وقال أيضاً: لا يموت زرارة إلا تائهاً عليه لعنة الله (134)، وقال أبو عبد الله أيضاً: هذا زرارة بن أعين، هذا والله من الذين وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز
{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُوراً} [الفرقان:23] (رجال الكشي 136).
وقال: إن قوماً يعارون الإيمان عارية، ثم يسلبونه، فيقال لهم يوم القيامة المعارون، أما إن زرارة بن أعين لمنهم (141) وقال أيضاً: إن مرض فلا تعده، وإن مات فلا تشهد جنازته.
فقيل له: زرارة؟ متعجباً، قال نعم زرارة شر من اليهود والنصارى ومن قال إن الله ثالث ثلاثة. إن الله قد نكس زرارة، وقال: إن زرارة قد شك في إمامتي فاستوهبته من ربي (1) (138).
قلت: فإذا كان زرارة من أسرة نصرانية وكان قد شك في إمامة أبي عبد الله، وهو الذي قال بأنه ضرط في لحية أبي عبد الله وقال عنه لا يفلح أبداً فما الذي نتوقع أن يقدمه لدين الإسلام؟؟.
إن صحاحنا طافحة بأحاديث زرارة، وهو في مركز الصدارة بين الرواة، وهو الذي كذب على أهل البيت وأدخل في الإسلام بدعاً ما أدخل مثلها أحد كما قال أبو عبد الله، ومن راجع صحاحنا وجد مصداق هذا الكلام، ومثله بريد حتى إن أبا عبد الله عليه السلام لعنهما.
أبو بصير ليث بن البختري.
أبو بصير هذا تجرأ على أبي الحسن موسى الكاظم عليه السلام عندما سئل عليه السلام عن رجل تزوج امرأة لها زوج ولم يعلم.
قال أبو الحسن عليه السلام: (ترجم المرأة وليس على الرجل شيء إذا لم يعلم) .. فضرب أبو بصير المرادي على صدره يحكها وقال: أظن صاحبنا ما تكامل علمه (رجال الكشي 154).
أي أنه يتهم الكاظم عليه السلام بقلة العلم!!.
ومرة تذاكر ابن أبي اليعفور وأبو بصير في أمر الدنيا، فقال أبو بصير:
أما إن صاحبكم لو ظفر بها لاستأثر بها، فأغفى -أبو بصير- فجاء كلب يريد أن يشغر (1) عليه، فقام حماد بن عثمان ليطرده، فقال له ابن أبي يعفور: دعه، فجاءه حتى شغر في أذنيه (رجال الكشي 154).
أي أنه يتهم أبا عبد الله بالركون إلى الدنيا وحب الاستئثار بها فعاقبه الله تعالى بأن أرسل كلباً فبال بأذنيه جزاء له على ما قال في أبي عبد الله.
وعن حماد الناب قال: جلس أبو بصير على باب أبي عبد الله عليه السلام ليطلب الإذن، فلم يؤذن له فقال: لو كان معنا طبق لأذن، قال فجاء كلب فشغر في وجه أبي بصير، فقال -أبو بصير- أف أف ما هذا (2)؟.
فقال له جليسه: هذا كلب شغر في وجهك (رجال الكشي 155).
أي أنه يتهم أبا عبد الله عليه السلام بحب الثريد والطعام اللذيذ بحيث لا يأذن لأحد بالدخول عليه إلا إذا كان معه طبق طعام، لكن الله تعالى عاقبه أيضاً فأرسل كلباً فبال في وجهه عقاباً له على ما قال في أبي عبد الله عليه السلام.
ولم يكن أبو بصير موثوقاً في أخلاقه، ولهذا قال شاهداً على نفسه بذلك: كنت أقرئ امرأة كنت أعلمها القرآن، فمازحتها بشيء!!
قال: فقدمت على أبي جعفر عليه السلام -أي تشتكيه- قال: فقال لي أبو جعفر: يا أبا بصير أي شيء قلت للمرأة؟
قال: قلت بيدي هكذا وغطى وجهه!!
قال: فقال أبو جعفر: لا تعودن عليها (رجال الكشي 154).
أي أن أبا بصير مد يده ليلمس شيئاً من جسدها بغرض المداعبة (!!) والممازحة، مع أنه كان يقرئها القرآن!!.
وكان أبو بصير مخلطاً:
فعن محمّد بن مسعود قال: سألت علي بن الحسن عن أبي بصير فقال:
أبو بصير كان يكنى أبا محمّد وكان مولى لبني أسد وكان مكفوفاً.
فسألته هل يتهم بالغلو؟ فقال: أما الغلو فلا، لم يكن يتهم ولكن كان مخلطاً. (رجال الكشي 154).
قلت: أحاديثه في الصحاح كثيرة جداً وفيها عجب عجاب، فإذا كان مخلطاً فماذا أدخل في الدين من تخليط؟
إن أحاديثه فيها عجب عجاب أليست هي من تخليطه؟؟
علماء طبرستان:
لقد ظهر في طبرستان جماعة تظاهروا بالعلم، وهم ممن اندسوا في التشيع لغرض الفساد والإفساد. من المعلوم أن الإنسان تشهد عليه آثاره، فإن كانت آثاره حسنة فهذا دليل حسن سلوكه وخلقه واعتقاده وسلامة سريرته، والعكس بالعكس فإن الآثار السيئة تدل على سوء من خلفها سواء في سلوكه أو خلقه أو اعتقاده وتدل على فساد سريرته.
إن بعض علماء طبرستان تركوا مخلفات تثير الشكوك حول شخصياتهم، ولنأخذ ثلاثة من أشهر من خرج من طبرستان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(50/493)
1 - الميرزا حسين بن تقي النوري الطبرسي مؤلف كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) جمع فيه أكثر من ألفي رواية من كتب الشيعة ليثبت بها تحريف القرآن الكريم. وجمع أقوال الفقهاء والمجتهدين، وكتابه وصمة عار في جبين كل شيعي.
إن اليهود والنصارى يقولون بأن القرآن محرف، فما الفرق بين كلام الطبرسي وبين كلام اليهود والنصارى؟ وهل هناك مسلم صادق في إسلامه يشهد على الكتاب الذي أنزله الله تعالى وتكفل بحفظه، يشهد عليه بالتحريف والتزوير والتبديل؟؟.
2 - أحمد بن علي بن أبي طالب (1) الطبرسي صاحب كتاب (الاحتجاج).
أورد في كتابه روايات مصرحة بتحريف القرآن، وأورد أيضاً روايات زعم فيها أن العلاقة بين أمير المؤمنين والصحابة كانت سيئة جداً، وهذه الروايات هي التي تتسبب في تمزيق وحدة المسلمين، وكل من يقرأ هذا الكتاب يجد أن مؤلفه لم يكن سليم النية.
3 - فضل بن الحسن الطبرسي صاحب مجمع البيان في تفسير القرآن، ذاك التفسير الذي شحنه بالمغالطات والتأويل المتكلف والتفسير الجاف المخالف لأبسط قواعد التفسير.
إن منطقة طبرستان والمناطق المجاورة لها مليئة باليهود الخزر، وهؤلاء الطبرسيون هم من يهود الخزر المتسترين بالإسلام، فمؤلفاتهم من أكبر الكتب الطاعنة بدين الإسلام بحيث لو قارنا بين (فصل الخطاب) وبين مؤلفات المستشرقين الطاعنة بدين الإسلام لرأينا (فصل الخطاب) أشد طعناً بالإسلام من مؤلفات أولئك المستشرقين.
وهكذا مؤلفات الآخرين.
توفي أحد السادة المدرسين في الحوزة النجفية، فغسلت جثمانه مبتغياً بذلك وجه الله، وساعدني في غسله بعض أولاده، فاكتشفت أثناء الغسل أن الفقيه الراحل غير مختون!! ولا أستطيع الآن أن أذكر اسم هذا (الفقيد) لأن أولاده يعرفون من الذي غسل أباهم فإذا ذكرته عرفوني وعرفوا بالتالي أني مؤلف هذا الكتاب واكتشف أمري ويحصل ما لا يحمد عقباه.
وهناك بعض السادة في الحوزة لي عليهم ملاحظات تثير الشكوك حولهم والريب، وأنا والحمد لله دائب البحث والتحري للتأكد من حقيقتهم.
ولنر لوناً آخر من آثار العناصر الأجنبية في التشيع، فقد عبثت هذه العناصر بكتبنا المعتبرة ومراجعنا المهمة، ولنأخذ نماذج يطلع القارئ من خلالها على حجم هذا العبث ومداه.
إن كتاب الكافي هو أعظم المصادر الشيعية على الإطلاق، فهو موثق من قبل الإمام الثاني عشر المعصوم الذي لا يخطئ ولا يغلط، إذ لما ألف الكليني كتاب الكافي عرضه على الإمام الثاني عشر في سردابه في سامراء، فقال الإمام الثاني عشر سلام الله عليه (الكافي كاف لشيعتنا) (انظر مقدمة الكافي 25).
قال السيد المحقق عباس القمي: (الكافي هو أجل الكتب الإسلامية وأعظم المصنفات الإمامية والذي لم يعمل للإمامية مثله)، قال المولى محمّد أمين الاسترابادي في محكي فوائده: (سمعنا من مشايخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الإسلام كتاب يوازيه أو يدانيه) (الكنى والألقاب 3/ 98).
ولكن اقرأ معي هذه الأقوال:
قال الخوانساري: (اختلفوا في كتاب الروضة الذي يضم مجموعة من الأبواب هل هو أحد كتب الكافي الذي هو من تأليف الكليني أو مزيد عليه فيما بعد؟) (روضات الجنات 6/ 118).
قال الشيخ الثقة السيد حسين بن السيد حيدر الكركي العاملي المتوفى (1076هـ): (إن كتاب الكافي خمسون كتاباً بالأسانيد التي فيه لكل حديث متصل بالأئمة عليهم السلام) (روضات الجنات 6/ 114).
بينما يقول السيد أبو جعفر الطوسي المتوفى (460هـ).
(إن كتاب الكافي مشتمل على ثلاثين كتاباً) (الفهرست 161).
يتبين لنا من الأقوال المتقدمة أن ما زيد على الكافي ما بين القرن الخامس والقرن الحادي عشر، عشرون كتاباً وكل كتاب يضم الكثير من الأبواب، أي أن نسبة ما زيد في كتاب الكافي طيلة هذه المدة يبلغ 40% عدا تبديل الروايات وتغيير ألفاظها وحذف فقرات وإضافة أخرى فمن الذي زاد في الكافي عشرين كتاباً؟ .. أيمكن أن يكون إنساناً نزيهاً؟؟
وهل هو شخص واحد أم أشخاص كثيرون تتابعوا طيلة هذه القرون على الزيادة والتغيير والتبديل والعبث به؟؟!!
ونسأل: أما زال الكافي موثقاً من قبل المعصوم الذي لا يخطئ ولا يغلط؟؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(50/494)
ولنأخذ كتاباً آخر يأتي بالمرتبة الثانية بعد الكافي وهو أيضاً أحد الصحاح الأربعة الأولى، إنه كتاب (تهذيب الأحكام) للشيخ الطوسي مؤسس حوزة النجف، فإن فقهاءنا وعلماءنا يذكرون على أنه الآن (13590) حديثاً، بينما يذكر الطوسي نفسه مؤلف الكتاب -كما في عدة الأصول- أن تهذيب الأحكام هذا أكثر من (5000) حديث، أي لا يزيد في كل الأحوال عن (6000) حديث، فمن الذي زاد في الكتاب هذا الكم الهائل من الأحاديث الذي جاوز عدده العدد الأصلي لأحاديث الكتاب؟ مع ملاحظة البلايا التي رويت في الكافي وتهذيب الأحكام وغيرهما، فلا شك أنها إضافات لأيد خفية تسترت بالإسلام، والإسلام منها بريء، فهذا حال أعظم كتابين فما بالك لو تابعنا حال المصادر الأخرى ماذا نجد؟؟ ولهذا قال السيد هاشم معروف الحسني:
(وضع قصاص الشيعة مع ما وضعه أعداء الأئمة عدداً كثيراً من هذا النوع للأئمة الهداة) وقال أيضاً:
(وبعد التتبع في الأحاديث المنتشرة في مجاميع الحديث كالكافي والوافي وغيرهما نجد أن الغلاة والحاقدين على الأئمة الهداة لم يتركوا باباً من الأبواب إلا ودخلوا منه لإفساد أحاديث الأئمة والإساءة إلى سمعتهم) (الموضوعات 165، 253)
وقد اعتذر بذلك الشيخ الطوسي في مقدمة التهذيب فقال: (ذاكرني بعض الأصدقاء بأحاديث أصحابنا وما وقع فيها من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد، حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابله ما ينافيه، حتى جعل مخالفونا ذلك من أعظم الطعون على مذهبنا) ورغم حرص الطوسي على صيانة كتابه إلا أنه تعرض للتحريف كما رأيت.
في زيارتي للهند التقيت السيد دلدار علي فأهداني نسخة من كتابه (أساس الأصول) جاء في (ص51): (إن الأحاديث المأثورة عن الأئمة مختلفة جداً لا يكاد يوجد حديث إلا وفي مقابله ما ينافيه، ولا يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده) وهذا الذي دفع الجم الغفير إلى ترك مذهب الشيعة.
ولننظر في القول بتحريف القرآن، فإن أول كتاب نص على التحريف هو كتاب سليم بن قيس الهلالي (ت90 هـ) فإنه أورد روايتين فقط، وهو أول كتاب ظهر للشيعة، ولا يوجد فيه غير هاتين الروايتين.
ولكن إن رجعنا إلى كتبنا المعتبرة والتي كتبت بعد كتاب سليم بن قيس بدهور فإن ما وصل إلينا منها طافح بروايات التحريف، حتى تسنى للنوري الطبرسي جمع أكثر من ألفي رواية في كتابه (فصل الخطاب).
فمن الذي وضع هذه الروايات؟ وبخاصة إذا رجعنا إلى ما ذكرناه آنفاً في بيان ما أضيف إلى الكتب وبالذات الصحاح تبين أن هذه الروايات وضعت في الأزمان المتأخرة عن كتاب سليم بن قيس وقد يكون في القرن السادس أو السابع، حتى أن الصدوق المتوفى (381هـ) قال: (إن من نسب للشيعة مثل هذا القول -أي التحريف- فهو كاذب) لأنه لم يسمع بمثل هذه الروايات، ولو كانت موجودة فعلاً لعلم بها أو لسمع.
وكذلك الطوسي أنكر نسبة هذا الأمر إلى الشيعة كما في تفسير (التبيان في تفسير القرآن) ط. النجف (1383هـ) وأما كتاب سليم بن قيس فهو مكذوب على سليم بن قيس وضعه أبان بن أبي عياش ثم نسبه إلى سليم.
وأبان هذا قال عنه ابن المطهر الحلي والأردبيلي: (ضعيف جداً وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه) انظر (رجال الحلي ص206)، (جامع الرواة للأردبيلي 1/ 9).
ولما قامت الدولة الصفوية صار هناك مجال كبير لوضع الروايات وإلصاقها بالإمام الصادق وبغيره من الأئمة سلام الله عليهم. بعد هذا الموجز السريع تبين لنا أن مصنفات علمائنا لا يوثق بها، ولا يعتمد عليها، إذ لم يعتن بها، ولهذا عبثت بها أيدي العدى، فكان من أمرها ما قد عرفت.
والآن نريد أن نعرج على لون آخر من آثار العناصر الأجنبية في التشيع.
إنها قضية الإمام الثاني عشر وهي قضية خطيرة جداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(50/495)
لقد تناول الأخ الفاضل السيد أحمد الكاتب هذا الموضوع فبين أن الإمام الثاني عشر لا حقيقة له، ولا وجود لشخصه، وقد كفانا الفاضل المذكور مهمة البحث في هذا الموضوع، ولكني أقول: كيف يكون له وجود وقد نصت كتبنا المعتبرة على أن الحسن العسكري -الإمام الحادي عشر- توفي ولم يكن له ولد، وقد نظروا في نسائه وجواريه عند موته فلم يجدوا واحدة منهن حاملاً أو ذات ولد. راجع لذلك كتاب (الغيبة للطوسي 74)، (الإرشاد للمفيد 345)، (أعلام الورى للفضل الطبرسي 380) (المقالات والفرق للأشعري للقمي 102).
وقد حقق الأخ الفاضل السيد أحمد الكاتب في مسألة نواب الإمام الثاني عشر، فأثبت أنهم قوم من الدجلة ادعوا النيابة من أجل الاستحواذ على ما يراد من أموال الخمس وما يلقى في المرقد أو عند السرداب من تبرعات.
ولنر ما يصنعه الإمام الثاني عشر المعروف بالقائم أو المنتظر عند خروجه:
1 - يضع السيف في العرب:
(روى المجلسي أن المنتظر يسير في العرب بما في الجفر الأحمر وهو قتلهم) (بحار الأنوار 52/ 318).
وروى أيضاً: (ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح) (بحارا لأنوار 52/ 349).
وروى أيضاً: (اتق العرب فإن لهم خبر سوء، أما إنه لم يخرج مع القائم منهم واحد) (بحار الأنوار 52/ 333).
قلت: فإذا كان كثير من الشيعة هم من أصل عربي؛ أيشهر القائم السيف عليهم ويذبحهم؟؟
لا .. لا .. إن وراء هذه النصوص رجالاً لعبوا دوراً خطيراً في بث هذه السموم. لا تستغربن ما دام كسرى قد خلص من النار إذ روى المجلسي عن أمير المؤمنين: (إن الله قد خلصه -أي كسرى- من النار وإن النار محرمة عليه) (البحار 41/ 4).
هل يعقل إن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يقول إن الله قد خلص كسرى من النار، وإن النار محرمة عليه؟؟
2 - يهدم المسجد الحرام، والمسجد النبوي.
روى المجلسي: (أن القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه والمسجد النبوي إلى أساسه) (بحار الأنوار 52/ 338)، (الغيبة للطوسي 282).
وبين المجلسي: (أن أول ما يبدأ به -القائم- يخرج هذين -يعني أبا بكر وعمر- رطبين غضين ويذريهما في الريح ويكسر المسجد) (البحار 52/ 386).
إن من المتعارف عليه، بل المسلم به عند جميع فقهائنا وعلمائنا أن الكعبة ليس لها أهمية، وأن كربلاء خير منها وأفضل، فكربلاء حسب النصوص التي أوردها فقهاؤنا هي أفضل بقاع الأرض، وهي أرض الله المختارة المقدسة المباركة، وهي حرم الله ورسوله وقبلة الإسلام وفي تربتها الشفاء، ولا تدانيها أرض أو بقعة أخرى حتى الكعبة.
وكان أستاذنا السيد محمّد الحسين آل كاشف الغطاء يتمثل دائماً بهذا البيت:
لكربلا بانَ علوُّ الرتبة ومن حديث كربلا والكعبة
وقال آخر:
هي الطفوف فطف سبعاً بمغناها فما لمكة معنى مثل معناها
أرض ولكنها السبع الشداد لها دانت وطأطأ أعلاها لأدناها
ولنا أن نسأل: لماذا يكسر القائم المسجد ويهدمه ويرجعه إلى أساسه؟
والجواب: لأن من سيبقى من المسلمين لا يتجاوزون عشر عددهم كما بين الطوسي:
(لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس) (الغيبة 146).
بسبب إعمال القائم سيفه عموماً وفي المسلمين خصوصاً.
3 - يقيم حكم آل داود:
وعقد الكليني بابا في أن الأئمة عليهم السلام إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم آل داود، ولا يسألون البينة ثم روى عن أبي عبد الله قال: (إذا قام قائم آل محمّد حكم بحكم داود وسليمان ولا يسأل بينة) (الأصول من الكافي 1/ 397).
وروى المجلسي: (يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد) (البحار 52/ 354)، (غيبة النعماني 154).
وقال أبو عبد الله عليه السلام: (لكأني انظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد) (البحار 52/ 135)، (الغيبة 176).
ونختم هذه الفقرة بهذه الرواية المروعة، فقد روى المجلسي عن أبي عبد الله عليه السلام: (لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس .. حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد، ولو كان من آل محمّد لرحم) (البحار 52/ 353)، (الغيبة 135).
واستوضحت السيد الصدر عن هذه الرواية فقال: (إن القتل الحاصل بالناس أكثره مختص بالمسلمين) ثم أهدى لي نسخة من كتابه (تاريخ ما بعد الظهور) حيث كان قد بين ذلك في كتابه المذكور، وعلى النسخة الإهداء بخط يده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(50/496)
ولا بد لنا من التعليق على هذه الروايات فنقول:
لماذا يعمل القائم سيفه في العرب؟ ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله عربياً؟
ألم يكن أمير المؤمنين وذريته الأطهار من العرب؟
بل القائم الذي يعمل سيفه في العرب كما يقولون أليس هو نفسه من ذرية أمير المؤمنين؟ وبالتالي أليس هو عربياً؟!
أليس في العرب الملايين ممن يؤمن بالقائم وبخروجه؟
فلماذا يخصص العرب بالقتل والذبح؟ وكيف يقال: لا يخرج مع القائم منهم واحد؟
وكيف يمكن أن يهدم المسجد الحرام والمسجد النبوي؟ مع أن المسجد الحرام هو قبلة المسلمين كما نص عليه القرآن وبين أنه أول بيت وجد على وجه الأرض، وكان رسول الله صلوات الله عليه قد صلى فيه، وصلى فيه أيضاً أمير المؤمنين والأئمة من بعده وخصوصاً الإمام الصادق الذي مكث فيه مدة طويلة.
لقد كان ظننا أن القائم سيعيد المسجد الحرام بعد هدمه إلى ما كان عليه زمن النبي صلى الله عليه وآله وقبل التوسعة، ولكن تبين لي فيما بعد أن المراد من قوله (يرجعه إلى أساسه) أي يهدمه ويسويه بالأرض، لأن قبلة الصلاة ستتحول إلى الكوفة.
روى الفيض الكاشاني: (يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب أحد من فضل، مصلاكم بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم .. ولا تذهب الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه) (الوافي 1/ 215).
إذن نقل الحجر الأسود من مكة إلى الكوفة وجعل الكوفة مصلى بيت آدم ونوح وإدريس وإبراهيم دليل على اتخاذ الكوفة قبلة للصلاة بعد هدم المسجد الحرام، إذ بعد هذا لا معنى لإرجاعه إلى ما كان عليه قبل التوسعة ولا تبقى له فائدة، فلا بد له من الإزالة والهدم -حسبما ورد في الروايات- وتكون القبلة والحجر الأسود في الكوفة، وقد علمنا فيما سبق أن الكعبة ليست بذات أهيمة عند فقهائنا، فلا بد إذن من هدمها.
ونعود لنسأل مرة أخرى: ما هو الأمر الجديد الذي يقوم به القائم؟
وما هو الكتاب الجديد والقضاء الجديد؟
إن كان الأمر الذي يقوم به من صلب حكم آل محمّد فليس هو إذن بجديد.
وإن كان الكتاب من الكتب التي استأثر بها أمير المؤمنين حسبما تدعيه الروايات الواردة في كتبنا فليس هو بكتاب جديد.
وإن كان القضاء في أقضية محمّد وآله، والكتاب من غير كتبهم والقضاء من غير أقضيتهم فهو فعلا أمر جديد وقضاء جديد وكيف لا يكون جديدا والقائم سيحكم بحكم آل داود كما مر؟
أنه أمر من حكم آل داود، وكتاب من كتبهم، وقضاء من قضاء شريعتهم. ولهذا كان جديدا، ولذلك ورد في الرواية: (لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد) كما مر بيانه.
بقي أن تعلم أن ما يصنعه القائم حسبما جاء في الرواية المروعة، فإنه سيثخن في القتل بحيث يتمنى الناس ألا يروه لكثرة ما يقتل من الناس وبصورة بشعة لا رحمة فيها ولاشفقة، حتى يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد، ولو كان من آل محمّد لرحم!!.
وبدورنا نسأل: بمن سيفتك القائم؟ ودماء من هذه التي سيجريها بهذه الصورة البشعة؟!.
إنها دماء المسلمين كما نصت عليه الروايات، وكما بين السيد الصدر.
إذن ظهور القائم سيكون نقمة على المسلمين لا رحمة لهم، ولهم الحق إن قالوا أنه ليس من آل محمّد نعم لأن آل محمّد يرحمون ويشفقون على المسلمين، أما القائم فإنه لا يرحم ولا يشفق، فليس هو إذن من آل محمد، ثم أليس هو -أي القائم- سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد أن ملئت جوراً وظلماً؟
فأين العدل إذن إذا كان سيقتل تسعة أعشار الناس وخاصة المسلمين؟ وهذا لم يفعله في تاريخ البشرية أحد، ولا حتى الشيوعيون الذين كانوا حريصين على تطبيق نظريتهم على حساب الناس. فتأمل!!
لقد أسلفنا أن القائم لا حقيقة له، وأنه غير موجود، ولكنه إذا قام فسيحكم بحكم آل داود وسيقضي على العرب والمسلمين ويقتلهم قتلا لا رحمة فيه ولا شفقة، ويهدم المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وآله، ويأخذ الحجر الأسود، ويأتي بأمر جديد وكتاب جديد، ويقضي بقضاء جديد، فمن هو هذا القائم؟ وما المقصود به؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(50/497)
إن الحقيقة التي توصلت إليها بعد دراسة استغرقت سنوات طوالاً ومراجعة لأمهات المصادر هي أن القائم كناية عن قيام دولة إسرائيل أو هو المسيح الدجال، لأن الحسن العسكري ليس له ولد كما أسلفنا وأثبتنا، ولهذا روى عن أبي عبد الله عليه السلام -وهو بريء من ذلك-: (ما لمن خالفنا في دولتنا نصيب، إن الله قد أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا) (البحار 52/ 376).
ولماذا حكم آل داود؟ أليس هذا إشارة إلى الأصول اليهودية لهذه الدعوة؟
وقيام دولة إسرائيل لابد أن يسودها حكم آل داود، ودولة إسرائيل إذا قامت، فإن من مخططاتها القضاء على العرب خصوصاً المسلمين والمسلمين عموماً كما هو مقرر في بروتوكولاتهم، تقضي عليهم قضاء مبرماً وتقتلهم قتلاً لا رحمة فيه ولا شفقة.
وحلم دولة إسرائيل هو هدم قبلة المسلمين وتسويتها بالأرض، ثم هدم المسجد النبوي والعودة إلى يثرب التي أخرجوا منها، وإذا قامت فستفرض أمراً جديداً، وتضع بدل القرآن كتاباً جديداً، وتقضي بقضاء جديد، ولا تسأل بينة، لأن سؤال البينة من خصائص المسلمين، ولهذا تسود الفوضى والظلم بسبب العنصرية اليهودية.
ويحسن بنا أن ننبه إلى أن أصحابنا اختاروا لهم اثني عشر إماماً، وهذا عمل مقصود فهذا العدد يمثل عدد أسباط بني إسرائيل، ولم يكتفوا بذلك بل أطلقوا على أنفسهم تسمية (الاثني عشرية) تيمناً بهذا العدد، وكرهوا جبريل عليه السلام والروح الأمين كما وصفه الله تعالى في القرآن الكريم، وقالوا إنه خان الأمانة إذ يفترض أن ينزل على علي عليه السلام، ولكنه حاد عنه، فنزل إلى محمّد عليه السلام، فخان بذلك الأمانة.
ولهذا كرهوا جبريل، وهذه هي صفة بني إسرائيل في كراهتهم له، ولهذا رد الله عليهم بقوله تعالى: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ} [البقرة:97 - 98]، فوصف من عادى جبريل بالكفر، وأخبر أن من عاداه فإنه عدو لله تعالى.
ومن أعظم آثار العناصر الأجنبية في حرف التشيع عن ركب الأمة الإسلامية هو القول بترك الجمعة وعدم جوازها إلا وراء إمام معصوم.
لقد صدرت في الآونة الأخيرة فتاوى تجوز إقامة صلاة الجمعة في الحسينيات، وهذا عمل عظيم، ولي والحمد لله جهود كبيرة في حث المراجع العليا على هذا العمل وإني احتسب أجري عند الله تعالى.
ولكني أتساءل: من الذي تسبب في حرمان كل تلك الأجيال وعلى مدى ألف سنة تقريباً من صلاة الجمعة؟ فأية يد خبيثة هذه التي استطاعت بدهائها وسيطرتها أن تحرم الشيعة من صلاة الجمعة، مع وجود النص القرآني الصريح في وجوب إقامة الجمعة؟؟!
وما زالت الأيادي الخفية تعمل وتبث سمومها، فقد أصدرت زعامة الحوزة في يومنا هذا تعليمات بوجوب إكثار الفساد والظلم ونشره بين الناس، لأن كثرة الفساد تعجل في خروج الإمام المهدي -القائم- من سردابه، وقد استجاب كثير من الشيعة لذلك، وطبقوا هذه التعليمات ومارسوا الفساد بكل ألوانه، وكان السيد البروجردي يشرف على تطبيقها في مدينة الثورة في بغداد، فإذا ما مشى رجل في أحد شوارع الثورة فرأى امرأة أعجبته، فإنها تستجيب له بابتسامة منه أو إشارة بطرف عينه. ولم تكتف زعامة الحوزة بذلك، بل أرادت تعميم هذا الفساد ليشمل كل أنحاء العراق، ولهذا قاموا باستئجار باصات نقل كبيرة لغرض السياحة والاصطياف في شمال العراق.
وقاموا بترغيب العوائل الساكنة في مدن الجنوب بالسفر إلى الشمال، فترى العوائل المسافرة تتكون كل عائلة منها من رجل عجوز وامرأته الطاعنة في السن بثياب رثة لا يملك أحدهم ثمن وجبة عشاء فضلاً عن نفقة السياحة والاصطياف، وقد اصطحبت كل عائلة معها عدداً من الفتيات الجميلات، فإذا ما وصلت القافلة إلى محافظة من المحافظات التي تمر بها وهي، صلاح الدين-تكريت-الموصل، دهوك، أربيل، كركوك، حط المسافرون رحالهم فيها أياماً، ثم تبدأ الفتيات بالنزول إلى أسواق تلك المحافظة، فيعرضن أنفسهن على الشباب لتتم (الصفقات المحرمة) وأما فترة بقاء العوائل في المصايف فإني أعجز عن وصف ما يجري.
إن الغاية من إصدار هذه التعليمات هي نشر الفساد وتدمير البلاد، وأما خروج الإمام الثاني عشر المعروف بالقائم فأنا واثق بأنهم يدركون أن لا وجود لهذا الإمام.
فانظروا إلى هذه الأيدي الخبيثة ماذا فعلت وماذا تفعل!!!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 08 - 08, 05:21 ص]ـ
موضوع قوي وفي الصميم
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[08 - 08 - 08, 10:02 م]ـ
شيخنا محمد الامين
بارك الله فيكم
و شكرا على مروركم الكريم
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[09 - 08 - 08, 06:06 ص]ـ
بوركت ايها المبارك
وهذا الكتاب للشامله.وضعته هنا للفائده
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79943
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(50/498)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[09 - 08 - 08, 06:17 ص]ـ
اعتقد ان الرابط لا يعمل
وهذا هو الاصل:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=89&book=32
وبالله التوفيق
ـ[عبد العزيز ابو عبد الله]ــــــــ[09 - 08 - 08, 08:04 ص]ـ
بحث رائع وقيم بارك الله فيك اخي المبارك وننتظر المزيد من البحوث في هذا الموضوع
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - 08 - 08, 06:43 ص]ـ
الاخوة الاعزاء:
ابو قتيبة
عبدالعزيز
شكرا لمروركم الكريم
بارك الله فيكم(50/499)
هل يوجد فرق بين السجود لحي والسجود لميت؟
ـ[محمدبن عبد الهادى]ــــــــ[09 - 08 - 08, 03:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل يوجد فرق بين السجود لحى والسجود لميت وما الحكم؟
وما مظان هذه المسألة فى كتب العلماء
ـ[أبو الفداء الأندلسي]ــــــــ[09 - 08 - 08, 05:32 ص]ـ
إن كان في الحكم الشرعي فهم سواء فكل من سجد لغير الله تعالى سجود عبادة مشرك شركا أكبر.(50/500)
هل آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم معصومون؟
ـ[بندر المشهوري]ــــــــ[09 - 08 - 08, 02:33 م]ـ
أرجو الإجابة على ما يلي:
1 - عصمتهم من الشرك.
2 - عصمتهم من الكبائر.
3 - عصمتهم من الصغائر.
وهل يلزمنا البحث عنهم لكي نكرمهم ونذكر للناس أمرهم ونظهرهم للعامة كي يعرفوا فضلهم؟ ونبين لهم أنه لا تجوز الصدقة عليهم وأن يعطو الخمس؟
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[09 - 08 - 08, 03:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في كتاب: آل رسول الله وأولياؤه للعصامي الحنبلي: قيل لبعض شيوخ الرافضة: إذا جاء الكفار إلى بلادنا فقتلوا النفوس وسبوا الحريم وأخذوا الأموال هل نقاتلهم؟ فقال: لا. المذهب أنا لا نغزو إلا مع المعصوم. فقال ذلك المستفتي مع عاميته: والله إن هذا لمذهب نجس. فإن هذا المذهب يفضي إلى فساد الدين والدنيا
ولم يقل بعصمة الأئمة إلا الرافضة الإمامية لم يشركهم فيه إلا من هو شر منهم وأما قوله: وإن الأئمة معصومون كالأنبياء في ذلك، فهذه خاصة الرافضة الإمامية لم يشركهم فيها أحد لا الزيدية الشيعة ولا سائر طوائف المسلمين إلا من هو شر منهم كالإسماعيلية المنتسبين إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر القائلين بأن الإمامة بعد جعفر في محمد بن إسماعيل دون موسى بن جعفر.
ولو كان للناس معصوم غير الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأمرهم بالرد إليه. فدل القرآن على أنه لا معصوم إلا الرسول - صلى الله عليه وسلم -.ودعوى العصمة تضاهي المشاركة في النبوة؛ فإن المعصوم يجب اتباعه في كل ما يقول لا يجوز أن يخالف في شيء، وهذه خاصة الأنبياء ولهذا أمرنا أن نؤمن بما أنزل إليهم.
النصارى يزعمون أن الحواريين الذين اتبعوا المسيح أفضل من إبراهيم وموسى وغيرهما من الأنبياء والمرسلين، ويزعمون أن الحواريين رسل شافههم الله بالخطاب؛ لأنهم يقولون إن الله هو المسيح، ويقولون أيضًا: إن المسيح ابن الله. والرافضة تجعل الأئمة الاثنى عشر أفضل من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار. وغاليتهم يقولون: إنهم أفضل من الأنبياء؛ لأنهم يعتقدون فيهم الإلاهية كما اعتقدته النصارى في المسيح. والنصارى يقولون إن الدين مسلم للأحبار والرهبان- فالحلال ما حللوه، والحرام ما حرموه، والدين ما شرعوه. والرافضة تزعم أن الدين مسلم إلى الأئمة- فالحلال ما حللوه، والحرام ما حرموه، والدين ما شرعوه.
انتهى كلام العصامي الحنبلي وكلامه ملخص من كتاب منهاج السنة النبوة لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[09 - 08 - 08, 04:02 م]ـ
تأمل معي تناقض الرافضة يتهمون نبي الله داوود والعياذ بالله بجريمة عشق امراة متزوجة بعد أن نظر إليها وهي تغتسل فدمر مؤامرة لهلاك زوجها ليتزوجها بعده. يسقون الرواي ةبسند إلى جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين وهذه القصة هي في الأصل من الأسرائليات المكذوبات على نبي الله داوود كما قرر عدد من علمائنا المحققين
فالذي يستحق العصمة من الكبائر اتهموه بالكبيرة التي لا تليق بنبي, ومن لا يستحق العصمة نسبوها له وغالوا فيه وجعلوه معصوما
في تفسير القمي عن جعفر الصادق في قصة طويلة أخذنا منها موضع الحاجة: إن داود عليه السلام كان في محرابه يصلي، فإذا بطائر قد وقع بين يديه، فأعجبه جداً ونسي ما كان فيه، فقام ليأخذه فطار الطائر، فوقع على حائط بين داود وبين أوريا بن حنان، وكان داود قد بعث أوريا في بعث، فصعد داود الحائط ليأخذ الطير، وإذا امرأة أوريا جالسة تغتسل، فلما رأت ظل داود نشرت شعرها وغطت به بدنها، فنظر داود إليها وافتتن بها ورجع إلى محرابه ونسي ما كان فيه، وكتب إلى صاحبه في ذلك البعث أن ضع التابوت بينك وبين عدوك، وقدم أوريا بن حنان بين يدي التابوت، فقدمه وقتل، ثم بعث الله إليه الخصم إذ تسوروا المحراب، فلما قال داود: ((قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ)) إلى قوله: ((فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ)).
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[10 - 08 - 08, 05:07 ص]ـ
في تفسير القمي عن جعفر الصادق في قصة طويلة أخذنا منها موضع الحاجة: إن داود عليه السلام كان في محرابه يصلي، فإذا بطائر قد وقع بين يديه، فأعجبه جداً ونسي ما كان فيه، فقام ليأخذه فطار الطائر، فوقع على حائط بين داود وبين أوريا بن حنان، وكان داود قد بعث أوريا في بعث، فصعد داود الحائط ليأخذ الطير، وإذا امرأة أوريا جالسة تغتسل، فلما رأت ظل داود نشرت شعرها وغطت به بدنها، فنظر داود إليها وافتتن بها ورجع إلى محرابه ونسي ما كان فيه، وكتب إلى صاحبه في ذلك البعث أن ضع التابوت بينك وبين عدوك، وقدم أوريا بن حنان بين يدي التابوت، فقدمه وقتل، ثم بعث الله إليه الخصم إذ تسوروا المحراب، فلما قال داود: ((قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ)) إلى قوله: ((فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ)).
لا أدري هل ينفع أن نستشهد بمثل هذه التفاسير .. ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/1)
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[10 - 08 - 08, 06:01 ص]ـ
لا أدري هل ينفع أن نستشهد بمثل هذه التفاسير .. ؟
تأمل معي تناقض الرافضة
تفسير القمي: لعلي بن إبراهيم بن هاشم القمي , أحد شوخ الكليني في الكافي , وقد أكثر عنه الكليني في كتابة كثيرا , أبوه أول من نشر حديث الكوفيين في قم , وتفسيرة عن الأئمة عند الرافضة الإخبارية مقطوع بصدوره عنهم , وعند الأصوليين كله صحيح , وكل من في أسانيده ثقات كما نص عليه القمي في المقدمة , بزعمهم. فهو كالصحيحين شرفهما الله عندهم.
والأخ أبوسلمى , قد ألزمهم بأصح أدلتهم.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[10 - 08 - 08, 06:08 ص]ـ
ومن أشنع التناقضات عند الروافض , دعوى وجوب العصمه على الأئمه الإثناعشر , حتى عن النوم عن الصلاة المكتوبة!! , مع جواز التقيه , ناهيك عن وقوعها ,, كما قد لايخلو باب من أبواب الفقة أو المعتقد , إلا وقد حمل فيه كذا خبر على التقية!!
فالحمد لله الذي أعطانا و حرمهم!!
ـ[بندر المشهوري]ــــــــ[10 - 08 - 08, 10:23 ص]ـ
أيها الإخوة الأفاضل:
أنا ريد ذكر نصوص الفقهاء على ما ذكرت سابقًا والكتب التي تحدثت عن آل البيت من كتب أهل السنة.
فهل ذكرتموها وأفدتموني مشكورين مأجورين على ما نقلتم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 08 - 08, 10:40 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((الواسطية)):
[ويتبرءون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، ومن طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل].
قال العلامة ابن عثيمين في الشرح:
((يعني: يتبرأ أهل السنة والجماعة من طريقة النواصب.
وهؤلاء على عكس الروافض، الذين يغلون في آل البيت حتي يخرجوهم عن طور البشرية إلي طور العصمة والولاية)) اهـ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 08 - 08, 11:24 ص]ـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((منهاج السنة)) في كلام طويل في رده على ابن المنجس الحلي في استدلاله بآية التطهير على العصمة:
[و ليس من شرط المتقين و نحوهم أن لا يقع منهم ذنب، و لا أن يكونوا معصومين من الخطأ و الذنوب، فإن هذا لو كان كذلك لم يكن في الأمة متق، بل من تاب من ذنوبه دخل في المتقين، ومن فعل ما يكفر سيئاته دخل في المتقين، كما قال: ((إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم و ندخلكم مدخلا كريما)) فدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بأن يطهرهم تطهيرا، كدعائه بأن يزكيهم و يطيبهم و يجعلهم متقين، ونحو ذلك، ومعلوم أن من استقر أمره على ذلك فهو داخل في هذا، لا تكون الطهارة التي دعا بها بأعظم مما دعا به لنفسه، و قد قال: ((اللهم طهرني من خطاياي بالثلج و البرد و الماء البارد)).
فمن وقع ذنبه مغفورا أو مكفرا فقد طهره الله منه تطهيرا، ولكن من مات متوسخا بذنوبه فانه لم يطهر منها في حياته، و قد يكون من تمام تطهيرهم صيانتهم عن الصدقة التي هي أوساخ الناس، والنبي صلى الله عليه و سلم إذا دعا بدعاء أجابه الله بحسب استعداد المحل، فإذا استغفر للمؤمنين و المؤمنات لم يلزم أن لا يوجد مؤمن مذنب، فإن هذا لو كان واقعا لما عذب مؤمن لا في الدنيا و لا في الآخرة، بل يغفر الله لهذا بالتوبة و لهذا بالحسنات الماحية و يغفر الله لهذا ذنوبا كثيرة، و أن واحدة بأخرى، و بالجملة فالتطهير الذي أراده الله و الذي دعا به النبي صلى الله عليه و سلم ليس هو العصمة بالاتفاق، فإن أهل السنة عندهم لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه و سلم، و الشيعة يقولون لا معصوم غير النبي صلى الله عليه و سلم و الإمام، فقد وقع الاتفاق على انتفاء العصمة المختصة بالنبي صلى الله عليه و سلم و الإمام، عن أزواجه و بناته و غيرهن من النساء،و إذا كان كذلك امتنع أن يكون التطهير المدعو به للأربعة متضمنا للعصمة التي يختص بها النبي صلى الله عليه و سلم و الإمام عندهم، فلا يكون من دعاء النبي صلى الله عليه و سلم بهذه العصمة لا لعلي و لا لغيره، فإنه دعا بالطهارة لأربعة مشتركين لم يختص بعضهم بدعوة.
و أيضا فالدعاء بالعصمة من الذنوب ممتنع على أصل القدرية، بل و بالتطهير أيضا، فإن الأفعال الاختيارية التي هي فعل الواجبات و ترك المحرمات عندهم غير مقدورة للرب، و لا يمكنه أن يجعل العبد مطيعا و لا عاصيا و لا متطهرا من الذنوب و لا غير متطهر!!، فامتنع على أصلهم أن يدعو لأحد بأن يجعله فاعلا للواجبات تاركا للمحرمات، و إنما المقدور عندهم قدرة تصلح للخير و الشر، كالسيف الذي يصلح لقتل المسلم و الكافر، و المال الذي يمكن إنفاقه في الطاعة و المعصية، ثم العبد يفعل باختياره إما الخير و إما الشر بتلك القدرة.
و هذا الأصل يبطل حجتهم، و الحديث حجة عليهم في إبطال هذا الأصل حيث دعا النبي صلى الله عليه و سلم لهم بالتطهير.
فإن قالوا: المراد بذلك أنه يغفر لهم و لا يؤاخذهم، كان ذلك أدل على البطلان من دلالته على العصمة.
فتبين أن الحديث لا حجة لهم فيه بحال على ثبوت العصمة.
و العصمة مطلقا التي هي فعل المأمور و ترك المحظور ليست مقدورة عندهم لله، و لا يمكنه أن يجعل أحدا فاعلا لطاعة، و لا تاركا لمعصية لا لنبي و لا لغيره فيمتنع عندهم أن من يعلم أنه إذا عاش يطيعه باختيار نفسه لا بإعانة الله و هدايته.
و هذا مما يبين تناقض قولهم في مسائل العصمة كما تقدم] اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/2)
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[10 - 08 - 08, 11:44 ص]ـ
الحق أن آل البيت كلمة موهمة تحتاج إلى توضيح، فالأصل أنها تطلق على زوجة الرجل ويلحق بذلك أولاده إن كان له أولاد.
وأهل السنة مختلفون في تحديد آل البيت الذين تحرم عليهم الصدقة، كما هم مختلفون أيضا في بقاء استحقاقهم شيء من الخمس بعد وفاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
والسؤال المهم هو: لماذا يكون أهل بيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - معصومين؟ ما الفائدة في عصمتهم؟ علما أنه لم يقل بهذا أحد من السنة أو الشيعة، فالشيعة الإمامية الاثنى عشرية يقولون بعصمة الأئمة فقط دون غيرهم من سائر آل البيت، العصمة إذن مخصوصة بالأئمة وليست لكل آل البيت.
ولا يوجد في القرآن آية تشير إلى عصمتهم ولو من بعيد، كما أنه لا يوجد حديث صحيح يشهد لهم بالعصمة، ذلك أن آل البيت كسائر الناس إلا أن لهم شرف الانتساب إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهذا الشرف لا ينفعهم في النجاة من النار ودخول الجنة، لأن المعول عليه في هذا هو الإيمان والعمل الصالح. وقد يبلغ العبد الحبشي ما لم يبلغه صاحب النسب في الرفعة والدرجة العالية عند الله.
والنصوص في ذلك كثيرة، منها قوله تعالى {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} وقوله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}. وقول نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: «ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه».
أما اختصاص الأنبياء بالعصمة فلأنهم مبلغون عن الله تعالى، فكان لابد من عصمتهم حتى لا يقع الخطأ فيما أوحي إليهم، وهذه العصمة خاصة فيما يبلغون به رسالات الله، وغير ذلك فجائز عليهم الخطأ والسهو والنسيان في ما هو من أمور الناس؛ لأنهم بشر كسائر البشر.
والشيعة الاثنى عشرية يجعلون العصمة في أئمتهم خلوهم من الخطأ والسهو والنسيان في أي شيء وبذلك رفعوهم إلى مرتبة الألوهية، إذ لا يخلو إنسان من هذا البتة.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[10 - 08 - 08, 11:09 م]ـ
الصحيح أن بعض أهل البيت بالمفهوم الرافضي الأثناعشري معصوم من الكفر.
وهم السيدة فاطمه , وسيدنا علي بن أبي طالب , و ريحانتا رسول الله صلى الله عليه وسلم - الحسن والحسين.
ودليل عصمتهم من الكفر , تبشيرهم بالجنة على المسلم به بين أهل السنة.
أما مسألة هل نشهد بالجنة للصحابة جميعا ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولو يوم , بأنهم من أهل الجنة قطعا , ففيه خلاف , ذهب ابن حزم إلى القول بذلك , والراجح بأنه لايجوز الشهادة لمعين بالجنة مالم يخبر بذلك الله ورسوله ,مع العلم بأن الصحابة هم خير الأمة بلا شك.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[10 - 08 - 08, 11:19 م]ـ
أهل البيت بالمفهوم الرافضي الاثناعشري , يمكن تقسيمهم إلى قسمين:
القسم الأول: من صحب النبي صلى الله عليه وسلم.
وهم فاطمه وعلي والحسن والحسين , رضي الله عنهم أجمعين.
وهؤلاء مشهود لهم بالجنة , ومن شهد له بالجنة لايجوز عليه مايوجب خلوده النار.
أما وقوعهم في الذنب , فالكبائر لايقعون فيها إلا تأولا واجتهادا , مثلهم مثل بقيت الصحابة الكرام.
أما الصغائر فلا دليل لنفي وقوعها أو كيفيت وقوعها , فمثلهم مثل جميع المسلمين.
القسم الثاني: من ليسوا من الصحابة.
فهؤلاء لايمتنع أن يصدر منهم أي شيء , لأنهم مثل بقية الناس ولافرق.
ولعل شيوخنا الكرام , يتحفونا برأيهم في هذا التقسيم.
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[10 - 08 - 08, 11:26 م]ـ
لا أدري هل ينفع أن نستشهد بمثل هذه التفاسير .. ؟
أخي الكريم سقت روايتهم على سبيل الإلزام وليس على سبيل الاستدلال لإثباث هشاشة مذهبهم في العصمة وتناقضه
وبارك الله في سائر الأحباب على الإضافات المفيدة
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 08 - 08, 12:37 ص]ـ
أخي الكريم سقت روايتهم على سبيل الإلزام وليس على سبيل الاستدلال لإثباث هشاشة مذهبهم في العصمة وتناقضه
وبارك الله في سائر الأحباب على الإضافات المفيدة
بارك الله فيك اخي الكريم
قد تنبهت لهذا
ـ[السنفراوي]ــــــــ[11 - 08 - 08, 07:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم(51/3)
حزب الله .....
ـ[هشام جبر]ــــــــ[09 - 08 - 08, 04:07 م]ـ
أصدر فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ محمد المختار محمد المهدي حفظه الله بيانا شافيا حول الحزب المشبوه المسمى بحزب الله، أوضح فضيلته خبث هذا الحزب وسبه لأكابر الصحابة ومجموعهم، ومبدأ التقية لديهم، وخرافة التقريب بين المذاهب
http://www.alshareyah.org/Data/Tebia..._160842_75.pdf (http://www.alshareyah.org/Data/TebianMagazine/Subjects/20080803_160842_75.pdf)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[10 - 08 - 08, 12:46 ص]ـ
بورك فيك وفي الشيخ المهدي
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[10 - 08 - 08, 06:25 ص]ـ
من أقوال محمد حسين فضل الله مرجع الحزب المشبوه فضح سره:
(ثمة أوضاع سلبية في التصور والممارسة لدى الأنبياء) من وحي القرآن ج-5/ص-171 - 172
(الأنبياء قد يدعون الناس إلى يكونوا عباد لهم , بتقديم فروض العبادة لهم , وبتقديسهم بالمستوى العظيم الذي يرتفع بهم إلى مستوى الربوبية) من وحي القرآن ج-6/ص-126
(آدم يستسلم لأحلامه الخيالية ويستغرق في طموحاته الذاتية وينسى ربه موقعه منه وأصبح يفكر في الاتجاه الواحد الذي يقود إليها بعيدا عن كل مسؤولية) من وحي القرآن ج-10/ص-55
(آدم مارس الرغبة المحرمة) من وحي القرآن ج-10/ص-57
(معصية آدم كمعصية إبليس – الفرق بين آدم ويين إبليس في أنه تاب وذاك أصر) من وحي القرآن ج-10/ص-58
نكران أن تكون نبوته (النبي عيسى) وهو في المهد وحديثه عن النبوة في المستقبل. من وحي القرآن ج-15/ص-40
التشكيك برفع عيسى إلى السماء بغير الموت , وطرحه بعنوان قول بعض المسلمين. من وحي القرآن ج-6/ص-47
القرآن الكريم يريد أن يولد الفكرة ـ الخط في ضمير النبي ـ الداعية ليفرغ ذاته من الانفعال فهناك حالة بشرية تحب التمرد والمواجهة والهروب من المسؤولية. من وحي القرآن ج-9/ص-83
المؤمنون يعرفون ما يدخل في شخصية الرسول من خطرات الذهنية التي لا تنسجم مع طبيعة الرسالة في الجو العملي. من وحي القرآن ج-16/ص-104 - 105
يتجرأ على القرآن ويعتبر أن فيه أخطاء لغوية من وحي القرآن ج-7/ص-539 - 540
لا خصوصية في تكليف النبي ..... مثله مثل أي مسلم من وحي القرآن ج-12/ص-139
الطعن بمصداقية الحديث عن شق القمر. من وحي القرآن ج-21/ص-279 - 280
المعجزة الوحيدة للرسول هي القرآن , فلم يقم النبي بأي معجزة أخرى كانشقاق القمر. من وحي القرآن ج-6/ص-31
إن الغاية تبرر الوسيلة , إذا كانت الغاية أعظم من ناحية الأهمية , لأنها بذلك تنظف الوسيلة وتطهرها. من وحي القرآن ج-12/ص-245
وما خفي كان أعظم!!!
وأنظر هنا , في هذا الموقع الرافضي , والذي وضع فقط للرد عليه!!
http://www.zalaal.net
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[10 - 08 - 08, 12:14 م]ـ
وأنظر هنا , في هذا الموقع الرافضي , والذي وضع فقط للرد عليه!!
http://www.zalaal.net
الأخ الكريم أبو بكر الغنامي
هذا الموقع أنشأه الروافض الخبثاء خصيصا للتحذير من السيد حسين فضل الله لأنه معتدل نسبيا عنهم، وقد أنكر كثيرا من خرافاتهم التي تملأ قلوبهم حقدا على المسلمين مثل خرافة ضلع فاطمة المكسور، ولطم عمر لها ..
كما أنه ينهى عن سب الصحابة الكرام، وأزواج النبي الطاهرات، ويرى أن كثيرا من عقائد الشيعة لا تنسجم مع العقل السليم لذلك رفض عددًا منها بسبب ذلك.
ولأن الشيعة الروافض لا يرضيهم هذا الاعتدال أو حتى النزول قليلا عن غلوهم وشطحاتهم قاموا بالردود عليه وتحذير عوام الشيعة منه لئلا يؤثر فيهم، ومنها هذا الموقع الذي وضعتَ رابطه هنا، وتلك سبة لهم ونقيصة وليست محمدة لهم، فإنهم حتى وإن أخرجوا أقوالا له مخالفة للشرع فعند مراجعهم المغالين النصيب الأوفر في ذلك، بل لا تمثل أقواله شيئا قليلا مما يكتبه أحبارهم المؤلهين.
فالواجب الإنصاف والوقوف مع حركات التحرر الشيعي لأنها حجة عليهم بإذن الله تعالى.
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[10 - 08 - 08, 12:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي هشام
ـ[امين حمدان]ــــــــ[10 - 08 - 08, 07:59 م]ـ
سؤال: ورد في البيان نعت لدولة الصهاينة باسرائيل فهل هذا جائز شرعا
ثم لا يخفى على أحد ما تعرض له المسمى حزب الله من ضغوط شديدة بعد أحداث لبنان الأخيرة والمتعلقة بشبكة اتصال الحزب واصبح وضع الحزب حرجا جدا حيث أن ما كان يسميه سلاح مقاومة اصبح يستهدف اللبنانيين
ونفاجأ بتوقيت التبادل فمباشرة اعلن نصرالله انه مستعد الان لمناقشة كل الملفات بما فيها سلاح الحزب ولننظر للموضوع من وجهة نظر الصهاينة الم يكن حريا بهم التأجيل لا سيما وأن جندييهما كانا أشلاءا
الذي اقصده أنني ارى ان الصهاينة خدموا الحزب بالمبادلة الان حيث انهم اوجدوا مبررا لبقاء الحزب في نظر اللبنانيين خصوصا والعرب عموما وهذا ليس من شيم الصهاينة ان ما أراه أن الحزب والصهاينة انما هما حليفين بشكل أو باخر والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/4)
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[10 - 08 - 08, 10:57 م]ـ
السيد أمين حمدان ,, جزاك الله خيرا على ماكتبت ,,
ولكن وضعي للرابط , هو لمجرد الإستفادة مما يكتب فيه , فأنا وأنت نعلم , بأن الخطاب الرافضي , له أكثر من وجه!!
فهناك الخطاب الرافضي الحوزوي الموجه إلى عوامهم , وهناك الخطاب الرافضي الموجه إلى أهل السنة, وهذا لايمكن الوثوق في نقله ولا في دعاويه - لوجوب التقيه , ومن جهة اخرى تجويزهم الكذب على المخالف - , وهناك الخطاب الموجه إلى بعضهم بعض , رافضي إلى رافضي!!
ففي الأخير تكمن الفائدة , لأنك ترى أن مايدعون من كون بعض المسائل من الضروريات في المذهب , تجدها مسائل ركيكة ضعيفه , يتراشقون بسببها التهم بالنصب , وبمحاولة هدم مذهب أهل البيت!!
وجزاك الله خيرا على نصحك لأخيك المحب لك.(51/5)
طلب نقض التأسيس لشيخ الإسلام للتحميل.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[09 - 08 - 08, 06:47 م]ـ
طلب نقض التأسيس لشيخ الإسلام للتحميل. بارك الله فيكم.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[09 - 08 - 08, 06:59 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90979&highlight=%C8%ED%C7%E4+%CA%E1%C8%ED%D3(51/6)
"شرح السنة للخلال" أم "شرح السنة لأبي عاصم"؟؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[10 - 08 - 08, 06:10 ص]ـ
إذا أردت دراست أحدهما، فبأيهما تنصحون؟؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[11 - 08 - 08, 01:28 ص]ـ
..............................................
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[11 - 08 - 08, 03:25 ص]ـ
لا يمنعكَ هذا من ذاك و لو جمعتَ بين الإثنين و تتبعتَ الفروق و الزوائد و أفدتنا تكون مأجورا إن شاء الله و مستفيدا أيما استفادة.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[11 - 08 - 08, 11:03 م]ـ
أنوي أن أبدأ بأحدهما بإذن الله.
وأخوك محتار لايدري بأيهما يبدأ لذلك هو يستشيركم.(51/7)
ما رأيكم بهذه العبارة ((ما ينبغي لله أن يظلم))؟!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 08 - 08, 09:49 ص]ـ
قال بعض الخطباء -في معرض كلامه عن الظلم-:
((إن الله لا يظلم، ولا ينبغي له الظلم أو أن يظلم (الشك مني))).
وأنا (علي) أزعم أن الأخ أخطأ هنا-أقول أخطأ لأني أظن أنه لم يرد المعنى الذي سأذكره-، ووجه الخطأ هو:
أنّ (لا ينبغي) إذا تكلمنا بها عن الله عزوجل معناها (الامتناع) أو (الاستحالة)، نظيرها قوله تعالى ((وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا)).
ومن المعلوم-عند طلبة العلم- أن الظلم المنفي عند الأشاعرة هو الممتنع لذاته، ولا شك أن هذا القول منهم ليس بشيء، ذلكم أن الممتنع لذاته ليس بشيء، ولا يُحتاج إلى نفي الممتنع فضلا عن أن يكون مدحا، فإن الله تعالى مدح نفسه بقوله ((وما ربك بظلام للعبيد)) وبقوله: ((وما الله يريد ظلما للعباد))، فهل يكون المدح بالممتنع كما يقول هؤلاء؟!!!
الجواب: لا، بل لم ينفه الله عن نفسه، ولم ينزه نفسَه عنه إلا وهو ممكن جائز، ولكن الله تعالى نزّه نفسه عنه وحرمه على نفسه لأنه لا يليق به سبحانه.
والله أعلم.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[10 - 08 - 08, 09:52 ص]ـ
هذا شيء
وهناك من يقول الله يظلم اللي يظلم الناس!!
وقد سمعتها بنفسي فيا سبحان الله
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 08 - 08, 09:54 ص]ـ
هذا شيء
وهناك من يقول الله يظلم اللي يظلم الناس!!
وقد سمعتها بنفسي فيا سبحان الله
حياكم الله أبا زارع، لعلك تريد: ((الله يظلم الذي يظلم فلان أو يظلمه أو يظلم الناس))، فلا شك كما أشرت هي عبارة قبيحة جدا، وأظن أنها أقبح من الأولى لأنها مخالفة لصريح القرآن والسنة.
مشاركتي هذه بعد أخي أبي زارع، إما أنني قرأت العبارة خطأ، وإما أن الأخ أبا زارع صحح الخطأ.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[10 - 08 - 08, 10:00 ص]ـ
هي هي بارك الله فيك اخي الكريم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 08 - 08, 10:19 ص]ـ
وقال آخر-خطيب-:
((وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفوته من خلقه وحبيبه!!))
لا شك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حبيب الله، لكن هذا القائل أنقص من منزلة النبي -صلى الله عليه وسلم - في مراتب الحب، فإن أعلى مراتب الحب هي الخلة، وقد ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- وذكر أنها منزلة ما أعطاها الله عزوجل إلا لاثنين: إبراهيم عليه الصلاة والسلام - ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم وغيره: (( ... فإن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا)).
فهذه هي مرتبة المحبة التي اتخذها الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وخصه بها دون سائر الأنبياء والمرسلين هو وأباه إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فمن الخطأ البين ما نسنعه على ألسنة كثير من الخطباء اليوم مما ذكرت لكم.
وقد نبه العلامة ابن عثيمين على هذا الخطأ في غير ما موضع من شروحه وفتاويه.
والله أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 08 - 08, 11:18 ص]ـ
وقال آخر-وهو مذهب-:
((أقول قولي هذا واستغفر الله لي و لكم، فاستغفروه!)).
ولا شك أن الاستغفار عبادة من العبادات، والعبادة لابد فيها من الشرطين المشهورين لتُقبل: الإخلاص والمتابعة، ولا يوجد نص عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يأمر الصحابة الكرام في نهاية خطبته الأولى قائلا: (فاستغفروه .. ).
بل إن الثابت عنه عليه الصلاة والسلام هو قوله:
((أقول هذا و أستغفر الله لي و لكم)) كما في السلسلة الصحيحة.
وبهذا يُعلم خطأ الزيادة التي يقولها بعض الخطباء: (فاستغفروه)، أولا: لأنه أمر بعبادة في زمن مخصوص وعبادة مخصوصة ولا دليل على ذلك.
ثانيا: أنه خلاف المعروف عن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 08 - 08, 06:05 م]ـ
وقال آخر-وهو مذهب-:
((أقول قولي هذا واستغفر الله لي و لكم، فاستغفروه!)).
ولا شك أن الاستغفار عبادة من العبادات، والعبادة لابد فيها من الشرطين المشهورين لتُقبل: الإخلاص والمتابعة، ولا يوجد نص عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يأمر الصحابة الكرام في نهاية خطبته الأولى قائلا: (فاستغفروه .. ).
بل إن الثابت عنه عليه الصلاة والسلام هو قوله:
((أقول هذا و أستغفر الله لي و لكم)) كما في السلسلة الصحيحة.
وبهذا يُعلم خطأ الزيادة التي يقولها بعض الخطباء: (فاستغفروه)، أولا: لأنه أمر بعبادة في زمن مخصوص وعبادة مخصوصة ولا دليل على ذلك.
ثانيا: أنه خلاف المعروف عن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
والحمد لله رب العالمين.
فائدة جديدة للتو اتعلمها
جزآك الله خيرا
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[11 - 08 - 08, 06:54 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي على الفضلي ... لكن الأمر أوسع مما ذكرت والحمد لله
وما زال علمائنا ومشائخنا يقولون (فاستغفروه) دون نكير
لقاءات الباب المفتوح للعثيمين (شريط 137 / الوجه أ)
السؤال: فضيلة الشيخ! ما هي صفة الاستغفار؟ وما هو فضل الاستغفار؟ الشيخ: أظنك من عنيزة. السائل: لا، من الرس. السائل: صفة الاستغفار، وفضل الاستغفار؛ لأن أحد الإخوة أُنكر عليه الدعاء بـ (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه)، (أستغفرك من كل ذنب عظيم) قال: لا، لا يوجد من كل ذنب عظيم!
الجواب: الاستغفار أن يقول الإنسان: (اللهم اغفر لي) أو يقول: (استغفر الله وأتوب إليه) أو يقول سيد الاستغفار: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي ذنبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت). ولا حرج على الإنسان أن يزيد شيئاً لكن لا بقصد التعبد لله بذلك، ولكن من باب الدعاء مفتوح، مثل: أستغفر الله وأتوب إليه من كل ذنب وما أشبه ذلك، وقد كان الخطباء يقولون على المنابر أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، ولا حرج أن تقول: اللهم اغفر لي، أو أستغفر الله من كل ذنب عظيم، أو ما أشبه ذلك، ليس فيه بأس، نعم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/8)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 08 - 08, 10:30 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي على الفضلي ... لكن الأمر أوسع مما ذكرت والحمد لله
وما زال علمائنا ومشائخنا يقولون (فاستغفروه) دون نكير
أخي المكرم أبا أيوب:
أولا: كون الأمر واسعا، لا يعني أنه لا يخطّئ هذا ذاك، وذاك هذا، وهذا أمر في كثير من المسائل -بل إن شئت قلت في أكثر المسائل الفقهية- أشهر من نار على علم.
ثانيا: ليس في كلامي إطلاقا ذكر للإنكار، بل في هذه المسائل التي يسع فيها الخلاف الأمر فيها يدور بين الصواب والخطأ، ولا يجوز فيها الإنكار.
ثالثا: أنا أشرت لذلك -لو أنك تنبهت- بقولي:
وقال آخر-وهو مذهب-:
((أقول قولي هذا واستغفر الله لي و لكم، فاستغفروه!)).
فقلت: وهو مذهب ..
السؤال: بماذا تختم الخطبة الأولى يوم الجمعة، وهل يجوز إنهاؤها بأمر الناس بالاستغفار؟
الجواب:
[الخطبة يوم الجمعة سواء الأولى أو الأخرى منهما، ليس لها نظام خاص، والتزام ختم الخطبة بالاستغفار ليس هناك سنة صحيحة، جاء في ذلك حديث ضعيف، لا يجوز العمل به كسنة، ولكن إن فعل ذلك أحيانا لا بأس لدخول ذلك في الأدلة العامة، وأما التزام ذلك كسنّة لازمة فليس له أصل في السنة] اهـ
العلامة المحدّث الألباني -رحمه الله تعالى- سلسلة الهدى والنور. شريط (228).
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[12 - 08 - 08, 07:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي على الفضلي ... لكن الأمر أوسع مما ذكرت والحمد لله
وما زال علمائنا ومشائخنا يقولون (فاستغفروه) دون نكير
الصحيح: علماؤنا.
أخي المكرم أبا أيوب:
أولا: كون الأمر واسعا، لا يعني أنه لا يخطّئ هذا ذاك، وذاك هذا، وهذا أمر في كثير من المسائل -بل إن شئت قلت في أكثر المسائل الفقهية- أشهر من نار على علم.
ثانيا: ليس في كلامي إطلاقا ذكر للإنكار، بل في هذه المسائل التي يسع فيها الخلاف الأمر فيها يدور بين الصواب والخطأ، ولا يجوز فيها الإنكار.
ثالثا: أنا أشرت لذلك -لو أنك تنبهت- بقولي:
فقلت: وهو مذهب ..
عفوا أخي الفاضل لعلي أجيب بالنقاط التالية:
أولاً: كلامي بأن الأمر واسع ليس نفيا للخلاف، فلا ثمَّ مسألة فقهية إلا وفيها خلاف.
ثانياً: إنكارك لهذه الكلمة ظهر لي من قولك [أولا: لأنه أمر بعبادة في زمن مخصوص وعبادة مخصوصة ولا دليل على ذلك. ثانيا: أنه خلاف المعروف عن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.] ولعلي أخطأت في الفهم
ثالثاً: لو كان من العبادة في زمن مخصوص وعبادة مخصوصة لما أكثر من ذكره العلماء، فهم ورثة الأنبياء وأعلم الناس بأحكام الشرعية
رابعاً: الاستغفار والأمر به داخل في مضمون خطبة الجمعة.
خامساً: في نظري أنه لو كان عرض المسألة بحث الخطباء على تركها أحيانا لكي يعلم الناس أنها ليست سنة يلزم الخطيب بذكرها في نهاية كل خطبة لكان أفضل من قول [وبهذا يُعلم خطأ الزيادة التي يقولها بعض الخطباء: (فاستغفروه) .... ]
وجزاك الله خيرا على النقل المفيد من العلامة الألباني رحمه الله
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 08 - 08, 08:54 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي أبا أيوب.
أولاً: كلامي بأن الأمر واسع ليس نفيا للخلاف، فلا ثمَّ مسألة فقهية إلا وفيها خلاف.
إذن فالمسألة تدور بين الخطأ والصواب.
وأما قولك ليس ثمة مسألة فقهية إلا وفيها خلاف، فهذا خطأ ظاهر، بل إن كثيرا من المسائل الفقهية مجمع عليها، وألفت كتب في الإجماعات.
ولهذا تحرزت في مشاركتي السابقة فقلت: ((وهذا أمر في كثير من المسائل -بل إن شئت قلت في أكثر المسائل الفقهية .. )).
ثانياً: إنكارك لهذه الكلمة ظهر لي من قولك [أولا: لأنه أمر بعبادة في زمن مخصوص وعبادة مخصوصة ولا دليل على ذلك. ثانيا: أنه خلاف المعروف عن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.] ولعلي أخطأت في الفهم
وهو كذلك، لأن الإنكار له أسلوب آخر يتميز بالشدة، أما هنا فهذا أسلوب مناظرة، وإلا فكيف يتناظر اثنان في مسألة فقهية مختلف فيها؟! إنما هو بإيراد الأدلة الأصلية، والقواعد المبنية عليها، كلٌّ يدْلي بأدلته.
ثالثاً: لو كان من العبادة في زمن مخصوص وعبادة مخصوصة لما أكثر من ذكره العلماء، فهم ورثة الأنبياء وأعلم الناس بأحكام الشرعية
الحمد لله: العلماء كلامهم يحتج له، ولا يحتج به، والسنة ثابتة عن رسول الله أنه لم يكن يقول هذه الكلمة- وهو الأمر بالاستغفار-، ومن المعلوم أنه عبادة والأصل في العبادات المنع.
رابعاً: الاستغفار والأمر به داخل في مضمون خطبة الجمعة.
أولا: هذا كلام عام منه ولج أهل البدع، ولذا لقائل أن يقول: للخطيب أن يقول في نهاية خطبته: (الفاتحة!!)، والحجة هي هي، فتأمل. ثانيا: الاستغفار لا إشكال فيه! فقد جاء فيه الدليل، ولكن الإشكال في أمرهم بالاستغفار. فتأمل.
خامساً: في نظري أنه لو كان عرض المسألة بحث الخطباء على تركها أحيانا لكي يعلم الناس أنها ليست سنة يلزم الخطيب بذكرها في نهاية كل خطبة لكان أفضل من قول [وبهذا يُعلم خطأ الزيادة التي يقولها بعض الخطباء: (فاستغفروه) .... ]
أولا: الخطباء الآن يواظبون عليها.
ثانيا: الأمر بها أصلا لم يرد به دليل-كما سبق- وهو عبادة، فالأصل فيه المنع.
ولذا فهو خطأ عندي على كل حال.
وجزاك الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/9)
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[12 - 08 - 08, 11:11 ص]ـ
اخي الحبيب الفضلي وفقه الله
يلزم من كلامك ان الامام لو قرأ = فاستقيموا اليه واستغفروه = فاستغفر الناس لكان ذكرا جماعيا منهيا عنه
ولو قال الامام قال رسول الله =ياأيها الناس توبوا الى الله واستغفروه - - - = لانكرت عليه
ويلزم أيضا أخي الحبيب ان تنكر على الخطباء قولهم = فاذكروا الله يذكركم = ثم يهللون
أو قوله = ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسلما = ثم يصلون على النبي
وغيرها من الامر بالذكر والاستغفار
فهل هناك نصوص بالامر بذلك فمنك نستفيد
أو ترى نهي الخطيب ان يذكر هذه الايات لانها أوامر تحتاج الى دليل!! كالامر بالاستغفار
هذا أولا
ثانيا
قولك
بل إن الثابت عنه عليه الصلاة والسلام هو قوله:
((أقول هذا و أستغفر الله لي و لكم)) كما في السلسلة الصحيحة
فيه نظر من وجهين
ان هذه الخطبة ليست جمعة والاصل انه لا قياس في العبادات كما اختاره ابن تيمية وغير ه
ثانيا
ان هذه اللفظه أعني ((أقول هذا و أستغفر الله لي و لكم)) ضعيفة لا تصح ولعله غرك تصحيح الالباني رحمه الله
فقد بين الحفاظ ضعفها والحديث جاء من طرق ليست فيه هذه الللفظة
فالامر واسع حفظك الله كما قال أخونا أبو أيوب
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[12 - 08 - 08, 03:24 م]ـ
أبعدت في النُّجعة ... أيها الفضلي فرويداً رويداً
الأمر لا يعدو مذاكرة العلم ومسائله ... وليس لنا في المناظرات وبابها
ولن أتطرق لردك لكي لا أدخل في المناظرة من جديد (ابتسامة)
ولعلي أكتفي بكلام العلامة ابن باز رحمه الله في برنامج نور على الدرب
فهو عين ما أردت بالمسألة
جزى الله خيرا من دلني عليه
http://www.binbaz.org.sa/audio/noor/014206.mp3
س: سمعت من بعض طلبة العلم إنكارهم على من خطب الجمعة وترك ما اعتاده الخطباء من ختم الخطبة الأولى من الجمعة بقول الخطيب دائما: أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، أو ختم الخطبة الثانية بقوله: إن الله يأْمر بالْعدْل والإحْسان [النحل:90] الآية، ومن ترك هذا أُنكر عليه، حتى قال طالب علم: ترك هذه الآية وعدم ختم الخطبة بها بدعة ومخالف للسنة؟
ج: لا حرج في ترك ما ذكر، فلا حرج أن يترك الخطيب، أقول قولي هذا وأستغفر الله، ولا حرج أن يترك الآية، إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ..... [النحل: 90]، كل هذا لا حرج فيه، فمن قال ذلك فلا بأس، ومن ترك ذلك فلا بأس، وختمها بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو بآية أخرى، كل هذا لا حرج فيه، والذي يقول: إن ترك هذا بدعة هذا غلط، وليس عنده خبر، والختم بهذه الآية يروى عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يختم بهذه الآية، وأما: أقول قولي هذا وأستغفر الله فيروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ففي كل حال أن هذا ليس بأمر لازم، وختم الخطبة بأقول قولي هذا أو بالآية الكريمة كله ليس بلازم، بل إذا نوع الخطيب ختم الخطب بأنواع منوعة من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن آيات أخرى أو أحاديث كله حسن، حتى لا يظن الناس أن هذا شيء لازم؛ لأن الخطيب إذا التزم بهذه الآية وبقوله: أقول قولي هذا، يظن بعض الناس أن هذا شيء لازم وأنه سنة مؤكدة، وأن تركه بدعة، كما ظنه من قلت عنه، ولكن متى نوع الخطيب، فتارة يأتي بهذه الآية، وتارة لا يأتي بها، وتارة يأتي بقول: أقول قولي هذا وأستغفر الله، وتارة لا يأتي به، علم الناس أن الأمر واسع، وأنه لا حرج في ختم الخطب بهذه الآية أو بغيرها، وبقول: أقول قولي هذا أو بغيره، حتى لا يكون هذا الأمر واضحا للناس وبينا، فلا يقع الناس في الغلط، والله ولي التوفيق.
http://www.binbaz.org.sa/mat/16415
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 08 - 08, 11:04 م]ـ
شيخنا الفاضل، هل رد قول الأشاعرة أن الظلم ممتنع ذاتيا في حقه تعالى، يلزم عليه إمكان حصول الظلم منه، مع تحريمه على نفسه؟، وطرد المسألة أنه يمكن النوم والموت في حقه، وإن نفيه عنه من نفي الجائز وتحريمه على نفسه تعالى؟
ثم أليس الشريك من المحالات الممتنعة لذاتها، ومع ذلك ورد نفيها في كثير من السمعيات؟ ألا يمكن أن يكون الظلم كذلك؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - 08 - 08, 04:39 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/10)
أخي المكرم أبا العز: عذرا على انقطاعي لظرف قاهر في الفترة الماضية، وكنت أود الرد، لكن الله غالب.
يلزم من كلامك ان الامام لو قرأ = فاستقيموا اليه واستغفروه = فاستغفر الناس لكان ذكرا جماعيا منهيا عنه
ولو قال الامام قال رسول الله =ياأيها الناس توبوا الى الله واستغفروه - - - = لانكرت عليه
ويلزم أيضا أخي الحبيب ان تنكر على الخطباء قولهم = فاذكروا الله يذكركم = ثم يهللون
أو قوله = ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسلما = ثم يصلون على النبي
وغيرها من الامر بالذكر والاستغفار
أخي المكرم أبا العز: أولا: لا تلازم بين تذكير الإنسان في شيء ما، وقولك: ((لكان ذكرا جماعيا ... ))، فقد يكون ذكرا جماعيا، وقد لا يكون، فلا تلازم، وكلامي هذا بغض عن النظر عن كونها خطبة جمعة، وأما إذا كانت جمعة كما يشير إليه قولك، فإن النبي-صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إذا قلت لأخيك أنصت والخطيب يخطب فقد لغوت)) فالاستغفار من باب أولى.
ولعلك تريد في ختامها، فإنه لو التزم ذلك لورد عليه ما مر سابقا.
ثانيا: إلزامك بقولك: (ولو قال الإمام قال رسول الله =ياأيها الناس توبوا الى الله واستغفروه - - - = لانكرت عليه) أولا: قل: لخطأته لأن هذه المسألة ليست من مسائل الإنكار، بل هي من مسائل البحث والمناظرة، وسبق لي أن قلت: إنه لا يجوز فيها الإنكار.
ثانيا هذا إلزام باطل، لأنه يلزم منه أنه لو قال لهم: ((اقرأوا الفاتحة)) أنه لاشيء فيها!! ولو قال لهم: سبحوا وحمدوا أنه لاشيء فيها، ولو قال لهم: قولوا: لا إله إلا الله أنه لا شيء فيه، ولو قال لهم أسمعوني الصلاة على رسول الله أو صلوا على رسول الله، فإنه بناء على كلامك فإنه لا شيء فيها لأنها كلها ذكر، وهذه كلها أوامر تحتاج إلى نص في هذا المقام، ولا نص، والأصل المنع؛
ثم إن كلا النصين الآية والحديث مبنيان على إخبار يراد به التذكير، لا حقيقة أن يرفعوا أصواتهم بهذه الأوامر، بينما ما يفعله الخطباء هو ختم للخطبة دونما تعلق له بالإخبار وإنما تعلقه بختم الخطبة فيأمر الناس بالاستغفار، ويعج –الناس أحينا بالاستغفار، فشتان بين المسألتين.فهل يا ترى لو أن النبي –صلى الله عليه وسلم – كان يأمر به في كل خطبة أو في غالب الخطب، فهل تراه لا ينقل لنا؟!! كيف وقد نُقل لنا بالنص ختم النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك ليس فيه مثل ذلك الأمر، أفليس الوقوف عند سنة النبي –صلى الله عليه وسلم – هو الأسلم والأوفق للسنة؟!!
ثالثا: ختم الخطيب بهذه العبارة: (فاذكروا الله يذكركم):
قال العلامة الألباني -رحمه الله تعالى- في بدع الجمعة الذي في ذيل " الأجوبة النافعة":
[التزام ختم الخطبة بقوله تعالى ((إن الله يأمر بالعدل والإحسان))، أو بقوله ((اذكروا الله يذكركم))].
بل إن الثابت عنه عليه الصلاة والسلام هو قوله:
((أقول هذا و أستغفر الله لي و لكم)) كما في السلسلة الصحيحة
فيه نظر من وجهين
ان هذه الخطبة ليست جمعة والاصل انه لا قياس في العبادات كما اختاره ابن تيمية وغير ه
ثانيا
ان هذه اللفظه أعني ((أقول هذا و أستغفر الله لي و لكم)) ضعيفة لا تصح ولعله غرك تصحيح الالباني رحمه الله
فقد بين الحفاظ ضعفها والحديث جاء من طرق ليست فيه هذه الللفظة
فالامر واسع حفظك الله كما قال أخونا أبو أيوب
أولا: قولك: ((لا قياس في العبادات))، هذا ليس على إطلاقه عند أهل العلم، قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ –حفظه الله تعالى – في (شرح الواسطية): ((والقياس نوعان: قياس قواعد وقياس فروع.
" قياس القواعد الذي هو من جهة عموم المعنى، هذا لا خلاف فيه بين السلف بل كان السلف يُعملونه كثيراً وهو من العلم النافع العظيم.
وهناك قياس فروع، وقياس الفروع هو المعروف عند الأصوليين بالقياس وهو (إلحاق فرعٍ بأصل لعلةٍ جامعةٍ بينهما) - يقصدون بالفرع الحكم المسكوت عنه والأصل الحكم المنصوص عليه -، وأما القياس قياس القواعد فهذا هو الذي يسمى عموم المعنى، هو الذي تكلم عنه ابن القيم في أوائل معالم الموقعين عن رب العالمين وأطال الكلام فيه وفي تقريره، وهو الذي يسمى تحقيق المناط، وهو الذي يكون من الفقهاء في العبادات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/11)
عض أهل العلم أو بعض طلاب العلم ما يفرق بين القياس وبين القواعد، تجد أنه في باب العبادات يرى أنه ألحق شيئاً بشيء فقال هذا قياس والقياس في العبادات ممتنع.
هذا ليس بجيد بل الصحابة ألحقوا بعض العبادات ببعض من جهة عموم المعنى من جهة القياس قياس القواعد، وهذا مقبول عندهم باضطراد.
وأما قياس الفروع فهذا هو الذي بينهم خلاف، وما كان منه جلياً هذا اعتمده أئمة السنة كمالك والشافعي وأحمد و ما كان منه خفياً وعرضة للأخذ والرد ... )) اهـ.
ثانيا: العلامة الألباني –رحمه الله تعالى- فهم غير الذي فهمتَ هنا، فقال –مبوبا على الحديث السابق-:
((أصل قول الخطباء: أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم)).
ثالثا: قال العلامة العثيمين في "شرح بلوغ المرام كتاب البيوع" في حديث بريرة:
((" ثم قام رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في الناس خطيبا فحمد الله .... "، وهذه الخطبة من الخطب العوارض، والنبي –صلى الله عليه وسلم- يخطب أصحابه خطبا عارضة، وخطبا راتبة دائمة، فخطبة الجمعة مثلا من الخطب الراتبة، والعيد، والاستسقاء، كل هذه من الرواتب.
العارضة دائما يخطب فيها عليه الصلاة والسلام في المناسبات، خطبة الكسوف عارضة، وقيل راتبة، واختلف العلماء هل خطبة الكسوف مسنونة مطلقا، أو أنها عارضة للتذكير ... )) اهـ.
وكلامه –رحمه الله تعالى – هنا إنما يُفهم منه ما فهمه العلامة الألباني، لا ما فهمه أخونا.
وقال –رحمه الله تعالى – في " شرح بلوغ المرام كتاب الصلاة " في حديث (أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يستغفر للمؤمنين والمؤمنات في كل جمعة):
((الحديث هنا مطلق ما بُين أنه في الصلاة أم في الخطبة، ولكن الظاهر أنه في الخطبة، لأنها هي التي تُسمع ويؤمن عليها، فالظاهر أنها في الخطبة، ولكن يقول المؤلف: " رواه البزار بإسناد لين "، وما معنى لين؟ اللين ضد القوي، فهو في مرتبة بين الضعف والحسن، إلا أنه غالبا للضعف أقرب.
وهذا الحديث أخذ به الفقهاء –رحمهم الله- واستحبوا للإنسان أن يدعو للمسلمين في الخطبة، وقالوا: إن هذا محل إجابة دعاء، أو تُرجى فيه الإجابة، وقال بعض أهل العلم: إن الدعاء في الخطبة واجب، وأنه يجب أن يدعو في الخطبة للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، واستدلوا بأن هذا الحديث "كان يفعل" كذا يُشعر بالدوام، وما داوم عليه النبي –صلى الله عليه وسلم- فإنه واجب، ولكن الصحيح أنه ليس بواجب، أولا: لأن هذا الحديث كما رأيتم ضعيف.
الشيء الثاني: أنه تقدم لنا أن الفعل المجرد لا يدل على الوجوب، غاية ما هنالك أنه يدل على المشروعية إن كان عبادة، وعلى الإباحة إن كان غير عبادة، وقوله: " يستغفر للمؤمنين والمؤمنات " إذا قلنا بالاستحباب، كما قال الفقهاء – رحمهم الله تعالى – فلا ينبغي أن يداوم عليه مداومة تلحقه بالواجب، لأن العامة يظنون أنه واجب!، حتى إن بعض العامة الآن يظنون أنه يجب أن تختم الخطبة الأولى بقوله: " أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم "، ولو ختمها أحد بسوى ذلك لاستنكروا، ويرون أنه يجب أن تختم الثانية بقوله تعالى: ((إن الله يأمر بالعدل والإحسان))، فمن أجل هذا ينبغي للخطيب ألا يلتزم بهذا الدعاء، بل أن يدعه أحيانا، بل إنه ليس بسنة بهذا الخصوص بأن يقرأ هذه الآية: ((إن الله يأمر بالعدل والإحسان)) أو أن يقول: ((أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم))، وإنما ينبغي أن يدعو ....... )) اهـ.
أما قولك: بأن الحديث ضعيف، فمسألة التصحيح والتضعيف مسألة اجتهادية، فإن كان المنتقد ناقدا فليدل بحجته.
والحمد لله رب العالمين.(51/12)
يجب أن نتعلم من الإمام ابن الباقلاني كيف نحول الدفاع إلى إلزام وهجوم في المناظرة مع النصارى
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[11 - 08 - 08, 12:49 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه
وبعد .......
معشر الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مناظراتنا مع النصارى يجب أن نحول الدفاع إلى هجوم بسيف الإلزام وحجج القرآن لنسف باطلهم كما فعل أبو بكر محمد بن الطيب، المعروف بالباقلاني, في مناظراته مع ملك الروم ومع سقف ملتهم البطريق الأكبر. وقفت على هذه المناظرة في عدد من الكتب بعضها مختصر وفي بعضها مفصل فاحببت أن أنشرها في هذا الملتقى المبارك, فأكتفي بنقل القتطفات التي أوردها الإمام الذهبي وبالثانية المفصلة من كتاب: تاريخ قضاة الأندلس.
لكن قبل سرد المناظرة إليكم نبذة عن القاضي أبوبكر محمد بن الطيب ابن الباقلاني
ذكره القاضي عياض في (طبقات المالكية)، فقال: هو الملقب بسيف السنة، ولسان الأمة، المتكلم على لسان أهل الحديث، وطريق أبي الحسن، وإليه انتهت رئاسة المالكية في وقته، وكان له بجامع البصرة حلقة عظيمةقال عنه الذهبي: وكان ثقة إماما بارعا، صنف في الرد على الرافضة، والمعتزلة، والخوارج والجهمية والكرامية، وانتصر لطريقة أبي الحسن الأشعري، وقد يخالفه في مضائق، فإنه من نظرائه، وقد أخذ علم النظر عن أصحابهقال أبو حاتم محمود بن الحسين القزويني: كان ما يضمره القاضي أبو بكر من الورع والدين أضعافما كان يظهره. فقيل له في ذلك. فقال: إنما أظهر ما أظهره غيظا لليهود والنصارى، والمعتزلة والرافضة، لئلا يستحقروا علماء الحق.
قال أحد الشعراء يرثيه عند موته
انظر إلى جبل تمشي الرجال به ... وانظر إلى القبر ما يحوي من الصلف
وانظر إلى صارم الإسلام منغمدا ... وانظر إلى درة الإسلام في الصدف
------------------------------------------
المناظرة باختصار كما يرويها الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء:
وقد سار القاضي رسولا عن أمير المؤمنين إلى طاغية الروم، وجرت له أمور، منها أن الملك أدخله عليه من باب خوخة ليدخل راكعا للملك ففطن لها القاضي، ودخل بظهره. ومنها أنه قال لراهبهم: كيف الأهل والأولاد؟ فقال الملك: مه! أما علمت أن الراهب يتنزه عن هذا؟ فقال: تنزهونه عن هذا، ولا تنزهون رب العالمين عن الصاحبة والولد! وقيل: إن الطاغية سأله: كيف جرى لزوجة نبيكم؟ يقصد توبيخا - فقال: كما جرى لمريم بنت عمران، وبرأهما الله، لكن عائشة لم تأت بولد، فأفحمه.
------------------------------------------
المناظرة بالتفصيل
الكتاب: تاريخ قضاة الأندلس (المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا)
المؤلف: أبو الحسن بن عبد الله بن الحسن النباهي المالقي الأندلسي
ولما وجهه الخليفة سفيراً عنه إلى ملك الروم، ليظهر به رفعة الإسلام، ويغض من النصرانية، وتهيأ للخروج، قال له وزير الدولة: أاخذت الطالع لخروجك؟ فسأله أبو بكر. فلما فسر مراده، قال: لا أقول بهذا، لأن السعد والنحس والخير والشر بيد الله! ليس للكواكب ها هنا مثقال ذرة من القدرة؛ وإنما وضعت كتب النجوم ليتمعش بها الجاهلون من العامة؛ ولا حقيقة لها. فقال الوزير: احضر إلى ابن الصوفي! وقد كان له تقدم في هذا الباب. فلما حضره، دعاه الوزير إلى مناظرة القاضي، ليصحح ما أبطله بزعمه فقال ابن الصوفي: ليست المناظرة من شأني، ولا أنا قائم بها. وإنما أحفظ علم النجوم وأنا أقول: إذا كان من النجوم كذا، يكون كذا! وأما تعليله، فهو من علم أهل المنطق وأهل الكلاموجرت له في ذلك الوجه بالقسطنطينية بين يدي ملكها، مع بطارقته ونبلاء ملته، مناظرات ومحاورات: منها أن الملك قال له: هذا الذي تدعونه في معجزات نبيكم من انشقاق القمر، كيف هو عندكم؟ قلت: هو صحيح عندنا. وانشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم! حتى رأى الناس ذلك، وإنما رآه الحضور ومن اتفق نظره له في تلك الحال. فقال الملك: وكيف لم يره جميع الناس؟ قلت: لأن الناس لم يكونوا على أهبة ووعد لشقوقه وحضوره. فقال: وهذا القمر بينكم وبينه نسبة وقرابة. لأي شيء لم تعرفه الروم وغيرها من سائر الناس، وإنما رأيتموه أنتم خاصة؟ قلت: فهذه المائدة بينكم وبينها نسبة؛ وأنتم رأيتموها دون اليهود، والمجوس، والبراهمة، وأهل الإلحاد، وخاصة يونان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/13)
جيرانكم؛ فإنهم كلهم منكرون لهذا الشأن! فتحير الملك وقال في كلامه: سبحان الله! وأمر بإحضار فلان القسيس ليكلمني، وقال: نحن لا نطيقه. فلم أشعر إذ جاءوا برجل كالدب أشقر الشعر؛ فقعد. وحكيت له المسألة؛ فقال: الذي قال المسلم لازم. ما أعرف له جواباً، إلا الذي ذكره. فقلت له: أتقول إن الكسوف، إذا كان، أيراه جميع أهل الأرض، أم يراه أهل الإقليم الذي في محاذاته؟ قال: لا يراه إلا من كان في محاذاته. قلت: فما أنكرت من انشقاق القمر، إذا كان في ناحية لا يراه إلا أهل تلك الناحية ومن تأهب للنظر له، فأما من أعرض عنه أو كان في الأمكنة التي لا يرى القمر منها، فلا يراه! فقال: هو كما قلت! ما يدفعك عنه دافع! وإنما الكلام في الرواة الذين نقلوا. وأما الطعن في غير هذا الوجه، فليس بصحيح! فقال الملك: وكيف يطعن في النقلة؟ فقال النصراني: تنبيه هذا من الآيات: إذا صح وجه أن ينقله الجم الغفير، حتى يتصل بنا العلم به، ولو كان كذلك، لوقع لنا العلم الضروري به. فلما لم يقع، دل على أن الخبر مفتعل باطل. فالتفت الملك إلي وقال: الجواب؟ قلت: يلزمه في نزول المائدة ما لزمني في انشقاق القمر؛ ويقال له: لو كان نزول المائدة صحيحاً، لوجب أن ينقله العدد الكثير؛ فلو نقله العدد الكثير، فلا يبقى يهودي ولا نصراني، إلا ويعلم هذا بالضرورة؛ ولما لم يعلموا ذلك بالضرورة، دل على أن الخبر كذب! فبهت النصراني والملك ومن ضمه المجلس. وانفصل المجلس على هذا.
قال القاضي: سألني الملك في مجلس آخر فقال: ما تقولون في المسيح عيسى ابن مريم؟ عليه الصلاة والسلام! قلت: روح الله، وكلمته، وعبده، ونبيه، ورسوله، كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له: "كن فيكون! " وتلوت عليه النص. فقال: يا مسلم! تقولون: المسيح عبد؟ فقلت: نعم؟ كذا نقول وبه ندين! قال: ولا تقولون إنه ابن الله؟ قلت: "معاذ الله! ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله" الآيتان. "إنكم لتقولون قولاً عظيماً". فإذا جعلتم المسيح ابن الله، فمن كان أبوه، وأخوه، وجده وخاله، وعمه؟ وعددت عليه الأقارب. فتحير وقال: يا مسلم! العبد يخلق ويحيى ويميت ويبرئ الأكمة والأبرص؟ فقلت: لا يقدر العبد على ذلك. وإنما ذلك كله من فضل الله تعالى! قال: وكيف يكون المسيح عبد الله، وخلقاً من خلقه، وقد أتى بهذه الآيات، وفعل ذلك كله؟ قلت: معاذ الله! ما أحيي المسيح الموتى، ولا أبرأ الأكمة والأبرص! فتحير وقل صبره، وقال: يا مسلم! تنكر هذا، مع اشتهاره في الخلق، وأخذ الناس له بالقبول! فقلت: ما قال أحد من أهل الفقه والمعرفة إن الأنبياء يفعلون المعجزات من ذاتهم؛ وإنما هو شيء يفعله الله تعالى على أيديهم، تصديقاً لهم، يجري مجرى الشهادة! فقال: قد حضر عندي جماعة من أولى دينكم والمشهورين فيكم وقالوا إن ذلك في كتابكم. فقلت: في كتابنا إن ذلك كله بإذن الله تعالى! وتلوت عليه منصوص القرآن في المسيح "بإذني" وقلت: إنما فعل المسيح ذلك كله بالله وحده لا شريك له، لا من ذات المسيح. ولو كان المسيح يحيي الموتى ويبرئ الأكمة والأبرص من ذاته وقوته، لجاز أن يقال إن موسى فلق البحر، وأخرج يده بيضاء من غير سوء من ذاته! وليست معجزات الأنبياء عليهم السلام! من ذاتهم دون إرادة الخالق! فلما لم يجز هذا، لم يجز أن تسند المعجزات التي ظهرت على يد المسيح، للمسيح! وذكر ابن حيان، عمن حدثه أن الطاغية وعد القاضي أبا بكر بالاجتماع معه في محفل من محافل النصرانية، ليوم سماه. فحضر أبو بكر، وقد احتفل المجلس، وبولغ في زينته. فأدناه الملك، وألطف سؤاله، وأجلسه على كرسي دون سريره بقليل، والملك في أبهته؛ وخاصته ورجال مملكته على مراتبهم. وجاء البطرك، قيم ديانتهم، آخر الناس، وحوله أتباعه يتلون الأناجيل ويبخرون بالعود الرطب، في زي حسن. فلما توسط المجلس، قام الملك ورجاله، تعظيماً له؛ فقضوا حقه، ومسحوا أعطافه. وأجلسه إلى جنبه، وأقبل على القاضي أبي بكر؛ فقال له: يا فقيه! البطرك قيم الديانة، وولي النحلة! فسلم القاضي عليه أحفل سلام، وسأله أحفى سؤال، وقال له: كيف الأهل والولد؟ فعظم قوله هذا عليه وعلى جميعهم وطبقوا على وجوههم، وأنكروا قول أبي بكر عليه. فقال: يا هؤلاء! تستعظمون لهذا الإنسان اتخاذ الصاحبة والولد، وتربون به عن ذلك، ولا تستعظمونه لربكم عز وجهه! فتضيفون إليه ذلك سدة لهذا الرأي! ما أبين غلطه! فسقط في أيديهم، ولم يردوا جواباً، وتداخلتهم له هيبة عظيمة، وانكسروا. ثم قال الملك للبطرك: ما ترى في أمر هذا الرجل؟ قال: تقضى حاجته، وتلاطف صاحبه، وتخرج هذا العراقي عن بلدك، من يومك إن قدرت؛ وإلا لم تأمن الفتنة على النصرانية منه! ففعل الملك ذلك، وأحسن جواب عضد الدولة وهداياه، وعجل تسريح الرسول. وبعث معه عدة من أسرى المسلمين، ووكل به من جنده من يحفظه حتى يصل إلى مأمنه----------انتهى النقل من الكتاب السابق----------
ورد عن حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه لما دخل على المقوقس النصراني ملك الإسكندرية رسولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم فسأله المقوقس عن الحرب بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قومه فأخبره أنها بينهم سجال.
فقال المقوقس يخاطب ابن أبي بلتعة: " أَنَبِيُّ الله يُغلَب؟ ".
قال له حاطب: " أَوَلَدُ الله يُصلب؟ "
قال يهودي لعلي رضي الله عنه: "ما نفضتم أيديكم من تراب نبيكم حتى قلتم" منا أمير ومنكم أمير".فقال له علي: ما جفت أقدامكم من (فلق) البحر حتى قلتم اجعل لنا إلها كما لهم آلهة. فانقطع اليهودي ولم يجد جوابا لأن " منا أمير ومنكم أمير" ليس فيه ما يهدم الدين وإنما الطامة العظمى ما أتى به اليهود من الكفر إذ عبدوا العجل بإثر ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/14)
ـ[صخر]ــــــــ[11 - 08 - 08, 11:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
فكرتني بليال المناظرات مع العلمانيين المغاربة ..
ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[12 - 08 - 08, 01:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ....
المناظرات مع النصارى من أكثر المناظرات إمتاعاً! وكلما توسعت في ذلك رأيت العجب العجاب!
من أراد أن يضحك ويستفيد فعليه بمناظرات الشيخ أحمد ديدات مع النصارى!
بارك الله فيك ورحم الله ابن الباقلاني ....
للفائدة:
فتحير وقال: يا مسلم! العبد يخلق ويحيى ويميت ويبرئ الأكمة والأبرص؟ فقلت: لا يقدر العبد على ذلك. وإنما ذلك كله من فضل الله تعالى! قال: وكيف يكون المسيح عبد الله، وخلقاً من خلقه، وقد أتى بهذه الآيات، وفعل ذلك كله؟ قلت: معاذ الله! ما أحيي المسيح الموتى، ولا أبرأ الأكمة والأبرص! فتحير وقل صبره، وقال: يا مسلم! تنكر هذا، مع اشتهاره في الخلق، وأخذ الناس له بالقبول! فقلت: ما قال أحد من أهل الفقه والمعرفة إن الأنبياء يفعلون المعجزات من ذاتهم؛ وإنما هو شيء يفعله الله تعالى على أيديهم، تصديقاً لهم، يجري مجرى الشهادة!
يراجع في هذا "كتاب النبوات" لشيخ الإسلام، فقد خصصه المؤلف للرد على الباقلاني في موضوع المعجزات والنبوات ...
والسلام عليكم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[12 - 08 - 08, 02:10 ص]ـ
الأخ الكريم أبو سلمى المغربي نفع الله به.
جزاك الله خيرًا على هذا التذكير وهذه الفائدة، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحقُّ بها.
لكن اعلم أخي الكريم أن القارئ لمقالك -وهو لا يعرف الباقلاني - سيظن أن الباقلاني من مصافِّ أئمة أهل السنة في عصره كابن منده أو ابن بطة أو اللالكائي أو السجزي. ولن يخطر بباله أن الباقلاني قد ساق مذهب أبي الحسن الأشعري إلى ضلالات وويلات في تحريف وتأويل أصول الدين لا يزال أربابها ينالون من أئمة أهل السنة إلى اليوم.
لا سيما وأنك أتيت بمنقبة لا تعدُ أن تكون هينة على كل عاميٍّ موحِّدٍ يقارع من نسبَ لله صاحبة وولد بآيةٍ من كتاب الله.
لكن أين هذه المنقبة من التعطيلات والتحريفات التي لا تنتهي لدلالة القرآن والسنة والتي نافح عنها الباقلاني بقلمه ولسانه ونشر تلاميذه حتى أصبح كتاب الله وسنة نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا تعد أن تكون طلاسمًا لا تفهم وعبارات ليست بلسانٍ عربيٍ مبين.
إن كان بعض الأشاعرة قد وافق أهل السنة في مسائل فالباقلاني محرر كل بلاء جاء على لسان الأشاعرة ممن بعده، ومهذبُ كل قولٍ لمن سبقه ..
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[12 - 08 - 08, 05:49 ص]ـ
نتائج ومقدرمة رسالة "الإلزام دراسة نظرية وتطبيقية من خلال إلزامات ابن حزم للفقهاء
http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=358
بالمناسبة ابن حزم هو صاحب أول دراسة نقدية في الكتاب المقدس، وتبعه اسبينوز اليهودي فأوجب اليهود عليه اللعنات صباح مساء وأن لايغفر له ولا يرحمه ...
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[14 - 08 - 08, 03:28 م]ـ
أخي الكريم أبو إبراهيم الحائلي جزاك الله خير على التنبيه
كلامك حق أخي الفاضل لكن لا يمنع أن نستشهد ببعض ما أصاب فيه القاضي أبو بكر الباقلاني كما تعودنا من ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم وغيرهما من أهل السنة, حيث كان ابن تيمية تارة يستشهد بكلامه وحججه وينتصر لها ويحتج بها على بعض الأشاعرة, وتارة يرد عليه ويبطل ما ذهب إلي القاضيه. ومقارنة مع غيره هو أقرب إلى السنة من كثير من ممن ينتسبون إليه اليوم من المبتدعة
قال ابن تيمية في كتابه: درء تعارض العقل والنقل: والقاضي أبي بكر ابن الباقلاني وأمثالهم أقرب إلى السنة وأتبع لأحمد بن حنبل وأمثاله من أهل خراسان المائلين إلى طريقة ابن كلاب ولهذا كان القاضي أبو بكر بن الطيب يكتب في أجوبته أحيانا: محمد بن الطيب الحنبلي كما كان يقول الأشعري إذ كان الأشعري وأصحابه منتسبين إلي أحمد بن حنبل وأمثاله من أئمة السنة وكان الأشعري أقرب إلى مذهب أحمد بن حنبل وأهل السنة من كثير من المتأخرين المنتسبين إلى أحمد الذين مالوا إلى بعض كلام المعتزلة كابن عقيل وصدقة بن الحسين وابن الجوزي وأمثالهم.
وقال ابن القيم في كتابه: الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة: وقال لسان المتكلمين القاضي أبو بكر بن الباقلاني في كتاب الإبانة والتمهيد وغيرهما فإن قال قائل أتقولون إنه في كل مكان قيل معاذ الله بل هو مستو على عرشه كما أخبر في كتابه فقال الرحمن على العرش استوى طه 5 وقال إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه فاطر10 وقال أمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض الملك 16 ولو كان في كل مكان لكان في بطن الإنسان
وكذلك قال ابن القيم في مدارج السالكين: الرضى بكل قضاء فضلا عن وجوبه واستحبابه فأين أمر الله عباده أو رسوله: أن يرضوا بكل ما قضاه الله وقدره وهذه طريقة كثير من أصحابنا وغيرهم وبه أجاب القاضي أبو يعلى وابن الباقلاني قال: فإن قيل: أفترضون بقضاء الله وقدره قيل له: نرضى بقضاء الله الذي هو خلقه الذي أمرنا أن نرضى به ولا نرضى من ذلك ما نهانا عنه أن نرضى به ولا نتقدم بين يدي الله تعالى ولا نعترض على حكمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/15)
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[31 - 10 - 08, 01:05 م]ـ
لازلت أبحث عن مزيد من مناظرات الباقلاني مع النصارى في أي كتاب جديد أعثر عليه من كتب التراجم والطبقات وهذه هي القصة التي سمعتها منذ سنين طويلة في شريط للشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله وهي التي دفعتي للبحث عن مناظرات الباقلاني مع النصارى فعثرت على عدد منها في عدد من كتب التاريخ والطبقات والتراجم إلا أني لم أعثر بعد على مصدر القصة التي ذكرها الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله فإن كان أحد الإخوة يعرف مصدرها بهذا التفصيل فليرشدنا
يقول الشيخ في إحدى خطبه:
العالم هو الإمام الباقلاني صاحب كتاب الإعجاز يجلس مع بطريق نصراني فيقول الأخير: هل انشق القمر لنبيكم حقاً، قال الإمام: نعم. فقال البطريق: فلماذا لم يره أحد إلا أهل مكة؟ فقال الإمام: يا هذا هل نزلت المائدة على المسيح حقا؟، فقال: نعم، فقال، فلماذا لم يرَها أحداً منكم؟ نحن آمنا بنزول المائدة وانشقاق القمر لأن الله أخبرنا بذلك في الكتاب العزيز، قال البطريق: وما سمعنا عن زوجة نبيّكم؟ -أراد اللئيم أن يطعن أم المؤنين بشرفها-، فقال الإمام: أيها البطريق هما امرأتان في التاريخ امرأة لم تتزوج ومع ذلك ولدت ومرأة تزوّجت ومع ذلك لم تلد، أنتم اتهمتم التي تزوجت ولم تنجب ونحن برّأنا التي لم تتزوّج وأنجبت ولداً!، ذلك أن الله برّأهما بالقرآن، وقال الله:"الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ... " هل هناك أطيب من محمد صلى الله عليه وسلم؟!!، قال البطريق: نبيّنا أطهر من نبيّكم، فقال الإمام: ولمَ، قال: لأن المسيح لم يتزوّج ومحمد تزوّج، قال الإمام: أمتزوجٌ أنت أيها البطريق؟ قال: لا لأن الزواج نجاسة فقال الإمام: كيف تقول أن الزواج نجاسة وتقولون أن الله تزوّج بمريم هل أنت أطهر من الله العلي العظيم؟!!! أيها البطرق، أنت لم تتزوج بقصد الطهارة ومع ذلك قلتم إن الله قد تزوج أأنت أطهر أم الله فقال البطريق: يا إمام والله لقد قلت حقاً ونطقت صدقاً وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
ـ[محمد براء]ــــــــ[31 - 10 - 08, 01:43 م]ـ
الباقلاني رحمه الله تعالى كما قال ابن القيم: قائد الفرسان ..
وأثنى عليه شيخ الإسلام في الحموية.
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[31 - 10 - 08, 01:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يرشنا إلى مصدر قصة مناظرة الباقلاني مع بطريق النصارى الأكبر بهذا التفصيل؟؟؟
لازلت أبحث عن مزيد من مناظرات الباقلاني مع النصارى في أي كتاب جديد أعثر عليه من كتب التراجم والطبقات وهذه هي القصة التي سمعتها منذ سنين طويلة في شريط للشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله وهي التي دفعتي للبحث عن مناظرات الباقلاني مع النصارى فعثرت على عدد منها في عدد من كتب التاريخ والطبقات والتراجم إلا أني لم أعثر بعد على مصدر القصة التي ذكرها الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله بهذا التفصيل فإن كان أحد الإخوة يعرف مصدرها بهذا التفصيل فليرشدنا وبارك الله فيه
يقول الشيخ في إحدى خطبه:
العالم هو الإمام الباقلاني صاحب كتاب الإعجاز يجلس مع بطريق النصارى فيقول الأخير: أحقاً انشق القمر لنبيكم؟؟؟؟، قال الإمام الباقلاني: نعم. فقال البطريق: فلماذا لم يره أحد إلا أهل مكة؟ فقال الإمام: يا هذا هل نزلت المائدة على المسيح حقا؟، فقال: نعم، فقال، فلماذا لم يرَها أحد منكم؟ نحن آمنا بنزول المائدة وانشقاق القمر لأن الله أخبرنا بذلك في الكتاب العزيز، قال البطريق: أتعلم ما قيل عن زوجة نبيّكم؟ -أراد اللئيم أن يطعن أم المؤنين بناء على حادثة الإفك التي آثارها المنافقون على عهد النبوة، فقال الإمام: أيها البطريق هما امرأتان في التاريخ امرأة لم تتزوج ومع ذلك أنجبت ولدا ومرأة تزوّجت ومع ذلك لم تنجب ولدا، أنتم اتهمتم التي تزوجت ولم تنجب, ونحن برّأنا التي لم تتزوّج وأنجبت ولداً!، ذلك لأن الله برّأهما بالقرآن، قال الله تعالى:"الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ " وهل هناك أطيب من محمد صلى الله عليه وسلم؟!!، قال البطريق: المسيح أطهر من نبيّكم، فقال الإمام: ولمَ، قال: لأن المسيح لم يتزوّج ومحمد تزوّج النساء، قال الإمام: أمتزوجٌ أنت أيها البطريق؟ قال: لا لأن الزواج نجاسة فقال الإمام: كيف تقول أن الزواج نجاسة وتقولون أن الله تزوّج بمريم هل أنت أطهر من الله العلي العظيم؟!!! أيها البطريق، أنت لم تتزوج بقصد الطهارة ومع ذلك نسبت لله الزوجة والولد أأنت أطهر أم الله فقال البطريق: يا إمام والله لقد قلت حقاً ونطقت صدقاً وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
انتهى ما نقله الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله بتصرّف بسيط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/16)
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[31 - 10 - 08, 02:41 م]ـ
الباقلاني رحمه الله تعالى كما قال ابن القيم: قائد الفرسان .. وأثنى عليه شيخ الإسلام في الحموية.
صدقت أخي قال عنه ابن القيم في: القصيدة النونية الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية
وانظر إلى قول الطحاوي الرضى **** وأجره من تحريف ذي بهتان
وكذلك القاضي أبو بكر هو **** ابن الباقلاني قائد الفرسان
قد قال في تمهيده ورسائل **** والشرح ما فيه جلي بيان
في بعضها حقا على العرش استوى **** لكنه استولى على الأكوان
وأتى بتقرير العلو وأبطل اللام ****التي زيدت على القرآن
من أوجه شتى وذا في كتبه ****باد لمن كانت له عينان
-----------------------
قال عنه ابن تيمية في الحموية:
وقال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني المتكلم ـ وهو أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري، ليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده ـ
قال في [كتاب الإبانة] تصنيفه: فإن قال قائل: فما الدليل على أن للّه وجهًا ويدًا؟ قيل له: قوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 72]، وقوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] فأثبت لنفسه وجهًا ويدًا.فإن قال: فلم أنكرتم أن يكون وجهه ويده جارحة إن كنتم لا تعقلون وجهًا ويدًا إلا جارحة؟ قلنا: لا يجب هذا، كما لا يجب إذا لم نعقل حيًا عالما قادرًا إلا جسما أن نقضي نحن وأنتم بذلك على اللّه ـ سبحانه وتعالى ـ وكما لا يجب في كل شيء كان قائمًا بذاته أن يكون جوهرًا؛ لأنا وإياكم لم نجد قائما بنفسه في شاهدنا إلا كذلك، وكذلك الجواب لهم إن قالوا: يجب أن يكون علمه وحياته، وكلامه وسمعه وبصره، وسائر صفات ذاته عرضًا واعتلوا بالوجود.وقال: [فإن قال: فهل تقولون: إنه في كل مكان؟ قيل له: معاذ اللّه، بل مستوٍ على عرشه كما أخبر في كتابه فقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، وقال اللّه تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]، وقال: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} [الملك: 16]. قال: ولو كان في كل مكان لكان في بطن الإنسان وفمه، والحشوش والمواضع التي يرغب عن ذكرها، ولوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة إذا خلق منها ما لم يكن، وينقص بنقصانها إذا بطل منها ما كان، ولصح أن يرغب إليه إلى نحو الأرض، وإلى خلفنا، وإلى يميننا، وإلى شمالنا، وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله.وقال ـ أيضًا ـ في هذا الكتاب: صفات ذاته التي لم يزل ولا يزال موصوفا بها: هي الحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام، والإرادة، والبقاء، والوجه والعينان، واليدان، والغضب، والرضا.وقال في [كتاب التمهيد] كلامًا أكثر من هذا، لكن ليست النسخة حاضرة عندي، وكلامه وكلام غيره من المتكلمين في مثل هذا الباب كثير لمن يطلبه، وإن كنا مستغنين بالكتاب والسنة وآثار السلف عن كل كلام.وملاك الأمر: أن يهب اللّه للعبد حكمة وإيمانًا، بحيث يكون له عقل ودين، حتى يفهم ويدين، ثم نور الكتاب والسنة يغنيه عن كل شيء، ولكن كثيرًا من الناس قد صار منتسبًا إلى بعض طوائف المتكلمين، ومحسنًا للظن بهم دون غيرهم، ومتوهما أنهم حققوا في هذا الباب ما لم يحققه غيرهم؛ فلو أتى بكل آية ما تبعها حتى يؤتى بشيء من كلامهم. ثم هم مع هذا مخالفون لأسلافهم غير متبعين لهم، فلو أنهم أخذوا بالهدى، الذي يجدونه في كلام أسلافهم، لرجي لهم مع الصدق في طلب الحق أن يزدادوا هدى، ومن كان لا يقبل الحق إلا من طائفة معينة، ثم لا يتمسك بما جاءت به من الحق، ففيه شبه من اليهود الذين قال اللّه فيهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [البقرة: 91] أي: إن كنتم مؤمنين بما أنزل عليكم، يقول ـ سبحانه وتعالى ـ: لا لما جاءتكم به أنبياؤكم تتبعون، ولا لما جاءتكم به سائر الأنبياء تتبعون، ولكن إنما تتبعون أهواءكم، فهذا حال من لم يقبل الحق، لا من طائفته ولا من غيرها، مع كونه يتعصب لطائفته بلا برهان من اللّه ولا بيان.
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[31 - 10 - 08, 05:09 م]ـ
بارك الله فيك عاى ما قدمت أخي أبو سلمى, و لعل مناظرة الشيخ رحمة الله الهندي للقسيس فندر نافعة في هذا الباب, فقد أفحمه الشيخ حتى سلم له مرارا في ما يقول, و هذا ناذر في المناظرات ..
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[01 - 11 - 08, 09:23 ص]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[حرملة بن عبد الله]ــــــــ[21 - 11 - 08, 07:01 م]ـ
عجبٌ للبعض! لماذا كلما سمع منقبة لأشعريّ تنمّر وتذّكر المسارئ وحدها ألا يمكن أن تمر كلمة الباقلاني هنا في هذه الصفحة وقد أشبعنا مذهبه الردود وفنّدنا أساساته من التعطيل والتشبيه في صفحات كثيرة في ملتقانا الطيب وأن نتأسّى في هذا سلفنا الصالح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/17)
ـ[أخ علقمة]ــــــــ[21 - 11 - 08, 08:14 م]ـ
السلام عليكم
القرآن وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام وسيرة أئمة الهدى
* الحسنى إلا الذين ظلموا منهم
* ضرب المثل بآدم الذي خلق بدون أب، كل ما يعتمدون عليه لإثبات ألوهيته يثبت في آخرين مما يوقعهم في التناقض، وإن رضوا بأن يعتبروا التثليث توحيدا فلم لا يعتبر التربيع والتخميس إلخ أيضا ومن يعبد بوذا وأصنامه توحيدا؟ (ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة) لأنهم كانوا ومايزالون بعبدون الأصنام لكن عباد الأصنام لا يسمون أصنامهم أصناما (يسمونها يغير اسمها) والعبرة بالمعنى وليس التسمية.
* تذكيرهم بأنه وأمه من البشر: (كانا يأكلان الطعام)
*الدعوة للمباهلة بعد إقامة الدليل والتكبر على الحق
*إظهار محاسن الإسلام ومقارنة الأديان
*الرد على الشبهات
*كما قال ابن تيمية وغيره (فما من حجة يسلكها الشيعي إلا وبازائها للسني حجة من جنسها أولى منها فان السنة في الإسلام كالإسلام في الملل فما من حجة يسلكها كتابي إلا وللمسلم فيها ما هو أحق بالاتباع منها)
بمعنى أنه لا يستطيعون إثبات شيء إلا واستطعنا إثبات الإسلام بطريق الأولى ولا يطعنون إلا ويطعن فيهم ما هو أكبر.
والسلام عليكم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 - 11 - 08, 08:35 م]ـ
عجبٌ للبعض! لماذا كلما سمع منقبة لأشعريّ تنمّر وتذّكر المسارئ وحدها ألا يمكن أن تمر كلمة الباقلاني هنا في هذه الصفحة وقد أشبعنا مذهبه الردود وفنّدنا أساساته من التعطيل والتشبيه في صفحات كثيرة في ملتقانا الطيب وأن نتأسّى في هذا سلفنا الصالح.
الأخ الكريم حرملة سددك ربي.
تعجبك هذا في غير موضعه، لأنه لا يوجد في ردود هذا الموضوع من تنمّر - كما زعمت - بذكر المساويء وحدها. لا سيما وهذه المنقبة لم ينفرد بها الباقلاني وحده.
وثناء شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم على الباقلاني تختلف الفهوم فيه ولي عودة عليه إن شاء الله.
لكن ما جعلني أعقب هنا هو تعجبك الذي هو في غير محلّه.
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[25 - 11 - 08, 01:26 ص]ـ
رحم الله الإمام الباقلاني
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[26 - 11 - 08, 09:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ....
المناظرات مع النصارى من أكثر المناظرات إمتاعاً! وكلما توسعت في ذلك رأيت العجب العجاب!
من أراد أن يضحك ويستفيد فعليه بمناظرات الشيخ أحمد ديدات مع النصارى!
بارك الله فيك ورحم الله ابن الباقلاني ....
للفائدة:
يراجع في هذا "كتاب النبوات" لشيخ الإسلام، فقد خصصه المؤلف للرد على الباقلاني في موضوع المعجزات والنبوات ...
والسلام عليكم
لكن المشكلة أن من يسمى (جيمي سويقارت) النصراني كان يثبت لله العلو بينما الداعية الاسلامي احمد ديدات كان يقول: ان الله في كل مكان!
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 11 - 08, 05:41 م]ـ
" لكن المشكلة أن من يسمى (جيمي سويقارت) النصراني كان يثبت لله العلو بينما الداعية الاسلامي احمد ديدات كان يقول: ان الله في كل مكان! "
وثق!.
ذكر أبو الوليد الباجي في اختصار فرق الفقهاء عن أبي ذر الهروي قال: كان سبب أخذي عن القاضي أبي بكر، و معرفتي بقدره: أنّي كنتُ مرَّةً ماشياً ببغداد، مع أبي الحسن الدارقطني، إذ لَقِيتُ شاباً، فأقبل الشيخ عليه، و عظَّمه، و دعا له، فقلت للشيخ من هذا الذي تصنع به هذا؟! فقال لي: هذا أبو بكر بن الطيب؛ نصر السنة؛ و قمع المعتزلة – و أثنى عليه قال أبو ذرّ: فاختلفتُ إليه، و أخذْتُ عنه مِن يَوْمِئِذٍ.
فهل كان الدراقطني الناقد البصير مغفلاً لا يعرف حال الباقلاني حينئذ؟!.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[01 - 12 - 08, 08:59 ص]ـ
هذه زلة من الامام الدارقطني رحمه الله ولا يتابع عليها وانظر الى ماجرّه هذا الثناء على أبي ذر الهروي فقد اعتنق المذهب العفن ثم نقله الى الحرم ثم الى المغرب.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ذكر أبو اسماعيل الانصاري قال سمعت احمد بن أبي رافع وخلقا يذكرون شدة أبي حامد يعني الإسفرايني على ابن الباقلاني قال وأنا بلغت رسالة أبي سعد الى ابنه سالم ببغداد ان كنت تريد أن ترجع الى هراة فلا تقرب الباقلاني قال وسمعت الحسين بن أبي امامة المالكي يقول سمعت أبي يقول لعن الله أبا ذر الهروي فإنه أول من حمل الكلام الى الحرم وأول من بثه في المغاربه (((درء التعارض ج2/ص101)))
ـ[محمد براء]ــــــــ[01 - 12 - 08, 06:33 م]ـ
هذه زلة من الامام الدارقطني رحمه الله ولا يتابع عليها وانظر الى ماجرّه هذا الثناء على أبي ذر الهروي فقد اعتنق المذهب العفن ثم نقله الى الحرم ثم الى المغرب.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ذكر أبو اسماعيل الانصاري قال سمعت احمد بن أبي رافع وخلقا يذكرون شدة أبي حامد يعني الإسفرايني على ابن الباقلاني قال وأنا بلغت رسالة أبي سعد الى ابنه سالم ببغداد ان كنت تريد أن ترجع الى هراة فلا تقرب الباقلاني قال وسمعت الحسين بن أبي امامة المالكي يقول سمعت أبي يقول لعن الله أبا ذر الهروي فإنه أول من حمل الكلام الى الحرم وأول من بثه في المغاربه (((درء التعارض ج2/ص101)))
الدارقطني إمام ناقد خبير بأحوال الرجال، والحكم على قوله بالزلل هكذا، لا يفعله إلا عَجِل متحامل .. !.
واللعن والتكفير لأئمة الأشاعرة - الذي تحوم حوله - مذهب رديء وقد سبق الكلام عليه في موضوع آخر.
ولماذا لم توثق كلامك السابق؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/18)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[02 - 12 - 08, 09:12 ص]ـ
اذا يا امام التأني والانصاف ماذا تسمي ثناء الدارقطني رحمه الله على الباقلاني وقد افتتن به الهروي حتى تبع مذهبه؟
وما ذكرته من أن لعن او تكفير الأشاعرة في موضوع سابق ((مع أنه قد أقفل الموضوع بناء على طلب بعض المشاركين))!!!
ليس لي فيه كلام بل نقلت هناك وهنا عن أكابر أهل العلم (ابن تيمية نقلا عن الهروي الأنصاري) فلعلك تعيبهم قبلي!
واما توثيق ما ذكرت فليس امامي الآن وسأذكره لاحقا أن شاء الله مع انه قد حدثني من سأل ديدات نفسه مباشرة عن معتقده هذا (بأن الله في كل مكان) فأقر بهذا.!!!
ولكن سأوثق هذا لاحقا ان شاء الله.
وأخيرا ماهو سبب حماسك في الدفاع عن الأشاعرة وبقوة:
1 - هل تعتقد معتقدهم؟ فإن كان فأفصح بذلك فهو دين.
2 - او انك محب فقط!!! فالمرء مع من أحب!
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 12 - 08, 09:37 ص]ـ
فرق بين الدفاع عن الأشاعرة ... وبين رفض سب الأشاعرة ولمزهم والكلام فيهم من غير دليل ولا برهان ... فتنبه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 12 - 08, 10:26 ص]ـ
.....
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[02 - 12 - 08, 12:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قال الأخ عبد المصور: "لكن المشكلة أن من يسمى (جيمي سويقارت) النصراني كان يثبت لله العلو بينما الداعية الاسلامي احمد ديدات كان يقول: ان الله في كل مكان"
أقول عن يقين: جيمى سوجارت لا يثبت علوا لله، لأن الله الآب عنده أرسل الله الآبن عنده مولودا من مريم عليها السلام وسار بين البشر وأكل معهم وشرب بصفته الناسوتيه لا اللاهوتية، ثم صلب فمات ثم ارتفع ليجلس عن يمين الآب تاركا لمتبعيه فى الأرض الخبز والخمر ليتحولوا بين أيديهم لجسد المسيح الحى ودمائه حقيقة لا مجازا، وهو نصرانى يقول كالنصارى أن روح الله تسكن جسد كل منا، لأن روح الله عندهم صفة وهى فى نفس الوقت قائمة بذاتها تحل فى كل مخلوق فينا.
فشتان بين عقيدة قامع النصرانية وبين داعيها الدعىّ.
رحم الله الشيخ أحمد ديدات.(51/19)
تعقيبات و ملاحظات على كتاب تفسير بن باديس في "مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير " ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[11 - 08 - 08, 01:06 ص]ـ
تعقيبات و ملاحظات على كتاب تفسير بن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين، وبعد:
"فإن المسلمين بحاجة شديدة إلى معرفة معاني كتاب ربهم، لأن ذلك وسيلة للعمل به و الانتفاع بهديه، وقد قام أئمة الإسلام بهذه المهمة خير قيام، ففسروا كتاب الله معتمدين في ذلك على تفسير القرآن بالقرآن، ثم بسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-ثم على أقوال الصحابة و التابعين و أتباعهم من القرون المفضلة، وما تقتضيه اللغة التي أنزل بها، فجاءت تفاسيرهم نقية صافية من التأويلات الباطلة و الأهواء المضلة التي غالبا ما تشتمل عليها تفاسير من جاء بعدهم ممن لم يحذ حذوهم." [1]
وقد طبع منذ زمن (تفسير بن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير) طبعة دار الفكر بتقديم الدكتور محمد البهي وطُبِعَ في الجزائر باسم (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير) بتقديم الشيخ عبد الرحمن شيبان، ويظهر أن تفسيره اشتمل على أخطاء عقدية، وحيث أن الكتاب منتشر و يُرَوِّجُ له الكثير من الناس وقد يغتر بعضهم بما فيه من أخطاء، استعنت بالله -جل وعلا- في تدوين ما ظهر لي منها، وأن أنشرها للقراء نصحا لله و لكتابه ..
أسأل الله تعالى التوفيق و السداد ..
ملاحظات على كتاب (تفسير بن باديس)
[رده خبر الآحاد إذا خالف القطعي من القرآن]
1 - في صفحة (54) السطر (22):قال:"يرد خبر الواحد إذا خالف القطعي من القرآن".اهـ وقد بنى قوله على أساس أن أحاديث الآحاد ظنية لا تفيد العلم [2] كما في صفحة (142) من تفسيره و صفحة (161) من (مجالس التذكير من كلام البشير النذير) وهذا غلط لا شك فيه، وتبع فيه جمهور الأصوليين من متكلمي الأشاعرة؛ كابن جزي الكلبي المالكي [3] و ابن علي الجصاص الحنفي [4] والفخر بن خطيب الرازي [5]؛ لأن الاختلاف الكلي بين نص من القرآن أو السنة المتواترة مع الآحاد الصحيحة يندر وقوعه، وحتى لو احتيج إلى النسخ فلا مانع من القول به، ورفع الحكم السابق، عند تعذر الجمع، ولو كان السابق معلوماً بالضرورة، بعد تحقق ثبوت الخبر وتأخره. وقد وقع ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فعمل أهل قباء بخبر الواحد الذي نقل لهم نسخ القبلة الأولى، وهكذا أبو طلحة الأنصاري أتلف جرار الخمر، وأمر بإراقتها اعتماداً على خبر الذي نقل لهم تحريمها، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله تعالى- كما في (مذكرة أصول الفقه): " التحقيق الذي لا شك فيه هو جواز وقوع نسخ المتواتر بالآحاد الصحيحة الثابت تأخرها عنه والدليل الوقوع.
أما قولهم إن المتواتر أقوى من الآحاد والأقوى لا يرفع بما هو دونه فإنهم قد غطلوا فيه غلطاً عظيماً مع كثرتهم وعلمهم، وإيضاح ذلك أنه لا تعارض البتة بين خبرين مختلفي التاريخ لإمكان صدق كل منهما في وقته، وقد أجمع جميع النظار أنه لا يلزم التناقض بين القضيتين إلا إذا اتحد زمنهما، أما إن اختلفا فيجوز صدق كل منهما في وقتهما، فلو قلت: النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس، وقلت أيضاً: لم يصل إلى بيت المقدس، وعنيت بالأولى ما قبل النسخ، وبالثانية ما بعده لكانت كل منهما صادقة في وقتها.
ومثال نسخ القرآن بأخبار الآحاد الصحيحة الثابت تأخرها عنه نسخ إباحة الحمر الأهلية - مثلاً -المنصوص عليها بالحصر الصريح في آية (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتةً …) (الأنعام 145)، بالسنة الصحيحة الثابت تأخرها عنه لأن الآية من سورة الأنعام وهي مكية أي نازلة قبل الهجرة بلا خلاف، وتحريم الحمر الأهلية بالسنة واقع بعد ذلك في خيبر ولا منافاة البتة بين آية الأنعام المذكورة وأحاديث تحريم الحمر الأهلية لاختلاف زمنهما، فالآية وقت نزولها لم يكن محرماً إلا الأربعة المنصوصة فيها، وتحريم الحمر الأهلية طارئ بعد ذلك، والطروء ليس منافياً لما قبله، وإنما تحصل المنافاة بينهما لو كان في الآية ما يدل على نفي تحريم شيء في المستقبل غير الأربعة المذكورة في الآية، وهذا لم تتعرض له الآية بل الصيغة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/20)
فيها مختصة بالماضي لقوله: (قل لا أجد فيما أوحي إلي) (الأنعام 145) بصيغة الماضي، ولم يقل فيما سيوحى إلي في المستقبل، وهو واضح كما ترى، والله أعلم " [6].اهـ.
[تأويله لصفة الرحمة بالإنعام والرزق و الإحسان .. ]
1. في صفحة (231) السطر الأخير: قوله: "رحيما: دائم الإفاضة للنعم".اهـ
2. في صفحة (159) السطر (15): قوله: "يرجون رحمته: ينتظرون انعاماته لافتقارهم إليه".اهـ
3. في صفحة (304) السطر الأول: قوله: "الرحيم: المنعم الدائم الانعام".اهـ
4.في صفحة (364) السطر (22): قوله: "الرحيم: المنعم الدائم الانعام و الاحسان".اهـ
كل هذا الذي ذكره الشيخ بن باديس في معنى الرحمة من اسم الرحيم و الرحمن .. كلها من التأويل الباطل وقد وافق بقوله هذا أهل البدع من أشعرية و غيرهما؛ لأن الرحمن الرحيم اسمان من الأسماء الحسنى متضمنان صفة الرحمة على المعنى اللائق به سبحانه، فلا حاجة إلى تأويلها بأثر من آثارها كالإنعام و الإحسان .. الخ.
ـ قال الإمام بن القيم رحمه الله كما في (مختصر الصواعق):" .. إن الله تعالى فرق بين رحمته و رضوان وثوابه المنفصل، فقال تعالى: (يبشرهم ربهم برحمة منه و رضوان وجنت لهم فيها نعيم مقيم). فالرحمة و الرضوان صفته، والجنة ثوابه، وهذا يبطل قول من جعل الرحمة ثوابا منفصلا مخلوقا. وقول من قال هي إرادة الإحسان، فإن إرادة الإحسان هي من لوازم الرحمة فإنه يلزمه من الرحمة أن يريد الإحسان إلى المرحوم فإذا انتفت حقيقة الرحمة انتفى لازمها وهو إرادة الإحسان".اهـ
ـ وقال الشيخ العلامة: عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، رحمه الله تعالى كما في (الدرر السنية/ جزء التفسير):
بسم الله الرحمن الر حيم {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [سورة الفاتحة آية: 2] اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، ورحمان أشد مبالغة من رحيم، وفي الأثر عن عيسى أنه قال: الرحمن رحمن الدنيا، والرحيم رحيم الآخرة. وقال ابن القيم: الرحمن دال على الصفة القائمة به ; والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم ; فإذا أردت فهم هذا، فتأمل قوله: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} [سورة الأحزاب آية: 43]، {إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [سورة التوبة آية: 117]، ولم يجئ رحمن بهم، فالرحمن اسمه ووصفه، فمن حيث هو صفة جرى تابعا لاسم الله، ومن حيث هو اسم، ورد في القرآن غير تابع، بل ورود الاسم العلم كقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه آية: 5]. انتهى ملخصا.
ـ و قال الشيخ العلامة عبد العزيز الناصر الرشيد -رحمه الله تعالى-كما في (التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية):" .. و الرحمة صفة من صفات الله سبحانه و تعالى اللائقة بجلاله و عظمته فيجب أن يوصف بها كما وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم بخلاف ما عليه أهل البدع الذين نفوا هذه الصفة و أولوها كمن يؤولها بالإنعام أو بإرادة الإنعام إلى غير ذلك من التأويلات الفاسدة، فالرحمة ثابتة لله سبحانه و تعالى كغيرها من الصفات، سواء كانت ذاتية كالعلم و الحياة، أو فعلية كالرحمة التي رحم بها عباده، فكلها صفات قائم به سبحانه ليست قائمة بغيره، فوصف بها سبحانه و تعالى حقيقة كما يليق بجلاله".اهـ
ـ وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك كما في (تعليقاته على فتح الباري): دلت النصوص من الكتاب والسنة على أن الرحمة المضافة إلى الله تعالى رحمتان:
1 - رحمة هي صفته؛ وصفاته غير مخلوقة، وإضافتها إلى الله هي من إضافة الصفة إلى الموصوف؛ كما قال تعالى عن نبي الله سليمان عليه السلام: "وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين" [النمل19]، وقال تعالى: "وربك الغفور ذو الرحمة" [الكهف58]، وقال تعالى: "الرحمن الرحيم"؛ فهذان الاسمان متضمنان صفة الرحمة، فاسمه الرحمن يدل على الرحمة الذاتية التي لم يزل ولا يزال موصوفًا بها، واسمه الرحيم يدل على الرحمة الفعلية التابعة لمشيئته سبحانه وتعالى؛ كما قال تعالى: "إن يشأ يرحمكم" [الإسراء54]، وقال تعالى: "ويرحم من يشاء" [العنكبوت21].
وأهل السنة والجماعة يثبتون الرحمة لله تعالى صفة قائمة به سبحانه، والمعطلة ومن تبعهم ينفون حقيقة الرحمة عن الله تعالى - ومنهم الأشاعرة - ويؤولونها بالإرادة أو النعمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/21)
2 - والرحمة الأخرى مما يضاف إليه تعالى: رحمة مخلوقة، وإضافتها إليه هي من إضافة المخلوق إلى خالقه، ومن شواهدها قوله تعالى: "فانظر إلى آثار رحمة الله" [الروم50]، وقوله تعالى: "وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون" [آل عمران107]، وقوله سبحانه للجنة كما في الحديث القدسي: " أنت رحمتي أرحم بك من أشاء".
والرحمة المذكورة في الحديث هي الرحمة المخلوقة، وهي التي جعلها الله عز وجل في مائة جزء. والرحمة المخلوقة في الدنيا والآخرة هي أثر الرحمة التي هي صفته سبحانه وتعالى ومقتضاها. اهـ. والله أعلم.
[نفي صفة الصورة لله -جل وعلا-]
6 - في صفحة (64) قال: "الاعتراف بوجود خالق الكون يكاد يكون غريزة مركوزة في الفطرة و يكاد لا تكون لمنكريه-عتادا-نسبة عددية بين البشر. ولكن أكثر المعترفين بوجوده قد نسبوا إليه ما لا يجوز عليه ولا يليق بجلاله من الصاحبة و الولد و المادة و الصورة و الحلول و الشريك في التصرف في الكون و الشريك في التوجه و الضراعة إليه والسؤال منه و الإتكال عليه".اهـ
قوله: " ولكن أكثر المعترفين بوجوده قد نسبوا إليه ما لا يجوز عليه ولا يليق بجلاله من الصاحبة .. و المادة [7] و الصورة ... ". فيه نفي صفة الصورة لله -جل وعلا- موافقا بذلك أهل البدع من جهمية [8] وأشاعرة ونحوهم [9]، و معلوم عند أهل السنة و الجماعة أن صفة الصورة لله - جل في علاه - صفةٌ ذاتيةٌ ثابتةٌ بالأحاديث الصحيحة."ولا شك أن نفي هذه الصفة عن الرب تبارك و تعالى ينافي الإيمان بالأحاديث الواردة في ذلك" [10] منها:
- ما جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث الزهير عن عطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة رضي الله عنه أخبره أن ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال عليه الصلاة والسلام (هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر) قالوا: لا يا رسول الله , وفيه (يجمع الله الناس يوم القيامة , فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه , فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس , ويتبع من كان يعبد القمر القمر , ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت , وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون , فيقول: أنا ربكم , فيقولون: نعوذ بالله منك , هذا مكاننا يأتينا ربنا , فإذا جاء ربنا عرفناه , فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون , فيقول: أنا ربكم , فيقولون: أنت ربنا , فيتبعونه ... ).
ـ ومنها ما في الصحيحن و غيرهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم نحو حديث أبي هريرة الذي تقدم ذكره. وفيه: (فيأتيهم الجبار في صورته التي رأوه فيها أوَّلَ مرة، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا…).
ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - في (نقض تأسيس الرازي): " .. لفظ (الصُّورة) في الحديث (إشارة لحديث أبي سعيد) كسائر ما ورد من الأسماء والصفات التي قد يسمى المخلوق بها على وجه التقييد، وإذا أطلقت على الله مختصة به؛ مثل العليم والقدير والرحيم والسميع والبصير، ومثل خلقه بيديه واستوائه على العرش ونحو ذلك".اهـ.
ـ وقال خطيب أهل السُنَّة ابن قتيبة –رحمه الله تعالى- في (تأويل مختلف الحديث):" والذي عندي – والله تعالى أعلم – أن الصُّورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حدٍّ ".اهـ
ـ قال الشيخ العلامة الدكتور تقي الدين الهلالي – رحمه الله تعالى -: " و الحق الذي عليه أهل السنة من الصحابة و التابعين و الأئمة المجتهدين، ومن تبعهم بإحسان؛ الإيمانُ بكل ما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم، مع تنزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين، فيقولون: إن لله وجها و عينين و يدين و قدمين و أصابع، وكذلك له صورة و علم و سمع و بصر و غير ذلك من الصفات، لا تشبه صفات الخلق" [11].اهـ
[موافقته للمرجئة في باب منزلة العمل من الإيمان]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/22)
1 - في صفحة (199) السطر (19إلى22): قال: " الإيمان هو التصديق الصادق المثمر للأعمال".اهـ، وقال في صفحة (303) السطر (17إلى21): "الإيمان: عندما يذكر مع الأعمال يراد به تصديق القلب و يقينه و اطمئنانه بعقائد الحق. والعمل الصالح: هو العمل الطيب المشروع من طاعة الله على العباد سواء كان من عمل الباطن وهو عمل القلب أو من عمل الظاهر وهو عمل الجوارح، و العمل الصالح من ثمرات الإيمان الدال وجودها على وجوده و كمالها على كماله و نقصها على نقصه وعدمها على اضطرابه و وشك انحلاله واضمحلاله".اهـ
و في كلامه هذا أغلاط ثلاثة ملخصها في نقاط:
أ - تعريفه للإيمان بالتصديق الصادق و بالتصديق القلبي و يقينه.
ب - جعله العمل الصالح من ثمرات الإيمان، سواء كان من عمل الباطن وهو عمل القلب أو من عمل الظاهر وهو عمل الجوارح.
ت - و أن انعدامه – أي العمل الصالح - دليل على اضطراب إيمان صاحبه و وشك انحلاله و اضمحلاله.
وهذه الأقوال قد وافق بها الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى- أهل البدع من مرجئة الأشاعرة وغيرهم وبيانه كالتالي:
ـ أولاً: تعريفه للإيمان بالتصديق الصادق و بالتصديق القلبي و يقينه؛ فيه قصور وهو مخالف لتعريف الإيمان الشرعي عند أهل السنة و الجماعة والذي هو: (تصديق بالقلب وعمل بالجوارح وقول باللسان) و العمل عند أهل السنة والجماعة ركن من أركان حقيقة الإيمان [12]، قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى -[شرح أصول الاعتقاد للالكائي:5/ 886): "وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم: أن الإيمان قول وعمل ونية، لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر". وانظر [مجموع الفتاوى: 7/ 308].اهـ
وقال ابن أبي زمنين - رحمه الله تعالى- في كتابه (أصول السنة:207):"الإيمان بالله هو: باللسان والقلب، وتصديق ذلك بالعمل، فالقول والعمل قرينان لا يقوم أحدهما إلا بصاحبه".اهـ
وقال الحافظ ابن أبي زيد القيرواني مالك الصغير- رحمه الله تعالى - (كما في اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم:150،152):"فصل فيما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة ومن السنن التي خلافها بدعةٌ وضلالة: ... وأن الإيمان قول باللسان وإخلاص بالقلب وعمل بالجوارح، يزيد ذلك بالطاعة، وينقص بالمعصية نقصاً عن حقائق الكمال لا محبط للإيمان، ولا قول إلا بعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بموافقة السنة".اهـ
وقال الإمام الآجري - رحمه الله تعالى - في كتابه (الأربعين حديثاً:135):"الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق: وهو التصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح ... لا تجزئ معرفة بالقلب والنطق باللسان حتى يكون معه عمل بالجوارح".اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في (شرح العمدة:2/ 86): "الإيمان عند أهل السنة و الجماعة: قولٌ و عملٌ كما دل عليه الكتاب و السنة و أجمع عليه السلف، و على ما هو مقرر في موضعه. فالقول تصديق الرسول، و العمل تصديق القول. فإذا خلا العبد عن العمل بالكلية لم يكن مؤمناً ". اهـ
ـ ثانياً وثالثاً: جعله العمل الصالح من ثمرات الإيمان مبني على قوله أنَّ الإيمانَ الذي في القَلبِ يَكونُ تامّاً بِدونِ شيءٍ من الأعمالِ [13]، فمن ضيع الأعمال لم يخرج من دائرة الإيمان [14]، وانعدامها دال على اضطرابه و وشك انحلاله واضمحلاله [15]، وهذا الكلام غلط وقد وافق به أهل البدع من المرجئة:
ـ قالَ شيخُ الإسلامِ ابن تيميَّة – رحمه الله تعالى -: ((الوجهُ الثاني من غَلطِ المرجئةِ: ظنُّهم أنَّ ما في القَلبِ من الإيمانِ لَيسَ إلا التصديق فَقَط دونَ أعمالِ القُلوبِ، كما تَقدَّم عن جَهميَّة المرجئةِ، الثالث: ظنُّهم أنَّ الإيمانَ الذي في القَلبِ يَكونُ تامّاً بِدونِ شيءٍ من الأعمالِ، ولهذا يَجعَلونَ الأعمالَ ثَمَرةَ الإيمانِ وَمُقتضاهُ بِمَنزِلةِ السَّببِ مع المسبّبِ، ولا يَجعَلونَها لازِمةً لهُ، والتحقيقُ أنَّ إيمانَ القلبِ التَّامِّ يَستَلزِمُ العملَ الظاهرَ بِحَسَبِهِ لا مَحَالةَ، وَيَمتَنِعُ أن يَقومَ بالقلبِ إيمانٌ تامٌّ بِدونِ عَمَلٍ ظاهرٍ)) [16].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/23)
ـ و قال كذلك –رحمه الله تعالى – في ((شرح العمدة 2/ 86)): "الإيمان عند أهل السنة والجماعة: قول وعمل كما دل عليه الكتاب والسنة وأجمع عليه السلف، ... فالقول: تصديق الرسول، والعمل: تصديق القول، فإذا خلا العبد عن العمل بالكلية لم يكن مؤمناً".اهـ
ـ وقال -رحمه الله تعالى- كما في (الفتاوى:7/ 198): "لا يتصور وجود إيمان القلب مع عدم جميع أعمال الجوارح".اهـ
[موافقته للمرجئة في باب التكفير بالأعمال]
14 - في صفحة (212 - 213) الأسطر (23 - 24 - 25 - 26 - 27): قوله: "خيانة دون خيانة وكفر دون كفر: الخيانة خيانتان خيانة عقيدة و خيانة أعمال، وكذلك الكفر، وكذلك النفاق، وكذلك الشرك، وإنما يخرج المرء عن أصل الإسلام بما كان في أصل العقيدة لا بما كان في الأعمال إلاَّ عملا يدل دلالة ظاهرة على فساد العقيدة و انحلالها. وعلى هذا عقد البخاري رحمه الله في الجامع الصحيح أبوابا في ظلم دون ظلم وكفر دون كفر".اهـ.
قوله: " وإنما يخرج المرء عن أصل الإسلام بما كان في أصل العقيدة لا بما كان في الأعمال [17] إلاَّ عملا يدل دلالة ظاهرة على فساد العقيدة و انحلالها ". يفهم منه حصر الكفر في اعتقاد القلب، فلا يخرج المرء عن أصل الإسلام إلا بما كان في أصل العقيدة أو عمل عملا كفريًا دلَّ على فسادها، حيث جعل الأعمال الكفرية دليل على الكفر لا أن نفس العمل كفري، بمعنى أن الأعمال الكفرية الصريحة ليست مكفرة بذاتها بمجرد فعلها إلاَّ إذا دلَّت دلالة ظاهرة على فساد العقيدة وانحلالها، وهذا القول موافق لقول مرجئة الأشاعرة ونحوهم، وهو مبني على قوله في الإيمان ومنزلة العمل منه وتقسيمه للكفر بأنه اعتقادي مخرج للملة وعملي غير مخرج من الملة [18]، ومن أمثلة الكفر العملي المخرج من الملة: السجود للصنم، وإهانة المصحف، وسب الله-جل وعلا- و سب الرسول-صلى الله عليه و سلم-وهي أعمال كفرية في نفسها يكفر المرء بها بمجرد وقوعه فيها. وعليه فقوله " وإنما يخرج المرء عن أصل الإسلام بما كان في أصل العقيدة [19] لا بما كان في الأعمال .. " قول ظاهر الفساد حيث جعل فساد العقيدة شرطاً في كفر الجوارح – على مفهومه للإيمان الشرعي والكفر العملي –، ومعلوم أن أهل السنة و الجماعة لما عرفوا الإيمان الشرعي بأنه: (تصديق بالقلب وعمل بالجوارح وقول باللسان) - والعمل عندهم ركن من أركان حقيقة الإيمان- عرفوا نقيضه الكفر بأنه يكون باللسان و بالجوارح و بالقلب، أي الكفر يدخل في الأعمال كما يدخل في الاعتقادات، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" ... من قال أو فعَل ما هو كُفرٌ، كَفَر بذلك، وإنْ لم يقصد أن يكون كافِراً، إذْ لا يقصُد أحدٌ الكفر إلا ما شاء الله" [20].
وقال في موضع آخر: " إنَّ سبَّ الله وسبَّ رسوله كفَرَ ظاهراً وباطناً، سواء كان السابُّ يعتقد أن ذلك محرَّم أو كان مُستحلاً، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السُّنة القائلين بأن الإيمان قولٌ وعمَلٌ " [21]
وقال - رحمه الله تعالى -: " قال سبحانه: (من كفر بالله من بعد إيمانه - إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان - ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم).
ومعلوم أنه لم يرد بالكفر هنا اعتقاد القلب فقط، لأن ذلك لا يكره الرجل عليه، وهو قد استثنى من أكره ولم يرد من قال واعتقد، لأنه استثنى المكره، وهو لا يكره على القصد والقول، وإنما يكره على القول فقط، فعلم أنه أراد من تكلم بكلمة الكفر فعليه غضب من الله وله عذاب عظيم، وأنه كافر بذلك إلا من أكره وهو مطمئن بالإيمان، ولكن من شرح بالكفر صدراً من المكرهين، فإنه كافر أيضاً، فصار من تكلم بالكفر كافراً إلا من أكره فقال بلسانه كلمة الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان.
وقال تعالى في حق المستهزئين: (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) فبين أنهم كفار بالقول مع أنهم لم يعتقدوا صحته وهذا باب واسع" [22].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/24)
ـ قال الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله الراجحي كما في (أجوبة و أسئلة في الكفر و الإيمان): " ومن أقوالهم-أي المرجئة-: (الأعمال والأقوال دليلٌ على ما في القلب من الاعتقاد) وهذا باطل، بل نفس القول الكفري كفر ونفس العمل الكفري كفر كما مر في قول الله تعالى (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) أي: بهذه المقالة ".اهـ
ختاما
"هذا ما تيسر لي التنبيه عليه الآن، وهناك مسائل أخرى تحتاج لبيان، عسى الله أن ييسر ذلك في وقت لا حق – إن شاء الله تعالى – والله أسأل أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه، و يرينا الحق حقا و يرزقنا اجتنابه، و الله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد" [23].
تمت بتاريخ:09/ شعبان/1429، بدولة الجزائر
على يد كاتبها / عبد الحق آل أحمد
عفا الله عنه وعن زوجه و والديه وجميع المؤمنين و المؤمنات.
------------------
الحواشي:
[1] مقتبس من كلام شيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله تعالى- في رده على أخطاء الصابوني في تفسيره.
[2] قال ابن أبي العز –رحمه الله تعالى - كما في (شرح العقيدة الطحاوية): " وخبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول عملا به وتصديقا له يفيد العلم اليقيني عند جماهير الأمة وهو إحدى قسمي المتواتر، ولم يكن بين سلف الأمة في ذلك نزاع ". اهـ، و قال الإمام الحافظ بن عبد الهادي-رحمه الله تعالى- في (الصارم المنكي في الرد على السبكي): " وأي تنقص فوق من عزل كلام الرسول عن إفادة اليقين".اهـ
[3] ينظر كتابه: (تقريب الوصول لعلم الأصول/ص:127)، وقد فات محقق الكتاب الشيخ محمد علي فركوس التعقيب عليه فيها.
[4] ينظر: تفسيره (أحكام القرآن)، (1/ 39).
[5] قال الرازي في تفسيره (5/ 360): "ونسخ القرآن بخبر الواحد لا يجوز ".اهـ. و غالب الظن أن عبد الحميد بن باديس تأثر بكلامه حيث اعتمد تفسيره من بين مصادر التفسير قال (ص:49) كما في (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير): " وعمدتنا فيما نرجع إليه من كتب الأئمة: تفسير ابن جرير الطبري الذي يمتاز بالتفاسير النقلية السلفية، وبأسلوبه الترسلي البليغ في بيان معنى الآيات القرآنية، وبترجيحاته لأولى الأقوال عنده بالصواب. و تفسير الكشاف الذي يمتاز بذوقه البياني في الأسلوب القرآني، وتطبيقه فنون البلاغة على آيات الكتاب و التنظير لها بكلام العرب، واستعمالها في أفانين الكلام. وتفسير أبي حيان الأندلسي الذي يمتاز بتحقيقاته النحوية و اللغوية و توجيهه للقراءات. وتفسير الرازي الذي يمتاز ببحوثه في العلوم الكونية، مما يتعلق بالجماد و النبات و الحيوان و الإنسان، وفي العلوم الكلامية و مقالات الفرق و المناظرة في ذلك و الحجاج".اهـ
[6] وقال كما في (5/ 416) من تفسيره (أضواء البيان): " .. التحقيق هو جواز نسخ المتواتر بالآحاد إذا ثبت تأخرها عنه، ولا منافاة بينهما أصلاً، حتى يرجح المتواتر على الآحاد، لأنه لا تناقض مع اختلاف زمن الدليلين، لأن كلا منهما حق في وقته؛ .. ".اهـ، و لزيادة الفائدة ينظر: (الاحكام) لابن حزم - (4/ 477).
[7] إطلاق لفظ " المادة " على الله - جل وعلا -، إثباتا، أو نفيا، ليس من عبارات السلف الصالح المقتدى بهم في باب أسماء الله سبحانه و تعالى و صفاته، قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى -: " وأما ما لا يوجد عن الله، و رسوله، إثباته، و نفيه، مثل: الجوهر، والجسم، والجهة، وغير ذلك، لا يثبتونه، ولا ينفونه، فمن نفاه فهو عند أحمد و السلف مبتدع، ومن أثبته فهو عندهم مبتدع، و الواجب عندهم: السكوت عن هذا النوع، إقتداء بالنبي- صلى الله عليه و سلم- و أصحابه".اهـ من كتاب (الدرر السنية في الأجوبة النجدية).
[8] قال فضيلة الشيخ علي بن عبد العزيز الشبل في (التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري): "وإن نفي الصورة عن الله قول الجهمية، كما قال الإمام أحمد وغيره. وقد بسط الشيخ ابن تيمية الكلام في المسألة في آخر بيان تلبيس الجهمية بسطاً شافياً".اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/25)
[9] وقد حرَّف الرازي معنى صفة الصورة للرحمن - جل وعلا – كما في تفسيره: (1/ 113) بتأويلات فاسدة وهو "من أكابر أئمة الأشاعرة الذين أوغلوا في التأويل" كما قال الشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل-رحمه الله تعالى-ولزم من تأويله الفاسد نفيه للصفة على ما تليق بجلال الله وعظمته، وتفسير الرازي – هذا - من المراجع المعتمدة عند الشيخ ابن باديس-عفا الله عنه- فتنبه، و يراجع جواب سليل الدعوة النجدية الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين- رحمه الله تعالى- عن قوله - صلى الله عليه و سلم -: (خلق الله آدم بيده على صورته .. ) في كتاب (الدرر السنية في الأجوبة النجدية) الجزء الثالث قسم: (الأسماء و الصفات)، والله الموفق.
[10] ينظر: كتاب (عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن) للشيخ العلامة المحدث حمود بن عبد الله التويجري - رحمه الله تعالى-، فإنه مهم.
[11] ينظر تعليق الشيخ تقي الدين الهلالي – رحمه الله تعالى – على بحث الشيخ المحدث العلامة حماد الأنصاري – رحمه الله تعالى – بعنوان: (تعريف أهل الإيمان بصحة حديث إن آدم خلق على صورة الرحمن) ضمن سلسلة الرسائل الأنصارية كتاب: (رسائل في العقيدة). فإنه مهم.
[12] قد يقول قائل إن الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى- عرَّف الإيمان الشرعي بتعريف أهل السنة و الجماعة كما في رسالته (العقائد الإسلامية) حيث قال:" الإيمان في الوضع الشرعي هو قول باللسان وعمل القلب وعمل الجوارح ".اهـ وجوابه أن العبرة بحقيقة المعنى المراد من التعريف لا موافقته في ظاهر اللفظ، لأن الأشاعرة يظهرون قول أهل السنة في الإيمان و يتأولونه، قال شيخ الإٍسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما في (النبوات): "وأما الأشعري، فالمعروف عنه وعن أصحابه، أنهم يوافقون جهما في قوله في الإيمان، و أنه مجرد تصديق القلب، أو معرفة القلب، لكن قد يظهرون مع ذلك قول أهل الحديث و يتأولونه".اهـ، ومع ذلك فقد صرح في الكتاب نفسه (ص:51) أن تارك الأعمال بالكلية لا يخرج عن دائرة الإيمان – أي لا يكفر – قال: " من ضيع الأعمال لم يخرج من دائرة الإيمان".اهـ، تنبيه: (من) تفيد العموم وعليه فالتضييع يعم جميع الأعمال، و الله أعلم.
[13] فائدة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- كما في (الفتاوى:7/ 50):"فإن المرجئة لا تنازع في أن الإيمان الذي في القلب يدعو إلى فعل الطاعة ويقتضي ذلك، والطاعة من ثمراته ونتائجه، لكنها تنازع هل يستلزم الطاعة؟ ".اهـ
[14] قال ابن باديس-رحمه الله تعالى- (ص:51) كما في رسالة (العقائد الإسلامية): " من ضيع الأعمال لم يخرج من دائرة الإيمان".اهـ. أي أن تارك الأعمال بالكلية لا يخرج عن دائرة الإيمان – أي لا يكفر – و تنبه أخي القاري أن (من) تفيد العموم وعليه فالتضييع يعم جميع الأعمال، و الله المستعان.
[15] قال الشيخ حسن بن الشيخ حسين بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله تعالى –كما في (الدرر السنية):" قال ابن القيم رحمه الله: ونحن نحكي إجماعهم، كما حكاه حرب، صاحب الإمام أحمد، بلفظه، قال في مسائله المشهورة: هذا مذهب أهل العلم، وأصحاب الأثر، وأهل السنة المتمسكين بها، المقتدى بهم فيها، من لدن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، وأدركت من أدركت من علماء الحجاز، والشام، وغيرهم عليها، فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن مذهب أهل السنة وسبيل الحق. قال: وهو مذهب أحمد، وإسحاق بن إبراهيم وعبد الله بن مخلد، وعبد الله بن الزبير الحميدي، وسعيد بن منصور، وغيرهم ممن جالسنا، وأخذنا عنهم العلم، فكان من قولهم: إن الإيمان قول وعمل ونية، وتمسك بالكتاب والسنة؛ والإيمان: يزيد وينقص، ويستثنى في الإيمان غير أن لا يكون شكاً، إنما هي سنة ماضية عند العلماء؛ وإذا سئل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/26)
الرجل. أمؤمن أنت؟ فإنه يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، أو مؤمن أرجو، ويقول: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله ومن زعم: أن الإيمان قول بلا عمل، فهو مرجىء؛ ومن زعم: أن الإيمان هو القول، والأعمال شرائع، فهو مرجىء؛ ومن زعم: أن الإيمان يزيد، ولا ينقص، فقد قال بقول المرجئة؛ ومن لم ير الاستثناء في الإيمان فهو مرجىء؛ ومن زعم: أن إيمانه كإيمان جبريل والملائكة، فهو مرجىء؛ ومن زعم: أن المعرفة تقع في القلب، وإن لم يتكلم بها فهو مرجىء ".اهـ
[16] ينظر: (مجموع الفتاوى) لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -.
[17] قال الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله تعالى-: "المرتد الذى يكفر بعد إسلامه نطقا أو شكا أو اعتقادا أو فعلا ".اهـ من (الدرر السنية).
[18] قال الشيخ ابن باديس (ص:176) كما في تفسيره:" و الكفر قسمان اعتقادي وهو الذي يضاد الإيمان، وكفر عملي وهو لا يضاد الإيمان".اهـ وهذا التقسيم مخالف لتقسيم أهل السنة و الجماعة، قال الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن –رحمه الله تعالى-كما في (الدرر السنية): " وأما كفر العمل فمنه ما يضاد الإيمان كالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف وقتل النبي صلى الله عليه وسلم وسبه .. ".اهـ
[19] ينظر: (الصارم المسلول) لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -.
[20] ينظر: المصدر السابق.
[21] ينظر: المصدر السابق.
[22] أصل العقيدة عند الشيخ ابن باديس-رحمه الله تعالى- هو التصديق القلبي بدليل قوله (ص:47) كما في (العقيدة الإسلامية): " التصديق الذي هو الجزء الأصلي في الإيمان .. ".اهـ، فجعل التصديق هو الجزء الأصلي في الإيمان وهذا غلط، بل القلب هو المحل الأصلي للإيمان وفيه تصديق و عمل وهما الجزء الأصلي للإيمان، والدليل من السنة قول النبى صلى الله عليه وسلم: (التقوى هاهنا) وأشار إلى صدره ثلاث مرات، وقوله صلى الله عليه و سلم: (ألا إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)، ويقول-صلى الله عليه و سلم-: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك). ومن هذا الإعتبار و غيره لم يجعل بن باديس الأعمال الكفرية إلا دلالات على انتفاء التصديق القلبى، وليست مكفرة بذاتها. والله أعلم.
[23] مقتبس من خاتمة مقال الأخ "مصطفى بلحاج" بعنوان: [تنبيهات على ((رسالة الشرك و مظاهره)) للشيخ مبارك الميلي رحمه الله] الموجود في مجلة (الإصلاح) الجزائرية. والله الموفق.
ـ[محمد بن أبي أحمد]ــــــــ[11 - 08 - 08, 01:47 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله، يا أخي اتق الله عز وجل
تركتم أهل البدع من الطرقية عباد القبور وذهبتم إلى أعلام الإصلاح والتوحيد تتبعون عثراتهم
تأخذ كلمة واحدة للشيخ محتملة لعدة معان فتحملها على أسوأ المحامل ثم تستنبط منها أسوأ الاستنباطات
الشيخ ابن باديس رحمه الله كفّر من تجنس بجنسية فرنسية فهل هذا تكفير بعمل أم باعتقاد؟
لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[11 - 08 - 08, 03:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على نبينا محمد، وعلى آله و صحبه أجمعين، أما بعد:
أخي "محمد بن أبي أحمد"- وفقني الله و إياك لمرضاته-:
1 - أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتقين الصادقين المخلصين. آمين ..
2 - هل عندك دليل على أنني تركت أهل البدع من الطرقية وعباد القبور؟!! .. ومع ذلك فسترى ما يسرك! .. أبشر ..
3 - كلمات الشيخ ابن باديس – رحمه الله تعالى - جلها صريحة وواضحة البطلان لا تحتمل التأويل، إلاَّ من تكلفه من المتعصبة له – عفا الله عنهم- يظهر بتدبر مواضع الأغلاط العقدية.
4 - أما شبهة أن الشيخ ابن باديس كفر من تجنس بجنسية فرنسية وهو تكفير بالعمل فقد (سبقك بها "عيسى") و لم يلم بالمسألة فجعل يتكلف له ويجد له المخرج، ولا بأس من بيان ذلك: قال الشيخ ابن باديس كما في (آثاره:3/ 308): " التجنيس بجنسية غير إسلامية يقتضي رفض أحكام الشريعة، ومن رفض حكما واحدا من أحكام الإسلام عد مرتدا بالإجماع، فالمتجنس مرتد بالإجماع".اهـ. وكلامه ابن باديس واضح و صريح في جعل رفض أحكام الشريعة شرط في الحكم بالردة لمن تجنس بجنسية فرنسية لا أنها علة للحكم كما تكلف الأخ " عيسى"- عفا الله عن الجميع-، ومن الأدلة على كلامي عدم تكفيره لمن لم يحكم بحكم الإسلام- و التجنس بجنسية كافرة داخل فيه كما بين في كلامه- لأنه كفر عملي لا يضاد الإيمان – على قوله - كما في (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير/ ص:176) حيث قال:"و الكفر قسمان اعتقادي وهو الذي يضاد الإيمان، وكفر عملي وهو لا يضاد الإيمان ومنه كفر تارك الصلاة غير المستحل للترك و كفر من لم يحكم بما أنزل الله كذلك".اهـ.والله أعلم.
5 - ممكن أخي الكريم تفدني في الختام بما فهمته من قول الشيخ ابن باديس – رحمه الله تعالى - التالي: "احذر من التعصب الجنسي الممقوت فإنه أكبر علامة من علامات الهمجية و الانحطاط، كن أخا إنسانيا لكل جنس من أجناس البشر و خصوصا ابن جلدتك المتجنس بجنسية أخرى، فهو أخوك في الدم الأصلي على كل حال".اهـ من (الآثار:4/ 44).
وبالله التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/27)
ـ[محمد بن أبي أحمد]ــــــــ[11 - 08 - 08, 11:43 م]ـ
يا أخي قبل كل شيء، لدي سؤال: ماذا ستجنون من تتبعكم لعثرات الإمام ابن باديس رحمه الله تعالى وإخوانه من جمعية العلماء المسلمين رحمهم الله؟ ما الفائدة؟ هل رأيتم الناس يضلون بسبب كتاباتهم؟ هل طار شرر شره في الناس فأردتم نصرة دينه؟ فسمّ لنا من ضل بسبب الإمام ابن باديس رحمه الله تعالى.
إنّ تتبع عثرات الناس محرّم قطعاً إلا أن تكون فائدته راجحة فبالله عليكم ماذا ستجنون من تتبع عثرات هذا الإمام؟ كل ما ستجنونه هو أنكم ستعينون أهل البدع على أهل السنّة
لم لا تشغل وقتك في الردّ على القبوريين أعداء الجمعية وبيان عوارهم وشركياتهم، وبمن سارت كتبه في الناس فضل بسببه خلق كثير، أما الشيخ الإمام رحمه الله فقد أفضى إلى ربه وترك خيراً كثيراً رحمه الله رحمة واسعة.
هذا أوّلاً ...
وثانياً، إنك تحمّل كلام الشيخ رحمه الله ما لا يتحمله وفهمك بعيد عن الصواب كل البعد ولعل رغبتك في إيجاد الأخطاء للإمام يدفعك إلى حمل كلامه على أسوأ المحامل عوض ما أمرنا به من إحسان الظن في المسلمين ومثاله ...
" التجنيس بجنسية غير إسلامية يقتضي رفض أحكام الشريعة، ومن رفض حكما واحدا من أحكام الإسلام عد مرتدا بالإجماع، فالمتجنس مرتد بالإجماع".اهـ
كلام في غاية الوضوح والحسن وفيه رد صريح على زعمك أن الإمام لا يكفر بعمل.
إذ معلوم لدى عامة الناس عندنا أنّ الإمام ابن باديس رحمه الله تعالى وقد تبعه على ذلك الشيخ حماني رحمه الله وغيره أنّ التجنس بالجنسية الكافرة مخرج من الملة سواء اعتقدت حرمته وفعلت أم لا سواء رضيت بقلبك أم لا. وسبب ذلك أن التجنس بجنسية كافرة يستلزم قبول التحاكم إلى غير شرع الله وخروج عن حكم الله وهذا التحاكم إلى غير شرع الله كفر وهو عمل وليس اعتقاداً
والذين كانوا يتجنسون بجنسية فرنسا كانوا يفعلونه من أجل متاع الدّنيا لا لرغبتهم في التحاكم إلى غير شرع الله ومع ذلك أفتى افمام بكفر فاعله
وإذا تقرر هذا فمعنى قوله: " التجنيس بجنسية غير إسلامية يقتضي رفض أحكام الشريعة" هو أنّ التجنس بجنسية الكفار يستلزم التحاكم إلى قوانينهم وهذا رفض لأحكام الشريعة وهذا كله عمل لا اعتقاد والردّة تثبت بمجرّد التجنّس دون النظر إلى النية. وما فهمته بعيد كل البعد عن المعنى المراد.
وإذا أردت أن تفهم كلام الإمام رحمه فلا تأخذ كلمة محتملة هنا وأخرى هناك وتفهمها فهماً خاطئاً ثم تستنبط أشياء .. الإمام منها بريء.
وأما الكلمة الأخيرة للشيخ فلا علاقة لها أصلا بمسألتنا فهو يتكلم عن روح الإنسانية ولا علاقة لهذه بمسألة الولاء والبراء والتكفير.
وعلى كل .. فإن كنت مصيباً في ما تزعم فأرني فائدة هذه الردود ..
وإن كنت مخطئاً فاحذر أن يكون الإمام خصمك يوم القيامة.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 - 08 - 08, 12:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أخي الكريم "محمد بن أبي أحمد" – وفقني الله و إياك لمرضاته -:
اعلم أنَّ من بين " الأسباب الموجبة للكتابة في عقيدة الشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله تعالى -:
أولاً: بيان الحق والفصل بينه وبين الباطل وبين الهدي والضلال.
قال تعالى: " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ".
وقال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ".
وقال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاعِنُونَ إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/28)
وحيث إن الشيخ ابن باديس – رحمه الله تعالى - قد فسر كتاب الله، وتعرض للعقائد والقضايا التي بينها القرآن للناس ليهتدوا بها فيسعدوا في الدنيا والآخرة، وآمن بها الصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعهم عليها أئمة الهدى من مفسرين ومحدثين وفقهاء، وخالفهم فيها أهل البدع والضلال، وكانت بعض مقالات ابن باديس موافقة لهؤلاء المخالفين؛ رأيت أنه يتحتم عليَّ وقد علمت ذلك أن أقوم بواجب البيان الذي حتمه الله علي.
ثانياً: وقد يلتقي مع الأول: أن الله فرض علينا النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا شك أن مخالفة ما بينّه الله في كتابه من أمر العقائد وبينه رسول الله - صلى الله عليه و سلم - في سننه وهديه من أعظم المنكرات، وإغفالها والسكوت عن بيانها بعد العلم بها من أعظم الغش والخيانة للإسلام والمسلمين، ولا سيما إذا رافق هذا الكتمان والسكوت تلبيس وتمويه وإشعار بأن كتابات هذا الرجل كلها نور وهدى على العقيدة السلفية المحضة .. ، وقد قيل ذلك مع الأسف.
ثالثاً: الغلو الشديد في ابن باديس وإطراؤه ونسج الهالات الكبيرة حول شخصيته وآثاره مما بهر الناس به وبكتبه، فجعلهم في وضع لا يفكرون فيه ولا يتصورون ابن باديس على حقيقته، ولا يتصورون كتبه على حقيقتها، ولا يدركون ما حوته من أخطاء عقدية كبيرة، إذا اكتشفها المؤمن؛ ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وأدرك أن دينه يحتم عليه واجب البيان لما انطوت عليه هذه الآثار من باطل وضلال قد أخفته تلك الدعايات ..
أخي الكريم: هذه الأسباب وغيرها دفعتني إلى أن أقوم ببعض الواجب الذي يُطْمِعني في أحسن الجزاء والمثوبة من الله الكريم العظيم، ويُطْمِعُني في أن يستجيب لصوت الحق أناس مخدوعون ببريق الباطل وجعجعته وضجيجه، فأدخل باستجابتهم في قول الرسول – صلى الله عليه و سلم -: "من دعا إلى هدى؛ كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً" [1].
---------
حاشية [1]: منقول بتصرف من مقدمة كتاب: (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره) للشيخ الدكتور ربيع بن هادي عميرالمدخلي.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[18 - 09 - 08, 08:46 م]ـ
سقط من التنبيهات: تأويل ابن باديس لصفة الرحمة ضمن رقم: 5 - قوله:"الرحمن الذي تتجدد نعمه في كل آن".
ـ[أبو يوسف الخثعمي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 02:33 ص]ـ
موضوع مهم ومع علو قدر الشيخ ابن باديس رحمه الله إلا أن بيان زلاته أمر واجب ولذا قال ابن عباس رضي الله عنه: اتقوا زلة العالم. وقد حصلت فوائد جمة من قراءة هذا الموضوع فجزاك الله خيرا أخي الكريم عبدالحق
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - 10 - 08, 08:02 م]ـ
موضوع مهم ومع علو قدر الشيخ ابن باديس رحمه الله إلا أن بيان زلاته أمر واجب ولذا قال ابن عباس رضي الله عنه: اتقوا زلة العالم. وقد حصلت فوائد جمة من قراءة هذا الموضوع فجزاك الله خيرا أخي الكريم عبدالحق
الأخ الكريم:"أبا يوسف الخثعمي"جزاك الله خيرا وبارك فيك على إنصافك ..
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[07 - 10 - 08, 02:05 ص]ـ
ملاحظات على كتاب (تفسير بن باديس)
[رده خبر الآحاد إذا خالف القطعي من القرآن]
لاشك أخي الكريم بأن الأخذ على يد المخطئ واجب , وبيان الحق مثله أو أوجب , وأنت إنشاء الله ممن يفعلون ذلك.
ولكن تعاملك مع مسألة (رد خبر الآحاد إذا خالف القطعي من القرآن) فيه نظر.
حيث أنك تعلم أن النسخ غير جائز إلا إذا كان الخبر الأحادي المعارض للقطعي من القرآن , خبراً طلبياً , أي يفهم منه طلب الإتيان بسلوك معين - سواء على وجه الوجوب أو الندب - أو يفهم منه طلب عدم الإتيان بسلوك معين - سواء كان على وجه التحريم أو الكراهة -
وما سوا ذلك لايدخل فيه النسخ , لأنه ليس بطلب أصلا , وحمل قول الشيخ على مسألة جواز نسخ خبر الواحد للخبر المتواتر فقط لايستقيم , لأن قوله محتمل للمسألتين , و إحدى المسألتين موضع إجماع بين المسلمين , والأخرى خلاف مذهب الجمهور , فليتك تأنينا بالنص كاملا لنعرف عن أي المسألتين يتكلم الشيخ.
وأنتم إن شاء الله أهلٌ للإنصاف , وشكرا.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[12 - 12 - 08, 04:51 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/29)
ما قرّره ابنُ باديس في تفسيره من أنّ خبرَ الواحدِ لا يُقبَلُ إذا خالفه القطعي هو مذهبُ المعتزلة وبعضِ المتكلّمين ..
للشيخ الدكتور محمد علي فركوس
ـ سدده الله ـ
الفتوى رقم: 754
الصنف: فتاوى أصول الفقه والقواعد الفقهية
السؤال:
قال العلاَّمةُ ابنُ باديس -رحمه الله- في «تفسيره»: «إنَّ السُّنَّة النبويةَ والقرآن لا يتعارضان، ولهذا يُردُّ خبرُ الواحد إذا خالف القطعيَّ من القرآن»، فما هو تعليقكم؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فإنّ ما قرّره ابنُ باديس في تفسيره من أنّ خبرَ الواحدِ لا يُقبَلُ إذا خالفه القطعي هو مذهبُ المعتزلة وبعضِ المتكلّمين، وبه قال أبو الحسنِ البصريٌّ والسمرقنديُّ والقَرافيُّ والصفي الهندي وغيرُهم (1 - انظر «المعتمد» لأبي الحسين البصري: (2/ 96، 102)، و «العدّة» لأبي يعلى: (2459)، «المحصول» للفخر الرازي: (2/ 217)، «ميزان الأصول» للسمرقندي: (2/ 75، 81)، «كشف الأسرار» للبخاري: (3/ 27)، «البحر المحيط» للزركشي: (4/ 257)، «الكفاية» للخطيب البغدادي: (432)، «المسودة» لآل تيمية: (249))، وهو مخالفٌ لأكثرِ أهل الفقه والحديث، قال ابنُ عبد البرّ –رحمه الله-: «وعلى ذلك أكثرُ أهلِ الفقه والأثرِ، وكلُّهم يدينُ بخبر الواحد العَدْلِ في الاعتقادات، ويعادي ويوالي عليها، ويجعلها شرعًا ودينًا في مُعتقده، على ذلك جماعةُ أهل السُّنَّة» (2 - «التمهيد» (1/ 8)).
وعمومُ نصوصِ الكتابِ والسُّنَّة تقضي بوجوب قَبول خبرِ الواحد مُطلقًا من غير تفريقٍ بين القطعيِّ والظنيِّ، فقد أوجب اللهُ تعالى الحذرَ بقول الواحد في قوله تعالى: ?فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ? [التوبة: 122]، كما جعل عِلَّةَ ردِّ الأخبارِ هي الفسق لا الوحدة في قوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ? [الحجرات: 6]، وقد دعا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لحامِلِ الفقه وأقرَّهُ على الرواية من غير تفريق مع عدم فقهه وعلمه في قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ» (3 - أخرجه أبو داود في «العلم»، باب فضل نشر العلم: (3660)، والترمذي في «العلم»،باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع: (2656)، والدارمي في «سننه» (233)، وأحمد في «مسنده»: (21208)، من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (404)، والوادعي في «الصحيح المسند»: (358)).
هذا، وسَلَفُ الأُمَّة من الصحابة فمن بعدهم كانوا يتلقَّون أخبار الآحاد في القطعيات والظنِّيَّات ويثبتونها بدون ردّ لأي منها لمجرّد كونه خبر آحاد في القطعيات، ويدلّ لذلك روايتهم لتلك الأخبار وتناقلها وتلقِّيها وتحصيلها ونقلها وتفسيرها بمقتضى اللغة بما يليق بها والقول بمدلولها، بل إنهم أدخلوا مفادَ تلك الأخبار في مُعتقداتهم وصرّحوا بتبديع أو تفسيق أو تخطئة مخالفها (4 - «التمهيد» لابن عبد البر: (1/ 8)، «مختصر الصواعق المرسلة» لابن القيم: (2/ 8 - 6)).
وعليه، فإنّ أقوى الأقوال دليلاً وأصحَّها نظرًا مذهبُ الجمهور القائلين بصحّة الاحتجاج بخبرِ الواحد المرفوعِ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بإسنادٍ صحيحٍ سواء في القطعيات أو الظنِّيَّات، وضعف أدلة ما سواه على ما هو مُثْبَتٌ في مَوْضِعِهِ.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 1 رمضان 1428ه
الموافق ل: 13 سبتمبر 2007م
ـــــــــ
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[12 - 12 - 08, 04:54 م]ـ
الأخ الكريم: "أبا بكر الغنامي" بارك الله فيك .. و إن شاء الله ترى ما يسرك ..
ـ[أبو محمد بن محمد]ــــــــ[12 - 12 - 08, 10:30 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي عبد الحق .. لكن في بعض كلامك شدة على الشيخ والشيخ هو من هو،
فلو بينت و جعلت بين كلامك بعضا تبين فيه فضله على الامة حتى لا يغتر من قد يغتر بكلامك ويأخذه على سبيل العموم فيصيب في عرض الشيخ ما يقدح فيه او قد يبهته. خاصة واننا في زمن كثر فيه المتصيدون للعثرات فإلى الله المشتكى.
ولو عرضت كلامك وتعقيباتك الجياد هذه على اهل العلم واخذت رأيهم فيه - واعلم الناس في زماننا بالعلامة ابن باديس هو شيخ الجزائر محمد علي فركوس حفظه الله- .. لكان فيه خيرا عظيما تحصل منهم على توجيهات ونصائح طيبة ..
ومن يدري فلعل يوما نرى تفسير ابن باديس عليه تعليقات عبد الحق ال احمد .. مقرض من الشيخ العلامة علي فركوس مثلا.
وليكن دوما التعصب للحق لا للرجال
والله الموفق والهادي الى سواء السبيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/30)
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[21 - 12 - 08, 01:49 م]ـ
وددت من الاخ سدده الله لو حرر موضوعه
فبالنسبة لخبر الواحد:
لو بين لنا الاخ ما هو معنى خبر الواحد عند ابن باديس هل هو مرادف لمصطلح الآحاد,
فان المسألة تختلط بموضوع رد تفرد الواحد الثقة وحكمها عند المحدثين.
وكذلك حد علمي ان ابن باديس يجوز نسخ القرآن بالسنة في كتابه الاصول .... فكيف يوفق الاخ بين هذه الاقوال.
بالنسبة لتأويل صفة الرحمة في تفسيره:
ليعلم ان تفسير ابن باديس يدرج ضمن التفسير الموضوعي الذي يتوسع فيه في الموضوع دون مراعاة الشرح المعنوي للالفاظ ولذلك يتسامح في التفسير الموضوعي في التركيز على الحكم واستعمال البلاغة , ولهذا تجد من ينتهج هذه الطريقة يتعرض للقدح كابن باديس ....... .
ولقد لا حظت ان السعدي وابن عثيمين رحمهما الله يتوسعاني في الفوائد فلا يشرحاني الالفاظ شرح معاني لها.
فيركز في تفسير الصفات على اثارها من حكمة ورحمة ..... مع العلم ان تفسير الصفة بآثارها لا ينفي اثبات معناها ونحن ننكر على من يفسر الصفة بمقتضاها واثارها مع نفي معناها.
