الفصل الأول: أثر وحدة الوجود على الإيمان بالله
المبحث الأول: أثرها على الإيمان بالربوبية
المبحث الثاني: أثرها على الإيمان بالألوهية
المطلب الأول: اعتقادهم سقوط العبادة عنهم
المطلب الثاني: اعتقادهم وحدة الأديان
المبحث الثالث: أثرها على الإيمان بالأسماء والصفات
الفصل الثاني: أثر وحدة الوجود على الإيمان بالنبوّة والولاية
المبحث الأول: أثرها على الإيمان بالنبوّة
المبحث الثاني: أثرها على الإيمان بالولاية
المطلب الأول: مفهوم الولاية عند الصوفية
المطلب الثاني: اعتقادهم ولاية الجهلة والمجانين والفساق
المطلب الثالث: خصائص الأولياء عند الصوفية
أولاً: اعتقادهم ربوبية الأولياء
ثانياً: اعتقادهم ألوهية الأولياء
ثالثاً: اعتقادهم مشاركة الأولياء لله في أسمائه وصفاته
المطلب الرابع: تفضيلهم الولاية على النبوة
الفصل الثالث: أثره وحدة الوجود على الإيمان بالقدر واليوم الآخر
المبحث الأول: أثرها على الإيمان بالقدر
المبحث الثاني: أثرها على الإيمان باليوم الآخر
الفصل الرابع: أثر وحدة الوجود في التزامهم المذهب الباطني والإشراقي
المبحث الأول: أثرها في التزامهم المذهب الباطني
المطلب الأول: التعريف بالمذهب الباطني
المطلب الثاني: المذهب الباطني عند الصوفية
المطلب الثالث: نماذج من تفسيرهم الباطني
أولاً: نماذج من تفسيرهم الباطني للقرآن
ثانياً: نماذج من تفسيرهم الباطني للأحكام الشرعية
المبحث الثاني: أثرها في التزامهم المذهب الإشراقي
المطلب الأول: التعريف بالمذهب الإشراقي
المطلب الثاني: المذهب الإشراقي عند الصوفية
المطلب الثالث: نتائج التزامهم المذهب الإشراقي
أولاً: ادعاء النبوة
ثانياً: ادعاء العلم بالمغيبات
ثالثاً: ازدراء العلم الشرعي
الفصل الخامس: أثر وحدة الوجود على الأخلاق
اعتقادهم أن كل فعل هو فعل الله
اعتقادهم أن الأفعال كلها محبوبة مرضية
نماذج من انحرافاتهم الخُلقية
اعتقادهم أن انحرافاتهم كمالات في الحقيقة
الفصل السادس: أثر وحدة الوجود على المجتمع
المبحث الأول: ترك عمارة الأرض
المبحث الثاني: الاستسلام للأعداء
المبحث الثالث: تعذيب البدن والنفس
الباب الرابع: نقد وحدة الوجود
الفصل الأول: شبهات الصوفية للدلالة على وحدة الوجود والرد عليها
اعترافهم بأن مذهبهم لا يدرك بالعقل ولا النقل
المبحث الأول: شبهاتهم النقلية والرد عليها
المطلب الأول: شبهاتهم من القرآن
المطلب الثاني: شبهاتهم من السنة
المبحث الثاني: شبهاتهم العقلية والرد عليها
الفصل الثاني: الأدلة النقلية والعقلية على بطلان وحدة الوجود
المبحث الأول: الأدلة النقلية على بطلان وحدة الوجود
المطلب الأول: إبطال وحدة الوجود بأدلة توحيد الربوبية
المطلب الثاني: إبطال وحدة الوجود بأدلة توحيد الألوهية
المطلب الثالث: إبطال وحدة الوجود بأدلة توحيد الأسماء والصفات
المطلب الرابع: إبطال وحدة الوجود بأدلة الفرق بين الله والعالم
المبحث الثاني: الأدلة العقلية على بطلان وحدة الوجود
الفصل الثالث: حكم الاعتقاد بوحدة الوجود
المبحث الأول: مناقضتها لربوبية الله تعالى
المبحث الثاني: مناقضتها لألوهية الله تعالى
المبحث الثالث: مناقضتها لأسماء الله وصفاته
التكفير المطلق لأهل وحدة الوجود
ضوابط تكفير الشخص المعين
محاولة الصوفية تبرئة أئمتهم من الكفر والرد عليهم
1 - زعمهم أن الأقوال مدسوسة عليهم والرد عليهم
2 - زعمهم أن أقوال الصوفية الكفرية يمكن تأويلها والرد عليهم
3 - زعمهم أن أقوال الصوفية صادرة في حال فقد العقل والرد عليهم
الفصل الرابع: موقف علماء الأمة من عقيدة وحدة الوجود
المبحث الأول: بيان حكم وحدة الوجود
المبحث الثاني: المناصحة لأهل وحدة الوجود
المبحث الثالث: هجر أهل وحدة الوجود
المبحث الرابع: نفي أهل وحدة الوجود
المبحث الخامس: التحذير من وحدة الوجود
المبحث السادس: مناظرة أهل وحدة الوجود
المبحث السابع: المؤلفات في الرد على وحدة الوجود
الخاتمة
النتائج
التوصيات
الفهارس
1 - فهرس الآيات
2 - فهرس الأحاديث
3 - فهرس تراجم الأعلام
4 - فهرس المراجع
5 - فهرس الموضوعات
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[03 - 05 - 08, 03:08 م]ـ
بارك الله فيك شيخ سليمان
متى تطبع هذه الرسالة؟؟
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[03 - 05 - 08, 03:27 م]ـ
جزاك الله خيرا. هذا الكتاب التالي
4 – أشعة النصوص في هتك أستار الفصوص، لأحمد الواسطي.
مخطوط، معهد المخطوطات العربية 193 تصوف.
نشرته حديثا دار النوادر
وعندي سؤال للشيخ سليمان وفقه الله
هل اطلعت على كتاب صلاح الدين مقبول أحمد (ابو الحسن الندوي ... الوجه الآخر من مؤلفاته)) وما رأيك في الكتاب فقد تكلم حول وحدة الوجود عند الندوي (طبعا من خلال كتبه التي لم تترجم للعربيه!!!!)(48/267)
بماذا تنصحونني. أرجوكم موضوع لا يحتمل التأجيل ..
ـ[النعيمية]ــــــــ[22 - 04 - 08, 06:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أهل الحديث .. أرجوكم أنا في حيرة من أمري وليس لدي وقت أبدا ..
تسجيل المساقات يبدأ يوم الأحد القادم .. ويجب أن أتخذ القرار
انا طالبة عقيدة ودعوة نصحت بأن أحول إلى مسار تفسير وعلوم قرآن
لكن أريد قبل التحويل نصائحكم أهل العقيدة ما رأيهم هل يشجعونني على التحويل ولماذا؟ وأهل القرآن كذلك ولماذا ..
أريد آراء أهل لخبرة لأتمكن من اتخاذ القرار الصائب ..
ولا مانع لدي من البقاء في العقيدة والدعوة ولا في التغيير ..
قيل لي أن المجال في القرآن أوسع وخاصة في الماجستير بعد ذلك .. وهذا أفضل .. لكن العقيدة موضوع محدد .. ولا أدري .. فما نصيحتكم .. أرجوووووكم لا تتأخرو ..
علما أني لن أخسر أي مساق درسته في حال تحويلي .. للمسار ..
انا في الانتظار ..
وكونوا عباد الله إخوانا .................... ^^
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 07:06 م]ـ
سئل بعض أهل العلم -وكان بحراً لا ساحل له- يتلاطم بكل الفنون: لم لا تدرس غير التفسير وعلوم القرآن.؟
فقال:
كل العلوم تفيء إلى القرآن.!!
ومن أين تؤخذ العقائد والرد على الشبه إلا من القرآن , وليس هذا تزهيدا في تخصص العقيدة بقدر ما هو إرشاد إلى الأصل , فاستعيني بالله وحولي إلى القرآن وعلومه بشرط أن تكوني حافظة لكتاب الله.
لأن من الإساءة إلى القرآن السماح لغير حفاظه بالتخصص في التفسير فتجدين أحدهم دكتوراً في التفسير لا تصح الصلاة خلفه من شدة لحنه في الفاتحة فضلا عن غيرها.
والله أعلم
ـ[النعيمية]ــــــــ[22 - 04 - 08, 11:07 م]ـ
أستاذي المحترم أبو زيد جزاك الله الخير كل الخير على أن اقتطعت لي من وقتك فنصحتني ..
(العقيدة تؤخذ من القرآن) أول نقطة مهمه ترجح القرآن على العقيدة ..
بإذن الله .. كلامك آخذه بعين الاعتبار بالتأكيد .. نحن بصدد حفظ القرآن .. أسأل الله الإعانة
وأنا في انتظار البقية الصالحة .....
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[23 - 04 - 08, 03:31 ص]ـ
هذا يتوقف على غايتك، فلو كان المنتهى من هذه الدراسة، العمل الدعوى والتدريس، فالتخصص فى العقيدة، انفع واحظ للاخوات، لان المدخل الى الاسلام هو باب العقيدة والتوحيد، ولا يستقيم اسلام المرء الا بتصحيح عقيدته، وما اكثر بعد المسلمين اليوم عنه، ومما عمت به البلوى، الجهل العقدى و أمية التوحيد، وبخاصة بين المسلمات
وإن كانت بغيتك هى الدراسة البحثية العلمية، فكما قال اخى الفاضل ابو زيد، القرآن هو المسيطر على جميع العلوم والمهيمن عليها، ومن كان له حظ فى تعلمه، جمع من العلوم الاخرى الخير الكثير ان شاء الله تعالى
والله اعلى واعلم
ـ[ابو كريم]ــــــــ[23 - 04 - 08, 03:55 ص]ـ
ولما لاتكون للبيئة دور فى الاختيار ففى بلاد الحرمين ما اكثر الدعاة للعقيدة وما اكثرهن وقد تجد العوام من كثرة التلقى يكادوا يحفظون مايملى عليهم من روافد متعددة ومع ذلك تجد منهم من يجهل ابجديات علوم القرآن ناهيك عن اوامره ونواهيه واحكامه ومحكمه ومتشابهه الخ
هذا بخلاف الحال فى مصر مثلا فالعامه يرون علماء يقبلون الاضرحة ويستشفعون بها ومن لايفعل هذا تجده اشعريا او تنويريا الخ
وعموما اجدنى اميل لرأى اخينا الشنقيطى حفظه الله فالقرآن بحر لاساحل له ومع كامل احترامى لاخينا مصطفى رضوان فالداعية الذى يتخصص فى العقيدة لايستغنى عن القرآن وعلومه فقد يحاور رافضيا مثلا او صوفيا
وهم يفسرون القرآن بأهواءهم فحينما يناقشهم الداعية السنى فى العقيدة فيجب ان يكون على دراية بفنون التفسير حتى يبطل ترهاتهم
والله تعالى اعلم
ـ[النعيمية]ــــــــ[23 - 04 - 08, 03:38 م]ـ
جزاك الله كل الخير أستاذي مصطفى .. أميل للعمل الدعوي نعم .. لكن كلام أخينا أبو كريم ونصيحته مقنعه .. فأستاذ القران له أن يكون داعية .. ألا توافقه الرأي
ـ[النعيمية]ــــــــ[23 - 04 - 08, 03:41 م]ـ
أستاذي الكريم
أبو كريم أكرمكم الله على إسداء النصيحة .. القيمة .. وانا أجدني أميل للقرآن منذ فترة وجيزة بالرغم من تمسكي بالعقيدة والدعوة في بادئ الأمر بشدة ....
لكن أخشى أن اندم بعد التحويل .. لذلك تجدني ههنا ......
أرجو نصيحة ووجهة نظر من الأساتذة والأخوات الفضليات ... الباقين .....
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[24 - 04 - 08, 03:18 ص]ـ
نصيحتي لكي أختي الغالية أن تستخيري الله في دخول القسم الذي تميلين إليه أكثر ومن ثم توكلي على الله
فمثلا إذا كانت ميولك في علوم القرآن فاستخيري الله في دخول هذا القسم وبعد الاستخارة أقدمي على التسجيل بدون تردد فإن قبلت فهو خير لك وإن لم تقبلي فليس خير لك والله أعلم
واعلمي أنه ما خاب من استخار وما ندم من استشار
ـ[تيمية]ــــــــ[24 - 04 - 08, 04:33 ص]ـ
يسر الله أمرك و وفقك لما فيه الخير والصلاح لك و لأمتك ..
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في آخر حياته " وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/268)
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[24 - 04 - 08, 05:15 ص]ـ
ياإخوان أنتم تتحدثون عن الدراسة الأكاديمية وليس عن كل نوع من هذه العلوم عند أهل العلم السالفين.
المفسر عندهم كان محدثا فقيها و لا يخفى عليكم حال الطبرى و ابن كثير.
الفاضلة النعيمية، إن كنت تريدين دراسة العقيدة بما فيها من مقارنة المذاهب و الأفكار و مقارنة الأديان و التعمق فى كتب أهل السنة العقدية و التعمق فى كتب الفرق و النحل فعليك بقسم العقيدة.
و إن كنت تريدين علما يجعلك ملمة بكثير من العلوم إجمالا لا على وجه التفصيل فعليك بعلوم القرآن فإن تفسير القرآن لا يستغنى عن عالم بالعقيدة و الحديث و الفقه.
لكن الأخير لا يكون متخصصا كالأول إلا إذا كان مجهوده ذاتيا خارجا عن الدراسة الأكاديمية.
وأضرب لك مثالا طبيا:
طبيب الباطنة العامة المفترض فيه أنه يعرف عن الجلدية و القلب و الجهاز الهضمى و العصبية و غيرها.
لكنه لا يعرف فى كل هذه العلوم كما يعرف من كانوا من أهل الباطنة الخاصة، فإما متخصص فى الجلدية و إما متخصص فى القلب و إما العصبية و هكذا.
ولك أن تتخيلى ما علم الذى يدرس هذه جميعا، و ما علم من يدرس العصبية وحدها طيلة عشرين عاما.
لاشك أن الأخير أعلم فى العصبية وحدها لكنه منغلق على مجاله إلا إذا كان يقرأ ويتعلم فى المجالات الأخرى.
كما أنه لاشك أن الأول أعلم بما جمع من العلوم ولو على سبيل الإجمال.
أعانك الله.
ـ[النعيمية]ــــــــ[24 - 04 - 08, 11:07 م]ـ
نصيحتي لكي أختي الغالية أن تستخيري الله في دخول القسم الذي تميلين إليه أكثر ومن ثم توكلي على الله
فمثلا إذا كانت ميولك في علوم القرآن فاستخيري الله في دخول هذا القسم وبعد الاستخارة أقدمي على التسجيل بدون تردد فإن قبلت فهو خير لك وإن لم تقبلي فليس خير لك والله أعلم
واعلمي أنه ما خاب من استخار وما ندم من استشار
أختي الغالية ريحانة الإيمان أسأل الله لك الخير كله والإيمان الخالص والسداد في الدنيا والآخرة .. لقد استخرت اختاه والحمد لله لكني أردت آراء أهل الخبرة وهاأنتم لم تقصروا أبدا .. جزيتم الفردوس ..
ـ[النعيمية]ــــــــ[24 - 04 - 08, 11:09 م]ـ
يسر الله أمرك و وفقك لما فيه الخير والصلاح لك و لأمتك ..
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في آخر حياته " وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن "
أخي الفاضلة تيمية ..
جزاك الله كل الخير عني ورفع ذكرك وأسعد قلبك ورضي عنك وطمأن قلبك كما طمأنت كلماتك قلبي .. أنا ماضيةبإذن الله إلى القرآن .. أسعدكم المولى ..
ـ[النعيمية]ــــــــ[24 - 04 - 08, 11:13 م]ـ
ياإخوان أنتم تتحدثون عن الدراسة الأكاديمية وليس عن كل نوع من هذه العلوم عند أهل العلم السالفين.
المفسر عندهم كان محدثا فقيها و لا يخفى عليكم حال الطبرى و ابن كثير.
الفاضلة النعيمية، إن كنت تريدين دراسة العقيدة بما فيها من مقارنة المذاهب و الأفكار و مقارنة الأديان و التعمق فى كتب أهل السنة العقدية و التعمق فى كتب الفرق و النحل فعليك بقسم العقيدة.
و إن كنت تريدين علما يجعلك ملمة بكثير من العلوم إجمالا لا على وجه التفصيل فعليك بعلوم القرآن فإن تفسير القرآن لا يستغنى عن عالم بالعقيدة و الحديث و الفقه.
لكن الأخير لا يكون متخصصا كالأول إلا إذا كان مجهوده ذاتيا خارجا عن الدراسة الأكاديمية.
وأضرب لك مثالا طبيا:
طبيب الباطنة العامة المفترض فيه أنه يعرف عن الجلدية و القلب و الجهاز الهضمى و العصبية و غيرها.
لكنه لا يعرف فى كل هذه العلوم كما يعرف من كانوا من أهل الباطنة الخاصة، فإما متخصص فى الجلدية و إما متخصص فى القلب و إما العصبية و هكذا.
ولك أن تتخيلى ما علم الذى يدرس هذه جميعا، و ما علم من يدرس العصبية وحدها طيلة عشرين عاما.
لاشك أن الأخير أعلم فى العصبية وحدها لكنه منغلق على مجاله إلا إذا كان يقرأ ويتعلم فى المجالات الأخرى.
كما أنه لاشك أن الأول أعلم بما جمع من العلوم ولو على سبيل الإجمال.
أعانك الله.
اخي الفاضل محمد البيلي .. جزاك الله كل الخير وغفرلك وبلغك الفردوس وفرج عنك كرب الدنيا والآخرة .. كلامك منطقي جدا ..
وأجدني أميل للقرآن بعد كل هذه النصائح والآراء والاستخارة وأسال الله التوفيق .. جزاكم الله عني خير الجزاء .....
ـ[النعيمية]ــــــــ[24 - 04 - 08, 11:17 م]ـ
جزى الله الجميع خير الجزاء سواء من نصحني فصدق و أوجز .. أو من قرأ فدعى لي بالخير ...... لن أنسى معروفكم .....
شكرا جزيلا
الأحد سأقدم طلب التحويل بإذن المولى ... :)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[25 - 04 - 08, 12:43 ص]ـ
الأخت الفاضلة:
أسأل الله أن يوفقك فى أى قسم تختارينه لكن هناك تنبيه مهم يجب أن تعرفيه:
فى العقيدة ستدرسين العقيدة.
و فى قسم القرآن و علومه لن تدرسى العقيدة و لن تدرسى الحديث و لن تدرسى الفقه إلا أن تكون دراسات إجمالية. (قشور).
و ليس معنى قولى أن علوم القرآن تحتاج إلى عالم بالعقيدة و الفقه و الحديث أنك ستدرسين هذا فى القسم ذاته.
و إنما أردت أن أقول: " لو أنك تدرسين لوجه الله سبحانه فعليك أن تدرسى كل هذه العلوم خارج القسم على أيدى العلماء كما يفعل طلبة العلم غير الأكادميين."
و أرى أنك إن أصبحت عالمة بتفسير كتاب الله ملمة بكل تلك العلوم (التى لن تدرسيها فى القسم) و لو إلماما غير تخصصى، أرى أنك تكونين الفائزة والله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/269)
ـ[النعيمية]ــــــــ[25 - 04 - 08, 10:53 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذي الفاضل .. نعمت النصيحة ما نصحت به ..
بإذن الله لن نقتصر على الدراسة الجامعية ..
ولو رأيت ما ندرسه في كل الكلية بمختلف المسارات لبكت عيناك حزنا .. لكن الحمد لله .. على كل حال ..(48/270)
كذبها الرافضة والمناوئون لشيخ الإسلام .. وصدقها الحسن الكتاني - للأسف -!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 07:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- نقل الأخ حمزة الكتاني عن أخيه الحسن - وفقهما الله لما يُحب ويرضى - أن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وافق الرافضة في مسألة الطلاق بالثلاث! وأن هذا من الأدلة على الاعتداد بخلاف المبتدعة (لا سيما الزيدية الذي كان البحث عنهم).
- وهذا - للأسف - من الأكاذيب التي رددها الرافضة عن شيخ الإسلام (من آخر من ذكر ذلك منهم: الشيعي السعودي توفيق السيف في كتاب له)، ليتوصلوا بذلك إلى تسويغ أقوالهم، وسلكها بين أهل السنة.ثم ورث كذبهم المناوئون لشيخ الإسلام (مدرسة الحبشي والكوثري)، وهذا ليس بمستغرب منهم. لكن المستغرب تصديق الحسن (السلفي) لهذه الكذبة، ومن ثمّ قوله بالاعتداد بخلاف الرافضة والزيدية والإباضية وغيرهم من المخالفين لأهل السنة في مصادر الاجتهاد!!
- والعجب كيف انطلت عليه الكذبة، وهو يرى جهر شيخ الإسلام بأن خلاف الشيعة لا قيمة له في مواطن كثيرة من كتبه، لا سيما منهاج السنة، ومن ذلك قوله (2/ 302): (والمقصود أن الإمامية إذا كان لهم قولان = كانوا متنازعين في ذلك كتنازع سائر الناس، لكنهم فرع على غيرهم في هذا وغيره؛ فإن مثبتيهم تبع للمثبتة، ونفاتهم تبع للنفاة إلا ما اختصوا به من افتراء الرافضة فإن الكذب والجهل والتكذيب بالحق الذي اختصوا به لم يشركهم فيه أحد من طوائف الأمة، وأما ما يتكلمون به في سائر مسائل العلم أصوله وفروعه فهم فيه تبع لغيرهم من الطوائف يستعيرون كلام الناس فيتكلمون به وما فيه من حق فهو من أهل السنة لا ينفردون عنهم بمسألة واحدة صحيحة لا في الأصول ولا في الفروع).
- وقد رد بعض الفضلاء تهمة موافقة الشيخ للرافضة في الطلاق؛ فألف الدكتور سليمان العمير - وفقه الله - رسالته " تسمية المفتين بأن الطلاق الثلاث بلفظ واحد طلقة واحدة " لأجل هذا، وقال في مقدمته (ص 5): (دفعني إلى جمعه ما رأيته من كثرة التشنيع على شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم - رحمهما الله -)، ثم بين أن قول الشيخ قال به قبله طائفة من الصحابة - رضي الله عنهم -، وبعض التابعين، وغيرهم، ثم سرد الأسماء ووثق النقول.
- ورد الشيخ عبدالرحمن دمشقية - وفقه الله - هذه التهمة في رده على الحبشي. على هذا الرابط: http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=2411
الاعتداد بخلاف الرافضة و الزيود:
أما الاعتداد بخلاف الرافضة والزيدية فبدعة ومنكر لم يُعرف عن السلف؛ للعلم باختلاف مصادر الاجتهاد بينهم وأهل السنة؛ فالرافضة مثلا: لايعتدون بالسنة المنقولة عن غير معصوميهم! فكيف يُقبل خلافهم! ومثلهم الزيود الذين عمدتهم مسند مكذوب، أما من تحرر منهم واعتمد مصادر أهل السنة فلم يعد زيديًا.وقس عليه: قولهم في الإجماع أو القرآن ..
- قال النووي عن الزيدية: (لا يُعتد بخلافهم). (نقلا عن الفتح 2/ 256)، وأيده الشيخ ابن باز - رحمه الله -.وقال في (هامش 2/ 310): (وقد سبق للشارح أن خلاف الزيدية لا يُعتبر، والإمامية شر من الزيدية، وكلاهما من الشيعة، وليسوا أهلا أن يُذكر خلافهم في مسائل الإجماع والخلاف).
- وقال الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب – رحمهم الله – في رده على الزيدية، المسمى (جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية):
" وأما قوله - أي الزيدي -: و يا ليت شعري هل سمع ابن معين من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عد مذهب أولاده من البدع؟
فهذا من عظيم جهل المعترض، وافترائه على ابن معين وغيره من أهل السنة، فإن ابن معين لم يقل: إن مذهب زيد بن علي و آبائه و أجداده من البدع، بل قال ما نقله عنه المعترض: (وللزيدية مذهب بالحجاز، وهو معدود من مذاهب أهل البدع)، يعني بذلك الزيدية الذين ينتسبون إلى زيد بن علي، وليسوا على طريقته، و مجرد الانتساب إلى زيد أو غيره من أهل البيت لا يصير به الرجل متبعًا لطريقتهم؛ حتى يعرف طريقتهم و يتبعهم عليها، كما قال الحسن البصري - رحمه الله - في قوله صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحب): إن اليهود و النصارى يحبون أنبيائهم فلا تغتروا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/271)
و ابن معين – رحمه الله – سمع حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).فهذه كلمه جامعة بين فيها – صلى الله عليه وسلم – أن كل من أحدث ما يخالف أمر الله و رسوله فهو مردود عليه.
و كذلك قوله في حديث العرباض بن ساريه: (و إياكم و محدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)، و الرسول – صلى الله عليه وسلم – أعطي جوامع الكلم، فأفاد أمته و أعلمهم صلوات الله وسلامه عليه أن كل بدعة ضلالة.
فإذا تبين لأهل العلم أن طائفة من الطوائف الزيدية أو غيرهم خالفوا ما عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – و أصحابه، بينوا للناس أنهم أهل بدعة وضلالة، لئلا يغتر بهم الجاهل، كما بينوا فساد مذهب الرافضة المنتسبين إلى علي و أولاده، وكذلك بينوا فساد مذهب القدرية المنكرين أن يكون الله خلق أعمال العباد و قدّرها عليهم. وكذلك بينوا فساد مذهب الخوارج الذين كفروا عليًا و عثمان و من والاهما، وهم مع ذلك ينتسبون إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – و إلى أبي بكر وعمر، ويتولونهما، ويستد لون بآيات من القرآن لا تدل على ما قالوه.
وهذا الجاهل يظن أن من انتسب إلى زيد بن علي و غيره من أهل البيت لا يُذم و لا يُعاب، ولو خالف الكتاب و السنة، وهذا جهل عظيم لا يمتري فيه إلا من أضله الله، و ختم على سمعه و قلبه، و جعل على بصره غشاوة، نعوذ بالله من الخذلان ". اهـ كلام الشيخ عبدالله – رحمه الله -. (ص 333 - 335 من رسالة: الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ومنهجه في تقرير العقيدة، مع دراسة وإخراج كتاب: جواب أهل السنة ... ، دراسة وتحقيق: الشيخ ناصر بن سليمان السعوي، رسالة ماجستير في جامعة الإمام، قسم العقيدة، عام 1420هـ، لم تُطبع بعد).
تنبيه: الرسالة السابقة مهمة جدًا لمن أراد الرد على شبهات الزيدية، ومعرفة دخائلهم، وهي شبهات تتردد إلى اليوم منهم، أو من أشباههم. ولا يخفى الجميع أن الزيدية بوابة الرافضة، بل لا يكاد يوجد منهم الآن إلا من هو رافضي؛ كما بين هذا العارفون بهم؛ كالشيخ الأكوع والمقبلي، ومقولة الشوكاني الشهيرة تقول: (ائتني بزيدي صغير أخرج لك منه رافضيا كبيرا) أو كما قال في كتابه أدب الطلب.
تنبيه آخر: لايعتد بخلاف الرافضة والزيود في هذا الزمان الذي تمايزت فيه الأمور إلا أحد ثلاثة:
1 - جاهل، يخوض مع الخائضين.
2 - هجام على المسائل، يريد أن يأتي بما لم تستطعه الأوائل! محبة للإثارة أو الظهور. ولو بالخروج عن عقيدة أهل السنة ومنهجهم. ومثل هذا يحتاج إلى مراجعة نفسه، وتزكيتها، ومراقبة نيته.
3 - شيعي متستر بستار أهل السنة، يُضمر غلوًا في أهل البيت، وحسيكة على بعض الصحابة، فيجد في مذهب الزيود ما يسهل له هذا. (تشابهت قلوبهم).
والله الهادي والموفق ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 07:20 م]ـ
أحسنت وبارك الله فيك ياشيخ سليمان
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 11:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا
واحسن الله اليك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 05:39 م]ـ
الأخوين: عبدالله وأباالعز: بارك الله فيكما ..
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[30 - 04 - 08, 07:31 م]ـ
شكرا لك أخي الشيخ سليمان
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[01 - 05 - 08, 12:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخنا و بارك فيكم
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[01 - 05 - 08, 12:58 ص]ـ
جزاكم الله خيراً .. كثيراً وفيراً
ـ[عبد العزيز بن زيد القحطاني]ــــــــ[04 - 05 - 08, 08:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(48/272)
تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (6) هل (الموجود) من الأسماء الحسنى؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 07:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل (3/ 67):
(وقد رأيت كتابا لبعض أئمة الباطنية سماه الأقاليد الملكوتية سلك فيه هذا السبيل وصار يناظر كل فريق بنحو من هذا الدليل فإنهم وافقوه على تأويل السمعيات ووافقوه على نفي ما يسمى تشبيها بوجه من الوجوه فصار من أثبت شيئا من الأسماء والصفات كاسم (الموجود) و (الحي) و (العليم) و (القدير) ونحو ذلك يقول له: هذا فيه تشبيه)
فهذا يوهم أن (الموجود) يدخل في جملة الأسماء الحسنى، ثم وقفت على كلام له في موضع آخر يعضّد هذا الفهم وهو قوله رحمه الله في مجموع الفتاوى (6/ 142):
(ويفرق بين دعائه والإخبار عنه فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى؛ وأما الإخبار عنه: فلا يكون باسم سيئ؛ لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ وإن لم يحكم بحسنه. مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت، وأما إذا أريد به الموجود عند الشدائد فهو من الأسماء الحسنى، كذلك المريد والمتكلم؛ فإن الإرادة والكلام تنقسم إلى محمود ومذموم فليس ذلك من الأسماء الحسنى بخلاف الحكيم والرحيم والصادق ونحو ذلك فإن ذلك لا يكون إلا محمودا.)
فظاهر ذلك أن (الموجود) يمكن أن يدخل في الأسماء الحسنى إذا أريد به (الموجود عند الشدائد)، ولا يدخل إذا أريد به (الثابت)، ولا شك أن الله يخبر عنه بأنه موجود، وأنه موجود عند الشدائد، بل هذا مما اتفق عليه أهل الإسلام بجميع طوائفهم إلا ما كان من غلاة الجهمية الذين يقولون: لا نقول: (موجود) ولا (لا موجود)
لكن من المعلوم أن باب الأخبار أوسع من باب الأسماء، قال الإمام ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (1/ 169):
(ويجب أن تعلم هنا أمور:
أحدها: أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه، ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا)
فباب الأخبار ضابطه أن لا يخبر عنه باسم سيئ، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله:
(وأما الإخبار عنه: فلا يكون باسم سيئ؛ لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ وإن لم يحكم بحسنه.)
أما باب الأسماء الحسنى فهو توقيفي، قال الإمام ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (1/ 170)
(ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه
فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع)
وليس كل فعل نسب لله يجوز أن يشتق منه اسم، فالفعل أيضا أوسع من الاسم، وباب الأفعال أوسع من باب الأسماء، قال الإمام ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (3/ 415)
(الفعل أوسع من الاسم ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالا لم يتسم منها بأسماء الفاعل كأراد وشاء وأحدث ولم يسم بالمريد والشائي والمحدث كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق أفعالها على نفسه فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء)
وأسماء الله كلها حسنى والواح منها: (أحسن) لا (حسن)، فلابد لأسماء الله أن لا يدخلها نقص بوجه من الوجوه، أما ما كان منقسما إلى كامل وناقص فلا يدخل في الأسماء الحسنى، قال الإمام ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (3/ 415 - 416)
(أما الموجود فإنه منقسم إلى كامل وناقص وخير وشر، وما كان مسماه منقسما لم يدخل اسمه في الأسماء الحسنى)
وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما وبلغ باسمائه زيادة على الألف فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك وكذلك باب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به فإنه يخبر عنه بأنه شيء وموجود ومذكور ومعلوم ومراد ولا يسمى بذلك)
ولعل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى لم يقصد دخول (الموجود) في الأسماء الحسنى، فمن قرأ رسالته (الأكملية) الفذّة في بابها، علم أنه لا يثبت لله من الأسماء إلا أحسنها وأكملها، لكن لا شك أن كلامه الذي نقلناه موهم فلزم التنبيه، والله الموفق.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
وكتبه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي الحسيني
عفا الله عنه
ـ[أبو مسلم التكسبتي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 12:03 م]ـ
من كان له علم بقسمي الإخبار والإنشاء في هذا الباب لم تدخل عليه نواسخ (لعلّ) وأخواتها، فالكلام في الإخبار شيء والكلام في الإنشاء شيء ثانٍ، والأوّل أوسع من الثّاني، ومن تمسّك بالقواعد في هذا القِسْم سَلِم، ومن استقرأ كلام أهل العلم يجد ما يخالف القواعد العامّة أحيانا، فعليك بالأصول فمن حُرِمها حُرِم الوصول.
هذا ويجدر الإشارة هنا إلى أنّ (الموجود) يمكن أن يدخل في الأسماء الحسنى إذا أريد به (الموجود عند الشدائد) فيه تنبيهان: -أولاهما: أنّ هذا في باب الإخبار لا الإنشاء فتذكّر! -وثانيها: أنّه قد جاءنا من عند اللّه ما هو خير وأبقى فقال سبحانه: {أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} النّمل62، وعليه فما ظنّه صاحب الموضوع أنّه عاضد ليس بعاضد، وما استشكله من كلام في موضع فتفصيله في موضع آخر وما أُلْغِز عن شيخ الإسلام-رحمه اللّه- حلّه عنه تلميذه ابن القيّم-رحمه اللّه- وهكذا ... فاجعل هذا بين عينيك {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} يوسف64.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/273)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 04 - 08, 12:34 م]ـ
الحقيقة كلام شيخ الإسلام واضح في أن هذا في الإخبار، وقوله (فهو من الأسماء الحسني) عائد على تقسيمه أنواع الأسماء الإخبارية أن منها أسماء حسنى ومنها ما ليس بحسن ولكنه ليس سيئا، ثم مثل على الأول بالذات والشئ، ومثل على الثاني بالموجود إن أريد به الموجود عند الشدائد فهو من الأسماء الحسنى ـ أي في التقسيم الذي ذكره للإخبار ـ وإن أريد به الموجود مطلقا فهو ليس حسنا وليس بسيء.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 08:11 م]ـ
الحقيقة كلام شيخ الإسلام واضح في أن هذا في الإخبار، وقوله (فهو من الأسماء الحسني) عائد على تقسيمه أنواع الأسماء الإخبارية أن منها أسماء حسنى ومنها ما ليس بحسن ولكنه ليس سيئا، ثم مثل على الأول بالذات والشئ، ومثل على الثاني بالموجود إن أريد به الموجود عند الشدائد فهو من الأسماء الحسنى ـ أي في التقسيم الذي ذكره للإخبار ـ وإن أريد به الموجود مطلقا فهو ليس حسنا وليس بسيء.لكن كلام شيخ الإسلام المنقول لا يساعد على هذا التصور للتقسيم.
فسوف أعيد نقله هنا، ثم نقسمه على ما هو عليه دون افتراض، يقول شيخ الإسلام:
(ويفرق بين دعائه والإخبار عنه
فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى
وأما الإخبار عنه: فلا يكون باسم سيئ؛ لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ وإن لم يحكم بحسنه. مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت
وأما إذا أريد به الموجود عند الشدائد فهومن الأسماء الحسنى)
فتقسيم شيخ الإسلام رحمه الله ثنائي:
1 - دعاء - يكون بـ الأسماء الحسنى
2 - إخبار - يكون بـ اسم حسن أو اسم ليس بسيء
ولم يذكر في الإخبار قسم الأسماء الحسنى
بل الأسماء الحسنى عنده قسيما للإخبار وليست جزءا منه
ثم ذكر بعد ذلك:
1 - شيء، ذات، موجود إذا أريد به الثابت - اسم حسن أو اسم ليس بسيئ
2 - الموجود عند الشدائد - الأسماء الحسنى
فيكون الموجود (بمعنى الموجود عند الشدائد) من الأسماء الحسنى ولا يدخل في الإخبار بحال
وحتى لو لم يكن هذا هو قصد شيخ الإسلام فأنا في هذه السلسلة لا أتعامل مع قصد القائل ونيته؛ لإحساني الظن ابتداء في جميع أئمة أهل السنة، ولكني أتعامل مع مدلول الكلام وما يفهمه منه القارئ خلافا لقول القائل: فما ظنّه صاحب الموضوع أنّه عاضد ليس بعاضد، وما استشكله من كلام في موضع فتفصيله في موضع آخر وما أُلْغِز عن شيخ الإسلام-رحمه اللّه- حلّه عنه تلميذه ابن القيّم-رحمه اللّه- وهكذافكأنه يريد أن يتعامل القارئ لكلام العلماء كما يتعامل مع القرآن بمعرفة الناسخ والمنسوخ والمطلق والمقيد والمبهم والمبين وغير ذلك
وهذا ذكره - للأسف - بعض أهل الفضل تعصبا للأئمة وهو قول فيه ما فيه
فعند هؤلاء:
كما أنه لا يجوز لأحد أن يستدل بالقرآن حتى يجمعه حفظا وفهما فيعرف الناسخ من المنسوخ، والمبهم والمبين، والمجمل والمفصل، والمطلق والمقيد، والعام والخاص
فكذلك كلام العلماء
فمثلا من أراد أن ينظر في كلام ابن تيمية أو يقرؤه عليه أولا:
1 - أن يحفظ كل ما كتب ابن تيمية ويفهمه ليعرف ما أجمل في موضع لعله بُيّن في آخر، وما أُطلق في كتاب لعله قُيّد في كتاب آخر وهكذا
2 - أن يعلم المتقدم في التأليف منها والمتأخر لمعرفة الناسخ والمنسوخ
و ...
سبحان الله!
كل هذا مع إحساني الظن ودفاعي عن شيخ الإسلام رحمه الله والتماسي العذر له حيث قلت: ولعل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى لم يقصد دخول (الموجود) في الأسماء الحسنى، فمن قرأ رسالته (الأكملية) الفذّة في بابها، علم أنه لا يثبت لله من الأسماء إلا أحسنها وأكملها، لكن لا شك أن كلامه الذي نقلناه موهم فلزم التنبيهفمن الواضح جدا لكل ذي عينين أنه بدأت بوادر عصبية في المجتمع السلفي للأئمة -وهي قليلة والحمد لله- كادت تتجاوز ما عند الصوفية مع أئمتهم حتى أصبحوا لا يقبلون احتمال وجود قدر من الإيهام في كلام الإمام مع التأدب معه والاعتذار له فضلا عن قبول التصريح بخطئه مهما كان الأسلوب مهذبا
وأصبح قولنا: كل يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وقولنا: الشيخ حبيب إلينا والحق أحب إلينا من الشيخ
مجرد شعارات عند هذه الفئة القليلة فقدت مدلولها
وصدق القائل: الإنصاف عزيز
ـ[أبو مسلم التكسبتي]ــــــــ[25 - 04 - 08, 03:24 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/274)
صدق من قال "إنّ الإنصاف عزيز" فالإنصاف حلّة الأشراف كما قال ابن دقيق العيد -رحمه اللّه- ومن الإنصاف أن لا تعمل (كأنّ) عمالتها، وسياق الكلام واضح في أنّ المقصود من العبارة المقتبسة الأولى هو الخصوصيّة، وأعني به هنا شيخ الإسلام -رحمه اللّه- فيُزال الوهم بسرد نقولاته وتتبّع أقواله الدائرة محلّ الإيهام المزعوم لجمعها وحصحصة الحقّ منها واستخراج الصّحيح فنريح ونستريح وكذا أقوال تلميذه ابن القيّم -رحمه اللّه- فهو أقرب النّاس إليه وترجمان أفكاره، ألم يفعل ذلك العلماء في مسألة فناء النّار؟! وما أردت قطّ معاملة أقوال أهل العلم معاملة القرآن أو إلباس أقوالهم لباس العصمة هذا لم أقله أبدا، فأقوال أهل العلم يُحتجّ لها لا بها، وأقوال أهل الإجماع والمفتين والحكّام وغيرهم، إنّما اتّبعت لكونها تدل على طاعة الله ورسوله، وإلاّ فلا تجب طاعة مخلوق لم يأمر الله بطاعته، وطاعة الرسول طاعة لله، وهذا حقيقة التوحيد الذي يكون كلّه لله. وفي الكلام الوارد في الرد المشار إليه بـ: < تنبيهات على ما جاء من التنبيهات > إيحاءات تدلّ على ذلك ومنه هذه القبسات:
1 - من كان له علم بقسمي الإخبار والإنشاء في هذا الباب لم تدخل عليه نواسخ (لعلّ) وأخواتها.
2 - ومن استقرأ كلام أهل العلم يجد ما يخالف القواعد العامّة أحيانا.
3 - أنّه قد جاءنا من عند اللّه ما هو خير وأبقى فقال سبحانه: {أمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء} النّمل62.
فليتّق المرءُ ربّه ولا يخافنّ إلاّ ذنبه، وإنّ غدا لناظره قريب.
قال شوقي: ساءت ظنون النّاس حتّى أحدثوا * للشّكّ في النّور المبين مجالا
والظنّ يأخذ من ضميرك مأخذا * حتّى يُريك المستقيم محالا
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} الحشر10.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 03:42 م]ـ
يقول:
وما أردت قطّ معاملة أقوال أهل العلم معاملة القرآن أو إلباس أقوالهم لباس العصمة هذا لم أقله أبدا، فأقوال أهل العلم يُحتجّ لها لا بها، وأقوال أهل الإجماع والمفتين والحكّام وغيرهم، إنّما اتّبعت لكونها تدل على طاعة الله ورسوله، وإلاّ فلا تجب طاعة مخلوق لم يأمر الله بطاعته، وطاعة الرسول طاعة لله، وهذا حقيقة التوحيد الذي يكون كلّه لله.
رغم قوله قبل ذلك:
وسياق الكلام واضح في أنّ المقصود من العبارة المقتبسة الأولى هو الخصوصيّة، وأعني به هنا شيخ الإسلام -رحمه اللّه- فيُزال الوهم بسرد نقولاته وتتبّع أقواله الدائرة محلّ الإيهام المزعوم لجمعها وحصحصة الحقّ منها واستخراج الصّحيح فنريح ونستريح وكذا أقوال تلميذه ابن القيّم -رحمه اللّه- فهو أقرب النّاس إليه وترجمان أفكاره
ولا حاجة للتعليق
ـ[أبو مسلم التكسبتي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 08:38 م]ـ
كلّ يوم قطيعة وعتاب * ينقضي عهدنا ونحن غضاب
لا أدري لم لا نفرّق بين كلام وكلام، بين الإحتجاج بقول عالم في مسالة من المسائل فهذا أمره مردود ولا يقبل إلا بدليل صحيح خال من عارض ولا داعٍ للتكلّف له إن خالف أو التمرّغ فيه، وبين اكتشاف حقيقة مذهب عالم فهذا يسرد أقواله ويتتبّع نقولاته.
إنّ فيك يا قلب ظنونا تسيل بالدم شؤونها، وإنّ فيك يا إيمان جراحات تفيض بالدمع عيونها، {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} التغابن 11
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 06:52 م]ـ
كلّ يوم قطيعة وعتاب * ينقضي عهدنا ونحن غضاب
لا أدري لم لا نفرّق بين كلام وكلام، بين الإحتجاج بقول عالم في مسالة من المسائل فهذا أمره مردود ولا يقبل إلا بدليل صحيح خال من عارض ولا داعٍ للتكلّف له إن خالف أو التمرّغ فيه، وبين اكتشاف حقيقة مذهب عالم فهذا يسرد أقواله ويتتبّع نقولاته.
إنّ فيك يا قلب ظنونا تسيل بالدم شؤونها، وإنّ فيك يا إيمان جراحات تفيض بالدمع عيونها، {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} التغابن 11
لا قطيعة ولا عتاب، ولا ظنون ولا شؤون إن شاء الله
وإنما هو النقاش العلمي المثمر
وليتك تحدد لي المشكل من كلامي لعلي أزيل ذلك الإشكال بإذن الله تعالى
والله الموفق(48/275)
أريد من جميع الاعضاء وضع شرحين لكتاب التوحيد ....
ـ[أبو العباس القصيمي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 08:55 م]ـ
السلام عليكم
أخواني ...
لدي بحث في كتاب التوحيد ...
فأرجوا من يعرف شروحا لكتاب التوحيد أن يكتبها ويكتب أسماء مؤلفيها
محبكم: أبو العباس القصيمي
ـ[أبو يوسف النجدي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 09:09 م]ـ
هناك شرح لابن عثيمن، ومحمد الحسن الدوو، وصالح الفوزان، وغيرهم كثير.
هذا بعضها في المرفقات في المرفقات:
ـ[ابوصفوان السالم]ــــــــ[23 - 04 - 08, 12:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اليك هذا الرابط به مجموعه من الشروح على كتاب التوحيد جعلني الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23827
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن المسلم]ــــــــ[23 - 04 - 08, 12:31 ص]ـ
هناك شرح مفرغ شديد الأهمية وغزير الفوائد على موقع الشبكة الإسلامية لفضيلة الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله تعالى. شرفت بكم فى أول مشاركاتى
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[23 - 04 - 08, 02:15 ص]ـ
هناك شرح لفضيلة الشيخ د. عبد الرحمن بن سليمان الشمسان حفظه الله
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=48853
ـ[أبو العباس القصيمي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 02:02 م]ـ
جزاكم الله أخواني على مجهودكم
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 04:06 م]ـ
68 - عناية العلماء بكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
عبد الإله بن عثمان الشايع
دار طيبة
الطبعة الأولى
1422
1 ميجا
http://www.archive.org/download/emsktemskt2/eokt.pdf
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=694418&postcount=148
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 07:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........
ليت أحد من الأخوه يضع لنا شرح العلامه محدث القصيم الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
و للفائده هذا شرح العلامه الشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله
http://www.islamhouse.com/p/2415
ـ[عمرو الأمير]ــــــــ[23 - 04 - 08, 07:51 م]ـ
إليك كتاب ((إبطال التنديد)) و ((الدر النضيد على أبواب التوحيد))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=132360(48/276)
تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (7) هل يقال: (ذات الله)؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 03:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد
فقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية:
(وليس النفس صفة كسائر الصفات: كالسمع والعلم والقدرة، فالنفس يعني الذات، فقوله: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) يعني ذاته، وقوله هنا: "عَلَى نَفْسِي" يعني على ذاتي، وكلمة (نفس) أصوب من كلمة ذات لكن شاع بين الناس إطلاق (الذات) دون إطلاق (النفس)، ولكن الأصل العربي: النفس.)
قال رحمه الله في شرح العقيدة السفارينية:
(الكلام على مسألة الذات:
أصل (الذات) كلمة مولدة بالمعنى المراد بها؛ لأن المراد بها عند القائلين كلمة ذات وصفات، المراد بها النفس، فذات الإنسان يعني نفس الإنسان.
فالله سبحانه وتعالى لم يعبر عن نفسه بـ (الذات)، إنما عبر عن نفسه بـ (النفس)،
فقال: {ويحذركم الله نفسه}، وقال عز وجل عن عيسى: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك}
وأصل الذات في اللغة العربية: بمعنى صاحبة، فيقال مثلاً: ذات علم، ذات قدرة، ويقال للمرأة: ذات جمال، وما أشبه ذلك، فهي (ذات) بمعنى (صاحبة)، تضاف إلى صفة.
ونقلها المتكلمون من كونها تضاف إلى صفة وجعلوها اسماً للموصوف، فقالوا: كل موصوف قائم بنفسه فهو ذات، فمثلاً: أصل (ذات الله) يعني (ذات الألوهية)، فنقلوا كلمة: (ذات) إلى (الشيء القائم بنفسه) وقطعوه عن الإضافة.
ولم تكن من كلام العرب ولا يعرفها العرب بهذا المعنى أي بأنها قائمة مقام النفس.
لكن هم لما قالوا: (ذات علم)، قالوا: إذن معناه علم صفة وذات موصوف، فنقول: الموصوف نطلق عليه اسم (ذات)، فقالوا: بدل من (الله) و (صفاته)، قالوا: الذات والصفات، لكن لا مشاحة في الاصطلاح يعني أن العلماء تقبلوا هذا، وصاروا يقولون: ذات وصفات، صفات الذات، صفات الأفعال
وإلا فهي في الأصل ليست من كلام العرب)
ولا أدري علامَ استند الشيخ رحمه الله في دعواه أن (ذات الله) مولدة وشاعت بين الناس وأن الأصوب (نفس الله)؟
فقد وردت هذه الكلمة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم وعلى لسان أصحابه وعلى لسان علماء أهل السنة إلى عصرنا هذا بغير نكير!
بل وجاءت في أشعار العرب في الجاهلية وصدر الإسلام وجميع العصور حتى عصرنا هذا.
ثم وقفت على من سبق الشيخ لهذا الإنكار، ألا وهو ابن برهان من النحاة حيث قال: (قول المتكلمين (ذَاتُ اللهِ) جهل؛ لأن أسماءه لا تلحقها تاء التأنيث فلا يقال: علّامة وإن كان أعلم العالمين. قال: وقولهم: الصفات (الذَّاتِيَّةُ). خطأ أيضا؛ فإن النسبة إلى (ذَاتٍ) (ذَوَوِيٌّ)؛ لأن النسبة ترد الاسم إلى أصله)
وكأن الشيخ رحمه الله كان متابعا له في ذلك ثم رجع عن قوله فقد قال في شرح القواعد المثلى:
(منع بعض العلماء أن تقول ذات بالنسبة لله. لماذا؟
لأن التاء للتأنيث ولا يجوز استعمال الكلمة المؤنثة بالتاء ولو للمبالغة ولهذا لا يجوز أن تقول: إن الله علّامة ويجوز أن تقول: إن هذا الرجل علّامة أما الله فتقول علام الغيوب فأنت إذا أتيت بذات تريد الرب عز وجل فإن هذا يعني تأنيث ما يضاف إلى الله وهذا لا يجوز.
لكن هذا خلاف استعمال جمهور علماء المحققين)
لكن اقتصاره على نسبة الاستعمال على العلماء المحققين يوهم أن هذا الاستعمال لا يعرف في لسان العرب واستعمالهم كما ذكر الشيخ قبلُ
ولذلك فسوف أمثل لذلك من السنة وأقوال الصحابة وأقوال العلماء وأشعار العرب وأكتفي في كل واحدة بمثال أو اثنين أو أكثر دون استيعاب لبيان خطأ ما ذهب إليه ابن برهان وتابعه عليه الشيخ رحمه الله في الموضعين المذكورين من كونها مولّدة أو استحدثها المتكلمون، وسأسردها سردا بغير تعليق ولا تحقيق ولا تمييز بين صحيح وضعيف، إذ المقصود ذكر هذه اللفظة (ذات الله)
أولا السنة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/277)
1 - (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكذب إبراهيم إلا ثلاثا حدثنا محمد بن محبوب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات ثنتين منهن في ذات الله عز وجل قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقال بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة فقيل له إن ها هنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فسأله عنها فقال من هذه قال أختي فأتى سارة قال يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني فأرسل إليها فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ فقال ادعي الله لي ولا أضرك فدعت الله فأطلق ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد فقال ادعي الله لي ولا أضرك فدعت فأطلق فدعا بعض حجبته فقال إنكم لم تأتوني بإنسان إنما أتيتموني بشيطان فأخدمها هاجر فأتته وهو قائم يصلي فأومأ بيده مهيا قالت رد الله كيد الكافر أو الفاجر في نحره وأخدم هاجر) متفق عليه
2 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب حتى إذا كانوا بالهدة بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بقريب من مائة رجل رام فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه فقالوا تمر يثرب فاتبعوا آثارهم فلما حس بهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى موضع فأحاط بهم القوم فقالوا لهم انزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدا فقال عاصم بن ثابت أيها القوم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر ثم قال اللهم أخبر عنا نبيك صلى الله عليه وسلم فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق منهم خبيب وزيد بن الدثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها قال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء أسوة يريد القتلى فجرروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم فانطلق بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بعد وقعة بدر فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل خبيبا وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر فلبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا قتله فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها فأعارته فدرج بني لها وهي غافلة حتى أتاه فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده قالت ففزعت فزعة عرفها خبيب فقال أتخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك قالت والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة وكانت تقول إنه لرزق رزقه الله خبيبا فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب دعوني أصلي ركعتين فتركوه فركع ركعتين فقال والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت ثم قال اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا ثم أنشأ يقول:
فلست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع
ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة وأخبر أصحابه يوم أصيبوا خبرهم وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قتل أن يؤتوا بشيء منه يعرف وكان قتل رجلا عظيما من عظمائهم فبعث الله لعاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئا) أخرج البخاري وغيره
3 - (عن أبي سعيد الخدري قال: اشتكى عليًّا الناسُ. قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا فسمعته يقول: أيها الناس لا تشكوا عليا فوالله إنه لأخيشن في ذات الله) أخرجه أحمد وغيره
4 - عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الجهاد أفضل؟ قال: «أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله» أخرجه أبو نعيم
5 - عن العلاء بن زياد، قال: سأل رجل عبد الله بن عمرو بن العاص: «أي المجاهدين أفضل؟ قال: من جاهد نفسه في ذات الله. قال: أنت قلت يا عبد الله بن عمرو أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بل رسول الله صلى الله عليه وسلم» أخرجه أبو نعيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/278)
6 - عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثٌ من كن فيه فهو من الأبدال: الرضا بالقضاء، والصبرُ على محارم الله، والغضب في ذات الله عز وجل). أخرجه الديلمي
7 - (عن أبي الزناد قال: لما اشتد المشركون على النبي صلى الله عليه وسلم، بمكة قال لعمه العباس: «يا عم امض إلى عكاظ، فأرني منازل أحياء العرب حتى أدعوهم إلى الله عز وجل، وأن يمنعوني ويؤوني حتى أبلغ عن الله عز وجل ما أرسلني به»، فقال له العباس: نعم، فأنا ماض معك، حتى أدلك على منازل الأحياء قال محمد بن الحسين: فذكر حديث عرضه على القبائل قبيلة قبيلة، فكل لم يجبه، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب وأبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم ثم انصرف عنهم، اختصرت أنا الحديث قال فيه: فلما جاء العام المقبل لقي النبي صلى الله عليه وسلم الستة النفر الخزرجيون: أسعد بن زرارة، وأبو الهيثم بن التيهان، وعبد الله بن رواحة، وسعد بن الربيع، والنعمان بن حارثة، وعبادة بن الصامت، فلقيهم النبي صلى الله عليه وسلم، في أيام منى عند جمرة العقبة ليلا، فجلس إليهم فدعاهم إلى الله عز وجل، وإلى عبادته، والمؤازرة على دينه الذي بعث به أنبياءه ورسله، فسألوه أن يعرض عليهم مما أوحي إليه، فقرأ عليهم من سورة إبراهيم: (وإذ قال إبراهيم: رب اجعل هذا البلد آمنا) إلى آخر السورة، فرق القوم وأخبتوا حين سمعوا منه ما سمعوا، فأجابوه فمر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وهم يكلمونه ويكلمهم، فعرف صوت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا ابن أخي من هؤلاء الذين عندك؟ قال: «سكان يثرب من الأوس والخزرج، وقد دعوتهم إلى ما دعوت إليه من قبلهم من الأحياء، فأجابوني وصدقوني وذكروا أنهم يخرجونني معهم إلى بلادهم، فنزل العباس وعقل راحلته، ثم قال: يا معشر الأوس والخزرج هذا ابن أخي وهو أحب الناس إلي، ثم ذكر ما جرى بينهم وبين العباس من الخطب الطويل، قال: فقام أسعد بن زرارة وهو أصغر القوم فقال فيما خاطب به العباس: وأما ما ذكرت أنك لا تطمئن إلينا في أمره حتى نأخذ مواثيقنا، فهذه خصلة لا نردها على أحد أرادها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ ما شئت، والتفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ خذ لنفسك ما شئت واشترط لربك ما شئت، فقال صلى الله عليه وسلم: «أشترط لربي عز وجل، أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، ولنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأبناءكم ونساءكم»، قالوا: فذلك لك يا رسول الله قال: فقال العباس: عليكم بذلك ذمة الله مع ذمتكم، وعهد الله مع عهودكم في هذا الشهر الحرام، والبلد الحرام تبايعونه وتبايعون الله ربكم، يد الله عز وجل فوق أيديكم لتجدن في نصرته، ولتشدن من أزره، ولتوفن له بعهده بدفع أيديكم وصرح ألسنتكم ونصح صدوركم، ثم لا تمنعنكم رغبة أشرفتم عليها، ولا رهبة أشرفت عليكم، ولا يؤتى من قبلكم قالوا جميعا: نعم قال: اللهم إنك سامع شاهد، فإن ابن أخي قد استرعاهم دمه واستحفظهم نفسه، اللهم فكن لابن أخي عليهم شهيدا، فرضي القوم بما أعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه، ورضي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كانوا قالوا له: يا رسول الله، إذا أعطيناك ذلك فما لنا؟ قال: «لكم رضوان الله والجنة» قالوا: رضينا وقبلنا، فأقبل ابن التيهان على أصحابه فقال: ألستم تعلمون أن هذا رسول الله إليكم، وقد آمنتم به وصدقتموه، فقالوا: بلى قال: أولستم تعلمون أنه في البلد الحرام ومسقط رأسه وعشيرته ومولده، قالوا: بلى، قال: فإن كنتم خاذليه أو مسلميه يوما من الدهر لبلاء ينزل بكم فالآن، فإن العرب سترميكم فيه عن قوس واحدة، فإن طابت أنفسكم عن الأنفس والأموال والأولاد في ذات الله عز وجل، فما عند الله من الثواب خير من أنفسكم وأموالكم وأولادكم فأجاب القوم جميعا: لا، بل نحن معه بالوفاء والصدق، ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله لعلك إذا حاربنا الناس فيك، وقطعنا ما بيننا وبينهم من الحلف والجوار والأرحام، وحملتنا الحرب على شيشائها، وكشفت لنا عن قناعها، ولحقت ببلدك وتركتنا، وقد حاربنا الناس فيك، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: «الدم الدم، الهدم الهدم») معضل أخرجه الآجري في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/279)
الشريعة
8 - (عن حبيب بن أبي ثابت قال: أنشد حسان بن ثابت النبي صلى الله عليه وسلم أبياته فقال:
شهدت بإذن الله أن محمدا ... رسول الذي فوق السموات من عل
وأن أبا يحيى ويحيى كلاهما ... له عمل في دينه متقبل
وأن أخا الأحقاف إذ قام فيهم ... يقوم بذات الله فيهم ويعدل
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا.) مرسل أخرجه أبو يعلى
ثانيا أقوال الصحابة:
1 - عن أبي الدرداء قال: (لا تكون عالما حتى تكون متعلما ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا وكفى بك إثما أن لا تزال مخاصما وكفى بك إثما أن لا تزال مماريا وكفى بك كاذبا أن لا تزال محدثا في غير ذات الله) أخرجه الدارمي وغيره
2 - عن أبي الدرداء قال: (لا تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في ذات الله، ثم تقبل على نفسك فتكون لها أشد مقتا منك للناس) أخرجه البيهقي وغيره
3 - عن ابن عباس قال: (تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله) أخرجه البيهقي وغيره
4 - عن عائشة بنت أبي بكر تصف أباها رضى الله تعالى عنهما: (فما برحت شكيمته في ذات الله)
أقوال أهل العلم:
1 - قال الإمام مالك بن أنس: (من وصف شيئا من ذات الله تعالى مثل قوله {وقالت اليهود يد الله مغلولة} فأشار بيده إلى عنقه قطعت ومثل قوله {وهو السميع البصير} فأشار إلى عينيه أو أذنيه أو شيء من بدنه قطع ذلك منه لأنه شبه الله تعالى بنفسه) أخرجه حرملة عن ابن وهب عنه
2 - قال الإمام أبو حنيفة: (لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء، بل يصفه بما وصف به نفسه.)
3 - قال الإمام أحمد بن حنبل في الرد على الجهمية: (وكذب النصارى والجهمية على الله في أمر عيسى وذلك أن الجهمية قالت عيسى روح الله وكلمته إلا أن الكلمة مخلوقة وقالت النصارى عيسى روح الله من ذات الله وكلمة الله من ذات الله كما يقال إن هذه الخرقة من هذا الثوب وقلنا نحن إن عيسى بالكلمة كان وليس عيسى هو الكلمة)
4 - قال الإمام البخاري: (باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي اللهوقال خبيب وذلك في ذات الإله فذكر الذات باسمه تعالى) صحيح البخاري – كتاب التوحيد
5 - قال الإمام البيهقي: (باب ما ذكر في الذات) الأسماء والصفات
6 - قال الإمام الطبري: (وقوله: {ويعلم الصابرين} يعني: الصابرين عند البأس على ما ينالهم في ذات الله من جرح وألم ومكروه)
7 - قال الإمام الخرائطي: (رحم الله عمر ما كان أنظره بنور الله في ذات الله وأفرسه.)
أشعار العرب:
- الشعر الجاهلي
1 - قال النابغة الذبياني:
مجلتهم ذات الإله ودينهم ... قويم فما يرجون خير العواقب
2 - قال أمية بن أبي الصلت:
إذا دعا باسمها الإنسان أو سمعت ... ذات الإله أتت في مشيها رزم
- صدر الإسلام:
3 - قال خبيب بن عدي:
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع
4 - قال حسان بن ثابت:
وأن أخا الأحقاف إذ قام فيهم ... يقوم بذات الله فيهم ويعدل
5 - قال كعب بن ذي الحبكة النهدي:
وإن اغترابي في البلاد وجفوتي ... وشتمي في ذات الإله قليل
6 - قال الحطيئة:
يقولون هل يبكي من الشوق حازم ... تخلى إلى ذات الإله حنيف
- العصر العباسي:
7 - قال أبو تمام الطائي:
يقول فيسمع ويمشي فيسرع ... ويضرب في ذات الإله فيوجع
8 - وقال أيضا:
هزته معضلة الأمور وهزها ... وأخيف في ذات الآله وخيفا
9 - وقال البحتري:
بعرى من الرأي الأصيل شداد ... كالسيف في ذات الإله وقد يرى
- الشعر الأندلسي:
10 - وقالعبد الجبار بن حمديس:
حمى ما حمى من بيضة الدين سيفه ... وأشفق في ذات الإله وعنفا
11 - قال ابن عنين:
أغمدت سيفا مرهفا شفراته ... قد كان في ذات الإله مجردا
12 - قال مهيار الديلمي:
منحوها ذات الإله فلم يفـ ... ـترضوها إلا الصفي الأثيرا
وأكتفي بذلك القدر
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
وكتبه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي الحسيني
عفا الله عنه
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[23 - 04 - 08, 02:40 م]ـ
الأخ الكريم عيد بن فهمي حفظه الله تعالى.
إنما تبع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ابن القيم وذلك ما جاء في كتاب بدائع الفوائد له:
وأما الذات فقد استهوى أكثر الناس ولا سيما المتكلمين القول فيها أنها في معنى النفس والحقيقة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/280)
ويقولون ذات الباري هي نفسه ويعبرون بها عن وجوده وحقيقته ويحتجون في إطلاق ذلك بقوله في قصة إبراهيم ثلاث كذبات كلهن في ذات الله // رواه البخاري ومسلم // وقول خبيب
وذلك في ذات الإله قال وليست هذه اللفظة إذا استقريتها في اللغة والشريعة كما زعموا ولو كان كذلك لجاز أن يقال عند ذات الله واحذر ذات الله كما قال تعالى ويحذركم الله نفسه آل عمران (28) وذلك غير مسموع ولا يقال إلا بحرف في الجارة وحرف في للوعاء وهو معنى مستحيل على نفس الباري تعالى إذا قلت جاهدت في الله تعالى وأحببتك في الله تعالى محال أن يكون هذا اللفظ حقيقة لما يدل عليه هذا الحرف من معنى الوعاء وإنما هو على حذف المضاف أي في مرضاة الله وطاعته فيكون الحرف على بابه كأنك قلت هذا محبوب في الأعمال التي فيها مرضاة الله وطاعته وأما أن تدع اللفظ على ظاهرة فمحال
وإذا ثبت هذا فقوله في ذات الله أو في ذات الإله إنما يريد في الديانة والشريعة التي هي ذات الإله فذات وصف للديانة وكذلك هي في الأصل موضوعها نعت لمؤنث ألا ترى أن فيها تاء التأنيث وإذا كان الأمر كذلك فقد صارت عبارة عما تشرف بالإضافة إلى الله تعالى عز و جل لا عن نفسه سبحانه وهذا هو المفهوم من كلام العرب ألا ترى قول النابغة الذبياني
بجلتهم ذات الإله ودينهم ...
فقد بان غلط من جعل هذه اللفظة عبارة عن نفس ما أضيف إليه وهذا من كلامه من المرقصات فإنه أحسن فيه ما شاء أصل لفظة ذات أصل هذه اللفظة هو تأنيث ذو بمعنى صاحب فذات صاحبة كذا في الأصل ولهذا لا يقال ذات الشيء إلا لما له صفات ونعوت تضاف إليه فكأنه يقول صاحبة هذه الصفات والنعوت ولهذا أنكر جماعة من النحاة منهم ابن برهان وغيره على الأصوليين قولهم الذات وقالوا لا مدخل للألف واللام هنا كما لا يقال الذو في ذو وهذا إنكار صحيح والإعتذار عنهم أن لفظة الذات في اصطلاحهم قد صارت عبارة عن الشيء نفسه وحقيقته وعينه فلما استعملوها استعمال النفس والحقيقة عرفوها باللام وجردوها ومن هنا غلطهم السهيلي فإن هذا الإستعمال والتجريد أمر اصطلاحي لا لغوي فإن العرب لا تكاد تقول رأيت الشيء لعينه ونفسه وإنما يقولون ذلك لما هو منسوب إليه ومن جهته وهذا كجنب الشيء إذا قالوا هذا في جنب الله لا يريدون إلا فيما ينسب إليه من سبيله ومرضاته وطاعته لا يريدون غير هذا البتة فلما اصطلح المتكلمون على إطلاق الذات على النفس والحقيقة ظن من ظن أن هذا هو المراد من قوله ثلاث كذبات في ذات الله وقوله وذلك في ذات الإله فغلط واستحق التغليط بل الذات هنا كالجنب في قوله تعالى يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله الزمر 56 ألا ترى أنه لا يحسن أن يقال ههنا فرطت في نفس الله وحقيقته ويحسن أن يقال فرط في ذات الله كما يقال فعل كذا في ذات الله وقتل في ذات الله تعالى وصبر في ذات الله فتأمل ذلك فإنه من المباحث العزيزة الغريبة التي يثنى على مثلها الخناصر والله الموفق المعين فائدة إبدال النكرة من المعرفة. ا. هـ (بدائع الفوائد 2/ 400) طبعة دار عالم الفوائد
قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في المجموع:
ولفظ ذات تأنيث ذو وذلك لا يستعمل الا فيما كان مضافا الى غيره فهم يقولون فلان ذو علم وقدرة ونفس ذات علم وقدرة وحيث جاء فى القرآن او لغة العرب لفظ ذو ولفظ ذات لم يجىء الا مقرونا بالاضافة كقوله فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم وقوله عليم بذات الصدور
وقول خبيب رضى الله عنه
وذلك فى ذات الاله .... ونحو ذلك
لكن لما صار النظار يتكلمون فى هذا الباب قالوا انه يقال انها ذات علم وقدرة ثم انهم قطعوا هذا اللفظ عن الاضافة وعرفوه فقالوا الذات وهى لفظ مولد ليس من لفظ العرب العرباء ولهذا أنكره طائفة من اهل العلم كأبى الفتح بن برهان وابن الدهان وغيرهما وقالوا ليست هذه اللفظة عربية ورد عليهم آخرون كالقاضى وابن عقيل وغيرهما
وفصل الخطاب انها ليست من العربية العرباء بل من المولدة كلفظ الموجود ولفظ الماهية والكيفية ونحو ذلك فهذا اللفظ يقتضى وجود صفات تضاف الذات اليها فيقال ذات علم وذات قدرة وذات كلام والمعنى كذلك فانه لا يمكن وجود شىء قائم بنفسه فى الخارج لا يتصف بصفة ثبوتية اصلا بل فرض هذا فى الخارج كفرض عرض يقوم بنفسه لا بغيره. ا. هـ (6/ 98)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/281)
نسأل الله أن يوفقنا وإياك للعلم النافع والعمل الصالح ويختم لنا بخير
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 10:03 م]ـ
وفقكم الله وأحسن إليكم
قد دار حوار على المجلس العلمي لعل خلاصته تصلح ردًّا على ما تفضلتم بإيراده لذلك أنقل خلاصته هنا: قال أبومالك العوضي:
وفقك الله وسدد خطاك
هل قال الشيخ ابن عثيمين إن (ذات الله) ليست من كلام العرب؟ أو قال إن (الذات) هي التي ليست من كلام العرب؟ أحسن الله إليك
كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله محتمل لهذا وذاك
ودليل ذلك:
1 - كلام شيخ الإسلام رحمه الله صريح في نفي الثاني دون الأول لأنه ذكر صحة قولنا (ذات الله) ولكن بمعنى جهته أو ناحيته أو لأجله أو لابتغاء وجهه وذكر الأدلة على ذلك من كلام النبي Question والصحابة
2 - كلام ابن برهان رحمه الله صريح في نفي الأول لأنه علّل ذلك بأن أسماءه لا تلحقها تاء التأنيث فلا يقال: علّامة كما ذكر، فهو يخطئ قولنا: (ذات الله) بأي معنى كانت لأنه يعتبر هذا التركيب نفسه خطأ لغويا وشرعيا، ولم يذكر الأحاديث الوارد فيها ذلك مما يدل على عدم استحضاره ذلك وقد ردّ عليه غير واحد ببعض ما ذكرته من أدلة
3 - كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من الممكن حمله على كلام شيخ الإسلام لذكره التفريق بين النفس والذات، ولتخصيصه بالنفي المعنى الذي أطلقه المتكلمون، ويمكن حمله على كلام ابن برهان لتعليله أن (ذات) بمعنى صاحبة وعدم ذكره للمعنى الثاني الذي ذكره شيخ الإسلام لها وهو جهته وناحيته أو لأجله أو ابتغاء وجهه، وكذلك عدم ذكره للأحاديث والآثار الواردة وتوجيه معناها كما فعل شيخ الإسلام مما قد يوهم عدم استحضاره لها، وذكره لكلام ابن برهان حين قال: (منع بعض العلماء أن تقول ذات بالنسبة لله. لماذا؟
لأن التاء للتأنيث ولا يجوز استعمال الكلمة المؤنثة بالتاء ولو للمبالغة ولهذا لا يجوز أن تقول: إن الله علّامةمما يوهم أيضا أنه أخذ قوله الأول منه
فترجيح أحد الفهمين على الآخر بغير دليل خارج عنهما هو الذي فيه إبعاد النجعة وليس كما قال الفاضل: قال أبو عبد الرحمن الطائي:
جزى الله خيراً أخانا الشيخ عيد فهمي على هذا الجهد الطيب في جمع نصوص العرب والعلماء في كلمة "ذات". إلا أنه أبعد النجعة في فهم كلام العلامة العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ.
ولذلك فأنا لم أجزم بموافقة الشيخ رحمه الله لابن برهان وإنما قلت نصًّا: وكأن الشيخ رحمه الله كان متابعا له في ذلكفتركته على الاحتمال ولم أجزم.
ولذلك لمَّا أردت البدء في سرد الأدلة لم أنسب الخطأ مباشرة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وإنما قلت نصًّا أيضا: ولذلك فسوف أمثل لذلك من السنة وأقوال الصحابة وأقوال العلماء وأشعار العرب وأكتفي في كل واحدة بمثال أو اثنين أو أكثر دون استيعاب لبيان خطأ ما ذهب إليه ابن برهان وتابعه عليه الشيخ رحمه الله في الموضعين المذكورين من كونها مولّدة أو استحدثها المتكلمونوبينت أن مقصودي ليس الاستدلال على استخدام (ذات) بمعنى (نفس) وإنما على جواز قول: (ذات الله) خلافا لصريح كلام ابن برهان واحتمال كلام ابن عثيمين ولذلك قلت نصًّا أيضا: وسأسردها سردا بغير تعليق ولا تحقيق ولا تمييز بين صحيح وضعيف، إذ المقصود ذكر هذه اللفظة (ذات الله) فلعل الآن بان مقصودي.
وجزاكم الله خيرا جميعا على هذه المداخلات الطيبة المثمرة
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 02:48 ص]ـ
بارك الله فيك أخي عبد فهمي و هداك و سددك.
إضافة: بحث هذه المسألة الشيخ الكريم عبد الكريم الخضير في شرحه على الواسطية بحثاً جيداً فيما أذكر.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 08:21 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبد فهمي و هداك و سددك.
إضافة: بحث هذه المسألة الشيخ الكريم عبد الكريم الخضير في شرحه على الواسطية بحثاً جيداً فيما أذكر.جزاكم الله خيرا
لكن هل هذا الشرح متوفر على الشبكة؟(48/282)
الفرق بين المعجزة والكرامة والكهانة
ـ[خالد العازمي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 12:42 م]ـ
سؤال موجه الى الامام العثيمين يرحمه الله
الفرق بين المعجزة والكرامة والكهانة:
________________________________________
السؤال: كيف نفرق بين المعجزة والكرامة والكهانة؟
________________________________________
الجواب: المعجزة تكون للأنبياء، والكرامة للأولياء؛ أولياء الرحمن، والكهانة لأولياء الشيطان، والآن المعجزة لا يمكن أن تقع؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام آخر الأنبياء ولا يمكن أن تقع. والكرامة موجودة من قبل الرسول ومن بعد الرسول إلى يوم القيامة، تكون على يد ولي صالح، إذا عرفنا أن هذا الرجل الذي جاءت هذه الكرامة على يده هو رجل مستقيم قائم بحق الله وحق العباد عرفنا أنها كرامة. وينظر في الرجل فإذا جاءت هذه الكرامة من كاهن -يعني: من رجل غير مستقيم- عرفنا أنها من الشياطين، والشياطين تعين بني آدم لأغراضها أحياناً، فربما يكون مثلاً من السحرة من تحمله الشياطين إلى مسافات بعيدة وترده: قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ [النمل:39] لسليمان: أَنَا آتِيكَ بِهِ [النمل:39] يعني: بعرش ملكة اليمن: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ [النمل:39] يجيبه من اليمن من أقصى الجنوب إلى الشام، قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وكان معروف أنه يقوم من مقامه في ساعة معينة.
(84/ 16)
-------------------(48/283)
هل قال ابن تيمية بالقدم النوعي للعالم
ـ[احمد محمد علي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 03:10 م]ـ
هل قال ابن تيمية بالقدم النوعي للعالم
لان هناك شخص يكفر ابن تيمية لاجل ذلك
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[24 - 04 - 08, 10:20 م]ـ
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=89905
فتاوى
العنوان رأي ابن تيمية في قدم العالم وفناء النار المجيب د. محمد بن عبدالله الخضيري ( http://www.islamtoday.net/questions/expert_question.cfm?id=193)
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم التصنيف الفهرسة ( http://www.islamtoday.net/questions/question_select_cat_*******.cfm?maincatid=25&catid=3)/ العقائد والمذاهب الفكرية ( http://www.islamtoday.net/questions/question_select_cat_*******.cfm?maincatid=25&catid=16)/ الإيمان باليوم الآخر التاريخ 04/ 11/1426هـ السؤال عندنا أناس يسيؤون الكلام عن شيخ الإسلام ابن تيمية؛ لأنه يقول بقدم العالم وفناء النار، فنريد منكم رأي شيخ الإسلام في هاتين المسألتين، وكيف نرد على هؤلاء؟
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالشغب على الأئمة والعلماء قديم جداً، وخاصة الأئمة الذين نصروا مذهب السلف، كابن تيمية –رحمه الله- وهاتان المسألتان من أشهر المسائل التي شنع عليه بسببها من قبل المتكلمين وعامة الأشاعرة والصوفية، وبيان الرد على هذه الدعوى يطول، ولكن أقول باختصار:
إن مذهب السلف –رحمهم الله- هو ما عليه الرسول –صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام، وهو قوي بأدلته وحججه، وما الأئمة والعلماء إلا أدلاء عليه موضحين له داعين إليه، ومهما تعرضوا له من أذى أو فتن أو حصل منهم اجتهاد أخطأوا فيه فلا ينبغي أن يكون ذلك سبباً في ضعف الانتماء للحق أو التخاذل عنه، فالرجال يعرفون ويوزنون بالحق لا العكس، وهذه قاعدة في بيان معرفة الحق والفرق بينه وبين التعصب للرجال، بل هي ميزة لمذهب السلف، وهي عدم تقديس الأشخاص لذواتهم وجعل محك الاتباع والأخذ هو ما يصدر عنهم دون تمحيص ومعرفة للدليل، وإنما أهل البدع هم الذين تدور مذاهبهم على الرجال وفيهم، وعليهم يكون معاقد الاتباع والقبول والرد والولاء والبراء.
ثانياً: بالنسبة لما نسب لشيخ الإسلام –رحمه الله- من كونه يقول بقدم العالم، فالقائلون لذلك إما كاذبون مفترون كبعض خصومه وأعدائه، وإما مخطئون متوهمون حملوا كلامه على غير مراده الصحيح، الذي إذا رُد مشتبهه إلى محكمه تبين وضوح منهج شيخ الإسلام –رحمه الله- وهذه المسألة من المسائل الكبيرة، وفيها مباحث جدلية طويلة ليس هذا الجواب مقام إيرادها والمقصود باختصار.
أن الذي كان يقوله –رحمه الله- هو مقتضى الأدلة من أن الله تعالى يفعل ما يشاء أزلاً وأبداً، وأن عموم مشيئته سبحانه وتعالى، وكونه فعالاً لما يريد، وكونه متصفاً بصفات الكمال الثابتة له، اللائقة بكماله سبحانه وتعالى، وبالتالي إمكان جواز –وليس وجوب- وجود حوادث ومخلوقات قديمة أزلية، وإلا فأي معنى لكونه خالقاً قادراً متى شاء وكيف شاء، ثم نعطل الصفة عن الفعل، والذين نفوا ذلك هم نفاة الصفات الفعلية الاختيارية من المعتزلة والأشاعرة، ومع ذلك فهم متناقضون، حيث يمنعون إمكانية وجود حوادث لا أول لها في طرف الماضي، ويجيزون إمكانها في المستقبل، وشيخ الإسلام –رحمه الله- يرد عليهم في أكثر من موضع بأنه لا فرق بينهما، ثم هو يؤكد –رحمه الله- أن هذا القول لا يعني ولا يستلزم بوجه من الوجوه القول بقدم العالم وأزليته، بل هو يفرق في عامة كتبه بين قضيتين رئيسيتين في الموضوع، هما النوع والآحاد، ويرى أهمية التفريق بين دوام النوع وحدوث الأفراد والأعيان، وأن التفريق بينهما هو الذي نطق به الكتاب والسنة والآثار، وأن الرب –تعالى- أوجد كل حادث بعد أن لم يكن موجداً له، وأن كل ما سواه فهو حادث بعد أن لم يكن حادثاً، وذكر –رحمه الله- أن أهل الحديث ومن وافقهم لا يجعلون النوع حادثاً بل قديماً، ويفرقون بين حدوث النوع وحدوث الفرد من أفراده، كما يفرق جمهور العقلاء بين دوام النوع ودوام الواحد من أعيانه، فإن نعيم الجنة يدوم نوعه ولا يدوم كل واحد من الأعيان الفانية فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/284)
والقول بقدم النوع لا ينفيه شرع ولا عقل، بل هو من لوازم كماله كما قاله سبحانه: "أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون" [النحل:17].
والخلق لا يزالون معه وليس في كونهم لا يزالون معه في المستقبل ما ينافي كماله، والعقل يفرق بين كون الفاعل يفعل شيئاً بعد شيء دائماً، وبين آحاد الفعل والكلام.
وكون الفاعل لم يزل يفعل فعلاً بعد فعل فهذا من كمال الفاعل.
وأختم ذلك بهذه الكلمة لشيخ الإسلام، حيث يقول: "كل ما سوى الرب حادث كائن بعد أن لم يكن، وهو سبحانه المختص بالقدم والأزلية، فليس في مفعولاته قديم وإن كان هو لم يزل فاعلاً، وليس معه شيء قديم بقدمه، بل ليس في المفعولات قديم البتة، بل لا قديم إلا هو سبحانه، وهو وحده الخالق لكل ما سواه، وكل ما سواه مخلوق، كما قال سبحانه: "الله خالق كل شيء" [الزمر:62]، انظر درء تعارض العقل والنقل (8/ 272)، وبهذا يتبين أن شيخ الإسلام يقرر حدوث العالم. وأن قدم النوع لا يستلزم قدم العالم ما دام الفعل مسبوقاً بفاعله كما عليه السلف والأئمة، ولمزيد من ذلك راجع كتاب الصفدية (1/ 65، 130و2/ 49، 140)، ودرء التعارض (1/ 123 - 125، 2/ 148،206). (3/ 51 - 52 - 4/ 160) (8/ 289)، ومجموع الفتاوى (18/ 227) وما بعدها، ومنهاج السنة (1/ 160، 208) (2/ 138)، وانظر دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ص (286).
ثالثاً: فيما يتعلق بمسألة فناء النار فهي أيضاً من المسائل التي شنّع فيها على شيخ الإسلام، واتهم أنه كان يقول بقول الجهمية في فناء النار، حيث له مقالات تفهم أنه يميل إلى هذا القول، ولهذا انقسم الناس فيه إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الذين يقطعون بأنه يقول بفناء النار، وهذا قول عامة مناوئيه، وبعض من يوافقه في الاعتقاد.
القسم الثاني: الذين ينفون عنه هذا القول مطلقاً، وأنه يرى خلودها كالجنة اعتماداً على أن هذا القول هو قول السلف وهو يقول به في عامة كتبه، بل هو من أكبر شراح عقيدة السلف، وهؤلاء اعتمدوا على نصوصه الصريحة في عامة كتبه التي تثبت أبدية النار.
القسم الثالث: القائلون بأن ابن تيمية يميل إلى القول بفناء النار لكنه لا يصرح بذلك، حيث وقفوا على بعض أقوال له تشعر بأنه يرتضي هذا القول، وهذه الأقوال جميعها مفهومة من كلام الشيخ في كتاب له بعنوان "الرد على من قال بفناء الجنة والنار".
والتحقيق -إن شاء الله- أن شيخ الإسلام يقول بقول جمهور السلف والأئمة من أبدية النار وعدم فنائها، وهذا هو الذي صرح به في عامة كتبه، بل ونقل اتفاق السلف على ذلك كما في المجموع (18/ 307)، وبيان تلبيس الجهمية (1/ 581)، وفي منهاج السنة (1/ 146)، ونقل كلام الأشعري في المقالات من اتفاق أهل الإسلام جميعاً على أن الجنة والنار لا يزالان، وذكره مقراً له ومؤيداً. انظر درء التعارض (2/ 357)، وفي مواضع كثيرة من الفتاوى يحكي هذا القول وينصره (2/ 428)، (16/ 197).
ثم إن النصوص التي يستدل بها القائلون بأنه يقول بفناء النار هي من كتاب واحد، وهو (الرد على من قال بفناء الجنة والنار)، وهو ليس من الكتب المشهورة لشيخ الإسلام والمحققون من أهل العلم لهم عليه ملاحظات علمية ومنهجية ليس هذا موضع ذكرها، وابن القيم –رحمه الله- قد نقل أغلب ما في هذا الكتاب في كتابه (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) ولم يصرح بأن ذلك هو رأي شيخ الإسلام، ولو كان قولاً له لصرح به، ثم إن الكتاب ظاهر من عبارته أنه قائم على حكاية قول القائلين بفناء النار على هيئة مناظرة وحوار، فذكر أدلة الفريقين، وحين ذكر أدلة القائلين بفناء النار عرضها عرضاً يوحي بأنه منهم، لكنها قوة عرض ليس إلا، بدليل أن ابن القيم الذي نقل عامة هذا الكتاب حين ذكر أدلة الفريقين ومناقشة الأدلة صرح بأنه يحكي هذا القول: فقال: "قال أصحاب الفناء ..... "، وحين انتهى من ذكر مناقشاتهم قال: "فهذا نهاية إقدام الفريقين في هذه المسألة" حادي الأرواح (ص 255، 283)، ثم على التسليم بأن كتاب ابن تيمية فيه تأييد ونصرة للقول بفناء النار، فالذي يترجح أن هذا الكتاب ليس من آخر ما كتب ابن تيمية، فإن الكتب المتأخرة مثل (درء التعارض) الذي ألفه في السنوات من عام (713 - 717) هـ ومنهاج السنة الذي كان تأليفه عام (710) هـ تقريباً، وكذا كتاب بيان تلبيس الجهمية ألفه في مصر من عام (705 - 712)، وهذه الكتب قد صرح فيها شيخ الإسلام بأبدية النار، وصرح فيها برأيه بوضوح تام، والكتاب السابق يغلب على الظن أنه قد تم تأليفه في مرحلة مبكرة من عمره، وقد أشار الشيخ الألباني –رحمه الله- إلى شيء من ذلك في مقدمة كتاب رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار (ص 25).
وعلى كل حال فأقواله –رحمه الله- المصرحة بأبدية النار بيّنة وصريحة، ومن القواعد المقررة عند أهل العلم أن المجمل مما في نصوص الكتاب والسنة يرد إلى المحكم، ولا يتعلق بالمتشابة والمجمل ويترك المحكم والمبين إلا أهل الأهواء، وكذلك مقولات أئمة العلم والدين ينبغي أن يحمل المجمل والمشتبه على المبيّن والمحكم، وأن تحمل أقوالهم على أحسن المحامل وأسلم المقاصد.
وأنبه في نهاية الجواب إلى أهمية معرفة أن القول بفناء النار لا يسلم بأنه كفر، كما يزعمه كثير من خصوم شيخ الإسلام الذين يكفرونه بذلك، بل هذه المسألة فيها اشتباه وآثار متعددة اشتبهت على كثير من العلماء ومنهم باحثون معاصرون، وقالوا بفناء النار، واستندوا إلى الآثار المروية في ذلك عن بعض الصحابة والتابعين التي يفهم منها القول بفناء النار، فاجتهدوا في هذه المسألة، وإن كانوا مخطئين لكنهم لا يكفرون بذلك.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/285)
ـ[احمد محمد علي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 03:31 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[26 - 04 - 08, 12:40 م]ـ
من أجود ما رأيت مما له تعلق بقدم العالم و غيرها من تشغيبات أهل البدع على شيخ الإسلام رسالة دكتوراه في مجلدين ضخمين من طباعة عالم الفوائد بعنوان (الرد على الأحباش) للدكتور الفاضل سعد الشهراني فقد تكلم في موضوع القدم و تسلسل الحوادث بما لا يدع مجال لمحتار فعليك به أخي الفاضل
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[26 - 04 - 08, 12:56 م]ـ
وهذا أيضا كتاب قدم العالم و تسلسل الحوادث بين شيخ الإسلام ابن تيمية والفلاسفة تاليف كاملة الكواري فيه نفع إن شاء الله:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=113
ـ[العارض]ــــــــ[27 - 04 - 08, 05:50 م]ـ
......
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[16 - 07 - 08, 01:24 م]ـ
إذا سألك سائل:
هل قال ابن تيمية بالقدم النوعي للعالم؟
فليكن أول جوابك له أن تسأله:
هل وجدت هذا المصطلح الفلسفي (القدم النوعي للعالم) في كلامه، أم أنها عبارة خصومه للتعبير عن رأيه؟
طبعاً سوف يضطرب، وسيضطر ـ ربما بعد جهد جهيد ـ إلى الاعتراف بأنها لفظ الخصم!
فقل له: أليس مقتضى العدل والإنصاف أن تأتي بكلامه ومصطلحاته؟!
وبذلك تكون قد قطعت ثلاثة أرباع الطريق للإجابة!
مثله: أن يُسأل شيخ عن حكم اشتهاء المحارم في المنام، فيقول: تعوَّذ بالله من الشيطان ولا شيء عليك؛ فتخرج صحيفة معادية بعنوان عريض: الشيخ فلان يبيح الزنا بالمحارم، وربما كتبوا بخط صغير (في المنام)!! وسوف تتداول المجالس هذا العنوان المثير، ويحصل التشويش المطلوب!!
وقد سئل الشيخ الطنطاوي رحمه الله عن حكم من ينكر آية من القرآن، ثم أدرك أن السائل يريد مسألة البسملة! فغضب غضباً شديداً ونهر السائل عن التلبيس في السؤال والتعبير عن رأي الناس بعبارات يفتريها عليهم.
فاحذروا بارك الله فيكم من التورّط في حروب المصطلحات!!
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[17 - 07 - 08, 12:56 ص]ـ
إذا سألك سائل:
هل قال ابن تيمية بالقدم النوعي للعالم؟
فليكن أول جوابك له أن تسأله:
هل وجدت هذا المصطلح الفلسفي (القدم النوعي للعالم) في كلامه، أم أنها عبارة خصومه للتعبير عن رأيه؟
طبعاً سوف يضطرب، وسيضطر ـ ربما بعد جهد جهيد ـ إلى الاعتراف بأنها لفظ الخصم!
فقل له: أليس مقتضى العدل والإنصاف أن تأتي بكلامه ومصطلحاته؟!
وبذلك تكون قد قطعت ثلاثة أرباع الطريق للإجابة!
مثله: أن يُسأل شيخ عن حكم اشتهاء المحارم في المنام، فيقول: تعوَّذ بالله من الشيطان ولا شيء عليك؛ فتخرج صحيفة معادية بعنوان عريض: الشيخ فلان يبيح الزنا بالمحارم، وربما كتبوا بخط صغير (في المنام)!! وسوف تتداول المجالس هذا العنوان المثير، ويحصل التشويش المطلوب!!
وقد سئل الشيخ الطنطاوي رحمه الله عن حكم من ينكر آية من القرآن، ثم أدرك أن السائل يريد مسألة البسملة! فغضب غضباً شديداً ونهر السائل عن التلبيس في السؤال والتعبير عن رأي الناس بعبارات يفتريها عليهم.
فاحذروا بارك الله فيكم من التورّط في حروب المصطلحات!!
نعم أحسنت أيها الفاضل جزاك الله خيراً
وهذا الذي يعنيه كثير من أهل العلم أن كثيراً من الخلاف منشؤه الألفاظ والاصطلاحات، بل ربما نشأت خلافات معنوية من جرائها والله المستعان.
والرب تعالى أخبرنا في كتابه أنه فعال لما يريد، وأنه الأول.
فأوليته لا تنافي فاعليته التي هي من لوازم حياته.
بل هو الحي القيوم في أوليته والفعال لما يريد في أوليته، فهو الأول بجميع معاني أسمائه من صفات كماله جل جلاله ..
والشيخ قدس الله روحه له في إثبات دوام فاعلية الرب التي هي من تحقيق حياته وقيوميته كلام كثير جداً مع تحقيقه لمقتضى أوليته وأن كل ما سواه كائن بعد أن لم يكن بتكوينه هو سبحانه.
ومنها قاعدة له مختصرة جامعة في الصفات الاختيارية صرح فيها أنه كان في هذه المسألة وغيرها من المسائل كمسألة الزيارة على مذهب الآباء والأجداد حتى انجلى له الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة فلزمه ودعا إليه وصدع به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/286)
وهذه المسائل ولا سيما بعد طرو الجدل والخصومات والأهواء في الأمة صار يكتنفها كنظائرها كثير من الغموض والشبه، لا تنجلي عن العبد إلا بهداية الله تعالى وتوفيقه، ومن أعظم وسائل ذلك: استهداؤه والافتقار إليه وهذا ما أكثر الشيخ رحمه الله تعالى الوصاة به في هذه القاعدة كما هو دأبه في كثير من كلامه.
ـ[احمد محمد علي]ــــــــ[17 - 07 - 08, 02:38 م]ـ
هل ممكن ان يشرح لي احد ببساطة ما هو القدم النوعي للعالم لاني لم افهم لحد الان ماهو القدم النوعي
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[17 - 07 - 08, 02:56 م]ـ
قال الشيخ العلامة محمد بن أمان الجامي:
[أهل السنة والجماعة يقولون بتسلسل الحوادث في الماضي من حيث الإمكان، لا من حيث الوقوع فهذا ممتنع، فإنّ الله تعالى هو الأول الذي ليس قبله شيء سبحانه وتعالى، وهذا محل إجماع أهل القبلة من حيث الوقوع إلا الفلاسفة القائلين بقدم العالم كالأفلاك والعقل والنفس، وقد صرح شيخ الإسلام في " منهاج السنة" ج1ص81 بأن هذا الكلام باطل، والمتهمون له بقدم العالم أحد رجلين: إما لجهله بما قاله شيخ الإسلام، أو لسوء قصده، وإلا فشيخ الإسلام يصرح بأن القائلين بأن العالم قديم كالأفلاك والنفس والعقل كلامهم باطل بصريح العقل].
قال ابن أبي العز في شرحه:
[فالحاصل أن نوع الحوادث هل يمكن دوامها في المستقبل والماضي أم لا؟ أو في المستقبل فقط؟ أو الماضي فقط؟
فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ مَعْرُوفَةٍ لِأَهْلِ النَّظَرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ، (1) أَضْعَفُهَا: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ، لَا يُمْكِنُ دَوَامُهَا لَا فِي الْمَاضِي وَلَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ، كَقَوْلِ جَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ وَأَبِي الْهُذَيْلِ الْعَلَّافِ. وَثَانِيهَا: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: يُمْكِنُ دَوَامُهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ دُونَ الْمَاضِي، كَقَوْلِ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَغَيْرِهِمْ. وَالثَّالِثُ: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: يُمْكِنُ دَوَامُهَا فِي الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَلِ، كَمَا يَقُولُهُ أَئِمَّةُ الْحَدِيثِ، وهِيَ مِنَ الْمَسَائِلِ الْكِبَارِ. وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ يُمْكِنُ دَوَامُهَا فِي الْمَاضِي دُونَ الْمُسْتَقْبَلِ.
(أ) وَلَا شَكَّ أَنَّ جُمْهُورَ الْعَالَمِ مِنْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ يَقُولُونَ: إِنَّ كُلَّ مَا سِوَى اللَّهِ -تَعَالَى - مَخْلُوقٌ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ، وَهَذَا قَوْلُ الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَغَيْرِهِمْ. وَمِنَ الْمَعْلُومِ بِالْفِطْرَةِ أَنَّ كَوْنَ الْمَفْعُولِ مُقَارِنًا لِفَاعِلِهِ لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ مَعَهُ - مُمْتَنِعٌ مُحَالٌ، وَلَمَّا كَانَ تَسَلْسُلُ الْحَوَادِثِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ (2) لَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ هُوَ الْآخِرَ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ، فَكَذَا تَسَلْسُلُ (3) الْحَوَادِثِ فِي الْمَاضِي لَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ الْأَوَّلَ الَّذِي لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ. فَإِنَّ الرَّبَّ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ، يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَتَكَلَّمُ إِذَا يَشَاءُ، قَالَ تَعَالَى: {قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}. وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}. وَقَالَ تَعَالَى: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}. وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}. وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}] اهـ.
قال العلامة الجامي في شرحه على الشرح:
(1) نقول: هذا قول ضعيف إذا كان المراد: لا يمكن دوامها أي الحوادث من حيث الإمكان في الماضي، ولا في المستقبل من حيث الإمكان والوقوع معا، فلو أنهم قالوا: لا يمكن دوامها في الماضي من حيث الوقوع لصار كلامهم موافقا لأهل السنة، أما في المستقبل فقد أخطأت هذه الطوائف بمنع هذه الحوادث من الدوام وقوعا (فعلا)، حيث دوامها إنما هو لإدامة الله عزوجل لها، ولا إشكال في هذا، ولا يتنافى مع قول صلى الله عليه وسلم: ((الآخر الذي بعده شيء))، لأن هذا ليس دواما ذاتيا، بل دوام من الله عزوجل، أدامهم الله عزوجل حكمة منه سبحانه، لأن هذا الدوام ليس دواما ذاتيا.
(2) إن أراد الشيخ أن التسلسل في المستقبل، وبقاء المخلوقات هذه، إن أراد أنه بقاء ذاتي لهذه المخلوقات، وأما إن أراد أن الله عزوجل يبقيها، فهي دائمة باقية في المستقبل لإدامة الله عزوجل لها، فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة.
(3) هذه الجملة فيها إشكال لأنها تتنافى مع الجملة التي سبقتها في (أ)، فهذا يخرج على وجهين:
الوجه الأول: أن يقال: هذا مسلّمٌ من حيث الإمكان لا من حيث الوقوع.
الوجه الثاني: التسلسل في الماضي بشرط أن يكون لذلك المفعول بداية، وهذا فيه تكلف فالوجه الأول أحسن.
انتهى من تعليقات الشيخ على شرح العلامة ابن أبي العز الحنفي على الطحاوية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/287)
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[17 - 07 - 08, 06:33 م]ـ
قال ابن أبي العز في شرحه: [
فالحاصل أن نوع الحوادث هل يمكن دوامها في المستقبل والماضي أم لا؟ أو في المستقبل فقط؟ أو الماضي فقط؟
فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ مَعْرُوفَةٍ لِأَهْلِ النَّظَرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ:
(1) أَضْعَفُهَا: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ، لَا يُمْكِنُ دَوَامُهَا لَا فِي الْمَاضِي وَلَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ، كَقَوْلِ جَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ وَأَبِي الْهُذَيْلِ الْعَلَّافِ.
وَثَانِيهَا: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: يُمْكِنُ دَوَامُهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ دُونَ الْمَاضِي، كَقَوْلِ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَغَيْرِهِمْ.
وَالثَّالِثُ: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: يُمْكِنُ دَوَامُهَا فِي الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَلِ، كَمَا يَقُولُهُ أَئِمَّةُ الْحَدِيثِ، وهِيَ مِنَ الْمَسَائِلِ الْكِبَارِ.
وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ يُمْكِنُ دَوَامُهَا فِي الْمَاضِي دُونَ الْمُسْتَقْبَلِ.
(أ) وَلَا شَكَّ أَنَّ جُمْهُورَ الْعَالَمِ مِنْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ يَقُولُونَ: إِنَّ كُلَّ مَا سِوَى اللَّهِ -تَعَالَى - مَخْلُوقٌ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ، وَهَذَا قَوْلُ الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَغَيْرِهِمْ. وَمِنَ الْمَعْلُومِ بِالْفِطْرَةِ أَنَّ كَوْنَ الْمَفْعُولِ مُقَارِنًا لِفَاعِلِهِ لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ مَعَهُ - مُمْتَنِعٌ مُحَالٌ، وَلَمَّا كَانَ تَسَلْسُلُ الْحَوَادِثِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ (2) لَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ هُوَ الْآخِرَ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ، فَكَذَا تَسَلْسُلُ (3) الْحَوَادِثِ فِي الْمَاضِي لَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ الْأَوَّلَ الَّذِي لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ. فَإِنَّ الرَّبَّ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ، يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَتَكَلَّمُ إِذَا يَشَاءُ، قَالَ تَعَالَى: {قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}. وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}. وَقَالَ تَعَالَى: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}. وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}. وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}] اهـ.
فقد نص ابن أبي العز كما ينص شيخ الإسلام وغيره على أن دوام الفاعلية لا تنافي الأولية في الماضي ولا الآخرية في المستقبل، بل الرب عز مجده وجل ذكره هو الأول فليس قبله شيء والآخر فليس بعده شيء كما كان نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول في مناجته له.
وهذا يقتضي نفي الأولية والآخرية عمن سواه فهو المنفرد بالأولية والآخرية جل جلاله، ونفي الأولية عمن سواه متضمن لنفي القدم الاصطلاحي لا القدم اللغوي الذي جاء به القرآن في نحو قوله تعالى:" والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم".
بل نفس فعل الخلق والتكوين منه جل وعلا مستلزم لحدوث المخلوق المكوَّن بعد أن لم يكن قط.
وتعلق فعل الرب تعالى وكذا كلامه بمشيئته أصل عظيم عند أئمة أهل السنة والحديث وبه فارقوا مقالة الكلابية الذين هم أقرب الطوائف إليهم، ولغموض هذه المسألة وكثرة التعصب المعمي والمصم قل التمييز بين محض السنة وبين مقالة الكلابية، وزاد الأمر خفاء التباسه على بعض أعلام المحدثين، وهذه المسألة هي التي جرت بين إمام الأئمة في وقته أبي بكر ابن خزيمة وبين أبي علي النيسابوري وأبي بكر بن إسحاق الصبغي، وأصحابهما المتأثرين بطريقة الكلابية ..
وهذه القضية مبسوطة في غير كتاب من المطولات، وهي تبين شدة غموض هذه المسألة، ولعل السبب في هذا الغموض من جهة ملابساتها أكثر مما هو منها في نفسها.
وقد أخبر الله سبحانه في سورة هود أنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء، فالعرش والماء موجودان قبل هذا العالم، وكذا القلم كما ثبت في الحديث، وكلها حادثة مخلوقة بعد أن لم تكن الله تعالى خلقها وكونها وهو رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم
وإنما وقع الخلاف بين أهل العلم في أيها أسبق خلقاً وحدوثاً العرش أم القلم، والأكثر على أن العرش أقدم والنصوص شاهدة بذلك، ومن شواهده: أن القلم لم يذكر في سورة هود كالإشارة إلى أنه من متعلقات هذا العالم وإن وجد قبله وكتبت به مقادير الخلائق في الذكر قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما في الحديث الصحيح.
ولا راحة للقلب إلا بالتسليم لمقتضى جميع النصوص من الكتاب والسنة وتصديق بعضها ببعض وعدم إساءة الظن بها أو ضرب بعضها ببعض، ثم ترك التنقير فيما لا تطيقه العقول.
وقد قال تعالى في الحديث القدسي الثابت: يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم.
فمن أبى الاستهداء أو تكبر عنه أو تشاغل باستهداء غيره عن استهدائه فالله تعالى محص ذلك عليه فيما هو محصيه ثم إنه تعالى موفٍ كلاً نصيبه غير منقوص إلا أن يعفو ويصفح، فمن وجد خير فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.
نسأل الله تعالى أن يسلك بنا أجمعين سبيل الخير والهدى، وأن يجنبنا الشر والضلال والردى، فإنا إن لم يهدنا ضلال، ولا حول ولا قوة لنا إلا به، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/288)
ـ[احمد محمد علي]ــــــــ[18 - 07 - 08, 04:31 م]ـ
يا اخوة مازلت لم افهم معنى القدم النوعي للعالم ممكن ان تفهموني معنى هذا المصطلح وهل قال ابن تيمية ذلك او لا
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[19 - 07 - 08, 06:39 ص]ـ
فقد نص ابن أبي العز كما ينص شيخ الإسلام وغيره على أن دوام الفاعلية لا تنافي الأولية في الماضي ولا الآخرية في المستقبل، بل الرب عز مجده وجل ذكره هو الأول فليس قبله شيء والآخر فليس بعده شيء كما كان نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول في مناجته له.
وهذا يقتضي نفي الأولية والآخرية عمن سواه فهو المنفرد بالأولية والآخرية جل جلاله، ونفي الأولية عمن سواه متضمن لنفي القدم الاصطلاحي لا القدم اللغوي الذي جاء به القرآن في نحو قوله تعالى:" والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم".
بل نفس فعل الخلق والتكوين منه جل وعلا مستلزم لحدوث المخلوق المكوَّن بعد أن لم يكن قط.
وتعلق فعل الرب تعالى وكذا كلامه بمشيئته أصل عظيم عند أئمة أهل السنة والحديث وبه فارقوا مقالة الكلابية الذين هم أقرب الطوائف إليهم، ولغموض هذه المسألة وكثرة التعصب المعمي والمصم قل التمييز بين محض السنة وبين مقالة الكلابية، وزاد الأمر خفاء التباسه على بعض أعلام المحدثين، وهذه المسألة هي التي جرت بين إمام الأئمة في وقته أبي بكر ابن خزيمة وبين أبي علي النيسابوري وأبي بكر بن إسحاق الصبغي، وأصحابهما المتأثرين بطريقة الكلابية ..
