً فإنني أقرر هنا وعن ممارسةٍ طويلةٍ لقراءة كتب المتكلمين وكتب السلف أن مذهب السلف هو الذي يجب أن يكون طريق كل مسلم لقربه من منبع العقيدة والتزامه بمنهج الوحي. أما مناهج المتكلمين فإنها حشو من لغو الكلام الذي قد يبعد بكثير ممن يفضِّله عن كتاب الله تعالى وسنّه رسوله. لذلك أدعو إلى الالتزام به والتمسك بأهداف العقيدة الصافية النابعة من المعين الصافي ألا وهو الوحي.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
http://dorar.net/book_end/7243(51/385)
أريد كتابا يتكلم عن المادية الغربية ونقدها
ـ[حاتم علاء]ــــــــ[07 - 10 - 08, 09:47 ص]ـ
السلام عليكم
هل هناك كتاب أو بحث يتكلم عن أريد كتاب يتكلم عن الفلسفة المادية الغربية, نشأتها, وآثرها, ...
وجزاكم الله خيرا
ـ[فهد السيسي]ــــــــ[07 - 10 - 08, 12:36 م]ـ
كتاب فيه رد على من تأثر بالمنطق و الفلسفة و اخذ بجرأة يتهجم على تقي الدين - رحمه الله -
كتاب للشيخ الفاضل الماتع عبدالله بن عبدالعزيز الهدلق رد فيه على المفكر - زعماً- السرحان!!!
اسمه ((الهادي و الهاذي .... ابن تيمية جلاد الحكمة المصلوبة)) فهمته بصعوبة و لكني استمتعت به تماما.
لأنه رد على الكاتب بأسلوبه الكاتب نفسه ..... و وتوعد احزاب المنطق و الفسلفة الذين الّهو ارسطوطاليس و ابن رشد و غيرهما ....
جزى الله الراد خيراً و هدى المردود عليه للصواب ..... آمين ,
و في الكتاب إحالات و مراجع تفيد فيما تسأل عنه.
ـ[حاتم علاء]ــــــــ[07 - 10 - 08, 05:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هل يوجد كتاب غيره؟
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[07 - 10 - 08, 06:33 م]ـ
السلام عليكم
هناك كتاب يتكلم عن المادية الغربية _بشكل غير مباشر_ (لكن من الناحية السياسية) وأثرها في الامساك بزمام العالم وتوجيهه ناحية الشر، مع بعض الخفايا والحقائق الخطيرة في ظل حقبة من الزمان. وبعض العلاقة الشيطانية بين الغرب وبين إسرائيل، وكيف تمت اللُعبة بينهما!
واسم الكتاب (أحجار على رقعة شطرنج)
لمؤلفه: ويليام غاي كار
قائد القوات البحرية للتحالف، في الحرب العالمية الثانية
وهذا من باب وشهد شاهد من أهلها
وستجد الكتاب في المرفقات
ـ[عمر باعلوي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 12:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
لعل من افضل ما قرأت كتابي الشيخ محمد قطب رحمه الله:
* الانسان بين الماديه و الاسلام
* مذاهب فكرية معاصرة
ـ[حاتم علاء]ــــــــ[09 - 10 - 08, 10:03 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
هذا والله ما أريد تحديدا بارك الله فيك وفي الإخوة الأفاضل
ومن عنده أي كتاب مثله فلا يبخل علينا
وجزاكم الله خيرا(51/386)
مقصد لا إله إلا الله؟
ـ[ابوالفهد]ــــــــ[07 - 10 - 08, 03:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
احبتي الكرام كما تعلمون أن لكل شئ في هذا الكون مقصد خلق من أجله علمنا ذلك المقصد أم جهلناه فالله عز وجل لم يخلق شيئا عبثا وحاشاه ذلك {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ ْ}
فقد سمعت أحد الإخوان يقول أن مقصد لا إله إلا الله ولا حظوا قلت مقصد ولم أقل معنى, أنه: إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء وإدخال اليقين على الله
فهل هذا المقصد صحيح وهل قال به أحد من أهل العلم؟ أرجوا التفصيل في المسأله؟
ـ[ابوالفهد]ــــــــ[08 - 10 - 08, 02:01 م]ـ
للرفع
أرجوا الاجابة للأهمية
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[16 - 10 - 08, 11:56 م]ـ
هذا الكلام كثيرًا ما يقوله أفراد جماعة الدعوة والتبليغ، وهو سؤال مهم، لو أنه نُقل لمنتدى عقيدة أهل السنة والجماعة أظن أنه أفضل
ـ[ابوالفهد]ــــــــ[17 - 10 - 08, 03:54 م]ـ
بارك الله فيك اخي طارق وتم نقل الموضوع إلى منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة
ـ[ابوالفهد]ــــــــ[21 - 10 - 08, 02:09 م]ـ
للرفع
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[30 - 12 - 08, 12:06 ص]ـ
جزاكما الله خيرا ....
ماذا حصل بالإجابة بارك الله فيكم
فالإجابة مهمة:)
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[30 - 12 - 08, 12:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
احبتي الكرام كما تعلمون أن لكل شئ في هذا الكون مقصد خلق من أجله علمنا ذلك المقصد أم جهلناه فالله عز وجل لم يخلق شيئا عبثا وحاشاه ذلك {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ ْ}
فقد سمعت أحد الإخوان يقول أن مقصد لا إله إلا الله ولا حظوا قلت مقصد ولم أقل معنى, أنه: إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء وإدخال اليقين على الله
فهل هذا المقصد صحيح وهل قال به أحد من أهل العلم؟ أرجوا التفصيل في المسأله؟
سلمك الله يا أبو فهد:
المقصد و المعنى بالنسبة لكلمة التوحيد هو شئ واحد لا غير, ألا وهو:
نفي العبادة من دون الله, وإثباتها لله وحده .. ولا أدري لماذا قلتم في الفرق بينهما والله أعلم ..
أرجوا الإفادة .. وفقك الله يا أبو فهد ... معذرة على الإستدراك فإني لست من أهله, ولكن أحببت المشاركة .. والله المستعان ..
ـ[ابوالفهد]ــــــــ[30 - 12 - 08, 08:32 م]ـ
أخي عبد الرحمن السبيعي
أشكرك على التعقيب لكن بودي أن تذكر لي مصدر يقول أن كلمة التوحيد مقصدها هو معناها
وإلى الآن لم أجد إجابة , أين طلاب العلم , وأين المشائخ الكرام الرجاء الرد
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[30 - 12 - 08, 09:56 م]ـ
أخي عبد الرحمن السبيعي
أشكرك على التعقيب لكن بودي أن تذكر لي مصدر يقول أن كلمة التوحيد مقصدها هو معناها
وإلى الآن لم أجد إجابة , أين طلاب العلم , وأين المشائخ الكرام الرجاء الرد
المصدر سهل جداً:
أذهب إلى قائلها واسأله من أين أتيت بهذا المعنى أو المقصد ...
ـ[أبو خالد الصاعدي]ــــــــ[31 - 12 - 08, 07:17 م]ـ
جماعة التبليغ جماعة متلونة تهرب من الإعتراف بفساد منهجها، فحين انتقد عليهم تعريفهم لا اله الا الله بأنه إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء وإدخال اليقين على الله، جاء التبليغيون العرب وقالوا إنهم لا يقصدون المعنى وإنما يقصدون المقصد. وهذا هروب قبيح من الإعتراف بالخطأ
وقد صدق الأخ السبيعي حين قال لا فرق بينهما
وإليك هذا القول من امام معتبر وهو ابن باز حيث قال:
"فعلم بذلك أن المقصود بقول: لا إله إلا الله هو المقصود بدعوة الرسل: وهو أن يوحد الله، ويخص بالعبادة دون كل ما سواه جل وعلا، ولهذا يقول سبحانه في كتابه المبين: {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل}. فاتضح بذلك أن المقصود: تخصيصه بالعبادة دون كل ما سواه، وأنه سبحانه المعبود الحق جل وعلا، وأن ما عبد من دونه معبود باطل؛ ولهذا قال سبحانه وتعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}. أي: وحدوا الله واجتنبوا الطاغوت، أي: اتركوا عبادة الطاغوت، وابتعدوا عنها ".
مجموع فتاوى ومقالات ابن باز (2/ 37)
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[31 - 12 - 08, 07:36 م]ـ
جماعة التبليغ جماعة متلونة تهرب من الإعتراف بفساد منهجها، فحين انتقد عليهم تعريفهم لا اله الا الله بأنه إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء وإدخال اليقين على الله، جاء التبليغيون العرب وقالوا إنهم لا يقصدون المعنى وإنما يقصدون المقصد. وهذا هروب قبيح من الإعتراف بالخطأ
وقد صدق الأخ السبيعي حين قال لا فرق بينهما
وإليك هذا القول من امام معتبر وهو ابن باز حيث قال:
"فعلم بذلك أن المقصود بقول: لا إله إلا الله هو المقصود بدعوة الرسل: وهو أن يوحد الله، ويخص بالعبادة دون كل ما سواه جل وعلا، ولهذا يقول سبحانه في كتابه المبين: {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل}. فاتضح بذلك أن المقصود: تخصيصه بالعبادة دون كل ما سواه، وأنه سبحانه المعبود الحق جل وعلا، وأن ما عبد من دونه معبود باطل؛ ولهذا قال سبحانه وتعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}. أي: وحدوا الله واجتنبوا الطاغوت، أي: اتركوا عبادة الطاغوت، وابتعدوا عنها ".
مجموع فتاوى ومقالات ابن باز (2/ 37)
بارك الله فيك ياأبو خالد على هذا النقل ... نور الله دربك ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/387)
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[02 - 01 - 09, 11:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا إخوتي لكن أقول-وليس لمثلي أن يقول لكن .... الله المستعان- إن الاختلاف في مباني الكلمات يفيد الاختلافَ في معانيها فكيف لو اختلفت الكلمتان لذا أقول: إن هناك فرقا بين الكلمتين فالمعنى يختلف عن المقصد ......
فمعناها: هو لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى.وهو معروف لدى الإخوة -وفقهم الله-
أما مقصدها: فهي لها مقاصد كثيرة، أي كلمة التوحيد لها مقاصد "أو قل أهداف" كثيرة منه ما يذكره جماعة الدعوة من إخراج اليقين الفاسد على الأشياء وإدخال اليقين الصحيح بالله تعالى وهو التوكل وهناك أهداف كثيرة أخرى لكلمة التوحيد مثل الانابةإليه والاستاعنة به والاستعاذة به والاستغاثة وغيرها من المقاصد أو قل الأهداف .....
وفق الله الجميع ورزقنا التواضع والحلم على المسلمين وعدم اطلاق الأحكام العامة.
والله تعالى أعلى وأعلم ونسبة العلم إليه أسلم.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[03 - 01 - 09, 12:06 ص]ـ
أبا خالد الصاعدي .. وفقه الله
لو اكتفيت بالجواب عن السؤال كان خيرا لك ..
ـ[أبو خالد الصاعدي]ــــــــ[03 - 01 - 09, 12:32 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبو معاذ
وهل ما قلته عنهم جانب الصواب.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[03 - 01 - 09, 01:17 ص]ـ
هل ثبت لديك أن منهجهم فاسد؟ أم أنك تقول ما يقوله الناس
ـ[أبو خالد الصاعدي]ــــــــ[03 - 01 - 09, 07:28 ص]ـ
أخي أبو معاذ
ما قلت الذي قلته إلا عن يقين ودراية.
فقبل أن أعرف كلام أهل العلم فيهم وفي فساد منهجهم.
فأنا أعيش بينهم منذ أن وعيت على طلب العلم، فأبي ثبته الله على الطريق القويم مكث معهم ما يقارب من عشرين سنة وقد جاب الدنيا معهم حتى عافاه الله منهم، وقد خبرت أحوالهم وحصلت مواقف لي مع بعض أمرائهم وكبارهم في منطقتي مواقف أحكيها لك لكي تعرف أنهم جماعة بنيت على أساس فساد.
منها:
1 - عندما ذكرنا لأحدهم أن الشيخ بن باز وابن عثيمين ينكرون عليهم جهلهم بأمر العقيدة، قال إنهم إذا عبيت لهم هذا تحرك هذا (أي إذا وضعت المال في جيبهم تحرك لسانهم).
2 - قام أحد وهو ممن بايع وقلد منصب اللإمارة في الجماعة في مسجد الحي وقال للناس إن التوحيد الذي درستموه في المدارس كله خطأ وأتى بتوحيد جديد.
وله في مقام يسبق هذا التشنيع على أحمد بن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب.
3 - ومما جعلني أقوال أن التبلغيون العرب لما علموا النكير عليهم في تفسير كلمة التوحيد قالوا إنما المراد المقصد، أنهم في مجالسهم قبا افتتاح البيان يداروا بينهم تفسير هذه الكلمة، فيقولون ما تفسير الكلمة الطيبة: فيعرف كل واحد منهم هذه الكلمة بالتعريف الفاسد. ولما امتنع أحد الشباب عن تفسيرها بهذا المعنى شنعوا عليه ثم قال كبار القوم اتركوه الله يفهمه.
4 - وحين قيل لكبير من كبارهم إن الشيخ الفوزان يحذر منكم قال: إن الفوزان مع جماعة التبليغ كالتيس الذي ينطح الصخرة.
هذا غيض من فيض، والذي أدين الله به ان هذه الجماعة جماعة بدعية.
وكما قال الشيخ الالباني:جماعة التبليغ صوفية عصرية.
من خرافات الصوفية التبليغية:
قال محمد زكريا الكاندهلوي أن موسى بن محمد قال:
((أن رجلاً أعجمياً كان يطوف بالكعبة وكان رجلاً ديناً صالحاً وسمع في أثناء طوافه صوت خلخال
إمراة كانت تطوف بالبيت فنظر هذا الرجل إليها
فخرجت يد من الركن اليماني ولطمته لطمة خرجت عينه من رأسه!!!!
وخرج صوت من جدار بيت الله: (انك تطوف بيتي وتنظر الى غيري
فهذه اللطمة جزاء هذه النظرة وإن فعلت مرة ثانية نجازيك!!!!)) فضائل حج للشيخ زكريا ص105:
قال محمد زكريا الكاندهلوي:
((يروى عن بعض المشايخ أن كثيراً ممن كان بخراسان أقرب من مكة من البعض الذين يطوفون بالبيت بل البعض منهم تذهب اليهم الكعبة لزيارتهم!!!))
الله في كل مكان عند الكاندهلوي
يقول:
((ثم يتفكر في آية أخرى مثل قوله تعالى ((الله نور السماوات والأرض))
ويتصور أن الله في كل مكان ونوره في جميع العالم ثم يغرق في تصور نوره))
صقالة القلوب (ص144)
تعظيم القبور والمزارات
قال محمد زكريا الكاندهلوي:
((إن الحط من شأن الخانقاهات وإهانتها أمر خطير للإيمان))
صقالة القلوب (ص58)
وقال:
((وبركات المزارات أي القبور ذات البناء شئ لاينكر وبركاتها مسلمة وعظيمة))
فضائل حج (ص129)
وقال:
((إن هذه الخانقاهات التي تسب من كل ناحية وتطعن فيها كم لها من درجات عند الله))
فضائل ذكر (ص42)
البردة عن مشايخ التبليغ
قال محمد إلياس:
((قصيدة البردة عندنا من المقرر قراءته على العلماء)) ملفوظات إلياس (ص52)
وقال الكاندهلوي وهو يستمع الى قصيدة البردة:
((العشق شئ مبارك!!!! لو أن أحداً وفق له وليحذر أن يتعلق بمالايناسب))
مجلة الفرقان ماهنامه (ص299)
سئل سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى -:
أحسن الله إليك، حديث النبي صلى الله عليه وسلم في افتراق الأمم: قوله: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة إلا واحدة)).
فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع. وجماعة الأخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة. هل هاتين الفرقتين تدخل ... ؟
فأجاب - غفر الله تعالى له وتغمده بواسع رحمته -:
((تدخل في الثنتين والسبعين، من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين، المراد بقوله (أمتي) أي: أمة الإجابة، أي: استجابوا له وأظهروا اتباعهم له، ثلاث وسبعين فرقة: الناجية السليمة التي اتبعته واستقامة على دينه،
واثنتان وسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع أقسام.
فقال السائل: يعني: هاتين الفرقتين من ضمن الثنتين والسبعين؟
فأجاب: نعم، من ضمن الثنتين والسبعين والمرجئة وغيرهم، المرجئة والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين، لكن داخلين في عموم الثنتين والسبعين.))
[ضمن دروسه في شرح المنتقى في الطائف وهي في شريط مسجّل)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/388)
ـ[ابوالفهد]ــــــــ[04 - 01 - 09, 02:19 م]ـ
وفقك الله يا أبا خالد لكن يوجد خطأ بسيط وهو في رقم الصفحة في فناوي ومقالات الشيخ عبد العزيز بن باز
مجموع فتاوى ومقالات ابن باز (2/ 37)
(2/ 44)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 - 01 - 09, 05:41 م]ـ
قال الله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
هذا هو المقصد
وهناك أهداف كثيرة أخرى لكلمة التوحيد مثل الانابةإليه والاستاعنة به والاستعاذة به والاستغاثة وغيرها من المقاصد أو قل الأهداف .....
أليست هذه كلها من العبادة؟
أليس المقصد أن تكون حياة المسلم ابتغاء وجه الله عز وجل؟
فلا يغفل عن الله عز وجل ويكون ذكره في قلبه في كل وقت وبلسانه متى ما أمكن.
فالمؤمن يجعل حياته كلها عبادة لله عز وجل
حتى مأكله ومشربه، يأكل ويشرب ما يقيم صلبه ليعبد الله ويدعو لدينه
فيحتسب ما يقوم به من أعمال ظاهرها دنيوية لكن فعله لها حقيقة لله عز وجل حتى يتمكن من عبادته وإقامة دينه والدعوة إليه.
والله أعلم(51/389)
ما هو البرزخ؟ وهل اختلف العلماء فيه؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 10 - 08, 11:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
منذ مدة وأنا أرغب في معرفة الجواب على هذا السؤال
هل هو عالم منفصل؟ يعني مكان اسمه البرزخ
أم هو حياة بين الدنيا والآخر وأن هناك حجاب بيننا نخن الأحياء في هذه الدنيا وبين أرواح الأموات في البرزخ، فلا نراهم ولا يروننا
وإذا كانت روح الإنسان في قبره فهو ما زال في البرزخ لأنها حياة وليس مكان اسمه برزخ.
وكانت تظهر لي الآدلة بأنها الثانية لكن أردت التأكد والإطمئنان
ونسيت بخصوص الموضوع حتى طرأ شيء ذكرني به فبدأت البحث عن معلومات متعلقة بهذا الأمر فوجدت كلاما للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه للعقيدة السفارينية:
- البرزخ: معناه (الفاصل بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة) هذا البرزخ
البرزخ ما هو اسم مكان البرزخ معناه (الشيء الفاصل)،
- الآن الأرواح موجودة في الجنة الآن، الآن الأرواح موجودة في الجنة الآن،
السؤال: الذين في القبر ما تكون الأرواح معهم؟
الجواب: ما تكون معهم، لكن تعاد إليهم عند الفتنة فتنة القبر،
وفي موضع آخر من نفس الكتاب:
((قوله: (فتنة البرزخ والقبور): البرزخ: (الحاجز بين الشيئين) [59]،
والمراد به ما بين موت الإنسان إلى قيام الساعة [60]،
وعطف القبور عليه من باب عطف الخاص على العام،
لأن البرزخ أعم من القبور قد يموت الإنسان ويُلقى على وجه الأرض فتأكله السباع فهل كان في قبر؟ لا ولكنه في برزخ فكل ميت فهو في برزخ وكل مقبور فهو في برزخ،
فعطف القبور على البرزخ من باب عطف الخاص على العام،))
ولكن أحتاج إلى آثار من السلف أو أقوال من العلماء المتقدمين في هذه المسألة.
ولا مانع في نقل كلام للعلماء المتأخرين أيضا.
وسؤال: هل اختلف علماء الإسلام في هذا؟
أم هم متفقون على أن البرزخ حياة فاصلة بين جياة الدنيا والآخرة، فلا علاقة بمكان الروح بكونها في البرزخ أم لا، فهي في البرزخ أينما كانت في هذا العالم، سواءا في السماوات أو في الأرض، أو في القبر أو خارجه؟
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[08 - 10 - 08, 12:15 ص]ـ
وجدت هذه المشاركة لعل فيها بعض ماتريدين.
عذاب البرزخ ونعيمة: صاحب الموضوع زيدي مبتدع ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=539769&postcount=4)!
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[08 - 10 - 08, 01:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن سؤالي ليس له علاقة بعذاب القبر ونعيمه
السؤال متعلق بالبرزخ نفسه ما هو؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 05 - 09, 12:06 م]ـ
للرفع
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[19 - 05 - 09, 02:02 م]ـ
البرزخ: هو الفترة ما بين موت الإنسان و البعث.
سواء قُبِرَ الإنسان أو احترق أو غرق ... إلخ
هذا فهمي له - والله أعلم -.(51/390)
ما أفضل شرح صوتي على التدمرية؟
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[08 - 10 - 08, 02:34 ص]ـ
ما أفضل شرح صوتي على التدمرية؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[08 - 10 - 08, 03:35 ص]ـ
ــ شرح الشيخ عبدالرحمن المحمود.
ــ شرح الشيخ عبدالرحمن البراك (وشرحه الصوتي تم طبعه في كتاب وهو موجود في المكتبات).
ــ شرح الشيخ عبدالله الغنيمان.
شروحهم هي أفضل الشروح على المتن.
والله أعلم.
ـ[عبدالسلام الأزدي]ــــــــ[08 - 10 - 08, 05:06 ص]ـ
وهناك أيضاً شرح الشيخ د. محمد بن سعيد القحطاني بموقع المسلم ,
وشرح الشيخ أ. د. ناصر بن عبدالكريم العقل.
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[08 - 10 - 08, 10:16 ص]ـ
هناك شرح الشيخ د يوسف الغفيص
ولا يخفى مكانة الشيخ وتمكنه من هذا الفن
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[15 - 10 - 08, 11:30 م]ـ
وهناك شرح للشيخ عبدالعزيز الراجحي
ـ[احمد ابن صالح]ــــــــ[16 - 10 - 08, 01:23 ص]ـ
أحسن شرح والله اعلم شرح الشيخ الخويطر رحمه الله
ـ[ابراهيم خطاب]ــــــــ[16 - 10 - 08, 07:51 ص]ـ
شرح الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني على التدمرية جيد ومبسط جداً ليصل إلى كل الناس بما فيهم العامة والدروس موجودة بموقع الشيخ http://www.alridwany.com صوتية و مكتوبة (مفرغ بعضها في ملفات ورد)
ـ[تركي العبدلي]ــــــــ[16 - 10 - 08, 08:49 م]ـ
أميزها شرح الغفيص و هو عميق جدا
ـ[القندهاري]ــــــــ[17 - 10 - 08, 06:07 م]ـ
الحمد لله.
سلسلة التعليق على الرسالة التدمرية
للشيخ: عبد الرحمن بن صالح المحمود
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3406
سلسلة شرح العقيدة التدمرية
للشيخ: محمد بن صالح العثيمين
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=693
سلسلة شرح الرسالة التدمرية
للشيخ: محمد أمان
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2333
سلسلة شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية
للشيخ: محمد بن سعيد القحطاني
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2895
سلسلة شرح العقيدة التدمرية
للشيخ: ناصر بن عبدالكريم العقل
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3155
والله الموفق.
ـ[كتبي]ــــــــ[18 - 10 - 08, 04:53 ص]ـ
لا تفوتنك شروحات الشيخ الغفيص أيها الحبيب
متميزة جدا، غزيرة بالفوائد
ـ[ابوعبدالمحسن السلفي]ــــــــ[20 - 10 - 08, 03:49 م]ـ
شرح القواعد السبع من التدمرية يوسف الغفيص
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=1119&read=0&lg=656
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[10 - 06 - 09, 10:47 ص]ـ
استئذنكم ..
شرح الشيخ المحمود غير كامل لكنه نفيس جدا
وشرح الشيخ الغفيص عميييييق جدا
وشرح الامام العثيمين رحمه الله مبسط جدا وغالبا نفس الكلام على شرحه لفتح رب البرية
وشرح الشيخ الجامي متوسع جدا كعادته رحمه الله
شرح الشيخ العقل مختصر لانه عبارة عن شرح مجموع الفتاوى
وشرح الشيخ القحطاني لم اسمعه بعد
والله اعلم(51/391)
أرجو من الأخوة الرد
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[08 - 10 - 08, 03:10 ص]ـ
نشرت جريدة الوطن الكويتية مقالات لرافضي اسمه خليل علي حيدر (قبحه الله)
الشيخ سليمان بن عبدالوهاب النجدي يعارض شقيقه!
من أقل الكتب المتداولة بين السلفيين كتاب عنوانه «الصواعق الالهية في الرد على الوهابية»، وهو نقاش فقهي شامل ورد على ابرز افكار ومبادئ المذهب او المنهج السلفي للشيخ محمد بن عبدالوهاب! والمعروف ان كتباً ومنشورات كثيرة كتبت للرد على «الوهابية»، كما صار الكثيرون يسمون حركة الشيخ في نجد وخارجها، اما الذي يلفت النظر في كتاب «الصواعق الالهية»، فهو ان المؤلف هو «العلامة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب النجدي»، شقيق الشيخ محمد بن عبدالوهاب صاحب الدعوة الوهابية نفسه، حيث كان على رأس مخالفي المذهب السلفي، وسنحاول فيما يلي عرض اهم النقاط المثارة في الكتاب:
يبدأ الشيخ سليمان حديثه باستعراض «شروط الامامة في الدين»، حيث لا يجوز لاحد ان يكون إماماً في الدين والمذهب المستقيم حتى يكون جامعاً لهذه الخصال. فعليه ان يكون حافظاً للغات العرب واختلافها ومعاني اشعارها، واختلاف الفقهاء، عالماً بكتاب الله وتفسيره واختلاف القراءات، وعالماً بالحديث ودرجاته، ثم ان يكون ورعاً ديناً صدوقاً ثقة وعلى كل من لم يكن كذلك ان يقتدي بمن هو بهذه الخصال المذكورة.
سأل رجل الامام أحمد بن حنبل: اذا حفظ الرجل مائة ألف حديث هل يكون فقيهاً؟ قال لا. قال: فمائتي ألف حديث؟ قال: لا. قال: فثلاثمائة ألف حديث؟ قال: لا قال: فاربعمائة؟ قال نعم، قال «أبو اسحاق»: لما جلست في جامع المنصور للفتيا، ذكرت هذه المسألة. فقال لي رجل: فأنت تحفظ هذا المقدار حتى تفتي الناس؟ قلت، لا، انما افتي بقول من يحفظ هذا المقدار.
ويضيف الشيخ سليمان منتقداً نشطاء الدعوة فيقول: «وإنما ذكرت هذه المقدمة لتكون قاعدة يرجع اليها، فان اليوم ابتلي الناس بمن ينتسب الى الكتاب والسنة ويستنبط من علومها ولا يبالي من خالفه، واذا طلبت منه ان يعرض كلامه على أهل العلم لم يفعل، بل يوجب على الناس الاخذ بقوله وبمفهومه، ومن خالفه فهو عنده كافر، هذا وهو لم تكن فيه خصلة واحدة من خصال اهل الاجتهاد ولا والله عُشر واحدة، ومع هذا راج كلامه على كثير من الجهال، فإنا لله وإنا اليه راجعون».
وينتقد الشيخ سليمان تزمت الدعاة، ويقارنهم بالخوارج فيقول: قال الله عز وجل: ?ان الدين عند الله الاسلام?. وقال تعالى: ?فإن تابوا واقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم?، وفي الآية الاخرى: ?فاخوانكم في الدين?.
قال ابن عباس: «حرمت هذه الآية دماء أهل القبلة». وقال أيضاً: «لا تكونوا كالخوارج تؤولوا آيات القرآن في اهل القبلة، وانما نزلت في اهل الكتاب والمشركين، فجهلوا علمها فسفكوا بها الدماء وانتهكوا الاموال، وشهدوا على اهل السنة بالضلالة». وكان ابن عمر يرى الخوارج شرار الخلق، قال أنهم «عمدوا في آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المسلمين .. » وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل في الصحيحين: «الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله».
وقال ابن القيم: «أجمع المسلمون على ان الكافر اذا قال لا اله الا الله وان محمداً رسول الله، فقد دخل في الاسلام».
وكذلك اجمع المسلمون يقول الشيخ سليمان، «أن المرتد اذا كانت ردته بالشرك فان توبته بالشهادتين».
ويواصل الشيخ سليمان بن عبدالوهاب انتقاداته للدعوة وظاهرة تكفير المسلمين لدى اتباعها:
«إذا فهمتم ماتقدم، فانكم الآن تكفرون من شهد ان لا إله الا الله وحده، وان محمداً عبده ورسوله واقام الصلاة، وأتى الزكاة وصام رمضان وحج البيت مؤمناً بالله وملائكته وكتبه ورسله، ملتزماً لجميع شعائر الاسلام وتجعلونهم كفاراً، وبلادهم بلاد حرب. فنحن نسألكم من امامكم في ذلك، وممن اخذتتم هذا المذهب، فإن قلتم كفرناهم لانهم مشركون بالله .. لكن أهل العلم قالوا في تفسير اشرك بالله أي ادعى أن لله شريكا كقول المشركين هؤلاء شركاؤنا. ويضيف الشيخ سليمان: «هذه التفاصيل التي تفصلونها من عندكم، أن من فعل كذا فهو مشرك، وتخرجونه من الاسلام، من أين لكم هذه التفاصيل، استنبطتم ذلك بمفاهيمكم، فقد تقدم لكم اجماع الأمة انه لا يجوز لمثلكم الاستنباط .. بينوا لنا من أين اخذتم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/392)
مذهبكم هذا ولكم علينا عهد الله وميثاقه لنتبع الحق إن شاء الله».
ويوضح الشيخ سليمان درجات الشرك فيقول: «فأما الشرك ففيه اكبر وأصغر، وفيه كبير واكبر، وفيه ما يخرج من الاسلام وفيه ما لا يخرج من الاسلام، وهذا كله باجماع. وتفاصيل ما يخرج مما لا يخرج، يحتاج إلى تبيين أئمة أهل الاسلام الذين اجتمعت فيهم شروط الاجتهاد، فإن اجمعوا على أمر لم يسع أحد الخروج عنه وإن اختلفوا فالأمر واسع، فإن كان عندكم عن أهل العلم بيان واضح فبينوا لنا وسمعا وطاعة، وإلا فالواجب علينا وعليكم الأخذ بالاصل المجمع عليه».
ويقف الشيخ سليمان بن عبدالوهاب عند قضية النذر للموتى، ويعلن «بطلان ادعاء شرك الناذر للموتى»، ويقول معترضا على طرق استنباط مثل هذا الحكم:
«من أين لكم أن المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، إذا دعى غائبا أو ميتا أو نذر له أو ذبح لغير الله أو تمسح بقبر أو أخذ من ترابه، ان هذا هو الشرك الأكبر، الذي من فعله حُبط عمله، وحلّ ماله ودمه».
ويوضح الشيخ سليمان بن عبدالوهاب هنا نقطة هامة لا ينتبه إليها السلفيون، فيقول: «وإن قلتم اخذنا ذلك من كلام بعض أهل العلم كابن تيمية وان القيم، لأنهم سموا ذلك شركا، قلنا: هذا حق، ونوافقكم على تقليد الشيخين ان هذا شرك، ولكن هم لم يقولوا كما قلتم ان هذا شرك اكبر، يخرج من الاسلام، وتجري على كل بلد فيها هذا، أحكام أهل الردة. بل من لم يكفرهم عندكم فهو كافر، تجري عليه احكام أهل الردة، ولكنهم رحمهم الله، ذكروا ان هذا شرك وشددوا فيه ونهوا عنه، ولكن ما قالوا كما قلتم، ولا عُشر معشاره، ولكنكم اخذتم من قولهم ما جاز لكم دون غيره. بل في كلامهم رحمهم الله، ما يدل على أن هذه الافاعيل شرك أصغر، وعلى تقدير .. ولم يقولوا من نذر لغير الله فهو مرتد، ولم يقولوا من طلب من غير الله فهو مرتد، ولم يقولوا من ذبح لغير الله فهو مرتد ولم يقولوا من تمسح بالقبور وأخذ من ترابها فهو مرتد كما قلتم أنتم. فإن كان عندكم شيء -من الأدلة- فبينوه، فإنه لا يجوز كتم العلم، ولكنكم أخذتم هذا بمفاهيمكم، وفارقتم الاجماع وكفرتم أمة محمد صلى الله عليه وسلم كلهم، حيث قلتم من فعل هذا الأفاعيل فهو كافر، ومن لم يكفره فهو كافر، ومعلوم عند الخاص والعام، أن هذه الأمور -أي التمسح بالقبور وغير ذلك- ملأت بلاد المسلمين، وعند أهل العلم منهم أنها ملأت بلاد المسلمين من أكثر من سبعمائه عام، وأن من لم يفعل هذه الأفاعيل من أهل العلم، لم يكفروا أهل هذه الأفاعيل، ولم يجروا عليهم احكام المرتدين، بل اجروا عليهم أحكام المسلمين، بخلاف قولكم، حيث اجريتم الكفر والردة على امصار المسلمين وغيرها من بلاد المسلمين، وجعلتم بلادهم بلاد حرب حتى الحرمين الشريفين، اللذين اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة الصريحة انهما لا يزالان بلاد الاسلام، وانهما لا تُعبد فيهما الاصنام، وحتى ان الدجال في اخر الزمان يطأ البلاد كلها إلا الحرمين. فكل هذه البلاد عندكم بلاد حرب، كفار أهلها، لانهم عبدوا الاصنام على قولكم، وكلهم عندكم مشركون شركا مخرجا عن الملة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. فوالله إن هذا عين المحادة لله ولرسوله ولعلماء المسلمين قاطبة. فأعظم من رأينا مشددا في هذه الأمور، التي تكفرون بها الأمة، ابن تيمية وابن القيم، وهما رحمهما الله، قد صرحا في كلامهما تصريحا واضحا أن هذا - كالنذور وما يتصل بها- من الشرك الذي ينقل الملة، بل قد صرحوا في كلامهم أن من الشرك ما هو أكبر من هذا بكثير كثير، وأن من هذه الأمة من فعله وعاند فيه، ومع هذا لم يكفروه، كما يأتي كلامهم في ذلك إن شاء الله تعالى.
فأما النذر، يقول الشيخ سليمان، فنذكر كلام الشيخ تقي الدين ابن تيمية وابن القيم، وهما من أعظم من شدد فيه وسماه شركا فنقول:
قال الشيخ تقي الدين: «النذر للقبور ولأهل القبور كالنذر لإبراهيم الخليل عليه السلام أو الشيخ فلان، نذر معصية لا يجوز الوفاء به وإن تصدق بما نذر من ذلك على من يستحقه من الفقراء أو الصالحين كان خيراً له عند الله وأنفع».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/393)
ويعقب الشيخ سليمان على كلام ابن تيمية هذا فيقول: «لو كان الناذر كافراً عنده لم يأمره بالصدقة، لأن الصدقة لا تقبل من الكافر؛ بل يأمره بتجديد إسلامه، ويقول له خرجت من الإسلام بالنذر لغير الله».
وقال الشيخ- أيضا- أي ابن تيمية: «من نذر إسراج بئر أو مقبرة أو جبل أو شجرة، أو نذر له أو لسكانه لم يجز ولا يجوز الوفاء به، ويصرف في المصالح»، فلو كان الناذر كافراً، يقول الشيخ سليمان، لم يأمره ابن تيمية برد نذره إليه، بل أمره بقتله».
وأما الذبح لغير الله، فقد ذكره ابن القيم في المحرمات ولم يذكره في المكفرات، إلا أن ذُبح للأصنام أو لما عُبد من دون الله كالشمس والكواكب، كما أن أهل العلم ذكروا ما أهل به لغير الله، ونهوا عن أكله ولم يكفروا صاحبه، يقول ابن تيمية: «كما يفعله الجاهلون بمكة شرفها الله تعالى من الذبح للجن، ولذلك نهى النبي (صلى الله عليه وسلم) عن ذبائح الجن»، ولم يقل الشيخ ابن تيمية، من فعل هذا فهو كافر، بل من لم يكفره فهو كافر، كما قلتم أنتم!
وأما السؤال من غيرالله، يقول الشيخ سليمان بن عبد الوهاب، فقد فصّله الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله، إن كان السائل يسأل من المسؤول مثل غفران الذنوب وإدخال الجنة والنجاة من النار وإنزال المطر وإنبات الشجر، وأمثال ذلك مما هو من خصائص الربوبية، فهذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل، ولكن الشخص المعين الذي فعل ذلك لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة .. والآن أنتم تكفرون بالسؤال وحده.
وأما التبرك والتمسح بالقبور وأخذ التراب منها والطواف بها، يقول الشيخ سليمان، فقد ذكره أهل العلم «فبعضهم عدّه في المكروهات، وبعضهم عده في المحرمات، ولم ينطق واحد منهم بأن فاعل ذلك مرتد كما قلتم أنتم، بل تكفرون من لم يكفر فاعل ذلك. وعلى تقدير هذه الأمور التي تزعمون أنها كفر، أعني النذر وما معه، فهنا أصل آخر من أصول أهل السنة، مجمعون عليه، كما ذكره الشيخ تقي الدين وابن القيم نقلا عنهم، وهو أن الجاهل والمخطئ من هذه الأمة، ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أوكافراً، أنه يُعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة التي يُكفر تاركها».
ويشير الشيخ سليمان إلى أصل آخر وهو «أن المسلم قد تجتمع فيه المادتان: الكفر والإسلام، والكفر والنفاق، والشرك والإيمان، وأنها تجتمع فيه المادتان ولا يكفر كفراً ينقل عن الملة في مذهب أهل السنة.
واعلم أن أول فرقة فارقت الجماعة «الخوارج»، الذين كفروا عليا وعثمان ومعاوية ومن معهم، واستحلوا دماء المسلمين وأموالهم وجعلوا بلاد المسلمين بلاد حرب، وبلادهم هي بلاد الإيمان، ويزعمون أنهم أهل القرآن، ولا يقبلون من السنة النبوية إلا ما وافق مذهبهم، ومن خالفهم وخرج من ديارهم فهو كافر، ويزعمون أن علياً والصحابة رضي الله عنهم أشركوا بالله، ولم يعملوا بالقرآن، ويستدلون لمذهبهم بمتشابه القرآن، وينزلون الآيات التي نزلت في المشركين المكذبين في أهل الإسلام. ومع هذه الأمور الهائلة والكفر الصريح الواضح وخروجهم عن المسلمين، يلاحظ الشيخ سليمان، قال لهم علي رضي الله عنه لا نبدؤكم بقتال ولا نمنعكم من الفيء ما دامت أيديكم معنا
ثم إن الخوارج اعتزلوا، وبدؤوا المسلمين- الإمام ومن معه- بالقتال، فثار عليهم علي رضي الله عنه، وجرى على المسلمين منهم أمور هائلة يطول وصفها ومع هذا كله، يقول الشيخ سليمان، لم تكفرهم الصحابة ولا التابعون ولا أئمة الإسلام، ولا قال لهم عليٌ ولا غيره من الصحابة، قامت عليكم الحجة وبينا لكم الحق، وقال الشيخ ابن تيمية «لم يكفرهم عليٌ ولا أحد من الصحابة ولا أحد من أئمة أهل الإسلام، فانظر رحمك الله إلى طريقة أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعل الله يهديك إلى اتباع سبيل المؤمنين، وينبهك من هذه البلية التي تزعمون الآن أنها السنة، وهي والله طريقة القوم- أي طريقة الشيخ محمد بن عبدالوهاب- لا طريقة علي ومن معه، رزقنا الله اتباع آثارهم!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/394)
فإن قلت: عليٌ نفسه قتل الغالية- أي الغلاة، بل حرقهم بالنار وهم مجتهدون، والصحابة قاتلوا أهل الردة قلت: هذا كله حق، ولكن الغالية مشركون زنادقة أظهروا الكفر ظهوراً جلياً لا لبس فيه، وقالوا لعلي: أنت الله. فإن رأيتم من يقول لمخلوق هذا هو الله فاحرقوه، وإلا «فاتقوا الله ولا تلبسوا الحق بالباطل وتقيسوا الكافرين على المسلمين بآرائكم الفاسدة ومفاهيمكم الواهية». وقد بينا أن أهل الردة كانوا أصنافاً، منهم من ارتد عن الملة ودعا إلى نبوة مسيلمة، ومنهم من أنكر الشرائع كلها، وهؤلاء هم الذين اعتبرهم الصحابة كفاراً، وكذلك رأى أبو بكر سبي ذراريهم وساعده على ذلك أكثر الصحابة، ثم لم ينقض عصر الصحابة حتى أجمعوا على أن المرتد لا يُسبى فأما مانعو الزكاة منهم، المقيمون على أصل الدين، فإنهم «أهل بغي»، ولم يسموا «أهل شرك» أو هم «كفار»، وإن كانت الردة أضيفت إليهم لمشاركتهم للمرتدين في بعض ما منعوه من حق الدين.
ويختتم الشيخ سليمان كلامه في هذا الباب فيقول: «لما تقدم الكلام على الخوارج وذكر مذهب الصحابة وأهل السنة فيهم، وأنهم منتسبون إلى الإسلام الظاهر، ويقول: «وأنتم اليوم تكفرون من ليس فيه خصلة واحدة مما في أولئك»، بل الذين تكفرونهم اليوم وتستحلون دماءهم وأموالهم عقائدهم عقائد أهل السنة والجماعة، الفرقة الناجية، جعلنا الله منهم» .. وللحديث صلة!
Publish Date 23/09/2008
الشيخ سليمان بن عبدالوهاب النجدي يعارض شقيقه يواصل الشيخ سليمان بن عبدالوهاب النجدي، شقيق الداعية الشيخ محمد بن عبدالوهاب، استعراضه لموقف المسلمين والفقهاء من مختلف الفرق والمذاهب، وكيف انهم لم يصدروا احكام التكفير والردة عليهم رغم ابتعاد اقوالهم وبعض افعالهم عن مذهب اهل السنة والجماعة!
وينتقل الشيخ سليمان بعد عرض للخوارج الى «القدرية»، ويقول انها فرقتان، فرقة انكرت القدر وقالت ان الله لم يقدر المعاصي على اهلها ولا هو يقدر على ذلك ولا يهدي الضال ولا هو يقدر على ذلك، والمسلم عندهم هو الذي جعل نفسه مسلما، وهو الذي جعل نفسه مصليا وكذلك سائر الطاعات والمعاصي، العبد هو الذي خلقها بنفسه! وجعلوا العبد خالقا مع الله اما الفرقة الثانية من القدرية فقد زعمت ان الله اجبر الخلق على ما عملوا، وان الكفر والمعاصي في الخلق كالبياض والسواد في خلق الادمي - اي لون بشرته - لاي للمخلوق فيه، اوكما يشير القرآن الكريم الى ما قاله المشركون الذي قالوا «لو شاء ربك ما اشركنا ولا آباؤنا».
ومع هذا الكفر العظيم والضلالة، يقول الشيخ سليمان، لم تكفرهم الصحابة ولا من بعدهم من أئمة اهل الاسلام ولا اوجبوا قتلهم ولا اجروا عليهم احكام اهل الردة ولا قالوا قد كفرتم حيث خالفتمونا لانا لا نتكلم الا بالحق»!
وينتقل الشيخ سليمان في حديثه الى المعتزلة ضمن «اهل البدع»، الذين خرجوا في زمن التابعين، واتوا من الاقوال والافعال الكفريات ما هو مشهور، منها القول بحق القرآن ومنها انكار شفاعة النبي (صلى الله عليه وسلم) لاهل المعاصي، ومنها القول بخلود اهل المعاصي في النار الى غير ذلك من قبائحهم وفضائحهم التي نقلها اهل العلم عنهم .. ومع هذا، ورغم ان التابعين قاموا بالردعليهم وبينوا باطلهم من الكتاب والسنة واجماع علماء الامة، «ولكن ما كفروهم ولا اجروا عليهم احكام اهل الردة، بل اجروا عليهم، هم واهل البدع قبلهم، احكام الاسلام من التوارث والتناكح والصلاة عليهم، ودفنهم في مقابر المسلمين. ولم يقل لم اهل العلم من اهل السنة قامت عليكم الحجة، حيث بينا لكم لأنا لا نقول الا حقا، فبما انكم خالفتمونا وكفرتم وحل مالكم ودماؤكم وصارت بلادكم بلاد حرب كما هو الآن مذهبكم، افلا يكون لكم في هؤلاء الائمة عبرة فترتدعون عن الباطل وتفيئون الى الحق؟».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/395)
ثم خرج بعد هؤلاء، يستطرد الشيخ سليمان، «المرجئة» الذين يقولون الايمان قول بلا عمل، فمن اقر عندهم بالشهادتين فهو مؤمن كامل الايمان، وان لم يصل لله ركعة عمره ولا صام يوما من رمضان ولا ادى زكاة ماله ولا عمل شيئا من اعمال الخير. بل من اقر بالشهادتين فهو عندهم مؤمن كامل الايمان، ايمانه كايمان جبريل وميكائيل والانبياء، الى غير ذلك من اقوالهم القبيحة التي ابتدعوها في الاسلام. ومع انه صاح بهم يقول الشيخ ائمة اهل الاسلام وبدعوهم وضللوهم و بينوا لهم الحق من الكتاب والسنة واجماع اهل العلم من اهل السنة من الصحابة ومن بعدهم «جعلوا الاخوة الايمانية ثابتة لهم ولمن قبلهم من اهل البدع، ولا قالوا لهم كفرتم بالله ورسوله لانا بينا لكم الحق فيجب عليكم اتباعنا لانا بمنزلة الرسول، من خطأنا فهو عدو لله ورسوله، وكما هو قولكم اليوم، انا لله وانا اليه راجعون».
ويتناول الشيخ سليمان جماعة «الجهمية»، الذين «يقولون ليس على العرش اله يُعبد، ولا لله في الارض من كلام، ولا عُرج بمحمد صلى الله عليه وسلم لربه، وينكرون صفات الله سبحانه التي اثبتها لنفسه في كتابه، وينكرون رؤية الله سبحانه في الاخرة .. الى غير ذلك من اقوالهم وافعالهم التي هي غاية الكفر، حتى ان اهل العلم سموهم الفرعونية تشبيها لهم بفرعون حيث انكر الله سبحانه، ومع هذا ردت عليهم الائمة، وبينوا بدعتهم وضلالهم، وبدعوهم وفسقوهم .. وقالوا انهم قدموا عقولهم على الشرعيات وامر اهل العلم بقتل بعض دعاتهم كالجعد بن درهم وجهم ابن صفوان وبعد ان قتلوا غسلوهم، وصلوا عليهم، ودفنوهم مع المسلمين، كما ذكر ذلك الشيخ تقي الدين - ابن تيمية - ولم يجروا عليهم احكام اهل الردة، كما اجريتم احكام اهل الردة على من لم يقل او يفعل عشر معشار ما قالوا او فعلوا، بل والله كفرتم من قال الحق الصرف اينما خالف اهواءكم.
ويذكر الشيخ سليمان القارئ بان مذهب السلف عدم القول بتكفير الفرق المذكورة، وقد قال الشيخ ابن تيمية كما ينقل عن الشيخ سليمان من كان في قلبه الايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وبما جاء به، وقد يقع في بعض البدع ولو دعا اليها، فهذا ليس بكافر اصلا، والخوارج كانوا من أظهر الناس بدعة وقتالا للامة وتكفيرا لها، ولم يكن في الصحابة من يكفرهم، بل حكموا فيهم بحكمهم في المسلمين الظالمين المعتدين. وكذلك سائر الاثنتين والسبعين فرقة، من كان منهم منافقا فهو كافر في الباطن، ومن كان مؤمنا بالله ورسوله في الباطن لم يكن كافرا في الباطن، وان كان اخطأ في التأويل كائنا ما كانت اخطاؤه، ومن قال ان الاثنتين والسبعين فرقة كل واحد منهم يكفر كفرا ينقل عن الملة، فقد خالف الكتاب والسنة واجماع الصحابة بل واجماع الائمة الاربعة وغير الاربعة، فليس فيهم من كفر كل واحد من الاثنتين والسبعين فرقة. انتهى كلام الشيخ ابن تيمية كما ينقله الشيخ سليمان وينقل الشيخ سليمان عن الشيخ ابن القيم كذلك فيما يتعلق بـ «اهل البدع الموافقون على اصل الاسلام ولكنهم مختلفون في بعض الاصول، كالخوارج والمعتزلة والقدرية والرافضة والجهمية وغلاة المرجئة» وينقل الشيخ سليمان عن ابن القيم، ان هؤلاء اقسام احدها الجاهل المقلد الذي لا بصيرة له، فهذا لا يكفر ولا يفسق ولا ترد شهادته اذا لم يكن قادرا على تعلم الهدي، وحكمه حكم المستضعفين من الرجال والنساء والوالدان. والقسم الثاني متمكن من السؤال وطلب الهداية ومعرفة الحق ولكن يترك ذلك اشتغالا بدنياه ورياسته ولذاته ومعاشه. فهذا مفرط مستحق للوعيد، آثم بترك ما اوجب عليه من تقوى الله .. والقسم الثالث هو من يتبين له الهدي ويتركه تعصبا أو معاداة لأصحابه، «فهذا اقل درجاته ان يكون فاسقا وتكفيره محل اجتهاد».
ويقول الشيخ سليمان ان من اهل البدع كالمعتزلة من انغمسوا في جلد الامام «احمد بن حنبل» وعذبوا المؤمنين والمؤمنات بدعوتهم الى الاخذ بقولهم، ولكن الامام احمد لا يكفرهم ولا احد من السلف، بل ان الامام احمد صلى خلفهم واستغفر لهم ورأى الائتمام بهم وعدم الخروج عليهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/396)
ثم يعلق الشيخ سليمان قائلا لاتباع شقيقه: «عليك تأمل هذا، وقولكم فيمن خالفكم، فهو كافر ومن لم يكفره فهو كافر. فبالله عليكم انتهوا عن الخنا وقول الزور واقتدوا بالسلف الصالح وتجنبوا طريق اهل البدع». - الخنا: الفحش في الكلام.
وينقل عن الشيخ ابن تيمية: «ومن البدع المنكرة تكفير الطائفة وغيرها من طوائف المسلمين واستحلال دمائهم واموالهم، وهذا عظيم لوجهين، احدهما ان تلك الطائفة الاخرى قد لا يكون فيها من البدعة اعظم مما في الطائفة المكفرة لها. الثاني، انه لو فرض ان احدى الطائفتين مختصة بالبدعة والاخرى موافقة للسنة لم يكن لهذه السنية ان تكفر كل من قال قولا اخطأ فيه، فإن الله تعالى قال: ?ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو اخطأنا». وثبت في الصحيح عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد قال (سبحانه) فعلتُ».
ثم يقول الشيخ سليمان: «فيا عباد الله تنبهوا وارجعوا الى الحق وامشوا حيث مشى السلف الصالح، وقفوا حيث وقفوا، لا يستفزكم الشيطان ويزين لكم تكفير اهل الاسلام وتجعلون ميزان كفر الناس مخالفتكم، وميزان الاسلام موافقتكم. فإنا لله وإنا إليه راجعون .. اتقوا الله، خافوا ذا البطش الشديد، لقد آذيتم المؤمنين والمؤمنات .. والله ما لعباد الله عند الله ذنب الا انهم لم يتبعوكم على تكفير من شهدت النصوص الصحيحة باسلامه واجمع المسلمون على اسلامه، فإن اتبعوكم اغضبوا الله تعالى ورسوله وان عصوا آراءكم حكمتم بكفرهم وردتهم، وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) انه قال: «لست اخاف على امتي غوغاء تقتلهم ولا عدوا يجتاحهم ولكن اخاف على امتي ائمة مضلين ان اطاعوهم فتنوهم وان عصوهم قتلوهم».
ثم يقول الشيخ سليمان: «جميع علماء اهل السنة، لم يُلزم احد منهم الناس الاخذ بقوله، وانتم تكفرون من لا يقول بقولكم ويرى رأيكم. سألتكم بالله أأنتم معصومون فيجب الاخذ بقولكم؟ فإن قلتم لا، فلم توجبون على الامة الاخذ بقولكم؟ أم تزعمون انكم ائمة تجب طاعتكم، فأنا اسألكم بالله: هل اجتمع في رجل منكم شروط الامامة التي ذكرها اهل العلم أو حتى خصلة واحدة من شروط الامامة؟ بالله عليكم انتهوا واتركوا التعصب، هبنا عذرنا العامي الجاهل الذي لم يمارس شيئا من كلام أهل العلم، فأنت ما عذرك عند الله اذا لقيته؟ بالله عليك تنبه واحذر عقوبة جبار السماوات والأرض، فقد نقلنا لك كلام العلم واجماع اهل السنة والجماعة الناجية، وسيأتيك ان شاء الله ما يصير سبباً لهداية من اراد الله هدايتهش.
قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية «في كتاب الايمان»، فيما ينقل الشيخ سليمان عنه وعن كتابه: «الايمان الظاهر الذي تجري عليه الاحكام في الدنيا لا يستلزم الايمان في الباطن، وان المنافقين الذين قالوا: آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين هم في الظاهر مؤمنون يصلون مع المسلمين ويناكحونهم ويورثونهم كما كان المنافقون على عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يحكم النبي فيهم بحكم الكفار المظهرين الكفر، لافى مناكحتهم ولا في موارثتهم ولا نحو ذلك، بل لما مات «عبدالله بن أبي»، وهو من اشهر الناس في النفاق، ورثه عبدالله ابنه، وهو من خيار المؤمنين، وكذلك سائر من يموت منهم يرثه ورثته المؤمنون، واذا مات لهم وارث ورثوه مع المسلمين، وان علم انه منافق في الباطن، وكذلك كانوا في الحدود والحقوق كسائر المسلمين، وكانوا يغزون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنهم من هم بقتل النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، ومع هذا ففي الظاهر تجري عليهم احكام اهل الايمان الى ان قال ودماؤهم واموالهم معصومة، لا يستحل منهم ما يستحل من الكفار والذين يظهرون أنهم مؤمنون، بل يظهرون الكفر دون الايمان، فإنه صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله»، ولما قال لأسامة: اقتلته بعد ان قال لا اله الا الله؟ قال فقلت: انما قلتها تعوذاً، قال: «هل شققت عن قلبه»؟ وقال -صلى الله عليه وسلم - اني لم أؤتمر ان انقب عن قلوب الناس ولا اشق بطونهم».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/397)
وينتهي الشيخ سليمان الى ما يعتبرها خلاصة موقف الاسلام من التكفير فيقول: «قد تقدم لك من كلام اهل العلم واجماعهم انه لا يجوز ان يقلد ويؤم به في الدين الا من جمع شروط الاجتهاد اجماعاً وتقدم ان من لم يجمع شروط الاجتهاد انه يجب عليه التقليد وان هذا لا خلاف فيه، وتقدم ايضاً اجماع اهل السنة ان من كان مقراً بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ملتزماً له، وان كان فيه - اي في الشخص - خصلة من الكفر الاكبر او الشرك، الا يكفر حتى تقام عليه الحجة التي يكفر تاركها، وان الحجة لا تقوم الا بالاجماع القطعي لا الظني وان الذي يقيم الحجة الامام او نائبه وان الكفر لا يكون الا بانكار الضروريات من دين الاسلام بالوجود -وجود الخالق- والوحدانية والرسالة، او بانكار الامور الظاهرة كوجوب الصلاة وان المسلم المقر بالرسول،اذا استند الى نوع شبهة تخفى عليه مثله لا يكفر وان مذهب اهل السنة والجماعة التحاشي عن تكفير من انتسب الى الاسلام، حتى انهم يقفون عن تكفير ائمة اهل البدع، مع الامر بقتلهم دفعاً لضررهم لا لكفرهم وان الشخص الواحد يجتمع فيه الكفر والايمان والنفاق والشرك ولا يكفر كل الكفر، وان من اقر بالاسلام قبل منه، سواء كان صادقاً او كاذباً،،ولو ظهرت منه بعض علامات النفاق، وان المكفرين هم اهل الاهواء والبدع، وان الجهل عذر عن الكفر وكذلك الشبهة ولو كانت صعيفة، وغير ذلك ما تقدم، فان وفقت ففي هذا كفاية للزجر عن بدعتكم هذه التي فارقتم بها جماعة المسلمين وآئمتهم، ونحن لم نستنبط ولكن حكينا كلام العلماء ونقلهم عن اهل الاجتهاد الكامل»، انتهى كلام الشيخ سليمان.
ونقول تعليقاً وتعقيبا على هذه الملاحظات والنقاط الدقيقة حول التفكير، التي عرضها الشيخ سليمان بن عبدالوهاب النجدي، انها كانت كفيلة لو روعيت، بان تغير مسار التيار السلفي والدعوة الوهابية نفسها، وان توفر الكثير من العداءات والحروب والخصومات، بل وان تفسح مجالات اوسع حتى للجماعات السلفية في القرن العشرين والحادي والعشرين. غير اننا للاسف لانزال نجد في ادبيات وأشرطة الجماعة الكثير من الوان التشدد التي حذر منها الشيخ سليمان منذ قرون، ولايزال التيار ببعض اجنحته المتشددة والجهادية والمقاتلة والمكفرة، ابعد ما تكون عن النصائح والملاحظات التي حذر بها الشيخ سليمان التيار السلفي! فمن المسؤول؟
Publish Date 30/09/2008
الشيخ سليمان بن عبدالوهاب النجدي يعارض شقيقه (3 - 3) كان الشيخ سليمان، شقيق صاحب الدعوة الموحدية، المسماة من معارضيها بالوهابية، الشيخ محمد بن عبدالوهاب، قد تزعم لامد طويل الحركات المناوئة للوهابية في العديد من واحات نجد، وقد اشار الشيخ سليمان مؤكدا ان التعصب من السمات الملازمة لهذه الحركة، وكتب المؤرخ الحجازي ابن زيني دحلان: «وقال له أخوه سليمان يوما: كم أركان الاسلام يا محمد بن عبدالوهاب؟ فقال: خمسة فقال: بل انت جعلتها ستة! السادس من لم يتبعك فليس بمسلم .. هذا ركن سادس عندك للاسلام».
وتشير المراجع الى ان الحركة «لم تكن تعتبر خصومها مسلمين بل مشركين وجميع الذين سمعوا الدعوة لم يتبعوها كفرة». وعندما كانوا يحتلون واحة أو مدينة، «كانوا يحطمون الشواهد والأضرحة على قبور الأولياء والصالحين ويحرقون كتب الفقهاء الذين يختلفون معهم».
فلنرجع، يستأنف الشيخ سليمان بن عبدالوهاب الحديث في كتابه «الصواعق الإلهية»، الى ذكر وجوه تدل على «عدم صحة ما ذهبتم اليه من تكفير المسلم واخراجه من الاسلام اذا دعا غير الله، أو نذر لغير الله، أو ذبح لغير الله، أو تبرك بقبر، أو تمسح به، إلى غير ذلك، مما تكفرون به المسلم، بل تكفرون من لا يكفر من فعل ذلك، حتى جعلتم بلاد الاسلام كفرا وحربا، فنقول: عمدتكم في ذلك ما استنبطتم من القرآن، فقد تقدم الاجماع على انه لا يجوز لمثلكم الاستنباط، ولا يحل لكم أن تعتمدوا على ما فهمتم من غير الاقتداء بأهل العلم، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر ان يقلدكم فيما فهمتم من غير اقتداء بأئمة الاسلام .. ومن أين اخذتم من كلام أهل العلم أن هذا هو الشرك الأكبر الذي ذكره الله سبحانه في القرآن، والذي يحل مال صاحبه ودمه وتجرى عليه احكام المرتدين، وان من شك في كفره فهو كافر؟ فنحن طالعنا بعض كلام أهل العلم ولم نجد كلامكم هذا، بل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/398)
وجدنا ما يدل على خلافه، وان الكفر يكون بانكار الضروريات، كالوجود -وجود الخالق- والوحدانية والرسالة وما اشبه ذلك، أو بانكار الأحكام المجمع عليها اجماعا ظاهرا قطعيا، كوجوب اركان الاسلام الخمسة وما اشبهها، مع أن من أنكر ذلك جاهلا لم يكفر حتى يعرف تعريفا تزول معه الجهالة. فهذه الأمور التي يكفرون بها ليست ضروريات».
ويعترض الشيخ سليمان على مصادر شقيقه محمد واتباعه في الاستدلال الفقهي، فهؤلاء العلماء يقول سليمان، عدوا هذه الأشياء التي تثير الدعوة حولها ضجة كبرى، في المكروهات، كالتبرك والتمسح واخذ تراب القبور للتبرك والطواف بها، وقد قال صاحب كتاب الاقناع: «ويكره المبيت عند القبر وتجصيصه وتزويقه وتقبيله والطواف به وتبخيره وكتابة الرقاع إليه ودسها في الاثقاب والاستشفاء بالتربة من الاسقام لان ذلك كله من البدع» .. و «أنتم تكفرون -الناس- بهذه الأمور!».
وعن دعاء غير الله قال الشيخ سليمان: ان النبي صلى الله عليه وسلم امر ان تُدرأ الحدود بالشبهات، وقد روى الطبراني «ان اراد عونا فليقل يا عباد الله اعينوني» ذكر هذا الحديث الأئمة في كتبهم ولم ينكروه. قال عبدالله ابن الإمام أحمد بن حنبل: «سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج، فضللت الطريق في حجة، وكنت ماشيا، فجعلت أقول يا عباد الله دلونا على الطريق، فلم أزل اقول ذلك حتى وقعت على الطريق».
ثم يضيف الشيخ سليمان مستهجنا موقف دعاة الحركة من مثل هذه الممارسة: «اقول حيث كفّرتم من سأل غير الله في بر أو بحر، واستدللتم على ذلك بمفهومكم الذي لا يجوز لكم ولا لغيركم الاعتماد عليه .. أتظن دعاء الغائب كفراً بالضرورة ولم يعرفه أئمة الاسلام؟».
ويرى الشيخ سليمان ان فقه ابن تيمية اعقد من هذا المجال واكثر تفصيلاً مما يفهمه أتباع الحركة والمنهج السلفي وينقل عنه أنه قال: «من قصد بقعة يرجو الخير بقصدها ولم تستحبه الشريعة فهو من المنكرات وبعضه أشد من بعض، سواء كان شجرة أو عيناً، أو قناة أو جبلاً أو مفازة .. فإن هذا النذر نذر معصية».
ثم ذكر- أي الشيخ بن تيمية- مواضع كثيرة، وقال «قد يدعون دعاء محرماً يحصل منه ذلك الغرض ويحصل لهم ضرر أعظم» ثم ذكر أنه يكون له حسنات تربو على ذلك فيعفو الله بها عنه.
ويقول الشيخ ابن تيمية فيما ينقل عنه الشيخ سليمان، «حكى لنا أن بعض المجاورين بالمدينة لقبر النبي -صلى الله عليه وسلم- اشتهى عليه نوعاً من الأطعمة، فجاء بعض الهاشميين إليه، فقال إن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث لك هذا، وقال اخرج من عندنا فإن من يكون عندنا لا يشتهي مثل هذا، ولكن عليك أن تعلم أن اجابة النبي -صلى الله عليه وسلم- أو غيره لهؤلاء السائلين لا يدل على استحباب السؤال، وأكثر هؤلاء السائلين الملحين لما هم فيه من الحال، لو لم يجابوا لاضطرب إيمانهم، كما أن السائلين له في الحياة كانوا كذلك حتى أن بعض القبور يجتمع عندها في اليوم من السنة ويسافر اليها من الامصار في المحرم أو صفر أو عاشوراء أو غير ذلك».
وقد أشار الإمام «أحمد بن حنبل» إلى بعض هذا كالنذر في عيون الماء والشجر والمغارات، وذكر أن هذا من النذور الباطلة، «ولم يقل ان فاعل ذلك كافر مرتد حلال المال والدم كما قلتم»، ويضيف الشيخ سليمان: «إن هذه المواضع وهذه القبور ولم يقل لا هو- أي ابن حنبل- ولا أحد من أهل العلم انها بلاد كفر، كما كفرتم أهلها، بل كفرتم من لم يكفرهم»، ومن قبيل هذه الأمور سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- كالذي شكى له القحط ورآه في النوم، فأمره أن يأتي عمر، ولا يذكر أن عمر أنكر ذلك، «وأنتم تجعلون مثل هذا كافراً»!
ويقول الشيخ سليمان مكرراً إن مثل هذه النذور والأمور ازدادت حتى ملأت بلاد المسلمين، ولكن «لم يرد عن أحد من أئمة المسلمين أنهم كفروا- الناس أو المسلمين- بذلك، ولا قالوا هؤلاء مرتدون ولا أمروا بجهادهم، ولا سموا بلاد المسلمين بلاد شرك وحرب كما قلتم أنتم، بل كفرتم من لم يكفر بهذه الأفاعيل وإن لم يفعلها .. إن الأمة بأجمعها على طبقاتها من نحو ثمان مائة سنة ملأت هذه القبور بلادها، ولم يقولوا هذه عبادة الأصنام الكبرى، ولم يقولوا أن من فعل شيئا من هذه الأمور فقد جعل مع الله إلها آخر، ولم يجروا على أهلها حكم عُبّاد الأصنام ولا حكم المرتدين».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/399)
ومن النقاط التي يثيرها الشيخ سليمان في وجه الدعوة الوهابية، أن الحديث النبوي المعروف، والوارد في صحيح البخاري، قد بارك في الشام واليمن، وقال صلى الله عليه وسلم عن نجد «هناك الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان»، فلا يمكن لهذه المنطقة أن تكون مصدر الإصلاح!
يقول الشيخ سليمان:
«ومما يدل على بطلان مذهبكم، ما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «رأس الكفر نحو المشرق». وفي رواية «الإيمان يماني والفتنة من ها هنا حيث يطلع قرن الشيطان».
وفي الصحيحين أيضا عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال وهو مستقبل المشرق: «إن الفتنة ها هنا».
وللبخاري عنه مرفوعاً: «اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا، اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا، قالوا: وفي نجدنا. قال: اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا. قالوا: وفي نجدنا قال- في المرة الثالثة- هناك الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان».
يقول الشيخ سليمان معلقاً وشارحا: «أشهد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لصادق .. فالمشرق عن مدينته صلى الله عليه وسلم شرقاً، ومنها خرج مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة وهو أول حادث حدث بعده واتبعه خلائق وقاتلهم خليفته الصديق».
ويرى الشيخ سليمان بن عبدالوهاب النجدي في هذا الحديث الكثير من الدلالات المعاكسة لما تدعيه الحركة الجديدة من قدرة على انقاذ المسلمين واصلاح الاسلام!
يقول: «وجه الدلالة من هذا الحديث من وجوه كثيرة تذكر بعضها. منها ان النبي (صلى الله عليه وسلم) ذكر ان الايمان يماني والفتنة تخرج من المشرق، ذكرها مرارا. ومنها ان النبي (صلى الله عليه وسلم) دعا للحجاز واهله مرارا وأبى ان يدعو لأهل المشرق لما فيهم من الفتن خصوصا نجد .. ولا نعلم في بلاد المسلمين اكثر من فتنها قديما وحديثا».
ويورد الشيخ سليمان في نهاية كتابه اكثر من خمسين حديثا عن ماهية الاسلام، تنافي الطابع المتشدد الذي تتبناه حركة شقيقه، وقد اوردنا بعضها في سياق هذه المقالات.
والعديد من هذه الاحاديث تظهر بجلاء ان حروب وغزوات هذه الحركة السلفية باسم الجهاد ومحاربة الكفار والمرتدين كانت في الواقع ضد مدن وجماعات مسلمة تنطق بالشهادتين وتلتزم بالشريعة.
ومن الاحاديث التي يستشهد بها الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ما يلي: -1 حديث في الصحيحين عن ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: «اتدرون ما الايمان بالله وحده؟ قالوا: الله ورسوله اعلم. قال: شهادة لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصيام رمضان وان تعطوا من المغنم الخمس، وقال: احفظوهن واخبروا بهن من وراءكم».
-2 حديث في الصحيحين عن ابن عمر قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام، وحسابهم على الله».
-3 في صحيح البخاري عن انس قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من صلى صلاتنا وأسلم واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله ورسوله فلا تخفروا في الله ذمته».
-4 في الصحيحين عن أبي هريرة قال: «اتى اعرابي الى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال دلني على عمل اذا عملته دخلت الجنة. قال: تعبدالله، ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان. قال: والذي نفسي بيده لا ازيد على هذا ولا انقص منه. فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سره ان ينظر الى رجل من اهل الجنة فلينظر الى هذا».
-5 في صحيح مسلم: «عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو يعلم ان لا اله الا الله دخل الجنة».
وهكذا نجد، مع ما طالعنا في هذه المقالات الثلاث عن كتاب «الصواعق الالهية»، ان الكثير من ملاحظات الشيخ سليمان ومآخذه على الجماعة السلفية ومنهجها في التشدد، لم تختف تحت تأثير النقد. تماما كما تم تجاهل النقاط التي اثارها في زمننا هذا د. محمد سعيد رمضان البوطي!
Publish Date 07/10/2008(51/400)
أريد بحثا عن الصراط؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[08 - 10 - 08, 09:37 ص]ـ
أريد يا إخوة بحثا موسعا عن الصراط يوم القيامة.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[15 - 10 - 08, 06:51 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[17 - 10 - 08, 12:02 ص]ـ
انظر في كتاب الشيخ غالب العواجي- الدار الاخرة.
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[17 - 10 - 08, 12:06 ص]ـ
عليك بكتاب (التذكرة) للقرطبي
و كتاب (اليوم الآخر) لعبد المحسن الزبن المطيري
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[19 - 10 - 08, 09:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابوعبدالمحسن السلفي]ــــــــ[20 - 10 - 08, 03:37 م]ـ
ما هو الصراط المستقيم؟ الصراط المستقيم هو: دين الله، هو توحيد الله والإخلاص له، وطاعة أوامره وترك نواهيه، هذا هو الصراط المستقيم، وهو عبادة الله، وهو الإسلام والإيمان والهدى، وهو الصراط المستقيم، وهو العبادة التي أنت مخلوق لها وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [38]، هذه العبادة هي الصراط المستقيم إن الدين عند الله الإسلام [39]. والإسلام هو الصراط المستقيم، وهو الإيمان بالله ورسوله، وتوحيد الله، وطاعته وترك معصيته، هذا هو الصراط المستقيم: أن تعبد الله وحده دون كل ما سواه، قال - تعالى -: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ [40]، لما ذكر الشرك والتوحيد والمعاصي في قوله تعالى: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [41]. م قال بعد هذا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً. فصراط الله: أداء أوامره وترك نواهيه، هذا صراط الله المستقيم، وأعظمها: توحيده والإخلاص له، وأعظم المناهي هو الشرك به؛ فصراط الله المستقيم توحيده والإخلاص له، وترك الإشراك به، وأداء ما أمر وترك ما نهى، هذا هو صراط الله المستقيم. وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ؛ يعني: الزموه، واستقيموا عليه. وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ، وهي: البدع، والمعاصي التي ينهى الله عنها، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه خط خطاً مستقيماً، فقال: ((هذا سبيل الله))، ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله فقال: ((هذه السبل، وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو إليه)) [42]. فالسبل هي: البدع والمعاصي، والمنكرات التي حرمها الله على عباده؛ فالواجب الحذر منها. والصراط المستقيم هو توحيد الله وطاعته، وهو الإسلام والإيمان، وهو الهدى، وهو العبادة التي أنت مخلوق لها، صراط واضح، وهو توحيد الله، وطاعة أوامره وترك نواهيه، والوقوف عند حدوده، هذا صراط الله. اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [43]. والمستقيم: الذي ليس فيه عوج، قال الله - تعالى - لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [44]، صراط الله. فالرسول بعثه الله ليهدي إلى صراط مستقيم، وهكذا الرسل جميعاً، كلهم بعثوا ليهدوا إلى الصراط المستقيم؛ يعني: يدعون الناس إلى الصراط المستقيم، وهو: توحيد الله، وطاعة أوامره وترك نواهيه، والوقوف عند حدوده، هذا صراط الله المستقيم. وربنا يرشدنا في كل صلاة، في كل ركعة، أن نقول: اهدنا الصراط المستقيم؛ يعني: اهدنا يا ربنا الصراط المستقيم الذي شرعته لنا، وبعثت به أنبيائك، وخلقتنا له، نطلب منك أن تهدينا له وأن ترشدنا له، وأن تثبتنا عليه. ثم فسره فقال: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [45]، هذا صراط الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/401)
المستقيم: صراط المنعم عليهم، ومن هم المنعم عليهم؟ هم: الرسل وأتباعهم، وعلى رأسهم إمامهم وخاتمهم نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام- وهذا صراطهم، صراط الله المستقيم؛ توحيد الله، وطاعة أوامره وترك نواهيه، هذا الصراط المستقيم، وهذا هو صراط المنعم عليهم، وهم: الرسل وأتباعهم إلى يوم القيامة. والصراط المستقيم هو: العلم والعمل؛ العلم بما شرع الله والعمل بذلك هذا هو الصراط المستقيم، العلم بما شرع الله وبما أوجب الله على عباده، والعمل بذلك، أن تعلم حق الله عليك، وأن تعلم ما أوجب الله عليك، وأن تعلم ما حرم الله عليك، وأن تستقيم على أداء ما أمرك الله به، وعلى ترك ما حرم الله عليك، هذا هو صراط الله المستقيم الذي تطلب من ربك في كل ركعة أن يهديك صراطه المستقيم. غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [46]، غير صراط المغضوب عليهم، وهم: اليهود وأشباههم، الذين عرفوا الحق وحادوا عنه، وتكبروا عن اتباعه، وغير الضالين، وهم: النصارى وأشباههم، الذين تعبدوا على الجهالة والضلالة. فصراط المنعم عليهم هم أهل العلم والعمل، الذين عرفوا الحق وفقهوه، وعملوا به، وأما المغضوب عليهم، فهم الذين عرفوا الحق وحادوا عنه؛ كاليهود وأشباههم و علماء السوء، الذين يعرفون الحق ويحيدون عنه، ولا يَدُلون إليه، والضالون هم: النصارى وأشباههم، ممن جهل الحق، ولم يبال بدين الله، بل اتبع هواه. فأنت - يا عبد الله – تسأل ربك أن يهديك طريق المنعم عليهم، وهم الرسل وأتباعهم، وأن يجنبك طريق المغضوب عليهم والضالين. وهذه دعوة عظيمة؛ فأعظم دعوة أن تسأل ربك الهداية إلى صراطه المستقيم، وهو صراط المنعم عليهم، لا صراط المغضوب عليهم، ولا صراط الضالين. احمد ربك على هذه النعمة العظيمة، واحرص على هذا الدعاء، وأحضر قلبك عند هذا الدعاء في الصلاة وغيرها؛ هذا الدعاء العظيم الذي أنت في أشد الضرورة إليه اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [47]. أحضر قلبك واصدق في هذا الطلب؛ في الصلاة وغيرها، تسأل ربك، تضرع إليه أن يهديك صراطه المستقيم، وأن يثبتك عليه حتى تكون من أتباعه والسالكين إليه، غير المغضوب عليهم وغير الضالين؛ لأن اليهود تعبدوا على خلاف العلم، وتابعوا أهواءهم حسداً وبغياً، وهم يعرفون أن محمداً رسول الله، وأن الله بعثه بالحق، ولكن حادوا عن الحق تكبراً وتعاظماً، وإيثاراً للدنيا على الآخرة، وحسداً. والنصارى جهال، يغلب عليهم الجهل والضلال، وهم أقرب إلى الخير من اليهود؛ ولهذا يسلم منهم الجم الغفير في كل وقت، أما اليهود فيندر أن يسلم منهم أحد، أما النصارى فكثيراً ما يسلمون في كل وقت؛ لأن قلوبهم أقرب إلى الخير من قلوب اليهود، قال - تعالى -: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى [48]. فالنصارى أقرب وقلوبهم ألين من قلوب اليهود؛ لأن علتهم الجهل والضلال فإذا عرفوا وبُين لهم رجع كثير منهم إلى الحق. أما علة اليهود فليست الجهل، بل علتهم الحسد والبغي، وعلتهم مخالفة الحق على بصيرة؛ فعلتهم خبيثة،
الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[ابوعبدالمحسن السلفي]ــــــــ[20 - 10 - 08, 03:39 م]ـ
(الصراط)
الصراط لغة: الطريق.
وشرعاً: الجسر الممدود على جهنم ليعبر الناس عليه إلى الجنة.
وهو ثابت بالكتاب، والسنة، وقول السلف.
قال الله تعالى:] وإن منكم إلا واردها [. فسرها عبدالله بن مسعود، وقتادة، وزيد بن أسلم بالمرور على الصراط.
وفسرها جماعة منهم ابن عباس بالدخول في النار لكن ينجون منها.
وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: "ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون: اللهم سلم سلم". متفق عليه.
واتفق أهل السنة على إثباته.
(صفة الصراط)
سئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الصراط فقال: "مدحضة مزلة، عليه خطاطيف وكلاليب، وحسكة مفلطحة لها شكوة عقيفاء، تكون بنجد، يقال لها: السعدان. رواه البخاري وله من حديث أبي هريرة: "وبه كلاليب مثل شوك السعدان"، غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله يخطف الناس بأعمالهم". وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال: بلغني أنه أدق من الشعر، وأحد من السيف. وروى الإمام أحمد نحوه عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً.
(العبور على الصراط وكيفيته)
لا يعبر الصراط إلا المؤمنون على قدر أعمالهم لحديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي، صلى الله عليه وسلم، وفيه: "فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل ومكدوس في جهنم". متفق عليه. وفي صحيح مسلم: "تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط يقول: يارب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً". وفي صحيح البخاري: "حتى يمر آخرهم يسحب سحباً".
وأول من يعبر الصراط من الأنبياء محمد، صلى الله عليه وسلم، ومن الأمم أمته لقول النبي، صلى الله عليه وسلم: "فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعاء الرسول يومئذ اللهم سلم سلم". رواه البخاري.
فتاوي الشيخ ابن عثيمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/402)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[21 - 10 - 08, 06:32 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[20 - 03 - 09, 06:51 ص]ـ
أريد المزيد(51/403)
دفع الصائل على أهل السنة بالباطل
ـ[أنور محمد السعد]ــــــــ[09 - 10 - 08, 06:54 ص]ـ
الحمد لله الذي يسر لنا نشر السنة الصحيحة, هذا مقال قد قام بكتابته شيخنا حفظه الله الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان بالرد على خليل حيدر بعدما قام هذا المدعي بالتشكيك في دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب والتشكيك بالدعوه السلفية في أكثر من عدد في جريدة الوطن الكويتسة وقد قام الشيخ حمد العثمان حفظه الله وسدد كتاباته بالرد في جريدة "عالم اليوم" والحمد لله رب العالمين
دفع الصائل على أهل السنة بالباطل
إشراف: د. حمد بن ابراهيم العثمان
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد اطلعت على المقالات التي خطها خليل حيدر ضد دعوة أهل السنة والجماعة عموما، ودعوة شيخي الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب رحمهما الله خصوصاً، وكنت كتبت من قبل رداً مختصراً عليه بشأن الدولة السعودية، وأوردت بالحقائق الدامغة ما يظهر للقارئ أن خليل حيدر أسس نقده لدعوة أهل السنة والجماعة والدولة السعودية بالظلم فحاص عن الحقائق التي أوردتها عليه، والتفت عما أوردناه، والحيدة شأن المنقطع، فانتقل الى مسائل أخرى ليفرج بها مضايق انقطاعه وليلبس على الجهال، فأوجب ذلك أن ندفع باطله وأن نشير إلى تهافت نقده.
ما وراء هذا العدوان
واضح جدا للعيان أن البعض اهتزت نفوسهم لتنامي القوة الإيرانية في المنطقة، كما أنه واضح جداً أن دولة الخميني تأسست على قاعدة تصدير الثورة، ولذلك تناصر معهم من اجتذبه شعور الانتماء لإيران فصار يمتدح دولة الثورة الخمينية ويشن الغارة على الدولة السعودية لتكون محصلة هذا العمل تكريس الهيمنة الإيرانية في المنطقة، ومحاولة إضعاف الدولة السعودية، وهذا عجيب جداً أن يصدر من مواطن كويتي يفترض أن يكون ولاءه لوطنه الكويت ولحمته الخليجية، فعجيب جداً أن ينصب مواطن خليجي نفسه مدافعاً عن إيران ومحارباً لأشقائنا السعوديين.
يقول خليل حيدر منتقدا أهل الكويت والسعودية فيما يذكرونه من تكفير حكومة إيران لأهل السنة «وهذه بلا شك تهمة غير صحيحة»، ونقول لخليل حيدر هذه أوضح معالم حكومة ملالي إيران، إذ يقول مؤسسها عن أهل السنة ناعتا إياهم بالناصبة: «الأقوى إلحاق الناصب يعني السني بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان»، تحرير الوسيلة «1/ 352»، فواضح عند مؤسسي دولة إيران أن السني مباح الدم والمال حيث سنحت لهم الفرصة، وهنا لابد لنا من استحضار جهود إيران الخبيثة لزعزعة أمن الشقيقة السعودية، وهذا واضح من خلال إيواء إيران لعناصر القاعدة وتوفير الحماية لهم والأرضية المريحة التي تسمح لهم بترتيب صفوفهم وتنسيق خططهم وتنفيذ إعتداءاتهم وتفجيراتهم في الشقيقة السعودية.
ولعلنا هنا نذكر بما ذكره رئيس المركز العربي للدراسات الإيرانية في لندن د. علي نوري زادة أن إيران تدعم التيارات السنية الراديكالية، وتريد تجنيد بعض مواطني الخليج لضرب المصالح الأميركية في المنطقة، انظر صحيفة السياسة عدد 13304 تاريخ 26/ 11/2005م، وفوق هذا فقد أنشأت إيران «فيلق مكة» جنوب العراق على مقربة من الحدود مع السعودية لنقل الفوضى والاضطرابات للسعودية وزعزعة أمنها. انظر صحيفة السياسة عدد 13713، تاريخ 9/ 1/2007م.
وما تخفي صدورهم أكبر
الهجوم الشنيع الذي شنه خليل حيدر على دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، ما هو إلا غيض من فيض ونظير ذلك ما فعله أشباهه من أهل الحنق مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث بادر هؤلاء في صحيفتهم في أول أعدادها في الطعن والنيل من الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وكذلك فعل شيخ الإحساء الصفار حيث قال مفاخراً: «نحن الذين قتلنا عثمان بن عفان رضي الله عنه»، فإذا كان هذا حنقهم ضد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرة خلق الله، فماذا سيكون حالنا معهم إذا صارت لهم الدولة؟!
خباثة في قالب إنصاف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/404)
حاول خليل حيدر أن يتحذلق ويتدثر بدثار العدل والإنصاف وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم إذ قال: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» رواه البخاري، فكان من مظاهر الخبث الذي قدمه للقراء في قالب العدل والإنصاف محاولة اصطناع التجرد بنقد علماء أهل السنة وأهل البدع سواء فيقول: «مشايخ نجد وقم» هكذا يوهم القراء بأنه ناقد للجميع، مع أن جُلّ أو كُلّ غضبه وطعونه إنما كانت لأهل السنة خصوصا علماء نجد ولا يلتبس على عارف بالشرع المنزل من السماء الفرق بين علماء نجد علماء أهل السنة، وبين شيوخ قم!!
فأين من جرد التوحيد خالصاً لله ممن استغاث بغير الله وسأل غير الله مالا يقدر عليه إلا الله من النصر والرزق وسؤال الذرية وشفاء الأسقام؟!!
وأين من تولى الصحابة والآل جميعا، ممن سب الصحابة وكفّرهم؟!
إلى غير ذلك مما نرى أن مجرد المقارنة انتقاص لمشايخنا، كما قال الشاعر:
ألم تر أن السيف ينقص قدره
إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
الكفار أعدل من حيدر
من قرأ المقالات التي سطرها خليل حيدر ضد دعوة أهل السنة، يعرف أن حقيقة الحنق الذي يحمله يفوق في شدته ما يحمله بعض الكفار الأصليين من أهل الكتاب لأهل السنة والجماعة، بل وجدنا من أهل الكتاب من أنصف دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وحكم عليها بما يوافق الواقع دون شطط ولا وكس، فهذا «ديفيد كوبر» أحد المستشرقين يقول عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: «لم يكن في دعوة الشيخ جديد لأنه كان يرى علاج المشكلات جميعا في العودة إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من السلف الصالح».
travelers Accounts AS asource for the study of nineteenth century wahhabism
محض افتراء
لما كانت عقيدة أهل السنة والجماعة محجة بيضاء أساسها الكتاب والسنة بفهم الصحابة والتابعين أعيت الحجة خليل حيدر أن يظهر أي مضادة للسلفيين للكتاب والسنة، ففزع إلى الفرية ليفرج بها مضايق عجزه عن محاجة أهل السنة، فكان مما افتراه قوله: «وقد قمع السلفيون في الجزيرة العربية كما هو معروف بقية المذاهب الإسلامية السنية وغير السنية، وعادوا على نحو خاص مذهب أهل الرأي أي الأحناف، وفسحوا المجال واسعا لمذهب أهل الحديث والحنابلة»، فهذا إفك مفترى فهذا العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله من علماء المذهب المالكي من دولة موريتانيا منحته الدولة السعودية الجنسية، وجعلته يدرس في المسجد النبوي والجامعة الإسلامية، وكذلك الشيخ عطية سالم رحمه الله من مصر منحته الدولة السعودية الجنسية، وجعلته يُدرس في المسجد النبوي موطأ الإمام مالك رحمه الله، وكذلك علامة باكستان الشيخ بديع الدين الراشدي السندي رحمه الله جعلته الدولة السعودية يدرس صحيح البخاري في الحرم المكي، والكل يعرف أن أحمد بن حنبل رحمه الله تلميذ الشافعي رحمه الله وأفاد الشافعي أيضا في علم الحديث، والشافعي تلميذ مالك، فكيف يقول خليل حيدر ان السلفيين يحاربون سائر المذاهب؟!
هذا إن دل فإنه يدل على جهل فاضح لم يحسن معه خليل حيدر صناعة الافتراء على وجه يمكن رواجه.
الحق لايُطلب من خصوم الامام ابن عبد الوهاب
خليل حيدر نقد دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بما اورده من النقد لخصوم أهل السنة والجماعة، وعلى رأس أولئك الذين استعان بأراجيفهم «البوطي» فأنى لخليل حيدر ان يهتدي للحق وينصف دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب وقد جعل اعداءها عياراً عليها.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: «ان الانسان ان لم يتعمد ان يلوي لسانه بالكذب أو يكتم بعض ما يقوله غيره، لكن المذهب الذي يقصد الانسان افساده لايكون في قلبه من المحبة له ما يدعو إلى صوغ ادلته على الوجه الاحسن حتى ينظمها نظما ينتصر به، فكيف إذا كان مبغضا لذلك» نقض تأسيس الجهميه «2/ 344».
إذا عرف السبب بطل العجب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/405)
دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله عالمية تلقاها المنصفون بالقبول، فالامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله كتب اصول دعوته وعقيدته في وثيقة واودعها في مكة وأقرها علماء المذاهب جميعا في مكة والمدينة وقتها، وهذه الوثيقة مطبوعة ضمن «الدرر السنية «1/ 314 - 317»، ومازالت تحتفظ بها الدولة السعودية، ولعل خليل حيدر ان ينسق مع السفارة السعودية ليتسنى له زيارة المملكة العربية السعودية للاطلاع على الوثيقة، وحسبي هنا ان انقل كلام الاستاذ خير الدين الزركلي وهو ليس سعوديا وهو يتحدث عن عالمية دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب وتلقي علماء الامصار لها بالقبول حيث قال: «محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي النجدي زعيم النهضة الدينية الاصلاحية الحديثة في جزيرة العرب، وكانت دعوته، وقد جهر بها سنة 1143هـ – 1730م، الشعلة الأولى لليقظة الحديثة في العالم الاسلامي كله، إذ تأثر بها رجال الاصلاح في الهند، ومصر، والعراق، والشام، وغيرها» الاعلام «6/ 257».
وقال علامة العراق محمود الآلوسي رحمه الله مبينا عقيدة أهل نجد عموماً وعقيدة الامام محمد بن عبدالوهاب خصوصاً: «وجميع أهل نجد على اختلافهم في القبائل كما انهم يعتقدون ما سبق كذلك يعتقدون في الآل والاصحاب، ما وردت به السنة والكتاب، ويؤمنون بما ورد في شأنهم من الفضائل، وما روي عنهم من الشمائل، غير انهم طووا بساط المماراة في آل رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه، وتركوا العصبية التي هي من اوكار الباطل واطنابه، فأولئك الآل الكرام هم الذين يتميز بحبهم المرء من نفاقه، والذين ورثوا النور المبين عمن خصه الله بإشراقه، فالصلاة بهم تمامها وبالصلاة عليهم ختامها، ورحمهم موصولة برحم المكارم، وذمامها، وأولئك السادات من الاصحاب الذين خلطهم بجلدته، والظّ بهم في شدته، احبوا فيه وبغضوا، وانفقوا له واقرضوا، وفرض عليهم الصبر معه على البأساء فما اعرضوا، ولكل من هذين الفريقين مقام معلوم، وسهم في السبق والفضيلة غير مسهوم، ولم يزل امراؤهم وعلماؤهم يأمرون بالأخذ على ألسنة السفهاء من الخوض فيما شجر بين آل النبي واصحابه، واظهار العصبية التي تزحزح الحق عن نصابه، وترجعه على اعقابه، وليس مستندها الا مغالاة ذوي الجهل، وربما نشأ منها فتنة، والفتنة اشد من القتل، فأولئك السادات هم النجوم الذين كان بهم الاقتداء، وبهم كان الاهتداء، وقصارى المسلم في هذا الزمان ان يتعلق منهم سببا، ويأخذ عنهم دينا وادبا، لايبلغ مد احدهم ولا نصيفه ولو انفق مثل احد ذهبا، نعم: لايغالون في حبهم فذلك الذي ما انزل الله به من سلطان ولا اقتضته الرسالة». تاريخ نجد للآلوسي ص 88 - 89.
فإذا عرفت هذا، فأعلم ان استدلال خليل حيدر بطعون الصوفية في دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب، ماهو إلا نظير الجهود الايرانية التي دأبت على الاستثمار المعنوي للصوفية للغلو في القبور والمزارات واختراق أهل السنة من خلال جامع البدعة بينهما كما صنعوا بشكل واضح في سوريا ومصر والسودان، وانظر الدراسة التفصيلية لذلك في الدراسة التي اعدها الاستاذ محمد أبو الفضل في صحيفة السياسية بتاريخ 8/ 1/2007م، ص 39.
خذ الصياح بصياح تسلم
خليل حيدر عجز عن الاجابة عن سؤالنا الذي كررنا ايراده عليه وعلى زملائه، وهو ان الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولي الخلافة ست سنوات فائتونا بالدليل على انه اظهر دينا غير الدين الذين كان عليه الخلفاء الراشدون الثلاثة قبله؟ وأنى لهم ان يأتوا بذلك!! بل قد قام الدليل على ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمر الناس بلزوم سنة الخلفاء الثلاثة قبله، حيث قال رضي الله عنه: «اقضوا كما كنتم تقضون فأني اكره الخلاف» رواه البخاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/406)
وقصدنا بإيراد هذا السؤال بيان أنهم لا يأتمون بآل البيت المتقدمين، فتحذلق خليل حيدر وأراد ان يجارينا في ذلك وزعم ان دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب والسلفيين غير متوارثة عن الاولين، وهذا جهل صارخ انما يفزع اليه من لايعرف حقيقة دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، فهذا اشهر كتب الامام محمد بن عبدالوهاب كتاب «التوحيد» شاهد بلزومه عقيدة الصحابة وآل البيت المتقدمين، فمثلا في باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد استدل بأثار آل البيت المتقدمين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا، فقد ذكر عن علي بن الحسين رحمه الله انه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو، فنهاه، وقال: ألا احدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاتتخذوا قبري عيدا، ولابيوتكم قبورا، وصلوا علي، فإن تسليمكم يبلغني اين كنتم». رواه الضياء المقدسي في «المختارة».
وفي باب ما جاء ان سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين استدل بقول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى {وقالوا لاتذرن الهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعا ولايغوث ويعوق ونسرا} قال: هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا اوحى الشيطان إلى قومهم ان انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها انصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد، حتى إذا هلك اولئك ونسخ العلم عبدت»، رواه البخاري
وفي باب من الشرك لبس الحلقة والخيط استدل الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بأثر حذيفة رضي الله عنه: انه رأى رجلا في يده خيط من الحمى فقطعه، وتلا قوله تعالى {وما يؤمن اكثرهم بالله إلاوهم مشركون}.
وهذا غيض من فيض من لزوم الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله لدين السابقين الأولين.
ثم ان خليل حيدر نفسه متناقض فتراه حينا يستدل بكلام البوطي في الفرية على الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في زعمه ان دعوته محدثة غير موصولة بالسابقين الاولين، وفي موضع آخر ينقم على الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وأهل السنة رد الرأي المذموم مستدلين بزجر الصحابة والتابعين عن ذلك كما نقل عن عمر بن الخطاب وابن مسعود رضي الله عنهما، والشعبي رحمه الله وغيره، كما أنه وصف أهل السنة بأن عقيدتهم ودعوتهم متوارثة عن أهل الحديث كما في مقاله في صحيفة «الوطن» بتاريخ 29/ 7/2008م، وفي مقاله بتاريخ 12/ 8/2008 ذكر عن أهل السنة تمسكهم بمأثورات السنة وطرائق السلف فيبدو ان خليل حيدر لايدري ماذا يخرج من رأسه، ويهرف بما لايعرف فهكذا الجهل يورد صاحبه موارد التناقض والظلم، عافانا الله.
الجاهل المرتاب لا يكون حكما على أهل السنة
من المعلوم أن المرتاب الذي لا يعرف الحقائق وجاهل بالعلم الشرعي لا يجوز له أن يطلق لسانه بنقد أهل السنة وعلمائها، لأن الشهادة لا تكون إلا بعلم كما قال تعالى «إلا من شهد بالحق وهم يعلمون»، وكما قال تعالى «فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك».
فخليل حيدر جاهل جهلا مركبا بآكد أحكام الشريعة وأهم مهمات العقيدة فما كان له ولأمثاله أن يطلقوا العنان لأقلامهم في نقد دعوة أهل السنة وعلمائها، ومجازفته في النقد دليل الهوى، وإلا فإن متين الإيمان لا يتكلم بما ليس له به علم كما قال تعالى «ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا».
قال أبو الوليد الباجي رحمه الله: «وقد نطق الكتاب المنع من الجدل لمن لا علم له والحظر على من لا تحقيق عنده، فقال تعالى «ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم» «آل عمران:66»، المنهاج بترتيب الحجاج ص8.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله: «والرد على من خالف أمر الله ورسوله لا يُتلقّى إلا عمن عرف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وخبره خبرة تامة»، الحكم الجديرة بالإذاعة ص38 - 39.
وسأضرب مثالين صريحين يظهر من خلالهما نقد خليل حيدر لأهل السنة بالجهل والظلم، وإنما هو ناقل لكلام البوطي دون تحقيق أو تمحيص:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/407)
المثال الأول: يقول خليل حيدر في صحيفة «الوطن» بتاريخ 16 رمضان 1429 هـ مستدلا بالبوطي «إن ابن تيمية وحده هو الذي فرق بين التوسل بالأنبياء والصالحين في حال حياتهم والتوسل بهم بعد موتهم فأجاز ذلك بهم في الحالة الأولى وحرمه في الحالة الثانية، ولا ندري لهذا التفريق أي مستند يرجع إلى عصر السلف، بل إننا – في زعمه طبعا – لم نعثر على أي بحث أو نقاش أو خلاف بين علماء السلف في هذه المسألة»، انتهى كلام حيدر والبوطي.
وهذا الكلام وحده كاف في الدلالة على جهل خليل حيدر والبوطي، وهو كاف في إسقاط نقده كله إذ أساسه الجهل والعدوان والقول بغير علم.
فإن منع الاستغاثة بالموتى والاستسقاء بهم هو إجماع الصحابة وآل البيت المتقدمين، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم دفن في حجرة عائشة رضي الله عنها ولم يدخل أحد من الصحابة وآل البيت المتقدمين إلى حجرة قبره للاستسقاء به أو الاستغاثة به أو طلب الرزق والذرية والشفاء من الأسقام.
وهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم لما فتحوا «تستر» وهي مدينة بإقليم خوزستان فتحها أبو موسى الأشعري رضي الله عنه في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ووجد أبو موسى وسائر الصحابة رضي الله عنهم الذين معه أهل تستر يستقسون بنعش فيه رجل ميت صالح وقيل هو نبي اسمه «دانيال»، فحفر الصحابة بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة، ودفنوه بالليل وسووا القبور كلها لتعمية قبر دانيال على الناس حتى لا يستسقوا به، قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: «إسناده صحيح».
والمثال الثاني: في صحيفة «الوطن» بتاريخ 26 أغسطس 2008 عاب خليل حيدر متأسيا بـ «البوطي» على أهل السنة والجماعة خصوصا السلفية والوهابية تبديع فرق المسلمين وأنهم جعلوا الناس شطرين: سلفيا وبدعيا، وكأن هذا ليس من صميم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو أن أهل السنة يبدعون من ليس بمبتدع.
وهذا طبعا كلام جاهل من خليل حيدر، ومحاولة فاشلة من «البوطي» لإيهام القراء أن أهل السنة والجماعة الذين نعتهم البوطي بالسلفية والوهابية لا يأتمون بالكتاب والسنة وأنهم مقطوعون عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين.
والبوطي وخليل حيدر لم يحسنا اصطناع الفرية فهذا الأمر الذي رموا به أهل السنة هو من آكد وأصح علاماتهم على الائتمام بالكتاب والسنة، قال تعالى «ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم «من أحدث في أمرنا ما ليس فيه فهو رد»، رواه مسلم.
وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه «اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم»، رواه الدارمي.
وقال حذيفة رضي الله عنه: «استقيموا معشر القراء، فإن أخذتم يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا»، رواه البخاري.
والعمل على إبراز السنة وصيانتها ورد البدع وتصنيفهم بما ابتدعوه حتى يغتر بهم المسلمون ولا يفسد الشرع ولا يتغير ولا يتبدل هو إجماع الصحابة والتابعين، فقد قام السلف بذلك من حين نجم ناجم البدعة، فقد صاح السلف بالخوارج أول ما ظهروا من حين ما خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وصاحوا بالرافضة من حين أظهروا السب للصحابة والطعن فيهم، وصاحوا بالناصبة من حين ما أظهروا سب آل البيت المتقدمين، وصاحوا بالمعتزلة من حين ما كفّروا صاحب الكبيرة لما اعتزل عمرو بن عبيد المبتدع مجلس التابعي الجليل الحسن البصري، وأنكروا على الكلابية والأشاعرة من حين حرفوا صفات الله لما أظهر ذلك ابن فورك وابن كلاب حتى رجع أبو الحسن الأشعري رحمه الله إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل.
فما يقوم به أهل السنة هو واجب حفظ الدين وصيانته من تحريف الجاهلين وتغيير المبتدعين، وهو واجب النصيحة لعموم المسلمين كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «الدين النصيحة، قال الصحابة: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وخاصتهم»، رواه مسلم
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله: «ومن أنواع النصح لله تعالى وكتابه ورسوله وهو ما يختص بالعلماء رد الأهواء المضلة بالكتاب والسنة»، جامع العلوم والحكم ص58.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/408)
فالشمس يا «حيدر» لا يحجبها غبار الذين فرقوا الجماعة بمضادة السابقين الأولين كما قال تعالى «ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما ونصله جهنم وساءت مصيرا»، وقال تعالى «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا»، «الأنعام:159»، قال البغوي، رحمه الله: «هم أهل البدع والأهواء»، شرح السنة «1/ 210»، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «البدعة مقرونة بالفرقة، كما أن السنة مقرونة بالجماعة، فيقال: أهل السنة والجماعة، كما يقال: أهل البدعة والفرقة»، الاستقامة «1/ 42».
الاستدلال بسليمان بن عبدالوهاب
شنع خليل حيدر على دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بما نقله من معارضة أخيه سليمان بن عبدالوهاب، وهذا الجواب عنه من وجوه:
أولاً: لابد لكل إمام عالم من معارض من أهل الباطل وهذا شأن النبيين عليهم السلام جميعا وورثتهم كما قال تعالى «وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا»، وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ما كان بدعا من الرسل، فسيرة الانبياء عليهم السلام معلومة للجميع فمنهم من عارضه والده ومنهم من عارضه زوجه ومنهم من عارضه قومه، فلا يضر الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله معارضة أخيه سليمان له، لاسيما وقد أقر الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله على دعوته علماء المذاهب جميعا كما اشرت ..
ثانياً: أئمة الدعوة وعلماء نجد أعلم بما جرى بينهم من خليل حيدر، فسليمان بن عبدالوهاب نفسه تراجع عن معارضة أخيه شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وأقر على نفسه بالخطأ.
ورسالة اقرار سليمان بن عبدالوهاب على نفسه بالخطأ موجودة محفوظة ذكرها العلامة المجدد عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ رحمه الله في كتابه «مصباح الظلام» ص105 ــ 108، حيث جاء فيها: «من سليمان بن عبدالوهاب إلى الاخوان: حمد بن محمد التويجري، وأحمد ومحمد ابني عثمان بن شبانة.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته «وبعد»: .. ، ولكن يا اخواني معلومكم ما جرى منا من مخالفة الحق، واتباعنا سبل الشيطان، ومجاهدتنا في الصد عن اتباع سبل الهدى.
والآن معلومكم لم يبق من أعمارنا الا اليسير والأيام معدودة، والأنفاس محبوسة، والمأمول منا ان نقوم لله ونفعل مع الهدى أكثر مما فعلنا مع الضلال، وان يكون ذلك لله وحده لا شريك له، لا لما سواه، لعل الله يمحو عنا سيئات ما مضى وسيئات ما بقي .. الخ الرسالة».
وقد جاءه الجواب من الشيخين حمد التويجري وأحمد بن عثمان الشبانة على النحو الآتي: «الأخ سليمان بن عبدالوهاب، زادنا الله وإياه من التقوى والإيمان، وأعاذنا من نزغات الشيطان.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد ابلاغ الشيخ وعياله وعبدالله واخوانه السلام.
وبعد: فوصل إلينا نصيحتكم جعلكم الله من الائمة الذين يهدون بأمره، الداعين إليه وإلى دين نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فنحمد الله الذي فتح علينا وهدانا لدينه .. ، إلى ان قالا: فالمأمول والمبغي منا ومنكم ومن جميع اخواننا التبيين الكامل الواضح، لئلا يغتر بأفعالنا الماضية من يقتدي بجهلنا، وان نتمسك بما اتضح وابلولج من نور الإسلام، وما بين الشيخ محمد رحمه الله من شريعة النبي صلى الله عليه وسلم». مصباح الظلام ص108 ــ 112.
ثالثا: لو قُدر ان سليمان بن عبدالوهاب لم يتراجع، فإن نقده للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله يجب ان يوزن بموازين الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، واذا فعلنا ذلك تبين خطأ سليمان بن عبدالوهاب وصواب الإمام محمد بن عبدالوهاب ولزومه للكتاب والسنة واجماع الأمة.
ولنضرب لذلك بمثل مما استدل به خليل حيدر.
ففي صحيفة «الوطن» بتاريخ 30 رمضان 1429 هـ، نقل خليل حيدر عن سليمان بن عبدالوهاب قوله ان أهل البدع الذين قالوا بـ «خلق القرآن»، رد عليهم العلماء وبينوا باطلهم من الكتاب والسنة واجماع علماء الأمة، ولكن ما كفروهم.
فهذا برهان واضح على خطأ سليمان بن عبدالوهاب، وان الحق في جهة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وهو دليل على جهل خليل حيدر بمقالات المذاهب وحقائقها ومقالات العلماء فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/409)
فالقرآن كلام الله، وكلام الله صفته فالقائل بأن القرآن مخلوق حقيقة قوله إن الله مخلوق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وحقيقته إلغاء الدين كله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «القول بأن كلام الله مخلوق منفصل عنه قول باطل، وهو شعار الجهمية، وهو في الحقيقة تكذيب للرسل».
الاستقامة «1/ 137».
واما الاجماع بتكفير القائل بخلق القرآن فلا يجهله إلا خليل حيدر، قال عمرو بن دينار رحمه الله: «ادركت تسعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: من قال: القرآن مخلوق فهو كافر» اصول أهل السنة «2/ 252» وهذا النقل عن هذا القدر من الصحابة لأن بدعة خلق القرآن ظهرت في آخر عهدهم.
قال عبدالله بن المبارك رحمه الله: «سمعت الناس منذ تسعة واربعين عاما يقولون: من قال القرآن مخلوق فامرأته طالق ثلاثا بتة، لأن امرأته مسلمة، والمسلمة لا تكون تحت كافر». اصول أهل السنة «2/ 270».
قال اللالكائي رحمه الله: «فأي اجماع أقوى من هذا».
وقال أبو محمد يحيي بن خلف المقري: كنت عند مالك بن أنس سنة ثمان وستين فأتاه رجل فقال: يا أبا عبدالله ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق؟ قال كافر زنديق. شرح اصول اعتقاد أهل السنة «2/ 275».
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: «من زعم ان اسماء الله مخلوقة فهو كافر». شرح أصول اعتقاد أهل السنة «2/ 240».
وقال خلف بن هشام البزار المقري رحمه الله: «من قال ان أسماء الله مخلوقة فكفره عندي أوضح من هذه الشمس». أصول أهل السنة «2/ 232».
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: «من قال القرآن مخلوق فهو كافر». أصول أهل السنة «2/ 279».
والإمام أبو القاسم اللالكائي رحمه الله بعد ان نقل أقوال مئات من العلماء في تكفير القائل بخلق القرآن ختم بقوله: «فهؤلاء خمسمئة وخمسون نفسا أو أكثر من التابعين واتباع التابعين والائمة المرضيين سوى الصحابة الخيرين على اختلاف الاعصار ومضي السنين والأعوام، وفيهم نحو من مئة إمام ممن أخذ الناس بقولهم وتدينوا بمذاهبهم، ولو اشتغلت بنقل أقوال المحدثين لبلغت اسماؤهم ألوفا كثيرة، لكن اختصرت وحذفت الاسانيد للاختصار ونقلت عن هؤلاء عصرا بعد عصر لا ينكر عليهم منكر، ومن انكر قولهم استتابوه، أو امروا بقتله، أو نفيه، أو صلبه».
شرح أصول أهل السنة «2/ 344».
وبهذا يتبين ان الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله موافق للإجماع، وأن سليمان بن عبدالوهاب وخليل حيدر منابذون للجماعة.
فعقيدة أهل السنة وأئمتهم كشيخي الإسلام ابن تيمية وابن عبدالوهاب رحمهم الله محجة بيضاء، والتفت ياحيدر إلى طامات الخميني وورثته كأحمدي نجاد فإن لك في البدع شغلا، فإن لم تفعل فسنظهر لك طاماتهم.
والحمد لله رب العالمين.(51/410)
هل يوجد شروح مطبوعة أو مسموعة لكتاب التوسل والوسيلة؟
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[09 - 10 - 08, 07:54 ص]ـ
لانه من أهم الكتب التي ردة على القبورين والمتوسلين بالصالحين وغيرهم
ـ[ابو حفص النفيسي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 10:46 م]ـ
للشيخ ناصر العقل شرح مسموع اظنني رايته في موقع طريق الاسلام
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[10 - 10 - 08, 04:48 ص]ـ
وكذلك وجد شرحا للشيخ صالح الفوزان على التوسل والوسيلة فيما يقارب ستون شريطا(51/411)
سؤالي عن الطحاوية للشيخ البراك
ـ[ابوعبدالله القزلان]ــــــــ[09 - 10 - 08, 05:45 م]ـ
السلام عليكم
اخواني
هل يوجد فرق بين الشروح الطحاوية
البراك والعز الحنفي
لاني ساشتري كتاب ولا ادري ماذا اخذ؟؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[09 - 10 - 08, 07:28 م]ـ
كتاب الشيخ البراك فيه خلاصة ما في الشرح مع تحرير لمواضع بلغة سهلة.
وقد أعلمت أن أحد دكاترة العقيدة في جامعة الإمام الذي كان يدرس الطحاوية -وعمدتهم شرح ابن أبي العز- سنوات طوال، قال: شرح الشيخ البراك يصلح أن يعتمد بديلاً له، لسهولته واحتوائه على مقاصده، وتحريره لبعض المواضع القليلة التي قد لا يوافق عليها ابن أبي العز.
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 07:51 م]ـ
السلام عليكم
اخواني
هل يوجد فرق بين الشروح الطحاوية
البراك والعز الحنفي
لاني ساشتري كتاب ولا ادري ماذا اخذ؟؟
الجمع بينهما هو الافضل والاقتصار على شرح العز الحنفي يكفي في المقصود لان عباراته عاليه [دسمه] تحتاج الى دراسه على يد شيخ ..
اظن عندي نسخ من شرح الشيخ البراك pdf الحاسوب، ان لم تكن موجوده على النت
والله اعلم واحكم
_ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كَيْف نثبت بَعَد رَمَضَان؟؟؟ يَلَمْلَم لِلرَّحِيلِ ونلَمْلَم للمَرَاجَعهِ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113663)
المقدمه المنطقية التي لا يسع الطالب جهلها (خاص طلبة الأصول) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102475) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/multipage.gif 1 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102475) 2 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102475&page=2) )
الشيخ د/عبد الرحمن بن عايد العايد: برنامج مقترح لطالب العلم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111626)
- حمّل الآن (31) كتابا للشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- pdf
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[10 - 10 - 08, 05:14 ص]ـ
كتاب الشيخ البراك في سهولة عبارة وهو اخصر من كتاب ابن ابي العز
وكتاب ابن ابي العز اوسع وفيه بعض الصعوبة في أوله
ـ[ابوعبدالله القزلان]ــــــــ[10 - 10 - 08, 11:46 ص]ـ
وتحريره لبعض المواضع القليلة التي قد لا يوافق عليها ابن أبي العز.
ممكن مثال اخي
اشكركم جميعآ على الجواب
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 10 - 08, 04:17 م]ـ
السلام عليكم
اخواني
هل يوجد فرق بين الشروح الطحاوية
البراك والعز الحنفي
لاني ساشتري كتاب ولا ادري ماذا اخذ؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله
نعم هناك فروق، منها أن شرح ابن العز غالبة نقول كثير منها بحروفه من كلام شيخ الإسلام وابن القيم وبعضها قد يبلغ صفحات، ولذا تجد إطالة في مواضع واختصارا في أخرى.
ولم يعتن ـ رحمه الله ـ بكل عبارات الطحاوي في المتن، وإنما في مواضع تكلم على المقصود من حيث الجملة.
وأما شرح الشيخ البراك فأصله شرح صوتي روعي فيه التناسب مع الوقت، وإفهام التلاميذ، ولذا كان سهل العبارة، متناسق الحجم، وشرحت فيه جميع ألفاظ المتن، والنقول فيه أقل من شرح ابن العز، وإن كان الجميع يعود غرفهم ـ في كثير من المباحث ـ لبحر واحد، وهو: بحر الإمام الكبير ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم.
فالكتابان مهمان وفي كل منهما ما ليس في الآخر، لكن شرح الشيخ البراك مقدم للطالب المبتدئ والمتوسط الذين قد يصعب عليهما فهم كلام شيخ الإسلام في بعض المباحث ورده على المخالفين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 10 - 08, 04:51 م]ـ
شرح ابن العز غالبة
.
الصواب: شرح ابن أبي العز غالبه.
وما دمت تسأل عنهما = فأنت غير متقدم في هذا الفن؛ لأن المتقدم لا بد أن يكون قد درسها وقرأها ... ، فيكون الأنسب لك شرح الشيخ البراك.
والكتابان موجودان في الشبكة على صيغة pdf فيمكنك الاطلاع على أول مائة صفحة منهما وستدرك بنفسك ما هو الأحسن لك.
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 10 - 08, 08:00 م]ـ
ممكن مثال اخي
اشكركم جميعآ على الجواب
تفصيله في مسألة التسلسل مخالف لما قرره شيخ الإسلام، وتقريره أن الخلاف لفظي في إخراج الأعمال من مسمى الإيمان وغير ذلك.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[12 - 10 - 08, 12:53 م]ـ
تفصيله في مسألة التسلسل مخالف لما قرره شيخ الإسلام، وتقريره أن الخلاف لفظي في إخراج الأعمال من مسمى الإيمان وغير ذلك.
اين ذكر أن الخلاف لفظي؟؟
لان هذا يخالف كلام الشيخ
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[14 - 10 - 08, 05:46 م]ـ
بعد قراءة كتاب الشيخ البراك، أنصح بالاستماع إلى شرح الطحاوية للشيخ عبدالرحمن المحمود، وتجد هذه الدروس في موقع المسلم
http://almoslim.net/all_audio
ـ[أبو محمدالنجدي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 11:38 ص]ـ
ذكر هذا ياأبا نايف , أن الخلاف لفظي في آخر الشرح الجزء الثاني من طبعة الشيخ التركي والشيخ الأرناؤوط. في مبحث الإيمان. ذكر أن الخلاف بين الجمهور والأحناف في مسألة دخول الأعمال اختلاف لفظي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/412)
ـ[القندهاري]ــــــــ[17 - 10 - 08, 05:59 م]ـ
شرح بن أبي العز يحتاج لشيخ يسهله على الطالب ومن أجمل شروح الطحاوية فيما أعلم شرح شيخنا فلاح اسماعيل وأظنه بلغ 60 شريط وهو موجود في موقع طريق الإسلام.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 11:07 م]ـ
وصدر حديثا كتاب التوضيحات الجلية على شرح الطحاوية للشيخ محمد الخميّس، نشر دار ابن الجوزي
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[18 - 10 - 08, 12:55 ص]ـ
ذكر هذا ياأبا نايف , أن الخلاف لفظي في آخر الشرح الجزء الثاني من طبعة الشيخ التركي والشيخ الأرناؤوط. في مبحث الإيمان. ذكر أن الخلاف بين الجمهور والأحناف في مسألة دخول الأعمال اختلاف لفظي.
نعم هذا معروف عن ابن ابي العز وهي من الاخطاء التي استدركها العلماء عليه
ولكن ظننت أن الاخ ينسب هذا الكلام للشيخ البراك.(51/413)
بحث في حكم القرقيعان
ـ[أبو يوسف الحسيني]ــــــــ[09 - 10 - 08, 10:21 م]ـ
القرقيعان ... !!
كتبه / الشيخ فيحان سرور الجرمان
الحمد لله رب العالمين وبعد:
في كل سنة يدخل علينا شهر رمضان الفضيل وفي مثل هذه الأيام بالتحديد تظهرعلينا فتاوى مختلفة في شأن القرقيعان، بعضها لا يجيز الاحتفال به، والبعض الآخر يراها مجرد عادة شعبية، ومنهم من يبالغ ويشطح كثيرا ويزعم أنها سنة، وأكثر ما أدهشني من هذه الفتاوى الفتوى الأخيرة، حيث قال المتعالم وصاحب التصريحات «إن القرقيعان سنة شرعية وعادة شعبية حسنة، ومن يقول بأنه بدعة فكلامه هذا بدعة، وهو لم يذق من طعم الفقه شيئا» وليته وقف عند هذا الزعم وهذا الادعاء، بل زاد وتهجم على لغتنا العربية المسكينة، وقال «إن القرقيعان عادة شعبية وإسلامية وأصله مشتق من قرة العين»، وقال كاتب آخر ليس بأحسن حالا منه «أن عادة القرقيعان ترجع في الأساس إلى عهد النبي عليه الصلاة والسلام وبالتحديد لليلة مولد حفيده الإمام الحسن عليه السلام»، وإلى آخر هذه الكتابات المليئة بالمغالطات والجرأة على الشريعة الإسلامية الثابتة والمدونة، والتقول على الله بلا علم، والله عز وجل حذر نبيه صلى الله عليه وسلم من ذلك، فقال تعالى «ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين»، ومازال التقول على الله ورسوله بلا علم مع الأسف من عمل وديدن بعض الناس ممن ينتسب إلى الإسلام عبر العصور المتعاقبة، فما من زمان إلا وتجد ممن يدعي العلم والصدارة ويكذب على الله ورسوله، وذلك يرجع للجهالة أو لطلب جاه أو مال أو إثبات مذهب ولو تطلب الأمر مخالفة الشريعة، فاليهود على سبيل المثال كانوا يكذبون لأجل المال والتكسب الحرام، كما قال تعالى «فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا»، لكن الذين ظهروا علينا في هذا العصر زادوا عليهم وطلبوا عبر الكذب على الله ورسوله مجرد إثبات الوجود بين الناس، وحفظ المكانة بين الأتباع، ولذلك يعجز أحدهم أن يأتي لنا من أمهات الكتب المنتشرة أو أي كتاب سواء من كتب أهل السنة أو غيرهم يثبت في أن القرقيعان سنة شرعية جاء بها الإسلام.
فالتصريحات العشوائية السابقة الخالية من العلم هي من العجائب التي يقف الحليم حيرانا أمامها، فكيف كانت له الجرأة وانعدم منه الخوف من الله؟ فلعل هذه الجرأة جاءت من الأسلاف الذين ألفوا الكتب الكثيرة من أجل تفريق المسلمين والتي نسبوها إلى حملة الوحيين من الصحابة وأهل البيت كذبا وزورا، وليعلم القارئ أن كلمة القرقيعان ليس لها أصل في لغة العرب، ولا يمكن أن تجد لها في القواميس العربية وجودا، ككتاب لسان العرب لابن منظور وغيره، والإدعاء أن كلمة القرقيعان مشتقة من قرة العين افتراء محض على اللغة العربية وتعد صارخ عليها، بل هي لفظ عامي لم يذكره أحد من أهل اللغة ولا هو في شيء من كتبهم، وأما تفسير صاحب التصريحات العشوائية وبعض من شابهه من الكتاب في الإدعاء أن كلمة قرقيعان مشتقة من قرة العين لا يمكن تفسيره إلا أنه دلالة على عدم إجادتهم للغة العربية، والتي كثيرا ما يلحنون بها، بل إن كثيرا منهم يجيد الفارسية اكثر منها، والمضحك أن هؤلاء تناقلوها عن بعضهم البعض من غير علم ولا بصيرة وإنما هو التقليد، فبعض علماء اللغة قالوا عن قرة العين «قَرَّت عينُه مأْخوذ من القَرُور وهو الدمع البارد يخرج مع الفرح، وقيل هو من القَرارِ وهو الهُدُوءُ، وقال الأَصمعي: أَبرد اللهُ دَمْعَتَه لأَن دَمْعَة السرور باردة وأَقَرَّ الله عينه مشتق من القَرُور وهو الماء البارد، وقيل أَقَرَّ اللهُ عينك أَي صادفت ما يرضيك فتقرّ عينك من النظر إِلى غيره، وقوله تعالى «فكلي واشربي وقَرِّي عَيناً» قال الفراء جاء في التفسير أَي طيبي نفساً».
وتفسيرهم بأن القرقيعان أصله مشتق من قرة العين لا يثير الغرابة من حيث إننا اعتدنا من بعضهم لْي أعناق الآيات والأدلة، مثل ما فعلوا في جعل بعض الآيات منزلة في شأن علي رضي الله عنه كذبا وزورا رغم أن سياق الآيات لا تدل على ذلك إطلاقا، وبتلاعبهم باللغة العربية في تفسير المفردات اللغوية كيفما شاؤوا فتحوا باب شر كبير للمبتدعة والزنادقة ليفسروا القرآن العربي على حسب أهوائهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/414)
وأما قول المتعالم «إن القرقيعان سنة شرعية وعادة شعبية حسنة» فإنما يدل أيضا على جهله بالألفاظ الشرعية وأنه لا يحسن التفريق بين السنة الشرعية ومعناها في الاصطلاح وبين العادة التي لا تنافي الشرع، فيلزم من قوله عن القرقيعان أنه سنة شرعية أن الإسلام جاء به، وبالتالي من عمل بها فإنه يثاب، بينما العادة لا يثاب ولا يعاقب عليها فاعلها.
وأما قوله «ومن يقول إنه بدعة فكلامه هذا بدعة، وهو لم يذق من طعم الفقه شيئا» فإنما يبرهن لنا عقليته في التعامل مع الآخرين، وتهميش أقوال المخالفين حيث هذه المسألة فرعية، وإلا ماذا سنقول نحن فيمن يُجوّز الطواف حول القبور ودعاء الأموات؟!! وماذا سنرد على من يُجوّز سب الصحابة؟!! وماذا سيكون ردنا فيمن يُجوّز التطبير والنياحة؟!! وما هو موقفنا فيمن يُجوّز المتعة؟!! وماذا تقول أنت فيمن يرى ببدعية ولاية الفقيه؟!! هل سنقول له مثل قولك «هو لم يذق من طعم الفقه شيئا» خاصة وأنها مسائل أصول فهي أعظم من مسألة القرقيعان؟!! أم قد يكون لك رأي غير ذلك؟!!
ولوضع النقاط على الحروف يلزم التنبيه أن الذين قالوا أن القرقيعان عادة وليس عبادة أهون ممن قال إنها سنة شرعية، وهذه وجهة نظرهم وقد يؤجرون عليها لاجتهادهم إن كانوا من أهل الاجتهاد، ومن قال بتحريم القرقيعان إنما استدلوا بالكتاب والسنة، فقالوا ينبغي أن يُربى الصبي على التعفف والزهد عن ما في أيدي الناس، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنْ النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ» متفق عليه، وقال عليه الصلاة والسلام للنفر الذين بايعوه «لا تسألوا الناس شيئا» قال الراوي «فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوطه فلا يسأل أحدا يناوله»، ولاشك أن الأطفال يجوبون الشوارع ويطرقون أبواب البيوت بحثا عن الحلوى، ولربما أعطوا أو منعوا والتعفف خير لهم، علاوة على أن تجول الأطفال الصغار ليلا دون رقيب فيه مخاطر، وأضف إلى ذلك أن في القرقيعان مظاهر الإسراف والتفاخر واضحة في شراء الحلوى الغالية والملابس الخاصة والله لا يحب المسرفين، والمتتبع لهذه الأمور يدرك جيدا ما يعتري تلك الاحتفالات من بذخ وتبذير، بينما شُرع شهر رمضان للعبادة كما قال تعالى «لعلكم تتقون».
في الختام سؤال نوجهه للذين يقولون أن القرقيعان سنة شرعية وعادة حسنة هل يجوز للأطفال الذين ينتسبون لنسل أهل البيت أن يقرقعوا ويسألوا الناس الصدقة من الحلوى والنقود أم لا؟!!
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 05:07 ص]ـ
للرفع
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 08:22 م]ـ
أين فتوى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في المسألة؟ من يرفعها مشكورا؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[25 - 08 - 10, 10:44 م]ـ
أرى أن البحث في مسألة القرقيعان برمته لا يخلو من مبالغة ...