ولهذا يجوز استعمال ذلك من العالم المثبت لمعنى الصفة,
يقول ابن عثيمين في تفسير قوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:218)
والمراد بالرحمة هنا يحتمل أن تكون الرحمة التي هي صفته - أي أن يرحمهم -؛ ويحتمل أن يكون المراد ما كان من آثار رحمته؛ وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى قال للجنة: «أنت رحمتي أرحم بك من أشاء» (2)؛ فجعل المخلوق رحمة له؛ لأنه من آثار رحمة الله؛ ولهذا قال: «أرحم بك»؛ أما الرحمة التي هي وصفه فهي شيء آخر؛ فالآية محتملة للمعنيين؛ وكلاهما متلازمان؛ لأن الله إذا رحم عبداً أدخله الجنة التي هي رحمته. (تفسير القرآن للعثيمين - ج 5 / ص 49)
وابن باديس معروف منهجه السلفي في الصفات من المثبتة فهو القائل في كتابه العقائد الاسلامية: " نثبت له ما أثبته لنفسه على لسان رسوله من ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله
وننتهي عند ذلك ولا نزيد عليه وننزهه في ذلك عن مماثلة او مشابهة شيء من مخلوقاته
ونثبت الاستواء والنزول ونحوهما ونؤمن بحقيقتهما على ما يليق به تعالى بلا كيف وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد". انتهى
والحكم على الرجل بانه من النفات من خلال تفسيره لآية صفة باثرها غير سديد.
اما مسألة نفي الصورة
فان اراد الشيخ بها هيئة للرب مجسمة فهو محق وان اراد ما نراه منه عند رؤية الخالق فهو خطأ. فيجب علينا هنا ان نتبين مقصد الشيخ , ولا اظن الشيخ الذي يثبت الرؤية على طريقة السلف يقصد نفي الصورة التي يرى عليها الرب
وهذا مسلك نسلكه مع كثيرمن العلماء فابن عبدالبر مثلا من المثبتوة يبدع من يتحدث بالمكان والزمان والجسم والجوهر لرد الصفات ويبين انها ليست طريقة ابي بكر وعمر ... ثم يقول في وصف مجيء الرب "وليس مجيئه حركة ولا زوالا ولا انتقالا لأن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي جسما أو جوهرا فلما ثبت أنه ليس بجسم ولا جوهر لم يجب أن يكون مجيئه حركة ولا نقلة"
فيجب ان يتحمل منهم ونحمله على ما قعدوه ذلك اذا صرحوا , والا اخراجنا كثير من اتباع السلف كابن زمنين والطبري وابن خزيمة والسمعاني .......
اما مسألة الايمان:
فهذا مثل ما دار من كلام حول احد شيوخ العصر السلفيين في المسألة والعاقل يسكت عن الامور المحتملة. ولا نهدم قواعدهم
فقول ابن باديس: و الكفر قسمان اعتقادي وهو الذي يضاد الإيمان، وكفر عملي وهو لا يضاد الإيمان ومنه كفر تارك الصلاة غير المستحل للترك و كفر من لم يحكم بما أنزل الله كذلك".اهـ
اهي نفس العبارة التي تحملها اهل العلم من بعض العلماء المعاصرين, وجعلوا لها مخارج واعذار وهذا هو المسلك الحق.
فلماذا لم يتحمل الناس هذه العبارة من الشيخ ابن باديس, كما تحملوها من غيره من اخوانه من العلماء.
وهنا لاحضت غريبيتين من الاخ هما:
اولا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/31)
قال في التعليق: [22] ............ فجعل اي - ابن باديس- التصديق هو الجزء الأصلي في الإيمان وهذا غلط، بل القلب هو المحل الأصلي للإيمان وفيه تصديق و عمل وهما الجزء الأصلي للإيمان، والدليل من السنة قول النبى صلى الله عليه وسلم: ........................... "
وهذا اخراج لمجمل عمل الجوارح من اصل الايمان وجعله فرع وهو ركن فيه ....
ولكن نتحمل منك هذا ونقول لا تقصد.
ثانيا: تعقيبه على معترض بقوله:
4 - أما شبهة أن الشيخ ابن باديس كفر من تجنس بجنسية فرنسية وهو تكفير بالعمل فقد (سبقك بها "عيسى") و لم يلم بالمسألة فجعل يتكلف له ويجد له المخرج، ولا بأس من بيان ذلك: قال الشيخ ابن باديس كما في (آثاره:3/ 308): " التجنيس بجنسية غير إسلامية يقتضي رفض أحكام الشريعة، ومن رفض حكما واحدا من أحكام الإسلام عد مرتدا بالإجماع، فالمتجنس مرتد بالإجماع".اهـ. وكلامه ابن باديس واضح و صريح في جعل رفض أحكام الشريعة شرط في الحكم بالردة لمن تجنس بجنسية فرنسية لا أنها علة للحكم كما تكلف الأخ " عيسى"- عفا الله عن الجميع-، ومن الأدلة على كلامي عدم تكفيره لمن لم يحكم بحكم الإسلام- و التجنس بجنسية كافرة داخل فيه كما بين في كلامه- لأنه كفر عملي لا يضاد الإيمان – على قوله - كما في (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير/ ص:176) حيث قال:"و الكفر قسمان اعتقادي وهو الذي يضاد الإيمان، وكفر عملي وهو لا يضاد الإيمان ومنه كفر تارك الصلاة غير المستحل للترك و كفر من لم يحكم بما أنزل الله كذلك".اهـ.والله أعلم.
اقول:
العلة التي علل بها الشيخ -وهي رفض أحكام الشريعة شرط في الحكم بالردة - هي عملية لا اعتقادية.
خاتمة لتقييم الرجل:
واعلم ان الشيخ ابن باديس واخوانه كانوا رجال ملة وسياسة في ميدان عصيب يتوخى فيه الحذر بين طرفين متحالفين: مطرقة فرنسا المتربصة بهم وسندان الطرقية الذين حاولوا اغتيالهم مرات. والرجال يقاسون باوقاتهم.
فكان ابن باديس يتحرك بطريقة سياسية فيها مداراة ومسايرة لهذين الطرفين فعندما يدخل اي بلدة للدعوة فيها او لتأسيس مدرسة يذهب اولا الى الحاكم الفرنسي ويحييه ويطمئنه, كما يذهب الى زاوية الطرقية للتسليم على شيخها وملاينته, مع نقده لاحوالهم في المحافل والدروس , فهذه سياسة.
وتلاحظ ان ابن باديس حتى في مؤلفه العقدي ذكر سبعة صفات مشتهرة عند الاشعرية , مسايرة لهم , ولا يعني ذلك نفي البقية ....
فيجب ان نقدر ذلك
ولقد حكى لنا الشيخ عز الدين عباسي - احد شيوخ الجمعية القدامى- حفظه الله عن الشيخ الابراهيمي عندما سقط في يد كميني فرنسي مع اخوانه فقام بحركة جسدية لنجاة اخوانه ما استحل لمسلم ان يذكرها. حتى لاتكون سقطة عند البعض يلاك بها الشيخ الابراهيمي رحمه الله ويهزأ به.
ونشكر الاخ على تحمسه للحق ولكن نعتب عليه طريقة الطرح
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[03 - 10 - 09, 03:49 م]ـ
قول أخي "الحفناوي" تحت مسألة الإيمان: ((فلماذا لم يتحمل الناس هذه العبارة من الشيخ ابن باديس, كما تحملوها من غيره من اخوانه من العلماء)).
أقول: أهل العلم من أهل السنة المحضة ردوا على من قال بمثل ما قاله ابن باديس و لم يتحملوها، والخطأ يرد. وأنا بانتظار الإجابة على الأسئلة كما في مقال "الظاهر المراد من نصوص السماء و الصفات عند ابن باديس" والله المستعان.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[03 - 02 - 10, 06:11 ص]ـ
و للشيخ محمود الجزائري - نفع الله به - تعليقات و تنبيهات نافعة كما في تفسير ابن باديس طبعة مكتبة الرشيد بالجزائر، والله الموفق.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[05 - 02 - 10, 08:02 ص]ـ
و للشيخ علي بن حسن الحلبي-نفع الله به-كما في (الدرر الغالية في آداب الدعوة و الداعية: ص56) تنبيه على قول الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى-: (يردُّ خبر الواحد إذا خالف القطعيَّ من القرآن). والله الموفق.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[13 - 02 - 10, 01:14 ص]ـ
فائدة/1:
قال الشيخ عبد الحميد بن باديس-رحمه اله تعالى-: (ومما وصف به ربنا نفسه في القرآن {فالق الإصباح} و {فالق الإصباح و النوى}.فهما من أسمائه تعالى).اهـ. علق الشيخ محمود الجزائري-نفع الله به-كما في [تفسير ابن باديس: (2/ 350)]:"أسماء الله توقيفية، ومن الغلط أن نجعل له من كل صفة اسما يشتق له منها، فإن باب الأخبار و الصفات أوسع من باب الإنشاء و الأسماء، كما قرره المحققون. انظر ((طريق الهجرتين)) (ص486 - 487) لابن القيم، و ((تيسير العزيز الحميد)) (ص579) لسليمان بن عبد الوهاب".اهـ
تنبيه: قول الشيخ محمود الجزائري-بارك الله فيه-:" .. و ((تيسير العزيز الحميد)) (ص579) لسليمان بن عبد الوهاب: خطأ في العزو بل هو الشيخ (سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب) صاحب كتاب (تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد). والله أعلم.
فائدة/2:
قال الشيخ بن باديس- رحمه الله تعالى -: (الرحمن: المنعم الذي تتجدد نعمه في كل آن).اهـ
قال الشيخ محمود الجزائري - نفع الله به - كما في تعليقه على [تفسير ابن باديس: (2/ 82)]:" تقدم (ص15 - 16) أن هذا تأويل الأشاعرة المخالف لما كان عليه السلف، فانظر ما علقناه هناك، والله الموفق لا ربّ سواه ولا إله غيره ".اهـ
فائدة برقم 3:
قال الشيخ العلامة بن باديس- رحمه الله تعالى -: (الرحيم: المنعم الدائم الإنعام و الإحسان).اهـ
قال الشيخ محمود الجزائري - نفع الله به - كما في تعليقه على [تفسير ابن باديس: (2/ 262)]:" أنظر لزاما ما علقناه (ص15 - 16و82) ".اهـ
والله أعلم.(51/32)
هل أجد بحث لعبارة ""قدس الله روحه""
ـ[آل حسين]ــــــــ[11 - 08 - 08, 04:38 م]ـ
السلام عليكم
أريد مساعدة
هل أجد بحث لعبارة قدس الله روحه؟؟؟؟؟؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 08 - 08, 05:13 م]ـ
قد يكون في هذا الرابط ما يفيد:
ما القول الفصل في شرح عبارة (قدس الله روحه) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=44189)(51/33)
القول بالتشريف والتفضيل في الصحابه رضي الله عنهم
ـ[السنفراوي]ــــــــ[11 - 08 - 08, 07:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخي الفضلاء أرجوا أن تساعدوني في إجابة هذا السؤال ألا وهو
أولا: ما حكم قول أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه أفضل الصحابة - ولا إشكال-
وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أشرف منه؟
ما المرا بهذا الكلام؟
ثانيا: هل قال به أحد من أئمة السلف؟
ثالثا: ماذا يترتب على هذا القول؟
أفتوني مأجورين أحسن الله إليكم أجمعين.
ـ[السنفراوي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 03:46 م]ـ
للرفع بارك الله فيكم
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[28 - 08 - 08, 02:11 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا القول أخي الفاضل قد يفضي إلى تنقص الصحابة رضوان الله عليهم.
فعن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال:" ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قال: أبو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ".
وهذا معتقد أهل السنة، وهم كذلك يعتقدون أفضلية بني هاشم على قريش وعلى سائر العرب.
*قال شيخ الإسلام في "اقتضاء الصراط المستقيم:
فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم رومهم وفرسهم وغيرهم، وأن قريشا أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفسا وافضلهم نسبا.
وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم وإن كان هذا من الفضل، بل هم في أنفسهم أفضل وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسا ونسبا وإلا لزم الدور، ولهذا ذكر أبو محمد حرب بن إسماعيل بن خلف الكرماني صاحب الإمام أحمد في وصفه للسنة التي قال فيها: " هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم. ا.هـ
** وتنبه
لقول ابن حجر في الفتح:
قوله: (لا تخيروني على موسى) في رواية ابن الفضل " فقال لا تفضلوا بين أنبياء الله "، وفي حديث أبي سعيد. "لا تخيروا بين الأنبياء ".
قال العلماء في نهيه صلى الله عليه وسلم عن التفضيل بين الأنبياء: إنما نهى عن ذلك من يقوله برأيه لا من يقوله بدليل أو من يقوله بحيث يؤدي إلى تنقيص المفضول أو يؤدي إلى الخصومة والتنازع، أو المراد لا تفضلوا بجميع أنواع الفضائل بحيث لا يترك للمفضول فضيلة، فالإمام مثلا إذ قلنا إنه أفضل من المؤذن لا يستلزم نقص فضيلة المؤذن بالنسبة إلى الأذان، وقيل: النهى عن التفضيل إنما هو في حق النبوة نفسها كقوله تعالى:} لا نفرق بين أحد من رسله {ولم ينه عن تفضيل بعض الذوات على بعض لقوله:} تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض {.
وقال الحليمي الأخبار الواردة في النهي عن التخيير إنما هي في مجادلة أهل الكتاب وتفضيل بعض الأنبياء على بعض بالمخايرة، لأن المخايرة إذا وقعت بين أهل دينين لا يؤمن أن يخرج أحدهما إلى ازدراء بالآخر فيفضي إلى الكفر، فأما إذا كان التخيير مستندا إلى مقابلة الفضائل لتحصيل الرجحان فلا يدخل في النهي. اهـ
وتأمل قول الربيع بن خثيم قال: " لا أفضل على إبراهيم خليل ربي أحدا , ولا أفضل على نبينا أحدا ".
هذا بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكذلك المخايرة والمفاضلة بين الصحابة رضوان الله عليهم.
قارن بينه وبين القول الذي تستفسر عنه
فلو كان القول:
أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه أفضل الصحابة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أشرف الصحابة. بدلا من (منه).
لكان القول بعيدا عن التنقص.
وبمثل هذه الطريقة يمكن للبعض أن يطعن على صحابي ما بالقول: أن أبي بن كعب أقرأ من فلان ويذكر أحد الصحابة بعينه.
ولكن لو قال: أن أبي أقرأ الصحابة لما كان هناك تنقص لأحدهم.
وكذلك عند مناظرة الشيعة والرافضة ـ أخزاهم الله ـ قد يقع البعض في تنقص عليّ أو آل بيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رداَ على غلو الرافضة في عليّ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أو تنقصهم لأبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أو غيره من الصحابة رضوان الله عليهم ـ وهذا مما نراه للأسف في بعض المنتديات ـ وهو مما يجب الحذر منه.
**قال شيخ الاسلام رحمه الله (المنهاج: 4/ 110):
وكذلك الكلام فى تفضيل الصحابة يتقى فيه نقص أحد عن رتبته او النقص عن درجته،
أو دخول الهوى، والفرية فى ذلك كما فعلت الرافضة والنواصب الذين يبخسون بعض الصحابة حقوقهم. انتهى
وفقكم الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/34)
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[28 - 08 - 08, 05:56 م]ـ
لدي سؤال بارك الله فيكم
هل مباحث المفاضلة من صلب العقيدة؟
ماذا لو خالفت في ترتيب الافضلية مع عدم انتقاص أي أحد من الصحابة الكرام، هل أعد آثما؟
وما الدليل بارك الله فيكم؟(51/35)
[الإيمان بملك الموت وأن موسى فقأ عينه]
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[11 - 08 - 08, 09:53 م]ـ
[الإيمان بملك الموت وأن موسى فقأ عينه]
أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قال
""أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام فلماجاءهصكه ففقأ عينهفرجع إلى ربه فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت قال فرد الله إليه عينهوقال ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال أي ربثم مه؟ قال ثم الموت قال فالآن فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجرفقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر""
[(صكه) بمعنى لطمه (متن ثور) أي ظهره (مه) هي هاء السكت وهو استفهام أي ثم ماذا يكون؟ أحياة أم موت؟ (رمية بحجر) أي قدر ما يبلغه (الكثيب) الرمل المستطيل المحدودب]
قال الحافظ عبد الغني المقدسي " ونؤمن بأنَّ ملك الموت أرسل إلى موسى عليه السلام فصكه ففقأ عينه، كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا ينكره إلا ضال مبتدع راد على الله ورسوله "
تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي
ـ[أبو محمد الزياني]ــــــــ[13 - 08 - 08, 10:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله،
نعم يجب الإيمان بهذه النصوص كما جاءت وعدم ردها أو تأويلها بما يخرجها عن ظاهرها لمجرد استشكالها، فمن ظهر له المعنى فذاك وإلا فليتهم عقله وفهمه.
لم يكن يعرف موسى أنه ملك؛ لأنه تمثل له بصورة بشر، وقد عُرِف من خلق موسى الشدة - كما في قصة الألواح واخذه برأس أخيه - ولما عَرَف أنه ملك في المرة الأخرى سلّم الأمر لله وطلب القرب من الأرض المقدسة.
ولم يبق من أجل موسى عليه الصلاة والسلام إلا مقدار ما دار بينه وبين ملك الموت من المراجعتين.
وفقأ عين الملك كان في الصورة التي تصور بها لا بالصورة التي خلقه الله عليها.
هذا ملخص ما ذكره فضيلة الشيخ سليمان بن محمد الدبيخي في كتابه العظيم (أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين).
فجزاه الله خير الجزاء.(51/36)
تعريف الشرك الأصغر " من أفضل ما قرأت في تعريفه" دعوة للمشاركة والبحث "
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[12 - 08 - 08, 08:45 م]ـ
في فتاوى اللجنة الدائمة:-
أما الشرك الأصغر: فكل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه، وجاء في النصوص تسميته شركا كالحلف بغير الله، فإنه مظنة للانحدار إلى الشرك الأكبر
..
الفتاوى (2/ 465)
هذا التعريف من أفضل ما قرأت في الشرك الأصغر فهل يعترض عليه!
محبكم في الله أنس الرشيد ..
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[13 - 08 - 08, 03:28 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم
لكن لو توضح لنا لماذا كان هذا التعريف من أفضل التعاريف؟
ودمتم في رعايته. ..
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[14 - 08 - 08, 06:12 م]ـ
الأخ الموقر الموفق الفاضل أبو محمد القحطاني حفظه الله ورعاه وزاده الله علما ً ووقاه
وجزاك الله خيرا ً أخي الحبيب القحطاني ..
حفظك الله وبارك فيك كان هذا التعريف من أفضل التعريف لأسباب ٍ
منها:- أن الحديث َ ضبط الشرك الأصغر فلن تجد شركا ً أضعرا ً يخرج عن تعريف الحديث
ومع البحث القاصر لم أجد أحدا ً من العلماء عرف بهذا التعريف
فوجدت بعض أهل العلم قال: هو فكل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه، " فاكتفى بالجزء الأول من التعريف
وبعضهم قال "جاءت في النصوص تسميته شركا كالحلف بغير الله، فإنه مظنة للانحدار إلى الشرك الأكبر"
وكان الأمر في الحقيقة كالأشكال لي حتى وقفت على تعريف
اللجنة الدائمة ..
محبكم دائما ً أنس الرشيد ..
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[14 - 08 - 08, 10:37 م]ـ
بارك الله فيك
وزادك علما نافعا وعملا صالحا
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[15 - 08 - 08, 08:59 ص]ـ
هذا من أقوى الضوابط في معرفة الشرك الاصغر
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[15 - 08 - 08, 10:17 م]ـ
الاخ الفاضل الموقر الموفق القحطاني حفظه الله ورعاه وزاده الله علما ً ووقاه ..
وفيك بارك ووفقك الله لكل خير وزادك الله من فضله ..
=================================
الأخ الموقر الموفق الفاضل نايف حفظه الله ورعاه وزاده الله علما ً ووقاه
صدقت أخي الكريم فلم أجد أحدا ً ضبط تعريف الشرك الأصغر مثل هذا التعريف
وكان أقرب التعاريف تعريف الشيخ العلامة السعدي في القول السديد ولكن لم يكن دقيقا ً محققا ً
مثل هذا والله أعلم
ـ[الغُندر]ــــــــ[22 - 08 - 08, 10:08 م]ـ
لكن ما دليل هذا الضابط؟
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[23 - 08 - 08, 08:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل ((أنس الرشيد)) على طرح المسألة للبحث.
والحقيقة أنك لو تأملت أقوال علمائنا في تعريف الشرك الأصغر لوجدتها متقاربة المعنى، فهي تدور على أصلين:
الأول: ما ذكر في النصوص أنه شرك.
الثاني: ما كان وسيلة وذريعة إلى الشرك الأكبر ولم يصل إلى حده.
وتعريف اللجنة الدائمة لم يخرج عن هذا المعنى بجديد
وأوضح منه - وإن كان يوافقه في المعنى - تعريف العلامة العثيمين رحمه الله حيث قال في مجموع الفتاوى (2/ 203):
((كل عمل قولي أو فعلي أطلق عليه الشرع وصف الشرك ولكنه لا يخرج من الملة)) ا. هـ
فإن كان يخرج من الملة فهو الشرك الأكبر، وإن كان لا يخرج من الملة ووصفه الشرع بالشرك فهو من الشرك الأصغر.
قال العثيمين رحمه الله في لقاء الباب المفتوح [شريط 36 ب] عندما سئل عن الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر:
((فالضابط أن ما أطلق عليه الشارع اسم الشرك، وهو لا يخرج من الملة فهو شرك أصغر، وما كان يخرج من الملة فهو شرك أكبر. ويبقى علينا سؤال آخر: ما هو الذي يخرج من الملة؟ وما هو الذي لا يخرج؟ هذا يتوقف على النص الوارد، فمن جعل للمخلوق حقاً يختص به الخالق فهذا شرك أكبر، وما دون ذلك فهو شرك أصغر.)) ا. هـ
وقال معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في " التمهيد لشرح كتاب التوحيد " (ص10) بعدما تكلم على تقسيم العلماء للشرك إلى أكبر وأصغر، أو أكبر وأصغر وخفي:
((فإذا تبيّن ذلك، فاعلم أن الشرك يعبر عنه بالتنديد، كما قال -جل وعلا-: (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما سئل أي الذنب أعظم؟ قال: "أن تجعل لله نداً، وهو خلقك".
فالتنديد منه ما هو تنديد أعظم، ومن ما هو تنديد أصغر ليس فيه صرف العبادة لغير الله، فإذا كان التنديد يجعل العبادة لغير الله: صار التنديد شركاً أكبر، وإذا كان التنديد يجعل غير الله -جل وعلا- نداً لله في عمل، ولم يبلغ ذلك الشرك الأكبر: فإنه يكون تنديداً أصغر، وهذا المسمى بالشرك الأصغر)) ا. هـ
والند: هو الشريك والمثيل.
يقول العلامة العثيمين رحمه الله في مجموع الفتاوى (2/ 203):
((فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك". فالحالف بغير الله الذي لا يعتقد أن لغير الله - تعالى - من العظمة ما يماثل عظمة الله فهو مشرك شركاً أصغر)) ا. هـ
فهذا تنديد أصغر، فإن اعتقد أن المحلوف به له من العظمة ما لله فهو تنديد أكبر مخرج من الملة.
ولعل هذا هو ما أراده العلامة السعدي رحمه الله في القول السديد (ص 121) حيث قال:
((حد الشرك الأصغر هو: كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر من الإرادات والأقوال والأفعال التي لم تبلغ رتبة العبادة)) ا. هـ
فإن كان التنديد في الإرادات والأقوال والأفعال أعظم بلغ رتبة العبادة فأصبح شركا أكبر وإلا فهو أصغر.
والخلاصة: أن حد الشرك الأصغر:
1 - هو كل عمل قولي أو فعلي أطلق عليه الشرع وصف الشرك، ولكنه لا يخرج من الملة.
أو:
2 - كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر من الإرادات والأقوال والأفعال التي لم تبلغ رتبة العبادة.
أو:
3 - ما سماه الشارع شركاً،وكان وسيلة للشرك الأكبر، وفيه تنديد لا يخرج من الملة.
بانتظار التعليق والإفادة من الأفاضل
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/37)
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[25 - 08 - 08, 06:42 ص]ـ
الأخ الموقر الموفق الغندر حفظه الله ورعاه
لكن ما دليل هذا الضابط؟
الدليل بالاستقراء والتتبع حفظك الله وبهما لن يخرج التعريف عن هذا ..
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[25 - 08 - 08, 06:50 ص]ـ
الأخ الموقر الموفق أبو أيوب السليمان حفظه الله ورعاه وزاده الله علما ووقاه ..
جزاك الله خيرا أخي الفاضل ((أنس الرشيد)) على طرح المسألة للبحث.
وجزاك الله عنا خير الجزاء أخي الحبيب ومنكم نستفيد حفظك الله ولست إلا واحدا ً من عوام المسلمين يريد أن يستفيد
والحقيقة أنك لو تأملت أقوال علمائنا في تعريف الشرك الأصغر لوجدتها متقاربة المعنى، فهي تدور على أصلين:
الأول: ما ذكر في النصوص أنه شرك.
الثاني: ما كان وسيلة وذريعة إلى الشرك الأكبر ولم يصل إلى حده.
وتعريف اللجنة الدائمة لم يخرج عن هذا المعنى بجديد
وأوضح منه - وإن كان يوافقه في المعنى - تعريف العلامة العثيمين رحمه الله حيث قال في مجموع الفتاوى (2/ 203):
((كل عمل قولي أو فعلي أطلق عليه الشرع وصف الشرك ولكنه لا يخرج من الملة)) ا. هـ
فإن كان يخرج من الملة فهو الشرك الأكبر، وإن كان لا يخرج من الملة ووصفه الشرع بالشرك فهو من الشرك الأصغر.
قال العثيمين رحمه الله في لقاء الباب المفتوح [شريط 36 ب] عندما سئل عن الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر:
((فالضابط أن ما أطلق عليه الشارع اسم الشرك، وهو لا يخرج من الملة فهو شرك أصغر، وما كان يخرج من الملة فهو شرك أكبر. ويبقى علينا سؤال آخر: ما هو الذي يخرج من الملة؟ وما هو الذي لا يخرج؟ هذا يتوقف على النص الوارد، فمن جعل للمخلوق حقاً يختص به الخالق فهذا شرك أكبر، وما دون ذلك فهو شرك أصغر.)) ا. هـ
هذه تحتاج إلى مزيد بحث
وقال معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في " التمهيد لشرح كتاب التوحيد " (ص10) بعدما تكلم على تقسيم العلماء للشرك إلى أكبر وأصغر، أو أكبر وأصغر وخفي:
((فإذا تبيّن ذلك، فاعلم أن الشرك يعبر عنه بالتنديد، كما قال -جل وعلا-: (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما سئل أي الذنب أعظم؟ قال: "أن تجعل لله نداً، وهو خلقك".
فالتنديد منه ما هو تنديد أعظم، ومن ما هو تنديد أصغر ليس فيه صرف العبادة لغير الله، فإذا كان التنديد يجعل العبادة لغير الله: صار التنديد شركاً أكبر، وإذا كان التنديد يجعل غير الله -جل وعلا- نداً لله في عمل، ولم يبلغ ذلك الشرك الأكبر: فإنه يكون تنديداً أصغر، وهذا المسمى بالشرك الأصغر)) ا. هـ
والند: هو الشريك والمثيل.
والخلاصة: أن حد الشرك الأصغر:
أو:
أو:
بانتظار التعليق والإفادة من الأفاضل
والله تعالى أعلم.
1 - هو كل عمل قولي أو فعلي أطلق عليه الشرع وصف الشرك، ولكنه لا يخرج من الملة. 2 - كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر من الإرادات والأقوال والأفعال التي لم تبلغ رتبة العبادة. 3 - ما سماه الشارع شركاً،وكان وسيلة للشرك الأكبر، وفيه تنديد لا يخرج من الملة.
أخي العزيز السليمان جزاك الله خيرا ً وبارك فيك أستفدت من مشاركتم حفظكم الله
وليت الأخوة الأفاضل يشاركونا مشكورين ..
محبكم دائما ً ..
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[27 - 08 - 08, 01:39 ص]ـ
أحبتي أورد بعض طلاب ِ العلم ِ إشكالا ً
وأود ُ طرحه ُ هنا ..
وهو أن الشرك َ الأصغر ما لم تدخل العبودية التامة في قلب صاحبه، فكان بهذا الاعتبار
أصغرا ً!
قما رأي الأفاضل!
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[30 - 08 - 08, 08:04 ص]ـ
أحبتي أورد بعض طلاب ِ العلم ِ إشكالا ً
وأود ُ طرحه ُ هنا ..
وهو أن الشرك َ الأصغر ما لم تدخل العبودية التامة في قلب صاحبه، فكان بهذا الاعتبار
أصغرا ً!
قما رأي الأفاضل!
هل من جواب أحبتي!!
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[30 - 08 - 08, 06:44 م]ـ
أحبتي أورد بعض طلاب ِ العلم ِ إشكالا ً
وأود ُ طرحه ُ هنا ..
وهو أن الشرك َ الأصغر ما لم تدخل العبودية التامة في قلب صاحبه، فكان بهذا الاعتبار
أصغرا ً!
قما رأي الأفاضل!
أخي الحبيب:
متى ما دخلت العبودية التامة لله تعالى في القلب، سلم العبد من الشرك صغيره وكبيره
ومتى ما دخل التشريك في العبودية خرج العبد من العبودية المطلقة إلى الشرك أو إلى مطلق العبودية
فإن كان صرفاً للعبادة بالكلية فهو خروج من العبودية المطلقة إلى الشرك الأكبر المخرج من الملة، وإن لم يكن بالكلية - أي مع بقاء أصل العبادة لله - فهو خروج إلى مطلق العبودية وهو الشرك الأصغر.
هذا ما أفهمه من كلام أهل العلم، والعلم عند الله تعالى.
ـ[احمد السعد]ــــــــ[31 - 08 - 08, 08:12 ص]ـ
سوف اْضيف إضافة اْتمنى اْن تفيدكم بإذن الله وهي عن اْشكال الشرك الاْصغر:
1 - الرياء , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إن اْخوف ما اْخاف عليكم الشرك الاْصغر, قالوا: وما الشرك الاْصغر يا رسول الله؟ , قال: الرياء"
2 - قول ماشاء الله وشئت
3 - قولة اعتمد على الله وعليك, وهذه منتشرة عندنا كثيراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/38)
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 08:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من باب الفائدة وليس من باب النقد فالحق أن تعريف اللجنة الدائمة وتعريف الشيخ السعدي وجه له نقد فهما لا يضبطان حقيقة الشرك الأصغر ولا يبينان ماهيته المميزة له فالقول أنه: ((كل ذريعة و وسيلة للشرك الأكبر)) هذا لا يميز الشرك الأصغر عند التطبيق على الأمثلة ولو نظرنا في مسألة الحلف بغير الله لوجدنا أهل العلم يميزون بين الشرك الأكبر والأصغر فيه بالنظر لنية الحالف فمن حلف بغير الله مسويا له بالله _تعالى الله عن ذلك _لكان واقعا في الشرك الأكبر ومن حلف بغير الله دون تعظيم وتسوية لمن حلف به من دون الله تعالى بل جرى لسانه به عادة فإنه واقع في الشرك الأصغر،،،،وقس على ذلك؛ لذا نص بعض اهل العلم على أن المدار على النيات في التفريق بينهما ولكن هناك من الأعمال مالا ينظر فيه للنيه كالسجود لغير الله فهذا من الشرك الأكبر لأنه من أعلى مراتب التعظيم لغير الله والتي لا يستحقها أحد سوى الله تعالى ولو ادعى فاعله أنه لا يعظم غير الله بفعله فقوله لا يقبل لما للسجود من التسوية بين الله وغيره تعالى الله عن ذلك،،،،،،والحديث طويل في هذا الموضوع،،،،ومما وجه من نقد للتعريفات السابقة أنها قالت ((وجاء في النصوص تسميته شركا)) لان النصوص لم تذكر كل أفراد الشرك الأصغر بل وضعت قواعد عامة وأمثلة يقاس غيرها عليها وهنا دور الفقيه في النظر في أفراده الكثيرة وابن القيم لم يعرف الشرك الأصغر في مدارج السالكين بل اكتفى بمثال فقال: ((كيسر الرياء)) وكلمته رحمه الله دقيقة تحتاج لشرح طويل؛ ولهذا فإن الشيخ أحمد الغنيمان ابن الشيخ عبدالله رجح في رسالته للدكتوراة (جهود شيخ الإسلام في توضيح توحيد العبادة) - لم تطبع- أن التعريف بالمثال كما فعل ابن القيم أولى لعدم دقة التعريفات من جهة؛ ولأنه لابد من النظر في كثير من الصور لإلحاقها بأحد النوعين وهناك رسالة لم تطبع عن الشرك الأصغر بتقديم المحمود جهد صاحبها في وضع ضابط له لعله أفضل ما قيل ومثله تعريف الراغب الأصفهاني جيد ولكن عليه ملاحظات يسيرة،،، والرأي عندي_ والله أعلم _ان طريقة ابن القيم ومثله حافظ الحكمي وغيرهما والتي رجحها الباحث أحمد الغنيمان في التعريف بالمثال أولى،،، ولي سنين وأنا أحاول وضع ضابط له وكتبت بحثا مفصلا لكن أود التريث قبل نشره حتى يطمئن القلب،،،،وكتبت للمنتدى هذا الكلام وأنا على عجل وكان بودي التفصيل أكثر لكن نبهت على المهم وأسأل الله أن يوفق الجميع للفقه في الدين
ـ[أبوعبدالرحمن المكي التميمي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 03:09 م]ـ
أخي الحبيب:
متى ما دخلت العبودية التامة لله تعالى في القلب، سلم العبد من الشرك صغيره وكبيره
ومتى ما دخل التشريك في العبودية خرج العبد من العبودية المطلقة إلى الشرك أو إلى مطلق العبودية
فإن كان صرفاً للعبادة بالكلية فهو خروج من العبودية المطلقة إلى الشرك الأكبر المخرج من الملة، وإن لم يكن بالكلية - أي مع بقاء أصل العبادة لله - فهو خروج إلى مطلق العبودية وهو الشرك الأصغر.
هذا ما أفهمه من كلام أهل العلم، والعلم عند الله تعالى.
أظن أن الإشكال في قول بعض أهل العلم في الحلف بغير الله مثلا أنه إذا وقع في نفس الحالف تعظيم المحلوف به كتعظيم الله فهو أكبر وإلا أصغر فلماذا لايُقال هذا التفصيل في الذبح لغير الله مثلا؟ عذرا قد تكون أسألتي تافهة لكن تحملونا ...
ـ[أبوعبدالرحمن المكي التميمي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 03:13 م]ـ
،،ومما وجه من نقد للتعريفات السابقة أنها قالت ((وجاء في النصوص تسميته شركا)) لان النصوص لم تذكر كل أفراد الشرك الأصغر بل وضعت قواعد عامة وأمثلة يقاس غيرها عليها
أولا جزاك الله خيرا يا أباعاصم الأحمدي بعض كلامك وإشكالاتك كانت قد أشكلت عليّ أيضا كهذا الإشكال لكن هل هناك مثال لشرك أصغر لم ترد تسميته في الشرع شركا؟؟؟
أرجو الإفادة .....
ولا أنسى أن أشكر الأخ أنس الرشيد على هذا الموضوع الجيد ...
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[31 - 08 - 08, 04:20 م]ـ
أظن أن الإشكال في قول بعض أهل العلم في الحلف بغير الله مثلا أنه إذا وقع في نفس الحالف تعظيم المحلوف به كتعظيم الله فهو أكبر وإلا أصغر فلماذا لايُقال هذا التفصيل في الذبح لغير الله مثلا؟ عذرا قد تكون أسألتي تافهة لكن تحملونا ...
عفا الله عنك، ليست تافهة، بل هذا هو طريق العلم
كما لا يخفى ما أثر عن ابن عباس أنه قال: " أصبت هذا العلم بلسان سؤول وقلب عقول "
ولعل العلة في هذا أخي الفاضل:
أن التعظيم في الحلف قد يتبعض في القلب مع بقاء الأصل.
أما غيره من العبادات كالذبح لغير الله ومثله السجود لغيره لا يقع إلا على وجه التعظيم لغير الله كتعظيم الله فاستمالة القلب فيه ظاهرة.
ولهذا جاء الأمر به والتحذير من صرفه لغير الله صريحاً في النصوص الشرعية، قال تعالى (فصل لربك وانحر) وقال (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له) والنسك: الذبيحة.
وقال صلى الله عليه وسلم: " لعن الله من ذبح لغير الله ".
وفي مسند الإمام أحمد عن طارق بن شهاب يرفعه قال: "دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرّب له شيئا فقالوا لأحدهما: قرب قال: ليس عندي شيء قالوا: قرّب ولو ذبابا فقرب ذبابا فخلو سبيله فدخل النار وقالوا للآخر: قرب قال: ما كنت لأقرب شيئا من دون الله عز وجل فضربوا عنقه فدخل الجنة"
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/39)
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[31 - 08 - 08, 04:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من باب الفائدة وليس من باب النقد فالحق أن تعريف اللجنة الدائمة وتعريف الشيخ السعدي وجه له نقد فهما لا يضبطان حقيقة الشرك الأصغر ولا يبينان ماهيته المميزة له فالقول أنه: ((كل ذريعة و وسيلة للشرك الأكبر)) هذا لا يميز الشرك الأصغر عند التطبيق على الأمثلة ولو نظرنا في مسألة الحلف بغير الله لوجدنا أهل العلم يميزون بين الشرك الأكبر والأصغر فيه بالنظر لنية الحالف فمن حلف بغير الله مسويا له بالله _تعالى الله عن ذلك _لكان واقعا في الشرك الأكبر ومن حلف بغير الله دون تعظيم وتسوية لمن حلف به من دون الله تعالى بل جرى لسانه به عادة فإنه واقع في الشرك الأصغر،،،،وقس على ذلك؛ لذا نص بعض اهل العلم على أن المدار على النيات في التفريق بينهما ولكن هناك من الأعمال مالا ينظر فيه للنيه كالسجود لغير الله فهذا من الشرك الأكبر لأنه من أعلى مراتب التعظيم لغير الله والتي لا يستحقها أحد سوى الله تعالى ولو ادعى فاعله أنه لا يعظم غير الله بفعله فقوله لا يقبل لما للسجود من التسوية بين الله وغيره تعالى الله عن ذلك،،،،،،والحديث طويل في هذا الموضوع،،،،ومما وجه من نقد للتعريفات السابقة أنها قالت ((وجاء في النصوص تسميته شركا)) لان النصوص لم تذكر كل أفراد الشرك الأصغر بل وضعت قواعد عامة وأمثلة يقاس غيرها عليها وهنا دور الفقيه في النظر في أفراده الكثيرة وابن القيم لم يعرف الشرك الأصغر في مدارج السالكين بل اكتفى بمثال فقال: ((كيسر الرياء)) وكلمته رحمه الله دقيقة تحتاج لشرح طويل؛ ولهذا فإن الشيخ أحمد الغنيمان ابن الشيخ عبدالله رجح في رسالته للدكتوراة (جهود شيخ الإسلام في توضيح توحيد العبادة) - لم تطبع- أن التعريف بالمثال كما فعل ابن القيم أولى لعدم دقة التعريفات من جهة؛ ولأنه لابد من النظر في كثير من الصور لإلحاقها بأحد النوعين وهناك رسالة لم تطبع عن الشرك الأصغر بتقديم المحمود جهد صاحبها في وضع ضابط له لعله أفضل ما قيل ومثله تعريف الراغب الأصفهاني جيد ولكن عليه ملاحظات يسيرة،،، والرأي عندي_ والله أعلم _ان طريقة ابن القيم ومثله حافظ الحكمي وغيرهما والتي رجحها الباحث أحمد الغنيمان في التعريف بالمثال أولى،،، ولي سنين وأنا أحاول وضع ضابط له وكتبت بحثا مفصلا لكن أود التريث قبل نشره حتى يطمئن القلب،،،،وكتبت للمنتدى هذا الكلام وأنا على عجل وكان بودي التفصيل أكثر لكن نبهت على المهم وأسأل الله أن يوفق الجميع للفقه في الدين
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
وأنا أتفق معك فيما ذكرت، ولهذا نجد أغلب أئمة الدعوة يعرفون الشرك الأصغر بيسير الرياء كما جاء بالحديث، فيكتفون بالمثال.
وإلى هذا أشار العلامة العثيمين رحمه الله في الباب المفتوح (192) بقوله: "فلا بد إذا جاءت النصوص بأن هذا شرك أن نعيد هذا النص إلى القواعد العامة للشريعة، إذا وردت النصوص بالشرك، ولكنه بمقتضى القواعد العامة للشريعة لا يخرج من الإسلام، فهو شركٌ أصغر، مثل قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) "
لكن المقصود من تعريف الشرك الأصغر هنا هو التقريب لا الضبط الدقيق وإلا فكل واحد من التعريفات عليه مآخذ.
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[01 - 09 - 08, 01:49 ص]ـ
بارك الله فيكم إخواني الكرام
ماذا لو قلنا الشرك الأصغر: هو صرف ظاهر العبادة لغير الله.
أرجو الإفادة
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[01 - 09 - 08, 01:51 ص]ـ
أخي الفاضل قد نص النووي وغيره أن العجب والكبر يناقضان الإخلاص وبعد دراسة المسألة ومشاورة أهل العلم -منهم الشيخ عبدالله الغنيمان والشيخ أبوسيف صاحب رسالة المفاضلة في أبواب العقيدة وهذا قبل تسع سنوات تقريبا _ وجدت أن العجب والكبر ومثلها جميع شهوات النفس وحظوظها قد تكون شركا أكبر أو أصغر أو من الذنوب التي لا تعدان شركا فتكون شركا أكبر إن كان الباعث على العمل حظ النفس وشهوته فكم ممن طلب العلم مثلا ليزهو به على أقرانه وليس ليرضي ربه فإن كان دافعه على العمل مجرد حظ النفس فقد وقع في الشرك الأكبر ولهذا قال ابن القيم ((كيسير الرياء)) لأن غير اليسير وهو الغالب على العمل قد عده أهل العلم شركا أكبر ولا يسمح المقام بنقل كلامهم فكتب أهل العلم موجودة،، ويقاس على الرياء غيره من حظوظ النفس فإن كانت يسيرة لحقت بالرياء في كونها من الأصغر،،، وقد يكون العجب والكبر ذنبان ومثلها حظوظ النفس الأخرى إن لم تخالط أي عبادة،،فقل لي يا أخي الكريم هل جاءت النصوص بذلك أم أننا أعملنا القياس الذي دلت عليه النصوص الشرعية!! إخواني الكرام نعم القصد من التعريف التقريب لكن إن لم يكن مقربا وضابطا فما فائدته! ولهذا قلت أن جملة من أهل العلم يكتفون بالمثال - وقد ذكر في مسألة وللأسف أني نسيتها العلامة الشنقيطي صاحب أضواء البيان أن التعريف فيه لا يمكن لكثرة الأفراد فاكتفى بالمثال _ والأمثال قد تكون أقرب للذهن من التعريف فتكون هنا أولى،،،، وأعتذر من إخواني جميعا فإن كتابة الكلام يأخذ مني وقتا فلست محترفا فأضطر للاختصار كثيرا فأرجو أن أكون قد أوضحت مرادي،، وأجبت عن اعتراض الاخ الذي طلب مثالا لما هو شرك ولم يأت به نص،،، وكذا من قال المراد من التعريف التقريب،، أما تعريف اخي الحبيب أبو الهيثم فلايصح أيضا فظاهر العبادة منها كخشوع الجوارح في الصلاة فهو عبادة ولو كان قصد فاعله فقط أرضاء الناس دون نظر لرضى ربه فقد وقع في الشرك الأكبر وأسأل الله أن ييسر نشر بحث مفصل قريبا لأستفيد أولا أنا من ملحوظات كل طلبة العلم وفقنا الله لما يحب ويرضى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/40)
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[01 - 09 - 08, 02:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
والذي يرتاح له نفسي ما ذكرتم من الإكتفاء بالمثال
نفع الله بك أخي الحبيب
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[01 - 09 - 08, 04:16 ص]ـ
إخواني الفضلاء إتماما للفائدة - رغم أني تمنيت أني لم أقحم نفسي في هذا الموضوع وتركه لمن هم أولى مني ومع هذا أنبه أن كلامي اجتهاد حسب ما فهمته من النصوص وكلام أهل العلم فقولي لا يقبل حتى يعرض على أهل العلم - أقول للفائدة:
إن شوائب القصد في العبادة لها حالان:
الحالة الأولى: أن تكون من الشرك الأكبر.
الحالة الثانية: أن تكون من الشرك الأصغر.
وحتى تعرف متى تأخذ أحد الحكمين لا بد أن تنظر في أمرين لابد منهما لتخرج بالحكم الصحيح، وهما:
أولا - النية:
فإن مدار الأعمال على النيات كما لا يخفى، فمن كان باعثه في فعله للعبادة غير الله تعالى وكان هذا الباعث يسيرا بمعنى أنه ليس هو المحرك الأساس له على العمل فإنه قد وقع في الشرك الأصغر، وهذا يفهم من كلام أهل العلم عندما قالوا ((يسير الرياء)) فيسير الرياء شرك أصغر أما الرياء غير اليسير بمعنى أن من كان باعثه الأساس لفعل العبادة هو الناس والمحرك الأساس له على العمل إرادة غير الله تعالى فإن هذا الفعل شرك أكبر وهو في هذه الحالة شابه المنافقين النفاق الأكبر الذين يراؤن الناس في فعلهم.
ثانيا - نوع العمل:
فالأعمال مختلفة وبعضها يدل دلالة واضحة لا تخفى على عاقل أن الباعث فيها تعظيم غير الله تعالى ومساواة غير الله تعالى به كالذبح لغير الله تعالى،، والسجود لغير الله تعالى،،فإن هذه الأعمال ظاهر فيها التعظيم لغير الله تعالى والمساواة بين الله تعالى وخلقه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا،،، فهذه الأعمال لا تكون إلا شركا أكبر ولو ادعى فاعلها خلاف ذلك.
والخلاصة:
حتى تحكم على شوائب العبادة وتعرف حكمها لا بد من النظر في أمرين:
1 - النية.
2 - نوع العمل.
وبهذا يظهر لك أن من شوائب العبادة ما يكون له حكمان بحسب نية صاحبه،،، وهناك ما لا يكون له إلا حكما واحد لأن العمل لا يدل إلا على ذلك،،،،،وبهذا يظهر أيضا لماذا صعب وضع ضابط مميز للشرك الأصغر وذلك لاختلاف النيات واختلاف الأعمال،،،،،هذا ما ظهر لي باختصار شديد وكل طالب علم لابد قبل أن يقتنع بكلامي أن يشاور أهل العلم وهو مسئول عن نفسه ولولا محبة الفائدة للجميع بما فيهم نفسي ما كتبت هذا الكلام والله يعفو عني فيما أخطأت به وزل به القلم وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[01 - 09 - 08, 06:28 ص]ـ
ما شاء الله درر ..
والله إني أستفدت فائدة عظيمة منكم أحبتي
ولدي بعض الإشكالات فأتمنى أن تعذروني أحبتي الكرام ..
وفقكم الله
محبكم دائما ً
وأخوكم الصغير ..
يتبع إن شاء الله في وقته ..
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[01 - 09 - 08, 08:05 ص]ـ
ماشاء الله
بارك الله فيك
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[03 - 09 - 08, 05:09 م]ـ
الأخ الموقر الفاضل السليمان وفقه الله ورعاه وزاده الله علما ً ووقاه ..
أخي الكبير ..
جزاك الله خيرا كثيرا ...
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[03 - 09 - 08, 05:11 م]ـ
الأخ الموقر الموفق الأحمدي وفقه الله تعالى ورعاه ..
أشكر لك أخي مداختلك الكريمة فقد أشتفدت منها حفظك الله ..
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[04 - 10 - 08, 11:03 ص]ـ
هل من مزيد ....
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[15 - 10 - 08, 02:16 ص]ـ
للفائدة ..
هل من إضافة ..(51/41)
البيان للممتري في فساد عقيدة المفتري صالح الأسمري (منقول)
ـ[أبو محمد الشافعي]ــــــــ[12 - 08 - 08, 09:15 م]ـ
سينزل قريباً
البيان للممتري
في فساد عقيدة الجاهل المفتري
صالح الأسمري
تأليف
أبي ريان
الحنبلي السلفي الطائفي
غفر الله له ولوالديه ومشايخه والمسلمين
&&&&&&&&
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمد عبده ورسوله، أما بعد:
فقد سعدت هذه الليلة -ليلة الأحد تاسع شهر شعبان سنة 1429 - أن التقيت بالشيخ أبي ريان الطائفي الحنبلي السلفي، واستأنست به، ثم أطلعني على كتابه "البيان للممتري في فساد عقيدة الجاهل المفتري صالح الأسمري" وهو كبير الحجم، نخل فيه صالح الأسمري نخلاً، وأظهر عدة جوانب من انحرافاته وضلالاته، وألقمه حجراً نثرا وشعرا، وقد تصفحته ورأيت فيه:
= دعوة الأسمري الماكرة إلى التصوف.
= دعوة الأسمري الماكرة إلى الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا بعد مماته.
= دعوة الأسمري الماكرة مشروعية التوسل وأنه مذهب جمهور العلماء!.
= دعوة الأسمري الماكرة إلى عقيدة الأشاعرة والماتريدية، ومخالفته لأهل السنة في مسائل عدة من مسائل الصفات.
= ميل الأسمري إلى مذهب المرجئة.
= غمز الأسمري في الإمام محمد بن عبدالوهاب علانية، والطعن فيه في الخفاء.
= جمود الأسمري المذهبي، وتحريمه الخروج عن المذاهب الأربعة، ودعوته إلى إرجاع المقامات المذهبية في الحرمين الشريفين، ودور القضاء والإفتاء!!.
= كشف العديد من كذب الأسمري في نقولاته.
= بين العديد من سقطات الأسمري وجهالاته.
= وقف عند جوانب عدة من نفخ الأسمري لنفسه وتعالمه.
= كما بين بعض حقيقة الأسمري لما كان في الطائف وحقيقة بعض طلابه، وشيخنا أبو ريان طائفي المولد والإقامة.
= وقال بأن الرجل تميز بثلاثة أمور شابه فيها سلفه المنحرف عثمان بن منصور، وهي: فساد العقيدة، و الكذب الصريح، و المكر والخديعة.
= وقال بأنه لم يقصد تتبع كل ما قاله الأسمري، وسماع كل أشرطته وشروحاته، وإنما اعتمد على بعض كلامه في بضع أشرطة ألقاها الأسمري.
= وجاء الكتاب في أربعمائة صفحة تقريباً، واعتذر الشيخ لأهل النظر بضيق الوقت، وشح المراجع، وبعده مكتبته حال كتابته للكتاب، ومع ذلك فقد كشف كثيراً من أباطيل الأسمري بما يجدر الوقوف عليه.
= والكتاب مليء بالعديد من التحقيقات النافعة والنقول المفيدة، والله يجزل له الأجر، ويعظم له الثواب، وينصره بالتوحيد والسنة، وينصر التوحيد والسنة به.
((((((((نظرة سريعة لفصول الكتاب)))))))
= قدم شيخنا بمقدمة بين فيها أن الأسمري كان يتبنى هذا المذهب منذ أن كان معلماً في محافظة بيشة، وأن انحرافه جاء عن قلبٍ مليء بالتعالم وتضخيم الذات.
= وأنه لما انتقل إلى الطائف –وشيخنا طائفي- لم يُعرف بحضور مجالس العلماء، وبين كذبه في زعمه أنه أخذ عن الشيخ ابن باز أخذ التلميذ عن الأشياخ، وإنما غايته حضور بعض المجالس.
= وأن في الطائف من كبار العلماء أهل التوحيد والسنة ممن لم يعرف أخذ الأسمري عنهم كمثل محدث الطائف ومفتيها أكثر من ثلاثين سنة الشيخ عبدالرحمن سعد العياف حفظه الله، وكأمثال الشيخ العلامة المجاهد عبدالله بن سعدي الغامدي العبدلي، والشيخ الأديب محمد الطيب بن محمد اليوسف رحمهما الله، ومع ذلك حُرم الأسمري من الأخذ عنهم.
= وكشف أن تدريسه لكتب الإمام محمد بن عبدالوهاب ما هو إلا لاصطياد السذاج، وضرب أمثلة ببعض طلابه المنحرفين في الطائف، وذكر ما رواه الإمام ابن بطة في كتاب "الإبانة" عن فضل بن مهلهل قال: (لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته لحذرته وفررت منه ولكنّه يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه ثم يدخل عليك بدعته فلعلها تلزم قلبك، فمتى تخرج من قلبك؟!).
ونقل عن أحد طلابه أن الأسمري كان يدرسهم في الخفاء "العقيدة النسفية" و "جوهرة التوحيد"!!!.
= وذكر أن من الآخذين عنه:
[1] من وثِّقَت عليه صورة مع محمد علوي المالكي في بيته!، أظنه رجلاً من آل الحبْشي – أصله مصري - ومعه متعب الجعيد وهو من خاصة الأسمري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/42)
[2] ومتعب الجعيد من غرس الأسمري، وقد عَمِل مدة في الشؤون الدينية بالحرس الوطني في محافظة الطائف، وأحدث في الناس من غرائب الأمور الشيء الكثير حتى استقال أو أقيل من عمله، ثم توالت عليه الأيام والليالي من سوء إلى سوء حتى أخذ يصرح في مجالسه بإنكار علو الله تعالى، والاستدلال بكروية الأرض على ذلك!، وإنكار نزول الله تعالى، وهذا ثابت عليه بشهادة العدول.
[3] ومنهم بليد آخر وهو تركي العتيبي المعتني بشرح شيخه لكشف الشبهات، فقد سجلت عليه مقالاتٍ فاسدة من الطعن في دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب وأنه لا مانع أن يكون مبتدعاً!!، و الدعوة إلى التفويض في الصفات، ورد حديث الجارية في "صحيح مسلم" مع بعض الأخذ بشواذ الأقوال الفقهية كالجهر بالنية ونحوها، زيادة على هلاكه في أكل أموال الناس بالباطل بالضحك على عقول السذج والبسطاء تحت شعار الدين والصلاح، تعاوناً مع الرابع:
[4] وهو هامور الأسهم! -كما يُطلق عليه- محمد العصلاني، قطين السجن اليوم بأموال المئات من الناس التي أكلها متاجرة في شركات الأسهم الربوبية، ولعله الداعم القوي للأسمري من الجهة المالية!.
= وبين بعض أخطاء كتبه المطبوعة كقوله في شرح كشف الشبهات معتذراً للأشاعرة في تأويلاتهم: (في أول شرحه في تقريره لأنواع الشبه، وقال في النوع الأول: (أن تكون شبهته لها مأخذ في لسان العرب، أو في العلم دليلاً ودلالة، وقد نص على كون العذر في هذه الشُّبْهَة صائباً غير واحد، ومنهم شيخ الإسلام -يرحمه الله-كما في "المجموع" .... فهؤلاء يعذرون إن اعتمدوا على هذا النوع من الشبه، مثال ذلك: ما يحتج به الأشاعرة في بعض أبواب الاعتقاد كالقدر وكلام الله، فإنه من جنس تلك الشُّبْهَة، كما ذكره شيخ الإسلام في "نقض التأسيس" ... ).
وتأويله رحمة الله تعالى بقوله: (والرحمة حقيقتها هنا غفران ذنب العبد الماضي).
= وأن شروحاته مليئة بالاعتراضات على كلام الإمام ثم (تضعيف) الحجة في كشفها ليمرض قلوب أتباعه.
= ونخل مكالمة الأسمري الهاتفية بعد فصول، وأنشد في أحدها في ذم الأسمري قوله:
خلالكِ جوُ الجاهلين فصفّري **** وبيضي كما شئتِ –بويمة- وانقري
إذا كان للدين الحنيف مخاصماً **** كأمثال فدمٍ أغلف القلب ممتري
عنيتُ به فدماً جهولاً وليتهُ **** مع الجهل لم يبلّ بخبثٍ ومنكرِ
من الغلِّ والمكر الشديد فيرتقي **** إلى النيل من كلّ الهداة ويجتري
هوَ صالحٌ لا أصلح الله سعيه **** تربى على أرض الجزيرة: أسمري
ولم يستفدْ من عَيْشِهِ بين أهْلِهَا **** ومَنْ بَيْنَهُمْ من كلِّ شيخٍ معمّرِ
فأظهرت الأيام عنه بأنه ***** عدوٌ لدودٌ في العقيدة أشعري
يخادعُ أهلَ الخيرِ بالخيرِ بينما ***** يبيع بسوقِ المارقين ويشتري
فيطعن في دين الإمامِ محمدٍ ***** إمامِ الهداة المتقين المقدّرِ
ويطعن في أهلِ الحديث وحزبِهِ **** وأكرمْ بذاكَ الحزبِ أفضلَ معشرِ
وينصر أهل السوء من كلّ نحلةٍ **** ويبهت أهل الحق جهراً ويفتري
ويتبع خطو الأسمريِّ جماعةٌ **** وهم خلفه ما بين أعمى وأعورِ
فصاروا كأبقار الربيع تجمعت **** لنطحِ جبال العلم يا عين فانظري
وما ضرّت الأبقار غير قرونها **** فجودي على تلك القرون وغبّري
أيا أيها الفدم الجهول ألا ترى **** بعينك ما قد حلّ في كلّ مفتري
وباء بسُخْطِ اللهِ مِنْ بعدِ ذلةٍ **** عليهِ وذا دون العذابِ المؤخرِ
فأين دعاة السوء من كلّ ملحدٍ **** وكلّ مريدٍ فاجرٍ متكبرِ
أذاب إله العرش بالعدل ذكرَهم **** ولو عُمِّرُوا بين الأنامِ لأدهرِ
فهذا سبيل الله مع كلّ ظالمٍ **** فيبتر ذكر القوم مع كلّ أبتري
= وكشف جوانب حقد الأسمري على دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، وذم الأسمري بقصيدة قال في مطلعها:
يا من يريد مذمتي وعتابي **** من كل فدمٍ ملحدٍ كذابِ
إن كان توحيد الإله توهباً **** فأنا المقرُّ بأنني: وهابي
= ومما أنشد فيه شيخنا أبو ريان الطائفي الحنبلي: قصيدة بائية طويلة يقول في بعض أبياتها:
كالأسمريّ الماذق الفدم الذي **** قربت مكائده من الأطنابِ
فبدى بوجهٍ كالحٍ متقلّبٍ **** ويَحُكُّ للتوحيدِ بالأنيابِ
فيريد كيداً بالإمام وحزبِهِ **** من كلّ شيخٍ ناسكٍ أوّابِ
ومناصرٍ للهِ ثم رسولِهِ **** في سالفِ الأزمان والأحقابِ
وجهان للفدم الخبيث: حمامة **** أحد الوجوه وآخرٌ كغرابِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/43)
فيذم كلّ موحدٍ متنسكٍ **** ويُجلّ كلّ مخرفٍ ويحابي
تباً لذي الوجهين حقاً إنه **** من غيظه متقطع الأقتابِ
قد أظهر اللهُ الكريمُ بعدلِهِ **** ما كان خلف الصدرِ والأثوابِ
من حقده المدفون في أحشائهِ **** للدينِ والأشياخِ والأحبابِ
فاخسأ عدوَ الله بؤت بصفعةٍ ***** من كفّ ليثٍ من ليوث الغابِ
قد ساقه المولى عليكَ بحولِهِ **** حتى يمزق حزبكم مخلابي
شعري رجوماً بالبيان لجمعكِم **** فيدكُّ زمرتَكم بكلّ شهاب
وبحول ربي لن أملّ نكايةً **** في حزبكم في روحةٍ وإيابِ
والله يبقيني لفلّ لميمكم **** حتى أبدد قولكم بجوابي
وأصول فيكم صولةً أثريةً **** والله يُعلى حجتي وجنابي
إلى آخر القصيدة.
= دافع عن شيخ الإسلام ابن تيمية، وكشف كذب الأسمري عليه عندما قال: (نعم، شيخ الإسلام لم يحرم المولد مطلقاً، ولم يمنعه مطلقاً في اقتضاء الصراط، بل فرق بين المؤمن المسدد الرشيد وبين عامة الناس)، وبين أن هذا كلام كثير من المفترين الصوفية، والأسمري تبع لهم.
= ونخل شريطه "فقه الدعاء" نخلاً، وبين فيه مكر الأسمري في سرد أدلة الخصوم، وتقريره الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بتفصيل ماكر، ثم تضعيف حجة أهل السنة مقابل أدلتهم على طريقة ابن جرجيس وعثمان بن منصور وغيرهم من أهل الضلالة.
= ونقض دعوى الأسمري أن الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم هو قول الجمهور ومذهب الأئمة الأربعة، وذلك لأن الأسمري قال في شريطه "فقه الدعاء": (الاستغاثة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، والمسألة فيها قولان مشهور ذكرهما: أما القول الأول: فهو جواز ذلك وأنه صحيح، وهذا هو ما عليه أصحاب المذاهب الأربعة من المتأخرين على المعتمد في مذاهبهم، من الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم).
= وبين أن الأسمري قدم بمقدمات قال بأنها تصحح القول بجواز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهذه المقدمات، فقال شيخنا أبو ريان الطائفي في رده: (هنيئاً للصوفية بمولودها الجديد الأسمري! الذي غرّه تخلل لسانه، وساقه فساد جنانه إلى أن جاء بما يظنه يصحح مذهب القبوريين على طريقة أهل الحيل!.
إذ إن الأسمري شأنه شأن أصحاب السبت الذين ذمهم الله تعالى لمكرهم وتحايلهم لارتكاب الحرام، وقال فيهم: (واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (الأعراف:163)، وها هو الأسمري شمّر عن ساعد الخيبة ليبرر مذهب الذين يضاهئون الله تعالى بخلقه، ويصرفون حقوق ألوهيته إلى غيره، ويسندون أمورهم على غير خالقهم، فجاءهم الأسمري الماكر بهذه المقدمات وكأنه أول من جاء بها!، وقد سبقه إلى ذلك فئام هم اليوم حطام تحت حطام، أذابهم الله تعالى وأركسهم، وأعمى بصائرهم.
فلست بأولِ ذي همةٍ دعته لما ليس بالنائلِ
فللوصول إلى جواز الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم جاء الأسمري ومن سبقه بثلاث مقدمات، تجيز ذلك وتصححه فيما يزعم، وتوضيح ذلك أنه أراد أن يلزم الغرّ الجاهل بموافقته على:
[1] أن الأنبياء أحياء في قبورهم ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فإن أقرّ، ألزمه بـ:
[2] أن أهل القبور يسمعون من يخاطبهم أو يناديهم!! عند قبورهم!!.
فإن أقرّ له بذلك، ألزمه بأن:
[3] أعمال الأمة تعرض على النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يستغفر لأمته في قبره!.
فإن أقرّ المخالف له بذلك كله، قال: جاز لك الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم لأنه حي غير ميت، والميت يسمع الدعاء، وقد ثبت أنه يستغفر لأمته فإنه سوف يدعو الله تعالى لك لتلبية حاجتك!!.
هذه هي خلاصة شبه الأسمري الماكر وحزبه في جميع المقدمات الثلاث مما سيأتي تفنيدها جميعاً إن شاء الله تعالى .. ).
= وكشف كذب الأسمري الواضح على الإمام ابن القيم في زعمه بأنه يقول أن موت الأنبياء هو مجرد حجبهم عن الناس كالملائكة، وإلا فهم أحياء!!، وهذا زيف وزور لم يقله ابن القيم.
= وبحث مسألة التوسل، وكشف كذب الأسمري على الحنابلة، وعلى شيخ الإسلام ابن تيمية وزعمه بأنه رجع عن القول بمنعه.
= ثم ناقش الأسمري في محاضراته "ما لا يسع المسلم جهله في الاعتقاد" وقال بأن الأجدر أن يقال في مسماها "ما يجب على المسلم جهله في الاعتقاد" لما فيه من المباحث الكلامية، والمباحث المبتدعة.
= وناقشه شيخنا في العديد من المسائل يضيق حصرها الآن، جاوزت مائة صفحة من كتابه المذكور.
= ثم ناقش شيخنا شريط وجوب التمذهب المصور الذي خرج بصوت الأسمري وصورته، وكشف كذب الأسمري وجهله، وتجنيه على أهل السنة، ومغالطاته في الفقه والتاريخ.
&&&&&&
والكتاب مفيد للغاية، وقد سألته عن حين نشره متى يكون، فقال قريباً، ولولا عهدي معه بعدم النشر لنشرت الكتاب كاملاًَ، والله ولي التوفيق.
كتبه
أبو الحسن الأزهري
غفر الله ذنبه وستر عيبه
في
رياض نجد
10/ 8 / 1429
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18883
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/44)
ـ[أبو الحارث الحنبلي]ــــــــ[13 - 08 - 08, 01:50 ص]ـ
جزى الله خيراً كل غيور على السنة.
إظهار أخطاء من لم يتبين أمره مطلوب
لكن في هذا المقام لا ينبغي أن يكون الرادُّ ذا اسم مستعار أو فيه خفاء
بل أهل الحق أحق بالظهور سداً لذريعة أهل الأهواء والزيع والبدع.
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[13 - 08 - 08, 01:52 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم ونفع بكم
ـ[محمد رضا شعنبي]ــــــــ[16 - 09 - 08, 01:58 ص]ـ
اللهم افضح كل دعي وكل ملبس متلبس للسنة يسقي الناس سما في العسل
اللهم أيد كل غيور على دينك وتوحيدك وسنة نبيك
اللهم عامل كل دعي يخرب العقيدة السليمة بما هو أهله يا قوي يا متين اللهم آمين آمين
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[16 - 09 - 08, 07:58 ص]ـ
نحيي هذا الكتاب ونتمنى أن يكون بالإسم الصريح وألا نحكم في بعض الأشياء إلا بتثبت شديد" كالعصلاني " في دعمه بالأموال وغيرها
فكل حرف يكتبه ستكون تبعاته كبيرة
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[16 - 09 - 08, 08:19 ص]ـ
ولا يعجل بالكتاب حتى يكون مكتملا من كل النواحي حتى من موقعه الذي يحوي ما دل على بعض ما يعتقده
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[16 - 09 - 08, 11:05 ص]ـ
ليس من عادة الشيخ صاحب الكتاب عدم التصريح بالاسم
ولعل إخفاء الاسم كان من فعل صاحب الموضوع الأخ أبي الحسن الأزهري وفقه الله
وعلى كل حال الحق يقبل بالحجة والبرهان أياً كان صاحبه, وكما أنه لا يقبل الباطل والعدوان ولو كان من صاحب فضل وعلم, هذا إن بدر منه.
ـ[عبدالله الصبيح]ــــــــ[18 - 09 - 08, 11:23 م]ـ
جزى الله كل من بين الحق ونصره ودحر الباطل وأزهقه
ـ[الكتب]ــــــــ[19 - 09 - 08, 03:02 ص]ـ
اللهم افضح من أبطن باطله أياً كان
ـ[أبو يوسف الخثعمي]ــــــــ[19 - 09 - 08, 04:39 ص]ـ
حذف
## المشرف ##(51/45)
الجمعية الشرعية تتبرأ من عقيدة حزب الله وتحذر من دعاوي التقريب
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - 08 - 08, 11:56 م]ـ
الجمعية الشرعية تتبرأ من عقيدة حزب الله
وتحذر من دعاوي التقريب
المصريون ـ خاص: بتاريخ 11 - 8 - 2008
في بيان شديد اللهجة والحسم أصدرته الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة في مصر، وهي كبرى المؤسسات الدينية الأهلية، حيث يتعبها أكثر من ثلاثين ألف مسجد وجمعية ومؤسسة، حذرت الجمعية فيه من الانبهار بانتصار تنظيم حزب الله اللبناني على إسرائيل، مؤكدة على أننا نبتهج لهزيمة إسرائيل من أي قوة على وجه الأرض دون أن يعني ذلك موافقتنا على أفكار أو عقيدة تلك القوة، وضرب البيان مثلا لذلك بابتهاج المسلمين لهزيمة الفرس عبدة النار على يد الروم في زمن الصحابة، فلم يكن ذلك يعني تأييد المسلمين للروم وإنما الفرح بهزيمة عباد النار، وأكد بيان الجمعية الذي وقعه فضيلة الأستاذ الدكتور محمد المختار المهدي رئيس الجمعية والأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، على أن للحزب معتقدات فاسدة تطعن في أصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وخاصة الخلفاء الراشدين الثلاثة الأول، كما يتعاملون بالتقية مع عموم المسلمين ويقولون بعصمة الأئمة، معتبرا أن هذه الأمور تقطع الطريق على أي لقاء بينهم وبين أهل السنة، وإن كان البيان ألمح إلى وجود عقلاء في طائفة الشيعة يحاولون تصحيح "تطهير الفكر الشيعي من هذه الأباطيل" على حد تعبير البيان.
والمصريون تنشر النص الحرفي الكامل لبيان الجمعية الشرعية:
بيان بموقف الجمعية الشرعية
من حزب الله
الحمد لله ولصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله ومن والاه أما بعد:
فيسود الآن شعور بالانبهار مما وصل إليه (حزب الله) من انتصار على إسرائيل حيث تمكن أخيرا من الإفراج عن أسراه .. بعد أن انتصر عليها عسكريًا .. ويتخذ الشيعة من ذلك وسيلة للدعاية ونشر الفكر الشيعي في مصر، فما موقف الجمعية الشرعية من هذا وبخاصة أنها كتبت كثيرا عن حزب الله في ملفات سابقة وأشادت به؟
وللإجابة الحاسمة على هذا التساؤل نقول: إن موقف الجمعية الشرعية من حزب الله يأتي استئناسا بموقف القرآن الكريم من الروم، إذ لم تكن الروم قد أسلمت حينما بشر القرآن الكريم بنصرهم على المشركين، ولم يكن فرحهم إلا لهزيمة عباد النار أمام من يدعون تبعيتهم لدين سيدنا عيسى عليه السلام مع تحريفه وتزييفه، وإذن فليس معنى فرحتنا بنصر حزب الله أننا نشجع أو نؤمن بما عليه هذا الحزب من الفكر الشيعي، كما أن موقف الصحابة لم يكن مؤيدا لفكر الروم.
إننا نفرح بهزيمة إسرائيل على يد أي قوة في الأرض، ونتخذ مما تحقق على يد حزب الله حافزا للأمة ألا تتهيب أو تيأس من نصرها على إسرائيل ومن يساندها.
أما موقف الجمعية الشرعية من الفكر الشيعي فإنها تقف منه موقف أهل السنة بحزم لا يدع مجالا للريبة، بل تشترط للتقريب بين الشيعة والسنة أن يتخلوا عن ثلاثة مبادئ ما زالوا يتمسكون بها مع أنها تهدم كل مجال للتقريب وهي:
1 - القول بعصمة الأئمة، وهذا المبدأ أقرب ما يكون إلى فكر النصارى الذين يقولون عن (رجال الدين) أن ما يحلونه في الأرض يحل في السماء. ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن لا عصمة إلا للأنبياء والرسل.
2 - الطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبخاصة الخلفاء الثلاثة الأول مما من شأنه الطعن فيما نقلوه إلينا من الكتاب والسنة وتكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهادته لهم بالجنة، بل وتكذيب لمدح الله لهم في القرآن والتوراة.
3 - القول بالتقية، مما مؤداه أنهم ينظرون إلينا على أننا كفرة حيث يستدلون بالآية القرآنية {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} (آل عمران: 28) وهي صريحة في أنها تتحدث عن الكفار.ز ويؤيد ذلك ما يحدث الآن في العراق.
4 - وإذن فلا لقاء مطلقا بين الفريقين إلا إذا تخلوا عن هذه المبادئ، وأعلنوا ذلك.
وقد ظهر فيهم بعض العقلاء الذين ينادون بتطهير الفكر الشيعي من هذه الأباطيل، ونرجو من الله أن يهدي الأمة إلى سبيل الرشد. وأن يقوي كاهل أهل السنة على محو العار الذي يدنس أرض الأقصى الشريف. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
رئيس هيئة علماء الجمعية الشرعية أ. د / محمد المختار محمد المهدي
الأستاذ بجامعة الأزهر – عضو مجمع البحوث الإسلامية
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=52484&Page=1
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[13 - 08 - 08, 11:20 ص]ـ
و لماذا الآن؟!!!!!!!
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[13 - 08 - 08, 11:36 ص]ـ
الأخ شتا العربي
جزاك الله خيرا ولكن هذا الموضوع كتب مسبقا هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145137)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[13 - 08 - 08, 04:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ولم أكن أعلم بالموضوع الآخر
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/46)
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[14 - 08 - 08, 12:51 م]ـ
السلام عليكم إخواني الأعزاء
في الحقيقة موقف الجمعية الشرعية في هذا الشأن وفي هذا الوقت موقف مريب، فالملاحظ أن هناك ضغطاً على الجمعية لإصدار مثل هذا البيان، ودليلي على هذا موقف الجمعية السابق الذي عبر عنه رئيس هيئة العلماء الأستاذ الدكتور محمد المختار المهدي في الغلاف الأخير لمجلة التبيان تحت عنوان: بيان هيئة علماء الجمعية الشرعية بشان الاعتداء الصهيوني على لبنان في العدد 45 من المجلة والصادر بتاريخ 2006 - 08 - 24
وأخيلك اخي القارئ المهتم بهذا إلى موقع المجلة نفسه: http://www.alshareyah.net/TebianMagazine/TebyanSearch.aspx?es=4
ويمكنك البحث في العدد المذكور والتأكد من صحة ما أقول لتجد تناقضاً تاماً بين هذا وذاك.
ويمكنني أن أحيلك لتحميل نص البيان من موقع المجلة بامتداد pdf من الرابط التالي:
لا حول ولا قوة إلا بالله ( http://www.alshareyah.net/Data/TebianMagazine/Subjects/20060824_154355_76.pdf)
وهذا هو الموقف الرسمي المعبر عن رأي الجمعية، فضلاً عما بداخل العدد المذكور من مقالات تسعى في نفس المضمار ويكفي مراجعة فهرس العدد، وغيره من الأعداد مثل: العدد 67 الصادر بتاريخ 2008 - 06 - 01 وهذا للعلم والأمانة، والله الموفق.
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[14 - 08 - 08, 07:23 م]ـ
الأخ الفاضل إسماعيل سعد
اعتراضك فيه وجاهة ويدعو إلى النظر والتأمل فيما أصدرته الجمعية، فأنا غالبا ما أصلي صلاة الجمعة في مساجد الجمعية وأعرف أحاديثهم عن الشيعة جيدا، وهي تصب كلها في مضمون البيان القديم الذي وضعت رابطه.
بل يخبرني صديق لي يخطب في مساجد الجمعية الشرعية أنه تكلم عن الشيعة أيام حرب لبنان ليحذر الناس من ألاعيبهم فقاموا بإجراء تحقيق معه في شأن الخطبة.
ولكن يبدو والله أعلم أن أمر الشيعة الآن أصبح ظاهرًا جدًّا بحيث لا يخفى على الناظر، يشهد بذلك موقف الدكتور القرضاوي الذي تغيَّرت نظرته فجأة من محاباة الشيعة إلى التحذير من مخططاتهم التشيعية وفساد عقائدهم. فتغيير نظرة الجمعية ربما نبع من إدراك خطورتهم على العالم الإسلامي، واطلع الشيخ المهدي على ما لم يكن قد اطلع عليه قبل ذلك.
أما التشكيك في نية هذا الإصدار وإثبات ضغط عليهم فأمر فيه نظر، إذ من هذا الذي يمكنه الضغط على الجمعية سوى السلطات الحاكمة، والمعروف أن الحكومة لا يهمها أمرٌ كهذا لأن لعبة إيران وأمريكا مكشوفة للساسة والدبلوماسيين، والذي يتابع تحليلات السياسيين حتى العلمانيين منهم يعرف أن إيران يشغلها حقدها وعداوتها للعرب عن معاداتها لأمريكا، هذا إذا كان هناك عداء أمريكي إيراني أصلا. واللبيب يدرك البقية ..
ـ[هشام جبر]ــــــــ[14 - 08 - 08, 08:22 م]ـ
الإخوة الأفاضل: اتقوا الله فالشيخ محمد المختار محمد المهدي رجل لا يخشى في الله لومة لائم، وتاريخه مع الملك إدريس السنوسي ملك ليبيا السابق ونهيه من على المنبر وهو أي الملك حاضر الخطبة _ عن بيع الخمور في المملكة الليبية، فضلا عن عدم توليه أي منصب في الأزهر حتى لم يكن وكيلا ولا عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية التي يعمل بها، فضلا عن مقالاته الأخيرة في مجلة التبيان والتي يحث العلماء على تقوى الله وعدم الركون إلى الدنيا وأهل السلطان، وندوته عن تحديد النسل خير دليل، وندوته الأخيرة مع الدكنور زغلول النجار عن المؤامرة على العالم الإسلامي، فالرجل حفظه الله لا يقبل ضغطا من أحد وإنما هو بحث وتقصِ للحقائق، أسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا ويزيل الشحناء والبغضاء من نفوسنا ... آمين
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[15 - 08 - 08, 02:54 ص]ـ
حاشا لله أن أكون قصدت مس الشيخ الفاضل الدكتور المهدي -وفقه الله- فأنا من المعجبين به وبالخط الذي أخذته مجلة التبيان من البداية، ولكن أنا أتعجب وأحس بشيء غير طبيعي في هذا الموقف المتغير، فإذا تأمل القارئ البيان الأول تفصيلاً ووعى مرماه يجده يحمل تأكيداً على إقرار مبدأ التقريب بين المذاهب -على الأقل- أما في المقال الأخير فإن هذه الفكرة انتفيت تماماً بل والمقرر فيه استحالة التقريب.
وجزاكم الله خيرًا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[15 - 08 - 08, 05:00 م]ـ
ولكن أنا أتعجب وأحس بشيء غير طبيعي في هذا الموقف المتغيرلا عجب أخي الفاضل فقد كان الكثير والكثير من علماء المسلمين وعامتهم يهللون للشيعة وينخدعون بهم ويتخذونهم قدوة في بعض الأوقات أو ينادون بذلك
لكن شاء ربك وله الحمد والشكر أن ينكشف الأمر ويظهر المستور ويظهر الوجه الحقيقي للشيعة الروافض الصفويين خاصة بعد احتلال العراق وما جرى فيه ثم ما تلاه من أحداث في لبنان وسوريا وغيرها من بلاد المسلمين
فأفاق العلماء والعوام والناس كلهم على الوجه الحقيقي للرافضة ومن هنا تغيرت المواقف
فمن كان ينادي بالتقريب تكشفت له الأمور وأصبح يحذر منهم كالقرضاوي وغيره
هذا ما جرى أخي بالتحديد
والحمد لله تعالى ما أسسه الرافضة في سنين قد هدمه الله في أيام
وخسر الرافضة في هذه الأعوام الأخيرة ما ربما يكون سببا في هدم مذهبهم خاصة بعدما تحول العديد من أئمتهم إلى الإسلام والسنة وبينوا ما في الرفض من مصائب مثلما فعل آية الله البرقعي (وقد كان مقربا للخميني في شبيبته قبل توليه الدولة) وقد أصدر البرقعي كتابه (كسر الصنم) من قرأه تأكد له مدى الضلال في مذهب الشيعة هؤلاء
فالحمد لله الذي أظهر حقيقة هؤلاء للناس وكشف ضلالهم للجميع
وهذا أخي سبب تغير المواقف التي رأيتها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/47)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - 08 - 08, 01:26 ص]ـ
ديبلوماسيون إيرانيون ولاجئون عراقيون وراء الظاهرة .. الأزهر ينظم دورات للأئمة والخطباء لمواجهة تسلل الفكر الشيعي
كتب محمد رشيد (المصريون):: بتاريخ 15 - 8 - 2008
أصدر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر تعليمات لإدارة الوعظ والإرشاد بمجمع البحوث الإسلامية بتنظيم دورات للأئمة والخطباء، حول مواجهة الفكر الشيعي والتصدي له، والرد على ما يروج له من أباطيل من واقع القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة.
يأتي ذلك في ضوء تقارير للجنة المتابعة بالمجمع، تحذر من ظاهرة التغلغل الشيعي في مصر في الآونة الأخيرة وخاصة في مساجد الحسين والسيد نفسية والسيدة عائشة.
وذكرت مصادر بإدارة الوعظ والإرشاد لـ "المصريون" أنه سيتم في غضون الأيام القادمة تحديد موعد بدء تلك الدورات، والإعداد للقضايا والموضوعات التي سيتم طرحها، وتركز خصوصا على تفنيد ادعاءات الشيعة، واختيار العلماء، الذين سيقومون بالمحاضرة فيها.
وتعد هذه المرة الأولى التي ينظم فيها الأزهر مثل هذه الدورات، وذلك بعد تحذيرات من مخاطر انتشار الفكر الشيعي، وتزايد عدد المتشيعين المصريين، خاصة منذ مجيء الشيعة العراقيين لمصر، والمطالب بإنشاء مساجد خاصة للشيعة في مصر، وأيضا اختراق الشيعة للطرق الصوفية من خلال اتصالات مع رموز شيعية ودبلوماسيين إيرانيين.
ورجحت المصادر، أن تكون الدورات المقررة بناء على مطالب أمنية، بعد الدورات التدريبية التي نظمتها جهات أمنية مؤخرا لضباط الشرطة لمواجهة التغلغل الشيعي في مصر، والتي حاضر فيها العديد من علماء الأزهر.
جدير بالذكر أن شيخ الأزهر رفض دعوات إيرانية مؤخرا لزيارة إيران، مشترطا إلغاء اسم شارع خالد الإسلامبولي في طهران كما أنه أعلن عدم فتح معاهد أزهرية هناك.
يأتي ذلك بالتزامن مع صدور تحذير من الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة في مصر، من الانبهار بانتصار تنظيم "حزب الله" اللبناني على إسرائيل، مؤكدا أن للحزب معتقدات فاسدة تطعن في أصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وخاصة الخلفاء الراشدين الثلاثة الأول.
واتهمت في البيان الذي وقعه الدكتور محمد المختار المهدي رئيس الجمعية والأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، الشيعة بأنهم يتعاملون بالتقية مع عموم المسلمين ويقولون بعصمة الأئمة، معتبرا أن هذه الأمور تقطع الطريق على أي لقاء بينهم وبين أهل السنة، وإن كان البيان ألمح إلى وجود عقلاء في طائفة الشيعة يحاولون تصحيح "تطهير الفكر الشيعي من هذه الأباطيل"
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=52607&Page=1
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[12 - 04 - 10, 12:58 ص]ـ
شكرا لكم
ـ[سفيان السلفي]ــــــــ[12 - 04 - 10, 01:57 م]ـ
الواجب على المؤسسات الشرعية في جميع دول الإسلام التحذير من حزب الشيطان فقد اغتر به الكثير من المغفلين الذين راحو ضحية الدعاية الإعلامية
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - 05 - 10, 04:09 م]ـ
جزاكم الله جميعًا خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى(51/48)
نكره المعصية ولا نكره العاصي!!
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[13 - 08 - 08, 11:57 ص]ـ
السلام عليكم
انتشر في هذه الأيام من خلال بعض المتحدثين عن الإسلام هذه العبارة (نكره المعصية ولا نكره العاصي)!! فما مدى صحتها. بارك الله في أهل الحديث وغيرهم من أهل الإسلام
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[13 - 08 - 08, 03:36 م]ـ
يا سلااااااااااااااااااااااااااام!!!!!!!
قل لهم من قال بهذا القول من السلف؟؟؟
ثانيا:اليست هذه الفعلة هي القشة التي قسمت ظهر بني اسرائيل حيث كانوا ينكرون على أهل المنكر ثم يأتون ويجالسونهم ويسامرونهم , فأنزل الله - عز وجل - عذابه على الجميع.
نسأل الله العافية والسلامة.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[13 - 08 - 08, 03:40 م]ـ
يا سلااااااااااااااااااااااااااام!!!!!!!
قل لهم من قال بهذا القول من السلف؟؟؟.
يقول:
من قواعد أهل السنة والجماعة ........ ثم يذكر قاعدته!!
ـ[عبدالله الحصين]ــــــــ[13 - 08 - 08, 05:06 م]ـ
هذا كقول بعضهم إنما نكره عمل الكافر لا الكافر بعينه
وإنما أتوا من عدم تفريقهم بين الإحسان والكره
ثم الحب مراتب فهل يستوي حب الصالح مع الطالح
فإن الصالح تحبة لأعماله الظاهرة الدالة على تعظيمه لشعائر الله
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[13 - 08 - 08, 05:33 م]ـ
من لوازم هذه القاعدة - وليست بقاعدة - الفاسدة , ما ذكره الأخ الحصين فهل سيقولون: إنما نكره عمل الكافر لا الكافر بعينه , فألزمهم بها.
ثم إ ذا لم يكرهوا العاصي أو الكافر فهما هو الشعور الوسط بين الكره والحب الذي يشعرون به نحوهم.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[13 - 08 - 08, 08:00 م]ـ
من لوازم هذه القاعدة - وليست بقاعدة - الفاسدة , ما ذكره الأخ الحصين فهل سيقولون: إنما نكره عمل الكافر لا الكافر بعينه , فألزمهم بها.
ثم إ ذا لم يكرهوا العاصي أو الكافر فهما هو الشعور الوسط بين الكره والحب الذي يشعرون به نحوهم.
لكن المهم
نريد ردا علميا بالآيات والأحاديث وكلام العلماء كما كان يفعل ابن تيمية مع الفِرق والمخالفين في ما هو أكثر من ذلك.
ـ[عبدالله الحصين]ــــــــ[16 - 08 - 08, 06:20 م]ـ
لعموم ما جاء في الحديث
(أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله)
فلإنسان تبع لمحبوبه فإذا كان المسلم متلبس بشيء من المعاصي نقص مقدار محبتي له بحسب جرمه
وجاء رجل فسأل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة يا رسول الله؟ قال ما أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله قال (أنت مع من أحببت)
والمغالاة في الكره مذموم قال ابن سحمان:
لثاني: من يحب من وجه ويبغض من وجه، فهو المسلم الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فيحب ويوالي على قدر ما معه من الخير، ويبغض ويعادي على قدر ما معه من الشر ومن لم يتسع قلبه لهذا كان ما يفسد أكثر مما يصلح .. وإذا أردت الدليل على ذلك فهذا عبد الله بن حمار. وهو رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - كان يشرب الخمر، فأتي به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعنه رجل وقال: ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله)) مع أنه صلى الله عليه وسلم لعن الخمر وشاربها وبائعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه.
من جعل الكره للمعصية دون العاصي فهذا لا يتحقق إلا في الإذهان أما تحققها في الخارج فيلزم كره مرتكب المعصية
ـ[أبو أسامة الحربي]ــــــــ[18 - 08 - 08, 11:27 ص]ـ
وجدت هذا لعله يفيد:
تحقيق التوازن بين بغض العصاة ودعوتهم / القاضي/ فهد بن ناصر السليمان
كيف أحقق التوازن بين البغض في الله تجاه مسلم عاص فاسق وبين الدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة ولين القول وحسن المعاملة؟ وأيضا كيف أحقق هذا التوازن في حالة أخرى يكون فيها هذا المسلم العاصي الفاسق هو أستاذي في الدراسة؟ في الحقيقة لقد اختلط الأمر علي ولا أعرف ماذا أفعل؟
------
الحمد لله. أما بعد:
فقد قال الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) [النحل:125].
وقال تبارك وتعالى: (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) [الذاريات:55].
وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه… " الحديث.
ففي الآيتين المتقدمتين الأمر بتذكير الناس ودعوتهم إلى الله عز وجل، وفي الحديث المتقدم بيان لدرجات تغيير المنكر وأنها ثلاث: تغير باليد، و باللسان، وبالقلب.
فعلم من هذا أن الواجب على المسلم أن يذكر بالله تعالى، وأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حسب استطاعته، قال تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) [التغابن:19].
وقال صلى الله عليه وسلم "وإذ أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" جزء من حديث متفق عليه، ثم إن التذكير والنصح في الله تعالى هو واجب المسلم نحو أخيه المسلم كيف كان - رئيساً أو مرؤوساً، ففي صحيح مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه: " الدين النصيحة" وفيه "لأئمة المسلمين وعامتهم".
وفي الصحيحين من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم.
والعاصي تكره ما فيه من عصيان وتحبه بقدر ما فيه من طاعة فحب العابد الطائع لربه العالم بدينه ليس كحب غيره. والإنسان في الحقيقة قد يكون داعية إلى الله بحسن خلقه فكم من إنسان هداه الله عز وجل ومنَّ عليه بالتوبة لحسن خلق من ينصحه ولا شك أن النفوس مجبولة على محبة محاسن الأخلاق ومحبة من يتصف بها. والله الهادي إلى سواء السبيل
--------------
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&Itemid=0&catid=1250&id=21942
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/49)
ـ[أحمد الصقعبي]ــــــــ[18 - 08 - 08, 02:08 م]ـ
الشيخ البراك سئل عن الذي يقول:نكره أعمال الكفار و لا نكره ذواتهم.
فأجاب: إذن نحب أعمال المؤمنين و لا نحب ذواتهم، ثم بين فساد هذا القول
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[18 - 08 - 08, 02:24 م]ـ
الشيخ البراك سئل عن الذي يقول:نكره أعمال الكفار و لا نكره ذواتهم.
فأجاب: إذن نحب أعمال المؤمنين و لا نحب ذواتهم، ثم بين فساد هذا القول
راااااااااااااااااااااااااااااااائع
هكذا كلام العلماء، القليل منه كالبحر يذوب فيه كلام غيرهم.
المعذرة لكل من شارك فأنا اقلكم شئناً.
ومع هذا نريد المزيد من التفصيل.
ولو أنَّ أحدا رفع كلام الشيخ بالكامل فأفادنا جميعا(51/50)
ابن قتيبة الدينوري في ميزان أهل العلم
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[13 - 08 - 08, 12:04 م]ـ
منقول من مقدمة نور الله بيكر لكتاب ابن قتيبة "تأويل مختلف الحديث" (ص 39 - 43/ ط. مؤسسة الريان)
-------------
ولد الحافظ عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري في مستهل رجب سنة 213 هـ، وتوفّي في رجب سنة 276 هـ، وقد ألّف رحمه الله في شتّى العلوم؛ مثل اللغة والأدب والتفسير والحديث وغيرها، وقد وصفه شيخ الإسلام ابن تيميّة بأنه "خطيب أهل السنّة".
منزلته العلميّة وآراء العلماء فيه:
----------------
قال ابن النديم في الفهرست (ص 85): كان صادقاً فيما كان يرويه، عالماً باللغة، والنحو، وغريب القرآن ومعانيه، والشعر، والفقه؛ كثير التصنيف والتأليف.
وقال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (10/ 170): كان ثقة ديِّناً فاضلاً، وهو صاحب التصانيف المشهورة.
وقال أبو البركات الأنباري في نزهة الألباء (ص 209): كان فاضلاً في اللغة والنحو والشعر؛ متفنّناً في العلوم.
وقال ابن الجوزي في المنتظم (5/ 102): كان عالماً ثقة ديِّناً فاضلاً، وله التصانيف المشهورة.
وقال القفطي في انباه الرواة (2/ 144): كان ثقة ديِّناً فاضلاً.
وقال ابن خلِّكان في وفيات الأعيان (3/ 42): كان فاضلاً ثقة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة في تفسير سورة الإخلاص (ص 252): يُقال هو لأهل السنّة مثل الجاحظ للمعتزلة، فإنه خطيب السنّة كما أن الجاحظ خطيب المعتزلة.
وقال الذهبي في تذكرة الحفّاظ (2/ 633): ابن قتيبة من أوعية العلم، لكنه قليل العمل في الحديث، فلم أذكره.
وقال في الميزان (2/ 503): صاحب التصانيف صدوق قليل الرواية.
وقال في السير (13/ 298): كان رأساً في علم اللسان العربي والأخبار.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (11/ 48): صاحب المصنّفات البديعة المفيدة المحتوية على علوم جمّة نافعة.
وقال مسلمة بن قاسم - نقله ابن حجر في اللسان 3/ 358 - : كان لغويًّا كثير التأليف، عالماً بالتصنيف، صدوقاً من أهل السنّة، يُقال: كان يذهب إلى قول إسحاق بن راهويه.
وقال نفطويه - نقله ابن حجر في اللسان 3/ 358 - : كان إذا خلا في بيته وعمل شيئاً جوّده، وما أعلمه حكى شيئاً في اللغة إلاّ صدق فيه.
وقال ابن حزم - نقله ابن حجر في اللسان 3/ 358 - : كان ثقة في دينه وعلمه.
وقال الحافظ السِّلَفي - نقله ابن حجر في اللسان 3/ 359 - : كان ابن قتيبة من الثقات، ومن أهل السنّة.
هذه جمل من آراء العلماء الأفاضل في ابن قتيبة رحمه الله.
أما أبو الطيّب فقال في مراتب النحويّين (ص 136 - 137) - وهو يذكر بعض شيوخ ابن قتيبة -: "أخذ عن أبي حاتم ... وقد أخذ ابن دريد عن هؤلاء كلّهم وعن الأشنانداني؛ إلاّ أن ابن قتيبة خلط عليه بحكايات عن الكوفيّين لم يكن أخذها عن ثقات؛ وكان يتسرّع في أشياء لا يقوم بها، نحو تعرّضه لتأليف كتابه في النحو، وكتابه في تعبير الرؤيا، وكتابه في معجزات النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وعيون الأخبار، والمعارف، والشعراء، ونحو ذلك ممّا أُزرِي به عند العلماء، وإن كان نَفَقَ بها عند العامّة ومن لا بصيرة له.
هذا قول لا يُقبَل، لأن كتبه أصدق دليل على بطلانه حيث أثنى عليها عدد من العلماء - كما مرّ قبل قليل -. هذه الكتب التي ذكرها أبو الطيّب من أنفع كتب ابن قتيبة وأجلّها، وهي نالت حظوة عند العلماء الأفاضل قديماً وحديثاً.
وقال الحاكم: أجمعت الأمّة على أن القتبي كذّاب.
فقال الحافظ الذهبي في الميزان (2/ 503): قلتُ: هذه مجازفة قبيحة، وكلام من لم يَخَفِ الله.
وقال في المغني (1/ 357): هذا بغي وتخرّص، بل قال الخطيب: هو ثقة.
وقال في في السير (13/ 299): قلتُ: هذه مجازفة وقلّة ورع، فما علمتُ أحداً اتهمه بالكذب قبل هذه القولة، بل قال الخطيب: إنه ثقة.
وما قاله الذهبي هو القول الفصل.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[13 - 08 - 08, 12:45 م]ـ
بإذن الله سأنقل غداً صباحاً فصل " عقيدة ابن قتيبة " من مقدمة نور الله بيكر.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[14 - 08 - 08, 07:49 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/51)
كتب فضيلة الدكتور علي بن نفيع العلياني رسالة ماجستير بعنوان "موقف ابن قتيبة من عقيدة السلف" في سنة 1401 هـ (طبعها بعنوان "عقيدة الإمام ابن قتيبة" في مكتبة الصديق/الطائف)، تناول فيها ما قاله ابن قتيبة في المسائل العقدية التي استخرجها من كتبه مثل "تأويل مشكل القرآن" و"تأويل مختلف الحديث" و"الاختلاف في اللفظ" ...... وقارنه بآراء أهل السنة والجماعة، وتوصّل إلى نتيجة وهي: أن ابن قتيبة من علماء أهل السنة والجماعة.
هذا، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله تعالى: وكان ابن قتيبة يميل إلى مذهب أحمد وإسحاق، وقد بسط الكلام على ذلك في كتابه في المشكل وغيره. (تفسير سورة الإخلاص ص 223)
وقال أيضاً: ابن قتيبة هو من المنتسبين إلى أحمد وإسحاق، والمنتصرين لمذاهب السنة المشهورة، وله في ذلك مصنفات متعددة. (تفسير سورة الإخلاص ص 251)
أما أبو بكر البيهقي فقال: كان يرى رأي الكرّاميّة. (سير النبلاء 13/ 298؛ لسان الميزان 3/ 357)
وقال الذهبي: نقل صاحب مرآة الزمان (هو سبط ابن الجوزي المتوفّى 654 هـ، وفيه كلام) بلا إسناد عن الدارقطني أنه قال: كان ابن قتيبة يميل إلى التشبيه.
قلتُ (أي الذهبي): هذا لم يصح، وإن صح فسحقاً له، فما في الدين محاباة. (سير النبلاء 13/ 298)
ولقد ألّف ابن قتيبة كتاب "الاختلاف في اللفظ والرد على الجهميّة والمشبّهة"، وهذا الكتاب أقوى دليل على بطلان هذا القول.
هذا، وهو القائل في هذا الكتاب (في آخر الموضوع الثاني والخمسين/ ص 573): " ... قلنا: نحن لا ننتهي في صفاته عزّ وجلّ إلاّ إلى حيث انتهى رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولا ندفع ما صحّ عنه، لأنه لا يقع في أوهامنا ولا يستقيم على نظرنا؛ بل نؤمن به من غير أن نقول فيه بكيفيّة، أو حد، أو أن نقيس على ما جاء ما لم يأت".
وهو القائل في هذا الكتاب أيضاً (في آخر الموضوع الثالث والخمسين/ ص 576): "ولا نقول أصبع كأصابعنا، ولا يد كأيدينا، ولا قبضة كقبضاتنا، لأن كلّ شيء منه جلّ وعزّ لا يشبه شيئاً منّا".
وله أقوال أخرى غير ما سبق في هذا الكتاب وغيره من كتبه تدل دلالة واضحة على بطلان هذا القول، والله تعالى أعلم.
انتهى.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 09:50 ص]ـ
يُرفَع للفائدة.
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[30 - 05 - 10, 11:30 ص]ـ
يُرفَع للفائدة.
بارك الله فيك.
وأيضًا فقد ذبَّ أخوك عن عرض هذا الإمام النبيل في ترجمته من تعليقه على كتابه: (تأويل مختلف الحديث) فحمِّله من هنا ( http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=3731)
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[31 - 05 - 10, 03:33 م]ـ
انظر مقدمة التحقيق الشيخ سليم الهلالي لكتابه الرد على الجهمية.
و هو من اهل السنة و الكوثري يكره اعتقاده السلفي و ألف كتابه في الرد عليه
ـ[ليث بجيلة]ــــــــ[31 - 05 - 10, 10:55 م]ـ
رحمه الله رحمةً واسعة وغفر له ذنبه.
ـ[محمد السطيفي]ــــــــ[01 - 06 - 10, 08:01 ص]ـ
شكرا أخي(51/52)
فائدة حول ادعاء النصارى أن القرآن سوى بين الأديان لشيخ الاسلام
ـ[عماد الجراري]ــــــــ[13 - 08 - 08, 06:38 م]ـ
فائدة حول ادعاء النصارى أن القرآن سوى بين الأديان لشيخ الاسلام
فصل في ادعاء النصارى أن القرآن سوى بين الأديان
قالوا في سورة المائدة (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
فساوى بهذا القول بين سائر الناس اليهود والمسلمون وغيرهم
والجواب أن يقال أولا لا حجة لكم في هذه الآية على مطلوبكم فإنه يسوي بينكم وبين اليهود والصابئين وأنتم مع المسلمين متفقون على أن اليهود كفار من بعث المسيح إليهم فكذبوه
وكذا الصابئون من حيث بعث إليهم رسول فكذبوه فهم كفار فإن كان في الآية مدح
لدينكم الذي أنتم عليه بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم ففيها مدح دين اليهود أيضا وهذا باطل عندكم وعند المسلمين
وإن لم يكن فيها مدح اليهود بعد النسخ والتبديل فليس فيها مدح لدين النصارى بعد النسخ والتبديل
وكذلك يقال لليهودي إن احتج بها على صحة دينه
وأيضا فإن النصارى يكفرون اليهود فإن كان دينهم حقا لزم كفر اليهود وإن كان باطلا لزم بطلان دينهم فلا بد من بطلان أحد الدينين فيمتنع أن تكون الآية مدحتهما وقد سوت بينهما
فعلم أنها لم تمدح واحدا منهما بعد النسخ والتبديل وإنما معنى الآية أن المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم والذين هادوا الذين اتبعوا موسى عليه السلام وهم الذين كانوا على شريعته قبل النسخ والتبديل والنصارى الذين اتبعوا المسيح عليه السلام وهم الذين كانوا على شريعته قبل النسخ والتبديل
والصابئون وهم الصائبون الحنفاء كالذين كانوا من العرب وغيرهم على دين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق قبل التبديل والنسخ
فإن العرب من ولد إسماعيل وغيره الذين كانوا جيران البيت العتيق الذي بناه إبراهيم وإسماعيل كانوا حنفاء على ملة إبراهيم إلى أن غير دينه بعض ولاة خزاعة وهو عمرو بن لحي وهو أول من غير دين إبراهيم بالشرك وتحريم ما لم يحرمه الله ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه أي أمعاءه في النار) وهو أول من بحر البحيرة وسيب السوائب وغير دين إبراهيم
وكذلك بنو إسحاق الذين كانوا قبل مبعث موسى متمسكين بدين إبراهيم كانوا من السعداء المحمودين فهؤلاء الذين كانوا على دين موسى والمسيح وإبراهيم ونحوهم الذين مدحهم الله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون من آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
فأهل الكتاب بعد النسخ والتبديل ليسوا ممن آمن بالله ولا باليوم الآخر وعمل صالحا كما قال تعالى (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)
كتاب دقائق التفسيرلشيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله، الجزء 2(51/53)
أكاذيب صوفية
ـ[شتا العربي]ــــــــ[13 - 08 - 08, 10:07 م]ـ
يظهر أن الصوفية اعتادوا على الكذب
فقد رأيت مشاركة في الملتقى بالأمس أو أول أمس بها كتاب بعنوان (في ملكوت الله مع أسماء الله) ولم يذكر صاحب المشاركة أي تفاصيل عما في داخل الكتاب [ويظهر أنها حذفت ولله الحمد لأني بحثت عنها الآن لأنبه عليها فلم أجدها]
وقد حملتُ الكتاب ولضيق الوقت لم أطالعه سوى الآن
فأول ما طالعني هو اسم المؤلف:
العارف بالله المرحوم الشيخ عبدالمقصود محمد سالم
ثم بدأت المصائب تتوالي في النقل عن ابن عربي ويسميه بسيده ابن عربي
وينقل عن غيره من أسياده
وأخيرا ترجم المؤلف لنفسه وأفاض في فضائل أسياده وتخاريفهم ولكن أكبر الطوام في نظري ما قاله في صحيفة 132 من كتابه حيث ادعى بأنه رأى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في بشرى منامية يقول له ما معناه -حسب قوله-: (لا عليك في أن تسلك مع القوم طريقهم) فيدعي بأنه بدأ بعد ذلك في الاتصال بالطريقة الشاذلية والرفاعية والبيومية وغيرها من الطرق
وبدأ يذكر أسياده ويثني عليهم أمثال (إبراهيم أبو خليل) الذي وصفه بالتقي
وصدق رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عندما قال: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
ـ[شتا العربي]ــــــــ[13 - 08 - 08, 10:15 م]ـ
ويقول صاحب نفس الكتاب السابق في الصحيفة 134 ما نصه:
(وتحدُّثًا بنعمة الله تعالى، كنت أذكر بعض الأسماء مثل: (حي ـ حق ـ لطيف ـ نور) مائة ألف مرة في الليلة الواحدة، وذلك أثناء قيامي بالخدمة الليلة كأعمال التليفونات والداورية التي كانت تمتد خدمتي فيها إلى الساعة السابعة صباحا)
فهل كان يعمل هذا الرجل بالخدمة فعلا كما يقول أو يأخذ معه عدة موظفين بالكمبيوترات تمشي خلفه لعد هذه المائة ألف التي يدعيها أم أن المائة ألف هذه كلام في الهواء؟ أكاذيب وفبركات يعني
ـ[شتا العربي]ــــــــ[13 - 08 - 08, 10:20 م]ـ
وفي الصحيفة 136 من نفس الكتاب يذكر الرجل بأنه قد أسس جمعية تلاوة القرآن الكريم وذكر أن الجلسات كانت تبدأ بتلاوة الفاتحة ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالصيغة الإبراهيمية (التشهد)
وهذه البداية الخاصة بالجلسات بهذا الشكل يدعي الرجل أنه حصل -حسبما يدعي- (وذلك بناء على إشارة نبوية منامية)
يعني النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي حدد له هذه الطريقة في بداية الجلسات
ـ[شتا العربي]ــــــــ[13 - 08 - 08, 10:29 م]ـ
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 03:30 م]ـ
=============
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[20 - 08 - 08, 08:17 م]ـ
بارك الله فيك كيف الحصول على نسخة من هذا الكتاب الذي يبدو فيه الكثير والكثير
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[20 - 08 - 08, 11:58 م]ـ
صدق الشيخ الجليل عبد الرحمان عبد الخالق حين قال في الصوفية:
هذا دين مستقل بذاته
ـ[شتا العربي]ــــــــ[22 - 08 - 08, 11:36 م]ـ
صدق الشيخ الجليل عبد الرحمان عبد الخالق حين قال في الصوفية:
هذا دين مستقل بذاته
أحسنتم أخي الفاضل بارك الله فيكم وفي الشيخ الفاضل وجزاكم الله خيرا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[22 - 08 - 08, 11:37 م]ـ
بارك الله فيك كيف الحصول على نسخة من هذا الكتاب الذي يبدو فيه الكثير والكثير
وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا أخي الحبيب أبا عثمان
وقد أرسلتُ لك رابطه(51/54)
منهج أهل السنة والجماعة 4
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[14 - 08 - 08, 01:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني أن أستكمل ذكر بعض الفوائد حول موضوع منهج أهل السنة والجماعة، حيث ذكرت في مواضيع سابقة:-لماذا ندرس منهج أهل السنة والجماعة؟
-تعريفات مهمة.
-مميزات المنهج الحق.
-الثمرات المترتبة على دراسة العقيدة.
-خصائص أهل السنة والجماعة في العقيدة والمنهج.
-الملامح العامة لأهل السنة والجماعة.
وبإذن الله سيكون الحديث في هذا الموضوع عن:
-أصول المعرفة والتلقي والإستدلال عند أهل السنة والجماعة.
-النتائج والثمرات الناتجة من هذه الأصول.
_أصول المعرفة والتلقي والإستدلال عند أهل السنة والجماعة:
1.أعظم ميزان عندهم هو تعظيم القرآن والسنة ونصوص الشرع الواردة فيهما، فهذا هو مقتضى الإسلام الذي هو الإستسلام والتسليم لما جاء فيهما والرجوع إليهما،وهذا يكون في جوانب الحياة كلها فأهل السنة إذا: كل ماوافق الكتاب والسنة أثبتوه وكل ماخالفهما أبطلوه، ولايردون شيئا من الأدلة لأهوائهم ومطامعهم.
2.إعتمادهم على السنة الصحيحة متواترة كانت أم آحادا في العقائد والأحكام.
3 - صحة فهم النصوص، والإعتناء بذلك ومن أجل ذلك كان من مميزاتهم في هذا الباب:-الإعتماد على منهج الصحابة في الأخذ من القرآن والسنة لأن الله عز وجل زكاهم في كتابه ولأنهم شهدوا التنزيل وعاصروا الحبيب صلى الله عليه وسلم.
-معرفة لغة العرب الذين نزل القرآن بلغتهم.
-الإعتناء بعلم أصول الفقه وغيره من العلوم النافعة في هذا الباب.
4.الحرص على جمع النصوص في المسألة الواحدة ومعرفة الحكم الشرعي فيها، وإذا وقع التعارض فإنهم يرجحون ترجيحا صحيحا وفق قواعده،وإن لم يمكن الترجيح ولاالجمع فإنهم يتوقفون ولايقولون على الله بغير علم.
5.يعتنون بمعرفة وفهم ومراعاة مقاصد الشريعة.
6.الكتاب والسنة عندهم اشتملت على أصول الدين، فلامجال لأخذ شيء من أصول الدين من غير الكتاب والسنة، لعدم النقص فيهما. ولامجال للإجتهاد في ذلك.
7.لايقع عندهم نسخ في الأخبار لافي القرآن ولافي السنة، فالأحبار شيء مضى وانتهى لايمكن نسخه.
8.لاتعارض عنده بين القرآن والسنة، وإن حصل تعارض فالخلل من فهم الشخص لامن النصوص. وكذلك لاتعارض عندهم بين النص والعقل والعلم الصحيح.
9.يؤمنون بالمتشابه ويعملون بالمحكم. وظواهر النصوص عندهم مفهومة لدى المخاطبين.
10.إجماع السلف عنده حجة شرعية ملزمة لمن بعدهم.
11.لايقرون قولا ولايقبلون اجتهادا إلا بعد عرضه على الكتاب والسنة والرد عند التنازع في ذلك إليهما.
12.يبتعدون عن المراء في الدين ويجادلون بالحسنى،وماصح النهي عن الخوض فيه فإنهم يمتثلون ولايخوضون، وهم في ردودهم يمتثلون منهج الوحي في الرد، ولايقابلون البدعة ببدعة، ولاالتفريط بالغلو ولا العكس.
13.لايعارضون الكتاب والسنة بعقل أو رأي أو قياس مبني على هوى نفس لااجتهاد شرعي.
14.الجماعة عندهم هي مناط النجاة في الدنيا والآخرة.
15.يجب الإلتزام بالألفاظ الشرعية والإبتعاد عن الألفاظ الحادثة والمجملة والمحتملة، فما كان حقا أثبتوه بلفظه الشرعي وماكان باطلا ردوه.
16.لايوجبون على العاجز مايجب على القادر في العلم وغيره.
17.الرؤى والفراسة وإن كانت صوابا إلا أنها ليست مصدرا للتلقي والتشريع بل هي مجرد مبشرات.
-النتائج التي تنتج من الإستدلال الصحيح عند أهل السنة والجماعة:
1.تحقيق كمال الدين وتمام النعمة وقيام الحجة.
2.بيان ثبوت العصمة للشارع.
3.التصديق والتعظيم والتسليم والإفتقار لنصوص الكتاب والسنة وعدم رد شيء منها.
4.عصمة علوم أهل السنة والجماعة، فهي بالدليل معصومة.
5.السكوت عما سكت عنه السلف الصالح رحمهم الله.
6.النجاة المحضة موقوفة على متابعة المنهج الحق.
7.شرف الإنتساب للسلف الصالح.
8.تكثير الصواب وتقليل الخطأ.
9.الإستغناء بالكتاب والسنة عما سواهما.
10.الإستدلال هو الطريقة الأعلم والأسلم والأحكم.
11.مخالفة مسائل الأمم الضالة ومناهجهم، بل واجتماع محاسنهم عند أهل الحق
.
12.اليقين والثبات لأهل الحق والإضطراب والشك والضياع لأهل الباطل.
13.عمق العلم وسداد العقل ورجاحة الرأي.
14.قيام المدنية وازدهار الحضارات.
15.توحيد الصفوف وجمع الكلمة على الكتاب والسنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/55)
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم،
وسيكون الموضوع القادم حول:-الأصول المتفق عليها عند أهل السنة والجماعة.
-الأمور التي يقبل فيها الخلاف عندهم.
-مسائل الإجتهاد وموقفهم منها.
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[14 - 08 - 08, 01:58 ص]ـ
هذه المواضيع السابقة للفائدة والترتيب
منهج أهل السنة والجماعة 1
لماذ ندرس منهج أهل السنة والجماعة؟
1.لأن الله عز وجل لايقبل من العمل إلا ماكان خالصا صوابا ولايتأتى ذلك إلا بالسير على المنهج الحق.
2.كثرة اللبس والتضليل على المنهج الحق من أهل الأهواء والبدع وغيرهم.
3.تخاذل وضعف كثير من أهل الحق عن تطبيقه.
4.لاسبيل إلى الدعوة إلا بهذا المنهج بل تتأكد دراسته حين تعظم الغربة وتكبر البدعة.
5.احتجاج أهل الباطل وشبهاتهم التي تحتاج إلى بيان.
6.كثرة الأخطاء الواقعة في فهم المنهج وتطبيقه ومن أبرزها:
1.اعتبار أقوال الرجال مقياسا للحق، وإنما المقياس الحق هو الكتاب والسنة وماكان عليه الصحابة، وليس قول أحد حجة على الحق وأقوال الرجال يحتج لها لابها، ويتبع ذلك: تقويم الأشخاص والجماعات فنقول هذا ضال وهذا مبتدع أو هذه جماعة ضالة لأن فلان قال فيها كذا دون النظر إلى حجة ودليل القائل، قال شيخ الإسلام رحمه الله:"والمقصود أن من نصب إماما فأوجب إمامته مطلقا إعتقادا أو حالا فقد ضل في ذلك" وقال كذلك:"فقد شابه الرافضة".
2.الخلط في المصطلحات الشرعية مثل: المصلحة فيفعل الحرام ويترك الحلال بحجة المصلحة، ومثلها المفسدة والفتنة والوسطية والعدل والمساواة وغيرها من المصطلحات التي تفسر وفق الأهواء ويترك التفسير الشرعي لها.
3.اعتبار حال بلد أو مجتمع هو الحق وماعداه فهو الباطل ومن ذلك نفي كل فكرة وافدة حتى لو كانت نافعة ولاتخالف المنهج واعتبار أن رفضها من المنهج لأنها وافدة.
4.تعميم اجتهادات آحاد السلف بل وتنزيلها على غير مرادها.
5.جعل المقياس في صحة المنهج كثرة الأتباع،وهذا خطأ بل لم يكن في يوم من الأيام دليلا.
6.الخلط بين المسائل التي يسوغ فيها الخلاف والتي لايسوغ فيها الخلاف والجدل العقيم والتعصب الناتج عن مناقشتها.
منهج أهل السنة والجماعة 2
-تعريفات مهمة:
.معنى أهل السنة والجماعة:
السنة هنا ضد البدعة بينما الجماعة ضد الفرقة وعلى هذا فأهل السنة والجماعة: هم من سار على الطريقة التي سار عليها الصحابة من اتباع السنة والحرص على جماعة المسلمين والحرص على الإتباع وترك الإبتداع، وسموا أهل السنة لتميزهم عن الروافض اللذين طعنوا في الصحابة. وسموا أهل الجماعة لتميزهم عن الخوارج اللذين هم أهل الفرقة.
ومن أسمائهم الثابتة:
(أهل الأثر-أهل الحديث-السلف-الطائفة المنصورة-الفرقة الناجية) فيرجع إلى تعاريفها.
ومنهج أهل السنة والجماعة: هوطريقهم الواضح المستقيم في العقيدة والعبادة والسلوك والأخلاق والعمل.
وما أكثر من يدعي لنفسه هذا اللقب لكن الميزان الذي نعرف به أهل السنة والجماعة هو الكتاب والسنة ومدى تقيد من يدعي هذا اللقب بهما.
-مميزات المنهج الحق:
1.الربانية فهو من عند الله عز وجل.
2.أنه منهج منجي من النار بدليل حديث الإفتراق.
3.أنه منهج وسطي بين الغلو والجفاء (يرجع إلى الواسطية لابن تيمية)
4.أنه منهج مجمع عليه من القرون المفضلة.
5.أنه منهج سهل ميسر لمن أراد الحق والهدى.
6.أنه منهج عادل لأنه من عند الله.
-الثمرات المترتبة على دراسة العقيدة:
1.ابتعاد المسلم عن الشكوك والأوهام والتضارب.
2.تعظيم نصوص الكتاب والسنة.
3.الإرتباط بالسلف الصالح من القرون المفضلة والإعتزاز بما كانوا عليه من الهدى.
4.إتباع أمر الله بلزوم ماكان عليه السلف الصالح والنجاة من الوعيد الذي ينتج عن ترك منهاجهم.
5.توحيد صفوف المسلمين وجمع كلمتهم على الحق.
6.تحقق الإخلاص والسلامة في القول والعمل.
7.سلامة الصدر.
8.الإستغناء عن الناس.
9.الحزم والجد وعدم المداهنة في الحق.
منهج أهل السنة والجماعة 3
-خصائص أهل السنة والجماعة في العقيدة والمنهج:
1.الإنطلاق من التوحيد: توحيد الله في كل شيء، فهو الذي يقتضي الإيمان بالخالق وماسواه مخلوق، الكامل وماسواه ناقص، المعبود وماسواه عابد خاضع، وأي خلل في هذا يخلط الأمر ومالرافضة والصوفية والعلمانية والإلحادية بخافية علينا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/56)
2.لاتعارض عندهم بين العقل والنقل، ولاصراع بين الدين الحق وبين العلم الحديث النافع، ولايمكن تعارض خبر غيبي أو تشريعي مع نظرية علمية صحيحة.
3.الدعوة إلى العلم النافع، وهو قسمان:
-علم شرعي لابد من تعلمه بدليله.
-علم مادي تجريبي وشروط تعلمه (لايعارض الدين وأصوله كالعلم الذي يقود إلى الإلحاد والإباحية فهذا علم مرفوض-النفع للأمة-النية الصالحة في تعلمه)
4.التلازم بين العقيدة والشريعة، وقد انقسم من ضل في هذا الباب إلى قسمين:
-الخوارج: فجعلوا التلازم بينهما يخرج مرتكب الكبيرة من الإيمان، ففساد تعاملهم مع النصوص أدى إلى فساد تعاملهم مع الخلق.
-المرجئة: فصلوا العمل عن الإيمان، وتسلل عن طريقهم العلمانيون الذين يفصلون الدين عن الحياة.
5.التطبيق العملي للعقيدة، فليسوا أصحاب كثرة كلام ولاتنظير وإنما يبينون الحق ويعملون به ويدعون إليه ويصبرون عليه، وأيما علم أو عقيدة لاتؤدي بصاحبها إلى عمل صحيح فإنها عقيدة خلل وزيف:
.ومن أهم ما يميزهم في هذا الباب:
-الربط بين العقيدة والعمل: وارجع إلى مسألة الإيمان وتعريفه عندهم.
-الكفر بالطاغوت: فالكفر به عقيدة إيجابية تؤسس للتوحيد وتدعو إلى الله وتميز بين الحق والباطل، فالكفر بالطاغوت لبيان الحق وهو بداية الدعوة إلى الله.
-قيام المجتمع المسلم على الأخوة والنصرة والموالاة.
-الدعوة بالقدوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
6.الوسطية والشمول: فهو منهج وسط كما يققره الشرع وأهله لاكما يقرره الناس بقولهم: كن صاحب طاعة وصاحب معصية، وهو كذلك منهج شامل لكافة جوانب الحياة من عقيدة وشريعة وسلوك وتعامل ودعوة وغيرها، فهومنهج إيجابي والشمول وصف له.
-الملامح العامة لأهل السنة والجماعة:
قد مر في النقطة السابقة طرف منها، ومن ملامحهم كذلك:
1.يجمعون الدين علما وعملا ظاهرا وباطنا.
2.هم أهل الجمل الثابتة بالقرآن والسنة والإجماع الملتزمون بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لادين أهل الأهواء والبدع.
3.لايأخذون إلا ماكان ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم فهم متبعون لامبتدعون.
4.هم أعلم الناس بكتاب الله تدبرا وعملا به وحفظا له وتفسيرا، وكذلك هم أعلم الناس بالسنة.
5.تختلف اجتهاداتهم تبعا لتفاوت علمهم بالسنة ولكنهم يضبطون ذلك بالحرص على تحري الصواب والوحدة والإئتلاف.
6.ليس لهم إمام يقتدى به إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
7.سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
8.منصفون عادلون يراعون حق الله لاحق النفس أو الحزب أو الطائفة.
9.ليس لهم اسم سوى السنة والإسلام فلا يجتمعون إلا عليها.
10.التوافق في الأفهام والتشابه في المواقف رغم تباعد الأمصار والأعصار وماذلك إلا لأن مصدر التلقي عندهم واحد وهو الكتاب والسنة.
11.البعد عن الخصومات والجدل والمراء في الدين.
12.الصبر على الأذى واحتساب الأجر: وهم بذلك أعظم الناس ثباتا أمام الفتن.
13.البركة في علومهم وأقوالهم وأفعالهم وجهودهم: ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال مالا يناله غيرهم في مدة طويلة.
14.تعظيمهم لعلمائهم وأئمتهم والإعتراف بفضلهم وجهادهم فهم الذين تحيا بهم الأمم في الأزمات.
15.بعدهم عن المطامع الدنيوية فهم أقرب الناس إلى معرفة حقيقة الدنيا.
16.ورعهم في الفتوى والحلال والحرام والقضاء، واجتناب الشبهات،وورعهم عن الوقوع في أعراض الناس إلاماكان نافعا مثل الكلام عن الرجال في علم الحديث وهو أمر انتهى ليس له وجود الآن
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[14 - 08 - 08, 02:03 ص]ـ
أرجو من الإخوة الأفاضل ذكر بعض المراجع التي بحثت النقاط السابقة لتتم الفائدة لمن أراد البحث.(51/57)
التحذير من خرافات و شركيات الكوثريّ ... هذه المرة من بلاد (الأفغان) ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[14 - 08 - 08, 10:36 م]ـ
التحذير من خرافات و شركيات الكوثريّ ... هذه المرة من بلاد (الأفغان)
لفضيلة الشيخ الشمس السلفي الأفغاني – رحمه الله تعالى -
بسم الله الرحمن الرحيم
قال فضيلة الشيخ الشمس السلفي الأفغاني – رحمه الله تعالى - كما في مجلة (الأصالة):
الكوثرية تعرفُ بعرض عقيدة إِمامها الكوثري (1371هـ) و ذِكر نماذج من خرافاته و شركياته، وبذلك يعرف مناقضته لأُصول التوحيد عامَّة و ((توحيد الألوهيَّة)).
فأَقول و بالله أَصول و أَجول:
إِنَّ للكوثريّ مقالتين شنيعتين مسمومتين فتَّاكتين لإِثبات خرافاته و شركياته:
المقالة الأُولى: بعنوان: ((بناء المساجد على القبور، والصلاة إليها)) [1].
و المقالة الثانية: بعنوان: ((محق التَّقول في مسألة التوسل)) [2].
كما أَنَّ له تعليقات علت ((السيف الصقيل)) المنسوب إِلى التقي السبكي (756هـ)، وله تعليقات أُخرى و مقدمات لعديد من الكتب يبثُّ في غضونها سموماً فتَّاكة ضدّ ((توحيد الألوهيّة)) لدعم مزاعمه الشركيّة [3].
ومن هنا نعرف أَنَّ هذا الكوثري و الكوثريَّة ومن سايره من بعض الديوبنديّة كاينّوري (1397هـ) [4] حاولا جهارًا رفع أَلوية الجهميّة و أَلوية القبوريّة في آن واحد، ولا يزالون يحاولون ذلك إِلى يومنا هذا.
وينحل ما في هاتين المقالتين و غيرهما من تعليقات من الخرافات الشركيّة إِلى ما يلي من الفقرات:
1 - جواز بناء القبب و المساجد على القبور و أنَّه أَمرٍ متوارث [5].
2 - عدم جواز هدم القباب و المساجد المبنيّة على القبور، و أَنه أَمر توارثته الأُمَّة الإسلاميَّة.
فمِن نصّ الكوثري في ذلك ردًّا على بعض مَنْ [6] يرى هدمها منكراً عليه متعجبًا منه:
((فعلى هذا الرأي من صاحب التوقيع يجب على أَولياء الأُمور في بلاد الإِسلام أَن يمسكوا بمعاول الهدم ليُعْمِلوا في هدم قباب الصحابة و أَئمّة الدين و صالحي الأُمة في مشارق الأَرض و مغاربها، والمساجد المضافة إليهم، و قباب ملوك الإِسلام و أُمراء الإسلام و غيرهم من كلِّ قطر؛ مع توارثت الأُمّة من خلاف ذلك خالفًا عن سالف)) [7].
قلتُ: تدبّر في استنكار الخرافي و تعجبه!!
ومن المعلوم أَنَّ من واجب الأمراء و الولاة المبادرة إِلى هدمها، وعلى ذلك سلف هذه الأمّة، وهو مذهب أَئمّة السنّة.
وأَنْ لا حجّة في توارث الجهّال العوام الطغام.
3 - يجوز الصلاة في المقبرة، و يجوز الصلاة في مسجد اتُخذ قرب رجل صالح بقصد التبرُّك بآثاره، و إِجابة دعائه هناك، وقصد الاستظهار بوجه من الوجوه أَو وصول أَثر من آثار عبادة ذلك الولي إِليه [8].
قلت: وزيارة القبور و شدّ الرحال إِلى تلك المساجد المبنيّة لهذه الأَغراض من أَسباب الشرك.
4 - يجوز إِيقاد السرج والشموع على القبور؛ تعظيماً لروح الميت المُشرقة على تراب جسده كإِشراق الشمس على الأَرض؛ إِعلامًا للنّاس أنه ولي ليتبرّكوا به, ويدْعوا عنده, فيستجاب لهم, وهذا أَمر جائز لا منع فيه, والأعمال بالنيّات [9].
قلت: تدبر أَيُّها المسلم في خرافات هذا الرَّجل كيف يدعو جهارًا إلى الوثنيّة المجوسيّة دون حياء ولا وازع.
5 - إن النبي –صلى الله عليه وسلم-يشفع في البرزخ, ويعلم بسؤال السائل.
ثم استدلَّ الكوثري بالمنام الذي هو من حجج العوام [10].
6 - إنَّ النبيّ-صلى الله عليه وسلم-يعلم علم اللوح والقلم, وليس الغيب, ولا العلم كلّه ما في اللوح فقط [11].
قلت: قد تبيّن للناس أنّ الكوثريّ والكوثريّة خُرافيُّون جدًّا في هذا [12].
ولا شكَّ أَنَّ ممَّا في اللوح حركات هذا العالم كلّه, وما بعد الكون, قال سبحانه وتعالى:"وكل صغير وكبير مستطر" [13].
ومن ذلك الأُمور الخمسة التي نصَّ اللهُ تعالى على أَنّها لا يعلمها أَحد غير الله تعالى:
قال جلّ وعلا:"إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير".
كما تبيّن للناس أنَّ الكوثريّ والكوثريّة من المشبِّهة الأَقداح.
ولكن لا من جهة واحدة, بل من جهتين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/58)
-الأولى: أنهم عطّلوا كثيرًا من صفات الله تعالى, وحرَّفوا نصوصها إلى أَن شبَّهوا الله تعالى في صفات النقص بالإِنسان الأَبكم والحيوانات العجماوات والجمادات الصامتات بل المعدومات والممتنعات.
-الثانية: أنهم شبّهوا المخلوق في صفات الكمال بالله تعالى, كما ترى ههنا, فالطريقةُ الأُولى طريقةٌ يهوديّةٌ, والثانيةُ طريقةٌ نصرانيّةٌ [14].
والكوثري والكوثريّة قد جمعوا بين هاتين الاثنتين.
7 - يجوز زيارة القبور للبركة بها والدعاء عندها فيستجاب لهم, كما يجوزُ زيارةُ القبور للاستعانة بنفوس من الأَخيار من الأَموات في استنزال الخيرات ودفع الملمَّات [15].
قلت: تدبّر أَيُّها المسلم الموحّد إِلى قلّة حياء هذا الرَّجل القبوري، كيف يصرّح جهارًا بما هو من صميم عقيدة مشركي العرب الوثنيّة.
بل كان مشركو العرب يدعون الله تعالى و حده لدفع الملمات كما أَخبر الله عنهم.
ومصدر الكوثري في هذا الشرك الأَكبر الأَظهر هو فيلسوف الماتريديّة التفتزاني (792هـ) الذي تابع القرامطة االباطنيّة.
والذي ادعى أَنّه رأى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-يقظةً لا منامًا، فتفل في فيه فتضلّع علمًا و نورا!!
8 - يعتقد الكوثري أَنَّ أَرواح الأَولياء تظهر منها آثار في أحوال هذا العالم، فأَرواح الأَولياء هي المدبّرات لهذا العالم [16].
وعلى هذا الكفر البواح و الشرك الصراح حمل قوله تعالى " و المدبرات أمرا ".
وسلف الكوثري في هذا الكفر هو الفخر الرازي فيلسوف الأَشاعرة (606هـ).
وقد كنّا نظنُّ أَنَّ هؤلاء الغلاة وقعوا فيما يضاد توحيد الألوهيّة.
ولكن تبيّن الآن أَنَّ أَنّهم ارتكبوا الشرك حتّى في الربوبيّة و تدبير هذا العالم.
والله تعالى وفَّق العلامة الألوسيّ مفتي الحنفية ببغداد (المتوفى سنة 1270هـ) فوقف لهم بمرصاد وردَّ كيدهم في نحرهم، كفانا الله شرّهم.
9 - يقول الكوثريُّ: إِنَّ مواقد الأَولياء معدّة لفيضان أَنوار كثيرة منهم على الزائرين كما يشاهده أَهل البصائر [17].
قلت: سلفه في هذه الخرافات هو الجرجاني الحنفي (816هـ) الذي أَوصلته عقليته الفاسدة إِلى عقيدة وحدة الوجود حتّى باعتراف أَهل مذهبه و شهادة ذوي مشربه [18].
10 - إِنَّ تلك النفوس لمّا فارقت أَبدانها فقد زال الغطاء، وانكشف لها عالم الغيب.
فثبت انتفاع الزائرين بزيارة الموتى و القبور [19].
قلت: قصده بهذا إِثبات التصرّف و علم الغيب لأَرواح الأَولياء، ليدعو النّاس إِلى الاستعانة بهم في الكربات بحجة أنهم يسمعون ويعلمون ويتصرفون.
وتعامى عما قال أئمة الحنفية:
((إنْ ظنَّ الميت يتصرّف في الأُمور دون الله تعالى واعتقاده ذلك كفر)) [20].
وما قالوا: ((مَنْ قال: أرواح المشايخ حاضرة تعلم يكفر)) [21].
11 - يجوز النداء للرسول صلى الله عليه و سلم بعد وفاته لتفريج الكربات، وأَنَّه عمل متوارث بين الصحابة رضي الله عنهم [22].
كما يجوز النداء له صلى الله عليه وسلم في غيبته [23].
قلت: هذه بعينها عقائد الوثنيّة.
12 - حرّف الكوثريُّ ما ورد من نصوص التوسل و الوسيلة في الكتاب و السنّة إِلى ما يلي:
أَنَّ ((التوسُّل)) لغةً و شرعًا هو التوسل بذات الولي و شخصه في حضوره و غيبته، وبعد موته، و بذلك جرت الأمّة طبقة فطبقة رغم كلّ مفتر أَفَاك [24]!
قلت: الكوثري هو الأَفاك المفتري المقوِّل المتقوّل.
13 - أّنَّ ((التوسل)) بدعاء الحيّ، وطلب الدعاء من المتوسّل به – ليس من ((التوسّل)) لا لغة ولا شرعا [25].
14 - أن الفرق بين التوسل به -صلى اله عليه و سلم- في حياته و بين التوسل به -صلى الله عليه و سلم- بعد مماته – بجعل الأَوّل جائزٌ دون الثاني – مأخوذ من اليهود [26]، بل أَحدثه غلاة المنافقين من اليهود [27].
15 - يجوز استعمال لفظي الاستعانة و الاستغاثة في صدد التوسُّل [28].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/59)
16 - حرّف الكوثري قصّة توسّل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهما [29] فقال: ((عدول عمر رضي الله عنه عن التوسل به صلى الله عليه و سلم إلى التوسّل بالعباس رضي الله عنه لم يكن لأَجل أَنَّ الرسول صلى الله عليه و سلم ميت لا يسمع النداء، أو أَنَّ التوسّل بالأنبياء بعد موتهم لا يجوز؛ بل من حمل صنيع عمر رضي الله عنه هذا على قصر التوسّل به صلى الله عليه و سلم في حياته – فقد حرّف الحديث، وحاول المحال، ونسب إِلى عمر ما لم يخطر له على بال، و أَبطل السنتّة الصحيحة بالرأي)) [30].
قلت: ظهْر الأَرض لم يخل عن أهل العلم و طالبي الحقّ و الإِنصاف حتّى ممّن يعظِّمهم الكوثريّ أَو يُعَظِّمونَه!! فليتدبّروا في تلبيس الكوثري وتدليسه، وتحريفه، و تزويره و قلبه للحقائق، وكونه آية فيما يقال: ((رمتني بدائها و انسلّت)).
هل صنيع عمر ري الله عنه حجّة للكوثري أَم عليه و على ذويه من القبوريّة الخرافيّة و الجهميّة الصوفيّة؟ وهل توسّل الخلف كتوسّل السلف؟
معاذ الله سبحانه الله عمّا يصفون.
فقد قال العلامة المحدّث أَنور شاه الكشميري اليدوبندي الملقب (عندهم) بإِمام العصر (1352هـ) في شرح توسّل عمر بالعباس رضي الله عنهما: ((ليس في التوسّل المعهود الذي يكون بالغائب حتّى قد لا يكون به شعور أَصلاً، بل فيه توسّل السلف: وهو أَنْ يقدّم رجلاً ذا وجاهة عند الله تعالى، و يأمره أَن يدعو لهم ثمّ يحيل عليه في دعائه.
كما فعل بعباس رضي الله عنه عمِّ النبيِّ صلى الله عليه و سلم.
ولو كان فيه توسّل المتأخرين لم احتاجوا بإِذهاب عباس رضي الله عنه معهم، و لكفى لهم التوسّل بنبيهم بعد وفاته أَيضًا)) [31].
وقال أَيضًا: ((واعلم أَنَّ التوسُّل بين السلف لم يكن كما هو المعهود بيننا, فإِنَّهم إِذا كانوا يريدون أن يتوسَّلوا بأحد كانوا يذهبون بمن يتوسلون به أَيضًا معهم, ليدعوا لهم, ثمّ يستعينون بالله ويدعونه ...
أَمَّا التوسُّل بأَسماء الصالحين-كما هو المتعارف عليه في زماننا- بحيث لا يكون للمتوسلين بهم علم بتوسلنا, بل لا يشترط فيه حياتهم أَيضًا, وإنّما يتوسل بذكر أسمائهم فحسب, زعمًا منهم أَنَّ لهم وجاهةً عند الله وقَبولاً فلا يضيّعهم بذكر أسمائهم فذلك أمر لا أُحبُ أَنْ أَقتحم فيه ...
وأمَّا قوله تعالى:"وابتغوا إليه الوسيلة", فذلك وإِنْ اقتضى ابتغاء واسطة, لكن لا حجّة فيه على التوسُّل المعروف بالأَسماء فقط.
وذهب ابن تيميّة إِلى تحريمه، و أَجازه صاحب ((الدر المختار))، ولكن لم يأت بنقل عن السلف)) [32].
قلت: كلام العلامة أَنور شاه هذا – مع ما فيه من بعض الملاحظات – يردُّ كيدَ الكوثريّ و أَمثاله في نحورهم من كلِّ ثرثريّ، وأَنَّ تمسكهم بنصوص الكتاب و السنّة و حملها على التوسّل المبتدع الخَلفيّ باطلٌ و تحريف و تحميل لها ما لا يحتمل.
وتبين للناس من هو المفتري الأَفاك؟ ومَنْ هو المحرّف؟ ومن الذي تباع اليهود؟ ومن حاول المحال؟ هل هو العلامة أًَنور شاه، أم الكوثريّ؟
ولا تخفى على النّاس أَنَّ منزلة العلامة أَنوره شاه عند الكوثري رفيعة جدًّا، وقد بالغ فيِ إِجلاله و إكباره [33].
امَّا مبالغات الكوثريّة في إجلال العلامة أَنور شاه، وما نسجوه غُلوًّا فيه، فشيء لا يخطرُ بالبال.
ولكنَّ الكوثري في مسألة التوسّل قد رماه بأنه مفتر أَفّاك من حيث لا يشعر.
وقد صرَّح شرّاح قصّة توسل عمر بالعباس – بما فيهم كبار أَئمّة الحنفيّة – بأنَّ هذا من باب التوسّل إِلى الله تعالى بدعاء الحيّ بمعنى أَنَّ ذلك الحيّ يدعو للتوسل [34]، وليس ذلك من قبيل توسّل أهل البدع الماتريديّة أو الكوثريّة و غيرهم من القبوريّة كالبريوليّة.
وللعلامة الآلوسي المفسّر مفتي الحنفيّة ببغداد (1270هـ) مبحث علمي دقيق في تفسير آية الوسيلة، ومعنى توسّل عمر بالعباس رضي الله عنه، و الفرق بين توسّل السلف و بين توسّل الخلف من أهل البدع، فهو كافٍ شافٍ لقلع نسج الكوثريّ و الكوثريّة و غيرهم من أهل البدع فراجعه [35].
وإِذا عرف القرّاء الكرام أَنَّ توسُّل الخلف غير توسّل السلف، وأن توسُّل الخلف بعيد عن مقصود نصوص التوسُّل في الكتاب و السنة، فنقلب على الكوثريّ الآن ما قاله هو بلسانه و كتبه ببنانه، قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/60)
((إِنَّ حمل النصوص و الآثار على المصطلحات التي ظهرت بعد عهد التنزيل بدورها بعيد عن تخاطب العرب و تفاهم السلف بهذا اللسان العربيّ، ومن زعمَ ذلك فقد زاغَ عن منهج الكتاب و السنة، و تنكّب سبيل السلف الصالح، ومسلك أَئمّة أُصول الدين، و نابذ لغة التخاطب، وهجر طريقة أَهل النقد في الجرح و التعديل و التقويم و التعليل)) [36].
قلت: هكذا أَخزى الله هذا الكوثريّ حتّى ار فريسة للتناقض الواضح الفاضح، وانتحر بشفرته التي سطّر، بحيث صارت حجته منقلبة عليه، وحمل نصوص الشرع على المصطلحات البدعيّة، ومنها التوسّل القبوريّ.
17 - طّعّن الكوثريُّ- لغلوّه في الخرافات القبوريّة-في حديثين صحيحين، رواهما مسلم و غيره:
- الأَوَّل: حديث جابر رضي الله عنه في النهي عن تجصيص القبور.
- الثاني: حديث علي رضي الله عنه في الأَمر بتسوية القبور المشرفة [37].
18 - تشبث الكوثري لدعم خرافاته القبوريّة حتّى بالمنامات [38] و لكن لا بمنامات سلف هذه الأمّة و أَئمَة السنّة؛ بل بمنام الفخر الرّازي (606هـ)، ومنام ((الفردوسي)) الذي تشبث بمشورة روح ((رستم)) الكافر الفاجر، فوقع في خزي مبين [39].
19 - يدعو الكوثري إِلى التحاكم و الفزَع إِلى أساطين الكلام و التفلسف؛ أمثال الرازي (606هـ) و التفتزاني (792هـ) والجرجاني (816هـ) وغيرهم لحلِّ المسائل المتعلقة بتوحيد الأُلوهية و ما يضادّه من الشرك أَو ما يوصل إليه [40].
وقد عرف أَلبَّاء القرّاء حقيقة توحيد المتكلمين و حقيقة معرفتهم له، وما يضادّه فالتحاكم إِلى أَمثالهم، و التعامي عن طريقة سلف هذه الأُمّة و أَئمّة السنّة عين الضلال و الإضلال.
هذه كانت نبذة عن عقيدة الكوثري، ومناقضته لتوحيد الألوهيّة.
تبيّن بها لطالبي الحقّ و الإِنصاف – ولا دواء لأَدواء أَهل الاعتساف – أنَّ الكوثري عريق في قبوريته، كما هو غريق في جهميته.
وفي هذا القدر كفاية.
يتبع في حلقة قادمة - إن شاء الله تعالى - التحذير من (الكوثرية) وهم أتباعه الضلال ..
---------------
ـ الحواشي:
[1]: ((مقالات الكوثري)) (156 - 159).
[2]: ((مقالاته)) (378 - 397).
[3]: مقدمة الكوثري لكتاب ((البراهين الساطعة)) لسلامة القضاعء الهندي (7 - 8).
[4]: [في الأصل فراغ].
[5]: ((مقالات الكوثري)) (156 - 157).
[6]: لم أعرف من هو؟
[7]: ((مقالات الكوثري)) (156 - 157).
[8]: ((مقالات الكوثري)) (157).
[9]: ((مقالات الكوثري)) (158)، نقلاً [عن] عبد الغني النابلسي الصوفي الخرافي الحنفي.
[10]: ((مقالات الكوثري)) (379).
[11]: ((مقالات الكوثري)) (373).
[12]:قارن هذا بما في ((البريلويّة)) (97 - 88) للعلامة إِحسان إلاهي. و البريلويّة: فرقة ضالة قائمة فكرها على الغلوّ و الخرافة و الانحراف.
[13]: القمر: 53.
[14]:انظر ((درء التعارض)) (7/ 86 - 88،95،260 - 261) و ((الوصيّة الكبرى)) (49 - 50) , ((مجموع الفتاوى)) (3/ 371 - 372) كلُّها لشيخ الإسلام ابن تيمية و ((شرح الطحاوية)) (237) للعلامة ابن أبي العزّ الحنفي.
[15]: ((مقالات الكوثري)) (385) , و ((تبديد الظلام)) (162) , عن التفتازاني الحنفي الماتريدي الخرافي وقارنه بـ"عقيدة البريلوية",انظر البريلوية (56 - 61) , تجد العجب العجاب, وتحكم على الكوثريّة أنهم خرافيّون بدون ارتياب.
[16]: ((مقالات الكوثرية)) (ص382) , و ((تبديد الظلام)) (ص61).
[17]: ((مقالات الكوثرية)) (ص386) ,و ((تبديد الظلام)) (ص162).
[18]:انظر خرافاته في معنى"الظل"و"ظل الإله"و"الغوث"و"القطب"و"الأوتاد" في "تعريفاته" (ص 85، 186، 209، 227 - 228).
[19]: ((مقالات الكوثري)) (ص383).
[20]: ((البحر الرائق)) (2/ 298) , ((ردّ المختار)) (2/ 439) , قبيل باب الاعتكاف.
[21]: "الفتاوى البزازية" المسمّاه "الجامع الوجيز" على هامش "الفتاوى الهندية" (6/ 326). و"البحر الرائق شرح كنز الحقائق" (5/ 124) وفي ط (5/ 134).
[22]:"مقالات الكوثري" (391).
[23]:"مقالات" (ص389).
[24]:"مقالات الكوثرية" (ص378 - 380،386).
[25]:"مقالات" (ص387).
[26]:"تبديد الظلام" (ص155 - 156) ومصدره "دفع الحصنى" (64).
[27]:انظر"مقدمة الكوثري لـ"البراهين الساطعة" لسلامة القضاعي الهندي الصوفي النقشبندي.
[28]:"مقالاته" (ص395 - 396).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/61)
[29]:ونصّ القصة على ما روي عن أنس رضي الله عنه:" أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب, فقال: ((اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا, وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا)) قال: ((فيسقون)).
رواه البخاري في ((الاستسقاء)) باب سؤال الناس الإمام ... )) (1/ 342 - 343) و ((فضائل الصحابة)) , باب ذكر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه (3/ 1360).
[30]:"مقالات الكوثري" (ص380).
[31]:"فيض الباري" (2/ 379)
[32]:"فيض الباري" (3/ 434 - 435).
[33]:انظر"مقالات الكوثري" (359 - 360) , ومقدمة أبي غدّة الكوثري لكتاب "التصريح بما تواتر في نزول المسيح" (ص6، 26).
[34]: انظر ((بهجة النفوس)) بشرح مختصر ((صحيح البخاري)) المسمّى ((جمع النهاية في بدء الخبر و الغاية)) (2/ 60) لأبي محمد عبد الله بن الأزدي الأندلسي (699هـ) و ((عمدة القارئ)) للبدر العيني الحنفي (7/ 32 - 33)، و ((شرح الطحاويّة)) لابن العزّ الحنفي (ص263)، و ((البدور البازغة)) للإمام ولي الله الدّهلويّ إمام الحنفيّة في وقته (ص204)، على ما نقله شيخنا العلامة محمد طاهر بن آصف الحنفي الملقب بشيخ القرآن في كتاب ((البصائر)) (ص17) و أَقرَّه، ولم أَجده في ((البدور)).
[35]: ((روح المعاني)) (1/ 125 - 129)، ولا تنس أَيضًا ما كتبه أَئمة السنّة من الكتب القيّمة ومن أهمّها ((التوسل و الوسيلة)) لشيخ الإسلام، و ((التوسُّل)) لشيخنا الألبانيّ.
[36]: تعليقات الكوثري على ((الأسماء و الصفات)) للبيهقي (ص455).
[37]: انظر بيان خيانته في تضعيفها، وكشف كذبه و زوره في كتابينا ((الماتريديّة)) (3/ 244 - 245).
[38]: انظر ((مقالات الكوثري)) (382 - 383).
[39]: الفردوسي: هو أبو القاسم حسن بن محمد الطوسي الشاعر الفارسي مؤلف ((شاه نامه)) ألأفه للسلطان محمود سبكتكين المتوفي بعد (384هـ) ((كشف الظنون)) (2/ 1025 - 1026)، وأمّا ((رستم)) فهو الن ((فرخ زاد))؛ كان كافرا مجوسيًّا، وثنيًّا، قائدًا للفُرس، ملكا لهم نيابة عن ((بوران)) بنت كسرى.
وهو الذي قد فعل الأفاعيل ضدَّ المسلمين حتّى قتله الله تعالى يوم ((القادسيّة))، راجع للتفصيل ((البداية و النهاية)) (7/ 26 - 27، 44).
[40]: ((مقالات الكوثري)) (381 - 382) و ((تبديد الظلام)) (160 - 162).
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[16 - 08 - 08, 01:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التحذير من خرافات و شركيات الكوثري و الكوثرية .. هذه المرة من بلاد (الأفغان) ..
– الحلقة الثانية ـ
(تابع لما سبق)
وأمَّا أتبَاعهُ الكوثَريَّة:
فهم ليسوا بأحسن حالاً من الكوثري, وفيما يلي ذكر أربعة (كبار) منهم:
1 - أحمد خيري (1387هـ) , وهو حنفي, ماتريدي, كوثري؛ بل هو قبوري خرافي, بل رافضي له ميل إلى الباطنيّة, وكان يسب شيخ الإسلام سبًّا شنيعًا فظيعًا, وهو الّذي ألّف كتابًا في ترجمة ((الكوثري)) بعنوان ((الإمام الكوثري)) مطبوع في أوّل مقالات الكوثريّ.
وكان يقرأ ((قصيدة البردة)) [1] على شيخه الكوثري ويقول متعجبًا منكرًا بعد ما ذكر بعض المتصوفة:
((أفيعقل أن هؤلاء العلماء الأعلام كلهم أشركوا من أجل سواد عيني ابن عبد الوهاب النجدي؟ وهل لأنه يفهم روائع المعاني التي في البردة نرمي عقولنا, ونسب سلفنا, ونطيع النجدي المتعسف؟)) [2].
ومن نماذج إجلاله للكوثري وشتائمه لشيخ الإسلام ما يقول في قصيدة له:
وغاب عن الدنيا بغيبة زاهدٍ حديثٌ وتوحيدٌ وفقهٌ عريقه
ويعصم بالبرهان رأي أئمّةٍ ويقصم شريرًا تفشَّى مروقُه
ثم قال في الحاشية: ((المراد بالشرّير)) ابن تيميّة .. وكان الأُستاذ حربًا على ابن تيميّة وعلى سواه ممّن حادوا عن جادّة الدين)) [3].
وقال: ((كان من اللاعبين بدين الله)) [4].
قلت: أيّ توحيد غاب بغيبة زاهد الكوثري؟ فإِنَّه توحيد الجهميّة وتوحيد القبوريّة؟
وإذا كان أمثال ابن تيميّة من اللاعبين بدين الله؟
فهل يكون الكوثري والكوثريّة أنصار دين الله؟
وأمّا كلمته الوقحة: (( ... شريراً تفشى مروقه)).
فقد ذَكَّرَتْني قولَه تبارك وتعالى عن تأسُّف المشركين في نار جهنّم, وندامتهم على ما ارتكبواه من البهتان والعدوان على أولياء الرحمن بعد فوات الأوان: {وقالوا ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار اتخذناهم سخرياً أم زاغت عنهم الأبصار} , لعن الله الأشرار, وقاتل الفجَّار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/62)
2 - كوثريّ آخر يدعى: ((محمد يوسف البنوري)) (1397هـ) كان علاّمة في المعقول والمنقول, وكان من العلماء الأفذاذ الأذكياء, وكان من كبار أئمّة الديوبندية, ولكن أصيب بداء الكوثري المفتري.
فقد شغفه الكوثريّ حبًّا, وكتب مقدمة فتّاكة مسمومة لمقالات الكوثريّ سايره في جميع ضلالاته وشركياته وشتائمه لأئمة السنّة وسلف هذه الأمّة, فقد كشف هذا الرَّجل بهذه المقدمة عن حقيقته وحقيقة الديوبنديّة البنوريّة.
3 - الشيخ رضوان محمد رضوان المصري.
وهذا هو الذي تولّى كِبْرَ جمع مقالات الكوثريّ وطبعها [5].
وهذا دليل قاطع على كونه خرافيًّا كبيرا.
وربما ظنّ أنَّه كسب بجمع هذه المقالات رضوان الرحمن, ولكنَّه اكتسب رضوان الشيطان وسخط الرحمن.
4 - الشيخ عبد الفتّاح أبو غدّة السوري أَبو الزاهد الكوثري.
وهو على حظٍّ وافرٍ من العلم, قد حصَّلَ كثيرًا من العلوم كما حصَّل جانبًا من الدنيا.
ولكنّه أُصيب بداء الكوثريّ, فصار أَبا غدّة حقًّا, بل أبَا غُدَدٍ صدقاً [6].
وهو مستوطن في بلاد نجدٍ, وهي بلاد التوحيد والسلفيّة [7].
وأَطرق رأسه إِطراق الكرى خوفاً من سيف البُرهان والسلطان.
يبث في غضون تعليقاته سموم سلفه وشيخه الكوثري بطرق خفيَّة سريّة لا ينتبه لها إلاّ من عرف السنّة وأهلها والبدعة وأهلها حقَّ المعرفة [8].
وكان يصرّح ويجاهر في خطبه على المنبر في بلده – قديمًا - بما كان يرتكبه ضدّ التوحيد والسنّة وأهلهما من البهتان والعدوان, ولا سيّما ضدّ من يسميهم ((الوهابيَّة)) كعادة خلطائه من أهل الأغراض والأمراض, ويرميهم بأنواع من التهم ومنها العداء والضغينة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ولكن لما نزل البلاد النجدية - بلاد التوحيد - اكتفى ببثِّ السموم بطرق سريّة, مع شيءٍ من المداراة والتملّق, ولسان حاله ينشد:
دارهم ما دمت في دارهم وأرضهم ما دمت في أرضهم [8]
ولشيخنا الألباني كلمة عنه تصلح ((رسالة)) وهي مطبوعة في مقدمة ((شرح الطحاوية)) منذ سنين كثيرة, كشف فيها عن كثير من مخازيه, وقد اعترف بصحّة تقسيم التوحيد إلى الربوبيّة والألوهيّة والصفات [9]. فإن كان من إخلاصه لا لغرضه, ففيه دواء لبعض مرضه.
وقد كتبتُ رسالة بعنوان ((العمدةُ لكشف الأَستار عن أَسرار أَبي غدّة)). ولكن فوجئت برسالة قيّمة للدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله وعليها ((تقريظ)) لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله تعالى عنوانها:"براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة" [10].
فكفى الله المؤمنين القتال, وبهذه الرسالة قد عرفه كثير ممن جهلوا حقيقته, ولعل رسالتي تظهر فتظهر شيئاً من سيرته وسريرته.
وقد ذكرت بعض نماذج لمسايرته لشيخه الكوثري في كتابي ((الماتريدية)) (1/ 370) وفيما يلي مثال آخر يدل على كونه عريقاً في البدع القبوريّة:
ذكر أَبو غدّة قصّة رحلته إِلى الهند و زيارته لقبر الإِمام العلاّمة عبد الحي اللكنوي (1304هـ) رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
وذكر أنَّ أُسرة هذا الإمام أَحسنوا في ضيافته.
وذكر أنَّه مدفون في بستان الأَنوار، وبجانبه مسجد تقام فيه الصلوات!
ثمَّ قال: ((ورأيت قبر الشيخ عبد الحي رحمه الله منحوتًا من المرمر الرخام الأَبيض، ومكتوبًا عليه قول تلميذه ((عبد العلبي المِدْراسيّ)) [11]، من قصيدة له في رثائه ... :
أيُّها الزوّار قف واقرأ على هذا المزار
سورة الإخلاص و السبع المثاني و القنوت [12]))
أَقول: لي عليه تنبيهات:
أ - أَنَّ من المعلوم بالاضطرار من دين الإِسلام أَنَّ البناء على القبر و تشييده وجعله مزيّنًا بهذه الصورة من أَكبر الجرائم المستوجبة للعنة، ومن أَعظم أَسباب الشرك، وهو من صنيع اليهود و النصارى.
ب - أَنَّ من الواجب المهمّ هدم مثل ذلك.
ت - أن هذا المنكر الشنيع الفظيع يجب إنكاره, إمَّا باليد بهدمه, وإمَّا باللسان, وعلى أقلَّ تقدير بالجنان.
وأبو غدّة لم يفعل واحد من ذلك, ولم يتمعّر وجهه وجبينه في الله تعالى, وكيف ينكر على ذلك أبو غدّة؟
وهو لا يراه منكراً, وربما يراه تعظيماً للقبور وإكراماً له, ثمّ أسرة المقبور أحسنوا ضيافته, فكيف ينكر عليهم, وهم قد ألقموه لقمة بل لقماً؟
خلق الله للحروب رجالاً ورجالا لقصعة وثريد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/63)
ث - تزيين مثل قبر أمثال هذا الإمام المبجل المعظم في مثل بلاد الهند المكتظّة بالشركيات القبوريّة, والخزعبلات الصوفيّة - ليس إلاّ دعوة للشرك والوثنيّة.
ج - أين ورد في الكتاب والسنّة قراءة سورة الإخلاص والسبع المثاني والقنوت على القبر أو وقت زيارة القبور؟ مع تصريح كبار أئمّة الحنفيّة بأنه لا يجوز لزائر القبور إلا ما ورد في السنّة الصحيحة من الدعاء لأهلها كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يفعله [13].
... وبعد؛ فهذه نبذةٌ عامّة عن الكوثريّ والكوثريّة, لعلَّ الله سبحانه يهدي بها بعضَ من لا يزال غافلاً من الطيِّبين المخلصين ممّن راج عليهم تلبيس المُلَبِّسين, وتزيين المزَيّنين, والله المستعان.
----------
الحواشي:
[1] للبوصيري الصوفي محمد بن سعيد البوصيري الدلامي الصنهاجي (694هـ).
انظر ترجمته و قصة خرافية لقصيدته البردة في ((الوافي بالوفيات)) (3/ 105 - 113)، وهو غير البوصيري المحدّث أحمد بن أبي بكر بن اسماعيل الكتّاني (840هـ) صاحب ((مصباح الزجاجة)).
انظر ترجمته في ((الضوء اللامع)) (1/ 251 - 252)، و للجنفيّة الماتريديّة ولاسيما من كان منهم في البلاد التركيّة و الروميّة شغف عظيم بهذه القصيدة، فقد تهافتوا عليها تهافت الفراش على النّار، راجع ((كشف الظنون)) (2/ 1331 - 1336).
[2] ((الإمام الكوثري)) (52 - 53) وقوله: ((وهل ... )) ركيك صكيك.
[3] اللمرجع نفسه (ص78 - 79).
[4] ((الإمام الكوثري)) (ص23).
[5] كما صرّح به البنوري في مقدمته لـ ((مقالات الكوثري)): ل.
[6] ((الغدّة)): طاعون الإِبل، أنظر ((القاموس)).
[7] أمّا عند الكوثريّة فهي بلاد الشرك و الوثنيّة.
[8] راجع مقدمة الألباني على ((شرح الطحاوية)) (ص44).
[9] ((كلمات في كشف أباطيل و افتراءات)) (ص37).
[10] وكان الأنسب أن تسمّى: ((براءة أهل السنة عن وقيعة أهل البدعة)).
[11] هو العلامة عبد العلي بن مصطفى السى المدراسي الحنفي الماتريدي من كبار علماء الهند (1327هـ) ترجمته في ((نزهة النواظر)) (8/ 266).
[12] أنظر مقدمة أبي غدّة لـ ((الرفع و التكميل)) (ص8) الطبعة الأولى، و (14 - 15)، الطبعة الثانية المزيدة و المنقحة (1407هـ).
[13] انظر ((فتح القدير)) للإمام ابن الهمام (2/ 142)، و ((البحر الرائق)) للإمام ابن النجيم ()، و ((الفتاوى الهنديّة)) (1/ 166) و ((ردّ المحتار)) (2/ 259).
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 08 - 08, 06:50 م]ـ
بورك فيكم ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[08 - 09 - 08, 09:04 م]ـ
بورك فيكم ..
وفيكم بارك الله أيها الشيخ الفاضل ..(51/64)
عقيدة أهل السّنة والجماعة
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[15 - 08 - 08, 10:50 ص]ـ
عقيدة أهل السّنة والجماعة
التعريف:
أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة الذين أخبر النبي صلى الله عنهم بأنهم يسيرون على طريقته وأصحابه الكرام دون انحراف؛ فهم أهل الإسلام المتبعون للكتاب والسنة، المجانبون لطرق أهل الضلال. كما قال صلى الله عليه وسلم: " إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة " فقيل له: ما الواحدة؟ قال: " ما أنا عليه اليوم وأصحابي ". حديث حسن أخرجه الترمذي وغيره.
وقد سموا " أهل السنة " لاستمساكهم واتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وسموا بالجماعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في إحدى روايات الحديث السابق: " هم الجماعة ". ولأنهم جماعة الإسلام الذي اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين، وتابعوا منهج أئمة الحق ولم يخرجوا عليه في أي أمر من أمور العقيدة. وهم أهل الأثر أو أهل الحديث أو الطائفة المنصورة أو الفرقة الناجية.
أصول عقيدة أهل السنة والجماعة:
• هي أصول الإسلام الذي هو عقيدة بلا فِرَق ولا طرق ولذلك فإن قواعد وأصول أهل السنة الجماعة في مجال التلقي والاستدلال تتمثل في الآتي:
ـ مصدر العقيدة هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع (*) السلف الصالح.
ـ كل ما ورد في القرآن الكريم هو شرع للمسلمين وكل ما صَحَّ من سنة رسول (*) الله صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وإن كان آحادًا (*).
ـ المرجع في فهم الكتاب والسنة هو النصوص التي تبينها، وفهم السلف الصالح ومن سار على منهجهم.
ـ أصول الدين كلها قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم فليس لأحد تحت أي ستار، أن يحدث شيئًا في الدين (*) زاعمًا أنه منه.
ـ التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا فلا يعارض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس ولا ذوق ولا كشفٍ (*) مزعوم ولا قول شيخ موهوم ولا إمام ولا غير ذلك.
ـ العقل (*) الصريح موافق للنقل الصحيح ولا تعارض قطعيًّا بينهما وعند توهم التعارض يقدم النقل على العقل.
ـ يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة وتجنب الألفاظ البدعية.
ـ العصمة ثابتة لرسول (*) الله صلى الله عليه وسلم، والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، أما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، والمرجع عند الخلاف يكون للكتاب والسنة مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة.
ـ الرؤيا الصالحة حق وهي جزء من النبوة (*) والفراسة الصادقة حق وهي كرامات (*) ومبشرات ـ بشرط موافقتها للشرع ـ غير أنها ليست مصدرًا للعقيدة ولا للتشريع.
ـ المراء في الدين (*) مذموم والمجادلة بالحسنى مشروعة، ولا يجوز الخوض فيما صح النهي عن الخوض فيه.
ـ يجب الالتزام بمنهج (*) الوحي في الرد، ولا ترد البدعة (*) ببدعة ولا يقابل الغلو (*) بالتفريط ولا العكس.
ـ كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار.
• التوحيد العلمي الاعتقادي:
ـ الأصل في أسماء الله وصفاته: إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تمثيل (*)؛ ولا تكييف (*)؛ ونفي ما نفاه الله تعالى عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف (*) ولا تعطيل (*)، كما قال تعالى: (ليس كمِثْلِه شيءٌ وهو السميع البصير) مع الإيمان بمعاني ألفاظ النصوص، وما دلّت عليه.
ـ الإيمان بالملائكة الكرام إجمالاً، وأما تفصيلاً، فبما صحّ به الدّليل من أسمائهم وصفاتهم، وأعمالهم بحسب علم المكلف.
ـ الإيمان بالكتب المنزلة جميعها، وأن القرآن الكريم أفضلها، وناسخها، وأن ما قبله طرأ عليه التحريف، وأنه لذلك يجب إتباعه دون ما سبقه.
ـ الإيمان بأنبياء الله، ورسله ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ وأنهم أفضل ممن سواهم من البشر، ومن زعم غير ذلك فقد كفر (*).
ـ الإيمان بانقطاع الوحي (*) بعد محمد صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن اعتقد خلاف ذلك كَفَر.
ـ الإيمان باليوم الآخر، وكل ما صح فيه من الأخبار، وبما يتقدمه من العلامات والأشراط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/65)
ـ الإيمان بالقدر، خيره وشره من الله تعالى، وذلك: بالإيمان بأن الله تعالى علم ما يكون قبل أن يكون وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون إلا ما يشاء، والله تعالى على كل شيء قدير وهو خالق كل شيء، فعال لما يريد.
ـ الإيمان بما صحّ الدليل عليه من الغيبيات، كالعرش والكرسي، والجنة والنار، ونعيم القبر وعذابه، والصراط والميزان، وغيرها دون تأويل (*) شيء من ذلك.
ـ الإيمان بشفاعة النبي (*) صلى الله عليه وسلم وشفاعة الأنبياء والملائكة، والصالحين، وغيرهم يوم القيامة. كما جاء تفصيله في الأدلة الصحيحة.
ـ رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة في الجنة وفي المحشر حقّ، ومن أنكرها أو أوَّلها فهو زائغ ضال، وهي لن تقع لأحد في الدنيا.
ـ كرامات (*) الأولياء (*) والصالحين حقّ، وليس كلّ أمر خارق للعادة كرامة، بل قد يكون استدراجًا. وقد يكون من تأثير الشياطين والمبطلين، والمعيار في ذلك موافقة الكتاب والسنة، أو عدمها.
ـ المؤمنون كلّهم أولياء الرحمن، وكل مؤمن فيه من الولاية بقدر إيمانه.
• التوحيد الإرادي الطلبي (توحيد الألوهية).
ـ الله تعالى واحد أحد، لا شريك له في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته وهو رب العالمين، المستحق وحده لجميع أنواع العبادة.
ـ صرف شيء من أنواع العبادة كالدعاء، والاستغاثة، والاستعانة، والنذر، والذبح، والتوكل، والخوف، والرجاء، والحبّ، ونحوها لغير الله تعالى شرك أكبر، أيًّا كان المقصود بذلك، ملكًا مُقرّبًاً، أو نبيًّا مرسلاً، أو عبدًا صالحًا، أو غيرهم.
ـ من أصول العبادة أن الله تعالى يُعبد بالحبّ والخوف والرجاء جميعًا، وعبادته ببعضها دون بعض ضلال.
ـ التسليم والرضا والطاعة المطلقة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم والإيمان بالله تعالى حَكَمًا من الإيمان به ربًّا وإلهًا، فلا شريك له في حكمه وأمره.
وتشريع ما لم يأذن به الله، والتحاكم إلى الطاغوت (*)، واتباع غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وتبديل شيء منها كفر (*)، و من زعم أن أحدًا يسعه الخروج عنها فقد كفر.
ـ الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر، وقد يكون كفرًا دون كفر.
فالأول كتجويز الحكم بغير شرع الله، أو تفضيله على حكم الله، أو مساواته به، أو إحلال (القوانين الوضعية) بدلا عنه.
والثاني العدول عن شرع الله، في واقعة معينة لهوى مع الالتزام بشرع الله.
ـ تقسيم الدين إلى حقيقة يتميز بها الخاصة وشريعة تلزم العامة دون الخاصة، وفصل السياسة أو غيرها عن الدين (*) باطل؛ بل كل ما خالف الشريعة (*) من حقيقة أو سياسة أو غيرها، فهو إما كفر (*)، وإما ضلال، بحسب درجته.
ـ لا يعلم الغيب إلا الله وحده، واعتقاد أنّ أحدًا غير الله يعلم الغيب كُفر، مع الإيمان بأن الله يُطْلع بعض رسله على شيء من الغيب.
ـ اعتقاد صدق المنجمين (*) والكهان (*) كفر، وإتيانهم والذهاب إليهم كبيرة (*).
ـ الوسيلة المأمور بها في القرآن هي ما يُقرّب إلى الله تعالى من الطاعات المشروعة.
ـ والتوسل ثلاثة أنواع:
1 ـ مشروع: وهو التوسل إلى الله تعالى، بأسمائه وصفاته، أو بعمل صالح من المتوسل، أو بدعاء الحي الصالح.
2 ـ بدعي: وهو التوسل إلى الله تعالى بما لم يرد في الشرع، كالتوسل بذوات الأنبياء، والصالحين، أو جاههم، أو حقهم، أو حرمتهم، ونحو ذلك.
3 ـ شركي: وهو اتخاذ الأموات وسائط في العبادة، ودعاؤهم وطلب الحوائج منهم والاستعانة بهم ونحو ذلك.
ـ البركة من الله تعالى، يَخْتَصُّ بعض خلقه بما يشاء منها، فلا تثبت في شيء إلا بدليل. وهي تعني كثرة الخير وزيادته، أو ثبوته لزومه.
والتبرك من الأمور التوقيفية، فلا يجوز التبرك إلا بما ورد به الدليل.
ـ أفعال الناس عند القبور وزيارتها ثلاثة أنواع:
1 ـ مشروع: وهو زيارة القبور؛ لتذكّر الآخرة، وللسلام على أهلها، والدعاء لهم.
2 ـ بدعي يُنافي كمال التوحيد، وهو وسيلة من وسائل الشرك، وهو قصد عبادة الله تعالى والتقرب إليه عند القبور، أو قصد التبرك بها، أو إهداء الثواب عندها، والبناء عليها، وتجصيصها وإسراجها، واتخاذها مساجد، وشدّ الرّحال إليها، ونحو ذلك مما ثبت النهي عنه، أو مما لا أصل له في الشرع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/66)
3 ـ شركيّ ينافي التوحيد، وهو صرف شيء من أنواع العبادة لصاحب القبر، كدعائه من دون الله، والاستعانة والاستغاثة به، والطواف، والذبح، والنذر له، ونحو ذلك.
ـ الوسائل لها حكم المقاصد، وكل ذريعة إلى الشرك في عبادة الله أو الابتداع في الدين يجب سدّها، فإن كل محدثة في الدين بدعة (*). وكل بدعة ضلالة.
• الإيمان:
ـ الإيمان قول، وعمل، يزيد، وينقص، فهو: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح. فقول القلب: اعتقاده وتصديقه، وقول اللسان: إقراره. وعمل القلب: تسليمه وإخلاصه، وإذعانه، وحبه وإرادته للأعمال الصالحة.
وعمل الجوارح: فعل المأمورات، وترك المنهيات.
ـ مرتكب الكبيرة (*) لا يخرج من الإيمان، فهو في الدنيا مؤمن ناقص الإيمان، وفي الآخرة تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه، والموحدون كلهم مصيرهم إلى الجنة وإن عذِّب منهم بالنار من عذب، ولا يخلد أحد منهم فيها قط.
ـ لا يجوز القطع لمعيَّن من أهل القبلة بالجنة أو النار إلا من ثبت النص في حقه.
ـ الكفر (*) من الألفاظ الشرعية وهو قسمان: أكبر مخرج من الملة، وأصغر غير مخرج من الملة ويسمى أحيانًا بالكفر العملي.
ـ التكفير (*) من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة، فلا يجوز تكفير مسلم بقول أو فعل ما لم يدل دليل شرعي على ذلك، ولا يلزم من إطلاق حكم الكفر على قول أو فعل ثبوت موجبه في حق المعيَّن إلا إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع. والتكفير من أخطر الأحكام فيجب التثبت والحذر من تكفير المسلم، ومراجعة العلماء الثقات في ذلك.
• القرآن والكلام:
القرآن كلام الله (حروفه ومعانيه) مُنزل غير مخلوق؛ منه بدأ؛ وإليه يعود، وهو معجز دال على صدق من جاء به صلى الله عليه وسلم. ومحفوظ إلى يوم القيامة.
• القدر:
من أركان الإيمان، الإيمان بالقدر (*) خيره وشره، من الله تعالى، ويشمل:
ـ الإيمان بكل نصوص القدر ومراتبه؛ (العلم، الكتابة، المشيئة، الخلق)، وأنه تعالى لا رادّ لقضائه، ولا مُعقّب لحكمه.
ـ هداية العباد وإضلالهم بيد الله، فمنهم من هداه الله فضلاً. ومنهم من حقت عليه الضلالة عدلاً.
ـ العباد وأفعالهم من مخلوقات الله تعالى، الذي لا خالق سواه، فالله خالقٌ لأفعال العباد، وهم فاعلون لها على الحقيقة.
ـ إثبات الحكمة في أفعال الله تعالى، وإثبات الأسباب بمشيئة الله تعالى.
• الجماعة والإمامة:
ـ الجماعة هم أصحاب النبي (*) صلى الله عليه وسلم، والتابعون لهم بإحسان، المتمسكون بآثارهم إلى يوم القيامة، وهم الفرقة الناجية.
ـ وكل من التزم بمنهجهم (*) فهو من الجماعة، وإن أخطأ في بعض الجزئيات.
ـ لا يجوز التفرّق في الدين (*)، ولا الفتنة بين المسلمين، ويجب ردّ ما اختلف فيه المسلمون إلى كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح.
ـ من خرج عن الجماعة وجب نصحه، ودعوته، ومجادلته بالتي هي أحسن، وإقامة الحجة عليه، فإن تاب وإلا عوقب بما يستحق شرعًا.
ـ إنما يجب حمل الناس على الجُمَل الثابتة بالكتاب، والسنة، والإجماع (*)، ولا يجوز امتحان عامة المسلمين بالأمور الدقيقة، والمعاني العميقة.
ـ الأصل في جميع المسلمين سلامة القصد المعتقد، حتى يظهر خلاف ذلك، والأصل حمل كلامهم على المحمل الحسن، ومن ظهر عناده وسوء قصده فلا يجوز تكلّف التأويلات له.
ـ الإمامة الكبرى تثبت بإجماع الأمة، أو بيعة ذوي الحل والعقد منهم، ومن تغلّب حتى اجتمعت عليه الكلمة وجبت طاعته بالمعروف، ومناصحته، وحرم الخروج عليه إلا إذا ظهر منه كفر (*) بواح فيه من الله برهان. وكانت عند الخارجين القدرة على ذلك.
ـ الصلاة والحج والجهاد (*) واجبة مع أئمة المسلمين وإن جاروا.
ـ يحرم القتال بين المسلمين على الدنيا، أو الحمية الجاهلية (*)؛ وهو من أكبر الكبائر (*)، وإنما يجوز قتال أهل البدعة (*) والبغي، وأشباههم، إذا لم يمكن دفعهم بأقل من ذلك، وقد يجب بحسب المصلحة والحال.
ـ الصحابة الكرام كلهم عدول، وهم أفضل هذه الأمة، والشهادة لهم بالإيمان والفضل أصل قطعي معلوم من الدين بالضرورة، ومحبّتهم دين وإيمان، وبغضهم كفر ونفاق، مع الكفّ عما شجر بينهم، وترك الخوض فيما يقدح في قدرهم.
وأفضلهم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، وهم الخلفاء الراشدون. وتثبت خلافة كل منهم حسب ترتبيهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/67)
ـ من الدين محبة آل بيت رسول (*) الله صلى الله عليه وسلم وتولّيهم، وتعظيم قدر أزواجه ـ أمهات المؤمنين، ومعرفة فضلهن، ومحبة أئمة السلف، وعلماء السنة والتابعين لهم بإحسان ومجانبة أهل البدع والأهواء.
ـ الجهاد (*) في سبيل الله ذورة سنامِ الإسلام، وهو ماضٍ إلى قيام الساعة.
ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الإسلام. وأسباب حفظ جماعته، وهما يجبان بحسب الطاقة، والمصلحة معتبرة في ذلك.
أهم خصائص وسمات منهج أهل السنة والجماعة
• أهل السنة والجماعة (*) هم الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة وكما أن لهم منهجًا (*) اعتقاديًّا فإن لهم أيضًا منهجهم وطريقهم الشامل الذي ينتظم فيه كل أمر يحتاجه كل مسلم لأن منهجهم هو الإسلام الشامل الذي شرعه النبي (*) صلى الله عليه وسلم. وهم على تفاوت فيما بينهم، لهم خصائص وسمات تميزهم عن غيرهم منها:
ـ الاهتمام بكتاب الله: حفظًا وتلاوة، وتفسيرًا، والاهتمام بالحديث: معرفة وفهمًا وتمييزًا لصحيحه من سقيمه، (لأنهما مصدرا التلقي)، مع إتباع العلم بالعمل.
ـ الدخول في الدّين (*) كله، والإيمان بالكتاب كله، فيؤمنون بنصوص الوعد، ونصوص الوعيد، وبنصوص الإثبات، ونصوص التنزيه ويجمعون بين الإيمان بقدر الله، وإثبات إرادة العبد، ومشيئته، وفعله، كما يجمعون بين العلم والعبادة، وبين القُوّة والرحمة، وبين العمل مع الأخذ بالأسباب وبين الزهد.
ـ الإتباع، وترك الابتداع، والاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف في الدين.
ـ الإقتداء والاهتداء بأئمة الهدى العدول، المقتدى بهم في العلم والعمل والدعوة من الصحابة ومن سار على نهجهم، ومجانبة من خالف سبيلهم.
ـ التوسط: فَهُمْ في الاعتقاد وسط بين فرق الغلو (*) وفرق التفريط، وهم في الأعمال والسلوك وسط بين المُفرطين والمفرِطين.
ـ الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحقّ وتوحيد صفوفهم على التوحيد والإتباع، وإبعاد كل أسباب النزاع والخلاف بينهم.
ـ ومن هنا لا يتميزون عن الأمة في أصول الدين باسم سوى السنة والجماعة، ولا يوالون (*) ولا يعادون، على رابطة سوى الإسلام والسنة.
ـ يقومون بالدعوة إلى الله الشاملة لكل شيء في العقائد والعبادات وفي السلوك والأخلاق (*) وفي كل أمور الحياة وبيان ما يحتاجه كل مسلم كما أنهم يحذرون من النظرة التجزيئية للدين فينصرون الواجبات والسنن كما ينصرون أمور العقائد والأمور الفرعية ويعلمون أن وسائل الدعوة متجددة فيستفيدون من كل ما جد وظهر ما دام مشروعًا. والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بما يوجبه الشرع، والجهاد (*) وإحياء السنة، والعمل لتجديد الدين (*)، وإقامة شرع الله وحكمه في كل صغيرة وكبيرة ويحذرون من التحاكم إلى الطاغوت (*) أو إلى غير ما أنزل الله.
ـ الإنصاف والعدل: فهم يراعون حق الله ـ تعالى ـ لا حقّ النفس أو الطائفة، ولهذا لا يغلون في مُوالٍ، ولا يجورون على معاد، ولا يغمطون ذا فضل فضله أيًّا كان، ومع ذلك فهم لا يقدسون الأئمة والرجال على أنهم معصومون وقاعدتهم في ذلك: كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا عصمة إلا للوحي (*) وإجماع (*) السلف.
ـ يقبلون فيما بينهم تعدد الاجتهادات في بعض المسائل التي نقل عن السلف الصالح النزاع فيها دون أن يُضلل المخالف في هذه المسائل فهم عالمون بآداب الخلاف التي أرشدهم إليها ربهم جلّ وعلا ونبيهم صلى الله عليه وسلم.
ـ يعتنون بالمصالح والمفاسد ويراعونها، ويعلمون أن الشريعة (*) جاءت بتحصيل المصالح وتعطيل المفاسد وتقليلها، حيث درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
ـ أن لهم موقفًا من الفتن عامة: ففي الابتلاء يقومون بما أوجب الله تعالى تجاه هذا الابتلاء.
ـ وفي فتنة الكفر يحاربون الكفر (*) ووسائله الموصلة إليه بالحجة والبيان والسيف والسنان بحسب الحاجة والاستطاعة.
ـ وفي الفتنة يرون أن السلامة لا يعدلها شيء والقعود أسلم إلا إذا تبين لهم الحق وظهر بالأدلة الشرعية فإنهم ينصرونه ويعينونه بما استطاعوا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/68)
ـ يرون أن أصحاب البدع (*) متفاوتون قربًا وبعدًا عن السنة فيعامل كل بما يستحق ومن هنا انقسمت البدع إلى: بدع لا خلاف في عدم تكفير أصحابها مثل المرجئة (*) والشيعة (*) المفضلة، وبدع هناك خلاف في تكفير أو عدم تكفير أصحابها مثل الخوارج (*) والروافض (*)، وبدع لا خلاف في تكفير أصحابها بإطلاق مثل الجهمية (*) المحضة.
ـ يفرقون بين الحكم المطلق على أصحاب البدع عامة بالمعصية أو الفسق أو الكفر (*) وبين الحكم على المعين حتى يبين له مجانبة قوله للسنة وذلك بإقامة الحجة وإزالة الشبهة.
ـ ولا يجوزون تكفير أو تفسيق أو حتى تأثيم علماء المسلمين لاجتهاد (*) خاطئ أو تأويل بعيد خاصة في المسائل المختلف فيها.
ـ يفرقون في المعاملة بين المستتر ببدعته والمظهر لها والداعي إليها.
ـ يفرقون بين المبتدعة من أهل القبلة مهما كان حجم بدعتهم وبين من عُلم كفره بالاضطرار من دين الإسلام كالمشركين وأهل الكتاب وهذا في الحكم الظاهر على العموم مع علمهم أن كثيرًا من أهل البدع منافقون وزنادقة (*) في الباطن.
ـ يقومون بالواجب تجاه أهل البدع ببيان حالهم، والتحذير منهم وإظهار السنة وتعريف المسلمين بها وقمع البدع (*) بما يوجبه الشرع من ضوابط.