وهذه القضية مبسوطة في غير كتاب من المطولات، وهي تبين شدة غموض هذه المسألة، ولعل السبب في هذا الغموض من جهة ملابساتها أكثر مما هو منها في نفسها.
وقد أخبر الله سبحانه في سورة هود أنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء، فالعرش والماء موجودان قبل هذا العالم، وكذا القلم كما ثبت في الحديث، وكلها حادثة مخلوقة بعد أن لم تكن الله تعالى خلقها وكونها وهو رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم
وإنما وقع الخلاف بين أهل العلم في أيها أسبق خلقاً وحدوثاً العرش أم القلم، والأكثر على أن العرش أقدم والنصوص شاهدة بذلك، ومن شواهده: أن القلم لم يذكر في سورة هود كالإشارة إلى أنه من متعلقات هذا العالم وإن وجد قبله وكتبت به مقادير الخلائق في الذكر قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما في الحديث الصحيح.
ولا راحة للقلب إلا بالتسليم لمقتضى جميع النصوص من الكتاب والسنة وتصديق بعضها ببعض وعدم إساءة الظن بها أو ضرب بعضها ببعض، ثم ترك التنقير فيما لا تطيقه العقول.
وقد قال تعالى في الحديث القدسي الثابت: يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم.
فمن أبى الاستهداء أو تكبر عنه أو تشاغل باستهداء غيره عن استهدائه فالله تعالى محص ذلك عليه فيما هو محصيه ثم إنه تعالى موفٍ كلاً نصيبه غير منقوص إلا أن يعفو ويصفح، فمن وجد خير فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.
نسأل الله تعالى أن يسلك بنا أجمعين سبيل الخير والهدى، وأن يجنبنا الشر والضلال والردى، فإنا إن لم يهدنا ضلال، ولا حول ولا قوة لنا إلا به، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
بارك الله فيكم كلام سديد و نافع ان شاء الله
و قد ألمحتم الى خطأ الشيخ أمان رحمه الله في فهم المسألة و مذهب شيخ الاسلام فيها
فهو رحمه الله لم يقل بوجوب وقوع التسلسل في الماضي و لكنه لم يقل أيضا بامتناع الوقوع و خلط الشيخ رحمه الله بينهما
و يظهر ذلك بما علل به قوله اذ قال:
أما في المستقبل فقد أخطأت هذه الطوائف بمنع هذه الحوادث من الدوام وقوعا (فعلا)، حيث دوامها إنما هو لإدامة الله عزوجل لها، ولا إشكال في هذا، ولا يتنافى مع قول صلى الله عليه وسلم: ((الآخر الذي بعده شيء))، لأن هذا ليس دواما ذاتيا، بل دوام من الله عزوجل، أدامهم الله عزوجل حكمة منه سبحانه، لأن هذا الدوام ليس دواما ذاتيا.
فيتعقب بأن المسألة هي نفسها في الماضي اذ أن الأشياء المتسلسلة في الماضي ليس لها وجود ذاتي أيضا بل وجود بايجاد الله عز وجل لها
فيبدو و الله اعلم ان الشيخ رحمه الله حين استحضر المسألة في تسلسل الحوادث في الماضي انتقل ذهنه من تصور الأعيان الى تصور النوع و هو شائع في مثل هذه المسائل الدقيقة و الشائكة
و انما لم يقل شيخ الاسلام بوجوب تسلسل الحوادث في الماضي لأن الشرع لم ينطق به كما نطق بوجوب تسلسل الحوادث في المستقبل فوقف حيث وقف به النص بما أن اتباث جواز الوقوع كاف لسد باب التعطيل و الالحاد في أفعال الصانع و وجوده
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 07 - 08, 02:39 م]ـ
يا اخوة مازلت لم افهم معنى القدم النوعي للعالم ممكن ان تفهموني معنى هذا المصطلح وهل قال ابن تيمية ذلك او لا
(مرادهم من قدم النوع "أو مجموع الحوادث": أن لا يزال فردٌ من أفراد ذلك النوع موجودا بحيث لا ينقطع بالكلية، ومن البيِّن أن حدوث كل فرد لا ينافي ذلك) *، (وذلك لأنهم يعنون بقدم النوع: أن النوع لم يزل متحققا في فرد من أفراده، ولم ينقطع تحققه في فرد ما في جزء من أجزاء الزمان، وحدوث كل فرد لا ينافي ذلك، فإنه ما من فرد تفرضه إلا وهو حادث مسبوق بعدم، وإن كان لا يقف إلى نهاية) **
*الدواني في "شرح العَضُديّة".
** تعليق محمد عبده على "العضدية".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/289)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[20 - 07 - 08, 07:22 م]ـ
يا اخوة مازلت لم افهم معنى القدم النوعي للعالم ممكن ان تفهموني معنى هذا المصطلح وهل قال ابن تيمية ذلك او لا
بعبارة أخرى:
المخلوقات حادثة من جبال وشجر ودواب وإنسان، وهي أفراد حادثة، لكن نوع خلق المخلوقات قديم، فالخلق لم يكن حادثاً بحدوث الجبال بل هو أقدم وهكذا، فمراد القائلين بحدوث النوع يقتضي أن صفة الخلق حادثة، وهو مقتضى تعطيل الرب سبحانه.
فتفريق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بين النوع والفرد هي محور الرد على الفلاسفة القائلين بقدم العالم وعلى من خالف شيخ الإسلام في قدم النوع لا الآحاد.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[21 - 07 - 08, 01:42 ص]ـ
وبإختصار آخر ... هو أن الله عزوجل متصف بصفة الخلق من الأزل فهو يخلق خلق وقد خلق قبله خلق .. ولم يكن اله عزوجل معطلا عن الخلق في الأزل فهو فعّال لمايريد وخالق وعلى كل شيء قدير ....
والذين يهاجمون شيخ الإسلام يقعون في شر أعمالهم .... فمن مقتضى كلامهم يثبتون ربا معطلا عن الخلق في الأزل ثم بعد دهر من الزمان أصبح يخلق وينشا الخلق!!!
والفلاسفة في الجانب المعاكس ... حيث أثبتوا قدم العالم ... وانه قديم بقدم الله (الصانع)! وهذا أحد الأمور التي كفرت بها الفلاسفة ...
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[24 - 07 - 08, 08:43 م]ـ
للرفع
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[31 - 07 - 08, 03:47 م]ـ
وهل يقعون فى تعطيل صفة المغفرة للذنوب
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[08 - 08 - 08, 06:20 م]ـ
ليت الاخوان يصوبون فهمي لهذه المسأله
أن مسألة القدم النوعي للعالم افهمها من خلال مراجعتي لمجموع مواضيع كنت قد بحثتها
وهو ان عالمنا هذا مخلوق بلا شك فهم محدث بعد ان لم يكن بقدرة الله عز وجل
ولا شك ان الله قادر على ان يخلق قبل عالمنا هذا عالم وقبل هذا العالم عالم .... إلخ إلى ما لا نهايه
إلى هنا انا أفهم المسأله
النتيجه هي ان هذه العوالم المتسلسله في الماضي التي يمكن أن تكون قبل عالمنا هذا ممكنة الحدوث أزلا من حيث الكليه لا من حيث الافراد
والأفراد فيها لها بدايه ونهايه
و هذا الإمكان لازم مازال ربنا - عز وجل - قادر على ان يبدع أزلا
ولا شك أن القدم النوعي هو هذا (على ما أفهم)
فالنوعي هو الكلي
أذا الوجود النوعي للحوادث صحيح عقلا ومستقيم نقلا
فأن الله كما هو معلوم فعال لما يريد وهذه الفاعليه لا شك انها أزليه
الاشعريه: ذهبوا إلى أستحالة حوادث لا أول لها وعلى هذا يلزمهم أستحالة إحداث لا أول له
النتيجه أستحالة خلق لا اول له - فأن الإحداث هو الخلق - وهذا هو تعطيل الرب جل وعلا
وبالمقابل قال الفلاسفه: بالقدم المطلق وهذا يشمل النوع والافراد عندهم وهذا من أبطل الباطل ينقضه العقل والنقل والواقع
هذا ما فهمته من الموضوع فلعل الإخوه يصوبون هذا بارك الله فيكم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 08 - 08, 06:34 م]ـ
ليت الاخوان يصوبون فهمي لهذه المسأله
أن مسألة القدم النوعي للعالم افهمها من خلال مراجعتي لمجموع مواضيع كنت قد بحثتها
وهو ان عالمنا هذا مخلوق بلا شك فهم محدث بعد ان لم يكن بقدرة الله عز وجل
ولا شك ان الله قادر على ان يخلق قبل عالمنا هذا عالم وقبل هذا العالم عالم .... إلخ إلى ما لا نهايه
إلى هنا انا أفهم المسأله
أخي الكريم ما دمت تقول (ولا شك ان الله قادر على ان يخلق قبل عالمنا هذا عالم وقبل هذا العالم عالم) فلماذا تجيز لنفسك أن تقول (بعد ان لم يكن بقدرة الله عز وجل)!!
فصفة القدرة لله تعالى صفة ملازمة له سبحانه أزلاً وأبداً قبل إحداث العالم وبعد إحداثه.
والنوع الذي قاله ابن تيمية مثلا في صفة الخلق. هل صفة الخلق وُجِدَت مع خلق العالم ولم تكن قبله أو أنها قديمة بقدم ذاته سبحانه، هذا هو النوع الذي يقصده شيخ الإسلام أما آحاد الخلق فهي حادثة كولدك الذي سيأتي بعدك وهكذا.
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[08 - 08 - 08, 07:47 م]ـ
أخي أبو ابراهيم الحائلي - المكرم - انا لم أجز لنفسي شيئا بل هو فهم وقر في ذهني عرضته عليكم لأعلم خطاه من صوابه.
حيالك الله - وبارك فيك - على هذا الاستدراك
لعلي تقدمت في الفهم شيئا أستفدته منك
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 08 - 08, 08:27 م]ـ
بارك الله فيك أبا حذيفة ونفع بك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/290)
أيها الفاضل ما ذكرتُهُ أنا هو من باب المشاكلة في الحوار، وليس معناهُ أني أعاتبك وأحاسبك على هذا القول؛ كلا، فأنا لا أعدُ إلا عالةً على أهل العلم.
زادني الله وإياك من كريم فضله وفتح علينا أبواب العلم النافع
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[09 - 08 - 08, 07:40 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الرحمن الشامي]ــــــــ[09 - 08 - 08, 11:32 م]ـ
من باب الفائدة أنقل ما قاله الشيخ الألباني رحمه الله في مقدمة تحقيقه على "رفع الأستار":
" ... وقعت عيني على رسالة الإمام الصنعاني تحت اسم (رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار). في مجموع رقم الرسالة فيه (2619) فطلبته فإذا فيه عدة رسائل هذه الثالثة منها. فدرستها دراسة دقيقة واعية لأن مؤلفها الإمام الصنعاني رحمه الله تعالى رد فيها على شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ميلهما إلى القول بفناء النار بأسلوب علمي رصين دقيق (من غير عصبية مذهبية. ولا متابعة أشعرية ولا معتزلية) كما قال هو نفسه رحمه الله تعالى في آخرها. وقد كنت تعرضت لرد قولهما هذا منذ أكثر من عشرين سنة بإيجاز في (سلسلة الأحاديث الضعيفة) في المجلد الثاني منه (ص 71 - 75) بمناسبة تخريجي فيه بعض الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة التي احتجا ببعضها على ما ذهبا إليه من القول بفناء النار وبينت هناك وهاءها وضعفها وأن لابن القيم قولا آخر وهو أن النار لا تفنى أبدا وأن لابن تيمية قاعدة في الرد على من قال بفناء الجنة والنار وكنت توهمت يومئذ أنه يلتقي فيها مع ابن القيم في قوله الآخر فإذا بالمؤلف الصنعاني يبين بما نقله عن ابن القيم أن الرد المشار إليه إنما يعني الرد على من قال بفناء الجنة فقط من الجهمية دون من قال بفناء النار وأنه هو نفسه - أعني ابن تيمية - يقول بفنائها وليس هذا فقط بل وأن أهلها يدخلون بعد ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار وذلك واضح كل الوضوح في الفصول الثلاثة التي عقدها ابن القيم لهذه المسألة الخطيرة في كتابه (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) (2/ 167 - 228) وقد حشد فيها (من خيل الأدلة ورجلها وكثيرها وقلها ودقها وجلها وأجرى فيها قلمه ونشر فيها علمه وأتى بكل ما قدر عليه من قال وقيل واستنفر كل قبيل وجيل) كما قال المؤلف رحمه الله ولكنه أضفى
بهذا الوصف على ابن تيمية وابن القيم أولى به وأحرى لأننا من طريقه عرفنا رأي ابن تيمية في هذه المسألة وبعض أقواله فيها وأما حشد الأدلة المزعومة وتكثيرها فهي من ابن القيم وصياغته وإن كان ذلك لا ينفي أنه تلقى ذلك كله أو جله من شيخه في بعض مجالسه فما عزاه إليه صراحة فهو الأصل في ذلك وما لم يعزه فلا ولذلك جريت فيما يأتي على التنبيه على ما لم يعزه إليه صراحة لأن من بركة العلم أن يعزى كل قول لقائله. وليس العكس كما هو معروف عند العلماء. وإن مما يؤيد هذا أن ابن القيم رحمه الله تعرض لهذا البحث مطولا أيضا في كتابه (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة) بنحو ما في (الحادي) كما تراه في (مختصر الصواعق) للشيخ محمد بن الموصلي (ص 218 - 239) فلم يذكر فيه ابن تيمية مطلقا وكذلك رأيته فعل في (شفاء العليل) (ص 252 - 264) إلا أنه قال في آخرها:
(وكنت سألت عنها شيخ الإسلام قدس الله روحه فقال لي: هذه المسألة عظيمة كبيرة ولم يجب فيها بشيء. ومضى على ذلك زمن حتى رأيت في تفسير عبد بن حميد الكشي بعض تلك الآثار (يعني أثر عمر الآتي في أول الكتاب) فأرسلت إليه الكتاب وهو في مجلسه الأخير وعلمت على ذلك الموضع وقلت للرسول: قل له هذا الموضع يشكل عليه ولا يدرى ما هو؟ فكتب فيها مصنفه المشهور رحمة الله عليه). فهذا مما يدل على أنه من الممكن أن يكون تلقاه كله عنه ولكن لا نقول به إلا في حدود ما نص هو عليه أنه من كلام ابن تيمية نفسه رحمهما الله تعالى في (الحادي) أو في غيره أن وجد ".(48/291)
أريد توضيحا لهذه المصطلحات
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[23 - 04 - 08, 04:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم أن توضحوا لي بأسلوب مبسط معاني هذه المصطلحات الصوفية
الفناء الوجد وحدة الشهود الجذب وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[24 - 04 - 08, 10:26 م]ـ
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1889&page_id=0&page_size=15&links=False
ـ[محمد السلفي المكي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 01:10 ص]ـ
الأخت الفاضلة
هذا المعجم سيفيدك كثيرا بإذن الله في فهم ألفاظ العقيدة عند أهل السنة وسائر الفرق والطوائف
معجم ألفاظ العقيدة للشيخ عامر فالح
قدم له الشيخ الجبرين
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=10&book=1691
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[26 - 04 - 08, 08:22 م]ـ
جزاكم الله كل خير وبارك فيكم وأحسن إليكم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 04 - 08, 06:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(48/292)
نصيحة نافعة ووصية جامعة
ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[23 - 04 - 08, 10:24 م]ـ
نصيحة نافعة ووصية جامعة
للعلامة السّلفي
الشيخ عبد الحميد بن باديس - رحمه الله تعالى -
1359هجرية - 1940 ميلادية
اعلموا - جعلكم الله من وعاة العلم , ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم , وجملكم بعزة الاتباع , وجنّبكم ذلة الابتداع - أن الواجب على كل مسلم في كل مكانٍ وزمانٍ أن يعتقد - عقداً يتشرّبُهُ قلبه , وتسكنُ له نفسه , وينشرح له صدره , ويلهجُ به لسانه , وتنبني عليه أعماله - أنّ دين الله تعالى - من عقائد الإيمان وقواعد الإسلام وطرائق الإحسان - إنما هو في القرآن والسنّة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين , وأن كل ماخرج عن هذه الأصول ولم يحظ لديها بالقبول - قولاً كان أو عملاً أو اعتقاداً أو حالاً - فإنه باطل من أصله مردود على صاحبه ,كائناً من كان في كل زمانٍ ومكان.
هذه نصيحتي لكم ووصيتي أفضت بها إليكم فاحفظوها واعملوا بها , تهتدوا وترشدوا - إن شاء الله تعالى - فقد تضافرت عليها الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال أساطين الملّة من علماء الأمصار وأئمّة الأقطار وشيوخ الزّهد الأخيار , وهي لعمري الحق لا يقبلها إلاّ أهل الدين والإيمان , ولا يردّها إلاّ أهل الزيغ والبهتان!.(48/293)
منهج أهل السنة والجماعة 3
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 03:30 ص]ـ
-خصائص أهل السنة والجماعة في العقيدة والمنهج:
1.الإنطلاق من التوحيد: توحيد الله في كل شيء، فهو الذي يقتضي الإيمان بالخالق وماسواه مخلوق، الكامل وماسواه ناقص، المعبود وماسواه عابد خاضع، وأي خلل في هذا يخلط الأمر ومالرافضة والصوفية والعلمانية والإلحادية بخافية علينا.
2.لاتعارض عندهم بين العقل والنقل، ولاصراع بين الدين الحق وبين العلم الحديث النافع، ولايمكن تعارض خبر غيبي أو تشريعي مع نظرية علمية صحيحة.
3.الدعوة إلى العلم النافع، وهو قسمان:
-علم شرعي لابد من تعلمه بدليله.
-علم مادي تجريبي وشروط تعلمه (لايعارض الدين وأصوله كالعلم الذي يقود إلى الإلحاد والإباحية فهذا علم مرفوض-النفع للأمة-النية الصالحة في تعلمه)
4.التلازم بين العقيدة والشريعة، وقد انقسم من ضل في هذا الباب إلى قسمين:
-الخوارج: فجعلوا التلازم بينهما يخرج مرتكب الكبيرة من الإيمان، ففساد تعاملهم مع النصوص أدى إلى فساد تعاملهم مع الخلق.
-المرجئة: فصلوا العمل عن الإيمان، وتسلل عن طريقهم العلمانيون الذين يفصلون الدين عن الحياة.
5.التطبيق العملي للعقيدة، فليسوا أصحاب كثرة كلام ولاتنظير وإنما يبينون الحق ويعملون به ويدعون إليه ويصبرون عليه، وأيما علم أو عقيدة لاتؤدي بصاحبها إلى عمل صحيح فإنها عقيدة خلل وزيف:
.ومن أهم ما يميزهم في هذا الباب:
-الربط بين العقيدة والعمل: وارجع إلى مسألة الإيمان وتعريفه عندهم.
-الكفر بالطاغوت: فالكفر به عقيدة إيجابية تؤسس للتوحيد وتدعو إلى الله وتميز بين الحق والباطل، فالكفر بالطاغوت لبيان الحق وهو بداية الدعوة إلى الله.
-قيام المجتمع المسلم على الأخوة والنصرة والموالاة.
-الدعوة بالقدوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
6.الوسطية والشمول: فهو منهج وسط كما يققره الشرع وأهله لاكما يقرره الناس بقولهم: كن صاحب طاعة وصاحب معصية، وهو كذلك منهج شامل لكافة جوانب الحياة من عقيدة وشريعة وسلوك وتعامل ودعوة وغيرها، فهومنهج إيجابي والشمول وصف له.
-الملامح العامة لأهل السنة والجماعة:
قد مر في النقطة السابقة طرف منها، ومن ملامحهم كذلك:
1.يجمعون الدين علما وعملا ظاهرا وباطنا.
2.هم أهل الجمل الثابتة بالقرآن والسنة والإجماع الملتزمون بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لادين أهل الأهواء والبدع.
3.لايأخذون إلا ماكان ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم فهم متبعون لامبتدعون.
4.هم أعلم الناس بكتاب الله تدبرا وعملا به وحفظا له وتفسيرا، وكذلك هم أعلم الناس بالسنة.
5.تختلف اجتهاداتهم تبعا لتفاوت علمهم بالسنة ولكنهم يضبطون ذلك بالحرص على تحري الصواب والوحدة والإئتلاف.
6.ليس لهم إمام يقتدى به إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
7.سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
8.منصفون عادلون يراعون حق الله لاحق النفس أو الحزب أو الطائفة.
9.ليس لهم اسم سوى السنة والإسلام فلا يجتمعون إلا عليها.
10.التوافق في الأفهام والتشابه في المواقف رغم تباعد الأمصار والأعصار وماذلك إلا لأن مصدر التلقي عندهم واحد وهو الكتاب والسنة.
11.البعد عن الخصومات والجدل والمراء في الدين.
12.الصبر على الأذى واحتساب الأجر: وهم بذلك أعظم الناس ثباتا أمام الفتن.
13.البركة في علومهم وأقوالهم وأفعالهم وجهودهم: ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال مالا يناله غيرهم في مدة طويلة.
14.تعظيمهم لعلمائهم وأئمتهم والإعتراف بفضلهم وجهادهم فهم الذين تحيا بهم الأمم في الأزمات.
15.بعدهم عن المطامع الدنيوية فهم أقرب الناس إلى معرفة حقيقة الدنيا.
16.ورعهم في الفتوى والحلال والحرام والقضاء، واجتناب الشبهات،وورعهم عن الوقوع في أعراض الناس إلاماكان نافعا مثل الكلام عن الرجال في علم الحديث وهو أمر انتهى ليس له وجود الآن.
وجزاكم الله خيرا، في المشاركة القادمة سيكون الحديث عن:
-أصول المعرفة والتلقي والإستدلال عند أهل السنة والجماعة.
-النتائج والثمرات الناتجة من صحة الإستدلال عندهم.
ـ[احمد السعد]ــــــــ[28 - 04 - 08, 01:06 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:48 م]ـ
وإياك بارك الله فيك(48/294)
هل من الممكن للعبد أن يرى ((الله عز وجل)) في المنام رؤيا؟
ـ[ورقان]ــــــــ[24 - 04 - 08, 03:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال هو // هل من الممكن للعبد أن يرى ((الله عز وجل)) في المنام رؤيا؟ وهل ثبت عن حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم رؤيته ربه سبحانه وتعالى في المنام؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 04 - 08, 03:47 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم قد يرى العبد ربَّه في المنام، ولا يلزم أن تكون هذه الصورة هي الصورة الحقيقية لله تعالى
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلَّم ربَّه في المنام، فقد صحَّ عنه أنَّه قال ((رَأَيْتُ رَبِّى فِى أَحْسَنِ صُورَةٍ
قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟
فَقُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ يَا رَبِّ.
قَالَ: فَوَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَىَّ فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَىَّ ... ))
والله أعلم
والموضوع نوقش من قبل في الملتقى، فلو استخدمت البحث لوجدت ما تريد إن شاء الله
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[15 - 05 - 08, 02:08 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=116037(48/295)
حكم الرقية في الماء
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[25 - 04 - 08, 08:40 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله وحده و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده و على آله و صحبه و من انتهج نهجه أما بعد:
إخوتي في الله معلوم عندكم أن الرقية من السحر و من العين و من الأمراض و الأوجاع أمر ثابت ومعمول به كثيرا عند من له ثقة بربه سبحانه و تعالى 0والكلام على الرقية و أحكامها و كيفية أدائها و صورها من الأمور المهمة بسبب انتشارها انتشارا واسعا بين المسلمين اليوم 0و نصحا لنفسي و لإخواني الأعضاء الأفاضل و لكل المسلمين أحببت أن أضع بين أيديكم هذا الموضوع المهم ألا و هو الرقية في الماء و ذلك بقراءة القرآن على ماء ثم يُعطى هذا الماء للمريض على كونه رقية له 0 فما حكم هذه الرقية0
أريد من الإخوة الأعضاء التفضل بما بما تيسر عندهم من علم في المسألة لإفادة الأمة و النصح لها0
بارك الله تعالى في الجميع0
اعلمو أن الأمة بانتظاركم و أنا أحد منها0
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[25 - 04 - 08, 10:35 ص]ـ
قال صاحب موقع ومنتدى الرقية الشرعية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم،،،
يتساء ل البعض عن حكم الاغتسال بالماء المقروء عليه وإهراقه في أماكن الخلاء حيث يؤتى بماء في إناء ونحوه ثم يقرأ عليه بالرقية المشروعة وينفث أو يتفل فيه، أو أن يقرأ بالرقية الشرعية ثم ينفث أو يتفل بالماء، ويمسح منه أو يغتسل به، ودليل مشروعية ذلك:
* عن علي - رضي الله عنه - قال: (لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي فلما فرغ قال:" لعن الله العقرب لا تدع مصليا ولا غيره " ثم دعا بماء وملح وجعل يمسح عليها ويقرأ بـ} قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ {و} قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ {و} قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ {) (السلسلة الصحيحة 548) 0
* عن محمد بن يوسف بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على ثابت بن قيس – قال أحمد: وهو مريض – فقال: (اكشف الباس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس، ثم أخذ ترابا من بطحان - أحد أودية المدينة الثلاثة، العقيق، وبطحان - فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه) (السلسلة الصحيحة 1526) 0
قلت: وقد تكلم أهل العلم في الحديث آنف الذكر، وعلى أية حال فإن هناك شواهد أخرى تؤكد استخدام الماء بالكيفية السابقة والله تعالى أعلم 0
قال محمد بن مفلح: (نقل عبدالله أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه، ويصب على نفسه منه) (الآداب الشرعية – 2/ 441) 0
وفي رسالة عن حكم السحر والكهانة وما يتعلق بهما يقول سماحة الشيخ الوالد عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - بعد أن ساق طريقة العلاج المتبعة في علاج السحر وهي استخدام سبع ورقات من السدر الأخضر وقراءة بعض الآيات: (وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء) (أنظر مقالة للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - جريدة المسلمون - العدد - 9 - ص 16 - بتاريخ 6/ 4 / 1985، وكذلك تفسير ابن كثير - الجزء الأول - تفسير الآية رقم (103) من سورة البقرة - 1/ 141) 0
قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - في حكم القراءة على الماء والاستحمام فيه: (وثبت عن السلف القراءة في ماء ونحوه ثم شربه، أو الاغتسال به مما يخفف الألم أو يزيله، لأن كلام الله تعالى شفاء كما في قوله تعالى: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) " سوؤة فصلت – الآية 44 ") (الفتاوى الذهبية – جزء من فتوى – ص 40) 0
* والسؤال الذي قد يطرح نفسه تحت هذا العنوان هو: هل يجوز الاغتسال في أماكن الخلاء بالماء المقروء عليه أم لا؟؟؟
وللإجابة على هذا السؤال أقول: الاغتسال بالماء المقروء في أماكن الخلاء هو خلاف الأولى، وكما هم معلوم فإن خلاف الأولى من أقسام الجواز، وأذيل كلامي هذا بأقوال أهل العلم الأجلاء والمتخصصين وما يترجح لي في هذه المسألة الفقهية 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/296)
قال محمد بن مفلح: (قال الخلال: إنما كره الغسل به، لأن العادة أن ماء الغسل يجري في البلاليع والحشوش، فوجب أن ينزه ماء القرآن من ذلك، ولا يكره شربه لما فيه من الاستشفاء) (الآداب الشرعية – 2/ 441) 0
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز السؤال التالي: هل يجوز الاغتسال بالماء المقروء في أماكن الخلاء؟؟؟
فأجاب – رحمه الله –: (نعم، الاغتسال بالماء المقروء في الحمام ليس فيه بأس) (فتح الحث المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم الاستحمام بالماء المقروء عليه في أماكن الخلاء؟؟؟
فأجاب – حفظه الله -: (نرى احترام هذا الماء الذي قد قرأ فيه أحد الناصحين ونفث فيه بآيات من كتاب الله تعالى، كآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة وآخر سورة الحشر والفاتحة والمعوذتين وسورتي الإخلاص ونحوها، فهذا الماء اكتسب شرفا وأثرا حسنا، فمن احترام كلام الله تعالى أن لا يهراق مع النجاسات والاقذار، وأن يستعمل في داخل الكنف والمراحيض كما يدخل الكنيف بشيء فيه ذكر الله من أوراق وخاتم أو نحوها فعلى هذا إذا أراد أن يغتسل به فإن عليه أن يستعمله في مكان نظيف كغرفة أو خدر أو سطح أو نحوها) (فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين) 0
قال الأستاذ عبدالعزيز القحطاني: (لذلك فلا يجوز التعدي من باب " من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل " ولا أن نأمر الممسوس بالغسل في أماكن الحشوش والكنيف بماء رقية حرصاً على عدم مخالطة كلام الرب بالنجاسات) (طريق الهداية في درء مخاطر الجن والشياطين – ص 97) 0
قلت: وكما تبين آنفا فالمسألة خلافية بين أهل العلم، فالبعض قد بين بأن حكم الماء المقروء عليه والمهرق في دورات المياه لا يعتبر من الناحية الشرعية كحكم الدخول بالمصحف إلى تلك الأماكن، كما أشار لذلك المفهوم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله -، والبعض الآخر يرى بكراهة ذلك الفعل كما بين الخلال وفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين، وأميل في رأيي لقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - لما في ذلك من تيسير وعدم حصول مشقة على المسلمين والله تعالى أعلم 0
هذا ما تيسر لي إخوتي الأفاضل، سائلاً المولى عز وجل أن يحفظكم ويسدد إلى الخير خطاكم، وتقبلوا تحيات:
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
على هذا الرابط:
http://ruqya.net/forum/showthread.php?t=288
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[25 - 04 - 08, 06:49 م]ـ
الرقية يامحب ليست توقيفية لحديث " اعرضوا عليَّ رقاكم "
لكن لها شروط.
فالرقية بالقرآن أو الحديث أو الكلام المفهوم بشروطه سواء قرأناها على المريض مباشرة أو قرأناها في الماء أو الزيت أو كتبناها كل ذلك جائز والله أعلم!
ـ[معاد الجزائري]ــــــــ[25 - 04 - 08, 07:20 م]ـ
احييكم على الموضوع
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[25 - 04 - 08, 08:27 م]ـ
بارك الله فيكم وهنا توضيح المقصود تحت عنوان مصطلح الرقية الشرعية حيث يجيب الشيخ ابو البراء على استشكال لأحد الاخوة
قد أكدت من خلال هذه السلسلة العلمية وفي أكثر من موضع على أن القضايا المتعلقة بالرقية الشرعية أمور توقيفية تعبدية لا يجوز الإخلال بجزئياتها أو إحداث تأويلات باطلة مبنية على أحاديث واهية أو موضوعة، وفي هذا المقام أذكر كلاما جميلا لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - حيث يقول:
(وليس للعبد أن يدفع كل ضرر بما شاء ولا يجلب كل نفع بما يشاء؛ بل لا يجلب النفع إلا بما فيه تقوى الله ولا يدفع الضرر إلا بما فيه تقوى الله، فإن كان ما يفعله في العزائم والأقسام، ونحو ذلك مما أباحه الله ورسوله - فلا بأس به، وإن كان مما نهى الله عنه ورسوله لم
يفعله) (مجموع الفتاوى - 24/ 280) 0
وقال أيضا: (00 ومن جوز أن يفعل الإنسان بما رآه مؤثرا من هذه الأمور من غير أن يزن ذلك بشريعة الإسلام - فيفعل ما أباحه الله، ويترك ما حرم الله - وقد دخل فيما حرمه الله ورسوله، إما من الكفر، وإما من الفسوق وإما العصيان، بل على كل أحد أن يفعل ما أمر الله به ورسوله، ويترك ما نهى الله عنه ورسوله) (مجموع الفتاوى - 24/ 280 - 281) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/297)
وقال - رحمه الله -: (000 فقد جمع العلماء من الأذكار والدعوات التي يقولها العبد إذا أصبح، وإذا أمسى، وإذا نام، وإذا خاف شيئا، وأمثال ذلك من الأسباب ما فيه بلاغ 0 فمن سلك مثل هذه السبيل، فقد سلك سبيل أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ومن دخل في سبيل أهل الجبت والطاغوت الداخلة في الشرك والسحر فقد خسر الدنيا والآخرة، وبذلك ذم الله من ذمه من مبدلة أهل الكتاب 0 حيث قال: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ*وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) - إلى قوله -: (وَلَبئئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (سورة البقرة – الآية 101 – 102) والله سبحانه وتعالى أعلم) (مجموع الفتاوى - 24/ 281 - 282) 0
بهذه الكلمات المعبرة المتزنة يضع شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - الأمور في نصابها الصحيح، ويعطي الفكرة الواضحة الناصعة عن الرقية الشرعية ومضمونها وما يجب أن تكون عليه 0
يقول الأخ الفاضل فتحي الجندي في كتابه القيم (النذير العريان) تحت عنوان هل الرقى توقيفية أم اجتهادية:
(إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصادر ما كان موجودا من الرقى ولم يسد الباب ابتداء ليقدم لهم بعد ذلك ما يراه جائزا من تلك الرقى، ولكنه ترك الباب مفتوحا ليمارس المسلمون بأنفسهم عملية التمحيص، وليقبلوا من الرقى ما لم يحو شركا أو محرما، أو يؤدي إلى محرم، كما يفهم من سائر نصوص الشريعة) (النذير العريان - ص 186) 0
ويقول تحت عنوان (هل يجوز ادخال الاجتهاد على الرقى التوقيفية المأثورة):
(لا لأن ذلك يعد بمثابة الاستدراك على النبي صلى الله عليه وسلم والمخالفة له 0
فإذا قال صلى الله عليه وسلم مثلا: قل ثلاثا فليس لقائل أن يقول: قل عشرا 0 فلا يجوز تغيير عدد منصوص أو هيئة أو صفة أو زمان بدون مبرر شرعي 0
أما الرقى المأثورة فهي مباحة ما لم تحو محذورا شرعيا سيما إذا جربت وصح نفعها بقدر الله، أما أن يحتج لرقية ما بأنها جربت وصح نفعها بمجرد التجريب فقط فهذا وحده لا يكفي كما سبق تقريره 0
فالرقية التي تكون على هيئة غامضة وأوامر متعسفة بحيث تشبه أفعال السحرة والمشعوذين وطقوسهم، مثل هذه الرقية لا تجوز وإن زعموا أنها قد جربت ونفعت 0
والمسلم يجب أن يكون على بصيرة من أمره في كل ما يأتي أو يذر فيزن كل ما يعرض له بميزان الشرع 0 وأن يتريث قبل العمل بمثل هذه الأمور التي لا يوجد فيها نقل صحيح صريح 0
فهذه الأشياء التي لا يعقل معناها، إذا لم نتأكد أنها من الأسباب الشرعية أو العادية التجريبية؛ فلا يجوز التسليم بها أو تعاطيها، لأن هذا يفتح بابا عظيما من الفتن، إذ أنه ذريعة إلى تصديق السحرة والدجالين وتلبيس أمرهم على العامة) (النذير العريان – ص 193) 0
قلت: وليس المقصود فقط ألفاظ الرقية فحسب إنما يندرج تحت ذلك كافة الوسائل والأساليب المتبعة في الرقية والعلاج والتي تحتاج إلى قواعد وضوابط، ولا يخفى علينا مطلقا أن العلماء الأجلاء هم الذين يحددون سلامة كافة تلك الوسائل والأساليب المتبعة واعتبارها من الأسباب الشرعية أو العادية التجريبية، ويقومون بدورهم بتمحيص ذلك وتقديم السمين دون الغث، لا كما يفعل كثير من مدعي علم الرقية والعلاج حيث يستخدمون كل ما هب ودب مما تمليه عليهم أفكارهم وعقولهم الواهية أو توسوس لهم به شياطينهم لاستخدامه اداة لتمييع العقائد بل قد يصل الأمر إلى تدميرها بالكلية، وهذا يحتم على كافة المسلمين في شتى بقاع الأرض العودة لعلماء الأمة والاسترشاد بفتاواهم وتوجيهاتهم 0
ونتيجة لعدم التقيد بكافة تلك الضوابط ظهر وبشكل ملفت للنظر هؤلاء المدعين، وتهافتوا على هذا العلم من كل حدب وصوب، قائدهم في ذلك الأهواء والنزوات والشهوات فضلوا وأضلوا، ومن أجل ذلك كله ولأهمية ذلك الأمر أفردت جزءا خاصا يتحدث عن معظم تلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/298)
التجاوزات التي أدخلت على الرقية من أوسع أبوابها فما عادت الرؤية واضحة جلية، ولحق بالرقية ما لحقها من غبش وشوائب ورواسب، فأصبحت النظرة العامة للبعض تجاه الرقية على أنها من الشعوذة والدجل والسحر، ولا يخفى على القارئ الكريم أنه لا يمكن بأي حال من
الأحوال كتابة كل ما يسمع أو يرى على الساحة اليوم، فربما سمعنا اليوم بصاحب الفأس ذو القطار وقد يطل علينا غدا صاحب الحمار أو الحذوة أو الفأر، ولا ندري بعد ذلك ماذا سيكون الحال وإلى أين سيؤول المآل، ومن هنا فلا بد أن تكون هناك قواعد وأصول عامة ضابطة لكل ذلك، ومن أهمها موافقة تلك الممارسات والأساليب لنصوص الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم الأجلاء، أو ما ثبت نفعه من الناحية الحسية وكانت له نتيجة مطردة مع المعاناة والألم بعد موافقة أهل العلم على ذلك 0
أما قولكم - يا رعاكم الله - وأعني قول أخي الحبيب ومشرفنا القدير (ابن حزم الظاهري):
(كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: " اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك) 0
قلت وبالله التوفيق: هذا لا اشكال فيه مطلقاً لأن القاعدة محددة وبالتالي فمن سار في سياق تلك القاعدة لن يخرج عما حدده الشارع وذلك من خلال الدعاء بالمأثور وغيره وهذا يعتبر من الرقية الشرعية 0
أما قولكم - يا رعاكم الله - وأعني قول أخي الحبيب ومشرفنا القدير (ابن حزم الظاهري):
(إذا فالرقية كانت معروفة قبل الإسلام ودليله قوله (كنا نرقي في الجاهلية) فكيف تكون تعبدية مثل الصوم والصلاة وهي من قبل الإسلام)
قلت وبالله التوفيق: نعم كانت معروفة وقد أشتهر بها ضماد الأزدي، كما هو معروف في خطبة الحاجة، أما أنها كانت معروفة فجاء الإسلام وهذبها وأصبحت عبادة يتقرلاب بها العبد إلى الله عز وجل، ولم تكن تصرف قبل ذلك لله سبحانه وتعالى وحده 0
أما قولكم - يا رعاكم الله - وأعني قول أخي الحبيب ومشرفنا القدير (ابن حزم الظاهري):
(ثم أنت تعلم شيخي الحبيب أن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يؤثر عنه علاج المس والعين بالقرأن مع ترسيخه لقاعدة علاج كافة الأمراض والأوجاع بالقرآن والدعاء صلي الله عليه وسلم ولن نجد مأثور صحيح عنه صلي الله عليه وسلم بخصوص رقية الممسوس فكيف نقول تعبدي توقيفي وليس لدينا تشريع في هذا الصدد) 0
هذا ما كنت أخشاه أن يفتح علينا (الإسلام اسلام) شبهات قد تنقدح في أفهام مشرفينا الأفاضل وقد تم الإجابة على ذلك من خلال النقل الصريح الواضح التالي:
وحتى يستبان الأمر فقد عدت صباح هذا اليوم واتصلت بشيخنا الفاضل العلامة (إبراهيم بن محمد البريكان) - حفظه الله - فأجاب بالتالي:
الرسول صلى الله عليه وسلم عالج الصحابية الجليلبة (أم زفر) بالدعاء، حيث قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك "، والدعاء من جنس الرقية الشرعية) (فضيلة الشيخ إبراهيم بن محمد البريكان - فتوى يوم الثلاثاء - بتاريخ 18/ 1 / 2007 م) 0
ولذلك نقول بأن هذا قد ثبت في مواضع عدة لعلاج الأمراض الروحية وهي على النحو التالي:
* علاج الصرع والاقتران الشيطاني:
نقف مع الحديث المشار إليه وهو على النحو التالي:
عن عطاء بن رباح قال: قال لي ابن عباس - رضي الله عنه –: (ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك؟ فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها) (متفق عليه) 0
وهذه المرأة اسمها أم زفر كما روى ذلك البخاري في صحيحه عن عطاء، والظاهر أن الصرع الذي كان بهذه المرأة كان من الجن 0
قال الحافظ بن حجر في الفتح: (وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت: إني أخاف الخبيث أن يجردني، - والخبيث هو الشيطان - فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها 000 ثم قال: وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/299)
قال النووي: (وفي حديث المرأة التي كانت تصرع دليل على أن الصرع يثاب عليه أكمل ثواب) 0
* علاج السحر:
ونقف مع حديث سحر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو على النحو التالي:
ثبت من حديث عائشة - رضي الله عنها – أنها قالت: (سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله 0 حتى إذا كان ذات يوم - أو ذات ليلة - وهو عندي، لكنه دعا ودعا ثم قال: (يا عائشة، أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه؟ أتاني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب – أي مسحور -، قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطة، وجف طلع نخلة ذكر 0 قال: وأين هو؟ قال في بئر ذروان فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه 0 فجاء فقال: يا عائشة، كأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين – أي كونها وحشة المنظر -، قلت: يا رسول الله أفلا استخرجته؟ قال: قد عافاني الله، فكرهت أن أثير على الناس فيه شرا 0 فأمر بها فدفنت) (متفق عليه)، وقد روي مثل ذلك الحديث عن أم المؤمنين - رضي الله عنها - بأسانيد مختلفة 0
* علاج العين:
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه –: (أن جبريل - عليه السلام - أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! اشتكيت؟ فقال: (نعم)، فقال جبريل – عليه السلام -: (باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شركل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك) (أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم والترمذي وابن ماجة والنسائي) 0
يقول القرطبي في مخطوطة برقم (2353) نقلاً عن كتاب (أحكام الرقى والتمائم للدكتور فهد بن ضويان السحيمي): (وهذا الحديث دليل على استحباب الرقية بأسماء الله تعالى) 0
وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: (يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) (أخرجه الإمام أحمد والإمام البخاري وأبو داوود والترمذي وابن ماجة والنسائي) 0
يقول المباركفوري في (تحفة الأحوذي): (" كلمات الله ": قيل هي القرآن، وقيل أسماؤه وصفاته) 0
يقول الحافظ بن حجر في الفتح: (قوله: " إن أباكما " يريد إبراهيم عليه السلام، وقوله "بكلمات الله": قيل: المراد بها كلامه على الاطلاق) 0
قال الخطابي: كان أحمد يستدل بهذا الحديث على أن كلام الله غير مخلوق، ويحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستعيذ بمخلوق) 0
وعن عبدالرحمن بن خنبش - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتاني جبريل، فقال: يا محمد! قل قلت: وما أقول؟ قال: قل: أعوذ بكلمات الله التامات، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق، وذرأ، وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، وبرأ ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق يطرق، إلا طارقا يطرق بخير، يا رحمن!) (أخرجه الإمام أحمد والطبراني والنسائي والهيثمي وصححه الألباني) 0
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى رقاه جبريل قال: بسم الله يبريك، من داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين) (أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم) 0
قال ابن كثير في (تفسير القرآن العظيم): عن علي – رضي الله عنه -: (أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقه مغتماً فقال: يا محمد، ما هذا الغم الذي أراه في وجهك؟ قال " الحسن والحسين أصابتهما عين " قال: صدِّق بالعين، فإن العين حق، أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات؟ قال: " وما هن يا جبريل " قال: قل اللهم ذا السلطان العظيم، ذا المن القديم، ذا الوجه الكريم، ولي الكلمات التامات، والدعوات المستجابات، عافِ الحسن والحسين من أنفس الجن وأعين الإنس، فقالها النبي صلى الله عليه وسلم فقاما يلعبان بين يديه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " عوّذوا أنفسكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/300)
ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ، فإنه لم يتعوذ المتعوذون بمثله) (أخرجه ابن عساكر، والهندي في "كنز العمال" ونسبه لابن مندة، والجرجاني والأصبهاني) 0
قال الخطيب البغدادي: تفرد بروايته أبو رجاء محمد بن عبدالله الحيطي من أهل تستر ذكره ابن عساكر في ترجمة طراد بن الحسين من تاريخه 000) 0
قلت: ولم أقف على مدى صحة الحديث إلا أنه لا يرى بأس الدعاء به نظراً لعدم تعارضه مع النصوص النقلية الصحيحة، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (اعرضوا عليّ رقاكم 000)، وكذلك فإنه لا تعارض بينه وبين الأسس والشروط الرئيسة للرقية الشرعية، مع أن الأولى تركه والدعاء بالمأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم) 0
قال ابن القيم – رحمه الله – في كتابه الطب النبوي – ص 168 – 170: (فمن التعوذات والرقى للعين الاكثار من قراءة المعوذتين، وفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، ومنها التعوذات النبوية 0 وذكر جملة من الأدعية والأذكار) 0
اذن الدعاء ثابت في علاج جميع الأمراض لروحية كمكا تبين معنا آنفاً، والرقية كما بين علماء الأمة هي العوذة، أي الدعاء للمريض بالشفاء 0
ففي الشرع المراد بالرقية المشروعة: هي ما كان من الأدعية المشروعة أو الآيات القرآنية 0
وقد عرفها بعض أهل العلم بما يلي:
قال شمس الحق العظيم أبادي: (الرقية: هي العوذة بضم العين أي ما يرقى به من الدعاء لطلب الشفاء) (عون المعبود شرح سنن أبي داوود - 10/ 370) 0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (الرقى بمعنى التعويذ، والاسترقاء طلب الرقية، وهو من أنواع الدعاء) (مجموع الفتاوى - 1/ 182، 328 - 10/ 195) 0
قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله -: (" رقى " هي ما يقرأ من الدعاء لطلب الشفاء من القرآن، ومما صح من السنة 0 وأما ما اعتاده الناس من الكلام المسجوع الممزوج بكلمات لا يفهم لها معنى، وقد تكون من الكفر والشرك، فإنها ممنوعة 0 ومن السخافات ما يضاف إليها من الخبز بعد أن تدخل فيه السكين أو السيخ، أو الماء بعد أن يوضع في أوان كتب عليها بعض الكلام، أو وضع فيها الأوراق التي كتب عليها الكلام والطلسمات، فإنها من عمل الشيطان، وتخريف أدعياء العلم، ويساعد عليها ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 0 ولو صح قول النبي صلى الله عليه وسلم: " هي من قدر الله " فمعناه: أن قدر الله كائن لا يرد) (ضعيف سنن الترمذي - ص 231 - 232) 0
قال سعد صادق محمد: (والرقى في الحقيقة دعاء وتوسل يطلب فيها الله شفاء المريض وذهاب العلة من بدنه) (صراع بين الحق والباطل - ص 147) 0
اذن استبان الأمر واتضحت الرؤيا حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لهذه الصحابية الجليلة والدعاء من جنس الرقية، والله تعالى أعلم وأحكم 0
أرجو قراءة الموضوع بتأمل وتمعن، ثم إبداء الرأي، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية:
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[05 - 06 - 08, 04:09 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فقد وجدت بحثا مفيدا و مباركا كتبه أحد الإخوة في منتدي الإمام الآجري و جمع فيه كلام العلماء المعتبرين في المسألة و ها هو كلامه:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة القراءة من المسائل المختلف فيها بين العلماء لذلك نريد همة من طلاب العلم لإثراء هذا البحث
وسأكتفي بنقل كلام أهل العلم بين المجيزين لهذا الأمر وبين المانعين
*- من من العلماء يرى جواز الرقية في الماء:
1 - الإمام أحمد:قال محمد بن مفلح: (نقل عبدالله أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه، ويصب على نفسه منه) (الآداب الشرعية – 2/ 441)
قال صالح بن الإمام أحمد رحمه الله تعالى: اعتللت مرة فقرا لي أبي في ماء ونفث فيه ثم أمرني بشربه وأن أغسل رأسي،
2 - شيخ الإسلام ابن القيم: (ولقد مر بى وقت بمكة سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء فكنت أتعالج بالفاتحة آخذ شربة من ماء زمزم وأقروءها عليها مراراً ثم اشربه فوجدت بذلك البرء التام ثم صرت أعتمد على ذلك فى كثير من الأوجاع بها غاية الإنتفاع) 0 (زاد المعاد ج3 ص 188
3 - سماحة الوالد محمد بن ايراهيم آل الشيخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/301)
سئل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ – رحمه الله:
عن النفث في الماء ثم يسقاه المريض استشفاء بريق ذلك النافث وما على لسانه حينئذ من ذكر الله تعالى أو شئ من الذكر كآية من القرآن أو نحو ذلك؟
فأجاب: لا بأس بذلك فهو جائز، بل قد صرح العلماء باستحبابه.
وبيان حكم هذه المسألة مداول عليه بالنصوص النبوية، وكلام محققي الأئمة. وهذا نصها:
قال البخاري في صحيحه: (باب النفث في الماء) ثم ساق حديث أبي قتادة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:" إذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه فينفث حين يستيقظ ثلاثاً ويتعوذ من شرها فإنها لا تضره " وساق حديث عائشة: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا آوى الى فراشه نفث في كفيه بقل هو الله أحد والمعوذتين جميعاً ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده.
وروى حديث أبي سعيد في الرقية بالفاتحة – ونص رواية مسلم: فجعل يقرأ أم القرآن ويجمع بزاقة ويتفل فبرأ الرجل، وذكر البخاري حديث عائشة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول في الرقية:" بسم الله تربة ارضنا وريقة بعضنا يشفي سقيمنا بإذن ربنا ".
وقال النووي: فيه استحباب النفث في الرقية، وقد أجمعوا على جوازه، واستحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
وقال البيضاوي: قد شهدت المباحث الطبية على أن للريق مدخلاً في النضج وتعديل المزاج، وتراب الوطن له تأثير في حفظ المزاج ودفع الضرر – الى أن قال – ثم إن الرقى والعزائم لها آثار عجيبة تتقاعد العقول عن الوصول الى كنهها.
وتكلم ابن القيم في (الهدى) في حكمة النفث وأسراره بكلام طويل قال في آخره: وبالجملة فنفس الراقي تقابل تلك النفوس الخبيثة وتزيد بكيفية نفسه وتستعين بالرقية والنفث على إزالة ذلك الأثر، واستعانته بنفثه كاستعانة تلك النفوس الرديئة بلسعها. وفي النفث سر آخر فإنه مما تستعين به الأرواح الطيبة والخبيثة ولهذا تفعله السحرة كما يفعله أهل الإيمان.
أ. هـ.
وفي رواية مهنا عن أحمد: في الرجل يكتب القرآن في إناء ثم يسقيه المريض. قال: لا بأس به. وقال صالح: وبما اعتللت فيأخذ أبي ماء فيقرأ عليه ويقول لي اشرب منه واغسل وجهك ويديك.
وفيما ذكرناه كفاية إن شاء الله في زوال الإشكال الذي حصل لكم فيما يتعاطى في بلدكم من النفث في الإناء الذي فيه الماء ثم يسقاه المريض. وصلى الله على محمد.
{فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم}
4 - سماحة الوالد عبدالعزيز بن باز:
وفي رسالة عن حكم السحر والكهانة وما يتعلق بهما يقول سماحة الشيخ الوالد عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - بعد أن ساق طريقة العلاج المتبعة في علاج السحر وهي استخدام سبع ورقات من السدر الأخضر وقراءة بعض الآيات: (وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء) (أنظر مقالة للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - جريدة المسلمون - العدد - 9 - ص 16 - بتاريخ 6/ 4 / 1985، وكذلك تفسير ابن كثير - الجزء الأول - تفسير الآية رقم (103) من سورة البقرة - 1/ 141)
5 - الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين:
السؤال: تقول هل ورد في سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قراءة القرآن للمريض في الماء ثم شربه أو قراءة القرآن في الزيت ثم الادهان به أو قراءة القرآن في كأس مكتوبٌ بها آية الكرسي ووضع بها ماء ثم شرب الماء لأن كثيراً من الناس يفعلون ذلك هل هذا جائز يا فضيلة الشيخ أم لا نرجو إفادة مأجورين؟
الجواب
الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين قال الله عز وجل (وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين) وهذا الشفاء الذي أنزله الله عز وجل في هذا القرآن الكريم يشمل شفاء القلوب من أمراضها وشفاء الأبدان من أمراضها أيضاً ولهذا لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أبو سعيد أو غيره ممن معه في السرية التي بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستضافوا قوماً من العرب فلم يضيفوهم ثم إن سيد هؤلاء القوم لدغ فطلبوا له قارئاً يقرأ من السرية التي بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءوا إليهم وقالوا هل منكم من راق يعني من قارئ قالوا نعم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/302)
ولكنكم لم تضيفونا فلا نرفع لكم إلا بجعل فجعلوا لهم شيئاً من الغنم ثم ذهب قارئٌ منهم يقرأ على هذا اللديغ فقرأ عليه بفاتحة الكتاب فقام كأنما نشط من عقال يعني قام بسرعة طيباً بريئاً ثم أعطوهم الجعل ولكنهم توقفوا حتى يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا قال خذوا واضربوا لي معكم بسهم وقال للقارئ وما بك يعني ما يعلمك أنها أي الفاتحة رقية وهكذا بعض الآيات الأخرى التي يسترقي بها الناس التي يقرأ بها الناس على المرضى كثير فيه فائدةٌ مجربة معروفة فإذا قرأ القارئ على المريض بفاتحة الكتاب وبغيرها من الآيات المناسبة فإن هذا لا بأس به ولا حرج وهو من الأمور المشروعة وأما كتابة القرآن بالأوراق ثم توضع في الماء ويشرب الماء أو على إناء ثم يوضع فيه الماء ويرج فيه ثم يشرب أو النفث في الماء بالقرآن ثم يشرب فهذا لا أعلم فيه سنةً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه كان من عمل السلف وهو أمرٌ مجرب وحينئذٍ نقول لا بأس به أي لا بأس أن يصنع هذا للمرضى لينتفعوا به ولكن الذي يقرأ في الماء بالنفث أو التفل ينبغي له أن لا يفعل ذلك إذا كان يعلم أن به مرضاً يخشى منه على هذا المريض الذي قرئ له نعم؟
6 - العلامة صالح بن فوزان الفوزان:
رقم الفتوى 2907
عنوان الفتوى القراءة على الماء
نص السؤال أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، وهذا سائل يقول: إذا كان عندي ماء وأريد أن أقرأ فيه فهل هذا يجوز؟ وهل يجوز أن أجعل أكثر من شخص يقرأ فيه؟
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds/00352-39.ra
7- الشيخ العلامة عبدالعزيز الراجحي:
الرقية
لا بد من أمرين: لا بد من أن يكون الراقي سليم المعتقد، ولا بد من إحسان الظن بالله وأن يعلم المسلم أن هذا سبب شرعي، وكذلك المسحور وولي المريض يكون عندهم انفعال ويعتقدون أن الله -سبحانه وتعالى- هو الشافي، وأن هذا من الأسباب الشرعية، ويكرر هذا مع سؤال الله العافية والضراعة إلى الله عز وجل.
ومن ذلك أيضا قراءة آية الكرسي وهي: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ وقد قرأها الإمام -وفقه الله- في صلاة المغرب في الركعة الأولى، وهي أعظم آية في القرآن: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ هذه أعظم آية في القرآن الكريم كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأعظم سورة في القرآن سورة الفاتحة: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أعظم سورة في القرآن هي سورة الفاتحة، وأعظم آية في القرآن آية الكرسي، قد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح فتقرأ آية الكرسي وتقرأ القواقل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وإذا قرأ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فحسن أيضا.
هذه أيضا تقرأ على المريض على المسحور وتقرأ في إناء فيه ماء يصب على المسحور فيشفى، وهذا أيضا مجرب في حبس الرجل عن امرأته، من أنواع السحر حبس الرجل عن امرأته فلا يصل إلى جماعها، يحبس، وهذا مجرب هذا العلاج، وإذا أتى بسبع ورقات من السدر ودقها في ماء وقرأ آية الكرسي والقواقل فإنه يشفى بإذن الله، وهذا مجرب جربه عدد من المشايخ، جربه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه، كذلك أيضا قرأته لبعض الناس وقال: إنه استفاد، وقرأه غيرهم إذا كان الرجل محبوسا عن امرأته، يعني: ممنوعا لا يصل إلى جماعها هذا من العلاج، يأتي بسبع ورقات سدر وتقرأ فيها آية الكرسي والقواقل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فيشرب منه ويتروش فيغتسل به فيشفى بإذن الله وهذا مجرب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/303)
هذا من أنواع السحر الحبس، وذلك قد يكون هذا الإنسان حبسه عن امرأته بسبب الحسد، وعقد عقدا، بعض الناس يحضر عند العقد وهو حاسد لهذا الرجل، قد يكون مختفيا فيعقد عقدا، فإذا قال للمزوِّج له: زوجني، يقول: لا، ويعقد عقدة، وهكذا فيحبس عن امرأته فلا يصل إلى جماعها.
عبدالعزيز الراجحي
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?acti...hi_User®ion=
8- معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ
والرقية إما أن تكون بنفث أو بتفل أو بما هو دون هذين، لهذا إذا اختلف العلماء في مسألة هل تشرع الرقية بنفخ دون نفث؟ على قولين ورُجِّح أن الجميع جائز، فإن كان بنفخ وهو ما لا ليس معه شيء من الريق وإنما هو إخراج هواء فقط فهو جائز، وإن كان بنفث فهذا هو المشروع والذي كان عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ يقرأ ويتعوذ وينفث في يديه وينفث على المريض أيضا، وإما أن تكون بما هو أعظم من النفث وهو التفل، والنفث إخراج بعض الريق، قليل من الريق مع الهواء؛ يعني إذا أراد أن ينفث يعني يقرأ الفاتحة وإذا ختم ينفث مع بعض الريق أو يتفل ومعه التفال -معه البصاق- أكثر مما مع النفث.
وهذا النفث أو التفل قد يكون مباشرة على البدن، وقد يكون بواسطة ماء أو بواسطة زيت أو شيء آخر، كل هذا مأذون به، أو بكتابته على الشيء؛ كتابة بعض الآيات على المرض ونحو ذلك، وقد جاء عن الصحابة في هذا أشياء منها أن ابن عباس كان يأمر أن يكتب للمرأة إذا كانت شقت عليه الولادة أو تأخرت ولادتها أن يكتب في إناء ?كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ? [الأحقاف:35] وكذلك الآية الأخرى ?كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا? [النازعات:46]، وتسقى منه المرأة التي تأخرت ولادتها أو شق عليها ذلك ويصب الباقي على صدرها وعلى شيء من بطنها.
ونحو ذلك مما جاء عن بعض الصحابة أنهم كانوا يكتبون على بعض [ ... ] ?فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ? [البقرة:266].
قد قال صالح بن الإمام أحمد رحمه الله تعالى: اعتللت مرة فقرا لي أبي في ماء ونفث فيه ثم أمرني بشربه وأن أغسل رأسي، وكذلك روى عبد الله بن الإمام أحمد في جواز ذلك.
المقصود من هذا أن إيصال الماء إيصال القراءة، إيصال الرقية بالنفخ بالنفس أو بالنفث إلى الماء ثم يسقاه المريض أو يصب عليه أن هذا لا بأس به لفعل السلف له ولم يُنكر؛ ولأن له أصلا في السنة.
لكن كلما كانت الرقية مباشِرَة كلما كانت أفضل ولهذا قال الجد الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى ورفع درجته في الجنة قال: كلما الوقت كان أنفع يعني يقرأ في الماء كان أقرب بالنفخ أقرب بالنفث أقرب بالرقية كلما كان أنفع، وكلما كانت الوسائط أقل كان أنفع؛ يعني قراءة المرء على نفسه يعني ما فيها واسطة، واسطة واحدة؛ لكن كون المرء يقرأ على الإنسان صار هناك واسطة ثانية، كون أيضا ينفث في ماء ثم الماء يشرب ويغسل به صار هناك واسطة ثالثة، أو كونه يكتب في صحن ويغسل بزعفران أو بنحوه ثم يشرب هنا صار عندنا واسطة ثالثة كلما ضعفت، ولهذا كان الأعلى ما ثبت في السنة وهو القراءة المباشرة من الإنسان على نفسه أو بقراءة أحد عليه ثم القراءة بالماء، ثم القراءة بالكتابة في الورق وحله بالماء هذا مما يسوغ لكن مما لم يكن عليه العمل عمل السلف.
الرقى وأحكامها للشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ
*- من من العلماء يرى عدم جواز الرقية في الماء:
1 - محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني:
ما حكم الرقية بالقراءة لآيات وأدعية مأثورة في الماء؟
"ما له أصل (!!) هذا كالكتابة على الورقة ثم شعلها كما ذكرت آنفا ..
كل هذا ليس له أصل!
2 - حامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر العلامة ربيع بن هادي المدخلي:
طرح هذا السؤال في موقع الشيخ ربيع واليك السؤال والاجابة
السؤال: ما حكم قراءة القرآن في الماء؟
الجواب:
لا ينبغي، وإن قاله بعض العلماء؛ لا يوجد دليل عليه. الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما فعل هذا، والصحابة ما فعلوا. بارك الله فيكم. وهؤلاء الذين يُجيزون الكتابة وبعض الأشياء والغُسل ومثل هذه الحاجات ما عندهم أدلة، وهم علَّمونا أننا لا نقبل مسألة إلا بالدليل، فكلٌّ يؤخذ من قوله ويُرد إلا رسول الله -عليه الصلاة والسلام-.
http://www.rabee.net/show_fatwa.aspx?id=182
ـ[أبو العباس الجنوبى]ــــــــ[06 - 06 - 08, 12:17 ص]ـ
اللهم اشف مرضى المسلمين وعافهم.
جزاكم الله خيرا.(48/304)
جديد موقع (الكاشف): د. عبدالرحمن بدوي / د. النشار / رابعة العدوية
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - 04 - 08, 03:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة من الموقع لوضع ملخصات نافعة عن المشاهير - مفكرين وكتاب وأدباء .. -، تكون ميسرة لأبناء هذا الجيل في التعرف عليهم بوجهة نظر شرعية، ليتبينوا مالهم وماعليهم، فهذه مجموعة جديدة منتقاة من رسائل علمية متميزة:
1 - الدكتور الفيلسوف: عبدالرحمن بدوي:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6543
2- الدكتور علي سامي النشار:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6545
3- رابعة العدوية:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6544
ـ[توبة]ــــــــ[25 - 04 - 08, 04:39 م]ـ
3 - رابعة العدوية:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6544
و رابعة العدوية البصرية غير "رابعة الشام" زوج أحمد بن أبي الحواري الزاهد،و هو من تلاميذ ابي سليمان الداراني.
وهناك من يخلط بينهما.
ـ[محمد السلفي المكي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 01:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ سلمان
وسبحان الله كأنك كنت تقرأ ما يشغلني
بالفعل كنت بحاجة لمعرفة المزيد حول الدكتور عبد الرحمن بدوي وكتابه "مذاهب الإسلاميين "
والدكتور النشار وكتابه " نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام "
حيث رأيت هذين الكتابين في إحدى المكتبات ولم أستطع تكوين فكرة معينة عن منهج المؤلفين
فالأخير كنت أظنه سلفيا لكني كنت في شك بصراحة من بعض كلامه
وقد ذكر الشيخ محمد القحطاني كيف أنه قد نال شهرة بين أوساط المثقفين وبعض أهل العلم جعلت البعض ينخدع به!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 05:37 م]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
ـ[عبد العزيز بن زيد القحطاني]ــــــــ[04 - 05 - 08, 08:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[03 - 07 - 08, 01:24 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل
لكن موقع الكاشف لا يعمل منذ عدة أيام!
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[09 - 07 - 08, 03:09 م]ـ
للرفع والاستفسار حول موقع الكاشف!(48/305)
ما الفرق بيان التسلسل في الفاعلين والتسلسل في المفاعيل؟
ـ[عبد الله أحمد علي]ــــــــ[25 - 04 - 08, 08:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هذه إخواني أوائل مشاركاتي في هذا المنتدى الضخم، أرجو أن أجد فيه إجابات من العلماء على بعض المسائل التي تشغل ذهني كثيرا.
أولها:
ـ ما معنى التسلسل؟ أفصد بعبارة خالية عن تعقيدات الفلاسفة
ـ ما الفرق بين التسلسل في الفاعلين والتسلسل في المفاعيل؟
ـ أقصد: أيهما المستحيل، ولماذا كان مستحيل؟
ـ[ابو عبد المهيمن]ــــــــ[26 - 04 - 08, 07:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
التسلسل في كتب العقيدة يقصد به دوام الحوادث في الماضي والمستقبل
ما من حادث الا وقبله حادث هدا التسلسل في الماضي
ما من حادث الا وبعده حادث وهذا هو التسلسل في المستقبل
والتسلسل لفظ مجمل لم يرد بنفيه ولا اثباته كتاب ولا سنة
وهو ينقسم الى واجب وممكن وممتنع
فالواجب مثل دوام افعال الله وانه كلما انقضى نعيم لاهل الجنة احدث لهم نعيما اخر و كذا التسلسل في افعاله من جهة الازل وانه لم يزل خالقا رازقا متكلما
و الممكن: التسلسل في مفعولاته في الازل فانه اذا لم يزل قادرا حيا مريدا متكلما فالفعل ممكن له بموجب هذه الصفات و لا يلزم من هذا انه لم يزل الخلق معه وهذا التسلسل في المفاعيل
و التسلسل الممتنع هو التسلسل في المؤثرين فهو محال و ممتنع لذاته و هو ان يكون مؤثرون كل واحد منهم استفاد تاثيره ممن قبله لا الى غاية و هو التسلسل في الفاعلين
ـ[عبد الله أحمد علي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 08:39 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
التسلسل الثالث الممتنع واضح والحمد لله
لكن ما الفرق بين التسلسل الواجب في الأفعال والتسلسل الممكن في المفاعيل؟
يعني أخي الكريم ألا يلزم من وجوب الفعل وأزليته وجوب المفاعيل وأزليتها؟
أم ثمة فارق زماني بين الفعل والمفعول؟
ـ[ابو عبد المهيمن]ــــــــ[26 - 04 - 08, 10:35 م]ـ
اخي الحبيب اضرب لك مثالا للتضح لك السورة
مثلا الخلق فان الله متصف بصفة الخلق وهو لا لا زال متصفا بالخلق ازلا وابدا ومتى عطلنا هذه الصفة في زمن ما كان صفة نقص
واما المخلوقات فممكن وجودها في اي زمن يقدر لان وجودها متعلق بمشيئة الله فيمكن ان يوجد ذلك المخلوق المعين او لا يوجد في ذلك الزمن المقدر فوجوده ممكن لا واجب ولا ممتنع
فهذا فرق بين الفعل واثر الفعل
ـ[عبد الله أحمد علي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 11:43 م]ـ
بارك الله فيك
هل صفة الخلق مغايرة للقدرة
ثم ألا يلزم من الاتصاف بصفة الخلق وجود المخلوق؟ أقصد ألا يلزم من الاتصاف بالفعل وجود المفعول؟
إن كان الجواب لا، فما الفرق بين صفة الخلق وصفة القدرة؟
بارك الله فيك
ـ[ابو عبد المهيمن]ــــــــ[27 - 04 - 08, 03:45 م]ـ
صفة الخلق مغايرة لصفة القدرة والخالق لابد ان يكون متصفا بالعلم و القدرة فالجاهل لا يستطيع الخلق
والعاجز كذلك وهذا السر في ختام قوله تعالى وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات و لا في الارض انه كان عليما قديرا فالنقص اما من العجز وهوعدم القدرة او الجهل وهو عدم العلم
فلهذا اهل السنة يقولو ن ان الله لم يزل عالما قادرا خالقا وهكذا في سائر صفاته سبحانه عز وجل
لا يلزم من الاتصاف بالخلق وجود المخلوق لان الخلق متعلق بالمشيئة فاذا شاء خلق فيكون في زمن دون زمن
وهذا لا ينافي ان الله لم يزل خالقا ازلا وابدا مثل المتكلم فهو متكلم سواءا سكت او تكلم
ـ[محمد حذيفة]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:10 ص]ـ
بارك الله فيك اخي السائل وبارك الله في الاخ ابي عبد المهيمن
تفصيل جيد ازال الغموض عندي(48/306)
هل يجوز الحلف بغير الله؟ وما تأويل قول أبي بكر للحسن:
ـ[محمد أحمد دياب]ــــــــ[25 - 04 - 08, 11:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هل يجوز الحلف بغير الله؟ وما تأويل قول أبي بكر للحسن:
بأبي شبيه بالنبي لاشبيه بعلي
أفيدوني بارك الله فيكم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[26 - 04 - 08, 03:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هل يجوز الحلف بغير الله؟ وما تأويل قول أبي بكر للحسن:
بأبي شبيه بالنبي == لاشبيه بعلي
أفيدوني بارك الله فيكم
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا ليس حلفا، بل تفدية له بأبيه، كقولك: رسول الله بأبي هو وأمي، أي أفديه بأبي وأمي
والله أعلم
ـ[نواف البكري]ــــــــ[29 - 04 - 08, 12:58 ص]ـ
فتقدير الكلام فديتك بأبي أنت شبيه بالنبي لا شبيها بعلي
وهذا هو المنقول بأن الحسن من أشبه الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وشبهه بالنبي صلى الله عليه وسلم في اجلزء العلوي من جسده، والحسين في الجزء السفلي
ـ[محمد أحمد دياب]ــــــــ[29 - 04 - 08, 02:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
ـ[جمال العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 04:28 م]ـ
الأخ خالد عمر
ما حقيقة ما نُقِل عن تجويز الإمام أحمد الحلف بغير الله؟.(48/307)
هل كان الانبياء في السماء بأجسادهم عندما عرج بنبينا عليهم الصلاة والسلام؟؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[26 - 04 - 08, 07:56 ص]ـ
وهل صلى بهم الرسول في بيت المقدس بأرواحهم وأجسادهم أم بأرواحهم فقط عليهم السلام؟؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 09:50 م]ـ
قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ – حفظه الله تعالى – في " شرح الطحاوية ":
[ ... لُقْيا النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ للأنبياء والمرسلين والعلماء لهم في ذلك قولان: هل لقي أجسادَهم مع أرواحهم؟ أم إنه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ لقي أرواحهم دون أجسادهم؟
(فطائفة من أهل العلم قالوا: لقي أرواحا وأجسادا، واستدلوا على ذلك بدليلين:
الأول: أن هذا هو الظاهر من الجمع؛ يعني من أنهم جُمعوا له وأنه كلّم آدم وكلّم فلان وكلّم فلان إلى آخره.
والدليل الثاني: أنه جاء في أحد الروايات قوله (وبُعثت لي الأنبياء) وبعثة الأنبياء له، تدلّ على أن ذلك خاص في ذلك الموقف الخاص.
(والقول الثاني: أن ذلك إنما هو للأرواح دون الأجساد حاشا عيسى عليه السلام فإنه رُفع إلى السماء بروحه وجسده، وفي إدريس قولان؛ إدريس عليه السلام في السماء الرابعة فيه قولان، هل كان رفعه للسماء الرابعة بروحه فقط أم كان بروحه وجسده؟ وفي ذلك خلاف عند المفسرين وعند أهل العلم مأخوذ أو تجده عند قوله تعالى ?وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا? [مريم:57] في قصة لا تثبت؛ يعني في قصة لسبب الرّفع لا تثبت.
والأظهر من القولين عندي أن ذلك كان بالأرواح دون الأجساد خلا عيسى عليه السلام؛ وذلك أنَّ النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ حين التقى بالأنبياء وصلوا معه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ:
* إما أن يُقال صلوا معه بأجسادهم، وقد جُمعت أجسادهم له من القبور، ثم رَجعت إلى القبور وبقيت أرواحهم في السماء.
* وإما أن يُقال هي بالأرواح فقط؛ لأنه لقيهم في السماء.
ومعلوم أنَّ الرّفع إنما خُصَّ به عيسى عليه السلام إلى السماء رفعا حيّا، وكونهم يرفعون بأجسادهم وأرواحهم إلى السماء دائما ولا وجود لهم في القبور، هذا لا دليل عليه؛ بل يخالف أدلة كثيرة أن الأنبياء في قبورهم إلى قيام الساعة.
فمعنى كونهم ماتوا ودُفنوا أن أجسادهم في الأرض، وهذا هو الأصل، ومن قال بخلافه قال هذا خاص به عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ أنه بعثت له الأنبياء فصلى بهم ولقيهم في السماء، وهذه الخصوصية لابد لها من دليل واضح، وكما ذكرت لك فالدليل التأمُّلي يعارضه.
وعلى كل هما قولان لأهل العلم من المتقدمين والمتأخرين].
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 04 - 08, 11:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أما صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء فيظهر من رواية مسلم أنها كانت في السماء ولم تكن في بيت المقدس
وأما لقاء الأنبياء فجاء وقوعه في بيت المقدس في رواية ابن المسيب ذكرها البيهقي مرسلة، وليس فيها الصلاة وإنما فيها اللقاء
في صحيح مسلم:وحدثني زهير بن حرب، حدثنا حجين بن المثنى، حدثنا عبد العزيز، وهو ابن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربة ما كربت مثله قط، قال: فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به،
وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرب، جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي، أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي، أشبه الناس به صاحبكم، يعني نفسه، فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا محمد، هذا مالك صاحب النار، فسلم عليه، فالتفت إليه، فبدأني بالسلام.
فهذا يدل على أن صلاته بهم كانت في السماء بدليل قوله بعده يامحمد هذا مالك صاحب النار.
فالقصد أن الروايات التي تحدد صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في بيت المقدس في ثبوتها نظر.
أما لقاؤه بالأنبياء في مواضع متعددة فهذا وارد في بعض الآثار الصحيحة والضعيفة.
ـ[محب آل مندة]ــــــــ[28 - 04 - 08, 02:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/308)
فهذا يدل على أن صلاته بهم كانت في السماء بدليل قوله بعده يامحمد هذا مالك صاحب النار. [
فالقصد أن الروايات التي تحدد صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في بيت المقدس في ثبوتها نظر. QUOTE]
الاخ عبدالرحمن وفقه الله
أشكل علي مما ذكرته:
1 - أن الصلاة كانت في السماء وفي ما ذكرته من حديث مسلم
[ QUOTE] عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربة ما كربت مثله قط، قال: فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به،
وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرب، جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي، أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي، أشبه الناس به صاحبكم، يعني نفسه، فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا محمد، هذا مالك صاحب النار، فسلم عليه، فالتفت إليه، فبدأني بالسلام.
والاسراء في الارض وليس في السماء
فحبذا لو تأملت ما لونته بالأحمر.
الاشكال الثاني
2 - فالقصد أن الروايات التي تحدد صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في بيت المقدس في ثبوتها نظر
وقفت على هذا الكلام فما رأيك فيه
أ-فتح الباري ج7/ص209
حديث ابن مسعود عند مسلم وحانت الصلاة فأممتهم وفي حديث بن عباس عند احمد فلما اتى النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى قام يصلي فإذا النبيون أجمعون يصلون معه
ب - شرح النووي على صحيح مسلم ج2/ص238
قال القاضي فان قيل كيف رأى موسى عليه السلام يصلى في قبره وصلى النبى صلى الله عليه وسلم بالانبياء ببيت المقدس ووجدهم على مراتبهم فى السماوات وسلموا عليه ورحبوا به فالجواب أنه يحتمل أن تكون رؤيته موسى فى قبره عند الكثيب الاحمر كانت قبل صعود النبى صلى الله عليه وسلم إلى السماء وفى طريقه إلى بيت المقدس ثم وجد موسى قد سبقه إلى السماء ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم رأى الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم وصلى بهم على تلك الحال لأول ما رآهم ثم سألوه ورحبوا به أو يكون اجتماعه بهم وصلاته ورؤيته موسى بعد انصرافه ورجوعه عن سدرة المنتهى والله أعلم
ج- طرح التثريب في شرح التقريب ج2/ص104
وكانت الأمم المتقدمة يصلون منفردين كل واحد على حدة ولما أراد الله تعالى حصول هذه الفضيلة للأنبياء المتقدمين جمعهم فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بهم ليلة الإسراء كما رواه النسائي من حديث أنس في قصة الإسراء وفيه ثم دخلت بيت المقدس فجمع لي الأنبياء عليهم السلام فقدمني جبريل حتى أممتهم الحديث ورويناه في معجم أبي يعلى الموصلي من حديث أم هانئ في قصة الإسراء وفيه فيسر لي رهط من الأنبياء فيهم إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام فصليت بهم وكلمتهم الحديث وفي حديث آخر لأبي هريرة وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فحانت الصلاة فأممتهم الحديث
د - شرح مشكل الاثار ج12/ص540
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء به إلى بيت المقدس قال ولقد رأيتني في جماعة من الأنبياء صلوات الله عليهم فإذا موسى عليه السلام قائم يصلي رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم قائما يصلي أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود الثقفي وإذا إبراهيم صلى الله عليه وسلم قائم يصلي أقرب من رأيت به شبها صاحبكم يعني نفسه صلى الله عليهما فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت من الصلاة قال قائل يا محمد هذا مالك خازن النار يسلم عليك فالتفت إليه فنادى بالسلام فكان فيما رويناه من حديثي أنس وأبي هريرة إثبات إمامة رسول الله في ليلتئذ جميع الأنبياء وفي حديث ابن مسعود الذي ذكرناه قبله استثناء الثلاثة النفر المستثنين منهم فنظرنا في ذلك وفي الموضع الذي منه جاء هذا الاختلاف فيما نرى والله أعلم أن في حديث ابن مسعود الذي رويناه مما لم نذكره فيما رويناه فيه زيادة على شرح
رويناه منه فيما تقدم منا في هذا الباب واحتجنا إلى ذكره هاهنا بتلك الزيادة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/309)
5012 كما حدثنا يزيد بن سنان قال حدثنا شيبان بن فروخ وكما حدثنا محمد بن خزيمة قال حدثنا حجاج بن منهال ثم اجتمعا فقال كل واحد منهما حدثنا حماد بن سلمة عن أبي حمزة عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسري به إلى بيت المقدس قال فأتيت يعني في طريقه إليه على رجل وهو قائم يصلي قال من هذا معك يا جبريل قال أخوك محمد فرحب ودعا بالبركة فقال سل لأمتك اليسر فقلت من هذا فقال هذا أخوك عيسى صلى الله عليه وسلم قال ثم سرنا فأتينا على رجل فقال من هذا معك يا جبريل فقال هذا أخوك محمد فرحب ودعا بالبركة فقال سل لأمتك اليسر فقلت من هذا يا جبريل فقال هذا أخوك موسى صلى الله عليه وسلم قال ثم سرنا فرأينا مصابيح وضوءا فقلت من هذا يا جبريل قال هذه شجرة أبيك إبراهيم صلى الله عليه وسلم ادن منها قلت نعم فدنونا منها فدعا لي بالبركة ورحب بي ثم مضينا إلى بيت المقدس قال أبو جعفر ففي هذا الحديث لقاؤه صلى الله عليه وسلم كان للثلاثة المستثنين من الأنبياء الذين أمهم في الحديث الأول وهم هؤلاء الثلاثة المسمون في حديثه هذا فاحتمل أن يكون الاستثناء الذي في حديثه الأول كانما
لذلك وأن يكون ذلك الاستثناء من ابن مسعود لما وقف من لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم دون بيت المقدس فأخرجهم بذلك من أن يكونوا صلوا معه في بيت المقدس لا أنه سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم وكان ما روى أنس وأبو هريرة فيه إثبات إمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلتئذ هناك جميع الأنبياء فيهم هؤلاء الثلاثة إذ كان قد يجوز أن يكون هؤلاء الثلاثة بعد مروره بهم في طريقه إلى بيت المقدس لحقوا به إلى بيت المقدس فأمهم مع من أمه من أنبياء الله صلوات الله عليهم سواهم وقد روي عن أنس بن مالك أيضا في ذلك ما يدل على هذا المعنى
5013 كما قد حدثنا محمد بن خزيمة قال حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا حماد بن سلمة عن سليمان التيمي وثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت على موسى صلى الله عليه وسلم عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره فكان في هذا الحديث وقوف أنس بن مالك على مرور رسول الله صلى الله عليه وسلم بموسى صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى بيت المقدس وهو قائم يصلي في قبره ولم يمنع ذلك عنده أن يكون قد لحق بيت المقدس فأمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه مع من أمه فيه من الأنبياء سواه صلوات الله عليه وعليهم
هـ - تاريخ الإسلام ج1/ص269
فإن قيل فقد صح عن ثابت وسليمان التيمي عن أنس بن مالك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر
وهو قائم يصلي في قبره وقد صح عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال
رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى يصلي وذكر
إبراهيم وعيسى قال فحانت الصلاة فأممتهم
ومن حديث ابن المسيب أنه لقيهم في بيت المقدس فكيف الجمع
بين هذه الأحاديث وبين ما تقدم من أنه رأى هؤلاء الأنبياء في السموات
وأنه راجع موسى
فالجواب أنهم مثلوا له فرآهم غير مرة فرأى موسى في مسيره
قائما يصلي في قبره ثم رآه في بيت المقدس ثم رآه في السماء السادسة
هو وغيره فعرج بهم كما عرج بنبينا صلوات الله على الجميع وسلامه
والأنبياء أحياء عند ربهم كحياة الشهداء عند ربهم وليست حياتهم كحياة
أهل الدنيا ولا حياة أهل الآخرة بل لون آخر كما ورد أن حياة الشهداء
بأن جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر تسرح في الجنة وتأوي إلى
قناديل معلقة تحت العرش فهم أحياء عند ربهم بهذا الاعتبار كما أخبر
سبحانه وتعالى وأجسادهم في قبورهم
وهذه الأشياء أكبر من عقول البشر والإيمان بها واجب كما قال تعالى
الذين يؤمنون بالغيب.
ارجو من الاخ عبدالرحمن والاخوة الكرام ابداء ملاحظاتهم على ماتقدم وتصحيح الخطأ إن وجد
وفقكم الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 04 - 08, 03:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل وبارك الله فيك على هذا التعقيب النافع
حديث ابن عباس في المسند:
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف وصحح ابن كثير إسناده في التفسير!. قلنا (الأرناؤوط): ولجله شواهد.
في صحيح مسلم:وحدثني زهير بن حرب، حدثنا حجين بن المثنى، حدثنا عبد العزيز، وهو ابن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربة ما كربت مثله قط، قال: فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به،
وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرب، جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي، أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي، أشبه الناس به صاحبكم، يعني نفسه، فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا محمد، هذا مالك صاحب النار، فسلم عليه، فالتفت إليه، فبدأني بالسلام.
فهذا يدل على أن صلاته بهم كانت في السماء بدليل قوله بعده يامحمد هذا مالك صاحب النار.
الإسراء في الأرض لاإشكال في ذلك إن شاء الله.وإن كانت تحتمل هنا القصة كاملة التي بدأت بالإسراء، فسؤالهم عن مسراه يشمل الأمرين، وعند الاختصار يقال قصة الإسراء، فيدخل معها المعراج.
والذي أقصده أن الجزء الثاني من حديث مسلم من قوله (وقد رأيتني) هو في المعراج بدليل ذكر مالك خازن النار وهو في السماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/310)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 04 - 08, 04:06 ص]ـ
[2 -
وقفت على هذا الكلام فما رأيك فيه
أ-فتح الباري ج7/ص209
حديث ابن مسعود عند مسلم وحانت الصلاة فأممتهم وفي حديث بن عباس عند احمد فلما اتى النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى قام يصلي فإذا النبيون أجمعون يصلون معه
ب - شرح النووي على صحيح مسلم ج2/ص238
قال القاضي فان قيل كيف رأى موسى عليه السلام يصلى في قبره وصلى النبى صلى الله عليه وسلم بالانبياء ببيت المقدس ووجدهم على مراتبهم فى السماوات وسلموا عليه ورحبوا به فالجواب أنه يحتمل أن تكون رؤيته موسى فى قبره عند الكثيب الاحمر كانت قبل صعود النبى صلى الله عليه وسلم إلى السماء وفى طريقه إلى بيت المقدس ثم وجد موسى قد سبقه إلى السماء ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم رأى الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم وصلى بهم على تلك الحال لأول ما رآهم ثم سألوه ورحبوا به أو يكون اجتماعه بهم وصلاته ورؤيته موسى بعد انصرافه ورجوعه عن سدرة المنتهى والله أعلم
ج- طرح التثريب في شرح التقريب ج2/ص104
وكانت الأمم المتقدمة يصلون منفردين كل واحد على حدة ولما أراد الله تعالى حصول هذه الفضيلة للأنبياء المتقدمين جمعهم فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بهم ليلة الإسراء كما رواه النسائي من حديث أنس في قصة الإسراء وفيه ثم دخلت بيت المقدس فجمع لي الأنبياء عليهم السلام فقدمني جبريل حتى أممتهم الحديث
قال الألباني في ضعيف النسائي منكر
ورويناه في معجم أبي يعلى الموصلي من حديث أم هانئ في قصة الإسراء وفيه فيسر لي رهط من الأنبياء فيهم إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام فصليت بهم وكلمتهم الحديث وفي حديث آخر لأبي هريرة وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فحانت الصلاة فأممتهم الحديث
ليس في هذا بيان لمكان الصلاة بهم
د - شرح مشكل الاثار ج12/ص540
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء به إلى بيت المقدس قال ولقد رأيتني في جماعة من الأنبياء صلوات الله عليهم فإذا موسى عليه السلام قائم يصلي رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم قائما يصلي أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود الثقفي وإذا إبراهيم صلى الله عليه وسلم قائم يصلي أقرب من رأيت به شبها صاحبكم يعني نفسه صلى الله عليهما فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت من الصلاة قال قائل يا محمد هذا مالك خازن النار يسلم عليك فالتفت إليه فنادى بالسلام فكان فيما رويناه من حديثي أنس وأبي هريرة إثبات إمامة رسول الله في ليلتئذ جميع الأنبياء وفي حديث ابن مسعود الذي ذكرناه قبله استثناء الثلاثة النفر المستثنين منهم فنظرنا في ذلك وفي الموضع الذي منه جاء هذا الاختلاف فيما نرى والله أعلم أن في حديث ابن مسعود الذي رويناه مما لم نذكره فيما رويناه فيه زيادة على شرح
رويناه منه فيما تقدم منا في هذا الباب واحتجنا إلى ذكره هاهنا بتلك الزيادة
5012 كما حدثنا يزيد بن سنان قال حدثنا شيبان بن فروخ وكما حدثنا محمد بن خزيمة قال حدثنا حجاج بن منهال ثم اجتمعا فقال كل واحد منهما حدثنا حماد بن سلمة عن أبي حمزة عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسري به إلى بيت المقدس قال فأتيت يعني في طريقه إليه على رجل وهو قائم يصلي قال من هذا معك يا جبريل قال أخوك محمد فرحب ودعا بالبركة فقال سل لأمتك اليسر فقلت من هذا فقال هذا أخوك عيسى صلى الله عليه وسلم قال ثم سرنا فأتينا على رجل فقال من هذا معك يا جبريل فقال هذا أخوك محمد فرحب ودعا بالبركة فقال سل لأمتك اليسر فقلت من هذا يا جبريل فقال هذا أخوك موسى صلى الله عليه وسلم قال ثم سرنا فرأينا مصابيح وضوءا فقلت من هذا يا جبريل قال هذه شجرة أبيك إبراهيم صلى الله عليه وسلم ادن منها قلت نعم فدنونا منها فدعا لي بالبركة ورحب بي ثم مضينا إلى بيت المقدس
قال الأرناؤوط في تعليقه على بيان المشكل (12/ 541) إسناده ضعيف لضعف أبي حمزة وهو الأعور.
قال أبو جعفر ففي هذا الحديث لقاؤه صلى الله عليه وسلم كان للثلاثة المستثنين من الأنبياء الذين أمهم في الحديث الأول وهم هؤلاء الثلاثة المسمون في حديثه هذا فاحتمل أن يكون الاستثناء الذي في حديثه الأول كانما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/311)
لذلك وأن يكون ذلك الاستثناء من ابن مسعود لما وقف من لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم دون بيت المقدس فأخرجهم بذلك من أن يكونوا صلوا معه في بيت المقدس لا أنه سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم وكان ما روى أنس وأبو هريرة فيه إثبات إمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلتئذ هناك جميع الأنبياء فيهم هؤلاء الثلاثة إذ كان قد يجوز أن يكون هؤلاء الثلاثة بعد مروره بهم في طريقه إلى بيت المقدس لحقوا به إلى بيت المقدس فأمهم مع من أمه من أنبياء الله صلوات الله عليهم سواهم وقد روي عن أنس بن مالك أيضا في ذلك ما يدل على هذا المعنى
5013 كما قد حدثنا محمد بن خزيمة قال حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا حماد بن سلمة عن سليمان التيمي وثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت على موسى صلى الله عليه وسلم عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره فكان في هذا الحديث وقوف أنس بن مالك على مرور رسول الله صلى الله عليه وسلم بموسى صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى بيت المقدس وهو قائم يصلي في قبره ولم يمنع ذلك عنده أن يكون قد لحق بيت المقدس فأمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه مع من أمه فيه من الأنبياء سواه صلوات الله عليه وعليهم
هـ - تاريخ الإسلام ج1/ص269
فإن قيل فقد صح عن ثابت وسليمان التيمي عن أنس بن مالك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر
وهو قائم يصلي في قبره وقد صح عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال
رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى يصلي وذكر
إبراهيم وعيسى قال فحانت الصلاة فأممتهم
ومن حديث ابن المسيب أنه لقيهم في بيت المقدس فكيف الجمع
بين هذه الأحاديث وبين ما تقدم من أنه رأى هؤلاء الأنبياء في السموات
وأنه راجع موسى
فالجواب أنهم مثلوا له فرآهم غير مرة فرأى موسى في مسيره
قائما يصلي في قبره ثم رآه في بيت المقدس ثم رآه في السماء السادسة
هو وغيره فعرج بهم كما عرج بنبينا صلوات الله على الجميع وسلامه
والأنبياء أحياء عند ربهم كحياة الشهداء عند ربهم وليست حياتهم كحياة
أهل الدنيا ولا حياة أهل الآخرة بل لون آخر كما ورد أن حياة الشهداء
بأن جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر تسرح في الجنة وتأوي إلى
قناديل معلقة تحت العرش فهم أحياء عند ربهم بهذا الاعتبار كما أخبر
سبحانه وتعالى وأجسادهم في قبورهم
وهذه الأشياء أكبر من عقول البشر والإيمان بها واجب كما قال تعالى
الذين يؤمنون بالغيب.
ارجو من الاخ عبدالرحمن والاخوة الكرام ابداء ملاحظاتهم على ماتقدم وتصحيح الخطأ إن وجد
وفقكم الله
جزاك الله خيرا
نقلت لك بيان ضعف الأحاديث، ومنكم نستفيد حفظكم الله، والله أعلم.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
وأكبر إشكال يستشكل على من قال لقي محمد صلى الله عليه وسلم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأرواحهم لا بأجسادهم هو أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف أجسادهم وصفاتهم الخِلقية (فإذا موسى عليه السلام قائم يصلي رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم قائما يصلي أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود الثقفي وإذا إبراهيم صلى الله عليه وسلم قائم يصلي أقرب من رأيت به شبها صاحبكم يعني نفسه صلى الله عليهما .. الحديث) وقد أجاب بعض الأئمة على هذا الإشكال بأن أرواح الأنبياء تمثلت في صور أجسادهم التي كانوا عليها في الدنيا والله أعلم
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[04 - 05 - 08, 07:08 ص]ـ
أشكر الاخوة جميعا على تفاعلهم مع الموضوع زادنا الله واياهم من:
العلم النافع والعمل الصالح(48/312)
هل لديكم أي معلومة عن عقيدة مفتي الديار العراقية الشيخ الدكتور رافع طه الطيف العاني؟
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[26 - 04 - 08, 09:06 ص]ـ
هل لديكم أي معلومة عن عقيدة مفتي الديار العراقية الشيخ الدكتور رافع طه الطيف العاني؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[احمد النعيمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 10:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ردا على سوالك اخي الكريم ان جناب مفتي الديار العراقية الدكتور رافع طه اللطيف العاني هو من كبار علماء العراق علما وصلاحا وتقوى فقد درس على يد علامة العراق الشيخ الراحل مفتي الديار العراقيه عبد الكريم المدرس وقد اجازه بجميع العلوم العقلية والنقلية ودرس عند فظيلة الشيخ الراحل عبد الكريم الدبان والد المفتي الراحل فضيلة الشيخ جمال عبد الكريم الدبان رحمه الله فهو الان يعبر من المراجع الكبار لاهل السنه في العراق وفي العالم الاسلامي وايظا اوجيز على يد العلامه البالساني رحمه الله كما اجيز في القرات السبعه المتواتره فعقيدته التوحيد ونهجه طلب العلم والنصح على النهج فيه والتكريس له جعل الله مفتي الديار العراقية ذخرا للاسلام والمسلمين
ـ[احمد النعيمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 10:49 م]ـ
###
وهذا الموقع الرسمي لجناب مفتي الديار العراقية للاطلاع على اخر الفتاوى لجناب المفتي
ـ[مثنى الفلاحي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 12:25 ص]ـ
قصدك رافع العاني إمام وخطيب جامع الخلفاء في حي الشعب في بغداد،،، اصبح مفتي الديار العراقية!!!!!!!!
هزلت حتى بان هزالها،،، كلاها وسامها كل سائم
ـ[احمد النعيمي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 01:59 ص]ـ
الحمد الله ان هذا ديدن اهل الجهل من العراقين ولكن في الغه الدارجه الفلاحات صارو من البهاته لان التطاول على رمز من رموز الاسلام وشخصيه علميه مرموقه لا يدل الا على سوء الاخلاق وسوء التربيه الدنيه التي ربي عليه الفلاحي وان سوء الخلق لا يغيره الا الكفن واصحح معلوماتك الحاهله ان جناب المفتي ليس في جامع الخلفاء بل كان سابقا قبل صقوط العراق وهو الان الامين العام للامانه العليا للافتا ومفتي الديار العراقيه ولسان الحال يقول
اذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادت لي باني كامل
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[01 - 05 - 08, 03:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد علي مطر]ــــــــ[02 - 05 - 08, 03:41 ص]ـ
السلام عليكم
إخوتي الأفاضل أنا أعرف الدكتور رافع عن قرب فهو (أشعري العقيدة وصاحب طريقة صوفية) وما أدري كيف صار مفتي العراق ألا يوجد أحد أعلم منه في بلدنا
لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[02 - 05 - 08, 03:52 ص]ـ
أتمنى من الأخوة الكرام بيان عقيدة الشيخ المذكور وشيء من سيرته العلمية ...
وأيضا ذكر من زكاه من الأئمة الربانيين والعلماء الموثوقين الذين يعتد بهم ...
وبذلك يحل الإشكال .........
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[02 - 05 - 08, 04:36 ص]ـ
هل هو من القبوريين و ما هو موقفه من الصحابة؟
ـ[رافع]ــــــــ[02 - 05 - 08, 11:48 ص]ـ
اما رافع العاني فهو صوفي من المعظمين لابن عربي صاحب كتاب الفصوص وكان سابقا من الد اعداء الدعوه السلفيه فنرجو من الاخ النعيمي ان لايتعصب لمثل هولاء. اما انه عالم فهذا من طوام هذا الزمان التي اصبح العلم هو التفيهق.ونرجو من الاخ النعيمي ان يكون اسلوبه الطف مع الاخ الفلاحي الا اذا كنت يأخي صوفي اشعري قبوري_وحاشاك_ على طريقة رافع العاني فهذه اخلاق الصوفيه وليس فيها غرابه.واما شيخه عبد الكريم المدرس _غفر الله له_فالكل يعلم انه اشعري صوفي لايكاد يفارق قبر الكيلاني "فرحم الله الاموات واصلح الله الاحياء.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - 05 - 08, 05:22 م]ـ
السلام عليكم
إخوتي الأفاضل أنا أعرف الدكتور رافع عن قرب فهو (أشعري العقيدة وصاحب طريقة صوفية) وما أدري كيف صار مفتي العراق ألا يوجد أحد أعلم منه في بلدنا
لا حول ولا قوة إلا بالله
أشعري، صوفي!!!!!!!!!
والأخ النعيمي يقول: مفتي العراق!!!!!!!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - 05 - 08, 05:25 م]ـ
الحمد الله ان هذا ديدن اهل الجهل من العراقين ولكن في الغه الدارجه الفلاحات صارو من البهاته لان التطاول على رمز من رموز الاسلام وشخصيه علميه مرموقه لا يدل الا على سوء الاخلاق وسوء التربيه الدنيه التي ربي عليه الفلاحي وان سوء الخلق لا يغيره الا الكفن واصحح معلوماتك الحاهله ان جناب المفتي ليس في جامع الخلفاء بل كان سابقا قبل صقوط العراق وهو الان الامين العام للامانه العليا للافتا ومفتي الديار العراقيه ولسان الحال يقول
اذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادت لي باني كامل
عذرا لكن مثلك لا يزكي، فالتزكية لابد أن تكون من أهل العلم.
وأنصحك بتعلم اللغة العربية، ولعلك تدرس الألفية على مفتي العراق المذكور إن كان أهلا.
ـ[رافع]ــــــــ[02 - 05 - 08, 05:35 م]ـ
يقول الاخ النعميي عقيدته التوحيد وارجو من الجميع ان يقروا هذه القصيده للمفتي الموحد وهي في موقعه الرسمي!!!!!
#####
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/313)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - 05 - 08, 07:12 م]ـ
والغريب، أنه لا يظهر فتاويه في موقعه والتي يجيب بها على أسئلة المستفتين!!!
فلماذا؟!! ألا يريد أن ينتفع بها المسلمون؟ أم أنه وراء الأكمة ما وراءها!!
فلقد تصفحت بحثا عن الأسئلة المُظهرة لعلي أجد أجوبة، ولكن دون جدوى!
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[03 - 05 - 08, 06:41 ص]ـ
القصيدة التى فى موقعه
يطلب فيها من رسول الله المغفرة!!!!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 12:47 م]ـ
مفتي الديار العراقية! يعني منصب حكومي
من يحكم العراق حاليا؟
وضحت الحقيقة مجرد تسنمه هذا المنصب وقبوله به يكفي للحكم عليه والله المستعان!
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 02:26 م]ـ
والغريب، أنه لا يظهر فتاويه في موقعه والتي يجيب بها على أسئلة المستفتين!!!
فلماذا؟!! ألا يريد أن ينتفع بها المسلمون؟ أم أنه وراء الأكمة ما وراءها!!
فلقد تصفحت بحثا عن الأسئلة المُظهرة لعلي أجد أجوبة، ولكن دون جدوى!
حقيقة نفس السؤال خطر على بالي مع أن أغلب الأسئلة فقهية!!!
ـ[محمد علي مطر]ــــــــ[04 - 05 - 08, 01:36 ص]ـ
دكتور رافع صاحب طريقة رفاعية وهي من الطرق الصوفية المعروفة بالشرك والبدع والخرافات وقد كان من مريدي نائب صدام (عزت إبراهيم) الكسنزاني بل من أكثر الناس إتصالا به وكان كلما دخل عليه قبّل يد عزت وقصائده في مدح صدام ونظام البعث معروفة وقد ألفها تملّقاً ليكسب ود النائب وهذا الأمر شائع ومعروف عند طلبة العلم والعلماء عندنا في بغداد ليس رافع العاني في هذا بل كثير ممن أخذ شهادة الدكتوراه في الشريعة نحوا نحوه
أما دعوى أنه موحِّد فغير صواب إذ له قصائد منشورة وغير منشورة فيها إستغاثات شركية وتوسلات بدعية
ثم ينبغي أن لا ننسى أنه كان ضد الدعوة السلفية في العراق أيام صدام وكل ذلك لأن عمل النظام كان يعمل على صدّ منهج التوحيد الذي دخل من السعودية بالأشرطة والكتب والمطويات وغيرها لأغراض سياسية
لهذا فالصوفية والعاني منهم يريدون بل ويعملون جاهدين على قمع الدعوة بأي شيء كان والسبب معروف لأن التوحيد والشرك ضدان لا يجتمعان ومن ثم فستضرب مصالحهم وتزول مشيختهم الزائفة الكذابة
أيها الإخوة لقد ضاع كثير من طلبة العلم في العراق بسبب دعوة هؤلاء.
وحتى الذي يريد أن ينشر مذهب السلف النقي يواجه بالإعتراض بل وأحيانا بتهديده بالسجن وذلك بالوشاية عليه عند النائب عزت.
إخوتي الأفاضل الكلام كثير والواقع مرير فإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 05:46 ص]ـ
ثم ينبغي أن لا ننسى أنه كان ضد الدعوة السلفية في العراق أيام صدام وكل ذلك لأن عمل النظام كان يعمل على صدّ منهج التوحيد الذي دخل من السعودية بالأشرطة والكتب والمطويات وغيرها لأغراض سياسية
الله المستعان.
طبعا هنا الجار والمجرور: " لأغراض ... " متعلق بـ النظام كان يعمل .. وليس متعلقا بـ دخل من السعودية ...
وجزاكم الله خيرا على التوضيح.
وبالمناسبة: أظن الطريقة الكزنزانية هي من شر طرق الصوفية، وصاحبهم ساحر مارق خبيث.
والله المستعان.
ـ[أبو عبدالله الساير]ــــــــ[04 - 05 - 08, 11:49 ص]ـ
تم تحرير الرد وطرد الكاتب لبدعته.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 12:15 م]ـ
تباينت آراؤكم والرجل مازال حيًا يرزق هذا يذمه بالأشعرية وآخر يثني عليه وآخر لم يجد ما يستطيع أن يحكم به عليه , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أبدا، فهذه القسمة الثلاثية التي ذكرت غير صحيحة، بل الإخوة هنا بين عامي أثنى عليه، وبين طالب علم بيّن حاله، واقرأ قصيدته آنفة الذكر!
بل إن في الإخوة من ذكر أنه يعرفه عن قرب، فلِم هذا التدليس منك؟!!!
فاتق الله واعرف ما يخرج منك.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[04 - 05 - 08, 01:14 م]ـ
أخانا أبا عبد الله الساير، الطريقة الرفاعية أشهر من أن يثبت أخونا علىّ أنها من شر طرق التصوف، و هم الذين ناظرهم شيخ الإسلام ابن تيمية فى مسألة عدم احتراقهم بالنار، و الله أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 01:35 م]ـ
الكزنزاني وأخباره، لعل الإخوة الذين في بغداد وخاصة من كان في الدورة، - وظني أنها مقر التكية الرئيسة لهذه الطريقة الخبيثة - لعلهم يذكرون لنا طائفة من خزعبلات هذه الطريقة التي يدافع عنها الساير!!، فما عدت أذكر منها إلا إخفاؤه للحيته ثم إظهارها لمريديه!! أعني شيخ طريقتهم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 02:18 م]ـ
الكزنزاني وأخباره، لعل الإخوة الذين في بغداد وخاصة من كان في الدورة، - وظني أنها مقر التكية الرئيسة لهذه الطريقة الخبيثة - لعلهم يذكرون لنا طائفة من خزعبلات هذه الطريقة التي يدافع عنها الساير!!، فما عدت أذكر منها إلا إخفاؤه للحيته ثم إظهارها لمريديه!! أعني شيخ طريقتهم.
الصواب إخفاءَه: مفعول به،لأن الاستثناء ناقص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/314)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 02:19 م]ـ
تم تحرير الرد وطرد الكاتب لبدعته.
بارك الله فيكم إدارتنا، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
ـ[رافع]ــــــــ[04 - 05 - 08, 03:20 م]ـ
بارك الله فيكم إدارتنا، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
امين.(48/315)
قصد التأويل علامة على الزيغ (الشيخ ناصر العقل)
ـ[أم حنان]ــــــــ[26 - 04 - 08, 03:25 م]ـ
بسم الله،الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
ذكر الشيخ ناصر العقل -حفظه الله- في شرح لمعة الإعتقاد مايلي:
وقال في ذم مبتغي التأويل لمتشابه تنزيله ? فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ ? [آل عمران: 7] فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ، وقرنه بابتغاء الفتنة في الذم، ثم حجبهم عما أملوه وقطع أطماعهم عما قصدوه بقوله سبحانه: ? وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ ?).