والمحل المعتبر بحثه هاهنا هو أصله، هل له أصل ديني ما ـ ما يثار من تعلقه بعادات شيعية ـ ...
أما ما سوى ذلك فالاجتهاد فيه واسع، والخلاف فيه سائغ، وللأنظار فيه تفاوت.
والله أعلم
ـ[خالد جمال]ــــــــ[26 - 08 - 10, 02:10 ص]ـ
تحذير الإخوان من بدعة القرقيعان ( http://www.mahaja.com/showthread.php?4560-%D8%AA%D8%AD%D8%B0%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A8%D8%AF%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%B9%D8%A7%D 9%86)
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 07:17 ص]ـ
القرقيعان في ليلة الخامس عشر من رمضان، بحث وإعداد محمد بن عبدالله بن محمد الشنو، تقديم فضيلة الشيخ أ. د خالد بن علي المشيقح
وأخونا محمد الشنو وفقه الله أحد أعضاء هذا المنتدى
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[26 - 08 - 10, 09:57 م]ـ
أين فتوى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في المسألة؟ من يرفعها مشكورا؟
للتأكيد
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 12:19 ص]ـ
ماحكم الاحتفال بما يسمى (قرقيعان) والذي يوافق الخامس عشر من شهر رمضان من كل عام؟
الجواب:
الاحتفال بقرقيعان بدعة لا أصل له في دين الإسلام، ولا يقال إن هذا من قبيل العادات؛ لأن تعظيم هذا اليوم مقصود ولهذا فالاحتفال محدد بهذا اليوم من كل عام، وتعظيم الزمان أو المكان لايجوز إلا فيما ورد به النص قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (العيد اسم جنس يدخل فيه كل يوم أو مكان لهم فيه اجتماع، وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة، والأزمنة، فليس النهي عن خصوص أعيادهم بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام، وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك. أ. هـ.
ثم إن هذا التاريخ (15 رمضان) يوافق احتفال الشيعة بمولد الحسن بن علي رضي الله عنهما، وقد قيل إن هذا الانتقال انتقل لأهل السنة عن طريق الشيعة .. وبكل حال فلا يجوز الاحتفال بهذا اليوم تحت أي مسمى كان والله أعلم
فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان حفظه الله
http://www.saad-alkthlan.com/text-66
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/415)
ـ[ابو زينب البغدادي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 02:40 ص]ـ
انا اعيش بالعراق والرافضة من حولنا كثر والحمد لله ولم اسمع بهكذا شي منهم والله اعلم(51/416)
طلب واستفسار في موضوع الاستعاذة
ـ[سارة العواد]ــــــــ[09 - 10 - 08, 10:44 م]ـ
أنا أبحث الآن في (الإستعاذة وما يتعلق بها من مسائل)
فجزا الله خيرا من أرشدني لكتاب أو بحث يتناول هذا الموضوع،أو أشار لمباحث متعلقة بها.
رفع الله من أجاب أو وجّه وأرشد في أعالي جنانه
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[10 - 10 - 08, 01:38 ص]ـ
أختي بارك الله فيك
إليك هذا البحث في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19439&page=10
المشاركة 489
وفقك الله
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[10 - 10 - 08, 01:55 ص]ـ
http://saaid.net/book/open.php?cat=101&book=1449
ـ[سارة العواد]ــــــــ[10 - 10 - 08, 11:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وأثقل موازين حسناتكم(51/417)
الخمس عن الرافضة
ـ[ابوالوليد الطاهري]ــــــــ[10 - 10 - 08, 03:56 ص]ـ
السلام عليكم
نسمع عن الخمس الموجود عند الرافضة , ممن ياخذونه وما سبب اخذهم له ولمن يعطونه
اريد تفصيلا كاملا عن هذه المسالة
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابوالوليد الطاهري]ــــــــ[10 - 10 - 08, 11:42 ص]ـ
هل من مجيب
ـ[أبو السها]ــــــــ[10 - 10 - 08, 07:48 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي أنصحك بقراءة كتاب (لله ثم للتاريخ) للموسوي، فقد أفاض في مسألة الخمس عند الشيعة من مصادرهم قديما وحديثا، وتجد المسألة في الكتاب المذكور من ضفحة 65 ــــ85) ولولا طول ما أورده الكاتب لنسخته لك هنا، وهذا رابط تحميل الكتاب إذا كنت لا تملكه: http://www.almeshkat.net/books/open.php?book=14&cat=10
ـ[ابوالوليد الطاهري]ــــــــ[24 - 05 - 09, 03:54 م]ـ
الفاضل الكريم ابا السها
جزاك الله خيرا
ورفع قدرك
واسكنك جنته(51/418)
هناك بعض العبارات في موضوع صفات الله وأسماءه لم أفهمها
ـ[النعيمية]ــــــــ[10 - 10 - 08, 05:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
هناك بعض العبارات في موضوع صفات الله وأسماءه لم أفهمها أو قد فهمتها ولكني أخشى أني فهمتها على غير المراد ويتوجب علي شرح هذا الموضوع للطالبات فبالله هل من مساعد؟
أولا
دار جدل عقيم بين علماء الكلام حول علاقة الصفات بذات الله وكيفية وصف الله بهذه الصفات وهل يوصف بها لمعنى قديم أو حادث؟ وهل هذه الصفات زائدة على الذات أم هي عين الذات؟
أولا: المعتزلة:
سووا بين الذات الإلهية وبين كل صفة من الصفات، هروبا من تعدد القدماء فقالوا أن الله عالم بعلم والعلم هو الله نفسه والنتيجة أنهم (وقعوا في التسوية بين الموصوف والصفة والصفات بعضها ببعض).
ما معنى الكلام باللون الأحمر؟
ثم الأشاعرة:
قالوا أن الصفات ليست هي ذات الله ولاغيرها وعنوا بالغيرية: جواز مفارقة أحد الشيئين للآخر بوجه من الوجوه أو أن الصفات لاتنفك عن الذات.
ثم قال عن الصفات السلبية أنها كل صفة تدل على سلب مالا يليق بذات الله وحصرها في القدم والبقاء و المخالفةللحوادث والقيام بالنفس والوحدانية.
مامعنى هذا الكلام؟
ثم في الحديث عن صفات الله: قدرة الله
لاتتعلق القدرة بالواجبات ولابالمستحيلات إذ أن الواجب الوجود وهو الله سبحانه وحده، لاتتعلق به القدرة إيجادا إذ أنه موجود بالفعل، ولاتتعلق به إعداما إذ يستحيل عدمه. أما المستحيلات فلو تعلقت بها القدرة إيجادا لايصح التعلق، لأنها لايمكن أن توجد كما لايصح ان تتعلق بها القدرة إعداما لأنها هي معدومة على الدوام .. !!
ماذا يعني هذا يا أخوتي؟
ثم في الحديث عن الإرادة الإلهية: قال
هي صفة قديمة زائدة على الذات قائمةبذاته سبحانه، تخصص الممكن ببعض ما يجوز عليه من الامور المتقابلة إذ أن كل ممكن من الممكنات يجوز أن يكون على صور كثيرة من حيث وجوده وعدمه وزمان ذلك الوجود و العدم، ومن حيث هيئته وشكله ولونه وحجمه إلى غير ذلك من الأوصاف إرادة الله هي التي تخصص للكائن صورة دون غيرها من تلك الصور الممكنة الستة، نظمها أحدهم فقال:
الممكنات المتقابلات .. وجودنا العدم الصفات
أزمنة أمكنة جهات .. كذا المقادير روى الثقات
وقال في صفة كلام الله:
مما يدل على إثبات صفة الكلام: إرساله للرسل وتكليفه للعباد بالأمر و النهي مما يدل على أن له كلاما
كيف؟ وهل هذا الكلام يقصد به القرآن أم غيره؟
أرجو أن يساعدني أحدكم ..
ـ[النعيمية]ــــــــ[11 - 10 - 08, 12:25 ص]ـ
بالله فليرد أحد علي
ـ[مسدد2]ــــــــ[11 - 10 - 08, 10:45 م]ـ
دار جدل عقيم بين علماء الكلام حول علاقة الصفات بذات الله وكيفية وصف الله بهذه الصفات وهل يوصف بها لمعنى قديم أو حادث؟ وهل هذه الصفات زائدة على الذات أم هي عين الذات؟
أولا: المعتزلة:
سووا بين الذات الإلهية وبين كل صفة من الصفات، هروبا من تعدد القدماء فقالوا أن الله عالم بعلم والعلم هو الله نفسه والنتيجة أنهم (وقعوا في التسوية بين الموصوف والصفة والصفات بعضها ببعض).
ما معنى الكلام باللون الأحمر؟
__________________________________________________ _
1 - هروباً من تعدد القدماء: أي كلا لا يكون الله بدون بداية (اي قديما) وتكون كذلك صفة العلم - مثلاً - قديمة، وقدرته قديمة، وكذا سائر الصفات، فتكون الاشياء التي لا أول لها كثيرة. فتتعدد القدماء.
2 - اذا كانت الصفة هي الموصوف والموصوف هو الصفة فيكون علم الله هو الله، والله هو علمه. وتكون قدرة الله هي الله والله هو قدرته. ثم بالتساوي يكون علم الله هو كذلك قدرة الله والقدرة هي العلم. وهذا معنى (التسوية بين الموصوف - وهو الله- والصفة -كالعلم مثلا- والصفات -كالعلم والقدرة وسائر الصفات)
هذا ما تيسير و لعل الاخوة يكملون الجواب عن الاشياء الباقية.
مسدد2
ـ[النعيمية]ــــــــ[12 - 10 - 08, 12:10 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك خير الجزاء ..
و
لا أظن أن أحدا سيكمل ........................ الكل مشغول .. كما يظهر لي وأنا أدخل وأخرج للملتقى أملا في الجواب بالرغم من أن لدي امتحانات ولابد أن أدرس بدلا من هذا ..
شكرا للجميع
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 12:10 ص]ـ
1 - هروباً من تعدد القدماء: أي كلا لا يكون الله بدون بداية (اي قديما) وتكون كذلك صفة العلم - مثلاً - قديمة، وقدرته قديمة، وكذا سائر الصفات، فتكون الاشياء التي لا أول لها كثيرة. فتتعدد القدماء.
الهروب من تعدد القدماء , هو إثبات القضية المناقضة لتعدد القدماء , والذي هو الإقرار بوجود أكثر من قديم أو أزلي , أو موجود لا أول لوجوة , وسبب هذا الهروب , أنه من المستحيلات عقلا وجود أكثر من قديم , وتقرير ذلك هو:
إذا كان في الوجود قديمين , فإما أن يكونا متاطبقين من كل وجه , وإما أن لايكون , فإن كانا متطابقين من كل وجه , إستحال أن يكونا أثنين , بل هما واحد , لأن الشيء إذا لم يخالف الشيء ويغايره , فهو نفسه , لأنه يستحيل أن يقال بأن محمد غير نفسه , والواحد ليس بواحد!
وإن إختلفا ولو من وجه واحد , فإن هذا الإختلاف إما أن يكون في أحدهما (زائدا) دون الآخر ,وإما أن يكون كلاهما زائدا على الآخر بشيء , قالوا: فإن كان الأول , فالزائد منهما مركب , والمركب حادث وليس بقديم , وهو المطلوب حيث ثبت بأنه لاقديم إلا واحد , وإن كان الثاني , فكلاهما مركب , وكلاهما حادث , وهذا محال , لوجوب أن يكون هناك واجب وجود (أي قديم) وذلك لأن وجود كل شيء سواه مفتقر إليه , وإلا للزم من ذلك (عدم وجود القديم) الترجيح بلا مرجح , وهو محال عقلا , فوجب أن يكون الموجد القديم واحداً فقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/419)
ـ[النعيمية]ــــــــ[12 - 10 - 08, 12:20 ص]ـ
شكر الله لك أخي أبا بكر قد أفدت .. بالرغم من صعوبة بعض العبارات .. جزاك الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:12 ص]ـ
دار جدل عقيم بين علماء الكلام حول علاقة الصفات بذات الله وكيفية وصف الله بهذه الصفات وهل يوصف بها لمعنى قديم أو حادث؟ وهل هذه الصفات زائدة على الذات أم هي عين الذات؟
الصفات التي يوصف الله عز وجل بها مثلا: (عليم قدير سميع بصير)، هل يوصف الله بهذه الصفات لوجود مقتضاها منذ الأزل؟ أو يوصف بها بسبب أمور حادثة بعد ذلك تقتضي أن يوصف بهذه الصفات؟
أما وجود المعنى القديم فلا شك فيه ولا خلاف بين جميع الطوائف الصفاتية.
ولكن الخلاف في وجود المعنى الحادث، بمعنى أن الله عز وجل يفعل ما يشاء في الوقت الذي يشاء على الوجه الذي يشاء، فقد كلم الله عز وجل نوحا بكلام حادث، وكلم موسى بكلام حادث، وليس معنى هذا أنه لم يكن متكلما في الأزل، بل كما قال الطحاوي: ليس قبل خلق الخلق استفاد اسم الخالق ... إلخ.
هذا معتقد أهل السنة، أما الأشاعرة وغيرهم فيقولون: بل الكلام صفة قديمة، وأما ما يحدث فهو متعلقات هذه الصفة، بمعنى أن الكلام الذي سمعه نوح وموسى ليس كلام الله، وإنما هو حكاية عن كلام الله القديم!
ثم الأشاعرة:
قالوا أن الصفات ليست هي ذات الله ولاغيرها وعنوا بالغيرية: جواز مفارقة أحد الشيئين للآخر بوجه من الوجوه أو أن الصفات لاتنفك عن الذات.
ثم قال عن الصفات السلبية أنها كل صفة تدل على سلب مالا يليق بذات الله وحصرها في القدم والبقاء و المخالفةللحوادث والقيام بالنفس والوحدانية.
مامعنى هذا الكلام؟
الصفات ليست هي الله وليست هي غير الله، هذا كلام صحيح يقوله أهل السنة، والمراد بهذا الرد على طائفتين مبتدعتين: الأولى زعمت أن الصفات غير الله بمعنى أنها أشياء مخلوقة خارجة عن ذات الله، والثانية زعمت أن الصفات هي ذات الله بمعنى أن علم الله هو قدرة الله وكلاهما عين ذات الله، والصواب الذي عليه أهل السنة أنه لا يمكن أن يوجد أصلا ذات بغير صفات، فإن كان المقصود بأنها غير الله المغايرة في المفهوم فهذا صحيح، وإن كان يقصد بأنها غير الله إمكان انفصالها عن الله فهذا باطل، ولذلك فأهل السنة يستفصلون من المبتدعة في مرادهم بالسؤال ولا يقولون: هي الله أو هي غير الله هكذا بإطلاق.
وهذه الصفات نوعان: صفات ثبوتية، وصفات سلبية، ومعنى هذا ما يقوله أهل السنة: الله متصف بكل كمال، ومنزه عن كل نقص.
فما هذه الصفات السلبية؟ هي:
القدم = (عدم الحدوث)
والبقاء = (عدم الفناء)
والمخالفة للحوادث = (عدم المشابهة للحوادث)
والقيام بالنفس = (عدم القيام بالغير)
والوحدانية = (عدم وجود الشريك).
فهذا معنى أنها صفات سلبية؛ أي أنها كلها مبنية على النفي؛ أي أنه: ليس بكذا وليس بكذا ... إلخ.
ثم في الحديث عن صفات الله: قدرة الله
لاتتعلق القدرة بالواجبات ولابالمستحيلات إذ أن الواجب الوجود وهو الله سبحانه وحده، لاتتعلق به القدرة إيجادا إذ أنه موجود بالفعل، ولاتتعلق به إعداما إذ يستحيل عدمه. أما المستحيلات فلو تعلقت بها القدرة إيجادا لايصح التعلق، لأنها لايمكن أن توجد كما لايصح ان تتعلق بها القدرة إعداما لأنها هي معدومة على الدوام .. !!
ماذا يعني هذا يا أخوتي؟
عندما نقول: (الله على كل شيء قدير)، فهل هذا معناه أن الله قادر على إيجاد خالق آخر مثله؟ أو قادر على إفناء نفسه؟
الجواب: لا؛ لأن هذه الأمور مستحيلة لذاته، وكلمة (شيء) لا تطلق على المستحيل لذاته، فلا يشملها عموم (على كل شيء قدير).
وكل الموجودات إما أن تكون واجبة، أو مستحيلة، أو ممكنة.
فالواجب هو الذي لا يمكن عدمه عقلا، والمستحيل هو الذي لا يمكن وجوده عقلا، والممكن هو المحتمل للوجود والعدم.
فهذا القسم الأخير هو الذي تتعلق به القدرة، دون القسمين الأولين.
ثم في الحديث عن الإرادة الإلهية: قال
هي صفة قديمة زائدة على الذات قائمةبذاته سبحانه، تخصص الممكن ببعض ما يجوز عليه من الامور المتقابلة إذ أن كل ممكن من الممكنات يجوز أن يكون على صور كثيرة من حيث وجوده وعدمه وزمان ذلك الوجود و العدم، ومن حيث هيئته وشكله ولونه وحجمه إلى غير ذلك من الأوصاف إرادة الله هي التي تخصص للكائن صورة دون غيرها من تلك الصور الممكنة الستة، نظمها أحدهم فقال:
الممكنات المتقابلات .. وجودنا العدم الصفات
أزمنة أمكنة جهات .. كذا المقادير روى الثقات
هذا الكلام توضيح وبيان للكلام السابق في متعلقات القدرة.
وقال في صفة كلام الله:
مما يدل على إثبات صفة الكلام: إرساله للرسل وتكليفه للعباد بالأمر و النهي مما يدل على أن له كلاما
كيف؟ وهل هذا الكلام يقصد به القرآن أم غيره؟
الأمر معناه قول (افعل) والنهي معناه قول (لا تفعل)، فإذا كان الله عز وجل يكلف العباد بالأمر والنهي، فهذا معناه أنه يكلفهم بقوله: افعل ولا تفعل، وهذا يدل على أنه يتكلم.
ويقصد بهذا القرآن وغيره مما يتكلم به الله عز وجل.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/420)
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:14 ص]ـ
((يوصف بها لمعنى قديم أو حادث))
يرى أهل السنة والجماعة: أن صفات الله تعالى ثابتة أزلا وأبدا، فلا يجوز أن يعتقد أن الله اتصف بصفة بعد أن لم يكن متصفا بها؛ لأن صفاته تعالى صفات كمال وفقدها صفة نقص والله تعالى منزه عن النقص فله الكمال المطلق.
ولا يرد على ذلك صفات الفعل والصفات الاختيارية كالخلق والتصوير والاستواء ونحو ذلك؛ فهي وإن كانت تحدث في وقت دون وقت؛ لأنها لم تحدث بعد أن لم تكن، فمن تكلم اليوم وكان بالأمس متكلما لا يقال أنه حدث له الكلام، وقد قال الطحاوي رحمه الله تعالى ((ما زال بصفاته قديما قبل خلقه)).
أما المعتزلة: فيرون أن الفعل كان ممتنعا عليه تعالى ثم انقلب من الامتناع الذاتي إلى الإمكان الذاتي.
)) هروبا من تعدد القدماء ............. ((
يرى المعتزلة أن أخص وصف للإله هو القدم، ويرون أن وصفه تعالى بالصفات لا يصح؛ لأنها إما أن تكون حادثة وإما أن تكون قديمة فإن كانت حادثة فالله تعالى ليس محلا للحوادث، وإن كانت قديمة فيلزم منه تعدد القدماء مع الله تعالى وهذا عندهم شرك أشد من شرك النصارى الذين جعلوا الآلهة ثلاثة، لأنهم تخيلوا الصفات منفكة عن الذات.
والمقصود بنفي الصفات عند المعتزلة:
هو نفي إثباتها حقيقة في الذات، ومتميزة عنها، ولذا يجعلونها عين الذات، فالله عالم بذاته بدون علم على قول، وعلى قول آخر الله عالم بعلم وعلمه هو ذاته، ونتيجة القولين واحدة، وهي: نفي الصفات.
فالفعل والفاعل عند المعتزلة سواء.
أما أهل السنة فيرون أن للذات معنى غير معنى الصفة، ومفهوم الصفات زائد على مفهوم الذات، لكن الصفات لا تنفك عن الذات، فأهل السنة يثبتون الفعل والفاعل والمفعول به، فالخلق هو الفعل.
والخالق هو الله تعالى.
والمخلوق هو المفعول،،،،،، والتسوية بين الفعل والفاعل مكابرة للبدهيات وسفسطة.
((ثم الأشاعرة: قالوا أن الصفات ليست هي ذات الله ولاغيرها وعنوا بالغيرية: جواز مفارقة أحد الشيئين للآخر بوجه من الوجوه أو أن الصفات لاتنفك عن الذات ((
هذا الكلام منهم رد على المعتزلة، فهم يرون أن ما يثبتونه من الصفات ليس ذواتا مستقلة، فلا يلزم من إثبات الصفات تعدد القدماء الذي يزعمه المعتزلة، كما أن حقيقة الذات غير حقيقة الصفات عندهم من حيث المفهوم، مع ملاحظة أن الأشاعرة لا يثبتون إلا سبع صفات حقيقة.
((ثم قال عن الصفات السلبية أنها كل صفة تدل على سلب مالا يليق بذات الله وحصرها في القدم والبقاء و المخالفةللحوادث والقيام بالنفس والوحدانية. ((
قسم الأشاعرة الصفات عموماً إلى أربعة أقسام هي:
1 - صفات المعاني.
2 - الصفات المعنوية.
3 - الصفات السلبية.
4 - الصفات النفسية.
وبيان هذه الأقسام, وضوابطها ما يلي:
القسم الأول- صفات المعاني:
وعرفها البيجوري بقوله:
((كل صفة قائمة بموصوف موجبة له حكماً, ككونه قادراً, فإنه لازم للقدرة, وفي الحقيقة المعاني والمعنوية متلازمان, لكنهم لا حظوا الوجودي: أصلاً لغيره))
وهذه الصفات هي:
الحياة, العلم, القدرة, الإرادة, السمع, البصر, الكلام, وقد اختلفوا في صفة الإدراك على ثلاثة أقوال:
فمنهم من أثبتها, ومنهم من نفاها, ومنهم من توقف.
وصفات المعاني قد قسمها الأشاعرة بالنظر لاعتبارات مختلفة, ومن تلك التقسيمات لصفات المعاني عند الأشاعرة:
أولاً- تقسيم صفات المعاني باعتبار الدليل الذي دل عليها:
لقد قسم الأشاعرة صفات المعاني إلى صفات عقلية, وصفات سمعية, وذلك ما يلي:
1 - الصفات العقلية:
وهي الصفات التي لا يصح الاستدلال عليها إلا بدليل العقل, ولا يصح الاستدلال عليها بالدليل السمعي إلا على وجه التأكيد.
وهذه الصفات هي:
الحياة, والعلم, والقدرة, والإرادة.
وأما عن تعليلهم كونه لا يصح الاستدلال عليها إلا بالعقل: فلأنها لو انتفت لما وجد شيىء من العالم المصنوع الذي شهد بوجودها.
2 - الصفات السمعية:
وهي التي يصح الاستدلال عليها بالدليل السمعي, وهي:
السمع, والبصر, والكلام.
وهذه الصفات: متوقف ثبوتها على ورود الشرع بها, وانتفاؤها لا يدل على انتفاء الخالق سبحانه وتعالى.
لكنَّ انتفاءها نقص ينزه الباري عنه تعالى.
ثانياً- تقسيم صفات المعاني بالنظر لمتعلقها:
لقد قسمت صفات المعاني بالنظر إلى ما تعلقت به إلى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/421)
1 - ما يتعلق بالممكنات فقط, دون الواجبات والمستحيلات, وهما صفتان من صفات المعاني:
القدرة, وتعلقها تعلق إيجاد.
الإرادة, وتعلقها تعلق تخصيص.
2 - ما يتعلق بالواجبات, والجائزات, والمستحيلات, وهما صفتان من صفات المعاني:
العلم, وتعلقها تعلق انكشاف.
والكلام, وتعلقها تعلق دلالة.
3 - ما يتعلق بالموجوادت فقط, وهي من صفات المعاني:
السمع, والبصر, والإدراك عند من قال به.
4 - ما لا يتعلق بشيىءٍ, وهي صفة: الحياة.
تنبيه:
قال البيجوري:
((والذي اعتمده المحققون: أن التعلق للمعاني فقط, وقال بعض المتكلمين: للمعنوية, ولم يقل أحد: بأن التعلق للمعاني, والمعنوية معاً؛ وإلا لزم اجتماع مؤثرين على أثر واحد في القدرة والكون قادراً, والإرادة والكون مريداً, ولزم تحصيل الحاصل في العلم وكونه عالماً, وهكذا الباقي, وعرفوا التعلق:
بأنه طلب الصفة أمراً زائداً على الذات يصلح لها)).
القسم الثاني- الصفات المعنوية:
الصفات المعنوية هي:
((الصفات الملازمة لصفات المعاني السبع المتقدمة)).
وتقدم في تعريف صفات المعاني أنها:
((كل صفة قائمة بموصوف موجبة له حكماً)).
هذا الحكم هو: الصفة المعنوية, وهي كونه تعالى: حياً, عليماً, قادراً, مريداً, سميعاً, بصيراً, متكلماً.
فلا يصح اتصاف محلٍ بكونه: عالماً, قادراً، إلا إذا قام به: العلم, والقدرة، وهي صفات المعاني.
من ما سبق تتضح بعض التقريرات التي قرروها، وهي:
1 - أن الاتصاف بصفات المعاني يوجب الاتصاف بالصفات المعنوية, فصفات المعاني ملزومة للصفات المعنوية, والصفات المعنوية لازمة لصفات المعاني, بمعنى: أنه يلزم من كونه قادراً أنه موصوف بالقدرة, كما يلزم من اتصافه بالقدرة كونه قادراً.
2 - أن صفات المعاني صفات وجودية, والمعنوية ثبوتية اعتبارية, والثبوت قريب من الوجود, فهي صفات ثابتة للذات لا من جهة أنها قائمة بها كصفات المعاني, فالاتصاف بالصفات المعنوية فرع للاتصاف بصفات المعاني.
3 - الترتيب بين صفات المعاني والصفات المعنوية ترتيب إخباري لا زماني, فلم تسبق الصفة صفة أخرى.
4 - وقوع الخلاف في قيام الصفات المعنوية بالذات العلية, فمن نفى الأحوال, قال: معنى كونه: عالماً, هو قيام العلم به, وليس هناك صفة أخرى زائدة على قيام العلم ثابتة خارج الذهن ومن قال (بالحال) ذهب إلى أن معنى: كونه عالماً, صفة أخرى زائدة على قيام العلم بالذات, وهذه الصفة ليست موجودة بالاستقلال كالمعاني, ولا معدومة عدماً صرفاً, بل هي واسطة بين الموجود والمعدوم, إذلم تبلغ درجة الوجود, ولم تنزل إلى مرتبة العدم.
القسم الثالث- الصفات السلبية:
وهي: كل صفة دلت على سلب ما لا يليق بالله, من غير أن تدل على معنى وجودي قائم بالذات.
وهي خمسة:
القدم, والبقاء, والوحدانية, والقيام بالنفس، والمخالفة للحوادث.
وقصدوا بالقدم:
نفي الحدوث, أو ما يعبرون عنه: بنفي العدم السابق, وبعبارة أخرى: عدم الأولية للوجود, فالذي لا أول لوجوده هو القديم.
وقصدوا بالبقاء:
نفي الفناء, أو نفي العدم اللاحق.
وقصدوا بالوحدانية:
نفي النظير أو المساوي, والوحدانية تشمل عندهم: وحدانية الذات, ووحدانية الصفات, ووحدانية الأفعال.
وقصدوا بالقيام بالنفس:
عدم افتقاره تعالى إلى المحل, أي: الذات التي يقوم بها, لا بمعنى المكان؛ لأن ذلك عُلم من مخالفة الحوادث, وعدم افتقاره للمخصص, أي: الموجِد
والخلاصة أنهم قصدوا: عدم افتقاره تعالى للمحل, وعدم افتقاره تعالى للمخصص.
وقصدوا بمخالفة الحوادث - فيما ذكره البيجوري -:
((المخالفة لما ذكر عبارة عن: سلب الجرمية, والعرضية, والكلية, والجزئية ولوازمها عنه تعالى.
فلازم الجرمية: التحيز, ولازم العرضية: القيام بالغير, ولازم الكلية: الكبر, ولازم الجزئية: الصغر, إلى غير ذلك)).
القسم الرابع: الصفة النفسية:
وهي: كل صفة دل الوصف بها على الذات دون معنى زائد عليه، وهي صفة واحدة هي: الوجود, فلا تدل على معنى زائد على الذات عندهم.
وقف الشيخ محمد الأمين من تعبيرهم بالصفة النفسية موقف المنكر لهم، وبين ما في هذه العبارة من إساءة, فقد قال رحمه الله تعالى:
((ولا يخفى على عالم بالقوانين الكلامية والمنطقية: أن إطلاق النفسية على شيىء من صفاته جل وعلا أنه لا يجوز، وأن فيه من الجرأة على الله جل وعلا ما الله عليم به، وإن كان قصدهم بالنفسية في حق الله: الوجود فقط، وهو صحيح؛ لأن الإطلاق الموهم للمحذور في حقه تعالى لا يجوز وإن كان المقصود به صحيحا؛ لأن الصفة النفسية في الاصطلاح: لا تكون إلا جنسا أو فصلا، فالجنس: كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان، والفصل: كالنطق بالنسبة إلى الإنسان، ولا يخفى أن الجنس في الاصطلاح: قدر مشترك بين أفراد مختلفة الحقائق، كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان، والفرس، والحمار، وأن الفصل: صفة نفسية لبعض أفراد الجنس ينفصل بها عن غيرها من الأفراد المشاركة له في الجنس كالنطق بالنسبة إلى الإنسان، فإنه صفته النفسية التي تفصله عن الفرس – مثلا – المشارك له في الجوهرية والجسمية والنمائية والحساسية، ووصف الله جل وعلا بشيىء يراد به اصطلاحا ما بينا لك: من أعظم الجراءة على الله تعالى كما ترى؛ لأنه جل وعلا واحد في ذاته وصفاته وأفعاله، فليس بينه وبين غيره اشتراك في شيىء من ذاته ولا من صفاته حتى يطلق عليه ما يطلق على الجنس والفصل سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا)) أضواء البيان, 2/ 306.
وبعد بيان تقسيم الأشاعرة الصفات يتبين أنهم أثبتوا لله سبع صفات فقط؛ لأن الصفات المعنوية تكرار لصفات المعاني, والصفة النفسية التي هي الوجود يرون أنها لا تدل على معنى زائد على الذات الإلهية, والصفات السلبية هي صفات منفية عنه تعالى, فآل الأمر عندهم على الحقيقة إلى إثبات سبع صفات.
وكتبت الباقي في ورقة والله ييسر طبعه لك.
والله يغفر لي فيما أخطأت فيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/422)
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:18 ص]ـ
دار جدل عقيم بين علماء الكلام حول علاقة الصفات بذات الله وكيفية وصف الله بهذه الصفات وهل يوصف بها لمعنى قديم أو حادث؟ وهل هذه الصفات زائدة على الذات أم هي عين الذات؟
معناه الخلاف الذي بين المعتزلة والأشاعرة من جهه , والاشاعرة والصفاتية من أتباع السلف من جهه , وهو في علاقة الصفات بالذات الموصوفه بها , هل الصفات غير الذات , أم أنها هي؟ الأول مذهب الجهمية , فعطلوا جميع الصفات ونفوها , بزعمهم أن مقتضى ولازم إثبات الصفات للذات الموصوفه هو تعدد القدماء , وهذا زعم باطل.
والثاني مذهب المعتزلة , فقالوا صفات الله هي ذاته , والفرق بينهما عند التحقيق , أن الجهمية تجرأوا على إنكار الصفات , والمتعزلة جبنوا! , فأولوها , أيضا لذات الدعوى السابقة.
أما الأشاعرة والمتوريدية والكلابية والكرامية والصفاتية من أتباع السلف , فقالوا: نحن لانأخذ المسألة بهذه المغايرة , وذلك لإستحالة أن تكون هناك ذاتا خالية من الصفات! , فكيف يقال , فلان موجود , ثم يقال لايمكن بأن يكون متصفا بالوجود! , كيف يكون هناك متكلم , ولايوصف بالقدرة على الكلام!
وقوله لمعنى قديم , أي هل هذه الصفات قديمة أم أنها حادثة , أي هل المولى سبحانه وتعالى كان متصفا بالقدرة على الخلق قبل أن يخلق الخلق؟ , لا أعلم تحرير المذاهب في هذه المسألة وأنا لست بقرب كتيباتي , ولكن مذهب أهل السنة أن الصفات قديمة النوع , حادثة الآحاد , ومعناه , أن الله قادر على الخلق منذ الأزل , ولكن ماخلقه الله سبحانه لم يكن منذ الأزل بل هو حادث في زمن ,فلم يزد بخلق عباده شيء.
أولا: المعتزلة:
سووا بين الذات الإلهية وبين كل صفة من الصفات، هروبا من تعدد القدماء فقالوا أن الله عالم بعلم والعلم هو الله نفسه والنتيجة أنهم (وقعوا في التسوية بين الموصوف والصفة والصفات بعضها ببعض).
شرحت لكِ ذلك في الأعلى , حيث هذه المسألة هي عينها هل الصفات زائدة على الذات , أو هل توصف الصفات بمغايرة الذات , هي كلها مسأة واحدة. قوله: (وقعوا في التسوية بين الموصوف والصفة والصفات بعضها ببعض)
معناه: جعلوا الصفة هي عينها الذات الموصوفة! , وجعلوا بعض الصفات هي نفسها بعضها الآخر , كقول بعضهم , سمع الله , وبصره , هو عينه علمه ولاغير!
ثم الأشاعرة:
قالوا أن الصفات ليست هي ذات الله ولاغيرها وعنوا بالغيرية: جواز مفارقة أحد الشيئين للآخر بوجه من الوجوه أو أن الصفات لاتنفك عن الذات.
هذا والله أعلم أنه موضع تسليم بيننا وبينهم.
ثم قال عن الصفات السلبية أنها كل صفة تدل على سلب مالا يليق بذات الله وحصرها في القدم والبقاء و المخالفةللحوادث والقيام بالنفس والوحدانية.
لهم تقسيم للصفات جعلوا بعضها بإسم الصفات السلبية , والسلب هو النفي , وحصرو ا هذا النوع من الصفات في الصفات المذكورة أعلاه , (فالقدم) معناه معروف , وكذلك (البقاء) , وسلب القدم الحدوث , وسلب البقاء الفناء , (والمخالفة للحوادث) أرادوا به مخالفة الخالق للمخلوق , بحسب فهمهم , من عدم التحيز , ونفي الجهه , وغيره من حق وباطل.
ثم في الحديث عن صفات الله: قدرة الله
لاتتعلق القدرة بالواجبات ولابالمستحيلات إذ أن الواجب الوجود وهو الله سبحانه وحده، لاتتعلق به القدرة إيجادا إذ أنه موجود بالفعل، ولاتتعلق به إعداما إذ يستحيل عدمه. أما المستحيلات فلو تعلقت بها القدرة إيجادا لايصح التعلق، لأنها لايمكن أن توجد كما لايصح ان تتعلق بها القدرة إعداما لأنها هي معدومة على الدوام .. !!
الواجب هو مالايقبل العدم , أو هو مالا يقبل إلا الوجود , والمستحيل , هو مالايقبل الوجود , أو هو مالا يقبل إلا العدم , والعدم والوجود نقيضان كما لايخفى.
فتعلق القدرة بالواجب - حيث لاواجب وجوده غير الله - غير ممكنة لأنه موجود أصلا ,والقدرة على المحال أيضا غير ممكنة , ويمثل له بإعدام الله سبحانه وتعالى لذاته. وأظن أني قد قرأت تجويز ابن حزم لذلك! والله أعلم.
ثم في الحديث عن الإرادة الإلهية: قال
هي صفة قديمة زائدة على الذات قائمةبذاته سبحانه، تخصص الممكن ببعض ما يجوز عليه من الامور المتقابلة إذ أن كل ممكن من الممكنات يجوز أن يكون على صور كثيرة من حيث وجوده وعدمه وزمان ذلك الوجود و العدم، ومن حيث هيئته وشكله ولونه وحجمه إلى غير ذلك من الأوصاف إرادة الله هي التي تخصص للكائن صورة دون غيرها من تلك الصور الممكنة الستة، نظمها أحدهم فقال:
الممكنات المتقابلات .. وجودنا العدم الصفات
أزمنة أمكنة جهات .. كذا المقادير روى الثقات
وهذا أيضا , أظنه موضع تسليم بيننا , والله أعلم.
مما يدل على إثبات صفة الكلام: إرساله للرسل وتكليفه للعباد بالأمر و النهي مما يدل على أن له كلاما
كيف؟ وهل هذا الكلام يقصد به القرآن أم غيره؟
صفة الكلام عندهم , هي الكلام النفسي , والقرآن يدخل في هذا , وإلا فالعبارة تشمل القرآن وغيره من جميع أشكال الوحي. والله أعلم ش
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/423)
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:20 ص]ـ
((يوصف بها لمعنى قديم أو حادث))
يرى أهل السنة والجماعة: أن صفات الله تعالى ثابتة أزلا وأبدا، فلا يجوز أن يعتقد أن الله اتصف بصفة بعد أن لم يكن متصفا بها؛ لأن صفاته تعالى صفات كمال وفقدها صفة نقص والله تعالى منزه عن النقص فله الكمال المطلق.
ولا يرد على ذلك صفات الفعل والصفات الاختيارية كالخلق والتصوير والاستواء ونحو ذلك؛ فهي وإن كانت تحدث في وقت دون وقت؛ لأنها لم تحدث بعد أن لم تكن، فمن تكلم اليوم وكان بالأمس متكلما لا يقال أنه حدث له الكلام، وقد قال الطحاوي رحمه الله تعالى ((ما زال بصفاته قديما قبل خلقه)).
أما المعتزلة: فيرون أن الفعل كان ممتنعا عليه تعالى ثم انقلب من الامتناع الذاتي إلى الإمكان الذاتي.
)) هروبا من تعدد القدماء ............. ((
يرى المعتزلة أن أخص وصف للإله هو القدم، ويرون أن وصفه تعالى بالصفات لا يصح؛ لأنها إما أن تكون حادثة وإما أن تكون قديمة فإن كانت حادثة فالله تعالى ليس محلا للحوادث، وإن كانت قديمة فيلزم منه تعدد القدماء مع الله تعالى وهذا عندهم شرك أشد من شرك النصارى الذين جعلوا الآلهة ثلاثة، لأنهم تخيلوا الصفات منفكة عن الذات.
والمقصود بنفي الصفات عند المعتزلة:
هو نفي إثباتها حقيقة في الذات، ومتميزة عنها، ولذا يجعلونها عين الذات، فالله عالم بذاته بدون علم على قول، وعلى قول آخر الله عالم بعلم وعلمه هو ذاته، ونتيجة القولين واحدة، وهي: نفي الصفات.
فالفعل والفاعل عند المعتزلة سواء.
أما أهل السنة فيرون أن للذات معنى غير معنى الصفة، ومفهوم الصفات زائد على مفهوم الذات، لكن الصفات لا تنفك عن الذات، فأهل السنة يثبتون الفعل والفاعل والمفعول به، فالخلق هو الفعل.
والخالق هو الله تعالى.
والمخلوق هو المفعول،،،،،، والتسوية بين الفعل والفاعل مكابرة للبدهيات وسفسطة.
((ثم الأشاعرة: قالوا أن الصفات ليست هي ذات الله ولاغيرها وعنوا بالغيرية: جواز مفارقة أحد الشيئين للآخر بوجه من الوجوه أو أن الصفات لاتنفك عن الذات ((
هذا الكلام منهم رد على المعتزلة، فهم يرون أن ما يثبتونه من الصفات ليس ذواتا مستقلة، فلا يلزم من إثبات الصفات تعدد القدماء الذي يزعمه المعتزلة، كما أن حقيقة الذات غير حقيقة الصفات عندهم من حيث المفهوم، مع ملاحظة أن الأشاعرة لا يثبتون إلا سبع صفات حقيقة.
((ثم قال عن الصفات السلبية أنها كل صفة تدل على سلب مالا يليق بذات الله وحصرها في القدم والبقاء و المخالفةللحوادث والقيام بالنفس والوحدانية. ((
قسم الأشاعرة الصفات عموماً إلى أربعة أقسام هي:
1 - صفات المعاني.
2 - الصفات المعنوية.
3 - الصفات السلبية.
4 - الصفات النفسية.
وبيان هذه الأقسام, وضوابطها ما يلي:
القسم الأول- صفات المعاني:
وعرفها البيجوري بقوله:
((كل صفة قائمة بموصوف موجبة له حكماً, ككونه قادراً, فإنه لازم للقدرة, وفي الحقيقة المعاني والمعنوية متلازمان, لكنهم لا حظوا الوجودي: أصلاً لغيره))
وهذه الصفات هي:
الحياة, العلم, القدرة, الإرادة, السمع, البصر, الكلام, وقد اختلفوا في صفة الإدراك على ثلاثة أقوال:
فمنهم من أثبتها, ومنهم من نفاها, ومنهم من توقف.
وصفات المعاني قد قسمها الأشاعرة بالنظر لاعتبارات مختلفة, ومن تلك التقسيمات لصفات المعاني عند الأشاعرة:
أولاً- تقسيم صفات المعاني باعتبار الدليل الذي دل عليها:
لقد قسم الأشاعرة صفات المعاني إلى صفات عقلية, وصفات سمعية, وذلك ما يلي:
1 - الصفات العقلية:
وهي الصفات التي لا يصح الاستدلال عليها إلا بدليل العقل, ولا يصح الاستدلال عليها بالدليل السمعي إلا على وجه التأكيد.
وهذه الصفات هي:
الحياة, والعلم, والقدرة, والإرادة.
وأما عن تعليلهم كونه لا يصح الاستدلال عليها إلا بالعقل: فلأنها لو انتفت لما وجد شيىء من العالم المصنوع الذي شهد بوجودها.
2 - الصفات السمعية:
وهي التي يصح الاستدلال عليها بالدليل السمعي, وهي:
السمع, والبصر, والكلام.
وهذه الصفات: متوقف ثبوتها على ورود الشرع بها, وانتفاؤها لا يدل على انتفاء الخالق سبحانه وتعالى.
لكنَّ انتفاءها نقص ينزه الباري عنه تعالى.
ثانياً- تقسيم صفات المعاني بالنظر لمتعلقها:
لقد قسمت صفات المعاني بالنظر إلى ما تعلقت به إلى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/424)
1 - ما يتعلق بالممكنات فقط, دون الواجبات والمستحيلات, وهما صفتان من صفات المعاني:
القدرة, وتعلقها تعلق إيجاد.
الإرادة, وتعلقها تعلق تخصيص.
2 - ما يتعلق بالواجبات, والجائزات, والمستحيلات, وهما صفتان من صفات المعاني:
العلم, وتعلقها تعلق انكشاف.
والكلام, وتعلقها تعلق دلالة.
3 - ما يتعلق بالموجوادت فقط, وهي من صفات المعاني:
السمع, والبصر, والإدراك عند من قال به.
4 - ما لا يتعلق بشيىءٍ, وهي صفة: الحياة.
تنبيه:
قال البيجوري:
((والذي اعتمده المحققون: أن التعلق للمعاني فقط, وقال بعض المتكلمين: للمعنوية, ولم يقل أحد: بأن التعلق للمعاني, والمعنوية معاً؛ وإلا لزم اجتماع مؤثرين على أثر واحد في القدرة والكون قادراً, والإرادة والكون مريداً, ولزم تحصيل الحاصل في العلم وكونه عالماً, وهكذا الباقي, وعرفوا التعلق:
بأنه طلب الصفة أمراً زائداً على الذات يصلح لها)).
القسم الثاني- الصفات المعنوية:
الصفات المعنوية هي:
((الصفات الملازمة لصفات المعاني السبع المتقدمة)).
وتقدم في تعريف صفات المعاني أنها:
((كل صفة قائمة بموصوف موجبة له حكماً)).
هذا الحكم هو: الصفة المعنوية, وهي كونه تعالى: حياً, عليماً, قادراً, مريداً, سميعاً, بصيراً, متكلماً.
فلا يصح اتصاف محلٍ بكونه: عالماً, قادراً، إلا إذا قام به: العلم, والقدرة، وهي صفات المعاني.
من ما سبق تتضح بعض التقريرات التي قرروها، وهي:
1 - أن الاتصاف بصفات المعاني يوجب الاتصاف بالصفات المعنوية, فصفات المعاني ملزومة للصفات المعنوية, والصفات المعنوية لازمة لصفات المعاني, بمعنى: أنه يلزم من كونه قادراً أنه موصوف بالقدرة, كما يلزم من اتصافه بالقدرة كونه قادراً.
2 - أن صفات المعاني صفات وجودية, والمعنوية ثبوتية اعتبارية, والثبوت قريب من الوجود, فهي صفات ثابتة للذات لا من جهة أنها قائمة بها كصفات المعاني, فالاتصاف بالصفات المعنوية فرع للاتصاف بصفات المعاني.
3 - الترتيب بين صفات المعاني والصفات المعنوية ترتيب إخباري لا زماني, فلم تسبق الصفة صفة أخرى.
4 - وقوع الخلاف في قيام الصفات المعنوية بالذات العلية, فمن نفى الأحوال, قال: معنى كونه: عالماً, هو قيام العلم به, وليس هناك صفة أخرى زائدة على قيام العلم ثابتة خارج الذهن ومن قال (بالحال) ذهب إلى أن معنى: كونه عالماً, صفة أخرى زائدة على قيام العلم بالذات, وهذه الصفة ليست موجودة بالاستقلال كالمعاني, ولا معدومة عدماً صرفاً, بل هي واسطة بين الموجود والمعدوم, إذلم تبلغ درجة الوجود, ولم تنزل إلى مرتبة العدم.
القسم الثالث- الصفات السلبية:
وهي: كل صفة دلت على سلب ما لا يليق بالله, من غير أن تدل على معنى وجودي قائم بالذات.
وهي خمسة:
القدم, والبقاء, والوحدانية, والقيام بالنفس، والمخالفة للحوادث.
وقصدوا بالقدم:
نفي الحدوث, أو ما يعبرون عنه: بنفي العدم السابق, وبعبارة أخرى: عدم الأولية للوجود, فالذي لا أول لوجوده هو القديم.
وقصدوا بالبقاء:
نفي الفناء, أو نفي العدم اللاحق.
وقصدوا بالوحدانية:
نفي النظير أو المساوي, والوحدانية تشمل عندهم: وحدانية الذات, ووحدانية الصفات, ووحدانية الأفعال.
وقصدوا بالقيام بالنفس:
عدم افتقاره تعالى إلى المحل, أي: الذات التي يقوم بها, لا بمعنى المكان؛ لأن ذلك عُلم من مخالفة الحوادث, وعدم افتقاره للمخصص, أي: الموجِد
والخلاصة أنهم قصدوا: عدم افتقاره تعالى للمحل, وعدم افتقاره تعالى للمخصص.
وقصدوا بمخالفة الحوادث - فيما ذكره البيجوري -:
((المخالفة لما ذكر عبارة عن: سلب الجرمية, والعرضية, والكلية, والجزئية ولوازمها عنه تعالى.
فلازم الجرمية: التحيز, ولازم العرضية: القيام بالغير, ولازم الكلية: الكبر, ولازم الجزئية: الصغر, إلى غير ذلك)).
القسم الرابع: الصفة النفسية:
وهي: كل صفة دل الوصف بها على الذات دون معنى زائد عليه، وهي صفة واحدة هي: الوجود, فلا تدل على معنى زائد على الذات عندهم.
وقف الشيخ محمد الأمين من تعبيرهم بالصفة النفسية موقف المنكر لهم، وبين ما في هذه العبارة من إساءة, فقد قال رحمه الله تعالى:
((ولا يخفى على عالم بالقوانين الكلامية والمنطقية: أن إطلاق النفسية على شيىء من صفاته جل وعلا أنه لا يجوز، وأن فيه من الجرأة على الله جل وعلا ما الله عليم به، وإن كان قصدهم بالنفسية في حق الله: الوجود فقط، وهو صحيح؛ لأن الإطلاق الموهم للمحذور في حقه تعالى لا يجوز وإن كان المقصود به صحيحا؛ لأن الصفة النفسية في الاصطلاح: لا تكون إلا جنسا أو فصلا، فالجنس: كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان، والفصل: كالنطق بالنسبة إلى الإنسان، ولا يخفى أن الجنس في الاصطلاح: قدر مشترك بين أفراد مختلفة الحقائق، كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان، والفرس، والحمار، وأن الفصل: صفة نفسية لبعض أفراد الجنس ينفصل بها عن غيرها من الأفراد المشاركة له في الجنس كالنطق بالنسبة إلى الإنسان، فإنه صفته النفسية التي تفصله عن الفرس – مثلا – المشارك له في الجوهرية والجسمية والنمائية والحساسية، ووصف الله جل وعلا بشيىء يراد به اصطلاحا ما بينا لك: من أعظم الجراءة على الله تعالى كما ترى؛ لأنه جل وعلا واحد في ذاته وصفاته وأفعاله، فليس بينه وبين غيره اشتراك في شيىء من ذاته ولا من صفاته حتى يطلق عليه ما يطلق على الجنس والفصل سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا)) أضواء البيان, 2/ 306.
وبعد بيان تقسيم الأشاعرة الصفات يتبين أنهم أثبتوا لله سبع صفات فقط؛ لأن الصفات المعنوية تكرار لصفات المعاني, والصفة النفسية التي هي الوجود يرون أنها لا تدل على معنى زائد على الذات الإلهية, والصفات السلبية هي صفات منفية عنه تعالى, فآل الأمر عندهم على الحقيقة إلى إثبات سبع صفات.
وكتبت الباقي في ورقة والله ييسر طبعه لك.
والله يغفر لي فيما أخطأت فيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/425)
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:21 ص]ـ
دار جدل عقيم بين علماء الكلام حول علاقة الصفات بذات الله وكيفية وصف الله بهذه الصفات وهل يوصف بها لمعنى قديم أو حادث؟ وهل هذه الصفات زائدة على الذات أم هي عين الذات؟
معناه الخلاف الذي بين المعتزلة والأشاعرة من جهه , والاشاعرة والصفاتية من أتباع السلف من جهه , وهو في علاقة الصفات بالذات الموصوفه بها , هل الصفات غير الذات , أم أنها هي؟ الأول مذهب الجهمية , فعطلوا جميع الصفات ونفوها , بزعمهم أن مقتضى ولازم إثبات الصفات للذات الموصوفه هو تعدد القدماء , وهذا زعم باطل.
والثاني مذهب المعتزلة , فقالوا صفات الله هي ذاته , والفرق بينهما عند التحقيق , أن الجهمية تجرأوا على إنكار الصفات , والمتعزلة جبنوا! , فأولوها , أيضا لذات الدعوى السابقة.
أما الأشاعرة والمتوريدية والكلابية والكرامية والصفاتية من أتباع السلف , فقالوا: نحن لانأخذ المسألة بهذه المغايرة , وذلك لإستحالة أن تكون هناك ذاتا خالية من الصفات! , فكيف يقال , فلان موجود , ثم يقال لايمكن بأن يكون متصفا بالوجود! , كيف يكون هناك متكلم , ولايوصف بالقدرة على الكلام!
وقوله لمعنى قديم , أي هل هذه الصفات قديمة أم أنها حادثة , أي هل المولى سبحانه وتعالى كان متصفا بالقدرة على الخلق قبل أن يخلق الخلق؟ , لا أعلم تحرير المذاهب في هذه المسألة وأنا لست بقرب كتيباتي , ولكن مذهب أهل السنة أن الصفات قديمة النوع , حادثة الآحاد , ومعناه , أن الله قادر على الخلق منذ الأزل , ولكن ماخلقه الله سبحانه لم يكن منذ الأزل بل هو حادث في زمن ,فلم يزد بخلق عباده شيء.
أولا: المعتزلة:
سووا بين الذات الإلهية وبين كل صفة من الصفات، هروبا من تعدد القدماء فقالوا أن الله عالم بعلم والعلم هو الله نفسه والنتيجة أنهم (وقعوا في التسوية بين الموصوف والصفة والصفات بعضها ببعض).
شرحت لكِ ذلك في الأعلى , حيث هذه المسألة هي عينها هل الصفات زائدة على الذات , أو هل توصف الصفات بمغايرة الذات , هي كلها مسأة واحدة. قوله: (وقعوا في التسوية بين الموصوف والصفة والصفات بعضها ببعض)
معناه: جعلوا الصفة هي عينها الذات الموصوفة! , وجعلوا بعض الصفات هي نفسها بعضها الآخر , كقول بعضهم , سمع الله , وبصره , هو عينه علمه ولاغير!
ثم الأشاعرة:
قالوا أن الصفات ليست هي ذات الله ولاغيرها وعنوا بالغيرية: جواز مفارقة أحد الشيئين للآخر بوجه من الوجوه أو أن الصفات لاتنفك عن الذات.
هذا والله أعلم أنه موضع تسليم بيننا وبينهم.
ثم قال عن الصفات السلبية أنها كل صفة تدل على سلب مالا يليق بذات الله وحصرها في القدم والبقاء و المخالفةللحوادث والقيام بالنفس والوحدانية.
لهم تقسيم للصفات جعلوا بعضها بإسم الصفات السلبية , والسلب هو النفي , وحصرو ا هذا النوع من الصفات في الصفات المذكورة أعلاه , (فالقدم) معناه معروف , وكذلك (البقاء) , وسلب القدم الحدوث , وسلب البقاء الفناء , (والمخالفة للحوادث) أرادوا به مخالفة الخالق للمخلوق , بحسب فهمهم , من عدم التحيز , ونفي الجهه , وغيره من حق وباطل.
ثم في الحديث عن صفات الله: قدرة الله
لاتتعلق القدرة بالواجبات ولابالمستحيلات إذ أن الواجب الوجود وهو الله سبحانه وحده، لاتتعلق به القدرة إيجادا إذ أنه موجود بالفعل، ولاتتعلق به إعداما إذ يستحيل عدمه. أما المستحيلات فلو تعلقت بها القدرة إيجادا لايصح التعلق، لأنها لايمكن أن توجد كما لايصح ان تتعلق بها القدرة إعداما لأنها هي معدومة على الدوام .. !!
الواجب هو مالايقبل العدم , أو هو مالا يقبل إلا الوجود , والمستحيل , هو مالايقبل الوجود , أو هو مالا يقبل إلا العدم , والعدم والوجود نقيضان كما لايخفى.
فتعلق القدرة بالواجب - حيث لاواجب وجوده غير الله - غير ممكنة لأنه موجود أصلا ,والقدرة على المحال أيضا غير ممكنة , ويمثل له بإعدام الله سبحانه وتعالى لذاته. وأظن أني قد قرأت تجويز ابن حزم لذلك! والله أعلم.
ثم في الحديث عن الإرادة الإلهية: قال
هي صفة قديمة زائدة على الذات قائمةبذاته سبحانه، تخصص الممكن ببعض ما يجوز عليه من الامور المتقابلة إذ أن كل ممكن من الممكنات يجوز أن يكون على صور كثيرة من حيث وجوده وعدمه وزمان ذلك الوجود و العدم، ومن حيث هيئته وشكله ولونه وحجمه إلى غير ذلك من الأوصاف إرادة الله هي التي تخصص للكائن صورة دون غيرها من تلك الصور الممكنة الستة، نظمها أحدهم فقال:
الممكنات المتقابلات .. وجودنا العدم الصفات
أزمنة أمكنة جهات .. كذا المقادير روى الثقات
وهذا أيضا , أظنه موضع تسليم بيننا , والله أعلم.
مما يدل على إثبات صفة الكلام: إرساله للرسل وتكليفه للعباد بالأمر و النهي مما يدل على أن له كلاما
كيف؟ وهل هذا الكلام يقصد به القرآن أم غيره؟
صفة الكلام عندهم , هي الكلام النفسي , والقرآن يدخل في هذا , وإلا فالعبارة تشمل القرآن وغيره من جميع أشكال الوحي. والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/426)
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:26 ص]ـ
عفوا ,, لو علمت أن شيوخي قد سبقوني لما تجرأة , ولكن كما يقال:
إذا ما خلا الجبان بأرض ... طلب الطعن وحده و النزالا
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 02:16 ص]ـ
((ثم في الحديث عن صفات الله: قدرة الله
لاتتعلق القدرة بالواجبات ولابالمستحيلات إذ أن الواجب الوجود وهو الله سبحانه وحده، لاتتعلق به القدرة إيجادا إذ أنه موجود بالفعل، ولاتتعلق به إعداما إذ يستحيل عدمه. أما المستحيلات فلو تعلقت بها القدرة إيجادا لايصح التعلق، لأنها لايمكن أن توجد كما لايصح ان تتعلق بها القدرة إعداما لأنها هي معدومة على الدوام)).
تنقسم الموجودات إلى قسمين:
1 – واجب الوجود:
وهو الله تعالى، ووجوب وجوده لانه لو لم يوجد لما وجد شيئا من المخلوقات، فالله هو الخالق لكل شيء.
2 – ممكن الوجود:
وهو ما احتاج في وجوده لغيره، وجاز عليه العدم والوجود فالانسان مثلا محتاج في وجوده لغيره وهو الله تعالى فهو الذي أوجده.
أما المستحيلات:
فهي الأمور التي لا يمكن أن توجد مثل الشريك للباري تعالى الله عن ذلك، وكالجمع بين الضدين، فالقدرة لا تتعلق بها عند الأشاعرة.
ولتمام البيان أقول اختلف الناس في تفسير قوله تعالى: ((إن الله على كل شيء قدير))
فطائفة: تقول هو عام يدخل فيه الممتنع لذاته كالجمع بين الضدين، وممن قال به ابن حزم رحمه الله تعالى.
وطائفة: تقول هو عام مخصوص، يخص منه الممتنع لذاته، فإنه وإن كان شيئا فإنه لا يدخل في المقدور، كما ذكره ابن عطية وغيره.
وشيخ الاسلام رحمه الله خطأ القولين، وقال:
((الصواب: وهو القول الثالث الذي عليه عامة النظار، وهو أن الممتنع لذاته: ليس شيئا البتة، وإن كانوا متنازعين في المعدوم؛ فإن الممتنع لذاته لا يمكن تحققه في الخارج، ولا يتصوره الذهن ثابتا في الخارج يدخل في قوله تعالى: وهو على كل شيء قدير)).
ونبه رحمه الله تعالى: على أن المعدوم ليس بشيء على الصواب.
ونبه أيضا أيضا على أن الشيء: اسم لما يوجد في الأعيان ولما يتصوره الذهن، فكل ما قدره الله تعالى وعلم أنه سيكون فهو شيء، لأن بعض المتكلمين حصر القدرة في الموجود وهذا يعني أن ما لم يوجد لا يقدر الله تعالى عليه وهذا باطل قطعا.
كما يجب التنبه: إلى أن من قال بأن القدرة لا تتعلق بواجب الوجود: وهو الله تعالى، أراد منه التعميم فالله غير قادر على فعله الذي يشاءه لكي ينفي الصفات الفعلية وهذا باطل مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة كما هو معلوم.
((ثم في الحديث عن الإرادة الإلهية: قال
هي صفة قديمة زائدة على الذات قائمةبذاته سبحانه، تخصص الممكن ببعض ما يجوز عليه من الامور المتقابلة إذ أن كل ممكن من الممكنات يجوز أن يكون على صور كثيرة من حيث وجوده وعدمه وزمان ذلك الوجود و العدم، ومن حيث هيئته وشكله ولونه وحجمه إلى غير ذلك من الأوصاف إرادة الله هي التي تخصص للكائن صورة دون غيرها من تلك الصور الممكنة الستة، نظمها أحدهم فقال:
الممكنات المتقابلات .. وجودنا العدم الصفات
أزمنة أمكنة جهات .. كذا المقادير روى الثقات))
هذا الكلام غلط من الأشاعرة خالفوا فيه أهل السنة والجماعة لينفوا الأفعال الاختيارية القائمة بذات الرب تبارك وتعالى، فالأشاعرة يرون أن القدرة والإرادة قديمة، ولبيان غلطهم يقال لهم:
يشاهد أن المخلوقات حدثت بعد أن لم تكن فما الذي أحدثها في وقت دون آخر، فإن قالوا بلا سبب لا يصح لأنه يمتنع بداهة حدوث شيء من غير سبب، وإن قالوا الإرادة القديمة لقيل لهم يلزم من هذا وجود المقدورات (المخلوقات) جميعها من الأزل، والمشاهد أنها ما كانت من الأزل بل حدثت بعد أن لم تكن وبه يثبت الفعل الاختياري لله تعالى.
وبعض الأشاعرة فر إلى القول بأن هناك تعلقا تنجيزيا حادثا للإرادة القديمة، أي أن المتجدد: هو التعلق بين الإرادة والمراد، والرد على ذلك:
أن هذا التعلق إما أن يكون أمرا وجوديا وإما ان يكون عدميا، فإن كان عدميا فهذا يعني أنه لم يتجدد شيء؛ لأن العدم ليس بشيء، وهذا القول يعتبر غير معقول.
وإن كان التعلق أمرا وجوديا بطل قول الأشاعرة وثبتت إرادة فعلية مستقبلية، وإثبات ذلك لا ينافي إثبات إرادة أزلية؛ لأنها من لوازم ذاته تعالى، لكنه يثبت الأفعال الاختيارية لله تعالى كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة وهو الذي يحاول الأشاعرة نفيه.
((وقال في صفة كلام الله:
مما يدل على إثبات صفة الكلام: إرساله للرسل وتكليفه للعباد بالأمر و النهي مما يدل على أن له كلاما كيف؟ وهل هذا الكلام يقصد به القرآن أم غيره؟ ((
يقر الأشاعرة بأن الله تعالى متصف بصفة الكلام لكنهم يرون الكلام صفة أزلية قائمة بذات الله تعالى، فكلامه تعالى يرونه كلاما نفسيا ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بمشيئة الله واختياره وجمهورهم على أنه معنى واحد لا تعدد فيه، لكن له أقسام اعتبارية:
فمن حيث تعلق الكلام بطلب هو أمر.
ومن حيث تعلق الكلام بترك هو نهي.
وهكذا.
ويرون أن القرآن عبارة عن كلام الله وعلى هذا فالقرآن مخلوق عندهم وقد صرح بعضهم بذلك.
وبهذا فالأشاعرة يخالفون أهل السنة والجماعة في صفة الكلام فأهل السنة يرون الكلام صفة قديمة النوع حادثة الآحاد وأن الكلام متعلق بمشيئة الله واختياره وأنه تكلم به بحرف وصوت على الحقيقة وموسى عليه السلام سمع كلام الله تعالى ولهذا كان كليم الله وحصلت له مزية بذلك ومن خالف أهل السنة والجماعة فإنه لم يجعل لموسى عليه السلام مزية.
وطبعا القرآن داخل في قولهم فهو كلام الله تعالى.
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/427)
ـ[النعيمية]ــــــــ[13 - 10 - 08, 01:30 م]ـ
إخوتي الكرماء الأحمدي والعوضي والغنامي بارك الله فيكم وجزاكم عني خير الجزاء ويعلم الله إني كنت قد قطعت الأمل في أن أجد إجابة من الملتقى ..
ويبدو أني أسئت الظن ..
بصراحة هذا أكثر مما توقعت وفهمت أشياء كثيرة ما كنت لأفهمها لولا الله ثم هذا الشرح المبارك والتوضيح المفيد الذي بين لي الكثر من الأشياء الغامضة والملتبسة .. احسن الله إليكم
ونفس عنكم كرب الدنيا والآخرة ...
شكرت كثيرا مديدا عديدا
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[15 - 10 - 08, 11:24 م]ـ
الأخت النعيمية:
أنصحك بقراءت كتاب القواعد المثلى مع شرحه للشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله عليه وحفظ القواعد الموجودة في هذا الكتاب
والله الموفق
ـ[النعيمية]ــــــــ[16 - 10 - 08, 12:21 ص]ـ
الأخت النعيمية:
أنصحك بقراءت كتاب القواعد المثلى مع شرحه للشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله عليه وحفظ القواعد الموجودة في هذا الكتاب
والله الموفق
بارك الله فيكم أخي المبارك وشكر لك .. لعلي أقرأه في وقت لاحق أما الآن فالأخوة لم يقصروا أبدا قد شرحو ما أردت ومالم أحتج فجزاهم الله خيرا(51/428)
ما رأيكم بوضع نظم لكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب؟؟
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[11 - 10 - 08, 03:29 ص]ـ
السلام عليكم
أحباءنا الكرام عندى نظم لكتاب التوحيد لشيخ الأسلام محمد بن عبدالوهاب
من نظم شيخى الذى آخذ عليه حفص
إذا وافقتم وضعته لكم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[11 - 10 - 08, 06:41 ص]ـ
قال الشيخ الدكتور / عبدالكريم الخضير وفقه الله تعالى في درسِ (شرحِ القواعد الفقهية):
(وُجدَ من تَصرفِ بعض أهل العلم ما لايليق، وما لا يحسن؛ مثل نَظْمِ الحديث النبوي.
الله جل وعلا ينفي عن نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يكون شاعرا، ثم يحّول - أي الناظم - كلامه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى شعْر!؛ مثل نظم البلوغ - مثلا -.
تحويل كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى شعْرٍ وقد نفاه الله عنه لا شك أنه غير مستساغ .... وقد وجد!) أ. هـ
تفضل أخي الحبيب
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[11 - 10 - 08, 07:51 ص]ـ
شيخنا أبا الحسن الأثري
لعل النظم يكون لمسائل الكتاب وأقسامه، لا للأحاديث كمنظومة سلم الوصول للحكمي لكن على ترتيب كتاب التوحيد
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[11 - 10 - 08, 10:16 ص]ـ
شيخنا أبا الحسن الأثري
لعل النظم يكون لمسائل الكتاب وأقسامه، لا للأحاديث كمنظومة سلم الوصول للحكمي لكن على ترتيب كتاب التوحيد
نعم
طبعا هذا هو الحاصل النظم لمسائل الكتاب وأقسامه
لا فُضَّ فوك
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[11 - 10 - 08, 01:45 م]ـ
هذا طيب واسعفنا بالنظم
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[12 - 10 - 08, 04:45 ص]ـ
نعم
طبعا هذا هو الحاصل النظم لمسائل الكتاب وأقسامه
لا فُضَّ فوك
كتبت ذلك بأناملي وشفتاي لم تتحركا أبدا ... (ابتسامة)
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[12 - 10 - 08, 09:36 ص]ـ
لا بأس بتضمين المنظومات والقصائد الآيات والأحاديث أو معناها وتفسيرها، ولا يعني نظم ذلك أن الكتاب والسنة من الشعر أو أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شاعر! ولا أدري كيف لزم من هذا ذلك؟!
وقد نظم كثير من العلماء كثيرا من الكتاب والسنة بالنص والمعنى، ومن ذلك قول ابن القيم في النونية:
والله رب العرش قال حقيقة ... حم مع طه ....
وقال:
بل صرح الوحي المبين بأنه ... حقا مغير هذه الأكوان
فيبدل الله السموات العلى ... والأرض أيضا ذاك تبديلان
وهما كتبديل الجلود لساكني النيـ ... ــران عند النضج من نيران
وكذاك يقبض أرضه وسماءه ... بيديه ما العدمان مقبوضان
وتحدث الأرض التي كنا بها ... أخبارها في الحشر للرحمن .. إلخ
وقال:
قال اسمعوا يا قوم إن نبيكم ... قد قال قولا واضح البرهان
لا تحكموا بالفضل لي أصلا عى ... ذي النون يونس ذلك الغضبان
ولابن المبارك أبيات مشهورة تنسب إليه ينشدها العلماء فيها:
ولقد أتانا من حديث نبينا ... قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي غبار أهل الله في ... أنف امرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا ... ليس الشهيد بميت لا يكذب
فما المانع من نظم كتاب التوحيد والأربعين النووية وبلوغ المرام؟
ـ[أمين حماد]ــــــــ[19 - 10 - 08, 11:06 ص]ـ
نظم كتاب الله جل وعلا في نهاية الإعجاز لا يوازيه نظم مهمى بلغ
والطرف الثاني من الإعجاز سنة النبي صلى الله عليه وسلم
لأنه أوتي جوامع الكلم
ولوذهب أحد ينظم حديثا واحد لأتى بأضعافه
أما أن يضمن آية أوكلمة من الحديث لتهسيل الحفظ على الطلبة فما أظن الشيخ يمنعه
لأن هذا شئ دأب العلماء وطلبة العلم عليه في كل عصر وسلفت الشواهد من كلام
ابن القيم وقد سبقه الإمام الداني فنظم التمهيد لابن عبد البر ونظم الصنعاني بلوغ المرام
ولم أطلع على النظمين
ونظم بعض المعاصرين تجريد التمهيد والمقصود هو ماسلف
ونظم سليمان الدويش حفظه الله الأربعين ونظمها بعض الإخوة دون تخريج
وسأرفقها لكم للفائدة
وكلها هذا ليس نظما حقيقة إنما هو إشارة للحديث بكلمة منه واسمحولي على الإطالة
وعجل بارك الله فيك بالنظم
ـ[محمد مصطفى السكندري]ــــــــ[21 - 10 - 08, 04:04 ص]ـ
بالانتظار
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[21 - 10 - 08, 08:23 ص]ـ
أكره أن يُفعل جدا!
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[23 - 10 - 08, 08:17 ص]ـ
فلنبدأ على بركة الله
الشيخ هو محمد عيد
وضع النظم للكتاب ليسهل حفظه وتجميع أبوابه وهو أعده للأطفال ليسهل حفظه لهم
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[23 - 10 - 08, 08:32 ص]ـ
بابُ فضلِ التوحيد
أول واجبٍ هو التوحيدُ ومن يحقِقْه فهو السعيدُ
يكُن له من العذابِ جُنَّةْ وهو سبيلُ من يريدُ الجنةْ
شرطُ القَبُولِ يابُنى للعملْ دعا إليه قومَهُم كلُ الرسلْ
ويغفِرُ اللهُ به الذُنُوبا سبحان من يُقَلِّبُ القُلُوبا
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[23 - 10 - 08, 08:40 ص]ـ
بابُ فضلِ التوحيد
أول واجبٍ هو التوحيدُ ومن يحقِقْه فهْو السعيدُ
يكُن له من العذابِ جُنَّةْ وهو سبيلُ من يريدُ الجنةْ
شرطُ القَبُولِ يابُنى للعملْ دعا إليه قومَهُم كلُ الرسُلْ
ويغفِرُ اللهُ به الذُنُوبا سبحان من يُقَلِّبُ القُلُوبا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/429)
ـ[أمين حماد]ــــــــ[23 - 10 - 08, 11:20 م]ـ
أبو البراء بارك الله فيك ونفعنا وإياك بالعلم النافع
وقد حفظت الأبيات التي رفعت لله الحمد
ولو تتكرم بوضع 7أبيات أو5 على الأقل
جزيت خيرا نظم جميل وسهل
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[03 - 11 - 08, 10:04 ص]ـ
باب أقسام التوحيد
إعلم بُنىَّ أن للتوحيدِ * ثلاث َأقسامٍ بلا مزيدِ
أولُها التوحيدُ فى العبادهْ*وهْو أهمُّها معنى الشهادهْ
ورُكْنُها النفىُ معَ الإثباتِ* فاعلم هداك الله للثباتِ
وَحقُّها الولاءُ والبراءُ * والكُفْرُ بالطاغوتِ يا أبناءُ
فليس غيرُالله يستحِقُ*عِبادةً والله فهْوَ الحقُ
وكُلُّ ما يحب ربُّنا ويرضى*عبادةً سنةً أو فرضا
كالنَّذرِ والذبحِ وكالدعاءِ*والبِرِّ والخَوْفِ مَعَ الرجاءِ
وبالرُّبوبيةِ قِسْمٌ آخرُ*بأنَّهُ للخَلْقِ ربٌّ فاطِرُ
والثالثُ الأسماءُ والصفاتُ*سبيلُهُ التنزيهُ والإثباتُ
فاللهُ فوقَ عرشهِ قد استوى*وَوَجْهُهُ فى جَنَّةِالخُلْدِ يُرى
فى ثُلُثِ الليلِ الأخيرِ ينزلُ*تُعْطى يداهُ كَرَماً من يسْألُ
كلامُهُ القُرآنُ مِن صِفاتِهِ*كَعِلْمِهِ وسمْعِهِ حياتِهِ
وكُلُّ وصْفٍ جاءَ فى القُرآنِ*أو صَحَّ عن نبيِّهِ العَدْنانِ
نُثْبِتُ معْناهُ بِغَيْرِ كَيْفِ*وَغَيْرِ تَعْطيلٍ وغيرِ نَفْىِ
ـ[أمين حماد]ــــــــ[03 - 11 - 08, 11:32 ص]ـ
جزيت خيرا للأسف لاخبرة لي بطرق الكتابة
لكن هذا واف بالمقصود لله الحمد
ـ[أبو ريّان الأثري]ــــــــ[04 - 11 - 08, 09:10 م]ـ
وفقك الله أبو البراء، واصل.
ـ[أمين حماد]ــــــــ[05 - 11 - 08, 12:25 ص]ـ
أبو البراء شكر الله سعيك لوتكرمت تراجع الناظم كي يصلح البيت
(وكل ما يحب ربنا ويرضى****عبادة سنة أوفرضا) غير مستقيم وزنا
ولك جزيل شكري على ما بذلت أسئل الله أن يكون في ميزان حسناتك
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[05 - 11 - 08, 01:06 ص]ـ
أبو البراء شكر الله سعيك لوتكرمت تراجع الناظم كي يصلح البيت
(وكل ما يحب ربنا ويرضى****عبادة سنة أوفرضا) غير مستقيم وزنا
ولك جزيل شكري على ما بذلت أسئل الله أن يكون في ميزان حسناتك
شكر الله لك هى تُسمى ويرضَىَ وليست ويرضِى وبهذا يستقيم الأمر
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[05 - 11 - 08, 01:18 ص]ـ
باب الإيمان
وَقَوْلُ أهلِ الحقِ فى الإيمانِ* قولٌ وأعْمالٌ علَى أركانِ
باللهِ والملائكِ الأبرارِ * والكُتْبِ والرُّسْلِ وبالأقْدارِ
والسادسُ الإيمانُ بالقيامةِ* فاعْلَمْ فإن العلمَ دَرْبُ الجنَّةِ
بِضْعٌ وسبعُونَ مِنَ الخِصالِ*أعْظَمُها شَهادَةُ الجلالِ
يَزِيدُ بالطاعاتِ فى القُلُوبِ*كذالِكُم يَنقُصُ بالذُّنُوبِ
ويُخْرِجُ العبدَ من النِيرانِ*مِثْقالُ ذرةٍ مِنَ الإيمانِ
ـ[أمين حماد]ــــــــ[05 - 11 - 08, 05:26 م]ـ
شكر الله لك هى تُسمى ويرضَىَ وليست ويرضِى وبهذا يستقيم الأمر
لم أقرأها إلا كما ذكرت ولا يستقيم وزن البيت لا صدره ولا عجزه
وأنا على يقين أنه سهو فراجع الناظم كي يصلحه زادك الله علما
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[05 - 11 - 08, 05:40 م]ـ
هذا النظم ليس نظما لمسائل كتاب التوحيد و إنما هو نظم نظمه صاحبه للأطفال و لم يأت على جميع مسائل التوحيد و يقع في 100 بيت.
ثم إن صاحبنا حذف مقدمة النظم و لا أدري لم؟
و قد سبق لي تدريسه لثلة من أبناء المنطقة و الموفق.
ـ[أمين حماد]ــــــــ[05 - 11 - 08, 08:44 م]ـ
بوركتم على الإفادة
وللنظم قيمته مادام على نهج الكتاب وأنتم أدرى به لأنكم درستموه
وياحبذا لويرفق لنا بصيغة (وورد) لتعم الفائدة
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[01 - 12 - 08, 04:54 م]ـ
بوركتم على الإفادة
وللنظم قيمته مادام على نهج الكتاب وأنتم أدرى به لأنكم درستموه
وياحبذا لويرفق لنا بصيغة (وورد) لتعم الفائدة
لست أتحدث عن الإفادة من عدمها، إنما قالتي كانت عما أفاد به صاحب الموضوع من أنَّ النظم نظم لتراجم كتاب التوحيد، فتنبه.
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[11 - 06 - 09, 11:28 م]ـ
نظم كتاب الله جل وعلا في نهاية الإعجاز لا يوازيه نظم مهمى بلغ
والطرف الثاني من الإعجاز سنة النبي صلى الله عليه وسلم
لأنه أوتي جوامع الكلم
ولوذهب أحد ينظم حديثا واحد لأتى بأضعافه
أما أن يضمن آية أوكلمة من الحديث لتهسيل الحفظ على الطلبة فما أظن الشيخ يمنعه
لأن هذا شئ دأب العلماء وطلبة العلم عليه في كل عصر وسلفت الشواهد من كلام
ابن القيم وقد سبقه الإمام الداني فنظم التمهيد لابن عبد البر ونظم الصنعاني بلوغ المرام
ولم أطلع على النظمين
ونظم بعض المعاصرين تجريد التمهيد والمقصود هو ماسلف
ونظم سليمان الدويش حفظه الله الأربعين ونظمها بعض الإخوة دون تخريج
وسأرفقها لكم للفائدة
وكلها هذا ليس نظما حقيقة إنما هو إشارة للحديث بكلمة منه واسمحولي على الإطالة
وعجل بارك الله فيك بالنظم
هل من وجود للنظمين أو إحداهما على الشبكة؟
ـ[أمين حماد]ــــــــ[12 - 06 - 09, 02:16 ص]ـ
نظم الداني لا أدري هل موجود أصلا أم من الكتب المفقودة إنما يذكره
من ترجم للداني ضمن مؤلفاته
والنظم الثاني اطلعت عليه قبل سنوات بمعرض الكتاب والناشر وزارة الأوقاف المغربية
ولا أدري هل رفع أم لا
لكن نظم الصنعاني للبلوغ على الشبكة إن بحثت بالقوقل ستجده إن شاء الله(51/430)
فائدة عظيمة للإمام محمد بن عبدالوهاب
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[12 - 10 - 08, 12:12 ص]ـ
قال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في مقدمة مختصره لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم:
(فلما أنذر صلى الله عليه وسلم الناس، استجاب له القليل، وأما الأكثر: فلم يتبعوا ولم ينكروا
، حتى بادأهم بالتنفير عن دينهم وبيان نقائصه وعيب آلهتهم.
فاشتدت عداوتهم له ولمن تبعه. وعذبوهم عذاباًشديداً، وأرادوا أن يفتنوهم عن دينهم.
فمن فهم هذا، عرف أن الإسلام لايستقيم إلا بالعداوة لمن تركه وعيب دينه وإلا لو كان لأولئك
المعذبين رخصة لفعلوا)
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[12 - 10 - 08, 12:57 م]ـ
فائدة قيمة ومهمه
ـ[سيد صالح]ــــــــ[12 - 10 - 08, 03:32 م]ـ
سبحان الله، هذا حال الرسل عليهم السلام وذاك حال أعدائهم
ـ[حمد القحيصان]ــــــــ[19 - 10 - 08, 11:10 ص]ـ
جَزاكَ اللهُ خَيرَ الجَزاءِ وَأوفاهُ ..
ـ[محمد مصطفى السكندري]ــــــــ[21 - 10 - 08, 04:04 ص]ـ
رحم الله الشيخ الإمام
وجزاكم الله خيرًا على الفائدة
ـ[ابو خطاب العراقي]ــــــــ[22 - 10 - 08, 07:01 ص]ـ
رحمة الله عليه
كلام كالدرر
ألا يقرأ مخالفيه هذا الكلام؟؟ ام انهم يقدرون على تتبع الهوى والزلات فقط؟
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[22 - 10 - 08, 11:21 ص]ـ
وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)(51/431)
من البريد:النجديون كما يراهم حشوية الشام أوائل القرن العشرين (مقال مفيد وأكثر من رائع)
ـ[أبو عبدالوهاب العبدلي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:14 ص]ـ
النجديون كما يراهم حشوية الشام أوائل القرن العشرين
الحشوية والوهابية
* مقالة للدكتور صلاح الدين القاسمي المتوفى سنة 1334 هجرية رحمه الله
قلَّما قام بين المصلحين أحدٌ بفكرةٍ إصلاحيةٍ أو مشروعٍ جديدٍ ولم يقُم في وجهه من أبناءِ جلدته مناهضٌ ينوص للفتنة كل مناص , فيتخذه سُبةً يتقوّل عليه مختلق الأقاويل , وينقل عنه مختلف الأحاديث , مما ليس من الحقيقةِ في شئ.
فان كان من أهلِ الحكمةِ والسداد وُصِمَ بخرَق الرأي , أو من أولي الخير والصلاح رُمي بشبهة في الدين , أو كان من حملة العلم الصحيح غَمطوا مِن قدرِه ولم يُنصفوه , وربما ألَّبُوا عليه طُغمةَ الجهل وزعانفَ القوم فيذهبون بآرائه مذاهبَ شتَّى , وقد يُوقعونه في الرَّدَى فيجنون على العلمِ والدِّينِ جنايةً تدورُ مع الأحقُب , كما وقعَ ذلك لكثيرٍ من مشاهيرِ المشارقةِ والمغاربة.
على أنَّ المُصلح لم يأتِ أمراً إدّاً يأباه العقلُ و الدينُ , وما ذنبُهُ سِوى أنَّه أتى بما لاعهد لأبناء الوسط به أو لم يجدوا عليه آباءهم , وقد سمَّى حجةُ الإسلام الغزالي أمثالَ هؤلاءِ المناهضين حشويةً.
وهمُ اليومَ ضروبٌ: فمنهم حشويةُ الدين , وحشويةُ العلم , وحشويةُ السياسة. ولشدَّ ما لقي المصلحون من شيوخِ السوءِ حشويةِ الدينِ الجامدين في سبيل الدعوة الى الحق , وما نالهم من النكبات مادياً ومعنوياً وأدبياً. ومهما يحاولُ هؤلاء عرقلة مساعي أولئك أو اضطهادهم، وظفرهم بأمنياتهم في بعض الأحايين فإنَّهم ليُحاولون المستحيل في الضغط على تلك الموهبة الفكرية التي امتاز بها أولئك المصلحون عن غيرهم من البشر - الميزة التي ولَّدَت لهم أعداءَ الِّداء , يحسدونهم في السراء والضراء , ويرمونهم بما هم منه بَراء , كما هو الحالُ الآن في الحشويةِ الدمشقيةِ ورَميهم علماءهم الأطهار , وأحرارهم الأخيار , بالوهبنةِ تارةً , والزندقةِ تارةً أخرى.
ألا وإن التاريخ يعيد نفسه , فقد مثَّل لنا رميُ هؤلاء الحشوية للمصلحين بالوهابية رميَ الروافض لأهلِ السُنَّةِ بالنواصب , و تلقيب القدرية لهم بالمجبرة , وتسمية الجهمية لهم بالمجسمة والمشبهة زِد على أنَّ هذه الأقاويل لا تغمط من قدرهم ولا تحط من علمهم شيئاً , بل على العكس من ذلك فإنها قد تكون واسطةً لرفعةِ شأنهم وتألق شهرتهم كما قال الغزالي: (واستحقر من لا يُحسَد ولا يُقذف , واستصغر من بالكفر أوالضلال لا يعرف، فأيُّ داعٍ أكملُ وأعقلُ من سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وقد قالوا إنه مجنونٌ من المجانين , وأي كلامٍ أجمل وأصدق من كلام ربِّ العالمين وقد قالوا إنه أساطير الأولين ... )، ومن ذلك قول ابن حزم (ومن حقق النظر , وراضَ نفسَه على السكون الى الحقائق وإن آلمته في أول صدمة , كان اغتباطه بذم الناس إياه أشدَّ وأكثر من اغتباطه بمدحهم إياه ... ).
بيد أنَّ مع كل هذا وذاك أراني في حاجةٍ شديدةٍ تدفعني إلى أن ألفت أنظار الجمهور إلى أنه لايسوغُ الاعتمادُ في مثل هذه الحال على تقوّل الخراصين من أؤلئك الطغام الحشوية أنصار الحزب القديم , أو الإخلاد إلى الجمود على ما نقل عنهم هؤلاء ومن لَفَّ لَفَّهم من الغاغة.
إذ لو أخذنا القول على عواهنه كما يُلقى على مسامعنا جُزافاً دون بحثٍ ولا نظرٍ لاختلط الحابلُ بالنابلِ , والعالمُ بالجاهلِ , ولم نعُد نميز بين مَنْ كان في قومه مثال الكمال فأتى بأعمالٍ عظيمةٍ وأحسنَ صنعاً , وبين من كان شراً مجسَّماً فعاث في الأرض فساداً وساءَ عملاً.
وللوقوف على جليةِ الأمر يجب أن نُقلِّب صفحات التاريخ , وننظر ما أُثر عنهم من ثناءٍ وقول وما أبقوا من عمل , ولا يكفي ذلك لمعرفة حقيقتهم تمام المعرفة بل يجب أن نستقرئ حركاتهم أيام حياتهم استقراءً علمياً دقيقاً، بعد ذلك يخول لنا أن نحكم عليهم بعد أن كُنَّا تصورناهم حقَّ التصور , فإن وجدناهم طبقَ ما يُقال عنهم قبلناه وحولنا مجرى أفكارنا , وإلا رفسناه بأخمص أقدامنا وضربنا به عرض الحائط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/432)
ومما يجري هذا المجرى وتجدر العناية به وإعطاؤه جانباً من التمحيص والتدقيق مسألة (الوهابية) التي طارَ في عامة الأقطار نبؤها , واستلمت زمامها (الحشوية) فأصبحت تديرها ما شاءت وشاءَ لها الهوى , حتى غمض الحق على طالبيه , فذهب بين جهل شيوخ السوء وأغراض أعداء التجديد. وما كان أحرى هؤلاء أن لا يخوضوا في هذه المسألة , فقد آل نبأُ الوهابية الى أن صارَ سمراً وفكاهات , ومن ذلك أن من روى من المدرسين أو الخطباء أحاديث في الشرك جلياً أو خفياً يتناجون بأنه يرمز للوهبنة ويسمونه (وهَّابياً) , وهكذا إشاعتهم عن غرف القراءة العامة التي أسست في حاضرتنا حديثاً (هي غرف القراءة التي أسستها في دمشق جمعية النهضة العربية) ونوهت بها جرائد سوريا وبيروت بأنها منتدى الوهَّابية. ومن النكت الغريبة أن أحد الشيوخ عنده لوحٌ مكتوبٌ عليه كلمة (يا وهَّاب) , وله إطارٌ نفيس , فقيل عنه أنه لم يُؤثِرْ هذه القطعة إلا أنه مغرمٌ بالوهابية. وكذلك من كان اسمه (عبد الوهاب) صار يُقال عنه إن أباه كان وهابياً حتى آثر تسمية ابنه باسم زعيم تلك الفئة , مع أن زعيمهم يدعى (محمد بن عبد الوهاب) فكان الأجدر تسميتهم (محمدية).
وهكذا قُل عن تلقيبهم الأهرام والمقطم وأشباهها بأنها جرائد الوهابية. ومثله تشهيرهم بأنَّ كل من هاجر من وجه الاستبداد نازحاً عن بلاده هو من الوهابية , وكذلك أبطال الحرية وخطباء الدستور , مما يضحك الثكلى ويبكي العاقل.
وهكذا الحال الآن , فلا تسمع في المنتديات - عامةً كانت أو خاصةً - إلا الوهابية والوهبنة لكل من أنكر منكراً , أو ناقش في أمرٍ أو بحث في مسألة. وقد عرف الجميعُ سرَّ المسألة , بل انقلب الأمرُ على القائمين ضد الوهابية وانعكست القضية إذ زرعوا في أذهان العامة من الرجال وحتى النساء مفرداتهم وما يُؤثر عنهم وأصبح كثيرٌ من الناس يدقق في تلك المسائل ويلهج بها ويسأل عنها النبهاء المنورين ليصل إلى أصلها.
وكثير من أولي السذاجة والفطرة توهبن بفضل تلك الثورة التي هاج ثائرها منذ عهد غير بعيد. ولقد كان بعض الفلاسفة يُسرُّ جداً بإشهار بعض المسائل ولغط العامة بها أو اضطهاد الحكومة لأهلها فيقول (لا أنجع من ذلك لإشهار أمرها وإدخالها إلى كل أذن ودار) وكان يقول: (لو شعر الثائرون في وجه أمرٍ والقائمون عليه ماذا ينتج تثويرهم وهياجهم من رد الفعل وانعكاس الأمرِ عليهم لقبعوا رؤسهم ولم ينبسوا ببنت شفة). --------- قالوا (الحقيقة بنت البحث). نعم , وهذا ما حدا بي إلى أن آتي في هذه العجالة على نتف من حقيقة أمر هؤلاء الوهابية ليتبين الرشد من الغي , ويعلم أولئك المموهون أن للحق أنصاراً , وأن التاريخ لا يترك كبيرةً ولا صغيرةً إلا أحصاها.
وبعد فمن هم أولئك الذين يُفترى عليهم ما يُفترى؟
هم أولئك الطائفة من الحنابلة التي تتمذهب بمذهب الإمام أحمد وعقيدته لم يخرجوا عنها قيد شبر , وهم يتبرأون من الشرك الجلي والخفي الذي حذَّرَ منه النبيُ صلَّى الله عليه وسلم , وهم يعتقدون أن اللهَ سبحانه أقربُ إلى الإنسانِ من حبل الوريد , وأنه على كل شيء شهيد , وأنه أمر أن يُدعى وحده كما جاء في الآية: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى .. } [الإسراء: 110] وفي أخرى {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ .. } [غافر: 60] وأنه يُتوسل إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا و بالأعمال الصالحة.
هم أولئك الذين يقدمون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة على غيرها , ومذهبهم في صفاته تعالى مذهب السلف: لا تشبيه , ولا تعطيل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/433)
هم أولئك الذين على مذهب أهل السنة والجماعة (السلف) يمقتون المعتزلة والخوارج وكل فرقة ليست على مشرب السلف الصالح , ولا همَّ لعلمائهم إلا البحث في الأصول وفي الفروع , ولا لعامتهم إلا السعي وراء الاكتساب والاتجار , وهم لا يأكلون لحم أخٍ بغيبةٍ ولا يمشون بنميمةٍ ولا تبدُرُ على ألسنتهم بوادرُ القذف ولا يُسلسون لأنفسهم العنان فينهمكون في الفحش والموبقات , وهم ليسوا بثعالب روّاغة يمكرون أو يخدعون , وهم أحرارٌ جادُّون في طلبِ العلمِ أينما حلّوا وحيثما وُجِدُوا. وإنَّكَ لا تراهم مرةً لاعبين أو عابثين , وهم يفِرُّون من البدع فرارَهم من المجذوم.
وبالجملة فماذا يُقال عن إخلاص قومٍ عُرِفوا بالتمسك بالإسلام , وهم في مقدمة كل الطوائف إيماناً وإيقاناً. ويرحم اللهُ أحدَ الأفاضل حيث قال: (لو تجسم الإسلام بإنسانٍ لكان أهلُ نجد رأسه). هذا ما نعرفه عنهم كما دلَّتنا عليهم مصنفاتُهم التي ألَّفَها أهلُ الرأي الراجح والعلم الصحيح منهم , وكما رأينا ذلك في غير واحدٍ من التواريخ التي تبين سيرتهم أحسن تبيان كتاريخ (الجبرتي) وغيره.
وإذا لم تكن هذه الطائفة كما ذكرنا فليأتنا المعاندون ببرهانٍ من كتبهم يُناقض ما نسطره هنا , أو فليدلوا بحجةٍ تُخالفُ ما نقوله إن كانوا من الصادقين.
ليت شعري بمَ يُجيب ذلك المعاند الذي يرميهم بأنواع الكفر والضلال إذا قلت بأنهم يُقيمون الصلوات الخمس بأوقاتها , ويؤدون زكاة أموالهم بأنصابها , وأنهم يصومون شهر رمضان , ويزورون البيت الحرام على الطريقة المأثورة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
ماذا يكون جوابي إذا رفعتُ عقيرتي قائلاً: إنهم فئةٌ يكدون ويكدحون في جهادِ هذه الحياة , ويفارقون الأهل والأوطان ابتغاء النفع والانتفاع والكسب من الحلال , فيتجرون بالعقود المشروعة , ولا يتحيلون لشبهاتها , بل ولا يرضون أن يعيشوا عيشة الأذِّلاء الانذال كلَّاً على غيرهم.
نحن نسألُ الذي يرميهم بشبهةٍ في دينهم: هل رأى واحداً منهم في حانات الخمور ثملاً معربداً , أو بين أذرع المومسات ضاحكاً مستهتراً؟! وهل يقدر أن يثبت أنهم أكلوا أموال الناس بالباطل , واختلسوا المدارس بأموالها وأوقافها.
ولقد عَلِمَ قيامَهم بشعائر الدين في حلِّهم وترحالهم , وتصلُّبَهم في ذلك والتورَّعَ في معاملاتهم كلُّ مَنْ خبرَهم , كما عرفَ ذلك منهم معاملوهم من التجار في كل قطر ومصر.
بيد أنه اُنتقد عليهم مسائلُ أُشتهرت ويرى الجمهور فيها نظراً وقد كثر عليهم الردود لأجلها , وربما كان في تلك الردود شية من حق ولكن على الباحث أن ينصف , والحق يقال أن زعيمهم محمد بن عبد الوهاب لم يأتِ بشئٍ من عنده وإنما دعا الى نصوصٍ ظفرَ بها وعثر عليها وهي لمن تقدَّمَهُ من الأئمةِ المشاهير ممن سبقوا على عصره بنحو ستمائة سنة. ولا ريب أن من تقدَّمَهُ كانوا أئمةً مجتهدين عرفهم التاريخ , والمجتهدُ مأجور باتفاق علماء المذاهب على الإطلاق , ولا يُنكرُ على إمامٍ مجتهدٍ على كل حال. وإنها لكلمةٌ ذهبيةٌ فاه بها الإمامُ مالك رضي الله عنه قائلاً: ما منا إلا من رَدَّ أو رُدَّ عليه إلا صاحب هذا القبر (يعني النبي صلى الله عليه وسلم): والحق ضالةُ كلُّ أحدٍ المنشودةُ , تُؤخذُ من أي وعاءٍ خرجت وعن أيٍ صدرٍ صدرَت.
وما على الرَّاد إلا أن ينبذ الهوى والعصبية , وأن يقف عند حدود أدب الجدل والمناظرة وينظر في أقوال محاوره نظر المنصف الحكيم.
وكما يجب أن يُراجع الردود يجب عليه أن ينظر في ردود الردود , ليزدادَ بصيرةً وعلماً , وينجلي له الحقُّ تمام الانجلاء.
ولئن كان يؤثر عنهم تنطعٌ وغلوٌ في بعضِ المسائل فما أحدٌ إلا وعُدَّت عليه هفواتٌ ما خلا المعصومين , والأصل الأصيل هو الاعتصام بأصول الايمان وقواعد الإيقان. وعلى فرض تنطعهم وغلوهم فهم لم ينفردوا بذلك , إذ لم يخلُ مذهبٌ من متنطعين غالين يرون ما هم عليه صواباً وما لغيرهم خطأً , إلا أن كل متنطع في أي مذهبٍ كان أول مَنْ يبرأُ منه المنصفون المعتدلون من أهلِ مذهبه , فأحرِ بغيرهم.
ويكفي مريدَ الحقِّ وطالبَ الإنصافِ في شأن الوهابيةِ ما كتبه شيخُ الفقهاءِ الحنفيةِ بمصر المؤرخُ الإمامُ الجبرتي , فليتتبعه المنصفُ بدقةٍ وليتأمل ما يقضي به العقلاء وما يحكم به المنصفون. وحرامٌ على مَنْ لم يُراجع تاريخ الجبرتي في شأنهم أن يبهتهم رجماً بالغيب , وهو مطبوعٌ ومتداولٌ يُمكن أن يُستقرأ هذا البحث منه في نحو يومٍ , فليُعمل الطالبُ همتَه ولينزع عنه عصبيتَه ليرى صِدْقَ ذلك الفاضل (لو تجسم الإسلام بانسان ...... الخ ...... ) ويعلمَ أن بعض الظن إثم.
ما كان الجبرتي وهابياً ولا نجدياً ولا حنبلياً وإنما كان حنفياً بل مفتي الحنفية في مصر في عهد محمد علي باشا الذي حاربهم (أي حارب الوهابية). . وما منع الجبرتي وهو مفتي عاصمة مصر تدر عليه مرتباتُ محمد علي أن يتكلم بالحقِّ في الوهابية ومحمد علي يُحاربهم , ما احتفظ عليه بذلك ولا كاده ولا أضمر له السوء , ولا رمته علماءُ الأزهر بالوهبنة مع انتشار كتابه والشغف بنسخه وعُدَّ الظفرُ به من أعظم الكنوز العلمية التي تتزين بها المكاتب. لم ذلك ياترى؟ .... لأن محمد علي لايرى أن حربهم إلا لأمرٍ سياسي وهو الاستعمار , وأن لا حربَ في المسائل الدينية , لأن العلماء في الازهر أئمةٌ فضلاءُ يذعنون للحق وينقادون له , وهم يرون أمثال ما ينشره الجبرتي عنهم حقائق لا تشوبها شائبة ولا إيهام.
وبعد فلسنا نقول ذلك تشيعاً او تحزباً فإنَّ ذلك من شأن المتعصبين الجامدين , بل دلالة على مكان المدح , وحذراً من بخسِ الناسِ أشياءَهم , واستبراءً للدين من قذف البرئ وبهت المؤمنين , وفي ذلك عبرةٌ لقوم يذَّكرون.
-------------
هوامش:
(*) نشرت في المقتطف في الجزء الثالث من المجلد الرابع والثلاثين ص 223 - 227
لتحميل المقال بصيغة وورد: اضغط هنا ( http://alhomiani.googlepages.com/Najdion.doc)(51/434)
من البريد:النجديون كما يراهم حشوية الشام أوائل القرن العشرين (مقال مفيد وأكثر من رائع)
ـ[أبو عبدالوهاب العبدلي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:29 ص]ـ
النجديون كما يراهم حشوية الشام أوائل القرن العشرين
الحشوية والوهابية
* مقالة للدكتور صلاح الدين القاسمي المتوفى سنة 1334 هجرية رحمه الله
قلَّما قام بين المصلحين أحدٌ بفكرةٍ إصلاحيةٍ أو مشروعٍ جديدٍ ولم يقُم في وجهه من أبناءِ جلدته مناهضٌ ينوص للفتنة كل مناص , فيتخذه سُبةً يتقوّل عليه مختلق الأقاويل , وينقل عنه مختلف الأحاديث , مما ليس من الحقيقةِ في شئ.
فان كان من أهلِ الحكمةِ والسداد وُصِمَ بخرَق الرأي , أو من أولي الخير والصلاح رُمي بشبهة في الدين , أو كان من حملة العلم الصحيح غَمطوا مِن قدرِه ولم يُنصفوه , وربما ألَّبُوا عليه طُغمةَ الجهل وزعانفَ القوم فيذهبون بآرائه مذاهبَ شتَّى , وقد يُوقعونه في الرَّدَى فيجنون على العلمِ والدِّينِ جنايةً تدورُ مع الأحقُب , كما وقعَ ذلك لكثيرٍ من مشاهيرِ المشارقةِ والمغاربة.
على أنَّ المُصلح لم يأتِ أمراً إدّاً يأباه العقلُ و الدينُ , وما ذنبُهُ سِوى أنَّه أتى بما لاعهد لأبناء الوسط به أو لم يجدوا عليه آباءهم , وقد سمَّى حجةُ الإسلام الغزالي أمثالَ هؤلاءِ المناهضين حشويةً.
وهمُ اليومَ ضروبٌ: فمنهم حشويةُ الدين , وحشويةُ العلم , وحشويةُ السياسة. ولشدَّ ما لقي المصلحون من شيوخِ السوءِ حشويةِ الدينِ الجامدين في سبيل الدعوة الى الحق , وما نالهم من النكبات مادياً ومعنوياً وأدبياً. ومهما يحاولُ هؤلاء عرقلة مساعي أولئك أو اضطهادهم، وظفرهم بأمنياتهم في بعض الأحايين فإنَّهم ليُحاولون المستحيل في الضغط على تلك الموهبة الفكرية التي امتاز بها أولئك المصلحون عن غيرهم من البشر - الميزة التي ولَّدَت لهم أعداءَ الِّداء , يحسدونهم في السراء والضراء , ويرمونهم بما هم منه بَراء , كما هو الحالُ الآن في الحشويةِ الدمشقيةِ ورَميهم علماءهم الأطهار , وأحرارهم الأخيار , بالوهبنةِ تارةً , والزندقةِ تارةً أخرى.
ألا وإن التاريخ يعيد نفسه , فقد مثَّل لنا رميُ هؤلاء الحشوية للمصلحين بالوهابية رميَ الروافض لأهلِ السُنَّةِ بالنواصب , و تلقيب القدرية لهم بالمجبرة , وتسمية الجهمية لهم بالمجسمة والمشبهة زِد على أنَّ هذه الأقاويل لا تغمط من قدرهم ولا تحط من علمهم شيئاً , بل على العكس من ذلك فإنها قد تكون واسطةً لرفعةِ شأنهم وتألق شهرتهم كما قال الغزالي: (واستحقر من لا يُحسَد ولا يُقذف , واستصغر من بالكفر أوالضلال لا يعرف، فأيُّ داعٍ أكملُ وأعقلُ من سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وقد قالوا إنه مجنونٌ من المجانين , وأي كلامٍ أجمل وأصدق من كلام ربِّ العالمين وقد قالوا إنه أساطير الأولين ... )، ومن ذلك قول ابن حزم (ومن حقق النظر , وراضَ نفسَه على السكون الى الحقائق وإن آلمته في أول صدمة , كان اغتباطه بذم الناس إياه أشدَّ وأكثر من اغتباطه بمدحهم إياه ... ).
بيد أنَّ مع كل هذا وذاك أراني في حاجةٍ شديدةٍ تدفعني إلى أن ألفت أنظار الجمهور إلى أنه لايسوغُ الاعتمادُ في مثل هذه الحال على تقوّل الخراصين من أؤلئك الطغام الحشوية أنصار الحزب القديم , أو الإخلاد إلى الجمود على ما نقل عنهم هؤلاء ومن لَفَّ لَفَّهم من الغاغة.
إذ لو أخذنا القول على عواهنه كما يُلقى على مسامعنا جُزافاً دون بحثٍ ولا نظرٍ لاختلط الحابلُ بالنابلِ , والعالمُ بالجاهلِ , ولم نعُد نميز بين مَنْ كان في قومه مثال الكمال فأتى بأعمالٍ عظيمةٍ وأحسنَ صنعاً , وبين من كان شراً مجسَّماً فعاث في الأرض فساداً وساءَ عملاً.
وللوقوف على جليةِ الأمر يجب أن نُقلِّب صفحات التاريخ , وننظر ما أُثر عنهم من ثناءٍ وقول وما أبقوا من عمل , ولا يكفي ذلك لمعرفة حقيقتهم تمام المعرفة بل يجب أن نستقرئ حركاتهم أيام حياتهم استقراءً علمياً دقيقاً، بعد ذلك يخول لنا أن نحكم عليهم بعد أن كُنَّا تصورناهم حقَّ التصور , فإن وجدناهم طبقَ ما يُقال عنهم قبلناه وحولنا مجرى أفكارنا , وإلا رفسناه بأخمص أقدامنا وضربنا به عرض الحائط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/435)
ومما يجري هذا المجرى وتجدر العناية به وإعطاؤه جانباً من التمحيص والتدقيق مسألة (الوهابية) التي طارَ في عامة الأقطار نبؤها , واستلمت زمامها (الحشوية) فأصبحت تديرها ما شاءت وشاءَ لها الهوى , حتى غمض الحق على طالبيه , فذهب بين جهل شيوخ السوء وأغراض أعداء التجديد. وما كان أحرى هؤلاء أن لا يخوضوا في هذه المسألة , فقد آل نبأُ الوهابية الى أن صارَ سمراً وفكاهات , ومن ذلك أن من روى من المدرسين أو الخطباء أحاديث في الشرك جلياً أو خفياً يتناجون بأنه يرمز للوهبنة ويسمونه (وهَّابياً) , وهكذا إشاعتهم عن غرف القراءة العامة التي أسست في حاضرتنا حديثاً (هي غرف القراءة التي أسستها في دمشق جمعية النهضة العربية) ونوهت بها جرائد سوريا وبيروت بأنها منتدى الوهَّابية. ومن النكت الغريبة أن أحد الشيوخ عنده لوحٌ مكتوبٌ عليه كلمة (يا وهَّاب) , وله إطارٌ نفيس , فقيل عنه أنه لم يُؤثِرْ هذه القطعة إلا أنه مغرمٌ بالوهابية. وكذلك من كان اسمه (عبد الوهاب) صار يُقال عنه إن أباه كان وهابياً حتى آثر تسمية ابنه باسم زعيم تلك الفئة , مع أن زعيمهم يدعى (محمد بن عبد الوهاب) فكان الأجدر تسميتهم (محمدية).
وهكذا قُل عن تلقيبهم الأهرام والمقطم وأشباهها بأنها جرائد الوهابية. ومثله تشهيرهم بأنَّ كل من هاجر من وجه الاستبداد نازحاً عن بلاده هو من الوهابية , وكذلك أبطال الحرية وخطباء الدستور , مما يضحك الثكلى ويبكي العاقل.
وهكذا الحال الآن , فلا تسمع في المنتديات - عامةً كانت أو خاصةً - إلا الوهابية والوهبنة لكل من أنكر منكراً , أو ناقش في أمرٍ أو بحث في مسألة. وقد عرف الجميعُ سرَّ المسألة , بل انقلب الأمرُ على القائمين ضد الوهابية وانعكست القضية إذ زرعوا في أذهان العامة من الرجال وحتى النساء مفرداتهم وما يُؤثر عنهم وأصبح كثيرٌ من الناس يدقق في تلك المسائل ويلهج بها ويسأل عنها النبهاء المنورين ليصل إلى أصلها.
وكثير من أولي السذاجة والفطرة توهبن بفضل تلك الثورة التي هاج ثائرها منذ عهد غير بعيد. ولقد كان بعض الفلاسفة يُسرُّ جداً بإشهار بعض المسائل ولغط العامة بها أو اضطهاد الحكومة لأهلها فيقول (لا أنجع من ذلك لإشهار أمرها وإدخالها إلى كل أذن ودار) وكان يقول: (لو شعر الثائرون في وجه أمرٍ والقائمون عليه ماذا ينتج تثويرهم وهياجهم من رد الفعل وانعكاس الأمرِ عليهم لقبعوا رؤسهم ولم ينبسوا ببنت شفة). --------- قالوا (الحقيقة بنت البحث). نعم , وهذا ما حدا بي إلى أن آتي في هذه العجالة على نتف من حقيقة أمر هؤلاء الوهابية ليتبين الرشد من الغي , ويعلم أولئك المموهون أن للحق أنصاراً , وأن التاريخ لا يترك كبيرةً ولا صغيرةً إلا أحصاها.
وبعد فمن هم أولئك الذين يُفترى عليهم ما يُفترى؟
هم أولئك الطائفة من الحنابلة التي تتمذهب بمذهب الإمام أحمد وعقيدته لم يخرجوا عنها قيد شبر , وهم يتبرأون من الشرك الجلي والخفي الذي حذَّرَ منه النبيُ صلَّى الله عليه وسلم , وهم يعتقدون أن اللهَ سبحانه أقربُ إلى الإنسانِ من حبل الوريد , وأنه على كل شيء شهيد , وأنه أمر أن يُدعى وحده كما جاء في الآية: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى .. } [الإسراء: 110] وفي أخرى {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ .. } [غافر: 60] وأنه يُتوسل إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا و بالأعمال الصالحة.
هم أولئك الذين يقدمون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة على غيرها , ومذهبهم في صفاته تعالى مذهب السلف: لا تشبيه , ولا تعطيل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/436)
هم أولئك الذين على مذهب أهل السنة والجماعة (السلف) يمقتون المعتزلة والخوارج وكل فرقة ليست على مشرب السلف الصالح , ولا همَّ لعلمائهم إلا البحث في الأصول وفي الفروع , ولا لعامتهم إلا السعي وراء الاكتساب والاتجار , وهم لا يأكلون لحم أخٍ بغيبةٍ ولا يمشون بنميمةٍ ولا تبدُرُ على ألسنتهم بوادرُ القذف ولا يُسلسون لأنفسهم العنان فينهمكون في الفحش والموبقات , وهم ليسوا بثعالب روّاغة يمكرون أو يخدعون , وهم أحرارٌ جادُّون في طلبِ العلمِ أينما حلّوا وحيثما وُجِدُوا. وإنَّكَ لا تراهم مرةً لاعبين أو عابثين , وهم يفِرُّون من البدع فرارَهم من المجذوم.
وبالجملة فماذا يُقال عن إخلاص قومٍ عُرِفوا بالتمسك بالإسلام , وهم في مقدمة كل الطوائف إيماناً وإيقاناً. ويرحم اللهُ أحدَ الأفاضل حيث قال: (لو تجسم الإسلام بإنسانٍ لكان أهلُ نجد رأسه). هذا ما نعرفه عنهم كما دلَّتنا عليهم مصنفاتُهم التي ألَّفَها أهلُ الرأي الراجح والعلم الصحيح منهم , وكما رأينا ذلك في غير واحدٍ من التواريخ التي تبين سيرتهم أحسن تبيان كتاريخ (الجبرتي) وغيره.
وإذا لم تكن هذه الطائفة كما ذكرنا فليأتنا المعاندون ببرهانٍ من كتبهم يُناقض ما نسطره هنا , أو فليدلوا بحجةٍ تُخالفُ ما نقوله إن كانوا من الصادقين.
ليت شعري بمَ يُجيب ذلك المعاند الذي يرميهم بأنواع الكفر والضلال إذا قلت بأنهم يُقيمون الصلوات الخمس بأوقاتها , ويؤدون زكاة أموالهم بأنصابها , وأنهم يصومون شهر رمضان , ويزورون البيت الحرام على الطريقة المأثورة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
ماذا يكون جوابي إذا رفعتُ عقيرتي قائلاً: إنهم فئةٌ يكدون ويكدحون في جهادِ هذه الحياة , ويفارقون الأهل والأوطان ابتغاء النفع والانتفاع والكسب من الحلال , فيتجرون بالعقود المشروعة , ولا يتحيلون لشبهاتها , بل ولا يرضون أن يعيشوا عيشة الأذِّلاء الانذال كلَّاً على غيرهم.
نحن نسألُ الذي يرميهم بشبهةٍ في دينهم: هل رأى واحداً منهم في حانات الخمور ثملاً معربداً , أو بين أذرع المومسات ضاحكاً مستهتراً؟! وهل يقدر أن يثبت أنهم أكلوا أموال الناس بالباطل , واختلسوا المدارس بأموالها وأوقافها.
ولقد عَلِمَ قيامَهم بشعائر الدين في حلِّهم وترحالهم , وتصلُّبَهم في ذلك والتورَّعَ في معاملاتهم كلُّ مَنْ خبرَهم , كما عرفَ ذلك منهم معاملوهم من التجار في كل قطر ومصر.
بيد أنه اُنتقد عليهم مسائلُ أُشتهرت ويرى الجمهور فيها نظراً وقد كثر عليهم الردود لأجلها , وربما كان في تلك الردود شية من حق ولكن على الباحث أن ينصف , والحق يقال أن زعيمهم محمد بن عبد الوهاب لم يأتِ بشئٍ من عنده وإنما دعا الى نصوصٍ ظفرَ بها وعثر عليها وهي لمن تقدَّمَهُ من الأئمةِ المشاهير ممن سبقوا على عصره بنحو ستمائة سنة. ولا ريب أن من تقدَّمَهُ كانوا أئمةً مجتهدين عرفهم التاريخ , والمجتهدُ مأجور باتفاق علماء المذاهب على الإطلاق , ولا يُنكرُ على إمامٍ مجتهدٍ على كل حال. وإنها لكلمةٌ ذهبيةٌ فاه بها الإمامُ مالك رضي الله عنه قائلاً: ما منا إلا من رَدَّ أو رُدَّ عليه إلا صاحب هذا القبر (يعني النبي صلى الله عليه وسلم): والحق ضالةُ كلُّ أحدٍ المنشودةُ , تُؤخذُ من أي وعاءٍ خرجت وعن أيٍ صدرٍ صدرَت.
وما على الرَّاد إلا أن ينبذ الهوى والعصبية , وأن يقف عند حدود أدب الجدل والمناظرة وينظر في أقوال محاوره نظر المنصف الحكيم.
وكما يجب أن يُراجع الردود يجب عليه أن ينظر في ردود الردود , ليزدادَ بصيرةً وعلماً , وينجلي له الحقُّ تمام الانجلاء.
ولئن كان يؤثر عنهم تنطعٌ وغلوٌ في بعضِ المسائل فما أحدٌ إلا وعُدَّت عليه هفواتٌ ما خلا المعصومين , والأصل الأصيل هو الاعتصام بأصول الايمان وقواعد الإيقان. وعلى فرض تنطعهم وغلوهم فهم لم ينفردوا بذلك , إذ لم يخلُ مذهبٌ من متنطعين غالين يرون ما هم عليه صواباً وما لغيرهم خطأً , إلا أن كل متنطع في أي مذهبٍ كان أول مَنْ يبرأُ منه المنصفون المعتدلون من أهلِ مذهبه , فأحرِ بغيرهم.
ويكفي مريدَ الحقِّ وطالبَ الإنصافِ في شأن الوهابيةِ ما كتبه شيخُ الفقهاءِ الحنفيةِ بمصر المؤرخُ الإمامُ الجبرتي , فليتتبعه المنصفُ بدقةٍ وليتأمل ما يقضي به العقلاء وما يحكم به المنصفون. وحرامٌ على مَنْ لم يُراجع تاريخ الجبرتي في شأنهم أن يبهتهم رجماً بالغيب , وهو مطبوعٌ ومتداولٌ يُمكن أن يُستقرأ هذا البحث منه في نحو يومٍ , فليُعمل الطالبُ همتَه ولينزع عنه عصبيتَه ليرى صِدْقَ ذلك الفاضل (لو تجسم الإسلام بانسان ...... الخ ...... ) ويعلمَ أن بعض الظن إثم.
ما كان الجبرتي وهابياً ولا نجدياً ولا حنبلياً وإنما كان حنفياً بل مفتي الحنفية في مصر في عهد محمد علي باشا الذي حاربهم (أي حارب الوهابية). . وما منع الجبرتي وهو مفتي عاصمة مصر تدر عليه مرتباتُ محمد علي أن يتكلم بالحقِّ في الوهابية ومحمد علي يُحاربهم , ما احتفظ عليه بذلك ولا كاده ولا أضمر له السوء , ولا رمته علماءُ الأزهر بالوهبنة مع انتشار كتابه والشغف بنسخه وعُدَّ الظفرُ به من أعظم الكنوز العلمية التي تتزين بها المكاتب. لم ذلك ياترى؟ .... لأن محمد علي لايرى أن حربهم إلا لأمرٍ سياسي وهو الاستعمار , وأن لا حربَ في المسائل الدينية , لأن العلماء في الازهر أئمةٌ فضلاءُ يذعنون للحق وينقادون له , وهم يرون أمثال ما ينشره الجبرتي عنهم حقائق لا تشوبها شائبة ولا إيهام.
وبعد فلسنا نقول ذلك تشيعاً او تحزباً فإنَّ ذلك من شأن المتعصبين الجامدين , بل دلالة على مكان المدح , وحذراً من بخسِ الناسِ أشياءَهم , واستبراءً للدين من قذف البرئ وبهت المؤمنين , وفي ذلك عبرةٌ لقوم يذَّكرون.
-------------
هوامش:
(*) نشرت في المقتطف في الجزء الثالث من المجلد الرابع والثلاثين ص 223 - 227
لتحميل المقال بصيغة وورد: اضغط هنا ( http://alhomiani.googlepages.com/Najdion.doc)(51/437)
نقض الكاشف الصغير للصغير سعيد فودة
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 09:59 ص]ـ
نقض الكاشف الصغير للصغير سعيد فودة
هذا نقض لمبحث الجسمية من مباحث كتاب الكاشف لصاحبه سعيد فودة
(النص الأول)
قال الأستاذ فودة صـ129 من الكاشف:
المسالة الرابعة في إثبات أن ابن تيمية يقول أن الله جسم:
ثم قال:
وهنا سوف نوضح رأي ابن تيميه في هذه المسالة " بنصوص صريحة " وهي هل الله تعالى جسم أو لا؟
يبدو الأستاذ هنا وكأنه يصور للقارئ أن ابن تيمية يجيب على سؤال وجه اليه ونصه:
هل الله تعالى جسم أو لا؟ فيقول ابن تيمية جوابا: نعم إن الله تعالى جسم! (تصوير وهمي)
ثم يقول:
وهذا عنده له معنيان:
هل الله متحيز وقابل لفرض الأبعاد، فهو يقول نعم.وسائر الفرق تقول لا.
وقوله: "وهذا عنده " تصوير تخيلي كاذب فيه احتيال على القارئ وإيهامه بأن بأن ابن تيمية مقربهذا التفسير للجسم. وتأمل كيف يصور الاستاذ فودة الامر ببساطة وكأنه ابن تيمية يجيب على سائل يسأل:
هل الله متحيز وقابل لفرض الأبعاد؟، فيجيب ابن تيمية: نعم!
فهل سيجد القارءئ هذا السؤال وهذه الاجابة أم هو الكذب الصريح من الاستاذ على قارئه؟!
ثم يكمل الأستاذ المعاني التي "عند " ابن تيمية للفظ الجسم فيقول:
الثاني: هل هو متركب من أجزاء، سائر الفرق تقول أن ما كان متحيزا كما مر فهو لا محالة مركب ....
ثم يقول:
فسائر الفرق ينفون التركيب عن الله تعالى بجميع الوجوه المذكورة هنا، وأما ابن تيمية فيقول لا ينتفي ذلك عنه، بل لا ينفي إلا معنى واحد ... إلى آخره
ثم أخيرا يقول:
وسوف ننقل فيما يلي " نصوصا " عديدة عن ابن تيمية يوضح فيها بأن الله تعالى متحيز أي له حيز وأنه جسم بهذا المعنى ...
يعني سوف أنقل لكم نصوصا عن ابن تيمية " يوضح " فيها بأن الله " متحيز " وأنه بناءا على هذا فهو يقول بأن الله جسم!!!
انظر لحجم التلاعب بالألفاظ عند الاستاذ. كان الامر في البداية نصوصا يقول فيها ابن تيمية بأن الله جسم مع تصوير تخيلي بسيط في صورة سؤال وجواب.
ثم زعم كاذبا بأن ابن تيمية يفسر الجسم بأنه المتحيز ذو الابعاد أو أنه المركب وأيضا قدم الأمر بتصوير تخيلي بسيط على صورة سؤال وجواب
واخير ينتهي الأمر بأن الاستاذ سينقل لنا نصوصا " يوضح " فيها ابن تيمية بأن الله متحيز وهذا هو معنى الجسم!!!
يعني إذا أثبتنا أن ابن تيمية يقول بأن الله متحيز فقد أثبتنا نصوصا صريحة وواضحة وجلية بان ابن تيمية يقول بان الله جسم ...
ولعمر الله هذه الطريقة التي يتدرج فيها بعقل القارئ لا يفعلها منصف ولا محقق.لا يفعلها إلا محتال!
ففي البداية أوهم القارئ بأن ابن تيمية يقول بأن الله جسم صراحة وصوره وكأنه يجيب على سؤال سائل بجواب مباشر (نعم أولا!)
وبعد ذلك مباشرة انتقل من القول بالتصريح بلفظ الجسم إلى التصريح بمعاني الجسم وهذا يدل على أن تصوير الأستاذ للقارئ كان كاذبا فلم ينقل عن ابن تيمية تصريحا بأن الله جسم كما صوره للقارئ على هيئة سؤال وجواب!
فأين ذهب عنوان المسالة التي ذكر فيها الأستاذ أن ابن تيمية يقول بأن الله جسم؟!
وانتقاله إلى معنى الجسم كان بنفس الصورة التخييلية السابقة:
هل الله متحيز وقابل لفرض الأبعاد، فهو يقول نعم.وسائر الفرق تقول لا.
ففي أول " نص " جاء به الاستاذ والذي من المفترض أن يكون هو الاقوى من جهة الدلالة يتأكد لدينا عدم وجود تصريح بلفظ الجسم في كلام ابن تيمية وهذه أو لفته يلتفت إليها في كلام الاستاذ رغم تخييلاته للقارئ.
ثم ينقل نقلا عن ابن تيمية:
" والمقصود أن القول بوجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه لم يقل أحد من العقلاء إنه معلوم بالضرورة وكذلك سائر لوازم هذا القول: مثل كونه ليس بجسم ولا متحيز ونحو ذلك؛ لم يقل أحد من العقلاء: إن هذا النفي معلوم بالضرورة؛ بل عامة ما يدعى في ذلك أنه من العلوم النظرية ... )
ثم ذكر كلاما طويلا ثم قال:
" ثم قال ابن تيمية في إكمال تعليقه السابق على كلام الرازي" (وتأمل هذه العبارة جيدا)
ثم ذكر كلام ابن تيمية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/438)
(مما يبين أن هذه القضية حق أن جميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها لا بما يخالفها وكذلك " سلف هذه الأمة " من الصحابة والتابعين وتابعيهم يوافقون مقتضاها؛ لا يخالفونها. ولم يخالف هذه القضية الضرورية من له في الأمة لسان صدق؛ بل أكثر أهل الكلام والفلسفة يقولون بموجبها وإنما خالفها طائفة من المتفلسفة وطائفة من المتكلمين: كالمعتزلة ومن اتبعهم ... )
ثم قال تعليقا: (فانظر رحمك الله إلى ابن تيمية كيف يصرح أن قضية كون الله جسما وأنه في جهة حق، أن جميع الكتب المنزلة من السماء، وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها ... )
وهذا كذب صريح وواضح ومكشوف لمن له أدنى اطلاع على كلام شيخ الإسلام رحمه الله أو اطلع على المقدمة التي جعلناها بين يدي هذا المبحث.
فالذي يقرر أن لفظ الجسم لم يتكلم به السلف ولا الصحابة ولا التابعين ولم ينقل عنهم شيئ من ذلك وأن اثباته ونفيه بإطلاق لا يجوز كيف يمكن أن يقول (أن جميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها لا بما يخالفها وكذلك " سلف هذه الأمة " من الصحابة والتابعين وتابعيهم يوافقون مقتضاها؛ لا يخالفونها)
هذا الكلام السمج لا ينطلي إلا على مريدي الأستاذ فودة ولا يقبله من له أدنى تأمل في كلام ابن تيمية، ولعمر الله إن كان الكلام على الجسم وان الله جسم فما الداعي لكاشف الأستاذ فودة بعد ذلك؟
وما الداعي لكل هذا الحشو الذي ملاه به؟
- والحقيقة ان الأستاذ يحتال على النص حيث أن الكلام ليس على (أن الله جسم) وإنما هو عن (المباينة والمحايثة) وانحصارالموجودات فيهما وذلك ردا على الرازي في ادعاءه وجود قسم ثالث.