ـ يصلون الجمع والجماعات والأعياد خلف الإمام مستور الحال ما لم يظهر منه بدعة (*) أو فجور فلا يردون بدعة ببدعة.
ـ لا يُجٍوزون الصلاة خلف من يظهر البدعة أو الفجور مع إمكانها خلف غيره، وإن وقعت صحت، ويُؤَثِّمون فاعلها إلا إذا قُصد دفع مفسدة أعظم، فإن لم يوجد إلا مثله، أو شرّ منه جازت خلفه، ولا يجوز تركها، ومن حُكِمَ بكفره فلا تصح الصلاة خلفه.
ـ فِرقُ أهل القبلة الخارجة عن السنة متوعدون بالهلاك والنار، وحكمهم حكم عامة أهل الوعيد، إلا من كان منهم كافرًا في الباطن.
ـ والفرق الخارجة عن الإسلام كُفّار في الجملة، وحكمهم حكم المرتدين.
• ولأهل السنة والجماعة (*) أيضًا منهج (*) شامل في تزكية النفوس وتهذيبها، وإصلاح القلوب وتطهيرها، لأن القلب عليه مدار إصلاح الجسد كله وذلك بأمور منها:
ـ إخلاص التوحيد لله تعالى والبعد عن الشرك والبدعة مما ينقص الإيمان أو ينقصه من أصله.
ـ التعرف على الله جل وعلا بفهم أسمائه الحسنى وصفاته العلى ومدارستها وتفهم معانيها والعمل بمقتضياتها؛ لأنها تورث النفس الحب والخضوع والتعظيم والخشية والإنابة والإجلال لله تعالى.
ـ طاعة الله ورسوله بأداء الفرائض والنوافل كاملة مع العناية بالذكر وتلاوة القرآن الكريم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والصيام وإيتاء الزكاة وأداء الحج والعمرة وغير ذلك مما شرع الله تعالى.
ـ اجتناب المحرمات والشبهات مع البعد عن المكروهات.
ـ البعد عن رهبانية النصرانية والبعد عن تحريم الطيبات والبعد عن سماع المعازف والغناء وغير ذلك.
ـ يسيرون إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء ويعبدونه تعالى بالحب والخوف والرجاء.
• ومن أهم سماتهم: التوافق في الأفهام، والتشابه في المواقف، رغم تباعد الأقطار والأعصار، وهذا من ثمرات وحدة المصدر والتلقي.
ـ الإحسان والرّحمة وحسن الخُلق مع الناس كافةً فهم يأتمون بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح في علاقاتهم مع بعضهم أو مع غيرهم.
ـ النصيحة لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم.
ـ الاهتمام بأمور المسلمين ونصرتهم، وأداء حقوقهم، وكفّ الأذى عنهم.
ـ موالاة المؤمن لإيمانه بقدر ما عنده من إيمان ومعاداة الكافر لكفره ولو كان أقرب قريب.
• لا يعد من اجتهد في بيان نوع من أصول أهل السنة مبتدعًا ولا مفرطًا ما دام لا يخالف شيئًا من أصول أهل السنة والجماعة (*).
• كل من يعتقد بأصول أهل السنة والجماعة ويعمل على هديها فهو من أهل السنة ولو وقع في بعض الأخطاء التي يُبدّع من خالف فيها.
ــــــــــــــــ
مراجع للتوسع:
ـ الإيمان ـ لأبي عبيد القاسم بن سلاّم.
ـ الإيمان ـ لابن منده.
ـ الإبانة ـ لابن بطة.
ـ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ـ أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي.
ـ عقيدة أصحاب الحديث ـ الإمام أبو عثمان الصابوني.
ـ الإبانة ـ لأبي الحسن الأشعري.
ـ التوحيد وصفات الرب ـ لابن خزيمة.
ـ شرح العقيدة الطحاوية ـ لابن أبي العز الحنفي.
ـ منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية ـ ابن تيمية.
ـ درء تعارض العقل والنقل ـ ابن تيمية.
ـ طريق الهجرتين ـ ابن قيم الجوزية.
ـ مجموع الفتاوى ـ لابن تيمية.
ـ كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ـ محمد بن عبد الوهاب.
ـ معارج القبول شرح سلم الوصول ـ حافظ الحكمي.
ـ مجمل أصول أهل السنة والجماعة في العقيدة ـ د. ناصر بن عبد الكريم العقل.
ـ منهج الاستدلال عند أهل السنة والجماعة ـ عثمان علي حسن.
ـ أهل السنة والجماعة معالم الانطلاقة الكبرى ـ محمد عبد الهادي المصري.
ـ نواقض الإيمان القولية والعملية ـ د. عبد العزيز العبد اللطيف.
ـ منهج أهل السنة في تقويم الرجال ـ أحمد الصويان.
ـ مفهوم أهل السنة عند أهل السنة ـ د. ناصر بن عبد الكريم العقل.
ـ الأصول العلمية للدعوة السلفية ـ عبد الرحمن عبد الخالق.
ـ الزهاد الأوائل ـ د. مصطفى حلمي.
ـ معالم السلوك في تزكية النفوس عند أهل السنة والجماعة ـ د. عبد العزيز العبد اللطيف.
ـ قواعد المنهج السلفي ـ د. مصطفى حلمي.
ـ السلفية بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الغربية ـ د. مصطفى حلمي.
المصدر:
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=7507
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=59127#post59127
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=135333#post135333
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/69)
ـ[ياسمى]ــــــــ[10 - 10 - 08, 02:24 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خير الجزاء(51/70)
سؤال لطلبة العلم؟ حول قول سمعته بالجمعة
ـ[د/ألفا]ــــــــ[15 - 08 - 08, 05:35 م]ـ
قال الشيخ فى خطبة الجمعة
"من قال ان الله فى شيء أو على شيء أو محصور فى شيء فقد كفر بالله العظيم "
لاول مرة اسمع هذه الجملة وخالطني شعور بان فيها مخالفة للمعتقد الصحيح , فانا اعلم ان الله فى السماء وان الله استوي على العرش , فما رد الإخوة طلبة العلم؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن أبي أحمد]ــــــــ[15 - 08 - 08, 06:07 م]ـ
لا حول ولا قوة الله ..
فمن يقرأ (أأمنتم من في السماء) فهل يكفر أيضاً بذلك؟
ـ[د/ألفا]ــــــــ[15 - 08 - 08, 06:13 م]ـ
جزيت خيرا
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[15 - 08 - 08, 06:33 م]ـ
أما يقرأ: {الرحمن على العرش استوى}؟
ـ[د/ألفا]ــــــــ[15 - 08 - 08, 06:47 م]ـ
الحمد لله .......... على صحة المعتقد
للأسف أئمة المساجد الأزهريين معظمهم على هذه الشاكلة
جزاكم الله خيرا
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[16 - 08 - 08, 03:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[د/ألفا]ــــــــ[16 - 08 - 08, 11:01 م]ـ
بارك الله لكم
ـ[أحمد الوبيري الشمري]ــــــــ[17 - 08 - 08, 09:24 ص]ـ
سبحان الله العظيم ماذا نفعل بالايات والاحاديث؟
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[21 - 08 - 08, 01:04 ص]ـ
هذا الكلام حق يراد به باطل، فإن الله جل وعلا ليس في السماء بمعنى الظرفية، وليس على العرش بمعنى أن العرش مكان يحيط به، ولكنه جل في علاه فوق السماء وفوق العرش، هذا هو معتقد أهل السنة، يثبتون لله تعالى صفة العلو، وأنه فوق السماء وفوق العرش، فالله في السماء، وعلى العرش استوى، بلا كيف ولا تأويل ولا تحريف وتشبيه ولا تعطيل، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ولكن الخطيب أراد أن ينفي عن الله تعالى صفة العلو، فأطلق هذا الكلام، وهو حق في أصله، ولكنه باطل في مراده، والله جل وعلا أعلم
ـ[أبو تسنيم محمد]ــــــــ[24 - 08 - 08, 10:17 م]ـ
من المقرر أن حروف الجر تتناوب بمعنى أن الحرف يأتي بمعنى الآخر وهذا ثابت في القرآن واللغة
قال تعالى على لسان فرعون (لأصلبنكم في جذوع النخل) ف في هنا بمعنى على
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[24 - 08 - 08, 11:01 م]ـ
إن كان في بلدي فقد يكون من الأحباش ... فإنهم ينتشرون كما الجراد هنا(51/71)
خلاف أهل السنة والجماعة مع الإباضية
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[15 - 08 - 08, 10:51 م]ـ
الحمد لله المُبينِ لعباده الحقِّ الساطع، وصلاةٌ وسلام على سيدنا محمّدٍ أولِ شافع، وعلى الآل والأصحاب وكلِّ تابع، إلى يومٍ نرى فيه الله جهرة كما يُرى البدرُ في ليلة العاشرِ بعد الرابع .. لا عدَمنا اللهُ أجر طاعة بعد معصية، ولا هدًى بعد ضلال، ولا توبة بعد فسق؛ ولا أرانا ما تنكره قلوبنا، ولا تُفتن به نفوسنا، ولا تضل به عقولنا ...
أما بعد: فإن أهل السنة والجماعة، المشهود لهم بالطاعة؛ مَن قرنوا العلم بالعمل، وزكّاهم خاتم الرسُل؛ قال: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"؛ فكان لهم دعاءً في صورة الخَبر، وُفّقوا به في قمع كل متنطع أو أشِر، وقفوا مع النص دون تمثيل، وفهموا معناه دون تكييف وتخييل؛ وأدوا ميراث النبوة للخلَف دون فاسد تأويل أو تجهيل، ولا قبيح تعطيل، رحمهم الله رحمة وسعت السماء والأرض وزادهم من منه وفضله الجزيل ...
إن بعض أبواب العلم أولَجنا بابه عَمَهُ الجهلة، حتى يظهر الحق – في القضاء السابق – وتقوم الحجة، ويُعذر المبلّغ، ويرفع الله من يشاء ويخفض .. من أمثال هؤلاء ناس خرجت عن حقيقة الدين إلى الزَبد، فأفسدت من حيث تظن أنها تصلح، واجتهدت فيما لم تتأهل فيه؛ فكفّرت المذنب، وكبّرت اللّمم، وجارت على من لم يجُر، وحكّمت كتاب الله دون علم، واستباحة دم المسلم، وطعنت في ثالث الراشدين ومن خلَفه، وهم في ذلك – والله - متنطّعةٌ غلَت .. ظهرت أول ما ظهرت بسبب التحكيم، الذي قاده خليفة المسلمين، بينه وبين معاوية أمين الوحي المجتهدِ الأمين، بعد موقعة صفّين .. طلبه معاوية فقبله السيدُ الرصين؛ اختار له الأول ابنَ العاص، والثاني الأشعريَّ أبا موسى رضي الله عنهم أجمعين .. فقام فريق من جند الأبي علي، تعصب - دون فقه – للرأي، وخطّأ التحكيم معلِّلا قائلا: التحكيم شكٌّ فيما قمنا بالحرب لأجله، وأن لا حكم إلا لله، وأنه كفرٌ يجب على الإمام التوبة منه، وتحمّسوا لرأيهم، ودفعهم التعصب إلى قسوة القلب – والعياذ بالله – فأجمعوا أمرهم - ولا إجماع – على الخروج – فكانوا خوارج – من الكوفة إلى حروراء – فهم حرورية – وقالوا باطلا: نحن شُراة؛ قال فينا تعالى: {ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضاة الله} رافعين الباطل بالحق ... فكانوا أول من تسمّى وبقى، وأول من انشق وأبق، وأول من خرج من الحق؛ فكانوا أولى بأوائل الطبري والعسكري والمزي والسيوطي .. جعلوا لأنفسهم مبادئ آتٍ بيانها، وغيرها يرجع إليها رجوع الفرع للأصل:
1 - صحة خلافة أبي بكر وعمر، وكذلك عثمان في أول ولايته، وكان يجب عزله عندما قدّم أقاربه؛
2 - صحة خلافة علي إلى وقت التحكيم، وكفَر لما أخطأ؛
3 - الخلافة يجب أن تكون باختيار المسلمين سواء كان قرشيا أو عبدا حبشيا، وليس من حق الإمام أن يتنازل أو يحكم بغير ما أمر الله وإلا وجب عزله؛
4 - العمل بأوامر الدين جزء من الإيمان، وكل من عصى الله كافر، والذنوب جميعها كبائر؛
5 - وجوب الخروج على الإمام الجائر، ولا يقولون بالتقية.
عرف الخوارج بالعبادة والزهد، يقومون الليل ويصومون النهار، وهم أشد الناس عبادة وأشدهم تعصبا وحماسة، ولعل هذا سبب قول علي فيهم: "لا تقاتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فناله" وقول عمر بن عبد العزيز: "إني قد علمت أنكم لم تخرجوا لطلب دنيا أو متاع ولكنكم أردتم الآخرة فأخطأتم طريقها" ..
كفر غُلاتهم بإجماع، من مثل اليزيدية الذين قالوا ببعثة رسول جديد من العجم وبكتاب ناسخ للقرآن، وفرقة الميمونية الذين أباحوا نكاح بنات الأولاد وبنات أولاد الأخوة والأخوات، وأنكروا سورة يوسف من القرآن، وقالوا مُبطلين: تتغنى بالعشق والعاشق والمعشوق ... اندثروا مع من اندثر، ولله في مثل هؤلاء سنة تؤثر.
أقرب طوائفهم إلى الملة: فرقة الإباضية، ولعل هذا سبب بقائها إلى اليوم؛ حيث أسسوا مذهبهم على التسامح وخالفوا باقي الخوارج في مبادئ ..
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[18 - 08 - 08, 10:02 ص]ـ
الإباضية هم أصحاب عبد الله بن إباض التميمي، عاش في النصف الثاني من القرن الأول الهجري، وقد أسس مذهبه على التسامح - زعم – وكان بحق أكثر الخوارج اعتدالا؛ وهذه مبادئه:
1 - أن مخالفيهم من المسلمين ليسوا مشركين ولا مؤمنين بل هم كفار نعمة لا عقيدة؛
2 - دماء مخالفيهم حرام في السر (من غير معركة) لا في العلانية، ودارهم دار توحيد ما عدا معسكر السلطان؛
3 - لا يحل من غنائم المخالفين في الحرب إلا الخيل والسلاح وما فيه قوة الحرب، ويردون الذهب والفضة إلى أصحابها؛
4 - لا يجوز قتال إلا بعد الدعوة وإقامة الحجة وإعلان القتال؛
5 - تجوز شهادة المخالفين ومناكحتهم والتوارث معهم؛
6 - مرتكب الذنب الذي جاء فيه وعيد مع الإيمان بالله ورسله كافر نعمة لا ملة؛
7 - أفعال العباد مخلوقة لله تعالى إحداثا وإبداعا ومكتسبة للعبد حقيقة لا مجازا.
هذه موبقاتهم السبع، وهناك سبع أُخر هي أقرب للفروع منها لأصول الديانة .. يتبع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/72)
ـ[أبو السها]ــــــــ[18 - 08 - 08, 01:49 م]ـ
الإباضية هم أصحاب عبد الله بن إباض التميمي، عاش في النصف الثاني من القرن الأول الهجري، وقد أسس مذهبه على التسامح - زعم – وكان بحق أكثر الخوارج اعتدالا؛ وهذه مبادئه:
1 - أن مخالفيهم من المسلمين ليسوا مشركين ولا مؤمنين بل هم كفار نعمة لا عقيدة؛
2 - دماء مخالفيهم حرام في السر (من غير معركة) لا في العلانية، ودارهم دار توحيد ما عدا معسكر السلطان؛
3 - لا يحل من غنائم المخالفين في الحرب إلا الخيل والسلاح وما فيه قوة الحرب، ويردون الذهب والفضة إلى أصحابها؛
4 - لا يجوز قتال إلا بعد الدعوة وإقامة الحجة وإعلان القتال؛
5 - تجوز شهادة المخالفين ومناكحتهم والتوارث معهم؛
6 - مرتكب الذنب الذي جاء فيه وعيد مع الإيمان بالله ورسله كافر نعمة لا ملة؛
7 - أفعال العباد مخلوقة لله تعالى إحداثا وإبداعا ومكتسبة للعبد حقيقة لا مجازا.
هذه موبقاتهم السبع، وهناك سبع أُخر هي أقرب للفروع منها لأصول الديانة .. يتبع
كفر النعمة عند الفرقة الإباضية إنما تجري أحكامه في الدنيا فقط بحيث تجرى عليه أحكام المسلمين من صلاة عليه وميراث بحيث يرث ويورث .. أما في الآخرة فمرتكب الكبيرة-الميت عليها- عندهم كافر كفرا أكبر وهو مخلد في النار،
وجب التنبيه حتى لا يفهم من قولهم "الكفر كفران:كفر نعمة وكفر شرك) أنه موافق لقول السلف في جعلهم الكفر نوعين (كفر دون كفر)
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[18 - 08 - 08, 07:31 م]ـ
جزاكما الله خيرا على الفائدة ...
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[18 - 08 - 08, 10:08 م]ـ
الأخ أبو السها تنبيهك مهم، الأخ أبو عبد البر جوزيت بالمثل
هذه موبقاتهم السبع، وهناك سبع أُخر هي أقرب للفروع منها لأصول الديانة
بل هناك سبعة أخرى هي من طوامّهم ورثوها من المعتزلة الواصلية – جمعوا بين الخروج والاعتزال – هذا سردها مع بيان الصحيح عند أهل السنة:
1 - الصفات عندهم عين الذات، وعند أهل السنة أنها غير الذات المقدسة؛
2 - ينكرون رؤية الله عز وجل، أما أهل السنة فيثبتونها كما يليق بجلاله؛
3 - الإباضية يقولون بخلق القرآن وأنه محدث، أهل السنة ينكرون خلقه ويثبتون الكلامَ لله عز وجل؛ القرآنَ المحفوظَ في الصدور المرقومَ في السطور؛
4 - يخلدون المؤمنين أهلَ الكبائر في النار، وأهل السنة لا يحكمون بتخليدهم؛
5 - الشفاعةُ لا ينالها أصحاب الكبائر عند الإباضية، أما عند أهل السنة فنعم؛
6 - يؤولون بعض مسائل الآخرة تأويلا مجازيا كالميزان والصراط، والصحيح إثباتها كما ورد بها الخبر؛
7 - خالفوا إجماع الأمة في تقديم كتب السنة المشهورة، وجعلوا مسند الربيع بن حبيب بعد القرآن في تلقي النصوص، كما خالفوا جملة من إجماعات الأمة.
ومن استقرأ تاريخ الخوارج – بما فيهم الإباضية - علم أن حقيقة مذهبهم سياسي بالدرجة الأولى؛ كرهوا التحكيم، وكرهوا تقديم الأقارب، وكرهوا توريث الحكم، وكرهوا إمامة قريش ... لكن خالفوا كل أصولهم عند قيام دولتهم الرستمية بـ "تيهرت" الجزائر (160 هـ/776 م- 296 هـ/909م) بقيادة عبد الرحمن بن رستم الفارسي مولى عثمان بن عفان؛ حيث حكّموا الرأي بعد الكتاب والسنة، وقدموا أقاربهم وورّثوهم الحكم (الإمامة بعد عبد الرحمن لابنه عبد الوهاب ثم لابنه أفلح ثم لابنه أبي بكر ثم لأخيه أبي اليقظان ثم لابنه أبي حاتم ثم لعمه يعقوب ثم لابن أخيه اليقظان)، وتحالفوا مع الأغالبة ولاة قريش ..
أما مذهبهم العقدي فقد تناولوا جُلّه من المعتزلة، وخالفوهم في مسائل ..
حكم الإباضية مختلف فيه تبعا لحكم الخوارج؛ كفّرهم البخاري والقرطبي وابن العربي والسبكي وغيرهم / ابن حجر (12 - 286) وتوقف فيهم ابن حجر (12 - 301)؛ أما حديث: "الخوارج كلاب النار" وفي رواية "أهل البدع" فهو ضعيف وعلى فرض صحته فهو مجمل وبيان حقيقة الخوارج المرادة ليست بهينة؛ لأنهم طوائف تزيد عن العشرين، إن تحقق في بعضهم ففي البعض الآخر نظر، والصحيح أنهم من فرق أمّة الإسلام الضالة، لأنهم مصلون من أهل القبلة؛ ولأن علي لم يتعقب فارهم وعاملهم معاملة البغاة / سنن البيهقي (8 - 182)، وكما قال مالك (وتنسب كذلك لعلي) في حق المعتزلة لما سئل عنهم: "من الكفر فرّوا" .. كما أن باب التكفير باب خطر، ولا نعدل بالسلامة شيء (وجنح إلى هذا جلة العلماء كالشاطبي وشيخ الإسلام والخطابي وفيما روي عن الشافعي ... ) ــ يتبع
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[26 - 08 - 08, 06:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على هذا الموضوع الهام
أتمنى لو تتطرق لعلمائهم القدماء والمعاصرين
والاقوال التي يتمسكون بها حيث أنهم يضعون علمائهم في مرتبة أصحاب المذاهب الأربعة
ويعتبرون الخروج عن السلطان إذا خالف هواهم من الأمور المشروعة
والموت في سبيل ذلك شهادة فيقولون الشهيد فلان وإن قاتل حمية
وهناك العديد من النقاط الغامضة التي يحرصون على عدم إذاعتها للعامة فياحبدا لو تطرحونها لنكون على بينة من هذه المذاهب ..........
وجزاكم الله خير الجزاء
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
البحث مفتوح لجميع الإخوة، من رأى فيه قصورا فليتمَّه، ومن رأى فيه غموضا فليُجلِّيه .. بورك فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/73)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[26 - 08 - 08, 07:17 م]ـ
لعل ما سبق ذكره هو سبب بقائهم إلى اليوم .. بالإضافة لتسامحهم وعدم اشتراط الخروج بالسيف على الإمام الجائر ...
لقد تبنى الرستميون المذهب الإباضي أيام خروجهم، لكن بمجرد قيام دولتهم على قوة وتحقيق غايتهم السياسية، حتى فتحوا الباب واسعا لكل مناظر ومجادل، واشتهرت مملكتهم بالمناظرات العلمية والتسامح مع المخالف، فقصدهم أولوا العلم والفهم من كل حدب وصوب .. ولقد نص عبد الرحمن الجيلالي في "تاريخ الجزائر العام" على أن المذهب [العقدي] والفقهي أيام الرستميين لم يتبلور بعدُ، فكانوا على طريقة السلف في الأخذ بظواهر النصوص وأقوال الصحابة والتابعين والتحاجج بالرأي ..
يمكن لنا إعادة صياغة سَبَبَيْ تسامح الإباضيين – تاريخيا – فيما يلي:
1 - تحقيق دولتهم لاستقلالها السياسي، وهذا هو هدفهم المنشود؛
2 - عدم التمذهب والتخرنق لأن زمنه لم يطل بعدُ.
أما المخالفات العقدية فسبق أن قلنا أن وراثتها كانت عن طريق تلامذة واصل بن عطاء الذين بعثهم للمغرب، فشكلوا حلفا مع الخوارج وكوّنوا المزيج الثلاثي للدولة الرستمية: الصِّفارية، الإباضية، الواصلية ..
للاستزادة ينظر: تواريخ الجزائر الثلاث لـ "عبد الرحمن بن محمد الجيلالي" و"مبارك الميلي" و"توفيق المدني" وهذا الأخير هو أكثرها اعتناءً.
في العصر الحالي يتوزع الإباضية على امتداد المغرب العربي (الجزائر، تونس، ليبيا)، وبعض أقطار المشرق (اليمن، عُمان)، من أشهر علمائهم: إبراهيم أطفيش ( http://www.istiqama.net/olama/abou-isaaq.htm)، والشيخ إبراهيم بن عمر بيوض ( http://www.istiqama.net/olama/ibrahai-biodh.htm) الجزائريان، وكانا من الاعتدال بحيث جعل البعض ينسبهما للمالكية ..
من علماء الإباضية (من منظورهم) ( http://www.istiqama.net/olama/olama.htm)
بالنسبة للشيخ بيوض يقال أنه عاش إباضيا ومات مالكيا؛ وهو عالم متمكن فقيه مجتهد مفسر أديب حجة .. أخذ بعض أقطار المغرب بفتواه التي تنص على جواز الإحرام بالحج في الطائرة إذا دخلت الحرَم، بل اعتمدت الجزائر فتواه كحُكم شرعي يعم الناس .. كما أنه كان ينصح غير مرة بمؤلفات الإمام (على حد تعبيره) ابن تيمية رحمه الله ..
فيما يخص مالكيته فقد أخبرني من أثق به عن ثلة من "المِزَابِيِين" أن الشيخ بيوض رحمه الله نصح الإباضيين قبل وفاته بأن يتخلّوا عن مذهبهم وعقائدهم الباطلة ويلتحقوا بالمذهب المالكي السني.
كثير من أهل العلم من تراجع عن عقائده في أيامه الأخيرة، كأبي المعالي الجويني الذي تمنى لو مات على عقائد عجائز نيسابور، وأبي حامد الغزالي الذي نُسب إليه قوله: غزلت لهم غزلا رقيقا فلم أجد لغزلي نساجا فكسرت مغزلي (وهي رواية ضعيفة)، وأبو الحسن الأشعري صاحب الإبانة، والفخر الرازي .. وغيرهم رحمهم الله أجمعين
قلتُ: هذه هي نصائح المحبين، وثمراتها بادية للعيان؛ فالكثير الكثير من الإباضيين تخلوا عن مذهبهم الفاسد، خاصة منهم من تثقف ثقافة أكاديمية، أو نزل بغير أقطارهم، أو خرج (بل دخل) عن سنن القوم وعاشر غيرهم .. وهو – أعني مذهبهم – بقوة قادر آيل للزوال اليوم أو غدا، فما بقي له إلا العوام الذين ورثوا المذهب كما تورث العين والنعم والزرع.
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[28 - 08 - 08, 08:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا،و ليتكم تذكرون لنا أكثر ختياراتهم الفقهية شذوذا،التي انفردوا بها عن باقي المذاهب الأربعة.
للاستزادة ينظر: تواريخ الجزائر الثلاث لـ "عبد الرحمن بن محمد الجيلالي" و"مبارك الميلي" و"توفيق المدني" وهذا الأخير هو أكثرها اعتناءً.
أتقصد أكثر اعتناءً بهذا المبحث (الاباضية) خاصةً، أم بتاريخ الجزائر إجمالا؟
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[28 - 08 - 08, 10:51 م]ـ
أتقصد أكثر اعتناءً بهذا المبحث (الاباضية) خاصةً، أم بتاريخ الجزائر إجمالا؟
بل بالإباضية .. ومن الكتب التي يغفل عنها طالب العلم والباحث في الموضوع "ظُهر الإسلام" لأحمد أمين؛ ففيه زيادة عِلم ..
جوزيتم بالمثل
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[29 - 08 - 08, 06:03 ص]ـ
لو سمحتم ايها الافاضل، أريد أن أعرف هل حكام سلطنة عمان اليوم وعلماؤها كالخليلي وغيره يتبنون كل هذه العقائد التي كان عليها الإباضية المتقدمون؟
ـ[أبو الحواري]ــــــــ[01 - 09 - 08, 11:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مخطيء من قال أن الإباضية يعتبرون مرتكب الكبيرة كافر كفر أكبر أي مشرك
بل يسمونه موحد لكنه فاسق منافق كافر كفر نعمة ... وتجري عليه أحكام الدنيا من ميراث وكل شيء ما عدا الاستغفار له بعد موته إذا كان في موضع البراءة وهذا من الولاية والبراءة كما تعلمون
وربما خلط البعض
فالإباضية عندهم أنه لامنزلة بين المنزلتين أي أنه لا منزلة بين الإيمان والكفر .... وعلى ذلك فالكفر هنا يندرج عليه كفر النعمة وهو الفسق والنفاق مع التوحيد والثاني كفر الشرك
وفي نفس الوقت عندهم قاعدة تقول بالمنزلة بين المنزلتين ... ويعنون بها منزلة النفاق التي تقع بين الشرك والإيمان
ولكن اسم الكفر واقع على المشرك والمنافق على حد السواء في القرآن الكريم والسنة المطهرة فوقع على ذلك مصيرهما في الآخرة
أما من تكلم عن الشيخ بيوض .. فالشيخ عاش إباضيا ومات إباضيا .... غير صحيح البتة عن خروجه من مذهبه .. بل هو من أكبر علماء عصره
وشكرا جزيلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/74)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[02 - 09 - 08, 02:42 ص]ـ
مخطيء من قال أن الإباضية يعتبرون مرتكب الكبيرة كافر كفر أكبر أي مشرك
بل يسمونه موحد لكنه فاسق منافق كافر كفر نعمة ... وتجري عليه أحكام الدنيا من ميراث وكل شيء ما عدا الاستغفار له بعد موته إذا كان في موضع البراءة وهذا من الولاية والبراءة كما تعلمون
الأخ أبو الحواري وفقه الله .. من قال بغير هذا؛ بالإضافة لما قلتَ يحكمون بخلود كافر النعمة في النار
أما من تكلم عن الشيخ بيوض .. فالشيخ عاش إباضيا ومات إباضيا .... غير صحيح البتة خروجه من مذهبه .. بل هو من أكبر علماء عصره
رددتَ الخبر بلا حجة، ومن رويتُ عنهم أحياءَ والحمد لله
ـ[أبو الحواري]ــــــــ[03 - 09 - 08, 09:51 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ابرهيم الجزائري
قد قلت أنهم يحكمون على المنافق بالنار الأبدية .. طيب لماذا الانتقاد عليهم في هذا الجانب؟
كما لأهل السنة أدلتهم من الكتاب فهم لهم أدلتهم أيضا من كتاب الله عز وجل انظر مثلا:"وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ
أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ
عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {80} بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً
وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ {81} وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {82"
والشيخ بيوض هذه فتاويه وهذا تفسيره ... كلها تدل على إباضيته .. فما دليل قولك؟؟
وهؤلاء تلاميذه وأتباعه فمن نصدق؟
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[03 - 09 - 08, 08:47 م]ـ
بارك الله فيك أخي ابرهيم الجزائري
وفيك بركة
قد قلت أنهم يحكمون على المنافق بالنار الأبدية .. طيب لماذا الانتقاد عليهم في هذا الجانب؟
عجبتُ إليك أخي .. قولتني ما لم أقُلهُ ولا أحد من الإخوة قاله؛
- يخلدون المؤمنين أهلَ الكبائر في النار، وأهل السنة لا يحكمون بتخليدهم
هذا ما قلتُ
كما لأهل السنة أدلتهم من الكتاب فهم لهم أدلتهم أيضا من كتاب الله عز وجل انظر مثلا:"وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {80} بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {81} وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {82"
معنى الآية المعلّمة بوجازة هو أن من أحاطت به سيئاته، فلم تبقَ له حسنة يلقَ بها الله عز وجل مخلدٌ في النار؛ وهذا فقط شأن الكافر والمشرك أعاذني اللهُ وإياك؛
وممن قال بهذا القول من سلف الأمة: ابن عباس، أبو هريرة، أبو وائل، أبو العالية، مجاهد، عكرمة، الحسن، قتادة، الربيع بن أنس وغيرهم ..
وممن قال منهم بأنها كبيرة من الكبائر فلا يخلو توجيه قوله من اثنين:
1/ القول الأول بأنها الشرك والكفر؛ كقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "ألا أنبّئكم بأكبر الكبائر: الشرك بالله ... "
2/ الثاني جعْلها من الكبائر المحبطة للأعمال الموجبة للخلود في النار كالسحر
وكما قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "وكل هذه الأقوال متقاربة في المعنى" وهي القاعدة التفسيرية التي تسبر بها أقوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم ورحمهم ..
ومن قواعد أهل العلم من المفسرين والفقهاء أيضا ردّ ما تشابه إلى ما أُُحكم، فقوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} لمن تاب .. واضحة موضحة والحمد لله
والشيخ بيوض هذه فتاويه وهذا تفسيره ... كلها تدل على إباضيته .. فما دليل قولك؟؟
وهؤلاء تلاميذه وأتباعه فمن نصدق؟
بالطبع تأخذ بزيادة الثقة .. وزيادة العلم يجب المصير إليها بارك الله فيك
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[04 - 09 - 08, 09:47 م]ـ
فقوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} لمن تاب
بل لمن لم يتب؛ أما التائب فقوله تعالى: {إن الله يغفر الذنوب جميعا}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/75)
ـ[أبو المنذر بن أحمد]ــــــــ[20 - 09 - 08, 03:50 م]ـ
1 - أن مخالفيهم من المسلمين ليسوا مشركين ولا مؤمنين بل هم كفار نعمة لا عقيدة؛
ومصير كافر النعمة عندهم هو الخلود الأبدي في نار جهنم مع إبليس وأتباعه من المشركين، ولو كان هذا المخالف من أتقى وأزهد عباد الله.
وهذه بعض النصوص لعلماء المذهب الإباضي في تخليد من خالف مذهبهم:
1 - قال أبو بكر بن عبد الله الكندي في (الجوهر المقتصر)،في " باب بيان الدرجة الثالثة والكفر في أهل القبلة " (ص121):
" ونحن نشهد لمن مات من هؤلاء مصرا على خلاف ما دانت بها الإباضية بالخزي والصغار والخلود في النار " اهـ.
2 - وجاء في كتاب " لباب الآثار الورادة على الأولين والمتأخرين الأخيار" لمهنا بن خلفان (1/ 278 - 275):
" مسألة: سئل الشيخ جاعد بن خميس بن مبارك الخروصي - رحمه الله - عن: ناشئ نشأ في طاعة الله تعالى، وهو من أهل الخلاف، إلا أنه لم يرتكب حرمة من محارم الله قط، وكان طول عمره زاهدا ناسكا، وفي ثواب الله راغبا،ولم يدع شيئا من أوامر الله تعالى إلا ائتمر به، ولا محجورا في دين الله إلا انتهى عنه، إلا أنه يدين بخلاف دين الإباضية قولا، وعملا،ونية، واعتقادا، ما حاله يكون إن مات على ذلك؟
قال: لا يكون على طاعة رب العالمين، من كان على خلاف الحق المبين، ضالا عن سبيل المؤمنين المحسنين.
وأهل الخلاف لدين المسلمين المحقين على ضروب متفرقة،وأحزاب غير متفقة،كل فرقة تدعي أنها على الصواب، وتزعم أن في يدها فصل الخطاب، وتشهد على الأخرى بأنهاعلى مخالفة السنة والكتاب،وصار كل حزب بما لديهم فرحون، يغدون على ذلك ويروحون، ويحسبون أنهم المؤمنون حقا، والمحسنون صدقا،وليس الأمر كما يقولون، وعلى مايظنون، بل القول الحق: إن الحق في واحدة لا في الجميع .. ".
إلى أن قال:
" فإني لأقسم بالله قسم من بر في يمينه فلا حنث:إن [من] مات على الدينالإباضي الصحيح غير ناكث بما عاهد الله عليه من قبل ولا مغير حقيقته، كلا، ولامبدل طريقته أنه من السعداء، ومن أهل الجنة مع الأنبياء والأولياء.وإن من مات على خلافه فليس له في الآخرة إلا النار وبئس المصير، لأنه الحق، وماذا بعد الحق إلاالضلال، فأنى تصرفون.على هذا إن شاء الله أحيا وأموت،وعليه ألقى الله ربالعالمين. والله أعلم " اهـ.
وغيرها من النصوص تجد بعضها في كتاب " كنت إباضياً "، وهذا الكتاب يجلي حقيقة المذهب الإباضي في بعض المسائل، كنظرتهم إلى المخالفين، ونظرتهم في بعض الصحابة ومنهم عثمان وعلي وطلحة وعمرو بن العاص والزبير وغيرهم رضي الله عنهم.
وفي الرابط تجد كتاب: " كنت إباضياً ".
http://www.alabadyah.com/showthreadbook1.php?id=96 (http://www.alabadyah.com/showthreadbook1.php?id=96)
ـ[النعيمية]ــــــــ[04 - 10 - 08, 01:41 ص]ـ
لو سمحتم ايها الافاضل، أريد أن أعرف هل حكام سلطنة عمان اليوم وعلماؤها كالخليلي وغيره يتبنون كل هذه العقائد التي كان عليها الإباضية المتقدمون؟
كلا العامة لايتبنونها ولا السلطان ولكن الخليلي والقنوبي بالتأكيد يتبنونها يا أخانا فهم المفتين والعلماء عند الاباضية حسب علمي
وأهل عمان فيهم الحنابلة والشافعية والمالكية كما الاباضية لكن الاباضية كثر جدا
ولديهم مسند وضعوه بانفسهم ولديهم سلسلة تسمى سلسلة الذهب (في الرواة) واخترعوا راويا قال أحد علماء السعودية لم تحمله ارض ولم يلده بطن ..
من بعض أحكامهم من هذا المسند أنه لايجوز أن تصلي وأنت تلبس معدنا.
فتراهم عند الصلاة (المتمسكين بالمذهب فقط) ينزعون الساعات والنظارات وما إلى ذلك والله إن هذا لشيء عجاب .. !!!
لديهم افكار غريبة وأحاديث .. !!
لكن هم اناس لاينالك منهم شر ..
ـ[صخر]ــــــــ[06 - 10 - 08, 01:54 ص]ـ
العمانيون شعب تتمنى لو يصبحوا سلفييين في عقيدتهم ... فهم قمة في الأخلاق الجميلة والحسنة .. قل أن تجدها في الكثير من أصحاب المذاهب الصحيحة للأسف ...
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[19 - 10 - 08, 04:14 م]ـ
بارك الله فيمن زاد وأفاد وأجاد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/76)
من الصحيح المعتمد الذي لا خلاف معتبرَ فيه أن الإباضية فرقةٌ من فرق الخوارج الكثيرة، وجمهور الفقهاء والمفسرين وشراح السنة مِن سلف الأمة وخلفها من ذهب إلى أن حديث ذي الخويصرة المذكور في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما يعني الخوارج (كالشهرستاني وابن حزم وابن الجوزي والآجري)؛ ونص الحديث: " ... إذا لم أعدلْ أنا فمن يعدلُ، إنه سيخرجُ من أمتي قومٌ سيماهم سيما هذا يمرقون من الدِّين كما يمرقُ السهمُ من الرَّمِيَّة تنظرُ في قِدْحِهِ فلا تر شيئا تنظرُ في رِصافِه فلم ترَ شيئا تنظر في فُوقه فلم تر شيئا" اللفظ للطبراني عن أبي الطفيل.
وهؤلاء هم رواة الحديث:
حديث أنس وأبي سعيد معا: أخرجه أبو داود (4/ 243، رقم 4765)، والحاكم (2/ 161، رقم 2650)، والبيهقي (8/ 171، رقم 16480)، والضياء (7/ 16، رقم 2392).
حديث أنس: أخرجه أحمد (3/ 197، رقم 13059)، وأبو داود (4/ 243، رقم 4766)، وابن ماجه (1/ 62، رقم 175)، والحاكم (2/ 161، رقم 2649)، وقال: صحيح على شرط الشيخين، والضياء (7/ 15، رقم 2391)، وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (5/ 337، رقم 2963).
حديث ابن عمرو: ابن أبى عاصم (2/ 460، رقم 944)، أخرجه الحاكم (2/ 159، رقم 2644) وقال: صحيح على شرط الشيخين.
حديث أبي سعيد: أخرجه البخاري (3/ 1321، رقم 3414)، ومسلم (2/ 744، رقم 1064)، وأخرجه أيضًا: النسائي (5/ 159، رقم 8560)، ابن ماجة (1/ 12، رقم 169)، وأخرجه الحاكم (2/ 167، رقم 2659) وقال: صحيح، ووافقه الذهبي. قال الحاكم لم يسمع قتادة هذا الحديث من أبي سعيد إنما سمعه من أبي المتوكل عن أبي سعيد.
حديث أبي الطفيل: أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (6/ 230) قال الهيثمي: ورجاله ثقات.
حديث جابر بن عبد الله: أخرجه البخاري تحت رقم: 3138، ومسلم (1063)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 401)، وأخرجه ابن ماجة (1/ 12، رقم 172)، قال في الزوائد: إسناده صحيح.
وعن أبي ذر وعلي وسهل بن حنيف وعبد الرحمن بن عمرو بن العاص وأبي بكرة وأبي برزة الأسلمي ونبيط بن شريط الأشجعي وعامر بن واثلة وغيرهم بألفاظ مشابهة وزيادات.
يتلخص أن الحديث على أقل تقدير مستفيض عن الصحابة رضي الله عنهم، وإذا أضفنا إليه أحاديث الباب لتواتر عند الناس.
والتواتر لا يدفعه عاقل، بلْه المتديِّن الذي لديه ضمير يؤنبه.
من غريب الحديث: ((يمرقون)): ينفذون ويخرجون، ((الرَّمِيَّة)): الطريدة التي يرميها الصائد، ((قِدْحه)): القِدْح: عود السهم، ((رِصافه)): الرِّصاف: مدخل النصل من السهم، والنصل هو حديدة السهم، ((فُوقه)): الفوق أو الفوقة: الحز الذي يجعل فيه الوتر؛ والمراد بقوله: تنظر في كذا وكذا فلم تر شيئا، يعني أنه أنْفَذَ سهمه فيها حتى خرج فلم يعلق به من دمها شيء من سرعته.
هذه بعض روايات الحديث:
1/ "يخرج قوم في آخر الزمان، أو في هذه الأمة، يقرؤون القرآن لايجاوز تراقيهم، أو حلوقهم، سيماهم التحليق، إذا رأيتموهم، أو إذا لقيتموهم، فاقتلوهم" / ابن ماجة عن أنس بن مالك.
2/ "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما، أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله اعدل، فقال: (ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل)؛ فقال عمر: يا رسول الله، ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال: (دعه، فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه - وهو قدحه - فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس" / البخاري عن أبي سعيد الخدري. قال أبو سعيد: أشهد [أني] سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علياً قتلهم، وأنا معه، جيء بالرجل على النعت الذي نعته النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فنزلت فيه: {ومنهم من يلمزك في الصدقات}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/77)
وذُو الخُوَيْصِرَةِ اليمانِيُّ: صحابِيٌّ، وهو البائِلُ في المسجِدِ، والتَّمِيمِيُّ: حُرْقُوصُ بنُ زُهَيْرٍ السعدي ضِئْضِئيُ الخَوارِجِ، وعند أبي داود اسمه نافع ورجحه السهيلي.
3/ وعن أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية لا يرجعون حتى يرتد على فوقه هم شر الخلق والخليقة طوبى لمن قتلهم وقتلوه يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء من قاتلهم كان أولى بالله منهم، قالوا: يا رسول الله فما سيماهم، قال: التحليق ... واستدل الشافعي رحمه الله في قتال أهل البغي بقول الله جل ثناؤه: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين} "
4/ أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة - منصرفه من حنين - وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها، يعطى الناس، فقال: يا محمد! اعدل، قال: "ويلك! ومن يعدل إذا لم أكن أعدل؟ لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل" فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني: يا رسول الله! فأقتل هذا المنافق؛ فقال: "معاذ الله! أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي، إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية"، وفي رواية: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم مغانم وساق الحديث / مسلم عن جابر بن عبد الله.
5/ كنت أتمنى أن ألقى رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أسأله عن الخوارج، فلقيت أبا برزة في يوم عيد في نفر من أصحابه، فقلت له: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الخوارج؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني ورأيته بعيني، أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال فأعطى من عن يمينه ومن عن شماله، ولم يعط من ورائه شيئا، فقام رجل من ورائه فقال: يا محمد! والله ما عدلت في منذ اليوم، وكان رجلا أسود مطموم الشعر، عليه ثوبان أبيضان، فقال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا وقال: "والله لا تجدون بعدي رجلا هو أعدل عليكم مني، ثم قال: يخرج في آخر الزمان قوم كأن هذا منهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، سيماهم التحليق، لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم شر الخلق والخليقة" / البزار والنسائي عن شريك بن شهاب عن أبي برزة الأسلمي.
6/ أتيت رسول الله بذهبة وتربتها وكان بعثني مصدقا إلى اليمن فقال: أقسمها بين أربعة بين الأقرع بن حابس وزيد الطائي وعيينة بن حصن الفزاري وعلقمة بن علاثة العامري، فقام رجل غائر العينين ناتئ الجبين مشرف الجبهة محلوق فقال: والله ما عدلت، فقال: "ويلك من يعدل إذا لم أعدل إنما أتالفهم" فأقبلوا عليه ليقتلوه، فقال: "اتركوه فإنه من ضئضيء هذا أو من صئصيء هذا قوم يخرجون في آخر الزمان يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد" / الألباني عن علي بن أبي طالب مرفوعا.
ضئضئي: النسل والعقب، وزعم ابن الأثير أن صئصئي بمعناه / ابن حجر.
حل إشكالات الحديث:
أولا: مناسبة الحديث كانت لدى منصرفه صلى الله عليه وسلم من الجعرانة كما في حديث جابر في ذي القعدة سنة ثمان والمقسوم فيها فضة، والسائل فيها غير ذي الخويصرة كما حقق ابن حجر، لأن هذا الأخير كان بعد بعث علي إلى اليمن كما في حديث أبي سعيد وذلك سنة تسع والمقسوم فيها ذهبٌ؛ "فهما قصتان في وقتين اتفق في كل منهما إنكار القائل وصرح في حديث أبي سعيد أنه ذو الخويصرة التميمي ولم يسم القائل في حديث جابر ووهم من سماه ذا الخويصرة ظانا اتحاد القصتين" / ابن حجر في كتاب المغازي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/78)
ثانيا: بيان السبب في الأمر بتركه (عدم قتله) ورد في بعض طرقه (كما ذكر ابن حجر)، فأخرج أحمد والطبري من طريق بلال بن بقطر عن أبي بكرة، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بمويل فقعد يقسمه فأتاه رجل وهو على تلك الحال، فذكر الحديث وفيه فقال: أصحابه ألا تضرب عنقه، فقال: لا أريد أن يسمع المشركون أني أقتل أصحابي، وهو نفس السبب في عدم قتله صلى الله عليه وسلم للمنافقين مع علمه بأعيانهم، وفهم البخاري ذلك من باب المصلحة والتألف.
والكف عن قتل من يعتقد الخروج على الإمام يكون ما لم ينصب لذلك حربا أو يستعد لذلك، لقوله: "فإذا خرجوا فاقتلوهم"، وحكى الطبري الإجماع على ذلك في حق من لا يكفر لاعتقاده، وأسند عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب في الخوارج بالكف عنهم ما لم يسفكوا دما حراما أو يأخذوا مالا، فإن فعلوا فقاتلوهم ولو كانوا ولدي ...
وذهب أكثر أهل الأصول من أهل السنة إلى أن الخوارج فسّاق وأن حُكم الإسلام يجري عليهم لتلفظهم بالشهادتين ومواظبتهم على أركان الإسلام ... / ابن حجر في كتاب المغازي.
ثالثا: قوله: "لئن أدركتهم لأقتلتهم" مع أنه نهى خالدا (أو عمر) عن قتل أصلهم، وأجيب بأنه أراد إدراك خروجهم واعتراضهم المسلمين بالسيف، ولم يكن ظهر ذلك في زمانه، وأول ما ظهر في زمان علي كما هو مشهور.
رابعا: في رواية أبي سعيد أنه أمر أبا بكر ثم عمر ثم علي بقتله، مع أنه نهى عن قتله أولا، ويمكن الجمع بأن تكون القصة الثانية متراخية عن الأولى وأذن صلى الله عليه وسلم في قتله بعد أن منع منه لزوال علة المنع وهي التألف، فكأنه استغنى عنه بعد انتشار الإسلام، كما نهى عن الصلاة على من ينسب إلى النفاق بعد أن كان يجري عليهم أحكام الإسلام قبل ذلك، وكأن أبا بكر وعمر تمسكا بالنهي الأول عن قتل المصلين، وحملا الأمر هنا على قيد أن لا يكون لا يصلي فلذلك عللا عدم القتل بوجود الصلاة، أو غلبا جانب النهي / ابن حجر.
ومن فقه الحديث:
أولا: حكم قتلهم وقتالهم قال ابن حجر ناقلا: إذا أظهروا رأيهم ونصبوا للناس القتال وجب قتالهم ... فلا يجوز ترك قتالهم إذا هم أظهروا رأيهم وتركوا الجماعة وخالفوا الأئمة مع القدرة على قتالهم.
ثانيا: أن قياس الشبه جائز وهو ما ذهب إليه جمهور الأصوليين؛ وحدَّه الزركشي (ناقلاً) بـ "إلحاق فرع بأصل لكثرة إشباهه للأصل في الأوصاف من غير أن يعتقد أن الأوصاف التي شابه الفرع بها الأصل علة حكم الأصل" (إرشاد الفحول 2/ 136).
من أدلة إبطاله (عند مبطليه): قوله تعالى: "قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ" فلم يجمعوا بين الأصل والفرع بعلة ولا دليلها وإنما ألحقوا أحدهما بالآخر من غير دليل جامع سوى مجرد الشبه الجامع بينه وبين يوسف، فقالوا: هذا مقيس على أخيه بينهما شبه من وجوه عديدة وذاك قد سرق فكذلك هذا، وهذا هو الجمع بالشبه الفارغ، والقياس بالصورة المجردة عن العلة المقتضية للتساوي، وهو قياس فاسد والتساوي في قرابة الأخوة ليس بعلة للتساوي في السرقة لو كانت حقا ولا دليل على التساوي فيها فيكون الجمع لنوع شبه خال عن العلة ودليلها (إعلام الموقعين 1/ 148)؛ ومثله قوله تعالى: "مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنَا" وقوله أيضا: "إنما البيع مثل الربا".
وهذا القياس بالصورة المجردة باطل فعلا، وهو غير قياس الشَبه الصوري الذي نعنيه.
أدلة إعماله أكثر من أن تحصى أصرحها قوله صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم" الحديث عند أحمد.
ومنها الحديث المذكور؛ فقوله: "آيتهم" أو "سيماهم" بمعنى عَلَامَتَهُمْ، أصلها سِيمَا وسِيمَيَا، وفي الحديث "قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَكُمْ سِيمَا لَيْسَتْ لِغَيْرِكُمْ مِنْ الْأُمَمِ؛ تَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ"، والعلامة صفات خلْقية وخلُقية فالصفات الخلْقية تحيلنا إلى الشَبَه الصوري؛ أما الخلُقية فللشبه الحكمي.
وعليه يكون لذكر بعض أوصافهم - وإن لم تكن عقيدة فهي قطعا من الخلاف بيننا وبينهم - شيء من الفائدة أهمها: اجتنابها، وأدناها: أن تكون أمارات على أصحابها، إذا اجتمعت في ناس كانوا حقيقة النبوءة وواقعها، والمُكثِر شابَهَ ولم يكن من أهلها. قال ابن القيم في كتابه القيم الصواعق المرسلة (1/ 308): "ومن اعترض على الكتاب والسنة بنوع تأويل من قياس أو ذوق أو عقل أو حال ففيه شبه من الخوارج" ــ
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[19 - 10 - 08, 11:26 م]ـ
يتلخص أن الحديث على أقل تقدير مستفيض عن الصحابة رضي الله عنهم، وإذا أضفنا إليه أحاديث الباب لتواتر عند الناس.
والتواتر لا يدفعه عاقل، بلْه المتديِّن الذي لديه ضمير يؤنبه.
ولقد ورد في مسند الحبيب بن الربيع الإباضي (نسخة الكترونية) عن أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال: سمعتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: "يخرج قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وأعمالكم مع أعمالهم، يقرؤون القرآن ولا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، تنظر في النصل فلا ترى شيئا، ثم تنظر في الريش فلا ترى شيئا، وتتمارى في الفوق" / الحديث رقم (36)
فلا نختلف - والحمد لله - في صحة نسبة الحديث إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ فالاتفاق على الأصل مهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/79)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[31 - 01 - 09, 12:56 ص]ـ
قاتل الله ما شغل عن مجالس العلم، اللهم بلوى النعم لا بلوى النقم ... أما بعد:
ذِكر أوصاف الخوارج:
على سبيل السبر والتقسيم، وضابط هذا الدليل العظيم أنه متركب من أصلين:
أحدهما: حصر أوصاف المحل بطريق من طرق الحصر، وهو المعبر عنه بالتقسيم.
والثاني: هو اختيار تلك الأوصاف المحصورة، وإبطال ما هو باطل منها وإبقاء ما هو صحيح منها، وهو المعبر عنه بالسبر / للاستزادة يُنظر أضواء البيان لمحمد الأمين الشنقيطي (3/ 342).
وحصر الأوصاف يكون بالاستقراء (جمع الروايات وشروحها)؛ فلا تعجل إذا ذُكر الوصف وضده، فإذا تحقق وصفٌ انتفى ضدُّه، وهناك محمل آخر يُذكر لاحقا.
أولا: الصفات الخلْقية:
- مشرف الوجنتين: بارزهما، والوجنتان العظمان المشرفان على الخدين.
- غائر العينين: عينيه داخلتان في محاجزهما لاصقتين بقعر الحدقة.
- ناشز الجبهة: مرتفعها، وفي رواية ناتئ الجبين، والجبين جانب الجبهة، ولكل إنسان جبينان يكتنفان الجبهة.
- كثّ اللحية: كَثُرَتْ أُصُولُها، وكَثُفَتْ، وقَصُرَتْ، وجَعِدَتْ، قال العلماء: من منافع اللحية الزينة، وذكر أبو حامد الغزالي عن أحد الأولياء المُقْسمين قوله: "والذي زيَّن الإنسان باللِّحى"؛ فإن كانت كثّة فأين الزينة؟
- محلوق الرأس: وكان السلف يوفرون شعورهم لا يحلقونها؛ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لصَبِيغ بن عسل وقد سأله عن مسائل فأمر بكشف رأسه وقال: "لو رأيتك محلوقا لأخذت الذي فيه عيناك حتى أن تكون من الخوارج" / أحكام أهل الذمة لابن القيم (2/ 175)، والاستذكار لابن عبد البر (5/ 69 - 70).
وهذه الصفة الخلْقية جعلَها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من صفاتهم الفارقة التي يتميزون بها، ولا يعني هذا إرادة ذمها شرعا، إنما أراد أنها من صفاتهم الواقعة، كقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "آيتهم رجل أسود" وهذا ليس يدل على حكم إجماعا، وقد ثبت في سنن أبي داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "رأى صبياً قد حلق بعض رأسه فقال: احلقوه كله أو اتركوه كله" وهذا نص في إباحة حلق الرأس لا يحتمل تأويلاً.
- أسود طويل، مشمر الإزار: مرفوعه، كنّى به عن الجِد المبالغ والهمّة الزائدة.
- مطموم الشعر: مجزوزه أو معقوصه والأول أصح، وكان هدي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في شعره إن طال فرقه وإلا تركه، وفي شعر الرأس منافع ومصالح منها وقايته عن الحر والبرد والمرض ومنها الزينة والحسن.
- بين عينيه أثر السجود: أما قوله تعالى: "سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ" فقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: السمت الحسن!
وقال مجاهد وغير واحد يعني: الخشوع والتواضع.
وعن منصور عن مجاهد قال: الخشوع، قلتُ [منصور]: ما كنت أراه إلا هذا الأثر في الوجه، فقال [مجاهد]: ربما كان بين عيني من هو أقسى قلبا من فرعون.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=499151#post499151 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=499151#post499151)
ثانيا: الصفات الخلُقية:
- من أهل البادية: قال ابن باديس رحمه الله في الآثار (3/ 42): " ... خرج أبو ذر إلى الربذة فخط بها مسجدا وأقطعه عثمان صِرمة من الإبل وأعطاه مملوكين، وأرسل إليه أن تعاهد المدينة حتى لا ترتد أعرابيا، وقد نُهوا عن التعرب بعد الهجرة لما في التبدي والانقطاع عن الجماعة ومشاهد العلم والدين من الجفوة".
"وجاء في الحديث أن رجلاً أعرابياً [قيل هو قبيصة بن جابر] أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: إني أصبت ظبياً وأنا محرم، فالتفت عمر إلى عبد الرحمن بن عوف، فقال: قل، فقال عبد الرحمن: يهدي شاة، فقال عمر: اِهد شاة، فقال الأعرابي: والله ما درى أمير المؤمنين ما فيها حتى استفتى غيره! فخفقه عمر رضوان الله عليه بالدرة، وقال: أتقتل في الحرم وتغمص الفتيا! إن الله عز وجل قال: "يحكم به ذوا عدل منكم" / المائدة، فأنا عمر بن الخطاب، وهذا عبد الرحمن بن عوف" / الكامل للمبرّد (3/ 1080).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/80)
فائدة: غمصُ نعمة الله: بمعنى كفرها، وغمصتَ الرجل: بمعنى طعنتَ فيه وعِبتَه. وحقيقة اللفظ أنه داء يصيب العين، وكذلك الرَّمَص اللَّحَح واللَّخَص، وغمط وغمص وغمز تتقارب معانيها وتترادف.
فائدة أخرى: ومن جنس قياس الشبه الصوري أنه حَكَم للظبية بشاة، لقوله تعالى: "فجزاء مثل ما قتل من النعم"، والشاة مشترك بين الضأن والماعز، والعرب تلحق الظباء بالماعز والأبقار بالضأن، فيحتمل أنه أراد بالشاة الماعز.
فائدة ثالثة: قدّم عمر حُكم عبد الرحمن حتى يكون حكم الإمام قاطعا، قاله المبرّد.
ورابعة: طريقة عمر في الحكم الأخذ بالقوة والعزيمة؛ فلم تلُح بوادر الخروج عن الإمام في زمنه لشدته في الحق وقمع المتنطع (كما في قصة صبيغ)؛ وبهذا تعرف أن علاجَ داء الخوارج يكون بالشدة كطريقة الفاروق ابن الخطاب والإمام علي والأمير عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي، أو المجادلة بالتي هي أحسن كفعل الشهيد عثمان بن عفان والراشد عمر بن العزيز رضي الله عنهم.
هذا بالنسبة للحكام، أما العلماء فقد كانوا تُجاهم أنواعا:
- الإرشاد والتعليم وإقامة الحجة كمسألة ابن عباس حين ذهب إليهم.
- هجرانهم وترك كلامهم وسلامهم، كما فعل بعض السلف مع صبيغ في العراق.
- ذكرهم بما هم عليه، وإشاعة أمرهم حتى تجتنبهم الناس وتحذرهم.
- لا يرثون ولا يورثون، ولا يصلى عليهم ولا يدفنون في مقابر المسلمين، ولا يشهد جنائزهم، ولا يعاد مرضاهم، ويترك مناكحتهم، وهذا من باب الزجر والتأديب وكله يرجع إلى الهجران.
- تجريحهم على الجملة؛ بأن لا تقبل شهادتهم ولا روايتهم، ولا يكونون ولاة ولا قضاة، ولا ينصبون مناصب العدالة كالإمامة والخطابة، وهذا كله من باب الزجر.
وخامسة: وبهذا تعلم أن الصفات المتضادّة المذكورة في الحديث تكون بحسب البيئة؛ فإذا كانت شديدة قوية ألجمتهم وكبتت مساوئهم، وظهر منهم صفات الضعف والنفاق كالكذب، وإذا كانت متفرقة مهلهلة أظهرت قرنهم وخبَثَهم، وفي الحديث: "تمرق مارقة من الدين على حين فرقة من الناس" فكأنه رتّب انمراقهم - إيماءً - على فرقة الناس وعلى ضعفهم.
وهو كذلك؛ خرجوا حين فرقةِ المسلمين أيام علي ومعاوية، وخرجوا بالعراق مع نافع بن الأزرق وباليمامة مع نجدة بن عامر بعدما مات يزيد بن معاوية ووقع الافتراق في الأمة بين عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم ...
وسادسة: فإذا سلّمنا بالفائدة السابقة كمقدمة أنتجت – إشارةً – أن ندْبَ رسولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قتالَ البغاة المارقين فيه حُكمٌ كوني وحكمةُ لمِّ الشمل وتوحيد الصف تُجاه الخصم الواحد، والاجتماع مقصد شرعي ثابت لا محيد عنه، مثاله في حديثٍ رواه الهيثم بن عدي في كتاب الخوارج (وهو من أجمع وأفضل ما صُنف فيهم): حدثني سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: أقبل رجلان من أهل الحجاز حتى قدما العراق فقيل لهما ما أقدمكما العراق؟ قالا: رجونا أن ندرك هؤلاء القوم الذين ذكرهم لنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فوجدنا علي بن أبي طالب قد سبقنا إليهم – يعنيان أهل النَّهروان –
فهذان الصحابيان يظهر أنهما قعدا عن اقتتال معاوية وعلي كحال سعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة وعبد الله بن عمر وغيرهم، لكن قاموا إلى الخليفة الحق لما سمعوا بخروج المارقة، وكذلك يفعل كل من يسمع بما وعدَ الله عز وجل من الثواب لمقاتلهم.
وسابعة: من الفوائد الفرائد أن الحكم الشرعي قد يذهل عنه أولي العقول، ويعمى عليه ذوي البصائر، مع أنه واضح للعيان جلي، نص عند التنازع قوي؛ فالأمر بالجماعة جاء فيه ثمانية وخمسون حديثا، وعدد وافر من الآيات، لكن افترق الناس بعد نازلة استشهاد عثمان إلى ثلاث: الاقتصاص من القتلة الفجرة، الاجتماع إلى الخليفة، التوقف حتى تنام الفتنة.
فلما مرقت الخوراج، اجتمع الناس لقتالهم وصدّ فسادهم، فارتفع عنهم إثم التفرق بسبب التزامهم سنة نبيهم؛ أدَّوا واجبَ قتالِ البغاة، فأدى الله عز وجل عنهم واجب الاجتماع، وهذا الأخير هو حقيقة الحكم الكوني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/81)
والمقصود: أن فوات التزام حُكمٍ شرعي قد يُتدارك بالتزام حكم شرعي آخر وفق حكم كوني رحمةً بالأمة من ربها؛ فليحمد الحامدون، وليستغفر المذنبون، وليفتحوا لهم باب طاعة يفدون منه على مولاهم عسى أن يهديهم سبل السلام.
والقاعدة السالفة لها قيود نوجزها في ثلاث:
- أن يكون فوات التزام الحكم الشرعي بتأويل سائغ، لا تعمّدًا ولا بتأويل بعيد كالجهل.
- أن يكون الحكم الشرعي الفائت مقصدا في ذاته، لا وسيلة إلى غاية كالحدود.
- أن يكون بين الحكمين الشرعيين مناسبة وعلاقة؛ أعني الحكم الثاني يشير إلى مقصد الحكم الأول.
وللقاعدة أدلة وفيرة وأمثلة في الوقائع كثيرة، طولُ ذكرها يُخرِج عن خطة البحث إلا أن نمثل لها وهي:
الفائدة الثامنة: مسألة صوم من أصبح جُنبا: فقد توقّاها بعض الصحابة وجمع من التابعين ظنا منهم بإبطالها الصيام كأبي هريرة وسالم وعطاء وهشام بن عروة والحسن البصري وغيرهم، لكن أن يأتي الناسُ المباحَ قبل طلوع الفجر بلحظات ذريعةٌ إلى الإصباحِ بجنابة؛ فدل على الإباحة، وبهذا استدل ابن عباس، ثم ارتفع الخلاف بحديث أمهات المؤمنين عائشة وأم سلمة في الصحيحين؛ فأجمع العلماء على الجواز.
فالحكم الفائتُ اِلتزامُه هو جواز الإصباح جنُبا، وفيه قصدُ رفع الحرج، ودليله البراءة الأصلية؛ وهذا قد يخفى حتى على العلماء، بل في المسألة حديث جيد الإسناد رواه الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن همام، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: "إذا نودي للصلاة - صلاة الصبح - وأحدكم جنب فلا يصم يومئذ" وله شاهد في الصحيحين عن الفضل بن عباس موقوفا، وهذه شبهة قوية، وتأويلٌ سائغ جدا.
والحكم الملتزَم هو الرفث إلى النساء، وهو مندوب؛ لأن الله يحب أن تؤتى رُخصُه.
والمناسبة بين الحكمين ظاهرة، وأسبابها سافرة.
الموترة للثمانية: في فضيلة السنة من الأحكام الشرعية؛ فقد يتركها بعض الناس معللين بأنها على الكفاية ومستحب وفضيلة ونافلة وزيادة لا يعاقب تاركها، ويحملهم هذا على التفريط في جملة من السنة والعياذ بالله، فهذه الوقائع فيها من العظة ما يجزر عن مثل فعلهم وقولهم؛ حيث أن القيام بالسنة سبب إلى الواجبات والفرائض.
نعود إلى ذكر صفات الخوارج:
- حديث عهد بأمر الله: وفي معناها: حديث عهد بالتزام، وحديث عهد بتوبة، وقد قال تعالى: "قالت الأعراب آمنا! قل لم تؤمنوا، ولكن قولوا أسلمنا، ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم" / الحجرات.
- في قلوبهم زيغ فزِيغ بهم.
- يخرجون من المشرق: أي مبدأ خروجهم، وهو كذلك في حديث سهل بن حنيف وأهوى بيده قبل العراق.
- يخرجون على حين فرقة من الناس، وخروجهم لا عودة فيه: وعن سرعة خروجهم من الإسلام قال ابن حجر (فتح الباري): "وأوّلُه في ابن ماجة بسياق أوضح من هذا ولفظه "سيخرج قوم من الإسلام خروج السهم من الرمية، عرَضت للرجال فرموها، فانمرق سهم أحدهم منها فخرج، فأتاه فنظر إليه فإذا هو لم يتعلق بنصله من الدم شيء ثم نظر إلى القذذ فلم يره تعلق من الدم بشيء، فقال إن كنت أصبت فإن بالريش والفوق شيئا من الدم فنظر فلم ير شيئا تعلق بالريش والفوق، قال كذلك يخرجون من الإسلام" والعياذ بالله.
وفي المسند من زوائد عبد الله عن علي، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "إن الله يحب العبد المفتن التواب" (ضعيف، وله شاهد حسن عند الطبراني عن ابن عباس)، والله يحب التوابين والمتطهرين، ويبغض المصرَّ المتمادي في الباطل.
- لا يزالون يخرجون، ويخرجون في آخر الزمان (مع الدجّال).
- كلما خرج منهم قرن قُطع.
- شر الخلق والخليقة، يقتلهم خيار أمتي: وفي حديث الهيثم بن عدي السابق كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يرحلون في طلب قتالهم.
- يفسدون أكثر مما يصلحون، واقترافهم لمفسدات الأعمال ومهلكاتها.
- قلة الفهم والسفَه: كتخريجهم لقتال الأئمة في قالب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- ليس لهم من القراءة إلا السرد رغم الحذق فيه والمواظبة على تلاوته وحسن الصوت به: وكانوا يُسمون القُرّاء كما في حديث سهل بن حنيف في مجمع الزوائد (06/ 240).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/82)
- يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، يحسبون أنه لهم وهو عليهم: ومن هنا استسيغ تأويل الآيات المفضية بظواهرها إلى مخالفة الإجماع.
- يقولون من خير قول البرية: أي يتكلمون ويجادلون بالقرآن أو بأحسن الكلام، كقولهم: لا حكم إلا لله.
- سفهاء الأحلام (قلة التثبت والتبصر)، أحداث الأسنان (شبابٌ أهلُ غرور وجهل)، تعجبهم أنفسهم (يستبدون برأيهم): وفيه أن التؤدة والتثبت وقسوة البصيرة وصحة التجارب مع الشيخ وكمال السن لقوة العقل.
- ضيعوا أعمال القلوب: كالرِّضا (عدم رضاهم بالحكم الكوني والشرعي)، ويعملون لحظوظ أنفسهم الدنيوية، وتعبدهم صادف أهواءهم فظهر في صورة طاعة.
- قوم أشداء أحدّاء (أي يتشددون في غير موضع الشدة)، ويقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان: وهذا أعظم ما ذمهم به النبي كما قال ابن تيمية، مثاله ما ذكر المبرّد (3/ 1078): "حُدّثت أن واصل بن عطاء أبا حذيفة [المعتزلي] أقبل في رفقة، فأحسوا الخوارج، فقال واصل لأهل الرفقة: إن هذا ليس من شأنكم، فاعتزلوا ودعوني وإياهم – وكانوا قد أشرفوا على العطب – فقالوا: شأنك. فخرج إليهم، فقالوا: ما أنت وأصحابك؟ قال: مشركون مستجيرون ليسمعوا كلام الله، ويفهموا حدوده. فقالوا: قد أجرناكم، قال: فعلمونا. فجعلوا يعلمونه أحكامهم، وجعل يقول: قد قبلت أنا ومن معي، قالوا: فامضوا مصاحبين، فإنكم إخواننا! قال: ليس ذلك لكم، قال الله تبارك وتعالى: "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه" / التوبة، فأَبْلِغُونا مأمننا. فنظر بعضهم إلى بعض، ثم قالوا: ذاك لكم، فساروا بجمعهم حتى بلغوهم المأمن".
- يردون النصوص الصحيحة الصريحة المحكمة بالمتشابه: وفساد الدنيا والدين من تقديم المتشابه على المحكم، وتقديم الرأي على الشرع، والهوى على الهدى كما قال ابن القيم، وثبت عن ابن عباس أنه قال فيهم: "يؤمنون بمحكمه ويهلكون عند متشابهه"، وثبت أيضا عن ابن عمر أنه قال فيهم: "انطلَقوا إلى آيات الكفار فجعلوها في المؤمنين"، ومن ذلك قولهم لعبد الله بن عباس لما حاجّهم: لا تجعلوا احتجاج قريش حجة عليكم، فإن هذا من القوم الذين قال الله عز وجل فيهم: "بل هم قوم خصمون" / الزخرف، وأيضا: "وتنذر به قوماً لُدا" / مريم.
- التأويل الفاسد: تأويل ما خالف مذاهبهم، بل الخوارج أول من سن التأويل [بغير دليل] كما ذكر ابن رشد (إعلام الموقعين لابن القيم 4/ 254)؛ وفي نونية ابن القيم: فصل في جناية التأويل على ما جاء به الرسول ..
وهو [أي التأويل] الذي أنشأ الخوارج مثل إنشـ ... اء الروافض أخبث حيوان
وقال ابن أبي العز الحنفي: "وهذا الذي أفسد علينا الدنيا والدين، وهكذا فعلت اليهود والنصارى في التوراة والإنجيل، وحذرنا الله أن نفعل مثلهم، وأبى المبطلون إلا سلوك سبيلهم، وكم جنى التأويل الفاسد على الدين وأهله من جناية، فهل قتل عثمان رضي الله عنه إلا التأويل الفاسد! وكذا ما جرى في يوم الجمل، وصفين، ومقتل الحسين رضي الله عنه والحرّة؟ وهل خرجت الخوارج واعتزلت المعتزلة، ورفضت الروافض وافترقت الأمة على ثلاث وسبعين فرقة إلا بالتأويل الفاسد؟ (شرح الطحاوية: 1/ 2 - 9).
وحقيقة التأويل هي: التصرف والتحكم في أحكام القرآن والسنة؛ كقطعهم قوله تعالى: "إن الحكم إلا لله" عن قوله تعالى: "يحكم به ذوا عدل منكم".
- يردون السنة بظواهر القرآن وعموماته: كما ردوا أحاديث الشفاعة المتواترة بقوله تعالى: "فما تنفعهم شفاعة الشافعين"، وهم (والمعتزلة) أول من رد أخبار الآحاد بظاهر القرآن كردهم حديث الرجم بآية الزنا / النور، وحديث النهي عن الجمع بين المرأة وعمتها بقوله تعالى: "وأحل لكم ما وراء ذلكم" / النساء.
- لا يرضون إلا برأي أنفسهم: وهذا من آفاتهم المهلكة، "وكانوا يعتقدون أنهم أعلم من علي بن أبي طالب وهذا مرض صعب".
- يتبعون غير سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ولا يطيعون الخلفاء، ويخرقون إجماعات الأمة بِواهي الأدلة.
- اضطراب الأقوال كما ذكر أبو الحسن الأشعري في المقالات.
- تقديم الرأي: "كفعل السجّاد العبّاد الذي بين عينيه أثر السجود، قدّم عقلَه ورأيه على ما جاء به - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في قسمة المال وزعم أنه لم يعدل".
- لم يتعلقوا بشيء من الإسلام، يتركون الإسلام وراء ظهورهم.
- حُسْن الهيئة والتخشع: وهذا بمنزلة قوله تعالى: "وإذا رأيتهم تعجبُك أجسامهم" / المنافقون، ولم يكن تخشعهم وتزهدهم إلا تنطعا؛ أي عظم عبادتهم وحسن حالهم مبني على غير أصل.
- من أصدق الناس لهجة: قال أبو العباس: "الخوارج في جميع أصنافها تبرأ من الكاذب" الكامل (3/ 1078)، ولذلك قُبلت روايتهم بأقل الشروط، إلا الإباضية والنجدية فإنهم أجازوا الكتمان (التقية)، وهو ضرب من الكذب المسقط للعدالة.
- من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا (أي من جنسنا).
- يحسنون القيل ويسيئون الفعل: وعن علي قال: إن خالفوا إماما عدلا فقاتلوهم، وإن خالفوا إماما جائرا فلا تقاتلوهم فإن لهم مقالا (ابن حجر 11/ 434).
- المبالغة في العبادة، والتعمق في الدين: وفي نظري القاصر أن هذا هو من أهم علل هلاكِ القوم، وعليه لا بد لها من صفحة مفردة
قبل هذا وذاك لابأس بوقفة للمدارسة والمناقشة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/83)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[11 - 03 - 09, 06:26 م]ـ
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[11 - 03 - 09, 06:27 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
من صفاتهم المهلكة:
ويمكن أن نسميه رباعي الخوارج: المبالغة، الشدة، التعمق، الجهل.
أما الشدة والجهل فقد تقدمت الإشارة إليهما، وكلاهما سببه الطبيعي التبدّي في الصحاري والجبال، وسببه الكسبي الانعزال عن مجالس العلم ومشاهد الخير.
وما أبلغ الشافعي حين يصف الجاهل السفيه:
ومنزلة السفيه من الفقيه ... كمنزلة الفقيه من السفيه
فهذا زاهد في قرب هذا ... وهذا فيه أزهد منه فيه
إذا غلب الشقاء على سفيه ... تنطع في مخالفة الفقيه
ولقد بوّب إمام الفقه بالسنة محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه الجامع: باب العلم قبل القول والعمل، وأبلغ رحمه الله إذ جعل بابا سماه: باب الفهم في العلم.
أما المبالغة فهي من البدع لقوله: ((من رغب عن سنتي فليس مني))، ولقد مدح الرفقَ وأهلَه، ووصف الشريعة بأنها سهلة سمحة، ومن آثار السلف: الاقتصاد في سنة خير من الاجتهاد في بدعة.
ولننظر إلى ابن عباس كيف يصف الخوارج: "فدخلت على قوم لم أر قط أشد منهم اجتهادا، جباههم قَرِحة من السجود، وأياديهم كأنها ثَفِن الإبل، وعليهم قُمُصٌ مرحَّضة (مغسّلة جدا)، مشمِّرين، مُسْهَمة (أي: متغيرة متوهجة، أو معلّمة) وجوههم من السهر"!
وانظر ما قال مولى عروة بن أُديَّة الخارجيِّ واصفا مولاه: ما أتيتُه بطعام بنهارٍ قط، ولا فرشتُ له فِراشا بليل قطّ!
أما التعمق فلا أدل عليه من نافع بن الأزرق الخارجي؛ حيث له مسائل مع ابن عباس مشهورة، جمعها المبرّد في كامله، وهذا طرَفٌ منها يتضح به المقصود (3/ 1144 - 1152):
من أخبار نافع بن الأزرق:
يروى عن أبي الجلد أنه نظر إلى نافع بن الأزرق الحنفي وإلى نظره وتوغله وتعمقه، فقال: إني لأجد لجهنم سبعة أبواب، وإن أشدها حراً للخوارج، فاحذر أن تكون منهم.
قال: وكان نافع بن الأزرق ينتجع عبد الله بن العباس فيسأله، فله عنه مسائل من القرآن وغيره، قد رجع إليه في تفسيرها، فقبله وانتحله، ثم غلبت عليه الشقوة، ونحن ذاكرون منها صدراً إن شاء الله.
حدث أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي النسابة، عن أسامة بن زيد، عن عكرمة، قال: رأيت عبد الله بن العباس وعنده نافع بن الأزرق وهو يسأله، ويطلب منه الاحتجاج باللغة، فسأله عن قول الله جل ثناؤه: ?والليل وما وسق?؛ فقال ابن عباس: وما جمع، فقال: أتعرف ذلك العرب؟ فقال ابن عباس: أما سمعت قول الراجز:
إن لنا قلائصاً حقائقا ... مستوسقات لو يجدن سائقا
وروى أبو عبيدة في هذا الإسناد - وروى ذلك غيره، وسمعناه من غير وجه - أنه سأله عن قوله عز وجل: ?قد جعل ربك تحتك سريا?؛ فقال ابن عباس: هو الجدول، فسأله عن الشواهد، فأنشده:
سلماً ترى الدالج منها أزورا ... إذا يعج في السري هرهرا
وروى أبو عبيدة وغيره: أن نافعاً سأل ابن عباس عن قوله: ?عتل بعد ذلك زنيم?؛ ما الزنيم؟ قال: هو الدعي المُلْزَق، أما سمعت قول حسان بن ثابت:
زنيم تداعاه الرجال زيادة ... كما زيد في عرض الأديم الأكارع
ويروى عن غير أبي عبيدة أنه سأله عن قوله جل اسمه: ?والتفت الساق بالساق?؛ قال: الشدة بالشدة، فسأله عن الشاهد فأنشده:
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها ... وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
ويروى عن أبي عبيدة من غير وجه أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس فقال: أرأيت نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام، مع ما خوله الله وأعطاه، كيف عني بالهدهد على قلته وضؤولته؟ فقال له ابن عباس: إنه احتاج إلى الماء، والهدهد قناء، والأرض له كالزجاجة، يرى باطنها من ظاهرها، فسأل عنه لذلك، قال ابن الأزرق: قف يا وقاف كيف يبصر ما تحت الأرض، والفخ يغطى له بمقدار إصبع من تراب فلا يبصره حتى يقع فيه؟! فقال ابن عباس: ويحك يا ابن الأزرق! أما علمت أنه إذا جاء القدر عشي البصر.
ويروى من غير وجه أن ابن الأزرق أتى ابن عباس يوماً فجعل يسأله حتى أملَّه، فجعل ابن عباس يظهر الضجر، وطلع عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة على ابن عباس، وهو يومئذ غلام، فسلم وجلس، فقال له ابن عباس: ألا تنشدنا شيئاً من شعرك؟ فأنشده:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/84)
أَمِن آل نُعم أنت غادٍ فمُبكرُ ... غَداةَ غدٍ أم رائحٌ فمُهَجِّر!
بحاجة نفسٍ لم تقُل في جوابها ... فتُبلِغُ عُذراً والمقالةُ تُعذِر
تَهِيم إلى نُعْم فلا الشَّمْلُ جامعٌ ... ولا الحبلُ موصولُ ولا القلب مقصرُ
حتى أتمها، وهي ثمانون بيتاً، فقال له ابن الأزرق: لله أنت يا ابن عباس! أنضرب إليك أكباد الإبل نسألك عن الدين فتعرض، ويأتيك غلام من قريش فينشدك سفهاً فتسمعه! فقال: تالله ما سمعت سفهاً، قال ابن الأزرق: أما أنشدك:
رأتْ رجلاً أمَّا إذا الشمسُ عارضتْ ... فيَخْزى وأمَّا بالعشِيِّ فَيَخْسرُ
فقال: ما هكذا قال، إنما قال: "فيَضْحى وأما بالعشي فيَخْصر" قال: أوَ تحفظ الذي قال؟ قال: والله ما سمعتها إلا ساعتي هذه، ولو شئت أن أردها لرددتها، قال: فارددها، فأنشده إياها كلها.
وروى الزُّبيريون أن نافعاً قال له: ما رأيت أروى منك قط، فقال له ابن عباس: ما رأيت أروى من عمر، ولا أعلم من علي. اهـ
تعاليق على هذه الأخبار:
في هذه الأخبار دلالات على مدى تنطع نافعٍ بن الأزرق، وكيف تنبأ به أبو الجلد أن يكون خارجيا لما رأى من تعمقه وتوغله، وكيف كان نافعٌ هذا قبيحَ المجلس بكثرة مسائله واعتراضاته، ولو كانت بالأدب المفروضِ لحسُنت له وحُمدت إليه، لكن لما تمادى إلى القِحة والطَّعن حُملت عليه إساءةً وكراهة، فانظر إلى قوله لحبر الأمة: "قف يا وقاف"! لَعُمري ما يقولها إلا من رأى منزلته علت منزلة شيخه، وانظر كيف استنكر على شيخه التغني بالشعر والترنم لسماعه، وما هذا إلا لفرط جهله بالمُلَح وأنها الحاملة على عُقَد العلم، وانظر إليه كيف يتعجب لحفظ ابن عباس وما هذا إلا لشدة ذهوله وغفلته، أليس جفاة الأعراب وأجلافهم أحفظَ الناس وأسرعهم بديهة ومع ذلك فهم أشد الناس كفرا ونفاقا، أعني أنه لا يُفضَّل المرء لحفظه مجردا، لكن إذا قارن الحفظَ العملُ والإخلاص.
هذا كله أبان عن مكانة ابن عباس السامقة، ورتبته الباسقة، ولله در الشاعر:
وإذا أراد الله بسط فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود
وكيف أن ابن عباس جبلُ علْمٍ، وكيف أنه أكثر الناس تواضعا وأهشهم لطالب العلم، وكيف أنه كريم النفس طيب الأصل، وكيف أنزل نفسه قدرها لرواية عمر ولعِلم علي، وكيف أنه الربّاني البصير المربي الحكيم يطلب الشعر ترويحا على النفس، وتقوية للعارضة، وزيادة في الحفظ، وتجويدا للسان، وتصويبا للعقل.
العلم ملح وعقد:
لا زال العلماء يعقدون المجالس والأبواب للمُلح كابن شهاب الزهري، كان إذا أعطى الدرس في الحديث قال: هاتوا من ملحكم وأشعاركم، وعبد الله بن المبارك الذي قال: شغلنا أنفسنا بالباطل حتى تشتغل بالحق (وأراد بالباطل المباح)، وابن عبد البر المالكي صاحب "التمهيد" و"الاستذكار" صنف "بهجة المجالس" في الأخبار والشعر، شبيه بجمهرة العرب لابن عبد ربه ...
وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود: ((كان النبي يتخولنا بالموعظة كراهة السآمة علينا)).
والملح أدب وشعر وتاريخ وتراجم وأخبار وقصص وغيرها، والأخذ منها يكون بقدر ما تنشرح منه النفس وتنشط للعُقَد، كل هذا معلومٌ غيرُ خفي على أهل العلم الحاذقين.
لكن ذاك العَكِس العَكِص غفل عن هذا الباب، وراح يلوم سيده ويقبح فعله، فلم يلبث أن غلبته شِقوته فصار رأسا من رؤوس الضلال بل من أشدّهم وأحدّهم، وروى المبرّد أنه هو وأصحابه من أخلى البصرة عن سكانها بعدما أنهكهم بالقتل والسفك والفتك، وعنه تفرقت باقي الخوارج كالإباضية والصفرية، وصدق العزيز الحكيم حين يقول: ?ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك?.
لكن التعمق والشدة والمبالغة إنما تذم إذا كانت في غير محلها؛ لأن التعمق في مظانه فِقْه، والشدة عند محلها حزم، والمبالغة على موضعها ورع، فلا بأس أن نضرب مُثلا لهاته الدقائق عسى أن ينفع الله بها القوم، هو الهادي لا إله غيره.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[11 - 03 - 09, 06:32 م]ـ
فرقُ ما بين الشدة والتعمق من جهة، والورع والفقه من جهة أخرى:
هذا المبحث يجمع بين فقه اللغة والأخلاق: الأول يضع الألفاظ في مواضعها الصحيحة مراعيا حقيقة اللفظ اللغوية والعرفية والشرعية؛ والثاني يضع لشتات الأخلاق وفروع السِّير أصولا ترجع إليها حتى يُتمكن من ضبطها وتمهيدها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/85)
ومما يحسن بالقارئ الرجوع إليه: فقه اللغة للثعالبي، والمخصص لابن سيدة، والفروق للعسكري، والتعريفات للجرجاني، والأخلاق والسير لابن حزم، وأدب الدين والدنيا للماوردي، والوابل الصيب لابن القيم وغيرها كثير كثير.
باسم الله نبدأ فنقول:
"اعلم أن النفس مجبولة على شيم مهملة، وأخلاق مرسلة، لا يستغنى بمحمودها عن التّأديب، ولا يكتفى بالمرضي منها عن التهذيب"، وأن "الله لم يخلق الخلق باجًا واحدا، ولا أوجدهم على صفة واحدة، بل قدّر ما قدّر من الصفات والحالات، ثم قسمها على الموجودات فجعل فيها الزيادة والنقص، والمحبوب والمكروه، والحسن والقبيح، بحسب ما رتبه في معاني الدين والدنيا، وأنزله منزلتين سفلى وعليا، وساق الخلق إلى ذلك قسرا، وأخبر عن كل ما خلق منهم بما جعل فيهم، وقال: ?يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم?.
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول: ((إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض؛ فجاء بنو آدم على قدر الأرض، منهم الأبيض والأحمر والأسود، والسهل والحزْن والخبيث والطيب)) رواه أحمد والترمذي وأبو داود بإسناد صحيح.
والناس ألوان وطباع، وليس منها ما يُذم إلا إذا طغا؛ "فما ابتلى [اللهُ] بصفة من الصفات إلا وجعل لها مصرفا ومحلا ينفذها فيه - كما ذكر ابن القيم -:
- فجعل لقوة الحسد فيه مصرفا وهو: المنافسة في فعل الخير والغبطة عليه والمسابقة إليه؛
- ولقوة الكبر مصرفا وهو: التكبر على أعداء الله تعالى وإهانتهم، وقد قال النبي لمن رآه يختال بين الصفين في الحرب: ((إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن))، وقد أمر الله سبحانه بالغلظة على أعدائه.
- وجعل لقوة الحرص مصرفا وهو: الحرص على ما ينفع كما قال النبي: ((احرص على ما ينفعك)).
- ولقوة الشهوة مصرفا وهو: التزوج بأربع والتسري بما شاء.
- ولقوة حب المال مصرفا وهو: إنفاقه في مرضاته تعالى والتزود منه لمعاده؛ فمحبة المال على هذا الوجه لا تذم.
- ولمحبة الجاه مصرفا وهو: استعماله في تنفيذ أوامره وإقامة دينه ونصر المظلوم وإغاثة الملهوف وإعانة الضعيف وقمع أعداء الله؛ فمحبة الرياسة والجاه على هذا الوجه عبادة.
- وجعل لقوة اللعب واللهو مصرفا وهو: لهوُه مع امرأته أو بقوسه وسهمه أو تأديبه فرسه، وكل ما أعان على الحق.
- وجعل لقوة التحيّل والمكر فيه مصرفا وهو: التحيل على عدوه وعدو الله تعالى بأنواع التحيل حتى يراغمه ويرده خاسئا، ويستعمل معه من أنواع المكر ما يستعمله عدوه معه.
وهكذا جميع القوى التي ركبت فيه جعل لها مصرفا، وقد ركبها الله فيه لمصالح اقتضتها حكمته ولا يُطلب تعطيلها، وإنما تصرف مجاريها من محل إلى محل ومن موضع إلى موضع، ومن تأمل هذا الموضع وتفقه فيه علم شدة الحاجة إليه وعظم الانتفاع به".
بعد هذه الممهّدات نقول: يمكن التفريق بين كل صفة من جهتين: جهة الدافع لها، وجهة ما ينشأ عنها؛ فبحول الله وقوته نبدأ في المقصود:
الشِّدَّة المذمومة:
الشدة في اللغة تأتي بمعنى الشجاعة، والبخل، والقوة، والارتفاع ... والمذموم منها ما جاء في الحديث: ((لن يشادَّ أحدٌ الدِّينَ إلا غلبَه)).
أصل هذا الخلق: الحرص، والدافع إليه: حب النفس وما ينبغي لها من مال وجاه ومناكح وبنين، كقوله تعالى: ?وإنه لحب الخير لشديد? قال المفسرون والنحويون: "شديد من أجل حب الخير"، وهذا الداء العظيم ملازم للإنسان، ومصاب به كل بني آدم فمُكثر ومقِل.
ويُشبَّه الشديد بالأرض السبخة الوعرة، لا تطيب ولا تلين ولا تهون لأي عمل يراد فيها، ولا لأي مصلحة تقصد منها.
ينشأ عن هذا الداءِ الجشعُ والطمع والشبق، والخصام واللَّدَد والفظاظة، والبِغض والهيام والحسد، والهلع والشح والحسرة، والحَسّ والتهور والمبالغة، والبَثّ والغيظ والحنق، والجلَد والصّبر وغيرُها من الصفات.
- وكل هذه الأوصاف متوافرة في الخوارج؛ أما الجشع والطمع والشبق والحسد فظهرت في ذي الخويصرة، تالله ما أنطقته إلا حظوظ النفس وذهاب الغنيمة عنها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/86)
- أما الخصام واللدد والفظاظة فظهرت في الأزارقة خاصة ومن انشق عنهم كابن إباض وابن الأصفر ونجْدة، وعن هذه الصفات ينشأ صعوبة الخلُق وضيق الصدر وغِلظة الطبع والتعصب وكثرة الفرق والمذاهب.
- أما الحَسّ فهو كثرة القتل؛ فحدّث به ولا حرج.
- وكذلك الحنَق والغيظ والحسرة والبثّ ظهرت في بلاغة أشعارهم وكثرة مراثيهم وأحزانهم، وينشأ عنها التسخط والجزع والتشاؤم والغِلّ.
- وكذلك بِغض من عاداهم، والهيام فيمن والاهم، وحقيقة الهيام شدة الهوى؛ والطريقة الصحيحة ما رُوي من أقوال علي: ((أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما))، وعن الهوى ينشأ الحماس المهلِك والغضب المطغي والتعصب المُردِي والانفعال المخذِي والكذب المؤذي.
- أما الهلع والشح فهما من الصفات المذمومة شرعا، كقوله: ((شر ما في الرجل شح هالع، وجبن خالع))، وفي حديث آخر عن أبي هريرة: ((ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا))، وقال: ((ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه)) وكلها متحققة في متأخري الخوارج، وعنهما ينشأ الاضطراب والقلق.
- وينشأ عن الشدة أيضا شجاعةٌ وجرأة زائدتين هي أقرب للتهور والتقحّم، منهما تكون القِحَة والنَزَق والطيش والسبّ، والإقدام على المهالك، واستسهال الموت، والانتحار في مآزق الفتن.
- وكذلك الجلَد والصّبر؛ ليس صبرَ النفوس بل صبرُ الأبدان والحمير، وعنهما المبالغة في العبادة والاجتهاد في العِراك، ولقد صح عنه من حديث أبي هريرة: ((ليس الشديد بالصُّرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)).
علاج الشدّة المذمومة:
علاج هذا الداء تعظيم حب الله ورسوله في النفس، وتعظيم القرآن والسنة ومن عظَّمهما، وتعظيم أوامر الشرع ونواهيه، كقوله في حديثٍ عزيز: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من أهله ونفسه والناس أجمعين))؛ أي لا يكمل إيمان أحدكم، ولن يتأتَ هذا إلا بعد العلم والفهم والتدبّر، وهو ما ضيّعه الخوارج.
كذلك، يعالج هذا الداء بالتمدّن والتمتع بالطيبات من الرزق، كما ذكر المبرد (3/ 1189): "وبلغ زيادا عن رجل يكْنى أبا الخير، من أهل البأس والنجدة أنه يرى رأي الخوارج، فدعاه فولاه جُنْدَيْ سَابور وما يليها، ورزقه أربعة آلاف درهم في كل شهر، وجعل عمالته في كل سنة مائة ألف، فكان أبو الخير يقول: ما رأيت شيئاً خيراً من لزوم الطاعة والتقلب بين أظهر الجماعة! ... ".
وأيضا، يعالج بالضرب في الأرض والسياحة في الأمصار؛ لأنه بها يُرى الشيء ونقيضه، والشيء وضده، والشيء وخلافه وهذا سبب في اتساع المدارك ورحابة الصدر وصحة التجارب، وسببٌ في نماء ملكة الفقه لأنه يقيس ما يرى على ما رأى، ويلحق هذا بذاك كقوله تعالى: ?فاعتبروا يا أولي الأبصار?.
وأيضا، بالنظر في التواريخ والأخبار، والسفر عبر الأزمنة كقوله تعالى: ?إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار? بعد ذكره لتقلب الليل والنهار ومرور الزمان، وقال: ?إن في ذلك لعبرة لمن يخشى? بعد ذكره لقصة فرعون وموسى.
دقيقة: هل يعدّ الحافظ والرَّاوِيَة فقيها؟
الجواب: لا؛ وإلا لزمتنا البواطل، فهذا أبو هريرة راوية الأمّة ولم يعددْه البعض من فقهاء الصحابة، وكان مالك يقول: "ليس العلم بكثرة الرواية، ولكنه نور يجعله الله في القلوب"، وعن علي بن رشيق قال: سمعت عبد الله بن المبارك سئل: متى يسع الرجل أن يفتي؟ قال: "إذا كان عالما بالأثر، بصيرا بالرأي".
لكنّ الحافظَ دون فهمٍ أرفعُ من العوام من جهة كونه يملك مادة الفقه، وكونِه عالم في فنه، ويساويه من جهة كونه يجب عليه تقليد الفقيه.
فإن قيل: من أين لك إيجاب التقليد؟
فالجواب: قوله تعالى: ?وأطيعوا الله، وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم? قال عطاء ومجاهد: طاعة الله وطاعة رسوله اتِّباع الكتاب والسنة، وأولي الأمر هم أولوا العلم والفقه.
إذن، من حفظ وروى ثم فَقِهَ ودرى فقد التجأ إلى حصن أهل السنة المنيع، وإلا لم يأمن على نفسه غوائل الخروج.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[11 - 03 - 09, 06:35 م]ـ
شدّة المؤمن:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/87)
المؤمن شديدٌ في صلابة وقوة؛ شديد على الكفار والمنافقين، شديد على من اشتد، شديد إذا ما انتهكت حرمات الله، شديد في ساحات الوغى، شديد على نفسه هيِّن ليِّن رحيم بالخلق، وبالجملة: شديدٌ إذا أراد، لا تغلبه نفسه على ذلك بل يغالبها، وعزّ من كَمُل.
قدوته في ذلك نبيه وطبيبه: ((كان خلقه القرآن؛ يغضب لغضبه ويرضى لرضاه)) (مسلم عن عائشة)، ولم يرَ الصحابة أشد من أبي بكر في الحق بعد رسول الله وموقفه في حروب الردّة شهير، وعمر في شدته على الباطل أشهر من نار على علم.
وروى ابن عبد البر بإسناد حسن عن سفيان الثوري: "إنما العلم عندنا الرخصة من ثقة، فأما التشديد فيحسنه كل أحد".
بعض من وصفوا بالشدة:
لا يصح أن ننفي عن المؤمن صفات النقص جملة، فما من واحد إلا ومبتلى بصفة أو خلق يجاهده فيوم غالبٌ وآخر مغلوب، وهذه عقيدة أهل السنة يتوسطون بها الشيعة الروافض الذين يقولون بالعصمة، والخوارج الذين يقولون بتكفير المذنب.
وممن وصف بالشدة من أهل الفضل ابن حزم الظاهري وشيخ الإسلام ابن تيمية؛ حيث وصف ابن القيم شيخه ابن تيمية رحمهما الله فقال: "كانت فيه حدّة يقهرها بالحلم"، وفيها منقبة لشيخ الإسلام في جهاده لنفسه وتمكنه منها. توجيه آخر: وهو أن مقارعةَ الخصوم الأشدّاء ومغالبتهم تكسب الشدة، كالماء الذي أطفأ النارَ الملتهبة تجدُه في سخونته كحُرقة ما أطفأ.
أما أبو محمد بن حزم (384/ 456هـ) فقد كان ديِّنا خيِّرا، مقاصده جميلة، مصنّفاته مفيدة، زاهدا في الرئاسة، ناهضا بعلوم جمّة، شاعرا أديبا، حافظا مجتهدا فقيها، لكن وُصف بقلّة الأدب مع الأئمة الكبار، والفجج في العبارة، والسب والجدع، حتى تحامل عليه القاضي أبو بكر بن العربي وألحقه بالخوارج.
تشبيه ابن العربي للظاهربة بالخوارج:
قال القاضي أبو بكر بن العربي (شمس الدين الذَّهَبي: سير أعلام النبلاء، 18/ 189 - 194): "وكان أول بدعة لقيت في رحلتي القول بالباطن، فلما عدت وجدت القول بالظاهر قد ملأ به المغرب سخيفٌ كان من بادية إشبيلية يعرف بابن حزم، نشأ وتعلق بمذهب الشافعي ثم انتسب إلى داود ثم خلع الكل واستقل بنفسه وزعم أنه إمام الأمة، يضع ويرفع ويحكم ويشرع ينسب إلى دين الله ما ليس فيه ويقول عن العلماء ما لم يقولوا تنفيرا للقلوب منهم، [ ... ] وفي حين عودي من الرحلة ألفَيتُ حضرتي منهم طافحة ونار ضلالهم لافحة، فقاسيتهم مع غير أقران وفي عدم أنصار إلى حساد يطؤون عقِبي، تارة تذهب لهم نفسي وأخرى ينكشر لهم ضرسي، وأنا ما بين إعراض عنهم أو تشغيب بهم، وقد جاءني رجل بجزء لابن حزم سماه "نكت الإسلام" فيه دواهي، فجردت عليه نواهي، وجاءني آخر برسالة في "الاعتقاد" فنقضتها برسالة "الغرة" والأمر أفحش من أن ينقض؛ يقولون: ((لا قول إلا ما قال الله، ولا نتبع إلا رسول الله؛ فإن الله لم يأمر بالاقتداء بأحد ولا بالاهتداء بهدي بشر)) فيجب أن يتحققوا أنهم ليس لهم دليل، وإنما هي سخافة في تهويل؛ فأوصيكم بوصيتين أن لا تستدلوا عليهم وأن تطالبوهم بالدليل، فإن المبتدع إذا استدللت عليه شغب عليك وإذا طالبته بالدليل لم يجد إليه سبيلا ... " اهـ
يمكن جمل أسباب تشبيه ابن العربي لابن حزم بالخوارج في سبعة أوصاف:
1. طعنه في الأئمة وحدة لسانه حتى قيل: إن لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان؛
2. قلة الفهم كإنكاره للقياس والتقليد جملةً؛
3. شذوذه وخروجه عن جماعة أهل الأندلس، أولا بانتحاله لمذهب الشافعي ثم استقلاله بالنظر؛
4. قوله: "لا قول إلا لله ... " وهي شبيهة بمقالة الخوارج: "لا حكم إلا لله".
5. جهله بسياسة العلم، من أدب وتعريض وحكمة وفقه بالوقائع؛
6. اضطراب رأيه، كمغيب شاهد علمه عنه عند لقائه؛
7. تشيعه لأمراء بني أمية، واعتقاده لصحة إمامتهم.
تحقيق القول في ابن حزم:
لقد شابه ابن حزم الظاهري رحمه الله بعض صفات الخوارج لكن لا يمكن إلحاقه بهم لأسباب:
- أولها: أنه من العلماء المتبحرين الحفاظ المجتهدين، كيف لا وقد قال فيه سلطان العلماء العز بن عبد السلام: ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل المُحلّى لابن حزم.
- الثاني: فقهه بالسنة، ومحبته للحديث الصحيح، ومعرفته بعلل الرجال بشهادة المنصفين من علماء زمانه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/88)
- الثالث: حسن اعتقاده في الجملة، وهو من صنف "الفصل في الملل والأهواء والنحل".
- الرابع: اعتناؤه بأدواء النفوس وأمراض القلوب وآفاتها، وسعيه في علاجها من نفسه، وهو من صنف "الأخلاق والسير"، وذكر فيه عن نفسه: "كانت فيَ عيوب، فلم أزل بالرياضة، واطلاعي على ما قالت الأنبياء صلوات الله عليهم، والأفاضل من الحكماء المتأخرين والمتقدمين في الأَخْلاَق وفي آداب النفس أعاني مداواتها، حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ومنه.
وتمام العدل ورياضة النفس والتصرف بأزمة الحقائق هو الإقرار بها ليتعظ بذلك متعظ يوماً إن شاء الله.
- فمنها كَلَفٌ في الرضاء وإفراط في الغضب: فلم أزل أداوي ذلك حتى وقفت عند ترك إظهار الغضب جملة بالكلام والفعل والتخبط، وامتنعت مما لا يحل من الانتصار وتحملت من ذلك ثقلاً شديداً وصبرت على مضض مؤلم كان ربما أمرضني وأعجزني ذلك في الرضا، وكأني سامحت نفسي في ذلك لأنها تمثلت أن ترك ذلك لؤم.
- ومنها دعابة غالبة: فالذي قدرت عليه فيها إمساكي عما يغضب الممازح وسامحت نفسي فيها إذ رأيت تركها من الانغلاق ومضاهياً للكبر.
- ومنها عجب شديد: فناظر عقلي نفسي بما يعرفه من عيوبها حتى ذهب كله ولم يبق له والحمد لله أثر، بل كلفت نفسي احتقار قدرها جملة واستعمال التواضع.
- ومنها حركات كانت تولدها غرارة الصبا وضعف الإغضاء: فقصرت نفسي على تركها فذهبت.
- ومنها محبة في بعد الصيت والغلبة: فالذي وقفت عليه من معاناة هذا الداء الإمساك فيه عما لا يحل في الديانة - والله المستعان على الباقي - مع أن ظهور النفس الغضبية إذا كانت منقادة للناطقة فضل وخلق محمود.
- ومنها إفراط في الأنفة: بغَّضَتْ إليَّ إنكاح الحرم جملة بكل وجه، وصَعبَت ذلك في طبيعتي وكأني توقفت عن مغالبة هذا الإفراط الذي أعرف قبحه لعوارض اعترضت علي والله المستعان.
- ومنها عيبان: قد سترهما الله تعالى وأعان على مقاومتهما وأعان بلطفه عليهما: فذهب أحدهما ألبتة ولله الحمد، وكأن السعادة كانت موكلة بي، فإذا لاح منه طالع قصدت طمسه، وطاولني الثاني منهما فكان إذا ثارت منه مُدودُه نبضت عروقه فيكاد يظهر، ثم يسَّر الله تعالى قَدْعَه بضروب من لطفه تعالى حتى أخلد.
- ومنها حقد مفرط: قدرت بعون الله تعالى على طيه وستره وغلبته على إظهار جميع نتائجه، وأما قطعه ألبتة فلم أقدر عليه وأعجزني معه أن أصادق من عاداني عداوة صحيحة أبداً.
- وأما سوء الظن: فيعدّه قوم عيباً على الإطلاق وليس كذلك، إلا إذا أدى صاحبه إلى ما لا يحل.
- وأما الذي يعيبني به جهال أعدائي: من أني لا أبالي فيما أعتقده حقاً عن مخالفة من خالفته ولو أنهم جميع من على ظهر الأرض، وإني لا أبالي موافقة أهل بلادي في كثير من زيِّهم الذي قد تعودوه لغير معنى، فهذه الخصلة عندي من أكبر فضائلي التي لا مثيل لها، ولعمري لو لم تكن فيّ وأعوذ بالله لكانت من أعظم متمنياتي وطلباتي عند خالقي عز وجل، وأنا أوصي بذلك كل من يبلغه كلامي فلن ينفعه اتباعه الناس في الباطل والفضول إذا أسخط ربه تعالى وغبن عقله أو آلم نفسه وجسده وتكلف مؤونة لا فائدة فيها ... ". اهـ
رحم الله ابن حزم قد كانت عيوبه منشؤها شيئان:
- التوهّم: وسببه إقباله أول أمره على الفلسفة اليونانية والمنطق الأرسطي والعلوم التي لا عمل تحتها، فولّدت لديه العجب، وحب الذكر، وسوء الظن وما شابه، علاجها الإقبال على معاني القرآن، والتماس الحِكَم النبوية؛
- المغالبة: وسببه حزنه المفرط على جهله أولَ أمره، فولّدت لديه الغضب، والحقد المفرط، والأنفة الزائدة، وعلاجها طرح المناظرات والمراء والجدل.
دقيقة:
إذن، لم يأمن ابن حزم غوائل الخروج إلا بالعلم والفهم فيه، وعليه يكون رأي ابن العربي وجيها في أتباع ابن حزم الذين نقص حظهم من العلم كثيرا؛ فساروا هملا دون موجه حكيم ولا شيخ عليم، فكثرت معاوِرهم وشنعت أخطاؤهم، وما زال الناس يبعدونهم عن حلق العلم لهوجهم وصلفهم، وما زالوا ينفونهم عن مراتب المجتهدين ويقصونهم إلى طبقات العوام حتى ظهر فيهم مُحيي الدين بن عربي الحاتمي الطائي الصوفي الشهير، فاجتمعت فيه بدعتا الظاهر والباطن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[12 - 03 - 09, 11:12 ص]ـ
الورع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/89)
أما الورع فهو: الكف والمنع والدفع (لغةً)، وفي الدين قيل: هو الكف عن الحرام، وقيل: طرح المقدور مخافة الوقوع في المحظور، وقيل: اجتناب الشبهات خوف الوقوع في المحرمات وهو الصحيح.
وليس يصح حديثٌ في لفظ الورع، لكن أصله حديث الحلال بين والحرام بين، وحديث ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك))، وحديث ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))، جعلها النووي من أصول فقه الدين في أربعينيته، وجعلها أرباب القلوب من أصول التخلية وهو كذلك.
أصل الورع: الخشية، والخشية تكون من الأعيان لا من الأحوال لأن الثاني خوف؛ وعليه الورِع لا يخشى سوى الله عز وجل تهيُّبا وتعظيما، وهو الباعث له على كل قوله وفعله؛ أما الخوف من السلطان والعقاب والحدود والزواجر والقوانين فليست ورَعا، وكذلك الورَع يكون عن المقدور والممكن والحلال، لا عن البعيد والمستحيل والحرام لأن الثاني عجْز وضعف وافتيات، والورع غير الزهد كما يظن البعض؛ فالأول ترك ما يضر، أما الثاني فترك ما لا ينفع؛ وعليه يكون الورع قبل الزهد وأخصَّ منه.
ينشأ عن الورع السكينة والوقار، والشفقة والرفق، والسخاء والسماحة، والغبطة والرضى، والأرَب والعقل، والعفة واندفاع الشبهات وما إلى ذلك من حميد الخصال.
كل هاته الأوصاف محمودة عقلا وشرعا، ولا تنبغي إلا للمؤمن المُجَلِّي السابق بالإفضال، المسابق بالخيرات.
نماذج من الورع ومن الشدة:
اعلم أن طرق الاجتهاد في الشريعة على ضربين: التخفيف في التكليف، والاحتياط للعبادة، وكلاهما من مشكاة النبوّة مقتبِس؛ فالتخفيف لأن الشريعة جاءت لرفع الإصر والأغلال ودفع الحرج لا كاليهود حرّموا على أنفسهم ما أحل الله، وكالنصارى ابتدعوا رهبانية ما أنزل الله بها من سلطان، والاحتياط لأن للشريعة حدودا وحِمى لا يُتحرّز لها إلا بالحيطة لا كاليهود تحايلوا على حرمة السبت في شريعتهم فمُسخوا قِردة، وتحيّلوا على الشحوم المحرمة عليهم فجمّلوها ويبسوها ثم باعوها.
واعلم أن من رام التخفيف - دون ترخص جاف - كَمَن رام الاحتياط - دون تشدد غال - ورِعٌ ورِع؛ حيث اشتهر من المترخصّين من الصحابة رضوان الله عليهم عائشة وابن عباس، واشتهر من المحتاطين عمر وابنه عبد الله والكل ورع بإجماع، ومن الأئمة المتبوعين اشتهر بالترخص أبو حنيفة، وبالاحتياط مالك رحمهم الله جميعا، وفي الرجال والحديث اشتهر بالترخص ابن حبان والحاكم وبالاحتياط يحيى بن معين والبخاري جزاهم الله عن الأمة كل خير.
من أمثلة الورع: ما ذكر الشافعي في "الأم" في مسألة كيفية السجود في الصلاة أن من رأى وضع اليدين قبل الركبتين راعى جانب العبودية من جهة أنه أخضعُ للعبد وأذل، ومن رأى وضع الركبتين قبل اليدين راعى جانب العبودية أيضا من جهة أنه أرفقُ بالعبد وأطوع.
ومن الأمثلة أيضا: أصل ابن حزم الظاهري في الأخذ بالزائد مِن الأحكام احتياطا، كقوله في غسل الجمعة مما رواه الترمذي وحسّنه عن البراء بن عازب مرفوعا: ((إن حقا على المسلمين أن يغتسلوا يوم الجمعة، وليمسّ أحدهم من طيب أهله، فإن لم يجد فالماء له طيب)) جعلَه البعض مستحبا وجعله الآخرون واجبا؛ فعلى أصل ابن حزم يقال بالوجوب تورعا.
وعكسه مالك رحمه الله، توقّف عند المجمع عليه وهو جواز الإقدام على الغسل يوم الجمعة لِما رواه مسلم وأبو داود عن عائشة قالت: ((كان الناس عمّال أنفسهم فيروحون إلى الجمعة بهيئتهم، فقيل: لو اغتسلتم))، ثم لما اختلفوا ما بين مستحب وواجب؛ فلا نقول بالوجوب لأن الزيادة في الحد نقص من المحدود، يعني الزيادة في الحكم استدراك على الشارع وتعريض بعدم كمال الدين، وهذا أيضا من باب الورع لمن تأمله.
بعبارة أخرى: أجمعنا على هذا الحكم واختلفنا في الزائد عليه، فنتوقف عند حدود الإجماع، وهذا أصل نفيس يُنتفع به كثيرا:
- كمسألة التوسّل في الدعاء: أجمعنا على جوازه بالله وبأسمائه وبصفاته وبأعمالنا، ثم اختلفنا في ذات رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفي جاهه وفي الأولياء الصالحين؛ فنتوقّف عند المجمع عليه.
- وكمسألة الاعتقاد: أجمعنا على سلامة اعتقاد السلف الصالح، ثم اختلفنا فيما طرأ بعدهم؛ فلنتوقّف حيث أجمعنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/90)
- وكمسألة التزهّد: أجمعنا على تسنّن الجنيد وأبي عبد الله التّستري ويحيى بن معاذ وأضرابهم، واختلفنا فيمن بعدهم؛ فلا نبرح طريقتهم السليمة وسلوكهم الرشيد إلى غيرهم.
- وكمسألة الحديث الضعيف: أجمعنا على العمل بالصحيح واختلفنا في الضعيف، إذن التوقف عند المجمع عليه.
- وكمسألة تقديم أحكام المتقدمين على المتأخرين في علل الحديث: أجمعنا على أحكام المتقدمين، واختلفنا في المتأخرين، إذن الحكم للمتقدم، وهكذا.
وهذا ينتفع به خصوصا في مسائل الاعتقاد وأصول العلم، وإلا حجرنا على المجتهد حق النظر في الفروع، دليله قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس)) وفيه أن الكثير الذي لا يعلم يتوقف، أما القليل الذي له أهلية النظر فعليه بالاستعلام.
مثال آخر في الورع: في الترجيح بين المختلَف بالتحليل والتحريم، بعبارة أخرى: أيهما أخطر فيجب التورع عنه: تحليل الحرام أو تحريم الحلال؟ الراجح الثاني.
لأنه مما خصت به الأمة وضعُ الإصْر والأغلال ورفع الحرج كما قال تعالى: ?الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ?، وكقوله أيضا حاكيا قولَ سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: ?وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ?، وكقوله تعالى: ?كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ?، وكقوله أيضا: ?يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُحَرّمُواْ طَيّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُم?، وكقوله أيضا: ?قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ?، وكقوله أيضا: ?يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ?، وكقوله أيضا: ?هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا?.
مثاله ما رواه أبو داود أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سئل عما يحل للرجل من امرأته وهي حائض فقال: ((ما فوق الإزار))، وروى مسلم عن ثابت بن قيس أنه قال في هذه المسألة: ((اصنعوا كل شيء إلا النكاح)) أي الوطء، ومقتضاه الإذن بالاستمتاع بما دون الإزار فيتعارض الحديثان.
فمن يرجح التحريم فهو محتاط متورع، ومن يرجح الحل فهو متورع أيضا، والثاني قول حفصة وعكرمة وقتادة والشعبي والثوري، وأصبغ من المالكية، وداود الظاهري.
مثال آخر: من الورع تكلّف الجمع بين الأدلة بدل الترجيح لأن الإعمال أولى من الإهمال؛ ففي المثال أعلاه يجمع بين الحديثين بأن الأول مبين ومخصص للثاني، فقوله: ((كل شيء)) مجمل وعام، خصصه الحديث الأول بما ((فوق الإزار)) وهو قول مالك والشافعي وأبي حنيفة.
وكذلك في مسألة إتيان المأموم بما فاته من الصلاة مع الإمام، هل هو أداء أم قضاء؟ وفيها روايات لحديث مشهور، أحدها بلفظ: ((فما أدركتم فصلّوا، وما فاتكم فأتمّوا))، ورواية بلفظ: ((وما فاتكم فاقضوا))؛ فمِن آخذٍ بالرواية الأولى بمعنى الأداء، ومِن آخذٍ بالرواية الثانية بمعنى القضاء، ومَن جمع بين الروايات تورعا - وإن كان القول ضعيفا - جعلَ القضاء في الأقوال، والأداء في الأفعال.
وكذلك في مسألة كيفية الأذان، وصلاة الخوف، والوضوء وغيرها مما تعددت فيه الروايات، اشتهر عن الإمام أحمد بن حنبل العمل بكل الكيفيات المنقولة، وهذا من باب الجمع بين الأدلة، وإحياء السنّة، وبمثل أصل أحمد قال شيخ المفسرين أبو جعفر الطبري، وطرد هذا في القراءات القرآنية فيحمل كل قراءة على معنى ويعمل بهم جميعا ما لم يتعارضوا، وهذا باب من أبواب الورع كبير.
واشتهر عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الجمعُ بين الأدلة؛ كمسألة الغني الشاكر والفقير الصابر قال: أفضلهما أتقاهما لله، وكمسألة تفضيل الملائكة على صالحي بني آدم قال: الملائكة أفضل باعتبار البداية، وصالحي بني آدم أفضل باعتبار النهاية، وكمسألة الاجتهاد والتقليد قال: كل مقلّد له أدنى الاجتهاد وهو اختيار من يقلد، وكل مجتهد له أدنى التقليد وهو الاتباع في بعض الأصول [كاللغة وعلم الرجال]، وكمسألة كلام الله؛ أهو كلام نفسي أم كلام لفظي، قال: قديم النوع، محدث الآحاد.
مثال آخر: ومن الورع عدم التقدم بين يدي سنّة رسول الله برأيٍ إلا من قبيل:
- تفسير غريبه، كما ثبت عن عبد الله بن المبارك قوله: "ليكن الأمر الذي تعتمدون عليه هذا الأثر، وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث"؛
- حل إشكاله من تفسيرٍ للمبهم، وتبيين للمجمل، وتعيين للمحتمل وما إلى ذلك؛
- تأويل مختلَفه مما يوهم التعارض وليس بذاك، كالكلام في الناسخ والراجح والضعيف وما شابه؛
- الاستنباط منه، والبناء عليه، والتخريج وِفْقَه جريًا في كل ذلك على الأصول المتعارفة عند أهل الفن.
ولا يطرح السنّة إلى الرأي إلا المخنّثون من الرجال؛ ذكر أبو جعفر الطبري في "التاريخ الكبير" أنه بلغه عن المبارك الطبري أنه سمع أبا عبيد الله الوزير يقول: سمعت أبا جعفر المنصور يقول للزهري: "يا أبا عبد الله لا تجلس وقتا إلا ومعك من أهل العلم من يحدّثك؛ فإن محمد بن شهاب الزهري قال: الحديث ذكر ولا يحبه إلا ذكور الرجال، وصدق أخو زهرة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/91)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[12 - 03 - 09, 11:15 ص]ـ
مثال آخر: ومن الورع الأخذ بالقول المشهور والمعتمد والموثوق، والأخذ من الأصول والأمهات، وطرح الشاذ والمحتمل والغريب من الروايات والأقوال والكتب، قال ابن عبد البر المالكي (جامع بيان العلم وفضله، ص: 785): "أخبرني أبو القاسم خلف بن القاسم، حدثنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا ذو النون بن أحمد بن إبراهيم بن صالح قال: حدثنا عبد الباري بن إسحاق بن أخي ذي النون بن إبراهيم عن عمه أبي الفيض ذي النون بن إبراهيم إنه سمعه يقول: من أعلام البصر بالدين معرفة الأصول لتسلم من البدع والخطأ، والأخذ بالأوثق من الفروع احتياطا لِتأْمن".
وكان سحنون يقول: ما اعتكف رجل على المدوّنة (كتاب في الفقه المالكي) ودراستها إلا عرف ذلك في ورعه وزهده، وما عدّاها أحد إلى غيرها إلا عرف ذلك فيه، وكان يقول: إنما المدونة من العلم بمنزلة أم القرآن من القرآن؛ تُجزئ في الصلاة عن غيرها، ولا يجزئ غيرها عنها.
مثال على الفقه المالكي:
يراد بالقول المشهور والراجح عند المالكية قولَ المدوَّنة التي حوت ستٍّ وثلاثين ألف مسألة، وجمهور المالكية على أنه إذا اختلفت الأقوال يقدّم قول مالك لأنه إمام المذهب، ثم قول ابن القاسم المذكور في المدونة خاصة، ثم يقدم قول غيره المذكور في المدونة، وإذا كان لمالك قولان عمل بالمتأخر منهما إن علم ذلك المجتهد المرجِّح؛ فإن لم يكن من أهل الترجيح قدم قول الأعلم الورِع على الأورع العالم، وإن لم يعلم توقف؛ وإذا اختلف الفقهاء المصريون والمدنيون قدم المصريون كابن وهب وابن القاسم، وإذا اختلف المغاربة والعراقيون قدم المغاربة كابن أبي زيد وابن القابسي، وإذا اختلف المدنيون والمغاربة قدم المدنيون كمطرّف وابن الماجشون؛ ولا يكون الإفتاء إلا من الكتب المشهورة الموثوق بها - كمختصر خليل - دون الكتب الغريبة والحديثة التي لا عَزْوَ فيها فإنه يحرم الفتوى منها.
والمشهور عند المالكية ثلاث:
1. ما قوى دليله فيكون بمعنى الراجح؛
2. ما كثر قائله (أكثر من ثلاثة فقهاء) فهو المعتمد؛
3. رواية ابن القاسم عن مالك في المدونة.
ثم اختلفوا هل يقدم ما كثر قائله (المعتمد) أو ما قوي دليله (الراجح)؟ الراجح بالاستقراء الثاني، وإذا تعارض قول مشهور وآخر قيل عنه أنه "الأصح"، يقدم الثاني ويُفتى به، وإذا كان القول مشهورا وراجحا لم يقدم عليه غيره.
هذا كله فيمن لزمه التقليد، أما من بلغ رتبة الاجتهاد والنظر في الأدلة وإعمال قواعد المذهب فله مخالفة المشهور كابن العربي وابن رشد رحمهم الله، ويمكن للمقلد والحاكم أن يفتي ويعمل باختياراتهم إذا اقتضت المصلحة أو العرف ذلك.
وبالجملة فصور العمل بأحد القولين محصورة في ستة:
1 - المشهور مقابل الغريب: يقدم المشهور لشهرته؛
2 - الراجح مقابل الضعيف: يقدم الراجح لرجحانه؛
3 - الراجح مقابل المشهور: يقدم الراجح لرجحانه؛
4 - المشهور أو الراجح مقابل الغريب أو الضعيف: يقدم المشهور أو الراجح؛
5 - المشهور والراجح مقابل الراجح: يقدم المشهور والراجح لاجتماع الشهرة والرجحان؛
6 - المشهور والراجح مقابل المشهور: يقدم المشهور والراجح لاجتماع الشهرة والرجحان؛
وإذا قيل: الأصوب كذا، أو الأصح كذا، أو الأظهر كذا، أو العمل على كذا قدم على غيره.
مثال: الاقتصار في ركعتي الفجر على الفاتحة مشهور، لكن المتأخّرين ضعّفوا ذلك ورجحوا قراءة الفاتحة بالسورة لقوة أدلته، وكالدّلك في غسل الجنابة، المشهور أنه واجب لذاته، ومقابله أنه واجب لإيصال الماء للبشرة؛ فيقدم المشهور على مقابله.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[12 - 03 - 09, 11:23 ص]ـ
أمثلة أخرى على الورع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/92)
ومن الورع: التثبت في الحكم على المسائل، وعدم الجزم حتى يُتعرض للخلاف، حتى أنه نشأت طائفة من الفقهاء والأصوليين لقبت بـ "الواقفة" لعدم جزمها بالحكم في كثير من المسائل، قال ابن عبد البر: حدثنا محمد بن رشيق، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا محمد بن زبّان، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن أبي الدّراداء قال: "لن تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها كثيرة"، قال أبو داود: حدثنا محمد بن عبيد، عن حماد بن زيد قال: قلت لأيوب: "أرأيتَ قوله: حتى ترى للقرآن وجوها كثيرة؟ فسكت يتفكّر. قلتُ: أهو أن يرى له وجوها يهاب الإقدام عليها؟ قال: هذا هو، هذا هو" اهـ. ورُوي عن قتادة وسعيد بن أبي عروبة والشافعي وسفيان بن عيينة وقبيصة بن عقبة أنهم قالوا: "من لم يعرف الاختلاف لم يشمّ رائحة الفقه بأنفه".
ومن الورع طرح الحديث الضعيف وعدم الاشتغال به كليا لا في الأعمال ولا في الفضائل - وفي الصحيح الغُنية والبُغية - والتثبت في الرواية؛ قال عبد الرحمن بن مهدي: "لا يكون إماما في الحديث من تتبع شواذ الحديث، أو يحدث بكل ما يسمع، أو حدّث عن كل أحد".
ومن الورع الوقوف على ظاهر النصوص والأقوال دون كثرة تحوير وتأويل، قال يحيى بن معاذ: "الورع الوقوف على حد العلم من غير تأويل".
ومن الورع ترك تعليلِ الجرح في خيار الناس ولو لم يكن أهلا للرواية والتدريس؛ إما لإجماع الناس على فضلهم، أو لظهور صلاحهم، وهذا الصنف يكثر في الوعّاظ والزهّاد؛ روي عن مالك أنه قال: "من الناس ناسٌ لا يتكلم فيهم الناس"، وقال: "لا يؤخذ العلم عن أربعة: [ ... ] ورجل ذو فضل وصلاح لا يعرف ما يحدث به"، وقال: "من الناس من أطلب منهم الدعاء لي، ولا آخذ عنهم الحديث".
ولو تقصينا للورع التمثيل لأتينا على كل أبواب العلم؛ لأن قوام الدين شيئين اثنين: اليقين والورع، كقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((ألا إني أعلمكم بالله، وأشدكم له خشية)).
ورعٌ مفضٍ إلى مخالفة السنة:
ولا يخفى أن سالك بعض طرق الورع قد يجانب القول الصحيح، قال ابن القيم: "قال شيخنا: والاحتياط حسن، ما لم يفض بصاحبه إلى مخالفة السنة، فإذا أفضى إلى ذلك فالاحتياط ترك هذا الاحتياط". اهـ
من الورع المفضي إلى مخالفة السنة: قول الشوكاني رحمه الله في مسألة صلاة تحية المسجد في أوقات الكراهة، قال يجتنب دخول المسجد كليا حتى يتورع عن الصلاة في وقت الكراهة ويتورع عن الدخول للمسجد دون تحية، ولا شك أن هذا القول ضعيف، وكصيام يوم الشك احتياطا لرمضان وهو قول باطل بحديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قال ابن العربي: العبادة يحتاط لها بعد أن تجب أما الاحتياط قبل الوجوب فهو بدعة مكروهة. اهـ ومثلها ترك صيام يوم الستة كليا احتياطا من اعتقاد الجهال أنها من رمضان.
ورع مفضي إلى التشدد:
وهذا هو المقصود من هذا المطلب وفروعه؛ التفريق بين الورع والشدة لأنه قد يُلتبس لتشابه صوَرهما، إذ الورع إذا زاد عن حده استحال تشددا مرذولا.
فمن غلو الناس في الورع الموقع في الشدة والمنكرات: ما ذكر ابن القيم في الوابل الصيب (ص: 31): "كمن يتوسوس في الوضوء مغاليا فيه حتى يفوت الوقت، أو يردد تكبيرة الإحرام إلى أن تفوته مع الإمام قراءة الفاتحة أو يكاد تفوته الركعة، أو يتشدد في الورع الغالي حتى لا يأكل شيئا من طعام عامة المسلمين خشية دخول الشبهات عليه.
ولقد دخل هذا الورع الفاسد على بعض العباد الذين نقص حظهم من العلم، حتى امتنع أن يأكل شيئا من بلاد المسلمين، وكان يتقوّت بما يحمل إليه من بلاد النصارى، ويبعث بالقصد لتحصيل ذلك؛ فأوقعه الجهل المفرط والغلو الزائد في إساءة الظن بالمسلمين، وحسن الظن بالنصارى" اهـ
ولقد داخل هذا الورع الكاذب والفاسد الخوارج كثيرا، كيف لا وقد تنافت أفعالهم مع أول منازل الورع بالخوض في متشابه الآيات.
قاعدة في التفريق بين الشدة والورع:
ملاك الأمر أن الدافعَ لخلق الشدّةِ الحرصُ، وأصله الطبعُ وثمرته الشقاء، عكس الوَرَعِ الذي ينشأ عن خشية الله عز وجل، وأصله الفطرة ويثمر الفلاح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/93)
وهناك قاعدة دقيقة، مأخذها سهل، وعِيارها يسير، يستطيعها حتى العوام وهي: أن الشدة تنشئ احتياطا كبيرا في عبادة وتساهلا يقابله في عبادة أخرى، وليس هذا شأنُ الورِع.
مثاله ما ذكر المبرد (3/ 1134 - 1135): ومن "طريف أخبارهم أنهم أصابوا مسلماً ونصرانياً، فقتلوا المسلم وأوصلوا بالنصراني، فقالوا: احفظوا ذمة نبيكم"!
وقال: "وساموا رجلاً نصرانياً بنخلة له، فقال: هي لكم، فقالوا: ما كنا لنأخذها إلا بثمن، قال: ما أعجب هذا! أتقتلون مثل عبد الله بن خباب ولا تقبلون منا نخلة إلا بثمن".
وقريب منه ما قال ابن باديس (الآثار 3/ 243): "إن الجزائري متشبع بهذه الروح الوثابة أمام شعائره الدينية عموما، ربما بلغت به هذه الروح إلى حد التطرف، لكن ربما حلت روح التساهل محل روح ذلك التطرف في غير فريضة الصيام، أما فيها فلا هوادة ولا مساومة، ولا تأويل ولا تحوير، ولا منزلة بين الكفر والإيمان، ولا يقتنع الجزائري بدون هذا التصلب ... ".
فإن قيل: إذن من اشتد في أمره كلِّه لم يُذمّ؟
فالجواب: نعم؛ لكن بِقَيْدِ العلم، فمن اشتد من أهل العلم لم يذم إلا إذا غلا أو تكلّف، أما الجاهل الشديد فيذمّ لأنه لا دافع له إلا الطبع المجرّد، وقد ذُكر أعلاه بأن الجهل ليس هو المطلق، بل النسبي باعتبار الواقعة.
مثاله: عِمران بن حُصين وعروة بن أُديَّة الخارجيان، ارتاضا بالعبادة إلى حد الصلاح، وكانا عالمان بلغات العرب وأشعارها وأخبارها، وبلغا من الصواب والحكمة الطَّبق المعلَّى، لكنهما عَدِما العلم بالسنّة وخاضا في الفقه فضَلَّا عن سواءِ السبيل، ومثلهم كثير من الخوارج.
ولم يذم أحدٌ يوما عمرَ على شدته لأنه عالم بما يأتي وبما يذر، ولم يُذَم شُعبةُ بن الحجّاج في تشدده في الرجال لأنه عالم بِفنّه، ولم تُذم عبادة المتزهِّدة العلماء لأنهم عارفون بمحالِّ الاجتهاد فيها وبأزمنتها وحالاتها وشرائطها.
وقد فرّق - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بين أبي بكر وعمر حين تصدّقا بكل مالِهما؛ قبلها من الصدِّيق ورفضها من المحدَّث
لتخالف حاليهما؛ فالأول مسترسل مع التسليم، والثاني متكلّف لها.
وفي القدر كفاية للمستبصر إن شاء الله.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[14 - 03 - 09, 08:22 م]ـ
بين التعمّق والفقه:
التعمّق قسيم التشدّد، كما روى مسلم وأبو داود عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله عليه الصلاة والسلام: ((هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون))، قال النووي: هم المتعمقون المتشددون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم. وقال الخطابي: المتنطع المتعمق في الشيء المتكلف للبحث عنه على مذاهب أهل الكلام الداخلين فيما لا يعنيهم الخائضين فيما لا تبلغه عقولهم، وفيه دليل على أن الحكم بظاهر الكلام وأنه لا يترك الظاهر إلى غيره ما كان له مساغ وأمكن فيه الاستعمال. اهـ
ويكون التعمق في العلم بسلوك سبيل التساؤلات الوهمية، والافتراضات العقلية، والاحتمالات النظرية، والتأويلات البعيدة، وليس يذم إلا في مواضع وبصفات.
الضابط أن كل قول لا يندرج تحته عمل فهو تعمق مذموم؛ فإن كان تساؤلا بنّاءً، وافتراضا منهجيًا، واحتمالا وجيهًا، وتأويلاً قريبا، الغرض منهم التوضيح وتسهيل العلم وتيسير الفهم فلا بأس.
روى الأئمة عن زيد بن خالد الجُهَني أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللُّقَطة، فقال: ((عَرِّفها سنة، ثم اعرِف وِكاءَها وعِفاصها، ثم استنفق بها، فإن جاء ربها فأدها إليه))، قال: يا رسول الله، فضالة الغنم؟ قال: ((خذها، فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب))، قال: يا رسول الله، فضالة الإبل؟ قال: فغضب رسول الله حتى احمرت وجنتاه، أو احمر وجهه، ثم قال: ((ما لك ولها، معها حذاؤها وسقاؤها، حتى يلقاها ربها)).
وقال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ?، وكقوله عن بني إسرائيل: ?وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً? فقالوا: ما هي؟ ما لونها؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/94)
وفي الحديث: ((وأنهاكم عن قِيلَ وقَالَ وكثرة السؤال وإضاعة المال))، وقال: ((ذروني ما تركتم؛ فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم)).
وفي النصوص أعلاه ذم التعمق إذا كان:
- تنطعا في المسائل وإكثارا من السؤال عما لم يقع ولا تدعو إليه الحاجة؛
- كثرة سؤال الإنسان عن حاله وتفاصيل أمره؛
- كثرة السؤال عن أحوال الناس؛
- السؤال عن المسائل العلمية امتحانًا وإظهارًا للمراء وادعاءً وفخرًا؛
- السؤال عن الواضحات البيِّنات؛
- سؤال المعنِّت الذي يسترسل في السؤال حتى يمنع الحق ويحرّم الحلال.
وليس بمتعمق من سأل عمّا جهل مما يعنيه، فقد روى أبو داود والدارقطني وغيرهم عن جابر قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما شفاء العَيِّ السؤال)): العي هو الجاهل، وقالت عائشة: "رحم الله نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يسألن عن أمر دينهن"، وسئل معاويةُ دَغْفَلَ عن حفظه فأجابه: "رزقت لسانا سؤولا، وقلبا عقولا"، وقيل هي لابن عباس، وقال مشايخنا: اِسأل حتى يقال عنك إنك مجنون.
ودونك شعر بشّار بن بُرد:
شفاء العمى طول السؤال وإنما ... دوام العمى طول السكوت عن الجهل
فكن سائلا عما عناك فإنما ... دُعيت أخا عقلٍ لتسأل بالعقل
وليس التعمق في العلوم الدنيوية والكونية بمذموم - إذا كان منهجيا - كعلم الفيزياء والرياضيات والكيمياء وما شابه من علوم المادة، وعلم التاريخ والاجتماع والإدارة وما شابه من العلوم الإنسانية، لكن التعمق في العلوم الشرعية بصفة خاصة؛ فكل علم شرعي علق به شيء من الاستطراد الصوري والنظري الذي لا طائل وراءه، من ذلك:
في العقيدة:
يتعلق علم العقائد بالله عز وجل وبأسمائه وصفاته الحسنى، وبالرسل والكتب المنزلة إليهم، وبالملائكة، وباليوم الآخر وما فيه من البرزخ والجنة والنار والحساب والميزان والصراط والحوض والشفاعة وغيرها مما أثبت الخبر، وبالقضاء والقدر وتعلقهما، وبعلوم الغيب المستقبلة كالملاحم والفتن والمهدي ونزول المسيح عليه السلام ... وقد وصل هذا العلم بجلاء إلى العذراء في خدرها والحمد لله.
وينقسم علم الاعتقاد إلى أصول وفروع: الأصول لا تحتمل الخلاف، ولا تدرك بالعقل المجرّد، وهي المميّزة لأهل السنة عن غيرهم من المبتدعة، كمسألة خلق القرآن، وكمسألة خاتمية الرسالة، وكمسألة حجّية السنّة؛ أما الفروع فقد يختلف فيها فريقان، ويتعلق بها الاجتهاد دون غضاضة، كمسألة رؤية النبي عليه الصلاة والسلام لربه سبحانه ليلة المعراج، وكمسألة عذاب القبر؛ أهو للروح أم للجسد؟ وكمسألة فناء النار، وكمسألة جزاء أهل الفترة، وكمسألة المهدي المنتظر أهو المسيح عليه السلام أم غيره؟ وغيرها من المسائل، والضابط أن كل ما لا يضر جهله فهو من فروع الاعتقاد.
والنظر في علم الغيب عامة والعقيدة خاصة يكون بإحدى مناهج ثلاث: المنهج التقريري، المنهج الجدلي، المنهج البرهاني.
أولا: المنهج التقريري: وهو الأصل في عرض عقائد الشريعة، لا تتعدّ ألفاظه نصوص الوحيين، يمثله العقيدة الطحاوية، والعقيدة القيروانية وغيرهما، أسلوبه تعليمي، ألفاظه سهلة، متناولة، مرتّبة.
ولأنه تقريري بحت، استدرك العلماء على ابن أبي زيد القيرواني قوله في مقدمة رسالته: "وأنه فوق عرشه المجيد بذاته"، قالوا ما كان ينبغي له أن يذكر كلمة "بذاته"، وهذا احتياطا على العقيدة مما قد يداخلها من ألفاظ غير منصوصة.
ثانيا: المنهج الجدلي: وهو سبيل تنكبه العلماء دفعًا لشُبه المبتدعة، أسلوبه عامي، فيه المناقشة الوجيزة، والاحتمالات المبيّنة، لغته متداولة، مقدماته النظرية قد تكون غير مسلمة للطرفين، الغرض منه إبكات الخصم ولو بسلوك المغالطات، وهو شبيه بالرد الأوّلي البدهي على ما يعرض من شبهة، يمثله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، يبتدأ به كل مناظراته العلمية، واستعمله كذلك أبو حامد الغزالي وسمّاه التسليم الجدلي.
ثالثا: المنهج البرهاني: وهو آخر الدواء، لا تُلزمه إلا الضرورة، يقوم على الاستدلال القوي، والاستطراد الطويل، مقدماته مسلّمة سواء كانت حسية أم عقلية، لغته ركيكة لإيغاله في مصطلحات المتكلمين، الغرض منه - إلى جانب إبكات الخصم - إقامةُ الحجّة وإظهارها في صورة لا تردّ، يمثله منهاج السنة لابن تيمية وغيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/95)
وكل المناهج المذكورة أعلاه استعمل مثلها القرآن العظيم:
- مثال الأول: سورة الأحد الصمد، وفيها عرضٌ مجمل لأسماء الله تعالى وصفاته؛
- مثال الثاني: قوله تعالى: ?أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا، أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا، كَلَّا? الآية، وفيها رد سريع ووجيز وقوي على من زعم العزة والمنعة في اليوم الآخر وليس بأهل؛
- مثال الثالث: قوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا، وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ?، وفيها إثبات لإحياء الموتى بناء على مقدمة حسية، وطريقٍ نظري يطول تصوره.
المنهج الأول جائز بإجماع، وهو طريقة السلف الصالح في عرض العقيدة؛ إمرار النصوص كما جاءت دون التعرّض لها بالشرح والتأويل.
قال أبو عمر بن عبد البر (ص: 942): وقد روينا عن مالك والأوزاعي وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة ومَعْمر بن راشد في الأحاديث في الصفات أنهم كلهم قالوا: "أَمِرّوها كما جاءت". اهـ
أما المنهجان الثاني والثالث فتلجئ إليهما الضرورة، وبحسب قوة الشبه وكثرتها يكون الردّ، مع مراعاة عقيدة السلف الصالح بإثبات ما أثبت الخبر ونفي ما نفى، وتسليمٍ لظاهر النصوص، وتفويضٍ في الكيف، وإجراء معاني الألفاظ على المشهور من لغات العرب لا على الأحسن في العقول.
إذن، ما لم ينضبط على هذه الأصول كان تعمّقا مذموما مرذولا؛ كأن يرتفع السبب الذي بسببه نيط حكم ولوج سُبل المتكلمين، أعني بالسبب قيام الشبهة؛ فبمجرّد أن تسقط الشبهة، يطوى - دون نسيان - توغّل المتكلمين وتمحّلهم.
قال ابن عطية في تفسير قوله تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ? قال: هذه الآية تعم أهل الأهواء والبدع والشذوذ في الفروع، وغير ذلك من أهل التعمق في الجدل والخوض في الكلام.
وروى ابن عبد البر في جامعه (ص: 938) بسند صحيح عن مالك بن أنس أنه كان يقول: "الكلام في الدين أكرهه، وكان أهل بلدنا يكرهونه، نحو الكلام في رأي جهم والقدر ونحو ذلك، ولا أحب الكلام إلا فيما تحته عمل، فأما الكلام في الدين وفي الله فالسكوت أحب إلي؛ لأني رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين إلا ما تحته عمل".
وروي عن الشافعي قوله: "إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى أو الاسم المسمى فاشهد عليه أنه من أهل الكلام ولا دين له".
وقال أحمد بن حنبل: "لا يفلح صاحب كلام أبدا، ولا تكاد ترى أحدا نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل".
وقال أبو عمر بن عبد البر (ص: 942): "أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ ولا يعدون عند الجميع في طبقات الفقهاء، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه، ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم". اهـ
نضرب مثالا لذلك بمسألة وجود الله سبحانه وتعالى، أولا ابتدروها باستبدال لفظ الجلالة بكلمة الصانع؛ فقالوا: باب إثبات وجود الصانع، ثم استطردوا في إيجاد الأدلة الحسية والعقلية، ووضع القوانين والأصول المقيدة حتى أفضى بهم الأمر إلى جعل العقل حاكما على النقل، ورد أخبار الآحاد، وتأويل ما سموه متشابها، والتشكيك في عصمة الأنبياء، ونفي دليل الإجماع وما إلى ذلك من الطّوام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/96)
وأول خطأ منهجي وقعوا فيه هو بناء الكليات العقلية على الأقيسة المنطقية، والصحيح أن تبنى الكليات على نتائج استقراء الوحيين؛ فبدل التسليم لمبادئ النصوص سلّموا لمبادئ الفلسفة اليونانية.
ثم جاؤوا بدليل "ثبوت الأعراض" لإثبات حدوث العالم وفنائه، ومن ثَمَّ إثبات وجود الصانع وقِدمه، وبنوه على مقدمات أربع:
الأولى: إثبات الأعراض؛
الثانية: إثبات حدوث هذه الأعراض؛
الثالثة: بيان امتناع خلو الأجسام من هذه الأعراض؛
الرابعة: بيان أن ما لا يخلو من هذه الأعراض فهو حادث، وأن الحادث حادث لامتناع أزلية الحوادث، وكل حادث لا بد له من محدث.
ثم جعلوا أنواع الأعراض ثلاثين: الأكوان، والألوان، والحرارة، والبرودة، والرطوبة، واليبوسة، والروائح، والطعوم، والأصوات، والبقاء، والحياة، والموت، والعلم، والجهل، والنظر، والشك، والسهو، والقدرة، والعجز، والإرادة، والسمع، والصَّمم، والبصر، والعمى، والكلام، والخاطر، والألم، واللذّة، والفكر، والاعتقاد.
واختلفوا فيها، وفي حقائقها، وفي تعلقاتها، وفي بعض أنواعها مما تضيق به المجلّدات الضخام ولا حول ولا قوة إلا بالله.
حكم هذه الطريقة الحُرْمة شرعا، والفساد عقلا، أول من حرّمها أبو الحسن الأشعري وذكر أنه لا يحتجّ بها إلا أهل البدع والمنحرفين (رسالة الثغر، ص: 25)؛ لأن إثبات وجود الله عز وجل لا يحتاج إلى دليل، بل الفطرة شاهدة على ذلك - كما ذكر أبو حامد الغزالي نفسه الذي أوغل في علم الكلام - إنما يُجحد وجود الله سبحانه كما يجحد وجود الشمس؛ أعمت بساطع شعاعها على أن ترى بأمّ العَين.
ثم، لماذا دليل ثبوت الأعراض؟! ولو جئنا للاكتشافات العلمية لأتينا بألف ألف ألف دليل على وجود الله سبحانه، مثلاً قول الفيزيائيين كمقدمة كبرى: إن الحرارة دائما وأبدا تنتقل من الجسم الساخن إلى الجسم البارد، ولا تتوقف حتى تستوي حرارة الجسمان. وكمقدمة صغرى: نرى الآن أن الشمس حرارتها أكثر من حرارة الأرض؛ فالنتيجة: تباين حرارة الشمس والأرض دليل على حدوثهما، لأنه لو كانتا أزليتان لتساوت حرارتهما، بل لتساوت حرارة كل أجسام الكون؛ إذن الكون حادث، وللحادث خالق، ولا بد أن يكون الخالق أزليا سبحانه وإلا وقعنا في الدَّوْر.
ولقد أخذ المرابط على ثغر الإسلام مالك بن نبي رحمه الله بالنظريات المستحدثة في أوروبا لإثبات وجود الله عز وجل بنفس منهجهم، إقامة للحجة، وردا على الشبهة، وإبكاتا للخصم، واتبع المنهج البرهاني الذي سبقت الإشارة إليه؛ وبالفعل شهد كتابه الفذ "الظاهرة القرآنية" رواجا منقطع النظير في أوروبا، وأسلم بسببه كثير من العلمانيين.
ينظر مثلا: ملك بن نبي: الظاهرة القرآنية، الظاهرة الدينية، ص: 69 - 81.
أما الخوارج فقد كانوا جهّالا معرضون عن حقائق العلم إلى أن نبغ فيهم ابن الأزرق؛ فَرَاح يقيس ويناظر حتى بلغ علم العقيدة فصنع فيه ما صنع في باقي العلوم فضَلَّ، وزاد الطين بلّة التقاؤهم بالمعتزلة؛ حيث صادف هؤلاء برميلا فارغا فملؤوه بتهوّكهم وهوسهم، فكانت الخوارج من أوائل الآخذين بطرق الكلام بعد القدرية والمعتزلة والجهمية.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[14 - 03 - 09, 08:25 م]ـ
في العلوم الأخرى:
وقد تعلق أيضا التعمق المذموم والتنطّع في المسائل بباقي العلوم الشرعية:
- في الفقه: التناظر والجدل في مسائل الفقه لأهل التخصص محمود عموما ما لم يفضي إلى محظور كالشحناء والبغضاء، والتدابر والتنافر، قال ابن عبد البر (جامع بيان العلم، ص: 983): "وأما الفقه فأجمعوا على [جواز] الجدال فيه والتناظر، لأنه علم يحتاج فيه إلى رد الفروع على الأصول للحاجة إلى ذلك، وليس الاعتقادات كذلك لأن الله عز وجل لا يوصف عند الجماعة أهل السنة إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله أو أجمعت الأمة عليه، وليس كمثله شيء فيدرك بقياس أو بإنعام نظر". اهـ
أما التعمق المذموم والتنطّع في المسائل فقد لحقه من جهة الاستطراد في الافتراضات الفقهية البعيدة، ومن جهة الحيل الفقهية، والأغاليط الجدلية وما إلى ذلك، قال مالك رحمه الله: "ليس الفقيه بكثرة المسائل، ولكن الفقه يؤتيه الله من يشاء من خلقه".
ومما يردي التعمّقُ به في الفقه خرقُ الإجماع، وتتبع شواذ الأقوال، وهو ما وقع فيه الخوارج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/97)
- وفي التفسير: روى ابن عبد البر بإسناد صحيح عن أبو سفيان الحميري قال: سألت هشيما عن تفسير القرآن كيف صار فيه اختلاف؟ قال: "قالوا برأيهم فاختلفوا".
هذا ديدن الخوارج، القول بالرأي في المتشابه، وإعراض عن السنة المبيِّنة، وهذا كله مبني على حديث موضوع، ذكره في مسند الربيع بن حبيب الإباضي تحت رقم (40)، وفيه: "إنكم ستختلفون من بعدي، فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله، فما وافقه فعني، وما خالفه فليس عني"، استنبطوا منه إعمال الرّأي المجرّد قبل السنّة، وهذا باطل مردود بحادثة وحديث بليغ عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله على أُبيّ بن كعب وهو يصلي، فقال رسول الله: ((يا أبيّ، فالتفت إليه ولم يجبه، وصلى وخفف، ثم انصرف إلى رسول الله فقال رسول الله: يا أبي ما منعك أن تجيبني إذ دعوتك؟ فقال: يا رسول الله كنت أصلي، قال: ألم تجد فيما أوحى الله إليّ أن استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم؟ قال: بلى يا رسول الله، ولا أعود إن شاء الله)).
وفيه أن أبيّ رضي الله عنه غلّب عموم النهي عن قطع الصلاة؛ فعلَّمنا من خلاله أن كل عموم مستفاد من الشريعة مخصص بقوله، فقطْع الصلاة حرام عموما إلا بخصوص إجابة رسول الله في حياته، وبخصوص ما أخرجت السنّة من هذا العموم.
ومما علق بالتفسير من فرط النّظر التعرض للآيات المحكمات الواضحات وتأويلها دون دليل يحتّم ذلك؛ قال معاذ بن جبل: "فما عرفتم فلا تسألوا عنه، وما شككتم فكلوه إلى عالمه" / ابن عبد البر في جامع العلم (ص: 982) وصححه الدارقطني في العلل.
وروى سعيد بن المسيب وأبو سلمة عن أبي هريرة عن النبي: ((المراء في القرآن كفر)) (صححه ابن عبد البر في جامعه)، والمراء هنا بمعنى الشك وهو نتيجة حتمية للتعمّق والتمحّل.
ومما علق بالتفسير من تأويلات فاسدة أصلها التعمّق: القول فيه بمجرد الرّأي على طريقة الخوارج، والقول فيه بالخواطر، والتمادي في التفسير الإشاري، والقول فيه بالباطن وما شابه.
- وفي أصول الفقه: كثرت المزالق والحوالق، حتى وُجدت مصنفات لا ذكر فيها لآية ولا لحديث لإفراطها في المباحث العقلية والنظرية، ومن أمثلة ما علق بهذا الفن من تنطع:
· إجراء النصوص على مقتضى ما تنتجه العقول من أصول، والعكس هو الصحيح، كما اشتهر عن الشافعي قوله: إذا صح الحديث فهو مذهبي، وقال ابن القيّم (إعلام الموقعين 2/ 368): "أما أن نقعد قاعدة ونقول هذا الأصل، ثم ترد السنة لأجل مخالفة تلك القاعدة، فلعمر الله لهدم ألف قاعدة لم يؤصلها الله ورسوله أفرض علينا من رد حديث واحد".
· كذلك الكلام في الأصول مجرّدة عن الفروع، قال الشاطبي رحمه الله (الموافقات 1/ 37): "كل مسألة مرسومة في أصول الفقه لا ينبني عليها فروع فقهية أو آداب شرعية أو لات كون عونا في ذلك، فوضعها في أصول الفقه عارية". اهـ وقال الصنعاني في "الأجوبة المرضية" (126 - 127): "وأكثر مسائل الفن ظنية، وبعضها فضولية لا أصولية، كمسألة: هل للأمر بكونه أمرا صفة؟ وتطويلها وأدلتها والرد، وهي مسألة لا تفيد في الخارج فضلا عن كونها أصلا ينبني عليه غيره، ومسألة الأمر المطلق، وتقسيم الماهيات إلى ثلاث، فإنها مع دقتها قليلة الفائدة خارجًا أو عديمتها، وأكثر المسائل من هذا القبيل كما قال بعض أئمة الأصول - على بعض مسائله التي طال فيها الاستدلال واتسعت فيها الأقوال -: هذه مسألة طويلة الذيل قليلة النيل". اهـ وعلى هذا يخرج عن أصول الفقه كثير من المسائل: كمسألة ابتداء الوضع، ومسألة الإباحة؛ هل هي تكليف أم لا؟ ومسألة تكليف المعدوم، ومسألة هل كان النبي متعبدا بشرع أم لا؟ ومسألة لا تكليف إلا بفعل، وكذلك المسائل اللغوية والنحوية والصرفية والبلاغية الفرعية؛ لأنه يلزم من إدخالها في أصول الفقه إدخال الحساب والعدد ومصطلح الحديث لأنها أيضا أصول للفقه لكنها ليست بالمعنى الذي أراده واضعو العلم.
· كذلك من المسائل التي يندى لها الجبين الخلاف المبني على الاختلاف اللفظي، فوالله الذي لا إله غيره لأعظم الخلاف منه، كمسألة الحقيقة والمجاز، وكدليل الاستحسان، والاستصلاح، والقياس؛ وعليه لا بد من تمهيد كل ما يقدم عليه بتحقيق الألفاظ وتمحيصها لغةً واصطلاحا وعلى حد التاريخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/98)
· وكذلك الإغراق في المباحث المنطقية الركيكة والفلسفية المشكّكة التي لا يحتاج إليها الذكي، ولا ينتفع بها البليد كما قال ابن تيمية، كمسألة حدّ العلم، والاسم والمسمى، ومسائل الاستثناء المتشعبة وغيرها.
· وكذلك الخلط بين علم الكلام وأصول الفقه، وهي طريقة الباقلاني والآمدي والشيرازي والفخر الرازي والجويني والغزالي وغيرهم، والفضل في طريقة ابن الساعاتي والشّاطبي والتّلمساني وأضرابهم.
وقد لحق بالخوارج كل هذه الشوائب لأنهم آخذون بزمام الكلام، ومتبعين لطريقة الشافعية في التأصيل، وشواذهم الفقهية والأصولية كثيرة، منها:
- إجازتهم وقوع حُكمين مختلفين في شيء واحد من وجهين، كمن دخل زرعا بغير إذن مالكه؛ فإن الله قد نهاه عن الخروج منه إذا كان خروجه منه مفسدا للزرع وقد أمره به؛
- ومنها قولهم بوجوب استتابة مخالفيهم في تنزيل أو تأويل؛ فإن تابوا وإلا قتلوا سواء كان ذلك الخلاف فيما يسع جهله أو فيما لا يسع جهله؛
- نفي المسح على الخفين وإنكاره، وهذه المسألة جعلها بعض أهل السنة من علامات أهل الضلال؛
- وقالوا: "من زنى أو سرق أقيم عليه الحد ثم استتيب فإن تاب وإلا قتل"؛
- ولا يرون الاستنجاء بالماء؛ لأنه نعمة لا يجوز امتهانها؛
- ويحرمون أكل قضيب التيس؛
- ويحرمون طعام أهل الكتاب؛
- ويوجبون القضاء على من نام نهار رمضان واحتلم.
ومن عجائب أمرهم أنه "كان منهم رجل يعرف بإبراهيم، دعا قوما من أهل مذهبه إلى داره وأمر جارية له كانت على مذهبه بشيء فأبطأت عليه، فحلف ليبيعنها في الأعراب، فقال له رجل منهم اسمه ميمون - وليس هو صاحب الميمونية من العجاردة - كيف تبيع جارية مؤمنة إلى الكفرة؟ فقال له إبراهيم: إن الله تعالى قد أحل البيع، وقد مضى أصحابنا وهم يستحلون ذلك؛ فتبرأ منهم ميمون، وتوقف آخرون منهم في ذلك وكتبوا بذلك إلى علمائهم، فأجابوهم بأن بيعها حلال وبأنه يستتاب ميمون ويستتاب من توقف في إبراهيم، فصاروا في هذا ثلاث فرق: إبراهيمية وميمونية وواقفة" / (عبد القاهر البغدادي، ص: 99).
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[15 - 03 - 09, 08:11 م]ـ
فائدة:
اختلف العلماء في أمهات الأخلاق وأصولها؛ حيث جعل القاضي أبو بكر ابن العربي أمهات الفضائل خمسة: الجود، الشجاعة، العفة، الحنان، الرأفة؛ ويفهم منه أن أمهات الرذائل أضدادها.
وجعل ابن حزم الظاهري في "الأخلاق والسير" أصول الفضائل أربعة: الفهم، النجدة، الجود، العدل، وأصول الرذائل أضدادها وهي: الجور والجهل والجبن والشح.
ويفهم من صنيع الماوردي في "أدب الدين والدنيا" أنه جعلها خمسة: التواضع، الحياء، الحلم، الصدق، المنافسة؛ أما المرذولات فهي: الكبر، القحة، الغضب، الكذب، الحسد.
ومن الدراسات المعاصرة ما وضعه عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني في كتابه "الأخلاق الإسلامية وأسسها"؛ حيث جعل الفضائل تسعة أصول: حب الحق، الرحمة، الدافع الجماعي، الحب، علو الهمة، الصبر، قوة الإرادة، حب العطاء، السماحة.
وفي نظري القاصر أراه توسع قليلا؛ لأنه يمكن إرجاع الصبر لقوة الإرادة، والسماحة لحب العطاء، وحب الحق وعلو الهمة للمحبة.
وإذا سمحتُ لنفسي فسأضع لدستور الفضائل أصولا ثلاثة: الصدق، والعدل، والعقل؛ أصله قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضى والغضب، وأسألك القصد في الغنى والفقر)).
- فالصدق ينشأ عنه تساوي الحال في الغيب والشهادة؛
- والعدل ينشأ عنه تساوي الحال في الرضى والغضب؛
- والعقل بمعنى الحكمة والرصانة، ينشأ عنه الموازنة بين المصالح في حالتي الفقر والغنى.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[15 - 03 - 09, 08:15 م]ـ
على سبيل السبر والتقسيم، وضابط هذا الدليل العظيم أنه متركب من أصلين:
أحدهما: حصر أوصاف المحل بطريق من طرق الحصر، وهو المعبر عنه بالتقسيم.
والثاني: هو اختيار تلك الأوصاف المحصورة، وإبطال ما هو باطل منها وإبقاء ما هو صحيح منها، وهو المعبر عنه بالسبر
وحصر الأوصاف يكون بالاستقراء (جمع الروايات وشروحها)؛ فلا تعجل إذا ذُكر الوصف وضده، فإذا تحقق وصفٌ انتفى ضدُّه، وهناك محمل آخر يُذكر لاحقا.
أما اختيار الأوصاف وإبطال الباطل منها فيكون بعرضها على واقع الإباضية اليوم.
فإذا قيل: لِمَ هذا الدليل الظني وغيره أقوى منه كتخريج فتنقيح المناط؟
فالجواب: السبر والتقسيم أقوى في مسألتنا هذه؛ لأنه لم نر الصحابة ولا التابعين يذكرون سببا لوصفهم الحرورية بالخوارج سوى أنهم خرجوا على حكم الخليفة بالقوة على رَسم البغاة، وهذه يجتمعون فيها مع معاوية ولم يقل أحد بأنه من الخوارج، بل قصارى ما استدل به الصحابة - رضوان الله عليهم - أن الحرورية شابهوا الأوصاف التي ذكرها الحديث.
وعليه يلحق بالخوارج كل من شابههم في أوصافهم المنصوصة في الحديث، والمشاهدة في الحرورية الذين ثبتت لهم صفة الخروج.
فيكون وصف الخروج ثابتا للإباضية إذا اجتمعت فيهم كل الصفات المنصوصة، وإن لم تثبت كلها لحِق بهم من وصف الخروج بقدر ما ثبت لهم منها وما شابهوا فيه الحرورية.
فإن قيل: كيف تلحق بهم وصف الخروج جزئيا؟ وهل تتجزّأ الصفة؟
فالجواب: هو نفسه دليل قياس الشبه، وأبلغ من ذلك قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((ثلاث من كن فيه فهو منافق، وإن كان فيه خصلة منها ففيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا حدث كذب وإذا ائتمن خان وإذا وعد أخلف".
فقد جعل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الخصلة من النفاق تُلحِق بالمرء وصف المنافق بقدْرها، ومثله وصف الخروج.
فإن قيل: إذن نطرده في كل وصف؛ من تشبه بالكفار كان منهم، وبالمؤمنين كان منهم، وبالعلماء كان منهم، وبالفاسقين كان منهم، وبالمتزهِّدة كان منهم ... ؟
فالجواب: نعم، أصله الحديث: ((من تشبه بقوم فهو منهم)) أي يناله حكمهم، وبالله التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/99)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[15 - 03 - 09, 08:18 م]ـ
الآن، بعد حصر أوصاف الخوارج وضبطها بميزان أهل السنة، يبقى النظر فيما تحقق منها في الإباضية، وذلك بعرضها على واقعهم اليوم، لكن قبل المضي في ذلك لا بأس أن نورد كلام العلماء نجلي به للقارئ ما نحن بصدده.
قال الشاطبي رحمه الله رحمة واسعة (الموافقات 5/ 151 - 154): "ولكن الغالب في هذه الفرق أن يشار إلى أوصافهم ليحذر منها، ويبقى الأمر في تعيينهم مرجى كما فهمنا من الشريعة، ولعل عدم تعيينهم هو الأولى الذي ينبغي أن يلتزم سترا على الأمة كما سترت عليهم قبائحهم، فلم يفضحوا في الدنيا بها في الحكم الغالب العام، وأمرنا بالستر على المذنبين ما لم يبدِ لنا صفحة الخلاف، ليس كما ذكر عن بني إسرائيل أنهم كانوا إذا أذنب أحدهم ليلا أصبح وعلى بابه معصيته مكتوبة، وكذلك في شأن قرابينهم فإنهم كانوا إذا قربوها أكلت النار المقبول منها وتركت غير المقبول، وفي ذلك افتضاح المذنب، إلى ما أشبه ذلك؛ فكثير من هذه الأشياء خصت بها هذه الأمة، وقد قالت طائفة: إن من الحكمة في تأخير هذه الأمة عن سائر الأمم أن تكون ذنوبهم مستورة عن غيرهم، فلا يطلع عليها كما اطلعوا هم على ذنوب غيرهم ممن سلف".
وقال: "وللستر حكمة أيضا، وهي أنها لو أظهرت – مع أن أصحابها من الأمة – لكان في ذلك داع إلى الفرقة والوحشة، وعدم الألفة التي أمر الله بها ورسوله؛ حيث قال تعالى: ?واعتصموا بحبل الله جميعا? وقال: ?فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم? وقال: ?ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات? وقال: ?ولا تكونوا من المشركين، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا?، وفي الحديث: ((لا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا))،وأمر عليه الصلاة والسلام بإصلاح ذات البين، وأخبر أن فساد ذات البين هي الحالقة، وأنها تحلق الدين".
ثم قال: "والشريعة طافحة بهذا المعنى، ويكفي فيها ما ذكره المحدثون في كتاب (البر والصلة) ".
ثم قال: "فإذا كان من مقتضى العادة التعريف بهم على التعيين يورث العداوة والفرقة وترك الموالفة؛ لزم من ذلك أن يكون منهيا عنه، إلا أن تكون البدعة فاحشة جدا كبدعة الخوارج، فلا إشكال في جواز إبدائها وتعيين أهلها كما عين رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الخوارج وذكرهم بعلامتهم حتى يعرفون ويحذر منهم، ويلحق بذلك ما هو مثله في الشناعة أو قريب منه بحسب نظر المجتهد، وما سوى ذلك فالسكوت عن تعيينه أولى". اهـ
وقال في الاعتصام (2/ 726 - 730): "إن التعيين يكون في موطنين: الأول [ما نقل أعلاه]، الثاني: حيث تكون تلك الفرقة تدعوا إلى ضلالتها وتزيينها في قلوب العوام، فإن ضرر هؤلاء على المسلمين كضرر إبليس، فلا بد من التصريح بأنهم من أهل البدعة والضلالة". اهـ
قلت: لا عطر بعد عروس؛ إلا أن نلخص كلامه في اثنتين:
1/ الأصل في ذكر الطائفة من الناس بذميم أوصافها لا يجوز مهما كان ضلالها؛
2/ يتعرض لبيان هذه الأوصاف في حالة افتتان العامة بهم، كما بين - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحوال الخوارج لِما علم من خطورة فتنتهم، وشناعة فحشهم.
وعليه نعدّل القسم الثاني من الدراسة - أي السبر - من النظر في واقع الإباضية اليوم، إلى النظر في تاريخهم القريب؛ لأن واقع الإباضية اليوم ليس على شرط ذكر أوصافهم من افتتان العوام بهم، ومن تزيين بدعهم والدعوة إليها.
وهذا سيفرد له جزء خاص - إن شاء الله، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[16 - 03 - 09, 01:34 م]ـ
اخي العزيز قلت هذه موبقاتهم السبع، وهناك سبع أُخر هي أقرب للفروع منها لأصول الديانة .. يتبع
1 - الصفات عندهم عين الذات، وعند أهل السنة أنها غير الذات المقدسة؛
2 - ينكرون رؤية الله عز وجل، أما أهل السنة فيثبتونها كما يليق بجلاله؛
3 - الإباضية يقولون بخلق القرآن وأنه محدث، أهل السنة ينكرون خلقه ويثبتون الكلامَ لله عز وجل؛ القرآنَ المحفوظَ في الصدور المرقومَ في السطور؛
4 - يخلدون المؤمنين أهلَ الكبائر في النار، وأهل السنة لا يحكمون بتخليدهم؛
5 - الشفاعةُ لا ينالها أصحاب الكبائر عند الإباضية، أما عند أهل السنة فنعم؛
6 - يؤولون بعض مسائل الآخرة تأويلا مجازيا كالميزان والصراط، والصحيح إثباتها كما ورد بها الخبر؛
7 - خالفوا إجماع الأمة في تقديم كتب السنة المشهورة، وجعلوا مسند الربيع بن حبيب بعد القرآن في تلقي النصوص، كما خالفوا جملة من إجماعات الأمة
ألا تظن ان السبع الثانية أشد من السبع الأولى؟!
ثم إن الاباضية يكفرون عثمان وعلي ويطعنون في كثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويعلنون البراءة منهم لا كما صورته انه أنهم يكفرون علي فقط!
وليس عند الاباضية تسامح كما ذكرت وتاريخهم يشهد بهذا وهم يتولون اهل النهروان الخوارج الخلص الذي قاتلهم علي في النهروان!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/100)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[17 - 03 - 09, 07:44 م]ـ
أخي الحبيب أبا عاصم
اخي العزيز قلت هذه موبقاتهم السبع، وهناك سبع أُخر هي أقرب للفروع منها لأصول الديانة .. يتبع
لقد استدركت هذا بقولي
بل هناك سبعة أخرى هي من طوامّهم ورثوها من المعتزلة الواصلية – جمعوا بين الخروج والاعتزال – هذا سردها مع بيان الصحيح عند أهل السنة:
أما قولك ثم إن الاباضية يكفرون عثمان وعلي ويطعنون في كثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويعلنون البراءة منهم لا كما صورته انه أنهم يكفرون علي فقط!
فقد أشرت إليه هنا التوصيف الفقهي لمسألة الحكم على الإباضية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=164996)
وقلت فيه: أما تكفيرهم لبعض الصحابة والخلفاء الراشدين وتفسيقهم وخرق إجماعات الأمة فهو من أشدها عليهم مآلا، وأشكلها علينا تأويلا، ولا نجد لهم ما يردّ عنهم هذه الشُبَه التي تقتضي كفر مرتكبها إلا أن نقول: لم يكن انعقد الإجماع بعدُ على تعديل كل الصحابة رضوان الله عليهم.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[17 - 03 - 09, 07:49 م]ـ
وليس عند الاباضية تسامح كما ذكرت وتاريخهم يشهد بهذا وهم يتولون اهل النهروان الخوارج الخلص الذي قاتلهم علي في النهروان!
قال ابن الصغير المالكي: "ومن أتى إلى حلق الإباضية من غيرهم قربوه وناظروه ألطف مناظرة، وكذلك من أتى من الإباضية إلى حلق غيرهم كان سبيله كذلك" / عبد الرحمن الجيلالي: تاريح الجزائر العام (1/ 173).
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[17 - 03 - 09, 08:22 م]ـ
البحث كاملا منسقا ومرتبا هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1003027&posted=1#post1003027)
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 09:35 ص]ـ
قال ابن الصغير المالكي: "ومن أتى إلى حلق الإباضية من غيرهم قربوه وناظروه ألطف مناظرة، وكذلك من أتى من الإباضية إلى حلق غيرهم كان سبيله كذلك" / عبد الرحمن الجيلالي: تاريح الجزائر العام (1/ 173).
بارك الله فيك هذا كلام يحكيه عالم من زاوية ما رأى لكن الحقيقة شيء آخر فالاباضية عندهم مراحل لابد من دراستها كمرحلة الكتمان والظهور، ومن أراد أن يحكم على سماحتهم أن يستعرض فتاواهم وأقوالهم عبر التاريخ حتى يخلص إلى الحق في هذه المسألة
وليتك تراجع الطوفان الجارف لمحدثهم المعاصر القنوبي او كتاب وسقط القناع لاحمد الخليلي حتى ترى سماحتهم المزيفة!
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[18 - 03 - 09, 10:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ووفقكم لبيان أهل الزيغ والضلال
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[18 - 03 - 09, 01:36 م]ـ
بارك الله فيك هذا كلام يحكيه عالم من زاوية ما رأى لكن الحقيقة شيء آخر فالاباضية عندهم مراحل لابد من دراستها كمرحلة الكتمان والظهور، ومن أراد أن يحكم على سماحتهم أن يستعرض فتاواهم وأقوالهم عبر التاريخ حتى يخلص إلى الحق في هذه المسألة
وليتك تراجع الطوفان الجارف لمحدثهم المعاصر القنوبي او كتاب وسقط القناع لاحمد الخليلي حتى ترى سماحتهم المزيفة!
أخي الحبيب
سماحتهم بالنسبة للخوارج، أتعرف الخوارج يا أخي!! الذين هم يقتلون ولا يسمعون وبربهم لا يومنون!!
والفرق ظاهر بين من يوجب الخروج في كل حال، ومن يجوزه بتفصيل
والنظر في تاريخهم في الجزء الثاني - إن شاء الله.
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 10:19 م]ـ
أخي الحبيب
سماحتهم بالنسبة للخوارج، أتعرف الخوارج يا أخي!! الذين هم يقتلون ولا يسمعون وبربهم لا يومنون!!
والفرق ظاهر بين من يوجب الخروج في كل حال، ومن يجوزه بتفصيل
والنظر في تاريخهم في الجزء الثاني - إن شاء الله.
أخي الحبيب الإباضية سماحتهم عند الضعف فقط أما عند القوة فهم خوارج خلص لا يرعون للمؤمين إلا ولا ذمة وما فعلوه في عمان مع الانجليس ضد أهل السنة وأهل الشارقة لا ينكره الإباضية أنفسهم، وهذا هو مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم يقتلون اهل الاسلام ويتركون أهل الاوثان.
وما يحدث في عمان من عزلة وكبت لأهل السنة خير شاهد على فظاظة هؤلاء، والدولة الرستمية وافعالها في المغرب العربي!
وفي مسألة الخروج قليل منهم من يرى التفصيل، ثمإن تفصيلهم لا يخرج عن قول الخوارج الخلص كما قال اطفيش قطب المذهب فإذا أحدث الإمام وحارب وَكَان المسلمونَ غالبون قتلوه، وولوا غيره، كما فعلوا بعثمان، وإن لَم يكونوا غالبين فلا يَجوز أن يُقاتلوه حتَّى يُقيموا إمامًا يقاتلون معه، كفعل أهل النهروان فِي علي.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[20 - 04 - 09, 07:04 ص]ـ
ماهي أبرز الكتب التي تكلمت عن الاباضية
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[23 - 04 - 09, 02:17 م]ـ
يا أبا عاصم، المسألة نسبية؛ فلتنظر المسائل التي يخالفون فيها سائر الخوارج
بارك الله فيك
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[23 - 04 - 09, 02:20 م]ـ
مكرر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/101)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[23 - 04 - 09, 02:21 م]ـ
ماهي أبرز الكتب التي تكلمت عن الاباضية
- الإباضية في موكب التاريخ، علي يحيى معمر (إباضي معاصر)، مكتبة وهبة، ط01، القاهرة 1384هـ/1964م.
- المذاهب الإسلامية، محمد أبو زهرة، المطبعة النموذجية.
- الفرق الإسلامية، (ذيل كتاب شرح المواقف - للكرماني)، تحقيق سليمة عبد الرسول، مطبعة الإرشاد، بغداد 1973م.
- إسلام بلا مذاهب، د. مصطفى الشكعة، الدار المصرية للطباعة والنشر، بيروت.
- الإباضية بين الفرق الإسلامية، علي يحيى معمر (إباضي)، مكتبة وهبة، ط01، 1396هـ/ 1976م، القاهرة.
- الفرق الإسلامية في الشمال الأفريقي، الفردبل، ترجمة عبد الرحمن بدوي.
- تاريخ فلسفة الإسلام، د. يحيى هويدي.
- دراسات في الفرق والمذاهب القديمة المعاصرة، عبد الله الأمين.
- دراسات إسلامية في الأصول الإباضية، بكير بن سعيد أعوشت.
- الإباضية: دراسة مركزة في أصولهم وتاريخهم، علي يحيى معمر.
- جذور الفتنة في الفرق الإسلامية، اللواء حسن صادق، مكتبة مدبولي، القاهرة.
- الإباضية، صابر طعيمة.
- دراسات عن الفرق في تاريخ المسلمين، د. أحمد محمد أحمد جلي، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات، الرياض.
- الخوارج في العصر الأموي لنايف عواد معروف.
- الخوارج في العصر الأموي لسليمان السويكت، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود، 1399هـ غير مطبوعة.
- الخوارج دراسة ونقد لمذهبهم لناصر بن عبد الله السعدي، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود، العقيدة، 1404هـ، غير مطبوعة.
- الخوارج تاريخهم وآراؤهم، لغالب العواجي، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى، 1399هـ غير مطبوعة.
- الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري لمحمود إسماعيل.
- الإباضية عقيدة وفكراً لعبد الرحمن المصلح، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود، 1402هـ.
- الخوارج أول الفرق في تاريخ الإسلام، د. ناصر بن عبد الكريم العقل، دار الوطن، الرياض.
- وللرد على أبرز انحرافاتهم: راجع كتاب الدكتور علي فقيهي: (الرد القويم البالغ على كتاب الخليلي المسمى بالحق الدامغ).
- المذاهب والفرق والأديان المعاصرة، عبد القادر شيبة الحمد.
(مستفاد من الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[24 - 04 - 09, 12:06 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بجهودك أخي إبراهيم ...
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[26 - 04 - 09, 02:57 ص]ـ
أما تكفيرهم لبعض الصحابة والخلفاء الراشدين وتفسيقهم وخرق إجماعات الأمة فهو من أشدها عليهم مآلا، وأشكلها علينا تأويلا، ولا نجد لهم ما يردّ عنهم هذه الشُبَه التي تقتضي كفر مرتكبها إلا أن نقول: لم يكن انعقد الإجماع بعدُ على تعديل كل الصحابة رضوان الله عليهم
هذا كلام غريب عجيب!
لو تنزلنا معك أن تكفيرهم قبل انعقاد الاجماع فهل تراجع الاباضية بعد انعقاد الاجماع عن التكفير؟
سبحان الله تكلف شديد لايجاد الاعذار.
تفضل قاموس تكفير علماء الاباضية-متقدميهم ومتأخريهم ومعاصريهم- للصحابة!
http://www.alabadyah.com/indexform.php?id=56
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[26 - 04 - 09, 12:00 م]ـ
يا أخي الكريم
ماذا تريد؟ أن أكفر من لم يكفر علي وعمر بن عبد العزيز ومالك والشافعي وأحمد والشاطبي وابن تيمية ...
واعتذَر عن الحكم عليهم ابن حجر والغزالي والجويني ...
اتق الله(51/102)
استفسار عن الشاعر محمد اقبال
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[16 - 08 - 08, 01:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماالمخالفات العقدية التي وقع فيها الشاعر الباكستاني محمد اقبال؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[16 - 08 - 08, 01:15 ص]ـ
رابط قد يفيد أو قريب من الموضوع ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=76503&highlight=%C5%DE%C8%C7%E1)
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[16 - 08 - 08, 02:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وأريد أن اعرف المزيد عنه فهل هناك كتب كتبت عنه غير المشار إليها في الرابط الذي أفدتني به؟ أو هناك مقالات عنه على الشبكةفأنا بحثت في جوجل ووجدت بعض المقالات لكن ربما هناك من يعرف عنه الكثير فليته يفيدني
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[16 - 08 - 08, 12:24 م]ـ
محمد إقبال شاعر الإيمان والحب والطموح
للشيخ عائض القرني ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=20548)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[16 - 08 - 08, 12:25 م]ـ
محمد إقبال - شاعر وفيلسوف الإسلام
( http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=5058)
ـ[محمد الملحم]ــــــــ[16 - 08 - 08, 04:16 م]ـ
محمد إقبال شاعر وفيلسوف، نعم، أما أنه شاعر الإسلام فلا ولا كرامة، بل الرجل شاعر الشر، فهو من القائلين بوحدة الوجود التي هي كفر باتفاق العلماء من جميع الطوائف، ألا فليتق الله ربه من يغر المسلمين ويصفه بشاعر الإسلام وفيلسوفهم.
يقول هذا المجرم إعني محمد إقبال: ((ربنا لقد صرفت عنايتك عنا، وأنعمت على غيرنا، فإذا كان هذا من تقاليد الصداقة والكرم فالأحسن أن ترمي الكأس والزجاج بحائط الحرم)).
ويقول قبحه الله: ((إذا كانت النجوم تنجرف في سيرها فإن السماء لك وليست لي، ولماذا أفكر في مصير العالم وأحزن له؟ فإن العالم ملك لك وليس ملكا لي، ولما كان الإنسان نورا وضياء لعالمك فانحطاطه وضياعه هل هو خسارة لك أو لي؟)).
أيقول هذا من يعرف لله حقا؟ ثم كيف خدم أعداء الملة في شبه القارة الهندية.
لعمر الله ليس بيني وبين الرجل إحن ولا عداوات غير العداوة في الدين.
لا تتعجبوا من حدة النبرة، فوالله كتبتها وأنا غاضب لله تعالى ولدينه، وما على المحسنين من سبيل.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[16 - 08 - 08, 10:56 م]ـ
لا أظن أنك أنصفت الرجل .... أنظر كلام الشيخ سيد العفاني حفظه الله في الرجل في قضية وحدة الوجود وهي اقوال نقلها عن العلماء والمفكرين الذين عايشوه أو عاشوا في ظلال شعره ورجح القول الاخير منها وانه أي محمد إقبال لم يقل بفكرة وحدة الوجود والله اعلم ولذلك لا يجب التسرع في الاحكام على الرجال وهي معضلة كبيرة في زمننا الحالي حتى بين العلماء وطلبة العلم وهي اننا ننسى الحسات ونجعل نصب أعيننا الاخطاء والزلات والله تعالى اعلى وأعلم
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=59057&stc=1&d=1218912871
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=59058&stc=1&d=1218912878
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[16 - 08 - 08, 11:53 م]ـ
عذرا للإخوة فأنا لا أعرف كيف يتم تصغير الصورة أو توضيحها اكثر من ذلك
ـ[محمد الملحم]ــــــــ[17 - 08 - 08, 05:56 م]ـ
وما قولك فيما نقلته عنه من سوء الأدب مع الله تعالى؟
يا أخي ألا تعلم أن الحلاج له كلمات جميلة؟ وابن عربي الملحد له كلمات تكتب بماء الذهب ومع ذلك لما صدر منهم ما صدر من الكفر لم يقل أهل العلم: تغتفر سيئاتهم بجانب حسناتهم، فالأمر في جناب الله أعظم.
أنغضب لمحمد إقبال سيء الأدب مع الله ولا نغضب لله؟ أعوذ بالله.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 - 08 - 08, 11:42 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد الملحم
أولا: أنا لا أتعصب للشاعر محمد إقبال ولا لغيره والحمد لله فالحق أحق أن يتبع
فإن ثبت ما تقول نسلم الامر ولا نقول الا ما يرض الرب.
ثانيا: الاصل في كل مسلم أن يدافع وينافح عن عقيدة أخيه المسلم ولا يشكك فيها حتى يثبت عكس ذلك بالبرهان القاطع الصريح لا بمجرد الظنون والشكوك فنحن نتكلم عن العقيدة وليس عن فرع من الفروع إن صح التعبير.
ثالثا: الأصل في الكلام الذي نسبته للشاعر محمد إقبال أن يكون موثقا توثيقا علميا وأن تصح نسبته إليه وأنت لم تقم بذلك حتى تصح نسبته إليه.