شرح الشيخ على الفقرة السابقة من كتاب لمعة الاعتقاد:
? فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ? الزيغ: هو الخروج عن الحق، إما بالشرك، وإما بالبدعة، وإما بالشبهة، وإما بالشكوك، وإما بالجرأة، والقول على الله بغير علم، هذا من أعظم أبواب الزيغ، فهؤلاء الذين ابتلاهم بهذه المناهج، يبتليهم الله -عز وجل- بتتبع المشكلات من النصوص التي تشكل عليهم أو حتى تشكل على الجميع، أيضًا يتعمدون إثارة الإشكالات والشبهات التي تجعل النصوص المحكمة تشتبه عليهم، فمن هنا سماهم مبتغين، ? يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ? طبعًا قصد الفتنة، ? وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ?، وأحيانًا يكون درجة من غير الابتغاء القصد، أحيانًا تكون بسبب التفريط والجهل، ابتغاء الفتنة أحيانًا يكون قصد بتبييت ونية، وأحيانًا يكون بسبب التفريط والجهل، فيفرط بأخذ منهج السلف لا يتفقه في الدين يجهل المنهج الحق فيكون هذا سبب؛ لأن يبتغي الفتنة وابتغاء التأويل، طبعًا عندنا نوعان:
ابتغاء الفتنة هذا غالبًا يكون من المنافقين وأصحاب الزيغ وأصحاب البدع والأهواء.
ابتغاء التأويل: أحيانًا يكون عن حسن نية، لكنه خطأ في المنهج، أصحاب التأويل قد يكون عن سوء نية، وهو الذي ينبني على منهج أهل الفتنة، أحيانًا يكون ابتغاء التأويل نوع من الاجتهاد الخاطئ، وهذا سيأتي له نماذج، لكنه -ومع ذلك- هو وقوعًا في ما نهى الله عنه قال: ? وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ ? أي الكيفيات.
عندنا التأويل تأويلان: تأويل بمعنى إثبات الحقائق، إثبات ظواهر النصوص كما يليق بالله -عز وجل-، فهذا تفسير حقيقي، نوع من التأويل الجائز.
التأويل الممنوع الذي هو هنا لا يجوز إلا لله، الذي لا يمكن أن يكون من مقدور بشر هو تأويل الغيبيات البحتة كيفيات الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله، ? وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ ? قال: فجعل -أي الله عز وجل هنا- جعل ابتغاء التأويل يعني قصد التأويل علامة على الزيغ، لماذا قال: علامة على الزيغ؟ لأنه أحيانًا -وهذا نادر- يكون قصده التأويل عن اجتهاد خاطئ، لكن هذا لا يكون هو منهج الحق، وإن وقع من إمام مجتهد، وهذا نادر ولله الحمد -كما سيأتي- ومع ذلك قال: فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ؛ لأن الله نهى عن التأويل؛ ولأن أي عاقل كل عاقل سليم، كل إنسان على الفطرة يعرف أنه لا يمكنه أن يخوض بالغيب، وإلا لما كان غيب، لو كان الغيب تحت مدارك الناس لما سماه الله غيبًا، ولَمَا امتدح الله المؤمنين بالغيب، إذن ما ميزتهم؟ هنا قال- في اللمعة-: (وقرنه بابتغاء الفتنة في الذم)
المصدر الأكاديمية الاسلامية:
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=3531&lang=Ar(48/316)
بشرى لطلبة العلم: نظم العقيدة الواسطية
ـ[عثمان المغربي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 03:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا نظم للعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية التي كتبها لأهل واسط مبينا فيها اعتقاد أهل السنة والجماعة، نظمها تسهيلا لحفظها أحد أبناء دور القرآن
بمراكش، وهو الطالب أبو المساكين عبد المجيد أيت عبو.
وهذا رابط النظم وشكرا
http://www.maghrawi.net/modules.php?name=boocks&op=mydown&did=21
ـ[أبو بكر بن عايد]ــــــــ[26 - 04 - 08, 04:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا يا اخي الفاضل
وقد رأيت بعض أبياتها وهي جميلة
بارك الله في الناظم وناقل النظم
محبكم في الله:
أبو بكر بن عايد
ـ[العوضي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 04:43 م]ـ
بارك الله في الناظم والناقل
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 06:52 م]ـ
بارك الله فيكـ أخي الفاضل
وكثَّر من أمثالك
ـ[ياسمى]ــــــــ[26 - 04 - 08, 07:37 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله كل خير أخي الفاضل
ـ[محمد حذيفة]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:11 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبومالك المنصورى]ــــــــ[28 - 04 - 08, 04:39 م]ـ
بارك الله فى الناظم والناقل
ـ[عثمان المغربي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 09:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا إخوان
ـ[ذو المختار بن أطياب]ــــــــ[29 - 04 - 08, 01:11 ص]ـ
حفظك الله أخي الكريم هل هناك من اهل العلم من راجعها او زكاها؟؟
ـ[عثمان المغربي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 02:24 ص]ـ
حفظك الله أخي الكريم هل هناك من اهل العلم من راجعها او زكاها؟؟
نعم أخي لقد أثنى عليها أحد المشايخ الموريتانيين لكني لا أتذكر اسمه الآن
لكن سآتيك به عما قريب إنشاء الله
ـ[ابو مونيا]ــــــــ[03 - 05 - 10, 04:11 ص]ـ
ماشاء الله هكدا عودنا الاخوة المغاربة قال هرم بن حيان [ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم]
ـ[أحمد المعصراوي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 05:03 م]ـ
بارك الله فيكم وجزيتم خير الجزاء(48/317)
هل يجوز قول هذه الكلمة (الله صاحب المال)؟
ـ[أبو أيوب المحلي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 04:43 م]ـ
هل يجوز قول هذه الكلمة (الله صاحب المال)؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو السها]ــــــــ[26 - 04 - 08, 11:31 م]ـ
قال تعالى:وَالّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمُتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مّن مّالِ اللّهِ الّذِيَ آتَاكُمْ .. الآية(48/318)
شيخ الإسلام ودرعه الحصين،،،ماذا قال في الحد والنهاية،،
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[27 - 04 - 08, 02:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
هل من يمدني بمراجع لمسألة وصف الله-تعالى وتقدس- بالحد والنهاية،،لابن تيمية؟!
والسلام عليكم،،
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 03:55 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
الحد ليس صفة ليقال أن الله تعالى يوصف بها , بل و لا يوجد في الصفات التي يوصف بها أي موجود صفة معينة يقال لها الحد إنما الحد ما يتميز الموصوف به عن غيره من الصفات
و هو لفظ مجمل: أطلقه المشبهة و قصدوا به إدراك الكيفية لصفة العلو و الإستواء لله تعالى فشبهوا الخالق بالمخلوق , و نفاه المعطلة و أرادوا به نفي صفة العلو و الإستواء لله تعالى
و وفق الله تعالى أهل السنة للصواب: فردوا على المشبهة تشبيههم و ردوا على المعطلة تعطيلهم و بيّنوا الحق و الباطل من هذا اللفظ
و قد فصّل شيخ الإسلام هذه المسألة في نقضه لتأسيس الرازي و ذكر أقوال الناس في المسألة و وضّح مقصد السلف في ذلك فليراجع
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[28 - 04 - 08, 06:02 ص]ـ
انما أسأل أيها الفاضل عن ماورد في الكتاب!!
ـ[آل حمدال]ــــــــ[29 - 04 - 08, 12:32 ص]ـ
أثبت أهل السنة الحد لله تعالى:
- قال محمد بن إبراهيم القَيسِي قال: قلت لأحمد بن حنبل: يُحكى عن ابن المُبَارك قيل له: كيف نَعرِفُ ربَّنا تعالى؟ فقال: في السَّماءِ السَّابِعةِ على عَرشهِ بحدٍّ.
فقال أحمد: هكذا هو عِندنا
- قال ابن تيميّة رحمه الله في ["بيان تلبيس الجهمية " (1/ 443)]:
" .. لما كان الجهمية يقولون ما مَضمونه: إنّ الخالق لا يتميّز عن الخلقِ، فيجحدون صفاته التي تميّز بها، ويجحدون قدره، حتّى يقول المعتزلة - إذا عرفوا: أنه حيٌّ، عالمٌ، قديرٌ - قد عرفنا حقيقته وماهيته، ويقولون: إنه لا يباين غيره، بل إمّا أن يصفوه بصفة المعدوم فيقولوا: لا داخل العالم، ولا خارجه، ولا كذا، ولا كذا، أو يجعلوه حالاًّ في المخلوقات، أو [هو عين] وجود المخلوقات.
فبيّن ابن المبارك أن الرّبّ سبحانه وتعالى على عرشه، مباينٌ لخلقِهِ، منفصلٌ عنه، وذكر الحدّ لأن الجهمية كانوا يقولون: ليس له حدّ، وما لا حدَّ له لا يُباين المخلوقات، ولا يكون فوق العالم؛ لأن ذلك مستلزمٌ للحدّ.
فلما سألوا أمير المؤمنين في كل شيءٍ عبدالله بن المبارك: بماذا نعرفه؟
قال: بأنّه فوق سماواته على عرشه، بائنٌ من خلقه.
فذكروا لازم ذلك الذي تنفيه الجهمية، وبنفيهم له [يعني الجهمية] ينفون ملزومه الذي هو موجود فوق العرش، ومباينته للمخلوقات، فقالوا له: بحدٍّ؟ قال: بحدّ.
وهذا يفهمه كل من عرف مابين قول المؤمنين أهل السُّنّة والجماعة، وبين الجهمية الملاحدة من الفرق". اهـ
وقال رحمه ["بيان تلبيس الجهمية" (1/ 442 - 443)] في الرد على من قال أن الحد من الصفات
(أهل الإثبات المنازعون للخطابي وذويه يُجيبون عن هذا بوجوه:
أحدها: أن هذا الكلام الذي ذكره؛ إنّما يتوجه لو قالوا: إن له صفهً هي "الحدّ" كما توهّمه هذا الرادّ عليهم؛ وهذا لم يقله أحدٌ، ولا يقوله عاقلٌ؛ فإنّ هذا الكلام لا حقيقة له؛ إذ ليس في الصفات التي يوصف بها شيءٌ من الموصوفات - كما وُصِف: باليد، والعلم - صفةً مُعينّةً يُقال لها: (الحدّ)،وإنما الحدّ ما يَتميّز به الشيءُ عن غيره من صفته وقدره، كما هو المعروف في لفظ الحدِّ في الموجودات .. "اهـ
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[29 - 04 - 08, 10:41 م]ـ
نعم هذا ملخص ماأريد،،نور الله قلبك في الدنيا،،وقبرك هناك،،ووجهك عند لقاه،،
آمين
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[01 - 05 - 08, 07:06 م]ـ
لقد صرح شيخ الإسلام بأن الحد ليس صفةً مستقلة لله عز وجل في منهاج التأسيس
وإنما هو تعبير من تعابير صفة العلو
قال شيخ الإسلام في منهاج التأسيس (3/ 42) ط مجمع الملك فهد رداً على الخطابي في إنكاره على تلفظ بالحد ((أن هذا الكلام الذي ذكره إنما يتوجه لو قالوا له صفة هي (الحد) كما توهمه هذا الراد عليهم وهذا لم يقله أحد ولا يقوله عاقل))
إلى أن قال في الصفحة التي بعدها ((وذكر الحد لأن الجهمية كانوا يقولون ليس له حد وما لا حد له لا يباين المخلوقات ولا يكون فوق العالم لأن ذلم مستلزم للحد))
إلى أن قال في ص46 ((فأين في الكتاب والسنة أن يحرم رد الباطل بعبارة مطابقة له، فإن هذا اللفظ لم نثبت به صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة بل بينا به ما عطله المبطلون من وجود الرب تعالى ومباينه لخلقه وثبوت حقيقته))
وارجعي إلى بقية كلامه فإنه نفيس يبين خلط من ذهب إلى إثبات الحد على أنه صفة
وخلط من نسب ذلك لشيخ الإسلام وإخوانه من الأئمة الأعلام
ـ[أبو الفداء بن مسعود]ــــــــ[05 - 05 - 08, 08:03 ص]ـ
وفقكم الله أيها الكرام
في رواية للامام أحمد نقلها شيخ الاسلام في كتابه تلبيس الجهمية قال: "فقال أحمد هكذا هو عندنا قال ورأيت بخط أبي إسحاق حدثنا أبو بكر أحمد بن نصر الرفاء قال سمعت أبا بكر بن أبي داود قال سمعت أبي يقول جاء رجل إلى أحمد بن حنبل فقال لله تبارك وتعالى حد قال: نعم لا يعلمه إلا هو قال الله تعالى: وترى الملائكة حافين من حول العرش. يقول محدقين قال فقد أطلق أحمد القول بإثبات الحد لله تعالى"
فأين وجه الاستدلال بقوله تعالى ((حافين من حول العرش)) على الحد والغاية؟ ان غاية ما فيها من ذلك الدلالة على أن العرش الملخلوق تحوطه الملائكة! فأين الصلة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/319)
ـ[توبة]ــــــــ[05 - 05 - 08, 10:21 ص]ـ
فأين وجه الاستدلال بقوله تعالى ((حافين من حول العرش)) على الحد والغاية؟ ان غاية ما فيها من ذلك الدلالة على أن العرش المخلوق تحوطه الملائكة! فأين الصلة؟
أحسن الله إليك أخي أبا الفداء، و هم استدلوا بها على اثبات الحد، لا الغاية
لكن يبقى السؤال مطرروحا:
ما وجه الاستدلال بهذه الآية؟؟
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[08 - 05 - 08, 01:51 ص]ـ
بارك الله في الأخ الفاضل الخليفي،، الحمد لله أصبح الأمر واضح،،ولله الحمد والشكر،،
فأين وجه الاستدلال بقوله تعالى ((حافين من حول العرش)) على الحد والغاية؟ ان غاية ما فيها من ذلك الدلالة على أن العرش الملخلوق تحوطه الملائكة! فأين الصلة؟
؟!!!!! ياأخي الفاضل بارك الله فيكم،،
أليس الله تعالى مستوٍ على العرش عالٍ عليه غير مفتقر اليه ولامحتاج له!!؟؟
وهل الملائكة تحف بالعرش تعظيماً لذات العرش أو لمن استوى عليه؟!!!
هنا الجواب،،
ومعنى أن لله تعالى حد هو رداً على من قال أن الله تعالى ليس في شيء من الجهات الست،،
نحن لانصف الله-تعالى-بالتجسيم ولاالتحيز- انما أخبرنا -جل وعز- أنه مستوى على عرشه،،وأنه عالٍ على خلقه في جهة العلو،،
وغيرنا ان سألته أين الله قال: ليس ربنا فوق،،ولا مايقابل الفوقية،
وليس عن يمين،،ولافيما يقابل اليمين،،
وليس بأمام،،ولامايغاير الأمام!؟؟
نقول لهم فأين الله إذاً؟؟
وهنا يبهتون،،والحق أن سبب هذا الاعتقاد الباطل عندهم أنهم جعلوا الله تعالى من حيث -يقررون في أنفسهم أو لايقررون - جعلوه منتشر بلا حد،،وهذا الاعتقاد الفاسد يجعل الاله حال في مخلوقاته،،والله تعالى ليس كذلك
والله أعلم وأعلى،،
والجواب أيضاً لتوبة،،
غفر الله لها؟؟؟ أوله؟؟؟؟
ـ[أبو الفداء بن مسعود]ــــــــ[08 - 05 - 08, 07:12 ص]ـ
قال الناظم: فهم السؤال عليه نصف جوابه ... فافهم قبيل البدء بالتفسير
بارك الله فيك، لا خلاف لي مع شيء مما ذكرت وبينت ألبتة ولله الحمد .. وانما سؤالي هو ان كان وجه الاستدلال عند الامام أحمد من تلك الآية هو في مطلق اثباتها لوجود العرش ولكونه تحف الملائكة به يوم القيامة، ألم يكن من باب أولى أن يستدل بمثل قوله تعالى ((الرحمن على العرش استوى)) ليضع في وجه مخالفه آية تفحمه، وتكون ذات دلالة مباشرة على صفة الاستواء التي من لوازمها وجود الحد والبينونة بين الله وخلقه؟؟ أوليس قد يخرج واحد من المتكلمة الضالة ويزعم - مثلا - أن الامام انما اختار هذه الآية بالذات في اثبات أن لله حدا لأنه من المجسمة ولأنه يعتقد احاطة العرش بذات الرب ولهذا جاء بالآ ية التي فيها أن الملائكة تحف بالعرش وأكد على معنى ذلك أنها محدقة به، ليستدل بذلك على أن حدود العرش واحاطة الملائكة به هي التي منها أخذنا أن لله حدا؟؟
لهذا فاني أميل الى استبعاد أن تصح تلك الرواية بهذا اللفظ عن أحمد والله أعلم ..
وعلى أي حال وعلى تسليمنا بصحتها، فالمفهوم هو أنه رحمه الله جاء بآية فيها النص على وجود العرش، ومن علمنا بكون الله فوقه نفهم أنه سبحانه بحد لا يعلمه الا هو. ولكن غاية ما أتصوره أنه كان من الأولى أن يستدل بآية لا تثبت العرش فحسب بل تثبت فوقيه الله عليه وعلوه تبارك وتعالى .. والله أعلم.
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[09 - 05 - 08, 01:56 ص]ـ
قال الناظم: فهم السؤال عليه نصف جوابه ... فافهم قبيل البدء بالتفسير
بارك الله فيك، لا خلاف لي مع شيء مما ذكرت وبينت ألبتة ولله الحمد .. وانما سؤالي هو ان كان وجه الاستدلال عند الامام أحمد من تلك الآية هو في مطلق اثباتها لوجود العرش ولكونه تحف الملائكة به يوم القيامة، ألم يكن من باب أولى أن يستدل بمثل قوله تعالى ((الرحمن على العرش استوى)) ليضع في وجه مخالفه آية تفحمه، وتكون ذات دلالة مباشرة على صفة الاستواء التي من لوازمها وجود الحد والبينونة بين الله وخلقه؟؟ أوليس قد يخرج واحد من المتكلمة الضالة ويزعم - مثلا - أن الامام انما اختار هذه الآية بالذات في اثبات أن لله حدا لأنه من المجسمة ولأنه يعتقد احاطة العرش بذات الرب ولهذا جاء بالآ ية التي فيها أن الملائكة تحف بالعرش وأكد على معنى ذلك أنها محدقة به، ليستدل بذلك على أن حدود العرش واحاطة الملائكة به هي التي منها أخذنا أن لله حدا؟؟
لهذا فاني أميل الى استبعاد أن تصح تلك الرواية بهذا اللفظ عن أحمد والله أعلم ..
وعلى أي حال وعلى تسليمنا بصحتها، فالمفهوم هو أنه رحمه الله جاء بآية فيها النص على وجود العرش، ومن علمنا بكون الله فوقه نفهم أنه سبحانه بحد لا يعلمه الا هو. ولكن غاية ما أتصوره أنه كان من الأولى أن يستدل بآية لا تثبت العرش فحسب بل تثبت فوقيه الله عليه وعلوه تبارك وتعالى .. والله أعلم.
بارك الله فيكم،،
كما تعلم تصحيح قول وتضعيفه على حسب صحة نسبة القول للإمام وحسب.
ومسألة العلو مستقله،، على أساس أنها عقيدة مسلم بها عند الإمام رحمه الله،،
فهم يخاطبون رجلاً يفترض أنهم يعرفون عقيدته،،
وأن الرب تبارك وتعالى مستوٍ على العرش عالٍ عليه وعلى جميع الخلق،،
وماأنسب مااستشهد به فالملائكة-كماتعلم- إنما تحف بالعرش ليس لذات الغعرش بل لأن الله تعالى مستوٍ عليه،،والله عز وجل هو العلي الكبير،،ذكرت هذه الصفة لله-تعالى- لأن العلي الكبير لا يجسمه ويحيط به احاطه تجسمه إلا من يضاهيه في الكبر.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/320)
ـ[أنس الشامي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 11:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُنظر هذا الموضوع
هل (الحد) ثابت لله (سبحانه وتعالى وتقدس) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1089357&posted=1#post1089357)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أم حنان]ــــــــ[17 - 04 - 10, 10:50 ص]ـ
سئل الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله في شرح الطحاوية هذا السؤال:
س4/ذكر العلماء لفظ الحد لله، فما المراد به؟
فأجاب:
ج/ الحد لله ? يريدون به أنَّ الله ? غير مختلط بخلقه، فالله ? قالوا بِحَدْ يعني أنه غير مختلط بالخلق، غير ممازج لخلقه؛ لأنه لو كان ممازجاً كان ما صار فيه حد، لكن بِحَدْ يعني ثَمَّ حَدٌ ينتهي إليه الخلق، الخلق فيه حد ينتهون إليه ويبقى رب العالمين، هذا معنى بِحَدْ.
هل قال أحدٌ منهم أنه أراد به العلو؟
هو العلو من ضمنه، فهو أوضح المسائل تطبيقاً، يعني استوى على عرشه.
قال بحد؟
قال نعم بحد، مثل ما قال سفيان وغيره وحماد بن سلمة، بحد يعني أنه مستوي على عرشه بذاته ? غير ممازج لخلقه غير مخالط لخلقه، هذا معنى بحد.
قال نعم، بحد؛ يعني غير مخالط منفصل.
قال نعم بحد؛ يعني فيه حد ينتهي الخلقُ إليه، فيكون ما ثمَّ إلا رب العالمين.(48/321)
سؤال عن الإيمان باللوح والقلم
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[27 - 04 - 08, 10:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: بما يتعلق بالإيمان باللوح والقلم نؤمن بأن ما ورد في اللوح المحفوظ لا يتغير وقد وردت في بعض الأحاديث والتي منها:" من سره أن يسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه "
وقوله صلى الله عليه وسلم:" إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " وغيرها.
1ـ هذه الأحاديث تفيد حدوث تغيير في العمر وهي الزيادة وكذلك الرزق مع أن المعلوم أن الأجل والرزق مكتوب فكيف الجمع؟
2 ـ هل هذه الزيادة حقيقية أم المراد بها البركة في العمر والرزق.
3 ـ وهل عبارة أن ما في اللوح المحفوظ معلقا صحيحة وإذا كانت غير صحيحة فما هو الصحيح
4ـ ورد في بعض الأحاديث لا يرد القضاء إلا الدعاء فما معناه وهل إذا قال الإنسان لأخيه الله يطيل عمرك على طاعته يدخل في معنى الحديث بأن تحدث زيادة في عمر الشخص المدعو له.
زادكم الله علما وتقوى(48/322)
مقولة (إن الله سطر فى القرآن).
ـ[ابوحذيفة الشافعى]ــــــــ[27 - 04 - 08, 12:23 م]ـ
لقد سمعت أحد الدعاه يقول ان الله يسطر فى القرأن ويذكر الآيه ........
وأيضا ان الله يسطر فى سورة مريم
واخر سمعته يقول ان الله (تغزل فى الدنيا فى القران)
فما حكم الشرع فى هذا
وجزاكم الله كل خير
ـ[ابوحذيفة الشافعى]ــــــــ[08 - 05 - 08, 10:37 ص]ـ
هل من مجيب
بارك الله فيكم
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[10 - 05 - 08, 04:11 ص]ـ
أخي الحبيب الجملة الأولى سطر بمعنى كتب ...
أما العبارة الأخرى فلا تقال أدباً مع الله جل وعلا ولاأقول ردة من قائلها فإنه قطعاً جاهل بلازم قوله، وأمر هؤلآء عجيب!!! في مثل هذه الأمور يتساهلون وعند مخاطبة مَنْ خرج مِنْ ماء مهين يُنَمِّقُون!!!
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 05:47 ص]ـ
قال الله تعالى في سورة الإسراء 58 (وإن من قرية إلانحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذاباً شديداً كان ذلك في الكتاب مسطوراً) وقال في الأحزاب 6 {كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَاب مَسْطُورًا}
قال الطبري في التفسير: {مَسْطُورًا} أَيْ مَكْتُوبًا , كَمَا قَالَ الرَّاجِز: فِي الصُّحُف الْأُولَى الَّتِي كَانَ سَطَرْ
ـ[ابوحذيفة الشافعى]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:38 م]ـ
بارك الله فيكم
ونفع بكم المسلمين(48/323)
الدميني يقول: أهل الفترة ليسوا كفار!! هل هذا صحيح؟
ـ[أبو عبد الله الشيرازي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 12:26 م]ـ
بسم الله
أثناء بحثي في كتاب (مقاييس نقد متون السنة) لمسفر الدميني وقفت على كلام له في العقيدة خطير، وتعجبتُ منه جدا، وأرجو من الإخوة الأفاضل بيان الصواب إن كنتُ أخطأتُ أو التحذير من خطأ الأستاذ الدميني إن كان خطأ لأن كتابه المذكور منتشر بين طلاب الحديث وغيرهم.
ففي معرض بيانه للمقياس الأول للمحدثين في نقد السنة وهو عرضهم السنة على القرآن الكريم ذكر عدة أحاديث انتقدها المحدثون بسبب معارضتها للقرآن ومنها حديث أن الله أحيا أم نبينا صلى الله عليه وسلم له فآمنت به!! ونقل كلام ابن الجوزي في رد هذا الحديث وأنه مخالف لقوله تعالى: (فيمت وهو كافر) وأن إيمان الكافر بعد الموت لا يفيده،
ثم قال الدميني عند مناقشته لاستدلال ابن الجوزي: (أما حديث إحياء أم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبدوا أن ابن الجوزي قد اعتبرها داخلة تحت عموم الآية وأنها كافرة فلا تدخل الجنة، وليس كذلك فإنها من أهل الفترة، وقد اختلف العلماء في حكمهم ودخولهم الجنة، فمنهم من قال: أهل الفترة ناجون ن العذاب لعدم بلوغهم الدين الصحيح ....... ومنهم من توقف في لحكم عليهم بشيء لكن ليس منهم من قال: إنهم كفار، ذلك أن وصفهم بالكفر لا يكون إلا بعد بلوغهم الدين الصحيح وعدم إيمانهم به، فما داموا لم يبلغهم شيء فلا يوصفون بكفر ولا إيمان، بل هم كما سموا: بأهل الفترة.
وقد قال ابن حزم وغيره من العلماء بأنهم غير مخاطبين بالشريعة حتى تبلغهم قال: (فصح كما أوردنا أنه لا نذارة إلا بعد بلوغ الشريعة إلى المنذر، وأنه لا يكلَّف أحد ما ليس في وسعه، وليس فس وسع أحد علم الغيب في أن يعرف شريعة قبل أن تبلغ إليه، فصح يقينا أن من لم تبلغه الشريعة لم يكلفها) الأحكام1/ 55. وعلى هذا قلا معارضة بين الحديث وهذه الآية في هذا الأمر ...... ) مقاييس نقد متون السنة ص 124 - 125
فيظهر لي أن الأستاذ الدميني قد التبس عليه مسألتان: مسألة: دخول أهل الفترة النار -وهذه فيها الخلاف المذكور- وبين مسألة: هل هم كفار في أحكام الدنيا؟، وهذه لا أظن أن فيها خلافا، وأنهم كفار بلا شك
وكلام ابن حزم بعيد كل البعد عن استدلال الدميني.
وأما مسألة كفر أم النبي صلى الله عليه وسلم فلعلنا نناقشها بعد هذه المسألة
هذا ما ظهر لي والله أعلم وأرجو من الإخوة المشاركة للأهمية
وجزاكم الله خيرا
ـ[المجدد]ــــــــ[27 - 04 - 08, 04:11 م]ـ
الأخ أبو عبدالله الشيرازي
هناك فرق بين أنهم كفار أو أنهم يعاملون بأحكام الكفار في الدنيا؟
هم مشركون وليسوا كفارا لأنهم لم تبلغهم الدعوة
والله أعلم
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 04:35 م]ـ
أن أعرابيا قال يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويفعل ويفعل فأين هو قال في النار فكأن الأعرابي وجد من ذلك فقال يا رسول الله فأين أبوك قال له حيث ما مررت بقبر كافر فبشره بالنار قال ثم إن الأعرابي أسلم قال فقال لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبا ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي كان يصل الرحم، وكان، وكان، فأين هو؟ قال: في النار، فكأن الأعرابي وجد من ذلك، فقال: يا رسول الله! فأين أبوك؟ قال: حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار. قال: فأسلم الأعرابي بعد، فقال: لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبا! ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار.
الراوي: سعد بن أبي وقاص - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: أحكام الجنائز - الصفحة أو الرقم: 251
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو قال في النار قال فكأنه وجد من ذلك فقال يا رسول الله فأين أبوك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار قال فأسلم الأعرابي بعد وقال لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبا ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1288
ـ[ابو عبد المهيمن]ــــــــ[27 - 04 - 08, 06:03 م]ـ
السلام عليكم
اهل الفترة كفار و مشركون لانه لا فرق بين الكفر و الشرك على الصحيح
لكن حكمهم في الاخرة شيء اخر
فمن لم تبلغه الدعوة منهم فانه يمتحن يوم القيامة
وام النبي فالصحيح انها في النار للحديث استاذنت ربي في ان استغفر لامي فلم ياذن لي واستاذنته فيان ازور قبرها فاذن لي
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 04 - 08, 06:09 م]ـ
لقد بلغتهم دعوة إسماعيل وإبراهيم عليهما السلام كما ذكر النووي في شرحه لمسلم
ـ[المجدد]ــــــــ[28 - 04 - 08, 04:55 م]ـ
السلام عليكم
اهل الفترة كفار و مشركون لانه لا فرق بين الكفر و الشرك على الصحيح
الأخ الكريم
هل تقصد أنهما متطابقان في المعنى تماماً؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/324)
ـ[ابو عبد المهيمن]ــــــــ[28 - 04 - 08, 06:05 م]ـ
قال النووي رحمه الله:
" الشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد وهو الكفر بالله تعالى، وقديفرق بينهما فيخص الشرك بعبادة الأوثان وغيرها من المخلوقات مع اعترافهم باللهتعالى ككفار قريش، فيكون الكفر أعم من الشرك " انتهى.
"شرح صحيح مسلم" (2/ 71).
ولعل هذين اللفظين معناهما يخنلف باجتماعهما في الذكر او ذكر واحد منهما
اي من الألفاظ التي إن اجتمعت في اللفظ افترقت في المعنى، وإن افترقت في اللفظ اجتمعت اجتمعت في المعنى كالإسلام والإيمان،.(48/325)
ما هي صفة الميزان في القرآن والسنة؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[27 - 04 - 08, 06:51 م]ـ
من يبين لي صفة الميزان في القرآن والسنة وعدد الموازين؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[27 - 04 - 08, 11:40 م]ـ
للرفع(48/326)
مدخل إلى العقيده الإسلاميه ثم توحيد الربوبيه
ـ[سمير السكندرى]ــــــــ[28 - 04 - 08, 09:05 ص]ـ
مدخل إلى العقيده الإسلاميه ثم توحيد الربوبيه
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهديه الله فهو المهتدِ و من يضلل فلن تجد له و لياً مرشداً
أما بعد ..
يعلم الجميع أن الله خلقنا فى هذه الدنيا لعبادته وحده لا شريك له قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} و لذلك أرسل لنا رسولاً يدعونا إلى دينه و صراطه المستقيم {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}
و هذا الدين يتكون ببساطه من إتجاهين متلازمين لا ينفصلان و لا ينفكان عن بعضهما البعض و ذلك لأن الدين ما جاء إلا لإقامتهما
الأول خط أو إتجاه العبادات: أى ما يتعبد به إلى الله من الأعمال التى تكون بين العبد و ربه فقط كالصلاة و الصيام و الزكاه و الحج و الجهاد و و و و و غيرها
و هذه العبادات لها شرطان لتُقبل الأول الأخلاص لله تعالى الثانى إتباع النبى صلى الله عليه و سلم
لقوله تعالى {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}
العمل الصالح هو العمل كما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه و سلم كما قال ذلك أهل التفسير
و الثانى خط أو إتجاه المعاملات: أى التعامل بين الناس أو بمعنى أوضح حسن الخلق لقول النبى صلى الله عليه و سلم {إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق} و قال أيضاً {إن من أقربكم منى منزلة يوم القيامه أحاسنكم أخلاقا}
و قال أيضاً لأصحابه يوماً أتدرون من الفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار قال إنما المفلس من أمتى من يأتى يوم القيامه بحسنات كأمثال الجبال و لكنه سب هذا و شتم هذا و سفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته و هذا من حسناته حتى إذا فنيت أخذ من سيئاتهم ثم طرح عليه ثم طرح فى النار .. أو كما قال صلى الله عليه و سلم
و بهذا أدركنا اهمية هاذين الخطين فى حياة المسلم و يجب عليه أن يسير فى كليهما بتساوى حتى لا يهلك و يصل إلى رضوان الله اللهم ارضى عنا و اغفر لنا و أرحمنا اللهم آمين
بعد أن أوضحنا هذه النقطه ننتقل إلى نقطه أخرى هامة أيضاً فى معرفة تسلل الشريعة الإسلاميه
و يلخصها حديث النبى الذى يرويه عن رب العزه حيث يقول الله تعالى
{ما تقرب إلى عبدى بشىء أحب إلى مما أفترضته عليه ولا يزال عبدى يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به و بصره الذى يبصر به و يده الى يبطش بها و رجله التى يمشى بها و لإن سألنى لأعطينه و لإن استعاذنى لأُعيذنه} البخارى
نفهم من هذا الحديث أن الدين فرائض و نوافل
الفرائض: هى ما جاء عليه دليل بوجوب فعله أو بوجوب تركه سواء فى القرآن أو السنه أو إجماع سلف الأمه
النوافل: ما ورد عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه فعله أو قاله أو حث عليه بأمر يفيد الإستحباب لا الوجوب لأنه لو أقتضى الوجوب لكان داخل فى معنى الفرائض و مثال ذلك تقصير الثوب للرجال طبعاً و اللحيه للرجال أيضاً
إذا نطبق هذا التقسيم إلى فرائض و نوافل على الخطين اللذين شرحنهما فى الأعلى و هما العبادات و المعاملات
فيكون هناك عبادات واجبه و عبادات مستحبه و أخلاق واجبه و أخلاق مستحبه
و تفصيل ذلك فى أوانه بإذن الله نسال الله التوفيق و السداد و الهدايه على طريقه المستقيم و الثبات عليه حتى الممات
ثم إن هاذان الخطان لابد لهما من قاعده سليمه ينطلقان منها هى التى تدفعهما إلى مواصلة السير و مجاهدة النفس فى طاعة الله و البعد عن المعصية و هذه القاعده هى العقيده الإسلاميه عقيده المسلم فى ربه و كيف يصل إلى محبة ربه حتى يعبد الله عن حب و عقيدته فى وجود الجنه و النار حتى يكون حافزاً له لفعل الطاعات و ترك المنكرات و و سيأتى تفصيل ذلك أيضاً بإذن الله و لكن علمنا الآن أن أول شىء لابد أن نتعلمه حتى يصلح لنا باقى ديننا هو ماذا؟ .... العقيده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/327)
و على هذا فوجب معرفة العقيده لما سبق توضبحه من أهميتها فى إستقامة حياة المسلم فلو صلى إنسان كأحسن ما يكون و صام كأحسن ما يكون و يعامل الناس أفضل معامله و لكنه عنده نوع من أنواع الشرك فى العقيده يكون حاله كحال رهبان النصارى الذين يظلون يتعبدون طوال حياتهم يظنون انهم يعبدون الله و هم يشركون به مع ما يفعلون من أعمال فيها مشقة لهم كقوله تعالى {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}
و قوله تعالى {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} فهؤلاء عملوا و اخلصوا و لكن عقيدتهم فاسده و كذلك من تفسد عقيدته من المنتيمن إلى الإسلام بأحد الأمور الشركيه أو البدع التى تذهب ثواب العمل يكون حاله كحالهم يكون عمله هبائاً منثورا ..
الباب الأول: أصل الدين
الدين و الإيمان فى الإسلام: قول و عمل يزيد بالطاعه و ينقص بالمعصيه
القول .. قول القلب و قول اللسان
و العمل .. عمل القلب و عمل اللسان و عمل الجوارح
1) قول القلب فهو إعتقاده و تصديقه
2) قول اللسان نطقه بالشهادة
3) عمل القلب هو إخلاصه و خوفه و رجائه و محبته و يقينه
4) عمل اللسان هو الذكر و قرأة القرآن و الإستغفار
5) عمل الجوارح هو العبادات الظاهرة من الصلاة و الصيام و الحج و الجهاد
و نأخذه نقطه نقطه نوضح فيها العقيده الإسلاميه حتى نستوفى فى النهايه مجمل عقيدة أهل السنه و الله المستعان
[1] قول القلب
قول القلب كما قلنا هو إعتقاده و تصديقه .. تصديقه بماذا تصديقه بما أخبر به الله و رسوله من أركان الإيمان السته
1] الإيمان بالله
2] الإيمان بالملائكة
3] الإيمان بالكتب
4] الإيمان بالرسل
5] الإيمان باليوم الآخر
6] الإيمان بالقدر خيره و شره
ويقصد بالإيمان التصديق و الإنقياد التصديق و العمل بمقتضى ذلك التصديق
و العقيده معناها الإصطلاحى: جملة المعانى الشرعية التى يجب أن تنعقد فى ذهن المسلم و عقله و قلبه و وجدانه بما بتعلق بشأن الله و ملائكته و الكتب و الرسل و اليوم الآخر و القدر و غير ذلك مما دل عليه الدليل الشرعى.
و على هذا فأول ركن يجب التصديق به فى العقيده هو الإيمان بالله وحده لا شريك له
أى توحيد الله عزل وجل فى ربوبيته و ألوهيته و أسمائه و صفاته و سيأتى تفصيل كل من هذه على حدى بإذن الله
التوحيد شرعاً: إفراد الله عز وجل بما يختص به من الربوبيه و الألوهية و الأسماء و الصفات.
و القرآن كله يتكلم عن التوحيد فآياته إما:
1) خبر عن الله تعالى و عن أفعاله و صفاته يجب التصديق به
2) دعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له
3) أمر أو نهى فهو حقوق التوحيد و مكملاته
4) إخبار عن ثواب الموحدين فى الجنه
5) إخبار عن عقاب المشركين و الكافرين فى النار
و بناء على التعريف السابق للتوحيد فإنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام أستنبطها أهل العلم من القرآن و السنه بالتتبع و الإستقراء و أول من قال بها من أهل العلم إبن بطه و إبن منده
القسم الأول: توحيد الربوبيه
القسم الثانى: توحيد الألوهية
القسم الثالث: توحيد الأسماء و الصفات
و قد جمعها الله تعالى فى قوله {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}
و حديثنا اليوم بالتفصيل عن القسم الأول وهو:
توحيد الربوبيه
هو إفراد الله سبحانه و تعالى بأفعال الرب و صفاته من التصرف فى المخلوقات و تدبير الكون و التحكم فيه و تنظيم شأنه و مثال ذلك الخلق و الرزق و التدبير و الإحياء و الإماته و الملك و التدبير و التحليل و التحريم
و كل أفعال الربوبيه تندرج تحت ثلاث تشملها و هى إفراد الله تعالى بالخلق و الملك و التدبير
1) إفراد الله بالخلق:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/328)
أن يعتقد الإنسان أن لا خالق غير الله سبحانه و تعالى لقوله تعالى {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} و كذلك يدخل فيها الإحياء و الإماته قال تعالى {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} و قوله أيضاً {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ}
فمن خالف ذلك و أعتقد أن غير الله يمكنه أن يخلق ولو مثقال ذرة أو أن غير الله يستطيع أن يحيى و يميت فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم
ولو قال قائل هناك من صنعون الإنسان الآلى الآن نقول إن الله يخلق من العدم و هؤلاء إنما يصنعون هذا الآلى من مواد خلقها الله مثل المعدن و الزجاج و غير ذلك
2) إفراد الله بالملك:
أن يعتقد أنه لا يملك الخلق إلا خالقهم فهو الذى يرزقهم و يعطيهم و يمنعهم لحكمته وهو الذى له الحق فى التحليل و التحريم وحده و الأدله على ذلك مستفيضة {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} و قال أيضا {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} و قال أيضا {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُون}
و قال أيضا {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
فمن أعتقد أن غير الله يملك الملك المطلق فى الكون و له تصرف فيه كمن يعتقد ذلك من الصوفيه و يقولون أن هناك أقطاب يتحكمون فى الكون بعد موتهم فهذا شرك بالله فى الربوبيه و كذلك من أعتقد أن غير الله يرزقك فقد أشرك مع الله فى الربوبيه كمن يذهبون إلى قبور الصالحين و يقولون يلا بدوى أرزقنى يا بدوى أرزقنى ولداً يا حسين أرزقنى مالاً فهذا كله شرك لأنهم يعتقدون أن غير الله يملك الرزق و سيأتى الكلام عن هذه بالتفصيل فى توحيد الألوهية و من أتخذ من دون الله أنداداً يُشرٍعون غير شرع الله فقد أشرك مع الله فى الربوبيه الله ولهذا يروى من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال للرسول ـصلى الله عليه وسلم ـ في قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُون َ} قال: يا رسول الله إنا لسنانعبدهم قال: (أليس يحلون ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه) قال: نعم يا رسول الله قال: (فتلك عبادتهم) فجعل النبي ـ صلى الله عليهوسلم ـ هذا من الشرك و هذا ما يعتقده الشيعه فى أئمتهم الإثنى عشر فيعتقدون أن الله أعطاهم حق التحليل و التحريم و لذلك تجد فى دينهم الفاسد كل فُحش و دنس فيحللون الزنى و يُحللون الكذب و اهل البيت و رب الكعبه منهم براء و كذلك من أعتقد أن غير الله يملك إيصال النفع و الضر فهذا شرك أيضا كمن يذهبون إلى القبور ليسألوا أصحابها أن يشفوهم أو يرزقوهم أموال و كمن يذهبون للدجالين و السحرة و يتقربون إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/329)
الجن حتى لا يضرونهم و يأتى بيان ذلك فى موضعه فى توحيد الألوهية بإذن الله و إنما نحن هنا نركز على الإعتقاد
هنا نقطه .. ما ورد من إثبات ملكيه لبعض الناس فى الدنيا كقوله {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ} فهذه ملكيه قاصرة إذ لا يمكن أن يتصرف فى ملكية الآخرين و ملكيته له فيها ضوابط شرعها له الله فى التعامل معها
3) إفراد الله بالتدبير:
فهو أن يعتقد الإنسان أنه لا مدبر للكون ولا مُصرف لشئونه إلا الله وحده لقوله تعالى {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}
و كما قلنا سابقاً من أعتقد أن غير الله يصرف أمور الكون و يتحكم فيه كمن يعتقدون فى الكواكب و النجوم أنهم يتحكمون فى بعض أمور الكون فهذا شرك فالله هو المدبر لهذا الكون وحده و كل مخلوق له وظيفه فى الحياه قد ينتج عن أدائه لوظيفته مثلاً هطول الأمطار فهذه وظيفته و ليس هو الذى يتحكم و يدبر بل إن الله هو الذى خلقه لذلك سبحانه و تعالى عما يشركون.
و من معانى الربوبيه أيضا قوله تعالى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} فنفى العجز هنا دل على كمال صفتى العلم و القدرة لأن العجز إما يكون فى أحدهما او كلاهما
و نأخذ هنا قاعده هامه و هى " كل نفى أضيف إلى الله عز وجل فنفى عنه ما لا يليق بجلاله فى القرآن أو السنه فإن المقصود به إثبات كمال الضد " و مثال ذلك كثير منها قوله تعالى {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} و {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} و {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.
و هذا النوع من التوحيد أى الربوبيه لم يعارض فيه أحد من اهل الأرض حتى المشركين أيام النبى صلى الله عليه وسلم يُقرون بتوحيد الربوبيه
قال تعالى {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} و كذلك ما ورد أن في أول الإسلام حاول الكفار صد النبي صلى الله عليه وسلم عن دينه , فأرسلوا حصين بن المنذر فلما دخل حصين قال: يا محمد فرقت جماعتنا و شتت شملنا فان أردت مالا أعطيناك أو ملكا ملكناك فلما سكت .. قال صلى الله عليه وسلم: يا أبا عمران كم الها تعبد؟ قال أعبد سبعة , ستة في الأرض وواحدا في السماء!! فقال صلى الله عليه وسلم: فاذا هلك المال من تدعو؟ قال: أدعو الذي في السماء. قال فاذا أنقطع المطر من تدعو؟ قال: الذي في السماء .. قال: فيستجيب لك وحده أم يستجيبون لك كلهم قال: يستجيب وحده , فقال صلى الله عليه وسلم: يستجيب لك وحده و تشركهم في الشكر! أم تخاف أن يغلبوه عليك؟ قال: لا ما يقدرون عليه .. قال صلى الله عليه وسلم: يا حصين أسلم (أو كما قال عليه الصلاة والسلام)
إلا فرعون و المجوس
ففرعون عارض ذلك على سبيل المكابره مع كونه موقنا فى نفسه بأن الله هو الرب وحده المستحق للعباده لقوله تعالى {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} و قال الله حاكياً عن موسى أنه قال لفرعون {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا}
و المجوس على سبيل الشرك قالوا ان للعالم خالقين هما الظلمة و النور و النور خير من الظلمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/330)
و قد حاج الله أهل الشرك الذين يقولون أنه هناك آلهة أخرى تتصرف مع الله فى الكون سبحانه و تعالى عن ذلك فقال {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} و قال أيضاً {أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} و لاشك ان معنى وجود إلهين هو عجز كل منهما عما فى يد الآخر و هذا فى حد ذاته نقص فكيف يُلحق هذا بالله.
و هذا الذى سبق كان على أهل الشرك أما من أنكر وجود الرب عز وجل من أهل الإلحاد و الشيوعيه
فالحجه عليهم قائمه أقامها الله فى كتابه و سنعرض بعض الآيات ثم نتبعها بكلام الأئمه
قال تعالى {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ}
فأنظر من يفعل هذا غير الله
و قال تعالى {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ} هل خلق هؤلاء أنفسهم أم خلقوا هكذا صدفه كما يزعمون أن الكون جاء صدفه بفعل تصادم المواد سبحان الله هذا الكون المنتظم الدقيق فى تحركاته المنظم فى سلوكياته جاء صدفه إن أحدنا لو رأى سيارت متقنة الصنعه و التقنيات هل يعقل أن يقول أنها جائت هكذا صدفه من تصادم المعدن مع البترول و الزجاج فصارت بهذا الشكل بل قائل هذا رأس المجانين عفنا الله و إياكم من هذا الجنان اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام اللهم أتمها علينا نعمة و إقبضنا عليها اللهم آمين
و قال تعالى {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
و الآيات فى إثبات تحكم الله و تصريفه لأمور الكون كثيرة نأخذ منها أخيراً قوله تعالى {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/331)
وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
و من جميل ما قيل فى ذلك ما جاء عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه قال:
أسلمت وجهي لمن أسلمت له ... الارض تحمل صخراً ثقالا
ًدحاها لما استوت شدها ... سواء وأرسى عليها الجبال
اوأسلمت وجهي لمن أسلمت له ... المزن تحمل عذباً زلالا
اذا هي سيقت الى بلدة أطاعت ... فصبت عليها سجالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له ... الريح تصرف حالا فحالا
و روى إبن كثير عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال لما ذكر أمامه زيد قال: هو أمة وحده يوم القيامة
يُذكر أن بعض الملاحدة جائوا إلى ابو حنيفه رحمه الله سألوه عن وجود البارى سبحانه و تعالى فقال لهم دعونى فإنى مُفكر فى أمر قد أُخبرت عنه: ذكروا لى أن سفينة فى البحر موقرة فيها أنواع المتاجر و ليس بها أحد يحرسها ولا يسوقها و هى مع ذلك تذهب و تجىء و تخترق الأمواج العظام حتى تخلُص منها و تسير حيث شائت بنفسها من غير أن يسوقها أحد فقالوا: هذا شى لا يقوله عاقل فقال: ويحكم هذه الموجودات بما فيها من العالم العلوى و السلفى و ما أشتملت عليه من الأشياء المحكمه ليس لها صانع؟! فبُهت القوم و رجعوا إلى الحق و اسلموا على يديه
و سُئل اعرابى عن وحود الله سبحانه و تعالى فقال: يا سبحان الله إن البعر يدل على البعير و إن أثر الأقدام ليدل على المسير فسماء ذات أبراج و أرض ذات فجاج و بحار ذات أمواج ألا يدل على وجود اللطيف الخبير!!
تعلمنا اليوم توحيد الربوبيه بأدلته التفصيلية و ما كان من توفيق فمن الله و ما كان من خطأ أو نسيان فمن نفسى و من الشيطان و قد تم جمع المادة العلميه من المصادرى الآتيه:
[شرح الواسطيه لإبن عثمين _ شرح الطحاويه الشيخ صالح آلشيخ _ معارج القبول لحافظ الحكمى _ القول المفيد لإبن عثيمين _ مذكرة العقيده للشيخ أبو عبد الله المصرى _ فتاوى الشيخ بن عثيمين المجلد السابع]
فالله أسئل ان يكتب بها النفع و أن تكون خالصة لوجهه سبحانه و تعالى و أن تكون سهلة فى الفهم اللهم آمين
و أرجوا من كل من إنتفع بها أن يعمل بها و إن ينشر ما تعلمه منها بين الناس
و الله المستعان ..
جمع و ترتيب / أبو محمد عبد الله المصرى
منقول من منتدى رياض الكلمة الطيبة http://www.aljna.net/showthread.php?t=8163
ـ[أبوعبدالرحمن السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 10:19 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[سمير السكندرى]ــــــــ[28 - 04 - 08, 07:33 م]ـ
وفيك بارك ربى اخى الحبيب(48/332)
لو تكرمتم رد على مسألة الإيمان باللوح والقلم
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: بما يتعلق بالإيمان باللوح والقلم نؤمن بأن ما ورد في اللوح المحفوظ لا يتغير وقد وردت في بعض الأحاديث والتي منها:" من سره أن يسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه "
وقوله صلى الله عليه وسلم:" إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " وغيرها.
1ـ هذه الأحاديث تفيد حدوث تغيير في العمر وهي الزيادة وكذلك الرزق مع أن المعلوم أن الأجل والرزق مكتوب فكيف الجمع؟
2 ـ هل هذه الزيادة حقيقية أم المراد بها البركة في العمر والرزق.
3 ـ وهل عبارة أن ما في اللوح المحفوظ معلقا صحيحة وإذا كانت غير صحيحة فما هو الصحيح
4ـ ورد في بعض الأحاديث لا يرد القضاء إلا الدعاء فما معناه وهل إذا قال الإنسان لأخيه الله يطيل عمرك على طاعته يدخل في معنى الحديث بأن تحدث زيادة في عمر الشخص المدعو له.
زادكم الله علما وتقوى
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[20 - 05 - 08, 11:32 م]ـ
أرجوكم رد سريع
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[22 - 05 - 08, 04:49 م]ـ
مسألة زيادة العمر أو نقصه حقيقية على القول الراجح ... وهي تماما كمسألة الجزاء بالجنة أو النار فهي مكتوبة ومع ذلك فإن العبد مطالب بالعمل فمن عمل خيرا دخل الجنة ومن عمل غير ذلك دخل النار وكذلك ما جاء في السؤال فمن وصل رحمه طال عمره وهذا لا يتعارض مع كون العمر مكتوبا ومقدرا لأنه مقدر بسببه كما لا يتعارض أمر العبد بالعمل الصالح مع كونه مكتوبا ومقدرا أنه من أهل الجنة لأنه مقدر بسببه فإذا قيل طال عمر فلان بسبب صلته رحمه فهو تماما كقولنا دخل الجنة بسبب عمله!.(48/333)
ما هي الوهابية؟
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:39 ص]ـ
ما هي الوهابية؟
الوهابية نسبة إلى ماذا؟!
أليست نسبة إلى اسم الله الوهاب؟!
الوهاب؟!
الوهابية؟!
فإذاً ما يقولونه عن النسبة إلى محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بأنها وهابية:
أولاً: نسبة خاطئة؛ فإن الوهابية نسبة إلى اسم الله الوهاب، الذي وهب هذه الأمة مثل هذا الرجل في ذلك الوقت العصيب الذي ظهر فيه.
وقد أرسل الله الرسل لعبادته وحده لا شريك له، وعرفهم أن التوحيد أساس العمل، وأن الشرك مُحبط لسائر الأعمال.
وقد كان عند الناس في ذلك الوقت من أنواع الشرك ما كان؛ بدعٌ منتشرة، عبادة الأضرحة والقباب، توسلٌ بالأموات.
كان قبر محجوب وقبة أبي طالب يأتون إلى الاستغاثة بها، ولو دخل سارق أو غاصب أو ظالم قبر أحدهما لم يتعرضوا لهُ؛ لما يرون من وجوب التعظيم والاحترام لهذا الضريح.
وكان عندهم رجل من الأولياء –بزعمهم- يسمى تاج، سلكوا فيه سبيل الطواغيت، وصرفوا إليه النذور، واعتقدوا فيه النفع والضر، وكان يأتي إليهم لتحصيل ما لديهم من النذور والخراج، وينسبون إليه حكايات عجيبة، منها: أنه أعمى، وأنه يخرج من بلدة الخرج بدون قائدٍ يقوده.
وشجرة تدعى الذئب، يأُمها النساء اللاتي يُردن المواليد الذكور، ويعلقن عليها الخرق البالية، لعل أولادهنّ يسلمون من الموت والحسد.
ومغارة في جبل يسمونها بنت الأمير، وأن بعض الفسقة أراد أن يظلم بنت الأمير، فصاحت ودعت الله فأنفلق لها الغار، فأجارها من السوء؛ فكان العامة من هؤلاء الجهلة المشركين يسعون إلى ذلك الغار يقدمون اللحم وصنوف الهدايا.
وكان بعض النساء والرجال يأتون إلى ذكر النخل المعروف بالفحال في بلدة معينة، يفعلون عنده أقبح الفعال، وكانت المرأة إذا تأخر زواجها تضمُهُ بيدها، ترجوا أن تفرج كربتها، وتقول: يا فحل الفحول، أُريد زوج قبل الحول.
كانت شجرة أبي دجانة في العيينة، وقبة رجب، وقبة ضرار بن الأزور، وشجرة الطرفيين مثل ذات أنواط، وكانت هذه القباب والقبور تُعبد من دون الله.
وأفرادٌ من المتصوفة على مذهب الملاحدة من الحلولية الذين يعتقدون أن الله حل في كل مكان، وأنه حل في المخلوقات، وأن كل ما ترى بعينك فهو الله، لا يميزون بين مخلوقٍ وخالق، كان لهم انتشار في بلاد نجد وغيرها.
وكانت الموالد التي فيها الشرك تُقرأ على الناس، وكانت الحجب تكتب بالطلاسم وتعلق.
وكانت الكتب مثل: دلائل الخيرات وروض الرياحين التي فيها استغاثة وتوسل بغير الله مشهورة لها قرأه في الموالد بين الناس.
وخلت كثير من المساجد من المصلين، وانتشرت عبادة النجوم، واعتقاد تأثيرها في الحوادث الأرضية.
تبركٌ بالأشجارٍ والأحجارِ والجمادات، وأمرٌ عظيم قد ران الجزيرة في نجد وغيرها.
فقدر الله تعالى أن يولد ذلك المصلح المجدد محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن راشد التميمي، وقد قال أبو هريرة رضي الله عنه: "مازلت أحب تميماً منذ ثلاث سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أنه قال فيهم: ((هم أشد أمتي على الدجال)) –رواه البخاري-. وجاء في الحديث أيضاً: ((أن أطول رماح هذه الأمة على الدجال رماح بني تميم)).
فبنو تميم كان في أولهم استعصى في الدعوة النبوية؛ لكنهم بعد ذلك جاءوا مسلمين، وسيكون لهم شأنٌ في محاربة الدجال شأن عظيم.
وكان هذا المصلح التميمي محمد بن عبدالوهاب رحمه الله من أشد الناس على الدجالين، محارب للدجل والشرك والشعوذة.
قيضه الله عز وجل فولد عام ألف ومائة وخمسة عشر للهجرة، وحفظ القرآن مبكراً، وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل في أول أمره، وكذلك تعلم على أبيه، وحج البيت الحرام، ورزق سرعة في الحفظ والكتابة، وفصاحة في الكلام، وكان يتعجب من شأنه، طاف البلاد، وأخذ العلوم، ودرس على المشايخ، وكذلك فإنه تأثر بشيخه محمد حياة السندي، وأصله من السند، وكان مقيماً في المدينة، مُحدث الحرمين، محمد حياة السندي رحمه الله الذي كان موحداً غير راضي بكل هذه الشركيات، وكانت الاستغاثات تسمع عند قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة، فقال الشيخ محمد حياة السندي يوماً لتلميذه: ما تقول في هؤلاء؟ فأجابه: إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعلمون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/334)
لم يكن منغلقاً الأفق ضيقاً، وإنما كانت رحلاته إلى أماكن مختلفة حتى خارج الجزيرة إلى العراق إلى البصرة وغيرها من أسباب تفتحه وأخذه للعلم عند المشايخ في الأماكن المختلفة.
وبدأ رحمه الله بعد عودته من رحلاته العلمية، ومعرفته بأوجب الواجبات، دعوة الناس إلى التوحيد، وأنه لابد من محاربة هذا الشرك، لابد من تغيير الواقع، أحس بالمسئولية العظيمة تجاه دين الله عز وجل، الكفر والشرك منتشر.
وهكذا بدأت الدعوة، وبدأ الإصلاح في العيينة والدرعية، وهكذا تحالف الشيخ مع محمد بن سعود وغيره لأجل إقامة دين الله عز وجل.
واتجه إلى هدم القبة التي كانت مبنية على قبر زيد بن الخطاب ومعه ستمائة من المقاتلين فهدمها؛ ثم قبة ضرار بن الأزور فهدمت، وأشجار كانت تعبد من دون الله وتصرف لها أنواع من العبادات فقطعها الشيخ رحمه الله.
بدأت الدعوة إلى التوحيد، ورأى الناس بأم أعينهم أن هذه الأشياء التي كانوا يعظمونها من دون الله لا تدفع عن نفسها ضراً، ولا تملك نفعاً، وأنها أُزيلت وقطعت فلم يحدث شيء.
بدأ الأثر العملي في القلوب، بدأ الشيخ رحمه الله الدعوة بالنصيحة والحسنى، بالتذكير، بوعظ الناس، بالتبيان، بالتأليف، وكان أول ما ألفه كتاب التوحيد، الذي يدرس اليوم في كثير من الأماكن، التوحيد الذي هو حق الله على العبيد.
وإذا كان هناك استعصاء من قبل سدنة الأضرحة وعباد القبور، فإن الشيخ رحمه الله بدأ يُجرد المفارز من أهل التوحيد لإزالة هذه الأشياء بالقوة، إذا لم يستجيبوا لإزالتها بالنصح واللين، فثارت ثائرة بعض هؤلاء الجهلة من المشركين والذين لهم مصالح في القبور والأضرحة، والذين كانت تأتي إليهم الأموال من الناس، أصحاب المصالح الشخصية، أعداء الدعوات في القديم والحديث، فثاروا على الشيخ، ناوئوه، عادوه، أرادوا تشويه سمعته، وكتبوا إلى أماكن مختلفة في التحذير منه؛ بل إنهم جردوا الجيوش لحربه.
وهكذا؛ مكن الله للشيخ تمكيناً عجيباً، ووفقه بمن أعانه على إقامة الدين والتوحيد.
كان عفيفاً؛ لم يأخذ الأموال كغيره؛ وإنما يعطي العلم الذي عنده، وكان له طلاب وأنصار وأعوان يبثهم لنشر الدين والدعوة، يعلمهم توحيد الله عز وجل، يقرءون عليه الكتب، ولازالت تنتشر من مكان إلى مكان، ومن بلدة إلى بلدة، في نجد وغيرها، حتى وصل الأمر إلى خصوم اجتمعوا وأرادوا القضاء على هذه الدعوة المباركة، ولما كان الله سبحانه وتعالى قد قال في كتابه العزيز عن المشركين: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} أي شرك وكفر {ويكون الدين كله لله] أي مسيطرا حاكماً {فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير}.
ولما قال الله في كتابه: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب، إن الله قوي عزيز} إذاً أنزل الله الكتاب ليحكم، وأنزل الحديد لكي يجاهد به المناوئين للكتاب.
فلما قام الشيخ بالدعوة فانتشرت؛ ثم صار لها أعداء أرادوا أن يرفعوا السلاح في وجهها ويمنعوا انتشارها، عرف الشيخ أنه لابد من الأخذ بالحديد لقتال من ناوئ الكتاب، وهكذا قام الجهاد في سبيل الله ضد المشركين، ونصر الله الشيخ.
وعاش عمراً مباركاً إلى عام ألف ومائتين وستة للهجرة.
رسائل وكتب في داخل الجزيرة وخارجها، دعوة وتبيان للأمور وجلاء ورد على الشبهات ودفاع.
وهكذا يبتلي الله المصلحين باستمرار بمن يشوه سمعتهم، ويسبهم ويشتمهم، وهذا طريق الأنبياء؛ ألم يقولوا عن نبينا صلى الله عليه وسلم ساحر، كذاب، مجنون، به جِنة!!
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالناس أعداءٌ له وخصوم
كضرائر الحسناء قُلنَّ لوجهها حسداً وزوراً إنه لذميم
واتهم الشيخ بتهم كثيرة، منها: استحلال الدماء، وتكفير المسلمين، فكان يبين باستمرار أنه لا يستحل دماء المسلمين، وإنما يقاتل المشركين، ومتى كان قتال المسلمين في دينه ومنهجه؟!! وهو يعلم أنه لا يحل دم امرأ مسلم إلا بإحدى ثلاث، بما جاءت به الشريعة من إحلال الدم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/335)
وكان يخاطب الناس بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله)) شهادة حقيقية؛ ليس لفظاً يُقال، وإنما شهادة تطبق بشروطها، حتى يعبد الله ويكفر بالطاغوت، هذه دعوة الرسل {أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} إنما يقول بلسانه أشهد أن لا إله إلا الله؛ ثم يعبد الطاغوت من دون الله؛ فليست هذه شهادة {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها}.
وكل ما جاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع طاغوت يقاتل. وكل من أراد حمايته والدفاع عنه فإنه يقاتل أيضاً.
وبيّن الشيخ رحمه الله موانع التكفير، وأنه لا يتسرع بتكفير كل أحد، لابد من إقامة الحجة أولاً، لابد من البيان، لابد من إزالة الشبهات، قد يكون الشخص جاهلاً فيعلم، أو لديه شبهات فيناقش، أو مكره فلا يكفر وهو مكره.
واتهم الشيخ بالظلم والتعدي، فكان يبيّن ويكتب عن فلان (استدعيته أولاً بالملاطفة)، ولفلان يقول: (ولست والحمد لله ممن ادعوا إلى مذهب صوفي، أو فقيه، أو متكلم، أو إمام من الأئمة، إنما ادعوا إلى الله وحده لا شريك له، وادعوا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم).
استعمل الحكمة في دعوته، وكان يتلطف في مخاطبة مخالفيه، يبدأ أولاً باللين، ويقول لفلان: (لعلك تكون مثل الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل) أي تكون على طريقته.
وكذلك فإنه قال: (فإننا نرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم، ما لم يأمروا بمعصية الله) فبيّن أنه ليس بخارج على خليفة للمسلمين، ولا إمام لهم موحد يقودهم إلى عبادة الله، ولم تكن دولة الخلافة في ذلك الوقت قد بسطت سلطانها على نجد، وكان فيها تقصير من جهة دعوة التوحيد، فجاء الشيخ لتكميله رحمه الله.
وممن تآمر عليه بعض الصليبيين الذين أيدوا بعض الباشوات في قتال اتباع تلك الدعوة، وهذا واضح في مكاتباتهم ومخاطباتهم وشهادة أهل التاريخ.
لقد انتشرت دعوة الشيخ رحمه الله، ووصلت إلى أصقاع مختلفة، ووصل معها أيضاً تشويهات من أطراف أخرى، مما كان يملأ به أذهان بعض الحجاج عن دعوة الشيخ تشويهاً وتعسفاً.
فممن وصلت إليه دعوة التوحيد في بلاد الهند عدة، وفي بلاد اليمن، وغيرها، حتى قال القائل:
سلام على نجد ومن حل في نجد ............... وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
قفي واسألي عن عالمٍ حل سوحها ................ به يهتدي من ضل عن منهج الرشدِ
محمد الهادي لسنّة أحمدٍ .......... فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي
لقد سرني ما جائني من طريقه ................ وكنت أرى هذه الطريقة لي وحدي
ويُعزى إليه كل ما لا يقوله ............... لتنقيصه عند التهامي والنجدي
فيرميه أهل الرفض بالنصب فرية ............ ويرميه أهل النصب بالرفض والجحد
وليس له ذنبٌ سوى أنه أتى ................. بتحكيم قول الله في الحل والعقدِ
ويتبع أقوال النبي محمد وهل غيره ................. بالله في الشرع من يهدي
لئن عدّه الجُهّال ذنباً فحبذا ................... به حبذا يوم انفرادي في لحدي
وهكذا كتب عدد من علماء الهند واليمن، يؤيدونه في دعوته.
وكذلك صار لهُ أعداء بفعل ما شوهت به السمعة بين الحجاج الذين كانوا يعودون إلى أمصارهم، فاتهموا الشيخ بالكفر والإلحاد والزندقة والتكفير واستحلال الدماء؛ ولكنه رحمه الله استمر على منهجه حتى دان للدعوة عند وفاته قريباً من مليونين ونصف من الناس.
وكتب أهل العلم في تأييده على ذلك من العراق واليمن والشام ومصر.
وفي ذات الوقت كان لهُ أعداء قد كتبوا ضد دعوته، والله سبحانه وتعالى يبتلي: {ألم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}
وكانت قريش تجتهد في أن تملأ أذهان الحجاج الذين يأتون مكة بالباطل حول النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته، حتى أن بعض من قدم مكة سد أُذنيه بالقطن حتى لا يسمع دعوته النبي صلى الله عليه وسلم.
وهكذا فعل هؤلاء، ونسبوا إلى الشيخ أباطيل كثيرة؛ ولكن يشاء الله سبحانه وتعالى أن تستمر القضية والمسلسل في الاتهامات في القديم والحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/336)
حتى ذكروا أن تاجراً مسلماً قد اختصم مع تاجر هندوسي في الهند حول سلعة عند الهندوسي؛ فخرج المسلم غاضباً وعزم على إفساد تجارة الهندوسي، فأشاع في المسجد أن الهندوسي وهابي، فهجر الناس دكان الهندوسي، واستاءوا منه، وحاصروه، ولم يجد الهندوسي طريقةً لإعادة تجارته إلا ليعلن على الملأ أنه قد تاب من الوهابية وعاد إلى الهندوسية، فتأملوا كيف بلغ التشويه إلى هذا الحد!!
ولما سافر بعض أهل العلم من نجد إلى الهند ليطلب الحديث على أحد مشايخها الذين تأثروا بالدعايات ضد دعوة الشيخ، أخذ هذا الرجل كتاباً للشيخ رحمه الله ونزع غلافه الذي عليه اسم المؤلف ووضعه على طاولة المحدث العالم الهندي.
فلما جاء الشيخ أخذ الكتاب فقرأه، فأعجب به، وقال: ليتني أعرف من هذا الذي ألف هذا الكتاب؟
فقال له التلميذ، طالب العلم، الراحل للعلم: أتريد أن تعرف المؤلف إنه الذي تقع فيه في دروسك، وتتكلم عليه بما وصلك من الإشاعات، إنه محمد بن عبدالوهاب.
فانقلب المحدث إلى أكبر داعية في الهند لدعوة الشيخ رحمه الله.
ويقوم أعداء الدين في هذه الأيام بالطعنِ في دعوة الشيخ رحمه الله، وإعادة الثارات والنعرات ورفع راية محاربة الوهابية!!
لماذا إذاً؟!!
لأن تلك الدعوة المباركة، وهي إحياء السنة المحمدية، والدعوة إلى الكتاب والسنة أشد ما يقظ مضاجع هؤلاء.
ويريدون أيضاً أن يستفيدوا من التشويهات الحاصلة عند بعض الناس ضد الوهابية ليكسبوهم إلى صفهم.
ويُريدُ الصليبيون اليوم أن يرفعوها دعوة ضد الوهابية، ليكسبوا بزعمهم طوائف من الناس المنتسبين للإسلام الذين يعادون الدعوة، وفي ذات الوقت يشوهون الذين يقفون أمامهم وفي طريقهم من أبناء الإسلام.
فإذا عُرفت حقيقة هذه الدعوة المباركة، فات الهدف على هؤلاء؛ ولن يستطيعوا إن شاء الله أن يصلوا إلى دعوة الحق بسوء.
اللهم ألهمنا رشدنا، وقنا شر أنفسنا، وأرنا الحق حقاً وارزقنا أتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
للشيخ محمد صالح المنجد(48/337)
13شبهة للقبوريين والجواب عليها
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:51 ص]ـ
شبهة للقبوريين والجواب عليها
عبد الله بن حميد الفلاسي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد (1) ( http://www.wahabih.com/110.htm#1)) :
اعلم رحمني الله وإياك أن الطريق إلى الله لابد له من أعداء قاعدين له، أهل فصاحةٍ وعلمٍ وحجج.
فالواجب علينا أن نتعلم من دين الله ما يصير لنا سلاحاً نقاتل به هؤلاء الشياطين الذين قال إمامهم ومقدمهم لربك عز وجل: ((لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)) [سورة الأعراف:16 - 17].
واعلم أن جند الله هم الغالبون بالحجة واللسان، كما أنهم الغالبون بالسيف والسنان، وإنما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح.
وقد من الله تعالى علينا بكتابه الذي جعله: ((تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)) [سورة النحل:89].
فلا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها، كما قال تعالى: ((وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً)) [سورة الفرقان:33].
ومن أهل الباطل هم أهل البدع والضلال من القبوريين الذين تركوا إخلاص الدين لله، وأشركوا مع الله غيره من الأنبياء والأولياء، ولهؤلاء شبهٌ كثيرة، وللإجابة على شبههم طريقين: المجمل، والمفصل.
الجواب المجمل
قال الله تعالى: ((هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ)) [سورة آل عمران:7].
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)).
فحذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم من الذي يتبع المتشابه من القرآن أو من السنة وصار يلبس به على باطله فهؤلاء الذين سماهم الله ووصفهم بقوله: ((فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ)).
وكان سبب تحذير النبي صلى الله عليه وسلم هو الخشية من أن يضلونا عن سبيل الله باتباع هذا المتشابه، فحذرنا من سلوك طريقهم، وحذرنا منهم.
الجواب المفصل
الشبهة الأولىقولهم: نحن لا نشرك بالله، ونشهد أنه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، ولكننا مذنبون، والصالحون لهم جاه عند الله، ونطلب من الله بهم. جواب الشبهة الأولى
اعلم أن الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستباح دماءهم ونساءهم مقرون بذلك، ومقرون بأن أوثانهم لا تدبر شيئاً، وإنما أرادوا الجاه والشفاعة، ولم يغنهم هذا التوحيد شيئاً.
وقد ذكر الله عز وجل في محكم كتابه: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ)) [سورة الأنبياء:25].
وقال تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ)) [سورة الذاريات:56].
وقال تعالى: ((شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) [سورة آل عمران:18].
وقال تعالى: ((وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)) [البقرة:163].
وقال تعالى: ((فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ)) [سورة العنكبوت:56] إلى غيرها من الآيات الكثيرة الدالة على وجوب توحيد الله عز وجل في عبادته، وأن لا يعبد أحد سواه.
الشبهة الثانيةقوله: أن الآيات التي ذكرتها نزلت فيمن يعبد الأصنام، وهؤلاء الأولياء ليسوا بأصنام.
جواب الشبهة الثانية
اعلم أن كل من عبد غير الله فقد جعل معبوده وثناً فأي فرق بين من عبد الأصنام وعبد الأنبياء والأولياء؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/338)
فالكفار منهم من يدعو الأصنام لطلب الشفاعة، ومنهم من يعبد الأولياء والدليل على أنهم يدعون الأولياء قوله تعالى: ((أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ)) [سورة الإسراء: 57]، وكذلك يعبدون الأنبياء كعبادة النصارى المسيح ابن مريم والدليل قوله تعالى: ((وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ)) [سورة المائدة:116]، وكذلك يعبدون الملائكة كقوله تعالى: ((وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ)) [سورة السبأ:40].
فبهذا تبين تلبيسهم بكون المشركين يعبدون الأصنام وهم يدعون الأولياء والصالحين من وجهين:
الوجه الأول: أنه لا صحة لتلبيسهم لأن أولئك المشركين من يعبد الأولياء والصالحين.
الوجه الثاني: لو قدرنا أن أولئك المشركين لا يعبدون إلا الأصنام فلا فرق بينهم وبين المشركين لأن الكل عبد من لا يغني عنه شيئاً.
وبهذا عرفنا أن الله كفر من قصد الأصنام، وكفر أيضاً من قصد الصالحين وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الشرك ولم ينفعهم أن كان المعبودون من أولياء الله وأنبيائه.
الشبهة الثالثةقولهم: الكفار يريدون من الأصنام أن ينفعوهم أو يضرهم، ونحن لا نريد إلا من الله والصالحون ليس لهم من الأمر شيء، ونحن لا اعتقد فيهم ولكن نتقرب بهم إلى الله عز وجل ليكونوا شفعاء. جواب الشبهة الثالثة
اعلم أن هذا قول الكفار سواءً بسواء حيث قال تعالى: ((وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)) [سورة الزمر:3] وقوله تعالى: ((هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ)) [سورة يونس:18].
الشبهة الرابعةقولهم: نحن لا نعبد إلا الله، وهذا الالتجاء إلى الصالحين ودعاؤهم ليس بعبادة.
جواب الشبهة الرابعة
اعلم إن الله فرض عليك إخلاص العبادة له وهو حقه على الناس، حيث قال تعالى: ((ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)) [سورة الأعراف:55].
والدعاء عبادة، وإذا كان عبادة فإن دعاء غير الله شركٌ بالله عز وجل والذي يستحق أن يدعى ويعبد ويرجى هو الله وحده لا شريك له.
فإذا علمنا أن الدعاء عبادة، ودعونا الله ليلاً ونهاراً، خوفاً وطمعاً، ثم دعونا في تلك الحاجة نبيناً أو غيره فقد أشركنا في عبادة الله غيره.
وقال تعالى: ((فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)) [سورة الكوثر:2] فإذا أطعنا الله ونحرنا له، فهذه عبادة لله، فإذا نحرنا لمخلوق نبي، أو جني أو غيرهما فقد أشركنا في العبادة غير الله.
والمشركون الذين نزل فيهم القرآن، كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللات، وما كانت عبادتهم إياهم إلا في الدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك، وهم مقرون أنهم عبيد لله وتحت قهره، وأن الله هو الذي يدبر الأمر، ولكن دعوهم والتجأوا إليهم للجاه والشفاعة وهذا ظاهر جداً.
الشبهة الخامسةقولهم لأهل التوحيد: أنتم تنكرون شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
جواب الشبهة الخامسة
اعلم بأننا لا ننكر شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا نتبرأ منها، بل هو صلى الله عليه وسلم، الشافع المشفع وأرجو شفاعته، ولكن الشفاعة كلها لله، كما قال تعالى: ((قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً)) [سورة الزمر:44].
ولا تكون إلا من بعد إذن الله كما قال عز وجل: ((مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)) [سورة البقرة:255] ولا يشفع إلا من بعد أن يأذن الله فيه كما قال عز وجل: ((وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى)) [سورة الأنبياء:28].
والله لا يرضى إلا التوحيد كما قال عز وجل: ((يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ)) [سورة آل عمران:85].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/339)
فإذا كانت الشفاعة كلها لله، ولا تكون إلا من بعد إذنه، ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في أحد حتى يأذن الله فيه، ولا يأذن إلا لأهل التوحيد، فاطلب الشفاعة من الله، فقل: اللهم لا تحرمني شفاعته، اللهم شفعه في، وأمثال هذا.
الشبهة السادسةقولهم: أن الله أعطى النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة، ونحن نطلبه مما أعطاه الله.
جواب الشبهة السادسة
اعلم أن الله أعطى النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة ونهانا عن هذا فقال: ((فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً)) [سورة الجن:18].
واعلم أن الله سبحانه وتعالى أعطى النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة ولكنه صلى الله عليه وسلم لا يشفع إلا بإذن الله، ولا يشفع إلا لمن ارتضاه الله، ومن كان مشركاً فإن الله لا يرتضيه فلا يأذن أن يشفع له كما قال تعالى: ((وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى)) [سورة الأنبياء:28].
واعلم أن الله تعالى أعطى الشفاعة غير النبي صلى الله عليه وسلم، فالملائكة يشفعون، والأفراط يشفعون، والأولياء يشفعون.
فهل نطلب الشفاعة من هؤلاء؟
فإن كنت تريد من الرسول صلى الله عليه وسلم الشفاعة فقل: ((اللهم شفع فيَّ نبيك محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
وكيف تريد شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تدعوه صلى الله عليه وسلم مباشرة، ودعاء غير الله شرك أكبر مخرج من الملة.
الشبهة السابعةقولهم: نحن لا نشرك بالله شيئاً ولكن الالتجاء إلى الصالحين ليس بشرك.
جواب الشبهة السابعة
اعلم أن الله حرم الشرك أعظم من تحريم الزنا، وأن الله لا يغفره، فما هو الشرك؟
فإنهم لا يدرون ما هو الشرك ما دام أن طلب الشفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بشرك، وهذا دليل على أنهم لا يعرفون الشرك الذي عظمه الله تعالى وقال فيه: ((إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)) [سورة لقمان:13].
فكيف تبرؤون أنفسكم من الشرك بلجوئكم إلى الصالحين، وأنتم لا تعرفونه، والحكم على الشيء بعد تصوره، فحكمكم ببراءة أنفسكم من الشرك وأنتم لا تعلمونه حكم بلا علم، فيكون مردوداً.
ولماذا لا تسألون عن الشرك الذي حرمه الله تعالى أعظم من تحريم قتل النفس والزنا وأوجب لفاعله النار وحرم عليه الجنة، أتظنون أن الله حرمه على عباده ولم يبينه لهم حاشاه من ذلك.
الشبهة الثامنةقولهم: الشرك عبادة الأصنام ونحن لا نعبد الأصنام.
جواب الشبهة الثامنة
اعلم أن عباد الأصنام لا يعتقدون أنها تخلق وترزق وتدبر أمر من دعاها، وإن القرآن يكذب من قال أنهم كانوا يعتقدون غير ذلك.
وأن عبادة الأصنام هو من قصد خشبة، أو حجراً، أو بنية على قبر أو غيره، يدعون ذلك ويذبحون له ويقولون إنه يقربنا إلى الله زلفى ويدفع الله عنا ببركته أو يعطينا.
وأن فعلكم عند الأحجار والأبنية التي على القبور وغيرها هو نفس فعلهم، وبهذا يكون فعلكم هو عبادة الأصنام.
وقولكم: الشرك عبادة الأصنام، هل هذا يعني أن الشرك مخصوص بهذا، وأن الاعتماد على الصالحين ودعاءهم لا يدخل في ذلك؟
فهذا يرده ما ذكر الله في كتابه من كفر من تعلق على الملائكة أو عيسى أو الصالحين.
الشبهة التاسعةقولهم: إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله، ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم، وينكرون البعث، ويكذبون القرآن ويجعلونه سحراً، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ونصدق القرآن، ونؤمن بالبعث، ونصلي ونصوم، فكيف تجعلوننا مثل أولئك؟ جواب الشبهة التاسعة
اعلم أن العلماء أجمعوا على أن من كفر ببعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وكذب به، فهو كمن كذب بالجميع وكفر به، ومن كفر بنبي من الأنبياء فهو كمن كفر بجميع الأنبياء لقوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً)) [سورة النساء: 150 - 151] وقوله تعالى في بني إسرائيل: ((أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/340)
الْعَذَابِ)) [سورة البقرة:85].
فمن أقر بالتوحيد وأنكر وجوب الصلاة فهو كافر، ومن أقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاة فإنه يكون كافراً، ومن أقر بوجوب ما سبق وجحد وجوب الصوم فإنه يكون كافراً، ومن أقر بذلك كله وجحد وجوب الحج فإنه كافر والدليل على ذلك قوله تعالى: ((وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ – يعني من كفر بكون الحج واجباً أوجبه الله على عباده – فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)) [سورة آل عمران:97].
ومن أقر بهذا كله، ولكنه كذب بالبعث فإنه كافر بالإجماع لقول الله تعالى: ((زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)) [سورة التغابن:7].
فإذا أقررت بهذا فاعلم أن التوحيد هو أعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعظم من الصلاة، والزكاة، والصوم والحج، فكيف إذا جحد الإنسان شيئاً من هذا الأمور كفر ولو عمل بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وإذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر؟
سبحان الله، ما أعجب هذا الجهل!
فمنكر التوحيد أشد كفراً وأبين وأظهر.
وها هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وقد أسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤذنون ويصلون وهم إنما رفعوا رجلاً إلى مرتبة النبي، فكيف بمن رفع مخلوقاً إلى مرتبة جبار السماوات والأرض؟
أفلا يكون أحق بالكفر ممن رفع مخلوقاً إلى منزلة مخلوق آخر؟!
وها هم الذين حرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار كلهم يدعون الإسلام وهم من أصحاب علي رضي الله عنه وتعلموا العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا في علي مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان وأمثالهما.
فكيف أجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم؟
أتظنون أن الصحابة يكفرون المسلمين؟ أم تظنون أن الاعتقاد في الحسين والبدوي وأمثاله لا يضر والاعتقاد في علي بن أبي طالب رضي الله عنه يكفر؟
وقد أجمع العلماء على كفر بني عبيد القداح الذين ملكوا المغرب ومصر وكانوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويصلون الجمعة والجماعات ويدعون أنهم مسلمين، ولكن ذلك لم يمنعهم من حكم المسلمين عليهم بالردة حين أظهروا مخالفة المسلمين في أشياء دون التوحيد حتى قاتلوهم واستنفذوا ما بأيديهم من بلدان المسلمين.
وإذا كان الأولون لم يكفروا إلا حين جمعوا جميع أنواع الكفر من الشرك والتكذيب والاستكبار فما معنى ذكر أنواع من الكفر في (باب حكم المرتد).
كل نوع منها يكفر حتى ذكروا أشياء يسيرة عند من فعلها مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه، أو كلمة يذكرها على وجه المزح واللعب، فلولا أن الكفر يحصل بفعل نوع منه وإن كان الفاعل مستقيماً في جانب آخر لم يكن لذكر الأنواع فائدة.
وأن الله تعالى حكم بكفر المنافقين الذين قالوا كلمة الكفر مع أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يصلون ويزكون ويحجون ويجاهدون ويوحدون، فقال الله تعالى فيهم: ((يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ)) [سورة التوبة:74].
وأن الله تعالى حكم بكفر المنافقين الذين قالوا كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح، فقال الله تعالى فيهم: ((قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)) [سورة التوبة: 96].
ومن الدليل على أن الإنسان قد يقول أو يفعل ما هو كفر من حيث لا يشعر قول بني إسرائيل مع إسلامهم وعلمهم وصلاحهم لموسى عليه الصلاة والسلام: ((اجْعَل لَّنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ)) وقول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: "اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط" فقال: "الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ((اجْعَل لَّنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)) [سورة الأعراف: 138] لتركبن سنن من كان قبلكم".
وهذا يدل على أن موسى ومحمداً عليهما الصلاة والسلام قد أنكروا ذلك غاية الإنكار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/341)
الشبهة العاشرةقولهم: في قول بني إسرائيل لموسى ((اجْعَل لَّنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ)) وقول بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم: "اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط" إن الصحابة وبني إسرائيل لم يكفروا.
جواب الشبهة العاشرة
أن الصحابة وبني إسرائيل لم يفعلوا ذلك حين لقوا من الرسولين الكريمين إنكار ذلك، ولا خلاف أن بني إسرائيل لو فعلوا ذلك لكفروا، وكذلك لا خلاف في أن الذين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يطيعوه واتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفروا.
الشبهة الحادية عشرقولهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على أسامة قتل من قال: "لا إله إلا الله"، وكذلك قوله: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله "، وأحاديث أخرى في الكف عمن قالها.
جواب الشبهة الحادية عشر
أن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون لا إله إلا الله.
وأن الصحابة قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويصلون ويدعون أنهم مسلمون.
وأن الذين حرقهم علي بن أبي طالب كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله.
وأن من أنكر البعث كفر وقتل ولو قال لا إله إلا الله، وأن من جحد شيئاً من أركان الإسلام كفر وقتل، ولو قالها.
فكيف لا تنفعه إذا جحد فرعاً من الفروع، وتنفعه إذا جحد التوحيد الذي هو أصل دين الرسل ورأسه؟
وأما حديث أسامة الذي قتل فيه من قال لا إله إلا الله حين لحقه أسامة ليقتله وكان مشركاً، فقال: لا إله إلا الله، فقتله أسامة لظنه أنه لم يكن مخلصاً في قوله وإنما قاله تخلصاً فليس فيه دليل على أن كل من قال: لا إله إلا الله فهو مسلم معصوم الدم، ولكن فيه دليل على أنه يجب الكف عمن قال: لا إله إلا الله، ثم بعد ذلك ينظر في حاله حتى يتبين، والدليل قول الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ)) [سورة النساء:94] أي فتثبتوا، وهذا يدل على أنه إذا تبين أن الأمر كان خلاف ما كان عليه فإنه يجب أن يعامل بما يتبين من حاله، فإذا بان منه ما يخالف الإسلام قتل ولو كان لا يقتل مطلقاً إذا قالها لم يكن فائدة للأمر بالتثبت.
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله " فإن معنى الحديث أن من أظهر الإسلام وجب الكف عنه حتى يتبين أمره، لقوله تعالى: ((فَتَبَيَّنُواْ)) لأن الأمر بالتبين يحتاج إليه إذا كان في شك من ذلك، أما لو قال: لا إله إلا الله بمجرده عاصماً من القتل فإنه لا حاجة إلى التبين.
واعلم أن الذي قال لأسامة: "أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله"، وقال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ... " هو الذي أمر بقتال الخوارج وقال: "أينما لقيتموهم فاقتلوهم" مع أن الخوارج يصلون ويذكرون الله ويقرؤون القرآن، وهم قد تعلموا من الصحابة رضي الله عنهم ومع ذلك لم ينفعهم ذلك شيئاً، لأن الإيمان لم يصل إلى قلوبهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه لا يجاوز حناجرهم".
الشبهة الثانية عشرقولهم: أن الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم، ثم بنوح، ثم إبراهيم، ثم بموسى، ثم بعيسى فكلهم يعتذر حتى ينتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شركاً.
جواب الشبهة الثانية عشر
اعلم بأن الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا ننكرها، كما قال الله تعالى في قصة موسى: ((فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ)) [سورة القصص:15].
وأن الناس لم يستغيثوا بهؤلاء الأنبياء الكرام ليزيلوا عنهم الشدة، ولكنهم يستشفعون بهم عند الله عز وجل ليزيل هذه الشدة، وهناك فرق بين من يستغيث بالمخلوق ليكشف عنه الضرر والسوء، ومن يستشفع بالمخلوق إلى الله ليزيل الله عنه ذلك، وهذا أمر جائز كما أن الصحابة رضي الله عنهم يسألون النبي صلى الله عليه وسلم في حياته أن يدعو الله لهم، وأما بعد موته فحاشا وكلا أنهم سألوه ذلك عند قبره، بل أنكر السلف الصالح على من قصد دعاء الله عند قبره فكيف بدعائه نفسه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/342)
ولا بأس أن تأتي لرجل صالح تعرفه وتعرف صلاحه فتسأله أن يدعو الله لك، وهذا حق إلا أنه لا ينبغي للإنسان أن يتخذ ذلك ديدناً له كلما رأى رجلاً صالحاً قال ادع الله لي، فإن هذا ليس من عادة السلف رضي الله عنهم، وفيه إتكال على دعاء الغير، ومن المعلوم أن الإنسان إذا دعا ربه بنفسه كان خيراً له لأنه يفعل عبادة يتقرب بها إلى الله عز وجل.
الشبهة الثالثة عشرقولهم: أن في قصة إبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار اعترض له جبريل في الهواء فقال: ألك حاجة؟ فقال إبراهيم: أما إليك فلا، دليل على أنه لو كانت الاستغاثة بجبريل شركاً لم يعرضها على إبراهيم؟
جواب الشبهة الثالثة عشر
اعلم أن جبريل إنما عرض عليه أمراً ممكناً يمكن أن يقوم به فلو أذن الله لجبريل لأنقذ إبراهيم بما أعطاه الله تعالى من القوة فإن جبريل كما وصفه الله تعالى: ((شَدِيدُ الْقُوَى)) [سورة النجم:5] فلو أمره الله أن يأخذ نار إبراهيم وما حولها ويلقيها في المشرق أو المغرب لفعل ولو أمره أن يحمل إبراهيم إلى مكان بعيد عنهم لفعل ولو أمره أن يرفعه إلى السماء لفعل.
وهذا يشبه لو أن رجلاً غنياً أتي إلى فقير فقال هل لك حاجة في المال؟ من قرض أو هبة أو غير ذلك؟ فإنما هذا مما يقدر عليه، ولا يعد هذا شركاً لو قال نعم لي حاجة أقرضني، أو هبني لم يكن مشركاً.
الخاتمة
وبعد أن عرفنا الجواب على هذه الشبهة، فإنه لابد أن يكون الإنسان موحداً بقلبه وقوله وعمله، فإن كان موحداً بقلبه ولكنه لم يوحد بقوله أو بعمله فإنه غير صادق في دعواه، لأن توحيد القلب يتبعه توحيد القول والعمل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".
فإذا وحد الله كما زعم بقلبه ولكنه لم يوحده بقوله أو فعله فإنه من جنس فرعون الذي كان مستيقناً بالحق عالماً به لكنه أصر وعاند وبقي على ما كان عليه من دعوى الربوبية، قال تعالى: ((وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً)) [سورة النمل:14] وقال تعالى عن موسى أنه قال لفرعون: ((لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ)) [سورة الإسراء:102].
ولا يعذر من عرف الحق، ولكن لم يفعله خشية مخالفة أهل بلده ونحو ذلك من الأعذار، وهذا العذر لا ينفعه عند الله عز وجل، لأن الواجب على المرء أن يلتمس رضا الله عز وجل ولو سخط الناس.
وأن غالب أئمة الكفر كانوا يعرفون الحق لكنهم عاندوا فخالفوا الحق كما قال تعالى: ((الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ))، وقال: ((اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً)) فكانوا يعتذرون بأعذار لا تنفعهم كخوف بعضهم من فوات رئاسة وتصدر المجالس ونحو ذلك.
ومعرفة الحق دون العمل به أشد من الجهل بالحق، لأن الجاهل بالحق يعذر، وقد يعلم فيتنبه ويتعلم بخلاف المعاند المستكبر، ولهذا كان اليهود مغضوباً عليهم لعلمهم بالحق وتركهم إياه، وكان النصارى ضالين لأنهم لم يعرفوا الحق، لكن بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كان النصارى عالمين فكانوا مثل اليهود في كونهم مغضوباً عليهم.
وإن العمل بالتوحيد عملاً ظاهراً دون فهمه، أو اعتقاده بالقلب فهذا هو النفاق، وهو أشر من الكفر الخالص لقوله تعالى: ((الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ)) [سورة النساء:145].
والله اعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---------------
1) هذا البحث قمت بنقله واختصاره من كتاب كشف الشبهات للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وقد دمجت شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله لكشف الشبهات مع كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله حتى يظهر بالصورة المناسبة، وهذا والله أعلم.(48/343)
نفيسة من نفائس ابن رجب ....... انفرد بها.
ـ[رافع]ــــــــ[28 - 04 - 08, 03:13 م]ـ
قال ابن رجب (رحمه الله) (واعلم أن الناس منقسمون الى مؤمن يعبد الله وحده لايشرك به شيئا ومشرك يعبد مع الله غيره فأما المشركون فانهم لايمرون على الصراطوانما يقعون في النار قبل وضع الصراط) (التخويف من النار ص187)
قال الدكتور عمر سليمان الاشقر (حفظه الله) (ولم ار في كتب اهل العلم من تنبه الى ماقررناه من ان الصراط انما يكون للمومنين دون غيرهم من الكفره والمشركين والملدين غير ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى)
وكذلك قال (حفظه الله) (وهذا نظر سديد من قائله)
(اليوم الاخر ج2 القيامة الكبرى ص275_276)
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 12:42 ص]ـ
هل يمر المنفاقين على الصراط
ـ[خميس بن محمود الأندلسي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 01:55 ص]ـ
هل يمر المنفاقين على الصراط
راجع تفسير قوله تعالى
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13)
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[10 - 05 - 08, 05:07 ص]ـ
أخي الكريم
أشار إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية ... راجع سياق ذكره لما يحصل يوم القيامة
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 05:31 ص]ـ
انظر قول شيخ الإسلامرحمه الله في العقيدة الواسطية (ص34):وأما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته فإنه لا حسنات لهم ولكن تعد أعمالهم فتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها وفي عرصات القيامة الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل آنيته عدد نجوم السماء وطوله شهر وعرضه شهر من يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس على قدر أعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الإبل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف خطفا ويلقى في جهنم فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم فمن مر على الصراط دخل الجنة فإذا عبروا عليه وقفوا على على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم دخول الجنة
ـ[رافع]ــــــــ[10 - 05 - 08, 08:12 م]ـ
ياأخي ليس في كلام شيخ الاسلام ادنى اشاره الى أن الكافر لايمر على الصراط اما قوله (رحمه الله) (فمن مر على الصراط دخل الجنة) قال الشيخ ابن عثيمين"رحمه الله" (أي:لانه نجا) هذا يدل ان المقصود
بالمرور هو العبوروليس حقيقة المرور.
اما قول الشيخ ابن عثيمين"رحمه الله"عندما شرح قول شيخ الاسلام"يمر الناس"حيث قال "رحمه الله" (الناس هنا هم المؤمنون لأن الكفار قد ذهب بهم الى النار) فليس فيه دليل ان الشيخ ابن عثيمين اخذها من شيخ الاسلام.
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 11:55 م]ـ
جزاك الله خيرا أخ رافع
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[11 - 05 - 08, 12:47 ص]ـ
ما ذكره ابن رجب هو ما دل عليه حديث أبي سعيد الخدري الذي في الصحيحين وغيرهما و بعض ألفاظه: " إذا كان يومُ القيامة أذَّن مؤذِّن: لِتَتَّبعْ كلُّ أُمَّة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحد كان يعبُدُ غير الله - من الأصنام والأنصاب - إلا يتساقطون في النار، حتى إذا لم يبقَ إلا من كان يعبد الله مِنْ بَرّ وفاجر، وغبَرِ أهل الكتاب، فيُدَعى اليهودُ، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عُزيرا ابنَ الله، فيقال: كذبتم، ما اتخذَ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ قالوا: عطِشْنا يا ربَّنا فاسْقِنا، فيشار إليهم: ألا ترِدُونَ؟ فيُحْشَرون إلى النار كأنها سراب يحْطِم بعضها بعضا، فيتساقطون في النَّار، ثم يُدعى النَّصارى، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/344)
: كنَّا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتَّخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ فيقولون: عَطِشْنا يا ربَّنا فاسقنا، فيشار إليهم: ألا ترِدُونَ؟ فيُحْشَرون إلى جهنَّم كأنَّها سرَاب يحطِم بعضُها بعضا، فيتساقطون في النار، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من برِّ وفاجر، أتاهم الله في أدنى صورة من التي رَأوْها فيها، قال: فما تنظرون؟ تَتْبَعُ كلُّ أُمَّة ما كانت تعبد، قالوا: يا ربَّنا، فارقْنا الناس في الدنيا أفقرَ ما كُنَّا إليهم، ولم نصاحبهم، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، لا نُشرك بالله شيئا - مرتين أو ثلاثا - حتى إنَّ بعضهم ليكاد
أن ينقلب، فيقول: هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم، فَيُكشَفُ عن ساق، فلا يبقى من كان يسجدُ لله من تلقاء نفسه إلا أَذِن الله لهُ بالسجود ولا يبقى من كان يسجد الله اتقاء ورياء، إلا جعل الله ظهره طبقة واحدا، كلما أراد أن يسجدَ خرَّ على قفاه، ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحوَّل في صورته التي رأوه فيها أولَ مرة، فقال: أنا ربكُم، فيقولون: أنتَ ربُّنا، ثم يُضْرَبُ الجِسْرُ على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلْم سلمْ، قيل: يا رسولَ الله، وما الجِسْرُ؟ ... إلى آخر الحديث.
..........
ففيه: أن الكفار يتبعون معبوداتهم الباطلة، فيتساقطون في النار، ولا يبقى إلا المؤمنون و معهم المنافقون، ثم يضرب الصراط أو الجسر على جهنم، فيحصل ثمّ المرور.
و أما قوله تعالى (و إن منكم إلا واردها ... ) الآية، فالورود على خلاف في تفسيره، يختلف معناه، فورود الكافر =دخوله جهنم، و ورود المؤمن:مروره على الجسر أو الصراط،كل بحسب عمله.
وقد ذكر معنى هذا ابن حجر في فتح الباري (11/ 452)، فقال بعد أن ساق من الأحاديث ما يدل على مرور المنافقين والمؤمنين على الصراط، ويعطى كل منهم نورا ثم يطفئ نور المنافق، قال: " فينتظم من الحديثين أنهم إذا حشروا = وقع ما في حديث الباب من تساقط الكفار في النار، و يبقى من عداهم في كرب الموقف فيستشفعون، فيقع الإذن بنصب الصراط فيقع الامتحان بالسجود ليتميز المنافق من المؤمن، ثم يجوزون على الصراط، ووقع في حديث أبي سعيد هنا: ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون اللهم سلم سلم "
و معلوم أن الكفار يساقون إلى جهنم سوقا عنيفا حتى إذا وقفوا على جهنم فتحت أبوبها السبعة، فيدخلونها على قدر منازلهم فيها، كما قال تعالى:وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 05 - 08, 10:54 م]ـ
أحسن الله إليكم
قال الشيخ البراك حفظه الله في توضيح مقاصد العقيدة الواسطية ص 223:
ويمر الناس على هذا الصراط، فمن عبر تجاوز الخطر ـ اللهم نجنا من عذابك يوم لقائك ـ ولهذا بيّن الشيخ أن من عبر الصراط دخل الجنة من أول وهلة دون أن يمسه عذاب، فأما الذين يعذبون فإنهم لا يعبرون، بل يسقطون في النار، وينالهم العذاب. والله أعلم.
والذي يشعر به سياق النصوص التي وردت في الصراط أن هذا العبور إنما يكون لأهل الإيمان، وللمنتسبين لأهل الإيمان، أما الأمم الكافرة كاليهود والنصارى وعباد الأوثان فهؤلاء ليسوا ممن يمر على الصراط ـ والعياذ بالله ـ كما جاء في الحديث:" إن الناس يحشرون يوم القيامة فيقال: لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، فيتبعون ما كانوا يعبدون فيلقون في النار دون أن يعبروا على الصراط ". (1)
-----------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/345)
(1) في حديث أبي سعيد السابق ـ والسياق لمسلم ـ " إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتَّبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله سبحانه من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر وغُبَّرِ أهل الكتاب، فيدعى اليهود فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزير ابن الله. فيقال: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون؟ قالوا: عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار، ثم يدعى النصارى، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ماذا تبغون؟ فيقولون: عطشنا يا ربنا فاسقنا، قال: فيشار إليهم ألا تردون؟ فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من بر وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال: فما تنتظرون تتبع كل أمة ما كانت تعبد، قالوا: يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم، ولم نصاحبهم فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا ـ مرتين، أو ثلاثا ـ حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب، فيقول: هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم، فيكشف عن ساق؛ فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود، ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه، ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة، فقال: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، ثم يضرب الجسر على جهنم .. " الحديثَ.
وفي حديث أبي هريرة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:"يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه، ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يجيز .. " رواه البخاري (7437) ومسلم (182) واللفظ له. وانظر: فتح الباري 11/ 448.
ـ[رافع]ــــــــ[13 - 05 - 08, 01:01 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا واحسن اليكم
ولكن هل يستدرك على الدكتور عمر الاشقر بقوله ((ولم ار في كتب اهل العلم من تنبه الى ماقررناه من ان الصراط انما يكون للمومنين دون غيرهم من الكفره والمشركين والملحدين غير ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى).بقول الحافظ ابن حجر ام ان الحافظ لم يصرح بهذا المعنى.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:12 م]ـ
وجزاكم أيضا ...
وأقول: أخي رافع .. ما دامت الأحاديث ناطقة بما ذُكر، مُبِينة له، فلا يلزم من عدم تنصيص العلماء على هذه التفاصيل = خفاءها عليهم و عدم إدراكهم لها ..
إذ سياقهم للأحاديث في بيان تفاصيل ما يحصل في عرصات يوم القيامة وعند الصراط= كافٍ لمثل هذا ...
بل تجد في شروحات العلماء لما يكون يوم القيامة بيان هذه المعاني نفسها، من تهافت الكفار في النار، وأن دون الجسر ظلمة، يضل فيها المنافق الطريق، ويمر المؤمن فيها بقدر نوره ...
على تفاصيل كثيرة، مختلف في بعضها، ليس هذا محلا لإيرادها ...
...
وعبارة الشيخ عمر الأشقر حفظه الله مشعرة بهذا، فعبر بقوله: ... من تنبه لما قررناه ..
والتعبير بِ: نبه أولى،و العلم عند الله؛ لظهور هذا المعنى المنبه إليه في نصوص الأحاديث، فلا هو استنباط معنى خفي ولا تفسير مشكل ولا نحو ذلك؛ بل هو بيان موجب النص، لا غير.
فما جاء في عنوانك: انفرد بها ابن رجب = فيه ما فيه، والله أعلم(48/346)
(مجمل أصول أهل السنة) د / ناصر العقل
ـ[سمير السكندرى]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:36 م]ـ
أهمية العقيدة
الدرس الأول:
س/ ما هو الفقه الأكبر؟ ولماذا سمي بذلك؟
الفقه الأكبر كما سماه السلف الصالح هو فقه العقيدة والأصول والمسلمات والثوابت التي يقوم عليها الدين لأن المسلمين اليوم حاجتهم إلي تثبيت الأصول إلي تثبيت العقيدة وأصول الدين حاجة ملحة بل ضرورية لأنها اختلت عند الكثيرين وجهلها كثيرون، لأن العقيدة هي التي تحكم علاقة المسلم بربه عز وجل وعلقته بالخلق على منهج سليم يرضي الله سبحانه وتعالي
ويحقق السعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة
س/ عرف العقيدة في اللغة والاصطلاح؟
العقيدة لغة:
مأخوذة من العقد وهو الشد والربط بإحكام فإجراء النكاح عقد، إجراء البيع عقد
وهكذا سائر العقود والعقيدة سميت عقيدة لأنها تنبني على اليقين والعقد الذي يستقر في القلب ويسلم به العقل ويحكم المشاعر والعواطف.
أما في الاصطلاح:
فإن العقيدة لها معنيان:
(1) معني عام:
يشمل كل عقيدة حق أو العقيدة الباطلة عند أهل الباطل وهي تعني اصطلاحا الإيمان واليقين الجازم لدى المعتقد أي الذي لا يتطرق إليه شك.
معنى خاص:
تعني اليقين والتسليم والإيمان الجازم بالله عز وجل وما يجب له من التوحيد والعبادة والطاعة ثم بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر وسائر أصول الإيمان ثم أركان الإسلام والقطعيات الأخرى والأمور العملية كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد والحب في الله والبغض في الله.