والقضية الضرورية التي ذكرت هي أن كل موجودين فلابد أن يكون أحدهما مباينا للأخر أو محايثا له
ولتوضيح معنى المباين والمحايث أقول:
المباين والمحايث مبني على تقسيم الموجود إلى قائم بنفسه وقائم بغيره وهذا التقسيم يتضمن واجب الوجود سبحانه حيث أنه القائم بنفسه ضرورة ...
فالقائم بغيره من الصفات والأعراض يكون بحيث يكون غيره , فإن الصفات والأعراض تقوم بالمحل الواحد. وأما القائم بنفسه فلا يكون حيث يكون آخر قائما بنفسه بل يجب أن يكون مباينا لغيره , فيكون حيث لا موجود غيره , أو حيث لا قائم بنفسه غيره.
فالقائم بنفسه هو الموجود الذي له ذات يقومه ويمنع غيره أن يكون حيث هو فيكون مباينا له متميزا عنه بذاته وهذا هو المباين.
فكل مباين قائم بنفسه وكل موجود قائم بنفسه مباين فإذا انتفت المباينة ثبت الحلول ضرورة أو ثبت انتفاء الذات ...
أما الموجود القائم بغيره كالعرض والصفة فهو المفتقر إلى ذات تقومه فلا يقوم بنفسه وإنما يقوم بالقائم بنفسه الموصوف يعني يحايثه بمعنى يكون حيث هو. وهذا هو المحايث ..
فاذا انقسم الموجود إلى قائم بنفسه وقائم بغيره وكان القائم بنفسه هو المباين والقائم بغيره هو المحايث علم انحصار الموجودات في المباين والمحايث ضرورة فهي إذن قضية ضرورية فطرية وهي محور الكلام ..
هذا وقد نقل الاستاذ في مقدمة ما نقله عن ابن تيمية قوله: " والمقصود أن القول بوجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه لم يقل أحد من العقلاء إنه معلوم بالضرورة ... "
فهذه هي القضية الأساسية يدور حولها الكلام وهي التي طرحها الرازي في أول تأسيسه وشرع في الرد عليها شيخ الإسلام وذكر أنها ولوازما غير ضرورية وذلك بقوله:
" وكذلك سائر لوازم هذا القول: مثل كونه ليس بجسم ولا متحيز ونحو ذلك "
فكيف يقال أن الكلام على إثبات أن الله جسم وأن هذا نص في ذلك وأن القضية الضرورية المذكورة في كلام ابن تيمية هي كون الله جسم؟؟؟!!! سبحانك هذا بهتان عظيم
أضف إلى ذلك أن قول ابن تيمية رحمه الله:
" مما يبين أن هذه القضية حق أن جميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها ... " ليس من قوله في معرض رده على الرازي أصلا!
وإنما هو منقول من الفتاوى لمعالجة سقط النسخة التي اعتمد عليها الأستاذ اتضح الأمر وظهر بالرجوع إلى السياق أن قوله "أن هذه القضية " هي قضية (المباينة وعلو الله على خلقه) التي يسميها الأستاذ "جهة" وليست قضية (أن الله جسم)!
وهذا المقطع من كلامه رحمه الله مسبوق بقول محقق الكتاب: (وقال)
يعني ابن تيمية، وهذا يعني أن هنا سقط، وأن هذا منقول عنه من موضع آخر وهو الجزء الخامس صفحة 271 من مجموع الفتاوى، والأستاذ طبعا لم ينقل هذه الكلمة ليوهم أن السياق هو في الرد على الرازي وليس ثمة سقط، فهي تعني بالضرورة أن هذا النص منقول من موضع آخر ..
ومع أن لأستاذ يعرف هذا جيدا،فأنظر لقول الأستاذ:
((ثم قال ابن تيمية في إكمال تعليقه السابق على كلام الرازي))!!!!
فليس ثمة نص بأن الله جسم ولا حتى نص بان الله متحيز ذو أبعاد بل تدليس وكذب وتلاعب.
منقول
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=312704
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/439)
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[13 - 10 - 08, 05:30 م]ـ
ثم ينتقل الأستاذ فودة إلى: " النص الثاني " ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم ..
والمتأمل في العنوان يجد أن الأستاذ فودة لا يريد أن يغفل القارئ عن انه ينقل له نصوصا صريحة على هيئة السؤال والجواب حيث يوحي للقارئ أن إثبات الامر في منتهى البساطة: هل الله جسم؟ فيجيب ابن تيمية: نعم،،، هكذا يريد أن يفهم القارئ، لذا تجده دائما يستعمل كلمة " نص " ولا يقول نقل أو دليل أو كلام بل نصوص صريحة!
هذه هي النفسية الذي يريد أن يكون عليها القارئ حين يقرأ كلمة " نص"!
فإذا تأملنا في ما سماه نصا لا نجده نصا ولا قريبا منه بل مجرد تلبيس وتحايل ...
- وطريقة الاستاذ فودة في إيراد ما يسميه نصوصا مكشوفة لمن له أدنى تأمل فهو لا يكتفي بإيراد كلام ابن تيمية كدليل إثبات أو نص صريح كما يزعم، بل هو بعدما ينتقي ما يظن أنه نص فيستله من سباقه ولحاقه ن يقدم له في البداية تقديما طويلا أو مناسبا يوجه فيه القارئ إلى المعنى الذي يريده بعد ذلك يورد جزءا من الكلام ثم يتوقف بالقارئ ليذكره بهذا المعنى الذي قدم به وإن تسبب ذلك في تمزيق النقل وتقطيعه وضياع المعنى الاجمالي الذي من الممكن أن يستفاد منه، وبعد إيراد بقية النص يختم مرة أخرى بما يؤكد ذلك المعنى، وهذه حيلته في أكثرالنصوص التي ينقلها عن ابن تيمية!
ولعمر الله إن كانت هذه نصوصا واضحة كما يزعم الأستاذ فعلام كل هذه الاحتبالوالتلبيس وهذا الحشو قبل النص وفي ثناياه وبعده؟!
ألا يثق الأستاذ بفهم القارئ أم أن النصوص التي يزعمها ليست نصوصا؟!
ولكي لا يطول الكلام ننتقل إلى ما يسميه الاستاذ فودة النص الثاني:
بعدما يلمع الاستاذ العنوان بكلمة نص ويقوم بالمقدمةالاستباقية ينقل الأستاذ عن ابن تيمية قوله:
(وهؤلاء وغيرهم لا يسلمون للفلاسفة إمكان وجود ممكن لا هو جسم ولا قائم بجسم بل قد صرح أئمتهم بأن بطلان القسم الثالث معلوم بالضرورة بل قد بين أبو محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب إمام الصفاتية كأبي العباس القلانسي وأبي الحسن الأشعري وأبي عبدالله بن مجاهد وغيرهم من انحصار الموجودات في المباين والمحايث وأن قول من أثبت موجودا غير مباين ولا محايث معلوم الفساد بالضرورة مثل ما بين أولئك انحصار الممكنات في الأجسام وأعراضها وأبلغ
وطوائف من النظار قالوا ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم إذا فسر الجسم بالمعنى الاصطلاحي لا اللغوي كما هو مستقر في فطر العامة وهذا قول كثير من الفلاسفة أو أكثرهم وكذلك أيضا الأئمة الكبار كالإمام أحمد في رده على الجهمية وعبد العزيز المكي في رده على الجهمية وعبد العزيز المكي في رده على الجهمية وغيرهما بينوا أن ما ادعاه النفاة من إثبات قسم ثالث ليس بمباين ولا محايث معلوم الفساد بصريح العقل وأن هذه من القضايا البينة التي يعلمها العقلاء بعقولهم
وإثبات لفظ الجسم ونفيه بدعة لم يتكلم به أحد من السلف والأئمة كما لم يثبتوا لفظ التحيز ولا نفوه ولا لفظ الجهة ولا نفوه ولكن أثبتوا الصفات التي جاء بها الكتاب والسنة ونفوا مماثلة المخلوقات)
وعلى ما سبقت الإشارة اليه فقد قام الاستاذ فودة بتقطيع النص إلى ثلاث قطع حتى يذهب المفهوم الكلي المترابط الذي ينقدح في ذهن القارئ بقراءته المجردة للنص كاملا ...
فيبقى الكلام أسير توجيه الأستاذ لكل مقطع فلا يخرج عن المسار الذي حدده له، وهذه حيلة مكشوفة يقوم بها عند كل نقل يزعم أنه واضح وصريح على تجسيم ابن تيمية وهي عند التأمل إنما تدل على ضعف الدلالة والمستدل جميعا ..
وإذا تأملنا النص كاملا من غير تعليق الأستاذ أو تقطيعه نجد أنه الكلام في أصله يرجع إلى ما كان عليه الكلام في النص الأول وهي مسالة انحصار الموجودات في المباين والمحايث ونفي وجود موجود لا مباينا ولا محايثا هذا باختصار لمن يريده ...
- فالسياق واحد ولكن الاستاذ يجعل منه عدة نصوص تكثرا، علما بأن كل ما في هذا المبحث (مبحث التجسيم) عبارة عن ثلاثة مواضع تقريبا من كلام ابن تيمية أستل منها الاستاذ عشرة نصوص مزعومة ...
وبالوقوف على سياق الكلام يتضح صحة ما قلته حيث قال رحمه الله:
(وقال الشيخ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/440)
قالت المثبتة إنما أثبته هؤلاء المتفلسفة من موجودات ممكنة ليست أجساما ولا أعراضا قائمة بالأجسام كالعقل والنفس والهيولى والصورة التي يدعون أنها جواهر عقلية موجودة خارج الذهن ليست أجساما ولا أعرضا لأجسام فإن أئمة أهل النظر يقولون إن فسادها هذا معلوم بالضرورة كما ذكر ذلك أبو المعالي الجويني وأمثاله من أئمة النظر والكلام)
فهؤلاء يمنعون وجود موجود لا مباين ولا محايث أي لا داخل ولا خارج ويردون على الفلاسفة هذا القول بينما يسلم لهم الرازي والشهرستاني والامدي ..
فيقول ابن تيمية رحمه الله:
(ومن لم يهتد لهذا كالشهرستاني والرازي والآمدي ونحوهم فهم ناظروا الفلاسفة مناظرة ضعيفة ولم يثبتوا فساد أصولهم كما بين ذلك أئمة النظر الذين هم أجل منهم وسلم هؤلاء الفلاسفة مقدمات باطلة استزلوهم بها عن أشياء من الحق بخلاف أئمة أهل النظر كالقاضي أبي بكر وأبي المعالي الجويني وأبي حامد الغزالي وأبي الحسين البصري وأبي عبدالله بن الهيصم الكرامي وأبي الوفاء علي بن عقيل ومن قبل هؤلاء مثل أبي علي الجبائي وابنه أبي هاشم وأبي الحسين الأشعري والحسن بن يحيى النوبختي ومن قبل هؤلاء كأبي عبدالله محمد بن كرام وابن كلاب وجعفر بن مبشر وجعفر بن حرب وأبي إسحاق النظام وأبي الهذيل العلاف وعمرو بن بحر الجاحظ وهشام الجواليقي وهشام بن الحكم وحسين بن محمد النجار وضرار بن عمرو الكوفي وأبي عيسى محمد بن عيسى برغوث وحفص الفرد وغير هؤلاء ممن لا يحصيهم إلا الله من أئمة أهل النظر والكلام فإن مناظرة هؤلاء للمتفلسفة خير من مناظرة أولئك ... )
وهؤلاء هم المتكلمون وأهل النظر الذين ذكر منهم ابن تيمية طوائف النظار الأتي ذكرهم ...
ثم قال رحمه الله:
(وهؤلاء وغيرهم لا يسلمون للفلاسفة إمكان وجود ممكن لا هو جسم ولا قائم بجسم بل قد صرح أئمتهم بأن بطلان القسم الثالث معلوم بالضرورة) فهذا إبطال لحجة الرازي في وجود موجود لا مباين ولا محايث وسيأتي تفسر هذه المصطلحات
ثم قال رحمه الله:
(بل قد بين أبو محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب إمام الصفاتية كأبي العباس القلانسي وأبي الحسن الأشعري وأبي عبدالله بن مجاهد وغيرهم من انحصار الموجودات في المباين والمحايث)
فهذه هي أصل المسالة التي يدور حولها الكلام والذي يحاول الأستاذ فودة أن يستل منها ما يزعمه نصوصا ...
وهي مسالة انحصار الموجودات في المباين والمحايث وما يلزم من ذلك على مذهب النفاة ولقد سبق بيان معنى المباين والمحايث في التعليق على النص الأول.
وقول ابن تيمية " وطوائف من النظار " يقصد بهم بعض من ذكرهم كبعض منظري الكرامية ....
- وقولهم: "ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم " بناءا على قولهم من أن الجسم هو الموجود القائم بنفسه الحامل للصفات وهذه المعاني صحيحة من جهة نسبتها لله جل وعلا فهي واجبة له سبحانه بالاتفاق ولكنهم لما اصطلحوا على انها من معاني الجسم أو أن الجسم يتضمن هذه المعاني وصفوا الله سبحانه بأنه جسم وقالوا هو جسم لا كالأجسام كما أنه موجود لا كالموجودات وشيء لا كالأشياء وموصوف لا كالموصوفات، ومن هنا كان حصر الموجودات بالجسم أو ما يقوم بالجسم من الصفات والأعراض هو قول هذهالطائفة من أهل الكلام، فانحصارا لموجودات بالمباين والمحايث عند من ينفي أن الله جسم هو كانحصاره بالجسم والقائم بالجسم عند من يثبت ان الله جسم والخلاف بينهما لفظي بناءا على اصطلاحهم السابق على معنى الجسم ...
وهذه المسالة هي مدخل الاستاذ فودة فيالتلبيس على أتباعه والافتراء على ابن تيمية رحمه الله كما سيأتي
- وقوله إذا فسر الجسم بالمعنى الاصطلاحي لا اللغوي فيه استبعاد قصد المعنى اللغوي عند هؤلاء النظار حيث أن المعنى اللغوي للجسم هو الجسد والجسمان والبدن وهذا لا يقولون به، واستبعاده هنا دليل على عدم قصده ضرورة.
أما المعنى الاصطلاحي للجسم فمختلف فيه بين أهل الكلام فمن سبق ذكرهم من طوائف النظار الذين يفسرون الجسم بالموجود القائم بنفسه الحامل للصفات - وهؤلاء يجتهد الأشاعرة في التحقير منهم وعدم اعتبار قولهم قولا معتبرا في تفسير الجسم رغم أن المسألة لديهم مجرد إصطلاح كما هي عند الاشاعرة وبقية أهل الكلام لا يستندون في اصطلاحهم إلى لغة العرب أو ألفاظ الشريعة -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/441)
أما الآخرون من أهل الكلام فيصطلحون على اصطلاحات آخري مختلفة:
فمنهم من يفسر الجسم بالمركب المؤلف
ومنهم من يفسره بالمتحيز ذي الأبعاد الثلاثة أو الاثنين
ومنهم من يفسره بالمركب من الجواهر المفردة.
ومنهم من يقول الجسم: هو المركب من الأعراض فقط.
ومنهم من يقول الجسم هو المركب من الهيولي والصورة كما تقوله الفلاسفة وغيرهم.
وعلى ذلك فهم جميعا ينفون بأن يكون الله سبحانه وتعالى جسما.
- والخلاف بينهم كبير ليس في معاني الجسم فقط بل في تفسير هذه المصطلحات التي قد يبدوا للناظر أنهم يتفقون في استعمال بعضها كلفظ التركيب والتحيز وفرض الأبعاد أو حصولها إلى غير ذلك مما سبق بيانه في المبحث السابق.
وبناءا على ماسبق فمن يتعرض للفظ الجسم نفيا وإثباتا فهو بناء على ما صطلحه من معنى.
فطائفة المثبتين يعارضون طائفة النفاة في قواعدهم الكلامية وحججهم العقلية التي نفوا بها صفات الباري سبحانه وتعالى وعطلوها بحجة أن إثباتها يلزم عنه التجسيم ولذا كان شيخ الاسلام يعارض حجج هؤلاء بحجج هؤلاء ليبطلها أو يبين تناقضها دون أن يلتزم بقول أي من الطائفتين بل ليبين أن ما اعتمدوا عليه من حجج العقول متناقضة ومخالفة لما عليه هدي الانبياه ومنهجهم في غثبات صفات الباري سبحانه،ولذا فقد عقب في نهاية كلامه بأن نفي هذا اللفظ وإثباته بإطلاق هو بدعة لم يتكلم بها السلف.
- وقول ابن تيمية أن طوائف من النظار قالوا: ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم صحيح حيث انهم يثبتون بلفظ الجسم هذه المعاني الصحيحة الفطرية ..
ولقد كان ابن تيمية رحمه الله دقيقا في قوله " طوائف من النظار" لان من النظار من أهل الكلام من يقول غير ذلك ..
فنحن أمام طائفتين من أهل الكلام وغيرهم طائفة المثبتين وطائفة النفاة المعطلين ..
وطائفة المثبتين على أقوال وخلاف فيما بينهم ليسوا على قول واحدولكن ليس هذا محل التفصيل في هذا
- وقوله مما هو مستقر في فطر العامة حيث أنهم فسروا الجسم بالمعاني الصحيحة السابقة وإن نوزعوا في جواز إطلاق هذا اللفظ.ودلالته ابتداءا على هذه المعاني ...
وهذا ما ذكره ابن تيمية في أكثر من موضع من كتابه الذي يزعم الأستاذ انه اطلع عليه اطلاعا لم يطلع عليه أتباعه!!
قال رحمه الله:
(ووجود موجود لا في جهة وجودية ولا جهة عدمية ممتنع عندهم في صريح العقل. ثم إن قول هؤلاء موافق لما عليه بنو آدم من الفطرة موافق لما جاء به الكتاب والسنة، وإجماع سلف الأمة وأئمتها.)
فالمسالة في أصلها هي قضية المباينة والمحايثة ووجود موجود لا في جهة وامتناع ذلك وهذا يؤكده قوله في نهاية النقل:
(وكذلك أيضا الأئمة الكبار كالإمام أحمد في رده على الجهمية وعبد العزيز المكي في رده على الجهمية وغيرهما بينوا أن ما ادعاه النفاة من إثبات قسم ثالث ليس بمباين ولا محايث معلوم الفساد بصريح العقل وأن هذه من القضايا البينة التي يعلمها العقلاء بعقولهم).
فهذا الكلام لا يدع مجالا للشك أن القضية الفطرية والضرورية المذكرة في سياق الكلام هي قضية انحصار الموجودات في المباين والمحايث لا قضية أن الله جسم كما يريد الاستاذ فودة أن يصور للقارئ مستغلا ما يتقنه من فنون البتر والتقطيع وإيهام وتلبيس.
-فإذا تبن أن هذا النقل كالذي قبله ليس من كلام ابن تيمية في كتاب بيان التلبيس الذي يرد فيه على الرازي وإنما هو من كلامه في موضع آخر من فتاويه وبالتحديد من مجموع الفتاوى الجزء الخامس صفحة 295 وقد نقله المحقق للكتاب ليعالج السقط الحادث في الكتاب تبن ولذا تجده يصدر الكلام بقوله: (قال الشيخ) التي يتجاهلها الأستاذ في كل مرة ليدل على تحقيقه الواسع ونزاهته في النقل!!!
فما يعنيه شيخ الإسلام من كون الناس مفطورة عليه هو معاني الجسم الاصطلاحي الذي نقله عن طوائف النظار الذين قالوا ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم وأن الله جسم لا كالأجسام وقصدوا به الموجود القائم بنفسه البائن عن خلقه الذي ترفع إليه اليد في الدعاء إشارة إلى علوه على خلقه واستوائه على عرشه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/442)
وكل هذه المعاني الفطرية الضرورية هو ماذكر اب تيمية أن فطر العامة عليها مستقرة إلا أن إطلاق لفظ الجسم لا يدل على هذ المعاني من جهة اللغة ولا من جهة الشرع ولذلك قد نبه ابن تيمية على تبديع إطلاقه واستعماله وعدم دلالته على هذه المعاني ...
قال رحمه الله 6/ 547 من المجموع:
( .... فيقال له الكلام في وصف الله بالجسم نفيا وإثباتا بدعة لم يقل أحد من سلف الأمة وأئمتها أن الله ليس بجسم كما لم يقولوا أن الله جسم بل من أطلق أحد اللفظين استفصل عما أراد بذلك فإن في لفظ الجسم بين الناطقين به نزاعا كثيرا فإن أراد تنزيهه عن معنى يجب تنزيه عنه مثل أن ينزهه عن مماثلة المخلوقات فهذا حق. ولا ريب أن من جعل الرب جسما من جنس المخلوقات فهو من أعظم المبتدعة ضلالا دع من يقول منهم أنه لحم ودم ونحو ذلك من الضلالات المنقولة عنهم وإن أراد نفي ما ثبت بالنصوص وحقيقة العقل أيضا مما وصف الله ورسوله منه وله فهذا حق وإن سمي ذلك تجسيما أو قيل إن هذه الصفات لا تكون إلا لجسم فما ثبت بالكتاب والسنة وأجمع عليه سلف الأمة هو حق وإذا لزم من ذلك أن يكون هو الذي يعنيه بعض المتكلمين بلفظ الجسم فلازم الحق حق كيف والمثبتة تقول إن ثبوت هذا معلوم بضرورة العقل ونظره وهكذا مثبت لفظ الجسم إن أراد بإثباته ما جاءت به النصوص صوبنا معناه ومنعناه عن الألفاظ المبتدعة المجملة وإن أراد بلفظ الجسم ما يجب تنزيه الرب عنه من مماثلة المخلوقات رددنا ذلك عليه وبينا ضلاله وإفكه وأما قوله نقلنا الكلام معه إلى إبطال التجسيم فقد ذكرنا أدلة النافين والمثبتين مستوفاة في بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية وتبين لكل من له أدنى فهم أن ما ذكره هؤلاء من أدلة النفي كلها حجج داحضة وأن جانب المثبتة أقوى)
وخلاصة القول أن الأستاذ فودة يصور كذبا وتدليسا على القارئ أن القضية الأساسية التي عليها محور الكلام هي قضية " أن الله جسم " وان ابن تيمية يقول بأن هذا مستقر في فطر العامة وأن هذا ما عليه الأئمة الكبار ...
- والحقيقة عند التأمل في النص المذكور والنظر في سياقه الذي قطعه الأستاذ تقطيعا وحشاه حشوا يجد أن القضية التي عليها أصل الكلام هي قضية المباينة والمحايثة وانحصار الموجودات فيهما وعلو الله على خلقه،وأنه ليس ثمة موجود إلا الخالق والمخلوق وكلاهما متميز عن الاخر مباين له غير محايث له ...
أما الخالق فهو عال على خلقه مستو على عرشه سبحانه تتوجه اليه القلوب وترفع اليه الايادي بالدعاء فطرة الله التي فطر الناس عليها إقرارا منهم لعلو المطلق سبحانه وتعالى.
- ولكن الرازي والنفاة المعطلة -ومنهم الأستاذ فودة- يجعلون إثبات هذه المعاني لازم للقول بالتجسيم لا محالة!
وليتهم يصرحون بان اتهامهم لشيخ الإسلام وأهل السنة والأئمة هو اتهام لهم بناء على لازم أقوالهم لان من المعلوم أن لازم المذهب ليس بمذهب.ولكن الأستاذ وشيعته لما علموا أن هذا لا يلزم ابن تيمية لانه لم يلتم هذه اللوازم بل نفاها وبين عدم تلازمها لاثبات الصفات ووضح هذا بالحجج الشرعية والعقلية لجئوا إلى الكذب الصراح فجعلوا هذه اللوازم الباطلة أصلا والتي لا تلزم قول قائلها أصلا فضلا أن يلتزمها هي نفس القول بإثبات الصفات لله جل وعلا وأجازوا لانفسهم أن ينسبوا لكل من يثبت صفات الباري سبحانه وتعالى على مقتضى ظواهر النصوص أنه قائل بالتجسيم صراحة وهذا ما يقصدونه بزعمهم أن ثمة نصوص صريحة وعند التحقيق يتبين أنه كذب وادعاء لا شيء غير ذلك والله المستعان
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[13 - 10 - 08, 05:31 م]ـ
- ومما هو لصيق بهذا النص أن يقال بإن الأستاذ فودة قد وقع في الكذب الصريح على شيخ الاسلام رحمه الله حيث قال في صـ 30 من كتابه الكاشف أن ابن تيمية قال في التأسيس 1/ 9: (ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم)!!!
- ولكن الله سبحانه وتعالى أو قعه في شراك نفسه بنفسه ليوقف القارئ على سوء طويته وكذبه فأتي بهذا النص منسوبا إلى قائله على لسان ابن تيمية حيث نقل عن ابن تيمية قوله:
((وطوائف من النظار قالوا ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم)).
فتبين كذبه الصريح في أول كتابه المشئوم فبئس شيمة العبد الكذب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/443)
ولما حوقق في ذلك ووجه وأحرج من القريب والبعيد تبجح وزعم بأن ابن تيمية له من النصوص الكثيرة ما في هذا المعنى وزيادة وأن نسبة هذا القول له لا بأس به وهو كنسبته للإمام أحمد مع الفارق!!!
واخرج ملفا ملونا ومكبرا ومتراقصا يظن أنه يستر به سوءته التي كشفها بنفسه ولكن هيهات،،فمن له أدنى عقل لا يشك أن إيراد الكلام ونسبته لابن تيمية بهذه الصورة الفاضحة ليس له وجه إلا الكذب والافتراء وما يحمله من سوء النية وخبث الطوية. ولا أدري كيف يقنع أتباعه بهذا الهراء؟!
فمهما كان لابن تيمية من عبارات تحمل هذا المعنى أو غيره فهل هذا مسوغ لك يا أستاذ فودة أن تكذب عليه وتنسب اليه ما يحكيه صراحة ولفظا عن غيره؟!
ثم تستحل هذا الكذب بهذه الحجة الممجوجة!
علما بأن هذا الملف الملون الجميل الذي أخرجه ليستر سوءته مملوء هو الاخر بالكذب والتدليس ككتابه الكاشف، حيث زعم أنه اصطلاح المتكلمين وأهل النظر في معنى الجسم واحد وأنهم جميعا يصطلحون على أنه هو ذو الأبعاد الثلاثة الطول والعرض والارتفاع وهذا من الكذب مرة أخرى والتلبيس على من لا يعلم حقائق هذه المسائل ويطلع على أقوال أهل المقالات.
فإن أهل الكلام ليسوا على اصطلاح واحد ويكفي في إثبات ذلك الاطلاع على ما ذكره الاشعري في المقالات وما ذكره الايجي في المواقف ولنا ما ذكره شيخ الاسلام رحمه الله في ذكر طوائف النظار من أهل الكلام الذين قالوا إن الجسم هو الموجود القائم بنفسه الموصوف المشار اليه، فهؤلاء قسيم من يفسر الجسم بما ذكره الأستاذ فودة من أهل الكلام وهم مع ذلك طوائف كثيرة متنازعة ...
فإذا ذكر قول هؤلاء النظار فلابد أن يستحضر أنهم مخالفون لاهل الكلام في الاصطلاح على معنى الجسم وأنهم إنما يفسرونه بمعان صحيحة فطرية وضرورية رغم اعتراض ابن تيمية عليهم في دلالة هذا اللفظ على هذه المعاني وعلى جواز إطلاق هذا اللفظ على الله سبحانه في غيرما موضع من كتبه، ولكن في الجملة فهم طائفة من طوائف أهل الكلام اصطلحوا على معان للفظ اصطلح غيرهم على خلافه ...
فإذا تبين ذلك تبين معه تدليس الأستاذ فودة على أتباعه حيث أوهمهم أن تعريف الجسم بالمركب المتحيز ذي الأبعاد الثلاثة الطول والعرض والارتفاع هو ما يقصده طوائف النظار الذين نقل عنهم ابن تيمية بقولهم بأن ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم،وعليه فيكون معنى الكلام أنه ليس موجود إلا المركب ذي الأبعاد الثلاثة الطول والعرض والارتفاع وما يقوم به من الأعراض والصفات!
وهذا كما سبق كذب وتدليس يضاف إلى رصيد الأستاذ فودة ..
- والصحيح الذي لاشك فيه أن قولهم الجسم هو الموجود القائم بنفسه الموصوف –وإن قلنا ببطلانه كما نقول ببطلان اصطلاح غيرهم - وحصرهم الموجود بعد ذلك في الجسم أو ما يقوم به من الصفات والأعراض هو بمعنى أن الموجود ينقسم إلى ماله ذات وقائم بنفسه وما ليس له ذات وقائم بغيره أو إلى المباين والمحايث عند من لا يفسر الجسم بهذا المعنى وهذا هو المعني بالقول أن العامة قد فطرت عليه وقال به الأئمة الكبار كأحمد وعبد العزيز المكي وغيرهم في مناظراتهم للجهمية ومن له أدنى فهم ولديه بقية إنصاف ليعلم ذلك بالتأمل البسيط في قول شيخ الاسلام: (وكذلك أيضا الأئمة الكبار كالإمام أحمد في رده على الجهمية وعبد العزيز المكي في رده على الجهمية وغيرهما بينوا أن ما ادعاه النفاة من إثبات قسم ثالث ليس بمباين ولا محايث معلوم الفساد بصريح العقل وأن هذه من القضايا البينة التي يعلمها العقلاء بعقولهم).
فقوله: (بينوا أن ما ادعاه النفاة من إثبات قسم ثالث ليس بمباين ولا محايث .. )
يوضح كما سبق الإشارة إليه أن كلام الائمة الكبار كأحمد وغيره هو في محتوى هذه العبارة: (بينوا ... ) ليس على أن الله جسم بل على المباينة والمحايثة وانحصار الموجودات فيهما، بل إذا سلمنا جدلا أن الكلام على انحصار الموجودات في الجسم والقائم بالجسم فإن هذا يكون على اصطلاح النظار الذين قالوا بأن الجسم هو الموجود القائم بنفسه الحامل للصفات لا على اصطلاح المتكلمين الآخرين الذين يفسرونها بالمركب المتحيز الذي له ثلاثة أبعاد الطول والعرض والارتفاع كما يزعم الاستاذ فودة تلبيسا وادعاءا ... والله حسبه وهو المستعان
ـ[أبوصخر]ــــــــ[13 - 10 - 08, 09:25 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/444)
جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبا جرير السلفي على هذا الرد الموفق
و حقيقة أن الأستاذ سعيد فودة -هداه الله للحق- ممن لا يستحق أن يولى مثل هذا الاهتمام، و متوسطي طلبة العلم يدركون سخف قوله و كذبه الصراح على شيخ الاسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية -رحمه الله تعالى- بمجرد تتبع نقولاته التي ينقلها عن ابن تيمية -رحمه الله- ..
و أما فهمه السقيم فحدّث و لا حرج، ناهيك عن تكبّره و تعاليه على طلبته و سائليه و مخالفيه، و إليكم أيها الأحبة شيئا من ما قاله الأستاذ سعيد فودة -هداه الله إلى الحق- قبل أيام لأحد المستفسرين في منتداهم "الخرابتين" ..
يقول سعيد فودة: [إذا كنت ترى أن كلامي على ابن تيمية أو ابن عربي أو ابن رشد مجرد تكرار لما قيل، فأنت مخطئ جداً ... !
وإن كنت تظنُّ أن همتي كلها قد وجهتها تجاه هؤلاء المذكورين في كلامك واستنفذتها فيهم، فأنت واهم أيضا، فهمتي بحمد الله تعالى تشمل أكثر من ذلك كثيراً ... بعضه قد تعرفه وأكثره لا تعرفه ....
وإذا كنت تظن أن الكاشف الصغير يظهر مستواي العلمي كما قلتَ، فأنت واهم، فهذا الكتاب كتبته قبل أكثر من عشر سنوات، ويشهد الله أن فترة تأليفه -في زحمة العمل الهائلة والانشغال بالوظيفة والتدريس وغير ذلك من واجبات- لم تتعدَّ الثلاثة شهور، وتنزلت فيه كثيرا لأقربه إلى القراء من الفريقين، وقد حذفت منه حوالي مئتي صفحة بعد أن كتبتها ونضدتها، لتخفيف حجمه، وعزفت عن أن أذكر العديد من المعاني والقواعد المفيدة آنذاك للأمر نفسه ... والشرح الكبير للطحاوية لم يستغرق مني أكثر من عشرين يوما في أثناء رمضان منذ أكثر من أربع سنوات، وهو في أكثر من سبعمائة صفحة، وقد كتبت بعض الكتب التي تتعدى الثلاثمائة صفحة في عشرة أيام أو نحو ذلك .. وليست من جنس الروايات والقصص وكتب الترفيه ....
وليس كلامي هذا كله نتيجة غرور أو عجبٍ، كما يحلو قد لبعض السخفاء أن يصفوه ... ].
و يقول أيضا في نفس الموضوع: [أخيراً: ألفت نظرك إلى أمرٍ لم أعتد أن أنبه أي واحد إليه ولكن تكراره في كلامك لفت نظري، فأنت تخاطبني بالاسم المجرد فتقول يا سعيد، مجرداً، وكأنك تعرفني، بل أقول لك حتى من يعرفني لا يخاطبني بهذه الطريقة!! وأنا لا أخاطب أحدا كذلك، خاصة إذا كان الكلام مباشرا له، إلا إذا كنت أتحبب إليه وبيني وبينه من العلاقة ما تشفع لذلك، أو كنت أريد أن أنزل من مقامه وأقلل من رتبته، بل أخاطبه بما يليق به، وأنت لم تفعل، مع ما تزعم أنك تعرفه عنا، والنبي عليه الصلاة والسلام قال أنزلوا الناس منازلهم، وليس هذه الملاحظة مني غرورا ولا كبرا، فليس بنحو هذا الأمر يرضى إلا السفيه من المغرورين، ولكنها لفت نظر لك لتحسن خطاب من تخاطبه بما يليق به، لكي يسمع كلامك ويسرُّ به ويقبل عليك .... ].
و يقول أيضا في نفس الموضوع و في نفس الرد: [غريب أيضا، فأنت تشترط عليَّ أنا أن أجيبك عن هذه الأسئلة، وكأن السائل يمنُّ على المجيب! فعجبا منك!! اعلم أخي وليد أن الأجوبة التي كنت سأجيبك بها والأمور التي كنت سأكتبها لو أجبتك عن الأسئلة، هي علم عزيز المنال، فهل رأيت أستاذا يجيب طالبا والطالب يمنُّ عليك ويشترط عليه ... !
ولو كنت تعرف الإمام الرازي حقَّ المعرفة، لعلمت أنه ليس بهذه الطريقة كان طلاب الرازي يخاطبونه!].
فهل من كانت هذه حالته يستحق ان يولى أدنى اهتمام و أن يضيع طلبة العلم النجباء من أهل السنة ناهيكم عن علمائهم وقتهم في الرد على من كان في مستوى الأستاذ سعيد فودة الأخلاقي و العلمي، فمن تعمّد الكذب على أكابر العلماء و فحولها لا يُستبعد أن تبدر منه مثل هذه الكلمات التي يستحي أصاغر طلبة العلم من التفوّه بها لمنافاتها للشرط الأخلاقي ..
و لكن الموضوع قد يكون جديرا بالاهتمام خوفا من انتشار كلامه و التباسه على المبتدئين من طلبة العلم، و إن كانت النية موضوعة للذبّ عن علم من أعلام هذه الأمة فأنعم بها من نية و كفى ..
و أكرر شكري لكم أخي الفاضل أبا جرير على غيرتكم على علماء المسلمين و ذبكم عنهم، و أسأل الله لكم التوفيق و السداد و لجميع أهل هذا المنتدى المبارك و سائر المسلمين ..
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[13 - 10 - 08, 09:55 م]ـ
بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/445)
والعجيب أنه يدعي أنه يفسر كلام ابن تيمية كما يريد ابن تيمية رحمه الله ولكن في مسألة الجسم مثلا يفسر الكلام كما يريده هو لا كما يريده ابن تيمية رحمه الله
فلا املك الا ان أقول: جزاك الله خيرا اخي الكاتب فقد أجدت وأفدت
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[13 - 10 - 08, 10:15 م]ـ
النقل مستمر ان شاء الله حتى ينتهي مبحث الجسمية جميعه
وجزاكم الله خيرا
ـ[عادل آل رشيد السعدي]ــــــــ[14 - 10 - 08, 01:45 ص]ـ
بارك الله فيك اخانا ابا جرير
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[14 - 10 - 08, 05:46 م]ـ
النص الثالث: الله جسم ظاهرا وباطنا
بدأ الأستاذ فودة كعادته بالمقدمة الاستباقية ليهيئ القارئ للمعنى الذي يريد أن يحمله عليه، فبدأ بوصف هذا النص بانه من أشنع النصوص التي صرح فيها ابن تيمية بأن الله جسم ولكنه لم يذكر هنا التصوير التخييلي الذي ذكره للقارئ في النصوص السابقة فلعل التصريح هذه المرة ليس على صورة سؤال وجواب ولكنه على صورة أخرى يصفها بأنها شنيعة وهذا تصوير منفر ليت الأستاذ لم يستخدمة لان القارئ ربما يعرض عن تأمله لشناعته فهو لم يعتد من الاستاذ إلا على الشيء البسيط المباشر في صورة نعم أولا!
فلنر إذن أين هذا التصريح الشنيع بأن الله جسم والذي ذكره ابن تيمية.
ومما عهدناه عن الاستاذ فودة أنه كلما كان " النص صريح وواضح " فإن المقدمات التي يقدمها تكون طويلة ومعقدة فهذه علامة الوضوح!!!
ثم قام الأستاذ فودة بعد ذلك بتلخيص موقف ابن رشد من الجسمية فذكر أن ابن رشد يعتقد نفي الجسمية في الباطن وفي حقيقة الامر بالادلة العقلية ولكنه في الظاهر قد يقول بخلاف ما في باطنه لأن العوام لا تستوعب ذلك فلا يمكن التصريح به للعوام فينبغي أن لا تنفى الجسمية عند العوام ولان ظاهر النصوص يوحي بالجسمية لله سبحانه وتعالى وأيضا فإن العامي لا يعرف موجودا ليس جسما لعدم وجود ذلك في الشاهد.
وما ذكره الأستاذ فودة صحيح في الجملة لكنه أظهر الرجل وكأنه فيلسوف متناقض جاهل لا يعلم الأصول ولم يعرف به كما ينبغي وهذا حاله مع كل من يخالفه ..
فابن رشد الحفيد عالم فقيه من أكابر علماء المالكية في وقته وهو أيضا مجتهد في المذهب له من لكتب ما يدل على فقهه وعلمه وشهادة العلماء له بذلك مستفيضة ومع ذلك فقد اشتغل بالفلسفة حتى عد من حذاق الفلاسفة في عصره وما يحاوله الأستاذ من الانتقاص من قدره في علم الشريعة أو الفلسفة أو اختزال موقفه من الاشاعرة خاصة واهل الكلام عامة في موقف شخصي عدائي من الأشاعرة هو من أوهام الاستاذ فودة وحيله المتكررة مع كل من ينتقض مذهب الاشاعرة حتى وصل الحال به أن يتكلم في أعلام الامة وائمتها وينتقص من أقدارهم ومن منازلهم لاجل أنهم يخالفون مذهبه المتناقض وليخيل للقارئ أن المسالة عند ابن رشد وغيره لا تقوم على أساس علمي أو برهاني بل على موقف شخصي عدائي من الاشاعرة! وهذا يرده سيرة هذا العالم (ابن رشد) وما سطره العلماء عنه من علو شانه في هذه العلوم والدراسات لا تكاد تحصى في دراسة منهجه وطريقته التي يعدها ا لباحثون مدرسة مستقلة في هذا الشان.
ومهما كان الامر فإن ما يهمنا هو بيان التلبيس الذي يقوم به الأستاذ فودة في تصوير ان ابن رشد يثبت الجسمية في الظاهر ولا ينفيها في الباطن وان ابن تيمية يقره على إثباتها في الظاهر ويخالفه بضرورة إثباتها أيضا في الباطن!!!
- وهذا عند التأمل كذب صريح من الاستاذ فودة كما سيأتي
- فأن ابن رشد يفصل بين موقفين ونظرتين مختلفتين في مسالة الجسمية:
- موقف الفلاسفة أو موقفه هو كفليسوف فإنه قد توصل بما يسميه البرهان أن الله سبحانه وتعالى ليس بجسم.
-وموقف الشريعة من هذا اللفظ فإنه يرى أن الواجب في هذه الصفة أن يجري فيها على منهاج الشرع فلا يصرح فيها بنفي ولا إثبات ويجاب من سأل عن ذلك من الجمهور بقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ....
فنحن أمام نظرتين إذن:
نظرة فيلسوف فلسفية مدعمة بما يدعيه من البرهان بأن الله ليس بجسم.
ونظرة عالم شرعي شرعية مدعمة بنصوص الشريعة بأن الواجب السكوت وعدم التعرض لهذا اللفظ بالنفي والإثبات.
ولا شك أن هاتين النظرتين متعارضتين ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/446)
ولا شك أيضا أن ابن رشد والاستاذ فودة واهل الكلام وكل من تكلم بهذه الألفاظ المحدثة قد خالف ما ذكره ابن رشد موقف الشريعة من هذا اللفظ أو هذه الصفة ولكن ابن رشد يرى أن ثمة اتصال بين الحكمة والشريعة فهو يحاول أن يوفق بين الموقفين من وجهة نظره أما الأشاعرة وأهلالكلام فتزعم أن هذا النفي هو الموقف الشرعي التي دلت عليه نصوص الشريعة.
وأيا كان موقف ابن رشد من محاولة التوفيق بين النظرتين كما قرر ذلك في بعض كتبه ككتاب فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال وغيره فالذي يهمنا هو نظرته كفقيه وعالم شرعي مجتهد يقرر بوضوح موقف الشريعة من هذه اللفظ وهو السكوت وعدم التعرض له بالنفي أو الإثبات في حق الله عز وجل.
- مع التحفظ على صحة القول بأن ظواهر نصوص الشريعة تدل على الجسمية أو أنها أقرب لإثبات هذه الصفة منه إلى نفيها فهذا يشترك معه أهل الكلام فهم يقررون أن التمسك بظواهر هذه النصوص يلزم منه التجسيم ولذا تجدهم في تخبط تام تجاه هذه النصوص فمنهم مؤول لها ومنهم مفوض مع اتفاقهم أن المعنى المستفاد من الظاهر غير مراد لأنه يدل على التجسيم.
ويرى ابن رشد بمنظور الشريعة كفقيه أن مخاطبة العامة لا يكون إلا بما دلت عليه نصوص الشريعة لأنها أقرب إلى فطرهم في إثبات الموجودات الغائبة على وفق ما يشاهدونه ولان مخاطبة العامة بما عليه الفلاسفة وغيرهم من أهل الكلام قد يكون مدعاة لتكذيب الشريعة.
- ولنا في هذا شهادة من ابن رشد بأن صفة الجسمية التي يدندن حولها الأستاذ وغيره قد شهد هذا العالم بأنه مسكوت عنها في الشريعة وهذا يعني عدم التعرض لإثباتها أو نفيها،مما ينفي زعم الأستاذ وشيعته تفرد ابن تيمية بهذا التقرير.
- ومما نؤكده هنا أن التجسيم المقصود في كلام ابن رشد هو المعنى بإثبات الصفات كاليد والوجه والقدم وغيرها من الصفات لا بمعنى التركيب والتحيز وفرض الأبعاد الذي يحاول الأستاذ فودة ان يحشره في ثنايا كلامه وهذه النكتة من يفهمها جيدا فقد فهم مراد ابن تيمية من تعليقه على كلام ابن رشد كما سيأتي ولننقل كلام ابن تيمية من أوله حتى يقف الجميع على سياقه وما حاول الأستاذ جاهدا إخفاءه:
قال ابن رشد الفيلسوف:
( .. فإن قيل فما تقول في صفة الجسمية هل هي من الصفات التي صرح الشرع بنفيها عن الخالق أو هي من الصفات المسكوت عنها فنقول إنه من البين من أمر الشرع أنها من الصفات المسكوت عنها وهي إلى التصريح بإثباتها في الشرع أقرب منها إلى نفيها وذلك أن الشرع قد صرح بالوجه واليدين في غير ما آية من الكتاب العزيز وهذه الآيات قد توهم أن الجسمية هي له من الصفات التي فضل فيها الخالق المخلوق كما فضله في صفة القدرة والإرادة وغير ذاك من الصفات التي هي مشتركة بين الخالق والمخلوق إلا أنها في الخالق أتم وجودا ولهذا صار كثير من أهل الإسلام إلى أن يعتقدوا في الخالق أنه جسم لا يشبه سائر الأجسام وعلى هذا الحنابلة وكثير ممن تبعهم والواجب عندي في هذه الصفة أن يجري فيها على منهاج الشرع فلا يصرح فيها بنفي ولا إثبات ويجاب من سأل عن ذلك من الجمهور بقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وينهى عن هذا السؤال
وذلك لثلاثة معان أحدها:
أن إدراك هذا المعنى ليس هو قريبا من المعروف بنفسه برتبة واحدة ولا برتبتين ولا ثلاثة وأنت تتبين ذلك من الطريق التي سلكها المتكلمون في ذلك فإنهم قالوا إن الدليل على أنه ليس بجسم أنه قد تبين أن كل جسم محدث وإذا سئلوا عن الطريق التي بها يوقف على أن كل جسم محدث سلكوا في ذلك الطريق التي ذكرناها في حدوث الأعراض وأن مالا يتعرى من الحوادث حادث وقد تبين لك من قولنا أن هذه الطريقة ليست برهانية ولو كانت برهانية لما كان في طباع الغالب من الجمهور أن يصلوا إليها
وأيضا فإن ما يصفه هؤلاء القوم من أنه سبحانهله ذات وصفات زائدة على الذات يوجبون بذلك أنه جسمأكثر مما ينفون عنه الجسميةبدليل انتفاء الحدوث عنه فهذا هو السبب الأول في أنه لم يصرح الشرع بأنه ليس بجسم.
وأما السبب الثاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/447)
فهو أن الجمهور يرون أن الموجود هو المتخيل والمحسوس وأن ما ليس بمتخيل ولا محسوس فهو عدم فإذا قيل لهم إن ها هنا موجودا ليس بجسم ارتفع عنهم التخيل فصار عندهم من قبيل المعدوم ولا سيما إذا قيل إنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا أسفل ولهذا اعتقدت الطائفة الذينأثبتوا الجسمية في الطائفة التي تنفيها عنه سبحانه أنها مثبتة واعتقدت الذين نفوها في المثبتة أنها مكثرة
وأما السبب الثالث:
فهو أنه إذا صرح بنفي الجسمية عرضت في الشرع شكوك كثيرة مما يقال في المعاد وفي غير ذلك فمنها ما يعرض من ذلك في الرؤية التي جاءت بها السنة الثابتة وذلك أن الذين صرحوا بنفيها أي بنفي الجسمية فرقتان المعتزلة والأشعرية فأما المعتزلة فدعاهم 2 هذا الاعتقاد إلى أن نفوا الرؤية وأما الأشعرية فأرادوا أن يجمعوا بين الأمرين فعسر ذلك عليهم ولجئوا في الجمع إلى أقاويل سوفسطائية سنرشد إلى الوهم الذي فيها عند الكلام في الرؤية.
ومنها:
أنه يوجب انتفاء الجهة من بادي الرأي عن الخالق سبحانه كونه ليس بجسم فترجع الشريعة متشابهة وذلك أن بعث الأنبياء ابتنى على أن الوحي نازل عليهم من السماء وعلى ذلك انبنت شريعتنا هذه أعني أن الكتاب العزيز نزل من السماء كما قال تعالى إنا أنزلناه في ليلة مباركة وابنبنى نزول الوحي من السماء على أن الله في السماء وكذلك كون الملائكة تنزل من السماء وتصعد إليها كما قال إليه يصعد الكلم الطيب وقال تعرج الملائكة والروح إليه وبالجملة جميع الأشياء التي تلزم القائلين بنفي الجهة على ما سنذكره بعد عند التكلم في الجهة
ومنها أنه إذا صرح بنفي الجسمية وجب التصريح بنفي الحركة فإذا صرح بنفي هذا عسر ما جاء في صفة الحشر من أن الباري يطلع على أهل المحشر وأنه الذي يلي حسابهم كما قال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا وكذلك يصعب تأويل حديث النزول المشهور وإن كان التأويل إليه أقرب منه إلى أمر الحشر مع أن ما جاء في الحشر متواتر في الشرع فيجب أن لا يصرح للجمهور بما يؤول عندهم إلى إبطال هذه الظواهر فإن تأثيرها في نفوس الجمهور إنما هو إذا حملت على ظاهرها وأما إذا أولت فإنما يؤول الأمر فيها إلى أحد أمرين إما أن يسلط التأويل على هذه وأشباه هذه من الشريعة فتتمزق الشريعة كلها وتبطل الحكمة المقصودة منها وإما أن يقال في هذه كلها إنها من المتشابهات وهذا كله إبطال للشريعة ومحو لها من النفوس من غير أن يشعر الفاعل لذلك بعظم ما جناه على الشريعة مع أنك إذا اعتبرت الدلائل التي احتج بها المتأولون لهذه الأشياء تجدها كلها غير برهانية بل الظواهر الشرعية أقنع منها أعني أن التصديق بها أكثر وأنت تتبين ذلك من قولنا في البرهان الذي بنوا عليه نفي الجسمية وكذلك في البرهان الذي بنوا عليه نفي الجهة على ما سنقوله بعد وقد يدلك على أن الشرع لم يقصد التصريح بنفي هذه الصفة للجمهور أن لمكان انتفاء هذه الصفة عن النفس أعني الجسمية لم يصرح الشرع للجمهور بما هي النفس فقال في الكتاب العزيز ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا وذلك أنه يعسر البرهان عند الجمهور على وجود موجود قائم بذاته ليس بجسم ولو كان انتفاء هذه الصفة مما يقف عليه الجمهور لاكتفى بذلك الخليل في محاجة الكافر حين قال ربي الذي يحيي بأن يقول له أنت جسم والله ليس بجسم لأن كل جسم محدث كما يقول الأشعري وكذلك كان يكتفي بذلك موسى صلى الله عليه و سلم عند محاجته لفرعون في دعواه الألوهية وكذلك كان يكتفي صلى الله عليه و سلم في أمر الدجال في إرشاد المؤمنين إلى كذب ما يدعيه في الربوبية في أنه جسم والله ليس بجسم بل قال عليه السلام إن ربكم ليس بأعور فاكتفى بالدلالة على كذبه بوجود هذه الصفة الناقصة التي ينتفي عند كل أحد وجودها ببديهة العقل في الباري سبحانه فهذه كلها كما ترى بدع حادثة في الإسلام هي السبب فيما عرض فيه من الفرق التي أنبأنا المصطفى صلى الله عليه و سلم أنها ستفترق أمته إليها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/448)
فإن قال قائل فإذا لم يصرح الشرع للجمهور لا بأنه جسم ولا بأنه غير جسم فما عسى أن يحاجوا به في جواب ما هو فإن هذا السؤال طبيعي للإنسان وليس يقدر أن ينفك عنه وكذلك ليس يقنع الجمهور أن يقال لهم في موجود وقع الاعتراف به أنه لا ما هية له لأن مالا ماهية له لا ذات له والموجود عند الجمهور إنما هو المحسوس والمعدوم عندهم غير المحسوس والنور لما كان أشرف المحسوسات وجب أن يمثل به أشرف الموجودات وهنا أيضا سبب آخر موجب أن يسمى به نور وذلك أن حال وجوده في عقول العلماء الراسخين في العلم عند النظر إليه بالعقل هي حال الأبصار عند النظر إلى الشمس بل حال عيون الخفافيش وكان هذا الوصف لائقا عند الصنفين من الناس
وأيضا فإن الله تبارك وتعالى لما كان سبب الموجودات وسبب إدراكنا لها وكان النور مع الألوان هذه صفته أعني أنه سبب وجود الألوان بالفعل وسبب رؤيتنا له فالحق ما سمى الله تبارك وتعالى نفسه نورا وإذا قيل إنه نور لم يعرض شك في الرؤية التي جاءت في المعاد فقد تبين لك في هذا القول موجودا الاعتقاد الأول الذي في هذه الشريعة في هذه الصفة وما حدث في ذلك من البدعة وإنما سكت الشرع عن هذه الصفة لأنه لا يعترف بموجود في الغائب ليس بجسم إلا من أدرك ببرهان أن في المشاهد بهذه الصفة وهي النفس ولما كان الوقوف على معرفة هذا المعنى من النفس مما لا يمكن الجمهور فيهم أن يعقلوا وجود موجود ليس بجسم فلما حجبوا عن معرفة النفس علمنا أنهم حجبوا عن معرفة هذا المعنى من الباري سبحانه وتعالى ... ) ا. هـ
قلت (أي ابن تيمية):
وقد تبين في هذا الكلام أنه في الباطن يرى رأي الفلاسفة في النفس أنها ليست بجسم وكذلك في الباري غير أنه يمنع أن يخاطب الجمهور بهذه لأنه ممتنع في عقولهم فضرب لهم أحسن الأمثال وأقربها كما ذكره في اسم النور وهذا قول أئمة الفلاسفة في أمثال هذا من الإيمان بالله واليوم الآخر وقد بين بالحجج الواضحة أن ما يذكره المتكلمون في النفي مخالف للشريعة وهو مصيب في هذا باطنا وظاهرا وقد بين أن ما يذكره المتكلمون في نفي الجسم على الله بحجج ضعيفة وبين فسادها وذكر أن ذلك إنما يعلم إذا علم أن النفس ليست جسما ومعلوم أن هذا الذي يشير إليه هو وأمثاله من المتفلسفة أضعف مما عابه على المتكلمين فإن المتكلمين أفسدوا حججهم هذه أعظم مما أفسدوا به حجج المتكلمين فيؤخذ من تحقيق الطائفتين بطلان حجج الفريقين على نفي الجسم مع أن دعوى الفلاسفة أن النفس ليست بجسم ولا توصف بحركة ولا سكون ولا دخول ولا خروج وأنه لا يحس إلا بالتصور لا غير يظهر بطلانه وكذلك قولهم في الملائكة وظهور بطلان قول هؤلاء أعظم من ظهور بطلان قول المتكلمين بنحو ذلك في الرب ... ))
علق الاستاذ فودة على قول ابن تيمية: (وقد بين بالحجج الواضحة أن ما يذكره المتكلمون في النفي مخالف للشريعة وهو مصيب في هذا باطنا وظاهرا) بقوله:
" أي أن ابن رشد هو المصيب في إبطال نفي الجسمية عن الله لا في الظاهر فقط كما هو مذهب ابن رشد بل في الظاهر والباطن أيضا أي أن الله عند ابن تيمية جسم باطنا وظاهرا .. "
وهذا الكلام أعوج لا مستقيم لان ابن رشد يشترك مع الاشاعرة وأهل الكلام في نفي الجسمية في الباطن أما في الظاهر فهو يرى المصلحة في عدم التصريح بهذا للجمهور فكيف يصوبه مع ذلك في الباطن؟!!
ولكن القضية أن ابن رشد يطعن في أدلة المتكلمين التي يستندون إليها في النفي ويصفها بأنها غير برهانية ومخالفة للشريعة، وقوله وهو مصيب في هذا ظاهرا وباطلنا يعني أن بطلان قول المتكلمين بالنفي باطل مطلقا ظاهرا وباطنا يعني في حقيقة الامر لا لان ادلتهم ليست برهانية بل لانه مخالف للشريعة التي ذكر منهجها هو في هذه الصفة.
فقوله باطنا لا ترجع إلى اعتقاده الباطن بالنفي كما يزعم الأستاذ فودة وكيف ترجع إلى ذلك وقد قال " فيؤخذ من تحقيق الطائفتين بطلان حجج الفريقين على نفي الجسم " فكيف يصوبه في الباطن وهو على قول الاشاعرة في نفي الجسمية ثم يقرر بعدها بطلان حجج الفريقين؟!!!
فقوله ظاهرا وباطنا لبطلان النفي ابتداءا لانه مخالف لمنهج الشريعة في السكون وترك النفي والاثبات وهو باطل أيضا لبطلان أدلة كلا الفريقين في حقيقة الامر لا لأنها ليست برهانية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/449)
- ثم إن تصويب ابن رشد في إبطال أدلة المتكلمين في نفي الجسمية لا يعني إثباتها من الجهة المقابلة
لان موقف الشريعة الذي يتبناه ابن تيمية رحمه الله والذي قرره ابن رشد هو السكوت وعدم التعرض لهذا اللفظ بالنفي أو الإثبات وهو قد صوب الإبطال للنفي لانه مخالف للشريعة والشريعة لا تثبت ولا تنفي فكان لزاما أن تصويب بطلان النفي لا يعني الإثبات.
فلا متعلقل لأستاذ فودة في كلام ابن تيمية وليس في هذا الكلام ما يدل على أن ابن تيمية يقول بأن الله جسم وقد مل القارئ من ادعاءات الأستاذ.
من جهة اخرى:
- أن الجسمية التي ذكرها ابن رشد في قوله أن الشريعة اقرب إلى إثباتها منها غلى نفيها هي بمعنى إثبات الذات والصفات الزائدة عليها كاليد والوجه والعلم والقدرة والإرادة وغيرها ...
فقول المتكلمين أن الجسم هو المركب المتحيز ذو الأبعاد، لم يتعرض له ابن رشد فيما نقله عنه ابن تيميه رحمه الله ومما يدل على ذلك:
1 - قول ابن رشد:
" وذلكأن الشرع قد صرح بالوجه واليدين في غير ما آية من الكتاب العزيز وهذه الآيات قد توهم أن الجسمية هي له من الصفات "
فهذا الكلام هو في بيان أن الشريعة تقرب من التصريح بإثبات الجسم عن طريق إثبات هذه الصفات التي ذكرها، وإثبات هذه الصفات لا شك أنه مما يقول به ابن تيمية وغيره من السلف،وهو ما عناه هنا ابن رشد بالجسمية.
وتأمل قول ابن رشد عن الأشاعرة:
" وأيضا فإن ما يصفه هؤلاء القوم من أنه سبحانهله ذات وصفات زائدة على الذات يوجبون بذلك أنه جسمأكثر مما ينفون عنه الجسميةبدليل انتفاء الحدوث عنه "
وهذا كلام واضح على أن ابن رشد إنما قصد بالجسمية إثبات الصفات التي جاءت بها نصوص الشريعة في الكتاب والسنة ولما كان الاشاعرة يثبتون بعضا منها جعلهم أيضا من المثبتن للجسمية رغم اتفاقهم على نفيها مما يؤكد أن المعنى المقصود بالجسمية التي يتكلم عنها ابن رشد هو إثبات الصفات كاليد والوجه، وهذا لا إشكال فيه ولا ينكره ابن تيمية ولا غيره من الأئمة.
- أما إثبات الصفات زائدة عن الذات فهذا أمر يشترك فيه الاشاعرة وابن تيمية رحمه الله حيث أنهم يثبتون الصفات السبع ولذا ألزمهم ابن رشد بأنهم أيضا مجسمة أو أقرب على إثبات الجسمية منهم إلى نفيها بإثباتهم تلك الصفات زائدة عن الذات ...
- و مما يجدر الإشارة اليه أن الأستاذ فودة عمل جاهدا أن لا يقف القارئ على قول ابن رشد السابق في الاشاعرة ووصفهم بأنهم مجسمة بإثباتهم الصفات السبع التي يثبتونها زائدة عن الذات حيث قال:
- ((وأيضا فإن ما يصفه هؤلاء القوم من أنه سبحانه له ذات وصفات زائدة على الذات يوجبون بذلك أنه جسم أكثر مما ينفون عنه الجسمية بدليل انتفاء الحدوث عنه)) لان هذا الكلام يوضح بجلاء معنى التجسيم الذي يقصده ابن رشد ويضعهم وابن تيمية رحمه الله في سلة واحدة لمواجهته ويكون جوابهم عنه هو نفس جواب ابن تيمية رحمه الله.
- وأيضا فأن تحليل الأستاذ فودة لموقف ابن تيمية من الفريقين أي ابن رشد ممثلا للفلاسفة والاشاعرة مثالا لأهل الكلام حين قال رحمه الله:
(فيؤخذ من تحقيق الطائفتين بطلان حجج الفريقين على نفي الجسم مع أن دعوى الفلاسفة أن النفس ليست بجسم ولا توصف بحركة ولا سكون ولا دخول ولا خروج وأنه لا يحس إلا بالتصور لا غير يظهر بطلانه وكذلك قولهم في الملائكة وظهور بطلان قول هؤلاء أعظم من ظهور بطلان قول المتكلمين بنحو ذلك في الرب ... )
حيث علق الأستاذ فودة على هذا الكلام قائلا:
"إذن فابن تيمية لما ضرب كل فريق بالآخر خلص إلى نتيجة يخالف بها الفريقين فقال إن الله جسم وأن النفس جسم خلافا للمتكلمين النافين للجسمية عن الله في الأولى وخلافا للفلاسفة القائلين بأن النفس ليست بجسم في الثانية "
ثم قال (والحاصل من كل ذلك أن الله تعالى جسم عند ابن تيمية كما ترى بعينك)
وهذا من الكذب على ابن تيمية رحمه الله!!!
فعين القارئ لم تقع إلا على محاولات الأستاذ الفاشلة في استلال بعض الكلمات من هنا وهناك والزعم بانا نصوص صريحة.
والصحيح أن الفلاسفة أيضا ينفون بأن الله جسم كما ينفي ذلك المتكلمون وإنما طعن ابن رشد في طرق أهل الكلام لإثبات ذلك النفي لان طريقتهم على حد زعمه غير برهانية فطعن في دليل الحدوث والإمكان وغيرهما مما ذكره في كتابه مناهج الأدلة.
وأيضا فإن من أئمة المتكلمين بل من أئمة الاشاعرة من يقول بان النفس ليست بجسم كما ويحكى ذلك عن الباقلاني وغيره من أهل الكلام ...
فكلا الفريقين ينفي الجسمية عن الله سبحانه ولكن تعارضهم وتخاصمهم هو في الأدلة التي يثبتون بها ذلك فبين ابن تيمية بمقابلة أدلة الفريقين التي يزعمون أنها أحكام عقلية ضرورية بطلان كل منهما وتناقضها وذلك لآن من المعلوم عند جميع العقلاء بأن الأحكام العقلية الضرورية لا تتعارض ولا تتناقض فكان مقابلة الأقوال بعضها ببعض هي الطريقة التي يتبعها ابن تيمية في نقض هذه الأقوال جميعا أو ترجيح بعضها على بعض أحيانا وهو ما يتخذه الأستاذ فودة مدخلا لتحميل ابن تيمية أقوال أحد هذه الأطراف دون أدنى تحقيق.
- وقول الأستاذ فودة: فخلص إلى نتيجة يخالف بها الفريقين ...
ليس معناه كما ذكره فهذا من الافتراء والتخرص، وإنما معناه هو ما قرره في الكثير من كتبه وهو المشهور عنه القول به وهو الانقياد لموقف الشريعة الذي قرره ابن رشد قبل آن يولد ابن تيمية وهو السكوت عن هذا اللفظ وعدم التعرض له بإثبات أو نفي في حق الله جل وعلا مع إثبات ما جاءت به نصوص الشريعة من الأسماء الصفات مع نفي مماثلة المخلوقات إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل كما هو منهج السلف رضوان الله عليهم أجمعين، ولعل هذا هو السبب الرئيس من نقل كلام ابن رشد والاستشهاد به من قبل شيخ الإسلام رحمه الله، وهذا لا يخفى على الأستاذ ولكنه التلبيس على الإتباع والافتراء على أهل السنة.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/450)
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[14 - 10 - 08, 08:00 م]ـ
النص الرابع: وصف الله بما يقتضي أنه جسم هو مذهب جماهير أهل الإسلام.
نرى في هذا العنوان شيئا من التنزل والتدرج من الأستاذ عن القول بتصريح ابن تيمية بأن الله جسم إلى القول بما يقتضي أن يكون الله جسما.فالاستاذ فيما يبدوا قد تنازل عن شرطه للقارئ بأنه سيورد له نصوصا صريحة وليست لوازم ومقتضيات يستطيع القارئ نفسه أن يقول للأستاذ هي لا تلزمه لانه لا يسلم لكم بهذا التلازم وإن لزمته فهو لم يلتزمها فعلى الحالين فلا يصح أن تنسب اليه ولكن على كل حال فإن القارئ إن لم يقنع بما سماه الاستاذ فودة نصوصا لما ظهر له أنها ليست نصوصا ولا حتى لوازم صحيحة فكيف له أن يقنع بما يقر أنه ليس نصوصا بل مقتضى ولازم؟
- فإذا كان ما أورده الأستاذ فيما سبق مما يسميه نصوصا واضحة وصريحة قد علم حاله مع أنها من جهة ترتيب الأدلة من المفترض أن تكون هي الأقوى دلالة فكيف بما يقر الأستاذ فيه بأنه ليس تصريحا بل مقتضى الكلام ولازمه؟!
لا شك أنه سيكون الأضعف من نوعه وسيبذل الأستاذ فودة جهدا أكثر مما سبق حتى يوقف القارئ على محل الشاهد!.
ولنرجع إلى الأستاذ حيث نقل عن ابن تيمية قوله:
(فيقال إن أردت بهذا الكلام أنهم وصفوه بلفظ الأجزاء والأبعاض وأطلقوا ذلك عليه من غير نفي للمعنى الباطل وقالوا إنه يتجزأ أو يتبعض وينفصل بعضه عن بعض فهذا ما يعلم أحد من الحنابلة يقوله هم مصرحون وإن أردت إطلاق لفظ البعض على صفاته في الجملة فهذا ليس مشهورا عنهم لا سيما والحنابلة أكثر اتباعا لألفاظ القرآن والحديث من الكرامية ومن الأشعرية بإثبات لفظ الجسم فهذا مأثور عن الصحابة والتابعين والحنبلية وغيرهم متنازعون في إطلاق هذا اللفظ كما سنذكره إن شاء الله وليس للحنبلية في هذا اختصاص ليس لهم قول في النفي والإثبات إلا وهو وما أبلغ منه موجود في عامة الطوائف وغيرهم إذ هم لكثرة الاعتناء بالسنة والحديث والاءتمام بمن كان بالسنة أعلم وأبعد عن الأقوال المتطرفة في النفي والإثبات وإن كان في أقوال بعضهم غلط في النفي والإثبات فهو أقرب من الغلط الموجود في الطرفين في سائر الطوائف الذين هم دونهم في العلم بالسنة والاتباع
وإن أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد وذلك يقتضي التجزئة والتبعيض أو أنهم وصوفه بما يقتضي أن يكون جسما والجسم متبعض ومتجزئ وإن لم يقولوا هو جسم فيقال له لا اختصاص للحنابلة بذلك بل هذا مذهب جماهير أهل الإسلام بل وسائر أهل الملل وسلف الأمة وأئمتها)
وكالعادة فقد قطع الاستاذ فودة هذا النص الذي سقناه مكتملا هنا تقطيعا وحشاه حشوا ثم علق عليه وقال:
(فانظر في هذا الكلام الشنيع كيف ينسب القول بأن الله جسم إلى جماهير أهل الإسلام، بل وسائر الملل وسلف الأمة وأئمتها، فمن من السلف قال بهذا إلا المجسمة،وهل المجسمة هم سلف الأمة المباركة فتعست إذن أمة سلفها وقدوتها هم أرذل الطوائف وأضيقهم عقولا وأقبحهم مذهبا)
وأنا أقول للأستاذ إن التلاعب بالألفاظ لا يليق بمن يدعي التحقيق والإنصاف وهل نسيت يا أستاذ عنوان نصك الذي صدرت به هذا النقل؟!
الم تقل يا أستاذ فودة: (النص الرابع: وصف الله بما يقتضي أنه جسم هو مذهب جماهير أهل الإسلام)
فكونه يقتضى يعني يلزم منه ... ، ثم تأتي في تعليقك لتقلب هذا اللازم حقيقة وتقول (كيف ينسب القول أن الله جسم إلى .. ) فما تعد هذا؟ تناقض أم تلاعب؟
أما القارئ الكريم فإنه بالضرورة سيقرأ قول ابن تيمية قوله:
(وإن أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد ..... فيقال له لا اختصاص للحنابلة بذلك بل هذا مذهب جماهير أهل الإسلام بل وسائر أهل الملل وسلف الأمة وأئمتها)
وسيعلم أن قوله (وذلك يقتضي التجزئة والتبعيض .. ) أنه من إلإلزامات التي يلزمه بها الخصم والتي لا يسلم بها ابن تيمية حيث أنها لا تلزم القول بإثبات الصفات على ما يليق بالله جل وعلا فضلا أن نقول يلتزمها ابن تيمية أو لا يلتزمها .....
فالتلاعب واضح وجلي يا أستاذ فودة والقارئ لن يحتاج غلى كبير جهد لكشفة، وكان يتمنى لك القارئ الكريم أن تربأ بنفسك عن هذا الأسلوب الذي يشعره بأنك تسخر من عقله الذي لا تفتأ بأن يصفه بأنه فطن!!
-وتلاعب الأستاذ بالألفاظ في هذا الموضع وفي الكثير من المواضع الأخرى هو على هذالصورة ويكمن في أنه ينسب إلى القائل لازم قوله الذي يزعم أنه يلزمه وكأنه قال به وسلم له بهذا الازم أو التزمه ويجعله من نفس قوله فإثبات الصفات الخبرية التي جاءت في الكتاب والسنة وإجماع السلف كاليد والوجه وغيرها يسميها الرازي أجزاءا وأعضاءا ويلزم المثبت لها من الحنابلة بأنه مجسم لان إثبات هذه الأجزاء والابعاض والأعضاء مستلزم لكون الله سبحانه جسما - على حد زعمه -، فيرد ابن تيمية أن إثبات الصفات الخبرية من اليد والوجه وغيرها مما جاء به الكتاب والسنة غير مختص بالحنابلة بل جماهير أهل الإسلام يثبتون ذلك ...
فيأتي الأستاذ فودة فيلبس الأمر ويجعل لازم إثبات الصفات هو نفس قول المثبت ثم يشنع عليه ويقول انظروا لابن تيمية إنه يثبت أن لله ابعاضا واجزاءا وأن الله جسم وينسب ذلك إلى جماهير أهل الإسلام!
ويختم الأستاذ بقوله:
(فالحاصل أن ابن تيمية،يعتقد أن كون الله جسما هو ما اتفق عليه سلف الأمة والصحابة وهو قول أكابر العلماء من المسلمين. فتأمل وتعجب.)
والحقيقة أننا حينما نتأمل في كلام شيخ الإسلام رحمه الله لا نعجب إلا من تحايل الأستاذ وتلاعبه المكشوف والذي يجعل القارئ بعد ذلك على حذر شديد وريبه في تصديق كلامه ..
- والفت الانتباه أن التعليق متعلق غالبا بالنصوص التي يوردها الاستاذ فودة كأدلة على تجسيم شيخ الاسلام رحمه الله وليس متعلقا بما يورده في ثنايا ذلك من الأكاذيب والافتراءات والوان التلاعب التي لا تكاد تحصى من كثرتها لان هذا لا يمكن جمعه في مثل هذا المختصر البسيط.
والله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/451)
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[15 - 10 - 08, 11:52 ص]ـ
النص الخامس: كون الله جسما هو الأقرب للفطرة والعقول.
من الطبيعي أن القارئ قد يأس من الأستاذ بعد ما مر من النصوص والتي لم ير فيها نصا صريحا لابن تيمية يقرر فيه أن الله جسم مجسم،كما صور له الأستاذ فودة ذلك في مقدمة مسألته على صورة سؤال وجواب:
هل الله جسم؟ الجواب كان من ابن تيمية: نعم!
فلما لم يجد في كل ما مر نصا صريحا وقد أحس الأستاذ بخيبة أمل كبيرة لشعوره بأن القارئ له قد فقد الثقة في نقوله ونصوصه، لذا أخذ الأستاذ يشد من أزر القارئ بأنه في هذا النص الشنيع سيجد مبتغاه وسيحقق أمنيته، فيقول مخاطبا القارئ الذي قارب على الملل:
(اعلم أيها القارئ "الفطن" أن "النصوص" السابقة وإن كانت شنيعة و"مصرحة! " بأن الله جسم مجسم إلا أن هذا النص الذي " سنتلوه"! عليك الآن قد فاقها في الشناعة والقبح!!)
وهكذا يهيئ القارئ نفسه ربما للاستماع هذه المرة لأنه ربما فهم من قول الاستاذ "سنتلوه " أن الأستاذ سيتلوه على مسامعه مباشرة، في محاولة منه في مغازلته بعد أن كاد أن يفض يده من الأستاذ ووعوده الكثيرة بأنه سيأتي بالنصوص والتي لم يجد إلى الآن شيئا منها ...
ثم ينقل الأستاذ عن ابن تيمية قوله:
(الوجه السبعون أن جميع الناس من المثبتة والنفاة متفقون على أن هذه المعاني التي حكيناها عن خصمك هي التي تظهر للجمهور ويفهمونها من هذه النصوص من غير إنكار منهم لها ولا قصور في خيالهم ووهمهم عنها والنفاة المعتقدون انتفاء هذه الصفاة العينية لم يعتقدوا انتفاءها لكونها مردودة في التخيل والتوهم ولكن اعتقدوا أن العين التي تكون كذلك هو جسم واعتقدوا أن الباري ليس بجسم فنفوا ذلك
ومعلوم أن كون الباري ليس جسما ليس هو مما تعرفه الفطرة بالبديهة
ولا بمقدمات قريبة من الفطرة ولا بمقدمات بينة في الفطرة بل مقدمات فيها خفاء وطول وليست مقدمات بينة ولا متفقا على قبولها بين العقلاء بل كل طائفة من العقلاء تبين أن من المقدمات التي نفت بها خصومها ذلك ما هو فاسد معلوم الفساد بالضرورة عند التأمل وترك التقليد وطوائف كثيرون من أهل الكلام يقدحون في ذلك كله ويقولون بل قامت القواطع العقلية على نقيض هذا المطلوب وأن الموجود القائم بنفسه لا يكون إلا جسما وما لا يكون جسما لا يكون معدوما ومن المعلوم أن هذا أقرب إلى الفطرة والعقول من الأول)
وكما اعتاد القارئ ألا يرى النقل عن ابن تيمية كاملا كما ننقله هنا بل لابد من تمزيقه وتفكيكه ومحاولة إعداده للتوجيه،وكما ذكرنا سابقا أن من علامات " وضوح " "النص" " وصراحته " وقوة دلالته إن الاستاذ فودة يطيل في مقدماته وتفسيراته وشروحاته قبل لانص وفي أثناءه وبعده ويكثر من تقطيعه وتفكيكه حرصا منه على ألا يفلت المعنى الذي يريد أن يوصله اليه من القارئ!!!
وهذا ما نجده في هذا النص فقد بذل الاستاذ فودة جهدا كبيرا في إيصل الفكرة للقارئ.
- وخلاصة الأمر في هذا النص وغيره من النصوص أن الأستاذ يتلاعب بحيل مكشوفه لا تخفى على فطن له اطلاع على كلام شيخ الاسلام رحمه الله، ومن يطلع على هذا لمبحث يقف على قدر لا بأس به من هذه الحيل ....
فهنا مثلا يستعمل حيلة تبديل الكلمات بعضها بعض ويسميها بغير اسمها وكأنها مترادفات وهي في الحقيقة الزامات الخصم فينقدح في ذهن القارئ المعنى الذي يريده في كلام خصمه فمثلا:
يقول عن ابن تيمية:
"فهو يدعي في هذا الوجه أن الجهة والجسمية والتركيب في ذات الله هو ما يتبادر إلى أذهان جمهور الناس "
فهل قال هذا ابن تيمية حقا بهذه الألفاظ؟
الجواب: لا قطعا.
فلماذا إذن يكذب عليه وينسب اليه أنه في هذا الوجه (الوجه السبعون) يدعي أن الجهة والجسمية والتركيب في ذات الله هو ما يتبادر على أذهان الجمهور؟
الجواب لانه يبدل الكلمات والالفاظ التي يقولبها شيخ الاسلام بكلمات الخصم وهو الرازي.
فالجهة هي العلو أو الاستواء على العرش،فغذا تكلم ابن تيمية بصفة العلو والاستواء على العرش قال فودة ابن تيمية يثبت الجهة ويقول الجهة
أما الجسمية فهي لازم إثبات ذلك لانه على زعمه لايكون في جهة إلا الجسم فإذا أثبت العلو فقد قال بالجهة وقال بالتجسيم!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/452)
أما التركيب فهو إثبات صفات الله سبحانه وتعالى مثل اليد والوجه وغيرها من الصفات ...
فابن تيمية رحمه الله في الحقيقة يثبت صفة العلو والاستواء وصفة اليد والوجه وغيرها مما جاءت به النصوص الشرعية ولم يثبت ما يقوله الاستاذ فودة من الجوارح والاعضاء والاجزاء ولكن الاستاذ يعبر عن الفاظ ابن تيمية بتلك المصطلحات وكأنها مترادفات وتلك من حيله المكشوفة.
حتى يظن القارئ الفطن أن هذه متردفات وأن ابن تيمية إنما يثبت هذه الصفات على الوجه التي تكون أعضاءا واجزاءا وتركيبا،وكل هذا من ادعاءات الخصم والزاماته التي لا تلزم ..
- وتجد مصداق ذلك في الوجه التاسع والستون: حيث نقل عن الرازي قوله:
(فعمدة مذهب الحنابلة أنهم متى تمسكوا بآية أو خبر يوهم ظاهره شيئا من الأعضاء والجوارح صرحوا بأنا نثبت هذا المعنى لله على خلاف ما هو ثابت للخلق فأثبتوا لله وجها بخلاف وجوه الخلق ويدا بخلاف أيدي الخلق ومعلوم أن اليد والوجه بالمعنى الذي ذكروه عما لا يقبله الوهم والخيال)
فهو لا ينسب اليهم إثبات هذه الصفات على الوجه الذي أثبتوه ولكن ينسبه اليهم على ما يلزمهم هو به من الفاظ ومصطلحات لا يقر بها ابن تيمية ولا من ينقل قولهم من المثبتين لها فأين ذهب الانصاف يا استاذ فودة؟!
وهذه الحيلة المكشوفة قد ملأ بها كاشفة المزعوم ونحن نكشفها أيضا ليكون الكاشف مكشوفا على كاشفه!
- والأستاذ فودة مقهور مغتاظ من كثرة وجوه الرد من ابن تيمية رحمه الله على شيخه الرازي،حتى وصل إلى السبعين فلم يستطع أن يخفي قهره وغيظه فنفث عن نفسه بقوله أن جميع هذه الوجوه باطلة وان هذا كله كلام فارغ تافه وتكرار ساذج لا قيمة له وحيلة من حي ابن تيمية ليقنع أتباعه أن وجوه الرد الكثيرة تدل علمه وتبحره ونحن نقدر حالة الأستاذ فودة ونفسيته ولا نرد على هذا الكلام حيث أنه مجرد تنفيث عن قهره.
- إذا علم ذلك علم ما يقوم به من افتراءات متكرره لا يمكن حصرها في مثل هذا المختصر وإنما هذا نموذج فقط ليعلم به حيلته في صياغة العبارات التي توهم بأن ابن تيمية يقول بألفاظها وما هي إلا من حيل الأستاذ في تبديل الكلم عن مواضعه.
-وقد سبق القول بأن الذين فسروا الجسم بالقائم بنفسه والموجود وما يشار إليه وقالوا إن الله جسم لا كالأجسام هم طائفة من نظار أهل الكلام وهؤلاء الخلاف معهم في مجرد إطلاق لفظ الجسم على الله وفي دلالة لفظ الجسم على هذا المعاني، أما المعاني ذاتها التي يثبتونها فهي صحيحة لا يخالف فيها أحد لا النفاة ولا المثبتون، وهؤلاء ليسوا مجسمة على الحقيقة وإن كانوا مبتدعة لا شك في ذلك على الأقل عند أئمة العلماء الذين صدر بهم الأستاذ كتابه في تحرير معنى التجسيم وحكم المجسمة ...
-فقد قال ابن حزم الذي يسميه الأستاذ إمام من أئمة الأمة ومن أعلام المسلمين:
((من قال إن الله تعالى جسم لا كالأجسام فليس مشبها ولكنه ألحد في أسماء الله تعالى إذ سماه عز و جل بما لم يسم به نفسه))
ولا أدري هل وقف الأستاذ فودة صاحب الاطلاع الواسع على كتب الخصوم على كلام ابن حزم الإمام في الاشاعرة ووصفه لهم بالجهل والتناقض والكفر الصريح ورده عليهم في عامة مسائلهم؟! أم أنه إمام فقط على المجسمة؟!
وقد سبق التفريق بين هؤلاء وبين الذين يثبتون الجسمية لله تعالى بالمعنى اللغوي أو الاصطلاحي المتضمن له وهؤلاء هم المجسمة الحقيقيون المشبهين الله سبحانه بخلقه
أما الصنف الأول فإن هذه المعاني التي أثبتوها للفظ الجسم صحيحة لا إشكال فيها بل متفق على ثبوتها له سبحانه من الجميع، والنزاع معهم بخصوص هذا الأمر هو في دلالة لفظ الجسم على هذه المعاني وفي صحة إطلاق لفظ الجسم على الله وقد سبق تفصيل ذلك في مقدمة البحث
- أما ما يحكيه ابن تيمية عن هؤلاء بقوله: (وأن الموجود القائم بنفسه لا يكون إلا جسما وما لا يكون جسما لا يكون معدوما ومن المعلوم أن هذا أقرب إلى الفطرة والعقول من الأول))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/453)
- فهو بناءا على تفسيرهم للجسم بالموجود القائم بنفسه وهذا واضح من نص الكلام لا يحتاج لآدنى تأمل وقد سبق معنى حصرهم للموجودات بناء على هذا التفسير للجسم كما سبق الكلام عن انحصار الموجودات في المباين والمحايث وأن الله سبحانه وتعالى له ذات موصوفة قائمة بنفسها متميزة عن الخلق بائنة منهم عالية عليهم ...
- وقوله أن قولهم هذا أقرب للفطرة والعقل إنما هو في مقابل قول النفاة الذين يثبتون موجودا لا مباينا ولا محايثا ولا داخل العالم ولا خارجة وينفون علو الله على خلقه فهو في مقابلة هذه الأقوال الفاسدة أقرب إلى الفطرة والعقل بلا شك.
- وهذا لا يلزم منه كونهم على الحق المبين كما يقتضيه اللفظ بل هو أقرب بالنسبة إلى غيره وإن كان هو في نفسه قد يكون باطلا أو مرجوحا من وجوه أخرى ..
وكلمة (أقرب) للعقل والفطرة أو الشرع يستعملها ابن تيمية دائما في مقارنة الأقوال الباطلة أو المتعارضة لانه يزن بميزان الشريعة لا بميزان الهوى كما يفعل الأستاذ المحتال ...
وهذه طريقته التي حكيناها عنه في الوقفات التي بين يدي هذا المبحث ولكن الأستاذ فودة مثله كمثل حاطب الليل يقمش ما يرديه ويدل على جهله:
- قال رحمه الله:
- ( ... يمكن بيان أن قول الأشعري وأصحابه أقرب إلى صحيح المعقول من قول المعتزلة كما يمكن أن يبين أن قول المعتزلة أقرب إلى صريح المعقول من قول الفلاسفة لكن هذا يفيد أن هذا القول أقرب إلى المعقول وإلى الحق لا يفيد أنه هو الحق في نفس الأمر فهذا ينتفع به من ناظر الطاعن على الأشعرية من المعتزلة والطاعن على المعتزلة من الفلاسفة فتبين له أن قول هؤلاء خير من قول أصحابك فإنه كما إن كل من كان أقرب إلى السنة فقوله أقرب إلى الأدلة الشرعية فكذلك قوله أقرب إلى الأدلة العقلية
ولا ريب أن هذا مما ينبغي سلوكه فكل قول - أو قائل - كان إلى الحق أقرب فإنه يبين رجحانه على ما كان عن الحق أبعد ألا ترى أن الله تعالى لما نصر الروم على الفرس وكان هؤلاء أهل الكتاب وهؤلاء أهل أوثان فرح المؤمنون بنصر الله لمن كان إلى الحق أقرب على من كان عنه أبعد وأيضا فيمكن القريب إلى الحق أن ينازع البعيد عنه في الأصل الذي احتج به عليه البعيد وأن يوافق القريب إلى الحق للسلف الأول الذين كانوا على الحق مطلقا) هـ.ص 3/ 407 درء تعارض العقل والتقل
وهذا النقل قد سبق إيراده في المقدمة وهو يلخص طريقة شيخ الإسلام رحمه الله في الرد على طوائف أهل البدع وأهل الكلام والفلاسفة وجميع المبتعدين عن سنة النبي عليه الصلاة والسلام ومهجه على اختلاف مراتب بعدهم، وربما لا تعجب الأستاذ فودة هذه الطريقة ولكنا نحمله إياها فوق رأسه رغما عنه ليعلم بعد ذلك حين يريد أن يناطح الجبال كيف يناطحهم وليتعلم اصطلاح العلماء قبل أن يزعم أنه يرد عليهم.
- ثم لنتساءل هل القول بأن هذا القول اقرب للحق من ذاك القول معناه أنه على الحق؟
لا نشك أن جواب العقلاء جميعا سيكون: بـ لا
ولو مثلنا بقولنا: أن هذا الحجر الأحمر أقرب إلى هذه الحفرة من ذاك الحجر الأسود،لكان مفهوم الكلام أن كلا الحجرين قطعا ليسا في الحفرة ...
وهذا هو فهم كل من يتأمل وينصف من العقلاء!
- وإلى هذا أشار ابن تيمية رحمه الله بقوله:
(فالغرض أن إخوانه من الذين يقولون أن الله ليس فوق العرش قد قالوا هذا كله وما هو أكثر منه فلا بد أن يرد قولهم بطرقه التي يسلكها وإلا لم يكن قوله أصح من قولهم بل قولهم أقرب إلى العقل من قوله أنه لا داخل العالم ولا خارجه ولهم في الجواب عن المخالطة من الكلام ما هو مع كونه باطلا أقرب إلى العقل من كلامه ... )
فهنا قد " نص" أيضا يقرر فيه ابن تيمية رحمه الله أن ليس ثمة تلازم بين بطلان القول وبين كونه أقرب إلى العقل من غيره كما حكم في هذا النص على كلام الاتحادية بالبطلان مع قوله أن كلامهم اقرب للعقل من قول من يقول أن الله لا داخل العالم ولا خارجه ...
فعلام هذا الضجيج يا أستاذ فودة!
- وهذا نص آخر لابن تيمية رحمه الله رجح فيه قولا الاشاعرة على المعتزلة والشيعة في مسالة الرؤية وفيه الإقرار- على مذهب الأستاذ- بأن الله سبحانه ليس جسما وأن هذا أقرب للعقل والشرع، قال رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/454)
(أهل الحديث والسنة المحضة متفقون على إثبات العلو والمباينة وإثبات الرؤية وحينئذ فمن أثبت أحدهما ونفى الآخر أقرب إلى الشرع والعقل ممن نفاهما جميعا فالأشعرية الذين أثبتوا الرؤية ونفوا الجهة أقرب إلى الشرع والعقل من المعتزلة والشيعة الذين نفوهما أما كونهم أقرب إلى الشرع فلأن الآيات والأحاديث والآثار المنقولة عن الصحابة في دلالتها على العلو وعلى الرؤية أعظم من أن تحصر وليس مع نفاة الرؤية والعلو ما يصلح أن يذكر من الأدلة الشرعية وإنما يزعمون أن عمدتهم العقل فنقول قول الأشعرية المتناقضين خير من قول هؤلاء وذلك أنا إذا عرضنا على العقل وجود موجود لا يشار إليه ولا يقرب منه شيء ولا يصعد إليه شيء ولا ينزل منه شيء ولا هو داخل العالم ولا خارجه ولا ترفع إليه الأيدي ونحو ذلك كانت الفطرة منكرة لذلك والعقلاء جميعهم الذين لم تتغير فطرتهم ينكرون ذلك ولا يقر بذلك إلا من لقن أقوال النفاة وحجتهم وإلا فالفطر السليمة متفقة على إنكار ذلك أعظم من إنكار خرق العادات لأن العادات يجوز انخراقها باتفاق أهل الملل وموافقة عقلاء الفلاسفة لهم على ذلك فنقول إن كان قول النفاة حقا مقبولا في العقل فإثبات وجود الرب على العرش من غير أن يكون جسما أقرب إلى العقل وأولى بالقبول وإذا ثبت أنه فوق العرش فرؤية ما هو فوق الإنسان وإن لم يكن جسما أقرب إلى العقل وأولى بالقبول من إثبات قول النفاة فتبين أن الرؤية على قول هؤلاء أقرب إلى العقل من قول النفاة وإذا قدر أن هذا خلاف المعتاد فتجويز انخراق العادة أولى من قول النفاة فإن قول النفاة ممتنع في فطر العقلاء لا يمكن جوازه وأما انخراق العادة فجائز.) منهاج السنة 3/ 208
فهذا نقل واضح يذكر فيه ابن تيمية رحمه الله أن الاشاعرة المثبتين للرؤية - مع كونهم لا يثبتونها كما يثبتها ابن تيمية والسلف من قبله - أقرب للعقل والشرع ممن ينفيها بما يزيل الألغام التي يضعها الأستاذ في طريق فهم القارئ لكلام ابن تيمية رحمه الله ..
- أما قوله رحمه الله " أن كون الباري ليس جسما ليس هو مما تعرفه الفطرة بالبديهة ولا بمقدمات قريبة من الفطرة ولا بمقدمات بينة في الفطرة بل مقدمات فيها خفاء وطول "
فهو قول صحيح يقر به الرازي نفسه وغيره من علماء الاشاعرة وأهل الكلام فهل يزعم الأستاذ فودة أن العلم بأن الله ليس جسما ضروري؟
فليصرح بذلك لو كان شجاعا ..
فقد أقر علماء الاشاعرة بأن كون الله جسما ليس معلوما بالفطرة ولا بمقدمات بينة في غيرما موضع من كتبهم وكذا كبار الفلاسفة نصوا على ذلك.
قال العز بن عبد السلام:
(فإن اعتقاد موجود ليس بمتحرك ولا ساكن ولا منفصل عن العالم ولا متصل به , ولا داخلفيه ولا خارج عنه لا يهتدي إليه أحد بأصل الخلقة في العادة , ولا يهتدي إليه أحدإلا بعد الوقوف على أدلة صعبة المدرك عسرة الفهم فلأجل هذه المشقة عفا الله عنها فيحق العامي) قواعد الاحكام 1/ 202
وقال الغزالي: (فإن قيل فلم لم يكشف الغطاء عن المراد بإطلاق لفظ الإله ولم يقل الرسول صلى اللهعليه وسلمأنه موجود ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا هو داخلالعالم ولا خارجه ولا متصل ولا منفصلولا هو في مكان ولا هو في جهة بلالجهات كلها خالية عنه فهذا هو الحق عند قوم والإفصاح عنه كذلك كما فصح عنهالمتكلمون ممكن ولم يكن في عبارته قصور ولا في رغبته في كشف الحق فتور ولا فيمعرفته نقصانقلنا: من رأى هذا حقيقة الحق اعتذر بانهذالو ذكره لنفر الناس عن قبوله ولبادروا بالإنكار وقالوا هذا عين المحال ووقعوا فيالتعطيلولا خير في المبالغة في تنزيه ينتج التعطيل في حق الكافة إلاالأقلين وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم داعياً للخلق إلى سعادة الآخرة رحمةللعالمين، كيف ينطق بما فيه هلاك الأكثرين ... وأما إثبات موجود في الاعتقاد على ماذكرناه من المبالغة في التنزيه شديد جداًبل لا يقبله واحد منالألف لا سيما الأمة الأمية) الجام العوام عن علم الكلام ص56 - 57)
فهذه إقرارات واضحة فاضحة ليست من علماء عاديين بل من أئمة المذهب الأشعري،
ووالله إن من يتأمل في مثل كلام الغزالي ليستحي من عقيدة إذا صرح بها للناس نفروا منها وقالوا عنها محالا، ولاستحى من مثل قول الغزالي أن النبي أقر الناس على التجسيم ولم يبين لهم الحق في التنزيه خشية الوقوع قي التعطيل بزعمه فيكون قد ينطق بما فيه هلاك الأكثرين أو الكافة إلا الأقلين!!!
ونحن نخاطب الأستاذ فودة بما أنه ربما يكون واحدا من ألف ذكرها الغزالي هل ما زلت مقتنعا ان ما تورده للقارئ نصوصا صريحة وواضحة؟
أما قول الفلاسفة الذين هم أصل هذه المصطلحات المبتدعة فهو متمثل في قول ابن رشد الفيلسوف حيث قال عن هذه الألفاظ:
( ... أحدها أن إدراك هذا المعنى ليس هو قريبا من المعروف بنفسه برتبة واحدة ولا برتبتين ولا ثلاثة وأنت تتبين ذلك من الطريق التي سلكها المتكلمون في ذلك فإنهم قالوا إن الدليل على أنه ليس بجسم أنه قد تبين أن كل جسم محدث وإذا سئلوا عن الطريق التي بها يوقف على أن كل جسم محدث سلكوا في ذلك الطريق التي ذكرناها في حدوث الأعراض وأن مالا يتعرى من الحوادث حادث وقد تبين لك من قولنا أن هذه الطريقة ليست برهانية ولو كانت برهانية لما كان في طباع الغالب من الجمهور أن يصلوا إليها)
فهؤلاء أئمة المذهب الأشعري معهم كبار الفلاسفة يقرون بان كون الله ليس بجسم ولا في جهة ولا داخل العالم ولا خارجه من الأمور التي هي عسرة الفهم ومخالفة لطبائع العامة وفطرهم لاسيما وان هذه السلوب ليست أدلتها ضرورية ولا قريبة منها إلى آخر ما ذكر ...
فإذا كان هذا باعتراف أئمة المذهب فماذا ينقم الأستاذ من ابن تيمية بعد ذلك؟!
وإذا كان هذا حال أصرح دليل لدى الأستاذ فودة وهو من الضعف والتهافت بهذه الصورة، مع كثرة الحيل والتلاعب والافتراءات التي لا تحصى فليتعرف القارئ الفطن على ما يسميه الاستاذ فودة نصوصا واضحة وصريحة.
الله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/455)
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 10 - 08, 01:36 م]ـ
وهنا تجد رد الدكتور محمد عبدالرحمن الخميس - حفظه الله وسدده - على سعيد فودة وهو بعنوان (نقض قول من تبع الفلاسفة في دعواهم أن الله لا داخل العالم ولا خارجه) ( http://www.saaid.net/Doat/khamis/index.htm)
ـ[مسلم2003]ــــــــ[15 - 10 - 08, 02:57 م]ـ
ملاحظة: ابن رشد الحفيد ليس من أكابر علماء المالكية، بل إن آراءه في بداية المجتهد لا قيمة لها عند علماء المالكية الذين جاؤوا بعده، ولعل اللبس قد حصل بين ابن رشد الحفيد، وبين ابن رشد الجد .. فالأخير هو إمام المالكية المعروف .. أحد كبار فقهاء الأندلس في زمانه ..
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[15 - 10 - 08, 05:59 م]ـ
أخي الفاضل ابن رشد الحفيد وإن كان ليس كجده رحمه الله إلا أنه من كبار العلماء ولقد ترجم له الذهبي في السير فقال:
ابن رشد الحفيد العلامة فيلسوف الوقت أبو الوليد محمد بن أبي القاسم أحمد بن شيخ المالكي أبي الوليد محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد القرطبي، مولده قبل موت جده بشهر سنة عشرين وخمس مائة، عرض الموطأ على أبيه وأخذ عن أبي مروان بن مسرة وجماعة، وبرع في الفقه وأخذ الطب عن أبي مروان بن حزبول ثم أقبل على علوم الأوائل وبلاياهم حتى صار يضرب به المثل في ذلك. قال الأبار لم ينشأ بالأندلس مثله كمالا وعلما وفضلا وكان متواضعا منخفض الجناح يقال عنه إنه ما ترك الاشتغال مذ عقل سوى ليلتين ليلة موت أبيه وليلة عرسه وأنه سود في ما ألف وقيد نحوا من عشرة آلاف ورقة ومال إلى علوم الحكماء فكانت له فيها الإمامة وكان يفزع إلى فتياه في الطب كما يفزع إلى فتياه في الفقه مع وفور العربية وقيل كان يحفظ ديوان أبي تمام والمتنبي. وله من التصانيف بداية المجتهد في الفقه والكليات في الطب ومختصر المستصفى في الأصول ومؤلف في العربية. وولي قضاء قرطبة فحمدت سيرته
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[20 - 10 - 08, 12:07 م]ـ
النص السادس: مذهب المجسمة أقرب إلى القبول.
إننا عندما نتأمل نفسية رجل مثل سعيد فودة حين يريد أن يناطح مثل هذا الجبل الشامخ الراسي شيخ الإسلام رحمه الله لا يغيب عنا أننا أمام رجل قزم ضعيف لم يؤت من العلم والحكمة ما يستضاء به،وقد ملأ الحقد قلبه وامتلأت نفسه بالغرور وحب الظهور والكبر الذي لم يعد خافيا حتى على أقرانه، فمثل هذا لا يتورع عن شيء في سبيل تحقيق هدفه من الطعن واللمز في مثل هذا الإمام، وغيره من أئمة الإسلام فتراه وقد تسلح من الكذب والاحتيال بما يؤهله لأن يقوم بمثل هذا الدور المشبوه، ولذا فنحن لا نتعجب مما نراه مبثوثا بين الكلمات والأسطر سواء في العنوان أو الموضوع أو المقدمات أو التعليقات أو اختياره وانتقاءه لبداية المقطع الذي ينقله فكل هذا فيه من الكذب والاحتيال والتلبيس ما لا يكاد يحصى بحيث يعجز المرء عن حصره وذكره ...
فالرجل لا يفوت كلمة ولا سطر إلا وقد أودع فيها من الكذب والحيل ما يحرف به المعنى ويوجه فيه الكلام إلى غير وجهته.
فتأمله مثلا في هذا العنوان حين يقول (مذهب المجسمة أقرب إلى المقبول) فهل قال ابن تيمية هذا؟
والجواب قطعا لا .. لم يقل ابن تيمية أن مذهب المجسمة أقرب إلى القبول وإنما هذا توصيف منه ومن الرازي لمخالفيهم ومن الطبيعي أن لا يسمي هذا كذبا ولا احتيالا لأن هذا مجرد نفس من أنفاسه المبثوثة في هذا الكتاب ...
ثم تأمل في احتياله بعد العنوان مباشرة حيث يقدم للنقل الذي سينقله عن ابن تيمية فيقول:
(ومن كتاب الرد على أساس التقديس أيضا وفي أثناء رده على الرازي الذي ينفي كون الله تعالى جسما ومركبا من أعضاء وأدوات يقول ابن تيمية في (1/ 97) فيوهم القارئ أن الكلام الآتي لابن تيمية حول أن الله جسم مركب وله أعضاء وأدوات حيث ينقل قوله: (بل هذا " القول " الذي اتفق عليه العقلاء من أهل الإثبات والنفي .... )
وهل هذه بداية نقل يصح أن يبدأ بها منصف؟!!!
فيوهم القارئ أن قول ابن تيمية (هذا القول الذي اتفق عليه العقلاء .. ) هو أن الله حسم مركب من أعضاء وأدوات!!!
فنحن أمام أسلوب مكر واحتيال وتلاعب بالكلمات لولا ه ما لما كان لمثله أن يرفع أنفه من التراب ليناطح الجبال.
فسياق الكلام ليس على أن الله جسم ولا أنه مركبوالمسالة مختلفة تماما ولكنه الاحتيال الذي يتقنه!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/456)
فهو ينتقي المقاطع بدقه ويوجهها بمقدمته ويتبعها بتعليقه ويخللها بشرحه حتى يظن القارئ أن كلام ابن تيمية نص في المعنى الذي قدمه فيقول نعم قد قال ابن تيميه!!!
وحين نأتي إلى كلام ابن تيمية رحمه الله نجد أنه قد ذكر أصل المسألة التي يدور حولها الكلام والتي مازالت تدور حول مسالة انحصار الموجودات في المباين والمحايث واعتراض الرازي عليها حيث قال:
(بل هذا " القول " الذي اتفق عليه العقلاء من أهل الإثبات والنفي اتفقوا على أن الوهم والخيال لا يتصور موجودا إلا متحيزا أو قائما وهو الجسم وصفاته ثم المثبتة قالوا وهذا حق معلوم أيضا بالأدلة العقلية والشرعية بل بالضرورة وقالت النفاة إنه قد يعلم بنوع من دقيق النظر أن هذا باطل فالفريقان اتفقوا على أن الوهم والخيال يقبل قول المثبتة الذين ذكرت أنهم يصفونه بالأجزاء والأبعاض وتسميهم المجسمة فهو يقبل مذهبهم لا نقيضه في الذات)
والمتأمل في هذا النقل لا يجد ما يمكن أن يقال عنه نص على تجسيم ابن تيمية رحمه الله فالكلام واضح لا يحتاج إلى أدنى تأمل ومع ذلك يقول الاستاذ فودة معلقا:
(فانظر إليه هنا يقع في مغالطات فيستدل كما سترى بالوهم والخيال على الموجودات أي أنه يجعل الوهم حاكما، فيقول كل ما لم يدرك عن طريق الوهم، فليس موجودا وكل ما لم يستطع الخيال أن يتصوره فلا يمكن أن يكون موجودا. وتأمل في كلامه لترى كيف ادعى أن هذا لأمر قد دلت عليه أيضا النصوص الشرعية والأدلة العقلية وهو في ذلك مغالط)
وأقول: لقد أذهلت الأستاذ فودة سكرة البحث عن نصوص صريحة حتى غاب عنه أن ابن تيمية هنا لم ينسب هذا القول لأهل الإثبات فقط!
بل نسبه لأهل الإثبات والنفي جميعا؟!!!
قد كرر ابن تيمية رحمه الله نسبة هذا الكلام إلى كل من النفاة والمثبتين مرتين فقال:
(بل هذا القول الذي اتفق عليه العقلاء من أهل الإثبات والنفي)
وقال: (فالفريقان اتفقوا على أن الوهم والخيال يقبل قول المثبتة)
فإذا كان متعلق الأستاذ فودة فيما ينسبه إلى ابن تيمية من نصوص أنه يحكيها على لسان أهل الإثبات أو المثبتين ويزعم انهم أهل الحق عنده فهذا النقل لم يحكه ابن تيمية على لسانهم فقط بل حكاه عن النفاة والمثبتين جميعا فكيف كان ذلك نصا على تجسيم ابن تيمية با أستاذ فودة؟! أم أن ألإفلاس والعجز قد وصل معك إلى حده؟
ولقد كان على الأستاذ المحقق أن يبين للقارئ كيف اتفق الفريقان وكيف اختلفوا فيكشف ما ينبغي كشفه مما يتضح به المعنى للقارئ ولكن الأستاذ فودة يتلاعب بالألفاظ الموهمة.
فهو يطلق الأقوال المبهمة التي لا يفهم منها القارئ إلا معنى التشنيع فحسب وإن كان لا يدري في حقيقة الأمر ما المأخذ فيها وما الخطأ في هذه الأقوال.
- وحقيقة الأمر أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يتخذ في مناظرة الرازي وغيره من الجهمية النفاة طريقة المعارضة بين الأقوال المتقابلة فيقابلها ببعضها البعض حيث أنهم يزعمون أن حججهم عقلية كلامية لا تتعارض ولا تتناقض، فيعارض حجج وأقوال النفاة بحجج وأقوال المثبتين في كل مسألة هذه المسائل، فيظهر بتعارضها وتناقضها بطلانها في نفسها وعدم صحة الاعتماد عليها للوصول إلى العلم بالله سبحانه وصفاته وأن الطريقة التي كان عليها سلف الأمة من اتباع الكتاب والسنة هي الطريقة الموصلة إلى العلم بالله سبحانه وتعالى فهم خير هذه الأمة وأعلمها بالله سبحانه وصفاته وأحكامه ولم يكن اعتمادهم على مثل هذه الألفاظ والمصطلحات المحدثة.
- وهو في هذه المعارضة قد يتوصل إلى إبطال القولين جميعا أو ترجيح احدهما على الآخر من جهة العقل أو الشرع بحسب قربه منهما أو بعده عنهما، وليس بلازم عند العقلاء صحة القول الراجح أو القريب " مطلقا " في حقيقة الامر لان الحالة حالة مقارنة ومقابلة لا تقرير وتحرير وقد سبق النقل عنه في هذا.
- فابن تيمية رحمه الله يعارض ويرجح ويبطل دون التزام لأي من هذه الأقوال ولكن فقط ليبين بطلان هذه الطرق المبتدعة أو عدم صحة الاعتماد عليها وأن الطريقة الشرعية هي الطريقة الموصلة إلى العلم بالله سبحانه وتعالى وهي طريقة الأنبياء والصحابة والأئمة المتبوعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/457)
- فلا تصح نسبة هذه الأقوال له مطلقا سواء كانت صحيحة أو باطلة أو راجحة أو مرجوحة لأنه في الحقيقة يحكيها على لسان غيره وهي وإن اتفقت في النتائج أحيانا مع العقل أو الشرع أو كانت قريبه منهما فليست في تقريرها على منهج الكتاب والسنة الذي يتبعه الأئمة وابن تيمية بل على منه أهل الكلام المحدث فلا تلزمه ...
- بل لو كانت من كلامه هو نفسه وجاءت في سياق المناظرة والمحاورة فلا يصح أيضا الجزم بنسبتها إليه لأنها ليست في إيرادها على سبيل التقرير والتحرير بل في مقام المعارضة والمناظرة مع ما فيها من وجوه الرد والإلزام والتنزل والمحققون من أهل العلم والإنصاف يقررون هذا ويعتمدونه ولكن الأستاذ فودة الذي يزعم التدقيق والتحقيق والاطلاع الواسع لا يأبه بذلك ويضرب به عرض الحائط أملا في الحصول على ما يدعيه نصا صريحا وإمعانا في التلبيس والكذب على البسطاء ..
- فكيف إذا قرره رحمه الله ذلك بنصه وقوله وقد نقلته في مقدمات هذا البحث وأذكر به هنا حيث قال:
( .. ونحن نورد من كلامهم (أي المثبتين) ما يتبين به أن جانبهم أقوى من جانب النفاة وليس لنا غرض في تقرير ما جمعوه من النفي والإثبات في هذا المقام بل نبين أنهم في ذلك أحسن حالا من نفاة انه على العرش فيما جمعوه من النفي والإثبات وقد أجاب هؤلاء عما ألزمهم النفاة من التجسيم الذي هو التركيب والانقسام .... ) بيان تلبيس الجهمية ج: 2 ص: 63
فهل بعد هذا الكلام الواضح من شيخ الإسلام رحمه الله تصح نسبة هذه الأقوال إليه ويتبجح بأنها نصوص صريحة وواضحة؟!!!
- هذا وإن أصل المسالة التي يدور حولها الكلام هو انحصار الموجودات في المباين والمحايث وادعاء الرازي بأن ثمة قسم ثالث موجود (لا داخل العالم ولا خارجه) ورد المثبتين عليه بامتناع وجود هذا القسم ...
وهذا في الحقيقة موضع واحد ومسالة واحدة جعل منها الأستاذ عدة نصوص تكثرا منه ...
فالرازي يزعم أن القول بمنع هذا الموجود هو من حكم الوهم والخيال ولم يقم على ذلك دليلا إلا ادعاءه بأن هذا الموجود موجود.
فإذا كان الحكم بوجود موجود لا داخل العلم ولا خارجه حكما عقليا كليا فما الذي يجعل القول بامتناعه من حكم الوهم والخيال؟ لماذا لا يكون العكس هو الصحيح؟.
فيكون القول بانحصار الموجودات بالمباين والمحايث هو الأصل الكلي الصحيح، ويكون ادعائك قسم ثالث موجود لا داخل العلم ولا خارجه هو من حكم الوهم والخيال؟ لا سيما وأنت لم تقم دليلا على دعواك.هذا هو مسار الحوار وفكرته الأساسية.
وحيث أن الأستاذ فودة لم يتعرض في شرحه الطويل لأصل الموضوع ولم يبين كيف اتفق هؤلاء وكيف اختلفوا فنحن أيضا نعرض عن تفصيل القول فيه إلى نهاية البحث ونكتفي فقط بكشف حيله وألاعيبه فيما يدعيه نصوصا واضحة وصريحة.
يقول الأستاذ فودة:
"ألا يعلم ابن تيمية أن الوهم ما هو إلا ملتقى الحواس أي ملتقى الصور الحسية وفي الوهم يحصل تركيب الصور الشخصية التي تصله عن طريق الحواس الخمس فكيف يقول بعد ذلك ان ما لا يدرك بالوهم فلا يمكن أن يكون موجودا أليس هذا هو عين مذهب الزنادقة الذين قالوا: بما أننا لا نستطيع أن ندرك الله بالحواس فلا يمكن أن يكون الله موجودا ""
- وأقول إن الأستاذ المتحاذق لا يعلم اصطلاح قومه في لفظ الوهم والخيال أو أنه يريد أن يوهم القارئ بأن الوهم والخيال المذكور هو ما يتعارف عليه لدى العامة من الأوهام والخيالات والكوابيس المزعجة!
فمن يسمع كلمة الوهم والخيال يظن أنها على معناها الدارج في كلام الناس كما يقال رجل ذو أوهام وخيالات يعني رجل مجنون أو واهم مخطئ وليس المعنى هو ذا في اصطلاح
القوم الذي يخاطبهم به ابن تيمية ...
، فإن الوهم في اصطلاح القوم قوة في النفس تدرك في المحسوسات معان ليست بمحسوسة كادراك معنى العداوة والصداقة كما تدرك معاني العلوم المنقولة بالخبر وليست هي ملتقى الصور الحسية كما يزعم الأستاذ المتحاذق بل ملتقى الصور هو الخيال أو قوة التخييل.
فالوهم والخيال عند القوم مرحلة تتوسط بين المحسوس والمعقول ...
وهي إما أن تتطابق المحسوس فيكون حكمها مطابقا صحيحا وحقا أو لا تطابقه فيكون حكمها توهما وتخيلا باطلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/458)
فقوله أن الوهم والخيال " يثبت كذا أو كذا " فهو لا " يثبت " بذاته كما يوهم كلام الأستاذ المتحاذق ولكنه يثبت تبعا لما يتلقاه من الحواس والإخبار ...
فإن طابق حكمه حكمهما فحينها يقال إن الوهم والخيال " يثبت " أو له تعلق وعندئذ لا يسمى وهما ولا خيالا بل يسمى علما وحقا وفقها ...
أما إن لم يطابق حكمه حكمهما فهو حكم باطل وظن فاسد ويسمى عندئذ وهما وخيالا ...
فالتحقيق أن لفظ الوهم والخيال له اصطلاح وله استعمال ولكن يغلب الاستعمال على الاصطلاح لذا لا يفهم الكثير من الناس إلا المعنى الدارج الذي أراد الأستاذ فودة أن يصل إلى القارئ حينما يقول إن ابن تيمية يتوهم ربه ويتخيله ولكن الأمر مجرد تشنيع رخيص وأسلوب ماكر يتبعه هذا الأستاذ المحتال.
–فهذه المصطلحات في استعمالها كلفظ الاعتقاد ليس بالضرورة أن يكون صحيحا وإن كان جازما، فقد يطابق الحق في نفسه فيكون علما واعتقادا صحيحا وقد يخالفه فيكون جهلا واعتقادا باطلا ...
فإذا قيل الوهم والخيال يثبت كذا فإنما يقصد به الوهم والخيال الحق المطابق للحقيقة لا الخيال والوهم الغير مطابق والذي هو بالمعنى الدارج الذي سبقت الإشارة اليه.
- إذا علم ذلك فإن معنى القول أنهم اتفقوا على أن الوهم والخيال لا يتصور موجودا إلا متحيزا أو قائم بالمتحيز هو مبني على ما ثبت من الأخبار من أنه موجود وأن له نفس و ذات وقائم بنفسه ...
- فلما ثبت ذلك عندهم لم يتصوروا على أساسه وجود موجود إلا أن يكون مباينا أو محايثا حيث أن القائم بنفسه لا يكون إلا مباينا لغيره لا يكون حيث يكون قائما بنفسه أخر بخلاف القائم بغيره ...
- فإذا انحصر الوجود في القائم بنفسه والقائم بغيره فقد انحصر في المباين والمحايث وليس هذا من حكم الوهم والخيال المستقل بذاته- إن صح وصفه أنه كذلك - بل من حكم الوهم والخيال المطابق والتابع لما تلقاه من الحس والشرع بأن الله سبحانه موجود وثابت وله نفس وذات وقائم بنفسه ...
ثم قال:
(وأيضا فإن أصل المسالة هي، هل يمكن أن ندرك الله بحواسنا ونتوهمه بوهمنا فابن تيمية يقول نعم يمكن ذلك، ويستدل على ذلك بنفس الوهم والتخيل وهو مصادرة على المطلوب كما ترى)
فنقول له: أما الإحساس به سبحانه فنعم ..
فإن الإحساس هو موجب العلم الصحيح وأصله الإبصار كما قال تعالى: (وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا) وقال سبحانه على لسان يعقوب: (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) وقال تعالى: (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله) وقال النبي صلى الله عليه و سلم (كما تنتج البهيمة بهمية جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء) ولقد ثبت أن المؤمنين يرون ربهم سبحانه وتعالى يوم القيامة بأبصارهم فهذا مقصودنا بأن الله سبحانه يحس فهو سبحانه يمكن رؤيته وسماع كلامه.
فإذا كان الوهم والخيال تابعا للحس فهو يتعلق به سبحانه وتعالى لتعلق البصر والسمع به، هذه في الآخرة.
أما في الدنيا فهو متعلق بما يتلقاه عن طريق الخبر الصادق وهذا التعلق تعلق إثبات ما جاء في هذه الأخبار وهو إثبات وجود للذات والصفات فتوهمها هو إدراك معانيها التي أخبر بها الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة من الإثبات مع نفي مماثلة المخلوقات إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل، فإن طابق هذا كان حقا وعلما اعتقادا صحيحا وإن خالفه فليس الكلام على الوهم والخيال الباطل فهذا لا تعلق له بشيء من الحقائق أصلا فاستنكار الاستاذ فودة لا وجه له لأنه مجرد تشنيع رخيص يستغل فيه جهل القارئ بمصطلح الوهم والخيال عند قومه.
أما قوله: (هذه العبارة ترجيح من ابن تيمية لمذهب المجسمة بصراحة تامة، لان قوله المثبتة لا يريد بهم إلا المجسمة، فإنهم هم الذين يصفون الله تعالى بالأجزاء والابعاض وهم الذين سماهم الرازي بالمجسمة. فابن تيمية يقول بان مذهبهم هو الأقوى هنا .. )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/459)
فهذا تدليس عجيب من الأستاذ فودة لان مسائل المجسمة على حد زعم الأستاذ فودة كثيرة وليست منحصرة في أن الله جسم وأنه مركب فمحاولة حشر هذا المعنى في كل مسألة حيلة مكشوفة من الأستاذ والمسالة مرتكز الحوار ذكرت في نفس النص المنقول وهي مختلفة عن مسألة أن الله جسم وأنه مركب والعجيب أن ابن تيمية يقول عن هذه المسالة محل الحوار (فالفريقان اتفقوا .. ) يعني لمثبتة والنفاة
فهل اتفقوا على أن الله جسم مركب من الأعضاء والأدوات؟!!!
أم أن الأستاذ لا يفهم الموضوع أصلا؟!
أما قول ابن تيمية أقرب أو مقبول من جهة العقل فهو بالنسبة إلى القول المقابل له ليس مطلقا وقد سبق بيانه والتدليل على معناه في النص السابق.
والله الموفق
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[22 - 10 - 08, 12:00 م]ـ
النص السابع:
ليست جميع الأجسام محدثة،لأن الله جسم قديم. وهذا الموافق للشريعة والفطرة.
إن طريقة الأستاذ فودة في هذا المبحث من أوله إلى آخره إنما تقوم على حيلة معينة وهي:
اقتناص العبارات واجتزاءها عن سياقها وفصلها عن سباقها ولحاقها ليغيب القارئ عن أصل الموضوع ومجرياته ولا يقف إلا على عبارات محددة منتقاة فيجد نفسه تحت توجيه الأستاذ فودة الذي يحيط كلامه بهذه العبارات إحاطة السوار بالمعصم فيوهم أن الكلام الذي أمامه هو كلام ابن تيمية وأنه كلام واضح وصريح في أن الله سبحانه جسم وليس الأمر كذلك ولعل نظرة سريعة على النقولات التي ينقلها عن ابن تيمية على أنها نصوص وكيفية إيرادها وبدايتها التي ينقل منها تؤكد ذلك المعنى.
- ولكي يتصور القارئ كيفي يتقن الأستاذ فودة هذه الحيلة فله أن يتأمل في أمرين:
- الأول: أن جميع ما يزعمه من النصوص السابقة وما سيأتي هو عبارة عن أقوال لطائفة من أهل الكلام من الكرامية وغيرهم جاء بها ابن تيمية رحمه الله ليعارض بها أقوال النفاة كالرازي وغيره وهذه الطريقة يتبعها ابن تيمية في مناظرته لأهل البدع جميعا وذكر أنه يبين بها بطلان هذه الأقوال جميعا حيث يزعم أصحابها أنها أدلة عقلية وأحكام ضرورية لا تتعارض ولا تتناقض ونص على أنه لا يلتزم شيئا من هذه الأقوال كما سبق نقل ذلك عنه في التعليق على النص السابق.
الثاني: أن قول هؤلاء النظار مبني على أنهم اصطلحوا على معنى للجسم هو الموجود القائم بنفسه فإن الله سبحانه وتعالى بناء على هذا الاصطلاح جسم وكل حججهم مبنية على هذا التفسير سواء في قولهم بانحصار الموجودات بالجسم وما يقوم به أو قولهم ببطلان دليل الحدوث لاستلزامه حدوث الرب سبحانه أو القول بالجهة والعلو والمباينة أو غير ذلك مما يعارض به ابن تيمية أقوال هؤلاء النفاة ليبن بطلانها أو رجوحها عليها لا أحقيتها مطلقا كما سبق تقريره.
- لذا فالأستاذ في كتابه كله لا يريد أن يسلط الضوء على هذه الحقيقة فيريد أن يغيب القارئ عنها تماما ليحلو له استغلال لفظ الجسم إذا ذكر في الكلام وفي العبارات التي يستلها من هنا وهناك يجتزئها من السياق ويوهم أنها من كلام ابن تيمية.
- فإذا غيب القارئ عن الأمر الأول كان الكلام لابن تيمية صراحة.
- وإذا غيب عن اصطلاح هؤلاء في معنى الجسم كان الكلام عن لفظ الجسم عموما أو على اصطلاح الأستاذ وما يتضمنه من المعنى اللغوي.
فما يقوم به الأستاذ فودة من حيل هو لتغييب القارئ عن هذين الأمرين فإذا علم ذلك فليكن القارئ على بصيرة من هذه الحيل التي ملأ بها كتابه فهي قائمة على هذين المعنيين.
أما ما يزعمه الأستاذ فودة نصا بقوله: (النص السابع: ليست جميع الأجسام محدثة،لأن الله جسم قديم. وهذا الموافق للشريعة والفطرة.)
فهو ما زال يحلم بنص صريح وواضح على تجسيم ابن تيمية فربما لا يدري أن القارئ الفطن قد تفطن إلى ألاعيبه وحيله فلم يعد تنطلي عليه.
- ولأن هذا النصوص المزعومة - السابع والثامن والتاسع - قد أجتزئت من سياق واحد وموضوع واحد فأرى قبل أن أتعرض لهذه النصوص أن أنقل أصل المناظرة التي ذكرها ابن تيمية رحمه الله ليتصور القارئ والباحث كيف أن هذه النصوص التي يزعمها مجرد ادعاءات مبنية على ما سبق تقريره من حيل لا أكثر.
- علما بأن هذا النص هو في المجلد الأول من بيان التلبيس من صفحة 103 إلى صفحة 122.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/460)
وحيث انه طويل نوعا ما فقد رأيت أن أنقل من كل وجه ما يمكن معه تصور المعنى الكلي له ولمن يريده كاملا فله أن يراجع محله الذي أشرت اليه.
ففي بداية الفصل نقل ابن تيمية قول الرازي بلفظه حيث قال:
(قال الرازي: فنقول حاصل هذا الكلام أن المشبهة زعمت أن مباينة الباري تعالى عن العالم لا يعقل حصولها إلا بالجهة وأنتجوا منه كون الإله في جهة وزعمت الدهرية أن تقدم الباري على العالم لا يعقل حصوله إلا بالزمان وأنتجوا منه قدم المدة وإذا ثبت هذا فنقول حكم الخيال إما أن يكون مقبولا في حق الله تعالى أو غير مقبول فإن كان مقبولا فالمشبهة يلزم عليهم مذهب الدهرية وهو أن يكون الباري متقدما على العالم بمدة غير متناهية ويلزمهم القول بكون الزمان أزليا والمشبهة لا يقولون بذلك والدهرية يلزم عليهم مذهب المشبهة وهو مباينة الباري عن العالم بالجهة والمكان فيلزمهم القول بكون الباري مكانيا وهم لا يقولون به فصار هذا التناقض وارد على الفريقين
وأما إن قلنا إن حكم الوهم والخيال غير مقبول البتة في ذات الله تعالى وفي صفاته فحينئذ نقول قول المشبهة إن كل موجودين فلا بد وأن يكون أحدهما حالا في الآخر أو مباينا عنه بالجهة قول خيالي باطل وقول الدهري إن تقدم الباري على العالم لا بد وأن يكون بالمدة والزمان قول خيالي باطل وذلك هو قول أصحابنا أهل التوحيد والتنزيه الذين عزلوا حكم الوهم والخيال في ذات الله تعالى وصفاته وذلك هو المنهج القويم والصراط المستقيم) -
وخلاصته:أن القول بأن كل موجودين إما أن يكونا متحايثين متداخلين أو متباينين منفصلين نظير قول الدهري بأن الباري متقدما على العالم بمدة من الزمان،وأنه لما كان تصحيح قول الدهري يلزم منه القول بقدم الزمان كذلك يلزم المثبت للعلو والمباينة القول بقدم الجهة والمكان، واستدل بهذه اللوازم على بطلان القولين جميعا وحكم بأن القول بأن هذه أمور ضرورية فطرية بأنه من حكم الوهم والخيال الذي يحكم في المحسوس لا في الأمور الغائبة ...
فرد عليه ابن تيمية من أحد عشر وجها تسلسل فيها من وجه إلى وجه حتى توصل إلى أن كلام الرازي المذكور في هذه المعارضة حجه لمخالفه لا عليه في مناقشة علمية دقيقة حيث قال:
(قلت والكلام على هذا من وجوه:
- أحدها أن تسمية هؤلاء أهل التشبيه مما ينازعونه ... )
- وحيث انه لا تعلق لهذا الوجه بما نحن فيه حيث علق فيه على وصف الرازي للمخاف له بالمشبهة فنكتفي بالإشارة إليه ونحيل عليه في موضعه لمن يريد مراجعته.