رابعا: لا تنس ان الشاعر رحمه الله ليس عربيا إذن فالكلام الذي ينسب اليه في مثل هذه الامور هو مترجم والأصل ان تتأكد من صحة الترجمة فتغير الكلام أحيانا يغير المعاني المرادة وينقلب الحق الى باطل
خامسا: انا نقلت إليك أقوالا ساقها الشيخ سيد العفاني عن أشخاص لازموا الشاعر وعاشوا معه أو قاموا بدراسة شعره عن قرب وهم أعلم بحاله منا ورجح الشيخ القول الذي ينفي إعتقاد إقبال في قضية وحدة الوجود المنسوبة اليه عكس الحلاج وإبن عربي الذي ثبتت نسبة هذا القول إليهم والله اعلم
فالنتيجة التي أراها ان نسبة القول للرجل بوحدة الوجود ليس ثابتة إليه فلماذا تصر على إلزامه بها
والأصل حسن الظن بالمسلمين
سادسا: محمد إقبال ليس معصوما وقد تقع منه اخطاء هنا وهناك ولا تنس أن بعض علماء الامة زلوا في مواطن في العقيدة فهل ننسى أفضالهم وحسناتهم (ولا تبخسوا الناس أشياءهم)
إطلاق لفظ مجرم هكذا لا أراه مناسبا وإن أخطأ الرجل فنحن لا نصدر الأحكام على الناس وإن صح لنا ان نبين أخطاءهم
يقول إقبال:
أرشد براهمة الهنود ليرفعوا
الإسلام فوق هياكل الأوثان
ان كان لي نغم الهنود ولحنهم
لكن هذا الصوت من عدنان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/103)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 - 08 - 08, 11:59 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=59095&stc=1&d=1219003057
أعلام واقزام للشيخ العفاني 2/ 228
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[18 - 08 - 08, 05:51 ص]ـ
محمد إقبال نور هو فيلسو ف وشاعر هندي وهو صوفي وله عقائد فاسدة منها
القول بوحدة الوجود ذكرها تلميذه سليم الجشتي وقال عنه أنه أعتقدها طوال حياته
ولكم أن تحكموا عليه أيها الأخوة وهو يخاطب ربه معترضا على قضائه وقدره وحكمته
في إعطاء الكفار من زهرة الدنيا حيث يقول:
((إن رحمتك وموهبتك على منازال غير المسلمين ,وأما المسلمون فهم وحدهم يبتلون ويمتحنون بالمصائب والآلام))
راجع كتاب محمد إقبال وموقفه من الحضارة الغربية.
ثم بعد هذا ماذا نقول , والله لايستحق أن يكون شاعر الاسلام ومن قال ذلك فلعله جهال بحال الرجل ,أو أنه جهال لايعرف مايقول.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[18 - 08 - 08, 07:55 ص]ـ
أين توثيق كلام الرجل يا إخوان؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[18 - 08 - 08, 04:18 م]ـ
قال شيخُ العربيةِ العلامةُ محمود محمد شاكر رحمه الله تعالى عن إقبال: " وكان أعظم ما أدهشني رفضُ إقبال أن يدخل مسجد باريس، ومقالَتُه: إن هذا المسجد ثمنٌ رَخِيصٌ لتدمير دمشق!
فلولا أن الرجل- والكلامُ لشاكر-كان يعيش في حقيقةٍ صريحة، وفي ذكرٍ دائِمٍ لا ينقطع لما نزل بنا وطَمّ، لما خطر له هذا الخاطر! وكم من غافلٍ ساهٍ مِنَّا ومن قومنا يعرض له أن يحيا تاريخ نفسه، وتاريخ دينه، بمثل هذه الكلمة؛ ثم لا تراه إلا حيث يكره الله من الذل والضَّعَة والعبودية، والفتنة بما زَيَّن له أعداءُ الله وأعداءُ رسولِه صلى الله عليه وسلم".
وهذا كلامُ عليمٍ باللفظ وما يَدُلّ عليه، وما يختزن في أحنائه من أطياف النفس الناطقةِ به ..
مضى إقبال إلى ربه عام 1938م، وفي يده مِشْعَلٌ لم يَسْقُطْ، وكان يُرَدِّدُ قُبَيْل وفاته بعشر دقائق: "أنا لا أخشى الموت، أنا مسلمٌ، ومن شأن المسلم أن يستقبل الموت مبتسما"! ..
رحل .. وما زالت وصِيَّته تُنادي أرواحا تثاءبت في هياكل الجسد، ويقارن بين ما كان المسلم عليه، وما صار اليوم إليه!
إنّ دِينَ المُصْطَفَى دِينُ الحياه
شَرْعُهُ للناس قَانُونُ الحَيَاه
إنْ تَكُنْ أرضًا يُصَيِّرْك السَّمَاءْ
ويُرَبِّيكَ كما الحقُّ يَشَاءْ
ضَيَّعَ القومُ شِعَارَ المُصْطَفَى
ضَيَّعُوا رَمْزَ بَقَاءٍ عُرِفا
الذي البَطْحَاءُ أَزْكَتْ غَرْسَهُ
ورِيَاحُ البِيدِ رَبَّتْ نَفْسَهُ
أذبلته اليوم ريح العجمِ
صيرته النايَ رُوحُ العَجَم!
مَنْ أَذَابَ الصَّخْرَ فِي تَكْبِيرِهِ
رَاعَهُ البُلبُلُ في تَصْفِيرِهِ!
مَنْ عَلَا الطَّوْدَ سريعا مُصْعِدَا
غَلَّ بالتُّكْلَانِ رِجلًا وَيَدَا!
ـ[أبو طعيمة]ــــــــ[18 - 08 - 08, 05:54 م]ـ
أخي الفاضل دويكات ..
هلا ذكرت لنا من أين نقلت كلام العلامة محمود شاكر عن
محمد إقبال للفائدة وجزاك الله خيرا ..
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[19 - 08 - 08, 01:05 ص]ـ
من هذا الرابط ( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=21&catid=35&artid=12715)
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[20 - 08 - 08, 12:50 ص]ـ
من هذا الرابط ( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=21&catid=35&artid=12715)
الرابط لايعمل يكتب لي
هذه الصفحة غير موجودة، هل أنت متأكد بأن العنوان صحيح؟ الرجاء المحاولة مرة أخرى .. لقد تم إخطار الإدارة بالمشكلة. شكراً موقع الإسلام اليوم
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[20 - 08 - 08, 01:25 م]ـ
هذا نص المقال من الرابط المذكور
إقبال .. حرف يتوهج
دعاء نصري 15/ 5/1429
20/ 05/2008
أنا أعجمي الدنِّ .. لكنْ خمرتي
صُنْعُ الحِجازِ وكَرْمِهَا الفينانِ
إنْ كان لي نَغَمُ الهنودِ ولحنُهم
لكنَّ هذا الصوتَ من عدنانِ
صيحة قديمة من قلم إقبال أبان فيها عن تلك النفس الفريدة التي حازت في زوايا الكون من صخب الصيت وبريق الشهرة ما حازه أبو الطيب قديما، فملأ الدنيا وشغل الناس!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/104)
فقد أنجبت الهند الكثير من الشعراء الذين رَقَمُوا أنفاس صدورهم على دفاتر الحياة، مثل: ميرزا أسد الله غالب، أكبر شعراء الأردية، والنواب ميرزا خان داغ، أحد فحول شعراء الأردية، وأنيس، ودبير، وأكبر إله آبادي .. وغير هم كثير، مرت عليهم قوافل الأيام، وحملت من حفنات شعرهم شيئا كثيرا، إلا أن الزمن توقف بأقلام شعرائه ونقاده وكُتَّابِه عند شاعرٍ واحدٍ أَطَلّ من الهند إلى العالم كله، فكان صورةً حيةً مُتَوَهِّجَةً، من الفكر المغموس في حبة القلب، والفلسفةِ التي خرجت من دَوَاة الوجدان، والعقل الذي اغتسل في ضياء الإسلام، فعاد بقلم جديد، وحرفٍ زاهٍ، وفكرٍ وثَّابٍ طَمُوحٍ يقرع جدران الكون بحرفه المدبب الفريد .. إنه محمد إقبال!
طفلٌ هبط إلى مَدْرَجَةِ الحياة عام 1877م في مدينة "سيالكوت"، الواقعة في ولاية "البنجاب"، من أسرة دانت بالبرهمية قرونًا طِوَالا، إلى أن جاء فَلَقُ الإسلام فتشبث به جده الأعلى قبل مئتي سنة .. ومِن يومِها عُرِفَ هذا البيت بالصلاح، والزهد، والسلوك، فتحدر إقبال من تلك النَّبْعَةِ الناسكة إلى ميدان الحياة، مُحَمَّلًا بتوجيهات أبيه، ورِعَايَةِ أمه، إلى أن استقام عقله على صراط الفكر، فصَعِدَ فَلَكًا هنديًّا يُطِلُّ في سماء الثقافة بشعره وأنفاس نفسه!
وأمسك إقبال القلم، يغمسه في دواة نفسه وحبة فؤاده، لا يتكلف الفكرة، ولا يصطنع اللفظة، يريد أن يُحَرِّرَ بلفظه العقلَ المسلم من أصفاد الكسل، وقيود الوهم.
وقد تعددت دواوين إقبال، وتتابع مَدُّ شعره حتى بلغ تسعة دواوين، خمسة بالفارسية، وأربعة بالأردية، وهي:
1 - الأسرار والرموز (أسرار خودي ورموز بيخودي):وهو صيحة إلى الاعتناء بالذات، وتقويمها، والنهوض بها.
2 - رسالة الشرق (بيام مشرق): وهو شعر ملون بين أطياف الفكر والسياسة والأخلاق.
3 - زبور العجم (زبور عجم): يتجلى فيه خطاب إقبال الرائع، مناديا الشباب وأوساط الشرق بروح شعره الجديد للنهضة والأخذ بالدين.
4 - هدية الحجاز (أرمغان حجاز): وقد كانت أكثر قصائد هذا الديوان شخصية، ومنها قصيدة "برلمان إبليس" من فرائد شعر إقبال.
5 - رسالة الخلود (جاويد نامه): وهو عبارة عن شعر مثنوي للفلسفة الدينية، وفي هذا الديوان قصة سفر للأفلاك تشبه قصة الشاعر الإيطالي الشهير: دانتي.
6 - ماذا ينبغي أن نصنع يا أُمَمَ الشَّرْقِ؟: وهو آخر ما نظمه الشاعر بالفارسية، وهو نَفَسُ أسَفٍ على ما أصاب أمة الإسلام من ضعف وهوان.
هذه هي دواوينه الفارسية، وأما دواوينه الأردية الأربعة فهي:
7 - صلصلة الجرس (بانك درا): فيه قصائد ممتعة عن الحب والطبيعة والأطفال، وتشجيع المسلمين على الحث والتضحية.
8 - جناح جبريل (بال جبريل): يحكي فيه الشاعر خواطره الخاصة عن أسفاره إلى فلسطين وإسبانيا، وما كان للمسلمين هنالك من حضارة باذخة أضاءت جنبات العالم حينا .. ثم هوت فانطفأت!
9 - ضرب الكليم (ضرب كليم): يعالج فيه قضايا العصر الحديث ومشكلاته.
10 - هدية الحجاز (أرمغان حجاز): هو تمام الديوان الأول، ولكن بالأردية.
وهذا الربيع الشعري الممتد بظلاله وعبيره العاطر دعا الكثيرَ من الأقلام إلى غَرْسِ هذه الزهور في مزهرية عربية!
فسعتْ أقلامُ الكِبار إلى ترجمة مزامير إقبال الرائعة؛ من أمثال العلامة الأديب عبد الوهاب عزام، والذي احتمل عبء النهوض بهذه الأمانة الكبيرة، فكان ذا حظ وافر في ترجمة دواوين عدة لإقبال، ومنهم الشيخ الصاوي شعلان، ومنهم الشيخ العلامة أبو الحسن الندوي، رحمهم الله تعالى.
وتوالت الدراسات الناقِدَةُ والْمُعَلِّقةُ والباحِثَةُ من القارات السِّتِّ، عن إقبال وشِعره وفَنِّه وفِكْره، حتى زادت الدراسات والبحوث والتعليقات والمناقشات حول إقبال وشعره عن أَلْفَيْ بحث ودراسة ورسالة!
ومَنْ تأمّل شِعر إقبال وجد فيه روحا وثّابة تلمع في الحروف، مع أنها قصائد مترجمة، ولا بد أن يكون سَقَطَ دون جسر الترجمة معانٍ كثيرة، أو انتُقِصَتْ، أو حُوِّلتْ عن مسارها، أو صُرِفَتْ عن سياقها، إلا أن الشعر لم يزل بروحه الوهاجة، وجمره المتوقد، مقاومًا ما عساه يتناثر من رماد الترجمة؛ لأنه كان صُبَابَةَ رُوحٍ تعيش هذه المعاني في حَرَكةِ حياتها!
ولهذا قال شيخُ العربيةِ العلامةُ محمود محمد شاكر رحمه الله تعالى عن إقبال: " وكان أعظم ما أدهشني رفضُ إقبال أن يدخل مسجد باريس، ومقالَتُه: إن هذا المسجد ثمنٌ رَخِيصٌ لتدمير دمشق!
فلولا أن الرجل- والكلامُ لشاكر-كان يعيش في حقيقةٍ صريحة، وفي ذكرٍ دائِمٍ لا ينقطع لما نزل بنا وطَمّ، لما خطر له هذا الخاطر! وكم من غافلٍ ساهٍ مِنَّا ومن قومنا يعرض له أن يحيا تاريخ نفسه، وتاريخ دينه، بمثل هذه الكلمة؛ ثم لا تراه إلا حيث يكره الله من الذل والضَّعَة والعبودية، والفتنة بما زَيَّن له أعداءُ الله وأعداءُ رسولِه صلى الله عليه وسلم".
وهذا كلامُ عليمٍ باللفظ وما يَدُلّ عليه، وما يختزن في أحنائه من أطياف النفس الناطقةِ به ..
مضى إقبال إلى ربه عام 1938م، وفي يده مِشْعَلٌ لم يَسْقُطْ، وكان يُرَدِّدُ قُبَيْل وفاته بعشر دقائق: "أنا لا أخشى الموت، أنا مسلمٌ، ومن شأن المسلم أن يستقبل الموت مبتسما"! ..
رحل .. وما زالت وصِيَّته تُنادي أرواحا تثاءبت في هياكل الجسد، ويقارن بين ما كان المسلم عليه، وما صار اليوم إليه!
إنّ دِينَ المُصْطَفَى دِينُ الحياه
شَرْعُهُ للناس قَانُونُ الحَيَاه
إنْ تَكُنْ أرضًا يُصَيِّرْك السَّمَاءْ
ويُرَبِّيكَ كما الحقُّ يَشَاءْ
ضَيَّعَ القومُ شِعَارَ المُصْطَفَى
ضَيَّعُوا رَمْزَ بَقَاءٍ عُرِفا
الذي البَطْحَاءُ أَزْكَتْ غَرْسَهُ
ورِيَاحُ البِيدِ رَبَّتْ نَفْسَهُ
أذبلته اليوم ريح العجمِ
صيرته النايَ رُوحُ العَجَم!
مَنْ أَذَابَ الصَّخْرَ فِي تَكْبِيرِهِ
رَاعَهُ البُلبُلُ في تَصْفِيرِهِ!
مَنْ عَلَا الطَّوْدَ سريعا مُصْعِدَا
غَلَّ بالتُّكْلَانِ رِجلًا وَيَدَا!(51/105)
الإيمان قول وعمل:::أريد توضيح شرح ابن تيمية
ـ[أبو الحارث الحجازي]ــــــــ[16 - 08 - 08, 06:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
- الإيمان قول وعمل.
قال ابن تيمية -رحمه الله- قول القلب واللسان, وعمل القلب والجوارح ..
- السؤال:
ماهو قول القلب؟
وماهو عمل القلب؟
وما الفرق, أو كيف نفرق بينهما, وهل هناك ضابط لذلك؟
أرجو الإفادة بارك الله فيكم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 - 08 - 08, 04:58 م]ـ
نعم.
قول القلب هو التصديق الجازم بما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وعمل القلب الانقياد لشريعة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويدخل فيه الحب والرجاء والخشية والتوكل والإنابة والرهبة والخشوع وغير ذلك من الأعمال القلبية.
وأنت ترى أنه يلزم من الإتيان بالأول أن يأتي بالثاني إلا أن يحول الاستكبار دون ذلك.
ففرعون مثلا كان مصدقا بموسى عليه السلام بدليل قوله تعالى: " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً "، لكن الذي منعه من الإتيان بعمل القب هو العلو والظلم، لذلك كان مبغضاً لموسى معادياً له.
ويحسن التنبيه إلى أن المصدق إذا لم يأت بالعمل قد يسلب التصديق كما قالوا: " العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل ".
ـ[أبو الحارث الحجازي]ــــــــ[17 - 08 - 08, 05:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
أرجوا ذكر كل أعمال القلوب, أو ماهي باقي أعمال القلوب, وهل يدخل فيها شروط لا إله إلا الله .. ؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 08 - 08, 07:41 م]ـ
راجع في اعمال القلوب مدارج السالكين لابن القيم والتحفة العراقية في الأعمال القلبية لشيخ الإسلام.
وهل يدخل فيها شروط لا إله إلا الله .. ؟
نعم، وجزاك الله خيراً.
شروط لا إله إلا الله التي ذكرها بعض أهل العلم كلها من الأعمال القلبية. وقد نظمها الشيخ حافظ الحكمي بقوله:
وَبِشُرُوطٍ سَبْعَةٍ قَدْ قُيِّدَتْ= وَفي نُصُوصِ الوَحْيِ حَقاً وَرَدَتْ
فَإنَّهُ لَمْ يَنتَفِعْ قَائِلُهَا = بِالنُّطْقِ إلاَّ حَيْثُ يَسْتَكْمِلُهَا
الْعِلمُ وَالْيَقِينُ وَالقَبُولُ = وَالانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أقُولُ
وَالصِّدْقُ وَالإِخْلاَص وَالْمَحَبَّة = وَفَّقَكَ الله لِمَا أحَبَّه
ـ[أبو الحارث الحجازي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 06:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
ووفقك لكل خير وأبعد عنك كل شر
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 - 08 - 08, 01:32 م]ـ
وإياكم(51/106)
ما الإشكال العقدي في هذا ا لتوجيه
ـ[خالد أبو بسام]ــــــــ[16 - 08 - 08, 02:01 م]ـ
جاء في المحتسب ما نصه: (وأما على قراءة ابن عباس: "فَأَمْتِعْهُ قَلِيلًا ثُمَّ اضْطَّرَّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ" فيحتمل أمرين: أحدهما: وهو الظاهر، أن يكون الفاعل في "قال" ضمير إبراهيم عليه السلام؛ أي: قال إبراهيم أيضًا: ومن كفر فأَمْتِعه يارب ثم اضطرَّه يا رب ... وأما الآخر: فهو أن يكون الفاعل في "قال" ضمير اسم الله تعالى؛ أي: فأَمْتِعه يا خالق، أو فأمتعه يا قادر أو يا مالك أويا إله، يخاطب بذلك نفسه -عز وجل- فجرى هذا على ما تعتاده العرب من أمر الإنسان لنفسه؛ كقراءة من قرأ: "قَالَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" أي: اعلم يا إنسان، وكقول الأعشى:
وهل تُطيق وداعًا أيها الرجل
وهذا يتصل بباب من العربية غريب لطيف وهو باب التجريد؛ كأنه يجرد نفسه منه ثم يخاطبها، وقد ذكرنا هذا الباب في كتابنا الخصائص
وهذا وإن كان مما لا ينبغي أن يُجرى في الحقيقة مثله على الله -سبحانه- لأنه لا تجزؤ هناك؛ فإنه يُجرى على عادة القوم ومذهب خطابهم، وقد نطقوا بهذا نفسه معه -تقدست أسماؤه)
وسؤالي هو:ما الإشكال العقدي في قول ابن جني: (وهذا وإن كان مما لا ينبغي أن يُجرى في الحقيقة مثله على الله -سبحانه- لأنه لا تجزؤ هناك؛ فإنه يُجرى على عادة القوم ومذهب خطابهم، وقد نطقوا بهذا نفسه معه -تقدست أسماؤه)، وهل فيه مخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة؟
ـ[محمد الملحم]ــــــــ[16 - 08 - 08, 04:07 م]ـ
الملحظ هو أنه جعل الصفات عين الذات، جريا على قاعدة المعتزلة أن الصفة عين الموصوف؛ فرارا من القول بأن لله تعالى صفات.
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[29 - 08 - 08, 01:50 ص]ـ
ومن المعلوم أن ابن جني معتزلي العقيدة!.(51/107)
ابن تيمية والسبكي
ـ[احمد محمد علي]ــــــــ[16 - 08 - 08, 05:03 م]ـ
هل كفر السبكي ابن تيمية
ـ[مسدد2]ــــــــ[17 - 08 - 08, 02:09 م]ـ
من يعرف احترام وتعلق التاج بوالده التقي يجزم أن لو كان الوالد قد كفّر ابن تيمية، كما يزعم البعض، لذكر ذلك التاج في مواضع كثيرة من كتبه الوفيرة. وتعلق التاج بشيخه الذهبي لا شك خفف في التاج بعض الشدة والغلظة التي حملها من والده على التقي على ابن تيمية. لكن لو كانت قد وصلت الى حد التكفير، لكان التاج وقافاً عند حكم والده في مثلها. والتعابير مثل استتيب واضرابها مفادها ارغام الآخر على التراجع عن قول او جملة لا انه من ردة. ولا اشد من ابن حجر المكي في فتاواه الحديثية على ابن تيمية وقد ساق فيه تعابير قاسية جداً لكن لو كان في جعبته تكفير التقي السبكي له لصدّر بها كلامه وطن بها ورن ولكن جعبته خالية. وبعد هذا كله وليس أقله، الدرر الكامنة لابن حجر، فلو كان التقي السبكي قد كفر ابن تيمية لذكر ذلك هناك، ولم يكن. وهب انه كفّره، أعني جدلاً، فأعارضه بصلاة الامام الحجة البارع المتفنن المزي على ابن تيمية حين وفاته. والمزي له في رقبة كل عالم من بعده منّة عظيمة لخدمته علم الحديث، واتهامنا للمزي بالجهل بحال ابن تيمية وهو عصرّيه يحبط الاستفادة من كتب المزي لأنه يكون اذاً جاهلاً مغفلاً لا يحسن الحكم على أفراد في عصره فكيف نسلم بحكمه على أفراد عاشوا زمن التابعين قبل 600 من عصر المزي؟ المشكلة هي التعابير القاسية التي استخدمت في حق ابن تيمية. رحم الله ابن تيمية والسبكيين وابني حجر و جمعنا معهم وقد نزع ما الصدور من غل وعفا عن المسيء ورفع المحسن منهم، وأشهد الله اني اعتقد انهم كلهم مخلصون لله ولدينه ومرادهم النصحية، ولا نزكي على الله احداً هو اعلم بما في الصدور وهو يهدي السبيل.
والله من وراء القصد،
مسدد2
ـ[مسدد2]ــــــــ[17 - 08 - 08, 03:49 م]ـ
ملحق:
المراد مما سبق ان كلام التقي السبكي في ابن تيمية حمّال أوجه هل كفّره أم لا، لكن القرائن التي سُقتُها تدل على أنه لم يفعل. وخارج عن نطاق السؤال: اشارتي و اثباتي كون ابن تيمية اعلى مقاما من ان ينال تكفير التقي السبكي منه إن كان قد فعل، ولم يكن.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 03:15 ص]ـ
شدة العبارة عند الامام السبكي سواء على شيخ الاسلام او تلميذه ابن القيم هي وليدة لحظة الرد و المناظرة و الا فانه سرعان ما تعود مياه الود الى مجاريها و لا أشك أن الامام السبكي غير محجوج بصلاة الامام المزي على شيخ الاسلام لأني لا أشك في تشييعه لجنازته فلم يتخلف عنها الا أفراد قليلو العدد و القدر عند الناس خوفا من ان تؤذيهم العامة و قد عاتبه الامام الذهبي على شدة العبارة هذه فأرسل اليه معتذرا و معترفا بقدره غير ما نقله عنه ابنه التاج من كلام بعد موت شيخ الاسلام يفيض رقة و حنينا ... و لي الى الآن مدة أتأمل فيها كتب شيخ الاسلام و لاأجده فيها يتعرض للامام السبكي بكلام يكرهه ووجدت للامام ابن القيم كلاما يعرض فيه بالسبكي دون تصريح ما جعلني أوقن أكثر فأكثر بأن شيخ الاسلام هو أنبل و أكمل الثلاثة رحمهم الله أجمعين
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[مسدد2]ــــــــ[20 - 08 - 08, 04:01 ص]ـ
أخي المحب البويحياوي،
جزاك الله خيراً على ما تفضلتم به، ولي استفسارات لو تتكرموا بالاجابة عليها:
1 - قلتم (لكن سرعان ما تعود مياه الود الى مجاريها)، أقول: أسأل الله تعالى أن يكون كلامك دقيقاً ولا أحب على قلبي من كونه كذلك، لكن أخاف أن يكون عاطفياً. هل يمكنك إثبات كون مياه الود عادت الى مجاريها؟ هل وقفت في قراءاتكم على مواقف ايجابية للتقي السبكي تجاه ابن تيمية؟
2 - وإن كنت اوافقكم على كون التقي السبكي يحتمل ان يكون قد شارك في الجنازة، لكن هل يمكنكم كذلك دعم هذا الاحتمال إما بنقولات محددة تذكر مشاركة الوالد السبكي فيها، او نقولات عامة تؤكد مشاركة مخالفي ابن تيمية في تشييعه دون ذكر اسمائهم تحديدا؟
3 - قصة معاتبة الذهبي للتقي السبكي واعتذار الاخير له (إن كنتُ قد فهمتُ كلامكم على وجهه)، أين وردت وهل يمكنكم ارشادي الى موضعها؟
وجزاكم الله خيراً على هذه الفوائد ..
أخوكم
مسدد2
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[20 - 08 - 08, 03:31 م]ـ
نصيحة لوجه الله
ابن تيمية والسبكي قد أفضوا إلى ما قدموا .. واخرج منها سالما معافى ...
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 04:22 ص]ـ
ذكر الشيخ البرزالي في تاريخه
وبالجملة كان يوما مشهودا لم يعهد مثله بدمشق إلا أن يكون في زمن بني أمية حين كان الناس كثيرين، وكانت دار الخلافة، ثم دفن عند أخيه قريبا من أذان العصر على التحديد، ولا يمكن أحد حصر من حضر الجنازة، وتقريب ذلك أنه عبارة عمن أمكنه الحضور من أهل البلد وحواضره ولم يتخلف من الناس إلا القليل من الصغار والمخدرات، وما علمت أحدا من أهل العلم إلا النفر اليسير تخلف عن الحضور في جنازته، وهم ثلاثة أنفس: وهم ابن جملة، والصدر، والقفجاري، وهؤلاء كانوا قد اشتهروا بمعاداته فاختفوا من الناس خوفا على أنفسهم، بحيث إنهم علموا متى خرجوا قتلوا وأهلكهم الناس، وتردد شيخنا الامام العلامة برهان الدين الفزاري إلى قبره في الايام الثلاثة وكذلك جماعة من علماء الشافعية، وكان برهان الدين الفزاري يأتي راكبا على حماره وعليه الجلالة والوقار رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/108)
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 04:52 ص]ـ
3 - قصة معاتبة الذهبي للتقي السبكي واعتذار الاخير له (إن كنتُ قد فهمتُ كلامكم على وجهه)، أين وردت وهل يمكنكم ارشادي الى موضعها؟
ذكرها الحافظ في الدرر الكامنة و هي ضمن مجموع: الجامع لسير شيخ الاسلام الصادر عن عالم الفوائد
و ها هي ذي الرواية
(وكتب الذهبي إلى السبكي يعاتبه بسبب كلام وقع منه في حق ابن تيمية فأجابه ومن جملة الجواب وأما قول سيدي في الشيخ تقي الدين فالمملوك يتحقق كبير قدره وزخارة بحره وتوسعه في العلوم النقلية والعقلية وفرط ذكائه واجتهاده وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف والمملوك يقول ذلك دائماً وقدره في نفسي أكبر من ذلك وأجل مع ما جمعه الله له من الزهادة والورع والديانة ونصرة الحق والقيام فيه لا لغرض سواه وجريه على سنن السلف وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى و غرابة مثله في هذا الزمان بل من أزمان)
الجامع لسيرة شيخ الاسلام 548
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 10:23 م]ـ
أخي مسدد2 سددك الله:
ما وجه صلاة المزي على شيخ الإسلام في جواب السؤال المطروح؟
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[21 - 04 - 09, 12:31 ص]ـ
أخي الفاضل أبو إبراهيم الحائلي
لعله قصد
أن الإمام أبا الحجاج المزي صلى الجنازة على شيخ الاسلام ابن تيمية رحمهم الله، والكافر لا يُصلى عليه.
ثم إن الإمام المزي من كبار الشافعية والذين منهم السبكي، وفي هذا رد على من زعم أن السبكي كفر شيخ الإسلام ابن تيمية.
والله أعلم
ـ[جامع الهيراني]ــــــــ[23 - 04 - 09, 03:34 م]ـ
نقل ابن السبكي عن والده أنه وصف ابن تيمية بشيخ الإسلام!!.
ـ[ابو عبدالاله السلفي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 04:25 م]ـ
..............................
ـ[أبو يحيي المصري]ــــــــ[23 - 04 - 09, 07:45 م]ـ
نقل ابن السبكي عن والده أنه وصف ابن تيمية بشيخ الإسلام!!.
أين مصدر هذا النقل فهم مهم لو صح!
لكن الثابت أن التاج السبكي كان يقول: إن المزي لم يكتب بخطه كلمة شيخ الإسلام إلا لثلاثة: (شمس الدين ابن أبي عمر و ابن تيمية و السبكي)
والآن إليكم هذه الفوائد التاريخية والعلمية:
السبكي لم يحضر جنازة ابن تيمية بدمشق لأن السبكي في ذلك الوقت كان قاطنا القاهرة فهو استقر بالقاهرة من عام 707 هـ ولم يغادرها إلا عام 716 هـ للحج ثم عام 739 هـ لتولي قضاء الشام ثم عاد عام 743 هـ لأمر اقتضي ذلك ثم ذهب إلي الشام في نفس العام ثم عاد إلي مصر عام 756هـ فقضي بها 20 يوما ثم توفي رحمه الله
وأنا بفضل الله عز وجل من أكثر الناس خبرة بكتب السبكي وهو من أورع الناس عن التكفير وفتواه في التحذير من التكفير المسطورة في كتابه الحلبيات من أروع ما كُتب في هذه المسألة وهي طويلة فراجعوها
والسبكي في رده علي ابن القيم في مسألة فناء النار قال:إنه لا يكفر أحدا معينا بقلمه و لا بلسانه
((حرره المشرف لمخالفته لعقيدة أهل السنة والجماعة، فالسبكي اشعري ومذهبه في الإيمان مذهب باطل، فلينتبه لذلك)).
وتذكروا كلمة الصلاح الصفدي:
«وعلى الجملة فكان الشيخ تقي الدين ابن تيمية أحد الثلاثة الذين عاصرتهم ولم يكن في الزمان مثلهم بل ولا قبلهم من مائة سنة وهم:
- الشيخ تقي الدين ابن تيمية
- والشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد
- وشيخنا العلامة تقي الدين السبكي "
وقلت في ذلك:
ثلاثة ليس لهم رابع ... فلا تكن من ذاك في شكِّ
وكلُّهم منتسبٌ للتُّقى ... يقصُر عنهم وصفُ من يحكي
فإن تشأْ قلت ابن تيمية ... وابن دقيق العيد والسبكي
انتهي كلام الصفدي ونعم ماقال
وفي ترشيح التوشيح لتاج الدين السبكي:أن الصفدي أنشد هذه الأبيات الثلاثة أمام والده الشيخ تقي الدين السبكي فأقره عليها اهـ
رحم الله الجميع و رزقنا الله الإنصاف والأدب مع أهل العلم
وأنا سائل أخا استفاد شيئا مما كتبه أن يدعو لي ولوالدي ولسائر المسلمين بالتوفيق والسداد
والله تعالي أعلم
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[24 - 04 - 09, 03:25 ص]ـ
اللهم وفق أبا يحيى و جميع المسلمين
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[27 - 04 - 09, 03:04 م]ـ
ووجدت للامام ابن القيم كلاما يعرض فيه بالسبكي دون تصريح ما جعلني أوقن أكثر فأكثر بأن شيخ الاسلام هو أنبل و أكمل الثلاثة رحمهم الله أجمعين
و الله أعلم بالحال و المآل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/109)
أين أخي الكريم؟ لتذكر لنا النص وفقك الله
ـ[ايوب الجزائري]ــــــــ[03 - 05 - 09, 07:13 م]ـ
قرأت منذ سنوات عديدة .. وللاسف لا يحضرني اسم الكتاب ..
قولا للسبكي يقول فيه وهو يتكلم عن قول شيخ الاسلام بفناء النار
وهذا القول في حد ذاته كفرا الا اني لا اشهد لمعين بكفر
او قريب من هذا المعني
ـ[السنهورى]ــــــــ[27 - 12 - 09, 02:54 ص]ـ
بسم الله
والحمد لله
والصلاه والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وبعد: ....
قال محققى كتاب " معيد النعم ومبيد النقم" للامام تاج الدين السبكى - ابن الامام السبكى الكبير- عند التعريف بالسبكى الابن:" ونرى أن من اسباب محنه التاج السبكى عداوه البيت السبكى لابن تيميه، ولابن تيميه أنصار وأتباع كثيرون فى الشام. فلا بد انهم أزمعوا على الكيد له، وأجمعوا أمرهم على التدبير عليه. وسيرى القارىء أن الذى قضى بسجنه فى قلعه دمشق ابن قاضى الجبل قاضى قضاه الحنابله، وكان من تلامذه ابن تيميه والمتعصبين له. " طبعه الخانجى
- وقد كنت كثيرا اسمع او اقرأ عن هذه العداوه الى حد ادى الى مقاطعه كتب السبكيه
مما أدى الى حرمانى من خير كثير علمته فيما بعد عندما اطلعت على كتب الامام السبكى وابنه التاج فأى منصف لا يستطيع انكار فضلهم وعلمهم .. بل وانصافهم واخلاقهم مع مخالفيهم
ولا يشينهم أو يقلل من قيمتهم ما صدر منهم او من غيرهم فكلهم علماء اجلاء يؤخذ من كلامهم ويرد ..
اما بالنسبه للامام السبكى ومسأله التكفير فله فيها كلام يكتب بماء الذهب فى الفتاوى الحلبيه
فلتراجع هناك. ففيها دليل على ورعه فى مسأله تكفير المعين واعتقد ان مبدأه هذا ينطبق على رأيه فى شيخ الاسلام.
- كذلك انظر كلام ابنه التاج فى معيد النعم وكما ذكر الاخوه احترام وتعلق التاج بوالده وكذلك كثره نقله عنه فى كتبه واعتزازه بأرائه ونقلها.وتجده فى مبيد النعم يذكر مسأله فى حكم من ينتقص در الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول بعد كلام طويل: " ............ وهو رأى الشيخ الامام الوالد تغمده الله تعالى برحمته، والشيخ العلامه تقى الدين بن تيميه. "
انظر فقد اكد رأى والده بذكر رأى شيخ الاسلام ووصفه بالشيخ العلامه ... فكيف رحمك الله يقرن رأى ابيه ويؤكده برأى من كفره ابيه .. ان صح ذلك ..
فأرى والله أعلم ان ذلك وأمثاله هو من بعض التعصب والحميه فى مسائل الفروع وبعض مسائل العقيده.
- قال التاج" ومن كلام ابى عمر بن عبد البر وغيره ما يزداد به الانسان بصيره. ومن ذلك فقهاء عصر واحد، فلا ينبغى سماع كلام بعضهم فى بعض. وقد عقد ابن عبد البر بابا فى ان:
كلام العلماء بعضهم فى بعض لا يقبل، وان كان كل منهم بمفرده ثقه حجه."
فنسأل الله ان يتغمد الجميع برحمته على ما قدموا من خدمه للاسلام والمسلمين،،،
كيف لا وهم ورثه الانبياء .. رحمهمهم الله جميعا وعفا عما كان منهم بينهم وجعل للمصيب منهم اجران وللمخطىء اجرا ..
والله تعالى اعلى واعلم
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[28 - 12 - 09, 08:38 م]ـ
السبكي وصل به المقام الحسد من شيخ الاسلام ابن تيمية الى الطعن في شيخه الذهبي
فسبحان الله و نعم الوكيل
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 07:02 م]ـ
إليكم إخواني الكرام مفاجآت تحل هذه الإشكالات ومن كتب الامام تقي الدين السبكي رحمه الله:
1 - في كتاب "السيف المسلول على من سب الرسول " لتقي الدين السبكي نقل رحمه الله عن ابن تيمية بعض الاستدلالات وأثنى على أحدها وقال أنه أجاد فيها ... ثم خالفه بكل أدب وعلم ... وهو في مسألة هل الاسلام يسقط قتل ساب النبي عليه السلام ... رجح السبكي أنه يسقط القتل مطلقا خلافا لابن تيمية
2 - نقل السبكي من كتاب ابن تيمية "الصارم المسلول " في ثلاثة مواضع تصريحا .. وفي مواضع أخرى بدون ذكر اسمه ...
فهل من المعقول أن ينقل ممن يعتقد فسقه فضلا على أن يعتقد كفره!
بل يثني على استدلالاته من القرآن والسنة!
والسبكي في رده علي ابن القيم في مسألة فناء النار قال:إنه لا يكفر أحدا معينا بقلمه و لا بلسانه
((حرره المشرف لمخالفته لعقيدة أهل السنة والجماعة، فالسبكي اشعري ومذهبه في الإيمان مذهب باطل، فلينتبه لذلك)).
3 - الامام السبكي في الايمان على مذهب السلف , ولقد صرح بذلك في السيف المسلول ص412 حيث قال أن الأشعري يقول أن الايمان هو التصديق ... ومذهب السلف أن الايمان هو معرفة الجنان و إقرار باللسان وعمل بالأركان ويزيد وينقص ... وهو الحق!
الامام السبكي لا يقل عن ابن تيمية في العلم ... ولو قلنا أنه أعلم في الأصول والقواعد لما أبعدنا ... وكثير من الناس لا يعرفون أن السبكي معدود من المحدثين عند العلماء لسعة علمه في الرجال والطرق والأسانيد ... حيث - غالبا - ما يذكر الحديث مصدرا بحكمه مع تعليل الصحة أو الضعف!
وإن شاء الله هذان الامامان إخوان على سرر متقابلين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/110)
ـ[السنهورى]ــــــــ[02 - 01 - 10, 07:49 م]ـ
بارك الله فيك ابو حامد،، والله لقد انصفت.فكلا الامامين اصحاب فضل على كل من تبعهم
وليس لامثالنا ان نتكلم فيهم، أو نتتبع زلات احدهم فكل منهم أخطأ وأصاب فلا شيخ الاسلام ابن تيميه كامل ولا غيره وليس لاحدهم العصمه ابدا فهى للرسل فقط
وأما كلامهم على بعض فنقلنا منه يجب ان يكون بضوابط.
اما اخى جمال فقولك" السبكي وصل به المقام الحسد من شيخ الاسلام ابن تيمية الى الطعن في شيخه الذهبي"
فلا دليل عليه وان كان ثمه دليل فاءن السبكى عندما ينتقد الذهبى أو ابن تيميه فله ذلك فهو بلغ رتبه الاجتهاد ولا يقل عنهم وكلامه فيهم يؤخذ منه ويرد.
وايك هذا النقل يدحض هذا التأول:
قال السبكى الابن فى مبيدالنقم منتقدا للذهبى لحطه من مقام الاشاعره بكل ادب وتواضع
"فلا بد ان يكون المؤرخ ........... وكثيرا ما يتفق هذا لشيخنا الذهبى رحمه الله فى حق الاشاعره. والذهبى أستاذنا - والحق احق ان يتبع - "
وقد صدق رحمه الله فالحق احق ان يتبع، وانظر ايضا طبقات الشافعيه له تجد نقدا مؤدبا للذهبى ويصفه دائما بالدين الورع وشيخنا واستاذنا .. الخ فرحم الله الجميع
وانصحك بقرأه كتاب منهج البحث فى الدراسات الاسلاميه للدكتور فاروق حماده.
اما لو اتخذنا هذا النهج فسنكف عن قرأه كتب السبكى وكتب الاشاعره من العلماء وغيرهم لمجرد اختلافنا فى فرعيات فقهيه او عقائديه او لأن احدهم تكلم فى الاخر فسنحرم الخير الكثير بل ربما يضيع منا جل الدين، فكن كالنحله لا يعنيها الا الرحيق ... والله تعالى اعلى واعلم
ـ[أبو البركات]ــــــــ[03 - 01 - 10, 02:27 م]ـ
الامام السبكي لا يقل عن ابن تيمية في العلم ... ولو قلنا أنه أعلم في الأصول والقواعد لما أبعدنا ... وكثير من الناس لا يعرفون أن السبكي معدود من المحدثين عند العلماء لسعة علمه في الرجال والطرق والأسانيد ... حيث - غالبا - ما يذكر الحديث مصدرا بحكمه مع تعليل الصحة أو الضعف
الصحيح أن تقي الدين السبكي لا يقارن بابن تيمية في العلم
وليس هذا من باب التعصب وإنما من النظر لكتبهم سواء في علم الحديث أو في الفقه يتبين أن شيخ الإسلام بن تيمية متقدم بكثير في الأصول وفي الحديث وفي الفقه على السبكي.
أما أن السبكي معدود من المحدثين فهذا غير صحيح فقد رد عليه الحافظ بن عبدالهادي وكشفه في كتابه الصارم المنكي وبين ضعفه في علم الحديث
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[04 - 01 - 10, 10:34 ص]ـ
أرى أنه من الظلم الشنيع الحكم على السبكي بأنه ليس محدث من كتاب أحد الذين ردوا عليه ... وهب أنه أخطأ في تصحيح أو تضعيف بعض الأحاديث ... هل تستطيع أن تأتيني بمحدث واحد ليس له أخطاء في الحديث؟
هذا أولا
ثانيا:
قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي في ترجمته " معجمه المختص بمحدثي العَصر" صفحة 116 يقول:
" القاضي الإمام العلاّمة الفقيه المحدّث الحافظ فخر العلماء تقي الدين أبو الحسن السُّبكي ... كان صادقًا متثبّتًا خيّرًا ديّنًا متواضعًا، حسن السّمت، من أوعيةِ العلم، يدري الفقهَ ويُقررهُ، وعِلمَ الحديثِ ويُحرّرهُ، والأصولَ ويُقرئُها، والعربيةَ ويحققُها ... وصنَّفَ التصانيف المتقنة، وقد بقيَ في زمانه الملحوظ إليه بالتحقيق والفضل، سمعتُ منه وسمع مني، وحكم بالشام وحُمِدَتْ أحكامُه، والله يؤيّدُهً ويسدّده" اهـ
ولمعلوماتك ... كبار المحدثين كانوا تلاميذ للسبكي ... منهم زين الدين العراقي صاحب الألفية .. وسراج الدين البلقيني
ثم تقول لي ليس بمحدث ... الله يهديك
قال الصفدي أنه لم يلي دار الحديث أعلم منه ولمعلوماتك الخاصة دار الحديث وليها ابن الصلاح والنووي والمزي وغيرهم من كبار المحدثين .. فإن يوضع السبكي في مصاف هؤلاء فهذا يكفي في اعتباره محدثا
بل يقول الذهبي أنه ما صعد منبر الأموي بعد العز ابن عبدالسلام أعظم من السبكي .. وحسبك بكلام الذهبي قوة ومعنى
وعلى كل حال ... كان العلماء يعتبرون ابن تيمية والسبكي كفرسي رهان من شدة تقاربهما في المنزلة ... وهذا مسشتف من كلام المزي رحمه الله ... ويكفيني أن نقف عند هذا .. ونطوي صفحة خلاق الأقران .. وننقل قال فلان وقيل عن علان(51/111)
mbc وجه للإفساد والتغريب
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[17 - 08 - 08, 03:00 م]ـ
من المعروف عند عامة العقلاء أن الإعلام المرئي هو أقوى وسائل الإعلام، وأن أثره في الأجيال قوي سواء أكان في الجانب الإيجابي أم الجانب السلبي، وقد تضاعف هذا الأثر أضعافاً مضاعفة بعد انتشار القنوات الفضائية، وأصبحت تغزو عقول الناس وقلوبهم طوال ساعات الليل والنهار، فإذا قيل إن هذه القنوات أصحبت تشكل العقول، وتغرس القناعات في الأجيال، لو قيل هذا لما كان بعيداً، وهذا كله يدعو العقلاء إلى التفكير ملياً في هذه القنوات وكيفية الاستفادة منها بما يعود على الأجيال بالخير والنفع.
والمشاهد للقنوات الفضائية يرى أن أكثرها مؤثر تأثيراً سلبياً بل سلبياً جداً في عقول ونفوس أكثر المشاهدين، وأن القليل من هذه القنوات هو الذي ينشر الفضيلة ويغرس القيم على عوج في بعض هذا القليل، مما هو معلوم.
وفي هذه المقالة سأذكر قناة من أكثر هذه القنوات سوءاً، وأفتكها في الناس وأشدها تأثيراً ألا وهي قناة ام بي سي، وذلك لقدمها فهي أول قناة فضائية عربية فيما أعلم، ولأن أكثر برامجها لا يراعي قواعد الشرع ولا أعراف المجتمع في شيء، وأنا أعجب من أن مؤسسها وداعمها من البلاد المقدسة القائمة على الحرمين، التي ينبغي أن يكون كل ما يخرج عنها من مشاريع وأعمال متفقاً مع الشرع المطهر، وأن يكون مواطنو تلك البلاد عند حسن ظن المسلمين بهم، لكن للأسف الشديد فإن هؤلاء الذين أنشأوا هذه القناة لا يبدو أنهم يستحضرون هذه المعاني أو يأبهون لها؛ فإن هذه القناة قد وصلت إلى درجة من الفساد والإفساد مما يخشى معه نزول غضب الله تعالى ونقمته على هؤلاء القائمين عليها ومن يساندهم ومن يدعمهم.
وهناك دراسة علمية وقعت في يدي قام صاحبها باستقراء حال هذه القناة وما تفرع عنها من قنوات، وخرج بنتائج لا أرى أني في حل من عدم ذكرها أو التنبيه لخطرها، ومن شاء العودة إلى تفصيل هذه الدراسة فلينظرها في شبكة المعلومات باسم عبدالكريم آل عبدالمنعم عن طريق محرك البحث جوجل.
هذه القناة فَرّخت 4 قنوات هي ام بي سي 1، 2، 3، 4، ولها إذاعتان مشهورتان، ثم إنهم أطلقوا قناة ام بي سي أكشن مختصة بالأفلام الأجنبية، أما ام بي سي 1 فهي مختصة بالبرامج العربية وهي سيئة بل بالغة السوء، لكن الدراسة لم تشملها لذلك لم أذكرها هاهنا، وهي حقيقة بدراسة مستقلة، وأما ام بي سي 3 فهي مختصة ببرامج الأطفال والله أعلم بتأثيرها السيء، وهي حقيقة بدراسة مستقلة أيضاً، وصاحب الدراسة أجرى دراسته على ثلاث قنوات: ام بي سي أكشن وكثير من أفلامها مترجم إلى العربية، وهذا مكمن الخطورة، و ام بي سي 2، وام بي سي 4 وذلك عن طريق تسجيل ثمان ساعات عشوائية متواصلة لكل قناة فقط فلم يزد على ذلك: وإليكم ما خرج به من دراسة:
أما ام بي سي 2 ففيها من الاحصاءات المخجلة ما يلي:
82 مرة وردت الممثلات بلباس فاضح، و6مرات أوضاع وأصوات جنسية، وورد الخمر فيها 16 مرة، والمراقص 47 مرة، والقبل الساخنة والأحضان 26 مرة، والعنف والقتل 14 مرة، ومشاهد الرعب 21 مرة، ورؤي الصليب 7 مرات، وعلم أمريكا 16 مرة، وكلمة أمريكا أو أحد مدنها وردت 13 مرة، وكلمة مؤسسة أمنية أمريكية وردة 12 مرة. أما ام بي سي 4 فقد وردت فيها تلك المشاهد والأقوال حسب ترتيب ذكرها آنفاً كالتالي: 124، 4، 41، 29، 30، 2، 4، 8، 25، 37، 4 وأما ام بي سي أكشن فقد وردت فيها تلك المشاهد والأحوال كالتالي: 34، 3، 8، صفر، 20، 82، 27، 1، 11، 19، 2 ولنتذكر أيها القراء الكرام أن تلك هي نتائج الساعات الثمان العشوائية التي خرج بها الدارس، فكيف لو طالت دراسته لتلك القنوات فبماذا يستخرج منها بالله عليكم؟!
ثم خرج الدارس باستنتاجات أوردها بإيجاز:
1.الفساد العقدي منتشر في تلك القنوات، وأورد على ذلك مما رصده وشاهده أن تقديس الصليب واللجوء إليه في الأوقات الصعبة هو الذي يفعله الجندي فينجو من موت محقق، وكثرة ظهور الكنائس والمقابر التي ينتشر فيها الصليب، والصلوات النصرانية ظاهرة، وفي بعض الأفلام التي عرضت إنكار للخالق، وتعظيم للأصنام، ونشر للسحر والشعوذة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/112)
2.نشر الثقافة الأمريكية، وقد عبر الدراس عن ذلك بأمركة المجتمع، وظهر ذلك من خلال التعظيم المبالغ فيه للجندي الأمريكي وقدراته، وتكرار ذكر أمريكا ومدنها، والإكثار من ذكر المؤسسات الأمنية الأمريكية، وتحبيب طرائق العيش الأمريكية للشباب.
3.نشر الفاحشة والشهوات: ففي بعض الأفلام "وقد سمى الباحث هذه الأفلام" حث على الزنا الصريح وحث المرأة على معاشرة غير زوجها، وإظهار الشباب وهم يتسابقون لهذه العلاقات المحرمة، والبذاءة الشديدة في لسان كثير من الممثلين. وذكر الباحث كيف تثير بعض الإعلانات الغرائز والشهوات الحرام.
4.الإخلال بأمن المجتمعات: حيث يكثر في هذه القنوات مواجهة الشباب لرجال الشرطة، وتهوين القتل والخطف والسرقة والاعتداء على الآخرين. وهذه خلاصة الدراسة التي أوردنا موجزاً لها على مسؤولية الباحث، وقد حدثني مدير إحدى القنوات بمرارة شديدة عن بعض قنوات ام بي سي وخطورتها الشديدة على العقائد والأخلاق.
وبعد: فماذا يريد القائمون على قنوات ام بي سي؟ هل يريدون إفساد المجتمع المسلم؟ ما هي أهدافهم من نشر هذه الخبائث في المجتمع المسلم؟
ثم ليخبرونا بصدق: هل هم في أعمالهم هذه منطلقون من حس إسلامي أو وطني، أو هم منفذون لما يريده غيرهم من أعداء الإسلام منهم وما يملونه عليهم؟!
ثم ألا من وقفة صادقة لمراجعة النفس في ضوء قوله تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة}. وفي ضوء قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} أم أن قلوبهم قد تحجرت وصارت كما قال الله تعالى: {على قلوب أقفالها}. أم أنه {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً} أم أنهم {صم بكم عمي فهم لا يعقلون} أم أنهم {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة} ويلكم اتقوا عاقبة ما تصنعون قبل أن يحل عليكم غضب المنتقم الجبار. ويلكم ألا تخافون من عواقب إضلالكم لملايين بل عشرات الملايين من المسلمين منذ أن زكمت أنوفنا بروائح قنواتكم الخبيثة؟!
ـ وأنا أدعو عموم المسلمين إلى نشر هذا المقال وإيصاله إلى المسؤولين عن القناة بكل الوسائل الذين إن لم يرتدعوا ويستجيبوا ويرعووا عن غيهم وضلالهم وإضلالهم، وإن لم يتركوا نشر الفواحش وبث الشهوات الحرام، فأنا أدعو المسلمين إلى مداومة الدعاء عليهم في الأسحار، وفي الأوقات الفاضلة آناء الليل وأطراف النهار، وفي سفرهم وفي مرضهم وفي أوقات إفطارهم حتى يذهب هذا الخبث ويزول هذا الرجس عن المجتمع المسلم وتنزل قارعة بمن بثه فيهم، والله المستعان، وهو حسبي ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكتبه
محمد بن موسى الشريف
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز
والداعية الإسلامي المعروف
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[19 - 08 - 08, 08:10 ص]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
جزاك الله خيرا أخي محمد وبارك في الشيخ محمد الشريف على هذا المقال
الغالب على هذه القناة التي تحارب الله ورسوله أنها تتبنى أي شيئ يحاول هدم الدين أو ينشر الرذيلة
نسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[19 - 08 - 08, 11:41 ص]ـ
الدراسة ودراسات أخرى معضدة لها ومقالات تكشف هذه القنوات الفضائية التي تبث سمومها بتمويل عربي من شيوخ النفط والمال في أوربا والخليج الذين يوجهون سهما مسموما إلى صدر الأمة أطفالها وشبابها حتى كهولها ويختصون المرأة العربية المسلمة بترياق خاص من السم.
تجد الحديث عن ذلك في ملتقى أهل الحديث على هذاالرابط:
دراسة خطيرة (مصورة موثقة) عن نشاط قنوات Mbc .. أجراها أكاديمي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134255&highlight=mbc
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[19 - 08 - 08, 12:18 م]ـ
كل القنوات كذلك الإ القليل النادر والله المستعان(51/113)
من أول من بنى على القبور؟
ـ[محمد الملحم]ــــــــ[17 - 08 - 08, 05:52 م]ـ
هل هناك نص صريح يدل على أن البناء على القبور كان من بدع الرافضة كما ذكر ذلك شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله؟
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[18 - 08 - 08, 05:17 ص]ـ
لاشك أن الروافض من اوائل الذين بنوا على القبور. وهى من أبرز بدعهم
واول من بنيت عليه قبة في الاسلام هو المنتصر بن المتوكل العباسي
سنة 248 وهناك رسالة دكتوراه جيدة وقيمة أسمها القبورية _نشأتها _أثارها
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 08 - 08, 07:53 ص]ـ
أحسن الله إليكم
(واول من بنيت عليه قبة في الاسلام هو المنتصر بن المتوكل العباسي)
هذا الكلام غير صحيح
والشيعة أول من بنوا القباب على القبور
وقد أمر المتوكل بهدم ما بني على قبر (الحسين) رضي الله عنه عام 236
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[20 - 08 - 08, 09:58 م]ـ
هل هناك نص صريح يدل على أن البناء على القبور كان من بدع الرافضة كما ذكر ذلك شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله؟
بل قبله ابن تيمية في منهاج السنة حيث قال: فالرافضة بدلوا دين الله فعمروا المشاهد وعطلوا المساجد مضاهاة للمشركين ومخالفة للمؤمنين أ. هـ
ـ[بندر لنبهان]ــــــــ[23 - 08 - 08, 12:41 ص]ـ
قال الشيخ علي الخضير فك الله اسره في كتابه الحقائق في التوحيد
7ـ باب متى ابتداء حدوث الشرك في هذه الأمة؟
والرافضة هم الذين أحدثوا الشرك في هذه الأمة،
فهم أول من أحدث الشرك في زمن علي بن أبي طالب رضى الله عنه فأحرقهم بالنار،
وهم أول من أحدث الشرك في النبوة بعد حرب المرتدين فادعى المختار بن أبي عبيد الثقفي النبوة واشتراكه فيها، ثم أحدثوا الشرك في الأسماء والصفات حيث شبهوا الله بخلقه فخرجت منهم طائفة المشبهة
ثم فيما بعد أحدثوا الشرك في الألوهية عن طريق القرامطة في بعض البلاد رفعوا لواء الشرك في عصرهم قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن القرامطة (إنهم أظهروا شرائع الإسلام وإقامة الجمعة والجماعة ونصبوا القضاة والمفتين لكن أظهروا الشرك ومخالفة الشريعة فأجمع أهل العلم على أنهم كفار) مختصرا من السيرة له،
وكذا بني بويه قال عبد الرحمن بن حسن (أما الإلحاد في التوحيد العملي، توحيد القصد والطلب فذلك وقع لما صار لبني بويه الديلمي في المشرق دولة فأظهروا الغلو في أهل البيت وبنوا المشهد بزعمهم أنه قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه وبنوا على قبر الحسين وغيره من قبور آل البيت وعبدوهم بأنواع العبادة وتبعهم على ذلك بنوا عبيد القداح) الدرر9/ 188،144 ط دار الإفتاء،ونقله عن ابن تيمية،
وقال ابن تيمية (أول من وضع هذه الأحاديث في السفر لزيارة المشاهد التي على القبور أهل البدع من الروافض ونحوهم) في الرد على الاخنائي ص47 بهامش تلخيص الرد على البكري،وقال أيضا (و أما الحجاج إلى القبور والمتخذون لها أوثانا ومساجد وأعيادا هؤلاء لم يكن على عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم منهم طائفة تعرف ولا كان في الإسلام قبر ولا مشهد يحج إليه بل هذه إنما ظهر بعد القرون الثلاثة) الرد على الاخنائي ص 101 بهامش تلخيص الرد على البكري،ط الدار العلمية
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن (إن الاعتقاد في الأموات إنما حدث بعد موت الأمام أحمد ومن في طبقته من أهل الحديث والفقهاء والمفسرين)
وقال الشيخ محمد في تاريخ نجد ص320 في رسالته إلى السويدي قال (إن أول من أدخل الشرك في هذه الأمة هم الرافضة الملعونة الذين يدعون عليا وغيره ويطلبون منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات) وقال في كتاب التوحيد في مسائل باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح قال: وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور وهم أول من بنى عليها المساجد اهـ
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في قرة عيون الموحدين ص45 (وقد عمت البلوى بالجهل بعد القرون الثلاثة لما وقع الغلو في قبور أهل البيت وغيرهم وبنيت عليها المساجد وبنيت لها المشاهد فاتسع الأمر وعظمت الفتنة في الشرك المنافي للتوحيد لما حدث الغلو في الأموات، وتعظيمهم بالعبادة)،
وقال ابن سحمان في كشف الشبهتين ص 93 (أما مسألة توحيد الله وإخلاص العبادة له فلم ينازع في وجوبها أحد من أهل الإسلام ولا أهل الأهواء ولا غيرهم، وهي معلومة من الدين بالضرورة)،وقاله قبله شيخه عبد اللطيف في المنهاج ص101،
وقال ابن تيمية في الرد على الاخنائي ص95 إن كثيرا من الناس دخلوا في الإسلام من التتار وغيرهم وعندهم أصنام لهم من لبد وغيره وهم يتقربون إليها ويعظمونها ولا يعلمون أن ذلك محرم في دين الإسلام ويتقربون إلى النار أيضا ولا يعلمون أن ذلك محرم فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل في الإسلام ولا يعلم أنه شرك فهذا ضال وعمله الذي أشرك فيه باطل لكن لا يستحق العقوبة حتى تقوم عليه الحجة)،
ثم التتار أول من أحدث شرك التشريع فيما سُمى الياسق،و أهل البادية والقبائل فيما يُسمى بالعادات والسلوم 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/114)
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[31 - 08 - 08, 06:41 م]ـ
لاشك أن الروافض من اوائل الذين بنوا على القبور. وهى من أبرز بدعهم
واول من بنيت عليه قبة في الاسلام هو المنتصر بن المتوكل العباسي
سنة 248 وهناك رسالة دكتوراه جيدة وقيمة أسمها القبورية _نشأتها _أثارها
الحقيقة، هذه الأولية فيها نظر، فإننا نعرف أنه لما مات الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم ضربت امرأته القبة على قبره سنة ثم رفعت، وهذا في صحيح البخاري، وموته رحمه الله سنة 97هـ.
وكذلك ذكر الإمام الشافعي في الأم: وقد رأيت من الولاة من يهدم بمكة ما يبنى فيها فلم أر الفقهاء يعيبون ذلك ... أي كانت هناك أبنية على القبور في عصر الشافعي وقد توفي سنة 204هـ.
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[01 - 09 - 08, 12:32 ص]ـ
فالشيعة هم أول من بنى المشاهد على القبور حيث تتبعوا قبور من مات قديما ً ممن يعظمونهم من آل البيت وراحوا يبنون على قبورهم ويجعلونها مشاهد ومزارات ثم قامت الزنادقة منهم ببناء المشاهد والأضرحة على قبور الأولياء والأئمة ....
نقلاً من:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147285(51/115)
الشبهات المثارة حول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب مع بيان الحق في ذلك
ـ[امين حمدان]ــــــــ[19 - 08 - 08, 12:40 ص]ـ
- التكفير والقتال – عرض ثم رد وبيان
عبدالعزيز بن محمد العبداللطيف
إن من أشد الشبهات التي أثيرت على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – شبهة: التكفير والقتال، وحتى يأخذ هذا الفصل حقّه بشيء من الاستيفاء، فإنه من المناسب أن نورد هذه الشبهة بنوع من الإطناب والتفصيل – كما جاءت مسطورة في كتاب المناوئين لهذه الدعوة السلفية – ثم نتبعها بالرد والبيان.
وهناك دوافع وأسباب كثيرة لزيادة العناية بهذا الفصل، والاهتمام به - أكثر من غيره من فصول هذه الرسالة-، نذكر من هذه الأسباب ما يلي:
أولاً: إن مسألة التكفير والقتال من أهم المسائل وأكثرها خطورة في أبواب العقائد، فلابد من إعطاء تصور تام، وفهم شامل لهذه المسألة؛ لأن التصور الناقص والفهم القاصر لهذه المسألة يؤدي إلى الوقوع في طرفي نقيض، فإما غلو في التكفير كحال الخوارج، أو تمييع وتذويب لمسألة التكفير كما هو حال المرجئة،كما تظهر أهمية هذه المسألة، لما يترتب عليها من النتائج والآثار الخطيرة في كلا الدارين: الدنيا والآخرة كاستباحة الدماء، وحل الأموال، وغيرها – مما جاء مفصلاً في كتب الفقه، في باب حكم المرتد _.
ثانياً: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – وكذا أتباعه من بعده وأنصار دعوته، قد اعتنوا بهذه المسألة عناية فائقة، ووضحوا ما أشكل فيها وبيَّنوها، وفصَّلوها تفصيلاً شافياً كافياً.
(كان الشيخ يحذر من نواقص الإيمان ومبطلاته، ويبينها، ويبعدها عن المسلمين، ويبعد المسلمين عنها، بكل ما استطاع.
ولقد اهتم بذلك أيما اهتمام، حتى كاد أن يستأثر هذا الجانب بكل همته كما كاد أن يستأثر بالواقع في بداية الإصلاح؛ لأن مشكلة العالم الإسلامي تكمن في هذه الناحية، وكيد الشيطان يتركز في هذا الجانب) (1).
ثالثاً: احتاجت مسألة التكفير والقتال هذا الاهتمام، نظراً لكثرة من رمى هذه الدعوة السلفية بشبهة (التكفير والقتال)، فما أكثر من أثار هذه الشبهة على دعوة الشيخ، وسيتضح ذلك جلياً عند نقل أقوال المناوئين في ذلك.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى أن بعض العلماء المحققين ممن عرف عنهم سلامة المعتقد، قد تأثروا بتلك الشبهة وصدقوا تلك الدعوى – بكل ما فيها من حق أو باطل _.
كما هو واضح من حال الإمام محمد بن علي الشوكاني، حيث يقول الشوكاني – عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه _.
(ولكنهم يرون أن من لم يكن داخلاً تحت دولة صاحب نجد، وممتثلاً لأوامره خارج عن الإسلام) (2).
كما أن الشيخ محمد بن ناصر الحازمي قد تأثر بتلك الدعاوى .. فذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأثنى عليه خيراً، ومدحه بحسن الاتباع …، ولكن أنكر عليه خصلتان , الأولى: تكفير أهل الأرض بمجرد تلفيقات لا دليل عليها .. ، والأخرى: التجاري في سفك الدم المعصوم بلا حجة ولا برهان. (1)
وكذا الشيخ محمد صديق حسن، صدّق هذه الشبهات، فأعلن في كتابه. (ترجمان الوهابية) براءة أهل الحديث من الوهابيين، لأن الوهابيين – كما يذكر محمد صديق حسن - يعرفون بإراقة الدماء، وينص محمد صديق – عفا الله عنه – أن مصدره في هذه المعلومات هي كتب العلماء المسيحيين!. (2)
وممن تأثر وصدّق هذه الدعاوى، الشيخ أنور شاه كشميري، فزعم – عفا الله عنه – أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – يتسارع إلى الحكم بالتكفير (3).
رابعاً: إن هذه المسألة تميزّت عن غيرها، أن الكثير من المخالفين من عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - يوافقونه فيما دعا إليه من بيان التوحيد وتقريره، والنهي عن الشرك والتحذير منه، وسد ذرائعه، دون أن يوافقوه في مسألة التكفير والقتال.
ومما يدل على ذلك ما قاله الشيخ بنفسه رحمه الله حاكياً حال خصومه: (وإذا كانوا أكثر من عشرين سنة يقرون ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً، أن التوحيد الذي أظهره هذا الرجل هو دين الله ورسوله، لكن الناس لا يطيعوننا، وأن الذي أنكره هو الشرك، وهو صادق في إنكاره، ولكن لو يسلم من التكفير والقتال كان على حق … هذا كلامهم على رؤوس الأشهاد) (4).
ويقول الشيخ – في موضع آخر – مبيناً وجه مخالفة خصومه:
(فلما أشتهر عنى هؤلاء الأربع _ (5)، صدقني من يدعي أنه من العلماء في جميع البلدان، في التوحيد، وفي نفس الشرك، وردوا على التكفير والقتال) (1).
ويذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – لإخوانه تلك الشبهة والجواب عليها:
(ولكنهم يجادلونكم اليوم، بشبهة واحدة، فاصغوا لجوابها، وذلك أنهم يقولون كل هذا حق، نشهد أنه دين الله ورسوله، إلا التكفير والقتال، والعجب ممن يخفى عليه جواب هذا، إذا أقروا أن هذا دين الله ورسوله، كيف لا يكفر من أنكره (2)، وقتل من أمر به (3) وحسبهم … إلى آخر جوابه رحمه الله) (4).
فهذه بعض الدوافع التي أدت إلى التوسع والإطالة – نوعاً ما – في هذا الفصل، ونظراً لطول هذا الفصل وتعدد قضاياه، فقد قسمته إلى سبعة مباحث على الترتيب الآتي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/116)
ـ[امين حمدان]ــــــــ[19 - 08 - 08, 12:59 ص]ـ
المبحث الأول
مفتريات الخصوم وأكاذيبهم على الشيخ
محمد بن عبد الوهاب في مسألة التكفير – مع الرد والدحض لها
إن كتب ورسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكذا رسائل ومؤلفات أئمة وعلماء الدعوة، وأنصارها، قد بينت مسألة التكفير والقتال، وأعطت المسألة حقها من البيان الوافي، والتفصيل التام.
ومع كل هذا البيان والتفصيل، نجد أن هؤلاء الخصوم يفترون على دعوة الشيخ، الكذب والبهتان، ويختلقون من عند أنفسهم الإفك وإلصاق التهم قاتلهم الله أنّى يؤفكون، فليس عندهم نقل صحيح، ولا يملكون دعوى بدليل.
لقد بينت هذه الدعوة السلفية، في باديء الأمر، عقيدة التوحيد، وقرر علماؤها عقيدة التوحيد بأقوى الأدلة وأوضح البراهين، وألفوا في بيان التوحيد وتقريره، الكثير من الكتب والرسائل.
لقد اهتم علماء الدعوة بتقرير التوحيد أولاً؛ لأنه أول واجب على المكلف، - كما هو معلوم -؛ ولأن من تصور حقيقة التوحيد تصوراً تاماً، فإنه لزاماً أن يتصور حقيقة ما يناقض التوحيد ..
ويوضح هذا ما كتبه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن في (منهاج التأسيس):
(أعلم أن من تصور حقيقة أي شيء على ما هو عليه في الخارج، وعرف ماهيته بأوصافها الخاصة، عرف ضرورة ما يناقضه ويضاده، وإنما الخفا بلبس إحدى الحقيقتين، أو بجهل كلا الماهيتين، ومع انتفاء ذلك، وحصول التصور التام لهما، لا يخفى ولا يلتبس أحدهما بالآخر، وكم هلك بسبب قصور العلم، وعدم معرفة الحدود، والحقائق من أمة، وكم وقع بذلك من غلط وريب وغمَّه، ومثال ذلك أن الإسلام والشرك نقيضان لا يجتمعان، ولا يرتفعان، والجهل بالحقيقتين، أو أحدهما أوقع كثيراً من الناس في الشرك، وعبادة الصالحين، لعدم معرفة الحقائق وتصورها، وإن ساعد الجهل وقصور العلم عوائد مألوفة، استحكمت البليَّة وتمكنت الرزيَّة .. ) (1).
ولم يقصر علماء الدعوة جهدهم على تقرير عقيدة التوحيد فحسب، بل تجاوزوا ذلك .. إلى أن حذروا من الشرك .. فذكروا نواقض الإسلام، وأوردوا أنواع الشرك والكفر وأقسامه، تحذيراً للأمة وكشفاً للغمة، كما سدّوا وسائل الشرك وذرائعه، فرحمهم الله جميعاً.
وإن نظرة سريعة إلى آثارها العلمية ومواقفهم العملية – في هذا المجال – لتعطي الجواب الوافي، والبيان الشافي لمسألة التكفير والقتال ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وسنورد الآن مفتريات الخصوم وأكاذيبهم على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مسألة التكفير والقتال – كما جاءت مدونة في مؤلفاتهم أو منقولة عنهم من غيرهم.
ثم نأتي بالردَّ والدحض، وذلك من خلال ما كتبه بعض أئمة هذه الدعوة السلفية.
من أوائل الكذّابين، ممن تولوا كبر هذا البهتان، ابن عفالق فقد افترى على الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ورماه بتكفير المسلمين، فقال ابن عفالق عن هذا الإمام المجدد في جوابه على رد ابن معمر:
(وهذا الرجل كفَّر الأمة، بل والله وكذّب الرسل، وحكم عليهم وعلى أممهم بالشرك). (1)
ويقول ابن عفالق – مخاطباً عثمان ابن معمر:
(فجعلتم تكفير العترة النبوية، وسبّهم، ولعنهم، أصلاً من أصول دينكم) (2).
ويستمر ابن عفالق – في إفكه – منفراً ابن معمر عن الانتصار لهذه الدعوة السلفية، فيصف ابن عفالق الشيخ الإمام بأنه:
(حلف يميناً بالله فاجرة أن اليهود والمشركين أحسن حالاً من هذه الأمة) (3).
ويخاطب ابن عفالق الشيخ الإمام في رسالة سمّاها (تهكم المقلدين في مدعي تجديد الدين)، ويصفه بأنه قد ضلل وشتم هذه الأمة، وحكم عليها بالزيغ – حتى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم -، فقال الأفاك الأثيم:
(وقفت على القواعد التي بنيت عليها مذهبك .. فوجدتك قد ارتقيت فيها مرتقاً صعباً … شتمت فيه الأئمة، وسببت به أعلام الأمة، وهدمت به قواعد الملَّة المحمدية، وثلبت به جميع الأئمة المحمدية، حتى ارتقيت فيه إلى الجزم بزيغ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والأئمة الأربعة .. ) (4).
وينعق القباني بفرية التكفير والقتال، فيزعم أن الشيخ:
(كفّر هذه الأمة بأسرها، وكفّر كل من لم يقل بضلالتها وكفرها .. ) (5).
ويتهكم – القباني – بالشيخ المجدد وأتباعه، ويصور حالهم يوم القيامة فيقول مستهزئاً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/117)
( .. وجاء كل واحد من الأنبياء والمرسلون ومعه الألوف من أمته، وجاء النبي الكريم وليس معه من أمته إلا النفر اليسير من أهل العيينة (6)، وأما الباقون فكلهم مخلدون في النار مع الكفار، مع ما لهم من كثرة الطاعات وأنواع العبادات) (7).
ويقول ابن سحيم – الخصم العنيد – في رسالته التي بعثها إلى علماء الأمصار محرضاً على الشيخ الإمام، ومنفراً عن دعوته، فيذكر تلك الفرية:
(ومنها أنه ثبت أنه يقول: الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء) (8).
ثم يزيد ابن سحيم في إفكه وكذبه وهو يقول:
(ومن أعظمها أنه من لم يوافقه في كل ما قاله، ويشهد أن ذلك حق، يقطع بكفره، ومن وافقه، ونحى نحوه، وصدّقه في كلَّ ما قال، قال: أنت موحَّد، ولو كان فاسقاً محضاً أو ما شاء .. ) (9).
ويخاطب المدعو محمد بن محمد القادري الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود – لما بلغته رسالة هذا الإمام -، فكان من خطابه هذا الإفك:
(فإنك لو تدبرت فيه بعين بصيرتك واعتبرت بها، لما كنت تحكم على الأمة المحمدية بالشرك الأكبر، من غير برهان، وليس هذا إلا شقاوة وخسران وحرمان) (1).
ويذكر - هذا القادري - بعد اطلاعه على رسالة الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود ما نصه - في وصف الإمام عبد العزيز (بأنه حكم على عوام المؤمنين والعلماء العاملين من أمة سيد الأنبياء والمرسلين بالشرك الأكبر .. ) (2).
ويخترع (الحداد) لفرية التكفير والقتال أوجهاً جديدة، فكان من إفكه – على الشيخ الإمام – ما نصّه:
(إذا أراد رجل أن يدخل في دينه، يقول له اشهد على نفسك أنك كنت كافراً، واشهد على والديك أنهما ماتا كافرين، واشهد على العالم الفلاني والفلاني أنهم كفّار وهكذا، فإن شهد بذلك قبله، وإلا قتله .. ) (3).
ويخاطب الحداد الشيخ الإمام بهذا الكذب، فيقول:
(أيها النجدي كيف لا ترضى بالأحياء أن تجعلهم مشركين حتى تعديت أيها النجدي على أموات المسلمين من سنين عديدة تقول ضالين مضلين، حتى عينت أناساً من أكابر العلماء المحققين وأئمة مقتدى بهم صالحين .. ) (4).
ثم يدعو – هذا الحداد – إلى الشرك عن طريق الاستغاثة بالأموات، لمجرد مخالفة هذا النجدي، فيقول:
(وينبغي اليوم في هذا الوقت من الحوادث التي حدثت في الثلم في الدين باعتقاد العامة قول البدعي أن الاستغاثةشرك، فالعالم والمقتدى به ينبغي له أن يظهر الاستغاثة (5) ليقتدى به …) (6).
ويزعم حسن بن عمر الشطي في تذييله الذي كتبه في نهاية (رسالة إثبات الصفات) هذا الإفك، حيث يذكر من صفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
(تكفير المسلمين واعتقاده حل دمائهم وأموالهم وسبي ذراريهم) (7).
ويورد الشطي في تذييله – الآخر – الذي كتبه في خاتمة (رسالة في مشاجرة بين أهل مكة وأهل نجد) أن هذه الرسالة – كما يزعم – (مدارها على تكفير المسلمين وحل دمائهم وأموالهم) (8).
ومن أكاذيب الرافضي عبد الرؤوف على الشيخ محمد بن عبد الوهاب، كذبه بأن الشيخ سفك دماء آلاف المسلمين، يقول عبد الرؤوف:
(فكيف حال رجل قتل آلاف من المسلمين القائلة لا إله إلا الله محمد رسول الله المتصدقين الصائمين الحاجين بيت الله الحرام، بل قتل الذريَّة والنسوان من غير بغي منهم، ولا عدوان زعماً منه أنه من أهل التوحيد فقط، والمسلمون كلهم مرتدون) (1).
ويكشف اللكنهوري عن إفكه حين افترى على الشيخ الإمام أنه يكفّر المسلمين ويستبيح دماءهم، فكان من إفكه ما نصّه:
(اعلم أن عقيدته هو أن جميع المسلمين سوى أهل نحلته كفّار مشركون، يحل أموالهم ودمائهم، ويجوز اتخاذهم عبيداً، ويستدل على ذلك بتلفيقات ما أنزل الله بها من سلطان) (2).
ورمى عثمان بن منصور الشيخ الإمام بهذا الفرية، فكان من إفكه أنه قال: (قد ابتلى الله أهل نجد بل جزيرة العرب، بمن خرج عليهم، وسعى بالتكفير للأمة خاصها وعامها، وقاتلها على ذلك جملة، إلا من وافقه على قوله، لما وجد من يعينه على ذلك .. ) (3).
ويصف عثمان الشيخ الإمام بكذب بحت فيقول:
(ولكن هذا الرجل جعل طاعته ركناً سادساً للأركان الخمسة …) (4).
ويتحدث شيخ الكذب دحلان عن فرية التكفير والقتال للمسلمين .. ، فمن أكاذيبه ومفترياته – ما ننقله بنصّه حيث يقول:
(فلا يعتقدون موحداً إلا من تبعهم فيما يقولون، فصار الموحدون على زعمهم أقل من كل قليل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/118)
وقال له أخوه سليمان يوماً: كم أركان الإسلام يا محمد بن عبد الوهاب فقال: خمسة، فقال: أنت جعلتها ستة، السادس من لم يتبعك فليس بمسلم، هذا عندك ركن سادس للإسلام (5).
ومن كذب دحلان قوله:
(وكانوا يصرحون بتكفير الأمة منذ ستمائة سنة، وأول من صرح بذلك محمد بن عبد الوهاب، فتبعوه على ذلك، وإذا دخل إنسان في دينه، وكان قد حج حجة الإسلام قبل ذلك، يقولون له حج ثانياً فإن حجتك الأولى فعلتها وأنت مشرك، فلا تسقط عنك الحج) (6).
ويزيد دحلان في قبح كذبه، وشناعة إفكه، حيث يقول:
(وكان يقول لهم: إني أدعوكم إلى الدين، وجميع ما هو تحت السبع الطباق مشرك على الإطلاق، ومن قتل مشركاً فله الجنة، فتابعوه، وصارت نفوسهم بهذا القول مطمئنة .. ) (7).
ويسود الزهاوي – كعادته في مؤلفاته – الصحائف بأكاذيبه، وأباطيله فيرمي الشيخ الإمام بفرية تكفير المسلمين وقتالهم، يقول الزهاوي:
(ثم إنه صنف لابن سعود رسالة سماها (كشف الشبهات عن خالق الأرض والسموات) (1) كفّر فيها جميع المسلمين، وزعم أن الناس كفار منذ ستمائة سنة) (2).
ويكذب الزهاوي – مرة أخرى – حيث يقول:
(فمما تمذهبت به الفرقة المارقة الوهابية من الأباطيل: تكفيرهم لكل من خالفهم من المسلمين) (3).
ويكذب الزهاوي – ثالثة – فيقول:
(لو سأل سائل عما تمذهبت به الوهابية ما هو وعن غايته ما هي، فقلنا في جواب كلا السؤالين هو تكفير كافة المسلمين، لكان جواباً على اختصاره تعريفاً كافياً لمذهبها) (4).
ويورد أحد كذابي الرافضة فرية تكفير المسلمين وحل دمائهم، فيقول – بأسلوب المخادع:-
(أراد الله أن يجعلهم فيما بينهم إخواناً وعلى العدو أعواناً .. فنقض ابن عبد الوهاب تلك القاعدة الأساسية، وعكس الآية، فصار يكفر المسلمين، ويضرب بعضهم ببعض، وما انجلت تلك الفترة إلا وهم بأيدي الأعداء ينقضون دعائم الدين .. الخ) (5).
ويدعي المبتدع أحمد رضا خان هذه الفرية، فيقول – حاكياً حال الشيخ الإمام ـ: (الذي يسعده أن يكفر أجداده ومشائخه، وهو لا يكتفي بهذا، بل يكفر سائر المسلمين ومن بينهم الأئمة والمشائخ … إن ابن عبد الوهاب قد أعلن عقب ظهور دينه الجديد أن الأمة الإسلامية منذ ستمائة سنة تتخبط في ظلام الشرك، وقد ردد الوهابيون قول زعيمهم فيما بعد) (6).
ثم يأتي محمد بن نجيب سوقية، فيسبق أقرانه إلى حضيض الكذب وقاع الإفك حيث يقول:
(إن مذهبهم تكفير الأموات، ورمي الأحياء بالشرك من الموحدين .. ولقائل أن يقول ممن عرفت إسناد الكفر والشرك لعامة الموحدين من طرف الوهابية، فالجواب أن ذلك مصرح في رسائلهم وكتبهم …). (7)
ومن أفراخ الخصوم في زماننا الحاضر، نورد أقوال ثلاثة منهم، ممن بهت الشيخ الإمام – رحمه الله وكذا أتباعه – من بعده - وأنصار دعوته بفرية تكفير المسلمين واستحلال دمائهم ..
يذكر الشيعي محمد جواد مغنية تلك الفرية مقتدياً بأسلافه – الرافضة – في الكذب والبهتان، فيقول:
(وليس من شك أنهم يريدون بالموحدين الوهابية أنفسهم، وبالمشركين جميع المسلمين بدون استثناء). (8)
ويورد حسين بن حلمي ايشيق تلك الفرية، فيقول في تعليقه على كتاب (الإيمان والإسلام) لخالد البغدادي، أثناء كذبه على الوهابيين:
(ولا يحسبون غير أنفسهم مسلمين، ويكفرون ما عداهم، ويقولون أن أموالهم وأنفسهم مباحة للوهابيين) (9).
ويورد ثالثهم وهو المدعو مالك بن داود – أحد أدعياء التصوف – في كتابه الذي سماه (الحقائق الإسلامية) هذه الفرية، فكان من بهتانه:
(وبعض العلماء يسمون الدعوة الوهابية بـ (الدعوة الدموية)). (1)
ويزعم أن الوهابيين (مصممون على أن من لم يكن وهابياً فهو مشرك، يجب هجرانه ولا يجوز التعامل معه فيما يخص الدين، أو الدنيا). (2)
ويكذب عليهم حين يقول:
(الغاية التي يسعون إلى تحقيقها هي إثبات السنية لهم خاصة، وتكفير جماعة المسلمين من غيرهم). (3)
وبعد أن أوردنا بعض هذا الغث والركام لهؤلاء الخصوم، حين قذفوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – بتكفير المسلمين، ننتقل إلى سياق بعض ردود علماء هذه الدعوة السلفية على تلك الفرية، وبيانهم للحقيقة – كما هي -، وسيتضح – يقيناً – تهافت هذه الفرية وينكشف زيفها، وإن كثر قائلوها، فلا تعجبك كثرة الخبيث، فالزبد يذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/119)
لقد بلغت هذه الفرية الخاطئة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله -، فتعددت ردوده وأجوبته عليها، ولأن فرية تكفير المسلمين واستباحة دمائهم قد شاعت وذاعت في غالب بلاد المسلمين، وانتشرت انتشار النار في الهشيم، فقد حرص الشيخ – رحمه الله – على تأكيد هذه الردود, وإعلان براءته مما ألحق به .. ، فأرسل هذه الردود إلى مختلف البلاد.
فعلى النطاق المحلي في منطقة نجد، نلاحظ أن الشيخ قد بعث رسالة لأهل الرياض ومنفوحه، ينفي تلك الفرية، يقول الشيخ الإمام رحمه الله:
(وقولكم إننا نكفر المسلمين، كيف تفعلون كذا، كيف تفعلون كذا. فإنا لم نكفر المسلمين، بل ما كفرنا إلا المشركين). (4)
ويبعث رسالة لمحمد بن عيد أحد مطاوعة ثرمداء، يقول فيها:
(وأما ما ذكره الأعداء عني أني أكفر بالظن، والموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله). (1)
وفي رسالته لأهل القصيم، يشير رحمه الله إلى مفتريات الخصم العنيد ابن سحيم ويبريء نفسه من فرية تكفير المسلمين وقتلهم، يقول الشيخ الإمام:
(والله يعلم أن الرجل افترى عليّ أموراً لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي، فمنها قوله: أني أقول أن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وأني أكفر من توسل بالصالحين، وأني أكفر البوصيري، وأني أكفر من حلف بغير الله .. جوابي عن هذه المسائل أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم. (2)
ويؤكد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بطلان تلك الفرية، ويدحضها فيقول - في رسالته لحمد التويجري -:
(وكذلك تمويهه على الطغام بأن ابن عبد الوهاب يقول: الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله، فهو المسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعد ما تبيّن له الحجة على بطلان الشرك…). (3)
ويؤكد الشيخ الإمام - مرة أخرى - بطلان تلك الدعوى، وأنها دعوى كذب وبهتان، فيقول جواباً على سؤال الشريف .. (4)
(وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم: أنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله .. ). (5)
ويبعث الشيخ رسالة لأحد علماء المدينة لدحض فرية تكفير الناس عموما، يقول الشيخ:
(فإن قال قائلهم أنهم يكفرون بالعموم فنقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، الذي نكفر الذي يشهد أن التوحيد دين الله ودين رسوله، وأن دعوة غير الله باطلة ثم بعد هذا يكفّر أهل التوحيد). (6)
ويكتب الشيخ الإمام إلى إسماعيل الجراعي صاحب اليمن تكذيباً لهذه الفرية قال الشيخ:
(وأما القول بأنّا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون به عن هذا الدين، ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم). (7)
ولما أرسل أحد علماء العراق وهو الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السويدي كتاباً للشيخ الإمام يسأله عما يقوله الناس فيه … من تكفير الناس إلا من تبعه … فأجابه الشيخ بجواب ذكر فيه كيد الأعداء ثم أعقبه برد فرية الخصوم:
(وأجبلوا علينا بخيل الشيطان ورجله، منها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً عن أن يفتريه، ومنها ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من تبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، ويا عجبا كيف يدخل هذا في عقل عاقل، هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون .. ) (1).
وينفي الشيخ حسين بن غنام فرية تكفير المسلمين عن الشيخ الإمام، ويؤكد أن الخصوم هم الذين كفّروا الشيخ واستحلوا دمه، يقول رحمه الله – في وصف الشيخ ـ:
(إنه رحمه الله لما تظاهر ذلك الأمر والشأن، في تلك الأوقات والأزمان، والناس قد أشربت منهم القلوب بمحبة المعاصي والذنوب، وتولعوا بما كانوا عليه من العصيان، وقبائح الأهواء على كل إنسان، لم يسرع لها لسان، ولم يصمم منه لب أو جنان على تكفير هؤلاء العربان، بل توقف تورعاً عن الإقدام في ذلك الميدان، حتى نهض عليه جميع العدوان، وصاحوا وباحوا بتكفيره وجماعته في جميع البلدان، ولم يثبتوا فيما جاءوا به من الإفك والبهتان، بل كان لهم على شنيع ذلك المقال إقدام وإسراع وإقبال، ولم يأمر رحمه الله بسفك دم ولا قتال على أكثر الأهواء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/120)
والضلال). (2)
ويفند الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب تلك الفرية، فيقول:
(وأما ما يكذب علينا ستراً للحق، وتلبيساً على الخلق، بأننا نكفر الناس على الإطلاق، أهل زماننا، ومن بعد الستمائة، إلا من هو على ما نحن فيه، ومن فروع ذلك أن لا نقبل بيعة أحد إلا بعد التقرر عليه بأنه كان مشركاً، وأن أبويه ماتا على الشرك بالله … فلا وجه لذلك فجميع هذه الخرافات وأشباهها لما استفهمنا عنها من ذكر أولاً، كان جوابنا في كل مسألة من ذلك (سبحانك هذا بهتان عظيم)، فمن روى عنا شيئاً من ذلك أو نسبه إلينا، فقد كذب وافترى، ومن شاهد حالنا، وحضر مجالسنا، وتحقق ما عندنا علم قطعياً أن جميع ذلك وضعه علينا وافتراه أعداء الدين وإخوان الشياطين، تنفيراً للناس عن الإذعان بإخلاص التوحيد لله تعالى بالعبادة وترك أنواع الشرك الذي نص عليه بأن الله لا يغفره، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فإنا نعتقد أن من فعل أنواعاً من الكبائر كقتل المسلم بغير حق، والزنا، والربا وشرب الخمر، وتكرر منه ذلك، أنه لا يخرج بفعله ذلك من دائرة الإسلام ولا يخلد به في دار الانتقام، إذا مات موحداً بجميع أنواع العبادة). (3)
ويدل على براءتهم - أيضاً – من تلك الفرية ما يقوله الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب – في موضع آخر:
(إن صاحب البردة وغيره ممن يوجد الشرك في كلامه والغلو في الدين، وماتوا لا يحكم بكفرهم، وإنما الواجب إنكار هذا الكلام، وبيان من اعتقد هذا على الظاهر فهو مشرك كافر، وأما القائل فيرد أمره إلى الله سبحانه وتعالى، ولا ينبغي التعرض للأموات، لأنه لا يعلم هل تاب أم لا .. ). (4)
ولما سئل الشيخ عبد العزيز بن حمد سبط الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن تلك الفرية، كان جوابه رحمه الله – بعد أن ساق السؤال _:
(وأما السؤال الثاني وهو قولكم: من لم تشمله دائرة إمامتكم ويتسم بسمة دولتكم، وهل داره دار كفر وحرب على العموم الخ.
فنقول وبالله التوفيق: الذي نعتقده وندين الله به، أن من دان بالإسلام وأطاع ربه فيما أمر، وانتهى عما عنه نهى وزجر، فهو المسلم حرام المال والدم كما يدل عليه الكتاب والسنة وإجماع الأمة. ولم نكفر أحداً دان بالإسلام لكونه لم يدخل في دائرتنا، ولم يتسم بسمة دولتنا، بل لا نكفر إلا من كفره الله ورسوله، ومن زعم أنا نكفر الناس بالعموم، أو نوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه ببلده فقد كذب وافترى). (1)
ومن الحجج الدامغة التي سطرها الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، وأزهق بها فرية عثمان بن منصور حين قذف الشيخ الإمام بتكفير المسلمين وقتلهم، يقول الشيخ عبد اللطيف في (مصباح الظلام) دحضاً لذلك:
(هذه العبارة تدل على تهور في الكذب، ووقاحة تامة، وفي الحديث: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت). (2)
وصريح هذه العبارة أن الشيخ كفر جميع الأمة من المبعث النبوي إلى قيام الساعة إلا من وافقه على قوله الذي اختص به، وهل يتصور هذا عاقل عرف حال الشيخ وما جاء به ودعا إليه، بل أهل البدع كالقدرية والجهمية والرافضة والخوارج لا يكفرون جميع من خالفهم، بل لهم أقوال وتفاصيل يعرفها أهل العلم، والشيخ رحمه الله لا يعرف له قول انفرد به عن سائر الأمة، ولا عن أهل السنة والجماعة منهم، وجميع أقواله في هذا الباب – أعني ما دعا إليه من توحيد الأسماء والصفات وتوحيد العمل والعبادات – مجمع عليه المسلمين لا يخالف فيه إلا من خرج عن سبيلهم وعدل عن مناهجهم). (3)
كما يوضح الشيخ عبد اللطيف تورع جده – الشيخ الإمام – عن التكفير فيقول: (والشيخ محمد رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر، حتى أنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور، أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر مرتكبها). (4)
ويورد الشيخ عبد اللطيف – في إحدى رسائله – معتقد الشيخ الإمام في مسألة التكفير فيقول:
(فإنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسله، أو بشيء منها بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر كتكفير من عبد الصالحين ودعاهم مع الله، وجعلهم أنداداً فيما يستحقه على خلقه من العبادات والإلهية) (5).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/121)
ويؤكد الشيخ عبد اللطيف أن من عرف سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، أدرك براءته من تلك الفرية الكاذبة فيقول – رحمه الله -:
(كل عاقل يعرف سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، يعلم أنه من أعظم الناس إجلالاً للعلم والعلماء، ومن أشد الناس نهياً عن تكفيرهم وتنقصهم وأذيتهم، بل هو ممن يدينون بتوقيرهم وإكرامهم والذب عنهم، والأمر بسلوك سبيلهم، والشيخ رحمه الله لم يكفر إلا من كفره الله ورسوله وأجمعت الأمة على كفره كمن اتخذ الآلهة والأنداد لرب العالمين) (1).
وتضمنت مناظرة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن لداود بن جرجيس، تفنيداً لفرية تكفير الناس فيقول الشيخ عبد اللطيف:
(وأما القول بأنا نكفر الناس عموماً ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وأنا نكفر من لم يكفر ولم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، سبحانك هذا بهتان عظيم) (2).
ويدحض الشيخ صالح بن محمد الشتري كذبهم، فيقول:
(وأما ما ادعاه أعداءه المعاصرون له أنه كفر بالعموم، أو يكفر بالذنوب أو يقاتل من لا يستحق قتلاً، أو يستحل دمه وماله، فالجواب أن نقول سبحانك هذا بهتان عظيم، ورسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب تبرأ فيهن مما نسب إليه أعداؤه وأن مذهبه مذهب السلف الصالح .. ) (3).
ويجمل السهسواني الجواب على مفتريات شيخ الكذب دحلان في اتهام الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب فيقول:
(هذا كله افتراء بلا ريب على الشيخ، يعرفه من له رائحة من الإيمان والعلم والعقل). (4)
ويقول أيضاً - بعد ذكر مفتريات أخرى لدحلان في قذف الشيخ الإمام بتكفير الناس -:
(الجواب على هذه الأقوال كلها أنها على طولها وكثرتها كاذبة خبيثة فلا تعجبك كثرة الخبيث). (5)
وينفي السهسواني مزاعم دحلان التي رمى بها دعوة الشيخ في مسألة التكفير .. ، فيقول:
(أن الشيخ وأتباعه لم يكفروا أحداً من المسلمين، ولم يعتقدوا أنهم هم المسلمون، وأن من خالفهم هم مشركون، ولم يستبيحوا قتل أهل السنة وسبي نسائهم … ولقد لقيت غير واحد من أهل العلم من اتباع الشيخ، وطالعت كثيراً من كتبهم، فما وجدت لهذه الأمور أصلاً وأثراً، بل كل هذا بهتان وافتراء). (6)
ومما قاله محمد رشيد رضا معلقاً - على الكلام السابق -:
(بل في هذه الكتب خلاف ما ذكر وضده، ففيها أنهم لا يكفرون إلا من أتى بما هو كفر بإجماع المسلمين) (7).
ويورد الشيخ سليمان بن سحمان الدفاع عن الشيخ الإمام، ويبرأه من هذا البهتان فيقول رحمه الله – حاكياً حال الشيخ:
(فإنه رحمه الله كان على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها .. فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله وأجمع على تكفيره الأمة، ويوالي كافة أهل الإسلام وعلمائهم .. ويؤمن بما نطق به الكتاب، وصحت به الأخبار، وجاء الوعيد عليه من تحريم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، ولا يبيح من ذلك إلا ما أباحه الشرع، وأهدره الرسول، ومن نسب إليه خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة من سلف الأمة وأئمتها فقد كذب وافترى، وقال ما ليس له به علم …). (1)
وكتب أحمد الكتلاني في (الصيب الهطال) – دفاعا عن الشيخ في هذا المقام – قريباً مما كتبه ابن سحمان (2).
وأجاب أحد علماء نجد على تلك الفرية، حيث تلقفها صاحب جريدة القبلة وزعم أن الوهابيين يلزمون الناس بتكفير آباءهم وأجدادهم.
فكان جواب هذا العالم:
(وهذا من نمط ما قبله من الكذب والبهتان، والذي نقوله في ذلك أن من مات من أهل الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة إليه، فالذي يحكم عليه إذا كان معروفاً بفعل الشرك ويدين به، ومات على ذلك، فظاهره أنه مات على الكفر فلا يدعى له، ولا يضحى له، ولا يتصدق عنه. وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فإن كانت قد قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر والباطن، وإن كان لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله. وأما من لا نعلم حاله في حال حياته، ولا ندري ما مات عليه، فإنا لا نحكم بكفره، وأمره إلى الله فمن نسب إلينا غير هذا فقد كذب علينا وافترى وحسبنا الله ونعم الوكيل) (3).
ويكذّب الشيخ محمد بن عثمان الشاوي هذا البهتان، فيقول في رسالته (القول الأسد):
(فإنا لم نكفر بالعموم، ولا نكفر إلا من قام الدليل القاطع على كفره، بصرفه حق الله لغيره، ودعائه، والتجاءه إلى ما لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فضلا عن غيره …). (4)
ويهاجم القصيمي في كتابه (الصراع) خصوم الشيخ – من الرافضة – مؤكداً براءة الشيخ من فرية التكفير، وأن هؤلاء الرافضة أحق وأجدر بهذا الوصف فيقول:
(إن من عجائب الأيام وفكاهاتها المضحكة قوماً، المبكية قوماً آخرين، أن تذهب الشيعة تتهم أهل السنة من أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب بإكفار المسلمين وإحلال دمائهم وأموالهم، في حين أن الشيعة تعلن على رؤوس الملأ ومسامع العالمين إكفار خيار الأمة، وإكفار كبراء الصحابة، ومن تولاهم من فرق المسلمين، والذي يكفر خيار الصحابة كالصديق وعمر وعثمان وعائشة ومعاوية وغيرهم .. كيف لا يمنعه الحياء من أن يتهم أحدا بإكفار المسلمين .. ). (5)
من خلال هذه النقول المتعددة تظهر براءة الشيخ الإمام، وكذا أتباعه وأنصار دعوته من مفتريات وأكاذيب الخصوم في مسألة التكفير، ومن طالع كتبهم وقرأ رسائلهم تبين له صحة معتقدهم وسلامة فهمهم لمسألة التكفير، وإن اعتقادهم فيها هو عين اعتقاد السلف الصالح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/122)
ـ[امين حمدان]ــــــــ[19 - 08 - 08, 01:11 ص]ـ
المبحث الثاني:
فرية أن الوهابيين خوارج،
وأن نجد اليمامة قرن الشيطان مع الرد والدحض لها
هذا المبحث يرتبط – كثيراً – بالمبحث السابق، ففي المبحث السابق تحدثنا عن فرية تكفير الوهابية للمسلمين، وفي هذا المبحث نتحدث عن فرية أن الوهابيين خوارج، فهناك تداخل بين المبحثين، وذلك لأن الخوارج قد عرف عنهم التكفير لأصحاب المعاصي من المسلمين، فجعل الخصوم الوهابيين كالخوارج في هذه المسألة، ولهذا فلن نتحدث عن هذا الجانب تفصيلاً ففي المبحث السابق كفاية وغنية عن التكرار، وإنما سنتحدث عن فرية الخصوم في رميهم للوهابيين بهذا الوصف – أي الخوارج -، وذمهم والطعن فيهم لأنهم خوارج سيماهم التحليق (1)، ولأن بلادهم ومحل ظهورهم هو نجد التي هي قرن الشيطان .. بلاد مسيلمة الكذّاب .. إلى آخر تلك الدعاوى الباطلة، ثم نتبعها بالرد والدحض.
لقد تعددت مزاعم الخصوم بهذه الفرية الخاطئة، وتنوعت أباطيلهم، فمرة يتهمون الشيخ بأنه من الخوارج، وأن سيماهم التحليق .. ومرة يطعنون في الشيخ الإمام وفي دعوته بحجة أن موطنه نجد اليمامة، ونجد هي قرن الشيطان كما في الحديث، وهي موطن الزلازل والفتن، وثالثة يزعمون أنه من نسل ذي الخويصرة التميمي .. إلى آخر هذه الترهات والأباطيل.
ونلاحظ أن بن عفالق من أوائل المفترون في ذلك، حيث ينعى على الوهابيين بأن موطنهم هو نجد –قرن الشيطان – وأنهم من بقايا فتنة مسيلمة الكذاب، يقول ابن عفالق في رسالته لابن معمر:
(وفي فضل أهل الشام واليمن والحرمين وفارس ما يعرفه من له أدنى معرفة بالأحاديث وأما أنتم يا أهل اليمامة ففي الحديث الصحيح عندكم يطلع قرن الشيطان، وأنتم لا تزالون في شر من كذّابكم إلى يوم القيامة. إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار). (2)
ويقول: (فبماذا يجاوبون من هذه حالته ودعواه، أيدينون بالرجعة ويقولون هذا مسيلمة قد ظهر بوادي حنيفة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث المشهور أنهم لا يزالون في فتنة من كذّابهم إلى يوم القيامة .. ). (3)
ويذكر سليمان بن عبد الوهاب الدليل على بطلان دعوة أخيه الشيخ الإمام، وهو أن موطنه بلاد المشرق، بلاد مسيلمة الكذّاب، فيقول:
(ومما يدل على بطلان مذهبكم ما في (الصحيحين) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رأس الكفر نحو المشرق) …. فلو علم أن بلاد المشرق خصوصاً نجد بلاد مسيلمة أنها تصير دار الإيمان، وأن الطائفة المنصورة تكون بها .. وأن الحرمين الشريفين واليمن تكون بلاد كفر تعبد فيها الأوثان، وتجب الهجرة منها، لأخبر بذلك، ولدعى لأهل المشرق خصوصاً نجد، ولدعى على الحرمين واليمن وتبرأ منهم، إذ لم يكن إلا ضد ذلك، فإنه صلى الله عليه وسلم عمَّ المشرق، وخصَّ نجد بأن منها يطلع قرن الشيطان). (1)
ويسوق (الحداد) بعض تلك الفرية، فيزعم أن الشيخ الإمام هو قرن الشيطان يقول الحداد في كتابه (مصباح الأنام):
(وقد استنبط العلماء من مفهوم قول النبي صلى الله عليه وسلم (يطلع منها – أي نجد – قرن الشيطان) من معجزاته، لأنه أتى بالياء للاستقبال؛ لأن مسيلمة لعنه الله، في حياته عليه السلام طلع، وادعى النبوة، وهلك في خلافة الصديق .. ، ولم يطلع قرن الشيطان إلا بعد الألف والمائة والخمسين، وهو محمد بن عبد الوهاب رأس هذه البدعة وأسّها). (2)
ويورد (الحداد) بعضاً من علامات الخوارج، ليدعي - زوراً - وجودها عند الوهابيين فيقول كاذباً:
(وأهم من ذلك كله ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الكثيرة المبينة لعلامات الخوارج، مما يبين أن ابن عبد الوهاب وأتباعه منهم، ككونهم من نجد، وكونهم من المشرق، ومعلوم أن نجدا شرقي المدينة، وكون سيماهم التحليق، مع كونهم من المشرق). (3)
ويقول الحداد:
(قال السيد العلامة المنعمي في مطلع قصيدة له في الرد على النجدي لما قتل عدة لم يحلقوا رؤوسهم قال:
أفي حلق رأسي بالسكاكين والحد حديث صحيح بالأسانيد عن جدي) (4)
ويأتي أفاك آخر، وهو المدعو عبد الرؤوف، حيث ساق حديث (اللهم بارك لنا في شامنا)، وما ورد في شأن الخوارج من الأحاديث .. ثم قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/123)
(المراد به أصحاب ابن عبد الوهاب فإن شعارهم تحليق شعر رؤوسهم أجمع، وعدم اتخاذ القنازع كما هو الأعراب قديماً وحديثاً، وإذا دخل الرجل في دينهم، أول ما يأمرونه به حلق شعر رأسه أجمع، وبهذا تعرف الوهابية عن سائر الأعراب كما هو معروف، فالحديث نص على رد الوهابية) (5).
ويدعي الصاوي – كذباً وتلفيقاً - أن علماء الدعوة وأتباعها خوارج (وأنهم يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون .. ). (6)
ويؤكد ابن عابدين – في حاشيته – هذا الإفك، فيزعم أن أتباع الشيخ الإمام يدخلون في مسمى الخوارج. (1)
ويفتري محسن بن عبد الكريم على أتباع هذه الدعوة السلفية بأنهم خوارج، ويصفهم بأنهم مارقة… (2)، ويتحدث عن فرية التحليق، فيقول:
(والتحليق الذي صار شعارهم فلا يقبلون من أحد الدخول فيما هم فيه حتى يحلق رأسه، حتى قال المولى عبد الله بن عيسى في كتابه (السيف الهندي): إنه بلغني أنه حلق ناس من أهل تهامة رؤوسهم على ضوء السراج نحو ستمائة رجل في ليلة واحدة فكيف بالنهار .. ). (3)
ويقذع الرافضي اللكنهوري في السب والشتم، فيجعل الخوارج هم سلف الوهابيين، فكان من إفكه أنه قال:
(وإن لهم أسوة في من سلف من الخوارج الحرورية، لعنهم الله، حيث كفروا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وجميع المسلمين من أصحابه وأنصاره بتلفيقات تشبهها أقوال هؤلاء الوهابية واستحلوا بذلك دماءهم وأموالهم.
ولو تأملت بصائب النظر في تاريخهم لوجدت الوهابية ممن يحذو حذوهم في العقائد .. ثم إنك لو أمعنت النظر لوجدت شيوخ أولئك الخوارج من أهل نجد) (4).
ويزعم عثمان بن منصور أن نجد اليمامة هي قرن الشيطان، فيقول: (وقد امتنع الرسول صلى الله عليه وسلم عن الدعاء لها لما دعا للشام ولليمن والمدينة، لما علم بعلم الله ما يحدث فيها ومنها، وقال فيها (أولئك منها الزلازل والفتن، ومنها ما يظهر قرن الشيطان). (5)
ويورد شيخ الكذب والبهتان أحمد دحلان، اتهامه لأنصار هذه الدعوة السلفية بفرية التحليق فيقول:
(وكانوا يأمرون من اتبعهم أن يحلق رأسه، ولا يتركونه يفارق مجلسهم إذا تبعهم، حتى يحلقوا رأسه، ولم يقع مثل ذلك قط من أحد من الفرق الضالة التي مضت قبلهم، فالحديث صريح فيهم، وكان السيد عبد الرحمن الأهدل مفتي زبيد يقول: لا يحتاج أن يؤلف أحد تأليفاً للرد على ابن بعد الوهاب، بل يكفي من الرد عليه قوله صلى الله عليه وسلم. (سيماهم التحليق) فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم). (6)
ويتهم الرافضي محمد حسن الموسوي الوهابيين بأنهم على نهج الخوارج. ثم يقول كاذباً (أن الوهابية أصحاب الزلازل والفتن بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم). (7)
ويدعي النبهاني أن نجد اليمامة هي قرن الشيطان، وأنها من بلاد المشرق التي ذمها الرسول صلى الله عليه وسلم يقول النبهاني في رائيته الصغرى:
أشار رسول الله للشرق ذمّه وهم أهله لا غرو أن أطلع الشرا
به يطلع الشيطان ينطح قرنه رؤوس الهدى والله يكسره كسرا) (1)
وقد حشد الدجوي في مجلته (الأزهر) إحدى عشرة صفة من صفات الخوارج، وحملها - ظلماً وبغياً - على أنصار وأتباع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. (2)
كما زعم الأفاك الأثيم، والكذاب اللئيم الرافضي (العاملي) أن الوهابيين يشبهون الخوارج من ثلاث عشرة جهة. (3)
ويورد العاملي الأحاديث التي في ذم المشرق، وذم نجد، ليحملها على نجد اليمامة (4). ثم يدافع عن موطنه – العراق -، فيقول نافياً أن تكون العراق هي نجد قرن الشيطان-.
(وما يحكي عن بعض الوهابيين من أن المراد من نجد هو العراق؛ لأنها أعلى من الحجاز والنجد في اللغة ما أشرق من الأرض، معلوم الفساد، فإن نجداً حيثما يطلق بلا قيد يراد به بلادهم التي لا تسمى عرفاً إلا بهذا الاسم قديماً وحديثاً .. ) (5).
ويأتي العاملي بزور آخر، حيث يدعي أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب من عشيرة ذي الخويصرة التميمي، وذلك لأن كلاهما من بني تميم، يقول العاملي:
(ومن الأخبار المرجح ورودها في الوهابية قوله صلى الله عليه وسلم في ذي الخويصرة التميمي أن من ضئضيء هذا قوماً يقرأون القرآن ولا يجاوز حناجرهم .. فيكون المراد من ضئضئه أي من أصله وعشيرته، لا من نسله وعقبه؛ لأن عشيرة الرجل هي أصله ومعدنه، وذو الخويصرة وابن عبد الوهاب من أصل واحد، من عشيرة واحدة فكلاهما تميمي. (6)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/124)
ويدعي الزهاوي أن من أعلام نبوة محمد صلى الله عليه وسلم إخباره عن هؤلاء الخوارج، يقصد أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -. (1)
ويزعم أحمد بن محمد الغماري أن دعوة الشيخ الإمام هي قرن الشيطان، فيقول: (ولما طلع قرن الشيطان بنجد في أواخر القرن الحادي عشر، وانتشرت فتنته، كانوا يحملون الأحاديث عليه وعلى أصحابه). (2)
ويردد أبو زهرة تلك الفرية - دون تورع أو تثبت - فيقول عن أتباع هذه الدعوة بأنهم:
(كانوا يشبهون الخوارج الذين كانوا يكفرون مرتكب الذنب) (3).
كما أن الشيعي محمد جواد مغنية يزعم أن الوهابية لا تختلف عن الخوارج في مسألة التكفير …. (4).
إن هذا الركام – من تلك الأكاذيب – الذي افتراه خصوم الدعوة السلفية ما يلبث أن يتلاشى ويزول، فيكون كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، وذلك عندما نسوق ما سطّره بعض أتباع هذه الدعوة السلفية من الحجج الواضحة والأدلة الدامغة في دحض ذلك البهتان.
لقد كذب الخصوم على الشيخ الإمام حين زعموا أنه يكفّر المسلمين بالذنوب فإن الشيخ قد أوضح في هذه المسألة، فقال في رسالته لأهل القصيم:
(ولا أكفّر أحداً من المسلمين بذنب، ولا أخرجه عن دائرة الإسلام) (5).
ومع أن الإمام الشوكاني – رحمه الله – في باديء الأمر لم تبلغه معلومات موثقة عن هذه الدعوة السلفية، إلا أنه لم يصدق تلك الدعاوى الكاذبة، فقال:
(وبعض الناس يزعم أنه يعتقد اعتقاد الخوارج، وما أظن ذلك صحيحاً) (6).
(سئل الشيخ حمد بن ناصر بن معمر – رحمه الله -، فقال السائل: إنكم تكفرون بالمعاصي.
فأجاب: ليس هذا قولنا، بل هذا قول الخوارج الذين يكفرون بالذنوب، ولم نكفّر أحداً بعمل المعاصي، بل نكفّر من فعل المكفرات كالشرك بالله بأن يعبد معه غيره، فيدعوا غير الله، أو يذبح له، أو ينذر له، أو يخافه، أو يرجوه، أو يتوكل عليه، فإن هذه الأمور كلها عبادة لله بنص القرآن … إلى آخر جوابه رحمه الله) (7).
ويفند الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب فرية (التحليق) فيقول:
(وأما البحث عن حلق شعر الرأس، وأن بعض البوادي الذين دخلوا في ديننا قاتلوا من لم يحلق رأسه، وقتلوا بسبب الحلق خاصة، وأن من لم يحلق رأسه صار مرتداً، والردة لا تكون إلا بإنكار ما علم بالضرورة من دين الإسلام، وأنواع الكفر والردة من الأقوال والأفعال معلومة عند أهل العلم، وليس عدم الحلق منها، بل ولم نقل إن الحلق مسنون فضلاً عن أن يكون واجباً، فضلاً عن أن يكون تركه ردة عن الإسلام.
ونحن لم نأمر أحداً من الأمراء بقتال من لم يحلق رأسه بل نأمرهم بقتال من أشرك بالله، وأبى عن توحيد الله) (1).
ويوضح الشيخ عبد العزيز بن حمد – سبط الشيخ الإمام – في جواب له، بعضاً من أحكام حلق شعر الرأس، ويذكر السبب في حلقه عندهم في بلاد نجد، فقال رحمه الله:
(فالذي تدل على الأحاديث، النهي عن حلق بعض وترك بعض، فإما تركه كله فلا بأس به، إذا أكرمه الإنسان كما دلت عليه السنة النبوية. وأما حديث كليب (2) فهو يدل على الأمر بالحلق عند دخوله في الإسلام إن صح الحديث، ولا يدل على أن استمرار حلقه سنة، وأما تعزير من لم يحلق وأخذ ماله فلا يجوز وينهى فاعله عن ذلك؛ لأن ترك الحلق ليس منهياً عنه، وإنما نهى عنه ولي الأمر؛ لأن الحلق هو العادة عندنا، ولا يتركه إلا السفهاء عندنا، فنهى عن ذلك نهي تنزيه لا نهي تحريم سداً للذريعة؛ ولأن كفار زماننا لا يحلقون فصار في عدم الحلق تشبهاً بهم). (3)
ويؤكد الشيخ عبد الرحمن بن حسن في رد شافي – على من احتج بحديث نجد قرن الشيطان – أن الذم والمدح يقع على الحال لا على المحل، كما يذكر المراد بنجد قرن الشيطان، فقال رحمه الله:
( .. الذم إنما يقع في الحقيقة على الحال لا على المحل، والأحاديث التي وردت في ذم نجد كقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لنا في يمننا. اللهم بارك لنا في شامنا) الحديث .. قيل إنه أراد نجد العراق؛ لأن في بعض ألفاظه: ذكر المشرق , والعراق شرقي المدينة، والواقع يشهد له، لا نجد الحجاز، ذكره العلماء في شرح هذا الحديث، فقد جرى على العراق من الملاحم والفتن، ما لم يجر في نجد الحجاز، يعرف ذلك من له اطلاع على السير والتاريخ، كخروج الخوارج بها، وكمقتل الحسين، وفتنة ابن الأشعث، وفتنة المختار وقد ادعى النبوة … وما جرى في ولاية الحجاج بن يوسف من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/125)
القتال، وسفك الدماء وغير ذلك مما يطول عده.
وعلى كل حال فالذم إنما يكون في حال دون حال، ووقت دون وقت، بحسب حال الساكن؛ لأن الذم إنما يكون الحال دون المحل، وإن كانت الأماكن تتفاضل. وقد تقع المداولة فيها، فإن الله يداول بين خلقه، حتى في البقاع، فمحل المعصية في زمن قد يكون محل طاعة في زمن آخر، وبالعكس) (4).
ثم قال رحمه الله: (فلو ذم نجد بمسيلمة بعد زواله، وزوال من يصدقه، لذم اليمن بخروج الأسود العنسي ودعواه النبوة …، وما ضرَّ المدينة سكنى اليهود بها، وقد صارت مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومعقل الإسلام , ما ذمت مكة بتكذيب أهلها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وشدة عدواتهم له، بل هي أحب أرض الله إليه .. ). (5)
ويذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الرد على عثمان بن منصور، الذي وصف أهل هذه الدعوة بأنهم خوارج، ونزل الأحاديث التي وردت في شأن الخوارج عليهم – في رده – أن أهل هذه الدعوة من أبعد الناس عن مشابهة الخوارج، يقول:
(وأما أهل هذه الدعوة الإسلامية التي أظهرها الله بنجد، وانتشرت واعترف بصحتها كثير من العلماء والعقلاء، وأدحض الله حجة من نازعهم بالشهادة، فهم بحمد الله، يدعون إلى ما بعث الله به رسله من إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له .. ) (1).
كما يبيّن الشيخ عبد الرحمن بن حسن - في موضع آخر - أن رأي أهل هذه الدعوة في الخوارج هو رأي الصحابة رضي الله عنهم. (2)
ويقرر الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن المراد بالمشرق ونجد الذي ورد ذمه في الحديث فقال:
(إن المراد بالمشرق ونجد في هذا الحديث وأمثاله هو العراق؛ لأنه يحاذي المدينة من جهة الشرق، يوضحه أن في بعض طرق هذا الحديث: وأشار إلى العراق)، قال الخطابي: نجد من جهة المشرق، ومن كان بالمدينة، كان نجده بادية الشام ونواحيها فهي مشرق أهل المدينة، وأصل نجد ما ارتفع من الأرض، وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها، وقال الداوودي: أن نجداً من ناحية العراق، ذكر هذا الحافظ ابن حجر، ويشهد له ما في مسلم عن ابن عمر قال: يا أهل العراق ما أسئلكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أن الفتنة تجيء من هاهنا، وأومأ بيده إلى المشرق، فظهر أن هذا الحديث خاص لأهل العراق؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فسَّر المراد بالإشارة الحسيّة، وقد جاء صريحاً في (المعجم الكبير) للطبراني النص على أنها العراق. وقول ابن عمر وأهل اللغة وشهادة الحال كل هذا يعين المراد .. ) (3).
ويشير الشيخ عبد اللطيف إلى فضل بني تميم فيقول:
(وقد جاء في فضل أهل نجد كتميم، ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: أحب تميماً لثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله لما جاءت صدقاتهم هذه صدقات قومي، وقوله في الجارية التميمية: اعتقها فإنها من ولد إسماعيل، وقوله: هم أشد أمتي على الدجال .. هذا في المناقب الخاصة، وأما العامة للعرب، فلا شك في عمومها لأهل نجد؛ لأنهم من صميم العرب، وما ورد في تفضيل القبائل والشعوب أدل وأصرح في الفضيلة مما ورد في البقاع والأماكن في الدلالة على فضل الساكن والقاطن.
ومعلوم أن رؤساء عبّاد القبور الداعين إلى دعائهم وعبادتها لهم حظ وافر مما يأتي به الدجال، وقد تصدى رجال من تميم، وأهل نجد للرد على دجاجلة عبّاد القبور الدعاة إلى تعظيمها مع الله، وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، إن قلنا إن (ال) في الدجال للجنس لا للعهد، وإن قلنا أنها للعهد كما هو الظاهر، فالرد على جنس الدجال توطئة وتمهيد لجهاده، ورد باطله فتأمله فإنه نفيس جداً). (1)
ويجيب الشيخ عبد اللطيف على من عاب الشيخ الإمام بدار مسيلمة، فيقول:
(ولا يعيب شيخنا بدار مسيلمة إلا من عاب أئمة الهدى ومصابيح الدجى بما سبق في بلادهم من الشرك والكفر المبين، وطرد هذا القول جرأة على النبيين وأكابر المؤمنين، وهذا المعترض (2) كعنز السوء يبحث عن حتفه بظلفه ولا يدري.
وقد قال بعض الأزهريين (3): مسيلمة الكذّاب من خير نجدكم. فقلت وفرعون اللعين رأس مصركم، فبهت، وأين كفر فرعون من كفر مسيلمة لو كانوا يعلمون). (4)
ويرد الشيخ عبد اللطيف على ابن منصور حين طعن في نجد اليمامة؛ لأنها – على حد زعمه – بلد نجدة الحروري والقرمطي، فيقول رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/126)
(ثم كون الحروري والقرمطي من هذه البلاد، كلام كذب وزور على عادته، فإن نجدة ابتلي ببدعته ومروقه بالعراق، وبها استقر وهي وطنه، وأيضا فقد ثبت أنه تاب لما ناظره ابن عباس. والقرمطي بلاده القطيف والخط، وليس من حدود اليمامة، بل ولا من حدود نجد. ثم لو فرض أنه من نجد، ومن اليمامة ومن بلدة الشيخ أي ضرر في ذلك؟
وهل عاب الله ورسوله أحداً من المسلمين أو غيرهم ببلده ووطنه، وكونه فارسياً أو زنجياً أو مصرياً من بلاد فرعون، ومحل كفره وسلطته؟ وعكرمة بن أبي جهل من أفاضل الصحابة، وأبوه فرعون هذه الأمة) (5).
وقد تتبع الشيخ السهسواني في (صيانة الإنسان) الروايات في شأن نجد قرن الشيطان، وساق أقوال العلماء في ذلك، ومرادهم بنجد هاهنا (6)، ثم قال:
(ولا يخفى عليك أن لفظاً من ألفاظ هذا الحديث، لا يقتضي أن كل من يولد في المشرق يكون مصداقاً لهذا الحديث ..
ومجرد وقوع الفتنة لا يستلزم ذم كل من يسكنه، بدليل ما رواه الشيخان عن أسامة بن زيد قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من آطام المدينة، فقال: هل ترون ما أرى؟ قالوا: لا قال: فإني لأرى الفتن تقع من خلال بيتكم كوقع المطر). (7)
وذكر المؤلف أحاديث أخرى، ثم قال:
(وهذه الأحاديث وغيرها مما ورد في هذا الباب دالة على وقوع الفتن في المدينة النبوية، فلو كان وقوع الفتن في موضع مستلزماً لذم ساكنيه لزم ذم سكان المدينة كلهم أجمعين، وهذا لا يقول به أحد، على أن مكة والمدينة كانتا في زمن موضع الشرك والكفر، وأي فتنة أكبر منهما، بل وما من بلدٍ أو قريةٍ إلا وقد كانت في زمن أو ستصير في زمان موضع الفتنة، فكيف يجتريء مؤمن على ذم جميع مسلمي الدنيا؟ وإنما مناط ذم شخص معين كونه مصدراً للفتن من الكفر والشرك والبدع). (1)
كما ساق السهسواني الروايات التي تثبت أن العراق هو المراد في أحاديث الفتن في نجد، وأنه المشرق بالنسبة للمدينة المنورة. (2)
ويقول السهسواني عن دعوى التحليق:
(وهذا كذب صريح وبهتان قبيح). (3)
ويقول علامة العراق محمود شكري الآلوسي عن بلده العراق – والتي هي في الحقيقة نجد قرن الشيطان ـ:
(ولا بدع فبلاد العراق معدن كل محنة وبليّة، ولم يزل أهل الإسلام منها في رزية بعد رزية، فأهل حروراء وما جرى منهم على الإسلام لا يخفى، وفتنة الجهمية الذين أخرجهم كثير من السلف من الإسلام إنما خرجت ونبغت بالعراق، والمعتزلة وما قالوه للحسن البصري وتواتر النقل به … إنما نبغوا وظهروا بالبصرة، ثم الرافضة والشيعة وما حصل فيهم من الغلو في أهل البيت، والقول الشنيع في الإمام علي، وسائر الأئمة ومسبّة أكابر الصحابة .. ، كل هذا معروف مستفيض). (4)
ويعلن الشيخ ابن سحمان براءتهم من الخوارج، فينشد هذه الأبيات:
ونبرأ من دين الخوارج إذ غلوا بتكفيرهم بالذنب كل موحد
وظنوه ديناً من سفاهة رأيهم وتشديدهم في الدين أي تشدد
ومن كل دين خالف الحق والهدى وليس على نهج النبي محمد (5)
ويرد ابن سحمان إفك الحداد حين وصف أهل نجد بأنهم من ذرية مسيلمة الكذّاب، ويؤكد أن العراق موطن الفتن؛ لأنها مشرق المدينة وليست اليمامة، يقول ابن سحمان:
( .. وآباء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلافهم كانوا على جاهلية، وشرك، وعبادة للأصنام والأحجار وغيرها. ولا يتوجه عيب أحد منهم بأسلافه وقد يخرج الله من أصلاب المشركين، والكفّار من هو خواص أوليائه وأصفيائه …). (6)
ويقول: (قد كان بلد الشيخ اليمامة، ولم تكن اليمامة مشرق المدينة، بل مشرق المدينة العراق ونواحيه، فاليمامة، ليست مشرق المدينة، ولا هي وسط المشرق بين المدينة والعراق، بل اليمامة شرق مكة المشرفة .. ). (1)
ويبيّن عبد الكريم بن فخر الدين الهندي تحريف دحلان، ويرد عليه، ثم يذكر جواباً على دعوى التحليق، فيقول – حين ذكر دحلان أن نجد جزيرة العرب هي قرن الشيطان ـ:
(انظر كيف صنيعه وتحريفه كلام الرسول وتضييعه، مع أن شرّاح الحديث يذكرون في ذيله قتل عثمان رضي الله عنه، وواقعة الجمل وصفين، وظهور الخوارج .. ونحو ذلك، ولم يعينوا مورده كما عين، مع أن حدوث الشيخ محمد بن عبد الوهاب خارج عن الموارد المذكورة فيما هنالك). (2)
ويقول عبد الكريم أيضاً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/127)
(وأما ما ورد في الخوارج سيماهم التحليق، فلا ينطبق على ما ادعاه فإن ترك الشعر واللّمة سنة عند محمد بن عبد الوهاب وأتباعه، فإن كان صحيحاً يحمل أمره ذلك، فيمن كان جديد الإسلام كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألق عنك شعر الكفر) (3)) (4).
ويبيّن ناصر الدين الحجازي في (النفخة) المراد بالشرق وحده – أثناء رده على إفك الأسكندراني – فيقول:
(إن الشرق اسم عام نهايته مطلع الشمس، وقد ظهر منه فتن كثيرة كفتنة جنكيزخان، وهولاكو ومن بعده من التتار، واستطال الأمر، وقتلت الألوف المؤلفة من المسلمين فما الذي حملت على أن تخصمه بأولئك المساكين الذين يضربون في الأرض، ليحصلوا قوتهم من حلال ….). (5)
ويجيب الحجازي عن فرية التحليق فيقول – رحمه الله ـ:
(وأما ما ذكرته عن التحليق فذاك) كلام خرافة يا أم عمرو). (6)
وألف الشيخ حكيم محمد أشرف سندهو – رحمه الله – رسالة مستقلة بعنوان (أكمل البيان في شرح حديث نجد قرن الشيطان (7))، جمع فيها روايات هذا الحديث، وذكر أقوال شرّاح الحديث في بيان معناه، وكذا أقوال علماء اللغة، والجغرافيين، وأثبت – على ضوئها – أن المراد بنجد قرن الشيطان هي العراق، ونوجز بعض ما أورده وهو يقول – بعد أن ساق مرويات هذا الحديث ـ:
(مقصود الأحاديث أن البلاد الواقعة في جهة المشرق من المدينة المنورة، هي مبدأ الفتنة والفساد ومركز الكفر والإلحاد، ومصدر الابتداع والضلال، فانظروا في خريطة العرب بنظر الإمعان، يظهر لكم أن الأرض الواقعة في شرق المدينة إنما هي أرض العراق فقط موضع الكوفة والبصرة وبغداد). (7)
ويقول - في موضع آخر -:
(واتفقت كلمة شرّاح الحديث وأئمة اللغة ومهرة جغرافية العراب أن النجد ليس اسماً لبلد مخصوص، ولا اسماً لبلدة بعينها، بل يقال لكل قطعة من الأرض مرتفعة عما حواليها نجد …). (1)
وقد رد الشيخ حمود التويجري في كتابه (إيضاح المحجة) على فرية الغماري فكان من رده:
(أن الروايات الواردة في طلوع قرن الشيطان من المشرق كلها عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وقد صرح في بعضها أن المراد بالمشرق أرض العراق فبطل بذلك كل ما يتعلق به الملاحدة على أهل الجزيرة العربية). (2)
ولما زعم الغماري أن المراد بطلوع قرن الشيطان بنجد هو ظهور الشيخ أعقبه التويجري برد قال فيه:
(وهذا من البهتان والإثم المبين، لكونه وصفهم بصفة ذميمة لم ترد فيهم، وإنما وردت في غيرهم، وقد قال الله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً) (3). وقد شهد علماء الدين للشيخ بأنه أظهر توحيد الله، وجدد دينه، ودعا إليه، واعترفوا بعلمه وفضله وهدايته، وأثنوا عليه نظماً ونثراً) (4).
ويقول العلامة ناصر الدين الألباني – معلقاً على حديث (اللهم بارك لنا في شامنا .. ) بعد أن ساق طرقه ومروياته:
(فيستفاد من مجموع طرق الحديث أن المراد من نجد في رواية البخاري ليس هو الإقليم المعروف اليوم بهذا الاسم، وإنما هو العراق، وبذلك فسره الإمام الخطابي والحافظ ابن حجر العسقلاني … وقد تحقق ما أنبأ به عليه السلام، فإن كثيراً من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق كالقتال بين سيدنا علي ومعاوية، وبين علي والخوارج، وبين علي وعائشة وغيرها مما هو مذكور في كتب التاريخ. فالحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم وأعلام نبوته .. ) (5).
وينفي د. عبد الباري عبد الباقي أن يكون الوهابيين خوارج، فيقول:
(فعلى عكس الخوارج، لم يتبرأ الوهابيون من عثمان وعلي رضي الله عنهما). (6)
ويدحض القصيمي فرية التحليق – شعار الخوارج كما يقولون .. ـ، وينفي أن تكون منطبقة على الوهابيين، فيقول:
(وهذا قول فاسد مردود، وبيان ذلك أن حجته في هذا القول، هي أن النجديين فيهم من يحلقون رؤوسهم، وفاتهم أن معنى سيمى القوم، أي علامتهم التي بها يتميزون عن غيرهم، وما به يعرفون ويختصون، وإذا كان الأمر مشتركاً بين الناس مشاعاً بين أصنافهم، فليس سيمى الطائفة ولا علامة، وكذلك التحليق لا يمكن أن يكون سيمى لأحد اليوم؛ لأن التحليق أمر تفعله أمم كثيرة في أقطار كثيرة من الأقطار الإسلامية، فلا يمكن أن يكون سيمى النجديين يقيناً .. ). (1)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/128)
ويبطل القصيمي – دعوى الرافضي العاملي – أن الوهابيين خوارج فيقول: (إن الوهابيين يشهدون بحق وصدق أن هؤلاء الذين أكفرهم الخوارج كعلي وعثمان ومعاوية ومن وافق هؤلاء الصحابة من الصحابة والتابعين من أفضل البشر، وأصدقهم ديناً، وإيماناً وسيرة وسريرة .. ) (2).
ـ[امين حمدان]ــــــــ[19 - 08 - 08, 01:25 ص]ـ
المبحث الثالث
شبهة أن الوهابيين
أدخلوا في المكفرات ما ليس فيها
نورد في هذا المبحث ما كتبه بعض الخصوم من مخالفات واعتراضات لما قرره علماء الدعوة السلفية، فلقد خالف هؤلاء الخصوم، وادعوا أن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وأنصار دعوته قد أدخلوا في نواقض الإسلام ما ليس منها، وادعوا - أيضاً - أن تلك المكفرات التي يؤكد الشيخ محمد بن عبد الوهاب أنها تخرج عن دائرة الإسلام أنها ليست – في الحقيقة عندهم – مكفرات، بل هي دون ذلك …
ولو تتبعنا أقوال الخصوم في هذا المقام، لطال بنا الحديث وامتد دون حد أو حصر .. ولكن – ومن خلال التأمل في تلك الأقوال والنقول عنهم – لاحظت أن السبب الرئيس لهذا الخلاف، هو الاختلاف في حد الكفر المخرج عن دين الإسلام بين أئمة الدعوة السلفية، وبين هؤلاء الخصوم، فقد قرر أئمة الدعوة نواقض الإسلام وبينوا وميزوا حد الكفر الأكبر من الأصغر، كما جاء هذا التقرير والبيان في نصوص القرآن ونصوص السنة النبوية، وآثار السلف الصالح، أما أولئك المخالفين – من الخصوم – فقد خالفوا سبيل المؤمنين، فلم يدركوا حد الكفر .. ، ولم يعرفوا معنى الكفر المخرج من الملة، لذا فإنهم قد حصروا الكفر في حدود ضيقة جداً، فأخرجوا كثيراً من المكفرات – مما جاءت الأدلة والبراهين على إثبات أنها من المكفرات ـ، وجعلوها غير داخلة في نواقض الإسلام.
ولقد وقع الخصوم في اللبس والقصور لحقيقة الكفر، بسبب جهلهم بحقيقة التوحيد، فلما لم يتصوروا حقيقة التوحيد تصوراً تاماً، ولم يفهموا حقيقة التوحيد فهماً سليماً، وجهلوا بعض خصائص التوحيد، أدى بهم ذلك إلى التصور المبتور، والجهل بمعرفة ما يناقض حقيقة التوحيد – إضافة إلى أثر العوائد المألوفة والتقليد الأعمى ـ، ومن ثم جهلوا بعض أوصاف الكفر، فوقعوا – أي الخصوم – في بعض المكفرات، وأوقعوا العامة في أدران الشرك ونجاساته (1)، ثم أنكر الخصوم على من أدرك الحق في ذلك، وخالف هؤلاء الأدعياء في تصور حقيقة التوحيد، وحقيقة ما يناقضه.
إن التصور الناقض المبتور لحقيقة التوحيد – عند الخصوم – هو أنهم يعتقدون أن التوحيد - الذي يجب على كل مكلَّف - هو توحيد الربوبية فقط، فمن أقر بأن الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت .. ونحوها من صفات الربوبية، فهو الموحَّد، وتصوروا – جهلاً وتقليداً – أن معنى شهادة لا إله إلا الله هو إثبات أن الله هو الخالق والقادر على الاختراع، وجهلوا - أو تجاهلوا - أن معنى (الإله) بإجماع أهل اللغة وعلماء التفسير والفقهاء هو المعبود، فيكون المراد بكلمة الشهادة: لا معبود بحق إلا الله، أي صرف جميع أنواع العبادات لله وحده، وإثباتها له وحده – سبحانه، ونفيها عما سواه عز وجل. (2)
وكأن هؤلاء الأدعياء لا يعلمون أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد قاتل مشركي العرب مع إقرارهم بتوحيد الربوبية؛ لأنهم قد أنكروا توحيد العبادة ولم يعترفوا، ولم يقروا بأن الله وحده هو المستحق للعبادة بجميع أنواعها فلا تصرف لمعبوداتهم من الأحجار والأوثان والطواغيت.
ومما يدل على أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مقرَّين بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر .. ونحوها من أفعال الرب سبحانه، ولم يدخلهم ذلك في دين الإسلام قوله تعالى:
(قل من يرزقكم من السماء والأرض، أم من يملك السمع والأبصار، ومن يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون). (1)
وهذا التوحيد الذي أقر به مشركوا العرب ولم يدخلهم في الإسلام هو الغاية عند هؤلاء الخصوم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/129)
وسنورد نماذج من أقوالهم – من كتبهم – توضح ما ذكرناه آنفاً، وتبين أن توحيد الربوبية هو مقصودهم، وأن مخالفة ومناقضة هذا التوحيد هي الكفر – فقط -، ولو وقع أحدهم في بعض أنواع المكفرات – المخرجة عن دين الإسلام – كمن ذبح لغير الله أو نذر لغير الله أو استغاث ودعا المخلوقين – فيما لا يقدر عليه إلا الله -، فإنه لا يعتبر بفعلها مرتداً، ما دام أنه يعتقد أن المؤثر في هذا الكون هو الله وحده …
ثم نورد نماذج أخرى من أقوالهم في تجويز تلك المكفرات – أو جعلها معاصي دون الكفر المخرج عن الملّة – مثل الذبح لغير الله والنذر لغير الله والدعاء والاستغاثة بغير الله، وإنكارهم على أئمة الدعوة خلاف ذلك، وعقب ذلك، نذكر الرد والبيان من كلام الأئمة الأعلام أتباع هذه الدعوة السلفية على تلك الدعاوى.
يقرر ابن عفالق معنى التوحيد – عنهم – فيقول:
(التوحيد إفراد القديم من المحدث، وإفراده بالربوبية والوحدانية، ومبيانته تعالى لجميع مخلوقاته …). (2)
وينكر القباني إقرار المشركين الأولين بتوحيد الربوبية، لكي يدافع عن مشركي زمانه ممن يستغيث بغير الله – فيما لا يقدر عليه إلا الله – فيقول:
(فهل سمعت عن أحد من المستغيثين أنه يعتقد في الرسول صلى الله عليه وسلم، أو في الولي المستغاث به أنه إله مع الله تعالى يضر وينفع، ويشفع بذاته كما يعتقد المشركون فيمن عبدوه .. ). (3)
ويدعي محمد بن عبد المجيد نفس الدعوى السابقة، وأن مشركي العرب لم يقروا بربوبية الله، فيقول:
(إنما كفر أهل الجاهلية بعبادة الأصنام لتضمنها اعتقادهم ثبوت شيء من صفات الربوبية لها … - ثم يقول – ومن هذه الحيثية شركهم وكفرهم؛ لأن صفاته تعالى تجب لها الوحدانية بمعنى عدم وجود نظير لها إلا قائم بذاته تعالى ولا بذات أخرى). (4)
فإذا كان مشركو العرب منكرين لشيء من صفات الربوبية – على حد زعمه – (فأين هذا ممن يستغيث من المسلمين بنبي أو ولي معتقداً أنه لا يملك نفعاً ولا ضراً). (5)
ويدافع (الحداد) عن أتباعه – من عبّاد القبور – فيقول:
( .. هؤلاء مهما عظموا الأنبياء والأولياء فإنهم لا يعتقدون فيهم ما يعتقدون في جناب الحق تبارك وتعالى من الخلق الحقيقي التام العام، وإنما يعتقدون الوجاهة لهم عند الله في أمر جزئي، وينسبونه لهم مجازاً، ويعتقدون أن الأصل والفعل لله سبحانه). (1)
ويقرر (دحلان) أن الشرك هو اعتقاد التأثير لغير الله، وليس هناك مسلم يعتقد التأثير لغير الله، يقول:
(فالذي يوقع في الإشراك هو اعتقاد ألوهية غير الله سبحانه، أو اعتقاد التأثير لغير الله). (2)
ثم يقول: (ولا يعتقد أحد من المسلمين ألوهية غير الله تعالى، ولا تأثير أحد سوى الله تعالى .. ). (3)
ويؤكد (الزهاوي) أن المشركين الأولين كانوا يعتقدون لأصنامهم أنها تنفع وتضر بذواتها فيقول: (إن المشركين إنما كفروا بسبب اعتقادهم في الملائكة والأنبياء والأولياء أنهم آلهة مع الله يضرون وينفعون بذواتهم). (4)
ويحاول (العاملي) أن يثبت – بلا دليل – أن مشركي العرب ينكرون ربوبية الله، وأن يرد على ما قرره الشيخ الإمام – بالأدلة والبراهين في رسالتيه: (كشف الشبهات)، و (أربع قواعد) – بأن مشركي العرب معترفون بربوبية الله، فيقول – في دفاع هزيل عن أتباعه المشاركين لهؤلاء المشركين في الإقرار بتوحيد الربوبية فقط -: (لا شيء يدلنا على أنهم – أي مشركي العرب – لا يعتقدون في الأصنام والأوثان ومعبوداتهم. أنه لا تأثير لها في الكون، وأن التأثير وحده لله تعالى وهي شافعة فقط، إذ يجوز أن يعتقدوا أن لها تأثير بنفسها بغير ما في الآيات المستشهد بها، فتشفي المرض وتكشف الضر .. ). (5)
ويقرر الشطي أن الشرك الأكبر هو – فقط -: (عبادة الأوثان والأصنام) (6)، ويذكر حكاية لجده، فقال:
(ومرة دخل جدي جامع بني أمية في الشام، فسمع عجوزاً تقول:
يا سيدي يحيى عاف لي بنتي، فوجد هذا اللفظ بظاهره مشكلاً، وغير لائق بالأدب الإلهي، فأمرها بالمعروف، وقال لها: يا أختي قولي بجاه سيدي يحيى عاف لي بنتي، فقالت له: أعرف أعرف، ولكن هو أقرب مني إلى الله تعالى، فأفصحت عن صحة عقيدتها من أن الفعال هو الله تعالى، وإنما صدر هذا القول منها على وجه التوسل والتوسط إلى الله تعالى، بحصول مطلوبها منه .. ) (7).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/130)
ويبرّأ الرافضي محمد حسين طائفته الرافضة، ومن سار على نهج ضلالهم من عبّاد القبور، ويعلن براءتهم من شرك الربوبية فيقول:
فهل تحس أن أحداً من زوّار القبور يقصد أن القبر الذي يطوف حوله، أو صاحب الملحود فيه هو صانعه وخالقه، أو أنه يقول للغير أو لمن فيه، يا خالقي ويا رازقي ويا معبودي .. كلاَّ ثم كلاَّ .. ما أحسب أن أحداً يخطر على باله شيء من تلك المعاني .. ). (1)
ويسد محمد الطاهر باب الردة، ويلغي نواقض الإسلام حين يهذي فيقول:
(إذا وجد في كلام المسلمين إسناد شيء لغير الله يجب حمله على المجاز العقلي، ولا سبيل لتكفير أحد من المسلمين .. فإذا قال العامي من المسلمين: نفعني النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابي أو الولي، فإنما هو يريد الإسناد المجازي، والقرينة على ذلك أنه مسلم موحَّد لا يعتقد التأثير إلا لله وحده لا لغيره). (2)
بناءً – على النقول السابقة لهؤلاء الخصوم – فليس الذبح لغير الله شركاً، وليس النذر لغير الله شركاً، وليست الاستغاثة بالأموات شركاً، كل ذلك ليس شركاً يخرج عن دائرة الإسلام، ما دام أن مرتكبها يعتقد أن الله هو الفاعل وأنه المؤثر وحده .. هكذا فهم هؤلاء البشر وإليك أقوالهم – من كتبهم – التي تثبت ذلك، وتستنكر – وبشدة – على من خالفهم في ضلالاتهم وانحرافاتهم.
يقول ابن عفالق – نافياً أن يكون الذبح والنذر لغير الله شركاً -:
(فاجتمعت الأمة على أن الذبح والنذر لغير الله حرام، ومن فعلها فهو عاص لله ورسوله .. والذي منع العلماء من تكفيرهم أنهم لم يفعلوا ذلك باعتقاد أنها أنداد لله .. ). (3)
ويشنع ابن سحيم على الشيخ الإمام، لأنه كفّر من ذبح لغير الله، يقول ابن سحيم:
(ومنها أنه يقطع بكفر الذي يذبح الذبيحة ويسمي عليها، ويجعلها لله، لكن يدخل مع ذلك دفع شر الجن ويقول ذلك كفر واللحم حرام .. ). (4)
ويستنكر سليمان بن عبد الوهاب تكفير من ذبح أو نذر لغير الله، ويستغرب من تكفير من دعا غير الله فيقول:
(من أين لكم أن المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إذا دعا غائباً أو ميتاً أو نذر له، أو ذبح لغير الله، أن هذا هو الشرك الأكبر الذي من فعله حبط عمله وحل ماله ودمه). (5)
ويقول سليمان: (لم يقل أهل العلم من طلب من غير الله فهو مرتد ولم يقولوا من ذبح لغير الله فهو مرتد .. ) (6).
ويجوّز محمد بن محمد القادري الاستغاثة بغير الله ما دام أن المستغيث بغير الله، لا يعتقد أن غير الله هو الموجد، وأنه لا تأثير إلا لله وحده يقول القادري:
(وقول يا سيدي أحمد أو شيخ فلان ليس من الإشراك؛ لأن القصد التوسل والاستغاثة .. ولا يشك في مسلم أن يعتقد في سيدي أحمد أو غيره من الأولياء أن له إيجاد شيء من قضاء مصلحة أو غيرها إلا بإرادة الله وقدرته .. ) (1).
ويعتبر الحداد أن منع النذر للأولياء من مفتريات الشيخ، فيقول الحداد:
(وأما نص النجدي بمنع النذر مطلقاً للأكابر، فمن افترائه على كتب الشريعة وجهله المركب). (2)
ويقول محسن بن عبد الكريم في (لفحات الوجد) أثناء مدحه لأحد خصوم الشيخ:
(وألزمهم بعد ذلك أن الشرك في الدعاء ليس بشرك أكبر، فلا يخرج به فاعله من دائرة الإسلام بعد تحقيق دخوله فيه). (3)
وألف عبد الله بن حسين بلفقيه العلوي رسالة في الرد على أئمة الدعوة … في هذه المسألة، لكي يثبت أن دعاء غير الله ليس شركاً أكبر. (4)
كما أن داود بن جرجيس يزعم أن دعاء الأموات والغائبين والذبح والنذر لغير الله ليس بشرك. (5)
ويحتج جعفر النجفي على جواز الذبح لغير الله بأن (أهل الإسلام من قديم الأيام يذبحون للأنبياء والأولياء .. ). (6)
ويدعي الرافضي العاملي جواز الاستغاثة بغير الله، فيقول:
(لو قال في دعائه واستغاثته بغير الله: اقض ديني، أو اشف مريضي أو انصرني على عدوي، فليس منه مانع ولا محذور، فضلاً عما يوجب الإشراك والتكفير، للعلم بحال المسلم الموحَّد المعتقد أن من عدا الله تعالى لا يملك لنفسه أو لغيره نفعاً ولا ضراً). (7)
ويستنكر الشطي أن تكون الاستغاثة بغير الله شركاً – كما هو عليه أئمة الدعوة السلفية -، فيقول حاكياً معتقد الوهابيين في ذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/131)
(فإنهم يصرحون بأن من يستغيث بالرسول عليه السلام، أو غيره، في حاجة من حوائجه، أو يطلب منه أو يناديه في مطالبه ومقاصده، ولو بيا رسول الله، أو اعتقد على نبي أو ولي ميت وجعله واسطة بينه وبين الله في حوائجه فهو مشرك حلال الدم والمال …). (8)
ويأتي محمد بن علوي المالكي – في ذيل تلك القافلة المتعثرة – فيدعي: (أنه لا يكفر المستغيث إلا إذا اعتقد الخلق والإيجاد لغير الله). (9)
لكي نجيب على تلك الشبهة، ونزيل اعتراض الخصوم، فإننا نذكَّر ابتداءً – بما قررناه من قبل – أن الخصوم قصرت تصوراتهم عن إدراك حقيقة التوحيد فجعلوا توحيد الربوبية هو غاية التوحيد، وأنه الواجب على المكلَّف .. ومن ثم قصرت تصوراتهم لحقيقة الشرك – الذي يناقض التوحيد – فحصروا الشرك في الربوبية كمن يعتقد أن الخلق والإيجاد لغير الله، أو النفع والضر لغيره سبحانه …
أما علماء هذه الدعوة وأتباعها فقد تصوروا تصورا ًتاماً وفهموا فهماً شاملاً لكل من حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك.
ومن المناسب – إذن – أن نذكر حد الشرك الأكبر وتفسيره الذي يجمع أنواعه وأفراده – كما قرره بعض علماء الدعوة .. – وهو:
(أن يصرف العبد نوعاً أو فرداً من أفراد العبادة لغير الله .. فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع، فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص، وصرفه لغيره شرك وكفر). (1)
فمثلا أمر الله بالذبح له، وإخلاص ذلك لوجهه، كما هي صريحة بذلك النصوص القرآنية في الصلاة، فقد قرن الله الذبح بالصلاة في عدة مواضع من كتابه، وإذا ثبت أن الذبح لله من أجل العبادات وأكبر الطاعات، فالذبح لغير الله شرك أكبر مخرج عن دائرة الإسلام. (2)
وكذلك النذر عبادة، مدح الله الموفين به، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالوفاء بنذر الطاعة، وأمر سبحانه بالاستغاثة به في كل شدة ومشقة، فهذه إخلاصها لإيمان وتوحيد وصرفها لغير الله شرك وتنديد. (3)
وأما دعوى الخصوم أن مشركي العرب يعتقدون النفع والضر لأصنامهم، فنصوص القرآن الكريم ترد تلك الدعوى الخاطئة – كما ذكرنا بعضها من قبل – ويكفي من ذلك قوله تعالى: (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون، سيقولون لله قل أفلا تذكرون. قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم. سيقولون لله قل أفلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون). (4)
فهؤلاء الذين قاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم مقرون بأنه لا ينفع ولا يضر إلا الله وحده ومقرون أن معبوداتهم – سواء كان أصناماً أو أولياء – لا تدبر ولا تخلق شيئاً، وأن النفع والضر من عند الله ..
وبهذا يتضح بطلان اعتقاد هؤلاء الجهال – من عباد القبور – ممن يذبح للأولياء أو ينذر لهم القرابين أو يستغيث بالموتى، ويظن أنه مسلم بمجرد اعتقاده أن الله هو المؤثر المتصرف، فإن هذه طريقة مشركي العرب – سواء بسواء. (5)
ولبيان أن دعاء غير الله والاستغاثة بالأولياء ونحوهم، وكذا الذبح لغير الله، والنذر لغيره عز وجل .. أن هذه – كلها – من أنواع الشرك الأكبر الذي يخرج عن دائرة الإسلام، فإننا نذكر بعض ما كتبه أئمة الدعوة في هذا الشأن رداً على شبهة أولئك الخصوم.
يورد الشيخ محمد بن عبد الوهاب الجواب الشافي على شبهة ابن سحيم حين ظن أن النذر لغير الله حرام ليس بشرك، فقال الشيخ مجيباً على ذلك ومخاطباً ابن سحيم:
(فدليلك قولهم أن النذر لغير الله حرام بالإجماع فاستدللت بقولهم حرام على أنه ليس بشرك، فإن كان هذا قدر عقلك فكيف تدعي المعرفة؟ يا ويلك ما تصنع بقول الله تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً} (1). فهذا يدل على أن الشرك حرام ليس بكفر يا هذا الجاهل الجهل المركب، ما تصنع بقول الله تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} (2). إلى قوله: {وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً} (3). هل يدل هذا التحريم على أنه لا يكفر صاحبه؟ يا ويلك في أي كتاب وجدته إذا قيل لك هذا حرام، أنه ليس بكفر، فقولك أن ظاهر كلامهم أنه ليس بكفر، كذب وافتراء على أهل العلم، بل يقال ذكر أنه حرام، وأما كونه كفر فيحتاج إلى دليل آخر، والدليل عليه أنه مصرح في (الإقناع) أن النذر عبادة، ومعلوم أن لا إله إلا الله معناها لا يعبد إلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/132)
الله، فإذا كان النذر عبادة وجعلتها لغيره كيف لا يكون شركاً) (4).
ويورد الشيخ الإمام قاعدة مهمة أثناء جوابه على من ادعى أن الذبح للجن منهي عنه فهو معصية وليس ردة .. يقول الشيخ:
(قوله: الذبح للجن منهي عنه، فاعرف قاعدة أهملها أهل زمانك، وهي أن لفظ (التحريم) و (الكراهة) وقوله (لا ينبغي) ألفاظ عامة تستعمل في المكفّرات، والمحرّمات التي هي دون الكفر، وفي كراهة التنزيه التي هي دون الحرام، مثل استعمالها في المفكرات: قولهم لا إله إلا الذي لا تنبغي العبادة إلا له. وقوله (وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً) (5) ولفظ التحريم مثل قوله تعالى: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً) (6)، وكلام العلماء لا ينحصر في قولهم (يحرم كذا) لما صرحوا في مواضع أخر أنه كفر، وقولهم (يكره) كقوله تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) (6) إلى قوله (كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها) (7) وأما كلام الإمام أحمد في قوله: (أكره كذا) فهو عند أصحابه على التحريم، إذا فهمت هذا، فهم صرحوا أن الذبح للجن ردة تخرج وقالوا: الذبيحة حرام ولو سمى عليها .. ). (8)
ويقرر الشيخ حمد بن ناصر بن معمر حكم الاستغاثة بغير الله فيقول:
(ونحن نعلم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لأمته أن يدعوا أحداً من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم، لا بلفظ الاستغاثة، ولا بغيرها، بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور، وأن ذلك من الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله قال الله تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً) (9). (فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين (6) .. ) (6).
ثم يقول: (فكل من دعا ميتاً من الأنبياء والصالحين أو دعا الملائكة أو الجن، فقد دعا من لا يغيثه، ولا يملك كشف الضر عنه، ولا تحويله) (6).
ويبين الشيخ حمد بن ناصر بن معمر – رحمه الله – نوعي دعاء غير الله، ثم يرد على بعض الاعتراضات التي أوردها بعض الخصوم، لكي يجيزوا دعاء غير الله ويحسبون أنه ليس بكفر، فكان مما قاله:
(اعلم أن دعاء غير الله وسؤاله نوعان، أحدهما: سؤال الحي الحاضر ما يقدر عليه مثل سؤاله أن يدعو له، أو ينصره، أو يعينه، فهذا جائز كما كان الصحابة يستشفعون بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته، فيشفع لهم، ويسألونه الدعاء فيدعو لهم.
النوع الثاني: سؤال الميت والغائب وغيرهما ما لا يقدر عليه إلا الله مثل سؤال قضاء الحاجات وتفريج الكربات، فهذا من المحرمات المنكرة باتفاق أئمة المسلمين .. وهذا مما يعلم بالاضطرار أنه ليس من دين الإسلام) (6).
وقال أيضاً:
(فقول القائل: أن إطلاق الكفر بدعاء غير الله غير مسلَّم لوجوه: الوجه الأول: عدم النص الصريح على ذلك بخصوصه. كلام باطل بل النصوص صريحة في كفر من دعا غير الله، وجعل لله نداً من خلقه يدعوه كما يدعو الله ويرجوه كما يرجو الله، ويتوكل عليه في أموره كلها.
قال الله تعالى: {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ()} ().
ويقول – في موضع آخر -:
(وأيضاً فإن كثيراً من المسائل التي ذكرها العلماء في مسائل الردة والكفر وانعقد عليها الإجماع، لم يرد فيها نصوص صريحة بتسميتها كفراً، وإنما يستنبطها العلماء من عمومات النصوص .. ) ().
ثم يقول الشيخ حمد بن ناصر بن معمر – في رد اعتراض آخر -:
(وأما قوله الثاني إن نظر فيه من حيثية القول فهو كالحلف بغير الله وقد ورد أنه شرك وكفر ثم أوّلوه بالأصغر …
فنقول: هذا كلام باطل، وليس يخفى ما بينهما من الفرق، فأي مشابهة بين من وحد الله وعبده، ولم يشرك معه أحداً من خلقه، وأنزل حاجاته كلها بالله واستغاث به في تفريج كربته، لكنه حلف بغير الله يميناً مجردة لم يقصد بها تعظيمه على ربه، ولم يسأله ولم يستغث به، وبين من استغاث بغير الله وسأله جلب الفوائد وكشف الشدائد، فإن هذا صرف مخ العبادة الذي هو لبها وخالصها لغير الله …) ().
ويوضح صاحب (التوضيح) الإشكال عند الخصوم، ويزيل اللبس عندهم في مسألة النذر لغير الله … فيفصّل الفرق بين نذر فعل المعصية، والنذر لأجل غير الله .. ، ويبين تحقق الشرك وحصوله في النذر لغير الله .. يقول صاحب (التوضيح): (والنذر غير الجائز قسمان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/133)
أحدهما: نذر فعل معصية كشرب الخمر، وقتل معصوم، وصوم يوم عيد فيحرم الوفاء به؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يعصي الله فلا يعصه) ()، ولأن معصية الله تبارك وتعالى لا تباح في حال من الأحوال …
الثاني: النذر لغير الله كالنذر لإبراهيم الخليل أو محمد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، أو ابن عباس، أو عبد القادر، أو الخضر .. فلا خلاف بين من يعتد به من علماء المسلمين أنه من الشرك الاعتقادي؛ لأن الناذر لم ينذر هذا النذر الذي لغير الله إلا لاعتقاده في المنذور له أنه يضر وينفع ويعطي ويمنع إما بطبعه، وإما بقوة سببيه فيه، ويجلب الخير والبركة، ويدفع الشر والعسرة، والدليل على اعتقاد هؤلاء الناذرين وشركهم حكيهم وقولهم أنهم قد وقعوا في شدائد عظيمة، فنذروا نذرا لفلان وفلان أصحاب القبور من الأنبياء والمشايخ، وللغار الفلاني، والشجرة الفلانية فانكشفت شدائدهم، واستراحت خواطرهم، فقد قام في نفوسهم أن هذه النذور هي السبب في حصول مطلوبهم ودفع مرهوبهم، ومن تأمل القرآن وسنة المبعوث به صلى الله عليه وسلم، ونظر أحوال السلف الصالح علم أن هذا النذر نظير ما جعلته المشركون لآلهتهم في قوله تعالى: (هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا () .. ) ().
ويرد الشيخ عبد الله أبو بطين شبهة القبوريين حين ظنوا أن دعاءهم الأموات مجاز، وأن الله عز وجل هو المسئول حقيقة، فيقول:
(وأما قول القائل أن دعاء الأموات وسؤالهم قضاء الحاجات مجاز، والله سبحانه هو المسئول حقيقة، فهذا حقيقة قول المشركين {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} ()، {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} (). فهم يسألون الوسائط زاعمين أنهم يشفعون لهم عند الله في قضاء حوائجهم، قال شيخ الإسلام تقي الدين رحمه الله: فمن جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم، ويسألهم كفر إجماعاً ().
ويؤكد الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن أن صرف بعض أنواع العبادة لغير الله شرك .. كما قرره الأئمة الأعلام .. ، وعلى تقريرهم سار علماء هذه الدعوة فيقول الشيخ عبد اللطيف:
(وأما تكفير من أجاز دعاء غير الله، والتوكل على سواه، واتخاذ الوسائط بين العباد وبين الله في قضاء حاجاتهم، وتفريج كرباتهم، وإغاثة لهفاتهم، وغير ذلك من أنواع عباداتهم، فكلامهم – أي العلماء – فيه، وفي تكفير من فعله أكثر من أن يحاط به ويحصر، وقد حكى الإجماع عليه غير واحد ممن يقتدى به، ويرجع إليه من مشايخ الإسلام، والأئمة الكرام. ونحن قد جرينا على سنتهم في ذلك وسلكنا منهاجهم فيما هنالك، لم نكفر أحداً إلا من كفره الله ورسوله، وتواترت نصوص أهل العلم على تكفيره ممن أشرك بالله، وعدل به سواه، أو عطل صفات كماله، ونعوت جلاله، أو زعم أن لأرواح المشايخ والصالحين تصرفاً وتدبيراً مع الله. تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً) ().
ويتحدث محمود شكري الآلوسي عن حال الناذرين في نذورهم لمن يعتقدون فيه الصلاح، ويذكر أنهم يعتقدون فيمن نذروا له من الأولياء أنه ينفع ويضر، ويعطي ويمنع، ويذكر الآلوسي الدليل على ذلك، فيقول:
(والدليل على اعتقادهم هذا، قولهم: وقعنا في شدة فنذرنا لفلان فانكشفت شدتنا، ويقول بعضهم: هاجت علينا الأمواج، فندبت الشيخ فلان، ونذرت له الشيء الفلاني فسلمت سفينتنا، وتراهم إذا هم لم يفوا، وحصلت لهم بعض الآلام، قيل للناذر أوفي بنذرك، وإلا يفعل بك الشيخ كذا وكذا، فيسارع بالوفاء، ولو أنه يستدين في ذمته، ولو كان مديوناً أو مضطراً، وربما يموت وهو مديون، كل ذلك خوفاً من المنذور له، وطلباً لرضاه. وهل هذا إلا من سوء اعتقاده، وقلة دينه وكساده، وغاية جوابه إذا عذلته أن يقول لك: مقصودي يشفعون لي. والله لا تخطر الشفاعة على قلبه، ولا يعرف إلا أن ذلك المنذور له هو القاضي لحاجته والمهيء لبغيته) ().
وسرد الآلوسي أقوال العلماء التي تؤكد وتثبت أن الذبح لغير الله يعتبر شركاً أكبر يخرج من الملة، ثم قال:
(فقد تبين لك من هذه النقول كلها أن من يقرب لغير الله تقرباً إلى ذلك الغير ليدفع عنه ضيراً، أو يجلب له خيراً تعظيماً له من الكفر الاعتقادي والشرك الذي كان عليه الأولون) ().
ومما تضمنه (البيان المفيد) ما نصه:
(ونعتقد أن عبادة غير الله شرك أكبر، وأن دعاء غير الله من الأموات والغائبين وحبه كحب الله، وخوفه ورجائه، ونحو ذلك شرك أكبر، وسواء دعاه عبادة، أو دعاه دعاء استعانة في شدة أو رخاء، فإن الدعاء مخ العبادة، وأن اعتقاد أن لشيء من الأشياء سلطاناً على ما خرج عن قدرة المخلوقين شرك أكبر، وأن من عظّم غير الله مستعيناً به فيما لا يقدر عليه إلا الله كالاستنصار في الحروب بغير قوة الجيوش .. والاستعانة على السعادة الأخروية أو الدنيوية بغير الطرق والسنن التي شرعها الله لنا، يكون مشركاً شركاً أكبر) ().
ونذكّر – في خاتمة هذا المبحث – أن ما قرره أئمة الدعوة السلفية وأنصارها في مسألة نواقض الإسلام، وأنواع المكفرات التي توجب على مرتكبها الخروج والانسلاخ عن دين الإسلام، أن هذا التقرير ليس بدعاً من عند أنفسهم، وإنما كان ذلك اتباعاً لنصوص القرآن الكريم، ونصوص السنّة النبوية الصحيحة، والتزاماً بأقوال الصحابة والتابعين وعلماء الأمة المعتبرين من المذاهب الأربعة ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/134)
ـ[امين حمدان]ــــــــ[19 - 08 - 08, 01:38 ص]ـ
المبحث الرابع
شبهة مخالفة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
لابن تيمية وابن القيم في هذه المسألة
عرض ثم رد
يظن بعض الخصوم لهذه الدعوة السلفية أن ما قرره أئمتها من المكفرات، وعدوه من أنواع الشرك الأكبر، كالذبح لغير الله، والنذر لغير الله، والاستغاثة بغير الله .. وغيره من صرف بعض أنواع العبادة لغير الله، أنهم خالفوا بذلك ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وتلميذه ابن القيم – رحمه الله -، فادعى هؤلاء الخصوم أن هذين الشيخين لم يدخلا الذبح لغير الله والنذر لغير الله والاستغاثة بالأموات ضمن الشرك الأكبر المخرج من الملة.
وحاول هؤلاء الخصوم التشبث بكل نص أو قول ينسب لابن تيمية أو لابن القيم يفهمون منه بناءً على تصورهم الفاسد، وإدراكهم الخاطيء مخالفة الشيخ الإمام لابن تيمية، وابن القيم في مسألة التكفير، وذلك لكي يقنعوا أنفسهم – ومن تبعهم من سواد الناس – أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب مخالف لسائر الأمة وعلمائها، حتى أنه خالف ابن تيمية وابن القيم، اللذين يكثر – ابن عبد الوهاب – من إيراد أقوالهما والنقل من كتبهما، ولقد أدت بهم هذه المحاولة الفاشلة إلى تحريف النصوص، وتبديلها، وسوء فهمها – كما سيأتي موضحاً -.
وسنورد أقوال هؤلاء الخصوم، وما نقلوه من نصوص للشيخين، محتجين بهما على مخالفة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لهما، ونقتصر على بعض الأمثلة التي أوردوها، ثم نتبعها بالرد والدحض.
يسوق ابن عفالق جواباً لابن تيمية في الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم … فكان مما قاله ابن تيمية – بناءً على نقله -:
(فإن كان الاستغاثة بمعنى أن يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم ما هو اللايق لا ينازع فيها مسلم، ومن نازع في هذا المعنى فهو كافر إن أنكر ما يكفر، وإما مخطيء ضال) ().
ثم قال ابن عفالق: (فانظر هذا الكلام النفيس، وتأمل قوله: فإن كان الاستغاثة .. إلخ فهذا حال المنكر للتوسل به صلى الله عليه وسلم يدور بين الكفر والضلال، فكيف بمن أنكرها، وقال من قال يا رسول الله فهو كافر، ومن لم يكفره فهو كافر …) ().
ثم يقال ابن عفالق – منفراً عن دعوة الشيخ -: (والذي أوقع هذا الرجل في هذه الورطة العظيمة أنه ينظر في كتب ابن القيم فيأخذ منها ما وافق هواه، ويترك ما خالفه، ويأخذ من أول الفصل ويترك آخره …) ().
ويقول ابن عفالق – أيضاً -:
(عده – أي الإمام – قول البوصيري:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
نوع من الشرك الأكبر، وهو كذب صراح إن كان ينقله عن العلماء، وإلا فهو افتراء منه وبهت، فإن ابن القيم مع تعصبه وخلافه لجميع الأمة في مثل هذا الباب عدّ هذا من الشرك الأصغر … انظروا كتبه كـ (شرح المنازل) في باب الشرك الأصغر، و (إغاثة اللهفان) ().
ونلاحظ أن سليمان بن عبد الوهاب في غالب رسالته في الرد على أخيه الشيخ الإمام، أراد أن يفصح عن مخالفة الشيخ الإمام لما كتبه ابن تيمية وابن القيم، فإن جلّ رسالته في سرد الأقوال والنقول للشيخين ... ، ثم يعقب تلك النقول بما يفهمه منها ويتوصل إليه تفكيره، بأن الشيخين لم يكفرا من ذبح أو نذر أو استغاث بغير الله ..
يقول سليمان بن عبد الوهاب:
(قال تقي الدين: النذر للقبور، ولأهل القبور، كالنذر لإبراهيم الخليل عليه السلام، أو الشيخ فلان نذر معصية لا يجوز الوفاء به وإن تصدق بما نذر من ذلك على من يستحقه من الفقراء أو الصالحين كان خيراً له عند الله وأنفع. ا. هـ.
فلوا كان الناذر كافراً عنده لم يأمره بالصدقة؛ لأن الصدقة لا تقبل من كافر، بل يأمره بتجديد إسلامه، ويقول له خرجت من الإسلام بالنذر لغير الله. قال الشيخ أيضاً: من نذر اسراج بئر أو مقبرة أو جبل أو شجرة أو نذر له أو لسكانه لم يجز، ولا يجوز الوفاء به، ويصرف في المصالح ما لم يعرف ربه. ا. هـ.
فلو كان الناذر كافراً لم يأمره برد نذره إليه، بل أمر بقتله، وقال الشيخ أيضاً: من نذر قنديل نقد للنبي صلى الله عليه وسلم صرف لجيران النبي صلى الله عليه وسلم. ا. هـ.
فانظر كلامه هذا، وتأمله، هل كفّر فاعل هذا، أو كفّر من لم يكفره، أو عد هذا في المكفرات هو أو غيره من أهل العلم كما قلتم أنتم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/135)
كذلك ابن القيم ذكر النذر لغير الله في فصل الشرك الأصغر من (المدارج)، واستدل بالحديث الذي رواه أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (النذر حلفة) ()، وذكر غيره من جميع من تسمونه شركاً وتكفرون به في فصل الشرك الأصغر، وأما الذبح لغير الله، فقد ذكره في المحرمات ولم يذكره في المكفرات، إلا أن ذبح للأصنام، أو لما عبد من دون الله كالشمس والكواكب، وعدّه الشيخ تقي الدين في المحرمات الملعون صاحبها كمن غيّر منار الأرض، وقال الشيخ تقي الدين: كما يفعله الجاهلون بمكة شرفها الله تعالى وغيرها من بلاد المسلمين من الذبح للجن، ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذبائح للجن. ا. هـ.
ولم يقل الشيخ من فعل هذا فهو كافر، ومن لم يكفره فهو كافر كما قلتم أنتم) ().
ثم جاء داود بن جرجيس، فحّرف في كلام الشيخين، وبدّل وغيّر؛ من أجل أن يجيز بعض أنواع الشرك بالله … وقد جمع تلك النقول المتعددة المختلفة وجعلها في كتاب سماه (صلح الإخوان من أهل الإيمان وبيان الدين القيم في تبرئة ابن تيمية وابن القيم).
وسنورد بعض نقوله لكلام الشيخين محتجاً به على جواز دعاء الموتى، والاستغاثة بهم … فمن هذه النقول الكثيرة .. ما نقله داود:
(النقل الثالث عشر: قال – أي ابن تيمية – رحمه الله في كتاب (الفرقان) ونجد كثيرا من هؤلاء عمدتهم في اعتقاد كونه ولياً لله أنه صدر منه مكاشفة، أو بعض التصرفات الخارقة للعادة، أو أن بعضهم استغاث به وهو غائب أو ميت فرآه قد جاء، فقضى حاجته، أو يخبر الناس بما سرق لهم، أو بحال غائب لهم أو مريض، وليس شيء من هذه الأمور يدل على أن صاحبها ولي الله، بل اتفق أولياء الله على أن الرجل لو طار في الهواء، ومشى على الماء لم يغتر به، حتى ينظر متابعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وموافقته لأمره ونهيه، وكرامات أولياء الله أعظم من هذه الأمور. ا. هـ نقله.
ثم قال: فانظر إلى كلامه ولا سيما قوله: وإن بعضهم استغاث به وهو غائب أو ميت فرآه قد جاء فقضى حاجته، فإنه تسليم منه بأن هذا الأمر يقع على وجه الكرامة، ويستدل به على ولاية صاحبه، لكن بشرط أن يكون المستغاث به متابعاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وموافقاً له ولنهيه، قال العراقي: فحينئذٍ تبين أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه والتابعين ومن بعدهم من أولياء يجوز أن يعتقد فيهم الدلالة بسبب الاستغاثة بهم سواء كانوا غائبين أو ميتين، وأن هذا يقع على وجه الكرامة، وأن كرامات الأولياء يجب اعتقادها كما ذكره الشيخ في (التحفة العراقية) .. ، ومعلوم أن الكرامة لا تنشأ عن فعل محرم فلو كانت الاستغاثة محرمة لما عدّها الشيخ وغيره كرامة، بل حينئذٍ تكون استدراجاً) ().
ويورد العراقي نقولا لابن القيم يحتج بها لضلاله، منها ما كتبه ابن القيم – رحمه الله – في كتابه (الكبائر) ()، حيث ذكر حكاية خلاصتها: أن أحد الرافضة رفض أن يبيع دقيقاً على رجل من أهل السنة، حتى يلعن الصدّيق والفاروق – رضي الله عنهما -، وراجعه الرافضي مرات، حتى قال السني: لعن الله من يلعنهما، فلطم الرافضي عينه حتى سالت على خده، فانطلق هذا السنّي مع صاحب له إلى الحجرة النبوية في المسجد النبوي، وقال: السلام عليك يا رسول الله، قد جئناك مظلومين فخذ بثأرنا. فما جاء صباح الغد إلا وعينه صحيحة.
ثم قال العراقي: فانظر إلى نقل هذه الحكاية من مثل ابن القيم، ذكرها في مقام الافتخار، والزجر عن الرفض. يدل على أن الاستغاثة برسول الله صلى الله عليه وسلم مما لا بأس بها، وأنها غير مذكورة ... ) ().
وقد ذكر الآلوسي في كتابه (فتح المنان) نقولاً أخرى لداود، منها ما ذكره ابن تيمية في (الكلم الطيب) وابن القيم في (الوابل الصيب) عن ابن عمر وابن عباس – رضي الله عنهم – أن الإنسان إذا خدرت رجله، فليناد: يا محمد. فإن الخدر يذهب عنه، ثم قال داود: (وهذا ذكره في مقام تعليم المسلم الأذكار، فلو كان نداء الغائب شركاً لكان الشيخان وغيرهما بل وأصحابه صلى الله عليه وسلم يعلمان الناس الشرك والعياذ بالله .. ) ().
ويأتي عثمان بن منصور فيقتدي بداود بن جرجيس في تحريف الكلم عن مواضعه على حسب ما تمليه الأهواء والضلالات، يقول عثمان بن منصور:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/136)
(قال ابن تيمية بعد كلام سبق من ذكر أنواع العبادة التي لله تعالى، ثم قال: ولكن لغلبة الجهل، وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يخالف. فهذا صريح قوله.
قال عثمان: وهم جعلوا مجرد تعريفهم حجة فكفروا به، فلابد أن يتبين للمعرف الحجة، ويتضح له الصواب في نفس الأمر .. ) ().
وبعد إيراد هذه النقول التي اختارها هؤلاء القوم، وفهموا منها أن الذبح والنذر لغير الله وأن الاستغاثة بالأموات .. ليست من نواقض الإسلام، كما فهموا منها عدم تكفير المعين .. ، فإننا - بعد ذلك - نتبعها بالإيضاح والبيان، وإزالة اللبس والإشكال بشيء من الإيجاز، بناءً على ما سجله بعض أئمة الدعوة وأنصارها جواباً على هذه الشبهة.
يورد الشيخ الإمام نصاً لابن تيمية، يتبين فيه أنه يقرر أن الذبح لغير الله شرك أكبر يخرج عن دين الإسلام، كما يتضح منه أنه يكفر المعين إذا ذبح لغير الله .. فيقول رحمه الله:
(قال أبو العباس رحمه الله تعالى في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) في الكلام على قوله تعالى: {وما أهل لغير الله به} () ظاهره أنه ما ذبح لغير الله سواء لفظ به أو لم يلفظ، وتحريم هذا أظهر من تحريم ما ذبحه النصراني للحم، وقال فيه بسم الله ونحوه، كما أن ما ذبحناه نحن متقربين به إلى الله سبحانه وتعالى كان أزكى مما ذبحناه للحم وقلنا عليه بسم الله، فإن عبادة الله سبحانه بالصلاة له والنسك له، أعظم من الاستغاثة باسمه في فواتح الأمور، والعبادة لغير الله أعظم كفراً من الاستعانة بغير الله فلو ذبح لغير الله متقرباً به إليه لحرم، وإن قال فيه بسم الله كما قد يفعله طائفة من منافقي هذه الأمة، وإن كان هؤلاء مرتدين لا تباح ذبائحهم بحال، ولكن يجتمع في الذبيحة مانعان. ومن هذا ما يفعل بمكة وغيرها من الذبح للجن. أ. هـ كلام ابن تيمية.
وهو الذي ينسب إليه بعض أعداء الدين أنه لا يكفر المعين، فانظر أرشدك الله إلى تكفيره من ذبح لغير الله من هذه الأمة، وتصريحه أن المنافقين يصير مرتداً بذلك، وهذا في المعين، إذ لا يتصور أن تحرم إلا ذبيحة المعين) ().
ثم يقول الشيخ الإمام: (قال ابن تيمية: أنا من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير أو تفسيق أو معصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى. أ. هـ كلامه.
وهذه صفة كلامه في المسألة في كل موضع وقفنا عليه من كلامه، لا يذكر عدم تكفير الميت إلا ويصله بما يزيل الإشكال، أن المراد بالتوقف عن تكفيره قبل أن تبلغه الحجة، وإذا بلغته حكم عليه بما تقتضيه تلك المسألة من تكفير أو تفسيق أو معصية.
وصرح رضي الله عنه أيضا ً أن كلامه في غير المسائل الظاهرة، فقال في الرد على المتكلمين لما ذكر أن بعض أئمتهم توجد منه الردة عن الإسلام كثيرا، فقال: هذا إن كان في المقالات الخفية، فقد يقال أنه فيها مخطيء ضال لم تقم على الحجة، التي يكفر تاركها، لكن هذا يصدر عنهم في أمور يعلم الخاصة والعامة من المسلمين أن رسول صلى الله عليه وسلم بعث بها وكفر من خالفها، مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سواه، فإن هذا أظهر شعائر الإسلام … ثم تجد كثيراً من رؤوسهم وقعوا فيها فكانوا مرتدين، وأبلغ من ذلك منهم من صنف في دين المشركين كما فعل أبو عبد الله الرازي .. – يعنى الفخر الرازي – قال ردة صريحة باتفاق المسلمين. أ. هـ كلامه.
فتأمل هذا، وتأمل ما فيه من تفصيل الشبهة التي يذكرها أعداء الله، لكن من يرد الله فتنته، فلن تملك له من الله شيئا) ().
ويورد الشيخ الإمام نصاً لابن القيم – رحمه الله – يؤكد عليه أن النذر للموتى، ودعاءهم شرك أكبر مخرج عن دين الإسلام. وليس كما ظنه الخصوم من أمثال سليمان بن عبد الوهاب وغيره أنه من الشرك الأصغر، وشبهتهم في ذلك أن ابن القيم رحمه الله ذكر في (شرح منازل السائرين) الشرك الأكبر، ثم ذكر الشرك الأصغر، وقال بعدها: (ومن أنواع هذا الشرك سجود المريد للشيخ، ومن أنواعه التوبة للشيخ فإنها شرك عظيم ومن أنواعه النذر لغير الله … وطلب الحوائج من الموتى والاستغاثة بهم …) () فنسب هؤلاء الخصوم إلى الشيخ ابن القيم أن ما سبق هو من الشرك الأصغر؛ لأن ابن القيم بعد ما ذكر الشرك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/137)
الأكبر ثم الأصغر، قال ومن أنواع الشرك، فظنه هؤلاء الجهلة أنه يقصد الشرك الأصغر، ولكن كما قال الشيخ الإمام:
(وأنت رحمك الله تجد الكلام من أوله إلى آخره في الفصل الأول، والثاني صريحاً لا يحتمل التأويل .. ) ()
وحتى تكتمل صورة هذا الرد، فإننا نسوق كلام ابن القيم – كما نقله الشيخ الإمام مختصراً.
(ومن أنواع هذا الشرك سجود المريد للشيخ، ومن أنواعه التوبة للشيخ فإنها شرك عظيم، ومن أنواعه النذر لغير الله، والتوكل على غير الله، والعمل لغير الله والإنابة، والخضوع، والذل لغير الله، وابتغاء الرزق من عند غيره … ومن أنواعه طلب الحوائج من الموتى والاستغاثة بهم، والتوجه إليهم. وهذا أصل شرك العالم. فإن الميت فد انقطع عمله، وهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فضلاً لمن استغاث به. بل الميت محتاج إلى من يدعو له كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم إذا زرنا قبور المسلمين أن نترحم عليهم ونسأل الله لهم العافية والمغفرة. فعكس المشركون هذا، وزاروهم زيارة العبادة وجعلوا قبورهم أوثانا تعبد، فجمعوا بين الشرك بالمعبود، وتغيير دينه ومعاداة أهل التوحيد ونسبتهم إلى تنقص الأموات، وهم تنقصوا الخالق بالشرك، وأوليائه المؤمنين بذمهم ومعاداتهم. وتنقصوا من أشركوا به غاية التنقص إذ ظنوا أنهم راضون منهم بهذا …
وما نجا من شرك هذا الشرك الأكبر إلا من جرد التوحيد لله وعادى المشركين في الله وتقرب بمقتهم إلى الله .. ) ()
ويورد الشيخ الإمام نصاً آخر لابن القيم مستدلاً به على تكفير المعيّن:
(وقال ابن القيم في (إغاثة اللهفان) في إنكار تعظيم القبور: (وقد آل الأمر بهؤلاء المشركين إلى أن صنف بعض غلاتهم في ذلك كتاباً سماه (مناسك المشاهد) ولا يخفى أن هذا مفارقة لدين الإسلام ودخول في دين عباد الأصنام) أ. هـ وهذا الذي ذكره ابن القيم رجل من المصنفين يقال له: ابن المفيد: فقد رأيت ما قال فيه بعينه، فكيف ينكر تكفير المعين) ().