س/ أذكر بعض المرادفات للعقيدة؟
العقيدة هي الأسس التي يقوم عليها الدين وهي الركائز الكبرى وتسمى ثوابت وتسمى مسلمات وتسمى قطعيات وتسمى أصول وغير ذلك من المعاني المرادفة التي يفهم منها أنها أي العقيدة هي أصول الدين العظمى التي ينبني عليها الدين للفرد والجماعة.
س/ ما معني كلمة السلف في اللغة؟ وما المقصود بالسلف؟
السلف معناها في اللغة الذين سلفوا وقدوا من القدوات والمقصود بهم القدوة لهذه الأمة الذين هم الرواد الذين رسموا لنا منهج العقيدة على ضوء الكتاب والسنة لأن منهج العقيد علمي عملي وهذا لا يمكن أن يكون واضح وبين إلا بقدوة وهم صدر هذه الأمة من الصحابة التابعين وأئمة الهدى في القرون الثلاثة الفاضلة.
س: ماحكم من أنكر أصلا من أصول الدين مع التوضيح بمثال؟
من أنكر أصلا من الأصول فإن هذا كفر لكن يبقي حكم المجرد تطبيقه على العيان لابد فيه من شروط التكفير بمعني أن الذي ينكر أصلا من أصول الدين قد يكون جاهل فيعذر بجهله قد يكون متأولا فيكون التبس عليه الأمر قد يكون مكره، قد يكون عنده شيء من الاشتباه فهكذا وكذا هناك صوارف كثيرة تعتري الخلق تمنعنا من أن نحكم على المعين إذا صدر منه ما يقتضيه إنكار أصل من الأصول ..
مثال:
إنكار الرؤية:
رؤية المؤمنين لربهم في الجنة أصل ثابت في قطعيات النصوص في القرآن والسنة وبتصريح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لقوله صلى الله عليه وسلم عندما فسر آيات الرؤية (إنكم سترون ربكم عيانا) فعلى هذا تعتبر الرؤية بهذا المفهوم أصل قطعي من أصول الدين يبقي من أنكرها، يحكم فيه بالحكم السابق لكم مع ذلك نظرا لأن مسألة الرؤية من المسائل التي لا تستبين لكثير من عامة المسلمين ولا يعرفون معانيها على وجه التفصيل.
س: هل يجوز لنا أن نكفر مسلماُ إذا صدر منه قولا كفريا أو فعل فعلا كفريا وأعتقد اعتقادا كفريا ومن الذي يطبق عليه لفظ الكفر؟؟ لا نحكم عليه بالكفر حتى ينطبق عليه شروط التكفير وتنتفي عنه الموانع فالغالب أن هذه لا يحكم بها إلا الراسخون في العلم لأنها حكم على العباد بحكم الله عز وجل وهو أمر خطير قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قال الرجل فيما صح عنه في البخاري وغيره (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر لقد باء بها أحدهم)
س/ من هم أهل السنة والجماعة؟ ولماذا سموا بأهل السنة؟
أهل السنة والجماعة هم كل من كان على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعون وأئمة الهدي
وسموا بأهل السنة لاعتبارات شرعية:
أولا:
لاستمساكهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم
ثانياً:
ولأنهم أخذوا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكر الأهواء والافتراق قال: (فعليكم بسنتي)
ثالثاُ:
لإتباعهم منهج السنة على جهة العموم.
رابعاً:
وكذلك وصف الجماعة
س/ هل السنة هي الجماعة؟
لا، إنما السنة منهج والجماعة كيان، الجماعة هم الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم أي جماعة المسلمين الذين استمسكوا بالسنة وأخذوا بوصية النبي صلي اله عليه وسلم واتبعوا
السنة وعلى هذا فإنهم وصفوا بالجماعة لأنهم أخذوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم (عليكم بالجماعة وعليكم بالجماعة) ولأنهم اجتمعوا على الحق
س: إن وصف السنة والجماعة ليس شعارا ولا حزبا ولا مذهبا وضح ذلك؟
هو وصف شرعي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:
أولا:
أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ذكر الافتراق حذر منها وذكر الفتن والاختلاف قال:" إنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا قال فعليكم بسنتي".
ثانيا:
كذلك الجماعة لما ذكر الاختلاف والفرقة قال:" فعليكم بالجماعة"، وقال: "إن يد الله مع الجماعة". فالجماعة إذا وصف شرعي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم, فهكذا الوصف بمجمله أهل السنة والجماعة أو السنة والجماعة منهج شرعي يمثل الإسلام بمصادره ومنهجه وليس فرقة ولا طائفة.
هل هناك أوصاف أخرى لأهل السنة والجماعة وماحكم استعمالها؟
نعم لأهل السنة والجماعة أوصاف (1) إما أن تكون أوصاف حقيقية انطبقت عليهم لغة أو (2) أوصاف شرعية جاءت في السنة أو أنها (3) أوصاف أثرت عن أثر السلف الصالح
حكم استعمالها:
لا بأس في استعمال هذه الأوصاف إذا لم تقتضي تعصبا مثل: أهل الحديث. أهل السنة. .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/347)
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:50 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سمير السكندرى]ــــــــ[29 - 04 - 08, 10:51 م]ـ
جزانا الله واياك الخير اخى الحبيب محمد(48/348)
روايات في كتاب الآداب الشرعية فيها إشكال حول التبرك بالصالحين
ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[29 - 04 - 08, 06:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
قرأت بعض الفصول من كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح رحمه الله حول التواضع، فوجدت إشكال في بعض الآثار المروية عن الإمام أحمد رحمه الله. ليس عندي شك أن شيء لم يفعله الصحابة في مثل هذا الباب لا يجوز لغيرهم أن يحدثوه. فالسؤال هو كيف نفسر هذه الروايات؟ جزاكم الله خيرا:
هذه المقاطع الثلاث من الفصل "في الأدب والتواضع ومكارم الأخلاق وحظ الإمام أحمد منها":
قال ابن مفلح:
وروي من غير طريق أن الشافعي رضي الله عنه كتب من مصر كتابا وأعطاه للربيع بن سلمان وقال: اذهب به إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل وأتني بالجواب فجاء به إليه فلما قرأه تغرغرت عيناه بالدموع وكان الشافعي ذكر فيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال له اكتب إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل واقرأ عليه مني السلام وقل له إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن ولا تجبهم يرفع الله لك علما يوم القيامة، فقال له الربيع البشارة فأعطاه قميصه الذي يلي جلده وجواب الكتاب، فقال له الشافعي أي شيء رفع إليك قال: القميص الذي يلي جلده قال ليس نفجعك به، ولكن بله وادفع إلينا الماء حتى نشركك فيه. وفي بعض الطرق قال الربيع فغسلته وحملت ماءه إليه فتركه في قنينة وكنت أراه في كل يوم يأخذ منه فيمسح على وجهه تبركا بأحمد بن حنبل رضي الله عنهما، وقد قال الشيخ تقي الدين كذبوا على الإمام أحمد حكايات في السنة والورع وذكره هذه الحكاية وحكاية امتناعه من الخبز الذي خبز في بيت ابنه صالح لما تولى القضاء؟ ودفع إلى الإمام أحمد كتاب من رجل يسأله أن يدعو له فقال فإذا دعونا لهذا فنحن من يدعو لنا؟."
تنبيه: قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى "كذبو على الإمام أحمد حكايات في السنة ... " رد على هذه الرواية، لكن بقي إشكال في الروايات الآتية التي رواه الخلال والمروذي فإن المروذي من أصحاب أحمد والخلال يروي عنه من غير واسطة.
وقال في موضع آخر:
"وقالت فاطمة بنت أحمد بن حنبل وقع الحريق في بيت أخي صالح وكان قد تزوج إلى قوم مياسير فحملوا إليه جهازا شبيها بأربعة آلاف دينار فأكلته النار فجعل صالح يقول ما غمني ما ذهب مني إلا ثوب أبي كان يصلى فيه أتبرك به وأصلي فيه، قالت فطفئ الحريق ودخلوا فوجدوا الثوب على سرير قد أكلت النار ما حوله والثوب سالم قال ابن الجوزي: وهكذا بلغني عن قاضي القضاة علي بن الحسين الزينبي أنه حكى أن الحريق وقع في دارهم فاحترق ما فيها إلا كتاب فيه شيء بخط أحمد."
قلت: أما هذه القصة، فلا أدري من أخرجها، وابن مفلح لم ينسبها إلى كتاب معين، فأرجو التثبيت، وفعل التبرك هنا من فعل صالح بن الإمام أحمد لو صح.
بالنسبة إلى كلام ابن الجوزي، فنحن لا ننكر كرامات الأولياء، لكن الإنكار على التبرك بآثار الصالحين لأن ليس فيه سلف من الصحابة. فعمر لم يتبرك بآثار أبي بكر، وعثمان لم يتبرك بآثار الشيخين، وعليى لم يتبرك بآثار الثلاثة.
وقال ابن مفلح في موضع آخر من نفس الفصل:
"وقال الخلال: أخبرنا المروذي سمعت أبا عبد الله يقول: كان يحيى بن يحيى قد أوصي لي بجبة قال: ففرحت بها وأردت أن آخذها قال: وكانت أعجبتني الجبة فقلت رجل صالح وقد يصلي فيها قال فجاءوا بها ومعها شيء آخر فرددته كله."
قلت: هذه رواية ليس فيه التصريح بقصد التبرك، وربما أحب الجبة لصاحبها لا تبركا بها، لكن الرواية الآتية هل فيها التصريح؟ أرجو من الإخوة المتمكنين من طلبة العلم أن يفيدوني، جزاكم الله خيرا.
وفي فصل "إنكار أحمد للتبرك به وتواضعه وثناؤه على معروف الكرخي" قال:
"روى الخلال في أخلاق أحمد عن علي بن عبد الصمد الطيالسي قال مسحت يدي على أحمد بن حنبل ثم مسحت يدي على بدني وهو ينظر فغضب غضبا شديدا وجعل ينفض يده ويقول عمن أخذتم هذا؟ وأنكره إنكارا شديدا. وقال المروذي في كتاب الورع سمعت أبا عبد الله يقول قد كان يحيى بن يحيى أوصى لي بجبته فجاءني بها ابنه فقال لي فقلت رجل صالح قد أطاع الله فيها أتبرك بها قال فذهب فجاءني بمنديل ثياب فرددتها مع الثياب."
فهنا، الإمام يرد على من تبرك به إنكارا شديدا كأنه يرد على نفس الفعل ويعتبره من المحدثات، لكن القصة الثانية (قصة الجبة) فيها "فقلت رجل صالح قد أطاع الله فيها أتبرك بها".
كما قلت، أرجو من طلبة العلم المتمكنين أن يفيدوني بارك الله فيكم ببيان معنى هذه الروايات؟ وأعلم أن أفعال الناس ليست بحجة سوى أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن هل هذه الروايات تعني أن التبرك من الأمور المختلف فيها؟ أو لها تفسير آخر كأن الإمام يقصد تذكير نفسه بالصالحين فإذا رأى شيء ذكره بهم اجتهد في العبادة (ولا أحب هذا التفسير لأنه نفس حجة من اتخذ صور لتذكره بالصالحين ثم عكفوا عليها فعبدوها).(48/349)
ابن الجوزي: من أضر الأشياء على العوام كلام المتأولين
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[30 - 04 - 08, 01:36 ص]ـ
قال ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر
فصل ضرر الجدال
من أضر الأشياء على العوام كلام المتأولين، والنفاة للصفات والإضافات.
فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالغوا في الإثبات ليتقرر في أنفس العوام وجود الخالق؛ فإن النفوس تأنس بالإثبات؛ فإذا سمع العامي ما يوجب النفي. طرد عن قلبه الإثبات، فكان أعظم ضرر عليه، وكان هذا المنزه من العلماء على زعمه، مقاوماً لإثبات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالمحو، وشارعاً في إبطال ما يفتون به.
وبيان هذا أن الله تعالى أخر باستوائه على العرش، فأنست النفوس إلى إثبات الإله ووجوده، قال تعالى: " وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ " وقال تعالى: " بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتَانِ " وقال: " غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ "، " رَضيَ اللَّهُ عنهم " وأخبر الرسول أن ينزل إلى السماء الدنيا وقال: قلوب العباد بين إصبعين وقال: وكتب التوراة بيده، وكتب كتاباً فهو عنده فوق العرش، إلى غير ذلك مما يطول ذكره.
فإذا امتلأ العامي والصبي من الإثبات، وكاد يأنس من الأوصاف بما يفهمه الحس؛ قيل له: " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " فمحا من قلبه ما نقشه الخيال، وتبقى ألفاظ الإثبات متمكنة.
ولهذا أقر الشرع مثل هذا، فسمع منشداً يقول: وفوق العرش رب العالمينا، فضحك.
وقال له آخر: أويضحك ربنا؟ فقال: نعم، وقال: إنه على عرشه هكذا، كل هذا ليقرر الإثبات في النفوس.
وأكثر الخلق لا يعرفون الإثبات إلا على ما يعلمون من الشاهد، فيقنع منهم بذلك إلى أن يفهموا التنزيه.
فأما إذا ابتدأنا بالعامي الفارغ من فهم الإثبات، فقلنا: ليس في السماء، ولا على العرش، ولا يوصف بيد، وكلامه صفة قائمة بذاته، وليس عندنا منه شيء، ولا يتصور نزوله، انمحى من قلبه تعظيم المصحف، ولم يتحقق في سره إثبات إله.
وهذه جناية عظيمة على الأنبياء، توجب نقض ما تعبوا في بيانه، ولا يجوز لعالم أن يأتي إلى عقيدة عامي قد أنس بالإثبات فيهوشها، فإنه يفسده ويصعب صلاحه.
فأما العالم فإنا قد أمناه لأنه لا يخفى عليه استحالة تجدد صفة الله تعالى، وأنه لا يجوز أن يكون استوى كما يعلم، ولا يجوز أن يكون محمولاً، ولا أن يوصف بملاصقة ومس، ولا أن ينتقل.
ولا يخفى عليه أن المراد بتقليب القلوب بين أصبعين الإعلام بالتحكم في القلوب فإن ما يدبره الإنسان بين أصبعين هو متحكم فيه إلى الغالية.
ولا يحتاج إلى تأويل من قال: الإصبع الأثر الحسن، فالقلوب بين أثرين من آثار الربوبية، وهما: الإقامة، والإزاغة.
ولا إلى تأويل من قال: يداه نعمتاه، لأنه إذا فهم أن المقصود الإثبات. وقد حدثنا بما نعقل. وضربت لنا الأمثال بما نعلم، وقد ثبت عندنا بالأصل المقطوع به أنه لا يجوز عليه ما يعرفه الحس، علمنا المقصود بذكر ذلك.
وأصلح ما نقول للعوام: أمروا هذه الأشياء كما جاءت، ولا تتعرضوا لتأويلها، وكل ذلك يقصد به حفظ الإثبات، وهذا الذي قصده السلف.
وكان أحمد يمنع من أن يقال: لفظي بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق، كل ذلك ليحمل على الاتباع، وتبقى ألفاظ الإثبات على حالها.
وأجهل الناس من جاء إلى ما قصد النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمه، فأضعف في النفوس قوي التعظيم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو يشير إلى المصحف.
ومنع الشافعي أن يحمله المحدث بعلاقته تعظيماً له.
فإذا جاء متحذلق فقال: الكلام صفة قائمة بذات المتكلم، فمعنى قوله هذا أن ما ههنا شيء يحترم، فهذا قد ضاد بما أتى به مقصود الشرع.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 05:14 ص]ـ
و هذا يضاف الى اعترافات الرازي و ابن رشد و الغزالي و العز بن عبدالسلام و القرطبي و غيرهم من النفاة من تقريرهم لهذا النفاق لتبرير تواتر كلام السلف على الاتباث و عدم قبول فطرة عوام الخلق لكلامهم الذي يصرحون دون وعي منهم بأنه مضاد لكلام الأنبياء
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 04 - 08, 09:25 ص]ـ
كلام ابن الجوزي عفا الله عنا وعنه فيها أخطاء عقدية متعددة، فليته لم يكتب هذا الكلام المخالف لعقيدة السلف!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/350)
ولكن ابن الجوزي رحمه الله له كلام في مواضع متعددة يدل على أنه مضطرب في الأسماء والصفات، فينبغي الحذر من النقل عن ابن الجوزي في باب الأسماء والصفات.
ـ[فيصل]ــــــــ[30 - 04 - 08, 02:17 م]ـ
النص كما ذكر الأخوة فيه أباطيل فيقال للرد على بعضها: ((فمن المحال في العقل والدين أن يكون السراج المنير الذي أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور وأنزل معه الكتاب بالحق؛ ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وأمر الناس أن يردوا ما تنازعوا فيه من أمر دينهم إلى ما بعث به من الكتاب والحكمة وهو يدعو إلى الله وإلى سبيله بإذنه على بصيرة وقد أخبر الله بأنه أكمل له ولأمته دينهم وأتم عليهم نعمته - محال مع هذا وغيره: أن يكون قد ترك باب الإيمان بالله والعلم به ملتبسا مشتبها ولم يميز بين ما يجب لله من الأسماء الحسنى والصفات العليا وما يجوز عليه وما يمتنع عليه. فإن معرفة هذا أصل الدين وأساس الهداية وأفضل وأوجب ما اكتسبته القلوب وحصلته النفوس وأدركته العقول فكيف يكون ذلك الكتاب وذلك الرسول وأفضل خلق الله بعد النبيين لم يحكموا هذا الباب اعتقادا وقولا ومن المحال أيضا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد علم أمته كل شيء حتى الخراءة وقال: " تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك " وقال فيما صح عنه أيضا: " ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم ". وقال أبو ذر: لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما. وقال عمر بن الخطاب: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فذكر بدء الخلق؛ حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه ... ومحال مع تعليمهم كل شيء لهم فيه منفعة في الدين - وإن دقت - أن يترك تعليمهم ما يقولونه بألسنتهم ويعتقدونه في قلوبهم في ربهم ومعبودهم رب العالمين الذي معرفته غاية المعارف وعبادته أشرف المقاصد والوصول إليه غاية المطالب. بل هذا خلاصة الدعوة النبوية وزبدة الرسالة الإلهية فكيف يتوهم من في قلبه أدنى مسكة من إيمان وحكمة أن لا يكون بيان هذا الباب قد وقع من الرسول على غاية التمام ثم إذا كان قد وقع ذلك منه: فمن المحال أن يكون خير أمته وأفضل قرونها قصروا في هذا الباب زائدين فيه أو ناقصين عنه. ثم من المحال أيضا أن تكون القرون الفاضلة - القرن الذي بعث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم - كانوا غير عالمين وغير قائلين في هذا الباب بالحق المبين لأن ضد ذلك إما عدم العلم والقول وإما اعتقاد نقيض الحق وقول خلاف الصدق. وكلاهما ممتنع.)) إلخ كلامه المهم فليراجع في الفتوى الحموية.
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[30 - 04 - 08, 03:12 م]ـ
النص كما ذكر الأخوة فيه أباطيل فيقال للرد على بعضها:
أعلم أن في بعض ما قاله أباطيل
وقد علقت تعليقات بسيكة عليه هنا (رقم 2): http://ahlalhdeeth.com/vbe/showthread.php?t=1911
وتكاسلت عن كتابنه هنا
خاصة وان في هذا المنتدى طلبة علم ومشايخ يستطيعون التعقيب على ما في كلامه من خطأ
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[01 - 05 - 08, 07:33 م]ـ
أخي بارك الله فيك ألم يبقى لرحم العلم شيئًا حتى تصف كلامهم بأنه متواتر بالنفاق ....
مهما كان خطأ العالم فلابد من احترام ما انتسبوا إليه ويكفي بيان الخطأ دون تجريح أو انتقاص فإن هذا مؤذن هلاك لأن لهم أعمال صالحة تواترت بها الركبان ولو لم يكن لهم من الخير إلا هذا العلم لكفى فخرًا لهم وأنهم ممن يحشر في زمرة العلماء إن شاء الله ...
فاحرص بارك الله فيك على إلتزام الأدب مع أهل العلم وأنشر علمهم واذكرهم بخير ولكن إذا أتى بيان الحق فاذكر ما وقعوا فيه من الخطأ مع الاعتذار لهم لتبقى هيبة العلماء لأنهم أتباع الأنبياء في التبليغ.
دع العلماء وإن هم خلطوا
فالعلم يغفر زلة العلماء
فلحومهم مسمومةٌ وبأكلها
يخشى هلاك الشعر والشعراء
والله الهادي إلى سواء السبيل ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/351)
جزاكم الله خيرا على ما بذلتموه من نصح أسأل الله أن ينفعني و اياكم به .. الا أنكم -و ليس القصد تبرئة ساحة النفس- على ما يبدو لم تفهموا وجه كلامي .. فالتواتر انما وصفت به الاتباث الوارد عن السلف لا كلام الامام ابن الجوزي ... أما وصف ما برربه عدم قبول فطرة العوام لمنهج التجهم بالنفاق فهو الحق ان شاء الله ان تأملته و هو دهليز كلام الباطنية و اخوان الصفا و الفلاسفة من ان الأنبياء انما كذبوا على العوام لمقتضى سياسة الخلق و أن الحق في نفس الأمر انما هو ما دلهم عليه البرهان من النفي المجرد و هذا النفاق هو المآل الطبيعي و الحتمي -كما بين ذلك شيخ الاسلام في كلامه عن اهل التحريف و التأويل و التجهيل في غير ما مقال- لكل من حاد الله في شيء من كلامه على الملأ قلت او كثرت محادته تلك علم بها أو لم يعلم بها فلا بد له أن يلتزم و يصرح بشيء من النفاق و لو بعد حين لوضوح المحجة البيضاء التي لا يتنكبها الا ضال و لا يزيغ عنها الا هالك فترى لهم مثل هذه الاعترافات كما اجتهد الاخوة هنا في التنقيب عنها و ايرادها لا تشهيرا بقائليها و لكن ليعلم من يطلع عليها وضوح الطريق و نقاءه و يعلم ان الحق أكبر من أن يختزل في شخص واحد بعد الأنبياء ... و يبقى بعد ذلك حفظ منزلة العلم و العلماء كما قلتم و لم يكن في كلامي اي تنقص للأئمة المذكورين نفعني الله و اياك بصالح علومهم فوصف القول بالنفاق أو الكفر او البدعة أو الفسق لا يلزم منه وصف القائل به كما لا يخفاكم بل قد يكون من افاضل الناس و خيارهم الا أنه كما لا يجب من انكار القول الغض من مرتبة قائله و الطعن فيه و الشماتة بحاله فكذلك لا يجب من تعظيم الشخص و احترام منزلته السكوت عن ما ينكر من أقواله و افعاله و الا سد باب انكار المنكر و الأمر بالمعروف
و هذا بعض كلام شيخ الاسلام في درء التعارض يفصل كلامه المختصر الذي نقله الشيخ فيصل
قال بعد كلام عن قاعدة الامام الرازي و الامام ابن العربي و الامام الغزالي في تعراض العقل و النقل
"ومثل هذا القانون الذي وضعه هؤلاء يضع كل فريق لأنفسهم قانونا فيما جاءت به الأنبياء عن الله فيجعلون الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه هو ما ظنوا أن عقولهم عرفته ويجعلون ما جاءت به الأنبياء تبعا له فما وافق قانونهم قبلوه وما خالفه لم يتبعوه
وهذا يشبه ما وضعته النصارى من أمانتهم التي جعلوها عقيدة إيمانهم وردوا نصوص التوراة والإنجيل إليها لكن تلك الأمانة اعتمدوا فيها على ما فهموه من نصوص الأنبياء أو ما بلغهم عنهم وغلطوا في الفهم أو في تصديق الناقل كسائر الغالطين ممن يحتج بالسمعيات فإن غلطه إما في الإسناد وإما في المتن وأما هؤلاء فوضعوا قوانينهم على ما رأوه بعقولهم وقد غلطوا في الرأي والعقل
فالنصارى أقرب إلى تعظيم الأنبياء والرسل من هؤلاء لكن النصارى يشبههم من ابتدع بدعة بفهمه الفاسد من النصوص أو بتصديقه النقل الكاذب عن الرسول كالخوارج والوعيدية والمرجئة والإمامية وغيرهم بخلاف بدعة الجهمية والفلاسة فإنها مبنية على ما يقرون هم بأنه مخالف للمعروف من كلام الأنبياء وأولئك يظنون أن ما ابتدعوه هو المعروف من كلام الأنبياء وأنه صحيح عندهم
ولهؤلاء في نصوص الأنبياء طريقتان طريقة التبديل وطريقة التجهيل أما أهل التبديل فهم نوعان أهل الوهم والتخييل وأهل التحريف والتأويل
فأهل الوهم والتخييل هم الذين يقولون إن الأنبياء أخبروا عن الله وعن اليوم الآخر وعن الجنة والنار بل وعن الملائكة بأمور غير مطابقة للأمر في نفسه لكنهم خاطبوهم بما يتخيلون به ويتوهمون به أن الله جسم عظيم وأن الأبدان تعاد وأن لهم نعيما محسوسا وعقابا محسوسا وإن كان الأمر ليس كذلك في نفس الأمر لأن من مصلحة الجمهور أن يخاطبوا بما يتوهمون به ويتخيلون أن الأمر هكذا وإن كان هذا كذبا فهو كذب لمصلحة الجمهور إذ كانت دعوتهم ومصلحتهم لا تمكن إلا بهذه الطريق
وقد وضع ابن سينا وأمثاله قانونهم على هذا الأصل كالقانون الذي ذكره في رسالته الأضحوية وهؤلاء يقولون الأنبياء قصدوا بهذه الألفاظ ظواهرها وقصدوا أن يفهم الجمهور منها هذه الظواهر وإن كانت الظواهر في نفس الأمر كذبا وباطلا ومخالفة للحق فقصدوا إفهام الجمهور بالكذب والباطل للمصلحة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/352)
ثم من هؤلاء من يقول النبي كان يعلم الحق ولكن أظهر خلافه للمصلحة ومنهم من يقول ما كان يعلم الحق كما يعلمه نظار الفلاسفة وأمثالهم وهؤلاء يفضلون الفيلسوف الكامل على النبي ويفضلون الولي الكامل الذي له هذا المشهد على النبي كما يفضل ابن عربي الطائي خاتم الأولياء في زعمه على الأنبياء وكما يفضل الفارابي ومبشر بن فاتك وغيرهما الفيلسوف على النبي
وأما الذين يقولون إن النبي كان يعلم ذلك فقد يقولون إن النبي أفضل من الفيلسوف لأنه علم ما علمه الفيلسوف وزيادة وأمكنه أن يخاطب الجمهور بطريقة يعجز عن مثلها الفيلسوف وابن سينا وأمثاله من هؤلاء
ومنا في هذه الجملة قول المتفلسفة والباطنية كالملاحدة الإسماعيلية وأصحاب رسائل إخوان الصفاء والفارابي وابن سينا والسهرودي المقتول وابن رشد الحفيد وملاحدة الصوفية الخارجين عن طريقة المشايخ المتقدمين من أهل الكتاب والسنة كابن عربي وابن سبعين وابن الطفيل صاحب رسالة حي ابن يقظان وخلق كثير غير هؤلاء
ومن الناس من يوافق هؤلاء فيما أخبرت به الأنبياء عن الله أنهم قصدوا به التخييل دون التحقيق وبيان الأمر على ما هو عليه دون اليوم الآخر
ومنهم من يقول بل قصدوا هذا في بعض ما أخبروا به عن الله كالصفات الخبرية من الإستواء والنزول وغير ذلك ومثل هذه الأقوال يوجد في كلام كثير من النظار ممن ينفي هذه الصفات في نفس الأمر كما يوجد في كلام طائفة وأما أهل التحريف والتأويل فهم الذين يقولون إن الأنبياء لم يقصدوا بهذه الأقوال إلا ما هو الحق في نفس الأمر وإن الحق في نفس الأمر هو ما علمناه بعقولنا ثم يجتهدون في تأويل هذه الأقوال إلى ما يوافق رأيهم بأنواع التأويلات التي يحتاجون فيها إلى إخراج اللغات عن طريقتها المعروفة وإلى الإستعانة بغرائب المجازات والإستعارات
وهم في أكثر ما يتأولونه قد يعلم عقلاؤهم علما يقينا أن الأنبياء لم يريدوا بقولهم ما حملوه عليه وهؤلاء كثيرا ما يجعلون التأويل من باب دفع المعارض فيقصدون حمل اللفظ على ما يمكن أن يريده متكلم بلفظه لا يقصدون طلب مراد المتكلم به وحمله على ما يناسب حاله وكل تأويل لا يقصد به صاحبه بيان مراد المتكلم وتفسير كلامه بما يعرف به مراده وعلى الوجه الذي به يعرف مراده فصاحبه كاذب على من تأول كلامه ولهذا كان أكثرهم لا يجزمون بالتأويل بل يقولون يجوز أن يراد كذا وغاية ما معهم إمكان احتمال اللفظ
وأما كون النبي المعين يجوز أن يريد ذلك المعنى بذلك اللفظ فغالبه يكون الأمر فيه بالعكس ويعلم من سياق الكلام وحال المتكلم امتناع إرادته لذلك المعنى بذلك الخطاب المعين وفي الجملة فهذه طريق خلق كثير من المتكلمين وغيرهم وعليها بني سائر المتكلمين المخالفين لبعض النصوص مذاهبهم من المعتزلة والكلابية والسالمية والكرامية والشيعة وغيرها
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[01 - 05 - 08, 07:47 م]ـ
ثم قال في الوجه الرابع في الرد على قانون الامام الرازي و هو من أقوى الوجوه و لا أستطيع وصف طربي كلما قراته لاختصاره و جودة تحرير الدليل فيه و اصابته لمثل هذا النفاق المعرفي في مقتل
"أن يقال العقل إما أن يكون عالما بصدق الرسول وثبوت ما أخبر به في نفس الأمر وإما أن لا يكون عالما بذلك
فإن لم يكن عالما امتنع التعارض عنده إذا كان المعقول معلوما له لأن المعلوم لا يعارضه المجهول وإن لم يكن المعقول معلوما له لم يتعارض مجهولان
وإن كان عالما بصدق الرسول امتنع مع هذا أن لا يعلم ثبوت ما أخبر به في نفس الأمر غايته أن يقول هذا لم يخبر به والكلام ليس هو فيما لم يخبر به بل إذا علم أن الرسول أخبر بكذا فهل يمكنه مع علمه بصدقه فيما أخبر وعلمه أنه أخبر بكذا أن يدفع عن نفسه علمه بثبوت المخبر أن أم يكون علمه بثبوت مخبره لازما له لزوما ضروريا كما تلزم سائر العلوم لزوما ضروريا لمقدماتها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/353)
وإذا كان كذلك فإذا قيل له في مثل هذا لا تعتقد ثبوت ما علمت أنه أخبر به لأن هذا الإعتقاد ينافي ما علمت به أنه صادق كان حقيقة الكلام لا تصدقه في هذا الخبر لأن تصديقه يستلزم عدم تصديقه فيقول وعدم تصديقي له فيه هو عين اللازم المحذور فإذا قيل لا تصدقه لئلا يلزم أن لا تصدقه كان كما لو قيل كذبه لئلا يلزم أن تكذبه فيكون المنهي عنه هو المخوف المحذور من فعل المنهي عنه والمأمور به هو المحذور من ترك المأمور به فيكون واقعا في المنهي عنه سواء أطاع أو عصى ويكون تاركا للمأمور به سواء أطاع أو عصى ويكون وقوعه في المخوف المحذور على تقدير الطاعة لهذا الآمر الذي أمره بتكذيب ما تيقن أن الرسول أخبر به أعجل وأسبق منه على تقدير المعصية والمنهي عنه على هذا التقدير هو التصديق والمأمور به هو التكذيب وحينئذ فلا يجوز النهي عنه سواء كان محذورا أو لم يكن فإنه إن لم يكن محذورا لم يجز أن ينهى عنه وإن كان محذورا فلا بد منه على التقديرين فلا فائدة في النهي عنه بل إذا كان عدم التصديق هو المحذور كان طلبه ابتداء أقبح من طلب غيره لئلا يفضي إليه فإن من أمر بالزنا كان أمره به أقبح من أن يأمر بالخلوة المفضية إلى الزنا
فهكذا حال من أمر الناس أن لا يصدقوا الرسول فيما علموا أنه أخبر به بعد علمهم أنه رسول الله لئلا يفضي تصديقهم له إلى عدم تصديقهم له بل إذا قيل له لا تصدقه في هذا كان هذا أمرا له بما يناقض ما علم به صدقه فكان أمرا له بما يوجب أن لا يثق بشيء من خبره فإنه متى جوز كذبه أو غلطه في خبر جوز ذلك مي غيره
ولهذا آل الأمر بمن يسلك هذا الطريق إلى أنهم لا يستفيدون من جهة الرسول شيئا من الأمور الخبرية المتعلقة بصفات الله تعالى وأفعاله بل وباليوم الآخر عند بعضهم لاعتقادهم أن هذه فيها ما يرد بتكذيب أو تأويل وما لا يرد وليس لهم قانون يرجعون إليه في هذا الأمر من جهة الرسالة بل هذا يقول ما أثبته عقلك فأثبته وإلا فلا وهذا يقول ما أثبته كشفك فأثبته وإلا فلا فصار وجود الرسول صلى الله عليه وسلم عندهم كعدمه في المطالب الإلهية وعلم الربوبية بل وجوده على قولهم أضر من عدمه لأنهم لم يستفيدوا من جهته شيئا واحتاجوا إلى أن يدفعوا ما جاء به إما بتكذيب وإما بتفويض وإما بتأويل وقد بسط هذا في غير هذا الموضع
فإن قالوا لا يتصور أن يعلم أنه أخبر بما ينافي العقل فإنه منزه عن ذلك وهو ممتنع عليه
قيل لهم فهذا إقرار منكم بامتناع معارضة الدليل العقلي للسمعي
فإن قالوا إنما أردنا معارضة ما يظن أنه دليل وليس بدليل أصلا أو يكون دليلا ظنيا لتطرق الظن إلا بعض مقدماته إما في الإسناد وإما في المتن كإمكان كذب المخبر أو غلطه وكإمكان احتمال اللفظ لمعنيين فصاعدا
قيل إذا فسرتم الدليل السمعي بما ليس بدليل في نفس الأمر بل اعتقاد دلالته جهل أو بما يظن أنه دليل وليس بدليل أمكن أن يفسر الدليل العقلىالمعارض للشرع بما ليس بدليل فى نفس الأمر بل اعتقاد دلالته جهل أو بما يظن أنه دليل و وليس بدليل
وحينئذ فمثل هذا وإن سماه أصحابه براهين عقلية أو قواطع عقلية وهو ليس بدليل في نفس الأمر أو دلالته ظنية إذا عارض ما هو دليل
سمعي يستحق أن يسمى دليلا لصحة مقدماته وكونها معلومة وجب تقديم الدليل السمعي عليه بالضرورة واتفاق العقلاء
فقد تبين أنهم بأي شيء فسروا جنس الدليل الذي رجحوه أمكن تفسير الجنس الآخر بنظيره وترجيحه كما رجحوه وهذا لأنهم وضعوا وضعا فاسدا حيث قدموا ما لا يستحق التقديم لا عقلا ولا سمعا وتبين بذلك أن تقديم الجنس على الجنس باطل بل الواجب أن ينظر في عين الدليلين المتعارضين فيقدم ما هو القطعي منهما أو الراجح إن كانا ظنيين سواء كان هو السمعي أو العقلي ويبطل هذا الأصل الفاسد الذي هو ذريعة إلى الإلحاد"
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[01 - 05 - 08, 08:10 م]ـ
ثم قال في الوجه السادس عشر
"أن يقال غاية ما ينتهي إليه هؤلاء المعارضون لكلام الله ورسوله بآرائهم من المشهورين بالإسلام هو التأويل أو التفويض فأما الذين ينتهون إلى أن يقولوا الأنبياء أوهموا وخيلوا ما لا حقيقة له في نفس الأمر فهؤلاء معروفون عند المسلمين بالإلحاد والزندقة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/354)
والتأويل المقبول هو مادل على مراد المتكلم والتأويلات التي يذكرونها لا يعلم أن الرسول أرادها بل يعلم بالإضطرار في عامة النصوص أن المراد منها نقيض ما قاله الرسول كما يعلم مثل ذلك في تأويلات القرامطة والباطنية من غير أن يحتاج ذلك إلى دليل خاص
وحينئذ فالمتأول إن لم يكن مقصوده معرفة مراد المتكلم كان تأويله للفظ بما يحتمله من حيث الجملة في كلام من تكلم بمثله من العرب هو من باب التحريف والإلحاد لا من باب التفسير وبيان المراد
وأما التفويض فإن من المعلوم أن الله تعالى أمرنا أن نتدبر القرآن وحضنا على عقله وفهمه فكيف يجوز مع ذلك أن يراد منا الإعراض عن فهمه ومعرفته وعقله وأيضا فالخطاب الذي أريد به هدانا والبيان لنا وإخراجنا من الظلمات إلى النور إذا كان ما ذكر فيه من النصوص ظاهره باطل وكفر ولم يرد منا أن نعرف لا ظاهره ولا باطنه أو أريد منا أن نعرف باطنه من غير بيان في الخطاب لذلك فعلى التقديرين لم نخاطب بما بين فيه الحق ولا عرفنا أن مدلول هذا الخطاب باطل وكفر
وحقيقة قول هؤلاء في المخاطب لنا أنه لم يبين الحق ولا أوضحه مع أمره لنا أن نعتقده وأن ما خاطبنا به وأمرنا باتباعه والرد إليه لم يبين به الحق ولا كشفه بل دل ظاهره على الكفر والباطل وأراد منا أن لا نفهم منه شيئا أو أن نفهم منه ما لا دليل عليه فيه وهذا كله مما يعلم بالإضطرار تنزيه الله ورسوله عنه وأنه من جنس أقوال أهل التحريف والإلحاد
وبهذا احتج الملاحدة كابن سينا وغيره على مثبتي المعاد وقالوا القول في نصوص المعاد كالقول في نصوص التشبيه والتجسيم وزعموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبين ما الأمر عليه في نفسه لا في العلم بالله تعالى ولا باليوم الآخر فكان الذي استطالوا به على هؤلاء هو موافقتهم لهم على نفي الصفات وإلا فلو آمنوا بالكتاب كله حق الإيمان لبطلت معارضتهم ودحضت حجتهم ولهذا كان ابن النفيس المتطبب الفاضل يقول ليس إلا مذهبان مذهب أهل الحديث أو مذهب الفلاسفة فأما هؤلاء المتكلمون فقولهم ظاهر التناقض والإختلاف يعني أن أهل الحديث أثبتوا كل ما جاء به الرسول وأولئك جعلوا الجميع تخييلا وتوهيما ومعلوم بالأدلة الكثيرة السمعية والعقلية فساد مذهب هؤلاء الملاحدة فتعين أن يكون الحق مذهب السلف أهل الحديث والسنة والجماعة
ثم إن ابن سينا وأمثاله من الباطنية المتفلسفة والقرامطة يقولون إنه أراد من المخاطبين أن يفهموا الأمر على خلاف ما هو عليه وأن يعتقدوا ما لا حقيقة له في الخارج لما في هذا التخييل والإعتقاد الفاسد لهم من المصلحة
والجهمية والمعتزلة وأمثالهم يقولون إنه أراد أن يعتقدوا الحق على ما هو عليه مع علمهم بأنه لم يبين ذلك في الكتاب والسنة بل النصوص تدل على نقيض ذلك فأولئك يقولون أراد منهم اعتقاد الباطل وأمرهم به وهؤلاء يقولون أراد اعتقاد ما لم يدلهم إلا على نقيضه
والمؤمن يعلم بالإضطرار أن كلا القولين باطل ولا بد للنفاة أهل التأويل من هذا أو هذا وإذا كان كلاهما باطلا كان تأويل النفاة للنصوص باطلا فيكون نقيضة حقا وهو إقرار الأدلة الشرعية على مدلولاتها ومن خرج عن ذلك لزمه من الفساد ما لا يقوله إلا أهل الإلحاد
وما ذكرناه من لوازم قول أهل التفويض هو لازم لقولهم الظاهر المعروف بينهم إذ قالوا إن الرسول كان يعلم معاني هذه النصوص المشكلة المتشابهة ولكن لم يبين للناس مراده بها ولا أوضحه إيضاحا يقطع به النزاع
وأما على قول أكابرهم إن معاني هذه النصوص المشكلة المتشابهة لا يعلمه إلا الله وأن معناها الذي أراده الله بها هو ما يوجب صرفها عن ظواهرها فعلى قول هؤلاء يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل الله عليهم من هذه النصوص ولا الملائكة ولا السابقون الأولون وحينئذ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه بل يقولون كلاما لا يعقلون معناه وكذلك نصوص المثبتين للقدر عند طائفة والنصوص المثبتة للأمر والنهي والوعد والوعيد عند طائفة والنصوص المثبتة للمعاد عند طائفة
ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء إذ كان الله أنزل القرآن وأخبر أنه جعله هدى وبيانا للناس وأمر الرسول أن يبلغ البلاغ المبين وأن يبين للناس ما نزل إليهم وأمر بتدبر القرآن وعقله ومع هذا فأشرف ما فيه وهو ما أخبر به الرب عن صفاته أو عن كونه خالقا لكل شيء وهو بكل شيء عليم أو عن كونه أمر ونهى ووعد وتوعد أو عما أخبر به عن اليوم الآخر لا يعلم أحد معناه فلا يعقل ولا يتدبر ولا يكون الرسول بين للناس ما نزل إليهم ولا بلغ البلاغ المبين وعلى هذا التقدير فيقول كل ملحد ومبتدع الحق في نفس الأمر ما علمته برأيي وعقلي وليس في النصوص ما يناقض ذلك لأن تلك النصوص مشكلة متشابهة لا يعلم أحد معناها وما لا يعلم أحد معناه لا يجوز أن يستدل به
فيبقى هذا الكلام سدا لباب الهدى والبيان من جهة الأنبياء وفتحا لباب من يعارضهم ويقول إن الهدى والبيان في طريقنا لا في طريق الأنبياء لأنا نحن نعلم ما نقول ونبينه بالأدلة العقلية والأنبياء لم يعلموا ما يقولون فضلا عن أن يبينوا مرادهم
فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد "(48/355)
طلب ضروري أريد منهجا في هذا العلم المبارك أسير عليه حتى التخصص للعقيدة
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[01 - 05 - 08, 12:01 ص]ـ
السلام عليكم. الى أهل العلم المتخصصين في علم العقيدة_حفظهم الله_ أريد منهجا في هذا العلم المبارك أسير عليه حتى التخصص(48/356)
طلب: أين أجد رسالة الماجستير للدكتور صالح بن عبد العزيز التويجري
ـ[أبو محمد العدني]ــــــــ[01 - 05 - 08, 01:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من أحد يدلني على رسالة الدكتور صالح بن عبد العزيز التويجري (رسالة الماجستير) والتي بعنوان: (الرسائل والمسائل العقدية في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى)
وهل هي موجودة على النت؟ وهل طبعت أم لا؟
جزاكم الله خيرا
عاجل
ـ[العوضي]ــــــــ[01 - 05 - 08, 02:27 ص]ـ
أخي الكتاب غير موجود على الشبكة فلقد بحثت عنه ولم أجده.
وهذا تعريف بالرسالة من موقع الإسلام اليوم
الرسائل والمسائل العقدية في طبقات الحنابلة [رسالة ماجستير]
د. صالح بن عبد العزيز التويجري
الرسائل والمسائل العقدية في طبقات الحنابلة
لابن أبي يعلى
جمع وترتيب وتعليق
رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير
خطة البحث:
مقدمة البحث:
1 - أهمية البحث.
2 - عملي في البحث.
3 - خطة البحث.
4 - تمهيد، وهو (التعريف بابن أبي يعلى) و (كتابه الطبقات):
أ- اسمه ونسبه.
ب- نشأته وطلبه العلم ومشايخه.
ج- تلاميذه ومصنفاته.
د- وفاته –رحمه الله-.
الفصل الأول:
توحيد الأسماء والصفات:
وفيه مباحث:
المبحث الأول: منهج السلف في أخبار الصفات.
المبحث الثاني: الصفات التي ورد ذكرها في الكتاب.
الصفة الأولى: صفة العلم.
الصفة الثانية: صفة الكلام.
وفيها مطلبان:
المطلب الأول: الحديث عما يتعلق بالصفة نفسها.
المطلب الثاني: مسألة القول بخلق القرآن.
الصفة الثالثة: صفة العلو.
وفيها مطالب:
المطلب الأول: الكلام على صفتي العلو والاستواء وأدلتهما.
المطلب الثاني: مسألة الحد.
المطلب الثالث: الكلام في الكرسي.
المطلب الرابع: صفة النزول.
الصفة الرابعة: صفة المعية.
الصفة الخامسة والسادسة: اليد والقدم.
الصفة السابعة والثامنة والتاسعة: الضحك، الفرح، الهرولة.
الصفة العاشرة والحادية عشرة: السمع والبصر.
المبحث الثالث: مسائل ملحقة في مبحث الأسماء والصفات.
المسألة الأولى: الكلام في الصورة، وخلق آدم على صورة الرحمن.
المسألة الثانية: الرؤية.
الفصل الثاني:
الأمر بلزوم السنة والنهي من البدع:
وفيه مباحث:
المبحث الأول: الأمر بلزوم السنة والتحذير من البدع والأهواء.
المبحث الثاني: موقف أهل السنة من المبتدعة.
وفيه مطالب:
المطلب الأول: حكم الصلاة خلف المبتدع.
المطلب الثاني: تكفير المبتدعة.
المطلب الثالث: قتل دعاة المبتدعة.
المطلب الرابع: التحذير منهم والنهي عن مجالستهم.
الفصل الثالث:
توحيد الألوهية:
وفيه مسائل:
المسألة الأولى: فضل لا إله إلا الله.
المسألة الثانية: الولاء والبراء.
المسألة الثالثة: الخوف والرجاء.
المسألة الرابعة: التوسل الممنوع.
المسألة الخامسة: النفاق.
المسألة السادسة: الرياء.
الفصل الرابع:
الرسل عليهم الصلاة والسلام:
وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: وجوب طاعتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
المسألة الثانية: من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم.
الفصل الخامس:
اليوم الآخر:
وفيه تمهيد ومبحثان:
التمهيد: من علامات ذلك اليوم.
المبحث الأول: عذاب القبر ونعيمه.
المبحث الثاني: أحوال الناس في يوم القيامة.
الخاتمة
ومن خلال العمل في كتاب الطبقات توصلت إلى بعض النتائج التي يمكن تلخيصها فيما يلي:
1 - أن الإمام ابن أبي يعلى بذل جهداً عظيماً في جمع ما أثر عن الحنابلة أعلاماً ومغمورين، وكان معظم تركيزه في النقل ينصبّ على المسائل العقدية.
2 - أنه يُنسب إلى الحنابلة من قد يخالفهم في بعض المسائل العقدية، لذا فإنه ليس كل حنبلي يمثل منهج السلف، وإن كان الأغلب فيهم من ينهج هدى السلف. والحمد لله.
3 - أن القضايا التي كانت تظهر في الساحة في ذلك الوقت إنما هي في مسائل الصفات، والكلام في مسائل القرآن، والحديث عن الصحابة وما يجب لهم، والحث على تجنب أهل الكلام والمبتدعة، والتحذير من الأهواء والآراء ونحوها، إذ لم يرد في توحيد الألوهية إلا مسائل قليلة، وقد يكون ابن أبي يعلى إنما نقل ما اختلف فيه الأصحاب دون غيرهم.
4 - تأثر ابن أبي يعلي ببعض ما يجرى في عصره؛ حيث أورد مسائل تخالف منهج السلف دون التعليق عليها، بل يذكرها أحياناً على أنها مناقب لمن وردت في ترجمته.
5 - إن في الكتاب بعض التصحيفات، والسقط، وفيه من الأحاديث والآثار والمسائل الفقهية والسلوكية ما يجعله جديراً بالتحقيق العلمي، حتى تكون الفائدة منه أكثر منها في وضعه الراهن.
هذا وإنني أقدم الاعتذار عن التقصير والخلل، فما كان فيه من نقص وعيب فمن نفسي ومن الشيطان، واستغفر الله منه، وما كان فيه من سداد وتوفيق فمن فضل الله ورحمته، وهو خير الراحمين.
وفي الختام أشكر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث أتاحت لي الفرصة للعمل في هذا المجال وأوكلت الإشراف عليّ فيه لفضيلة الشيخ الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان، فلقد رافقني في هذا البحث باذلاً جهده في حل ما أشكل والأخذ باليد إلى مقاربة الأكمل، فجزاه الله عني خير الجزاء، وجعل عملنا وإياه خالصاً لوجهه الكريم وفي ميزان حسناتنا يوم نلقاه إنه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/357)
ـ[أبو محمد العدني]ــــــــ[01 - 05 - 08, 03:08 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي العوضي على مرورك ولكن يبقى هل الكتاب طبع ضمن مجلة الجامعة مثلا أو طبع مستقل؟
نرجو من الاخوة الذين يعلمون بذلك أن لا يبخلوا علينا بارك الله فيكم.
ـ[أبو محمد العدني]ــــــــ[02 - 05 - 08, 07:48 م]ـ
يرفع للتذكير
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[04 - 05 - 08, 05:13 م]ـ
يرفع فوق للتذكير
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[14 - 05 - 08, 07:09 م]ـ
هل من جديد(48/358)
ما معنى التطامن فى تعريف الخشوع
ـ[أبويوسف الحنبلى]ــــــــ[01 - 05 - 08, 02:34 ص]ـ
قرأت فى تعريف الخشوع فى حاشية ابن قاسم - رحمه الله - على الأصول الثلاثة ما مجمله أن الخشوع هو الذل والتطامن لعظمة الله تعالى.
فما معنى التطامن؟
ـ[أبويوسف الحنبلى]ــــــــ[02 - 05 - 08, 03:21 ص]ـ
.... للرفع ....
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 02:38 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
التطامن: الانكسار والدنو.
والأرض المتطامنة (مثلا) التي فيها هبوط.
وكل ما سفل أو انحنى أو كان فيه هبوط ودنو قيل له: متطامن.
سواء في الظاهر كالسجود والخضوع ونحو ذلك.
أو في الباطن؛ كالخشوع.
والخشوع والخضوع قريبان، لكن الخضوع أدلّ على الظاهر والخشوع أدل على الباطن.
ـ[محمد براء]ــــــــ[03 - 05 - 08, 02:39 ص]ـ
اللم اجعلنا لك متطامنين خاشعين.(48/359)
من هم العلمانيون وهل مثلهم مثل المنافقين النفاق الاعتقادي؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[01 - 05 - 08, 03:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س / من هم العلمانيون وهل مثلهم مثل المنافقين النفاق الاعتقادي؟ (00:37:13)
http://www.alathar.net/esound/index....e=geit&co=5713
المجيب / الشيخ العلامة المحدث عبد المحسن العباد حفظه الله
http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?p=8496#post8496(48/360)
هل تصح هذه الرواية عن مالك رحمه الله؟
ـ[أبو عيسى الحنبلى]ــــــــ[01 - 05 - 08, 05:29 م]ـ
بسم الله والحمك لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما بعد
فهذه القصة ذكرها القاضي عياض رحمه الله في الشفا فهل تصح نسبتها إليه
قال رحمه الله:
قال القاضى أبو الفضل وهذه كانت سيرة سلفنا الصالح وأئمتنا الماضين رضى الله عنهم حدثنا القاضى أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الأشعري وأبو القاسم أحمد بن بقى الحاكم وغير واحد فيما أجازونيه قالو أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر بن دلهاث قال حدثنا أبو الحسن على بن فهر حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الفرج حدثنا أبو الحسن عبد الله بن المنتاب حدثنا يعقوب بن إسحاق بن أبى إسرائيل حدثنا ابن حميد قال ناظرا أبو جعفر أمير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال له مالك يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله تعالى أدب قوما فقال (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) الآية، ومدح قوما فقال (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله) الآية، وذم قوما فقال (إن الذين ينادونك) الآية وإن حرمته ميتا كحرمته حيا فاستكان لها أبو جعفر وقال يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عيه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله قال الله تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) الآية
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 03:48 م]ـ
أجاب على سؤالك هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قديما فقال:
((الجواب عن هذا من وجهين:
أحدهما المطالبة بصحة هذه الحكاية وليس معه ولا مع من ينقلها بها إسناد صحيح ولا ضعيف وإنما غايته أن يعزوها إلى الشفا أو إلى من نقلها منه وكل عالم بالحديث يعلم أن في هذا الكتاب من الأحاديث والآثار ما ليس له أصل ولا يجوز الاعتماد عليه فإذا قال القاضي عياض ذكره فلان في كتابه فهو الصادق في خطابه وإذا لم يذكره من أين
نقله لم نتهمه ولكن نتهم من فوقه وقد رأيناه ينقل من كتب فيها كذب كثير وهو صادق في نقله منها لكن ما فوقه لا يجوز الاعتماد عليهم
الوجه الثاني أن يقال هذه الحكاية كذب بلا ريب من وجوه
منها أنها مخالفة لمذهب مالك ومذهب سائر الأئمة فإنهم متفقون على أن من سلم على النبي صلى الله عليه و سلم ثم أراد الدعاء فإنه يستقبل القبلة كما روى ذلك عن الصحابة
وتنازعوا وقت السلام عليه هل يستقبل القبلة أو القبر على قولين فقال أبو حنيفة يستقبل القبلة أيضا وقال غيره يستقبل القبر وقت السلام عليه
وأما وقت الدعاء فما أعلم إماما خالف في أنه يستقبل القبلة بل الأئمة متفقون على أن قبلة المسلمين التي يستقبلونها في جميع أدعيتهم وأمكنتهم هي الكعبة ويستحب لكل من دعا الله أن يستقبل الكعبة حيث كان وأين كان كما كان النبي صلى الله عليه و سلم يستقبلها فيستقبل وقت الذكر والدعاء بعرفة ومزدلفة وبين الجمرات وعلى الصفا والمروة وعقب الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم وغيره
وما جعل أحد من الأئمة قبر أحد من الأنبياء قبلة للدعاء وإنما يستقبل قبورهم أهل الجهل عند عباداتهم
ومن هؤلاء الغلاة من يستقبل قبورهم ويصلي إليها وقد ثبت في
الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها
ومنهم من يستقبل قبر شيخه وقت الصلاة ويستدبر الكعبة ويقول هذا قبلة الخاصة والكعبة قبلة العامة وهذا كفر صريح يوجب استتابة قائله مع أنه يفعله طائفة من الزهاد والعباد وبعضهم يسجد لقبورهم
وكذلك قصد قبورهم للصلاة والدعاء بدعة وقد ثبت عن مالك وغيره من الأئمة أنهم جعلوا ذلك من البدع التي لم يفعلها أحد من الصحابة ولا التابعين
فعلم أن هذا كذب على مالك مخالف لمذهبه كما كذبوا عليه أنه كان يأخذ طنبورا يضرب به ويغني لما كان في المدينة من يغني حتى إن أكثر المصنفين في إباحة السماع كأبي عبدالرحمن السلمي والقشيري وأبي حامد ومحمد بن طاهر المقدسي وغيرهم يذكرون إباحته عن مالك وأهل المدينة وهو كذب فإنه قد علم بالتواتر من مذهبه النهي عن ذلك حتى قال إسحاق بن الطباع سألت مالكا عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال إنما يفعله عندنا الفساق
ومنها أن مالكا من قوة متابعته للسنة كره أن يقال زرت قبر النبي
صلى الله عليه و سلم وهذا مما لا يستريب أحد في ثبوته عنه مع أن لفظ زيارة القبور في الجملة مما جاءت به السنة في غير قبره كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال زار النبي صلى الله عليه و سلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن فزوروا القبور فإنها تذكر الموت
والأحاديث في ذلك كثيرة.))
والله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/361)
ـ[أبو عيسى الحنبلى]ــــــــ[04 - 05 - 08, 04:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم ولكن هلا عزوت القول إلى مصدره.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 04:39 م]ـ
موجود في (الرد على البكري)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 05 - 08, 07:30 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=503266#post503266
الكلام على سند هذه القصة
قال ابن عبدالهادي رحمه الله في "الصارم المنكي":
(وهذه الحكاية التي ذكرها القاضي عياض ورواها باسناده عن مالك ليست بصحيحة عنه، وقد ذكر المعترض في موضع من كتابه أن إسنادها إسناد جيد، وهو مخطئ في هذا القول خطأ فاحشاً، بل إسناده إسناد ليس بجيد؛ بل هو إسناد مظلم منقطع، وهو مشتمل على من يتهم بالكذب وعلى من يجهل حاله، وابن حميد هو محمد بن حميد الرازي، وهو ضعيف كثير المناكير غير محتج بروايته، ولم يسمع من مالك شيئاً ولم يلقه؛ بل روايته عنه منقطعة غير متصلة؛ وقد ظن المعترض أنه أبو سفيان محمد بن حميد المعمري أحد الثقات المخرج لهم في صحيح مسلم قال فإن الخطيب ذكره في الرواة عن مالك، وقد أخطأ فيما ظنه خطأ فاحشاً ووهم وهماً قبيحاً.
فإن محمد بن حميد المعمري رجل متقدم لم يدركه يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل راوي الحكاية عن ابن حميد؛ بل بينهما مفازة بعيدة، وقد روى المعمري عن هشام بن حسان ومعمر والثوري، وتوفي سنة اثنين وثمانين ومائة قبل أن يولد يعقوب بن إسحاق أبي إسرائيل، وأما محمد بن حميد الرازي فإنه في طبقة الرواة عن المعمري كأبي خثيمة فإنه في طبقة الرواة عن يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل.
وأما محمد بن حميد الرازي فإنه من طبقة الرواة عن المعمري كأبي خثيمة وابن نمير وعمرو الناقد وغيرهم، وكانت وفاته سنة ثمان وأربعين ومائتين، فرواية يعقوب بن إسحاق عنه ممكنة، بخلاف روايته عن المعمري فإنها غير ممكنة.
وقد تكلم في محمد بن حميد الرازي –وهو الذي رويت عنه هذه الحكاية- من غير واحد من الأئمة، ونسبه بعضهم إلى الكذب.
قال يعقوب بن شيبة السدوسي: محمد بن حميد الرازي كثير المناكير. وقال البخاري: حديثه فيه نظر. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: ردئ المذهب، غير ثقة.
وقال فضلك الرازي: عندي عن ابن حميد خمسون ألف حديث لا أحدث عنه بحرف.
وقال أبو العباس أحمد لمن محمد الأزهري، سمعت إسحاق بن منصور يقول: أشهد على محمد بن حميد وعبيد بن إسحاق العطار بين يدي الله أنهما كذابان.
وقال صالح بن محمد الحافظ: كان كل ما بلغه من حديث سفيان يحيله على مهران، وما بلغه من حديث منصور يحيله على عمرو بن قيس، وما بلغه من حديث الأعمش يحيله على مثل هؤلاء وعلى عنبسة، ثم قال: كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه.
وقال في موضع آخر: كان أحاديثه تزيد، وما رأيت أحد أجرأ على الله منه، وكان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضها على بعض.
وقال في موضع آخر: ما رأيت أحداً أحذق بالكذب من رجلين، سليمان الشاذكوني ومحمد بن حميد الرازي، كان يحفظ حديثه كله، وكان كل يوم يزيد.
وقال أبو القاسم عبدالله بن محمد بن عبدالكريم الرازي ابن أخي أبي زرعة: سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد فأومأ بأصبعه إلى فمه، فقلت له: كان يكذب؟ فقال برأسه: نعم. قلت له: قد شاخ، لعله كان يعمل عليه ويدلس عليه؟ فقال: لا يا بني، كان يعتمد.
وقال أبو حاتم الرازي: حضرت محمد بن حميد وحضره عون بن جرير، فجعل ابن حميد يحدث بحديث عن جرير فيه شعر، فقال عون: ليس هذا الشعر في الحديث، إنما هو من كلام أبي. فتغافل ابن حميد فمر فيه.
وقال أبو نعيم عبدالملك بن محمد بن عدي: سمعت أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي في منزله وعنده عبدالرحمن بن يوسف بن خراش وجماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم للحديث، فذكروا ابن حميد، فأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جداً، وأنه يحدث بما لم يسمعه وأنه يأخذ أحاديث لأهل البصرة والكوفة فيحدث به الرازيين.
وقال أبو العباس بن سعيد سمعت داود بن يحيى يقول: حدثنا عنه –يعني محمد بن حميد- أبو حاتم قديماً ثم تركه بآخرة، قال: سمعت عبدالرحمن بن يوسف بن خراش يقول حدثنا ابن حميد، وكان والله يكذب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/362)
وقال أبو حاتم بن حبان البستيفي كتاب الضعفاء: محمد بن حميد الرازي كنيته أبو عبدالله: يروي عن ابن المبارك وجرير، حدثنا عنه شيوخنا مات سنة ثمان وأربعين ومائتين، كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات، ولا سيما إذا حدث عن شيوخ بلده، سمعت إبراهيم بن عبدالواحد البغدادي يقول: قال صالح بن أحمد بن حنبل: كنت يوماً عن أبي إذ دق عليه الباب،فخرجت فإذا أبو زرعة ومحمد بن مسلم بن وارة فباس يده فلم ينكر عليه ذلك، وأما أبو زرعة فصافحه، فتحدثوا ساعة، قال ابن وارة: يا أبا عبدالله إن رأيت أن تذكر حديث أبي القاسم بن أبي الزناد، فقال: نعم حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد، عن إسحاق بن حازم، عن ابن مقسم يعني عبيدالله، عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ماء البحر؟ فقال: ((الطهور ماؤه، الحل ميتته)) وقام فقالوا: ماله، قلنا شك في شيء ثم خرج والكتاب بيده فقال في كتابه ميته بتاء واحدة والناس يقولون ميتته، ثم تحدثوا ساعة فقال له ابن وارة: يا أبا عبدالله رأيت محمد بن حميد، قال: نعم، قال: كيف رأيت حديثه؟ قال: إذا حدث عن العراقيين يأتي بأشياء مستقيمة، وإذا حدث عن أهل بلده مثل إبراهيم المختار وغيره أتى بأشياء لا تعرف لا يدري ما هي.
قال: فقال أبو زرعة وابن وارة: صح عندنا أنه يكذب، قال: فرأيت أبي بعد ذلك إذا ذكر ابن حميد نفض يده.
وقال العقيلي في الضعفاء: حدثني إبراهيم بن يوسف، قال كتب أبو زرعة ومحمد بن مسلم، عن محمد بن حميد، حديثاً كثيراً، ثم تركا الرواية عنه، وقال الحاكم أبو أحمد في كتاب الكنى: أبو عبدالله بن محمد بن حميد الرازي ليس بالقوي عندهم تركه أبو عبدالله بن يحيى الذهلي، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة.
فإذا كانت هذه حال محمد بن حميد الرازي عند أئمة هذا الشأن، فكيف يقال في حكايته رواتها منقطعة: إسناد جيد مع أن طريقها إليه من ليس بمعروف.
وقد قال المعترض بعد أن ذكر هذه الحكاية، وتكلم في رواتها: فانظر هذه الحكاية وثقة رواتها وموافقتها، لما رواه ابن وهب عن مالك. هكذا قال! والذي حمله على ارتكاب هذه السقطة قلة علمه وارتكاب هواه، نسال الله التوفيق.
والذي ينبغي أن يقال: فأنظر هذه الحكاية وضعفها وانقطاعها ونكارتها وجهالة بعض رواتها ونسبة بعضهم إلى الكذب ومخالفتها لما ثبت عن مالك وغيره من العلماء).
وقريب من هذا نقل الذهبي وحكم عليه بالضعف كما في الميزان؛ وقال:
"قلتُ: ولم يكن يحفظ القرآن"
وحكم على القصة عبدالله بن عبدالحميد في (أنواع وأحكام التوسل):
(قصة مكذوبة، وسندها غريب ومنقطع)
وقال محقق قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الدكتور ربيع بن هادي:
(لقد بحثت عن رجال هذا الإسناد بدءً من أبي العباس أحمد بن عمر بن دلهات إلى أبي الحسن ابن المنتاب في "ترتيب المدارك" للقاضي عياض، و"الصلة" لابن بشكوال؛ فلم أقف لأحد منهم على ترجمة، فهو إسناد غريب حقاً كما وصفه شيخ الإسلام)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة):
(وهذه الحكاية منقطعة؛ فإن محمد بن حميد الرازي لم يدرك مالكاً لا سيما في زمن أبي جعفر المنصور؛ فإن أبا جعفر توفي بمكة سنة ثمان وخمسين ومائة، وتوفي مالك سنة تسع وسبعين ومائة، وتوفي محمد بن حميد الرازي سنة ثمان وأربعين ومائتين، ولم يخرج من بلده حين رحل لطلب العلم إلا وهو كبير مع أبيه، وهو مع هذا ضعيف عند أكثر أهل الحديث؛ كذبه أبو زرعة وابن وارة، وقال صالح بن محمد الأسدي: مات رأيت أحد أجرأ على الله منه، وأحذق بالكذب منه. وقال يعقوب بن شيبة: كثير المناكير. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن حبان: يتفرد عن الثقات بالمقلوبات.
وآخر من روى "الموطأ" عن مالك هو أبو مصعب، وتوفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وآخر من روى عن مالك على الإطلاق هو أبو حذيفة أحمد بن إسماعيل السهمي توفي سنة تسع وخمسين ومائتين، وفي الإسناد أيضاً من لا يعرف حاله.
وهذه الحكاية لم يذكرها أحدٌ من أصحاب مالك المعروفين بالأخذ عنه، ومحمَّد بن حميد ضعيف عند أهل الحديث إذا أسند، فكيف إذا أرسل حكاية لا تعرف إلا من جهته!!.
هذا إن ثبت عنه، وأصحاب مالك متفقون على أنه بمثل هذا النقل لا يثبت عن مالك قول له في مسألة في الفقه؛ بل إذا روى عنه الشاميون كالوليد بن مسلم، ومروان بن محمد الطاطري؛ ضعفوا رواية هؤلاء، وإنما يعتمدون على رواية المدنيين والمصريين، فكيف بحكاية تناقض مذهبه المعروف عنه من وجوه، رواها واحد من الخراسانيين لم يدركه، وهو ضعيف عند أهل الحديث!!)
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 01:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(48/363)
جديد الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه المولى عز وجل
ـ[أبو عبد المصور]ــــــــ[01 - 05 - 08, 05:32 م]ـ
دعوى نسبة التشبيه والتجسيم لابن تيمية ( http://technique/ferks/rep/M24.php)
وبراءته من ترويج المغرضين لها ( http://technique/ferks/rep/M24.php)
مقدمة
? ابن تيمية رحمه الله ومِيزتُه في التأليف والمناظرات
· مكانةُ ابن تيمية رحمه الله العِلمية
· من ضروب الافتراءات عن ابن تيمية رحمه الله
?محاولاتٌ جريئةٌ لتفعيل تهمة التشبيه والتمثيل لابن تيمية
·نقلٌ عن ابن العربي المالكي يصف حالَ الحاسدين وعداوتهم
· النقد غير موجَّه لابن تيمية رحمه الله بخصوصه بل يستهدف المنهج الحقّ
· ما نسبه ابن بطوطة الرحالة لابن تيمية رحمه الله
·الجواب عمَّا ورد عن ابن تيمية رحمه الله في مسألة إقعاد النبيِّ صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على العرش [هامش رقم 2]
?تفنيد فرية التشبيه والتجسيم وبراءة ابن تيمية منهما من وجوه
· الوجه الأول: بيان وجه التعارض فيما نقله ابن بطوطة عن ابن تيمية رحمه الله
· الوجه الثاني: نفاة الصِّفات يدَّعون أنَّ إثبات الصفات أو بعضِها تشبيهٌ
· فائدةٌ: ما من شيئين إلَّا وبينهما قدر مشترَكٌ وآخر مميَّز
·الوجه الثالث: لا يعلم لابن تيمية رحمه الله منبر يرتقي عليه
·الوجه الرابع: لا يوجد في كتب ابن تيمية رحمه الله ما نسبه له ابن بطونه
·الوجه الخامس: تصريح ابن تيمية رحمه الله بنفي التمثيل وذمّه للتشبيه
· نقول عن ابن تيمية رحمه الله من كتبه توثق ذلك
· الوجه السادس: عدم استعمال لفظي التشبيه والتجسيم لا إثباتًا ولا نفيًا
·فائدة: الألفاظ المجملة مشتملة على حقٍّ وباطل
·قاعدة: التوقُّف عند الإيهام والاستفصال عند الإجمال
· متابعة الكتاب والسُّنَّة في اللفظ والمعنى أكمل وأتمُّ
· من الألفاظ المجملة المحتملة: لفظ الجِهة
·قاعدة: في الألفاظ المشتملة على معنى صحيح ومعنى باطل
·التشبيه بمعناه الباطل هو الذي ينفيه ابن تيمية رحمه الله
·الوجه السابع: تفريق ابن تيمية رحمه الله بين الصِّفة المطلقة والصِّفة المضافة إلى موصوفها
· تعريف اسم الجنس
· من ردود ابن تيمية رحمه الله على دعوى التمثيل، ووجوه خطإ المنتقدين لمذهبه
· من أسباب الافتراء على ابن تيمية رحمه الله
· السبب الأول: توهُّم الناقدين لابن تيمية رحمه الله وقوعه في التناقض
· السبب الثاني: خطؤهم في فهم مذهب ابن تيمية رحمه الله
?الخاتمة
· من الأمانة أن يطَّلع الناقد على آراء المنتقَد من مصادره
· الاعتراف بالخطأ والرجوع إلى الصواب من الأخلاق المحمودة الواجبة
· تتبُّع العثرات وتصيُّد الهفوات من طباع أبشع المخلوقات
· نقل عن ابن القيم رحمه الله في وصف من همَّته البحث عن السقطات من غير حمله على حسن الظنِّ بأصحابها
المصدر http://www.ferkous.com/rep/Da29.php(48/364)
تنبيهات على ((رسالة الشرك ومظاهره)) للشيخ مبارك الميلي رحمه الله
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[01 - 05 - 08, 06:50 م]ـ
تنبيهات على ((رسالة الشرك ومظاهره))
للشيخ مبارك الميلي رحمه الله
مصطفى بلحاج
طالب في مرحلة الدكتوراه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
المقال منقول من مجلة الإصلاح)
(بسم الله الرحمن الرحيم)
إن الشيخ مبارك الميلي رحمه الله قد اعتنى في كتابه ((رسالة الشرك و مظاهره)) ببيان التوحيد الذي هو إفراد الله بالعبادة، وبين الشرك الأكبر المنافي لأصل التوحيد، و الشرك الأصغر المنافي لكماله وبين أيضا الذرائع و الوسائل المقربة إلى الشرك أو الموصلة إليه، و البدع القادحة في التوحيد، والمعاصي المنقصة لثوابه.
وقد أجمع مجلس إدارة جمعية علماء الجزائر- رحمهمه الله – في عصرهم على محتوى هذا الكتاب.
وقامت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بطبعه لما رأت فيه م فائدة، وهذه الطبعة خالية من بيان درجة الأحاديث، وبيان ما يشكل ونحوه.
ثم قام الشيخ الفاضل أبوعبد الرحمن محمود بتحقيق الكتاب تحقيقا علميا بذل فيه جهدا مشكورا فجزاه الله خيرا، غير أن العمل البشري لا يسلم من الخلل إلا من عصمه الله، وقد وقع في الكتاب بعض الأخطاء من مؤلفه، وفات الشيخ محمودا – حفظه الله –التنبيه ليها، فأحببت أن أنبه على بعض ما تيسر لي الآن باختصار يقتضيه المقام؛ نصحا لإخواني.
ولا يخفى ما يترتب على هذه النصيحة من مصلحة شرعية تعود على الشيخ الميلي فسه؛ حيث لا يتابع على هذه الأخطاء؛ وتعود ايضا على غيره من طلبة اللم ليتجنبوا هذه الأخطاء وخاصة أن الكتاب قد انتشر بين الناس، بل هناك من يدرسه في بعض الحلقات.
والله أسأل أن يعصمنا من الزلل، وأن يوفقنا للتمسك بالكتاب و السنة على فهم سلف الأمة.
وإليك المواطن المراد بيانها:
-الموطن الأول:
قال الشيخ الميلي رحمه الله في (ص262): ((معنى المحبة في القرآن: وقوله تعالى ((فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه)) فمحبة الله تعالى للعبد إنعامه عليه، ومحبة العبد له طلب الزلفى لديه. وقوله تعالى: ((إن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين)) أي يثيبهم وينعم عليهم .. هذا كلام الراغب، وقد وضعا نقطا للدلالة على أنا حذفنا من اثنائه ما لم نر نقله)) انتهى.
أقول و بالله التوفيق: قول الشيخ الميلي رحمه الله: ((محبة الله تعالى للعبد إنعامه عليه)) وقوله في الموطن الثاني: ((يثيبهم وينعم عليهم)) فيه تأويل لصفة المحبة، والصواب أن المحبة على ظاهرها، وهو مذهب أهل السنة؛ فإنهم يثبتون لله تعالى محبة حقيقية تليق به، وهي من الصفات الفعلية الاختيارية المتعلقة بمشيئته سبحانه و تعالى، وكذا القول في جميع ما ورد في الكتاب و السنة من الصفات، فنثبتها لله تعالى ولا نؤولها تأويلات الأشاعرة وغيرهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (5/ 195): ((ومذهب سلف الأمة و أئمتها أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، فلا يجوز نفي صفات الله تعالى التي وصف بها نسفه، ولا يجوز تمثيلها بصفات المخلوقين،، بل هو سبحانه ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله)) انتهى.
وقال في كتاب ((التدمرية)) (ص31 - 32) في مناقشته لمن يثبت الصفات السبع فقط وهم الأشاعرة: ((فإن كان المخاطب ممن يقول: بان الله حي بحياه، عليم بعلم، قدير بقدرة، سميع بسمع، بصير ببصر، متكلم بكلام، مريد بإرادة، ويجعل ذلك كله حقيقة، وينازع في محبته و رضاه وغضبه وكراهيته، فيجل ذلك مجازا، ويفسره إما بالإرادة، وإما ببعض المخلوقات من النعم و العقوبات.
قيل له: عن إرادته مثل إرادة المخلوقين، فكذلك محبته ورضاه وغضبه، وهذا هو التمثيل، وإن قلت: إن له إرادة تليق به، كما أن للمخلوق إرادة تليق به، قيل لك: وكذلك له محبة تليق به و للمخلوق محبة تليق به، وله رضا و غضب يليق به، وللمخلوق رضا و غضب يليق به .. )) انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/365)
وقد نقل الشيخ الميل كلام الراغب في معنى المحبة مقرا له، كما هو واضح من السياق، وحذف من كلامه ما لم ير نقله، فقال: ((وقد وضعنا نقطا للدلالة على أن حذفا من أثنائه ما لم نر قله)) انتهى فدل ذلك على انه ارتضى كلام الراغب، والله أعلم.
يتبع إن شاء الله تعالى ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[01 - 05 - 08, 10:21 م]ـ
ـ الموطن الثاني:
قال الشيخ الميلي رحمه الله في (ص314):
((التوسل بالجاه شرك أو ذريعة إليه: والذي نقوله: إن هذا الضرب من التوسل، إن لم يكن شركا فهو ذريعة إليه، وإن الحكم فيه ينبغي أن يفصل على وجه آخر، وهو أن يسلم هذا التوسل للعالم بالتوحيد وما ينافيه، حتى لا يخشى عليه من الشرك، وأن يحذر منه الجاهل المتعرض لمزالق الشرك الخفيف إلى دواعي الوثنية؛ خشية أن يعتقد أن لأحد حقا على الله في جلب النفع أو دفع الضر، وأن الصالحين مع الله تعالى كالوزراء مع الملوك، يحملونهم على فعل مالم يكونوا مريدين لفعله، ومن اعتقد هذا فقد وقع في صريح الشرك وجعل إرادة الله حادثة تتأثر بإرادة غيره و علمه حادثا يتغير لعلم المخلوق.
التفرقة بين الجاهل و العالم في مقام الاحتياط:
.. وسند هذه التفرقة ما رواه مسلم و أبو داود و النسائي،، أن النبي صلى الله عليه و سلم سمع خطيبا يقول: من يطع الله و رسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((بئس خطيب القوم أنت، قل: ومن يعص الله و رسوله))، فأنكر صلى الله عليه و سلم على الخطيب الجمع بين الله و رسوله في ضمير واحد، وثبت عنه صلى الله عليه و سلم الجمع بينهما في عدة أحاديث، منها: ما أخرجه أبو داود من قوله صلى الله عليه و سلم: ((م يطع الله و رسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه)).)) انتهى
و قال في (ص396): ((وفي تفصيل القرطبي [1] واستحسان الحافظ له شهادة أخرى لتفرقتنا في التوسل (بالذات و الجاه) بين العالم و الجاهل)) انتهى.
أقول و بالله التوفيق: أجاز الشيخ الميلي رحمه الله التوسل بجاه النبي صلى الله عليه و سلم وذاته للعالم بالتوحيد! لأنه لا يُخشى عليه كما يخشى على الجاهل من التعرض لمزالق الشرك.
وفيه نظر من وجوه:
-الوجه الأول: الصحيح أنه لا فرق بين العالم والجاهل في الأحكام الشرعية.
-الوجه الثاني: الحديث الثاني الذي استدل به الشيخ الميلي – وفي الجمع بين الله و رسوله صلى الله ليه و سلم في لفظ واحد – منكر لا يثبت به حكم شرعي، فقد أخرجه أبو داود في ((السنن)) (1097)، والطبراني في ((الكبير)) (10499) وفي ((الأوسط)) (2530)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (13608) من طريق عمران، عن قتادة، عن عبد ربه، عن عياض، عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا.
وقال الحديث فيه علة وهي تفرد عمران بن داور القطان عن قتادة، وقد أشار الطبراني إلى ذلك بقوله ((لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلاَّ عمران)) انتهى
وبهذا أعله المننذري، وابن القيم، وابن الملق وزاد أمرا آخر وهو جهالة عبد ربه [2].
وعلى فرض ثبوت الحديث فليس في حجة على التفريق بين العالم و الجاهل؛ لأن في ذلك وصفا للصحابي بالجهل، ولا يخفى بطلانه؛ بل الصحابي لا يتصدى للخطابة إلا وهو أهل لذلك، وكونه أخطأ في مسألة لا يخرج بذلك عن دائرة أهل العلم.
-الوجه الثالث: الصحابة رضي الله عنهم هم أعلم الناس برسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يثبت عن أحد منهم أنه توسل بجاهه صلى الله عليه و سلم ولا بذاته، بل كانوا يطلبون منه الدعاء في حياته فيدعو لهم فلما توفي النبي صلى الله عليه و سلم لم يتوسلوا بذاته ولا بجاهه، بل توسلوا بدعاء العباس رضي الله عنه، كما في ((صحيح البخاري)) (964) عن أنس رضي الله عنه: ((أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا و إنا نتوسل إليك بعم نبينا فاستسقنا، قال: فيسقون))، فلو كان التوسل بجاه النبي صلى الله عليه و سلم و ذاته جائزا لما عدلوا عنه إلى من هو دونه في الفضل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/366)
قال ابن تيمية رحمه الله في ((قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة)) (ص279): ((علم الصحابة أن التوسل به صلى الله عليه و سلم إنما هو التوسل بالإيمان به و طاعته و محبته وموالاته، أو التوسل بدعائه وشفاعته، فلهذا لم يكونوا يتوسلون بذاته مجردة ن هذا وهذا، فلما لم يفعل الصحابة – رضوان الله ليهم – شيئا من ذلك، ولا دعوا بمثل هذه الأدعية، وهو أعلم منا، و اعلم بما يجب لله ورسوله، وأعلم بما أمر الله به و رسوله من الأدعية، وما هو أقرب إلى الإجابة منا، بل توسلوا بالعباس رضي الله عنه و غيره ممن ليس مثل النبي صلى الله عليه و سلم، دل عدولهم عن التوسل بالأفضل إلى التوسل بالمفضول أن التوسل المشروع بالأفضل لم يكن ممكنا)) انتهى.
-الوجه الرابع: أن التوسل عبادة، والعبادات توقيفية، فلا تكون بالرأي و القياس، كما ذكره الشيخ الميلي نفسه.
-الوجه الخامس: أن العالم بالتوحيد هو أشد الناس احتياطا لأمر دينه؛ لان علمه بالله يورثه الخشية منه سبحانه و تعالى، وكلما كان المرء بالله أعلم كان أكثر له خشية، وخشية الله تعالى توجب له الابتعاد عن وسائل الشرك و ذرائعه، بل توجب له البعد ن منقصات ثواب التوحيد، قال الله تالى: ((إنما يخشى الله من عباده العلماء))، و الراسخون في العلم يخافون أن تزيغ قلوبهم عن الحق، قال الله تعالى: ((ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب))؛ وذلك لأنهم علموا أنهم معرضون للابتلاء، قال تعالى: ((ليبلوكم أيكم أحسن عملا))، ولم يأمنوا مكر الله، قال عز وجل: ((فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون))، فلو بلغ المرء من العلم ما بلغ، فليس هو على يقين من السلامة، والخلاصة أن هذه التفرقة بين العالم و الجاهل في مسألة التوسل بجاه النبي صلى الله عليه و سلم وذاته [3] لا وجه لها في الشرع، والله أعلم.
ـــــــ
حاشية [1]:أي تفصيله في حكم النذر حيث قال: ((الذي يظهر لي أنه على التحريم في حق من يخاف عليه ذلك الاعتقاد الفاسد، فيكون إقدامه على ذلك محرما، والكراهة في حق من لم يتقد ذلك)) قال ابن حجر: هو تفصيل حسن. انتهى
حاشية [2]:أنظر: ((مختصر سنن أبي داود)) للمنذري، وبهامشه ((تهذيب السنن)) لابن القيم (3/ 55)، و ((البدر المنير)) (7/ 533).
حاشية [2]: وقد فصل القول في المسألة ابن تيمية رحمه الله في كتابه ((قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة)).
يتبع بمشيئة الله تعالى ..
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[02 - 05 - 08, 12:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا .. ولعلك تنتبه لكثرة الأخطاء الطباعية فيما تكتب.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[03 - 05 - 08, 01:21 ص]ـ
وإياكم أخي الكريم .. وسأحاول مستقبلا إن شاء الله تعالى ..
و قبل تنزيل التنبيهات العقدية الأخرى يظهر من التنبيهات السابقة في الموطن الأول و الثاني أن الشيخ مبارك الميلي- رحمه الله تعالى و غفر له -:
1 - أول صفة المحبة لله - جل وعلا - موافقا بقوله ذاك المبتدعة من أشاعرة ونحوهم.
2 - أجاز الشيخ الميلي - رحمه الله وغفرله - التوسل البدعي الممنوع وهو التوسل بجاه النبي - صلى الله عليه و سلم - وذاته، و فرق بين العالم و الجاهل فيه وهو تفريق لا وجه له في الشرع.
ويلزم ممن درسوا الكتاب التنبيه على الأخطاء العقدية فالأمر دين لا أشخاص. والله أعلم.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - 05 - 08, 05:27 م]ـ
ـ الموطن الثالث:
قال الشيخ الميلي رحمه الله في (ص361): ((زيارة التبرك: السابع: التبرك، وهذا لا ينبغي إطلاق القول فيه بانه مشروع أو مبتدع حتى يعلم مراد الزائر من التبرك؛ فإن أراد الإنتفاع في قبول الدعاء، او زيادة ثواب الطاعة ولم يرتكب في زيارته مخالفة للشرع كان غرضه مشروعا معقولا، كما بيناه في الفصل الحادي عشر، وهذا القبر الشريف لا يقصد من زيارته اكثر من ذلك، ففي ((الشفاء)) لعياض: قال مالك في رواية ابن وهب: إذا سلم على النبي صلى الله عليه و سلم ودعا يقف ووجهه إلى القبر الشريف لا على القبلة، ويدنو ويسلم، ولا يمس القبر بيده، وقال في ((المبسوط)): ((لا أرى أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم يدعو، ولكن يسلم و يمضي))، وقال ابن عاشر:
وسر لقبر المصطفى بأدب .. ونية تجب لكل مطلب
سلم عليه ثم زد للصديق .. ثم إلى عمر نلت التوفيق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/367)
واعلم بأن ذا المقام يستجاب .. فيه الدعاء فلا تمل من طلاب
وإن أراد به الانتفاع بالمزور أو المزار في قضاء الحاجات من غير أسبابها المعتادة و طرقها الظاهرة فهو من نسبة التصرف في الكون للمخلوق، وذلك شرك بواح، قال في ((زاد المعاد)): ((وكان هديه صلى الله عليه و سلم ان يقول و يفعل عند زيارته من جنس ما يقوله عند الصلاة عليه من الدعاء و الترحم و الاستغفار، فأبى المشركون إلا دعاء الميت، والإشراك به، و الغقسام على الله به، وشؤاله الحوائج، و الاستعانة به، و التوجه إليه، بعكس هديه صلى الله عليه و سلم؛ فإنه هدي توحيد و إحسان إلى الميت، وهدي هؤلاء شرك و إساءة إلى نفوسهم وإلى الميت)) (1/ 146).))، انتهى ما ذكره الشيخ الميلي.
أقول وبالله التوفيق:
في كلام الشيخ الميلي نظر من وجوه:
الوجه الأول:
فات الشيخ الميلي رحمه الله الإشارة إلى تتمة كلام ابن القيم، كما صنع في نقله لكلام الراغب السابق في مووضع المحبة حيث وضع نقاطا تدل على كلام محذوف لم ير نقله.
وغليك بقية كلام ابن القيم؛ فإن فيه زيادة بيان، قال رحمه الله: ((وهم ثلاثة أقسام: غما أن يدعوا الميت، او يدعوا به، أو عنده، ويرون الدعاء عنده أوجب و أولى من الدعاء في المساجد، ومن تامل هدي رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه تبين له الفرق بين الأمرين، وبالله الوتفيق)) انتهى.
فقول ابن القيم رحمه الله: ((أو عنده)) يشمل الصورة التي أجازها الشيخ الميلي رحمه الله وهي دعاء الزائر لنفسه عند القبر.
والحاصل أن الشيخ الميلي رحمه الله نقل من كلام ابن القيم ما ينطبق على من قصد الانتفاع بالمزور أو المزار في قضاء الحاجات فقط، ولم ينقل الصورة السابقة؛ لأنه يخالف ابن القيم فيما ذهب إليه رحمه الله، و الصواب ما ذكره ابن القيم، كما سيأتي بيانه.
الوجه الثاني:
قول الشيخ الميلي رحمه الله: ((فإن أراد الانتفاع في قبول الدعاء، أو زيادة ثواب الطاعة ولم يرتكب في زيارته مخالفة للشرع كان غرضه مشروعا معقولا، كما بيناه في الفصل الحادي عشر، وهذا القبر الشريف لا يقصد من زيارته أكثر من ذلك)) انتهى.
وذلك الكلام غير صحيح؛ لأنه لم يرد في الكتاب ولا في السنة ولا من فعل الصحابة أن قبر النبي صلى الله عليه و سلم-فضلا عن غيره-يستجاب عنده الدعاء، أو يزاد في ثواب الطاعة، قال ابن تيمية رحمه الله في كتاب ((قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة)) (ص34): ((و أما الزيارة البدعية فهي التي يقصد بها أن يطلب من الميت الحوائج، أو يطلب منه الدعاء و الشفاعة، أو يقصد الدعاء عند قبره لظن القاصد أن ذلك أجوب للدعاء؛ فالزيارة على هذه الوجوه كلها مبتدعة لم يشرعها النبي صلى الله عليه و سلم، ولا فعلها الصحابة، لا عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم، ولا عند غيره، وهي من جنس الشرك و أسباب الشرك)) انتهى.
وقال أيضا مبينا حكم الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم كما في ((مجموع الفتاوى)) (26/ 147): ((ولا يقف عند القبر للدعاء لنفسه، فإن هذا بدعة، ولم يكن أحد من الصحابة يقف عند قبر يدعوا لنفسه، ولكن كانوا يستقبلون القبلة، ويدعون في مسجده صلى الله عليه و سلم)) انتهى.
والحاصل أن من قصد قبر النبي صلى الله عليه و سلم او غيره ظانا أنه يستجاب عنده الدعاء، او يزاد في أجر طاعته فقد ابتدع في الدين ما ليس منه، وهو يحوم حول حمى الشرك، يوشك امن يقع فيه، والعياذ بالله.
الوجه الثالث:
قول الشيخ الميلي رحمه الله: ((ففي ((الشفاء)) لعياض: قال مالك في رواية ابن وهب: إذا سلم على النبي صلى الله عليه و سلم ودعا يقف ووجهه إلى القبر الشريف لا على القبلة، ويدنو ويسلم، ولا يمس القبر بيده))
والظاهر أن الشيخ الميلي رحمه الله ذكر كلام مالك هنا ليستدل به على جواز دعاء الزائر لنفسه عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم، ويدل على هذا ذكره بعد ذلك البيت أبيات ابن عاشر، كما في البيت الأول و الأخير، حيث قال:
وسر لقبر المصطفى بأدب .. ونية تجب لكل مطلب
واعلم بأن ذا المقام يستجاب .. فيه الدعاء فلا تمل من طلاب
وفي هذه البيات جواز الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم، وهو مقام يستجاب فيه الدعاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/368)
وقد أزال ابن تيمية رحمه الله اللبس الواقع في كلام مالك في ((مجموع الفتاوى)) (1/ 231) بقوله: ((قال أبو الوليد الباجي: ((وعندي أن يدعو للتبي بلفظ الصلاة، ولابي بكر و عمر بلفظ السلام؛ لما في حديث ابن عمر رضي الله عنه من الخلاف))، قال ابن تيمية: وهذا الدعاء يفسر الدعاء المذكور في رواية ابن وهب، قال مالك في رواية ابن وهب: ((إذا سلم على النبي ودعا يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة، ويدنو ويسلم، ولا يم القبر)) فهذا هو السلام عليه و الدعاء له بالصلاة عليه كما تقدم تفسيره)) انتهى.
وقد نقل عياض في ((الشفا)) (2/ 88): (عن ((المبسوط)) للقاضي اسماعيل بن اسحاق المالكي رواية أخرى عن مالك، قال: لا بأس لمن قدم من سفر أو خرج أن يقف على قبر النبي صلى الله عليه و سلم فيصلي عليه، (ويدعو لابي بكر و عمر رضي الله عنهما)) انتهى.
فظهر أن مالكا قصد بقوله السابق ((ودعا)) أي الدعاء للنبي صلى الله عليه و سلم ولصاحبيه رضي الله عنهما لا دعاء الزائر لنفسه، وليت الشيخ الميلي رحمه الله ذكر هذه الرواية هنا كما نقل الروايتين السابقتين من ((الشفا)) من الموطن نفسه، مع ما في هذه الرواية من بيان المراد بالدعاء المجمل في رواية ابن وهب.
وأما قول مالك الذي في ((المبسوط)): ((لا أرى أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم يدعو، ولكن يسلم و يمضي فقد عزا ابن عبد الهادي في ((الصارم المنكي)) (ص179) هذا النص على ((المبسوط)) بلفظ أتم عن مالك، قال: ((لا أرى أن يقف الرجل عن قبر النبي صلى الله عليه و سلم يدعو ولكن يسلم على النبي صلى الله عليه و سلم وعلى أبي بكر و عمر، ثم يمضي، وقال مالك ذلك، لان هذا هو المنقول عن ابن عمر أنه كان يقول: ((السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبت أو يا أبتاه، ثم ينصرف ولا يقف يدعو)) فرأى مالك ذلك من البدع)) انتهى.
وقد مالك بقوله: ((ولا يقف يدعو)) منع الزائر من الدعاء لنفسه عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم وهذا أقر به بعض القبوريين ممن يجيز الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم بل يجيز الاستغاثة به، وهو أبو بكر الحصني الدمشقي حيث قال في كتاب ((دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك على السيد الجليل الإمام أحمد)) (ص115) [4]: ((وأما الدعاء عند القبر فقد ذكره خلق ومنهم الإمام مالك وقد نص على أنه يقف عند القبر و يقف كما يقف الحاج عند البيت للوداع و يدعو .. وقال مالك في رواية وهب بن منبه: ((إذا سلم على النبي ودعا يقف وجهه على القبر لا إلى القبلة و يدعو و يسلم ولا يمس القبر بيده)) نعم في ((المبسوطة)): ((ولا أرى انه يقف عنده و يدعو ولكن يسلم و يمضي))، وإنما ذكرت كلام ((المبسوطة))؛ لأن من حق العالم الذي يؤخذ بكرمه أن يذكر ما له وما عليه؛ لان ذلك من الدين)) انتهى كلام الحصني.
فزعم أن رواية ابن وهب له، ورواية ((المبسوط)) عليه، والحق أن كلا الروايتين عليه.
الوجه الرابع:
قول الشيخ الميلي: ((كما بيناه في الفصل الحادي عشر))، يعني به قوله في (ص153): ((ثم التبرك حيث أثبت في روايات الإثبات، فإن المقصود منه طلب الزيادة في ثواب الطاعة، قال الباجي: في ((المنتقى)) موجها إعلامه صلى الله عليه و سلم لأمته بقصة وادي السرر: ((و غنما أعلم بذلك صلى الله عليه و سلم فيما يظهر إلي-والله أعلم-لفضل الذكر عنده [5] لمن مر بها، ورجاء إجابة الدعاء، وتنزل الرحمة عندها)).
علق عليه الشيخ الميلي بقوله: ((و التبرك على هذا الوجه عندي معقول؛ لأن ذكرى الأنبياء و الصالحين ورؤية آثارهم مما يزيد الموحدين خشوعا وتعريفا بتقصيرهم في طاعة خالقهم، فتخلص بذلك عبوديتهم لله تعالى، وحينئذ تكون الإثابة على عبادتهم أسمى، وقبول دعائهم أرجى و طمعهم في تنزل الرحمة أقوى، وروايات نفي التبرك غير معارضة لروايات إثباته بهذا المعنى؛ لأن النافين إنما يقصدون الاحتياط على عقائد العامة ان تزيغ كما سبق في توجيه مخاطبة عمر رضي الله عنه للحجر الأسود، وأنه قطع الشجرة خوف الفتنة، وأنه حذرهم أن يهلكوا بتتبع الآثار هلاك أ÷ل الكتاب ...
والذي تفيده النقول في مجموعها إثباتا و نفيا و توجيها: أن التبرك مشروع مقيد بقيود:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/369)
احدها أن يكون التبرك بفعل طاعة مشروعة [6]، كصلاة، ودعاء، ورجاء القبول، وزيادة الأجر؛ لا بحمل تراب أو بخور و غيرهما من أجزاء المكان المتبرك به، أو الأشياء الموضوعة فيه ...
ثانيها: أن لا يحمل المتبرك غيره على التبرك، ولا أن يدعوه غليه، فلا ينصب شيء للعموم يتبركون به [7].
ثالثها: أن يتفق له المرور بمكان التبرك، لا أن يقصد إليه من بعيد و يقتحم السفر من أجله.
رابها: أن يكون من المعرفة بدينه [8] بحيث لا تضله خطرات النفس، ولا نزغات الشيطان، لا أن يكون ضعيف الإيمان قليل المعرفة)).
وقال أيضا في (ص358): ((وقد تقدم في الفصل الحادي عشر حديث السرحة التي سر تحتها سبعون نبيا، وزيارة النبي صلى الله عليه و سلم لقباء راكبا و ماشيا يصلي فيه ركعتين، وذلك يدل لمشروعية زيارة الأمكنة الفاضلة من غير سفر)).
أقول و بالله التوفيق:
ذهب الشيخ الميلي فيما سبق إلى جواز البرك بقبر النبي صلى الله عليه و سلم و توسع هنا فجوز التبرك بآثار الأنبياء و الصالحين.
وفي كلامه نظر من وجوه:
الوجه الأول: الصواب عدم جواز التبرك بآثار الأنبياء و الصالحين؛ لما تقدم ذكره في مسألة التبرك بقبر النبي صلى الله عليه و سلم، و أضيف هنا ما قاله ابن تيمية رحمه الله في ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (2/ 694): ((من قصد بقعة يرجو الخير بقصدها، ولم تستحب الشريعة ذلك، فهو من المنكرات وبعضه أشد من بعض، سواء كانت البقعة شجرة أو غيرها، أو قناة جارية، أو جبلا، أو مغارة، وسواء قصدها ليصلي عندها، أو ليدعو عندها، أو ليقرأ عندها، أو ليذكر الله سبحانه عندها، أو لينسك عندها، بحيث يخص تلك البقعة بنوع من العبادة التي لم يشرع تخصيص تلك البقعة به لا عينا ولا نوعا)) انتهى.
وقال أيضا في ((مجموع الفتاوى)) (27/ 503 - 504): ((لم يشرع الله تعالى للمسلمين مكانا يقصد للصلاة إلا المسجد، ولا مكانا يقصد للعبادة إلا المشاعر، فمشاعر الحج، كعرفة و مزدلفة و منى تقصد بالذكر و الدعاء و التكبير لا الصلاة، بخلاف المساجد، فإنها هي التي تقصد للصلاة، وما ثم مكان يقصد بعينه غلا المساجد و المشاعر، وفيها الصلاة و النسك ... وما سوى ذلك من البقاع فإنه لا يستحب قصد بقعة بعينها للصلاة ولا للدعاء ولا الذكر، إذ لم يأت في شرع الله و رسوله قصدها لذلك، وإن كان مسكنا لنبي أو منزلا أو ممرا؛ فإن الذين أصله متابعة النبي صلى الله عليه و سلم وموافقته بفعل ما امرنا به و شرعه لنا و سنه لنا، ونقتدي به في أفعاله التي شرع لنا الإقتداء به فيها، بخلاف ما كان من خصائصه، فأما الفعل الذي لم يشرعه هو لنا، ولا أمرنا به، ولا فعله فعلا سن لنا أن نتأسى به فيه، فهذا ليس من العبادات و القرب، فاتخاذ هذا قربة مخالفة له، وما فعله من المباحات على غير وجه التعبد يجوز لنا أن نفعله مباحا كما فعله مباحا، ولكن هل يشرع لنا أن نجعله عبادة و قربة؟ فيه قولان كما تقدم، وأكثر السلف و العلماء على انا لا نجعله عبادة و قربة، بل نتبعه فيه، فإن فعله مباحا فعلناه مباحا، وإن فعله قربة فعلناه قربة)) انتهى.
الوجه الثاني: لم يتحر الخلفاء الراشدون ولا غيرهم من الصحابة رضي الله عنهم الصلاة أو الدعاء أو الذكر في الأماكن التي صلى فيها النبي صلى الله عليه و سلم فضلا عن الأماكن التي نزل فيها للراحة و نحوها، وهم أعلم الناس بسنة النبي صلى الله عليه و سلم وأسبقهم للخير، فدل ذلك على عدم جواز التبرك بآثاره صلى الله عليه و سلم ولا بآثار غيره من باب أولى.
الوجه الثالث: ما ورد عن عمر ري الله عنه من النهي عن ذلك، فعن المعرور بن سويد قال: ((خرجنا مع عمر ابن الخطاب، فعرض لنا في بعض الطريق مسجد، فابتدره الناس يصلون فيه، فقال عمر: ما شأنهم؟ فقالوا: هذا مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقال عمر: أيها الناس، إنما هلك من كان قبلكم بإتباعهم مثل هذا، حتى أحدثوها بيعا، فمن عرضت له فيه صلاة فليصل، ومن لم تعرض له فيه صلاة فليمض)) [9]، علق عليه ابن تيمية بقوله: ((لما كان النبي صلى الله عليه و سلم لم يقصد تخصيصه بالصلاة فيه، بل صلى فيه؛ لأنه موضع نزوله، رأى عمر أن مشاركته في صورة الفعل من غير موافقة له في قصده ليس متابعة، بل تخصيص ذلك المكان بالصلاة من بدع أهل الكتاب التي هلكوا بها، ونهى الملمين عن التشبه بهم في ذلك،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/370)
ففاعل ذلك متشبه بالنبي صلى الله عليه و سلم في الصورة، ومتشبه باليهود و النصارى في القصد، الذي هو عمل القلب، وهذا هو الأصل، فإن المتابعة في السنة ابلغ من المتابعة في صورة العمل)) [10].
وجاء عمر رضي الله عنه أيضا انه بلغه أن ناسا يأتون الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه و سلم فأمر بها فقطعت [11].
وقد كره مالك و غيره من علماء المدينة إتباع آثار النبي صلى الله عليه و سلم، قال ابن وضاح القرطبي في ((كتاب البدع)) (ص91): ((وكان مالك بن أنس و غيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد و تلك الآثار للنبي صلى الله عليه و سلم ما عدا قباء و أحدا)).
الوجه الرابع: التبرك عبادة و العبادات توقيفية، ولم يرد دليل صحيح صريح في التبرك بآثار الأنبياء عليهم السلام، ولا غيرهم، فيجب الإتباع وعدم الابتداع.
الوجه الخامس: أن التبرك بآثار الأنبياء و الصالحين ذريعة للشرك و الفتنة، فسد هذا الباب أمر مطلوب شرعا، ولهذا قطع عمر رضي الله عنه الشجرة التي كانت تحتها البيعة، ونهى عن تعمد الصلاة في المكنة التي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينزل بها في سفره [12].
والخلاصة أنه لا يجوز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه و سلم ولا غيره من النبياء و الصالحين، والله أعلم [13].
ــــــ
حاشية [4]:وفي هذا الكتاب من الجهل و الظلم ما الله به عليم.
حاشية [5]:أي الشجرة التي وردت في حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((إذا كنت بين الأخشبين من منى فإن هناك واديا يقال له السرر به (شجرة) سُرّ تحتها سبعين نبيا)) أورده الشيخ الميلي في (ص150) وذكر أن الزرقاني استدل به على التبرك بمواضع النبيين، وقد تبين محقق الكتاب الشيخ محمود-جزاه الله خيرا-ضعف هذا الحديث.
حاشية [6]:وهذا لا يكفي؛ لان الطاعة تكون مشروعة في مكان دون مكان، وزمان دون زمان، و الأصل في ذلك هو اتباع الرسول صلى الله عليه و سلم.
حاشية [7]:كيف يكون التبرك مشروعا ثم لا يدعو غيره إليه!!
حاشية [8]:من كانت له معرفة بدينه كان أشد احتياطا في تجنب وسائل الشرك، كما يبق بيانه في الوجه الرابع في مسألة التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم.
حاشية [9]:أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (7550)، و إسناده صحيح، كما قاله ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (1/ 281).
حاشية [10]: ((مجموع الفتاوى)) (1/ 281).
حاشية [11]:أخرجه ابن سعد في ((الطبقات)) (2/ 100) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (7545) وقال ابن حجر: في ((الفتح)) (7/ 448): ((إسناده صحيح)).
حاشية [12]:أنظر: ((إغاثة اللهفان)) (1/ 368).
حاشية [13]:أنظر: ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (2/ 70 - 757) فإن فيه تفصيل القول في هذه المسألة.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[08 - 05 - 08, 06:22 م]ـ
ـ الموطن الرابع:
قال الشيخ الميلي رحمه الله في (ص108): وقسم أبو البقاء الحنفي في ((كلياته)) الشرك إلى ستة أقسام؛ فقال: ((و الشرك أنواع: شرك الاستقلال: وهو إثبات شريكين مستقلين؛ كشرك المجوس، وشرك التبعيض: وهو تركيب الإله من آلهة؛ كشرك النصارى، وشرك التقريب: وهو عبادة غير الله ليقرب إلى الله زلفى؛ كشرك متقدمي الجاهلية، وشرك التقليد: وهو عبادة الله تبعا للغير؛ كشرك متأخري الجاهلية، وشرك الأسباب: وهو إسناد التأثير للأسباب العادية؛ كشرك الفلاسفة و الطبائعيين ومن تبعهم على ذلك، وشرك الأغراض؛ وهو العمل لغير الله، فحكم الأربعة الأول الكفر بإجماع، وحكم الخامس التفصيل، فمن قال في الأسباب العادية: إنها تؤثر بطبعها؛ فقد حكي الإجماع على كفره، ومن قال: إنها تؤثر بقوة أودعها الله فيها، فهو فاسق)) انتهى كلام أبي البقاء.