- (الوجه الثاني أن هذه الحجة يحتج بها طوائف من متكلميهم من الكرامية وغيرهم وإلا فجمهورهم لا يحتاجون إلى قياس شمولي في هذا الباب بل عندهم أن علو الله على العرش معلوم بالفطرة الضرورية وقد تواطأت عليه الآثار النبوية واتفق عليه خير البرية ويقولون نفي ذلك تعطيل للصانع معلوم بالضرورة العقلية فلو فرض أن هذا القياس عارضه ما أبطله لم يبطل ما علموه بالفطرة الضرورية من أن الله فوق خلقه وأنه يمتنع كونه لا داخل العالم ولا خارجه ولا يلزم من كون العبد مضطرا إلى العلم بحكم الشيء المعين أن يجعل نقيض ذلك قضية عامة كلية فإن العلم بالمعين الموجود يلزمه نفي النقيض وذلك شيء غير العلم بنفي المطلق الكلي وطوائف من أهل الفطرة الصحيحة والأثبات للشريعة يعلمون أن الله تعالى فوق العالم ولا يخطر بقلوبهم تقدير وجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه حتى ينفوه)
وخلاصته: أن القول بأن كل موجودين يكون أحدهما مباينا للأخر أو محايثا له قياس شمولي يستدل به على علو الله سبحانه وتعالى على خلقه ومباينته لهم، وهو قول بعض الكرامية لا جميعهم، أما جمهورهم فإنه يحتج بالفطرة الضرورية القاضية بعلو الله على خلقه وأن هذا أيضا مما تواطأت عليه الآثار النبوية واتفق عليه خير البرية وعلى فرض أن هذا القياس الشمولي بأن الموجودين إما أن يكون أحدهما مباينا أو محايثا للأخر قد عارضه ما يبطله فإن هذا العارض لا يبطل ما علموه بالفطرة الضرورية بأن الله فوق خلقه وأنه يمتنع كونه لا داخل العالم ولا خارجه ...
ثم قال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/461)
- (الوجه الثالث: أن هذه الحجة المذكورة ليست نظير ما ذكره من حجة الدهرية وذلك أن هؤلاء قالوا الخالق والمخلوق موجودان فكل موجودين فإما أن يكون أحدهما حالا في الآخر أو بائنا عنه وكذلك إذا قيل إما أن يكون أحدهما داخلا في الآخر أو خارجا منه وكذلك إذا قيل إما أن يكون أحدهما متصلا بالآخر مقارنا له أو منفصلا عنه بائنا منه ثم قالوا وليس هو فيه فوجب أن يكون خارجا منه وهذا مقصودهم فنظيره أن يقال الباري والعالم موجودان وكل موجودين فإما أن يكون وجودهما معا وهما متقارنان وإما أن يكون أحدهما قبل الآخر وليس مع العالم مقارنا له فوجب أن يكون متقدما عليه وهذا حق فهذا تمام الموازنة والمعادلة بين الحجتين .. )
فبين رحمه الله أن قول الرازي أن هذا القول نظير قول الدهرية خطأ وساقه على وجهه الصحيح ثم قال:
(فالأولى دلت أن الباري تعالى خارج عن العالم ليس فيه وهذه دلت على أن الباري سابق للعالم لم يقارنه العالم ... )
ثم قال:
- (الوجه الرابع أن هذه المعارضة قد أخذها الرازي ممن احتج بها قبله كأبي المعالي وذويه فإنهم ذكروها في مسألة حدوث العالم وذكروها في مسألة الجهة لما أورد عليهم كل واحدة من الطائفتين ما عارضهم به من القضيتين الفطريتين فظنوا أنهم بهذا الإلزام يخلصون من معارضة الطائفتين ويجعلون ذلك دليلا على أنها من حكم الوهم ومع هذا لم يخلصوا بذلك من معارضة الطائفتين بل ادعوا ما يخالف العقل الصريح وكان ذلك مما سلط عليهم الفلاسفة الدهرية رأوا احتجاجهم بهذه الحجة الضعيفة وكان ذلك مما سلط عليهم المسلمون المثبتون وهذا كما ذكره الإمام أحمد في مناظرة جهم للسمنية ... )
ثم قال رحمه الله:
(ثم غاية ذلك أنه جواب إلزامي لا علمي وهو لا ينفع لا للناظر ولا للمناظر وذلك أن المثبت إذا قال لهم كل موجودين فإما أن يكون أحدهما حالا في الآخر أو بائنا عنه كان من المعروف بنفسه أن هذا حكم الفطرة الإنسانية الموجودة لبني آدم وهذه الفطرة الضرورية لا تندفع بمعارضة ولا جدل فإذا قالوا هذا من حكم الوهم الباطل وبمنزلة قول الدهرية من الفلاسفة وغيرهم كل موجودين فإما أن كون أحدهما متقدما على الآخر أو مقارنا قيل له هب أن الأمر كذلك فهذا الذي مثلت به هو حق أيضا تقبله الفطرة وتحكم به فإذا قال هذا من حجة الدهرية القائلين بقدم العالم فإذا صححناه لزمنا القول بقدم العالم وهو باطل وما استلزم الباطل فهو باطل قيل له هذه القضية معلومة بينة بنفسها فطرية ضرورية وأما كونها مستلزمة للقبول بقدم العالم فهذا ليس بين ولا معلوم بل أنت تقوله وقد يكون هذا من ضعف جوابك عن دعوى التلازم فلما عجزت عن الجواب سلمت التلازم.)
بمعنى أن جوابك أيها الرازي بأن القول بأن الله فوق العالم هو نظير قول الدهري بأن الله متقدم على العالم هو جواب إلزامي ليس فيه تعرض لحجة الخصم أصلا وهذا لا ينفعك ولا يدفع حجة خصمك، حيث أنها أمور ضرورية معلومة بالفطرة فلا تندفع بمعارضة ولا جدل فإذا قيل هذا مثل قول الدهرية بأن الله متقدم عن العالم أو مقارنا له قيل هذا الذي مثلت به هو حق أيضا تقبله الفطرة وتحكم به فإن قيل أنه يلزم منه القول بقدم العالم إذا صححناه قيل له:هذه القضية أي تقدم الله على العالم معلومة بالفطرية الضرورية وكونها مستلزمه للقول بقدم العالم ليس بينا ولا معلوما بل هو في الحقيقة ليس بلازم وإنما التزمته أنت لضعف حججك في الرد على هؤلاء.
- (الوجه الخامس: أن يقول هب أنا نفرض تلازمهما فالعلم بهذه القضية التي ألزمتموني نفيها لأنفي معها الأولى التي إثباتها أبين في العقول من كون العالم الذي هو عندكم جميع الأجسام وصفاتها محدث ليس شيء منها بقديم فالاحتجاج على بطلان هذه المقدمة ببطلان هذا اللازم الذي هو أخفى منها عكس الواجب بل إن صح هذا التلازم كان بعض قول الفلاسفة أصح من قولكم يا معشر المناظرين لهم والله تعالى لم يأمرنا أن ندفع الأقوال الباطلة من أقوال الكفار وغيرها بالأقوال الباطلة .. )
بمعنى أنكم تعارضون القول بان الله فوق العالم وأنه مباين له بأنه نظير قول الدهري بأن الله متقدم عن العالم والذي يجب نفيه لأنه يلزم منه قدم شيء من العالم وهذا يعارض قولكم بأن العالم حادث لا شيء منه قديم ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/462)
فإذا وازنا بين الأدلة وجدنا أن قولنا بأن الله مباينا للعالم وأنه سبحانه متقدم عليه معلوم بالضرورة الفطرية وقولكم بحدوث جميع الأجسام مبني على أمور نظرية متنازع فيها فكيف يقدم هذا على هذا.
- (الوجه السادس: إن كل واحدة من الطائفتين تقول لهم إذا عارضهم بمذهب الآخرين ما يبطل هذه المعارضة ..
وهنا يتكلم رحمه الله بلسان كل من المثبت والدهري الفيلسوف:
(فيقول المثبت للعلو من المسلمين وسائر أهل الملل والفلاسفة الصابئين والمشركين وغيرهم أنا أعلم بفطرتي أن الموجود إما أن يكون محايثا لغيره أو مباينا له وقولك إن هذا مثل قول الفيلسوف الدهري الموجودان إما أن يكون أحدهما مع الآخر أو قبله هو أيضا معلوم لي وقولك إن هذا يستلزم تقدم العالم أنا لا أجزم بهذه الملازمة نفيا ولا إثباتا ... )
ثم قال:
(وقد يقول أيضا أنا لا أنظر في هذه المعارضة وسواء جزمت بثبوت الملازمة أو انتفائها أو لم أجزم بشيء فأقول لا يخلو إما أن يكون ما ذكرته مستلزما للقول بقدم جسم من الأجسام أو لا يكون فإن لم يكن مستلزما بطلت المعارضة وإن كان مستلزما لقدم جسم من الأجسام فليس علمي بحدوث الأجسام الذي تسميه حدوث العالم أبين عندي من العلم بهذه القضية إذ هذه المقدمة ضرورية فطرية وتلك تحتاج إلى مقدمات طويلة خفية وفيها نزاع كثير .. )
والكلام واضح لا يحتاج إلى تعليق.
ثم قال توضيحا:
(فإذا كان العلم بأن الله تعالى فوق العالم أبين في الفطرة والشرعة من كون الأجسام كلها محدثة لم يجب علي أن أترك ذلك المعلوم البين في الفطرة خوفا أن يلزمني إنكار هذا الذي ليس هو مثله في ذلك وهذا الجواب بين ظاهر.)
ثم قال:
(الوجه السابع:
وهو أن الفيلسوف يقول وعلمي بأن الموجودين إما أن يكون أحدهما مع الآخر أو قبله علم بديهي فطري وأما قولك إن هذا مثل قول المجسم الموجودان إما أن يكون أحدهما محايثا للآخر أو بائنا عنه أقول لا يخلو إما أن تكون هذه المماثلة حقا أو باطلا فإن كانت باطلا لم يرد علي وإن كانت حقا وجب علي التزام المماثلة .. )
وخلاصة ما في الوجهين السابع والسادس أن المعلوم بالضرورة مقدم على المعلوم بالأدلة الخفية، وأن علو الله على خلقه وتقدمه على العالم معلوم بالضرورة الفطرية ..
أما ما يلزم عن ذلك من اللوازم التي تعارض هذا المعلوم فهي أمور خفية لا ترقى أن تعارض هذا الضروري فضلا أن تتقدم عليه،
وغاية ما يدعى في إثباتهما أن تعارض دليلا معينا على حدوث العالم وقدم الرب سبحانه.
(ولا ريب أن قدم العالم أو صحة هذه الحجة أخفى وأبعد عن المعلوم من كون واجب الوجود تعالى فوق العالم فإن الإقرار بهذا ثابت في الفطرة وقد تواتر عن الأنبياء والرسل القول به فإذا كان على أحد التقديرين أخالف المعلوم بفطرتي من العلوم الضرورية فأنفي كل واحد من القضيتين وأخالف الأنبياء والمرسلين وعلى الآخر إنما أخالف الحجج الدالة على قدم العالم وأبطل هذه الحجة المعينة كانت مخالفة هذه أولى في عقل كل عاقل وهذا لكلام في غاية الإنصاف والبيان)
فخلاصة القول بأن ما نقول به مبني على مقدمات ضرورية فطرية وما يلزم عنها من خفي اللوازم إن صح فلا يمكن أن نقدمه على المعلوم بالضرورة لا سيما وهذا الضروري قد وافق لما عليه الأنبياء والمرسلين.
(فعلم أن ما ذكروه من المعارضة لم يندفع به واحدة من الطائفتين لا في المناظرة ولا في نظر الإنسان بينه وبين ربه تعالى ولكن أوهموا هؤلاء بهؤلاء وهؤلاء بهؤلاء والتزموا مخالفة الفطرة الضرورية العقلية التي اتفق عليها العقلاء في كل من الإيهامين مع ما في ذلك من مخالفة الكتب والرسل ببعض ما قالوه في كل واحدة من المسألتين مسألة حدوث الأجسام ومسألة علو الله تعالى على خلقه هذا كله إذا لم يكن في الفلاسفة من يقول بالجهة ولا في المسلمين من يقول بقدم بعض الأجسام)
وهذا لكلام تقرير لما سبق ونتيجة له، فلما أبطل قول الرازي وبين عدم صحة هذه المعارضة عند كلا الطائفتين قرر ذلك في هذه الفقرة.
ثم قال رحمه الله:
- والمثبت للجهة يقول ما يقال في
- الوجه الثامن:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/463)
وهو أن يقول غاية ما ألزمتني به من حجة الدهرية أن يقال بقدم بعض الأجسام إذ القول بقدم الأجسام جميعها لم يقل به عاقل والقول بخلق السموات والأرض لم تدل هذه الحجة على نفيه وإنما دلت إن دلت على قدم ما هو جسم أو مستلزم لجسم وهذا مما يمكنني التزامه .. )
وهنا نرجع إلى التذكير بأن هؤلاء النظار من المثبتين الذين ينقل عنهم ابن تيمية رحمه الله قد اصطلحوا بان الجسم هو الموجود القائم بنفسه ورتبوا على ذلك أن الله سبحانه وتعالى جسم حيث انه موجود قائم بنفسه موصوف بالصفات وهذا لا ينبغي أن يغيب عن ذهن القارئ مهما شغب الأستاذ فودة وشوش.
ومما ينتج عن القول بأن الله جسم على مذهب هؤلاء هو القول بعدم حدوث جميع الأجسام إذ كيف يقال بحدوث جميعها والله سبحانه جسم؟!
فنقضوا أدلة الحدوث التي يقول بها المتكلمون إذ التسليم لها يعني حدوث الرب سبحانه وتعالى وهم لا يقولون بذلك.
هذا هو مذهب هؤلاء النظار من الكرامية وغيرهم والذين يحكي عنهم ابن تيمية كلامهم ويصفهم بالمثبتين أو أهل الإثبات.
فيقولون: إذا دل قول الدهري على قدم بعض الأجسام دون تعيين أمكننا التزام ذلك لان هذا الجسم القديم هو الله بالضرورة وهذا معنى كلام ابن تيمية:
(فإنه من المعلوم أن طوائف كثيرة من المسلمين وسائر أهل الملل لا يقولون بحدوث كل جسم إذ الجسم عندهم هو القائم بنفسه أو الموجود أو الموصوف فالقول بحدوث ذلك يستلزم القول بحدوث كل موجود وموصوف وقائم بنفسه وذلك يستلزم بأن الله تعالى محدث)
وهذا هو ما سبقت الإشارة إليه من مذهب المثبتين لا يقولون بحدوث كل جسم إذ الجسم عندهم هو القائم بنفسه أو الموجود أو الموصوف فالقول بحدوث ذلك يستلزم القول بحدوث كل موجود وموصوف وقائم بنفسه وذلك يستلزم بأن الله تعالى محدث وهو يقولون بان الله سبحانه جسم ولكنه قديم.
ثم قال رحمه الله:
(فتقول لهم مثبتة الجهة إذا كان تصحيح هاتين المقدمتين الفطريتين يستلزم مع كون الباري تعالى فوق العالم مباينا له أن يكون من الأجسام ما هو قديم أمكنني التزام ذلك على قول طوائف من أهل الكلام بل على قول كثير منهم ولم أكن في ذلك موافقا للدهرية الذين يقولون إن الأفلاك قديمة أزلية حتى يقال هذا مخالف للكتاب والسنة) يعني إذا كان تسليمي بهذه المقدمات الضرورية أن الله سبحانه فوق العالم بائنا منه ويلزم بعد ذلك أن أقول بقدم جسم ما من غير تعيين فإنه يمكنني أن التزم ذلك على أن يكون هذا الجسم القديم هو الله سبحانه لا الأفلاك التي يقول الفلاسفة بقدمها.
ثم قال رحمه الله:
(وأما كون الباري جسما أو ليس بجسم حتى يقال الأجسام كلها محدثة فمن المعلوم أن الكتاب والسنة والإجماع لم تنطق بأن الأجسام كلها محدثة وأن الله ليس بجسم ولا قال ذلك إمام من أئمة المسلمين فليس في تركي لهذا القول خروج عن الفطرة ولا عن الشريعة بخلاف قولي بأن الله تعالى ليس فوق العالم وأنه موجود لا داخل العالم ولا خارجه فإن فيه من مخالفة الفطرة والشرعة ما هو بين لكل أحد وهو قول لم يقله إمام من أئمة المسلمين بل قالوا نقيضه فكيف التزم خلاف المعقول الفطري وخلاف الكتاب والسنة والإجماع القديم خوفا أن أقول قولا لم أخالف فيه كتابا ولا سنة ولا إجماعا ولا معقولا فطريا)
(بل يقول (أي مثبتو الجهة) في:
- الوجه التاسع هذه المعارضة تؤكد مذهبي وتقوية وتكون حجة ثانية لي على صحة قولي فإن احتججت علي بأن الله تعالى مباين للعالم بأن الموجودين إما أن يكون أحدهما مباينا للآخر أو محايثا له فقلتم هذا معارض بقول الفيلسوف إن الموجودين إما أن يكون أحدهما متقدما على العالم أو مقارنا له وذلك يستلزم القول بقدم الزمان المستلزم للقول بقدم بعض الأجسام فأقول إذا كانت هذه الحجة التي عارضتموني بها مستلزمة لكون بعض الأجسام قديمة من غير أن تعين جسما أمكن أن يكون ذلك الذي يعنونه بأنه الجسم القديم هو الله سبحانه وتعالى كما يقوله المثبتون وأن ذلك هو ملازم لقولنا إنه موصوف وقائم بنفسه .. )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/464)
يعني أنه إذا كان قولي بعلو الله على خلقه ومباينته للعالم مستلزما للقول بقدم بعض الأجسام دون تعين بناءا على قول الفليسوف فهذا الإلزام هو حجة لي تقوي دليلي لان الجسم القديم حينئذ هو الله سبحانه وتعالى وهذا كله مذهب من يثبت بأن الله جسم ويقولون أنه القائم بنفسه.
(فتكون هذه الحجة التي عارضتم بها دليلا على أن الله تعالى جسم بالمعنى الذي ذكرتموه الذي تقول إنه ملازم لكونه موصوفا وقائما بنفسه وإن نازعتم في الملازمة)
فإذا ثبت أن الله جسم وأنتم تقولون بأن الأجسام هي التي يصح أن تتباين وتتحايث كان هذا دليل ثان على صحة القول بعلو الله على خلقه ومباينته لهم حيث أنه سبحانه جسم كما سبق.
ثم قال:
(فإنكم لا تنازعون في أن الجسم أو ما يقوم به إما مباينا لغيره أو محايثا له وإذا كان موجب الحجة التي ألزمتموني إياها يلزمني أن أقول هو جسم وذلك يستلزم أن يكون مباينا للعالم كان هذا الذي ألزمتموني به حجة ثانية على أنه مباين للعالم فأردتم معارضة كل حجة بالأخرى ليكون ما قلتموه من تناقض الحجتين نافيا لكونه مباينا للعالم ولكون كل جسم محدثا فتبين أن الحجتين متعاونتان متصادقتان وأن كل واحدة منهما تدل على أنه تعالى مباين للعالم)
يعني أنكم تقولون أن المباينة والمحايثة إنما تكون بين الأجسام وما يقوم بها من أعراض وحيث أن الله سبحانه ليس بجسم فلا يوصف بأنه مباين أو محايث فهو لا داخل العلم ولا خارجة ...
فإذا كان موجب الحجة التي ألزمتموني بها يلزم منها قدم شيء من الأجسام من غير تعيين فأنا التزم ذلك وأقول إن هذا الجسم الذي يلزم من القول بالعلو والمباينة بأنه قديم هو الله سبحانه ...
وإذا التزمت بأنه الجسم القديم فيصح حينئذ على مذهبكم أن يوصف بالمباينة فكان دليلكم الذي عارضتموني به دليلا على أن الله سبحانه جسم حتى بالمعنى الذي تذكرونه لان مقدماته ضرورية وهو الذي نقول عنه أنه ملازم لكونه موصوفا وقائما بنفسه.ودليل على أنه سبحانه بائن من خلقه فهو حجة لي لا علي.
ثم قال رحمه الله
- (ويقول في الوجه العاشر إذا كانت إحدى هاتين المقدمتين الضرورتين تستلزم أنه مباين للعالم والأخرى تستلزم أنه جسم فقد ثبت بموجب هاتين المقدمتين صحة قول القائلين بالجهة وقول القائلين بأنه جسم وكونه جسما يستلزم القول بالجهة كما توافقون عليه وقول القائلين بالجهة يستلزم أيضا القول بالجسم كما تقولون أنتم وأكثر العقلاء خلاف ما يقوله قدماء أصحابكم إن نفي الجسم مستلزم لنفي الجهة والعلو على العرش وأن ثبوت العلو على العرش يستلزم ثبوت الجسم فإذا تكون كل واحدة من هاتين المقدمتين الفطريتين دليل على كل واحد من هذين المطلوبين وكل من المطلوبين دليلا على الآخر فصار على كل واحد من هذين المطلوبين أربع حجج وهي مبنية على مقدمات فطرية فقد بين هذا أن ما ذكرتموه معارضة للنفاة لتبطلوا به حجتهم هو من أعظم الحجج على صحة قولهم)
- وهذا تقرير لما سبق من أن هذا الدليل موافق لي وليس فيه ما ينقض ما أقول به من المباينة والعلو لله سبحانه وتعالى.
وكذلك أيضا قول الفيلسوف في
(الوجه الحادي عشر وهو أن يقول هذا الذي عارضتموني به في مسألة الزمان أكثر ما يوجب علي أن أقول بالجهة والقول بالجهة هو قول أئمة الفلاسفة كما ذكرناه فيما مضى عن القاضي أبي الوليد ابن رشد الفيلسوف الذي هو من أتبع الناس لأقوال آرسطو وذويه وأنه قال القول في الجهة وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه وتعالى حتى نفتها المعتزلة ثم تبعهم على نفيها متأخرو الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله .. )
فهذه هي الوجوه الأحد عشر التي ذكرها ابن تيمية رحمه الله ردا منه على الرازي إذا تصورت وفهمت على ما هي عليه عرف مدى التلاعب والاحتيال الذي يقوم به الأستاذ فودة لاستلال فقرة من هنا أو هناك دون الالتزام بمنهج النقد العلمي والأمانة العلمية.
وخلاصتها تتمثل فيما يأتي:
- الوجه الأول: تعرض فيه إلى وصف الرازي لمخالفه بالمشبه.
- الوجهة الثاني: ذكر أن جمهور الكرامية وغيرهم لا يحتج بالقياس الشمولي القاضي بأن كل موجودين إما أن يكون أحدهما مباينا للأخر أو محايثا له وإنما يحتجون على هذا بالفطرة الضرورة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/465)
- الوجه الثالث: نفي أن تكون حجة المثبت للعلو نظير قول الدهري على حسب ما ذكر الرازي وذكر أن العلم بكلا القضيتين (علو الله على خلقه وتقدمه علهم) ضروري فطري.
- الوجه الرابع: ذكر أن هذه المعارضة عبارة عن جواب إلزامي لا علمي وأن العلم بهما ضروري لا يندفع بمعارضة ولا بجدل.
- الوجه الخامس: يسلم المثبت جدلا للرازي بصحة التلازم بين تقدم الله على العالم - الذي هو قول الدهري - وبين قدم بعض الأجسام ثم يقرر أن العلم بتقدم الله على العالم أبين في العقول والفطر من القول بحدوث جميع الأجسام ويقول أن الاحتجاج على بطلان هذا العلم الضروري ببطلان لازمه الخفي عكس الواجب.
- الوجه السادس: يحكي على لسان المثبت: بان القول بتصحيح المقدمتين الضروريتين يلزم عنه القول بقدم بعض الأجسام هذا التلازم لا اجزم به ولا التفت إليه مع إثبات ما أثبته بالعلم الضروري الفطري بعلو الله على خلقه مدعما ذلك بدلالة الكتاب والسنة.
- الوجه السابع: حكاية قول الفيلسوف مثل قول المثبت الذي سبقه.
- الوجه الثامن: حكاية قول المثبت بأن غاية ما يلزمني من القول بهاتين المقدمتين الضرورتين (علو الله على خلقه وتقدمه علهم) هو القول بلازم قول الدهري وهو قدم ما هو جسم أو مستلزما لجسم وهذا يمكنني التزامه ويكون هذا الجسم القديم هو الله حيث أني أقول بان الجسم هو الموصوف القائم بنفسه. وعليه فالقول بحدوث جميع الأجسام يستلزم حدوث الرب سبحانه.
- الوجه التاسع: حكاية قول المثبت بأن هذه المعارضة التي ذكرها الرازي تقوي القول بالمباينة وتدعمه حيث أنها قد نتج عنها القول بقدم بعض الأجسام من غير تعيين وهذا ما التزمته ويكون هذا الجسم القديم هو الله فنتج عن القول بهاتين المقدمتين الضروريتين إثبات أن الله جسم وهذا دليل جديد على قولنا بأنه جسم وأيضا إثبات المباينة له بالاتفاق حيث أنكم تقولون أنها من خصائص الأجسام وقد ثبت أنه جسم.
- الوجه العاشر: بيان أن ما نتج عن القول بهاتين المقدمتين الضروريتين من أن الله مباين للعالم في الأولى وانه جسم في الثانية على ما سبق فقد ثبت صحة قول القائلين بالجهة وصحة قول القائلين بأنه جسم باعترافكم بأن هذا لازم لهذه المقدمات الضرورية.
- الوجه الحادي عشر: حكاية قول الفيلسوف: بأن هذا الذي عارضتموني به في مسألة الزمان أكثر ما يوجب علي أن أقول بالجهة والقول بالجهة هو قول أئمة الفلاسفة كما ذكرناه فيما مضى عن القاضي أبي الوليد ابن رشد الفيلسوف.
فهذه أحد عشر وجها كما هو واضح ليس فيها للأستاذ حيلة إلا أن يكذب تارة على ابن تيمية بأن هذا الكلام هو كلامه لا يحكيه عن غيره.
وتارة بالكذب على هؤلاء المتكلمين وطوائف النظار بالتعمية على معنى الجسم الذي ذكروه وفسروه به.
علما بان هذه الوجوه كلها مفترضة مبني بعضها على عدم التسليم وبعضها على التنزل والتسليم كما هو واضح وكلها من وجوه المناظرة والمجادلة التي لا يصح أن يستل منها قولا لأحد الطرفين وينسب إليه على أنه من تقريره.
هذه خلاصة ما سبق.
ولنأت بعد ذلك إلى كلام الأستاذ فودة وكيف انتقى من هذه الوجوه ما يسميه نصوصا صريحة على أن ابن تيمية يقول بأن الله جسم:
بدا نقل الأستاذ فودة من جزء محدد قد انتقاه بعناية وذلك من الوجه السابع حيث نقل:
(فعلم أن ما ذكروه من المعارضة لم يندفع به واحدة من الطائفتين لا في المناظرة ولا في
نظر الإنسان بينه وبين ربه تعالى ولكن أوهموا هؤلاء بهؤلاء وهؤلاء بهؤلاء والتزموا مخالفة الفطرة الضرورية العقلية التي اتفق عليها العقلاء في كل من الإيهامين مع ما في ذلك من مخالفة الكتب والرسل ببعض ما قالوه في كل واحدة من المسألتين مسألة حدوث الأجسام ومسألة علو الله تعالى على خلقه)
ثم قال الأستاذ معلقا:
(فابن تيمية كما ترى يدعي أن من قال بحدوث كل الأجسام، وينفي أن يكون هناك جسم قديم بعينه، فهو مخالف للرسل، وكذلك من نفى كون الله في جهة العلو، فقد خالف الرسل أيضا)
وليتأمل القارئ احتيال الأستاذ فودة في اجتزاء هذا النص وكيف بدا هذا النقل!
وهل يستطيع القارئ أن يفهم منه شيئا حتى يقول له الأستاذ " كما ترى "؟
فما متعلق قول ابن تيمية: " فعلم أن ما ذكروه من المعارضة ... "؟ أين ما ذكروه وما هذا الذي ذكروه؟ لا أحد يدري!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/466)
ولماذا لا يبدأ الأستاذ فودة النقل بكلام يمكن معه القارئ أن يتصور أصل الموضوع؟!
- هذه هي الطريقة الخبيثة التي أشرنا إليها والتي يستعملها الأستاذ فودة لاستلال الكلمات وفصلها عن سياقها على وجه لا يمكن معه تصور الموضوع أساس الحوار.
ولعل نقلنا للموضوع باختصار قد وضع تصورا مجملا له ليقف القارئ المنصف على عظيم جناية هذا الرجل على نفسه لا أقول على شيخ الإسلام فإن مثله لا تنال من منزلته وقدره هذه الأكاذيب والحيل المكشوفة.
- أما قول الأستاذ: (فابن تيمية كما ترى يدعي أن من قال بحدوث كل الأجسام ... مخالف للرسل .. )
فهو كذب على ابن تيمية رحمه الله لان هذا الكلام أولا يحكيه على لسان غيره من أهل الإثبات الذين يقررون بأن الله جسم وبناءا عليه فلا يقولون بحدوث جميع الأجسام حيث أن هذا يستلزم أن الله حادث على مذهبهم.
- وثانيا فإن هؤلاء خالفوا الفطرة الضرورية التي اتفق عليها العقلاء لما قالوا بأن موجودا له ذات قائم بنفسه لا يكون بائنا من الخلق منفصلا عنهم كما لا يكون داخلا فيهم محايثا لهم فنفوا عنه حكم النقيضين.
أما مخالفة الرسل فهي ممن ينفي علو الله على خلقه فهذا ما نطقت به الكتب وجاءت به جميع الرسل وممن يلتزم بنفي صفات الله سبحانه وتعالى الذاتية والفعلية بحجة أن إثباتها دليل الحدوث فدليل الحدوث فيه ما يتضمن مخالفة الرسل والكتب من نفي الصفات ...
ومحاولة التلبيس وتوجيه الكلام إلى من يقول بحدوث الأجسام حميعها بأنه مخالف للرسل محاولة مكشوفة لا تنطلي على القارئ بعد كل ما سبق.
ثم نقل فودة جزء آخر من كلام ابن تيمية الذي فتته فقال:
(هذا كله إذا لم يكن في الفلاسفة من يقول بالجهة ولا في المسلمين من يقول بقدم بعض الأجسام)
ثم علق فقال:
(ابن تيمية يريد أن كلام النفاة في المسألتين السابقتين يكون مجمعا عليه وصحيحا إذا لم يكن هنا من يقول من الفلاسفة يقول بأن الله في جهة وأيضا إذ لم يكن هناك أحد من المسلمين من يقول بقدم بعض الأجسام ومفهوم هذا القول:
أن بعض الفلاسفة قال بكون الله في جهة
وإن بعض المسلمين قال بقدم بعض الأجسام.
وقد فهم محقق الكتاب مراد ابن تيمية من من الفلاسفة قال بالجهة فعلق في الهامش بقوله "وتقدم النقل عن ابن رشد في القول بها "
والحقيقة أن ابن رشد عندما قال بالجهة لم يقصد الجهة بالمعنى الذي قال به ابن تيمية فهو إذن اثبت شيئا سماه جهة، وهذا المعنى هو غيرا لمعنى الذي أثبته ابن تيمية وسماه جهة فهل يجوز بعد ذلك أن يستدل ابن تيمية بكلام ابن رشد مع أنه لا يريد نفس المعنى الذي أراده من الجهة؟!
الغريب أن ابن تيمية قد اعتاد على هذا الأسلوب السوفسطائي من الاستدلال وهو باطل بلا ريب.
ثم قال وليس مقصودنا الكلام على الجهة ولكن موضوعنا هو الجسم.)
وأنا أقول إن تعليقه هذا لا يليق إلا بأتباعه ومريديه لا يليق بطالب حق يرجو الله واليوم الآخر
فقوله: (ابن تيمية يريد أن كلام النفاة في المسألتين السابقتين ... )
أقول له:
أنت تقول السابقتين فهل ذكرتهما فيما نقلت؟
هل وضحت للقارئ هاتين المسالتين؟
أنت تريد أن يغيب القارئ عن أصل الموضوع لتسلط الضوء فقط على عبارات منتزعة من سياقها ليحلو لك بعد ذلك أن تنسبها لابن تيمية.
وقوله: (أن بعض الفلاسفة قال بكون الله في جهة)
أقول: ما الإشكال في ذلك فقد نقل ابن تيمية رحمه الله عن بن رشد الفيلسوف القول بالجهة صراحة بل قال ابن رشد باللفظ: " وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه حتى نفتها المعتزلة ثم تبعها على نفيها متأخرو الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله وظواهر الشرع كلها تقتضي إثبات الجهة مثل قوله تعالى الرحمن على العرش استوى "
بل قال: " وجميع الحكماء قد اتفقوا على أن الله والملائكة في السماء كما اتفقت جميع الشرائع على ذلك والشبهة التي قادت نفاة الجهة إلى نفيها هي أنهم اعتقدوا أن إثبات الجهة يوجب إثبات المكان وإثبات المكان يوجب إثبات الجسمية ونحن نقول إن هذا كله غير لازم "
فهذه شهادة أحد أحذق فلاسفة العالم في وقته يحكي قول جميع الحكماء وجميع الشرائع فماذا في قول ابن تيمية رحمه الله بأن من الفلاسفة من يقول بالجهة؟!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/467)
- أما قوله: (والحقيقة أن ابن رشد عندما قال بالجهة لم يقصد الجهة بالمعنى الذي قال به ابن تيمية فهو إذن اثبت شيئا سماه جهة) فهذا كذب صريح من الأستاذ فودة!!!
ولقد سبق النقل عن ابن رشد بما يبطل هذا الادعاء.
وقوله لم يقصد الجهة بالمعنى الذي قال به ابن تيمية مجرد ادعاء ربما يقبله أتباعه ومريدوه ولكن في ميزان النقد العلمي لا وزن له بل هو من قبيل الكذب ما لم يذكر هذا المعنى الذي ادعاه، وكيف سيذكره وقد نقلنا عن ابن رشد نص كلامه بأنه يثبت هذا المعنى الذي يقول به ابن تيمية رحمه الله بل ويرد على شبه النفاة الذين ينفون علو الله على خلقه.
أم أن الأستاذ يظن أن الناس ليس لها عقول؟!
وتأمل كيف يسخر من القارئ بقوله: (فهو إذن) التي تدل على إثبات النتيجة بعد إيراد مقدماتها القطعية والتي يقال بعدها (إذن) فهو يصور للقارئ أنه وبمجرد ادعاءه كأنما اثبت ذلك بالدلائل الواضحة وهو في الحقيقة لم يقدم إلا مجرد ادعاء ...
ولا أدري كيف يقبل هذا التلاعب العقلاء من أتباعه ومريديه؟!
- أما قوله: (وإن بعض المسلمين قال بقدم بعض الأجسام.)
فهذا ما حكاه ابن تيمية غير مرة عن طوائف النظار من الكرامية وغيرهم ممن يقول بأن الله جسم لا كالأجسام حيث أنه موجود قائم بنفسه وعليه فلا يقولون بحدوث جميع الأجسام لان الله سبحانه وتعالى ليس بحادث.
فهل في فهم هذا بعد تصوره على وجهه إشكال؟!!!
ثم يأتي بعد ذلك ويزعم: (أن ابن تيمية قد اعتاد على الأسلوب السوفسطائي من الاستدلال وهو باطل بلا ريب.)!!!
الم يسمع الأستاذ عن مثل يقول: رمتني بدائها وانسلت؟!
ثم نقل عن ابن تيمية ما أورده في الوجه الثامن: (فكيف والمثبت للجهة يقول ما يقال في الوجه الثامن وهو أن يقول غاية ما ألزمتني به من حجة الدهرية أن يقال بقدم بعض الأجسام إذ القول بقدم الأجسام جميعها لم يقل به عاقل والقول بخلق السموات والأرض لم تدل هذه الحجة على نفيه وإنما دلت إن دلت على قدم ما هو جسم أو مستلزم لجسم وهذا مما يمكنني التزامه فإنه من المعلوم أن طوائف كثيرة من المسلمين وسائر أهل الملل لا يقولون بحدوث كل جسم إذ الجسم عندهم هو القائم بنفسه أو الموجود أو الموصوف فالقول بحدوث ذلك يستلزم القول بحدوث كل موجود وموصوف وقائم بنفسه وذلك يستلزم بأن الله تعالى محدث)
ثم علق بقوله: (إذن ابن تيمية قد يلتزم القول بقد بعض الأجسام)
ثم يقرر بعد ذلك (إذن فالله هو الجسم القديم عند ابن تيمية)
ثم قال:
(وتأمل في عبارته الأخيرة فهي تحتوي على مغالطة وهي أنه نسب إلى كثير من المسلمين تسمية ما هو موجود بأنه جسم والصحيح أن هؤلاء لم يقولوا بذلك إلا لأنهم يقولون إن الأجسام هي الموجودات الوحيدة فلذا قالوا بأن كل موجود فهو جسم .. ) وأقول كفاك تلاعبا وكذبا يا رجل.
- وقد سبق بيان أن ابن تيمية رحمه الله إنما يقرر هذا الكلام على لسان غيره من أهل الإثبات تارة والفلاسفة أخرى وقد صدر كل وجه من الوجوه الأحد عشر بمن يحكيه على لسانه.
- وحتى لو سلمنا جدلا بأن هذا الكلام تصح نسبته إليه فلا يمكن أن يجزم بذلك لانه أورده في مقام المناظرة التي قد يكون فيها من التسليم والتنزل للخصم ما هو معلوم ومما هو يختلف عما يورده في مقام التقرير والتحرير فكيف إذا كان ما حرره وما قرره خلاف ما يقوله هنا إذا فرضنا انه من قوله.
- وإذا سلمنا جدلا مرة أخرى بأن هذا الكلام تصح نسبته إليه وأنه في مقام التحرير فالجسم الذي ذكر في هذا الكلام إنما هو على معنى صحيح متفق عليه من أنه القائم بنفسه الموصوف وهذا اصطلاح لا مشاحة فيه ولابد من اعتباره عند نسبته إليه ..
فظهر أنه لا مستمسك للأستاذ فودة على كلا أي وجه.
- هذا وقد سبق أيضا النقل عن ابن تيمية التصريح انه لا يلتزم كلام أي من الفريقين وهو موجود في نفس الكتاب الذي يزعم الأستاذ فودة أنه يرد عليه.
- ومع أن الأستاذ فودة حريص كل الحرص على أن لا يتعرض لمن يقول بأن الجسم هو القائم بنفسه لأنه بذلك ستكشف حيلته في التعريض للقارئ بلفظ الجسم ولكنه اضطر للتعرض إليه في هذا النقل ربما لان الكلام هنا متداخل فلم يستطع أن يفصله عن بعضه.
فلما أيقن الأستاذ أن حيلته هذه ربما ستكشف علق بقوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/468)
(وتأمل في عبارته الأخيرة فهي تحتوي على مغالطة وهي أنه نسب إلى كثير من المسلمين تسمية ما هو موجود بأنه جسم ... )
وأي مغالطة وهذا القول محكي في جميع كتبكم التي تكلمت في الفرق والمقالات ونصوا عليه تنصيصا أن من طوائف أهل الكلام من فسر الجسم بالقائم بنفسه الموجود الثابت الحامل للصفات وهذا معلوم لا يخفى على أحد.
وقولك: (والصحيح أن هؤلاء لم يقولوا بذلك إلا لأنهم يقولون إن الأجسام هي الموجودات الوحيدة) باطل وقلب للحقائق لأن الترتيب الصحيح على العكس مما ذكرت،حيث أنهم لما فسروا الجسم بالموجود القائم بنفسه وقالوا إن الله سبحانه موجود قائم بنفسه فهو إذن جسم، ثم إنهم حصروا الموجودات بأنها إما جسم أو قائم بجسم بناءا على ذلك وحتى لو سلمنا ادعاءك فلا فرق يذكر، المهم أن من الناس من اصطلح بأن الجسم هو القائم بنفسه وأنهم قالوا بان الله سبحانه جسم بناءا على ذلك ..
ومهما كان كلامهم هذا صحيحا أو باطلا فالواجب اعتماد هذا الاصطلاح عند نسبة هذا اللفظ إليهم لا كما يفعل الأستاذ فودة في كل نص يورده مما يحكيه ابن تيمية على لسان هؤلاء فيقول إن ابن تيمية يقول بأن الله جسم!!!
والسؤال على فرض أنه قد قاله: على أي معنى ذكره؟!
الجواب الطبيعي: أنه ذكره على ما اصطلح عليه من معنى بغض النظر عن صحة هذا الاصطلاح أو بطلانه فنحن في مقام الكشف لا الرد!!!
ثم إن هؤلاء النظار قد رتبوا على القول بان الله جسم عدم حدوث جميع الأجسام لان هذا يستلزم بأن الله حادث فعارضوا أدلة الحدوث وأبطلوها.
وهذا كله يفسر ما أراد الأستاذ إخفاءه من أن كلام هؤلاء النظار من المتكلمين هو في الحقيقة مبني على اصطلاحهم وأنهم في حقيقة أمرهم لم يعارضوا إلا أقول النفاة بحدوث جميع الأجسام حيث أنها تستلزم حدوث الباري سبحانه وتعالى على مذهبهم.
- فليس في الحقيقة ثمة نص او نصوص لابن تيمية يقول فيها بأن الله جسم ولكن الأستاذ فودة يحتال ويلبس على السذج من أتباعه الذين لا يقرؤون ولا يراجعون ويكتفون بالإحالة العمياء على كاشفه المزيف.
والله المستعان.
ـ[فيصل]ــــــــ[22 - 10 - 08, 01:42 م]ـ
بارك الله بك على جهدك وردك لكن إضافة صغيرة:
الجزء المتفق عليه من المعنى الاصطلاحي للجسم -والتحيز أيضاً- عند أهل الكلام هو ما يشار أو ما يتميز منه شيء دون شيء، وقد ذكر هذا ابن تيميه كثيراً في كتبه-وإن لم يوافق عليه- وعندي الآن نصوصه من الجزء الثاني من المنهاج كقوله: "والجسم عندهم ما يشار إليه"،وقوله "والنظار كلهم متفقون فيما أعلم على أن الجسم يشار إليه وإن اختلفوا في كونه .. "،وقوله "فيقول أنا تكلمت بالإصطلاح الكلامي فإن الجسم عند النظار من المتكلمين والفلاسفة هو ما يشار إليه" إلخ هذا فقط من الجزء الثاني من المنهاج وأن أردت مزيد فيمكنك البحث في محركات البحث في كتبه بكلمة "يشار إليه" وستجد أمثال هذا كثير ولا أدري لعلك أشرت لشيء من هذا في ردك فالمعذرة لم أقرأه كله وسأعود له إن شاء الله
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[22 - 10 - 08, 05:45 م]ـ
النص الثامن:
البراهين تدل على أن الله هو الجسم القديم الوحيد، وان سائر الأجسام سواه محدثة
ثم نقل عن ابن تيمية رحمه الله قوله:
(الوجه التاسع هذه المعارضة تؤكد مذهبي وتقوية وتكون حجة ثانية لي على صحة قولي فإن احتججت علي بأن الله تعالى مباين للعالم بأن الموجودين إما أن يكون أحدهما مباينا للآخر أو محايثا له فقلتم هذا معارض بقول الفيلسوف إن الموجودين إما أن يكون أحدهما متقدما على العالم أو مقارنا له وذلك يستلزم القول بقدم الزمان المستلزم للقول بقدم بعض الأجسام فأقول إذا كانت هذه الحجة التي عارضتموني بها مستلزمة لكون بعض الأجسام قديمة من غير أن تعين جسما أمكن أن يكون ذلك الذي يعنونه بأنه الجسم القديم هو الله سبحانه وتعالى كما يقوله المثبتون وأن ذلك هو ملازم لقولنا إنه موصوف وقائم بنفسه ونحو ذلك فتكون هذه الحجة التي عارضتم بها دليلا على أن الله تعالى جسم بالمعنى الذي ذكرتموه الذي تقول إنه ملازم لكونه موصوفا وقائما بنفسه وإن نازعتم في الملازمة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/469)
فأقول: الأستاذ فودة قد لبس نظارة التجسم فصار لا يرى إلا هذه الكلمة مهما كان موضعها وأيا كان سياقها فهو لا يبالي وجه إيرادها ولا طريقة استعمالها فهو يتتبعها حيث كانت ..
ولقد ذكرت فيما سبق انه يجب استصحاب موقف ابن تيمية رحمه الله من لفظ الجسم وتحقيقه له وللقائلين به وتقسيمهم وقد نقلت في ذلك ما يكفي العاقل المنصف ...
فابن تيمية رحمه الله ما زال في سياق الرد على الرازي وما نقله الأستاذ أحد الوجوه الأحد عشر التي سبق ذكرها ونقلها في النص السابع ...
وهو رحمه الله يرد على الرازي ويفتعل خصومة بين المثبت والفيلسوف الدهري وبين الرازي الذي أراد هو أيضا من قبل أن يفتعل خصومة بينهما ليبطل قولهما ..
وقول الأستاذ: (وهذا تصريح آخر بشع وقبيح بأن الله تعالى هو جسم قديم. فتأمل وتعجب. ومراده بالمثبتين في سائر كتبه هم المجسمة من الكرامية والحنابلة)
أقول: قوله عن كلام ابن تيمية هذا تصريح شنيع هو ما يحلم به الأستاذ ولكنه بعيد المنال
وإذا رجع القارئ إلى الموضوع في كتاب ابن تيمية والذي نقلته هنا لأيقن أنه لا يليق بأي منصف أن يستل من خلال هذا المعترك كلمات يحكيها ابن تيمية على لسان غيره وربما كانت على سبيل الإلزام أو التسليم لدفع معارضة الخصم كما هو واضح في كلام شيخ الإسلام رحمه الله
- ومع ما سبق التنبيه إليه مرارا من أن لفظ الجسم الذي يذكر في هذا النص المزعوم هو على اصطلاح طوائف من المثبتين الذين يقولون بان الجسم هو الموجود القائم بنفسه والذي ذكره ابن تيمية في نفس الوجه والوجه الذي سبقه حيث قال: (فإنه من المعلوم أن طوائف كثيرة من المسلمين وسائر أهل الملل لا يقولون بحدوث كل جسم إذ الجسم عندهم هو القائم بنفسه أو الموجود أو الموصوف) وقال في هذا الوجه (كما يقوله المثبتون وأن ذلك هو ملازم لقولنا إنه موصوف وقائم بنفسه)
فتأمل كيف يتلاعب الأستاذ فودة ويحتال ليوهم القارئ أن لفظ الجسم المذكور هو ما يقرره الاشاعرة والفلاسفة حيث قال ملبسا:
"إذن فابن تيمية يعرف بالضبط ما الذي يريد إثباته، وهو معنى الجسمية المعروف والذي ذكرناه لك في أوائل هذا الفصل من كون الشيء قابلا للانقسام ولو بالوهم. او على الأقل يجوز فرض الأبعاد الثلاثة فيه ومن أثبت ذلك فهو مجسم قطعا"!!!
فقد ظهر ألان أن الأستاذ فودة يحتال على القارئ بما مزيد عليه.
- فقوله: هذا تصريح آخر شنيع لا محل له على الإطلاق، كيف والعبارة التي نقلها ليس فيها أي معنى لهذا التصريح بل توحي بعكس مراده وهذا يظهر من صيغة الألفاظ حيث قال
-: (إذا كانت هذه الحجة ... مستلزمة لكون ... أمكن أن يكون ذلك .. على قول المثبتين)
- فهل هذه الصيغة صيغة تصريح يا عقلاء أم هو التدليس والتلبيس والاستغفال؟
فهذه العبارة فيها قلب للدليل على الخصم وإلزامه بنقيض مراده الذي ينفيه ويفر منه، ولذا قال رحمه الله بعد ها:
(فتكون هذه الحجة التي عارضتم بها دليلا على أن الله تعالى جسم بالمعنى الذي ذكرتموه الذي تقول إنه ملازم لكونه موصوفا وقائما بنفسه وإن نازعتم في الملازمة)
فهذا من ابن تيمية على سبيل الإلزام للرازي وإلا فالرازي لا يسلم بأي من النتائج التي ذكرها شيخ الإسلام ولكنه يلزمه بها حيث أن مقدماتها ضرورية فطرية.
- وقول الأستاذ أن المثبتين الذين يذكرهم ابن تيمية هم المجسمة من الكرامية والحنابلة مردود عليه بالتفصيل الذي ذكرناه في مقدمة البحث والذي نص فيه ابن تيمية على مراده بالمثبتين فليس نحتاج بعده إلى تقول عليه وتخمين لمراده ...
- وأذكر هنا نصا من هذه النصوص التي تبعد بشيخ الإسلام رحمه الله عن هؤلاء حيث قال رحمه الله:
(قلت والكلام على هذا مع العلم بأن المقصود ذكر القول والفصل والحكم العادل فيما يذكره النفاة من الحجج والجواب عما ذكره من جهة منازعه ليس المقصود استيفاء حجج المثبتة بل إذ تبين أن هذا الذي هو الإمام المطلق في المتأخرين من هؤلاء النفاة المتكلمين والفلاسفة وعرف فرط معاداته لهؤلاء المثبتة الذين ذكرهم وذكر حججهم مع ما هم عليه من ضعف الحجج وقلة المعرفة بالسنن ومذاهب السلف ومع ما فيهم من الانحراف ثم تبين ظهور حججهم العقلية التي ذكرها دع السمعية على ما استوفاه من حجج النفاة العقلية والسمعية مع استعانته بكل من هو من النفاة حتى المشركين الصابئين مثل أرسطو وأبي معشر وشعيتهما من الفلاسفة والمنجمين والمعتزلة وغيرهم .. ) (بيان تلبيس الجهمية 2/ 330)
فهل بعد هذا الكلام الواضح والصريح في تقويم حال المثبتين الذين يعارض بحججهم أقوال الرازي وحججه ووصفه لهم بالانحراف وقلة المعرفة بالسنن ومذاهب السلف وضعف حجتهم، فهل بعد الوقوف على ذلك يمكن لمنصف أن يقول إن ابن تيمية لا يخرج عن أقوالهم وأنهم هم أهل الحق عنده كما يزعم الأستاذ فودة؟!
الله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/470)
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[22 - 10 - 08, 06:45 م]ـ
النص التاسع: الله جسم وفي جهة
ثم نقل عن ابن تيمية رحمه الله قوله في نفس الموضع المشار اليه سابقا:
(الوجه العاشر إذا كانت إحدى هاتين المقدمتين الضرورتين تستلزم أنه مباين للعالم والأخرى تستلزم أنه جسم فقد ثبت بموجب هاتين المقدمتين صحة قول القائلين بالجهة وقول القائلين بأنه جسم وكونه جسما يستلزم القول بالجهة كما توافقون عليه وقول القائلين بالجهة يستلزم أيضا القول بالجسم كما تقولون أنتم)
ثم علق:
(وهذا نص صريح وواضح في إثبات أن الله تعالى جسم وأنه تعالى في جهة)
هكذا يدعي الأستاذ فودة وما أكثر دعاويه!
هذا النقل هو أحد الوجوه التي أوردها ابن تيمية في الرد على الرازي وقد سبقت الإشارة إلى معناه في سياق باقي الوجوه وما يقال فيه هو ما قد قيل في سابقيه:
ويقال أيضا:ليس في النص ما يدل على التصريح بأن الله جسم.
لان الكلام أصلا يحكيه ابن تيمية على لسان المثبتين وقد جاء على سبيل الإلزام للخصم وبما يتناسب مع تقريره في معنى الجسم وهذا واضح في قوله:
(إذا كانت إحدى هاتين المقدمتين الضرورتين تستلزم أنه مباين للعالم والأخرى تستلزم أنه جسم فقد ثبت بموجب هاتين المقدمتين صحة قول القائلين بالجهة وقول القائلين بأنه جسم)
وذلك لأنه يحتج على الرازي بضرورية المقدمات ويقول إن كانت هذه المقدمات الضرورية تستلزم أن الله في جهة من العالم وبائنا منه وأنه تعالى جسم فيكون لازم الضروري ضروري ولازم الحق حق لأنه مبني على مقدمات ضرورية، وهو يعلم بأن الرازي لا يسلم بأن هذه المقدمات ضرورية، بل يصفها بأنها من حكم الوهم والخيال ولكنها المناظرة والمجادلة التي تفرض مثل هذه
الالزامات، ولا يصح في مثل هذا الحوار أن يجتزئ تصريح لأحد المتحاورين وينسب إليه على أنه من تقريره، هذا إن كان ثمة تصريح أصلا!
فقول الأستاذ فودة هذا تصريح واضح ليس واضحا بل هو مجرد تقول وتدليس ..
والله الموفق
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[22 - 10 - 08, 07:02 م]ـ
النص العاشر:
لم يذم أحد من السلف بأنه مجسم ولا ذم المجسمة، وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وان صفاته أجساما وأعراضا.
ثم نقل عن ابن تيمية رحمه الله قوله:
(الوجه السابع والسبعون أن لفظ الجسم والعرض والمتحيز ونحو ذلك ألفاظ اصطلاحية وقد قدمنا غير مرة أن السلف والأئمة لم يتكلموا في ذلك حق الله لا بنفي ولا بإثبات بل بدعوا أهل الكلام بذلك وذموهم غاية الذم والمتكلمون بذلك من النفاة أشهر ولم يذم أحد من السلف أحدا بأنه مجسم ولا ذم المجسمة)
وقوله: (ثم المتكلمون من أهل الإثبات لما ناظروا المعتزلة تنازعوا في الألفاظ الاصطلاحية فقال قوم العلم والقدرة ونحوهما لا تكون إلا عرضا وصفة حيث كان فعلم الله وقدرته عرض وقالوا أيضا إن اليد والوجه لا تكون إلا جسما فيد الله ووجهه كذلك والموصوف بهذه الصفاة لا يكون إلا جسما فالله تعالى جسم لا كالأجسام قالوا وهذا مما لا يمكن النزاع فيه إذا فهم المعنى المراد بذلك لكن أي محذور في ذلك وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته ليست أجساما وأعراضا فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال)
وعلق الأستاذ فودة بقوله: (تأمل هذا الأسلوب المراوغ، فهو يدعي أن هذه الألفاظ لم ينفها السلف ولم يثبتوها بل لم يتكلموا فيها نفيا وإثباتا)
ونقول للأستاذ كلام ابن تيمية صحيح فهل أثبت أنت خلافه؟!
فإن لم تثبت خلافه فأنت الدعي المراوغ لا هو.
وقولك: (ومع ذلك فقد أثبتنا نحن أن ابن تيمية بثبت الجسمية والتحيز ومعنى العرضية على الله وكما سيمر بك في هذا الكتاب)
أقول
- أنت في الحقيقة لم تثبت شيئا بل ادعيت دعاوى عريضة بينا بطلانها وما فيها من تحايل وتدليس وتلاعب بالألفاظ ..
وقول الأستاذ فودة عن المجسمة:
(ولهذا لم يلتفت إليهم السلف ولم يعبئوا بهم ولم يشغلوا أنفسهم بالرد عليهم لظهور فساد أرائهم وبطلان قولهم ... أما اشتغال السلف والعلماء المتقدمين بالرد على الجهمية فلأن آراء هؤلاء هي التي تستحق الرد لأنها فيها قرب كبير من الحقيقة والأصول الصحيحة! فلذلك نبه السلف على بطلانها)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/471)
أقول هذا أولا تسليم منك بصحة كلام ابن تيمية رحمه الله بأن السلف لم يتعرضوا لهذه الألفاظ بنفي ولا إثبات ولم يرد عنهم ذم للمجسمة كما ذكر شيخ الإسلام حيث قال:
" لم يلتفت إليهم السلف ولم يعبئوا بهم ولم يشغلوا أنفسهم بالرد عليهم لظهور فساد أرائهم وبطلان قولهم " فقد أنطقه الله بالحق رغم انفه لعله يفيق من غفلته ..
وثانيا: ليتأمل القارئ هذه الفضيحة العظيمة التي سجلها لأستاذ فودة بقوله عن أقوال الجهمية المعطلة:
(لأنها فيها قرب كبير من الحقيقة والأصول الصحيحة!)
فرغم الإجماع المنعقد على كفرهم وضلالهم وتصريح كبار الاشاعرة بتكفيرهم وتضليلهم إلا أن الأستاذ يقرر هنا بان هذا المذهب المردي قريب من الحقيقة والأصول الصحيحة!
بالطبع الحقيقة التي هو عليها لا الحقيقة التي عليها السلف الذين منهم الإمام عبد الله ابن المبارك حيث قال: (إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية)
والذين أطبقوا على ضلالهم وكفرهم ثم يأتي الأستاذ فودة بعد هذه القرون الطويلة ليجعلهم أقرب إلى الحق والأصول الصحيحة!!!
فهنيئا للأستاذ فودة وأتباعه المحققين المنتفخين بقربهم من الجهمية وبعدهم عن أعداءهم من السلف!!!
وهذه والله لفضيحة عظيمة يسجلها الأستاذ على نفسه في آخر هذا المبحث كرامة لهذا الإمام الجليل رحمه الله ولعل هذه الفضيحة هي ثمرة هذا العمل الخبيث نسال الله العافية ...
ثم يقول الأستاذ: (هذا النص وإن ساقه على لسان من سماهم بالمثبتة، إلا أننا نعرف تماما أن مراده بالمثبتة أهل الحق عنده .. )
أقول أولا هذا اعتراف من الأستاذ فودة بأن ابن تيمية إنما يسوق هذه الكلام على لسان غيره ممن سماهم بالمثبتة ... وهذا تصديق قولنا فيما سبق والله الحمد.
وثانيا: قوله " إلا أننا نعرف تماما أن مراده بالمثبتة أهل الحق عنده " هو التخرص بعينه. - وإن هذا الكلام من الأستاذ فودة ليدل القارئ على ما ذكرناه من حقيقة أن الأستاذ فودة رغم كل هذه الحيل لم يظفر بنص صريح يقرر فيه ابن تيمية أن الله جسم،وإلا لما كان الأستاذ في حاجة لمثل هذه الطرق الملتوية والمشحونة بالتخرص والادعاء.
- والأستاذ لا شك يشعر بالريبة من هذه النقولات التي يسميها " نصوصا صريحة " لذا فإنه لا ينسى أن ينبه على ما يتوقعه من ريبة من القارئ بأن ابن تيمية لم يقل هذا، وإنما ساقه حجة للمثبتين على النفاة دون التزامه، لا سيما وقد نص على ذلك فيما نقلناه عنه،وهذا يحدث -على الأقل- احتمال عدم صحة نسبة هذه الأقوال إليه ..
ولكن الأستاذ دائما يتقدم بين يدي القارئ بأن المثبتين هم المجسمة من الكرامية والحنابلة وتارة بأنهم أهل الحق عند ابن تيمية وتارة بأنهم أهل الحديث والأثر ورغم كل ذلك فنقول للأستاذ فودة وللقارئ أن هذا لا يعني أن ابن تيمية يقول بهذا ضرورة فهي طريقة استنتاجيه في نهاية الأمر مبناها على التخرص والتخمين لا القطع عند جميع العقلاء.
لان القول بأن هذا قول المثبتين .. والمقصود بالمثبتين هم كذا وكذا ... وبما أن ابن تيمية لا يخرج عن قول المثبتين وقد ساق هذا القول على سبيل الاحتجاج ولم يعلق عليه ... فيعتبر هذا قول له ... - فعلى فرض صحة هذا - فهو عند جميع العقلاء من قبيل الإلزام والاحتمال، يحتاج إلى دليل آخر يرجح ما ذهب إليه الأستاذ ...
- وهذه الطريقة على فرض صحتها فهي لا تعني على أي حال ما يدعيه الأستاذ فودة دائما من صراحة النصوص.
فإذا كانت هذا طبيعة كل دليل أتى به الأستاذ فكيف يدعي بعد ذلك صراحة الأدلة ووضوحها وقطعيتها؟!
وكيف هذا وقد نص ابن تيمية رحمه الله على مراده بما يقطع الطريق على كل متخرص كما سبق تفصيل ذلك في مقدمة هذا البحث ومع ذلك يأتي الأستاذ ويقول:
(بهذه النصوص الواضحة الجلية، تستطيع أن تتيقن بأن الرجل غارق في التجسيم الصريح، ولا يستطيع أحد من أصحابه ولا أتباعه دفع هذه الصفة عنه بأساليبهم الماكرة وأقوالهم الفارغة)
أقول: الحمد لله فأنت إلى الآن لم تستطع أن تبرز للقارئ نصا صريحا يقرر فيه ابن تيمية رحمه الله بأن الله جسم، وكل ما سبق يؤكد للقارئ مدى تلاعب الأستاذ فودة وتحايله عليه ولله الأمر من قبل ومن بعد ..
وللقارئ الفطن عزائنا الحار في " النصوص الصريحة " على تجسيم ابن تيمية!
والله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/472)
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 12:40 م]ـ
من هم أهل الإثبات؟
أهل الإثبات عند شيخ الإسلام رحمه الله لفظ يطلق بالاشتراك على طائفتين:
الطائفة الأولى: أهل الإتباع المحض من الصحابة والتابعين والسلف الصالح والأئمة ...
الطائفة الثانية: أهل الكلام ممن يثبت الصفات او بعضها، سواء كانوا متكلمة أصلا أو ممن تأثر بهم ودخل معهم من أهل الحديث والفقه والصوفية وإتباع المذاهب.
- فإذا علم ذلك وأطلق ابن تيمية رحمه مصطلح (أهل الإثبات) فليس بالضرورة أن يكونوا هم الطائفة الأولى الذين هم السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة إلا أن ينص عليهم باسمهم الخاص او بوصفهم بأهل الإتباع المحض كما هو مذكور في كثير من المواضع ...
أما في غالب استعمالاته فهو يعني بهم متكلمة أهل الإثبات لا سيما إذا كان الكلام على سبيل المعارضة أوكان في نفي أو إثبات مصطلحات أهل الكلام من الجسم والحيز والحد والجهة والتركيب والانقسام والأبعاد الثلاثة والجوهر والعرض .. إلخ.
لان هذه الألفاظ لم تكن مستعملة ولا مشتهرة في وقت السلف، وإن وجد منها شيء في وقتهم فهي على معناها في اللغة وفي لسان العرب وليست هي على ما اصطلح عليه أهل الكلام.
- أما كونهم هؤلاء المتكلمة من أهل الإثبات فلأنهم يثبتون صفات الله سبحانه وتعالى أو بعضها وهذا يشمل من يثبت منهم بعض الصفات وينفي بعضها كالكلابية والاشاعرة ...
- أما كونهم مع ذلك ليسوا من الطائفة الأولى أو تبعا لهم، فذلك لأنهم اعتمدوا طرقا مبتدعة للإثبات لم تكن على منهج السلف ولا الأئمة وهي الطرق الكلامية وما يدعونه من الحجج العقلية مما ادى بهم إلى عدم التزام إثبات كل ما جاء في الكتاب والسنة بل أثبتوا بعضها ونفوا بعضها بحجة ان إثباتها دليل الحدوث ولوازم التجسيم كما يفعل الاشاعرة وغيرهم من المتكلمين ...
وما أثبتوه إنما أثبتوه على غير منهج السلف بل بما سموه حججا عقلية وما أثبتوه سيبقى حجة على تناقضهم إلى يوم القيامة ولذلك لتماثل موجب الإثبات والنفي.
- فكتاب الأستاذ من أوله إلى آخره قائم على نسبة ما يحكيه ابن تيمية عن أهل الإثبات إلى ابن تيمية حيث أنهم على زعمه أهل الحق عنده وأنه لا يخرج عن قولهم!
فإذا ثبت أنهم ليسوا كذلك فينتقض بذلك كلام الأستاذ فودة جميعه وتبطل نسبة هذا الكلام إلى ابن تيمية لا سيما إذا عرفت طريقته في إبطال حجج أهل البدع.
- وفيما يلي بعض النصوص التي تبين طريقة ابن تيمية رحمه الله في مناظرة طوائف أهل البدع على اختلافهم وبعد ذلك نورد ايضا بعض النصوص التي يذكر فيها تفصيل من هم أهل الإثبات.
1 - قال رحمه الله:
(وأما مناظرات الطوائف التي كل منها يخالف السنة ولو بقليل فأعظمما يستفاد منها بيان إبطال بعضهم لمقالة بعض ..... والمقصود هنا أن يكون المقصود بالمناظرةبيان رجحان بعض الأقوال على بعضولهذا كان كثير منمناظرة أهل الكلام إنما هي في بيان فساد مذهب المخالفين وبيان تناقضهم لأنه يكون كلمن القولين باطلا فما يمكن أحدهم نصر قوله مطلقا فيبين فساد قول خصمهوهذايحتاج إليه إذا كان صاحب المذهب حسن الظن بمذهبه قد بناه على مقدمات يعتقدها صحيحةفإذا أخذ الإنسان معه في تقرير نقيض تلك المقدمات لم يقبل ولا يبين الحق ويطولالخصام كما طال بين أهل الكلامفالوجه في ذلك أن يبين لذلكرجحان مذهب غيره عليه أو فساد مذهبه بتلك المقدمات وغيرها فإذا رأى تناقض قوله أورجحان قول غيره على قوله اشتاق حينئذ إلى معرفة الصواب وبيان جهة الخطأ فيبين لهفساد تلك المقدمات التي بنى عليها وصحة نقيضها ومن أي وجه وقع الغلطوهكذافي مناظرة الدهرى واليهودي والنصراني والرافضي وغيرهم إذا سلك معهم هذا الطريق نفعفي موارد النزاع فتبين لهم وما من طائفة إلا ومعها حق وباطل فإذا خوطبت بين لها أنالحق الذي ندعوكم إليه هو أولى بالقبول من الذي وافقناكم عليه (المنهاج 2/ 201
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/473)
فهذه الطريقة كما ذكر رحمه الله في (مناظرات الطوائف التي كل منها يخالف السنة ولو بقليل) يتوصل فيها إلى إبطال قول الخصم بقول من يقابله أو يبين تناقضه وصحة قول مخالفة أو قربه إلى الحق وليس في ذلك تقرير لأي من القولين ولا تصحيح لها بل الأمر كما قال رحمه: (بيان رجحان بعض الأقوال على بعضولهذا كان كثير منمناظرة أهل الكلام إنما هي في بيان فساد مذهب المخالفين وبيان تناقضهم لأنه يكون كلمن القولين باطلا فما يمكن أحدهم نصر قوله مطلقا فيبين فساد قول خصمه) فهذه الطريقة التي نص عليها رحمه الله لا يمكن تجاهلها عند التعرض لنسبة أي من القوال إليه ...
- ولا شك أن النفاة هم من ينفون صفات الله سبحانه وتعالى سواء كانوا معطلة كالجهمية والمعتزلة وأكثر الفلاسفة أو ممن يثبت بعض الصفات وينفي بعضها الأخر مثل الاشاعرة.
- ويقابل هؤلاء النفاة طوائف متعددة من النظار المتكلمين من الكرامية وغيرهم فهم مع السلف خصوم هؤلاء النفاة.
2 - وقال رحمه الله:
(والمناظرة تارة تكون بين الحق والباطل وتارة بين القولين الباطلين لتبين بطلانهما أو بطلان أحدهما أو كون أحدهما أشد بطلانا من الآخر فإن هذا ينتفع به كثيرا في أقوال أهل الكلام والفلسفة وأمثالهم ممن يقول أحدهم القول الفاسد وينكر على منازعه ما هو أقرب منه إلى الصواب فيبين أن قول منازعه أحق بالصحة إن كان قوله صحيحا وأن قوله أحق بالفساد إن كان قول منازعه فاسدا لتنقطع بذلك حجة الباطل فإن هذا أمر مهم إذ كان المبطلون يعارضون نصوص الكتاب والسنة بأقوالهم فإن بيان فسادها أحد ركني الحق وأحد المطلوبين فإن هؤلاء لو تركوا نصوص الأنبياء لهدت وكفت ولكن صالوا عليها أصول المحاربين لله ولرسوله فإذا دفع صيالهم وبين ضلالهم كان ذلك من أعظم الجهاد في سبيل الله ................
فهذه الحجة وأمثالها من حجج النفاة يمكن إبطالها من وجوه كثيرة بعضها (من) جهة المعارضة بأقوال أهل باطل آخروبيان انه ليس أولئك بأبطل من قول هؤلاء فإذا لم يمكن الاستدلال على نفي أحد القولين إلا بالمقدمة التي بها نفي القول الآخر لم يكن نفي أحدهما أولى من نفي الآخر بل إن كانت المقدمة صحيحة لزم نفيهما جميعا وغن كانت باطلة لم تدل على نفي واحد منهما فكيف إذا كانت المقدمة التي استدل بها المستدل على نفي قول منازعه قد قال بها وبما هو أبلغ منها؟) 2/ 281 درء التعارض
3 - وقال رحمه الله:
(وقد بسطنا كلام هؤلاء وخصومهم في الحكومة العادلة فيما ذكره الرازي في تأسيسه من المجادلة ... ) إبطال التحليل 0ج:1/ 402
فما كان في كتاب بيان التلبيس كان على هذا الوجه من المناظرة فليتأمل.
4 - وقال أخيرا:
( .. ونحن نورد من كلامهم ما يتبين به أن جانبهم أقوى من جانب النفاة وليس لنا غرض في تقرير ما جمعوه من النفي والإثبات في هذا المقام بل نبين أنهم في ذلك أحسن حالا من نفاة انه على العرش فيما جمعوه من النفي والإثبات وقد أجاب هؤلاء عما ألزمهم النفاة من التجسيم الذي هو التركيب والانقسام .... )
بيان تلبيس الجهمية ج: 2 ص: 63
فكل ما سبق يؤكد ما ذكرته سابقا في ثنايا ما سجلته في نقض الكاشف للأستاذ فودة من أن ما ذكره ابن تيمية رحمه الله في رده على الرازي ومعارضته بأقوال متكلمة أهل الإثبات كان على طريقة المناظرة المذكورة أعلاه من مقابلة حجج الخصوم بعضها ببعض وبيان فسادها تناقضهما أو ترجيح أحدها على الأخرى دون إثبات أحقية الراجح منها على المرجوح مطلقا بل قد يكون من جهة العقل تارة أو من جهة الشرع تارة أخرى بحسب قربه منه وأيضا دون التزام القول بأي من هذه الأقوال كما نص بنفسه على ذلك فيما سبق في النقل الرابع.
والله الموفق
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 12:42 م]ـ
بعد ما تعرضنا فيما سبق إلى تقسم اهل الإثبات على الإجمال واتضح أنهم ينقسمون إلى قسمين رئيسين
- الأول: هم أهل الإتباع المحض من الصحابة والتابعين والأئمة.
- والثاني: هم مثبتة الصفات أو بعضها من أهل الكلام ومن تأثربهم أهل الحديث والفقه وأتباع المذاهب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/474)
وهنا أتعرض لتفصيل الكلام نوعا ما عن القسم الثاني من أهل الإثبات حيث أن كلام ابن تيمية رحمه الله في الغالب يكونوا هم المقصودين به لا سيما في مقابلة اقوال أهل البدع بعضها ببعض على وفق ما سبق ذكره من طريقة المناظرة.
فاقول:
متكلمة أهل الإثبات ينقسمون إلى قسمين:
القسم الأول:
طوائف ممن ينفون الجسمية عن الله سبحانه وتعالى ومع ذلك هم يثبتون الصفات وينفون لوازم هذا الإثبات الذي يزعمه النفاه من أن الإثبات يلزم منه التجسيم فها هم ينفون الجسمية ويثبتون الصفات! وهؤلاء هم اطوائف من النظار المتكلمين من الكرامية والكلابية والاشاعرة وغيرهم.
القسم الثاني:
طوائف ممن يثبتون الجسمية لله سبحانه وتعالى وينقسم هؤلاء أيضا إلى قسمين:
الأول:
طائفة المجسمة الغلاة الذين يفسرون الجسم باصطلاح النفاة ويلتزمون لوازمهم - الذي يريد الأستاذ بحيله أن يلصقه بابن تيمية رحمه الله - ويدعون انه لا يتصور جسم إلا ذلك فيصفونه بما توصف به سائر الأجسام فيقولون ما يحكى عنهم من الأقوال الشنيعة وهؤلاء متفق على ضلالهم وبطلان أقوالهم.
الثاني:
طائفة من نظار أهل الكلام وعلماءهم يفسرون الجسم بالموجود القائم بنفسه الموصوف بالصفات ويقولون الجسم هو ما له ذات والقابل للصفات والله سبحانه وتعالى قائم بنفسه موصوف بالصفات فهو جسم ولكنه غير مماثل للأجسام فهو جسم لا كالأجسام ويبطلون أقوال النفاة في اصطلاحهم على لفظ الجسم بالمنقسم والمركب والمتحيز ويبطلون أدلتهم على حدوث جميع الأجسام ويبطلون أقوالهم في غير ذلك من المسائل بالحجج العقلية والأدلة الكلامية.
- فهؤلاء مع القسم الأول ممن ينفي الجسمية ويثبت الصفات هم من يعارض بهم وبأقوالهم ابن تيمية رحمه الله أقوال النفاة وحججهم.
- فتارة يعارض أقوالهم بأقوال أمثالهم ممن ينفي الجسمية ويثبت هذه الصفات.طعنا فيما جعلوه لوازم الإثبات فيقول لهم هؤلاء اثبتوا الصفات ولم يقولوا بهذا اللوازم فإما أن هذه الوازم لاتلزم أصلا وإما أنكم متعارضون مختلفون في معنى الجسمية الذي تنفونه جميعا.
- وتارة يعارض أقوالهم بأقوال من يثبت الجسمية على المعنى الذي ذكروه ويقابل بحججهم حجج هؤلاء النفاة في مثل مسائل الحدوث والمباينة وانحصار المجودات إلى غير ذلك.
فيأتي الأستاذ فودة المتذاكي فيجعل كل هؤلاء طائفة واحدة وينعتهم بالمجسمة إما جهلا بتفصيل ذلك أو تلبيسا منه وكذبا على ابن تيمية.
واليكم بعض النصوص التي تعرض فيها ابن تيمة لذكر أهل الإثبات على نحو ما ذكرت:
قال رحمه الله:
((ولا ريب أن المثبتين لهذه الصفات أربعة أصناف:
1 - صنف يثبتونها وينفون التجسيم والتركيب والتبعيض مطلقا كما هي طريق الكلابية والأشعرية وطائفة من الكرامية كابن الهيصم وغيره وهو قول طوائف من الحنبلية والمالكية والشافعية والحنفية كأبي الحسن التميمي وابنه أبي الفضل ورزق الله التميمي والشريف أبي علي ابن أبي موسى والقاضي أبي يعلى والشريف أبي جعفر وأبي الوفاء ابن عقيل وأبي الجسن ابن الزاغوني لا حصى كثرة يصرحون بإثبات هذه الصفات وينفي التجسيم والتركيب والتبعيض والتجزئ والانقسام ونحو ذلك وأول من عرف أنه قال هذا القول هو محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب ثم اتبعه على ذلك خلائق لا يحصيهم إلا الله.
2 - وصنف يثبتون هذه الصفات ولا يتعرضون للتركيب والتجسيم والتبعيض ونحو ذلك من الألفاظ المبتدعة لا بنفي ولا إثبات لكن ينزهون الله عما تزه عنه نفسه ويقولون إنه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ويقول من يقول منهم مأثور عن ابن عباس وغيره أنه لا يتبعض فينفصل بعضه عن بعض وهم متفقون على أنه لا يمكن تفريقه ولا تجزيه بمعنى انفصال شيء منه عن شيء وهذا القول هو الذي يؤثر عن سلف الأمة وأئمتها وعليه أئمة الفقهاء وأئمة أهل الحديث وأئمة الصوفية وأهل الاتباع المحض من الحنبلية على هذا القول يحافظون على الألفاظ المأثورة ولا يطلقون على الله نفيا وإثباتا إلا ما جاء به الأثر وما كان في معناه
3 - وصنف ثالث يثبتون هذه الصفات ويثبتون ما ينفيه النفاة لها ويقولون هو جسم لا كالأجسام ويثبتون المعاني التي ينفيها أولئك بلفظ الجسم وهذا قول طوائف من أهل الكلام المتقدمين والمتأخرين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/475)
4 - وصنف رابع يصفونه مع كونه جسما بما يوصف به غيره من الأجسام فهذا قول المشبهة الممثلة وهم الذين ثبت عن الأمة تبديعهم وتضليلهم
فلفظ الجسم لم يتكلم به أحد من الأئمة والسلف في حق الله لا نفيا ولا إثباتا ولا ذموا أحدا ولا مدحوه بهذا الاسم ولا ذموا مذهبا ولا مدحوه بهذا الاسم وإنما تواتر عنهم ذم الجهمية الذين ينفون هذه الصفات وذم طوائف منهم كالمشبهة وبينوا مرادهم بالمشبهة))
بيان التلبيس 1/ 46
وهذا كله مصداق ما ذكرته من تقسيم أهل الإثبات.
وقال رحمه الله:
2 - (فإن أهل الإثبات من أهل الحديث وعامة المتكلمة الصفاتية من الكلابية والأشعرية والكرامية وغيرهم.).اقتضاء الصراط 1/ 419
وقال رحمه الله:
3 - (ومتكلمة أهل الإثبات للصفات والقدر مثل الكرامية والكلابية والأشعرية والسالمية وغيرهم أقرب إلى موافقة المعقول الصريح والمنقول الصحيح وإن كان لكل منهم من الخطأ ما لا يوافقه الآخر عليه فأما السلف والأئمة وأكابر أهل الحديث والسنة والجماعة فهم أولى الطوائف بموافقة المعقول الصحيح والمنقول والصحيح ... )
ومن الدلائل الواضحة على عدم دخول ابن تيمية رحمه الله في مسمى أهل الإثبات أو المثبتين الذي يذكره في كتاب بيان التلبيس في رده على الرازي قوله رحمه الله:
4 - (قلت والكلام على هذا مع العلم بأن المقصود ذكر القول والفصل والحكم العادل فيما يذكره النفاة من الحجج والجواب عما ذكره من جهة منازعه ليس المقصود استيفاء حجج المثبتة بل إذ تبين أن هذا الذي هو الإمام المطلق في المتأخرين من هؤلاء النفاة المتكلمين والفلاسفة وعرف فرط معاداته لهؤلاء المثبتة الذين ذكرهم وذكر حججهم مع ما هم عليه من ضعف الحجج وقلة المعرفة بالسنن ومذاهب السلف ومع ما فيهم من الانحراف ثم تبين ظهور حججهم العقلية التي ذكرها دع السمعية على ما استوفاه من حجج النفاة العقلية والسمعية مع استعانته بكل من هو من النفاة حتى المشركين الصابئين مثل أرسطو وأبي معشر وشعيتهما من الفلاسفة والمنجمين والمعتزلة وغيرهم .. )
(بيان تلبيس الجهمية 2/ 330)
فهل بعد كل ما سبق يجوز لمسلم أن ينسب ابن تيمية رحمه الله إلى هؤلاء الذين ينعتهم بضعف الحجج وقلة المعرفة بالسنن ومذاهب السلف بل وينعتهم بالانحراف؟!
والله أعلم
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[27 - 10 - 08, 04:20 م]ـ
ماسبق عرضه قد حصل فيه شيء من التقديم والتأخير والزيادة والاختصار بما رايته مناسبا للعرض والدخولمبشارة على الموضوع ....
وانبه أن كتاب الشيخ عبد الباسط بن يوسف الغريب (نقض الكاشف الصغير) هو أسبق من هذا البحث، بل هذا البحث مستفاد منه ومن غيره وما هي إلا أختلاف في طرق العرض وتناول الموضوع،ولكن لم أنتبه لاسمه حين كتب الموضوع بنفس الاسم تقريبا فتشابهت الاسماء وكتاب الشيخ تجدونه على هذا الرابط:
www.saaid.net/book/9/2038.doc
فجزاه الله خيرا
والله الموفق
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 01:12 م]ـ
جزاك الله خيرا على النقل الطيب وقد وجدته في ملتقى الالوكة .. لكنني وقعت على شئ هنا كنت أبحث عنه.
وللعلم سعيد فودة صوفي قبوري ربما لا يعرف هذا البعض (مثلي سابقا)
ـ[شيهان]ــــــــ[07 - 04 - 10, 10:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا.
ـ[عبدالله أبو محمد]ــــــــ[13 - 04 - 10, 09:55 م]ـ
جزاك الله خيراً
وليتك تجمع هذا النقض في ملف وورد
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[02 - 05 - 10, 01:25 ص]ـ
وملف نسخة مصورة(51/476)
((إشكال في عدم اعتبار لازم المذهب من المذهب))
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[12 - 10 - 08, 10:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
إخوتي الكرام ومشايخي الفضلاء، قال تعالى: {كذبت قوم لوط المرسلين} ومعلوم أن قوم نوح عليه السلام لم يكذبوا المرسلين وإنما كذبوا نوحا وهو واحد منهم، ولكن جعل الله تكذيب قوم نوح له مستلزما لتكذيب جميع المرسلين واعتبر اللازم من قولهم كقولهم، ونحن نقول لازم المذهب ليس من المذهب إلا إذا التزمه أصحاب المذهب.
فكيف نجمع بين هذه القاعدة وهذه الآية؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:18 م]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
الاستدلال بالآية على المطلوب فيه نظر؛ لأن العرب تقول: جاءني بنو تميم، وأكرمني بنو قيس، وإنما الذي جاءه بعضهم والذي أكرمه واحد منهم، فهذا أسلوب عربي معروف.
ولما كان المرسلون على دين واحد وعلى اعتقاد واحد، صار تكذيب واحد منهم كتكذيب جميعهم، إذ التكذيب في الحقيقة راجع إلى التوحيد لا إلى من يخبر به.
والنصوص التي على غرار هذه الآية كثيرة، كقوله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله} مع أن أكثر اليهود لا يقولون بذلك، وإنما المقصود طائفة منهم.
هذا وجه.
ووجه ثان أن يقال: إن هؤلاء الأقوام صرحوا بالإصرار على التكذيب، وأنه راجع إلى التوحيد نفسه، وكثرة النقلة إنما تفيد إذا كان التكذيب راجعا إلى الناقل، أما إذا كان التكذيب راجعا إلى المنقول، فلا فرق حينئذ بين نقل واحد وأكثر ما دام المنقول واحدا، فصار تكذيب الواحد كتكذيب الجميع.
ووجه ثالث، وهو أن يقال: إن التقدير: (كذبوا المرسلين إليهم)، بدلالة تكرار هذا اللفظ مع كل قوم.
ووجه رابع، وهو أن يقال: إن (ال) في (المرسلين) للعهد لا للاستغراق، بدلالة السياق.
ولو جعلنا لازم المذهب مذهبا للزم التناقض؛ لأن كثيرا من العلماء قد يلزمهم في فتاواهم أن يكون لازم المذهب مرة جائزا ومرة غير جائز، فلو كان لازم المذهب مذهبا لصار المذهب إلى التحريم والتحليل معا في مسألة واحدة، وهو محال.
ولو طبقنا هذا في باب الاعتقاد فسيكون أعظم، فجميع الطوائف التي تنكر الصفات بدليل التركيب يلزمها هذا التركيب نفسه الذي تنفيه من وجه آخر، فإذا كان لازم المذهب مذهبا صار كل هؤلاء من أهل السنة!
والله أعلم.
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:27 م]ـ
ولو جعلنا لازم المذهب مذهبا للزم التناقض؛ لأن كثيرا من العلماء قد يلزمهم في فتاواهم أن يكون لازم المذهب مرة جائزا ومرة غير جائز، فلو كان لازم المذهب مذهبا لصار المذهب إلى التحريم والتحليل معا في مسألة واحدة، وهو محال.
ولو طبقنا هذا في باب الاعتقاد فسيكون أعظم، فجميع الطوائف التي تنكر الصفات بدليل التركيب يلزمها هذا التركيب نفسه الذي تنفيه من وجه آخر، فإذا كان لازم المذهب مذهبا صار كل هؤلاء من أهل السنة!
والله أعلم.
بارك الله فيكم شيخنا الكريم
هل يمكن التفصيل في هذه القاعدة فيقال:
لازم المذهب إما ان يكون حقا أو باطلاً
فإن كان حقا: فلازم الحق حق
و ان كان باطلا: فلازم الباطل باطل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:44 م]ـ
وفقك الله وسدد خطاك يا شيخنا الفاضل
لازم الحق حق دائما، ولازم الباطل باطل دائما، ولا يحتاج ذلك إلى تفصيل.
والنقاش هنا إنما هو في جعل لازم المذهب مذهبا، أي أن تنسب لازم المذهب لصاحب المذهب فتقول: ذهب فلان إلى كذا وكذا، لمجرد أن هذا يلزمه، فهذا هو الممنوع عند أهل العلم.
وكم رأينا من أتباع الأئمة الأربعة من ينسب لهم قولا لم يخطر لهم ببال أصلا، لمجرد أنه لازم لهم، أو لأن هذا هو قول العقلاء!.
وكثير من الناس لا يشعر بالفرق عندما يقرأ في كتب الفقه بين قولهم (قال أبو حنيفة) و (قال الحنفية)، وهذا خطأ كبير.
فمما لا يشك فيه اثنان أن الضدين لا يجتمعان، وأن الخمسة نصف العشرة، وأن السماء فوقنا والأرض تحتنا، وأن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب، ولكن كل هذا لا يبيح لنا أن نقول: قال أبو حنيفة: الخمسة نصف العشرة، أو نقول: قال الإمام أحمد: الفاعل مرفوع.
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[12 - 10 - 08, 03:15 م]ـ
لازم المذهب ليس مذهبا
ولازم القول ليس قولا
لكن القول الحق لا يلزم عنه الاحقٌ
والقول الباطل يلزم عنه باطل
واللازم الباطل للمذهب ليس مذهباً بالالزام؛ لكنه يدل على فساد المذهب، اذ لو كان المذهب حقاً لم يلزم عنه لازمٌ باطل ابدا.
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 03:18 م]ـ
وفقك الله وسدد خطاك يا شيخنا الفاضل
لازم الحق حق دائما، ولازم الباطل باطل دائما، ولا يحتاج ذلك إلى تفصيل.
والنقاش هنا إنما هو في جعل لازم المذهب مذهبا، أي أن تنسب لازم المذهب لصاحب المذهب فتقول: ذهب فلان إلى كذا وكذا، لمجرد أن هذا يلزمه، فهذا هو الممنوع عند أهل العلم.
وكم رأينا من أتباع الأئمة الأربعة من ينسب لهم قولا لم يخطر لهم ببال أصلا، لمجرد أنه لازم لهم، أو لأن هذا هو قول العقلاء!.
وكثير من الناس لا يشعر بالفرق عندما يقرأ في كتب الفقه بين قولهم (قال أبو حنيفة) و (قال الحنفية)، وهذا خطأ كبير.
فمما لا يشك فيه اثنان أن الضدين لا يجتمعان، وأن الخمسة نصف العشرة، وأن السماء فوقنا والأرض تحتنا، وأن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب، ولكن كل هذا لا يبيح لنا أن نقول: قال أبو حنيفة: الخمسة نصف العشرة، أو نقول: قال الإمام أحمد: الفاعل مرفوع.
جزاكم الله خيراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/477)
ـ[مسدد2]ــــــــ[12 - 10 - 08, 11:54 م]ـ
إذا كان لازم المذهب لا يحتمل الا وجهاً واحداً فالحق ان لا يُسمّى (لازم المذهب) بل هو جزء لا يتجزأ من المذهب ذاته.
لكن الاشكال حينما تختلف الآراء حول ما يستلزمه قول القائل، او المذهب؟
فحينما يقول احدهم ان الله له يد حقيقية، فعند البعض لازم هذا الكلام: التجسيم. لكن القائل باليد الحقيقية لا يلتزم هذا، بل ينكره، او على الاقل لا يلتزم اثباته ولا نفيه.
ومن ينفي صفة اليد لم يخطر بباله ان يكون مكذباً او معانداً للقرآن وصريحه ويستعيذ بالله ممن يُلزمه بهذا بسبب تأويل اليد، مثلاً.
فالقدرية مثلاً، حينما ردوا حديث (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن امه) يلزمهم واحدة او اكثر مما يلي:
1 - تكذيب الله او معاندته
2 تكذيب رسوله او نسبة الخلل في النقل له
3 - تكذيب الصحابي او اتهامه بالخلل في النقل
4 - تكذيب احد الرواة او اكثر او اتهامهم بالخلل في النقل
فلازم مذهبهم اقله رقم 4، ونقول انه مذهبهم في هذا الحديث، وان لم يصرحوا به. فنقول ان لازم قول القدرية اتهام الرواة الثقات والاحاديث الصحيحة بانه وقع فيها خلل ما. لكن لا نلزمهم بالرقم 1 او 2 او 3 الا ان يلتزموه صراحة.
والواقع ان اغلب القدرية اعتقدوا نفي القدر ثم الزمهم اهل الحق رقم 4 لأنه لا انفكاك له عن قولهم. فالتزموا رقم 4 لاحقا بعد ان كان لازم المذهب من قبل، فأصبح من صلب المذهب لاحقاً. وهنا بيت القصيد.
وبالمناسبة فإن أحد رؤسائهم التزم رقم 1+2+3+4!!!! راجع ميزان الاعتدال ج3 - ص 278 ترجمة عمرو بن عبيد .. !
وعموماً فإن اغلب ما يلزم المذهب ومما ليس له خيارات ثانية، فلا بد وان اصحاب المذهب يدرجونه في صلب مذهبهم فيما بعد. لكن ما تتعدد فيه الوجوه، يبقى خارج المذهب وبالرغم من ان لازم المذهب مذهب، غير ان انتقاء احد الخيارات تعسفيا والزام الآخر بها غير ممكن. يمكن الزامه بواحدة او اكثر من مجموعة اقوال، لكن دون تعيين واحدة دون غيرها.
فالقول الفصل في هذه المسألة يكمن في تحرير هل لازم المذهب متعلق بالقول الأصلي والخيارات المتفرعة عنه هل هي متعددة ام لا.
ومما حفظتُ من دهور قولهم:
وهل لازم القول يعد قولا ****عليه كفر ذي هوى تجلى
كمثبت الأحكام للصفات مع**** إنكاره لها فبئس ما ابتدع
فهل نكفر من قال ان الله بصير ويرى لكن انكر العين؟ فهو يثبت الحكم، لكن ينكر صفة العين؟
والله اعلم واحكم
مسدد2
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[14 - 10 - 08, 06:01 م]ـ
الاستدلال بالآية على المطلوب فيه نظر؛ لأن العرب تقول: جاءني بنو تميم، وأكرمني بنو قيس، وإنما الذي جاءه بعضهم والذي أكرمه واحد منهم، فهذا أسلوب عربي معروف.
ولما كان المرسلون على دين واحد وعلى اعتقاد واحد، صار تكذيب واحد منهم كتكذيب جميعهم، إذ التكذيب في الحقيقة راجع إلى التوحيد لا إلى من يخبر به.
والنصوص التي على غرار هذه الآية كثيرة، كقوله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله} مع أن أكثر اليهود لا يقولون بذلك، وإنما المقصود طائفة منهم.
هذا وجه.
ووجه ثان أن يقال: إن هؤلاء الأقوام صرحوا بالإصرار على التكذيب، وأنه راجع إلى التوحيد نفسه، وكثرة النقلة إنما تفيد إذا كان التكذيب راجعا إلى الناقل، أما إذا كان التكذيب راجعا إلى المنقول، فلا فرق حينئذ بين نقل واحد وأكثر ما دام المنقول واحدا، فصار تكذيب الواحد كتكذيب الجميع.
ووجه ثالث، وهو أن يقال: إن التقدير: (كذبوا المرسلين إليهم)، بدلالة تكرار هذا اللفظ مع كل قوم.
ووجه رابع، وهو أن يقال: إن (ال) في (المرسلين) للعهد لا للاستغراق، بدلالة السياق.
أحسن الله إليكم،أنا لم أستدل بالآية ولم أقرر شيئا وإنما هو إشكال عندي أريد الإجابة عليه منكم معشر المشايخ الفضلاء، وقد أسعدني أن كان الرد الأول منكم، ولكن لا يزال عندي إشكال أرجو أن تزيله وليس ذلك من أول نعمك عليّ ..
فقولهم جاء بنو فلان لبعضهم أو لواحد منهم قد يُردُّ به على من يستدل بقوله تعالى: {كذبت عاد المرسلين} أو {كذبت قوم لوط المرسلين} وغيرها من الآيات بخلاف هذه الآية التي معنا؛ لأن نوحا عليه السلام هو أول المرسلين كما هو معلوم فالتكذيب به تكذيب له هو وحده، والتكذيب بغيره لا يعارض التكذيب به؛ لأن مكذب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بإمكانه تكذيب نوح والمرسلين جميعا، ولكن مكذب نوح عليه السلام لا يعرف إلا نوحا فكيف يكذب إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ومن بعدهم حتى يصدق عليه أنه كذب المرسلين جميعا نصا وحقيقة من غير إلزام؟
فحينما يأتيني زيد بن عمرو _ وهو أول أبناء عمرو _ فلا يستقيم أن أقول جاءني بنو عمرو.
وحينما يأتيني عقيل بن عمرو _ وهو عاشر أبناء عمرو _ فهنا يستقيم أن أقول جاءني بنو عمرو.
وأما قولك:
ولما كان المرسلون على دين واحد وعلى اعتقاد واحد، صار تكذيب واحد منهم كتكذيب جميعهم، إذ التكذيب في الحقيقة راجع إلى التوحيد لا إلى من يخبر به.
فهذا هو المسئول عنه!
أعني أن الله ألزمهم بلازم مذهبهم، إذ لازم مذهبهم هو التكذيب بجميع المرسلين لأن عقيدتهم واحدة ودينهم واحد مع أنهم لم يكذبوا إلا نوحا فكيف نقول بأن لازم المذهب لا يعتبر قولا لأصحاب المذهب؟
فلماذا لا نكفر من كان لازم مذهبه الكفر من المسلمين فنلزمهم بما لم يصرحوا به كما ألزم الله عز وجل الكفرة بتكذيب المرسلين مع أنهم لم يصرحوا بذلك؟
وأما عن الأوجه الثلاثة الباقية فهي تعني أنه قد أُرسل إلى قوم نوح أكثر من واحد، فهل الأمر كذلك؟
أفدنا بارك الله فيك، واصبر على تلامذتك أحسن الله إليك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/478)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 10 - 08, 06:16 م]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
يمكن أن يكون المراد الجنس؛ أي كذبت قوم نوح جنس المرسلين، ويزول بذلك الإشكال.
وذلك كما لو قيل لك: أبنين رزقت أم بنات؟ فتقول: بنين، مع أنك مثلا رزقت ابنا واحدا، فالمراد أنك رزقت جنس البنين.
وكما يقال مثلا: فلان يحب الدراهم، والمراد الجنس، فلا يعني ذلك أنه لا يحب الدرهم والدرهمين.
وكما قال تعالى: {الذين قال لهم الناس} والقائل واحد، فالمراد جنس الناس.
وكما قال تعالى: {الرجال قوامون على النساء} مع أن الحكم منطبق على رجل واحد لو فرض، إذ المراد أن جنس الرجال قوام على جنس النساء.
وكما قال تعالى: {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض .... وآخرون يقاتلون ... } مع أن المريض قد يكون واحدا، وكذلك الضارب في الأرض، لأن المراد جنس المرضى وجنس الضاربين في الأرض.
وأمثلة ذلك كثيرة في القرآن والسنة وكلام العرب.
والله أعلم.
ـ[همام بن همام]ــــــــ[15 - 10 - 08, 05:45 ص]ـ
أخي الكريم
لعل الإشكال يزول إذا استحضرنا الجواب عن هذا السؤال: لماذا لم يكن لازم المذهب مذهباً؟
الجواب: لاحتمال أن صاحب المذهب أو القول لا يلتزمه.
وهذا الاحتمال منفي في حق الله تعالى فهو بكل شيء عليم.
فالذي يظهر أن الاستدلال بالآية استدلال في غير موضعه.
والله أعلم.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[15 - 10 - 08, 06:06 م]ـ
خوتي الكرام ومشايخي الفضلاء، قال تعالى: {كذبت قوم لوط المرسلين}
أقصد قوله تعالى: {كذبت قوم نوح المرسلين}.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 10 - 08, 08:48 ص]ـ
وللفائدة: ينظر ما قاله أهل العلم في تفسير قوله تعالى: {قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين}، فقال: (فلم قتلتموهم)، مع أن الذين قتلوهم هم أسلافهم.
قال مكي في تفسيره:
((وإنما جاز أن يخاطبوا بذلك وهم لم يفعلوا لأنهم مقيمون على ما كان عليه أسلافهم من سفك الدماء وتغيير التوراة .... )) إلخ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 10 - 08, 09:53 ص]ـ
وكذلك يُنظر ما قالوا في تفسير قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}، مع أن الكلام عمن مات منهم على القبلة الأولى دون المخاطبين الآن.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 10 - 08, 10:23 ص]ـ
وكذلك قوله تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.
وقد علم أن أهل دينهم لا يلعنونهم، ولكن لما كان لا بد لهم من أن يقولوا: (لعن الله الظالم)، أو نحو ذلك، كانوا داخلين في قولهم وإن لم يقصدوه.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[23 - 10 - 08, 11:30 م]ـ
أشكر جميع الإخوة الذين شاركوا وبالأخص الشيخ أبا مالك العوضي، وقد زال الإشكال والحمدلله رب العالمين.
ـ[أبو تميم الدمشقي]ــــــــ[25 - 10 - 08, 10:58 م]ـ
ومعلوم أن قوم نوح عليه السلام لم يكذبوا المرسلين وإنما كذبوا نوحا وهو واحد منهم، ولكن جعل الله تكذيب قوم نوح له مستلزما لتكذيب جميع المرسلين
قد أكثر إخواننا في البحث باللازم، إلا أن لي تعليقاً بسيطاً:
هو أن الله تعالى ما أرسل من رسول إلى قوم إلا ذكَّر أمته رسل الله المرسلة من قبله وما حل بأقوامهم من العذاب، وبشرهم برسل من بعدهم كما بشر عيسى عليه السلام بنبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فإن كذبوه وردوا كلامه فقد كذبوا برسل الله نصاً لا لزوماً كما هو واضح، والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 10 - 08, 10:10 ص]ـ
.....
وكذلك قوله تعالى: {وإذ قتلتم نفسا}، والقاتل واحد منهم.
وقوله تعالى: {ثم اتخذتم العجل}، والمتخذ بعض أوائلهم.
وقول امرئ القيس:
فإن تقتلونا نقتلكم ........... وإن تقصدوا لدم نقصد
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[29 - 10 - 08, 09:24 م]ـ
قد أكثر إخواننا في البحث باللازم، إلا أن لي تعليقاً بسيطاً:
هو أن الله تعالى ما أرسل من رسول إلى قوم إلا ذكَّر أمته رسل الله المرسلة من قبله وما حل بأقوامهم من العذاب، وبشرهم برسل من بعدهم كما بشر عيسى عليه السلام بنبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فإن كذبوه وردوا كلامه فقد كذبوا برسل الله نصاً لا لزوماً كما هو واضح، والله أعلم
وأين إخبار نوح لقومه بمن سبقه من الرسل، وأين تكذيب قومه لهم؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/479)
ـ[أبو تميم الدمشقي]ــــــــ[31 - 10 - 08, 09:00 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل أبو عبد الله الفاضل
إلا أنني ذكرت في كلامي بأن الأنبياء يُذَكِّرُون أقوامهم باللذين خلوا من الرسل والأقوام، ويبشرونهم برسل من بعدهم، ونوح عليه السلام من جملة الرسل الذين بشروا قومهم برسل لم تأتي وستبعث في أقوام لاحقة
وتكذيب قومه له تكذيب لبشارته برسل الله الذين سيتلونه في أقوامهم
والله أعلم
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[19 - 03 - 09, 07:53 م]ـ
بما أن لدي إشكالات تتعلق بهذه المسألة فإني أفضل أن أطرحها في هذا الموضوع حتى لا أكثِّر المواضيع.
قال الأشعري في كتابه المنسوب إليه << الإبانة في أصول الديانة >> عند كلامه عن قول الإمام أحمد بن حنبل في تفكير من قال بخلق القرآن:
(( .. قال أبو عبدالله: القرآن من علم الله، ألا تراه يقول: {علم القرآن}.
والقرآن فيه أسماء الله عز وجل، أيُّ شيء يقولون؟ ألا يقولون: إن أسماء الله غير مخلوقة. لم يزل الله قديرا عليما عزيزا حكيما سميعا بصيرا. لسنا نشك أن أسماء الله غير مخلوقة، لسنا نشك أن علم الله غير مخلوق، فالقرآن من علم الله، وفيه أسماء الله، ولا نشك أنه غير مخلوق وهو كلام الله عز وجل، ولم يزل الله به متكلما.
ثم قال: وأيُّ كفر أكفر من هذا؟! أو أي كفر أشر من هذا؟!
إذا زعموا أن القرآن مخلوق فقد زعموا أن أسماء الله مخلوقة وأن علم الله مخلوق، ولكن الناس يتهاونون بهذا ويقولون: إنما يقولون القرآن مخلوق ويتهاونون ويظنون أنه هين، ولا يدرون ما فيه، وهو الكفر.
وأنا أكره أن أبوح بهذا لكل أحد، وهم يسألون وأنا أكره الكلام في هذا، فبلغني أنهم يدعون أني أمسك.
فقلت له: فمن قال: القرآن مخلوق ولا يقول إن أسماء الله مخلوقة ولا علمه، لم يزد على هذا، أقول هو كافر؟!
فقال: هكذا هو عندنا.
ثم قال أبو عبدالله: نحن لا نحتاج أن نشك في هذا القرآن عندنا فيه أسماء الله وهو من علم الله، فمن قال لنا: إنه مخلوق؛ فهو عندنا كافر.
فجعلت أردد عليه فقال لي العباس _ وهو يسمع _: سبحان الله أما يكفيك دون هذا؟ فقال أبو عبدالله: بلى.)) اهـ.
فهنا جعل الإمام أحمد رحمه الله سبب تكفير القائل بخلق القرآن هو أنه يلزم منه القول بخلق أسماء الله وعلم الله، ولكن القائل هنا صرح بأنه لا يفول بهذا اللازم، ومع ذلك كفره الإمام حتى وإن صرح بهذا؛ لأن اللازم من كلامهم ظاهر عنده جدا.
فما رأيكم؟
هل الإمام أحمد يعد لازم المذهب من المذهب أم لا؟
أفيدونا بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[20 - 03 - 09, 03:08 ص]ـ
السلام عليكم يا أبا عبد الله
قد يجاب عن سؤالك - والله أعلم - أن تكفير الإمام أحمد له إنما هو على أساس أنه لما قال: "القرآن مخلوق" (وهو يتضمن علم الله وأسماءه)، فإن ذاك الرجل القائل لم يزعم إلا أن علم الله وأسماءه مخلوقان أيضا.
أقصد أن هذا ليس من باب اللازم، وإنما هو من باب التضمن الذي يأتي في مقابلة المطابقة والالتزام.
مثال ذلك: لو قال قائل: "جاء العشرة المبشرة بالجنة"، فهل نقول: القائل لم يلتزم أن أبا بكر رضي الله عنه جاء؟ بل الجواب: لا، قد التزمه القائل لأن أبا بكر متضمَّن في العشرة.
فكذلك علم الله وأسمائه متضمَّنان في القرآن. وبهذا لا تزال قاعدة "لازم المذهب ليس بمذهب" سالمة.
والله أعلم.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[17 - 04 - 09, 07:32 ص]ـ
أحسنت أخي الكريم حارث!
بارك الله فيك ونفع بك.
وأنا هنا لا أريد إبطال هذه القاعدة كما فهمتَ، ولكن استشكل عقلي القاصر بعض الأمور فأردت الاستفادة منكم.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[17 - 04 - 09, 12:46 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبيّ بعده، نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره ولزم حدّه، وبعد:
فلازم المذهب يُعدّ مذهبا إذا كان المتكلّم لا يُتصوّر منه الذهول والغفلة عن لازم قوله، وهذا لا يتصور إلاّ في لسان الشارع الحكيم، في كلام الله جلّ وعلا، وكلام رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيما يبلغه عن ربّه، أما باقي الخلق فلازم مذهبهم ليس مذهبا لهم إلاّ إذا التزموه لنفس العلة.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/480)
(فالواجب على من شرح الله صدره للإسلام إذا بلغته مقالة ضعيفة عن بعض الأئمة أن لا يحكيها لمن يتقلدها، بل يسكت عن ذكرها إن تيقن صحتها، وإلا توقف في قبولها، فكثيرا ما يُحكى عن الأئمة ما لا حقيقة له، وكثير من المسائل يخرّجها بعض الأتباع على قاعدة متبوعه، مع أنّ ذلك الإمام لو رأى أنّها تفضي إلى ذلك لما التزمها، وأيضا فلازم المذهب ليس بمذهب، وإن كان لازم النص حقا لأنّ الشارع لا يجوز عليه التناقض، فلازم قوله حق، وأما من عداه فلا يمتنع عليه أن يقول الشيء ويخفى عليه لازمه، ولو علم أنّ هذا لازمه لما قاله، فلا يجوز أن يقال هذا مذهبه ويُقَوَّل ما لم يقله، وكل من له علم بالشريعة وقدرها وبفضل الأئمة ومقاديرهم وعلمهم وورعهم ونصيحتهم للدِّين تيّقن أنّهم لو شاهدوا أمر هذه الحيل وما أفضت إليه من التلاعب بالدين لقطعوا بتحريمها) إعلام الموقعين (3/ 286).
وقال شيخ الإسلام رحمه الله:
(وأما ما حكاه القاضي عن ثمامة فهو من لوازم قوله كما أن المعتزلة البصريين لما قالوا: تحدث إرادة لا في محل بلا إرادة ألزمهم الناس بحدوث الحوادث كلها بلا إرادة، وهو ينفي عنها الفاعل الإرادي لا ينفي سببا اقتضى حدوثها، وهم مع هذا معترفون بأنه لابد للحوادث من فاعل مختار، ولكن لازم المذهب ليس بمذهب وليس كل من قال قولا التزم لوازمه التي صرح لفسادها بل قد يتفق العقلاء على مقدمة وإن تناقض بعضهم في لوازمها) درء التعارض (4/ 153)
وقال رحمه الله:
(ويقول المثبت نفيُ مباينته للعالم وعلوه على خلقه باطل، بل هذه الأمور مستلزمة لتكذيب الرسول فيما أثبته لربه وأخبر به عنه، وهو كفر أيضا لكن ليس كل من تكلم بالكفر يكفر حتى تقوم عليه الحجة المثبتة لكفره، فإذا قامت عليه الحجة كفر حينئذ بل نفيُ هذه الأمور مستلزم للتكفير للرسول فيما أثبته لربه وأخبر به عنه بل نفى للصانع وتعطيل له في الحقيقة، وإذا كان نفى هذه الأشياء مستلزما للكفر بهذا الاعتبار وقد نفاها طوائف كثيرة من أهل الإيمان فلازم المذهب ليس بمذهب (إلا أن يستلزمه) صاحب المذهب فخلق كثير من الناس ينفون ألفاظا أو يثبتونها بل ينفون معاني أو يثبتونها ويكون ذلك مستلزما لأمور هي كفر، وهم لا يعلمون بالملازمة، بل يتناقضون، وما أكثر تناقض الناس لا سيما في هذا الباب وليس التناقض كفرا) مجموع الفتاوى (5/ 306)
قلت: في المطبوع إلا أن يستلزمه، ولعلّ الصواب: إلا أن يلتزمه وانظر النص الآتي له رحمه الله.
بل سئل رحمه الله تعالى وقدّس روحه:
(هل لازم المذهب مذهب أم لا؟ فأجاب: وأما قول السائل هل لازم المذهب مذهب أم ليس بمذهب، فالصواب أن مذهب الإنسان ليس بمذهب له إذا لم يلتزمه، فانه إذا كان قد أنكره ونفاه كانت إضافته إليه كذبا عليه) مجموع الفتاوى (20/ 217)
وقال الشاطبي رحمه الله:
(ولازم المذهب: هل هو مذهب أم لا؟ هي مسألة مختلف فيها بين أهل الأصول، والذي كان يقول به شيوخنا البجائيون والمغربيون ويرون أنه رأي المحققين أيضا أن لازم المذهب ليس بمذهب، فلذلك إذا قرر عليه، أنكره غاية الإنكار) الاعتصام (2/ 549).
وقال الشيخ ابن سعدي رحمه الله:
(والتحقيق الذي يدل عليه الدليل أن لازم المذهب الذي لم يصرح به صاحبه ولم يشر إليه، ولم يلتزمه ليس مذهبا، لأن القائل غير معصوم، وعلم المخلوق مهما بلغ فإنه قاصر، فبأي برهان نلزم القائل بما لم يلتزمه، ونقوله ما لم يقله، ولكننا نستدل بفساد اللازم على فساد الملزوم، فإن لوازم الأقوال من جملة الأدلة على صحتها وضعفها وعلى فسادها، فإن الحق لازمه حق، والباطل يكون له لوازم تناسبه) توضيح الكافية الشافية (ص113).
* وأمّا قوله سبحانه وتعالى أخي أبا عبد الله الفاضل: {كذبت قوم لوط المرسلين} فهذا يخرّج على وجهين:
الأوّل: أنه ليس من حكاية لازم قولهم، وإنما هو صريح قولهم، فتكذيبهم لدعوة لوط، إنما هو تكذيب لأصل دعوته التي شاركه فيها رسل الله عليهم السلام، لا تكذيب لذاته وشخصه، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء: 25)، وعليه فهو تكذيب لدعوة كلّ رسول بصريح العبارة، ولو لم يجابِهوا بها كلّ رسول بعينه، لأن المقصودَ ها هنا المعاني والمضامين، لا الذوات والأجساد، فلو قال شخص مقولة ما، فقال له شخص آخر هذه مقولة باطلة كاذبة، ثم قال عين المقولة شخص آخر، لسحبنا الحكم على الثاني، وقلنا إن فلانا يقول: كلامك هذا باطل وكذب، وهذا ليس حكاية للازم القول، إنما هو من صريح القول ومنطوقه، فتأمّل،،،،،،
الثاني: لو تنزّلنا جدلا أن هذا حكاية للازم قول قوم لوط، لأنهم كذبوا لوطا عليه السلام، ولم يكذّبوا جميع المرسلين، قلنا: إن الذي حكى عنهم لازم قولهم هو ربّ العالمين، إله الأولين والآخرين الذي يعلم السرّ وأخفى، فتعيّن المصير إليه، فصار لازم قولهم في حكم المنطوق، والوجه الأوّل هو الأظهر، والله تعالى أعلم(51/481)
أسأل عن رسالة في الأحاديث الواردة في المهدي
ـ[جلول سالمي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 12:32 م]ـ
إخواني: أسأل عن كتاب بعنوان (الأحاديث الواردة في المهدي بين الجرح والتعديل، للشيخ عبد العليم عبد العظيم.
فمن يعرف عنه شيئا فليدلني مشكورا، وجزاه الله خيرا.
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 12:50 م]ـ
طبع الكتاب في مجلدين في دار ابن حزم والطبعة الاولى كانت 1420هـ ووزعته في المملكة المكتبة المكية في مكة، وعذرا لا أعرف طريقة التحميل وفقك الله تعالى والكتاب رسالة ماجستير بجامعة الملك عبدالعزيز بمكة (أم القرى حاليا) وأثنى الشيخ العباد عليها.(51/482)
التوسل إلى الله أنواعه وأحكامه.
ـ[الكاتب عبدالله]ــــــــ[13 - 10 - 08, 01:27 ص]ـ
حمل:
التوسل أنواعه وأحكامه.
ـ[الكاتب عبدالله]ــــــــ[13 - 10 - 08, 01:29 ص]ـ
آمل تعديل العنوان إلى:
التوسل أنواعه وأحكامه.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[14 - 10 - 08, 09:47 ص]ـ
بحث لطيف ومختصر(51/483)
هل الجهمية كفار؟ وما أقوال أهل العلم فيهم؟
ـ[أبو باهر]ــــــــ[13 - 10 - 08, 10:54 م]ـ
هل الصحيح هو تكفير الجهمية؟
وهل لنا من نقل لآراء أهل العلم فيهم؟
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[17 - 10 - 08, 12:06 ص]ـ
للشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي كلام في هذا الباب, انظر في كتاب الاجوبة النافة-سؤالات العلامة عبدالله العقيل للشيخ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 03:05 م]ـ
الجهمية كفار بإجماع أهل السنة.
وقد نقل اللالكائي في كتابه (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) عن خمسمائة من علماء أهل السنة تكفير الجهمية، وقال بعد ما نقل ذلك:
(وفيهم نحو من مائة إمام ممن أخذ الناس بقولهم وتدينوا بمذاهبهم، ولو اشتغلت بنقل قول المحدَثين لبلغت أسماؤهم ألوفا كثيرة، لكني اختصرت وحذفت الأسانيد للاختصار، ونقلت عن هؤلاء عصرا بعد عصر لا ينكر عليهم منكر، ومن أنكر قولهم استتابوه و أمروا بقتله أو نفيه أو صلبه) اهـ.
وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في " الكافية الشافية ":
ولقد تقلد كفرهم خمسون في** عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الإمام حكاه عنـ ** ـهم بل حكاه قبله الطبراني
وقد ألف فيهم وفي تكفيرهم:
الشيخ العلامة إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (1280 - 1329هـ)
الشيخ العلامة عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ (1265 - 1339هـ)
والشيخ العلامة سليمان بن سحمان الفزعي الخثعمي (1266 - 1349 هـ).
وقد جمع هذه الرسائل في مجموع الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الزير آل حمد-ومنه استفدت هنا- سماه:
(إجماع أهل السنة النبوية على تكفير المعطلة الجهمية).
والحمد الله رب العالمين.
ـ[القندهاري]ــــــــ[17 - 10 - 08, 05:54 م]ـ
أجدت وأفدت أخي الكريم على الفضلي.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - 10 - 08, 03:31 م]ـ
اخي , كتاب الشيخ ابراهيم الرحيلي-موقف اهل السنة والجماعة من اهل الاهواء والبدع- تطرق لهذا الموضوع بالتفصيل.(51/484)
البهائيون من هم
ـ[بسام محمد خير قباني]ــــــــ[14 - 10 - 08, 05:03 ص]ـ
السلام عليكم اخواني الكرام سمعت كثيرا عن البهائيون ولاكني اريد ان اعرف عنهم كل شيء
فهل يوجد كتاب معين عنهم
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[14 - 10 - 08, 05:33 ص]ـ
البهائية لمحب الدين الخطيب
البهائية في نظر الشريعة والقانون لعلي علي منصور
حقيقة البابية والبهائية لمحسن عبد الحميد
وكلها طبع المكتب الاسلامي
ـ[عادل علي]ــــــــ[14 - 10 - 08, 06:49 ص]ـ
السؤال 355: ما هي البهائية ومن هم البهائيون وكيف نشأت ومتى؟
الجواب: البهائية فرقة مرتدة ضالة كافرة، من انتسب إليها خرج من الإسلام، وليس له نصيب فيه، ولا يجوز الصلاة عليه، ولا يورث ولا يرث ولا يدفن في مقابر المسلمين.
والبهائية نشأت في إيران سنة 1260هـ، 1844م، فقد دعمها الاستعمار البريطاني وكانت من ورائها اليهودية ولا زالت.
ولذا هذه الفرقة تقوى في ديار المسلمين ولها وجود قوي في العراق، وفي كثير من البلدان، والآن لها وجود قوي في فلسطين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أسس هذه الفرقة رجل يسمى: علي محمد رضا الشيرازي، وأعلن عن نفسه أنه [الباب]، ولما مات قام بالأمر من بعده الميرزا حسين علي الملقب بالبهاء، وسمى أتباعه بالبهائيين نسبة له، وله كتاب اسمه الأقدس وتوفي البهاء سنة 1892م.
وهنالك شخصيات لها أثر في ديانتهم، من أهمها امرأة بغي تسمى قرة العين، انفصلت عن زوجها وفرت منه تبحث عن المتعة، وعقدت مؤتمراُ سنة 1269م أعلنت فيه أن شريعة البهاء نسخت الإسلام.
ومن أعلامهم أيضاً أخي البهاء، رجل يسمى علي، وهو الملقب عندهم بالأزل، ونازع أخاه في خلافة الباب، ثم انشق عنه، وله كتاب مقدس عندهم يسمى الألواح.
ويعتقد البهائيون أن الباب هو الذي خلق كل شيء بكلمته، وهو المبدأ الذي ظهرت عنه جميع الأشياء، ويقولون: إنه حل واتحد وذاب جسمه في جميع المخلوقات ويقولون: إن من مات على صلاحٍ، بمعاييرهم ومقاييسهم، فإن روحه تنتقل إلى شيء مشرف، ومن مات على فساد فإن روحه تنتقل إلى الخنازير والكلاب وما شابه، وهذا ما يسمى بتناسخ الأرواح.
والبهائية يقدسون رقم ((19)) والمعجزة 19 في القرآن التي قرأناها في بعض الكتب ورائها وسببها البهائية، وعندهم السنة تسعة عشر شهراً، والشهر تسعة عشر يوماً.
ويقولون بنبوة بوذا، وكونفوشيوس، وزرادشت، وأمثالهم من حكماء الصين والهند والفرس، ويوافقون اليهود بقولهم بأن المسيح قد صلب، وينكرون معجزة الأنبياء جميعاً، وينكرون حقيقة الملائكة، وحقيقة الجن، وينكرون الجنة والنار، ويرون أن النعيم والعذاب إنما يكون بتناسخ الأرواح فحسب، ويعتقدون أن القيامة إنما تكون فقط بظهور البهاء، وقبلتهم البيت الذي ولد فيه الباب، بشيراز في إيران.
ويحرمون على المرأة الحجاب، ويحللون لها المتعة، وعندهم أن المرأة مشاع لكل الناس، فلا يوجد للمرأة حرمة عندهم.
وعندهم كتب يعارضون فيها القرآن الكريم، وينكرون أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ويرون استمرار الوحي، وأنه لم ينقطع، ويوجدون بكثرة في إيران، ولهم وجود في سوريا، العراق، ولبنان، وفلسطين، ولهم وجود في هذه الديار، ولهم مدارس، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فالبهائية قوم كفار يحرم أن نعاملهم معاملة المسلمين ولا يرثهم مسلم ولا يرثوا مسلماً ولا نغسلهم ولا نكفنهم ولا ندفنهم في مقابر المسلمين، لأنهم مرتدون خارجون عن الملة، وبهذا يفتي جميع علماء المسلمين، والله أعلم ..
مشهور حسن ال سلمان(51/485)
فلسطين أرض المحشر والمنشر
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - 10 - 08, 08:53 ص]ـ
وعلى أرض فلسطين يكون المحشر والمنشر، فقد روى الإمام أحمد بسنده عن ميمونة بنت سعد مولاة النبي، قالت: يا نبي الله، أفتنا في بيت المقدس، قال: ((أرض المحشر والمنشر)).
أشكل على انه كيف تأخذ ارض فلسطين الخلق جميعا؟
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[17 - 10 - 08, 02:44 م]ـ
إذا صح الحديث والله أعلم بصحته فهو مما لا يسأل عن كيفيته فكذلك كيف أخذ وادي نعمان الخلق كلهم؟ فهذا لا يصح السؤال عنه ولا يمكنه تصوره بالعقول الضعيفه محدودة التفكير جزاك الله خيراً والله أعلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - 10 - 08, 11:46 م]ـ
وادي نعمان الخلق كلهم؟
ارجو تفصيل هذه الفائدة بالشرح
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[19 - 10 - 08, 07:29 ص]ـ
انظر الرابط باختصار وفقك الله/
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=4667#Ayat6001125
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - 10 - 08, 04:57 م]ـ
الرابط لايعمل
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[20 - 10 - 08, 07:18 ص]ـ
من هنا بارك الله فيك/
http://www.alislamnet.com/articles_extra.aspx?id=7999249994&page_id=0&page_size=20&links=True
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showFahras&id=6001125&ftp=Ayat
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - 10 - 08, 01:32 م]ـ
جزاك الله خيرا فهمت
يبقى السؤال عن فلسطين
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - 10 - 08, 10:34 م]ـ
اين الرابط الخاص بفلسطين
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 02:33 ص]ـ
وعلى أرض فلسطين يكون المحشر والمنشر، فقد روى الإمام أحمد بسنده عن ميمونة بنت سعد مولاة النبي، قالت: يا نبي الله، أفتنا في بيت المقدس، قال: ((أرض المحشر والمنشر)).
أشكل على انه كيف تأخذ ارض فلسطين الخلق جميعا؟
1397 حدثنا إسمعيل بن عبد الله الرقي حدثنا عيسى بن يونس حدثنا ثور بن يزيد عن زياد بن أبي سودة عن أخيه عثمان بن أبي سودة عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت قلت يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس قال أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره قلت أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه قال فتهدي له زيتا يسرج فيه فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه * (منكر) _ ضعيف أبي داود 68، تحذير الساجد 198. ( http://arabic.islamicweb.com/books/albani.asp?id=3678)
386 حدثنا النفيلي حدثنا مسكين عن سعيد بن عبد العزيز عن زياد بن أبي سودة عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس فقال ائتوه فصلوا فيه وكانت البلاد إذ ذاك حربا فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله * (ضعيف) _ ضعيف ابن ماجه 1407/ 298 بغير هذا اللفظ، وتحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد صفحة 198. ( http://arabic.islamicweb.com/books/albani.asp?id=8378)
3.
الشام أرض المحشر والمنشر وعن ميمونة بنت سعد مولاة النبي (ص) قالت يا نبي الله افتنا في بيت المقدس فقال أرض المحشر والمنشر صحيح صححه الشيخ الألباني رحمه الله في فضائل الشام ( http://arabic.islamicweb.com/books/albani.asp?id=790)
لا قياس للعقل في الغيب، و عن أبي هريرة في سنن الترمذي بسند حسن:"يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث أصناف: صنفا مشاة وصنفا ركبانا وصنفا على وجوههم [قيل: يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم؟ قال] إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك"
والله أعلم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - 10 - 08, 11:56 ص]ـ
يعنى معناه ان باقى الارض ستكون فارغة
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[12 - 04 - 10, 04:35 ص]ـ
الحشر إلى بلاد الشام هذا قبل يوم القيامة حشر النار
أما يوم القيامة فالحشر على أرض مبدلة، تبدل الأرض غير هذه الأرض في صفاتها فتمد وتوسع.
والله أعلم(51/486)
هل يكفي في تكفير المعين العلم بالتحريم أم لا بد أن يعلم أنه كفر؟
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[14 - 10 - 08, 01:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صورة المسألة:
رجل يعلم أن الذبح لغير الله عز وجل محرم، لكنه لا يعلم أنه شرك أكبر مخرج من الملة.
فهل نقول يكفي علمه بالتحريم لتكفيره، أم لا بد أن يعلم أنه كفر.
وقريب من هذه المسألة:
ما ذكره الفقهاء في كتاب الحدود:
بالنسبة لرجم المحصن، أنه يكفي في إقامة الحد عليه العلم بتحريم الزنا، ولا يشترط علمه أن عقوبة المحصن الرجم حتى الموت.
فماذا عند المشايخ الكرام في هذه المسألة؟
-----------------
تنبيه: أرجو أن لا يسحب بعض الإخوة الجدال في مسألة العذر بالجهل هاهنا، وفقكم الله.
ـ[هنَّاد]ــــــــ[16 - 10 - 08, 10:40 م]ـ
أخي المبارك (أبو محمد القحطاني) - وفقه الله لكل خير -
أستئذنك في هذا التعليق الموجز،
كوني لا أملك - الآن - المزيد من الوقت ..