ويرد الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين على تلبيس وخلط داود العراقي، فيقول رحمه الله:
(وقد أورد بعضهم أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ذكر كلاماً وحكايات تدل على أن دعاء الأموات ليس بشرك، كما ذكر أنه روى أن رجلاً جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فشكى إليه الجدب عام الرمادة. فرآه وهو يأمره أن يأتي إلى عمر بن الخطاب فيأمره أن يستسقي بالناس، وغير ذلك من الحكايات).
قال أبو بطين: (هذا تلبيس من الناقل، وكذب على الشيخ رحمه الله؛ لأنه إنما قال ذلك في سياق الكلام في بعض البدع، كتحري دعاء الله عند قبر النبي أو غيره) ().
ويكشف محمد بن ناصر التهامي تلاعب ابن جرجيس بنصوص الشيخين: ابن تيمية وابن القيم، فيقول رحمه الله:
(ذكر صاحب الرسالة – أي داود – أن الشيخ تقي الدين وتلميذه ابن القيم رحمهما الله لا يطلقون الكفر، والشرك على من اعتقد في القبور، واستغاث بالأموات، وأنهم قائلون بأن ذلك من باب كفر دون كفر، وقد أورد من كلامهما ما بتره من الأبحاث بنقل بعض ما في مؤلفاتهما مما هو فيه له مستند، ولا يستكمل البحث …) ().
ثم أورد التهامي نقولا للشيخين من كتبهم، منها ما ذكره ابن القيم في (شرح منازل السائرين) في نوعي الشرك: الأكبر والأصغر، ثم ذكر – بعده – قول ابن تيمية في رسالته السنية: (إن كل من غلا في نبي، أو رجل صالح، وجعل فيه نوعاً من الإلهية، مثل أن يقول: يا سيدي فلان أغثني، أو انصرني، أو ارزقني، أو اجبرني، أو أنا في حسبك ونحو هذه الأقوال. فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل. فإن الله تعالى إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب ليعبد وحده ولا يجعل معه إلهاً آخر .. ) ().
ثم قال التهامي - بعد إيراد تلك النصوص -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/138)
(فهذه نصوص ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله قاضية بكفر من اعتقد النفع والضر في مخلوق ونذر له، أو دعا له، أو استغاث به، وهو صريح في ذلك كفر أكبر يحل الدم والمال، إذا عرفت هذا فقد انتفض على صاحب الرسالة ما طول به، وبذل فيه مجهوده أن أفعال هؤلاء من الشرك الأصغر، زاعماً أن ذلك صريح قول ابن القيم وشيخه ابن تيمية الذين قصد الذب عنهم بما هم فيه مصرحون بأنه شرك أكبر، والأدلة القرآنية قاضية بما صرحا به، ولو أراد إنسان أن يجمع ما ورد في هذا المعنى من الكتاب والسنة لكان مجلداً ضخماً …) ().
ويزيل الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن اللبس الذي افتعله داود، وادعى من خلال سياقه لنصوص الشيخين أنها تدل على ما يهواه من الغلو في الأولياء وصرف بعض أنواع العبادات – التي يجب أن تكون لله وحده – للموتى.
فيقول الشيخ عبد اللطيف جواباً على ما نقل داود عن ابن تيمية من كتاب (الفرقان) ():
(والجواب أن يقال: سياق الكلام ومقتضى التقرير في كلام الشيخ الذي نقله العراقي نفي الولاية بهذه المذكورات، ونفي الاستدلال عليها بالمكاشفة، وخوارق العادة، ورؤية المستغاث به من الغائبين والأموات، والإخبار بما سرق وبحال الغائب والمريض، وقرر أن هذا أو نحوه لا يدل على الولاية أصلاً، وأن أولياء الله متفقون على أن الرجل لو طار في الهواء ومشى على الماء لم يغتر به حتى يتقيد بمتابعة الرسول وموافقته لأمره ونهيه. وهذا تصريح من الشيخ بنفي الاستدلال بهذا على الولاية وإبطاله، وليس فيه تسليم مجيء المستغاث به الميت أو الغائب إلى المستغيث، وأنه يقضي حاجته وأنه يستدل به على الولاية كما زعم العراقي …
والعراقي صرف العبارة عن مدلولها وصدف عنها، ونسب إلى الشيخ ما لا يحتمله كلامه بوجه من الوجوه فبعداً لقوم لا يؤمنون. قال رحمه الله: والطلب من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، وفي مغيبه ليس مشروعاً قط، ولكن كثير من الناس يدعون الموتى، والغائبين من الشيوخ وغيرهم فتمثل لهم الشياطين تقضي بعض مآربهم لتضلهم عن سبيل الله، كما تفعل الشيطان بعبّاد الأصنام، وعبّاد الشمس والقمر وتخاطبهم وتتراءى لهم، وهذا كثير يوجد في زماننا وغير زماننا) ().
ومما قاله الشيخ عبد اللطيف: (واعتقاد الولاية لا يسوغ ولا يجوز بسبب الاستغاثة ودعاء غير الله، وصريح كلام الشيخ، وصريح الكتاب والسنة وإجماع الأمة على أن الولاية لا تثبت بسبب من هذه الأسباب التي أنكرها الشيخ، وألزمه إياها العراقي جهلاً وظلماً، وإنما تثبت بالإيمان بالله واليوم الآخر والكتب والنبيين والقيام بالواجبات الدينية .. ، ولو كانت الاستغاثة بغير الله سبباً للولاية، ودليلاً عليها، للزم القول بولاية كل معبود مع الله من الفاسقين والكهّان والشياطين بل والأصنام؛ لأن عبادها قد تقضي حوائجهم، ويخاطبون منها كما ذكره الشيخ وغيره …) ().
ويجيب الشيخ عبد اللطيف على ما نقله داود عن ابن القيم حين ذكر حكاية () .. فهم منها داود بغير فكر ولا رؤية، أنها تدل على جواز الاستغاثة بالرسول .. فكان من جواب الشيخ عبد اللطيف:
(والجواب أن يقال ليس في الحكاية جواز الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم، وفاعل ذلك لا يحتج بفعله بإجماع المسلمين، وإنما سيقت العبارة لتقرير نصر الله لأوليائه، وإثابة من نصرهم، ووالاهم، لا لأجل الاستغاثة، وأنها تجوز بغير الله، وأن ذلك صواب. والاستدلال بالحكاية خروج عن موضوعها، وموضوع الكتاب الذي سيقت فيه، وابن القيم نص في غير موضع أن دعاء الموتى هو أصل شرك العالم وأنه من الشرك الأكبر .. إلى آخر ما قاله – رحمه الله -) ().
وأما جواب الشيخ محمود شكري الآلوسي علامة العراق على ما نقله داود عن الشيخين ابن تيمية وابن القيم، ثم زعم ابن جرجيس أنهما يجوزان (الاستغاثة بالأموات) وسماها داود – تلبيساً وتمويهاً – نداء الغائبين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/139)
(والجواب أن يقال: هذا أيضاً ليس مما نحن فيه، فإنه ليس نداء بما لا يقدر عليه إلا الله غاية ما فيه ذكر المحبوب لا طلب شيء منه، ولا استغاثته، وإلا لزم أن كل من ذكر محبوبه فقد استغاث به، وبطلانه ظاهر، ولفظ الشفاء: أن ابن عمر خدرت رجله، فقيل له: اذكر أحب الناس إليك فصاح يا محمداه فانتشرت رجله (). وهذا يقتضي صحة ما جربه الناس فإن من أصابه الخدر منهم إذا ذكر محبوبه زال بسهولة، لأنه بمسرته تنتعش الحرارة الغريزية، فيندفع الخدر) ().
(و أقول إن هذا كان من مذاهب العرب في الجاهلية، فكان الرجل منهم إذا خدرت رجله، ذكر من يحب أو دعاه فيذهب خدرها – ثم ذكر الآلوسي بعض أشعار العرب التي تدل على ما قاله -) ()
ثم قال الآلوسي: (أفيقال: أن هؤلاء الشعراء لما خدرت أرجلهم استغاثوا بمن يحبونه من امرأة أو غلام. لا أرى من يقول بذلك إلا من خدر عقله، وتركب جهله) ().
وأما ما أورده ابن منصور من نقل عن ابن تيمية، فقد أظهر الشيخ عبد اللطيف رحمه الله، تحريف ابن منصور لهذا النص، وكثافة جهله فقال:
(والجواب أن يقال: قد تصرفت في كلام الشيخ، وأسقطت أوله الذي يستبين به مقصوده، وقد تقدم أن هذه حرفة يهودية صار هذا المعترض على نصيب وافر منها ..
وقبل هذا النقل قرر شيخ الإسلام في هذه الرسالة التي يشير إليها المعترض أن دعا الصالحين مع الله، وطلب ما لا يقدر عليه إلا الله كمغفرة الذنوب، وهداية القلوب وطلب الرزق من غير جهة معينة … ونحو ذلك مما يصدر ممن يعبد الأموات ويدعو الصالحين، ويستغيث بهم كفر صريح، وشرك ظاهر يستتاب فاعله فإن تاب وإلا قتل.
وبعد تقرير هذا قال: ولكن لغلبة الجهل … - إلى آخر العبارة التي أوردها المعترض.
ومراد ابن تيمية بهذا الاستدراك أن الحجة إنما تقوم على المكلفين، ويترتب حكمها بعد بلوغ ما جاءت به الرسل من الهدى ودين الحق … فمن بلغته دعوة الرسل إلى توحيد الله ووجوب الإسلام له، وفقه أن الرسل جاءت بهذا لم يكن له عذر في مخالفتهم، وترك عبادة الله. وهذا هو الذي يجزم بتكفيره إذا عبد غير الله، وجعل معه الأنداد والآلهة. والشيخ وغيره من المسلمين لا يتوقفون في هذا، وشيخنا رحمه الله قد قدر هذا وبينه وفاقاً لعلماء الأمة واقتداء بهم. ولم يكفر إلا بعد قيام الحجة وظهور الدليل، حتى أنه رحمه الله توقف في تكفير الجاهل من عبّاد القبور إذا لم يتيسر له من ينبهه.
ثم يقول الشيخ عبد اللطيف:
(وإذا تبين له ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وأصر وعاند فهو غير مستجيب، والحجة قائمة عليه، سواء كان إصراره لشبهة مثل النصارى، أو كان ذلك عن عناد واستكبار مثل فرعون وقومه، فالصنفان يحكم بكفرهم إذا قامت الحجة التي يجب اتباعها، و لا يلزم أن يعرف الحق في نفس الأمر كما عرفته اليهود وأمثالهم، بل يكفي في التكفير رد الحجة وعدم قبول ما جاءت به الرسل …) ().
وبإيجاز فإن من قرأ ما كتبه الشيخان ابن تيمية وابن القيم – رحمهما الله – في مسألة نواقض الإسلام، فسيجدهما يتفقان مع ما كتبه الشيخ الإمام في تلك المسألة، وأما دعوى المخالفة فلا تكون إلا ممن قصر فهمه، وساء قصده كحال أولئك الخصوم.
ـ[امين حمدان]ــــــــ[19 - 08 - 08, 01:41 ص]ـ
المبحث الخامس:
شبهة عدم طروء الشرك على هذه الأمة
عرض ثم رد
أراد المناوئون بشبهة عدم طروء الشرك على هذه الأمة، أن ينفوا وقوع الشرك في هذه الأمة المحمدية، وأن ينفوا طروء الشرك على المسلمين، لأنها أمة معصومة من ذلك، ونورد أقوالهم في ذلك – من كتبهم أو ممن نقل عنهم – ثم نتبعها بالرد والبيان.
فنجد – أولاً – ابن عفالق يشنع على الشيخ الإمام في ذلك فيقول:
(وتنقيصه للأمة المعصومة من الضلالة المحفوظة من الغواية، فيكتم محاسنهم الجميلة ويرميهم بالشرك الأعظم، ويجعل عبادتهم كلها لله عنده هباءً منثوراً .. ) ().
ويقول ابن عفالق أيضاً:
(وقد ثبت بالأدلة والبراهين القاطعة عصمة الأمة، ومن نفي العصمة عنهم إلى الكفر أقرب) ().
ويورد سليمان بن عبد الوهاب الأدلة على عصمة هذه الأمة، فيقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/140)
(ومما يدل على بطلان قولكم في تكفير من كفرتموه ما روى البخاري في صحيحه عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وإنما قاسم والله يعطي، ولا يزال أمر هذه الأمة مستقيماً حتى تقوم الساعة، أو يأتي أمر الله تعالى .. ).
وجه الدليل منه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن أمر هذه الأمة لا يزال مستقيماً إلى آخر الدهر، ومعلوم أن هذه الأمور .. التي تكفرون بها، مازالت قديماً ظاهرة ملأت البلاد فلو كانت هي الأصنام الكبرى، ومن فعل شيئاً من تلك الأفاعيل عابد للأوثان، لم يكن أمر هذه الأمة مستقيماً، بل منعكساً .. ) ().
(ومما يدل على بطلان مذهبكم ما في (الصحيحين) عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: (إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها .. الحديث)، وجه الدلالة منه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بجميع ما يقع على أمته .. ومما أخبر به في هذا الحديث الصحيح أنه أمن أن أمته تعبد الأوثان، ولم يخافه، وأخبرهم بذلك .. ) ().
ويتابع سليمان أدلته فيقول:
(ومما يدل على بطلان مذهبكم ما روى مسلم في (صحيحه) عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم) وروى الحاكم وصححه أبو يعلى والبيهقي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام بأرض العرب، ولكن رضي منهم بما دون ذلك بالمحقرات وهي الموبقات).
أقول وجه الدلالة:
أن الرسول أخبر أن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، وفي حديث ابن مسعود أيس الشيطان أن تعبد الأصنام بأرض العرب، وهذا بخلاف مذهبكم فإن البصرة وما حولها والعراق من دون الدجلة الموضع الذي فيه قبر علي وقبر الحسين رضي الله عنهما، وكذلك اليمن كلها والحجاز كل ذلك من أرض العرب، ومذهبكم أن هذه المواضع كلها عبد الشيطان فيها، وعبدت الأصنام، وكلهم كفار … وهذه الأحاديث ترد مذهبكم) ().
يقول القباني:
(نقول أن الأمة قد اجتمعت على تكفير من ضلل هذه الأمة، وممن نقل الإجماع علماء الحنابلة .. ) ().
ويقول عبد الرؤوف بن محمد بعد أن ذكر حديث افتراق الأمة:
(وليس الافتراق مخرجاً عن ملته – أي الملة المحمدية - .. وما حكي خلف عن سلف أن أحدا من الصحابة والتابعين منع أحدا من فرق الإسلام من إتيان المسجد الحرام، ولو كانوا قائلين بكفرهم لمنعوهم من الحج .. ) ()
وقد أشار الشيخ عبد الرحمن بن حسن إلى بعض الخصوم الآخرين ممن أورد هذه الشبهة، واعترض بها على الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله:
(وممن أورد هذه الشبهة عليه عبد الله المويس راعي حرمة، وابن إسماعيل في الوشم وسليمان بن عبد الوهاب في العارض وزعموا أن الأمة لا يقع فيها شرك .. ) ().
وأورد هذه الشبهة رجل من الإحساء – زمن الشيخ عبد الرحمن بن حسن – قائلا: (يا أيها الرجل الجاهل المعجب بنفسه لقد غويت وجهلت باعتقادك في هذه الأمة المحمدية التي قال الله فيها (كنتم خير أمة أخرجت للناس) () وقال تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) () أي عدلاً خيارا ً) ().
كما زعم داود بن جرجيس استحالة وقوع الشرك في الأمة المحمدية () وردد عثمان بن منصور تلك الدعوى، فهو يرى أن هذه الأمة ليس فيها من يعمل الكفر، وأنها أمة صالحة - كلها – من أولها إلى آخرها، ليس فيها شرك ().
وإذا انتقلنا إلى مقام الرد والبيان، فإننا نلاحظ أن الشيح الإمام قد تصدى لتلك الشبهة، فأزال اللبس، وأبان وجه الحق في ذلك، وحشد الأدلة والبراهين التي تثبت وتدل على وقوع الشرك في هذه الأمة، فبوب في كتابه النفيس (كتاب التوحيد)، هذا الباب: (باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان).
يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب – في مقدمة شرح هذا الباب -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/141)
(أراد المصنف بهذه الترجمة، الرد على عباد القبور، الذين يفعلون الشرك ويقولون: أنه لا يقع في هذه الأمة المحمدية وهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله، فبين في هذا الباب من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ما يدل على تنوع الشرك في هذه الأمة، ورجوع كثير منها إلى عبادة الأوثان، وإن كانت طائفة منها لا تزال على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى) ().
وليس المقام – هاهنا – مقام تفصيل وإسهاب، حتى نذكر ما سطره الشيخ الإمام في هذا الباب، من الأدلة والحجج في إبطال تلك الشبهة، لذا فإننا نقتصر على دليل واحد مما ذكره الشيخ الإمام في شرحه لحفيده الشيخ سليمان بن عبد الله رحمهم الله، يقول الشيخ الإمام:
(قوله صلى الله عليه وسلم - فيما زاده البرقاني في صحيحه – وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتى بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان .. ) () الحديث) ().
يقول الشيخ سليمان – شارحاً له -: (وفي رواية لأبي داود: (وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان) ومعناه ظاهر، وهذا هو شاهد الترجمة، ففيه الرد على من قال بخلافه من عبّاد القبور الذين ينكرون وقوع الشرك، وعبادة الأوثان في هذه الأمة، وفي معنى هذا ما في (الصحيحين) عن أبي هريرة مرفوعاً: (لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة ... ) إلى آخر ما قاله رحمه الله) ().
ويرد الشيخ عبد الرحمن بن حسن – رحمه الله – على استدلال صاحب الإحساء بالآيتين السابقتين … فيقول:
(قلت: فترك من الآيتين ما هو دليل عليه، وذلك أن الله وصف خير أمة أخرجت للناس بثلاث صفات وهي لأهل الإيمان خاصة، وليس لأهل الكفر والشرك، والنفاق والبدع والفسوق فيها نصيب فقال: (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله، فليس المشركون والمنافقون من خير أمة .. بل هم شرار الأمة) .. ) ().
ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله:
(وكل أهل الملل من اليهود والنصارى والمجوس والصابئة من أمته الذين أرسل إليهم، وكلهم من أمة محمد، وهم أمة الدعوة … ومن لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتبعه من هذه الملل الخمسة فهو في النار، كما قال تعالى: (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية) () فأخبر تعالى أنهم في النار مع كونهم من هذه الأمة.
وأما استدلاله بقوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) .. فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهم المعنيون بهذه الآية، ومن كان مثلهم من أهل الإيمان لحق بهم، وأما الكفار والمشركون والمنافقون فهم أعداء الأمة الوسط في كل زمان ومكان، ولا يمكن لأحد أن يزعم أنهم من الأمة الوسط إلا مثل هذا الجاهل الذي يقول ليس في الأمة كافر ولا مشرك …) ().
ويبين الشيخ عبد الرحمن بن حسن جانباً من البدع والشرك والضلال الذي وقع في هذه الأمة … مثل المرتدين في عهد الصديق، والخوارج زمن علي بن أبي طالب والقدرية، والجهمية الجبرية، ودولة القرامطة، الذين وصفهم شيخ الإسلام بأنهم أشد الناس كفراً والبويهيين، والعبيديين وغيرهم ().
وأما استدلال الشيخ سليمان بن عبد الوهاب بحديث (إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب) على عدم وقوع الشرك في جزيرة العرب فقد أجاب على ذلك الاستدلال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين فكان مما قاله رحمه الله:
(قال ابن رجب على الحديث: أنه يئس أن يجتمعوا كلهم على الكفر الأكبر، وأشار ابن كثير إلى هذا المعنى عند تفسير قوله تعالى: (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم) () قال ابن عباس رضي الله عنه: يعني يئسوا أن تراجعوا دينكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/142)
وأيضاً ففي الحديث نسبة اليأس إلى الشيطان مبيناً للفاعل لم يقل أيس بالبناء للمفعول، ولو قدر أنه يئس من عبادته في أرض العرب إياساً مستمراً فإنما ذلك ظن منه وتخمين، لا عن علم؛ لأنه لا يعلم الغيب، وهذا غيب لا يعلمه إلا الله .. ، كما أن أكثر العرب ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فكثير منهم رجعوا إلى الكفر وعبادة الأوثان، وكثير صدقوا مسيلمة في دعواه الكاذبة للنبوة، ومن أطاع الشيطان في نوع من أنواع الكفر فقد عبده، لا تختص عبادة الشيطان بنوع من الشرك، كما أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبر أن هذه الأمة تفعل كما فعلت الأمم قبلها: اليهود والنصارى وفارس والروم .. ) ().
وكان من جواب علامة العراق محمود شكري الآلوسي على الاستدلال بهذا الحديث أنه قال:
( .. الحديث لا يدل على عدم وقوع الكفر في جزيرة العرب وانتفاء الإلحاد فيها، فإن الدلالة على ذلك مما لا يحتاج في إبطالها إلى دليل .. فقد ارتد عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعض قبائل العرب الساكنين في صميم الجزيرة العربية، حتى قاتلهم الصديق رضي الله عنه، بعد أن حكم هو والصحابة بكفرهم. ولا يبعد أن يقال مراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (إن الشيطان .. ) أن الشيطان لا يطمع أن يعبده المؤمنون في جزيرة العرب، وهم المصدقون بما جاء به الرسول من عند ربه المذعنون له، المتمثلون لأوامره، ولا شك أن من كان على هذه الصفة فهو على بصيرة ونور من ربه، فلا يطمع الشيطان أن يعبده …
فوجود مثل هذا في جزيرة العرب لا ينافي الحديث الصحيح، كما لا يخفى على من له قلب سليم وعقل رجيح، وإطلاق لفظ المصلين على المؤمنين كثير في كلام العارفين.
ويحتمل أن يراد بالمصلين أناس معلومون بناء على أن تكون (أل) للعهد وأن يراد بهم الكاملون فيها … وهم خير المقرون، يؤيد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم - في آخر الحديث -: (ولكن في الترحيش بينهم) .. يقول الطيبي: لعل المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبر بما يكون بعده من التحريش الواقع بين صحبه رضوان الله عليهم أجمعين. أي أيس أن يعبد فيها، ولكن يطمع في التحريش.
- إلى أن قال الآلوسي – وأنت تعلم أن الدليل متى طرقه الاحتمال بطل به الاستدلال) ().
وكما أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أخبر بوقوع الشرك وحدوثه في هذه الأمة، ووقع وحصل هذا الإخبار بما هو مشاهد عياناً، فإنه – أيضاً – أخبر بأن الله تكفل لهذه الأمة بحفظها دينها، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله) ().
وأما دعوى ابن منصور في منع وقوع الشرك في هذه الأمة، فقد أبان الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن تلبيس ابن منصور في ذلك، فكان مما قاله:
(وبالجملة فهذا المعترض مموه بلفظ الأمة ملبس. قال تعالى في ذم هذا الصنف من الناس (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) () وهذا من أعظم اللبس والخلط والتمويه، والأمة تطلق ويراد بها عموم أهل الدعوة ويدخل فيها من لم يستجب لله ورسوله. وتطلق أيضاً ويراد بها أهل الاستجابة المنقادين لما جاءت به الرسل، ومن لم يفصل ويضع النصوص مواضعها فهو من الجاهلين الملبسين) ().
ويكشف الشيخ عبد اللطيف عن أصل هذه الشبهة عند ابن منصور، وسبب حدوثها فيقول: (واعلم أن هذا المعترض لم يتصور حقيقة الإسلام والتوحيد، بل ظن أنه مجرد قول بلا معرفة ولا اعتقاد، وإلا فالتصريح بالشهادتين والإتيان بهما ظاهر هو نفس التصريح بالعداوة، ولأجل عدم تصوره أنكر هذا، ورد إلحاق المشركين في هذه الأزمان بالمشركين الأولين، ومنع إعطاء النظير حكم نظيره، وإجراء الحكم مع علته، واعتقد أن من عبد الصالحين، ودعاهم، وتوكل عليهم وقرب لهم القرابين مسلم من هذه الأمة، لأنه يشهد أن لا إله إلا الله) () ويظهر جهل ابن منصور حين لم يفرق بين أمة الإجابة، وأمة الدعوة، وقد رد الشيخ عبد اللطيف ذلك الاشتباه، فقال:
(ليس كل من وصف بأنه من الأمة يكون من أهل الإجابة والقبلة، وفي الحديث (ما من أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار) رواه ابن ماجة (). وقال تعالى: (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً. يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوي بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا) () فدلت هذه الآية على أن هؤلاء الكافرين من الأمة التي يشهد عليهم صلى الله عليه وسلم … والأمة في مقام المدح والوعد يراد بها أهل القبلة وأهل الإجابة، وتطلق في مقام التفرق والذم بها غيرهم. فلكل مقامٍ مقال) ().
وأما المنع من تكفير هذه الفرق .. فليس لأنهم من الأمة، ولكن – كما يقول الشيخ عبد اللطيف رحمه الله -: (بل لأن التفرق قد يبقى معه أصل الإيمان والتوحيد المانع من الكفر المخرج من الملة. ولذلك وقع النزاع في كثير من هذه الطوائف، فمن كفّر بعضهم فهو يحتج بالنصوص المكفرة لهم من الكتاب والسنة، ومن لم يكفر فحجته أن أصل الإسلام الثابت لا يحكم بزواله إلا لحصول مناف لحقيقته .. ) ().
ونختم هذا المبحث بما ذكره العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي توضيحاً لمقصد الشيخ الإمام من إيراد باب (ما جاء أن بعض هذه الأمة تعبد الأوثان) ضمن (كتاب التوحيد).
يقول السعدي رحمه الله:
(مقصود هذه الترجمة الحذر من الشرك والخوف منه، وأنه أمر واقع في هذه الأمة لا محالة، و الرد على من زعم أن من قال: لا إله إلا الله وتسمى بالإسلام أنه يبقى على إسلامه ولو فعل ما ينافيه من الاستغاثة بالقبور ودعائهم.
فإن الوثن اسم جامع لكل ما عبد من دون الله، لا فرق بين الأشجار والأحجار والأبنية، ولا بين الأنبياء والصالحين والطالحين في هذا الموضع، وهو العبادة فإنها حق الله وحده فمن دعا غير الله، أو عبده، فقد اتخذه وثناً وخرج بذلك عن الدين، ولم ينفعه انتسابه إلى الإسلام، فكم انتسب إلى الإسلام من مشرك وملحد، وكافر، ومنافق.
والعبرة بروح الدين وحقيقته لا بمجرد الأسامي والألفاظ التي لا حقيقة لها) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/143)
ـ[امين حمدان]ــــــــ[19 - 08 - 08, 01:42 ص]ـ
المبحث السادس
شبهة تنزيل آيات في المشركين على مسلمين
عرض ثم رد
يفتعل الخصوم شبهة أخرى، هي في حقيقتها لا تختلف عن أختها السابقة، فيدعون أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من بعده، قد عمدوا إلى آيات من القرآن نزلت في المشركين، وخوطب بها الكفار – آنذاك – فحملها – أي الشيخ وأتباعه كما يدعون – على المسلمين، فجعلوا المسلمين مثل الكفار ..
هذه هي شبهتهم، مع ملاحظة أنهم يقصدون بالمسلمين – هاهنا – من يستغيث بالأموات، ويذبح للجن، وينذر للأولياء … فهم مسلمون – على حد ظنهم – ماداموا يعترفون بأن الله هو المؤثر، والفاعل وبيده النفع والضر .. ، وهم مسلمون – أيضاً – لأنهم ينطقون بالشهادتين، ولو وقعوا في تلك الشركيات.
وسنورد شبهتهم في ذلك .. ثم نتبعها بالرد والبيان.
يشير سليمان بن عبد الوهاب إلى تلك الشبهة، فيقول – مخاطباً أنصار الدعوة السلفية -:
(ولكن ليس هذا بأعجب من استدلالكم بآيات نزلت في الذين (إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون) () والذين يقال لهم (أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى) () والذين يقولون (أجعل الآلهة إلهاً واحداً) ()، ومع هذا يستدلون بهذه الآيات، وتنزلونها على الذين يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقولون ما لله من شريك، ويقولون ما أحد يستحق أن يعبد مع الله …) ().
ويورد علوي الحداد تلك الشبهة فيقول:
(وأما ما استدل به من الآيات الكريمة على تكفير المسلمين كقوله تعالى (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون) ().
وما بعدها من الآيات فهي إنما نزلت في حق الكفار المنكرين للقرآن والرسول فأي مناسبة بين المسلم والكافر) ().
ويدعي اللكنهوري تلك الدعوى فيقول:
(كما أن الخوارج طبقوا ما ورد في الكفّار والمشركين من الآيات على المسلمين المؤمنين، فكذلك هؤلاء الوهابيون يطبقون سائر تلك الآيات الواردة في المشركين على مسلمي العالم .. ) ().
ويزيد دحلان عن غيره – كعادته – الأكاذيب والشبهات، فيقول مستكثراً من تلك الشبهة:
(وعمدوا إلى آيات كثيرة من آيات القرآن التي نزلت في المشركين فحملوها على المؤمنين .. ) ().
ويقول في موضع آخر:
(وحملوا الآيات القرآنية التي نزلت في المشركين على خواص المؤمنين وعوامهم. كقوله تعالى: (فلا تدعوا مع الله أحدا) () وقوله تعالى: (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون، وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين) () .. حيث حملوها على المؤمنين، وأدخلوهم في عموم هذه الآيات) ().
ويقول دحلان في موضع ثالث، أثناء ذكره معتقد الشيخ الإمام:
(وتمسك في تكفير المسلمين بآيات نزلت في المشركين، فحملها على الموحدين) ().
وتلقف الزهاوي تلك الشبهة فرددها - كغيره - قائلاً:
(وحمل الآيات التي نزلت في الكفّار من قريش على أتقياء الأمة) () ثم قالها مرة أخرى: (فعمد إلى الآيات القرآنية النازلة في المشركين فجعلها شاملة لجميع المسلمين) ().
ويرددها ثالثة فيقول: (حملت الوهابية جميع الآيات القرآنية التي نزلت في المشركين على الموحدين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .. ) ().
ويسوق محمد نجيب سوقية هذا الشبهة بأسلوبه المعتاد من بذاءة اللسان وكثافة الجهل وانعدام الورع .. فيقول عن الوهابية:
(أما كفاها فجوراً فيما تدعيه، وتموه به على العامة من هذه الأمة بقولها أن جميع ما جاء في آي القرآن مما كان أنزل بحق المشركين والكافرين يحملونه على كافة المسلمين الموحدين، ليتني أدري عنهم هل وجدوا أحداً ينسب التأثير لشيء ما في الوجود إلا لله وحده لا شريك له … أو يعتقد أن يكون فاعلاً غير الله تعالى في هذا العالم …) ().
ويظهر في هذه الشبهة تلبيس الخصوم، وتمويههم على سواد الناس، حيث جعلوا عبّاد القبور مسلمين موحدين، لأنهم يعترفون بأن الله هو الفاعل دون غيره، ولذا فهم مسلمون – كما صرح بذلك (نجيبهم) سوقية!.
وقد أشار الشيخ عبد الله أبو بطين إلى خطر مقالة الخصوم، فقال رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/144)
(وأما قول من يقول أن الآيات التي نزلت بحكم المشركين الأولين، فلا تتناول من فعل فعلهم، فهذا كفر عظيم، مع أن هذا قول ما يقوله إلا ثور مرتكس في الجهل، فهل يقول أن الحدود المذكورة في القرآن والسنة لأناس كانوا وانقرضوا؟ فلا يحد الزاني اليوم، ولا تقطع يد السارق، ونحو ذلك، مع أن هذا قول يستحي من ذكره، أفيقول هذا أن المخاطبين بالصلاة والزكاة وسائر شرائع الإسلام انقرضوا وبطل حكم القرآن؟) ().
وقد تحدث الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن عن آثار هذه الشبهة فكان مما قاله رحمه الله:
(أن من منع تنزيل القرآن، وما دل عليه من الأحكام على الأشخاص والحوادث التي تدخل العموم اللفظي، فهو من أضل الخلق وأجهلهم بما عليه أهل الإسلام وعلماؤهم قرناً بعد قرن، وجيلاً بعد جيل، ومن أعظم الناس تعطيلاً للقرآن، وهجراً له وعزلاً عن الاستدلال به في موارد النزاع، فنصوص القرآن وأحكامه عامة لا خاصة بخصوص السبب.
وما المانع من تكفير من فعل ما فعلت اليهود من الصد عن سبيل الله والكفر به. مع معرفته؟) ().
ويذكر الشيخ عبد اللطيف أن تلك الشبهة قد وقع فيها داود بن جرجيس فقال الشيخ عبد اللطيف:
(ومن شبهاته قوله في بعض الآيات هذه نزلت فيمن يعبد الأصنام، هذه نزلت في أبي جهل، هذه نزلت في فلان وفلان يريد – قاتله الله – تعطيل القرآن عن أن يتناول أمثالهم وأشباههم ممن يعبد غير الله، ويعدله بربه) ().
ويبين الشيخ عبد اللطيف أن هذه الشبهة من الأسباب المانعة عن فهم القرآن:
(ومن الأسباب المانعة عن فهم كتاب الله أنهم ظنوا أن ما حكى الله عن المشركين، وما حكم عليهم ووصفهم به خاص بقوم مضوا، وأناس سلفوا، وانقرضوا، لم يعقبوا وارثاً.
وربما سمع بعضهم قول من يقول من المفسرين هذه نزلت في عبّاد الأصنام، هذه في النصارى …، فيظن الغر أن ذلك مختص بهم، وأن الحكم لا يتعداهم، وهذا من أكبر الأسباب التي تحول بين العبد وبين فهم القرآن والسنة) ().
ويظهر الشيخ صالح بن محمد الشثري خطورة هذه الشبهة ومدى انحرافها فيقول – رداً على دحلان -:
(فيا سبحان الله كيف بلغ اتباع الهوى بصاحبه إلى هذا الجهل العظيم، والتناقض البين، وتحريف آيات الله المحكمات الدالة على السؤال والطلب، ويحتج بها على أنها وردت في المشركين وأن حكمها لا يتعداهم … مع أن أحكام القرآن متناولة لجميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة. قال تعالى (لأنذركم به ومن بلغ) () وعلى قول هذا المبطل أن حكم القرآن لا يتعدى من نزل فيه، فيقال: قد خاطب الله الصحابة بشرائع الدين كالصلاة والزكاة والصيام والحج، وبآيات المواريث، وبآيات الحدود، فيلزم على قول هذا المبطل أن حكمها لا يتعدى الصحابة. وهذا كفر وضلال، فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .. ) ().
ويوضح السهسواني – رحمه الله – صحة معتقد الشيخ الإمام في تلك المسألة، فقال:
(نعم قد استدل الشيخ رحمه الله على كفر عباد القبور بعموم آيات نزلت في الكفّار، وهذا مما لا محذور فيه، إذ عبّاد القبور ليسوا بمؤمنين عند أحد من المسلمين …، وإنما تمسك الشيخ في تكفير الذين يسمّون أنفسهم مسلمين، وهم يرتكبون أموراً مكفرة بعموم آيات نزلت في المشركين، وقد ثبت في علم الأصول أن العبرة لعموم اللفظ، لا لخصوص السبب، وهذا مما لا مجال فيه لأحد) ().
ومما كتبه الشيخ عبد الكريم بن فخر الدين - رداً على دحلان وغيره ممن وقع في تلك الشبهة - قوله:
(إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فحمل آية نزلت في مشرك على مؤمن بتشبيه به شائع ذائع، ولأجل ذلك أجرى الفقهاء حكم الكفر بالتشبه بالكفر، وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) ()) ().
ويقول ابن سحمان:
(فمن فعل كما فعل المشركون من الشرك بالله، بصرف خالص حقّه لغير الله من الأنبياء والأولياء والصالحين، ودعاهم مع الله، واستغاث بهم كما يستغيث بالله، وطلب منهم ما لا يطلب إلا من الله، فما المانع من تنزيل الآيات على من فعل كما فعل المشركون، وتكفيره، وقد ذكر أهل العلم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولكن إذا عميت قلوبهم عن معرفة الحق، وتنزيل ما أنزله الله في حق المشركين على من صنع صنيعهم واحتذا حذوهم فلا حيلة فيه) ().
ويكشف محمد رشيد رضا عن كثافة جهل أصحاب هذه الشبهة فيقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/145)
(ومن عجائب جهل دحلان وأمثاله أنهم يظنون أن ما بيّنه القرآن من بطلان شرك المشركين خاص بهم لذواتهم، وليس بحجة على من يفعل مثل فعلهم كأن من ولد مسلماً يباح له الشرك لجنسيته الإسلامية، وإن أشرك بالله في كل ما عده كتاب الله شركاً، وعلى هذا لا يتصور وقوع الردة في الإسلام، لأن من سمي مسلماً يجب أن يسمى كفره وشركه إسلاماً، أو يعد مباحاً له أو حراماً على الأقل، وقد يعدونه مشروعاً بالتأويل) ().
ويرد الشيخ فوزان السابق تلك الدعوى، فيقول:
(وأما القول بأن الآيات التي نزلت بحق المشركين من العرب لا يجوز تطبيقها على من عمل عملهم ممن يتسمى بالإسلام لأنه يقول: لا إله إلا الله، فهو قول من أغواه الشيطان. فآمن ببعض الكتاب وكفر ببعض لأن مجرد التلفظ بالشهادة مع مخالفة العمل بما دلت عليه لا تنفع قائلها. وما لم يقم بحق لا إله إلا الله نفياً وإثباتاً، وإلا كان قوله لغواً لا فائدة فيه.
فالمعترض يريد تعطيل أحكام الكتاب والسنة، وقصرهم على من نزلت فيهم، وهذا القول يقتضي رفع التكليف عن آخر هذه الأمة) ().
ونختم هذه الأجوبة، بما سطره القصيمي ردا على هذه الشبهة، يقول:
(وما زال المسلمون والعلماء والأئمة الأعلام، يستدلون بالآيات العامة النازلة في الكفار على ما يفتون به المسلمين … وما زالوا يأخذون من تلك العموميات الحجج والدلالات على معتقداتهم وإيمانهم، ولا خلاف عندهم أن القرآن إذا ما نهى اليهود، والنصارى، أو المجوس عن أمر من الأمور، أو أخبر أن ذلك كفر فيهم، أنهم هم أيضاً منهيون عن ذلك الأمر، وأنه كفر فيهم.
وقد عقد الإمام الشاطبي في أول كتابه (الاعتصام) فصلاً مبسوطاً رد به على البدع والمبتدعين، محتجاً بعموم الآيات النازلة في أهل الكتاب، وذكر فيه أقاويل كثيرة عن السلف من صحابة وتابعين ومن بعدهم قد احتجوا فيها بالآيات المطلقة النازلة أصلاً في طوائف الشرك، وأهل الكتاب على إثم البدعة، وخطأ المبتدعين من المسلمين) ().
ـ[امين حمدان]ــــــــ[19 - 08 - 08, 01:44 ص]ـ
المبحث السابع
شبهة خروج الشيخ على دولة الخلافة
ادعى بعض خصوم الدعوة السلفية أن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب قد خرج على دولة الخلافة العثمانية، ففارق بذلك الجماعة، وشق عصا السمع والطاعة.
فيصف ابن عفالق التوحيد الذي عليه أتباع الدعوة السلفية، فيقول: (وأما توحيدكم الذي مضمونه الخروج على المسلمين … فهذا إلحاد لا توحيد) () وينعتهم عمر المحجوب مخاطباً لهم: (ووقعتم في شق العصا) () ونلاحظ أن ابن عابدين في حاشيته - كما سبق ذكره - قد وصف أتباع هذه الدعوة بأنهم خوارج، وذلك ضمن باب البغاة، وهم الخارجون عن طاعة الإمام بلا حق ().
ويدعي دحلان أن أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب (فارقوا الجماعة والسواد الأعظم) ()، كما يدعي الزهاوي أنهم عرفوا (بالمروق عن طاعة أمير المؤمنين) ()، وإن كثيراً من الخصوم قد وصفوا الشيخ الإمام وأتباعه بأنهم خوارج؛ لأن من صفات الخوارج الخروج على إمام المسلمين، وشق عصا الطاعة بمجرد وقوعه في المعاصي التي دون الكفر الأكبر …
ونوضح ذلك بما ادعاه العاملي حيث يقول:
(الخوارج استحلوا قتال ملوك المسلمين والخروج عليهم .. وكذلك الوهابيون) ().
ويذكر صاحب كتاب (خلاصة تاريخ العرب)، مبحثاً لعنوان:
(المبحث السادس: في خروج الوهابية عن الطاعة) ().
ويدعي عبد القيوم زلوم أن الوهابيين بظهور دعوتهم قد كانوا سبباً في سقوط دولة الخلافة.
يقول:
(وكان قد وجد الوهابيون كيان داخل الدولة الإسلامية بزعامة محمد بن سعود ثم ابنه عبد العزيز، فأمدتهم انجلترا بالسلاح والمال، واندفعوا على أساس مذهبي للاستيلاء على البلاد الإسلامية الخاضعة لسلطان الخلافة أي رفعوا السيف في وجه الخليفة، وقاتلوا الجيش الإسلامي جيش أمير المؤمنين بتحريض من الإنجليز وإمداد منهم) ().
وقبل أن نورد الجواب على شبهة خروج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على دولة الخلافة، فإنه من المناسب أن نذكر ما كان عليه الشيخ الإمام من اعتقاد وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم، ما لم يأمروا بمعصية الله، لأن الطاعة إنما تكون في المعروف.
يقول الشيخ الإمام في رسالته لأهل القصيم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/146)
(وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به، وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته، وحرم الخروج عليه) ().
ويقول أيضاً:
(الأصل الثالث: أن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمّر علينا، ولو كان عبداً حبشياً فبين له هذا بياناً شائعاً كافياً بوجوه من أنواع البيان شرعاً وقدراً. ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند كثير من يدعي العلم، فكيف العمل به) ().
وصرح الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله باعتقادهم في هذه المسألة فقال:
(ونرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية) ().
وبعد هذا التقرير الموجز الذي أبان ما كان عليه الشيخ من وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله.
فإننا نشير إلى مسألة مهمة جواباً عن تلك الشبهة، فهناك سؤال مهم هو: هل كانت نجد موطن هذه الدعوة ومحل نشأتها تحت سيطرة دولة الخلافة العثمانية؟ يجيب الدكتور صالح العبود على هذا السؤال فيقول:
(لم تشهد نجد على العموم نفوذاً للدولة العثمانية، فما امتد إليها سلطانها، ولا أتى إليها ولاة عثمانيون، ولا جابت خلال ديارها حامية تركية في الزمان، الذي سبق ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، ومما يدل على هذه الحقيقة التاريخية استقراء تقسيمات الدولة العثمانية الإدارية، فمن خلال رسالة تركية عنوانها (قوانين آل عثمان مضامين دفتر الديوان) يعني قوانين آل عثمان في ما يتضمنه دفتر (الديوان) ألفها – يمين علي أفندي – الذي كان أميناً للدفاتر الخاقاني سنة 1018هـ الموافقة 1609م من خلال هذه الرسالة يتبين أنه منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري، كانت دولة آل عثمان تنقسم إلى اثنتين وثلاثون إيالة، منها أربع عشرة إيالة عربية، وبلاد نجد ليست معها ما عدا الإحساء إن اعتبرناه من نجد .. ) ().
ويقول الدكتور عبد الله العثيمين:
(ومهما يكن فإن نجداً لم تشهد نفوذاً مباشراً للعثمانيين عليها قبل ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، كما أنها لم تشهد نفوذاً قوياً بفرض وجوده على سير الحوادث داخلها لأية جهة كانت، فلا نفوذ بني جبر، أو بني خالد في بعض جهاتها، ولا نفوذ الأشراف في بعض جهاتها الأخرى أحدث نوعاً من الاستقرار السياسي، فالحروب بين البلدان النجدية ظلت قائمة، والصراع بين قبائلها المختلفة استمر حاداً عنيفاً) ().
يقول الدكتور عجيل النشمي:
(إن نجداً وما جاورها لم تعرها دولة الخلافة أهمية تذكر، وربما كانت سياستها هذه تجاه بلاد نجد لسعة أراضيها، وترامي أطرافها، هذا من جانب، ولتمكن التوزيع القبلي والعشائري من جانب آخر .. ) ()
ويقول أمين سعيد في هذا الشأن:
(ولقد حاولنا كثيراً في خلال دراستنا لتاريخ الدولتين الأموية والعباسية، وتاريخ الأيوبيين، والمماليك في مصر، ثم تاريخ العثمانيين الذين جاءوا بعدهم وورثوهم، أن نعثر على اسم وال، أو حاكم أرسله هؤلاء، أو أولئك أو أحدهم إلى نجد أو إحدى مقاطعتها الوسطى، أو الشمالية أو الغربية أو الجنوبية، فلم نقع على شيء، مما يدل على مزيد من الإهمال تحمل تبعته هذه الدول ..
على أن الذي استنتجناه في النهاية هو أنهم تركوا أمر مقاطعات نجد الوسطى والغربية إلى الأشراف الهاشميين حكام الحجاز الذين جروا على أن يشرفوا على قبائلها إشرافاً جزئياً) ().
ويقول أيضا:
(وكان كل شيخ أو أمير في نجد مستقل استقلالاً تاماً في إدارة بلاده وما كان يعرف الترك، ولا الترك يعرفونه) ().
ويبين حسين خزعل حال نجد زمن العصر العثماني فيقول:
(ولما حلت سنة 923هـ، وظهرت الدولة العثمانية على المسرح السياسي في جزيرة العرب، - وإن كانت الجزيرة العربية لن تشتمل بالحكم العثماني المركزي المباشر، بل اكتفت الدولة العثمانية بالسلطة الأسمية عليها -، كان كل قطر من أقطار الجزيرة العربية مستقلا بذاته، ولا سيما نجد، فقد كانت العصبيات فيها قائمة على قدم وساق، لكل عشيرة دولة، ولكل حاكم من أولئك الحكام حوزته الخاصة يحكمها حكماً مطلقاً ().
ويقول جاكلين بيرين في ذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/147)
(ولكن شبه الجزيرة العربية ظلت ممتنعة على الفتح التركي بفضل صحرائها التي هلكت فيها عطشاً الجيوش التي وجهها السلطان سليمان سنة 1550 م) ().
فإذا كانت نجد - محل ظهور وانطلاق هذه الدعوة - ليست تحت سيطرة العثمانيين، فكيف ترد هذه الشبهة ويظن أن الشيخ قد خرج على دولة الخلافة؟.
واستكمالاً لهذا المبحث نذكر بعض جواب سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز على ذلك الاعتراض، يقول الشيخ عبد العزيز:
(لم يخرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على دولة الخلافة العثمانية - فيما أعلم وأعتقد -، فلم يكن في نجد رئاسة ولا إمارة للأتراك بل كانت نجد إمارات صغيرة وقرى متناثرة، وعلى كل بلدة أو قرية - مهما صغرت - أمير مستقل … وهي إمارات بينها قتال وحروب ومشاجرات، والشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يخرج على دولة الخلافة، وإنما خرج على أوضاع فاسدة في بلده، فجاهد في الله حق جهاده وصابر وثابر حتى امتد نور هذه الدعوة إلى البلاد الأخرى …) ().
ويجيب الشيخ محمد نسيب الرفاعي على من ادعى أن هذه الدعوة حركة انقلابية المراد منها خلع الخليفة العثماني، وإعادة الخلافة إلى العرب، فكان مما قاله:
(لم يكن ليخطر على بال الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن ينقلب على خليفة المسلمين ولا مرّ بخاطره ذلك .. ولكن الملتفين حول الخليفة إذ ذاك من الطرقيين المتصوفة قلبوا له الأخبار، وشوهوها، ليوغروا صدر الخليفة عليهم، وحرضوه عليهم بحجة أنهم أهل حركة انقلابية على الخليفة نفسه، تقصد إرجاع الخلافة إلى العرب .. مع أن من صميم عقيدة الشيخ رحمه الله التي هي العقيدة الإسلامية الحقة أنه لا تنقض الأيدي من طاعة الخليفة القائم إلا أن يروا فيه كفراً بواحاً صراحاً، ولم ير الشيخ شيئاً من هذا حتى يدعو الناس إلى خلع الخليفة، حتى ولو كان الخليفة فاسقاً في ذاته، إن لم يصل فسقه إلى درجة الكفر البواح الصراح، فلا يجوز الانقلاب عليه، ولا الانتقاض على حكمه، وأن الشرع يخالف القيام على السلطان إلا في حالات الكفر البواح الصراح، حتى وإن الحركة – من أولها إلى آخرها – لم يكن للخليفة والخلافة أي علاقة في الدعوة ألبتة، حتى ولما استتب لهم الأمر في نجد والحجاز، أنهم انتقضوا على الخليفة، ولم يكن للخليفة ذكر قط في مراحل الدعوة .. ) ().
يتبين – من خلال النصّيْن السابقين – جانب من موقف الشيخ من دولة الخلافة فليس هناك عداء أو خصومة لدولة الخلافة.
ولذا يقول الدكتور عجيل النشمي:
(نستطيع القول باطمئنان أن كتابات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليس فيها تصريح بموقف عدائي ضد دولة الخلافة.
- يقول أيضا: ولم نعثر على أي فتوى له تكفر الدولة العثمانية بل حصر افتاءاته في البوادي القريبة منه التي كان على علم بأنها على شرك .. ) ().
بل – كما يقول النشمي – أن موقفه من دولة الخلافة هو موقف الناصح الآمر بالمعروف، المنكر لما يخالف الشرع دون أن يتعداه إلى الصدام المسلح، بل كان يتجنبه ويتحاشاه، كما هو واضح في موقفه من الأشراف الذين يحكمون الحجاز باسم دولة الخلافة. ويذكر النشمي بعض الأحداث التاريخية – في زمن الشيخ – التي تثبت ما كان عليه الشيخ الإمام من نبل الموقف، وتقدير العثمانية وإجلالها ().
ونورد خلاصة ما كتبه النشمي في هذا الموضوع، حيث يقول:
(فكانت سياسة الشيخ وموقفه تجاه الحجاز أنه لم يؤثر عنه طوال حياته تحريض أو استعداء أو دعوة لحربها، أو الاستيلاء عليها لشعوره أن ذلك الفعل قد يسفر على أنه خروج على دولة الخلافة.
لم تحرك دولة الخلافة ساكناً، ولم تبدر منها أية مبادرة امتعاض، أو خلاف يذكر رغم توالي أربعة من سلاطين آل عثمان في حياة الشيخ .. ) ().
إذا كان - ما سبق - يعكس تصور الشيخ لدولة الخلافة، فكيف كانت صورة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لدى دولة الخلافة؟
يقول د. عجيل النشمي مجيباً على هذا السؤال:
(لقد كانت صورة حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لدى دولة الخلافة صورة قد بلغت من التشويه والتشويش مداه، فلم تطلع دولة الخلافة إلا على الوجه المعادي لحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، سواء عن طريق التقارير التي يرسلها ولاتها في الحجاز، أو بغداد، أو غيرهما .. أو عن طريق بعض الأفراد الذين يصلون إلى الآستانة يحملون الأخبار) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/148)
وساق النشمي بعضاً من الأمثلة التي تظهر مدى التشويه وقلب الحقائق الذي ضمته تلك التقارير، أو نقله بعض الأفراد.
ولا زالت آثار هذا التشويش، وتبديل الحقائق وتزويرها ظاهراً جلياً فيما كتب عن تاريخ العثمانيين، ونورد مثالاً على ذلك:
يقول المؤرخ التركي سليمان بن خليل العزي:
(إن المراسلات التي وصلت إلى القسطنطينية من الشريف مسعود بن سعيد شريف مكة تبين أن ملحداً لا دينياً باسم محمد بن عبد الوهاب، قد ظهر من الشرق، قام بضرب وإجبار سكان تلك المنطقة لإخضاعهم لنفسه عن طريق اجتهاد زائف .. ) ().
وأما دعوى (زلوم) أن دعوة الشيخ أحد أسباب سقوط الخلافة، وأن الانكليز ساعدوا الوهابيين على إسقاطها.
فيقول محمود مهدي الاستانبولي جواباً على هذه الدعوى العريضة:
(قد كان من واجب هذا الكاتب أن يدعم رأيه بأدلة وإثباتات، وقديماً قال الشاعر:
وإذا الدعاوى لم تقم بدليلها بالنص، فهي على السفاه دليل
مع العلم أن التاريخ يذكر أن هؤلاء الانكليز وقفوا ضد هذه الدعوة، منذ قيامها خشية يقظة العالم الإسلامي) ().
ويقول الاستانبولي:
(والغريب المضحك والمبكي معاً أن يتهم هذا الأستاذ حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأنها من عوامل هدم الخلافة العثمانية، مع العلم أن هذه الحركة قامت حوالي عام 1811م، والخلافة هدمت حوالي 1922م) ().
ومما يدل على أن الانكليز ضد الحركة الوهابية، أنهم أرسلوا الكابتن فورستر سادلير ليهنيء إبراهيم باشا على النجاح الذي حققه ضد الوهابيين – إبان حرب إبراهيم باشا للدرعية -، وليؤكد له أيضاً مدى ميله إلى التعاون مع الحركة البريطانية لتخفيض – ما أسموه بأعمال القرصنة الوهابية في الخليج العربي ().
بل صرحت هذه الرسالة بالرغبة في إقامة الاتفاق بين الحكومة البريطانية، وبين إبراهيم باشا، بهدف سحق نفوذ الوهابيين بشكل كامل ().
يقول الشيخ محمد بن منظور النعماني:
(لقد استغل الانجليز الوضع المعاكس في الهند للشيخ محمد بن عبد الوهاب، ورموا كل من عارضهم ووقف في طريقهم، ورأوه خطراً على كيانهم بالوهابية، ودعوهم وهابيين …، وكذلك دعا الإنجليز علماء ديوبند – في الهند – بالوهابيين من أجل معارضتهم السافرة للانجليز، وتضييقهم الخناق عليهم .. ) ().
وبهذه النقول المتنوعة ينكشف زيف هذه الشبهة، وتهافتها أمام البراهين العلمية الواضحة من رسائل الشيخ الإمام ومؤلفاته، كما يظهر زيف الشبهة أمام الحقائق التاريخية التي كتبها المنصفون.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[19 - 08 - 08, 04:55 م]ـ
أعتقد أن مسالة الردود العامة على المسائل العامة مثل تهمة التكفير والخروج على الخلافة و القتال .. إلخ أصبحت واضحة البطلان لكل منصف ولكل عاقل، لكن لابد من الأخوة الباحثين من الأساتذة وطلاب العلم هو التحقق من بعض الإتهامات الموجه للشيخ محمد بن عبدالوهاب وكذلك بيان حقيقه مايتناقله بعض الخصوم من كلام للشيخ محمد بن عبدالوهاب لم يحسنوا فهمه او أنهم لم يستوعبوا حقيقة المخالفين له من ادعياء الشرك والإستغاثة بغير الله
هذه وجهة نظري ن واعتقد أن التركيز عليها ربما يفيد اكثر من النقاش في العموميات والتي اشبعت بحثا وتوضيحا وبيانا(51/149)
سؤال وجوابه: متى يكون ذبح الموت؟ وما حال أصحاب الكبائر في البرزخ؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 01:45 م]ـ
متى يكون ذبح الموت؟ وما حال أصحاب الكبائر في البرزخ
السؤال: عندما يؤتى بالموت على شكل كبش ويذبح أمام أهل الجنة والنار، ويقال لكل منهم خلود فلا موت هل هذا يكون بعد خروج أصحاب الكبائر من أمة محمد من النار أم قبله؟ وأيضا نفس التساؤل: عندما يُسْألُ أصحاب الكبائر في القبور هل يجاوبون على أسئلة منكر ونكير أم يقولون لا أعلم؟. وهل يرون مقعدهم من الجنة أو النار؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
الذي ينبغي أن يقال هو أن الذبح للموت لا يكون إلا بعد استقرار أهل الجنة في الجنة، واستقرار أهل النار في جهنم، ويقتضي هذا أنه لا يكون الذبح قبل خروج الموحدين من نار جهنم؛ لأن الخطاب يكون لأهل الجنة وأهل النار، ولا ينسب الموحدون للنار وهم سيخروجون منها.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ فَيُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ، ثُمَّ يُنَادِي يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ، فَيُذْبَحُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ، ثُمَّ قَرَأَ (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ)، وَهَؤُلَاءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا (وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ).
رواه البخاري (4453) ومسلم (2849).
وفي رواية ابن عمر في البخاري (6182) ومسلم (2850): (إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ جِيءَ بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ثُمَّ يُذْبَحُ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ، فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ).
وينظر كلام ابن القيم رحمه الله في الرد على من اعترض على هذا الحديث بعقله، وذلك في جواب السؤال رقم: (10087 ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/10087) ) .
ثانياً:
وبخصوص فتنة القبر لأصحاب الكبائر: فثمة مسائل ثلاثة:
الأولى: إجابة الملكين منكر ونكير على أسئلتهما في العقيدة: عن ربه عز وجل، وعن دينه، وعن نبيه صلى الله عليه وسلم.
والثانية: تعذيبه على ذنوبه.
والثالثة: هل يرى الفاسق في قبره مقعده في الجنة؟.
أما الأولى: فإن الظاهر أن الناس فيها قسمان: مسلم، ومنافق، أو كافر، فالمسلم يجيب عن أسئلة الملَكين، ولو كان فاسقاً، والكافر – أو المنافق – لا يجيب، ويعذَّب على ذلك.
قال ابن حجر الهيتمي – رحمه الله -:
ومقتضى أحاديث سؤال الملكين: أن المؤمن ولو فاسقاً يجيبهما، كالعدل، ولكن بشارته تحتمل أن تكون بحسب حاله.
" الفتاوى الحديثية " (ص 7).
وفي جواب السؤال رقم: (21713 ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/21713) ) تجد حديث البراء بن عازب رضي الله عنه في تفصيل هذين القسمين في القبر.
وأما الثانية: فإنه لا يلزم من إجابة المسلم الفاسق على أسئلة الملَكين أنه لا يعذَّب على اقترافه الذنوب والمعاصي، إن لم يتب منها، بل مِن عذاب هؤلاء ما يستمر إلى قيام الساعة، ومنه ما ينقطع.
قال الشيخ محمد السفاريني – رحمه الله -:
فمن أغضب الله، وأسخطه، في هذه الدار، بارتكاب مناهيه، ولم يتب، ومات على ذلك: كان له عذاب البرزخ بقدر غضب الله، وسخطه عليه، فمستقل، ومستكثر، ومصدق، ومكذب.
" لوامع الأنوار البهية " (2/ 18).
وقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/150)
ومن الذين يعذبون في قبورهم، وأخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: الجبارون، والمتكبرون، والمراءون، والهمازون، واللمازون، والطعانون على السلف، والذين يأتون الكهنة والمنجمين والعرافين فيسألونهم ويصدقونهم، وأعوان الظلمة الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، ونحو هؤلاء، ممن يشتغل بذنوب الناس عن ذنبه، وبعيوبهم عن عيبه، فكل هؤلاء وأمثالهم يعذبون في قبورهم بهذه الجرائم بحسب كثرتها، وقلتها، وصغرها، وكبرها، ولما كان أكثر الناس كذلك: كان أصحاب القبور معذبين، والفائز منهم قليل، فظواهر القبور تراب، وبواطنها حسرات وعذاب، فنسأل الله تعالى العافية، والرحمة، والعفو، والغفران، وبالله الإعانة، والعون.
" لوامع الأنوار البهية " (2/ 19).
وفي جوابي السؤالين (45325 ( http://www.islam-qa.com/ar/search/45325/AllWords/t,q,a) ) و (46068 ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/46068) ) تجد ذِكر الأسباب المفصلة لعذاب القبر.
وأما المسألة الثالثة: ففيها احتمالان:
1. الأول: أن المسلم يرى مقعده في الجنة باعتباره ليس كافراً، وأن مصيره إليها، لكن هذا لا يعني أنه لن يعذَّب في قبره إن شاء الله تعذيبه.
فنحن نجزم بصحة ما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم من وجود من يُعذَّب في قبره من المسلمين إلى يوم القيامة، كمثل آكل الربا الذي رآه صلى الله عليه وسلم يسبح في نهر من الدم، وكمثل الزناة والزواني الذين رآهم صلى الله عليه وسلم في تنور يصرخون، وغير هؤلاء، ونجزم أن مصير هؤلاء إن كانوا مسلمين هو الجنة في نهاية الأمر.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَى مَقْعَدِهِ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
رواه البخاري (1379) ومسلم (2866).
قال ابن حجر – رحمه الله -:
قال القرطبي: وهذا في حق المؤمن والكافر واضح، فأما المؤمن المخلِّط: فمحتمل في حقه أيضاً؛ لأنه يدخل الجنة في الجملة.
" فتح الباري " (3/ 243).
وقال الشيخ أبو الحسن عبيد الله بن العلامة محمد عبد السلام المباركفوري:
ويكون عرض المقعدين على كل واحد من المؤمن المخلص والكافر والمؤمن المخلط؛ لأنه يدخل الجنة في الجملة، فيرى مقعده في الجنة، فيقال له: هذا مقعدك وستصير إليه بعد مجازاتك بالعقوبة على ما تستحق.
" مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح " (1/ 222).
2. والثاني: أنه يمكن أن يقال: إن عرض مقعد الجنة على المؤمن المخلِّط، أو المسلم الفاسق هو لإخباره بأن هذا مقعدك في قبرك لولا أنك أذنبت، واستحققت العذاب، ويُعرض عليه مقعده من النار ويقال له: هذا بسبب ذنوبك.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:
فعلى هذا: يحتمل في المذنب الذي قُدِّر عليه أن يعذب قبل أن يدخل الجنة أن يقال له – مثلاً - بعد عرض مقعده من الجنة: هذا مقعدك من أول وهلة لو لم تذنب، وهذا مقعدك من أول وهلة لعصيانك، نسأل الله العفو والعافية من كل بلية، في الحياة، وبعد الموت، إنه ذو الفضل العظيم.
" فتح الباري " (11/ 366).
فالله أعلم بما يكون من ذلك، ونسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل اليمين، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/121628 (http://www.islamqa.com/ar/ref/121628)
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[19 - 08 - 08, 07:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا" شيخنا احسان ,ونفعنا الله بعلمكم
ـ[ابو رمثة]ــــــــ[19 - 08 - 08, 08:01 م]ـ
نسأل الله العفو والعافية اللهم تجاوز عن هفواتنا وجميع المسلمين
ـ[العوضي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 10:40 م]ـ
بارك الله فيك على نقلك لهذه الفتوى
وحقيقة فالشيخ محمد صالح المنجد في ألبومه نعيم الجنة وعذاب النار (18) شريطاً ذكر الكثير من المسائل المهمة بأسلوب سهل ومفهوم كعادة الشيخ - حفظه الله -
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 02:04 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وتجاوز عنا وعنكم(51/151)
هل يصح أن نقول (عبَّر الله)
ـ[أبو محمد الحضرمي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 06:30 م]ـ
وجدت عدداً من العلماء يطلقون لفظ (عبر الله) في كتبهم، ومن ذلك:
قال البغوي رحمه الله في تفسيره:
{وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} قيل: الباء في قوله تعالى {بِأَيْدِيكُم} زائدة، يريد: ولا تلقوا أيديكم، أي أنفسكم {إِلَى التَّهْلُكَةِ} عبر عن النفس بالأيدي
وقال ابن كثير رحمه الله:
وهذا بُرهان ثان لموسى، عليه السلام، وهو أن الله أمره أن يدخل يده في جيبه، كما صرح به في الآية الأخرى، وهاهنا عبر عن ذلك بقوله: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ}.
وقال ابن العربي رحمه الله في أحكام القرآن:
المسألة الثانية: عبر الله هاهنا بالصلاة عن القراءة، كما عبر بالقراءة عن الصلاة في قوله: {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}؛ لأن كل واحد منها مرتبط بالآخر؛ الصلاة تشتمل على قراءة وركوع وسجود، فهي من جملة أجزائها، فيعبر بالجزء عن الجملة وبالجملة عن الجزء، على عادة العرب في المجاز وهو كثير.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (2/ 351):
وقوله: إنه لا تصح العبارة عن التوحيد: كفر بإجماع المسلمين فإن الله قد عبر عن توحيده ورسوله عبر عن توحيده والقرآن مملوء من ذكر التوحيد.
وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي في تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن:
في تفسير قوله تعالى: (وقرآن الفجر) قال: وفيها: فضيلة صلاة الفجر، وفضيلة إطالة القرآن فيها، وأن القراءة فيها ركن، لأن العبادة إذا سميت ببعض أجزائها دل ذلك على فضيلته وركنيته، وقد عبر الله عن الصلاة بالقراءة وبالركوع وبالسجود وبالقيام، وهذه كلها أركانها المهمة.
وقال الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان:
قوله تعالى: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المرء وَزَوْجِهِ} [البقرة: 102] فهذه الآية تدل على أنه شيء موجود له حقيقة تكون سبباً للتفريق بين الرجل وامرأته وقد عبر الله عنه بما الموصولة وهي تدل على أنه شيء له وجود حقيقي.
وقال ابن باز رحمه الله في مجموع الفتاوى 7/ 99:
قال سبحانه: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم) لأنه يؤدى بالذل والخضوع لله فسمي إسلاما وعباده، لأن العبد يؤديه بالخضوع والذل لله، وعبر عنه بالتقوى لأن العبد يؤديه متقي بذلك ربه ويخاف عقوبته، وسماه إيمانا لأن العبد يؤدي ذلك عن إيمان وعن تصديق لا عن شك وريب بل يؤدي هذه العبادات وهذه الأعمال عن إيمان بالله وحده، وأنه ربه ومعبوده الحق وأنه مستحق لذلك وهو يؤديها عن إيمان وعن صدق وسماه برا لما فيه من الخير العظيم والسعادة، فهو بر، وسماه هدى لما فيه من الخير أيضا لأنه يهدي إلى الخير ويوصل إلى الخير وإلى أسباب السعادة وفي آيات أخرى عبَّر عن ذلك بالإيمان والعمل الصالح فقال سبحانه: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم).
وقال الشيخ محمد بن عثيمين في شرح العقيدة السفارينية:
لو قال قائل: عبَّر الله عن الماضي بقوله: {قد سمع} (المجادلة 1) لتحقق وقوعه فهو كقوله: {قد أتى أمر الله} (النحل 1)؟ لو أن أحداً قال هذا القول؟
نقول هذا القول: لا يصح لأن الله تعالى قال: {قد سمع}،
وإذا قلنا: إنه عبَّر عنه قبل وقوعه صح أن نقول إنه لم يسمعه، ولا أحد يتجرأ أن يقول مثل هذا القول.
وقال الشيخ ابن عثيمين في تفسير سورة البقرة:
هنا قد يسأل سائل: لِمَ عبَّر الله تعالى بقوله: {وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل}، وفي موسى وعيسى قال تعالى: {وما أوتي موسى وعيسى}؛ فهل هناك حكمة في اختلاف التعبير؟
فالجواب: أن نقول بحسب ما يظهر لنا ــــ والعلم عند الله: إن هناك حكمة لفظية، وحكمة معنوية.
وقال ابن عثيمين في تفسير سورة الحجرات:
وهنا عبَّر الله تعالى بقوله: {كثيرا من الظن} ولم يقل: اجتنبوا الظن كله، لأن الظن ينقسم إلى قسمين.
ـ[مسدد2]ــــــــ[20 - 08 - 08, 01:48 ص]ـ
سؤال جيد، فإذا قلنا: "عبّر الله" فالتساؤل الأول هو: هل ورد هذا اللفظ في الكتاب والسنّة؟ وهذا بحاجة الى استقصاء.
ثم على فرض أنه لم يرِد، فيكون السؤال الثاني: هل تُوهِم كلمة " عبّر" نقصاً في حق الله؟
فأصل الكلمة من عبارة، وتعبير، والعبور، وهو إيصال المعنى من واحدِ لآخَر، أو إفهامه.
وليس في هذا على ما يبدو نقصاً. ثم مادام العلماء قد استعملوها بوفرة كما تفضلتم بنقل شيء منه، فلا بد وأن لا محذور فيها.
ولا شك أنه من الملاحَظ في الأمثلة التي سقتُموها أنها كلها متعلقة بكلام الله تعالى، فلذا لا حرج في استعمال كلمة "عبّر" ومشتقاتها حيث أنها من المترادفات مع:
كلام الله، كلماته، تكلم،
الذكر، ذِكره، ذَكَر في قرآنه
قول الله، قوله، قال في قرآنه
عبارة (= كلمة أو كلمات)، عبارته (= كلِمتُه، كلماته)، عبّر في قرآنه
فهذه كلها مترادفات، خلاف كلمة " لفظة، ولفْظتُه، ومشتقاتها" إذ أنها توهم نقصاً من فم وشفة فلا تستعمل إلا إن وردت في النصوص فعلى الرأس والعين مع اعتقاد عدم المشابهة.
وهذا جهد المقل، وأتراجع إن تبين لي الصواب غير هذا.
والله أعلم ..
مسدد2
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/152)
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[20 - 08 - 08, 03:18 ص]ـ
هو كما قال أخونا مسدد سدده الله،،، و قد أفلح حفظه الله فيما قرر.
و إنما فاته أن يَنُص على كون المسألة من باب الإخبار عن الله تعالى،،،و لها شروط أعظما أن يكون المُخبَر به ليس فيه نقص في حقه الله تعالى، و ألا يُدعى به.
و الله الموفق ....
ـ[محمد ابن الحربي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 04:07 ص]ـ
السلام عليكم
اخي كان عنوان هذا الموضوع غير هذا عجبت من اناس يخوضون في صفات الله تعالى واسمائه والله عز وجل يقول (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه أن المشركين قالوا يا رسول الله: أخبرنا عن ربك، صف لنا ربك ما هو؟ ومن أي شيء هو؟ فأنزل الله تعالى سورة الاخلاص.
ـ[مسدد2]ــــــــ[20 - 08 - 08, 04:55 م]ـ
الاخ أبو الحسن الأكاديري،
بارك الله فيك وزادك فقها وعلماً ..
لعل السطر اليتيم الذي كتبتموه أهم من مداخلتي كلها وأقرب الى لب المسألة. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
جزاكم الله خيراً على الافادة.
مسدد2(51/153)
المذاهب الكلامية ,,, للشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيمي
ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[20 - 08 - 08, 02:24 ص]ـ
[=,-] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/]
[- if'] وأمّا المذاهب الكلامية فلم يكن أثرها بالقليل في تفرّق المسلمين وتمزّق شملهم , ولكنّها لمّا كان موضوعها البحث في وجود الله وإثبات صفاته وما يجب له من كمال وما يستحيل عليه من نقص – كل ذلك من طريق العقل – كانت دائرتها محدودة وكان التعمّق فيها من شأن الخواص , وقعد بالعامّة عن الدخول في معتركها وإحساسها بالتقصير في أدواته من جدل وعقليات يحتاج إليها في مقامات المناظرة والحجاج , فليس عِلم الكلام كعِلم التّصوف مطية ذلولاً يندفع لركوبها العاجز والحازم. [/ font]
[] فالتّصوف شيئ غامض يسعى إليه بوسائل غامضة , ويسهل على كل واحد ادعائه والتّلبيس به , فإن خاف مُدّعيه الفضيحة لم يعدم سلاحاً من الجمجمة والرّمز وتسمية الأشياء بغير أسمائها , ثم الفزع إلى لزوم السّمت والتّدرّع بالصّمت والإعراض عن الخلق والانقطاع والهروب منهم ما دام هذا كله معدوداً في التّصوف وداخلاً في حدوده. [/ font]
ولا كذلك علم الكلام الذي يفتقر إلى عقل نيّر , وقريحة وقّادة , وذكاء نافذ , ويحتاج منتحله إلى براعة ولسن ومران على المنطق ومقدماته ونتائجه وأقيسته وأشكاله.
ولِمَ كلّ هذا العدد؟
كل هذه العُدد للمناظرات وما تستلزمه من إيراد ودفع , وإفحام وإلزام , وأين العامّة من هذا كله؟!
لذلك لم يكن لها من حظ هذا العلم إلاّ معرفة أسماء بعض الفِرق والانتصار لها انتصاراً تقليدياً.
ولذلك كانت آثار التفريق الناشئة عن هذه المذاهب الكلامية قاصرة على طبقات مخصوصة , ولم تتغلغل في العامّة كما تغلغلت آثار التّصوف.
وقد انقرضت تلك الفرق , وانقرض بانقراضها سبب جوهري من أسباب التفرق بل مات بموتها شاغل طالما شغل طائفة من خيرة علماء المسلمين ببعضهم , وجعل بأسهم بينهم شديداً , وألهاهم بما يضر عمّا ينفع.
تلاشت تلك الفرق ولم تبق إلاّ أخبار معاركها الجدلية في كتب التاريخ , وإلاّ آراؤها المدونة في كتبها فتنة للضعفاء وتبصرة للحصفاء ,ولم يبق من تلك الأسماء التي كونت قاموساً في الأنساب إلاّ اسمان يدوران في أفواه العامّة وأشباه العامّة , ويستعملونهما في أغراض عاميّة وهما: (أهل السنة والمعتزلة).
ومن المحزن أن دراسة علوم التوحيد حتى في كلياتنا (الراقية) كالأزهر والزّيتونة لاتزال جارية على تلك الطرائق وفي تلك الكتب , ولا تزال تقرر فيها تلك الآراء , ولاتزال تذكر فيها أسماء تلك الفرق التي لم يبق لها وجود.
يستعرض سيّدنا المدرس تلك الآراء ثم يدحضها ويقيمها ثم ينقضها , وتقتطع أوقات الطلبة المساكين في ذلك. . ويا ضيعة الأعمار. [/ font]
ا للفضيحة!!! ..
وإذا نحن وازنّا بين ما أجداه علينا عِلم الكلام وبين ما خسرناه بسببه وجدنا الخسارة تربو على الربح , فتوحيد الله مقرر في القرآن بأجلى بيان وأكمل برهان , وصفاته لا يطمع طامع أن يأتي في إثباتها بأكمل مما أتى به القرآن , وطريقة القرآن في التنزيه أقوم طريقة , وقد جرى عليها الصحابة فكانوا أكمل الناس توحيداً مع أنهم لا يعرفون الجوهر والعَرَض , وهل يبقى زمانين؟ ولا الكم ولا الكيف بمعانيها الفلسفية الدقيقة. [/ font]
[-] وعلى هذا فما معنى إضاعة الوقت , وإعنات النّفس في معرفة هذا العلم المسمّى بعِلم الكلام؟ [/]
ولوكان هذا العلم المستحدث ذا قواعد طبيعية لا تنقض كقواعد الحساب أو الهندسة مثلاً لخف ما يلقى الناس في تعلمه من عناء , ولكننا رأينا تلك القواعد تتهاوى في المناظرات القولية أو القلمية كفقاقيع الماء , فلا يكاد يبني الباني حتى ينبري له هادم ينقض ما بنى ويتبر ما علا.
[=,] فواأسفاه على تلك الحملات العنيفة التي كانت جهاداً ولكن في غير عدو. [/ font]
ووالهفاه على ذلك النقع المثار وقد انجلى عن غير فتح ولا غنيمة , وواحسرتاه على ذلك الذكاء الذي كانت تكاد تشف له حجب الغيب , ذكاء أبي بكر الباقلاني , وفخر الدين الرازي , وأبي الهذيل وابن المعلم , وقد ضاع فيما لا تعود على الإسلام منه عائدة , ولا تنحبر له منه فائدة. [/ font]
وإنّك لتطالع تفسير الرازي مثلاً فتتلمّح من جملته ذكاء يشع , وقريحة تتقد , وألمعيّة تكاد تنتزع منك بنات صدرك , فتظنّ أن سينكشف لك عن الجهات المتّصلة بنفسك من القرآن , ويجلي لك سُنن الله في الأنفس والآفاق
وإذا بالظّن يخيب , والفال يكذب , وإذ ترى تلك القوى مصروفة إلى جهة غير التي تريد , وترى الرجل وقد غُلِب على ذكائه , وجرفته العادة التي تملكه إلى الآراء والعقليات وإثارة الشبهات. [/
وترى ذلك الذهن العاتي يتخبّط في مضائق هي دون قدر القرآن ودون قيمة ذلك الذهن حتى ليسف فيزعم لك –مثلاً – أنّ أولى العلم في قوله تعالى: " شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط " هم أهل الأصول. [/]
ونحن نعتقد أن الرّجل وأمثاله من الأذكياء ما أتوا إلا من غرامهم بهذه المباحث الكلامية واستهتارهم فيها.
[] ويميناً , لو أنّ تلك الجهود التي تفرقت على الكلام تألّفت على جهة عقلية أخرى لفتحت في العلم فتحاً أغر زاهراً , ولتعجّلت به الفخر بالإسلام وأهله.(51/154)
شرح أسماء الله الحسنى من كتب ابن القيم
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 - 08 - 08, 07:30 ص]ـ
أرفقت لكم ملفين جمعت فيهما ما وقفت عليه من شرح أسماء الله الحسنى في كتب ابن القيم رحمه الله تعالى
وأنا أستغفر الله وأتوب إليه من تأخري في طبع الكتاب ونشره مع وصية الشيخ بكر أبو زيد لي بطباعة الكتاب قبل أكثر من عقد من الزمان ولكني ابتليت بشواغل كثيرة يذهل معها العقل
وكل يوم وأنا أرجي أن تخف وتنقضي ولا أراها إلا تزداد شدة
وأرجو أن يكون في نشره في المنتديات العلمية تكفيراً عن التأخر
ولو كنت أعلم أني سأتأخر كل هذا التأخر لبادرت إلى نشره .............
وقصدت بهذا الباب أن أجمع فيه كلام ابن القيم وأؤلف بينه حتى يبدو كأنه كتاب جديد لابن القيم رحمه الله وجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر
نحب أئمة الهدى ولم نعمل بأعمالهم عسى حبهم أن ينفعنا عند الله فيقال: المرء مع من أحب
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 - 08 - 08, 07:38 ص]ـ
وهذا هو الباب الثاني
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[20 - 08 - 08, 07:38 ص]ـ
جزاك الله خيراً
جاري التحميل. . .
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[20 - 08 - 08, 07:41 ص]ـ
أستاذي الكريم
هل نشرت الملف في غير ملتقى اهل الحديث .. ؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 - 08 - 08, 07:51 ص]ـ
أما هذا الملف فلم أنشره في منتدى غير هذا المنتدى
ومن أحب نشره في المنتديات فهو محسن بذلك
وقد أرسلته لبعض طلبة العلم عبر البريد الإلكتروني ولا أدري هل نشره أحد منهم في منتدى آخر أو لا؟
وأما بعض أبواب الكتاب فقد نشرت في بعض المنتديات
ـ[الرايه]ــــــــ[20 - 08 - 08, 04:16 م]ـ
أخي الكريم هل طبع هذا الكتاب؟
وهناك رسالة ماجستير من جامعة أم القرى طبعت حديثاً في هذا الموضوع
منهج ابن القيم في شرح أسماء الله الحسنى
المؤلف: مشرف بن علي بن عبدالله الحمراني الغامدي
الطبعة: الأولى 1426هـ - 2005م
عدد الصفحات: 519
دار ابن الجوزي - سلسلة الرسائل الجامعية (52)
http://www.alkutubiyeen.net/image.php?object_type=product&image_id=77
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 - 08 - 08, 06:32 م]ـ
أخي الكريم هل طبع هذا الكتاب؟
وهناك رسالة ماجستير من جامعة أم القرى طبعت حديثاً في هذا الموضوع
منهج ابن القيم في شرح أسماء الله الحسنى
المؤلف: مشرف بن علي بن عبدالله الحمراني الغامدي
الطبعة: الأولى 1426هـ - 2005م
عدد الصفحات: 519
دار ابن الجوزي - سلسلة الرسائل الجامعية (52)
http://www.alkutubiyeen.net/image.php?object_type=product&image_id=77
لم أطبع الكتاب مع جاهزيته للطباعة من شهر محرم 1419هـ
وكنت قد استخرجت له فسحاً للطباعة في ذلك الوقت
وإلى الآن لم أطبعه وهذا ما دعاني إلى نشره في المنتديات بهذه الصورة حذراً من مغبة كتمان العلم
وكنت قد اطلعت على كتاب لأخوين جزائريين قاما بجمع لطيف لكلام ابن القيم رحمه الله، وقد سألني الشيخ بكر أبو زيد: هل اطلعت عليه؟
فأجبته: بأني اطلعت عليه وأنا في المراحل النهائية لإعداد الكتاب، وقد قاما بجهد مشكور لكن فاتهما مواضع كثيرة
وهذا الكتاب المشار إليه لم أطلع عليه، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
وهذا الكتاب جعلته في ثلاثين باباً ولم أقتصر فيه على شرح الأسماء الحسنى
وهذا جزء من مقدمة الكتاب أو ضحت فيه منهجي في ترتيبه وتأليفه:
إنَّ أسماءَ اللَّهِ الحسنى ربيعُ قلوبِ المؤمنينَ العارفينَ تَفْتَحُ لهم بابَ الإيمانِ واليقينِ، وتجْلُو الرَّانَ والرَّيْبَ عنْ قلوبِهم، فتَرَاهُم يُسارعونَ بامتثالِ أوامرِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ واجتنابِ نواهيهِ وتصديقِ أخبارِهِ، وإذا دهَمَهُمْ أمرٌ كانَ فزَعُهُم وفِرَارُهُم إلى ربِّهِم عزَّ وجلَّ لما عَلِمُوا منْ أسمائِهِ وصفاتِهِ.
والأمرُ ـ واللَّهِ ـ أجلُّ ممَّا ذكرْتُ، وأعظمُ ممَّا وصفْتُ، وحاجةُ الناسِ إلى معرفَتِهِ والعملِ بهِ ماسَّةٌ، وصِلَتُهُ بأبوابِ الدينِ معلومةٌ بالضرورةِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/155)
وكانَ منْ توفيقِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ أنِّي كُنْتُ أتَصَفَّحُ الكتابَ المُبَاركَ الذي صنَّفَهُ فضيلةُ الشيْخِ/ بكرِ بنِ عبدِ اللَّهِ أبو زيدٍ حَفِظَهُ اللَّهُ في تقريبِ علومِ ابنِ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ تعالى؛ ذلكَ الإمامُ الجليلُ الذي اشتهرَ بسَعَةِ علمِهِ، وصِحَّةِ منهجِهِ، وجودةِ تآليفِهِ، وحُسْنِ أُسْلُوبِهِ، وكانَ كثيراً ما يَرْبِطُ مسائلَ العلمِ والعملِ بالإيمانِ باللَّهِ عزَّ وجلَّ وأسمائِهِ وصفاتِهِ، وهوَ في المكانةِ والشهرةِ في قلوبِ العامَّةِ والخاصَّةِ بمنزلةٍ تُغْنِي عن التعريفِ بهِ.
وكانَ منْ جُمْلَةِ ما تصفَّحْتُهُ ما جمَعَهُ فضيلةُ الشيخِ من الإشاراتِ إلى مباحثَ تتعَلَّقُ بشرحِ أسماءِ اللَّهِ الحسنى منْ كُتُبِ ابنِ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ.
وكأنَّ الشيخَ حفظهُ اللَّهُ آنَسَ أنَّ الأمرَ يحتاجُ إلى مزيدِ بحثٍ، فقالَ (ص 81): (لابنِ القَيِّمِ رحمهُ اللَّهُ تعالى في هذا المبحثِ العظيمِ مباحثُ منثورةٌ في كُتُبِهِ، فيها منْ إبداءِ كنوزِ العلمِ، ولطائفِ الأسرارِ، ما يفتحُ للمسلمِ بابَي العلمِ واليقينِ؛ فها أنا ذا أجمعُ لكَ مَظَانَّها في مكانٍ واحدٍ لعلَّ اللَّهَ سبحانهُ أنْ يُهَيِّئَ مَنْ يُفْرِدُهَا بكتابٍ مستقلٍّ دونَ أيِّ تعليقٍ أوْ تحشيَةٍ). اهـ.
فلامسَ كلامُهُ رغبةً كامنةً في النَّفس، فاستَخَرْتُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ واستَعَنْتُهُ ـ ونِعْمَ المُعِينُ ـ على جمعِ هذا البحثِ وإعدَادِهِ.
فقُمْتُ باستقراءِ مَا وَقَفْتُ عليهِ منْ كُتُبِ ابنِ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ تعالى، وكنتُ إذا ما مَرَرْتُ بكلامٍ يتعَلَّقُ بالأسماءِ الحسنى أشَرْتُ إلى موضعِهِ في آخرِ ذلكَ الكتابِ، حتَّى اجتمعَ لي قدرٌ كبيرٌ والحمدُ للَّهِ تعالى.
ثمَّ قُمْتُ بتصنِيفِهِ على قسمَيْنِ:
القسمُ الأوَّلُ: يتعَلَّقُ بكلامٍ عامٍّ عن الأسماءِ الحسنَى.
والقسمُ الثانِي: يتعَلَّقُ بشرحٍ خاصٍّ لكلِّ اسمٍ من الأسماءِ الحسنى؛ إمَّا تصريحاً بأنْ يذكرَ الشيخُ ذلكَ الاسمَ، ثمَّ يأخذَ في شرْحِهِ، وإمَّا أنْ أُدْرِكَ مِنْ معنى كلامِهِ أنَّ هذا الكلامَ يُنَاسِبُ شرحَ اسمٍ من الأسماءِ الحسنَى، كالكلامِ في الحمدِ وسَعَتِهِ وشُمُولِهِ وبيانِ طُرُقِ حمدِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، كلُّ ذلكَ يُنَاسِبُ شرحَ اسمِ ((الحميدِ))، وهكذا بَقِيَّةُ الأسماءِ.
ثمَّ قُمْتُ بتصنيفِ القسمِ الأوَّلِ حَسَبَ ما تيَسَّرَ لي جمعُهُ إلى سبعةٍ وعشرينَ باباً. وهذا بيانُها:
البابُ الأوَّلُ: في بيانِ أنَّ أفضلَ العلمِ: العلمُ بأسماءِ اللَّهِ الحسنى وصفاتِهِ العُلْيَا.
البابُ الثانِي: في بيانِ ما يُفْضِي إليهِ العلمُ بأسماءِ اللَّهِ الحسنى وصفاتِهِ العُلْيَا من المراتبِ العاليَةِ والمعارفِ الجليلَةِ.
البابُ الثالِثُ: في بيانِ أنَّ التفَكُّرَ في آياتِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ دليلٌ إلى معرفةِ اللَّهِ بأسمائِهِ وصفاتِهِ.
البابُ الرابِعُ: في ذكرِ بعضِ ما تضمَّنَتْهُ سورةُ الفاتحةِ من المعارفِ الجليلةِ في بابِ الأسماءِ والصفاتِ.
البابُ الخامِسُ: في بيانِ دَلالةِ قولِ اللَّهِ تعالى: (ليس كمثله شيء) على ثبوتِ صفاتِ الكمالِ للَّهِ عزَّ وجلَّ.
البابُ السادِسُ: في بيانِ دلالةِ قولِ اللَّهِ تعالى: (ولله المثل الأعلى) على تفرُّدِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ بصفاتِ الكمالِ.
البابُ السابِعُ: في بيانِ ما تضمَّنَهُ حديثُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ... )) منْ فوائدَ جليلةٍ ولطائفَ بديعةٍ في بابِ الأسماءِ والصفاتِ.
البابُ الثامِنُ: فيما دلَّ عليهِ قولُهُ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ... )) من الفوائدِ الجليلةِ في بابِ الأسماءِ والصفاتِ.
البابُ التاسِعُ: في بيانِ دلالةِ الشريعةِ المُحْكَمَةِ على أسماءِ اللَّهِ الحسنى وصفاتهِ العُلَى.
البابُ العاشِرُ: في بيانِ دلالةِ العقلِ على ثبوتِ الأسماءِ والصفاتِ.
البابُ الحاديَ عشَرَ: في بيانِ أنَّ أسماءَ اللَّهِ الحسنى وصفاتِهِ العُلَى تقتضي كمالَ الربِّ جلَّ جلالُهُ، وتستلزمُ توحيدَهُ وتفَرُّدَهُ بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/156)
البابُ الثانيَ عشَرَ: في بيانِ دلالةِ أسماءِ اللَّهِ الحسنى وصفاتِهِ العُلَى وكمالِهِ المُقَدَّسِ على معنى شهادةِ: أنْ لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّداً رسولُ اللَّهِ.
البابُ الثالثَ عشَرَ: في بيانِ أنَّ أسماءَ اللَّهِ الحسنى وصفاتِهِ العُلَى تقْتَضِي تنزيهَهُ سُبحانهُ وتعالى عن الشرورِ والنقائصِ والعيوبِ.
البابُ الرابعَ عشَرَ: في بيانِ أنَّ أسماءَ اللَّهِ الحسنى وصفاتِهِ العُلَى منْ مُوجِبَاتِ حَمْدِهِ ومُقْتَضِياتِ محبَّتِهِ.
البابُ الخامسَ عشَرَ: في بيانِ أضرارِ ومساوئِ الجهلِ باللَّهِ تعالى وأسمائِهِ الحسنى وصفاتِهِ العُلَى.
البابُ السادسَ عشَرَ: في بيانِ بعضِ ما يقتضيهِ العلمُ بأسماءِ اللَّهِ الحسنى وصفاتِهِ العُلَى منْ أنواعِ العبودِيَّةِ للَّهِ تعالى.
البابُ السابعَ عشَرَ: في بيانِ بعضِ ما تضمَّنَتْهُ فريضةُ الصلاةِ منْ لطَائفِ التعَبُّدِ للَّهِ تعالى بأسمائِهِ الحسنى وصفاتِهِ العُلَى.
البابُ الثامنَ عشَرَ: في بيانِ ما تضَمَّنَهُ خَتْمُ الآياتِ بالأسماءِ والصفاتِ من الفوائدِ الجليلةِ واللطائفِ البديعةِ.
البابُ التاسعَ عشَرَ: في بيانِ ما تضَمَّنَهُ العطفُ بينَ الأسماءِ الحسنى وتَرْكُهُ من اللطائفِ والأسرارِ.
البابُ العشرونَ: في بيانِ بعضِ ما تضَمَّنَهُ اقترانُ بعضِ الأسماءِ الحسنى ببعضٍ من اللطائفِ العجيبةِ والفوائدِ البديعَةِ.
البابُ الحادي والعشرونَ: في ذكرِ قواعدَ مُهِمَّةٍ في بابِ الأسماءِ والصفاتِ.
البابُ الثاني والعشرونَ: في بيانِ معنى كلمةِ (الذَّاتِ).
البابُ الثالثُ والعشرونَ: في بيانِ مسألةِ الاسمِ والمُسَمَّى.
البابُ الرابعُ والعشرونَ: في بيانِ الاشتراكِ والاختصاصِ في بعضِ ما يُطْلَقُ على الرَّبِّ جلَّ وعَلا وعلى العبدِ من الألفاظِ.
البابُ الخامسُ والعشرونَ: في بيانِ معنى الإلحادِ في أسماءِ اللَّهِ الحسنَى.
البابُ السادسُ والعشرونَ: في بيانِ أنَّ أسماءَ اللَّهِ الحسنى وصفاتِهِ العُلَى تستلزمُ آثارَها.
البابُ السابعُ والعشرونَ: في بيانِ دلالةِ أسماءِ اللَّهِ الحسنى وصفاتِهِ العُلَى على خلقِ أفعالِ العبادِ، وأنَّ الطاعاتِ والمعاصيَ كُلَّها بتقديرِ اللَّهِ تعالى.
فهذا هوَ القِسْمُ الأوَّلُ، وأمَّا ما اجتمعَ لي منْ كلامِهِ رحمهُ اللَّهُ في القسمِ الثاني فَمُتَفَاوِتٌ تفَاوُتاً كبيراً منْ حيثُ القدرُ والأسلوبُ، فبعْضُهُ مبسوطٌ مُطَوَّلٌ قدْ يَزِيدُ على عشرِ صَفَحاتٍ في بعضِ الأسماءِ، وبعْضُهُ مُتَوَسِّطٌ، وبعْضُهُ مُخْتَصَرٌ لا يزيدُ على سطرٍ أوْ سطريْنِ أوْ بيتٍ أوْ بيتَيْنِ من القصيدةِ النونيَّةِ، فكانَ أمامِي ثلاثُ خياراتٍ لتنسيقِ هذهِ النصوصِ:
- الخيارُ الأوَّلُ: أنْأجْعَلَها في بابٍ واحِدٍ؛ فأذكرَ الشروحَ المُطَوَّلَةَ، ثُمَّ أُتْبِعَها بالشروحِ المختصرَةِ. وعيبُ هذا الخيارِ أنَّهُ يُخِلُّ بالترتيبِ المُسْتَحْسَنِ في شرحِ الأسماءِ الحسنَى، وهوَ أنْ تكونَ الأسماءُ المُتَعَلِّقَةُ بالأُلُوهِيَّةِ والرُّبُوبِيَّةِ وسَعَةِ المُلْكِ متواليَةً، وأسماءُ الرحمةِ والجمالِ والإحسانِ متواليَةً، وأسماءُ العظمةِ والجلالِ متواليَةً، وهكذا بَقِيَّةُ الأسماءِ الحسنَى.
فصَرَفْتُ النظرَ عنْ هذا الخيارِ، والْتَفَتُّ إلى الخيارِ الثانِي: وهوَ أنْ نُرَاعِيَ الترتيبَ المذكورَ معَ كونِ شروحِ الأسماءِ كُلِّها في بابٍ واحدٍ؛ إلاَّ أنَّ ظهورَ التفاوتِ في مقدارِ شروحِ الأسماءِ الحسنى حَالَ دونَ اختيارِ هذا الخيارِ، ذلكَ أنَّهُ منْ غيرِ المناسبِ أنْ أذْكُرَ شرحاً مُطَوَّلاً لاسمٍ من الأسماءِ الحسنى قدْ يستغرقُ بضعَ عشرةَ صفحَةً، ثمَّ أُتْبِعَهُ بنصفِ سطرٍ في شرحِ اسمٍ غيرِهِ من الأسماءِ الحسنى، ثُمَّ أُعْقِبَهُ بشرحٍ مُطَوَّلٍ لاسْمٍ ثالثٍ.
- فالْتَمَسْتُ خياراً ثالثاً: أَخْلُصُ بهِ منْ هاتيْنِ المَنْقَصَتَيْنِ؛ يُرَاعَى فيهِ الترتيبُ المذكورُ، وتَتَنَاسَبُ شروحُهُ فلا تتفاوتُ؛ فوَجَدْتُ أنَّهُ من المناسبِ أنْ أجعلَ للشروحِ المُطَوَّلَةِ باباً مستقِلاًّ، وأُعَنْوِنَ لهُ بما يدلُّ على بسْطِهِ ويُهَيِّئُ النفسَ للاسترسالِ فيهِ، ويكونُ منهجُ ابنِ القيِّمِ فيهِ متقارباً، ذلكَ أنَّ غالبَ هذهِ الشروحِ يترَكَّزُ على نقاطٍ مُهِمَّةٍ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/157)
· أوَّلُها: بيانُ معنى الاسمِ في اللغَةِ.
· والثانيَةُ: بيانُ سَعَةِ معنى الاسمِ وعظمَتِهِ باعتبارِ إضافَتِهِ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ.
· والثالثَةُ: بيانُ آثارِ الاسمِ في الخلقِ والأمْرِ؛ والآثارُ بحرٌ لا ساحلَ لَهُ.
· والرابعَةُ: بيانُ لوازمِ هذا الاسمِ منْ بَقِيَّةِ الأسماءِ الحسنَى.
فإذا قرأَ طالبُ العلمِ هذا البابَ وفَهِمَهُ كما ينبغي حَصَلَتْ لهُ مَلَكَةٌ ودُرْبَةٌ في معرفةِ سَعَةِ معاني أسماءِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ وعظيمِ آثارِها وتَعَلُّقِها بالخلقِ والأمْرِ؛ فإذا ما تَأَمَّلَ اسماً من الأسماءِ الحسنى التي لمْ تُذْكَرْ في هذا البابِ، واتَّبَعَ هذا المنهجَ الجليلَ في شرحِ أسماءِ اللَّهِ الحسنى تَبَيَّنَ لهُ بفضلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ من العلومِ والفوائدِ البديعةِ والمعاني الجليلةِ ما لمْ يكُنْ يخْطُرُ لهُ على بالٍ.
والمقصودُ أنْ يكونَ هذا البابُ على مَنْهَجِيَّةٍ واحدةٍ وأسلوبٍ مُتَقَارِبٍ؛ فإنَّ ذلكَ أدْعَى لحُسْنِ الفهمِ ورُسُوخِهِ، فلذلكَ عَقَدْتُ البابَ الثامنَ والعشرينَ، وهُوَ: في بيانِ ما تضَمَّنَتْهُ بعضُ الأسماءِ الحسنى من المعاني الجليلَةِ، واللطائفِ والأسرارِ البديعَةِ.
وأمَّا البابُ الذي يليهِ، وهوَ البابُ التاسعُ والعشرونَ: في ذِكْرِ شرحٍ مُخْتَصَرٍ لبعضِ الأسماءِ الحسنَى؛ فالمقصودُ منهُ الاختصارُ والاقتصارُ في شروحِ الأسماءِ الحسنى على كلماتٍ يسيرةٍ يسهُلُ حِفْظُهَا واسْتِذْكَارُهَا.
ولمَّا كانَ الاقتصارُ على الشُّرُوحِ المختصرةِ التي لمْ تُذْكَرْ في البابِ السابقِ - وهيَ شروحُ خمسةٍ وعشرينَ اسماً فقطْ - لا يُنْتِجُ وَحْدَةً موضُوعِيَّةً حَرَصْتُ على إتمامِ الفائدةِ فقُمْتُ بانتزاعِ شروحٍ مختصرةٍ من الشروحِ المُطَوَّلَةِ المذكورةِ في البابِ السابقِ تكونُ كالتلخيصِ لها بحيثُ تتوافقُ معَ الشروحِ المختصرَةِ، ويَنْتُجُ من المجموعِ شرحٌ مختصرٌ لأكثرَ منْ سبعينَ اسماً من الأسماءِ الحسنى هيَ حصيلةُ ما جمَعْنَاهُ منْ كتبِ ابنِ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ تعالى.
أمَّا إذا اعْتُبِرَت الأسماءُ المُتَقارِبَةُ كالعَلِيِّ والأَعْلَى والمُتَعَالِي، وكالقديرِ والقادرِ والمقتدِرِ، ونحْوِها معَ مراعاةِ الفرقِ في الصيغةِ وتأثيرِهِ على المعْنَى، فيكونُ في هذا الكتابِ شرحٌ لأكثرَ منْ خمسةٍ وثمانينَ اسماً من الأسماءِ الحسنَى.
ثمَّ ختَمْتُ الكتابَ بمُلْحَقٍ يتعَلَّقُ بأبياتٍ مختارةٍ من القصيدةِ النُّونيَّةِ , وثيقةِ الصلةِ بالبحثِ لا ينبغي إغفالُها، وعقَدْتُ لها البابَ الثلاثينَ، وهُوَ: في بيانِ أنَّ أقسامَ التوحيدِ الذي بعثَ اللَّهُ بهِ المرسَلينَ ترجعُ إلى معاني أسماءِ اللَّهِ الحسنى، وقصَدْتُ بذلكَ أنْ يُمْعِنَ القارئُ النظرَ في هذا البابِ حتَّى يَصِلَ إلى هذهِ النتيجَةِ.
ولمَّا كانَ الجمعُ والتصنيفُ لا بدَّ لهُ منْ تنسيقٍ حتَّى يبْدُوَ الكلامُ مُتَّسِقاً مُتَآلِفاً وَضَعْتُ أحْرُفاً - ورُبَّمَا كلماتٍ - تَرْبِطُ بينَ النصوصِ المنْقُولَةِ؛ وحتَّى لا يختلطَ هذا بكلامِ ابنِ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ تعالى وضَعْتُهُ بينَ قوسَيْنِ؛ معكوفَيْنِ []، وجعَلْتُ كلامَ ابنِ القيِّمِ بينَ هلالَيْنِ ()، وأشَرْتُ في نهايَتِهِ إلى موضعِ هذا الكلامِ منْ كُتُبِهِ باسمِ الكتابِ ورَقْمِ الصفحةِ لِمَنْ أرادَ الرجوعَ إليْهِ. ولمَّا كانَ سياقُ الكلامِ يضْطَرُّنِي إلى حذفِ بعضِ الكلماتِ أوْ أَرَى حذْفَها لعدمِ تعلُّقِها بالبحثِ أشَرْتُ إلى موضعِ الحذفِ بثلاثِ نُقَطٍ (…) وهوَ يشملُ حذفَ حرفٍ فصَاعِداً.
وإذا أَدْرَجْتُ كلاماً لابنِ القَيِّمِ في كلامٍ لهُ في كتابٍ آخرَ جَعَلْتُ النَّصَّ المُدْرَجَ بينَ أربعةِ أهِلَّةٍ هكذا (())، وأَشَرْتُ إلى موضعِ النصِّ المُدْرَجِ في كُتُبِهِ.
وقدْ أُشِيرُ إلى الأخطاءِ المطبَعِيَّةِ في الكتبِ التي نَقَلْتُ منها إذا رَأَيْتُ الأمرَ يسْتَدْعِي ذلِكَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/158)
ثمَّ إنِّي حَرَصْتُ على أنْ لا أَحْذِفَ من المادَّةِ العلمِيَّةِ المُودَعَةِ في البحثِ شيئاً ولوْ تكَرَّرَتْ؛ لأنَّ هذهِ النصوصَ يُوَضِّحُ بعْضُها بعْضاً، ورُبَّما فَهِمَ القارئُ منْ كلامِ ابنِ القَيِّمِ في موضعٍ ما لمْ يفْهَمْهُ في موضعٍ آخَرَ، ورُبَّما كانَ القارئُ باحثاً في مسألةٍ مُعيَّنَةٍ فَتَعْنيهِ كثرةُ النقولِ، لا سِيَّما وهذهِ المواضيعُ المُهِمَّةُ يُرَسِّخُها في الذهنِ تَكْرَارُها وعَرْضُها بعِدَّةِ أساليبَ * ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=881674&posted=1#_ftn1).
ولمَّا كانَ في النصوصِ المنقولةِ منْ كتبِ ابنِ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ تعالى ما ذَكَرْتُ من التفاوتِ اتَّبَعْتُ في تنسيقِها طريقةَ الأصلِ والحواشِي؛ وذلكَ لاعتبارَاتٍ:
الاعتبارُ الأوَّلُ: كثرةُ التَّكرارِ في النصوصِ المنقولةِ منْ كُتُبِ ابنِ القَيِّمِ رحمهُ اللَّهُ تعالى، فبعدَ أنْ صَنَّفْتُ النصوصَ على الأبوابِ والمسائلِ وجَدْتُ فيها تكراراً كثيراً، على اختلافِ درجاتِ التكرارِ:
فبعْضُها يكونُ تكراراً بنفسِ الألفاظِ.
وبعْضُها يكونُ التكرارُ فيها للمعنى على اختلافٍ يسيرٍ في الألفاظِ.
وبعْضُها يكونُ فيها تكرارٌ ظاهرٌ معَ زيادةِ بعْضِها على بعضٍ في المعاني والألفاظِ.
فحَرَصْتُ على اختيارِ أجمعِ هذهِ النصوصِ ليكونَ في الأصْلِ، ثمَّ زِدْتُهُ بإدراجِ ما يُمْكِنُ إدْرَاجُهُ فيهِ من النصوصِ الأُخْرَى.
وما تبَقَّى من النصوصِ رَأَيْتُ أنَّهُ من التَّفْرِيطِ أنْ يُلْغَى ويُهْمَلَ فَجَعَلْتُهُ في الحاشيَةِ لمَنْ أرادَ الاستزادَةَ، ومَن اكتفى بالأصلِ فإنَّهُ لا يَحْتَاجُهُ.
الاعتبارُ الثانِي: تنَوُّعُ تلكَ النصوصِ في تعلُّقِها بالبابِ المُدْرَجَةِ فيهِ:
· فبعْضُها وثيقُ الصلةِ بالبابِ كَقُطْبِ رَحَاهُ.
· وبعْضُها لها تَعَلُّقٌ ما بالبابِ.
· وبعْضُها يجري مَجْرَى التعليقِ والبيانِ لبعضِ النكتِ والفوائدِ المُودَعَةِ في البابِ.
فما كانَ منْ هذهِ النصوصِ وثيقَ الصلةِ بالبابِ جَعَلْتُهُ في الأصْلِ، وأمَّا القسمانِ الآخرانِ فما أمْكَنَ منها أنْ يُجْعَلَ في الأصلِ بحيثُ يَتَنَاسَبُ معَ السياقِ والسباقِ جَعَلْتُهُ في الأصْلِ، وإلاَّ اجْتَهَدْتُ في اختيارِ الموضعِ الذي يَصْلُحُ أنْ يكونَ حاشيَةً لهُ من الأصْلِ.
الاعتبارُ الثالِثُ: اختلافُ أساليبِ الكلامِ لاختلافِ السياقِ:
- فبعضُ النصوصِ منْ كلامِ ابنِ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ تعالى يكونُ في مقامِ البيانِ والتفصيلِ لغرضِ التعليمِ والإرشادِ.
- وبعضُها يكونُ في مقامِ الاستطرادِ والاستشهادِ بحيثُ يَعْرِضُ لهُ أثناءَ حديثِهِ عنْ مسألةٍ ما، ولا يكونُ هوَ المقصودَ بالكلامِ.
- وبعْضُها يكونُ في مقامِ الردِّ على المخالفينَ والتشنيعِ عليهم، وبيانِ بُطْلانِ أقوالِهِم.
فيأتي كلامُهُ أحياناً طويلاً مُسْتَرْسِلاً فيهِ، وأحياناً مُقْتَضَباً مختصراً، وتارةً هَيِّناً ليِّناً، وتارةً حارًّا قَوِيًّا، ويَذْكُرُ أحياناً بعضَ المعاني فلا يُتِمُّها اكتفاءً بما عَرَضَ لهُ منها ممَّا يُتِمُّ مقصودَهُ فيما هوَ بصدَدِهِ، وأحياناً يذْكُرُهُ مُفَصَّلاً مبسوطاً يستكملُ أجزاءَهُ ومبانِيَهُ.
فكانَ في دمجِ هذهِ النصوصِ وتنسيقِها صعوبةٌ، أمَّا جمعُها في موضعٍ واحدٍ في الأصلِ فظاهرُ التفاوُتِ، مُشَتِّتٌ للذِّهْنِ، مُشَوِّشٌ على الفكْرِ، وما مَثَلِي؛ إذْ أفعلُ ذلكَ إلاَّ كَمَنْ أرادَ أنْ يجمعَ قصيدةً منْ قصائدَ مُتَفَرِّقَةٍ في ديوانِ شاعرٍ فجاءَ كلُّ شطرٍ فيها منْ بحْرٍ.
فرَأَيْتُ أنْ أُدْرِجَ في الأصلِ ما كانَ ألْيَقَ بالمقصودِ من الكتابِ، وأسْتَخْرِجَ من النصوصِ الأخرى ما يمكنُ إدراجُهُ في الأصلِ، وما تبَقَّى جَعَلْتُهُ في أنسبِ موضعٍ لهُ في الحاشيَةِ.
وتظهرُ فائدةُ هذا الأسلوبِ جلِيًّا في بابِ القواعدِ؛ حيثُ تُذْكَرُ القاعدةُ في الأصلِ بأسلوبِ البيانِ والتعليمِ؛ لأنَّهُ الأليقُ بها، ويُذْكَرُ في الحاشيَةِ استخدامُ ابنِ القَيِّمِ رحمهُ اللَّهُ تعالى لهذهِ القاعدةِ في رَدِّهِ على المخالفينَ، وكيفَ ينطلقُ منها ويَبْنِي عليها من الكلامِ العظيمِ والفوائدِ الجليلةِ ما يَشْفِي بهِ النفْسَ، ويُفْحِمُ بهِ الخصْمَ، فيكونُ في هذا دُرْبَةٌ عَمَلِيَّةٌ لطالبِ العلمِ على كيفِيَّةِ الاستفادةِ من القواعِدِ.
الاعتبارُ الرابعُ: مراعاةُ الوحدةِ الموضُوعيَّةِ وجَوْدَةِ التأليفِ بينَ النصوصِ وحُسْنِ سَبْكِهَا واتِّسَاقِهَا؛ بحيثُ يكونُ المجموعُ من النُّقولِ المُنَسَّقَةِ كأنَّهُ مُؤَلَّفٌ مُسْتَقِلٌّ لابنِ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ تعالى لا يُشْعِرُ القارئَ بأنَّهُ يَقْرَأُ في كُتُبٍ مُتفرِّقَةٍ؛ فلا يتَشَتَّتُ ذهْنُهُ، ولا يتَشَعَّبُ فكرُهُ.
وهذا مطلبٌ مُهِمٌّ؛ إذْ تَنْبَنِي عليهِ ثمرةُ الكتابِ وما أُرِيدَ منْهُ، وجعلُ جميعِ النصوصِ في الأصلِ مُنْهِكٌ للكتابِ مُذْهِبٌ لتنَاسُقِهِ وتَتَابُعِ أفكارِهِ.
الاعتبارُ الخامِسُ: مراعاةُ تفاوتِ طَبَقاتِ القُرَّاءِ.
فحَرَصْتُ على أنْ يكونَ الكتابُ ملائماً لأكبرِ عددٍ ممكنٍ من القُرَّاءِ؛ فَيُلائِمُ عُلَمَاءَنا ومشايخَنَا، ويُلائِمُ طلبةَ العلمِ على اختلافِ درجاتِهِم، ويُلائِمُ الباحثينَ والمتخصِّصِينَ في هذا العلْمِ، وكذلكَ مُحِبِّي القراءةِ والمثقَّفِينَ، بحيثُ يجدُ كلٌّ منهم بُغْيَتَهُ منْ هذا الكتابِ ولا يفُوتُهُ شيءٌ ممَّا جَمَعْتُهُ إنْ شاءَ اللَّهُ تعالى.
* ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=881674&posted=1#_ftnref1) أعني بالتكرارِ هنا: أنْ يكونَ لابنِ القيِّمِ -رحمهُ اللَّهُ تعالى- كلامٌ في أحدِ كُتُبِهِ عنْ مسألةٍ ما، ويكونُ لهُ نحوُ هذا الكلام في كتابٍ آخَرَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/159)
ـ[أبو شوق]ــــــــ[20 - 08 - 08, 07:17 م]ـ
فائدة جليلة في قواعد الأسماء الحسنى لابن القيم - شرح الشيخ عبد الرزاق البدر [صوتياً] ( http://www.taimiah.org/detailes.asp?id=38)
ـ[الرايه]ــــــــ[20 - 08 - 08, 10:14 م]ـ
بسر الله أمرك وبارك في هذا الكتاب وسهل لك أمر طبعه.
وجعل ذلك من الاثار التي تكتب لك.
فالكتاب الذي يؤلفه الانسان هو الابن البار له - كما قيل -
وفي نشره في المنتديات لا شك فوائد لكن ربما سرقه البعض فزاد وحرّف وأساء لابن القيم
فكان كالمتشبع بما لم يعط
وفقك الله لكل خير
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 10:25 م]ـ
الشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك على هذا العمل الجليل وأسأل الله تعالى ان يجعله في ميزان حسناتك
سؤالي شيخنا الفاضل هل ستطبع هذا الكتاب ومتى سيكون في متناول اليد ..
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[21 - 08 - 08, 03:41 ص]ـ
وفي نشره في المنتديات لا شك فوائد لكن ربما سرقه البعض فزاد وحرّف وأساء لابن القيم
فكان كالمتشبع بما لم يعط
أعوذ بالله أن يكون في طلبة العلم من يفعل ذلك!!!
لا سيما فيما يتعلق بأسماء الله الحسنى
جزاك الله خيراً على دعواتك وحرصك
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[21 - 08 - 08, 03:46 ص]ـ
الشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك على هذا العمل الجليل وأسأل الله تعالى ان يجعله في ميزان حسناتك
سؤالي شيخنا الفاضل هل ستطبع هذا الكتاب ومتى سيكون في متناول اليد ..
بارك الله فيك ونفع بك
آمين وجزاك الله خيراً على حرصك ودعواتك
وأسأل الله تعالى أن ييسر طباعته عاجلا
مشكلتي أني أكثرت على نفسي فتفرق الجهد على عدة أعمال بعضها تم ولم يطبع وبعضها يحتاج إلى تدقيق ومراجعة قبل إعداده للطبع وبعضها قد قارب التمام وبعضها أجد الاشتغال به مهما جداً فإذا اشتغلت به ذهلت عن الأعمال الأخرى
وعموماً لا بد من التسديد والمقاربة والله هو الموفق والهادي
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[07 - 09 - 08, 06:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
لعلك ترسل الكتاب الى الإخوة في مكتبة صيد الفوائد يكون أفضل.
ـ[الشريف نايف]ــــــــ[12 - 09 - 08, 02:38 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك.
ـ[أبو أحمد السكندرى]ــــــــ[05 - 10 - 08, 06:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[24 - 09 - 09, 09:56 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن ييسر طباعته عاجلا
آمين
شيخنا الكريم: ما خبر الكتاب؟
ـ[حفيدة العلماء]ــــــــ[25 - 09 - 09, 12:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[27 - 09 - 09, 05:46 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
وجزاكم عني خيراً
شيخنا الكريم: ما خبر الكتاب؟
يمكنك تحميل النسخة الإلكترونية للكتاب كاملاً عن طريق هذا الرابط:
http://www.afaqattaiseer.com/murtaba.rar (http://www.afaqattaiseer.com/murtaba.rar)
وأما النسخة الورقية فأرجو أن ييسرها الله قريباً
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 06:00 م]ـ
الرابط لا يعمل
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[01 - 10 - 09, 07:59 م]ـ
الرابط لا يعمل
جربته مراراً وعمل لدي
جرب التصفح برنامج الإكسبلورر
فإن لم يتيسر لك تحميل الكتاب
فآمل أن يتبرع أحد الأفاضل بإرفاقه
ولولا أن الاتصال لدي ضعيف الآن لفعلت
وفقك الله
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:02 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد العزيز ونفع الله بك
كتاب رائع والحمد لله أني أملكه ..
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:16 م]ـ
لما أضغط على الرايط, تظهر هذه الرموز: أظن المشكلة من داخل جهازي, بارك الله فيك ...
| , Gu??Où??o_??|?8xX????µ73/ˆ?d|2 S ?DîO- ŒTf |?t? $^
O~Z?f ??EU?îç¼ ?97?w?
??îT?:),bé?„`àà?m½)O³B‰‘?ô ,à´ †pk`??"( Ac , Dïˆ#´@j„-V0O6?F? S‘YQ}?j^
³²â ü.ô(51/160)
كلام لابن القيم أحتاج لتوضيح له
ـ[العتيبي سامي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 09:07 ص]ـ
السلام عليكم الله وبركاته
الإخوة الكرام جاء في فتح المجيد التالي:
قال ابن القيم فى البدائع رداً لقول من قال: إن المستثنى مخرج من المستثنى منه. قال ابن القيم: بل هو مخرج من المستثنى منه وحكمه، فلا يكون داخلاً فى المستثنى، إذ لو كان كذلك لم يدخل الرجل فى الإسلام بقوله: لا إله إلا الله لأنه لم يثبت الإلهية لله تعالى. وهذه أعظم كلمة تضمنت بالوضع نفى الإلهية عما سوى الله وإثباتها له بوصف الاختصاص. فدلالتها على إثبات إلهيته أعظم من دلالة قولنا: (الله إله) ولا يستريب أحد فى هذا البتة. انتهى بمعناه.
الإخوة الكرام أرجو منكم شرح هذه العبارة والله يحفظكم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 12:36 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=31062
ـ[العتيبي سامي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 01:44 م]ـ
جزاك الله خيرا(51/161)
هل من جامع لأخطاء القرطبي في كتابه الأسمى شرح أسماء الله الحسنى؟
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[20 - 08 - 08, 08:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
هل من جامع لأخطاء القرطبي في كتابه الأسمى شرح أسماء الله الحسنى؟(51/162)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما دعاء صفاته وكلماته [عز وجل] فكفر باتفاق المسلمين
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[20 - 08 - 08, 11:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وأما دعاء صفاته وكلماته [عز وجل] فكفر باتفاق المسلمين
فهل يقول مسلم يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني
أو يا علم الله أو يا قدرة الله ونحو ذلك
أو يطلب من الصفة جلب منفعة
أو دفع مضرة أو إعانة
أو نصرا أو غير ذلك
(الرد على البكري)
المصدر / ((جوال الدرر السنية80280)) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=121567&highlight=%CC%E6%C7%E1+%C7%E1%CF%D1%D1)
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[21 - 08 - 08, 12:06 ص]ـ
طيب ما توجيه الإستغاثة برحمة الله وهي صفة من صفاته ..
كما في الحديث: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ..
وما حكم الإستعاذة بصفة من صفاته:
كما في الحديث: أعوذ بعزة الله وقدرته .. ، والعزة والقدرة من صفاته
وبالكلام أيضا: كما في قوله: أعوذ بكلمات الله التامات ..
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[21 - 08 - 08, 12:15 ص]ـ
طيب ما توجيه الإستغاثة برحمة الله وهي صفة من صفاته ..
كما في الحديث: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ..
وما حكم الإستعاذة بصفة من صفاته:
كما في الحديث: أعوذ بعزة الله وقدرته .. ، والعزة والقدرة من صفاته
وبالكلام أيضا: كما في قوله: أعوذ بكلمات الله التامات ..
مثل هذا لا يدخل في قول شيخ الإسلام
لأن السؤال هنا طُلب من الله تعالى باسمه الحي القيوم
والذي لا يستقيم أن نقول يارحمة الله أغيثيني
والله أعلم
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[21 - 08 - 08, 02:53 ص]ـ
مثل هذا لا يدخل في قول شيخ الإسلام
لأن السؤال هنا طُلب من الله تعالى باسمه الحي القيوم
والذي لا يستقيم أن نقول يارحمة الله أغيثيني
والله أعلم
أهذا فهمك أم نقل تنقله!!
السائل يقول ويستغيث برحمة الله، ويستعيذ بقدرة الله
على قولك وما ذكرت هل يستقيم أن أقول: يا الله بفلان أستغيث .. !!
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[21 - 08 - 08, 03:04 ص]ـ
هذا قولي أخي ولعلي أخطأت فأرشدني رعاك الله
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[21 - 08 - 08, 03:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا النقل المبارك.
أخ مستور رحم الله الشيخ العثيمين إذ كان دائما ما يوصي طلاب العلم بعدم التعمق في باب الصفات إلا بعلم.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[21 - 08 - 08, 04:46 ص]ـ
أخي الكريم لو ذكرت ما قبل نقلك وما بعده من كلام شيخ الإسلام لزال الإشكال الذي ذكره أخونا هنا، ففي الرد على البكري:"وفي الرد على البكري أن مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين فهل يقول مسلم يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني أو أعني أو يا علم الله أو يا قدرة الله أو يا عزة الله أو يا عظمة الله ونحو ذلك أو سمع من مسلم أو كافر أنه دعا لذلك من صفات الله وصفات غيره أو يطلب من الصفة جلب منفعة أو دفع مضرة أو إعانة أو نصرا أو إغاثة أو غير ذلك
والنصارى وإن كانوا يقولون المسيح هو كلمة الله و يدعونه ويتخذونه إلها فهو عندهم عين قائمة بنفسها حاملة للصفات ليس المسيح عندهم صفة قائمة بموصوف ولكن مذهبهم متناقض حيث يجعلون الإله واحدا و الأقانيم ثلاثة ويدعون أن المتحد بالمسيح هو أقنوم الكلمة فإن فسروا الأقنوم بما يجري مجرى الصفة لزم أن تكون الصفة خالقة وهم لا يقولون ذلك و إن فسروه بما يجري مجرى الموصوف لزم أن تكون الذات الموصوفة وهي الأب هي المسيح وهم لا يقولون ذلك فقولهم متناقض في نفسه باتفاق عقلاء بني آدم ولم يقولوا إن مجرى الصفة القائمة بغيرها تدعى و تسأل
قال وقوله من توسل إلى الله بنبيه في تفريج كربة أو استغاث به سواء كان ذلك بلفظ الاستغاثة أو التوسل أو غيرهما مما هو في معناهما فهذا القول لم يقله أحد من الأمم بل هو مما اختلقه هذا المفتري وإلا فلينقل ذلك عن أحد من الناس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/163)
وما زلت أتعجب من هذا القول وكيف يقوله عاقل والفرق واضح بين السؤال بالشخص والاستغاثة به وأريد أن أعرف من أين دخل اللبس على هؤلاء الجهال فإن معرفة المرض وسببه يعين على مداواته وعلاجه ومن لم يعرف أسباب المقالات وإن كانت باطلة لم يتمكن من مداواة أصحابها وإزالة شبهاتهم فوقع لي أن سبب هذا الضلال الاشتباه عليهم أنهم عرفوا أن يقال سألت الله بكذا كما في الحديث اللهم إني أسألك بأن لك الحمد أنت المنان ورأيي أن الاستغاثة تتعدى بنفسها كما يتعدى السؤال كقوله إذ تستغيثون ربكم وقوله فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه
فظنوا أن قول القائل استغثت بفلان كقوله سألت بفلان والمتوسل إلى الله بغائب أو ميت تارة يقول أتوسل إليك بفلان وتارة يقول أسألك بفلان فإذا قيل ذلك بلفظ الاستغاثة فإما أن يقول أستغيثك بفلان أو أستغيث إليك بفلان ومعلوم أن كلا هذين القولين ليس من كلام العرب
وأصل الشبهة على هذا التقدير أنهم لم يفرقوا بين الباء في استغثت به التي يكون المضاف بها مستغاثا مدعوا مسؤولا مطلوبا منه وبالاستغاثة المحضة من الإغاثة التي يكون المضاف بها مطلوبا به لا مطلوبا منه فإذا قيل توسلت به أو سألت به أو توجهت به فهي الاستغاثة كما تقول كتبت بالقلم وهم يقولون أستغيثه واستغثت به من الإغاثة كما يقولون استغثت الله واستغثت به من الغوث
فالله في كلا الموضعين مسؤول مطلوب منه وإذا قالوا لمخلوق استغثته واستغثت به من الغوث كان المخلوق مسؤولا مطلوبا منه وأما إذا قالوا استغث به من الإغاثة فقد يكون مسؤولا وقد لا يكون مسؤولا وكذلك استنصرته واستنصرت به فإن المستنصر يكون مسؤولا مطلوبا و أما المستنصر به فقد يكون مسؤولا وقد لا يكون مسؤولا
فلفظ الاستغاثة في الكتاب والسنة وكلام العرب إنما هو مستعمل بمعنى الطلب من المستغاث به
وقول القائل استغثت فلانا واستغثت به بمعنى طلبت منه الإغاثة لا بمعنى توسلت به فلا يجوز للإنسان الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله " اهـ من الاشتغاثة في الرد على البكري 1/ 158 وما بعدها
والكلام واضح لا إشكال فيه.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[21 - 08 - 08, 04:58 ص]ـ
وخلاصة الكلام السابق هو ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح السفارينية في رده على من أول حديث النزول، وفيه:"ثالثاً: لا يمكن للرحمة أن تقول (من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه)،
لأن الرحمة صفة من صفات الله،
ولو قالت هذا القول لكانت إلهاً مع الله،
ولهذا لا يصح لنا أن ندعو صفات الله،
حتى إن من دعا صفات الله فهو مشرك،
لو قال: يا قدرة الله اغفر لي، يا مغفرة الله اغفر لي، يا عزة الله أعزيني، هذا لا يجوز بل هو شرك، لأنه جعل الصفة بائنة عن الموصوف مدعوة دعاءً استقلالياً، وهذا لا يجوز،
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (برحمتك أستغيث)، فهذا من باب التوسل يعني أستغيث بك برحمتك، فالباء هنا للاستغاثة، والتوسل وليست داخلة على المدعو حتى نقول إن الرسول استغاث برحمة الله، لكن استغاث بالله، لأنه رحيم، هذا هو معنى الحديث الذي يتعين أن يكون معناً له" اهـ
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[21 - 08 - 08, 05:02 ص]ـ
مثل هذا لا يدخل في قول شيخ الإسلام
لأن السؤال هنا طُلب من الله تعالى باسمه الحي القيوم
والذي لا يستقيم أن نقول يارحمة الله أغيثيني
والله أعلم
أخي الكريم لو ذكرت ما قبل نقلك وما بعده من كلام شيخ الإسلام لزال عنك الإشكال، ففي الرد على البكري:"وفي الرد على البكري أن مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين ...
وما زلت أتعجب من هذا القول وكيف يقوله عاقل والفرق واضح بين السؤال بالشخص والاستغاثة به وأريد أن أعرف من أين دخل اللبس على هؤلاء الجهال فإن معرفة المرض وسببه يعين على مداواته وعلاجه ومن لم يعرف أسباب المقالات وإن كانت باطلة لم يتمكن من مداواة أصحابها وإزالة شبهاتهم فوقع لي أن سبب هذا الضلال الاشتباه عليهم أنهم عرفوا أن يقال سألت الله بكذا كما في الحديث اللهم إني أسألك بأن لك الحمد أنت المنان ورأيي أن الاستغاثة تتعدى بنفسها كما يتعدى السؤال كقوله إذ تستغيثون ربكم وقوله فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه
فظنوا أن قول القائل استغثت بفلان كقوله سألت بفلان والمتوسل إلى الله بغائب أو ميت تارة يقول أتوسل إليك بفلان وتارة يقول أسألك بفلان فإذا قيل ذلك بلفظ الاستغاثة فإما أن يقول أستغيثك بفلان أو أستغيث إليك بفلان ومعلوم أن كلا هذين القولين ليس من كلام العرب
وأصل الشبهة على هذا التقدير أنهم لم يفرقوا بين الباء في استغثت به التي يكون المضاف بها مستغاثا مدعوا مسؤولا مطلوبا منه وبالاستغاثة المحضة من الإغاثة التي يكون المضاف بها مطلوبا به لا مطلوبا منه فإذا قيل توسلت به أو سألت به أو توجهت به فهي الاستغاثة كما تقول كتبت بالقلم وهم يقولون أستغيثه واستغثت به من الإغاثة كما يقولون استغثت الله واستغثت به من الغوث
فالله في كلا الموضعين مسؤول مطلوب منه وإذا قالوا لمخلوق استغثته واستغثت به من الغوث كان المخلوق مسؤولا مطلوبا منه وأما إذا قالوا استغث به من الإغاثة فقد يكون مسؤولا وقد لا يكون مسؤولا وكذلك استنصرته واستنصرت به فإن المستنصر يكون مسؤولا مطلوبا و أما المستنصر به فقد يكون مسؤولا وقد لا يكون مسؤولا
فلفظ الاستغاثة في الكتاب والسنة وكلام العرب إنما هو مستعمل بمعنى الطلب من المستغاث به
وقول القائل استغثت فلانا واستغثت به بمعنى طلبت منه الإغاثة لا بمعنى توسلت به فلا يجوز للإنسان الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله " اهـ من الاشتغاثة في الرد على البكري 1/ 158 وما بعدها
والكلام واضح لا إشكال فيه.
جزاك الله خيراً يا اخي الكريم ابى عمرو
فعلا الأصل ان يكون النقل كاملا
لكني ارى ردي للأخ مستور لم يخرج عن ماصبغته بالأحمر أليس كذلك .. ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/164)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[21 - 08 - 08, 05:13 ص]ـ
وفي لقاء الباب المفتوح رقم 72 للشيخ العثيمين رحمه الله ورضي عنه
حكم دعاء صفات الله
السؤال
إذا كان دعاء صفة من صفات الله عز وجل محرم، فكيف نفهم الأدعية الآتية من كلام النبي صلى الله عليه وسلم كقوله: (أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) وقوله: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)؟
الجواب
وقوله: (أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك) كل هذا استعاذة بصفة الله والمراد الموصوف، لأن الدعاء المحظور أن تقول: يا قدرة الله اغفري لي، يا رحمة الله ارحميني، هذا الذي قال عنه شيخ الإسلام: إنه كفر بالاتفاق، لأنك إذا قلت: يا قدرة الله اغفري لي، أو: يا رحمة الله ارحميني، كأنك جعلت هذه الصفة شيئاً مستقلاً عن الموصوف فيغفر ويرحم ويغني، أما إذا قلت: أعوذ بعزة الله، فهذا من باب التوسل بعزة الله عز وجل إلى النجاة من هذا المرهوب الذي استعذت بالعزة منه، وكذلك: برضاك من سخطك، وكذلك قوله: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث) ليس المعنى أن الإنسان أن يستغيث بالرحمة منفصلة عن الله، لكن هذا من باب التوسل بصفات الله عز وجل المناسبة للمستعاذ منه أو للمدعو، وليس دعاء صفة، دعاء الصفة أن تقول: يا رحمة الله ارحميني، يا قدرة الله أعطيني، وما أشبه ذلك.
ومن أجوبة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله عن سؤال:
ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث". فهل يجوز الاستغاثة بصفات الله، ودعاؤه بصفاته كما ورد في هذا الحديث؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "برحمتك أستغيث" هذا من قبيل التوسل لا من قبيل دعاء الصفة، مثل: أسألك يا الله برحمتك، وفي دعاء الاستخارة: "أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك". صحيح البخاري (1166). ومثل الاستعاذة بالصفة، قوله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك". صحيح مسلم (486). وكقوله -صلى الله عليه وسلم-: "أعوذ بكلمات الله التامات". صحيح مسلم (2708).
كل هذا من نوع التوسل إلى الله بصفاته، وهو من التوسل المشروع، وأما دعاء الصفة فلم يرد في الأدعية المأثورة، ولا يمكن أن يكون مشروعاً؛ لأن دعاء الصفة كقولك: يا رحمة الله، يا عزة الله، يا قوة الله. تقتضي أن الصفة شيء مستقل منفصل عن الله يسمع ويجيب، فمن اعتقد ذلك فهو كافر، بل صفات الله قائمة، وليس شيء منها إله يدعى، بل الله بصفاته إله واحد، وهو المدعو والمرجو والمعبود وحده لا إله إلا هو. والله أعلم.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[21 - 08 - 08, 05:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا اخي الكريم ابى عمرو
فعلا الأصل ان يكون النقل كاملا
لكني ارى ردي للأخ مستور لم يخرج عن ماصبغته بالأحمر أليس كذلك .. ؟
وجزاكم الله خيرا أخي الكريم، ونعم كلامك صحيح، وإنما قصدت بتمام النقل حتى لا تعرض مثل هذه الإشكالات، وفقك الله.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[21 - 08 - 08, 05:25 ص]ـ
شاكر لك ومقدر أخي الكريم
ـ[الغُندر]ــــــــ[22 - 08 - 08, 09:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[31 - 08 - 08, 06:11 م]ـ
الخلاصة:
1 - لا يجوز دعاء الصفة، لأنه يقتضي أن الصفة مستقلة منفصلة عن الذات تسمع وتجيب، وهو كفر كما قال شيخ الإسلام.
2 - يجوز ويشرع سؤال الله بصفة من صفاته، قال شيخ الإسلام: (وَالِاسْتِغَاثَةُ بِرَحْمَتِهِ اسْتِغَاثَةٌ بِهِ فِي الْحَقِيقَةِ كَمَا أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ بِصِفَاتِهِ اسْتِعَاذَةٌ بِهِ فِي الْحَقِيقَةِ).
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[16 - 04 - 09, 10:40 ص]ـ
الإخوة الأفاضل ,, بارك الله فيكم وأحسن إليكم
ورحم الله والدك يا أخانا أبو عمرو ونسأل الله أن يغفر له ويلحقه بالشهداء والصالحين
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[16 - 04 - 09, 05:20 م]ـ
آمين، وجزاك الله خيرا أخي الحبيب على دعوتك لوالدي.(51/165)
مسجد كبير بالاردن اسمه (المسيح بن مريم) ما حكم هذه التسمية
ـ[ابو رمثة]ــــــــ[21 - 08 - 08, 10:31 م]ـ
نشرت قناة الجزيرة اليوم خبرا بالمملكة الاردنيه في احدي مدن المملكة مسجدا كبيرا يسمي مسجد المسيح بن مريم عليه السلام وقال مؤسسو هذا المسجد ان غرضهم من التسميه هي ازالة الفروق والحواجز بين الديانتين وكذلك نشر عقيدة التسامح فهل يجوز اطلاق هذه التسمية علي مسجد من مساجد المسلمين لهذا السبب او لغيره؟ علما بان المسجد يزوره بعضا من الفئة النصرانية
من عنده كلام في المسألة لاحد من اهل العلم فليعلمنا به؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[22 - 08 - 08, 11:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أظن أنَ هناك مشاحة في الأسم فنحن أحق به منهم كما أنه اسم نبي الله فلا ضرر في التسمية بل لعل الله أن يهدي به قوم ضالين.
لعل غيري يفيدك في الأمر و لكن هذا ما رأيته في هذا الأمر
و الله أعلم و أحكم
ـ[أبو الفداء الأندلسي]ــــــــ[22 - 08 - 08, 12:50 م]ـ
إذا قمنا بتسمية مسجد باسم خالد بن الوليد جائز فنبي الله عيس عليه السلام أولى.
و لكن إزالة الفروق بهذا الفعل خطر عظيم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 - 08 - 08, 12:57 م]ـ
وقال مؤسسو هذا المسجد ان غرضهم من التسميه هي ازالة الفروق والحواجز بين الديانتين وكذلك نشر عقيدة التسامح
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[صخر]ــــــــ[22 - 08 - 08, 01:10 م]ـ
المشكل ليس في الاسم وإنما في الغرض من هذا المسجد .. فهم يهدفون من مسجد الضرار هذا أن يزيلوا من أذهانا وقلوبنا عقيدة الولاء والبراء .. وهذا كفر والعياذ بالله ... مايدعوا إليه إلا العلمانيون والكفرة والجهلة من الناس ...
قاتلهم الله ..
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[22 - 08 - 08, 02:31 م]ـ
التسمية صحيحة لكن للخسارة النية فاسدة
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[22 - 08 - 08, 02:40 م]ـ
للشيخ بن عثيمين رحمه الله فتوى في هذا الموضوع حيث قال:
تسمية المساجد بأسماء الأنبياء لا ينبغي لأن هذا إنما يتخذ على سبيل التقرب إلى الله-عز وجل- أو التبرك بأسماء الأنبياء،والتقرب إلى الله بما لم يشرعه، والتبرك بما لم يجعله الله سبباً للبركة لا ينبغي، بل هو نوع من البدع.
منقول من مشاركة لأخينا أبو السها فجزاه الله خيرا.
ـ[أبو الفداء الأندلسي]ــــــــ[22 - 08 - 08, 02:56 م]ـ
السؤال: يقول: فضيلة الشيخ: ما حُكم تسمية المساجد كما في وقتنا الحاضر، كأن يقال: مسجد الصِّديق، أو مسجد عمر بن الخطاب، أو مسجد الإيمان، وهكذا؟
الإجابة:
لا بأس كما سمعتَ في الحديث أن ابن عمر قال: إن النبي سابق بيْن الخيل بين الأنصار إلى مسجد بني زُرَيْق هذا يدلّ على أنه لا بأس في تسمية المساجد؛ لأن هذا من باب التعريف، وأن المساجد لله، فلا ينافي هذا قول الله -تعالى-: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا لأن المقصود التعريف.
عبد العزيز الراجحي
ـ[ابو رمثة]ــــــــ[22 - 08 - 08, 03:02 م]ـ
Am
أيمن بن خالد أيمن بن خالد متصل حالياً
وفقه الله
تَارِيْخُ التَّسْجِيْلِ فِي الْمُلْتَقَى: 28 - 12 - 06
عَدَدُ الْمُشَارَكَاتِ: 92
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أظن أنَ هناك مشاحة في الأسم فنحن أحق به منهم كما أنه اسم نبي الله فلا ضرر في التسمية بل لعل الله أن يهدي به قوم ضالين.
لعل غيري يفيدك في الأمر و لكن هذا ما رأيته في هذا الأمر
و الله أعلم و أحكم
رد باقتباس
نعم لا مشاحة في الاصطلاح ولكن اذا ارتبط المصطلح او الاسم بشيء محرم او الدعوة الي بدعة من البدع او نقض
عروة من عري الايمان كالولاء والبراء مثلا فحينئذ الامر يكون انتقل من التحريم الذاتي الي التحريم الغيري يعني ان
الشيء كان في اصله مباح ولكن طرأعليه شيء اكسبه التحريم ومثال ذلك اسم نبي الله لوط عليه السلام اليس
هو بنبي ولكن ماذا يحدث لو سمي احد منا ابنا من ابنائه لوط
من ناحية اخري لماذا نحن المسلمون نقدم تنازلات ومسلمات في ديننا مع ان قرآننا واضح في التعامل مع اهل
الكتاب من النصاري واليهود وانهم كفار مشركين خارجين عن الملة (لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وقال تعالي لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين وقال تعلي لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم الي غيرها من الايات الكثيرة كما لا يخفي عليكم) فليس لهم عندنا الا احدي ثلاث خيارات اما
الاسلام او الجزية او السيف كما كان يعاملهم النبي صلي الله عليه وسلم في الغزوات والفتوحات الاسلامية والتاريخ الاسلامي يشهد بذلك علي مر العصور
من ناحية اخري اذا كان النصاري الضالين فعلا ينادون بالتسامح والمحبة والاخاء فلما لا يسمون اديرتهم وكنائسهم
باسم النبي صلي الله عله وسلم او احد من الصحابة الكرام للتقريب بين الاسلام والنصرانية كما يزعمون
القرآن واضح ولن ترضي عنك اليهو د والنصاري حتي تتبع ملتهم
وهم ما لجأوا الي مثل هذه الفلسفات من حوار الاديان ووحدة الاديان الا ليوقفوا شعوبهم عن الدخول في الاسلام
لما عجزوا عن اقناعهم في الدخول في الاسلام
نحن المسلمين نحتاج الي التركيز علي عقيدة الولاء والبراء التي ضيعها العلمانيون ومن تبعهم من علماء السوء
ممن يتغنون بالتسامح والمحبة الخ من الهراء والتبريرات المتكلفة العارية عن الدليل الشرعي من الكتاب والسنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/166)
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[22 - 08 - 08, 03:31 م]ـ
Am
نعم لا مشاحة في الاصطلاح ولكن اذا ارتبط المصطلح او الاسم بشيء محرم او الدعوة الي بدعة من البدع او نقض
عروة من عري الايمان كالولاء والبراء مثلا فحينئذ الامر يكون انتقل من التحريم الذاتي الي التحريم الغيري يعني ان
الشيء كان في اصله مباح ولكن طرأعليه شيء اكسبه التحريم ومثال ذلك اسم نبي الله لوط عليه السلام اليس
هو بنبي ولكن ماذا يحدث لو سمي احد منا ابنا من ابنائه لوط
من ناحية اخري لماذا نحن المسلمون نقدم تنازلات ومسلمات في ديننا مع ان قرآننا واضح في التعامل مع اهل
الكتاب من النصاري واليهود وانهم كفار مشركين خارجين عن الملة (لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وقال تعالي لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين وقال تعلي لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم الي غيرها من الايات الكثيرة كما لا يخفي عليكم) فليس لهم عندنا الا احدي ثلاث خيارات اما
الاسلام او الجزية او السيف كما كان يعاملهم النبي صلي الله عليه وسلم في الغزوات والفتوحات الاسلامية والتاريخ الاسلامي يشهد بذلك علي مر العصور
من ناحية اخري اذا كان النصاري الضالين فعلا ينادون بالتسامح والمحبة والاخاء فلما لا يسمون اديرتهم وكنائسهم
باسم النبي صلي الله عله وسلم او احد من الصحابة الكرام للتقريب بين الاسلام والنصرانية كما يزعمون
القرآن واضح ولن ترضي عنك اليهو د والنصاري حتي تتبع ملتهم
وهم ما لجأوا الي مثل هذه الفلسفات من حوار الاديان ووحدة الاديان الا ليوقفوا شعوبهم عن الدخول في الاسلام
لما عجزوا عن اقناعهم في الدخول في الاسلام
نحن المسلمين نحتاج الي التركيز علي عقيدة الولاء والبراء التي ضيعها العلمانيون ومن تبعهم من علماء السوء
ممن يتغنون بالتسامح والمحبة الخ من الهراء والتبريرات المتكلفة العارية عن الدليل الشرعي من الكتاب والسنة
أخي الكريم " أبو رمثة"، حفظك الله.
العبرة ليست في الإسم و إنما في الفعل فلزم التفريق بين الإثنين و التحريم الحاصل في سؤالك هو فقط في ما يخص النية لا مسمى المسجد فلا يقال أن التسمية حرمت لأن النية فاسدة!
أخي الكريم و ما الضير في تسمية أبنائنا بإسم نبي الله " لوط" عليه السلام؟! فالفعل القبيح لا علاقة له بإسم نبي الله أو نبيه و إنما هو من فعل قومه لذا ينسب العمل لقومه لا له!! فتنبه.
لا نختلف معك على تأصيل عقيدة الولاء و البراء عند المسلمين و لكني أحسبك و قد خلطت بين أمرين - و هما تسمية المسجد بإسم أحد الأنبياء و لا مشاحة في ذلك و الأمر الأخر هو نية التفريط بالثوابت بحجة الوحدة و الحوار و هذا لا يجوز كما هو مجمع عليه - لذا كان يجب أن يكون سؤالك واضحا لا مبهما كوني متيقن أن سؤالك كان تقريري لا استفهامي و ذلك لإيصال نقطة معينة و فد وصلت، بارك الله لكم.
لكن فرق - رحمك الله - بين التسمية و النية و إن كنت أود أن اسأل:
هل تثبت من النقل أن مؤسسي أصحاب المسجد قالوا أنهم أسسوه للوحدة و ازالة الفروق بين النصارى و المسلمين و هل هم من العامة أم من الأعيان أم من المشايخ؟
بارك الله بكم
ـ[صخر]ــــــــ[22 - 08 - 08, 03:58 م]ـ
طيب فهل سيبنون كنيسة ويسموها باسم محمد عليه الصلاة والسلام (والعياذ بالله) لازالة الفروق بين النصارى والمسلمين؟؟
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[22 - 08 - 08, 04:09 م]ـ
الله أكبر قبل شهر يحتفل مسيحيون ويشاركهم المسلمون في بلد مسلم عربي في افتتاح كنيسة
واليوم مسجد ليس لتوحيد الله وإنما لتقريب بيننا وبينهم نسأل الله عز وجل الثبات والسلامة
لو كان بعهد عمر ما أظنه إلا يهدمه ويضرب بدرته من سولت له نفسه فعل دلك , (ليس المشكلة في الأسم وإنما في المقصد
غدا سيقولون صلوا فيه جميع أيام الأسبوع ما عدا يوم الأحد فيكون لنا من باب التقريب ,حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[ابو رمثة]ــــــــ[22 - 08 - 08, 04:32 م]ـ
اخي ايمن حتي لا يطول النقاش والحوار اليك رابط التقرير لتشاهد بنفسك وتعرف ما هي النية المقصودة
http://www.aljazeera.net/Channel/
قال الشيخ الألباني :
Services/SupportPages/ShowMedia/showMedia.aspx?fileURL=/mritems/streams/2008/8/22/1_834081_1_12.wmv
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[22 - 08 - 08, 05:52 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/167)
عفوا لكن ما الغاية من النقاش. ألم تكفكم فتوى الشيخ بن عثيمين رحمه الله.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 08 - 08, 06:16 م]ـ
أخي الكريم و ما الضير في تسمية أبنائنا بإسم نبي الله " لوط" عليه السلام؟! فالفعل القبيح لا علاقة له بإسم نبي الله أو نبيه و إنما هو من فعل قومه لذا ينسب العمل لقومه لا له!! فتنبه.
اللواط:
يحْمِلُ لفْظُ: ((لَوَطَ)) في لسان العرب، معنى: الحب، والإلصاق، والإلزاق. لكن لا يُعرف أن مصدره: ((اللواط)) هو بمعنى اكتفاء الرجال بالرجال في الأدبار. إلا أن المعنى لُغة لا يأبي دخوله في مشموله، ومن ثم إطلاقه عليه؛ لتوفر معانيه في هذه: ((الفِعْلة)) من جهة قوة الباعث: الحب والشهوة للذكران، انظر إلى قول الله – تعالى – عن قوم لوط في تقريعه ولومه لهم -: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} [لأعراف:81]، فقوله: ((شهوة)) فيه معنى الحب الذي هو من معاني ((لَوَطَ))؛ ولهذا صار: ((لُوْط)) اسم علم من لاط بالقلب، أي: لصق حبه بالقلب.
هذا من جهة قوة الباعث على الفعل: ((الحب)) وكذا من جهة: ((الفعل)) الذي فيه إلصاق، وإلزاق، كما تقول العرب: لاط فُلان حوضه، أي: ((طيَّنَّة)).
وفي الصحيحين، من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – مرفوعاً: (( .... ولتقُوْمنَّ الساعة وهو يُليط حوضه فلا يُسقى فيه)).
فتأيَّد هذا الاشتقاق لغة، ولم يمتنع هذا الإطلاق ((اللواط)) على هذه الفِعلة الشنعاء، ((واللوطي)) على فاعلها. وقد أجمع على إطلاقها العلماء من غير خلاف يُعرف. فالفقهاء يعْقِدون أحكام اللواط، واللوطية، في مصنفاتهم الفقهية، والمفسرون في كتب التفسير، والمحدثون في شرح السنة، واللغويون في كتب اللغة.
وفي الرجل يأتي المرأة في دبرها، أطلق عليه: ((اللوطية الصغرى)) فعن ابن عمر – رضي الله عنهما – مرفوعاً، وموقوفاً: ((هي اللوطية الصغرى)) أخرجه أحمد، وعبدالرزاق، والبزار، والنسائي في: عشرة النساء، والطبراني في: ((الأوسط)) والبيهقي في: ((السنن الكبرى)) و ((جامع شعب الإيمان)).
وكلمة الحفاظ على إعلاله مرفوعاً، وأنه عن ابن عمر من قوله. إذا كانت مدابرة الرجل للمرأة تُسمى في لسان الصحابة – رضي الله عنهم -: ((لوطية صغري)) فلازم هذا أنهم كانوا يطلقون على هذه: ((الفاحشة)) اسم ((اللواط)) أو: ((اللوطية الكبرى)). وانظر الآثار عنهم – رضي الله عنهم – وعن التابعين في: ((روضة المحبين: 362 – 372)).
وقد سمى الله – سبحانه – هذه الفِعْلة: ((فاحشة)) في قوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} [لأعراف: من الآية80].
كما سمى: ((الزنا)): ((فاحشة)) فقال – سبحانه: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الاسراء:32].
وسماه النبي r : (( عمل قوم لوط)) في أحاديث منها حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله r قال: ((من وجدتموه يعمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به)) رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه.
وقد اختلفت تراجم المحدثين فالترمذي – مثلاً – قال: ((باب ما جاء في حد اللوطي)).
وأبو داود، وابن ماجه، قالا: ((باب فيمن عمِل عَمَلَ قوم لوط)).
ومثله اختلاف أسماء مؤلفاتهم في ذلك: فكتاب ((ذم اللواط)) للهيثم بن خلف الدوري، المتوفى سنة (307 هـ) وكتاب: ((القول المضبوط في تحريم فعل قوم لوط)) لمحمد بن عمر الواسطي، المتوفى سنة (849 هـ) على أن الراغب الأصفهاني، المتوفى سنة (502 هـ) قد حلَّ هذا الإشكال في كتابه: ((المفردات)): ص/ 459 فقال: ((وقولهم: تلوّط فُلان، إذا تعاطى فِعل قوم لوط، فمن طريق الاشتقاق، فإنه اشتق من لفظ: لوطٍ، الناهي عن ذلك لا من لفظ المتعاطين له)) انتهى.
ثم لهذا نظائر في الحقائق الشرعية مثل لفظ: ((الإسرائيليات)) وإسرائيل هو: يعقوب، والنبي r إنما قال: ((حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)).
ومثل لفظ: ((القدرية)) نسبة إلى القدر، ومذهبهم، الباطل نفيه، فيقولون: لا قدر والأمر أُنُف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/168)
ومثل ما جاء في تعبد النبي r في غار حراء؛ إذ جاء بلفظ: ((يتحنَّثُ في غار حِراء)) ومعلوم أن: ((الحنث)) الإثم، ومواطنه، فيزاد: تعبد معتزلاً مواطن الإثم. وهكذا في أمثالها كثير.
ثم إن للعرب في كلامها أساليب أخر، منها:
إطلاق السبب على المسبب.
وإطلاق المسبب على السبب.
وإطلاق الفعل على غير فاعله.
وإطلاق البعض على الكل.
وإطلاق الكل على البعض.
وإطلاق الفعل على مقاربه.
وكل هذه معروفة عند البلاغيين وهي من علوم القرآن البلاغية.
ومن أساليب العرب في كلامهم:
النسبة إلي المتضايفين على سبيل النحت، مثل: عبدشمس: عبشمي. والنسبة إلى المضاف إليه على الأغلب مثل: عبدالقيس: قيسي. ومثل: ((بني إسرائيل)) يُقال: إسرائيلي. وفي عصرنا يقال: ((العزيزية)) نسبة إلى: عبدالعزيز. و ((الرحمانية)) نسبة إلى: ((عبدالرحمن)) لكن في تسويغ ذلك بالنسبة إلى أسماء الله تعالى نظر؛ لأن من الإلحاد في أسماء الله تعالى تسمية مشركي العرب أصنامهم على سبيل الإلحاد في أسماء الله تعالى مثل: ((اللات)) من ((الإله)) و ((العزى)) من ((العزيز)) .. ومنه هنا: عمل قوم لوطٍ: لوطي. ويراد به النسبة إلى نهيه، لا إلى لوط عليه السلام.
ومحال أن يخطر ببال أحد خاطر سوء في حق نبي الله لوط – عليه السلام – أو في حق نبي الله يعقوب – عليه السلام -.
ولهذا فلا تلتفت إلى ما قاله بعض من كتب في: قصص الأنبياء – عليهم السلام – من أهل عصرنا، فأنكر، فأنكر هذه اللفظة: ((اللواط)) وبنى إنكاره على غلط وقع فيه بيان الحقيقة اللغوية لمعنى ((لاط)) وأن مبناها على ((الإصلاح)) فإن الحال كما تقدم من أن مبناها على: الحب والإلزاق، والإلصاق، وقد يكون هذا إصلاحاً وقد يكون إفساداً، حسب كل فعل وباعثه والله أعلم.
وبعد تقييد ما تقدم تبين لي بعد استشارة واستخارة، أن جميع ما قيدته من استدلال استظهرته لا يخلو من حمية للعلماء الذين تتابعوا على ذلك، والحمية لنبي الله لوط – عليه السلام – وهو معصوم، أولى وأحرى، والله – سبحانه وتعالى – يقول: {هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ} [الرحمن:60] فكيف ننسب هذه الفعلة الشنعاء: ((الفاحشة)) إلى نبي الله: لوط – عيه السلام – ولو باعتباره ناهياً، ولو كان لا يخطر ببال مسلم أدني إساءة إلى لوط – عليه السلام -؟
ولعل من آثار هذه النسبة أنّك لا تجد في الأعلام من اسمه لوط إلا على ندرة. فهذا – مثلاً – ((سير أعلام النبلاء)) ليس فيه من اسمه لوط، سوى واحد: أبو مخنف لوط بن يحيى.
هذا جميعه أقوله بحثاً، لا قطعاً، فليحرره من كان لديه فضل علم زائد على ما ذكر؛ ليتضح الحق بدليله. والله المستعان] اهـ من (معجم المناهي اللفظية) للعلامة الشيخ بكر بوزيد.
ـ[ابو رمثة]ــــــــ[23 - 08 - 08, 06:21 م]ـ
لمشاهدة الفيديو الخاص بالمسجد علي هذا الرابط مباشر
http://www.aljazeera.net/Channel/
قال الشيخ الألباني :
Se...34081_1_12.wmv(51/169)
مواقع تبين حقيقة الشيعة والرافضة وتوضح بطلان عقائدهم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 08 - 08, 10:55 م]ـ
مواقع تبين حقيقة الشيعة والرافضة وتوضح بطلان عقائدهم
Websites That Expose Shia and Shiism
اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا رسولك محمد وعلى آله الكرام الأطهار
وصحابته الذين ارتضيتهم لصحبة نبيك ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
اهد الرافضة والشيعة إلى صراطك المستقيم وأرجعهم إليك منيبين مخبتين
اللهم من علمته منهم مريدا للحق راغبا بالهداية فألن قلبه للحق ويسر له معرفته ... آمين
من القلب إلى القلب ( http://www.islamhouse.com/p/57797)
نداء لعقلاء الشيعة ( http://www.islamhouse.com/p/44136)
مواقع عربية Arabic Sites :
البرهان
http://www.alburhan.com (http://www.alburhan.com/)
البينة
http://www.albainah.net/
منتدى الدفاع عن السنة
http://www.dd-sunnah.net (http://www.dd-sunnah.net/)
موقع آل البيت: يخاطب آل البيت حول العالم
http://www.alalbayt.com/
السرداب
http://www.alserdaab.com (http://www.alserdaab.com/)
الموسوعة الشاملة عن الرافضة و الشيعة
http://islamicweb.com/arabic/shia
أنصار الحسين
http://www.ansar.org (http://www.ansar.org/)
شبكة الراصد
http://www.alrased.net (http://www.alrased.net/)
موقع فيصل نور
http://www.fnoor.com (http://www.fnoor.com/)
موقع الشيخ عثمان الخميس (المنهج)
http://www.almanhaj.net (http://www.almanhaj.net/)
الحقائق الخفية في مذهب الرافضة الاثني عشرية
http://www.shiaa.org/
دليل حقائق الرافضة
http://www.dhr12.com (http://www.dhr12.com/)
الفرقان
http://www.frqan.com (http://www.frqan.com/)
الخميني عقيدته وفكره ومنهجه وبيان حقيقته
www.khomainy.com (http://www.khomainy.com)
موقع القادسية للشيخ طه حامد الدليمي
www.alqadisiyya3.com (http://www.alqadisiyya3.com/)
صحوة الشيعة
http://www.newshia.com (http://www.newshia.com/)
طريقك لمعرفة التشيع
http://almjos.com/
إضاءة الفانوس على حقيقة الرافضة
http://123shia.net/
كسر الصنم
http:// (http://www.kasralsanam.com/)www.kasralsanam.com (http://www.kasralsanam.com/)
مهتدون
http://www.wylsh.com/
كشف الأستار عن حقيقة الرافضة
http://www.sabaeyah.com/
رابطة أهل السنة في إيران
http://www.isl.org.uk/
الموقع الرسمي لأهل السنة والجماعة في إيران
http://www.sunnionline.net/
الشيعة والتشيع في المغرب العربي
http://www.d-alsonah.com/vb/ (http://www.d-alsonah.com/vb/)
مكتبة الردود على الرافضة والشيعة والعلمانية والصوفية
http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=31
English Sites :
Ahlel Bayt (http://www.ahlelbayt.com/)
http://www.ahlelbayt.com (http://www.ahlelbayt.com/)
The Truth (http://thetruth.hypermart.net/)
http://thetruth.hypermart.net (http://thetruth.hypermart.net/)
Hosain league (http://www.ansar.org/)
http://www.ansar.org (http://www.ansar.org/)
The Difference Between The Shee'ah & The Muslims (http://www.muslimworld.co.uk/refutations/sheeah.html)
Shia main beliefs (Alkhutoot Alareedah) (http://www.islamicweb.com/beliefs/cults/sources_of_shia.htm)
Sunnis vs. Shiites (http://www.islamicweb.com/beliefs/cults/shia.htm)
An Exposition of the Fallacy of Shi'ite Beliefs from Their Own Sources (http://www.allaahuakbar.net/shiites/exposition_of_fallacy_of_shiite_beliefs.htm)
The Islamic Ruling on Shi`ites (http://www.islamicweb.com/beliefs/cults/shia_rule.htm)
Quotes from the Prophet, members of his household, and major Sunni scholars.
Thailand website (http://www.sunnahcyber.com/)
Persian website (http://www.ahlesonnat.com/)
Hausa website (http://www.ahlulbaiti.com/)
Indonisian website (hakekat) (http://www.hakekat.com/)
منقول من هنا
http://www.sultan.org/shia.html
===============
ـ[عبدالمنعم الشنو]ــــــــ[13 - 09 - 08, 08:08 ص]ـ
جزاك الله خير يا أخي ..
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 11 - 08, 03:07 م]ـ
وجزاك الله خيرا وبارك فيكم
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[23 - 11 - 08, 02:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا
أطلب من الادارة تعديل موقع شبكة الدفاع عن السنة
من
جزاك الله خيرا تم تعديله / المشرف
الى
http://www.dd-sunnah.net
لأن الرابط الاول تم أختراقه هو الان يوجد به وصلات اباحية.
فأرجو التنبه الى ذلك
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 04 - 09, 12:59 م]ـ
==================
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/170)
ـ[محمد عبدالعزيز المسلم]ــــــــ[03 - 04 - 09, 03:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[03 - 04 - 09, 03:31 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[بوخليفه]ــــــــ[04 - 04 - 09, 12:48 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 02:58 ص]ـ
وجزاكم الله جميعًا خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[ابوالوليد الطاهري]ــــــــ[13 - 04 - 09, 12:47 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
نحن بحاجو ماسة لمثل هذه الموضوعات وان تنشر بين الناس
ـ[شتا العربي]ــــــــ[19 - 08 - 09, 03:28 م]ـ
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[خالد بن فيصل]ــــــــ[10 - 09 - 09, 08:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موقع للرد على الروافض باللغة الالمانية
www.maslul.de
ـ[شتا العربي]ــــــــ[14 - 11 - 09, 11:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى(51/171)
أريد التوضيح حول صفتي (الحي والقيوم)
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[23 - 08 - 08, 09:56 م]ـ
قال الشيخ الفوزان في شرح الواسطية
فالصفات كلها ترجع إلى هذين الاسمين الكريمين (يعني الحي والقيوم) العظيمين ولكمال قيومته
اردت التوضيح وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[24 - 08 - 08, 12:09 ص]ـ
أسماء الله الحسنى متضمنة لأوصاف عظيمة ولها لوازم وآثار تقتضيها معاني تلك الأسماء وتسمي الله عز وجل بها واتصافه بما تضمنته من صفات
وأضرب لك مثالا ممهداً لجواب السؤال:
اسم العظيم يستلزم اتصاف الله عز وجل بجميع معاني العظمة فهو عظيم في ذاته عظيم في جميع صفاته عظيم في قوله عظيم في فعله عظيم في قدره
عظيم في علمه، عظيم في بطشه، عظيم في عفوه، عظيم في قدرته، عظيم في إحسانه، عظيم في حكمته، عظيم في مجده، ........ وكذلك جميع صفاته وأفعاله جل وعلا
ولذلك لا تحصى صفات عظمته جل وعلا كما قال ابن القيم رحمه الله في القصيدة النونية:
وهو العظيم بكل معنى يوجب التعظيم لا يحصيه من إنسان
فتجد أن الاسم الواحد يستلزم عدة أسماء إما بدلالة التضمن في بعضها وإما بدلالة الالتزام، غير معنى ذلك الاسم الذي يدل عليه بالمطابقة
وهذا من بديع فقه معاني الأسماء الحسنى
فاسم الحي له معانيه العظيمة وله لوازمه وآثاره في الخلق والأمر:
فمن لوازمه أنه الحي الذي لا يموت فهو الحي بنفسه الذي لم يكتسب صفة الحياة من أحد غيره فانتظم هذا الاسم معنى الأول والآخر
وهو الحي الذي يهب الحياة لمن يشاء وينزعها ممن يشاء فدل بلازم معناه على صفات الخلق والتدبير
وهو الحي الذي يفعل ما يشاء فدل على نوع الصفات الفعلية
ومن لوازم هذا الاسم العظيم (الحي) نفي جميع صفات النقص التي تلحق بالمخلوقين، فهو الحي الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، وهو الحي الذي لا يضل ولا ينسى، .... إلى غير ذلك
هذا شيء من التوضيح لما طلبت توضيحه وأرفقت لك ملفاً تضمن عدة نقول عن أسرار اقتران بعض الأسماء الحسنى ببعض جمعته من كتب ابن القيم رحمه الله تعالى (بإمكانك أن تتجه مباشرة إلى اسمي (الحي القيوم)
وإذا اتضح لك ما سبق شرحه وأضفت إليه قراءة ما في الملف أرجو أن تكون قد وجدت بغيتك
وكذلك شرح اسم (الحي) واسم (القيوم) الذي تجده في الملف المرفق على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146204
ولعموم الفائدة أذكر هذا الكلام الماتع لابن القيم رحمه الله تعالى:
(وهذا بِخِلافِ قَوْلِ الدَّاعِي: ((يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ))؛ فَإِنَّ الرحمةَ هُنَا صِفَتُهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى، وَهِيَ مُتَعَلَّقُ الاستغاثةِ، فإنَّهُ لا يُسْتَغَاثُ بمخلوقٍ، ولهذا كانَ هذا الدعاءُ منْ أَدْعِيَةِ الكَرْبِ، لِمَا تَضَمَّنَهُ من التوحيدِ والاستغاثةِ برحمةِ أَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ، مُتَوَسِّلاً إليهِ بِاسْمَيْنِ عَلَيْهِمَا مَدَارُ الأسماءِ الحُسْنَى كُلِّهَا، وإليهما مَرْجِعُ مَعَانِيهَا جَمِيعِهَا، وهوَ اسمُ الحيِّ القيُّومِ؛ فإنَّ الحياةَ مُسْتَلْزِمَةٌ لجميعِ صفاتِ الكمالِ، ولا يَتَخَلَّفُ عنها صِفَةٌ منها إلاَّ لِضَعْفِ الحياةِ، فإذا كانتْ حَيَاتُهُ تَعَالَى أَكْمَلَ حياةٍ وَأَتَمَّهَا اسْتَلْزَمَ إِثْبَاتُهَا إِثْبَاتَ كُلِّ كَمَالٍ يُضَادُّ نَفْيَ كمالِ الحياةِ.
وبهذا الطريقِ العَقْلِيِّ أَثْبَتَ مُتَكَلِّمُو أَهْلِ الإثباتِ لهُ تَعَالَى صِفَةَ السمعِ والبصرِ والعِلْمِ والإرادةِ والقدرةِ والكلامِ وسائرِ صفاتِ الكمالِ.
وأمَّا القيُّومُ فهوَ مُتَضَمِّنٌ كمالَ غِنَاهُ وكمالَ قُدْرَتِهِ، فإنَّهُ القَائِمُ بِنَفْسِهِ لا يَحْتَاجُ إلى مَنْ يُقِيمُهُ بِوَجْهٍ من الوجوهِ، وهذا مِنْ كمالِ غِنَاهُ بِنَفْسِهِ عَمَّا سِوَاهُ، وهوَ المُقِيمُ لغيرِهِ، فلا قِيَامَ لِغَيْرِهِ إلاَّ بإقامتِهِ، وهذا منْ كمالِ قُدْرَتِهِ وَعِزَّتِهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/172)
فَانْتَظَمَ هذانِ الاسمانِ صِفَاتِ الكمالِ وَالغِنَى التامَّ والقدرةَ التامَّةَ، فَكَأَنَّ المُسْتَغِيثَ بِهِمَا مُسْتَغِيثٌ بكلِّ اسمٍ منْ أسماءِ الربِّ تَعَالَى، وبكلِّ صفةٍ منْ صفاتِهِ، فَمَا أَوْلَى الاستغاثةَ بِهَذَيْنِ الاسْمَيْنِ أنْ يَكُونَا في مَظِنَّةِ تَفْرِيجِ الكُرُبَاتِ، وَإِغَاثَةِ اللَّهَفاتِ، وَإِنَالَةِ الطَّلَباتِ).
وفقك الله لما يحب ويرضى
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[24 - 08 - 08, 12:49 ص]ـ
عفواً هذا هو الملف المرفق
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[25 - 08 - 08, 01:51 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[01 - 09 - 08, 03:59 م]ـ
قال الشيخ الفوزان في شرح الواسطية
فالصفات كلها ترجع إلى هذين الاسمين الكريمين (يعني الحي والقيوم) العظيمين ولكمال قيومته
اردت التوضيح وجزاكم الله خيرا
الإمام ابن أبي العز أجاب على هذا السؤال في شرح الطحاوية: (وَاعْلَمْ أَنَّ هَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ، أَعْنِي"الْحَيَّ الْقَيُّومَ"مَذْكُورَانِ فِي الْقُرْآنِ مَعًا فِي ثَلَاثِ سُوَرٍ كَمَا تَقَدَّمَ، وَهُمَا مِنْ أَعْظَمِ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى، حَتَّى قِيلَ: إِنَّهُمَا الِاسْمُ الْأَعْظَمُ، فَإِنَّهُمَا يَتَضَمَّنَانِ إِثْبَاتَ صِفَاتِ الْكَمَالِ أَكْمَلَ تَضَمُّنٍ وَأَصْدَقَهُ، وَيَدُلُّ الْقَيُّومُ عَلَى مَعْنَى الْأَزَلِيَّةِ وَالْأَبَدِيَّةِ مَا لَا يَدُلُّ عَلَيْهِ لَفْظُ"الْقَدِيمِ". وَيَدُلُّ أَيْضًا عَلَى كَوْنِهِ مَوْجُودًا بِنَفْسِهِ، وَهُوَ مَعْنَى كَوْنِهِ وَاجِبَ الْوُجُودِ. وَ"الْقَيُّومُ"أَبْلَغُ مِنَ"الْقَيَّامِ"لِأَنَّ الْوَاوَ أَقْوَى مِنَ الْأَلِفِ، وَيُفِيدُ قِيَامَهُ بِنَفْسِهِ، بِاتِّفَاقِ الْمُفَسِّرِينَ وَأَهْلِ اللُّغَةِ، وَهُوَ مَعْلُومٌ بِالضَّرُورَةِ. وَهَلْ تُفِيدُ إِقَامَتَهُ لِغَيْرِهِ وَقِيَامَهُ عَلَيْهِ؟ فِيهِ قَوْلَانِ، أَصَحُّهُمَا: أَنَّهُ يُفِيدُ ذَلِكَ. وَهُوَ يُفِيدُ دَوَامَ قِيَامِهِ وَكل قِيَامِهِ، لِمَا فِيهِ مِنَ الْمُبَالَغَةِ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ لَا يَزُولُ وَلَا يَأْفُلُ، فَإِنَّ الْآفِلَ قَدْ زَالَ قَطْعًا، أَيْ: لَا يَغِيبُ وَلَا يَنْقُصُ وَلَا يَفْنَى وَلَا يُعْدَمُ، بَلْ هُوَ الدَّائِمُ الْبَاقِي الَّذِي لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ، مَوْصُوفًا بِصِفَاتِ الْكَمَالِ. وَاقْتِرَانُهُ بِالْحَيِّ يَسْتَلْزِمُ سَائِرَ صِفَاتِ الْكَمَالِ، وَيَدُلُّ عَلَى بَقَائِهَا وَدَوَامِهَا، وَانْتِفَاءِ النَّقْصِ وَالْعَدَمِ عَنْهَا أَزَلًا وَأَبَدًا. وَلِهَذَا كَانَ قَوْلُهُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، أَعْظَمَ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ، كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ فِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَعَلَى هَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ مَدَارُ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى كُلِّهَا، وَإِلَيْهِمَا تَرْجِعُ مَعَانِيهَا. فَإِنَّ الْحَيَاةَ مُسْتَلْزِمَةٌ لِجَمِيعِ صِفَاتِ الْكَمَالِ، ولَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا صِفَةٌ مِنْهَا إِلَّا لِضَعْفِ الْحَيَاةِ، فَإِذَا كَانَتْ حَيَاتُهُ - تَعَالَى - أَكْمَلَ حَيَاةٍ وَأَتَمَّهَا، اسْتَلْزَمَ إِثْبَاتُهَا إِثْبَاتَ كُلِّ كَمَالٍ يُضَادُّ نَفْيُهُ كَمَالَ الْحَيَاةِ. وَأَمَّا"الْقَيُّومُ"فَهُوَ مُتَضَمِّنٌ كَمَالَ غِنَاهُ وَكَمَالَ قُدْرَتِهِ، فَإِنَّهُ الْقويمُ بِنَفْسِهِ، فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى غَيْرِهِ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ الْمُقِيمُ لِغَيْرِهِ، فَلَا قِيَامَ لِغَيْرِهِ إِلَّا بِإِقَامَتِهِ. فَانْتَظَمَ هَذَانِ الِاسْمَانِ صِفَاتِ الْكَمَالِ أَتَمَّ انْتِظَامٍ.).
ـ[مؤيد السعدي]ــــــــ[01 - 09 - 08, 08:57 م]ـ
من تفسير الطبري لآية الكرسي
وأما قوله: {الحي} فإنه يعني: الذي له الحياة الدائمة والبقاء الذي لا أول له بحد ولا آخر له بأمد إذ كان كل ما سواه فإنه لان كان حيا فلحياته أول محدود وأخر ممدود ينقطع بانقطاع أمدها وبنقضي بانقضاء غايتها
( ... )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/173)
وأما قوله: {القيوم} فإنه الفيعول من القيام وأصله القيووم سبق عين الفعل وهي واو ياء ساكنة فاندغمتا فصارتا ياء مشددة وكذلك تفعل العرب في كل واو كانت للفعل عينا سبقتها ياء ساكنة ومعنى قوله: {القيوم} القائم برزق ما خلق وحفظه كما قال أمية:
(لم تخلق السماء والنجوم ... والشمس معها قمر يعوم)
(قدره المهيمن القيوم ... والجسر والجنة والجحيم)
(إلا لأمر شأنه عظيم)
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله: {القيوم} قال: القائم على كل شيء
حدثني المثنى قال حدثنا إسحاق عن ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع: {القيوم} قيم كل شيء يكلؤه ويرزقه ويحفظه
حدثني موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي: {القيوم} وهو القائم
حدثني المثنى قال حدثنا إسحاق قال حدثنا أبو زهير عن جويبر عن الضحاك: {الحي القيوم} قال: القائم الدائم
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: {لا تأخذه سنة} لا يأخذه نعاس فينعس ولا نوم فيستثقل نوما
ولا أدري ما وجه السؤال في كلمة "حي" فكلنا نعرف معناها
وبالنسبة لليقوم فهي تعني كما هو مذكور أعلاه أي أن الله لا يحتاج أن يوكل خلقه لأحد
فهو القائم عليهم {ولا يشرك في حكمه أحد}
وهذا أصل في التوحيد
فمن عقائد الشرك عند النصرى مثلا أن الرهبان لهم صلاحيات موكلون بها كأن يغفروا للناس بكلمة وأن الإله بزعمهم عاجز عن مغفرة الخطيئة الأولى (خطيئة آدم المتوارثة) إلا أن يؤتى بابنه (بزعمهم) ويحمل خطايا من آمن به من البشر وذلك أن يقتل ويصلب فداءً لهم بحسب عقيدتهم الباطلة
ومن عقائد بعض الرافضة أن أهل البيت موكلون بالحساب!!!
ومن عقائد بعض متفلسفة أو سمي ضلاتهم ما شئت أنهم ينفون الصفات المحدثة عن الله فهو غير فاعل بل إنه خلق الخلق ونسيهم سبحان ربي عن افكهم
ومن عقائد بعض الأمم وجود إله للخير أو النور وإله آخر للشر أو الظلمة
{ ... قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار}
فقوله سبحانه "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" يرد على كل ذلك
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[01 - 09 - 08, 09:15 م]ـ
ولا أدري ما وجه السؤال في كلمة "حي" فكلنا نعرف معناها ...
أخي الكريم،
السائل لم يسأل عن معنى الحي القيوم، بل يستفسر عن قضية رجوع جميع الأسماء الحسنى والصفات إلى هذين الاسمين!.
فالجواب هو ما وضحه ابن أبي العز.
ـ[مؤيد السعدي]ــــــــ[01 - 09 - 08, 09:35 م]ـ
شكرا للتوضيح
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[02 - 09 - 08, 12:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(51/174)
تسفيه أدعياء التنزيه _ النسخة الجديدة _
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[24 - 08 - 08, 10:46 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
فهذه النسخة الجديدة من تسفيه أدعياء التنزيه
وهي نسخة منقحة مزيدة مرتبة فيها الكثير من من الزيادات وهي مرتبة على أربعة أقسام
القسم الأول في نقض شبهات السقاف وابن الجوزي حول مذهب السلف في السلف
القسم الثاني في نقض شبهات السقاف حول أخبار الآحاد
القسم الثالث في نقض شبهات السقاف وغيره حول الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان
القسم الرابع في نقض شبهات السقاف وابن الجوزي حول نصوص الصفات
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 - 08 - 08, 11:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[26 - 08 - 08, 02:16 م]ـ
يا أخي إني أحبك في الله.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[26 - 08 - 08, 03:05 م]ـ
جزيت خيرا أبا جعفر
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[26 - 08 - 08, 05:22 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[27 - 08 - 08, 01:46 ص]ـ
وإياكم إخوتي
أبا ناصر أحبك الله الذي أحببتني فيه
ـ[ابو هبة]ــــــــ[27 - 08 - 08, 02:35 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم.
وقع خطأ في كتابة الآية ص 288:
وأما قوله تعالى عن إبراهيم ((إني ذاهب إلى ربيسيهدين)) (الصافات:99)
لزم التصحيح.
ـ[أبو أيوب العامري]ــــــــ[27 - 08 - 08, 03:18 م]ـ
شكرا لك
وجزاك الله خيرا
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[28 - 08 - 08, 03:53 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب والله إن هذا من أعظم الجهاد
وفقك الله لكل خير وزادك الله من فضله ..
محبك
وأخوك الصغير
أنس الرشيد
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[21 - 10 - 08, 10:27 م]ـ
وفيك بارك أخي أنس
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[01 - 11 - 08, 09:43 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو محمد الشنقيطي]ــــــــ[01 - 11 - 08, 11:33 م]ـ
بارك الله فيكم ...
وقد قامت السلطات الأردنية باعتقال السقاف [= الخساف] قبل مدة بسبب علاقاته الواسعة مع الشيعة الشنيعة ....
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[13 - 11 - 08, 12:15 ص]ـ
وفيك بارك أخي الشنقيطي
ـ[محمد سمير]ــــــــ[17 - 11 - 08, 07:55 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[22 - 11 - 08, 10:54 م]ـ
وفيك بارك أخي محمد
ـ[ابو هبة]ــــــــ[20 - 12 - 08, 11:57 م]ـ
^^^^^^^^^^^^
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[21 - 12 - 08, 08:59 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - 12 - 08, 11:21 م]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بعلمكم ..
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[25 - 12 - 08, 01:33 م]ـ
وإياك أخي ناصر
وفيكم بارك أخي الخراشي
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[23 - 03 - 10, 03:54 م]ـ
غفر الله لك يا شيخ عبدالله
ـ[أبو عبد الله أحمد بن نبيل]ــــــــ[24 - 03 - 10, 04:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك الله فيكم
وزدكم الله علما(51/175)
كيف نفهم (من يضلل الله)؟
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[24 - 08 - 08, 11:43 م]ـ
الأخوة الأحبة:
كيف نفهم ما يقوله الخطباء في مقدمة كل خطبة (ومن يضلل الله فلا هاديء له)؟
كيف يعاقبه الله والله هو الذي أضله؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[25 - 08 - 08, 02:49 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
أما بعد:
فإن الله تعالى يهدي من يشاء فضلاً منه ورحمة، ويضل من يشاء عدلاً وحكمة
والله تعالى عليم حكيم، وحقٌّ عدْلٌ لا يظلم أحداً مثقال ذرة
فمن آمن بذلك وأيقن به كفاه وشفاه، وإن خفيت عليه مسائل ومسائل
وذلك لما وقر في قلبه من الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته وعدله وحكمته
ومن كان حاله كذلك رُجيَ له أن يوفق لمعرفة ما أشكل عليه، وأن يُفهمه الله ما ضلت عنه أفهام المعاندين والمخاصمين الذين يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق
وإن خفي عليه وجه الحكمة بعد ذلك لم يضره ذلك لما وقر في قلبه من التسليم والانقياد الذي لا حرج معه
وكان بعض السلف إذا وردت عليهم مسائل مشكلة يدعون الله أن يعلمهم ويفهمهم
كما كان بعضهم يقول: اللهم يا معلم آدم وإبراهيم علمني، ويا مفهم سليمان فهمني.
ومنهم من يهرع لكثرة الاستغفار، فلا يلبثون حتى تنجلي عنهم الشبهة ويتبين لهم الحق لا لبس فيه، يؤمنون به إيماناً تاماً، ويوقنون به يقيناً صادقاً، لا يرتابون فيه
قد اطمئنت قلوبهم، وسلمت صدورهم، وعصمهم الله بتوفيقه من الزيغ والضلال.
هذه المقدمة لم أكتبها عبثاً، وإنما هي مهمة لكل من يستشكل شيئاً مما جاءت به الشريعة، ولا سيما أمور الاعتقاد، ومسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل.
وقد تكون أهم من الجواب المباشر للسؤال لأن نفعها يتعدى لكل ما يستشكله طالب العلم من المسائل.
فإن من المستشكلين من تعرض له شبهة يكفي لكشفها أدنى بيان، فلا يزال يفتن بها وتكبر في نفسه حتى تبلغ به مبلغاً عظيماً ....
نسأل الله السلامة والعافية.