علّق عليه الشيخ الميلي بقوله: ((وهذه الأقسام متفاوتة قوة وضعفا، ولكنها متحدة في الحكم عليها بالكفر، إذا استثنينا أحد وجهي النوع الخامس، أما السادس، فقد أخرجه أيضا أبو البقاء، وحقه التفصيل كالذي قبله، فإن العمل لغير الله: نفاق أو رياء، و الأول كفر اتفاقا، والثاني معصية من غير كفر إجماعا، ولكن ما خرج من هذه الوجوه عن حكم الكفر فإنه ذريعة إليه، ولهذا تناوله لفظ الشرك كبقية الأقسام)) انتهى.
أقول و بالله التوفيق:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/371)
انتقد الشيخ محمود-جزاه الله خيرا-أبا البقاء الحنفي الأشعري في نفيه تأثير الأسباب في مسبباتها فقال: ((أبو البقاء أشعري متكلم، وكون الأسباب تؤثر بقوة أودعها الله فيها هو مذهب السلف؛ فلا يغتر بأشعرية أبي البقاء ... ))، ثم نقل كلام ابن تيمية رحمه الله، وفيه الرد على الأشاعرة الذين أنكروا أن يكون للأسباب إي تأثير على المسببات.
ولكن فات الشيخ محمودا التنبيه [14] موافقة الشيخ الميلي لأبي البقاء في المسألة المذكورة، حيث نقل كلامه مقرا له؛ إلا في النوع السادس من الشرك فإنه رأى التفصيل، فقال: ((أما السادس فقد أخرجه أيضا أبو البقاء وحقه التفصيل ... )).
فالشيخ الميلي فصّل فيما رأى أنه يحاج إلى تفصيل-نظره-وأقرَّ باقي كلام أبي البقاء ولم ينتقده في شيء منه، بل ارتضاه كما هو واضح من سياق الكلام، وعادته في هذا الكتاب نقد ما لا يراه صوابا [15].
وهناك موطن آخر في (ص232) أقرَّ الشيخ الميلي القرطبي على مسألة الأسباب، حينما ذكر ما يفعله السَّاحر من طيران في الهواء و المشي على الماء و غير ذلك، ثم قال القرطبي: ((ومع ذلك فلا يكون السحر موجبا لذلك، ولا علَّة لوقوعه، ولا سببا مولدا [16]، ولا يكون الساحر مستقلا به، و إنما يخلق الله تعالى هذه الأشياء و يحدثها عند وجود السحر، كما يخلق الشبع عند الأكل، والري عند شرب الماء)).
فالقرطبي ينفي أن يكون السِّحر و الأكل و الشرب أسبابا لها تأثيرها في مسبّباتها، وإنما يخلق الله و يحدث تلك المسببات عند وجود أسبابها، لا بها، فلا ارتباط عنده بين السَّبب و المسبَّب، وإنما علاقتها علاقة اقتران [17] فقط.
وهذا قول الجهميَّة ومن تبعهم كالأشاعرة، والصواب ما عليه أ÷ل السنة أن الله - سبحانه وتعالى- جعل في الأسباب قوة تؤثر في مسبباتها بإذنه سبحانه و تعالى، فالسحر جعل الله فيه قوة تؤثر بإذنه تعالى، وجعل في الأكل قوة التغذية، وفي الماء قوة الرَّيِّ، ونحو ذلك.
قال ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (8/ 48 - 486): ((ومذهب الفقهاء أن السبب له تأثير في مسبّبه، ليس علامة محضة، وإنما يقول إنه علامة محضة طائفة من أهل الكلام الذين بنوا على قول جهم ... ومملوء-أي القرآن-بأنه يخلق الأشياء بالأسباب، لاكما يقوله أتباع جهم: أنه يفعل عندها لا بها، كقوله تعالى: (أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها)، وقوله: (ونزلنا من السماء ماء مبارك فأنبتنا به جنات وحب الحصيد. و النخل باسقات لها طلع نضيد. رزقا للعباد. وأحيينا به بلدة ميتا)، وقله: (وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات) ... )) انتهى.
وقال ابن القيم رحمه الله في ((مدارج السالكين)) (3/ 496): ((وعندهم-يعني الجهمية-أن الله لم يخلق شيئا سببا، ولا جعل في الأسباب قوى و طبائع تؤثر، فليس في النار قوة الإحراق، ولا في السم قوة الإهلاك، ولا في الماء و الخبز قوة الرَّيِّ و التغذي به، ولا في العين قوة الإبصار، ولا في الأذن و الأنف قوة السمع و الشم، بل الله سبحانه يحدث هذه الآثار عند ملاقاة هذه الأجسام، لا بها، فليس الشِّبع بالأكل، ولا الري بالشرب، ولا العلم بالاستدلال، ولا الانكسار بالكسر، ولا الإزهاق بالذبح ... ))
هذا ما يسر لي التنبيه عليه الآن، وهناك مسائل أخرى تحتاج على بيان، عسى الله أن ييسر ذلك في وقت لاحق-إن شاء الله تعالى-والله أسأل أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه، والله أعلم، وصلى الله و لم على نبينا محمَّد.
ـــــــــ
الحاشية [14]:كما نبَّه-جزاه الله خيرا-في (ص52) على خطأ الشيخ الميلي حينما نقل طعن السُّبكي في ابن تيمية رحمه الله مقرًّا له.
الحاشية [15]:أنظر مثلا نقده لكلام ابن حجر الهيتمي في (200)، والرَّازي في (ص202 - 204)، والن خلدون في (ص304) وغيرهم.
الحاشية [16]:المقصود بالتولّد: وجود مسبب تولد من سبب مباشر من العبد، كتولد الشبع عن الأكل، والري عن الشرب، ونحوها، فجعل الأشاعرة هذه الأمور من فعل الله سبحانه لا كسب فيها للمكلف ولا قدرة له عليها.
الحاشية [17]:أي يقع المسبب مقرنا بالسبب.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[13 - 05 - 08, 05:48 م]ـ
أحسن الله إليك أخي " مصطفى بلحاج" على نصحك و تنبيهك وكثر الله من أمثالك.(48/372)
هل يصح هذا النقل عن الحافظ العراقي؟
ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[01 - 05 - 08, 09:22 م]ـ
السلام عليكم
قرأت أن ملا علي القاري والكوثري نقلا أن العراقي نقل عن الأئمة الأربعة أن من نسب الله إلى الجهة كفر!
مرقاة المفاتيح (3/ 300): ((بل قال جمع منهم - أي من السلف - ومن الخلف إن معتقد الجهة كافر كما صرح به العراقي، وقال: إنه قول لأبي حنيفة ومالك والشافعي والأشعري والباقلاني)) ..
كما جاء في طرح التثريب:
((وقوله - اي النبي - (فهو عنده فوق العرش)، لا بد من تأويل ظاهر لفظة (عنده)، لان معناها حضرة الشىء والله تعالى منزه عن الاستقرار والتحيز والجهة، فالعندية ليست من حضرة المكان بل من حضرة الشرف، أي وضع ذلك الكتاب في محل معظّم عنده))
فما رأي مشايخنا الفضلاء؟ هل فعلاً نقل العراقي ذلك؟ وما صحة نقله؟
وإذا أمكن، ما عقيدة الحافظ العراقي وأبو زرعة العراقي؟ وهل هو نفسه أبو زرعة الرازي؟ وفي أي عصر عاشا؟ فقد التبس علي الموضوع، أفيدوني بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[03 - 05 - 08, 03:13 م]ـ
هذا كلام العراقي من كتابه:
كتاب القضاء والدعاوى باب تسجيل الحاكم على نفسه عن همام عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي فيه
فوائد
الثالثة قوله في كتابه يحتمل أن يراد به اللوح المحفوظ ويحتمل أن يراد به غيره وقوله فهو عنده فوق العرش لا بد من تأويل ظاهر لفظه عنده لأن معناها حضرة الشيء والله
تعالى منزه عن الاستقرار والتحيز والجهة فالعندية ليست من حضرة المكان بل من حضرة الشرف أي وضع ذلك الكتاب في محل معظم عنده
طرح التثريب في شرح التقريب ج8/ص75 - 76
وهذا بعينه كلام الجهمية في نفي علو ربنا تبارك وتعالى
اما عقيدته فكما رأيت والغالب على أهل تلك العصور ذلك (وليس بعذر) الا من أنجاه الله من فرث التأويل ودرن التجهم.
وقد ولي ابوزرعة العراقي مشيخة التصوف بالمدرسة الجمالية الناصرية.
وهل هو نفسه أبو زرعة الرازي؟ وفي أي عصر عاشا؟
معاذ الله
فإن أبازرعة الرازي الامام السلفي الحافظ الناقد كان من أئمة أهل السنة بل كان من أجلاد أهل السنة المنافحين عنها الرادين على أهل البدع وكلامه في هذا كثير. وقد توفي رحمه الله 264هـ
واما ابو زرعة العراقي فمات سنة 826هـ فبينهما مفاوز في الزمن والاعتقاد والله المستعان.
ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 01:13 ص]ـ
هذا كلام العراقي من كتابه:
وهذا بعينه كلام الجهمية في نفي علو ربنا تبارك وتعالى
اما عقيدته فكما رأيت والغالب على أهل تلك العصور ذلك (وليس بعذر) الا من أنجاه الله من فرث التأويل ودرن التجهم.
وقد ولي ابوزرعة العراقي مشيخة التصوف بالمدرسة الجمالية الناصرية.
معاذ الله
فإن أبازرعة الرازي الامام السلفي الحافظ الناقد كان من أئمة أهل السنة بل كان من أجلاد أهل السنة المنافحين عنها الرادين على أهل البدع وكلامه في هذا كثير. وقد توفي رحمه الله 264هـ
واما ابو زرعة العراقي فمات سنة 826هـ فبينهما مفاوز في الزمن والاعتقاد والله المستعان.
جزاك الله خيراً على التوضيح ...
لكن ما زال السؤال قائماً، وهو أين وردت هذه العبارة في أقوال العراقي:
إنه قول لأبي حنيفة ومالك والشافعي والأشعري والباقلاني
أقصد هل نقل العراقي هذا عن الأئمة مالك وأبي حنيفة أم هو افتراء على العراقي أيضاً؟؟؟(48/373)
الاستغاثة بالمخلوقين
ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[01 - 05 - 08, 11:46 م]ـ
اعلم علمني الله وإياك , أن الاستغاثة هي طلب الغوث , أي الانقاذ من الشدة والهلاك , وهذا إنما يكون وقت الاضطرار , فهي وإن كانت من جنس الدعاء , دعاء المسألة , إلا أنها أخص من حيث إبداء العجز وإظهار الحاجة والافتقار إلى الباري عز وجل , وهذا هو لبّ العبادة ومخها ,فإنها كمال الحب مع كمال الذل , قال الله تعالى: {وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه} , وقال تعالى: {أمّن يجيبُ المضطر إذا دعاه ويكشف السُّوء} , والدعاء بقسميه عبادة بنص الكتاب العزيز والسنة المطهرة , ولا تكون العبادة إلا لله , قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني استجب لكم إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} , وقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" الدعاء هو العبادة " , ثم قرأ: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} , رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة , فمن دعا غير الله فقد عبده , كما أن من استغاث بغيره فقد عبده من باب أولى , فإنه إذا كان الدعاء وهو أعم , عبادة , فكيف بهذا النوع منه وهو أخص؟ , أما إن قال قائل إني لا أعتبره عبادة , فالجواب أنه لا عبرة بقولك , إذ الحجة في تسمية الشرع لا في تسمية غيره , وليس هذا مما يلجأ فيه العرف , وفي كتاب الله تعالى دليل على أن ما يعتبره الناس لا ينفعهم في المعاذير إذا خالف الشرع , فقد فسر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اتخاذ اليهود والنصارى أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله كما في سورة التوبة , قال تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} , فسره بما في حديث عدي بن حاتم - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - -وهو اتباعهم في التحليل والتحريم , والمتخذون لم يكونوا يعتبرونهم كذلك , وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل.
وقد ذهب بعضهم إلى أن الاستغاثة بالمخلوقات من جنس التوسل , وحيث كان التوسل بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جائزاً عنده , فالاستغاثة مثله , وهذا لا يصح , فإن جواز التوسل بذات النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غير مسلم , وأقل مايقال فيه إنه مختلف فيه , وظواهر نصوص القرآن والسنة بضميمة تفسير السلف وعملهم تأباه , ثم رعاية مبدأ سدّ الذرائع , قال الله تعالى:" {وابتغوا إليه الوسيلة} , وقال تعالى:" {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة} , فإن الوسيلة هي مايتوصل به إلى تحصيل المقصود , والمراد الذي يتوصل إليه هنا هو مرضاة الله , بفعل الطاعات , من الواجات والمندوبات , والأصل فيها جملة وتفصيلاً المنع.
والجار والمجرور في الآيتين متعلق بالفعل قبله فيفيد الحصر , وليس متعلقاً بالوسيلة بعده , أي تقربوا إليه وحده , ففي ذلك إحالة على القربات المعروفة في الدين , وكما أمر بالتقرب إليه وحده ,أخبر أن هذا شأن عباده الصالحين الصالحين الذين يدعوهم المشركون , ومع هذا قال بعضهم بالتوسل بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثم لم يقفوا عند هذا وحده , بعد أن وجدوا في حديث الأعمى الذي رواه الترمذي , وهو حسن , ما يقوي شبهتهم , بل ألحقوا به التوسل بالأولياء وغيرهم , وهذا كقياسهم على التبرك بفضل وضوء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وشعره وغير ذلك التبرك بغيره , وهو خلاف الصواب لعدم فعل السلف.
ثم إنهم لم يقتصروا على هذا التوسل الذي زعموه جائزاً , بل طردوه وجعلوا الاستغاثة وغيرها من جنسه , وما هي منه بسبيل , ثم أطلقوا على بعض الناس اسم الغوث والمغيث , ووصلوا إلى درجة اعتبار بعض الناس يتصرفون في الكون , ولو لم يكونوا يعتقدون فيهم ذلك ما سألوهم أموراً لا قدرة لهم عليها وهم أحياء , فكيف وهم أموات؟ , وهذه الأسماء كالغوث والمغيث ليست معانيها إلا لله , فإنه هو غياث المستغيثين.
وليعلم أن التوسل والاستغاثة متغايران لا مترادفان خلاف الأصل , حتى إن بعض علماء العربية أنكره رأساً , واللغة في هذا المقام هي الفيصل ,إن لم يكن ثمة حقيقة شرعية للكلمتين ,ولأن الاستغاثة كما تقدم من جملة الدعاء , بل هي أخص فلا يجوز صرفها للمخلوق حسب التفصيل المذكور , وقد جاء النهي عن ذلك في الحديث:" وإنما يستغاث بالله " , وهذه صيغة حصر.
ولم يعرف عن الأولين التوسل بذات النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , بل بطباعتهم له , وبدعائه لهم , ولذلك توسلوا بدعاء عمه العباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بعد وفاته , وأخيراً فإن المنع من الاستغاثة ليس من باب سدّ الذرائع , كما اعتبره بعضهم ,ثم ذهب يرد ذلك بقوله إن من منعها بهذه الحجة كم منع من غرس شجرة العنب بحجة أنه يصنع منها الخمر , والصواب أنها ممنوعة لذاتها لأنها ما تقدم عبادة والأصل فيها المنع , بخلاف التوسل , فإنه لحماية حمى التوحيد كما في نهيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن قرن اسمه باسم الله في ذكر المشيئة.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/374)
ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[02 - 05 - 08, 01:40 ص]ـ
ومع الأسف فإن كثيراً من الناس يعتقدون أن للأولياء تصرفاً في الكون وأنهم حماة للمنطقة التي هم فيها , فإذا دخل الشخص تلك المنطقة ناداهم بقوله: يارجال البلاد , يستغيث بهم ويستجير بحماهم , وكثير من الناس ينادونهم عند القيام استعانة بهم , وهم يحلفون بهم , وبعضهم يخاف من عواقب الحلف بهم أكثر مما يخاف إذا حلف بالله كاذباً , ولذلك يقيمون لهم ما يسمى بالوعدة كل عام , وقد يكررونها في العام الواحد , ويسمونها باسم الميّت , فيقال وعدة سيدي فلان (بكسر السين) , وكثيراً ما يشدون الرحال إلى قبره ليقيموها عنده , وربما لعبوا بالخيل عمد القبر التي جعل الشارع زيارتها لتذكر الآخرة , فحولوها هم للعب والمرح والفرح , ويقع التنافس الشديد بين القبائل في ذلك , كل تسعى في تكريم جدّها , واسترضائه , ومع ذلك يجدون ممن يحسبونهم علماء من يزين لهم صنيعهم , ويقول إنه إطعام للطعام , ولقاء بين الناس فيه خير كثير , وربما قال لهم إن الوعدة من الوعد , وكان الأجدر به أن يقول إنها من الوعيد.
واقرأ قول صاحب الثغر الجماني الذي يقول عن محمد بن عمر بن عثمان المغراوي الهواري (ومغراوة إحدى قبائل مجموعة زناتة البربرية التي كان معظمها بالمغرب الأوسط , وهوارة إحدى تلك الطوائف كانوا ينتشرون إبان الفتح الاسلامي بمناطق إفريقيا (تونس الآن)).
وهو بصدد ذكر استرداد المسلمين لمدينة وهران:
إذ تم وقت غضب الهواري || سقى ضريحه السحاب الساري
ومراده من ذلك الاشارة إلى حكاية ذكرها وأقرها , وهي أن بعض الناس قتلوا ابن الهواري فغضب , فباع وهران للنصارى (!!) , واستثنى أنها لا ترجع إلا بعد ثلاثمائة عام , فلما انتهى وقت غضبه عادت وهران داراً للإسلام.
وأعجب من ذلك أن يجهد صاحب الثغر الجماني نفسه في بيان صدق هذه الأسطورة , باستغراقها ثلاثة قرون , فيستعمل التقريب بجبر كسر الأعداد في تصويب هذه المزاعم!! , قال ,,, وكذلك كان الأمر ةالحمد لله (!!) , فإنها أخذت من المسلمين سنة أربع وعشرة وتسعمائة - كما تقدم - وهاهي قد رجعت لهم سنة ست ومائتين وألف , ومجموع ما بقيت بأيديهم ثلاث مائة سنة غير سبعة , وما قرب من الشيئ يعطى حكمه ,,, " (الثغر الجماني ص 488).
فلا حول ولا قوة إلا بالله , وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وقال الدكتور أبو القاسم سعد الله: إن دعاء أحمد بن يوسف على الزيانيين عندما آذوه , يذكر بدعاء الهواري على وهران , وقد حكى قصة دعائه فقال: ومن الحكايات التي تروى أن الشيخ محمد الهواري قد نقم على أهلها فرفع حمايته عنها , ودعا عليها بالسقوط في أيدي الكفار فكان الحال كذلك , وقد ذكر رفع بعض الأولياء ماسماه بحمايتهم لمناطق فكان مآلها السقوط في أيدي الغزاة و فلا حول ولا قوة إلا بالله.
على أننا لو شككنا في صحة هذه الحكايات , وقلنا بأن الأتباع الجهلة قد اختلقوها , فماذا نقول في ناقليها ورواتها؟.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[أبو الفضل المغربي]ــــــــ[05 - 06 - 08, 11:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا(48/375)
طلب الدعاء من الآخرين
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 08, 01:51 ص]ـ
باتت هذه الكلمة كالسلام بين الأخوة كل أخ يقابل أخ يقول له ادع لي يا أخي لا تنسانا من الدعاء يا أخي ادع لي بظاهر الغيب يا أخي وكأنها أصبحت سنة مهجورة قد هجرها الناس ثم افاقوا واتفقوا على إحيائها وقد بايع الصحابة رضوان الله عليهم النبي على عدم سؤال الناس شيئا حتى أن أحدهم يسقط منه السوط وهو على راحلته فلا يطلب من أحد أن يأتي له به وهذه المسألة فيها ما فيها من التجاوزات وكذا فها ما فيها من الخلاف في طلب الدعاء من الغير الذي يظن به الصلاح وهذا الموضوع ما أردت مشاركة الأخوة مشكورين فيه ((طلب الدعاء من الغير الذي يظن صلاحه))
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 02:30 م]ـ
وأين الإشكال في ذلك.
فإذا ظننت منك الصلاح وطلبت منك أن تدعو الله لي لظني بصلاحك.
لم تبين لنا الإشكاليات في ذلك.
ثم هل يمكن أن تجلب لنا دليلا على أن الصحابة ((كلهم أو معظمهم)) بايع على عدم سؤال الناس أي شيئ؟.
أظن أن هذا كان لأحد الصحابة وإن لم يخب ظني فهو أبو ذر رضي الله عنه وأرضاه.
فهل من الممكن أن تذكر لنا حججك في عدم طلب الدعاء من شخص نظن صلاحه؟.
جزاك الله كل خير وبارك فيك
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 11:08 م]ـ
وجزاك
وفيك بارك
أولا فيه تزكية للمطلوب الدعاء منه بما يشبه المدح
ثانيا هذا فيه سؤال الناس شيئا وهو مذموم
ثالثا الدعاء هو العبادة كما جاء في الخبر فمثله مثل الصلاة والزكاة وغيرها فهل تقول لأحد صل لي فكذلك لا تقول لأحد ادع الله لي
قال مسلم ((حدثني عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي وسلمة بن شبيب (قال سلمة حدثنا وقال الدارمي أخبرنا مروان وهو ابن محمد الدمشقي) حدثنا سعيد (وهو ابن عبدالعزيز) عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي مسلم الخولاني قال حدثني الحبيب الأمين أما هو فحبيب إلي وأما هو عندي فأمين عوف بن مالك الأشجعي قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال
: ألا تبايعون رسول الله؟ وكنا حديث عهد ببيعة فقلنا قد بايعناك يا رسول الله ثم قال ألا تبايعون رسول الله؟ فقلنا قد بايعناك يا رسول الله ثم قال ألا تبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال فبسطنا أيدينا وقلنا قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك؟ قال على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس وتطيعوا (وأسر كلمة خفية) ولا تسألوا الناس شيئا فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا يناوله إياه))
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 11:56 م]ـ
عن عمر بن الخطاب قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم).
رواه مسلم
وقال ابن ماجة
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر عن عمر أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن له وقال له يا أخي أشركنا في شيء من دعائك ولا تنسنا *
(ضعيف) _ ضعيف أبي داود 264
المشكاة 2248.
الكتاب ضعيف سنن ابن ماجة
ـ[الطويلبة]ــــــــ[07 - 05 - 08, 04:00 ص]ـ
لعل هذا الرابط يفيد وفقكم الله
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35943
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 04:13 ص]ـ
الجواب على ما استدللت به أولا أن عمر أفضل من أويس بالإجماع وإنما كان هذا اأمر من النبي لعمر لبيان فضل أويس القرني رحمه الله وبيان بره بأمه فقط ولم يكن المقصود أن يطلب منه الدعاء وثانيا الحديث الذي استدللت به ضعيف وأنت ذكرت ذلك فلما استدللت به
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 04:15 ص]ـ
الأخت الطويلبة جزاك الله خيرا والشيخ ابن العثيمين رحمه الله ممن يرى جواز ذلك وهو قول من الأقول الواردة عن أهل العلم في هذه المسألة وإذا أردت المزيد فراجعي كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الماتع التوسل والوسيلة فقد رد على جميع الأدلة التي استدل بهل المجيزون مع أن هذا مخالف لقوله في مجموع الفتاوى
ـ[ابو ريمه]ــــــــ[07 - 05 - 08, 12:30 م]ـ
منشترة جداً
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 03:28 م]ـ
اخي الكريم تقول لم يكن المقصود أن يطلب منه الدعاء
وهذا لفظ الحديث ((فمروه فليستغفر لكم))
هل لابد ان نبحث عن تاويل للحديث اذا خالف مذهبنا
تقول ان شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الماتع التوسل والوسيلة
قد رد على جميع الأدلة التي استدل بهل المجيزون
اسالك هل قال بعدم الجواز؟؟؟
وانظر الى كلام ابن عثيمين رحمه الله بان طلب الدعاء من الرجل الذي ترجى إجابته إما لصلاحه وإما لكونه يذهب إلى أماكن ترجى فيها إجابة الدعاء كالسفر والحج والعمرة وما أشبه ذلك، هو في الأصل لا بأس به
تقول الدعاء هو العبادة كما جاء في الخبر فمثله مثل الصلاة والزكاة وغيرها فهل تقول لأحد صل لي فكذلك لا تقول لأحد ادع الله لي
اقول هذا من اغرب الاستدلال هل الداعي سيدعو الله لك فهذا عبادة لله
فنحن ندعو لانفسنا ولاخواننا المسلمين
الراقي لما يرقي مريضا الايدعو الله له وهذا ثابت في نصوص كثير ة من فعله صلى الله عليه وسلم ومن فعل اصحابه رضي الله عنهم
الدعاء عبادة لو صرفه لمن طلب منه الدعاء فيقع حينئذ في الشرك؟؟؟
المفروض التجرد لقبول الحق
الله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/376)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 04:01 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الماتع التوسل والوسيلة
ومن قال لغيره من الناس ادع لى أو لنا وقصده أن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء وينتفع هو أيضا بأمره ويفعل ذلك المأمور به كما يأمره بسائر فعل الخير فهو مقتد بالنبى مؤتم به ليس هذا من السؤال المرجوح
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 04:24 م]ـ
نعم أخي أبي محمد هذه الحالة الوحيدة التي أجازها ابن تيمية رحمه الله
وأما قولك عن الرقية أو الدعاء للآخرين فهذا لا بأس به لأنهلم يطلب منك أن تدعو له بل أنت تدعو دون أن يطلب منك
ثم أن هذه المسألة الأولى صرف الناس عنها لألأنها انتشرت وبكثرة والذي يفعلهل حتى يفعلها من الذي يظن صلاحه وغيره
وأما حديث أويس فالعلماء تأولوه على أن النبي أراد بيان فضل أويس القرني ثم إن عمر أفضل منه بإجماع وهذا الذي دفعهم لتأويله
ـ[ابو كريم]ــــــــ[07 - 05 - 08, 05:10 م]ـ
اخى الحبيب
لاتحجر واسعا
وحتى لو ثبت مرة كحديث اويس فهذا يدل على الجواز
وايضا حديث الاعرابى الذى دخل المسجد وشكى للنبى الجدب وهو يخطب طالبا الدعاء
وحديث الاعمى وفى بعض رواياته يامحمد اشفع لى عند ربك فدعا له ثم دعا الرجل متوسلا بدعاء النبى له
وفى البخارى عن عمر
اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا يقصد العباس
ومعنى نتوسل اليك بعم نبينا اى بدعاء عم نبينا كما بينه الالبانى وابو بكر الجزائرى وغيرهم
وكان معاوية رضى الله عنه يقدم تابعيا اظنه عبدا (لا اذكر اسمه) فى دعاء الاستسقاء راجيا قبول دعائه
والاثار عن السلف وقد تواتر هذا الصنيع ومازلنا نرى وجوه اهل العلم يفعل ذلك
ومن الآثار الطيبة المترتبة على هذا الالفة بين الاخوة وتواضع الكبار حين يسألون من دونهم الدعاء
الأمر فيه سعة فلما نحجر واسعا
نحمد لك غيرتك على السنة اخى الحبيب وفقك الله لكل خير
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 05:44 م]ـ
أخي الكريم ابا كريم أنا لا أحجر واسعا إن شاء الله
ثم الدعاء للمسلمين عامة ولما فيه مصلحة له هذا خارج عن الموضوع وهو أيضا مما استثناه أهل العلم من هذه الصورة كالستسقاء ونحوه من المصائب التي تنزل بالمسلمي k
أما حديث الأعمى فأين باقي عميان الصحابة مثل ابن أم مكتوم وغيره لما لم يذهبوا للنبي ويطلبوا منه ذلك
أرجو أن يكون الرد شافي وجزاك الله خيرا على إضافتك
ـ[حفيدة خديجة]ــــــــ[07 - 05 - 08, 06:43 م]ـ
للشيخ خالد السبت حفظه الله تعالى كلام جميل في هذا الموضوع في تعليقاته على كتاب فتح المجيد
وهذا كلامه نفعنا الله بعلمه وزاده الله من فظله
وجاء في سياق التعليق على حديث عكاشة عندما طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله له
أن يكون من السبعين
هنا طرح الشيخ حفظه الله هذه المسألة
طلب الدعاء من الفاظل"دعوة غير رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو له"
الطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له ليس فيه إشكال إطلاقا ولكن الإشكال الطلب من غير النبي صلى الله عليه وسلم هل يستدل له بهذا الدليل "طلب عكاشة رضي الله عنه"؟
قد لا يستدل له بهذا الدليل
أولا لأنالله عز وجل تعبدك بالدعاء وأحبه منك وهو من أحب العبادات وفيه إظهار الإفتقار لله عز وجل والإنكسار بين يديه
وطلبك من المخلوق هو تفويض له بهذاالأمرفصار هو الذي يتعبد بهذا الجانب وصار هو الذي ينطرح بين يدي الله عز وجل ويظهر ويظهر فقره إليه
ثالثا الطلب من المخلوق أن يدعو لك صار فيه نوع من التزكية لهذا الإنسان
رابعا لا يخلو من إفتقار إلى المخلوقين وقلنا إن الكمال في العبودية ألا يكون في القلب أدنى إفتقار وإلتفات إلى المخلوق في شيء من الأشياء فيدعو الإنسان بنفسه ولا يطلب من الآخرين
لكن لو طلب منهم هل هذه من الأمور المحرمة؟
الجواب
لا
لكن ايهما أكمل
أن لا تطلب من أحد أن يدعو لك
شيخ الإسلام فصل في ذالك
إن طلب منه الدعاء على سبيل نفعه تطلب لأجل الملك يقول له "ولك بمثله"
تطلب منه الدعاء لتنفعه بذلك
من يفعل هذا؟
وإنما يطلب منه رجاء يستجاب له
هذا كلام الشيخ حفظه الله وفيه ايضا توجيه لطلب عمر رضي الله عنه لم أقيدها عندي
ومن أراد أن يقف على كلام الشيخ حفظه الله يرجع للشريط
وأعتذر ربما سقطت كلمة من كلام الشيخ
ـ[احمد مصراوي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 07:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في حديث عكاشة عندما طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله له
في الحديث ولا يسترقون والاسترقاء طلب الرقية من الغير
والرقية دعاء>>>>>
الاولى عدم طلب الدعاء من الغير الا ما استثناه العلماء
والله اعلم
ـ[البتيري]ــــــــ[07 - 05 - 08, 08:11 م]ـ
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "ما من رجل يدعو له أخوه بظهر الغيب دعوة إلا وكل الله بها ملكا كلما دعا لأخيه دعوة قال الملك: ولك مثل ذلك "
الراوي: - - خلاصة الدرجة: ثابت - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 27/ 69
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/377)
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[08 - 05 - 08, 01:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختنا حفيدة خديجة على ما أفدتي وأجدتي
ـ[أبوسهل العتيبي]ــــــــ[09 - 05 - 08, 01:19 ص]ـ
السلام عليكم
ماذكره الأخ أبومسلم هوالأقرب والله أعلم وهو المنسجم مع الأدلة وذلك للنقاط الاتية:
أن الله سبحانه وتعالى أمر العباد في أكثر من موضع أن يسألوه ويدعوه فقال تعالى {وقال ربكم ادعوني استجب لكم} وقال {ادعوا ربكم ضرعاً وخيفة} , فالدعاء عبادة بل هو العبادة كماجاء في السنة وهي مليئة بالأمر بالدعاء فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا سألت فاسأل الله. من حديث ابن عباس1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أخرجه الترمذي وغيره وصححه وصححه الاباني , وقال صلى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إنكم لاتدعون أصما ولاغائباًً إن الذي تدعون أقرب إلى احدكم من عنق راحلته. رواه البخاري ومسلم. ففي هذه الادلة الأمر بدعاء الله مباشرة وأن هذا امر يحبه لأن فيه تذللا وخضوعاً كما جاء في الاية السابقة, وفيها قرب الله من العبد وسرعة استجابته له , ثم نحن بعد ذلك إلى أشخاص ونقول يافلان أدع لي , وهذا في حد علمي لم يرد لا في الكتاب أو السنة أعني طلب الدعاء من الاخرين إلاماورد فيه دليل خاص وهذه هي النقطة الثانية
أن الادلة التي وردت في طلب الدعاء من الاخرين أدلة مخصوصة في أشحاص معينين , فالانبياء وعلى رأسهم نبينا صلى الله عليهم وسلم علم يقيناً صدقهم وولايتهم وإجابة دعاءهم فصح أن يُطلب منهم الدعاء, وأيضا ماجاءت به الأدلة في أستجابة دعاء بعض الأشخاص والتصريح بطلب الدعاء منه كأويس القرني وقصته عند مسلم, فهؤلاء بينت الشريعة صلاحهم واستجابة الله لهم ورخص في سؤالهم الدعاء. وعلى هذا تحمل جميع الادلة التي سأل فيها الصحابة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأقوام الأنبياء السابقين الدعاء لهم. أما غيرهم فلا يقال انهم مجابوا الدعوة فكم من رجل ظُن به صلاح وطلب منه الدعاء وهو منافق , نعم نعامل الناس حسب ظاهرهم لكن لانجزم بصلاحهم فعليه لايمكن ان تترك ماهو الأفضل وهو الدعاء بنفسك إلى ماهوظني وهو الدعاء ممن ظهر صلاحهم , بل إنه في وقتنا ماإن يعفي الرجل لحيته ويقصر ثوبه حتى يصفه البعض بالصلاح والولاية.
الأحاديث التي وردت في إستجابة الدعاء وهي كثيرة مثل دعاء المسافر والمظلوم واخر ساعة من الجمعة وغيرها لادلالة فيها على طلب الدعاء من الغير وانما تدل على احوال وأوقات الأجابة وتندب العبد على دعاء ربه فيها
حديث الدعاءللمؤمن بظهر الغيب وتأمين الملك ودعائه بالمثل دليل على ندب العبدالدعاء لأخوانه بظهر الغيب ولادلالة فيها على طلب الدعاء من الغير إلا مااستثناه شيخ الاسلام فقال:ومن قال لغيره من الناس ادع لي وقصده أن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء وينتفع هو أيضا بأمره ويفعل ذلك المأموربه كما يأمره بسائر فعل الخير فهو مقتد بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مؤتم به وليس ذلك من السؤال المرجوح أ. هـ التوسل والوسيلة ص77 فهذا فيه نفع للعبد وخصوصا من لوحظ عليه تقصير أو افراط. فليس فيه طلب الدعاء من اشخاص لذواتهم وانما هو من باب امره كما قال الشيخ بسائر أفعال الخير والقصد نفع ذلك الشخص بدعائه هو لأن الملك يدعوله إن دعا لأخوانه.
أخيرا طلب الدعاء من الغير فيه ترك الأفضل وهو دعاء الله ’ وفيه فتنة للمطلوب فإن من يُسأل دائما قد يغتر بصلاحه ويأمن من مكر الله ,وقد يكون فيه ميل القلب لغير الله فكم هم الغالين في الاشخاص.
ومن أراد التفصيل في هذا فعليه بكتاب شيخ الاسلام التوسل والوسيلة
ـ[ابو عبد المهيمن]ــــــــ[09 - 05 - 08, 10:24 ص]ـ
السلام عليكم
المسالة ينبغي ان تبحث من جهة هل ما نراه من كثرة طلب الدعاء هو من هدي السلف ام لا
اي هل كان في عهد الصحابة ياتون مثلا الى ابي بكر اوعمر ويطلبون منهم الدعاء واظن ان هذا لم يكن معروفا بينهم والا لو فعل لنقل اي هو مخالف لهدي السلف
واما قول ابن تيمية فهو محمول على الكراهة لا على التحريم للاثار المذكورة
والذي ينبغي ان ينتبه له ان الدعاء عبادة فلماذا يحرم الانسان منها نفسه ويلجاء الى غيره
وسؤال الغير في العموم اما مكروه او محرم لعموم الادلة المانعة للمسالة
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[09 - 05 - 08, 03:33 م]ـ
أرى أن طلب الدعاء بحد ذاته لا إشكال فيه للأحاديث الواردة في ذلك مثل حديث أويس ((وإن تأوله العلماء بأنه لبيان منزلة أويس فإن فيه أيضا جواز طلب الدعاء من الأعلى لمن هو أدنى منه والله أعلم)) وحديث توسل المسلمين بدعاء العباس وحديث توسل الرجل بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإن كان هناك إشكالية في هذا فهي عند المواظبة على هذا الطلب كأن أقول لأخي كلما رأيته أدعو لي وهكذا
والله أعلم(48/378)
هل إمتحان الناس في عقائدهم سنة أم بدعة؟ وهل فعله الصحابة رضي الله عنهم؟
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[02 - 05 - 08, 01:22 م]ـ
فقد كثر في الأزمنة المتأخرة إمتحان الناس في عقائدهم هل فعل هذا احد من الصحابة سلفنا الصالح ومن تبعهم وسار على نهجهم؟
ارجو الإفادة
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[02 - 05 - 08, 07:21 م]ـ
قرأت بحثا جيدا في هذا في مقدمة كتاب (امتحان السني من البدعي) لأبي الفرج الشيرازي الحنبلي رحمه الله
تحقيق الدكتور/ فهد المقرن.
فلعلك تراجعه
ـ[عمرو الأمير]ــــــــ[02 - 05 - 08, 07:44 م]ـ
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، قَالَ:
وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَىَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ أُعْتِقُهَا قَالَ " ائْتِنِي بِهَا ". فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا " أَيْنَ اللَّهُ ". قَالَتْ فِي السَّمَاءِ. قَالَ " مَنْ أَنَا ". قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ " أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ ".
رواه مسلم
ومن ثم فيجوز اختبار الناس في عقيدتهم والله أعلم
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[02 - 05 - 08, 11:51 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فَقَدْ رَأَيْت مِنْ ذَلِكَ أُمُورًا مِنْ أَعْظَمِ الْمُنْكَرَاتِ وَالْكُفْرَانِ.
وَأَحْضَرَ لِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ النَّاسِ مِنْ الْأَجْزَاءِ وَالْكُتُبِ مَا فِيهِ مِنْ ذَلِكَ مَا هُوَ مِنْ الِافْتِرَاءِ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ. وَقَدْ وَضَعَ لِتِلْكَ الْأَحَادِيثِ أَسَانِيدَ؛ حَتَّى إنَّ مِنْهُمْ مَنْ عَمَدَ إلَى كِتَابٍ صَنَّفَهُ " الشَّيْخُ أَبُو الْفَرَجِ المقدسي " فِيمَا يُمْتَحَنُ بِهِ السُّنِّيُّ مِنْ الْبِدْعِيِّ. فَجَعَلَ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِمَّا أَوْحَاهُ اللَّهُ إلَى نَبِيِّهِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَمْتَحِنَ بِهِ النَّاسَ فَمَنْ أَقَرَّ بِهِ فَهُوَ سُنِّيٌّ وَمَنْ لَمْ يُقِرَّ بِهِ فَهُوَ بِدْعِيٌّ وَزَادُوا فِيهِ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي الْفَرَجِ أَشْيَاءَ لَمْ يَقُلْهَا هُوَ وَلَا عَاقِلٌ.
وَالنَّاسُ الْمَشْهُورُونَ قَدْ يَقُولُ أَحَدُهُمْ مِنْ الْمَسَائِلِ وَالدَّلَائِلِ مَا هُوَ حَقٌّ أَوْ فِيهِ شُبْهَةُ حَقٍّ).
انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 4/ 146
وقال أيضاً:
فَصْلٌ:
وَكَذَلِكَ التَّفْرِيقُ بَيْنَ الْأُمَّةِ وَامْتِحَانِهَا بِمَا لَمْ يَأْمُرْ اللَّهُ بِهِ وَلَا رَسُولُهُ: مِثْلَ أَنْ يُقَالَ لِلرَّجُلِ: أَنْتَ شكيلي، أَوْ قرفندي، فَإِنَّ هَذِهِ أَسْمَاءٌ بَاطِلَةٌ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ وَلَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا فِي الْآثَارِ الْمَعْرُوفَةِ عَنْ سَلَفِ الْأَئِمَّةِ لَا شكيلي وَلَا قرفندي. وَالْوَاجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ إذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ أَنْ يَقُولَ: لَا أَنَا شكيلي وَلَا قرفندي؛ بَلْ أَنَا مُسْلِمٌ مُتَّبِعٌ لِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ.
وَقَدْ رَوَيْنَا عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: أَنْتَ عَلَى مِلَّةِ عَلِيٍّ أَوْ مِلَّةِ عُثْمَانَ؟ فَقَالَ: لَسْتُ عَلَى مِلَّةِ عَلِيٍّ وَلَا عَلَى مِلَّةِ عُثْمَانَ بَلْ أَنَا عَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَلِكَ كَانَ كُلٌّ مِنْ السَّلَفِ يَقُولُونَ: كُلُّ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ فِي النَّارِ: وَيَقُولُ أَحَدُهُمْ: مَا أُبَالِي أَيُّ النِّعْمَتَيْنِ أَعْظَمُ؟ عَلَى أَنْ هَدَانِي اللَّهُ لِلْإِسْلَامِ أَوْ أَنْ جَنَّبَنِي هَذِهِ الْأَهْوَاءَ، وَاَللَّهُ تَعَالَى قَدْ سَمَّانَا فِي الْقُرْآنِ: الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ فَلَا نَعْدِلُ عَنْ الْأَسْمَاءِ الَّتِي سَمَّانَا اللَّهُ بِهَا إلَى أَسْمَاءٍ أَحْدَثَهَا قَوْمٌ - وَسَمَّوْهَا هُمْ وَآبَاؤُهُمْ - مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ.
بَلْ الْأَسْمَاءُ الَّتِي قَدْ يَسُوغُ التَّسَمِّي بِهَا مِثْلُ انْتِسَابِ النَّاسِ إلَى إمَامٍ كَالْحَنَفِيِّ وَالْمَالِكِيِّ وَالشَّافِعِيِّ وَالْحَنْبَلِيِّ أَوْ إلَى شَيْخٍ كَالْقَادِرِيِّ والعدوي وَنَحْوِهِمْ أَوْ مِثْلُ الِانْتِسَابِ إلَى الْقَبَائِلِ: كَالْقَيْسِيِّ وَالْيَمَانِيِّ وَإِلَى الْأَمْصَارِ كَالشَّامِيِّ وَالْعِرَاقِيِّ وَالْمِصْرِيِّ.
فَلَا يَجُوزُ لِأَحَدِ أَنْ يَمْتَحِنَ النَّاسَ بِهَا وَلَا يُوَالِيَ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَلَا يُعَادِيَ عَلَيْهَا بَلْ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ مِنْ أَيِّ طَائِفَةٍ كَانَ.
مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية 3/ 416
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/379)
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[04 - 05 - 08, 07:27 ص]ـ
قال يحيى بن سعيد القطان رحمه الله تعالى:
لما قدم سفيان الثوري البصرة وكان الربيع بن صبيح له قدر عند الناس وله حظوة ومنزلة فجعل الثوري يسأل عن أمره ويستفسر عن حاله فقال: " ما مذهبه؟ "
قالوا: " مذهبه السنة "
قال: " من بطانته؟ "
قالوا: "أهل القدر"
قال: " هو قدري "
وقد علق ابن بطة رحمه الله تعالى على هذا الأثر بقوله:
رحمة الله على سفيان الثوري:
" لقد نطق بالحكمة فصدق، وقال بعلم فوافق الكتاب والسنة،
وما توجبه الحكمة ويدركه العيان ويعرفه أهل البصيرة والبيان
قال الله جل وعلا:
" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم ".
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[04 - 05 - 08, 07:28 ص]ـ
لما ظهرت الفرق والجماعات
وجب أن يمتحن الناس في دين الله وينظر في دينهم،
يقول ابن سيرين:
(إن هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم)
رواه مسلم في مقدمة " صحيحه ".
قال البربهاري في " السنة ":
(والمحنة في الإسلام بدعة، وأمّا اليوم فيمتحن بالسنة).
ونقل الحافظ ابن حجر في " التهذيب ":
عن زائدة بن قدامة الثقفي أنه كان لا يحدّث أحداً حتى يمتحنه،
وذكر أن زهير بن معاوية كلمه في رجلٍ كي يحدثه، فقال زائدة: من أهل السنة هو؟،
قال: ما أعرفه ببدعة فقال: من أهل السنة هو؟
فقال زهير: متى كان الناس هكذا؟
فقال زائدة: متى كان الناس يشتمون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما؟!.
وفي " طبقات الحنابلة ":
أن البربهاري لم يكن يجلس مجلساً إلاّ ويذكر فيه أن الله عزّ وجلّ يقعد محمداً صلى الله عليه وسلم معه على العرش.
فعلى هذا ينبغي أن ينظر في دين الرجل ولا ينطلي علينا الألقاب المزيفة،
ومما يعرف به الرجل:
1 - لسانه، 2 - و أخدانه.
وقال الأوزاعي:
(من خفيت علينا نحلته لم تخف عنّا إلفته)،
رواه ابن بطة في " الإبانة ".
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[04 - 05 - 08, 07:51 ص]ـ
* وقال الذهبي رحمه الله: ومن أبغض الشيخين (أبو بكر وعمر رضي الله عنهما) واعتقد صحة إمامتهما فهو رافضي مقيت، ومن سبهما واعتقد أنهما ليسا بإمامي هدى فهو من غلاة الرافضة، أبعدهم الله. اهـ[السير 16/ 458]
* وقال الإمام البربهاري رحمه الله: وإذا رأيت الرجل يحب أبا هريرة، وأنس بن مالك وأسيد ابن حُضير، فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله، وإذا رأيت الرجل يحب أيوب، وابن عون، ويونس بن عبيد، وعبد الله بن إدريس الأودي، والشعبي، ومالك بن مغول، ويزيد بن زُريع، ومعاذ بن معاذ، ووهب بن جرير، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، ومالك بن أنس، والأوزاعي، وزائدة بن قدامة، فاعلم أنه صاحب سنة، وإذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل، والحجاج بن المنهال، وأحمد بن نصر، وذكرهم بخير، وقال بقولهم، فاعلم أنه صاحب سنة. اهـ[شرح السنة 117 - 118]
* وقال الإمام الصابوني رحمه الله: اخبرنا الحاكم ثنا محمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة، قرأعلينا أبو رجاء قتيبة بن سعيد كتاب الإيمان له، فكان في آخره: (فإذا رأيت الرجل يحب سفيان الثوري، ومالك بن أنس، والأوزاعي، وشعبة، وابن المبارك، وأبا الأحوص، وشريكاً، ووكيعاً، ويحي بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، فاعلم أنه صاحب سنة. اهـ[عقيدة السلف وأصحاب الحديث 307 - 308]
* وقال البربهاري رحمه الله: وانظر إذا سمعت الرجل يذكر ابن أبي دؤاد، وبشر المريسي، وثمامة، وأبا هذيل، أو هشام الفوطي، أو واحداً من أتباعهم، وأشياعهم، فاحذروه فإنه صاحب بدعة، فإن هؤلاء كانوا على الردة، واترك هذا الرجل الذي ذكرهم بخير، ومن ذكرهم
منهم. اهـ[شرح السنة 122 - 123]
* وقال الإمام قتيبة بن سعيد رحمه الله: إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث مثل يحي بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وذكر قوماً آخرين فإنه على السنة ومن خالف هؤلاء فاعلم إنه مبتدع. اهـ[أصول اعتقاد أهل السنة اللالكائي 67]
* وقال الإمام عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله: ابن عون في البصريين إذا رأيت الرجل يحبه فاطمان إليه وفي الكوفيين: مالك بن مغول. وزائدة بن قدامة إذا رأيت كوفياً يحبه فارج خيره ومن أهل الشام: الأوزاعي وأبو إسحاق الفزاري ومن أهل الحجاز مالك بن أنس. اهـ[أصول اعتقاد أهل السنة اللالكائي 62]
* وقال الإمام نُعيم بن حماد رحمه الله: إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد، فاتهمه في دينه، وإذا رأيت الخرساني يتكلم في إسحاق، فاتهمه، وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير، فاتهمه في دينه. اهـ[السير 11/ 381]
* وقال الإمام أحمد بن عبد الله بن يونس رحمه الله ك امتحن أهل الموصل بمعافى بن عمران فإن أحبوه فهم أهل السنة وإن أبغضوه فهم أهل بدعة كما يمتحن أهل الكوفة بيحي. اهـ[أصول اعتقاد أهل السنة اللالكائي 66]
* وقال الإمام عبد الرحمن بن مهدي رحمه: إذا رأيت بصرياً يحب حماد بن زيد فهو صاحب
سنة. اهـ[أصول اعتقاد أهل السنة اللالكائي 62]
* وقال الإمام أبو حاتم إذا رأيت البغدادي يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة وإذا رأيته يبغض ابن معين فاعلم أنه كذاب. اهـ[تهذيب التهذيب 11/ 248]
* وقال بقية بن الوليد رحمه الله: إنا لنمتحن الناس بالأوزاعي فمن ذكره بخير عرفنا أنه صاحب سنة. اهـ[تهذيب التهذيب 6/ 217]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/380)
ـ[صخر]ــــــــ[04 - 05 - 08, 08:39 ص]ـ
.وفي " طبقات الحنابلة ":
أن البربهاري لم يكن يجلس مجلساً إلاّ ويذكر فيه أن الله عزّ وجلّ يقعد محمداً صلى الله عليه وسلم معه على العرش.
فعلى هذا ينبغي أن ينظر في دين الرجل ولا ينطلي علينا الألقاب المزيفة،
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[04 - 05 - 08, 04:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
والأخ (ابوفيصل44) بارك الله فيك.
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[07 - 05 - 08, 11:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ..
جزاى الله مشيخنا وأحبابنا الكرام خير الجزاء .. ولكن والله أعلم هناك فرق من جعل الشيء علامة على شيء وبين تعمد إختبار الناس على العموم فى العقائد. اقصد مثلا" كهذة العبارة: ((وقال الإمام أبو حاتم إذا رأيت البغدادي يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة وإذا رأيته يبغض ابن معين فاعلم أنه كذاب. اهـ)) [تهذيب التهذيب 11/ 248]
__________________________________________________ _________
اخو الشيخ أبو عبدالرحمن الفلازوني
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[16 - 05 - 08, 07:49 ص]ـ
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي
حدثنا عثمان بن عبيد الله الطلحي حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحي
حدثنا سعيد بن سالم البصري قال:
سمعت أبا حنيفة يقول لقيت عطاء بمكة فسألته عن شيء
فقال: من أين أنت؟
قلت: من أهل الكوفة
قال: أنت من أهل القرية الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا؟
قلت: نعم
قال: فمن أي الأصناف أنت؟
قلت: ممن لا يسب السلف
ويؤمن بالقدر
ولا يكفر أحداً بذنب.
قال: فقال: لي عطاء: عرفت فالزم.
(تاريخ بغداد13/ 331)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - 05 - 08, 02:35 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
كما أن المعروفين بالإيمان من الصحابة لم يكن النبي ص يقول لأحدهم أين الله وإنما قال ذلك لمن شك في إيمانه كالجارية وهذا كما يذكر في حكاية أخرى أن بعضهم لقى شخصا فقال أين ربك فقال لا تقل أين ربك ولكن قل أين محل الإيمان من قلبك أي ان مثلى لا يقال له أين ربك وإنما أسأل عما يليق بمثلي أن يسأل عنه.
الاستقامة (1|192)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 01:30 ص]ـ
لما ظهرت الفرق والجماعات
وجب أن يمتحن الناس في دين الله وينظر في دينهم،
؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
بل ما يعلم من أخبار الصدر الأول و أحوالهم ان امتحان الناس في عقائدهم لغير داع شرعي بدعة ابتدعها الخوارج حتى اشتهر قولهم و كادت تذهب مثلا: أمحنة كمحنة الخوارج؟؟؟
ـ[نزيه حرفوش]ــــــــ[18 - 05 - 08, 12:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أود أن أستفسر من الأخوة ما هو المراد بامتحان الناس بدينهم هل أنهم يشهدون ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ,وأن القرآن كتاب الله من غير تغيير ولا تحريف ولا زيادة ولا نقصان , أم ما هي أسئلة الامتحان؟ أهو السؤال الذي ورد في الحديث الشريف الذي رواه مُعَاوِيَةُ بْنُ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، قَالَ:
((وَكَانَتْ لِيجَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌمِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَىَّ قُلْتُ يَا رَسُولَاللَّهِ أَفَلاَ أُعْتِقُهَا قَالَ " ائْتِنِي بِهَا ". فَأَتَيْتُهُ بِهَافَقَالَ لَهَا " أَيْنَ اللَّهُ ". قَالَتْ فِي السَّمَاءِ. قَالَ " مَنْ أَنَا ". قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ " أَعْتِقْهَافَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ)). رواه مسلم.
إن كان هذا هو السؤال الوارد في الحديث الشريف, فهل امتحن به النبي r أصحابه؟ وهل امتحن به النساء اللواتي هاجرن مسلمات, علما أن طلب الامتحان كان من الله سبحانه بالآية الشريفة ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ? أم انه يجب امتحان كل من تنطبق عليه مواصفات هذه الجارية من ذكر أو أنثى؟ أم أن القصة حادثة عين لاعموم لها؟ وإذا كان الأمر كذلك فما هو المستند الشرعي لامتحان المسلمين بعد نطقهم بالشهادتين وإقامهم لفرائض الإسلام؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/381)
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 05 - 08, 01:59 ص]ـ
سمعت من الشيخ الددو ينقل عن البخاري قوله: إن امتحان الناس في عقائدهم بدعة.
وهذا ما ذكره في أول شرح كتاب التوحيد: " وكذلك فإن كثيرا من تفصيلات المسائل الجزئية لم يكن يعرفها بعض خواص أصحاب رسول الله r وإن عرفها من سواهم، لأن النبي r لا يجب عليه التبليغ إلى كل أحد، بل إذا بلغ إلى عدل فأكثر ممن سيروي عنه فذلك مجزئ في تبليغ رسالات ربه، ولا يلزمه أن يبلغ جميع الأمة ولا جميع الصحابة ولا كل من في المجلس، بل إذا بلغ من تقوم به الحجة كفى ذلك في امتثال قول الله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} وكثير من الناس يخلط بين هذين المفهومين بين المفهوم الأول الذي لا يعذر أحد بجهله، وبين المفهوم الثاني الذي يمكن أن يجهله أكمل الناس إيمانا كأصحاب رسول الله r.
ولذلك يحملون العوام على تعلم المسائل الجزئية في الاعتقاد، بل ربما أدى ذلك إلى امتحانهم في الاعتقاد بمسائل تخفى على كثير من الناس ولم يكن يعرفها أبو بكر وعمر وجلة الصحابة، وقد قال الإمام البخاري رحمه الله: الامتحان في الاعتقاد ابتداع، فالأصل أن لا يمتحن مؤمن في الاعتقاد إلا في مسألتين أولاهما من قدم من دار الكفر واتُّهمَ بأنه يمكن أن يكون جاسوسا للعدو، فهذا يمتحن لقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن} والمسألة الثانية من كان رقيقا على الكفر أو من كان على الكفر فاسترق فأراد مسلم أن يعتقه حيث يشترط الإيمان في عتق الرقبة فحينئذ لا بد من امتحانه لأنه قد كان من أهل الكفر حتى يعلم هل دخل الإسلام لأنه لا يجزئ عتق رقبة غير مؤمنة في المواضع التي اشترط فيها الإيمان في الرقبة، ودليل ذلك حديث الأنصاري الذي كان عليه عتق رقبة فجاء بجارية له فعرضها على رسول الله r فسألها فقال: أين الله فأشارت بإصبعها إلى السماء، ثم قال: من أنا؟ فقالت رسول الله، فقال: أعتقها فإنها مؤمنة، فهنا امتحنها رسول الله r بأصل التوحيد، وأراد بذلك أنها كانت على الكفر، وأن الأنصاري يجب عليه عتق رقبة مؤمنة كما شرط الله الإيمان فيها، وإنما يمكن التحقق من ذلك بهذا الامتحان، وقد خفي هذا على كثير من عوام المسلمين فأصبحوا يمتحنون من لا يريدون عتقه من المسلمين، يمتحنون كثيرا من الأحرار بسؤالهم أين الله؟ ولا يقولون: من أنا، فلذلك لا بد من التنبيه على هذه المسألة لشيوع الخطإ والغلط فيها ".
ـ[ظافر الخطيب]ــــــــ[20 - 05 - 08, 01:27 ص]ـ
كتاب "امتحان السني من البدعي"أين أجده
ـ[نزيه حرفوش]ــــــــ[20 - 05 - 08, 07:28 م]ـ
سمعت من الشيخ الددو ينقل عن البخاري قوله: إن امتحان الناس في عقائدهم بدعة.
وهذا ما ذكره في أول شرح كتاب التوحيد: " وكذلك فإن كثيرا من تفصيلات المسائل الجزئية لم يكن يعرفها بعض خواص أصحاب رسول الله r وإن عرفها من سواهم، لأن النبي r لا يجب عليه التبليغ إلى كل أحد، بل إذا بلغ إلى عدل فأكثر ممن سيروي عنه فذلك مجزئ في تبليغ رسالات ربه، ولا يلزمه أن يبلغ جميع الأمة ولا جميع الصحابة ولا كل من في المجلس، بل إذا بلغ من تقوم به الحجة كفى ذلك في امتثال قول الله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} وكثير من الناس يخلط بين هذين المفهومين بين المفهوم الأول الذي لا يعذر أحد بجهله، وبين المفهوم الثاني الذي يمكن أن يجهله أكمل الناس إيمانا كأصحاب رسول الله r.
ولذلك يحملون العوام على تعلم المسائل الجزئية في الاعتقاد، بل ربما أدى ذلك إلى امتحانهم في الاعتقاد بمسائل تخفى على كثير من الناس ولم يكن يعرفها أبو بكر وعمر وجلة الصحابة، وقد قال الإمام البخاري رحمه الله: الامتحان في الاعتقاد ابتداع، فالأصل أن لا يمتحن مؤمن في الاعتقاد إلا في مسألتين أولاهما من قدم من دار الكفر واتُّهمَ بأنه يمكن أن يكون جاسوسا للعدو، فهذا يمتحن لقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن} والمسألة الثانية من كان رقيقا على الكفر أو من كان على الكفر فاسترق فأراد مسلم أن يعتقه حيث يشترط الإيمان في عتق الرقبة فحينئذ لا بد من امتحانه لأنه قد كان من أهل الكفر حتى يعلم هل دخل الإسلام لأنه لا يجزئ عتق رقبة غير مؤمنة في المواضع التي اشترط فيها الإيمان في الرقبة، ودليل ذلك حديث الأنصاري الذي كان عليه عتق رقبة فجاء بجارية له فعرضها على رسول الله r فسألها فقال: أين الله فأشارت بإصبعها إلى السماء، ثم قال: من أنا؟ فقالت رسول الله، فقال: أعتقها فإنها مؤمنة، فهنا امتحنها رسول الله r بأصل التوحيد، وأراد بذلك أنها كانت على الكفر، وأن الأنصاري يجب عليه عتق رقبة مؤمنة كما شرط الله الإيمان فيها، وإنما يمكن التحقق من ذلك بهذا الامتحان، وقد خفي هذا على كثير من عوام المسلمين فأصبحوا يمتحنون من لا يريدون عتقه من المسلمين، يمتحنون كثيرا من الأحرار بسؤالهم أين الله؟ ولا يقولون: من أنا، فلذلك لا بد من التنبيه على هذه المسألة لشيوع الخطإ والغلط فيها ".
أخي الفاضل جزاك الله خيرا ولكن مازال السؤال قائما هل امتحن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - النساء المهاجرات بسؤال أين الله الوارد في الحديث الشريف الآنف الذكر, وهل تكرر هذا السؤال مع كل من أعتق أمته من الصحابة , مع العلم ان الشرطين الذين ذكرتهما لم يبق لهما أثر لاهجرة بعد الفتح ولأنه عصر العبيد قد انتهى أفدنا جزاك الله خيرا وزادك من علمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/382)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[20 - 05 - 08, 10:35 م]ـ
ياأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن.
هل فيها شيء يخفى!!!
ـ[نزيه حرفوش]ــــــــ[22 - 05 - 08, 12:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
أقول للأخ الكريم سامحه الله وزاده علما وتواضعا أن الآية الكريمة لا تفيد معنى الامتحان الذي تقصده وتعرض بنا من أجله بالآية الكريمة التي ذيلت بها عبارتك المقتضبة ((هل في الآية شيء يخفى)) والذي نفهمه من الآية الكريمة هو ما أورده السيوطي في الدر المنثور 8/ 137 وعزاها لابن أبي أسامة والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، وحسّن - أي السيوطي - إسنادها. ولفظها "عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} أنه سئل بم كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتحن النساء؟ قال: كانت المرأة إذا جاءت النبي صلى الله عليه وسلم حلفها عمر رضي الله عنه: بالله ما خرجت رغبة بأرض عن أرض، وبالله ما خرجت من بغض زوج، وبالله ما خرجت التماس دنيا، وبالله ما خرجت إلا حبا لله ورسوله.
فهل من تفسير آخر لانعلمه أفدنا به جزاك الله خيرا
وأما الآية التي ذيلت بها عبارتك? وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ?
فإنها وردت في المنافقين وأصنامهم وليس في أناس يوحدون الله ولايشركون به شيئا ويدينون إلى الله بتوحيده واتباع منهجه وهذا ما جاء في تفسير ابن كثير بعد إيراده الآية الكريمة
"هذا إنكار من الله على المشركين الذين عبدوا مع الله غيره، من الأنداد والأصنام والأوثان، وهي مخلوقة لله مربوبة مصنوعة، لا تملك شيئا من الأمر، ولا تضر ولا تنفع، ولا تنصرولا تنتصر لعابديها، بل هي جماد لا تتحرك ولا تسمع ولا تبصر، وعابدوها أكمل منها بسمعهم وبصرهم وبطشهم"
فسامح الله أخي العتيبي وهداه وإيانا إلى سواء السبيل(48/383)
(64) عنوان لرسائل علمية في توحيد الأسماء والصفات
ـ[أبو الحارث الحنبلي]ــــــــ[02 - 05 - 08, 10:51 م]ـ
رسائل علمية في توحيد الأسماء والصفات
1 - الآثار الواردة عن أئمة السلف في توحيد الأسماء والصفات في تفسير ابن جريري الطبري – جمعا ودراسة، أبو بكر محمد ثاني، رسالة ماجستير: الجامعة الإسلامية.
2 - الآثار الواردة عن السلف في توحيد الربوبية والأسماء والصفات في تفسير الطبري: جمعا وترتبيا ودراسة، إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن الحماد، رسالة دكتوراه: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
3 - أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد بن حنبل – جمع ودراسة (أحاديث الأسماء والصفات) القسم الأول (أ-ر)، منصور بن عبد العزيز بن ظافر الحجيلي، رسالة ماجستير: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
4 - أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد بن حنبل – جمع ودراسة (أحاديث الأسماء والصفات) القسم الثاني (س-ق)، أمين بن حيى بن محمد الوزان، رسالة ماجستير: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
5 - أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد بن حنبل – جمع ودراسة (أحاديث الأسماء والصفات) القسم الثالث (ك-ي)، سعيد بن أحمد بن سعيد الغامدي، رسالة ماجستير: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
6 - الاختلاف بين الأشاعرة والماتريدية في مسائل الإيمان والأسماء والصفات في ضوء عقدية أهل السنة والجماعة، عبد الرحمن بن علي ابن محمد المزعل، رسالة ماجستير: جامعة الملك سعود.
7 - أدلة أهل السنة والعقلية في الأسماء والصفات والقدر، أحلام بنت صالح بن عبد الله الضبيعي، رسالة ماجستير: جامعة الملك سعود.
8 - الأسماء والصفات عند متأخري الحنابلة في القرنين الخامس السادس الهجريين ف ضوء الكتاب والسنة، إعداد نورة بنت حمد الحرقان، رسالة ماجستير.
9 - الأسماء والصفات، أحمد بن الحسين البيهقي، دراسة، صالح علي عبد الرحمن المحسن، رسالة ماجستير: الجامعة الإسلامية.
10 - أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والتشابهات، تصنيف مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي، جميل عبيد عبد المحسن القرارعة، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
11 - بيانالنبي صى الله عليه وسلم لتوحيد الأسماء والصفات عند أهل السنة ومخالفيهم وأثر ذلك في العقيدة، إيطا حين جيلالي، رسالة ماجستير: الجامعة الإسلامية.
12 - تقرير علماء الحنفية لعقيدة السلف في الأسماء والصفات، إسماعيل محمد عبد الغفار، رسالة ماجستير: الجامعة الإسلامية.
13 - جذور مقالة التعطيل وأثرها على الفرق المنحرفة في باب الأسماء والصفات وموقف أهل السنة من ذلك، محمد أحمد بو الفال، رسالة ماجستير: الجامعة الإسلامية.
14 - جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في توضيح المسائل الكلية للأسماء والصفات عند السلف، ذياب مدخل العلوي، رسالة ماجستير: الجامعة الإسلامية.
15 - الشبهات النفلية لمخالفي أهل السنة والجماعة في توحيد المعرفة والإثبات عرضا ونقدا، علي ذويب العنزي، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
16 - فتح الخالق شرح مجمع الحقائق والقائق في ممادح رب العالمين للإمام الصنعاني، تحقيقا وتعليقا، أحمد ناصر أو فارع، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
17 - فتح الخالق شرح مجمع الحقائق والقائق في ممادح رب العالمين للإمام الصنعاني، تحقيق ودراسة القسم الثاني، بركت الله حبيب الله كرامت، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى
18 - الكمال الإلهي بين أهل السنة ومخالفيهم، عبد الله بن عيسى الأحمدي، رسالة دكتوراه، جامع أم القرى.
19 - المصطلحات الكلامية في إثبات وجود الله تعالى وأسمائه وصفاته عرض ونقد، محمد سعيد إبراهيم سيد أحمد، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
20 - المضاف إلى الله في عقيدة السلف الصالح، لطيفة بنت سليمان الأحمر، رسالة دكتوراه: كلية التربية للبنات بجدة.
21 - منهج أئمة الدعوة في نجد في توحيد الأسماء والصفات من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى آخر القرن الرابع عشر الهجري، رياض بن حمد العمري، رسالة ماجستير: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
22 - الأسماء الحسنى معانيها وآثارها والرد على المبتدعة فيها، رفيع أوونلا بصيري، رسالة دكتوراه: الجامعة الإسلامية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/384)
23 - الأسماء الحسنى ومناسبتها للآيات التي ختمت بها سورة البقرة وآل عمران والنساء، وداد يحيى أحمد عبد الجبار، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
24 - الأمساء الحسنى ومناسبتها للآيات التي ختمت بها من أول سورة المائدة إلى آخر سورة المؤمنين، محمد مصطفى محمد آيدن، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
25 - الأسماء الحسنى ومناسبتها للآيات التي ختمت بها من سروة النور إلى آخر القرآن، عبد الودود مقبول أحمد محمد حنيف، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
26 - أفراد أحاديث أسماء الله وصفاته – غير صفات الأفعال- في الكتب الستة، حصة عبد العزيز محمد صغير، رسالة دكتوراه: كلية التربية للبنات بمكة المكرمة.
27 - جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير المسائل المتعلقة بأسماء الله الحسنى وشرحها والرد على المخالفين، سعيداني أرزقي، رسالة دكتوراه: الجامعة الإسلامية.
28 - الدلالات التربوية في بعض أسماء الله الحسنى وصفاته العليا، علي خميس علي آل رداد الغامدي، رسالة ماجستير.
29 - فتح الخالق شرح مجمع الحقائق والرقائق في ممادح رب العالمين للإمام الصنعاني تحقيقا وتعليقا (القسم الأول)، أحمد ناصر أبو فارع، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
30 - فتح الخالق شرح مجمع الحقائق والرقائق في ممادح رب العالمين للإمام الصنعاني تحقيقا وتعليقا (القسم الثاني)، بركت حبيب الله كرامت، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
31 - المضاف إلى الله في عقيدة السلف الصالح، لطيفة بنت سليمان الأحمر، رسالة دكتوراه: كلية التربية للبنات بجدة.
32 - مطابقة أسماء الله الحسنى مقتضى المقام في القرآن الكريم نجلاء بنت عبد اللطيف بن كامل كردي، رسالة دكتوراه: كلية التربية للبنات بجدة.
33 - معاني أسماء الله الحسنى بين أهل السنة ومخالفيهم، مريم الصاعدي، رسالة دكتوراه، جامعة أم القرى.
34 - منهج القاضي أبي بكر بن العربي المالكي في شرح الأسماء الحسنى من خلال كتابة الأمد الأقصى، موفق عب الله علي كدسة، رسالة دكتوراه: جامعة أم القرى.
35 - الآثار الواردة عن السلف في توحيد الربوبية والأسماء والصفات في تفسير الطبري، جمعا وترتيبا ودراسة، إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن الحماد، رسالة دكتوراه، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
36 - تنزيه الله تعالى في الفكر الإسلامي، حسين جابر موسى بني خالد، رسالة دكتوراه: جامعة أم القرى.
37 - الصفات الإلهية عند الفرق الإسلامية عبر العصور التاريخية، سعد بن خلوقة بن زارع الشهري، رسالة ماجستير: الجامعة الإسلامية.
38 - الصفات الخبرية بين الإثبات والتأويل، عثمان عبد الله آدم، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
39 - الصفات الفعلية الاختيارية عند أهل السنة والجماعة، سعاد بنت عبد الله العبسي، رسالة ماجستير: كلية التربية للبنات بجدة.
40 - صفات الله الذاتية جمع ودراسة، صالح العيدان، رسالة دكتوراه، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
41 - صفات الله تعالى الفعلية عند السلف ومخالفيهم دراسة عقدية، عبد الله القحطاني، رسالة دكتوراه: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
42 - القدر المشترك بين معاني صفات الخالق وصفات المخلوق عند أهل السنة والجماعة ومخالفيهم، عبد الرحمن بن عابد القصير، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى.
43 - الكمال الإلهي بين أهل السنة ومخالفيهم، عبد الله بن عيسى الأحمدي، رسالة دكتوراه، جامعة أم القرى.
44 - مسالك المتكلمين في رد الأحاديث والآثار المروية في صفات رب العالمين، صادق سليم صادق، رسالة دكتوراه: جامعة محمد بن سعود الإسلامية.
45 - مقضيات صفات الله تعالى من خلال كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، سليمان بيل، رسالة ماجستير: الجامعة الإسلامية.
46 - موقف الرازي من آيات الصفات في تفسيره (مفاتيح الغيب) دراسة نقدية تطبيقية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة، سامية ياسين البدري، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
47 - موقف الزمخشري من صفات الله تعالى في تفسيره الكشاف عرض ونقد، محسنة محمد القرني، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
48 - موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من الصفات الإلهية، محمد يوسف هارون، رسالة ماجستير: الجامعة الإسلامية.
49 - صفة الإرادة الإلهية في الفكر الإسلامي، خليل الرحمن عبد الرحمن، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/385)
50 - الرحمة في السنة المطهرة، زينب محمد الخضر الناجي، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
51 - الرضا والغضب في الكتاب والسنة، حنان الحسين عبد الله العطاس، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
52 - صفة العلم الإلهي في الفكر الإسلامي، حسن حسين محمد تونجبيلك، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
53 - مفهوم العلم الإلهي عند اليهود وموقف الإسلام منه، مريم التيجاني، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
54 - دلالة البعث في قدرة الله وعدالته سبحانه وتعالى في ضوء القرآن الكريم دراسة موضوعية، زينب بنت عبد الله الرويشد، رسالة ماجستير: كلية البنات بالقصيم.
55 - صفة القدرة الإلهية في الفكر الإسلامي، محمد السيد الشريف، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
56 - قدرة الله وقدرة العبد بين السلف ومخالفيهم، أحمد بن صالح الزهراني، رسالة دكتوراه: الجامعة الإسلامية.
57 - الإيمان بالقرآن الكريم ومواقف الناس منه: دراسة عقدية، أحمد بن عبد الرحمن ابن حسن العاكش، رسالة ماجستير: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
58 - جواب أهل العلم بتحقيق ما أخبر به رسول الرحمن من أن (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية، تحقيق سليمان بن عبد الله الغفيص، رسالة ماجستير: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
59 - صفة الكلام بين السلف والمتكلمين، سعود عبد اله الغنيم، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
60 - صفة المحبة إلهية عند النصارى مفهومها ولوازمها وموقف الإسلام منها، رفعة الدوسري، رسالة ماجستير: أم القرى.
61 - محبة الله تعالى ورسوله في الكتاب والسنة، غسان أحمد عبد الرحمن، رسالة ماجستير: الجامعة الإسلامية.
62 - محبة الله عند أهل السنة والجماعة ومخالفيهم والرد عليهم، مريم بنت علي الحوشاني، رسالة ماجستير: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
63 - عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة اليدين والرد على الطوائف المنحرفة في ذلك فهد عيسى العنزي، رسالة ماجستير: الجامعة الإسلامية
64 - المباحث العقدية المتعلقة بالنور في الكتاب والسنة والرد على المخالفين، عابد بن عبيد العنزي، رسالة ماجستير: الجامعة الإسلامية
المصدر ( http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=9lmk6kaz)
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 01:23 ص]ـ
بارك الله فيك وفي الكتاتب.
وفي هذه النشرة تكرار، واسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذه البحوث.
ومع العلم أن هناك عشرات الرسائل فاتت من جمع هذه العناوين، أذكر منها على سبيل المثال / دلالات الأسماء الحسنى والرد على المنحرفين فيها. رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية.
ابن حزم وموقفه من الإلهيات / رسالة دكتوراه في أم القرى.
وبحث في جامعة الإمام في الإلهيات عند العزالي.
الخ من البحوث التي لو طبع بعضها لكانت عضدا ً للباحثين وسندا ً للذابين عن السنة. وفق الله الجمع
ـ[عبد العزيز بن زيد القحطاني]ــــــــ[04 - 05 - 08, 08:56 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عبد الله العلالي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 10:23 ص]ـ
بيان الرسول صلى الله عليه وسلم لتوحيد الأسماء والصفات عند أهل السنة مخالفيهم وأثر ذلك في العقيدة
إعداد الطالب: جيلالي إيططاحين
هكذا رأيته في مكتبة الجامعة المركزية/ قسم الرسائل الجامعية بالجامعة الإسلامية
ـ[أبو الحارث الحنبلي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 01:52 ص]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[أبو عبد الله العلالي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 02:32 م]ـ
بيان الرسول صلى الله عليه وسلم لتوحيد الأسماء والصفات عند أهل السنة ومخالفيهم وأثر ذلك في العقيدة
إعداد الطالب: جيلالي إيططاحين
هكذا رأيته في مكتبة الجامعة المركزية/ قسم الرسائل الجامعية بالجامعة الإسلامية
ـ[أبو الحارث الحنبلي]ــــــــ[26 - 11 - 08, 02:38 ص]ـ
بارك الله فيك(48/386)
من ثمرات العقيدة الإسلامية
ـ[ابوعبدالله القزلان]ــــــــ[03 - 05 - 08, 01:13 ص]ـ
فضيلة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين
هذه العقيدة السامية المتضمنة لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة، فالإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة الله وتعظيمه الموجبين للقيام بأمره واجتناب نهيه، والقيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيه يحصل بهما كمال السعادة في الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع [من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون] [النحل: 97].
ومن ثمرات الإيمان بالملائكة:
أولاً: العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه.
ثانياً: شكره تعالى على عنايته بعباده، حيث وكل بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك من مصالحهم.
ثالثاً: محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى على الوجه الأكمل واستغفارهم للمؤمنين.
ومن ثمرات الإيمان بالكتب:
أولاً: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أنزل لكل قوم كتاباً يهديهم به.
ثانياً: ظهور حكمة الله تعالى، حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها. وكان خاتم هذه الكتب القرآن العظيم، مناسباً لجميع الخلق في كل عصر ومكان إلى يوم القيامة.
ثالثاً: شكر نعمة الله تعالى على ذلك.
ومن ثمرات الإيمان بالرسل:
أولاً: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أرسل إليهم أولئك الرسل الكرام للهداية والإرشاد.
ثانياً: شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى.
ثالثاً: محبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم، لأنهم رسل الله تعالى وخلاصة عبيده، قاموا بعبادته وتبليغ رسالته والنصح لعباده والصبر على أذاهم.
ومن ثمرات الإيمان باليوم الآخر:
أولاً: الحرص على طاعة الله تعالى رغبة في ثواب ذلك اليوم، والبعد عن معصيته خوفاً من عقاب ذلك اليوم.
ثانياً: تسلية المؤمن عما يفوته من نعيم الدنيا ومتاعها بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.
ومن ثمرات الإيمان بالقدر:
أولاً: الاعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب، لأن السبب والمسبب كلاهما بقضاء الله وقدره.
ثانياً: راحة النفس وطمأنينة القلب، لأنه متى علم أن ذلك بقضاء الله تعالى، وأن المكروه كائن لا محالة، ارتاحت النفس واطمأن القلب ورضي بقضاء الرب، فلا أحد أطيب عيشاً وأربح نفساً وأقوى طمأنينة ممن آمن بالقدر.
ثالثاً: طرد الإعجاب بالنفس عند حصول المراد، لأن حصول ذلك نعمة من الله بما قدّره من أسباب الخير والنجاح، فيشكر الله تعالى على ذلك ويدع الإعجاب.
رابعاً: طرد القلق والضجر عند فوات المراد أو حصول المكروه، لأن ذلك بقضاء الله تعالى الذي له ملك السماوات والأرض وهو كائن لا محالة، فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر، وإلى هذا يشير الله تعالى بقوله: [ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير (22) لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل محتالٍ فخور] [الحديد: 22، 23].
فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على هذه العقيدة، وأن يحقق لنا ثمراتها ويزيدنا من فضله، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا من رحمته، إنه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.
كتاب "عقيدة أهل السنة والجماعة"
المصدر / موقع روح الإسلام
مأخوذ من الموقع منتديات شبكة السنة العالمية للدعوة والإرشاد ( http://islamsound.org/aldani/vb/index.php)
ـ[عبد العزيز بن زيد القحطاني]ــــــــ[04 - 05 - 08, 09:01 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[07 - 05 - 08, 06:27 ص]ـ
جزاك الله خير وبارك الله فيك
ـ[صخر]ــــــــ[07 - 05 - 08, 07:18 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[08 - 05 - 08, 08:38 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابوسيف الله]ــــــــ[08 - 05 - 08, 09:58 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك ورزقنا وإياكم العلم والفهم(48/387)
هل الأنبياء معصومون من كبائر الذنوب و صغائرها أم من الكبائر فقط
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[03 - 05 - 08, 04:06 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته إخوتي في الله بدون إطالة لقد حضرت مجلسا من مجالس أحد مشايخنا السلفيين بالجزائر و ذكر أن من عقيدة أهل السنة و الجماعة أن الأنبياء معصومون من كبائر الذنوب فقط دون الصغائر و في ذلك أدلة كثيرة منها قوله تعالى {و عصى ءادم ربه فغوى} {فوكزه موسى فقضى عليه} و كذلك الكذبات الثلاتة التي حصلت من موسى عليه السلام،ومما يقرر ذلك حديث الشفاعة وفيه أن الناس يأتون الأنبياء في ساحة المحشر يطلبون الشفاعة فكل نبي إلا و يذكر ذنبا له وقع فيه و يقول نفسي نفسي إلا عيسى عليه السلام لم يذكر ذنبا ثم يأتون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيقول أنا لها أنا لها و كذلك قوله صلى الله و عليه و سلم {كل بني ءادم خطاء و خير الخطائين التوابون} و غير ذلك من الأدلة الشرعية0
ولكنني مؤخرا سمعت أحد المشايخ في تفسير قوله تعالى {و لله ما في السموات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسنى الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش إلا اللمم} فقال لكل واحد منا ذنوب ومعاصي إلا الأنبياء فهم معصومون 0 فذكر الكلام مطلقا و لم يقييده لا بالكبائر و لا بالصغائر 0لذا أتوجه إللى إخواني في الله لمن كانت له فائدة في المسألة فليتفضل بها علينا و بارك الله تعالى في الجميع0
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 04:30 م]ـ
هل النبي صلى الله عليه وسلم يُخْطِئ
السؤال:
سؤالي عن الرسول صلى الله عليه وسلم. بعض المسلمين يقولون إنه بدون خطايا، وآخرون يقولون إنه ليس بدون خطايا. أنا شخصيا لا أعتقد أنه بدون خطايا لأنه بشر. هل يمكنك أن تخبرني بالرأي الصحيح من الكتاب والسنة؟ ولكم جزيل الشكر. والله أكبر
الجواب:
أولا: استعمال كلمة خطايا في السؤال خطأ كبير، لأن الخطايا جمع خطيئة وهذا مُحال على الرسل والأصح أن تقول أخطاء جمع خطأ لأن الخطأ قد يكون عفوياً وليس كذلك الخطيئة.
ثانياً: أما الخطيئة فاٍن الرسل ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم لم يرتكبوا شيئاً منها بقصد معصية الله تعالى بعد الرسالة وهذا بإجماع المسلمين، فهم معصومون عن كبائر الذنوب دون الصغائر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر: هو قول أكثر علماء الإسلام، وجميع الطوائف ... وهو أيضاً قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول. " مجموع الفتاوى " (4/ 319).
وهذا سؤال موجه إلى اللجنة الدائمة حول الموضوع:
سؤال: بعض الناس يقولون ومنهم الملحدون: إن الأنبياء والرسل يكون في حقهم الخطأ يعني يخطئون كباقي الناس، قالوا: إن أول خطأ ارتكبه ابن آدم قابيل هو قتل هابيل ... داود عندما جاء إليه الملكان سمع كلام الأول ولم يسمع قضية الثاني .... يونس وقصته لما التقمه الحوت، وقصة الرسول مع زيد بن حارثة قالوا بأنه أخفى في نفسه شيئا يجب عليه أن يقوله ويظهره، قصته مع الصحابة: انتم أدرى بأمور دنياكم، قالوا بأنه اخطأ في هذا الجانب. قصته مع الأعمى وهي {عبس وتولى أن جاءه الأعمى} فهل الأنبياء والرسل حقا يخطئون وبماذا نرد على هؤلاء الآثمين؟
الجواب:
ج: نعم الأنبياء والرسل يخطئون ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم ويعفو عن زلتهم ويقبل توبتهم فضلا منه ورحمة والله غفور رحيم كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال ... وأما أبناء آدم فمع انهما ليسا من الأنبياء .... بين الله سوء صنيعه بأخيه .... انتهى
عبد العزيز بن باز - عبد الرزاق عفيفي - عبد الله بن غديان - عبد الله بن قعود. " فتاوى اللجنة الدائمة " برقم 6290 (3/ 194).
ثالثاً: أما قبل الرسالة فقد جوَّز عليهم العلماء أنه قد يصدر منهم بعض صغائر الذنوب، وحاشاهم من الكبائر والموبقات كالزنا وشرب الخمر وغيرها فهم معصومون من هذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/388)
= وأما بعد الرسالة، فإن الصحيح أنه قد يصدر منهم بعض الصغائر لكن لا يُقرون عليها.
قال شيخ الإسلام:
وعامة ما يُنقل عن جمهور العلماء أنهم غير معصومين عن الإقرار على الصغائر، ولا يقرون عليها، ولا يقولون إنها لا تقع بحال، وأول من نُقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقاً، وأعظمهم قولاً لذلك: الرافضة، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل. " مجموع الفتاوى " (4/ 320).
وهو معصومون في التبليغ عن الله تعالى.
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
فان الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقا وهذا معنى النبوة وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب وأنه ينبئ الناس بالغيب والرسول مأمور بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه. " مجموع الفتاوى " (18/ 7).
رابعاً: أما الخطأ الذي بغير قصد فهو في سبيلين:
في أمور الدنيا فهذا يقع ووقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فيه مثل سائر البشر كأمور الزراعة، والطب والنجارة وغيرها لأن الله تعالى لم يقل لنا إنه أرسل إلينا تاجراً أو مزارعاً أو نجاراً أو طبيباً، فالخطأ في هذه الأمور جِبلِّيّ لا يقدح برسالته صلى الله عليه وسلم.
عن رافع بن خديج قال: " قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يُأبِّرون النخل قال: ما تصنعون؟ قالوا: كنا نصنفه قال: لعلكم لو لم تفعلوا كان أحسن فتركوه فنقصت فذكروا ذلك له فقال: إنما أنا بشر مثلكم، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوه، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر. رواه مسلم (2361).
ومعنى التأبير: التلقيح.
نلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخطأ في هذا الأمر من أمور الدنيا لأنه كسائر البشر ولكنه لا يخطئ في أمر الدين.
وأما الخطأ بأمور الدين من غير قصد:
فالراجح في ذلك من أقوال العلماء: أنه يقع من النبي مثل هذا ولكن على سبيل فعل خلاف الأولى.
فقد تعْرِض له المسألة وليس عنده في ذلك نص شرعي يستند إليه فيجتهد برأيه كما يجتهد العالِم من آحاد المسلمين فإن أصاب نال من الأجر كِفْلين وإن أخطأ نال أجراً واحداً وهذا قوله صلى الله عليه وسلم " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد ". رواه البخاري (6919) ومسلم (1716) من حديث أبي هريرة.
وقد حدث هذا منه في قصة أسرى بدر.
عن أنس قال: استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في الأسارى يوم بدر فقال إن الله عز وجل قد أمكنكم منهم، قال: فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله اضرب أعناقهم قال فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أيها الناس إن الله قد أمكنكم منهم وإنما هم إخوانكم بالأمس، قال: فقام عمر فقال: يا رسول الله اضرب أعناقهم، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ثم عاد النبي صلى الله عليه وسلم فقال للناس مثل ذلك، فقام أبو بكر فقال: يا رسول الله إن ترى أن تعفو عنهم وتقبل منهم الفداء، قال: فذهب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان فيه من الغم قال فعفا عنهم وقبل منهم الفداء، قال: وأنزل الله عز وجل (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) [سورة الأنفال /67]. رواه أحمد (13143).
فنلاحظ أن هذه الحادثة لم يكن عند رسول الله فيها نص صريح فاجتهد واستشار أصحابه، فأخطأ في الترجيح.
ومثل هذا في السنّة قليل فيجب أن نعتقد العصمة للرسل والأنبياء وأن نعلم أنهم لا يعصون الله تعالى، وأن ننتبه غاية الانتباه لقول من يُريد أن يطْعن في تبليغه للوحي من خلال كونه صلى الله عليه وسلم قد يُخْطئ في أمور الدنيا، وشتّان ما بين هذا وهذا، وكذلك أن ننتبه للضالين الذين يقولون إنّ بعض الأحكام الشّرعية التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم هي اجتهادات شخصيّة قابلة للصواب والخطأ أين هؤلاء الضلال من قول الله تعالى. (وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى)، نسأل الله أن يجنّبنا الزّيغ وأن يعصمنا من الضلالة، والله تعالى أعلم، والله أعلم.
منقول من هنا ( http://www.islamqa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=7208&dgn=3)(48/389)
هل يصح أن يقال: (الله تعلى هو المعافي)
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[03 - 05 - 08, 05:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
الاخوة الفضلاء هل يصح أن يقال:
(الله تعالى هو المعافي)
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو السها]ــــــــ[04 - 05 - 08, 03:38 ص]ـ
إن" المعافي" ليس من أسماء الله، فلايجوز نسبته إلى الله لأن أسماء الله توقيفية
قال الاسفاريني:
لكنها في الحق توقيفية لنا بذا أدلة وفية
، أما إذا جاءت على سبيل الإخبار فلابأس إن شاء الله لأن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء، فالله لا نسميه بالجائي ولا الآتي ولا الآخذ ولا الباطش ولا النازل ولا المعافي ونحو ذلك وإن كنا نخبر بذلك ونصفه به.
تنبيه: لكن ثبت أن "الشافي" من أسماء الله عز وجل
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[04 - 05 - 08, 03:50 ص]ـ
إن" المعافي" ليس من أسماء الله، فلايجوز نسبته إلى الله لأن أسماء الله توقيفية
قال الاسفاريني:
لكنها في الحق توقيفية لنا بذا أدلة وفية
، أما إذا جاءت على سبيل الإخبار فلابأس إن شاء الله لأن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء، فالله لا نسميه بالجائي ولا الآتي ولا الآخذ ولا الباطش ولا النازل ولا المعافي ونحو ذلك وإن كنا نخبر بذلك ونصفه به.
تنبيه: لكن ثبت أن "الشافي" من أسماء الله عز وجل
بارك الله فيك أخي أبا السها ..
وهذا من باب الأخبار ..
ـ[محمد السلفي المكي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 09:18 ص]ـ
نعم كما قال الإخوة وفقهم الله
باب الإخبار عن الله أوسع من باب الأسماء والصفات
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[04 - 05 - 08, 01:49 م]ـ
الاخوة الأكارم أسأل الله تعالى أن يجزيكم خير الجزاء ويجعلكم من سعداء الدارين اللهم آمين.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - 05 - 08, 04:32 م]ـ
وإذا مرضت فهو يشفين
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[04 - 05 - 08, 04:42 م]ـ
وضح أكثر أخي الفاضل خزانة الأدب حتى نستفيد إذا سمح وقتك.
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 01:44 ص]ـ
أثابكم الله و جزاكم خيرا وسددكم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[05 - 05 - 08, 03:38 م]ـ
الآية نص على أن الله سبحانه هو الشافي والمعافي
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[05 - 05 - 08, 03:58 م]ـ
فائدة طيبة جزاكم الله تعالى خيرا أخي الفاضل خزانة الأدب.
ـ[أبو السها]ــــــــ[07 - 05 - 08, 08:27 م]ـ
الآية نص على أن الله سبحانه هو الشافي والمعافي
إذا كان قصدك- أخي الكريم- أن "المعافي" من أسماء الله فهذا غير صحيح لأن كما قلت أسماء الله توقيفية وهذا مذهب السلف رحمهم الله تعالى، و"المعافي" ليس اسما من أسماء الله الحسنى بل هو من باب الصفات الذي هوأوسع من باب الأسماء، لأن من الصفات -كما نص عليه الشيخ العثيمين في القواعد المثلى-ما يتعلق بأفعال الله تعالى وأفعاله كما هي أقواله عز وجل لا منتهى لها ... فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد ولا نسميه بها، فلا نقول: إن من أسمائه: الجائي والآتي والآخذ والممسك والباطش والمريد والنازل ونحو ذلك وإن كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[08 - 05 - 08, 03:12 ص]ـ
إذا كان قصدك- أخي الكريم- أن "المعافي" من أسماء الله فهذا غير صحيح.
فضلاً اقرأ أصل المشاركة:
هل يصح أن يقال: (الله تعالى هو المعافي)
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[08 - 05 - 08, 06:18 ص]ـ
أخي الفاضل خزانة الأدب، أخي الفاضل أبو السها، أنا عرفت أين الاشكال، حتى تتقارب وجهات النظر.
كثيرا ما نسمع الناس يقولون: الله تعالى هو الشافي المعافي.
ومعلوم أن الشافي من أسماء الله تعالى، والمعافي صفة له تعالى.
وقد قال أخي الفاضل خزانة الأدب هذه العبارة فيما سبق:
الآية نص على أن الله سبحانه هو الشافي والمعافي
هذا ما أشكل على أخي الفاضل أبو السها.
لذلك هل الأفضل أن لا نقول العبارة السابقة بل نقول: الله تعالى هو الشافي، لأن (هو) تشعر بقدوم اسم بعدها في الأغلب إذا صح فهمي.
والله أعلم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[08 - 05 - 08, 12:35 م]ـ
لأن (هو) تشعر بقدوم اسم بعدها في الأغلب إذا صح فهمي. والله أعلم
غير صحيح بارك الله فيك، لأنك تقول: فلان هو المدير
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[08 - 05 - 08, 04:29 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/390)
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل خزانة الأدب.
ـ[أبو السها]ــــــــ[08 - 05 - 08, 06:25 م]ـ
جزاكما الله خيرا، وأقول للأخ خزانة الأدب: أنا قلت: إذا كان قصدك- أخي الكريم- أن "المعافي" من أسماء الله، فلم يكن قصدك والحمد لله،هذا كل ما في الأمر
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[08 - 05 - 08, 07:14 م]ـ
بارك الله فيكم اخوتي الأفاضل، وجمعكم على طاعته.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[09 - 05 - 08, 05:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
ما يلي عبارة عن فوائد:
قال الله تعالى في كتابه العزيز القرآن الكريم:
{وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} الأنعام3
{لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً} الكهف38
{وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} القصص70
{قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} سبأ27
{لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} الزمر4
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} الحشر22
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} الحشر23
{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الحشر24
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} الإخلاص1
قال صاحب مغني اللبيب:
(هو)
" وفروعه: تكون أسماء وهو الغالب، وأحرفاً في نحو زيدٌ هوَ الفاضلُ إذا أعرب فصلاً وقلنا: لا موضع له من الإعراب، وقيل: هي مع القول بذلك أسماء كما قال الأخفش في نحو صَهْ ونزالِ: أسماء لا محل لها، وكما في الألف واللام في نحو الضّارب إذا قدرناهما اسماً."أهـ
قال ابن تيمية:
"وأما السلف والأئمة فأصلهم مطرد. ومما احتجوا به على أن القرآن غير مخلوق ما احتج به الإمام أحمد وغيره من قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أعوذ بكلمات الله التامات " قالوا والمخلوق لا يستعاذ به، فعورضوا بقوله: " أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك " فطرد السلف والأئمة أصلهم وقالوا معافاته فعله القائم به، وأما العافية الموجودة في الناس فهي مفعوله." (جامع الرسائل) " أهـ
تفسير القرطبي:
وقال أبو عمر: التميمة في كلام العرب القلادة، ومعناه عند أهل العلم ما علق في الاعناق من القلائد خشية العين أو غيرها {من أنواع البلاء وكأن المعنى في الحديث من يعلق خشية ما عسى} من تنزل أو لا تنزل قبل أن تنزل.
فلا أتم الله عليه صحته وعافيته، ومن تعلق ودعة - وهى مثلها في المعنى - فلا ودع الله له، أي فلا بارك الله له ما هو فيه من العاقية.
والله اعلم.
وهذا كله تحذير مما كان أهل الجاهلية يصنعونه من تعليق
التمائم والقلائد، ويظنون أنها تقيهم وتصرف عنهم البلاء، وذلك لا يصرفه إلا الله عز وجل، وهو المعافى والمبتلى، لا شريك له.
قال البغوي:
قوله {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال ابن عباس رضي الله عنهما: هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر. واختلفوا فيهما منهم من قال: هما بمعنى واحد مثل ندمان ونديم ومعناهما ذو الرحمة، وذكر أحدهما بعد الآخر (تطميعا) لقلوب الراغبين. وقال المبرد: هو إنعام بعد إنعام، وتفضل بعد تفضل، ومنهم من فرق بينهما فقال: الرحمن بمعنى العموم والرحيم بمعنى الخصوص. فالرحمن بمعنى الرزاق في الدنيا وهو على العموم لكافة الخلق. والرحيم بمعنى المعافي في الآخرة والعفو في الآخرة للمؤمنين على الخصوص ولذلك قيل في الدعاء: يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، فالرحمن من تصل رحمته إلى الخلق على العموم، والرحيم من تصل رحمته إليهم على الخصوص، ولذلك يدعى غير الله رحيما ولا يدعى غير الله رحمن. فالرحمن عام المعنى خاص اللفظ، والرحيم عام اللفظ خاص المعنى، والرحمة إرادة الله تعالى الخير لأهله. وقيل هي ترك عقوبة من يستحقها وإسداء الخير إلى من لا يستحق، فهي على الأول صفة ذات، وعلى الثاني صفة (فعل).(48/391)
هل يصح أن يقال أن الله لا يقدر على أن يخلق الها مثله؟
ـ[أبو الفداء بن مسعود]ــــــــ[03 - 05 - 08, 11:04 م]ـ
الحمد لله وحده
هذا الكلام يجعله البعض جوابا على سؤال خبيث يسأله بعض الملاحدة اذ يقولون
ألستم تقولون أن الله قادر على كل شيء؟ فهل يقدر ربكم على أن يخلق الها مثله؟
وعند التأمل نقول هذا سؤال فاسد. فالخلق الذي هو صفة ربوبية لله تعالى، هو كسائر صفات الربوبية أمر يقع منه سبحانه على كل ما شاء مما سوى ذاته سبحانه، فليس فعل الخلق والايجاد الذي هو مقتضى القدرة، متوجها الى ذات الله وانما الى كل ما عداها من الموجودات! فكل ما في الوجود سواه هو من خلقه وصنعه، وهو الواحد الذي لا يناظره في أحديته وصفات ربوبيته شيء! فليس يخرج عن ملكوته شيء! وليس في الوجود الا خالق واحد أحد رب مهيمن على ملكه، فيه منتهى كمال القدرة والعلم والاحاطة، وكل شيء سواه خاضع له ولقدرته. فاذا قلنا أن الله قادر على كل شيء، فهذا اللفظ انما نقصد به كل ما عدا الله تعالى!
فالله قادر على اماتة ما يشاء من خلقه وافنائه .. فهل لعاقل أن يسأل هذا السؤال: أيقدر الرب على افناء نفسه واماتتها؟ هذا سؤال فاسد أصلا وحياة الرب صفة لذاته لا تنفك عنه ولا تعلق لها بقدرته على اماتة خلقه أو فعله ما يريد فيهم! فالاهلاك والاحياء والاماتة والرزق وغير ذلك انما هي أفعال يفعلها الرب في خلقه، وليس لمخلوق أن يسأل سؤالا يقتضي الجواب عليه انزال أفعال الرب في خلقه على ذاته سبحانه! هذا قياس باطل .. والذي علم صفات الرب تعالى مما أوحى الى رسله يعلم من جمع تلك الأسماء والصفات الى بعضها البعض أن الله ليس كمثله شيء، وأنه سبحانه ليس خاضعا لما أخضع اليه خلقه، ولا هو مقيد بما قيد به خلقه، وهو سبحانه منزه عن مشابهتهم والقياس عليهم! ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) فالذي يسأل هل يقدر الله على أن يميت نفسه، هذا يقيس على الرب أفعاله الواقعة منه على خلقه، فيسأل عن وقوعها منه على نفسه هو! وهذا قياس باطل ظاهر البطلان.
فالقدرة هي صفته التي يدخل تحتها كل شيء سواه! ثم حتى وان تنزلنا وفرضنا امكان ذلك - وهو باطل قطعا - فأي ملك عاقل هذا الذي يأتي في ملكه بند ونظير له في خلقه بارادته واختياره؟ فلله المثل الأعلى خالق كل شيء لا شريك له! فعندما نقول هو قادر على كل شيء، فكلمة شيء هذه التي تخضع لقدرة الله ليس العبث والافساد والباطل داخلا فيها أبدا وحاشاه جل وعلا! وليس اعطاء الخلق صفات ربوبيته داخلا فيها كذلك ..
ثم ان مجرد وجود كيان مساو للرب في صفاته هو أمر يدل العقل على امتناعه وبطلانه فضلا عن النص! والله يقول ((وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ)) فكيف يسأل السائل عما اذا كان الله يقدر على ايجاد ذلك المكافئ أو المساو له في صفاته؟
هذا ويجب أن يفهم أن مطلق وجود القدرة على الشيء لا يلزم منها فعل الشيء! وصفة القدرة والحكمة في الرب جل وعلا لا ينفصلان، ولا تنفك سائر صفات الربوبية عن بعضها البعض.
فالله تعالى يقول: ((لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ)) [الأنبياء: 17]
فهل يليق بالرب العلي أن يتخذ لنفسه ولدا أو صاحبة أو ندا أصلا، وهل هذا مما يجوز في حقه في ضوء ما علمناه من أسمائه وصفاته؟ كلا! والله قادر على أن ينزل من السماء آية تخضع لها أعناق سائر الملكفين في الدنيا، ولكنه ليس بفاعل .. لماذا؟ لأن هذا ليس مقتضى حكمته من خلقه لهذه الدنيا تبارك وتعالى! انما قضت حكمته ومشيئته أن يظل الناس منظرين الى يوم القيامة، فيموت من مات منهم على الايمان ويموت من مات منهم على الكفر ويجزى كل أحد بعمله وكسبه
وعليه فالسؤال فاسد من أصله، ولا نقول جوابا عليه ان الله لا يقدر على أن يخلق الها مثله وانما نقول، ان الله لا ند له ولا مكافئ ومجرد وجود مكافئ أو نظير لله في الوجود هو أمر ممتنع عقلا مطلقا، كما أن أفعال ربوبية الله (والتي هي مقتضى قدرته) نازلة منه على مربوبيه لا على ذاته سبحانه وتعالى.
ولعله يجادل السائل ويقول: أنتم لم تجيبوا على سؤالنا، يقدر أم لا يقدر! ألستم تقولون هو على كل شيء قدير؟ أليس هذا شيئا؟
فنقول أليس قد قال الله تعالى ((ليس كمثله شيء))؟ وقال كذلك ((وهو على كل شيء قدير))؟ فالجمع بين الآيتين أنه لا شيء مثله أو يستوي به، لا موجود بالفعل ولا هو محتمل الوجود ولا يمكن حدوثه! فلا يدخل في الآية الثانية ما تدعون! هذا جوابنا بالنقل وأما بالعقل فقد تقدم، ولا تعارض ولا شبهة ولله الحمد.
وزيادة بيان نقول أن مثل هذا السؤال أن يسأل سائل، هل يستطيع الله أن يطرد أو يخرج أحدا من ملكه؟ فنقول هذا سؤال فاسد أيضا! لأنه ليس في الوجود شيء الا وهو داخل في ملكه تبارك وتعالى! ولا يقاس ملك الله على ملك أرباب الاملاك من المخلوقين! فهؤلاء تحد أملاكهم أملاك غيرهم من نظرائهم! أما الله فله المثل الأعلى لا شريك له .. ولا يخرج شيء في الوجود عن ملكه! كل ما عداه في الوجود فهو داخل في ملكه! فيمتنع عقلا أن يوجد شيء خارج عن ملكه، ولا علاقة لتلك المسألة بقدرة الله تعالى أصلا حتى يسأل هذا السؤال! فهذه كتلك تماما: الفساد يأتي من أصل السؤال نفسه.
والله أعلم والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/392)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[04 - 05 - 08, 07:14 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرًا عن إيضاحك هذه المسألة.
أنا لا أعلم من أين أتيتَ بهذا الرد الطيب المفصل، ولكنني سبق أن سألتُ الشيخ الفاضل الحبيب / ياسر برهامي عن مثل هذه المقولة فقال بمثل هذا القول.
لكن استوقفني من مقالك هذه العبارة:
"ثم حتى وان تنزلنا وفرضنا امكان ذلك - وهو باطل قطعا - فأي ملك عاقل هذا الذي يأتي في ملكه بند ونظير له في خلقه بارادته واختياره؟ "
فقولك هذا لم أستطع هضمه، إذ أنه - على سبيل التنزل - لو قلنا بهذا، يكون قولنا باطلآً قطعًا.
إذ أن من صفات الرب أنه واجب الوجود، أزلي.
فكيف تتوافر فيه هاتان الصفتان - في الجديد المخلوق - مع أنه رب واجب الوجود أزلي؟
بانتظار التوضيح، بارك الله فيك
ـ[أبو الفداء بن مسعود]ــــــــ[04 - 05 - 08, 10:51 م]ـ
وفيك بارك الله
"أنا لا أعلم من أين أتيتَ بهذا الرد"
لو كنت ناقلا هذا الكلام لما فاتني العزو أيها الأخ الكريم (ابتسامة)
بل هو ما وفقني الله اليه، فما أصبت فيه فمن الله وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
"قولك هذا لم أستطع هضمه، إذ أنه - على سبيل التنزل - لو قلنا بهذا، يكون قولنا باطلآً قطعًا"
نعم، هو قول لا يهضم وهو ظاهر البطلان، والتنزل مع الخصم المجادل يجوز فيه افتراض أمر ممتنع الوقوع .. كما في قوله تعالى: ((وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ. لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ)) [الحاقة 44 - 45]
فحاشاه سبحانه أن يبعث رسولا يحتمل منه أن يتقول على ربه بعض الأقاويل! ولكنه التنزل مع المخالف ..