(العلم) شرط من شروط تكفير المعين،
وهو يتضمن ثلاثة أمور:
1. العلم بالحكم العام لهذا العمل (المنع أو التحريم).
2. العلم بحكمه الخاص (الكفر).
3. العلم بعقوبته (التكفير).
ولو تأملنا هذين الأمرين؛
لوجدنا أن الشريعة توقع العقوبة على العاصي بمجرد علمه بالأمر الأول، وهو: الحكم العام (المنع)،
دون اشتراط علمه بالأمرين الآخرين، وهما: الحكم الخاص والعقوبة.
فقد أوقع الحبيب صلى الله عليه وسلم العقوبة على المجامع في نهار رمضان،
لمجرد علم الصحابي بخطورة علمه شرعاً مع عدم علمه بالعقوبة المترتبة على ذلك العمل.
فالذي يظهر لي - بجلاء -:
أنه لا يشترط علم المعين بالحكم الخاص المترتب على العمل (الكفر)،
ولا بالعقوبة (التكفير)،
ويكفي علمه بخطورته والمنع منه شرعاً (التحريم).
ويؤيد هذا عدة أمور:
الأمر الأول:
أن أهل السنة - الذين اشترطوا العلم في إقامة الحجة على المعين قبل تكفيره -:
لم يشترطوا علمه بالكفر.
ولو كان شرطاً لما أغفلوه!
لا سيما وأنهم أحرص الناس على التثبت في تكفير المعينين.
الأمر الثاني:
أن صنيع أهل السنة والجماعة يفسر هذا،
فقد كفروا بمجرد إقامة الحجة،
ولم يسألوا عن علم من كفروه بالحكم الخاص (الكفر).
وهم - رحمهم الله ورضي عنهم - قدوتنا في العمل والترك.
(ولعل الإخوة ينقلون لك ما تيسر لهم في هذا الأمر)
الأمر الثالث:
أن العلم بالأحكام الخاصة للمسائل لا يكاد يلمُّ به إلا أهل العلم غالباً،
واشتراط علم عامة الناس بهذه الأحكام الخاصة شيء أشبه بالمحال إن لم يكن هو المحال بعينه!
الأمر الرابع:
عدم وجود دليل يدل على الاشتراط،
والأصل أن من اشترط هذا الشرط لزمه الاستدلال،
فإن لم يستدل على ما يقول فلا عبرة بما قال.
الأمر الخامس:
أن البحث في هذا الاشتراط متأخر!
وهذا يكفي في إسقاطه.
الأمر السادس:
أن الجهمية يشترطون في تكفير المعين (أن يقصد الكفر بالله العظيم)!
وهذا قول بدعي لم تقل به أهل السنة،
ولم يدل عليه دليل،
ومن اشترط العلم بحكم العمل (الكفر) فكأنه شابه الجهمية ولا بد!
(ولعل الإخوة ينقلون لك كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره
في الإنكار على الجهمية في هذه المسألة،
فـ بينه وبين هذه المسألة ترابط كبير).
أقول هذا مؤكِّداً على خطورة التكفير،
وضرورة إقامة الحجة على المعين قبل تكفيره،
وأن إقامة الحجة لا تكون إلا من أهل العلم والشأن،
وأن أهل السنة والجماعة يضيقون هذا الباب،
ويمنعون مَن لا يعلم مِن الخوض فيه،
وأنه وجد في عصرنا مَن أطلق لسانه في تكفير الناس بلا بينة ولا أثارة من علم،
والله المستعان.
ـ[أبو فهر السكندري]ــــــــ[16 - 10 - 08, 11:23 م]ـ
الجهل أنواع:
فمنه الجهل الناشئ عن عدم البلاغ وهذا الذي يعذر به، قال تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)، وقال تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)
ومنه جهل العاقبة - الذي تسأل - أخي - عنه -. وهو غير معتبر، قال تعالى: (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، فاليهود كانوا يعلمون أن تحريفهم للكتاب، وكفرهم بالنبي محرم، ولكن ظنوا أنه ذنب من الذنوب يعاقبون عليه ثم يدخلون الجنة، فلم يعذرهم الله تعالى بذلك.
ومنه جهل الإعراض والاستكبار، كجهل فرعون وأمثاله، وهذا كسابقه.
والله أعلم.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[17 - 10 - 08, 06:18 ص]ـ
أشكر الجميع على المرور
ولي عودة بإذن الله.(51/487)
أقوالُ أهلِ العِلمِ فيمَن تَشَدَّدَ في مَسألَةِ الرِّياءِ
ـ[حمد القحيصان]ــــــــ[14 - 10 - 08, 02:29 م]ـ
السَّلامُ عَلَيكُم ..
هَلاَّ أتْحَفْتُمونا في أقوالِ أهْلِ العِلْمِ فيمَن تَشَدَّدَ في مَسْأَلَةِ الرِّياءِ؟
وَجَزى اللهُ القارِيءَ وَالمُشارِكَ خَيْرَ الجَزاءِ.
مُحِبُّكُم في ذاتِ اللهِ العَلِيَّةِ؛ حمد القحيصان.(51/488)
خبث الرافضه فى الوطن العربي
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[15 - 10 - 08, 08:47 ص]ـ
نحن نحاكم الرافضة إلى كتبهم وعقائدهم وواقعهم بقصد دعوتهم إلى الحق، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم، وفي نفس الوقت نحذر العالمين من ضلالهم وسوء سبيلهم، فلا نكذب عليهم، أو نظلمهم، ولا نلبس على عباد الله في تقويمهم وكشف حقيقتهم
بسم الله الرحمن الرحيم
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت أمتي على ثلاث وسبعين فرقة) رواه أحمد (2/ 332) وأبو داود (4596) والترمذي (2640) وابن ماجه (3991) وغيرهم من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة وإسناده حسن 0
وجاء في حديث معاوية (وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة – يعني الأهواء – كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة .. ) رواه أحمد (4/ 102) وأبو داود (4597) من طريق صفوان بن عمرو، قال حدثني أزهر بن عبد الله الحرازي، عن أبي عامر الهوزني، عن معاوية، وهو حديث محفوظ 0
وجاء في الباب حديث عوف بن مالك، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأنس وأبي أمامة، وسعد بن أبي وقاص، وابن مسعود، وآخرين 0
وهذه الفرق والطوائف، ضالة مبتدعة، وليست بكافرة، والحكم بالنار لا يفيد الكفر، ولا يدل على التأبيد، ومن ثبت له عقد الإسلام بيقين لم يخرج منه إلا بيقين ومن أتى بقول، أو فعل، أو اعتقاد، ينافي أصل الإيمان، وانتفت عنه موانع التكفير كان كافراً مرتداً، ولا يعد في الثنتين وسبعين فرقة 0
فمن أشرك بالله، وجعل الأنبياء والصالحين وسائط يدعوهم، ويسألهم غفران الذنوب، وهداية القلوب، وتفريج الكروب، أو سجد لصنم، أو ذبح أو نذر لغير الله أو سب الله، أو رسوله صلى الله عليه وسلم سباً صريحاً أو استهزأ بالله وآياته ورسوله أو استخف بالمصحف، أو آية منه، أو حلل الحرام المجمع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه، أو امتنع عن تطبيق الشريعة في أرض الواقع، أو أعطى المخلوق حق التشريع، فهو كافر بالله، ولا يختلف العلماء، أن هذه الأقوال والأفعال والاعتقادات، تنافي أصل الإيمان، فمن وقع في واحدة منها، فإنه يكفر بذلك، وهذا يؤكد ضرورة قراءَة أحكام الإسلام، ودراسة العقيدة، وبذل الجهد في معرفة نواقض الإيمان، فإن الوثنية تطارد التوحيد في أكثر ميادين الحياة، وإن الرافضة الإثني عشرية لهم عقائد متردية، وآراء شاذة، واتجاهات فكرية فاسدة، ومخالفات كثيرة لقطعيات الشريعة، ومنطق العقل، وضرورات الفكر، فهم بعيدون عن تعاليم القرآن والدين الإسلامي المستقيم، فدينهم مبني على الكذب والزور وعقيدتهم مؤسسة على النفاق والخرافات، ونحن نحاكم هؤلاء إلى كتبهم وعقائدهم وواقعهم، بقصد دعوتهم إلى الحق، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم، وفي نفس الوقت نحذر العالمين من ضلالهم وسوء سبيلهم، فلا نكذب عليهم، أو نظلمهم، ولا نلبس على عباد الله في تقويمهم وكشف حقيقتهم، فقد ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم على شيء، رفضوا السنة وكابروا في العقل، فارتموا في خرافات هزيلة، واعوجاجات كبيرة، وقد تضمنت كتبهم وعقائدهم، الإيمان بالمهدي الغائب عن الأنظار، محمد بن الحسن العسكري الذي دخل في سرداب سامراء، فلم يزل مختفياً عن الأنظار حتى الآن 0
وقد جاء في كتبهم، قصة ولادته وأن أمه حملت به وهي لا تعلم، وكان حمله وولادته في ليلة واحدة، ويذكرون من الحكايات والقصص في ولادته، ودخوله السرداب ومكثه فيه إلى هذا اليوم، أشياء لا يتجاوب معها ويصدقها مَنْ فيه ذرة من عقل 0
وقد جاء في كتبهم: أن محمداً صلى الله عليه وسلم بعث رحمة، ويبعث القائم نقمة، ويحكون عن أبي جعفر أنه قال (لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يراه مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف، حتى يقول كثير من الناس، ليس هذا من آل محمد، لو كان من آل محمد لرحم) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/489)
ويحكون بأن أول ما يبدأ به المهدي أن يخرج أبا بكر وعمر من قبريهما فيحرقهما، ويذريهما في الريح، ويكسر المسجد. ينظر في ذلك، بحار الأنوار (52/ 386) والرجعة (186 - 187) للأحسائي، والأنوار النعمانية (1/ 141) وغير ذلك من كتبهم 0
وقد قال الرافضي أمير علي عن شيعته، بأنهم يجتمعون في كل ليلة بعد صلاة المغرب بباب سرداب سامراء فيهتفون باسمه ويدعونه للخروج حتى تشتبك النجوم، ثم ينفضون إلى بيوتهم بعد طول الانتظار وهم يشعرون بخيبة الأمل والحزن، ومثل ذلك أو أكبر أنهم يقولون إن كربلاء التي قتل فيها الحسين رضي الله عنه أفضل من بيت الله الحرام ونسبوا إلى جعفر قوله (إن أرض الكعبة قالت من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل فج عميق وجعلت حرم الله وأمنه، فأوحى الله إليها أن كفي وقري ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا ما تضمنته أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت، فقري واستقري وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكر ولا مستكبر لأرض كربلاء و إلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم) 0
ومن كثافة جهلهم وغليظ غبائهم، ما جاء في رواية القمي (إن الصبي منا إذا كان أتى عليه شهر كان كمن أتى عليه سنة، وإن الصبي منا يتكلم في بطن أمه ويقرأ القرآن، ويعبد ربه عز وجل عند الرضاع، تطيعه الملائكة وتنزل عليه صباحاً ومساءً) ومن ذلك هجرهم لاسم أبي بكر وعمر وعثمان، ولمن يتسمى بذلك حتى يكرهوا معاملته، وهذا نقطة من بحر، وغيظ من فيض من كثافة عقول هؤلاء القوم، وسذاجة أذهانهم، ولا عجب في ذلك فهذا جزاء من أعرض عن الكتاب والسنة، قال الله تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً) وقال تعالى (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ. وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) فإنهم مخالفون للكتاب متفقون على مخالفة الكتاب، لو كانوا من الطير لكانوا رخماً، ولو كانوا من الدواب لكانوا حمراً 0
ومن أسسهم الآثمة وأصولهم المعتبرة، من لا تقية له فلا دين له، وقد نسبوا إلى جعفر بن محمد رحمه الله تعالى: كذباً وزوراً، أنه قال (إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له) 0
ويقول ابن بابويه القمي – الملقب برئيس المحدثين عندهم – (التقية واجبة من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة) قال جمال الدين أبو المظفر عن الرافضة:
هم أكذب الناس في قول وفي عمل
وأعظم الخلق جهلاً في توثبه
وهم أقل الورى عقلاً وأغفلهم
عن كل خير وأبطأ عن تكسبه
وكل عيب يردّ الشرع قد جمعوا
هم جند إبليس بل فرسان مقنبه
وقد كانت الرافضة سبب سقوط الدولة الإسلامية في بغداد، فإن الوزير ابن العلقمي لما استمكن من الخليفة المستعصم العباسي، تآمر مع التتار على نهب ديار المسلمين وقتل علمائهم وخيارهم، فتم أمر الله (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً) 0
وقد يؤيد هذه الخيانة، ويمتدح هذه المؤامرة، ويبارك على هذه الجريمة النكراء بعض أساطين هؤلاء الرافضة كما أيد الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية صنيع نصير (الشرك) الطوسي من دخوله في العمل وزيراً لهولاكو بقصد الإطاحة بالخلافة الإسلامية بل ويرى مشروعية هذا العمل الإجرامي إذ يقول (إن من باب التقية الجائزة دخول الشيعي في ركب السلاطين إذا كان في دخوله الشكلي نصر للإسلام وللمسلمين مثل دخول نصير الدين الطوسي) 0
وقال الرافضي الخوانساري عن نصير (الشرك) الطوسي (ومن جملة أمره المشهور المعروف حكاية استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان بن تولي خان من جنكيز خان من عظماء التتارية وأتراك المغول، ومجيئه في موكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد لإرشاد العباد! وقطع دابر سلسلة البغي والفساد بإبدال دائرة ملك بني العباس وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغام، إلى أن سال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار، فانهار بها في دماء دجلة إلى نار جهنم دار البوار) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/490)
وقد حفظ تاريخنا عن جرائم وخبث الرافضة تجاه أهل الحق والسنة الشيء الكثير فهم دائماً مع الصليبيين والمشركين ضد المسلمين، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في المنهاج (1/ 20) فتجدهم أو كثيراً منهم إذا اختصم خصمان في ربهم من المؤمنين والكفار واختلف الناس فيما جاءت به الأنبياء فمنهم من آمن ومنهم من كفر سواء كان الاختلاف بقول أو عمل كالحروب التي بين المسلمين وأهل الكتاب والمشركين، تجدهم يعاونون المشركين وأهل الكتاب على المسلمين وأهل القرآن، كما قد جربه الناس منهم غير مرة في مثل إعانتهم للمشركين من الترك وغيرهم على أهل الإسلام بخراسان والعراق والجزيرة والشام وغير ذلك، وإعانتهم للنصارى على المسلمين بالشام ومصر وغير ذلك في وقائع متعددة، من أعظم الحوادث التي كانت في الإسلام في المائة الرابعة والسابعة فإنه لما قدم كفار الترك إلى بلاد الإسلام وقتل من المسلمين ما لا يحصي عدده إلا رب الأنام، كانوا أعظم الناس عداوة للمسلمين ومعونة للكافرين، وهكذا معاونتهم لليهود أمر شهير حتى جعلهم الناس لهم كالحمير 0
وهذا يؤكد المقولة بأن دين الرافضة ليس هو دين المسلمين، وملتهم منابذة لملة المؤمنين، وليس لديهم أرضية خصبة للدين الإسلامي، وقبول ما تمليه الشريعة من أحكام ونظم جليلة وقد صرح بذلك ساستهم وكبراؤهم يقول نعمة الله الجزائري عن أهل السنة (إنا لا نجتمع معهم على إله، ولا على نبي، ولا على إمام، لأنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه، وخليفته من بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب، ولا بذلك النبي لأن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا، ولا ذلك النبي نبينا) 0
ويقول محمد الرضوي عن أهل السنة (فإن قال أحد من الناس فيهم: إنهم شر من اليهود والنصارى فقد صدق في قوله، وإن أقسم بالله على ذلك بر يمينه) 0
إن المكفرات لدى الرافضة التي أجمع المسلمون، في كل قطر ومصر، على أنها من نواقض الإسلام، ومفسدات الإيمان كثيرة وطويلة، فمنها
1) شركهم في توحيد الربوبية، فمن عقائد القوم أن أول مخلوق خلقه الله هو نور الأئمة، ومنه فتق جميع ما في الكون من مخلوقات علوية وسفلية 0
2) شركهم في توحيد العبادة، من دعاء غير الله، والطواف على القبور، وتأليه أصحابها، والذبح والنذر لغير الله، قال الرافضي محمد الرضوي (أما طلب الشيعة من أصحاب القبور أموراً لا يقدر عليها إلا الله تعالى فليس هو إلا جعلهم وسائط بينهم وبين الله، وشفعاء إليه في نجاحها امتثالاً لأمره تعالى ... ) 0
3) نفيهم صفات الله عز وجل جملة وتفصيلاً، ووصفهم الله تعالى بالسلبيات والنقائص 0
4) نسبتهم البداء لله تعالى، ومعناه عندهم (إن الله قد يبدو له الشيء لعدم علمه بالعواقب فيقضي بخلاف ما قضى في السابق) 0
5) زعمهم أن القرآن محرف، وزيد فيه ونقص، قال الرافضي نعمة الله الجزائري (إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة، بل المتواترة الدالة بتصريحها على وقوع التحريف في القرآن) وقد كتب أحد شياطينهم كتاباً أسماه (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) وجاء في الكتاب حكاية إجماع أئمتهم على وقوع التحريف بالقرآن 0 وجاء عن بعض علمائهم تكذيب هذا، وقد لا يعرف كثير من العامة شيئاً من هذا 0
6) قولهم: عن أئمتهم أنهم يعلمون ما كان وما يكون، وأنهم لا يخفى عليهم شيء، وذكروا عن الصادق زوراً وبهتاناً أنه قال (والله لقد أعطينا علم الأولين والآخرين) فقال له رجل من أصحابه: جعلت فداك أعندكم علم الغيب؟ فقال له (ويحك إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء) 0
7) وجاء في كتابهم الكافي (أن الأئمة (أئمة الرفض) يعلمون ما كان وما يكون وأنهم لا يخفى عليهم شيء) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/491)
8) تكفيرهم الصحابة إلا نفراً يسيراً، يقول الرضوي الرافضي (إن مما لا يختلف فيه اثنان ممن هم على وجه الأرض أن الثلاثة، الذين هم في طليعة الصحابة – يعني أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم – كانوا عبدة أوثان) وقال (أما براءتنا من الشيخين – أبي بكر وعمر – فذاك من ضرورات ديننا، وهي أمارة شرعية على صدق محبتنا لإمامنا، وموالاتنا لقادتنا، عليهم السلام إن الولاية لعلي لا تتم إلا بالبراءة من الشيخين وذلك لأن الله يقول (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا) ونسبوا إلى أبي جعفر بهتاناً عظيماً أنه قال (كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة) فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: (المقداد وأبو ذر وسلمان) 0
9) قذفهم الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها بالإفك، وقد برأها الله من فوق سبع سماوات، قال الرافضي صاحب الصراط المستقيم قالوا [أي: أهل السنة] برأها الله في قوله (أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ) قلنا ذلك تنزيه لنبيه عن الزنا، لا لها كما أجمع عليه المفسرون 0
إلى غير ذلك من المكفرات الكبيرة، التي لا يجتمع معها إسلام إلا كما يجتمع الحوت والضب، ومن قال بأن هذه العقائد لطائفة منهم دون الأكثرية، فقد غلط فهذا توحيد خاصتهم، وعامتهم، كبيرهم وصغيرهم، ولا سيما شركهم في توحيد العبادة وتكفير الصحابة، وقد دلت على ذلك كتبهم، وعبرت عن عقيدتهم، مدارسهم، والمناظرات الأخيرة في شهر رمضان عبر قناة المستقلة، مبصرة بأقاويلهم، وحاكمة على عقائدهم، ومجلية للخلاف بين المذهبين، وأنه اختلاف إسلام وكفر، فلا يحتمل فيه الخلاف، ولا يمكن معه التقريب، ومن قال غير ذلك فهو لا يفهم التوحيد، ولا ما جاءَت به الرسل، فيريد أن يجمع بين الحق والباطل، والكفر والإسلام وهذا ضلال بعيد ومسخ للثوابت الشرعية، فإن عقائد الرافضة في ماضيهم وحاضرهم شرك وتعطيل، ولهم في الشبكة العالمية الإنترنت، منتديات تجاهر بالكفر والشرك والطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين، وينادون عبر ذلك بضرورة الدخول في ديانتهم ومشاركتهم في شركهم، وتكفير الصحابة، ولعن أبي بكر وعمر وعثمان، وأمهات المؤمنين 0
هذا وقد عملت أيدي بعض العلماء وطلبة العلم العاملين، جهوداً مشكورة لمكافحتهم ومواجهتهم عبر الشبكة العنكبوتية، وأنشؤا من خلال ذلك موقع شبكة الدفاع عن السنة لكبح شرهم وعدوانهم الأثيم، ولهم في سبيل ذلك أنشطة متواصلة، بذلوا لأجلها أعمالاً جليلة، ومواقف مشرفة، كان الله في عونهم ونصرهم 0
وإن هذا الموقع الطيب الأشم لحقيق بالحفاوة والتقدير، وجدير بالدعم والتكريم ويتمثل هذا الموقع الزاهر بأمور:
1. نشر العقيدة الصحيحة السليمة على وفق الكتاب والسنة 0
2. الدفاع عن السنة المطهرة 0
3. الدفاع عن الصحابة والذب عن حرماتهم وأعراضهم الطاهرة النقية 0
4. الرد على شبهات الرافضة التي تثار بين وقت وآخر 0
5. نشر مخازي الرافضة، وجرائمهم عبر التاريخ 0
6. نشر الوثائق المصورة المنقولة من كتب الرافضة أنفسهم 0
7. تبصير جهلة الرافضة وعوامهم بفساد دينهم، وخيانة علمائهم 0
وبكل أسف أن يوجد في مجتمعنا أناس منهزمون فكرياً من المحسوبين على التيار الإصلاحي والدعوي خرجوا على الناس بتمييع مسائل التوحيد الكبرى، والتهوين من بدع الرافضة، والتشكيك في المنقول من معتقداتهم وأصولهم، وقد يدعون إلى التقريب بين أهل السنة والرافضة، وأن الخلاف فيما بيننا وبينهم في أمور جزئية، ومسائل اجتهادية، وأمور فرعية، وتلكم والله مصيبة عظيمة، ومحنة كبيرة، فهل أصبحت مسبة رب العالمين، مسألة لا تستحق الغضب؟، أم أضحى لعن الصحابة وتكفيرهم أمراً اجتهادياً لا يثير الولاء والبراء؟، أم غدا الخلل الموجود عند الرافضة في توحيد الإلهية من المسائل الجزئية؟، ألا فليسكت الجبناء دعاة الهزيمة، فإن هذا الضلال والاعوجاج بالتقريب بين الحق والباطل، لا قرار له في مجتمع أهل السنة، ولا والله لا نجتمع نحن وإياهم والخلاف فيما بيننا وبينهم في جذر العقيدة، ولب الشريعة، وزبدة الرسالة المحمدية 0
وكل دعوة تقريب بين أهل السنة والرافضة تقتضي الاعتراف بكتب الرافضة وعقائدهم في الله، والصحابة، وهذا يعطي الكفر، والزندقة، صفة الإسلام، والإيمان نعوذ بالله من ذلك، والله تعالى يقول (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ) 0
والعجيب أن دعاة التقريب من الرافضة ومن نحا نحوهم لا يتنازلون عن عقائدهم الفاجرة، وأفعالهم الظالمة، بخلاف دعاة التقريب من المحسوبين على أهل السنة فإنهم يتنازلون لهم، وتنهار لأجلهم، مبادئهم وأسسهم العادلة، وحقيقة التقريب عند الرافضة هو أخذ أهل السنة بعقيدة تلك الشرذمة الظالمة، وقد صرح بذلك بعض قادتهم أمثال الخالصي وعبد الحسين الموسوي، ويقول قائلهم (لا يمكن التفاهم والاتفاق على شيء قبل أن نضع رجال الصدر الأول في ميزان الحساب لأنهم خلفوا أموراً خلافية كثيرة لا يمكن التغاضي عنها) 0
((منقول من البريد))(51/492)
((المنحه الالهيه تهذيب شرح الطحاويه))
ـ[سليم الجزولي]ــــــــ[15 - 10 - 08, 12:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتمني من كان لديه فوائد او مسائل او اسئله و اجوبه خاصه بالعقيده
ليتسنى لي ان اتدرب عليها فنحن قرر علينا ((المنحه الالهيه تهذيب شرح الطحاويه))
لعبدالاخر الغنيمي
فلع هناك ناشط يفيدنا بارك الله فيكم(51/493)
محاججة طائفة الكلابية
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[15 - 10 - 08, 01:04 م]ـ
السلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صحبه واله ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين اما بعد:
كنا نتجنب نشر محاججات اهل البدع وسرد اقوالهم الفلسفية ودحضها بالمعقول الذي يدّعون احكامه , وذلك امام العامة وضعيفي العقيدة لأن الشبه خطافة, ولكن منذ ان ظهرت القنوات والانترت ووقع هذا الانفتاح الرهيب , حيث اصبح من المستحيل صد الناس عن الاتصال بالآخر وخاصة الشباب الذي نشأ عن فكر متحرر انفتاحي لا يقبل الوصاية والرقابة على فكره ولو من المشايخ , فسقط كثير منهم خاصة انصاف المتعلمين -الكثر في هذه الايام- في شباك اهل الاهواء.
ومما زاد افتناعي بذلك ان منتديات سلفية اصبحت تطرح شبهات الخصوم دون رد محكم قاطع ملزم.
فاصبح من الضروري طرح هذه المسائل , تقديم جرعات كدواء فيه ضرر لدفع مرض اعظم وذلك بقدر دون افراط , والضرورة تقدر بقدرها.
ولكن ندعو كل سني إلى لزوم اهل السنة ومجانبة اهل الاهواء الكلابية والمعتزلة وغيرهم ... وعدم سماع كلامهم في العقائد, اذا آثر السلامة.
وسوف يكون الزامنا منصبا على طائفة الكلابية سوى كانوا اشعرية متكلمة أو ماتوريدية, بسبب كثرة نشاطهم ومنتدياتهم ورسائلهم, وهذا ملاحظ منذ ان اطلق بوش برنامج غزو الفكر السلفي في العالم الاسلامي- بدعوى انه هو الفكر الارهابي -.
ولقد اتبعت منهجا في العرض يعتمد على:
1 - عدم استعمال مصطلحات اهل الكلام الا عند الضرورة
2 - اتباع اسلوب الحوار لشد الانتباه
3 - تبسيط العبارت بقدر الامكان
فنبدأ باسم الله
الجولة الاولى:
السني يهاجم - لتوجيه الحوار نحو ما يريد-: فيقول للكلابي سوى كان متمشعر أو ماتوريدي:
انت تنفي صفات الله الذاتية كالسمع والبصر ولا تثبت منها الا الوجود أو ربما العلم .....
الكلابي يجيب: لا انا اثبت هذه الصفات
هنا يبدأ السني في طرح الاسئلة عليه لاثبات كلامه, وكن انت ايها السني دائما سائلا ولا تكن مجيبا , فهو الزم للخصم وتوجيه له لكي يقع في الالزام- هذه نصيحة من ابن حزم مفيدة جدا في المناضرة-
السني يسأل فيقول له: اذا ما معنى سمع الله عندكم؟
الكلابي يجيب: هو تعلق سمع الله بالمسموع في الازل - وليس لهم اجابة غير ذلك-
فيقول السني: وكذلك العلم بالمسموع عندكم هو تعلق علم الله به في الازل
فما هو الفرق بينهما - لأن باثبات المعنى او اثبات الفرق يتميز كل منهما عن الآخر-؟
فيبهت الكلابي ولا يجد اجابة
فيرفسه السني بقوله: لقد علمنا ان معنى السمع عندكم هو العلم ... وليس صفة غيره
النتيجة:
ومنه تفهم لماذا الاشعرية والماتوريدية حائرين في الفرق بين سمع وبصر الله وعلمه - فهو عندهم شيء واحد مثل المعتزلة لكنهم جبنوا عن التصريح بذلك , حتى لا يصدموا نصوص القرآن المتواترة , الا ان بعض شجعانهم صرحوا برجوع صفتا السمع والبصر إلى العلم-
وعصم الله اهل السنة لأنهم يقولون: سمع الله هو ادراك الله للمسموع له عند وجوده على الكمال, وبصر الله هو ادراك المبصور له عند وجوده على الكمال .. وعلم الله هو ادراك كل شيء قبل وجوده وبعد وجوده وبعد اعدامه على الكمال.
يتبع بالجولة الثانية
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[16 - 10 - 08, 01:04 م]ـ
الجولة الثانية:
يقول السني للكلابي: انتم ايها الكلابية تتنقصون علم الله -سبحانه -وتجعلون المخلوق اعلم منه وتدعون التنزيه , فكم اخطأتم في حق ربكم
يجيب الكلابي: لا نحن لا نتقص علم الله
يسأله السني: اذا فكيف هو علم الله عندكم
يجيب الكلابي: نحن نقول ان علم الله غاية الكمال حيث يعلم كل شيء سيحدث قبل خلق الخلق, علما في غاية الاستغراق للجزئيات.
يعقب عليه السني: ونحن نثبت هذا كذلك , ثم
يسأل السني الكلابي: ولكن عندكم , هل الله سبحانه عندما يخلق الخلق يعلم انه حدث الخلق.؟
هنا يبهت الكلابي ولا يستطيع ان يجيب ببنت شفة لأنه:
لو قال نعم: فقد قال بتغير علم الله من سيحدث قبل خلق الخلق إلى حدث عند خلقهم. والتغير في علم الله الاول عند الكلابية يسمى بحلول الحوادث وهو نقص في حق الله عندهم.
ولو قال لا يعلم: فقد تنقص علم الله وقال بقول القلاسقة القائلين بان الرب لا يعلم حدوث الخلق ... كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا.
النتيجة:
وهنا تفهم ايها السني ان كل الكلابية عجزوا عن تفسير قوله عز وجل: " وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ... " واضرابها من آيات " ليعلم الله ..... "
فانظر تفاسيرهم لها لتجدهم بين محرف ومخرف ومتهرب ومفوض,
وعصم الله اهل السنة حيث اتبعوا مفسري السلف القائلين: " ليعلم الله ان ذلك وقع " وهذا لا ينافي علمه الاول: " انه سيقع ذلك "
مع ملاحضة ان بعض الكلابية ذكر تفسير السلف هذا , وصدره بقيل لغصته في حلوقهم.
والى جولة اخرى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/494)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[17 - 10 - 08, 06:32 ص]ـ
احسنت أخي
هم معتزلة عندما تسألهم عن تفسير فوله (قد سمع الله)
فهل سمعها عندما جادلت؟
ام سمعها قبل خلقها؟
فإذا كان سمع المجادلة في الأزل معناه أزلية الأصوات ...
وكذلك في المبصرات فإذا كان الله يبصر الخلق قبل خلقهم ويبصرهم بعد خلقهم فقد قلنا بأزلية المبصرات
ولا أدري هل تمت مناقشة الأشعرية في هذه المسألة بالتفصيل؟ من قبل العلماء أمثال ابن تيمية وابن القيم وغيرهم
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[18 - 10 - 08, 01:43 م]ـ
نعم ناقشت الكلابية مرارا في هذه المسألة-وطردوني- ولم يجدوا لها جوابا سوى انهم يقولون
اولا: تعلق السمع والبصر و .... في الازل ويسمونه "تعلق تنجيزي قديم" اي انجز في الازل
فاذا قلت لهم اتفقنا ان المسموع والمبصور و .. معدوم في الازل
قالوا لك التعلق امر عدمي اي بالمعدوم
فيقال لهم: هل سمع المعدوم له حقيقة لغوية وعقلية عندكم (نقصد بالحقيقة اللغوية انه مسموع في كلام العرب, والحقيقة العقلية اي يتصور في الذهن)
فليس لهم اجابة الا لا, ولا ندري حقيقة هذا التعلق ونفوض معناه وحقيقته لله.
فيقال لهم لم تثبتوا شيء. والمعتزلة اصح عقولا منكم,.
لأنه لو اثبتوا اي حقيقة قالوا بقدم الاصوات والمبصورات.
وَهُوَ ما جعل الرازي يقول بقوة ادلة القائلين بقدم العالم من الفلاسفة والقائلين بحدوثها سمع الله والبصر ... " بينما الاشعرية قولهم ضعيف. وهذا في كتابه المطالب العالية وهو من آخر كتبه وقال ان هذه المسألة مما يحير العقول.
مما جعل ابو عبدة السنوسي امام الاشعرية في زمانه والمنافح عنها يسفه مقالة الرازي.
فالكلابية دائما تغرك مقدماتهم ولكن لو اوصلتهم للنهاية قالوا لا ندري. فكنت دائما عندما اناضرهم اقول لهم: انتم مفوضة في الاخير, فلو فوضتم من البداية, ولم تحرفوا كلام الله, لكان شركم اقل , ولعل الله يعذركم ويرحمكم.
ـ[ابو ثابت التويجري]ــــــــ[18 - 10 - 08, 10:06 م]ـ
اللهم ارحمنا وجزيتم خيرا
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[30 - 10 - 08, 04:43 م]ـ
جولة اخرى للسني
السني يقول للكلابي: انتم ايها الكلابية تنكرون صفة الارادة لله وتدعون انكم مثبتة للصفات
الكلابي يسال: وكيف ذلك
السني يعقب: لا انا الذي اسأل فاقول لك: هل الارادة علة لفعل الله مؤثرة فيه -أي معناه ان الفعل نتج عن اختيار سبق الفعل-؟
الكلابييجيب: لا ليس الارادة علة لافعال الله بل ملازمة له فقط دون تأثير فيه.
السني يعقب: نعم هذا كان ظننا بكم ان افعال الله ليست عن اختياره
نتيجة:
الكلابية يقولون الارادة ليست علة لافعال الله مؤثرة فيها بالاختيار لأنهم لو قالوا ذلك لقالوا بان ارادة الله تسبق فعله والزموا بحلول الحوادث-على قولهم- لأن الارادة اختيار بين الممكن والاختيار يسبق الفعل – وعند الكلابية لا تسبق الارادة الفعل التنجيزي لله.
فهذا عين قول المعتزلة الارادة عين فعل الله.
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[06 - 11 - 08, 11:41 ص]ـ
جولة اخرى
انا لنحكي في بعض الاحيان قول اليهود والنصارى ونستحي ان نحكي كلام الكلابية.
يقول السني للكلابي: انتم ايها الكلابية اما مشركون تقولون بتعدد الارباب وهذا لم يقل به عاقل الا جاحدا او مجنونا. او تقولون بنفي وجود الرب. فتلحقوا بالملحدين.
يجيب الكلابي: اعوذ بالله
يقل السني سائلا: الم تقولوا "لا نقول ان الله واحد في العدد".
الكلابي يسكت: ولا ينكر.
يعقب السني: مع ان هذه اللفظة فيها محادة لكلام في كثير من الايات مثل قول قوله تعالى:" أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ " فاثبت انه يوجد رب واحد في مقابلة تعدد الارباب. فاثبت الواحد من حيث العدد.
ومع ان كلامكم مناف لكلام العرب التي تطلق الواحد على المعدود, فان كلامكم منافي للمعقول.
ثم يسأل السني: فماذا غير عدد الواحد اما الصفر او التعدد
يقول الكلابي: لا الصفر ولا التعدد.
يقول السني: وهذا هو النفي المحض لوجود الرب, لأن: لا الصفر ولا متعدد =لاشيء.
فلا يجد الكلابية اجابة على هذا الاشكال
النتيجة:
تقول الكلابية: لانقول ان الله واحد في العدد وانما نقول ان الله واحد بمعنى انه في الازل كان وحده اي وجوده قبل وجود المخلوق. لأنهم قالوا: لو قلنا ان الله واحد في العدد معناها نستطيع عده وبالتالي فهو متناهي "له نهايات".
فوقعوا في النفي المحض لوجود الله. هروبا من هذا الاشكال.
اسمحوا لي ايها الاخوة في بعض الاحيان يصبح كلام الكلابية اكرمكم الله اشبه "بضراط الابل في الربيع" على حد المثل عندنا في الصحراء الجزائرية.
والى جولة اخرى.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[07 - 11 - 08, 12:59 م]ـ
رائع أخي الكريم ... ونحن نتابعك جزاك الله خير
بشأن آخر نقطة وهي التعددية وهل الله واحد أحد أم لا؟
نريد زيادة شرح ومن قال بها من الأشعرية (أئمتهم)
ولكم الشكر الجزيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/495)
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[07 - 11 - 08, 02:41 م]ـ
بارك الله فيك وزادك نشاطا وهمة في هذا العمل المشكور,,,
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[08 - 11 - 08, 11:22 ص]ـ
رائع أخي الكريم ... ونحن نتابعك جزاك الله خير
بشأن آخر نقطة وهي التعددية وهل الله واحد أحد أم لا؟
نريد زيادة شرح ومن قال بها من الأشعرية (أئمتهم)
ولكم الشكر الجزيل
اعلم اخي ان هذه الزامات لهم ولا يعني بالضرورة اعتقاداتهم والا كفروا
اما عن الوثيق فتلاحظ اني لا انقل كلامهم لسببين
اولا اني اكتب بعيدا عن مكتبتي من ذاكرتي ولا استحضر نص كلامهم ووموقعه.
ثانيا قصدي الاختصار.
لكن عندما يطلب مني اخ توثيق اقوالهم فلا مانع من ذلك باختصار:
قال اللامشي-من ائمة الماتريدية في اواخر القرن الخامس-:" ولهذا قلنا ان الله تعالى واحد لا من حيث العدد نعني به انه واحد ابدي وفرد ازلي لا واحد عددي لأن العدد متناه وذات الله تعالى ليس بمتناه". كتابه التمهيد لقواعد التوحيد الفقرة 67 صفحة 69.
ويشبهه قول امامهم ابي عبدالله السنوسي في الهداية وهو ينتسب الى الاشعري
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 09:15 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد فوزي الحفناوي
من اروع ما قرأت عرضا ومحتوى نفع الله بكم
لكن أين انتم؟ نريد المزيد!!!
لست الوحيد ممن يسأل عنكم يسر الله أمركم أينما كنتم
نسق و نشر في مدونة: الاشاعرة .. الوجه الاخر ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/03/blog-post_25.html)
قال ابن قدامة رحمه الله في كتاب المناظرة في القرآن ص35: ولا نعرف في أهل البدع طائفة (يكتمون) مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة و (الأشعرية) ا. هـ
http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/FirstGenerationsLogo.gif (http://www.youtube.com/user/FirstGenerations)http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/shirarrblogspotcom.jpg (http://shirarr.blogspot.com/)http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/asha3iraotherfacebanner.gif (http://asha3ira.blogspot.com/)
http://www.abovethethrone.com/arsh/images/banner.gif (http://www.abovethethrone.com/arsh/)
http://www.asharis.com/creed/images/banner.gif (http://www.asharis.com/creed/)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[09 - 05 - 10, 07:46 م]ـ
يعقب السني: مع ان هذه اللفظة فيها محادة لكلام في كثير من الايات مثل قول قوله تعالى:" أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ " فاثبت انه يوجد رب واحد في مقابلة تعدد الارباب. فاثبت الواحد من حيث العدد.
ومع ان كلامكم مناف لكلام العرب التي تطلق الواحد على المعدود, فان كلامكم منافي للمعقول.
ثم يسأل السني: فماذا غير عدد الواحد اما الصفر او التعدد
يقول الكلابي: لا الصفر ولا التعدد.
يقول السني: وهذا هو النفي المحض لوجود الرب, لأن: لا الصفر ولا متعدد =لاشيء.
فلا يجد الكلابية اجابة على هذا الاشكال
النتيجة:
تقول الكلابية: لانقول ان الله واحد في العدد وانما نقول ان الله واحد بمعنى انه في الازل كان وحده اي وجوده قبل وجود المخلوق. لأنهم قالوا: لو قلنا ان الله واحد في العدد معناها نستطيع عده وبالتالي فهو متناهي "له نهايات".
فوقعوا في النفي المحض لوجود الله. هروبا من هذا الاشكال.
الله سبحانه وتعالى يعدد ذوات المخلوقات.
قال تعالى:
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً [الكهف: 22]
والله سبحانه وتعالى يعد ذاته الجليلة الكريمة مع مخلوقاته عدّا ولو انه سبحانه معهم بعلمه. والمهم هو العد هنا.
قال تعالى:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [المجادلة: 7](51/496)
نصوص في التوراة والإنجيل تدعوا لتوحيد الألوهية
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - 10 - 08, 08:18 ص]ـ
نصوص في التوراة والإنجيل تدعوا لتوحيد الألوهية
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأنبياء أخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد.
ومعنى الحديث أن أصل دينهم واحد وهو التوحيد وإن اختلفت فروع الشرائع , وهذا بينه الله تعالى في كتابه في كثير من الآيات قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} وقال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
والمتأمل الناظر في كتب العهد القديم والجديد يرى نصوصا كثيرة فيها النص والتقرير لتوحيد الألوهية والعبادة وفيها الأمر بصرف العبادات لله تعالى من سجود وصلاة ودعاء وذبح ونذر إلى غير ذلك من العبادات؛ والذي فيه الحجة على أهل الكتاب من كتبهم وأسفارهم.
وقد شجعني على جمع هذه النصوص أن الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى أشار إلى بعض هذه النصوص في كتابه " إرشاد الثقات إلى اتفاق الشرائع على التوحيد والمعاد والنبوات" فقمت بحول الله وقوته باستقراء كتب العهد القديم والجديد وملحقاتها بالإضافة لإنجيل برنابا , واستخراج تلك النصوص المتعلقة بتوحيد الألوهية , وهي كثيرة جدا , وقد اقتصرت في بعض الأسفار بذكر بعضها لكثرة تكررها ,وقد تبين لي أن النصوص التي تدعو إلى توحيد الألوهية في العهد القديم كثيرة جدا بعكس العهد الجديد التي قلت فيه مثل هذه النصوص , والله المرجو أن يعفو عنا الزلل والخطأ ومنه نستمد الحول والقوة.
اختلاف العلماء في مسألة التبديل والتحريف في كتب التوراة والإنجيل على أربعة أقوال:
1 - أنها بدلت كلها.
2 - أن التبديل وقع ولكن في معظمها.
3 - أن التبديل وقع في اليسير منها ومعظمها باق على حاله ونصر هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية.
4 - أن التبديل وقع في المعاني أي في شرح ألفاظها وليس في نفس اللفظ وقد نصره البخاري في صحيحه.
قال ابن حجر رحمه الله عند قول البخاري في صحيحه:" وليس أحد يزيل لفظ كتاب الله من كتب الله عز وجل ولكنهم يحرفونه: يتأولونه عن غير تأويله".
قال: "اختلف في هذه المسألة على أقوال أحدها أنها بدلت كلها وهو مقتضى القول المحكي بجواز الامتهان , وهو إفراط وينبغي حمل إطلاق من أطلقه على الأكثر وإلا فهي مكابرة والآيات والأخبار كثيرة في أنه بقي منها أشياء كثيرة لم تبدل من ذلك قوله تعالى: {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل} الآية , ومن ذلك قصة رجم اليهوديين؛ وفيه وجود آية الرجم , ويؤيده قوله تعالى: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}.
ثانيها: أن التبديل وقع ولكن في معظمها ,وأدلته كثيرة وينبغي حمل الأول عليه.
ثالثها: وقع في اليسير منها ومعظمها باق على حاله ونصره الشيخ تقي الدين بن تيمية في كتابه الرد الصحيح على من بدل دين المسيح.
رابعها: إنما وقع التبديل والتغيير في المعاني لا في الألفاظ وهو المذكور هنا وقد سئل ابن تيمية عن هذه المسألة مجردا فأجاب في فتاويه أن للعلماء في ذلك قولين واحتج للثاني من أوجه كثيرة .... الفتح (13|533)
وهذا الذي نصره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أشار إليه في في كتبه.
قال رحمه الله: ثم من هؤلاء من زعم أن كثيرا مما في التوراة أو الإنجيل باطل ليس من كلام الله , ومنهم من قال بل ذلك قليل , وقيل لم يحرف أحد شيئا من حروف الكتب وإنما حرفوا معانيها بالتأويل؛وهذان القولان قال كلا منهما كثير من المسلمين , والصحيح القول الثالث: وهو أن في الأرض نسخا صحيحة وبقيت إلى عهد النبي ونسخا كثيرة محرفة , ومن قال أنه لم يحرف شيء من النسخ فقد قال ما لا يمكنه نفيه , ومن قال جميع النسخ بعد النبي حرفت فقد قال ما يعلم أنه خطأ , والقرآن يأمرهم أن يحكموا بما أنزل الله في التوراة والإنجيل ويخبر أن فيهما حكمه , وليس في القرآن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/497)
خبر أنهم غيروا جميع النسخ.
مجموع الفتاوى (13|104)
وقال أيضا رحمه الله: والقرآن والسنة المتواترة يدلان على أن التوراة والإنجيل الموجودين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فيهما ما أنزله الله عز وجل والجزم بتبديل ذلك في جميع النسخ التي في العالم متعذر ,ولا حاجة بنا إلى ذكره ولا علم لنا بذلك ولا يمكن أحدا من أهل الكتاب أن يدعي أن كل نسخة في العالم بجميع الألسنة من الكتب متفقة على لفظ واحد؛فإن هذا مما لا يمكن أحدا من البشر أن يعرفه باختباره وامتحانه ,وإنما يعلم مثل هذا بالوحي؛وإلا فلا يمكن أحدا من البشر أن يقابل كل نسخة موجودة في العالم بكل نسخة من جميع الألسنة بالكتب الأربعة والعشرين ,وقد رأيناها مختلفة في الألفاظ اختلافا بينا والتوراة هي أصح الكتب وأشهرها عند اليهود والنصارى؛ومع هذا فنسخة السامرة مخالفة لنسخة اليهود والنصارى حتى في نفس الكلمات العشر؛ ذكر في نسخة السامرة منها من أمر استقبال الطور ما ليس في نسخة اليهود والنصارى ,وهذا مما يبين أن التبديل وقع في كثير من نسخ هذه الكتب؛فإن عند السامرة نسخا متعددة , وكذلك رأينا في الزبور نسخا متعددة تخالف بعضها بعضا مخالفة كثيرة في كثير من الألفاظ والمعاني يقطع من رآها أن كثيرا منها كذب على زبور داود عليه السلام وأما الأناجيل فالاضطراب فيها أعظم منه في التوراة.
فإن قيل فإذا كانت الكتب المتقدمة منسوخة؛فلماذا ذم أهل الكتاب على ترك الحكم بما أنزل الله منها؟
قيل النسخ لم يقع إلا في قليل من الشرائع وإلا فالإخبار عن الله وعن اليوم الآخر وغير ذلك لا نسخ فيه.
وكذلك الدين الجامع والشرائع الكلية لا نسخ فيها وهو سبحانه ذمهم على ترك إتباع الكتاب الأول لأن أهل الكتاب كفروا من وجهين من جهة تبديلهم الكتاب الأول وترك الإيمان والعمل ببعضه ومن جهة تكذيبهم بالكتاب الثاني وهو القرآن كما قال تعالى: {وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين}
فبين أنهم كفروا قبل مبعثه بما أنزل عليهم وقتلوا الأنبياء ...
الجواب الصحيح (2|449)
نصوص في التوراة والإنجيل تدعوا لتوحيد الألوهية
العهد القديم
التوراة
فَقَالَ أَبْرَامُ لِمَلِكِ سَدُومَ: «رَفَعْتُ يَدِي إِلَى الرَّبِّ الإِلهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
التكوين:14
فَصَلَّى إِبْرَاهِيمُ إِلَى اللهِ، فَشَفَى اللهُ أَبِيمَالِكَ وَامْرَأَتَهُ وَجَوَارِيَهُ فَوَلَدْنَ.
التكوين:20
وَحَدَثَ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ أَنَّ أَبِيمَالِكَ وَفِيكُولَ رَئِيسَ جَيْشِهِ كَلَّمَا إِبْرَاهِيمَ قَائِلَيْنِ: «اللهُ مَعَكَ فِي كُلِّ مَا أَنْتَ صَانِعٌ. فَالآنَ احْلِفْ لِي بِاللهِ ههُنَا أَنَّكَ لاَ تَغْدُرُ بِي وَلاَ بِنَسْلِي وَذُرِّيَّتِي، كَالْمَعْرُوفِ الَّذِي صَنَعْتُ إِلَيْكَ تَصْنَعُ إِلَيَّ وَإِلَى الأَرْضِ الَّتِي تَغَرَّبْتَ فِيهَا». فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «أَنَا أَحْلِفُ».
التكوين:21
وَشَاخَ إِبْرَاهِيمُ وَتَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَبَارَكَ الرَّبُّ إِبْرَاهِيمَ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِعَبْدِهِ كَبِيرِ بَيْتِهِ الْمُسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ: «ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي، فَأَسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ إِلهِ السَّمَاءِ وَإِلهِ الأَرْضِ أَنْ لاَ تَأْخُذَ زَوْجَةً لابْنِي مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ.
التكوين:24
ثُمَّ أَخَذَ الْعَبْدُ عَشَرَةَ جِمَال مِنْ جِمَالِ مَوْلاَهُ، وَمَضَى وَجَمِيعُ خَيْرَاتِ مَوْلاَهُ فِي يَدِهِ. فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى أَرَامِ النَّهْرَيْنِ إِلَى مَدِينَةِ نَاحُورَ. وَأَنَاخَ الْجِمَالَ خَارِجَ الْمَدِينَةِ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ وَقْتَ الْمَسَاءِ، وَقْتَ خُرُوجِ الْمُسْتَقِيَاتِ. وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ، يَسِّرْ لِي الْيَوْمَ وَاصْنَعْ لُطْفًا إِلَى سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. هَا أَنَا وَاقِفٌ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ، وَبَنَاتُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ خَارِجَاتٌ لِيَسْتَقِينَ مَاءً.
التكوين:24
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/498)
فَخَرَّ الرَّجُلُ وَسَجَدَ لِلرَّبِّ، وَقَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الَّذِي لَمْ يَمْنَعْ لُطْفَهُ وَحَقَّهُ عَنْ سَيِّدِي. إِذْ كُنْتُ أَنَا فِي الطَّرِيقِ، هَدَانِي الرَّبُّ إِلَى بَيْتِ إِخْوَةِ سَيِّدِي.
التكوين:24
فَخَرَجَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ وَذَهَبَ نَحْوَ حَارَانَ. وَصَادَفَ مَكَانًا وَبَاتَ هُنَاكَ لأَنَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ، وَأَخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ وَوَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ، فَاضْطَجَعَ فِي ذلِكَ الْمَكَانِ. وَرَأَى حُلْمًا، وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا. وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ.
التكوين:28
وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرًا قَائِلاً: «إِنْ كَانَ اللهُ مَعِي، وَحَفِظَنِي فِي هذَا الطَّرِيقِ الَّذِي أَنَا سَائِرٌ فِيهِ، وَأَعْطَانِي خُبْزًا لآكُلَ وَثِيَابًا لأَلْبَسَ، وَرَجَعْتُ بِسَلاَمٍ إِلَى بَيْتِ أَبِي، يَكُونُ الرَّبُّ لِي إِلهًا.
التكوين:28
وَقَالَ يَعْقُوبُ: «يَا إِلهَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَإِلهَ أَبِي إِسْحَاقَ، الرَّبَّ.
التكوين:32
ثُمَّ قَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: «قُمِ اصْعَدْ إِلَى بَيْتَِ إِيلَ وَأَقِمْ هُنَاكَ، وَاصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحًا ِللهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ هَرَبْتَ مِنْ وَجْهِ عِيسُو أَخِيكَ». فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: «اعْزِلُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَأَبْدِلُوا ثِيَابَكُمْ. وَلْنَقُمْ وَنَصْعَدْ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، فَأَصْنَعَ هُنَاكَ مَذْبَحًا ِللهِ الَّذِي اسْتَجَابَ لِي فِي يَوْمِ ضِيقَتِي، وَكَانَ مَعِي فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتُ فِيهِ». فَأَعْطَوْا يَعْقُوبَ كُلَّ الآلِهَةِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي فِي أَيْدِيهِمْ وَالأَقْرَاطَِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ، فَطَمَرَهَا يَعْقُوبُ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي عِنْدَ شَكِيمَ.
التكوين:35
وَقَالَ لَهُ اللهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. أَثْمِرْ وَاكْثُرْ. أُمَّةٌ وَجَمَاعَةُ أُمَمٍ تَكُونُ مِنْكَ، وَمُلُوكٌ سَيَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِكَ.
التكوين:35
وَاللهُ الْقَدِيرُ يُعْطِيكُمْ رَحْمَةً أَمَامَ الرَّجُلِ حَتَّى يُطْلِقَ لَكُمْ أَخَاكُمُ الآخَرَ وَبَنْيَامِينَ. وَأَنَا إِذَا عَدِمْتُ الأَوْلاَدَ عَدِمْتُهُمْ».
التكوين:43
فَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمْ، لاَ تَخَافُوا. إِلهُكُمْ وَإِلهُ أَبِيكُمْ أَعْطَاكُمْ كَنْزًا فِي عِدَالِكُمْ. فِضَّتُكُمْ وَصَلَتْ إِلَيَّ».
التكوين:43
فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ بَنْيَامِينَ أَخَاهُ ابْنَ أُمِّهِ، وَقَالَ: «أَهذَا أَخُوكُمُ الصَّغِيرُ الَّذِي قُلْتُمْ لِي عَنْهُ؟» ثُمَّ قَالَ: «اللهُ يُنْعِمُ عَلَيْكَ يَا ابْنِي».
التكوين:43
فَقَدْ أَرْسَلَنِي اللهُ قُدَّامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً فِي الأَرْضِ وَلِيَسْتَبْقِيَ لَكُمْ نَجَاةً عَظِيمَةً. فَالآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ اللهُ. وَهُوَ قَدْ جَعَلَنِي أَبًا لِفِرْعَوْنَ وَسَيِّدًا لِكُلِّ بَيْتِهِ وَمُتَسَلِّطًا عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ.
التكوين:44
وَقَالَ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ: «اللهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
التكوين:48
وَرَأَى إِسْرَائِيلُ ابْنَيْ يُوسُفَ فَقَالَ: «مَنْ هذَانِ؟». فَقَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ: «هُمَا ابْنَايَ اللَّذَانِ أَعْطَانِيَ اللهُ ههُنَا».
التكوين:48
وَبَارَكَ يُوسُفَ وَقَالَ: «اللهُ الَّذِي سَارَ أَمَامَهُ أَبَوَايَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ، اللهُ الَّذِي رَعَانِي مُنْذُ وُجُودِي إِلَى هذَا الْيَوْمِ، الْمَلاَكُ الَّذِي خَلَّصَنِي مِنْ كُلِّ شَرّ، يُبَارِكُ الْغُلاَمَيْنِ. وَلْيُدْعَ عَلَيْهِمَا اسْمِي وَاسْمُ أَبَوَيَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ، وَلْيَكْثُرَا كَثِيرًا فِي الأَرْضِ».
التكوين:48
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/499)
وَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «هَا أَنَا أَمُوتُ، وَلكِنَّ اللهَ سَيَكُونُ مَعَكُمْ وَيَرُدُّكُمْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكُمْ. وَأَنَا قَدْ وَهَبْتُ لَكَ سَهْمًا وَاحِدًا فَوْقَ إِخْوَتِكَ، أَخَذْتُهُ مِنْ يَدِ الأَمُورِيِّينَ بِسَيْفِي وَقَوْسِي».
التكوين:48
مِنْ إِلهِ أَبِيكَ الَّذِي يُعِينُكَ، وَمِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي يُبَارِكُكَ، تَأْتِي بَرَكَاتُ السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ.
التكوين:49
فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: «لاَ تَخَافُوا. لأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ اللهِ؟ أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا.
التكوين:50
وَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «أَنَا أَمُوتُ، وَلكِنَّ اللهَ سَيَفْتَقِدُكُمْ وَيُصْعِدُكُمْ مِنْ هذِهِ الأَرْضِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ». وَاسْتَحْلَفَ يُوسُفُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «اللهُ سَيَفْتَقِدُكُمْ فَتُصْعِدُونَ عِظَامِي مِنْ هُنَا».
التكوين:50
ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ».
الخروج:3
فَقَالَ مُوسَى ِللهِ: «مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟» فَقَالَ: «إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَهذِهِ تَكُونُ لَكَ الْعَلاَمَةُ أَنِّي أَرْسَلْتُكَ: حِينَمَا تُخْرِجُ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ، تَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى هذَا الْجَبَلِ». فَقَالَ مُوسَى ِللهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ».
وَقَالَ اللهُ أَيْضًا لِمُوسَى: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ.
الخروج:3
ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ وَأَمْسِكْ بِذَنَبِهَا». فَمَدَّ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ، فَصَارَتْ عَصًا فِي يَدِهِ. «لِكَيْ يُصَدِّقُوا أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ لَكَ الرَّبُّ إِلهُ آبَائِهِمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ».
الخروج:3
وَبَعْدَ ذلِكَ دَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ وَقَالاَ لِفِرْعَوْنَ: «هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيُعَيِّدُوا لِي فِي الْبَرِّيَّةِ».
الخروج:5
ثُمَّ كَلَّمَ اللهُ مُوسَى وَقَالَ لَهُ: «أَنَا الرَّبُّ. وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ. وَأَيْضًا أَقَمْتُ مَعَهُمْ عَهْدِي: أَنْ أُعْطِيَهُمْ أَرْضَ كَنْعَانَ أَرْضَ غُرْبَتِهِمِ الَّتِي تَغَرَّبُوا فِيهَا. وَأَنَا أَيْضًا قَدْ سَمِعْتُ أَنِينَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَسْتَعْبِدُهُمُ الْمِصْرِيُّونَ، وَتَذَكَّرْتُ عَهْدِي. لِذلِكَ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ. وَأَنَا أُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ وَأُنْقِذُكُمْ مِنْ عُبُودِيَّتِهِمْ وَأُخَلِّصُكُمْ بِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ وَبِأَحْكَامٍ عَظِيمَةٍ، وَأَتَّخِذُكُمْ لِي شَعْبًا، وَأَكُونُ لَكُمْ إِلهًا. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ الَّذِي يُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ. وَأُدْخِلُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي رَفَعْتُ يَدِي أَنْ أُعْطِيَهَا لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. وَأُعْطِيَكُمْ إِيَّاهَا مِيرَاثًا. أَنَا الرَّبُّ». فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ هكَذَا، وَلكِنْ لَمْ يَسْمَعُوا لِمُوسَى مِنْ صِغَرِ النَّفْسِ، وَمِنَ الْعُبُودِيَّةِ الْقَاسِيَةِ.
الخروج:6
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/500)
قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ادْخُلْ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقُلْ لَهُ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي.
الخروج:8
فَدَعَا فِرْعَوْنُ مُوسَى وَهَارُونَ وَقَالَ: «اذْهَبُوا اذْبَحُوا لإِلهِكُمْ فِي هذِهِ الأَرْضِ». فَقَالَ مُوسَى: «لاَ يَصْلَحُ أَنْ نَفْعَلَ هكَذَا، لأَنَّنَا إِنَّمَا نَذْبَحُ رِجْسَ الْمِصْرِيِّينَ لِلرَّبِّ إِلهِنَا. إِنْ ذَبَحْنَا رِجْسَ الْمِصْرِيِّينَ أَمَامَ عُيُونِهِمْ أَفَلاَ يَرْجُمُونَنَا؟ نَذْهَبُ سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا كَمَا يَقُولُ لَنَا». فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «أَنَا أُطْلِقُكُمْ لِتَذْبَحُوا لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَلكِنْ لاَ تَذْهَبُوا بَعِيدًا. صَلِّيَا لأَجْلِي». فَقَالَ مُوسَى: «هَا أَنَا أَخْرُجُ مِنْ لَدُنْكَ وَأُصَلِّي إِلَى الرَّبِّ، فَتَرْتَفِعُ الذُّبَّانُ عَنْ فِرْعَوْنَ وَعَبِيدِهِ وَشَعْبِهِ غَدًا. وَلكِنْ لاَ يَعُدْ فِرْعَوْنُ يُخَاتِلُ حَتَّى لاَ يُطْلِقَ الشَّعْبَ لِيَذْبَحَ لِلرَّبِّ».
الخروج:8
ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ نَحْوَ السَّمَاءِ لِيَكُونَ بَرَدٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ: عَلَى النَّاسِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ عُشْبِ الْحَقْلِ فِي أَرْضِ مِصْرَ».
الخروج:9
فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ وَدَعَا مُوسَى وَهَارُونَ وَقَالَ لَهُمَا: «أَخْطَأْتُ هذِهِ الْمَرَّةَ. الرَّبُّ هُوَ الْبَارُّ وَأَنَا وَشَعْبِي الأَشْرَارُ. صَلِّيَا إِلَى الرَّبِّ، وَكَفَى حُدُوثُ رُعُودِ اللهِ وَالْبَرَدُ، فَأُطْلِقَكُمْ وَلاَ تَعُودُوا تَلْبَثُونَ». فَقَالَ لَهُ مُوسَى: «عِنْدَ خُرُوجِي مِنَ الْمَدِينَةِ أَبْسِطُ يَدَيَّ إِلَى الرَّبِّ، فَتَنْقَطِعُ الرُّعُودُ وَلاَ يَكُونُ الْبَرَدُ أَيْضًا، لِكَيْ تَعْرِفَ أَنَّ لِلرَّبِّ الأَرْضَ. وَأَمَّا أَنْتَ وَعَبِيدُكَ فَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَمْ تَخْشَوْا بَعْدُ مِنَ الرَّبِّ الإِلهِ.
الخروج:9
ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ادْخُلْ إِلَى فِرْعَوْنَ، فَإِنِّي أَغْلَظْتُ قَلْبَهُ وَقُلُوبَ عَبِيدِهِ لِكَيْ أَصْنَعَ آيَاتِي هذِهِ بَيْنَهُمْ. وَلِكَيْ تُخْبِرَ فِي مَسَامِعِ ابْنِكَ وَابْنِ ابْنِكَ بِمَا فَعَلْتُهُ فِي مِصْرَ، وَبِآيَاتِي الَّتِي صَنَعْتُهَا بَيْنَهُمْ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ».
الخروج:10
ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ لأَجْلِ الْجَرَادِ، لِيَصْعَدَ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ وَيَأْكُلَ كُلَّ عُشْبِ الأَرْضِ، كُلَّ مَا تَرَكَهُ الْبَرَدُ».
الخروج:10
فَدَعَا فِرْعَوْنُ مُوسَى وَهَارُونَ مُسْرِعًا وَقَالَ: «أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمَا وَإِلَيْكُمَا. وَالآنَ اصْفَحَا عَنْ خَطِيَّتِي هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ، وَصَلِّيَا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمَا لِيَرْفَعَ عَنِّي هذَا الْمَوْتَ فَقَطْ». فَخَرَجَ مُوسَى مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ.
الخروج:10
وَرَأَى إِسْرَائِيلُ الْفَِعْلَ الْعَظِيمَ الَّذِي صَنَعَهُ الرَّبُّ بِالْمِصْرِيِّينَ، فَخَافَ الشَّعْبُ الرَّبَّ وَآمَنُوا بِالرَّبِّ وَبِعَبْدِهِ مُوسَى.
الخروج:14
فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: «سَمِعْتُ تَذَمُّرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. كَلِّمْهُمْ قَائِلاً: فِي الْعَشِيَّةِ تَأْكُلُونَ لَحْمًا، وَفِي الصَّبَاحِ تَشْبَعُونَ خُبْزًا، وَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ».
الخروج:16
ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَائِلاً: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ، وَأَصْنَعُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/1)
إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ. لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.
الخروج:20
فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ أَنَّنِي مِنَ السَّمَاءِ تَكَلَّمْتُ مَعَكُمْ. لاَ تَصْنَعُوا مَعِي آلِهَةَ فِضَّةٍ، وَلاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ آلِهَةَ ذَهَبٍ. مَذْبَحًا مِنْ تُرَابٍ تَصْنَعُ لِي وَتَذْبَحُ عَلَيْهِ مُحْرَقَاتِكَ وَذَبَائِحَ سَلاَمَتِكَ، غَنَمَكَ وَبَقَرَكَ. فِي كُلِّ الأَمَاكِنِ الَّتِي فِيهَا أَصْنَعُ لاسْمِي ذِكْرًا آتِي إِلَيْكَ وَأُبَارِكُكَ.
الخروج:20
فَتَضَرَّعَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِهِ.
الخروج:32
فَقَالَ: «أَرِنِي مَجْدَكَ». فَقَالَ: «أُجِيزُ كُلَّ جُودَتِي قُدَّامَكَ. وَأُنَادِي بِاسْمِ الرَّبِّ قُدَّامَكَ. وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ، وَأَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ». وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ».
الخروج:33
وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً:
«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. مِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ مِصْرَ الَّتِي سَكَنْتُمْ فِيهَا لاَ تَعْمَلُوا، وَمِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لاَ تَعْمَلُوا، وَحَسَبَ فَرَائِضِهِمْ لاَ تَسْلُكُوا. أَحْكَامِي تَعْمَلُونَ، وَفَرَائِضِي تَحْفَظُونَ لِتَسْلُكُوا فِيهَا. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. 5 فَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، الَّتِي إِذَا فَعَلَهَا الإِنْسَانُ يَحْيَا بِهَا. أَنَا الرَّبُّ.
اللاويين:18
وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: «كَلِّمْ كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلهُكُمْ. تَهَابُونَ كُلُّ إِنْسَانٍ أُمَّهُ وَأَبَاهُ، وَتَحْفَظُونَ سُبُوتِي. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. 4 لاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى الأَوْثَانِ، وَآلِهَةً مَسْبُوكَةً لاَ تَصْنَعُوا لأَنْفُسِكُمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. وَمَتَى ذَبَحْتُمْ ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ فَلِلرِّضَا عَنْكُمْ تَذْبَحُونَهَا.
اللاويين:19
«لاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَكْذِبُوا، وَلاَ تَغْدُرُوا أَحَدُكُمْ بِصَاحِبِهِ. وَلاَ تَحْلِفُوا بِاسْمِي لِلْكَذِبِ، فَتُدَنِّسَ اسْمَ إِلهِكَ. أَنَا الرَّبُّ.
اللاويين:19
لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. وَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَتَعْمَلُونَهَا. أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُكُمْ.
اللاويين:20
«لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَوْثَانًا، وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا أَوْ نَصَبًا، وَلاَ تَجْعَلُوا فِي أَرْضِكُمْ حَجَرًا مُصَوَّرًا لِتَسْجُدُوا لَهُ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. سُبُوتِي تَحْفَظُونَ وَمَقْدِسِي تَهَابُونَ. أَنَا الرَّبُّ.
اللاويين:26
وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: «كَلِّمْ هَارُونَ وَبَنِيهِ قَائِلاً: هكَذَا تُبَارِكُونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ لَهُمْ: يُبَارِكُكَ الرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ. 25 يُضِيءُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ وَيَرْحَمُكَ. يَرْفَعُ الرَّبُّ وَجْهَهُ عَلَيْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلاَمًا. 27 فَيَجْعَلُونَ اسْمِي عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنَا أُبَارِكُهُمْ».
العدد:6
فَقَالَ مُوسَى: «بِهذَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي لأَعْمَلَ كُلَّ هذِهِ الأَعْمَالِ، وَأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ نَفْسِي.
العدد:16
فَنَذَرَ إِسْرَائِيلُ نَذْرًا لِلرَّبِّ.
العدد:21
لأَنِّي عَرَفْتُ أَنَّ الَّذِي تُبَارِكُهُ مُبَارَكٌ وَالَّذِي تَلْعَنُهُ مَلْعُونٌ».
العدد:22
هذِهِ تُقَرِّبُونَهَا لِلرَّبِّ فِي مَوَاسِمِكُمْ، فَضْلاً عَنْ نُذُورِكُمْ وَنَوَافِلِكُمْ مِنْ مُحْرَقَاتِكُمْ وَتَقْدِمَاتِكُمْ وَسَكَائِبِكُمْ وَذَبَائِحِ سَلاَمَتِكُمْ». 40 فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ الرَّبُّ مُوسَى.
العدد: 29
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/2)
وَكَلَّمَ مُوسَى رُؤُوسَ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «هذَا مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ: إِذَا نَذَرَ رَجُلٌ نَذْرًا لِلرَّبِّ، أَوْ أَقْسَمَ قَسَمًا أَنْ يُلْزِمَ نَفْسَهُ بِلاَزِمٍ، فَلاَ يَنْقُضْ كَلاَمَهُ. حَسَبَ كُلِّ مَا خَرَجَ مِنْ فَمِهِ يَفْعَلُ.
العدد:30
«وَكَلَّمْتُكُمْ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَائِلاً: لاَ أَقْدِرُ وَحْدِي أَنْ أَحْمِلَكُمْ. اَلرَّبُّ إِلهُكُمْ قَدْ كَثَّرَكُمْ. وَهُوَذَا أَنْتُمُ الْيَوْمَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ فِي الْكَثْرَةِ. الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ يَزِيدُ عَلَيْكُمْ مِثْلَكُمْ أَلْفَ مَرَّةٍ، وَيُبَارِكُكُمْ كَمَا كَلَّمَكُمْ.
التثنية:1
لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدْ بَارَكَكَ فِي كُلِّ عَمَلِ يَدِكَ، عَارِفًا مَسِيرَكَ فِي هذَا الْقَفْرِ الْعَظِيمِ. اَلآنَ أَرْبَعُونَ سَنَةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ مَعَكَ، لَمْ يَنْقُصْ عَنْكَ شَيْءٌ.
التثنية:2
«وَتَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، أَنْتَ قَدِ ابْتَدَأْتَ تُرِي عَبْدَكَ عَظَمَتَكَ وَيَدَكَ الشَّدِيدَةَ. فَإِنَّهُ أَيُّ إِلهٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ يَعْمَلُ كَأَعْمَالِكَ وَكَجَبَرُوتِكَ.
التثنية:3
كَالرَّبِّ إِلهِنَا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِنَا إِلَيْهِ؟
التثنية:4
فَاعْلَمِ الْيَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلْبِكَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَعَلَى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ. لَيْسَ سِوَاهُ.
التثنية:4
فَقَالَ: أَنَا هُوَ الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا صُورَةً مَّا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي، وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ. لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.
التثنية:5
«اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ.
التثنية:6
الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ، وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ.
التثنية:6
فَاعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ، الإِلهُ الأَمِينُ، الْحَافِظُ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيل، وَالْمُجَازِي الَّذِينَ يُبْغِضُونَهُ بِوُجُوهِهِمْ لِيُهْلِكَهُمْ. لاَ يُمْهِلُ مَنْ يُبْغِضُهُ. بِوَجْهِهِ يُجَازِيهِ.
التثنية:7
وَمِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَسْمَعُونَ هذِهِ الأَحْكَامَ وَتَحْفَظُونَ وَتَعْمَلُونَهَا، يَحْفَظُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ اللَّذَيْنِ أَقْسَمَ لآبَائِكَ، وَيُحِبُّكَ وَيُبَارِكُكَ وَيُكَثِّرُكَ وَيُبَارِكُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ وَثَمَرَةَ أَرْضِكَ: قَمْحَكَ وَخَمْرَكَ وَزَيْتَكَ وَنِتَاجَ بَقَرِكَ وَإِنَاثَ غَنَمِكَ، عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمَ لآبَائِكَ أَنَّهُ يُعْطِيكَ إِيَّاهَا. مُبَارَكًا تَكُونُ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. لاَ يَكُونُ عَقِيمٌ وَلاَ عَاقِرٌ فِيكَ وَلاَ فِي بَهَائِمِكَ. وَيَرُدُّ الرَّبُّ عَنْكَ كُلَّ مَرَضٍ، وَكُلَّ أَدْوَاءِ مِصْرَ الرَّدِيئَةِ الَّتِي عَرَفْتَهَا لاَ يَضَعُهَا عَلَيْكَ، بَلْ يَجْعَلُهَا عَلَى كُلِّ مُبْغِضِيكَ. وَتَأْكُلُ كُلَّ الشُّعُوبِ الَّذِينَ الرَّبُّ إِلهُكَ يَدْفَعُ إِلَيْكَ. لاَ تُشْفِقْ عَيْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَعْبُدْ آلِهَتَهُمْ، لأَنَّ ذلِكَ شَرَكٌ لَكَ. إِنْ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: هؤُلاَءِ الشُّعُوبُ أَكْثَرُ مِنِّي. كَيْفَ أَقْدِرُ أَنْ أَطْرُدَهُمْ؟ فَلاَ تَخَفْ مِنْهُمُ. اذْكُرْ مَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/3)
فَعَلَهُ الرَّبُّ إِلهُكَ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ الْمِصْرِيِّينَ. التَّجَارِبَ الْعَظِيمَةَ الَّتِي أَبْصَرَتْهَا عَيْنَاكَ، وَالآيَاتِ وَالْعَجَائِبَ وَالْيَدَ الشَّدِيدَةَ وَالذِّرَاعَ الرَّفِيعَةَ الَّتِي بِهَا أَخْرَجَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. هكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ إِلهُكَ بِجَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّتِي أَنْتَ خَائِفٌ مِنْ وَجْهِهَا.
التثنية:7
اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ وَلاَ تَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ. لِئَلاَّ إِذَا أَكَلْتَ وَشَبِعْتَ وَبَنَيْتَ بُيُوتًا جَيِّدَةً وَسَكَنْتَ، وَكَثُرَتْ بَقَرُكَ وَغَنَمُكَ، وَكَثُرَتْ لَكَ الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ، وَكَثُرَ كُلُّ مَا لَكَ، يَرْتَفِعُ قَلْبُكَ وَتَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، الَّذِي سَارَ بِكَ فِي الْقَفْرِ الْعَظِيمِ الْمَخُوفِ، مَكَانِ حَيَّاتٍ مُحْرِقَةٍ وَعَقَارِبَ وَعَطَشٍ حَيْثُ لَيْسَ مَاءٌ. الَّذِي أَخْرَجَ لَكَ مَاءً مِنْ صَخْرَةِ الصَّوَّانِ. الَّذِي أَطْعَمَكَ فِي الْبَرِّيَّةِ الْمَنَّ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْهُ آبَاؤُكَ، لِكَيْ يُذِلَّكَ وَيُجَرِّبَكَ، لِكَيْ يُحْسِنَ إِلَيْكَ فِي آخِرَتِكَ. وَلِئَلاَّ تَقُولَ فِي قَلْبِكَ: قُوَّتِي وَقُدْرَةُ يَدِيَ اصْطَنَعَتْ لِي هذِهِ الثَّرْوَةَ. بَلِ اذْكُرِ الرَّبَّ إِلهَكَ، أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُعْطِيكَ قُوَّةً لاصْطِنَاعِ الثَّرْوَةِ، لِكَيْ يَفِيَ بِعَهْدِهِ الَّذِي أَقْسَمَ لآبَائِكَ كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ. وَإِنْ نَسِيتَ الرَّبَّ إِلهَكَ، وَذَهَبْتَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتَهَا وَسَجَدْتَ لَهَا، أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ أَنَّكُمْ تَبِيدُونَ لاَ مَحَالَةَ. كَالشُّعُوبِ الَّذِينَ يُبِيدُهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكُمْ كَذلِكَ تَبِيدُونَ، لأَجْلِ أَنَّكُمْ لَمْ تَسْمَعُوا لِقَوْلِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ.
التثنية:8
«فَالآنَ يَا إِسْرَائِيلُ، مَاذَا يَطْلُبُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلاَّ أَنْ تَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَكَ لِتَسْلُكَ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَتُحِبَّهُ، وَتَعْبُدَ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَتَحْفَظَ وَصَايَا الرَّبِّ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ لِخَيْرِكَ. هُوَذَا لِلرَّبِّ إِلهِكَ السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضُ وَكُلُّ مَا فِيهَا.
التثنية:10
لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ إِلهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، الإِلهُ الْعَظِيمُ الْجَبَّارُ الْمَهِيبُ.
التثنية:10
الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي. إِيَّاهُ تَعْبُدُ، وَبِهِ تَلْتَصِقُ، وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ. هُوَ فَخْرُكَ، وَهُوَ إِلهُكَ الَّذِي صَنَعَ مَعَكَ تِلْكَ الْعَظَائِمَ وَالْمَخَاوِفَ الَّتِي أَبْصَرَتْهَا عَيْنَاكَ.
التثنية:10
«فَأَحْبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ وَاحْفَظْ حُقُوقَهُ وَفَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ وَوَصَايَاهُ كُلَّ الأَيَّامِ. وَاعْلَمُوا الْيَوْمَ أَنِّي لَسْتُ أُرِيدُ بَنِيكُمُ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا وَلاَ رَأَوْا تَأْدِيبَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ، عَظَمَتَهُ وَيَدَهُ الشَّدِيدَةَ وَذِرَاعَهُ الرَّفِيعَةَ وَآيَاتِهِ وَصَنَائِعَهُ الَّتِي عَمِلَهَا فِي مِصْرَ بِفِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ وَبِكُلِّ أَرْضِهِ.
التثنية:11
«هذِهِ هِيَ الْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ الَّتِي تَحْفَظُونَ لِتَعْمَلُوهَا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكَ لِتَمْتَلِكَهَا؛ كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي تَحْيَوْنَ عَلَى الأَرْضِ: تُخْرِبُونَ جَمِيعَ الأَمَاكِنِ حَيْثُ عَبَدَتِ الأُمَمُ الَّتِي تَرِثُونَهَا آلِهَتَهَا عَلَى الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ، وَعَلَى التِّلاَلِ، وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ. وَتَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ، وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ، وَتُحْرِقُونَ سَوَارِيَهُمْ بِالنَّارِ، وَتُقَطِّعُونَ تَمَاثِيلَ آلِهَتِهِمْ، وَتَمْحُونَ اسْمَهُمْ مِنْ ذلِكَ الْمَكَانِ. لاَ تَفْعَلُوا هكَذَا لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ. بَلِ الْمَكَانُ الَّذِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/4)
يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِكُمْ لِيَضَعَ اسْمَهُ فِيهِ، سُكْنَاهُ تَطْلُبُونَ وَإِلَى هُنَاكَ تَأْتُونَ، وَتُقَدِّمُونَ إِلَى هُنَاكَ: مُحْرَقَاتِكُمْ وَذَبَائِحَكُمْ وَعُشُورَكُمْ وَرَفَائِعَ أَيْدِيكُمْ وَنُذُورَكُمْ وَنَوَافِلَكُمْ وَأَبْكَارَ بَقَرِكُمْ وَغَنَمِكُمْ.
التثنية:12
أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ.
التثنية:18
«إِذَا نَذَرْتَ نَذْرًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَلاَ تُؤَخِّرْ وَفَاءَهُ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ يَطْلُبُهُ مِنْكَ فَتَكُونُ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ. وَلكِنْ إِذَا امْتَنَعْتَ أَنْ تَنْذُرَ لاَ تَكُونُ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ. مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيْكَ احْفَظْ وَاعْمَلْ، كَمَا نَذَرْتَ لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَبَرُّعًا، كَمَا تَكَلَّمَ فَمُكَ.
التثنية:23
وَيَقُولُ جَمِيعُ الأُمَمِ: لِمَاذَا فَعَلَ الرَّبُّ هكَذَا بِهذِهِ الأَرْضِ؟ لِمَاذَا حُمُوُّ هذَا الْغَضَبِ الْعَظِيمِ؟ فَيَقُولُونَ: لأَنَّهُمْ تَرَكُوا عَهْدَ الرَّبِّ إِلهِ آبَائِهِمِ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَهُمْ حِينَ أَخْرَجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَذَهَبُوا وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا. آلِهَةً لَمْ يَعْرِفُوهَا وَلاَ قُسِمَتْ لَهُمْ. فَاشْتَعَلَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى تِلْكَ الأَرْضِ حَتَّى جَلَبَ عَلَيْهَا كُلَّ اللَّعَنَاتِ الْمَكْتُوبَةِ فِي هذَا السِّفْرِ.
التثنية:29
«حِينَ قَسَمَ الْعَلِيُّ لِلأُمَمِ، حِينَ فَرَّقَ بَنِي آدَمَ، نَصَبَ تُخُومًا لِشُعُوبٍ حَسَبَ عَدَدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
التثنية:32
فَمَاتَ هُنَاكَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. وَدَفَنَهُ فِي الْجِوَاءِ فِي أَرْضِ مُوآبَ، مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ. وَلَمْ يَعْرِفْ إِنْسَانٌ قَبْرَهُ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
التثنية:34
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - 10 - 08, 08:20 ص]ـ
الأسفار التاريخية
«اذْكُرُوا الْكَلاَمَ الَّذِي أَمَرَكُمْ بِهِ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ قَائِلاً: الرَّبُّ إِلهُكُمْ قَدْ أَرَاحَكُمْ وَأَعْطَاكُمْ هذِهِ الأَرْضَ.
يشوع:1
فَالآنَ احْلِفَا لِي بِالرَّبِّ وَأَعْطِيَانِي عَلاَمَةَ أَمَانَةٍ. لأَنِّي قَدْ عَمِلْتُ مَعَكُمَا مَعْرُوفًا. بِأَنْ تَعْمَلاَ أَنْتُمَا أَيْضًا مَعَ بَيْتِ أَبِي مَعْرُوفًا.
يشوع:2
جَمِيعُ الرُّؤَسَاءِ لِكُلِّ الْجَمَاعَةِ: «إِنَّنَا قَدْ حَلَفْنَا لَهُمْ بِالرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ. وَالآنَ لاَ نَتَمَكَّنُ مِنْ مَسِّهِمْ. هذَا نَصْنَعُهُ لَهُمْ وَنَسْتَحْيِيهِمْ فَلاَ يَكُونُ عَلَيْنَا سَخَطٌ مِنْ أَجْلِ الْحَلْفِ الَّذِي حَلَفْنَا لَهُمْ».
يشوع:9
فَالآنَ اخْشَوْا الرَّبَّ وَاعْبُدُوهُ بِكَمَال وَأَمَانَةٍ، وَانْزِعُوا الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمْ فِي عَِبْرِ النَّهْرِ وَفِي مِصْرَ، وَاعْبُدُوا الرَّبَّ. وَإِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ، فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ: إِنْ كَانَ الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ، وَإِنْ كَانَ آلِهَةَ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِهِمْ. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ».
فَأَجَابَ الشَّعْبُ وَقَالُوا: «حَاشَا لَنَا أَنْ نَتْرُكَ الرَّبَّ لِنَعْبُدَ آلِهَةً أُخْرَى، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَنَا هُوَ الَّذِي أَصْعَدَنَا وَآبَاءَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، وَالَّذِي عَمِلَ أَمَامَ أَعْيُنِنَا تِلْكَ الآيَاتِ الْعَظِيمَةَ، وَحَفِظَنَا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّتِي سِرْنَا فِيهَا وَفِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَبَرْنَا فِي وَسَطِهِمْ. وَطَرَدَ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِنَا جَمِيعَ الشُّعُوبِ، وَالأَمُورِيِّينَ السَّاكِنِينَ الأَرْضَ. فَنَحْنُ أَيْضًا نَعْبُدُ الرَّبَّ لأَنَّهُ هُوَ إِلهُنَا». فَقَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: «لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ إِلهٌ قُدُّوسٌ وَإِلهٌ غَيُورٌ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/5)
هُوَ. لاَ يَغْفِرُ ذُنُوبَكُمْ وَخَطَايَاكُمْ. وَإِذَا تَرَكْتُمُ الرَّبَّ وَعَبَدْتُمْ آلِهَةً غَرِيبَةً يَرْجعُ فَيُسِيءُ إِلَيْكُمْ وَيُفْنِيكُمْ بَعْدَ أَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكُمْ». فَقَالَ الشَّعْبُ لِيَشُوعَ: «لاَ. بَلِ الرَّبَّ نَعْبُدُ». فَقَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: «أَنْتُمْ شُهُودٌ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ قَدِ اخْتَرْتُمْ لأَنْفُسِكُمُ الرَّبَّ لِتَعْبُدُوهُ». فَقَالُوا: «نَحْنُ شُهُودٌ». «فَالآنَ انْزِعُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي فِي وَسَطِكُمْ وَأَمِيلُوا قُلُوبَكُمْ إِلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ». فَقَالَ الشَّعْبُ لِيَشُوعَ: «الرَّبَّ إِلهَنَا نَعْبُدُ وَلِصَوْتِهِ نَسْمَعُ».
يشوع:24
وَلَمْ يَذْكُرْ بَنُو إِسْرَائِيلَ الرَّبَّ إِلهَهُمُ الَّذِي أَنْقَذَهُمْ مِنْ يَدِ جَمِيعِ أَعْدَائِهِمْ مِنْ حَوْلِهِمْ.
القضاة:8
فَصَلَّتْ إِلَى الرَّبِّ، وَبَكَتْ بُكَاءً، وَنَذَرَتْ نَذْرًا وَقَالَتْ: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِنْ نَظَرْتَ نَظَرًا إِلَى مَذَلَّةِ أَمَتِكَ، وَذَكَرْتَنِي وَلَمْ تَنْسَ أَمَتَكَ بَلْ أَعْطَيْتَ أَمَتَكَ زَرْعَ بَشَرٍ، فَإِنِّي أُعْطِيهِ لِلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، وَلاَ يَعْلُو رَأْسَهُ مُوسَى».
صموئيل الأول:1
الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ. الرَّبُّ يُفْقِرُ وَيُغْنِي. يَضَعُ وَيَرْفَعُ. يُقِيمُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ. يَرْفَعُ الْفَقِيرَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ لِلْجُلُوسِ مَعَ الشُّرَفَاءِ وَيُمَلِّكُهُمْ كُرْسِيَّ الْمَجْدِ. لأَنَّ لِلرَّبِّ أَعْمِدَةَ الأَرْضِ، وَقَدْ وَضَعَ عَلَيْهَا الْمَسْكُونَةَ. أَرْجُلَ أَتْقِيَائِهِ يَحْرُسُ، وَالأَشْرَارُ فِي الظَّلاَمِ يَصْمُتُونَ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِالْقُوَّةِ يَغْلِبُ إِنْسَانٌ. مُخَاصِمُو الرَّبِّ يَنْكَسِرُونَ. مِنَ السَّمَاءِ يُرْعِدُ عَلَيْهِمْ. الرَّبُّ يَدِينُ أَقَاصِيَ الأَرْضِ، وَيُعْطِي عِزًّا لِمَلِكِهِ، وَيَرْفَعُ قَرْنَ مَسِيحِهِ».
صموئيل الأول:2
وَصَلَّى صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّبِّ.
صموئيل الأول:8
وَاسْتَدْعَى صَمُوئِيلُ الشَّعْبَ إِلَى الرَّبِّ إِلَى الْمِصْفَاةِ، وَقَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: إِنِّي أَصْعَدْتُ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ وَأَنْقَذْتُكُمْ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ وَمِنْ يَدِ جَمِيعِ الْمَمَالِكِ الَّتِي ضَايَقَتْكُمْ. وَأَنْتُمْ قَدْ رَفَضْتُمُ الْيَوْمَ إِلهَكُمُ الَّذِي هُوَ مُخَلِّصُكُمْ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيُضَايِقُونَكُمْ، وَقُلْتُمْ لَهُ: بَلْ تَجْعَلُ عَلَيْنَا مَلِكًا. فَالآنَ امْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ حَسَبَ أَسْبَاطِكُمْ وَأُلُوفِكُمْ».
صموئيل الأول:10
إِنِ اتَّقَيْتُمُ الرَّبَّ وَعَبَدْتُمُوهُ وَسَمِعْتُمْ صَوْتَهُ وَلَمْ تَعْصُوا قَوْلَ الرَّبِّ، وَكُنْتُمْ أَنْتُمْ وَالْمَلِكُ أَيْضًا الَّذِي يَمْلِكُ عَلَيْكُمْ وَرَاءَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ. وَإِنْ لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَ الرَّبِّ بَلْ عَصَيْتُمْ قَوْلَ الرَّبِّ، تَكُنْ يَدُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ كَمَا عَلَى آبَائِكُمْ.
صموئيل الأول:12
فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «اذْهَبْ وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكَ».
صموئيل الأول:17
فَقَالَ دَاوُدُ لِلْفِلِسْطِينِيِّ: «أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ. 46 هذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي، فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هذَا الْيَوْمَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ، فَتَعْلَمُ كُلُّ الأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ لإِسْرَائِيلَ. وَتَعْلَمُ هذِهِ الْجَمَاعَةُ كُلُّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفٍ وَلاَ بِرُمْحٍ يُخَلِّصُ الرَّبُّ، لأَنَّ الْحَرْبَ لِلرَّبِّ وَهُوَ يَدْفَعُكُمْ لِيَدِنَا».
صموئيل الأول:17
فَاحْلِفْ لِي الآنَ بِالرَّبِّ إِنَّكَ لاَ تَقْطَعُ نَسْلِي مِنْ بَعْدِي، وَلاَ تُبِيدُ اسْمِي مِنْ بَيْتِ أَبِي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/6)
صموئيل الأول:24
فَحَلَفَ لَهَا شَاوُلُ بِالرَّبِّ قَائِلاً: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هذَا الأَمْر.ِ
صموئيل الأول:28
إِنَّهُ كَمَا حَلَفْتُ لَكِ بِالرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: إِنَّ سُلَيْمَانَ ابْنَكِ يَمْلِكُ بَعْدِي، وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي عِوَضًا عَنِّي، كَذلِكَ أَفْعَلُ هذَا الْيَوْمَ.
الملوك الأول:1
وَحَلَفَ سُلَيْمَانُ الْمَلِكُ بِالرَّبِّ.
الملوك الأول:2
«إِذَا خَرَجَ شَعْبُكَ لِمُحَارَبَةِ عَدُوِّهِ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي تُرْسِلُهُمْ فِيهِ، وَصَلَّوْا إِلَى الرَّبِّ نَحْوَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَرْتَهَا وَالْبَيْتِ الَّذِي بَنَيْتُهُ لاسْمِكَ، فَاسْمَعْ مِنَ السَّمَاءِ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ. إِذَا أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ، وَغَضِبْتَ عَلَيْهِمْ وَدَفَعْتَهُمْ أَمَامَ الْعَدُوِّ وَسَبَاهُمْ، سَابُوهُمْ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، بَعِيدَةً أَوْ قَرِيبَةً، فَإِذَا رَدُّوا إِلَى قُلُوبِهِمْ فِي الأَرْضِ الَّتِي يُسْبَوْنَ إِلَيْهَا وَرَجَعُوا وَتَضَرَّعُوا إِلَيْكَ فِي أَرْضِ سَبْيِهِمْ قَائِلِينَ: قَدْ أَخْطَأْنَا وَعَوَّجْنَا وَأَذْنَبْنَا. وَرَجَعُوا إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِهِمْ فِي أَرْضِ أَعْدَائِهِمُِ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ، وَصَلَّوْا إِلَيْكَ نَحْوَ أَرْضِهِمُِ الَّتِي أَعْطَيْتَ لآبَائِهِمْ، نَحْوَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَرْتَ وَالْبَيْتِ الَّذِي بَنَيْتُ لاسْمِكَ، فَاسْمَعْ فِي السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ، وَاغْفِرْ لِشَعْبِكَ مَا أَخْطَأُوا بِهِ إِلَيْكَ، وَجَمِيعَ ذُنُوبِهِمِ الَّتِي أَذْنَبُوا بِهَا إِلَيْكَ، وَأَعْطِهِمْ رَحْمَةً أَمَامَ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ فَيَرْحَمُوهُمْ، لأَنَّهُمْ شَعْبُكَ وَمِيرَاثُكَ الَّذِينَ أَخْرَجْتَ مِنْ مِصْرَ، مِنْ وَسَطِ كُورِ الْحَدِيدِ. لِتَكُونَ عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ نَحْوَ تَضَرُّعِ عَبْدِكَ وَتَضَرُّعِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، فَتُصْغِيَ إِلَيْهِمْ فِي كُلِّ مَا يَدْعُونَكَ، لأَنَّكَ أَنْتَ أَفْرَزْتَهُمْ لَكَ مِيرَاثًا مِنْ جَمِيعِ شُعُوبِ الأَرْضِ، كَمَا تَكَلَّمْتَ عَنْ يَدِ مُوسَى عَبْدِكَ عِنْدَ إِخْرَاجِكَ آبَاءَنَا مِنْ مِصْرَ يَاسَيِّدِي الرَّبَّ».
وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى سُلَيْمَانُ مِنَ الصَّلاَةِ إِلَى الرَّبِّ بِكُلِّ هذِهِ الصَّلاَةِ وَالتَّضَرُّعِ، أَنَّهُ نَهَضَ مِنْ أَمَامِ مَذْبَحِ الرَّبِّ، مِنَ الْجُثُوِّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَيَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ نَحْوَ السَّمَاءِ.
الملوك الأول:8
وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي.
الملوك الأول:17
وَقَالُوا: «الرَّبُّ هُوَ اللهُ! الرَّبُّ هُوَ اللهُ!».
الملوك الأول:18
وَخَافَ دَاوُدُ اللهَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاً:
أخبار الأيام الأول:13
حِينَئِذٍ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَوَّلاً جَعَلَ دَاوُدُ يَحْمَدُ الرَّبَّ بِيَدِ آسَافَ وَإِخْوَتِهِ:
«اِحْمَدُوا الرَّبَّ. ادْعُوا بِاسْمِهِ. أَخْبِرُوا فِي الشُّعُوبِ بِأَعْمَالِهِ. غَنُّوا لَهُ. تَرَنَّمُوا لَهُ. تَحَادَثُوا بِكُلِّ عَجَائِبِهِ. افْتَخِرُوا بِاسْمِ قُدْسِهِ. تَفْرَحُ قُلُوبُ الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ الرَّبَّ. اطْلُبُوا الرَّبَّ وَعِزَّهُ. الْتَمِسُوا وَجْهَهُ دَائِمًا
أخبار الأيام الأول:16
وَقَالَ دَاوُدُ لِسُلَيْمَانَ ابْنِهِ: «تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ وَاعْمَلْ. لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ إِلهِي مَعَكَ. لاَ يَخْذُلُكَ وَلاَ يَتْرُكُكَ حَتَّى تُكَمِّلَ كُلَّ عَمَلِ خِدْمَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.
أخبار الأيام الأول:28
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/7)
وَبَارَكَ دَاوُدُ الرَّبَّ أَمَامَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ، وَقَالَ دَاودُ: «مُبَارَكٌ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ أَبِينَا مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. لَكَ يَا رَبُّ الْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ وَالْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ وَالْمَجْدُ، لأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. لَكَ يَا رَبُّ الْمُلْكُ، وَقَدِ ارْتَفَعْتَ رَأْسًا عَلَى الْجَمِيعِ. وَالْغِنَى وَالْكَرَامَةُ مِنْ لَدُنْكَ، وَأَنْتَ تَتَسَلَّطُ عَلَى الْجَمِيعِ، وَبِيَدِكَ الْقُوَّةُ وَالْجَبَرُوتُ، وَبِيَدِكَ تَعْظِيمُ وَتَشْدِيدُ الْجَمِيعِ. وَالآنَ، يَا إِلهَنَا نَحْمَدُكَ وَنُسَبِّحُ اسْمَكَ الْجَلِيلَ.
أخبار الأيام الأول:29
وَبَعْدَهُمْ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ وَجَّهُوا قُلُوبَهُمْ إِلَى طَلَبِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ لِيَذْبَحُوا لِلرَّبِّ إِلهِ آبَائِهِمْ.
أخبار الأيام الثاني:11
رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُمْ تَذَلَّلُوا، كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى شَمْعِيَا قَائِلاً: «قَدْ تَذَلَّلُوا فَلاَ أُهْلِكُهُمْ بَلْ أُعْطِيهِمْ قَلِيلاً مِنَ النَّجَاةِ.
أخبار الأيام الثاني:12
وَذَبَحُوا لِلرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْغَنِيمَةِ الَّتِي جَلَبُوا سَبْعَ مِئَةٍ مِنَ الْبَقَرِ، وَسَبْعَةَ آلاَفٍ مِنَ الضَّأْنِ. وَدَخَلُوا فِي عَهْدٍ أَنْ يَطْلُبُوا الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِمْ بِكُلِّ قُلُوبِهِمْ وَكُلِّ أَنْفُسِهِمْ. حَتَّى إِنَّ كُلَّ مَنْ لاَ يَطْلُبُ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ يُقْتَلُ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ، مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. وَحَلَفُوا لِلرَّبِّ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَهُتَافٍ وَبِأَبْوَاق وَقُرُونٍ. وَفَرِحَ كُلُّ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ الْحَلْفِ، لأَنَّهُمْ حَلَفُوا بِكُلِّ قُلُوبِهِمْ، وَطَلَبُوهُ بِكُلِّ رِضَاهُمْ فَوُجِدَ لَهُمْ.
أخبار الأيام الثاني:15
وَقَالَ: «يَا رَبُّ إِلهَ آبَائِنَا، أَمَا أَنْتَ هُوَ اللهُ فِي السَّمَاءِ، وَأَنْتَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ الأُمَمِ، وَبِيَدِكَ قُوَّةٌ وَجَبَرُوتٌ وَلَيْسَ مَنْ يَقِفُ مَعَكَ؟
أخبار الأيام الثاني:20
فَخَرَّ يَهُوشَافَاطُ لِوَجْهِهِ عَلَى الأَرْضِ، وَكُلُّ يَهُوذَا وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ سَقَطُوا أَمَامَ الرَّبِّ سُجُودًا لِلرَّبِّ.
أخبار الأيام الثاني:20
«احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ».
أخبار الأيام الثاني:20
وَلَمَّا تَضَايَقَ طَلَبَ وَجْهَ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَتَوَاضَعَ جِدًّا أَمَامَ إِلهِ آبَائِهِ، وَصَلَّى إِلَيْهِ فَاسْتَجَابَ لَهُ وَسَمِعَ تَضَرُّعَهُ، وَرَدَّهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى مَمْلَكَتِهِ. فَعَلِمَ مَنَسَّى أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ.
أخبار الأيام الثاني:33
وَبِمِثْلِ هذَا الْجَوَابِ جَاوَبُوا قَائِلِينَ: نَحْنُ عَبِيدُ إِلهِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
عزرا:5
فَقَالَ لِي الْمَلِكُ: «مَاذَا طَالِبٌ أَنْتَ؟» فَصَلَّيْتُ إِلَى إِلهِ السَّمَاءِ.
نحميا:2
فَأَجَبْتُهُمْ وَقُلْتُ لَهُمْ: «إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي.
نحميا:2
«قُومُوا بَارِكُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنَ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ، وَلْيَتَبَارَكِ اسْمُ جَلاَلِكَ الْمُتَعَالِي عَلَى كُلِّ بَرَكَةٍ وَتَسْبِيحٍ. أَنْتَ هُوَ الرَّبُّ وَحْدَكَ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ وَكُلَّ جُنْدِهَا، وَالأَرْضَ وَكُلَّ مَا عَلَيْهَا، وَالْبِحَارَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَأَنْتَ تُحْيِيهَا كُلَّهَا. وَجُنْدُ السَّمَاءِ لَكَ يَسْجُدُ. أَنْتَ هُوَ الرَّبُّ الإِلهُ الَّذِي اخْتَرْتَ أَبْرَامَ وَأَخْرَجْتَهُ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَجَعَلْتَ اسْمَهُ إِبْرَاهِيمَ. وَوَجَدْتَ قَلْبَهُ أَمِينًا أَمَامَكَ، وَقَطَعْتَ مَعَهُ الْعَهْدَ أَنْ تُعْطِيَهُ أَرْضَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَتُعْطِيَهَا لِنَسْلِهِ. وَقَدْ أَنْجَزْتَ وَعْدَكَ لأَنَّكَ صَادِقٌ.
نحميا:9
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/8)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - 10 - 08, 08:26 ص]ـ
أسفار الحكمة الشعرية
«لكِنْ كُنْتُ أَطْلُبُ إِلَى اللهِ، وَعَلَى اللهِ أَجْعَلُ أَمْرِي. الْفَاعِلِ عَظَائِمَ لاَ تُفْحَصُ وَعَجَائِبَ لاَ تُعَدُّ. الْمُنْزِلِ مَطَرًا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، وَالْمُرْسِلِ الْمِيَاهَ عَلَى الْبَرَارِيِّ. الْجَاعِلِ الْمُتَوَاضِعِينَ فِي الْعُلَى، فَيَرْتَفِعُ الْمَحْزُونُونَ إِلَى أَمْنٍ. الْمُبْطِلِ أَفْكَارَ الْمُحْتَالِينَ، فَلاَ تُجْرِي أَيْدِيهِمْ قَصْدًا.
أيوب:5
«هُوَذَا اللهُ فِي عُلُوِّ السَّمَاوَاتِ.
أيوب:22
عِنْدَ دُعَائِيَ اسْتَجِبْ لِي يَا إِلهَ بِرِّي. فِي الضِّيقِ رَحَّبْتَ لِي. تَرَاءَفْ عَلَيَّ وَاسْمَعْ صَلاَتِي.
المزامير:4
لِكَلِمَاتِي أَصْغِ يَا رَبُّ. تَأَمَّلْ صُرَاخِي. 2 اسْتَمِعْ لِصَوْتِ دُعَائِي يَا مَلِكِي وَإِلهِي، لأَنِّي إِلَيْكَ أُصَلِّي.
المزامير:5
يَا رَبُّ إِلهِي، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ.
المزامير:7
اِرْحَمْنِي يَا رَبُّ.
المزامير:9
اِحْفَظْنِي يَا اَللهُ لأَنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ.
المزامير:16
أَنَا دَعَوْتُكَ لأَنَّكَ تَسْتَجِيبُ لِي يَا اَللهُ.
المزامير:17
أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي. الرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَقَرْنُ خَلاَصِي وَمَلْجَإِي. أَدْعُو الرَّبَّ الْحَمِيدَ، فَأَتَخَلَّصُ مِنْ أَعْدَائِي.
المزامير:18
مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ يَا رَبُّ اغْفِرْ إِثْمِي.
المزامير:25
اِسْتَمِعْ يَا رَبُّ. بِصَوْتِي أَدْعُو فَارْحَمْنِي وَاسْتَجِبْ لِي.
المزامير:27
طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي، وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي. نَظَرُوا إِلَيْهِ وَاسْتَنَارُوا، وَوُجُوهُهُمْ لَمْ تَخْجَلْ. هذَا الْمِسْكِينُ صَرَخَ، وَالرَّبُّ اسْتَمَعَهُ، وَمِنْ كُلِّ ضِيقَاتِهِ خَلَّصَهُ. مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ. ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ.
المزامير:34
اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا. لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ.
المزامير:46
اَللَّهُمَّ، بِاسْمِكَ خَلِّصْنِي، وَبِقُوَّتِكَ احْكُمْ لِي. اسْمَعْ يَا اَللهُ صَلاَتِي. اصْغَ إِلَى كَلاَمِ فَمِي.
المزامير:54
أَمَّا أَنَا فَإِلَى اللهِ أَصْرُخُ، وَالرَّبُّ يُخَلِّصُنِي. مَسَاءً وَصَبَاحًا وَظُهْرًا أَشْكُو وَأَنُوحُ، فَيَسْمَعُ صَوْتِي.
المزامير:55
أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ، وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ.
المزامير:69
اُنْذُرُوا وَأَوْفُوا لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ.
المزامير:76
أَمَّا هُوَ فَرَؤُوفٌ.
المزامير:78
اِصْغَ يَا رَبُّ إِلَى صَلاَتِي، وَأَنْصِتْ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي. فِي يَوْمِ ضِيقِيْ أَدْعُوكَ، لأَنَّكَ تَسْتَجِيبُ لِي. لاَ مِثْلَ لَكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ، وَلاَ مِثْلَ أَعْمَالِكَ. كُلُّ الأُمَمِ الَّذِينَ صَنَعْتَهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ يَا رَبُّ، وَيُمَجِّدُونَ اسْمَكَ. لأَنَّكَ عَظِيمٌ أَنْتَ وَصَانِعٌ عَجَائِبَ. أَنْتَ اللهُ وَحْدَكَ.
المزامير:86
هَلُمَّ نَسْجُدُ وَنَرْكَعُ وَنَجْثُو أَمَامَ الرَّبِّ خَالِقِنَا، لأَنَّهُ هُوَ إِلهُنَا.
المزامير:95
اِحْمَدُوا الرَّبَّ. ادْعُوا بِاسْمِهِ. عَرِّفُوا بَيْنَ الأُمَمِ بِأَعْمَالِهِ. غَنُّوا لَهُ. رَنِّمُوا لَهُ. أَنْشِدُوا بِكُلِّ عَجَائِبِهِ. افْتَخِرُوا بِاسْمِهِ الْقُدُّوسِ.
المزامير:105
الرَّبُّ عَال فَوْقَ كُلِّ الأُمَمِ. فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مَجْدُهُ. مَنْ مِثْلُ الرَّبِّ إِلهِنَا السَّاكِنِ فِي الأَعَالِي؟ النَّاظِرِ الأَسَافِلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ.
المزامير:113
الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرّ. يَحْفَظُ نَفْسَكَ. الرَّبُّ يَحْفَظُ خُرُوجَكَ وَدُخُولَكَ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ.
المزامير:122
لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا».
المزامير:124
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/9)
قُلْتُ لِلرَّبِّ: «أَنْتَ إِلهِي». أَصْغِ يَا رَبُّ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي.
المزامير:140
عَرِّفْنِي الطَّرِيقَ الَّتِي أَسْلُكُ فِيهَا، لأَنِّي إِلَيْكَ رَفَعْتُ نَفْسِي. أَنْقِذْنِي مِنْ أَعْدَائِي يَا رَبُّ. إِلَيْكَ الْتَجَأْتُ. عَلِّمْنِي أَنْ أَعْمَلَ رِضَاكَ، لأَنَّكَ أَنْتَ إِلهِي.
المزامير:144
اَلرَّبُّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ. يَحْمَدُكَ يَا رَبُّ كُلُّ أَعْمَالِكَ، وَيُبَارِكُكَ أَتْقِيَاؤُكَ. بِمَجْدِ مُلْكِكَ يَنْطِقُونَ، وَبِجَبَرُوتِكَ يَتَكَلَّمُونَ، لِيُعَرِّفُوا بَنِي آدَمَ قُدْرَتَكَ وَمَجْدَ جَلاَلِ مُلْكِكَ. مُلْكُكَ مُلْكُ كُلِّ الدُّهُورِ، وَسُلْطَانُكَ فِي كُلِّ دَوْرٍ فَدَوْرٍ.
اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ السَّاقِطِينَ، وَمُقَوِّمٌ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ. أَعْيُنُ الْكُلِّ إِيَّاكَ تَتَرَجَّى، وَأَنْتَ تُعْطِيهِمْ طَعَامَهُمْ فِي حِينِهِ. تَفْتَحُ يَدَكَ فَتُشْبعُ كُلَّ حَيٍّ رِضًى. الرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ. الرَّبُّ قَرِيبٌ لِكُلِّ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ، الَّذِينَ يَدْعُونَهُ بِالْحَقِّ. يَعْمَلُ رِضَى خَائِفِيهِ، وَيَسْمَعُ تَضَرُّعَهُمْ، فَيُخَلِّصُهُمْ. يَحْفَظُ الرَّبُّ كُلَّ مُحِبِّيهِ، وَيُهْلِكُ جَمِيعَ الأَشْرَارِ. بِتَسْبِيحِ الرَّبِّ يَنْطِقُ فَمِي، وَلِْيُبَارِكْ كُلُّ بَشَرٍ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.
المزامير:145
تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ.
لاَ تَكُنْ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِكَ. اتَّقِ الرَّبَّ وَابْعُدْ عَنِ الشَّرِّ.
الأمثال:3
أسفار الأنبياء الكبار
هكَذَا يَقُولُ اللهُ الرَّبُّ، خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا، بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِِهَا.
إشعياء:42
لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ.
إشعياء:45
«اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ، وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي دَعَوْتُهُ: أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، وَيَدِي أَسَّسَتِ الأَرْضَ، وَيَمِينِي نَشَرَتِ السَّمَاوَاتِ. أَنَا أَدْعُوهُنَّ فَيَقِفْنَ مَعًا.
إشعياء:48
هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ. وَيَكُونُ مِثْلَ الْعَرْعَرِ فِي الْبَادِيَةِ، وَلاَ يَرَى إِذَا جَاءَ الْخَيْرُ، بَلْ يَسْكُنُ الْحَرَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ، أَرْضًا سَبِخَةً وَغَيْرَ مَسْكُونَةٍ. مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ، وَكَانَ الرَّبُّ مُتَّكَلَهُ.
إرميا:17
أسفار الأنبياء الصغار
أَجَابَ دَانِيآلُ وَقَالَ: «لِيَكُنِ اسْمُ اللهِ مُبَارَكًا مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ، لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ. وَهُوَ يُغَيِّرُ الأَوْقَاتَ وَالأَزْمِنَةَ. يَعْزِلُ مُلُوكًا وَيُنَصِّبُ مُلُوكًا. يُعْطِي الْحُكَمَاءَ حِكْمَةً، وَيُعَلِّمُ الْعَارِفِينَ فَهْمًا. هُوَ يَكْشِفُ الْعَمَائِقَ وَالأَسْرَارَ. يَعْلَمُ مَا هُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَعِنْدَهُ يَسْكُنُ النُّورُ. إِيَّاكَ يَا إِلهَ آبَائِي أَحْمَدُ، وَأُسَبِّحُ الَّذِي أَعْطَانِي الْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَأَعْلَمَنِي الآنَ مَا طَلَبْنَاهُ مِنْكَ، لأَنَّكَ أَعْلَمْتَنَا أَمْرَ الْمَلِكِ».
دانيال:2
فَأَجَابَ شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُوَ وَقَالُوا لِلمَلِكِ: «يَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، لاَ يَلْزَمُنَا أَنْ نُجِيبَكَ عَنْ هذَا الأَمْرِ. هُوَذَا يُوجَدُ إِلهُنَا الَّذِي نَعْبُدُهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنْ أَتُّونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ، وَأَنْ يُنْقِذَنَا مِنْ يَدِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ. وَإِلاَّ فَلِْيَكُنْ مَعْلُومًا لَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، أَنَّنَا لاَ نَعْبُدُ آلِهَتَكَ وَلاَ نَسْجُدُ لِتِمْثَالِ الذَّهَبِ الَّذِي نَصَبْتَهُ».
دانيال:3
فَأَجَابَ نَبُوخَذْنَصَّرُ وَقَالَ: «تَبَارَكَ إِلهُ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ، الَّذِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَ عَبِيدَهُ الَّذِينَ اتَّكَلُوا عَلَيْهِ وَغَيَّرُوا كَلِمَةَ الْمَلِكِ وَأَسْلَمُوا أَجْسَادَهُمْ لِكَيْلاَ يَعْبُدُوا أَوْ يَسْجُدُوا لإِلهٍ غَيْرِ إِلهِهِمْ.
دانيال:3
فَالآنَ، أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، أُسَبِّحُ وَأُعَظِّمُ وَأَحْمَدُ مَلِكَ السَّمَاءِ، الَّذِي كُلُّ أَعْمَالِهِ حَقٌّ وَطُرُقِهِ عَدْلٌ، وَمَنْ يَسْلُكُ بِالْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُذِلَّهُ.
دانيال:4
وَبَيْنَمَا أَنَا أَتَكَلَّمُ وَأُصَلِّي وَأَعْتَرِفُ بِخَطِيَّتِي وَخَطِيَّةِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، وَأَطْرَحُ تَضَرُّعِي أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِي.
دانيال:9
بَعْدَ ذلِكَ يَعُودُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَيَطْلُبُونَ الرَّبَّ إِلهَهُمْ وَدَاوُدَ مَلِكَهُمْ، وَيَفْزَعُونَ إِلَى الرَّبِّ وَإِلَى جُودِهِ فِي آخِرِ الأَيَّامِ.
هوشع:3
«وَأَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَإِلهًا سُِوَايَ لَسْتَ تَعْرِفُ، وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي. أَنَا عَرَفْتُكَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ الْعَطَشِ.
هوشع:13
«وَلكِنِ الآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ، ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ. وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ». وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ لأَنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ.
يوئيل:2
و بعدما فرغوا من ذلك اقاموا صلاة عامة سائلين الرب الرحيم ان يعود فيتوب على عبيده.
المكابيين الثاني:8
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/10)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - 10 - 08, 08:27 ص]ـ
العهد الجديد
الإنجيل
ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».
11متى:4
فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.
متى:5
«أَيْضًا سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللهِ، وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ.
متى:5
«اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ، وَإِلاَّ فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ، كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ، لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ، 4 لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.
«وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ، لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.
متى:6
فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ.
متى:6
«وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.
متى:6
فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا. لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/11)
متى:6
وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.
متى:19
وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ، أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ الْقَائِلِ: أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ اللهُ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ».
متى:22
وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
متى:23
فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.
مرقس:10
وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأَمْوَاتِ إِنَّهُمْ يَقُومُونَ: أَفَمَا قَرَأْتُمْ فِي كِتَابِ مُوسَى، فِي أَمْرِ الْعُلَّيْقَةِ، كَيْفَ كَلَّمَهُ اللهُ قَائِلاً: أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ. فَأَنْتُمْ إِذًا تَضِلُّونَ كَثِيرًا!».
فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَنًا، سَأَلَهُ: «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟» فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ». فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: «جَيِّدًا يَا مُعَلِّمُ. بِالْحَقِّ قُلْتَ، لأَنَّهُ اللهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ.
مرقس:12
اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.
«وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ. اُنْظُرُوا! اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْتُ.
مرقس:13
ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ، لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ، وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». فَأَجَابَهُ يَسُوعُ وَقَالَ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».
لوقا:4
فَقَالَ لَهُمْ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ.
لوقا:11
وَأَمَّا أَنَّ الْمَوْتَى يَقُومُونَ، فَقَدْ دَلَّ عَلَيْهِ مُوسَى أَيْضًا فِي أَمْرِ الْعُلَّيْقَةِ كَمَا يَقُولُ: اَلرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ. وَلَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ، لأَنَّ الْجَمِيعَ عِنْدَهُ أَحْيَاءٌ».
لوقا:20
اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.
يوحنا:13
«وَلَمَّا كَمِلَتْ أَرْبَعُونَ سَنَةً، ظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ فِي بَرِّيَّةِ جَبَلِ سِينَاءَ فِي لَهِيبِ نَارِ عُلَّيْقَةٍ. فَلَمَّا رَأَى مُوسَى ذلِكَ تَعَجَّبَ مِنَ الْمَنْظَرِ. وَفِيمَا هُوَ يَتَقَدَّمُ لِيَتَطَلَّعَ، صَارَ إِلَيْهِ صَوْتُ الرَّبِّ: أَنَا إِلهُ آبَائِكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ. فَارْتَعَدَ مُوسَى وَلَمْ يَجْسُرْ أَنْ يَتَطَلَّعَ.
أعمال الرسل:7
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/12)
وَكَانَ فِي قَيْصَرِيَّةَ رَجُلٌ اسْمُهُ كَرْنِيلِيُوسُ، قَائِدُ مِئَةٍ مِنَ الْكَتِيبَةِ الَّتِي تُدْعَى الإِيطَالِيَّةَ. وَهُوَ تَقِيٌّ وَخَائِفُ اللهِ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ، يَصْنَعُ حَسَنَاتٍ كَثِيرَةً لِلشَّعْبِ، وَيُصَلِّي إِلَى اللهِ فِي كُلِّ حِينٍ.
أعمال الرسل:10
فَوَقَفَ بُولُسُ فِي وَسْطِ أَرِيُوسَ بَاغُوسَ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الأَثِينِوِيُّونَ! أَرَاكُمْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ كَأَنَّكُمْ مُتَدَيِّنُونَ كَثِيرًا، لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ، وَجَدْتُ أَيْضًا مَذْبَحًا مَكْتُوبًا عَلَيْهِ: «لإِلهٍ مَجْهُول». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ، هذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ. الإِلهُ الَّذِي خَلَقَ الْعَالَمَ وَكُلَّ مَا فِيهِ، هذَا، إِذْ هُوَ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَةٍ بِالأَيَادِي، وَلاَ يُخْدَمُ بِأَيَادِي النَّاسِ كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى شَيْءٍ، إِذْ هُوَ يُعْطِي الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْسًا وَكُلَّ شَيْءٍ. وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ، وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ، لِكَيْ يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ، مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيدًا.
أعمال الرسل:17
لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «أَنَا حَيٌّ، يَقُولُ الرَّبُّ، إِنَّهُ لِي سَتَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ، وَكُلُّ لِسَانٍ سَيَحْمَدُ اللهَ».
رومية:14
فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا، فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ.
كورنثوس الأولى:10
وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ.
غلاطية:3
وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ كَانُوا وَاقِفِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ، وَالشُّيُوخِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ، وَخَرُّوا أَمَامَ الْعَرْشِ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا ِللهِ قَائِلِينَ: «آمِينَ! الْبَرَكَةُ وَالْمَجْدُ وَالْحِكْمَةُ وَالشُّكْرُ وَالْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالْقُوَّةُ لإِلهِنَا إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ!».
رؤيا يوحنا:7
وَالْمَلاَكُ الَّذِي رَأَيْتُهُ وَاقِفًا عَلَى الْبَحْرِ وَعَلَى الأَرْضِ، رَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَأَقْسَمَ بِالْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَمَا فِيهَا وَالأَرْضَ وَمَا فِيهَا وَالْبَحْرَ وَمَا فِيهِ.
رؤيا يوحنا:10
ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ، قَائِلاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ، وَاسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ».
رؤيا يوحنا:14
وَهُمْ يُرَتِّلُونَ تَرْنِيمَةَ مُوسَى عَبْدِ اللهِ، وَتَرْنِيمَةَ الْخَرُوفِ قَائِلِينَ: «عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! عَادِلَةٌ وَحَق هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ! مَنْ لاَ يَخَافُكَ يَارَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ؟ لأَنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ، لأَنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ سَيَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ، لأَنَّ أَحْكَامَكَ قَدْ أُظْهِرَتْ».
رؤيا يوحنا:15
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - 10 - 08, 08:28 ص]ـ
إنجيل برنابا
ولما بلغ يسوع اثنتي عشرة سنة من العمر صعد مع مريم ويوسف إلى أورشليم ليسجد هناك حسب شريعة الرب المكتوبة في كتاب موسى.
برنابا: الفصل التاسع
فأجاب يسوع: ألا تعلمين أن خدمة الله يجب أن تقدم على الأب وألام.
برنابا: الفصل التاسع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/13)
ولما تجلت هذه الرؤيا ليسوع وعلم أنه نبي مرسل إلى بيت إسرائيل كاشف مريم أمه بكل ذلك قائلا لها: أنه يترتب عليه احتمال اضطهاد عظيم لمجد الله وأنه لا يقدر فيما بعد أن يقيم معها ويخدمها. فلما سمعت مريم هذا أجابت: (يا بني إني نبئت بكل ذلك قبل أن تولد فليتمجد اسم الله القدوس). ومن ذلك اليوم انصرف يسوع عن أمه ليمارس وظيفته النبوية.
برنابا: الفصل العاشر
ولما نزل يسوع من الجبل ليذهب إلى أورشليم التقى بأبرص علم بإلهام إلهي أن يسوع نبي، فتضرع إليه باكيا قائلا: يا يسوع بن داود ارحمني، فأجاب يسوع: ماذا تريد أيها الأخ أن أفعل لك، فأجاب الأبرص:
يا سيدي أعطني صحة، فوبخه يسوع قائلا: إنك لغبي اضرع إلى الله الذي خلقك وهو يعطيك صحة لأنني رجل نظيرك، فأجاب الأبرص أعلم يا سيدي أنك إنسان ولكنك قدوس الرب فاضرع إذا إلى الله وهو يعطيني صحة، فتنهد يسوع وقال: أيها الرب الإله القدير لأجل محبة أنبيائك الأطهار أبرئ هذا العليل.
برنابا: الفصل الحادي عشر
ولما مضت بعض أيام وكان يسوع عالما بالروح رغبة الكهنة صعد إلى جبل الزيتون ليصلي، وبعد أن صرف الليل كله في الصلاة صلى يسوع في الصباح قائلا: يارب إني عالم أن الكتبة يبغضونني، والكهنة مصممون
على قتلي أنا عبدك، لذلك أيها الرب الإله القدير الرحيم اسمع برحمه صلوات عبدك، وأنقذني من حبائلهم لأنك أنت خلاصي، وأنت تعلم يارب أني أنا عبدك إياك أطلب يارب وكلمتك أتكلم، لأن كلمتك حق هي تدوم إلى الأبد.
برنابا: الفصل الثالث عشر
فخر يسوع على وجهه إلى الأرض قائلا: أيها الإله الرب العظيم ما أعظم رحمتك لي، وماذا أعطيك يارب مقابل ما أحسنت به إليّ، فأجاب الملاك جبريل أنهض يا يسوع واذكر إبراهيم الذي كان يريد أن يقدم ابنه الوحيد إسماعيل ذبيحة لله ليتم كلمات الله، فلما لم تقو المدية على ذبح ابنه قدم عملا بكلمتي كبشا، فعليك أن تفعل ذلك يا يسوع خادم الله، فأجابه يسوع سمعا وطاعة، ولكن أين أجد الحمل وليس معي نقود ولا تجوز سرقته، فدله إذ ذاك الملاك جبريل على كبش فقدمه يسوع ذبيحة حامدا ومسبحا لله الممجد إلى الأبد.
برنابا: الفصل الثالث عشر
فقال لهم يسوع: باسم الله اسقوا المدعوين.
برنابا: الفصل الخامس عشر
وجمع يسوع ذات يوم تلاميذه وصعد إلى الجبل، فلما جلس هناك دنا منه التلاميذ ففتح فاه وعلمهم قائلا: عظيمة هي النعم التي أنعم بها الله علينا فترتب علينا من ثم أن نعبده بإخلاص قلب.
برنابا: الفصل السادس عشر
ولما قال يسوع ذلك أجاب فيلبس: إننا لراغبون في خدمة الله ولكننا نرغب أيضا أن نعرف الله، لأن أشعيا النبي قال: (حقا إنك لإله محتجب)، وقال الله لموسى عبده (أنا الذي هو أنا) أجاب يسوع: يا فيلبس إن الله صلاح بدونه لا صلاح، إن الله موجود بدونه لاوجود، إن الله حياة بدونها لا أحياء، هو عظيم حتى أنه يملأ الجميع وهو في كل مكان، هو وحده لا ند له، لا بداية ولا نهاية له ولكنه جعل لكل شيء بداية وسيجعل لكل شيء نهاية، لا أب و لا أم له، لا أبناء ولا أخوة ولا عشراء له، .... لا يأكل ولا ينام ولا يموت ... ، ولكنه يدوم إلى الأبد بدون شبيه بشري.