وأما ما سألت عنه
فجوابه أن تعلم أن الله عليم حكيم قد وسع علمه كل شيء، فيعلم ما كان، وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون
كما قال تعالى: (ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم)
وقال: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه)
وقال: (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير)
وقضاء الله عز وجل عن علم وقدرة وحكمة
فيضل من عباده من سبقت له سابقة الشقاء لما علم الله في قلبه من الزيغ والعصيان
كما قال تعالى: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)
وقال: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع الخالفين).
فإضلال العبد يأتي عقوبة له على سوء فعله، وإعراضه عن طاعة ربه، واتباعه لهواه فيما يسخط الله كما في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً أن الله تعالى قال: (خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين)
فإضلال الله تعالى لمن يضل من عباده قائم على العدل والحكمة، ومجازاته بما يستحقه.
وقد بين الله لنا في كتابه الكريم أسباب الإضلال كما بين لنا أسباب الهداية
فقال تعالى: (إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله)
وقال: (ويضل الله الظالمين)
وقال: (والله لا يهدى القوم الفاسقين)
وقال: (كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب)
ونحو ذلك من الآيات التي بين الله لنا فيها أسباب الضلال
وبيان الله لذلك هو من رحمته جل وعلا بعباده حتى يجتنبوا تلك الأسباب، ولذلك تجد المؤمنين معظمين لأوامر ربهم ونواهيه، يخافون من ارتكاب أسباب سخطه وعقابه.
وهذا يدل على أن العبد تسَعُه من حيث الإمكان الطاعة والمعصية
لأن توجيه الأمر للعبد وتحذيره من فعل بعض الأعمال دليل على أن للعبد قدرة واختيارا على فعلها و تركها
فمن عصى عن علم وقدرة واختيار استحق العقوبة
ولو تخلف أمر من هذه الأمور لم يعاقَب لأن الله عدل رحيم لا يؤاخذ بالذنب من لا يعلم به، ومن لا اختيار له كالمكره ونحوه، ومن فعل المعصية نسياناً وخطأً
قال تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) فهذا شرط العلم، وضده الجهل
وقال: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) وهذا دليل عدم المؤاخذة بالخطأ والنسيان.
وقال: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) وقال: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)
فهذا دليل عدم مؤاخذة المكره ومن لا يقدر على فعل ما أمر به.
فالعبد الضال قد ارتكب أسباب الضلال فأضله الله
ولو أنه أطاع ربه لما أضله الله
كما قال جل وعلا: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا وإذا لآتيناهم من لدنا أجراً عظيماً ولهديناهم صراطاً مستقيما)
وقال جلا وعلا: (ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون)
وقال: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)
اللهم اهدنا إليك صراطاً مستقيما، واعصمنا برحمتك من الزيغ والضلال، واغفر لنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/176)
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[26 - 08 - 08, 09:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا
والله أسأل أن ينفع بك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 08 - 08, 11:27 ص]ـ
الأخوة الأحبة:
كيف نفهم ما يقوله الخطباء في مقدمة كل خطبة (ومن يضلل الله فلا هاديء له)؟
كيف يعاقبه الله والله هو الذي أضله؟
أخي الحبيب أبا دوسر: هذه المسألة من أدق المسائل في باب القدر، ومعنى الآية باختصار:
قال تعالى ((من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم)).
من يوفقه الله للهداية ... ، ومن يخذله الله عن الهداية ....
وأفضل من رأيته تكلم عن هذه المسألة بكلام علمي دقيق مسهب هو معالي الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية، فارجع إليه - غير مأمور- فهو كلام مهم ودقيق.
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[31 - 08 - 08, 11:27 ص]ـ
أخي الفضلي زادك الله من فضله
هل تتكرم وتضع لنا رابط كلام معالي الشيخ صالح آل الشيخ
وشكرا جزيلا(51/177)
طلب مساعدة: الرد على الرافضة حول الصحابة
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[25 - 08 - 08, 02:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو ارشادي إلى مراجع محددة أو مباحث حول الرد على الرافضة في المسائل التي يثيرونها حول الصحابة رضوان الله عليهم في أحاديث معروفة (مثل موقف عمر رضي الله عنه عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، مواقف الصحابة في الفتنة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه والحروب في عهد علي رضي الله عنه وعن جميع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
هناك كتب ومواقع كثيرة في الشبكة ولكن اريد اختصار الوقت في البحث بذكر مباحث معينة أو كتب جيدة الرد في هذا المبحث
وجزيتم خيرا
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[25 - 08 - 08, 03:09 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
موسوعة الرد على الرافضة ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/mwsoah%20rafeza.zip)
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[25 - 08 - 08, 06:47 م]ـ
موقع فيصل النور ( http://www.fnoor.com/shubuhat.htm) متميز في الرد على شبهات الرافضة
ـ[بن نصار]ــــــــ[05 - 09 - 08, 07:46 ص]ـ
http://www.sultan.org/shia.html
ـ[نفعي الحكيم]ــــــــ[07 - 09 - 08, 04:07 ص]ـ
ولعل من أفضل الكتب على حد علمي في هذا الموضوع كتاب منهاج السنة النبوية في نقض دعاوى الشيعة والقدرية لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى ,, وكذلك كتب الشهيد إحسان ظهير رحمه الله تعالى ,,, وهناك كتيب صغير الحجم عظيم الفائدة بعنوان (حوار هادئ بين السنة والشيعة) لمؤلفه عبدالله بن سعيد الجنيد حفظه الله تعالى وبارك في جهده.
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[07 - 09 - 08, 04:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر شيخي د. سليمان السلومي ((صاحب كتاب أصول الإسماعيلية وهي رسالته لدكتوراة)) أثناء تدريسه أن العواصم من القواصم لابن العربي من أجل الكتب في الحديث عن ما وقع بين الصحابة وما يثار حول ذلك وهو كامل بتحقيق عمار الطالبي وطبعة الخطيب ناقصة رحمه الله تعالى وكتب احسان الهي عميقة وقال لنا الشيخ ان احسان اطلع على كتب من كتب الرافضة لم يطلع عليها شيخ الإسلام لهذا كانت فاضحة لمعتقداتهم لكن انبه ان الشيخ احسان لا يهتم بالرد عليهم بل غالبا يكتفي بذكر باطلهم من كتبهم ولبيات بطلانه بل ولمخالفته للبدهيات العقلية اكتفى بذكر باطلهم وتوثيقه من كتبهم،،،، ورسالة الدكتور القفاري في أصول الشيعة الاثني عشرية جيدة،، و للدكتور عبدالقادر عطا صوفي رسالة عن موقف الرافضة من الصحابة مطبوعة سمعت بها ولم أطلع عليها.
وأخيرا اخي الحبيب نصيحة مشفق لا غرض لي بنصحه لا تناظر اهل البدع إن لم تكن عندك الملكة العلمية في هذا لأني رأيتك تطلب العون في المراجع على وفرتها فلم تدخل في باب أنت في غنى عنه وهناك من المتخصصين من كفاك الحمل،،، وإن كنت مضطرا لذلك فحاول ألا تخوض حتى تأسس نفسك،،،أعانني الله وأياك ووفق الله الجميع للخير ونصر السنة وأعز أهلها،،،، آمين.
ـ[أمجد رياض]ــــــــ[09 - 09 - 08, 01:18 ص]ـ
أما بالنسبة لكتب احسان الهي ظهير فهي ليست دفاعية بل هجومية، وبقية الكتب تحتاج إلى طرحها باسلوب جديد فإنها طرحت وفقت اسئلة واشكالات في ذاك الزمان فلا بد من تعديلها بما يوافق الطروحات الحديثة(51/178)
من كتاب ((الإسلام في حاجة إلى دعاية و تبشير)) بقلم الأستاذ الشيخ محمّد السّعيد الزاهري الجزائري ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[25 - 08 - 08, 09:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله، وبعد:
فهذه حلقات من كتاب ((الإسلام في حاجة إلى دعاية و تبشير)) بقلم الأستاذ الشيخ محمّد السّعيد الزاهري الجزائري – رحمه الله تعالى - أحببت تنزيلها في هذا المنتدى رجاء الأجر و الانتفاع بها، والله ولي التوفيق.
عبد الحق آل أحمد الجلفاوي
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
بسم الله الرحمن الرحيم
((الإسلام بحاجة إلى دعاية و تبشير))
بقلم الأستاذ الشيخ:
محمد السعيد الزاهري الجزائري
- رحمه الله تعالى –
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثانية
من نحو سبع سنوات، حينما كنت أنشر هذه الفصول في مجلة ((الفتح)) الإسلامية التي تصدر بالقاهرة، بم أكن أنوي أن أجمعها في كتاب على حدة، ولم أكن اعتقد أنها فصول ذات بال، ولكن ما نشر منها فصل إلا وقابله القراء بغاية الرضى و الاستحسان، ونشطني ذلك فمضيت في هذا السبيل.
وكان كاتب الدهر عطوفة المير شيكب أرسلان كتب إلى يومئذ يقول لي إنه اعجب بهذه الفصول كل الاعجاب، ويدعوني على المثابرة و المزيد، وقال إنه يرى أن أركان الأدب العربي في الجزائر اليوم هم أربعة: الزاهري وباديس و العقبي والميلي، فكتبت أنا إليه يومئذ ادله على آخرين هم من نوابغ الأدب اليوم في هذه البلاد، ذكرتهم له باسمائهم، وكان يومئذ حضرة العالم المفضال الأستاذ الشيخ محمود ياسين يكتب إلى مجلة ((الفتح)) من دمشق بمقالات نافعة بعنوان ((سرني و ساءني)) فكان كلما نشر فصل من هذه الفصول إلا و كتب عنه و قال ((سرني من كلام الزاهري كيت و كيت)) وكانت الآنسة تفيدة علاَّم المعلمة الفضلى في مدرسة ثنوية للبنات في مصر قد اعجبت بفصل ((الكتاب الممزق)) و كتبت في ((الفتح)) يومئذ مقالا تبدي فيه هذا الإعجاب، وترجم أكثر هذه الفصول إلى الفرنسية، وترجم فصل واحد منها إلى لغة الملايو، ولما صدرت الطبعة الأولى لهذا الكتاب في سنة 1347اثنت عليه جميع الصحف العربية التي اهديت إليها نسخ في الشرق و المغرب، وإني اذكر بعض ذلك على سبيل المثال: فقد عدت مجلة ((المجمع العلمي العربي)) في دمشق هذا الكتاب دليلا على أن في الجزائر و تونس و المغرب الأقصى نهضة علمية أدبية ناضجة مباركة، وقالت مجلة: ((المعرفة)) الغراء التي تصدر في القاهرة في عدد مارس 1932 ما خلاصته: فكرة التبشير الإسلامي نشأت مع الفتح الإسلامي جنبا إلى جنب ... وجاء اليوم كاتب الجزائر الأستاذ الشيخ محمد سعيد الزاهري فكساها ثوب العصر الحاضر، وخلع عليها أسلوب الرواية الرائع، فجاء كتابه ((الإسلام في حاجة إلى دعاية و تبشير)) الذي هو الآن بين أيدينا ذبا طليا، ومبتكرا جديدا في هذا الباب، ومضت تثني على هذا الكتاب، و تحث على مطالعته و اقتنائه.
وكتب علامة الجزائر الأستاذ الجليل الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيس ((جمعية العلماء المسلمين الجزائريين)) فصلاً قيماً عن هذا الكتاب نشره في جزء شعبان 1350 من مجلة ((الشهاب)) التي تصدر تحت إشرافه في قسنطينة (الجزائر) جاء فيه ما نصه: ((عرفنا شاعر الجزائر الشيخ السعيد الزاهري شاعراً خنذيذاً، وعرفناه كاتبا رحب البيان بليغا، وعرفناه في هذا الكتاب داعية إسلاميا كبيرا، وقد خاض مسألة الحجاب، والمرأة الجزائرية، ومسألة الإسلام و التغرب و الشبيبة المتعلمة، فأبان عن الحقائق، وأقام من الحجج مالا يلقاه اشد الخصوم- إذا أنصف –إلا بالإكبار و التسليم، وساق ذلك كله في أسلوب من البلاغة ((الشبيه بالروائي)) سهل جذاب، لا تستطيع إذا تناولت أوله أن تتركه قبل أن تأتي على آخره ... )).
ولعل هذا الثناء العاطر الذي تفضل رئيس العلماء الجزائريين فأثنى به على هذا الكتاب يغني عن ذكر ما لقيه من ثناء و رضى، ومن إعجاب و تقدير، عند علماء الجزائر و أدبائها جميعا، وعند الداعي إلى الله فضيلة الأستاذ الشيخ الطيب العقبي بالخصوص.
وإني أشكر سائر هؤلاء العلماء و الأدباء على ما غمروني به من هذا التقدير الذي لا أستحقه ولا أراني له أهلا.
---
وبعد، إن نسخ الطبعة الأولى من هذا الكتاب قد نفدت كلها، فرأيت أن أطبعه هذه الطبعة الثانية، وهي كما ترى جميلة أنيقة في ورق صقيل، ومهذبة مصححة، وقد أضفت إليها زيادات جوهرية و فصولا أخرى لم تنشر في الطبعة الأولى.
وعلى الله توكلت، وهو حسبي، ونعم الوكيل.
الجزائر (العاصمة) في 29 محرم الحرام 1352=25 - 5 - 1933
محمد السعيد الزاهري
مقدمة الطبعة الأولى
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم.
وبعد فإن الإسلام دين دعوة، وكل مسلم على وجه الأرض من وظيفته الدعوة إلى الإسلام بسيرته الشخصية أولا، ثم يحسن فهمه حكمة الإسلام في أساليبه و مراميه، و بالتنبيه بعد ذلك إلى هذه الحكمة في كل ما يضطر إليه من مناقشة و جدال.
وهذه فصول كتبها اخي في الدعوة، الأستاذ السيد محمد السعيد الزاهري الجزائري لتنشر في صحيفة الفتح، فرأيتها مثلاً صالحا للدعوة على الخير و ما يجب أن يكون عليه الداعي من بصيرة و حكمة، لذلك استخرت الله عز وجل في افرادها بهذا الكتاب عسى ان ينفع الله بها، وهو ولي التوفيق.
محب الدين الخطيب
يتبع بإذن الله تعالى في الحلقة التالية بعنوان: عائشة ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/179)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[28 - 08 - 08, 09:38 م]ـ
عائشة ...
كنت بعاصمة الجزائر سنة 1344هـ، وصمت بها رمضان ذلك العام، وكنا رفقة نجتمع كل ليلة من ليالي رمضان، وكان في رفقتنا محام مسلم جزائري اسمه الإسلامي: ((عبد القادر ... )) واسمه الفرنسي: ((أَلبرت ... )) وهذا الاسم الأخير هو ما تدعوه به أمه الفرنسية، وأصدقاؤه الفرنسيون و المتفرنسون، وكان هو الآخر متفرنسا، ومتفرنسا في كل شيء؛ في عقليته و أدبه، وفي أخلاقه و عاداته، وحتى في اللغة العامية التي يتكلم بها، فهو لا يقيم الصلاة، ولا يصوم رمضان، ولا يحرم ما حرم الله ولا يؤمن بأن القرآن تنزيل من الله، بل كان يحسبه من كلام الرسول صلى الله عليه و سلم وهكذا- وهو عند نفسه مسلم – كان من الذين لا يدينون دين الحق، وذلك لأنه نشأ نشأة فرنسية محضة، ما كان يعرف فيهما ما الإسلام، ولا يعرف عن المسلمين شيئا، فقد ربته أم فرنسية، في وسط فرنسي ...
ومع ذلك فقد وجدنا فيه خصلة حميدة هي التي كانت تربطنا به و تربطه بنا ارتباطا متينا، وهي وطنيته الحقة، وغيرته الصادقة على الجزائر و إخلاصه لأبنائها، وجهاده في سبيلها جهادا شريفا، فكنا نتعاون على البر بالجزائر، وعلى خدمة القضية الجزائرية: هو يستعين بي على فهم نفسية الجزائر المسلمة، و أنا استعين به على ما صدر في القضية من قرارات و قوانين.
وكان متزوجا بزوج فرنسية لا تعرف هي أيضا العربية الدارجة إلاَّ قليلا، وكانت تحضر معه مجالسنا تلك، فكنا (أنا و إياه) نتكلم في الصلاة و الصوم و القرآن، وما إلى ذلك من مسائل الدين، وكان رجلاً لا يذعن إلا للحجة و الدليل، فكان لذلك من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
فتحاورنا ما شاء الله محاورة مخلصة لا نريد بها إلاَّ بيان الحق، ثم أذعن و صام وهجر الخمرة و آمن بالله و اليوم الآخر و أيقن بأن القرآن من عند الله لا ريب فيه، ثم كان من الذين آمنوا و عملوا الصالحات، وما وجدت أية صعوبة في إقناعه، مع أني لم أكن أطمع فيه، لما أعرفه في هؤلاء من المكابرة و العناد.
وليس مرادي أن أقص حكاية مسلم كان ضالاً فاهتدى من ضلاله، و إنما مرادي شيء آخر غير هذا فقد انقضى رمضان ذلك و تفرقنا: فسافرت أنا في النصف الأخير من شوال 1344هـ إلى مدينة الأغواط بجنوب الجزائر مندوبا من بعض سراتها، فأنشأت بها (مدرسة الشبيبة القرآنية) بإعانة فضلائها و احتملت من العناء في هذا المشروع ما لا طاقة لي به [1] ([1]: لأن السلطة لا تريد هذا النوع من المدارس) لولا حب هذا الوطن البائس وحدث لي ما اضطرني إلى السفر إلى بسكرة (مسقط رأسي) فخلفني - لحسن الحظ – على المدرسة أخ مصلح كريم دعوته لهذه المهمة، وهو الأستاذ الميلي.
وسافر صديقي المحامي الأستاذ عبد القادر ... إلى فرنسا هو و قرينته و مضت فترة لا اكتب إليه فيها، ولا يكتب إلي فلبثنا كذلك، حتى جاءتني منه ذات يوم رسالة يخبرني فيها بما عمله هنالك للجزائر، وبما ينوي أن يعمله لها، ويعاتبني على ما كان من قطيعة و جفاء و يخبرني بإسلام قرينته، ويشكو لي أن كنت سبباً في هدايتها.
وكتبت إليَّ هي بخطها ضافية تقول لي فيها: إنها مدينة لي بهدايتها إلأى الإسلام لأنها و إن لم تعلن إسلامها ولم تذعه إلا في هذا اليوم فإنها كانت اعتنقت الإسلام منذ رمضان 1344، وكانت قالت يومئذ فيما بينها و بين نفسها: ((أشهد أن لا إله إلا الله و اشهد أن محمداً رسول الله)) منذ سمعتني أتحدث إلى زوجها عن حكمة الصلاة و الصيام وتحريم الخمر، وعن القرآن الكريم، وكونه كتاب الإنسانية الذي لا يصلحها إلا هو، وكونه تنزيلا من الله، ما فيه شك وقال: (( ... ومما زادني إيماناً ما رايته في زوجي، وهو يحاورك في القرآن، فقد رأيت كل ما أعرفه فيه من قوة حجة، و أحكام منطق، كل ذلك رأيته يضول أمام ما كنت تبديه من إيمان تندفع فيه اندفاعا: فيه لهجة صادقة، وفيه فصاحة و بيان، وأن أنس لا أنسى وجومه وقد زعم أن الوطنية الصادقة تغني عن الدين فقلت له ((إذا كنت لا تدين بدين أبناء وطنك، ولا تلبس لباسهم، ولا تتكلم بلغتهم و عوائدك غير عوائدهم فبماذا تكون وطنيا؟ ثم إذا كنت تعيش في غير مجتمعهم بعيداً عنهم وتتأدب بأدب غير أدبهم و تتخلق بأخلاق غير أخلاقهم فيماذا تميز مصلحتهم من مضرتهم؟))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/180)
((لقد أسلمت منذ ذلك الحين يا سيدي و كنت أخشى إن أنا أذعنت إسلامي من النساء الفضوليات أن يسلقنني بألسنة حداد، وذهب عني اليوم هذا الخوف لما قوي إيماني و أعلنت اسلامي و اصبحت أفتخر به بين الفرنسيات في باريس و في غير باريس و كثيرا ما دعوتهن إلى الإسلام ومنهن من يسمعن لقولي و كان من السهل أن يدخلن في دين الله لو أنهن وجدن معلما يعلمهن هذه الهداية و داعياً يدعوهن إليها دعاية اقناع وفيها بلاغ مبين))
((أنا مؤمنة مقتنعة بأن الإسلام هو دين الله ما ارتاب فيه و لكني – كما تعرفني – لا أملك من البيان ما أستطيع أن أقنع به صواحباتي و صديقاتي المتعلمات المهذبات! على أني قد بلغت وما زلت أبلغ ... ))
ثم سألتني عن مسائل في الصلاة و الصيام و الطلاق و نحو ذلك و طلبت مني أن أختار لها اسماً إسلامياً تسمي به نفسها فاخترت لها اسم ((عائشة)) وقلت لها لأنه اسم عائشة أم المؤمنين إحدى أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم، وذكرت لها لمحة من ترجمتها، فكتبت إلي تخبرني بأنها مغتبطة مسرورة بهذا الإسم الكريم و تذكر لي أنها عرضته على كثير من معارفها و صواحباتها ففرحن لها فرحاً شديداً وعدن يدعونها ((عائشة)) وتجد هي هذا الدعاء لذيذا، وتذكر لي أن قد اعجبتهن تلك اللمحة من ترجمة عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – واستزادني من الكتابة إليها بسير فضليات النساء المسلمات و تقول: إنها ترجو أن توفق إلى هداية كثيرات إلى الإسلام بمثل سير هؤلاء المؤمنات الصالحات، وأردت أن أوافيها برغبتها و لكني وجدت في ذلك مشقةً وعسرًا فقد كنت أكتب إليها الرسالة بالعربية ثم ادفعها إلى أحد أصدقائي لينقلها إلى الفرنسية نقلا دقيقا عسيرا غير يسير لما في ذلك من آيات كريمة و أحاديث شريفة تصعب ترجمتها و ترجمة ما فيها من اعجاز.
أنا لم أقصد أول مرة إلى هداية هذه السيدة المسيحية إلى الإسلام ولكن الله هداها إليه بما كنت اتحدث به إلى زوجها المسلم و بما كان يجري بيني و بينه في الإسلام من مناقشة و حوار فأسلمت و جعلت تدعو إلى الإسلام و تُبشر به: لا تلهيها عن ذكر الله زينة باريس و زخرفها ولا ما هنالك من لعب ولهو ولا ما في تلك الحياة من غرور و أخاديع.
يتبع بإذن الله تعالى في الحلقة التالية بعنوان: "الكتاب الممزق" ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[30 - 08 - 08, 08:51 م]ـ
الكتاب الممزق ..
اجتمعت يوما – عند عالم من علماء المشرقيات في الجزائر – بسيدة فرنسية كاتبة مستشرقة هي الأخرى، و تكلمنا في مسألة التبشير الإسلامي و الدعاية إلى سبيل المؤمنين فقلت: لو أن لهذا الإسلام هداة يهدون بالحسنى، ودعاة ينشرون الإسلام في أوربا و أمريكا و غيرها لما لبثت الكرة الأرضية إلا يسيرا حتى يغمرها الإسلام بنوره، فوافقت السيدة على رأي هذا العاجز، و أخبرتنا بأنها تعرف أسرة من السر النبيلة في الجزائر تزورها الفينة بعد الفينة، وتختلف إليها من حين إلى حين، تبحث عن المجتمع النسائي الإسلامي وما يتصل به.
وذكرت لنا أنها كانت ألفت كتابا في هذا الموضوع، وكانت تظنه كتابا قيما، نصحت فيه المرأة المسلمة، بأن تعتمد على نفسها في تحرير رقبتها و أن تتمرد على الحجاب فلا بقى سجينة به، وهكذا جعلت تصف للمسلمة طريق الحرية و الخلاص! وقرأت من كتابها على ربة المنزل في تلك الأسرة وعلى نساء كن معها يستمعن الكتاب وصاحبته تتلوه عليهن، فلما سمعنه أكبرنه وقلن حاش لله ما هذا حقا، إن هذا إلا خطأ مبين، وابتدرتها ربة المنزل تقول لها: إنك سيدتي ألفت هذا الكتاب لنا معشر الملمات بنية حسنة، وتريدين أن تخدمينا به خدمة صادقة و تعلمين لنا به عملاً صالحا (!) ولكن اسمحي لي يا سيدتي أن أقول لك: أن كتابك هذا هو آلة هدم شرف المسلمة والقضاء على سعادتها، ولتمزيق ما هي فيه من صيانة وعفاف وكل ما فيه أن الوهم يصور لك المرأة المسلمة أسيرة في يد الرجل وتتصورين حجابها سجنا لها: مع أن الأمر ليس كذلك، فإن حجاب المسلمة صيانة لها، و المرأة في خدرها كالوردة في كمها، و المرأة في خدرها كالملكة في قصرها لا تبرجه ولا تود أن تريم عنه وليس الرجل إلا قيما (قواما) عليها، تظل هي في منزلها و كل غرامها في إصلاح شؤونه، وفي تربية أولادها و يظل هو يكد و يكدح، ليؤدي مالها عليه من واجب، وليقوم لها على ضرورياتها، وهو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/181)
مسؤول لها أكثر مما هي مسؤولة، أترينها – وهي ملكة منزلها – تسمي نفسها أسيرة بيد رجل، وتسمي حجابها سجنا لها؟ كلا سيدتي، فحجابها هو صونها، و أولى بالمرأة أن تصان و تحتجب، وكما يجب على الرجل أن يكون رجلا كاملا في رجولته، يجب على المرأة أن تكون امرأة أنثى كاملة في أنوثتها و في الحجاب من لين الأنوثة و دلالها مالا يكون في السفور.
والسفور عندنا من عادات النساء البدويات و القرويات، حيث الخشونة و شظف العيش، لا من شأن الحضريات حيث الطراوة أو النعومة، وحيث الرفاهية و العيش الرخيم، والمرأة البدوية أو القروية بسفورها مترجلة تشبه الرجل، ثم هي ليست بامرأة كالنساء ولا برجل كالرجل.
قالت الراوية: واندفعت ربة المنزل تصف السافرة بأنها لاهية لاعبة مسرفة في لهوها، وفي لعبها، وقد تقسو عليها فتصفها بقلة الحياء، حتى خجلتُ ووجمتُ فأردت أن أتكلم فلم أقدر على الكلام.
قالت: ثم جعلت تُدلُّ بالحجاب، وتزعم أن فيه الحشمة و العفاف، وفيه الأنوثة وكل ما فيها من سحر و دلال، وتُطري المحتجبات، وتسرف في الثناء عليهن.
قالت: وهنا حنقت و استكبرت – وأنا المتعلمة الكاتبة – أن أقف بين يدي امرأة جاهلة موقف الحيرة و الوجوم، و أنا ما جئتها إلا لأعلمها كيف تكون امرأة حرة (!) فجمعت ((قوتي بيدي)) وقلت لها:
- لو أنك يا سيدتي ذقت لذة الحرية لما صبرت عنها لحظة واحدة، ولمزقت حجابك تمزيقا.
قالت: وهل أنتِ في الحرية تتلذذين بها و تنعمين في بحبوحتها؟
قلت: نعم، أنا كذلك.
قالت: وأنت مع ذلك امرأة أنثى؟
قلت: وهو كذلك.
قالت: تلك أنتِ عند نفسكِ، وأما عندنا فما أنتِ كذلك.
قلت: وكيف؟
قالت: فلنجعلك أنتِ مثلاً أعلى للحرية التي تريدينها لنا، فأنت امرأة مهذبة كاتبة، ونحن عن خلصنا من الحجاب (كما تقولين) وترقينا و تمدينا، فما نحن ببالغات – مهما أمعنا في الترقي و التمدن – على الذروة التي أنت فيها من الثقافة و التهذيب ومع هذا كله فما نراكِ كملت أنوثتك، وما نراك إلا فقدت أكثر ما تكون به امرأة .. امرأة أنثى كاملة في أنوثتها.
قالت الراوية: وهنا قاطعتها – بلهجة غضب – قائلة: ولمهْ؟
فقالت: أنتِ عازبة غير متزوجة؟
قالت: فقلت ((نعم))
قالتا: وماذا يمنعك من الزواج؟
فقلت: لم أجد رجلا كما أحبُّ
قالت: ويحك! فهل خلت رقعة الأرض من رجل يكون كما تريدين؟
وواصلت حديثها وقالت: ولا تعمرين منزلك إلا قليلا؟
فقلت: لا تتزوجين ولا تلدين، ولا تعمرين منزلك، فما أنت بزوجة، ولا بأم، ولا بربة منزل، فإذا بماذا تكونين امرأة أنثى كاملة في أنوثتها؟ أبركوب الخيل، والخطب الحماسية، و التصفيق و الهتاف؟ كلا سيدتي، ليس شيء من لين الأنوثة ولا نعومتها في هذا ولا في مثله.
قالت الراوية: فما زدت على ان ودعتهن، وخرجت خزيانة منكسرة مهزومة ليس وراء ما أنا فيه من الخزي والانكسار و الهزيمة غاية أخرى، وكنت أراني كل شيء عند نفسي، فصرت أراني أهون ما يكون، وكان كتابي الذي أَحب ما يكون لي، فصار أرخص الأشياء و أسمجها في عيني، ولم ينطفئ ندمي عليه إلا بعد ما محوته محواً من لوح الوجود، وكان الحجاب في نظري عادة جامدة قاسية يجب تتمرد عليها كل مسلمة تريد أن تخرج إلى هذه الحياة، فصرت انظر غليه كأقدس الشعائر التي يجب أن يحتفظ بها احتفاظا شديدا و هكذا أصبحت أنظر إلى كل شيء إسلامي بغير العين التي كنت أنظر بها من قبل إليه، و أني مكبة اليوم على تأليف كتاب في نصرة الحجاب، قد انتهيت إليه منذ ذلك اليوم، ولا أكتمكم أني أصبحت أميل إلى الإسلام ميلا شديدا، وغير بعيد أن تسمعوا عني أن ((فلانة)) (تعني نفسها) قد اعتنقت الإسلام.
---
وهذه امرأة مسلمة قد استطاعت على جهلها و أميتها أن تهزم بدفاعها عن دينها امرأة مثقفة راقية كاتبة مستشرقة هي كل شيء عند نفسها، وشيء عند الذين عرفوها و عرفوا فضلها و انتصافها، فلو أن جميع المسلمين و المسلمات يعتزون بالإسلام و ينفحون عنه، و يبشرون به، ويدعون إلى سبيله، إذن يكونُ الدين كله لله، و إذن لآمن من في الأرض كلهم جميعا.
يتبع بإذن الله تعالى في الحلقة التالية بعنوان: "صديقي عمار" ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[07 - 09 - 08, 05:25 م]ـ
صديقي عمار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/182)
في الجزائر اليوم شباب ناهض, مبارك يزكو كل يوم عدده ويزيد وهذا الشباب فئتان: فئة قرأت العربية, وتربت تربية إسلامية, فقادتها (وهم قادة الأمة) يسيرون بالأمة في طريق الإصلاح الإسلامي, وسموا أنفسهم جماعة "الإصلاح الديني" [1] ([1]: وهم اليوم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) وهذه الحركة الإصلاحية حديثة العهد, لا ترجع في تاريخ انتشارها إلا إلى بضع سنوات. وفئة أخرى قرأت بالفرنسية, وتربت تربية غير إسلامية, حتى إنها لا تعرف الإسلام ولا رجال الإسلام المشهورين إلا من طريق اللغة الفرنسية. وأنت تعلم ما كتب أئمة هذه اللغة (الفرنسية) من الهزؤ بالأديان, وبرجال الأديان فنشأت هذه الفئة من شباب الجزائر لا تعرف الإسلام ولا تحترمه, ولا تعرف التاريخ الإسلامي ولا تعتز به, بل ولا تعرف تاريخ الجزائر, ولا تاريخ أسلافها في الجزائر, فهي لا تنظر إلى آبائها وأجدادها في هذه البلاد الكريمة إلا كما ينظر إليهم الفرنسيون ورجال الاستعمار. وهؤلاء المستعمرون يعمدون إلى كل مكرمة من مكارم الجزائر المسلمة, فيمسخونها مسخا, ولا يزالون بها حتى يخرجونها نقيصة يحطون بها من كرامة الجزائر, وعاراً يعيبون به آباءنا الجزائريين. فالرئيس "حميدو" القائد البحري الجزائري المشهور- الذي أخضع دول أوروبا جميعا لبأس الجزائر وسلطانها حتى كان الأوربيون جميعا يؤدون للجزائر مغرما سنويا, وكانوا لا يدخلون هذا البحر المتوسط حتى يعطوا الجزية عن بدٍ- وهم صاغرون- هذا القائد البطل العربي الجزائري لا يعترف له المستعمرون بالشجاعة وشدة البأس, بل يقلبون ذلك فيصفونه بأنه قاطع طريق وبأنه هو وأصحابه الأبطال"قرصان" متوحشون. ويصفون "قرصان" الأوربيين الذين يعدون على الجزائر ظلماً وعدوانا, بأنهم أهل نجدة وبطولة ... وهكذا يمسخون كل فضيلة من فضائل الإسلام والعروبة في الجزائر.
وبهذه اللبان تغذى أبناء الجزائر الذين تخرجوا في المدارس الفرنسية, فهم لا يعرفون دينهم, ولا يعرفون لغتهم, ولا يعرفون تاريخهم الإسلامي, ولا تاريخ آبائهم المسلمين.
ومع ذلك, فإن هذا التعليم الغربي لم يستطع أن ينتزع من هؤلاء الشبان المسلمين كل ما يريد أن ينتزع منهم, وقد بقيت فيهم وطنية طبيعية كانت تذكو في نفوسهم, وتتأجج في صدورهم, وتطغى بهم من حين إلى حين. وكان احتكاكهم بالإفرنج وما يسومونهم به من سوء العذاب, يزيد هذه الوطنية التهاباً وطغيانا. فيلتجئون إلى كتب الفرنجة نفسها فيستخرجون منها بعض ما كان لآبائهم من مكرمة وفخار, وبعض ما كان للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من عزة وسلطان, وبعض ما في دين الله (الإسلام) من الفضيلة ومكارم الأخلاق. ثم يعتزون بذلك ويفتخرون به أشد الافتخار.
من أجل ذلك, فاني كثيرا ما أطمع في هؤلاء الشبان المسلمين أن يفيئوا إلى أمر الله, وأطمع فيهم أن يكونوا دعاة يدعون الناس إلى الإسلام, ويبشرون به بين الفرنسيين. وذلك يسير غير عسير, اذا كان حملة الدين ورجال الإسلام لا يبخلون على هؤلاء الشبان بأمر من أمور الدين, يبينون لهم الإسلام بياناً صادقاً حتى يعرفونه حق المعرفة, وحتى يمكنهم أن يبينوه للناس على وجهه.
عرفت كثيرا من هؤلاء الشبان المسلمين, فكانوا يفرحون بي, ويستغربون أن يروا بينهم رجلاً من رجال الدين وعالماً من علماء الإسلام غير جامد ولا جاهل, ويستغربون- بفرح شديد- أن يروا رجلاً من المسلمين لا يعرف لغة غير اللغة العربية, ثم هو فيها يعرف أكثر مما يعرفون هم في اللغة الفرنسية التي يظنونها لغة العالم كله. وكثيراً ما صارحني غير واحد منهم بأنه اليوم فقط عرف أن العلم واحد في جميع اللغات, وأن الفكر يستوي فيه سائر البشر.
وقد أتحدث إلى أكثرهم علماً وأدباً من أصحاب الشهادات العالية, فيستمع ويصغي إلي كما يصغي الولد الصغير الذي لا يعلم شيئاً. ولا سيما إذا تحدثت إليه في أمر من أمور الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/183)
كنت عام ( .. ) بالجزائر (العاصمة) وكان من رفاقي فيها الأستاذ مسعود سكفالي المحامى وهو مشهور بالغيرة على أبناء وطنه وكان مرجعا لشباننا المتحمسين, وعرفت عنده من هؤلاء الشبان شاباً مسلماً ما يزال يومئذ طالباً في السنة النهائية من كلية الحقوق, وهو صغير ما يزال في الواحدة والعشرين من عمره. وقد تربى هذا الشاب في أحضان الكاثوليك في مدرسة من مدارسهم المسيحية, وكان اسمه"عمار", ولكن هؤلاء الكاثوليك قد سموه اسماً مسيحياً, لا أذكره الآن ..
و كان هذا الشاب المسلم قد منعه أولياؤه الكاثوليك من مخالطة المسلمين والتحدث باللغة العربية, حتى نسي أنه مسلم, وأنه عربي جزائري. ولكن اختلاطه بالأستاذ سكفالى وأمثاله من المسلمين الذين تخرجوا في الجامعة الفرنسية بالجزائر أو في غيرها من جامعات فرنسا ومن الشبان المسلمين الذين ما زالوا بها طلبة يتعلمون, ومعاشرته لهم قد نبه ذلك فيه وطنية كانت كامنة في قلبه, فعرف أنه مسلم, وأنه عربي جزائري وعرفته أنا وهو ما يزال يلبس القبعة, وما يزال عنده مطاعن المسيحيين وشبه الملحدين التي يقذفون بها الإسلام. وعرفته وهو يعتقد أنها شبه ومطاعن ما عنده في ذلك شك. ولكنه يفتش على عالم مسلم ينزه له الإسلام عن هذه الشبه والمطاعن تنزيهاً واضحاً مفهوماً يقبله العقل, ويعترف به الذين يعلمون. وهو وإن كان ناشئاً صغيرا, فإنه كاتب بليغ بلغة الفرنسيين, يعرف قيمته أدباء هذه اللغة جميعا. وأفضنا في هذه المطاعن وفي هذه الشبه, ومن حسن الحظ أن كانت هذه المطاعن وهذه الشبه هي التي قذف بها الإسلام في مصر الدكتور طه حسين, وسلامه موسى و غيرهما من الملاحدة, المقلدين, وأعوان الاستعمار على تقريب شباننا من أغراضه فكنت اطلعت عليها, وعلى ما نشرته مجلة (الزهراء) و (الفتح) من تزييف تلك السخافات, وعلى أكثر ما كتبه كاتب الشرق الأكبر الأمير شكيب أرسلان, وعلى أكثر ما كتبه الأديب الإمام السيد مصطفى صادق الرافعي في هذا الباب, واطلعت على غير ذلك. فقدمت إلى ما عند صاحبنا من مطاعن على الإسلام, فجعلتهن هباء منثورا. وكان ذلك-لذلك- علي سهلا ميسورا. وقد أجبته بأجوبة أخرى ما عثرت عليها لأحد غيري. وكانت أحاديثنا هذه في كل يوم صباح مساء, وكانت عامة غير خاصة يحضرها كثير من قرنائه الشبان الجزائريين. وما هي إلا بضعة أيام حتى خلع صاحبنا "عمار" قبعته من على رأسه ولبس طربوشا, ثم مضى تواً إلى الكاثوليك الذين كان في مدرستهم بين حجورهم, وقال لهم: "جئت لأخبركم بأني تركت دينكم, وما تعبدون من دون الله, واتبعت ملة آبائي المسلمين. فمنذ اليوم أصبحت مسلما لي ما للمسلمين, وعلي ما عليهم, وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ... ".وكانت أحاديثنا هذه بذرة صالحة لمقالات ممتعة, وفصول قيمة بليغة كتبها صاحبنا (عمار ... ) ورفاقه الشبان باللغة الفرنسية في الدفاع عن الإسلام, وفي الرد على لوي بير تران وأندريه سرفييه, وهما من (كولون) الجزائر, ومن أشد أعداء الإسلام في العالم كله. ولكنهما لم يتقولا على الإسلام أكثر مما قرأناه للدكتور طه حسين وسلامه موسى وغيرهما من أدعياء التجديد في بلاد الشرق. غير أن هؤلاء الشبان قد استطاعوا بما عندهم من الحق والعلم وسحر البيان أن يقنعوا كثيراً من الفرنسيين ببطلان ما يدعيه أعداء الإسلام حتى أن أندريه سرفييه كف عن الكيد للإسلام, وهذأ عن المسلمين, بل أصبح يكتب ما هو بالانتصار للإسلام أشبه منه بالكيد له والافتراء عليه, وهو الذي كان منذ بضع سنوات سود صحائف (كتابا) بشتم محمد-صلى الله عليه وسلم- وبالافتراء على الإسلام. ولو أننا أسسنا في الجزائر معهداً إسلاميا يزود هؤلاء الشبان بالمعلومات الكافية, ويعرفهم بكل ما يجب أن يعرفوه عن الإسلام بأسلوب جميل, لكانوا نصروا الإسلام بأقلامهم, ولكتبوا عنه يومئذ ما فيه بلاغ مبين.
يتبع بإذن الله تعالى في الحلقة التالية بعنوان: " طلبة إفريقيا الشمالية " ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[12 - 09 - 08, 09:07 م]ـ
طلبة أفريقيا الشمالية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/184)
في سنة1919 تأسست في عاصمة الجزائر جمعية إسلامية باسم (الجمعية الودادية لطلبة افريقية الشمالية) , والغرض منها إعانة الطلبة المسلمين الذين ما زالوا يتعلمون في الجامعات الفرنسية بالجزائر وفرنسا إعانة مادية وأدبية, أسسها شبان الجزائر المسلمون الذين حاولوا أن ينضموا إلى الجمعية الفرنسية التي أسسها قبل ذلك الشبان الفرنسيون, واشترطوا في قانونها الأساسي أن لا يدخلها عليهم طالب مسلم إلا أن يتفرنس, فكبر على شباننا أن يروا هذه الجمعية مباحة للطلبة الفرنسيين و الإسبان واليهود وغيرهم ومحرمة على المسلمين, فأيقظ هذا التعصب الأوربي حمية إسلامية في صدور شباب الجزائر المسلمة, فجعلوا لأنفسهم جمعية, كما لزملائهم جمعية, وقد أقبل الناس عليها إقبالا كثيرا, بعث فيها النشاط والحياة. وكان عدد الطلبة المسلمين قليلاً جداً في جامعة الجزائر, واليوم أصبح بفضل هذه الجمعية عدداً غير قليل ... وهو في كل يوم يزكو ويزيد.
واطلعت على قانون هذه الجمعية فإذا هو يحتفظ بما في الجزائر من قومية ودين, ويحتفظ بذلك احتفاظا شديدا.
فرجوت أنا لهذه الجمعية المباركة أن تكون مسلمة خالصة لاشية فيها, تربي شباب الجزائر, وتعلمهم الكتاب والحكمة, وتزكيهم وتنشر فيهم خلق القرآن الكريم. و رجوت لها بعد أن تبشر بالإسلام, وتدعو إلى سبيل المؤمنين.
وكان أكثر هؤلاء الشبان أصدقائي ومعارفي, فاجتمعت بكثير منهم, وفاوضتهم في هذا الأمر, واقترحت عليهم أن يتخذوا لجمعيتهم نادياً إسلاميا تلقى فيه المحاضرات عن الإسلام وعن عظماء الإسلام, باللغة العربية وبالفرنسية ...
وقمت فيهم بمحادثات كثيرة, وألقيت عليهم عدة محاضرات, حتى أقنعتهم بان اتخاذ هذا النادي الإسلامي أمر واجب على هذه الجمعية مفروض لا بد منه.
وكنا قررنا كل شيء, وعينوني محاضراً بالعربية, على أن تترجم محاضراتي كلها إلى الفرنسية. فاقترحت أنا عليهم أن يعينوا الأستاذ الشيخ عمر راسم محاضراً بالفرنسية, فانه رجل من أبر الناس بالإسلام, ومن أكثرهم علماً به, وأنا لست أعرف عن الإسلام أكثر مما يعرف الأستاذ راسم. وقد فسر الجزء الأول من القرآن الكريم تفسيراً إذا أنت قرأته عرفت أن العلم موهبة يهبها الله من يشاء من عباده, وهو يعد من قادة الفكر في الجزائر, جاهد في سبيل الجزائر المسلمة, وأوذي في الله, ودخل السجن, ولبث فيه سبع سنين. وهو أول رجل في الجزائر (فيما نعلم) حارب التفرنج والإلحاد بما كتبه بلغة القرآن, وبلغه الفرنسيس. فاستبشروا بهذا الاقتراح وكاديتم كل شيء, ولكن الأشياء مرهونة بأوقاتها, فسافر من الجزائر بعض من كان الأمل معقوداً بهم في نجاح هذا المشروع, وسافرت أنا أيضا من غير أن أحادث الأستاذ الشيخ عمر راسم في هذا الموضوع.
وقد كاتبني اليوم بعض أولئك الأصدقاء في هذا الشأن, وطلب إلي (بعد ما انتهى من الطلب والدراسة إلى الحياة العملية) أن أعيد عليه تلك المحادثات. وراجعني فيها وألح في المراجعة, حتى ذكرني بأكثرها من بعد ما نسيت.
وفي الحق أن هذه المحادثات كانت كلها نقضا وتزييفاً لما في أيدي أعداء الإسلام من مطاعن ومفتريات حتى استطاعوا أن يخدعوا بها كثيراً من شباب الجزائر عن دينه الحق, لأنهم كانوا يلبسون على أبنائنا الحق بالباطل, ويخرجون لهم الكذب الجبريت في صورة الواقع الذي لا ريب فيه, ويزعمون أن ما ينتهون إليه إنما هو ثمرة البحث العلمي الذي لا يتعصب ولا يحابي! وأهم هذه المطاعن والمفتريات جاء في محاضرة حاضرنا بها احد هؤلاء الشبان المغرورين في بهو من أبهاء الجزائر التي أعدت للاجتماعات والمحاضرات.
وخلاصة محادثاتي أنها جاءت في المحاضرة التي حاضرتهم بها جوابا عن محاضرة ذلك الشاب المغرور في تلك الليلة وفي التي تليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/185)
قام صاحبنا فما حمد الله ولا أثنى عليه, بل حمد الحاضرين وأثنى عليهم, وفرح بي وشكر لي أن حضرت هذا الاجتماع الذي لا يحضره عادة علماء الإسلام (يعني الفقهاء الذين ما زالوا يفضلون البقاء في ظلمات الجمود! ثم قال: ومن جمود هؤلاء "الفقهاء" أيها السادة؟ أنهم يؤمنون إيمانا جازما أن محمداً- صلى الله عليه وسلم- أمي لا يقرأ ولا يكتب وذلك ليكون القرآن من عند الله لا من عمل محمد- صلى الله عليه وسلم- ونحن نعتقد أن محمداً- صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ ويدرس الكتب القديمة, ونعتقد أن القرآن كان من عمله هو, وما أنزل الله على بشر من شيء.
ثم قال: وينبغي لنا أن ننبذ التعصب الديني ظهريا, فلا نترك- تعصباً-هذه الحضارة الغربية اللامعة, وما فيها من زخرف وزينة, الى حضارة قديمة يقال أنها كانت لآبائنا القدماء المسلمين. فلنتمسك بهذه الحضارة الغربية المغرية, ثم أن وافقت حضارة الإسلام القديمة فذلك ما كنا نبغي, وان خالفتها فحاجتنا إلى حضارة عاجلة هي زينة الحياة الدنيا, لا إلى حضارة إسلامية غابرة نجهلها ولا نعرفها. ثم تكلم عن حركة التجديد المتحرك في مصر وفي بلاد الشرق, وتمنى لها أن ينتصر السفور فيها على الحجاب, ثم استنهض إلى تحرير المسلمة الجزائرية حتى تكون كالمرأة الفرنسية حريةً وسفورا وأخيراً طلب إلي أن أقول كلمتي في هذا الأمر, وكان يحسبني سأصادق على ما قال. ولكني نهضت فنقضت أقاويله هذه نقضاً حتى لم أبق منها على شيء, وحتى اقتنع الناس ببطلان تلك المفتريات, بل هو نفسه قد اقتنع وسلم تسليما.
وجملة ما قلته يومئذ: إن قادة الفكر في الجزائر أيها الإخوان فريقان: فريق متفرج متخرج من المدارس الفرنسية, يحتقر أمته, ولا يحترم دينها ولا عوائدها ولا تاريخها, وكل ما يقدمه لها أنه يرميها بالجهل والجمود. وفريق آخر من"الفقهاء" يحذرون الأمة من هؤلاء المتفرنجين, ويصمونهم بالكفر والمروق من الإسلام. وهكذا ضل هؤلاء الفريقان دهراً طويلاً, ما يكلم أحد منهم أحداً, ولا يرأم الرجلُ منهم أخاه, ولا فكروا في تكوين وحدة إسلامية تنتفع بها أمة الجزائر. حتى بعث الله هذه الفئة المباركة من شبان الجزائر, وهي جماعة" الإصلاح الديني " فجعلت دستورها القرآن الكريم الذي هو خير جامعة تجمع أشتات الجزائر المتناثرة. وقد وفقت إلى أن تحطم بالقرآن العظيم كثيراً مما لصق بالإسلام من خرافات وأضاليل, وهي ترجو أن يهيئ الله لها من أمرها رشدا, فيرجع بالمسلمين إلى الدين الخالص, والإسلام الصحيح, ويخرجهم من الظلمات إلى النور. وترجو كذلك أن توفق إلى أن تهدي بالقرآن العظيم أبناءنا المتفرنجين الذين ضلوا صراط الله المستقيم, فحسبوا أن الإسلام إنما هو ما يعمه فيه جهلة المسلمين من الجهل والضلال. فكان ذلك عوناً للاستعمار على أن يحتل عقول أبنائنا, ويبث فيهم الزيغ والتفرنج, ولو أن أبناءنا اهتدوا بهدي النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- وتخلقوا بخلق القرآن, لما غلبنا الاستعمار على أفئدتهم وأسماعهم وأبصارهم حتى صاروا ولهم قلوب لا يفقهون بها إلا ما يرضي الاستعمار, ولهم آذان لا يسمعون بها إلا ما يرضي الاستعمار, ولهم أعين لا يبصرون بها إلا ما يرضي الاستعمار.
إن الاستعمار أيها السادة يقول: ما منع المسلمين أن يندمجوا فينا إلا القرآن الذي جعلهم يندمجون في الأتراك ويرضون بهم سادة حاكمين عليهم. ولذلك فان في رجال الاستعمار من يحاربون القرآن, ويصدون عن سبيل الله, حتى لا يكون هناك دين يمنع المسلمين أن ينسوا أنفسهم, ويتهافتوا على التفرنج والاندماج, ويومئذ لا تكون فتنة, ويكون الأمر كله للاستعمار (لا قدر الله).
ويحارب الاستعمار القرآن أيها السادة بهذه المدارس التي ينشرها في سائر بلاد الإسلام, يفترى فيها على الله الكذب, ويتقول فيها على الإسلام الأقاويل, فيزعم أن القرآن من عمل الرسول- صلى الله عليه وسلم- لا من عند الله, لكي يهون من أهمية هذا الكتاب العظيم, ويزعم أن محمد - صلى الله عليه وسلم - كان يعرف القراءة والكتابة, ويدرس الكتب القديمة, لكي يصح أن يكون هو الذي عمل القرآن.
وهذه أيها السادة مفتريات قد افتراها العرب المشركون في عهد النبي-صلى الله عليه وسلم- من قبل أن تتمضمض بها ألسنة هؤلاء المستعمرين. وقد دحضها القرآن وزيفها تزييفا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/186)
ومع أني قد أعددت محادثة ألممت فيها بهذا الموضوع من جميع نواحيه, وسأطلب إليكم أيها السادة أن تستمعوا لها في ليلة قادمة, فإني أقول الآن: إن القرآن الكريم, أيها السادة, وإن كان المنطق الإنساني يقصر عن وصفه, وعن الإحاطة بكماله, الذي لا يحد ولا ينتهي, فإن من يتدبر- ولو قليلا - يعلم أنه منزل من الله ما فيه من شك, وأنه ما يقدر عليه من أحد غير الله بتناول القرآن ما يسمونه (الفلسفة الإلهية) أو"الإلهيات" ونسميه نحن"غيب السموات والأرض" فيذكر لنا من ذلك ما يمكن أن تؤمن به الفطرة البشرية كلها, أو ما يجب على الفطرة البشرية كلها أن تؤمن به إيمانا فيه الرضى, وفيه الهدؤ والاطمئنان. وما لم يذكره القرآن في هذا الباب أيها السادة, فهو فوق ما تتناوله هذه الفطرة البشرية, والناس قد اختلفوا فيه اختلافاً كثيرا, ولا يزالون فيه أبد الدهر مختلفين لا يتفقون, ثم لا يهتدون فيه إلى شيء من اليقين. إن هم إلا يظنون, وان الظن لا يغنى من الحق شيئا وألممت إلمامة مجملة بقواعد التشريع, وأحوال الحكم في القرآن. ثم قلت:
و يتناول القرآن إصلاح هذه الإنسانية من ناحية التربية والتهذيب فيضع لها المثل الأعلى للفضيلة والخلق الكريم. ويدعوك القرآن إلى هذا المثل الأعلى من الفضيلة والخلق الكريم, ويشوقك إليه, ويغريك به إغراء كثيرا, حتى يصل بك- إذا أنت تخلقت بخلقه- إلى أقصى ما يمكن أن يصل إليه امرؤ من الكمال. وليس في الكلام ما ترى فيه الفضيلة رائعة مغرية على أتم ما يكون فتنة وجمالا, ويريك الرذيلة قبيحة شوهاء على أشد ما تكون قبحاً وبشاعة, مثل كلام الله الذي يعلم ما تكن الأنفس, وما تخفي الصدور. ولو أن هذه الإنسانية قد توفقت إلى أن نتربى بتربية القرآن, وتتأدب بآدابه, لاستراحت مما هي فيه من إثم وفساد, ومما تعانيه من شرور وموبقات.
ثم ذكرت أهم عدة آيات كريمة تنطق بالحق, وتشهد بما أقول ثم قلت: هل لكم يا سادتي أن تقرؤا بأنفسكم بعض سور من القرآن فتعلموا يقينا أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم, وأنه تنزيل العزيز الحكيم, لا من عمل الرسول- صلى الله عليه وسلم-.
ولو أن هذا القرآن كان من عند رسول الله, لكان حقيقا أن ينسبه-صلى الله عليه وسلم- إلى نفسه, لا إلى الله.
وبسطت هذا الموضوع بسطا اقتنع به الحاضرون. وانتقلت منه إلى الأمية التي كانت شائعة يومئذ بين العرب أجمعين. واثبت لهم بالشواهد التاريخية التي لا تقبل مناقشة ولا جدالا أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب.
وبعد ذلك قلت: وهب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يعرف الحروف الهجائية العربية, ويقرؤها ويكتبها, فما هي هاته الحروف؟ هي بلا شك تلك الحروف التي كانت يومئذ في أول نشأتها، يلتبس فيها كل حرف بكل حرف, ولا يتبين فيها شيء من شيء. ولا يمكن بحال أن تكون حروفا نكتب بها كتب, وتدون بها دواوين.
وأين هذه (الكتب القديمة) التي يزعمون أنها كانت مكتوبة بالحروف العربية, ويزعمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرؤها ويدرسها؟ .. وما هي أسماء هذه الكتب؟ ومن هم الذين ألفوها؟ وهل كانت في بلاد العرب جامعات علمية تدرس باللغة العربية, وتكتب بالحروف العربية, حتى يمكن أن يقال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تعلم فيها الكتاب والحكمة. وهاته العلوم التي ذكرها الله في القرآن العظيم؟ ويح هؤلاء القوم المستعمرون! يقولون إن الأبجدية العربية على حالتها الحاضرة اليوم قاصرة لا تفي بالمراد, ولا تماشي علوم العصر ولا آدابه ثم يزعمون أن العرب في الجاهلية كانوا أولي علم وفلسفة وكتب قديمة مكتوبة بالحروف العربية التي وفت لهم بكل ما كان عندهم من حكمة وأدب! فهل معنى هذا أن الأبجدية العربية كانت في الجاهلية أرقى منها في هذا العهد الأخير؟! "قاتلهم الله أنى يؤفكون".
ولو كنت أعجب من شيء في هذه الحياة لعجبت من أمركم أنتم أيها الإخوان, انتم مسلمون, وآباؤكم مسلمون, لا ترضون إذا وصفتم بغير الإسلام, ومع ذلكم فإنكم لا تعرفون شيئا عن الإسلام إلا ما جاءكم عن طريق أعدائه, أفمن أعداء الإسلام تتعلمون الإسلام؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/187)
أليس في استطاعة أدناكم علماً بالإسلام أن يأخذ الإسلام عن أبويه أو ذوي قرباه, أو عن أي مسلم آخر؟ فإن هؤلاء العامة من المسلمين-مهما بلغوا في الجهل- فإنهم أحق من الأجانب وأجدر أن يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله. إنه ليس من عجب يا سادتي أعجب من أمركم هذا!
* * *
تقول يا سيدي فلان (أعني المحاضر) "ينبغي لنا أن ننبذ التعصب الديني (الإسلامي) ظهريا, فلا يحملنا التعصب على ترك هذه الحضارة الغربية اللامعة, إلى حضارة إسلامية يقال أنها كانت في القديم لآبائنا المسلمين ... "وهذا هو نفس ما يقول الاستعمار (كما قدمته لكم آنفا) الذي يريد أن يرزأنا في كل شيء, يريد أن يرزأنا في قوميتنا وأن يرزأنا في ديننا, حتى لا يكون هنالك عندنا ما يعصمنا من أن يلتهمنا الاستعمار التهاما, ويأكلنا أكلا لما, فنندمج فيه يومئذ اندماجا لا يبقى منا معه شيء, فإذا نبذنا هذا التعصب الديني، أعني إذا تركنا ديننا ونبذناه ظهريا وانسلخنا من عوائدنا وأخلاقنا, وأنكرنا كل صلة تربطنا بآبائنا الأولين, ثم تهافتنا على هذه الحضارة الغربية, فتفرنجنا واندمجنا, وأسرفنا في التفرنج والاندماج, حتى يغمر التفرنج والاندماج منا كل شيء, وحتى لا تكون علينا سمة من سمات الإسلام, وحتى لا يبقى عندنا ما يصح أن نتسمى به مسلمين, فهل نكون يومئذ بعدما خرجنا من ذاتيتنا, ومسخنا عن أنفسنا, قد تمدنا وترقينا؟ وهل يعترف العالم الغربي يومئذ بان لنا في هذه الحياة مركزا ممتازا؟
والجواب أننا لا محالة نصير يومئذ إلى الموت والاضمحلال و بئس المصير.
والشيء السخيف, المضحك, أيها السادة, هذه الدعاية التي تدعونا إلى أن نترك حضارة آبائنا المسلمين, إلى هذه الحضارة الغربية اللامعة ... فان مثلنا- اذا فعلنا ذلك وانخدعنا- مثل من لا يعجبه أبوه الذي ولده, فيتركه, ويتخذ لنفسه أباً آخر لامعاً جميلا! أروني أيها السادة رجلاً واحداً يستطيع أن يخرج عن الطبيعة, فيرضى بأبيه بديلا, أو قل فيرضى إن يكون ابنا لا أب له فالذين يدعوننا إلى ترك حضارة آبائنا إنما يدعوننا إلى أن نعلن على الملأ: إننا مالنا من أباء.
يعجبني منكم أيها السادة ذلكم الشاب الذي استعار اسم"كامل بن سراج"حين يقول:" .. وهل من مصلحة العالم أن يكون كله أوربوياً غربياً؟ وقد استبدلت اليابان منازل باريس بمنازل اليابان الخشبية, ولكن هل أغناها ذلك من الزلزال شيئاً؟ ... "يقول هذا ردا على لويس بيرتران الذي يقول:" .. الشرق مريض بالتعصب الديني الذي يحرمه من الحضارة الغربية, ومن الاندماج في الغرب .. "و أنا أرجو لكم أيها الشبان أن تكونوا كلكم مثل هذا الشاب الذي تعرفونه وإن كان يستعير اسم (ابن سراج) وكلكم تعجبون به إعجاباً كثيراً, وتقدمونه عليكم إماما وزعيما سادتي وإخواني, إن في هذه الحياة الغربية زينة ولمعانا وإن فيها لحبائل وخدائع"فلا تغرنكم الحياة الدنيا, ولا يغرنكم بالله الغرور"ولا يفتننكم شياطين الاستعمار, فيفسدوا عليكم دينكم, ويخرجوكم من كل ما بقي لديكم من شرف واستقامة, كما أخرجوكم من دياركم وأموالكم بغير حق.
و ليس في التعصب أكبر مقتاً من تعصب هؤلاء الغربيين, فهم يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهم"وان فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون"يعلمون أن من الحق أن نحتفظ بكرامتنا وبقوميتنا وبديننا, ولكنهم لتعصبهم الغربي يعدون ذلك علينا"تعصباً دينياً ممقوتا".
أخبرني أحد أصدقائي أنه كان عرف أحد الصحفيين الفرنسيس في مدينة بسكرة الجميلة, وأن هذا الصحفي أعجبته بسكرة هذه بحسنها وجمالها, فأقام فيها دهراً طويلا, عاشر فيه المسلمين, وعرف أخلاقهم وعوائدهم, فأعجبه ما رأى فيهم من فطرة سليمة, وخلق كريم. وعلل ذلك بأن هؤلاء المسلمين (في بسكرة) وان كان أكثرهم من العامة البسطاء فإنهم مازالوا على الفطرة الإسلامية, فهذه الأخلاق الكريمة الباقية فيهم هي من فضيلة الإسلام التي مازالت بعيدة عن مساويء هذه الحضارة الغربية الآثمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/188)
قال صديقي الراوي: وزارني هذا الصحفي مرة في يوم قائظ شديد الحر, لا يزور فيه المرء ولا يزار. قال: فحياني بتحية الإسلام, فرددت عليه بأحسن منها, ثم قال لي: يا فلان, أتدري فيم أتيتك في هذه الساعة؟ قلت الله أعلم قال: القلق واضطراب البال هما اللذان حملاني على أن أزورك الآن. قلت: وهل حدث مكروه؟ قال لا, ولكني رجل قد مللت حياة العزوبة والانفراد, وأصبحت أشعر بالحاجة إلى زوج صلحة أسكن إليها, وتخفف عن كاهلي أعباء هذه الحياة, وتهون علي همومها وأحزانها وتقاسمني حلو الحياة ومرها, وسراءها وضراءها. وقد نظرت في هذا الأمر, وقلبته على كل وجه, فإذا الزواج عسير علي غير يسير. فهؤلاء النساء الأوربيات السافرات وإن كن متأنقات متمدنات فهن إنما يصلحن للهو واللعب, وقليل منهن (إن لم أقل ليس فيهن) من تصلح أن تتخذها حرماً مصونا.
قال الراوي: فقلت إنكم تشكون نساءكم, ونحن نشكو نساءنا وجهلهن. وأنتم تشكون السفور, ونحن نشكو الحجاب فقال: قولوا الحمد لله على نعمة الإسلام, وما بثه بينكم من خلق متين, وقولوا "الحمد لله الذي هدانا لهذا, وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله".فالمسلمات قد أدبهن الإسلام, فإذا هن حور مقصورات في الخيام, قاصرات الطرف على بعولتهن, طائعات لأزواجهن, لا يعصينهم في معروف, مقتنعات بالقليل الذي قسم الله لهن, مكنونات في خدورهن, غير متبرجات بزينة, حافظات للغيب بما حفظ الله. فماذا تريدون من نسائكم المسلمات, بعد هذه الصفات الفاضلة؟ هل تريدون أن تعلموهن في هذه المدارس الفرنسية, فلا يتعلمن فيها بدل حسن الخلق إلا التمرد والعصيان, و إلا التفنن في الشهوات إلى حد من الاستهتار بعيد, و إلا الإسراف في النفقات على الأحذية وطلائها, وعلى الجوارب والمساحيق حتى يعجز أزواجهن أو آباؤهن عن تسديد نفقاتهن, وحتى لا يكفيهن من النفقة قليل ولا كثير؟
إياكم- أيها المسلمون, أن تغتروا بأكاذيب هؤلاء الغربيين الذين لم يعترفوا من شدة تعصبهم بكرامة المسلمة ولم يقدروها حق قدرها. فهم يسمون حجابها سجنا, وحياءها جموداً, وطاعتها لزوجها حيوانية وجهلا. ومن تعصبنا نحن الغربيين أننا لا نسمح لأنفسنا أن ننتقد ما عليه مجتمعنا من نقص وفساد, بل بلغ بنا الرضى عن أنفسنا أننا نسمي استهتارنا حرية وإسرافنا في امرنا تنفيذ إرادة, وهكذا نستر عيوبنا وضعفنا تحت لمعان الألفاظ, وخداع العناوين.
قال الراوي: ثم قال لي هذا الصحفي الفاضل:- هل تدري يا فلان لماذا أتيت إلى بسكرة؟ قلت: لا أدري.
قال: جئت مندوبا من بعض كبريات الصحف بباريس, لأضع لها "رواية" عن العائلة الإسلامية تنشرها تباعا. وتأخذ منها خلاصة تمنحها دور السينما (الصور المتحركة) ,وكانت هذه الجريدة تنتظر مني, وكان الناس ينتظرون مني, أن أضع روايتي هذه, وأصور فيها العائلة المسلمة أو بالحري المرأة المسلمة على أشد ما يمكن أن تكون توحشاً وانحطاطا ولكني بحثت هذا المجتمع الإسلامي فوجدته طاهراً بسيطا, لم يتشوه بالحضارة الغربية, وآثامها. ففاوضت الجريدة وراجعتها في موضوع الرواية وأسلوبها فرضيت, ولكن على شرط لم أرض به أنا ..
بحثت عن الإسلام في هذه العائلة الإسلامية الطاهرة الخالصة فإذا هو دين الحق الذي يجب على من في الأرض أن يؤمنوا له كلهم جميعا. وأحببت أن اسلم وجهي للذي فطر السموات و الأرض حنيفا وما أنا من المشركين, وأحببت أن أذيع إسلامي بين الناس, وأحببت يومئذ أن أتزوج بامرأة مسلمة مؤمنة, ولكني خشيت أن يزدربني هؤلاء الغربيون المتعصبون الفضوليون.
لو كنت من نطلق الناس ودهمائهم لا سلمت ولسعدت بإسلامي, ولكني صحفي يعرفني جميع الناس ويهتمون مني بكل صغيرة وكبيرة, فإذا أعلنت إسلامي فسيمطرونني وابلا من الشتائم, وسيصورونني صوراً هزلية لاذعة مرة تذهب بكل مالي من صبر واحتمال.
قال الراوي: ثم قال لي: هل تدري ماذا أريد منك الآن؟
فقلت: لا أدري, ولكني أتشرف بان أكون طوع إشارتك.
فقال: أريد منك أن تفتيني أو أن تستفتى لي أحد علماء الدين (الإسلامي) في رجل يؤمن بالله واليوم الآخر, ويهتدي بهدى محمد-صلى الله عليه وسلم- ثم يكون كذلك في خاصة نفسه, لا يهيج على نفسه فضول الناس ولا تعصبهم. فهل يكون عليه من سبيل وهل يقبل الله منه عدلا أو صرفا ...
فقلت له: إن الله أرحم وأكرم من أن لا يقبل من رجل مؤمن يكتم إيمانه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/189)
فقال: فاشهد لي إذن بأني"أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمداً رسول الله". وبأني من المسلمين.
* * *
سادتي, هل رأيتم تعصباً أشد مقتا من تعصب هؤلاء القوم؟ وهذا رجل صحفي آمن بالله وبرسوله, وكتم إيمانه مخافة أن ينال منه قومه, ويصموه بالتأخر والتدين, تعصباً منهم وفضولا. يصموننا بالتعصب إذا نحن استمسكنا بديننا, واحتفظنا بما عندنا من طربوش وعمامة, ولكنك إذا رجوت من أكثر فلاسفتهم حرية فكر وإرادة أن ينتزع قبعته من على رأسه ويضع مكانها عمامة أو طربوشاً, فلا تراه إلا محتفظاً بقبعته ويعتز بها اعتزازا.
واذا كان الغربي المستعمر لا يعجبه أن يرى على رأسي طربوشاً, أو يستقبح منظر عمامتي, فهل ألام أنا إذا هو لبس قبعة سوداء أن أراها على رأسه غراباً أقبح ما يكون شؤماً وسواداً؟!
(وهنا ضحك الحاضرون, واستغرقوا في الضحك, ونزع المتقبعون منهم قبعاتهم التي على رؤسهم).
هم يحتفظون بعوائدهم وقوميتهم, ويعتزون بأنفسهم, فلماذا لا نتعلم منهم – على الأقل- هذه الخصلة, فنحتفظ بديننا وقوميتنا ونعتز بأنفسنا؟
و بماذا تريدون أن أستشهد لكم على تعصب هؤلاء الناس, بعدما حرموا عليكم- وهم إخوانكم وزملاؤكم في طلب العلم- أن تدخلوا معهم في جمعيتهم التي أسسوها باسم (جمعية التلاميذ) فاضطررتم أنتم أن تؤسسوا جمعية لأنفسكم, ونعم ما فعلتم.
سادتي, أريد أن أذكر لكم في هذا المقام مسألة ينبغي لكل مسلم أن يهتم بها اهتماماً كبيرا, وهي مسألة فيها شرح وبيان لما نحن فيه:
نرى كل يوم من هذه الجاليات الغربية في بلاد المغرب ناساً يدخلون في دين الله, ويعتنقون الإسلام. حتى صاروا الآن عدة آلاف, وهم كل يوم يزيدون والنساء منهم نحو ثمانين في المائة. وقد بحثت هذه المسألة واستقصيتها, فانتهيت إلى أن الأسباب التي تحمل هؤلاء المسيحيين على اعتناق الإسلام ترجع في صميمها إلى الدعاية الفعلية التي يقوم بها العامة المسلمون ضمناً من غير قصد منهم وذلك حين ما يذكرون دينهم على سبيل الفخر والاعتزاز فيؤثرون على من يستمع لهم من المسيحيين. و كانت المسيحيات اللاتي أسلمن أكثر عددا ًمن المسيحيين الذين أسلموا, لأن نساءنا المسلمات أكثر احتفاظاً بالإسلام من الرجال المسلمين. وأشد منهم مناضلة عن دينهن وأخلاقهن وعوائدهن.
كنت مرة ضيفاً عند احد أصدقائي في ضاحية من ضواحي الجزائر (العاصمة) , وإننا لنتحدث بمثل هذا الحديث إذ سمعت امرأة من وراء حجاب تقول: وأنا الأخرى كنت امرأة مسيحية, ثم أسلمت بسبب من مثل ما تقول يا سيدي. كنت اشتريت ثوباً حريريا أنيقا, ولبسته ذات يوم من أيام الصيف, وكانت لي جارة مسلمة فدخلت عليها في ذلك الثوب الجديد. وما هي إلا أن رأتني, ورأت أعضائي بادية, ونهودي عارية, حتى قامت تؤنبني وتستقبح مني أن ألبس مثل هذا الثوب الذي لا تتبين به كاسية من عارية! فأثرت نصيحتها في نفسي تأثيراً بليغا: فانتزعته منذ ذلك اليوم, ثم لم ألبس بعده ثوبا قصيفاً خليعا, واكتسبت من الإسلام ثوباً سابغاً عفيفا. فالحمد لله على الستر, وراحة الخدر ...
فالمسلمة الجزائرية- أيها السادة- أصلح حالا من الرجل, لأنها ما زالت أبعد منه عن التفرنج.
وأخرى, فان العامة المسلمين الذين يتزوجون بالأجنبيات يتمسكون بدينهم تمسكا حبب الإسلام إلى نسائهم, وزينه في قلوبهن, وكره إليهن الكفر والفسوق والعصيان, ففررن إلى الله, ودخلن في الإسلام. وأكثر هؤلاء المسلمين الذين يتزوجون بالأجنبيات, ويهدونهن إلى الإسلام هم من أهالي جبال زواوة الذين يذهبون إلى فرنسا عملة كاسبين, ويرجعون إلى الجزائر متزوجين.
والحقيقة المرة أيها السادة بأنني لم أجد شخصا واحداً قد اهتدى إلى الإسلام على يد شاب متنور منكم.
وأمر من ذلك وأدهى أننا نرى العامي المسلم يتزوج بالأجنبية, فلم يزل بها يدعوها إلى الله, حتى تسلم ويحسن إسلامها. وإننا نرى الشاب المهذب من هن هؤلاء الذين تعلموا في مدارس الفرنجة يتزوج بالإفرنجية, فلم تزل هي به حتى يتفرنج ويكفر.
هذه حقيقة مرة مؤلمة, ولكن يجب الاعتراف بها وإعلانها بين الناس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/190)
يجب أن يذع في القريب والبعيد أن هؤلاء الشبان المتنورين أصحاب الشهادات العلمية الاوربوية العالية الذين عقد الوطن بهم الأمل في أن يجلبوا إليه خيراً كثيرا, قد ولوا الأدبار, واندمجوا في الفرنجة اندماجا, على أيدي أزواجهم الأجنبيات, على حين أن هؤلاء الأجنبيات يخرجن من الظلمات إلى النور على أيدي أزواجهن من العامة المسلمين, فيعدن مسلمات مؤمنات صالحات.
ويجب علينا- أيها السادة- أن نعترف ونذيع في الناس أن سبب هذا الأمر هو هذه المدارس الإفرنجية التي أطفأت في صدور الشبان حب الاحتفاظ بالقومية, وأضعفت في نفوسهم الشعور الإسلامي الذي يشعر به المسلمون.
على أن التزوج بالأجنبيات هو أمر ضرره فادح جداً على القومية الإسلامية, وليس فيه أدنى خير, فالشبان الذين يتزوجون بالأجنبيات يتركون بنات أعمامهم بلا بعولة ولا أزواج يعولونهن ويقومون على ضرورياتهن , وربما أداهن الفقر والحاجة إلى أن يصبحن خطراً على المجتمع الإسلامي وعلى ما فيه من الحشمة ومكارم الأخلاق.
وما من شاب مسلم ترك بنت عمه المسلمة العربية المحتشمة وتزوج بأجنبية من اللائي لا يعرفن الحياء إلا وقد ندم على زواجه من حيث لا ينفعه الندم, وكان عاقبة أمره خسرا, ولم يكن زواجه موفقاً ولا سعيدا. وذلك لأنه لا يكاد يقضي أيام العرس الأولى حتى يجد بجانبه امرأة تزدريه ولا تحترمه, ولا تعرف له قيمة أو اعتبارا, وهي تحمل لجنسه العربي الكراهية والبغض, وتعتقد أن زواجها به عليها مصاب عظيم, وتعتقد أنها كانت تطلب فيه زوجا كريما فوجدت فيه عبداً لئيما.
ويجد هو نفسه قد غلط وأخطأ التقدير فقد طلب فيها وردة تفوح وتعبق فإذا هي أفعى يلعو فحيحها وصريرها.
وما من فرنجية تزوجها شاب مسلم من هؤلاء وولدت منه ولداً إلا وتسمى أولادها بأسماء فرنجية غير عربية ثم لا يكبر هؤلاء إلا وهم فرنجة ليسوا عرباً ولا مسلمين.
وكان شاب مسلم عربي من هؤلاء- وهو طبيب- قد تزوج بأجنبية فولد لهما ولد ذكر فسماه أبوه"صالحا"وسمته أمه"موريس" فقال فيه كاتب الجزائر الفكه وشاعرها المبدع الأستاذ محمد الأمين العمودي الكاتب العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين هذه الأبيات الحلوة:
حيي الطبيب ولا تنس قرينته ... فهو سليمان و"المدام" بلقيس
له غلام أطال الله مدته ... تنازع العرب فيه والفرنسيس
لا تعذلوه إذا ماخان ملته ... فنصفه"صالح"والنصف"موريس"
وفي الحق أن هاته الأبيات هي منطبقة على جميع هؤلاء الشبان المغرورين الذين يتركون قريباتهم العربيات ويتزوجون بالأجنبيات البعيدات.
كيف يتفرنج المتفرنجون من شبابنا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق, وجاءهم البينات؟ فان فعلوا ذلك ليرضى عنهم الاستعمار, فالله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين. (وهنا هاج الحاضرون وصاحوا: لا نرضي الاستعمار. نرضي الله ورسوله. ليَعلُ الاسلام ... )
* * *
وتستبشر يا سيدي (المحاضر) بحركة التجديد في مصر, وبلاد الشرق, وتتمنى أن ينتصر فيها السفور على الحجاب, وتستنهض إلى الأخذ بيد المسلمة الجزائرية حتى تكون كالمرأة الفرنسية حرية وسفورا. وأحسبك يا سيدي تعني بكلمة حركة التجديد في الشرق تلك الحركة التي هي أحرى أن تسمى حركة "الإلحاد والتقليد"منها أن تسمى حركة "تجديد" لأن غايتها التفرنج والاندماج في الغرب اندماجا تاماً بكل معنى الكلمة. و يقوم بهذه المشاغبة ناس تعلم أكثرهم في المدارس أجنبية غير إسلامية أسست لمثل هذه الغاية في الشرق. ثم خرجوا منها"يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم, ويأبى الله الا أن يتم نوره".
إنها إن تكن فتنة (الإلحاد والتقليد) يقوم بها كثير من أعوان الاستعمار في الشرق, فإننا لا نخاف منها خوفاً شديداً. لولا فتنة التجديد والإلحاد هذه لما قام أعلام الأدب العربي ورجال الإصلاح الإسلامي يجاهدون في الله حق جهاده ويقومون حقاً بحملة"الإصلاح والتجديد"مثل العلامة السيد رشيد رضا وأمير البيان الأمير شكيب أرسلان, والأديب الإمام السيد مصطفى صادق الرافعي و ... ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه عرفناهم في "الزهراء" و"المنار" و"الفتح" المبين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/191)
وكل هذه الجلبة التي نسمعها في الشرق (غير الجزائر) تحوم حول ما تكلم به آنفا سيدي (فلان) في هذه البلاد (الجزائر).فالتجديد كله هو"تحرير" المرأة المسلمة وسفورها, أو قل هو كشف المرأة المسلمة وهتك سترها, ثم ليس هنالك في"التجديد" شيء آخر غير هذا.
الحجاب أيها السادة فريضة فرضها الله على أزواج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أمهات المؤمنين وقال في كتابه العزيز: (يا نساء النبي .... وقرن في بيوتكن, ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ... " ثم اقتدت المؤمنات بأمهات المؤمنين, ثم أخذ الحجاب يفشو بين المسلمات على مقدار ما تستبحر الحضارة بين المسلمين. فالحجاب أثر من آثار التمدن الإسلامي, بقي بأيدينا تراثا عن آبائنا الأولين. فهل إذا أضعناه نكون قد أحسنا لأجدادنا, وبررنا بهم برورا, أم نكون أسأنا إليهم وعققناهم عقوقا؟
إن الحجاب أيها السادة هو فصل ما بين الرجل والمرأة لتنقطع هي إلى منزلها تصلحه وتربي أولادها, وينقطع هو إلى العمل والاكتساب خارج البيت ثم ماذا تريدون من سفور المرأة المسلمة الجزائرية؟ تقولون إنكم تريدون لها أن تخرج إلى حياة العمل والجهاد. ولكن هل نسيتم أنكم في بلد أكثر أبنائه في عطلة وبطالة؟ فهل تريدون لنسائنا أن يعشن أيضا عاطلات متشردات؟ يذرعن الطرقات جيئة وذهابا طول النهار وزلفا من الليل.
كتب كاتب مسلم في إحدى الصحف الإفرنسية فصلا يدعو فيه المرأة المسلمة إلى السفور, فأجابته فتاة مسلمة في الصحيفة نفسها, وسمت نفسها "فاطمة الزهراء"جوابا حقا, ما ينبغي لأحد بعده أن يدعو المسلمات إلى السفور. وتقول له في هذا الجواب: ( .. ولا يعزب عن بالك يا سيدي إذا أنت دعوتنا إلى السفور أننا معشر المسلمات لا نفهم عنك إلا أنك تدعونا إلى أن نقضي نهارنا في البارات, أو في الطرقات نفتش على أصحاب من الرجال نقودهم من أنوفهم إلى المسارح والمراقص فنبيت نرقص حتى نتعب ونظمأ, فإذا عطشنا عجنا بالبار (الحانة) نشرب ونستجم (نستريح).ثم نعود كمثل ما كنا فيه, "وهكذا, دواليك ... "هذا هو ما تفهمه المسلمة الجزائرية عنكم إذا أنتم دعوتموها إلى السفور. فهل فهمتم أنتم أيها الشبان؟ إنه مهما بالغ دعاة السفور في دعوى أن العفة ليست في الحجاب, فما هم بقادرين على أن ينكروا أن الحجاب هو أعون على العفاف, وأنه هو أقرب للتقوى.
في أي جو من أجواء السفور تستطيعون أن تجدوا العفاف أيها السادة الإخوان؟ أتجدونه في هذه الحضارة اللامعة التي تسيل خلاعة واستهتار؟ أم أين تجدونه إلا حيث لا يكون سفور؟ أو حيث لا يكون اختلاط بين الرجال والنساء! ما أريد أن أنبهكم يا سادتي إلى هذه الملاعب والمراقص والملاهي والمسارح الحمراوات (جمع الحمراء) وما يكون فيها من إثم وغي. ولا إلى هذه الروايات التي تمثلها دور السينما (الصور المتحركة) فتمثل فيها الغواية والضلال, تمثيلاً يغري الزوجة بالغدر والخيانة, ويزين لها ذلك تزيينا وهل أكثر هذه الروايات التي يسمونها روايات حب وغرام إلا روايات غدر وخيانة وإثم, سميت بغير أسمائها تلبيساً وتضليلاً, ودعاية إلى الشر والفساد.
وإنما أريد أن أذكر لكم أن في الجنوب الجزائري الشرقي (من عمالة قسنطينة) ولاية صغيرة, اسمها:"سوف"واسم قاعدتها "الوادي" وكلكم فيها أظن تعرفونها. و"سوف" هذه هي من أكثر بلاد الله ديناً وصلاحا, ومن أكثر بلاد الله طهراً وعفافا. ومع ذلكم فإن فيها مدينة آهلة بما يناهز العشرين ألفا من السكان اسمها: (كمار).واختصت (كمار) هذه من دون بلاد"سوف" كلها بسفور النساء وتحريرهن, حتى لا تتزوج فتاة في (كمار) إلا بعد أن تتعرف بخطيبها, وتختار لنفسها الزوج الذي تريد, على العادة الجارية بين الفرنجة اليوم. مع أن أهالي (كمار) ما زالوا على حالة بداوة وبساطة في كل أساليب العيش, ولكن هل في (كمار) حيث السفور, واختلاط الرجال بالنساء تجد العفاف الشديد الذي تجده فيما حولها من بلدان "سوف"حواضرها وقراها؟
إن"الوادي"و"البهيمه"و"الزكم"و"كوينين"وغيرها من مدائن"سوف"وقراها من أشد بلاد الله تمسكاً بالحجاب, ومن أشد بلاد الله عفة واستقامة. "وكمار"وحدها (وهي في وسط سوف, وأهاليها سوافة) ترتكب فيها كبائر الإثم, أو تقع فيها حوادث الحب والغرام (كما يقولون) وكان أعيان (كمار) وأهل الفضل فيها حجبوا النساء, ومنعوهن من السفور, والاختلاط بالرجال, ولكن شيخ طريقة صوفية دعا بالشر على كل امرأة تبقى في خدرها, ولعن كل فتاة تحتجب, لعناً كثيرا, فعاد النساء إلى السفور وتركن الخدور.
وكذلكم جبل (آوراس) حيث السفور والاختلاط, وجبل (العمور) أيضا.
فهذه الشواهد أيها السادة تدل دلالة واضحة على أن السفور المختلط-بدوياً كان أو مدنيا- هو دون الحجاب من حيث اشرف والعفاف.
ينبغي أن تحتجب المرأة الدميمة فتستر على نفسها قبحها ودمامتها, وينبغي أن تحتجب المرأة الجميلة حتى لا يفتتن بها الناس.
وختمت حديثي بهذه الكلمة:
سادتي, هل أدلكم على النجاة مما نحن فيه؟: تؤمنون بالله ورسوله, وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم, وتتخذون لكم معهداً إسلامياً تتعلمون فيه الاسلام, وتدرسون فيه كتاب الله, وسيرة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.فإن فعلتم فعسى أن تكونوا من المهتدين, وإن لم تفعلوا فلن تفلحوا إذن أبدا.
وما انتهيت من حديثي إلى هنا حتى كاد القوم يطيرون فرحاً وسرورا.
يتبع بإذن الله تعالى في الحلقة التالية بعنوان:" في أحد متنزهات وهران" ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/192)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 - 09 - 08, 06:48 م]ـ
ة
في أحد متنزهات وهران
اجتمعت ذات يوم من أيام الصيف في العام الماضي- عند طبيب من أطباء العيون في مدينة وهران - بأحد الصحفيين الإسبان, وتعارفنا هنالك, وما هو إلا أن انصرفنا من عند الطبيب حتى ركبنا سيارة أجرى إلى (روزفيل) أحسن متنزهات وهران الصيفية, وأجملها منظراً وخلاء. وانتبذنا هنالك على ساحل البحر مكاناً قصيا, وقضيناها ثمت عشية ألذ ما تكون أنساً وصفاء, وأحسن ما تكون سمراً وحديثا.
وكان رفيقي الاسباني أديباً شاعراً باللغة الإسبانية, فذكرنا البحر, وأقوال الشعراء فيه. فأنشدنا من أشعار الإسبان في وصف البحر ما هو حسن مقبول لا بأس به, وما فيه نبوغ وإبداع حتى تكاد تحسبه عربيا مبينا. وطلب إلي صاحبي أن أنشده شيئاً من أشعار العرب في هذا الموضوع, فخانتني ذاكرتي ولم يحضرني شيء من أقوال شعرائنا في وصف البحر. غير أني تذكرت أن عشية مثل هذه العشية كانت قد اتفقت لي في الجزائر (العاصمة) وأن منظرها كان مثل هذا المنظر تماما. وتذكرت أني كنت وصفت منظر البحر في تلك العشية, بقصيدة أقول فيها:
ما كان أشهاها إلي عشية
أمسيتها بجوانب (البلفار)
والبحر يكتنف الجزائر كالهلال
مقوسا أو مثل عطف سوار
والريح فوق الماء تكتب أسطراً
ما كان أجملهن من أسطار
كتبت سطور الاعتبار لمن تدبـ
برها, وموعظةً لذي استبصار
قد يقرأ الناس الكتابة, وهي لم
تك من براعة كاتب أو قاري
ولقد يكون البحر رهواً هادئا
إلا حراك تبعثر وعثار
فكأنه قفز الفلا: مرت به
غنم فلم تترك سوى الآثار
أو أنه رمل بقاع صفصف
جادته بالأحجار سود سواري
والموج كالثعبان يهجم بالسوا
حل هائجا, لكن على الأحجار
وحجارة فوق العباب نواتىء
كخيام حي, خيمت بقفار
وفقاقع تبدو ككتان بنا
ئقه منتشرة على الأشجار
وما انتهيت من إنشادي إلى هنا حتى كاد رفيقي يطير فرحاً وإعجابا بهذا الشعر, وأخذه مني على نية أن يترجمه إلى لغة الإسبان, وتفضل فأثنى على شعراء العرب ثناء لا يحصى وسألني فجأة:
- ما هو الكتاب العربي الذي كان له أثر بليغ عميق في تكوين أدبك وشاعريتك؟
فقلت له: القرآن الكريم
فقال:- القرآن؟ .. إنه كتاب ديني.
فقلت: نعم, إنه كتاب ديني, وإنه في لغة العرب معجزة الفصاحة وسحر البيان. وذكرت له أنني منذ أيام اجتمعت بالدكتور جاك ساي العالم الفرنسي وأحد أطباء الحكومة في وهران, وتحادثنا عن الأدب العربي وعن قلة القصص فيه, حتى أن الشعر العربي لم يتناول القصة بالمرة, فقلت له: إن سبب ذلك هو أن الأدب العربي أدب واقعي حقيقي أكثر مما هو خيالي. والذوق العربي نفسه يمج الخيال الذي لا يصور الحقيقية ولا الواقع. والقصة يضطر إليها الأدب الخيالي أكثر مما يضطر إليها الأدب العربي الذي أهم أغراضه أن يصف لك حقائق الحياة. فذكر الدكتور ساي أنه قرأ بحثاً لأحد العلماء المستشرقين يرى فيه مثل هذا الرأي ويقول:"إن الشاعر العربي أصدق شعراء الدنيا, وأطبعهم, وأكثرهم مطابقة للحقيقة والواقع. فإذا وصف لك خداً بأنه كالورد, فاعلم أن الأمر كذلك لا يتجاوزه ولا يعدوه".فقاطعني رفيقي الاسباني وقال: وكذلك الشعر الذي قرأته الساعة في وصف البحر, هو مطابق للواقع تماماً, ولا سيما في نظر الذين يعرفون الصحراء وخيامها وآثار الغنم فيها".وعدت إلى حكاية حديثي مع الدكتور ساي فقلت: وأفضى بنا الحديث إلى القرآن الكريم ومكانته في الأدب العربي, فذكرت للدكتور شيئاً كثيراً مما كنت قرأته في كتاب "إعجاز القرآن "للأستاذ الرافعي, فسمع لي الدكتور, وأصغى إلي مغتبطاً مسروراً. ثم قلت له: أما أنا فان القرآن هو الذي كون لي فكرة مستقلة, وهو الذي ربى في ملكة التمييز التي أميز بها الخبيث من الطيب, والقبيح من الحسن, والباطل من الصحيح. وأشهد أني كنت أقرأ كتاباً من كتب الأدب فيجذبني إليه, وأقرأ كتاباً آخر ضد الأول في الفكرة والأسلوب فيجذبني إليه أيضا, وكنت أحس بعقلي يذبذب بين الكتابين كالكرة التي تضطرب بين اللاعبين, لا يستقر لها قرار, حتى رجعت إلى القرآن فثبت عقلي بعدما كان يرجف, واستقل استقلالاً تاما, واتخذ سبيله في الأدب وغير الأدب واضحاً مستقيما, وأصبح يحكم على الأشياء بعدما يعقلها ويفهمها فهماً صحيحاً لا ذبذبة فيه ولا اضطراب. وأصبحت أقرأ الكتاب من كتب الأدب فأعرف فيه الحق من الباطل, والزائف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/193)
من الصواب, فأسلم له الرأي الصائب, وأرد عليه القول الزائف, ولا أدع صاحب الكتاب يتكلم وحده. (فضحك الدكتور إعجابا بهذه الكلمة). ثم قلت: وما وجدت كتابا يصف النفس البشرية بما فيها من خير وشر, ويصف هذا المجتمع الإنساني بما فيه من حسنات وسيئات مثلما يصفهما القرآن الحكيم. واستشهدت بآيات كريمة على صحة هذا القول. ثم قلت لرفيقي الاسباني: وهنا قال: قد كنت لا أعرف شيئاً عن الأدب العربي, ولا أعرف هذا القرآن. وكنت معجبا بالحكيم ديكارت والعلامة باسكال ولا أكاد أعجب بشيء سواهما, غير أني صرت الآن شديد الإعجاب بهذه الفلسفة الاجتماعية التي يصفها القرآن, واني لا بد سأشتري في القريب العاجل مصحفا كريما, وطائفة من التراجم والتفاسير أستعين بها على فهم القرآن.
فقلت له: ولا تنس يا دكتور أن القرآن لا يترجم.
قال: ولماذا؟ قلت: ما من ترجمة للقرآن إلا وفيها من الأغلاط السخيفة المضحكة ما لا يعد ولا يحصى. فترجمة فرنسية طبعتها الحكومة على نفقتها وتعتبر رسمية ترجمت قوله تعالى: (القارعة ما القارعة) بقولها: (القرعة ما القرعة!) وغير ذلك من المضحكات.
وأذكر أن وزارة الخارجية بباريس أدركت قصور هذه التراجم وفسادها, فندبت عالماً فرنسياً- نسيت اسمه- وكلفته بوضع ترجمة للقرآن الكريم تكون غاية في المطابقة والإتقان. وباشر هو عمله هذا, واستعان عليه بأعوان آخرين، أكب على ذلك أمداً طويلا, ثم أخرج ترجمة لسورة الفاتحة ولآيات من سورة البقرة وقدمها بمقدمة قال فيها
" ... لأجل أن نفهم القرآن يجب علينا أن نقرأه في اللغة العربية نفسها, لأنه لا يمكن أن يترجم بحال. وأسباب ذلك كثيرة ولكنها ترجع في أهميتها إلى سببين اثنين:
أحدهما: في طبيعة اللغة الفرنسية, والآخر في طبيعة اللغة العربية.
فأما الأول فهو أن اللغة الفرنسية لم تكن في يوم من أيام حياتها لغة دينية لا في"ذوقها"ولا في فصاحة أساليبها, والقرآن كتاب دين. ولو أن الله أنزل كتاباً دينياً فرنسياً يكون المثل الأعلى للفصاحة في اللغة الفرنسية كما كان القرآن المثل الأعلى للفصاحة العربية, لوسعنا إذن أن نقول: إن ترجمة القرآن ترجمة صحيحة مطابقة وان كانت عسيرة فهي ممكنة على كل حال.
وأما السبب الثاني فهو أن اللغة العربية- ولا سيما في القرآن- غنة (أو نغمة موسيقية) يؤدى بها كثير من المعاني الرائعة الجميلة التي ربما كانت سبباً في أكثر ما في أسلوب القرآن من بلاغة وإعجاز. وهذه الغنة لا تمكن ترجمتها أبداً .. "
فقال الدكتور ساي: هذا كلام صواب لا غبار عليه, وأمر واقع لا ريب فيه, وحق أن هذا القرآن كتاب عظيم, ولا ينبغي لأحد أن يتركه دون أن يدرسه. ولقد أغراني حديثك هذا بالقرآن وشوقني إليه, وسأدرس القرآن وأتدبره وأحسبه سيغير كثيراً من أفكاري وآرائي في الفلسفة والأدب والاجتماع وقال: إني أتعجب من هؤلاء الغربيين الذين ملأوا الدنيا بأقوالهم عن القرآن, كيف أعماهم- مع ذلك-التعصب المسيحي أو اللاديني, ومنعهم من أن يتفقهوا بما في القرآن من هدى وحكمة وأرى أن حتما واجباً على المسلمين أن يبشروا البشرية كلها بهذا القرآن الذي هو كتاب الإنسانية كلها. وأرى أن في المسلمين كفاءة تامة للقيام ببيان تعاليم الإسلام, ونشرها بين الناس جميعا.
وما وصلت من حكاية حديثي إلى هنا حتى قال رفيقي الإسباني: لقد صدق الدكتور ساي هذا, وإني أيضاً سأشتري مصحفاً كريماً, وأشتري طائفة من التراجم والتفاسير لأقتبس من نور القرآن الكريم, وقد صرت من الآن أحبه وأميل اليه ثم (الاسباني):ولكن أخبرني عن أدباء العربية في هذا العصر, فهل هم كلهم ينظرون إلى القرآن بمثل العين التي تنظر بها أنت إليه, ويرونه في الأدب العربي بمكان الروح من الجسد ويعرفون بأنه هو مفخرة الفصاحة وسحر البيان؟ فقلت له: إن أدباء العربية اليوم ينظرون إلى القرآن بعين أنا قاصر أن أنظر إليه بها, ومن أدباء النصارى العرب من لا يتردد في اعتقاد هذه المنزلة للقرآن. ولكن ناساً آخرين من أدبائنا, قد تأدبوا بأدب غير عربي, وتثقفوا بثقافة لا إسلامية, ولا شرقية, فأحدثوا جلبة في الصحف والمجلات, وثاروا على كل شيء شرقي قديم أدباً كان أو غير أدب, وسموا أنفسهم"مجددين" " وأنصار" "الجديد"وهؤلاء قد يمنعهم تعصبهم أو جهلهم عن النظر في القرآن وقد لا يعرفون ما فيه من الإعجاز. هم ينكرون على الشرق كل ما فيه من شيء قديم,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/194)
والقرآن "القديم"هو المقصود بالذات من هذا الإنكار. وقد أمعنوا في هذا الإنكار, وفي هذا الجحود, حتى أنهم ليكادون ينكرون على الشرق أنه هو مطلع الشمس المشرقة المنيرة.
على أن زعامة الأدب اليوم هي والحمد لله في أيدي الأدباء الراشدين، مثل الأديب الكبير السيد مصطفى صادق الرافعي، وكاتب الشرق الأكبر الأمير شكيب وأمير الشعراء الأستاذ شوقي بك، والصحفي المجاهد السيد محب الدين الخطيب صاحب (الزهراء) و (الفتح) ومن إلى هؤلاء الهادين المهتدين.
وعلى كل حال فان هؤلاء المجددين قد زادوا في ثروة اللغة العربية فنقلوا إليها كثيراً مما كان يحسن بأدبائنا أن يقرأوه في لغات أجنبية.
ولولا هؤلاء المجددون لما رأينا هذه الكتب القيمة الخالدة التي ألفها أنصار الحق في الدعاية إلى القرآن الكريم, وإلى ما في الشرق من أدب وجمال.
إن بعض هؤلاء المجددين في مصر ينادون جهرة بوجوب إحياء الأدب الفرعوني القديم وأدب الإغريق القديم واتخاذ أدب محلي في مصر، ليستغنوا بذلك عن الأدب العربي، وفي الحق أن هذا ليس خدمة لمصر، وإنما هو إسقاط لزعامة مصر على العرب كلها، وعلى شعوب الإسلام قاطبة. فان المسلمين وسائر العرب يرون في مصر إماماً لهم في الأدب العربي, والثقافة الإسلامية, لا في أدب الفراعنة, ولا في أدب الإغريق ولا في أدب محلي في مصر حديث.
قال صاحبي الاسباني: هل في ملوك المسلمين اليوم من ينصر هذا القرآن عملياً، ويقيم حكم الله بين الناس؟
فقلت: سمعنا عن جلالة ابن السعود ملك نجد والحجاز إنه يعمل اليوم لتجديد شباب الإسلام, ويحكم بين الناس بما أنزل الله. فقال: وهل عمل صاحب الجلالة ابن السعود يجدي في سائر المسلمين الذين يبلغون أربعمائة مليون؟ أحسب أن نفعه لا يتجاوز جزيرة العرب إلى بقية المسلمين الذين هم من أجناس مختلفة, وأقطار متنائية.
قلت: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- " ألا وان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب" وبلاد الحجاز بما فيها من الأماكن المقدسة هي قلب بلاد الإسلام فإذا صلح هذا القلب, صلحت بلاد الإسلام كلها, وليس يستقيم للمسلمين أمر, ولا تصلح لهم حال إلا إذا صلحت قلوبهم, وخلص إيمانهم حتى لا تبقى فيه شائبة من شوائب الجاهلية الأولى.
إذا ما صفت للمسلمين عقائد
صفا كل فعل منهم وتجودا
وان خبثت بالمحدثات قلوبهم
فقد ضل سعي المسلمين وما اهتدى
ولا يمكن بحال أن تنتظر من المسلمين عملاً صالحا، ولا خلقاً براً شريفا، ما لم يدخل الإيمان في قلوبهم حقا، وما لم يتقو هذا الإيمان فيهم، حتى تطفح به أنفسهم هدى ونورا. وهنالك ينصرون الله وهنالك ينصرهم الله. (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين).
فقال صاحبي الاسباني: هذه أمور مهمة, وحقائق عن الإسلام ما كنت أعلمها من قبل, ولقد جعلتني- بحديثك هذا- أعتقد أن فجر الإسلام لا محالة سيطلع من جديد, وسيملأ الأرض هدى ونورا, ما من ذلك بد, وليس فيه من شك. وسيكون ذلك قريباً أو بعيداً على قدر نشاط المسلمين في تزكية أنفسهم وتطهيرها, وإصلاح ذات بينهم, وعلى حسب ما يكون لهم من الدعاية والتبشير, وكل عمل صالح تقوم به حكومة إسلامية بعد تبشيراً عملياً بدين الإسلام وشريعته. ومن الأسف أن الصحافة الغربية وشركات الأخبار البرقية لم تتناول أعمال ابن السعود وغيره من حكام المسلمين وجماعاتهم بما تستحق من النشر والإذاعة, بل كثيراً ما تنشر عنهم أخبار السوء الزائفة. وذلك لأنها صحافة وشركات مادية قبل كل شيء, لا تعرف العمل لوجه الله؟
وكانت إحدى المجلات الأمير كانية نشرت فصلا بقلم بعض الرهبان المضللين يدعو فيه الحكومات الأوروبوية أن تتألب على جلالة بن السعود صاحب المملكة العربية السعودية وتضرب على يده ولا تدعه يعمل بأحكام القرآن الكريم بدعوى أن شريعة الإسلام هي قاسية فظيعة تصلح للمنهج المتوحشين ولا تلائم الحضارة الحاضرة ثم قالت: إن شريعة (السن بالسن والعين بالعين ... ) و (قطع يد السارق) هي شريعة الإنسان الأول وهي تعني بذلك شريعة الإسلام. وقد نقلت صحف في الغرب والشرق- وفي الشرق العربي أيضا- هذا الطعن على الإسلام من غير تعليق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/195)
ولما انبرى عالم جليل من أشهر أساتذة القانون في إحدى الجامعات الأميركانية إلى هذه المجلة يرد عليها باطلها, وينكث غزلها لم يكد ينقل جوابه أحد في الغرب ولا في الشرق.
وهذا الأستاذ المنصف يستحسن شريعة القرآن ويدعو إلى العمل بها ويفضلها على غيرها من سائر القوانين الوضعية.
وهو يتمنى على جميع المحاكم في سائر البلاد أن تعاقب القتلة السفاكين واللصوص المجرمين بنفس العقوبات التي جاء بها القرآن الكريم, وهو يقول:" لو أننا في أميركا مثلا عملنا بشريعة القرآن لكنا اليوم في راحة تامة مما نقاسيه من الشرور والويلات فلو قطعنا يد سارق واحد لانقطعت السرقة من أصلها, ولما خشي الآباء والأمهات من هؤلاء اللصوص المجرمين الذين يختطفون الأطفال ابتغاء الفدية والمال .. " ثم قال: والذين لا يعجبهم أن تقطع يد السارق .. ويزعمون أنهم يدافعون بذلك عن الحضارة إنما هم في الحقيقة لصوص محتالون يدافعون عن أيديهم التي تعودت السرقة والاختلاس ... "
* * *
وانتقلنا بعد إلى شجن من شجون هذا الحديث: حديث التبشير الإسلامي وما يتصل بمسألة التبشير الإسلامي. فذكرنا جالية الإسبان في الجزائر, وقلنا إن من أسلم منها فقد أسلم, ومن لا يزالون مسيحيين فكثير منهم يتقربون من الإسلام يوماً فيوما, فهم في كل يوم يرفضون عادة من عاداتهم ويعتاضون عنها بعادة من عادات أهل وهران المسلمين, فهم يزورون مزارات المسلمين, ويبخرونها بالبخور! .. ولولا أن هذه الفئة النفعية المغرضة- فئة الصحافة الاستعمارية في الجزائر- تبذر دائما بذور الشقاق بين الجزائريين المسلمين الوطنيين وبين الأجانب المتوطنين لدخل في دين الله كثير من الجاليات الغربية.
وتناولنا مسألة التبشير المسيحي بين المسلمين فقلت ذكر الجنرال الفرنسي آزا في كتابه (المسألة الجزائرية) ما تعريبه:
" .. إن المسلمين لا يمكن أن يتركوا الإسلام ويتنصروا .. وقد كانت وقعت في الجزائر مجاعات عمومية عظيمة في القرن الماضي فانتهزها الكاردينال " لافيجري " (مؤسس إرساليه الآباء البيض) فرصة لتنصير الأطفال المسلمين فالتقط من مخالب المجاعات أربعة آلاف طفل صغير دون العاشرة, وما هي إلا أن كبروا وعرفوا أن آباءهم مسلمون حتى هربوا ورجعوا إلى الإسلام ولم يبق منهم على النصرانية إلا نحو أربعين شخصا ما أحسبهم مخلصين للمسيح في بقائهم على النصرانية, وإنما أبقاهم عليها شدة اضطرارهم وفقرهم .. "
فعجب صاحبي من نشاط التبشير المسيحي في بلاد الإسلام مع أنه لا يلاقي إلا كل خيبة ولا يبوء إلا بالفشل والإخفاق.
وودعني صاحبي الإسباني وودعته على نية أن نلتقي في وقت قريب, وكنت نويت أن أجعل حديثنا في المرة الثانية عن الأندلس. وهل يعود الإسلام من جديد. ومع الأسف فإننا لم نلتق بعدها, غير أن صديقي السيد عبد القادر محداد الأستاذ في المدرسة الثانوية الفرنسية بوهران قد رجع أخيراً من سياحته في الأندلس, وحدثنا بأن أهل مقاطعة الأندلس اليوم يفتخرون على بقية الإسبان بأنهم عرب أبناء عرب من سلالة عربية. وأصبحت العروبة هي موضع الشرف عند الإسبان, فأشرف شريف عندهم من لا يزال اسمه عربياً, دليلا على أصله العربي, وأمة الإسبان كلها تعتبر نفسها شرقية لا غربية. وقال: أنه قرأ (الدليل الرسمي للأندلس) فإذا الذي ألفه أديب إسباني اسمه (بن أمية) , وإذا هو يقول في مقدمة الدليل: ( .. إن جميع من في إسبانيا من العبقريين الذين نبغوا في الشعر والكتابة والنحت والتصوير وغيرها من الآداب الرفيعة, هم عرب وأبناء عرب .. "وأطنب بعد في عد مفاخر المسلمين وصناعاتهم وعلومهم التي كانت لهم في بلاد الأندلس. وخيالات الشعر الاسباني اليوم خيالات عربية, وروح الأدب الاسباني في جملته روح عربية. والعامة من أهل الأندلس اليوم ما زالوا يتسامرون ويتحادثون بحكايات عربية, تقصها الأمهات على أطفالهن, وهي حكايات عن بني سراج وبني أمية وما إلى ذلك. وهم يفتشون كثيراً على المراثي التي نظمها شعراء العرب في رثاء الأندلس المسلمة والبكاء عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/196)
وقال: إذا دخلت غرناطة أو قرطبة أو غيرهما من المدن التي كانت مساكن العرب, حسبت نفسك في مدينة عربية. فان ديار العرب ومبانيهم هنالك مازالت على حالتها الإسلامية الأولى, ولم يكد يتغير منها شيء. وآثار العرب موجودة هنالك في كل مدينة وفي كل قرية من ديارهم. وإذا كان الحجاب هو فصل ما بين الرجل والمرأة, فان اشبيلية وغيرها اليوم لا يختلط فيها الرجال بالنساء. ففي المقاهي يجلس النساء في ناحية لهن خاصة بالنساء, وفي الأفراح البلدية يبقى النساء في مركباتهن وعرباتهن, يتفرجن ويستمعن الغناء من بعيد. وفي الشوارع (في اشبيلية) لا يخاصر الرجل امرأته, بل يمشي أمامها, وتمشي هي وراءه, وما زالوا يزورون مقابر الأولياء والصالحين وأضرحتهم التي في كل حومة واحد منها, وهي أضرحة في الأصل إسلامية. وهم يطيبونها إلى الآن بالبخور كما يفعل المسلمين.
فقلت له: وأنا أيضاً رأيت في بعض دور الصور المتحركة منظراً لسرب من الفتيات الإسبانيات, وهن في حفلة عرس, فرأيتهن يضربن بخمرهن على جيوبهن, ويدنين عليهن من جلابيبهن, ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها. ورأيتهن في هيئة من الحجاب تشبه هيئة كثيرات من العربيات المسلمات اللائي تراهن في قرى الجزائر وتونس والمغرب الأقصى.
وكان أحد الإسبان واسمه (بن حفص) ( bin hafs) ( وهو ضابط في جيش الإسبان برتبة قومندان) إذا وجد كتاباً عربياً بكى بكاء مراً على مجد المسلمين وسلطانهم في الأندلس. وكان يقول: (لو أن الإسلام يعود إلى الأندلس من جديد, لما كان في ذلك أكثر من أن يسمي أهل الأندلس اليوم أنفسهم مسلمين .. ) يعني أن الأندلس متهيئة بطبيعتها و بحالتها الحاضرة وبعقليتها لقبول الإسلام وللترحيب به من جديد, لو كان لهذا الإسلام دعاة ومبشرون. والأستاذ محداد يستبعد نجاح التبشير الإسلامي في إسبانيا لما للكنيسة هناك من سلطة قوية على العامة. ويعترف بأن في إسبانيا من يتمنى لامته أن تكون أمة مسلمة حتى تعود إليها حضارتها العربية الأولى, وحتى تكون رأس الأمم الإسلامية, ولا يستبعد أن تنجح الدعوة الإسلامية في إسبانيا بين طبقة الأدباء والمفكرين.
و اتفقنا أخيراً على أن الإسلام في حاجة شديدة إلى دعاية وتبشير, في نفس بلاد الإسلام, وفي سائر بلاد الله. و اتفقنا أيضاً على أن هذه الدنيا كلها في حاجة إلى أن يرحمها الله بهداية هذا الإسلام: هذا الدين القيم الحنيف.
"ذيل"
عقب نشر هذا الفصل وردت على صحيفة (الفتح) الكلمة الآتية من أحد كبار أساتذة الطب في دمشق, فألحقناها به لأهميتها:
في الأندلس المسيحية
والحجاب موجود أيضاً!
لقد جاء في مقال الفاضل الأستاذ السيد محمد السعيد الزاهري المنشور في العدد10228 من صحيفة الفتح الغراء (1) أن أمورا كثيرة لم تزل في الأندلس عربية إسلامية, حتى قال عن لسان صديقه السيد عبد القادر محداد (وإذا كان الحجاب هو فصل ما بين الرجل والمرأة, فإن اشبيلية وغيرها لا يختلط فيها الرجال بالنساء ... ) وإني لأزيد على ذلك بأن الحجاب نفسه مازال موجوداً في بعض زوايا الأندلس كما جاء في كتاب (غير المشهور من اسبانيا) في الصفحة (90) وهو رسم امرأة متحجبة الحجاب الشرعي الذي كان مستعملاً في بلادنا كلها فبل سنين قليلة والذي لم يزل في المستمسكات بعرى الدين المتينة في جميع البلاد الإسلامية, وقد كتب تحت هذا الرسم بخمس لغات (الألمانية والإسبانية والإيطالية والإنكليزية والإفرنسية) ما مؤداه بالحرف: إحدى النساء المسيحيات اللاتي لم يزلن إلى الآن متحجبات كما كن في عصر عرب الأندلس.)
فالرجاء نشر ما ذكر ليكون ذيلا للمقال المذكور وخدمة للتاريخ والحقيقة, والسلام عليكم.
دمشق (قارئ)
ــــــــــ
يتبع بإذن الله تعالى في الحلقة التالية بعنوان: " حنين الإسبان إلى العرب " ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[15 - 09 - 08, 08:26 م]ـ
الأخ الكريم عبد الحق: بارك الله فيكم على هذا النقل الموفق، ورحم الله الأستاذ الزاهري رحمة واسعة ...
وهذه نبذة مختصرة عنه:
هو فضيلة الشيخ الأديب الشَّاعر محمَّد السّعيد الزاهرى من مواليد 1899م بليشانة مدينة بسكرة (جنوب شرق الجزائر)، درس في مدينة قسنطينة وتتلّمذ على يد الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله، ثمّ انتقل إلى تونس وأصدر عدّة جرائد منها: " الجزائر " و " البرق " و " الوفاق "، وكان من مؤسسي المدرسة الإصلاحية وأحد أعلام الجزائر البارزين، الّذين كثرت كتاباتهم في ردّ بدع المتصوفة وبيان مجازفاتهم، حتّى أوذي في سبيل ذلك واعتدى عليه بالضّرب المبرّح بمدينة وهران محلّ إقامته في ربيع الثاني سنة (1352هـ - 1933م).
من مقالاته النفيسة:
- اعترافاتُ طرقيٍ قديم
- حاضر تلمسان
- الدكتور طه حسين شعوبي ماكر
- السنّة عند النّساء الجزائريّات
- شؤون وشجون، وغيرها ....
توفى - رحمه الله - سنة 1956م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/197)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - 09 - 08, 07:44 م]ـ
حنين الاسبان إلى العرب
وهذا فصل كنت نشرته في العدد الصادر يوم 5 ذي الحجة الحرام. 1350 هـ، 12 - 04 - 1932م وفي العدد الذي يليه من جريدة "النور" الغراء التي كانت تصدر بعاصمة الجزائر، بعنوان:
(إسبانيا الحديثة، موقفها بإزاء العروبة والإسلام. حقائق ومعلومات لم تنشر قبل اليوم).
ولما كان هذا الفصل مناسبا لهذا المقام أردت أن أثبته في هذا الكتاب، وهو من زيادات هذه الطبعة الثانية:
من عهد قريب غير بعيد كانت نشرت الجرائد اليومية وشركات الأخبار أن مجلس الوزراء الإسبان قد قرر أن ينشيء مدرستين كليتين للأبحاث العربية الإسلامية أحداهما في مجريط (مدريد) والأخرى في غرناطة، ونشرت الجرائد العربية والإسلامية هذا الخبر مقتضبا مجرداً عن كل بيان مثلما فعلت تماماً جرائد الاستعمار والجرائد المسيحية التي لا يسرها ما يسر العروبة والإسلام.
ونحن لا نلوم صحف الاستعمار إذ هي لم تنوه باسبانيا الحديثة التي جعلت تعمل الصالحات وتهتدي إلى سبيل الرشاد، ولا نلومها إذ هي تعمدت إغفال عمل نافع كهذا الذي عملته اسبانيا فلم تشرحه ولم تتناوله بالإذاعة والنشر فقد عرفنا من هذه الصحف وهذه الشركات الإخبارية أنها لا تود الخير للإسلام ولا للعروبة ولا تتورع أن تحاربهما ولا أن تتوسل إلى ذلك بكل وسيلة مهما كانت سافلة غير شريفة، وإنما نعجب من الصحف العربية والإسلامية على الخصوص كيف تقتضب هي الأخرى هذا الخبر اقتضابا دون أن تزيده في شرح أو بيان. وقد يزول عجبنا إذا عرفنا أنه ليس للإسلام أية شركة من شركات الأخبار، وأن العروبة لا تملك جريدة من الجرائد الكبرى ولا وسيلة أخرى من وسائل النشر والإذاعة.
فالصحافة العربية اليوم- إلا قليلاً- لا تزال عالة على صحف الاستعمار تتأثر بها وتقلدها تقليداً كثيراً لا حد له ولا نهاية والدعاية الاستعمارية لا تزال تعمل عملها في كل بلد من بلاد الإسلام. وكان الواجب علينا معشر العرب المسلمين أن نهتم لكل حادث من حوادث الخير أو الشر يعني العرب أو يتعلق بالمسلمين، لا أن نكون تبعاً للغربيين نقول بما يقولون ونصمت عما يصمتون. وفي جمهورية الاسبان الحديثة ما لا يهم المستعمرين ولا يعنيهم، ولكنه يهم العرب، ويعني المسلمين.
وقد حصلت أنا على معلومات عن هاتين الكليتين فأردت أن أذيعها هنا.
وأبدأ بنشر فقرات من نفس مشروع القانون الذي قدمه إلى المجلس النيابي معالي وزير المعارف العمومية السنيور مارسيلينودومينكو، وقد مهد لهذا المشروع بفذلكة جاء فيها ما ترجمته:
(ليس هنالك حكومة يجب عليها أن تحافظ على الآثار الإسلامية وأن تنشط الأبحاث العربية أكثر مما يجب على اسبانيا.
" ثمانية قرون كاملة ونحن دماغ أوروبا ونورها اللامع، وذلك لأن الحضارة الإسلامية قد عاشت طيلة هذا الأمد كله فوق أرضنا، وأثرت تأثيراً بليغاً في تاريخنا، وصبغت إلى الأبد حياتنا بالصبغة الشرقيه (أي العربية الإسلامية) من الأدب إلى الفن إلى النظام إلى غير ذلك من نواحي الحياة فالبحث عن الماضي (أي الإسلامي) أقل ما يقال فيه إنه واجب جليل ... (ولأداء هذا الواجب لا يمكن الحكومة أن تهييء نظاماً جديدا. وإنما الأفضل أن تستعمل ما هو موجود، أعني بذلك جماعة المستشرقين (الاسبان) الباحثين الذين حافظوا على شرف اسبانيا بوجه خاص، وبعناية تامة، وبتواضع وبنصر باهر في ميدان الأبحاث الشرقية.
... ووسائلنا إلى تحقيق آمالنا على ضربين: الأعمال المختصة بالماضي وهي البحث والتنقيب والترجمة بحيث يسهل على طلابنا أن يتناولوا الكتب التي تتعلق بتاريخنا الإسلامي الذي هو كما قلنا سابقاً جزء من تاريخ اسبانيا، وثانيا الأعمال المختصة بالمستقبل والمراد منها استكثار العلائق الاقتصادية والثقافية بيننا وبين الشرق من مثل نشر لغتنا ونفوذنا وزرع حياة جديدة في ردهات مدارسنا، وذلك بأن نفتحها في أوجه الشبان المسلمين وندعوهم إليها، ولا سيما العرب الذين يتثقفون اليوم في مدارس تظهر لنا العداوة والبغضاء ... )
والخلاصة إنه يجب علينا أن نعلن عن شخصيتنا الحقيقية لمن لا يزالون من غير أن يعرفونا يجعلون اسبانيا جنة بائدة، وفردوساً مفقودا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/198)
أما المقصد الأول فانه يسهل علينا أن نجعل مقره في مجريط، فهي متبوأ الأساتذة المشهورين، وهي الوسط المساعد على البحث العلمي، وفيها المخطوطات العربية، وجارة الاسكوريال حيث المكتبة العربية الكبرى.
وأما المقصد الثاني فينبغي أن نجعل مقره في غرناطة التي سعت منذ أعوام في هذا الأمر بغاية الحزم والنشاط، وهي آخر مدينة عربية فتحها الاسبان، وتوجد فيها الآثار العربية أكثر من سواها، وهي ذات طبيعة ناضرة، مختلفة المناظر، وقد استمرت اللغة العربية وبقيت تدرس في جامعتها بلا انقطاع، كل ذلك يخولها أن تكون أولى من غيرها وأحق بأن تنشر لأسبانيا في الشرق حسن الأحدوثة، والذكر الجميل.
و هي أحق بأن تحافظ على حياة الأبحاث العربية في الأندلس كما كان لها ذلك منذ قديم .. )
ثم عرض الوزير الإسباني نص مشروع القانون الذي وضعه لإنشاء هاتين الكليتين، ومن فقراته:
"المادة الثانية" الغرض من إنشاء كلية مجريط هو تنظيم وتنشيط الأبحاث العلمية عن التاريخ والحضارة وسائر نواحي الحياة الإسلامية من جميع وجوهها ولا سيما اسبانيا، ونشر الكتب العربية وترجمتها والبحث عن الأدباء المسلمين "العرب"واستقصاء آثارهم.
"المادة الثالثة" لتحقيق هذا الغرض تنشأ أولاً فرقة المذاهب الفلسفية والعلمية في الإسلام، وفرقة التاريخ السياسي للأندلس على عهد العرب وفرقة النظام (الإدارة) والفقه الإسلاميين، وفرقة اللغة العربية وآدابها، وفرقة المغرب واللهجات المغربية، وفرقة الفن والمعمار العربي (المعمار هو هندسة البناء) وعدد هذه الفرق يزاد فيه في المستقبل كلما توفرت لنا الوسائل الملائمة، وتهيأ لنا العلماء المستعدون لمثل هذه الأعمال.
و كل فرقة من هذه الفرق تتركب من شخص أو من أشخاص أخصائيين أو تلامذة يريدون إتمام معلوماتهم على نفقة الحكومة.
وثانيا تنشر هذه المدرسة مجلة علمية تكون لسان حالها، تنشر سلسلة كتب مترجمة، ومطبوعات عربية وأبحاثاً عن الموضوعات الآنف ذكرها، وأدبيات (عربية) مختارة لتنشر بين الجمهور وكتباً نحوية، وقواميس لغوية ومختارات معلقاً عليها (مشروحة) وما إلى هذا من كل ما يضطر الطلبة اليه.
" و ثالثا لهذه المدرسة أن تدعو بعض العلماء الأخصائيين الأجانب ليقوموا فيها ببعض الدروس أو المحاضرات.
وكذلك يحق لأساتذتها أن يقوموا ببعض الرحلات والأسفار في سبيل البحث والتنقيب.
" المادة الخامسة " يشرف على هذه المدرسة لجنة علمية يرأسها وزير المعارف العمومية، وتتكون من الدون خوليان زوبيرا، والدون رامون مبنداندس بيدال، والدون كوميس مورينو، والدون سانشاز آلبرنوس، والدون أنطونيو بربيطو، والدون ميكيل آسين بلاصيوص الذي هو مدير هذه الكلية.
" المادة التاسعة " الغرض من إنشاء مدرسة غرناطة هو التعليم العالي للغة العرب وحضارتهم واللغة العبرية واجتلاب الشبيبة الإسلامية، ويضاف إلى ذلك أبحاث علمية.
" المادة العاشرة " لبلوغ هذه الغاية تنشأ في أول الأمر فرقة تتعلم اللغة العربية واللغة العبرية، وفرقة لدراسة التاريخ الإسلامي من حيث الثقافة والسياسة، وفرقة للنظام والفقه الإسلاميين، وفرقة للهجات المغربية، وفرقة للفن العربي والهندسة العربية. ويزاد في هذه الفرق متى توفرت المواد اللازمة والعلماء المستعدون لمثل هذه الأعمال.
ويضاف إلى ذلك دروس في الثقافة الأندلسية والثقافة الإسلامية تلقى على الطلبة الشرقيين.
وتعتني مدرسة غرناطه هذه بالأبحاث العلمية اتفاقاً مع مدرسة مجريط كما هو مفصل في المادة السادسة عشرة التي تخص إنشاء لجنة النشر.
وتجتهد مدرسة غرناطة في دعوة التلامذة المغاربة ليتلقوا دروسهم في مدارس غرناطة وتخصص لهم دروساً تلائم دينهم وثقافتهم وتهيىء لهم في أول فرصة ممكنة غرفاً وحجرات حيث يسكنون.
ولهذه المدرسة أن تدعو هي الأخرى بعض العلماء الأخصائيين الأجانب ليقوموا فيها ببعض الدروس أو المحاضرات، ويحق لأساتذتها أن يسافروا لأجل البحث والتنقيب.
" المادة الثانية عشر" تشرف على هذه المدرسة لجنة تتكون من رئيس (مدير) جامعة غرناطة وعميد كلية الآداب، والمعماري (المهندس) المحافظ على قصر الحمراء، ومن أستاذين آخرين من كلية الآداب، أحدهما تعينه الكلية، والآخر هو أستاذ اللغة العربية فيها ويكون هو المدير الفني لهذه المدرسة ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/199)
وجاء في المادة الحادية عشر- إن أساتذة هذه المدرسة العربية يقع تعيينهم بإجراء مسابقة (مناظرة) بينهم ولا يشارك فيها إلا الدكاترة (الذين يحملون شهادة الدكتورة من إحدى الجامعات المعترف بها).
وأنت ترى هذا المشروع القانوني هو ما يمكن أن تبذله حكومة عربية –لو هي أرادت ذلك- لإحياء مجد العرب، وحكومة إسلامية لكي تبعث به تاريخ الإسلام من جديد ناصعاً مجيدا.
وأنت ترى أن معالي وزير المعارف الإسباني قد مهد لمشروعه هذا بكلمة كلها افتخار بالعرب، واعتزاز بثقافة الإسلام، فهو يرى من دواعي الفخر أن يقول: (تاريخنا الإسلامي) على حين نرى أن كثيراً من وزراء الحكومات الإسلامية يخجلون من ذكر (تاريخهم الإسلامي) فضلا عن أن يذكروه على وجه الافتخار. بل سمعنا مراراً بعض رجال تركيا الرسميين يزعمون أن تاريخ تركيا لم يكن في يوم من أيامه تاريخاً إسلامياً (كذا)، وهم يفاخرون بذلك، ثم هم يتبرءون من ثقافة العرب التي لا يتبرءون منها إلا كما يتبرءون من لحومهم ودمائهم.
وهذا العمل الصالح الذي تعمله الحكومة الاسبانية هو أثر من آثار حنين اسبانيا الحديثة إلى العرب. فالطبقة المفكرة المستنيرة من الاسبان أصبحت تعتقد أن أسعد أيام اسبانيا في التاريخ إنما هي أيام العرب، وإن العصر الذهبي للاسبان إنما هو العصر الإسلامي، وإنه لا سبيل إلى النهوض باسبانيا الحديثة ولا إلى إقالتها من عثرتها وكبوتها إلا بالعمل على إحياء ما مضى فيها من عهد العروبة والإسلام. ولا ترى في اسبانيا اليوم عالماً ولا أديباً: شاعراً أو كاتباً إلا وقد ندب العرب وبكاهم بكاء مراً، وأجود ما تقرؤه من شعر الاسبان ونثرهم اليوم هو ما ندبوا به الأندلس العربية وبكوها فيه. فالروائي الإسباني المشهور ابلاسكو ابانيز لا يكاد يجيد في رواية له إلا إذا جعلها مرثية يرثي بها العرب، وأمير الشعراء الاسبان فييا سباسا لم ينل هذه المرتبة العالية من الشهرة بالشعر إلا بمراثيه في العرب.
وفي اسبانيا اليوم كاتب من أكبر كتابها سمى نفسه (ابن أمية) - وهو اسباني مسيحي- يعتقد أن اسبانيا كلها أمة شرقية لا علاقة لها بالأمم الأوربية، ولا تمت إلى (اللاتين) بصلة نسب، ويدعو الاسبان أن يعتبروا أنفسهم شرقيين لا غربيين، ويقول: (يقولون لنا إنكم أمة لاتينية، والحق إننا أمة شرقية بحتة ... ) ثم يذكر الشواهد القاطعة على أن اسبانيا هي أمة شرقية لا غربية، ويزيف مزاعم من يقولون إنها غربية لاتينية: وله الحق في هذا القول، فإننا نرى هنا في وهران وفي غيرها عدداً لا يحصى من المسلمين عربا وبربراً والبربر هم أيضاً عرب وأبناء عرب نساء ورجالاً يجيدون اللغة الاسبانية ويعرفونها معرفة تامة من غير أن يتعلموها، بلكما يعرف العرب اللغة البربرية وكما يعرف هؤلاء اللغة العربية. وهي (الاسبانية) في ألسنتهم وأفواههم أسهل عليهم من اللغة الفرنسية التي لا يجيدونها في الكثير الغالب إلا بعد القراءة والتعلم. وذلك لأن اللغة الاسبانية- وإن كانت في أصلها لاتينية- فهي شرقية في نفسيتها ومزاجها لا يصعب على هؤلاء العرب الشرقيين أن يتكلموها كلغة قومية. واليهود هنا في عمالة وهران يتكلمون أيضاً الاسبانية كلغة منزلية. أما الفرنسيس مثلا فانه يصعب عليهم أن يتكلموا الاسبانية من غير أن يتعلموها ويمارسوها طويلا. ذلك لأن مزاجهم غربي ومزاجها هي شرقي ...
ومن كتاب الاسبان وأدبائهم من يذهب إلى وجوب تعريب الأندلس من جديد، ويقترح لذلك على الحكومة أن تجعل اللغة العربية إجبارية في مدارس الأندلس، وأن تسعى في جلب العائلات العربية فتنزلهم بالأندلس وتقطعهم المزارع والأراضي، فتستعرب بذلك الأندلس مرة أخرى.
وبلغني أن نادياً تأسس في قرطبة لإحياء الثقافة العربية في الأندلس وفي اسبانيا كلها، وان عدداً وافراً من الأدباء والمفكرين الاسبان قد انخرطوا في هذا النادي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/200)
واستحالت هذه الفكرة في عقول بعض المخلصين الاسبان من فكرة محلية داخلية إلى فكرة فسيحة فيها شيء كثير من السعة والطموح. ففي أدباء الاسبان اليوم من يتمنى لو ترجع الخلافة الإسلامية إلى الأندلس وتكون قرطبة هي عاصمة الإسلام كما كانت في القديم على عهد الخلفاء الأمويين قالوا وتخفق راية هذه الخلافة الإسلامية الجديدة على بلاد الجزائر وتونس والمغرب الأقصى والأندلس وسائر بلاد الاسبان على أن تكون هذه البلاد ولايات متحدة: الناس فيها سواء لا حاكم ولا محكوم ولا غالب ولا مغلوب ولا ظالم ولا مظلوم وقد تظهر هذه الفكرة على غاية من الغرابة والشذوذ، ولكنها على كل حال دليل قاطع على أن الاسبان أصبحوا اليوم لا مستعمرين يبغضون العرب ويحملون لهم في صدورهم الضغائن والأحقاد، ولا مسيحيين يتعصبون من الإسلام ويتمنون له الفناء والزوال، ويعملون على أن يلحقوا به الشر والأذى.
وإذا نظرنا إلى سياسة اسبانيا الحديثة في منطقة حمايتها بالمغرب الأقصى ومعاملتها للمسلمين هنالك، وجب علينا أن نعترف بالحقيقة الواقعة وأن نعلن على رؤؤس الأشهاد أن جمهورية اسبانيا الفتاة تعامل المغاربة معاملة حسنة، فلا فرق عندها بين مغربي وبين اسباني في حق من الحقوق، وهي تعتبر العرب أبناءها لا رعاياها فلا يخاف العربي هنالك ظلماً ولا هضما.
والأوقاف الإسلامية، والشؤون الدينية مثلاً هي كلها في أيدي أهاليها العرب المغاربة المسلمين لا تتداخل فيها الحكومة بوجه من الوجوه. وللمسلمين هنالك أن ينشئوا المدارس العربية الإسلامية الحرة. وفي هذا الصيف الماضي قد اجتمع أعيان مدينة تطوان وأهل الفضل والمرؤة فيها وأسسوا مدرسة عربية إسلامية حرة، كثيرة الطبقات والأقسام، وجعلوها نظامية على أحدث طراز، ومع ذلك لم يلقوا من الحكومة الاسبانية معاكسة ولا اعتراضا. ولا تمنع الحكومة هنالك عربياً من رعاياها أن ينشيء جريدة عربية كيفما كان مذهبها السياسي، ولا سنت قانوناً خاصاً قيدت به ثمت صحافة العرب دون صحافة الاسبان، بل قانون المطبوعات واحد يشمل الصحافة الاسبانية والصحافة العربية على السواء. وآية ذلك أننا لم نسمع إلى الآن أن حكومة اسبانيا قد منعت جريدة عربية- أيا كانت- من دخول منطقة حمايتها بالمغرب الأقصى وهذا لم تفعله اسبانيا حتى في أيام الحرب الريفية حينما كانت الجرائد في جميع الأقطار تنتصر للمجاهد الكبير الأمير محمد ابن عبد الكريم.
وكان كاتب الدهر أمير الجهاد وأمير البيان عطوفة الأمير شكيب أرسلان زار بلاد الأندلس وزار المنطقة المغربية التي تحت حماية اسبانيا. فأقام له إخواننا العرب هنالك حفلات تكريم. ولم يعترض الاسبان على شيء من ذلك وكانت يومئذ صحافة الاستعمار الفرنسي قد هاجمت عطوفة الأمير بالأكاذيب والمفتريات وعاتبت الاسبان عتاباً مراً على سماحهم له بالإقامة في المنطقة الاسبانية، وأغرتهم بإبعاده كما أبعدته حكومة مراكش الفرنسية من طنجة وهي منطقة دولية بين كثير من الدول.
ولما انعقد المؤتمر الإسلامي بالقدس الشريف وأراد أن يمثل المغرب الاسباني فيه عظيم من عظماء المسلمين هنالك لم تمانع حكومة الاسبان في ذلك ولا اعترضت عليه، بل سمعنا أنها انتدبته رسمياً ليحضر هذا المؤتمر.
وبالجملة فحكومة اسبانيا الجمهورية لم تعمل عملاً استعمارياً تريد به محق العروبة أو الإسلام ولا حاولت أن تقطع تلك الأمة الإسلامية التي تحت حمايتها من جسد الإسلام ولا أن تجعلها في عزلة عن العالم، ولا أن تخفيها عن الأنظار، فالمغاربة الذين هم تحت حمايتها هم اليوم في عيشة راضية يتمتعون بما لم يتمتع به أي بلد آخر من بلاد الإسلام قد كتب عليه أن تستعمره دولة غربية باسم حماية أو انتداب، ولو أن اسبانيا كانت غربية لكانت قاسية ظالمة كأخواتها الغربيات، ولكن رحمتها وعدالتها من (شرقيتها) المتسامحة الوديعة، ومن آثار العروبة فيها.
(حاشية) - نشرنا هذا الفصل منذ أربعة عشر شهراً لم تستطع اسبانيا الحديثة في أثنائها أن تنفذ هذا المشروع، لأنها منهمكة في إطفاء الفتن التي لا تزال تقوم في بلادها من حين إلى حين، ولأن بعض الدول الاستعمارية التي يسوؤها أن ترى العرب والاسبان يتصافحون، قد وضعت العراقيل في سبيل هذا المشروع، وهي وإن لم تستطع إحباطه فقد استطاعت أن تؤخره إلى أجل غير مسمى. على أن جماعة (البيت الإسلامي) في مدريد ورجال (الجمعية الاسبانية- الإسلامية) التي ينوب رئيسها صاحب العطوفة الأمير شكيب أرسلان لا يزالون يبذلون الجهود المخلصة والمساعي المشكورة في هذا السبيل. وإذا كان العرب والمسلمون لا يريدون أن يمدوا أيديهم بالإعانة إلى جماعة هذا البيت، ولا إلى رجال هذه الجمعية فإنه ستضيع من أيدينا فرصة ثمينة قد نندم عليها ندما شديداً وقد لا تسنح لنا مرة أخرى.
ـــــــــــ
يتبع بإذن الله تعالى في الحلقة التالية بعنوان:" كيف يغوون شبابنا؟ " ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/201)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - 09 - 08, 07:46 م]ـ
الأخ الكريم: "فريد المرادي" .. جزاك الله خيرا و بارك فيك على النبذة المختصرة ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - 09 - 08, 08:30 م]ـ
كيف يغوون شبابنا؟
ولو أن الغربيين كانوا كلهم مثل مسبو لوي بيرتران- خصيم الشرقيين الألد، وعدو المسلمين الأزرق- لما خفنا على شبابنا- ولو على واحد منهم-أن أن يتهافتوا على التفرنج والاندماج.
فخصومته للشرق، وما في هذه الخصومة من مكابرة وعناد، وعداوته للمسلمين، وتعصبه للمسيحية على الإسلام، وما في ذلك من تحامل وإسراف: كل ذلك فيه مزدجر بليغ لشبابنا المسلمين الذين يتعلمون في المدارس الأجنبية، وفيه ما يثير فيهم الغيرة على الإسلام، والغضب للكرامة، وفيه ما يهج في رؤوسهم النخوة والاعتزاز. ولكن الغربيين ليسوا سواء: منهم من (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)، ومنهم من يدس السم في الدسم، و بدعو شبابنا الذين يقرأون لغاتهم، إلى التفرنج والاندماج، دعاية هي غاية ما يمكن أن تكون لطفا واحتيالا، دعاية يزينون لهم فيها الغواية والضلال، ويلبسون عليهم فيها الحق بالباطل، وان فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون.
...
نشر لوي بيرتران هذا كتاباً سماه (لدى الإسلام)، شتم فيه الإسلام ما شاءت له تربيته أن يشتم وكابر في انكار المآثر العربية الإسلامية الخالدة في إسبانيا وفي غيرها ماشاء له تعصبه أن يكابر وأثني فيه على المسيحية ثناء كثيراً، حتى أشبع غرضه وهواه وزعم فيه: أن إسبانيا اليوم هي الأمة الراقية المتمدنة في أوربا كلها لما فيها من تعصب مسيحي، وبغض للإسلام. وذكر فيه مصر وجهادها في سبيل الاستقلال، فشتمها، وشوه نهضتها وجهادها كما شاء له التعصب والحقد فتأسف على ذهاب البوليس البريطاني الذي كان في مصر، وقال إنه كان حازماً جميل الهندام. واستقبح منظر البوليس اليوم، وقال: (أنه ذو شوارب طويلة مستقبحة لا جمال فيها .. )
كان الاستقلال لا ينال إلا بحلق الشوارب! إلى غير ذلك مما قال. ويقرأ شبابنا مثل هذا الكتاب، فينتفعون بهذه الشتائم المقذعة، فتثير كل ما فيهم من غيرة ونخوة، فيكرهون التفرنج، وينفرون من الاندماج ولكن الذي نخافه على أبنائنا، هؤلاء الفرنجة الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم يحببون إلى أبنائنا الكفر والإلحاد، ويكرهون إليهم الهدى ودين الحق في السنة الماضية كان ورد الجزائر من فرنسا رجلان اثنان أتيا متعاقبين (أحدهما تلو الآخر).أما أولها، فهو مندوب من بعض جمعيات الحشمة والتقيد فطاف في بلاد الجزائر، وخطب في مسارحها (الفرنسوية طبعاً) ودعا الناس إلى التدين والنساء إلى الاحتشام وحذر من الكتاب والصحف والمجلات والروايات المستهترة الخليعة.
وأما الثاني، فهو مندوب من بعض جمعيات الإلحاد، ومناوأة الأديان. و لعل المقصد الأهم هو مناوأة الإسلام وحده فطاف في الجزائر، وخطب في مسارحها، ودعا الناس إلى الكفر والإلحاد. وكل محاضرة يلقيها في أي بلد من الجزائر، كان شبان المسلمين يحضرونها، ويستمعون لها، ويسمعون بآذانهم ما يقوله المحاضر فيها من طعن على الإسلام واعتداء عليه، فيسؤهم ذلك، ويحنقون ويكادون يتميزون من الغيظ. ولكن الرجل كان من أشد الناس خبثاً ودهاء، وكان سرعان ما يلحظ على وجوه هؤلاء الشبان حنقاً وانفعالا، فيعمد إلى إرضائهم ويقول ( .. لست أريد هذه الشبيبة المسلمة المستنيرة التي تعلمت في مدارسنا، وتمدنت بمدنيتنا، وتربت بأدبنا، وأصبحت منا على قاب قوسين أو أدنى. وما منع هؤلاء الشبان المسلمين أن يكونوا منا إلا هذه الطرابيش الحمراء التي تغطي أدمغة صالحة لأن تبذر فيها وتنمو أفكار الفلاسفة المفكرين الذين يعقلون، ولا يؤمنون بخرافة الأديان! وهؤلاء الشبان، قبل أن يتطربشوا، قد قطعوا شوطاً واسعاً في التقدم وحرية الفكر. فنبذوا العمامة ونبذوا معها كثيراً من الأفكار البالية العتيقة! (كذا)، وسوف لا يتحرجون أن ينبذوا الطربوش، وينبذوا معه آخر ما بقي عندهم من العقائد والخرافات. وإنه ليسرنا أن نرى اليوم رجال الشرق الإسلامي يخرجون من الإسلام، ويرقون إلى مصاف الملاحدة الذين هم الطبقة المستنيرة المفكرة في كل عصور التاريخ. ويذكر الصلاة، فيستبشر بأن عدد المسلمين الذين يقيمون الصلاة يقل يوماً فيوماً. ويقول: إن مدارسنا الاروبية في الشرق، لها الفضل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/202)
الكبير في (تحرير) كثير من شبان الإسلام، وفك رقابهم من تكاليف الصلوات! ويذكر الصوم، فيثنى على المسلمين الذين لا يصومون، ويصفهم بالعقل والحكمة. وهنا يسرد حكاية مهندس جزائري يقطن اليوم في فرنسا كان تخرج من كلية"الرياضيات"بمدينة ليون. ويثنى على هذا المهندس الجزائري المسلم، وبفضله في العلم والحكمه، والذكاء والنشاط. ثم يقول:" .. ولكني أتأسف كثيراً له، لأنه ما يزال إلى هذا اليوم يقيم الصلاة، ويصوم رمضان! .. "ويذكر الحج ويستقبحه، ويستثقله، ويزعم أن كل مسلم يحج، يندم لما يلاقيه في حجته من نصب وعناء. مع أن الحج هو أقصى ما يتمناه هؤلاء المسلمون: من حج منهم، ومن لم يحج. ومع أن السلطة القائمة في الجزائر هي التي تسبب للحجاج الجزائريين كل ما يصيبهم من تعب وأذى، بما تضعه في سبيلهم من العراقيل والصعوبات ومنها إلزامهم بان يحجوا على باخرة تعينها الحكومة، وقد يشحنون فيها شحن البضائع. إلى غير ذلك من القيود والتضييقات.
ثم كتب مقالا في مجلة (الفكر الحر) الفرنسوية وصف فيه طوافه ببلاد الجزائر وتونس، وما ألقاه من المحاضرات، واعترف فيه بأنه كان يستعمل الحيلة والمكر في دعاية شباب الإسلام إلى الكفر والإلحاد. فقال ما معناه: كنت أجد من شباب الإسلام مقاومة، وأرى على وجوههم كراهية لما أدعوهم إليه، غير أنهم كانوا أحداثاً أغراراً غير مجربين، فاستطعت أن أتقي غضبهم وأن اجلب بعضهم بما كنت استعمله من الدهاء والخداع. فإن كرهوا انتقادي أو طعني على الإسلام حولت الكلام في الحال إلى دين المسيحيين أو إلى دين اليهود، ومع أن شباب الإسلام كانوا أشد غيرةً على دينهم- أو قال: كانوا أكثر تعصباً لدينهم-من اليهود والمسيحيين إلا إنهم كانوا غير مزودين بالمعلومات الدينية (الإسلامية) التي تكفيهم للمناضلة والدفاع عن دينهم ....
وبعد ما أغرى دعاة الإلحاد الغربيين بشباب الإسلام في بلاد المغرب بحجة أن هؤلاء الشبان المسلمين هم الآن عزل غير متسلحين بالعلوم الدينية الإسلامية، قال: وجاءني في مستغانم مقدم طريقة صوفية في الجزائر ليهديني وليجعل في عنقي (سبحة) أذكر بها (الله)! فهديته أنا، وبكل سهولة رمي بسبحته، وعاد من الذين (لا يسبحون) ولا يؤمنون بالدين! .. ) وقد ذكر هذه الواقعة كدليل على أن كثيراً من المتدينين المسلمين هم يتدينون عن غير بينة ولا علم. وهم ليسوا بأكثر تمسكا بدينهم من الشبان الأحداث
...
وعلى أثر ما نشرت في (الفتح) خبر ذلك الشاب المسلم الفاسي الذي تنصر، مع أنه ابن أسرة مشهورة بالدين والصلاح و (التصوف)، وذكرت أن سبب تنصره أنهم دخلوا عليه من باب"إن روح الاسلام هي التصوف، وأن هذا التصوف إنما هو نفس المسيحية .. " فكرت في هذا الخطر المسيحي الذي قد يهجم على المسلمين من هذه الناحية والتمست لهذه الفكرة شواهدها الواقعية فعلمت أن (المجلة الأهلية) التي تصدر بالفرنسية في باريس قالت في عدد نوفمبر وديسمبر سنة1927: إن بعض الأشياخ الصوفية في بلاد المغرب (شمال افريقية) لهم اتصال ببعض الرهبان النصارى الذين يدارسونهم تعاليم يسوع المسيح فكاشفت بهذا الأمر صديقي الفاضل السيد جلول قارة مصطفى في تلمسان فقال: إنه رأى عند بعض الشيوخ منشوراً نشره المبشرون المسيحيون على أشياخ التصوف المسلمين يقولون لهم فيه أنهم إخوانهم في الدين (يريدون أن التصوف والمسيحية دين واحد) ويزعمون فيه أن جميع الصوفية المسلمين، ولاسيما أكابرهم، كانوا يبشرون بالمسيح وذكروا فيه لهم أمثلة وشواهد، قالوا إنها من التاريخ، وهي زائفة مكذوبة، وليست من التاريخ.
ثم ذكر لي أن التبشير المسيحي قد أصبح خطره شديداً على الإسلام في المغرب الأقصى. وقال انه رأى بعينه زهاء أربعين آنسة في حديقة عمومية بحاضرة مكناس وهن سافرات، غير متحجبات. يرقصن رقصا دينيا مسيحيا، ويرتلن آيات الإنجيل وأناشيد الكنيسة. فسأل عنهن، فقيل له: إنهن تلميذات مسلمات في مدرسة للمبشرين الكاثوليك وعلى فرض أن بعضهن مسلمات لا جميعهن فإنها مصيبة كبرى تجعل الشبان المسلمين ورجال الإصلاح الإسلامي يقفون موقف حرجا رهيبا أمام المبشرين الكاثوليك الذين يستمدون العون والقوة من حكومة الاستعمار، حتى أن المسلمين في المغرب الأقصى لا يستطيعون أن يقوموا بأدنى حركة إسلامية ضد التبشير المسيحي هنالك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/203)
وكانت مجلة (الفتح) تعاون المصلحين في المغرب الأقصى على نشر الدعوى والإرشاد، وتدافع التبشير المسيحي عن الإسلام في كل مكان، فيسوء ذلك التبشير المسيحي هناك، ويفتضح أمره. أما وقد منع (الفتح) من دخول المغرب، فسوف ينشط المبشرون الكاثوليك، وسيرى المصلحون هنالك أنهم فقدوا في "الفتح" أحسن وسيلة لنشر الدعوى والإصلاح.
والأمر الواقع الذي لا ريب فيه أن المبشرين بدأوا يهاجمون الإسلام من واجهة جديدة مستفيدين من جهالة بعض جهلائنا الذين يقولون في القرآن:"صوابه خطأ وخطؤه كفر!، وانه عسير لا يفهم" مع أن الله تعالى يقول:"ولقد يسرنا القرآن للذكر، فهل من مذكر؟ "
ويقول:" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها .. "فالمبشرون يستغلون بعد المسلمين هذا القرآن الكريم، والواقع الذي لا ريب فيه أن ملاحدة الغرب وغيرهم من أعداء الإسلام يغري بعضهم بعضا بشبابنا المسلمين بحجة أنهم مازالوا أحداثاً غير مجربين ولا مسلحين بالمعارف الدينية الكافية. (يريدون: ولذلك يجب تكفيرهم؟ بل ويمد الملحدون أعينهم بعد ذلك إلى غير الشبان الأحداث فيطمعون فيهم بحجة أنهم لا يتدينون عن بينة ولا علم.
والأمر الثالث الذي لا ريب فيه أيضا أن الاستعمار يعين الملحدين على نشر الإلحاد بين المسلمين، ويحمي أيضاً جمعيات المبشرين، ويعاونها بالمال، وربما أمدها بإعانات مالية من أوقاف المسلمين. ثم هذا الاستعمار نفسه ينشط من جهة أخرى أصحاب الشعوذة والأباطيل التي ألصقت بالدين، للصد عن سبيل الله ... في حين يمنع الجزائريين من أن ينشروا بينهم لغة العروبة والإسلام.
الأمر جد، وليس بالهزل. والإسلام يهاجم اليوم من كل جهة. وعلماء الدين في بلاد المغرب كلها لا يزال أكثرهم غافلين. لا يزودون الناس بالهداية الإسلامية الحقة، ولا بتعاليم القرآن الكريم. انه يجب عليهم أن يتذكروا دائما قوله تعالى"إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ... "
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - 09 - 08, 08:36 م]ـ
فصل ختامي
التبشير المسيحي في كل يوم يهجم على الاسلام ويصبحه في دياره وعلماء المشرقيات باسم البحث العلمي في كل يوم يهدمون معنا جديداً من قواعد الاسلام وحصونه. والاستعمار باسم التمدين يحاول أن يلتهم الاسلام التهاما. وفي كل يوم تصدر آلاف من الصحف والمجلات والخطب والمحاضرات، وكلها مطاعن ومفتريات على الاسلام، في كل لغة من اللغات. ومع ذلك فان المسلمين مازالوا طوائف وشيعاً، منقسمين على أنفسهم، متفرقين في دينهم لم يشعروا بما حاق بهم جميعا من الخطر العظيم. ومازال أكثر علماء الدين يؤلف لينصر طائفة مسلمة على طائفة أخرى أختها. ومازالوا في جمود وشقاق، وضغائن وأحقاد، أضاعت أعمارهم، وشغلتهم عن الدفاع عن الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم- وعن الكتاب الذي أنزل على رسوله وعن تزييف ما يرجف به المرجفون بدين الاسلام وعن بيان محاسن هذا الاسلام هذه حالة محزنة، والله أنى اعتقد أن التبشير الإسلامي في هذا اليوم هو أيسر ما يكون، لو اجتهد علماء الاسلام واعتنوا بهذا السفه وهذه المطاعن التي طعن بها الاسلام فجمعوها تتبعوها ونقضوها وزيفوها بالحق، والآيات البينات. ثم نشروا ذلك كله بين عامة المسلمين. فان ذلك خير للناس. وأجدى على المسلمين من كثير من مسائل"علم الكلام"والمسلمون بطبيعتهم الدينية دعاة مبشرون وإنما تنقصهم المعلومات الضرورية للتبشير بالإسلام ..
وفي شبان الاسلام اليوم طائفة وفيرة تعلمت اللغات الأجنبية وحدقتها، فينبغي لعلماء الدين أن لا يتركوا الاستعمار يغلبنا على تلك الطائفة المتعلمة من الشبان، ولو أن علماءنا زودوها بالمعلومات الإسلامية الصحيحة، لقامت للإسلام بدعاية نشيطة وتبشير واسع النطاق ومن هذه الحوادث الواقعة التي تلوتها عليك تعلم أن التبشير الإسلامي لا محالة مفيد وأن الدعاية إلى دين الحق، لابد أن تترك أثرها المحمود، وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ...
تم الكتاب بحمد الله وفضله ..
والشكر موصول غير مقطوع للزوجة الفاضلة (أم إبراهيم السلفية) على ما بذلته من جهد في صف هذا الكتاب على جهاز الحاسوب .. فبارك الله فيها ووفقها لمزيد من الخيرات .. ويليه إن - شاء الله تعالى - مقال في جريدة (الشريعة) للشيخ محمد السعيد الزاهري - رحمه الله تعالى - بعنوان [اعترفات ((طرقي)) قديم] وقد اعتنى بالمقال نشرا و تعليقا الأخ الكريم: (سمير محمد ناصر مرابيع الجزائري) فجزاه الله خير الجزاء و أكمله .. ووفقه لما فيه الخير ..
...(51/204)
القبة الخضراء في المدينة، تاريخها، وحكم بنائها، وبقائها
ـ[أبو سليمان الغامدي]ــــــــ[26 - 08 - 08, 07:23 ص]ـ
القبة الخضراء في المدينة، تاريخها، وحكم بنائها، وبقائها
إذا كانت القبة الخضراء على قبر النبي صلى الله عليه وسلم من البدع والمؤدية إلى الشرك، فلماذا لا تزيلها الحكومة السعودية؟
الحمد لله
أولاً:
تاريخ القبة الخضراء
لم تكن القبة التي على قبر النبي صلى الله عليه وسلم موجودة إلى القرن السابع، وقد أُحدث بناؤها في عهد السلطان قلاوون، وكان لونها أولاً بلون الخشب، ثم صارت باللون الأبيض، ثم اللون الأزرق، ثم اللون الأخضر، واستمرت عليه إلى الآن.
قال الأستاذ علي حافظ حفظه الله:
"لم تكن على الحجرة المطهرة قبة، وكان في سطح المسجد على ما يوازي الحجرة حظير من الآجر بمقدار نصف قامة تمييزاً للحجرة عن بقية سطح المسجد.
والسلطان قلاوون الصالحي هو أول من أحدث على الحجرة الشريفة قبة، فقد عملها سنَة 678 هـ، مربَّعة من أسفلها، مثمنة من أعلاها بأخشاب، أقيمت على رؤوس السواري المحيطة بالحجرة، وسمَّر عليها ألواحاً من الخشب، وصفَّحها بألواح الرصاص، وجعل محل حظير الآجر حظيراً من خشب.
وجددت القبة زمن الناصر حسن بن محمد قلاوون، ثم اختلت ألواح الرصاص عن موضعها، وجددت، وأحكمت أيام الأشرف شعبان بن حسين بن محمد سنة 765 هـ، وحصل بها خلل، وأصلحت زمن السلطان قايتباي سنة 881هـ.
وقد احترقت المقصورة والقبة في حريق المسجد النبوي الثاني سنة 886 هـ، وفي عهد السلطان قايتباي سنة 887هـ جددت القبة، وأسست لها دعائم عظيمة في أرض المسجد النبوي، وبنيت بالآجر بارتفاع متناه، ....
بعد ما تم بناء القبة بالصورة الموضحة: تشققت من أعاليها، ولما لم يُجدِ الترميم فيها: أمر السلطان قايتباي بهدم أعاليها، وأعيدت محكمة البناء بالجبس الأبيض، فتمت محكمةً، متقنةً سنة 892 هـ.
وفي سنة 1253هـ صدر أمر السلطان عبد الحميد العثماني بصبغ القبة المذكورة باللون الأخضر، وهو أول من صبغ القبة بالأخضر، ثم لم يزل يجدد صبغها بالأخضر كلما احتاجت لذلك إلى يومنا هذا.
وسميت بالقبة الخضراء بعد صبغها بالأخضر، وكانت تعرف بالبيضاء، والفيحاء، والزرقاء" انتهى.
" فصول من تاريخ المدينة المنورة " علي حافظ (ص 127، 128).
ثانياً:
حكمها
وقد أنكر أهل العلم المحققين - قديماً وحديثاً – بناء تلك القبة، وتلوينها، وكل ذلك لما يعلمونه من سد الشريعة لأبواب كثيرة خشية الوقوع في الشرك.
ومن هؤلاء العلماء:
1. قال الصنعاني – رحمهُ اللهُ – في " تطهير الاعتقادِ ":
"فإن قلت: هذا قبرُ الرسولِ صلى اللهُ عليه وسلم قد عُمرت عليه قبةٌ عظيمةٌ انفقت فيها الأموالُ.
قلتُ: هذا جهلٌ عظيمٌ بحقيقةِ الحالِ، فإن هذه القبةَ ليس بناؤها منهُ صلى اللهُ عليه وسلم، ولا من أصحابهِ، ولا من تابعيهم، ولا من تابعِ التابعين، ولا علماء الأمةِ وأئمة ملتهِ، بل هذه القبةُ المعمولةُ على قبرهِ صلى اللهُ عليه وسلم من أبنيةِ بعضِ ملوكِ مصر المتأخرين، وهو قلاوون الصالحي المعروف بالملكِ المنصورِ في سنةِ ثمانٍ وسبعين وست مئة، ذكرهُ في " تحقيقِ النصرةِ بتلخيصِ معالمِ دارِ الهجرةِ "، فهذه أمورٌ دولية لا دليليةٌ " انتهى.
2. وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:
هناك من يحتجون ببناء القبة الخضراء على القبر الشريف بالحرم النبوي على جواز بناء القباب على باقي القبور، كالصالحين، وغيرهم، فهل يصح هذا الاحتجاج أم ماذا يكون الرد عليهم؟
فأجابوا:
" لا يصح الاحتجاج ببناء الناس قبة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم على جواز بناء قباب على قبور الأموات، صالحين، أو غيرهم؛ لأن بناء أولئك الناس القبة على قبره صلى الله عليه وسلم حرام يأثم فاعله؛ لمخالفته ما ثبت عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألا تدع تمثالاً إلا طمستَه، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/205)
وعن جابر رضي الله عنه قال: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجصَّص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه) رواهما مسلم في صحيحه، فلا يصح أن يحتج أحد بفعل بعض الناس المحرم على جواز مثله من المحرمات؛ لأنه لا يجوز معارضة قول النبي صلى الله عليه وسلم بقول أحد من الناس أو فعله؛ لأنه المبلغ عن الله سبحانه، والواجب طاعته، والحذر من مخالفة أمره؛ لقول الله عز وجل: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) الحشر/ 7.
وغيرها من الآيات الآمرة بطاعة الله وطاعة رسوله؛ ولأن بناء القبور، واتخاذ القباب عليها من وسائل الشرك بأهلها، فيجب سد الذرائع الموصلة للشرك " انتهى.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن قعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (9/ 83، 84).
3. وقال علماء اللجنة الدائمة – أيضاً -:
" ليس في إقامة القبة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم حجة لمن يتعلل بذلك في بناء قباب على قبور الأولياء والصالحين؛ لأن إقامة القبة على قبره: لم تكن بوصية منه، ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم، ولا من التابعين، ولا أحد من أئمة الهدى في القرون الأولى التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير، إنما كان ذلك من أهل البدع، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وثبت عن علي رضي الله عنه أنه قال لأبي الهياج: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألاَّ تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته) رواه مسلم؛ فإذا لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم بناء قبة على قبره، ولم يثبت ذلك عن أئمة الخير، بل ثبت عنه ما يبطل ذلك: لم يكن لمسلم أن يتعلق بما أحدثه المبتدعة من بناء قبة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم " انتهى.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (2/ 264، 265).
4. وقال الشيخ شمس الدين الأفغاني رحمه الله:
" قال العلامة الخجندي (1379 هـ) مبيِّناً تاريخ بناء هذه القبة الخضراء المبنية على قبر النبي صلى الله عليه وسلم، محققاً أنها بدعة حدثت بأيدي بعض السلاطين، الجاهلين، الخاطئين، الغالطين، وأنها مخالفة للأحاديث الصحيحة المحكمة الصريحة؛ جهلاً بالسنَّة، وغلوّاً وتقليداً للنصارى، الضلال الحيارى:
اعلم أنه إلى عام (678 هـ) لم تكن قبة على الحجرة النبوية التي فيها قبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإنما عملها وبناها الملك الظاهر المنصور قلاوون الصالحي في تلك السنة - (678هـ)، فعملت تلك القبة.
قلت: إنما فعل ذلك لأنه رأى في مصر والشام كنائس النصارى المزخرفة فقلدهم جهلاً منه بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وسنته؛ كما قلدهم الوليد في زخرفة المسجد، فتنبه، كذا في " وفاء الوفاء " ...
اعلم أنه لا شك أن عمل قلاوون هذا -: مخالف قطعاً للأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولكن الجهل بلاء عظيم، والغلو في المحبة والتعظيم وباء جسيم، والتقليد للأجانب داء مهلك؛ فنعوذ بالله من الجهل، ومن الغلو، ومن التقليد للأجانب" انتهى.
" جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية " (3/ 1660 - 1662).
ثالثاً:
سبب عدم هدمها
فقد بَيَّن العلماء الحكم الشرعي في بناء القبة، وأثرها البدعي واضح على أهل البدع، فهم متعلقون بها بناءً ولوناً، ومدحهم وتعظيمهم لها نظماً ونثراً كثير جدّاً، ولم يبق إلا تنفيذ ذلك من ولاة الأمر، وليس هذا من عمل العلماء.
وقد يكون المانع من هدمها درءً للفتنة، وخشيةً من أن تحدث فوضى بين عامة الناس وجهلتهم، وللأسف فإن هؤلاء العامة لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه من تعظيم تلك القبَّة إلا بقيادة علماء الضلالة وأئمة البدعة، وهؤلاء هم الذي يهيجون العامة على بلاد الحرمين الشريفين، وعلى عقيدتها، وعلى منهجها، وقد ساءتهم جدّاً أفعالٌ كثيرة موافقة للشرع عندنا، مخالفة للبدعة عندهم!.
وبكل حال: فالحكم الشرعي واضح بيِّن، وعدم هدمها لا يعني أنها جائزة البناء لا هي ولا غيرها على أي قبر كان.
قال الشيخ صالح العصيمي حفظه الله:
" إن استمرارَ هذه القبةِ على مدى ثمانيةِ قرونٍ لا يعني أنها أصبحت جائزة، ولا يعني أن السكوتَ عنها إقرارٌ لها، أو دليلٌ على جوازها، بل يجبُ على ولاةِ المسلمين إزالتها، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه في عهدِ النبوةِ، وإزالة القبةِ والزخارفِ والنقوشِ التي في المساجدِ، وعلى رأسها المسجدُ النبوي، ما لم يترتب على ذلك فتنةٌ أكبر منه، فإن ترتبَ عليه فتنةٌ أكبر، فلولي الأمرِ التريث مع العزمِ على استغلالِ الفرصة متى سنحت " انتهى.
" بدعِ القبورِ، أنواعها، وأحكامها " (ص 253).
والله أعلم
المصدر: موقع الاسلام سؤال وجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/206)
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[26 - 08 - 08, 09:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[27 - 08 - 08, 11:40 ص]ـ
بارك الله فيك.
ـ[أبو السها]ــــــــ[27 - 08 - 08, 08:26 م]ـ
لمزيد من الفائدة على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=139264&highlight=%C7%E1%DE%C8%C9+%C7%
E1%E3%C8%E4%ED%C9+%DA%E1%EC+%C7%E1%DE%C8%D1
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[25 - 02 - 10, 02:21 ص]ـ
السلام عليكم
وجدنا بعض المبتدعة يستدلون بالتالي على حجية القبة الخضراء:
http://alhasny.googlepages.com/alsonny.JPG
هل من تعليق على هذا الهذيان؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو صالح المدني]ــــــــ[25 - 02 - 10, 06:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو سليمان على موضوعك، وأقول للأخ الكريم حارث همام هذه الصورة تجسد سخافة عقولهم، منتشرة في منتديات القبورية والرافضة، وبعضهم يستغرب ويقول صحيح أن الوهابية رجس بس كيف هذا الميت، ايش كبر جسمه وعظامه على شكل حبال، فيرد عليه أخوه لا تعجب فإن الله على كل شيء قدير. وعندهم تناقض مرة يقولون جثة وهابي ومرة أنها فتحة للتوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم، وبالمناسبة سمعت بعض الناس يقولون أنها ليست فتحة وإنما جهاز أو أسلاك لتفريغ شحنة الصواعق.
متعلق:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26719
وعندي سؤال وهو أنه يستدل بعض الناس على إبقاء هذه المنكرات ويعتذرون عنها بحديث "يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض وجعلت لها بابين بابا شرقيا وبابا غربيا وزدت فيها ستة أذرع من الحجر فإن قريشا اقتصرتها حيث بنت الكعبة " ويقولون إن هدم القبة سيؤدي إلى فتنة أكبر، فكيف الرد عليهم بارك الله فيكم.
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[24 - 03 - 10, 06:16 م]ـ
جزيت خيرا ...(51/207)
سؤال هل يوزن الأنبياء والرسل؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[26 - 08 - 08, 08:45 ص]ـ
هل يوزن الأنبياء والرسل؟ ما الدليل؟
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[27 - 08 - 08, 02:28 م]ـ
الاصل هو ان يوزن الناس بما فيهم الانبياءوالمرسلين عليهم افضل الصلاة واتم التسليم وذالك يبين عظمتهم وماوهبهم الله من الحسنات والمقامات الرفيعه فهو شرف على شرف
اما عدم الميزان هو ما يحتاج لدليل
والله تعالى اعلم
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[27 - 08 - 08, 11:57 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
محمد السلفي الفلسطيني
هل يوزن الأنبياء والرسل؟ ما الدليل؟
نعم يوزنون.
وإليك الدليل
أحمد في المسند من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: قال:
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة بعد طلوع الشمس فقال رأيت قبيل الفجر كأني أعطيت المقاليد والموازين، فأما المقاليد فهذه المفاتيح، وأما الموازين فهي التي تزنون بها، فوضعت في كفة ووضعت أمتي في كفة فوزنت بهم فرجحت، ثم جيء بأبي بكر فوزن بهم فوزن، ثم جيء بعمر فوزن فوزن، ثم جيء بعثمان فوزن بهم ثم رُفِعَت.
..
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 08 - 08, 11:01 م]ـ
وأين أنتم من حديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب (فالأحرى الأنبياء أنهم لا يحاسبون وما دام لا يحاسبون فهم لا يوزنون)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[29 - 08 - 08, 09:49 ص]ـ
5469 - حدثنا عبد الله ثنا أبي ثنا أبو داود عمر بن سعد حدثنا بدر بن عثمان عن عبيد الله بن مروان عن أبي عائشة عن بن عمر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة بعد طلوع الشمس فقال رأيت قبيل الفجر كأني أعطيت المقاليد والموازين فأما المقاليد فهذه المفاتيح وأما الموازين فهي التي تزنون بها فوضعت في كفة ووضعت أمتي في كفة فوزنت بهم فرجحت ثم جىء بأبي بكر فوزن بهم فوزن ثم جىء بعمر فوزن فوزن ثم جىء بعثمان فوزن بهم ثم رفعت
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[29 - 08 - 08, 04:36 م]ـ
وأين أنتم من حديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب (فالأحرى الأنبياء أنهم لا يحاسبون وما دام لا يحاسبون فهم لا يوزنون)
ليس شرطا وميزان أعمالهم فيه إظهار لعلو شإنهم وعدم الحساب فيه من الستر الشيء الكثير
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[29 - 08 - 08, 10:49 م]ـ
هل لكم سلف في ذلك من العلماء في قولكم فإن وفال القرطبي: ((الميزان حق و لا يكون في حق كل أحد بدليل قوله عليه السلام: ((فيقال يا محمد ادخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه .... )) وإنما يكون لمن بقي من أهل المحشر ممن خلط عملاً صالحاً، وآخر سيئاً من المؤمنين، وقد يكون للكافرين))
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[30 - 08 - 08, 01:57 ص]ـ
محمد السلفي الفلسطيني
5469 - حدثنا عبد الله ثنا أبي ثنا أبو داود عمر بن سعد حدثنا بدر بن عثمان عن عبيد الله بن مروان عن أبي عائشة عن بن عمر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة بعد طلوع الشمس فقال رأيت قبيل الفجر كأني أعطيت المقاليد والموازين فأما المقاليد فهذه المفاتيح وأما الموازين فهي التي تزنون بها فوضعت في كفة ووضعت أمتي في كفة فوزنت بهم فرجحت ثم جىء بأبي بكر فوزن بهم فوزن ثم جىء بعمر فوزن فوزن ثم جىء بعثمان فوزن بهم ثم رفعت
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف
بارك الله فيكم
للحديث طرق أخرى عند أحمد في المسند وأبي داود والترمذي في السنن من حديث أبي بكرَةَ رضي الله عنه:
**ففي سنن أبي داود (4634):
حدثنا محمد بن المثنى،حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري،حدثنا الأشعث، عن الحسن،عن أبي بكرةَ رضي الله عنه،أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم:" من رأى منكم رؤيا"؟ فقال رجل:أنا،رأيت كأن ميزانا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر، فرجحت أنت بأبي بكر،ووزن عمر وأبو بكر، فرجح أبو بكر، ووزن عمر وعثمان،فرجح عمر، ثم رفع الميزان! فرأينا الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* و 4635:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/208)
حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا حماد عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم:" أيكم رأى رؤيا"؟ فذكر معناه، ولم يذكر الكراهية،قال: فاستاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم،يعني فَساءه ذلك فقال:" خلافة نبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء.".
و أخرجه الترمذي برقم (2403)
(والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[30 - 08 - 08, 04:17 ص]ـ
محمد السلفي الفلسطيني
وأين أنتم من حديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب (فالأحرى الأنبياء أنهم لا يحاسبون وما دام لا يحاسبون فهم لا يوزنون)
وأين أنت من قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم: «كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ... ".
محمد السلفي الفلسطيني
هل لكم سلف في ذلك من العلماء في قولكم فإن وفال القرطبي: ((الميزان حق و لا يكون في حق كل أحد بدليل قوله عليه السلام: ((فيقال يا محمد ادخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه .... )) وإنما يكون لمن بقي من أهل المحشر ممن خلط عملاً صالحاً، وآخر سيئاً من المؤمنين، وقد يكون للكافرين))
بارك الله فيك ... هذا في حق العمال لا الأعمال
*أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة:
المطلب الخامس: الميزان صفته وأدلته:
مما يجب الإيمان به في أحداث اليوم الآخر: الميزان. وهو ميزان حقيقي له لسان وكفتان، توزن فيه أعمال العباد فيرجح بمثقال ذرة من خير أو شر، وقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة على ثبوت الميزان.
قال تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا}. . الآية (الأنبياء: 47)، وقال عز وجل: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} (القَارعة: 6 - 9). وأخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم: «كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم». وروى الإمام أحمد والحاكم وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله عنه «أنه تسلق أراكة وكان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه (أي تحركه) فضحك القوم فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم: (مم تضحكون؟) قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه. فقال: (والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد)» صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
والذي يوزن في الميزان ثلاثة، وقد دلت على ذلك النصوص:
1 - الأعمال، فقد ثبت أنها تجسم وتوزن في الميزان ودل عليه حديث أبي هريرة السابق: (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن. . .) الحديث.
2 - صحف الأعمال، وقد دل على ذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم قال: «إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر له تَسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل مد البصر ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب. فيقول: ألك عذر أو حسنة؟ فيبهت الرجل، فيقول: لا يا رب. فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة واحدة، لا ظلم عليك اليوم فتخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فيقول: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، قال: فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل شيء بسم الله الرحمن الرحيم».
3 - العامل نفسه، وقد دل على وزنه قوله تعالى: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} (الكهف: 105)، وكذلك حديث عبد الله بن مسعود السابق وأن ساقيه في الميزان أثقل من أحد. ا.هـ
*شرح العقيدة الطحاوية (2/ 610):
" توضع الموازين يوم القيامة، فيؤتى بالرجل فيوضع في كفة "، الحديث.
وفي هذا السياق فائدة جليلة، وهي أن العامل يُوزَنُ مع عَمَلِه، ...
*شرح العقيدة الطحاوية (2/ 613):
فثبتَ وَزْنُ الأعمالِ والعاملِ وصَحائفِ الأعمال، وثبت أن الميزان له كفتان. والله تعالى أعلم بما وراء ذلك من الكيفيات.
فعلينا الإيمان بالغيب، كما أخبرنا الصادق صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة ولا نقصان.ا. هـ
وفقكم الله.
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[30 - 08 - 08, 04:34 ص]ـ
بارك الله فيكم
والذي يوزن في الميزان ثلاثة، وقد دلت على ذلك النصوص:
1 - الأعمال، فقد ثبت أنها تجسم وتوزن في الميزان ودل عليه حديث أبي هريرة السابق: (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن. . .) الحديث.
2 - صحف الأعمال، وقد دل على ذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم قال: «إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر له تَسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل مد البصر ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب. فيقول: ألك عذر أو حسنة؟ فيبهت الرجل، فيقول: لا يا رب. فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة واحدة، لا ظلم عليك اليوم فتخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فيقول: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، قال: فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل شيء بسم الله الرحمن الرحيم».
3 - العامل نفسه، وقد دل على وزنه قوله تعالى: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} (الكهف: 105)، وكذلك حديث عبد الله بن مسعود السابق وأن ساقيه في الميزان أثقل من أحد. ا.هـ.
لا فرق ظاهر بين الأولى و الثانية،
أليس ميزان الصحف- أو الصحائف - وزنا لمحتواها من الأعمال؟
وهناك إشكالات أخرى سأضعها هنا لاحقا إن شاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/209)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[30 - 08 - 08, 11:55 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[30 - 08 - 08, 12:46 م]ـ
طيب وهل يوزن الصبي والمجنون وأهل الفترة ومن لم تبلغه الدعوة ومن على شاكلتهم يا إخوة أريد الرد بارك الله فيكم فقد ورد انهم يمتحنون يوم القيامة وخاصة اهل الفترة ومكن لم تبلغه الدعوة
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[30 - 08 - 08, 01:49 م]ـ
بارك الله فيكم
للحديث طرق أخرى عند أحمد في المسند وأبي داود والترمذي في السنن من حديث أبي بكرَةَ رضي الله عنه:
**ففي سنن أبي داود (4634):
حدثنا محمد بن المثنى،حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري،حدثنا الأشعث، عن الحسن،عن أبي بكرةَ رضي الله عنه،أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم:" من رأى منكم رؤيا"؟ فقال رجل:أنا،رأيت كأن ميزانا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر، فرجحت أنت بأبي بكر،ووزن عمر وأبو بكر، فرجح أبو بكر، ووزن عمر وعثمان،فرجح عمر، ثم رفع الميزان! فرأينا الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* و 4635:
حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا حماد عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم:" أيكم رأى رؤيا"؟ فذكر معناه، ولم يذكر الكراهية،قال: فاستاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم،يعني فَساءه ذلك فقال:" خلافة نبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء.".
و أخرجه الترمذي برقم (2403)
(والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله)
هذه الاحاديث لا تدل على المطلوب فهي في الدنيا
ثانيا أن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وزن بأبي بكر وليس بأعماله
وكذا ابا بكر بعمر
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[30 - 08 - 08, 02:18 م]ـ
أريد الرد الوافي بارك الله فيكم في المسألة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[31 - 08 - 08, 07:32 م]ـ
للرفع أريد مناقشة هذه المسألة
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[01 - 09 - 08, 02:23 م]ـ
اخي الكريم محمد السلفي
الجواب الكافي والوافي هو ان الله سوف يزن اعمال العباد وهم من عباد الله
ولايخرجهم من ذالك الا نص صحيح صريح وذالك ليس بموجود
وسلمك الله وثقل موازينك يوم القيامه
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[01 - 09 - 08, 05:22 م]ـ
الأمر واضح لا لبس فيه
وفقكم الله.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[03 - 09 - 08, 02:03 م]ـ
الأمر واضح لا لبس فيه
وفقكم الله.
اين الدليل الواضح بارك الله فيك
الادلة التي سقتَها رددناها ولا تدل على مطلوبك
فالسبعون ألفا يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب
والانبياء يوزنون!! وهم الذين علموا السبعين ألفا كيف يتوكلون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون
هذا غريب
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[03 - 09 - 08, 11:10 م]ـ
أريد الرد الوافي في ذلك بارك الله فيكم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[06 - 09 - 08, 12:23 م]ـ
قال القرطبي في كتابه التذكرة
فصل
: الميزان حق ==و لا يكون في حق كل أحد= بدليل قوله عليه السلام فيقال يا محمد ادخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه الحديث
و قوله تعالى {يعرف المجرمون بسيماهم} الآية و إنما يكون لمن بقي من أهل المحشر ممن خلط عملا صالحا و آخر سيئا من المؤمنين و قد يكون للكافرين على ما ذكرنا و يأتي
و قال أبو حامد: و السبعون الألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب لا يرفع لهم ميزان و لا يأخذون صحفا و إنما هي براءات مكتوبة لا إله إلا الله محمد رسول الله هذه براءة فلان ابن فلان قد غفر له و سعد سعادة لا يشقى بعدها فما مر عليه شيء أسر من ذلك لمقام
قلت: و قد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أن قال: [تنصب الموازين يوم القيامة فيؤتى بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين و يؤتى بأهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين و يؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين و يؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين و يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان و لا ينتشر لهم ديوان و يصب عليهم الأجر صبا بغير حساب] ذكره القاضي منذر بن سعيد البلوطي رحمه الله
و خرجه أبو نعيم الحافظ بمعناه [عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: يؤتى بالشهيد يوم القيامة فينصب للحساب و يؤتى بالمتصدق فينصب للحساب ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان و لا ينشر لهم ديوان فيصب عليهم الأجر صبا حتى إن أهل العافية ليتمنون في الموقف أن أجسامهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله تعالى لهم] هذا حديث غريب من حديث جابر الجعفي و قتادة و تفرد به قتادة عن جابر عن ابن عباس عن مجاعة ابن الزبير
[و روى الحسين بن علي رضوان الله عليهما قال: قال لي جدي صلى الله عليه و سلم: يا بني عليك بالقناعة تكن أغنى الناس و أد الفرائض تكن أعبد الناس يا بني إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا ينصب لهم ميزان و لا ينشر لهم ديوان يصب عليهم الأجر صبا و قرأ صلى الله عليه و سلم {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}] ذكره أبو الفرج الجوزي في كتاب روضة المشتاق
وقول القرطبي
: الميزان حق ==و لا يكون في حق كل أحد= بدليل قوله عليه السلام فيقال يا محمد ادخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه الحديث
نقله عنه جمع من أهل العلم وأقروه منهم المناوي والقاري والالوسي وزاد ((وأحرى الانبياء))
والله اعلم واحكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/210)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[06 - 09 - 08, 01:11 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[06 - 09 - 08, 01:12 م]ـ
وهل يوزن أهل الفترة والمجنون ومن لم تبلغه الدعوة بارك الله فيكم
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[06 - 09 - 08, 01:18 م]ـ
اخي الكريم ابو العز النجدي
كونهم لايحاسبون لايعني انه لاتوزن اعمالهم فقد يكون بوزن اعمالهم تبين انهم اهل لاان لايحاسبواعلى اعمالهم
اما كون أهل البلاء لايو زنون فلابد فيه من حديث صحيح صحيح
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[06 - 09 - 08, 01:26 م]ـ
اخي الكريم محمد السلفي
الاصل في غبر المكلفين عدم وزن اعما لهم ولابد من وجود دليل على ان اعما لهم توزن وذالك ليس بموجود
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[06 - 09 - 08, 03:40 م]ـ
ولكن أهل الفترة ومن لم تبلغه الدعوة فاختلف في كونهم يمتحنون أو لا يمتحنون فما الراجح في اهل الفترة وهل يوزنون يوم القيامة.
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[06 - 09 - 08, 04:17 م]ـ
اهل الفترة الذبن لم تبلغهم الدعوة ومن لم تبلغه الدعوة مطلقا غير مكلفين
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[07 - 09 - 08, 07:14 ص]ـ
هناك اختلاف بين العلماء أريد التوجيه
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[09 - 09 - 08, 03:48 ص]ـ
الأخ أبو العز النجدي بارك الله فيكم
الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام،ومن المهاجرين الأولين،وهو ممن شهد بدرا، وممن بايع تحت الشجرة.
ومن المعلوم أن خيار هذه الأمة ـ بل خيار البشر ـ بعد نبيها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هم العشرة وأهل بدر وأصحاب الشجرة وعددهم 1400رضي الله عنهم.
فهل الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود سيدخل الجنة بغير حساب ـ كالسبعين ألف وهو أفضل منهم ـ أم سيوزن بنص الحديث؟!