وعلى أي حال فقد كان من باب زيادة الحجة ببيان مزيد من أوجه الامتناع العقلي، ولكن ان كان قوله مما يخشى منه التلبيس، فلعله يكون من الأسلم تركه .. وفقكم الله.
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[04 - 05 - 08, 11:18 م]ـ
جزى الله خيرا الأخ على طرح الإشكال! وجوابه ولكنه سلك فيه مسلكا طويلا قد لا يستطيع البعض سرعة فهمه (وهذه السرعة مطلوبة لاسيما في مقام الناظرة) والأولى أن يقال باختصار:
-قول القائل هل يستطيع ربك أن يخلق إلها كاملا في القدرة والخلق والتصرف مثله؟
- الجواب: السؤال باطل إذ أن من صفة الإله أنه كامل الوجود لم يسبق بعدم
فلو خلق الله هذا الذي يفترض أنه إله لكان هذا الأخير مخلوقا كسائر المخلوقات حتى ولو أعطاه الله من القدرة والخوارق ما أعطاه فغاية أمره أنه مخلوق وتحت
قدرة الخالق.
-السؤال أن الله قادر على كل شيء فهل يقدر على إماتة نفسه (كما ورد)؟!
-الجواب لا يخلف عاقلان لو أن عاقلا آذى نفسه من غير شيء إلا لمجرد إهلاكها لحكم عليه عقلاء العالم إنسهم وجِنهم: أنه مجنون مختبل عقليا
فالله تعالى يتصف بكمال العلم والحكمة فهل يظن بالكامل مطلق الكمال أن يصدر منه فعل كهذا؟ وإنما يظن به أنه يريد أن يهلك أقواما فسقوا وضلوا
إحقاقا لعدله ثم يصرف ذلك عنهم إلى حين إحقاقا لحلمه ورحمته اللتي سبقت غضبه. هذا الذي يظن بالكامل.
-السؤال الله قادر على كل شيء فهل يقدر على اتخاذ الصاحبة والولد؟
-الجواب اتخاذ الصاحبة والولد تلزمه وتوجبه حاجة الخلق ملكهم ومملوكهم ,فكلنا محتاج للزوجة والولد ,شيء فطر الله عزوجل عليه الخلق إنسهم وجنهم وحيوانهم ,و تعالى الله عزوجل أن يحتاج إلى أحد بل هو الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم تكن له صاحبة قائم بنفسه وقيوم السموات والأرضين لا تأخذه سِنة ولا نوم ولا ينام ولا ينبغي أن ينام حجابه النور لو كشفه لأحرقت سَبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره , و لو اعترض معترض أن من زينة الولد محادثته ومساءلته وكلامه مع والده ,فالله عز وجل قد اتخد إبراهيم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خليلا ,ومحمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خليل الرحمان وكلم موسى تكليما ,ولهذ أجاب الله عزوجل قوما نسبوا له الصاحبة والولد فقال عزمن قائل {لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الواحد القهار}
والله تعالى أعلم
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[04 - 05 - 08, 11:21 م]ـ
جزى الله خيرا الأخ على طرح الإشكال! وجوابه ولكنه سلك فيه مسلكا طويلا قد لا يستطيع البعض سرعة فهمه (وهذه السرعة مطلوبة لاسيما في مقام المناظرة) والأولى أن يقال باختصار:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/393)
-قول القائل هل يستطيع ربك أن يخلق إلها كاملا في القدرة والخلق والتصرف مثله؟
- الجواب: السؤال باطل إذ أن من صفة الإله أنه كامل الوجود لم يسبق بعدم
فلو خلق الله هذا الذي يفترض أنه إله لكان هذا الأخير مخلوقا كسائر المخلوقات حتى ولو أعطاه الله من القدرة والخوارق ما أعطاه فغاية أمره أنه مخلوق وتحت
قدرة الخالق.
-السؤال أن الله قادر على كل شيء فهل يقدر على إماتة نفسه (كما ورد)؟!
-الجواب لا يخلف عاقلان لو أن عاقلا آذى نفسه من غير شيء إلا لمجرد إهلاكها لحكم عليه عقلاء العالم إنسهم وجِنهم: أنه مجنون مختبل عقليا
فالله تعالى يتصف بكمال العلم والحكمة فهل يظن بالكامل مطلق الكمال أن يصدر منه فعل كهذا؟ وإنما يظن به أنه يريد أن يهلك أقواما فسقوا وضلوا
إحقاقا لعدله ثم يصرف ذلك عنهم إلى حين إحقاقا لحلمه ورحمته اللتي سبقت غضبه. هذا الذي يظن بالكامل.
-السؤال الله قادر على كل شيء فهل يقدر على اتخاذ الصاحبة والولد؟
-الجواب اتخاذ الصاحبة والولد تلزمه وتوجبه حاجة الخلق ملكهم ومملوكهم ,فكلنا محتاج للزوجة والولد ,شيء فطر الله عزوجل عليه الخلق إنسهم وجنهم وحيوانهم ,و تعالى الله عزوجل أن يحتاج إلى أحد بل هو الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم تكن له صاحبة قائم بنفسه وقيوم السموات والأرضين لا تأخذه سِنة ولا نوم ولا ينام ولا ينبغي أن ينام حجابه النور لو كشفه لأحرقت سَبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره , و لو اعترض معترض أن من زينة الولد محادثته ومساءلته وكلامه مع والده ,فالله عز وجل قد اتخد إبراهيم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خليلا ,ومحمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خليل الرحمان وكلم موسى تكليما ,ولهذ أجاب الله عزوجل قوما نسبوا له الصاحبة والولد فقال عزمن قائل {لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الواحد القهار}
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبيدة الأزدي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 11:46 م]ـ
جزاكم الله خير وكتب الله أجركم
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[05 - 05 - 08, 01:43 ص]ـ
جزاكم الله كل خير على ما سطرتموه
و عجبي لا ينقضي من هؤلاء البهائم بل هم أضل، حيث يسألون و كأنهم قد أفحمونا
هل يستطيع الله أن يموت؟؟؟ تعالى الله عن كلامهم علواً كبيراً
و السؤال واضح البطلان لكل من له عينين
حيث أشترك في السؤال متناقضان
الإستطاعة: (يستطيع)
عدم الإستطاع:الموت
أو بمعنى آخر
فعل:يستطيع
عدم فعل: موت
ببمعنى هل يستطيع أن لا يستطيع؟؟؟
و هذا سؤال واضح البطلان كما هو ظاهر لكل من له عينان
فالحمد لله على نعمة العقل
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[05 - 05 - 08, 01:49 ص]ـ
الحمد لله.
على الإنسان عدم الخوض في مثل هذه المسائل التي تؤدي بضعاف القلوب للشك ووسوسة الشيطان.
و لمذا التكلف و الإجابة على مثل هذه الأسئلة. لأن أصل السؤال خطئ فكيف الأجابة عليه. لأن ذاك الإنسان يسأل هل يمكن خلق ما هو ليس بمخلوق؟ إن سألت هذا السؤال لأتهمت بالجنون.
أخي الحبيب أبو عبد الله عادل السلفي
كلامك طيب أخي الحبيب
و لكن من غباء هؤلاء القوم تجد بعض ضعاف الإيمان ينقادون ورائهم فلا ضير في الرد على مقالة هؤلاء و خاصة إن كان الرد بحجة بليغة قوية
و حسبك كتاب الله ففيه من الرد على مثل هذه الشبهات الشيء الكثير لمن وعى
بارك الله فيك و أطعمك لحم ديك ..... :) ابتسامة
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 01:53 ص]ـ
الحمد لله.
أخي فادي جزاك الله خيرا و نفع بك و جزى الأخوة الكرام خير الجزاء على ما سطّروه. و الله المستعان
ـ[أبو الفداء بن مسعود]ــــــــ[05 - 05 - 08, 07:30 ص]ـ
"لأن ذاك الإنسان يسأل هل يمكن خلق ما هو ليس بمخلوق؟ "
أحسنت .. وهذه عبارة بهذه الصياغة تغني عن كثير مما تقدم من كلامنا جميعا، قول سديد وفقك الله.
وهي قريبة الى الجواب الذي نقله ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة حيث قال: ""وقد رويت هذه الحكاية على وجه آخر وإنهم سألوا العابد فقالوا هل يقدر ربك أن يخلق مثل نفسه فقال لاادري فقال اترونه لم تنفعه عبادته مع جهله وسألوا عن ذلك فقال هذه المسألة محال لأنه لو كان مثله لم يكن مخلوقا فكونه مخلوقا وهو مثل نفسه مستحيل فإذا كان مخلوقا لم يكن مثله بل كان عبدا من عبيده وخلقا من خلقه" أ. هـ.
مفتاح دار السعادة (1/ 129 - 130)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[05 - 05 - 08, 10:15 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
و أعجبتني هذه الكلمة:
" بارك الله فيك و أطعمك لحم ديك "
ـ[ابو عبد المهيمن]ــــــــ[06 - 05 - 08, 10:55 ص]ـ
بارك الله فيكم
والاصل في هذا ان القدرة لا تتعلق بالمستحيل ووجود خالقين متماثلين في الصفات ممتنع باجماع جميع العقلاء
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[06 - 05 - 08, 11:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
جزاكم الله خيرا، والسؤال من صنع شيطان مارد من الملاحدة قالتهم الله، والجواب عليه في سطر:
السؤال غلط، والجواب عليه سوف يكون غلطا. إ. هـ
أو بصيغة أخرى لمن يحكم العقل على النقل:
السؤال لا يتقبله العقل، فلا يمكن أن يأتي العقل بجواب له. إ. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/394)
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:06 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
و أعجبتني هذه الكلمة:
" بارك الله فيك و أطعمك لحم ديك "
أخي الحبيب يحيى صالح
رزقك الله ما أعجبك في الدنيا و الآخرة
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
جزاكم الله خيرا، والسؤال من صنع شيطان مارد من الملاحدة قالتهم الله، والجواب عليه في سطر:
السؤال غلط، والجواب عليه سوف يكون غلطا. إ. هـ
أو بصيغة أخرى لمن يحكم العقل على النقل:
السؤال لا يتقبله العقل، فلا يمكن أن يأتي العقل بجواب له. إ. هـ
أخي الحبيب أبو عائشة و خويلد:
بل له جواب و جوابه تناقض السؤال
فنحن أخي جميعاً نسلم بما تسلم
لكن هذا الملحد لا يسلم فليس من الصواب أن نتركه دون أن نرده إلا الحق
و أغلب كلام هؤلاء الملاحدة فيه ما ينقضه كنظرية الإنفجار العظيم و غيرها
فلعل الله يرزق ملحد دخول هذا المنتدى للفضول كما تعلمون فيقع في قلبه ما يكون سبب في هدايته إلى الحق ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 05 - 08, 04:13 م]ـ
وماذا عن إجابة المتكلمين عن تعلق القدرة بالممكن إيجادا وعدما، فعليه يخرج الواجب والمحال، وإيجاد الشريك أو المثيل محال فلا تعلق له بالقدرة؟
هل على جوابهم اعتراض؟
ـ[أحمد الحساينة السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 04:19 م]ـ
هذا تأصيل للشيخ محمد أمان الجامي -رحمه الله-
لمسألة متعلق قدرة الله -جل في علاه وعظم في عالي سماه -:
- وأما القدرة فهي الصفة التي تتعلق بالممكنات إيجاداً وإعداماً؛ لعل هذا الأسلوب قد يكون جديدا على صغار الطلبة.
- قدرة الله تعالى لها تعلق؛ بما تتعلق القدرة؟
- الأشياء تنقسم إلى ثلاثة: واجبات، ومستحيلات، وجائزات، والجائز يقال له: ممكن.
- الجائز والممكن بمعنى واحد، ما يقبل الوجود والعدم، أو ما وجد بعد أن كان معدوماً ثم يؤول أمره إلى العدم، هذا يقال له: جائز، ويقال له: ممكن، الكون كله جائز وممكن.
- أما الواجبات فذات الله سبحانه وتعالى وصفاته وأسماؤه، أي: الثابت، الذي لم يسبق بعدم ولا يلحقه عدم، لذلك يقال في حق الله –تعالى-: واجب الوجود، لأنه وجوده لم يسبق بعدم، وجود أزلي، وهو معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- في تفسير بعض أسماء الله تعالى: "أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء"، هذا هو الواجب، واجب الوجود الدائم الباقي، الآخر الذي ليس بعده شيء. (أما الجائز، عفوا الجائز قد عرفناه).
- المستحيل، المستحيل ما لا وجود له، ما يستحيل وجوده ولا يليق بالله أن يوجد ذلك المستحيل، لا عجزا، بل لأن قدرته لا تتعلق بالمستحيل، ولا يليق بالله تعالى إيجاد المستحيل.
- هذه النقطة مهمة جدا، قد يأتي سؤال المتعنتين من علماء الكلام، إذا ناقشك لإثبات الصفات ووُفقت وأفهمته؛
منها سؤال، هذا السؤال ورد هذه الأيام: هل الله قادر على أن يخلق له شريكا أو صاحبة أو ولدا، هكذا يسألك، كما قيل: "لكل سؤال جواب"، يجب أن تهيأ الإجابة، لأنك تعيش في وقت اختلط فيه الصالح بالطالح وكثُرت الملل، وإن كانت تنتسب إلى الإسلام فهي ملل، ملل غير إسلامية، منتسبة للإسلام تعيش بين المسلمين.
- من يجرؤون على مثل هذا السؤال للتشكيك، إما إنهم كفار، أو يقربون من الكفر وقد خرج من قلوبهم تعظيم الله؛ وعلى كلٍّ، لا بد من جواب.
- الجواب أن يقال: إن قدرة الله –تعالى- لا تتعلق بالمستحيلات، أما الله سبحانه فهو على كل شيء قدير؛
إن حققنا المسألة على أصول أهل الكلام لفظة: "شيء" لا تطلق على المستحيل، والله على كل شيء قدير، المعدوم والمستحيل ليس بشيء، أي: إن قدرة الله لا تتعلق بذلك، لأن الله عليم حكيم، لا يليق بالله -سبحانه وتعالى- أن تتعلق قدرته بتلك المستحيلات فيوجدها، لا لأنه عاجز عن إيجادها؛ تُثبت لله القدرة، وتنفي عنه -سبحانه وتعالى- ما لا يليق به، فإنه لا يفعل ذلك لأنها من الأمور التي لا تليق بالله –تعالى-، وهي المعروفة عند علماء الكلام بالمستحيلات؛ إذن قدرة الله –تعالى- لا تتعلق بالمستحيلات، ولا تتعلق بالواجبات، ولكنها تتعلق بالممكنات فقط، أو بالجائزات.
أما الواجبات، لماذا لا تتعلق بالواجبات؟ لأن الواجب لا يوصف بالإيجاد والإعدام؛ ذات الله وصفات الله الذاتية القديمة لا توصف لا بالإيجاد ولا بالإعدام، إذن قدرة الله لا تتعلق بالواجبات، أي: لا تتعلق بذات الله -تعالى- وأسمائه وصفاته، لأنها ليست بمخلوقة، ولا تتعلق بالمستحيلات.
إذن بما تتعلق قدرة الله -تعالى-؟ بالممكنات، أو بالجائزات؛ هذا معنى كلام الشيخ: "فهي الصفة التي تتعلق بالممكنات إيجاد وإعداما"
- ما لا يقبل ولا يخضع للإيجاد والإعدام، كالواجبات، لا تتعلق بها القدرة؛ ما لا يقبل الإيجاد لكونه مستحيلا لا تتعلق به القدرة، مفهوم؟ فرقوا بين الأمور هذه، ما لا يخضع للإيجاد والإعدام، لكونه واجباً أزليّاً كذات الله -سبحانه وتعالى- وأسمائه وصفاته لا تتعلق بها القدرة، وما لا يخضع أو لا يصلح أو لا يليق إيجاده كالمستحيلات أو وهو المستحيلات لا تتعلق بها القدرة، إذن قدرة الله -تعالى- تتعلق بالممكنات أو بالجائزات.
- لعل هذا البحث، حيث إنه بحث اصطلاحيّ من اصطلاح علماء الكلام، ولكنه دخل على السلف المتأخر الذين ناقشوا الخلف؛ ممكن الاستفادة من بعض كتب الأشاعرة في مثل هذه المسألة، بالنسبة للناضج، الطالب الناضج يمكن يرجع إلى ..... ، ليبحث متعلق قدرة الله تعالى، متعلق الصفات كلها، هم يبحثون عن متعلق الصفات كلها، ممكن البحث، وما فهمت فهمت وما لم تفهم تسأل وتكون على علم؛ لأنك قد تفاجأ في مناقشة ومناظرة من هذا الباب من القوم، إذا كنت غافلا ولست على علم وأنت لا تدري، لذلك ينبغي الاطلاع على هذه الكتب وهي ( ... ) في متناول أيديكم، فتطالعوا فتسألوا ما أشكل عليكم.
-انتهى كلام الشيخ عن المسألة-
من الشريط الثالث عشر، من شرح العقيدة الواسطية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/395)
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[07 - 05 - 08, 02:08 ص]ـ
فتاوى اللجنة الدائمة - 2 - (ج 1 / ص 12)
السؤال الثالث من الفتوى رقم (18885)
س 3: دخل معنا أحد المسيحيين في محاورة، فكان من ضمن ما سألنا عنه هذا السؤال الذي نصه: (هل يستطيع الله عز وجل أن يخلق إلها مثله)؟ فوقفت عاجزا ولم أستطع الإجابة عن ذلك.
فنرجو الإجابة عن ذلك.
ج 3: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} (1) فبين الله في هذه الآية امتناع وجود إله، إذ يترتب على هذا ويلزم منه المحاذير التالية:
المحذور الأول: وقد بينه الله بقوله: {إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ} (2) أي لانفرد كل إله بما خلقه، واستبد به، وامتاز ملكه عن ملك الآخر، ووقع بينهم المطالبة والتحارب والتغالب. تعالى الله عن ذلك.
المحذور الثاني: التنازع بينهما كل يطلب العلو على الآخر، وانتزاع ما بيده وقهره، وأخذ ملكه وغلبة القوي للضعيف، كما قال تعالى: {وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} (3) تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. المحذور الثالث: فساد الأرض والسماوات وما فيهما من
__________
(1) سورة المؤمنون الآية 91
(2) سورة المؤمنون الآية 91
(3) سورة المؤمنون الآية 91
وقال العثيمين في السفارينية ص134.
يجب أن نعلم أن المستحيل نوعان:
1 - مستحيل لذاته،
2 - ومستحيل لغيره،
فالمستحيل لذاته: ما لا يمكن أن تتعلق به القدرة،
كما مثلنا وقلنا: لو قال قائل: هل يقدر الله أن يخلق مثله؟
قلنا: هذا مستحيل لذاته،
لأن المماثلة مستحيل أدنى ما نقول: أن نقول: أن هذا مخلوق والرب خالق،
فتنتفي المماثلة على كل حال،
الشيء الثاني: المستحيل لغيره،
بمعنى أن الله تعالى أجرى هذا الشيء على هذه العادة المستمرة التي يستحيل أن تنخرم،
ولكن الله قادر على أن يخرمها،
هذا نقول: إن القدرة تتعلق به،
فيمكن للشيء الذي نرى أنه مستحيل بحسب العادة أن يكون جائزاً واقعاً بحسب القدرة،
وهذا الشيء كثير كل آيات الأنبياء الكونية من هذا الباب مستحيل لغيره،
انشقاق القمر للرسول عليه الصلاة والسلام مستحيل لغيره لكن لذاته غير مستحيل،
لأنه وقع والله قادر على أن يشق القمر نصفين.
وقال رحمه الله في كتاب الجنائز من كتاب الممتع المجلد الخامس.
نعم الشيء الذي لا يليق بجلاله لا يمكن أن يكون متعلق القدرة؛ لأن أصل القدرة لا تتعلق به.
كما لو قال قائل: هل يقدر الله على أن يخلق مثله؟
نقول: هذا مستحيل؛ لأن المثلية ممتنعة، فلو لم يكن من انتفاء المماثلة إلا أن الثاني مخلوق والأول خالق.
والأول: واجب الوجود.
والثاني: ممكن الوجود.
وقال رحمه الله في شرح الواسطية ص125.
تنبيه: ذكر في "تفسير الجلالين" ـ عفا الله عنا وعنه ـ في آخر سورة المائدة ما نصه "وخص العقل ذاته، فليس عليها بقادر"!
ونحن نناقش هذا الكلام من وجهين:
الوجه الأول: أنه لا حكم للعقل فيما يتعلق بذات الله وصفاته، بل لا حكم له في جميع الأمور الغيبية، ووظيفة العقل فيها التسليم التام، وأن نعلم أن ما ذكره الله من هذه الأمور ليس محالاً، ولهذا يقال: إن النصوص لا تأتي بمحال، وإنما تأتي بمحار، أي: بما يحير العقول، لأنها تسمع ما لا تدركه ولا تتصوره.
والوجه الثاني: قوله: "فليس عليها بقادر": هذا خطأ عظيم، كيف لا يقدر على نفسه وهو قادر على غيره، فكلامه هذا يستلزم أنه لا يقدر أن يستوى ولا أن يتكلم ولا أن ينزل إلى السماء الدنيا ولا يفعل شيئاً أبداً وهذا خطير جداً!!
لكن لو قال قائل: لعله يريد: "خص العقل ذاته، فليس عليها بقادر"، يعني: لا يقدر عل أن يلحق نفسه نقصاً قلنا: إن هذا لم يدخل في العموم حتى يحتاج إلى إخراج وتخصيص، لأن القدرة إنما تتعلق بالأشياء الممكنة، لأن غير الممكن ليس بشيء، لا في الخارج ولا في الذهن" فالقدرة لا تتعلق بالمستحيل، بخلاف العلم.
فينبغي للإنسان أن يتأدب فيما يتعلق بجانب الربوبية، لأن المقام مقام عظيم، والواجب على المرء نحوه أن يستسلم ويسلم.
إذاً، نحن نطلق ما أطلقه الله، ونقول إن الله على كل شيء قدير، بدون استثناء.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[07 - 05 - 08, 03:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
نقول: هذا مستحيل؛ لأن المثلية ممتنعة، فلو لم يكن من انتفاء المماثلة إلا أن: الثاني مخلوق والأول خالق.
رحمة الله على العثيمين تترى الى يوم الدين.(48/396)
يا أهل العراق:" منهج التفتازاني في شرح النسفية " رسالة أحتاجها.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 12:20 م]ـ
إخواني الأكارم – وخاصة طلبة العلم في العراق -:
هناك رسالة أظنها ماجستير، بعنوان: " منهج التفتازاني في شرح النسفية "، أحتاجها، وهي في جامعة صدام سابقا، فمن استطاع أن يصورها لي، أكون له من الشاكرين الداعين له بخير.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 - 05 - 08, 05:30 م]ـ
ماالفرق بينها وبين رسالة الشيخ محمود النورستاني في الجامعة الإسلامية؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[09 - 05 - 08, 01:17 ص]ـ
في الجامعة الإسلامية: موقف التفتازاني من الإلهيات رسالة دكتوراة نوقشت العام الماضي وهي في 2000 صفحة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 05 - 08, 07:07 م]ـ
ماالفرق بينها وبين رسالة الشيخ محمود النورستاني في الجامعة الإسلامية؟
حفظك الله، رسالة الشيخ النورستاني اسمها: " مواقف التفتازاني الاعتقادية في كتابه شرح العقائد النسفية ".، وهي رسالته العالمية الدكتوراة.
وأظنها هي نفسها التي أشار لها الأخ الحائلي، فلعله يفيدنا.
وأما الرسالة التي أريدها لي، وللشيخ الدكتور النورستاني، هي رسالة ماجستير، كما أخبرني الشيخ النورستاني نفسه.
فلعل بعض الإخوة من طلبة العلم في بغداد أن يتفضل علينا، ويسأل عليها في الجامعة آنفة الذكر.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 11:44 م]ـ
في الجامعة الإسلامية: موقف التفتازاني من الإلهيات رسالة دكتوراة نوقشت العام الماضي وهي في 2000 صفحة.
أظنها:
" التفتازاني و موقفه من الإلهيات: عرض و نقد. إعداد: عبدالله بن علي الملا، بإشراف الدكتور: بركات عبدالفتاح دويدار. (4 مجلدات)، رسالة دكتوراة بجامعة أم القرى.
ـ[عبد الملك المرواني]ــــــــ[11 - 05 - 08, 04:10 م]ـ
خذها من اهل العراق
اليك ايها الحبيب هذا الرابط لتنزيل الكتاب مع تحذيرك ممافيه من العقائد الماتوريدية والاشعرية لانهما يلتقيان كثيرا ويفترقان في امور
http://www.al-razi.net/website/pages/s_nasafiya.htm
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 06:21 م]ـ
خذها من اهل العراق
اليك ايها الحبيب هذا الرابط لتنزيل الكتاب مع تحذيرك ممافيه من العقائد الماتوريدية والاشعرية لانهما يلتقيان كثيرا ويفترقان في امور
http://www.al-razi.net/website/pages/s_nasafiya.htm
رفع الله قدرك، وقدر الموحدين من أهل العراق.
وبارك الله بك على حرصك، وأسأل الله تعالى أن ييسر أمرك أينما كنت.
ولكن أخي الرابط الذي وضعت هنا هو للأصل أعني شرح التفتازاني!، والذي أريده هو عبارة عن رسالة ماجستير دراسة للشرح لأحد الطلاب العراقيين، قيل لي إنها في جامعة صدام.
على كل حال أسأل الله تعالى أن يأجرك على نيتك.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 06:37 م]ـ
وعنوان الرسالة بلفظ أدق:
"التفتازاني ومنهجه في شرح النسفية"
واسم الباحث: وليد جبار العبيدي.
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 12:28 م]ـ
أظنها:
" التفتازاني و موقفه من الإلهيات: عرض و نقد. إعداد: عبدالله بن علي الملا، بإشراف الدكتور: بركات عبدالفتاح دويدار. (4 مجلدات)، رسالة دكتوراة بجامعة أم القرى.
ما أعنيه غير هذه، بل هي في الجامعة الإسلامية، ولم تطبع بعد، والمشرف عليها الشيخ د. سعود الخلف.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:09 م]ـ
ما أعنيه غير هذه، بل هي في الجامعة الإسلامية، ولم تطبع بعد، والمشرف عليها الشيخ د. سعود الخلف.
والتي أشار إليها الأخ عبدالله العلي وفقه الله هي رسالة عبدالله الملا الأشعري عقيدةً الكويتي موطنا ورسالة النورستاني هي التي أشرت إليها حفظك الله، وفيها رد على الملا هداه الله إلى عقيدة السلف كما أخبرني الشيخ محمد محمدي النورستاني صاحب الرسالة المذكوره(48/397)
ما هو الرد علي قول الأشاعرة أن الله سبحانه و تعالي منزه عن المكان لأن المكان مخلوق.
ـ[محمد محمد عبد الوهاب]ــــــــ[04 - 05 - 08, 04:53 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله.
ما هو الرد علي قول الأشاعرة أن الله سبحانه و تعالي منزه عن المكان لأن المكان مخلوق.
حبذا لو كان الرد من كلام العلماء.
جزاكم الله خيرا.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[05 - 05 - 08, 01:05 ص]ـ
أخي الفاضل محمد محمد عبد الوهاب
الأشاعرة من أغبى خلق الله فتراهم يحاولون إلزامنا بلوازم من عندهم بناءاً عليها يكون الجواب
إن كنت أخي الحبيب في مناظرة مع أحدهم فقل له:قبل أن أناظرك ما هو تعريف المكان عندك؟؟
فإن أجابك بالمعنى اللازم عندهم (ألا و هو أن المكان مخلوق من مخلوقات الله) فقل له:إن سلمت معك بما ترمي إليه من كون المكان كما تقول فأنا معك و لا تعارض (و نحن السلفيون ننزه الله عن هذا المكان المخلوق)
لكن لما خلق الله الخلق خلقهم في نفسه أم خارجاً عنها؟؟؟؟
فإن قال في نفسه كفر إجماعاً و إن قال خارجها فقل له فلما خلقها الله خارجاً،كانت متصلة بالله أم منفصلة؟؟؟
و لا أظنه يقول الأولى على ما يعتقد و نعتقد معه
فإن قال الثانية فقل له و نحن معك مع إثبات العلو و لا تعارض ..
إلا إن صم عقل هذا الأشعري فابطحه و اخنقه و اقعد على صدره و اقرأ عليه آيه الكرسي فإنه شيطان
ذلك أنه نفى العلو و ما نفاه إلا بالتأويل بل بالتشبيه أولاً الذي قاده إلا تعطيل صفة العلو لله تعالى
و سامحني على جوابي غير المدعم بكلام المشايخ و العلماء
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[05 - 05 - 08, 01:32 ص]ـ
قال ابن القيم: (وكذلك قولهم ننزهه عن الجهة؛ إن أردتم أنه منزه عن جهة وجودية تحيط به وتحويه وتحصره إحاطة الظرف بالمظروف فنعم هو أعظم من ذلك وأكبر وأعلى. ولكن لا يلزم من كونه فوق العرش هذا المعنى.
وإن أردتم بالجهة أمراً يوجب مباينة الخالق للمخلوق, وعلوه على خلقه, واستواءه على عرشه فنفيكم لهذا المعنى الباطل, وتسميته جهة اصطلاح منكم توصلتم به إلى نفي ما دل عليه العقل والنقل والفطرة, وسميتم ما فوق العالم جهة, وقلتم منزه عن الجهات, وسميتم العرش حيزاً, و قلتم ليس بمتحيز, وسميتم الصفات أعراضاً, وقلتم الرب منزه عن قيام الأعراض به.)
"مختصر الصواعق" (1/ 181).
قال شيخ الإسلام: "وجميع الحكماء قد اتفقوا على أن الله والملائكة في السماء كما اتفقت جميع الشرائع على ذلك, والشبهة التي قادت نفاة الجهة إلى نفيها هو أنهم اعتقدوا أن إثبات الجهة يوجب إثبات المكان وإثبات المكان يوجب إثبات الجسمية. قال: ونحن نقول: إن هذا كله غير لازم؛ فإن الجهة غير المكان"
"در التعارض" (3/ 211).
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6529
ـ[أبو عمر السلمي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 01:35 ص]ـ
الأشاعرة من أغبى خلق الله
أخي لو ابتعدت عن مثل هذه الألفاظ فهو أولى.
والخطأ لا يعالج بمثله.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 02:06 ص]ـ
الرد هو أننا كذلك ننزه الله تعالى عن المكان المخلوق.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[05 - 05 - 08, 06:34 ص]ـ
قال الالبانى رحمه الله فى الرد على الاحباش:
مسألة المكان وضلال الأحباش والمتكلمين فيها
فإذا كان هذا التفريق واضحاً في أذهان إخواننا الحاضرين وأخواتنا الحاضرات، فأقول: هذه فلسفة نعرفها من أخزم -شنشنة نعرفها من أخزم- حينما يعتمدون على الكلام، ولا أقول على العقل بعد ذاك التفصيل، وإنما على عقلهم فقط يريدون أن ينزهوا الله عز وجل عن المكان وهو منزه عن المكان بحكم قوله عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11] .. وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ [البقرة:255] فالله عز وجل -كما نعلم جميعاً على اختلاف الفرق الإسلامية- كان الله ولا شيء معه، لم يكن ثمة زمان ولا مكان، ثم خلق الله عز وجل المكان والزمان؛ فلذلك لا شك ولا ريب أن الله عز وجل ليس في مكان، ولكن الذي يجب الانتباه له: أن تلك الكلمة الحبشية -إذا صحت هذه النسبة- كلمة حق أريد بها باطل، أي: قولهم: إن المكان مخلوق، ولا يُعقل أن يكون الله عز وجل حالاً في مخلوق!! هذا كلام صحيح، لكنها كلمة حق أريد بها باطل، ما هو الباطل الذي يراد بهذه الكلمة؟ يريدون أن يعطلوا الله عز وجل عن صفاته وعن أسمائه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/398)
تبارك وتعالى المصرح بها في القرآن وفي السنة الصحيحة. فنحن نقول معهم بأن الله عز وجل ليس في مكان، ولكن هل يقولون معنا كما قال الله عز وجل في القرآن: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]؟ هل يقولون معنا كما في الآية الكريمة: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10]؟ هل يقولون معنا كما قال ربنا: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [المعارج:4]؟ الجواب -مع الأسف-: لا. إذاً تلك كلمة حق أريد بها باطل، والآن سيتضح لكم، ولكل من قد يكون تسربت إليهم أو إليهن شيء من شبه أولئك الأحباش، فنقول: إن الله عز وجل قد وصف في هذه الآيات وفي غيرها، وفي أحاديث كثيرة وكثيرة جداً، أن له تبارك وتعالى صفة العلو، فلا جرم أن المصلي حينما يسجد يقول: سبحان ربي الأعلى، وأن من أدب التلاوة في صلاة الليل إذا قرأ الإمام: سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] أن يقول المقتدون من ورائه: سبحان ربي الأعلى، ونحو ذلك من نصوص كثيرة في الكتاب والسنة، قاطعة الدلالة على أن لله عز وجل صفة العلو على المخلوقات كلها، هل هم يقولون مع قولهم: إن الله ليس في مكان، أن الله عز وجل على العرش استوى؟ لا يقولون بذلك؛ والسبب يعود إلى أحد أمرين اثنين، والأمران كما يقال: أحلاهما مر؛ فإما أن يكون هذا الأمر يعود إلى انحراف في الفكر والعقل، وإلى نقص في العقل والفهم، وإما أن يكون القصد الهدم للإسلام من أقوى جوانبه، ألا وهو العقيدة المتعلقة بالله تبارك وتعالى، وكما علمتم أحلاهما مر، سواءً كان قولهم هذا بأن ينكروا ما صرح الله عز وجل في تلك الآيات والنصوص ما ذكرنا منها وما لم نذكر، بأن له صفة العلو. نحن سنقول الآن: الله عز وجل ليس في مكانٍ خلقه بعد أن كان عدماً، هذه حقيقة لا شك ولا ريب فيها، لكن هل الله عز وجل فوق المخلوقات كلها وهو ليس في مكان؟ لا تلازم -وهنا يظهر جهل هؤلاء أو كيدهم- لا تلازم إطلاقاً بين إثبات صفة العلو لله عز وجل على المخلوقات كلها، وبين أن يكون هو في مكان؛ لأن المكان حينما يطلق إنما يراد به شيء كان مسبوقاً بالعدم ثم خلقه الله عز وجل. إذاً: هؤلاء الذين يبدءون الكلام بالفلسفة الكلامية: المكان مخلوق أم ليس بمخلوق؟ نعم. هو مخلوق .. هل يليق بالله عز وجل أن يكون في مكان خلقه؟ الجواب: لا يليق، إذاً .. كيف يقال: إن الله في مكان؟ نقول: لا أحد من المسلمين يقول: إن الله في مكان، إلا المنحرفين عن الكتاب والسنة. ......
الفرق المنحرفة في إثبات المكان لله تعالى
هناك طائفتان اثنتان: طائفة تثبت المكان لله .. ولعلكم تسمعون هذا الإثبات من ألسنة من ينتمون إلى أهل السنة والجماعة من بين أظهرنا، ولا نذهب بكم بعيداً عنا، فأحدنا في بعض المجالس طالما سمع بأذنيه قائلاً من المسلمين وليسوا من الأحباش يقول: الله في كل مكان، الله موجود في كل الوجود، هذه عقيدة ليست من عقائد المسلمين إطلاقاً، وإنما هي عقيدة طائفتين انحرفتا عن العقيدة الصحيحة التي ذكرنا آنفاً أنها من المقطوع بها في القرآن وفي السنة، وهي أن الله عز وجل على العرش استوى. الطائفة الأولى: هم المعتزلة قديماً وحديثاً، المعتزلة القدامى يصرحون بأن الله في كل مكان، ومن هؤلاء الطوائف التي لا تعرف اليوم باسم المعتزلة، لكنهم يعرفون باسم آخر، وهم طائفة من الخوارج، الذين نعرف جميعاً شيئاً من تاريخهم ومن إسرافهم في كثير من العقائد الصحيحة، تلك الطائفة الموجودة اليوم هم المعروفون بالإباضية، وهم يتبنون عقيدة المعتزلة أن الله عز وجل في كل مكان، ولا كلام لنا الآن مع هؤلاء؛ لأنكم قد عرفتم بأنهم مبطلون حينما يحشرون الله عز وجل في كل مكان، لكن يجب أن تتنبهوا وأن تتذكروا أن هؤلاء الأحباش وأمثالهم حينما يلتقون مع بعض المسلمين أو المسلمات، ويشككونهم في عقيدتهم الصحيحة، وهي أن الله عز وجل على العرش استوى، كيف؟ لا كيف -كما تعلمون- وهذا له بحث آخر، فبدل أن يعالجوا ما نسمع في مجالس أهل السنة والجماعة -كما يقولون اليوم أن الله موجود في كل مكان- بدل أن يعالجوا هذا الخطأ يعالجون عقيدة صحيحة باسم إنكار هذا الخطأ. المعتزلة قديماً ومن على شاكلتهم من الإباضية حديثاً، يصرحون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/399)
بأن الله في كل مكان، وهذا ضلال ما بعده ضلال، ولعلنا نعرج لتفصيل شيء من هذا الضلال. أما الطائفة الأخرى فهم الذين يقولون: إن الله ليس في مكان مطلقاً، سواء كان المكان مكاناً وجودياً -أي: الذي كان عدماً ثم خلقه الله- أو كان مكاناً ذهنياً. كلنا يعلم -كما ذكرت لكم آنفاً- بأن الله عز وجل كان ولا زمان ولا مكان، هل كان في مكان؟ إن كان المقصود بالمكان المكان المخلوق فحاشاه! فقد كان ولا شيء معه مطلقاً، لكنه كان، فكان في مكان، أما إن كان في هذا العدم الذي كونه فيما بعد، فجعل قسماً منه خلقاً بقوله: كُنْ فَيَكُونُ [البقرة:117] فالله كان وهو من هذه الحيثية لا يزال كما كان، أي: ليس في مكان مخلوق، هذا واضح جداً. فالطائفة الأخرى ينكرون أن يكون الله عز وجل كما كان في الأزل ليس في مكان، ولذلك فهم لا يثبتون له صفة العلو على المخلوقات كلها. هؤلاء لهم مقولة من أبطل ما يقوله كافر -لا أقول: مسلم- وهم الفرقة الثانية الذين يخالفون المعتزلة في ضلالهم، وقد عرفتم أن المعتزلة يقولون: إن الله في كل مكان، وهذا ضلال واضح ولا يحتاج إلى بيان إن شاء الله، على الأقل الآن أولئك الذين يقولون: الله ليس في مكان -كما تقول المعتزلة وكما تقول الأحباش- هؤلاء لا يقولون: إن الله عز وجل له صفة العلو على المخلوقات كلها، لا يعلم كيفية ذلك إلا الله عز وجل، ماذا يقولون؟ يقولون .. وهذه عقيدة الأحباش، فأرجو ممن تمكنوا من الوسوسة إليهم أن يعرفوا حصيلة وسوستهم، ألا وهي جحد الخالق، والمصير إلى الإلحاد المطلق، كما هو مذهب الشيوعيين والدهريين والزنادقة والملاحدة، الذين يقولون: لا شيء إلا المادة، هؤلاء يصفون ربهم ويقولون: الله تبارك وتعالى لا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا يسار، ولا أمام ولا خلف، لا داخل العالم ولا خارجه. نحن اتفقنا معهم أن المكان مخلوق وهو العالم، فالله ليس داخل العالم، ولكن ما بالهم يقولون أيضاً: ليس خارج العالم؟ هذا هو الإلحاد، وهذا هو الجحد المطلق. زاد بعضهم إغراقاً في التعطيل وفي النفي فقالوا -بعد أن قالوا: لا داخل العالم ولا خارجه- قالوا: لا متصلاً به ولا منفصلاً عنه .. هذا هو الجحد، هذا هو الذي يقوله الدهريون جميعاً، ويعجبني -بهذه المناسبة- مناظرة وقعت بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيراً، وبين بعض علماء الكلام من أمثال الأحباش هؤلاء، الذين شكوا شيخ الإسلام ابن تيمية إلى حاكم البلد يومئذ في دمشق بأنه يقول كذا وكذا، ويجسم، ويتهمونه بما ليس فيه، وطلبوا عقد مجلس مناظرة معه؛ فاستجاب الأمير لذلك، ودعا شيخ الإسلام ابن تيمية والمخالفين له، فجلسوا أمام الأمير، فسمع الأمير دعوى هؤلاء المشايخ، وسمع من شيخ الإسلام الآيات والأحاديث التي تثبت لله عز وجل صفة العلو على خلقه، مع التنزيه التام، كما صرح به القرآن: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] فلما سمع كلام الشيخ من جهة وكلام أولئك العلماء من جهة أخرى؛ قال -وهذا يدل على عقل وذكاء ممتاز- قال: هؤلاء قوم أضاعوا ربهم. هذه كلمة حق تقال لأناس يقولون عن ربهم باختصار: لا داخل العالم ولا خارجه، ولا متصلاً به ولا منفصلاً عنه، صدق ذلك الأمير حينما قال عن هؤلاء الأقوام: هؤلاء قوم أضاعوا ربهم؛ لأننا إذا قلنا لأفصح رجل في اللغة العربية: صف لنا المعدوم الذي لا وجود له لما استطاع أن يصف بأكثر مما يصف هؤلاء معبودهم وربهم، فالمعدوم: الذي ليس داخل العالم ولا خارجه، فهل الله كذلك؟ حاشا لله! بل كان الله ولا شيء معه. لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية وهو يصف المجسمة الذين يشبهون الله ببعض مخلوقاته، وهؤلاء هم الذين يتستر من ورائهم الأحباش، فينكرون أن يكون لله -مثلاً- صفة اليد التي ذكرها في القرآن، والصفات الأخرى التي قد نتعرض لذكر شيء منها قريباً إن شاء الله. وصف ابن تيمية هؤلاء المجسمة بوصف دقيق جداً، كما أنه وصف المعطلة، وقرن الطائفتين وجمعهم في وصف يجمعهم الضلال .. قال: المجسم يعبد صنماً، والمعطل يعبد عدماً. هذا هو الحق، المجسم يعبد صنماً، الله ليس جسماً، حاشا لله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] أما المعطل فيعبد عدماً، كيف؟ لا داخل العالم ولا خارجه، لا متصلاً به ولا منفصلاً عنه، هذه هي عقيدة المعتزلة وعلماء الكلام ومنهم الأشاعرة اليوم، ومنهم بعض الماتريدية قديماً، وقد يكونون اليوم عامةً ماتريدية حيث لا يقولون بقولة الحق التي قالها بعض الماتريدية القدامى، الذين تمسكوا بهدي السلف الصالح، فقال قائلهم بحق:
ورب العرش فوق العرش لكن بلا وصف التمكن واتصال
أي: إن الله عز وجل -كما قال- هو الغني عن العالمين، فالله عز وجل استوى على العرش، أي: استوى على المخلوقات كلها، ليس لأنه بحاجة إليها، وإنما ليكون مهيمناً وقاهراً لكل مخلوقاته.
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=1662
والله تعالى اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/400)
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[05 - 05 - 08, 10:18 ص]ـ
أخي لو ابتعدت عن مثل هذه الألفاظ فهو أولى.
والخطأ لا يعالج بمثله.
أخي الكريم و الحبيب أبو عمر السلمي
ليس قولي فيهم من الشدة بمكان
بل هناك من قال أشد من قولي كشيخ الإسلام رحمه الله حيث وصفهم بأنهم مخانيث المعتزلة
و كما لا يخفى عليكم أخي الكريم قول صاحب نونية القحطاني
يا اشعرية يا اسافلة الورى يا عمي يا صم بلا آذان
أني لأبغضنكم وأبغض حزبكم بغضا أقل قليله أضغاني
لو كنت أعمى المقتلتين لسرني كيلا يرى إنسانكم إنساني
تغلي قلوبكم علي بحرها حنقا وغيظا أيما غليان
فقولي فيهم لم يخرج عن كونه حقاً بل لو أردنا الإستفاضه في النقول عن أعلام السلف في ذمهم البشع للأشاعرة لما أدركناها كلها
وفقك الله لما يحب و يرضى أخي الحبيب
ـ[أبو عمر السلمي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 12:04 ص]ـ
ليس قولي فيهم من الشدة بمكان
بل هناك من قال أشد من قولي كشيخ الإسلام رحمه الله حيث وصفهم بأنهم مخانيث المعتزلة
لا أظن أنه قاله بل هو نقل كلاما لغيره وفيه هذا الكلام!
أرجو أن تفيدونا ..
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[07 - 05 - 08, 01:49 ص]ـ
بل هو كذلك اخى السلمى
لأن المخنَّث عند القدماء هو من اجتمعت فيه الذكورة والأنوثة، كما في مسألة الخنثى المشكل. ومعنى كلام شيخ الإسلام: أن الأشاعرة ليسوا فحولاً في التجهّم، بل خلطوا بين مذهب الجهمية وغيره، وهو معنى صحيح
وراجع هذا الرابط ففيه زياده توضيح:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100729&highlight=%E3%CE%C7%E4%ED%CB
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[08 - 05 - 08, 02:55 م]ـ
نعم، كلام أخي أبي قتيبة صحيح .. إذ لم يقصد الشيخ إلى الشتم والسباب؛ وكيف يكون ذلك من طالب علم - فضلا عن أن يكون من شيخ الإسلام ابن تيمية؟؟
كلام شيخ الإسلام في أن الأشاعرة مخانيث المعتزلة، لم يقصد منه - أخي فادي - ما تبادر إلى ذهنك من وصفهم بهذا الوصف القبيح، وإنما أراد أنهم ليسوا أصفياء على طريقة واحدة من النظر، فليسوا هم جهمية خلصا ..
والموضع الذي جاء فيه كلامه رحمه الله تعالى:
"وأما الأحاديث النبوية فلا حرمة لها عندهم -يقصد المعتزلة - بل تارة يردونها بكل طريق ممكن وتارة يتأولونها ثم يزعمون أن ما وضعوه برأيهم قواطع عقلية وأن هذه القواطع العقلية ترد لأجلها نصوص الكتاب والسنة إما بالتأويل وإما بالتفويض وإما بالتكذيب وأنتم شركاؤكم في هذه الأصول كلها ومنهم أخذتموها وأنتم فروخهم فيها كما يقال: الأشعرية مخانيث المعتزلة والمعتزلة مخانيث الفلاسفة".
وإذا علمت ذلك لم يصلح أن تستدل به على ما ذكرت - غفر الله لي ولك-.
وأما كلام صاحب النونية ففيه تعدٍّ واضح!! وإلا فكيف يكون الأشاعرة أسافلة الورى؟؟ وهم أقرب الطوائف والفرق إلى مذهب السلف؟؟ كيف وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ووصفهم في غير ما موضع بأنهم: "متكلمة أهل السنة"؟
وقد ذكر شيخ الإسلام مرارا حسناتهم وما لهم في مدافعة الفرق الضالة والانتصار لمذهب أهل السنة في الكثير من المسائل؟؟
إن الانصاف قاض بأن يعطى كل ذي حق حقه .. ثم إن غمط الناس، وذكر مساوئهم .. والوصول بذلك إلى السباب والشتم، ليس من الأدب الذي علمنا إياه رسولنا الكريم صلى اله عليه وسلم في شيء؟؟
ولا ننسى أن ممن وصفتهم - غفر الله للجميع - بأنهم أغبى الناس - علماء أكابر ملئت الدنيا بمصنفاتهم وجهودهم الخيّرة؟؟
وتحريضك - أخي فادي - ولعله على وجه المزاح - بالضرب واللكم - ولا أحسبك تقصده - فيه مخالفات ظاهرة ..
ولا يقودنا الخلاف إلى مثل هذا الكلام المرفوض في الوسط العلمي .. وجزى الله الجميع خيرا، ووفق الجميع لما يحب ويرضى ..
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[08 - 05 - 08, 03:54 م]ـ
نعم، كلام أخي أبي قتيبة صحيح .. إذ لم يقصد الشيخ إلى الشتم والسباب؛ وكيف يكون ذلك من طالب علم - فضلا عن أن يكون من شيخ الإسلام ابن تيمية؟؟
كلام شيخ الإسلام في أن الأشاعرة مخانيث المعتزلة، لم يقصد منه - أخي فادي - ما تبادر إلى ذهنك من وصفهم بهذا الوصف القبيح، وإنما أراد أنهم ليسوا أصفياء على طريقة واحدة من النظر، فليسوا هم جهمية خلصا ..
والموضع الذي جاء فيه كلامه رحمه الله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/401)
"وأما الأحاديث النبوية فلا حرمة لها عندهم -يقصد المعتزلة - بل تارة يردونها بكل طريق ممكن وتارة يتأولونها ثم يزعمون أن ما وضعوه برأيهم قواطع عقلية وأن هذه القواطع العقلية ترد لأجلها نصوص الكتاب والسنة إما بالتأويل وإما بالتفويض وإما بالتكذيب وأنتم شركاؤكم في هذه الأصول كلها ومنهم أخذتموها وأنتم فروخهم فيها كما يقال: الأشعرية مخانيث المعتزلة والمعتزلة مخانيث الفلاسفة".
وإذا علمت ذلك لم يصلح أن تستدل به على ما ذكرت - غفر الله لي ولك-.
وأما كلام صاحب النونية ففيه تعدٍّ واضح!! وإلا فكيف يكون الأشاعرة أسافلة الورى؟؟ وهم أقرب الطوائف والفرق إلى مذهب السلف؟؟ كيف وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ووصفهم في غير ما موضع بأنهم: "متكلمة أهل السنة"؟
وقد ذكر شيخ الإسلام مرارا حسناتهم وما لهم في مدافعة الفرق الضالة والانتصار لمذهب أهل السنة في الكثير من المسائل؟؟
إن الانصاف قاض بأن يعطى كل ذي حق حقه .. ثم إن غمط الناس، وذكر مساوئهم .. والوصول بذلك إلى السباب والشتم، ليس من الأدب الذي علمنا إياه رسولنا الكريم صلى اله عليه وسلم في شيء؟؟
ولا ننسى أن ممن وصفتهم - غفر الله للجميع - بأنهم أغبى الناس - علماء أكابر ملئت الدنيا بمصنفاتهم وجهودهم الخيّرة؟؟
وتحريضك - أخي فادي - ولعله على وجه المزاح - بالضرب واللكم - ولا أحسبك تقصده - فيه مخالفات ظاهرة ..
ولا يقودنا الخلاف إلى مثل هذا الكلام المرفوض في الوسط العلمي .. وجزى الله الجميع خيرا، ووفق الجميع لما يحب ويرضى ..
الأخوة المعقبين جزاكم الله كل خير
الأخ الفاضل رأفت المصري وفقه الله لما فيه رضاه
بالنسبة لمعنى المخانيث عند أهل العلم عموماً يقصدون بها ما ذكرته أخي الفاضل و لا ريب أن لسان شيخ الإسلام كالسيف لم يكون بذيئاً فلا بد لمن قرأ كلام شيخ الإسلام أن يفهمه كما فهمه شيخ الإسلام ..
بالنسبة لصاحب النونية فليس في كلامه أي تعدي
بل لم ينقل لنا أن علمائنا مع علو كعبهم أنكروا على صاحب النونية
فأنت أخي الفاضل أنكرت على أخونا نظره إلى كلمة مخانيث دون النظر إلى سياق اللفظ الذي يؤدي إلى معنى مختلف على ما ظنه أخونا
فكلام صاحب النونية صحيح مع سياقه في ذمه للأشعرية الذين عطلوا صفات رب البرية و قالوا بأقوال يندى لها الجبين مثل قولهم بالكسب و القول بكلام الله و الإيمان فما كان من القحطاني الأندلسي إلا أن رد عليهم بما يقتدي حالهم ..
فلا يخفى عليكم أخي الفاضل ما هم فيه من الضلال ....
و الله المستعان ...
أخي الكريم
قد بدأت حليماً في ردك ثم ما لبثت إلا أن أثقلت و أنا سأرد على ما أثقلت به
قلت أخي الفاضل
(وقد ذكر شيخ الإسلام مرارا حسناتهم وما لهم في مدافعة الفرق الضالة والانتصار لمذهب أهل السنة في الكثير من المسائل؟؟)
و أنا أتفق معك أخي الفاضل و لا خلاف
و لكن كلام شيخ الإسلام في أي معرض كان أكان في معرض ثناء أم في معرض ذكر بما يقتضيه الحال؟؟؟؟
و لا يخفى عليكم أخي الفاضل أن كلام شيخ الإسلام كان في الثاني و إلا فما كتبه في الرد على المعطلة و شدته عليهم إلا من جنس ما أدين الله تعالى به
قلت أخي الفاضل:
(إن الانصاف قاض بأن يعطى كل ذي حق حقه .. ثم إن غمط الناس، وذكر مساوئهم .. والوصول بذلك إلى السباب والشتم، ليس من الأدب الذي علمنا إياه رسولنا الكريم صلى اله عليه وسلم في شيء؟؟)
أخي الكريم
إن كنت تقصد القحطاني بهذا الكلام فقد سبق رده و أحيلك على كلامه في نونيته فراجعه ...
و إن كنت تقصدني
فما قولي فيهم بأشد من قول شيخ الإسلام فيهم
و لا تعارض
فحكمي كان بناءاً على عقول و فكر و لم يكن على أشخاص لهم قدرهم فتنبه ...
فهم أغبياء كمنهج خالف عقيدة السلف و ليسوا كأشخاص
أتظن أن شيخ الإسلام لما رد عليهم و ضللهم أتى عليهم بما تفهم أنت من كلامي فيهم؟؟؟
الجواب لا و لكن أتى عليهم من منهجهم الذي يسيرون عليه ...
فقولي فيهم أنهم أغبى الناس لا يجوز أن يفهم إلا كما فُهٍمَ كلام شيخ الإسلام فيهم
ففرق أن بين الرد على فكرة عموما و الرد على أشخاص
فكلامي لم أقصد بهم أشخاص و إن كنا نخطئهم بل كلامي من منطلق ما وقعوا فيه من التأويل و الرد للسنة بناءاً على أحكام عقلية عندهم أدت بهم إلى ما هم عليه ......
أم الكلام في الضرب و اللكم فليس هذا كلامي و لا أقصده طبعاً بطبيعة الحال و لكن هذه شدة بعض السلف على أهل البدع
فترى أبو قلابة يقول: (إذا حدثت الرجل بالسنة، فقال: دعنا من هذا، وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضالٌّ.
قلت أنا: وإذا رأيت المتكلم المبتدع يقول: دعنا من الكتاب والأحاديث، وهات "العقل" فاعلم أنه أبو جهل ; وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول: دعنا من النقل ومن العقل، وهات الذوق والوجد، فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر، أو قد حل فيه، فإن جبُنْتَ منه فاهرب، وإلا فاصرعْهُ وابركْ على صدره، واقرأْ عليه آية الكرسي واخْنُقْهُ.)
فهذه شدة السلف فهل لهم من منكر؟؟؟؟!!!!
و الله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/402)
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[08 - 05 - 08, 07:33 م]ـ
جزاك الله خيرا - أخي فادي - ..
وحسن ردك دالّ على أدب جمّ .. ولم أقصد من الكلام: لا الدفاع عن الأشاعرة ومنهجهم - فأنا أدين لله تعالى بمنهج السلف - .. ولم أقصد كذلك أن أُثقل عليك في الكلام؛ وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ..
لكن لا يخفى على الجميع مسألتان:
الأولى: أن ثمة أصولا عامة في الجدال والنقاش اتفق عليها علماء الأمة .. سلفهم وخلفهم ..
وهذه الأصول هي المعوّل عليها عند معاقد الكلام والجدل والتأصيل.
ولكننا نعلم أن منهم من يخرج عن هذه الأصول لعوارض وظروف معينة؛ حملتهم على أن يغلظوا القول أحيانا أو يهجروا أو يعاقبوا بالشديد ..
وذلك إما:
لمصلحة رأوها في ردّ أهل البدعة عن بدعتهم، وذلك بالتشنيع عليهم أو الأمر بهجرهم أو ما شابه.
وذلك عندما يكون مثل هذا ناجعا في تحقيق المطلوب.
أما إذا كان سيؤدي ذلك إلى مزيد تفرق وتمزّق، في حال الإحاطة بالأمة من الخطر ما يستدعي جمع الشمل، ولم الشعث، وتوحيد الصف تجاه المنكر الأكبر الذي يجب على الجميع ردّه؛ أقول: إذا كان سيؤدي إلى ذلك في مثل هذه الظروف فلا.
وإما أن يكون خروجهم عن الأصول العامة المذكورة لظروف محيطة بهم من مقارعات مباشرة، واحتكاكات حادة مع مخالفيهم حملتهم على ذلك.
فلا يكون مثله مبررا لغيرهم على سلوكه، إذ إنه ليس هو الأصل.
أما المسألة الثانية التي أحببت أن أنبه عليها:
أن الإنكار يختلف على مقترف البدعة والذنب بحسب بدعته وذنبه، وبيانه:
أنك لا تنكر على باطني بماتنكر به على المعتزلي، وأنك لا تنكر على أشعري بما تنكر به على معتزلي، وتنكر على علماني خبيث بما لاتنكر به على مبتدع ضال، وهكذا.
وعليه يحمل كلام مثل أبي قلابة المنقول في كلامك - أيها الحبيب؛ إذ إنه مثّل بمن غلظت بدعته فغلظ له الردّ.
هذا، ما أعتقده منهجا في الكلام - مع الأشاعرة بالذات -، ذلك أنه بالنظر إلى المقاصد الشرعية، والسياسة الحكمية أرى أن التأليف بين المسلمين في هذا الوقت الذي أُحيط بهم فيه من أوجب الواجبات، "وكم من كلمة حقّ كانت في غير موضعها، فكانت باطلا" .. ولا يخفى أن الأشاعرة يمثلون عددا لا بأس به من أبناء الأمة وعلمائها، فجمعهم إلى جسد الأمة المكلوم أولى من الاشتغال بمدافعتهم وحربهم.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أصّل لنا أصلا كبيرا عظيما يحسن بنا أن لا نعدل به كلام أحد:
" ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه" ..
أسأل الله أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه .. إنه نعم المولى ونعم النصير.
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[08 - 05 - 08, 07:46 م]ـ
أخي الحبيب - رعاك الله - لعل هذا الملتقى ملتقى أهل العلم طلبه كانوا أو علماء وصون اللسان عن هذا الكلام أورع وأحفظ لطلبة العلم والاشاعره لايخرجون عن كونهم مسلمين من أهل القبله أخطأوا في أصول عارضهم عليها أهل السنة والحديث
فما ذهبت اليه من قولك (أغبياء) لا نؤازرك عليه وكيف ذلك ومنهم العلماء الواحد منهم له من التصانيف النفيسه والتحقيقات النافعه ما قد تنتفع أنت به قبل غيرك وأكرر أخي بارك الله فيك صون اللسان عن مخلفات الكلام أورع بارك الله فيك
وأما ما ذكره أخونا السائل عن إطلاق لفظ المكان فأعضاء المنتدى قد أشبعوا هذا الموضوع شرحا وتفصيلا والجديد الذي اريد أن أنبه عليه هو أني قد جمعت جملت أحاديث جائت بلفظ المكان لله تبارك وتعالى وبلغت تقريبا (خمسة عشر أثرا) ونظرت في أسانيدها ما أستطعت فلم أجد فيها حديث يسلم من عله تهلكه
ومدارها على منكرات وأسرائيليات ونحو ذلك. ولو سلم منها طريق لقال به العلماء -رحمهم الله - ولم يتوقفوا عن أطلاق هذا اللفظ لله تبارك وتعالى على الوجه الا ئق به ولكن التوقف في العقائد حتى يرد النص فيها هي القاعده التي سار عليها المسلمين من أهل السنه قديما وحديثا وهذه عله تعضد ما أشرت اليه أنفا من ضعف أحاديث المكان لله تبارك وتعالى ولعلي أنشر هذا البحث بعد أتمامه على منتدانا الفذ (ملتقى أهل الحديث) أذا أستويت في هذا العلم الشريف
والله تعالى أسأل أن يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[09 - 05 - 08, 12:07 م]ـ
جزاك الله خيرا - أخي فادي - ..
أما إذا كان سيؤدي ذلك إلى مزيد تفرق وتمزّق، في حال الإحاطة بالأمة من الخطر ما يستدعي جمع الشمل، ولم الشعث، وتوحيد الصف تجاه المنكر الأكبر الذي يجب على الجميع ردّه؛ أقول: إذا كان سيؤدي إلى ذلك في مثل هذه الظروف فلا.
وإما أن يكون خروجهم عن الأصول العامة المذكورة لظروف محيطة بهم من مقارعات مباشرة، واحتكاكات حادة مع مخالفيهم حملتهم على ذلك.
فلا يكون مثله مبررا لغيرهم على سلوكه، إذ إنه ليس هو الأصل.
.
أخي الفاضل رأفت المصري
كلامك السالف أخي الكريم طيب
و لكن ...
تعجبني كلمة للشيخ أبي إسحاق الحويني و هي له شريط كامل في موضوعه (كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة)
الأشاعرة لم يسكتوا عن ذات الله و لا عن نقد عقيدة السنة بأبشع الطرق فكيف نسكت عنهم حتى نوحد الأمة؟؟؟؟
خلافنا مع الأشاعرة ليس خلاف على الهامش
بل هو خلاف في العقيدة التي يجب أن تجمع الأمة،و لا تجمع الأمة إلا بالعقيدة الصحيحة لا غير
مثاله مثال الجسد الصحيح فلا يصح خلط مع جمع ..
فخلافنا مع الأشاعرة كما هو معلوم لديكم ليس خلاف فقط في الأسماء و الصفات ...
بل خلاف في الصفات و الإيمان و القدر (كسب الأشعري)
فلا يصح أيضاً نسبة بعض العلماء الذي وقعوا في بعض ما وقع به الأشاعرة إلى الأشاعرة
ألا ترى معي أخي الكريم أن ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى رد على الأشاعرة و قضهم في غير ما موضع من الفتح بل و ألف في نقض قاعدتهم التي تقول" لا إيمان قبل الشك" كتاب كامل
بل إن النووي رحمه الله تعالى رد على الأشاعرة في قاعدتهم السالفة
فلو أردنا أن نقول لقلنا أن غالب الأمة ليسوا أشاعرة و لا يصح قطعاً نسبة الغالبية إلى الأشاعرة لم في هذا من ظلم للأمة و بيان لخطأ ظاهر أنكره أهل العلم ....
و جزاكم ربي كل خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/403)
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[09 - 05 - 08, 12:20 م]ـ
أخي الحبيب - رعاك الله - لعل هذا الملتقى ملتقى أهل العلم طلبه كانوا أو علماء وصون اللسان عن هذا الكلام أورع وأحفظ لطلبة العلم والاشاعره لايخرجون عن كونهم مسلمين من أهل القبله أخطأوا في أصول عارضهم عليها أهل السنة والحديث
فما ذهبت اليه من قولك (أغبياء) لا نؤازرك عليه وكيف ذلك ومنهم العلماء الواحد منهم له من التصانيف النفيسه والتحقيقات النافعه ما قد تنتفع أنت به قبل غيرك وأكرر أخي بارك الله فيك صون اللسان عن مخلفات الكلام أورع بارك الله فيك
أخي الحبيب أبو حذيفة السلفي
سبق الرد على كثير من هذا الكلام في كلامي السالف
و لكن لا مانع من الإعادة و الزيادة ..
خلافنا مع الأشاعرة ليس خلاف شخصي بل خلاف من أجل الدين و العقيدة الصحيحة
و كلامي الذي ذكرته عن الأشاعرة أنهم أغبياء لا غبار عليه عندي على الأقل
ألا ترى معي أن كلمتي لم تكن بشدة كلمة شيخ الإسلام
بل إن كثير من السلف كانوا في غاية الشدة على الأشاعرة كالطحاوي الأندلسي صاحب النونية و الكرجي و السجزي و غيرهم الكثير ...
و غاية ما في هذا الكلام أنه من العلم بحالهم
ذكر العلامة ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 147: نقلا عن الأجوبة المصرية لابن تيمية قال قال الشيخ أبو الحسن الكرجي في كتابه "الفصول في الأصول" أنشدني غير واحد من الفضلاء للإمام عبد الله بن محمد الأنصاري أنه أنشد في معرض النصيحة لأهل السنة:
كن إذا ما حاد عن حد الهدى * أشعريُ الرأي شيطانُ البشرْ
شافعي الشرعِ سنيُ الحلى * حنبلي العِقد صوفي السيرْ
أبو الحسن الكرجي و شدته على الأشاعرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=178518
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 05:42 م]ـ
إلى أخي المكرم - بارك الله فيك- لعل مانراه يخالف ما تراه وحبك للسنة وأهلها وأتباع خطوات النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو الذي دفعك إلى ذلك وأنا أدعوك أخي إلى شئ أفضل عند الله من ما ذهبت اليه ألا وهو (الورع) عن مثل هذا الكلام فإن ترى جواز ماذهبت اليه من هذا الكلام فتعال نجتمع على ذلك في مثل هكذا الكلام وننهي الكلام لاننا قد خرجنا عنه أصل الموضوع تقريبا وضاعت الفائده
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - 05 - 08, 06:42 م]ـ
إن كنت أخي الحبيب في مناظرة مع أحدهم فقل له:قبل أن أناظرك ما هو تعريف المكان عندك؟؟
فإن أجابك بالمعنى اللازم عندهم (ألا و هو أن المكان مخلوق من مخلوقات الله) فقل له:إن سلمت معك بما ترمي إليه من كون المكان كما تقول فأنا معك و لا تعارض (و نحن السلفيون ننزه الله عن هذا المكان المخلوق)
لكن لما خلق الله الخلق خلقهم في نفسه أم خارجاً عنها؟؟؟؟
فإن قال في نفسه كفر إجماعاً و إن قال خارجها فقل له فلما خلقها الله خارجاً،كانت متصلة بالله أم منفصلة؟؟؟
و لا أظنه يقول الأولى على ما يعتقد و نعتقد معه
فإن قال الثانية فقل له و نحن معك مع إثبات العلو و لا تعارض ..
سبحان الله
هذا ما فعلته بالضبط مع احدهم ممن يكتب في المنتديات الأنجليزية
عندما قال لي (الله منزه عن المكان! الله ليس محصورا في مكان!) وكلام كهذا
فسألته (ما قصدك بالمكان؟ عرف لي المكان الذي نزهت الله عنه)
ففهم مرامي فبدأ يلف ويدور ولم يجب على سؤالي
وكذلك سألته
كان الله ولا شيء معه
ثم خلق الله الخلق
فأين خلق الله الخلق؟ داخله (تعالى الله) أم خارجه.؟
فسكت ثم قال: (من أين أتيتي بهذا الكلام!! السلف لم يتكلموا في مثل هذا! اتقي الله ... الخ)
وهكذا كل ما اتيته بشيء يفضح باطل اعتقاده
الله المستعان
أسأل الله ان يهديه.(48/404)
سؤال؟ جاء في متن أصول السنة للإمام أحمد: (( ... ولا يصلح مع السنة قياس ... ))
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 10:22 م]ـ
الحمد لله
جاء في متن أصول السنة للإمام أحمد: (( ... ولا يصلح مع السنة قياس ... )) و رأيت في أحد منتديات الظاهرية يحتجّون به لإنكار القياس.
سؤالي ماهو قصد الإمام أحمد بقوله لا يصلح مع السنة قياس؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 10:49 م]ـ
هذا من حماقاتهم المشهورة!! (ولا يُعترض على كلمة "حماقات"؛ فقد وصف ابنَ حزم بذلك إمامُهم في هذا العصر!)
ولو كان مراد الإمام أحمد ما ذكروه لما كان لقوله (في السنة) أو (مع السنة) وجه! إذ لا قياس عندهم مطلقا لا مع السنة ولا مع غير السنة!
وإنما مراد الإمام أحمد أنه لا يصح القياس مع وجود النص، وهذا أمر متفق عليه بين أهل العلم في الجملة.
وينظر هنا:
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=DisplayLec&page=
قال الشيخ الألباني :
sunah00013.Htm&docid=26
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 11:08 م]ـ
جزاك الله خيرا على ردك وجعله الله في ميزان حسناتك.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 02:41 م]ـ
شيخنا أبا مالك ..
والله أحبك في الله.
جزاك الله كل خير
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 02:50 م]ـ
الحمد لله وحده ...
القياس في كلام أحمد -وغيره من أهل طبقته والتي قبلها والتي قبلها-إنما يُراد به اجتهاد الرأي ... وهو أعم من القياس الأصولي .. وإن كان القياس الأصولي يدخل فيه ... وهذه العبارة تكررت من أحمد وغيره .. وليس مراده مطلق النص بل مراده سنةُ النبي صلى الله عليه وسلم بالذات ... وليس مراده بالنص ما لا يحتمل إلا معنى واحد وإنما مراده الدليل من السنة نصاً كان أم لا ... وليس مراده الدليل في باب الأمر والأحكام الفقهية فحسب وإنما مراده الأمر والخبر .. الفقه والاعتقاد ... العلمية والعملية ... وأن كل ذلك إذا ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه:
1 - لا يُطلب له من المقاييس ما يؤيده ..
2 - لا يُعارض بشئ من المقاييس والأشباه والنظر في المعاني واجتهاد الرأي ..
3 - ومن باب أولى لا يُقدم عليه شئ من المقاييس واجتهاد الرأي ..
4 - ولا تُخرج صورة مما ينطبق عليها حكم النص ويكون دليل الإخراج القياس واجتهاد الرأي ..
5 - طيب: هل تُلحق بحكم النص صورة لم يتناولها النص بدليل القياس واجتهاد الرأي: هذا هو محل النزاع بيننا والظاهرية وليست عبارة أحمد هنا مما يُساعد على استخراج مذهبه في ذلك وإنما الشأن في تتبع فتواه وفقهه ..
ـ[أبو الفداء بن مسعود]ــــــــ[06 - 05 - 08, 12:29 ص]ـ
أخانا أبا فهر وفقك الله،
أما قولكم ان اجتهاد الرأي (والذي هو على قولكم مراد الامام أحمد من لفظة القياس) أعم من القياس الأصولي فيجعلني أتساءل: ان لم يكن استنباط الحكم من النص المباشر ولا من القياس عليه أخذا بالأصول العامة المتفق عليها، فأي رأي يكون هذا ومن أين يأتي به صاحبه اذا؟ وما صور الاجهتاد بالرأي التي تخرج عن فئة القياس الأصولي (بجملته) ويشملها عموم لفظة القياس في اصطلاح أحمد وغيره؟
يعني ان لم يكن قول صاحب الرأي بالقياس واعمال القواعد العامة في ذلك، فبأي شيء يكون؟ وهل يقال لمن يأتي بالرأي من تلقائه هكذا بلا قياس ولا أشباه ولا نظائر، أنه مجتهد؟
أرجو - رجاء مستعلم - أن تفيدونا بما يدخل في اجتهاد الرأي مما عدا القياس الأصولي.
وقولكم: "وليس مراده مطلق النص بل مراده سنةُ النبي صلى الله عليه وسلم بالذات"
فهل لو اجتهد مجتهد بخلاف نص القرءان - مثلا - لم يدخل في مقولة الامام أحمد رحمه الله؟ أم أن دخوله مفهوم منها ولو كان من باب الأولى؟
ومسلم بأن منهج أحمد رحمه الله لا يفهم من عبارة واحدة ولكن نحن بصدد عبارة بعينها وما يفهم منها وما تفيده من قصد .. ولا أتصور أنكم تخالفون ما أدلى به الشيخ أبو مالك من فهم لقصد الامام أحمد من قوله هذا، ومن أن ذلك هو خلاصة منهجه وموقفه من القياس ..
أما قولكم: "وليس مراده بالنص ما لا يحتمل إلا معنى واحد وإنما مراده الدليل من السنة نصاً كان أم لا"
فهل لي أن أستفهم منكم كيف يكون الدليل من السنة في غير نص؟ هل تقصدون بما هو من السنة ولكنه ليس بنص قوي أو تقريري أو موقوف على الصحابة كعمل أهل المدينة مثلا؟ وهل تأتينا تلك الأمور وغيرها الا في أخبار (نصوص)؟ والا فما هو حدكم للفظة نص في هذه العبارة؟
أما الوجوه الأربعة التي ذكرتموها فمشمول عليها في عموم الجواب السالف للشيخ أبي مالك، وشكر الله لكم تفصيل قوله ..
وأما الوجه الخامس في قولكم: " هل تُلحق بحكم النص صورة لم يتناولها النص بدليل القياس واجتهاد الرأي: هذا هو محل النزاع بيننا والظاهرية وليست عبارة أحمد هنا مما يُساعد على استخراج مذهبه في ذلك وإنما الشأن في تتبع فتواه وفقهه"
فأقول وهذا - ان صح فهمي لقصدكم منه - هو القياس المتفق على الأخذ به عند عدم النص الصريح، وكلام الامام أحمد ظاهر على أنه يقر بالقياس بالجملة ولكن يمنع اعماله في وجود النص (نص السنة ومن باب أولى نص الكتاب)
أرجو تصويبي ان كنت مخطئا، بارك الله فيكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/405)
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[06 - 05 - 08, 03:05 ص]ـ
السلام عليكم بارك الله تعالى لك في جهدك أخي في الله إذا أردت فهم كلام الإمام أحمد فعليك بشروح العلماء له فالكتاب شرحه جماعة من كبار العلماء في عصرنا و الشروح هذه موجودة على الانترنت فما عليك إلا البحث عنها و أعلمك أخي في الله أنه عندي شرح شيخنا الشيخ عبد العزيز الراجحي و كذلك الشيخ سليم الهلالي حفظهما الله تعالى إلا أنني لا أعرف كيفية رفعها لك في هذا المنتدى المبارك فلذا عليك البحث عنها في المواقع لأن كلام العلماء يفسره كلام غيرهم من العلماء0و الله تعالى الموفق0
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 03:39 م]ـ
أخانا أبا فهر وفقك الله،
أما قولكم ان اجتهاد الرأي (والذي هو على قولكم مراد الامام أحمد من لفظة القياس) أعم من القياس الأصولي فيجعلني أتساءل: ان لم يكن استنباط الحكم من النص المباشر ولا من القياس عليه أخذا بالأصول العامة المتفق عليها، فأي رأي يكون هذا ومن أين يأتي به صاحبه اذا؟ وما صور الاجهتاد بالرأي التي تخرج عن فئة القياس الأصولي (بجملته) ويشملها عموم لفظة القياس في اصطلاح أحمد وغيره؟
يعني ان لم يكن قول صاحب الرأي بالقياس واعمال القواعد العامة في ذلك، فبأي شيء يكون؟ وهل يقال لمن يأتي بالرأي من تلقائه هكذا بلا قياس ولا أشباه ولا نظائر، أنه مجتهد؟
أرجو - رجاء مستعلم - أن تفيدونا بما يدخل في اجتهاد الرأي مما عدا القياس الأصولي.
اجتهاد الرأي أعم من القياس الأصولي .. ويدخل فيه:
1 - تحديد المعنى المراد فيما احتمل أكثر من معنى من كلام الشارع.
2 - المصالح المرسلة.
3 - الاستحسان.
4 - سد الذرائع.
5 - النظر في المعاني والمقاصد التي يرمى إليها الشارع عادة وفهم النص المعين بها ... كفعل الذين لم يأخذوا بلفظ (وهذا هو التعبير الصواب أم لفظ:ظاهر فهو موهم) حديث لا تصلوا العصر إلا في بني قريظة.
6 - تحديد الضرورات والحاجات وتحقيق المناطات وتنقيحها ...
وغير ذلك مما كان من نفس الباب ...
وقولكم: "وليس مراده مطلق النص بل مراده سنةُ النبي صلى الله عليه وسلم بالذات"
فهل لو اجتهد مجتهد بخلاف نص القرءان - مثلا - لم يدخل في مقولة الامام أحمد رحمه الله؟ أم أن دخوله مفهوم منها ولو كان من باب الأولى؟
بارك الله فيك ... نحن هنا نفهم عبارة أحمد هنا ... وسياق كلامه عن السنة .... وما قبله وما بعده يدل عليه ... والقرآن داخل بالطبع من طريق الأولى ... ولكنه ليس مقصوداً مباشراً هنا لأن الكلام كله معقود للسنة ... والخطب يسير ..
أما قولكم: "وليس مراده بالنص ما لا يحتمل إلا معنى واحد وإنما مراده الدليل من السنة نصاً كان أم لا"
فهل لي أن أستفهم منكم كيف يكون الدليل من السنة في غير نص؟ هل تقصدون بما هو من السنة ولكنه ليس بنص قوي أو تقريري أو موقوف على الصحابة كعمل أهل المدينة مثلا؟ وهل تأتينا تلك الأمور وغيرها الا في أخبار (نصوص)؟ والا فما هو حدكم للفظة نص في هذه العبارة؟
النص له معنى أصولي معروف وله معنى آخر يُرادف فيها لفظ الدليل فأحببتُ بيان أن المراد هو المعنى الثاني لا الأول،لأن الكلام لو حمل على المعنى الأول لضاقت دائرته ولما تصور أن يُخالف أصلاً وليس المعنى الأول مما كان يجري على لسان أحمد
وأما الوجه الخامس في قولكم: " هل تُلحق بحكم النص صورة لم يتناولها النص بدليل القياس واجتهاد الرأي: هذا هو محل النزاع بيننا والظاهرية وليست عبارة أحمد هنا مما يُساعد على استخراج مذهبه في ذلك وإنما الشأن في تتبع فتواه وفقهه"
فأقول وهذا - ان صح فهمي لقصدكم منه - هو القياس المتفق على الأخذ به عند عدم النص الصريح،
بارك الله فيك ليس القياس بهذه الصورة (تخريج المناط) من المتفق عليه في شئ بل الخلاف فيها مشهور ...
وكلام الامام أحمد ظاهر على أنه يقر بالقياس بالجملة ولكن يمنع اعماله في وجود النص (نص السنة ومن باب أولى نص الكتاب)
أرجو تصويبي ان كنت مخطئا، بارك الله فيكم.
بارك الله فيك هذه هي .. دعنا الآن نستفد منك في هذه المحاورة ...
تقول أنت وغيرك: ولكن يمنع اعماله في وجود النص (نص السنة ومن باب أولى نص الكتاب)
هل لي أن أسألكم: ما معنى هذه العبارة (؟؟؟)
هل معناها أنه إذا استدل مخالفي بآية أو حديث صحيح فهمه هو على وجه ... ليس لي أن أعارضه وأرد فهمه وأذهب إلى قول آخر معضداً له بقياس (؟؟؟؟)
في الانتظار ...
ـ[أبو الفداء بن مسعود]ــــــــ[07 - 05 - 08, 02:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
قولكم: "هل معناها أنه إذا استدل مخالفي بآية أو حديث صحيح فهمه هو على وجه ... ليس لي أن أعارضه وأرد فهمه وأذهب إلى قول آخر معضداً له بقياس (؟؟؟؟) "
بلى، وهذا ما يجعلني أتصور أن كلام الامام أحمد ههنا منصب على النصوص قطعية الدلالة دون غيرها .. فالنصوص ذات الدلالة القطعية التي لا خلاف فيها، هذه لا قيمة للقياس ان عارضها أو خالفها، ولا يلجأ اليه أصلا في وجودها، فلا تجوز مخالفتها بقياس ولا بغيره! وأما ما وقع الخلاف فيه في الاستدلال نفسه، فللاجتهاد طرقه في ذلك، كما بينتم في تفصيلكم الآنف. فان أردنا فهم عبارة الامام أحمد على وجهها، فكيف نقول ان مراده بالقياس ها هنا هو أعم من القياس الأصولي؟ ألا يعني ذلك تعطيله لكافة سبل استنباط الدلالة مما ليست الدلالة فيه قطعية؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/406)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 06:28 م]ـ
بارك اللهُ فيك إجابتك غير واضحة بالنسبة لي فهلا زدتها بياناً كي أحسن الجواب ....
ـ[أبو الفداء بن مسعود]ــــــــ[08 - 05 - 08, 04:56 ص]ـ
القصد بارك الله فيكم، أنه لو كان مراد الامام رحمه الله بالقياس في تلك العبارة هو مطلق الاجتهاد بالرأي كما تفضلتم، لكان ذلك مستغربا منه، لأن النصوص التي اختلف في دلالتها، هذه يجري الاجتهاد عليها، وعلى هذا فيكون قوله هذا مفتقرا الى قيد يمنع أن يكون هذا النوع من الاجتهاد داخلا في مراد العبارة ويقصره على القياس الذي يقع في معارضة النص، أي في معزل منه ومن الاستدلال به .. فهل اتضح ما أقصده أم تراني لم أزده الا غموضا؟
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[08 - 05 - 08, 07:56 ص]ـ
الحمد لله:
جزاكم الله خيرا و نفع بكم. قمت بحمد الله و نعمته بالإستماع لشرح أصول السنة للشيخ عثمان الخميس.
((وليس في السنة قياس)).
فقال حفظه الله:
المقصود بالقياس أي لا نجتهد قياسا نقول إذا كان النبي صلى الله عليه و سلم قال ذلك, معنى هذا أنه أيضا يمكن أن ينسب للنبي صلى الله عليه و سلم قول يشابهه, وهذا ضلال لا يجوز أن يقاس شيء ثمّ ينسب إلى النبي صلى الله عليه و سلم, و ليس المقصود بالقياس هنا الذي ذكره الإمام أحمد هو قياس الأحكام, قياس حكم على حكم, بل هذا يقول به أهل السنة و يقول به أحمد- رحمه الله تعالى-, و لكن يريد أحمد - رحمه الله تبارك و تعالى- أنه لا يقاس سنة على سنة فيقال قياسا على هذا يشرع كذا أو قياسا على هذا ينسب إلى النبي صلى الله عليه و سلم كذا.
ـ[سلطان عسيري]ــــــــ[09 - 05 - 08, 09:49 م]ـ
ألا يحتمل أن يكون مقصود الإمام أحمد بالقياس ما قصده الأحناف في تقعيدهم بأن خبر الواحد لا يؤخذ به إذا عارض القياس.
وهل يتقوى هذا الاحتمال بانتشار آراء مدرسة الرأي زمن الإمام أحمد؟ وبتخصيصه للسنة بالذكر دون القرآن لكونها تثبت بطريق الآحاد بخلاف القرآن
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 05 - 08, 09:59 م]ـ
هذا أحد مرادات أحمد ولاشك ###
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[10 - 05 - 08, 07:43 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الإمام البربهاري في كتابه القيم كلاما مماثلا لكلام الإمام أحمد رحمهما الله تعالى فقال:
و اعلم رحمك الله أنه لا قياس في السنة و لا يضرب لها الأمثال و لا تُتبع فيها الأهواء و إنما هو التصديق بآثار رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بلا كيف و لا شرح و لا يقال لِمَ؟ و كيف؟ 0
قال الشيخ علي حسن الحلبي حفظه الله تعالى و سدد خطاه في شرحه لكتاب شرح السنة للإمام البربهاري: هذه الكلمات من أهم الكلمات التي تضبط منهج المسلم في باب العقيدة و غيرها من العلوم الإسلامية، إذ المراد بالسنة في كلامه المعنى الضيق لها ألاَ وَ هُو العقيدة لا المعنى الواسع أي ليس مراده بالسنة هنا كل ما ورد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من قول أو فعل أو تقرير، و على هذا المعنى دَرَجَ الأئمة في تسمية كُتبهم في العقيدة بكتُب السنة مثل الإمام أحمد في كتابه أصول السنة و الإمام أبي عاصم في كتابه السنة و غيرهما من الأئمة كثير مَن درج على هذا المعنى0
لكن قد يقول قائل ما صلة القياس هنا فهل المقصود به القياس المعروف عند الأصولين فنقول ليس كذلك و إنما هو خارج عنه فالمراد بالقياس هنا أمران:
أولهما: مقايسة الخالق بالمخلوق0
ثانيهما: مقايسة الأحكام الغيبية بالأحكام المُشاهدة0
فالإمام البربهاني ذكر ذلك دفعا للأهواء و ردا على أهل التأويل و التعطيل فهم لم يصلوا إلى تعطيل أسماء الله تعالى و صفاته و غيرها من الأحكام الغيبية إلا بسبب هذا القياس الفاسد، و كل ذلك داخل في قوله تعالى {و يؤمنون بالغيب} و قوله {ليس كمثله شيء و هو السميع البصير} 0إه
قلت {أبو عبد الوهاب} لعل مراد الإمام أحمد اتضح للإخوة، خاصة الإخوة الذين شاركوا في الموضوع المطروح، و إن لم يتضح بعدُ فسأحاول {أقول فسأحاول} رفع كلام شيخنا العلامة الشيخ عبد العزيز الراجحي أو كلام الشيخ سليم الهلالي0حفظ الله الجميع0
رحم الله تعالى علماء السنة الأحياء منهم و الأموات 0قل آمين0
المصدر شرح كتاب شرح السنة للإمام البربهاري للشيخ علي حسن، الشرح يقع في أربعة و عشرين شريطا، و ما يتعلق بالمسألة ذكره الشيخ في الشريط الثامن من أوله إلى الدقيقة الخامسة و عشرين ثانية {من 0 دقيقة إلى 05:20} 0
الله ولي التوفيق0(48/407)
خرافات (سلوة الأنفاس) ... تنتظر تعليق (حمزة) .. ولكن!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 01:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبر الأستاذ حمزة الكتاني – هداه الله – في أحد نقاشاته مع بعض الإخوة في ملتقى أهل الحديث بأنه " سني سلفي "!، وهذا الادعاء – للأسف - يخالف كثيرًا من كتاباته وتصرفاته؛ كعدم تعليقه على الانحرافات العقدية الخطيرة في الكتب التي يُحققها، وكمشاركته في بعض المواقع البدعية " الصوفية "، وتبادل المديح مع أهلها؛ مما تبين لي من خلاله أنه يريد مسك العصا من الوسط، أو الجمع – كما يُقال – بين الضب والنون، وهذا غير ممكن في أمور المعتقد، إلا عند من تساوى لديه الحق والباطل، أو كان مذبذبًا يعيش في ريب وشك، لم يستقر قراره بعد.
ومن أخطر ماوقع منه – هداه الله – قيامه بالمشاركة في تحقيق كتاب لأحد أسلافه من " الصوفية "، مليء بالخرافة والبدع، بل الشركيات!
أعني كتاب " سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس " لمحمد بن جعفر الكتاني، الذي حشاه مؤلفه بانحرافات أصّل لها في مقدمة الكتاب، وكانت مهمة الأستاذ حمزة ومن معه ضبط النص فقط، دون التعليق على المخالفات الشرعية الخطيرة! مما يعني أنه إما: موافق عليها، أو جامل غيره فيها، فوقع في غش الأمة وخيانتها، وكلاهما يعنيان عدم صدقه في ادعاء السلفية.
وإليكم بعض ما قاله صاحب السلوة في مقدمته (12 - 70) من تأصيل للبدع والشركيات؛ كدعاء الأموات والاستمداد منهم، والالتجاء إليهم من دون الله .. الخ - والعناوين مني -:
- قال: (من فوائد زيارة قبور الصالحين: ..
ومنها: الاستمداد من بحر جودهم وكرمهم، والاغتراف من فيض نوالهم وعطائهم. ومنها: التعرض لنفحات الرحمة الإلهية، والتطلب لعوارف المعارف الإحسانية، إذ هم أبواب الله تعالى وبواب حضراته، ويوجد عند أضرحتهم من الرحمات والبركات ما لا يوجد عند غيرها.
ومنها: التوسل بهم إلى الله تعالى، والاستشفاع بهم إليه؛ فإن شفاعتهم مقبولة، وجاههم عند الله عظيم، فلا يكاد يستشفع بجاههم أحد ويخيب. ومن جواب للشيخ التاودي –رحمه الله- مذكور في نوازله ما نصه: "وأما السر في زيارة الصالحين؛ فلأنهم عباد الله المخلصون، وأولياؤه المقربون، فهم باب من أبواب رحمته، وخلائف النبوءة، وسر من أسرارها، وانبسط عليهم جاهها فيتوسل بهم إلى الله تعالى .... " ...
واعلم أن من أعظم نعم الله علينا، وأكبر أياديه لدينا: وجود الأولياء وظهورهم، وظهور أضرحتهم، وفي ذلك من المنافع والفوائد ما لا يدخل تحت حصر؛ فمن الفوائد في ذلك: وجود البركة بالأرض، وكثرة النفع، وإدرار الرزق، إذ لولاهم ما أرسلت السماء قطرها، ولا أبرزت الأرض نباتها، ولصُب البلاء على أهل الأرض صباً.
ومنها: أن برؤيتهم والجلوس بين أيديهم تصفو القلوب وتمحى عنها الذنوب، وتجدُّ في طلب رضى المحبوب، وهم سبب سعادة ابن آدم في الدنيا والآخرة.
ومنها أنهم مفزع الخائفين، ومستراح العاصين والمذنبين، إليهم يلجأ كل مكروب، وبهم يسلو كل محزون، وكل من نزل به أمر أو شدة، توجه إليهم، وتوسل إلى الله بجاههم، لأنهم أبواب الله في الأرض.
ومنها: أنهم أمان البلاد والعباد، ورحمة من الله الكريم الجواد.
ومنها: أنهم يشفعون في الآخرة كل على قدر رتبته مع الله عز وجل، وقد جاء أن الأنبياء والرسل والملائكة والعلماء والشهداء والأولياء وآل البيت يشفعون يوم القيامة، بل ورد أنه: ما من مؤمن إلا وله شفاعة، أخرج ابن النجار في تاريخه عن أنس مرفوعاً: "استكثروا من الإخوان؛ فإن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة".
وقد حكي عن بعض الصالحين –كما ذكره الإمام المرابي في "التحفة"، وابن زكري في:شرح الصلاة المشيشية" وغيرهما أنه: "رأى رجلاً بعد وفاته في النوم؛ فقال له: ما فعل الله بك وماذا لقيت؟ فقال له: لما دخلت القبر جاءني زبانية العذاب وأرادوا الانصراف بي إلى جهنم، فقلت لهم: أما تعرفونني؟ فقال لي واحد منهم: ومن أنت؟ فقلت: أنا خديم أبي يزيد البسطامي، فقال لأصحابه: دعوه حتى نرى أبا يزيد، فإن كان كما قال خلينا سبيله، وإن كان غير ذلك أخذناه، فأتوا أبا يزيد وقالوا له: إن هذا الرجل ادعى صحبتك. فقال لهم: لم أعرفه وليس كما قال. فقال له الرجل: سبحان الله؛ ما أسرع ما نسي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/408)
الناس، أما تذكر يوم كنت خارجا من المسجد الفلاني وتحت إبطك ثوب، وأردت أن تنتعل نعلك فمنعك الثوب من ذلك، فناولتنيه وانتعلت؟!! فقال له: نعم. فخلي وتُرك، ومضوا عنه"، قال العلامة ابن زكري عقب هذه الحكاية: فأدنى انتساب لهم، وأقل قرب منهم نافع غاية النفع، حتى مصافحتهم وملاقاتهم".
وذكر صاحب "إثمد العينين في مناقب الأخوين" وغير واحد أن: الولي يوم القيامة يكون في موكبه ذاهباً إلى الجنة، فينظر وإذا ببعض العصاة يساق إلى النار –والعياذ بالله تعالى-، فيقف ويأتيه، فيسأله: "هل رأيتني في دار الدنيا؟ "؛ فيقول: "لا"؛ فيقول: هل زرتني؟ فيقول: لا. فيقول: هل سمعت بذكري؟ فيقول: نعم كنت أسمع الناس يقولون: سيدي فلان، فيقول ذلك الولي: امض إلى الجنة. حتى لا يمشي للنار من سمع اسمي في دار الدنيا. فإذا النداء من قبل الباري جل جلاله: "خلو سبيله" فيمضي مع ذلك الولي إلى الجنة.
وفي "المقصد الوريف" أنه: يروى أن رجلاً من أصحاب أبي يزيد كان خياطاً فمات، فريء في المنام بعد موته فقيل له: ما كان من أمرك؟ فقال: لما دفنت وأتاني الملكان يسألاني قلت لهما: كيف تسألاني وقد خطت فرواً لأبي يزيد؟ فانصرفا عني).
====================
وقال: (مدد الميت أقوى من مدد الحي، لأنه على بساط الحق، ولأن التعلق به عري عن الأغراض والعوارض من الاستيناس ونحوه. كما قال لنا شيخنا أبو العباس الحضرمي رضي الله عنه: كرامة الله لأوليائه لا تنقطع بموتهم، بل ربما زادت، كما هو معلوم في كثير منهم").
الولي الميت يتصرف في الكون!!
قال: (تنبيهات: الأول: ذكر غير واحد أن الولي إذا مات انقطع تصرفه في الكون، وما يعطيه الله عز وجل لزائريه إنما هو علي يد بعض أهل التصرف من الأحياء، لكن هذا محمول على غير الأفراد من الكمل، أما هم فيتصرفون أحياءً وأمواتاً).
الغلو في زيارة القبور:
قال: (في كيفية الزيارة وبعض آدابها وما ينبغي للزائر أن يفعل بسببها:
فأقول: قال العلماء –رضي الله عنهم: ينبغي للزائر أن يقعد عند رأس المزور قبالة وجهه، بحيث يستدبر القبلة ثم يقول: "التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات، الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته – يكرر السلام عليه صلى الله عليه وسلم ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً ثم يقول: - السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين- وينوي بذلك: السلام على كل عبد لله صالح في السماء والأرض، ثم يقول: السلام عليك يا سيدي فلان- إن كان يعرف اسمه، وإلا؛ قال بدل: يا سيدي فلان: يا صاحب هذا القبر، أو: هذا الضريح- ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله"، فإنه إذا تشهد؛ يجلس الولي في قبره متربعاً اعتناء بقضاء حاجته، ويرد عليه جميع ما يقول حتى ينصرف.
ومنها: أن يكون متطهراً طهارة صغرى، لأنها مطلوبة في الدخول على الملوك والعظماء، فأهل الله أحرى.
ومنها: أن يلبس نظيف ثيابه، تعظيماً لشأن الذاهب له منهم، نص على ذلك في "معتمد الراوي".
ومنها: أن يفرغ الزائر قلبه عن كل شيء من أمور الدنيا الدنية، وما لا تعلق له بالزيارة، حتى يصلح قلبه للاستمداد من ذلك الولي.
ومنها: أن يعتقد استمداده من حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام. إذ هو المزور على الحقيقة، وهؤلاء إنما هم أبوابه ونوابه وخدام بساطه وحضراته، وهو – صلى الله عليه وسلم- الممد لجميعهم، والمعطي لكل واحد منهم ما يمد به زواره وقصاده على حسب الزائر والمزور).
أما مربط الفرس عند الصوفية، وهو كسب الأموال المحرمة من الجهال والسذج، فقال حاثًا عليه ومؤصلا له!!:
(حكم دفع الأموال عند الأضرحة: مما جربه كثير من الناس لقضاء الحوائج: الإتيان بهدية للولي من فلوس وغيرها. ويدل لصحة ذلك ما في ترجمة الشيخ أبي المواهب الشاذلي من "الطبقات الشعرانية" من أنه كان يقول: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام؛ فقال لي: إذا كانت لك حاجة وأردت قضاءها؛ فانذر لنفيسة الطاهرة –يعني: الشريفة الحسنية، (بفتح الحاء)، المدفونة بمصر- ولو فلساً؛ فإن حاجتك تُقضى". انتهى. قال الشيخ سيدي عبدالمجيد المنالي في رحلته بعد نقله: "وكنت أسمع ذلك على لسان المشايخ قبل أن أقف عليه؛ فكنت أصفه للناس فينتفعون به". انتهى. قلت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/409)
وقد عمل الناس به في كثير من الأضرحة، وخصوصاً في ضريح قطب المغرب مولانا إدريس –رضي الله عنه- بفاس، وضريح سيدي أبي العباس السبتي بمراكش، فشاهدوا منه العجب. والأمر أوسع من أن تدركه العقول أو يصفه المقول)!!
ومن خرافاته:
قوله: (وما يذكر من حضور النبي – صلى الله عليه وسلم- أو غيره من الأولياء هناك لا تبعد صحة، سيما وقد أخبر به من ثبتت ولايته، واتضحت عنايته في غير ما موطن الأولياء، كمولد مولانا إدريس –رضي الله عنه- وأضرابه، وقد ذكر غير واحد من الأكابر أن أولياء الله من البحر المحيط وسائر الجبال والبلاد يحضرون مولد القطب الشريف الحسيني أبي العباس سيدي أحمد بن علي البدوي دفين طنطا بأعلى النيل، المتوفى سنة خمس وسبعين وستمائة، وولد بفاس).
تجويز البناء على القبور وتعظيمها:
قال: (مما شاع وذاع، في سائر القرى والمدن والبقاع: بناء القباب على قبور الأولياء والعلماء، ووضع الثياب عليها والستور عندها، وفي ذلك بين العلماء اضطراب وخلاف، والعمل على الجواز إذا قصد به التعظيم. كما الشأن في ذلك).
توسلات شركية نقلها؛ منها:
أولياء الإله إني مريض
والدواء لديكم والشفاء
أنتم الباب والإله كريم
من أتاكم له المنا والهناء
كم أتى لحماكم من سقيم
زال عنه سقامه والبلاء
كم أعنتم على الدوام مريضا
في فراش وقد كفاه النداء
فانظروا لي بفضلكم في علاجي
وامنحوني بجودكم ما أشاء
كرامة طريفة تحتاجها شركات التبغ!!
كان رحمه الله كثيراً ما يأوي إلى حانوت برأس التيالين من عدوة فاس القرويين، وكان يشرب بها القهوة والدخان المعروف، ويتبعه رجل يقال له: مزور، يباشر له أموره، ويتكلم مع الناس على لسانه، ويأخذ منهم ما يعطونه، وشاهد الناس له عدة كرامات: منها: ما أخبرني به بعض الناس قال: "اجتمعت معه مرة في دار عند رجل، فجعل يشرب الدخان المرة بعد المرة، وقد قهرتني رائحته غاية. فدعاني وقال لي: اشرب! فأبيت من ذلك. فألح علي حتى فعلت؛ فوالله ما وجدت في فمي سوى طعم العنبر، وبقيت رائحته في فمي نحواً من شهرين"!!
تنبيه:
ليت حمزة ومن معه - عندما ابتلوا بإخراج هذا الكتاب - فعلوا كما فعل من اختصره قديمًا؛ أعني محمد العزوزي، الذي قال في مقدمة اختصاره (ص 13):
(و حيث ان هذا المجموع العظيم قد اشتمل على تراجم رجال كنا نعدهم فيما غبر من الأخيار وقت ما كان الاعتقاد في الامة سائدًا، أما و قد قل الاعتقاد وساد الانتقاد، حتى صار ذلك يُعد عندهم من الخرافات أو الهذيان. و لقد أخبرت شيخنا المؤلف بأني رأيت بفاس بين يدي أحد المستشرقين نسخة من السلوة و قد علّم على عدة مواضع منها بالحبر الأحمر؛ فأطلعني على ما عليه علم و قال: أهذا من دين الله!! فلما سمع مني ذاك قال رضي الله عنه: إننا ألفنا ذلك في وقت كان السائد فيه حسن الاعتقاد و عدم الانتقاد، ولو كنت أعلم أننا نصير إلى ما صرنا إليه ما ذكرت شيئاً من ذلك. فإني اؤذنك باختصارها و حذف ما ذكر فيها مما ظاهره مخالف لمعتقد أهل هذا العصر)!
فليت حمزة ومن معه على الأقل: فعلوا فعله - حياء وخجلا من هذه الخرافات المظلمة في زمن انتشار نور دعوة الكتاب والسنة. هداه الله، وشرح صدره للحق.
رابطان مهمان لكشف شبهات القبوريين
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=110
http://www.khayma.com/kshf/R/amwat.htm
موقع آل البيت (من أهل السنة)
http://www.alalbayt.com/
ـ[أبو السها]ــــــــ[05 - 05 - 08, 01:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا الشيخ سليمان، والرجل كشف أمره منذ زمان نسأل الله أن يراجع به إلى دينه الحق
ـ[ابو كريم]ــــــــ[05 - 05 - 08, 01:59 ص]ـ
لاحرمنا الله منكم ياحماة العقيدة وسدنة الشريعة
وفقكم الله شيخنا الفاضل ونفعنا بعلمكم
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[05 - 05 - 08, 05:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا
والكتاني وأمثاله هنا في هذا الملتقى (كصاحب أبي غدة)
يصدق عليهم قول الشاعر
ومهما تكن عند امريء من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - 05 - 08, 06:47 م]ـ
الإخوة الكرام: أبا السها - أباكريم - عبدالمصور:
أشكر مروركم، وأسأل الله أن يوفقكم ..
ـ[المحظري]ــــــــ[30 - 09 - 10, 08:46 م]ـ
بارك الله فيك أيها الشيخ الكريم
ولا عدمناك منافحا عن السنة ومدافعا عن عقيدة أهل الاسلام، شيخنا الفاضل مزيدا من كشف أهل البدع ورد منكراتهم فقد فتنوا الجهال وأضلوا العوام ولولا أسود أهل السنة وفرسان الحق ـ من أمثالك كما نحسبك ـ لضلت الأمة وتردت في بحار الخرافة والشرك
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 09:01 م]ـ
سبحان الله من قديم وأنا أتمنى الإجابة على سبب (موقوف) لحمزة الكتاني.