برنابا: الفصل السابع عشر
ولما انتهى يسوع من العبادة نزل من الجبل مع تلاميذه، والتقى بعشرة برص صرخوا من بعيد: يا يسوع ابن داود ارحمنا، فدعاهم يسوع إلى قربه وقال لهم: ماذا تريدون مني أيها الأخوة؟ فصرخوا جميعهم: أعطنا صحة، أجاب يسوع: أيها الأغبياء أفقدتم عقلكم حتى تقولوا: أعطنا صحة، ألا ترون أني إنسان نظيركم؟ ادعوا إلهنا الذي خلقكم وهو القدير الرحيم يشفكم، فأجاب البرص بدموع: إننا نعلم أنك إنسان نظيرنا، ولكنك قدوس الله ونبي الرب فصلي لله ليشفينا، فتضرع الرسل إلى يسوع قائلين يا معلم أرحمهم، حينئذ أنّ يسوع وصلى قائلا: أيها الرب الإله القدير الرحيم، أرحم وأصخ السمع إلى كلمات عبدك أرحم رجاء هؤلاء الرجال، وامنحهم صحة لأجل محبة إبراهيم أبينا وعهدك المقدس.
برنابا: الفصل التاسع عشر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/14)
ثم رفع يديه إلى السماء وصلى لله ثم قال: أيتها المرأة قد حررت ابنتك فاذهبي في طريقك بسلام، فانصرفت المرأة ولما عادت إلى بيتها وجدت ابنتها التي تسبح الله، لذلك قالت المرأة: حقا لا إله إلا إله إسرائيل، فانضم من ثم أقرباؤها إلى الشريعة عملا بالشريعة المسطورة في كتاب موسى.
برنابا: الفصل الحادي والعشرون
لأن من يحب الله كان الله له، ومن كان الله له كان له كل شيء، أجاب بطرس: قل لنا يا معلم كيف يجب على الإنسان أن يحب الله محبة خالصة،فأجاب يسوع: الحق أقول لكم أن من لا يبغض أباه وأمه وحياته وأولاده وامرأته لأجل محبة الله فمثل هذا ليس أهلا أن يحبه الله.
برنابا:النزاع العجيب بين إبراهيم وأبيه
أجاب يسوع: كل كلمة من كلماتي صادقة، لأنها ليست مني بل من الله الذي أرسلني إلى بيت إسرائيل.
برنابا: النزاع العجيب بين إبراهيم وأبيه
أجاب يسوع: كان إبراهيم ابن سبع سنين لما ابتدأ أن يطلب الله، فقال يوما لأبيه: (يا أبتاه من صنع الإنسان؟ أجاب الوالد الغبي: (الإنسان، لأني أنا صنعتك وأبي صنعني)، فأجاب إبراهيم: (يا أبي ليس الأمر كذلك، لأني سمعت شيخا ينتحب ويقول: ((يا إلهي لماذا لم تعطني أولادا)). أجاب أبوه: (حقا يابني الله يساعد الإنسان ليصنع إنسانا ولكنه لا يضع يده فيه، فلا يلزم الإنسان إلا أن يتقدم ويضرع إلى إلهه ويقدم له حملانا وغنما يساعده إلهه، أجاب إبراهيم: (كم إلها هنالك يا أبي؟)، أجاب الشيخ: (لا عدد لهم يابني)، فحينئذ أجاب إبراهيم: (ماذا أفعل يا أبي إذا خدمت إلها وأراد بي الآخر شرا لأني لا أخدمه؟، ومهما يكن من الأمر فانه يحصل بينهما شقاق ويقع الخصام بين الآلهة ولكن إذا قتل الإله الذي يريد بي شر إلهي فماذا افعل؟، من المؤكد انه يقتلني أنا أيضا؟)، فأجاب الشيخ ضاحكا: (لا تخف يابني لأنه لا يخاصم إله إلها، كلا فإن في الهيكل الكبير ألوفا من الآلهة مع الإله الكبير بعل، وقد بلغت الآن سبعين سنة من العمر ومع ذلك فاني لم أر قط إلها ضرب إلها آخر ومن المؤكد إن الناس كلهم لا يعبدون إلها واحدا، بل يعبد واحد إلها وآخر آخر)، أجاب إبراهيم: (فإذا يوجد وفاق بينهم؟)، أجاب أبوه: (نعم يوجد)، فقال حينئذ إبراهيم: (يا أبي أي شيء تشبه الآلهة؟) و أجاب الشيخ: (يا غبي إني كل يوم اصنع إلها أبيعه لآخرين لأشتري خبزا وأنت لاتعلم كيف تكون الآلهة!)، وكان في تلك الدقيقة يصنع تمثالا، فقال (هذا من أخشب النخل وذاك من الزيتون وذلك التمثال الصغير من العاج، انظر ما أجمله ألا يظهر كأنه حي، حقا لا يعوزه إلا النفس)، أجاب إبراهيم: (إذا يا أبي ليس للآلهة نفس فكيف يهبون الأنفاس؟، ولما لم تكن لهم حياة فكيف يعطون إذا الحياة، فمن المؤكد يا أبي أن هؤلاء ليسوا هم الله؟)، فحنق الشيخ لهذا الكلام قائلا: (لو كنت بالغا من العمر ما تتمكن معه من الإدراك لشججت رأسك بهذه الفأس، ولكن اصمت إذ ليس لك إدراك)، أجاب إبراهيم: (يا أبي إن كانت الآلهة تساعد على صنع الإنسان فكيف يتأتى للإنسان أن يصنع آلهة؟، وإذا كانت الآلهة مصنوعة من خشب فان إحراق الخشب خطيئة كبرى، ولكن قل لي يا أبت كيف وأنت قد صنعت آلهة هذا عديدها لم تساعدك الآلهة لتصنع أولادا كثيرين فتصير أقوى رجل في العالم؟)، فحنق الأب لما سمع ابنه يتكلم هكذا، فأكمل الابن قائلا: (يا أبت هل وجد العالم حينا من الدهر بدون بشر؟) أجاب الشيخ: (نعم ولماذا؟)، قال إبراهيم: (لأني أحب أن أعرف من صنع الإله الأول) فقال الشيخ: انصرف الآن من بيتي ودعني أصنع هذه الإله سريعا ولا تكلمني كلاما، فمتى كنت جائعا فانك تشتهي خبزا لا كلاما)، فقال إبراهيم: (إنه لإله عظيم فإنك تقطعه كما تريد وهو لا يدافع عن نفسه) فغضب الشيخ وقال: (إن العالم بأسره يقول انه إله وأنت أيها الغلام الغبي تقول كلا؟ فو آلهتي لو كنت رجلا لقتلتك، ولما قال هذا ضرب إبراهيم ورفسه وطرده من البيت.
برنابا: النزاع العجيب بين إبراهيم وأبيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/15)
فهرع إلى هناك نحو عشرة آلاف رجل مع الكهنة وسألوا إبراهيم عن السبب الذي لأجله حطم آلهتهم، أجاب إبراهيم: (إنكم لأغبياء، أيقتل الإنسان الله، إن الذي قتلها إنما هو الإله الكبير، ألا ترون الفأس التي له عند قدميه، إنه لا يبتغي له أندادا) فوصل حينئذ أبو إبراهيم الذي ذكر أحاديث إبراهيم في آلهتهم، وعرف الفأس التي حطم بها إبراهيم الأصنام، فصرخ: إنما قتل آلهتنا ابني الخائن هذا لأن هذه الفأس فأسي.
برنابا: الفصل الثامن والعشرون
فتكلم الله قائلا: (أنا الله أحد، ولا إله غيري، أضرب وأشفى، أميت وأحي، أنزل الجحيم وأخرج منه، ولا يقدر أحد أن ينقذ نفسه من يدي).
برنابا: الفصل التاسع والعشرون
أجاب يسوع: كيف كتب في الناموس؟ أجاب قائلا: أحب الرب إلهك وقريبك، أحب إلهك فوق كل شيء بكل قلبك وعقلك.
برنابا: الفصل الثلاثون
فعلم الرجل انه لما قال يسوع (ليرحمك الرب إله إسرائيل) استرد ابنه صحته، لذلك آمن الرجل بإلهنا، ولما دخل بيته حطم كل آلهته تحطيما قائلا: ليس الإله الحقيقي الحي سوى إله إسرائيل، لذلك قال: (لا يأكل خبزي أحد لم يعبد إله إسرائيل.
برنابا: الفصل الحادي والثلاثون ثم قال يسوع حقا إن كل ما يحبه الإنسان ويترك لأجله كل شيء سواه فهو إلهه.
برنابا: الفصل الثالث والثلاثون
ولذلك أقول إن عبادة الأصنام أعظم خطيئة، فوقف الجميع مبهوتين من حديث يسوع لأنهم علموا انه لايمكن الرد عليه مطلقا، ثم أتم يسوع: تذكروا ما تكلم الله به وما كتبه موسى ويشوع في الناموس فتعلموا ما أعظم هذه الخطيئة، قال الله مخاطبا إسرائيل: لا تصنع لك تمثالا مما في السماء ولا مما تحت السماء، ولا تصنعه مما فوق الأرض ولا مما تحت الأرض، ولا مما فوق الماء ولا مما تحت الماء، إني أنا إلهك قوي وغيور ينتقم لهذه الخطيئة من الآباء وأبنائهم حتى الجيل الرابع، فاذكروا كيف لما صنع آباؤنا العجل وعبدوه أخذ يشوع وسبط لاوى السيف بأمر الله وقتلوا مئة ألف وعشرين ألفا من أولئك الذين لم يطلبوا رحمة من الله، ما أشد دينونة الله على عبدة الأوثان.
برنابا: الفصل الثالث والثلاثون
وكان أمام الباب واحد كانت يده اليمنى متيبسة إلى حد لم يتمكن معه من استعمالها، فوجه يسوع قلبه لله وصلى ثم قال: لتعلموا أن كلماتي حق أقول باسم الله امدد يا رجل يدك المريضة، فمدها صحيحة كأن لم تصبها علة، حينئذ ابتدءوا يأكلون بخوف الله.
برنابا: الفصل الرابع والثلاثون
وكانت الملائكة كلها ترنم: (اللهم ربنا تبارك اسمك القدوس) فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها ((لا إله إلا الله ومحمد رسول الله)).
برنابا: الفصل التاسع والثلاثون
فألقى يسوع يده على كل منهم قائلا: يا إله إسرائيل باسمك القدوس أعط صحة لهذا العليل، فبرئوا جميعهم.
برنابا: الفصل الثامن والأربعون
أجاب الله: يا يسوع أنظر فإني أصفح عنه، فحمله على أن يقول فقط (أيها الرب إلهي لقد أخطأت فارحمني، فأصفح عنه وأعيده إلى حاله الأولى).
برنابا: الفصل الحادي والخمسون
فبكى تلاميذه بصوت عال ورفعوا أصواتهم قائلين: اصفح أيها الرب الإله وارحم خادمك البريء، فأجاب يسوع آمين آمين.
برنابا: الفصل الثاني والخمسون
فسقط التلاميذ عند هذه الكلمات كأموات، فأنهضهم يسوع قائلا: لنخف الله الآن إذا أردنا أن لا نراع في ذلك اليوم.
برنابا: الفصل الثالث والخمسون
إن رسول الله وحده لا يتهيب هذه المناظر لأنه لا يخاف إلا الله وحده.
برنابا: الفصل الرابع والخمسون
فيذهب خوفه ويتقدم إلى العرش بمحبة واحترام والملائكة ترنم: (تبارك اسمك القدوس يا الله إلهنا) ومتى صار على مقربة من العرش يفتح الله لرسوله كخليل لخليله بعد طول الأمد على اللقاء، ويبدأ رسول الله بالكلام أولا فيقول: (إني أعبدك وأحبك يا إلهي، وأشكرك من كل قلبي ونفسي، لأنك أردت فخلقتني لأكون عبدك، وخلقت كل شيء حبا في لأحبك لأجل كل شيء وفي كل شيء وفوق كل شيء، فليحمدك كل خلائقك يا إلهي) حينئذ تقول كل مخلوقات الله (نشكرك يا رب وتبارك اسمك القدوس).
برنابا: الفصل الخامس والخمسون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/16)
فيجيب رسول الله: (يا رب أذكر أنك لما خلقتني قلت أنك أردت أن تخلق العالم والجنة والملائكة والناس حبا في ليمجدوك بي أنا عبدك، لذلك أضرع إليك أيها الرب الإله الرحيم العادل أن تذكر وعدك لعبدك).
برنابا: الفصل الخامس والخمسون
وبعد أن يتكلم هكذا يعطي الله رسوله كتابا مكتوب فيه أسماء كل مختاري الله، لذلك يسجد كل مخلوق لله قائلا: (لك وحدك اللهم المجد والإكرام لأنك وهبتنا لرسولك).
برنابا: الفصل الخامس والخمسون
فرأى يسوع مقعدا كان له هناك ثماني وثلاثين سنة مريضا بمرض عضال، فلما كان يسوع عالما بذلك بالهام إلهي تحنن على المريض وقال له: أتريد أن تبرأ، أجاب المقعد: يا سيد ليس لي أحد يضعني في الماء متى حركه الملاك بل عندما آتى ينزل قبلي آخر ويدخله، حينئذ رفع يسوع عينيه نحو السماء وقال: أيها الرب إلهنا إله آبائنا ارحم هذا المقعد، ولما قال يسوع هذا: قال ((باسم الله ابرأ أيها الأخ قم واحمل فراشك)) فحينئذ قام المقعد حامدا لله.
برنابا: الفصل الخامس والستون
ولما أكمل هذا يسوع جيء برجل فيه شيطان وهو لا يتكلم ولا يبصر ولا يسمع، فلما رأى يسوع إيمانهم رفع عينيه نحو السماء وقال: أيها الرب إله آبائنا ارحم هذا المريض وأعطه صحة ليعلم هذا الشعب انك أرسلتني، ولما قال يسوع هذا أمر الروح أن ينصرف قائلا: بقوة اسم الله ربنا انصرف أيها الشرير عن الرجل، فانصرف الروح وتكلم الأخرس وأبصر بعينيه.
برنابا: الفصل التاسع والستون
تعلمون أن الله قد خلق بكلمة واحدة كل شيء من العدم وان منشأ البشر جميعهم من كتلة طين؟، فكيف إذا يكون الله شبيها بالإنسان؟، ويل للذين يدَعون الشيطان يخدعهم، ولما قال يسوع هذا ضرع إلى الله لأجل بطرس والأحد عشر وبطرس يبكون ويقولون: ليكن كذلك أيها الرب المبارك إلهنا.
برنابا: الفصل السبعون
وكان الجمع غفيرا جدا حتى إن غنيا مصابا بالشلل لما لم يمكن إدخاله في الباب حمل إلى سطح البيت الذي كان فيه يسوع وأمر القوم برفع السقف ودلى على ملاء أمام يسوع، فتردد يسوع دقيقة ثم قال: لا تخف أيها الأخ لأن خطاياك قد غُفرت لك، فاستاء كل أحد لسماع هذا وقالوا: من هذا الذي يغفر الخطايا؟، فقال حينئذ يسوع: لعمر الله إني لست بقادر على غفران الخطايا ولا أحد آخر ولكن الله وحده يغفر، ولكن كخادم لله أقدر أن أتوسل إليه لأجل خطايا الآخرين، لهذا توسلت إليه لأجل هذا المريض واني موقن بأن الله قد استجاب دعائي، ولكي تعلموا الحق أقول لهذا الإنسان: باسم إله آبائنا إله إبراهيم وأبنائه قم معافى، ولما قال يسوع هذا قام المريض معافى ومجد الله، حينئذ توسل العامة إلى يسوع ليتوسل إلى الله لأجل المرضى الذين كانوا خارجا، فخرج حينئذ يسوع إليهم ثم رفع يديه وقال: أيها الرب إله الجنود الإله الحي الإله الحقيقي الإله القدوس الذي لا يموت ألا فارحمهم، فأجاب كل أحد: آمين، وبعد أن قيل هذا وضع يسوع يديه على المرضى فنالوا جميعهم صحتهم، فحينئذ مجدوا الله قائلين: لقد افتقدنا الله بنبيه فإن الله أرسل لنا نبيا عظيما.
برنابا: الفصل الحادي والسبعون
أجاب يسوع: لا تضطرب قلوبكم ولا تخافوا، لأني لست أنا الذي خلقكم بل الله الذي خلقكم يحميكم، أما من خصوصي فاني قد أتيت لأهيِّء الطريق لرسول الله الذي سيأتي بخلاص العالم، ولكن احذروا أن تغشوا لأنه سيأتي أنبياء كذبة كثيرون يأخذون كلامي وينجسون إنجيلي.
برنابا: الفصل الثاني والسبعون
ولكن صدقيني أنه يأتي وقت يعطى الله فيه رحمته في مدينة أخرى ويمكن السجود له في كل مكان بالحق ويقبل الله الصلاة الحقيقة في كل مكان رحمته.
برنابا: الفصل الثاني والثمانون
أجاب يسوع: قد حان لنا أن نصلي صلاة الفجر، فنهضوا واغتسلوا وصلوا لإلهنا المبارك إلى الأبد.
برنابا: الفصل التاسع والثمانون
ولما قال يسوع هذا عاد فقال: إني أشهد أمام السماء وأشهد كل ساكن على الأرض إني بريء من كل ما قال الناس عني من أني أعظم من بشر، لأني بشر مولود من امرأة وعرضة لحكم الله أعيش كسائر البشر عرضة للشقاء العام، لعمر الله الذي تقف نفسي بحضرته انك أيها الكاهن قد أخطأت خطيئة عظيمة بالقول الذي قلته، ليلطف الله بهذه المدينة المقدسة حتى لا تحل بها نقمة عظيمة لهذه الخطيئة.
برنابا: الفصل الرابع والتسعون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/17)
ولما انتهت الصلاة قال الكاهن بصوت عال: قف يا يسوع لأنه يجب علينا أن نعرف من أنت تسكينا لامتنا، أجاب يسوع: أنا يسوع بن مريم من نسل داود بشر سيموت ويخاف الله وأطلب أن لا يعطى الإكرام والمجد إلا الله.
برنابا: الفصل السادس والتسعون
ولما قال يسوع هذا شكر الله وصلى لخلاص شعبنا وكل منا يقول: آمين
برنابا: الفصل الخامس بعد المائة
فقال حينئذ الضرير باكيا: (أغفر لي يا نبي الله الطاهر لأني قد أخطأت إليك في الكلام واني لو أبصرتك لما كنت أخطأت)، فأجاب إيليا: (ليغفر لك إلهنا أيها الأخ، لأني أعلم أنك فيما يخصني قد قلت الصدق، لأني كلما ازددت بغضا لنفسي ازددت محبة لله، لو رأيتني لخمدت رغبتك التي ليست مرضية لله، لان إيليا ليس هو خالقك بل الله).
برنابا: الفصل السابع عشر بعد المائة
فقال يسوع: يجب أن ننقطع مدة هذه العشرين يوما للصوم والصلاة لأن الله سيرحمكم.
برنابا: الفصل الثامن والثلاثون بعد المائة
أجاب يسوع: إن كانت قادرة على كل شيء كما تقولون فعفوا لأني سأعبدها، ففرح الجنود لما سمعوا هذا وأخذوا يمجدون أصنامهم، فقال حينئذ يسوع: لا حاجة بنا هنا إلى الكلام بل إلى الأعمال، فاطلبوا لذلك من آلهتكم أن تخلق ذبابة واحدة فأعبدها، فراع الجنود سماع هذا ولم يدروا ما يقولون، فقال من ثم يسوع: إذا كانت لا تقدر أن تصنع ذبابة واحدة جديدة فاني لا أترك لأجلها ذلك الإله الذي خلق كل شيء بكلمة واحدة.
برنابا: الفصل الثاني والخمسون بعد المئة
ومتى أراد عوبديا أن يعلم أحدا كيف يصلي دعا حجي وقال: اتل الآن صلاتك ليسمع كل أحد كلامك، فيقول حجي: (أيها الرب إله إسرائيل أنظر إلى عبدك الذي يدعوك لأنك قد خلقته، أيها الرب الإله البار أذكر برك وقاص خطايا عبدك لكي لا أنجس عملك، أبي وإلهي إني لا أقدر أن أسألك المسرات التي تهبها لعبيدك المخلصين لأني لا أفعل شيئا إلا الخطايا، فإذا أنزلت يا رب بأحد عبيدك سقما فاذكرني أنا).
برنابا: الفصل السادس والثمانون بعد المئة
وحدث أن تلميذ أحد الأنبياء المجاورين أحب أن يذهب إلى أورشليم ولم يكن له رداء، فلما سمع بتصدق هوشع ذهب ليراه وقال له: (أيها الأخ إني أريد أن أذهب إلى أورشليم لأقوم بتقديم ذبيحة لإلهنا.
برنابا: الفصل السابع والثمانون بعد المئة
ثم رفع يسوع يديه إلى السماء وقال: أيها الرب إله إبراهيم وإسماعيل واسحق واله آبائنا أرحم مصاب هاتين المرأتين وأعط مجدا لاسمك المقدس، ولما أجاب كل واحد: آمين.
برنابا: الفصل الثالث والتسعون بعد المئة
أجاب يسوع: لا البتة لم أنس، لأن هذا هو الاعتراف الذي أشهد به أمام كرسي دينونة الله يوم الدينونة، لأن كل ما كتب في كتاب موسى صحيح كل الصحة فان الله خالقنا أحد وأنا عبد الله.
برنابا: الفصل السادس بعد المئتين
ثم رفع يديه إلى الرب وصلى قائلا: أيها الرب إلهنا إله إبراهيم وإله إسماعيل وإسحق إله آبائنا ارحم من أعطيتني وخلصهم من العالم، لا أقول خذهم من العالم لأنه الضروري أن يشهدوا على الذين يفسدون إنجيلي، ولكن أضرع إليك أن تحفظهم من الشرير، حتى يحضروا معي يوم الدينونة يشهدوا على العالم وعلى بيت إسرائيل الذي أفسد عهدك، أيها الرب الإله القدير الغيور الذي ينتقم في عبادة الأصنام من أبناء الآباء عبدة الأصنام.
برنابا: الفصل الثاني عشر بعد المئتين
وبعد ان تكلم يسوع بهذا قال: انك لعادل أيها الرب إلهنا لأن لك وحدك الإكرام والمجد بدون نهاية.
برنابا: الفصل العشرون بعد المئتين
هذا آخر ما جمعت من النصوص في بيان تقرير توحيد الألوهية من العهد القديم والجديد وملحقاتها مع إنجيل برنابا والحمد لله أولا وآخرا(52/18)
لا إله إلا الله. لماذا تقدير لا خالق إلا الله غير صحيح؟
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[16 - 10 - 08, 05:43 م]ـ
لا إله إلا الله
معناها عند أهل السنة والجماعة لا معبود بحق إلا الله
والسؤال تقدير لا خالق إلا الله لماذا هذا التقدير فاسد؟
مع أنه فعلا لا خالق إلا الله
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[16 - 10 - 08, 06:17 م]ـ
أخي الحبيب، الإله هو المعبود، قال تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}، بمعنى أنه يعبد هواه، فيتبع هواه في كل ما أمر.
و إنما الخلق يدخل في الربوبية فالله عز و جل رب كل شيء. و كما قال العلماء الرب هو الخالق ابتداء و المربي غذاء و الغافر انتهاء.
و هذا من توحيد الربوبية.
ـ[مهند الهاشمي الحسني]ــــــــ[16 - 10 - 08, 09:31 م]ـ
((تقدير لا خالق إلا الله لماذا هذا التقدير فاسد؟
مع أنه فعلا لا خالق إلا الله))
الأخ الفاضل. قول من قال بعدم صحة هذا التقدير .. إنما أراد عدم صحة إفادة (لا إله إلا الله) هذا التقدير .. لا أنَّ (لا خالق إلا الله) نفسها خاطئة!! وأرجو أن يكون هذا ما عنه تسألون وإلا فأفصحوا أكثر.
..... !!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 10 - 08, 09:04 م]ـ
أخي السائل الكريم:
لا إله إلا الله شعار التوحيد، والفارق بين المؤمنين والكافرين، والتقدير الذي ارتضيته لا يفي بالمقصود .. فكثير من المشركين يؤمنون أنه لا خالق إلا الله ... والقرآن سجل اعترافاتهم بذلك ... في اكثر من موضع ...
فلا مناص من التقدير الصحيح لا معبود إلا الله .... وإلا كانت الكلمة الطيبة سواء بين الموحد والمشرك .. وهذا محال!!
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 10:57 م]ـ
لو كان هذا التقدير صحيحاً ما أنكره ابو جهل قال الله تعالى (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) [صـ: 5]
5 - (أجعل الآلهة إلها واحدا) حيث قال لهم- يعني الرسول صلى الله عليه وسلم- قولوا لا إله إلا الله أي كيف يسع الخلق كلهم إله واحد (إن هذا لشيء عجاب) أي عجيب. التفسير الميسر
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[21 - 10 - 08, 12:48 ص]ـ
لو كان هذا التقدير صحيحاً ما أنكره ابو جهل قال الله تعالى (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) [صـ: 5]
5 - (أجعل الآلهة إلها واحدا) حيث قال لهم- يعني الرسول صلى الله عليه وسلم- قولوا لا إله إلا الله أي كيف يسع الخلق كلهم إله واحد (إن هذا لشيء عجاب) أي عجيب. التفسير الميسر
وبهذا يتضح التقدير الصحيح وهو لا معبود بحق إلا الله, ولو كان التقدير لاخالق إلا الله لما أنكر كفار قريش كلمة التوحيد قال الله تعالى (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) [العنكبوت: 61] وقال تعالى (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) [الزخرف: 87](52/19)
(دعاوى الإجماع عند المتكلمين في مسائل أصول الدين) - رسالة جامعية قيّمة -
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 12:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- عنوان الرسالة: (دعاوى الإجماع عند المتكلمين في مسائل أصول الدين - عرض ونقد -)، للأخ الكريم الشيخ ياسر اليحيى - وفقه الله -، حاز بها على درجة الماجستير من جامعة الإمام، عام 1428 - 1429، بإشراف من الدكتور الفاضل محمد الخميّس - حفظه الله -.
وهي رسالة متميزة، فند فيها مؤلفها إجماعات كثيرة ادعاها أهل البدع، وضللوا من خالفها بغيًا وعدوانًا؛ واستغلوها في نشر بدعهم بين الأمة تحت هذا الدعوى الكاذبة. وقد وفق الله الباحث لإبطال هذا الزعم، حيث كشف أن هذه الإجماعات " محدثة " من المتأخرين، ولا علاقة لها بحال القرون الأولى، المجمعة على خلاف ما ادعوه ..
- وقد أفادني مؤلفها أنها ستُطبع قريبًا بواسطة إحدى دور النشر بالسعودية، وبعث إليّ بخاتمتها وفهرسها؛ ليكونا دليلا على محتواها ..
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على من ختم الله به النبوات،
وبعد: ففي نهاية هذا البحث لا بد من وقفة أستجمع فيها بعض حصاد ما زرعت، وأعرض فيه
أبرز جوانب ما كتبت، و ذلك في نقاط سريعة:
1 - أن السلف - رحمهم الله تعالى - كان لهم تصور معين في فهم الإجماع، وطريقة
خاصة في الاستدلال به، وباستقراء كلامهم في ذلك وتتبع مواردهم فيه، يتبين أن السلف إذا
أطلقوا الإجماع، فإنهم يريدون به أحد أمور ثلاثة:
أ/ المعلوم من الدين بالضرورة. ب/الإجماع الاستقرائي. ج/ الإجماع الإقراري
2 - أن لدليل الإجماع عند السلف مكانة عظيمة ومترلة كبيرة، يظهر ذلك في مظاهر
عديدة مرت في ثنايا البحث.
3 - أن دليل الإجماع حجة عند السلف في قضايا الاعتقاد، بل وفي جميع أمور الدين
دون تفريق، وهذا هو جزء من منهجهم العام في الاستدلال، حيث لا يفرقون في الاستدلال
بين أن تكون المسألة المُستدل لها خبرية أو طلبية، علمية أو عملية.
4 - أن المتكلمين كان لهم فهم الخاص لدليل الإجماع، حيث قصروا مفهومه والاستدلال
به على الإجماع النطقي، الذي يصعب تحققه، وهذا فيه تضييق لدليل الإجماع، ولعل السبب
في ذلك يعود إلى تقليدهم العلوم الفلسفية والمنطقية التي كان لها أكبر الأثر على العلوم
الإسلامية التي تناولوها بالبحث والكتابة.
5 - أهل الكلام يحتجون بالإجماع على مسائل الاعتقاد، ويرون أنه مقدم على الأدلة
السمعية الأخرى - الكتاب والسنة - لقطعيته، لكن مع ذلك كانت لهم طريقتهم الخاصة في
الاستدلال، التي يفارقون بها السلف، فكانوا يستدلون به في المسائل السمعية دون العقلية،
وفي المسائل العملية دون العلمية.
6 - أن أهل الكلام كان عندهم تساهل في حكاية الإجماع على مسائل من أصول
الدين، مما أوجد ظاهرةً كلاميةً كانت هي موضوع البحث، وهي " الإجماعات المدعاة".
7 - باستعراض هذه الإجماعات ومناقشتها، تبين لي أنها إجماعات مدعاة لا حقيقة لها عند
البحث والتدقيق، أما كيف حكوها وادعوها؟!، فهذا يعود للأمور التالية:
أ/ أن بعض هذه الإجماعات المحكية كانت حكايته من مدعيه، بسبب جهله بأقوال
السلف، فحكاه معتقدًا ثبوته.
ب/ بعض هذه الإجماعات قد تكون صحيحة، لكن أوردوها في غير محلها، فاستدلوا
بالإجماع في موارد التراع، كاستدلالهم بالإجماع - الثابت - على نفي النقص عن الله، على
نفي الصفات الاختيارية عن الله تعالى، بجامع النقص.
ج/أن بعض هذه الإجماعات حكاها مدعيها على أمور اعتقد أنها من لوازم الإسلام، وإذا
كانت كذلك فالمسلمون - في ظنه - لا بد أن يعتقدوا ثبوتها، فادعى الإجماع بما قام عنده من
هذا الظن.
د/ بعض هذه الإجماعات قام عند مدعيها أن العقلاء مجمعون عليها، وإجماعهم إجماع
ضمني للمسلمين، فحكاها إجماعاً عنهم.
هـ/ بعض الإجماعات حكوها بألفاظ مجملة، أو على اصطلاحات حادثة، ظنوها من دين
الإسلام، وليست هي كذلك.
و/ بعض هذه الإجماعات حكوها بطريق الإجماع المركب.
8 - هذه الإجماعات المدعاة كان سبباً في ترويج بعض البدع بين أوساط الجهال باعتبار
أن عمل الناس عليها، وقد ترتب عليها بعض المفاسد، والتي من أظهرها البغي الذي
يكون على من خالف هذه الإجماعات المدعاة، إما بالتكفير تارة أو بالتضليل تارة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/20)
هذه هي أبرز النتائج التي خلصت إليها في هذا البحث.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فهرس الموضوعات
الموضوع الصفحة
المقدمة ........................................... ............ 3
- أهمية الموضوع ........................................... ...... 5
- أهداف البحث ............................................. ... 8
- خطة البحث ............................................. ..... 8
- منهج البحث ............................................. ... 12
التمهيد .................................................. ......... 18
- الدعاوى .................................................. ... 19
- الإجماع ........................................... ............ 20
- المتكلمون ......................................... ............ 22
- أصول الدين ............................................. ..... 25
الباب الأول:منهج السلف ومنهج المتكلمين في الاستدلال بالإجماع
على مسائل أصول الدين ............................................
30
الفصل الأول: الإجماع عند السلف ................................. 31
المبحث الأول: مفهوم الإجماع عند السلف .......................... 32
المبحث الثاني: مترلة الإجماع عند السلف ............................ 63
المبحث الثالث: حجية الإجماع في مسائل الاعتقاد عند السلف ....... 75
الفصل الثاني: الإجماع عند المتكلمين ................................. 83
المبحث الأول: مفهومه و حجيته .................................. 94
المطلب الأول: مفهوم الإجماع عند المتكلمين .................... 94
المطلب الثاني: حجية الإجماع عند المتكلمين ..................... 109
المبحث الثاني: ترتيب الإجماع بين الأدلة عند المتكلمين .............. 116
المبحث الثالث: الاستدلال بالإجماع على مسائل أصول الدين ........ 122
المبحث الرابع: طرق الإجماع وألفاظه ............................. 140
المطلب الأول: طرق الإجماع عند المتكلمين ..................... 140
المطلب الثاني: ألفاظ الإجماع عند المتكلمين ..................... 152
الفصل الثالث: الفرق بين إجماعات السلف و إجماعات المتكلمين ....... 159
المبحث الأول: الفرق باعتبار العين .............................. 160
المبحث الثاني: الفرق باعتبار مرتبته بين الأدلة ....................... 178
المبحث الثالث: الفرق باعتبار الشمول ............................. 187
المبحث الرابع: الفرق باعتبار المستند ................................ 197
الفصل الرابع: سمات الإجماعات المدعاة ومفاسدها .................... 207
المبحث الأول: سمات الإجماعات المدعاة ........................... 208
السمة الأولى: عدم المستند ......................................... 208
السمة الثانية: عدم ثبوت النقل .................................... 211
السمة الثالثة: الإجماع على ألفاظ مجملة ............................. 214
السمة الرابعة: الإجماع على مصطلحات حادثة ..................... 218
السمة الخامسة: إيراد الإجماع في محل التراع ........................ 222
المبحث الثاني: المفاسد المترتبة على الإجماعات المدعاة .............. 225
المفسدة الأولى: رد أخبار الآحاد ................................... 226
المفسدة الثانية: التحريف .......................................... 232
المفسدة الثالثة: التكفير ........................................... . 238
المفسدة الرابعة: نشر البدع ....................................... 244
المفسدة الخامسة: نسبة القول الخطأ إلى الإسلام وأهله ................ 249
المفسدة السادسة: تسلط الأعداء في القديم والحديث ................. 253
الباب الثاني: إجماعات أهل الكلام المدعاة على مسائل أصول
الدين ومناقشتها ....................... 257
الفصل الأول: الإجماعات في توحيد الألوهية والربوبية ................ 258
المبحث الأول: الإجماعات في توحيد الألوهية ....................... 260
المبحث الثاني: الإجماعات في توحيد الربوبية ........................ 355
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/21)
الفصل الثاني: الإجماعات في توحيد الأسماء والصفات .................. 415
المبحث الأول: الإجماعات في الأسماء .............................. 417
المبحث الثاني: الإجماعات في الصفات ................................. 444
المطلب الأول: الإجماع على امتناع قيام الصفات الاختيارية بالله
تعالى ..................... 445
المطلب الثاني: إجماعات في نفي صفات عن الله بألفاظ مجملة
واصطلاحات حادثة ............................................. .. 461
المطلب الثالث: إجماعات في تأويل آيات وأحاديث الصفات ......... 487
المطلب الرابع: إجماعات في الصفات متفرقة ....................... 526
الفصل الثالث: الإجماعات في النبوات والقدر ......................... 564
المبحث الأول: الإجماعات في النبوات .............................. 566
المبحث الثاني: الإجماعات في القدر ................................ 590
الفصل الرابع: الإجماعات في مسائل الإيمان و الأسماء والأحكام ....... 616
المبحث الأول: الإجماعات في مفهوم الإيمان ........................ 618
المبحث الثاني: الإجماعات في الأسماء والأحكام ...................... 637
الخاتمة: .......................................... ................ 647
الفهارس: .......................................... .............. 650
1) فهرس الآيات القرآنية ........................................ 651)
2) فهرس الأحاديث النبوية ...................................... 661)
3) فهرس الآثار ............................................ ..... 666)
4) فهرس الأعلام المترجم لهم .................................... 670)
5) فهرس الفرق ..................................... 681)
6) فهرس الإجماعات المدعاة ..................................... 682)
7) فهرس المصادر والمراجع ...................................... 685)
8) فهرس الموضوعات ......................................... .. 716
ـ[أبومالك المنصورى]ــــــــ[17 - 10 - 08, 01:23 ص]ـ
ماشاء الله
نفع الله بكم
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[17 - 10 - 08, 11:37 ص]ـ
أين الرسالة بارك الله فيك؟
هل من الممكن الحصول عليها؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 10 - 08, 01:54 م]ـ
ما شاء الله
أرجو إعلامنا عند طباعتها وتوفرها في المكتبات حتى نحاول الحصول عليها إن شاء الله.
جزاك الله خيرا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 08:50 م]ـ
بارك الله فيكما ..
الرسالة خلال أشهر في الأسواق - إن شاء الله - ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - 10 - 08, 09:50 م]ـ
بارك الله فيكم و أحسن إليكم، و أسأل الله تعالى أن يُعجل بطبعها و نشرها، و أن يرزقني نسخة منها .. آمين.
ـ[حسام الدين قاسم]ــــــــ[17 - 10 - 08, 09:53 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله(52/22)
كتاب متميز: حقيقة الفكر الشيعي و عوامل انتشاره (تحليل و نصوص) للدكتور علي إمام
ـ[محمود إمام]ــــــــ[17 - 10 - 08, 03:53 م]ـ
كتاب متميز من تأليف أخي دكتور العقيدة و الفلسفة بجامعة الأزهر يقع في أربع وثمانين صفحة: يجمع بين المنهج العلمي في التحليل والنقد والتوثيق، والأسلوب الدعوي في السهولة التي تقربه من عقل ووجدان القارئ العادي. وهو يتكون من قسمين: القسم الأول عبارة عن رؤية تحليلية متكاملة ومركزة تكشف عن الأسباب التي أدت لنشأة هذا الفكر والتسلسل أو التتابع المنطقي لأجزاءه، كما تحصر وتبين العوامل التي تساعد على انتشاره في العصر الحاضر في أوساط المسلمين، و القسم الثاني يتضمن نصوصا أغلبها من مصادر الشيعة الأصلية في العقيدة والتفسير والحديث والفقه تبرهن على صحة الأجزاء التي تحتاج إلى إثبات من الرؤية التحليلية التي تضمنها القسم الأول. و الكتاب يتضمن في ثنايا ذلك مناقشة علمية لموقف الشيخ محمد الغزالي حول الشيعة و تحريف القرآن، و للدكتور علي جمعة مفتي مصر في رأيه حول أسباب الخلاف بين السنة و الشيعة.
حمل من هنا
http://www.archive.org/download/HakikatAlfikrAlshi3i/001.pdf
ـ[محمود إمام]ــــــــ[17 - 10 - 08, 04:05 م]ـ
أرجو الردود من الأخوة المطلعين ومن له تعليق فليفيدني به
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[08 - 11 - 08, 11:39 م]ـ
جهد طيب بارك الله فيك
تم التحميل وجاري القراءة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - 11 - 08, 05:48 ص]ـ
بارك الله فيك وفي أخيك على جهده ..
وتميز - كما قلتَ - بـ (الأسلوب الدعوي في السهولة التي تقربه من عقل ووجدان القارئ العادي) ..(52/23)
هل ظهور المهدي المنتظر حقيقة أم خيال ... !؟
ـ[بنت الأمارات]ــــــــ[17 - 10 - 08, 04:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرات كثيرا و سمعت الكثير عن المهدى المنتظر و يوجد من يكذب و يوجد من يعتمد على احاديث يقال انها ضعيفة
و تختلط علينا الامور حيث ان غالبيتنا يعتقد ان المهدى هو قادم للشيعة الرافضة ..
هل ظهور المهدي المنتظر حقيقة أم خيال ... !؟
ـ[القندهاري]ــــــــ[17 - 10 - 08, 05:51 م]ـ
الحمد لله.
هناك كتاب للشيخ عبد المحسن العباد جميل ذكر فيه عقيدة أهل السنة في المهدي.
اسم الكتاب عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر وهذا رابط التحميل
http://www.islamhouse.com/p/2124
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 07:19 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=140651&highlight=%C7%E1%E3%E5%CF%ED
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41469&highlight=%C7%E1%E3%E5%CF%ED
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39973&highlight=%C7%E1%E3%DE%CF%E3(52/24)
الشيخ عبدالعزيز الفوزان و فتوي اليوم الوطني
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[17 - 10 - 08, 04:28 م]ـ
لقد خرج الشيخ عبدالعزيز الفوزان في الجواب الكافي اليوم وقال يجوز الاحتفال باليوم الوطني ولا يسمي عيدا فان العيد ما اعتاده الناس ويدعو هيئة كبار العلماء بأعادة النظر في الفتاوي القديمة ورفع الحرج عن الناس وحيث انه حفظه الله لا يري بذلك بأس. هذا والله اعلم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[17 - 10 - 08, 05:06 م]ـ
ليتك تنقل كلامه كاملا
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 07:38 م]ـ
مع احترامنا للأخ الدكتور عبدالعزيز الفوزان إلا أن طلبه من العلماء إعادة النظر في الفتاوى في غير محله
هل يريدنا الدكتور عبدالعزيز أن نحتفل بيوم قومي حصل فيه من الحروب والقتال بين المسلمين وسفك الدماء وغيرها ما حصل
فهل يريد الدكتور عبدالعزيز أن نحتفل بتقسيم بلاد المسلمين إلى أجزاء متعددة ومتناثرة
حقيقة أمر غريب أن يصدر من الدكتور عبدالعزيز الفوزان
أتمنى أن يعرض كلامه على العلماء حتى لايفتح باب شر على المسلمين ويتحمل تبعة من عمل بفتواه
اليوم الوطني موسيقى وغناء وإسراف لاتتفق مع تعاليم الإسلام
رحماك ربي رحماك
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[17 - 10 - 08, 08:09 م]ـ
ليتك تنقل كلام الشيخ لنعرف حجته
وتمنيت أن الشيخ لم يظهر هذا الكلام في وسائل الإعلام
إذ جميع الدول تعتبره عيدا وطنيا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 08:49 م]ـ
ليتك تنقل لنا ((نص)) كلامه ..
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[18 - 10 - 08, 02:24 ص]ـ
القاعدة النبوية السلفية تقول: "إذا عجزت عن قول الحق فلا تقل الباطل"
ـ[ابومعاذ غ]ــــــــ[29 - 10 - 08, 01:33 م]ـ
فضيلة الشيخ عبد العزيز بن فوزان الفوزان وفقه الله تعالى
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عرفتك يا شيخ مذ كنتَ طالبا في كلية الشريعة ثم في المعهد العالي للقضاء وتسكن في السكن الجامعي بشارع الوزير مع زميلنا الشيخ محمد المسعود القاضي بجدة، وكنتَ تمكث في مسجدنا طويلا وبصحبتك المغني لابن قدامة، وتُلقي كلمات توجيهية مؤثرة عقب الصلوات، وخاصة في رمضان بعد التراويح، فلا يخرج من المسجد أحد حتى تتم موعظتك، ثم افتقدتك وسألتك عنك فعلمت أنك كنت في أمريكا، ثم فرحت كثيرا بعودتك وإطلالتك في الإذاعة وقناة المجد، ولم يتيسر لقاء بيننا مع عظيم ما أُكنه لك من محبة وتقدير وتوقير منذ نيفا وعشرين سنة، ولست أدري أتذكرني أم لا، جمعني الله تعالى وإياك في جنة عدن.
ولكنني أُشهد الله تعالى أني منذ عرفتك قديما في المسجد وحديثا في برامجك وفتاواك لا أعلمك نزَّاعا لهوى، ولا مُرضيا لأحد من دون الله تعالى، ولست أشك طرفة عين في غزير علمك، وقوة حجتك واجتهادك، وتجردك للحق، ونصحك للخلق.
ولكن في هذه المسألة أرى أن الصواب جانبك لأمور أربعة:
الأول: لم تفرق بين أيام تُعظم لذاتها فتكون أعيادا، وبين أيام تُتخذ موعدا يَصطلح عليها البشر لتنظيم عمل ما.
فالأيام الوطنية وأيام الاستقلال هي أيام تُعظم لذاتها، وتتخذ أعيادا لوقوع حوادث وطنية فيها، فعظمت لأجل ذلك، كما يعظم العيد الشرعي؛ لما فيه من الشعائر والمناسك.
بينما الأيام التنظيمية مثل أسبوع الشجرة، أو اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، أو لمكافحة الأمية أو غيرها، فهي أيام لم تتخذ لذات اليوم، وإنما اصطلح المنظمون لها على هذه الأيام؛ لأجل التوعية ونحوها، فليس فيها المعنى الذي في الأيام الوطنية أو أيام الاستقلال.
وتجد هذا الفرق واضحا في رسوم تلك الأيام وشعائرها، ففي أيام الاستقلال والأيام الوطنية ثناء على اليوم وما جرى فيه من أحداث، وتعظيم للأشخاص الذين صنعوا تلك الأحداث، فتعظيم اليوم ورجاله وأحداثه مقصود فيها، وهذا فيه مضاهاة للأعياد الشرعية، بخلاف الأيام التنظيمية فإن رسومها وشعائرها منحصرة في التذكير والتوعية والإرشاد لما قصدوه، ولا تعظيم فيها لليوم البتة، فأشبهت الاجتماعات الدورية سنوية كانت أم شهرية أم أسبوعية، التي لم يقصد فيها ذات اليوم.
على أن عيد العمال الذي ذكرته من ضمن الأيام الاعتيادية له أصل ديني عند عباد الشجر، ثم انتقل للنصارى وأخذ بعدا دينيا يتعلق بمريم عليها السلام، ولهم فيه عقائد وشعائر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/25)
الثاني: أن الاحتفال بأيام الاستقلال والأيام الوطنية ونحوها هو جزء من المشروع الكبير للوطنية المنبثقة من الفكر العلماني الغربي، وليس مجرد عادة اعتادها الغربيون كما يظن البعض، ثم نقلها عنهم المسلمون كسائر العادات كما جاء في تقريرك لجواز اليوم الوطني.
والمطلع على التاريخ النصراني وما جرى فيه من صراعات دينية دموية بين الأرثوذكس والكاثوليك قديما، ثم بين الكاثوليك والبروتستانت حديثا، مع إلمامه بالواقع الأوربي إبان ما يسمى بعصر التنوير ثم الثورة الفرنسية وما تلاها من ثورات في سائر أوربا على الكنيسة يعلم أن الاتجاهات الوطنية في أوربا نشأت لسببين رئيسين:
الأول: القضاء على الخلاف الديني بين الطوائف النصرانية، وكان شعارهم (الدين لله والوطن للجميع) أو (إذا كان الدين يفرقنا فالوطن يجمعنا).
الثاني: إيجاد بديل للانتماء الديني الذي أجمعت أوربة في البداية على نبذه تماما، ثم تراجع مفكروها إلى فصله عن الحياة مع الاعتراف به شأنا روحيا فرديا، وكان هذا البديل للانتماء الديني الذي يوالي فيه النصراني ويعادي فيه هو الوطن والتراب.
وأول من نادى بالوطنية إيديولوجية يتخذها الناس بديلا عن أديانهم في بلاد الشرق الإسلامي هو النصراني بطرس البستاني في بلاد الشام، وأصدر مجلات تدعو لذلك، ثم تحمس لها النصارى والدروز والنصيريون وغيرهم، ونشروها في كافة بلاد المسلمين.
ومن مراسيم هذه الوطنية بمفهومها العلماني أعياد الاستقلال والوطن والجلوس على العرش وغيرها.
أرأيت يا شيخ عبد العزيز لو أن هذه الوطنية وما يتبعها من أعياد مجرد عادة استُجلبت من الغرب، ولا تحمل مضامين فكرية تتعارض مع عقيدتنا أيستميت العلمانيون في البلاد الإسلامية -وبالأخص في بلادنا- في الإلحاح عليها، وتخوين من لا يقول بقولهم؟
ولا سيما أن العادات الغربية كثيرة ولا يلح العلمانيون منها إلا على ما يحمل مضامين فكرية تُقصي ديننا وعقيدتنا؛ لإحلال أفكارهم محلها.
وكثيرا ما كتب الليبراليون في الصحف عن مفهوم الوطنية الذي يريدونه، وملخصه (أن الدين لله والوطن للجميع) وصرحوا بهذا الشعار الفكري العلماني، وكانوا -ولا يزالون- يعيبون على الدولة وعلى الجمعيات الخيرية اهتمامها بشئون المسلمين خارج المملكة، ويصرحون دائما بأننا لسنا معنيين بالآخرين، ويجب أن ننكفئ على أنفسنا ووطننا فحسب.
وراجع الصحف لما أُقرت إجازة اليوم الوطني تجد أن مقالاتهم عن الوطنية واليوم الوطني لها مدلول فكري علماني مستمد من الغرب (عقيدة) يصرحون به، ويدعون إليه، ويحاربون من انتقده، ويرمونه بأنه عدو للوطن.
ولا يستطيع أحد أن يدعي أن اليوم الوطني ينفصل عن المشروع العلماني للوطنية؛ لأنه جزء منه، ورافد من روافده؛ لإحلال الانتماء للوطن بديلا عن الانتماء للدين كما حصل في أوربا، سواء استطاع العلمانيون الوصول لهذه الغاية أم لم يستطيعوا.
فإن زعموا أنهم يقصدون بالوطنية الاهتمام بمنشآت الوطن ومنجزاته وعدم الإفساد فيه كما حاول جمع من الإسلاميين التلفيق والموائمة بين ديننا وبين هذا المصطلح العلماني.
قلنا لهم: إن ديننا يأمرنا بذلك قبل أن تنشأ الوطنية في أوربا، بل إن ديننا ينهانا عن الإفساد حتى في غير وطننا، بل حتى في أوطان الكفار، فلم إذن تدعوننا لشيء موجود في ديننا؟!
وإن قالوا: نقصد بالوطنية اللُحمة بين القيادة والشعب.
قلنا: في ديننا بيعة شرعية لمن ولاه الله تعالى أمرنا نتخذها طاعة ندين لله تعالى بها في السر والعلن والعسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة منا، وهي أعظم وأوثق مما تزعمونه من وطنية وانتماء إليها، فلم يبق إلا المعنى العلماني للوطنية وهو مقصودهم.
وقد رأينا كيف أن الذين هتفوا بالوطنية عشرات السنوات في البلاد التي وطئها الاحتلال هم أول من سهل للمحتلين وطء أوطانهم واحتلالها، وأن الذين اتُهموا بالعداء للوطنية من الإسلاميين هم الذين هبوا للدفاع عن أوطانهم وأمتهم.
ومعلوم أن مثل فتواك هذه سيطير فرحا بها العلمانيون؛ لأنها لبنة من لبنات ترسيخ مشروعهم الذي يدعون الناس إليه (الدين لله والوطن للجميع).
الثالث: ذكرت يا شيخ أنك ترى تحريم عيد الحب لسببين:
الأول: أن له أصلاً دينيا عند أولئك الكفار الذين يحتفلون به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/26)
الثاني: أن من يحتفلون بهذا يجعلونه مناسبة لتكريس الفساد الأخلاقي، والانفلات الجنسي.
فأقول لك حفظك الله تعالى وسددك: المشابهة بين ما منعت (عيد الحب) وما أبحت (اليوم الوطني) قوية جدا من وجهين:
الوجه الأول: الوطنية مشروع فكري غربي عقائدي يتعارض مع ديننا، ووضْعُ أيام مخصوصة للوطن أو الاستقلال هي جزء من هذا المشروع، وليست مجرد عادة نقلناها منهم.
الوجه الثاني: أن المنكرات التي أنكرتها مما يُعمل في اليوم الوطني شبيهة بالمنكرات التي حَرَّمتَ عيد الحب لأجلها، وأنت ترى أن احتفال شبابنا وفتياتنا بعيد الحب يشبه تماما احتفالهم باليوم الوطني.
فإن قلت رعاك الله تعالى: قَصَدَ واضعو عيد الحب الفسق أساسا فيه، بينما مظاهر الفسق في اليوم الوطني طارئة.
قلت لك وفقك الله تعالى: من النصارى من جعل يوم الحب للحب العذري الأفلاطوني (البريء) ومنهم من جعله لحب الزوجين، والمحبة بين الزوجين مشروعة بل مطلوبة، فمن شابههم في هذه العادة التي لم يقصدوا الفسق فيها هل تبيحه لهم؟!
رابعا: لو سلمنا بأنه لا دليل البتة على المنع من الاحتفال باليوم الوطني، وقررنا بأنه حلال، فمع ما فيه من مظاهر الفسق التي يفعلها الشباب، والعرضات والأغاني والغلو في الأشخاص أو في الوطن وترابه وأنت ترى تحريم ذلك، أليس صار حلالا يتوصل به إلى حرام في الظن الغالب، بل يقينا.
ومعلوم أن المباح الذي يتوصل به إلى محرم واحد يُمنع منه فكيف إذا كان وسيلة لمحرمات عدة، إنْ مُنع بعضُها لم يمنع بعضها الآخر؛ لأنها من شعائر اليوم الوطني ورسومه.
وبناء على ذلك آمل من فضيلتكم تدبر ذلك، والنظر فيما سيؤول إليه من مفاسد عدة، ووالله ما عهدناك إلا غيورا على حرمات الله تعالى أن تنتهك.
وفقني الله تعالى وإياك للخير، ودلنا على الصواب، وعلمنا ما ينفعنا ورزقنا العمل بما علمنا إنه سميع مجيب، [رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ]
أخوك
إبراهيم بن محمد الحقيل (نقلا من موقع لجينيات)
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[29 - 10 - 08, 03:30 م]ـ
نص فتوى الشيخ الفاضل عبدالعزيز الفوزان من موقعه الرسمي هنا:
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=132&aid=4967
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على معلم الناس الخير والهادي إلى سواء السبيل. أما بعد:
فقد سئلت في إحدى القنوات الفضائية عن حكم تخصيص يوم لما يسمى باليوم الوطني للتذكير بنعمة توحيد هذه البلاد المباركة، ووجوب المحافظة على أمنها ومكتسباتها، فأجبت بأن المشهور عن كثير من مشايخنا هو منع ذلك وأمثاله من الأيام التي توافق عليها العالم في عصرنا الحاضر، وإن كان بعضهم متردداً بين تحريمها وكراهتها، وبعضهم يحرم بعضها ويجيز بعضها، وذكرت أنه لا يظهر لي مانع شرعي من تخصيص يوم للوطن كما هو الحال في كل دول العالم، أو يوم للمعلم أو للأم أو للعمال أو للمرور أو للشجرة أو يوم لمكافحة الإيدز أو السرطان أو التدخين أو نحوها من الأيام التي يتنادى لها العالم بدوله وهيئاته العالمية، وتقام لها النشاطات التوعية من برامج إعلامية، وحلقات نقاش ومحاضرات وكتيبات ومطويات ونحوها، من أجل لفت أنظار الناس لهذه القضايا المهمة، والتأكيد على حقوق أصحابها وحفظ مصالحهم، أو للتحذير من أخطار هذه الأمراض وبيان أسبابها وسبل مكافحتها وعلاجها، وذكرت أن هذه المسألة تحتاج إلى مزيد تأمل ودراسة، وتمنيت من مشايخنا الفضلاء في الهيئة الدائمة للإفتاء وغيرها أن يحسموا القول في هذه المسألة، ويبينوا وجه الصواب فيها، بحيث لا يقع الناس في تردد وحرج إما في إقرارها والمشاركة في فعالياتها، وإما في إنكارها والامتناع عن المشاركة فيها، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/27)
كما أني أنكرت بشدة ما قد يحصل في اليوم الوطني على وجه الخصوص من منكرات ومخالفات شرعية، وتجاوز للآداب والأنظمة المرعية، وربما وصلت أحياناً إلى التجني والاعتداء على بعض المصالح العامة أو الخاصة من قبل بعض المتهورين والسفهاء من الشباب والنساء، وأكدت على أنه يجب الأخذ على أيديهم، ومنعهم من ذلك، وإفهامهم أن تلك الأعمال المُشينة كما أنها محرمة شرعاً فإنها ضد المقصود من الاحتفاء باليوم الوطني، وأنها تشويه لصورة هذا البلد المبارك، وتهديد لمكتسباته. كما أن من شأنها أن تبغِّض المواطنين والمقيمين بذلك اليوم وتجعلهم يتوجسون منه خيفة.
ومع ترجيحي لجواز تخصيص يوم للوطن للتذكير بأهميته، والتواصي بحفظ مصالح الوطن، وصيانة مكتسباته، إلا أني أكره كراهة شديدة إقامة الاحتفالات والمهرجانات العامة بمناسبة اليوم الوطني، وذلك لأمرين:
الأول: ما قد يحصل في هذه المهرجانات من منكرات ومخالفات شرعية، وظلم وعدوان، واستهتار بالقيم وانتهاك للحرمات، ثم تجد مع الأسف من يبررها ويهون من شأنها بحجة إتاحة المجال لهؤلاء للتعبير عن فرحتهم وصدق ولائهم لهذا الوطن الغالي!!
ويا سبحان الله كيف تقلب الحقائق، ويبرر الظلم والباطل، وكيف يجعل الإفساد في الأرض، والخروج على تعاليم الشريعة، وظلم العباد وتهديد مصالح البلاد، وتشويه سمعة الوطن وأهله تعبيراً عفوياً عن حب الوطن وصدق الولاء له؟
وإذا كان هذا الظلم والعدوان، والاستهتار والطيش هو الذي يفهمه بعض الكتبة من الاحتفاء باليوم الوطني، ويحاولون تسويغه بمبررات واهية، وحجج متداعية، فلا بارك الله فيهم ولا فيما يدعون إليه ويبررونه!!
وقد أرسل إلي أحد الفضلاء رسالة يقول فيها: "لو نزلت لساعة في أحد الأسواق أوالميادين العامة في اليوم الوطني لما استطعت أن تفتي بجوازه، ولو رأيت حال فتياتنا وشبابنا في هذا الاحتفال لتقطع قلبك وتفطر، ولناديت صباحاً ومساء بإيقاف كل مظاهره"، وأرسل آخر يقول: "لو رأيت ما يحصل في اليوم الوطني من اختلاط ومعاكسات، واستدراج للأطفال والفتيات، وانتهاك لحرمات الله لما أفتيت بجوازه".
ولا شك أن المظاهر المذكورة ـ إن صحت ـ محرمة في اليوم الوطني وغيره، وفي كل زمان ومكان ومناسبة.
الثاني: الخشية من المبالغة في الاحتفالات التي تقام بهذه المناسبة حتى تطغى على الاحتفال بالأعياد الشرعية، التي يشرع الاجتماع لها، وإظهار الفرح والسرور بها، وتبادل التهاني والتبريكات، وإدخال الفرحة على نفوس الكبار والصغار، والأغنياء والفقراء، والتجمل والتطيب، والتوسع في المطاعم والمشارب المباحة.
فإذا بالغ الناس بالاحتفال باليوم الوطني وأمثاله ضعف اهتمامهم بالاحتفال بالأعياد الشرعية، وقلت عنايتهم بها، وتشوفهم إليها، وفرحتهم بإدراكها. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" 1/ 219: "لا يخفى ما جعل الله في القلوب من التشوق إلى العيد والسرور به والاهتمام بأمره: إنفاقاً، واجتماعاً، وراحة ولذة وسروراً، وكل ذلك يوجب تعظيمه لتعلق الأغراض به، فلهذا جاءت الشريعة في العيد بإعلان ذكر الله فيه، حتى جُعل فيه من التكبير في صلاته وخطبته وغير ذلك مما ليس في سائر الصلوات ... فصار ما وسع على النفوس فيه من العادات الطبيعية عوناً على انتفاعها بما خص به من العبادات الشرعية، فإذا أعطيت النفوس في غير ذلك اليوم حظها أو بعض الذي يكون في عيد الله فترت عن الرغبة في عيد الله، وزال ما كان له عندها من المحبة والتعظيم، فنقص بسبب ذلك تأثير العمل الصالح فيه فخسرت خسراناً مبينا.
وأقل الدرجات أنك لو فرضت رجلين أحدهما قد اجتمع اهتمامه بأمر العيد على المشروع، والآخر مهتم بهذا وبهذا فإنك بالضرورة تجد المتجرد للمشروع أعظم اهتماماً به من المشرك بينه وبين غيره، ومن لم يدرك هذا فلغفلته أو إعراضه" ا. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/28)
كان هذا هو خلاصة رأيي في هذه المسألة، وهو ما أجملته في جوابي على ذلك السؤال، وما كدت أنهي ذلك البرنامج حتى انهالت علي الاتصالات والرسائل مستنكرةً ما قلته مما أدين الله تعالى به، وأعتقد صحته، ولا أبتغي به رضى سلطة ولا عامة، وما تكلمت بهذا إلا حين سئلت، ولولا الخشية من معرة كتمان الحق ومداهنة الخلق لما قلت ما قلت، لأني أعلم أن هذا سيحمله بعض الناس على غير وجهه، وسيُشكل على آخرين من مشايخي وأحبتي ممن يرون تحريم هذه الأيام والمشاركة فيها، وقد صدعت بما ترجح عندي، فإن يكن صواباً فمن الله، وإن يكن خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان، ولو ظهر لي خلاف ذلك لما ترددت في الرجوع عنه على رؤوس الأشهاد، فغايتي هو الحق، وليس لي مصلحة في إباحة هذا الأمر أو تحريمه، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه، وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس" وفي رواية: "من الْتَمَسَ رضَا اللَّه بسَخَط النَّاس كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاس، وَمَنْ الْتَمَسَ رضَا النَّاس بِسَخَط اللَّه وَكَلَه اللَّه إِلَى النَّاس" رواه الترمذي والبيهقي وابن حبان والحاكم، وصححه الألباني.
ويمكن إجمال ما وردني من الإشكالات في أربعة أمور:
الأول: أن هذه أعياد بدعية خارجة عن الأعياد التي دلت عليها الأدلة الشرعية، وهي عيد الفطر والأضحى، ويوم الجمعة الذي هو عيد الأسبوع، وتسميتها بالأيام لا يغير من حقيقتها شيئاً، فهي أعياد تتكرر كل عام، والعبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني.
الثاني: أن فيها تشبهاً بالكفار، ومن تشبه بقوم فهو منهم، كما نطق بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
الثالث: أن إباحة الاحتفال بمثل هذه الأيام يستلزم إباحة الاحتفال بالمولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج والهجرة وبدر وفتح مكة وأمثالها من المناسبات الشرعية، كما يستلزم إباحة الاحتفال بعيد الحب وأمثاله من الأعياد الكفرية الفاجرة.
الرابع: أن هذه الأيام وبخاصة اليوم الوطني يتخللها الكثير من المنكرات والمخالفات الشرعية، فيكون تخصيص هذا اليوم والاحتفال به حراماً، لأن ما كان وسيلة لحرام فهو حرام.
وقبل أن أجيب عن هذه الإشكالات أذكِّر كل ناظر في هذه المسألة من إخواني طلاب العلم بأن الواجب في دراسة القضايا الشرعية هو بحثها بتجرد، دون استبطان مقررات وأحكام سابقة يعتقدها الباحث ثم يجتهد في الاستدلال لها، وردِّ ما خالفها، ولو كان أقوى دليلاً وأهدى سبيلاً.
أما الإشكال الأول، فيجاب عنه بأن المنهي عنه هو التشبه بالكفار في أعيادهم ومشاركتهم فيها، كما يدل عليه حديث أنس رضي الله عنه قال: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: "ما هذان اليومان؟ " قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر" رواه أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم وصححه ابن تيمية والألباني.
فالنبي صلى الله عليه وسلم نهاهم عن التشبه بالكفار ومشاركتهم بالاحتفال في ذينك العيدين الجاهليين، قال الشيخ علي القاري: "وهذا كله احتراز من التشبه بالكفار في أفعالهم".
فإن قيل: من أين لكم أن الحديث يدل على تحريم الاحتفال بذينك اليومين الجاهليين وأمثالهما من أعياد الكفار؟ فالجواب ـ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم"1/ 386ـ: "أن العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال: "إن الله قد أبدلكم بهما يومين آخرين"، والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه؛ إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه، ولهذا لا تستعمل هذه العبارة إلا فيما ترك اجتماعهما، كقوله سبحانه: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} وقوله: {وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} "، ثم قال: "فقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما" يقتضي ترك الجمع بينهما، لا سيما وقوله: "خيراً منهما" يقتضي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/29)
الاعتياض بما شرع لنا عما كان في الجاهلية، وأيضاً فقوله لهم: "إن الله قد أبدلكم" لما سألهم عن اليومين فأجابوه: "بأنهما يومان كانوا يلعبون فيهما في الجاهلية" دليل على أنه نهاهم عنهما اعتياضاً بيومي الإسلام؛ إذ لو لم يقصد النهي لم يكن ذكر هذا الإبدال مناسباً؛ إذ أصل شرع اليومين الإسلاميين كانوا يعلمونه، ولم يكونوا ليتركوه لأجل يومي الجاهلية"، ثم بين خطورة التشبه بالكفار، ومشاركتهم في أعيادهم ونحوها فقال: "فالمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة على وجه المسارقة والتدريج الخفي ... فمشابهتهم في أعيادهم ولو بالقليل هو سبب لنوع ما من اكتساب أخلاقهم ... وما كان مظنة لفساد خفي غير منضبط عُلِّق الحكم به وأدير التحريم عليه، فنقول: مشابهتهم في الظاهر سبب ومظنة لمشابهتهم في عين الأخلاق والأفعال المذمومة" ا. هـ
فإن قيل: إن الاحتفاء باليوم الوطني ونحوه من الأيام تشبُّه بالكفار، لأنهم أول من سنها واحتفى بها، فهذا هو الاعتراض الثاني، وسيأتي جوابه بعد قليل.
فإن قيل: إن العيد هو ما يتكرر عوده على وجه معتاد في السنة أو الشهر أو اليوم، وهذه الأيام المذكورة من اليوم الوطني، ويوم المعلم، ويوم الأم، ويوم المرور، وغيرها يتكرر عودها سنوياً على وجه معتاد، فتكون أعياداً بدعية محرمة.
فيجاب عن هذا بأمرين:
الأول: أن هذا الضابط المذكور، لو طردناه على كل ما يتكرر على وجه معتاد، لجعلنا الصلوات الخمس أعياداً، لأنها تتكرر يومياً على وجه معتاد وفي أوقات محددة، ولجعلنا تردد الموظفين والعمال على وظائفهم وأعمالهم أعياداً، لأنها تتكرر يومياً أو أسبوعياً أو شهرياً على وجه معتاد وفي أوقات محددة، وكذا من يلتزم بوقت محدد في اليوم أو الأسبوع أو الشهر لاجتماعات اللجان والمجالس ونحوها، أو للعب مع زملائه أو الخروج لنزهة أو اجتماع في استراحة ونحوها ... وهكذا، وهذا لا يقول به أحد.
وقد سئلت مراراً عن الاجتماعات العائلية السنوية، التي يجتمع فيها أفراد العائلة من جميع المناطق في وقت محدد كل عام، ويصنع فيها الطعام، وقد توزع الهدايا والجوائز، ويهيأ المكان للعب الأطفال، هل هذا يعتبر عيداً، لأنه يتكرر كل عام على وجه معتاد؟ فكان جوابي: أنه ليس من الأعياد الشرعية في شيء، وإن كان ينطبق عليه تعريف العيد في الاصطلاح اللغوي. وأمثال هذا كثير في حياة الأفراد والمجتمعات. وما أظن هذا اللبس والإشكال الذي يحصل لبعض الناس إلا بسبب عدم التفريق بين معنى العيد في اللغة، ومعناه في الشرع.
الثاني: أن العيد وإن أطلق في اللغة على ما يتكرر عوده على وجه معتاد، وهو ينطبق على اليوم الوطني ويوم المعلم وأسبوع المرور وأمثالها، فإن الأعياد الشرعية، وهما عيد الفطر والأضحى يشرع فيهما أمران لا يتوفران في اليوم الوطني وأمثاله من الأيام، وهما:
1ـ أن عيد الفطر والأضحى شرع فيهما من الذكر والتكبير وصلاة العيد، وزكاة الفطر في عيد الفطر، وذبح الأضاحي في عيد الأضحى، ووجوب الفطر وتحريم الصيام فيهما ما لا يوجد مثله في بقية الأيام.
2ـ أن إظهار الفرح والسرور، وإشاعتهما بين الناس في هذين العيدين عبادة يتقرب بها المسلم إلى ربه، كما أنه يشرع في هذين العيدين من التجمل والتطيب، والاحتفال بهما، والصلة والإحسان، والتسامح والتغافر، والتوسع في تناول الطيبات ما لا يشرع مثله في اليوم الوطني وأمثاله من الأيام، وإن تكرر عودها على وجه معتاد، أو أقيمت خلالها النشاطات التوعوية المتنوعة للفت الأنظار إليها، وتحقيق مصالحها، ودرء كل اعتداء واقع أو متوقع عليها، ولا يتقرب العبد إلى ربه بالاحتفال بها، وإظهار الفرح والسرور بإدراكها، ولا بالاغتسال ولبس الجديد من الثياب، ولا بالصدقة والإحسان، ولا بالتوسع في تناول الطيبات كما هو الحال في الأعياد الشرعية.
ولهذا كان الأولى أن تسمى أياماً لا أعياداً، حتى لا تلتبس بالعيد الشرعي، الذي له من الخصائص والأحكام ما لا يوجد مثله في هذه الأيام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/30)
ومن أفضل ما رأيت في تعريف العيد شرعاً ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" 1/ 394، حيث قال: "العيد: اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد، عائد إما بعود السنة، أو بعود الأسبوع، أو الشهر، أو نحو ذلك. فالعيد: يجمع أموراً: منها يوم عائد، كيوم الفطر، ويوم الجمعة. ومنها: اجتماع فيه. ومنها: أعمال تتبع ذلك: من العبادات، والعادات"، وقال في 1/ 375: "العيد المشروع يجمع عبادة، وهو ما فيه من صلاة، أو ذكر، أو صدقة، أو نسك، ويجمع عادة، وهو ما يفعل فيه من التوسع في الطعام واللباس، أو ما يتبع ذلك من ترك الأعمال الواظبة، واللعب المأذون فيه في الأعياد لمن ينتفع باللعب، ونحو ذلك، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم - لما زجر أبو بكر رضي الله عنه الجويريتين عن الغناء في بيته -: "دعهما يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيداً، وإن هذا عيدنا"، وكان الحبشة يلعبون بالحراب يوم العيد، والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليهم.
فالأعياد المشروعة يشرع فيها وجوبا، أو استحبابا: من العبادات ما لا يشرع في غيرها، ويباح فيها، أو يستحب، أو يجب من العادات التي للنفوس فيها حظ ما لا يكون في غيرها كذلك. ولهذا وجب فطر العيدين، وقرن بالصلاة في أحدهما الصدقة، وقرن بها في الآخر الذبح. وكلاهما من أسباب الطعام" ا. هـ
فالعيد الشرعي يجمع عبادة وعادة ـ كما قال الشيخ ـ وهذا ما لا يوجد في اليوم الوطني ولا في يوم المعلم أو يوم المرور وأمثالها، كما أن العيد الشرعي يستحب فيه إظهار الفرح والسرور، وإشاعتهما بين الناس، والتقرب بهذا إلى الله، وهذا لا يتوفر في غيرهما من الأيام، وإن وجد فيها شيء من الفرح والسرور، والحديثان اللذان أوردهما الشيخ صريحان في الدلالة على ما ذكرت من استحباب إظهار الفرح والسرور في هذين اليومين، وإشعار الناس أن هذا عيدنا أهل الإسلام، وهما متفق على صحتهما.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أؤكد على أنه لا يجوز في اليوم الوطني ولا غيره من هذه الأيام: الأناشيد المصحوبة بالمعازف وآلات اللهو، ومنها الدفوف. ولو كانت هذه الأناشيد وطنية لا منكر فيها ولا فحشاء، فتنشد وتردد دون آلات عزف ومزامير.
أما الإشكال الثاني: وهو أن اتخاذ هذا اليوم الوطني ونحوه من الأيام تشبه بالكفار، لأنهم أول من سنها ومارسها، فيجاب عنه: بأن هذا يحتاج إلى تحديد المراد بالتشبه المحرم بالكفار، فإن هناك أموراً كثيرة جداً يفعلها المسلمون كما يفعلها الكافرون، وليست من التشبه المحرم في شيء، فنحن نأكل ونشرب وننام كما يأكلون ويشربون وينامون، ونلبس ونركب ونمشي ونجلس كما يفعلون، ونستخدم كل ما ينتجونه ويستعملونه مما نستورده منهم من المنتجات الحضارية وأنواع المصنوعات المدنية والعسكرية، وهم الذين ابتدعوها واستعملوها، والنبي صلى الله عليه وسلم أخذ الخاتم من الروم، والمنبر من الأحباش، والخندق من فارس، وركب الصحابة السفن التي كان يصنعها ويركبها الكفار، وهكذا، ونحن اليوم نركب السفن والسيارات والطائرات التي صنعها وركبها قبلنا أولئك الكفار، وكثير من أنظمتنا الإدارية والتعليمية والسياسية والاقتصادية إنما استفدناها منهم، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها، فليس كل ما يفعله الكفار أو يدعون إليه يكون حراماً أو أن موافقتهم فيه من التشبه الممنوع، خصوصاً إذا كان فيه مصلحة ظاهرة، وقد انتشر بين أهل الإسلام ولم يكن شعيرة من شعائر دين الكفار، أو خاصاً بهم وعلَماً عليهم.
ومن تتبع النصوص الشرعية في النهي عن التشبه بالكفار وجد أن التشبه المنهي عنه بهم محصور في ثلاثة أحوال:
الأول: التشبه بهم فيما هو من شعائر دينهم، كالتشبه بهم في الاحتفال بعيد ميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام، أو التشبه بهم في لبس الصلبان وتعظيمها، أو مشاركتهم في صلواتهم، أو طقوس جنائزهم وعقود أنكحتهم، ونحو ذلك من شرائع دينهم وشعائره.
الثاني: التشبه بهم فيما هو من خصائص عاداتهم التي هي علم عليهم، وشعار لهم يميزهم عن غيرهم، كالاحتفال بنهاية رأس السنة الميلادية، والاحتفال بما يسمى عيد الحب، أو تشبه الرجال بهم في لبس القلائد والحلق والأساور، ولو كانت من غير الذهب والحرير، ونحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/31)
الثالث: التشبه بهم فيما يمارسونه من أعمال محرمة كتبرج النساء، وفعل اللواط والزنا، وحلق اللحى، وشرب الخمور، وأكل الميتة والخنزير، والأكل والشرب بالشمال، واتخاذ القبور مساجد، ولبس الرجال للذهب والحرير ونحوها. فهذه كلها محرمة لنهي الشارع عنها، ولأن فيها مضاهاةً للكفار وتشبهاً بهم.
وإذا عرفنا ضوابط التشبه المحرم علمنا أن اتخاذ هذه الأيام كاليوم العالمي للأم أو للعمال أو للمرور أو للشجرة أو اليوم الوطني وأمثالها ليست من التشبه بالكفار في شيء، لأنها ليست من شعائر دينهم، ولا من خصائص عاداتهم، ولا من الأعمال المحرمة شرعاً، وإن كانت في الأصل جاءت من الكفار، لكنها أصبحت شائعة في كل دول العالم مسلمها وكافرها، وهي تشبه ما أخذناه عن هؤلاء الكفار من ركوب السفن والسيارات والطائرات، والتعامل مع البنوك والبورصات، والأكل بالملاعق وعلى الطاولات، والأخذ بنظام التعليم، ونظام المرور، ونظام السجون، ونظام الجوازات والأحوال المدنية، وغيرها من أنظمتهم الإدارية والتعليمية والاجتماعية والصحية والاقتصادية والعسكرية والسياسية.
قال شيخنا العلامة محمد بن عثيمين في "الشرح الممتع" 3/ 237: "التشبه بالكفار حرام، ولكن لا بد أن نعرف ما هو التشبه، وهل يشترط قصد التشبه؟
فالجواب: أن التشبه أن يأتي الإنسان بما هو من خصائصهم، بحيث لا يشاركهم فيه أحد كلباس لا يلبسه إلا الكفار، فإن كان اللباس شائعاً بين الكفار والمسلمين فليس تشبهاً، لكن إذا كان لباساً خاصاً بالكفار، سواء كان يرمز إلى شيء ديني كلباس الرهبان، أو إلى شيء عادي لكن من رآه قال: هذا كافر، بناء على لباسه فهذا حرام".
إلى أن قال: "فإن قال قائل: على قولكم حرموا قيادة الطائرات التي تحمل الصواريخ، وما أشبه ذلك؛ لأن الذين يقودونها كفار؟
فالجواب: أن هذه ليست من أزيائهم التي يتحلون بها، ويتخذونها شعاراً لهم، فهذه آلة يقودها الكفار، ويقودها المسلمون، والصحابة لما فتحوا البلاد ركبوا السفن التي يصنعها الكفار، والتي هم بها أدرى، ولم يقولوا: إذا ركبنا السفينة صرنا متشبهين" ا. هـ
وأما الإشكال الثالث: وهو أن إباحة الاحتفال بمثل هذه الأيام يستلزم إباحة الاحتفال بالمولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج والهجرة وبدر وفتح مكة وأمثالها من المناسبات الشرعية، كما يستلزم إباحة الاحتفال بعيد الحب وأمثاله من الأعياد الكفرية الفاجرة.
فالجواب عنه: بأن هذا قياس مع الفارق الكبير، وقياس لما الأصلُ فيه الإباحة على ما الأصلُ فيه التحريم!! وذلك أن من يحتفلون بالمولد النبوي أو الهجرة أو فتح مكة أو نحوها من المناسبات الشرعية إنما يفعلون هذا تقرباً إلى الله تعالى بهذا الاحتفال، والقاعدة الشرعية المتفق عليها عند جميع العلماء أن العبادة مبناها على الحظر والمنع إلا ما دل عليه الشرع، فالعبادات توقيفية، لا يجوز لأحد أن يتقرب إلى الله تعالى بشيء لم يأذن به الله، فأي عبادة يتقرب به العبد إلى الله لم يدل عليها شرع الله فإنها مردودة على صاحبها، غير مقبولة منه، ولا يبرر بدعته حسن نيته وسلامة مقصده، فكم من مريد للخير لم يبلغه، وقد قال الله تعالى منكراً على أهل البدع: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}، وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" فهذه بدعة مردودة، وقد تكرر المولد النبوي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد بعثته ثلاثة وعشرين عاماً لم يحتفل به مرة واحدة طيلة حياته، ولو كان هذا من دين الله، ومما يقرب إلى الله لفعله ولبلغه للناس، لأن الله تعالى أوجب عليه البلاغ والتبيين، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، وفي صحيح مسلم عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم"، كما أن صحابته وتابعيهم بإحسان لم يحتفلوا بهذا اليوم، وهم أحرص الناس على الخير، وأكمل المؤمنين محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيماً لسنته، فلو كان خيراً لسبقونا إليه. ولم يعرف الاحتفال بهذا اليوم إلا في القرن الرابع الهجري على يد الفاطميين الرافضة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/32)
وثمة علة أخرى في الاحتفال بهذا اليوم، وهو أن الاحتفال به تشبه ظاهر بالنصارى الذين جعلوا يوم ميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام أكبر أعيادهم وأهمها، وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم حين قال: "لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَن" رواه البخاري ومسلم. وهؤلاء الفاطميون الذين سنوا هذه البدعة المنكرة وأدخلوها على أهل الإسلام قد تشبهوا باليهود والنصارى فيما هو أفحش من هذا وأشنع، وهو اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، وعبادتها من دون الله، فالله المستعان.
وقد كتبت منذ بضعة أشهر مقالاً مطولاً عن خطورة البدع والتحذير منها، وحكم الاحتفال بالمناسبات الشرعية التي لم يأذن الله تعالى بالاحتفال بها، وهو منشور في مواقع "رسالة الإسلام" لمن أحب الاطلاع عليه.
وأما عيد الحب فلا شك في تحريمه لسببين:
الأول: أن له أصلاً دينيا عند أولئك الكفار الذين يحتفلون به، وما كان من شعائر دين الكفار فهو من التشبه الحرام كما بينته آنفاً.
الثاني: أن من يحتفلون بهذا يجعلونه مناسبة لتكريس الفساد الأخلاقي، والانفلات الجنسي، فيحرضون النساء على بذل أنفسهن في هذا اليوم لكل من يطلبهن، وأن يتبادل الناس الحب والمتعة المحرمة، ويسعد بعضهم بعضاً عن طريق الزنا والعلاقات الجنسية الفاجرة.
وهذا أمر لا يرضاه من عنده أدنى قدر من الدين والمروءة، ولو علم الجهلة من أهل الإسلام الذي يحتفلون بهذا اليوم ويقلدون الكفار أن ذاك أصله، وهذا مقصوده لأنفوا منه ولم يحفلوا به.
وأما الإشكال الرابع: وهو ما قد يعمل في اليوم الوطني من المنكرات والمخالفات الشرعية، فيكون تخصيص هذا اليوم والاحتفال به حراماً، لأن ما كان وسيلة لحرام فهو حرام.
فقد بينت آنفاً حكم الاحتفال باليوم الوطني، وحكم ممارسة هذه المخالفات الشرعية أو السكوت عليها والتغاضي عنها، وأن المنكر يحرم فعله، ويجب إنكاره ومنعه، سواء وقع في هذا اليوم أو في غيره، ولكن هذا لا يعني أن أصل اتخاذ هذا اليوم حرام، لأن هذه المنكرات قد يفعلها السفهاء وضعاف الإيمان في عيد الفطر وعيد الأضحى، وقد يفعلون فيهما أكثر مما يفعلونه في اليوم الوطني، فهل يجرؤ أحد على القول بتحريم الاحتفال بهذين العيدين، لما قد يقع فيهما من المنكرات؟ فلا يصح أن نحكم على ما هو مشروع أو مباح في الأصل بأنه حرام، لأنه قد يفعل فيه شيء من المنكرات!! بل تمنع المنكرات، ويبقى المشروع أو المباح على أصله.
وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة سماحة شيخنا العلامة: عبد العزيز بن باز رحمه الله عن حكم الشرع في الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وعيد الأم، وأسبوع الشجرة، وأسبوع المرور، واليوم الوطني للمملكة، وأسبوع المساجد، فجاء جوابهم متضمناً لكثير مما ذكرته آنفاً، وهذا هو نص الفتوى: "أولاً: العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد، إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك، فالعيد يجمع أمورًا منها: يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة، ومنها: الاجتماع في ذلك اليوم، ومنها: الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات.
ثانيًا: ما كان من ذلك مقصودًا به التنسك والتقرب أو التعظيم كسبًا للأجر، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم مثال ذلك: الاحتفال بعيد المولد، وعيد الأم، والعيد الوطني؛ لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله، ولما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار.
وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلًا لمصلحة الأمة وضبط أمورها؛ كأسبوع المرور، وتنظيم مواعيد الدراسة، والاجتماع بالموظفين للعمل ونحو ذلك مما لا يفضي به إلى التقرب والعبادة والتعظيم بالأصالة، فهو من البدع العادية التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» فلا حرج فيه، بل يكون مشروعًا"ا. هـ
ولعلك تلاحظ أخي القارئ الكريم أن اللجنة أجازت المشاركة في أسبوع المرور العالمي ونحوه مما لا يفضي به إلى التقرب والعبادة والتعظيم بالأصالة ... مع أن أسبوع المرور ونحوه من الأسابيع والأيام إنما جاءتنا من الكفار، وهم لا يزالون يدعون إليها ويقيمونها مع بقية دول العالم، بل إن اللجنة نصت على أن هذا لا حرج فيه، بل يكون مشروعاً.
ولكنها منعت من عيد الأم، والعيد الوطني، لما فيهما من التشبه بالكفار! والحقيقة أنه لم يظهر لي فرق بين أسبوع المرور ونحوه، وبين اليوم الوطني ويوم الأم والمعلم والعمال والشجرة وأمثالها. وقد أجبت سابقاً عن القول بأن اتخاذ هذه الأيام التي اتفق عليها العالم كله: مسلمه وكافره يعد من التشبه الحرام. وهذا هو الذي دعاني إلى أن ألتمس من مشايخنا الأجلاء بيان الفرق بين هذه الأيام، ووجه الصواب في هذه المسألة، التي لم تزل تثير الكثير من الجدل والبلبلة كلما حل بنا يوم من هذه الأيام، والتي تستنفر لها المدارس والجامعات ووسائل الإعلام. والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/33)
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[29 - 10 - 08, 03:37 م]ـ
سبحان الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 10 - 08, 03:45 م]ـ
هناك موضوعات تناولت هذا الموضوع
حكم الاحتفال باليوم الوطني
هناك موضوعات كثيرة في الملتقى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=308035#post308035
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=210895#post210895
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=917655#post917655
ـ[ظافر الخطيب]ــــــــ[29 - 10 - 08, 08:46 م]ـ
صدقت يآأبامعاذ. وأقول: ماذا قال ابو هريرة ((في لسانه))؛ولو كان هناك آحتفال بمثل هذه الأيام لكان يوم فتح مكة أولى. والله المستعان
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[30 - 10 - 08, 02:33 ص]ـ
القاعدة النبوية السلفية تقول: "إذا عجزت عن قول الحق فلا تقل الباطل"
أخي الفاضل أبا إبراهيم .. بارك الله فيك.
ليتَك لم تذكرْ ما كتبتَ، ولو قالها غيرُك!
فالشيخُ - نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً - على صلاحٍ وخيرٍ، وبعدٍ عن المُيَسِّرين المتخاذلين، وخطؤه في هذه المسألة ليس من قبيل ما ذكرتَ؛ وإنما هو اجتهادٌ بدا له يرجو أن يكونَ أُجِرَ فيه - وإن كرهنا ذلكَ منه -، ومن كُثُرَ إحسانه = اغتُفِرَ له بعضُ زلله، وإن كان بزلَّةِ العالِمِ يضلُّ عالَمٌ.
واعذرني - إن أخطأتُ -.
محبك في الله.
ـ[عطاالله أحمد]ــــــــ[30 - 10 - 08, 10:26 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خير
و أقول لو كانت هذه الأعياد مشروعة لكان علينا أن نحتفل بغزوة بدر على مافرقت مابين الحق و البطل
ـ[أبو مازن العوضي]ــــــــ[30 - 10 - 08, 11:39 ص]ـ
لكل عالم هفوة
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[31 - 10 - 08, 12:43 م]ـ
فتوى في تحريم اليوم الوطني
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب الفضيلة العلماء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اعتادت الدول أن تجعل يوما معينا من السنة يعظم فيه الوطن من الحكومة والشعب يسمونه اليوم الوطني، فيعود بعود السنة فيحتفى به، ولم يكن معروفا في المملكة العربية السعودية ثم أحدث، وهو الثالث والعشرون من سبتمبر، وقد عبر عنه بواحد الميزان، ولم يكن له كبير شأن ولا ذكر إلا في وسائل الإعلام، ولم يكن أكثر الناس يعرفه تحديدا، ولم يكن يحتفى به في داخل المملكة حتى صدر قرار وزاري باعتبار ذلك اليوم إجازة عامة لموظفي الدولة والشركات والمؤسسات والطلاب، فسار الناس يفرحون به فرحهم بالعيد، فما حكم هذا اليوم؟ وما حكم تعظيمه؟ فقد كثر الخوض في ذلك وتكلم من تكلم فيه، فبينوا لنا الحق الذي تقتضيه أصول الشريعة ومقاصدها، فقد كثر من يُلبس على الناس، ويدافع عن الاحتفاء به وتعظيمه، ويزعم أن في ذلك مصلحة للوطن والمواطنين، سددكم الله وأجزل مثوبتكم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
الجواب:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فقد روى أبو داوود والنسائي بإسناد صحيح عن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال صلى الله عليه وسلم: "قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر" في هذا الحديث دلالة على أنه كان لأهل المدينة في جاهليتهم يومان معيّنان يلعبون فيهما، فهما عيدان جاهليان، وقد أبطلهما النبي صلى الله عليه وسلم بما شرع الله من عيد الفطر وعيد الأضحى، وبين صلى الله عليه وسلم أن الله أغناهم عن عيدي الجاهلية بعيدين في الإسلام وقد ترك الصحابة عيدي الجاهلية وأهملوهما واستغنوا بعيد الفطر والأضحى، ونُسي ذانك العيدان، فلم يكن لهما ذكر في الإسلام، ومضى على ذلك التابعون وتابعو التابعين ومن تبعهم بإحسان، لا يعظمون من الأيام والشهور إلا ما عظّمه الله، فلم يتخذوا يوما من الأيام عيدا إلا ما شرع الله لهم.
وقد حدث في العصور المتأخرة بعد القرون المفضلة أن تشبه بعض المسلمين بالكفار في أعيادهم، إما بتعظيم أعياد الكفار ومشاركتهم فيها أو بإحداث أعياد على نحو أعياد الكفار من النصارى وغيرهم، كعيد مولد الرسول صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/34)
ومن عوائد الكفار في هذه الأعصار وما قبلها أن يجعلوا لكل حدث يتعلق بالأمة مناسبة فيجعلون له يوما يتذكرون فيه هذا الحدث سواء أكان فرحا أم ترحا كما ابتدعت الرافضة يوم عاشوراء يوم حزن وجزع على مقتل الحسين.
ومن أعياد الكفار ما يرتبط ببعض المعاني، كعيد الحب وعيد الزهور وعيد رأس السنة، وقد عظمت في المسلمين فتنة التشبه بالكفار في هذا وغيره، وشاركوا الكفار في أعيادهم وأحدثوا لهم أعيادا على نحو عادة الكفار، وهي أعياد ولو سميت أياما، فالعيد ما يعود ويتكرر، وهذه الأيام كذلك ولو غالط المغالطون، فإنه ينطبق عليها حقيقة العيد، ومن هذه الأعياد التي فيها مضاهاة للكفار والمتشبهين بهم ما يسمى باليوم الوطني أو العيد الوطني. فالاحتفاء بهذا اليوم وتعظيمه وإظهار الفرح به وفيه، وتخصيصه بأعمال ولباس وتفريغ للناس من أعمالهم كذلك بجعله إجازة وفرض ذلك على الناس بما في ذلك المؤسسات والشركات الخاصة، ومعاقبة من لم يلتزم به. كل ذلك من التشبه الظاهر بالكفار، الذي دلت نصوص الشرع وأصوله ومقاصده على تحريمه، وهو إحداث عيد نحو أعياد الجاهلية قديمها وحديثها، وهو مع ذلك يتضمن المفاسد التي يرتكبها الناس في أيام فرحهم، ويتضمن تعطيل مصالح المسلمين وظلم الشركات والمؤسسات الخاصة بفرض ذلك عليهم، ولذلك أفتى العلماء في المملكة العربية السعودية -ممن ماتوا قبل أن تتغير الأحوال- أفتوا بتحريم هذه الأعياد الجاهلية السنوية، ومن ذلك ما جاء في فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- مفتي البلاد السعودية في رسالة له بعنوان ((العيد الوطني)) فإنه بعد ما ذكر ما يتميز به عيدا الفطر والأضحى قال: "وتعيين يوم ثالث من السنة للمسلمين فيه عدة محاذير شرعية، أحدها: المضاهاة بذلك للأعياد الشرعية. المحذور الثاني: أنه مشابهة للكفار من أهل الكتاب وغيرهم في إحداث أعياد لم تكن مشروعة أصلا، وتحريم ذلك معلوم بالبراهين والأدلة القاطعة من الكتاب والسنة ... المحذور الثالث: أن ذلك اليوم الذي عُين للوطن الذي هو أول يوم من الميزان هو يوم المهرجان الذي هو عيد أهل الفرس المجوس، فيكون تعيين هذا اليوم وتعظيمه تشبها خاصا، وهو أبلغ في التحريم. المحذور الرابع: أن في ذلك من التعريج على السنة الشمسية وإيثارها على السنة القمرية التي أولها المحرم ما لا يخفى، ولو ساغ ذلك -وليس بسائغ ألبتة- لكان أول يوم من السنة القمرية أولى بذلك" أ. هـ (من مجموع فتاواه ورسائله ج3ص107).
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (ج3 ص89) بتوقيع الشيخين عبدالعزيز ابن باز وعبدالرزاق عفيفي رحمهما الله: "أن الاحتفال بالعيد الوطني من التشبه بالكفار" أ. هـ
ولما تغيّرت الأحوال نشأ في الأمة مُفتون يُعرفون بالتساهل وتسويغ ما لم يرد نص بتحريمه، ولا يرعون الأصول والمقاصد الشرعية، وقد تغيب عنهم، ويغفلون عن منهج السلف الصالح من هذه الأمة في قرونها المفضلة، ومن ذلك الفتوى بجواز اليوم الوطني بناء على مصالح فيه ـ زعموا ـ مع الإعراض عن وجوه تحريمه عند من حرمه، وعن المفاسد المترتبة على إقامته، ومع ذلك قد يعيب بعضهم على من خالفه من أكابر العلماء ممن سبقه.
ومنهم من يفتي بجواز اليوم الوطني بحسن نية واجتهاد، وهو مخطئ قطعا، فغفر الله له وأثابه وألهمه الصواب، ومنهم من يفتي بهوى طلبا لرضى الناس، ألهمه الله رشده وهداه، والله أعلم بالسرائر والظواهر، قال الله تعالى: "ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون".
نسأل الله أن يوفق ولاة أمورنا إلى الرجوع عن هذا المنكر، فإن ذلك من تحقيق تحكيم الشريعة، كما نسأله أن يصلح أحوال المسلمين ويولي عليهم من يقيم فيهم أمر الله ويحكم شرعه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
حرر في 25 شوال 1429
الموقعون
· الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك (الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا)
· الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان (الأستاذ بالجامعة الإسلامية سابقا والمدرس بالمسجد النبوي)
· الشيخ محمد بن ناصر السحيباني (الأستاذ بالجامعة الإسلامية سابقا)
· الشيخ علي بن سعيد الغامدي (الأستاذ بجامعة الإمام سابقا)
· الشيخ عبدالله بن حمود التويجري (رئيس قسم السنة بجامعة الإمام سابقا)
· الشيخ ناصر بن سليمان العمر (الأستاذ بجامعة الإمام سابقا)
· الشيخ عبدالرحمن بن صالح المحمود (الأستاذ بجامعة الإمام)
· الشيخ سعد بن عبدالله الحميّد (الأستاذ بجامعة الملك سعود)
· الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السعد (المدرس بوزارة التربية والتعليم سابقا)
· الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل عبد اللطيف (الأستاذ بجامعة الإمام)
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[05 - 11 - 08, 10:32 م]ـ
مذهب الشيخ حفظه الله ليس بمذهب مقنع ...
ومفتقر الى دليل يقوي فتواه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/35)
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[05 - 11 - 08, 11:19 م]ـ
عجبت للشيخ عبد العزيز .....
ليس عندي تعليق أقوى من تعليق الإخوة - جزاهم الله خيرا -
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[06 - 11 - 08, 06:34 م]ـ
من المفارقات التي صادفتني ...
كنت اناقش احد الصوفية في مسائل الاعياد البدعية التي احدثوها في دين الله، فكان من ضمن الادلة التي استدلال بها على الجواز هي:
فتوة من قال بجواز الاحتفال بالعيد الوطني في السعوديه ..
ووقتها كنت لا اعرف من افتى بالجواز ... !!!
قلت له أخي نحن في العراق ولست في السعوديه (وهذا ليس دليل ولكن جواب توجيهي وتنازل معه)
ثم اخبرته بفتوى العلماء بالتحريم المطلق فوقع بين يدى فتوى ... اظن
الشيخ ابن باز وابن عثمين والشيخ الفوزان والالباني فعرصتها عليه وقلت له هذا العموم او شيء من هذا ..
________________________________
المقدمه المنطقية التي لا يسع الطالب جهلها (خاص طلبة الأصول) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102475) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/multipage.gif 1 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102475) 2 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102475&page=2) )
ـ[عبدالله بن أسامة]ــــــــ[06 - 11 - 08, 09:19 م]ـ
كما جاء في الحديث المجتهد إذا أصاب فله أجران واذا أخطا فله أجر واحد
والشيخ عبدالعزيز حفظه الله لا نعلم عنه إلا خيرا ولا أعلم أنه ممن يتبع منهج تمييع الدين بل له مواقف مشهودة فجزاه الله خيرا
لكن قال ابن مسعود رضي الله عنه: الخلاف شر
فلماذا يخالف البعض عموم مشايخنا حفظهم الله في هذه البلاد وإن كان يرى خلاف قولهم فليس كل حق يقال ...... والمصلحة العظمى هي حفظ وحدة المسلمين وعدم تشتيت العامة والتسبب في الفتن ......... فيكفي أذناب الغرب من العلمانيين وما يبثونه من شبه وسموم عبر وسائل الاعلام فليت مشايخنا الكرام يتأملون الفتوى قبل الافتاء بها
ـ[ياسر السيلي]ــــــــ[18 - 11 - 08, 09:42 ص]ـ
صدق بعض العامة عندما قال: حتى يصبح الأمر جائزا يكفي أن يصدر الأمر السامي ثم تجد من يفتي بجوازه!!
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[20 - 11 - 08, 06:13 م]ـ
بارك الله بالشيخ الفوزان .... إلا أن طالب العلم ينبغي أن يضع نصب عينيه " كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر "
ورأي الشيخ لا شك أنه مرجوح ....
وإن شئت فابحث عن أقرب عامي واسئله لماذا يُحتفل باليوم الوطني ... لأجاب بأنهم يعظمونه لأنه هو اليوم الذي حدث فيه كذا وكذا ....
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد)
ـ[مبارك مسعود]ــــــــ[16 - 05 - 10, 09:37 م]ـ
أيها الإخوة الأفاضل، هل تراجع الشيخ عبد العزيز الفوزان عن فتواه؟ هل عندكم علم عن هذا؟
ـ[أبو عبد الرحمن الأغا]ــــــــ[22 - 05 - 10, 12:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وأنا أرى أن الشيخ الفاضل له حجته في بيان المسألة وتجويزها وإن كان هناك معارضة من الإخوة طلبة العلم والمشايخ الكرام
إلا أنه لا يجب حمل كلام الشيخ حفظه الله تبارك وتعالى على أنه يقصد من ورائه مصلحة شخصية
لكلٍ فهم، ولكلٍ حجته
نسأل الله أن يأجر المصيب، ويتجاوز عن المخطئ
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ـ[أحمد يوسف الخالدي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 05:58 م]ـ
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ...
أرجوا أن يكون قد أصيب في اجتهاده لاننا نعلم حسن نية الشيخ بإذن الله(52/36)
(جهود علماء الشافعية في بيان نواقض الإيمان) رسالة جامعية جدير بمتأخري الشافعية قراءتها
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 09:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عنوان الرسالة: " جهود علماء الشافعية في بيان نواقض الإيمان "؛ للأخت الفاضلة: نادية الهلالي - وفقها الله -، بإشراف من الشيخ محمد الخميّس - سلمه الله -، الذي بعث بها إليّ للتعريف بها.
ميزة الرسالة تكمن في بيان مخالفة متأخري الشافعية - إلا من رحم الله - لأوائلهم في " الأصول "، بدءًا من الشافعي - رحمه الله -. وأنتقي منها هذه الفوائد، إلى أن يُوفق أحدٌ لطبعها. (والعناوين الحمراء مني) ..
نصيحة السمعاني للشافعية:
يقول أحد أئمة الشافعية المعروفين، وهو الإمام أبو المظفر السمعاني (ت489هـ) في ذلك بعد نقل بعض نصوص الشافعي في ذم الكلام: (فهذا كلام الشافعي في ذم الكلام، والحث على السنة، وهو الإمام الذي لا يُجارى، والفحل الذي لا يُقاوم، فلو جاز الرجوع إليه، وطلب الدين عن طريقه: لكان بالترغيب فيه أولى من الزجر عنه، والندب إليه أولى من النهي عنه؛ فلا ينبغي لأحد أن ينصر مذهبه في الفروع، ثم يرغب عن طريقته في الأصول).
والكرجي الشافعي مثله:
وقد ألف شيخ الحرمين أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي الشافعي وكان من أئمة الشافعية كتاباً بعنوان (الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول)، وذكر فيه من كلام الشافعي، ومالك، والثوري، وأحمد بن حنبل، والبخاري، وسفيان بن عيينة، وعبدالله بن المبارك، والأوزاعي، والليث بن سعد، وإسحاق بن راهوية في أصول السنة وما يُعرف به اعتقادهم، ثم قال: (إن في النقل عن هؤلاء إلزاماً للحجة على كل من ينتحل مذهب إمام يخالفه في العقيدة، فإن أحدهما لا محالة يضلل صاحبه، أو يبدعه، أو يكفره، فانتحال مذهبه مع مخالفته له في العقيدة مستنكر واللهِ شرعاً وطبعاً، فمن قال: أنا شافعي الشرع، أشعري الاعتقاد، قلنا له: هذا من الأضداد، لا بل من الارتداد؛ إذ لم يكن الشافعي أشعري الاعتقاد .. ).
وقال الكرجي أيضاً: (وكان الشيخ أبو حامد الإسفراييني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام. ولم يزل الشافعية يأنفون ويستنكفون أن يُنسبوا إلى الأشعري، ويتبرؤون مما بنى الأشعري مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه ... )
وقال: (ومعروف شدة الشيخ أبي حامد على أهل الكلام، حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ... )
وللكرجي قصيدة بائية تسمى (عروس القصائد في شموس العقائد)، شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف، تزيد على مائتي بيت .. ).
تعليق مهم:
قالت الباحثة (ص 33):
(والذي ظهر لي من خلال تتبع شيء من تاريخ المذهب الشافعي:
أن بروز الأشعري كأحد المنتسبين إلى هذا المذهب في الفروع، مع ادعائه الدفاع عن منهج الشافعي في الأصول: كان بداية نقطة تحول في هذا المذهب.
إلا أن أئمة الشافعية استطاعوا أن يحتفظوا بالطابع السني لهذا المذهب، المؤسس أصلاً على السنة، والذي ظهر على الساحة أول ما ظهر كمذهب مدافع عن منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة والأحكام، ولذلك كان ظهور هذا المذهب وبروزه شجىً في حلوق كثير من أهل البدع، وفي ذلك يقول السجزي: (وظهر بعد ذلك أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي –رحمة الله عليه- وصعب على ناس كثير ظهور مذهب الشافعي؛ لقيامه بالفقه، والحديث، واللغة ... )
ومن تمعن في الظروف المحيطة بظهور الإمام الشافعي: ظهرت له دقة كلام السجزي هذا.
استمر تميز المذهب الشافعي بهذه السمة حتى بعد ظهور مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله إمام أهل السنة، والذي كان امتداداً لمدرسة الإمام الشافعي في الأصول والفروع، واستمر هذا التميز إلى نهايات القرن الخامس الهجري على الأرجح.
ومن أوضح الأدلة على هذا التميز أمران:
الأمر الأول: قصة تحول الإمام أبي المظفر السمعاني (ت489هـ) من المذهب الحنفي إلى المذهب الشافعي، وقد علل أبو المظفر نفسه تحوله بأن المذهب الشافعي يمثل مدرسة أصحاب الحديث، وألف في ذلك مؤلفات عظيمة النفع، منها: (الانتصار لأصحاب الحديث)، وهو كتاب عظيم في بابه في الرد على المتكلمين، وتأصيل قواعد السنة على أسس متينة، وهو لا يزال في عداد المفقودات، ولكن النقول عنه كثيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/37)
وقد قال الذهبي عن أبي المظفر السمعاني: (تعصب لأهل الحديث والسنة والجماعة، وكان شوكاً في أعين المخالفين، وحجة لأهل السنة).
وهذه القصة تدل على أن هذا المذهب كان يمثل مدرسة أهل الحديث، وأنه لم يكن قد اصطبغ ببدع المتكلمين إلى ذلك الوقت.
الأمر الثاني: نصوص كثير من أئمة الشافعية إلى هذه الفترة، الدالة على ما قررته من سنية المذهب).
حكم إمام الشافعية (ابن خزيمة) في مُنكري صفة العلو:
وقال إمام الأئمة ابن خزيمة رحمه الله (ت311هـ): (من لم يقر بأن الله على عرشه استوى فوق سماواته، بائن من خلقه: فهو كافر يستتاب، فإن تاب وإلا ضُربت عنقه، وألقي على مزبلة لئلا يتأذى بريحه أهل القبلة وأهل الذمة).
من أين أُتي متأخرو الشافعية " الأشاعرة "؟
قال الشيخ الشنقيطي - رحمه الله -:
(والجاهل المفتري الذي يزعم أن ظاهر آيات الصفات لا يليق بالله؛ لأنه كفر وتشبيه: إنما جر إليه ذلك تنجيسُ قلبه بقذر التشبيه بين الخالق والمخلوق، فأداه شؤم التشبيه إلى نفي صفات الله –جل وعلا- وعدم الإيمان بها، مع أنه –جل وعلا- هو الذي وصف بها نفسه، فكان هذا الجاهل مشبِّهاً أولاً، ومعطِّلاً ثانياً، فارتكب ما لا يليق بالله ابتداءً وانتهاءً، ولو كان قلبه عارفاً بالله كما ينبغي، معظماً لله كما ينبغي، طاهراً من أقذار التشبيه: لكان المتبادر عنده، السابق إلى فهمه: أن وصف الله –جل وعلا- بالغٌ من الكمال والجلال ما يقطعُ أوهام علائق المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين، فيكون قلبه مستعداً للإيمان بصفات الكمال والجلال الثابتة لله في القرآن والسنة الصحيحة، مع التنزيه التام عن مشابهة صفات الخلق ... ).
وقال رحمه الله: (والواقع في نفس الأمر: أن ظواهر آيات الصفات وأحاديثها المتبادرة منها لكل مسلم راجعَ عقله: هي مخالفة صفات الله لصفات خلقه.
ولابد أن نتساءل هنا فنقول: أليس الظاهر المتبادر مخالفة الخالق للمخلوق في الذات والصفات والأفعال؟
والجواب الذي لا جواب غيره: بلى.
وهل تشابهت صفات الله مع صفات خلقه حتى يُقال إن اللفظ الدال على صفته تعالى ظاهره المتبادر منه تشبيه بصفة الخلق؟
والجواب الذي لا جواب غيره: لا.
فبأي وجهٍ يتصور عاقل أن لفظاً أنزله الله في كتابه .. دالاً على صفةٍ من صفات الله، أثنى بها تعالى على نفسه: يكون ظاهره المتبادر منه مشابهته لصفة الخلق؟ سبحانك هذا بهتان عظيم).
اعتراف مهم للرازي:
قال تحت عنوان: "حكاية شبهات مثبتي الجسمية والمكان":
(الشبهة السابعة: إن جميع كتب جميع الأنبياء والرسل –عليهم السلام- مملوءة من كونه في جهة فوق. أما القرآن: فقد جاء في كونه على العرش بصريح اللفظ سبع مرات، وذكر أيضاً: (وهو القاهر فوق عباده)، وقوله:) إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)، والألفاظ الدالة على النزول والتنزيل كثيرة جداً، والآيات المشتملة على لفظ (إلى) الدالة على انتهاء الغاية خارجة عن الحد، وليس في القرآن البتة لفظ يدل على نفي الجهة.
فلو كان الدين الحق عنده نفي الجهة: لكان من الواجب أن يذكر ذلك مرةً واحدة؛ فلما أثبت الجهة في آياتٍ لا حصر لها، ولا حد لها، ولم يذكر البتة نفي الجهة: علمنا أنه تعالى كان مصراً على إثبات الجهة.
وأما الأخبار المنقولة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فلا حصر لها ولا حد.
وأما التوراة: فمملوءة من هذه المعاني.
فهذا يدل على أن الأنبياء والرسل –عليهم السلام- كانوا متفقين على إثبات الجهة لله تعالى.
وليس لقائل أن يقول: إنا نذكر لهذه الألفاظ تأويلاتٍ؛ وذلك: لأن الدين الحق لو كان هو التنزيه الذي ذكرتموه، لكان من الواجب أن يرد في هذه الكتب الإلهية ما يدل على تقرير هذا الأصل العظيم، وعلى تأكيده بصريح اللفظ، حتى يصير الحق معلوماً، وحينئذ نصرف بقية الألفاظ إلى التأويل؛ ولما لم يرد في شيء من الكتب الإلهية البتة ما يدل على التنزيه الذي تذكرونه، ورأيناها مملوءة بالألفاظ الدالة على كونه تعالى موجوداً في (الفوق)؛ علمنا: أن مذهب الأنبياء والرسل –عليهم السلام- هو هذا المذهب، وأن الذي تقولونه مخالف لأديانهم ومذاهبهم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/38)
هكذا يذكر الرازي هذه الحقيقة ناصعة واضحة، ولكن هل استسلم لها، أم استسلم لبدعه التي قادته إلى إنكار هذه الحقيقة؟ الجواب: إنه آثر الإنكار، وقد جانب الصواب حينما سمى هذه الحقيقة شبهة، فقال جواباً عليها: (الجواب عن الشبهة السابقة: هو أن الدعوة للخلق إلى الحق يجب أن تكون واقعة على أحسن الوجوه، وأقربها إلى الصلاح. ولما كان التصريح بالتنزيه مما لا تقبله عقول العوام: لا جرم كان الأولى اشتمال الدعوة على ألفاظ توهم التشبيه، مع التنبيه على كلمات تدل على التنزيه المطلق!! وفي كلام الرازي أمور كثيرة تحتاج إلى وقفة، ولكن الذي يهمني هنا: أنه اعترف بالحق، وعرضه على أحسن وجه، ولكنه مع ذلك رجح الباطل، فقد اعترف بكون فِطَرِ بني آدم التي سلمت عن أهواء المتكلمين والفلاسفة، وكذلك الملل السماوية كلها: تخالف ما عليه هذه الشرذمة من نفي علو الله تعالى، ووصفه بما يوجب العدم، كما اعترف بأن النصوص المثبتة للعلو تفوق الحصر، وأن ما يخالف ذلك لم يرد في النصوص ولا مرة واحدة).
الخاتمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
فهذه أهم النتائج التي توصلتُ إليها في البحث، وهي أهم ما تضمنته هذه الرسالة:
•الشافعية هم المنتسبون إلى الإمام الشافعي رحمه الله وهو علم من أعلام السلف، نشأ في وقتٍ كانت فرق أهل البدع تتوالى في الظهور، وأبرز الفرق التي ظهرت في زمنه رحمه الله هي فرقة المتكلمين، وعلى رأسهم المعتزلة.
•أسهم الإمام الشافعي رحمه الله في نشر السنة والذب عنها والرد على أهل البدع عموماً، وعلى أهل الكلام خصوصاً.
•مضى أصحاب الإمام الشافعي الأوائل على منهجه في الرد على المتكلمين وغيرهم من فرق أهل البدع، وكان المذهب الشافعي من المذاهب المتميزة في الحفاظ على السنة والذود عن حياضها، والرد على أهل البدع والزيغ والضلال.
•استمر حال المذهب الشافعي على ذلك إلى أن ظهر أبو الحسن الأشعري (ت324هـ) الذي ينتسب إلى الإمام الشافعي في الفقه وكان من أشهر المتكلمين في وقته، وقد سلك طريقة ابن كلاب في الاعتقاد، التي تحاول التوسط بين مذهب السلف وبين مذهب المعتزلة، وكان لظهور الأشعري أثره السيء على أتباع المذهب الشافعي، حيث بدأ كثيرٌ منهم يقلدون الأشعري في الأصول، مع كونهم ينتسبون إلى الشافعي في الفروع، فاختلطت بذلك بعضُ معالم المذهب الشافعي.
•ازداد الأمرُ سوءاً عند متأخري الشافعية، حيث صرح كثير منهم بأن تعلم علم الكلام واجب على المكلف.
•كما أن المتأخرين قد دخل فيهم التصوف، إضافةً إلى بدع الكلام، فازداد الأمر سوءاً أكثر من الأول، وكثر في الشافعية المتأخرين البدع العلمية والعملية.
•ومع ذلك: فقد بقي في الشافعية من التزم منهج الإمام الشافعية في الأصول والفروع، منددين بمن نسب إليه شيئاً من بدع الكلام وغيره.
•مع كل ما سبق: كان لعلماء الشافعية جهود متميزة في بيان نواقض الإيمان، وهذا الباب هو الذي أبرزته في هذه الرسالة، مع بيان ما قد يكون في مواقفهم من انحراف عن الجادة والصواب.
•نواقض الإيمان هي اعتقادات أو أقوال أو فعال تزيل الإيمان وتقطعه أو تنقصه.
•الصحيح هو ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من أن الإيمان قول وعمل واعتقاد، وقد قرره كثير من أئمة الشافعية سوى من تأثر بعلم الكلام منهم، فإنهم خالفوا في ذلك.
•ما ذهب إليه المتأخرون من الشافعية من أن الإيمان هو التصديق فقط، أو التصديق مع الإقرار، وأن العمل ليس من الإيمان: لا يمثل مذهب الإمام الشافعي وأئمة أصحابه، وهو من بدع المتكلمين التي تسربت إلى أتباع الأئمة الأربعة، وانتشرت في الآفاق، حتى بدأت تُنسب إلى الأئمة أنفسهم زوراً وبهتاناً.
•بيان نواقض الإيمان والتوحيد هو من تمام توضيح الإيمان والتوحيد، ومن هذا الباب كان عناية العلماء بهذا الباب العظيم.
•أكثر من عُني بالبحث في موضوع نواقض الإيمان هم الحنفية، وقد اعترف بذلك عدد من علماء الشافعية أنفسهم.
•عناية علماء الشافعية ببيان نواقض الإيمان كبير أيضاً، إلا أن اهتمام متقدميهم لم يكن مثل اهتمام متقدمي الحنفية، أما المتأخرون من الشافعية: فعنايتهم بهذا الباب لا يقل عن نظرائهم الحنفية، إن لم يكن يفوقهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/39)
•بمقارنة منهج الشافعية في هذا الباب مع منهج الحنفية فيه: يتبين أن منهج الشافعية يتسم بالدقة وعدم التسرع في التكفير، وكذلك بضبط الباب بالضوابط المستنبطة من الأدلة الشرعية.
•من مظاهر عنايتهم بهذا الباب: أنهم ألفوا فيه مؤلفات مستقلة، وأوسعها كتاب الهيتمي (الإعلام بقواطع الإسلام)، وقد جمع فيه أقوال المذاهب الأربعة في هذا الباب.
•من أبرز مظاهر عناية الشافعية بذكر نواقض الإيمان هو عنايتهم بهذا الباب في كتب الفقه، فلا يكاد يخلو كتاب من كتبهم الفقهية من ذكر نواقض الإيمان، وهم يذكرون ذلك في كتاب الردة، كغيرهم من أصحاب المذاهب.
•برزت شخصيتان منهم في الباب أكثر من غيرهم، وهما: أبو القاسم عبدالكريم بن محمد الرافعي القزويني (ت 623هـ)، والإمام محيي الدين ابن شرف النووي (ت676هـ).
•بيانهم لنواقض الإيمان في كتب العقائد والفنون الأخرى لم يكن في التفصيل والبيان كتفصيلهم وبيانهم لها في كتب الفقه، فما ذكروه في كتب الفقه هو المصدر الرئيس لمباحث نواقض الإيمان من حيث الجملة.
•الكفرُ عدم الإيمان، وهو عند كل طائفة يقابل ما فُسِّرَ به الإيمان، والصحيح الذي قرره أئمة السنة وكثير من علماء الشافعية: أنه يكون بالقول والعمل والاعتقاد.
•تأثر كثير من الشافعية المتأخرين بالمتكلمين، فحصروا الكفر على التكذيب القلبي، وهذا لا دليل عليه من الكتاب والسنة، بل الأدلة على خلافه، وهو مذهب جهم في الأصل، إلا أنه اعتمده الأشاعرة والماتريدية أيضاً.
•الكفر ينقسم باعتبارات متنوعةٍ إلى أقسام عديدة، وقد بينتُها في موضعه.
•المكفرات هي: اعتقادات، أو أقوال، أو أعمال تضاد الإسلام أو الإيمان، وهي على ثلاثة أقسام: اعتقادية، وقولية، وفعلية.
•الشرك نوع من أنواع الكفر، وهو أن يجمع مع الله غيره فيما لا يجوز إلا الله، وحقيقته هو ما يضاد توحيد الألوهية، وقد قرره كثير من علماء الشافعية أيضاً، إلا أن المتأخرين منهم قد انحرفوا فيه، واعتقدوا أن حقيقة الشرك هو الشرك في الربوبية، وهذا خطأ لا دليل عليه.
•الشرك ينقسم إلى نوعين: أكبر، وأصغر، وكلاهما ينقسمان إلى أقسام عديدة بينتها في موضعها.
•النفاق كالكفر ينقسم إلى قسمين، وقد استعرضتُ ذلك في موضعه.
•البدعة شرعاً: هي التي أحدثت بعد الرسول صلى الله عليه وسلم على سبيل التقرب إلى الله تعالى، ولم يكن قد فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أمر بها، ولا أقر بها، ولا فعلها الصحابة رضي الله عنهم، ولها أنواع تقدم ذكرها في بابها.
•ذكر بعض الشافعية أن البدعة تنقسم إلى حسنةٍ وسيئة، وهذا خطأ بينه كثير من علماء الشافعية أنفسهم.
•ذكر بعض الشافعية أن البدعة تنقسم إلى أقسام الأحكام الخمسة، وهذا باطل فنّده غيرهم من العلماء.
•كان لعامة علماء الشافعية موقف واضح من طرق أهل البدع والضلال في باب نواقض الإيمان، كالخوارج، والمعتزلة، والمرجئة، والرافضة، وقد تقدم تفصيله في موضعه.
•اجتهدتُ في صياغة قواعد المكفرات عند الشافعية مستوحيةً من أقوالهم وتطبيقاتهم، وهذا وإن كنت لم أسبق إليه من حيث الجملة: إلا أنني اجتهدت فيه قدر المستطاع، وقد وصلت في ذلك إلى نتائج مهمة يجب مراعاتها في هذا الباب.
•باب التكفير خطير جداً لا ينبغي أن يلجه كل من هبَّ ودبّ، ولا ينبغي أن يتكلم فيه إلا العلماء المؤهلون لذلك.
•بين علماء الشافعية أن هناك ضوابط محددة في تكفير المعين لا بد من مراعاتها، كما أن هناك موانع تمنع إطلاق الكفر على المعين، فلا بد من مراعاتها أيضاً.
•بينتُ ما ذكره علماء الشافعية من المكفرات في حقيقة الإيمان ومسماه، وكذلك في أنواع التوحيد الثلاثة، وكذلك في بقية أبواب الإيمان.
•عقدتُ الفصل الأخير –وهو الحادي عشر- لبيان أثر أشهر البدع في بعض المتأخرين من علماء الشافعية، وهي: الإرجاء، والتعطيل، والتصوف، وقد بينت عظم خطر هذه البدع، وعظم أثرها في المتأخرين من علماء الشافعية، وأن الأثر كان –في بعض الأحيان- في الصميم، وأنه أوصل الأمر إلى أن ينقلب الوضع على المتأثرين بهذه البدع، حيث عدّوا بعض ما هو من صميم الإيمان: عدوه من نواقض الإيمان، وهذا يوجب شدة الحذر من البدع، وأن أثرها لا يتوقف عند حد.
•من أوضح آثار الإرجاء والتعطيل: ما قد ساد في المتأخرين من حصر الكفر والإيمان على ما يحصل بالقلب فقط، دون اعتبار بقية المكفرات، كما حصل مثل ذلك في مفهوم الشرك، وقد بينت ذلك في موضعه.
•كما تأثر كثير من المتأخرين منهم بالتصوف ودافعوا عن القائلين بالحلول ووحدة الوجود.
•حاولت التفصيل في بيان أثر هذه البدع على الشافعية؛ لأن هذا من أهم ما يجب بيانه في هذا الباب، حتى يتميز الحق من الباطل، ويكون القارئ على بينة مما قد يدسه أهل البدع من الشافعية وغيرهم في هذا الباب الخطير.
•وأختم هذه الخاتمة باقتراح أتوجه به إلى العلماء عموماً، وإلى المختصين في العقيدة خصوصاً، وهو: أنه يجب إبراز هذا الجانب عند جميع أصحاب المذاهب الأربعة، مع بيان ما تأثروا به من البدع، فهذا يُسهم في إبراز هذا الجانب من ناحية، وفي تنقية تراثهم من ناحية أخرى.
هذا وصلى الله تعالى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميع، والحمد لله رب العالمين).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/40)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[18 - 10 - 08, 02:29 ص]ـ
الأخ الحبيب والشيخ الكريم
هلا صورتها لنا أو أخبرتنا عن من قام بطباعتها؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - 10 - 08, 06:11 م]ـ
بارك الله فيك ..
أظنها ستُطبع قريبًا - إن شاء الله - .. وقد أعارني إياها د الخميّس - حفظه الله -، وأعدتها له.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[22 - 10 - 08, 12:05 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[23 - 10 - 08, 01:18 م]ـ
بارك الله فيكم ارجو ان تطبع قريبا ....
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[29 - 11 - 10, 02:53 م]ـ
هل من جديد؟(52/41)
ما هي الصفات التي إذا جهلها الإنسان عن ربه عز وجل يكون من الجاهلين به.؟؟!!
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 09:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت قد طرحت هذا السؤال قديما في المنتدى فلم يثمر عن نتيجة وقد أقفل الموضوع.
وقد وجدت حديثا رسالة مفردة في هذا الموضوع فأحببت المشاركة فيه.
منجدة الغارقين ومذكرة الموحدين بصفات الله سبحانه وتعالى التي هي من أصل الدين
بقلم: المهتدي بالله عبد القادر بن إسماعيل الإبراهيمي
بمراجعة نخبة من طلبة العلم
الرابط pdf للتحميل:
http://www.mediafire.com/?sharekey=42a353445552d1cdd2db6fb9a8902bda
تتناول الرسالة صفات الله عز وجل الواجبة على كل موحد معرفتها حتى يكون من جملة الموحدين. مع نقولات سلفية حول الموضوع. رسالة مهمة جدا في بابها، ومن المواضيع التي قلما أفرد فيها رسالة منفصلة. فيرجى الاستفادة من الرسالة.
ولا تنسونا من صالح الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 09:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تبين لي بفضل الله عز وجل بعد قراءة هذه الرسالة الحق في هذا الموضوع وضوحا زائداً،
فأرجو من الإخوة الذين كنا نناقش الموضوع معهم إلى أن أقفل أن يراجعوا هذه الرسالة، حتى نعود إلى نقاشها من ناحية تأصيلية بعيدا عن حوادث الأعيان بإرجاع المسألة إلى الأصل الكلي.
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[17 - 10 - 08, 09:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وها أنا أرفق الرسالة في المرفقات لمن يريد التحميل مباشرة.
وبانتظار ردودكم الطيبة(52/42)
أرجو الرد من طلاب العلم أريد بحثاً يتحدث عن المسائل العقدية المتعلقة بالوسوسة
ـ[سارة العواد]ــــــــ[17 - 10 - 08, 09:59 م]ـ
أريد بحثاً يتحدث عن المسائل العقدية المتعلقة بالوسوسة وتأثير الشيطان على ابن آدم.
وجزا الله من أجاب أو وجه خير الجزاء، وأسكنه منازل العلماء والصديقين والشهداء.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[18 - 10 - 08, 02:26 ص]ـ
هناك كتاب اسمه
أحكام الوسوسة في الفقه الإسلامي(52/43)
تلبية لرغبة الكثير: المقدمة الرائعة للعلامةبوخبزة الحسني لكتاب {ذم الأشاعرة من كلام أحمد الغماري}
ـ[محمد الناظوري]ــــــــ[17 - 10 - 08, 10:24 م]ـ
تقديم فضيلة الشيخ العلامة محمد بن الأمين بوخبزة الحسني لكتاب {ذم الأشاعرة من كلام أحمد الغماري} لمؤلفه صادق بن سليم، طبع دار التوحيد بالرياض
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
بين يديَّ الساعة، كتاب (ذم الأشاعرة والمتكلمين والفلاسفة)، تأليف الأخ بظهر الغيب، الأستاذ الفاضل، الناقد الخبير، الدكتور: صادق بن سليم صادق، وقد أرسله إلي منذ مدة، وشغلت عنه، إلى أن يسر الله العودة إليه، فقرأته كله؛ معجبا باطلاعه؛ مستغربا الاقتصار على آثار الشيخ أبي الفيض أحمد بن الصديق الغماري، واستخراج نقد منهاج الأشاعرة والمتكلمين وأسلافهم الفلاسفة منها، ولعلَّ للمؤلف ـ وفقه الله ـ هدفا من رواء ذلك، وإلا فنقد مناهج الأشاعرة والماتردية، ومن وراءهم المتكلمين والفلاسفة؛ معروف متداول في أوضاع الدارسين والباحثين، وقد وقفت على أبحاث قيمة في ذلك.