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[09 - 09 - 08, 07:17 ص]ـ
ليبين قدره وفضله لدقة ساقيه فأراد النبي النبي أن يبين للصحابة فضل ابن مسعود رضي الله عنه
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[09 - 09 - 08, 11:53 ص]ـ
الأخ أبو العز النجدي بارك الله فيكم
الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام،ومن المهاجرين الأولين،وهو ممن شهد بدرا، وممن بايع تحت الشجرة.
ومن المعلوم أن خيار هذه الأمة ـ بل خيار البشر ـ بعد نبيها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هم العشرة وأهل بدر وأصحاب الشجرة وعددهم 1400رضي الله عنهم.
فهل الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود سيدخل الجنة بغير حساب ـ كالسبعين ألف وهو أفضل منهم ـ أم سيوزن بنص الحديث؟!
بارك الله فيك
اعتراض جيد
أما كون ابن مسعود من أفاضل الصحابة فلا شك فيه وكونه سيوزن لاشك فيه بنص الحديث
لكن أين الدليل أن ابن مسعود من السبعين ألفا!!
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[11 - 09 - 08, 01:04 ص]ـ
ابو العز النجدي
بارك الله فيك
اعتراض جيد
أما كون ابن مسعود من أفاضل الصحابة فلا شك فيه وكونه سيوزن لاشك فيه بنص الحديث
لكن أين الدليل أن ابن مسعود من السبعين ألفا!!
بارك الله فيكم
أخي الفاضل ليس هذا إعتراض ولكنه من باب مدارسة العلم حتى نتوصل إلى الصواب.
مقتضى كلامك أخي أن السبعين ألفا الذين سيدخلون الجنة بغير حساب أفضل من ابن مسعود (رضي الله عنه)!
تأمل معي:
قول ابن حجر في الفتح (7/ 8):
قوله: (ثم الذين يلونهم) أي القرن الذي بعدهم وهم التابعون (ثم الذين يلونهم) وهم أتباع التابعين، واقتضى هذا الحديث أن تكون الصحابة أفضل من التابعين والتابعون أفضل من أتباع التابعين، لكن هل هذه الأفضلية بالنسبة إلى المجموع أو الأفراد؟ محل بحث، وإلى الثاني نحا الجمهور، والأول قول ابن عبد البر، والذي يظهر أن من قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم أو في زمانه بأمره أو أنفق شيئا من ماله بسببه لا يعدله في الفضل أحد بعده كائنا من كان، وأما من لم يقع له ذلك فهو محل البحث، والأصل في ذلك قوله تعالى: (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل، أولئك أعظم درجه من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا) الآية. ....................... " وقد تعقب كلام ابن عبد البر بأن مقتضى كلامه أن يكون فيمن يأتي بعد الصحابة من يكون أفضل من بعض الصحابة، وبذلك صرح القرطبي، لكن كلام ابن عبد البر ليس على الإطلاق في حق جميع الصحابة، فإنه صرح في كلامه باستثناء أهل بدر والحديبية.
نعم والذي ذهب إليه الجمهور أن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل لمشاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما من اتفق له الذب عنه والسبق إليه بالهجرة أو النصرة وضبط الشرع المتلقى عنه وتبليغه لمن بعده فإنه لا يعدله أحد ممن يأتي بعده، لأنه ما من خصلة من الخصال المذكورة إلا وللذي سبق بها مثل أجر من عمل بها من بعده، فظهر فضلهم. ا. هـ
من مشاركة سابقة لنا على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=76298
وأختم مشاركتي هذه بسؤال أرجو أن تكون فيه الإجابة على هذا الموضوع:
هل السبعين ألفاً المشار إليهم في الحديث لهم صحف أعمال؟!
وفقكم الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/211)
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[13 - 09 - 08, 12:09 م]ـ
اخي الحبيب
كلام ابن حجر في واد والمسألة التي نحن فيها في واد آخر فالمفاضلة في كلام ابن حجر بين القرون
ذاتها وليس لها دخل في مسألة ذات الفضائل فقد يحوز من هو في القرن الثاني فضيلة لم يحزها
من هو في القرن الاول لكن فضيلة الصحبة هي أُم الفضائل
ثانيا
لا يلزم أن يكون الفاضل قد حوى جميع فضائل المفضول فهذا لا يقوله أحد فابن مسعود أفضل من كثير من
الصحابه ولا يلزم أن يكون قد حوى فضائل جميع من فضلهم
خذ مثالا على ذلك
فقد حوى مهجع = وعاقل بن البُكير = وغيرهما من شهداء بدر أفضل منزلة وهي الشهادة وهم أفضل الشهداء
كما في صحيح البخاري
وسعدبن أبي وقاض أفضل منهما باجماع الامةوقد مات على فراشه
فهل تقول ياأخي ان سعدا قد حاز الشهادة!! لأنه قد حازها من هو أقل فضلا منه!!
وهل يكون مقضى كلامي أن مهجعا أفضل من سعد!!
فتنّبه أخي الحبيب
أما قولك
هل السبعين ألفاً المشار إليهم في الحديث لهم صحف أعمال؟! الصواب =هل السبعون =
فأقول نعم لهم صحائف ومع هذا لا يوزنون
وقد تقول ما فائدتها
فأقول لك أيضا
مافائدة صحائف الانبياء مع أنهم من أهل الجنة قطعا!!
وأخيرا أقول لك أخي الحبيب صلاح الدين
كن متأملا ومتفهما لما تقول وتكتب قبل الرد فقد سقت أحاديث قبل ليس لها علاقة البتة
في الموضوع وهنا نقلت كلاما أيضا ليس لها علاقة
والله اعلم واحكم
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[13 - 09 - 08, 04:53 م]ـ
الحمد لله وحده
ابو العز النجدي
وأخيرا أقول لك أخي الحبيب صلاح الدين
كن متأملا ومتفهما لما تقول وتكتب قبل الرد فقد سقت أحاديث قبل ليس لها علاقة البتة
في الموضوع وهنا نقلت كلاما أيضا ليس لها علاقة
أشكرك على النصيحة الغالية ...
ابو العز النجدي
فأقول نعم لهم صحائف ومع هذا لا يوزنون
هل من دليل من الكتاب أو السنة.
ابو العز النجدي
اخي الحبيب
كلام ابن حجر في واد والمسألة التي نحن فيها في واد آخر فالمفاضلة في كلام ابن حجر بين القرون ذاتها وليس لها دخل في مسألة ذات الفضائل ...
بل كلام ابن حجر وابن عبد البر في صلب الموضوع والمفاضلة بين الصحابة بالنسبة إلى المجموع و الأفراد
لكن هل هذه الأفضلية بالنسبة إلى المجموع أو الأفراد؟ محل بحث، وإلى الثاني نحا الجمهور، والأول قول ابن عبد البر، والذي يظهر أن من قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم أو في زمانه بأمره أو أنفق شيئا من ماله بسببه لا يعدله في الفضل أحد بعده كائنا من كان ....... لكن كلام ابن عبد البر ليس على الإطلاق في حق جميع الصحابة، فإنه صرح في كلامه باستثناء أهل بدر والحديبية.
،
وأما من اتفق له الذب عنه والسبق إليه بالهجرة أو النصرة وضبط الشرع المتلقى عنه وتبليغه لمن بعده فإنه لا يعدله أحد ممن يأتي بعده،
وذكرت ذلك للإستدلال على أن هؤلاء لا يأتي بعدهم أفضل منهم ولو كانوا من السبعين ألفاً الذين يدخلو الجنة بغير حساب
وكلهم بلا استثناء لهم صحائف أعمال وهذه توزن، أي الأعمال دون العمال.
والله أعلم.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[05 - 10 - 08, 12:08 ص]ـ
أخي الفاضل أبو العز النجدي
وجميع الإخوة في الملتقى .. تقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير
إليكم هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149494
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[20 - 12 - 08, 07:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[23 - 12 - 08, 12:43 ص]ـ
وماالثمرة المترتبة على معرفة هل يوزن الأنبياء أم لا؟
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[07 - 02 - 09, 07:22 ص]ـ
للبحث(51/212)
مقالات العلامة: عبد المحسن العباد
ـ[الموسى]ــــــــ[26 - 08 - 08, 06:22 م]ـ
هذا رابط لمقالات العلامة الشيخ عبد المحسن العباد في مجلة الجامعة الاسلامية:
http://www.iu.edu.sa/Magazine/Author1/54.htm
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[27 - 08 - 08, 01:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا ً وحفظ الله شيخنا العباد ..
والشيخ سوف يقوم بشرح كتاب الصيام وكتاب الزكاة من عمدة الاحكام في رمضان ..(51/213)
أفعال العباد قدر الله؟ كلام لبكر أبي زيد أود منكم إيضاحه ...
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[27 - 08 - 08, 12:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه الماتع النافع معجم المناهي اللفظية راداً على قولهم "أفعال العباد غير مخلوقة ?":
" ومثله قول بعض المتأخرين:
أفعال العباد قدر الله. إن أراد أنها نفس تقدير الله الذي هو علمه ونحوه من صفاته فلا.
أما إن أراد أنها مقدَّرة قدرها الله فهذا حق. ومثله قولهم:
الأعمال هي الشرائع. فلفظ الشرع هنا مجمل، فإن أُريد به الشرع الذي هو كلام الله فهذا باطل، وإن أُريد به الأعمال المشروعة بأمر الله فهذا حق."
من يشرح لي هذا الكلام وله مني الدعاء
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[31 - 08 - 08, 11:56 ص]ـ
للرفع
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[03 - 09 - 08, 06:28 ص]ـ
بسم الله
أخي الفاضل النقل عهدة عليك والكتاب ليس بين يدي
ومقصود الشيخ والله أعلم يفهم إذا علمت أن مراتب القدر أربع، هي:
العلم
الكتابة
المشيئة
الخلق
فنفاة القدر السابقين نفوا المراتب كلها لكنهم انقرضوا وجاء بعدهم المعتزلة الذين نفوا المرتبتان الاخيرتان،،لكنهم يثبتون العلم والكتابة وبعض من وافقهم يطلق لفظة: أفعال العباد قدر الله لا يعني بها كما يعني بها أهل السنة من أنها من خلق الله بل يريد أنها معلومة لله وليست من خلقه والشيخ لم ينكر اللفظ مطلقا بل أنكره بوصف معين وهو إن أريد به الصفة فحسب أما من يقولها ولم يقصد هذا المعنى فهذا حق.
وأما قوله: الأعمال هي الشرائع ... الخ
فلا يخفاك أن هذه الكلمة مثل قول جهم إيماني مخلوق وهي من المسائل السبعين التي أنكرها الإمام أحمد رضي الله عنه؛ لأن جهما عندما قال إيماني مخلوق أراد كل ما يؤمن به العبد ومنه القرآن الكريم وكلام الله فمن وافقه ألزمه بأن القرآن مخلوق لأنه من مما يؤمن به العبد، ولذا أنكر الأئمة إطلاق هذا القول فلا بد من التفصيل وللشيخ العثيمين رحمه الله تفصيل جميل في شرح السفارينية حيث يرى أنه يفرق بين إيمان العبد وما يؤمن به العبد فيجوز رحمه الله أن تقول إيمانك مخلوق أما المؤمن به فلا يجوز أن تقول مخلوق لأن مما تؤمن به الله وصفاته ومنها كلامه و لا يشك المسلم أنها ليست مخلوقة ومما تؤمن به ما هو مخلوق كالأنبياء والجنة ... فالمؤمن به تفصل القول والإيمان جوز الشيخ أن تقول أنه مخلوق؛ لأنه فرق بين ايمان العبد وما يؤمن به العبد،،،،،،وكلمة الأعمال هي الشرائع مثل قول جهم إيماني مخلوق فالقرآن شرع الله (شرع لكم من الدين ... ) فمن قال الأعمال هي الشرائع فقد وصف حتى القرآن أنه مخلوق لذا أنكره الشيخ،،،،،،والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[08 - 09 - 08, 02:57 م]ـ
بارك الله فيك
وانا الذي ظننت ان الموضوع لن يتصدى له أحد(51/214)
ضوابط أشكال الصليب الممنوعة
ـ[أبو سليمان الغامدي]ــــــــ[28 - 08 - 08, 12:46 ص]ـ
ضوابط أشكال الصليب الممنوعة
السؤال: أريد السؤال عن الصليب ما هي أشكاله؟ وهل يعد علامة الزائد والضرب من أشكال الصليب؟ لأن ذلك أشكل عليّ وعلى كثير من الإخوان، ولم أجد له جوابا.
الجواب:
الحمد لله
صناعة الصليب أو شراؤه أو نقشه على الملابس أو الجدران ونحو ذلك من المحرمات التي لا يجوز للمسلم ارتكابها، فلا يصنعها بنفسه ولا يعين عليها، بل يتقي الله تعالى ويتحرز عن شعار الكفر الذي افتراه النصارى في دينهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" الصليب لا يجوز عمله بأجرة ولا غير أجرة، ولا بيعه صليبا، كما لا يجوز بيع الأصنام ولا عملها، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام) " انتهى.
"مجموع الفتاوى" (22/ 141)، وانظر "الموسوعة الفقهية" (12/ 84 - 88).
ثانيا:
للصليب أشكال وأنواع كثيرة، تنوعت عبر الزمان والمكان واختلاف الطوائف النصرانية، فاتخذ صورا متنوعة يمكن الاطلاع عليها في الرابط الآتي:
http://en.wikipedia.org/wiki/Cross
والذي يظهر لنا في حكم رسم وتعليق هذه الأنواع والأشكال من الصلبان ما يلي:
1 - إذا كان قد رسم على أنه صليب، فهذا لا يجوز للمسلم حمله ولا لبسه ولا شراؤه ولا بيعه ولا رسمه؛ لأن علة تحريم رسم الصليب ولبسه هي البعد عن مشابهة النصارى وتعظيم رموزهم الدينية الباطلة، وهذه العلة واقعة في كل شكل من أشكال الصليب التي تعرفها طوائف النصارى إذا كانت وضعت على أنها صليب لتعظم وترمز لما يريدون.
2 - أما إذا رسمت زخرفة معينة، أو صنعت بعض الأشياء المنزلية والأدوات العادية، فوافق أن نتج عنها شكل من أشكال الصليب السابقة، فهذا ينظر فيه:
أ - فإن كان يظهر للناظر لأول وهلة أنه رسم الصليب المشهور اليوم في معظم الكنائس ولدى أكثر النصارى، وهو عبارة عن خطين أحدهما طولي والآخر عرضي، بحيث يقطع الخط العرضي الخط الطولي، وتكون الجهة العلوية أقصر من السفلية، وهو الشكل الأشهر للصليب منذ أن أحدثه النصارى، مأخوذ من الخشبة التي يصلب عليها من يُراد قتله، فإن كان يظهر للناظر من الوهلة الأولى هذا الأمر، وجب نقضه وإزالته، أو تعديله بما يخرجه عن كونه صليبا، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم (لا يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نقضه).
ب - أما إذا لم تكن صورة الصليب ظاهرة، وإنما نتج عن زخرفة غير مقصودة، أو كان البناء بالهندسة المتقاطعة أنفع وأكثر مرونة، أو استعمل لرموز رياضية معينة، كرمز الجمع أو الضرب في علم الحساب، ففي هذه الحال لا يجب نقضه ولا إزالته، ولا حرج في صنعه ولا في بيع ما احتوى عليه، لانتفاء العلة، وهي التشبه بالكفار وتعظيم رموزهم، فإن رمز الصليب في هذه الحالة دقيق غير ملاحظ، ولا معتبر.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" أولاً: لا بد أن نعلم أن هذا صليب؛ لأن بعض الأشياء يظنها بعض الناس صلباناً وليست كذلك.
ثانياً: أن نعلم أنه وُضِع لأنه صليب، لا لكونه نقشاً في الثوب مثلاً؛ لأن النصارى يعظمون الصليب، فلا يمكن أن يجعلوه وَشْياً [زخرفة] في ثوب، إنما يضعونه موضع الاحترام.
فلابد من هذين الأمرين، فإذا تحققنا أنه صليب فإن الواجب تمزيقه، أو على الأقل: السُّنَّةُ تمزيقه، ولنقاطع هذه الثياب – التي عليها صلبان -؛ فإذا قاطعناها ولم يستفد التجار منها قاطعوها أيضاً.
وكذلك يقال في النجمة السداسية التي يقال إنها شعار اليهود، فحكمها حكم الصليب، وإن كان اليهود لا يتخذونها على سبيل العبادة؛ لكنها مختصة بهم.
نحن سألنا عنها النصارى الذين أسلموا [يعني: عن الصلبان] فقالوا: إن الصليب عندنا هو الصليب المعروف؛ أن يكون خطان، أحدهما يقع عرضاً والثاني طولاً، ويكون الطوليُّ مِن جانبٍ أطولَ من الثاني.
حتى إننا سألناهم عن ساعة الصليب هذه التي يسمونها ساعة الصليب فقالوا: هذه لا يراد بها الصليب، هذه علامة الشركة فقط؛ لأن الصليب عند النصارى يقولون عنه: إنه خط مرتفع طويل، ثم خط عرْضي، وأحد الجانبين في الخط الطولي أطول من الآخر؛ لأن هذا هو الواقع، فالإنسان المصلوب توضع له خشبةٌ عرضاً من أجل أن تربط بها يداه، فهل يمكن أن تكون الخشبةُ الموضوعةُ لليدين موضوعةً في النصف؟! لا.
بل تكون في الأعلى، لهذا نحن في شك من هذه التي نُشِرَت قبل سنتين بأشكال مختلفة، وقالوا: هذه صلبان! ثم إن علامة (+) هل هي صليب؟ ليست صليباً.
كذلك يوجد فيما سبق الدلاء التي يُرفع بها الماء من البئر، في أعلاها شيء يُسمى: (العَرْقات)، عبارة عن خشبتين، إحداهما عَرْضِية والأخرى طولية، فمِن هذه الأشياء ليست صليباً.
فالشيء الصليب هو الذي وُضع على أنه صليب " انتهى.
"لقاء الباب المفتوح" (لقاء رقم 21/سؤال رقم 7)
وقال أيضا رحمه الله:
" أما ما ظهر منه أنه لا يراد به الصليب، لا تعظيما، ولا بكونه شعارا، مثل بعض العلامات الحسابية، أو بعض ما يظهر بالساعات الإلكترونية من علامة زائد، فإن هذا لا بأس به، ولا يعد من الصلبان بشيء " انتهى.
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (ج 18/ 114، 115، جواب السؤال رقم 74)
وسئل رحمه الله في "لقاءات الباب المفتوح" (لقاء رقم/199، سؤال رقم/9):
مررت بأحد المباني في إحدى مدننا، وكان هذا المبنى النوافذ فيه على شكل صلبان - كل النوافذ - وهو مكون من عشرة طوابق، وهي مشابهة تماما لما يصممه الغربيون في منازلهم؟
فأجاب:
"والله يا أخي! هذه تحتاج إلى مشاهدة العمارة، وليس كل ما جاء على شكل الصليب يكون صليبا، وإلا لقلنا: علامة زائد حرام، وقلنا: الغرب الذي كان الناس يستقون به حروثهم حرام؛ لأنه معروف، خشبتان معترضتان، الصليب له شكل معين، وله قرائن تدل على أنه صليب، فيحتاج إلى مشاهدة العمران " انتهى بتصرف يسير.
وانظر جواب السؤال رقم: (101399 ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/101399))
والله أعلم.
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/215)
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 02 - 09, 01:40 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" أولاً: لا بد أن نعلم أن هذا صليب؛ لأن بعض الأشياء يظنها بعض الناس صلباناً وليست كذلك.
ثانياً: أن نعلم أنه وُضِع لأنه صليب، لا لكونه نقشاً في الثوب مثلاً؛ لأن النصارى يعظمون الصليب، فلا يمكن أن يجعلوه وَشْياً [زخرفة] في ثوب، إنما يضعونه موضع الاحترام.
فلابد من هذين الأمرين، فإذا تحققنا أنه صليب فإن الواجب تمزيقه، أو على الأقل: السُّنَّةُ تمزيقه، ولنقاطع هذه الثياب – التي عليها صلبان -؛ فإذا قاطعناها ولم يستفد التجار منها قاطعوها أيضاً.
وكذلك يقال في النجمة السداسية التي يقال إنها شعار اليهود، فحكمها حكم الصليب، وإن كان اليهود لا يتخذونها على سبيل العبادة؛ لكنها مختصة بهم.
نحن سألنا عنها النصارى الذين أسلموا [يعني: عن الصلبان] فقالوا: إن الصليب عندنا هو الصليب المعروف؛ أن يكون خطان، أحدهما يقع عرضاً والثاني طولاً، ويكون الطوليُّ مِن جانبٍ أطولَ من الثاني.
حتى إننا سألناهم عن ساعة الصليب هذه التي يسمونها ساعة الصليب فقالوا: هذه لا يراد بها الصليب، هذه علامة الشركة فقط؛ لأن الصليب عند النصارى يقولون عنه: إنه خط مرتفع طويل، ثم خط عرْضي، وأحد الجانبين في الخط الطولي أطول من الآخر؛ لأن هذا هو الواقع، فالإنسان المصلوب توضع له خشبةٌ عرضاً من أجل أن تربط بها يداه، فهل يمكن أن تكون الخشبةُ الموضوعةُ لليدين موضوعةً في النصف؟! لا.
بل تكون في الأعلى، لهذا نحن في شك من هذه التي نُشِرَت قبل سنتين بأشكال مختلفة، وقالوا: هذه صلبان! ثم إن علامة (+) هل هي صليب؟ ليست صليباً.
كذلك يوجد فيما سبق الدلاء التي يُرفع بها الماء من البئر، في أعلاها شيء يُسمى: (العَرْقات)، عبارة عن خشبتين، إحداهما عَرْضِية والأخرى طولية، فمِن هذه الأشياء ليست صليباً.
فالشيء الصليب هو الذي وُضع على أنه صليب " انتهى.
"لقاء الباب المفتوح" (لقاء رقم 21/سؤال رقم 7)
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
وأسأل الله أن يرحم الشيخ ابن عثيمين ... وأن يجمعنا وإياه ووالدينا ومن نحب في الفردوس الأعلى.(51/216)
أفيدوني في مسألة أشكلت علي. قول يارب القرآن؟
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[28 - 08 - 08, 03:33 م]ـ
من المعلوم أنه لا يجوز قول " يا رب القرآن " لما ورد فيه النهي عن ذلك و لأن القرآن كلام الله و هو صفة من صفاته، و لكن أشكل علي قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " إله الحق " في غير ما حديث، و (الحق) من أسماء الله عز و جل، فهل إضافة الصفة إلى الله عز وجل (المنهي عنه) مثل إضافة اسمه إليه؟؟؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[29 - 08 - 08, 12:59 م]ـ
الحمد لله
جواب هذا السؤال ينبني على توضيح قاعدة عامة يتضح بها جواب هذا السؤال ونظائره
وهي أن ما يطلق على الله جل وعلا وعلى غيره من الألفاظ يختلف معناه اختلافا عظيماً بحسب المراد به، فما أريد به الله كان معناه على ما يقتضيه كماله جل وعلا
وإذا أطلق على العبد أريد به ما يناسب حاله من المعاني.
مثال ذلك: لفظ (العزيز) إذا أريد به الله عز وجل فهو من الأسماء الحسنى، ويكون معنى (أل) فيه للاستغراق، فتفيد اتصاف الله عز وجل بالعزة المطلقة، بجميع معاني العزة، وقد فسرها أهل اللغة بعزة القدر وعزة القهر وعزة الغلبة.
وإذا أطلق على غير الله كما في قوله تعالى: (قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر)
فسر معناه بحسب ما يناسب حال من أطلق عليه اللفظ
ففي هذه الآية أرادوا بالعزيز الملك، والعزيز اسم من أسماء الملك في لسان العرب، قال المخبل السعدي:
كعقيلة الدر استضاء بها محراب عرش عزيزها العجم
ويكون معنى (أل) في هذا الإطلاق للعهد وليس للاستغراق
والعهد له أنواع ثلاثة في لسان العرب: العهد الذكري، والعهد الذهني، والعهد الحضوري
مثال العهد الحضوري أن تخاطب رجلاً حاضراً فتقول له: يا أيها الرجل.
فتكون أل هنا للعهد الحضوري
ومثال العهد الذكري: أن تقول مررت برجل فسلمت عليه فقال لي الرجل: وعليك والسلام.
فتعريف الرجل في هذا المثال يراد به العهد الذكري، أي هو الرجل المعهود ذكره آنفاً.
ومثال العهد الذهني: أن يجري بينك وبين شخص حديث تريدون به رجلاً معيناً
فيقول أحدكما: هذا الرجل كذا كذا
فيكون التعريف ههنا للعهد الذهني، أي ما هو معهود في الذهن من إرادة هذا الرجل.
إذا تبين هذا فقوله تعالى: (قالوا يا أيها العزيز) معنى (ال) في (العزيز) العهد الحضوري.
هذا المثال يصلح مقدمة ممهدة لبيان جواب السؤال، وذكرته وإن كان معلوماً لدى السائل كما يبدو، ولكن ليقرأه من لم يكن يعلمه من قبل فينتفع به.
فلفظ (الحق) يطلق ويراد بالله عز وجل، ويكون معناه حينئذ على ما يقتضيه كمال الله تعالى وجلاله.
وإذا أطلق على غيره كان له من المعنى ما يناسب ما أطلق عليه
ففي قوله تعالى: (ولا تلبسوا الحق بالباطل، وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)
وقوله: (ويقتلون النبيين بغير الحق)
ونحو ذلك من الإطلاقات لا يراد بالحق ههنا الله جل جلاله
وإنما يراد به ما يضاد الباطل.
وكذلك في المثال المسؤول عنه (إله الحق) كما في تلبية النبي صلى الله عليه وسلم (لبيك إله الحق)
لا يراد بالحق ههنا الله عز وجل، فإن هذا باطل قطعاً.
وإنما يراد به ما يضاد الباطل، فإله الحق ههنا أي من له وحده الدين الحق كما قال تعالى: (وله الدين واصباً)
فما يعبد من دونه جل وعلا إنما هي آلهة الباطل، وهو جل وعلا إله الحق
فإن الحق ليس فيه إلا إله واحد هو الله عز وجل
فهو إله الحق.
أرجو أن يكون معنى الإضافة قد اتضح لك.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 08 - 08, 03:18 م]ـ
من المعلوم أنه لا يجوز قول " يا رب القرآن " لما ورد فيه النهي عن ذلك
أخي عمرا: هل تريد بالوارد أثر ابن عباس - رضي الله عنهما -؟!
قال اللالكائي في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة):
[ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا أبي قال: حدثني علي بن صالح بن جابر الأنماطي قال: حدثنا علي بن عاصم، ح. قال: وحدثنا أبي قال: حدثنا الصهيبي عم علي بن عاصم، عن علي بن عاصم، عن عمران بن حدير، عن عكرمة قال: كان ابن عباس في جنازة، فلما وضع الميت في لحده قام رجل فقال: اللهم رب القرآن اغفر له. فوثب إليه ابن عباس فقال: «مه، القرآن منه» زاد الصهيبي في حديثه فقال ابن عباس: القرآن كلام الله ليس بمربوب، منه خرج وإليه يعود] اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/217)
فإن كان هو المقصود، فهو ضعيف فيه مجهول وهو الصهيبي، وفيه علي بن صالح قال الذهبي: (لا يعرف، وله خبر باطل)، وفيه علي بن عاصم وهو مختلف فيه.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 08 - 08, 03:24 م]ـ
السؤال:
جاء كتاب من مَحَلَّهْ للمزني أنَ رجلاً قال ورب (يس) لا فعلت كذا، فحنث، قال المزني لا شيء عليه ومن قال يحنث فهو يقول إن القرآن مخلوق أو معناه، ما هي هذه العبارة؟
الجواب:
[(يس) - هذا استشكالٌ جيد – (يس) حينما قال ورب (يس) هذه محتملة، لأن (يس) قيل إنه من أسماء النبي عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى في أول سورة (يس) ?يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ? وكذلك (يس) اسم نبي من الأنبياء ?سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ? فمن أراد بقوله ورب (يس) النبي عليه الصلاة والسلام أو (يس) النبي فهذا أقسم بربوبية الله جل وعلا لمخلوق، هذا واضح أنه حلف منعقد.
المُزَنِي فيما نقل الأخ (ما أدري هل النقل دقيق أو لا) لكن في قوله ورب (يس)، (يس) فُسِرت بأنه قرآن، من أسماء القرآن، كما هو معروف في الحروف المقطَّعة جميعاً (الم) من أسماء القرآن (ق) من أسماء القرآن منها (يس) هذه من أسماء القرآن، وقوله ورب (يس) كأنه جُعِلَ هنا فَهِم منه أن الحالف برب (يس) حَلَفَ برب القرآن، والقرآن ليس بمخلوق فكيف يكون له رب، وهذا غير مفهوم عندي إذا كان على هذا النحو، لأنه القرآن هو كلام الله جل وعلا وصفته وقول القائل ورب القرآن يحتمل أن يريد به الصفة ويحتمل أن يريد به - يعني القرآن الذي هو صفة الله جل وعلا - ويحتمل أن يريد أن القرآن مخلوق، فيُمنَع منه لأجل هذا الاحتمال،والأول أن يكون ورب القرآن يعني ورب الصفة بمعنى أنه جل وعلا صاحبها هذا جائز من جهة أنه ربٌ للصفة كقوله جل وعلا ?سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ? وهو رب العزة والعزة صفة من صفاته جل وعلا، فيقال رب الرحمة بمعنى أنه جل وعلا صاحبها المتصف بها، رب العزة بمعنى أنه جل وعلا المتصف بها.
رب القرآن بمعنى أنه المتصف به لكن مثل هذه الكلمة لا يسوغ أن تقال لأن هذه هي من كلمات من يقولون القرآن مخلوق، فكأن المزني في وقته كان قول من يقول ورب (يس) رب القرآن، يقولها من يعتقد أن القرآن مخلوق فلذلك نبه على ذلك رعاية للحال الذي كان في زمنه، أما من جهة الأصل فإنه يقال رب القرآن بمعنى صاحبه أو بمعنى المتصف به الذي تكلم به جل وعلا ولكن هذا عند الاختيار لا يقال بل يُبتعد عنه لأن القرآن صفة الله جل وعلا والناس لا يعقلون من الربوبية إلا ربوبية المخلوق، لا ربوبية الصفة بمعنى أنه المتصف بها] اهـ.
من شرح الواسطية معالي الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله تعالى -.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[29 - 08 - 08, 03:49 م]ـ
تكلم عنها الإخوة في موضوع سابق أيضا,
فأفادوا وأجادوا كذلك,,,
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[30 - 08 - 08, 01:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا إخواني لكن هناك ملاحظة:
1 - بخصوص العنوان فقد زاد فيه المشرف (قول يا رب القرآن) فأصبح من يقرأه يتوهم أن المسألة التي أشكلت علي هى تلك و لكن كلامي كان غير ذلك و إنما الذي أشكل علي هو قول (إله الحق) و كيفية التوفيق بينها و بين قول (رب القرآن) , فألتمس من الأخ المشرف تغيير ذلك.(51/218)
قواعد مهمه متعلقه بالاسباب
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[29 - 08 - 08, 04:18 م]ـ
فهذه قواعد ذكرها الشيخ حمد بن عتيق حفظه الله فى دورة الامام احمد الخامسه التى انعقدت فى الكويت ... فكتبتها للفائده:
قال الشيخ حمد حفظه الله:
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على خاتم المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم
اما بعد:
فهذه قواعد مهمه متعلقه بالاسباب:
الاسباب قسمان:
1 - الاسباب الحقيقيه: وهى الاسباب التى ثبت انها سبب بالشرع او بالقدر (ان يثبت الاتصال بين السبب والمسبب وان يكون هذا الاتصال ظاهرا ولو للمختصين فقط)
مثال: الدعاء فهو سبب لشفاء الامراض وثبت بالتجربه المباشره الظاهره (المقصود بالمباشره اى اتصال سبب بمسبب) مثال: ان اللاسلكى سبب لفتح الابواب.
2 - الاسباب الوهميه: وهى الاسباب التى نفاها الشرع او لم تثبت بالتجربه المباشره الظاهره اى يثبت الاتصال بين السبب والمسبب ولم يظهر ذلك حتى للمختصين
مثال: (التمائم نفى الشارع سببيتها مثل اتخاذ جلد الذئب لعلاج المصروع لم يثبت فيه الاتصال بين السبب والمسبب فهو من الاسباب الموهومه)
القاعده الثانية: ظن السبب الوهمى والحقيقى انه يوجد المسبب استقلالا من دون الله (شرك اكبر) لانه اعتقد ان مع الله خالقا. قال تعالى هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ.فاطر-3
وقال تعالى أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ. النحل-17
(وذكر هذه القاعده ابن رجب فى كتابه (لطائف المعارف) وذكرها سليمان بن عبدالله فى التيسير وابن عثيمين فى القول المفيد رحمهم الله)
القاعده الثالثه: الاصل فى الاسباب الحقيقيه الحل والجواز إلا ما دل الدليل على تحريمه يدل على ذلك قوله تعالى "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا".البقره-29
(وهى مقدره فى كتب اصول الفقه)
القاعده الرابعه: ظن السبب الوهمى انه سبب حقيقى (شرك اصغر) يدل ذلك إطلاق الشريعه الشرك على التمائم وغيرها من الاسباب الموهمه (أفاد هذه القاعده ابن رجب وسليمان وابن عثيمين وشيخه ابن سعدى
رحمهم الله)
القاعده الخامسه: ليس كل سبب حقيقى يكون مباحا مثل: (الزنا سبب حقيقى للولد) (والربا سبب حقيقى للغنى) ولكن هذا لا يدل على جوازه لانه الشريعه حرمته.
القاعده السادسه: لا يوجد المسبب الا بتوفر عده اسباب ونتفاء عده موانع الا مشيئه الله."
(ذكر هذه القاعده ابن تيميه فى الفتاوى وفى رده على البكرى وابن رجب وابن سعدى فى التوحيد وابن القيم فى شفاء العليل ومدارج السالكين رحمهم الله)
القاعده السابعه: تعليق المسبب على احد الاسباب جائز شرعا وعقلا وهذا لا ينفى بقيه الاسباب ولا ازاله الموانع.
وفى الحديث قال صلى الله عليه وسلم "من قال لا اله الا الله دخل الجنه " والسبب:" لا اله الا الله". والمسبب "الجنه".
القاعده الثامنه: الاصل فى الاسباب الدينيه الشرعيه المنع الا ما اذن الله به او دل الدليل على جوازه قوله تعالى " أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ"الشورى-21
(ذكر هذه القاعده ابن تيميه وابن القيم وسليمان بن عبدالله رحمهم الله.وغيرهم)
القاعده التاسعه: حصول المسبب دون حصول السبب بل بمجرد الاراده للمسبب خاص بالله تعالى كما قال تعالى "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"يس-82
(ذكر هذه القاعده سليمان عبدالله فى التيسير ومحمد رشيد رضا فى حاشيته على صيانه الانسان رحمه الله عليهم).
القاعده العاشره: حصول المسبب لا يدل على صحه السبب ولا على جوازه يدل لذلك تحريم (السحر والكهانه والتنجيم). (ذكر هذه القاعده ابن تيميه فى اقتضاء الصراط المستقيم.والمعلمى فى رساله
"تحقيق البدعه".وراجع المعلمى فانه نفيس جدا).
القاعده الحادى عشر: الاعتماد على التوكل وترك الاسباب قدح فى العقل والاعتماد على الاسباب وترك التوكل قدح فى الشرع والدين ويدل ذلك
اتخاذ النبى صلى الله عليه وسلم للاسباب وهو سيد المتوكلين
(ذكر هذه القاعده ابن تيميه وابن القيم وغيرهما من ائمه الدعوه السلفيه بنجد)
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .. والحمد لله رب العالمين
والله الموفق
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[05 - 09 - 08, 04:53 ص]ـ
أخي الكريم أبا قتيبة بارك الله فيك على النقل
تعقيبان:
1/ القاعدة الرابعة كما ذكرتها - على إطلاقها - فيها نظر؛ فلو اعتقد أحدهم أن ضرب الحجر يورث المال، هل يكون مشركا شركا أصغر؟
2/ القاعدة السادسة يصوغها أهل الخوارق والضبابيات بقولهم: يجوز تخلف المسبب عن السبب؛ طالبين بذلك الكرامة .. فالتعامل معها يكون بقيود، والله أعلم(51/219)
تعريف التوحيد وأقسامه
ـ[الأفغاني السلفي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 03:58 م]ـ
تعريف التوحيد وأقسامه
------------
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى ورعاه:
(كتاب التوحيد) (التوحيد) مصدر وحّد, يوحّد, توحيدا، وقد جاء هذا اللفظ (التوحيد) بقلة، وجاء في السنة الدعوة إلى توحيد الله؛ كما جاء قي صحيح البخاريّ أن النبي صلى الله عليه وسلم لمّا بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قال «إنّكَ تَأْتِي قَوْماً أَهْلَ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ إلى أن يوحِّدوا الله»؛ (يوحَّدوا) مصدره التّوحيد، وفي الرواية الأخرى من حديث ابن عباس هذا؛ الذي فيه قصةُ بعثِ معاذٍ إلى اليمن، وهي في الصحيحين قال «فَلْيَكُنْ أَوّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لا إلهَ إلاّ الله وأن محمدا رَسُولُ الله»، فدلّ على أن التّوحيد هو شهادةُ أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتحقيق هاتين الشهادتين هو تحقيق التوحيد.
التوحيد: جعْل الشيء واحدا, وحّد يعني جعله واحدا, تقول: وحّدْتُ المتكلم. إذا جعلتَه واحدا، ووحّد المسلمون اللهَ؛ إذا جعلوا المعبود واحدا وهو الله جل وعلا.
والتوحيد المطلوب يشمل ما أمر الله جل وعلا في الكتاب من توحيده، وهو ثلاثة أنواع:
الأول توحيد الربوبية، الثاني توحيد الألوهية، والثالث توحيد الأسماء والصفات.
توحيد الربوبية: معناه توحيد الله بأفعاله, أفعال الله كثيرة منها: الخلق، والرَّزق، والإحياء، والإماتة، وتدبير الملك، والنفع، والضَّر، والشفاء، والإجارة؛ يجير ولا يجار عليه، وإجابة دعوة المضطر، وإجابة دعوة الداعي، ونحو ذلك من أفراد الربوبية. فالمتفرد بذلك على الكمال هو الله جل وعلا. فتوحيد الربوبية توحيد الله بأفعاله سبحانه.
وتوحيد الألوهية: مأخوذ من أَلَهَ, يَأْلَهُ, إِلهة, وأُلوهة، إذا عَبَدَ مع المحبة والتعظيم. يُقال: تألّه، إذا عبد معظِّما محبا، ففرْق بين العبادة والألوهة؛ فإنّ الألوهة: عبادة فيها المحبة والتعظيم والرضى بالحال والرجاء والرغب والرهب. فمصدر ألَه، يأله, ألوهة، وإلهة، ولهذا قيل توحيد الإلهية، وقيل توحيد الألوهية، وهما مصدران لـ: أَلَهَ يَأْلَهُ. ومعنى أَلَهَ في لغة العرب: عبد مع المحبة والتعظيم، والتألُّه العبادة على ذاك النحو، قال الراجز:
لله دَرُّ الغانيات المُدَّهِ ... سبَّحْن واسترجعن من تألُّهي
يعني من عبادتي، فتوحيد الإلهية، أو توحيد الألوهية هو توحيد العبادة، يعني جَعْل العبادة لواحد وهو الله جل جلاله.
والعبادة أنواع، والعبادة يفعلها العبد، والله جل وعلا هو المستحق للألوهة وللعبادة؛ يعني هو ذو الألوهة وهو ذو العبادة على خلقه أجمعين.
توحيد الألوهية هو توحيد الله بأفعال العبد؛ أفعالك متنوعة التي تفعلها تقربا، فإذا توجّهت بها لواحد-لواحد وهو الله جلّ وعلا- كنت موحّدا توحيد الإلهية، فإذا توجه العبد بها لله ولغيره، كان مشركا في هذه العبادة.
والنوع الثالث من التوحيد توحيد الأسماء والصفات: ومعناه أن يعتقد العبد أن الله جلّ وجلاله واحد في أسمائه وصفاته لا مُماثل له فيهما، وإن شَرِك بعضُ العباد اللهَ جل وعلا في أصل بعض الصفات؛ لكنهم لا يَشْرَكونه جل وعلا في كمال المعنى؛ بل الكمال فيها لله وحده دون من سواه؛ فمثلا المخلوق قد يكون عزيزا، والله جل جلاله هو العزيز، له؛ للمخلوق من صفة العِزّة ما يناسب ذاته الحقيرة، الوضيعة، الفقيرة، والله جلّ وعلا له من كمال هذه الصفة منتهى ذلك، ليس له فيها مثيل، وليس له فيها مشابه على الوجه التام؛ قال جل وعلا ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ? [الشورى:11].
هذه الأنواع الثلاثة من التوحيد، ذكرها الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب، لكن لمّا كانت التصانيف قبله اعتنى فيها العلماء -أعني علماء السنة والعقيدة- ببيان النوعين الأول والثالث؛ وهو توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات, هما توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات؛ لمّا اعتنى العلماء بهما، لم يبسط الشيخ رحمه الله القول فيهما، وإنما بسط القول فيما الناس بحاجة إليه، ويفتقدون التصنيف فيه، وهذه طريقة الإمام رحمه الله؛ فإن كتاباته المختلفة، وإن مؤلفات الشيخ إنما كانت للحاجة، ليست للتكاثر، أو الاستكثار، أو للتفنن، وإنما كَتَبَ فيما الناس بحاجة إليه، لم يكتب لأجل أن يكتب، ولكن كتب لأجل أن يَدعُوَ، وبين الأمرين فرْق.
فإذن الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب بيّن توحيد الإلهية والعبودية، وبيَّن أفراده من التوكل، والخوف، والمحبة، والرجاء، والرّغبة، ونحو ذلك، والاستعانة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، كل هذه العبادات لله سبحانه دون من سواه، و الشيخ رحمه الله لمّا بسط ذلك، بيّن أيضا ضدّه؛ وهو الشرك.
منقول
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[01 - 09 - 08, 12:50 ص]ـ
جزاك الله خيراً
هل هذا النقل من تفريغ الستة عشر شريطاً التي شرح فيها الشيخ حفظه الله كتاب التوحيد للإمام المجدد؟(51/220)
آية بليغة عظيمة!! هل يتدبرها عبدة القبور والأتربة والأضرحة؟!
ـ[الأفغاني السلفي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 04:00 م]ـ
آية بليغة عظيمة!! هل يتدبرها عبدة القبور والأتربة والأضرحة؟! < STRONG><SPAN dir=ltr style="FONT-SIZE: 16pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: " new="">
ـ[الأفغاني السلفي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 04:04 م]ـ
آية بليغة عظيمة!! هل يتدبرها عبدة القبور والأتربة والأضرحة؟!
الإمام الحافظ إسماعيل بن كثير القرشي: قال الله تبارك وتعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ. مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ? الحج: [73، 74]
• يقول - تعالى - منبهًا على حقارة الأصنام، وسخافة عقول عابديها: ? يَا أَيّهَا النَّاس ضُرِبَ مَثَل ?. أي: لما يعبده الجاهلون بالله المشركون به.
• ? فَاسْتَمِعُوا لَهُ، (أي: أنصتوا وتفهموا.
• ? إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُون الله لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوْ اِجْتَمَعُوا لَهُ، (أي: لو اجتمع جميع ما تعبدون من الأصنام والأنداد على أن يقدروا على خلق ذباب واحد ما قدروا على ذلك كما قال الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر؛ حدثنا شريك عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة - مرفوعًا - قال: (وَمَنْ أَظْلَم مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُق كَخَلْقِي فَلْيَخْلُقُوا مِثْل خَلْقِي ذَرَّة أَوْ ذُبَابَة أَوْ حَبَّة). وأخرجه صاحبا " الصحيح " من طريق عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ أَظْلَم مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُق كَخَلْقِي فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّة فَلْيَخْلُقُوا شَعِيرَة).
• ثم قال تعالى أيضًا: ? وَإِنْ يَسْلُبهُمْ الذُّبَاب شَيْئًا لاَّ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ?. أي: هم عاجزون عن خلق ذباب واحد بل أبلغ من ذلك عاجزون عن مقاومته والانتصار منه لو سلبها شيئًا من الذي عليها من الطيب ثم أرادت أن تستنقذه منه لما قدرت على ذلك هذا، والذباب من أضعف مخلوقات الله وأحقرها، ولهذا قال: ? ضَعُفَ الطَّالِب وَالْمَطْلُوب ?. قال ابن عباس):الطَّالِب: الصَّنَم، وَالْمَطْلُوب: الذُّبَاب. (واختاره ابن جرير، وهو ظاهر السياق. وقال السدي وغيره):الطَّالِب: الْعَابِد، وَالْمَطْلُوب: الصَّنَم).
• ثم قال: ? مَا قَدَرُوا الله حَقّ قَدْره ?. أي: ما عرفوا قدر الله وعظمته حين عبدوا معه غيره من هذه التي لا تقاوم الذباب لضعفها وعجزها.
• ? إِنَّ الله لَقَوِيّ عَزِيز ?. أي: هو القوي الذي بقدرته وقوته خلق كل شيء. ? وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأ الْخَلْق ثُمَّ يُعِيدهُ وَهُوَ أَهْوَن عَلَيْهِ ?. ? إِنَّ بَطْش رَبّك لَشَدِيد إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئ وَيُعِيد ?. ? إِنَّ الله هُوَ الرَّزَّاق ذُو الْقُوَّة الْمَتِين ?.
• وقوله: ? عَزِيز ?. أي: قد عز كل شيء فقهره وغلبه؛ فلا يمانع، ولا يغالب لعظمته وسلطانه، وهو الواحد القهار. " تفسير القرآن العظيم ": (3/ 260).
منقوول(51/221)
فائدة حول تسمية كتاب (الموافقات) للشاطبي
ـ[الأفغاني السلفي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 04:13 م]ـ
قال الشاطبي - رحمه الله تعالى -:
ولأجل ما أودع فيه من الأسرار التكليفية المتعلقة بهذه الشريعة الحنيفية سميته بـ " بعنوان التعريف بأسرار التكليف " ثم انتقلتُ عن هذه السيماء لسند غريب يقضي العجب منه الفطنُ الأريبُ، وحاصله أني لقيتُ يومًا بعض الشيوخ الذين أحللتهم مني محل الإفادة وجعلت مجالسهم العلمية محطًا للرحل ومناخًا للوفادة، وقد شرعت في ترتيب الكتاب وتصنيفه، ونابذت الشواغل دون تهذيبه وتأليفه؛ فقال لي: رأيتك البارحة في النوم، وفي يدك كتاب ألفته فسألتك عنه فأخبرتني أنه كتاب (الموافقات) قال: فكنتُ أسألك عن معنى هذه التسمية الظريفة فتخبرني أنك وفَّقْتَ به بين مذهبي ابن القاسم وأبي حنيفة فقلتُ له: لقد أصبتم الغرض بسهم من الرؤيا الصالحة مصيب وأخذتم من المبشرات النبوية بجزء صالح ونصيب؛ فإني شرعتُ في تأليف هذه المعاني عازمًا على تأسيس تلك المباني، فإنها الأصول المعتبرة عند العلماء والقواعد المبني عليها عند القدماء؛ فعجب الشيخ من غرابة هذا الإتفاق،كما عجبتُ أنا من ركوب هذه المفازة، وصحبة هذه الرفاق؛ ليكون أيها الخل الصفي والصديق الوفي هذا الكتاب عونُا لك في سلوك الطريق وشارحا لمعاني الوفاق والتوفيق لا ليكون عمدتك في كل تحقق وتحقيق.اهـ
الموافقات (10 - 11) طـ مشهور
منقول
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[01 - 09 - 08, 03:42 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[05 - 10 - 08, 10:25 ص]ـ
جزاك الله خير.(51/222)
دموع وعبرات تسكب على التوحيد للشيخ ممدوح الحربي.
ـ[الأفغاني السلفي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 04:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله .. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} سورة آل عمران (102) .. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} سورة النساء (1) .. أما بعد
إخواني في الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وأسأل الله عز وجل أن يتقبل منا أعمالنا وأقوالنا وأن يحسن لنا الختام على الإيمان والتوحيد والسنة إنه على كل شيء قدير ..
إخواني في الله .. قرأتم عنوان هذه المحاضرة والذي هو: " دموع وعبرات تسكب على التوحيد " ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على قطع مادة الشرك وسدِّ ذرائعه ولهذا نهى عن رفع القبور والبناء عليها والصلاة عندها واتخاذها عيداً وإيقاد السرج عليها ونحو ذلك من الأمور التي تؤدي إلى تعظيم أصاحبها من المقبورين والغلو فيهم .. فقد روى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني الموت - طفق يطرح خميصة ً على وجهه فإذا اغتم - صلوات ربي وسلامه عليه - كشفها عن وجهه الشريف فقال وهو كذلك: " لعن الله اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد " يحذر ما صنعوا صلى الله عليه وسلم وقالت عائشة رضي الله عنها أيضاً: لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم تذاكر بعض نسائه كنيسة ً بأرض الحبشة يقال لها ماريه لقد كانت أم سلمه وأم حبيبه رضي الله عنهما أجمعين قد أتتا أرض الحبشة فذكرن من حسنها وتصاويرها فقالت فرفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأسه الشريف فقال أولئك قوم إذا مات فيهم الرجل بنوا على قبره مسجدا ً ثم صوروا تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة " رواه البخاري ومسلم
إنها وصية إخواني في الله مخلصا ً يودع بها الحبيب الخليل صلى الله عليه وسلم أصحابه ليلحق بالرفيق الأعلى فعلى رغم ثقل المرض وشدة الألم إلا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعيدها المرة بعد الأخرى رحمة بأمته وشفقة عليها وخوفا ً عليها من الزيغ والانحراف والوقوع في ظلمات الشرك والتلطخ بأوحال الوثنية والضياع في سراديب التيه والتعلق بالمخلوق الذي لا ينفع ولا يضر .. بل من شدة عنايته صلى الله عليه وآله وسلم على جناب التوحيد من أن يخدش بعوامل الشرك ومؤثرات الوثنية لم يكتفي بسماع بعض أصحابه رضوان الله عليهم بل حرص على بيانه لجميع أصحابه الأطهار الأبرار رضوان الله عليهم .. فعن أسامه بن زيد رضي الله عنهما قال:" أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في مرضه الذي مات فيه: ادخلوا علي أصحابي، فدخلوا عليه وهو متقنع ببرده - فداه أبي وأمي- فكشف صلى الله عليه وسلم القناع عن وجهه فقال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد) .. إنها اللحظات الأخيرة من حياة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وكل همه الأكبر هو إيضاح التوحيد بشكل جلي لا خفاء فيه ولا غموض .. إنه التحذير من الشرك و البدع والتحذير من الغلو والزيغ .. فإن الله عز وجل أمر عباده المؤمنين بالتوحيد الخالص من كل شائبة من شوائب الشرك والبدعة .. قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (5) سورة البينة، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (162) سورة الأنعام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/223)
إخواني في الله: إنه التوحيد الذي هو أعظم حق لله تعالى، فما من نبي ولا رسول كريم إلا وجاء بالبيان والإيضاح لهذا الأصل العظيم قال تعالى وهو يناجي حبيبه وخليله صلى الله عليه وآله وسلم محمد بن عبد الله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (25) سورة الأنبياء .. ولهذا كانت حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حياة حافلة مليئة ببيان التوحيد والتحذير من الشرك والبراءة من أهله بل كان يعلم أصحابه حدوده وقواعده، فهاهو صلى الله عليه وسلم يقول لمعاذ بن جبل رضي الله عنه:" هل تدري ما حق الله على عباده وما حق العباد على الله " فقال معاذ: الله ورسوله أعلم؟. فقال صلى الله عليه وآله وسلم:" فإن حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ً وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا ً " رواه البخاري ومسلم، بل كان رسول الله عليه وآله وسلم يرسل أصحابه رضوان الله عليهم لهدم معاقل الوثنية وصروح الشرك والإلحاد .. فعن أبي الهياج ألأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ ألا تدع تمثالا ً إلا طمسته ولا قبرا ً مشرفا ً إلا سويته " رواه مسلم.
ولقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم شديد التوقي والتحري لحماية جناب التوحيد حتى في أدق المسائل .. فعندما جاءه رجل فقال له: ما شاء الله وشئت، قال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: " أجعلتني لله عدلا ً .. لا بل ما شاء الله وحده " رواه أحمد والبخاري، وكان صلى الله عليه وآله وسلم دائم التضرع إلى ربه ومولاه ألا يُِِِتخذ قبره وثنا ً يعبد مع الله تعالى حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: " اللهم لا تجعل قبري وثنا ًيعبد لعن الله قوما ً اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد " رواه الإمام أحمد والحديث صحيح، وقد سار الصحابة رضوان الله عليهم بعد النبي صلى الله عليه وآله على منهاجه وطريقته الشريفة في التحذير من الشرك وذرائعه فلم يكن على عهد الصحابة ولا التابعين ولا تابعيهم من هذه القبور .. والأضرحة المعظمة في زماننا شيء لا في الحجاز ولا اليمن ولا الشام ولا العراق ولا مصر ولا خُرَاسَان ولا المغرب ولم يكن قد أحدث مشهدا ً لا على قبر نبيا ً ولا صاحب ولا أحد من أهل البيت ولا على ولي ولا صالح .. ثم ماذا حدث بعد ذلك؟! بدأ الانتقال من النور إلى الظلام .. ظلام العبودية لغير الله تعالى إلى عبودية المخلوق للمخلوق وسراب الغلو في الأشخاص وتقديس المشاهد والقباب والقبور فحدث الانحراف العقدي والتمزق النفسي والشذوذ الفكري الذي أخذ ينخر في جسد الأمة فعشعش في عقول كثير من أبناءها وتربع على قلوبهم حتى فرّخ وثنية سافرة بغيضة أعني بذلك إخواني في الله داء تقديس القبور والأضرحة والمزارات فظهرت بدعة منحرفة ضالة وهي بدعة التشيع التي كانت بداية الشرك والوثنية و الإلحاد .. فالشيعة هم أول من بنى المشاهد على القبور حيث تتبعوا قبور من مات قديما ً ممن يعظمونهم من آل البيت وراحوا يبنون على قبورهم ويجعلونها مشاهد ومزارات ثم قامت الزنادقة منهم ببناء المشاهد والأضرحة على قبور الأولياء والأئمة فتعطلت المساجد ووضعوا في زيارة المشاهد والقباب وتعظيمها والدعاء عندها من الأكاذيب والبهتان ما الله به عليم ... حتى صنف كبار شيوخهم كتبا ً في مناسك حج القبور والمشاهد وكذبوا فيها على رسولنا صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الطيبين الطاهرين أكاذيب بدلوا بها دينه وشريعته وغيروا بها ملة أبينا إبراهيم عليه السلام وابتدعوا الشرك المنافي للتوحيد فصاروا جامعين بين الشرك والوثنية والكذب معا ً فإن المتتبع لأحوال القبوريين يلحظ بوضوح انتشار الشرك بينهم بجميع أنواعه وصوره ودرجاته شرك في الربوبية وشرك في الألوهية وشرك في الأسماء والصفات، كما أن ظاهرة العكوف على القبور اليوم والتي هي من أكثر البدع الشركية شيوعا ً بين المسلمين، قد أصبحت منظرا ً مألوفا ً حتى أنك أخي في الله لا تكاد تسمع صوت المصلحين وهي تختنق في غمرة ضجيج العاكفين على القبور والأضرحة، إنها غفلة الصالحين وسكوت الدعاة الناصحين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/224)
أقول إخواني في الله إنها شبكة واسعة من القبور والأضرحة المقدسة ولكي ندرك إخواني في الله حجم المأساة نورد بعض النماذج التي توضح حجم انتشار هذه الأضرحة في بعض بقاع العالم الإسلامي وإلى أول الدول:
" دولة مصر"
ففي بلاد مصر تَلْقَى الأضرحة احتراما ً وتبجيلا ً لدى كثيراً من الناس حيث يشتهر في مصر أكثر من ألف ضريح فيوجد على سبيل المثال في مركز فَوَّه واحد وثمانون ضريحا ً وفي مركز طلخى أربعا ً وخمسون ضريحا ً وفي مركز دُسُوق أربعا ً وثمانون ضريحا ً وفي مركز تلا مائة وثلاثاً وثلاثون وهي ضريحا ً يعبد من دون الله عز وجل وهي الأضرحة التابعة للمجلس الصوفي الأعلى هذا بخلاف الأضرحة التابعة لوزارة الأوقاف أو الغير مقيدة بالمجلس الأعلى الصوفي كما يوجد في" أسوان " أحد المشاهد والذي يسمى بمشهد السبعة وسبعين ولي .. وتنقسم الأضرحة إلى كبرى وصغرى .. وكلما فَخُم البناء واتسع وذاع صيت صاحبه زاد اعتباره وكثر زوَّارُه فمن الأضرحة الكبرى في القاهرة ضريح الحسين وضريح السيدة زينب وضريح السيدة عائشة وضريح السيدة سكينة وضريح السيدة نفيسة وضريح الإمام الشافعي الذي وحده يتلقى في كل عام أكثر من خمسون ألف شكوى واستغاثة ومدد من دون الله تعالى .. أما عن خارج القاهرة فتشتهر أضرحة كضريح البدوي بطنطا وضريح إبراهيم الدسوقي بدسوق وضريح أبي العباس المُرسي بالإسكندرية وضريح أبي الحسن الشادلي بقرية حريمثلاء بمحافظة البحر الأحمر وضريح أبي الحجاج الأقصري بالأقصر وضريح عبد الرحيم القِنَائي بقناء .. وذلك حيث يندفع أكثر القبوريين لا شعوريا ً للقيام ببعض الممارسات المتنوعة كالحرص على الصلاة في المسجد الذي به الضريح ثم الحرص على زيارته وترديد بعض الكلمات والصلوات والدعوات ويلي ذلك التمسح بالضريح وتقبيله طلبا ً للبركة ثم يليه التوسل بجاه صاحب الضريح اعتقادا ً أن ذلك أقرب إلى إجابة الدعاء ثم ينتهي بهم المطاف ببلوغ غاية الضلال والخرافة عندما يُتوجه إلى صاحب الضريح بالدعاء والرجاء وطلب قضاء الحاجات منه وغالبا ً ما يصحب الدعاء استقبال الضريح حتى لو كانت القبلة خلف ظهره كما يظهر على الزائر الخشوع والسكينة والتأثر الذي قد يصل إلى حد البكاء وقد يصل الوجد ببعضهم إلى الإغراق في حالة من فقدان الوعي فيصبح كما يقولون مجذوبا ً كما يتزاحم الناس عند ضريح البدوي حول حمار يأتي به دراويش الطريقة الشناويه إلى قبر البدوي فيتسابقون لنزع شعرات من جسم هذا الحمار المسكين ليصنعون منها الأحجبة وهذا بالضبط ما كان قدماء المِصْريين يفعلونه بهذا الحيوان المسكين.
أقول إخواني في الله: إنها وثنية بكل معانيها .. أما إذا تكلمنا عن صندوق الشيطان ذلك الصندوق الأسود المسمى بصندوق النذور عند ضريح البدوي فهو من أشهر صناديق النذور على الإطلاق والذي بلغت حصيلته في إحدى السنوات إلى قرابة أربعة ملايين جنيه مصري .. كان نصيب الخليفة الأول والثاني لهذا الضريح حوالي أربع وخمسين ألف جنيه لكل واحد منهما ونصيب حامل مفتاح المقصورة ستا ً وثلاثين ألف جنيه وشيخ المسجد ثمانية عشر ألف جنيه ورئيس الخدم اثنا عشر ألف جنيه والكاتب اثنا عشر جنيه والمؤذن ومقيم الشعائر وقارئ السور وخادم الدورة كل واحد من هؤلاء المرتزقة له نصيب ستة آلاف جنيه .. أما عن قراء المقارئ وعددهم اثنان وعشرون قارئاً فقد كان نصيبهم هو مائة واثنين وثلاثون ألف جنيه مع الإعفاء من الرسوم والضرائب الحكومية .. أما عن نصيب الأسد من هذا الصندوق الشيطاني فقد كان لوزارة الأوقاف حيث بلغ نصيبها تسعا ً وثلاثين في المائة من إجمالي دخل هذا الصندوق الشيطاني .. كما يأتي الفلاحين والفقراء بالنصف أو الربع من أنعامهم وزروعهم بل أولادهم فيأتي الرجل بنصف مهر ابنته ويضعه في صندوق النذور قائلا ً: هذا نصيبك يا بدوي، كما يجتمع في مولد البدوي أكثر من ثلاثة ملايين شخص وتشير الدراسات إلى أن البدوي كان شخص غريب الأطوار، مختل العقل، دخل المسجد يوم الجمعة فبال فيه ثم خرج! ويكفي أن تعلم أخي في الله أن ما يناله خدام هذا الضريح من هذه الأموال أكثر مما يناله أكبر الأطباء والمهندسون وأساتذة الجامعة.
"بلاد الشام "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/225)
أما في بلاد الشام فقد أحصى عبد الرحمن بيك سامي في دمشق وحدها مائة وأربعا ً وتسعون ضريحا ً ومزارا ً المشهور منها أربعا ً وأربعون ضريحا ً .. وذكر أنه منسوبٌ للصحابة أكثر من سبعاً وعشرين قبرا ً لكل واحد منهم قبة ويزار ويُتبرك به .. وفي دمشق ضريح يدعي الناس أنه لرأس يحيى بن زكريا عليهما السلام .. ويقع في قلب المسجد الأموي وله قبة وشباك وله نصيبه من التمسح والدعاء وقبور أخرى تزار ويتوسل بها .. أما عن ضريح ابن عربي في دمشق صاحب كتاب فصوص الحكم والمُعتقد بوحدة الوجود والحلول والاتحاد وزعيم الفلاسفة القائلين بهذه البدعة الكفرية.
أقول إخواني في الله إن مزاره وثن يعبد ويقدس في بلاد الشام والتي كانت في يوم من الأيام عاصمة الخلافة الأموية وإن كان لا يزال في أهلها الخير إن شاء الله تعالى .. غير أن هذه الفتنة بهذا الوثن تزداد يوما ً بعد يوم فلو قدر لك الذهاب إلى قبر ابن عربي في دمشق لوجدت فئاما ً من الناس يغدون إليه ويروحون ولوجدتهم يطوفون حوله ويتوسلون به ويعلنون دعائهم له من دون الله تعالى ولوجدت المرأة تضع خدها على شباك الضريح وتمرغه وتنادي أغثني يا ابن عربي! ولو جدت الصبايا البريئات يجئن إليه ويمددن إليه الأكف ويمسحن الوجوه ويخشعن ويتضرعن .. أقول إخواني في الله عند قبر ابن عربي في دمشق تُمَارس شتى ألوان الشرك الأكبر فأين الناصحون وأين المخلصون وأين السائرون على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما " في الأردن"
فالدعاة في شرقها يطوفون بالأغنام حول مقام النبي يوشع في أزمان الأوبئة ويختارون خير نعاجهم ويصعدونها إلى سطح الضريح وينحرونها فيسيل الدم على عتبات الضريح قربة لصاحب هذا القبر .. كما تزور المرأة العاقر والتي لا تنجب مقام النبي يوشع حافية خاشعة وتجثوا أمام الضريح وتقبله بدموع وتضرع ومنهن من يرقدن الليالي الطويلة بين أسواره بالصوم والصلاة ثم يغادرنه وفي أنفسهن من الفرح والسرور ما الله به عليم ..
أما "في العراق"
أما العراق فتمتليء بالعديد من القبور والمزارات بعضها للمنتسبين للسنة والكثير منها لأفراخ المجوس الشيعة فزيارات المنتسبين للسنة فردية وغير منظمة أما زيارات الشيعة فهي منظمة ولكل مزار موسمه المعروف ففي هذه المواسم يفد الشيعة بأعداد كبيرة من مختلف أقطار العالم من بلاد الهند وإيران ودول الخليج ويمارسون الوثنية والشرك أمام هذه القبور، حيث تبدأ الزيارة من النجف عند مرقد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما يزعمون، ويقرأ الزائرون هناك عددا ً من الأدعية الشركية والاستغاثات الوثنية في كتبهم الضالة المنحرفة، بعد ذلك ينتقل الزائر إلى كربلاء وهي ديارهم المقدسة ثم الكاظميه، وتنتهي بسامراء حيث يختفي فيها إمامهم الثاني محمد بن الحسن العسكري كما يزعمون ويعتقدون، وتستغرق هذه الزيارات الشركية الوثنية أياما ً وليالي تسيل خلالها الدموع بغزارة ويكثر فيها الندب والبكاء والنحيب والاستغاثة لغير الله عز وجل وقد أتوها من مكان سحيق وفج عميق وقدموا لها النذور والهدايا والقرابين.
أقول إخواني في الله: إنها وثنية سافرة وردة من الله عندنا فيها من الله برهان ولكن لا أبا بكر لها رضي الله عنه .. أما ضريح الإمام أبي حنيفة فهو في ضاحية الأعظمية في مسجد كبير تقام فيه صلاة الجمعة ويقع القبر في جانب القبلة من اليسار خارج المسجد وتوجد إلى جانبه، وهذه الطامة الكبرى، توجد إلى جانب ذلك الضريح كلية الشريعة أو كلية الإمام الأعظم حيث يقصده الحجاج الأتراك خلال رحلتهم إلى الحج .. أما قبر وضريح الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه فيقع في منطقة مطلة على نهر دجلة إلا أن معالمه زالت بفعل حركة النهر ولم يعد له أثر وهذا رحمة من الله تعالى بهذا الإمام الجليل إمام أهل السنة والجماعة والذي كان يلقب بمحدث الفقهاء وفقيه المحدثين رحمه الله تعالى.
ننتقل إلى "تركيا "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/226)
أما في تركيا إخواني في الله: فيوجد فيها على ما يزيد على ست مائة وخمسين مشهدا ً وضريحا ً يشد إليه الرحال ويتوسل بأصحابها من دون الله عز وجل ويقدمون لها النذور والقرابين وغير ذلك من الأفعال الشركية الوثنية فالجماعات الصوفية في تركيا وخصوصا ً الطريقة النقشبندية والطريقة القادرية تدير الطريقة القرآنية والخلاوي إضافة إلى المدارس الابتدائية والثانويات الخاصة كما تملك أغلب الجماعات الصوفية مؤسسات إعلامية كبيرة مثل محطة ( A.
قال الشيخ الألباني :
.T.V إي. كا. تي. في) التابعة للطريقة النقشبندية والتي تركز نشاطها في صفوف الطلاب والطالبات وكذلك تمتلك جماعة الطريق القادرية محطة إعلامية كبيرة تعرف باسم "ميساي تي في mesay T.V " بل وتسيطر الطرق الصوفية في تركيا على ساحة الصحافة الإسلامية فتدير عشرات الصحف والمجلات والنشرات المتخصصة لنشر البدعة بين صفوف المسلمين العامة ..
ننتقل إلى دولة "باكستان"
ففي مدينة مولتان والتي تقع في وسط الباكستان تشتهر هذه المدينة بكثرة القبور والأضرحة التي ترتفع عليها القباب والتي يصل ارتفاع هذه القباب في بعض الأحيان إلى خمسين مترا ً .. فإذا قدر لك أخي الحبيب أن تقف على هذه المدينة لرأيت أحد الشوارع الرئيسية ينحرف ليتجنب أحد هذه الأضرحة المعظمة المقدسة عند القوم ثم يعاود الاستقامة مرة أخرى ولا أحد يجرؤ أن يفكر بأن يقترح نقل الضريح من مكانه .. أما إذا اقتَربْتَ من ضريح الشيخ زكريا، وهو من أكبر الأضرحة هناك، لرأيت تلك الفرق الموسيقية التي تجلس على مدخل المسجد فبمجرد رؤيتهم للقادم الغريب يبدأ العزف على الآلات الموسيقية وتعلو أصواتهم بالغناء المليء بالشر كيات والاستغاثات طبعا ً لشيخهم الشيخ زكريا .. أما إذا اقتربت من فِنَاء الضريح فإنك سوف ترى الناس بين واقف ٍ وجاث ٍ وباك ٍ ورأيت من يسجد على عتبات القبر .. أما عن النساء فإنك سوف ترى تلك المرأه المسكينة والتي هدها الإجهاد والتعب وهي تحمل طفلا ً لها في عينيه براءة الأطفال وبقايا الفطرة الحنيفية التي فطر الله عباده عليها وهي تسجد طفلها عنوة ً على عتبة القبر والضريح ثم تمسح الأم على الضريح بيدها ثم تمسح وجه طفلها المريض البريء .. أما في يوم مولد الشيخ زكريا فإن الناس يحضرون من جميع أنحاء الباكستان بل ومن الهند ونيبال حتى إن بعضهم يحمل حذاءه بيده وهو ينزل من الطائرة أو الحافلة إذ كيف يطأ بنعله أرضا ً بها جسد الشيخ زكريا .. فاللهم رحماك رحماك ..
ننتقل إلى دولة "الهند"
ففي الهند يوجد إخواني في الله أكثر من مائة وخمسين ضريحا ً مشهورا ً يأمها آلافا ً من الناس حتى أصبح قبر الشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني مرجع الخلائق في هذا العصر الأخير يطوفون حوله ويعملون على قبره جميع الأعمال التي لا تليق إلا بالعلي الغفار سبحانه وتعالى كالسجود والنذور.
أما إذا انتقلنا إلى دولة "بنجلادش"
ففي بنجلادش يأتي الناس إلى زيارة القبور والأضرحة ويظنون أنها أقدس مكان على وجه الأرض، لذلك فهم يسجدون أمام الأضرحة إجلالا ً لها واحتراما ً إلا من رحم ربي، كما يطلبون من أصحابها الذرية ودفع المصائب وتفريج الكروب، ويقدمون لهم النذور من الأموال والحيوانات كالغنم والبقر التي تذبح باسم صاحب القبر لأنهم يعتقدون أن لأصحاب هذه الأضرحة والقبور يدا ً في تصريف الأمور بل وفي إدخالهم الجنة، ومن المضحك المبكي أن بعض الناس يأتون مزارات يوجد بها سلاحف وتماسيح يعتقد فيها البعض من الجهلاء النفع والضر فيقدمون الأكل لها أملا ً في الحصول على وظيفة أو تفريج كربة، كما تحرص بعض النساء الجاهلات على مس هذه الحيوانات أملا ً في حدوث الحمل والرزق بالذرية لأنهم يعتقدون أن هذه الحيوانات تحولت إلى هذه الصورة بعد أن كانت من الأولياء الصالحين، وهناك من المزارات التي تحتوي على أشجار يعتقد فيها وتعلق على أغصانها الخيوط والخِرَق .. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ننتقل إلى دولة "اريتريا"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/227)
ففي اريتريا إخواني في الله .. يتوجه كثير من القبوريين للأضرحة والقبور حاملين معهم الأغنام والأبقار والسكر والقهوة والشاي وغيرها من الأنواع التي توجد عندهم إضافة إلى الأموال وذلك ليقدموها قربانا ً إلى صاحب الضريح والقبر، وقد يذبحون الأنعام للولي أو للشيخ ويطوفون بالقبر ويتمرغون بترابه ويطلبون قضاء الحوائج وتفريج الكربات منه، كما يحصل من الفساد الأخلاقي حول الأضرحة ما يستحي الإنسان من ذكره وخاصة الاختلاط وانتهاك الأعراض وتكثر هذه الممارسات حول الأضرحة الشهيرة كضريح مثلا ً الشيخ ابن علي وضريح سِيْدِي هاشم الميرغني وضريح بنته الست علوية بمدينة مصوع، وهذين القبرين قد تم بناءهم على شكل مكعب ومغطى بالقماش مثل الكعبة، وفي كل زاوية من هذه الزوايا خشبة مستديرة يتبرك بها بعد الانتهاء من الطواف حول القبر .. قوانين الزيارة وحالة الزائرين إمام القبر والضريح فإن لزيارة مراقد ومشاهد وقبور الأولياء قوانين لا بد من إتباعها ومنها: ينبغي أن يخلع الزوار نعالهم خارج القبة وبعضهم يخلعها خارج ساحة المسجد احتراما ً لصاحب الضريح فمن المسلم عندهم أنه لا يجوز دخول القبة بالنعلين كما يتم دخول القبة بإذن من حارسها حيث يتولى خادم الضريح وهو السادن تطويف الزوار، ويُتبَرّك الزوار بالضريح والقبر والقبة بطرق شتى منها الأخذ من تراب القبر ومنهم من يضع يديه على السياج المعدني حول القبر ويتمسح به ثم يمسح به على جسده وملابسه، إضافة إلى الطواف داخل القبة حول القبر فإنه من الممارسات الشائعة والمألوفة عند هؤلاء الزوار القبوريون .. إضافة إلى دعاء المقبور والاستعانة به والإلحاح عليه في الدعاء فقد رأيت بعض الزائرين يجلس عند القبر ممسكا ً بسياجه ويلح في طلب حاجته وأحيانا ً يصرخ، والبعض الآخر يدعوا المقبور أثناء الطواف حول القبر ومما يندى له الجبين إخواني في الله أن امرأة شوهدت عند قبة الشيخ عبد الباقي تحمل طفلاً وهي تدفعه بيديها وتهزه .. مخاطبةً الشيخ عبدالباقي وهي ترجو منه البركة في صغيرها ثم تقول: يا شيخ هل سمعت؟ يا شيخ هل سمعت؟ لتتيقن سماعه وقضاء حاجتها ومنهم من يلتزم القبر بداخل القبة ويصيح عنده ويجأر به وقد رأيت ذلك بعيني.
وهناك من يسجد وهو مستقبل الضريح والقبر عياذا ً بالله تعالى إضافة إلى تقديم النذور عند هذه القباب والأضرحة ومن الناس أيضا ً من يعكف عندها أياما ً وشهورا ً التماسا ً للشفاء أو لقضاء حاجة ً من حوائجه وقد أُلحِقت ببعض القباب غرف انتظار للزائرين لهذا الغرض وقد لوحظ أن زيارة القباب والقبور تتم في جميع أيام الأسبوع وتزداد في أيام الجمع والأعياد حيث يقتض كثير من القباب بالزوار في هذه المناسبات .. كما لوحظ اختلاط الرجال والنساء في هذه الزيارات وإن معظم الزائرين هم من النساء .. يقول الإمام الصنعاني في كتابه العظيم تطهير الاعتقاد وهو يصف حالة أولئك المشركين في تعظيمهم للقبور والأضرحة بقوله رحمة الله عليه: " ويقسمون بأسمائهم بل إذا حلف من عليه حق باسم الله تعالى لم يقبلوا منه فإذا حلف باسم ولي من أوليائهم قبلوه وصدقوه ولن يُصَدِّق أحدا ً من الحالف إلا إذا حلف بواحد ٍ منهم -أي من الأولياء- وهذا كان شيئا ً طبيعيا ً كنا نراه في القرى ونحن صغار ولا زال يجري للآن " انتهى كلامه رحمة الله عليه.
واستمع أخي في الله إلى هذه القصة التي توضح ما اعتادوه وألفوه أولئك القبوريين من تعظيم القبور والإقسام بها .. ففي بلاد الشام طال الجدال بين الأعراب على سرقة بهيمة من البهائم وكان المتهم جالسا ً بين الحضور وهو ينكر هذه السرقة فقال له أحد الحاضرين لا ريب أنك أنت السارق ودلائل الخوف ظاهرة على وجهك، فقال المتهم: أقسم بالله أني ما مددت يدي إلى الحرام فقام أحدهم وقال له: لا بالله لا نقبل يمينك، يعني لا نقبل قسمك بالله، ولكن أقسم لنا بضريح الهلاهله .. هذا ضريح في شرق الأردن فلما سمع المتهم اسم الهلاهله امتقع لونه وقال: لا أقسم ويل للحالف ثم اعترف بجريمته وسرقته لهذه البهيمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/228)
كما وصل الحال ببعضهم إخواني في الله أن جعلوا هذه القبور والأضرحة الوثنية حرما ً آمنا ً .. يهرع إليه المجرمون والفارون ويلجأ إليها الخائفون ليأمونا في رحابها ويستريحوا في ظلالها ويطمئن في ساحاتها، بل لم يكن في زمن من الأزمان وفي وقت من الأوقات يجرأ أحد من الحكام أن ينتهك حرمة ضريح لاذ به مجرم؟ أو عاذ به فار مهما كان جرمه ومهما بلغت جنايته، وكثيرا ً ما عفي عن اللائذين بالأضرحة من المجرمين إكراما ً للمدفونين أو خشية ً ورهبة ً من انتقام وبئس الأولياء المقبورين كما يزعمون، فإنا لله وإنا إليه راجعون ..
جاء في كتاب السيد البدوي ودولة الدراويش في مصر، أن بعض سدنة الأضرحة في أرياف مصر يرسلون عجلا ً صغيرا ً في حقول بلدهم معلنون أن هذا العجل هو للولي الفلاني .. فلا يزال هذا العجل سائبا ً على حريته في حقول البلد وما جاورها يأكل مما يشتهيه وأرباب هذه الحقول لا يستطيعون طرده أو إهانته خوفا ً من الولي الذي هو في حمايته حتى يأتي مولده أي مولد ذلك الولي فيأخذه السدنة سمينا ً معلوفا ً ويذبحونه وينتفعون به .. " انتهى ما في الكتاب.
أما إخواني في الله عن الوقاية والعلاج
كيف يتقي المسلمون؟ وكيف يكون العلاج لهذه الظاهرة العظيمة؟ أقول فمن العوامل التي تساعد بإذن الله تعالى على وقف زحف هذه الوثنية التي انتشرت بين صفوف المسلمين ما يأتي:
أولا ً: أن يعتني العلماء والدعاة بتقرير التوحيد ونشره في تلك المجتمعات المعظمة للقبور وأن يجتهدوا في توضيح مفهوم التوحيد وذلك من خلال القصص القرآني وضرب الأمثال، وضرورة تعلق القلب بالله وحده سبحانه وتعالى، وأن الله عز وجل هو المتفرد بالنفع والضر والخلق والتدبير، وهو المعبود بحق الذي تتوجه إليه القلوب بالمحبة والإجلال والخشية والرجاء وحده سبحانه وتعالى .. أقول أن يتضمن هذا التقرير بيان عجز المخلوقين وضعفهم وأنهم لا يملكون لأنفسهم فضلا ً عن غيرهم ضرا ً ولا نفعا ً ولا موتا ً ولا حياة ً ولا نشورا ً.
ثانيا ً: تربية الأمة عموما ً وهذه المجتمعات المعظمة للقبور خصوصا ً على التسليم لنصوص الكتاب والسنة .. والتحاكم إليها وانشراح الصدر لها لقوله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (65) سورة النساء، فإذا كان طواغيت هذا العصر يفرضون على الناس احترام الشرعية الدولية والإذعان والتسليم لقرارات الأمم المتحدة فإن على العلماء والدعاة إلى الله أن يدعوا المسلمين إلى التسليم والانقياد لشريعة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم أطهر خلق الله .. وأكرم خلق الله .. وأشرف خلق الله .. وألا تُعَارَضَ هذه السنة العظيمة بأي نوع من المعارضات سواء كانت هذه المعارضة تقليدا ً أو عقلا ً أو ذوقا ً أو سياسة أو غيرها .. فالإيمان مبني على التسليم لله تعالى والانقياد لحبيبه ولخليله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ثالثا ً: إظهار السنن النبوية والآثار المحمدية والتمسك بها، الذي ينتج عنها بإذن الله زوال البدع واندثارها والحذر من البدعة مهما كانت فإنه ما ظهرت بدعة إلا رفع مثلها من السنة والنفوس إخواني في الله إن لم تشتغل بسنة وتوحيد فإنها ستشتغل ببدعة وشرك فإن النفوس خلقت لتعمل لا لتترك.
رابعا ً: العمل بقاعدة سد الذرائع فكل ما كان وسيلة أو ذريعة تؤدي إلى الشرك فينبغي التحذير منها وذلك حماية لجناب التوحيد، فالتهاون في هذه المسألة يفضي إلى الوقوع في الشرك بالله عز وجل والخروج من الملة الحنيفية .. فمثلا ً الصلاة عند القبور والبناء عليها أمور حرمها الشارع الحكيم سبحانه وتعالى، لأنها طريق ووسيلة تفضي إلى الشرك بالله تعالى، وقد أشار الإمام العلامة الشوكاني رحمة الله عليه إلى أن البناء على القبور سبب رئيسي في عبادة القبور فقال رحمة الله عليه: " فلا شك ولا ريب أن السبب الأعظم الذي نشأ منه هذا الاعتقاد في الأموات هو ما زينه الشيطان للناس من رفع القبور ووضع الستور عليها وتجصيصها وتزيينها بأبلغ زينة وتحسينها بأكمل تحسين فإن الجاهل إذا وقعت عينه على قبر من القبور قد بنيت عليه قبة فدخلها ونظر على القبر الستور الرائعة والسرج المتلألة، وقد سطعت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/229)
حوله مجامر الطيب، فلا شك ولا ريب أنه يمتليء قلبه تعظيما ً لذلك القبر، ويضيق ذهنه عن تصور ما لهذا الميت من المنزلة، ويدخله من الرهبة والمهابة ما يزرع في قلبه من العقائد الشيطانية التي هي من أعظم مكائد الشيطان على المسلمين وأشد وسائله إلى ضلال العباد، ما يزلزله عن الإسلام قليلا ً قليلا ً حتى يطلب من صاحب ذلك القبر مالا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى، فيصير في عداد المشركين والعياذ بالله تعالى .. انتهى كلام الإمام الشوكاني رحمة الله عليه.
خامساً: السعي إلى هدم القباب ونقضها وإزالتها امتثالا ً لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتباعاً لسلف الأمة الأطهار الأبرار رضي الله عنهم فعن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا تدع تمثالا ً إلا طمسته، ولا قبرا ً مشرفا ً إلا سويته " رواه الإمام مسلم، ولما ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه العظيم " إغاثة اللهفان " " مساجد الضرار وتحريقها قال ما لفظه: ففي هذا دليل على هدم ما هو أعظم فسادا ً منه كالمساجد المبنية على القبور فإن حكم الإسلام فيها أن تهدم كلها حتى تسوى بالأرض وهي أولى بالهدم من مسجد الضرار، وكذلك القباب التي على القبور يجب أن تهدم كلها لأنها أسست على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم " انتهى كلامه رحمة الله عليه.
أقول أحبتي في الله وممن سلك هذا المسلك النبوي في هدم القباب والأضرحة من الأئمة الأعلام ذلك الإمام الجبل محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه .. " فيذكر ابنه الشيخ عبدالله على ما فعلوه أثناء دخولهم مكة شرفها الله، في سنة ألف ومائتين وثمانية عشر للهجرة فكان مما قاله: فبعد ذلك أزلنا جميع ما كان يعبد بالتعظيم والإعتقاد فيه ورجاء النفع ودفع الضر بسببه مع جميع البناء على القبور وغيرها حتى لم يبقى في البقعة المطهرة طاغوت يعبد فالحمد لله على ذلك " انتهى كلامه رحمه الله.
ومما سطره المؤرخ ابن بشر في كتابه عنوان المجد عن الأعمال التي قام بها الأمير سعود بن عبد العزيز رحمة الله عليه ما لفظه: أنه في حوادث سنة ألف ومائتين وستة عشر للهجرة توجه الأمير بالجيوش إلى كربلاء فهدم القبة الموضوعة على قبر الحسين رضي الله عنه، كما دخل في سنة ألف ومائتين وسبعة عشر للهجرة مكة وطاف وسعى ثم فرق جيوشه يهدمون القباب التي بنيت على القبور والمشاهد الشركية، وكان في مكة من هذا النوع شيء كثير في أسفلها وأعلاها ووسطها وبيوتها فأقام فيها رحمه الله أكثر من عشرين يوماً، ولبث المسلمون في تلك القباب بضعة عشر يوما ً يهدمون ويباكرون إلى هدمها كل يوم، وللواحد الأحد يتقربون حتى لم يبق في مكة شيء من تلك المشاهد والقباب إلا أعدموها و جعلوها ترابا ً .. انتهى كلامه رحمة الله عليه.
سادسا ً: إخواني في الله السعي إلى فضح وكشف مكائد أرباب القبور وسدنتها أولئك المُرْتَزَقَََة، ذلك ببيان حقيقة هؤلاء الدجالين والملبسين وما هم عليه من الفجور والولوغ في الفواحش وأكل أموال الناس بالباطل وأنهم خونة وعملاء لكل مُسْتَعْمَلٍ كافر وقد كشف أهل العلم حقائق مخزية وأحوالا ً فاضحة لأولئك السدنة المظلين واتباعهم وما يرتكبونه من انخلاع عن شرائع الله تعالى، وولع بالفجور والقاذورات ومن ذلك ما ذكره المؤرخ الجبرتي رحمة الله عليه في شأن مشهد عبد الوهاب العفيفي وما يحصل عنده من أنواع الفسوق والفجور حيث قال ما لفظه: ثم إنهم ابتدعوا له موسما ً وعيدا ًفي كل سنة يدعون إليه الناس من البلاد فينصبون خياما ً كثيرة ومطابخ وقهاوي ويجتمع العالم الأكبر من أخلاط الناس وخواصهم وعوامهم وفلاحي الأرياف وأرباب الملاهي والبغايا، فيملئون الصحراء فيطئون القبور ويوقدون عليها النيران ويصبون عليها القاذورات ويبولون ويتغوطون ويزنون ويلوطون ويلعبون ويرقصون ويضربون بالطبول والزمور ليلا ً ونهارا ً ويستمر ذلك نحو عشرة أيام أو أكثر " انتهى كلامه رحمة الله عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/230)
وقبل الختام إخواني في الله أقول لأولئك الذين تعلقت قلوبهم بهذه القباب والقبور والأضرحة وهذه الجيف والأشلاء: ويلكم ماذا غركم بهذه الأنصاب والأجداث .. أريتم شيئا ً منها خلق شيئا ً منكم .. فاستحق خضوعه وعبادته ورغبته ورهبته من دون الله تعالى .. ويلكم!! هل وجدتم هذه الأخشاب والأبواب والأموات أقرب إليكم من الله وأرحم بكم منه .. وأعلم بحاجاتكم منه .. أم وجدتم أن الله لا يسمع دعائكم ولا يتقبل عبادتكم حتى تذلوا لعبيده .. وحتى تسألوهم مالا يملكون .. ولا يقدر على عطاءه إلا رب العالمين .. ويحكم رغبتم عن الله فرغب الله عنكم .. ورغبتم في غير الله فرغب مَنْ رَغِبْتم فيه في الله عنكم .. فلا أنتم أدركتم رضا الله .. ولا أدركتم رضا من رغبتم في رضاه .. فخسرتم الدارين وهذا هو الخسران العظيم .. تخلى الله عنكم بنصره وعونه إذ تخليتم أنتم عن استنصاره واستعانته سبحانه وتعالى .. ويلكم أيها القبوريون .. شرب الموحدون صفواً وشربتم أنتم كدرا ً .. دعا الموحدون ربا ً واحدا ً ودعوتم أنتم ألف رب .. {أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (39) سورة يوسف .. رغب الموحدون في السماء ورغبتم أيها القبوريون في الأرض .. نادى الموحدون خالق الأحياء .. وناديتم أنتم أشلاء الأموات .. ويحكم أما قرأتم قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (194) سورة الأعراف، أما قرأتم قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} (197) سورة الأعراف، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} (73) سورة الحج، ألم تقرأو قوله الله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ} (13) سورة فاطر، ألم تقرأو قول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (4) سورة الأحقاف، ألم تقرؤوا قول الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} (5) سورة الأحقاف.
اللهم يا من تعطف العز وقال به، ويا من لبس المجد وتكرم به، يا من رداءه العظمه، وإزاره الكبرياء، يا من تفرد بالملك والخلق والتدبير والقهر والسلطان وحده، يا من خضع لجلاله كل شيء، وذل لعظمته ما في الكون، يا من تصمد له القلوب عند الحاجات، وتلهج بذكره الألسن عند الملمات، اللهم لا تدع لنا ذنبا ً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا مريضا ً إلا شفيته، ولا مظلوما ً إلا نصرته، اللهم رد المسلمين إلى كتابك وسنة نبيك وحبيبك محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم، اللهم اهدم معاقل الأوثان وصروح الشرك من القبور والأضرحة على أيدي جنودك المؤمنين الموحدين، اللهم انصر الموحدين الداعين إلى توحيدك وإفرادك بالعبادة في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم اقمع المشركين والوثنيين، اللهم عليك باليهود الحاقدين والصليبين والشيوعيين والعلمانيين والرافضة المجوسية والقبوريين الخرافيين وكل أهل البدع والضلال، اللهم أحصهم عددا ً واقتلهم بددا ً ولا تغادر منهم أحدا ً، اللهم اجعل آخر كلمة نقولها ونحن خروج من هذه الدنيا لا إله إلا الله، اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنة، واحشرنا يوم القيامة خلف لواء الحبيب الخليل محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم بين أصحابه الأطهار وأزواجه أمهات المؤمنين.
وصلى الله على نبينا وحبيبنا وخليلنا وقدوتنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ً كثيراً،،
قام بتفريغ الشريط ومراجعته وترتيب الملف: أبو الزبير.
منقوول
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[01 - 09 - 08, 12:46 ص]ـ
جزاك الله خيراً وقد نقلت منه إلى مشاركة بعنوان: من أول من بنى القبور؟(51/231)
حكم إطلاق لفظ "القديم" على الله.
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[01 - 09 - 08, 07:00 م]ـ
هل لفظ "القديم" يوصف الله به؟.
في الحقيقة، هذا الاصطلاح نجده كثيراً في استعمال المتكلمين، وكذلك نجد بعض علماء السنة يستعملون هذا اللفظ في أثناء الكلام في الأسماء والصفات كشيخ الإسلام ابن تيمية، وقد فرق ابن تيمية في استعمال القديم ونحو من الاصطلاحات بين مقامي الإخبار والدعاء.
ففي مقام الإخبار يسوغ استعماله، وأما في مقام الدعاء فلا ... لأن الله لا يدعى إلا بالأسماء الحسنى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها).
قال شيخ الإسلام: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَفْصِلُ بَيْنَ الْأَسْمَاءِ الَّتِي يُدْعَى بِهَا وَبَيْنَ مَا يُخْبَرُ بِهِ عَنْهُ لِلْحَاجَةِ فَهُوَ سُبْحَانَهُ إنَّمَا يُدْعَى بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى كَمَا قَالَ: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} وَأَمَّا إذَا اُحْتِيجَ إلَى الْإِخْبَارِ عَنْهُ مِثْلُ أَنْ يُقَالَ: لَيْسَ هُوَ بِقَدِيمِ وَلَا مَوْجُودٍ وَلَا ذَاتٍ قَائِمَةٍ بِنَفْسِهَا وَنَحْوَ ذَلِكَ فَقِيلَ فِي تَحْقِيقِ الْإِثْبَاتِ بَلْ هُوَ سُبْحَانَهُ قَدِيمٌ مَوْجُودٌ وَهُوَ ذَاتٌ قَائِمَةٌ بِنَفْسِهَا وَقِيلَ لَيْسَ بِشَيْءِ فَقِيلَ بَلْ هُوَ شَيْءٌ فَهَذَا سَائِغٌ وَإِنْ كَانَ لَا يُدْعَى بِمِثْلِ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا مَا يَدُلُّ عَلَى الْمَدْحِ كَقَوْلِ الْقَائِلِ: يَا شَيْءُ إذْ كَانَ هَذَا لَفْظًا يَعُمُّ كُلَّ مَوْجُودٍ وَكَذَلِكَ لَفْظُ " ذَاتٌ وَمَوْجُودٌ " وَنَحْوُ ذَلِكَ؛ إلَّا إذَا سَمَّى بِالْمَوْجُودِ الَّذِي يَجِدُهُ مَنْ طَلَبَهُ كَقَوْلِهِ: {وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ} فَهَذَا أَخَصُّ مِنْ الْمَوْجُودِ الَّذِي يَعُمُّ الْخَالِقَ وَالْمَخْلُوقَ).
وبناءً على هذا، هل لفظ "القديم" من الأسماء الحسنى؟.
قرر ابن أبي العز وكثير من المشايخ المتأخرين أن القديم ليس من الأسماء الحسنى، قال في شرح الطحاوية: (وَقَدْ أَدْخَلَ الْمُتَكَلِّمُونَ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ - تَعَالَى -"الْقَدِيمَ"، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ أَسْمَاءِ الله تعالى الْحُسْنَى، فَإِنَّ الْقَدِيمَ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ: هُوَ الْمُتَقَدِّمُ عَلَى غَيْرِهِ، فَيُقَالُ: هَذَا قَدِيمٌ، لِلْعَتِيقِ، وَهَذَا حَدِيثٌ، لِلْجَدِيدِ. وَلَمْ يُسْتَعْمَلْ هَذَا الِاسْمَ إِلَّا فِي الْمُتَقَدِّمِ عَلَى غَيْرِهِ، لَا فِيمَا لَمْ يَسْبِقْهُ عَدَمٌ ... وَأَمَّا إِدْخَالُ"الْقَدِيمِ"فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ - تَعَالَى- فَهُوَ مَشْهُورٌ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْكَلَامِ. وَقَدْ أَنْكَرَ ذَلِكَ كَثِيرٌ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ، مِنْهُمُ ابْنُ حَزْمٍ ... لَكِنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ تَعَالَى هِيَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى الَّتِي تَدُلُّ عَلَى خُصُوصِ مَا يُمْدَحُ بِهِ، وَالتَّقَدُّمُ فِي اللُّغَةِ مُطْلَقٌ لَا يَخْتَصُّ بِالتَّقَدُّمِ عَلَى الْحَوَادِثِ كُلِّهَا، فَلَا يَكُونُ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى.
وَجَاءَ الشَّرْعُ بِاسْمِهِ"الْأَوَّلِ". وَهُوَ أَحْسَنُ مِنَ"الْقَدِيمِ"؛ لِأَنَّهُ يُشْعِرُ بِأَنَّ مَا بَعْدَهُ آيِلٌ إِلَيْهِ وَتَابِعٌ لَهُ، بِخِلَافِ الْقَدِيمِ. وَاللَّهُ تَعَالَى لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).
وأما مجيء لفظ "القديم" ضمن الأسماء الحسنى كما عند ابن ماجه فلا يتعارض مع هذا لأن الحديث ضعيف، قال البوصيري في مصباح الزجاجة: (وإسناد طريق ابن ماجه ضعيف). لكن يشكل عليه الحديث عند أبي داود: (كان إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم و بوجهه الكريم و سلطانه القديم من الشيطان الرجيم) وهو حديث صحيح.
فهنا نجد أن سلطان الله الذي هو ملكه وصف بالقديم، وكل ما كان من وصف الاسم أو الصفة يجوز أن يوصف الله به كقوله تعالى: (تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام).
أقول: جاء استعمال القديم - كما في الحديث المذكور - في مقام الدعاء، وعلى هذا فإن إطلاق القديم على الله جائز ومشروع، أي في مقامي الإخبار والدعاء.
هذا ما جاء في بالي في أثناء قراءة شرح الطحاوية لابن أبي العز مع بعض الإخوة الفضلاء، أرجو من الإخوة الأعضاء إبداء ملاحظاتهم وبيان آرائهم حول ما كتبت، وجزاكم الله خيراً.
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[02 - 09 - 08, 03:56 ص]ـ
ذكر الشيخ الخضير-حفظه الله- في شرح العقيدة السفارينية مايلي:لم يرد في أسماء الله (القديم) ومفهومه المتقدم على غيره، وبعضهم ينفي المحظور في قوله القديم بإضافة (الأزلي) أي المتناهي في القدم، فان كان كذلك فهو جائز، ولكن يبقى الالتزام بألفاظ الشرع ألزم فقولنا (الأول) هو المتعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/232)
ـ[مصلح بن سالم]ــــــــ[03 - 09 - 08, 04:25 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
وقوله القديم يعني السابق لغيره فهو بمعنى الأول
قال الله تعالى ((هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) [الحديد: 3]
ولكن هذا الاسم بهذا اللفظ لم يرد في الكتاب ولا في السنة , وإذا لم يرد في الكتاب ولا في السنة فليس لنا أن نسمي الله به , لأننا إذا سمينا الله بما لم يسمى به نفسه فقد قفونا ماليس لنا بعلم. وقلنا على الله ما لانعلم والله قد حرم ذلك فقال ((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)) [الأعراف: 33]
وقال تعالى ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) [الإسراء: 36]
إذا لا يجوز أن نسمي الله به
أولا: لأنه لم يرد في الكتاب ولا في السنة
ثانيا: القديم ليس من الأسماء الحسنى لأنه لا يدل على الكمال فالقديم يطلق على السابق لغيره سواء كان حادثا أم أزليا قال الله تعالى ((وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ)) [يس: 39]
والعرجون القديم هو عذق النخلة الذي يلتوي إذا تقدم به العهد , ولا شك أنه حادث وليس أزليا , والحدوث نقص
وأسماء الله تعالى كلها حسنى لا تحتمل النقص بأي وجه.
والأفضل من القديم: هو الأول
لأن الله تسمى به وهو أعلم بأسمائه
ولأنه يدل على أن الله قبل كل شيء وأنه أزلي.
والله أعلم وأحكم
من شرح كتاب العقيدة السفارينية للشيخ صالح بن محمد العثيمين رحمه الله
صفحة رقم 34 ((بتصرف حذفت منه من غير إخلال طلبا للإختصار))(51/233)
هل هذا الفعل مخالف للعقيدة؟
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[01 - 09 - 08, 08:11 م]ـ
السلام عليكم أحبتى فى الله
عندنا فى مصر بعد أن تلد البهيمة (البقر - الجاموس - الماعز- ........ ) أعزكم الله
يقوم الفلاحون برمى ما ينزل من البهيمة بعد الولادة فى الترع والأنهار أو فى أى ماء جارى
ظانين أن بهذا الفعل ينزل لبن الحيوان ويكثر وإن لم يفعلوا ذلك يقل اللبن
والسؤال هل هذا الفعل يخالف العقيدة؟
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[01 - 09 - 08, 09:11 م]ـ
نعم، هذا الفعل مخالف للعقيدة، لأن من يفعل ذلك يعتقد أن فعله سبب في در اللبن وإن لم يفعله قل اللبن، فالاعتقاد في الشيء أنه سبب لجلب نفع أو دفع ضر مع أنه ليس سبباً لا شرعاً ولا قدراً شرك أصغر.
والله أعلم.(51/234)
خبر عاجل .. هلاك الطاغية عبد الله الهرري الحبشي ..
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 09 - 08, 05:03 م]ـ
هلك اليوم عبد الله الحبشي إمام الضلالة ولله الحمد وإذا مات على مات عليه فأسأل الله أن يصليه ناره وأن يجزيه عمن أضلهم شر الجزاء
قال الشيخ دمشقية: نهنئكم بهلاك رأس الضلالة الحبشي سود الله وجهه يوم القيامة
الخبر وصلني منذ قليل من الشيخ دمشقية ....
وبهذه المناسبة اخواني تبارك غرفتنا غرفة كشف حقيقة الاحباش في برنامج البالتوك هلاك الطاغية عبدالله الهرري الحبشي الذي اذاق المسلمين العذاب و احتل مساجدهم وتعاون مع الاستخبارات النصيرية ضد علماء المسلمين
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 09 - 08, 05:16 م]ـ
فجر اليوم الثلاثاء الثاني من رمضان عام 1429 هجرية الموافق للثاني من أيلول عام 2008 ميلادية
ـ[أنس بن محمد عمرو بن عبداللطيف]ــــــــ[02 - 09 - 08, 05:36 م]ـ
معذرةً ..... من هو ذلك الطاغية؟؟؟
وأي البلاد كان يسكن؟؟؟؟ وما منهجه
اعذرني على جهلي
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 09 - 08, 05:45 م]ـ
عبد الله الهرري الحبشي: هو عبد الله بن محمد الشيبي العبدري نسباً الهرري موطناً نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة، فيها ولد لقبيلة تدعى الشيباني نسبة إلى بني شيبة من القبائل العربية.
قدم عام 1950م بعد أن أثار الفتن ضد المسلمين، حيث تعاون مع حاكم إندراجي صهر هيلاسيلاسي ضد الجمعيات الإسلامية لتحفيظ القرآن بمدينة هرر سنة 1367ه الموافق 1940م فيما عرف بفتنة بلاد كُلُب فصدر الحكم على مدير المدرسة إبراهيم حسن بالسجن ثلاثاً وعشرين سنة مع النفي حيث قضى نحبه في مقاطعة جوري بعد نفيه إليها وبسبب تعاون عبد الله الهرري مع هيلاسيلاسي تم تسليم الدعاة والمشايخ إليه وإذلالهم حتى فر الكثيرون إلى مصر والسعودية، ولذلك أطلق عليه الناس هناك صفة ((الفتّان)) أو ((شيخ الفتنة)). - منذ أن أتى لبنان وهو يعمل على بث الأحقاد والضغائن ونشر الفتن كما فعل في بلاده من قبل من نشره لعقيدته الفاسدة من شرك وترويج لمذاهب: الجهمية في تأويل صفات الله، والإرجاء والجبر والتصوف والباطنية والرفض، وسب للصحابة، واتهام أم المؤمنين عائشة بعصيان أمر الله، بالإضافة إلى فتاوى شاذة. - نجح الحبشي مؤخراً في تخريج مجموعات كبيرة من المتبجحين والمتعصبين الذين لايرون مسلماً إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم مع ما تتضمنه من إرجاء في الإيمان وجبر في أفعال الله وجهمية واعتزال في صفات الله ..............
......................
<! -- / message -->
يكثر الحبشي من سب الصحابة وخاصة معاوية بن أبي سفيان وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهم. ويطعن في خالد بن الوليد وغيره، ويقول إن الذين خرجوا على علي رضي الله عنه ماتوا ميتة جاهلية. ويكثر من التحذير من تكفير سابِّ الصحابة، لاسيما الشيخين إرضاءً للروافض. إظهار العقيدة السنية 182 ....
.....................
<! -- / message -->
كفّر الحبشي العديد من العلماء فحكم على شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه كافر وجعل من أول الواجبات على المكلف أن يعتقد كفره ولذلك يحذر أشد التحذير من كتبه، وكذا الإمام الذهبي فهو عنده خبيث، كما يزعم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب مجرم قاتل كافر ويرى أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني كافر، وكذلك الشيخ سيد سابق فيزعم أنه مجوسي كافر أما الأستاذ الشهيد سيد قطب فمن كبار الخوارج الكفرة في ظنه. انظر مجلة منار الهدى الحبشية عدد (3ص234) النهج السوي في الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولوي) أما ابن عربي صاحب مذهب وحدة الوجود ونظرية الحلول والاتحاد والذي شهد العلماء بكفره فيعتبره الحبشي شيخ الإسلام. كما يدعو الحبشي إلى الطريقة النقشبندية والرفاعية والصوفية. · وللحبشي العديد من الفتاوى الشاذة القائلة بجواز التحايل في الدين وأن النظر والاختلاط والمصافحة للمرأة الأجنبية حلال لاشيء فيه بل للمرأة أن تخرج متعطرة متبرجة ولو بغير رضا زوجها. · يبيح بيع الصبي وشراءه كما يجيز للناس ترك زكاة العملة الورقية بدعوى انها لاعلاقة لها بالزكاة إذ هي واجبة في الذهب والفضة كما يجيز أكل الربا ويجيز الصلاة متلبساً بالنجاسة. (بغية الطالب 99) ..
.......................
معاوية (رضى الله عنه) يبيع الأصنام عند الحبشي http://filaty.com/i/808/11744/11.jpg
القرآن عبارة جبريل وليس الله عند الحبشي http://filaty.com/i/808/23865/ezhar_al-eqida_al-snia_59.jpg
أفتى بأنه يجوز لك أن تستعيذ بغير الله فلا مانع أن تقول: أعوذ برسول الله (الدليل القويم 173 صريح البيان62 المقالات السنية 46 ط ثانية 1994 ص 156
وأفتى بجواز صلاة العبد متلبسا بالنجاسة ولو من بول الكلب أو عذرته، سواء كانت النجاسة على ثوب المصلي أو بدنه. قال «فمن صلى بالنجاسة صحت صلاته لا فرق بين النجاسة المغلظة والمخففة فيجوز للمصلي الصلاة بما مسه ريق الكلب من ثيابه وبدنه وبوله وعذرته» (أي غائطه) (بغية الطالب 99 - 100 ط جديدة 131 - 132). وجهل نزول جبريل ليخبر النبي وهو يصلي أن في نعله أذى. وناقض نفسه حين صرح بأنه اذا أصاب شيء من بول الطفل يد أمه أثناء وضع (الحفايض) ترتكب كبيرة من كبائر الذنوب (مسجل بصوته) مما أدى بتلميذاته الى لبس القفازات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/235)
ـ[أبوعبدالرحمن المكي التميمي]ــــــــ[02 - 09 - 08, 06:08 م]ـ
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
بشرك الله بالخير ياصخر وأسأل الله أن يهدي رؤوس الضلالة الذين مازالوا يُفسدون أو يُلحقهم به ....
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[02 - 09 - 08, 06:16 م]ـ
أصدرت اليوم جمعيّة المشاريع الخيريّة في لبنان المعروفة بـ" الأحباش " بياناً رسميًّا بوفاة مؤسّسها عبد الله الحبشيّ فجر اليوم.
وكان الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله قد أصدر فتوى قديماً بأن هذه الفرقة هي فرقة مبتدعة ضالة عن منهج أهل السنّة والجماعة، وأورد الفتوى الشيخ عبد الرحمن دمشقيّة في كتابه عن الأحباش.
ـ[أم جمال الدين]ــــــــ[02 - 09 - 08, 06:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين .. هذه نعمة من الله .. الحمد لله .. رمضان مبارك!
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[02 - 09 - 08, 06:19 م]ـ
بشَّرَك اللهُ بالخير.
وقبَّح اللهُ هذا الهالكَ.
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[02 - 09 - 08, 06:21 م]ـ
هل نسترجع له فنقول انا لله وانا اليه راجعون؟ او نترحم عليه فنقول رحمه الله؟ او نصلي عليه اربع تكبيرات صلاة الجنازة؟ مادام قد وصف بالضال او ما ثبت لدى العلماء انه تاب من اقواله وافكاره؟
ارجو الافادة وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوعبدالرحمن المكي التميمي]ــــــــ[02 - 09 - 08, 06:25 م]ـ
هل نسترجع له فنقول انا لله وانا اليه راجعون؟ او نترحم عليه فنقول رحمه الله؟ او نصلي عليه اربع تكبيرات صلاة الجنازة؟ مادام قد وصف بالضال او ما ثبت لدى العلماء انه تاب من اقواله وافكاره؟
ارجو الافادة وجزاكم الله خيرا
الأخ الكريم اقرأ من هو وستعرف ماذا تقول ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147481
والموضوع مكرر
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 09 - 08, 06:26 م]ـ
الليلة ان شاء الله بغرفتنا
TTT kasheff 7aqeeqat al a7baash TTT ¯¸.o°´¯¯`°o.¸¯`°o.¸`°o.¸¯`°o.¸ // انتم اااااااااايوم بأذن الله تعالى مع محاضرة للشيخ أبي عبيدة عبد الرحمان الدمشقيه بعنوان وهكذا هلك الطاغية الحبشي الساعة الواحدة بتوقيت مكة فكونوا معنا بغرفتكم غرفه كاشف حقيقة الاحباش شاركوناوادعوامن فى قوائمكم ¯¸. o°´¯¯`°o.¸¯`°o.¸`°o.¸¯`°o.¸ // ¯¸.o°´¯¯`°o.¸
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - 09 - 08, 07:01 م]ـ
الله أكبر،الله أكبر، الله أكبر.
الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله على هلاك هذا الضال المضل.
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 09 - 08, 07:10 م]ـ
مؤسسة راند المريكية تحل لغز دعم الأحباش http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147492
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 09 - 08, 07:12 م]ـ
الليلة ان شاء الله بغرفتنا
TTT kasheff 7aqeeqat al a7baash TTT ¯¸.o°´¯¯`°o.¸¯`°o.¸`°o.¸¯`°o.¸ // انتم اااااااااايوم بأذن الله تعالى مع محاضرة للشيخ أبي عبيدة عبد الرحمان الدمشقيه بعنوان وهكذا هلك الطاغية الحبشي الساعة الواحدة بتوقيت مكة فكونوا معنا بغرفتكم غرفه كاشف حقيقة الاحباش شاركوناوادعوامن فى قوائمكم ¯¸. o°´¯¯`°o.¸¯`°o.¸`°o.¸¯`°o.¸ // ¯¸.o°´¯¯`°o.¸
أين نجد هذه الغرفة؟ وما هو رابطها؟ وكيفية الدخول إليها؟
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[02 - 09 - 08, 07:13 م]ـ
الله أكبر،الله أكبر، الله أكبر.
الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله على هلاك هذا الضال المضل.
الحمد لله.
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 09 - 08, 07:13 م]ـ
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
بشرك الله بالخير ياصخر وأسأل الله أن يهدي رؤوس الضلالة الذين مازالوا يُفسدون أو يُلحقهم به ....
امين وإياك أخي الحبيب ...
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 09 - 08, 07:17 م]ـ
أين نجد هذه الغرفة؟ وما هو رابطها؟ وكيفية الدخول إليها؟
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
الغرفة على برنامج البالتوك. .. حمله من هنا .. www.paltalk.com
وعندما تنصب البرنامج .. تسجل باسم خاص بك .. بعد ذلك تستطيع الدخول إلى الغرف .. وهي كثيرة ... تجد الغرفة الجناح الخاص بالشرق الاوسط ... الاسلام ... واسم الغرفة كشف حقيقة الأحباش .. اسمي في البالتوك emam-al-andalus اكتب لي اسمك لكي استدعيك للغرفة ان شاء الله أخي الحبيب ...
للاشارة ياإخوان .. الروافض قبحهم الله يعزون اخوانهم الاحباش ويشاركونهم الحزن والعزاء ...
تشابهت قلوبهم ... لذلك امتلأت غرف الاحباش بالروافض .. فانظروا إلى كيد أهل الانحراف والضلال ...
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[02 - 09 - 08, 08:05 م]ـ
بَشَّرك الله بكل خير.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[02 - 09 - 08, 08:34 م]ـ
عبد الله الحبشيّ
كنت أظنه توفي من فترة!
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[02 - 09 - 08, 09:54 م]ـ
نسأل الله الثبات حتى الممات.
و إني أتأسف على موت هذا الرجل على ضلاله.
نسأل الله أن يثبتنا على الحق فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف ما شاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/236)
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 09 - 08, 10:19 م]ـ
كنت أظنه توفي من فترة!
مات في أرذل العمر .. 108 عام .. نسأل الله تعالى أن يعامله بعدله ...
ـ[أبو محمد الحبشي]ــــــــ[02 - 09 - 08, 11:12 م]ـ
مثلك من بشر بخير أخي الكريم وجزاك الله خير على هذه البشرى
الحمد لله الذي أراحنا منه
الحمد لله الذي أذهب عنا الأذى وعافانا
الحمد لله
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 09 - 08, 11:54 م]ـ
راجع الخاص أخي صخر بارك الله فيكم
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[03 - 09 - 08, 12:24 ص]ـ
الحمد لله
ـ[المحقق]ــــــــ[03 - 09 - 08, 12:47 ص]ـ
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[03 - 09 - 08, 01:06 ص]ـ
الله أكبر
الحمدلله .. وبشرك الله بكل خير أخي صخر ... سأنزل برنامج البالتوك وأضيفك لتدعوني لغرفة كشف حقيقة الأوباش .... بارك الله فيكم جميعا
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[03 - 09 - 08, 01:08 ص]ـ
اللهم لا تمتنا إلا على السنة وعلى هدي حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ...
آمين
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[03 - 09 - 08, 02:07 ص]ـ
بشرك الله بالخير وكنت أظنه واللهِ هالكًا منذ زمن.
لكن ما راعني هو ثناء هؤلاء عليه - إن صدق القائمون على موقعه-:
- عبد العزيز عيون السود.
- محمد ياسين الفاداني.
- حبيب الرحمن الأعظمي.
ـ[صخر]ــــــــ[03 - 09 - 08, 02:16 ص]ـ
بدأت المحاضرة .. منذ .. قليل .. لفضيلة الشيخ عبدالرحمن دمشقية أسد السنة وفاضح الأحباش بعنوان وهكذا هلك الطاغية فكونوا معنا وادعوا من في قوائمكم واحتسبوا الأجر عند الله غرفتكم غرفة كشف حقيقة الأحباش TTT kasheff 7aqeeqat al a7baash TTT
ومتى اعتمدنا في التوثيق والتعديل على من يحتاج أصلا للتعديل ..
ـ[ابوعبدالله القزلان]ــــــــ[03 - 09 - 08, 02:39 ص]ـ
الله اكبر
الحمدلله
واسأل الله ان يهلك الذين استهزؤا على نبينا محمد صلى وعليه وسلم
ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[03 - 09 - 08, 04:12 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين.
ـ[صخر]ــــــــ[03 - 09 - 08, 04:26 ص]ـ
عندنا أخبار موثوقة أنه توفي قبل رمضان .. ولكن الأحباش تكتموا. ومااعلنوا الوفاة إلا في رمضان .. ليزعموا أنها فضيلة لشيخهم ...
فلنفترض جدلا أنه هلك في رمضان .. فكان ماذا؟؟
أبوجهل قتله المسلمون في رمضان ..
في رمضان يموت اللصوص والصعاليك والمجرمون كما يموت الصالحون ...
شكرا اخوتي على التعليقات وعلى مروركم فردا فردا ..
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[03 - 09 - 08, 05:01 ص]ـ
الحمدلله على هلاكه
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[03 - 09 - 08, 10:47 ص]ـ
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...
هلك طاغوت من الطواغيت وهو المدعو / عبد الله الهرري الحبشي: هو عبد الله بن محمد الشيبي العبدري نسباً الهرري موطناً نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة، فيها ولد لقبيلة تدعى الشيباني نسبة إلى بني شيبة من القبائل العربية.
قدم عام 1950م بعد أن أثار الفتن ضد المسلمين، حيث تعاون مع حاكم إندراجي صهر هيلاسيلاسي ضد الجمعيات الإسلامية لتحفيظ القرآن بمدينة هرر سنة 1367ه الموافق 1940م فيما عرف بفتنة بلاد كُلُب فصدر الحكم على مدير المدرسة إبراهيم حسن بالسجن ثلاثاً وعشرين سنة مع النفي حيث قضى نحبه في مقاطعة جوري بعد نفيه إليها وبسبب تعاون عبد الله الهرري مع هيلاسيلاسي تم تسليم الدعاة والمشايخ إليه وإذلالهم حتى فر الكثيرون إلى مصر والسعودية، ولذلك أطلق عليه الناس هناك صفة ((الفتّان)) أو ((شيخ الفتنة)).
- منذ أن أتى لبنان وهو يعمل على بث الأحقاد والضغائن ونشر الفتن كما فعل في بلاده من قبل من نشره لعقيدته الفاسدة من شرك وترويج لمذاهب: الجهمية في تأويل صفات الله، والإرجاء والجبر والتصوف والباطنية والرفض، وسب للصحابة، واتهام أم المؤمنين عائشة بعصيان أمر الله، بالإضافة إلى فتاوى شاذة. - نجح الحبشي مؤخراً في تخريج مجموعات كبيرة من المتبجحين والمتعصبين الذين لايرون مسلماً إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم مع ما تتضمنه من إرجاء في الإيمان وجبر في أفعال الله وجهمية واعتزال في صفات الله. فهم يطرقون بيوت الناس ويلحون عليهم بتعلم العقيدة الحبشية ويوزعون عليهم كتب شيخهم بالمجان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/237)
· نزار الحلبي: خليفة الحبشي ورئيس جمعية المشاريع الإسلامية ويطلقون عليه لقب ((سماحة الشيخ)) حيث يعدونه لمنصب دار الفتوى إذ كانوا يكتبون على جدران الطرق ((لا للمفتي حسن خالد الكافر، نعم للمفتي نزار الحلبي)) وقد قتل مؤخراً.
يكثر الحبشي من سب الصحاب وخاصة معاوية بن أبي سفيان وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهم.
ويطعن في خالد بن الوليد وغيره، ويقول إن الذين خرجوا على علي رضي الله عنه ماتوا ميتة جاهلية.
ويكثر من التحذير من تكفير سابِّ الصحابة، لاسيما الشيخين إرضاءً للروافض.
وأفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في الفتوى رقم 2392/ 1 بتاريخ 30/ 10/1406ه التي جاء فيها: ((إن طائفة الأحباش طائفة ضالة، ورئيسهم عبد الله الحبشي معروف بانحرافه وضلاله، فالواجب مقاطعتهم وإنكار عقيدتهم الباطلة وتحذير الناس منهم ومن الاستماع لهم أو قبول ما يقولون)).
الفرحُ بموتِ الزنادقةِ والطغاةِ سنةٌ قديمةٌ ماضيةٌالحمدُ للهِ وبعدُ؛
إن من التقريراتِ المهمةِ في السنةِ أن الثناءَ على الميتِ بالخيرِ أو الشرِ هو عن طريقِ المسلمين الذين عرفوهُ، وعايشوهُ، ودرسوا سيرتَهُ، وسبروا حالَهُ.
قد يقولُ قائلٌ: وما دليلك؟
أقول: الدليل ما يلي: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي، مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقُلْتَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقُلْتَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ. رواه البخاري (1367)، ومسلم (949).
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: قَالَ النَّوَوِيّ: وَالظَّاهِر أَنَّ الَّذِي أَثْنَوْا عَلَيْهِ شَرًّا كَانَ مِنْ الْمُنَافِقِينَ.
قُلْت: يُرْشِد إِلَى ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَحْمَد مِنْ حَدِيث أَبِي قَتَادَة بِإِسْنَادٍ صَحِيح أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ عَلَى الَّذِي أَثْنَوْا عَلَيْهِ شَرًّا , وَصَلَّى عَلَى الْآخَر.ا. هـ.
وهذه الشهادةُ ليست خاصةً بالصحابةِ رضي اللهُ عنهم، بل لمن جاء بعدهم.
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: قَوْله: " أَنْتُمْ شُهَدَاء اللَّه فِي الْأَرْض " أَيْ: الْمُخَاطَبُونَ بِذَلِكَ مِنْ الصَّحَابَة، وَمَنْ كَانَ عَلَى صِفَتهمْ مِنْ الْإِيمَان. وَحَكَى اِبْن التِّين أَنَّ ذَلِكَ مَخْصُوص بِالصَّحَابَةِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَنْطِقُونَ بِالْحِكْمَةِ بِخِلَافِ مَنْ بَعْدهمْ. قَالَ: وَالصَّوَاب أَنَّ ذَلِكَ يَخْتَصّ بِالثِّقَاتِ وَالْمُتَّقِينَ.ا. هـ.
ولهذا العبدُ الفاجرُ أو الكافرُ إذا مات ارتاحتِ الخلائقُ منه ومن فجورهِ وكفرهِ - نسألُ اللهَ حسن الخاتمة -.
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ فَقَالَ: " مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: " الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ، وَالْبِلَادُ، وَالشَّجَرُ، وَالدَّوَابُّ ". رواه البخاري (6512)، ومسلم (950).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/238)
بعد هذه التقريراتِ النبويةِ يستنكرُ البعضُ على من يفرحُ بموتِ طاغيةٍ، أوداعيةِ ضلالةٍ، أو كافرٍ، والحقيقةُ أن هذا الاستنكار لا وجه له، ولا دليل عليهِ، بل فعلُ السلف بخلافهِ، وأيضاً بموتهِ يستريحُ منه العبادُ والبلادُ والشجرُ والدوابُ بنصِ كلامِ النبي صلى الله عليه وسلم السابقِ.
ولذلك شُرع لنا عند تجددِ النعمِ أو اندفاعِ النقمِ أن نسجدَ شكراً للهِ على ذلك، فيضعُ أشرفَ عضوٍ من أعضاءِ جسمهِ – وهو الوجهُ – على الأرضِ خضوعاً لله، وشكراً له على تجددِ النعمِ أو اندفاع النقمِ، وطبق سلفُ الأمة هذا الهدي، وسجودُ الشكرِ هو عبادةٌ تعبرُ عن الفرحِ بما قد تجدد من النعمِ أو اندفع من النقمِ.
نأتي الآن على الأمثلةِ من فرحِ السلفِ بموت طاغيةٍ أو داعيةِ بدعةٍ أو كافرٍ.
إبراهيمُ النخعي أَحَدُ الأَعْلاَمِ ماذا فعل عندما بُشر بموتِ الحجاج؟
روى ابنُ سعدٍ في " طبقاته " (6/ 280) قال: أخبرنا عبدُ الحميدِ بنُ عبدِ الرحمنِ الحِماني، عن أبي حَنِيْفَةَ: عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيْمَ بِمَوْتِ الحَجَّاجِ، فَسَجَدَ، وَرَأَيْتُهُ يَبْكِي مِنَ الفَرَحِ.
وذكر الأثرَ الإمامُ الذهبيُّ في " السير " (4/ 524).
وهذا عبيدُ اللهِ بنُ عبدِ الله بنِ الحسين، أبو القاسم الخفاف، المعروف بابنِ النقيبِ.
ذكرهُ الإمامُ ابنُ كثيرٍ في " البداية والنهاية " (12/ 20)، وقال عنه: كان من أئمةِ السنةِ، وحين بلغهُ موتُ ابنِ المعلمِ فقيهِ الشيعةِ سجد للهِ شكراً. وجلس للتهنئةِ وقال: ما أبالي أي وقتِ متُ بعد أن شاهدتُ موتَ ابنِ المعلمِ.
فلماذا يستنكرُ بعضُ أهلِ السنةِ الفرحَ بموتِ رؤوسٍ ممن حارب الدينَ من كفارٍ ومبتدعةٍ، وحارب أهلَ السنةِ ولهم سلفٌ في أئمتهم؟؟!!
أما غيرُ أهلِ السنةِ فهو أمرٌ غيرُ مستغربٍ منهم، ولكن عندما يكونُ القتلُ في أهلِ السنةِ فلا بواكي لهم، واللهُ المستعانُ.
· لا رَحِمَ اللهُ فِيهِ مَغْرَزَ إِبْرَةٍ:
لقد جاء في تراجمِ بعضِ من كاد للإسلامِ والمسلمين من كفارٍ وأهلِ بدعٍ الدعاءُ عليهم بعبارة " لا رَحِمَ اللهُ فِيهِ مَغْرَزَ إِبْرَةٍ "، فلو دُعى على كافرٍ أو مبتدعٍ قتل في المسلمين، أو نكل بهم فلا لوم عليه.
قال الإمام الذهبي في " العِبر في خبرِ من غبر " (2/ 42) في أحداث سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة: " ولم يحجّ الرَّكب لموت القرمطي الطاغية أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنَّابي في رمضان بهجر من جدريّ أهلكه فلا رحم الله فيه مغرز إبرة ".ا. هـ.
وقال أيضاً في ترجمة " عبيد الله المهدي الباطني " (2/ 16): عبيد الله المهدي. أبو محمد، أول خلفاء الباطنية بني عبيد أصحاب مصر والمغرب، وهو دعي كذاب ادعى أنه من ولد الحسن بن علي. والمحققون متفقون على أنه ليس بحسيني. وما أحسن ما قال المعز صاحب القاهرة وقد سأله ابن طبابة العلوي عن نسبهم، فجذب سيفه من الغمد وقال: هذا نسبي. ونثر علىالحاضرين والأمراء الذهب وقال: وهذا حسبي. توفي عبيد الله في ربيع الأول بالمغرب. وقد ذكرنا من أخباره في حوادث هذه السنة، فلا رحم الله فيه مغرز إبرة. قال أبو حسن القابسي صاحب " المخلص" رحمه الله: إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه أربعة آلاف رجل في دار النّحْر في العذاب، ما بين عابدٍ وعالمٍ ليردهم عن الرضى عن الصحابة فاختاروا الموت. ا.هـ.
ونحن نقول: لا رحمَ اللهُ مغرزَ إبرةٍ لكلِ من مات وقد آذى المسلمين، أو نكل بهم، أو عذبهم.
كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل
9 رجب 1424 هـ.
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/271.htm (http://www.saaid.net/Doat/Zugail/271.htm)
http://antihabashis.com/ (http://antihabashis.com/)
رحيل مؤسس حركة الأحباش
بيروت: علي الموسوي
توفي فجر أمس المرشد الروحي لحركة الأحباش في لبنان عبدالله الهرري عن عمر يناهز الـ92.
ولم يوقف رحيل الهرري الجدل الدائر حول شخصيته وملابسات ظهور هذه الحركة المسماة بجمعية "المشاريع الخيرية الإسلامية".
وكان الهرري الذي ولد في هرر بالحبشة عام 1910 قد تنقل للإقامة في عدة عواصم عربية قبل أن يستقر في لبنان عام 1950، ومارس التكفير والتطاول على علماء الأمة.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2896&id=68634&groupID=0 (http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2896&id=68634&groupID=0)
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[03 - 09 - 08, 12:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن اليكم
ـ[ذو الفقار محمد]ــــــــ[03 - 09 - 08, 01:27 م]ـ
اللهم امين
ـ[أبو محمد المحراب]ــــــــ[03 - 09 - 08, 02:07 م]ـ
الحمد لله الذي أذهب عنا الأذى وعافانا
ـ[ابوعبدالله القزلان]ــــــــ[03 - 09 - 08, 02:09 م]ـ
ممكن صورة عبدالله الحبشي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/239)
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[03 - 09 - 08, 04:10 م]ـ
الله أكبر
إلى جهنم وبئس المصير يا حبشي
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[03 - 09 - 08, 05:58 م]ـ
الحمد لله بارك الله فيك على هذا الخبر والله أفرحتني به
ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[03 - 09 - 08, 06:01 م]ـ
ممكن صورة عبدالله الحبشي
تريد تعرف وجهه أبيض أم أسود "يوم تبيض وجوه وتسود وجوه" وأنا أبشرك أن وجهه أسود لا أنصحك برؤيته.
هذا جزاء من يكفر شيخ الإسلام ابن تيمية ولي الله*، ويضل المسلمين ويقف حجرة عثرة في إستقامتهم على عقيدة التوحيد ويحرف عقيدة العلو.
فأول ما يجب على المسلم إعتقاده عقيدة العلو.
وقد صدق الإمام أحمد حين قال بيننا وبينكم الجنائز فحينما تشهد جنائزهم تجدها مظلمة تنزل عليك البؤس والخوف والفزع وحين ترى جنائز أهل السنة ترى النور وغشيان الرحمة على الناس اللهم توفنا ونحن من أهل السنة آمين يا ربنا.
ـــــــــــــــــــــــــ
* وأنتم قد رأيتم حسن السخاف لما أعلن مناظرات في المستقلة لأجل تكفير شيخ الإسلام ابن تيمية نظرتم كيف سقط سقوطا لا تقوم له قائمة من بعده وهذا يصدق قول الله تعالى في الحديث القدسي: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب" وهذا هو الواقع المشاهد، فالحمد لله رب العالمين، فالنهاية تبين الصادق من الكاذب وصاحب الحق من صاحب الباطل نسأل الله تعالى أن بختم لنا بخير آمين.
ـ[أبوعبدالرحمن المكي التميمي]ــــــــ[03 - 09 - 08, 06:49 م]ـ
الله أكبر
إلى جهنم وبئس المصير يا حبشي
قال ابن مفلح:
(قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ الْمَنْصُوصُ عَنْ أَحْمَدَ الَّذِي قَرَّرَهُ الْخَلَّالُ اللَّعْنُ الْمُطْلَقُ الْعَامُّ لَا الْمُعَيَّنُ كَمَا قُلْنَا فِي نُصُوصِ الْوَعِيدِ وَالْوَعْدِ، وَكَمَا نَقُولُ فِي الشَّهَادَةِ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَإِنَّا نَشْهَدُ بِأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ، وَأَنَّ الْكَافِرِينَ فِي النَّارِ وَنَشْهَدُ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ لِمَنْ شَهِدَ لَهُ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ، وَلَا نَشْهَدُ بِذَلِكَ لِمُعَيَّنٍ إلَّا مَنْ شَهِدَ لَهُ النَّصُّ، أَوْ شَهِدَ لَهُ الِاسْتِفَاضَةُ عَلَى قَوْلٍ)
وراجع هذا الرابط (مستفاد من ابن وهب جزاه الله خيرا):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=143552
ـ[رضا ابراهيم محمد]ــــــــ[03 - 09 - 08, 08:50 م]ـ
سبحان الله، ما من فئة ضالة أو صاحب بدعة إلا كان طاعنا في شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -. رحم الله شيخ الإسلام وجزاه عما أداه لهذه الأمة خير الجزاء ورفع قدره في الأخرة وأخزى الله كل من سبه أو تعرض له بالقدح هو وجميع علماء السلف.
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالكل أعداء له وذميم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسدا وبغيا إنه لدميم
ـ[أبو محمد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 09 - 08, 04:01 ص]ـ
بينما كنت أقلب صحيفة هذا اليوم وجدت إعلان نعي كبير فيه خبر موت زعيم ومؤسس الجماعة الحبشية الضالة عبدالله الهرري المعروف بالحبشي
وضعته للتوثيق والبيان
بارك الله فيكم
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[04 - 09 - 08, 09:55 ص]ـ
اصحابي الكرام
سؤال من اخيكم الطويلب
ليش ما يطلب الرحمة على الميت وقد يتوب أخر حياته ولا يعلم بها احد؟
وهو مادام لا نعلم يقينا أنه مات على غير ملة الاسلام أليس من الواجب
أن نكل أمره الى الله وما لنا الا أن نستغفر الله له؟
وما ترك من الاقوال والكتابات المصادمة للعقيدة فهذا علينا بيانه والكشف عن باطله!
وجزيتم خيرا
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[04 - 09 - 08, 11:04 ص]ـ
لا يطلب له الرحمة والمغفرة فإن هذا مات على ملة غير الإسلام فإلى جهنم وبئس المصير هو ومن صار على دربه فإن له اتباعاً عندنا في فلسطين يسبون على الصحابة والعلماء ويكفرون وغير ذلك من المعتقدات الفاسدة التي يكفر أصحابها
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[04 - 09 - 08, 04:00 م]ـ
الحمد لله
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[04 - 09 - 08, 09:38 م]ـ
أعاذنا الله من حال أهل النار
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[05 - 09 - 08, 01:32 ص]ـ
لا يطلب له الرحمة والمغفرة فإن هذا مات على ملة غير الإسلام فإلى جهنم وبئس المصير هو ومن صار على دربه فإن له اتباعاً عندنا في فلسطين يسبون على الصحابة والعلماء ويكفرون وغير ذلك من المعتقدات الفاسدة التي يكفر أصحابها
راجع المشاركة رقم 42
ـ[حذيفة الفلسطيني]ــــــــ[05 - 09 - 08, 05:01 م]ـ
الحمد الله الذي خلصنا من هذا الطاغية، وبارك الله في أخينا صخر وشيخنا عبد الرحمن دمشقية على هذه البشرى السارة
ـ[صخر]ــــــــ[06 - 09 - 08, 10:32 م]ـ
شكر الله لكم جميعا وبارك الله فيكم ...
ـ[النعيمية]ــــــــ[06 - 09 - 08, 10:52 م]ـ
عندنا أخبار موثوقة أنه توفي قبل رمضان .. ولكن الأحباش تكتموا. ومااعلنوا الوفاة إلا في رمضان .. ليزعموا أنها فضيلة لشيخهم ...
فلنفترض جدلا أنه هلك في رمضان .. فكان ماذا؟؟
أبوجهل قتله المسلمون في رمضان ..
في رمضان يموت اللصوص والصعاليك والمجرمون كما يموت الصالحون ...
..
صدقت أخانا صخر بشرك الله بما يسرك ..
لاله إلا الله العزة لله ولدينه وللمسلمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/240)
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[07 - 09 - 08, 03:57 ص]ـ
الحمد الله الذي خلصنا من هذا الطاغية، وبارك الله في أخي صخر والشيخ عبد الرحمن دمشقية على هذه البشرى السارة
ـ[النعيمية]ــــــــ[07 - 09 - 08, 02:49 م]ـ
صدقت أخانا صخر بشرك الله بما يسرك ..
لاإله إلا الله العزة لله ولدينه وللمسلمين
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[07 - 09 - 08, 05:37 م]ـ
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالكل أعداء له وذميم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسدا وبغيا إنه لدميم
اعجبني هذا البيت. الحمد لله خلصنا الله من هذا المجرم عليه من الله مايستحق.
ـ[ابو عبد الرحمن القلموني]ــــــــ[15 - 10 - 09, 08:03 م]ـ
تستطيع يا اخي ان ترى نشاطات جمعية المشاريع الاسلامية عنا في لبنان!!! ... او كما اسميها جمعية المجارير الضلالية!! ...
يا اخي المسألة أكبر من مجرد خلاف بين شيخين على رأي!! ...
الله يخلصنا من هذه الشرذمة المخابراتية التي آذت الكثير من اخواننا في لبنان!.
ـ[احمد بن خليل]ــــــــ[16 - 10 - 09, 06:37 ص]ـ
الحمد لله على هلاك هذا الطاغية الداعي الى الشرك و كذلك يقال بان داعية المجوس الرافضي علي خامني قد هلك والله اعلم بالخبر
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[18 - 01 - 10, 04:12 م]ـ
قادنى البحث إلى موقع المحدث الهررى زعموا
فوجدت -وكنت أول مرة أرى اسمه- فى توقيع أحدهم "الله موجود بلا مكان"
فعدت لأبحث عنه هنا فوجدت هذا الموضوع
ولكن وجدت قسم خاص لكتابات شخص اسمه"جيل صادق"
يحذر من السلفيين ويتهم الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله- والدكتور القرضاوى(51/241)
ما معنى هذا الكلام لبى حاتم الرازى
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[03 - 09 - 08, 04:43 م]ـ
قال أبو محمد:وسمعت أبى يقول:
وعلامة الزنادقه: تسميتهم أهل السنه حشوية.
وعلامة الجهميه:تسميتهم أهل السنه مشبه
وعلامةالقدرية: تسميتهم أهل الاثر مجبرة
وعلامةالمرجئه: تسميتهم أهل السنهمخالفة ونقصانيه
زعلامة الرافضه: تسميتهم أهل السنه ناصبه(51/242)
وهكذا مات الطاغية الحبشي
ـ[دمشقية]ــــــــ[04 - 09 - 08, 07:11 م]ـ
وهكذا مات الطاغية الحبشي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد
وهكذا كات فإننا نبشركم بهلاك الطاغية عبد الله الحبشي الذي قضى حياته في خدمة الشيطان وبث شبهاته ضد الدين. وكان أكثر من عرفت من المعاصرين في تبرير الشرك وتقنينه.
وقد أخفى أتباعه خبر وفاته.
فقد مات في الرابع والعشرين من سبتمبر أي قبل رمضان بأسبوع.
وأراد أتباعه تأجيل نبأ وفاته حتى السابع والعشرين من رمضان ليوهموا الناس بأنه مات في أفضل ليلة وليجعلوها دليلا على حسن الخاتمة.
ولكن المستشفى رفضت إبقاءه في الثلاجة إلى أواخر رمضان.
فاضطروا لإعلان الوفاة في أول رمضان.
أما عن حاله وأتباعه فيذكرني بقول الله تعالى:
] واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاويين، ولو شئنا لرفعناه بها، ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه: فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث. ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا ["الأعراف 176".
· وقال رسول الله (إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضللون) [رواه أحمد 5/ 145 بسند صحيح] وقال (إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان) [رواه أحمد 1/ 22 بإسناد صحيح].
· وقال e ( يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آبائكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم) [مسلم في المقدمة].
· وقال [ذكره المنذري في الترغيب 1/ 48 بسند صحيح] (أيما داع إلى ضلالة فاتبع فإن عليه مثل أوزار من اتبعه، ولا ينقص من أوزارهم شيئاً، وأيما داع إلى هدى فاتبع فإن له مثل أجور من اتبعه، ولا ينقص من أجورهم شيئاً).
· قال الدارمي رحمه الله (إن الذي يريد الشذوذ عن الحق يتبع الشاذ من قول العلماء، ويتعلق بزلاتهم، والذي يؤم الحق في نفسه يتبع المشهور من قول جماعتهم وينقلب مع جمهورهم، فهما آيتان بينتان يستدل بهما على اتباع الرجل أو ابتداعه) [الرد على الجهمية للدارمي 78]
تعريف بالحبشي
قدم عبد الله الهرري الحبشي إلى لبنان واغتر به الناس وجهلوا أنه أتى من بلد يبغضه أهلها حتى صاروا يلقبونه " بشيخ الفتنة " حسب شهادة بعض أقارب الحبشي وذلك لملامسته في فتنة (كلب) في بلاد هرار بإيعاز من أهل أديس أبابا حيث تعاون مع أعداء المسلمين وبالتحديد حاكم (أندارجي) صهر (هيلاسيلاسي) ضد الجمعيات الإسلامية وتسبب في إغلاق مدارس الجمعية الوطنية لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة هرر سنة 1367هـ 1940م، وصدر الحكم على مدير المدرسة (ابراهيم حسن) ثلاثاً وعشرين سنة مع النفي، وبالفعل تم نفيه إلى مقاطعة (جوري) طريداً سجيناً وحيداً حتى قضى نحبه بعد سنوات قليلة. ثم انتهى الأمر بتسليم الدعاة والمشايخ إلى هيلاسيلاسي وإذلالهم، ومنهم من فر إلى مصر والسعودية واستقر بها.
وسبب هذا التعاون بين الحبشي وبين السلطة ضد القائمين على مدارس تحفيظ القرآن اتهامه لهم أنهم ينتمون إلى العقيدة الوهابية.
ولا يزال التاريخ يذكر له فتنة (كلب) التي كان من نتيجتها إغلاق مدارس تحفيظ القرآن ونفي الدعاة والمشايخ وسجنهم، و بسببها أطلق الناس هناك على الحبشي صفة (الفتان) أو (شيخ الفتنة).
لقد كان الحبشي يستغل بساطة الناس وحبهم للدين فيملأ قلوبهم غيظاً على خصومه من المشايخ ويزور كلامهم ويسلط العامة والغوغاء عليهم وذلك على النحو الذي يفعله اليوم في لبنان.
ثم هو منذ قدم لبنان لم يزل يعمل على بث الاحقاد ونشر الفتن: تماماً كما فعل في بلاده. وما أن خلا له الجو حتى بدأ يعاود الفتنة نفسها:
فنشر عقيدته الفاسدة من شرك وترويج لمذهب الجهمية في تأويل صفات الله وإرجاء وجبر وتصوف وباطنية ورفض وسب للصحابة، فسب معاوية ووبخ الذين توقفوا عن القتال بين الفئتين المسلمتين. واتهم عائشة بعصيان أمر الله تعالى.
وأتباعه اليوم ينكرون ماضيه الخائن، ولكن أنظروا أليس قد فعل ذلك نفسه اليوم؟ ألستم تلاحظون توطئهم مع أعداء المسلمين جهراً وليس سراً، أليس هذا دليلاً على صدقنا فيما اتهمناه فيه؟ أليست خيانة اليوم دليلاً على خيانة الامس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/243)
وهو رجل شديد الخصومة كما هو معروف عنه، وإذا حشره خصمه في المناقشة فإما أن يظهر إنفعالات مصطنعة أمام أتباعه وهي إشارة لهم إما بضربه أو طرده، وإما أن ينسحب بهدوء إلى غرفته ويترك خصمه لأتباعه يجادلهم ويجادلونه، وإذا سأل الخصم عن سبب انسحاب الحبشي قالوا إن الشيخ متعب ويريد أن يستريح. ولقد حدث هذا لي معه شخصياً ومع بعض الإخوة.
لقد نجح الحبشي مؤخراً في تخريج مجموعات كبيرة من المتبجحين والمتعصبين الذين لا يرون مسلماً إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم مع ما تتضمنه من أرجاء في الإيمان وجبر في أفعال الله وجهمية واعتزال في صفات الله. ومسارعة إلى مسايرة الطواغيت وتحايل على الله في مسائل الفقهيات فيما يسمونه بـ (الحيل الشرعية). وله من طرائف الفتاوى وعجائبها والاحتيال الديني ما يثير الضحك.
· ثم بدأ بتسليط لسانه اللاذع على خصومه فكفر الألباني وابن باز (رحمهما الله) ورمى ابن تيمية بالكفر والردة والزندقة وأمر بإحراق كتبه ووصف الامام الذهبي بأنه خبيث والشيخ سيد سابق بأنه مجوسي ولعن سيد قطب وأثنى هو وأتباعه على الشيخ عبدالناصر لأنه شنقه، مع أنه يمتنع عن الإجابة عن حكم الباطنيين والروافض بل على العكس فانه يتولاهم ويأمر أتباعه بموالاتهم واستخدامهم درعاً واقياً وغطاء منيعاً ليستكمن هو وأتباعه بهم من ضرب المسلمين والدعاة إلى الله ولو في المساجد، وإذا قيل لهم كيف توالون غير المسلمين وتثنون عليهم: قالوا: هذا " ذكاء " وليس موالاة للكفار. ولكن سيعلمون عاقبة هذا الذكاء حين يحشرون معهم يوم القيامة إن لم يتوبوا من ذلك.
· ولم يكد ينجوا داعية أو مسلم من ضربهم وايذائهم، وصار اقتحام المساجد عند اتباعه (فتحاً مبيناً) وحكم على ذلك من يسميهم بالوهابيون بالكفر والردة: ثم ما المانع بعد ذلك من إهراق دمهم والمرتد مهدور الدم!!.
ولقد بلغ تهوره أن منع المقيمين من أتباعه في السعودية من الدخول إلى مساجد (الوهابيين) ورخص لهم أكل الثوم والبصل قبيل إقامة صلاة ركعتي الجمعة كي يصيروا معذورين – بل منهيين – عن دخول المساجد.
ولكم أن تسألوا أئمة المساجد في لبنان من شماله إلى جنوبه: أي مسجد سلم من فتنهم وصيحاتهم وضربهم واطلاق نيرانهم. اسألوا عدنان ياسين: كم مرة حاولوا قتله، اسألوا الداعية حسن قاطرجي: ماذا فعل لهم حتى يلاحقوه دائماً وينهالوا عليه بالضرب والأذى؟ إسألوا جمال الذهبي وعبد الحميد شانوحا وغيرهم: لماذا تركوا لبنان أليس بسبب تعرضهم للضرب والأذى فآثروا الرحيل؟
ولكم أن تستمعوا إذاعتهم التي " أعينوا " على تأسيسها حيث يستعملونها منبراً للتطاول على الآخرين فوصفوا الشيخ محمد علي الجوزو بأقذع النعوت وجعلوه رجلاً داعراً، ولو كان ثمة حكم إسلامي لأقام على هؤلاء حكم القذف.
· فأين (الانفتاح الديني) الذي يدعونه؟ هل هو إلا الانفتاح على (المتواطئين) الذين يستخدمونهم في شق عصا المسلمين وشيوع البغضاء والكراهية بين المسلمين!.
· أما الباطنيون فلم يتكلم هو ولا اتباعه فيهم بكلمة واحدة، وليس من كتاب للحبشي إلا وقد اطلعت عليه يتكتم عليهم. وأتباعه ينشرون الإعلانات في مدحهم والثناء عليهم، فهل يعقل أن يكون هؤلاء أهدى سبيلاً من سيد والمولوي والألباني وابن تيمية وابن باز.
بل قد بدأت حقيقة الحبشي تنكشف في آخر محاضرة له في طرابلس حيث أخذ يحث على الإستغاثة بأئمة أهل البيت وأنه لا حرج أن يقول يا علي يا حسين على النحو الذي تفعله الشيعة. وتنكشف الآن حقائق عن تنسيق وتعاون بينه وبين الباطنيين لا سيما حين أسهم الباطنية في مصادرة كتاب (إطلاق الأعنة عن مخالفات الحبشي للكتاب والسنة) الذي رد مؤلفه على الحبشي وكشف طعنه بالسيدة عائشة واتهمها بعصيان ربها وتطاول على بعض الصحابة ليتقرب بهم إلى الباطنيين.
وأضرب لذلك مثلاً: هل يجرؤ الحبشي أن يكتب فتوى بخط يده في تكفير الخميني لقوله " إن لأمتنا مقاماً عظيماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل" [الحكومة الإسلامية 52 للخميني]؟ هل يجرؤ إن كان من صفاته حقاً الرد على أهل البدع والضلالة؟ لا أظنه يجرؤ على ذلك وإلا لكان في ذلك قطع الرزق!!.
تعريف موجز بعقيدته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/244)
قدم من هرار بعدما تسبب في فتنة كبيرة تسببت بكراهية أهل أثيوبيا له. وتعرض الدعاة هناك للموت والسجن.
وأتي به إلى لبنان ليوجه أهل لبنان إلى وجهة تتلاءم مع الهيمنة الشيعية في لبنان.
نشر الطريقة الرفاعية التي تعتقد بإمامة الإثني عشر والحزن يوم عاشوراء. (قلادة الجواهر 288).
زعم أن الله اضطر الكافر على الكفرولولا الله ما استطاع ان يكفر. (النهج السليم 67 صريح البيان 43)
حكم الحبشي بكفر جماعة من العلماء كابن تيمية الذي وصفه الزبيدي بشيخ الاسلام (اتحاف السادة المتقين 3/ 482 و4/ 537).
زعم أن العلماء كالشافعي مجانين لأنهم عابوا علم الكلام أي المنطق اليوناني (إظهار العقيدة السنية 22).
مخالفته للشافعي والنووي في هدم ما ينبى على القبور. (المجموع 5/ 298 شرح مسلم للنووي 7/ 24 الجنائز باب 32).
مخالفته للشافعي في الترضي عن معاوية بن أبي سفيان. (مسند الشافعي 33 الأم2/ 190 6/ 170).
مخالفته في بالتبرك بالأحجار (صريح البيان 58) وجعل قبر معروف الكرخي دواء مجربا (المقالات السنية 162) خلافا للغزالي القائل بأن مسح القبر باليد من عادة اليهود والنصارى (إحياء علوم الدين 1/ 259 و4/ 491) والنووي الذي حكى الاجماع على أن هذا من عمل الجهال وسوء أدب مع النبي (المجموع 8/ 257 وشرح مسلم 7/ 24).
مخالفته للنووي في الترضي عن معاوية (روضة الطالبين11/ 98 المجموع3/ 86 الاذكار1/ 7 تهذيب الاسماء1/ 190).
أثنى على قول الرازي ان «الانسان مجبور في صورة مختار» (إظهار العقيدة السنية196)
انتشار السحر بينهم وكان أكابر سحرة أتباعه رجل ملقب بـ (صوفي).
مواقف العلماء منه
حذر منه جماعة من العلماء: الشيخ الأصولي فقيه الشام وهبي الزحيلي – مفتي الديار المصرية علي جمعة – مدير جامعة الأزهر الدكتور أحمد عمر هاشم الذي شكك في منهجهم ومصادرهم.
وقد صدرت فتوى بحقه من هيئة كبار العلماء في السعودية وأنه من أئمة الضلال المعاصرين.
كرامات الحبشي
ويحكى أتباعه الأحباش عنه أن كان يطير.
وأنه يعطي أتباعه حذاءه ليتحدثوا عن أهليهم ويطمئنوا عنهم.
وأن لبلغمه رائحة عطرية تملأ الغرفة.
كان يمشي في الحبشة يحرسه أسدان. ولكن بقي له أسد واحد في لبنان.
يعلم المهدي دروسا في الدين والعقيدة الصحيحة تمهيدا لخروج المهدي.
هل كان الحبشي محدثا
وإليكم نماذج من بضاعته في الحديث:
حديث: «إن الله وملائكته يصلون على أصحاب العمائم» [المقالات السنية 53] (موضوع) قاله ابن الجوزي في (الموضوعات 2/ 27).
حديث: «انتظار الفرج عبادة» [المقالات السنية 96] موضوع. فيه عمرو بن حميد.
حديث: «أوحى الله إلى عيسى: آمن بمحمد، فلولاه ما خلقت آدم ولولاه ما خلقت الجنة والنار» [المقالات السنية 106] صححه الحاكم (2/ 614) وتعقبه الذهبي فقال: «أظنه موضوعاً»
حديث: «من حج ولم يزرني فقد جفاني» [المقالات السنية 144].
حديث: «من صلى علي عند قبري سمعته» [المقالات 115].
فتاوى الحبشي وعقيدته ومنهجه
عرف عنه الدفاع عن الشرك بالله والابتداع في الدين وتعطيل صفات الله. هذا شر ما عنده.
أن الله على غالب الأشياء قدير لا على كل شيء حتى لا يصير قادرا على نفسه (إظهار العقيدة السنية 40).
يسمي الشرك والاستغاثة بالمخلوقين الأموات توسلا وأنهم يخرجون لقضاء حاجته ثم يعودون إلى قبورهم.
تعطيل ما وصف الله به نفسه عنده تنزيه لله عما لا يليق به وكأن الله يصف نفسه بما لا يليق به. وصار أعظم شعاراتهم (الله موجود بلا مكان) وهو الشعار المناقض للآية (أأمنتم من في السماء) زعم الحبشي أن المعنى (الملائكة) وليس الله (قالها أمام الشيخ دمشقية في مناظرة معه).
يقسم البدعة الى بدعة حسنة وسيئة خلافا لقول رسول الله (كل بدعة ضلالة). صريح البيان 185 المقالات السنية 186).
ينشر عقيدة الشيعة من خلال كتاب التوحيد لابن بابويه القمي وينسب مقاطع منه لعقيدة السنة.
يروي الروايات المكذوبة على رسول الله فيزعم ان الله قال للملائكة اسكتوا يا ملائكتي. وأنه أمر جبريل يوم مولد النبي محمد بتوزيع أقداح الشراب (المولد الشريف ص11).
أفتى بأن القرآن كلام الله مجازا كلام وتعبير جبريل حقيقة واستدل بالآية (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه). و (إنه لقول رسول كريم). أي قول جبريل. (إظهار العقيدة السنية 58 – 59 و62).
أفتى الناس بما يلي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/245)
أفتى هو وأتباعه بتغيير وجهة القبلة خلافا للمسلمين في أمريكا وتسبب أتباعه بفتنة هناك.
أفتى بأن المسلم الذي لا يحكم بشرع الله وإنما بالأحكام الوضعية لا يجوز تكفيره» (بغية الطالب 305).
أفتى بعقيدة الإرجاء وهو الإيمان بدون عمل وأن «من لم يُحَكّم شرعَ الله في نفسه فلا يؤدي شيئًا من فرائض الله ولا يجتنب شيئًا من المحرمات، لكنه قال ولو مرة في العمر: لا إله إلا الله: فهذا مسلم مؤمن. ويقال له أيضًا مؤمن مذنب» (الدليل القويم 9 - 10 بغية الطالب 51).
وأفتى بأن من ذهب الى بلاد الكفار فيجوز له أن يعلق صليبا اذا خاف على نفسه منهم (الدليل القويم 155).
تبييض الأموال المسروقة عن طريق استبدال النقود الحرام ببضائع. (مسجل بصوته).
اللعب بالقمار مع الكافر وسلب أمواله بأي طريقة. (صريح البيان 133)
التعامل مع (اليانصيب) من غير المسلمين (صريح البيان 136). قال الحبشي «ضع مالك في بنك ليس له مساهم مسلم بل يكون كل المؤسسين كفارا. ضعه هناك وخذ عليه فائدة، هذا ان أردت أن تستفيد، فان تحققت الاستفادة فانه يجوز». (شريط 3 الوجه الأول).
جواز سرقة أموال جيرانهم من غير المسلمين. (شريط 3 وجه ب 709).
جواز عدم اداء الزكاة لأن الزكاة على الذهب والفضة لا الأموال الورقية. (بغية الطالب 160 جديدة 207).
أفتى بجواز طلب الحوائج من الأموات وأنهم يخرجون من قبورهم ليجيبوا المضطر اذا دعاهم. وهي عقيدة المسيحيين في بابانويل. (مسجل بصوته).
أفتى بجواز شراء وبيع المحرم وبالحيلة يمكن عنده التخلص من الحرام. (بغية الطالب 257).
أفتى بجواز أكل البصل والثوم لمن لا يريد حضور نداء يوم الجمعة للصلاة. (مشهورة عنه).
أفتى بأن الإنسان مجبور في صورة مختار. (إظهار العقيدة السنية196)
أن الله هو الذي يعين الكافر على الكفر. (صريح البيان 43 و67)
جواز وضع الزينة والتطيب للمرأة ولبس الضيق. (بغية 216 و351 ط جديدة 269 و446).وقد برر تلميذه نزار الحلبي لذلك قائلا لأن فتياتنا يتعطرن ويرتدين الجينز جمعا بين السترة والموضة» (جريدة المسلمون عدد 407)
جواز النظر إلى المرأة النظرة الأولى مهما طالت ودامت. (بغية الطالب 224 (الطبعة الجديدة 280).
خروج المرأة لحضور دروس جمعية الأحباش حتى وإن منعها زوجها. (بغية الطالب 268 ط جديدة 342)
مطالبة الزوج بالطلاق إذا رفض الخضوع والانضمام إلى الأحباش.
مقدار عورة المرأة أمام محارمها ما بين السرة والركبة فقط. (بغية الطالب290 ط جديدة 368).
جواز شرب الخمر عند الاصابة بالغصة. (مسجلة بصوته).
مجامعة الخنثى في نهار رمضان لا تفسد الصوم. (بغية 192 جديدة 243)
من صلى بالنجاسة صحت صلاتهلا فرق بين النجاسة المغلظة والمخففة (بغية الطالب 99 ط جديدة 131)
السجود لتمثال بغير قصد العبادة ليس شركا. (مسجل بصوته).
الطعن في معاوية وكل الصحابة الذين كانوا معه في موقفهم ضد علي بن أبي طالب. (صريح البيان 234 ط: مجلدة (بغية الطالب 352).
اتهام معاوية بأنه كان يبيع الأصنام لترويج أديان الوثنية في الهند. (صريح البيان 96 جديدة 227).
عداوة أتباعه لأهل السنة
عداوة أتباعه الشديدة لكل الجمعات الاسلامية بنيت على الولاء العميق للنظام السوري وحزب البعث. وقد جاء في رسالة الاحباش إلى حافظ الأسد ما يلي:
«يطيب لنا في ذكرى السابعة والأربعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي أن نبعث لسيادتكم وعبركم الى كل مناضلي ورفاق الحزب» (مجلة منار الهدى الحبشية عدد19: ص6 - 7).
قال حسام قراقير نائب رئيس جمعية المشاريع في مقابلة أجرتها معه جريدة السفير (19/ 10/1992) «نحن مع الإجماع العربي» فإذا ما حصل "إجماع عربي" على إنهاء الحرب مع اليهود فنحن مع هذا الإجماع".
فما سبب التحامل على الآخرين إن كانوا هم مع إنهاء الحرب مع اليهود؟
وقد تاكد لي دعم الأحباش هذه الأيام من قبل مؤسسة راند الأمريكية التي حثت الكونغرس على دعم جمعية الأحباش لأنها عندهم هي الجماعة الوحيدة المعتدلة.
ويظهر لي أن الأمريكان ما عاينوا وسوسة الأحباش مما يعرفه المسلمون عنهم.
وان دعم الأحباش بالتحديد إنما دل على فشل السياسة الامريكية.
فقد رفضهم المسلمون وتعرضوا لتحدي طلبة العلم واضطروا للتقوقع.
وقد كتبت فيهم عدة كتب منها:
الرد على عبد الله الحبشي.
الحبشي شذوذه وأخطاؤه
شبهات أهل الفتنة وأجوبة أهل السنة
موسوعة اهل السنة.
وموقعي فيهم مشهور فليراجع.
www.antihabashis.com (http://www.antihabashis.com/)
وقد فتحت غرفة خاصة بهم في موقع البالتوك. وهي بعنوان:
kashef 7aqeeqat alahbash
وهي في قسم الشرق الأوسط MIDDLEEAST
فرع اسلام ISLAM
ولا أزال أنتظرهم على مواقع الانترنت للمناظرة. وهم يجتنبون المناظرة معي.
أسأل الله أن يلحق به من يؤذون أهل السنة وينشرون البدعة والشرك باسم أهل السنة والجماعة.
وبالله التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه
عبد الرحمن دمشقية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/246)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 09 - 08, 07:26 م]ـ
الحمد لله الذي اراح المسلمين من عبدالله الحبشي، ونسأل الله ان يكبت البدعة وأهلها وأن ينصر السنة وأهلها.
وجزاك الله خيرا شيخنا الفاضل عبدالرحمن دمشقية على ردودك ومناظراتك المتعددة في الرد على طائفة الأحباش المنحرفة، فنسأل الله ان يبارك فيك وفي جهودك ويجعلك ناصرا للسنة قامعا للبدعة.
http://www.d-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=26
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[04 - 09 - 08, 07:45 م]ـ
بارك الله شيخنا الفاضل على ما قدمت وتقدم لخدمة هذا الدين والرد على المخالفين للسنة من شيعة واحباش و غيرهم من الفرق الضاله
واشهد الله اني احبك في الله
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 09 - 08, 08:06 م]ـ
الحبشي لا رحمه الله
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[04 - 09 - 08, 09:00 م]ـ
الله أكبر
إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[04 - 09 - 08, 09:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونصر الله أهل السنة ومحق أهل البدعة
وهذا رابط لرد الشبهات حول ما ينبزونهم ب (الوهابية) ( http://saaid.net/monawein/index.htm) في صيد الفوائد
عليهم من الله ما يستحقون
وهذا موقع الشيخ دمشقية ( http://www.dimashqiah.com/) حماه الله
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[04 - 09 - 08, 09:32 م]ـ
أعاذنا الله من حال أهل النار
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[04 - 09 - 08, 09:43 م]ـ
الله أكبر ..
والله لما سمعت بخبر هلاك هذا الطاغية (عبر إذاعة البي بي سي) خطرت في بالي أعمال الشيخ الدمشقية للرد عليه وعلى اتباعه ... فبارك الله في جهود الشيخ وإخوانه
والحمدلله من قبل ومن بعد
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[04 - 09 - 08, 11:25 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بجهودكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - 09 - 08, 12:14 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ..
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[05 - 09 - 08, 12:18 ص]ـ
أسأل الله ان يهدي أتباعه للحق.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[05 - 09 - 08, 12:20 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ..
وجزاك الله كل خير
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 09 - 08, 12:24 ص]ـ
الشيخ الفاضل / عبدالرحمن دمشقية ..
جزاكم الله خيراً .. ونفع بكم الإسلام والمسلمين، ورفع قدركم في الدارين، وأثابكم .. ومدَّ الله عمركم في طاعته ..
ـ[صخر]ــــــــ[05 - 09 - 08, 01:49 ص]ـ
بوركتم شيخنا أباعبيدة ...
رابط ذو صلة ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=890221#post890221
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[05 - 09 - 08, 01:58 ص]ـ
الشيخ الفاضل / عبدالرحمن دمشقية ..
جزاكم الله خيراً .. ونفع بكم الإسلام والمسلمين، ورفع قدركم في الدارين، وأثابكم .. ومدَّ الله عمركم في طاعته ..
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[05 - 09 - 08, 02:16 ص]ـ
أبا عبيدة الشيخ عبدالرحمن دمشقية
جزاك الله خيرًا ووفقك الله لكل خير
ـ[مؤيد السعدي]ــــــــ[05 - 09 - 08, 02:18 ص]ـ
ويحكى أتباعه الأحباش عنه أن كان يطير.
ألم يمل أهل البدع تلك الخرافة من عصر ابن تيمية إلى الآن (ابتسامة)
ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[05 - 09 - 08, 04:08 ص]ـ
أعاذنا الله من حال أهل النار.
لا رحمه الله.
جزاك الله خيرا شيخا الفاضل المكرم ونصرك على ما تقوم به من رد كيد أتباع ابن عربي الحاتمي والجهم بن صفوان.
ياربي ارزقنا حسن الخاتمة آمين.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[05 - 09 - 08, 02:02 م]ـ
أسأل الله تعالى أن يبارك في جهود الشيخ دمشقية، وأن يحفظه من كيد المبتدعة المفسدين.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[05 - 09 - 08, 02:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الدمشقية
ـ[حذيفة الفلسطيني]ــــــــ[05 - 09 - 08, 04:47 م]ـ
بارك الله في شيخنا عبد الرحمن دمشقية على هذه البشرى، وعلى هذا المبتدع الضال ما يستحقه عند ربه.
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[05 - 09 - 08, 07:57 م]ـ
شيخنا الكريم أسد السنة دمشقية
جزاكم الله خيرا
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[06 - 09 - 08, 02:17 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا و أعانكم على المزيد
ـ[أبو القعاع]ــــــــ[06 - 09 - 08, 03:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل وبارك في جهودكم ووفقكم لكل خير
ـ[مصلح بن سالم]ــــــــ[07 - 09 - 08, 04:55 ص]ـ
قال الله تعالى ((لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)) [الأنعام: 67]
الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات
ونسأل الله الذي أماته أن يميت بدعته.
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[07 - 09 - 08, 07:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله في الشيخ عبد الرحمن الدمشقية على هذا الخبر الذي فرح به عدد من المسلمين لأنه خبر نهاية طاغية تسبب في الفتن بين الناس والحمد لله أولا وآخرا
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[09 - 09 - 08, 02:03 ص]ـ
اللهم لك الحمد
لا رحم الله منه مغرز إبرة
ـ[ابو نايف البيضاني]ــــــــ[09 - 09 - 08, 05:14 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ دمشقية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/247)
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[09 - 09 - 08, 04:33 م]ـ
الشيخ الفاضل / عبدالرحمن دمشقية ..
جزاكم الله خيراً .. ونفع بكم الإسلام والمسلمين، ورفع قدركم في الدارين، وأثابكم .. ومدَّ الله عمركم في طاعته ..
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[12 - 09 - 08, 05:28 ص]ـ
الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات ونسأل الله الذي أماته أن يميت بدعته.
ـ[عبدالسلام الخليفي]ــــــــ[15 - 09 - 08, 02:23 ص]ـ
الحمد لله الذي أراح منه العباد والبلاد
الحمدلله
الحمدلله
وجزاك الله خيرا شيخنا الدمشقية على جهودك الملموسة
ـ[عصام البشير]ــــــــ[15 - 09 - 08, 01:52 م]ـ
الحمد لله
وهذه أبيات ألحّت علي البارحةَ، ولم أستطع دفعها، فدونتُها على عجل، ثم أحببتُ أن أتحفكم بها.
واعذروا قافيةَ الشين التي تضيق منافذ القول، ولكن عذري أن الهالكَ لا يستحق قافية أفضل منها.
هلك الخبيثُ
هلك الخبيثُ مُقدَّم الأحباشِ = يا ويحهُ مِن فاجرٍ غشاشِ
ما ماتَ إلا في أراذلِ عمرهِ = من بعد ضعف العقلِ والإرعاشِ
عرفتهُ أرض الشامِ أقبحَ خائنٍ = و (هرارِ) فيها كان أخبث واشِ
فحباهُ أهل الكفرِ منحةَ طاعةٍ = حتى غدا في أحسنِ الأرياشِ
أحيى الضلالَ، وأخرجَ البدعَ التي اسْـ = تِخراجُها يحتاجُ للمنقاشِ
ما بين تكفيرٍ لأهل الفضلِ أو = سبِّ الكرامِ بأقذعِ الإفحاشِ
معْ بدعةِ التحريفِ والتعطيلِ حتَّـ = ـى صار نورُ الحقّ في إغطاشِ
وتبَجُّحٍ بالشركِ تنشرهُ بكلِّ = الأرض طائفةٌ من الأوباشِ
مِن كل وغدٍ ما يقيمُ صلاتهُ = بالكفرِ ينضحُ .. بالخنا جيّاشِ
أفتاهمُ بحماقةٍ ليستْ تُرى = في طيِّ سِفرٍ، لا ولا كُناشِ
لم يُبصروا نورَ الهُدى لسطوعِهِ = والشمسُ منها نفرةُ الخُفاشِ
يا أيها المخذولُ ها قد جاءك الـ = حقُّ الذي ما فيه رشوةُ راشِ
فادفعْ إنِ اسطَعْتَ العذابَ مُسوَّمًا = من خازنٍ غضبانَ لا بَشاشِ
14 رمضان 1429
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[15 - 09 - 08, 03:09 م]ـ
ما شاء الله
لا فض فوك
ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[16 - 09 - 08, 06:28 ص]ـ
أفتى الناس بما يلي
أفتى هو وأتباعه بتغيير وجهة القبلة خلافا للمسلمين في أمريكا وتسبب أتباعه بفتنة هناك.
تبييض الأموال المسروقة عن طريق استبدال النقود الحرام ببضائع. (مسجل بصوته).
أفتى بجواز شراء وبيع المحرم وبالحيلة يمكن عنده التخلص من الحرام. (بغية الطالب 257).
جواز وضع الزينة والتطيب للمرأة ولبس الضيق. (بغية 216 و351 ط جديدة 269 و446).وقد برر تلميذه نزار الحلبي لذلك قائلا لأن فتياتنا يتعطرن ويرتدين الجينز جمعا بين السترة والموضة» (جريدة المسلمون عدد 407)
مجامعة الخنثى في نهار رمضان لا تفسد الصوم. (بغية 192 جديدة 243)
من صلى بالنجاسة صحت صلاته لا فرق بين النجاسة المغلظة والمخففة (بغية الطالب 99 ط جديدة 131)
الطعن في معاوية وكل الصحابة الذين كانوا معه في موقفهم ضد علي بن أبي طالب. (صريح البيان 234 ط: مجلدة (بغية الطالب 352).
اتهام معاوية بأنه كان يبيع الأصنام لترويج أديان الوثنية في الهند. (صريح البيان 96 جديدة 227).
فائدة فقهية:
1 - لا ربا مع الكافر - هو مذهب الأحناف رحمهم الله
2 - الصلاة بالنجاسة لمن لم يعلم بها جائزة، وتصح صلاته، ومن علم بها حال صلاته فليزلها إن استطاع وليمكل صلاته كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما خلع نعليه.
بالنسبة للشذوذات المذكورة، فهي عجب عجاب، من رجل مبتدع ضال، أسأل الله أن يجازيه وأن يكف عن الأمة شرّ نحلته وأهل مذهبهم بهدايتهم للحق.
الشيخ الفاضل دمشقية
أرجو منك توثيق افتاءه بتغيير القبلة لمن هو في أمريكا إضافة لتبيضض الأموال المسروقة.
وبقية الآراء التي اقتبستُها نرجو منك توثيقها، وذلك بتصويرها لتكون على هيئة (وثيقة) كما عليه العاملون في مجال وثائق الرافضة.
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[17 - 09 - 08, 04:48 م]ـ
تغيير القبلة لمن في أمريكا وجدت فيها خلافا بين كثير من الأمريكيين بسبب من يفتونهم من حيث:
هل يتم تحديد القبلة حسب الاتجاهات المعروفة (شرق ـ غرب ... ) حيث تكون مكة في الجنوب الشرقي
أم باستخدام خطوط الطول والعرض وتكون مكة في الشمال الشرقي بسبب انحراف محور الكرة الأرضية.
وذكر لي أحد الإخوة أن بعض المراكز الإسلامية هناك توجد في مصلاها قبلتان!!
وهو موضوع دقيق نرجو من يدلنا على من حقق فيه المسألة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 09 - 08, 09:11 م]ـ
أصل الخلاف هو هل الأرض كروية أم لا؟ الأحباش الأغبياء يقولون الأرض ليست كروية وبالتالي القبلة باتجاه الشرق أو الجنوب الشرقي، وسائر أهل القبلة (سنة وشيعة .... ) يقولون بأن كروية الأرض تعني أن أقرب اتجاه لمكة هو عن طريق الشمال أو الشمال الشرقي (حسب المكان في القارة).
ـ[أبو وئام]ــــــــ[17 - 09 - 08, 09:26 م]ـ
الحمد لله على هلاك هذا الخائن ولكن للأسف له أتباع كثر من أبناء الجالية المسلمة في أوربا من الذين إغتروا بجمعية المشاريع الخيرية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/248)
ـ[مؤيد السعدي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 05:18 ص]ـ
هل يتم تحديد القبلة حسب الاتجاهات المعروفة (شرق ـ غرب ... ) حيث تكون مكة في الجنوب الشرقي
أم باستخدام خطوط الطول والعرض وتكون مكة في الشمال الشرقي بسبب انحراف محور الكرة الأرضية.
وذكر لي أحد الإخوة أن بعض المراكز الإسلامية هناك توجد في مصلاها قبلتان!!
أصل الخلاف هو هل الأرض كروية أم لا؟ الأحباش الأغبياء يقولون الأرض ليست كروية وبالتالي القبلة باتجاه الشرق أو الجنوب الشرقي، وسائر أهل القبلة (سنة وشيعة .... ) يقولون بأن كروية الأرض تعني أن أقرب اتجاه لمكة هو عن طريق الشمال أو الشمال الشرقي (حسب المكان في القارة).
الأمر لا يحتاج كل هذا التعقيد، إذا كان لدينا طائرة تريد الذهاب من نيويورك إلى مكة وكانت تسير بزاوية ثابتة عن الشمال دائما فما هو الاتجاه الذي تسير عليه؟ فكما نعلم ليس المسلمين وحدهم من يقيسون الزوايا بين المدن!
وهو موضوع دقيق نرجو من يدلنا على من حقق فيه المسألة
القبلة تكون هي الزاوية بين الشمال الحقيقي ثم المدينة التي أنت فيها ثم مكة احداثيات مكة هي 21.43, 39.82 عرضا ثم طولا
احداثيات نيويورك هي 40.783333 و 73.966667 عرضا ثم طولا
بتطبيق المعادلة تكون الزاوية -113.44 يعني 113.44 درجة عن الشمال الحقيقي عكس عقارب الساعة
فتكون مكة في الجنوب مع الشرقي.
وإذا حسبناها إزاحة الشمال المغناطيسي عن الشمال الحقيقي (الزاوية بين الشمال الحقيقي - نيويورك - الشمال المغناطيسي) ستفرق معنا درجتين تقريبا فتكون الزاوية على البوصلة 111 درجة عكس عقارب الساعة
أيضا الجنوب الشرقي.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[18 - 09 - 08, 01:30 م]ـ
بارك الله في الإخوة
بالنسبة للقبلة؛ هل من أمريكا إلى مكة عن طريق أوروبا أقرب أم عن طريق اليابان أقرب؟ لأنه إذا كانت الثانية يلزم أن تكون القبلة في الجنوب (الشمال) الغربي
ـ[مؤيد السعدي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 06:06 م]ـ
بالنسبة للقبلة؛ هل من أمريكا إلى مكة عن طريق أوروبا أقرب أم عن طريق اليابان أقرب؟ لأنه إذا كانت الثانية يلزم أن تكون القبلة في الجنوب (الشمال) الغربي
أنا آسف نسيت وضع الإشارة السالبة في خط الطول لمدينة نيويورك لأنها غربا
الزاوية هي 58.5 درجة عن الشمال الحقيقي أي أن مكة في الشمال الشرقي
و 71.5 عن شمال البوصلة (أيضا شمال شرقي)
وعذرا للخطأ مرة أخرى
أخي بارك الله فيك طريقة الحساب سهلة جدا ولا تحتاج تأويلات وتسمى طريقة الدائرة الكبرى
وهي ايجاد دائرة مركزها مركز الأرض وتمر بالمدينتين في هذه الحالة تكون هذه أقصر طريق بينهما انظر http://en.wikipedia.org/wiki/Great_circle_distance
في هذا الموقع ضع خط الطول ثم العرض للمدينة التي أن فيها (يعني نفس الأرقام التي كتبتها بترتيب معكوس ووضع سالب للطول نيويورك)
ثم ضع الطول والعرض للمدينة التي تريد اتجاهها (مكة)
http://www.satsig.net/ssazran.htm
وهذا الموقع يعطيك إيهاها أيضا
http://williams.best.vwh.net/gccalc.htm
وهذا يشرح الطريقة
http://williams.best.vwh.net/avform.htm#Crs
أعتذر مرة أخرى على الخطأ الحسابي
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 07:27 م]ـ
الأخ مؤيد
بارك الله فيك
ـ[الكتب]ــــــــ[19 - 09 - 08, 03:05 ص]ـ
الحمد لله
الذي أهلكه
وندعو الله أن يهلك طريقته وسنته
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[19 - 09 - 08, 04:32 ص]ـ
http://en.wikipedia.org/wiki/Great_circle_distance
http://www.satsig.net/ssazran.htm
http://williams.best.vwh.net/gccalc.htm
http://williams.best.vwh.net/avform.htm#Crs
أعتذر مرة أخرى على الخطأ الحسابي
لا عليك أخي مؤيد .. بارك الله فيك على هذه المواقع المفيدة
ـ[أبو يوسف الخثعمي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 02:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن وأسأل الله أن يجعل ما تسطره يدك حجة لك يوم القيامة ورفعة لك في الجنة, اللهم آمين.
الأخوة الكرام: لم يتسن لي الوقوف على كتاب: (إطلاق الأعنة عن مخالفات الحبشي للكتاب والسنة)
فهل يباع؟
وفي أي مكتبة؟
أم هل يوجد على النت؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[08 - 10 - 08, 04:23 ص]ـ
بارك الله في الشيخ عبد الرحمن
ـ[عبدالله ناصر]ــــــــ[08 - 10 - 08, 10:47 م]ـ
جزاك الله خيرا(51/249)
هل تعرفون عقيدة الدكتور السلقيني؟
ـ[عبدالقادر شحرور]ــــــــ[04 - 09 - 08, 11:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل يعرف أحد منكم عقيدة الدكتور إبراهيم السلقيني؟
هل هو سلفي؟(51/250)
ترجمة الشيخ العزيزي
ـ[عيسى محمد]ــــــــ[05 - 09 - 08, 11:39 م]ـ
أخوتي السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
نأمل منكم مساعدتي للحصول على ترجمة كاملة للشيخ (العزيزي)
مؤلف كتاب (السراج المنير لشرح الجامع الصغير)
والله في عون العبد ما دام في عون أخيه
والسلام عليكم(51/251)
ما الدليل على قاعدة "جعل ما ليس بسبب سبب شرك أصغر"
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[06 - 09 - 08, 04:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يذكر أهل العلم قاعدة "جعل ماليس بسبب سبب شرك أصغر " ويجعلونها قاعدة في التوحيد فما دليل هذه القاعدة؟
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[12 - 02 - 09, 11:53 م]ـ
للرفع
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[13 - 02 - 09, 01:21 ص]ـ
باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما
لرفع البلاء أودفعه
قوله: (من الشرك)، من هنا للتبعيض؛ أي: أن هذا بعض الشرك، وليس كل الشرك، والشرك: اسم جنس يشمل الأصغر والأكبر، ولبس هذه الأشياء قد يكون أصغر وقد يكون أكبر بحسب اعتقاد لابسها، وكان لبس هذه الأشياء من الشرك؛ لأن كل من أثبت سببًا لم يجعله الله سببًا شرعيًا ولا قدريًا؛ فقد جعل نفسه شريكًا مع الله.
فمثلًا: قراءة الفاتحة سبب شرعي للشفاء.
وأكل المسهل سبب حسي لانطلاق البطن، وهو قدري؛ لأنه يعلم بالتجارب.
والناس في الأسباب طرفان ووسط:
الأول: من ينكر الأسباب، وهم كل من قال بنفي حكمة الله؛ كالجبرية، والأشعرية.
الثاني: من يغلوفي إثبات الأسباب حتى يجعلوا ما ليس بسبب سببًا، وهؤلاء هم عامة الخرافيين من الصوفية ونحوهم.
الثالث: من يؤمن بالأسباب وتأثيراتها، ولكنهم لا يثبتون من الأسباب إلا ما أثبته الله سبحانه ورسوله، سواء كان سببًا شرعيًا أو كونيًا.
ولا شك أن هؤلاء هم الذين آمنوا إيمانًا حقيقيًا، وآمنوا بحكمته؛ حيث ربطوا الأسباب بمسبباتها، والعلل بمعلولاتها، وهذا من تمام الحكمة.
ولبس الحلقة ونحوها إن اعتقد لابسها أنها مؤثرة بنفسها دون الله؛ فهومشرك شركًا أكبر في توحيد الربوبية؛ لأنه اعتقد أن مع الله خالقًا غيره.
وإن اعتقد أنها سببًا ولكنه ليس مؤثرًا بنفسه؛ فهو مشرك شركًا أصغر لأنه لما اعتقد أن ما ليس بسبب سببًا؛ فقد شارك الله تعالى في الحكم لهذا الشيء بأنه سبب، والله تعالى لم يجعله سببًا.
وطريق العلم بأن الشيء سبب:
إما عن طريق الشرع، وذلك كالعسل {فيه شفاء للناس} [النحل: 69]، وكقراءة القرآن فيها شفاء للناس، قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُو شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: من الآية82].
وإما عن طريق القدر، كما إذا جربنا هذا الشيء فوجدناه نافعًا في هذا الألم أو المرض، ولكن لا بد أن يكون أثره ظاهرًا مباشرًا كما لو اكتوى بالنار فبرئ بذلك مثلًا؛ فهذا سبب ظاهر بين، وإنما قلنا هذا لئلا يقول قائل: أنا جربت هذا وانتفعت به، وهو لم يكن مباشرًا؛ كالحلقة، فقد يلبسها إنسان وهو يعتقد أنها نافعة، فينتفع لأن للانفعال النفسي للشيء أثرًا بينًا؛ فقد يقرأ إنسان على مريض فلا يرتاح له، ثم يأتي آخر يعتقد أن قراءته نافعة، فيقرأ عليه الآية نفسها فيرتاح له ويشعر بخفة الألم، كذلك الذين يلبسون الحلق ويربطون الخيوط، قد يحسون بخفة الألم أو اندفاعه أو ارتفاعه بناءً على اعتقادهم نفعها.