جزيت خيرا ً
ـ[ابن بجاد العتيبي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 12:28 ص]ـ
بارك الله فيك أخي سليمان(48/410)
ما قولكم في هذه الأبيات لابن الفارض؟
ـ[اسد الدين]ــــــــ[05 - 05 - 08, 06:35 ص]ـ
يقول ابن الفارض
شَرِبْنَا على ذكْرِ الحبيبِ مُدامَةً ... سكِرْنَا بها من قبل أن يُخلق الكَرْمُ
لها البدرُ كأسٌ وهيَ شمسٌ يُدِيرُهَا ... هلالٌ وكم يبدو إذا مُزِجَتْ نَجم
ولولا شذَاها ما اهتدَيتُ لِحانِها ... ولولا سَناها ما تصَوّرها الوَهْمُ
ولم يُبْقِ منها الدّهْرُ غيرَ حُشاشَةٍ ... كأنّ خَفاها في صُدور النُّهى كتْم
فإن ذُكرَتْ في الحَيّ أصبحَ أهلُهُ ... نَشاوى ولا عارٌ عليهمْ ولا إثم
ومِنْ بينِ أحشاء الدّنانِ تصاعدتْ ... ولم يَبْقَ منها في الحقيقة إلاّ اسمُ
وإن خَطَرَتْ يوماً على خاطرِ امرئِ ... أقامتْ به الأفراحُ وارتحلَ الهمّ
ولو نَظَرَ النُّدْمَانُ خَتمَ إنائِها ... لأسكَرَهُمْ من دونِها ذلكَ الختم
ولو نَضحوا منها ثرَى قبرِ مَيّتٍل ... عادتْ اليه الرّوحُ وانتَعَشَ الجسم
ولو طَرَحُوا في فَيءِ حائطِ كَرْمِها ... عليلاً وقد أشفى لفَارَقَهُ السّقم
ولو قَرّبُوا من حانِها مُقْعَداً مشَى ... وتنطِقُ من ذِكْرَى مذاقتِها البُكْم
ولو عَبِقَتْ في الشرق أنفاسُ طِيبِها ... وفي الغربِ مزكومٌ لعادَ لهُ الشَّمُّ
ولو خُضِبت من كأسِها كفُّ لامسٍ ... لمَا ضَلّ في لَيْلٍ وفي يَدِهِ النجم
ولو جُليتْ سِرّاً على أَكمَهٍ ... غَدابَصيراً ومن راووقِها تَسْمَعُ الصّم
ولو أنّ رَكْباً يَمّموا تُرْبَ أرْضِهَا ... وفي الرّكبِ ملسوعٌ لمَا ضرّهُ السّمّ
ولو رَسَمَ الرّاقي حُرُوفَ اسمِها على ... جَبينِ مُصابٍ جُنّ أبْرَأهُ الرسم
وفوْقَ لِواء الجيشِ لو رُقِمَ اسمُها ... لأسكَرَ مَنْ تحتَ اللّوا ذلك الرّقْم
تُهَذّبُ أخلاقَ النّدامى فيّهْتَدي ... بها لطريقِ العزمِ مَن لا لهُ عَزْم
ويكرُمُ مَن لم يَعْرِف الجودَ كَفُّهو ... يحلُمُ عند الغيظ مَن لا لهُ حِلم
ولو نالَ فَدْمُ القومِ لَثْمَ فِدَامِها ... لأكْسبَهُ مَعنى شمائِلها اللّثْم
يقولونَ لي صِفْهَا فأنتَ بوَصفها ... خبيرٌ أَجَلْ عِندي بأوصافها عِلم
صفاءٌ ولا ماءٌ ولُطْفٌ ولا هَواً ... ونورٌ ولا نارٌ وروحٌ ولا جِسْمٌ
تَقَدّمَ كُلَّ الكائناتِ حديثُها ... قديماً ولا شكلٌ هناك ولا رَسم
وقامت بها الأشياءُ ثَمّ لحكمَةٍ ... بها احتَجَبَتْ عن كلّ من لا له فَهْمُ
وهامتْ بها روحي بحيثُ تمازَجا ... إتِحاداً ولا جِرْمٌ تَخَلّلَه جِرْم
فَخَمْر ولا كرْم وآدَمُ لي أبو ... كَرْم ولا خَمْر ولي أُمُّها أُمّ
ولُطْفُ الأواني في الحقيقة تابع ... لِلُطْفِ المعاني والمَعاني بها تَنْمُو
وقد وَقَعَ التفريقُ والكُلّ واحد ... فأرواحُنا خَمْرٌ وأشباحُنا كَرْم
ولا قبلَها قبل ولا بَعْدَ بَعْدَهَا ... وقَبْليُّة الأبْعادِ فهْي لها حَتْم
وعَصْرُ المَدى من قَبله كان عصرَها **** وعهْدُ أبينا بَعدَها ولها اليُتم
محاسِنُ تَهدي المادِحينَ لوَصْفِهَا ... فَيَحْسُنُ فيها منهُمُ النّثرُ والنّظم
ويَطْرَبُ مَن لم يَدْرِهَا عند ذِكْرِهَا ... كَمُشْتَاقِ نُعْمٍ كلّما ذُكرَتْ نُعم
وقالوا شَرِبْتَ الإِثمَ كلاّ وإنّما ... شرِبْتُ التي في تركِها عنديَ الإِثم
هنيئاً لأهلِ الدّيرِ كمْ سكِروا بها ... وما شربوا منها ولكِنّهم هَمّوا
وعنديَ منها نَشْوَةٌ قبلَ نشأتي ... معي أبداً تبقى وإنْ بَليَ العَظْم
عليكَ بها صِرْفاً وإن شئتَ مَزْجَها ... فَعَدْلُكَ عن ظَلْم الحبيب هو الظُّلم
فَدُونَكَهَا في الحانِ واستَجْلها به ... على نَغَمِ الألحان فهيَ بها غُنْمُ
فما سكنَتْ والهمَّ يوماً بموضع ... كذلك لم يسكُنْ مع النَّغَم الغَم
وفي سكرةٍ منها ولَوْ عُمْرَ ساعةٍ ... تَرَى الدَّهْرَ عبداً طائعاً ولك الحُكْم
فلا عَيْشَ في الدُّنْيا لمَن عاشَ صاحياً ... ومَن لم يَمُتْ سُكْراً بها فاته الحزم
على نفسه فليَبْكِ مَن ضاع عُمْرُهُ ... وليسَ لهُ فيها نَصيبٌ ولا سهمُ
ـ[اسد الدين]ــــــــ[06 - 05 - 08, 03:08 ص]ـ
^^^^^
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:16 م]ـ
ألف الإمام البقاعي كتاب بعنوان (تنبيه المعارض بكفر ابن فارض)
ـ[جمال العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 03:54 م]ـ
مما لاشك فيه أنَّ ابن الفارض يقول بوحدة الوجود وهذا القول من أكفر الكفر.(48/411)
وابل السجيل على فلول التجيل من أروع ما رأت عيني من الردود الشعرية
ـ[أبو عائشة اليماني]ــــــــ[05 - 05 - 08, 11:08 ص]ـ
هذا رد حوى جملة من المسائل العقدية وغيرها لأحد الأفذاذ الشناقطة حفظه الله ورعاه وهي من أجمل ما رأيت من الردود المؤدبة العلمية التي امتلأت بالفوائد العلمية فهي إلى النظم أقرب منها إلى الرد أرجوا أن تستمتعوا بها كثيرا فما أروعها
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:31 ص]ـ
جزاك الله كل خير وبارك فيك
ـ[أبو عائشة اليماني]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:02 م]ـ
وجزاك الله خيرا أبا أحمد(48/412)
سؤال حول:التفويض عند ائمه القرون الثلاثه الاولى؟؟
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[05 - 05 - 08, 10:54 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وجدت بعض الاشاعره الجدد فى منتدى يتكلم عن ان منهج السلف فى الاسماء والصفات هو التفويض - تفويض المعنى والكيف - واخذ ينقل عن الائمه المتأخرين مثل بن الجوزوى والنووى وغيرهم
وقال انه يتحدى ان ييكون هناك نقل عن ائمه السلف - يقصد فى القرون الثلاثه الاولى- واخذ ينقل من نقل عنهم تفويضهم للمعنى والكيف
منها ما نقل عن الإمام أحمد برواية الخلال الصحيحة عنه أنه قال: سئل أبو عبد الله عن آية من آيات الصفات فقال ((نؤمن بها ونصدق ولا كيف ولا معنى))
وقال الترمذي رحمه الله تعالى: (سنن الترمذي 4/ 492) مُثْبِتاً للسلف الصالح مذهبَ التفويض: ((والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم: أنهم رَوَوْا هذه الأشياء ثم قالوا تُرْوَى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف .. وهذا الذي اختاره أهل الحديث: أن تُروَى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمَن بها ولا تُفَسَّر ولا تُتَوَهَّم ولا يقال كيف، وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه))
اسأل الاخوه والمشايخ ان يأتوا بالاثار الصحيحه الوارده عن ائمه السلف - فى الثلاث قرون الاولى فقط - التى توضح انهم كانوا يفوضون الكيف دون المعنى
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:36 ص]ـ
أذكر أن ابن القيم جمع أقوال بعض أئمة التابعين في هذه المسألة وأذكر أنه في كتاب "إجتماع الجيوش الإسلامية"
ولكن المكتبة الشاملة غير متوفرة لدي الآن لعلي آتيك بالجمع غدا إن شاء الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:17 ص]ـ
لاشك أن التفويض في معنى الصفات مذهب رديء مخالف لمنهج السلف الصالح، وتجد بعض المبتدعة يحاول أن ينسب هذا القول للسلف
ولعل من أنفس ما كتب في هذا الباب هذه الرسالة ففيها رد على أهل التفويض ونفي نسبة ذلك للسلف
http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=upz0jfc5
كتاب: مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات
أصل الكتاب رسالة علمية تقدم بها الشيخ لنيل درجة الماجستير
للشيخ أحمد القاضي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أن يقدح المؤلف- عفا الله عنه- في مذهب السلف في الصفات الإلهية ويعيب منهجهم في فهم نصوصها، ويعتبره ارتكاسًا في التشبيه، فذلك غير مستغرب في ضوء منهجه الكلامي القائم على تقديم قواطعه العقلية المزعومة؛ كدليل الجواهر والأعراض، ونحوه، على الوحي المبين، وجعلها حكمًا عليه، أما أن يزعم أن إثبات حقائق الصفات واعتقاد ظاهر نصوصها خلاف ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة، رضي الله عنهم، والتابعين وأتباعهم من أئمة المسلمين كالأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة الحديث والفقه والتفسير والزهد، فهذا دونه خرط القتاد؛ فالخلاف حول آيات الصفات قديم بين السلف والخلف منذ أن أظهر الجعد بن درهم بدعة نفي الصفات، وتلقفها عنه الجهم بن صفوان، ثم تقسمتها الطوائف بعدهما، وقتلا جراءها أوائل المائة الثانية، وصار السلف ينعتون أتباعهما بالجهمية، ولهم في الرد عليهم والتحذير من بدعتهم مصنفات، كالرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد، وخلق أفعال العباد للإمام البخاري صاحب الصحيح، والاختلاف في اللفظ، والرد على الجهمية والمشبهة للإمام ابن قتيبة، والرد على الجهمية للإمام عثمان بن سعيد الدارمي، وغيرها كثير ..
قال الإمام الترمذي صاحب السنن بعد روايته حديث: "إِنَّ اللهَ يَقبَلُ الصَّدَقَةَ وَيَأْخُذُها بِيَمِينِه"- الترمذي (662) - وتصحيحه له: (وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى، كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: قد تثبت الروايات في هذا، ويؤمن بها ولا يُتوهم، ولا يقال: كيف). هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك، أنهم قالوا في هذه الأحاديث: (أمروها بلا كيف). وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/413)
وقالوا: (هذا تشبيه). وقد ذكر الله عز وجل، في غير موضع من كتابه اليد، والسمع، والبصر، فتأولت الجهمية هذه الآيات، ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: (إن الله لم يخلق آدم بيده). وقالوا: (إن معنى اليد هاهنا القوة). وقال إسحاق بن إبراهيم: (إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد، أو مثل يد، أو سمع كسمع، أو مثل سمع. فإذا قال: سمع كسمع، أو مثل سمع. فهذا التشبيه، وأما إذا قال، كما قال الله تعالى: يد، وسمع، وبصر. ولا يقول: كيف. ولا يقول: مثل سمع ولا كسمع. فهذا لا يكون تشبيهًا، وهو كما قال الله تعالى، في كتابه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى: 11] السنن (3/ 50، 51).
ونقل الإمام البخاري في (خلق أفعال العباد) عن يزيد بن هارون قوله: من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي، ونقل أيضًا قول الفضيل بن عياض: (إذا قال لك جهمي: أنا كافر برب يزول عن مكانه. فقل: أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء).
ونقل أيضًا قول سليمان التيمي: (لو سئلت: أين الله؟ لقلتُ: في السماء، فإن قال: فأين كان عرشه قبل السماء؟ لقلت: على الماء، فإن قال: فأين كان عرشه قبل الماء؟ لقلتُ لا أعلم). قال الإمام البخاري: (وذلك لقوله تعالى: (وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ). يعني إلا بما بين).
والنقول في هذا كثيرة لا يتسع لها المقام، فليرجع إليها في مظانها، فمن نازع بعد ذلك في أن مذهب السلف إثبات معاني نصوص الصفات مع تفويض الكيفيات فلقصور بحثه واطلاعه.
وكان الأجدر بالمؤلف إن أراد الإرشاد والتحذير على وجهه في هذا المبحث أن يحذر من أصحاب المذاهب الباطنية من الغلاة الذين وقعوا في التمثيل الصريح والشرك الأكبر، كأصحاب الوحدة ونحوهم من عباد القبور.
أما الشبهات المقصودة بالسؤال فجوابها ما يلي على وجه الإيجاز:
أولًا: نازع في أن سلب الصفات الوجودية لله تعالى، يلحقه بالمعدومات من عدة وجوه لا طائل تحتها:
أولها: أن هذا قياس للغائب على الشاهد، وقياس الغائب على الشاهد فاسد ... إلخ .. مضمون كلامه أن القوانين العقلية التي جعلها الله تعالى، في فطرة الإنسان يميزها بين الواجب والممكن والمستحيل محصورة في الشاهد، أي ما هو في متناول حواس الإنسان، وهو ما عبر عنه بالمادي في قوله: (وكيف يقاس المجرد عن المادة بما هو مادي). وهذا ليس بصحيح؛ فإن الفاسد من قياس الغائب على الشاهد إنما هو فيما يختص به بعض الموجودات من الأحكام العقلية، أما الأحكام المطلقة كاستحالة جمع النقيضين ورفعهما، واستحالة الدور القبلي ونحوها، فلا يخرج عنها شاهد ولا غائب، ولهذا احتاج أن يقرر هنا أن قولهم إن الله تعالى، لا داخل العالم ولا خارجه من باب تقابل العدم، والملكة الذي يجوز رفع طرفيه عما ليس من شأنه الاتصاف بأحدهما، كالعلم والجهل بالنسبة للحجر، وليس من باب تقابل السلب والإيجاب الذي هو تقابل النقيضين كالوجود والعدم، ولو كان قياس الغائب على الشاهد فاسدًا مطلقًا ما احتاج إلى هذا التقرير، والعجب منه كيف يثرب على السلف وأتباعهم ما يقع فيه، فها هو ذا يقول: (ونظير ذلك أن الإنسان لابد أن يكون له أحد الوصفين، فإما جاهل وإما عالم، أما الحجر فلا يتصف بواحد منهما البتة، فلا يقال إنه جاهل ولا إنه عالم، بل العلم والجهل مرتفعان عنه، بل هما ممتنعان عليه لا محالة؛ لأن طبيعته تأبى قابليته لكليهما، وهكذا تنتفي المتقابلات كلها بانتفاء قابلية المحل لها، أيًّا كانت هذه المتقابلات، وأيًّا كان هذا المحل الذي ليس قابلًا لها) إلخ ...
فانظر كيف استعمل ما قضى بفساده أولًا، فقال: (ونظير ذلك). والتناظر هو القياس، فكأنه يقول: كما جاز سلب العلم والجهل عن الحجر لامتناع قبوله أحدهما، يجوز سلب العلو والسفل عن الله تعالى، لامتناع قبوله أحدهما! أوليس هذا قياسًا للغائب على الشاهد؟
ثم انظر بعد ذلك أيهما أكمل: من وجب سلب المتقابلين عنه، أم من سلب أحدهما مع جواز اتصافه به، وخذ الجواب بالمقارنة بين الأعمى والحجر، ثم تأمل أيهما جعله نظيرًا لمن هو عنده لا أعلى ولا أسفل، ولا داخل العالم ولا خارجه.
وقديمًا قال محمود بن سبكتكين لمن يدّعي مثل ذلك في الخالق: (ميز لنا بين هذا الرب الذي تثبته وبين المعدوم!).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/414)
أما قوله: وكيف يقاس المجرد عن المادة بما هو مادي؟
فيقال له: ما مرادك بالمادة والمادي هنا؟ فإن أردت ما كان قائمًا بنفسه، متصفًا بصفات ثبوتية، ذا وجود حقيقي متعين خارج الذهن، فإنا لا نسلم بتجريد الله تعالى، من ذلك، فإن ذلك لا يتجرد منه إلا العدم المحض، ومن تصور إلهه كذلك لم يثبت وجوده إلا في الأذهان.
أما إن أردت بالمادة والمادي ما يماثل أجسام المخلوقات وصفاتهم التي يلازمها الافتقار والفناء، فهذه غير لازمة لمن أثبت ما أثبته الله لنفسه من الصفات الوجودية على وجه الكمال والتنزيه عن مماثلة خلقه، فلا وجه لجعلك مثبتًا للعلو عقلًا بهذا الدليل قائسًا للخالق على المخلوق.
ثانيها: قال: (نقول لهؤلاء: أين كان الله قبل أن يخلق العرش والفرش، والسماء والأرض، وقبل أن يخلق الزمان والمكان، وقبل أن تكون الجهات الست؟).
الجواب: تقدم جواب سليمان التيمي، رحمه الله، وهو مضمون ما رواه ابن ماجه (182) والترمذي (3109) وحسنه، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟ قَالَ: "كَانَ فِي عَمَاءٍ، مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، وَخَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ". قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: الْعَمَاءُ: أَيْ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ.
وأما قوله: قبل أن يخلق الزمان والمكان والجهات. فلابد من بيان المراد بهذه الألفاظ؛ فإن الألفاظ التي لا تتضمن نقصًا ولم يرد استعمالها شرعًا في حق الله تعالى نفيًا ولا إثباتًا يجب التوقف فيها والاستفصال، فقد يراد بها معنى لا يجوز نفيه عن الله تعالى، وقد يراد بها معنى لا يجوز إثباته لله تعالى، فيكون في إجمال نفيها أو إثباتها إثبات للباطل أو نفي للحق، وذلك قول على الله بلا علم، فالزمان مثلًا إن أريد به الليل والنهار والأيام والليالي، فهذه مخلوقة، وإن أريد به نسبة الحوادث والمتحركات بعضها إلى بعض، فهذه متعلقة بقِدم أفعال الله تعالى، والله تعالى، لم يزل فعالًا لما يريد، لم يكن الفعل ممتنعًا عليه ثم صار ممكنًا له، بل هو قادر عليه أزلًا وأبدًا، فتدخل النسبة الزمانية الذهنية التي هي القبل والبعد في الأزلية بهذا الاعتبار، ولا يقال إنها بذلك تكون مشاركة لله تعالى، في الأزلية والأولية، فهي نسبة ذهنية لا وجود لها في الخارج، فضلًا عن مشاركتها للخالق في القدم، ويقال هذا أيضًا في نوع مفعولات الله تعالى، لم يزل سبحانه قادرًا عليها، لم يكن خلقها ممتنعًا عليه ثم صار ممكنًا له، لكنه يخلق ويفني، ويحيي ويميت؛ (يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ) [آل عمران: 47]. و: (يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) [الحج: 14] لم يزل كذلك، ولهذا مدح نفسه سبحانه بقوله: (فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ) [البروج: 16]. (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ) [الحجر: 86].
أما المكان فإن أريد به ما أحاط الجسم من سطوح الأجسام المحيطة به، فتكون ظرفًا له، ويكون مظروفًا فيها، فمثل هذا المعنى لا يجوز إثباته لله تعالى، سبحانه وتعالى أن يحيط به شيء، أما إن أريد به ما يشغله الجسم من الحيز الذي هو فراغ محض لا وجود له أصلًا إلا في الذهن، فهذا لا يقال إنه أعظم من المخلوق الذي شغله؛ إذ هو أمر وهمي لا وجود له في الخارج، فضلًا عن كون الجسم مفتقرًا إليه، واعتبر ذلك بالفراغ المحيط بسطح العالم الخارجي الذي هو نهاية المخلوقات، لو قيل إنه مكان للعالم، يفتقر إليه العالم، للزم من ذلك التسلسل الممتنع إلى ما لا نهاية؛ حيث كل مكان وجودي سيفتقر إلى مكان آخر من حوله، فإذا علمت امتناع ذلك في حق العالم، وأنه بشغله حيزًا وهميًّا لا يكون مفتقرًا إليه، مع كونه مخلوقًا، فالله سبحانه وتعالى، أولى وأحرى أن نثبت له وجودًا حقيقيًّا خارج الذهن يشار إليه وينظر إليه، ويخاطب، ويسمع دون أن يلزم من ذلك إثبات مكان يحيط به أو يفتقر هو إليه، فالمكان إذًا من الألفاظ المجملة التي يجب التفصيل في المراد بها عند استعمالها في حق الله تعالى، نفيًا أو إثباتًا، وبهذا يتبين القول في الحيز والجهة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/415)
ثالثها: شغب بقوله تعالى: (وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ) [الأنعام: 3]. وأنه يلزم من يأخذ بالظواهر إثبات أنه في الأرض. والجواب من وجهين:
الأول: أن الجار والمجرور في قوله: (وَفِي الأَرْضِ).متعلق بما بعده، أي: يعلم سركم وجهركم في السماوات والأرض.
الثاني: أن المعنى: وهو المعبود في السماوات وفي الأرض، ويكون ما بعده حالًا؛ إذ لفظ الجلالة (الله) معناه المعبود، فهو مأخوذ من الإله، سهلت همزته، ثم أدغمت اللام في اللام ثم فخمت، فلا يلزم مثبتي العلو للعلي القهار ما ينافي علوه من الآية، ولله الحمد، والواجب الجمع بين الأدلة لا ضرب بعضها ببعض، ثم ها هم أولاء القائلون بأن الله تعالى، في كل مكان، فأين إنكاره عليهم؟ أم اتسع صدره لهم وضاق عن قول السلف إنه في السماء؟!
رابعها: شغب بقوله تعالى: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) [الفتح: 10]. بالإفراد، وقوله: (لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) [ص: 75]. بالتثنية، وقوله: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ) [الذاريات: 47]. بالجمع- بأنه يلزم من يثبتون الظواهر الاضطراب بين إثبات يد واحدة، واثنتين، وأكثر!
والجواب أن هذا ليس بلازم؛ فإن الآيات التي فيها الإفراد ليس فيها أنه ليس له إلا يد واحدة، ولم يتنبه المعترض إلى أن الأسلوب العربي جرى على المناسبة بين المضاف والمضاف إليه، فيضاف الجمع إلى الجمع، نحو: (عَمِلَتْ أَيْدِينَا) [يس: 71]. والمفرد وما في حكمه إلى المفرد، نحو: (خَلَقْتُ بِيَدَيَّ)، (يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ)، (يَدُ اللَّهِ). ثم إن السنة، التي ليست مصدرًا لتلقي العقائد عن المعترض، صرحت بأن "كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينُ". أخرجه مسلم (1827). أي لا يتوهم تفاضلهما كما في المخلوقين.
وبقى أن ننبه إلى أن قوله تعالى: (بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ). ليست من آيات الصفات على الصحيح؛ إذ الأيدي فيها بمعنى القوة، ومنه: (فَأَيَّدْنَا). و: (وَأَيَّدَهُمْ).
خامسها: شغب حول حديث النزول- وهو متواتر: انظر صحيح البخاري (1145) ومسلم (758) - باختلاف المشارق والمغارب، وأنه يلزم خلو العرش منه؛ لدوام ثلث الليل الآخر على أهل الأرض.
والجواب أن هذا إنما أشكل عليه وعلى أسلافه؛ لأنهم لم يفهموا من نصوص الصفات إلا ما يعقلونه من صفات المخلوقين ولوازمها، ففروا من التشبيه إلى التعطيل، ولو أثبتوا نزولًا واستواء لا تدرك كيفيتهما لم يلزمهم ما يلزم نزول المخلوقين مما يناقض الكمال، والمعاني التي تضاف إلى الخالق تارة وإلى المخلوق تارة يلزمها لوازم عند إضافتها إلى الخالق لا تناسب المخلوق، ولوازم عند إضافتها إلى المخلوق لا تليق بالخالق، كما يلزمها لوازم لذاتها عند قطعها عن الإضافة لا تفهم إلا بها، فلا تُنفى عن الخالق ولا عن المخلوق، كلزوم القرب من النزول، وقس على ذلك بقية الصفات.
وليعتبر المتعاظم قبول حديث النزول بقوله صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي ... " الحديث. أخرجه مسلم (395). فهل يرد هذا الحديث بأنه يلزم منه أن يكون الرب تعالى، مشغولًا بقول هذا للمصلين دائمًا، حيث لا تخلو منهم ساعة، فسبحان من لا يشغله شأن عن شأن. بل ليعتبر في هذا بأن المسلم يصلي لربه في أوقات محدودة لا تُقبل صلاته قبلها، أو بعدها إلا بعذر شرعي، مع كون هذه الأوقات، موافقة لغيره ممن يقيم ببلاد أخرى تختلف مشارقها ومغاربها، فما حال من يقول لا أؤمن بخصوصية الثلث الأخير من الليل بنزول الرب ودنوه إلا كحال من يقول: لا عبرة بانتظار أوقات الصلاة والإفطار والإمساك للصائم، وتحري ليلة القدر، ونحو ذلك من أوقات الدعاء الفاضلة؛ لكون البلاد لا تخلو من هذه الأوقات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/416)
سادسها: نقل قول أبي حامد الغزالي: إن كان نزوله من السماء الدنيا- كذا ولعلها: إلى- ليسمعنا نداءه، فما أسمعنا نداءه فأي فائدة في نزوله؟ ولقد كان يمكنه أن ينادينا كذلك وهو على العرش أو على السماء العليا، فلابد أن يكون ظاهر النزول غير مراد، وأن المراد به شيء آخر غير ظاهره، وهل هذا إلا مثل من يريد، وهو بالمشرق، إسماع شخص في المغرب، فتقدم إلى المغرب بخطوات معدودة، وأخذ يناديه وهو يعلم أنه لا يسمع نداءه، فيكون نقله الأقدام عملًا باطلًا، وسعيه نحو المغرب عبثًا صرفًا لا فائدة فيه، وكيف يستقر مثل هذا في قلب عاقل؟) ا. هـ.
ومع هذا النقل وقفات:
(1) سمى الغزالي حجة الإسلام وإنما الحجة في الدليل الصحيح نقليًّا وعقليًّا، والرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال.
(2) مسألة النداء الإلهي زائدة على النزول، لا تلازم بينهما، فقد ينادي دون أن ينزل، وقد ينزل دون أن ينادي، وقد ينزل وينادي، بل قد يُسمع دون أن ينادي، وينادي دون أن يُسمع، كما في القيامة إذا أفنى الخلائق، فيقول: (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ). فلا يجيب أحد، وقد يُسمع أحدًا دون أحد، وقد ينادي بصوت يسمعه من قرُب كما يسمعه من بعُد، وقد يبلغ نداءه مباشرة أو بواسطة ملائكته ورسله، والشأن في ذلك كله أنه يفعل ما يشاء؛ (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ) [الأنبياء: 23]. وهو في كل ذلك ليس كما نعقله من نزول خلقه وندائهم، لكن القوم كما سبق يشبهون أولًا ثم يفرون إلى التعطيل، كما قال هنا: وهل هذا إلا مثل من يريد وهو بالمشرق ... إلخ. فتوهم لوازم قرب المخلوق من المخلوق وعلاقتها بسماع ندائه لازمة لما يقابل ذلك في الخالق، وقد سبق التنبيه على خطئهم في هذا.
(3) قوله: وقد كان يمكنه أن ينادينا كذلك وهو على العرش أو على السماء العليا. فنقول: أقرّ أولاً أنه على العرش أو على السماء ثم أبطل ذلك.
ثم نقول: لو طردنا هذا الأسلوب في التقدم بين يدي الله تعالى، والجرأة عليه لقلنا: أي فائدة في كلامه أصلًا وهو قادر على إفهامنا بلا كلام؟ والقوم من أهل الكشف والإلهام، وما الفائدة من خلق السماوات والأرض في ستة أيام وهو إذا أراد شيئًا قال له: كن. فيكون، بل لم خلق الخلق أصلًا وهو غني عنهم، وهلا أسعدهم جميعًا بهداية التوفيق إذ أوجدهم؟ ولم أشقاهم بالابتلاء وكرمُه واسع لمعافاتهم؟ ولم؟ ولم؟ إلخ الأسئلة المعروفة عن الزنادقة المعترضين على مشيئة الله وحكمته.
(4) قوله: فيكون نقله الأقدام عملًا باطلًا. غير مسلم له، بل في ذلك من التعبير عن الشوق إلى الحبيب وتداني القلوب ما يفوق الوصف، ويفوت من قسَّت قلوبَهم المناهجُ الفلسفية، ولازم قوله بطلان: (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) [طه: 84]. و: (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) [العلق: 19]. و: (أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) [الواقعة: 11]. ونحوها مما فيه حركة المتقرب الحسية بما يناسب قربه المعنوي، ولا عجب، فالمتقرب إليه عندهم (لا داخل العالم ولا خارجه)، فأهل الملأ الأعلى منه بمنزلة من في أسفل سافلين.
ثانيًا: نقل عن حاشية العقائد العضدية قول محمد عبده: فإن قلت: إن كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم، مؤلف من الألفاظ العربية، ومدلولاتها معلومة لدى أهل اللغة فيجب الأخذ بمدلول اللفظ كائنًا ما كان. قلت: حينئذ لا يكون ناجيًا إلا طائفة المجسمة الظاهريون القائلون بوجوب الأخذ بجميع النصوص وترك طريق الاستدلال رأسًا، مع أنه لا يخفى ما في آراء هذه الطائفة من الضلال والإضلال، مع سلوكهم طريقًا ليس يفيد اليقين بوجه .. إلخ.
الجواب: هذه إقرار منه للسلف الذين نبزهم بالمجسمة بأن مذهبهم مطابق لمدلولات القرآن والسنة، لكن كلامه يتضمن اتهامًا خطيرًا لكلام الله تعالى، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، يتبين إذا نظمنا من كلامه هذا القياس الاقتراني من الشكل الأول على الطريقة المنطقية التي عاب السلف بأنهم ليسوا من أهلها كما يلي:
أخْذُ مدلولات الكتاب والسنة مذهبُ السلف، مذهب السلف فيه ضلال وإضلال، ولا يفيد اليقين أخذ مدلولات الكتاب والسنة فيه ...
وما اعتبرناه هنا لازمًا لكلامه قد صرح به بعض أسلافه، فقد قال الصاوي من قبل: (الأخذ بظواهر الكتاب والسنة أصل من أصول الكفر) ا. هـ. عياذًا بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/417)
والقصد أن الوحي المبين إذا لم يبن عن الحق في أعظم الأمور، وهي العقيدة في الله وما يجوز وما يجب وما يستحيل في حقه، فأي هداية نزل بها؟ بل إذا كان ظاهره الضلال والإضلال فقد كان عدم نزوله أسلم للناس في عقائدهم.
ثم نقل قوله عن صفة العلو لله تعالى: وليت شعري إذا لم تعلو مرتبة الربوبية فماذا تريد منه؟ وهل بقي بعد ذلك شيء غير العلو الحسي؛ فإن نفي التحيز عن العلو الحسي غير معقول، ولا معنى للاستلزام إلا هذا، أما هم فينفون اللوازم، ولا أدري كيف ننفي اللوازم مع فرضها لوازم؟ هذا خلف.
والجواب: السلف إذ يثبتون علو الذات اللازم منه المباينة والانفصال بين الخالق والمخلوق، فإنهم لا ينكرون علو القدر ولا علو القهر، بل أنواع العلو متلازمة عندهم، وهو لا يملك دليلًا على نفي علو الذات سوى استلزامه التحيز، وقد أسلفنا أن مذهب السلف التوقف في مثل هذه الألفاظ حتى يتبين المراد بها، فإن كان موافقًا لصريح الوحي التزموا المعنى الحق دون اللفظ المجمل، فقوله هنا: كيف ننفي اللوازم مع فرضها لوازم؟ إنما يتوجه لو كان السلف ينكرون التحيز رأسًا، أما وقد بان لك عدم امتناعهم من التزام المعنى الحق، وهو قيام الرب بذاته واتصافه بصفات الكمال الوجودية وعدم مخالطته لخلقه، فقوله: (هذا خلف). لا يلزمهم، وقد تقدم التفريق بين لوازم صفات الخالق ولوازم صفات المخلوق بما ينحل معه الإشكال الذي لم يتمكنوا من الانفكاك منه في تمييز معاني صفات الخالق من معاني صفات المخلوق. ثم نقل قوله: ولكن القوم ليسوا أهل منطق.
فنقول: نعم، ولكنهم أهل سنة وأثر، وعقل صريح، وفطرة سليمة، ولو كان في المنطق الذي يباهى به غنية لانتفع به واضعه، ولشفاه من وثنيته، ولما اختلف الفلاسفة والمتكلمون أشد الاختلافز ثم نقل قوله: وقد كفر العراقي وغيره مثبت الجهة لله تعالى فنقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم، لجارية معاوية السلمي: "أَيْنَ اللهُ؟ ". قالتْ: في السماء. فقال: "أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ". رواه مسلم في صحيحه (537).
وحكى أهل العلم تكفير أئمة السلف لمنكري علو الله تعالى، كما هو مثبت في كتب عقائد السلف، فليطلب العاقل لنفسه النجاة.
هذا ما اتسع الوقت له من مناقشة تلك الشبهات، أما باقيها مما تلقفه عن ابن اللبان وغيره من الخليقة، فأحيل السائل في مناقشتها تفصيلًا على كتب أهل العلم كالتدمرية والحموية، وشرح الأصفهانية، ودرء التعارض، وغيرها لشيخ الإسلام ابن تيمية، والصواعق المرسلة ومختصره لابن القيم، وللدكتور خالد السبت، وفّّقَهُ اللهُ، دراسة قيمة حول كتاب الزرقاني تناول فيها المآخذ العقدية عليه. فالحمد لله.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=467991#post467991
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:27 ص]ـ
لقاء مع فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك -حفظه الله- حول شبهات للمفوضة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=617445#post617445
مهم ومفيد.
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 04:28 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
راجع هذا الرابط ففيه نقولات عن السلف في إثبات المعاني و نقض التفويض البدعي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84524&highlight=%C7%E1%C3%D4%DA%D1%ED%C9
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[12 - 05 - 08, 04:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا وفضلا وعلما يا شيخ عبدالرحمن الفقيه
ونفعنا الله بعلمك يا شيخ المقددادى
واحيانا واماتنا على عقيده السلف اهل السنه والجماعه
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - 05 - 08, 01:25 م]ـ
في كتاب الإعتقاد للبيهقي رحمه الله
الإعتقاد للبيهقي - (ج 1 / ص 118)
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن يزيد سمعت أبا يحيى البزار يقول سمعت العباس بن حمزة يقول سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول كل ما وصف الله من نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه قال الشيخ وإنما أراد به والله أعلم "فيما تفسيره يؤدي إلى تكييف وتكييفه يقتضي تشبيهه له بخلقه في أوصاف الحدوث
ـ[عبد الله أحمد علي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:43 م]ـ
البيهقي أشعري محض
فهل يوثق بنقوله عن السلف؟؟؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:06 م]ـ
البيهقي أشعري محض
فهل يوثق بنقوله عن السلف؟؟؟
البيهقي من الأشاعرة المتقدمين
وهو نقل كلام السلف بالسند فنحن ننظر في السند
ثم ما نقله موجود في كتب أخرى من كتب أهل السنة منقولة من السلف
وانا استشهدت بقول البيهقي رحمه الله والذي فهمت منه انه يقول بأن التفسير المنهي عنه هو ما يؤدي للتكييف وليس المعنى العام
وإذا اخطأت في فهم كلامه فأرجو تصويبي
ـ[عبد الله أحمد علي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 09:26 ص]ـ
الذي أعلمه أنه البيهقي والخطابي وسائر المحدثين الأشعريين أمثالهما ينفيان الكيفية مطلقا مطلقا عن الذات والصفات في الذهن والخارج، فهل يتوافق هذا مع رأي من يثبت لها كيفية في الخارج ولكن ينفي العلم بها؟؟ وأيهما الصواب؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/418)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[13 - 05 - 08, 10:39 ص]ـ
لا اعلم أنهما ينفينا الكيفية مطلقا ربما يفيدنا الإخوة او الأخوات ممن لديهم علم
ولكن الذي أعلمه هو أن الأشاعرة المتقدمين يختلفون عن المتأخرين
هم اخف
وكانوا يثبتون صفة اليد والوجه والعين اما المتأخرين فلا يثبتونها ويؤولونها.
ـ[عبد الله أحمد علي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:56 م]ـ
راجعي ـ تفضلا ـ تقل الإمام البغوي في شرح السنة في الجزء 1/ص179
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[13 - 05 - 08, 02:43 م]ـ
تكرار
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[13 - 05 - 08, 02:45 م]ـ
نعم رأيت ذلك أيضا منقولا في كتاب البيهقي رحمه الله (الأسماء والصفات) عن الخطابي
وظاهر كلامه هذا وكلام آخر له انه ينفي الكيفية ... الله أعلم (تنبيه: ذكر ابن رجب رحمه الله ان الإمام الخطابي رحمه الله رجع عن الكلام في آخر حياته مما يظهر من كتابه الغنية عن الكلام وأهله)
ولكن لا ادري عن البيهقي رحمه الله
المهم أن قوله الذي نقلته فيه رد على من يقول بأن مقصودهم من التفسير المعنى العام، انه لا يجوز الكلام في معناه وليس الكيفية
فهذا رد عليهم
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 03:29 م]ـ
السلام عليكم
هذه مشاركة بعد انقطاع شهور عن المنتدى, انقل فيها كلام الترمذي نفسه يثبت فيها ان السلف من شيوخه ومن قبلهم كانوا يفسرون نصوص الصفات, وانما يتقون التشبيه بالمخلوق
قال الترمذي عقب حديث النزول: " وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ولا يؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف؟ هكذا روي عن مالك و سفيان بن عيينة و عبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد ههنا القوة وقال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} ". (سنن الترمذي- حديث 662).
فلاحظ هنا انه ذكر ان الجهمية يفسرونها على غير ما فسرها اهل العلم يقصد من السلف, اي ان السلف يفسرونها,
وثانيا ذكر عن السلف انهم يثبتون معنى السمع والبصر .... ولكن يتقون التشبيه بسمع المخلوق وبصره فهذا المحذور عند السلف
وسوف اعود ان شاء ربي(48/419)
عون الإله في بيان أن السلف لم يفوضوا صفات الله
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:09 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو بيان أن السلف رحمهم الله لم يفوضوا معنى صفات الله فإني قد وجدت في بعض كتب أصول الفقه [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1) أن السلف كانوا يفوضون معنى صفات الله وهذا باطل فالسلف رحمهم الله كانوا يثبتون ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو علىلسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف،ولا تمثيل.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1) - غاية الغرابة أن يقول د. وهبة الزحيلي في الوجيز في أصول الفقه ص 189: (رأي السلف أحوط وأولى، ورأي الخلف أحكم عقلاً) لاعتقاده أن طريقة السلف مجرد الإيمان بألفاظ النصوص بغير إثبات معناها، كون طريقة السلف أسلم من لوازم كونها أعلم وأحكم إذ لا سلامة إلا بالعلم والحكمة، العلم بأسباب السلامة، والحكمة في سلوك تلك الأسباب.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:12 ص]ـ
والمقصود بالتحريف تغيير اللفظ أو المعنى،فتحريف اللفظ كتحريف البعض كلمة الله في قوله تعالى: ?وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً ? [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813544#_ftn1) بأن نصبوا لفظ الله على أنه مفعول به فيكون الكلام من موسى عليه السلام بدلاً من أن يكون مرفوعاً على أنه فاعل،فيكون الكلام من الله، وبذلك ينفون دلالة الآية على أن الله يتكلم، وهذا باطل،فالآية أثبتت أن الله يتكلم، وهذا الكلام يليق به ليس ككلام المخلوقين،وتحريف المعنى كقول البعض في قوله تعالى: ?يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ? [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813544#_ftn2) أي قدرة الله فوق قدرتهم لكي ينفوا دلالة الآية على أن لله يداً، وهذا باطل فالآية أثبتت أن لله يداً، والصفة تليق بالموصوف فالإنسان له يد تليق به، والبعير له يد تليق به، والغوريلا لها يد تليق بها كذلك الله له يد تليق به ليست كيد المخلوقين.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813544#_ftnref1)- النساء من الآية 164
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813544#_ftnref2)- الفتح من الآية 10
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:16 ص]ـ
والمقصود بالتعطيل نفي ما أثبته الله لنفسه من أسماء أو صفات كقول البعض في قوله تعالى: ?بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ? [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813548#_ftn1) لا أدري ما المراد أفوض معنى اليد، ولا أثبت أن لله يداً حقيقية فهذا باطل فالله أثبت لنفسه يدين إذاً لله يدان، والمقصود بالتكييف أي حكاية كيفية الصفة فعندما أقول لك كيف يأكل محمد؟ فتقول يأكل محمد هكذا، وعندما أقول لك كيف يبرك البعير؟ تقول يبرك البعير هكذا، ونحن لأننا لم نر الله،وليس لله شبيه فكيف نكيف صفاته؟!!! أما أهل الأهواء فعندما تقول لهم ينزل الله يقولون لك ينزل هكذا،وهم لم يروا الله فهذا كذب، والمقصود بالتمثيل ذكر مماثل لله في صفاته فعندما تقول لله يد يقولون لك له يد كيدي، وعندما تقول ينزل الله يقولون ينزل كنزولنا، وهذا باطل قال تعالى: ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ? [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813548#_ftn2)
[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813548#_ftnref1)- المائدة من الآية 64
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813548#_ftnref2)- الشورى من الآية11
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:20 ص]ـ
ومعنى تفويض معنى صفات الله أي مجرد الإيمان بألفاظ النصوص من غير إثبات معناها و السلف رحمهم الله لم يفوضوا معنى صفات الله،ومما يدل على عدم قول السلف بتفويض معنى صفات الله أن القول بتفويض معنى صفات الله قول باطل فكيف ينسب للسلف الباطل، وهم خير الأمة؟!! وبيان ذلك أن كل موجود في الخارج فلابد أن يكون له صفة إما صفة كمال، وإما صفة نقص، والله ليس له صفات نقص إذا لله صفات كمال،و قد ثبت بالحس والمشاهدة أن للمخلوق صفات كمال، والله سبحانه هو الذي أعطاه إياها فمعطي الكمال أولى به،والنفوس السليمة مجبولة ومفطورة على محبة الله، وتعظيمه، وعبادته، فكيف تحب وتعظم وتعبد إلا من عرفت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته؟!! وقد قال تعالى: ?وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ? [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813552#_ftn1) أي لله الوصف الأعلى فالآية أثبتت أن لله صفات الكمال وكفى بكلام الله دليلاً.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813552#_ftnref1)- النحل من الآية 60
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/420)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:24 ص]ـ
و مما يدل على بطلان القول بتفويض السلف معنى صفات الله أن المعطلة الذين ينفون معنى صفات الله كانوا خصوما للسلف،ولو كان السلف يوافقونهم في عدم دلالة النصوص على صفات الله لم يجعلوهم خصوماً لهم، ولما أطلقوا عليهم معطلة، ومما يدل على بطلان قول السلف بالتفويض قول الوليد بن مسلم: (سألت الأوزاعي ومالكاً وسفيان وليثاً عن هذه الأحاديث التي فيها الصفة فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف) [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813557#_ftn1) ففي هذه العبارة رد على المعطلة والمشبهة، ففي قولهم: " أمروها كما جاءت" رد على المعطلة. وفي قولهم: " بلا كيف" رد على المشبهة. وفي قولهم أيضاً دليل على أن السلف كانوا يثبتون لنصوص الصفات المعاني الصحيحة التي تليق بالله فقولهم: "أمروها كما جاءت". معناها إبقاء دلالتها على ما جاءت به من المعاني، ولا ريب أنها جاءت لإثبات المعاني اللائقة بالله تعالى، ولو كانوا لا يعتقدون لها معنى لقالوا: " أمروا لفظها ولا تتعرضوا لمعناها ". ونحو ذلك، و قولهم: " بلا كيف " فإنه ظاهر في إثبات حقيقة المعنى، لأنهم لو كانوا لا يعتقدون ثبوته ما احتاجوا إلى نفي كيفيته، فإن غير الثابت لا وجود له في نفسه، فنفي كيفيته من لغو القول.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813557#_ftnref1) - أخرجه الدارقطني في الصفات ص75 , والآجري في الشريعة ص314،والبيهقي في الاعتقاد ص118 , وابن عبد البر في التمهيد 7/ 149، و في إبطال التأويلات في أخبار الصفات لابن الفراء 1/ 47
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:26 ص]ـ
وقال أبو حنيفة: (وله يد ووجه ونفس , كما ذكره الله تعالى في القرآن , فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته , لأن فيه إبطال الصفة وهو قول أهل القدر والاعتزال) [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813561#_ftn1) ، ولما سئل أبو حنيفة عن النزول الإلهي قال: (ينزل بلا كيف) [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813561#_ftn2) والله لصفاته كيفية لكنها مجهولة لنا فالشيء إنما تعلم كيفيته بمشاهدته، أو مشاهدة نظيره، أو خبر صادق عنه، وكل هذه الطرق غير موجودة في صفات الله؛ لذلك لا نكيف صفات الله.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813561#_ftnref1)- الفقه الأكبر لأبي حنيفة ص 302
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813561#_ftnref2)- الأسماء والصفات للبيهقي ص 456
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:29 ص]ـ
ولما سئل مالك عن كيفية استواء الله على العرش قال: (الكيف منه غير معقول , والاستواء منه غير مجهول , والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813563#_ftn1) فقوله: الكيف غير معقول: أي مجهول، وقوله:
الاستواء غير مجهول: أي معلوم،وقال الشافعي: (نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن ووردت بها السُّنة وننفي التشبيه عنه كما نفى عن نفسه) [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813563#_ftn2) فقوله رحمه الله ظاهر في إثبات حقيقة المعنى؛لأنه لو كان لايعتقد ثبوته ما احتاج إلى نفي التشبيه، وقال أبو بكر المروزي: (سألت أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش فصححها وقال: تلقتها الأمة بالقبول وتمرّ الأخبار كما جاءت) [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813563#_ftn3) فقوله تمر كما جاءت يشمل لفظ الخبر،ومعنى الخبر،ومن قال يقصد اللفظ فقط دون المعنى نقول له أين الدليل على قولك هذا؟
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813563#_ftnref1) - أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 7/ 151، و البيهقي في الأسماء والصفات ص408 وصححه الذهبي في العلو ص103.
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813563#_ftnref2) - سير أعلام النبلاء للذهبي 20/ 341
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813563#_ftnref3) - طبقات الحنابلة 1/ 56
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ ربيع وزادك الله علما ولو تزينوا الموضوع بنقل اثار صحيحه عن ائمه السلف من القرون الخيريه يكون افضل ان شاء الله
،ومما يدل على عدم قول السلف بتفويض معنى صفات الله أن القول بتفويض معنى صفات الله قول باطل فكيف ينسب للسلف الباطل، وهم خير الأمة؟!!
فهذا الكلام يحتج به ايضا المخالف لكن بالعكس فيقول
مما يدل على ** قول السلف بتفويض معنى صفات الله أن القول بتفويض معنى صفات الله ان قول تفويض الكيف دون المعنى باطل فكيف ينسب للسلف الباطل، وهم خير الأمة؟!!
اما اذا نقلتم عنهم قولهم بهذا فهو الدليل قاطع الذى يرغم انف المخالف واليك رابط موضوعى الذى كنت اسأل فيه عن هذا سؤال حول:التفويض عند ائمه القرون الثلاثه الاولى؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=136001)
وجزاكم الله خيرا
*##### كتبت مشاركتى قبل ان ارى باقى المشاركات استمر بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/421)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:32 ص]ـ
فإن قيل قد قال أحمد: (إن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا، والله يُرى، وأنه يضع قدمه، وما أشبه بذلك: نؤمن بها ونصدق بها، ولا كيف، ولا معنى! ولا نرد شيئا منها، ونعلم أن ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم حق إذا كانت بأسانيد صحيحة) [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813566#_ftn1).. فدليل المخالف هنا قول الإمام أحمد: " ولا كيف ولا معنى" والجواب على ذلك المعنى الذي نفاه الإمام أحمد في كلامه هو المعنى الذي ابتكره المعطلة من الجهمية وغيرهم، وحرفوا به نصوص الكتاب والسنة عن ظاهرها إلى معانٍ تخالفه فقد نفى المعنى، ونفى الكيفية، ليتضمن كلامه الرد على كلتا الطائفتين المبتدعتين: طائفة المعطلة، وطائفة المشبهة، ويدل على ذلك قول يعقوب بن بختان: (سئل الإمام أبو عبد الله عمن زعم أن الله لم يتكلم بصوت، قال: بلى يتكلم سبحانه بصوت) [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813566#_ftn2) فهل يمكن للمفوض للمعنى أن يثبت أن الله تعالى يتكلم بصوت؟ فالإمام أحمد هنا يثبت أن الله تعالى يتكلم بصوت، وهذا إثبات للمعنى، أما الكيفية فمجهولة، وقال يوسف بن موسى: (قيل لأبي عبد الله: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا، كيف شاء من غير وصف؟. قال: نعم) [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813566#_ftn3) فقول الإمام أحمد: " من غير وصف" .. أي من غير تكييف .. ولم يقل من غير معنى، بل أثبت المعنى، وهو النزول.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813566#_ftnref1)- إبطال التأويلات لابن الفراء 1/ 45
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813566#_ftnref2)- المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة 1/ 302
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=813566#_ftnref3)- المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة1/ 348
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:36 ص]ـ
فزبدة الكلام أن السلف كانوا يفوضون كيفية صفات الله لا معنى صفات الله هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وكتب ربيع أحمد سيد الأربعاء 12 محرم 1428هـ 31/ 1/2007م
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:43 ص]ـ
لتحميل عون الإله في بيان أن السلف لم يفوضوا معنى صفات الله اضغط على هذا الرابط:
http://www.4shared.com/file/44519411/584ff61e/__________.html?dirPwdVerified=61fd757b (http://www.4shared.com/file/44519411/584ff61e/__________.html?dirPwdVerified=61fd757b)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:58 ص]ـ
[ quote= محمود البطراوى;813568] مما يدل على ** قول السلف بتفويض معنى صفات الله ان قول تفويض الكيف دون المعنى باطل فكيف ينسب للسلف الباطل، وهم خير الأمة؟!!
يرد على هذه تفويض الكيف دون المعنى هو الحق إذ كيف نكيف صفات الله،ونحن لم نره ولا يوجد من هو شبيه بالله كي نشبه كيفية صفاته بكيفية صفات الله، والله لم يخبرنا بكيفية صفاته فأنى نعرف كيفية صفاته؟ وقد رأينا اتفاق الأشياء في الاسماء واختلافها في كيفيتها فللبقرة فم و للإنسان فم وللذبابة فم وشتان بينهم،والنملة تأكل والفأر يأكل و النعامة تأكل وشتان بينهم والأمثلة كثيرة
ـ[أبو أنس الحريري]ــــــــ[06 - 05 - 08, 02:47 ص]ـ
جزاك الله خيراً(48/422)
فوائد عقدية من شرح كتاب التوحيد للشيخ أحمد الحازْمي حفظه الله الدرس 6 و 7.
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:27 ص]ـ
الدرس السادس: تنبيه الدرس الخامس غير موجود.
1 - قوله تعالى: " و قضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا " هكذا الوقف و لا يتمّها الطالب في هذا المقام قال الحفيد: هكذا ثبت في بعض الأصول و لم يذكر الآية بكمالها.
2 - قضى: فعل ماض مبني على فتح مقدّر من باب: عصى و القضاء: فصل الأمر قولا كان أو فعلا و كل منهما على وجهين: قضاء قولي و قضاء فعلي و كل منهما: إلهي و بشري فصارت القسمة رباعية.
3 - و القضاء عند أهل السنة على نوعين: كوني و شرعي.
4 - و القضاء الشرعي منسوب إلى الشرع و يجوز وقوعه و لا يكون إلا فيما يحبّه الله و يرضاه.
5 - " و قضى ربك " قال مجاهد: قضى يعني: وصّى فالقضاء هنا بمعنى الوصيّة و قرأ أيّ و ابن مسعود: " و وصّى ربّك " و لكنها قراءة شاذة و لها فائدتها في التفسير.
6 - قال ابن جرير: أمر و وصّى بمعنى واحد.
7 - قال القرطبي رحمه الله: قال ابن عباس رضي الله عنهما و الحسن و قتادة: " و ليس هذا قضاء حكم " أي ليس قضاء كونيا إذن التفريق بين بعض الألفاظ الشرعية هذا له سلف و ليس من مبتكرات ابن تيمية و ابن القيّم رحمهما الله تعالى و قد جاء لفظ القضاء بعدّة معاني فحينئذ يتخيّر منها ما يوافق النصّ.
8 - " و قضى ربك " و لم يقل: الله لأن الرب من لوازم كونه ربّا أن يكون حاكما و هذا قد يرجّح القول بأن المراد بالقضاء هنا القضاء الشرعي و لذلك يرى البعض و هم الأكثر أن الحكم من مفردات الربوبية و قد وقع الخلاف بين أهل السنة هل الحكم من مفردات الربوبية أم من مفردات الألوهية أو له و له ثلاثة أقوال.
9 - " و قضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه " فيه تشريف للنبي صلى الله عليه و سلم و ذلك لتخصيص الأية بربوبية الله له ثم انتقال إلى التعميم من مفرد إلى جمع و هذه المسألة تنبني على مسألة أصولية و هي: هل الخطاب للنبي صلى الله عليه و سلم له و لأمته؟ و الجواب أن يقال:
- إن وجدت قرينة في اللفظ و منها العدول من الخطاب المفرد إلى الجمع فالإجماع على عموم الخطاب.
- إذا خصّ النبي صلى الاله عليه و سلم فالخطاب خاص بالإجماع.
- إذا خصّت الأمة فالخطاب خاص بالأمة بالإجماع.
- إذا لم توجد قرينة ففيها النزاع و الصواب أن الأمّة كالنبي صلى الله عليه و سلم.
10 - " ألا تعبدوا " أدغمت: " أن " مصدرية و قيل: مخفّفة من الثقيلة و قيل – و هو غلط -: تفسيرية
11 - و " أن " إذا اقترن بها حرف جرّ لفظا أو تقديرا لا تكون تفسيرية و إنما تكون مصدرية و التقدير هنا في الآية: " و قضى ربّك " بأن لا تعبدوا: لأن قضى هنا: بمعنى: أمر و " أمر " تتعدّى هنا بالباء لهذا امتنع أن تكون " أن " في الآية تفسيرية.
12 - " و بالوالدين إحسانا ": و أمركم أن تحسنوا إلى الوالدين و هو عام في جميع أنواع الإحسان قال القرطبي رحمه الله تعالى: " برّهما و حفظهما و صيانتهما و امتثال أمرهما و إزالة الرقّ عنهما و ترك السلطنة عليهما ".
13 - بعدما ذكر الله جل و علا حقّه ذكر حقّ الوالدين فأردفه بحقّه فأين حقّ االنبي صلى الله عليه و سلم مع أنه أعظم؟ و الجواب: الظاهر أن حقّه صلى الله عليه و سلم مذكور بدلالة اللزوم و لذلك يستغنى بالشهادة الأولى عن الشهادة الثانية.
14 - الآية دلّت على أمور:
أ – أن التوحيد هو أوّل الحقوق و أنه أوّل واجب.
ب- تفسير التوحيد.
جـ - عظم حقّ الوالدين. د- ما خوطب به النبي صلى الله عليه و سلم عام لأمّته من بعده و هذه قاعدة أصولية.
هـ - تحريم عقوق الوالدين. و- أن النبي صلى الله عليه و سلم مروب لا رب.
و الله أعلم و أحكم و هو الموفّق سبحانه لما يرضيه.
الدرس السابع:
باب فضل التوحيد و ما يكفّر من الذنوب:
1 - لما ذكر في الترجمة وجوب التوحيد ذكر فضله و آثاره الحميدة لأن النفس تتشوّق إلى معرفة فضل هذه العبادة العظيمة.
2 - و ذكر الثواب و الفضل لا ينفي الوجوب و ذلك لئلا يظنّ بهذا الباب أنه دال على عدم وجوب التوحيد لأن ما من واجب إلا و له فضل و ثواب و هذه القاعدة مطّردة: " ذكر الفضل لا ينفي الوجوب إلا بقرينة ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/423)
3 - باب: و الباب: ما يدخل به إلى الشيء و اصطلاحا: اسم لجملة من العلم تحته أصول و مسائل غالبة.
4 - الفضل: الزيادة على الإقتصار و كل عطيّة لا تلزم من يعطي يقال: فضل و الفضل يقصد به هنا: الثواب و التكفير للذنوب و يؤيّده ما ذكره المصنّف رحمه الله تعالى في المسألة الثانية: كثرة ثواب التوحيد عند الله.
5 - و هذا معناه أن التوحيد له فضائل علمنا ذلك من إضافة المصدر إلى محلّ بأل و هو نكرة فأفاد العموم فيشمل كل فضل للتوحيد.
6 - و أل في التوحيد يحتمل أن المراد بالتوحيد هنا: توحيد العبادة فتكون أل للعهد الذهني و يحتمل أن يراد بها العموم فيكون ذلك شاملا لجميع أنواع التوحيد و استصوب القول الأول الحفيد الثاني في قرة عيون الموحّدين لدلالة الأدلة على ذلك و كذلك لتتابع الشرّاح على هذا فهم جعلوا هذا الباب تابع للأول أي توحيد العبادة و لا يلزم من ذلك انتفاء القسمين الآخرين لدلالة توحيد الألوهية عليهما إما بالتضمّن و إما باللزوم.
7 - المصنّف رحمه الله تعالى علّق الفضل على العمل الذي هو التوحيد و لم يعلّقه على العامل و هو الموحّد و ذلك منه لوجهين:
أولهما: لأن الحكم على العمل يتبعه الحكم على العامل و كذلك الفضل و إن كان الوارد في كثير من النصوص ذكر ثواب و فضل العاملين فيمدح العاملون للدلالة على فضل العمل.
ثانيا: لأن إثبات الفضل في العمل يحتاج إلى إثبات أدلّة الفضل و أما إثباته في العامل فهذا يحتاج إلى شروط و نظر لأنه من باب إنزال الوعد على المعيّن.
8 - " و ما يكفّر من الذنوب ": لو قيل بأن ما موصولة فإن في ذلك إيهاما بأن التوحيد يكفّر عض الذنوب و الأظهر أنها مصدرية و إليه ذهب الحفيد الثاني رحمه الله تعالى.
9 - ما يكفّر: الفعل مشتق من الكفر و الكفر لغة: ستر الشيء و وصف الليل بالكافر لستره الأشخاص و الزّراع يسمى كافرا لأنه يستر البذر في الأرض.
و التكفير: ستره و تغطيته حتى يصير كأنه لم يعمل.
و يصحّ أن يكون أصله: إزالة الكفر و الكفران لأن صيغة التفعيل تأتي للإزالة.
10 - الذنوب: جمع ذنب و هو في الأصل: الأخذ بذنَب الشيء يقال: ذنبته أي: أصبت ذنبه و يستعمل في كل فعل يستوخم عقباه.
11 - المصنّف رحمه الله خصّ فضيلة التكفير للذنوب لأن سائر الفضائل الأخرى (لأن فضائل التوحيد كثيرة) مبنيّ عليها.
12 - ذكر في الباب آية و أربعة أحاديث أما الآية:
فهي قوله تعالى: " الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم ": هل هي من قول الله تعالى أم من قول إبراهيم عليه الصلاة و السلام أم من قول قوم إبراهيم؟: ثلاثة أقوال و الجمهور على الأول أنها من قول الله عز وجل فصل القضاء بين إبراهيم و قومه و هو الظاهر الواضح من السياق في الآية كانت المحاجّة و المناظرة بين إبراهيم عليه السلام و قومه فوصلت المحاجّة إلى قوله: " فأي الفريقين أحق بالأمن .... " فقال الله قاضيا بينهم: " الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم ... " فهو حكم و فصل بينهم و ذهب ابن عباس رضي الله عنهما إلى أنه من قول إبراهيم عليه الصلاة و السلام و له قول وافق فيه الجمهور.
و قيل أنه: من قول قوم إبراهيم و هم أجابوا بما كان حجّة عليهم و نقل هذا القول عن ابن جريج و لكنّ القول به ضعيف.
13 - و اللبس المراد به: الإشتباه و الإختلاط.
14 - الظلم: وضع الشيء في غير موضعه المختصّ به إما بزيادة أو نقصان و إما بعدول عن وقته أو مكانه و يطلق الظلم في كتاب الله و يراد به الظلم بين العبد و ربّه و الظلم بين العبد و الناس و ظلم بين العبد و نفسه.
15 - إذا تقرر هذا فما المراد بالظلم في الآية؟: جاء في الصحيحين ما يدل على أن المراد به الشرك و هنا عندنا وجهان:
أ – فهم الصحابة للعموم من النص ّ و لكن ما أقرّهم النبي صلى الله عليه و سلم على هذا الفهم بل بيّن لهم أنه فهم صحيح و لكنّه معارض من باب إطلاق العام و إرادة الخاص.
و هذا الحديث يمكن أن يستدلّ به على أن النكرة في سياق النفي تفيد العموم بإجماع الصحابة لتفاق فهمهم على ما سبق من العموم لولا المعارض.
و الآية يراد بها الشرك دون غيره لأنه مدلول عليه بإنما في الحديث و عليه يكون المراد بالأمن: الأمن من تأبيد العذاب.
- و الله أعلم و هو الموفق لا ربّ سواه -.(48/424)
مؤمن موحد ومادي ملحد ((رحمة الله على الشيخ السعدي))
ـ[سعد بن مزيد الحسيني]ــــــــ[06 - 05 - 08, 04:06 م]ـ
فائدة رقم /98
صفحة/155
في كتابه:مجموع الفوائد واقتناص الأوابد.
اعتنى به: الشيخ / سعد الصّميل -حفظه الله -.
تقديم: الشيخ /عبد الله البسام -رحمة الله عليه -.
طبعة دار ابن الجوزي
وكأن الشيخ: عبد الرحمن السعدي. رحمه الله بيننا , مناظرتان فيهما فوائد جمة!
(مناظرة بين مؤمن موحد ومادي ملحد)
أذكر هنا محاورة بين مؤمن موحد ومداي ملحد، وذلك أن رجلين مسلمين كانا مصافيين على الإسلام وفي طلب العلم، فغاب أحدهما عن صاحبه مدة طويلة، ثم التقيا؛ فإذا هذا الغائب قد تغيرت أحواله وأخلاقه، فسأله صاحبه وبحث معه في تبيين السبب الذي أوصله إلى هذا التغير الذي لا يعهده منه؛ فإذا هو قد تغلبت عليه دعايات الملحدين الذين يدعون لنبذ الدين ورفض ما جاء به سيد المرسلين، فحاوله صاحبه وقلبه على كل وجه لعله يرجع عن هذا الانقلاب الغريب الذي توجه وجهة خبيثة؛ فلم يفد فيه النصح، فعرف أن هذه علته تفتقر إلى استئصال أصل الداء ومقابلته بضده , وأن ذلك متوقف على معرفة الأسباب التي حولته والى تمحيصها وتوضيحها ومقابلتها بما يضادها ويقمعها، وشرحها شرحا يبين مرتبتها من الحقيقة، فقال له مستكشفا ً له عن الحامل له على ذلك , فقال له:
ياهذا! ما هذه الأسباب التي حملتك على ما أرى، وما الذي دعاك إلى نبذ ما كنت عليه، فإن كان خيرا كنت أنا وأنت شريكين فيه وتابعتك على ذلك، وإلا؛ فانظر لنفسك، وانظر من عقلك وأدبك أنك لا ترضى أن تقيم على ما يضرك وبثمرك الثمرات الرديئة!
فقال له: لا أخفيك العلم أني رأيت حالة المسلمين حالة لا يرضها عاقل، رأيتهم في ذل وخمول وأمورهم مدبرة وأحوالهم سيئة، ورأيت في الجانب الأخر هو أن الأجانب قد ترقوا في هذه الحياة وتفننوا في الفنون العجيبة، واخترعوا الاختراعات المدهشة والصناعات المتفوقة، وقد دانت لهم الأمم وصاروا يتحكمون في الأمم الضعيفة بما شاؤوا ويعتبرونهم كالعبيد لهم والأجراء وأدنى من ذلك؛ فرأيت منهم العز الذي بهرني والتفنن الذي أدهشني؛ فقلت في نفسي: لولا أن هؤلاء القوم هم القوم، وأنهم على الحق والمسلمون على ضده؛ ما كانوا على الوصف الذي ذكرت لك، فرأيت سلوكي سبيلهم خيرا لي وأحمد عاقبة، فهذا الذي صيرني إلى ما رأيت.
فقال له صاحبه حين أبدى له ما كان مستوراً: إذا كان هذا هو السبب الذي حولك إلى ما أرى؛ فهذا ليس من الأسباب والطرق والحقائق التي يبني عليها العقلاء وأولو الألباب عقائدهم وأخلاقهم وأعمالهم، ويعلقون بها مستقبلهم وأمالهم، أما تأخر المسلمين فيما ذكرت؛ فليس ذلك من دينهم، بل دينهم يضاد هذا أشد المضادة، وقد علمت وتيقنت ببعض ما عرفت أن دين الإسلام يدعو إلى الصلاح والإصلاح من كل وجه: إصلاح العقائد والأخلاق والدين والدنيا، وإصلاح الأحوال الداخلية والخارجية بكل وسيلة تصلح الأمة وتكف عنها غاية الأعداء , والاستعداد لهم بكل قوة يستطاع، وها هو لا تزال تعاليمه وإرشاداته قائمة لدينا، تنادي أهلها: هلموا إلى جميع الأسباب النافعة التي تعليكم وترقيكم وتعزكم في دينكم ودنياكم! أفبتفريط أهل الدين بل المنتسبين إلى الدين تحتج على الدين وتوالي أعداءه؟! أليس العاقل إذا رأى هذا التفريط منهم أوجب له أن يكون نشاطه وجهاده متضاعفا لينال المقامات العالية وينتقد الهالكين من الهوة العميقة؟! أليس القيام التام لنصر الدين في هذه الحالة من أفرض الفروض وأوجب الواجبات؟! فالجهاد في حالة قوة المسلمين وكثرة المشاركين له فضل عظيم يفوق سائر العبادات؛ فكيف إذا كانوا على هذا الوصف؟! فإن الجهاد في سبيله لا يمكن التعبير عن فضله وجليل ثمراته , ففي هذه الحال يكون الجهاد قسمين:
- قسم جهاد لتقويم المسلمين وإيقاظ هممهم وعزائمهم، وتعليمهم كل علم ينفعهم، وإرشادهم إلى كل صلاح وإصلاح، وتهذيبهم بالأخلاق الراقية , ولعل هذا أشق النوعين وأفضلهما.
- وقسم فيه مقاومة الأعداء وإعداد العدة لهم من كل وجه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/425)
أفحين صار الأمر على الوصف إلى ذكرت والحال التي شرحت، وصار الموقف حرجا تتخلى عن إخوانك المسلمين وتتخلف مع الجبناء والمتخلفين؛ فكيف وأنت منضم الى حزب المحاربين لأنك يا هذا أرذل ممن قال الله فيهم: ((تعالوا قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا)) قاتلوا لأجل الدين أو ادفعوا لأجل الرابطة القومية؛ فأعيذك من هذه الحالة التي لا يرضاها ذوو الديانات ولا أهل النجدات والمودات؛ فهل ترضى أن تشارك قومك في حال عزهم وقوة عددهم وعديدهم، وتفارقهم في حال ذلهم ومصائبهم، وتخذلهم في حالة اشتدت فيها الضرورة إلى نصرة الأولياء وغيرهم وقمع عدوان الأعداء؛ فكيف مع هذا تظاهر الأعداء الألداء؛ فهل رأيت دينا خيرا من دينك؟!
فقال له: هذا المنقلب الأمر كما ذكرت لك ونفسي تتوق إلى أولئك الأقوام الذين أتقنوا الفنون والصناعات، وألفوا السياسات الراقية والحضارات.
فقال له صاحبه وهو يحاوره: أرفضت ديناً قيما كامل القواعد نير البرهان يدعو إلى الخيرات، ويحث على جميع طرق السعادة والفلاح، ويقول لأهلة: هلموا إلى الفلاح والنجاح! هلموا إلى دين عظيم مبني على الحضارات الصحيحة الراقية التي بنيت على العدل والتوحيد وأسست على الرحمة والشفقة على الخلق والحكمة وأداء الحقوق ومنع الظلم من جميع الوجوه والعقوق.
دين شمل بظله الظليل وخيره الكثير الطويل وإحسانه الشامل وبهائه الكامل ما بين المشارق والمغارب , واعترف بذلك الموافق والمنصف المحالف، أتتركه يا هذا لحضارات ومدنيات زائفة مبنية على الكفر والإلحاد , مؤسسة على الجشع والطمع وظلم العباد، فاقدة لروح الإيمان وروحه ورحمته، حضارة ظاهرها مزخرف وباطنها خراب، وتظنها تعميرا للوجود وهي حقيقة الهلاك والتدمير؟! ألم تر أثارها وما جبلته للعباد من الهلاك والفناء؛ فهل سمع الخلق منذ أوجدهم بمثل هذه المجازر البشرية والفوضى المادية؟!
فهل أغنت عنهم مدنيتهم وحضارتهم من عذاب الله من شيء لما جاء أمر ربك؟! وما زادتهم غير تتبيب؛ فلا يخدعنك يا هذا ما ترى من المناظر والزخرفة والأقوال المموهة والدعاوي والدعايات الطويلة العريضة التي أخذت بقلوب الرعاع الهمج، فانظر إلى بواطن الأشياء ولا تغرنك الظواهر، وتأمل النتائج الوخيمة؛ فهل أسعدتهم هذه الحضارة في دنياهم التي لا يرجون حياة غيرها فضلا عن أخراهم؟! ألم ترهم ينتقلون من شر إلى شرور ولا يسكتون في وقت قليل إلا وهم يتحفزون إلى الطاعات؟!
ثم هب أنهم متعوا في حياتهم بالعز والرياسات ومظاهر الحياة؛ فهل إذا انحزت إليهم وواليتهم يشركونك في حياتهم ويجعلونك كأحدهم؟
كلا والله، أنهم إذا رضوا عنك بمظاهرتك إياهم جعلوك من أخس خدامهم وأقذر أجرائهم، يقضون بك وطراً , ويجعلونك مصيدة لهم يصطادون بك كل من لا بصيرة عنده؛ فالله الله يا هذا في دينك! والله الله في مروءتك وأخلاقك وأدبك وفي بقية رمقك!
فالانضمام إلى هؤلاء هو والله الهلاك.
فلما سمع هذا الكلام وتأمل جميع الوسائل التي تنال بها الأغراض من أولئك الأقوام؛ فإذا هي مسدودة؛ فلا دين ولا دنيا، ولا راحة قلب ولا بدن ولا سلامة عرف، أنه من المغرورين، وأن الواجب عليه متابعة الناصحين، وأن الرجوع إلى الحق الذي فيه سعادة الدنيا والآخرة خير من التمادي على الباطل الذي يحتوي على الضرر العظيم؛ فقال لصاحبه: كيف لي بالرجوع، وأنى لي وقد انحزت إلى أولئك النزوع؟
فقال له صاحبه: ألم تعلم أن من أكبر فضائل الإنسان أن يتبع الحق الذي تبين له ويدع ما هو عليه من الباطل، وأن الموفق الحازم هو الذي إذا وقع في الهلاك سلك كل وسيلة توصل إلى النجاة والفكاك وتخلصه مما وقع في من الإشراك؟ واعلم أنه كلما ذاق العبد مذهب المنحرفين وشاهد ما فيه من البغي والضلال، ثم تراجع إلى الحق الذي هو حبيب القلوب كان أعظم لوقعه وأكبر لنفعه؛ فارجع إلى الحق ثابتاً , وثق بوعد الله أن الله لا يخلف الميعاد.
فقال: الحمد لله الذي أنقذنا بلطفه وحسن عنايته من الهلاك والشقاء، ومن علينا بالسعادة والهدى؛ فنسأل الله أن يتم علينا نعمته ويثبتنا عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/426)
فقال له الناصح: يا أخي! وأزيدك بيانا عما ذكرت لك أن هذه المظاهر الذي تراها من الكفار قد نبهنا الله عليها في كتابه، وأخبر عنها وحذرنا أن نغتر بها،قال تعالى: ((لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد. متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد)) فهذا الاغترار مصيدة لهم وللجاهلين بأحوالهم، وقد أرانا الله من أيامه ووقائعه فيهم ما فيه عبرة للمعتبرين وموعظة للمتقين. والحمد لله رب العالمين.
فائدة رقم /138
صفحة/237
في كتابه:مجموع الفوائد واقتناص الأوابد.
اعتنى به: الشيخ / سعد الصّميل -حفظه الله -.
تقديم: الشيخ /عبد الله البسام -رحمة الله عليه -.
طبعة دار ابن الجوزي
فائدة (138)
(محاورة بين مؤمن وملحد)
جرت صورة محاورة بين مؤمن وملحد ,
فقال المؤمن للملحد: يجب علينا أن نتفاهم ويخبر كل منا عن عقيدته وغايتها والسبب الذي أداه إليها والأدلة التي تؤيدها والإشكالات التي ترد عليها.
فقال الآخر: لا بأس , هذا هو اللازم على من يريد الوقوف على الحقائق وإتباعها , ويريد الإنصاف , وهذه الطريقة العلمية التي اتفق عليها جميع العقلاء , ودعني أبين لك معتقدي والأسباب التي أدتني إليه والغايات التي أريدها بأعمالي.
فقال: هات ما عندك.
فقال الملحد: أما معتقدي؛ فاني اعتقد بوجود جميع المحسوسات التي ينالها الحس وتدرك بالحواس، واعترف بها، واتبع النافع منها , وما سوى ذلك؛ فاني لا اعترف به، بل أنكره غاية الإنكار؛ فلا اعترف بالخالق ووجدانيته، فضلا عن اعترافي بالوحي والرسل والمعاد، فكلها حيث لم يدركها حسي ولم تدخل تحت معلوماتي، كيف اعترف بها وقد اقتديت في هذا السبيل بكثير من فلاسفة العلم الموجودين والمفقودين؛ فلي فيهم أسوة ,و أما غايتي في هذا؛ فأريد الراحة التامة في هذه الحياة التي لا حياة بعدها، والانطلاق وراء مختارات النفوس وأغراضها , وعدم التقيد الذي هو غل للقلب وللجوارح؛ فقصدي أن تكون أعمالي كلها حرة وشهواتي كلها حاصلة، والأديان تمنع من هذا، وتجعل الإنسان في حبس، وتغل أعماله، وتشل حركاته كما ذكره علماؤنا وقدوتنا في هذا السبيل , وأما برهاني على ذلك؛ فكما ذكرت لك أن هذا الرأي عليه أكابر فلاسفة العالم وأساطين العلماء ما هم نعم القدوة لي ولأمثالي، وبرهان ذلك ما تشاهد من مخترعاتهم وإبداعهم في الحياة وسيطرتهم على العالم بفضل علمهم ونتائج أفكارهم، وترى أهل الدين بعكس هذه الحال، ليس لهم تقدم في الحياة ولا رقي وإنتاج لهذه المخترعات، فهذه عقيدتي ألقيتها إليك صريحة موضحة بحقيقتها وبراهينها؛ فهات ما عندك.
فقال الموحد المؤمن: أما عقيدتي؛ فاني إذا شرحتها وأبديتها عرفت وعرف غيرك أن الحق والمنافع التي ذكرتها أنت في عقيدتك تدخل في ضمنها وتحتضن جميع الحقائق الصادقة , وتنبذ ما في عقيدتك من الشر والضرر الآجل، بل والعاجل , أما أنا؛ فأؤمن بالرب العظيم الذي تضاءلت عظمة الموجودات كلها عند عظمته، وصغرت العوالم كلها عند كبريائه وقدرته وواسع علمه وحكمته وعميم رحمته , أشهد انه الرب الذي أوجد العالم العلوي والسفلي وأبدعه على غير مثال سبق، بل في غاية الإحكام والانتظام الذي عجزت مدارك العلماء الأولين منهم والآخرين عن إدراك بعض حكم مخلوقاته ومعقولات الذي له التصرف المطلق والحكم المطلق , حكم بتدبيره؛ فدبر المخلوقات، وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به، وهداها إلى مصالحها المتنوعة، ولم يخلقها سدى وعبثا , بل خلق, ها بالحق وللحق، فحكم على المكلفين بشرعه، فأرسل إليهم الرسل الذين هم اجمع الناس لكل خلق جميل ووصف حميد، وأعلاهم علوما وعقولا , وأكملهم في جميع صفات الكمال، وأنزل عليهم الكتب المحكمة الممتعة محتوية على شرائعه الكاملة , وضح الله فيها لعباده أصدق الأخبار وأصدق العقائد وأنفع الأحكام ,وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا , فيها تبيان لكل شيء يحتاجه العباد في معاشهم ومعادهم في دينهم ودنياهم، لم يبق خيرا إلا أمر به وبين طرقه، ولا شرا إلا حذر عنه وعن سلوك سبيله بكل الطرق، فجميع المنافع الدينية والدنيوية قد اشمل عليها دين الإسلام الذي هو دين جميع الرسل وأتباعهم؛ فخلق الله الخلق لعبادته ومعرفته وسلوك كل طريق فيه مرضاة الله وفيه سعادة العبد ونجاته، وأدر عليهم الأرزاق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/427)
ليستعينوا بها على هذا المقصد الأعظم ليتوسلوا بذلك إلى تمام نعمته ونيل كرامته في دار الخلود؛ فالدنيا كلها من أولها إلى آخرها بالنسبة إلى تلك الدار لا نسبة لها بوجه من الوجه؛ فلهذا أَنِِِسَت بهذا الرب العظيم المدبر للعوالم كلها الذي وسعت رحمته كل شيء وشمل بوجوده البر والفاجر , ولم يخل مخلوق من إحسانه طرفة عين , وتيقنت أن للعباد دارا غير هذا الدار يجازون فيها بأعمالهم التي عملوها في هذه الدار، فغايتي من عقيدتي السعادة العاجلة والسعادة الآجلة والفوز الأبدي والنعيم السرمدي , عكس غايتك الحقيرة الدنية الساقطة التافهة، وبرهاني على ذلك أعظم البراهين وأوضحها وأصدقها وأكبرها , برهاني على ذلك أكبر الشهادات كلها، وهي شهادة الله التي أودعها كتبه السماوية وفطر الخليقة عليها إلا من فسدت فطرته بما طرأ عليها من العقائد الفاسدة والآراء الساقطة , وبرهاني على ذلك شهادة الكتب التي أنزلها الله على رسله وخصوصا القران الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل حكيم حميد، الذي أعجز الإنس والجن عن أن يأتوا بمثله في البلاغة والفصاحة والأسلوب البديع والأخبار الصادقة النافعة والأحكام المحكمة العامة الشاملة , وغير ذلك من وجوه إعجازه، وبرهاني على ذلك شهادة أعلى طبقات الخلق وهم الرسل الكرام من أولهم إلى خاتمهم كلهم متفقون على هذا الإيمان بالرب العظم وأقداره وشرائعه وأحكامه القدرية والشرعية والجزائية؛ فهؤلاء الرسل جمع الفلاسفة من ألهم إلى آخرهم لم يبلغوا عشر معشار أعطية واحد من هؤلاء الصفوة الذي تضمحل علوم الفلاسفة إذا نسبت إلى علومهم , ثم بعد ذلك هداة الأنام ومصابيح الظلام وأئمة الهدى في جميع القرون، الذين هم أعلى الناس وأوسعهم علوما وأكملهم عقولا وفضائل وأجمعهم للمحاسن، كلهم على هذا الدين الحق؛ فكيف يفضل ذو عقل على هؤلاء زنادقة الفلاسفة المعروفين بانحراف المعارف والجهل العظيم بالمعارف الإلهية؟! وإن كان لهم معرفة في بعض أمور الطبيعة؛ فهم في الدين والإلهيات من أعظم الجهل وأسفل الضلال، كيف يختار عاقل السير خلف هؤلاء المنحرفين في علومهم ومقاصدهم؟! إن هذا لهو الضلال المبين، وبرهاني على ذلك أيضا النظر في الموجودات والتأمل للمخلوقات؛ فإنها كلها أدلة وبراهين على مبدعها وخالقها وعلى كمال علمه وقدرته وشمول رحمته وحكمته، وعلى تفرده بالوحدانية والكمال المطلق من جميع الوجوه، وعلى صدقه وصدق رسله , وأما ما ذكرته من غايتك؛ فإنها تعبر أحسن تعبير عن غايات البهائم التي لا هم لها إلا ما وافقها من الأكل والشرب وتوابعه , فالغاية التي شرحته عن نفسك هي الفوضى بعينها , وهي إعطاء النفوس مناها ضر أو نفع، وعدم تقيدها بالأحكام الشرعية , فإن الأحكام الشرعية في إباحتها وتحريمها وفي إطلاقها ومنعها هي الغاية الكاملة في صلاح الخلق؛ فإنها أباحت كل طيب نافع للعباد من مأكل ومشارب وملابس ومناكح وغيرها، ووسعت للعباد في ذلك غاية التوسيع، ونهت عن كل خبيث ضار للعباد،فهي الغذاء للعباد، وهي الدواء والشفاء، نهتهم عن انطلاق النفوس في أغراضها الخسيسة التي تعود بضررها وضرر أبناء جنسها الضرر العاجل والآجل , ومن محاسنها أنها ما نهت عن شر تشتهيه النفوس إلا جعلت للعباد من المباحات ما يغني عن ذلك، وتتبع ذلك في كل الأمور؛ فإنها أغنت العباد بالحلال عن الحرام وبالنافع عن الضار، فهذه القيود التي قيدت المكلفين ما أعظم الأدلة على حقها وخيرها وأنها حوت من المحاسن ما لا يحيط به الوصف، وأما ما ذكرت من المخترعات والصناعات؛ فليست متأثرة عن الإلحاد والزندقة، إنما تأثرت عن العلوم الصناعية وكون كثير من أهلها عقيدتهم إلحادية , ليس للعقيدة فيها أثر بوجه من الوجوه، بل الدين الإسلامي يأمر ويحث على جميع الصناعات النافعة الكبيرة والصغيرة , فاذا فرض تقصير اهله عن مجارات الأمم الأخرى في هذا؛ لم يضر الدين شيئا , وهذه شبهة لا يزال دعاة الإلحاد يبدونها ويذكرون تقصير المسلمين عن مجارات الأمم في هذا المضمار، وهم لم ينصفوا في هذا، فلو أنصفوا لعرفوا أن دين الإسلام أعظم ما يحث على كل الأمور النافعة الدينية والدنيوية , ولكن الأعداء يتشبثون بكل شبة، ربنا لا تجعلنا فتنةً للذين كفروا واغفر لنا , والواجب أن تنظر إلى المسلمين في حال قيامهم بالدين، وكيف كانوا هم سادة الأمم وقد خضعت لهم أقوى دول الأرض حينما كانوا قائمين بدينهم حق القيام، فمن استدل بحالة المسلمين الحاضرة على القدح في دينهم؛ فهو ظالم مفترٍ، قصده التلبيس والتغرير، وإن أردت زيادة البيان لهذا الأمر؛ فانظر إلى ما دعا إليه الدين في أصوله وفروعه أصلا أصلا , وشريعة شريعة تجدها كلها غاية الإحكام والحسن والحث على كل فعل جميل وكمال إنساني ورقي روحي ومادي , وجمع بين مصالح الدين والدنيا لا يقوم غيرها مقامها في إصلاح الأمور كلها وما سواها من النظم؛ فهي وإن نفعت من وجه ضرت من وجوه أخر، وشرها أكثر من نفعها، وإن العلماء المحققين العارفين لحقيقة النظم الإسلامية والنظم الأخرى ونتائجها وثمراتها ليتحدون جميع الطوائف المنحرفين عن الدين ويبرهنون على ذلك ببراهين عقلية وواقعية , وإني بصفتي واعترافي بقصوري أتحداك أيها الرجل الذي فضل الإلحاد على دين رب العباد وأتحدى غيرك أن يأتوا بمثال واحد فاقت النظم الإلحادية على النظام الإسلامي، ولن يستطيعوا إلا بالمكابرة التي يسقط معها الكلام؛ فهات ما عندك من الانتقادات.
فلم يتمكن الملحد من الجواب هذا السؤال، وبقي إما أن يبقى على إلحاده بعد ما تبين له الحق ويصير مكابرا ينكر ما لا ينكر، أو ينقاد للحق ويتبع طريق الإنصاف الذي تبين ووضح كل الوضوح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/428)
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[06 - 05 - 08, 07:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[06 - 05 - 08, 07:25 م]ـ
اتعبناكم يا شيخ سعد
ـ[سعد بن مزيد الحسيني]ــــــــ[07 - 05 - 08, 01:46 ص]ـ
اتعبناكم يا شيخ سعد
غفر الله لك!
يا أخي! وبارك الله فيك، يجب أن لا تستعمل كلمت الشيخ؛ إلا لعالم الشريعة , أو الشيخ الكبير!
وليس هذا توضعا ورب الكعبة!
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[07 - 05 - 08, 02:59 ص]ـ
اصبح اصطلاحا منتشر بين الاخوة الملتزمين لا يقصد به
منزلة في العلم ولكن يقصد به الاحترام والتقدير بين طلاب العلم
او حتى بين الملتزمين وكم من علماء وطلاب علم ينادون طلابهم
الجدد صغار السن بالشيخ
فلا مشاحة في الاصطلاح(48/429)
الأمالي في الملل والنحل 0 0
ـ[أبو جعفر الأسلمي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 06:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أيها الأحبة:
ستكون هذه الصفحة خاصة بالملل والفرق والمذاهب ..
وهي من إملاءات مشائخنا في الجامعة ..
فأحببت أن انشرها هنا ..
نبدأ أولا بـ (ـــالمرجئة):
أولا: المرجئة.
- الأساس الذي تقوم عليه هذه الفرقة هي الخلاف بيننا وبينهم في مسائل الايمان.
- تعريف المرجئة للايمان: هو قول باللسان وتصديق بالقلب فقط.
- المرجئة يقولون بعدم جواز الاستثناء في الايمان (والاستثناء في الايمان هو:
تعليق الايمان بالمشيئة)
- المرجئة يقولون أن الايمان لا يزيد ولا ينقص.
• تعريف الارجاء:
في اللغة:
1 - التاخير، قال تعالى (قالوا أرجه وأخاه).
2 - الأمل، قال تعالى (وترجون من الله مالا يرجون).
3 - الخوف، قال تعالى (مالكم لا ترجون لله وقارا)
في الاصطلاح:
يختلف تعريف العلماء للمرجئة بحسب فهمهم لمفهوم الارجاء، فمنهم من قال
:
تأخير
العمل عن مسمى الايمان وهذا هو تعريف الفقهاء، وهو الراجح.
ومنهم من قال: تأخير حكم صاحب الحكم إلى يوم القيامة.
ومنهم من قال: تأخير أمر المتنازعين في الفتنة إلى يوم القيامة.
** إذا ففرقة المرجئة: هي فرقة تؤخر العمل عن مسمى الايمان وتقول بعدم جواز
الاستثناء في الايمان وأن الايمان لا يزيد ولا ينقص.
• متى نشأت المرجئة؟
نشأة المرجئة مرتبطة بالاختلاف في المقصود بفرقة الارجاء، فمن قال بأن
اللارجاء هو تأخير أمر المتنازعين في الفتنة إلى يوم القيامة فيقول ان بداية
الارجاء مطلع عام 37 هـ وأول من تكلم في هذا الأمر هو الحسن بن محمد بن الحنفية
.
ومرجئة الفقهاء يقولون أن النشأة كانت في عهد عبدالله بن الزبير وعبدالملك بن
مروان أي بين 73 هـ و 86 هـ، وأول من تكلم في ارجاء الفقهاء هو ذر بن عبدالله
الهمذاني وهو يعتبر من التابعين وتوفي قبل سنة المئة تقريبا سنة 99 هـ وأحدث
هذه البدعة، وقيل أن أول من أتى بها هو حماد بن ابي سليمان، والراجح أن أول
من تكلم في الارجاء هو ذر الهمذاني لكن حماد هو من توسع فيها.
• ارجاء الجهمية:
ومرجئة الجهمية هم غلاة المرجئة، والارجاء عند الجهمية هو: المعرفة القلبية
فقط.
وبدأ ارجاء الجهمية سنة 128هـ بعد وفاة الجهم بن صفوان.
وغلاة الجهمية كفرة.
** هناك فرق كبير بين مرجئة الجهمية الغلاة وبين مرجئة الفقهاء.
• مرجئة الكرامية:
تنسب مرجئة الكرامية إلى محمد بن الكرام السجستاني الذي توفي سنة 255هـ، وكان
يقول ان الايمان هو القول اللساني فقط، فأخرج العمل والتصديق، فيلزم عليه أن
يكون كل من تلفظ بالقول أو باللسان وأتى بناقض من نواقض الاسلام فهو عندهم مؤمن
كامل الايمان، فقد الغوا العمل والتصديق، فعندهم المنافقين نفاق اعتقادي
مؤمنين كاملي الايمان كعبدالله بن ابي سلول.
** ويتلخص من ذلك أن مذهب المرجئة يقوم على الأصول التالية:
1 - ان الايمان هو القول والتصديق وأن العمل خارج عن مسمى الايمان.
2 - ان الايمان لا يزيد ولا ينقص.
3 - أن الاستثناء في الايمان لا يجوز.
• أقسام المرجئة:
1 - مرجئة أهل السنة والجماعة (مرجئة الفقهاء) كأبي حنيفة.
2 - مرجئة الجهمية أتباع الجهم بن صفوان والقائلين أن الايمان هو المعرفة بالقلب
فقط.
3 - مرجئة الكرامية أتباع محمد بن الكرام والقائلين أن الايمان هو القول اللساني
فقط.
4 - مرجئة الخوارج الذين يتوقفون في حكم مرتكب الكبيرة.
• مسائل في الاستثناء:
- الانسان معرض للخطأ والزلل بناءا على تلبيس ابليس له، فلذلك لا يحكم أحد على
نفسه كمال الايمان ولهذا نظر السلف اليه فاحتاطوا فقالوا (انا مؤمن ان شاء
الله) لكن لا يعني ذلك شك في الايمان؛ لكن معنى ذلك أن يحتاط فيتجنب التزكية
.
- والاستثناء في الايمان هو مذهب أهل السنة والجماعة، قال الامام احمد (سمعت
يحي بن سعيد القطان يقول: ما ادركت أحدا الا وهو يستثني).
- وقال أيضا: إذا قال أنا مؤمن إن شاء الله ليس هو بشاك، فقيل له: إذا قال
ان شاء الله أليس هذا بشك؟ قال: معاذ الله أن يكون شك، قال تعالى (لتدخلن
المسجد الحرام ان شاء الله آمنين) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (أنتم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/430)
السابقون وإنا ان شاء الله بكم للاحقون). ا. هـ.
- ويستحب للمسلم أن يستثني لكن يجوز له أن يتركه.
- والاستثناء لا يكون الا في الأعمال التي لا يكمل الايمان الا بكمالها.
- وينبغي أن يكون الاستثناء ليس على جهة الشك بل يستثني على الجزم.
• مسائل في زيادة الايمان ونقصانه:
- أما قول المرجئة بأن الايمان لا يزيد ولا ينقص فيقولون أن التصديق حقيقة
قلبية لا تقبل الزيادة والنقصان وبما أن الايمان هو التصديق فهو كذلك لا يزيد
ولا ينقص، فهو لا يتجزأ ولا يتبعض، ورد على هذا شيخ الاسلام ابن تيمية فقال (
ان قياس الزيادة والنقصان من أبطل البطلان لأنه قياس على أمر غير مُسَلّم فلا
يسلم لهم أن التصديق لا يزيد ولا ينقص) ا. هـ.
- والادلة على زيادة الايمان ونقصانه كثيره .. قال تعالى (وإذا تليت عليهم
آياته زادتهم ايمانا)
- ومن الأدلة قوله تعالى (ويزداد الذين آمنوا ايمانا)
- ومن الأدلة حديثه صلى الله عليه وسلم شعب الايمان (الايمان بضع وسبعون شعبة
).
- وكان عمر رضي الله عنه يقول لأصحابه (هلموا نزدد ايمانا)
- وكان ابن مسعود يقول (اللهم زدنا ايمانا ويقينا وفقها)
• بيان موقف السلف من هذه الفرقة:
# أما مرجئة الفقهاء بيّن الفقهاء خطأ منهج الأحناف في هذا الأمر وقولهم بحرمة
الاستثناء والقول بعدم الزيادة والنقصان وبينوا أن هذه الأخطاء لا تقلل ولا
تنقص من قدر الامام ابي حنيفه رحمه الله وأنه امام كبير اجتهد وأخطأ.
# أما مرجئة الكرامية فقد ضللوا أصحابها وبدعوا اهلها.
# أما مرجئة الجهمية فلا شك في كفر هذه الفرقة.
- سئل الامام أحمد رحمه الله عن من قال لا اله الا الله لكنه يستدبر القبله
ويفعل الكبائر ويترك الأركان فقال: هذا هو الكفر الصراح.
# أما منهج السلف في التعامل والرد على هذه الفرقة، فقد بينوا أنه مذهب رديء
وخطير يدعو إلى تهوين المعصية والكسل والخمول، ويضعف من منزلة العمل.
# وقد ذكر العلماء بعض الروايات التي رويت عن المصطفى عليه الصلاة والسلام في
التحذير من المرجئة، فمنها:
1
- قوله صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أمتي ليس لهم في الاسلام نصيب – وعد
منها – المرجئة).
2 - قوله صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أمتي لا تنالهم شفاعتي – وذكر منهم –
المرجئة).
3 - قوله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله المرجئة على لسان سبعين نبيا).
4 - قوله صلى الله عليه وسلم (صنفان من أمتي لا يردان علي الحوض – وذكر منها –
المرجئة)
# وقد حرص العلماء رحمهم الله على التحذير من هذه الفرقة منهم الامام أحمد حيث
سئل رحمه الله من المرجيء؟ قال: الذي يقول الايمان قول. وقال انه قول محدث لم
يكن في السلف، وقال لا يصلى خلف مرجيء.
- قال سعيد بن جبير: المرجئة هم يهود أهل القبلة.
-
قال ابراهيم النخعي: الارجاء بدعة وفتنتهم عندي أخوف من فتنة الأزارقة.
- قال الأوزاعي: ليس شي من الأهواء أخوف على الأمة من الارجاء.
• فائدة:
الملامتية استخدموا طريقة مرجئة الجهمية لهدم الدين.
والفرقة الثانية ــ بإذن الله ــ ستكون المعتزلة ..
وتقبلوا خالص التحايا ..(48/431)
لمن تنسب العقيدة المرشدة؟
ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله ..
ما أعرفه أن هذه العقيدة مخالفة لعقيدة أهل السنة، لكن من صاحبها؟
فقد قال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى أنها لابن عساكر 8/ 183، وأتبعها بقوله:
(وقفت على جواب لابن تيمية سئل فيه عنها ذكر فيه أنها تنسب لابن تومرت وذلك بعيد من الصحة أو باطل لأن المشهور أن ابن تومرت كان يوافق المعتزلة في أصولهم وهذه مباينة لهم انتهى)
يقصد ما قاله شيخ الإسلام في الجزء 11 من المجموع
ما رأي المشايخ الافاضل؟؟؟
بالنسبة لي شيخ الإسلام ابن تيمية أعرف بالمذاهب من السبكي، لكن أحببت أن أتأكد، هل قول السبكي رحمه الله بسبب تعصبه للأشاعرة أم أن قوله صحيح؟؟؟
ـ[محمد بشري]ــــــــ[07 - 05 - 08, 02:00 ص]ـ
العقيدة المرشدة تابثة لابن تومرت،وللأشاعرة عناية فائقة بها ولهم عليها شروح كثيرة كشرح السكوني،وكان لابن عساكر عناية فائقة بها، وأيضا كان العلائي كثير الثناء عليها -فهي جارية على أصوله- والمرشدة لا تتجاوزة الصفحة الواحدة،وهي تمثل العقيدة الأشعرية لا يرتاب في ذلك لا الأشاعرة ولا غيرهم.
ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[18 - 05 - 08, 10:26 ص]ـ
وجدت المشاركة التالية في الملتقى:
ألم يتتابع علماء الأشاعرة على نسبته للفخر ابن عساكر، وهو للضال ابن تومرت الذي ادعى المهدوية؟!.
فقد أنكر نسبتها للفخر ابن عساكر: شيخ الإسلام ابن تيمية والذهبي وجماعة، ونسبها إلى ابن تومرت جماعة ومنهم الحافظ ابن كثير وابن خلدون.
وتذبذب السبكي في " طبقاته " فلم يجزم بكونها للفخر ابن عساكر، ولم يدفعها عن ابن تومرت، فحمله ذلك على الدفاع عن ابن تومرت وتصحيح عقيدته!.
وعندنا معاشر أهل السنة أن هذه العقيدة مهما كان مؤلفها منهما فهي عقيدة تجهم وضلالة، وقد نقضها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وصنفت في نقضها كتابي " التعليقات المفنّدة ".
بدر بن علي بن طامي العتيبي
منقول من هنا: المشاركة 51 (وهي مشاركة تكتب بماء الذهب!)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100712
بهذا يكون الجواب عن السؤال الأول واضحاً، لكن نشأ سؤال آخر:
[ quote]
فحمله ذلك على الدفاع عن ابن تومرت وتصحيح عقيدته
[\ quote]
أين هذا!! فهمت أن السبكي قال أن ابن تومرت معتزلي!
ـ[المقدادي]ــــــــ[18 - 05 - 08, 10:54 ص]ـ
أين هذا!! فهمت أن السبكي قال أن ابن تومرت معتزلي!
بارك الله فيك
لو رجعت لترجمة ابن عساكر في الطبقات لوجدتَ ذلك جليا حيث قال ابن السبكي:
(وأطال العلائي في تعظيم المرشدة والإزراء بشيخنا الذهبي وسيف الدين ابن المجد فيما ذكراه
فأما دعواه أن ابن تومرت كان معتزليا فلم يصح عندنا ذلك والأغلب أنه كان أشعريا صحيح العقيدة أميرا عادلا داعيا إلى طريق الحق)
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[18 - 05 - 08, 03:56 م]ـ
هي لابن تومرت وكما قال الإخوة الأجلة شيخ الإسلام أعلم بالفرق من الإمام التاج السبكي ومن أبيه تقي الدين
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة في بيان تلبيس الجهمية 1\ 465: " ... ومن هنا أخذ محمد ابن التومرت هذا اللقب وسمى طائفته الموحدين ووضع لهم المرشدة المتضمنة لمثل عقيدة المعتزلة وغيرهم من الجهمية في التوحيد لم يذكر اعتقاد الصفاتية كابن كلاب والأشعري فضلا عن اعتقاد السلف والأئمة لكن ذكر في القدر مذهب أهل الإثبات وهذا الذي ذكر يشبه قول حسين النجار وضرار بن عمرو وكان حفص الفرد من أصحاب النجار وكان برغوث من أصحاب ضرار وذاك خصم الشافعي وهذا من خصوم أحمد
وذهب حسين النجار وطائفة من المعتزلة إلى أن معنى الواحد هو الذي لا شبيه له كما يقول فلان واحد دهره وقد يقولون التوحيد يجمع المعنيين جميعا فالأول نفي التجسيم وهذا نفي التشبيه فإن نفي الصفات عندهم هو نفي التجسيم وهذا نفي التشبيه والتوحيد ينافي التشبيه والتجسيم وجماع قولهم أن التوحيد ثلاث معان أنه واحد في نفسه لا صفة له ولا قدر فليس بمركب ولا محدود ولا موصوف بصفة تقوم به وهو أيضا واحد لا شبيه له فهذان نفي التجسيم والتشبيه والثالث أنه واحد في أفعاله لا شريك له فهذا الثالث هو متفق عليه بين المسلمين لكن الناس يقولون هذا التوحيد لا يتم للقدرية الذين يجعلون بعض العالم مفعولا لغير الله ويجعلون من يفعل كفعل الله فإن هذا إثبات شريك له في الملك
ثم أن المعتزلة وغيرهم من الجهمية وإن وافقهم بقية المسلمين على نفي التشبيه فإنهم يدخلون في اسم التشبيه كل من أثبت لله صفة كما هو معروف عنهم ولذلك نقله عنهم الأئمة ... " أهـ
وقد رد عليهم في مجموع الفتاوى ج 11 ص 476 فما بعدها
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 05 - 08, 11:56 ص]ـ
بارك الله فيك
لو رجعت لترجمة ابن عساكر في الطبقات لوجدتَ ذلك جليا حيث قال ابن السبكي:
(وأطال العلائي في تعظيم المرشدة والإزراء بشيخنا الذهبي وسيف الدين ابن المجد فيما ذكراه
فأما دعواه أن ابن تومرت كان معتزليا فلم يصح عندنا ذلك والأغلب أنه كان أشعريا صحيح العقيدة أميرا عادلا داعيا إلى طريق الحق)
أعوذ بالله
كيف يقول بأنه إمام عادل وكان خارجيا دجالا يدعي انه المهدي ويقتل من لا يقبل به!!!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله
كيف يقال بأن دجالا سفك دماء المسلمين ودعا المسلمين إلى ترك طريق السلف، امام عادل ويدعو إلى طريق الحق!
نسأل الله العافية والسلامة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/432)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[20 - 05 - 08, 05:41 ص]ـ
لأن دولته دولة أشعرية في الأساس و لمثل هذا التهور في المنافحة عن طائفته نعته الشيخ أحمد بن الصديق بمجنون الأشاعرة
ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[23 - 05 - 08, 05:50 م]ـ
قال السبكي في الطبقات:
لأن المشهور أن ابن تومرت كان يوافق المعتزلة في أصولهم
وقال السبكي في الطبقات:
فأما دعواه أن ابن تومرت كان معتزليا فلم يصح عندنا ذلك والأغلب أنه كان أشعريا صحيح العقيدة
سبحان الله:)(48/433)
ما الخلاف بيننا اهل السنة وبين الفرق الاخري
ـ[ابو عمير بن الفضيل]ــــــــ[07 - 05 - 08, 02:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني بارك الله فيكم
اريد معرفة الفرق بيننا اهل السنة
وبين ....
الاشاعرة
الجهمية
المعتزلة
وذلك في باب الايمان والعذر بالجهل
وهل هناك فرق بين الاشاعرة المتقدمين والمتاخرين في باب الايمان
وجزاكم الله خيرا(48/434)
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}:وحدة الأمة هي طريق الخلاص-
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[07 - 05 - 08, 01:52 م]ـ
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}
وحدة الأمة هي طريق الخلاص
للدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي
- حفظه الله تعالى -
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
فإن من أهداف الشريعة الإسلامية، والدعوة المحمدية جمع كلمة الأمة وتوحيد صفوفها، وهذا ما توحي به عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى البشرية كافة؛ فقد كان الأنبياء قبله يبعثون إلى أقوامهم خاصة، فكل نبي خاطب قومه بقوله: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} (هود: من الآية61).
أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد أرسل إلى الناس جميعا كما بين الله عزّ وجلّ ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً} (سبأ: من الآية28).
وقد خاطب صلى الله عليه وسلم الناس بدعوته قائلا: "يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا".
كما بين لنا صلى الله عليه وسلم بعض خصائصه بقوله: "وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة".
وقد بعث صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين جميعا في وقت كانت البشرية في أشد الحاجة إلى من يأخذ بيدها وينتزعها مما حل بها من ذل وهوان؛ إذ أصبحت تتخبط في أمواج من ظلمات الجهل والفساد في العقيدة والأخلاق والسلوك، فتداركها الله سبحانه بهذا النبي الكريم الرؤوف الرحيم، إذ بعثه على حين فترة من الرسل، وأنزل عليه خير الكتب، وطلب منا الإيمان به تعالى وبرسوله وبالنور الذي أنزله على رسوله فقال تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (التغابن:8).
وقد جاء في هذا النور الذي أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم ليستضيء به العالم كله قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103) فكان من أهداف الدين الإسلامي جمع كلمة الأمة والحفاظ على وحدتها وسلامة كيانها.
وقد بعث رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في مجتمع كان من صفاته:
1 - لا تربطه عقيدة، فكل واحد يتبع هواه فيسجد للحجر والشجر.
2 - وتغير فيه القبيلة القوية على القبيلة الضعيفة فتقتل رجالها وتنهب أموالها.
3 - ولا قيمة فيه للقيم والأخلاق، وإنما المقياس هو المال والجاه.
وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بعلاج حاسم لمشكلات هذا المجتمع بما يجب أن يسلكه كل مصلح، فقد نظر للداء ووضع له الدواء، فبدأ بإصلاح القلوب أولاً؛ لأن في القلب مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب، فبدأ بالعقيدة الصحيحة أولاً.
يقول أبو الحسن الندوي في كتابه القيم (ماذا خسر العام بانحطاط المسلمين) تحت عنوان: (قُفل الطبيعة البشرية ومفتاحها):
يقول: "لم يكن صلى الله عليه وسلم من عامة المصلحين الذين يأتون البيوت من ظهورها، أو يتسللون إليها من النوافذ، ويكافحون بعض الأدواء الاجتماعية والعيوب الخلقية فحسب، فمنهم من يوفق لإزالة بعضها مؤقتا في بعض نواحي البلاد، ومنهم من يموت ولم ينجح في مهمته.
أتى النبي صلى الله عليه وسلم بيت الدعوة والإصلاح من بابه، ووضع على قفل الطبيعة البشرية مفتاحه، ذلك القفل الذي أعيى فتحه جميع المصلحين في هذه الفترة، وكل من حاول فتحه من بعده بغير مفتاحه.
دعا الناس إلى الإيمان بالله وحده، وفض الأوثان والعبادات، والكفر بالطاغوت بكل معاني الكلمة، وقام في القوم ينادي: "يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا".
ودعا إلى الإيمان برسالته، والإيمان بالآخرة" اه.