ورأيت المؤلف موفقا أحاط ـ تقريبا ـ بآراء الشيخ الغماري، وشقيقه عبد الله، ومواقفهما من مذهب الأشعري، وكيف افترقا ولم يتفقا؛ مع اتحاد المنشأ والبيئة والتربية؛ فاتخذ أبو الفيض لنفسه مذهبا خاصا؛ عُرف به، كسائر مذاهبه في السلوك، والأخلاق، والفقه وأصول الحديث، وعلم الرجال، والتصوف، وكان في المغرب أمة وحده في شذوذه، وآراءه وسلوكه، ويعرف هذا من اتصل به وخالطه، وسبر أفكاره، وقرأ كتبه.
فهو في توحيد الأسماء والصفات ينحو نحو ابن تيمية وتلاميذه، ويشيد بهم، ويصرح بأن ما هم عليه من الحق، وأن ما أخطأوا فيه قليل، كذرة بالنسبة لجبل، على حد تعبيره في كتاب منه إليَّ، ثم هو ينافرهم ويخالفهم بعناد وإصرار في توحيد الربوبية، والإلهية والعبادة، والقصد، فتراه يعتقد تصرف أولياءه في الكون، في حياتهم وبعد مماتهم، وأن لهم ديوانا يعقد بغار حراء بمكة المكرمة، يحضره القطب الذي يسير دفة الكون، ولا يقع شيء من الأشياء إلا بإذنه وإشرافه، حتى إن شيخه الكتاني يقول: (لا يعتدي قط على فأر بمدينة فاس إلا بإذنه المولى إدريس دفين فاس)! وله من هذا بلايا وفضائح، مما هو طعن صريح في توحيد الربوبية ـ ولا شك أن الأخ صادقاً على ذُكر من اعتقاده وزعمه ـ أن أولياءه كانوا يحيون الموتى، وقد سجل هذا بقلمه في كتابه الموبوء (البرهان الجلي)، في قصص مما عملت أيديهم.
وأما توحيد الإلهية والعبادة فقد برَّر استغاثة الناس بالشيخ عبد السلام بن مشيش، وهتافهم باسمه دائما عند ضريحه، الذي يلجأون إليه ويطوفون به، وينحرون عنده تقربا وتعبدا، وحتى ما شاع بين الناس من الحلف باسمه، وقول بعضهم: وحقِّ مولاي عبد السلام الذي خلق الدنيا والدين! وبعيدا عنه، وكذلك: أضرحة المولى إدريس الأول بمدينة زرهون، وابنه إدريس الثاني باني مدينة فاس ـ عاصمة العلم والقرويين ـ! وضريح أبي يعزي بمدينة تادلا، وأضرحة الرجال السبعة بمدينة مراكش، والشيخ أبو الفيض ووالده وجده ومشايخ القرويين وأرباب الزوايا، والطرق التي تفوق المائة في المغرب: يرون هذا، ويفرحون له، ويسعون في بقائه وازدياده، لأنه مصدر عيشهم! وقد قال الشيخ في رسالته الضالة (إحياء المقبور بأدلة استحباب اتخاذ المساجد والقباب على القبور) ـ بعد أن حكى بعض ما تقدم من جهالة العامة وأشباههم في غلوهم في الشيخ ابن مشيش ـ ما معناه: أنهم رغم ذلك كله يعتقدون أن الله هو الخالق البارئ المصور؛ وهذا وحده كاف للحكم بإيمانهم!
وهكذا برهن الشيخ أنه جاهل بتوحيد العبادة والقصد، ولا غرو؛ فإنه كان ينكر تقسيم التوحيد، وعنه بالواسطة، وعن شقيقه عبد الله، أخذ السَّخاف: حسن السَّقاف، ورصيفه وعدوه في نفس الوقت: محمود سعيد: إنكارَ التقسيم الذي هو ضروري لمن يقرأ القرآن، ويعي ما ذكره عن الإيمان، والتوحيد والشرك، ويدخل في هذا الباب صنيع الدجال: عبد الله الكرفطي، المدعو: التليدي، في رسالة (الصارم المبيد لما زعمه المبتدع العنيد من الضلالات في شرح كلمة التوحيد)، التي كتب كثيرا من فصولها الشيخ أبو الفيض! وسمَّاها وطبعها على نفقته، بغضا وكراهية، وعنادا لشقيقه الشيخ: محمد الزمزمي [الغماري]، وهي نقول مشوهة، وأفهام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/44)
مريضة، من مثل كتاب (شواهد الحق) ليوسف النبهاني، و (الرد المحكم المتين) لعبد الله [الغماري]، والقصد منها الدعوة إلى الشرك في العبادة، وحث المسلمين على الاستغاثة بالأموات، ودعائهم في النوازل والأزمات، في ما لا يقدر عليه إلا الله.
ومن العجيب أن الشيخ عبد الله كان كشيخه وشقيقه أبي الفيض؛ لا يعرف توحيد الإلهية، بدليل أنه ذكر في رسالته (إتحاف الأذكياء بجواز التوسل بالأنبياء والأولياء) ص/19، طبعة تطوان، ما نصه: (في هذين الحديثين ـ يعني حديث: «إن لله ملائكة في الأرض ... » وحديث: «إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد عونا ... »، وكلا الحديثين ضعيف! ـ دلالة على أمرين: الأول: جواز الاستعانة والاستغاثة بالمخلوق؛ فيما يقدر عليه [!]، خلافا للوهابية الذين يجعلون كل استعانة واستغاثة شركا ... ).
وهذا كذب وبهتان عليهم، ولا يمكن لعاقل أن ينكر هذا النوع من الاستغاثة، لأنه داخل في باب الأسباب.
وقد ناظرت الشيخ عبد الله في هذا بتطوان، بعد عودته من مصر.
والغريب أنه احتج لجواز الاستغاثة مطلقا بقوله تعالى: (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه)، وناقشته في هذا الاستدلال، فإذا به لا يفرق بين الاستغاثتين، كما لا يفرق بين التوسل والاستغاثة، مع وضوح الفرق بينهما! وتراه هنا يقول: (أما ما لا يدخل في قدرة المخلوق؛ فلا يستعان فيه إلا بالله، ولا يستغاث إلا به؛ وهذا بإجماع المسلمين)!
وبهذا الكلام هدم ما تعب فيه من قبل ومن بعد؛ مما زعمه ردا على الوهابية ومن قبلهم من مشايخ العلم الصحيح والدين المتين، كابن تيمية وتلاميذه الأبرار، وهو لم يفهم كلامهم.
نعم! هو يسرع الخطى للإيمان بالخرافات والانتصار لها والدعوة إليها، كما تراه في رسالته المشار إليها في صفحة 32، من وصف السيدة نفيسة ـ دفينة القاهرة ـ: (خفيرة ديار مصر)؛ أي حارستها، كما يعتقد العامة وأشباهم، بالمغرب وغيره؛ أن لكل مدينة وقرية وليًّا يحميها، ويحوطها بعنايته.
وهم وإن كانوا يرون الواقع خلاف هذا: لا ينفكون عن هذه الموبقات، بل تأييدهم لهم قولا وعملا، كما تراهم بالقرويين، على رمية بحجر من الضريح الإدريسي. وبهذا تتحقق غربة الإسلام بين أهله، التي أنذر بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ومع هذا: فإن من أهداف الشيخ عبد الله بعد قدومه إلى المغرب: محاربة الوهابية، وهو ضرب في حديد بارد! لأنهم في المغرب قلة، ولو ألهم رشده لجعل من أهدافه: محاربة الزوايا والمتصوفة، الذين أهلكوا الحرث والنسل ـ على حد تعبير شقيقه الشيخ الزمزمي ـ.
كما أنني ضحكت بملء فيَّ حينما سمعته يقول عن الأزهريين، أنهم كانوا يلقبونه: (الخرافي رقم 1)! وقد صدقوا والله.
هذا ما يتعلق بعبد الله.
أما أبو الفيض فهو كما شرحت: لا سلفي ولا خلفي، فهو ضد الأشاعرة والماتردية، وبالتالي: المتكلمين والفلاسفة، ولا يقول بمذهب الجمهورـ والصواب معهم ـ أن الشيخ أبا الحسن الأشعري انتهى به المطاف إلى التوبة إعلانها، على منبر جامع البصرة، وأنه على مذهب الإمام المبجل: أحمد بن حنبل، كما سجل بقلمه في كتابه (مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين)، وكتابه (الإبانة عن أصول الديانة)؛ فإن الشيخ ضرب بهذا عرض الحائط، وأصر على أن الأشعري لم يتب، وأنه مازال مصرا على التأويل، وما معه إلا الصفات السبعة، واعتمد في هذا على رسالة الأشعري (اللمع في الرد على أهل الأهواء والبدع)، ولم يلتفت إلى غيرها، ومنها: شنَّ الغارة عليه، وسلقه بلسانه الحاد، ولم يفرق بينه وبين الأشاعرة الزاعمين أنهم على مذهبه.
والعجيب أننا لم نر واحدا من متقدميهم ومتأخريهم يشير على حال أبي الحسن وتوبته رحمه الله.
ومن فواقر أبي الفيض: أنه أعلن الحرب على السلف والخلف في مسألة المعية، مصرا على أن تفسيرها بالعلم؛ كما فسرها الله تعالى في آية العلم؛ وهو قوله تعالى: (ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض. ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم)، [إلى أن قال تعالى]: (إن الله بكل شيء عليم)، فختمها ربنا تعالى بالعلم، كما افتتحها به، وهي محكمة، فيجب رد المتشابه إليها ـ إن كان هناك متشابه! ـ فإن أئمة السلف مطبقون على أن معيته تعالى بالعلم، ولكن أبا الفيض ـ لحاجة في نفسه ـ يصر على أنها بالذات؛ ليتدرج إلى الحلول ثم إلى وحدة الوجود ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/45)
والعياذ بالله ـ.
وللشيخ هنات وهنات لا يتسع المجال لتناولها، وقد جمعت منها عشرين موبقة في عشرين فصلا، سميتها: (صحيفة سوابق وجريدة بوائق)؛ محتجا لها بأقوال الشيخ، ناقلا عن خطه في رسائله إلي، التي ناهزن المائة، والتي سطا عليها الدجال عبد الله الكرفطي ـ المدعو: التليدي ـ وضمن أكثر من عشرين من عيونها كتابه (درّ الغمام الرقيق)، ولم يستأذني كما هو مقتضى الأمانة العلمية، بله أن يشكرني عليها، وهي ملكي، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله.
وليته اقتصر على هذا، بل أشار إلي في المقدمة، وهددني في ما يدخل في الإرهاب الفكري الصوفي؛ بأنني سألقى جزائي كاملا! وأنا واثق ـ بفضل الله ـ أنه سيجازيني على هدم الهياكل التي لا أساس لها، والجهاد في سبيل الله، بكشف الزيف والباطل، وتعرية الضلال والزندقة وأهلها؛ نصحا لله وديني، والتحذير ممن يقول بإيمان فرعون ـ عدو الله المتربب ـ محادة لله ورسوله، ويرجح قول من يزعم فناء النار، ويدعو إلى الاستغاثة بالمخلوق، والتعلق بالأموات، ودعائهم لتفريج الكربات، والمصيبة العظمى: اعتقاد وحدة الوجود؛ وأن الخلق هو الخالق، وأن ليس إلا ما ترى، وأن من لم يعتقد هذه الوحدة فإن إيمانه مدخول، وأن السماع الصوفي والرقص اليهودي؛ من شعائر التصوف، ولم يزل يمارسه ويدعو إليه إلى وفاته، وما زال إلى الآن في زاوية أبيه بطنجة، وبزاوية ذنبه ووارث (شرِّه): التليدي، كل جمعة، والطعن على عدد من الصحابة، واعتقاد كفرهم، ونفاق أغلب الصحابة ـ كما يعتقد مشايخه الروافض ـ.
وشرح هذا بأدلته وحججه في رسالتي المشار إليها (صحيفة سوابق)، أعان الله على إكمالها.
وبالمناسبة: أسجل هنا لله تعالى وللتاريخ، ودفعا لما أُعيَّر به إلى الآن، من أوباش الطريقة، وأنعام الخليقة، أنني كنت صوفيا درقاويا من تلاميذ الشيخ أبي الفيض، وأني مدحته بقصائد، ورثيته بعد موته بمرثيتين، ألقيت إحداهما على منبر الزاوية بطنجة.
وأنا لا أنكر هذا، مع أنني أعترف بفضل الشيخ علي، وانتفاعي به، إلا أن الحقيقة التي لا يعرفها هؤلاء ولا يقبلونها: أنني أسلمت لله رب العالمين، وأعلنت توبتي غير مرة من التصوف والزوايا، جملة وتفصيلا، كما وقع لشيخي الدكتور الهلالي، وقبله الشيخ النتيفي البيضاوي، وغير هؤلاء، ومن آخرهم: ربيب الزاوية وابنها، وشقيق أبي الفيض، وهو: الشيخ محمد الزمزمي بن الصديق الغماري ـ رحمهم الله ـ.
وقد سبق لي أن أعلنت هذا في رائية نشرت بأول كتاب (تنبيه القاري إلى فضائح أحمد الغماري)، لمؤلفه: مصطفى أبو سفيان، وهو مطبوع بعنوان: (لدرقاوي تائب)، والكتاب مازال قذى في أعين الغماريين، وشجا في حلوقهم، وسفودا في أكبادهم وأكباد أذنابهم، كالكرفطي، وهذا الإمعة الرقيع الجهول الوقح، الذي ألف بمساعدة شيخه التليدي كتابا؛ حاول فيه نقضه بالصدر، والجحود والتوقح.
والمهم أنني لم أكن قرأت لأبي الفيض كتابين من كتبه، أحدهما طبع بعد موته بمصر، وهو المسمى (البرهان الجلي)، والآخر مازال مخطوطا، ويسمى (الإقليد في تنزيل كتاب الله على أهل التقليد)، وهو ـ والله ـ عبث بكتاب الله، وتفسير له بالرأي الفائل، ولم يقع بيدي كاملا إلا بعد موت الشيخ، فقرأته كما قرأت البرهان، وبهما تبين لي بما لا يدع مجالا للشك: أن أبا الفيض عدو لله ورسوله، فنفضت يديَّ منه، وتبرأت من صحبته وموالاته، اقتداءً بخليل الرحمن إبراهيم ـ عليه السلام ـ مع أبيه (فلا تبيَّن له أنه عدوٌّ لله تبرأ منه)، صدق الله العظيم، والحمد لله رب العالمين.
تطوان في 10 شوال عام 1427 هـ
محمد بن الأمين أبو خبزة الحسني عفا الله عنه
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[19 - 10 - 08, 02:10 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمدا الناظوري وجزاك الله خيرا على هذا العمل الجليل أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك ...
التقديم مفيد جدا ففيه فوائد ودرر رائعة ...
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 - 05 - 09, 12:19 م]ـ
تبين لي بما لا يدع مجالا للشك: أن أبا الفيض عدو لله ورسوله، فنفضت يديَّ منه، وتبرأت من صحبته وموالاته، اقتداءً بخليل الرحمن إبراهيم ـ عليه السلام ـ مع أبيه (فلا تبيَّن له أنه عدوٌّ لله تبرأ منه)، صدق الله العظيم، والحمد لله رب العالمين
الله المستعان ..
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
والذي يظهر من كلام الشيخ أن الغماري أشنع من الأشعرية اعتقاداً، فيكون الاحتجاج بكلامه عليهم إلزاماً جدليا فحسب.
تصحيح في كتابة الآية: فلما تبين له أنه عدو لله ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 05 - 09, 12:29 م]ـ
(فلما تبيَّن له أنه عدوٌّ لله تبرأ منه)، صدق الله العظيم، والحمد لله رب العالمين. تطوان في 10 شوال عام 1427 هـ
محمد بن الأمين أبو خبزة الحسني عفا الله عنه
بارك الله فيكم.
هل الشيخ يرى جواز قول:
(صدق الله العظيم)؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/46)
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[11 - 05 - 09, 02:20 م]ـ
بارك الله فيكم.
هل الشيخ يرى جواز قول:
(صدق الله العظيم)؟!
يرى حفظه الله أن اتخاذها عادة بعد كل قراءة، بدعة.
وإيرادها هنا ليس من باب ما اعتادته العامة من قول (صدق الله العظيم) ..
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[12 - 05 - 09, 12:43 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.
وبارك الله في الشيخ وحفظه من كل سوء
ـ[ابو هيلة]ــــــــ[16 - 05 - 09, 01:13 ص]ـ
الاخ الناظوري ..
ماهي زبدة الكلام حول كلام التليدي في رسائل الغماري , فإنني اذكر انه قال بتحريفها على ما اظن من قبل المطابع , او نحوا من هذا الكلام ..
ـ[أبو محمّد الإدريسي]ــــــــ[17 - 05 - 09, 04:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
و أسأل الله أن يبارك في علم الشبخ و في عمره و أن يُمده بالصحة و العافية.(52/47)
بحث الأسماء الحسنى
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[18 - 10 - 08, 07:49 ص]ـ
هل من تعليق لأحد المشايخ على بحث الدكتور محمود عبد الرزاق الرضواني في الأسماء الحسنى
أفيدونا أفادكم الله
ـ[ابراهيم خطاب]ــــــــ[19 - 10 - 08, 10:08 ص]ـ
هل قرأت الكتاب يا أخي؟ ففي نهاية الجزء الأول من الكتاب منقول أراء بعض المشائخ حول البحث فانظر إليه
وهذا رابط الكتاب
http://www.alridwany.com/phpBB3/viewtopic.php?f=6&t=264
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[20 - 10 - 08, 04:41 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب
ـ[خالد مصطفى]ــــــــ[24 - 12 - 08, 01:37 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=151130
تجد روابط لتعليقات بعض المشايخ على هذا البحث و في الجملة البحث لم يلقى قبولا لتبنيه لمجموعة محددة من الأسماء و كأنها قرآنا أنزل و كأنه أغلق باب الإجتهاد في المسألة
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم أهد المسلمين اللهم أكشف الغمة عن الأمة اللهم هيء لهذه الأمة أمر رشد
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[24 - 12 - 08, 03:41 ص]ـ
هناك مقال للشيخ عبد المنعم الشحات - حفظه الله -:
الحاسوب لا يرفعُ خلافاً، ولا يقعِّدُ قاعدةً، ولا يقدِّرُ عاقبةً ( http://www.salafvoice.com/article.php?a=2810)
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[11 - 01 - 09, 06:25 م]ـ
الله المستعان(52/48)
الرد على "شمس الدين بوروبي"
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[18 - 10 - 08, 06:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيه: هذا الموضوع لأحد الأفاضل طلب نشره على صفحات هذا المنتدى المبارك
الرد على شمس الدين بوروبي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد فنفتح هذه الصفحة لنذكر إخواننا السلفيين (في الجزائر) المهتمين بنصرة السنة والتوحيد، لنستنهض هممهم ليقوموا بواجبهم تجاه المنهج الذي ينتمون إليه والعقيدة التي يعتقدون، ويفضحوا هذا المدعو شمس الدين الذي عاث في الأرض فسادا، وخاض في أعراض العلماء المتقدمين والمتأخرين ولا شغل له إلا تتبع عورات السلفيين، واتباع أسلوب التحريض ضدهم في كل مناسبة، وقد يرى بعض إخواننا أن الإعراض عن هذا المرء هو الواجب لأنه شخص تافه معدود من أهل الشهوات قبل أن يكون من أصحاب الشبهات، وهذا رأي غير صائب فإنه قد أصبحت له كلمة مسموعة عند أصحاب الجرائد الذين يصفونه بالشيخ ويستكتبونه لترويج جرائدهم، ويسندون إليه الإجابة عن أسئلة القراء، وأكثر العوام لا تمييز لهم ويفتنون بما يسوده، إن كثيرا من أكابر المبتدعة الذين انشقوا عن السنة عبر التاريخ هم من شاكلة هذا الرجل، أناس جهال بالسنة بل وبالقرآن، أهل أهواء وأتباع شهوات، ولم يمنع ذلك أن يكون لهم أتباع ومنهم من بقيت ضلالاتهم مستمرة إلى اليوم، وقد يجيب آخرون بأن أعمالهم الدعوية كثيرة ولا وقت لهم لتتبع ما يكتبه هذا الجاهل، وأنه ثمة على هامش الساحة الدعوية أناس كثيرون من طلبة العلم يتعين عليهم هذا الواجب كفائي، ومنهم من يعتذر بأن هذا الرجل سفيه؛ إن قلت له كلمة قال لك عشرا، وأن الصحافة منحازة إليه تنشر ما له ولا تنشر ردود الدعاة والأئمة عليه، وبين عذر هذا واعتذار ذاك لا يزال هذا الرجل يستهزئ بالعلماء وبقضايا التوحيد دون أن يرد عليه إلا من أناس قليلين (مع أن المتخصصين في المنهج والردود لا يعدون ولا يحصون في هذه البلاد!!) لأجل هذا رأينا أن نفتح هذه الصفحة للتعاون على نصرة الحق والذب عن السنة وأهلها، ونوجه النداء للمشتركين في هذا المنتدى ليجيبوا عن ترهاته المنشورة على صفحات الصحف السيارة كالشروق والخبر والعربي، والقصد من هذا أولا: رد شبهاته وضلالاته وتلبيساته وكذبه على أهل العلم، ثانيا: تعريته وفضحه من الناحية العلمية، وإن مما نقترحه على إخواننا في هذا الصدد أغلاطه اللغوية والنحوية التي يملأ بها مقالاته. (ونود أن ينقل كلامه المردود عليه مع الإحالة إلى الجريدة وتاريح صدورها)، ومن لم يكن من المشتركين في الملتقى فيمكنه أن يرسل ردوده إلى بريد "أبو أحمد الأشقر" ليدخلها إلى هذه الصفحة.
وهذا الأخ محمد بن عبد الله العاصمي الذي رد عليه قبل مدة في جريدة العربي يزودنا بمقالاته كما كتبها -لا كما نشرت – لنفتتح بها هذه الصفحة.
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[18 - 10 - 08, 06:47 م]ـ
"أقسام التوحيد" و"التجارة باسم سيد قطب"
لمحمد بن عبد الله العاصمي
إن الأستاذ الأديب سيد قطب من الأعلام الذين خلدوا ذكرهم بأعمالهم ومواقفهم، ومن رجال الإسلام الغيورين على الدين والمنافحين عن حماه، قد غلا فيه قوم فرفعوه فوق مكانته واتخذوه قدوة في فهم الدين والعمل للإسلام، وجفا عنه آخرون فبخسوه حقه ولم ينصفوه، ولا يزال أناس آخرون يتاجرون باسمه بالانتساب إليه أو زعم الدفاع عنه، وهو بريء منهم ومن أعمالهم وأقوالهم، كهؤلاء الذين ميعوا الدعوة إلى الله تعالى وجعلوا "مصلحة الدعوة" طاغوتا يعبد من دون الله تعالى، الذين استبدلوا عقيدة المفاصلة بعقيدة المشاركة، المشاركة في الشرك ومظاهر الجاهلية، ومن هؤلاء المتاجرين بعض الجاهليين من دعاة التصوف والإيمان بالدجل والخرافة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/49)
ومن أعجب العجب أن نقرأ في صفحات بعض الجرائد الإصلاحية!! دعوات إلى الصوفية وإحياء أمجاد الطرقية بقلم يزعم في كثير من "خربشاته" أنه من محبي وأتباع الأستاذ سيد قطب، وهو لا يعرف سيدا ولا قرأ لسيد ولا يعترف له بفضل أو فضيلة إنما هو الثناء الذي يراد به كسب التأييد والتعاطف من شرائح الأمة المتأثرة فعلا بسيد قطب، وقد نفذ صبر كاتب هذه السطور من تلك "الحروز" العصرية التي يطلع لنا بها هذا المشعوذ الجديد، فرأى أن يوضح للناس الموافقين لسيد والمخالفين له من أبناء الإسلام على اختلاف انتماءاتهم الفكرية ومناهجهم في الإصلاح والتغيير أن سيد قطب بريء من فكر الطرقية الصوفية وأنه معدود من التيار الإصلاحي المناهض للفكر الخرافي ومن دعاة التجديد المخالفين لأهل التقليد والجمود، فهو يعد التفكير الصوفي تفكيرا ساذجا، وإذا ما تحدث عن أهله تحدث عنهم حديث الساخر المستهتر لأنه لا يعدهم أهلا للمناقشة، فقال في كتابه معركتنا مع اليهود (39 - 40):" الإسلام ليس تعويذة سحرية تعلق على رأس الشرق الأوسط أو تحت إبطه فتذهب عنه الأرواح الشريرة وتطرد عنه الجن والمردة وتحفظها بسره البالغ من المبادئ الهدامة، الإسلام الذي يقي من الشيوعية ليس هو الأوراد والتسابيح والتراتيل، وليس هو الطقطقة بالمسابح والإنشاد في الأذكار، وليس هو صواريخ المولد ولا زفة المحمل، كلا ليس هذا الإسلام، وإن كان الاستعمار قد استخدم هذا النوع من الإسلام أعواما طويلة في هذا الشرق، على أيدي عملائه من مشايخ الطرق المعروفين"، هذه نظرة سيد وجميع المصلحين دعاة وعلماء في العصر الحديث من أن الطرقية هي سبب بلاء الأمة وأنها شوهت صورة الإسلام وأنها سذاجة في الفكر وانحطاط بالعقل البشري، وأن أهلها كانوا ولا يزالون عملاء للاستعمار في المشرق والمغرب، ويقول أيضا تحت عنوان حكم المشايخ والدراويش من كتاب معركة الإسلام والرأسمالية (69 - 81):"وليس في الإسلام رجال دين ولا هيئة أكليروس لا تقام الطقوس الدينية إلا بواسطتها"، ودعا بعد ذلك إلى النظر إلى أصول وقواعده لا إلى التطبيقات السيئة والمنحرفة بسبب الجهل والانحطاط، وبين أن خوف من يخاف من الإسلام هو تلك الصورة التي قامت في أذهانهم من أنه حكم الدراويش أصحاب العمائم والمسابح، وقال وهو يتحدث بطالة الصوفية في (ص52):" والإسلام عدو التبطل باسم العبادة والتدين! …وتمضية الوقت في التراتيل والدعوات بلا عمل منتج ينمي الحياة أمر لا يعرفه الإسلام، ولا يقر عليه تلك الألوف المؤلفة في مصر التي لا عمل لها إلا إقامة الصلوات في المساجد أو تلاوة الأدعية والأذكار في الموالد"، وقال في الظلال (1072):" ولكنه في التصور الإسلامي لا ينشئ - كما قلنا - إهمالا للحياة الدنيا ولا سلبية فيها ولا انعزالا عنها. . وليس ما وقع من هذا الإهمال والسلبية والانعزال وبخاصة في بعض حركات "التصوف" "والزهد" بنابع من التصور الإسلامي أصلا. إنما هو عدوى من التصورات الكنسية الرهبانية؛ ومن التصورات الفارسية. ومن بعض التصورات الإشراقية الإغريقية المعروفة بعد انتقالها للمجتمع الإسلامي! " إذن سيد يعد الطرقية من عملاء الاستعمار ويشبههم برجال الدين النصارى، ويقرر أنهم هم من شوه صورة الإسلام بالبطالة ومظاهر العبادة المبتدعة وجعل المثقفين من أبناء الأمة يسيئون الظن بعقائد الإسلام وبحكم الإسلام وبعبادات الإسلام، بل قد شبههم رحمه الله بمن ادعى النبوة من اليهود فقال في الظلال (1096):" وقد كثر عدد الأنبياء في قبائل بني إسرائيل كثرة يفهم منها أنهم كانوا في أزمنتهم المتعاقبة يشبهون في العصور الحديثة أصحاب الأذكار، ودراويش الطرق الصوفية، لأنهم جاوزوا المئات في بعض العهود، واصطنعوا من الرياضة في جماعاتهم ما يصطنعه هؤلاء الدراويش من التوسل إلى حالة الجذب تارة بتعذيب الجسد، وتارة بالاستماع إلى آلات الطرب".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/50)
ويا ترى ما موقف سيد قطب من جعل الأولياء الصالحين أندادا لله تعالى، أفيظن هذا المخذول أن سيد المعروف بموقفه من تحكيم غير شريعة رب العالمين يتساهل في أظهر أمر واجهه الأنبياء والمرسلون وهو شرك القصد والتوجه والدعاء والنذر ونحو ذلك!! قال رحمه الله تعالى في الظلال (1412):" ولقد كان المشركون على عهد رسول الله e وقبله، ينذرون بعض أبنائهم للآلهة، أو لخدمة معابد الآلهة! تقرباً وزلفى إلى الله! ومع توجههم في أول الأمر لله، فإنهم بعد دحرجة من قمة التوحيد إلى درك الوثنية كانوا ينذرون لهذه الآلهة أبناءهم لتعيش وتصح وتوقى المخاطر! كما يجعل الناس اليوم نصيباً في أبدان أبنائهم للأولياء والقديسين. كأن يستبقوا شعر الغلام لا يحلق أول مرة إلا على ضريح ولي أو قديس. أو أن يستبقوه فلا ختان حتى يختن هناك. مع أن هؤلاء الناس اليوم يعترفون بالله الواحد".
إن المشكلة ليست في تقسيم التوحيد ولكن المشكلة في تضييع معنى التوحيد فلنفهم هذا أيها المسلمون، لأن الله تعالى لن يحاسبنا على اصطلاحات وضعها العلماء تسهيلا للناس أن يفهموا بها عقيدتهم، وتحميهم من الوقوع في درك الشرك الذي لا يغفره المولى عز وجل، وإنما يحاسبنا إذا وقعنا في الشرك وأيدنا أهله ودعونا إليه وخذلنا من يحاربه.
ومن المعلوم أيضا أن سيد قطب بالغ في مواضع كثيرة من كتبه في قضية الحاكمية حتى جعلها غاية الخلق وإرسال الرسل وتفسير لا إله إلا الله، ولا شك أن هذا من أخطائه البينة الواضحة، وهو في مواضع أخرى يجعلها من خصائص الألوهية وفي مواضع من خصائص الربوبية، ومعنى كلامه على تفسير صلاح عبد الفتاح الخالدي أن سيد قطب كان يرى أن توحيد الألوهية هو الأساس وهو معنى لا إله إلا الله وأنه يتضمن معاني الربوبية التي من خصائصها حاكمية الله تعالى، وعلى كل حال فإن من أظهر الطوائف التي وقعت في الشرك في حاكمية الله تعالى الصوفية الذين اتخذوا مشائخهم أربابا من دون الله تعالى يشرعون ويحللون ويحرمون، لذلك فهم من أبغض الخلق إلى سيد رحمه الله تعالى، ومن هذا التقرير يظهر تهافت الصوفي الذي يزعم أن العلماء أنكروا على سيد قطب أنه اخترع قسما رابعا للتوحيد وهو توحيد الحاكمية، فسيد قطب يسير على التقسيم الاصطلاحي المشهور من أن التوحيد ينقسم إلى قسمين توحيد الربوبية (أي المعرفة والإقرار وربما سماه سيد ألوهية) وتوحيد الألوهية (وربما سماه سيد توحيد العبودية والتوجه والربوبية)، انظر الظلال (1846،1910) ومما هو معروف لدى المبتدئين من طلاب العلم المسلمين أن التقسيم الثنائي لا ينافى التقسيم الثلاثي بزيادة الأسماء والصفات، لأن الأسماء والصفات داخلة في معنى الربوبية العام الذي يراد به معرفة الله تعالى، بل لا يتنافى هذا مع التقسيم الرباعي الذي ذكره الطحاوي في عقيدته:" نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله أن الله واحد لا شريك له ولا شيء مثله ولا شيء يعجزه ولا إله غيره"، فالقسم الأول هو وحدانية الذات والثاني توحيد الصفات، والثالث توحيد الأفعال (وهو المعنى الخاص للربوبية) القسم الرابع هو توحيد الألوهية، وهذه التقسيمات كلها صحيحة لأن الذي يهم فيها أن تكون جامعة لكل معاني التوحيد المذكورة في القرآن، أما إن كان التقسيم ناقصا كتقسيم الأشاعرة التوحيد إلى ثلاثة أقسام توحيد الذات والصفات والأفعال –فيقولون واحد في ذاته فلا قسيم له وواحد في صفاته فلا مثيل له وواحد في أفعاله فلا شريك له، فهذا التقسيم لا يمكن أن يقبل عند أهل السنة (أو الحشوية كما يسميهم الطرقي) ولا عند سيد قطب لأنه لا ذكر فيه لتوحيد الألوهية والعبادة الذي هو غاية الخلق وإرسال الرسل، والذي لابد أن يعلمه المسلمون أن سبب إنكار من ينكر تقسيم التوحيد هو هذا القسم الذي ينكشف به شرك عباد القبور بالاستغاثة بأصحابها والذبح لهم والطواف بقبورهم، والزعم بأنه لا بأس بذلك ما داموا يعتقدون أن الله هو الخالق وأنه موجود، فنحن نَوَد من منكر تقسيم التوحيد أن يحدثنا صراحة عن حكم دعاء الأموات والاستغاثة بهم والذبح لهم والطواف بقبورهم، وأن يبين للناس عقيدته في بناء المساجد على القبور، وحكم الذبح للجن وتعليق تمائم الطلاسم والذهاب للمشعوذين والعرافين، وحكم من يزني ويشرب الخمر ويقول هو حلال علي لأني شيخ الطريقة والرسول يأتيني في اليقظة ويرخص لي بما لا يرخص به للناس، وحينها يغلق هذا الباب إن شاء الله تعالى.
ومما يرد به على هذا التاجر أنه إذا كان تقسيم من يسميهم حشوية بدعة فلماذا لا يكون تقسيم الأشعرية بدعة، ولماذا لا يكون تقسيم الدين إلى عقيدة وفقه وسلوك بدعة، هل نص عليه النبي e أو صحابي من الصحابة الكرام أم استفاده عالم من سورة الفاتحة!!! ولماذا لا يكون تقسيم الفقه إلى فقه العبادات وفقه المعاملات بدعة؟ أو دليلا على العلمانية كما يقوله بعض العاطلين؟ وإن الفكر الصوفي كما كان يراه سيد فكر لا يحتاج إلى مناقشة لأنه لا علم فيه ولا حجة لأهله، كيف وأهله القدماء كانوا يقولون إذا يرزوا علينا بعلم الورق خرجنا عليهم بعلم الخرق، ويربون الناس على اعتقد ولا تنتقد فما قدماه في هذه العجالة ما هو إلا توضيح لبعض الحقائق وقيام بواجب النصيحة للقراء ليس إلا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/51)
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[18 - 10 - 08, 07:18 م]ـ
شرح مقال التجارة باسم سيد قطب
لمحمد بن عبد الله العاصمي
1 - بالنسبة لمقال التجارة باسم سيد قطب أظن أن كل من قرأه فهمه إلا المعني بالأمر، فقد ظهر لي أنه لا يفهم أو لا يريد أن يفهم، أقول له مرة أخرى: دع عنك التمسح بالدعاة والعلماء، الذين لا تعترف لهم بأي فضل أو فضيلة، فهو يقول تقسيم التوحيد بدعة ومن قسم التوحيد فهو مبتدع، والتوحيد عنده ربما هو قسم واحد وجود الله بلا أسماء ولا صفات أو هو وجود مع أسماء بلا عبادة ولا صفات، وفي الحقيقة لا أدري كيف أخاطب من ينكر لغة التخاطب.
والأسماء التي يتاجر بها لكسب تأييد القراء أهلها جميعا يقولون بتقسيم التوحيد إما قسمة ثنائية أو ثلاثية إذن هم مبتدعة عنده (القرضاوي، الغزالي، عائض القرني، سيد قطب، طالبان، الأشاعرة…إلخ) القائمة الطويلة التي يسردها على قرائه في كل مناسبة، هذا هو المقصود.
2 - ولي وقفة مع جواب الكاتب، فأرجو منه أن يبين لي وللقراء الموضع الذي بدعت فيه علماء الأزهر وطالبان (وهم عنده من الحشوية!! فقد عرفوا بهدم الأضرحة وإيواء الوهابية الذين وصفهم بأنصار المشروع الأمريكي!!) وأين تكلمت عن الداعية عمرو خالد والشيخ القرضاوي إلخ. ومقال: "التجارة" بين يديه وبين يدي القراء فليراجعه جيدا، لعله كان يرد على شخص آخر يعرفه بعينه فاختلط عليه الأمر، لذلك أنصحه أن يكتب دائما قبل الحضرة لا بعدها.
3 - وعليه أن يفرق بين سؤال المتعلم وسؤال المستنطق الذي يتحدى ويُعلم، وإذا لم يفرق بين هذا وذاك فيقال له فدع عنك الكتابة لست منها ولو سودت وجهك بالمداد.
4 - وأما الأنشودة القديمة بأن أغلب المسلمين أشاعرة فجوابها معروف فرغنا منه منذ دهر، أيقصد أن جمهور الجزائريين مثلا أشاعرة، بمعنى أنهم يعتمدون دليل الحدوث على إثبات وجود الرب جل جلاله، ويفرقون بين الواجب والجائز اولمستحيل في حق الله تعالى، ويثبتون لله تعالى عشرين صفة لا يزيدون عليها، ويقولون بإثبات الصفات المعنوية التي هي صفة لموجود لا يتصف بوجود ولا عدم، ويقولون إن الله رحيم بلا رحمة وحكيم بلا حكمة! ويؤمنون بالكسب الذي هو قدرة لا تأثير لها في الفعل؟! من يصدق كذبته هذه؟ من يفهم هذه الأمور؟ أتحداه هو أن يكون أشعريا يفهم المذهب الأشعري ويشرحه للناس. (لذلك أنا أجزم أن عدد أنصار أصغر نادي في كرة القدم يفوق بكثير عدد الأشاعرة في الجزائر).
5 - وبالنسبة لما سماه شتما فأنا سعيد إذ أصبح يعتبر الوصف بالطرقي والصوفي شتما، الله أكبر، وهو من كان يدعو إلى التصوف وإلى إحياء أمجاد الرحمانية ويدافع عن الملحد ابن عربي الطائي، ويلعن من يهدمون المزارات التي يشرك فيها بالله تعالى! أما عن وصف التاجر الذي لم يفهم مغزاه فأقول متى كانت التجارة بالمعنى الحقيقي لا المجازي شتما ونقيصة!! والظاهر أنه تأثر بهذه الكلمة أكثر من غيرها فأقسم على نفيها وانفعل، في حين أجاب عن وصف المشعوذ بكل برودة "أنا لست مشعوذا" فلا أدري لماذا؟ وما السر في ذلك!؟ إن الذي يتجرأ على لعن المسلمين بالجملة لا يحق له أن يحتج إذا وصف بما هو فيه، ثم إنه هو من جعلني "أنطح" فتركته "يشطح"، وأذكره بهذا المقطع من مقال التجارة حتى لا ينسى أن يجيب عنه فهو مهم:" إذا كان تقسيم من يسميهم حشوية بدعة فلماذا لا يكون تقسيم الأشعرية بدعة، ولماذا لا يكون تقسيم الدين إلى عقيدة وفقه وسلوك بدعة؟ هل نص عليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو صحابي من الصحابة الكرام!! ولماذا لا يكون تقسيم الفقه إلى فقه العبادات وفقه المعاملات بدعة؟ أو دليلا على العلمانية كما يقوله بعض العاطلين؟ " والحمد لله رب العالمين.
تنبيه: عبارة:"ثم إنه هو من جعلني أنطح فتركته يشطح" رد على مدير الجريدة الذي كتب ردا على من طلب منه توقيف كتابات هذا الجاهل وقال "لا نريد سلفية تنطح ولا صوفية تشطح" وعبارة تشطح تعني بالعامية ترقص.
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[18 - 10 - 08, 07:24 م]ـ
تعقبات علمية على مقال التصوف الذي نعرفه
لمحمد بن عبد الله العاصمي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/52)
أما بعد فهذه بعض التعقبات السريعة على مقال التصوف الذي نعرفه، وهو مقال مفيد فيه تعليم لبقايا الصوفية في هذا الزمان أن الدين ليس هو مجرد أوراد وأذكار أو ارتزاق بالدجل والشعوذة، لقد كان من المناسب أن يجمع لنا الكاتب (شمس الدين) كلام الصوفية المعتدلين الذين جمعوا بين العلم والعبادة في الرد غلاة المتصوفة الذين يتعبدون بالرقص والغناء ويستحلون السحر فيقفون على الجمر ويأكلون العقارب، ويزينون للناس الذبح لغير لله وتقديم القرابين للطواغيت ليكون ذلك مصدر رزق لهم، وهو ما أراد نفيه في المقدمة التي استهل بها مقاله، فبدل أن يأتي بتبرئتهم من تلك المآخذ التي شوهت الإسلام والمسلمين أخذ يجمع نماذج من هنا وهناك ليبين أنهم مجاهدون قاوموا المستعمرين، وهذا خلل واضح أنقص كثيرا من قيمة البحث المكتوب.
2 - -قوله:" تصوف السنوسي الذي حمل لواء الجهاد ضد موسوليني أقام دولة إسلامية في ليبيا".
إن السنوسي مؤسس الطريقة السنوسية (لا الدولة الإسلامية!!) وهو محمد بن علي أبو عبد الله الحسني الإدريسي المولود في مستغانم عام 1787م، واستقر في برقة (ليبيا) عام 1838 م حيث أسس زاويته الأولى في الجبل الأخضر، وبعدها فر إلى واحة جغبوب في الجنوب وبقي فيها إلى أن توفي عام 1859م ولم يذكر من ترجم له أنه أقام دولة ولا أن الله تعالى مد في عمره حتى أدرك الاستعمار الإيطالي لليبيا (1912) أو عهد موسوليني الذي وصل إلى الحكم سنة 1922م، ومتى أقام هذه الدولة من قاوم موسوليني وما اسمها؟!
3 - قوله:" وهو تصوف شامل النقشبندي الذي أعلن الجهاد ضد الروس منذ أربعمائة سنة".
شامل هو محمد عبد القادر المولود سنة 1797م بداغستان والمتوفى سنة 1871م بالمدينة النبوية قاوم الروس من سنة 1834م إلى سنة 1851م ومنه فقوله:" قبل أربعمائة سنة" خطأ واضح يبين لنا أنه لا يعرفه.
4 - قوله:" التصوف الذي نعرفه هو الذي جعل رجلا كحسن البنا ينشئ كبرى الحركات الإسلامية في القرن الحديث".
لا يمكن أن نقول أن نشأة حسن البنا بين الصوفية هي التي دفعته إلى تأسيس حركته الإصلاحية، وإلا فإنه يصح أيضا أن يقال إن نشأة ابن باديس بينهم هي التي دفعته إلى تأسيس حركته، وهل يقول هذا من يعي ما يقول، ولعل الكاتب اغتر بما يقوله بعضهم من أن حسن البنا كان حصافيا!! وقد حقق في الأمر بعض الباحثين فبين أنه كان حريصا على تأليف قلوب المتصوفة واجتناب مخاصمتهم ليضمهم إلى صفه، ثم قال:" …ثم ما لبث حسن البنا أن تزايد شعوره بالتميز والتباين عن تلك الطرق مما يعز معه الجمع والتأليف وذلك في آخر ما نشر في مذكراته إذ جاء فيها:" …لقد آن الأوان الذي أتميز فيه عن كل هذه الدعاوى المشتبهة، وأكشف فيه عن الغاية للإصلاح الإسلامي الذي يتلخص في الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله وتطهير العقول من هذه الخرافات والأوهام وإرجاع الناس إلى هدي الإسلام الحنيف" ... ".
5 - إذا كان معنى التصوف عنده هو الزهد في الدنيا لا الشعوذة أو التبطل باسم الدين، ففي المقال تقصير واضح وغير لائق إذا كيف لا يذكر الإمام مالك وأبا حنيفة وأحمد والشافعي أليس هؤلاء الأئمة من الزهاد؟؟ وما دام قد حرص على ذكر المجاهدين فقط من المتأخرين وهم القلة مع أن الخاملين والخرافيين هم الكثرة (وفيهم عدد لا بأس به من الخونة وعملاء الاستعمار)، فلماذا لم يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ألم يكن هو أيضا من الزهاد؟ ألم يكن من المجاهدين!؟
6 - وكيف يهمل ذكر هؤلاء وغيرهم من الأعلام المعروفين ويذهب إلى ذكر بعض الأسماء التي لا يعرفها لا الكاتب –كما هو مبين أعلاه- ولا القراء، وهذا تصرف غير منهجي إذ الكاتب يريد أن يعرف للناس التصوف الصحيح، فكان الواجب أن يكون المعرَّف به واضحا ومعلوما لا غامضا يحتاج إلى تعريف به هو الآخر، وهذا من أبجديات العلم عند المتخصصين في العلوم الإسلامية –راجع السلم في المنطق أو غيره!!! -.
السبت 14 ماي 2005 محمد بن عبد الله العاصمي
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[18 - 10 - 08, 07:27 م]ـ
وهذا مقال آخر نشره العاصمي (عام 2001م) في جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء.
تعقيب على مقال"وجاء دور الناقوس"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/53)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد؛ فهذا تعقيب على بعض ما جاء في مقال:"وجاء دور الناقوس" في حلقته التاسعة والأخيرة ضمن كيفية التصدي للحركات التنصيرية، حيث قال فيه كاتبه:
"1 - تشجيع شيوخ الزوايا وإطلاق يدهم للدعوة والعمل وإحياء ما اندثر من زوايا العلم وتمويلها، فقد أثبت التاريخ والواقع أنه بفضل تلك الزوايا حافظ أهل تلك المنطقة على إسلامهم واستقلالهم.2 - إحياء أمجاد (الإخوان الرحمانيين) باسم الطريقة الرحمانية، فهي طريقة يفوق عدد أتباعها في بلاد القبائل 15 ألف مسلم …".
أقول وليس هذا بقولي وإنما هو قول العلماء قبلي، إن الطرقية هي أصل هذا البلاء، فكيف توصف ضمن الدواء، ألم يقرأ صاحبنا كلام الشيخ البشير، وهو يتحدث عن أسباب نجاح التبشير، ألم يعلم أن ذيوع الخرافة والتقليد، من أعظم أسباب التنصير والتلحيد، قال رحمه الله في سجل مؤتمر الجمعية (ص:72 - 73):" ولقد كان من المعقول أن يثمر التبشير في القطر الجزائري ويأتي بنتائج أكثر مما يأتي به في الأقطار الأخرى لعدة اعتبارات. أولا تقادم عهده. وثانيا صولة الاستعمار الذي يحميه، ثالثا فشو الجهل والأمية والفقر في الأمة التي هي فريسة التبشير. رابعا انتشار الطرقية التي هي ظئر التبشير وكافلته والممهدة له حسا ومعنى، وإن جهل هذا قوم فعدوا من حسناتها مقاومة التبشير. خامسا قعود علماء الدين عن المقاومة وسكوتهم عن المعارضة قبل جمعية العلماء". وتصديق ما قرر الشيخ وقال، تجده في بعض ما ذكر صاحب المقال، من أن مرتدة زعمت أن النصرانية ليست أمرا جديدا عليها، إذ كانت تعتقد في المخلِّص الغالي، لكن باسم سيدي عبد القادر الجيلالي، وإن مما يسهل على المرء أن يتنصر ويرتدِد، أن ينشأ على كلمة صدِّق واعتقِد واتبع ولا تنتقِد، وأن يعتاد الإيمان بالخرافات غير المعقولة، والكرمات المزعومة والمنحولة، فإن في أصل النصرانية أمورا لا يقرها أحد من العقلاء، فكيف بمن كان من أتباع خاتم الأنبياء، فإذا كنتُ ممن يعتقد في جمعٍ من الأقطاب، فما يمنعني أن أختصرها في ثلاثة أرباب، وإذا كنتُ اعتقد أن الواحد يصبح اثنين فيدفن في قبرين، فما يمنعني أن أعتقد أن الواحد يصبح ثلاثة وأن الثلاثة واحد. وإذا كنتُ اعتقد أن في الكون أمواتا يتصرفون فيه، فما يمنعني أن أعتقد أن ابن الله الميت يتصرف في ملك أبيه، وإذا كنتُ أعتقد أن من بايع الشيخ وأعطى العهد نال الضمان، فما يمنعني أن أعتقد في غرفة التوبة التي يخاطَب فيها إنسان، وإذا كنتُ من أهل الزيارات أسوق في كل سنة القربان، فما يمنعني من أن أعتقد صحة صكوك الغفران، وإذا كنتُ أعتقد العصمة في غير الأنبياء والمرسلين، فما يمنعني أن أثبتها للرهبان والقديسين. وفيما يلي تذييل أنقله على لسان البشير الإبراهيمي حتى يطلع عليه الشباب الذين لا يعرفون مع الأسف الشديد عن تاريخ جمعية العلماء ومبادئها إلا الشيء القليل وقال رحمه الله (ص71): "وإنك لا تبعد إذا قلت أن لفشو الخرافات وأضاليل الطرق بين الأمة أثرا كبيرا، في فشو الإلحاد بيت أبنائها المتعلمين تعلما أروبويا الجاهلين بحقائق دينهم، لأنهم يحملون من الصغر فكرة أن هذه الأضاليل الطرقية هي الدين، وأن أهلها هم حملة الدين، فإذا تقدم بهم العلم والعقل لم يستسغها منهم علم ولا عقل فأنكروها حقا وعدلا، وأنكروا معها الدين ظلما وجهلا، وهذه إحدى جنايات الطرقية على الدين. أرأيت أن القضاء على الطرقية قضاء على الإلحاد في بعض معانيه وحسم لبعض أسبابه!؟ ".
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[18 - 10 - 08, 09:07 م]ـ
هذا الرجل المدعو شمس الدين ضال مضل قبوري هالك
وله من المخازي والطعن في أعلام السنة ما الله به عليم
عليه من الله ما يستحق
ـ[أبو الفرج مهدي]ــــــــ[19 - 10 - 08, 02:39 م]ـ
حول استحباب درس الجمعة لشمس الدين بوروبي: هل كان الشيخ أحمد حماني حشويا؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149658
ـ[أبو الفرج مهدي]ــــــــ[19 - 10 - 08, 02:39 م]ـ
........
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[19 - 10 - 08, 08:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا ... اسال الله ان يهدينا للاسلام الصافي و حسبنا الله و نعم الوكيل
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[20 - 10 - 08, 12:56 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/54)
وقد كنت من المتتبعين لما تسطره أنامله في جريدة العربي في أعدادها الأولى، وكان لا يخفي حقده على السلفيين خاصة علماء الحجاز
واليوم في جريدة الخبر كتب مقالاً يرد فيه على الشيخ المنجد حفظه الله وهو لا يصلح أن يكون نعلاً له
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[20 - 10 - 08, 06:16 م]ـ
حول استحباب درس الجمعة لشمس الدين بوروبي: هل كان الشيخ أحمد حماني حشويا؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149658
السلام عليكم ورحمة الله،جزاكم الله خيرا
وهذها هو مقال "شمس الدين" المردود عليه من طرف "محمد حاج عيسى"
"استحباب درس الجمعة (الحلقة الأولى)
(بقلم شمس الدين بوروبي صحيفة الخبر اليومي 22/ 09/2008)
ممّا خالف فيه ''الحشوية'' السلف الصالح درس يوم الجمعة، فهو ثابت عند السلف رضي الله عنهم، بدعة منكرة عند ''الحشوية''. وهذا يدل على أن السلف عند الحشوية ليسوا هم الصحابة، والتابعين وإنما هم مشايخهم فقط.
أما دليل استحباب الدرس عند السلف الصالح فنذكر ما يلي: قال الحميدي حدثنا سفيان حدثنا زياد قال: ''قلت لثابت الأعرج: من أين سمعت من أبي هريرة؟ فقال: كان موالي يبعثوني يوم الجمعة آخذ لهم مكانا أمام المنبر، فكان أبو هريرة يجيء قبل الصلاة فيحدّث الناس فكنت أسمع'' مسند أبي عوانة 3/ 64 وهو أثر صحيح. والأصح من هذا ما رواه عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه قال: كان أبو هريرة يقوم يوم الجمعة إلى جانب المنبر فيطرح أعقاب نعليه في ذراعيه ثم يقبض على رمانة المنبر يقول: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، قال محمد صلى الله عليه وسلم، قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، يقول في بعض ذلك ويل للعرب من شر قد اقترب، فإذا سمع حركة باب المقصورة بخروج الإمام جلس'' أخرجه الحاكم 1/ 190 رقم ,367 وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه هكذا.
وليس الغرض في تصحيح حديث ''ويل للعرب من شرّ قد اقترب'' فقد أخرجاه، إنما الغرض فيه استحباب رواية الحديث على المنبر قبل خروج الإمام.
انتهى كلام الحاكم ورواه الحاكم أيضا في مستدركه ج 3ص.128 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي فقال صحيح. فهذا سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه يقوم يوم الجمعة إلى جانب المنبر ويقبض على رمانته يحدّث الناس ويذكّرهم ويعظهم، ولا أحد من الصحابة رضي الله عنهم ينكر عليه، ولا أحد يقوم ليقول له هذه بدعة كيف تفعلها في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
وسكوت الصحابة يدل على أنه إجماع، فكيف ينكر المتمسلفة اليوم ما أجمع عليه الصحابة بالأمس. فهل اتفق الصحابة برئاسة سيدنا أبو هريرة على إحياء بدعة!! وقد استدل بعض - الحشوية- بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: ''أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التحلّق قبل الصلاة يوم الجمعة'' أخرجه أبو داود 1079 والترمذي 322 والنسائي 714 وابن ماجة.1133
وعوض أن يفهموا هذا الحديث كما فهمه السلف الصالح فهموه بعقولهم السقيمة، فزعموا أنه نص صحيح صريح في النهي عن درس الجمعة. والحديث كما هو واضح ينهى عن التحلّق للحديث قبل الصلاة، لأن قبل الصلاة هناك خطبة الجمعة والاستماع لها واجب، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التحلّق قبل الصلاة فمن أين جاء المتمسلفة بالنهي عن التحلّق قبل الخطبة؟!! وهذا الذي فهمه أئمة السلف."
الحلقة الثانية (صحيفة الخبر اليومي 23/ 09/2008)
قال الخطابي: إنما كره الاجتماع قبل الصلاة للعلم والمذاكرة، وأمر أن يشتغل بالصلاة وينصت للخطبة والذكر، فإذا فرغ منها كان الاجتماع والتحلّق بعد ذلك. اهـ وهاهو الإمام مالك، إمام دار الهجرة، يقيم دروسه يوم الجمعة قبل بدء خطبة الإمام، كما هو جار عليه العمل عندنا بمساجد الجزائر. قال ابن القاسم في المدونة ج1 ص148 ''رأيت مالكا والإمام يوم الجمعة على المنبر قاعد، ومالك متحلّق في أصحابه على حديثهم كما هم حتى يسكت المؤذن، فإذا سكت المؤذن وقام الإمام للخطبة تحوّل هو وأصحابه إلى الإمام فاستقبلوه بوجوههم. قال ابن القاسم: وأخبرني مالك أنه رأى بعض أهل العلم ممن مضى يتحلّق يوم الجمعة ويتحدث'' انتهى. وعلى هذا درج علماؤنا في القطر الجزائري، بل حرصت جمعية العلماء المسلمين على إحياء هذه السّنة. ولكل مسلم أن يعجب كيف زعم أحد المتمسلفة، وهو المسمى حاج عيسى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/55)
الجزائري، في رسالته ''إعلام الراغب بحكم درس الجمعة الراتب'' ص32 أن درس الجمعة الذي كان يقيمه علماؤنا ودعاتنا وأئمتنا أيام الاستعمار قال عنه بالحرف الواحد ''فهذا الدرس بالنسبة لأهل ذلك الزمان بمثابة الميتة التي يجوز أكلها للمضطر''!!
حسبنا الله ونعم الوكيل .. الدرس الذي أجمع الصحابة على جوازه وأقامه السلف الصالح واستمر إلى عهد مالك ثم إلى يومنا هذا هو بمثابة أكل الميتة للمضطر!! بل ويرى أن ولاة الأمر إذا ألزموا الأئمة بمثل درس الجمعة فقد حكموا بغير ما أنزل الله!! ص.38 ويحتج بقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى 35/ 372 - 374 - ''ومتى ترك العالم ما علِمه من كتاب الله وسنة رسوله، واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله، كان مرتدا كافرا يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة'' اهـ.
هكذا تحوّلت سُنة حميدة ثابتة عن السلف والخلف إلى ردّة توجب الكفر والعقوبة في الدنيا والآخرة. ويتحوّل درس الجمعة إلى جيف ميتة يجوز أكلها للمضطر!! بل ويصرح هذا الجاهل فيقول في صفحة 42 ''وإذا تحدثنا عن قضية الإلزام في المسائل الاجتهادية فهذا لا يعني بتاتا أنا نعتقد أن هذه المسألة - مسألة درس الجمعة- من جنس المسائل الاجتهادية. والذي أعتقده أن هذه المسألة بهذه الصورة التي ظهرت بها أصبحت تشريعا يضاهي أحكام الله تعالى''!!
هكذا يعلّم هذا الحشوي أتباعه أن درس الجمعة الثابت عن السلف يضاهي أحكام الله! وكلكم يعلم ما حكم مضاهات أحكام الله في الشريعة الإسلامية. ولعلكم فهمتم لماذا ضُرب أئمتنا ولماذا كفّروا، ولماذا ضلّلوا، ولماذا تعدي عليهم في المساجد، بل ولماذا قتلوا وذبحوا ذبح النعاج. بل يطلب هذا ''الحشوي'' أتباعه بهجر المساجد التي تقام فيها دروس الجمعة إلى غيرها فيقول ص47 ''إذا افترضنا أن بعض الخطباء يفعل هذا الدرس ابتداعا، وغيره من الخطباء المجاورين لا يفعله، فهنا لا ينبغي أن يختلف في ترجيح هجره (وجوبا أو ندبا) لأن تكثير سواد أهل السنة أمر مطلوب، ولأن الابتعاد عن البدعة وأهلها أمر مقصود!! '' اهـ. هكذا إذا بمجرد ما يمتنع الإمام عن درس الجمعة يكون من أهل السنة، ويجب على الأتباع المساكين تكثير سواد أهل السنة، أما إذا أقام درس الجمعة فالواجب هجره، لأن الابتعاد عن البدعة وأهلها أمر مقصود!! وهكذا يتحوّل ملايين المسلمين في الجزائر وغيرها الذين يقبلون على دروس الجمعة مجرد مبتدعة يجب هجرهم، ويتحوّل الأئمة إلى مبتدعة يضاهون حكم الله، ويتحوّل الدرس إلى جيفة حكمها حكم الميتة!! ويتحوّل الحاكم الذي يأمر بدرس الجمعة إلى حاكم يحكم بغير ما أنزل الله!! هذا هو الفقه الأعرج الأعوج الذي يريد القوم إحلاله محل فقه إمام دار الهجرة وإنه والله فقه أعمى."
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[25 - 10 - 08, 02:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
لا يقولن أحد أن "شمس الدين" –اليوم- نكرة لا وزن له فهو اليوم حامل لواء الدفاع عن البدعة والخرافة يبث سمومه في الصحف السيارة التي تصدر بعضها ألف ألف نسخة (الخبر اليومي، الشروق اليومي، النهار، أسبوعية العربي .... )، فينبغي على من آنس من نفسه قدرة على رد شبهاته ودحض باطله أن يبادر إلى ذلك في هذا المنبر الذي أتاحه هذا الموضوع في هذا المنتدى المبارك، ومن عجز أو كسل فليوافنا بما وقف عليه من مقالاته وفتاويه إعانة لإخوانه الذي يبتغون وجه الله تعالى في الرد على هذا المبطل.
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[25 - 10 - 08, 02:09 م]ـ
وهذا رد على "شمس الدين" ظفرت قي أحد المنتديات (الدفاع عن السنة) أحببت نقله ههنا لمناسبته لموضوعنا:
"شُموعٌ مُظلمة!!
ردٌّ على شمس الدّين
بسم الله الرحمن الرحيم
فقد وقفتُ منذُ أيّام على مقال للشيخ (!) شمس الدّين بوروبي (!) مُفتي الجرائد (!) وذلك في جريدة الخبر اليومية الجزائرية في رُكن ((شموع من بلادي)) بتاريخ 8 رمضان 1428هـ الموافق لـ 20 سبتمبر 2007م، وكان المقال عبارة عن ترجمة لرجل وصفه شمس الدّين بـ ((الإمام العلامة)) و ((من العلماء الأعلام المُصلحين في النّصف الأوّل من القرن العشرين)).
اسمُ هذا الرجل كما هو مُدوّنٌ في أعلى المقال: ((محمّد الحفناوي بديار)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/56)
وبعد أن أطنَبَ الشيخ (!) شمس الدّين في مدح هذا الرجل وذكر محاسنه وعبادته قال فضّ الله فاه: ((وقد عرّف الإمام الحفناوي نفسه في دفتر يومياته فقال: مالكيُّ المذهب، أشعريُّ العقيدة، خَلْوَتيُّ الطريقة، عمرانيُّ النّسب، نبائليُّ العرش، ترتريُّ الإقامة، ... )) (!!!)
ثمّ انتقل الشيخ (!) شمس الدّين إلى ذكر مؤلّفات هذا الإمام (!) العلامة (!) المالكي الأشعري الخلوتي (!!!) فقال فضّ الله فاه: ((3 - مخطوط سمّاهُ تشويقُ المُحبّين، تحدّث في الباب الرابع منه عن الفرق الضالّة (!) كالمُعتزلة والقدرية والجبرية والحَشَويّة (!!) والباطنية والحلولية وأثنى على أهل السنّة ... )) اهـ
طبعاً المقصود بأهل السنّة هنا هم ((الأشاعرة والخلوتية)) وإلا فلا يُتخيّلُ أن يكون المقصود بأهل السنّة في كلام هذا الإمام (!) والشيخ (!) شمس الدّين أهل الحديث والأثر كسعيد بن المسيّب وسعيد بن جُبير والحمّادين والسفيانين والأئمّة الأربعة والأوزاعي والليث بن سعد والبخاري وأبي داود وابن تيمية وغيرهم، فقد سمّاهم هذا الإمام (!) أو شمس الدّين بـ ((الحشويّة))، ومعلومٌ أنّ هذه التّسمية أطلقها أهل البدع والضلال من الجهمية وغيرهم على أهل الحديث والأثر أهل السنّة والجماعة السلفيين.
فياليت شعري! كيف يكون المُقلّد عالماً فضلا عن إمام وعلامة؟؟!!
وكيف يكون الجهميُّ -الذي ينسبُ نفسهُ إلى أبي الحسن الأشعري رحمه الله- من أهل السنّة وقد اتّفقت كلمة العلماء قديماً وحديثاً على إخراج الجهمية ومخانيثهم الأشاعرة من دائرة أهل السنّة؟؟!!
وكيفَ يوصفُ رجُلٌ صوفيٌّ خرافيٌّ خَلوَتيٌّ –والخلوتية من طُرُق الإلحاد والزندقة- بأنّه من أعلام المُصلحين في النّصف الأوّل من القرن العشرين؟؟!!
يا شمس الدّين ألم تُصرّح لي بلسانك أننّك تُخالف الأشاعرة وتعتقد ضلال قولهم؟؟!!
ألم تقُل لي بعظمة لسانك أنّك تُخالف من يُفسّرُ صفة الاستواء على العرش لله تبارك وتعالى بالاستيلاء والهيمنة والسيطرة؟؟!!
وقُلتَ لي يومها أنّ الواجب (!) علينا أن نُفوّض معاني هذه الآيات –أي آيات الصفات- ونقول: الله أعلم بمراده؟؟!!
وقُلتَ لي إنّ مذهب السلف هو التفويظ (بالظّاء!)؟؟!!
يا شمس الدّين سمّ لي صحابيّاً واحداً كان أشعرياً أو جهمياً!!
يا شمس الدّين سمّ لي صحابيّاً واحداً كان خلوتياً أو قادرياً أو تيجانياً أو نقشبندياً!!!
بل سمّ لي يا شمس الدّين من التابعين من كان على ما كان عليه إمامك الحفناوي!!
بل من أتباع التّابعين يا شمس الدّين!!
إذا عجزتَ عن ذلك –ولا بُدّ- فاعلم أنّ خير النّاس الذين بُعث فيهم النّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلّم ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم كما صحّ الخبر. ولا خير فيمن جاء بعدهم ولم يَسَعهُ ما وَسعَهم ولم يعتقد ما اعتقدوا ولم يقل ما قالوا ولم يسكُت عمّا سكتوا.
وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.
أبو عبد الله غريب الأثري القسنطيني
قسنطينة: 8 ربيع ثان 1429 هـ / 14 أفريل 2008م "
ـ[ابو عبد الله غريب الاثري]ــــــــ[27 - 10 - 08, 05:55 م]ـ
بين شمس الدين والإمام ابن باديس
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ((إنّ ممّا أدرك النّاسُ من كلام النّبوّة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت))! رواه البخاري في صحيحه (6120).
هذا الحديث العظيم أوجهُهُ إلى الرويبضة المتعالم شمسُ الضلال الحقير!
يا زمهرير الضلال!
ألا تستحي!
أبعد أن طعنت في البربهاري وابن بطة العُكبُري رحمهما الله تعالى واتهمتهما بالبدعة والضلالة والتجسيم!
وبعد أن طعنت في الإمام أحمد وابنه عبد الله رحمهما الله تعالى قُمت فطعنت في إمام هذا البلد المبارك العلامة السلفي عبد الحميد بن باديس رحمه الله واتهمته بأنّه أشعري!!
ألم تقرأ كتابه العقائد الإسلامية؟!
ألم تقرأ في هذا الكتاب المبارك تأصيل الإمام ابن باديس للعقيدة السلفية الصافية النّقية؟! فإن لم تكن فعلت فسأنقلُ لك ولمن أمرته نفسه الخبيثة بالطعن في هذا الإمام الجليل مايخالف مزاعمكم، وحسبنا الله ونعم الوكيل!
1) قال الإمام ابن باديس رحمه الله:
25 - الدين كلُهُ عقدٌ بالقلب، ونُطقٌ باللسان، وعملٌ بالجوارح الظاهرة والباطنة، وكلُ واحدة من الثلاثة يسمّى إيماناً باعتبار، ويسمّى إسلاماً باعتبار آخر. (العقائد الإسلامية 2 ص 42 دار البعث ط1).
قلتُ (أبو عبد الله غريب): وهذا تقريرٌ لمعتقد أهل السنّة والجماعة في مسمّى الإيمان وهو مخالف لما عليه الأشاعرة القائلين بأنّ الإيمان هو التصديق فقط!
2) قال الإمام ابن باديس رحمه الله:
26 - الإيمان في الوضع الشرعي هو قولٌ باللسان، وعمل القلب، وعملٌ بالجوارح، فمن استكمل ذلك استكمل الإيمان، ومن لم يستكمله لم يستكمل الإيمان.
(نفس المصدر ص 42).
3) قال رحمه الله:
27 - الإيمان يزيد وينقص، يزيد بزيادة الأعمال وينقص بنقصها.
(نفس المصدر ص44)
4) قال رحمه الله:
38 - نثبتُ لله تعالى ما أثبته لنفسه على لسان رسوله، من ذاته، وصفاته، وأسمائه، وأفعاله، وننتهي عند ذلك، ولا نزيد عليه، وننزهه في ذلك عن مماثلة أو مشابهة شيئ من مخلوقاته، ونثبت الإستواء والنزول ونحوهما، ونؤمن بحقيقتهما على ما يليق به تعالى بلا كيف، وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ... اهـ
قلتُ (أبو عبد الله غريب): وهذا خلاف ما يعتقدهُ الأشاعرة والمعتزلة والجهمية أمثالك وأمثال شيوخك كالكوثري وأبي رية والسقاف والغماري والغزالي والقرضاوي والبوطي وسيد قطب والبنا وسائر زعماء الإخوان المفلسين وحزب الجزأرة اللعين! من وجوب تأويل (تحريف) صفات الله تعالى فراراً من التشبيه والتجسيم –زعموا- وصدق من قال: إنّ الله إذا أراد بعبد هلاكاً، نزع منه الحياء! والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/57)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[27 - 10 - 08, 06:30 م]ـ
الرد على هذا الضال الهالك يعلي شأنه ...
لكن العيب على جرائد السوء التي تنشر ما يكتبه هذا الجاهل الجهول ...
قاتلهم الله ...
ـ[سمير زمال]ــــــــ[30 - 01 - 09, 12:49 م]ـ
الله المستعان جزاكم الله خيرا على البيان
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[19 - 02 - 09, 02:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذا مقال من أحد الإخوة في الرد على "شمس الدين بوروبي":
خزينا ... وخزيكم
دين الإسلام هو الدين المنصور ... والعزة للمسلمين، نعم ... هكذا ... بإطلاق! ولو تسلط الكفار على المسلمين وقتلوهم وسجنوهم وعذبوهم وأذلوهم، ولو تخلف المسلمون تخلفا كبيرا وابتعدوا عن دينهم وكثر فيهم الفسق والفجور والمعصية ... فإن نور الإسلام الذي بقي في قلوبهم يكسبهم الله تعالى به عزة وكرامة ما، زادت أو نقصت، بل قد يجعل الله تعالى نوع عز للمرء المسلم الظالم الطاغي لطفا منه سبحانه حتى لا يذكر الإسلام إلا بعز، لذلك لما نقلب صفحات التاريخ الإسلامي ونقرأ مصير بعض الحكام المسلمين الذين عاشوا في ظلم وبطر، نجد أنفسنا في لحظة من اللحظات نتعاطف معهم لموقف أعزهم الله تعالى به لعز الإسلام، وحفظ الله تعالى به بعض كرامتهم حفظا لكرامة هذا الأمة الإسلامية المنصورة.
وبقدر ما يتمسك المسلم بدينه بقدر ما يرتقي في درجات العزة، لذلك كان أهل السنة والجماعة المتمسكون بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي السلف هم أعز الناس ولا نحتاج أن نضرب على ذلك نماذج فهي لا تحصى، وإن من لوازم هذه العزة التي يكرم الله تعالى بها عباده المسلمين المتمسكين بهدي النبوة أن يتضاءل خطؤهم مقارنة مع أخطاء غيرهم فهم بشر يخطئون كما يخطئ البشر، يأسفون كما يأسفون، ويحسدون كما يحسدون، ويظلمون كما يظلمون ... قد تكون عندهم فضائح ومخاز وفواحش، لكن خزيهم ليس كخزي غيرهم ممن هو دونهم من الكفار والمبتدعة ... لأن خزي وفضيحة المسلم المتبع لهدي السلف ينجم عن ضعف نفس في لحظة من اللحظات لا عن عقيدته ومنهجه، أما أهل البدعة والضلالة وأهل الملل المنحرفة فانحرافهم ناجم –غالبا- عن انحراف عقيدتهم وتهافت منهجهم حتى صار الصالح منهم هو المخالف للأصل.
ظهر في الساحة الإعلامية في بلدنا المسكين (الجزائر) منذ سنوات رجل صار يوصف اليوم بأنه" أحد رجال الإفتاء في الجزائر" وبأنه "المنافح عن عقيدة أهل السنة والجماعة (الأشاعرة)، الهادم لأوكار المجسمة والحشوية والوهابية، إنه "سيدي شمس الدين" آخر ما رزئ به بلدنا المسكين، إنسان فاحش بذيء سباب شتام لا يسلم من قلمه السيال رمز من رموز الدعوة السلفية، يزعم أنه ينشر خزايا السلفية وفضائح السلفيين يعمد إلى ما افتراه أو ادعاه أو حسبه أو ثبت حقا أنه من فضائح وأخطاء بعض السلفيين ليشنع بها على الدعوة السلفية ليبين للناس أن هذا المنهج السلفي زيغ وضلال ....
وهذا مسلك سقيم في بيان ضلال المناهج لا نطيل في إبطاله، ويكفي إلزام صاحبه أن يقر بضلال الملة المحمدية إذا أقر-وسيقر- أن كثيرا من متبعي هذه الملة الصحيحة على ضلال وزيغ وانحراف، فهل يقول بهذا مسلم؟
مع أن " شمس الدين" يتحاشى حسب ما تلمح من مقالاته مقارعة الأفكار بالأفكار ومواجهة الدليل بالدليل وسلاحه في مناقشاته ومشاغباته الحيدة والسباب، والتهويل وقذف الزبد، بمثل هذا أيها الناس صار هذا الإنسان قرة عين الأشاعرة في الجزائر وفي غيرها وإماما منافحا عن ملتهم وحسبهم بذلك خزيا وعارا!
خزينا ...
السلفيون وعلماؤهم ودعاتهم ليسوا معصومين، قد تصدر منهم أخطاء صغيرة أو كبيرة، لكن لكل مشكلة علاج، وقد علمنا شرعنا كيف نتعامل مع هذه المواقف فأمر المسلم كله إلى خير، إذا وفق لطاعة الله تعالى حمد الله سبحانه وسأله الثبات، وإذا ابتلي بذنب أو زيغ استغفر الله تعالى وسأله الهداية وسعى إخوانه في علاجه وشفائه، لذلك كثر كلام علماء أهل السنة والجماعة عن تصحيح الأخطاء ومعالجة الزلات وتصفية السلوكات، في صراحة وواقعية، أي أن السلفيين يا "شمس الدين" يخضعون سلوكاته لنقد ذاتي ويعترفون بأخطاء بعضهم (الناجمة –كما ذكرنا- عن ضعف في النفس أو قلة علم بالمنهج السلفي الصحيح)، ويحاولون تصحيحها. بل وأكثر من ذلك! فإن مقتضى الإنصاف والعدل الذي عليه قوام الدعوة السلفية أن نتقبل النقد ونقر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/58)
بالأخطاء الثابتة عند بعض أفراد الدعوة السلفية ولو كان المنتقد-بحق- من المناوئين لها والمحاربين لها كـ" شمس الدين" ثم نسعى إلى تصحيحها فالحكمة ضالتنا والعدل والإنصاف قائدنا.
فنعم يا "شمس الدين" رغم الخطل والرفث والفحش الذي يملأ مقالاتك قد يكون فيها بعض ما صح من أخطاء أفراد ممن ينتسب إلى الدعوة السلفية، أخطاء معروفة أنكرت من طرف سلفيين وقتلت "إنكارا"!
فخلاصة القول أن:
-المنهج السلفي نابع من مشكاة النبوة وعصمته نابع من عصمتها.
-السلفيون لهم أخطاء كغيرهم من البشر.
-أخطاؤهم بسبب ضعف نفوسهم أو قلة علمهم لا بسبب منهجهم.
- أخطاء السلفيين معروفة عند علمائهم ودعاتهم يدعون الناس إلى إصلاحها وتقويمها.
-السلفيون يقبلون الحق من كل أحد ويردون الباطل من أي كان.
خزيكم ...
ولنتكلم الآن عن خزي أهل البدع والضلال، فأول ما نقول أنه ناجم عن انحراف عقائدهم فكلما ازداد المرء "علما" بمنهجه البدعي وارتقاء "في البدعة" كلما زاد ضلاله وانحرافه وأصدق مثال على ذلك رؤوس الرافضة وشيوخ الصوفية، وكلما ازداد المرء منهما تمسكا ببدعته وتعصبا لها -ولو عن جهل بها-كلما ازداد ضلاله، وأصدق مثال على ذلك المتمشعرة والمقلدة، لذلك عظمت خزايا أهل البدع والضلال وزلاتهم بقدر ما ذكر، ومن صلح منهم فإنما يصلح بقدر موافقته لمنهج السلف وارتباطه بهم، فأخطاء أهل البدع وخزيهم يزيد مناهجهم خزيا لأنه نابع منها مرتبط بها فيصح أن يستدل المخالف على فساد منهجهم بفساد سلوكاتهم الناجمة عنها. فهذا هو يا "شمس الدين" الفرق بين خزينا وخزيكم معشر المبتدعة!
ثم إن من القدر المشترك بين البدع تقديس الأتباع "للمؤسسين" والرؤوس، واتباع الرؤوس للغوغاء والدهماء خوف انفضاضهم من حولهم، ونتيجة لذلك لا ينتقد التابع المتبوع ولا المتبوع التابع، فمن مصلحة الجميع التغاضي عن الأخطاء.
مع ذلك لم يهمل علماء السلفية إخوانهم المسلمين الغارقين في ضلال البدعة، بل سعوا إلى إنقاذهم ونصحهم، وألفوا في ذلك الكتب المطولة، وأسلوب أهل السنة والجماعة في نصيحة المخالفين -في الأصل- هو الرفق واللين ومقارعة الحجة بالحجة، ولا يصيرون إلى التغليظ إلا عند الحاجة من مكابرة خصم أو طغيانه مع محبة الخير والهداية له، ومن أعظم النماذج في هذا السياق عدوك في هذه الدنيا وخصمك يوم القيامة يا "شمس الدين" شيخ الإسلام بن تيمية العالم الناصح المحب للخير المؤلف بين كلمة المسلمين رحمه الله رحمة واسعة ورفع درجته! فبقدر ما نصح أهل السنة والجماعة نصح الأشاعرة والصوفية والشيعة والفلاسفة ... فكم من ضال اهتدى بقراءة كتبه! وقل مثل ذلك يا "شمس الدين" في خصومك الآخرين من علماء أهل السنة والجماعة.
فيا "شمس الدين"! كم سلفيا "اهتدى" إلى بدعتك حين يقرأ سبك وشتمك وخطلك ورفثك في الجرائد! ناشدتك أن تطرح هذا السؤال على نفسك: هل قصدك بمقالاتك النصيحة للمسلمين؟ هل يتحرك قلمك بدافع الحب للمسلمين جميعا بما فيهم السلفيين؟ أم يحركه الحقد؟ أم المال؟ أم"الخبز"؟ هل كلامك كلام محب مشفق ناصح؟ هل تحب حقيقة أن يصلح الله تعالى السلفيين بمقالاتك أم تريد أن يبغضهم الناس وأن يضحك منهم السفهاء ويضطهدهم الحكام بما تفتريه عليهم وتنبزهم به؟
وخلاصة الكلام يا "شمس الدين" بكلام تفهمه أن السلفي المخلص هو "بطل" القصة دائما مخطئا أو مصيبا، وأن المبتدع المتبع للهوى شخصية ثانوية سرعان ما يعفو عليها الزمن وتطرح في مزبلة الذاكرة.
بعد كل هذا يا "شمس الدين" أقول لك ما تعلمت من كتب خصومك العلماء الربانيين: نسأل الله تعالى لنا ولك الهداية!
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[19 - 02 - 09, 07:19 م]ـ
الرد على هذا الضال الهالك يعلي شأنه ...
لكن العيب على جرائد السوء التي تنشر ما يكتبه هذا الجاهل الجهول ...
قاتلهم الله ...
صدقت
لكننى اميل الى الرد على امثال هؤلاء واثبات جهلهم
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[16 - 03 - 09, 02:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وهذا رد آخر من أحد الإخوة:
شمس الدين: " نِطَاحٌ " و" نِكَاحٌ" ... فـ"نُبَاح"!
-وقفة مع مسألة رضاع الكبير-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/59)
سمعت أول مرة بذكر "شمس الدين" من أحد أصدقائي الشغوفين بالكباش وكل ما يتعلق بالكباش .. لا تعجل علي فلست أقصد أن شمس الدين كبش نطاح .. لا .. ليس بعد ... وإنما كان "شمس الدين" آنذاك القائم على الجمعية الخيرية بـ"بلكور" [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftn1)، لا يفتأ صديقي يوم ذاك يحدثني عن الجمعية وراعيها (شمس الدين) وكيف أنهم إذا اقترب عيد الأضحى المبارك جلبوا الأضاحي وباعوها بأسعار زهيدة حتى يفرح الفقراء بالعيد ويأكلوا القديد!
بعدها ... سمعت بذكر شمس الدين في موضوع آخر، ألا وهو السعي في تزويج الشباب، وهذه المرة ليس من أحد إخواني التواقين إلى الزواج (وما أكثرهم) لكن في وسائل الإعلام "الثقيلة ": شمس الدين بوروبي راعي الجمعية الخيرية ببلكور في التلفاز بشحمه ولحمه ولحيته و"قندورته"! [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftn2)... نعم ... لقد كان "شمس الدين"-ولا يزال- ملتحيا "متقندرا" ولعلك تقدر دهشتي آنذاك إذا علمت أنه لم تكن تعرض صور الملتحين في التلفزيون الجزائري آنذاك إلا عقب قولهم:" قبضنا على مجموعة إرهابية .... "!
فهاهو "شمس الدين" في حصة وطنية يتكلم عن جمعيته بلهجته العاصمية الخلابة، ويصور في "روبرتاج" يعين العزاب والعوانس ويستمع إلى شكاويهم ويخفف من آلامهم، وقد كانت فرحتي آنذاك مضاعفة: فرحتي أن عرض ملتح يلبس "قندورة" في موضوع سلمي، وفرحتي بهذه الجمعية التي تساهم في هذه المهمة النبيلة .... وأنا -كما قال لي أحد إخواني ناصحا في أحد الأيام-:أبالغ في حسن الظن، فلم أشك آنذاك أن "شمس الدين" سلفي لما رأيت لحيته و"قندورته" وأعماله النبيلة، وإن شككت في سلفيته فهو عندي آنذاك -على الأقل- مستور الحال، وفي أسوء الأحوال مبتدع "متفتح" غير حاقد على السلفيين.
مضى الزمان، وانقضت أيام الجمعية الخيرية، وولت أيام النكاح والنطاح (أقصد أيام تزويج العزاب وبيع الأضاحي) عن "شمس الدين"، وجاءت أيام الكتابة في الصحف السيارة ...
فهاهنا رأيت ذكر "شمس الدين" مرة أخرى ... كاتبا!، ويحق لك هنا أن تسألني: هل رأيتَ "شمس الدين" يكتب في أمور الكباش وعلفها وكيفية رعيها ومعرفة سمينها من هزيلها وإنزاء فحلها على نعاجها ... ؟ أو لعلك رأيتَ "شمس الدين" يتكلم في أمور التزويج والخطبة وجهاز العروس وأمور الولائم و"الحنة" و"الطبق" ومقامات "الزغاريد" .... ؟ أو لعلك رأيتَ "شمس الدين" يتكلم عن العمل الدعوي الخيري وحث الناس على إنشاء الجمعيات ... ؟ قلت مجيبا: لا! ما رأيته –حسب إطلاعي – تكلم على شيء مما ذَكر من مجالات اختصاصه، وإنما رأيت "شمس الدين" الذي ذهب بي حسن الظن به قديما كل مذهب (حتى ظننته سلفيا!)، قد انقلب "كبشا نطاحا " ينطح الجبال ويخبط برأس الشوامخ ... "شمس الدين" اليوم كاتب صحفي شهير في "العربي" و"الشروق" و"الخبر" ... بل وحسب تعبير بعضهم: من أشهر رجال الإفتاء في الجزائر (واحزناه!)، قرأت له مقالات سامجة الوضع رديئة المبنى لا يخلي فرصة إلا وطعن في السلفية وعلماءها وعير المنتسبين إليها، يصول ويجول من جريدة إلى أخرى، "يَعَضّ" الدعاة إلى الله ويتهمهم بالزور والباطل .. يستهزئ بالعلماء الربانيين المتفق على إمامتهم ... ويحرض عليهم الحكام ويؤلب عليهم الدهماء ..
لقد أكرم الله تعالى أنبياءه برعي الغنم فما من نبي إلا رعاها كما جاء بذلك الأثر [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftn3)، وذلك لما في مخالطة الغنم من التواضع والسكينة واكتساب الوقار المعين على سياسة الناس، وأعجب أن كان "شمس الدين" مخالطا للغنم (ولا أعيره بذلك) فلم لم يكتسب منها الوقار والسكينة؟
أليس الزواج يحوي كل معاني الرقة والرحمة والمودة والعواطف الجياشة، ألم يكن شمس الدين قائما على مهمة نبيلة: تزويج الشباب! فلم لم تكسبه هذه الخبرة رقة وحنانا وتهذيبا؟
لم كل هذا العنف، لم كل هذه القسوة، لم كل هذا "الكَلَبِ" في التعامل مع السلفيين وعلمائهم ودعاتهم؟ مع أن "شمس الدين" ابن بلكور لا يخفى عليه أن معهد "باستور" [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftn4) قريب جدا من حيه إن رام التطعيم!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/60)
أعلم أنني قد شددت على شمس الدين، رغم أنني حرصت ألا أكتب بُعَيد قراءتي لمقالاته، حتى أخفف من حدة كلامي، فإني أصاب بحالة من الهيجان عقيب النظر في مقالات "شمس الدين" ولمسها .. ولا وزر .. فالكَلب معد. ولو كتبت تحت تأثير "الإشعاع الكَلَبي" النابع من مقالات "شمس الدين" لأتيت في مقالاتي هذا بما يقبح ذكره في هذا المنتدى المحترم، و يحسن ذكره في كتاب الأغاني.
وبما أنك تظنني مبالغا أيها القارئ العزيز، دعني أضرب لك مثالا ناقلا لك عبر شاشة حاسوبك شيئا من" الإشعاع الكََلَبِيّ" لبعض ما ورد في مقالات "شمس الدين"وأسوق إليك نبحة من نباحه ...
كتب "شمس الدين" مقالا بين فيه أنه ظفر بما يقصم ظهور السلفية (أو المتمسلفة كما يحلو له أن يسميهم)، ويلقم الحجر أفواه "الحشوية" [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftn5)، وهو أن زوجة أحد السلفيين جاءت إلى مولانا "شمس الدين" ثمال المستضعفين تشكو إليه ظلم زوجها الذي توعدها بالطلاق إن هي لم "ترضع" صديقه حتى يسوغ له الولوج معه إلى بيته، فكتب "شمس الدين" الناصح للمسلمين مقالة طارت كل مطار! أن انظروا ما يفعل السلفيون واشمتوا بهم واضحكوا عليهم، وفعلا رأيت الشماتة في السلفيين على صفحات العديد من المواقع ... منها موقع رافضي!
ولعلك تتساءل ما وجه الشماتة في هذا الحادثة-إن صحت! -،فمسألة "رضاع الكبير" مسألة فقهية شهيرة بين الفقهاء الأربعة وأهل الظاهر يعرفها كل من شم رائحة الفقه [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftn6)، " حشويا" كان أو "شمسيا" (نسبة إلى مولانا "شمس الدين" لا إلى الشمس التي جعلها الله سراجا)، فما وجه الإنكار وما سبب الانبهار؟.ثم انكشف لي ببركة قراءتي لبعض مقالات "شمس الدين" وخبرتي المتواضعة بتفكيره "المنحرف"، أن حرف المسألة في لفظ "الإرضاع"، فإن "شمس الدين" تخيل أن السلفي المزعوم أجبر زوجته على "إرضاع" صديقه كما ترضع الأم وليدها، وخفي على "شمس الدين" المالكي النحرير –كما يريد أن يظهر نفسه- مذهبُ مالك أن كل ما يصل إلى الحلق من اللبن يحرم! فيحرم الوجور واللدود [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftn7)، ولا أشك أن كل من قال بسريان التحريم في رضاع الكبير إنما يقصد هذا المعنى إذا كان الراضع أجنبيا، ولا تفرض صورة الرضاع حرفيا (التقام الثدي) إلا في تحريم الرجل على زوجته إذا رضع من ثديها (وذلك له حلال كالماء الزلال!)، وانظر قصة ابن مسعود وأبي موسى -رضي الله عنهما- في الرجل الذي مص ثدي امرأته في الموطأ يا مالكي! [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftn8)
والحاصل أنه لم يخطر على بال مولانا "شمس الدين" إلا الصيغة "الخليعة" من الشكوى التي قدمتها له تلك "المخلوقة"،وبناء على ذلك أنكر علينا –نحن السلفيين- بما لم يقله "حشوي" ولا "جوهري" (و"جوهري" اصطلاح من اختراعي لمقابلة الحشوي)،وكل إناء بما فيه ينضح!
فتأمل كيف جمع لنا هذا المثال جوانب من شخصية مولانا "شمس الدين" منها:
- إما جهله بالمسائل الفقهية الشهيرة وتصويرها (حتى تلك الواردة في موطأ مالك رحمه الله) وإما تمويهه على القراء بمقاله ذاك حتى يؤلبهم على السلفيين، وهذان أمران أحلاهما مر: جهل أو خيانة.
- تشنيعه على السلفيين بحادثة واحدة ألزمها جمهورهم بل ألزمها المنهج السلفي، مع أننا نشك في وقوع هذه الحادثة أصلا،وإن وقعت نشك أن يكون المسترضع زوجته سلفيا أصلا، وإن كان سلفيا فنحمله على ما ذكرنا من الوجر واللد، وهو في ذلك متبع لطائفة من العلماء، وإن كان منسوبا إلى السلفية وفكره "منحرف" مثل فكر "سيدي شمس الدين" في مسألة الرضاع انقلب السلفي المزعوم "شمسيا" في الفكر (نسبة إلى مولانا شمس الدين لا إلى الشمس إلي جعلها الله تعالى ضياء) لا سلفيا .. وانقلب السحر على الساحر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/61)
لقد كان "شمس الدين" في عافية مع شويهاته وعوانسه، أما الآن فقد ارتقى روعي الغنم مرتقى صعبا، وخاض في ضحضاح المجون حتى الركب، ولو مضيت في تماجني في هذا المقال لأرشدت "شمس الدين" إلى مخرج يضمن له الشهرة مع ما رزئ به داء، وهو أن تستحدث مسابقة في العالم الإسلامي عظيمة تسمى "المخابثة"، بحيث يخرج كل أهل بلد أخبثهم لسانا وأذقعهم هجوا وأكثرهم وقيعة في العلماء الربانيين والأئمة السلفيين، فيتخابثون، فيفوز أشدهم عتيا، وأنا أضمن لمولانا "شمس الدين" إحدى الميداليات!
وإن اطَّرحت الهزل وسلكت مسلك الجد، نصحت "شمس الدين بوروبي" أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره فإنه تعالى غفور رحيم يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وسعت رحمته كل شيء، وأن يتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل:"من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب .. " فلعل هؤلاء العلماء الربانيين الذين تبهتهم وتقذفهم في مقالاتك من أولياء الله تعالى، فأشفق على نفسك، وكفر عن خطيئتك بنشر محاسنهم،واستحل من حيهم، ثم اكسر أقلامك (أو لوحة مفاتيحك) التي تكتب بها مقالاتك فلا تكتب بعد توبتك حرفا فقد آذيت وأفسدت!
وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يشفي قلبك-يا شمس الدين- بالهداية أو يشفي صدورنا بأخذك!
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftnref1) حي شعبي في العاصمة الجزائرية
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftnref2) لباس تقليدي جزائري
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftnref3) البخاري كتاب الإجارة باب رعي الغنم على القراريط.
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftnref4) هو المركز الصحي المختص بتقديم اللقاح والمصل ومقره بحي العناصر.
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftnref5) الحشوية نبز ينبز به أهل البدع وأتباعهم أئمة السنة وأتباعهم.
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftnref6) انظر بداية المجتهد-دار ابن حزم-ص 422
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftnref7) انظر بداية المجتهد-دار ابن حزم-ص 423
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=985350#_ftnref8) الموطأ كتاب الرضاع باب ما جاء في الرضاعة بعد الكبر
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[16 - 03 - 09, 03:19 م]ـ
يشكر الأخ الكريم صاحب مقال " شمس الدين .. نطاح ... " لكن أحببت أن أوضح بعض النقاط:
-لا أعلم أن شمس الدين أفرد القضية المذكورة (إرضاع الكبير) بمقال لكن تكلم عليها حسب ما اطلعت عليه في حوار أجرته "الشروق" ضمن تغطيتها للقضية.
-"المخلوقة" لم تأت إلى شمس الدين شاكية وإنما اتصلت به هاتفيا كما صرح في مقال الشروق والخطب في هذا يسير.
-لم تخطئ خبرة أخينا صاحب المقال في تفرسه في فكر شمس الدين المنحرف في تصوير مسألة رضاع الكبير، فقد صرح بذلك كما في مقال الشروق، جاء في مقال الشروق:
"و كشف الشيخ شمس الدين بوروبي في لقاء أمس بـ"الشروق اليومي "،أنه بحكم وظيفته كمفتي و ناصح عن ورود عدة إتصالات على صلة بهذا الموضوع مؤخرا " هناك العديد من الحالات التي وصلتني حول موضوع رضاعة الكبار " لكنه يذكر ما يقول "حزت في نفسي كثيرا" و تحدث عن إتصال سيدة من العاصمة "تبكي بكاء مرا و هي تقول أن زوجها السلفي المتدين الملتزم طلب منها بمناسبة شهر رمضان المبارك أن ترضع صديقه المتدين أيضا و ذلك حتى يتمكن من قضاء شهر رمضان في بيتهم و الإفطار معهم و كانت المرأة شديدة الإنفعال و التأثر " مشيرا أن زوجها هددها بالطلاق في حال عدم تنفيذ أمره "فلتسمع الجمعيات النسوية هذا الخبر" مؤكدا أنه إكتشف عند الإستفسار منها أن زوجها جزائري ليتساءل عن "النيف " الجزائري و النخوة عندما يسمح رجل لغريب بكشف زوجته عن ثديها و رضاعته و علق على ذلك بالقول "أي إسلام محرف هذا؟ ".
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[19 - 03 - 09, 06:09 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/62)
وهذا رد مبارك من أحد الإخوة نشر في يومية الخبر ليوم 16/ 03/2009 ردا على مقال نشره " شمس الدين في نفس اليومية بتاريخ 23/ 02/2009
الاحتفال بالمولد ليس سنة حسنة
بقلم: أحمد ذيب -باحث في الشريعة الإسلامية
كلما أطل علينا شهر ربيع الأول إلا وانبرى للناس بعض من يكتب على صفحات الجرائد يثير الجدل ويستثير الخلاف، ويسعى إلى هدم ما بناه شباب الصحوة وأتباع السنة.
ولعمري! إن طالب الحق المخلص في طلبه، الجاد في البحث عنه، ليدعو الناس إلى الوفاق لا إلى الخلاف، وإلى السنة لا إلى البدعة، وإلى الحكم لا إلى المتشابه.
فمن علامات الخذلان أن يشغل المرء بتتبع الفرطات، وتصيد الهفوات، ونصرة الغريب المهجور. وحق من كان هذا هو منهجه ودينه أن يضرب ظهره بالجريد ويطاف به في الأسواق حتى يعرف شره ويتصور ضرره.
هذا، وإني لأشعر بأن كثيرا من إخواني طلبة العلم ورواد المعرفة قد نأوا بأوقاتهم من أن تصرف في الرد على هذا الذنَب، وأنا معهم في ذلك، غير أنني رأيت أن ما أثاره الشيخ شمس الدين من الشبهات قد انطلى على بعض العامة وأشباه العامة، فرأيت المصلحة في رد عواره وكشف تلبيسه، لأنه من يركب متن عمياء، ويخبط خبط عشواء، فحق على أهل العلم تقويم اعوجاجه، وتمييز حلوه من أجاجه تحذيرا للمطالع، وتنزيلا في البرج والطالع.
وأملي في القائمين على الجريدة أن ينشروا ردي هذا تكريسا لمبدأ الحرية في النقد وإبداء الرأي فإليك أخي القارئ الرد محصورا في النقاط التالية:
1 - زعمه أن علماء السنة سكتوا عن الأعياد البدعية:
قال: (وهكذا يحتفل الناس بعيد العمال وعيد المرأة وعيد الطلبة ... كل هذه الأعياد والحشوية ساكتون صامتون).
قلت: من قال لك إننا ساكتون عن مثل هذه الأعياد المحدثة، فلا يزال علماء السنة يحذرون من مغبة ابتداع الأعياد في دين الله، ولاسيما الأعياد التي يظهر الناس فيها جانب التعبد كالاحتفال بالمولد. أما ما ذكرته من الأعياد الدنيوية، وإن كنا لا نقر الاحتفال بها كما زعمت، إلا أن ضررها ليس كضرر النوع الأول، فتنبه! وعدم علمك بما كتبه علماؤنا الأجلاء من النصح والبيان في شأن هذه الأعياد لا يستلزم عدم الوجود، ولا أكتم عليك سرا وهو: أن المرء إذا كان مولعا بتتبع الشذوذ، وتبني الغرائب، فأنى له أن يسمع بالعلم المحكم الصحيح!
فالاشتغال بالباطل حجاب عن الحق، والخوض وفي المتشابه إعراض عن المحكم، واستحسان البدعة زهد في السنة، وهكذا فتدبر!
2 - استدلاله بوجوب الفرح به صلى الله عليه وسلم على مشروعية الاحتفال بمولده.
قال: (الفرح بمولوده واجب) ثم انطلق يثبت مشروعية الاحتفال بمولده.
أقول: نعم هذا حق لا يعترض عليه أحد، ولكن من أعظم صور التقصير في حقه صلى الله عليه وسلم أن لا نفرح به إلا مرة في السنة، بينما الفرح الصادق بالنبي صلى الله عليه وسلم يكون بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع، لا بتحكيم الأهواء، والاختراع في الدين.
فالفرح كل الفرح في انتهاج منهجه، واقتفاء أثره، والذب عن سنته، فأهل السنة هم أسعد الناس به صلوات ربي وسلامه عليه، فحبهم للنبي صلى الله عليه وسلم حب شرعي مضبوط بنصوص الشرع وقواعد الاقتداء.
3 - استدلاله بفرح أبي لهب بمولوده صلى الله عليه وسلم: قال: (أبو لهب وقصة فرحة بمولده صلى الله عليه وسلم، ورد في كتب السنة والسيرة أن أبا لهب أعتق جاريته ''ثويبة'' من شدة فرحه لما بشرته بولادة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رآه العباس بن عبد المطلب في النوم بعد وفاته فسأله عن حاله، قال: لم ألق خيرا بعدكم، غير أني سقيت في هذه بعاتقتي ثويبة، وإنه ليخفف عني في كل يوم اثنين ... )
قلت: والجواب عن هذه الشبهة من أوجه:
الأول: أن الأحكام الشرعية لا تثبت بالرؤى والمنامات، فديننا مكتمل ولله الحمد ولا يحتاج إلى مثل هذه الظنون والأوهام.
وإنك لتعجب من صاحبنا هذا حين ناقض نفسه بعد أسطر بقوله: ''ونحن لا نثبت حكما شرعيا بالمنامات).
أقول: إن كنت كذلك فلم أوردت هذه القصة لتقرر بها بدعة منكرة؟!
الوجه الثاني: أن فرح أبي لهب فرح طبيعي، فلا مانع أن يفرح الوالد بمولده، ولا القريب بقريبه .. هذا أمر جبل عليه الخلق، ففرح أبي لهب فرح طبيعي جبلي، وليس فرحا شرعيا، فتعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/63)
الوجه الثالث: أنه لم يثبت في الشرع أن فرح الكافر بالنبي صلى الله عليه وسلم يخفف عنه العذاب يوم القيامة، ومخففات العذاب ومنجياته توقيفية.
- عدم تفريقه بين البدعة والمصلحة المرسلة:
قال: (ولمن يقول: المولد النبوي الشريف بدعة لأن السلف لم يفعلوه، نقول له ولكن السلف أيضا لم يحرموه فيبقى على أصل جوازه حتى تدخل عليه الأحكام، ثم لا يشترط لأي عمل كي يكون مشروعا أن يعمله السلف، بل يكفي فيه أن يندرج تحت أصل شرعي. ألا ترى أن الملايين من حجاج بيت الله يرجمون الشيطان من فوق جسر الجمرات، وهذه عبادة لم يفعلها السلف على هذا الوجه، ولا أحد يحرم أو يبدع فاعل ذلك، وقد جمع سيدنا عثمان المصحف في كتاب وهو مجموع الآن في أشرطة وأقراص مضغوطة وهذا فعل لم يفعله السلف ولا أحد يقول: جمع المصحف في أشرطة حرام. لأنه مخالف لفعل السلف).
أقول: إن ما ذكرته في هذه الأمثلة إنما هو من قبيل المصلحة المرسلة، وما نحن فيه إنما هو من قبيل البدعة، ويقبح بمن تصدى للكتابة في أمور الدين أن يجهل ما بينهما من الفرق، لكنه- والله- زمن الرويبضة، والله المستعان.
ولضبط التفريق بينهما يقال:
إن المصلحة المرسلة هي التي احتيج إليها في عهد صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يقدر على فعلها لقيام المانع، كصنع الأسلحة الفتاكة، وركوب المراكب المتطورة ... ولا يشك من له مسكة من عقل أن النبي صلى الله عليه وسلم لو قدر على هذه المذكورات لفعلها.
وأما البدعة فهي كل ما احتيج إليه في عهده صلى الله عليه وسلم ولم يفعله، ففِعْله الآن استدراك على الشرع، واختراع في الدين.
إذا تقرر هذا، فلا يصح قياس الاحتفال بمولده الذي قام مقتضاه في عهده ولم يفعله هو ولا صحابته برمي الجمرات من على الجسر، وجمع القرآن على الأقراص المضغوطة.
- وأما عن عدم اشتراط عمل السلف، فأقول: إنّ الخير كل الخير فيمن سلف كما قال الإمام مالك رحمه الله، فكيف يسمح المرء لنفسه أن يقوم بعمل في دين الله لم يفعله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
أترى الصحابة غفلوا عن هذا الواجب (الفرح بمولده والاحتفال به) وهم أعظم الناس حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يطلّ علينا (شمس الدين) بظلمته في القرن الحادي والعشرين فيكتشف هذه السنة ويقول: (الاحتفال بالمولد سُنة حسنة) ما شاء الله، ولا قوة إلا بالله!
- لزوم الإنكار على المخالف:
قال: (وإذا كان بعض مشايخ الوهابية لا يحبون الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم فرأيهم لا يلزم أحدا).
أقول: بل نلزمكموها حتى وإن كنتم لها كارهين، ولن نسكت على بدعة واحدة في دين الله، وقد عرف كثير من الناس بدعية الاحتفال بالمولد بفضل الله تعالى، ثم بفضل شباب السنة الذين يتعبدون الله بقمع البدع، وإظهار الهدي، والحمد لله أولا وأخيرا.
- تمسكه ببعض من جانب الصواب قوله:
قال: (يكفينا أن كبار علماء الإسلام ومنهم الحافظ ابن حجر، والسيوطي والهيثمي ... )
أقول: حتى وإن ذكرت لنا ألفا منهم فلن نقبل منك، لأن الحق لا يعرف بالرجال، فأعرف الحق تعرف رجاله، فالواجب على كل من بلغه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم ويأمرهم باتباع أمره وإن خالف ذلك رأيَ عظيم من الأمة فإن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم ويقتدى به من رأى أي معظم قد خالف أمره في بعض الأشياء خطأ ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم على كل مخالف سنة صحيحة وربما أغلظوا في الرد لا بغضا له، بل هو محبوب عندهم معظّم في نفوسهم، لكن رسول الله أحب إليهم وأمره فوق أمر كل مخلوق، فإذا تعارض أمر الرسول وأمر غيره فأمر الرسول أولى أن يقدم ويتبع).
وفد أفتى كثير من أهل العلم قبل حوالي قرن من الزمن بجواز التدخين، بل إن بعضهم ذهب إلى مشروعيته، لأنه ينشط النفس وينبه الفكر، ثم استقر الإجماع على منعه بعد ذلك، فهل لشيخنا شمس الدين أن يكتب لنا مقالا في جواز التدخين أو استحبابه!
اللّهم إنا نسألك توفيقا قائدا إلى الرشد، وقلبا متقلبا مع الحق، ولسانا متحليا بالصدق، ونطقا مؤيدا بالحجة، وصل اللّهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اهـ
وهذا رابط المقال المردود عليه
###
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[21 - 03 - 09, 03:02 م]ـ
وهذا رد مؤصل ظفرت به في أحد المنتديات الجزائرية
وقفات مع " شمس الدين بوروبي "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/64)
أبي يزيد المدني *حفظه الله *
الحمد لله الذي أقام للدين صروحاً، ودكَّ بشهب اليقين من رام لهذا الدين تحريفاً، وأصلي وأسلم على المبعوث للعالمين بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى ربه وسراجاً منيراً.
أما بعد:
فلي وقفة مع مقال بعنوان: "الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم سنّة حسنة" لكاتب مغمور, أراد أن يلمع جرمه, أمام شُمُس الدجى, وأعلام الهدى - وأنى له ذلك-.
ولست بصدد تعداد إفك وافتراءات هذا الدعيِّ - وهي كثيرة - والذي ما فتئ التجنِّي على السلف رحمهم الله, وعلماء أهل السنة والجماعة.
وحسبي أن أبين عوار ما جاء في مقاله, الذي بنبي عن ضحالة علمه, وقلّة فقهه, بل وجهله المركّب الذي لا يرجى من ورائه شفاء من عيّه إلا أن يشاء الباري جلّ وعلا.
وهذه وقفات سريعة مع مقال هذا الدعيِّ.
أولاً: تسميته أتباع السلف الصالح: "حشوية".
لا ينفك هذا الدعيّ الجهول عن اطلاق لفظة "الحشوية" على أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح, وأنا أكاد أجزم أنه من أجهل الخلق بمعنى هذه اللفظة لغة واصلاحاً - فهو بمثابة الببغاء المقلّد لغيره- والغرض من هذا النبز معلوم غير خاف, وهو تنفير الناس من اتِّباع منهج السلف الصالح.
وهذا ديدين أهل البدع في كلّ زمان ومكان.
وهذه وقفة سريعة مع هذه اللفظة الآثمة.
- إنّ أوّل من تكلم بهذا اللفظ عمرو بن عبيد المعتزلي، فقال: كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه حشوياً.
وذلك أنّ المعتزلة معطّلة لصفات الباري جلّ وعلا, وابن عمر والصحابة رضوان الله عليهم مثبتون للصفات.
فمصطلح: "الحشوية" ينبز به المعطلة أهل السنة (مثبتي الصفات)، وتبعهم في ذلك أهل الكلام.
قال الإمام عبد القادر الجيلاني رحمه الله: "واعلم أنّ لأهل البدع علامات يعرفون بها، فعلامة أهل البدعة الوقيعة في أهل الأثر، وعلامة الزنادقة، تسميتهم أهل الأثر بالحشوية، ويريدون إبطال الآثار"] الغنية لطالبي الحق, ص 80 [.
فهنيئاً لهذا الدعيِّ انتسابه للمعتزلة والمعطلة, ومعاداته ومفارقته للصحابة رضي الله عنهم.
وهل يملك الجرأة فيعلنها صراحة أنّ مالكاً والشافعي وأبا حنيفة وأحمد حشويّة؟؟؟!!!.
- ومراد المعتزلة وأذنابهم بلفظ: "الحشوية":
إما من حشو الناس, أي: عامة الناس, الذين ليس لهم فهم, وهذا كتسمية الرافضة أهل السنة والجماعة بالجمهور.
أو من: الحشو في الكلام, يعني أنّ أهل السنة والجماعة ما عندهم إلا قال الله، قال الرسول، ما عندهم قواعد عقلية، ما عندهم مقدمات منطقية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهؤلاء يعيبون منازعهم إما لجمعه حشو الحديث من غير تمييز بين صحيحه وضعيفه، أو لكون اتباع الحديث في مسائل الأصول من مذهب الحشو، لأنها مسائل علمية والحديث لا يفيد ذلك، لأن اتباع النصوص مطلقاً في المباحث الأصولية الكلامية حشو، لأن النصوص لا تفي بذلك"] مجموع الفتاوى 4/ 88 [.
- وأما عن القصد من وراء ذلك فهو التنفير من اتباع ما يزعمون بطلانه جهلاً منهم بالحق.
قال الألوسي رحمه الله: "وخصوم السلفيين يرمونهم بهذا الاسم - أي: الحشوية-، تنفيراً للناس عن اتباعهم والأخذ بأقوالهم"] مسائل الجاهلية, ص 182 [ ..
ولهذا أخي الحبيب لا تتعجب من طعن هذا الدعيّ لكلّ سنّة غراء, وتأييده لكل بدعة بتراء, فهو على منهج أهل التعطيل والتجهيل سائر, ولمنهج السلف من الصحابة مفارق.
ثانياً: ادعاؤه أنّ السلفيين لا ينكرون الأعياد المحدثة, بل ويشاركون في بعضها.
- هذا محض الافتراء والتدجيل على الخلق, فالناظر في كتب السلف رحمهم الله يشهد بحقّ أنهم أنكروا هذه الأعياد المبتدعة بجملتها.
بل وألفوا في ذلك كتباً صغاراً وكباراً, قديماً وحديثاً.
أذكر منها تمثيلاً لا حصراً.
- الأعياد وأثرها على المسلمين, للدكتور: سليمان بن سالم السحيمي.
- البدع الحولية, لعبد الله بن عبد العزيز بن أحمد التويجري.
- اقتضاء الصراط المستقيم, لشيخ الإسلام ابن تيمية.
- الإبداع في مضار الابتداع, لعلي محفوظ.
- الحوادث والبدع, لأبي بكر الطرطوشي.
- عشرات الكتب في البدعة وأحكامها.
- مئات الفتاوى والمقالات في بيان حكم الأعياد المبتدعة.
- أقرّ هذا الدعيّ أنّ الأعياد أكثر من أن تعدّ, وفي كل فترة ينشيء الناس عيداً جديداً, وأغلبها مغمور لا يعرفه إلا أصحابه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/65)
فهل من الحكمة والعقل, أن ننتبع كلّ عيد مجهول مغمور لا يعتقده إلا أصحابه بالبيان والإيضاح والإنكار.
إنما يكفي البيان العام, ليندرج ما كان في شكالته من الأشباه والنظائر كما هو معلوم.
ثم ألم تكتحل عيون هذا الدعيّ بمؤلفات أهل السنة والجماعة ومقالاتهم, بل وفتاويهم في إنكار كثير من الأعياد المحدثة, كعيد رأس السنة الميلادية, وعيد الحبّ وغيرها, مما عمّت به البلوى؟؟!!.
بل لم يقف هذا الإنكار عند اللسان فقط, بل تعداه للإنكار الحسيّ, وذلك من خلال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلاد الحرمين, التي ما فتئت تلاحق المحتفلين بهذه الأعياد المنكرة.
- ومن جهة أخرى هناك فروق شاسعة بين هذه الأعياد, وبيان عيد المولد النبويّ, وهذه الفروق تقتضي مزيد البيان والنصح, لحقيقة الاحتفال بالمولد النبويّ.
وبيان ذلك كالآتي:
أ- يتّخذ المحتفلون بالمولد النبويّ هذا العيد عبادة يتقرَّبون بها إلى الله جلّ وعلا, بخلاف أغلب الأعياد الأخرى فليس فيها نيّة التعبّد مطلقاً.
وغير خاف خطورة التعبّد بما لم يشرعه الله جلّ وعلا.
ب- أنّ عيد المولد النبويّ من الأعياد التي عمّت بها البلوى, حتى اعتقد حلّها الصغير والكبير, بينما أغلب الأعياد الأخرى مجهولة لا يعرفها إلا أصحابها.
- أما قوله: "بل ببعض الأعياد مقرّون ومشاركون".
فليسم لنا هذه الأعياد, وليعطنا الدلائل البينات, على مشاركة السلفيين لهذه الأعياد المنكرة.
إنّها تالله دعوى لا زمام لها ولا خطام, محض تجنٍّ وافتراء, وهذا ليس مستغرباً على هذا الدعيّ.
ثالثاً: استدلاله بوجوب الفرح بمولده صلى الله عليه وسلم على جواز الاحتفال بالمولد, واتهامه للسلفيين بأنهم جفاة لا يحبون نبيهم صلى الله عليه وسلم.
خبط هذا الدعيّ في هذه الجزئية وجمع بين المتناقضات, ولم يصنع شيئاً, غير أنه أبان عن سفهه وضحالة علمه, وإليك البيان والبرهان:
1 - أوهم هذا الدعيّ القرّاء, بأنّ الخلاف بين السلفيين, والمجيزين للاحتفال بالمولد, هو خلاف بين فئة محبةّ للنبي صلى الله عليه وسلم فرحت بمولده, وبين فئة مقابلة ليست محبة له, ولم تفرح بمولده.
وهذا والله قمة في السفاهة والسفالة.
- أيعقل أن يكون السلف من الصحابة وأتباعهم إلى يوم الدين غير محبين للنبي صلى الله عليه وسلم, وهم الذين نذروا أوقاتهم, وبذلوا مهجهم نصرة لنبييهم صلى الله عليه وسلم؟؟.
وأخبار السلف التي تدلّ على حبهم وفرحهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم أشهر من نار على علم, ورغم ذلك لم يجعلوا من هذا الحبّ العظيم ذريعة للاحتفال بالمولد.
سئل علي رضي الله عنه:"كيف كان حبّكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ".
وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه: "ما كان أحد أحبّ إليَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه"] رواه مسلم [.
ورغم حبهم العظيم لنبيهم إلا أنهم لم يجعلوا ذلك مصوّغاً للاحتفال بمولده صلى الله عليه, فهل نتهم -كما فعل هذا الدعيّ- الصحابة بأنهم غير محبين لنبيهم, وأنهم لم يفرحوا بمولده صلى الله عليه وسلم؟؟!!.
2 - ثمّ لا ريب أنّ ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وبعثته للأمة، إنما هي من فضل الله ورحمته على الناس كافة، ولكن ما دخل هذا بالاحتفال بذكرى المولد؟ ومن قال إن الفرح بمولده لا يحصل إلا بإحياء مثل هذه البدع؟ ولِمَ لم يفهم الصحابة من هذه الآية هذا المعنى الذي فهمه هذا الدعيّ الجهول, هل هو أعلم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, أم هو أشدّ حباً لنبينا صلى الله عليه وسلم من الصحابة رضوان الله عليهم.
فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم والفرح بمولده وبعثته يكون باتباع شريعته وسنته, والاقتداء بهديه, لا بالابتداع في الدين.
قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لأَطَعتَهُ إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/66)
- ثم ما هي علامات المحبة الصادقة بمولده وبعثته, حتى نميّز بين المحبّ الصادق, وبين المدّعي الكاذب, والجواب: أنّ لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم علامات هاك بعضها:
ا- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، واستعمال سنته، واتباع أقواله وأفعاله، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، والتأدب بآدابه، في عسره ويسره، ومنشطه ومكرهه، وشاهد هذا قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
ب- إيثار ما شرعه عليه الصلاة والسلام، وحض عليه، على هوى نفسه، وموافقة شهواته، قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.
ج- كثرة الذكر له صلى الله عليه وسلم فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.
د- بُغض من أبغض الله ورسوله ومعاداة من عاداه، ومجانبة من خالف سنته، وابتدع في دينه، واستثقاله كل أمر يخالف شريعته، قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}.
وإذا استعرضنا هذه العلامات، وجدنا أن الذين ابتدعوا الاحتفال بالمولد النبوي، لم تظهر عليهم أي علامة من هذه العلامات، ولم يتَّصفوا بإحداها، بل كانوا يتصفون بضدها.
أ- فلم يقتدوا به صلى الله عليه وسلم في القول والفعل، ولم يمتثلوا أمره بلزوم السنة، ونهيه عن الإحداث في الدين، بل اطرحوا سنته جانباً، وقدموا ما تهوى أنفسهم وما يشتهونه على ما أمر الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم.
ب- واشتغلوا بالمعاصي والملذات عن ذكره صلى الله عليه وسلم.
ج- أنهم لم يذكروا النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ قليلاً, ثم هجروا ذكره سائر العام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -عند حديثه عن بدعة المولد-: "وأكثر هؤلاء، الذين تجدهم حراصاً على أمثال هذه البدع، مع مالهم فيها من حسن القصد والاجتهاد، الذي يُرجى لهم بهما المثوبة، تجدهم فاترين في أمر الرسول عما أمروا بالنشاط فيه" [اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 295].
3 - أما ادعاؤه أنّ السلفيين لا يجيزون تخصيص الفرح القلبي بليلة مولده صلى الله عليه وسلم.
فهذا عين الجهل بمذهب السلف وبفهم السلف رحمهم الله وأتباعهم إلى يوم الدين.
إذ لم يقل أحدٌ من السلف أنّ الفرح بليلة المولد غير جائزة, وإنما جلّ كلامهم عن الاحتفال بهذه الليلة وباتخاذ هذه الليلة عيداً.
ولو أنّ المسلم كلما فرح بأمر اتخذه عيداً, لصار للعبد آلاف الأعياد.
- ثمّ أي ليلة نفرح بها, هل هي معيّنة ثابتة, أم أنها مبهمة مختلف فيها.
الجواب: نحن نفرح بعموم مولده, وإن كنّا نجهل عين هذه الليلة المباركة.
إذ لم يثبت بأي وجه صحيح, وسند معتبر أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم 12 من ربيع الأول بل وقع في هذا اختلاف كثير بين العلماء, فقيل: 2 ربيع الأول, وقيل: 8 ربيع الأول, وقيل: 10 ربيع الأول, وقيل 12 ربيع الأوّل.
ولكن الثابت قطعاً أنه صلى الله عليه وسلم مات يوم 12 ربيع الأول.
فلا ندري أنفرح بميلاده أم نحزن لموته؟!!.
رابعاً: تناقضات الدعيِّ الجهول.
فهو يقرّ -بعد أن جلب بخيل شبهه الواهية وأدبر-, أنّ: "الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم واجب, أما طريقة إظهار هذا الفرح والتعبير عنه، فهنا تدخل السنّة والبدعة".
وهذا عين كلام السلفيين لو عقل, ولكن أنى له ذلك.
فنحن ننكر على من جعل من هذا الفرح مصوِّغاً لاتخاذه عيداً, لأنّ العيد هو اسم لكل ما يعود من الاجتماع، فلا يصحّ تخصيص يوم للاجتماع للحزن، أو للذكر، أو للفرح والسرور، إلا بدليل شرعي ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو إجماع الصحابة، ولا يتوفر ذلك الدليل إلا ليومي: الفطر والأضحى من كل عام، وليوم الجمعة من كل أسبوع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/67)
فعن أنس رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قدمت المدينة ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية وإن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم النحر"] رواه أبو داود وصححه الألباني [.
خامساً: استدلاله على جواز الاحتفال بالمولد بوجود الأعمال المشروعة فيه من صلاة ومدارسة للسيرة وغيرها. بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من سن سنة حسنة فله أجرها ... ومن سنَّ سنة سيئة ... "] رواه مسلم [.
الجواب على هذه الشبهة:
أ- أنّ المراد من الحديث ليس تحسين الإحداث في الدين, وإنما المقصود الثناء على من بادر إلى فعل مشروع, فكان سباقاً إليه, فهو محمود في سبقه.
يدل على ذلك ما جاء في سبب ورود الحديث السابق, وهو أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حثّ أصحابه على الصدقة, فجاء رجل من الأنصار بصرّة كادت كفه تعجز عنها, ثم تتابع الناس على الصدقة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة", فالصدقة مشروعة في أصلها, والمقصود بالسنة هنا هي: المبادرة والسبق إلى الفعل المشروع.
ب- أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل بدعة ضلالة" ولم يستثن من ذلك شيء, فدلّ على أنّ البدع كلها مذمومة.
ج- أنّ وجود الأعمال المشروعة من تلاوة القرآن والذكر ومطالعة السيرة لا تحسن هذه البدعة, لأنّ هذه الأمور وإن كانت مشروعة, إلا أنّ تخصيص يوم أو مكان لها مما لم يخصصه الشرع يدخل في الابتداع.
بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي, ولا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام"] رواه مسلم [.
فالصيام والقيام مشروعان في الأصل ولكن صار هذا الفعل مذموماً لتخصيصها بيوم لم يخصه الشرع بذلك.
سادساً: قياس عجيب, وفهم سقيم.
يعيب هذا الدعيِّ على السلفيين استدلالهم لتحريم الاحتفال بالمولد بترك السلف رحمهم الله لهذا الاحتفال.
ولم يكتف بهذا الإنكار, بل أتى بداهية دهياء, وطامة صماء, حين قال: "نقول له ولكن السلف أيضاً لم يحرموه فيبقى على أصل جوازه حتى تدخل عليه الأحكام، ثم لا يشترط لأي عمل كي يكون مشروعا أن يعمله السلف، بل يكفي فيه أن يندرج تحت أصل شرعي".
ولي وقفة موجزة مع هذا الفهم الأعوج:
- كيف ينكر السلف من أصحاب القرون الثلاثة المفضّلة -أيها الجهول- شيئاً لم يشهدوه ولم يعايشوه, وإنما أتى بعدهم؟؟!!.
أو ما علمت أنّ بدعة الاحتفال بالمولد أحدثها سلفك من العبيديين القرامطة المجوس, في منتصف القرن الرابع للهجرة.
- أما قوله: "فيبقى على أصل جوزاه حتى تدخل عليه الأحكام".
كيف حكمت على أنّ أصل هذا العمل الجواز؟ أما علمت أنّ الاحتفال بالمولد - وهو عبادة- الأصل فيه المنع حتى يأتي الدليل على جوازه.
- أما قوله: "ثم لا يشترط لأي عمل كي يكون مشروعاً أن يعمله السلف، بل يكفي فيه أن يندرج تحت أصل شرعي".
الجواب:
نحن لا نقول أنّ عمل السلف حجة على مشروعية الشيء على إطلاقه.
وإنما نقول: أنّ السلف الصالح إذا تركوا فعل عبادة من العبادات مع كون موجبها وسببها المقتضي لها قائمًا ثابتًا، والمانع منها منتفيًا؛ دلّ ذلك على أنّ فعلها بدعة] انظر: مجموع الفتاوى (6/ 172) [
فمقتضى الذين ابتدعوا بدعة الاحتفال بالمولد هو محبة النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح بمولده, وهذا المقتضى كان موجوداً زمن السلف -فهم أشد الناس حباً للنبي وأشدهم فرحاً لمولده-.
ولم يكن في زمن السلف مانع للاحتفال بالمولد النبوي, رغم ذلك لم يحتفلوا به, فدلّ ذلك على أنّ الاحتفال بالمولد بدعة.
- أما استدلاله بجواز رمي الجمرات من الجسر, وإن لم يفعله السلف.
الجواب:
أنّ قياس جواز بدعة المولد على جواز الرمي من الجسر قياس مع الفارق.
لأنّ أصل الرمي مشروع, هذا من جهة.
ومن جهة ثانية, أنّ الجسر ملحق بالأصل, لأنّ من ملك أرضاً ملك سماءها, فالسماء تلحق بالأرض, كالشأن في الإحرام في الطائرة عند مسامتة الميقات جواً.
ومن جهة أخرى الرامي فوق الجسر محقق للمقصود شرعاً, وهو دخول الحصى في الحوض.