وخفة الألم لمن اعتقد نفع تلك الحلقة مجرد شعور نفسي، والشعور النفسي ليس طريقًا شرعيًا لإثبات الأسباب، كما أن الإلهام ليس طريقًا للتشريع.
العلامة ابن عثيمين رحمه الله
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[13 - 02 - 09, 01:35 ص]ـ
وهذه القاعدة وضعت عن طريق استقراء العلماء في معرفة الشرك الأكبر والأصغر والفرق بينهما.
قال الشيخ وليد بن راشد السعيدان في كتابه: القواعد المذاعة في مذهب أهل السنة والجماعة
القاعدة الخامسة والعشرون
كل من اعتقد سببًا لم يدل عليه شرع ولا قدر فهو شرك أصغر وإن اعتقده الفاعل بذاته فهو شرك أكبر
اعلم رحمك الله تعالى أن الناس في الأسباب انقسموا إلى فرق ففرقة قالت: ليس لها تأثير البتة، وهذا القول فيه مكابرة للمعقولات. وفرقة قالت: أنها هي الفاعلة بذاتها، وهؤلاء هم المشركون، فهذا القول كفر وشرك – والعياذ بالله تعالى -. وفرقة قالت: إنها مؤثرة لكن لا بذاتها وإنما يجعل الله لها مؤثرة، وهذا هو الصواب وهو قول أهل السنة والجماعة، فإنكار الأسباب بالكلية قدح في الشرع والاعتماد عليها بالكلية شرك أكبر والأخذ بها مع التوكل على الله هو دين الإسلام، ولذلك قال النبي - ? -: ((اعقلها وتوكل)). فقوله: ((اعقلها)) أخذ بأسباب حفظ الدابة، وقوله: ((
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/252)
وتوكل)) اعتراف بأن السبب وحده ليس هو الكفيل بالحفظ إلا إذا شاء الله تعالى.
واعلم أن الأخذ بالأسباب بمسبباتها، فربط المطر بوجود السحاب، وربط إنجاب الولد بالزواج، وربط دخول الجنة بالعمل الصالح، فالمسبب في شريعتنا لا يقع إلا إذا وقع سببه لكن قد يقع السبب ويختلف عنه سببه لحكمة يعلمها الله تعالى فقد يوجد السحاب ولا يوجد المطر لكن لا يوجد مطر إلا بسحاب، وقد يوجد الزواج ولا يوجد الولد لكن لا يوجد ولد إلا بجماع، وقد يتحقق العمل الصالح لكن يتخلف عنه دخول الجنة لكن لا يدخل الجنة إلا من عمل صالحًا. ولذلك قال الله تعالى بعد ما ذكر ما في الجنة وأنه أعدها لعباده المؤمنين قال: ? جزاءً بما كانوا يعملون ? والباء هنا باء السبب أي بسبب أعمالهم، لكن ليست باء العوض، أي لأنهم عملوا صالحًا دخلوا الجنة، كقولك: اشتريت كذا بكذا، فإن أحدًا لن يدخل الجنة بعمله حتى رسول الله - ? - ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: ((لن يدخل أحدٌ منكم الجنة بعمله)). قالوا: ولا أنت يا رسول الله. قال: ((ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته)). فالباء في قوله: ((بعمله)) هي باء العوض والمقابلة. والباء في قوله تعالى: ? بما كانوا يعملون ? هي باء السبب، فالأعمال سبب من أسباب دخول الجنة، لكن ليست الجنة عوضًا لازمًا للأعمال، قال ذلك أبو العباس بن تيميه.
إذا علمت هذا فاعلم أن الأسباب نوعان باعتبار معرفتنا بمسبباته، أي عرفنا أن هذا سبب لهذا عن طريقين عن طريق الشرع وعن طريق القدر، فالشرع يخبرنا أن هذا الشيء سبب لهذا الشيء ومترتب عليه: كقوله تعالى: ? جزاءً بما كانوا يعملون ? فأخبرنا أن الأعمال الصالحة سبب من أسباب دخول الجنة والآيات كثيرة، وكذلك القدر أي عرفنا قدرًا أن هذا الشيء سبب لهذا الشيء، كعلاج الحرارة دلت التجربة على أنه سبب لانخفاضها، وعلاج الإسهال دل على أنه سبب لإمساك البطن والبروز للحرارة دل على أنه سبب للإصابة بالحمى وهكذا، فمن ادعى أن هذا الشيء سبب لهذا الشيء فنحن نطالبه بالدليل الذي دله على هذه السببية، إذا علم هذا فليعلم أن كل من تعلق سببًا لم يدل عليه دليل شرعي أي لم يدل على سببيته شرع من كتاب وسنة، ولم يدل عليه قدر كالتجربة مثلاً فلا يخلو من حالتين: إما أن يعتقد أن هذا السبب هو الفاعل للمسبب بذاته، فإذا اعتقد ذلك فهذا هو الشرك الأكبر، إما أن يعتقد أن الفاعل هو الله تعالى لا السبب وهذا سبب فقط فهذا شرك أصغر لأن الأصل أن الله هو الذي يربط الأسباب بالمسببات، فالأسباب الشرعية خاصة توقيفية على الدليل فإذا اعتقد الإنسان أن هذا الشيء سبب ولا دليل عليه فيكون قد نصب نفسه مشرعًا وتكلم فيما لا يعنيه وهو حرام لا يجوز، ولأن الأسباب قد يكون ارتباطها بمسبباتها ارتباطًا غيبيًا لا يدرك فكيف يقال إن هذا الشيء سبب لهذا الشيء وهو غير محسوس ففيه نوع من ادعاء علم الغيب ولأن هذا أي اتخاذ الأسباب بلا دليل وسيلة للشرك الأكبر والقاعدة تقول: أن كا ما كان وسيلة للشرك الأكبر فهو شرك أصغر والوسائل لها أحكام المقاصد. إذا عرفت هذا وفهمته فهمًا جليًا فهاك فروعًا على هذه القاعدة العظيمة حتى تتضح:
منها: التمائم: هي حرام وشرك دل على تحريمها السنة والإجماع، وهي حرام حتى وإن كانت من القرآن على الصحيح لأوجه ثلاثة مذكورة في غير هذا الموضع، والمراد أن بعض الناس يتخذ التمائم ويقصد بها دفع الشر وجلب الخير فأناس يتخذونها لدفع العين وبعضهم للحماية من الجن وبعضهم للوقاية من السحر، فهم اتخذوها واعتقدوا فيها هذا الاعتقاد، فهم لا يخلون من حالتين: إما أن يعتقدوا أنها هي الفاعلة بذاتها أي هي التي تدفع الشر وتجلب الخير بذاتها فهذا شرك أكبر مخرج عن الملة بالكلية والعياذ بالله تعالى فهو شرك في الربوبية.
وإن اعتقدوا أن الله هو الدافع للشر الجالب للخير لكن هذه التمائم سبب من الأسباب الدافعة للشر الجالبة للخير فهذا شرك أصغر؛ لأن الشرع لم يدل على أن من أسباب دفع الشر تعليق التمائم، بل حتى ولا القدر فنحن نرى أناسًا قد علقوها ومع ذلك تصيبهم المصائب الكثيرة، فالتمائم لم يدل عليها شرع ولا قدر فما بالك إذا كان الشرع قد دل على تحريمها وأنها شرك، فمع هذا لا يجوز اتخاذها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/253)
ومنها: الرقى: دل الدليل الشرعي على أنها سبب من أسباب دفع الشر، قال النبي - ? -: ((لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا))، وقال تعالى: ? وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ?. فمن اعتقد أنها هي الفاعلة بذاتها فهذا شرك أكبر مخرج عن الملة وهو شرك في الربوبية، لكن من اعتقد أنها سبب من الأسباب وأن الله هو الذي يُقَدِرْ ويحكم فهذا لا بأس به، بل هو الواجب لأن الدليل دل على سببيتها لدفع الأمراض. ومن اعتقد أنها ليست سببًا أصلاً فهذا ضال مخالف للأدلة.
ومنها: الدعاء في المقابر خاصة للنفس: لا شك أن زيارة القبور شرعية وبدعية؛ والشرعية: هي ما كان قصد الزائر بها الذكرى والاعتبار أو الدعاء لهم، أما أن يزور المقبرة ليدعو لنفسه فهذا من الزيارة البدعية لا الشرعية، لكن من اعتقد في الدعاء للنفس في المقبرة فضيلة فلا يخلوا من حالتين: إن اعتقد في الدعاء أن الله هو المجيب الذي يقدر الأشياء وأن الأموات ليس تصرف في شيء أبدًا، فهذا شرك أصغر؛ لأنه اعتقد سببًا ما ليس بسبب، وإذا اعتقد أن الأموات يملكون شيئًا من الإجابة فهذا هو الشرك الأكبر وهو شرك المشركين في زمان محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى -.
ومنها: وضع القرآن في السيارة لدفع الضرر عنها: إن اعتقد أن القرآن هو الذي يدفع بذاته، فهذا شرك أكبر مخرج عن الملة وإن اعتقده سببًا من الأسباب والله تعالى هو الذي يدفع الشر فهذا شرك أصغر؛ لأنه اعتقد سببًا ما ليس بسبب فإن الشرع لم يدل على أن القرآن كأوراقٍ وحبرٍ وكتابةٍ وجلدةٍ سبب لدفع الضر عن المكان الذي هو فيه.
ومنها: الاعتقاد في الأنواء: فإذا نزل مطر أو هبت ريح فإن بعض الناس ينسبون هذا إلى النجم الفلاني والأنواء هي مواقع النجوم، فهذه النسبة لا تخلوا من حالتين: إما أن يعتقد أنها هي الفاعلة بذاتها فهذا هو الشرك الأكبر، وإن اعتقد أن الله هو الفاعل المقدر لهذا الشيء، لكن النوء سبب من الأسباب فهذا شرك أصغر؛ لأنه اعتقد سببًا ما ليس بسبب، لكن اعتقد أنها ليست سببًا وليست هي الفاعلة وإنما ينسب المطر إلى النوء نسبة توقيت بدون اعتقاد فهذا لا بأس به وتركه هو الأولى سدًا للذريعة، وعلى هذا فقس،
قال الناظم:
وتؤثر الأسباب ليس بذاتها ................ لكن بتقدير من الرحمن
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[13 - 02 - 09, 07:49 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو الخير الجزائري]ــــــــ[13 - 02 - 09, 08:33 ص]ـ
يلزم من هذا أن كل بدعة هي شرك أصغر
إذ المبتدع قد جعل هذا العمل الذي لم يجعله الله سببا لدخول الجنة ومرضاته سببا لذلك؟
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[15 - 02 - 09, 11:25 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الدغيلي على كرم الإيضاح ولا يزال السؤال قائما "
"ما دليله الشرعي "فأنا لم أسئل عن عقيدة أهل السنة والجماعة فجعلها سبب صحيح أو خاطئ أو جعلها فاعلة بذاتها ونحو هذا التفصيل الذي تشكر عليه
بعبارة أخرى؛ لو سألك قبوري عن هذا وقال: أنتم أهل الدليل أعطوني دليل على هذا من الكتاب أو السنة؟
فبماذا تجيبه
ولا أطرح هذا السؤال من باب الجدل فهذا السؤال مشكل علي منذ فترة ليست بالقصيرة؟
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[16 - 02 - 09, 02:47 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الدغيلي على كرم الإيضاح ولا يزال السؤال قائما "
"ما دليله الشرعي "فأنا لم أسئل عن عقيدة أهل السنة والجماعة فجعلها سبب صحيح أو خاطئ أو جعلها فاعلة بذاتها ونحو هذا التفصيل الذي تشكر عليه
بعبارة أخرى؛ لو سألك قبوري عن هذا وقال: أنتم أهل الدليل أعطوني دليل على هذا من الكتاب أو السنة؟
فبماذا تجيبه
ولا أطرح هذا السؤال من باب الجدل فهذا السؤال مشكل علي منذ فترة ليست بالقصيرة؟
بارك الله فيك أخي.
لوسألك شخص ما دليل على تقسيم التوحيد اإلى ثلاثة أقسام؟ ماذا تقول له؟
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[17 - 02 - 09, 01:40 ص]ـ
أقول هذا الموجود في كتاب الله نصا صريحا
* أستطيع أن أحاج فيه المبتدع بقولي في إفراد الله بجميع العبادات:
(وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) أي فلا تعبدوا مع الله أحدا
وجاءت نصوص وافرة تدل على هذا في الكتاب والسنة
* وأحاج فيه المبتدع بقولي في إفراد الله بأفعاله:
(هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض)
وجاءت نصوص وافرة تدل على هذا في الكتاب والسنة
* وأحاج المبتدع في إثبات ما أثبته الله ورسوله من أسماء وصفات ونفي ما نفي بقوله:
(ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)
وجاءت نصوص وافرة تدل على هذا في الكتاب والسنة
ولم يجدوا دليل لقسم رابع ولو وجدنا لأثبتنا لأننا أهل الدليل.
وقد ثبت بالإستقراء أنه لا يوجد قسم رابع كما أشار إليه علما السلف مثل ابن منده وابن جرير الطبري وغيرهما
فإن قلت كذلك هذه القاعدة ثبتت بالإستقراء (يعني الأدلة الكثيرة التي تدل على هذا) فأريد دليلا واحدا يدل على هذه القاعدة بشرط أن يكون من الكتاب أو السنة.
وجزيت خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/254)
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 01:18 م]ـ
[ quote= أبو أنس الشهري;983831] أقول هذا الموجود في كتاب الله نصا صريحا
quote]
هل موجود بالنص أن أقسام التوحيد ثلاثة؟ أو أن هذا التقسيم مأخوذ من الاستقراء والتأمل. لأن العلماء لما استقرءوا ما جاءت به النصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ظهر لهم هذا؟
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[17 - 02 - 09, 02:48 م]ـ
هل موجود بالنص أن أقسام التوحيد ثلاثة؟
قال تعالى: " واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم "
والأقسام الثلاثة مما أنزل إلينا.
أما قضية أن يصرح بأنها ثلاثة فهذا لم نتعبد به
ثم إن الإستقراء على عدم وجود دليل لقسم رابع يكون واضح
أما الإستقراء على وجود دليل سيكون هذا أمر غير واضح فأنا أريد أي دليل
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 08:33 م]ـ
؟
سؤال يتعلق بتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وهل هناك دليل على ذلك؟.
الحمد لله
فهذا التقسيم مأخوذ من الاستقراء والتأمل. لأن العلماء لما استقرءوا ما جاءت به النصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ظهر لهم هذا، وزاد بعضهم نوعا رابعا هو توحيد المتابعة، وهذا كله بالاستقراء.
فلا شك أن من تدبر القرآن الكريم وجد فيه آيات تأمر بإخلاص العبادة لله وحده، وهذا هو توحيد الألوهية، ووجد آيات تدل على أن الله هو الخلاق وأنه الرزاق وأنه مدبر الأمور، وهذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون ولم يدخلهم في الإسلام، كما يجد آيات أخرى تدل على أن له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وأنه لا شبيه له ولا كفو له، وهذا هو توحيد الأسماء والصفات الذي أنكره المبتدعة من الجهمية والمعتزلة والمشبهة، ومن سلك سبيلهم.
ويجد آيات تدل على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ورفض ما خالف شرعه، وهذا هو توحيد المتابعة، فهذا التقسيم قد علم بالاستقراء وتتبع الآيات ودراسة السنة، ومن ذلك قول الله سبحانه: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة: 4)
وقوله عز وجل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21)
وقوله جل وتعالى: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (البقرة: 163)
وقوله سبحانه: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (57) (الذاريات:56، 57)
وقوله سبحانه: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف:54).
وقال سبحانه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى:11)
وقال عز وجل: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) (الإخلاص).
وقال جل شأنه: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) (آل عمران:31).
وقال سبحانه: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (النور:54) والآيات الدالة على ما ذكر من التقسيم كثيرة.
ومن الأحاديث: قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ رضي الله عنه المتفق على صحته (خ/ 2856، م/ 30): " حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا "
وقوله عليه الصلاة والسلام:" من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار " رواه البخاري (4497) ومسلم (92).
وقوله لجبريل عليه السلام لما سأله عن الإسلام قال: " (أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة .. الحديث " متفق عليه (خ/ 50، م/ 9).
وقوله صلى الله عليه وسلم: " من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصا الله " متفق على صحته (خ/ 2957، م/ 1835).
وقوله عليه الصلاة والسلام: " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل يا رسول الله ومن يأبى؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " رواه البخاري في صحيحه (7280) والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" الإله هو المعبود المطاع فإن الإله هو المألوه، والمألوه هو الذي يستحق أن يعبد، وكونه يستحق أن يعبد هو بما اتصف به من الصفات التي تستلزم أن يكون هو المحبوب غاية الحب المخضوع له غاية الخضوع ".
وقال:" فإن الإله هو المحبوب المعبود الذي تألهه القلوب بحبها وتخضع له وتذل له وتخافه وترجوه وتنيب إليه في شدائدها وتدعوه في مهماتها وتتوكل عليه في مصالحها وتلجأ إليه وتطمئن بذكره وتسكن إلى حبه، وليس ذلك إلا لله وحده، ولهذا كانت لا إله إلا الله أصدق الكلام، وكان أهلها أهل الله وحزبه، والمنكرون لها أعداءه وأهل غضبه ونقمته، فإذا صحت صح بها كل مسألة وحال وذوق، وإذا لم يصححها العبد فالفساد لازم له في علومه وأعماله ".
نسأل الله أن يوفق المسلمين جميعا من حكام ومحكومين للفقه في دينه والثبات عليه والنصح لله ولعباده، والحذر مما يخالف ذلك، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
انظر: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله (6/ 215).
و كذلك دليل القاعدة جعل ما ليس بسبب سبب شرك أصغر هو الاستقراء والتأمل و التتبع لنصوص , لأن العلماء لما استقرءوا ما جاءت به النصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ظهر لهم هذا التفريق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/255)
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[17 - 02 - 09, 10:22 م]ـ
و كذلك دليل القاعدة جعل ما ليس بسبب سبب شرك أصغر هو الاستقراء والتأمل و التتبع لنصوص , لأن العلماء لما استقرءوا ما جاءت به النصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ظهر لهم هذا التفريق.
أخي الدغيلبي أنا لا أتكلم عن مسألة أقسام التوحيد وأتمنى ألا يطول فيها الكلام وهي مسألة واضحة وبدل أن تعطيني أدلة على اقسام التوحيد أعطني دليل على القاعدة التي لم أرى إلى الآن دليل واحد يستنتج منها القاعدة
فإن قلت كما كان هناك استقراء فهنا استقراء أقول أرني الأدلة التي استقري منها كما ذكرت أدلة في الأقسام.
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[18 - 02 - 09, 07:58 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[18 - 02 - 09, 08:16 ص]ـ
أخي الدغيلبي أنا لا أتكلم عن مسألة أقسام التوحيد وأتمنى ألا يطول فيها الكلام وهي مسألة واضحة وبدل أن تعطيني أدلة على اقسام التوحيد أعطني دليل على القاعدة التي لم أرى إلى الآن دليل واحد يستنتج منها القاعدة
فإن قلت كما كان هناك استقراء فهنا استقراء أقول أرني الأدلة التي استقري منها كما ذكرت أدلة في الأقسام.
لقد وضح لك أن دليل تقسيم التوحيد هو الاستقراء والتأمل كما في فتوى العلامة ابن باز رحمه الله فوجد أدلة يفهم منها التركيز على توحيد الربوبية مثلاً وكذلك بقية أقسام التوحيد.
فمن أدلة التتبع و الاستقراء على هذه القاعدة النافعة والله أعلم قول الله تعالى {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} (الشورى /21) فسمى الله من يشرع أقوالا وأفعالا وأحكاما لم يأذن بها الله سماهم شركاء، فمن جعل سبب بسبب وهو ليس بسبب شرعي أو قدري كوني فقد وقع في الشرك الأصغر, لأن الله سبحانه و تعالى لم يأمرنا بهذه الأسباب, فكأنه شرعاً أسباباً لم يأذن الله بها.
وقد حاولت بنقل كلام أهل العلم لك وطرح مسألة تقسيم أنواع التوحيد من أجل أن تتضح لك القاعدة.
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[19 - 02 - 09, 02:50 ص]ـ
قول الله تعالى {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} (الشورى /21) فسمى الله من يشرع أقوالا وأفعالا وأحكاما لم يأذن بها الله سماهم شركاء،
أفرأيت لو كان جعلي ما ليس بسبب سبب على غير باب التعبد وكان من العادات المباحة فهل يكون شركا وقد قال سبحانه (من الدين) خصوصا أن هذه القاعدة لا يوجد لها استثناء ثم لو كان شركا فما صارفه عن الشرك الأكبر
ـ[طالبة علم الشريعة]ــــــــ[22 - 02 - 09, 10:18 م]ـ
للرفع
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[23 - 02 - 09, 05:32 م]ـ
حديث ((ومن قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب))
وكذلك حديث ((من علق تميمة قلا أتم الله له))
ففي الحديثين جعل ما ليس بسبب سبب والله أعلم
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[25 - 02 - 09, 03:22 م]ـ
وكذلك حديث ((من علق تميمة قلا أتم الله له))
لعلك تقصد " من تعلق تميمة فقد أشرك "
أنا أقر أن هذه شرك لاكن سؤالي:
لو كان جعلي ما ليس بسبب سبب على غير باب التعبد وكان من العادات المباحة فهل يكون شركا وقد قال سبحانه (من الدين) أما التمائم وذات أنواط فأعرف أنها شرك ثم إني أسألك عما ذكرت أنت إذا كانت شرك فما صارف التميمة عن الشرك الأكبر وإذا ذكرت ضابط فأتي بدليله.
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[25 - 02 - 09, 03:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله الجميع الخير
اخي ابو انس الشهري بارك الله فيك أنت تقول لو كان السبب في العادات المباحة.
فسؤالي كيف يكون أخذ سبب ما ليس بسبب في العادات المباحة لو تمثل لنا مثالا على ذلك،
أنا أظن ولست جازما أن المشكلة ليست بأن يكون السبب المأخوذ لما ليس بسبب هي أن يكون دينيا أو عاديا مباحا، بل المشكلة في تشريع السبب لما ليس بسبب لأن كل من أثبت سببًا لم يجعله الله سببًا شرعيًا ولا قدريًا فقد جعل نفسه شريكًا مع الله، فالمشكلة في تشريع سبب لما ليس بسبب، والله اعلم
بارك الله فيكم ....
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[25 - 02 - 09, 05:40 م]ـ
فسؤالي كيف يكون أخذ سبب ما ليس بسبب في العادات المباحة لو تمثل لنا مثالا على ذلك،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/256)
لو قال أهل الإختصاص أن نوع من المهدءات لا تنفع ولا تضر فقال رجل أجربه والله هو الشافي
أنا أظن ولست جازما أن المشكلة ليست بأن يكون السبب المأخوذ لما ليس بسبب هي أن يكون دينيا أو عاديا مباحا
بل المشكلة في تشريع السبب لما ليس بسبب لأن كل من أثبت سببًا لم يجعله الله سببًا شرعيًا ولا قدريًا فقد جعل نفسه شريكًا مع الله، فالمشكلة في تشريع سبب لما ليس بسبب،
فما هي الفائدة في إضافة (ولا قدريا) وهي شاملة لما ليس فيه تشريع.
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[25 - 02 - 09, 06:39 م]ـ
أخي الحبيب أبو انس الشهري
بالنسبة للمثال فأظن جوابه فيما نقله الاخ ابو عمر الدغلبي عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو:
وإما عن طريق القدر، كما إذا جربنا هذا الشيء فوجدناه نافعًا في هذا الألم أو المرض، ولكن لا بد أن يكون أثره ظاهرًا مباشرًا كما لو اكتوى بالنار فبرئ بذلك مثلًا؛ فهذا سبب ظاهر بين، وإنما قلنا هذا لئلا يقول قائل: أنا جربت هذا وانتفعت به، وهو لم يكن مباشرًا؛
وعن الشيخ وليد بن راشد السعيدان وهو:
وكذلك القدر أي عرفنا قدرًا أن هذا الشيء سبب لهذا الشيء، كعلاج الحرارة دلت التجربة على أنه سبب لانخفاضها، وعلاج الإسهال دل على أنه سبب لإمساك البطن والبروز للحرارة دل على أنه سبب للإصابة بالحمى وهكذا، فمن ادعى أن هذا الشيء سبب لهذا الشيء فنحن نطالبه بالدليل الذي دله على هذه السببية، إذا علم هذا فليعلم أن كل من تعلق سببًا لم يدل عليه دليل شرعي أي لم يدل على سببيته شرع من كتاب وسنة، ولم يدل عليه قدر كالتجربة مثلاً فلا يخلو من حالتين: إما أن يعتقد أن هذا السبب هو الفاعل للمسبب بذاته، فإذا اعتقد ذلك فهذا هو الشرك الأكبر، إما أن يعتقد أن الفاعل هو الله تعالى لا السبب وهذا سبب فقط فهذا شرك أصغر لأن الأصل أن الله هو الذي يربط الأسباب بالمسببات، فالأسباب الشرعية خاصة توقيفية على الدليل فإذا اعتقد الإنسان أن هذا الشيء سبب ولا دليل عليه فيكون قد نصب نفسه مشرعًا وتكلم فيما لا يعنيه وهو حرام لا يجوز، ولأن الأسباب قد يكون ارتباطها بمسبباتها ارتباطًا غيبيًا لا يدرك فكيف يقال إن هذا الشيء سبب لهذا الشيء وهو غير محسوس ففيه نوع من ادعاء علم الغيب ولأن هذا أي اتخاذ الأسباب بلا دليل وسيلة للشرك الأكبر والقاعدة تقول: أن كا ما كان وسيلة للشرك الأكبر فهو شرك أصغر والوسائل لها أحكام المقاصد.
والله اعلم ...
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[26 - 02 - 09, 12:19 ص]ـ
لو سألتك عن هذا المثال فما حكمه مع الدليل:
لو قال أهل الإختصاص أن نوع من المهدءات لا تنفع ولا تضر فقال رجل أجربه والله هو الشافي؟
هل هو شرك أم لا
(ملاحظة: أتمنى ألا تشرح فقط جواب مختصر)
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[26 - 02 - 09, 01:21 ص]ـ
أخي في الله أبو أنس الشهري:
أنا لست لأهل لأطلق حكم على هذا المثال ولكني أنا اتدارس المسألة معك فقط ولا تعلم فقد أخرج من هذه المسألة و انا أعتقد ما يقول أخي أبو أنس الشهري فأنا لهذه اللحظة عندي بعض التساؤلات على هذه القاعدة.
ومع ذلك فأنا أقول ما فهمت من كلام علمائنا و هو كالاتي:
1) من اعتقد في هذا العلاج أنه ينفع ويضر بذاته فهو مشرك شركا اكبر (وهذا ليس في سؤالك).
2) من جعل هذا العلاج سببا لما ليس سبب مع اعتقاده ان الله هو الشافي والعلاج مجرد سبب فهذا مشرك شرك اصغر لعدم وجود دليل شرعي ولا قدري على ذلك (وهذا ليس في سؤالك).
3) من جعل هذا العلاج تحت التجربة ليكون سببا ام لا مع اعتقاده ان الله هو الشافي فهذا لا اعلم حكمه ولعل هذا من احد التساؤلات على هذه القاعدة.
اعتذر لأخي عن الاطالة.
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[27 - 02 - 09, 09:47 ص]ـ
السلام عليكم
إخواني الأفاضل لقد تيسر لي الوقوف على كلام ماتع للشيخ السعدي في مسألة الأسباب و هو كلام مفيد جدا.
ذكره الشيخ رحمه الله تعالى في كتابه - القول السديد شرح كتاب التوحيد - في باب من الشرك لبس الحلقة و الخيط و نحوهما لرفع البلاء أو دفعه.
فمن استطاع منكم رفع كلامه ففيه فوائد جليلة.
إن لم يرفع فسأحاول رفعه في المساء لأنني مشغول الآن.
نسأل الله التوفيق.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[27 - 02 - 09, 10:36 ص]ـ
السلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/257)
إخواني الأفاضل لقد تيسر لي الوقوف على كلام ماتع للشيخ السعدي في مسألة الأسباب و هو كلام مفيد جدا.
ذكره الشيخ رحمه الله تعالى في كتابه - القول السديد شرح كتاب التوحيد - في باب من الشرك لبس الحلقة و الخيط و نحوهما لرفع البلاء أو دفعه.
فمن استطاع منكم رفع كلامه ففيه فوائد جليلة.
إن لم يرفع فسأحاول رفعه في المساء لأنني مشغول الآن.
نسأل الله التوفيق.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في "القول السديد شرح كتاب التوحيد":
باب
من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه
وهذا الباب يتوقف فهمه على معرفة أحكام الأسباب.
وتفصيل القول فيها: أنه يجب على العبد أن يعرف في الأسباب ثلاثة أمور:
أحدها: أن لا يجعل منها سببا إلا ما ثبت أنه سبب شرعا أو قدرا.
ثانيها: أن لا يعتمد العبد عليها، بل يعتمد على مسببها ومقدرها، مع قيامه بالمشروع منها، وحرصه على النافع منها.
ثالثها: أن يعلم أن الأسباب مهما عظمت وقويت فإنها مرتبطة بقضاء الله وقدره لا خروج لها عنه، والله تعالى يتصرف فيها كيف يشاء: إن شاء أبقى سببيتها جارية على مقتضى حكمته ليقوم بها العباد ويعرفوا بذلك تمام حكمته حيث ربط المسببات بأسبابها والمعلولات بعللها، وإن شاء غيرها كيف يشاء لئلا يعتمد عليها العباد وليعلموا كمال قدرته، وأن التصرف المطلق والإرادة المطلقة لله وحده، فهذا هو الواجب على العبد في نظره وعمله بجميع الأسباب.
إذا علم ذلك فمن لبس الحلقة أو الخيط أو نحوهما قاصدا بذلك رفع البلاء بعد نزوله، أو دفعه قبل نزوله فقد أشرك، لأنه إن اعتقد أنها هي الدافعة الرافعة فهذا الشرك الأكبر. وهو شرك في الربوبية حيث اعتقد شريكا مع الله في الخلق والتدبير.
وشرك في العبودية حيث تأله لذلك وعلق به قلبه طمعا ورجاء لنفعه، وإن اعتقد أن الله هو النافع الرافع وحده ولكن اعتقدها سببا يستدفع بها البلاء فقد جعل ما ليس سببا شرعيا ولا قدريا سببا، وهذا محرم وكذب على الشرع وعلى القدر.
أما الشرع فإنه ينهى عن ذلك أشد النهي، وما نهى عنه فليس من الأسباب النافعة.
وأما القدر فليس هذا من الأسباب المعهودة ولا غير المعهودة التي يحصل بها المقصود، ولا من الأدوية المباحة النافعة. وكذلك هو من جملة وسائل الشرك فإنه لا بد أن يتعلق قلب متعلقها بها، وذلك نوع شرك ووسيلة إليه.
فإذا كانت هذه الأمور ليست من الأسباب الشرعية التي شرعها على لسان نبيه التي يتوسل بها إلى رضاء الله وثوابه، ولا من الأسباب القدرية التي قد علم أو جرب نفعها مثل الأدوية المباحة كان المتعلق بها متعلقا قلبه بها راجيا لنفعها، فيتعين على المؤمن تركها ليتم إيمانه وتوحيده فإنه لو تم توحيده لم يتعلق قلبه بما ينافيه، وذلك أيضا نقص في العقل حيث تعلق بغير متعلق ولا نافع بوجه من الوجوه، بل هو ضرر محض.
والشرع مبناه على تكميل أديان الخلق بنبذ الوثنيات والتعلق بالمخلوقين، وعلى تكميل عقولهم بنبذ الخرافات والخزعبلات، والجد في الأمور النافعة المرقية للعقول، المزكية للنفوس، المصلحة للأحوال كلها دينيها ودنيويها والله أعلم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[27 - 02 - 09, 10:57 ص]ـ
لو سألتك عن هذا المثال فما حكمه مع الدليل:
لو قال أهل الإختصاص أن نوع من المهدءات لا تنفع ولا تضر فقال رجل أجربه والله هو الشافي؟
هل هو شرك أم لا
(ملاحظة: أتمنى ألا تشرح فقط جواب مختصر)
الرجل يريد أن يجربه ليرى إذا كان ينفع أم لا
يعني يريد أن يرى إذا كان سببا قدريا أم لا
والكلام في السبب والشرك الأصغر متعلق بشيء قد جربه ووجده غير نافع (أي ليس سببا)
وهنا هو لم يجربه بعد ويريد تجريبه
ولا أظن لكلام الأطباء في هذه المسألة، لأنهم ليسوا معصومين من الخطأ
والله أعلم
وقد رأيت في برنامج وثائقي قديما طبيبا كان لديه مريض، طفل مولود جديد يحتاج إلى قلب
لكن لم يحصل الطبيب على قلب صغير يناسب ذلك الطفل بنفس فصيلة الدم
والذي حصل عليه هو قلب من فصيلة دم أخرى
وقال الطبيب بأنه من الأشياء التي يتعلمونها في الطب هو أنه لا يمكن نقل قلب له فصيلة دم مختلف عن فصيلة دم المريض، يعني هذا شيء مسلم عند الأطباء
ولكن هذا الطبيب قال في نفسه "إذا تركته فسيموت فليس هناك قلب متوفر بحجمه لنفس الفصيلة، يعني ميت ميت"، فقرر أن يضع له القلب الذي بفصيلة مختلفة.
وتفاجأ الجميع بأن القلب اشتغل مع هذا الطفل ولم يؤثر اختلاف فصيلة الدم
وكان السبب هو أن الطفل عمره أقل من 3 أشهر، وفي الثلاث الأشهر الأول، جسم الطفل ليس فيه مناعة.
فكبر ذلك الطفل وأصبحت لديه فصيلتان من الدم، فصيلته، وفصيلة القلب.
سبحان الله
فانظر هنا، هو فعل شيئا مخالفا لشيء مسلم عند الأطباء، وقد نفع هذا الأمر
وهنا لم يكن هناك مخاطرة لأنه إن لم يفعل أي شيء فالطفل سيموت (بتقدير الله عز وجل طبعا)
ثم سؤال: هل هناك سبب يجعل ذلك الرجل يختار هذا الدواء بالذات ليجربه على مرض معين؟
أم هو يجرب كل الأدوية ليرى إذا كانت تنفع مع هذا المرض أم لا؟ أم ماذا؟
فالغالب أن الإنسان يجرب شيئا معينا على مرض معين لسبب، يعني فيها مكونات يظنها ربما تنفع، أو لسبب آخر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/258)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[27 - 02 - 09, 11:01 ص]ـ
كلامي في الدواء الذي لا يضر
أما لو كان مضرا او فيه احتمال كبير للضرر
فقد يكون الحكم مختلفا والله أعلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[27 - 02 - 09, 11:03 ص]ـ
وأمر آخر
كلامي ليس بفتوى
اعتبره مدارسة
وإن شاء الله غيري ممن هو أعلم يفيدك في حكمها
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[27 - 02 - 09, 03:10 م]ـ
جزى الله الجميع كل الخير ...
ولكن عندي سؤال: نحن قلنا بأن اتخاذ الاسباب يكون اما شرعيا واما قدريا، فأما شريعا فمتفقين عليه، وأما قدريا فقلنا يكون اما بالعلم أو بالتجربة فسؤالي من الذي يحدد أن هذا السبب لهذا السبب قدريا هل هم العلماء ام الاطباء ام كل واحد منا ممكن ان يجرب ويحدد هذه الاسباب؟
وايضا هل هذا المثال يعتبر شركا؟
مثلا:بعض الناس العلاج عنده عندما يصاب بالهم يقرأ القرآن ومنهم من ينام و منهم من يركض ومنهم من يبكي ومنهم من يكتب وهكذا فكل واحد جعل سببا لعلاج الهم حسب ما جربه ثم ارتاح عليه فيجعله علاج دائم عندما يصاب بالهم يفعله.
ارجو ان اكون نقلت الفكرة بمثال صحيح.
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[27 - 02 - 09, 07:03 م]ـ
الخلاصة من كلام الشيخين: السعدي وابن عثيمين - رضي الله عنهما -:
أنَّ جعل ما ليس بسبب سبب، فيه محذوران:
1) الافتئات على مقام الربوبية، حيث الله مسبب الأسباب، لا غيره.
2) تعلق القلب بغير الله، وتوجهه إليه.
وهما محذوران متعلقان بالعقيدة، وإذ ْ لا إشكال في وجه تحريمهما، فلا داعي لطلب الدليل - من الكتاب والسنة - على كونه من الشرك الأصغر، فالتقسيم (أكبر وأصغر) اصطلاحي، فالأكبر ما يخرج من الملة، والأصغر ما لا يخرج من الملة.
أما معرفة السبب، فقد تكون بالعلم به مباشرة، أو تصديق العالم به، وهذا في الأسباب القدرية، التي تدرك بالتجربة والعلوم.
أو يكون السبب غيبياً، لا يدرك بالعلم والتجريب، فهذا طريق معرفته: الوحي، وأكثر ما يقع الشرك في مثل هذه الصورة.
ـ[المعلمي]ــــــــ[28 - 02 - 09, 06:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يبعد أن تجرى هذه القاعدة على إطلاقها:
فبعضهم يجربون أدعية أو آيات في بعض المواطن بعينها وتنفعهم كمن يريد تكثير ماله أو الولد أو دفع الضرر عن نفسه ونحوها كثير، ويقول: جربت هذه الآية أو هذا الدعاء فوجدتها تنفع في هذا الموطن فأنا أردده كلما ضاق بي الحال.
وهذا من باب اتخاذ الأسباب التي لم يجعلها الله أسبابا!
وبعضهم قد يعتقد ببركة بعض المياه وأنها تشفي من الأمراض وبعض المواطن والأتربة ونحوها ولا يكون لها أي أثر سوى أنه يعتقد منفعتها.
وبعضهم يتشاءم برف رموش عينيه، أو رؤية فلان، أويتسّعد برؤية فلان أو لبس كذا ونحوها.
نعم يدخل أكثر الأمثال السابقة في باب البدع، لكن دخولها في باب الشرك يعزّ برهانه!
والله تعالى أعلم.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[28 - 02 - 09, 01:41 م]ـ
سأل الشيخ صالح آل الشيخ في شرح كشف الشبهات.
10/ نسمع في كتب العقيدة كثيرا ما يُكررون قولهم هذه المسألة شرك أصغر لأنها اعتقاد السببية فيما لم يجعله الله سببا لا قدرا ولا شرعا كحال في التمائم والطيرة، فهل هذه الحالة مطردة؟
هذه مسألة طويلة والجواب عليها يحتاج على وقت، لكن تلخيصها أن في مسائل الشرك الأصغر نُرجع كثيرا ما يُحكم عليه بأنه شرك أصغر بالتعلق بالأسباب.
الأسباب منها شيء أذن الله جل وعلا به ومنها شيء لم يأذن الله به شرعا، هذا واحد.
والأسباب منها ما جعله الله جل وعلا كونا وقدرا في كونه وما جعل سنته عليه -الأشياء-، ما جعله يعطي المسبب؛ ينتج النتيجة ومنها ما جعله لا ينتج النتيجة التي يظنها الظان.
مثلا الماء سبب لإزالة العطش أليس كذلك؟ الماء الحلو، لكن الماء المالح لم يجعله الله سببا كونيا لإزالة العطش، وإنما جعل الله جل وعلا الماء العذب هو سبب إزالة العطش.
الماء والنار، الماء تطفئ النار، فإذا احتجت إلى إطفاء النار لا تأتي بنار أخرى وإنما تأتي بماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/259)
يعني جعل الله جل وعلا لكل شيء سببا، وجعل هذه الأسباب تُنتج المسبَّبات، فمن جعل شيئا من الأشياء سببا لشيء آخر لم يكن في الشرع سببا له، فهذا مشرك الشرك الأصغر، بمعنى في الشرع ليس هذا السبب جائزا أو لم يُجعل في الشرع التعلق بهذا السبب أو استعماله جائزا، فإنه يكون ذلك منه تعلق بسبب ليس بسبب شرعي، فيكون شركا أصغر مع ضميمة الشيء الثاني وهو أن يكون هذا السبب لا ينتج المسبب كونا؛ لأن الأسباب قد تكون تنتج المسببات قدَرا ولكنها ممنوعة شرعا مثل الشفاء أو الاستشفاء بالمحرمات يشرب الخمر فيتداوى بها، يسمع موسيقى فينتفع بها في الدواء، هذه أسباب كونية قد تكون تؤثر في إنتاج مسبَّباتها، لكنها شرعا ممنوعة.
فمن استعمل سببا كونيا في إنتاج المسبَّب -الذي هو النتيجة- فيما نعلمه كونا أنه ينتج هذا السبب، نقول هذا لا يجوز شرعا وليس بشرك.
ولكن من جعل سببا ليس بسبب كوني ولا شرعي وتعلق به فإنه يكون مشركا الشرك الأصغر.
نرجع في تلخيص هذا أن الأسباب منها ما ينتج المسبب، ومنها ما لا ينتجه، فإذا كان ينتج المسبب كونا يعني فيما تعارفه الناس فتنظر، هل أباحته الشريعة أم لم تبحه؟
فإن أباحته الشريعة فهذا جائز استعماله لأنه سبب شرعي وقدري هذا نوع.
إذا لم تجزه الشريعة فيكون سببا كونيا مثل التداوي بالمحرمات، ولكنه ليس بسبب شرعي فهذا نقول غير جائز.
والحالة الثالثة ما ليس بسبب لا شرعي ولا كوني فإن هذا يكون التعلق به شركا أصغر؛ مثل تعليق خيط، يعلق خيط ويتعلق قلبه به فيدفع عنه العين، ما علاقة خيط من حبال أو قطن ما علاقتها بدفع العين؟ هذا ليس في الكون ما يثبت السببية، وليس في الشرع أيضا ما يجعل هذا السبب مأذونا به، فيكون التعلق به شركا. كذلك التميمة، تميمة طلاسم أو تميمة بها أشياء أو تميمة وضع خرز أو تميمة وضع جلد أو إلى آخره، هل هذا السبب ينتج المسبب قدرا لا ينتجه، وهو غير مأذون به شرعا، فإذن اجتمع فيه أنه ليس بمأذون به شرعا وأنه لا ينتج المسبَّب قدرا فصار التعلق به شركا أصغر.
يوضحه التميمة من القرآن، تميمة من القرآن هل هي شرك؟ ليست بشرك مع أنها تميمة، لكن اختلف العلماء هل يجوز تعليق التميمة من القرآن أم لا؟ وبالاتفاق لا تسمى شركا لأنّ التعلق بالقرآن من جهة كونه شفاء سبب كوني وسبب شرعي -صحيح؟ - التعلق بالقرآن، لكن تعليق القرآن وإن كان سببا كونيا لكنه ليس بسبب شرعي، فلهذا لا يصح أن يطلق على تعليق التمائم من القرآن أنها شرك، ولكن نقول الصحيح أنها لا تجوز .......(51/260)
ثناء النبي على معاوية من خلال قوله لا أشبع الله بطنه
ـ[دمشقية]ــــــــ[06 - 09 - 08, 07:05 ص]ـ
لا أشبع الله بطنه
عن بن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله e فتواريت خلف باب قال فجاء فحطأني حطأة وقال اذهب وادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل قال ثم قال لي اذهب فادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه» (رواه مسلم2603).
أولا: السؤال: هل الدعاء بأن لا يشبع الله بطن معاوية دعاء عليه؟ لا أرى ذلك. فإن النبي ينهى عن الأكل حتى الشبع والتخمة.
ألا ترى أن النبي e نهى رجلا عن التجشؤ. فعن ابن عمر قال «تجشأ رجل عند النبي e فقال كف عنا جشاءكفإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة» رواه (الترمذي2/ 78 وابن ماجة رقم3350). وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة1/ 64 حديث رقم343).
وزاد في رواية «فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا». وفي لفظ آخر: «فما شبعت منذ ثلاثين سنة».
قال الطيبي «والنهي عن الجشاء هو النهي عن الشبع لأنه السبب الجالب له» (مرقاة المفاتيح9/ 389).
وقد روى عطية بن عامر الجهني قال سمعت سلمان – وأكرِهَ على طعام يأكله – فقال: حسبي، إني سمعت رسول الله e يقول: إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة».
رواه ابن أبي الدنيا من طريق سعيد بن محمد الثقفي عن موسى الجهني عن زيد بن وهب عن عطية .. » قال الشيخ الألباني: «الحديث جاء من طرق عمن ذكرنا من الصحابة وهي وإن كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف، فإن بعضها ليس ضعفها شديدا، ولذلك فإني أرى أنه يرتقي بمجموعها إلى درجة الحسن على أقل الأحوال» (سلسلة الصحيحة1/ 63).
وروى المقدام بن معدي كرب عن النبي e « ما ملأ آدمي وعاء شر من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه» (الترمذي2/ 60 وابن حبان1349 والحاكم4/ 121 وأحمد في المسند4/ 132 وصححه الألباني في الإرواء7/ 41 حديث رقم1983).
فكيف يكون دعاء النبي ألا يشبع معاوية دعاء عليه؟ بل هو دعاء لمعاوية.
ثانيا: هذا الحديث مدرج عند مسلم تحت باب (من لعنه النبي r أو سبّه أو دعا عليه وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة وأجرًا ورحمة).
ولذلك صدّر مسلم هذا الباب بقول النبي r : « اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين لَعنتُه أو سببتُهُ فاجعله له زكاة وأجرًا» وفي رواية: «إنما محمد بشر، يغضب كما يغضب البشر، وإني قد اتخذتُ عندك عهدًا لن تخلفنيه، فأيما مؤمن آذيتُه أو سببتُهُ أو جلَدتُه فاجعلها له كفارة وقربة». والاطلاع على الأبواب التي اندرجت تحتها الأحاديث مهم في فقه الحديث.
ولذلك قال النووي: «وأما دعاؤه على معاوية أن لا يُشبع بطنه حين تأخر ففيه جوابان: أحدهما: أن المراء ليس بأهل لذلك عند الله تعالى وفي باطن الأمر، ولكنه في الظاهر مستوجبٌ له، فيظهر له r استحقاقه لذلك بأمارة شرعية ويكون في باطن الأمر ليس أهلاً لذلك. وهو r مأمورٌ بالحكم بالظاهر، والله يتولّى السرائر. الثاني: أن هذا ليس بمقصود وإنما هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نيّة، كقوله تَرِبَتْ يمينك و [ثكلتك أمك] وفي حديث معاوية: «لا أشبع الله بطنه» ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء، فخاف r أن يصادف شيء من ذلك إجابة، فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة وقربة وطهورًا وأجرًا، وإنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان، ولم يكن r فاحشًا ولا متفحشًا ولا لعّانًا ولا منتقمًا لنفسه، وقد قالوا له: ادعُ على دَوس فقال: «اللهم اهد دوسًا» وقال: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» [شرح النووي على مسلم 8/ 387 - 390] أ. ه
رحم الله النووي وحشره مع أصحاب رسوله r بما ذبّ عن أعراضهم. وقال بمثل ذلك ابن حجر الهيتمي في كتابه (تطهير الجنان ص37).
وإذا كان هذا موقفه r من قبيلة دوس وهم كفار: فما بالك بموقفه من المسلمين!
قال ابن حجر المكي: «وكان معاوية يكتب الوحي للنبي r وناهيك بهذه المرتبة الرفيعة» [تطهير الجنان 12].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/261)
وهؤلاء إذا ذُكِرَت أمامهم فضائل معاوية وأنه كان كاتب الوحي قالوا قد كان الربيع بن العاص من كتبة الوحي ثم ارتد على أعقابه. ما ضربوه إلا جدلاً] بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ [[الآية 58 من سورة الزّخرف] فإن معاوية لم يرتد.
بل قد بقي طيلة عهد الخلفاء الأربعة واليًا على الشام ولاّه خير البشر بعد الأنبياء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وكان خليقا بالولاية جديرا بها. ومجرد ذمه يُعتَبَرُ ذمًّا موجها إلى الخلفاء الذين كانوا يرون فيه الأمانة والكفاية للولاية. قال الذهبي: «حسْبُك بمن يؤمِّره عمرُ ثم عثمانُ على إقليم (وهو ثغر) فيقوم بمهمته أتمَّ قيام ويُرضي الناس بسخائه وحلمه» [سير أعلام النبلاء 3/ 132].
قال ابن حجر الهيتمي: «وإذا تأملت عزل عمر لسعد بن أبي وقاص الأفضل من معاوية بمراتب، وإبقائه لمعاوية على عمله من غير عزل له: علمتَ بذلك أن هذه تنبئ عن رفعة كبيرة لمعاوية» [تطهير الجنان 21].
هذا الموقف من النووي وابن حجر واضح في أن التعرض لما جرى بين الصحابة وشجر بينهم والطعن في بعضهم ليس من منهج أهل السنة، ولو كان النووي وابن حجر يريان في معاوية ما يراه أعداء معاوية ما رأيا ضرورة توضيح هذه الآثار. ويكفينا أن نعلم أن الانحراف بدأ عند الشيعة بسبِّهم الصحابة وآل بعد ذلك إلى كمٍّ من الانحرافات كالقول بالمتعة والتقية واعتقاد التحريف في القرآن ورفض كتب الحديث كالبخاري ومسلم.
ومن فضائل معاوية التي لا يجوز نسيانها أنه فتح الشام كلها، ومنها لبنان وقبرص. ولولا ذلك لكان شاتموه اليوم إما يهودًا وإما نصارى، مع أن عبد الله المبارك اعتبرهما خيرًا من منكري علو الله، وقال عن الجهمية: شر من اليهود والنصارى. وأشار البخاري إلى هذا في خلق أفعال العباد، فكيف إذا أضيف إلى ذلك سب الصحابة والاعتكاف عند الأضرحة والحيل على الله وفتاوى السوء التي يستدرجون بها العوام نحو الرذيلة والفاحشة!.
والصحابة بشر وليسوا معصومين، وإذا كان الرسول r يقول: «إنما أنا بشر فأيما امرئ ساببته ... » مما يعتري النفس البشرية من ثورة وغضب مع أنه نبي، فحصوله من غير الأنبياء من باب أولى، وقد وقع بين الصحابة شجار وسباب لا يجوز أن يستغله الصائدون في الماء العكر ويجيرونه لتأييد عقائدهم الخبيثة، بل نسكت عما شجر بينهم، فإن ستر عورات الصحابة أولى من ستر عورات عامة المسلمين. والسباب من باب ما يقع للأقران مما يجب الإعراض عنه مثلما يحدث بين العلماء الأقران بين بعضهم البعض. وهو ليس شيئًا أمام القتال وقد تقاتلوا.
ثالثا: أما ما اشتهر من قصة النسائي أنه خرج حاجا فسئل عن فضائل معاوية فأجاب بأنه لم يجد له فضيلة إلا حديثا «لا أشبع الله بطنه». فقد تقدم أن هذا الحديث فضيلة لمعاوية.
وأما ما عداه من الفضائل فقد ثبت دعاء النبي r لمعاوية عند غير البخاري وفيه: «اللهم اجعله هاديًا مهديًا، واهده، واهد به» (وقد أخرجه البخاري في التاريخ 4/ 1/327 وابن عساكر في تاريخه 2/ 133/1) ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم، وحكم عليه الألباني بالصحة وذكر تحسين الترمذي له في (سننه 3842) وذكر له خمسة طرق صحيحة وقال: «وبالجملة فالحديث صحيح وهذه الطرق تزيده قوة» [السلسلة الصحيحة 4/ 9691] مستدركًا بذلك على تضعيف الحافظ له.
ومنها هذا الحديث «أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري وأحمد بن سنان قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدى عن معاوية بن صالح عن يونس بن سيف عن الحارث بن زياد عن أبي رهم السمعى عن العرباض بن سارية السلمي قال: «سمعت رسول الله e يقول اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب» (صحيح ابن حبان16/ 192 وابن خزيمة في صحيحه3/ 214 والطبراني في المعجم الكبير18/ 251 وأحمد في المسند4/ 127 وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة برقم3227).
ويؤكد ابن حجر الهيتمي وجود فضائل صحيحة لمعاوية متعقبا من قال بأن البخاري لم يجد في فضائل معاوية شيئًا بأنه «إن كان المراد أنه لم يصح منها شيء وفق شرطه فأكثر الصحابة كذلك» (تطهير الجنان عن التفوه بثلب سيدنا معاوية بن أبي سفيان 11 - 12).
ولكن روى البخاري وصف ابن عباس لمعاوية بأنه فقيه.) ولكن المنافقين لا يفقهون (كما قال تعالى. وهذه شهادة من ابن عباس لمعاوية وهو من أهل بيت النبي e.
وأما إذا لم يكن يرى النسائي لمعاوية فضلا فقد كان أحمد يرى لمعاوية فضلا كما حكاه ابن الجوزي (مناقب الإمام أحمد ص164). وكان البخاري والشافعي وسائر أئمة هذه الأمة يترضون عن معاوية. وهذا من حدا بالحافظ الذهبي وغيره إلى وصف النسائي بأنه كان فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الإمام علي رضي الله عنه (سير أعلام النبلاء14/ 133).
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[06 - 09 - 08, 03:29 م]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخنا أبا عبيدة
ونفع الله بك وبعلمك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/262)
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[17 - 01 - 10, 10:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتبهوا بارك الله فيكم لقد تسلل إلى الملتقى مامن كلامهم وكتابتهم تشم رائحة الرفض
وانظر إلى قوله [هل لاحظت أيها القاريء اللبيب ان الاحاديث لاتشير الى امتثال معاوية للأمر النبوي؟
وهل لاحظت مما سبق ان هذا المسمى بالصحابي لم يكترث لأمر رسول الله بل انه لازال يأكل حتى عاد اليه ابن عباس وايضا كان على حالته في الأكل وعدم الاكتراث بأمر الرسول والروايات كما رأيت ليس فيها امتثال معاوية للأمر النبوي، وتجاهل معاوية لأمر الرسول من أوضح الواضحات في تلك الاحاديث]
قلت: ومهما يكن من شئ فقد أسلم وحسن إسلامه، وحتى لو كان ممن أسلموا يوم الفتح، فلا يقدح ذلك فى عدالته وصحبته، بعد تزكية رب العزة لمن أسلموا بعد الفتح
أيضاً قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
وكيف يصح الطعن فى صحة إسلامه رضي الله عنه، وقد كان أحد كتبة الوحى بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم
روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس قال: كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب، فجاء فحطأني حطأة وقال: اذهب وادع لي معاوية، قال: فجئت فقلت هو يأكل، قال: ثم قال لي: اذهب فادع لي معاوية، قال: فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: "لا اشبع الله بطنه "
قال الحافظ الذهبي في التذكرة (2/ 699): لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة و رحمة"
قد يستغل بعض الفرق هذا الحديث ليتخذوا منه مطعنا في معاوية رضي الله عنه، وليس فيه ما يساعدهم على ذلك، كيف وفيه أنه كان كاتب النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟! فالظاهر أن هذا الدعاء منه صلى الله عليه آله وسلم غير مقصود، بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية كقوله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض نسأله: " تربت يمينك ". ويمكن أن يكون ذلك منه صلى الله عليه وىله وسلم بباعث البشرية التي أفصح عنها هو نفسه صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة متواترة منها حديث عائشة رضي الله عنهما:" ... أو ما علمت ما شارطت عليه ربي؟ قلت اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين لعنته أو سببته، فاجعله له زكاة أجرا"
وقال الشيخ ذياب الغامدي حفظه الله في "تسديد الإصابة فيما شجر بين الصحابة"
(الشبهة الأولى: ما رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يلعب مع الصبيان؛ فجاءه النبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهرب وتوارى منه، فجاء له فضربه ضربة بين كتفيه؛ ثم قال: «اذهب فادع لي معاوية» قال: فجئت فقلت: هو يأكل. ثم قال: «اذهب فادع لي معاوية» قال: فجئت فقلت: هو يأكل؛ فقال: «لا أشبع الله بطنه»
الثاني: فيحتمل أن هذا الدعاء جرى على لسانه - صلى الله عليه وسلم - من غير قصد، كما قال لبعض أصحابه: «تربت يمينك»، ولبعض أمهات المؤمنين: «عقرى حلقى» متفق عليه، ونحو ذلك من الألفاظ التي تجري على ألسنتهم بطريق العادة من غير أن يقصدوا حقيقتها.
الثالث: ما أشار إليه الإمام مسلم رحمه الله، أن معاوية رضي الله عنه لم يكن أهلا لهذا الدعاء؛ وذلك حينما أورد تحت باب (فضائل معاوية) حديث: «اللهم إني أغضب كما يغضب البشر، فمن سببته، أو لعنته، أو دعوت عليه وليس أهلا لذلك فاجعل اللهم ذلك له زكاة، وأجرا، ورحمة» رواه مسلم، ثم أتبعه بحديث: «لا أشبع الله بطنه ... ». وبهذا التوجيه ذهب كثير من أهل العلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 01 - 10, 11:49 م]ـ
الحديث ضعيف تفرد به أبو حمزة(51/263)
التناقضات والمفاهيم الباطلة في حديث حياتي خير لكم
ـ[دمشقية]ــــــــ[06 - 09 - 08, 08:18 ص]ـ
التناقضات والمفاهيم الباطلة
في حديث حياتي خير لكم
حدثنا يوسف بن موسى قال نا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله عن النبي قال إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام قال وقال رسول الله حياتي خير لكم تحدثون ونحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم» زاد في رواية «فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شر استغفرت الله لكم».
رواه البزار في مسنده (3/ 508). وقال: «هذا الحديث آخره لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد».
واحتج الحافظ ابن كثير بكلام البزار كما في (البداية والنهاية5/ 275).
الحكم على الحديث:
لا يهمني كثيرا الحكم على الحديث فقد كفانا شيخنا الألباني رحمه الله وغيره مؤونة الحكم عليه ولكن لا بد من إيجاز الحكم عليه. وما يهمني هو بيان المفاهيم الباطلة والآثار السلوكية والتناقضات في هذا الحديث.
فأقول: أولا:
هذه الجملة (حياتي خير لكم .. ) جاءت زيادة على الحديث الصحيح الذي في مسلم «إن لله ملائكة سياحين». وهي غير صحيحة. ولهذا قال البزار «وهذا الحديث آخره لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» (مسند البزار5/ 308).
والمتفرد بهذه الرواية هو عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أبي رَوَّاد المرجئي أدخله على حديث مسلم «إن لله ملائكة سياحين».
وقد أعل المناوي والحافظ ابن عبد الهادي الرواية بالإرسال (الصارم المنكي1/ 266 التيسير بشرح الجامع الصغير1/ 502).
ونقل الزبيدي حكم الحافظ العراقي على الحديث بأنه «ضعيف لأن فيه عبد المجيد بن عبد العزيز، فهو وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائي فقد ضعفه كثيرون. ورواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده من حديث أنس بنحوه بإسناد ضعيف» (المغني عن حمل الأسفار2/ 1051 على هامش الإحياء).
فهذا استحسان من الزبيدي لتضعيف الحافظ العراقي.
غير أن الحافظ العراقي وهم في تجويد إسناد الرواية في طرح التثريب، والراجح أنه ذهل عما فصله في كتابه الآخر. ولا يعرض عن حكم جماهير أهل الجرح والتعديل ويتمسك بخطأ العراقي إلا محروم من إنصاف أهل الحديث.
هل موت الرسول خير لنا يا من تدعون محبته؟؟؟
كيف يقول قائل إن موت الرسول خير لنا؟ بل الأصح أن يقال: موت النبي هو شر لنا.
لو كنت صحابيا وسئلت: أيهما أحب إلى قلبك أن يبقى النبي حيا ام يموت؟
فقد كان موته أعظم المصائب. يؤكد ذلك قوله عليه الصلاة والسلام «إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب» (رواه ابن سعد والدارمي بإسناد صحيح وصححه الألباني بالشواهد كما في السلسة الصحيحة3/ 97).
قال الحافظ ابن عبد البر «وصدق صلى الله عليه وسلم لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم بعده إلى يوم القيامة انقطع الوحي وماتت النبوة» (التمهيد19/ 322).
وكيف يكون في انقطاع الوحي عن السماء خير للأمة؟
ألم تكن أم أيمن تبكي لانقطاع الوحي من السماء؟
ولو كنت صحابيا فسألك سائل: هل تعتقد أن في موت النبي خير لك لبارد إلى نفي ذلك.
فوالله كونه حي بيننا هو خير من أي شيء آخر.
فيا من تزعمون محبة النبي: تدعون محبته بينما تجعلون موته خير للأمة.
وتطعنون في مروءة النبي وعائشة حين يلزم من قولكم: يسمع الجميع ويقضي حوائجهم. أن النبي علم بنسيان عائشة في الصحراء وتركها وهي تركت الاستغاثة به وفضلت أن يصحبها أجنبي عنها إلى المدينة.
تحبون الصحابة لكنكم تطعنون في مروءة عثمان بن عفان صيانة لكرامة الاستغاثة بالموتى ولتحصحوا حديث عثمان بن حنيف.
أيهما خير: حياته أم موته؟
1) هناك تناقض واضح في نص هذه الرواية. فأيهما خير للأمة: حياته خير من موته أم موته خير من حياته؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/264)
وقد حاول المناوي تبرير هذا التناقض فقال: «لفظة خير لها استعمالان: أحدهما أن يراد بها معنى التفضيل لا الأفضلية وضدها الشر. الثاني: أن يراد بها معنى الأفضلية وهي التي توصل بمن وهذه أصلها أخْيَر، فحذفت همزتها تخفيفا فخير في هذا الحديث أريد بها التفضيل لا الأفضلية فلا توصل بمن وليست بمعنى أفضل وإنما المقصود أن في كل من حياته ومماته خيرا لا أن هذا خير من هذا ولا هذا خير من هذا» (فيض القدير 3/ 400).
لكنه خالف كلاما آخر له في شرحة على حديث تعزية المؤمن بمصاب موت النبي فقال: «فإن موته من أعظم المصائب على أمته بل هو أعظمها». 4/ 126
قلت: فكيف يكون في موته خير أصلا.
قال تعالى ? وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ?. وقال ? وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ?. وقال ? إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ?. وقال ? وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ?. وقال ? وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ?.
ولو كان هذا المخترع لهذا الحديث من بني إسرائيل لكان من كهانهم بسبب هذا السجع في هذه عبارة هذه الرواية.
وكيف يقال للنبي يوم القيامة «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»؟ فلو كانت العمال تعرض علي لما قال أصحابي فيقال له: إنك لا تدري ما احدثوا بعدك».
كيف تعرض الأعمال على النبي بينما كان يصوم بين الاثنين والخميس لأنهما يومان تعرض فيهما اعمال العباد إلى الله فيحب النبي أن يعرض عمله على الله وهو صائم؟
وكيف يقول النبي e لابنته فاطمة «أنقذي نفسك من النار لا أغنى عنك [لا أملك لك] من الله شيئا» ثم يطمئن الزناة ومرتكبي الكبائر من أمته ويعدهم بأنه سيستغفر لهم؟
ولماذا كان يأمر بإقامة الحد على المذنبين من أمته في حياته ولم يكتف بالاستغفار لهم وهم جزء من أمته؟
وإذا كان يستغفر لأمته فلماذا يدخل أفواج من أمته النار ويذادون عن حوضه؟
الآثار السلوكية والأخلاقية لهذه الرواية
2) الرواية غير متواترة أيها المطالبون باشتراط المتواتر في العقائد. بل ضعيفة لا آحاداً فقط، فانظر كيف تجاهلوا ترك عمر للتوسل بالنبي e بعد موته، وآثروا الضعيف على المتواتر.
3) أنها تحث على الإرجاء وراويها عبد المجيد بن عبد العزيز مبتدع متهم بالدعاية للإرجاء حتى أدخل أباه فيه. وهو الذي روى الرواية الموضوعة عن ابن عباس «وما نعلم الحق إلا في المرجئة» (ميزان الاعتدال2/ 648 وانظر العلل لأحمد 2/ 113 الجرح والتعديل 6/ 46 تهذيب التهذيب6/ 381 الضعفاء الصغير للبخاري 239).
وقد شهد عليه أحمد والبخاري بأنه من غلاة المرجئة. قال «كان فيه غلو في الإرجاء». وقال أبو داود: «كان داعية في الإرجاء» (تهذيب التهذيب 6/ 381).
ومن المقرر عند العديد من علماء الحديث أن المبتدع إذا تفرد برواية تؤيد بدعته فإن روايته مردودة. وهذا جرح مفسر مقدم على التوثيق.
وهذا الحديث يؤيد مذهبه في الإرجاء. فإنه ما دام العمل معروضا على النبي e فيستغفر فلا تضر المعاصي حينئذ كبيرة كانت أو صغيرة إذ جاء الاستغفار في الحديث مطلقا من سائر الأعمال السيئة.
4) هذا الحديث خطير من الناحية السلوكية على المسلمين إذ يثبط المحسن ويشجع المسيء وينتهي الفريقان إلى نهاية واحدة وهي تطمين الفريقين بالمغفرة واستوائهما من حيث النتيجة، أليس هذا التطمين بالمغفرة على ما يعملون شبيه بتطمين النصارى بالمغفرة على خطاياهم لمجرد إيمانهمبالمسيح؟!
5) أن الحديث إذا كان يفيد استغفار النبي e لنا فلا يفيد جواز سؤاله لعدم فعل الصحابة ذلك ولأن القران أثبت لنا أن الملائكة حملة العرش دائمة الاستغفار للمؤمنين] فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ [ولم يقل أحد بجواز سؤالهم مع الله. والنبي e مات وسؤال الأنبياء بعد موتهم غير جائز. ولو جاز، سؤال النبي بعد موته لاشتهر سؤال الصحابة للأنبياء السابقين، مما يؤكد أنه شرك. وكفى بالشرك مانعاً من الشفاعة.
6) أن هذه الرواية تثبت آخر مع الله في عرض الأعمال عليه. فتصير الأعمال معروضة (عليهما) لا على الله وحده. وهذا شرك يعتقده الروافض، فقد قالوا بأن قوله تعالى] وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ [«أنهم الأئمة» (الكافي1/ 171 بصائر الدرجات442، 447، 450).
وقد وضع الكذابون من هذه الأمة الأحاديث المكذوبة في ذلك مثل حديث «تعرض علي أعمالكم يوم الخميس». أولهم: حسين بن علي العدوي، اتهمه ابن عدي والدارقطني وابن حبان بالكذب (الكامل لابن عدي3/ 945 المجروحين1/ 241 و288 سؤالات السهمي رقم284 ص211) والثاني: أبو سلمة محمد بن عبد الملك الأنصاري وهو منكر الحديث جدا لا يجوز الاحتجاج بحديثه كما قال ابن حبان (الضعفاء 4/ 96 المجروحين 2/ 266 ميزان الاعتدال3/ 598).
في حين ثبت في الصحيح أن الأعمال تعرض على الله. قال e « تعرض الأعمال في كل خميس واثنين فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا إلا امرءا كانت بينه وبين أخيه شحناء» (رواه مسلم (2565) وأحمد في المسند 2/ 268). فكيف (يغفر الله إلا) بينما يكون استغفار النبي e مطلقا؟
7) أنها تعارض أحاديث أصح منها تنفي معرفة النبي e بما يحدث لأمته من بعده. قال e « ليردنّ عليّ ناس من أصحابي الحوض حتى إذا رأيتهم وعرفتهم اختلجوا دوني، فأقول يا رب أصيحابي أصيحابى، فيقال لي: إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك. فأقول كما يقول العبد الصالح] وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ [».
وحين كان e حيا لم يكن يعلم بأحوال من غاب من أمته، من ذلك قصة ضياع عقد عائشة في الصحراء، وقول أصحاب بئر معونة لما وقعوا في الغدر قالوا «اللهم بلغ نبينا» ولم يعتقدوا أنه يسمع كل واحد من أمته قريباً كان أو بعيداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/265)
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[06 - 09 - 08, 12:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخنا(51/266)
هل توزن الأعمال جميعها؟ والمباحات؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[06 - 09 - 08, 03:59 م]ـ
وهل توزن جميع الأعمال، ومن ذلك الإيمان هل يوزن، والشرك الأصغر ونحو ذلك.
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[06 - 09 - 08, 04:20 م]ـ
نعم الاصل ان جميع ذالك يوزن
قال تعالى (وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين)
اما هل توزن المباحات فلا أعلم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[07 - 09 - 08, 07:13 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[20 - 12 - 08, 07:14 ص]ـ
اريد الرد
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[20 - 12 - 08, 08:27 ص]ـ
أخونا السلفي إليك هذه الفائدة من الذهبي حيث قال بعد أن ذكر حكاية عن أحد العلماء, تعقيباً على الحكاية:
قال: قلت: قول مثل هذا جائز, لكنهم كانوا يكرهون فضول الكلام, واختلف العلماء في الكلام المباح, هل يكتبه الملكان
أم لا يكتبانه, إلا المستحب الذي فيه أجر, والمذموم الذي فيه تبعة؟ والصحيح: كتابة الجميع, لعموم النص في قوله تعالى ((مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)) ثم ليس إلى الملكين اطلاع على النيات والإخلاص, بل يكتبان النطق
وأما السرائر الباعثة للنطق, فالله يتولاها. انتهى. (نزهة الفضلاءم:1ص:818).هذا ماأحببت في أن أفيدك فيه, والله المستعان. وعموماً المسألة فيها خلاف فيرجع إلى كتب العقيدة, كالطحاوية والشروح عليها أو الواسطية وغيرها من كتب أهل السنة على مسألة الميزان, وهل, وهل, ألخ. تجد ذلك بإذن الله والله المستعان.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[21 - 12 - 08, 08:38 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[22 - 12 - 08, 04:25 م]ـ
الشيخ محمد حفظه الله
الميزان والله اعلم للحسنات والسيئات
يدل عليه حديث الرجل الذي ينشر له تسة وتسعون سجلا كلها سيئات
مسالة مهمة
والمسالة تحتاج بحث
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[26 - 12 - 08, 07:25 ص]ـ
للرفع(51/267)
[هل يجوز وصف المخلوق بالمبدع؟؟]
ـ[ابوربا الذبياني]ــــــــ[07 - 09 - 08, 06:06 ص]ـ
المسألة
هل يجوز وصف المخلوق بالمبدع؟؟
لقد سمعت أن أحد العلماء ينهى عنه أرجو من لديه علم أن بين لنا ويوضحه
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[07 - 09 - 08, 09:43 ص]ـ
هذه الكلمة مولدة ليست مما أثر عن العرب في كلامهم،
والقاعدة في مثل هذه الألفاظ أن حكمها مبني على مراد المتكلم بها
وفي اللهجة الدارجة عندنا تطلق على من قام بعمل متقن يسر الناظرين سواء كان جديدا أو غير جديد
ومنهم من يقصر إطلاقه على من ابتكر عملاً من الأعمال
وفي كلا الحالين لا حرج من إطلاقها.
فإطلاق هذه الألفاظ على المخلوقين يراد بها ما يناسب أحوالهم من المعاني، ولا أحد يخطر بباله أنه يريد بالمبدع
أن أل للاستغراق، وأن هذا المخلوق مبدع كل شيء
وقد جمعت كلاماً مهماً لابن القيم رحمه الله بين فيه معنى الاشتراك والاختصاص فيما يطلق على الرب جل وعلى وعلى العبد من الألفاظ
وجعلته في باب ضمن كتاب (المرتبع الأسنى)
وإن أردته أرفقته لك
ـ[الديولي]ــــــــ[07 - 09 - 08, 11:48 ص]ـ
[ quote= عبدالعزيز الداخل;892337] هذه الكلمة مولدة ليست مما أثر عن العرب في كلامهم،
من قال هذا بارك الله فيك
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[07 - 09 - 08, 03:50 م]ـ
التوليد في اللغة على قسمين:
الأول: أن تكون الكلمة مستعملة في لسان العرب لكن لغير المعنى الذي اشتهرت به في القرون التي تلت عصر الفصاحة. كما في مثالنا هذا.
القسم الثاني: أن تشتق كلمة غير مستعملة في لسان العرب من كلامهم ويشتهر إطلاقها على معنى معروف.
فكلمة (مبدع) مستعملة في لسان العرب لكن على غير هذا المعنى المعروف في عصرنا
أي لا تكاد تجد في كلام العرب أنهم يصفون رجلاً بأنه مبدع ويريدون به ما نريده في عصرنا من المعنى من كونه متقناً للعمل مجيداً له أتى به على غاية الإحسان والإتقان
ودونك الكتاب والسنة ودوواين العرب
تجدها في لسان العرب على أربعة معان:
المعنى الأول: الإتيان بالشيء على غير مثال سابق، ومنه معنى (بديع السموات والأرض) وأطلق بعضهم اسم (البديع) من الأسماء الحسنى، ولا يصح، والصحيح: (البارئ)
وقال أبو السعادات ابن الأثير في النهاية: (في أسماء اللّه تعالى [البديع] هو الخالق المختَرع لا عن مِثال سابق فَعِيل بمعنى مُفْعِل. يقال أبدَع فهو مُبْدِع).
وقال أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة: (وبديع من أسماء الله وهو البديع الأوَّل قبل كل شئ. ويجوز أن يكون من بَدَع الخَلْق أي بدأه. ويجوز أن يكون بمعنى مُبْدع).
المعنى الثاني: الانقطاع، قال أبو السعادات ابن الأثير في النهاية: (يقال أبْدَعت الناقة إذا انْقَطعت عن السَّير بِكَلاَل أو ظَلْع)
وقال: (ومنه الحديث [أتاه رجل فقال إنّي أُبْدِعَ بي فاحمِلْني] أي انْقُطِع بي لكَلال راحلَتي)
المعنى الثالث: الإكثار من الكلام قال ابن منظور: (وأَبدعَ أَكثر في الكلام).
المعنى الرابع: البدء، وبه فسر (بديع السموات والأرض) أي ابتدأ خلقهما.
وابن المعتز المتوفى سنة (271 هـ) سمى كتابه في البلاغة: البديع
وتسميته جارية على الاستعمال الفصيح، يريد به الثناء على كتابه
فولد من هذه الكلمة معنى علم البديع، وهو تحسين الكلام وتجويده بالمحسنات اللفظية
ـ[ابوربا الذبياني]ــــــــ[07 - 09 - 08, 08:22 م]ـ
وفقك الله أخي عبدالعزيز الداخل
فقد أثلجت صدري بهذا الكلام
ارفق كتاب المرتبع الاسنى ولك كل الفضل والتقدير
أخوك ابو ربا
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[08 - 09 - 08, 03:13 ص]ـ
أخي الكريم أبا ربى
أذاقك الله برد اليقين، وحلاوة الإيمان
ها قد أرفقت لك الملف الذي أخبرتك عنه. وهو الباب الرابع العشرون من أبواب الكتاب
وأما بقية أبواب الكتاب فاستعرض مواضيعي في قسم العقيدة تجد بعضها بإذن الله
وفي أحدها ذكرت عرضاً لأبواب الكتاب ومحتوياته
وأرجو أن أهيء منه نسخة كاملة خلال الأيام القادمة بإذن الله تعالى
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، ورزقنا القبول والتوفيق، إنه عفو كريم
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[09 - 09 - 08, 05:46 ص]ـ
الدكتور الفاضل عبد العزيز الداخل
عجّل بالكتاب .. يظهر من عنوانه أنه فريد بابه
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[09 - 09 - 08, 08:42 ص]ـ
الشيخ عبد العزيز جزاك الله خيرا ً وبارك فيك ونفع بك ..
استفدت فائدة لا بأس بها من الكتاب لقلة فهمي، وعلمي، وبصيرتي ..
وإلا فإن أصحاب العلم .. سوف يستفيدون منه أكثر ..(51/268)
هل من مساعد للحصول على أفضل كتاب لشرح أسماء الله الحسنى مع الدليل وجزاه الله خيرا؟
ـ[أبو أمين الزبير]ــــــــ[07 - 09 - 08, 05:37 م]ـ
هل من مساعد للحصول على أفضل كتاب لشرح أسماء الله الحسنى مع الدليل وجزاه الله خيرا؟
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[07 - 09 - 08, 06:01 م]ـ
من الكتب الجيدة والنافعة بحول الله كتاب النهج الأسمى شرح أسماء الله الحسنى لمحمد الحمود النجدي لسلامة معتقده وفصل في شرحه وهو في جزأين،،ولا يكفي كتاب واحد ففي غيره فوائد لكنه تعب في كتابه وهو على معتقد السلف فلو كنت لا تريد إلا كتابا فهو من خيرها،،،،،،،، والله أعلم
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[07 - 09 - 08, 06:34 م]ـ
أرجو أن تجد في هذا الرابط ما يفيدك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=882002
وإن كنت تريد شرحاً مختصراً فمن أجود الشروح المختصرة شرح أسماء الله الحسنى للشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني حفظه الله
ـ[أبو أمين الزبير]ــــــــ[08 - 09 - 08, 04:32 م]ـ
جزى اله خيرا الاخوين على مرورهم أسأل اخي أبو عاصم الأحمدي هل كتاب:النهج الاسمى شرح اسماء الله الحسنى موجود على النت وجزاك الله خيرا.
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[08 - 09 - 08, 05:02 م]ـ
الأخ الحبيب هو عندي مطبوع وبحثت عنه في الملتقى لكن أرى الصفحات محذوفة فلعلك تجده لو بحثت في جوجل وليت أحد الأخوة الفضلاء يرشد في ذلك،،،،،،، وعذرا أخي الحبيب تمنيت أن أخدمك لكن بضاعتي في النت بسيطة.
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[08 - 09 - 08, 05:22 م]ـ
كتاب اسماء الله الحسنى للدكتور محمود عبدالرازق الرضوانى
مطبوع فى مجلد واحد
ـ[حجر]ــــــــ[08 - 09 - 08, 07:09 م]ـ
اشتقاق الأسماء الحسنى للزجاجي
شأن الدعاء للخطابي
تفسير السعدي (المقدمة)
ـ[الألمعي]ــــــــ[10 - 09 - 08, 01:45 ص]ـ
كتاب / ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها
دراسة تربوية للآثار الإيمانية والسلوكية لأسماء الله الحسنى
تأليف الشيخ / عبد العزيز بن ناصر الجليل
دار طيبة
ـ[أبو عبدالرحمن التميمي]ــــــــ[04 - 10 - 08, 02:20 م]ـ
الأخ الفاضل أعتقد أن صيغة السؤال خاطئة؛ لأنه من الإستحالة أن تجد أفضل كتاب في شرح
أسماء الله الحسنى , ولكن كل كتاب يكمل للآخر , فنوع للمبتدئ وآخر للمتوسط , وكذلك تجد للمتقدم أيضاً.
استفدت من كتاب للشيخ العلامة د. عمر بن سليمان الأشقر , أعتقد أن اسم الكتاب شرح أسماء الله الحسنى.
ـ[أبو أمين الزبير]ــــــــ[04 - 10 - 08, 04:13 م]ـ
شكرا لك أخي هلا أتحفتنا به
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[05 - 10 - 08, 05:50 م]ـ
كتاب (المرتبع الأسنى في رياض الأسماء الحسنى) للشيخ: عبدالعزيز الداخل
كتاب قيم ونافع , جمعه حفظه الله من كتب ابن القيم ورتبه وصنفه
وجعل له موضوع في الملتقى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148379
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[05 - 10 - 08, 06:49 م]ـ
أرجو أن تجد في هذا الرابط ما يفيدك:
ماهي الكتب التي عنيت بشرح أسماء الله الحسنى؟ ( http://http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26448)
ـ[ايهاب اسماعيل]ــــــــ[05 - 10 - 08, 07:22 م]ـ
كتاب صفات الله عز وجل للشيخ علوى السقاف نشر دار بن عفان وكذلك كتاب المجلى فى شرح القواعد المثلى نشر دار بن حزم
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[15 - 10 - 08, 06:59 م]ـ
الكتب التى تناولت شرح اسماء الله الحسنى
--------------------------------------------------------------------------------
الاخ الفاضل المكرم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع اثار فضولى منذ فترة طويلة فكان كل همى ولا زال معرفة الله عز وجل والعلم به تبارك وتعالى لذا ما كان منى الا ان تتبعت اكثر ما كتب فى هذا الباب، فى البداية اصبتنى الدهشة والذهول لقلة الكتب فى هذا الباب (وكان ذلك منذ اكثر من خمس عشرة عاما) اذ لم يطبع من المؤلفات الا القليل او ان بعض العلماء السابقين رحمهم الله تعالى لم يفردها فى كتاب مستقل ولكن تذكر ضمن مباحث الكتاب" من هؤلاء الامام الخطابى فى كتابه (شأن الدعاء) الذى طبع بتحقيق أ/ الدقاق. وهذا الكتاب مرجع اول لكل من صنف فى الاسماء الحسنى بعد الخطابى رحمه الله تعالى، والغريب ان هذا الكتاب غير متوافر فى المكتبات واظن ان اغلب طلاب العلم لم يظفروا بنسخ منه ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/269)
وهناك من اهتم باصول وقواعد وضوابط فهم الاسماء والصفات ولم يشرع فى شرح الاسماء الحسنى مفصلة" منهم الامام ابن القيم رحمه الله تعالى فى كتابه القيم (بدائع الفوائد) وقد شرح رحمه الله بعض الاسماء فى ثنايا كتبه ويقال انه شرح الاسماء فى كتاب ولم يصلنا ولكن قام بعض الباحثين بجمع مادة شرح الاسماء من خلال كتبه واظن هناك ثلاثة كتب فى هذا الشأن وسوف نعرض لها فى الكلام على المؤلفات فى شرح الاسماء".
والثانى ان اغلب المؤلفين رحمهم الله تعالى لم يلتزموا منهج السلف في دراسة الاسماء الحسنى.
حتى منّ الله علينا بهذه الكوكبة من المؤلفات التى فيها الموفق، وفيها دون ذلك، و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
اليكم احبتى فى الله ثبت بما تيسر من المؤلفات فى شرح الاسماء الحسنى:
بالنسبة للعلماء السابقين رحمهم الله تعالى:
1 - تفسير الاسماء الحسنى الامام الزجاج من الممكن ان تحمله من خزانة الكتب فى الملتقى المبارك.
2 - المقصد الاسنى الغزالي صاحب الاحياء
3 - الاسنى شرح الاسماء الحسنى القرطبى
4 - لوامع البينات شرح اسماء الله تعالى والصفات فخر الدين الرازىالمتكلم الشهير (صاحب تفسير مفاتيح الغيب)
5 - شرح اسماء الله الحسنى القشيرى (متصوف)
6 - المقصد الاسنى عبد العزيز الديرينى (متصوف)
مؤلفات شرحت فيها الاسماء ضمنا:
7 - على راسها شأن الدعاء الامام الخطابى
8 - الاسماء الصفات للبيهقى كذلك الاعتقاد وشعب الايمان ولكن المادة تكاد تكون واحدة
كتب ابن القيم رحمه الله تعالى وجمع عنه المعاصرين كتبين مستقلين وهى:
9 - شرح اسماء الله الحسنى جمع يوسف بديوى وايمن الشوا
10 - اسماء الله الحسنى جمع عماد زكى البارودى
وثالث من كتبه وكتب غيره:
11 - الجامع لاسماء الله الحسنى (ابن القيم والقرطبى وابن كثيروالسعدى) جمع حامد احمد الطاهر
12 - شرح الاسماء الحسنى من لسان العرب جمع المكتب العلمى لدار الصحابة بمصر
اما المعاصرين:
13 - موسوعة له الاسماء الحسنى د/ الشرباصى مجلدين (جامع للصحيح وغيره)
14 - النهج الاسنى النجدى 3 مجلدات
15 المنهاج الاسمى د/ زين محمد شحاته مجلدين
16 - شرح اسماء الله الحسنى جمع د/ حمزة النشرتى وزملاؤه
17 - شرح اسماء الله الحسنى د / محمد بكر اسماعيل
18 - شرح اسماء الله الحسنى الشيخ كشك
19 - شرح اسماء الله الحسنى الشيخ الشعراوى (متصوف)
20 - شرح اسماء الله الحسنى الشيخ ابو الوفا درويش
21 - موسوعة شرح اسماء الله الحسنى النابلسي الشامى 3 مجلدات
22 - شرح اسماء الله الحسنى الاشقر
23 - ولله الاسماء الحسنى احمد عبد الجواد (متصوف)
24 - النور الاسمى سليمان سامى محمود (متصوف)
25 - القول الاسنى منصور الشورى
26 - شرح اسماء الله الحسنى عبد السلام بدوى (متصوف)
27 - غاية المُنى فى شرح اسماء الله الحسنى وصفاته العُلى ابراهيم عبدالمنعم الشربينى
28 - شرح اسماء الله الحسنى محمد حسين
29 - شرح اسماء الله الحسنى محمد بيومى
30 - اسماء الله الحسنى فى ضوء الكتاب والسنة القحطانى (على صغر حجمه غير انه جامع نافع)
وهناك من شرح بعض الاسماء:
31 - الحق الواضح المبين الشيخ السعدى شرح مجموعة من الاسماء التى ذكرها ابن القيم فى قصيدته النونية
32 - دراسة جديدة فى التوحيد عبد الرحمن عبد الخالق (شرح مجموعة من الاسماء والكتاب غير متوفر)
33 - فى ظلال العقيدة (مفهوم الاسماء و الصفات) سعد ندا شرح فيهالاسماء الواردة فى سورة الفاتحة
34 - وهناك دراسة لغوية اسماء الله الحسنى دراسة فى البنية والدلالة د/ احمد مختار
35 - جهود الإمام ابن قيم الجوزية في تقرير توحيد الأسماء والصفات، نشر دار البشائر الإسلامية.
فقد تكلم فيه عن معاني الأسماء.
36 - للشيخ محمود عبد الرازق الرضواني سلسلة قيمة عن الأسماء الحسنى
للتحميل: http://www.yaqob.com/try/libery_site.htm
أسماء الله الحسنى - الجزء الأول- الإحصاء
أسماء الله الحسنى - الجزء الثاني- الشرح
أسماء الله الحسنى -الجزء الثالث- دلالتها على الصفات
أسماء الله الحسنى -الجزء الرابع- دعاء المسألة
أسماء الله الحسنى -الجزء الخامس- دعاء العبادة
موقع الشيخ http://www.asmaullah.com/
37- الكتاب النور الأسمى جمع أمين بن الحسن الأنصاري وهو موجود بموقع صيد الفوائد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/270)
هذا بخلاف الكتيبات فهى كثيرة.
ولى بحول الله وفضله محاولة لفهم الاسماء الحسنى وهى دراسة بإذن الله طويلة المدى وقد نشرت عدة مقالات فى المنتدى المبارك، و منتدى التوحيد
وهى دراسة فى شرح اسمين كريمين من الاسماء الحسنى وهما الرحمن الرحيم
وقد سميت هذة الدراسة
(رياض النعيم فى ظل الرحمن الرحيم) وهو موجود بموقع صيد الفوائد أو اضغط على توقيعي يوصلك الى صفحته هناك.
__________________
الحمد لله والصلام والسلام على رسول الله وعلى آله وصبه وبعد
اخى الفاضل اكرمك الله تعالى ونفع بك
بداية لابد لاخى الفاضل ان يبدأ بكتاب فى القواعد والضوابط مثل كتاب الشيخ الاشقر (اسماء الله وصفاته فى معتقد أهل السنة والجماعة)
او المُجلى شرح القواعد المثلى للفاضلة د/ كاملة الكوارى)
اما فى شرح الاسماء
كتاب الشيخ القحطانى (الاسماء الحسنى فى ضوء الكتاب والسنة)
كتاب القول الاسنى للشورى / كتاب د / بكر اسماعيل
و حبذا بعدهما كتاب الاشقر
اما كتاب النجدى ود/ شحاتة اجعلهما بعد ذلك ولك ان تبدأ بكتاب د/ شحاتة اولا
ثم بعد ذلك تخير ما شئت من الكتب الاقدمين
أفضل لك أن تبدأ بما جُمع من كتب اهل العلم كالجامع / وما جُمع من كتب ابن القيم رحمه الله تعالى
ثم كتاب الاسنى للقرطبى مع ملاحظة ما كتب فى الهامش لان عقيدته رحمه الله اشعرية، وكلامه فى شرح الاسماء يفيد انها توفيقة وليست توقيفة لذا فقد ادخل فى الاسماء الحسنى اسماءا تثير العجب العجاب، وقد أفاد محققه غاية الافادة (طبعة دار الصحابة بمصر)
اما كتاب الغزالى والقشيري والرازي فاجعلها اخرا بعد ضبط الاصول لديك ولا يدخل عليك من كلام الفلاسفة والمتكلمة شئي. أعانك الله وسددك
اما شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة، فلا اعلم له شرحا مستقلا فى هذا الباب ولكن له شرح لبعض الاسماء فى ثنايا كتبه، لانك تعلم ان شيخ الاسلام كان سيفا مسلولا على اهل البدع، ولكن من حسناته تلميذه شيخ الاسلام الثانى صاحب القلم السيال فى شرح ما وقعت عينه عليه اثناء بحوثه العليمة سواء فى العقائد او الرقائق او غيرها رحمهما الله رحمة واسعة
والله تعالى اعلم
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[15 - 10 - 08, 08:12 م]ـ
موسوعة الاسماء و الصفات
شرح
الامام البيهقي
الامام ابن تيمية
الامام ابن القيم
الامام ابن عثيمين
فهو بحق موسوعه
شرح و ضوابط و قواعد
ـ[ابراهيم خطاب]ــــــــ[16 - 10 - 08, 08:32 ص]ـ
كتاب اسماء الله الحسنى للدكتور محمود عبدالرازق الرضوانى
مطبوع فى مجلد واحد
أؤيدك أخي فالكتاب جيد من أكثر من ناحية:
أنه جمع الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة كل اسم بالدليل عليه, كما أنه شرح معاني الأسماء, والتعبد بها والدعاء بها ودلالة الأسماء على الصفات, فقد تكلم عن الأسماء من أكثر من جانب, والكتاب من خمسة أجزاء في هذا الرابط بصيغة ورد مفهرس كالإليكتروني http://www.alridwany.com/phpBB3/viewtopic.php?f=6&t=264
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[18 - 10 - 08, 10:25 ص]ـ
عليك بالقواعد المثلى للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - 10 - 08, 12:58 ص]ـ
هل لكتاب بن عثيمين شرح صوتى
ـ[أمين حماد]ــــــــ[19 - 10 - 08, 10:25 ص]ـ
لا مزيد على ماسلف
ملاحظتي أنه جاء شرحها أيضا ضمن سلاح المؤمن لابن الإمام رحمه الله
ط دار الكلم الطيب تحقيق محي الدين مستو
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[19 - 10 - 08, 01:09 م]ـ
كتاب / ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها
دراسة تربوية للآثار الإيمانية والسلوكية لأسماء الله الحسنى
تأليف الشيخ / عبد العزيز بن ناصر الجليل
دار طيبة
كيف أحصل على الكتاب في القاهرة؟
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[08 - 11 - 10, 07:34 ص]ـ
كيف أحصل على الكتاب في القاهرة؟
للرفع
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[08 - 11 - 10, 05:15 م]ـ
يمكنك وضع سؤالك هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=206081&page=9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=206081&page=9)
وفى هذا الموضوع جل الكتب التى تناولت الأسماء والصفات شرحاً وقواعد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=226661 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=226661)
ـ[علي بن عمر]ــــــــ[08 - 11 - 10, 05:54 م]ـ
المرتبع الا سنى للشيخ عبد العزيز الداخل
http://www.afaqattaiseer.com/vb/forumdisplay.php?f=374(51/271)
أنا في حاجة شديدة لهذين البحثين (المباحث العقدية في سورتي الزمر والكوثر)
ـ[سارة العواد]ــــــــ[08 - 09 - 08, 01:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا في أشد الحاجة للبحثين التالين:
المباحث العقدية في سورة الزمر
والمباحث العقدية في سورة التكاثر
من أرشدني إليها اسكنه الله في الفردس الأعلى بجوار رب العالمين
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[08 - 09 - 08, 03:06 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما سورة التكاثر فقد أرفقت لك ملفاً جمعت فيه ما استطعت من أقوال العلماء في جميع العلوم (القراءات، والتفسير، والوقوف، وسائر علوم القرآن، والعلوم اللغوية، ومباحث الاعتقاد وغيرها ... )
ولضيق الوقت أرفقت لك الملف كاملاً وهو مقسم في كل آية على هذه العلوم
فاتجهي مباشرة إلى مسائل الاعتقاد في كل آية
وللعلم فهذا الملف غير مكتمل لأني لم أفرغ من تهذيبه وترتيبه والزيادة عليه إلى الآن
وإنما أرفقته لك استجابة لاستغاثتك
فخذي منه ما يناسبك
وأما سورة الزمر فبقي فيها كثير من العمل وبالله التوفيق والتيسير
فأوصيك فيما يتعلق بسورة الزمر حتى تختصري على نفسك كثيراً من الجهد والوقت بأمرين:
الأول: أن تنظر العلماء الذين بحثوا مسائل الاعتقاد بحثاً جيداً في سورة التكاثر، وتنظري أقوالهم في سورة الزمر
الأمر الثاني: إن ضاق بك الوقت فارجعي إلى الكتب التالية في تفسير سورة الزمر:
- الضوء المنير على التفسير لابن القيم، جمع الصالحي
- مجموع فتاوى شيخ الإسلام - قسم التفسير / سورة الزمر.
- مجموع مؤلفات محمد بن عبد الوهاب/ قسم التفسير/ سورة الزمر.
- أضواء البيان للشنقيطي/ تفسير سورة الزمر
- مرويات الإمام أحمد في التفسير/ سورة الزمر.
- روائع التفسير لابن رجب - جمع طارق عوض الله / سورة الزمر.
وفي هذه الكتب بركة وكفاية بإذن الله
وإذا أردت التوسع فاستعيني بفهارس الآيات في كتب الاعتقاد المتقدمة ككتاب السنة للالكائي وكتاب الشريعة للآجري، وكتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد، وكتاب الإبانة لابن بطة، وكتاب التوحيد لابن مندة، ولابن خزيمة، وغيرها ...
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[08 - 09 - 08, 06:08 م]ـ
المباحث العقدية في سورة الزمر، مكتبة الرشد، رسالة علمية، للدكتور ناصر الشيخ.
ـ[سارة العواد]ــــــــ[09 - 09 - 08, 12:49 ص]ـ
جزاكم الله خير
ونفع بكما
ويسر الله لكم الخير دائما وأبدا(51/272)
كلمة الشيخ وجدي غنيم للسويدان والقرضاوي وقناة الرسالة والتصويت على المسائل العقدية
ـ[عمر الحيدي]ــــــــ[08 - 09 - 08, 03:11 ص]ـ
مهم جدا المرجوا نشره
http://www.4shared.com/file/61904573...34f/_____.html (http://www.4shared.com/file/61904573/490c434f/_____.html)
ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[08 - 09 - 08, 01:13 م]ـ
شكر الله لك؛ لكن أين مصدر هذه الرسالة
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[08 - 09 - 08, 06:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أم جمال الدين]ــــــــ[08 - 09 - 08, 06:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقةً لم أحمل الرسالة .. ولكن لعلها هذه:
http://www.wagdighoneim.com/new/articles.php?ID=159&do=view
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[10 - 09 - 08, 03:26 م]ـ
وهذه هي الصوتية الموجهة إلى السويدان والقرضاوي .. من موقعه
http://www.wagdighoneim.com/new/sound.php?do=viewsound&ids=8&file=461
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[12 - 09 - 08, 10:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(51/273)
[هل تصح هذه الجملة الدعائية؟]: لا حرمك الله الأجر؟
ـ[أبو الشيماء]ــــــــ[08 - 09 - 08, 12:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(لا حرمك الله الأجر)
هل تصح هذه الجملة الدعائية؟
أم الأولى استعمال جمل أخرى كقولنا: جزاك الله خيراً
أثابك الله، رحمك الله، غفر الله لك ....... الخ
لإنني في الحقيقة نبهت أحد الأخوة على استعمالها فقال أنه لا محذور فيها وحتى من ناحية الأدب مع الرب سبحانه وتعالى ..
فمن لدبه زيادة علم يخبرنا ويبين لنا ما أشكل علينا.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[08 - 09 - 08, 01:56 م]ـ
بارك الله فيك
ليس بها بأس لا يزال أهل العلم يستعملونها قديما وحديثا
= لا حرمنا الله واياك أجر الصيام والقيام=
ـ[أبو الشيماء]ــــــــ[08 - 09 - 08, 05:45 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا العز النجدي،
فقط كنت أود الاطمئنان والاستزادة حول هذا الموضوع.
ـ[حجر]ــــــــ[08 - 09 - 08, 07:07 م]ـ
يشهد لها الدعاء المأثور للأموات: لاتحرمنا أجرهم ..(51/274)
تنبيهات على كتاب: (مجالس التذكير من حديث البشير النذير) للشيخ عبد الحميد بن باديس –رحمه الله تعالى-
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[08 - 09 - 08, 08:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيهات على كتاب: (مجالس التذكير من حديث البشير النذير) للشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله تعالى –
الحمد لله، والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من تبع هداه، أما بعد:
فهذه بعض التنبيهات المختصرة على كتاب: (مجالس التذكير من حديث البشير النذير) للشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله تعالى – (من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية بالجزائر، ط. أولى سنة:1403هـ-1983م) كتبتها امتثالا لقول النبي – صلى الله عليه و سلم – ((الدين النصيحة))، فنصحًا لدين الله تعالى و تنزيهًا للعقيدة الإسلامية الصحيحة (عقيدة أهل السنة و الجماعة) من أن يُنسب إليها ما ليس منها، أسطر هذه التنبيهات – على وجه السرعة - راجيًا من الله – جل وعلا – التوفيق و السداد، وبالله التوفيق وهو نعم الرفيق.
التنبيه الأول:
[تجويزه التوسل البدعي بذات النبي – صلى الله عليه و سلم-]
قال الشيخ ابن باديس – رحمه الله تعالى - ص (43): " .. الراجح هو الأول الذي يجيز السؤال بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم نظرا لمقامه العظيم عند ربه .. ".اهـ
وقال ص (47):" .. التوسل بذات النبي صلى الله عليه و آله وسلم جائز مرجوح".اهـ
أقول و الله التوفيق:
أجاز الشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله تعالى – التوسل بذات النبي - صلى الله عليه و سلم – وهو قول باطل مخالف لقول أهل السنة و الجماعة، بل التوسل بذات النبي – صلى الله عليه و سلم – من البدع المنكرة المفضية إلى الشرك – و العياذ بالله -، "ووجه كونه بدعة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر به، ولم يدع الناس إليه، ولم يعده من القربات، كما جعله المتأخرون من الصوفية ومن تابعهم من أعظم القربات. كما أن الصحابة لم يتوسلوا إلى الله بهذا النوع من التوسل ولا التابعين ولا تابعيهم. . . بل الثابت عنهم هو عدولهم عنه إلى التوسل المشروع، فلما لم يرد له ذكر في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا عمل الصحابة والتابعون به. دل على عدم مشروعيته وابتداعه.
هذا من حيث الإجمال. أما من حيث التفصيل، فإن السؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم والتوسل بذاته وجاهه غير جائز. لأنه وإن كان مبنيا على أن للأنبياء جاها ومكانة عند الله- وهذا صحيح- إلا أن الله لم يجعل ذلك الجاه سببا مناسبًا لإجابة دعاء من توسل به. وإنما جعل الله الإيمان بهم وحبهم واتباعهم سببا لإجابة الدعاء، بخلاف السؤال والتوسل بذواتهم وجاههم ": [1]
ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – كما في (قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة/ص:279): "عَلِم الصحابة أن التوسل به صلة الله عليه و سلم إنما هو التوسل بالإيمان به و بطاعته و محبته وموالاته، أو التوسل بدعائه و شفاعته، فلهذا لم يكونوا يتوسلون بذاته مجردة عن هذا و هذا، فلما لم يفعل الصحابة – رضوان الله عليهم – شيئا من ذلك، ولا دعوا بمثل هذه الأدعية، وهم أعلم منا، و أعلم بما يجب لله و رسوله، و اعلم بما أمر الله و رسوله من الأدعية، وما هو أقرب إلى الإجابة منا، بل توسلوا بالعباس – رضي الله عنه – وغيره ممن لي مثل النبي – صلى الله عليه و سلم – دلَّ عدولهم عن التوسل بالأفضل إلى التوسل بالمفضول أن التوسل المشروع بالفضل لم يكن ممكنا".اهـ
ـ وقال سليل الدعوة السَّلفية بنجد الشيخ العلامة حمد بن ناصر بن معمر – رحمه الله تعالى – كما في (الدرر السنية: 2/ 162): "وأما التوسل بجاه المخلوقين، كمن يقول: اللهم إني أسألك بجاه نبيك محمد – صلى الله عليه و سلم – ونحو ذلك، فهذا لم ينقل عن النبي – صلى الله عليه و سلم – و أكثر العلماء على النهي عنه، وحكى ابن القيم رحمه الله تعالى: أنه بدعة إجماعاً، ولو كان الأنبياء و الصالحون لهم جاه عند الله سبحانه و تعالى، فلا يقتضي ذلك جواز التوسل بذواتهم و جاههم".اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/275)
وبما سبق يتبين بطلان قول ابن باديس – عفا الله عنه - في مسألة التوسل، و من أراد التوسع لمعرفة الأدلة السَّلفية والردود الأثريَّة في رد شبه المخالفين المجيزين للتوسل البدعي فعليه بالمراجع التالية – على سبيل المثال لا الحصر- وهي:
- كتاب: (قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة) لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى –.
- كتاب: (التوصل إلى حقيقة التوسل) لفضيلة الشيخ محمد نسيب الرفاعي – رحمه الله تعالى – بتقديم الشيخ العلامة إسماعيل الأنصاري – رحمه الله تعالى -.
- كتاب: (التوسل، أنواعه و أحكامه) للشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله تعالى -.
التنبيه الثاني:
[تأويله صفة الحياء و الإعراض لله - جل وعلا -]
قال الشيخ ابن باديس – رحمه الله تعالى - ص (68):"فاستحيا الله منه: ترك عقابه ولم يحرمه من ثواب، أعرض: التفت إلى جهة أخرى فذهب إليها. فأعرض الله عنه: حرمه من الثواب ".اهـ
أقول و بالله التوفيق:
"يوصف ربنا سبحانه وتعالى بالاستحياء و الإعراض كما في النصوص الشرعية على وجه لا نقص فيه؛ بل على الوجه اللائق من غير تكييف ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل. ولا يجوز تأويلهما بغير معناهما الظاهر من لوازمهما و غير ذلك، بل الواجب إثباتهما لله عز وجل على الوجه اللائق بجلاله و كماله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل" [2]:
قال فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك كما في (تعليقاته على المخالفات العقدية في فتح الباري): " قوله: (فاستحيا الله منه أي رحمه)، وقوله: (فأعرض الله عنه أي سخط عليه): في هذا التفسير للاستحياء والإعراض من الله عدول عن ظاهر اللفظ من غير موجب، والحامل على هذا التفسير عند من قال به هو اعتقاده أن الله لا يوصف بالحياء أو الإعراض حقيقة؛ لتوهم أن إثبات ذلك يستلزم التشبيه، وليس كذلك بل القول في الاستحياء والإعراض كالقول في سائر ما أثبته الله عز وجل لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات، والواجب في جميع ذلك هو الإثبات مع نفي مماثلة المخلوقات، وقد ورد في الحديث: (إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا) "أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه".
وفي ذكر الاستحياء والإعراض في هذا الحديث دليل على أن الجزاء من جنس العمل، وشواهده كثيرة ". اهـ
التنبيه الثالث:
[تكفير بكبائر الذنوب موافقا بذلك المعتزلة وغيرهم]
قال الشيخ ابن باديس – رحمه الله تعالى - ص (126):" أما الذي يجاهر بمعصيته ويعلن بها، فهذا قد تعدى على مجتمع الناس بما أظهر من فساد، وما أوجد من قدوة سيئة، وما عمل بمجاهرته على شيوع الفاحشة فيهم، وقد تعدى على الشرع بما انتهك من حرمته، وجرأ من السفهاء عليه، وهو بمجاهرته قد دل على استخفافه بحق الله وحق عباده وعلى عناده للدين، وخلو قلبه من الخوف والحياء، وأي إيمان يبقى بعدهما".اهـ
أقول و بالله التوفيق:
يفهم من كلام ابن باديس أن المجاهر بالمعصية والمعلن بها دليل على استخفافه بحق الله و حق عباده وعناده للدين وبهذا لا يبقى إيمان في قلبه ولا خوف ولا حياء؛ وهذا تكفير بالمعاصي واضح منه – عفا الله عنه – وافق به مذهب الخوارج و المعتزلة، فمن عقيدة أهل السنة و الجماعة أنهم لا يكفرون بمطلق المعاصي ولا المجاهرة بها إلاَّ إذا استحلها استحلالا عقديا لا عمليا، كما هو مقرر في عقائد أهل السنة و الجماعة أتباع السلف الصالح:
ـ قال شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى و أجزل له الثواب – كما في كتابه (الكبائر): " ولهما – أي البخاري و مسلم - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل عملا بالليل، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه، وأصبح يكشف ستر الله عليه)) ".
كل أمتي معافى: من العافية وهو إما بمعنى عفا الله عنه وإما سلمه الله.
والمجاهر: الذي أظهر معصيته وكشف ما ستر الله عليه فيحدث بها.
قال النووي: إن من جاهر بفسقه أو بدعته جاز ذكره بما جاهر به دون ما لم يجاهر به.
قال ابن بطال: وفي الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين وفيه ضرب من العناد لهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/276)
وفي الستر بها السلامة من الاستخفاف، لأن المعاصي تذل أهلها وستر الله مستلزم لستر المؤمن على نفسه، فمن قصد إظهار المعصية والمجاهرة بها أغضب ربه فلم يستره، ومن قصد الستر بها حياء من ربه ومن الناس من الله عليه بستره إياه ".اهـ
أخي القاري؛ لم يظهر من كلام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – ونقولاته عن بعض الحفاظ من شُرَّاحِ الحديث كالنووي و ابن بطال؛ أن المجاهر بالمعصية باستخفافه يكفر ويخلو قلبه من الخوف والحياء، بله خلوه من الإيمان كما صرح ابن باديس عقب كلامه عن المجاهر بالمعصية في قوله: "وأي إيمان يبقى بعدهما " (!)، بل غاية ما قالوا أن الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين وفيه ضرب من العناد لهم ومن قصد إظهار المعصية والمجاهرة بها أغضب ربه فلم يستره .. إلى غير ذلك من الشرحات والمعاني والفوائد على الحديث التي لم يُذكر منها – فيما علمتُ- التكفير بالاستخفاف وخلو القلب من الإيمان و الحياء و الخوف كما ظهر من كلام ابن باديس - رحمه الله وغفر له زلاته - موافقا بذلك الخوارج و المعتزلة ونحوهم ممن كفر بكبائر الذنوب، فينبغي التنبه و التنبيه لذلك، والله أعلم.
التنبيه الرابع
[للعبادة خلقنا وليس للحياة .. ]
قال ص (145):"لا يا قوم، إننا أحياء، وإننا نريد الحياة، وللحياة خلقنا، وان الحياة لا تكون بالخبز وحده .. "
أقول و بالله التوفيق:
قول ابن باديس ((وللحياة خلقنا)): غلط وهو قول باطل مخالف لقول الله - جل وعلا -: ((وما خلقت الجن و الإنس إلاَّ ليعبدون))، وقد تسمح ابن باديس في إطلاقه – عفا الله عنه -:
ـ قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى – كما في تفسيره: " قال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} أي: إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم. وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {إِلا لِيَعْبُدُونِ} أي: إلا ليقروا بعبادتي طوعا أو كرها وهذا اختيار ابن جرير. وقال ابن جُرَيْج: إلا ليعرفون. وقال الربيع بن أنس: {إِلا لِيَعْبُدُونِ} أي: إلا للعبادة. ".اهـ
ـ وقال فضيلة الشيخ أبي بكر جابر الجزائري كما في (أيسر التفاسير): " وقوله تعالى: {وما خلقت الجن والإِنس إلا ليعبدون} أي لم يخلقهما للهو ولا للعب ولا لشيء وإنما خلقهما ليعبدوه بالإِذعان والتسليم لأمره ونهيه ".اهـ
التنبيه الخامس
[قوله في أحاديث الآحاد الصحيحة وأنها ظنية]
قال الشيخ ابن باديس – رحمه الله تعالى - ص (161):"وخبر الآحاد- من حيث ذاته- يفيد الظن وإن كان صحيحا ".اهـ
أقول و بالله التوفيق:
لقد وافق ابن باديس – رحمه الله تعالى - أهل البدع من المعتزلة و المتكلمين الأشاعرة وغيرهم على أنَّ أخبار الآحاد – الصحيحة - لا تفيد العلم وإنما تفيد الظن ولهذا رد الاستدلال بحديث الآحاد في العقيدة بحجة أنه يعارض القطعي من القرآن الكريم كما في صحيفة (54) و صحيفة (373) [3] من تفسيره (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير)، وقد رد الكثير من علماء أهل السنة و الجماعة هذا القول:
ـ قال ابن أبي العز – رحمه الله تعالى - كما في (شرح العقيدة الطحاوية): " وخبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول عملا به وتصديقا له يفيد العلم اليقيني عند جماهير الأمة وهو إحدى قسمي المتواتر، ولم يكن بين سلف الأمة في ذلك نزاع ". اهـ
ـ و قال الإمام الحافظ بن عبد الهادي- رحمه الله تعالى- كما في (الصارم المنكي في الرد على السبكي): " وأي تنقص فوق من عزل كلام الرسول عن إفادة اليقين".اهـ
ـ وقال الإمام الحافظ ابن القيم الجوزية – رحمه الله تعالى - كما في (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة): " خبر العدل الواحد المتلقي بالقبول لو لم يفد العلم لم تجز الشهادة على الله ورسوله بمضمونه ومن المعلوم المتيقن أن الأمة من عهد الصحابة إلى الآن لم تزل تشهد على الله وعلى رسوله بمضمون هذه الأخبار جازمين بالشهادة في تصانيفهم وخطابهم، فيقولون شرع الله كذا وكذا على لسان رسوله – صلى الله عليه وسلم- فلو لم يكونوا عالمين بصدق تلك الأخبار جازمين بها لكانوا قد شهدوا بغير علم وكانت شهادتهم زوراً وقولاً على الله ورسوله بغير علم ولعمر الله هذا حقيقة قولهم وهم أولى بشهادة الزور من سادات الأمة وعلمائها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/277)
قال أبو عمرو بن الصلاح: وقد ذكر الحديث الصحيح المتلقي بالقبول المتفق على صحته وهذا القسم جميعه مقطوع بصحته والعلم اليقيني النظري واقع به خلافاً لقول من نفى ذلك محتجاً بأنه لا يفيد إلا الظن وإنما تلقته الأمة بالقبول لأنه يجب عليهم العمل بالظن والظن قد يخطئ، قال: وقد كنت أميل إلى هذا وأحسبه قوياً ثم بان لي أن المذهب الذي اخترناه هو الصحيح لأن ظن من هو معصوم من الخطأ لا يخطئ والأمة في إجماعها معصومة من الخطأ ولهذا كان الإجماع المبني على الاجتهاد حجة مقطوعاً بها وأكثر إجماعات العلماء كذلك وهذه نكتة نفيسة نافعة)).اهـ
ختاما
"هذا ما تيسر لي التنبيه عليه الآن، وهناك مسائل أخرى تحتاج لبيان، عسى الله أن ييسر ذلك في وقت لا حق – إن شاء الله تعالى – والله أسأل أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه، و يرينا الحق حقا و يرزقنا اجتنابه، و الله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد". [4]
تمت بتاريخ:08/ رمضان/1429هـ
بدولة الجزائر
على يد كاتبها / عبد الحق آل أحمد الجلفاوي
عفا الله عنه وعن زوجه و والديه وجميع المؤمنين و المؤمنات.
-------------
الحواشي:
[1]:ينظر كتاب (محبة الرسول بين الاتباع والابتداع) لعبد الرءوف محمد عثمان، الطبعة: الأولى، الناشر: رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة – الرياض، بتاريخ: 1414هـ.
[2]: مقتبس من كلام للشيخ الفاضل علي بن عبد العزيز الشبل ضمن كتابه (التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري) بتقديم مجموعة من العلماء.
[3] ينظر: (تعقيبات و ملاحظات على كتاب تفسير بن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير) التعقيب الأول بعنوان (رده – أي ابن باديس- خبر الآحاد إذا خالف القطعي من القرآن) لراقم هذه الأسطر - عفا الله عنه وستر عيبه وغفر ذنبه – و كذا فصل: (موقف ابن باديس رحمه اللّه من مسألة والدي المصطفى عليه الصّلاة والسّلام وردّه لحديث الآحاد في العقيدة) من كتاب الأخت الفاضلة أم أيوب غاوي الجزائرية بعنوان (الرد الوافي على من زعم أن ابن باديس سلفي)، والله الموفق.
[4] مقتبس من خاتمة مقال الأخ "مصطفى بلحاج" بعنوان: [تنبيهات على ((رسالة الشرك و مظاهره)) للشيخ مبارك الميلي رحمه الله] الموجود في مجلة (الإصلاح) الجزائرية. والله الموفق.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[08 - 09 - 08, 10:38 م]ـ
):" أما الذي يجاهر بمعصيته ويعلن بها، فهذا قد تعدى على مجتمع الناس بما أظهر من فساد، وما أوجد من قدوة سيئة، وما عمل بمجاهرته على شيوع الفاحشة فيهم، وقد تعدى على الشرع بما انتهك من حرمته، وجرأ من السفهاء عليه، وهو بمجاهرته قد دل على استخفافه بحق الله وحق عباده وعلى عناده للدين، وخلو قلبه من الخوف والحياء، وأي إيمان يبقى بعدهما".اهـ
بارك الله فيك
لم يظهر للعبد الفقير من النص المنقول أن الشيخ يكفر بالكبيرة، فليتك توضح أكثر، شكر الله لك.
ـ[أبو الخير الجزائري]ــــــــ[08 - 09 - 08, 11:04 م]ـ
" تأتي على الناس سنوات خدعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيهم الرويبضة " قيل: يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[09 - 09 - 08, 03:33 ص]ـ
لم يظهر للعبد الفقير من النص المنقول أن الشيخ يكفر بالكبيرة، فليتك توضح أكثر، شكر الله لك.
أظن أن الأخ عبد الحق تعلق بقوله رحمه الله: "وأي إيمان يبقى بعدهما"
لكن لم ينتبه لقوله قبل: "وهو بمجاهرته قد دل على استخفافه بحق الله"
والمستهزئ المستخف بآيات الله وأحكامه كافر بالنص(51/278)
هل يشترط في الإتخاذ التبرك والإعظام؟
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[09 - 09 - 08, 05:52 م]ـ
أخوتي اعضاء الملتقى هل يشترط التبرك والإعظام في أتخاذ القبور مساجد لأني وجدت كثير من الناس يشترط هذين الشرطين
ولم اجد لهذين الشرطين من دليل
أفيدينا بارك الله فيكم
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[10 - 09 - 08, 05:09 ص]ـ
أخي الحبيب إن اتخاذ القبور مساجد هو من التعظيم لأهل القبور بحد ذاته وإلا لماذا يبنون عليها المساجد ومن يزعم أنه لا ينهى عن البناء إلا بهذين الشرطين فيجاب أن الحديث نهى دون ذكر هذه الشروط أو غيرها ومن يضع هذه الشروط فعليه أن يأتي بالدليل المقيد لهذا الحديث ولا يجوز له التحكم في صرف دلالة الحديث.(51/279)
نظم إسراج الخيول للشيخ الشريم، أين أجده؟؟!!
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[10 - 09 - 08, 06:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
إني أيحث عن نظم إسراج الخيول للشيخ الشريم من مدة ولا أجده، وفي الملتقى بعض الإخوة أحالوا إلى تسجيلات الشيخ الشريم (مع العلم أن التسجيلات ليست كاملة) ولست أعني ذلك بل أعني الكتاب نفسه لا أجده مصورا، علما أني بحثت عنه في المكتبات فلم أجده. وقد وضع أخ رابط للكتاب على ملتقى للشناقطة نسيت اسمه وذلك الرابط لا يعمل أيضا، والنظم لا يوجد أيضا في الصفحة التي وضعت فيها منظومات الشيخ الشريم. فمن كان عنده نسخة من هذا النظم فليزودنا بها ...
جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[10 - 09 - 08, 11:20 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سيأتيك مبتغاك إن شاء الله ..
ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[10 - 09 - 08, 11:25 ص]ـ
أخي حفظك الله ورعاك وزادك علما نافعا (الملف بالمرفق)
ولاتنسى المسلمين من دعائك، وفقك الله لما يحب ويرضى
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[12 - 09 - 08, 06:40 ص]ـ
الحمد لله، أخي جزاك الله خيرا أنا لك شاكر، والله أبحث عنه منذ زمن(51/280)
كتابي عن (القصيمي) هدية+ اعتراف مرافقه+3 إضافات+ خبر مفرح عن حفيده!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - 09 - 08, 12:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يطيب لي أن أهدي الإخوة الكرام كتابي عن " القصيمي "، وقد سميته: " عبدالله القصيمي .. وجهة نظر أخرى "، جمعتُ فيه ملخصات لنقد العلماء والكتّاب لفكره بعد زيغه عن الحق، واستبداله الذي هو أدنى بالذي هو خير؛ ليتعرفوا على النظرة الشرعية لكتاباته فيما بعد إلحاده، وهي النظرة التي حاول البعض حجبها بإبراز وجهة نظر أهل الباطل (بأنواعهم)، الذين صوروه في صورة المفكر الحر، الذي واجه المضايقة بسبب ذلك، حاثين الشباب المسلم على السير على خطاه!، متغافلين عن حقيقة فكره الإلحادي الهدمي العبثي، الذي لايرضاه أهل العقول،فضلا عن أهل الإسلام.
http://file9.9q9q.net/local/thumbnail/89812388/600x600.jpg
لتحميل الكتاب: اضغط هنا:
http://kabah.info/uploaders/qasimi.rar
هل تاب القصيمي؟!
ردد البعض أن القصيمي قد تاب آخر حياته، وعكف على تلاوة القرآن!، ورغم أن هذا الفعل لو صدق لا يُعد توبة حقيقية، ما لم يتبرأ صاحبه من كتاباته الكفرية، فإن المرافق للقصيمي إلى آخر لحظة في حياته: صديقه (إبراهيم عبدالرحمن) قد نفى هذا، مفتخرًا أنه مات على فكره الذي عُرف عنه، وقد نقل هذا الاعتراف الكاتب " المعجب بالقصيمي! ": عبدالله القفاري - هداه الله - في مقالاته المعنونة بـ " خمسون عامًا مع القصيمي "، في جريدة الرياض، الاثنين 12 جمادى الآخر 1429هـ -16 يونيو2008م - العدد 14602، قال: (سألته أخيراً: هناك من روج لفكرة تحول القصيمي في آخر أيام حياته وهو على فراش الموت، وأنت القريب منه حتى تلك الساعات الأخيرة في مستشفى فلسطين حيث ودع الحياة؟! قال لي: هذه كذبة جميلة، روج لها البعض ليمرر اسم القصيمي على صفحات الصحف، في وقت كانت الكتابة عن القصيمي مشكلة بحد ذاتها، لقد حسم عبدالله القصيمي منذ وقت مبكر خياراته، لقد كانت كذبة جميلة تستهوي من يبحث عن فكرة التائب العائد، لكنها ليست هي الحقيقة على الإطلاق).
قلت: لهذا يصدق فيه ما قاله الشيخ أبوعبدالرحمن الظاهري: (منذ كتاب الأغلال إلى أن هلك، لا أعلم له كلمة منشورة تُعلن توبته، ولا أعلم له كتابًا فيه خير، بل كل كتبه المطبوعة كفر وتجديف) .. - إلى أن قال -: (يجب على المسلم المفكر، الذي يملك مقومات الإيمان العلمي، أن يدحض كتب القصيمي المنتنة، التي يُطبع أكثرها في بلاد غير إسلامية ولا عربية .. ). (ص 824 من كتابي السابق).
إضافات لم أذكرها في كتابي السابق
1 - قال الشيخ أحمد النجمي - رحمه الله - في كتابه " أوضح الإشارة في الرد على من أجاز الممنوع من الزيارة " (177 - 178) بعد أن ذكر ترجمة القصيمي وانحرافه:
(والذي أعقب به على ترجمة هذا المارق؛ أنه يجب على أهل العلم أن يأخذوا منها عبرة وعظة، وتتلخص مواطن العبرة منها في أمور:
أولها: الإخلاص لله في كل عمل، وذلك أن عواقب النفاق والمقاصد السيئة قبيحة ووخيمة، إذ لو كان القصيمي مخلصاً عند تأليف كتابه لحماه الله عن الردة.
ثانياً: أن الواجب على العبد ألا يُعجب بنفسه أو يفخر بعمله، فالفضل لله على العبد فيما أنجزه من أعمال، وكل نعمة على العبد تستوجب شكراً، وشكرها نعمة تستوجب شكراً آخر.
ثالثاً: أن هذه القصة تعطينا درساً أن من أعرض عن القرآن بعد أن علمه واتجه إلى دعاة الضلال ليأخذ ثقافته ووعيه منهم، عاقبة الله بالخذلان، واستولى عليه الشيطان. ولنأخذ مثلاً على ذلك الذين تركوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وزعموا أنها لا تكفي في العقيدة دون المنطق المأخوذ عن اليونان كيف ضلوا في العقيدة، فعطلوا صفات الله، وآل بهم ذلك العلم إلى الحيرة، حتى صار بعض فحولهم عند موته يتمنى أن يموت على دين العجائز. والآن من ترك كتاب الله وسنة رسوله وذهب يقرأ كتب الملحدين الضالين حتى ولو كان بقصد النقد، يخاف عليه إذا أكثر من ذلك أن لا يخرج منها سليماً ... وهذا حال هذا الرجل فيما نعتقد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/281)
رابعاً: أن العبد بحاجة إلى أن يكثر الابتهال إلى الله في أن يثبته على الصراط المستقيم، ولذلك شرع الله قراءة الفاتحة في كل ركعة، لأن فيها الدعاء بالهداية إلى الصراط المستقيم. وقد كان النبي صلوات الله وسلامه عليه كثيراً ما يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
خامساً: أخذ الحذر من كل ما يؤدي بالإنسان إلى الهلكة وإحباط العمل من الرياء والعجب، ومخالطة الأشرار، وقراءة كتب الضلال والانحراف، ومطالعة القصص الخليعة، والنظر إلى الصور الفاتنة بواسطة وسائل الإعلام المرئية، من سينما وفديو وتلفاز وغير ذلك، ومثل ذلك سماع التمثيليات والقصص الماجنة وأكل الحرام والوقوع في الكبائر، من سكر وزنا وغير ذلك ... كل هذه الأشياء يُخشى على من وقع فيها أن يتغير قلبه ويضعف إيمانه أو يضمحل حتى يذهب بالكلية، فيشك بعد اليقين، ويكفر بعد الإيمان، والشأن كل الشأن في اللجوء إلى الله أن يحفظ عليك دينك ويصرف عنك كل ما ينقصه، فإن بدرت منك بادرة بحكم بشريتك فالجأ إلى الله أن يغفر ذنبك؛ لعلك أن تقطع سفر الدنيا سالماً؛ فإن حصل لك ذلك فتلك هي الغنيمة، وإنما الأعمال بالخواتيم، ذلك أن لنا عدواً متربصاً نغفل ولا يغفل ونسهو ولا يسهو، ونتعب، ولا يتعب، فإن استعنا عليه بالله غلبناه، وإن غفلنا عن ذكر الله غلبنا. اللهم أعنا على أنفسنا وعلى الشيطان، واغفر لنا ما بدر منا إنك أنت الغفور الرحيم).
2 - قال الشيخ محمد سلطان المعصومى - رحمه الله - في رسالته " الرد الوفي على تعليقات حامد الفقي "، (ص44):
(وقد أحزنني حزنًا شديدًا، وآلمني ألمًا قلبيًا أن رجلا من أفاضل الناس؛ ألا وهو عبد الله القصيمي، بعد أن كان يخدم الإسلام ويذب عنه خرافة الخرافيين، ودجل الدجالين، وشرك القبوريين وعباد الأرواح المخلوقة؛ أزاغ الله قلبه، وأضله عن الصراط المستقيم، فألف مؤلفًا سماه " هذي هي الأغلال"، فطبع ونشر، و قد زاغ فيه عن الحق، ونكب عن الطريق؛ فألحد في اثنين و عشرين موضعًا، وارتكب الكفر و الزندقة. و العبد الضعيف قد كتبت عليه ردًا، وأشرت إليه في ص 113 من كتابي المطبوع المنشور في هذه السنة، المسمى " تمييز المحظوظين عن المحرومين ").
قلت: رده على القصيمي مفقود، كما بين هذا صاحب رسالة: " الشيخ محمد سلطان المعصومى وجهودة فى نشر العقيدة ".
3 - قال الدكتور أحمد بن علي علوش في رسالته " الشيخ حافظ الحكمي" (ص 242 - 245)، معددًا قصائد الشيخ حافظ - رحمه الله -: (قصيدة دالية قالها الشيخ رداً على المنحرف عبدالله بن علي القصيمي، ولها ثلاث نسخ، إحداها بخط الناظم، والثانية بخط تلميذه هادي بن علي مطيع، والثالثة بخط تلميذه علي بن قاسم الفيفي بدون تاريخ، ولأهمية القصيدة كونها تبحث في العقيدة، ونحن بصدد جهود الشيخ حافظ في ذلك، أود إثباتها كاملة وهي:
الحمد لله لا بالخط معدودا
حصراً ولا بمدى الأزمان محدودا
لمالك الملك موليه وملهمه
ما زال ربي على التحميد محمودا
سبحانه مِن إله لا سمى له
الكل عبد وكان الله معبودا
لقد حمى الذكر حفظا وهو أنزله
وهكذا لم يزل بالحفظ موعودا
حماه بالشُهب ترمي كل مسترق
ما رامه قط إلا عاد مطرودا
كذاك في الأرض يرميهم بأنجمها
هم الرجوم بهم ما زال مرصودا
أئمة العلم والتقوى أولئك في
بيت القصيد قصدت أعلمه مقصودا
فهم مصابيح دين الله قيّضهم
يجلو بهم ظلمات الحيرة السودا
من كل مستبصر لله منتصر
بالله مقتدر في الله محمودا
هم الجبال ثبوتا والبحار علوما
والشموس ضياءاً والسماء جودا
فلا يزال كتاب الله معتصما
حبلاً متيناً لباغي الحق ممدودا
ولم تزل سنة الهادي لطالبها
وعذب منهلها ما زال مورودا
ولا تزال رجال العلم تحرسه
ولا يزال لواء الحق معقودا
فلم يرم ملحد كيداً لملتنا السمحاء
إلا وألفى الثغر مسدودا
وللقصيمي رجس قد سمعتُ به
ذكراً ولم أره لا زال مفقودا
لكن تواتر وصف المشرفين عليه
من ثقات بأنْ قد ساء مقصودا
وقد حكوا عنه أقوالا شناعتها
تكفيك في كون ما ألقاه مردودا
فظيعة ضُمنت كفرا وزندقة
بل رد أن يفرد الرحمن معبودا
فقلت إن صح ما قالوه فيه فمن
إيمانه انحل ما قد كان معقودا
وصار من ربقة الإسلام منسلخا
وكان بالنصر للتوحيد معهودا
أبعد أن كان في أعداد ناصره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/282)
يعود من أخبث الأعداء معدودا
أشقوة من كتاب سابق نفذت
هذا وربك أمر ليس مردودا
وظلت أقرأ آيات العقود من الولا
وفي خلف المرتد موعودا
من أنه سوف يأتي الله جل بأنصار
يكون بهم ذا الدين محفودا
مستيقنا أن سيقضى الله موعده
أن لا يزال نصير الدين موجودا
وبينما الفكر في ذا الأمر منتظرا
إتيان شرح يجلي الغيب مشهودا
إذ اطلعت على رد عليه وفى
عندي بتحقيق ما قد كان منشودا
من لوذع جهبذ للدين منتصرا
يا حبذا نصر دين الله مقصودا
أبان فيه بأن الخب زاغ عن الحق
المبين وعنه ضل مصدودا
وفارق الدين والوحيين والسلف
الماضين بل كل شرع كان موجودا
وأنه فوق ما قد قيل فيه وما
قالوه من بعض ذاك الشر معدودا
وأنه رام أمرًا لا يحاوله
محاول قط إلا عاد محصودا
وأنه نابذ الإسلام مؤتفكا
عن كل حكم أتى في الشرع محدودا
يقول هذي هي الأغلال مانعة
لأهلها من رقي كان محمودا
ولا رقى غيرهم من مرتقى بسوى
نبذ الشريعة أن ينقاد مصفودا
وقام يدعو لنبذ الدين مجتهدا
بكل جهد له قد خاب مجهودا
وعنده الرب والمخلوق متحد
بل قد يفوه بليس الرب موجودا
بل الطبيعة ما زالت مدبرة
لكل أمر يُرى أو كان مفقودا
وأنه انتقص الرسل الكرام وأهل العلم
منقرضا منهم، موجودا
بل لانبي ولا وحي ولا ملك
بل كيف دين ولا يرجون معبودا
وقام يثني على الإلحاد ممتدحا
أئمة الكفر فرعونا ونمرودا
معظّما لملاحيد الفلاسفة الطبائعيين
ساء الرفد مرفودا
وأنكر الوعد والإيعاد بل جحد
الأخرى وكون مقام الحشر مشهودا
محرفاً لنصوص الوحي منحرفا
عنها وكان لديه الوحي مجحودا
بأخبث الرأي كي يرتاد مقعده
من الجحيم إذا ما تاب موصودا
وقد أضاف إلى تحريفها وإلى
التكذيب كذبا وهزلا ليس محدودا
وقد يراه بنصر الدين مستترا
حباله تحتها قد خد أخدودا
من أين هذا وما أملاه ينبئنا
بأنه شر أهل الأرض مولودا
ظن الخبيث بأن العارفين بأمر
الله لم يفهموا للرجس مقصودا
واضرب له مثل الغاوي فأتبعه الشيطان
واقرأه في الأعراف مسرودا
نفسي الفداء لقرم قام محتسبا
يهد أرصاده لا زال مهدودا
ونزه الدين عن أرجاس ما كتب
الغاوي المضل إلى أن صار مهدودا
ورد أغلاله السوآي بلبته
قسراً فعاد بها المخذول مشدودا
رداً جليلاً جلياً ما تكلف بل
من بحر علم خضم ليس مثمودا
على اختصار بإنصاف ومعرفة
مطهر ليس بالأرجاس محشودا
بل بالبيان وإرشاد السبيل على
علم وكان يرى العلم ممدودا
فالله يجزيه عنا كل صالحة
دنيا وأخرى ثواباً ليس محدودا
وأن يثبتنا فضلاً بقدرته
بثابت القول في الداري ممدودا
والأبعد القاصي نرجو الله توبته
أن لا يموت على الإلحاد ملحودا
ثم الصلاة مع التسليم دائمة
على النبي المصطفى حيا ومفقودا
والآل والصحب والأتباع قاطبة
والحمد لله حمداً ليس محدودا
أما الخبر المفرح الذي قد لا يعرفه كثيرون عن حفيده: الأخ / شريف القصيمي - وفقه الله -، أنه أحد الدعاة المتميزين في مجال " دعوة الجاليات "، وله تعاون مع بعض مكاتب الدعوة في هذا، ثبتنا الله وإياه على الحق، وهذا مصداق لقوله تعالى: (يخرج الحي من الميت)، والله الهادي ..
ـ[ابن الحسيني]ــــــــ[11 - 09 - 08, 01:00 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بجهودكم
ـ[عبد الرحمن الحربي]ــــــــ[11 - 09 - 08, 01:41 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
الكتاب أتاني كهدية من أحد الزملاء وهو كتاب قيم بحق
تمكنت من قراءة معظم أجزاءه
بالنسبة لحفيده فهو خبر مفرح بحق نسأل الله له الهداية والثبات على الحق
بارك الله فيك شيخنا
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[11 - 09 - 08, 07:17 ص]ـ
و لكن شيخنا كنا سمعنا أن مسألة قراءته القرآن عند و فاته نقلت ممن كانوا أقرب اليه حين وفاته كابنه و هذا ما حكته احدى العاملات في المستشفى الذي توفي في حوار مع مجلة ايلاف و هي ليست اسلامية و لا حتى محايدة فليس عندها دوافع لكي تكذب كذبة جميلة و لا لتستهويها فكرة التائب العائد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/283)
التقت" إيلاف" بالسيدة آمال عثمان المسؤولة الإدارية عن قسم كبار السن في مستشفى فلسطين في مصر الجديدة، الذي كان يتعالج فيه المفكر القصيمي، وفيه قضى نحبه، وسألتها إيلاف عن القصيمي فقالت: لقد كان العم عبدالله القصيمي "راجل زي العسل! " وكان طيباً محترماً يخاطبنا نحن العاملون القائمون على خدمته بلغة راقية شاعرية، وكان يكثر المزح معنا، ويداعبنا بألفاظه الرقيقة، وكان يقول لي، أنكِ إذا تمشين فإن الأرض تدعو لك!، وكان يدعو لنا بالتوفيق، ونصحنا كثيراً بأن نعيش بسلام ووئام، وأن نترفع عن الصغائر والضغائن، وقال لنا: أن الله يراقبنا من فوق، فعلينا أن نطهر قلوبنا من الحقد والحسد، وأضافت السيدة آمال تقول: دخل الشيخ عبدالله المستشفى في يوم 12/ 12/1995م ولم يخرج إلا في يوم9/ 1/1996م يوم أن توفاه الله، ورداً على سؤال " إيلاف" عن الكيفية التي كان المفكر يقضي فيها وقته إذا لم يكن لديه زائرون، قالت: كان يقضي وقته في قراءة القرآن الكريم، الذي كان بجانبه طيلة إقامته في المستشفى، وأضافت تقول: أنه في بعض الأحيان يقرأ القرآن الكريم بصوت مرتفع ويرتله ترتيلاً!! وأضافت أن الدكتورة نادية عبدالوهاب، رئيسة القسم، كانت تجلس إلى أحياناً وتحاوره في كثير من الأمور الفكرية.
http://www.mafhoum.com/press4/8kas133.htm
و لا غرابة أن يحاول القريبون منه من المنافقين أن ينكروا هذا حتى يصفو لهم القول ان طريق الديانات طريق مسدود منغلق ضيق من تحرر منه لا يعود اليه (يؤكد هذا تعبيره عنها بالكذبة الجميلة لا عتقاد هؤلاء بأن الدين كله انما هو كذبة جميلة وضعها الانسان لتبرير خوفه من المجهول و التخفيف من آلامه و ان الجنس الشري يبحث دائما في اللاوعي الجمعي عن النهايات السعيدة لتبرير الظواهر الطبيعية القاسية التي لا يفهمها) و اتباثه يؤكد لهم أن لا جدوى من مناجزة الله و أن طريق التمرد و الطغيان سراب يحسبه المتمرد ماءا حتى اذا ما جاءه و دنت ساعته وجد الله عنده ووجد دلائل هيمنته و علوه أقوى و أشد كلما تيقن ضعف نفسه بدنو موته و هي خاصية في هذا الدين لا شتماله على الحق ترى الملحدين من النصرانية و اليهودية كسبينوزا و ديدرو و نيتشه و غيرهم عامتهم ظاهرين بالحجة على اهل ملتهم كلما عمروا كلما ازدادوا علوا و نفورا و طغيانا و تمردا بينما ملاحدة الاسلام على العكس عامتهم كالمعري و ابن سينا و ابن الفارض و غيرهم تجدهم صاغرين مع اهل ملتهم كلما اقتربوا من الموت كلما ازدادوا لينا وصغارا حتى يقتربوا من التوبة لمخالطتهم للحق الصافي و القوي في الاسلام فتبقى آثار هيمنته كامنة في نفوسهم حتى تذهب نار اقتراب الموت عامة ظلمات شكوكهم و أمانيهم و اهواءهم التي من أجلها كفروا فتطفو على السطح ..
أما القول بأن توبتهم لا تصح حتى ينكروا ما فعلوا فقد يسلم ان كان المقصود أنها لا تصح لأن يحمدوا أو يثنى عليهم أو تجويز موالاتهم كما يوالى المسلم و غيرها من أحكام الشرائع الظاهرة الدنيوية اما القول بأنها لا تصح بينه و بين خالقه و في أخراه فليس بظاهر و الله اعلم بالحال و المآل
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[11 - 09 - 08, 01:33 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله ..
والله درر يا شيخ سليمان ..
أبكتني هذه الكلمات .. حتى قراءتها سطرا ً .. سطرا ًً ..
جزاكم الله خيرا ً وبارك فيكم .. وجعل هذا المؤلف خالصا ً لوجه الله سبحانه .. تنال به
الثبات على الدين ..
ربنا ثبت قلوبنا على دينك .. ولاتزغ قلوبنا بعد إذْ هديتنا ..
ـ[المزروعي المغربي]ــــــــ[11 - 09 - 08, 09:53 م]ـ
أحسن الله اليكم وشكر الله لكم جهودكم
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[11 - 09 - 08, 10:28 م]ـ
و لكن شيخنا كنا سمعنا أن مسألة قراءته القرآن عند و فاته نقلت ممن كانوا أقرب اليه حين وفاته كابنه و هذا ما حكته احدى العاملات في المستشفى الذي توفي في حوار مع مجلة ايلاف و هي ليست اسلامية و لا حتى محايدة فليس عندها دوافع لكي تكذب كذبة جميلة و لا لتستهويها فكرة التائب العائد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/284)
التقت" إيلاف" بالسيدة آمال عثمان المسؤولة الإدارية عن قسم كبار السن في مستشفى فلسطين في مصر الجديدة، الذي كان يتعالج فيه المفكر القصيمي، وفيه قضى نحبه، وسألتها إيلاف عن القصيمي فقالت: لقد كان العم عبدالله القصيمي "راجل زي العسل! " وكان طيباً محترماً يخاطبنا نحن العاملون القائمون على خدمته بلغة راقية شاعرية، وكان يكثر المزح معنا، ويداعبنا بألفاظه الرقيقة، وكان يقول لي، أنكِ إذا تمشين فإن الأرض تدعو لك!، وكان يدعو لنا بالتوفيق، ونصحنا كثيراً بأن نعيش بسلام ووئام، وأن نترفع عن الصغائر والضغائن، وقال لنا: أن الله يراقبنا من فوق، فعلينا أن نطهر قلوبنا من الحقد والحسد، وأضافت السيدة آمال تقول: دخل الشيخ عبدالله المستشفى في يوم 12/ 12/1995م ولم يخرج إلا في يوم9/ 1/1996م يوم أن توفاه الله، ورداً على سؤال " إيلاف" عن الكيفية التي كان المفكر يقضي فيها وقته إذا لم يكن لديه زائرون، قالت: كان يقضي وقته في قراءة القرآن الكريم، الذي كان بجانبه طيلة إقامته في المستشفى، وأضافت تقول: أنه في بعض الأحيان يقرأ القرآن الكريم بصوت مرتفع ويرتله ترتيلاً!! وأضافت أن الدكتورة نادية عبدالوهاب، رئيسة القسم، كانت تجلس إلى أحياناً وتحاوره في كثير من الأمور الفكرية.
http://www.mafhoum.com/press4/8kas133.htm
و لا غرابة أن يحاول القريبون منه من المنافقين أن ينكروا هذا حتى يصفو لهم القول ان طريق الديانات طريق مسدود منغلق ضيق من تحرر منه لا يعود اليه (يؤكد هذا تعبيره عنها بالكذبة الجميلة لا عتقاد هؤلاء بأن الدين كله انما هو كذبة جميلة وضعها الانسان لتبرير خوفه من المجهول و التخفيف من آلامه و ان الجنس الشري يبحث دائما في اللاوعي الجمعي عن النهايات السعيدة لتبرير الظواهر الطبيعية القاسية التي لا يفهمها) و اتباثه يؤكد لهم أن لا جدوى من مناجزة الله و أن طريق التمرد و الطغيان سراب يحسبه المتمرد ماءا حتى اذا ما جاءه و دنت ساعته وجد الله عنده ووجد دلائل هيمنته و علوه أقوى و أشد كلما تيقن ضعف نفسه بدنو موته و هي خاصية في هذا الدين لا شتماله على الحق ترى الملحدين من النصرانية و اليهودية كسبينوزا و ديدرو و نيتشه و غيرهم عامتهم ظاهرين بالحجة على اهل ملتهم كلما عمروا كلما ازدادوا علوا و نفورا و طغيانا و تمردا بينما ملاحدة الاسلام على العكس عامتهم كالمعري و ابن سينا و ابن الفارض و غيرهم تجدهم صاغرين مع اهل ملتهم كلما اقتربوا من الموت كلما ازدادوا لينا وصغارا حتى يقتربوا من التوبة لمخالطتهم للحق الصافي و القوي في الاسلام فتبقى آثار هيمنته كامنة في نفوسهم حتى تذهب نار اقتراب الموت عامة ظلمات شكوكهم و أمانيهم و اهواءهم التي من أجلها كفروا فتطفو على السطح ..
أما القول بأن توبتهم لا تصح حتى ينكروا ما فعلوا فقد يسلم ان كان المقصود أنها لا تصح لأن يحمدوا أو يثنى عليهم أو تجويز موالاتهم كما يوالى المسلم و غيرها من أحكام الشرائع الظاهرة الدنيوية اما القول بأنها لا تصح بينه و بين خالقه و في أخراه فليس بظاهر و الله اعلم بالحال و المآل
ما رأي الشيخ سليمان في هذا؟
ـ[السليماني]ــــــــ[14 - 09 - 08, 01:43 ص]ـ
جزاك الله خيراً
وهل كتاب الشيخ السعدي
(تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله)
موجود على الشبكة؟؟؟
ـ[سعد بن ثقل العجمي]ــــــــ[14 - 09 - 08, 06:13 م]ـ
الخراشي الفاضل
تصفحت أغلب مباحث الكتاب فلم أجدكَ إلا على الغلاف!!
فأين أنت يا أخي في كتابك؟؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - 09 - 08, 07:56 م]ـ
- الأخ الكريم: ابن الحسيني: وبارك ربي بك وبجهودك ..
- الأخ الكريم: عبدالرحمن الحربي: جزاك الله خيرًا، ونفع بك ..
- الأخ الكريم: محب البويحياوي: بارك الله فيك. وعند العلماء قاعدة، أن البينتين إذا تعادلتا سقطتا، ونبقى على الأصل، وهو أن الرجل مات على فكره المنحرف. وسواء ثبتت توبته أو لم تثبت، فالواجب ماقاله الشيخ أبوعبدالرحمن ابن عقيل: (يجب على المسلم المفكر، الذي يملك مقومات الإيمان العلمي، أن يدحض كتب القصيمي المنتنة، التي يُطبع أكثرها في بلاد غير إسلامية ولا عربية .. ) .. والحذر ممن يريد صرف الجهود عن كشف فكره والرد عليه، بدعوى أنه تاب! - فلا علاقة بين الأمرين -. وفقك الله.
- الأخ الكريم: أنس الرشيد: أشكر مرورك وحسن ظنك، والدرر هي مانقلته من كلام العلماء؛ فما أنا إلا مُبلغ.
- الأخ الكريم: المزروعي المغربي: آمين، ولك بمثل ..
- الأخ الكريم:أبامحمد: أشكر تشريفك ..
- الأخ الكريم: السليماني: وجزاك ربي مثله. والكتاب لا أظنه على الشبكة.
- الأخ الكريم: سعد بن ثقل: أنا مجرد ناقل لكلام من هم أعلم مني، ومقرب له بين يدي المهتمين؛ ليستفيدوا منه إذا ما عُرضت النظرة الأخرى أمامهم. وفقك الله ..
فائدة لمن قد لا يرتضي حكم العلماء والكتاب السابقين في القصيمي
سئل الدكتور غازي القصيبي عن القصيمي فقال:
(بأسلوب القصيمي نفسه أقول لك: إن أي محاولة أو دراسة أو تحليل أو تشريح لفكر أو إنتاج أو فلسفة أو أطروحات أو كتب أو نظريات القصيمي؛ لن تُنتج أو تُظهر أو تُبين أو تُوضح سوى مقولتين أو شعارين أو جملتين؛ هما: (اكفروا بالله) و (قلدوا الغرب)). " استجواب، ص 42 ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/285)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[15 - 09 - 08, 03:16 ص]ـ
- الأخ الكريم: محب البويحياوي: بارك الله فيك. وعند العلماء قاعدة، أن البينتين إذا تعادلتا سقطتا، ونبقى على الأصل، وهو أن الرجل مات على فكره المنحرف. وسواء ثبتت توبته أو لم تثبت، فالواجب ماقاله الشيخ أبوعبدالرحمن ابن عقيل: (يجب على المسلم المفكر، الذي يملك مقومات الإيمان العلمي، أن يدحض كتب القصيمي المنتنة، التي يُطبع أكثرها في بلاد غير إسلامية ولا عربية .. ) .. والحذر ممن يريد صرف الجهود عن كشف فكره والرد عليه، بدعوى أنه تاب! - فلا علاقة بين الأمرين -. وفقك الله
الشيخ الكريم حفظك الله و بارك في جهودك التي لا تعرف الكلل
أما قولك أن البينتين تعارضتا ألا ترون انه توصيف خاطئ للقضية فالرفيق المنافق لم يبد بينة و لم يدل بمناط شهادته بل نفى فقط علمه و المثبت مقدم على النافي هذا و المتبث هم شهود متعددون كأبناءه و موظفي المستشفى مع قربهم منه ساعة الموت و قد بينوا مورد الشهادة و مع ان المنافق له دوافع لانكار ما لم يحط بعلمه و من جهة اخرى و لو سقطت البينتان فلا يلزم منه القطع بموته على الكفر أما ما قاله الشيخ الوالد أبو عبد الرحمن حفظه الله فخارج عن محل الكلام -مع انه حفظه الله الوحيد ممن ناظره الذي تأسف له و دعا له بأن يختم له بالتوبة فيما اعلم و لعلها كرامة للشيخ - لكلامه عن كتبه لا عن توبته و الواجب نحوها و لا شك أنه الواجب و ان الرجل في كتبه كافر زنديق و من تردد في كفره فهو مثله لوضوحه و صراحته و لكن القول بامكان او وقوع توبته بينه و بين ربه لا يلزم منه عدم اجراء أحكام الدنيا الظاهرة عليه بله التوقف عن التحذير من كفرياته الصلعاء و زندقاته و تجرؤه على مقام رب العزة و مناجزته له ... كما أن التحذير من الكفريات الصريحة في الفصوص أو في المضنون به على غير أهله أو في السر المكتوم لا يلزم منه انكار جواز توبة ابن عربي و الغزالي و الرازي بله ردها ان وردت بحجة أن الكوثري أو الأزهري قد نفوها ... و الذكاء في حفظ التوازن بين الأمرين و التفريق بينهما يضمن لنا ضرب عصفورين بحجر و اغلاق الباب على كلا الفريقين ممن يحاول استغلال توبته ... الفريق الذي يسعى الى تبرير الكفر و البدع بتوبة اصحابها ببيان أن توبتهم لا تمنع من التحذير من بوائقهم و الفريق الذي يسعى الى انكار التوبة للتدليل على ان من خرج الى الكفر و البدعة انما خرج من الضيق الى الرحابة ببيان ان ما فروا منه قد و قعوا في شر منه و بيانا للأجيال اللاحقة ممن لم يعرف الجاهلية أن يعرف مآل هؤلاء و ان المكذبين بآيات الله تكذيبا قل او كثر يسير بهم القدر في خطة معلومة أمرنا بتدبرها و أخذ العبر منها "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ"
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 06:21 م]ـ
بارك الله فيك أخي محب البويحياوي:
قصدي بتعارض البينتين: (خبر مرافقه)، و (خبر أقربائه)؛ لأن من كذّب الأولى لمصالح تعود للكاذب، سيُقابل بمن يُكذب الثانية؛ لمصالح أخرى تعود للكاذب .. وحينها تتساقطان. ولا يُقال هنا: المثبت مقدم .. الخ.
فنبقى على الأصل .. وهو ما كان عليه في كتبه الأخيرة .. ثبتني الله وإياك على دينه، وأشكر خاتمة تعليقك النفيس ..
ـ[أبو يوسف الخثعمي]ــــــــ[19 - 09 - 08, 04:25 ص]ـ
الأخ الحبيب سليمان الخراشي الكاشف عن زيغ أهل البدع ثبتنا الله وإياك على الصراط المستقيم:
اتفق مع الأخ محب في أن إشهار توبته أبين في الدلالة من إصراره على ما كان عليه, واتفق مع الأخ سعد في أنك- على سعة باعك- لم تكن إلا تابعا لغيرك في حكمك على الرجل, ومن منهج السلف أن يحكم على الرجل من خلال مقولاته كما هو منهج ابن تيمية رحمه الله. ومن باب الإنصاف في حق الرجل وأمثاله أن يحظى بقراءة متأنية وأن يستوثق من أقرب جلاسه وهم أبناؤه وأهله ثم بعد ذلك يتبين حاله. خصوصا أن كتابه هذه الأغلال حمل أكثر مما يحتمل, فقد كتب بعض المعاصرين أشد مما كتب القصيمي آنذاك ولم يتجاسر أحد بتكفيرهم. فردة الفعل على كتاب القصيمي في ذلك الوقت أعنف مما كتبه هو, وأقل مما كتبه بعض المعاصرين. ومن هنا أخي الكريم كان كتابك حكم على القصيمي من طرف واحد. والتأني في الحكم على النيات مقصد شرعي يدل عليه حديث عمر في حاطب وحديث أسامة وحديث خالد رضي الله عنهم أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - 09 - 08, 04:35 ص]ـ
الأخ الكريم: أبايوسف: بارك الله فيكم ..
قلتم: (ومن منهج السلف أن يحكم على الرجل من خلال مقولاته كما هو منهج ابن تيمية رحمه الله. ومن باب الإنصاف في حق الرجل وأمثاله أن يحظى بقراءة متأنية)! ولا أدري ماذا تقصد بمتأنية؟!
هل أورد لك شيئًا من " كفره " البواح، وتطاوله على رب العالمين، ورسله، وكتبه .. الخ هذيانه؟ أم أنها تحتاج لتلك القراءة؟
(تجد بعض هذا في رد د العصيمي الذي نقلته في كتابي).
وفقك الله ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/286)
ـ[أبو يوسف الخثعمي]ــــــــ[19 - 09 - 08, 05:10 ص]ـ
أخي الكريم عودتنا في كتاباتك الأخرى ككتابك عن عمارة, والمجلدين في قراءتك للفكر المنحرف الحكم على المخالفين من خلال وقوفك على نصوصهم وإيرادها, وهو جهاد مبارك نفع الله به الأمة, لكن كتابك الأخير عن القصيمي لم يكن كسابقيه في الجملة. ومن وجهة نظري أن القصيمي يحتاج إلى وقت وجهد لن تعجز عنه بإذن الله.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 07:22 ص]ـ
بل على العكس أخي أبا يوسف -و ان كنت أرى ان مرافق القصيمي لم يدل بمورد شهادته حتى تقوم بها الحجة و انما اكتفى بالانكار و هو انشاء و ليس خبرا و بالتالي لا يقوم بمناهضة الشهادات بتبوث قراءته للقرآن -ابتسامة-لكن في نفس الوقت الكفر و الالحاد الذي صرح به القصيمي هو من الصراحة و الوضوح و الكثرة بمكان بعيد عن كل الملاحدة المعاصرين كعفلق و العظم و فودة و غيرهم يتبينه كل ذي عينين و كل من كتب عن القصيمي استغربوا كيف لم تقم عليه ضجة بنفس الشدة التي قامت على من اتى بعده ... و دعك من كتاب الأغلال فالكتاب صنفه و لم ينسلخ بعد بالكلية من آيات الله بل تراها في كتبه اللاحقة حين بدأ يلهث بزندقته و عبثيته حتى ما قبل دخوله في مرحلة مرض الموت حين بدأت تأتيه أمارات اليقين ... فليس صحيحا ان انعزاله و انزواءه ما بعد الثمانينات كان لتراجعه عن الحاده فقد اورد الدكتور يورغن فازلا كتابات له بخط يده فيها من التجرؤ على الله جل شانه و مناجزته ما يبدد كل شك في اعتقاد الرجل و قد كنت عزمت قبلا على نقل بعضها للاستدلال فانقطع الخط فجأة و أغلقت الصقحة تماما حينما بدأت كتابة أول حرف ..... و الله اعلم بالحال و المآل
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 03:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
نفع الله بكم شيخنا، وهذه روابط لتحميل:
كتاب " تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمى فى أغلاله " للشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله -
http://www.almaknaz.com/show.php?cat=17&book=113
وكتاب " بيان الهدى من الضلال فى الرد على صاحب الأغلال " للشيخ إبراهيم بن عبد العزيز السويح النجدي - رحمه الله -
http://www.almaknaz.com/show.php?cat=14&book=121
ـ[السلامي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 04:44 م]ـ
الخراشي الفاضل
تصفحت أغلب مباحث الكتاب فلم أجدكَ إلا على الغلاف!!
فأين أنت يا أخي في كتابك؟؟
هذه سمة معروفة لكتابات الأستاذ سليمان ومن رأى صنيعه في منظومة ابن دعيج علم ذلك وفقه الله تعالى
حدثني من ليس محلة إلا الثقة أن الصعيدي ولا أقول القصيمي تاب وهو فوق السرير الأبيض حدثني بذلك أحد قضاة التمييز في مكة وهو من الثقاة .... على أن ذلك لايعفي من الرد على كتبه السيئة ...... ز
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 05:39 م]ـ
- الأخ الكريم: فريد المرادي: بارك الله فيكم. فقد أتيتم بما طلبه أحد الإخوة. (أعني كتاب الشيخ السعدي - رحمه الله -).
- الأخ الكريم: السلامي: ووفقك ربي. الخراشي مجرد طالب علم يكتب أو ينقل أو يختصر .. الخ، ما يراه نافعًا، بحسب قدراته المحدودة. فلعل أمثالكم من أهل العلم والقدرة والاطلاع يسدون ما لا يستطيع سده. أخلص الله نياتنا ..
ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[01 - 01 - 09, 08:43 ص]ـ
رجل مثل القصيمي وقوته في التوحيد والذب عنه في شبابه نفرح بحسن خاتمته إن ثبت ذلك ونرجوا أن يكون ثابتا أما ما كتبه مما هو ضد أصل معتقده فهو باطل مردود وهو فتنة لمن لم يرد الله هدايته والحمد لله على كل حال ووالله إن القلب ليتقطع حزنا على مثل هذا الرجل وقد وقع مثل هذا لعلماء جلة عندما دخلوا في الفلسفة بنية نقضها وكاد شيخ الإسلام أن يظهر عليه علامات ذلك لكن الله سلم اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة.
لذلك يجب على طلبة العلم الإبتعاد عن كتب الفلاسفة لأن لديهم شبهات تفتن القلوب ولو كان الطالب قويا فربما تأثر والسلامة لا يعدلها شيئا فكيف تقرؤون لمن لا يؤمنون بالله وبرسله أليس هذا بفتنة في حد ذاته.
فأنا كنت قرأت مقدمة كتاب رسائل إخوان الصفا وقبل أن أمسك به أظلمت علي الدنيا لذلك تركت إتمامه، فسنة وقلبي مريض وكلي مريض لو لا رحمة الله لانتهى الأمر نسأل الله العفو العافية والسلامة في الأولى والآخرة.
ـ[أحمد بن عبد الله المقبلي]ــــــــ[03 - 01 - 09, 11:54 م]ـ
نسال الله حسن الخاتمة
ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[06 - 01 - 09, 07:18 ص]ـ
تصحيح: والسلامة لا يعدلها شيء ...
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[06 - 01 - 09, 09:25 ص]ـ
((اللهم أحسن خاتمتنا في الأمور كلها وأجرنا من خري الدنيا وعذاب الآخرة))
بارك الله فيك ياشيخ سليمان ونفع الله بك وبالإخوة المشاركين
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[06 - 01 - 09, 10:07 ص]ـ
الشيخ سليمان
اين اين اجد كتاب المعصومي الرد الوفي
وهل هو متوفر على السبكة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/287)
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 10:26 م]ـ
نريد كتاب القصيمي الصراع بين الوثنية الاسلام- فهل من يرفعه - بارك الله فيه-
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:20 م]ـ
فضيلة الشيخ: سليمان الخراشي ..
بارك الله في جهودك ونفع الله بها وبلغها الآفاق وجنبنا وإياك الزلل ..
بودي ولو تُفرد كتاب في القصيمي بعنوان (دروس وعبر من إلحاد الشيخ القصيمي)
تذكر فيه الدين الإسلامي وفضله وأسباب الهداية له، وأسباب الثبات عليه، وأسباب الإنحراف عنه
وتستخلص من حياة القصيمي المستقيم على أمر الله و حياته قبل مماته في براثن الإلحاد والزيغ والفساد، دروساً وعبر، وما موقف المسلم الموحد منها ولأنه في نظري يجب حماية الشباب المسلم من الأفكار الهدامة لا سيما أن العالم الآن أصبح قرية واحد ولأن الذي مات مات .. والخوف على الحي أكثر بكثير من الذي مات، لا سيما في زمن الفتن المتلاطمه
والمغريات والشهوات العارمة .. يصبح الرجل مسلماً ويمسي كافرا ويصبح كافراً ويمسي مسلما، يبيع
دينه بعرض من الدنيا .. نسأل الله الثبات والهداية على صراطه المستقيم.
فائدة: ذُكر عن الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى أنه ذُكر عنده قصة إلحاد " القصيمي " فقال غفر الله له ورحمه، لعله ما يكثر من قول (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) فأنظر أخي المسلم المبارك يا من تقرأ ما سطرته أناملي الآن .. بما قال أبن باز رحمه الله: قال: لعله ما يكثر من قوله (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) فنسأل الله السلامة والعافية والمعافاة الدائمة إنه ولي ذلك والقادر عليه ونسأله الثبات على طاعته حتى لقياه جلا في علاه.
ـ[عبدالعزيز ع]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:39 م]ـ
نسأل الله حسن الخاتمة و السلامة والعافية في الدين والدنيا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 04:43 م]ـ
الفضلاء
أبو عبد الله البلغيتي - أحمد المقبلي - أبوالعز النجدي - عبدالمصور السني - نور الدين الساعي - أبومعاذ عبدالله - عبدالعزيز ع
بارك الله فيكم، وشرفتُ بمروركم، جعلكم الله من أنصار دينه، وثبتنا على الحق إلى أن نلقاه
- أخي: عبدالمصور: اطلعت عليه في مكتبة عامة.
- أخي: أبامعاذ: جزاكم الله خيرًا عن حسن ظنكم. تحت الاعتناء معركة قديمة حصلت في مصر بين ملحد ومؤمن، سأقدم لها إن شاء الله، بماذكرتَه ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 10:59 ص]ـ
جزاك الله خير يا شيخ سليمان ونفع بك ..
فكتبك وكتباتك مليئة بالدفاع عن الحق وتعرية أهل الباطل وزيغهم فنفع الله بك وبارك في أعمالك ..
أسأل الله لي ولك وللإخوة الثبات على الصراط المستقيم وأن لايزغ قلوبنا بعد إذ هدانا ..
فوالله إن هذا القصيمي وغيره ممن نراهم الآن في بعض وسائل الإعلام (صحف، قنوات، منتديات وغيرها .. ) إنهم لعظة وعبرة لكل من عنده أدنى تأمل ... فلنكثر الدعاء بالثبات على الحق وأن لايزغ قلوبنا ونأخذ درسا أن لانرى أنفسنا وإن عملنا ما عملنا من نصح وإرشاد وتأليف وإن بلغت ألف ألف كتاب وألف ألف شريط وألف ألف رسالة وإجمالا واختصار أقول " ألف ألف من كل شيء!!؟
وبضاعتي ضعيفة وقليلة لكن قد كتبت مقالا في هذا المنتدى المبارك لعله يفيد ولو نوعا ما! في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=133277
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 11:16 ص]ـ
جزيتم خيراً شيخنا الخراشي ... وكذا الأخوة .. ما شاء الله فقد أفدتم وأجدتم ... بارك الله فيكم
ـ[أبو العلاء الحنبلي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 12:04 م]ـ
ذكر أن هذا الرجل كان من الممكن أن يكتب أربع مؤلفات في ليلة واحدة من رأسه دون الرجوع للكتاب. ذكر ذلك الأستاذ فتحي محمود -رحمه الله - أحد دعاة أنصار السنة - وقد رافق القصيمي في غرفة واحدة حين نزل بالرياض ليعمل مدرسا ً(51/288)
قول بعض الخطباء: في السماء ملكك وفي الأرض سلطانك وفي البحر عظمتك
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[11 - 09 - 08, 02:26 م]ـ
قول بعض الخطباء: في السماء ملكك وفي الأرض سلطانك وفي البحر عظمتك
السؤال: يرد على ألسنة بعض الأئمة والخطباء في مستهل خطبهم وبعد حمد الله والثناء عليه قولهم هذه العبارة، وهي: (في السماء ملكك، وفي الأرض سلطانك، وفي البحر عظمتك) فهل ورد نص شرعي من السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من صحابته الكرام بهذا الدعاء؟ وإن كان لم يرد ألا تدل هذه العبارة على تخصيص ملك الله عز وجل في السماء فقط؟
الجواب:
الحمد لله
"حمد الله والثناء عليه بما هو أهله في خطبة الجمعة إنما يكون بما ثبت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما لا محذور فيه شرعاً من مطلق المحامد والثناء على الله تعالى.
أما العبارة المذكورة في السؤال فتركها أولى؛ لأن فيها إيهاماً، فقد يظن البعض تخصيص الملك بالسماء فقط، أو السلطان بالأرض فقط، وهكذا.
وعظمة الله وملكه وسلطانه وقهره عام في جميع خلقه، فمن تأمل جميع ما خلقه الله أدرك عظمة الله، وملكه لذلك، وسعة سلطانه، وقهره لجميع خلقه، قال الله تعالى:) لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ) غافر/57، وقال تعالى: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) الذاريات/20، 21، وقال تعالى: (أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ) الأعراف/185، وقال تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) البقرة/255، وقال سبحانه: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) المائدة/120.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ... الشيخ صالح الفوزان ... الشيخ بكر أبو زيد.
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (26/ 369).(51/289)
هل يجوز الحلف بصفات الله تعالى
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[12 - 09 - 08, 01:19 ص]ـ
هل يجوز الحلف بصفات الله تعالى؟
قال الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة الحديث رقم1167:
قوله صلى الله عليه وسلم (يؤتى بأشد الناس كان بلاء في الدنيا من أهل الجنة، فيقول اصبغوه صبغة في الجنة، فيصبغونه فيها صبغة، فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط أو شيئا تكرهه؟ فيقول لا وعزتك ما رأيت شيئا أكرهه قط .... الحديث)،
فيه جواز الحلف بصفة من صفات الله تعالى، ومن أبواب البيهقي في (السنن الكبرى) (باب ما جاء في حلف بصفات الله تعالى كالعزة، والقدرة، والجلال، والكبرياء، والعظمة، والكلام، والسمع، ونحو ذلك)، ثم ساق تحته أحاديث، وأشار إلي هذا الحديث، واستشهد ببعض الآثار عن ابن مسعود وغيره، وقال: (فيه دليل على أن الحلف بالقرآن يكون يميناً ... ).ثم روى بإسناده الصحيح عن التابعي الثقة عمرو بن دينار قال: (أدركت الناس منذ سبعين سنة يقولون: الله الخالق، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله عز وجل).
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[13 - 10 - 08, 01:14 م]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه إقامة الدليل على إبطال التحليل
فَمَعْلُومٌ أَنَّ مَنْ حَلَفَ بِصِفَاتِهِ كَالْحَلِفِ بِهِ , كَمَا لَوْ قَالَ: وَعِزَّةِ اللَّهِ تَعَالَى , أَوْ لَعَمْرُ اللَّهِ , أَوْ وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ , فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ جَوَازُ الْحَلِفِ بِالصِّفَاتِ وَنَحْوِهَا عَنْ النَّبِيِّ وَالصَّحَابَةِ , وَلِأَنَّ الْحَلِفَ بِصِفَاتِهِ كَالِاسْتِعَاذَةِ بِهَا , وَإِنْ كَانَتْ الِاسْتِعَاذَةُ لَا تَكُونُ إلَّا بِاَللَّهِ , فِي مِثْلِ قَوْلِ النَّبِيِّ: {أَعُوذُ بِوَجْهِك} , وَ {أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ} , وَ {أَعُوذُ بِرِضَاك مِنْ سَخَطِك} وَنَحْوِ ذَلِكَ , وَهَذَا أَمْرٌ مُتَقَرِّرٌ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ , وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَالْحَلِفُ بِالنَّذْرِ وَالطَّلَاقِ وَنَحْوِهِمَا هُوَ الْحَلِفُ بِصِفَاتِ اللَّهِ. فَإِنَّهُ إذَا قَالَ إنْ فَعَلْت كَذَا فَعَلَيَّ الْحَجُّ فَقَدْ حَلَفَ بِإِيجَابِ الْحَجِّ عَلَيْهِ , وَإِيجَابُ الْحَجِّ عَلَيْهِ حُكْمٌ مِنْ أَحْكَامِ اللَّهِ تَعَالَى وَهُوَ مِنْ صِفَاتِهِ , وَكَذَلِكَ لَوْ قَالَ: فَعَلَيَّ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ وَإِذْ قَالَ: فَامْرَأَتِي طَالِقٌ , وَعَبْدِي حُرٌّ , فَقَدْ حَلَفَ بِإِزَالَةِ مِلْكِهِ الَّذِي هُوَ تَحْرِيمُهُ عَلَيْهِ , وَالتَّحْرِيمُ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ , كَمَا أَنَّ الْإِيجَابَ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى , وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِهِ فِي قَوْلِهِ: {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا}. فَجَعَلَ صُدُورَهُ فِي النِّكَاحِ وَالطَّلَاقِ وَالْخُلْعِ مِنْ آيَاتِهِ , لَكِنَّهُ إذَا حَلَفَ بِالْإِيجَابِ وَالتَّحْرِيمِ فَقَدْ عَقَدَ الْيَمِينَ لِلَّهِ كَمَا يَعْقِدُ النَّذْرَ لِلَّهِ , فَإِنَّ قَوْلَهُ عَلَيَّ الْحَجُّ وَالصَّوْمُ عَقْدٌ لِلَّهِ , وَلَكِنْ إذَا كَانَ حَالِفًا فَهُوَ لَمْ يَقْصِدْ الْعَقْدَ لِلَّهِ(51/290)
جواب الإمام أبي المظفر السمعاني على سؤال لأهل الكلام في الإشتغال بأدلة العقل والرجوع إليها في الأصول
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - 09 - 08, 08:22 م]ـ
السلام عليكم
- سؤال من أهل الكلام
قالوا إن قولكم إن السلف من الصحابة والتابعين لم يشتغلوا بإيراد دلائل العقل والرجوع إليه في علم الدين وعدوا هذا النمط من الكلام بدعة فكما أنهم لم يشتغلوا بهذا كذلك لم يشتغلوا بالاجتهاد في الفروع وطلب أحكام الحوادث ولم يرو عنهم شيء من هذه المقايسات والآراء والعلل التي وضعها الفقهاء فيما بينهم
وإنما ظهر هذا بعد زمان أتباع التابعين وقد استحسنه جميع الأمة ودونوه في كتبهم فلا ينكر أن يكون علم الكلام على هذا الوجه
وقد قال النبي ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون قبيحا فهو عند الله قبيح وهذا مما رآه المسلمون حسنا فهو مستحسن عند الله
والبدعة على وجهين بدعة قبيحة وبدعة حسنة
قال الحسن البصري القصص بدعة ونعمت البدعة كم من أخ يستفاد ودعوة مجابة وسؤل معطى
وعن بعضهم أنه سئل عن الدعاء عند ختم القرآن كما يفعله الناس اليوم قال بدعة حسنة
وكيف لا يكون هذا النوع من العلم حسنا وهو يتضمن الرد على الملحدين والزنادقة والقائلين بقدم العالم وكذلك أهل سائر الأهواء من هذه الأمة ولولا النظر والاعتبار ما عرف الحق من الباطل والحسن من القبيح وبهذا العلم انزاحت الشبهة عن قلوب أهل الزيغ وثبت قدم اليقين للموحدين
وإذا منعتم أدلة العقول فما الذي تعتقدون في صحة أصول دينكم ومن أي طريق تتوصلون إلى معرفة حقائقها وقد علم الكل أن الكتاب لم يعلم حقه والنبي لم يثبت صدقه إلا بأدلة العقول وقد نفيتم ذلك وإذا ذهب الدليل لم يبق المدلول أيضا وفي هذا الكلام هدم الدين ورفعه ونقضه فلا يجوز الاشتغال بمسائله.
الجواب والله الموفق للصواب
أنا قد دللنا فيما سبق بالكتاب الناطق من الله عز و جل ومن قول النبي ومن أقوال الصحابة رضي الله عنهم أنا أمرنا بالاتباع وندبنا إليه ونهينا عن الابتداع وزجرنا عنه
وشعار أهل السنة اتباعهم السلف الصالح وتركهم كل ما هو مبتدع محدث وقد روينا عن سلفهم أنهم نهوا عن هذا النوع من العلم وهو علم الكلام وزجروا عنه وعدوا ذلك ذريعة للبدع والأهواء
وحمل بعضهم قوله اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع على هذا وقوله إن من العلم لجهلا
فأما قولهم إن السلف من الصحابة والتابعين لم ينقل عنهم أنهم اشتغلوا بالاجتهاد في الفروع فالجواب من وجهين
أحدهما أنه لم ينقل عنهم النهي عن ذلك والزجر عنه بل من تدبر اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في المسائل واحتجاجهم في ذلك عرف أنهم كانوا يرون القياس والاجتهاد في الفروع
وقد روى أهل الحديث والنقل عنهم ذلك واحتجاج بعضهم على بعض وطلب الأشباه ورد الفروع إلى الأصول
وأما من كره ذلك فيحتمل أنه إنما كره ذلك إذا كان مع وجود النص من الكتاب والسنة على ما سبق بيانه
وأما الكلام في أمور الدين وما يرجع إلى الاعتقاد من طريق المعقول فلم ينقل عن أحد منهم بل عدوه من البدع والمحدثات وزجروا عنه غاية الزجر ونهوا عنه
جواب آخر أن الحوادث للناس والفتاوى في المعاملات ليس لها حصر ولا نهاية وبالناس إليها حاجة عامة فلو لم يجز الاجتهاد في الفروع وطلب الأشبه بالنظر والاعتبار ورد المسكوت عنه إلى المنصوص عليه بالأقيسة لتعطلت الأحكام وفسدت على الناس أمورهم والتبس أمر المعاملات على الناس
ولابد للعامي من مفت فإذا لم يجد حكم الحادثة في الكتاب والسنة فلابد من الرجوع إلى المستنبطات منهما فوسع الله هذا الأمر على هذه الأمة وجوز الاجتهاد
ورد الفروع إلى الأصول لهذا النوع من الضرورة ومثل هذا لا يوجد في المعتقدات لأنها محصورة محدودة قد وردت النصوص فيها من الكتاب والسنة فإن الله تعالى أمر في كتابه وعلى لسان رسوله باعتقاد أشياء معلومة لا مزيد عليها ولا نقصان عنها وقد أكملها بقوله اليوم أكملت لكم دينكم فإذا كان قد أكمله وأتمه وهذا المسلم قد اعتقده وسكن إليه ووجد قرار القلب عليه فبماذا يحتاج إلى الرجوع إلى دلائل العقل وقضاياه والله أغناه عنه بفضله وجعل له المندوحة عنه ولم يدخل في أمر يدخل عليه منه الشبهة والإشكالات ويوقعه في المهالك والورطات
وهل زاغ من زاغ وهلك من هلك وألحد من ألحد إلا بالرجوع إلى الخواطر والمعقولات واتباع الآراء في قديم الدهر وحديثه
وهل نجا من نجا إلا باتباع سنن المرسلين والأئمة الهادية من الأسلاف المتقدمين
وإذا كان هذا النوع من العلم لطلب زيادة في الدين فهل تكون الزيادة بعد الكمال إلا نقصانا عائدا على الكمال مثل زيادة الأعضاء والأصابع في اليدين والرجلين
فليتق امرؤ ربه عز و جل ولا يدخلن في دينه ما ليس منه وليتمسك بآثار السلف والأئمة المرضية وليكونن على هديهم وطريقهم وليعض عليها بنواجذه ولا يوقعن نفسه في مهلكة يضل فيها الدين ويشتبه عليه الحق والله حسيب أئمة الضلال الداعين إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون. ا. هـ.
[الإنتصار لأصحاب الحديث لأبي المظفر منصور السمعاني (489 هـ)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/291)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - 09 - 08, 09:37 م]ـ
فصل
سؤال
قالوا قد جعلتم أصل الدين هو الاتباع ورددتم على من يرجع إلى المعقول ويطلب الدين من قبله
وهذا خلاف الكتاب لأن الله ذم التقليد في القرآن وندب الناس إلى النظر والاستدلال والرجوع إلى الاعتبار وأمر بمجادلة المشركين بالدلائل العقلية
وإنما ورد السمع مؤيدا لما يدل عليه العقل ومن تدبر القرآن ونظر في معانيه وجد تصديق ما قلناه فيه
الجواب
قلنا قد دللنا فيما سبق أن الدين هو الاتباع فذكرنا في بيانه ودلائله ما يجد به المؤمن شفاء الصدر وطمأنينة القلب بحمد الله ومنه وتوفيقه
وأما لفظ التقليد فلا نعرفه جاء في شيء من الأحاديث وأقوال السلف فيما يرجع إلى الدين وإنما ورد الكتاب والسنة بالاتباع
وقد قالوا إن التقليد قبول قول الغير من غير حجة وأهل السنة إنما اتبعوا قول رسول الله وقوله نفس الحجة فكيف يكون هذا قبول قول الغير من غير حجة
فإن المسلمين قد قامت لهم الدلائل السمعية على نبوة رسول الله لما نقل إلينا أهل الإتقان والثقات من الرواة ما لا يعد كثرة من المعجزات والبراهين والدلالات التي ظهرت عليها وقد نقلها أصحاب الحديث في كتبهم ودونوها وليس المقصود من ذكرها في هذا الموضع بيانها بتفاصيلها وإنما قصدنا بيان طريق أهل السنة
فلما صحت عندهم نبوته ووجدوا صدقه في قلوبهم وجب عليهم تصديقه فيما أنبأهم من الغيوب ودعاهم إليه من وحدانية الله عز و جل وإثبات صفاته وسائر شرائط الإسلام
وعلى أننا لا ننكر النظر قدر ما ورد به الكتاب والسنة لينال المؤمن بذلك زيادة اليقين وثلج الصدر وسكون القلب وإنما أنكرنا طريقة أهل الكلام فيما أسسوا فإنهم قالوا أول ما يجب على الإنسان النظر المؤدي إلى معرفة الباري عز و جل
وهذا قول مخترع لم يسبقهم إليه أحد من السلف وأئمة الدين ولو أنك تدبرت جميع أقوالهم وكتبهم لم تجد هذا في شيء منها لا منقولا من النبي ولا من الصحابة وكذلك من التابعين بعدهم
وكيف يجوز أن يخفى عليهم أول الفرائض وهم صدر هذه الأمة والسفراء بيننا وبين رسول الله
ولئن جاز أن يخفى الفرض الأول على الصحابة والتابعين حتى لم يبينوه لأحد من هذه الأمة مع شدة اهتمامهم بأمر الدين وكمال عنايتهم حتى استخرجه هؤلاء بلطيف فطنتهم وزعمهم فلعله خفي عليهم فرائض أخر
ولئن كان هذا جائزا فلقد ذهب الدين واندرس لأنا إنما نبني أقوالنا على أقوالهم فإذا ذهب الأصل فكيف يمكن البناء عليه
نعوذ بالله من قول يؤدي إلى هذه المقالة الفاحشة القبيحة التي تؤدي إلى الانسلاخ من الدين وتضليل الأئمة الماضين
هذا وقد تواترت الأخبار أن النبي كان يدعو الكفار إلى الإسلام والشهادتين
قال لمعاذ رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن ادعهم إلى شهادة ألا إله إلا الله وقال أيضا أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله
وقال أيضا إذا نازلتم أهل حصن أو مدينة فادعوهم إلى شهادة ألا إله إلا الله ومثل هذا كثير
ولم يرو أنه دعاهم إلى النظر والاستدلال وإنما يكون حكم الكافر في الشرع أن يدعى إلى الإسلام فإن أبى وسأل النظرة والإمهال لا يجاب إلى ذلك ولكنه إما أن يسلم أو يعطي الجزية أو يقتل وفي المرتد إما أن يسلم أو يقتل وفي مشركي العرب على ما عرف
وإذا جعلنا الأمر على ما قاله أهل الكلام لم يكن الأمر على هذا الوجه ولكن ينبغي أن يقال له أعني الكافر عليك النظر والاستدلال لتعرف الصانع بهذا الطريق ثم تعرف الصفات بدلائلها وطرقها ثم مسائل كثيرة إلى أن يصل الأمر إلى النبوات
ولا يجوز على طريقهم الإقدام على هذا الكافر بالقتل والسبي إلا بعد أن يذكر له هذا ويمهل لأن النظر والاستدلال لا يكون إلا بمهلة خصوصا إذا طلب الكافر ذلك وربما لا يتفق النظر والاستدلال في مدة يسيرة فيحتاج إلى إمهال الكفار مدة طويلة تأتي على سنين ليتمكنوا من النظر على التمام والكمال وهو خلاف إجماع المسلمين
وقد حكي عن أبي العباس بن سريج أنه قال لو أن رجلا جاءنا وقال إن الأديان كثيرة فخلوني أنظر في الأديان فما وجدت الحق فيه قبلته وما لم أجد فيه تركته لم نخله وكلفناه الإجابة إلى الإسلام وإلا أوجبنا عليه القتل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(51/292)