وأما ترك السلف رحمهم الله لها, لأنّه لم يكن ثمة موجب لها في زمنهم, ونحن قلنا أنّ السلف الصالح إذا تركوا فعل عبادة من العبادات مع كون موجبها وسببها المقتضي لها قائمًا ثابتًا، والمانع منها منتفيًا؛ دلّ ذلك على أنّ فعلها بدعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/68)
أما إذا لم يكن الموجب عندهم قائماً, فإنه لا يستدل بتركهم على بدعية هذا الأمر.
- كذلك الشأن في جمع عثمان للقرآن في المصحف, فإنّ موجب ذلك لم يكن موجوداً في عهد صاحبيه.
أما بدعة الاحتفال بالمولد, فهي غير مشروعة أصلاً.
والموجب لها كان قائماً في عهد السلف الصالح, والمانع منتفياً رغم ذلك تركوا الاحتفال به فدلّ ذلك على بدعية الاحتفال بالمولد.
سابعاً: استدلاله بقصة أبي لهب وفرحه بمولده صلى الله عليه وسلم.
الجواب:
كعادة هذا الدعيّ الجهول, فقد حملت كلماته الكثير من التضليل والتدجيل, وإليك البرهان:
1 - أوهم هذا الدعيُّ القارئَ أنّ الرواية التي أوردها صحيحة لا غبار عليها, وذلك حين ادعى أنّها من رواية البخاري في صحيحه.
والحقّ على خلاف ذلك.
فرواية البخاري في صحيحه هي من طريق عروة بن الزبير عن زينب بنت أبي سلمة عن أم حبيبة رضي الله عنها، وجاء فيه: "أن ثويبة أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا سلمة".
ثم قال الراوي -أي: عروة بن الزبير- " وثويبة مولاة لأبي لهب، وكان أبولهب أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم، فلما مات أبو لهب أُريَه بعض أهله بشر حِيبة، قال له: ماذا لقيت؟ قال أبولهب: لم ألق بعدكم، غير أني سُقيت في هذه بعتاقتي ثويبة " [انظر فتح الباري 9/ 140].
وإذا أمعنت النظر أخي الحبيب فإنك لا تجد فيها ذكراً للعباس ولا لغيره.
فهذه القصة ليست من قول الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا من إقراره، وليست من قول الصحابي، حتى يحتج بها من يحتج بأقوال الصحابة، وإنما هي حكاية منام أوردها التابعي عروة بن الزبير، ولم يوردها محتجاً بها، وهي حكاية عن مجهول، وإسنادها مرسل منقطع.
- أما الرواية التي أوردها هذا الدعيُّ الجهول-مدلساً على العامة بأنها من رواية البخاري في صحيحه- هي في الحقيقة مما نقله السهيلي في الروض الأنف, وفيها:
"أن العباس قال: لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال، فقال: ما لقيت بعدكم راحة، إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم إثنين، قال: وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين، وكانت ثويبة بشرت أبا لهب بمولده فأعتقها" [الروض الأنف 3/ 96].
فالسهيلي لم يذكر مستنده في تلك الرواية عن العباس، وإنما علّقها عنه، وتعليق السهيلي لا يحتج به أحد من أهل العلم باتفاق.
2 - ثم نقول أيضاً: إن أبا لهب، لم يتخذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيداً وذكرى يحتفل به كل عام.
ثامناً: احتجاجه بتجويز بعض العلماء للاحتفال بالمولد.
نقل هذا الدعي جملة من أعلام العلماء - وإن دسّ في أوساطهم ما ليس منهم كما لا يخفى حتى يدلّس على العامة-, بأنّ السلف كانوا يحتفلون بالمولد النبويّ.
وادعى أنهم ألوف مؤلفة حتى يوعز أّنهم الأكثرية الساحقة.
والجواب:
1 - أن الاحتجاج بالكثرة، من العامة والعلماء، ليس دليلاً شرعياً معتبراً، ولم ينقل عن أحد من علماء الملة، الاستدلال بالكثرة في مسائل الخلاف.
2 - ثم إن عدد الذين لم يحتفلوا " بالمولد " من العلماء، يزيد على المحتفلين به، وهم، وإن لم يصرحوا بالإنكار، فإن لسان الحال يغني عن لسان المقال.
وإلا فما الذي يمنع أولئك عن الحضور، ولو مرة كل عام، خاصة وأنّ الواحد منهم كان حريصاً على العبادة والخير، وحضور مجالس العلم والذكر؟.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - رداً على المحتجين بكثرة المؤيدين للبدع-: "إذا فعلها قوم ذوو فضل فقد تركها قوم في زمان هؤلاء معتقدين لكراهتها وأنكرها قوم كذلك وهؤلاء التاركون والمنكرون إن لم يكونوا أفضل ممن فعلها فليسوا دونهم في الفضل ولو فرضوا دونهم في الفضل فتكون حينئذ قد تنازع فيها أولو الأمر فترد إذن إلى الله والرسول وكتاب الله وسنة رسوله مع من كرهها لا مع من رخص فيها" [اقتضاء الصراط, ص 291].
3 - أنّ الدعيّ الجهول, لم يأتنا بأحد أعلام السلف من القرون الثلاثة المفضلة ممن احتفل بالمولد النبويّ, ولا شكّ أن آلاف العلماء من القرون الثلاثة الأولى, هم أسمى فضلاً ومكانة, ولم ينقل عن أحدهم احتفاله بالمولد.
تاسعاً: افتراؤه على الشيخ محمد حاج عيسى:
كعادة هذا الدعيِّ الجهول في الغمز واللمز, فقد رمى الشيخ محمد حاج عيسى بكذب وبهتان, هو من براء, حينما ادعى أنّ الشيخ أطلق على ليلة المولد بأنها: "الليلة المشؤومة".
وبالرجوع إلى مطوية الشيخ, نجد أنّ هذا الدعي بتر الكلام, إمعاناً في التضليل, على مذهب: "ويل للمصلين".
والحقيقة أنّ الشيخ محمد عنى بذلك: أنّ ليلة المولد النبويّ المباركة تحوّلت بفعل بعض السفلة -ممن آذوا الخلق بهذه المفرقعات- إلى ليلة مشؤومة أزهقت فيها بعض الأنفس وأتلفت بعض الممتلكات.
فالوصف بالشؤم ليس على ذات الليلة منفردة, وإنما هو باعتبار ما يفعله بعض الناس من تجاوزات.
وهذا نظير قولنا مثلاً: تحوّل شهر رمضان الكريم من شهر للرحمة والتآزر إلى شهر للجشع واستغلال الناس.
فهل يفهم من هذا الكلام أنّ رمضان شهر الجشع؟؟!!.
هذا ما تيسّر كتابته في هذه العجالة.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
كتبه وحرّره: أبو يزيد المدني.
منتديات تبسة الإسلامية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/69)
ـ[سمير زمال]ــــــــ[10 - 02 - 10, 09:47 م]ـ
جزاك اللله خيرا اخي المفضال
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[10 - 02 - 10, 11:55 م]ـ
إنه رجل سوء
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[09 - 03 - 10, 03:04 م]ـ
رجل ينصح بكتب الكوثري فماذا تنتظر منه؟(52/70)
ما هو الراجح في حكم الوثنيين في عهد رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و الآن؟
ـ[أبو عائشة التميمي]ــــــــ[18 - 10 - 08, 10:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده
ما الذي فعله رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بالوثنيين العرب؟ (و هل فعله استثنائي أم عام)؟
لو كانت هنالك دولة في عصرنا هذا تحكم وفقاً للشريعة الإسلامية فماذا سيكون موقفها من الوثنيين و المجوس و غيرهم؟
هل تؤخذ منهم الجزية كأهل الكتاب, أم يخيرون بين الإسلام و القتل؟
و هل يختلف الحكم بإختلاف عرقهم, بمعنى أنه لو كان هنالك وثني عربي فهل يختلف حكمه عن الوثني الأعجمي؟
مع ذكر الأدلة قدر الإمكان بارك الله فيكم.
و جزاكم الله خيراً.
ـ[مُجاهِد]ــــــــ[21 - 10 - 08, 10:59 ص]ـ
أبا عائِشَ التَّميمِيّ، رَفَعَ اللهُ قَدْرَكَ سُؤالٌ جَميلٌ كَجَمالِ كاتِبِهِ وَإنِّي مَعَكَ مِنَ المُنْتَظِرينْ.(52/71)
سؤال توحيد الألوهية يستلزم توحيد الربوبية وإن توحيد الربوبية لا يستلزم توحيد الألوهية
ـ[أمين حماد]ــــــــ[19 - 10 - 08, 01:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الأفاضل لدي إستشكال وألتمس منكم إزالته وهو:
قال الشيخ ابن أبي العزّ في شرح الطحاوية
إن توحيد الألوهية يستلزم توحيد الربوبية وإن توحيد الربوبية لا يستلزم توحيد الألوهية
وضرب الأمثلة المعروفة
وهذا طرفه الأول واضح عندي وفي الأخير أشكل علي
لما رتبت العبادة على الربوبية في مواضع من كتاب الله
منها على سبيل المثال قوله تعالى {رب السموات والأرض وما بينها فاعبده واصطبر لعبادته}
{يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} إلى غير ذلك من الآيات
فالعبادة هنا مرتبة على الربوبية
أفيدو الجواب حفظكم الله
ـ[أبو حُذيفة النجدي]ــــــــ[19 - 10 - 08, 08:00 م]ـ
الذي يبدولي والله تعالى أعلم
أن توحيد الربوبية وهو الاقرار بأن الله هو الخالق الرازق لايستلزم أن من اقر به مقر بتوحيد الالوهية
كمشركي العرب فهم مقرين بتوحيد الربوبية دونما توحيد الالوهية
فهم لايصرفون العبادة لله تعالى,,,بينما بعترفون بأن الله هو خالق السماء والأرض وأنه الرب
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[20 - 10 - 08, 12:25 ص]ـ
لعل المُراد والله أعلم: بأن المشركين أقروا بتوحيد الربوبية، المُراد به في الجُملة، يعني في بعض الأفعال، لا في كل صفة وفِعْل لله - عزوجل -، لأنه وَقَعَ عند بعضهم نوع شركٍ في مُفْرَدات توحيد الربوبية، إذاً توحيد الربوبية لا يَتحقق إلا بتوحيد الألوهية، وأن توحيد الألوهية مُتظمنٌ توحيد الربوبية، بمعنى أن توحيد الربوبية جُزءٌ من معنى توحيد الألوهية - بَعْضُهُ، دَلالة التظمن: بمعنى بَعْضُهُ، جزءٌ منه -، حينئذٍ توحيد الربوبية داخلٌ في مَفهوم توحيد الألوهية، فإذا قلت: توحيد الألوهية: هو إفراد الله - تعالى - بالعبادة. نقول: هذا النص، وهذا التعريف يَدلُ على أن من أفرَدْتَهُ بالعبادة مُتصفٌ بصفات الكمال، وهي أفعاله - جل وعلا -، وما وَصَفَ به نفسه في كتابه، وكذلك في السنة.
ـ[ابو ثابت التويجري]ــــــــ[20 - 10 - 08, 12:51 ص]ـ
اذا انه لايكون الايمان بتوحيد الربوبيه كافي بل لابد بتحقق توحيد الالوهية
ارشدنا الله واياكم للصواب
ـ[أمين حماد]ــــــــ[20 - 10 - 08, 01:30 ص]ـ
حاول أبوحازم أن يقترب من الموضوع
لكن علمني الله وإياكم العلم النافع ليس لدي إشكال أن توحيد الأولوهية
يتضمن توحيد الربوبية
السؤال في الشق الثاني ويحتاج بعض التأمل
لما رتبت العبادة على الربوبية؟ النظر في هذه الجزئية
أفادكم الله ونفع بعلمكم
ـ[ابو حمزة المحلى]ــــــــ[20 - 10 - 08, 01:52 ص]ـ
ارجو من الاخوة الفضلاء معرفة العلماء المتواجدون فى جدة و يمكن عن طريقهم طلب العلم الشرعى
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[20 - 10 - 08, 02:24 ص]ـ
لعلك أخي الفاضل تنقل لنا قول الإمام ابن أبي العز رحمه الله بنصه
ولعل مراده بالتفريق من حيث الواقع
أما من حيث التلازم فجميع أنواع التوحيد متلازمة، فمن أقر في نوع لزمه الإقرار في البقية، ومن أشرك في نوع لزمه الإشراك في البقية كما قاله الحكمي في " أعلام السنة "
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 11:56 م]ـ
ما افاده العلماء - وبالأخص محمد بن الأمين رحمه الله -
ان ذلك ليبن ان إقرارهم بالربوبية هو حجة عليهم، فيلزم منه إقرارهم بتوحيد الإلهية والعبادة ..
والمعذرة لعدم العزو ..
وإن شاء الله اعزو لا حقاً
اخوكم الصغير
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 08, 08:23 ص]ـ
وهذا طرفه الأول واضح عندي وفي الأخير أشكل علي
لما رتبت العبادة على الربوبية في مواضع من كتاب الله
منها على سبيل المثال قوله تعالى {رب السموات والأرض وما بينها فاعبده واصطبر لعبادته}
{يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} إلى غير ذلك من الآيات
فالعبادة هنا مرتبة على الربوبية
أفيدو الجواب حفظكم الله
توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية.وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية.
وبيان ذلك أن من وحد الله إلها فذلك متضمن لتوحيده إياه ربا.
ومن وحد الله ربا فلا يكون موحدا لله إلا أن يأتي بتوحيد الألوهية. وتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية إذ أن من وحد الله خالقا مدبرا رازقا يبعث العباد فيدخل من أطاعه الجنة ويدخل من عصاه النار لزمه أن يفرد الله وحده بالعبادة.
وتوجيه الآيات على ذلك
فقوله تعالى: {رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا} دعوة إلى الربوبية ثم إلزام بالألوهية تبعا. فالأمر بالعبادة في الآية مترتب على الاقرار بالربوبية. فالآية ذكرت توحيد الألوهية والربوبية وأضافت إليهما توحيد الأسماء والصفات.
رب السموات والأرض وما بينهما: ربوبية
فاعبده واصطبر لعبادته: ألوهية
هل تعلم له سميا: أسماء وصفات
وقوله: {يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} مثله. والآيات كثيرة في هذا المعنى.
تنبيه: كلا الآيتين التي نقلت أخطأت فيهما فتنبه
بينها ... الصواب بينهما
اتقوا ... الصواب اعبدوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/72)
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 08, 08:54 ص]ـ
فالعبادة هنا مرتبة على الربوبية
العبادة في الآيات ليست مترتبة على الربوبية. بل الأمر بالعبادة مترتب لمن أقر بالربوبية ملزم له.فلو كان مترتبا على الربوبية لاعتبر الآتي بها وحدها مسلما ولقال (يا أيها الذين آمنوا)، ولما قال (يا أيها الناس).
والله أعلم
ـ[أمين حماد]ــــــــ[24 - 10 - 08, 07:00 م]ـ
أبا أيوب ومعاذ جزاكم الله خيرا على الإجابة الشاملة الموجزة
التي تناسب المبتدأ مثلي
والأستاذ أباتراب أحسنت بارك الله فيك على التنبيه على ماوقع من أخطاء في النص القرآني
وسبحان من لا يخطئ والعجلة مطية الخطإ
فآية البقرة لانظير لها في كتاب الله
والشكر موصول لبقية المشاركين(52/73)
الاشتراك في الأذهان ولكل شيء وجود يخصه
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[20 - 10 - 08, 12:51 ص]ـ
الاشتراك في الأذهان ولكل شيء وجود يخصه
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
من المسائل الدقيقة التي تفرد – في ظني – شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيانها هذه المسألة المهمة ألا وهي أن المطلق بشرط الإطلاق لا يوجد إلا في الأذهان وبيان أن الاشتراك بين الأشياء إنما هو في الأذهان ولكل شيء من الأشياء وجود يخصه؛ وهذه المسالة إذا تدبرها الإنسان وخصوصا من قام في نفسه تأويل أو تعطيل الصفات لزال عنه كثير من الإشكالات التي تعترضه في إثبات الصفات.
فمثلا لفظة الإنسان هذه من الألفاظ المطلقة ولا يوجد هذا اللفظ بشرط الإطلاق إلا في الذهن أما خارجه فلا يوجد مسمى الإنسان إلا معينا ومقيدا مثلا خالد , محمد , عمر , عثمان إلخ.
وكذلك يقال مثلا في الصفات لو قلنا مثلا الحي أو الحياة فهذه من الألفاظ المطلقة التي يتصورها الذهن؛ ولكن في خارجه لا يوجد هذا اللفظ إلا مقيدا ومعينا مع بيان اختصاص كل واحد بحقيقة حياته وماهيتها فلو قلنا مثلا حياة الله وهذا لفظ مقيد دل على حقيقة هذه الحياة التي لايسبقها عدم ولا يلحقها زوال.
ولو قلنا حياة خالد أو فلان من الناس لعرف أن حياته تختص به التي يسيقها العدم ويلحقها زوال , وعند التحقيق لا يتصور الاشتراك بين حياة الخالق وحياة المخلوق إلا في الذهن وهو الاشتراك باللفظ فقط؛ وأما خارج الذهن في الحقيقة فلا اشتراك بينهما , ومن هنا قامت الشبهة في أذهان كثير من المأولة والمعطلة أن ما فهم منه الاشتراك في الذهن يلزم منه الاشتراك خارجه في الحقيقة والماهية؛ وهذا الفهم كما ذكر شيخ الإسلام أصل بلية التحريف والتعطيل.
وهكذا يقال في بقية الألفاظ والمسميات فخذ مثالا آخر لفظة الوجود لفظ مطلق يتصور فيه الذهن وجود واجب الوجود ويتصور فيه أيضا وجود الممكن؛ وهذا الوجود بإطلاقه لو تصور فيه الذهن اشتراكا لكان هذا فقط في الذهن أما خارج الذهن وفي الحقيقة والماهية فوجود واجب الوجوب يختلف بتاتا وقطعياعن وجود سائر الأشياء.
ومثال آخر لفظة اليد مثلا هكذا مطلقة أي بدون قيد أو تخصيص لا توجد إلا في الذهن أما في الحقيقة فلا توجد هذه اللفظة إلا مقيدة يقال يد الإنسان ويد السيارة ويد النافذة ويد النملة ويد الجمل؛ فأنت ترى أن لا اشتراك بين هذه الأشياء في الحقيقة إلا ما يتصوره الذهن من لفظة اليد وهذه اللفظة كما قدمنا لا توجد مطلقة إلا في الأذهان لا في خارجها فلا إشكال في إطلاق هذه الصفة على الله فيقال يد الله ولا يقوم في الذهن أن إثبات هذه الصفة يلزم منه اشتراك بين الخالق والمخلوق لأن وجود كل شيء يخصه ووجود الخالق كما بينه الله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
وبعد هذه المقدمة نأتي إلى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وبين فيها أن القدر المشترك الكلي لا يوجد في الخارج إلا معينا مقيدا وأن معنى اشتراك الموجودات في أمر هو تشابهها من ذلك الوجه وأن ذلك المعنى العام يطلق على هذا وهذا لأن الموجودات في الخارج لا يشارك أحدهما الآخر في شيء موجود فيه بل كل موجود متميز عن غيره بذاته وصفاته وأفعاله.
ولما كان الأمر كذلك كان كثير من الناس متناقضا في هذا المقام فتارة يظن إثبات القدر المشترك يوجب التشبيه الباطل فيجعل ذلك له حجة فيما يظن نفيه من الصفات حذرا من ملزومات التشبيه وتارة يتفطن أنه لا بد من إثبات هذا على تقدير فيجب به فيما يثبته من الصفات لمن احتج به من النفاة.
مجموع الفتاوى (3|76)
وقال أيضا: الوجود المطلق بشرط الإطلاق أو بشرط سلب الأمور الثبوتية أو لا بشرط مما يعلم بصريح العقل انتفاؤه في الخارج ,وإنما يوجد في الذهن وهذا مما قرروه في منطقهم اليوناني وبينوا أن المطلق بشرط الإطلاق كإنسان مطلق بشرط الإطلاق وحيوان مطلق بشرط الإطلاق جسم مطلق بشر الإطلاق ووجود مطلق بشرط الإطلاق: لا يكون إلا في الأذهان دون الأعيان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/74)
ولما أثبت قدماؤهم الكليات المجردة عن الأعيان التي يسمونها المثل الأفاطونية أنكر ذلك حذاقهم وقالوا: هذه لا تكون إلا في الذهن. درء التعارض (1|167)
وقال رحمه الله: وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه وما هو محدث ممكن يقبل الوجود والعدم فمعلوم أن هذا موجود وهذا موجود ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا بل وجود هذا يخصه ووجود هذا يخصه , واتفاقهما في اسم عام لا يقتضى تماثلهما فى مسمى ذلك الاسم عند الإضافة والتخصيص والتقييد ولا فى غيره
فلا يقول عاقل إذا قيل إن العرش شيء موجود وإن البعوض شيء موجود أن هذا مثل هذا لاتفاقهما في مسمى الشيء والوجود لأنه ليس فى الخارج شيء موجود غيرهما يشتركان فيه بل الذهن يأخذ معنى مشتركا كليا هو مسمى الاسم المطلق وإذا قيل هذا موجود وهذا موجود؛ فوجود كل منهما يخصه لا يشركه فيه غيره مع أن الاسم حقيقة فى كل منهما.
ولهذا سمى الله نفسه بأسماء وسمى صفاته بأسماء وكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه لا يشركه فيها غيره وسمى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص ولم يلزم من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص اتفاقهما ولا تماثل المسمى عند الإضافة والتخصيص فضلا عن أن يتحد مسماهما عند الإضافة والتخصيص
فقد سمى الله نفسه حيا فقال {الله لا اله إلا هو الحي القيوم} وسمى بعض عباده حيا فقال {يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي} وليس هذا الحي مثل هذا الحي لأن قوله الحي اسم لله مختص به وقوله {يخرج الحي من الميت} اسم للحى المخلوق مختص به وإنما يتفقان إذا أطلقا وجردا عن التخصيص ولكن ليس للمطلق مسمى موجود في الخارج ,ولكن العقل يفهم من المطلق قدرا مشتركا بين المسميين وعند الاختصاص يقيد ذلك بما يتميز به الخالق عن المخلوق والمخلوق عن الخالق.
ولا بد من هذا فى جميع أسماء الله وصفاته يفهم منها ما دل عليه الاسم بالمواطأة والاتفاق وما دل عليه بالإضافة والاختصاص المانعة من مشاركة المخلوق للخالق فى شيء من خصائصه سبحانه وتعالى.
مجموع الفتاوى (3|11)
وقال: وذلك ان الموجودات تشترك فى مسمى الوجود فرأوا الوجود واحدا ولم يفرقوا بين الواحد بالعين والواحد بالنوع
وآخرون توهموا أنه إذا قيل الموجودات تشترك فى مسمى الوجود لزم التشبيه والتركيب فقالوا لفظ الوجود مقول بالإشتراك اللفظى فخالفوا ما اتفق عليه العقلاء مع اختلاف اصنافهم من ان الوجود ينقسم الى قديم ومحدث ونحو ذلك من أقسام الموجودات
وطائفة ظنت انه إذا كانت الموجودات تشترك فى مسمى الوجود لزم أن يكون فى الخارج عن الأذهان موجود مشترك فيه وزعموا أن فى الخارج عن الأذهان كليات مطلقة مثل وجود مطلق وحيوان مطلق وجسم مطلق ونحو ذلك فخالفوا الحس والعقل والشرع وجعلوا ما فى الأذهان ثابتا فى الاعيان وهذا كله من نوع الإشتباه.
مجموع الفتاوى (3|64)
وقال رحمه الله: ويقال لهم: هذا كاشتراك الموجود الواجب والموجود الممكن في مسمى الوجود مع امتياز هذا بما يخصه وهذا بما يخصه؛فإن الوجوب المشترك الكلي ليس هو ثابتا في الخارج بل للواجب وجود يخصه وللممكن وجود يخصه كما أن لهذا حقيقة تخصه ولهذا حقيقة تخصه.
وكذلك إذا قيل لهذا ماهية تخصه ولهذا ماهية تخصه فإنهما يشتركان في مسمى الماهية ويمتاز أحدهما عن الآخر بما يختص به وإنما اشتركا في المسمى المطلق الكلي وامتاز كل منهما عن الآخر بالوجود الذي في الخارج.
درء التعارض (2|391)
وملخص الكلام كما ذكر شيخ الإسلام: من قال إنه يوجد في الخارج كليا فقد غلط فإن الكلي لا يكون كليا قط إلا في الأذهان لا في الأعيان وليس في الخارج إلا شيء معين إذا تصور منع نفس تصوره من وقوع الشركة فيه ولكن العقل يأخذ القدر المشترك الكلي بين المعينات فيكون كليا مشتركا في الأذهان.
الجواب الصحيح (4|308)
وهذه المسألة تجر إلى مسألة أخرى متعلقة بها وهي ماهية الأشياء هل هي عين وجودها؟
سيأتي الحديث عنها لاحقا.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[20 - 10 - 08, 02:41 ص]ـ
بارك الله فيك وأحسنت وننتظر البقية
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[20 - 10 - 08, 07:30 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/75)
وفيكم بارك الله
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[20 - 10 - 08, 07:49 ص]ـ
أود ان شارك اخي الكريم
هذة بعض اقوال شيخ الاسلام في مسألة الوجود والماهية من مجموع الفتاوى
ذكر فخر الدين أن هذا النزاع مبني على أن وجوده هل هو عين ماهيته أم لا؟. فمن قال إن وجود كل شيء عين ماهيته قال: إنه مقول بالاشتراك ومن قال إن وجوده قدر زائد على ماهيته قال: إنه مقول بالتواطؤ. فأخذ الأول يرجح قول من يقول: إن الوجود زائد على الماهية؛ لينصر أنه مقول بالتواطؤ. فقال الثاني: ليس مذهب الأشعري وأهل السنة أن وجوده عين ماهيته فأنكر الأول ذلك. فقلت: أما متكلمو أهل السنة فعندهم أن وجود كل شيء عين ماهيته؛وأما القول الآخر فهو قول المعتزلة إن وجود كل شيء قدر زائد على ماهيته وكل منهما أصاب من وجه فإن الصواب أن هذه الأسماء مقولة بالتواطؤ كما قد قررته في غير هذا الموضع وأجبت عن شبهة التركيب بالجوابين المعروفين. وأما بناء ذلك على كون وجود الشيء عين ماهيته أو ليس عينه: فهو من الغلط المضاف إلى ابن الخطيب فإنا وإن قلنا إن وجود الشيء عين ماهيته: لا يجب أن يكون الاسم مقولا عليه وعلى نظيره بالاشتراك اللفظي فقط كما في جميع أسماء الأجناس. فإن اسم السواد مقول على هذا السواد وهذا السواد بالتواطؤ وليس عين هذا السواد هو عين هذا السواد إذ الاسم دال على القدر المشترك بينهما وهو المطلق الكلي؛ لكنه لا يوجد مطلقا بشرط الإطلاق إلا في الذهن ولا يلزم من ذلك نفي القدر المشترك بين الأعيان الموجودة في الخارج فإنه على ذلك تنتفي الأسماء المتواطئة وهي جمهور الأسماء الموجودة في الغالب (وهي أسماء الأجناس اللغوية وهو الاسم المطلق على الشيء وعلى كل ما أشبهه سواء كان اسم عين أو اسم صفة جامدا أو مشتقا وسواء كان جنسا منطقيا أو فقهيا أو لم يكن. بل اسم الجنس في اللغة يدخل فيه الأجناس والأصناف والأنواع ونحو ذلك. وكلها أسماء متواطئة وأعيان مسمياتها في الخارج متميزة. 3 190 191
وأولئك يقولون الوجود قدر زائد على الماهية ويقولون الماهيات غير مجعولة ويقولون وجود كل شيء زائد على ماهيته ومن المتفلسفة من يفرق بين الوجود والواجب والممكن فيقول: الوجود الواجب عين الماهية. وأما الوجود الممكن فهو زائد على الماهية. وشبهة هؤلاء ما تقدم من أن الإنسان قد يعلم ماهية الشيء ولا يعلم وجوده وأن الوجود مشترك بين الموجودات وماهية كل شيء مختصة به. ومن تدبر تبين له حقيقة الأمر فإنا قد بينا الفرق بين الوجود العلمي والعيني؛ وهذا الفرق ثابت في الوجود والعين والثبوت والماهية وغير ذلك فثبوت هذه الأمور في العلم والكتاب والكلام: ليس هو ثبوتها في الخارج عن ذلك وهو ثبوت حقيقتها وماهيتها التي هي هي فالإنسان إذا تصور ماهية فقد علم وجودها الذهني ولا يلزم من ذلك الوجود الحقيقي الخارجي. فقول القائل: قد تصورت حقيقة الشيء وعينه ونفسه وماهيته وما علمت وجوده أو حصل وجوده العلمي وما حصل وجوده العيني الحقيقي ولم يعلم ماهيته الحقيقية ولا عينه الحقيقية ولا نفسه الحقيقية الخارجية فلا فرق بين لفظ وجوده ولفظ ماهيته؛ إلا أن أحد اللفظين قد يعبر به عن الذهني والآخر عن الخارجي فجاء الفرق من جهة المحل لا من جهة الماهية والوجود 2 157
والمقصود هنا التنبيه على أن ما ذكروه في المنطق من الفرق بين الماهية ووجودها في الخارج هو مبني على هذا الأصل الفاسد. وحقيقة الفرق الصحيح أن الماهية هي ما يرتسم في النفس من الشيء والوجود ما يكون في الخارج منه 9 98
قد تنازع الناس في الماهيات هل هي مجعولة أم لا؟ وهل ماهية كل شيء زائدة على وجوده؟ كما قد بسط هذا في غير هذا الموضع وبين الصواب في ذلك وأنه ليس إلا ما يتصور في الذهن ويوجد في الخارج. فإن أريد الماهية ما يتصور في الذهن. وبالوجود ما في الخارج أو بالعكس فالماهية غير الوجود إذا كان ما في الأعيان مغايرا لما في الأذهان. وإن أريد بالماهية ما في الذهن أو الخارج أو كلاهما وكذلك بالوجود فالذي في الخارج من الوجود هو الماهية الموجودة في الخارج وكذلك ما في الذهن من هذا هو هذا ليس في الخارج شيئان. 16 256
اتمنى عدم الحذف
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[21 - 10 - 08, 12:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي محمد الإسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/76)
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[21 - 10 - 08, 12:20 ص]ـ
بارك الله فيكم و رحم شيخ الاسلام.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[21 - 10 - 08, 07:44 ص]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[16 - 11 - 10, 05:35 م]ـ
قلنا ان الاشتراك بين صفات الخالق وصفات المخلوق يكون في المطلق الكلي الموجود في الاذهان
اما في الخارج فلا اشتراك
الذي افهمه من هذا
1/ ان المطلق الكلي ما دام انه امر ذهني مجرد خارج عن الصفة لان الصفات وجودها يكون خارج الاذهان
والمطلق الكلي وجوده ذهنيا فهما بهذا متباينان
فاذا اثبتنا الاشتراك في المطلق الكلي اثبتنا اشتراك في امر خارج الصفات
فلا يحسن ان نقول بعد هذا هناك اشتراك بين صفات الخالق وصفات المخلوق. لان العبارة تدل على اشتراك بعد الاضافة والاشتراك بعد الاضافة يكون في امر خارج الذهن لا داخل الذهن.
2/ اذا اثبتنا تشابه بين صفات الخالق وصفات المخلوق في اصل المعنى وقلنا ان اصل المعنى هو المطلق الكلي الموجود في الاذهان لزم من هذا موافقة نفاة الصفاة في اصل مذهبهم لماذا
لان التشابه الذي ينفيه نفاة الصفاة بين صفات الخالق وصفات المخلوق هو التشابه الذي يكون بعد الاضافة
يعني ينفون التشابه بين الصفات خارج الذهن
ونحن على قولنا ان المطلق الكلي ليس له وجود في الخارج مع قولنا ان التشابه يكون ذهنيا وليس في الخارج
نخلص الى ان التشابه الذي نثبته في اصل المعنى انما هو تشابه في الذهن وليس في الخارج
اي اننا متفقون نحن والنفاة انه لا اشتراك ولا تشابه خارج الذهن
يبقى اننا اثبتنا تشابه ذهنيا قبل الاضافة. تنبه الى قبل الاضافة فان هذا مهم
لان معنى هذا على حسب علمي القاصر انه تشابه خارج عن الصفة بعد الاضافة اي
تشابه في المطلق الكلي الذي حكمنا عليه انه لا وجود له في الخارج.
فقولنا ان التشابه في اصل المعنى المثبت بين صفات الخالق وصفات المخلوق وجوده يكون ذهنيا لا في الخارج
وان المشترك الكلي لا وجود له في الخارج يتعارض مع قولنا بالاشتراك بين صفات الخالق والمخلوق.
انبه اخوتي الكرام ان هذا امر اشكل علي في المسالة فاحببت ان اعرضه عليكم يعني المسالة مجرد اشكال.
وياحبذا لو تكون مشاركات الاخوة في صميم الاشكال لكي لا يتشعب الموضوع.
ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[20 - 11 - 10, 03:02 م]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم " ابوسعيد الجزائري"
لفهم الموضوع اولا ..... هل يوجد اشتراك بين المخلوق والمخلوق في الخارج اي خارج الذهن .... الجواب من فضلك
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[20 - 11 - 10, 06:17 م]ـ
لا يوجد اشتراك فالصفات خارج الذهن متباينة الوجود. اي كل صفة تختص بموصوفها.(52/77)
افيدوني باول من نسب اليه تقسيم التوحيد الى الربوبية، والالوهية، والاسماء والصفات من سلف هذه الامة
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[20 - 10 - 08, 04:04 ص]ـ
مشايخي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله
افيدوني باول من نسب اليه تقسيم التوحيد الى الربوبية، والالوهية، والاسماء والصفات من سلف هذه الامة المرحومة، من هو؟
فالبعض قد يشكك في صحة التقسيم وينسبه الى النصارى!
ارجو الافادة
ـ[الباحث]ــــــــ[20 - 10 - 08, 04:35 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=55119
ـ[ابو خطاب العراقي]ــــــــ[22 - 10 - 08, 06:48 ص]ـ
وفقك الله اخي الباحث وجزاك الله خير
فعلا بعض الجهال ينسبون الى الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله انه من احدث هذا التقسيم
الان تبين لنا والحمد لله
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 11:37 م]ـ
اول من اشار لذلك تصريحا - فيما افاده العُلماء - الإ مام ابنُ بطة رحمه الله.
والمعذرة من عدم العزو.
سأعزوا في حال المقدرة
والله اعلم
اخوك الصغير / معاذ.
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[24 - 10 - 08, 12:32 ص]ـ
هناك رسالة للشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن العباد، تكلم فيها عن تقسيم التوحيد. ارجع لها فإنها مفيدة، وقد اختصر كتابه هذا في رسالة صغيرة، أرجع لها هي الأخرى، فقد ذكر جملة من الأئمة جاء في كلامهم ذكر لأقسام التوحيد، منهم الإمام أبي حنيفة الذي يزعم كثير من المبتدعة الانتساب إليه (مع استماتتهم في رد أقسام التوحيد).
وهذا فصل مفيد من كتاب (دعاوى المناوئين لدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب) أودعه هنا لمن أراد الاستفادة
الفصل الثاني:تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبيّة وتوحيد الألوهية.
أورد خصوم الدعوة السلفية اعتراضاً آخر على إحدى قضايا الدعوة، فادعوا أن الشيخ الإمام ابتدع أمراً جديداً، واستحدث شأناً منكراً، حين جعل التوحيد قسمين: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وفرّق بين معنيهما.
وقد ساق الخصوم هذا التقسيم والتفريق بين التوحيدين في مقام الاعتراض والمخالفة للشيخ الإمام وأتباع دعوته، لذا فإن اعتراضهم لا يخلو من تلبيس وتمويه وتزوير.
ويظهر أن سبب هذا الاعتراض من قبل الخصوم، هو اعتقادهم أن الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبّر، بيده النفع والضر .. هو غاية التوحيد، فتوحيد الربوبية هو الواجب على المكلَّف، وليس معنى كلمة التوحيد لا إله إلا الله عندهم إلا بأن الله وحده هو القادر على الاختراع، فإذا كان توحيد الربوبية هو غاية التوحيد، وهو المطلوب من كل مكلَّف، فلا اعتبار إلى غيره، ولا نظر إلى ما عداه، ومن ثمّ رفض هؤلاء القوم هذا التقسيم واستنكروه، واعترضوا على الشيخ الإمام في ذلك.
ونورد اعتراضهم كما جاء مسطوراً في كتبهم، ثم نتبعها بالمناقشة التي تكشف عن صحة ما قصده الشيخ الإمام وأتباعه من إيراد هذا التقسيم والتفريق، وأن تقسيم التوحيد إلى توحيد ربوبية وألوهية هو تقسيم تثبته النصوص القرآنية، والأحاديث الصحيحة وآثار السلف الصالح.
يسوق علوي الحداد هذا الاعتراض فيقول:
(توحيد الألوهية داخل في عموم توحيد الربوبية، بدليل أن الله تعالى لما أخذ الميثاق على ذرية آدم، خاطبهم الله تعالى بقوله (ألست بربكم) (1) ولم يقل بإلهكم، فاكتفى منهم بتوحيد الربوبية، ومن المعلوم أن من أقر له بالربوبية فقد أقر له بالألوهية، إذ ليس الرب غير الإله بل هو الإله بعينه.
ومن العجب العجاب قول المدعي الكذّاب لمن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله من أهل القبلة أنت لم تعرف، التوحيد نوعان: توحيد الربوبية الذي أقرت به المشركون والكفّار، وتوحيد الألوهية الذي أقرت به الحنفاء وهو الذي يدخلك في دين الإسلام.
وأما توحيد الربوبية فلا، فيا عجباً هل للكافر توحيد صحيح، فإنه لو كان توحيده صحيحاً لأخرجه من النار، إذ لا يبقى فيها موحد كما صرحت به الأحاديث)
ويورد محسن بن عبد الكريم قول أحد أسلافه، وهو عبد الله بن عيسى حيث يقول - معترضاً على هذا التقسيم -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/78)
(ثم إن المخالف - يعني ابن عبد الوهاب - جعل التوحيد توحيدين توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، فقال: إن الأول اعترف به المشركون، وأما الثاني فلم يعترفوا به، وجعل توحيد الإلهية راجعاً إلى العبادة ولا نعلم سلف له في هذا، ونحن لا نسلم الفرق، بل توحيد الربوبية هو توحيد الألوهية، إذ الصفة لا تزول عن الموصوف، فرب السموات والأرض إلههما .. )
(لقد جاء مشركوا العرب الكفر من جهة اعتقادهم استحقاق العبادة لغير الله، واتخاذه رباً من دون الله، وأما المسلمون فإنهم بحمد الله بريئون من ذلك، إذ لا يعتقدون شيئاً يستحق الألوهية والعبادة غير الله تعالى، فهذا هو الفرق بين الحالين. وأما هؤلاء الجاهلون المكفرون للمسلمين، فإنهم لم يعرفوا الفرق بين الحالين، تخبطوا وقالوا أن التوحيد نوعان: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية).
ويقول السمنودي - في موضع آخر: -
(وأما المشركون الذين نزلت فيهم الآيات القرآنية، فكانوا يعتقدون استحقاق أصنامهم الألوهية والعبادة، ويعظمونها تعظيم الربوبية، وإن كانوا يعتقدون أنها لا تخلق شيئاً)
ويورد أحمد دحلان تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية ويستنكر هذا التقسيم، ثم يذكر أدلته على إبطاله، يقول دحلان:
(وقالوا أن التوحيد نوعان توحيد الربوبية، وهو الذي أقر به المشركون، وتوحيد الألوهية وهو الذي أقر به الموحدون، وهو الذي يدخلك في دين الإسلام، وأما توحيد الربوبية فلا يكفي، وكلامهم باطل .. فإن توحيد الربوبية هو توحيد الألوهية.
ألا ترى إلى قوله تعالى: (ألست بربكم قالوا بلى)
ولم يقل ألست بإلهكم، فاكتفى منهم بتوحيد الربوبية، ومن المعلوم أن من أقرّ لله بالربوبية فقد أقر له بالألوهية، إذ ليس الرب غير الإله، بل هو الإله بعينه.
وفي الحديث (إن الملكين يسألان في قبره فيقولان له: من ربك؟)
ولا يقولا: من إلهك؟، فدل على أن توحيد الربوبية هو توحيد الألوهية.
ثم قال - وهل للكافر توحيد صحيح؟ فإنه لو كان للكافر توحيد صحيح لأخرجه من النار، إذ لا يبقى فيها موحد. فهل سمع المسلمون في الأحاديث والسير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدمت عليه أجلاف العرب ليسلموا على يده، يفضّل لهم توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، ويخبرهم أن توحيد الألوهية هو الذي يدخلهم في دين الإسلام، أو يكتفي منهم بمجرد الشهادتين، وظاهر اللفظ ويحكم بإسلامهم، فما هذا الافتراء والزور على الله ورسوله، فإن من وحّد الربّ فقد وحّد الإله، ومن أشرك بالرب فقد أشرك بالإله، فليس للمسلمين إله غير الرب، فإذا قالوا لا إله إلا الله، إنما يعتقدون أنه هو ربهم، فينفون الألوهية عن غيره، كما ينفون الربوبية عن غيره)
وقد تحدث يوسف الدجوي عن هذا الاعتراض فأطال، فاستنكر التقسيم - السابق - وذكر أدلته وحججه، فقال:
(فقولهم أن التوحيد ينقسم إلى توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية تقسيم غير معروف لأحد قبل ابن تيمية .. ، وغير معقول، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد دخل في الإسلام أن هناك توحيدين، وأنك لا تكون مسلماً حتى توحّد توحيد الألوهية، ولا أشار إلى ذلك بكلمة واحدة، ولا سمع ذلك عن أحد من السلف الذين يتبجحون باتباعهم في كل شيء، ولا معنى لهذا التقسيم، فإن الإله الحق هو الرب الحق، والإله الباطل هو الرب الباطل، ولا يستحق العبادة والتأليه إلا من كان رباً ولا معنى لأن نعبد من لا نعتقد فيه أنه رب ينفع ويضر …)
ثم ساق الدجوي أدلته واستدلاله فقال:
(يقول تعالى: (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً)
فصرح بتعدد الأرباب عندهم، وعلى الرغم من تصريح القرآن بأنهم جعلوا الملائكة أرباباً، يقول ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب:
أنهم موحدون توحيد الربوبية، وليس عندهم إلا رب واحد، وإنما أشركوا في توحيد الألوهية.
ويقول يوسف عليه السلام لصاحبي السجن وهو يدعوهما إلى التوحيد (ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار)
، ويقول الله تعالى: (وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي)
وأما هم - أي مشركوا العرب - فلم يجعلوه رباً، ومثل ذلك قوله تعالى: (لكنا هو الله ربي)
خطاباً لمن أنكر ربوبيته تعالى).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/79)
إلي أن قال الدجوي -: (فليس عند هؤلاء الكفّار توحيد الربوبية، كما قال ابن تيمية، وما كان يوسف عليه السلام يدعوهم إلا إلى توحيد الربوبية، لأنه ليس هناك شيء يسمى توحيد الربوبية، وشيء آخر يسمى توحيد الألوهية عند يوسف عليه السلام. فهل هم أعرف بالتوحيد منه أم يجعلونه مخطئاً في التعبير بالأرباب دون الآلهة.
ويقول الله تعالى في أخذ الميثاق: (ألست بربكم قالوا بلى)
، فلو كان الإقرار بالربوبية غير كاف، وكان متحققاً عند المشركين، ولكنه لا ينفعهم كما يقول ابن تيمية، ما صحّ أن يؤخذ عليهم الميثاق بهذا، ولا صحّ أن يقولوا يوم القيامة: (إنا كنا عن هذا غافلين)
، وكان الواجب أن يغير الله عبارة الميثاق إلى ما يوجب اعترافهم بتوحيد الألوهية، حيث أن توحيد الربوبية غير كاف كما يقول هؤلاء إلى آخر ما يمكننا أن نتوسع فيه، وهو لا يخفى عليك، وعلى كل حال فقد اكتفى منهم بتوحيد الربوبية، ولو لم يكونا متلازمين لطلب إقرارهم بتوحيد الألوهية أيضاً.
ثم يقول:
(فهل ترى للمشركين توحيداً بعد ذلك يصح أن يقال فيه أنه عقيدة؟ أما التيميون
فيقولون بعد هذا كله أنهم موحدون توحيد الربوبية، وأن الرسل لم يقاتلوهم إلا على توحيد الألوهية الذي لم يكفروا إلا بتركه، ولا أدري ما معنى هذا الحصر مع أنهم كذبوا الأنبياء وردّوا ما أنزل عليهم، واستحلوا المحرمات وأنكروا البعث واليوم الآخر، وزعموا أن لله صاحبةً وولداً … الخ، وذلك كله لم يقاتلهم عليه الرسل في رأي هؤلاء، وإنما قاتلوهم على عدم توحيد الألوهية كما يزعمون)
ويتعجب الدجوي مرة أخرى من هذا التفريق فيقول:
(وإني أعجب لتفريقهم بين توحيد الألوهية والربوبية، وجعل المشركين موحدين توحيد الربوبية مع قوله تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) (3) وهل المراد من الأرباب إلا المعبودون؟) (4).
ويسوق العاملي تقسيم التوحيد في مقام الاعتراض حيث يقول:
(وقسموا التوحيد إلى توحيد الربوبية، وهو الاعتقاد بأن الخالق الرازق المدبر للأمر هو الله، وتوحيد العبادة وهو صرف العبادة كلّها إلى الله قالوا: ولا ينفع الأول بدون الثاني، لأن مشركي قريش كانوا يعتقدون بالأول فلم ينفعهم لعدم إقرارهم بالثاني؛ كذلك المسلمون لا ينفعهم الإقرار بتوحيد الربوبية، لعبادتهم الأنبياء والصالحين وقبورهم بنفس الأشياء التي كان المشركون يعبدون أصنامهم بها) (5).
ويورد حسن خزبك عنواناً - في كتابه المقالات الوفية - باسم: (العقيدة المستحدثة التفريق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية) كان مما قاله فيه: -
(وعقيدتهم الجديدة هي التفريق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية فقالوا أن الكفّار وحدوا توحيد الربوبية، ولم يوحدوا توحيد الألوهية؛ لأنهم مع اعترافهم بأن الله هو الخالق الرازق عبدوا الأصنام .. ) (1) - ثم نقل حسن خزبك كلام دحلان -.
فأنكر هؤلاء الخصوم تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، ولم يفرّقوا بينهما، وجعلوا توحيد الربوبية هو الغاية والمطلوب من المكلَّف، وادعوا أن مشركي العرب الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكونوا مقرّين بأن الله هو الرب الخالق الرازق المدبّر المحي المميت .. ونحوها من صفات الربوبية - كما هو ظاهر كلام الخصوم -.
لذا يقول الطبطبائي:
(ثم إنه سبحانه حكم بشركهم لاتخاذهم تلك الأصنام شريكاً لله في خلق وتدبير العالم، وجوّزوا عبادتها خلافاً لله تعالى فيما نهاهم عنه على لسان أنبيائه بقوله تعالى: (فلا تجعلوا لله أنداداً) (2)، وأين هذا ممن لا يعتقد في الأنبياء، والصلحاء الخلق والتدبير ولا يعتقد عبادتهم) (3).
وترتب على ما سبق بيانه، أن الخصوم فهموا أن العبادة لله هي مجرد الخضوع للرب، والاعتراف بأفعال الرب مثل الرزق والإحياء والإماتة والنفع والضر.
لذا يقول أحدهم - وهو محمد بن عبد المجيد - في تعريف العبادة:
(فالعبادة شرعاً غاية التذلل والخضوع لمن يعتقد له الخاضع بعض صفات الربوبية، كما ينبيء عنه مواقع استعمالها في الشرع.
فغاية الخضوع لا تكون عبادة بمجردها بل حتى تكون على وجه خاص، وهو اعتقاد الخاضع ثبوت صفة من صفات الربوبية للمخضوع له) (4).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/80)
وإذا انتقلنا إلى مجال المناقشة والجواب على الاعتراض - السابق -، فنجد أن الشيخ الإمام رحمه الله قد اعتنى بهذا التقسيم، والتفريق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، فقد قرر رحمه الله الفرق بينهما في أكثر من موضع، وبيّن أن مشركي العرب مقرّون بتوحيد الربوبية - كما سيأتي موضحاً بالنصوص القرآنية -، ولكنهم أنكروا توحيد العبادة، وقالوا - كما حكى القرآن عنهم - (أجعل الآلهة إلهاً واحداً إنَّ هذا لشيء عجاب) (1).
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -:
(فإذا تحققت أنهم مقرّون بهذا، ولم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة، وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك، ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحده، كما قال تعالى: (فلا تدعوا مع الله أحداً) (2).
فإقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام، وإن قصدهم الملائكة والأنبياء، والأولياء، يريدون شفاعتهم، والتقرب إلى الله بذلك هو الذي أحل دماءهم وأموالهم .. وهذا التوحيد هو معنى قولك لا إله الله) (3).
ويبين الشيخ الإمام الفرق بين التوحيدين فيقول:
(فإذا قيل لك ما الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية؟ فقل: توحيد الربوبية فعل الرب مثل الخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، وإنزال المطر، وإنبات النبات، وتدبير الأمور. وتوحيد الإلهية فعلك أيها العبد مثل: الدعاء، والرجاء، والخوف، والتوكل، والإنابة، والرغبة، والرهبة، والنذر، والاستغاثة، وغير ذلك من أنواع العبادة). (4)
ويوضح الشيخ رحمه الله اجتماع الربوبية والألوهية، وافتراقهما فيقول:
(اعلم أن الربوبية والألوهية يجتمعان، ويفترقان كما في قوله: (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس) (1)، وكما يقال رب العالمين وإله المرسلين، وعند الإفراد يجتمعان كما في قول القائل: من ربك، مثاله الفقير والمسكين نوعان في قوله:
(إنما الصدقات للفقراء والمساكين) (2)، ونوع واحد في قوله صلى الله عليه وسلم: (افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم) (3)، إذا ثبت هذا فقول الملكين للرجل في القبر: من ربك؟ معناه من إلهك، لأن الربوبية التي أقر بها المشركون ما يمتحن أحد بها وكذلك قوله: (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) (4) وقوله: (قل أغير الله أبغي رباً) (5) وقوله: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) (6) فالربوبية في هذا هي الألوهية ليست قسيمة لها، كما تكون قسيمة لها عند الاقتران فينبغي التفطن لهذه المسألة) (7).
وفي هذه المقالة - السابقة - التي سطرها الشيخ الإمام جواب على كثير من الأدلة التي استدل بها أولئك الخصوم في إبطال هذا التقسيم، حين أظهر الشيخ وفصّل متى يجتمع توحيد الربوبية والألوهية، ومتى يفترفان مما أثبت صواب هذا التقسيم والتفريق، وأن نصوص القرآن والسنّة تثبته وتدل عليه.
ويرد صاحب (التوضيح) على من أدعى أن الألوهية هي القدرة على الاختراع فيذكر مقالته ثم يجيب عليها:
(معنى الألوهية أنها القدرة على اختراع الخلق والتدبير، فمن قال لا إله إلا الله واعتقد أنه لا يقدر على اختراع الخلق والتدبير إلا الله فلا شريك له في ذلك، كان ذلك هو معنى لا إله إلا الله.
ولم يعلم أن مشركي العرب كانوا مقرّين بهذا المعنى معترفين، فلم يقولوا أن العالم له خالقان، أو مدبران بل الخالق والمدبر واحد (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى تؤفكون) (1).
فهذا التوحيد من الواجب على العبيد، ولكن لا يحصل به التوحيد لإله كل العبيد، ولا يخلص بمجرده عن الشرك الذي هو أكبر الكبائر، ولا يغفره الله يوم تبلى السرائر، بل لابد أن يخلص الدين كله لله فلا يتأله بقلبه غير الله، ولا يعبد إياه مخلصاً له الدين) (2).
ويرد صاحب (التوضيح) على من زعم أن مشركي العرب يعتقدون النفع والضر لغير الله فيقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/81)
(زعمه أن المشركين الأولين كانوا يعتقدون النفع والضر، والعطاء والمنع من غير رب العالمين، ويرد هذا صريح قوله تعالى: (قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون) (3)، وقوله تعالى: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) (4) .. ) (5).
ويذكر الحازمي الغاية من إرسال الرسل، فيشير إلى الفرق بين التوحيدين حيث يقول:
(اعلم أن الله تعالى لم يبعث رسله عليهم السلام وينزل كتبه ليعرف خلقه بأنه هو الخالق لهم، الرازق لهم ونحو ذلك، فإن هذا يقرّ به كل مشرك قبل بعثة الرسل، قال الله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم) (1) - وذكر الحازمي آيات كثيرة تدل على ما قال - … بل بعث رسله، وأنزل كتبه، لإخلاص توحيده، وإفراده بالعبادة لا يتمّ إلا بأن الدعاء كله لله والنداء والاستغاثة، والاستعانة، والرجا، واستجلاب الخير، واستدفاع الشر له ومنه، لا لغيره، ولا من غيره، ولا يدعى مع الله أحد .. وقد تقرر أن شرك المشركين الذين بعث الله تعالى إليهم خاتم رسله صلى الله عليه وسلم لم يكن إلا باعتقادهم أن الأنداد التي اتخذوها تنفعهم، وتقربهم إلى الله زلفى، وتشفع لهم عنده مع اعترافهم بأن الله سبحانه هو خالقها، وخالقهم، ورازقها، ورازقهم، ومحييها ومحييهم ومميتها ومميتهم .. ) (2).
ثم يقول الحازمي - مبيناً وجه الشبه بين المشركين الأولين وبين عبّاد القبور:
(فإن قلت أن هؤلاء القبوريين يعتقدون أن الله تعالى هو الضار النافع، والخير والشر بيده وإنما استغاثوا بالأموات قصداً لإنجازه ما يطلبونه من الله عزّ وجل.
قلت: وهكذا كانت الجاهلية فإنهم يعلمون أن الله سبحانه هو الضار النافع، وأن الخير والشر بيده، وإنما عبدوا الأصنام لتقربهم إلى الله زلفى كما حكاه الله عنهم في كتابه العزيز) (2).
ويورد الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين هذا التقسيم، ويسوق بعض أقوال أهل العلم التي توضح ذلك التقسيم وتقرره، فيقول رحمه الله:
(وأما الإقرار بتوحيد الربوبية وهو أن الله سبحانه خالق كل شيء ومليكه ومدبره. فهذا يقر به المسلم والكافر ولا بد منه، لكن لا يصير الإنسان به مسلماً حتى يأتي بتوحيد الإلهية الذي دعت إليه الرسل، وأبى عن الإقرار به المشركون، وبه يتميز المسلم من المشرك، وأهل الجنة من أهل النار، فقد أخبر سبحانه في مواضع من كتابه عن المشركين أنهم يقرون بتوحيد الربوبية، ويحتج عليه سبحانه بإقرارهم بتوحيد الربوبية على إشراكهم في توحيد الألوهية.
قال سبحانه: {قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار، ومن يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، ومن يدبر الأمر فسيقولون الله} (1) الآية.
قال البكري الشافعي في تفسيره على هذه الآية: إذا قلت إذا أقروا بذلك فكيف عبدوا الأصنام؟ قلت: كلهم كانوا يعتقدون بعبادتهم الأصنام عبادة الله، والتقرب إليه، لكن في طرق مختلفة، ففرقة قالت: ليس لنا أهلية عبادة الله بلا واسطة لعظمته، فعبدناها لتقربنا إليه زلفى. وفرقة قالت: الملائكة ذو وجاهة عند الله، اتخذناها أصناماً على هيئة الملائكة لتقربنا إلى الله زلفى، وقالت: جعلنا الأصنام قبلة لنا في العبادة كما أن الكعبة قبلة في عبادته. وفرقة اعتقدت أن لكل صنم شيطاناً متوكلاً بأمر الله، فمن عبد الصنم حق عبادته قضى الشيطان حوائجه بأمر الله، وإلا أصابه الشيطان بنكبة بأمر الله.
وقال ابن كثير عند قوله تعالى: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} (2) إنما يحملهم على عبادتهم أنهم عبدوا الأصنام اتخذوها على صور الملائكة المقربين في زعمهم، فعبدوا تلك الصور تنزيلاً لذلك منزلة عبادتهم الملائكة ليشفعوا لهم عند الله في نصرهم، ورزقهم وما ينوبهم من أمر الدنيا.
وقال تعالى: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} (1) قال ابن عباس وغيره: إذا سألتهم من خلق السموات والأرض قالوا الله، وهم يعبدون معه غيره. ففسروا الإيمان في هذه الآية بإقرارهم بتوحيد الربوبية، والشرك بعبادتهم غير الله وهو توحيد الألوهية) (2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/82)
ويبين الشيخ الشثرى الفرق بين التوحيدين من خلال إقرار المشركين بتوحيد الربوبية دون توحيد الألوهية، فيقول رحمه الله:
(توحيد الربوبية لم ينكره المشركون، بل أقروا به، فلو أشرك أحد فيما يختص بالرب من ذلك، لكان شركاً في توحيد الربوبية لا يغفر، والرب سبحانه يأمر نبيّه في كتابه العزيز بأن يحتج على المشركين في شركهم في توحيد الألوهية بإقرارهم بتوحيد الربوبية. قال تعالى: {قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار، ومن يخرج الحي من الميت، و يخرج الميت من الحي، ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون} (3) وقال تعالى: {هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى يؤفكون} (4) - وغيرها من الآيات التي ذكرها المؤلف - ثم قال الشثرى:
(أتراهم مشركين في ربوبيته التي أقروا بها أم شركهم في توحيد الإلهية بجعل معبوديهم وسائط بينهم وبين الله؟) (5).
ويقول أيضاً - موضحاً شرك كفّار العرب الأولين -:
(فإذا عرفت أنهم لم يعتقدوا فيمن عبدوهم صفات الربوبية، وإنما جعلوهم وسائط بينهم وبين الله يحبونهم كحب الله، يدعونهم ويتذللون لهم، ويتضرعون إليهم لطلب الحاجات، وتفريج الكربات، وإغاثة اللهفات، بزعمهم أن رتبتهم قصرت عن التأهل لسؤال رب الأرض والسماوات قال تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفّار) (1) (2).
ومما أورده السهسواني في الجواب على اعتراض دحلان، قوله رحمه الله: -
(لا مرية في أننا مأمورون باعتقاد أن الله وحده هو ربنا ليس لنا رب غيره، وباعتقاد أن الله وحده هو معبود ليس لنا معبود غيره، وأن لا نعبد إلا إياه، والأمر الأول هو الذي يقال له توحيد الربوبية، والأمر الثاني هو الذي يقال له توحيد الألوهية.) (3). ثم ذكر السهسواني الآيات الدالة على كلا الأمرين (4) - إلى أن قال رحمه الله:
(ولا أظنك شاكاً في أن مفهوم الرب، ومفهوم الإله متغايران، وإن كان مصداقهما في نفس الأمر، وفي اعتقاد المسلمين الخالص واحداً. وذلك يقتضي تغاير مفهومي التوحيد، فيمكن أن يعتقد أحد من الضالين توحيد (الرب) ولا يعتقد توحيد الإله، وأن يشرك واحد من المبطلين في الإلهية، ولا يشرك في الربوبية، وإن كان هذا باطلاً في نفس الأمر، ألا ترى أن مصداق الرازق، ومالك السمع والأبصار، والمحي والمميت، ومدبر الأمر، ورب السموات السبع، ورب العرش العظيم، ومن بيده ملكوت كل شيء والخالق، ومسخر الشمس والقمر، ومنزل الماء من السماء، ومصداق الإله واحد؟ ومع ذلك كان مشركو العرب يقرّون بتوحيد الرازق ومالك السمع والأبصار وغيرهما ويشركون في الألوهية والعبادة) (5).
ويكشف السهسواني عن تنبيه مفيد، وهو أن كون مصداق الرب عين مصداق الإله في نفس الأمر، وعند المسلمين المخلصين، لا يقتضي اتحاد مفهوم توحيد الربوبية والألوهية، ولا اتحاد مصداق الرب والإله عند المشركين ..
يقول رحمه الله:
(فعبّاد القبور يقرون بتوحيد الرازق، والمحي والمميت، والخالق والمؤثر، والمدبر والرب، ومع ذلك يدعون غير الله من الأموات خوفاً وطمعاً، ويذبحون لهم، ويطوفون لهم، ويحلقون لهم، ويخرجون من أموالهم جزءاً لهم، وكون مصداق الرب عين مصداق الإله في نفس الأمر، وعند المسلمين المخلصين، لا يقتضي اتحاد مفهوم توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، ولا اتحاد مصداق الرب والإله عند المشركين من الأمم الماضية، وهذه الأمة.
أما نعقل أن لفظ توحيد الربوبية، ولفظ توحيد الألوهية كلاهما مركبان إضافيان، والمضاف في كليهما كلي، وهذا غني عن البيان، وكذلك المضاف إليه في كليهما، فإن الربوبية والألوهية منتزعان من الرب والإله، وهم كليان. أما الرب فلأن معناه المالك والسيد والمتصرف للإصلاح والمصلح والمدبر، والمربي، والجابر، والقائم والمعبود، وكل واحد مما ذكر معنى كلي.
وأما الإله فلأن معناه المعبود بحق أو باطل، وهو معنى كلي، فالمنتزع منهما أيضاً يكون معنى كلياً، فتوحيد الربوبية اعتقاد أن الرب واحد سواء كان ذلك الرب عين الإله أو غيره، وتوحيد الألوهية اعتقاد أن الإله واحد سواء كان ذلك الإله عين الرب أو غيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/83)
وإذا تقرر هذا فنقول: يمكن أن يوجد في مادة توحيد الربوبية ولا يوجد توحيد الألوهية لمن يعتقد أن الرب واحد، ولا يعتقد أن الإله واحد، بل يعبد آلهة كثيرة. ويمكن أن يوجد في مادة توحيد الألوهية ولا يوجد توحيد الربوبية لمن يعتقد أن المستحق للعبادة واحد، ولا يعتقد وحدانية الرب، بل يقول أن الأرباب كثيرة متفرقة، ويمكن أن يجتمعا في مادة واحدة كمن يعتقد أن الرب والإله واحد، فثبت أن مفهوم توحيد الربوبية مغاير لمفهوم توحيد الألوهية. نعم توحيد الربوبية من حيث أن الرب مصداقه إنما هو تعالى لا غير يستلزم توحيد الألوهية من حيث أن الإله مصداقه إنما هو الله تعالى لا غير، لكن هاتين الحيثيتين زائدتان على نفس مفهومي التوحيدين، ثابتان بالبرهان العقلي والنقلي) (1).
ثم يقول السهسواني:
(على أنا لو قطعنا النظر عن بحث تغاير مفهومي التوحيدين، فمطلوبنا حاصل أيضاً، فإن توحيد الألوهية لا يتأتى إنكاره من أحد من المسلمين).
وهو كاف لإثبات إشراك عبّاد القبور، فإنهم إذا دعوا غير الله رغبة ورهبة، وطلبوا منهم ما لا يقدر عليه إلا الله، ونحروا لهم، ونذروا لهم، وطافوا لهم، وحلقوا لهم، وصنعوا غير ذلك من العبادات فقد عبدوا غير الله، واتخذوهم آلهة من دون الله) (2).
ثم يسوق السهسواني ما استدل به دحلان على اتحاد توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية ويعقبه بالمناقشة والجواب، فلما ادعى دحلان أن قوله تعالى: (ألست بربكم قالوا بلى) (3) دليل على أن الله اكتفى من البشر بتوحيد الربوبية، لأنه لم يقل ألست بإلهكم، فكان جواب السهسواني على هذا الاستدلال بما يلي:
(إن غاية مايثبت من الآية أن الله تعالى لم يذكر في هذه الآية توحيد الألوهية، وهذا لا دلالة له بشيء من الدلالات على اتحادهما، فرب حكم يذكر في آية دون أخرى، وتوحيد الألوهية وإن لم يذكر في هذه الآية فهو مذكور في آيات أخرى، وتوجيه الاكتفاء بتوحيد الربوبية ليس منحصراً في أنهما لما كانا متحدين اكتفى بذكر أحدهما، بل هناك احتمالات أخر:
الأول: أن الإقرار بتوحيد الربوبية مع لحاظ قضية بديهية، وهي أن غير الرب لا يستحق العبادة يقتضي الإقرار بتوحيد الألوهية عند من له عقل سليم وفهم مستقيم، قال ابن كثير تحت قوله تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار) (1) الآية، يحتج تعالى على المشركين باعترافهم بوحدانية ربوبيته على وحدانية ألوهيته.
الاحتمال الثاني: أن في الآية اختصاراً والمقصود: ألست بربكم وإلهكم؟ يدل عليه أثر ابن عباس: إن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وتكفل لهم بالأرزاق .. الحديث.
الاحتمال الثالث: أن المراد بالرب المعبود، قال القرطبي: الرب المعبود، وعن عكرمة في تفسير قوله تعالى: (ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله) (2)، قال يسجد بعضنا لبعض، كذا قال الحافظ ابن كثير في تفسيره وغيره، وقال الله تعالى في سورة التوبة: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) (3) فالمراد بالأرباب في تلك الآية هم المعبودون (4)
ويرد الشيخ ابن سحمان دعاوى الحداد في اعتراضه على ذلك التقسيم، فيقول رحمه الله:
(وأما قوله - أي الحداد -: فيا عجباً هل للكافر توحيد صحيح؟ فإنه لو كان توحيده صحيحاً لأخرجه من النار … الخ.
والجواب: لم يقل الشيخ أن للكافر المشرك توحيداً صحيحاً، ولكن أخبر أن مشركي العرب كانوا مقرّين بأن الله وحدة خالق كل شيء، وكانوا مع هذا مشركين، قال تعالى: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) (1)، قال طائفة من السَّلف: تسألهم من خلق السموات والأرض فيقولون الله وهم مع ذلك يعبدون غيره، فإيمانهم هو إقرارهم بتوحيد الربوبية، وهذا الإيمان بتوحيد الربوبية لا يدخلهم في الإسلام وهم يعبدون غير الله، أي يشركون به في توحيد الألوهية) (2).
ويؤكد عبد الكريم بن فخر الدين على ضرورة التفريق بين نوعي التوحيد، فيقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/84)
(أقول قال الله سبحانه: (قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون) (3) وقال عزَّ من قائل: (وإذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون (4) الآية، فتبيّن لك أن المشركين من العرب الأول كانوا يقرون بربوبية الله تعالى، وينكرون وحدانيته تعالى في الألوهية أي العبودية، ويقولون إنكاراً منهم (أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب) (5) الآية .. فلأجل ذلك تنوع التوحيد بنوعين توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، فإنكار هذا إنكار الحس) (6).
وقد أجاب القصيمي على دعاوى الدجوي، وتتبعها بالرد والنقاش، ثم أعقبها بالبراهين الدالة على خلاف تلك الدعوى ..
فلما زعم الدجوي أن المشركين كانوا ينكرون وجود الله مستدلاً بما فهمه من الآيات القرآنية، مثل قوله تعالى: (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن) (1). فأجاب القصيمي على هذا الاستدلال بعدة أوجه نذكر منها:
(الأول: ليس في الآية الكريمة إنكار للرحمن، وإنما فيها استفهام عنه (بما) التي يسأل بها حقيقة الشيء، والمصدق بوجود الأمر يسأل عنه، لا خلاف بين اللغويين في ذلك فهم يقولون: ما الروح؟ كما قال تعالى: (ويسألونك عن الروح) (2) وهم يؤمنون بها .. فالسؤال عن الأمر ليس إنكاراً له.
الثاني: نقول هب ذلك جحوداً، ولكن هل هو جحود لذاته تعالى؟ أم جحود لتسميته بالرحمن؟ هو لم يدلل على ما قال، وقد سمع العربي لفظ عقار وخندريس وكميت، من أسماء الخمر، فيقول ما العقار وما الخندريس وما الكميت؟ وهو مؤمن بها، وقد يكون شربها، ولكن يجحد تسميتها بهذا الاسم، أو يجهلها، فالاسم غير المسمى، والمدلول غير الدال.
الثالث: في خبر صلح الحديبية لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابة بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل بن عمرو نائب المشركين في الصلح: أما الرحمن فلا نعرفه، ولكن أكتب باسمك اللهم، فقول سهيل: لا نعرف الرحمن، ولكن أكتب باسمك اللهم. يدل على أمرين، على أنهم مؤمنون بالله، وأنهم يستعينون به في أمورهم، وعلى أن الذي ينكرونه هو وصفه بالرحمن، ولو كانوا ينكرون ذاته لعارض باسم اللهم، ولأنكر لفظ الجلالة، ولفظ الرحيم المذكورين فهذا يفسر الآية، ويوضح قولهم (وما الرحمن).
الرابع: المفسرون قاطبة يفسرون الآية بإنكار المشركين لهذا الاسم لا لذاته، وقد أجمعوا على هذا التفسير.
الخامس: هذه الآية على فهمهم مخالفة لتسمية العرب مشركين بالله والناس قاطبة يقولون أنهم مشركون بالله، فلو كان جاحديه لما كانوا مشركين به، فتسميتهم مشركين بالله يدل على أنهم مؤمنون بوجوده، ولكن عبدوا معه غيره) (1).
وقد ذكر القصيمي أجوبة أخرى .. فنكتفي بما ذكرناه (2).
ثم رد القصيمي مقالة الدجوي بأن الرسول لم يذكر الفرق بين التوحيدين فقال القصيمي:
(نقول: إما أن يريد أنهم لم يذكروه باللفظ المذكور، وإما أن يريد أنهم لم يذكروه ولا بالمعنى، ولم يفهموا من دخل في الدين أن هناك توحيدين، إن أراد الأول فلا يضرنا ولا ينفعنا .. ، وإن أراد الثاني نازعناه، وقلنا إنك لم تقم دليلاً عليه، بل نقول أن الرسول وأصحابه أعلموا الداخلين في الدين أن هناك توحيد ألوهية وربوبية بقولهم لهم قولوا لا إله إلا الله، ولا تعبدوا إلا الله ولا تدعوا إلا إياه، مع قولهم لا خالق ولا رازق إلا الله، وهؤلاء يريدون أن يكون كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقول: ينقسم التوحيد إلى قسمين .. ) (3).
ثم ذكر القصيمي البراهين على الفرق بين توحيد الألوهية، والربوبية فكان مما قاله:
البرهان الأول: فرّقت كتب اللغة والتفسير بين معنى كلمة الإله، وبين معنى كلمة الرب، فإله بمعنى المعبود، والرب بمعنى المالك للشيء وصاحبه.
البرهان الثاني: قال تعالى: (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس) (4) ذكر الرب ثم المالك ثم الإله، فلو كان الرب والإله شيئاً واحداً. لكان في الآية تكرار ينبو بها عن حدّ البلاغة.
البرهان الثالث: باتفاق أهل اللغة أن إلهاً بمعنى مألوه ككتاب أي مكتوب، وأن رباً بمعنى راب أي اسم فاعل، لأنه يقال رب الناس أي ملكهم، فلا يصح تفسير اسم الفاعل باسم المفعول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/85)
البرهان الرابع: أخبر القرآن أن الكفّار كان يسمون أصنامهم آلهة قالوا: (وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك) (1) ولم يخبر في آية أنهم قالوا لها أرباباً، فلو كان لا فرق بين اللفظين لسموها أرباباً كما سموها آلهة.
البرهان الخامس: الذي يحقن دم المشرك أن ينطلق بكلمة الإخلاص على - ألا يأتي بما ينقضها - وهذه الكلمة التي تحقن الدم هي لا إله إلا الله باتفاق المسلمين. ولا يعصمه أن يقول لا خالق إلا الله بإجماع المذاهب، ولو كان معنى الإله والرب واحداً لما عصم دمه أحد اللفظين دون الآخر) (2).
وهكذا يظهر - عبر تلك النقول لأئمة الدعوة وأنصارها - أن تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، والتفريق بينهما، أن ذلك تقسيم وتفريق تثبته الأدلة وتقرّره النصوص، ويشهد له أئمة العلم والهدى. فليس تقسيماً مبتدعاً - كما ادعاه أولئك الناس - استحدثه ابن تيمية أو ابن عبد الوهاب، بل الصواب والحق في هذا التقسيم والتفريق، والزيغ والضلال في الإعراض عنه، والاعتراض عليه، ومن ثم ظهر ما كان عليه الخصوم من الجهل بحقيقة التوحيد، وقصر التوحيد على توحيد الربوبية، حتى ظنّوا أن مشركي العرب قد أنكروا توحيد الربوبية، الذي يعتبرونه - هؤلاء الخصوم - غاية التوحيد.
ومن المناسب في نهاية هذا الفصل أن نذكر ماكتبه حسين بن مهدي النعمي رحمه الله حول إقرار مشركي العرب بتوحيد الربوبية، دون الإقرار بتوحيد العبادة يقول:
(ولقد تتبعنا في كتاب الله فصول تراكيبه، وأصول أساليبه، فلم نجده تعالى حكى عن المشركين أن عقيدتهم في آلهتهم وشركائهم التي عبدوها من دونه، أنها تخلق، وترزق، وتحي، وتميت، وتنزل من السماء ماء، وتخرج الحي من الميت، والميت من الحي .. بل إذا ضاق عليهم الأمر واشتدت بهم الكرب، فزعوا إلى الله وحده، فإذا سئلوا عن حقيقة دينهم هل هو شرك في الربوبية؟ دانوا وأذعنوا للرب وحده بالاختصاص بكل ذلك والإنفراد، وهذا واضح لمن ألقى السمع للقرآن فيما حكى عنهم بقوله: (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون، سيقولون لله قل أفلا تذكرون، قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم، سيقولون لله قل أفلا تتقون .. ) (1) الآيات.
فهذا شرك القوم واتخاذهم الآلهة الذي كان سبباً أن سجّل عليهم ربهم القاهر فوق عباده بالشرك والغي والضلال والكفر والظلم والجهلة) (2).
ويقول النعمي في موضع آخر:
(ومن أمعن النظر في آيات الكتاب وما قصَّ من محاورات الرسل مع أممهم وجد أن أسّ الشأن، ومحط رحال القصد شيوعاً، وكثرةً وانتشاراً وشهرةً، هو دعاء الله وحده، وإخلاص العبادة له، وأن الغافلين كانوا بنقيض هذه الصفة من دون أن يضيفوا لما عبدوا شيئاً من صفات الربوبية كخلق ورزق وغيرهما، أو يجعلوا لها من ذواتها وصفاتها مقتضياً وملزماً للعبادة، بل أعربوا عن اتخاذها آلهة لتقريبهم إلى الله وشفاعتها عنده …)
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 08, 07:56 ص]ـ
قال الامام ابن بطة في كتابه " الابانة الكبرى باب بيان كفر الجهمية 5/ 475 ":
وذلك أن أصل الإيمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الإيمان به ثلاثة أشياء:
أحدها: أن يعتقد العبد آنيته ليكون بذلك مباينا لمذهب أهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعا.
الثاني: أن يعتقد وحدانيته، ليكون مباينا بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره.
والثالث: أن يعتقده موصوفا بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفا بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه، إذ قد علمنا أن كثيرا ممن يقربه ويوحده بالقول المطلق قد يلحد في صفاته، فيكون إلحاده في صفاته قادحا في توحيده، ولأنا نجد الله تعالى قد خاطب عباده بدعائهم إلى اعتقاد كل واحدة في هذه الثلاث والإيمان بها
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 08, 09:10 ص]ـ
فالبعض قد يشكك في صحة التقسيم وينسبه الى النصارى!
ارجو الافادة
بالنسبة لصحة التقسيم فهو ليس صحيحا وفقط بل هو لازم. بل أن الله أوجب على كل مسلم فهم التوحيد على قسمين - وإن لم يلزم تسميتهما -
قال تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) فأثبت لذات النفس المشركة إيمان وشرك في آن. فقل لي بالله عليك كيف تفهم الآية إن لم يكن هناك توحيد أتوا به فصاروا مؤمنين بالله، وتوحيد جحدوه فكانوا بالله مشركين؟!
والله أعلم(52/86)
"الأشراف" يطالبون الشيعة بالاعتذار عن قتل "الحسين" وبدفع الدية المناسبة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - 10 - 08, 01:25 م]ـ
"الأشراف" يطالبون الشيعة بالاعتذار عن قتل "الحسين" وبدفع الدية المناسبة
الرياض ـ المصريون (خاص): بتاريخ 19 - 10 - 2008
طالب عدد من الأشراف ـ الذين يصلون نسبهم بآل بيت النبي الكريم ـ طالبوا الشيعة والحكومة الإيرانية بالاعتذار عن قتل "الحسين" بن علي رضي الله عنهما.
وحثوا ـ في رسالتهم إلى المصريون ـ على وجوب إعادة أموال الفيء والأخماس التي أخذوها بالتمسح في آل البيت، وذكروا في رسالتهم أنهم (كأشراف) يحملون الشيعة مسؤولية قتل جدهم الحسين رضي الله عنه ويطالبونهم بعدم التمسح بعائلته، لا سيما وأن أجدادهم هم الذين قتلوا الحسين بن علي رضي الله عنه.
وفي رسالتهم الموقعة باسم: عبد الكريم الحسيني، وطالب شافع قالوا ما نصه: ثبت بالدليل القاطع من الكتب والمصادر والروايات الشيعية والسنية على السواء أن أجداد هؤلاء الشيعة المنتشرين في العراق وإيران الآن قد قتلوا جدنا الحسين رضي الله عنه، وقد اعترفت الروايات والكتب الشيعية بهذه الجريمة الشيعية، بل ونقلت كتب الشيعة قول جدنا الحسين عندما رأى غدر الشيعة آنذاك: «ثم رفع الحسين عليه السلام يده وقال: اللهم إنْ متّعتهم إلى حينٍ ففرقهم فرقًا، واجعلهم طرائق قددا، ولا تُرضِ الولاة عنهم أبدا، فإنهم دعونا لينصرونا، ثم عَدَوا علينا فقتلونا»، وهذه الرواية في كتاب (الإرشاد) لإمامهم الشيعي المفيد (112). ولما رأى جدنا زين العابدين برد الله مضجعه نساء شيعة الكوفة ورجالها يبكون ويشقون الجيوب بعد مقتل الحسين رضي الله عنه قال لهم جدنا زين العابدين: «إنَّ هؤلاء يبكونَ علينا فمَن قَتَلَنَا غيرهم؟»، وهناك الكثير من الروايات لأجدادنا ذكرها الشيعة في كتبهم، عن فاطمة الصغرى وزينب بنت علي بن أبي طالب، برد الله مضجعهم جميعا، وهذه الروايات وغيرها ذكرها الشيعة في كتاب «الاحتجاج» للطبرسي (2/ 28) وكتاب منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل للقمي (570)، وغيرها من كتب الشيعة.
ونقل صاحب كتاب «من قتل الحسين؟» عن الشيعي حسين الكوراني أنه قال في كتابه (في رحاب كربلاء) 60 - 61: «أهل الكوفة لم يكتفوا بالتفرق عن الإمام الحسين، بل انتقلوا نتيجة تلون مواقفهم إلى موقف ثالث، وهو أنهم بدأوا يسارعون بالخروج إلى كربلاء، وحرب الإمام الحسين عليه السلام، وفي كربلاء كانوا يتسابقون إلى تسجيل المواقف التي ترضي الشيطان، وتغضب الرحمن، مثلا نجد أن عمرو بن الحجاج الذي برز بالأمس في الكوفة وكأنه حامي حمى أهل البيت، والمدافع عنهم، والذي يقود جيشًا لإنقاذ العظيم هانئ بن عروة، يبتلع كل موقفه الظاهري هذا ليتهم الإمام الحسين بالخروج عن الدين، لنتأمل النص التالي: وكان عمرو بن الحجاج يقول لأصحابه: قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعة». وقال حسين كوراني أيضا: «ونجد موقفا آخر يدل على نفاق أهل الكوفة، يأتي عبدالله بن حوزة التميمي يقف أمام الإمام الحسين عليه السلام ويصيح: أفيكم حسين؟ وهذا من أهل الكوفة، وكان بالأمس من شيعة علي عليه السلام، ومن الممكن أن يكون من الذين كتبوا للإمام أو من جماعة شبث وغيره الذين كتبوا ... ثم يقول: يا حسين أبشر بالنار». ونقل شيوخ الشيعة أبو منصور الطبرسي وابن طاووس والأمين وغيرهم عن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين رضي الله عنه وعن آبائه أنه قال موبخًا شيعته الذين خذلوا أباه وقتلوه قائلا: (أيها الناس نشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه، فتبًّا لما قدمتم لأنفسكم، وسوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله على آله وسلم إذ يقول لكم: (قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي)» انتهى.
وقد تعرض لهذه القضية أيضًا أحد علماء الشيعة بالنجف وهو السيد حسين الموسوي في كتابه «لله ثم للتاريخ» وقال: «إن أهل البيت عليهم السلام يحملون شيعتهم مسؤولية مقتل الحسين - عليه السلام - ومن معه وقد اعترف أحدهم برده على فاطمة الصغرى بأنهم هم الذين قتلوا عليًّا وبنيه وسبوا نساءهم كما قدمنا لك».
وهذه كلها اعترافات شيعية موثقة كتبهم هم، يتداولونها الآن بينهم، والاعتراف سيد الأدلة، فأنا أناشد جميع أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصة أحفاد جدي الحسين رضي الله عنه، بكافة مناصبهم من ملوك وأمراء ومؤلفين وموظفين وسائر أهل البيت على مختلف وظائفهم وأماكنهم وبلادهم، أناشدهم جميعا أن يتحدوا ويتعاونوا في رفع قضية دولية نطالب فيها الشيعة بالاعتذار الرسمي عن قتل أجدادنا من آل البيت، وتشويه صورتنا نحن معاشر أهل البيت بالتمسح بنا ونشر باطل الشيعة اليهودي النشأة في جلباب التمسح بنا ونحن منهم براء، ونحن نقول للشيعة كما قال جدنا زين العابدين برد الله مضجعه: «بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله على آله وسلم إذ يقول لكم: (قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي)» حسب الرواية التي ذكرها هم في كتبهم.
أناشد أصحاب الجلالة والفخامة والسمو وسائر أصحاب الفضيلة من أولاد عمومتنا آل البيت أن يقاضوا الشيعة ويطالبوهم بالاعتذار عن جريمتهم في قتل جدنا الحسين ومن قتلوه معه من أجدادنا، وأن يطالبوهم بتعويض سائر أهل البيت على مستوى العالم عن هذه الجريمة النكراء.
كما نطالب الشيعة في قم والنجف بضرورة استرجاع كافة أموال الأنفال والأخماس التي نهبوها باسمنا وبالتمسح بنا، فهذه الأنفال والأخماس من حقنا نحن آل البيت، وعلى الشيعة أن يعيدوها لأصحابها.
وعلى بركة الله سيروا يا أهل البيت في مقاضاة هؤلاء الشيعة قتلة أجدادنا ولصوص أموالنا وأنفالنا وأخماسنا
المصدر من هنا ( http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=55304&Page=13)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/87)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 11 - 08, 03:09 م]ـ
===========
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[26 - 11 - 08, 04:11 م]ـ
من يحاكمهم؟
ولكن لابد من محاكمتهم واخذ تعويض مثل ما فعل اليهود بالمانيا.
وهم اليوم وامس يتباكون وينهبون اموال المساكين باسم ال البيت بس لو كمان يوكلوني اقسم الاموال علي ال البيت كان يكون عمل جميل جدا.(52/88)
سؤال عن قول ان شاء الله وأعمال القلوب
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - 10 - 08, 07:07 م]ـ
قال العثيمين رحمه اله تعالى فى شرح الورقات الاتى
نحن الان دائمانقول لبعض الناس هل هناك درس غدا فيقال نعم هل هذا من المنهى عنه؟ (الاية) يعنى نأتى نقرأ غدا ولم نقل ان شاء الله هل هذا من المنهى عنه؟ نقول ان كان هذا خبرا عما فى نفسه فليس بمنهى عنه واذا كان مراده أنه سيفعل بالفعل؟ نعنى سيفعل الفعل فهذا منهى عنه ولهذا جاء فى الاية (انى فاعل ذلك غدا) أما اذا قصدت الاخبار فقط تخبر عما فى قلبك فهذا لا بأس به وان لم يقل ان شاء الله فاما اذا عزمت أن يقع الفعل فلا بد أن نقول ان شاء الله لكن لا تدرى أيحال بينك وبين الفعل أم لا اما اذا أخبرت به عن نفسك من العزيمة فهذا واقع الان فانتبهوا للفرق
انتهى
لم يتبين لى الفرق ارجو الشرح بالامثلة
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[20 - 10 - 08, 07:44 م]ـ
هنا شيئان
الأخبار عن مافي النفس
الجزم والقطع بحصول الامر
اما اخبار الشخص عن مافي نفسه فجائز بدون ان يقول ان شاء الله لماذا لأن الامر واقع بالفعل يعني اذا قلت ان هناك درس غدا اذا اردت ان تخبر عن مافي نفسك بالعلم بهذا الدرس فهذا واقع اصلا اي ان العلم ان هناك درسا غدا حاصل في عقلك وقد شاء الله ان يكون في ذهنك فيجوز ان لا تقول ان شاء الله لانه قد شاء وجعله يكون في ذهنك فأنت الان تعلم ان هناك درسا غدا
اما ان تجزم بحصول الشيء وهو تحقق الذي في ذهنك وحصوله في الواقع قل ان شاء الله لانه لم يحصل بعد ولن يحصل الا بمشيئة الله اما علمك بالامر فقد حصل وقد شاءه الله
مثلا اذا كان اليوم هو الاثنين فإذا قال احد اليوم الاثنين ان شاء الله فكيف يستقيم لان اليوم اثنين اصلا واقعا قد شاءه الله وقد تكلم ابن تيمية عن هذا ونبه على هذا
والله اعلم
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[20 - 10 - 08, 07:56 م]ـ
قال شيخ الاسلام مبينا الفرق بين الامور الماضية والمقطوع بها وبين المستقبله
وأما الاستثناء في الماضي المعلوم المتيقن: مثل قوله هذه شجرة إن شاء الله أو هذا إنسان إن شاء الله أو السماء فوقنا إن شاء الله. أو لا إله إلا الله إن شاء الله. أو محمد رسول الله إن شاء الله. أو الامتناع من أن يقول محمد رسول الله قطعا. وأن يقول: هذه شجرة قطعا فهذه بدعة مخالفة للعقل والدين المجموع 8 - 421
وهؤلاء الذين يستثنون في هذه الأشياء الماضية المقطوع بها مبتدعة ضلال جهال وأحدهم يحتج على ذلك. فإذا قيل له: هذه شجرة قال: إن شاء الله أن يقلبها حيوانا فعل.فيقال له: هي الآن شجرة قطعا. وأما إذا قلت: قد انتقلت كما أن الإنسان يكون نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم لحما ثم يحيى فبعد نفخ الروح فيه حي قطعا وإذا شاء الله أن يميته أماته؛ فالله إذا كان قادرا على تحويل الخلق من حال إلى حال لم يمنع ذلك أن يكونوا في كل وقت على الحال التي خلقهم عليها. فالسماء سماء بمشيئة الله وقدرته وخلقه؛ والإنسان إنسان بمشيئة الله وقدرته وخلقه والفرس فرس بمشيئة الله وقدرته وخلقه وإذا شاء الله أن يغير ما شاء غيره بمشيئته إن شاء وقدرته وخلقه. ولم يجئ في الكتاب والسنة استثناء في الماضي بل في المستقبل كقوله: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا} {إلا أن يشاء الله} وقوله: {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله} وقول النبي صلى الله عليه وسلم {وإنا إن شاء الله بكم لاحقون}. 8 - 425 426
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - 10 - 08, 12:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى
لكن أرجو منك توضيح ما وضحته فى مشاركتك الاولى فى ما اذا كان المسئول عنه من فعله هو لا فعل غيره
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[21 - 10 - 08, 01:17 ص]ـ
اخي الكريم
مفتاح المسأله هو هل الشيء واقع فعلا اي انه حاصل الان محقق ام لا
اذا كان حاصلا بالفعل وموجود فلا يجب قول ان شاء الله بل قد يكون غير مقبول
اما اذا لم يحصل بعد فيجب تعليقه بالمشيئه هذا الاساس و على هذا يقاس
لا فرق ان كان المسئول من فعله او فعل غيره لكن قد لا تعلم ما في نفس غيرك وهنا يعتمد على المسؤول عنه اذا كان السؤال عن فعل الغير هل سيتحقق ويقع هنا يجب قول ان شاء الله اما ما وقع فعلا فلا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - 10 - 08, 09:14 ص]ـ
أنت تقصد هذا الفرق
ففرق بين العزم على الشئ، ووقوع هذا الشئ بالفعل، والله الموفق ... صحيح؟
طيب اذا سألنى شخص هل ستحضر الدرس غدا
فهنا الاشكال
اذا كان عندى عزم فيستلزم حضورى للدرس ان شاء الله وهذا لازم ولافرق أجده بين من عنده عزم على فعل شئ وفى نفس الوقت ممكن يحضر وممكن لا يحضر بسبب غير التعلق على المشيئة اللهم الا لو كانت ثم مرحلة عمل قلبى بينهما فيحل الاشكال
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[21 - 10 - 08, 08:15 م]ـ
اخي بارك الله فيك
لا ارى اشكال ابدا.في مثالك قلت اذا كان عندك عزم هنا المسأله السؤال هل عن عزمك ام عن حضورك بالفعل اذا كان عن عزمك فهو موجود وقد شاءه الله فيجوز ان لا تقول ان شاء الله لانه ببساطه متحقق وانت عازم الان فعلا
اما ان يتحقق عزمك فعلا وهو هنا حضورك فمعلق بالمشيئه
اما قولك عزمي على الحضور يستلزم الحضور فلا يا اخي هل اذا نويت فعلا ما يستلزم تحققه لا ربما منعك مانع ربما رجعت عن ما نويته وهذا واضح
المسأله واضحه الشيخ يقول تخبر عن مافي نفسك سأفعل كذا هذه نيه وعزم قلبي وهو موجود فتأمل اخي باركك الله
والله اعلم(52/89)
ما تقولون في هذا القول؟!!
ـ[عبدالسلام الخليفي]ــــــــ[21 - 10 - 08, 12:10 ص]ـ
يقول أحدهم:
[ومن صحت عنده الأحاديث الواردة في ذم معاوية , أو اعتقد أن الصحبة غير عاصمة , أو أخرج معاوية من الصحابة كما هو مذهب الفقهاء والأصوليين , فلا يجوز النكير والتشنيع عليه إن اعتقد كفره أو فسقه.
كما لا يجوز تأثيم من ترحم عليه ممن لم تصح عنده الأحاديث , أو اعتقد خطأً أنه مجتهد.]
أفيدونا وفقكم الله.
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[21 - 10 - 08, 01:06 ص]ـ
من قال هذا وأي احاديث مفتراه هذه
واما ان الصحبة غير عاصمة فلا عصمة لغير النبي لكن الصحابة عدول وهذا القول حق يراد به باطل كي ينسبون لمعاوية ما ينسبون من بهتان عظيم اوحى به شيطانهم الرجيم
أما اخراج معاوية من الصحابة فهذ العجب العجاب واعجب منه قوله هذا مذهب الفقهاء والاصوليين اي فقهاء هؤلاء واي اصوليون
اما قوله فلا يجوز النكير والتشنيع عليه إن اعتقد كفره أو فسقه.بل يجوز ماهو اكثر من النكير والتشنيع عليه فقوله هذا من الموبقات
اما قوله كما لا يجوز تأثيم من ترحم عليه ممن لم تصح عنده الأحاديث , أو اعتقد خطأً أنه مجتهد. بل الخطأ كل الخطأ في رأس القائل هذا اياً كان
واشم رائحة الروافس من هذا الكلام
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[21 - 10 - 08, 02:25 ص]ـ
يقول أحدهم:
[ومن صحت عنده الأحاديث الواردة في ذم معاوية , أو اعتقد أن الصحبة غير عاصمة , أو أخرج معاوية من الصحابة كما هو مذهب الفقهاء والأصوليين , فلا يجوز النكير والتشنيع عليه إن اعتقد كفره أو فسقه.
كما لا يجوز تأثيم من ترحم عليه ممن لم تصح عنده الأحاديث , أو اعتقد خطأً أنه مجتهد.]
أفيدونا وفقكم الله.
إن كان القائل رافضياً: فلا تتعب نفسك في جداله.
وإن كان منتسباً للسنة: فهذه باقعة ما لها من راقعة!
والله المستعان
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[21 - 10 - 08, 04:57 ص]ـ
رضي الله عن الصحابة جميعا
ـ[عبدالسلام الخليفي]ــــــــ[21 - 10 - 08, 11:19 م]ـ
قائل هذه المقولة يدعي أنه زيدي!
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[22 - 10 - 08, 03:29 ص]ـ
ليس زيديا إذاً بل هو من الزيدية الروافض.
ولا تصح الأحاديث في ذم معاوية رضي الله عنه ولا يصح إخراجه من الصحابة إلا عند من أخرج من الصحابة أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.
فهو رافضي اغسل يدك منه.
والله أعلم.
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[22 - 10 - 08, 07:32 ص]ـ
وقال الربيع بن نافع الحلبي (241هـ) رحمه الله: "معاوية سترٌ لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه". البداية و النهاية (8|139).
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[22 - 10 - 08, 10:02 ص]ـ
كلام رافضي أراد أن يدلس على عوام أهل السنة!!
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[23 - 10 - 08, 11:53 ص]ـ
الزيدية أصبحوا روافض في الأزمان المتأخرة فلا يستغرب صدور الكلام منهم وفقنا الله للحق.(52/90)
ماهية الأشياء هل هي عين وجودها؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[21 - 10 - 08, 08:57 ص]ـ
ماهية الأشياء هل هي عين وجودها؟
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم: هذه المسألة من المسائل الفلسفية والتي اختلف فيها مذاهب الطوائف والفرق فأثبت أهل السنة أن ماهية الأشياء عين وجودها على تفصيل بينه شيخ الإسلام وخالف في ذلك الفلاسفة والمعتزلة من المتكلمين , وسنحاول بإذن الله تقريب هذه المسألة مع بيان ثمرتها.
المقصود بالماهية والوجود
من الاصطلاحات الفلسفية التي اصطلحها الفلاسفة تسمية ما يتصوره الذهن بالماهية وما يوجد في خارج الذهن بالوجود, فالماهية هي التي يسأل عنها بما هو؟
والآن نأتي إلى أصل المسألة وهي أن بعض الفلاسفة أثبت للأشياء ماهية حقيقية غير حقيقته الوجودية , فجعلوا للأشياء التي يتصورها الذهن حقائق , فوقعوا في أنهم:
1 - أثبتوا للمعدوم حقيقة ووجود وثبوت لأن الذهن قد يتصور الأشياء المعدومة ,
فالذهن مثلا قد يتصور المستحيلات والمعدومات كتصور خالق مع الله؛ فهل إذا تصور الذهن هذا المستحيل كان له حقيقة؛ هذا معلوم فساده عند سائر العقلاء كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
2 - أنهم جعلوا للأشياء التي يتصورها الذهن حقائق غير حقيقته الوجودية.
فمثلا الكليات أو المطلقات بشرط الإطلاق التي يتصورها الذهن لا توجد إلا معينة كما نبه إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأشرنا إلى ذلك في مقالنا السابق " الاشتراك في الأذهان ولكل شيء وجود يخصه "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إليها بقوله: الوجود المطلق بشرط الإطلاق أو بشرط سلب الأمور الثبوتية أو لا بشرط مما يعلم بصريح العقل انتفاؤه في الخارج ,وإنما يوجد في الذهن وهذا مما قرروه في منطقهم اليوناني وبينوا أن المطلق بشرط الإطلاق كإنسان مطلق بشرط الإطلاق وحيوان مطلق بشرط الإطلاق جسم مطلق بشر الإطلاق ووجود مطلق بشرط الإطلاق: لا يكون إلا في الأذهان دون الأعيان.
ولما أثبت قدماؤهم الكليات المجردة عن الأعيان التي يسمونها المثل الأفاطونية أنكر ذلك حذاقهم وقالوا: هذه لا تكون إلا في الذهن. درء التعارض (1|167)
3 - جرهم ذلك إلى أنهم فرضوا أشياء أوذوات مجردة عن كل وصف؛ فوقعوا في التعطيل والتحريف.
قال شيخ الإسلام: وقد علم بالاضطرار امتناع خلو الجواهر عن الأعراض وهو امتناع خلو الأعيان والذات من الصفات وذلك بمنزلة أن يقدر المقدر جسما لا متحركا ولا ساكنا ولا حيا ولا ميتا ولا مستديرا ولا ذا جوانب ولهذا أطبق العقلاء من أهل الكلام والفلسفة وغيرهم على إنكار زعم تجويز وجود جوهر خال عن جميع الأعراض وهو الذي يحكي عن قدماء الفلاسفة من تجويز وجود مادة خالية عن جميع الصور ويذكر هذا عن شيعة أفلاطون وقد رد ذلك عليهم أرسطو وأتباعه وقد بسطنا الكلام في الرد على هؤلاء في غير هذا الموضع وبينا أن ما يدعيه شيعة أفلاطون من إثبات مادة في الخارج خالية عن جميع الصور ومن إثبات خلاء موجود غير الأجسام وصفاتها من إثبات المثل الأفلاطونية وهو إثبات حقائق كلية خارجة عن الذهن غير مقارنة للأعيان الموجودة المعينة فظنوها ثابتة في الخارج عن أذهانهم كما ظن قدماؤهم الفيثاغورية أن العدد أمر موجود في الخارج بل وما ظنه أرسطو وشيعته من إثبات مادة في الخارج مغايرة للجسم المحسوس وصفاته وإثبات ماهيات كلية للأعيان مقارنة لأشخاصها في الخارج هو أيضا من باب الخيال حيث اشتبه عليه ما في الذهن بما في الخارج.
العقيدة الأصفهانية (104)
تقرير الراجح في هذه المسألة
قال شيخ الإسلام:
فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة وعامة العقلاء أن الماهيات مجعولة وأن ماهية كل شيء عين وجوده، وأنه ليس وجود الشيء قدراً زائداً على ماهيته، بل ليس في الخارج إلا الشيء الذي هو الشيء وهو عينه ونفسه وماهيته وحقيقته، وليس وجوده وثبوته في الخارج زائداً على ذلك. مجموع الفتاوى (2|156)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/91)
وقال أيضا: فيقال له: هذه مبنية على أن ماهية الشيء مباينة لوجوده فنقول: إما أن تعني بالماهية والوجود: الماهية العلمية الذهنية والوجود العلمي الذهني وإما أن تعني بهما الماهية الموجودة في الخارج والوجود الثابت في الخارج وإما أن تعني بالماهية ما في الذهن وبالوجود ما في الخارج وإما بالعكس.
فإن عني الثاني فلا ريب أن الذي في الخارج هو الموجود المعين وهو الحقيقة المعينة والماهية المعينة ليس هناك شيئان ثابتان أحدهما هو الموجود والآخر ماهيته
ومن قال إن المعدوم شيء في الخارج أو أن الماهية مباينة للموجود الخارج كما قال هذا طائفة من المعتزلة وقال هذا طائفة من الفلاسفة فقوله في غاية الفساد كما هو مبسوط في موضعه.
وإن عني بالماهية ما في الذهن وبالوجود ما في الخارج فلا ريب أن أحدهما مغاير للآخر وكذلك بالعكس وليس هذا مما يتنازع فيه العقلاء لكن لما غلب على مسمى الماهية الوجود الذهني وعلى مسمى الوجود الثبوت في الخارج وأحدهما غير الآخر توهم من توهم أن للموجود ماهية مغايرة للموجود المعين وهو غلط محض.
درء التعارض (2|377)
أصل الشبهة التي جرتهم إلى هذا الأصل الفاسد
قال شيخ الإسلام: وهذا الكلام الذي ذكروه مبني على أصلين فاسدين الفرق بين الماهية ووجودها ... .
فالأصل الأول قولهم أن الماهية لها حقيقة ثابتة في الخارج غير وجودها وهذا هو قولهم بأن حقائق الأنواع المطلقة التي هي ماهيات الأنواع والأجناس وسائر الكليات موجودة في الأعيان ,وهو يشبه من بعض الوجوه قول من يقول المعدوم شيء وقد بسطت الكلام على ذلك في غير هذا الموضع وهذا من افسد ما يكون.
وإنما أصل ضلالهم أنهم رأوا الشيء قبل وجوده يعلم ويراد ويميز بين المقدور عليه والمعجوز عنه ونحو ذلك فقالوا ولو لم يكن ثابتا لما كان كذلك كما أنا نتكلم في حقائق الأشياء التي هي ماهياتها مع قطع النظر عن وجودها في الخارج فنتخيل الغلط أن هذه الحقائق والماهيات أمور ثابتة في الخارج.
والتحقيق أن ذلك كله أمر موجود وثابت في الذهن لا في الخارج عن الذهن والمقدر في الأذهان قد يكون أوسع من الموجود في الأعيان وهو موجود وثابت في الذهن وليس هو في نفس الأمر لا موجودا ولا ثابتا فالتفريق بين الوجود والثبوت مع دعوى أن كليهما في الخارج غلط عظيم وكذلك التفريق بين الوجود والماهية مع دعوى أن كليهما في الخارج.
وإنما نشأت الشبهة من جهة أنه غلب على أن ما يوجد في الذهن يسمى ماهية وما يوجد في الخارج يسمى وجودا لأن الماهية مأخوذة من قولهم ما هو كسائر الأسماء المأخوذة من الجمل الاستفهامية كما يقولون الكيفية والأينية ويقال ماهية ومايية وهي أسماء مولدة وهي المقول في جواب ما هو بما يصور الشئ في نفس السائل
فلما كانت الماهية منسوبة إلى الاستفهام ب ما هو والمستفهم إنما يطلب تصوير الشئ في نفسه كان الجواب عنها هو المقول في جواب ما هو بما يصور الشئ في نفس السائل وهو الثبوت الذهني سواء كان ذلك المقول موجودا في الخارج أو لم يكن فصار بحكم الاصطلاح أكثر ما يطلق الماهية على ما في الذهن ويطلق الوجود على ما في الخارج فهذا أمر لفظي اصطلاحي.
وإذا قيد وقيل الوجود الذهبي كان هو الماهية التي في الذهن وإذا قيل ماهية الشئ في الخارج كان هو عين وجوده الذي في الخارج.
فوجود الشئ في الخارج عين ماهيته في الخارج كما اتفق على ذلك أئمة النظار المنتسبين إلى أهل السنة والجماعة وسائر أهل الإثبات من المتكلمة الصفاتية وغيرهم كأبي محمد بن كلاب وأبى الحسن الأشعري وأبى عبدالله بن كرام وأتباعهم دع أئمة أهل السنة والجماعة من السلف والأئمة الكبار.
واتفقوا على أن المعدوم ليس له في الخارج ذات قبل وجوده وأما في الذهن فنفس ماهيته التي في الذهن هي أيضا وجوده الذي في الذهن وإذا أريد بالماهية ما في الذهن وبالوجود ما في الخارج كانت هذه الماهية غير الوجود لكن ذلك لا يقتضى أن يكون وجود الماهيات التي في الخارج زائدا عليها في الخارج وأن يكون للماهيات ثبوت في الخارج غير وجودها في الخارج.
الرد على المنطقيين (65)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/92)
وقال أيضا: فإنا نعلم بالضرورة أن الخارج لا يكون فيه مطلق كلي أصلا أما المطلق بشرط الإطلاق مثل الإنسان المسلوب عنه جميع القيود الذي ليس هو واحدا ولا كثيرا ولا موجودا ولا معدوما ولا كليا ولا جزئيا فهذا لا يكون في الخارج إلا إنسان موجود ولا بد أن يكون واحدا أو متعددا ولا بد أن يكون معينا جزئيا
وإذا قيل أن هذا في الذهن فالمراد به أن الذهن يقدره ويفرضه وإلا فكونه في الذهن تقييد فيه لكن الذهن يفرض أمورا ممتنعة لا يمكن ثبوتها في الخارج والمطلق من هذه الممتنعات سواء كان إنسانا أو حيوانا أو وجودا أو غير ذلك بل الوجود المطلق بشرط الإطلاق أشد امتناعا في الخارج فإنه يمتنع أن يكون وجودا لا قائما بنفسه ولا بغيره ولا قديما ولا محدثا ولا جوهرا ولا عرضا ولا واجبا ولا ممكنا ومعلوم أن هذا لا يتصور وجوده في الخارج.
وابن سينا وأتباعه لما ادعوا أن واجب الوجود هو المطلق بشرط الإطلاق لم يمكنهم أن يجعلوه مطلقا عن الأمور السلبية والإضافية بل قالوا وجود مقيد بسلوب وإضافات لكنه ليس مقيدا بقيود ثبوتية وقد يعبر عن قولهم بأنه الوجود المقيد بكونه غير عارض لشيء من الماهيات وهذا تعبير الرازي وغيره عنه لكن هذا التعبير مبني على أن وجود غيره عارض لماهيته وهو مبني على أن ماهية الشيء في الخارج ثابتة بدون الشيء الموجود في الخارج وهذا أصل باطل لهم فإذا عبر عنه بهذه العبارة لم يفهم كل أحد معناه وأما إذا عبر عنه بالعبارة التي يعلمون هم أنها تدل على مذهبهم بلا نزاع انكشف مذهبهم.
وإذا قالوا هو الوجود المقيد بقيود سلبية كان في هذا أنواع من الضلال
منها أنهم لم يجعلوه مطلقا فإن كونه مقيدا بقيد سلبي أو إضافي نوع تقييد فيه وهذا القيد لم يجعله أحق بالوجود بل جعله أحق بالعدم ومعلوم أن الوجود الواجب أحق بالوجود من الوجود الممكن فكيف يكون أحق بالعدم من الممكن وذلك أنهم يقسمون الكلي ثلاثة أقسام طبيعي ومنطقي وعقلي فالأول هو المطلق لا بشرط أصلا كما إذا اخذ الإنسان مجردا والجسم مجردا ولم يقيد بقيد ثبوتي ولا سلبي فلا يقال واحد ولا كثير ولا موجود ولا معدوم ولا غير ذلك من القيود والثاني وصف هذا بكونه عاما كليا ونحو ذلك فهذا هو المنطقي والثالث مجموع الأمرين وهو ذلك الكلي مع اتصافه بكونه عاما كليا فهذا هو العقلي وهذان لا يوجدان إلا في الذهن باتفاقهم إلا على رأي من يقول بالمثل الأفلاطونية وأما الأول فيقولون أنه يوجد في الخارج ولكن التحقيق أنه لا يوجد كليا ولا يوجد إلا معينا والتعيين لا ينافيه فإنه يصدق على المعين وعلى غير المعين وعلى الذهني والخارجي فهو يفيد وجوده في الخارج جزئيا.
وإنما يفيد كونه كليا فإنما يتصوره الذهن ويقدره وهو كلي لشموله جزئياته وعمومه لها كما يقال في اللفظ أنه عام لعمومه لأفراده وإلا فهو في نفسه شيء معين قائم بمحل معين فهو جزئي باعتبار ذاته كما أن اللفظ العام الكلي هو باعتبار نفسه ومحله لفظ خاص معين وبهذا التفريق يزول ما يعرض من الشبهة في هذا المكان للرازي وأمثاله.
والمقصود هنا أن المطلق بشرط الإطلاق عن القيود الثبوتية والعدمية لا وجود له إلا في الذهن والمجوزون للمثل الأفلاطونية مع أن قولهم فاسد فإنهم لا يقولون أن الماهيات الكليات مجردة عن كل قيد بل يقولون هي موجودة لا معدومة ولكنها مجردة عن الأعيان المحسوسة وقول هؤلاء معلوم الفساد عند جماهير العقلاء فكيف بإثبات أمر مطلق مجرد عن كل قيد سلبي وثبوتي ثم من المعلوم أن المقيد بالقيود السلبية دون الثبوتية أولى بالعدم عن المقيد بسلب النقيضين فإن المقيد بسلب النقيضين ليس امتناع العدم أحق به من امتناع الوجود بل هو ممتنع الوجود كما هو ممتنع العدم فلا يقال هو موجود ولا يقال هو معدوم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/93)
وأما المقيد بالقيود السلبية فالعدم أحق به من الوجود فإنه معدوم ليس بموجود وهو يفيد كونه معدوما ممتنع الوجود ليس ممتنع العدم بل هو واجب العدم ممتنع الوجود ومعلوم أن هذا أعظم مناقضة للوجود فضلا عن الوجود الواجب مما هو يقال فيه انه ممتنع الوجود وممتنع العدم فإن هذا يناقض الوجود كما يناقض العدم وذاك يناقض العدم دون الوجود وما ناقض الشيء دون نقيضه فهو أعظم مناقضة مما ناقضه وناقض نقيضه فعدوك وعدو عدوك أقل مضارة لك من عدوك الذي ليس بعدو عدوك فإن هذا يضر من كل وجه وذاك يضر من وجه وينفع من وجه.
ولهذا كان قول من لم يصف الرب إلا بالصفات السلبية أعظم مناقضة لوجوده ممن لم يصفه لا بالسلبيات ولا بالثبوتيات فقول هؤلاء المتفلسفة كابن سينا وأمثاله.
الصفدية (1|299)
ثمرة المسألة من وجهين:
1 - جرهم هذا القول إلى نفي صفات الله عز وجل وذلك أنهم لما قرروا أن الأشياء بشرط الإطلاق موجودة في الخارج أو أن الكليات موجودة في الخارج؛ مع أن الصحيح أن المطلق بشرط الإطلاق أو الكليات لا توجد إلا في الأذهان وما يوجد في الخارج لا يوجد إلا معينا وأن وجود كل شيء يخصه ولا اشتراك بين الأشياء إلا بما تفرضه الأذهان جرهم ذلك كما ذكرنا إلى نفي صفات الله وأسمائه لما توهموه من الاشتراك الكلي في الأذهان.
2 - جرهم ذلك إلى أنهم فرضوا ذاتا لله تعالى مجردة عن الصفات وأنه لا حقيقة ولا ثبوت ولا وجود حقيقي لصفات الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وبين فيها أن القدر المشترك الكلي لا يوجد في الخارج إلا معينا مقيدا وأن معنى اشتراك الموجودات في أمر هو تشابهها من ذلك الوجه وأن ذلك المعنى العام يطلق على هذا وهذا لأن الموجودات في الخارج لا يشارك أحدهما الآخر في شيء موجود فيه بل كل موجود متميز عن غيره بذاته وصفاته وأفعاله
ولما كان الأمر كذلك كان كثير من الناس متناقضا في هذا المقام فتارة يظن إثبات القدر المشترك يوجب التشبيه الباطل فيجعل ذلك له حجة فيما يظن نفيه من الصفات حذرا من ملزومات التشبيه وتارة يتفطن انه لا بد من إثبات هذا على تقدير فيجب به فيما يثبته من الصفات لمن احتج به من النفاة.
الرسالة التدمرية (73)
وقال أيضا: فلم يمكن هؤلاء أن يجعلوا هذا الوجود المنقسم إلى واجب وممكن هو الوجود الواجب فجعلوا الوجود الواجب هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق الذي ليس له حقيقة سوى الوجود المطلق أو بشرط سلب الأمور الثبوتية ويعبرون عن هذا بأن وجوده ليس عارضا لشيء من الماهيات والحقائق
وهذا التعبير مبني على أصلهم الفاسد ....
درء التعارض (1|167)
وقال أيضا: وأما إذا كان الوجود هو الماهية ولا مشترك في الخارج كما هو قول الأشعري وعامة المثبتة للصفات وهو الصواب فلا يحتاج إلى هذا الجواب
وليس المراد أن ماهيته وجود مطلق مجرد كما يقوله ابن سينا وابن التومرت وغيرهما من الجهمية ولكن المراد أن حقيقته المختصة به هي وجوده المختص به وليس ذلك وجودا مطلقا ولا مجردا وكذلك يقول في كل موجود إن حقيقته المختصة به هي وجوده المختص به.
درء التعارض (2|405)
ومن قارن بين هذه المسألة والتي قبلها في المقال السابق وبين نفي المتكلمين لصفات الله تعالى وأنهم فرضوا ذاتا مجردة عن الصفات أو عن بعضها؛علم مدى تأثر المتكلمين بالفلاسفة , والله أعلم وهو الموفق للصواب.(52/94)
عوارض الأهلية
ـ[أبوالزهراء السلفي الحنبلي]ــــــــ[21 - 10 - 08, 01:55 م]ـ
اعمل بحثا حول عوارض الأهلية وعلاقتها بالعقيدة فأرجو من الأخوة المساعدة عاجلا بالإشارة إلى المصادر التى تفيدنى فى هذا البحث, وجزاكم الله تعالى خيرا
ـ[أبوالزهراء السلفي الحنبلي]ــــــــ[26 - 10 - 08, 05:06 م]ـ
للتذكير(52/95)
هل ثمة دليل على أن الإضافة فى "روح الله" إضافة مخلوق لخالقه تعظيما وتشريفا غير إجماع الأمة؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[22 - 10 - 08, 07:46 ص]ـ
الحمد لله وحده.
هل ثمة دليل على أن الإضافة فى "روح الله" إضافة مخلوق لخالقه تعظيما وتشريفا غير إجماع الأمة؟
ـ[ولد محمد]ــــــــ[22 - 10 - 08, 08:24 ص]ـ
هل تقصد عيسى عليه السلام؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[22 - 10 - 08, 10:29 م]ـ
قال شيخ الإسلام: المضاف إلى الله تعالى إذا كان معنى لا يقوم بنفسه ولا بغيره من المخلوقات وجب أن يكون صفة لله تعالى قائمة به، وامتنع أن تكون إضافته إضافة مخلوق مربوب. وإذا كان المضاف عينا قائمة بنفسها كعيسى وجبريل -عليهما السلام- وأرواح بني آدم امتنع أن تكون صفة لله تعالى، لأن ما قام بنفسه لا يكون صفة لغيره.
لكن الأعيان المضافة إلى الله تعالى على وجهين:
أحدهما: أن تضاف إليه لكونه خلقها وأبدعها، فهذا شامل لجميع المخلوقات، كقولهم: سماء الله، وأرض الله. فجميع المخلوقين عبيد الله، وجميع المال مال الله.
الوجه الثاني: أن يضاف إليه لما خصه به من معنى يحبه ويأمر به ويرضاه، كما خص البيت العتيق بعبادة فيه لا تكون في غيره. وكما يقال في مال الخمس والفيء: هو مال الله ورسوله. ومن هذا الوجه: فعباد الله هم الذين عبدوه وأطاعوا أمره. فهذه إضافة تتضمن ألوهيته وشرعه ودينه، وتلك إضافة تتضمن ربوبيته وخلقه. اهـ ملخصا.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
وأعلم أن ما أضافه الله إلى نفسه ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: العين القائمة بنفسها، وإضافتها إليه من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، وهذه الإضافة قد تكون على سبيل عموم الخلق؛ كقوله تعالى: {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه} [الجاثية: 13]، وقوله تعالى: {إن أرضي واسعة} [العنكبوت: 56].
وقد تكون على سبيل الخصوص لشرفه، كقوله تعالى: {وطهر بيتي للطائفين} [الحج: 26]، وكقوله تعالى: {ناقة الله وسقياها} [الشمس: 13]، وهذا القسم مخلوق.
الثاني: أن يكون شيئاً مضافاً إلى عين مخلوقة يقوم بها، مثاله قوله تعالى: {وروح منه} [النساء: 171]؛ فإضافة هذه الروح إلى الله من باب إضافة المخلوق إلى خالقه تشريفاً؛ فهي روح من الأرواح التي خلقها الله، وليست جزءً أو روحاً من الله؛ إذ أنّ هذه الروح حلت في عيسى عليه السلام، وهو عين منفصلة عن الله، وهذا القسم مخلوق أيضاً.
الثالث: أن يكون وصفاً غير مضاف إلى عين مخلوقة، مثال ذلك قوله تعالى: {إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي} [الأعراف: 144]، فالرسالة والكلام أضيفا إلى الله من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، فإذا أضاف الله لنفسه صفة؛ فهذه الصفة غير مخلوقة، وبهذا يتبين أن هذه الأقسام الثلاثة: قسمان منها مخلوقان، وقسم غير مخلوق.
فالأعيان القائمة بنفسها والمتصل بهذه الأعيان مخلوقة، والوصف الذي لم يذكر له عين يقوم بها غير مخلوق؛ لأنه يكون من صفات الله، وصفات الله غير مخلوقة.
وقد اجتمع القسمان في قوله: "كلمته، وروح منه"؛ فكلمته هذه وصف مضاف إلى الله، وعلى هذا، فتكون كلمته صفة من صفات الله.
وروح منه: هذه أضيفت إلى عين، لأن الروح حلت في عيسى، فهي مخلوقة.
عن القول المفيد
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[23 - 10 - 08, 09:23 ص]ـ
ياشيخ عبد الباسط أين الدليل أنها عين قائمة بنفسها؟
ولم لا تكون صفة لله؟
ابتداءا لا أعتقد أن الروح صفة لله لنقل الشيخ الإجماع.
لكن هل ثمة دليل - غير الإجماع - على أن "روح الله" ليست من باب إضافة الصفة للموصوف بها؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - 10 - 08, 02:50 م]ـ
ياشيخ عبد الباسط أين الدليل أنها عين قائمة بنفسها؟
ولم لا تكون صفة لله؟
قال الله تعالى {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} (17) [مريم/17، 18]
الروح هنا أضيفت إلى الله عز وجل
وهو جبريل عليه السلام وهو قائم بنفسه
وإذا كنت تقصد قوله تعالى:
{وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ}.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- في تفسيره أضواء البيان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/96)
ليست لفظة من في هذه الآية للتبعيض، كما يزعمه النصارى افتراء على الله، ولكن من هنا لابتداء الغاية، يعني أن مبدأ ذلك الروح الذي ولد به عيسى حياً من الله تعالى. لأنه هو الذي أحياه به، ويدل على أن من هنا لابتداء الغاية.
قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض جَمِيعاً مِّنْهُ} [الجاثية: 13] أي: كائناً مبدأ ذلك كله منه جلَّ وعلا ويدل لما ذكرنا ما روي عن أبي بن كعب أنه قال: «خلق الله أرواح بني آدم لما أخذ عليهم الميثاق، ثم ردها إلى صلب آدم، وأمسك عنده روح عيسى عليه الصلاة والسلام. فلما أراد خلقه أرسل ذلك الروح إلى مريم، فكان منه عيسى عليه السلام» وهذه الإضافة للتفضيل. لأن جميع الأرواح من خلقه جل وعلا كقوله: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِين} [الحج: 26]. وقوله: {نَاقَةُ الله} [الأعراف: 73] الآية. وقيل قد يسمى من تظهر منه الأشياء العجيبة روحاً ويضاف إلى الله، فيقال هذا روح من الله أي: من خلقه، وكان عيسى يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله، فاستحق هذا الاسم، وقيل سمي روحاً بسبب نفخة جبريل عليه السلام المذكورة في سورة الأنبياء والتحريم، والعرب تسمي النفخ روحاً.
وأما قوله تعالى {وَمَرْيَمَ ابنة عِمْرَانَ التي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا}.
قال الشيخ عطية سالم في تفسير هذه الآية في تكملته لـ"أضواء البيان":
بين تعالى المراد بالروح بأنه جبريل عليه السلام في قوله: {فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً} [مريم: 17] وهو جبريل.
كما في قوله: {نَزَلَ بِهِ الروح الأمين} [الشعراء: 193] أي نزل جبريل بالقرآن، وفي هذه الآية رد على النصارى استدلالهم بها على أن عيسى عليه السلام ابن الله ومن روحه تعالى، سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً، وبيان هذا الرد أن قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا} [مريم: 17] تعدية أرسل بنفسه، يدل على أن الذي أرسل يمكن إرساله بنفسه، وهو فرق عند أهل اللغة، بينما يرسل نفسه وما يرسل مع غيره كالرسالة، والهداية، فيقال فيه: أرسلت إليه بكذا، كما في قوله: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ} [النمل: 35] الآية.
فالهدية لا ترسل بنفسها، ومثله بعثت، تقول: بعثت البعير من مكانه، وبعثت مبعوثاً، وبعثت برسالة، ثانياً قوله: {فَتَمَثَّلَ لَهَ بَشَراً سَوِيّاً} [مريم 17] لفظ الروح مؤنث، كما في قوله تعالى: {فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الحلقوم وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ} [الواقعة: 83 - 84] أنت الفعل في بلغت، وهنا الضمير مذكر عائد لجبريل.
وقوله: {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً} [مريم: 17]، ولو أنه من روح الله على ما ذهب إليه النصارى، لما كان في حاجة إلى هذا التمثيل.
ثالثاً قوله لها: {إِنَّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ} [مريم: 19] ورسوله ربها هو جبريل عليه السلام، وليس روحه تعالى.
رابعاً: قوله: {لأَهَبَ لَكِ غُلاَمَاً زَكِيّاً} [مريم: 19]، ولم يقل لأهب لك روحاً من الله.
ومن هذا أيضاً قوله تعالى للملائكة {إِنِّي خَالِقُ بَشَراً مِّن طِينٍ} [ص: 71] يعني آدم عليه السلام {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى} [ص: 72] أي نفخت فيه الروح التي بها الحياة، {فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} [ص: 72]. فلو أن الروح من الله لكان آدم أولى من عيسى، لأنه لم يذكر إرسال رسول له، وقد قال تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عيسى عِندَ الله كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [آل عمران: 59]، فكذلك عيسى عليه السلام لما بشرتها به الملائكة، {قَالَتْ رَبِّ أنى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكَ الله يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ إِذَا قضى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 47]، فكل من آدم وعيسى، قال له تعالى {كن فكان} والله تعالى أعلم.
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 08, 07:29 ص]ـ
والله أعلم فإن أحدا لم يذكر دليلا غير الاجماع واستقراء القرآن وهما كافيان إن شاء الله.
ولكن عندي استشكال على جعل الروح دائما مخلوقة.
فمن يقول ان الروح مخلوقة في قوله (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) فهنا الروح هي القرآن وهو بلا شك صفة الله وكلامه؟!
والروح في هذه الآية منفصلة وليست وصفا لله ولا مضافة إليه في سياق الآية.
ـ[عبد الرحمن السني]ــــــــ[24 - 10 - 08, 08:11 ص]ـ
أخي أبو تراب، ما قصدت أن كل كلمة روح معناها الروح المخلوقة وإنما عندما تأتي بمعنى الروح المعروفة مثل حديث وفاة الإنسان وخروج روحه وبصره إياها، فهي هنا تثبت أن الروح بمعناها المعروف مخلوقة قائمة بذاتها، ويمكن أن تأتي بمعنى جبريل عليه السلام، وهو مخلوق أيضا، وإذا أتت بمعنى القرآن كما ذكرتَ وكما ذكر المفسرون مثل الطبري وابن كثير فهي القرآن وهو كلام الله غير مخلوق.
الخلاصة التي قصدتها أنها إذا نسبت لله ولم يكن معناها القرآن كما هو واضح في قوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابنة عِمْرَانَ التي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا} فهي هنا بلا شك ليست القرآن بل هي الروح المخلوقة القائمة بذاتها لذا لا تصلح أن تكون صفة لله.
هذا من ناحية الاستدلال، وأما الإجماع فهو الحجة وهو أبين من كل هذا الكلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/97)