أقول: فلما صفت عقيدتهم وتوجهت قلوبهم إلى الله تبارك وتعالى وحده، محققة حكمته تعالى من خلقه لعباده كما في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} (الذريات:56).
وقوله: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأنعام: 162 - 163).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/435)
وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم القواعد والأسس التي تقوم عليها الوحدة الإسلامية بتشريع وتوجيه من الله تبارك وتعالى، ومن تلك الأسس:
أولاً: ربط الأمة بأعمال وأقوال تشعرهم بوحدتهم؛ لا فرق بين شخص وآخر في ذلك، مثل الشهادة لله بالوحدانية ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة.
فلا يدخل أحد الإسلام إلا بهما، ففي حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه في صحيح البخاري ومسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة .. " الحديث.
فجميع المسلمين على اختلاف أجناسهم وأوطانهم ينطقون بهذه الكلمة، وهذا يدل على وحدة الأمة الإسلامية في القول والمعتقد.
ثانياً: يتجهون جميعا بصلاتهم ودعائهم إلى قبلة واحدة، هي الكعبة المشرفة.
ثالثاً: سن لهم صلاة الجمعة والجماعة خلف إمام واحد لا يختلفون عليه.
رابعاً: فرض الله على الأمة صوم شهر واحد في السنة، يصومونه جميعا امتثالا لأمر الله تعالى.
خامساً: فرض عليهم حج بيته الحرام، وساوى بينهم في شعائره.
هذه التشريعات وغيرها من شعائر الإسلام شرعت بهذه الكيفيات لتشعر الأمة الإسلامية بوحدتها وجمع كلمتها، وبذلك يستقيم أمرها ويشتد ساعدها أمام أعدائها.
وقد بين صلى الله عليه وسلم لأمته معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما جاء في كتاب الله تعالى وفي سنته صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} (الجن:18).
والإسلام بتعاليمه السمحة وحدة متكاملة، عقيدة وعبادة ومعاملة، ولم تفلح الأمة في وقت من أوقاتها إلا حين أخذت بتعاليم هذا الدين كاملة، نسأله تعالى أن يعيد الأمة الإسلامية إلى رشدها لتأخذ تعاليم دينها من كتاب ربها وسنة نبيه الصحيحة الشارحة والموضحة لكتاب الله تعالى، الذي شرع للناس ما يصلح لهم في الدنيا والآخرة. والحمد لله رب العالمين.
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
ـ[ابو كريم]ــــــــ[07 - 05 - 08, 05:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[المناوي الشافعي]ــــــــ[08 - 05 - 08, 12:24 ص]ـ
بارك الله في الناقل
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[08 - 09 - 08, 09:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
آمين .. و إياكم اخي الكريم ..(48/436)
قال القبوري ((ووجه الاستدلال أن بعض الصحابة اقترح دفن النبي عند المنبر))
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[08 - 05 - 08, 01:29 ص]ـ
في الموطأ ((حدثني يحيى عن مالك أنه بلغه:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم الإثنين ودفن يوم الثلاثاء وصلى الناس عليه أفذاذا لا يؤمهم أحد فقال ناس يدفن عند المنبر وقال آخرون يدفن بالبقيع فجاء أبو بكر الصديق فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما دفننبي قط إلا في مكانه الذي توفي فيه فحفر له فيه فلما كان عند غسله أرادوا نزع قميصه فسمعوا صوتا يقول لا تنزعوا القميص فلم ينزع القميص وغسل وهو عليه صلى الله عليه وسلم)) بعض القبوريين يستدل بهذا الأثر على جواز بل قد يقول باستحباب إدخال القبر في المسجد فما ردكم بارك الله فيكم
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[08 - 05 - 08, 01:34 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
الصحابي اجتهد لما عدِم النص وقال ما قال، أما وقد صح الحديث عن أبي بكر وهو نص في موضع الخلاف فكل اجتهاد يعارضه باطل باطل.
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[08 - 05 - 08, 01:37 ص]ـ
هل من مزيد
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[08 - 05 - 08, 01:40 ص]ـ
هذا رد من ذات حجة المعارض، أما إذا أردت الرد بدليل منفصل فهناك الكثير
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[08 - 05 - 08, 01:41 ص]ـ
لا بأس
افعل
بارك الله فيك
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[08 - 05 - 08, 02:02 ص]ـ
1 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه:
" لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
قالت: فلولا ذاك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا.
2 - وأخرج ابن زنجويه عن عمر مولى غفرة قال:
لما أئتمروا في دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قائل: ندفنه حيث كان يصلي في مقامه وقال أبو بكر: معاذ الله أن نجعله وثنا يعبد وقال الاخرون: ندفنه في البقيع حيث دفن إخوانه من المهاجرين قال أبو بكر: إنا نكره أن يخرج قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البقيع فيعوذ به من الناس من لله عليه حق وحق الله فوق حق رسوله صلى الله عليه وسلم فإن أخرجناه (الأصل: أخرناه) ضيعنا حق الله وإن أخفرناه () أخفرنا قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: فما ترى أنت يا أبا بكر؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما قبض الله نبيا قط إلا دفن حيث قبض روحه قالوا: فأنت والله رضي مقنع ثم خطوا حول الفراش خطا ثم احتمله على والعباس والفضل وأهله ووقع القوم في الحفر يحفرون حيث كان الفراش.
3 - عن أبي عبيدة بن الجراح قال: آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم:
" أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب واعلموا أن شرار الناس الذي اتخذوا (وفي رواية: يتخذون) قبور أنبيائهم مساجد ".
وأحاديث أخرى مع بعض أقوال السلف تجدها في كتاب: "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" للشيخ الألباني رحمه الله.
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[08 - 05 - 08, 02:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 05 - 08, 01:56 م]ـ
يستدل البعض بأن أبا بكر لم يرد قول أولئك الناس ـ وليس معينا في الأثر أنهم من علماء الصحابة أصلا ـ بالآثار المشهورة في النهي عن اتخاذ القبور مساجد ودفن الأنبياء في المساجد، لكنه ذكر الحديث السابق في دفن النبي في موضع قبضه، وقالوا تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، ويجاب عن ذلك بأنه ليس في الأثر السابق حضور الصديق لمثل هذه الأقوال أصلا.
ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 11:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحتى لو كان بعض الصحابة اقترح الدفن عند المنبر، إلا أن الصحابة أجمعوا على عدم قبول ذلك ودفنه صلى الله عليه وسلم خارج المسجد النبوي، أليس هذا صحيحاً؟
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 01:10 م]ـ
استدل هذا القبوري أيضا بعد ذلك أن كلمة المساجد التي جاءت في حديث ((لعن الله اليهود ........... )) المقصود بها أنهم كانوا يسجدون لتلك القبور أي عبدوهم فهل من رد وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 01:29 م]ـ
المساجد: مفرده مسجد اسم مكان من سجد، وهو مكان العبادة الذي جرت فيه العادة على السجود
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/437)
افرض أنك مررت بالمسجد ولم تجد أحداً يصلي، ألا تسميه مسجداً؟؟؟
وأظنك تجد تفصيل ذلك في فتح الباري، وليس الكتاب بين يدي ... والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 05 - 08, 04:22 م]ـ
نقد حديثي لكتاب
البيان لما يشغل الأذهان
لفضيلة الدكتور علي جمعة
كَتبه
أبو عبد الله خيري بن سعيد
قوله (ص 253): وأما فعل الصحابة فيتضح من موقف دفن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلافهم فيه، وهو ما حكاه الإمام مالك عندما ذكر اختلاف الصحابة في مكان دفن الحبيب صلى الله عليه وسلم، فقال: فقال ناس: يدفن عند المنبر، وقال آخرون: بدفن بالبقيع، فجاء أبو بكر الصديق فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما دفن نبي قط إلا في مكانه الذي توفي فيه)). فحفر له فيه. انتهى.
قلت: ساقه المؤلف محتجاً به، وعزاه في الحاشية لموطأ مالك، ولا أدري أجهل أم تجاهل أن مالكاً ساقه بلاغاً منقطعاً، ففي (الموطأ) (545): عن مالك أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم الإثنين ودفن يوم الثلاثاء، وصلى الناس عليه أفذاذا لا يؤمهم أحد، فقال ناس: يدفن عند المنبر. وقال آخرون: يدفن بالبقيع. فجاء أبو بكر الصديق ... الحديث.
فهذا معضل، وقال الإمام أبو عمر بن عبد البر في (التمهيد) (24/ 394): هذا الحديث لا أعلمه يروي على هذا النسق بوجه من بلاغ مالك هذا، ولكنه صحيح من وجوه مختلفة وأحاديث شتى جمعها مالك والله أعلم، فأما وفاته يوم الاثنين ....
ثم شرع ابن عبد البر في (التمهيد) (24/ 398 - 399) يذكر لفقراته كلها شواهد عدا فقرة الدفن عند المنبر لم يذكر لها شاهداً.
وأخرج ابن سعد في (الطبقات) (2/ 292) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال قال أبو بكر أين يدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم: عند المنبر. وقال قائل منهم: حيث كان يصلي يؤم الناس. فقال أبو بكر: بل يدفن حيث توفى الله نفسه فأخر بالحق ثم حفر له تحته.
وهذا سند ضعيف لإرساله، وقد روى موصولاً لكن بسند ضعيف أيضاً، رواه ابن إسحاق كما في (سيرة ابن هشام) (2/ 662 - 663) و (البداية) (5/ 287) قال: حدثني حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما أرادوا أن يحفروا للنبي صلى الله عليه وسلم - الحديث وفيه: - وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه. فقال قائل: ندفنه في مسجده. وقال قائل: ندفنه مع أصحابه. فقال أبو بكر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض)) ... إلى آخره. وسنده ضعيف، حسين بن عبد الله ضعيف كما في (التقريب) (1326).
وتابعه من هو أوهى منه، فرواه ابن سعد في (الطبقات) (2/ 292) فقال: أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس. وهذا سند ضعيف جداً، إبراهيم بن إسماعيل ضعيف كما في (التقريب) (146)، ومحمد بن عمر هو الواقدي، متروك الحديث، فلا يصلح هذا الطريق في المتابعات ولا الشواهد.
وللواقدي فيه إسناد آخر، يرويه عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع مرسلاً، ذكره الحافظ ابن كثير في (البداية) (5/ 288). وهذا مع إرساله لا يغني شيئاً لحال الواقدي.
ولعل لظهور ضعف هذه الأحاديث ختمها الحافظ ابن كثير في (البداية) (5/ 289) بحديث البخاري عن عائشة مرفوعاً: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)). قالت عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً.
هذا وعلى فرض صحة الأثر المذكور عن الصحابة فلا يعارض الأدلة الصحيحة الصريحة في تحريم بناء المساجد على القبور، لأن أدلة التحريم مرفوعة صراحةً، وهذا موقوف على صحابي لا يُعرف فلعله لم يبلغه التحريم خاصةً وأن أحاديث التحريم كما تقدم في بعضها كانت قبيل الوفاة بعدة أيام. وأما سكوت الصحابة هنا لا يلزم الإقرار والموافقة، لأن المقام قد لا يحتمل المناظرة في المسألة وفي الباب نصٌ يقطع الخلاف، والله أعلم.(48/438)
هل الإمام الرازى يقول باعتقاد السلف؟؟
ـ[محمدبن عبد الهادى]ــــــــ[08 - 05 - 08, 08:23 ص]ـ
هل الإمام الرازى يقول باعتقاد السلف فى تفسير قوله تعالى (إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (3)
سورة يونس
قال (إن هذا المذهب هو الذى نقول به ونختاره ونعتمد عليه)
وما حاله فى بقية الصفات
ـ[محمدبن عبد الهادى]ــــــــ[09 - 05 - 08, 02:21 ص]ـ
للرفع
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[09 - 05 - 08, 11:09 ص]ـ
الكلام ليس على أنه يعتقد أن الله استوى على العرش أم لا إنما الكلام ما هو تفسير الاستواء عنده
جزاك الله خير
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[09 - 05 - 08, 12:13 م]ـ
لا بد عند الإجابة على هذه المسألة من اعتبار ما يأتي:
أولا: أن مذهب السلف عند الرازي ليس هو الإثبات حيثما أطلق، وإنما هو التفويض.
فإذا قال: هذا مذهب السلف أو ما أشبه هذه العبارات، فهو يقصد التفويض. فالأشاعرة كما لا يخفى عليكم:
- مفوّضة، وهم متقدموهم.
- مؤولة، وهم متأخروهم.
ثانيا: أن الإمام الرازي رحمه الله تعالى ممن كثر ترددهم في العديد من المسائل، فتراه يغير رأيه بين الحين والآخر بشكل ملفت لانتباه من يقرأ في تفسيره.
وهذه المسألة من الأمثلة على ما ذكرتُ، إذ إنك -حفظك الله - قد وقعتَ على ما رجح عنده مذهب المفوّضة من الأشاعرة، إلا أن المواضع التي مال فيها إلى التأويل كثيرة واضحة، وهي أكثر وأغلب عنده من الأول.
وسامحني على عدم الاستشهاد بالنصوص بسبب ضيق الوقت. إلا أن رسالتي في الدكتوراه في تفسير الرازي، وقد أوشكت على الانتهاء من قراءته كاملا، فلفت انتباهي ما قدمته بين يديك آنفا، وقد كنت أسمعه من كلام العلماء وأقرأه من كتاباتهم، حتى عايشته بنفسي في تفسيره رحمه الله وتجاوز عنه.
ـ[الأرزيوي]ــــــــ[09 - 05 - 08, 10:24 م]ـ
بارك الله فيك!!
فمما هو معلوم أيها الإخوة؛ أن لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ رد على كثير من مقالات الرازي في غالب كتبه ومنها مثلا ((بلغة المرتاد)) و ((الصفوية)) و ((التأسيس .. )) وغيرها. وهو إذا رد عليه ليس من باب التخطيء وإنما لمخالفته أو لتوقفه في مسائل إعتقادية؛ والله أعلم ولا حول ولا قوة إلا بالله.(48/439)
من مظاهر محافظة الموريسكيين على التوحيد و بغض التثليت و الصليب و التماثيل.
ـ[هشام زليم]ــــــــ[09 - 05 - 08, 03:15 ص]ـ
بعد سقوط غرناطة سنة 1492م حافظ المسلمون على عقيدة التوحيد رغم محاولات محاكم التفتيش تنصيرهم. و هذه السطور التي نقلتها لكم من كتب إسبانية مختلفة تبين لنا كيف تشبت الأندلسيون (الموريسكيون) بعقيدة التوحيد و لم يبغوا عنها حولا.
هؤلاء المسلمون الأندلسيون رغم مرور عدة عقود على محاولات التنصير أعطونا دروسا تطبيقية في التوحيد. فقد كسروا التماثيل و احتقروا التثليث و أحرقوا الصلبان ....
و لعلني أترككم مع هؤلاء " الوهابيين الأندلسيين"-ابتسامة-.
من كتاب "مسلمو مملكة غرناطة بعد 1492م".لخوليو كارو باروخا و ترجمة الأستاذ جمال عبد الرحمان-و هو عضو في المنتدى-. الصفحة 184.
"كان رد فعل المورسكيين تجاه الشعائر المسيحية مشابها لما فعله ثوار من أندلوثيا في تاريخ حديث. يستطيع أي شخص أن يقول إن هناك فرقا بين الموفقين: فالمورسكيون كانوا يدينون بدين و لهذا كرهوا الدين الأخر, أما الفوضويون فلم يكن لهم أي دين. هذا صحيح مدنيا. لكن لو تأملنا قليلا سيتعين علينا أن نتساءل: إلى أي مدى يظهر نقص الإيمان لدى الشخص الذي يكسر التماثيل و يقطع رؤوسها و يحرقها ... إلخ. لقد استخرج الأب هيتوس من سجلات الأسقف أسمولانو أبرز الأفعال التي ارتكبت في هذا الجانب. ففي فقرة من كتابه نقرأ أن المورسكيين في بيرخا جلدوا تمثالا للمسيح داخل الكنيسة ثم قطعوا رأسه بالسكاكين. و فعلوا ذلك مع تمثال العذراء و مع درجات المنصة و هم يقولون " ادفع الأذى عن نفسك", و في بياركال أهانوا تمثالا للعذراء بشكل أكثر شناعة.
إن انتهاك المقدسات و السخرية منها أفعال جديرة بالدراسة: " كانوا يذهبون إلى الكنيسة في أي مكان و يٌنزلون التماثيل و يجرونها و يحطمونها و يحرقونها, كانوا يحطمون أحواض التعنيد, و كانوا يسخرون من زينة القساوسة, و نجد الكراهية نحو رموز العبادة و شعائرالمسيحية مسجلة أيضا في المصادر العربية مثل رسالة الن داود التي يطلب فيها المعونة من أجل الثورة."
أقول:
يقول إبن داود:
"و نرغم على مزاولة الشعائر النصرانية و عبادة الصور, و هو مسخ للواحد القهار, و لا يجرؤ أحذ على التذمر أو الكلام. و إذا ما وقع قرع الناقوس ألقى القس عظته بصوت أجش, و فيها يشيد بالنبيذ و لحم الخنزير, ثم تنحني الجماعة أمام الأوثان دون حياء و لا خجل ... و من عبد الله بلغته قضي عليه بالهلاك, و من ضبط ألقي في السجن و عذب ليل نهار حتى يرضخ لباطلهم"
من كتاب انبعاث الإسلام بالاندلس لعلي الكتاني رحمه الله ص95
و من كتاب "محاكم التفتيش و الموريسكيون"" تأليف ميرسيدس غارسيا أرينال ... ترجمة الأستاذ خالد عباس.
"يظهر المورسكيون في كل فرصة تسنح لهم كرههم و احتقارهم للمسيحية من خلال المضايقات و السخرية. فيخرج السجناء من سجن كونيكا القش من مراتب أسرّنهم و يصنعون منه صلبانا و يدهسونها في الأرض ليغيظوا المسيحيين: "كانوا يدهسونها عمدا كالملحدين". كان دييغو إنريكيث, من كينتنار, يحمل صليبا مربوطا بحزام نعله, و كان يجرجره على الأرض من خلفه حينما يمشي.
سرق موريسكي من أركوس وعاء القربان المقدس و لأخذه إلى دار بعض الأصدقاء في أريثا و بقصد سب و إهانة عقيدتنا الكاثوليكية المقدسة و للإضرار بديننا المسيحي وضعوا القرابين المقدسة في خيط و علقوها على شجرة. و في سوكوياموس أخذت جكاعة من المورسكيين قطعة قماش من الكتان طرز عليها بالحرير ألام المسيح و صلبه و قاموا بإحراقها. و ذهب منصر جديد جديد أخر في يوم عيد لحفر حفرة في الطريق بصليب و ضربه بفأس فحطمه". كان عند بعض المورسكيين امرأة متوفاة "مكفنة و فمها إلى أسفل و على ظهرها صليب وضع على أردافها للتهكم و الإستهزاء بهذا الصليب".
و يبدو لهم سر القربان المقدس, على وجه الخصوص, غير جدير بالتصديق. أجاب موريسكي كانوا ينهرونه حتى يذهب إلى القداس: انظروا, ياله من جسد للرب, ليست لديّ رغبة في تناول الطعام". ذات يوم رأت موريسكية, بينما كانت تخيط على باب بيتها, رجال الدين يحملون القربان المقدس و هم في طريقهم "لشفاء مريض" فقالت: أعطوه لحماري فإنه مريض".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/440)
القربان المقدس هو خبز و نبيذ و الرب لا يحل به, القربان هو خبز أو شيئ رقيق و الرب لا يحل به", " القربان ليس أكثر من قليل من الدقيق المعجون و الرب لا يحل فيه, إذ كيف يحل في شيئ يجهزه خادم الكنيسة", و أنه ليس من الممكن أن ابن الرب حلّ في القربان المقدس".
كان الموريسكيون يظهرون رفضهم للقربان المقدس في كل المرات التي يتاح لهم فيها ذلك, فخلال القداس كانوا يديرون وجوههم عندما كانوا يرفعون القربان المقدس, أو ينزوون أو ينامون, و لم يقدموا أي مظهر للتعبد, و حينما كان يٌحمل القربان المقدس إلى أي مريض, فبدلا من الركوع أمامه كانوا يسيرون في شارع أخر, " لم يذهبوا في صحبة القربان المقدس عندما كانوا يحملونه إلى المرضى لأنه ليس ممكنا أن يذهب ربنا إلى هناك"
لكل هذه التلميحات و التعليقات دلالة خاصة على رفض الموريسكيين للعقائد و العبادات الكاثوليكية. على وجه الخصوص , كانت عبادة التماثيل و الفديسين مرفوضة من جانبهم: " التماثيل التي كان يعبدها المسيحيون هي ألهة من الخشب مثل تماتيل الجص التي كانت عند الوثنيين في القدم", " ليست هناك ضرورة للذهاب إلى الكنيسة و لا للإعتقاد في هذه الأعمدة الخشبية, يقولون ذلك عن تماثيل العذراء و القديسين الأخرين". و أن الصليب " ليس أكثر من عمود خشبي يعترضه عمود أخر" و يرفضون عبادة صلبان خشبية.
سأل موريسكي مورسكيا أخر إذا كان يؤمن بالرب, فأجاب: " نعم أؤمن بالرب, لكن لا أعتقد في هؤلاء القابعين في المذبح".
و تكثر الحالات مثل حالة المورسكية التي أحرقت ذات مرة صليبا, ولم تركع أمام تمثال يسوع عند مرور موكب ديني من أمامها و هي تجلس بباب بيتها قائلة " إنها لا تعتقد في ذلك التمثال الخشبي". موريسكية أخرى صاحت أمام موكب أخر: عجبا لتمثال يسوع الضخم هذا, كيف يستطيعون حمله؟ "
و يتنافى الشعور الإسلامي بوحدانية الله, على وجه الخصوص, مع عقيدة التليث و فكرة أن يسوع إبنا للرب. فبالنسبة لهم يسوع " كان رجلا صالحا لكنه لم يكن ربا و لا إبنا للرب". لم يكن يسوع " إلاها لكن نبيا و ابنا لمريم و اسمه عيسى و كان ملكا من السماء و لم يكن بوسعه أن يحل أو يعقد". " كان يسوع نبيا و ليس ربا, فكيف يكون ربا و يقتله أحقر الناس؟ " كانوا يقولون أيضا " إن يسوع لم يصلب, بل أتى أخر ووضع مكانه" و اعترض موريسكي من سوكوياموس عندما قالوا له: " إن الله مات من أجلنا, فقال لإن الله موجود في السماء و ليست لديه حاجة كي يموت من أجل المسيحيين".
أقول
انظروا مثلا إلى أخر جملة للموريسكي الذي رد عمن قال إن الله قد مات من أجلنا. فجوابه بأن الله في السماء إثبات لعقيدة أهل السنة و الجماعة في مسألة علو الله عن خلقه و دحض لاعتقاد وحدة الوجود و الإتحاد. و هذا الرجل أجاب بفطرته في الوقت الذي ضل في هذه المسألة كبار أقانيم أهل الكلام.
فرحمهم الله من رجال و نساء دافعوا عن الإسلام و عقيدة التوحيد و سط جبروت النصارى و بطش محاكم التفتيش.
ـ[هشام زليم]ــــــــ[09 - 05 - 08, 03:41 ص]ـ
و لا غالب إلا الله.
ـ[هشام زليم]ــــــــ[31 - 05 - 08, 02:45 م]ـ
لقد كان الموريسكيون يكرهون أشد الكره و يبغضون أشد البغض ذكر التثليت أمامهم أو اعتبار عيسى عليه السلام ابن الله -تعالى الله علوا كبيرا- و يستشنعون هذا القول الذي تكاد السماوات يتفطرن منه و تنشق الأرض و تخر الجبال هدا.
و قد تركوا رحمهم الله وثائق تدافع عن عقيدة التوحيد رغم مرور 100 عام على محاولات تنصيرهم.
و قد رأينا أمثلة على ذلك في مشاركتي اعلاه.
و قد ذكر علي الكتاني رحمه الله وثائق تؤكد اعتقاد الموريسكيين في وحدانية الله و دفاعهم عن المسيح و أمه عليهما السلام.
فانظروا رغم المحن التي تدك الجبال رفضوا السكوت عن الشرك بالله.
يقول الأستاذ علي الكتاني رحمه الله في الصفحة202 و 203 من كتابه "انبعاث الإسلام بالأندلس":
"و في سنة 1588م, اكتشفت صحيفة رق قديمة في صومعة تربيانة بغرناطة تؤكد أن المسيح عيسى ابن مريم عبد الله و رسوله, و ليس ابنا لله كما يدعيه النصارى.
من فبراير سنة 1595م إلى أخر سنة 1597م, لأخرجت من تحت أرض التلة الغرناطية المسماة ب"التلة المقدسة" (ساكرومونتي) مجموعة من الصفائح الرصاصية نقشت عليها كتابات مجهولة, منها ماهو بالعربية و ماهو باللاتينية, كونت مكتبة كاملة تعود إلى القرون اانصرانية الأولى. أما النصوص اللاتينية, فهي تقص استشهاد "القديس هيسكيوس", رفيق "القديس شنت ياقو" من طرف" القديس سيسيل" في غرناطة. أما النصوص العربية فهي كتابات دينية مفادها أن عيسى ابن مريم عبد الله و رسوله و تكرر فيها عبارة "لا إله إلا الله عيسى روح الله" و بها أدعية "شنت ياقو" و قصة حياته و دراسة عن الملائكة و حياة سيدنا عيسى عليه السلام و حياة السيدة مريم و تاريخ الإنجيل, إلخ ...
و قد شكل دون بدرو دي كاسترو, اجنة كنسية كاثوليكية لدراسة الموضوع, فقررت أن الصفائح "رسائل إلاهية", و أنها "عقيدة سامية موحاة". لكن مجلس قشتالة طلب بنقل الصفائح إلى مجريط لترجمتها و دراستها من جديد. و اتهمت الحكومة بعض الأطراف الموريسكية بتزييف هذه الصفائح لإظهار باطل المسيحية الحالية, واتهم بذلك بصفة خاصة الموريسكيان "ألونسو دي قشتيليو" و "ميغال دي لونا".
و قد أشار الشهاب الحجري إلى رق غرناطة الذي قام بترجمته عند اكتشافه, إذ قال "ففرح القسيس فرحا عظيما بما ترجمت, و على أنه الحق, و أعطاني ثلاثمائة ريال و أيضا كتابا بالإذن بالترجمة من العربي إلى العجمي و بالعكس, و امتد الخبر عند النصارى, حين كانوا يشيرون علي و يقولون: هذا هو الذي فهم الرق الذي وجد في الصومعة". و لا شك أن الإكتشافين يدخلان في الحرب العقائدية التي كانت قائمة في إسبانيا بين المسلمين و النصارى.
و ملخص القول ما قاله الشهاب الحجري, أحد رجالهم: كان الموريسكيون"يعبدون دينين: دين النصارى جهرا, و دين المسلمين في خفاء من الناس. و إذا ظهر على أحد شيء من عمل المسلمين يحكمون فيهم الكفار الحكم القوي, يحرقون بعضهم كما شاهدت".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/441)
ـ[عبد القادر الوهراني]ــــــــ[10 - 06 - 08, 11:46 م]ـ
اللهم ارحم من مات على دينك موحدا(48/442)
عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم للشيخ العباد
ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[09 - 05 - 08, 12:04 م]ـ
عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة
في الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم
لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر
منشور في المجلد الرابع من «كتب ورسائل عبد المحسن بن حمد العباد البدر» حفظه الله، نشر: دار التوحيد بالرياض
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فمن رحمة الله بعباده وإحسانه إليهم وفضله عليهم أن بعث فيهم رسولاً من أنفسهم؛ ليبلغهم رسالة ربهم، ويرشدهم إلى كل ما ينفعهم، ويحذرهم من كل ما يضرهم، وقد قام صلى الله عليه وسلم بما أرسل به على التمام والكمال، فدل أمته على كل خير، وحذرها من كل شر، ونصح غاية النصح، وقد اختار الله لصحبته وتلقي الشريعة عنه قوماً هم أفضل هذه الأمة التي هي خير الأمم، فشرّفهم بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وخصهم في الحياة الدنيوية بالنظر إليه، وسماع حديثه من فمه الشريف، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
أدلة من الكتاب والسّنّة على فضل الصحابة وعظم منزلتهم
وقد بلّغ الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بعثه الله به من النور والهدى على أكمل الوجوه وأتمها، فكان لهم الأجر العظيم، لصحبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والجهاد معه في سبيل الله، وأعمالهم الجليلة في نشر الإسلام، ولهم مثل أجور من بعدهم؛ لأنهم الواسطة بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه.
وقد أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وأثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنّته المطهرة، وحسبهم ذلك فضلاً وشرفاً.
قال تعالى: ?وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ? [التوبة:100].
وقال تعالى: ?مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا? [محمد:29].
وفي قوله - سبحانه - في حق الصحابة الكرام رضي الله عنهم ?لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ? أخطرُ حكمٍ، وأغلظ تهديد، وأشد وعيد في حق من غِيظ بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كان في قلبه غل لهم.
وقال تعالى: ?لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ? [الحديد:10].
وقال تعالى في بيان مصارف الفيء: ?لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/443)
قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ? [الحشر:8 - 10].
هذه ثلاث آيات من سورة الحشر، الأولى منها في المهاجرين، والثانية في الأنصار، والثالثة في الذين يجيئون بعد المهاجرين والأنصار مستغفرين لهم سائلين الله تعالى أن لا يجعل في قلوبهم غلاًّ لهم وليس وراء هذه الأصناف الثلاثة إلَّا الخذلان، والوقوع في حبائل الشيطان.
ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها لعروة بن الزبير بشأن بعض هؤلاء المخذولين: «أُمروا أن يستغفروا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبوهم» أخرجه مسلم في أواخر صحيحه.
وقال النووي في شرحه بعد ذكر آية الحشر: ((وبهذا احتج مالك في أنه لا حق في الفيء لمن سبّ الصحابة رضي الله عنهم؛ لأنَّ الله إنما جعله لمن جاء بعدهم ممن يستغفر لهم)).
وقال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: ((وما أحسن ما استنبط الإمام مالك - رحمه الله - من هذه الآية الكريمة أن الرافضي الذي يسب الصحابة ليس له في مال الفيء نصيب؛ لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء في قولهم: ?رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ?.
وقال صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عمران بن حصين، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم.
وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: «خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» والله أعلم ذكر الثالث أم لا.
وأخرجه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس خير؟ قال: «القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث».
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم».
وروى ابن بطة بإسناد صحيح - كما في منهاج السنة لابن تيمية - عن ابن عباس أنه قال: «لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة - يعني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - خير من عمل أحدكم أربعين سنة».
وفي رواية وكيع: «خير من عمل أحدكم عمره».
ولما ذكر سعيد بن زيد رضي الله عنه العشرة المبشرين بالجنة قال: «والله لمشهد رجل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يغبر فيه وجهه خير من عمل أحدكم ولو عمر عمر نوح» أخرجه أبو داود والترمذي.
وعن جابر رضي الله عنه قال: قيل لعائشة: إن أناساً يتناولون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أبا بكر وعمر فقالت: «ما تعجبون من هذا؟ انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر» ذكره ابن الأثير في جامع الأصول.
ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «إنَّ المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار».
وروى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نَصيفَه».
وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما أدرك مدَّ أحدهم ولا نصيفه».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/444)
وأخرجه من حديث أبي سعيد رضي الله عنه ولفظه: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أحداً من أصحابي؛ فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه».
فإذا كان سيف الله خالد بن الوليد وغيره ممن أسلم بعد الحديبية لا يساوي العمل الكثير منهم القليل من عبد الرحمن بن عوف وغيره ممن تقدم إسلامه مع أنَّ الكل تشرَّف بصحبته صلى الله عليه وسلم فكيف بمن لم يحصل له شرف الصحبة بالنسبة إلى أولئك الأخيار؟ إن البون لشاسع، وإن الشقة لبعيدة؛ فما أبعد الثرى عن الثريا، بل وما أبعد الأرض السابعة عن السماء السابعة، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
هذه بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على فضل أولئك الأخيار الذين مثلهم ما كانوا ولا يكونون رضي الله عنهم.
الصحابة كلهم عدول
وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم عدول بتعديل الله تعالى لهم، وثناء رسوله عليهم صلى الله عليه وسلم.
قال النووي في التقريب الذي شرحه السيوطي في تدريب الراوي: «الصحابة كلهم عدول، من لابس الفتن وغيرُهم بإجماع من يعتد به» انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة: «اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلَّا شذوذ من المبتدعة» انتهى.
ولهذا لا تضر جهالة الصحابي فإذا قال التابعي: عن رجل صحب النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤثّر ذلك في المروي؛ لأن الجهالة في الصحابة لا تضر؛ لأنهم كلَّهم عدول.
قال الخطيب البغدادي في كتابه الكفاية: «كل حديث اتصل إسناده بين من رواه وبين النبي صلى الله عليه وسلم لم يلزم العمل به إلَّا بعد ثبوت عدالة رجاله ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي الذي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم في نص القرآن».
ثم ساق بعض الآيات والأحاديث في فضلهم ثم قال: «على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحالُ التي كانوا عليها من الهجرة، والجهاد، والنصرة، وبذل المهج، والأموال وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين، القطع على عدالتهم، والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع المُعَدَّلين والمزَكِّين الذين يجيئون بعدهم أبد الآبدين».
وروى بإسناده عن أبي زرعة قال: ((إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا؛ ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة».
ملخص عقيدة أهل السّنّة والجماعة في الصحابة رضي الله عنهم
ومذهب أهل السّنّة والجماعة فيهم وسط بين طرفي الإفراط والتفريط، وسط بين المُفْرطين الغالين الذين يرفعون من يُعَظَّمون منهم إلى ما لا يليق إلَّا بالله أو برسله، وبين المُفرِّطين الجافين الذين ينتقصونهم ويسبونهم؛ فهم وسط بين الغلاة والجفاة؛ يحبون الصحابة جميعاً وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف، فلا يرفعونهم إلى ما لا يستحقون، ولا يقصرون بهم عما يليق بهم؛ فألسنتهم رطبة بذكرهم بالجميل اللائق بهم، وقلوبهم عامرة بحبهم.
وما صح فيما جرى بينهم من خلاف فهم فيه مجتهدون، إما مصيبون ولهم أجر الاجتهاد وأجر الإصابة، وإما مخطئون ولهم أجر الاجتهاد وخطؤهم مغفور، وليسوا معصومين، بل هم بشر يصيبون ويخطئون، ولكن ما أكثر صوابهم بالنسبة لصواب غيرهم، وما أقل خطأهم إذا نسب إلى خطأ غيرهم ولهم من الله المغفرة والرضوان.
وكتب أهل السّنّة مملوءة ببيان هذه العقيدة الصافية النقية في حق هؤلاء الصفوة المختارة من البشر لصحبة خير البشر صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين.
من أقوال أئمة السلف في الصحابة
1 - قول الإمام الطحاوي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/445)
ومن ذلك قول الطحاوي في عقيدة أهل السنة: «ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلَّا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان».
2 - قول ابن أبي زيد القيرواني:
وقال ابن أبي زيد القيرواني المالكي في مقدمة رسالته المشهورة وهو يبين عقيدة أهل السنة: «وأن خير القرون الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليّ رضي الله عنهم أجمعين، وأن لا يُذكر أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلَّا بأحسن ذكر، والإمساك عما شجر بينهم، وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج، ويظن بهم أحسن المذاهب».
3 - قول الإمام أحمد:
وقال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب السنة: «ومن السّنّة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أجمعين والكف عن الذي جرى بينهم، فمَن سبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو واحداً منهم فهو مبتدع رافضي، حبهم سنّة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة».
وقال: «لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم؛ فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، وليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ثم يستتيبه فإن تاب قبل منه، وإن لم يتب أعاد عليه العقوبة، وخلده في الحبس حتى يتوب ويراجع».
4 - قول الإمام أبي عثمان الصابوني:
وقال الإمام أبو عثمان الصابوني في كتاب عقيدة السلف وأصحاب الحديث: «ويرون الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيباً لهم أو نقصاً فيهم، ويرون الترحم على جميعهم والموالاة لكافتهم».
5 - قول شيخ الإسلام ابن تيمية:
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العقيدة الواسطية: «من أصول أهل السّنّة والجماعة، سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله في قوله: ?وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ?.
وطاعة للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه».
ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم، ومراتبهم، ويفضلون من أنفق من قبل الفتح - وهو صلح الحديبية - وقاتل، ويقدمون المهاجرين على الأنصار، ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر - وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ـ: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، وبأنه لا يدخل النارَ أحدٌ بايع تحت الشجرة كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.
بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة، ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة، وثابت بن قيس بن شماس وغيرهم، ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من أن خير هذه الأمة - بعد نبيها - أبو بكر، ثم عمر، ويثلثون بعثمان، ويربعون بعليّ رضي الله عنهم، كما دلت عليه الآثار، وكما أجمع على تقديم عثمان في البيعة مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعليّ رضي الله عنهم بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل، فقدم قوم عثمان وسكتوا، وربعوا بعلي، وقدم قوم علياًّ، وقوم توقفوا، لكن استقرّ أمر أهل السنة على تقديم عثمان، ثم عليّ وإن كانت هذه المسألة - مسألة عثمان وعليّ - ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند الجمهور من أهل السنة، لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة وذلك أنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليّ، ومن طعن في خلافة أحدٍ من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله».
ثم ذكر محبتهم لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوليهم لهم وحفظهم فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوليهم أزواجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، وإيمانهم بأنهن أزواجه في الآخرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/446)
ثم قال: «ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل، ويمسكون عما جرى بين الصحابة، ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيها ونُقِص وغُيِّر عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون، وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره، بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم - إن صدر - حتى أنه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم، وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون وأن المُدَّ من أحدهم إذا تصدّق به كان أفضل من جبل أحد ذهباً ممن بعدهم، ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه، أو غفر له بفضل سابقته، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفّر به عنه.
فإذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين، إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر واحد والخطأ مغفور.
ثم إن القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيله، والهجرة، والنصرة، والعلم النافع، والعمل الصالح.
ومن نظر في سيرة القوم بعلم، وبصيرة، وما مَنَّ الله عليهم به من الفضائل علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله».
هذه (خمسة) نماذج من أقوال السلف الصالح فيما يجب اعتقاده في حق خيار الخلق بعد الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم وسلامه، ورضي الله عن الصحابة أجمعين.
القدح في الصحابة قدح في الكتاب والسّنّة
ومما ينبغي التفطن له أنَّ القدح في هؤلاء الصفوة المختارة رضي الله عنهم قدح في الدين؛ لأنه لم يصل إلى من بعدهم إلَّا بواسطتهم، وتقدم في كلام أبي زرعة قوله: «وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسّنّة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة» يعني: الذين ينتقصون أحداً من الصحابة.
القدح في الصحابة لا يضرهم
وأن القدح في الصحابة لا يضرهم شيئاً، بل يفيدهم كما في حديث المفلس المتقدم، ولا يضر القادح إلَّا نفسه، فمن وجد في قلبه محبّةً لهم وسلامة من الغل لهم، وصان لسانه عن التعرض لهم إلَّا بخير، فليحمد الله على هذه النعمة، وليسأل الله الثبات على هذا الهدى، ومن كان في قلبه غلٌّ لهم، وأطلق لسانه بذكرهم بما لا يليق بهم فليتق الله في نفسه، ويقلع عن هذه الجرائم، وليتب إلى الله ما دام باب التوبة مفتوحاً أمامه قبل أن يندم حيث لا ينفع الندم.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.
المصدر ( http://www.rayatalislah.com/Tawhid/articles/aqidet-ahl-essounnah-fi-essahabah.htm)(48/447)
سئل شيخ الإسلام عَنْ رجلين اختلفا فِي الاعتقاد.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[09 - 05 - 08, 03:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل شيخ الإسلام أبو العبّاس أحمد بن تيمية رحمه الله:
عَنْ رجلين اختلفا فِي الاعتقاد. فقال أحدهما: من لاَ يعتقد أنّ الله سُبْحَانَهُ وتعالى فِي السّمَاء فَهُوَ ضال. وقال الآخر: إنّ الله سُبْحَانَهُ لاَ ينحصر فِي مكان، وهما شافعيان فبينوا لَنَا مَا نتبع من عقيدة الشّافعي رضي الله عنه، وَمَا الصّواب فِي ذلك؟
الجواب: الحمد لله، اعتقاد الشافعي رضي الله عَنْهُ واعتقاد "سلف الإسلام" كمالك، والثوري، والأوزاعي، وابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وَهُوَ اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض، وأبي سليمان الداراني، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم. فإنّه لَيْسَ بَيْنَ هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع فِي أصول الدين.
وكذلك أبو حنيفة رحمة الله عَلَيهِ، فإنّ الاعتقاد الثابت عَنْهُ فِي التوحيد والقدر ونحو ذَلِكَ موافق لاعتقاد هؤلاء، واعتقاد هؤلاء هُوَ مَا كَانَ عَلَيهِ الصّحابة والتّابعون لهم بإحسان، وَهُوَ مَا نطق بِهِ الكتاب والسنة.
قَالَ الشافعي فِي أوّل خطبة "الرّسالة": الحمد لله الَّذِي هُوَ كَمَا وصف بِهِ نفسه، وفوق مَا يصفه بِهِ خلقه. فبيّن رحمه الله- أنّ الله موصوف بِمَا وصف بِهِ نفسه فِي كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك قَالَ أحمد بن حنبل: لاَ يوصف الله إِلاَّ بِمَا وصف بِهِ نفسه، أَوْ وصفه بِهِ رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف وَلاَ تعطيل، ومن غير تكييف وَلاَ تمثيل، بل يثبتون لَهُ مَا اثبته لنفسه من الأسماء الحسنى، والصفات العليا، ويعلمون أَنَّهُ ((لَيْسَ كمثله شيء وَهُوَ السميع البصير)) لاَ فِي صفاته، وَلاَ فِي ذاته، وَلاَ فِي أفعاله.
إِلَى أَنْ قَالَ: وَهُوَ الَّذِي خلق السَّمَاوَات والأرض وَمَا بينهما فِي ستة أيّام ثُمَّ استوى عَلَى العرش؛ وَهُوَ الَّذِي كلّم موسى تكليماً؛ وتجلّى للجبل فجعله دكاً؛ وَلاَ يمثاله شيء من الأشياء فِي شيء من صفاته، فليس كعلمه علم أحد، وَلاَ كقدرته قدرة أحد، وَلاَ كرحمته رحمة أحد، وَلاَ كاستوائه استواء أحد، وَلاَ كسمعه وبصره سمع أحد وَلاَ بصره، وَلاَ كتكليمه تكليم أحد، وَلاَ كتجليه تجلي أحد.
والله سُبْحَانَهُ قَدْ أخبرنا أنّ فِي الجنة لحماً ولبناً، عسلاً وماءً، وحريراً وذهباً.
وَقَدْ قَالَ ابنُ عبّاسٍ رضي الله عنهما: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مما فِي الآخرة إِلاَّ الأسماء.
فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ المخلوقات الغائبة ليست مثل هَذِهِ المخلوقات المشاهدة - مَعَ اتفاقها فِي الأسماء- فالخالق أعظم علواً ومباينة لخلقه من مباينة المخلوق للمخلوق، وإن اتّفقت الأسماء.
وَقَدْ سمّى نفسه حياً عليماً، سميعاً بصيراً، وبعضها رؤوفاً رحيماً؛ وليس الحيّ كالحيّ، وَلاَ العليم كالعليم، وَلاَ السميع كالسميع، وَلاَ البصير كالبصير، وَلاَ الرؤوف كالرؤوف، وَلاَ الرحيم كالرّحيم.
وقال فِي سياق حديث الجارية المعروف. (أين الله؟) قالت: فِي السّمَاء. لكن لَيْسَ معنى ذَلِكَ أنّ الله فِي جوف السّمَاء، وأنّ السَّمَاوَات تحصره وتحويه، فإن هَذَا لَمْ يقله أحد من السّلف الأمة وأئمتها؛ بل هم متفقون عَلَى أنّ الله فَوْقَ سماواته، عَلَى عرشه، بائن من خلقه؛ لَيْسَ فِي مخلوقاته شيء من ذاته، وَلاَ فِي ذاته شيء من مخلوقاته.
وَقَدْ قَالَ مالك بن أنس: إن الله فَوْقَ السماء، وعلمه فِي كلّ مكان.
فمن اعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء محصور محاط به، وأنّه مفتقر إِلَى العرش، أَوْ غير العرش – من المخلوقات- أَوْ أَنْ استواءه عَلَى عرشه كاستواء المخلوق عَلَى كرسيّه: فَهُوَ ضال مبتدع جاهل، ومن اعتقد أنّه لَيْسَ فَوْقَ السَّمَاوَات إله يعبد، وَلاَ عَلَى العرش ربّ يصلّى لَهُ ويسجد، وأنّ محمداً لَمْ يعرج بِهِ إِلَى ربّه؛ وَلاَ نزل القرآن من عنده: فَهُوَ معطّل فرعوني، ضال مبتدع –وقال- بَعْدَ كلام طويل- والقائل الَّذِي قَالَ: من لَمْ يعتقد أَنّ الله فِي السّمَاء فَهُوَ ضال: إن أراد بذلك من لاَ يعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء، بحيث تحصره وتحيط بِهِ: فَقَدْ أخطأ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/448)
وإن أراد بذلك من لَمْ يعتقد مَا جاء بِهِ الكتاب والسنة، واتفق عَلَيهِ سلف الأمة وأئمتها، من أنّ الله فَوْقَ سماواته عَلَى عرشه، بائن من خلقه: فَقَدْ أصاب، فإنه من لَمْ يعتقد ذَلِكَ يكون مكذباً للرسول صلى الله عليه وسلم، متبعاً لغير سبيل المؤمنين؛ بل يكون فِي الحقيقة معطّلاً لربّه نافياً لَهُ؛ فَلاَ يكون لَهُ فِي الحقيقة إله يعبده، وَلاَ ربّ يسأله، ويقصده.
والله قَدْ فطر العباد – عربهم وعجمهم - عَلَى أنّهم إِذَا دعوا الله توجّهت قلوبهم إِلَى العلوّ، وَلاَ يقصدونه تحت أرجلهم.
ولهذا قَالَ بعض العارفين: مَا قَالَ عارف قط: يَا الله!! إِلاَّ وجد فِي قلبه – قبل أَنْ يتحرّك لسانه- معنى يطلب العلو، لاَ يلتفت يمنة وَلاَ يسرة.
ولأهل الحلول والتعطيل فِي هَذَا الباب شبهات، يعارضون بِهَا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وَمَا أجمع سلف الأمة وأئمتها؛ وَمَا فطر الله عَلَيهِ عباده، وَمَا دلّت عَلَيهِ الدلائل العقلية الصحيحة؛ فإن هَذِهِ الأدلّة كلّها متفقة عَلَى أنّ الله فَوْقَ مخلوقاته، عالٍ عَلَيْهَا، قَدْ فطر الله عَلَى ذَلِكَ العجائز والصبيان والأعراب فِي الكتاب؛ كَمَا فطرهم عَلَى الإقرار بالخالق تَعَالَى.
وَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي الحديث الصحيح: (كلّ مولود يولد عَلَى الفطرة؛ فأبواه يهودانه، أَوْ ينصّرانه، أَوْ يمجسانه، كَمَا تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هَلْ تحسّون فِيهَا من جدعاء؟) ثُمَّ يقول أبو هريرة رضي الله عنه: اقرؤوا إن شئتم. ((فطرة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا، لاَ تبديل لخلق الله)).
وهذا معنى قول عمر بن عبد العزيز: عليك بدين الأعراب والصبيان فِي الكتاب، وعليك بِمَا فطرهم الله عليه، فإن الله فطر عباده عَلَى الحق، والرّسل بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها، لاَ بتحويل الفطرة وتغييرها.
وأمّا أعداء الرسل كالجهمية الفرعونية ونحوهم: فيريدون أَنْ يغيّروا فطرة الله، ويوردون عَلَى النَّاس شبهات بكلمات مشتبهات، لاَ يفهم كثير من النَّاس مقصودهم بها؛ وَلاَ يحسن أَنْ يجيبهم.
وأصل ضلالتهم تكلّمهم بكلمات مجملة؛ لاَ أصل لَهَا فِي كتابه؛ وَلاَ سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وَلاَ قالها أحد من أئمّة المسلمين، كلفظ التحيّز والجسم، والجهة ونحو ذَلِكَ.
فمن كَانَ عارفاً بحل شبهاتهم بينها، ومن لَمْ يكن عارفاً بذلك فليعرض عَنْ كلامهم، وَلاَ يقبل إِلاَّ مَا جاء بِهِ الكتاب والسنّة، كَمَا قَالَ. ((وَإِذَا رأيت الَّذِينَ يخوضون فِي آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا فِي حديثٍ غيره)). ومن يتكلّم فِي الله وأسمائه وصفاته بِمَا يخالف الكتاب والسنّة فَهُوَ من الخائضين فِي آيات الله بالباطل.
وكثير من هؤلاء ينسب إِلَى أئمّة المسلمين مَا لَمْ يقولوه: فينسبون إِلَى الشافعي، وأحمد بن حنبل، ومالك، وأبي حنيفة: من الاعتقادات مَا لَمْ يقولوا. ويقولون لمن تبعهم: هَذَا اعتقاد الإمام الفلاني؛ فَإِذَا طولبوا بالنّقل الصحيح عَنْ الأئمة تبيّن كذبهم.
• وقال الشافعي: حكمي فِي أهل الكلام: أَنْ يضربوا بالجريد والنّعال، ويطاف بهم فِي القبائل والعشائر، ويقال: هَذَا جزاءُ من ترك الكتاب والسنّة، وأقبل عَلَى الكلام.
• قَالَ أبو يوسف القاضي: من طلب الدين بالكلام تزندق.
• قَالَ أحمد: مَا ارتدى أحد بالكلام فأفلح.
• قَالَ بعض العلماء: المعطّل يعبد عدماً، والممثّل يعبد صنماً. المعطّل أعمى، والممثّل أعشى؛ ودين الله بَيْنَ الغالي فِيهِ وَالجافي عَنْهُ.
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى. ((وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً)) والسنّة فِي الإسلام كالإسلام فِي الملل. انتهى والحمد لله ربّ العالمين.
[مجموع الفتاوى (5/ 256 - 261)]
yekhlef-ahmed@hotmail.com
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 12:12 ص]ـ
بارك الله بكم مشاركة طيبة
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:30 ص]ـ
وإياك أخي الكريم(48/449)
هذه المرة: من (الحجاز) .. جاء التحذير من (الكوثري) ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - 05 - 08, 07:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا التحذير المستمر من الكوثري؟
ج / لأنه رأس " الجهمية - القبورية " في هذا العصر، فمن بعده من أتباعه عالة عليه، ولأنه يراد - لمزاحمة أهل السنة وإشغالهم - بعث مذهبه الفاسد من جهات متعددة - كما رأينا في مؤتمره القريب في تركيا - (تشابهت قلوبهم) في الكيد لدعاة الكتاب والسنة، ودولهم؛ وللأسف أنهم استطاعوا الاستحواذ على عقول شرذمة من أهل هذه البلاد " السعودية "، ليكونوا صدىً لهم، مستبدلين الأدنى بالأعلى، راضين أن يكونوا ممن قال تعالى عنهم: ? وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذيِنَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ?.
هداهم الله، أو كفانا شرهم بما شاء ...
قال الشيخ سفر – سلمه الله – في كتابه " منهج الأشاعرة - الكبير- ص 176 - 183):
(عندما يتفق المنتسب لليهودية مع المنتسب للإسلام في أصل التلقي من مشركي اليونان، والتدين بالدين الوثني العالمي: دين الفلسفة اليونانية، فإنه لا غرابة في وقوفهما - ومن شاركهما في هذا الدين من أي نحلة وجنس- صفاً واحداً ضد جبهة الإيمان والتوحيد!
وإلا فكيف يعيش الرازي، وموسى بن ميمون في عصر واحد (1)، والأول بأقصى المشرق، والآخر بأقصى المغرب، فيؤلف الأول "أساس أو تأسيس التقديس"، ويؤلف الآخر "دلالة الحائرين"، وتقرأ هذين الكتابين فتجدهما يخرجان من مشكاة واحدة، بل من بؤرة واحدة لا أثر فيها لإسلام هذا، ولا يهودية ذاك من حيث المنهج والاستمداد.
فالإسلام - الذي ينتسب إليه الرازي- أجلى من الشمس في رابعة النهار بلا غيم ولا قتر فيما يتعلق بإثبات الصفات.
واليهودية التي ينتسب إليها موسى بن ميمون في توراتها المحرفة من الغلو المسرف في الإثبات ما يصل إلى تشبيه يترفع عنه كثير من الوثنين.
ومع هذا يتفق الاثنان في نفي الصفات، وفي الهجوم على " المجسمة المشبهة الحشوية"؛ أي أهل السنة والجماعة.
فأما كتاب الرازي فقد تقدمت بعض النقول منه، ولا هجرة بعد الفتح، ولا كلام في التأسيس بعد "بيان التلبيس" (2).
وأما كتاب "دلالة الحائرين" الذي استمد منه الأشاعرة، فإليك طرفاً من حكايته.
ألف موسى بن ميمون اليهودي هذا الكتاب باللغة العربية نطقاً، أما كتابة حروفه فقد جعلها بالخط العبري؛ لأنه خشي أن يثير عليه المسلمين واليهود على السواء، فكانت لغته العبرية حائلة دون فهم اليهود له، وخطه العبري مانعاً من قراءة المسلمين له.
وهذا بالطبع بعض آثار المكر اليهودي المتأصل، لكن ما علينا من هذا، فليته بقي كذلك وأراحنا الله منه.
غير أن أحد أعيان الطبقة الثانية من تلاميذ الرازي؛ وهو أبو عبدالله محمد بن أبي بكر التبريزي، لمس -على ما يبدو- حيرة أصحابه الأشاعرة، ورأى أن أعظم كتبهم "التأسيس" قائم حقاً على التلبيس (3)، فما صدّق أن عثر على كتاب "دلالة الحائرين"، ليجعله دليلاً لحيرة أصحابه، وظهيراً للتأسيس على الحشوية!!.
فأتى منه على الجزء، أو المقدمات المطابقة لموضوع التأسيس، فشرحها، وعرب خطها (4).
ثم طمرت السنون الشرح والكتاب، ودار الزمان دورات؛ حتى قام اليهود في القرن العشرين - ومنهم "إسرائيل ولفنستون" الذي كان مقيماً بمصر، ومدرساً في جامعتها- بإحياء تراث أجدادهم، واحتفلوا بذكرى موسى بن ميمون ومؤلفاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/450)
وعاصرهم أكبر أشاعرة عصره: (محمد زاهد الكوثري)، فرأى وجوب الانتصار للمذهب، والتشفي من أعدائه (الحشوية)، فنشر شرح شيخه الأشعري (التبريزي) للكتاب اليهودي، ولا ندري عما إذا كان هذا العمل باتفاق مع اليهود، أو إشارة منهم، إلا أن الكوثري قال: "لو كان القائمون بالاحتفاء بموسى ابن ميمون قبل سنين ظفروا بهذا الشرح القيم، لقاموا بنشره إذ ذاك بكل اغتباط" (5).
يريد أن يقول: إن المسألة توافق، وليست عن اتفاق. والله أعلم.
والمهم أن الكوثري أخرج الكتاب في سنة (1369هـ-1948م) وهي السنة التي قامت فيها دولة إسرائيل بفلسطين، ولسان حاله يقول: إذا لم تكن هذه الدولة على مذهب الحشوية، فلتكن ما تكون!.
وحتى لا يحسب أحدٌ أننا نتجنّى عليه - فضلاً عن شيخه التبريزي صاحب الفضل الأول- ننقل من مقدمته ما أنطق الله به لسانه، فهو يقول ضمن كلامه عن ابن ملكا (6) اليهودي الذي أفسد الإسلام في نظره: "وقد أوتي ذكاءً وحسن بيان، مع مكر بالغ، وشغب ملبّس، يدس بهما في غضون كلامه ما ورثه من عقيدة التشبيه من نحلته الأصلية، فيروج تلبيسه على من لم يؤت بصيرة نافذة تجلو الحقائق، يتظاهر بالرد على الفلاسفة في بعض مباحث المنطق والرياضيات والإلهيات، فيكون بذلك سبباً لرواج شغبه عند بعض محدِّثي الحشوية في تجويز حلول الحوادث (7) في الله سبحانه ....
مع أن حلول الحوادث في ذات الله محالٌ عند المتكلمين الفلاسفة في آن واحد (8). بل بحلول الحوادث في العالم استدلوا على حدوث العالم (9)! فكيف يستجاز ذلك في مبدع العالم جل جلاله؟.
وإن انخدع بكلام ابن ملكا ابن تيمية في تلبيسه، وتسعينيته، وسبعينيته، ومنهاجه، ومعقوله (10) ... "
ثم قال في مقام مقارنة كتاب ابن ملكا "المعتبر" بكتاب ابن ميمون "دلالة الحائرين": "فيستغرب من الشيخ الحراني –يعني شيخ الإسلام- إهماله لتلك البراهين المسرودة في "دلالة الحائرين" في تنزيه الباري عن الجسمية، مع اطلاعه عليها، وأخذه بتلك المحاولة الساقطة في معقولة عند رده على السيف الآمدي قوله باستحالة تحديد الله بجهة؛ لاحتياج ذلك إلى مخصص كما هنا، على طبق ما صنع في أخذه عن ابن ملكا ما انفرد به عن النظار من تجويز حلول الحوادث في الله. تعالى الله عما يقول المجسمة والمشبهة علواً كبيراً" (11).
فالكوثري يتهم شيخ الإسلام -صراحة- بأن تلك الأسفار التي لم يُكتب في بابها مثلها قط- لا في قديم الدهر ولا حديثه- ما هي إلا اقتباسات من فكر رجل يهودي مغمور يدعى ابن ملكا!
فماذا يريد الكوثري بذلك؟ أهو كما قال المثل العربي "رمتني بدائها وانسلت"؟.
الحقيقة أن الأمر أعظم من ذلك!
فإن الكوثري من أعظم الناس تدليساً وتلبيساً، ومكراً ودهاءً، يعرف ذلك من تتبع شيئاً من كلامه ونقولاته، وإليك البيان:
1 - أن ابن ملكا اعتنق الإسلام كما نص المترجمون لحياته، ونقل الكوثري نفسه قول الظهير البيهقي عنه أنه "حسن إسلامه"، فلا مقارنة بينه وبين اليهودي الميت على كفره، بل الزنديق الذي ليس بمسلم ولا كتابي موسى بن ميمون، وغاية ما في الأمر أن الرجل لما أسلم اعتنق بعض الحق الذي عليه مذهب السلف، فشغب عليه الكوثري لاعتناقه مذهب الحشوية، لا لكونه يهودياً، وإلا فلماذا لم يشغب على صاحبه ابن ميمون؟ وهو الكافر الصريح؟
2 - لم يكتفِ الكوثري بالشغب على ابن ملكا واتهامه في دينه، بل اتهم شيخ الإسلام بالأخذ عنه والتلقي منه، فهو إنما طعن في الرجل توصلاً إلى الطعن في شيخ الإسلام، وافتعل لذلك مناسبة كون ابن ملكا يهودي الأصل، وأقحم ذلك كله في مقدمة كتاب ابن ميمون؛ لأنه كتابُ يهودي أصلاً، أشعري مضموناً ونصاً، فبهذا جعل القدر المشترك بين ابن ملكا الذي أسلم ووافق عقيدة السلف، وبين ابن ميمون الموافق للأشاعرة مع بقائه على يهوديته شيئاً واحداً، فانظر إلى هذا التلبيس والمكر والدهاء.
3 - أن الكوثري - على ما ظهر لي- يسره أن يقال عنه: "رمتني بدائها وانسلت"، وتبقى المسألة في هذا الحد، وذلك لكي يخفي ما هو أعظم من ذلك، وهي صلته بإسرائيل ولفنستون وجولدزيهر وغيرهما من يهود المستشرقين (12)، وكذلك إخراجه لهذا الكتاب في أحرج موقف مر بين المسلمين واليهود؛ وهو قيام دولة إسرائيل.
4 - على كلام الكوثري يكون المسلمون جميعاً مقلدين في دينهم لفلاسفة اليهود! فأتباع السلف عنده -وعلى رأسهم ابن تيمية- هم من مقلدة ابن ملكا، والأشاعرة هم من مقلدة ابن ميمون. فالأمة الإسلامية إذن مهتديها وضالها- سائرة على خطى يهود!!.
وربما يثار سؤالٌ هنا، وهو: إذا كان اليهود بهذه المنزلة عند الكوثري وأساتذته، فمن هو الخطير على الإسلام إذن؟
والجواب: نأخذه من كلام الكوثري نفسه:
إنهم أهل السنة والجماعة!! فهو يقول عن أهل الحديث في الهند: "وبعض طوائف الهنود أصبحوا أضر على الإسلام من اليهود" (13)).
============
مقال متعلق بابن ميمون اليهودي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112240&highlight=%E3%E6%D3%EC+%E3%ED%E3%E6%E4
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/451)
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[13 - 05 - 08, 01:10 ص]ـ
الله اكبر ..
جزاكم الله خيرا، ولا حرمتم اجر احتسابكم
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 01:16 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
و للإمام الشوكاني رحمه الله كلام في الرد على الزنديق ابن ميمون الجهمي المتفلسف في مسألة المعاد
و لعل هذا ما جعل الكوثري يتابع ابن حريوة السماوي في وصف الإمام الشوكاني بأنه من دسائس اليهود! فلعل هذا لشدة الإمام الشوكاني على ابن ميمون حتى وصفه بالزندقة و الإلحاد و غير ذلك , فالأمر واحد في تقرير عقيدة أهل التجهم و الإعتزال و لا غرو! فلم يجدوا وصفا سوى وصفه بما لا يستحقه إلا أمثالهم!
ـ[فيصل]ــــــــ[13 - 05 - 08, 08:47 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - 05 - 08, 03:48 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بجهودكم ...
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[26 - 05 - 08, 05:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً(48/452)
سؤال بحاجة إلى إجابة ((كيف كان عيسى عليه السلام يحيي الموتى
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[09 - 05 - 08, 08:25 م]ـ
إخوتي في الله سئلت السؤال التالي ((كيف كان عيسى عليه السلام يحيي الموتى هل يعودون أموات بعدها أم يعيشون بين الناس ثم -كيف نوفق بين هؤلاء الناس الذين ماتوا ثم عادوا للحياة بهذه الطريقة وبين كونه قد كتب الله أنهم إليها لايعودون -وهل موتتهم الأولى نهاية أجلهم أم ماتوا لغير أجلهم (يقصد السائل لم ينتهي عمرهم الذي كتب لهم وهم أجنة في بطون أمهاتهم) أجيبونا مأجورين أسأل الله الفردوس الأعلى لمن شارك ولمن وضح الإجابة.
ـ[الأرزيوي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 04:15 م]ـ
أقول وبالله تعالى التوفيق:
يجب أن نفهم أمران مهمان:
[الأمر الأول]: وهو أن الميت إذا مات فهذا يعني أن أجله قد انتهى وحانت قيامته وهذا مما لا يختلف فيه أحد.
[والأمر الثاني]: أن المعجزة حسب ما عرفناه واستقرأناه وسمعناه نوعان:
- معجزة مستمرة
- ومعجزة متوقفة
فأما المعجزة المستمرة فهي مثل القرآن الكريم فهو معجزة مستمرة خالدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وغيره من الكتب السماوية والصحف ـ وإن كانت هذه الأخيرة قد نسخت كلها بالقرآن ولا تملك مزاياه الخاصة به؛ تعبدا وإعجازا ودستورا ـ فهي كانت مستمرة نسبية أو إضافية، فالأنجيل مكمل للثوراة (ما يسمى عندهم بالعهد القديم والعهد الجديد) وهكذا في سائر الصحف والكتب، فهذه معجزة مستمرة لا تتوقف أبدا؛ وتوقفها مرتبط بمن يأتي بعده من الأنبياء كموسى يأتي بعده عيسى فيستمر بتعاليمه ويزيد عليها مما كان استمرار الثوراة بالإنجيل وبعدهما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن الذي جمع وحوى كل الكتب وكل الصحف مما بقيت هذه المعجزة معجزة القرآن هي المهيمنة وهي الخالدة.
وأما المعجزة المتوقفة فمثلها مثل عصا موسى عندما كانت تتحول إلى الأفعى؛ فهل كانت كل الوقت هكذا؟ الجواب لا، لأنه لما فر مع بني إسرائيل ضرب البحر بعصاه، والمعلوم أن قضية تحويلها إلى الأفعي كانت قبل فراره عليه السلام من فرعون، وكذلك مثلها مثل يده عندما تصبح بيضاء، وكذلك ما حصل لعيسى عليه السلام في إحياء الموتى؛ فهي كلها متوقفة فقط على سبب معين طلب هذه المعجزة المعينة وكما يقال: ((العلة تدور مع السبب وجودا وعدما))، فلولا السبب لما وجدت هذه المعجزة.
ثم هنا مسألة مهمة وهي ما قلناه سابقا في الأمر الأول؛ كيف يموت الشخص بأجله المقدر له قضاء وقدرا فيحي ويمشي ويعيش مع الناس وهذا مما لم يقله أي أحد على ما أذكر، وإلا فيكون هذا من الهوس والتناقض فيما علمناه ولحظناه، مع مخالفته للأصول والعلوم المقررة.
فيقال حينذاك للجواب: أن هؤلاء الذين وقعت الحياة فيهم ودبت مرة أخرى إنما كان ـ والله أعلم ـ لسبب معين ولهدف وجد هذا الأمر، فإذا ما نقضى الأمر كما في واقعة البقرة؛ يزول ويصبح كما كان عليه. هذا هو الحق الذي يوافق الأصول المقررة والعلوم المشهورة.
معذرة أنني قد كتبت هذا على استعجال ومن غير ذكر بعض الآثار، فلا تؤاخذوني عليه بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 12:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أفهم من ذلك أن حياتهم لم تستمر إلا بما يحقق المعجزة وهذا ينطبق على صاحب القرية في سورة البقرة فقد قرأت في تفسير الشعراوي أنه يذكر أحداث لحياته بعد بعثه كما أكرر سؤال السائل ((وهل موتتهم الأولى نهاية أجلهم أم ماتوا لغير أجلهم -يقصد السائل لم ينتهي عمرهم الذي كتب لهم وهم أجنة في بطون أمهاتهم - واعذروني قد يقول قائل لماذا هذا الطرح أؤكد لكم أنها شبهة طرحت على أحد الشباب وهو يريد الاستفسار عنها ليزول الريب عما علق في رأسه من فلسفات (شبهات) هذا الزمان
ـ[الأرزيوي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 05:10 م]ـ
أظنني ـ بارك الله فيك ـ قد أجبت بما فيه كفاية وشفاية؛ وحبذا لو يزيد مشايخنا الأفاضل لإثراء هذا الرد بما يشفي العليل ويكفي الغليل، ومع هذا أزيد إن شاء الله تعالى فأقول وبالله التوفيق:
أولا: لا أحد يقول أن فلانا ـ ما ـ مات من غير أجله، فهذا يخالف الكتاب والسنة: ففي الكتاب تقرير هذا الأصل الهام وهو بأن الأجل ليس بيد أحد إلا الله.
قال جل وعلا
((وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً)) 145آل عمران
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/453)
أي لا يموت أحد إلا بقدر اللّه وحتى يستوفي المدة التي ضربها اللّه له، ولهذا قال: {كتاباً مؤجلاً} كقوله: ((وما يُعَمَّر من مُعَمَّرٍ ولا ينقص من عمره إلا في كتاب))، وكقوله: ((هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده)).
ففي الآية الأولى فيها قوانين القدر؛ فعندما قال إن الموت كتاب مؤجل أي أن كتاب الموت هو مجموعة الشروط الموضوعية التي تؤدي الى الموت، وإن الموت مؤجل حتى تتحقق شروط هذا الكتاب.
أما إذا اجتمعت الشروط الموضوعية التي تؤدي الى الموت فالأجل لا محالة حاصل، ولذلك قال: ((فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)) [الأعراف: 34]، لكنه ربط أي أجل بكتاب بقوله: ((لكل أجل كتاب)) [الرعد: 38]. أي أن الواقع الحتمي لأي حدث (أجله) لابد أن يسبقه كتاب هذا الحدث وهو مجموعة الشروط الموضوعية التي تؤدي حتماً إليه.
وإذا والحال ذلك؛ فإن لكل نفس كتابا مؤجلا إلى أجل مرسوم. ولن تموت نفس حتى تستوفي هذا الأجل المرسوم. والأجل المكتوب لا ينقص منه يوم ولا يزيد!!!
فالأنبياء ـ وبصفتهم رسل الله تعالى المبلغين عنه ـ لا يميتون ولا يحيون؛ لأن هذه متعلقة بالله تعالى كما هو مقرر في توحيد الربوبية فهو الخالق وهو المحي وهو المميت وهو الرازق وهكذا، فلا هي لرسول ولا لنبي؛ وإنما هؤلاء يقومون بالمعجزة كما هي الحال عند عيسى من باب التحدي بها، وهذه ملاحظة دقيقة من تفهمها ودقق فيها.
فليس كون هذا رسول أو نبي! يقوم ما هو متعلق بالله تعالى، فيجري في ذاك المحيي نواميس الحياة كما كانت له من قبل؛ فهذا وارد فقط في أمرين:
الأول: من أجل التحدي وهي حقيقة المعجزة كما عند عيسى عليه السلام مع قومه وهم أهل الطب.
والثاني: من أجل بيان أمر ما كما هو الحال مع صاحب البقرة.
هذا مع الأنبياء؛ وإلا فهو يخالف ما ذكرناه من الآيات السابقة وما جاء في الصحيح: ((يؤمر بأربع: بكتب أجله ورزقه وعمله وشقي أو سعيد)).
وأما ما يتعلق بالله عز وجل؛ فالله لا تجري عليه هذه القوانين لأن الخالق ويفعل في مخلوقاته كما يشاء كما هو الحال مع صاحب القرية التي ذكرتها بارك الله فيك، وهذا واضح لكل لبيب!!
وثانيا: معرفة أصول القوم وهي أصول أهل السنة والجماعة وما هم عليه من اتباع للكتاب والسنة؛ أولى من إيراد مثل هذه الشبهات التي لا طائل منها سوى القيل والقال وكثرة الأغلوطات والتنطعات. والله الموفق وهو الهادي إلى الصواب.
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 10:24 م]ـ
في ماذكرتم كفاية والله الموفق بارك الله بكم
ـ[الأرزيوي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 10:23 م]ـ
سوف أزيد عما قريب ـ إن شاء الله تعالى ـ في إضافة للكلام السابق تكون ((تتمة للكلام))!! فانتظروه قريبا!!؟(48/454)
الرد على مدعى النبوة
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[09 - 05 - 08, 09:44 م]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات إعمالنا, من يهدى الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادى له ,ونشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد إن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون).
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا).
(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا, يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
إما بعد:
فإن اصدق الحديث كتاب الله, وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة, وكل ضلالةٍ في النار.
فقد أخبر تعالى في كتابه، ورسوله في السنة المتواترة عنه: أنه لا نبي بعده؛ ليعلموا أن كل مَنِ ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك، دجال ضال مضل، ولو تخرق وشعبذ، وأتى بأنواع السحر والطلاسم والنَيرجيَّات، فكلها محال وضلال عند أولي الألباب، كما أجرى الله، سبحانه وتعالى، على يد الأسود العَنْسي باليمن، ومسيلمة الكذاب باليمامة، من الأحوال الفاسدة والأقوال الباردة، ما علم كل ذي لب وفهم وحِجى أنهما كاذبان ضالان، لعنهما الله. وكذلك كل مدع لذلك إلى يوم القيامة حتى يختموا بالمسيح الدجال، [فكل واحد من هؤلاء الكذابين] يخلق الله معه من الأمور ما يشهد العلماء والمؤمنون بكذب مَنْ جاء بها. وهذا من تمام لطف الله تعالى بخلقه، فإنهم بضرورة الواقع لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر إلا على سبيل الاتفاق، أو لما لهم فيه من المقاصد إلى غيره، ويكون في غاية الإفك والفجور في أقوالهم وأفعالهم، كما قال تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنزلُ الشَّيَاطِينُ * تَنزلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} الآية [الشعراء:221، 222]. وهذا بخلاف الأنبياء، عليهم السلام، فإنهم في غاية البر والصدق والرشد والاستقامة [والعدل] فيما يقولونه ويفعلونه ويأمرون به وينهون عنه، مع ما يؤيدون به من الخوارق للعادات، والأدلة الواضحات، والبراهين الباهرات، فصلوات الله وسلامه عليهم دائما مستمرا ما دامت الأرض والسموات.
قال تعالى:
{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} (79) سورة آل عمران
قال بن كثير:
أي: ما ينبغي لبشر آتاه الله الكتاب والحُكْم والنبوة أن يقول للناس: اعبدوني من دون الله. أي: مع الله، فإذا كان هذا لا يصلح لنبي ولا لمرسل، فلأن لا يصلح لأحد من الناس غيرهم بطريق الأولى والأحرى؛ ولهذا قال الحسن البصري: لا ينبغي هذا لمؤمن أن يأمر الناس بعبادته.
كونوا رَبَّانيين. قال ابن عباس وأبو رَزِين وغير واحد، أي: حكماء علماء حلماء. وقال الحسن وغير واحد: فقهاء، وكذا رُوِي عن ابن عباس، وسعيد بن جُبير، وقتادة، وعطاء الخراساني،
وعطية العوفي، والربيع بن أنس. وعن الحسن أيضا: يعني أهل عبادة وأهل تقوى.
قال تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} (93) سورة الأنعام
قال بن كثير:
يقول تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} أي: لا أحد أظلم ممن كذب على الله، فادعى أن الله أرسله إلى الناس ولم يكن أرسله؛ ولهذا قال تعالى: {أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ}
وقال السعدى رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/455)
يقول تعالى: لا أحد أعظم ظلما, ولا أصبر جرما, ممن كذب على الله.
بأن نسب إلى الله قولا أو حكما وهو تعالى بريء منه.
وإنما كان هذا أظلم الخلق, لأن فيه من الكذب, وتغيير الأديان أصولها, وفروعها, ونسبة ذلك إلى الله - ما هو من أكبر المفاسد.
ويدخل في ذلك, ادعاء النبوة, وأن الله يوحي إليه, وهو كاذب في ذلك.
فإنه - مع كذبه على الله, وجرأته على عظمته وسلطانه - يوجب على الخلق أن يتبعوه, ويجاهدهم على ذلك, ويستحل دماء من خالفه وأموالهم.
ويدخل في هذه الآية, كل من ادعى النبوة, كمسيلمة الكذاب, والأسود العنسي, والمختار, وغيرهم ممن اتصف بهذا الوصف.
وقال الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي
ومَن أشدُّ ظلمَّا ممَّن اختلق على الله تعالى قولا كذبًا، فادعى أنه لم يبعث رسولا من البشر، أو ادعى كذبًا أن الله أوحى إليه ولم يُوحِ إليه شيئًا، أو ادَّعى أنه قادر على أن يُنْزل مثل ما أنزل الله من القرآن؟ ولو أنك أبصرت -أيها الرسول- هؤلاء المتجاوزين الحدَّ وهم في أهوال الموت لرأيت أمرًا هائلا والملائكة الذين يقبضون أرواحهم باسطو أيديهم بالعذاب قائلين لهم: أخرجوا أنفسكم، اليوم تهانون غاية الإهانة، كما كنتم تكذبون على الله، وتستكبرون عن اتباع آياته والانقياد لرسله.
قال تعالى:
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (40) سورة الأحزاب
فلا نبوة بعده إلى يوم القيامة، قال الزجاج: من نصبه، فالمعنى: ولكن كان رسولَ الله، وكان خاتم النبيِّين؛ ومن رفعه، فالمعنى: ولكنْ هو رسولُ الله؛ ومن قرأ: {خاتِمَ} بكسر التاء، فمعناه: وختم النبيِّين؛ ومن فتحها، فالمعنى: آخِر النبيِّين. قال ابن عباس: يريد: لو لم أَختِم به النبيِّين،لَجَعلتُ له ولداً يكون بعده نبيّاً.
وقرأ الجمهور: {خاتم}، بكسر التاء، بمعنى أنه ختمهم، أي جاء آخرهم. وروي عنه أنه قال: أنا خاتم نبي، وعنه: أنا خاتم النبيين في حديث واللبنة. وروي عنه، عليه السلام، ألفاظ تقتضي نصاً أنه لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم، والمعنى أن لا يتنبأ أحد بعده، ولا يرد نزول عيسى آخر الزمان، لأنه ممن نبىء قبله، وينزل عاملاً على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم مصلياً إلى قبلته كأنه بعض أمته.
{وخاتم النبيين}: أي لم يجئ نبي بعده إذ لو جاء نبي بعده لكان ولده أهلا للنبوة كما كان أولاد إبراهيم ويعقوب، وداود مثلا.
ولابد ان تعلم يا من ادعيت النبوة انك داخل فى قوله تعالى {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} (25) سورة النحل
وتعلم ان الايمان بأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل وسيدهم وأفضلهم عند الله، وأعلاهم منزلة هو من اسس العقيدة، جاحد هذا الاساس كافر خارج من الملة.
ولاحول ولا قوة الا بالله.
اما الاحاديث الدالة على ختم النبوة:
(1) الزهري: أخبرني محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله تعالى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي." أخرجاه في الصحيحين.
(2) قال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثلي ومثل النبيين [من قبلي] كمثل رجل بنى دارا فأتمها إلا لَبنَة واحدة، فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة". انفرد بإخراجه مسلم
(3): حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وعلي بن حجر قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فُضلت على الأنبياء بست: أعْطِيتُ جوامع الكلم، ونُصِرْتُ بالرعب، وأحِلَّت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون".اخرجه مسلم فى الصحيح
(4) قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا المختار بن فُلفُل، حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي." قال: فشَقّ ذلك على الناس قال: قال: ولكن المبشرات". قالوا: يا رسول الله، وما المبشرات؟ قال: "رؤيا الرجل المسلم، وهي جزء من أجزاء النبوة".صحيح الجامع (1631)
(5) قال الإمام أحمد: حدثنا أبو عامر الأزدي، حدثنا زُهَيْر بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبيّ بن كعب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارًا فأحسنها وأكملها، وترك فيها موضع لَبنة لم يَضَعها، فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه، ويقولون: لو تمَّ موضع هذه اللبنة؟ فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة".صحيح الجامع (5857)
(6) قال الإمام أحمد: ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا معاوية يعني بن صالح عن سعيد بن سويد الكلبي عن عبد الله بن هلال السلمي عن عرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اني عبد الله لخاتم النبيين وان آدم عليه السلام لمنجدل في طينته وسأنبئكم بأول ذلك دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى بي ورؤيا أمي التي رأت"
ونسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يرضيه وأن يهدينا وجميع المسلمين صراطه المستقيم إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.(48/456)
هل حوض النبي صلى الله عليه وسلم قبل الصراط أم بعده؟
ـ[أمين حماد]ــــــــ[10 - 05 - 08, 02:16 ص]ـ
شيوخي الكرام هل حوض النبي صلى الله عليه وسلم
قبل الصراط أم بعده
وإذا كان بعد الصراط هل من يذاد عنه من أهل الجنة؟
وهذه عقوبة له لا تمنعه دخول الجنة
كالتائب من الخمر الذي يحرمها في الجنة
أفيدونا مأجورين جزاكم الله عنا أحسن الجزاء
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 05:53 ص]ـ
هذا كلام شيخ الإسلام في الواسطية وعليك البحث عن الشرح: ((وفي عرصات القيامة الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل آنيته عدد نجوم السماء وطوله شهر وعرضه شهر من يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس على قدر أعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الإبل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف خطفا ويلقى في جهنم فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم فمن مر على الصراط دخل الجنة فإذا عبروا عليه وقفوا على على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم دخول الجنة وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته وله صلى الله عليه وسلم
كتاب العقيدة الواسطية، الجزء 1، صفحة 33.
ـ[السني]ــــــــ[10 - 05 - 08, 07:10 م]ـ
(حمص)
حوض - فميزان - فصراط
ـ[أمين حماد]ــــــــ[11 - 05 - 08, 02:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي السني هل هناك دليل من كلام السلف على الترتيب
أم هو اختيار لبعض المتأخرين فقط
ـ[السني]ــــــــ[11 - 05 - 08, 06:00 م]ـ
فائدة أفادنيها الشيخ (عبدالعزيز السدحان) حفظه الله
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 11:51 م]ـ
يظهر أن تحديد مكان الحوض من المسائل المشكلة لكن أقرب الأقوال أن الحوض يكون قبل الصراط وكذلك بعده ويؤيد هذا عظم قدره والله أعلم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[12 - 05 - 08, 01:36 ص]ـ
يظهر أن تحديد مكان الحوض من المسائل المشكلة لكن أقرب الأقوال أن الحوض يكون قبل الصراط وكذلك بعده ويؤيد هذا عظم قدره والله أعلم
وقال بنحو الذي قلت الشيخ صالح آل الشيخ فيما أذكر!
افتقدناك أبا عبدالرحمن وفقك الباري
محبكم
أبو الحسن الأثري
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[12 - 05 - 08, 04:21 ص]ـ
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَأَلْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: قَالَ: ((أَنَا فَاعِلٌ)).
قَالَ: فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا نَبِيَّ اللهِ؟
قَالَ: ((اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ)).
قَالَ: قُلْتُ: فَإِذَا لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ؟
قَالَ: ((فَأَنَا عِنْدَ الْمِيزَانِ)).
قَالَ: قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ؟
قَالَ: ((فَأَنَا عِنْدَ الْحَوْضِ، لاَ أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلاَثَ مَوَاطِنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
أخرجه أحمد (3/ 178)، والترمذي (2433).
وقال الحافظ في "فتح الباري" (11/ 474 - ط. الريان):
[وَقَدْ اُسْتُشْكِلَ كَوْن الْحَوْض بَعْد الصِّرَاط بِمَا سَيَأْتِي فِي بَعْض أَحَادِيث هَذَا الْبَاب أَنَّ جَمَاعَة يُدْفَعُونَ عَنْ الْحَوْض بَعْدَ أَنْ يَكَادُوا يَرِدُونَ وَيُذْهَب بِهِمْ إِلَى النَّار.
وَوَجْه الإِشْكَال أَنَّ الَّذِي يَمُرّ عَلَى الصِّرَاط إِلَى أَنْ يَصِل إِلَى الْحَوْض يَكُون قَدْ نَجَا مِنْ النَّار فَكَيْف يُرَدُّ إِلَيْهَا؟
وَيُمْكِن أَنْ يُحْمَل عَلَى أَنَّهُمْ يُقَرَّبُونَ مِنْ الْحَوْض بِحَيْثُ يَرَوْنَهُ وَيَرَوْنَ النَّار فَيُدْفَعُونَ إِلَى النَّار قَبْل أَنْ يَخْلُصُوا مِنْ بَقِيَّة الصِّرَاط].
ـ[أمين حماد]ــــــــ[12 - 05 - 08, 06:50 م]ـ
الشيخ: أحمد
بارك الله فيك وكثر من أمثالك
ـ[السني]ــــــــ[12 - 05 - 08, 07:24 م]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي في شرح الطحاوية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/457)
((مسألة: الحوض قبل الصراط أو بعد الصراط في هذه المسألة قولان للسلف في هذه المسألة قولان: أحدهما أن الحوض يورد بعد الصراط يعني: يكون المرور على الصراط أولا ثم بعد المرور على الصراط يورد الحوض واختار هذا الحافظ ابن حجر -رحمه الله- والسيوطي -رحمهما الله واحتج هؤلاء بحديث النضر بن أنس، فإن ظاهره يقتضي ذلك وذلك أن النضر قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة قال: أنا فاعل قال: وأين أطلبك يا نبي الله؟ قال: اطلبني أول ما تطلبني عند الصراط قال: قلت: فإن لم ألقك على الصراط؟ قال: فأنا عند الميزان قال: قلت: فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال: فأنا عند الحوض لا أخطئ هذه الثلاثة مواطن يوم القيامة).
وكذلك أيضا من أدلتهم حديث لقيط واقد بني المنتفق فإن فيه أنه قال في آخر الحديث: (فتطلعون على الحوض) يعني: بعد المرور على الصراط القول الثاني: أن الحوض يكون في الموقف قبل الصراط وهذا هو الصواب هذا هو الصحيح لما يأتي من الأدلة من الشرع والعقل، منها من أدلة هذه القول الأحاديث التي تدل على منع المرتدين على أعقابهم وأنهم يذادون عن الحوض كحديث أنس - رضي الله عنه - (ليردن علي ناس من أصحابي حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني فأقول: أصحابي، فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك) ومنها حديث سهل بن سعد الأنصاري - رضي الله عنه - (إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم - وزاد أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - فأقول: إنهم من أمتي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول: سحقا سحقا لمن غير بعدي).
فهذه الأحاديث تدل على أن الحوض يورد قبل الصراط من وجهين الأول: لو كان الورود على الصراط قبل الحوض لكان مثل هؤلاء المذادين الذين يذادون عن الحوض ويطردون لا يجاوزون الصراط؛ لأنهم إن كانوا كفارا فالكافر لا يجاوز الصراط بل يكب على وجهه في النار قبل أن يجاوزه وإن كانوا عصاة وهم من المسلمين، فهؤلاء وإن كانوا عصاة وهم من المسلمين فجازوا الصراط لم يشفع لهم في دخول النار أو عفا الله عنهم بدون شفاعة، وإن لم يكن شفاعة ولا عفو دخلوا النار ولبثوا فيها بقدر عصيانهم وحينئذ يلزم حجبهم عن الحوض مع أنهم من المسلمين وهذا بعيد حجبهم عن الحوض لا سيما وعليهم سيما الوضوء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (أعرفهم غرا محجلين من أثر الوضوء).
الثاني: لو كان الورود على الصراط قبل الحوض للزم ألا يحجب عن الحوض أحد؛ لأن من جاوز الصراط لا يكون إلا ناج مسلم ومثل هذا لا يحجب عن الحوض، ومن الأدلة من العقل أن الناس يردون الموقف عطاشا فمن المناسب ورود المؤمنين الحوض قبل مرورهم على الصراط، وأما حديث النضر بن أنس الذي استدل به أهل القول الأول على أن الصراط يكون قبل الحوض يجاب عنه بأجوبة: منها: أن المراد بالحوض فيه حوض آخر يكون بعد الجواز على الصراط لا يذاد عنه أحد كما جاء في بعض الأحاديث كحديث لقيط بن عامر وفيه: (ثم ينصرف نبيكم وينصرف على أثره الصالحون فيسلكون جسرا من النار فيطأ أحدكم الجمر فيقول: حس يقول ربك عز وجل أو أنه ألا فتطلعون على حوض نبيكم على أظمأ -والله- ناهلة عليها قط ما رأيتها، فلعمر إلهك ما يبسط أحد منكم يده إلا وضع عليها قدح يطهره من الطوف والبول والأذى).
ثانيا: أن الحوض نفسه يمتد إلى ما وراء الجسر كما يفيده حديث لقيط هذا وأن المؤمنين إذا جاوزوا الصراط وقطعوه دنا لهم الحوض فشربوه منه فإنه ورد أن طوله شهر وعرضه شهر، فإذا كان بهذا الطول والسعة فما الذي يحيل امتداده إلى ما وراء الجسر، وعلى هذا فيرده المؤمنون مرتين مرة قبل الصراط ومرة بعده جمعا بين الأدلة وهذا في حيز الإمكان ووقوعه موقوف على خبر الصادق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/458)
وهذا كلام العلامة ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد يقول: إذا كان الحوض بهذه السعة طوله شهر مسافته شهر فهذا يدل على أنه يمتد وأنه طويل وأنه يكون ما وراء الجسر وأن الناس يردونه مرة قبل الصراط ومرة بعد المرور على الصراط، وجمع بعض أهل العلم فقال: إن للنبي صلى الله عليه وسلم حوضين: أحدهما في الموقف قبل الصراط والآخر داخل الجنة وهو الكوثر وكل منهما يسمى كوثرا، ولكن هذا لا يصلح جوابا عن حديث النضر؛ لأنه صرح أنه يوم القيامة وأجاب الحافظ ابن حجر -رحمه الله- عن هذا الجواب قال: وفيه نظر؛ لأن الكوثر نهر داخل الجنة وماؤه يصب في الحوض ويطلق على الحوض كوثرا لكونه يمد من نهر الكوثر.
وقال الحافظ أيضا: ظاهر الأحاديث أن الحوض بجانب الجنة لينصب فيه الماء من النهر الذي داخلها وهذا يدل على أن الحوض بعد الصراط؛ إذ لو كان قبل الصراط لحالت النار بينه وبين الماء الذي يصب من الكوثر فيه.
وأجاب الحافظ عن الأحاديث التي تدل على منع المرتدين على أعقابهم قال: وأما ما أورد عليه من أن جماعة يدفعون من الحوض بعد أن يروه ويذهب بهم إلى النار، فجوابه أنهم يقربون من الحوض بحيث يرونه ويرون الجنة فيدفعون في النار قبل أن يخلصوا من بقية الصراط، ولكن هذا تأويل بعيد.
وأجاب السيوطي عن إشكال يرد على القول أن الحوض يورد بعد الصراط قال: فإذا قيل: إذا خلصوا من الموقف دخلوا الجنة فلا يحتاجون إلى الشرب من الحوض، فالجواب بل هم محتاجون إلى ذلك؛ لأنهم محبوسون هناك لأجل المظالم فكان الشرب في موقف القصاص يعني: يكون الشرب على ما ذكر السيوطي بعد المرور على الصراط؛ لأنه ثبت أن المؤمنين إذا تجاوزوا الصراط حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار قيل: إنها طرف الصراط وقيل: إن الصراط خاص بالمؤمنين حتى يقتص بعضهم من البعض من الآخر المظالم التي بينهم، فإذا هذبوا ونقوا دخلوا الجنة.
قال السيوطي -رحمه الله-: يكون في هذا المكان يكون هو الحوض في هذا المكان، ولكن هذا أيضا بعيد؛ لأن هذا التأويل يرده الأحاديث الكثيرة التي صرحت بأنه يزاد عن الحوض أقوام قد ارتدوا على أعقابهم، وهذا يدل على أن الحوض في موقف الحساب لا في موقف قصاص المؤمنين بعضهم من بعض، وجمع بعض العلماء بين الأحاديث بجمع آخر وهو أنه يقع الشرب من الحوض قبل الصراط لقوم ويتأخر الشرب بعد الصراط لآخرين بحسب ما عليهم من الذنوب والأوزار حتى يهذبوا منها على الصراط، قال بعض أهل العلم: وهو جمع حسن القول، وعلى هذا الجمع يكون هناك حوضان حوض قبل الصراط وحوض بعده أو أن الحوض نفسه يمتد إلى ما وراء الجسر كما سبق هذا في الجواب عن حديث النضر.
هذه أقوال العلماء في الحوض هل قبل الصراط أو بعد الصراط ولكن يعني: الحافظ ابن حجر يقول: إنه الصراط وابن القيم -رحمه الله- يقول: لا مانع إذا صح الحديث يكون من وراء الجسر وبعض العلماء يقول: الناس محتاجون إلى أن يشربوا أيضا بعد الجسر.
لكن سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز -غفر الله له ورحمه وجمعنا به في الفردوس الأعلى- تنبه لأمر لم يتنبه له هؤلاء العلماء الذين قالوا إن الحوض قبل الصراط قال سماحة شيخنا -رحمه الله-: إن صحت الأخبار أنهم يردون بعد الصراط فهذا نهر يردونه في الجنة؛ لأن الصراط ممدود على متن جهنم يصعد الناس عليه إلى الجنة، فمن جاوز الصراط وصل إلى الجنة، والحوض في الأرض فلا يرجعون إلى الأرض مرة ثانية بعد صعودهم إلى الجنة يعني: كيف يكون الحوض بعد الصراط؟ الصراط ممدود على متن جهنم صعود يصعد الناس فيه من الأرض إلى السماء فإذا انتهوا وصلوا إلى الجنة ما فيه حوض هناك كيف وأين يكون الحوض؟ الحوض في موقف القيامة قبل الصراط قبل المرور على الصراط وهذا هو الذي تدل عليه الأحاديث وتدل على أنه، ويدل على ذلك أنه يذاد أقوام قد غيروا وبدلوا هذا يكون في موقف القيامة أما بعد المرور على الصراط انتهى الأمر، من سقط في النار سقط في النار، ومن تجاوز الصراط وصل إلى الجنة.
لكن السيوطي يقول: يكون في مكان قبل دخولهم الجنة لكن هذا بعيد والصواب الذي تدل عليه النصوص أن الحوض يكون قبل الصراط هذا هو الذي تدل عليه الأحاديث الصحيحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/459)
وهل الحوض قبل الميزان أو بعد الميزان؟ أيضا في المسألة قولان لأهل العلم: أحدهما: أن الميزان أسبق من الحوض حجة هذا القول ظاهر حديث النضر بن أنس فإنه قدم الميزان على الحوض الثاني: أن الحوض قبل الميزان، وهذا هو الراجح حجة هذا القول الأحاديث التي تدل على أنه يزاد عن الحوض أقوام قد ارتدوا على أعقابهم، فلو كان ورود الحوض بعد الميزان لما حجب عنه أقوام؛ لأن هؤلاء الذي خفت موازينهم يعرفون أنه لا سبيل لهم إلى الشرب من الحوض فلا يردونه إطلاقا.
ويدل على ذلك أيضا من العقل أن المعنى يقتضيه فإن الناس يخرجون من قبورهم عطاشا، فمن المناسب أن يكون الورود على الحوض قبل الميزان للحاجة الشديدة إلى الشرب فيقدم قبل الميزان.))
ويقول الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية:
((اختلف العلماء أين يكون الحوض؟ هل هو قبل الصراط أم بعد الصراط؟ على قولين:
1 - القول الأول:
وهو قول جمهور أهل العلم على أنَّه قبل الصراط وليس بعد الصراط؛ لأنّ الأحاديث التي فيها صفة الحوض فيها ذُكِرَ أَنَّ أناسا يُذَادُون عنه ويُدْفَعُون ويُؤْخَذ بهم إلى النار، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم «ربي أصيحابي أصيحابي»، أو قال «أصحابي أصحابي فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
2 - القول الثاني:
وبه قال طائفة من أهل العلم إنَّ الحوض حوضان حوض قبل الصراط وحوضٌ بعد الصراط، فمن لم يشرب منه قبل الصراط بأن أُخِذَ للعذاب من هذه الأمة ثم نَجَى بعد ذلك، فَثَمَّ حوض آخر بعد الصراط يشرب منه.
* ولكن الذي تدل عليه الأحاديث بظهور وكثرة أنَّ الحوض يكون قبل الصراط لا بعده.
ثُمَّ القائلون بأنه قبل الصراط أيضاً اختلفوا: هل هو قبل الميزان أم بعد الميزان؟
على قولين لأهل العلم، والأكثر أيضا أنّه قبل الميزان، وأنّه في العرصات قبل أنْ يأتي الله - جل جلاله - لفصل القضاء وقبل أن تتطاير الصحف وإلى آخر ذلك.
ولشدة طول بقاء الناس فإنّ الله يكرم نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا الحوض حتى يشرَب منه المؤمنون فلا يظمؤون ولا يقلقون في شدة هول الموقف.
فإذاً نقول الصواب أنَّهُ قبل الصراط وأيضاً أنه قبل الميزان.
قال القرطبي صاحب كتاب التذكرة في الكلام المشهور عنه يتناقله العلماء قال: والمعنى يقتضي هذا؛ لأنَّ الناس يخرجون من قبورهم عطاشا فإذا وافوا الموقف فإنهم يحتاجون مع طول الموقف إلى ما به ذهاب ظمئهم وصدورهم، وهذا يناسب أن يكون إكرام النبي صلى الله عليه وسلم بالحوض قبل الميزان))
ـ[رافع]ــــــــ[13 - 05 - 08, 06:56 ص]ـ
قال الدكتور عمر سليمان الاشقر"حفظه الله" (وقد اختلف أهل العلم في موضعه فذهب الغزالي والقرطبي الى انه يكون قبل المرور على الصراط في عرصات القيامة واستدلوا على ذلك بأنه يؤخذ بعض وارديه الى النار فلو كان بعد الصراط لما استطاعوا الوصول اليه.
وأستظهر ابن حجر لأن مذهب البخاري أن الحوض يكون بعد الصراط لان البخاري أورد أحاديث الحوض بعد أحاديث الشفاعة وأحاديث نصب الصراط)) "اليوم الاخر2القيامة الكبرى"
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[23 - 05 - 08, 02:42 ص]ـ
أخي الحبيب هذا بحث من الأبحاث التي ألقاها الشيخ الدكتور عبد الرحيم الطحان تعليقاً على العقيدة الطحاوية:
المبحث الثاني:
مبحث الحَوض:
معناه في اللغة: مجمع الماء، بمعنى البركة كما هو معروف لدينا في هذه الأيام فنقول: بركة، مسبح، حوض وجمعه حياض وأحواض.
والمراد من الحوض:
الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في الآخرة.
وهذا الحوض قد تواترت به الأحاديث، فأحصى الحافظ ابن حجر الصحابة الذين رووا أحاديث الحوض فبلغوا (56) صحابياً، ثم قال: بلغني أن بعض المعاصرين جمع الصحابة الذين رووا أحاديث الحوض فبلغوا (80) صحابياً.
فهذا إذن متواتر.
قال الإمام الداوودي عليه رحمة الله:
مما تواتر حديث من كذب ? ومن بنى لله بيتاً واحتسب
ورؤية شفاعة والحوض ? ومسح خفين وهذي بعض
أي هذه بعض الأحاديث المتواترة وهي أكثر من ذلك بكثير.
(من كذب) حديث [من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار]، روي عن جملة كبيرة من الصحابة منهم العشرة المبشرون بالجنة.
(ومن بنى لله بيتاً واحتسب):
حديث [من بنى لله بيتاً واحتسب فله بيت في الجنة].
وحديث [من بنى لله بيتاً ولو كمَفْحَص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/460)
وحديث [من بنى لله بيتاً ليذكر الله فيه بنى الله له بيتاً في الجنة]. فهذا متواتر عن نبينا عليه الصلاة والسلام.
(ورؤية) أي أحاديث الرؤية، أي رؤية المؤمنين لربهم في جنات النعيم.
(شفاعة) أي أحاديث الشفاعة، ويأتينا مبحث الشفاعة إن شاء الله بعد الحوض.
(الحوض) فأحاديث الحوض متواترة.
(ومسح الخفين) رويت أحاديث المسح على الخفين عن العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم.
وسنتكلم عن الحوض ضمن خمسة أمور متتالية ننهي بها الكلام على الحوض إن شاء الله تعالى.
الأمر الأول: وصف الحوض لا يستطيع عقل بشري أن ينعت الحوض أو يصفه، لأنه يتعلق به غيب، فالطريق لمعرفة صفة الحوض المنقول لا المعقول والرواية لا الرأي، فلا طريق لوصف الحوض إلا عما جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام – من قرآن أو أحاديث – الذي لا ينطق عن الهوى فلنذكر بعض الأحاديث التي تعطينا وصفاً لهذا الحوض، إيماناً برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء عن الذي لا ينطق عن الهوى. ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه (جمع كوز وهو القدح والكأس) كنجوم السماء من شرب منه لم يظمأ بعده أبداً].
إذن هذا الحوض طوله مسيرة شهر نؤمن بهذا ولا نبحث بعد ذلك في كيفية هذا المسير هل هو مسيرة شهر على الجواد المسرع؟ أم مسيرة شهر على حسب السير في الدنيا؟ أم مسيرة شهر على حسب سير أهل الجنة؟ فالله أعلم، نحن نثبت اللفظ ولا نبحث في كيفيته فإنه مغيب.
وكيزانه كنجوم السماء ولا يعلم عددها إلا خالقها سبحانه وتعالى.
وقد أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام أن طول الحوض وعرضه بمسافة واحدة فطوله مسيرة شهر وعرضه مسيرة شهر، ثبت في صحيح مسلم من رواية ابن عمر في الحديث المتقدم [حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء] أي أطرافه متساوية فشهر طولا ً وشهر عرضاً فتصبح الزوايا متساوية، أي على هيئة مربع كالبركة المربعة أضلاعها متساوية [ماؤه أبيض من الورِق] أي الفضة والرواية المتقدمة أبيض من اللبن، [وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء فمن شرب منه لم يظمأ بعده أبداً].
يكفي هذان الحديثان لوصف الحوض بصفة مختصرة.
إذن حوض نبينا عليه الصلاة والسلام في الآخرة أضلاعه متساوية وهو مربع مسيرة شهر في شهر، زواياه سواء، الماء الذي فيه ينعش النفوس، ويصح الأبدان لونه من أحسن الألوان كلون اللبن وكلون الفضة بياض خالص ليس فيه شائبة ولا عكر ولا كدر، ريحه أطيب ريح وهو ريح المسك بل أطيب منه، وهو أحلى من العسل والكيزان التي عليه لأجل كثرة الواردين على حوض نبينا عليه الصلاة والسلام كنجوم السماء، هذا هو الوصف مختصراً.
الأمر الثاني: عدد الأحواض لنبينا عليه صلوات الله وسلامه:
له حوضان:
1 - واحد يكون قبل دخول الجنة في ساحات الحساب وعَرَصات الموقف.
2 - والآخر يكون في داخل الجنة، وكل منهما يقال له حوض ويقال له كوثر.
يقال لكل منهما حوض لأنه ينطبق عليه التعريف اللغوي (مجمع الماء).
ويقال لكل منهما كوثر لأن الحوض الذي في ساحة الحساب وعَرَصات الموقف يستمد ماءها من نهر الكوثر الذي في الجنة، فنهر الكوثر له ميزابان - كما سيأتي وهذا لا دخل لعقل الإنسان فيه – يصبان صباً بدفق وقوة في حوض النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو في ساحة الحساب وعَرَصات الموقف، فنجد أن الحوض الذي في ساحة الحساب يأخذ من نهر الكوثر قيل له كوثر وحوض، والنهر الذي في الجنة اسمه الكوثر وبما أنه في مكان محصور قيل له حوض، فكل منهما حوض وكل منهما كوثر.
وقد أنزل الله سورة كاملة يمتن بها على نبينا عليه الصلاة والسلام بهذا الخير الذي أعطاه إياه (إنا أعطيناك الكوثر) والكوثر: على وزن فوعل من الكثرة وهو الخير الكثير في الدنيا والآخرة ويدخل في ذلك النهر العظيم الذي يكون لنبينا عليه الصلاة والسلام في جنات النعيم، وفيه ميزابان يغتّان غتاً (يصبان صباً) ويشخبان من مائه في حوضه الذي هو في ساحة الحساب وعَرَصات الموقف فهذا خير عظيم أعطاه الله لنبيه الكريم عليه صلوات الله وسلامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/461)
ولذلك ثبت في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير رحمه الله – تلميذ العبد الصالح عبد الله بن عباس رضي الله عنهما – [أنه سئل عن تفسير الكوثر فقال هو الخير الكثير الذي أعطاه الله لنبيه عليه الصلاة والسلام في الدنيا والآخرة، فقالوا له: يقولون إنه نهر في الجنة؟، فقال سعيد بن جبير: النهر الذي في الجنة من الخير الكثير الذي أعطاه الله لنبيه عليه الصلاة والسلام]. وهذا التفسير أعم وأشمل وأحسن من أن نقصر الكوثر على خصوص النهر فنقول: الكوثر خير كثير في الدنيا والآخرة وهبة من الله لنبيه عليه الصلاة والسلام 0 من جملة ذلك الحوض، ونهر الكوثر والشفاعات والمقام المحمود ورتب كثيرة في الدنيا والآخرة مَنَّ الله بها على نبيه عليه صلوات الله وسلامه.
وإذا مَنَّ الله عليك بالنعم فالواجب أن تشكر المُنعِم (فصلِّ لربك وانحر) أي اجعل صلاتك خالصة له، ونحرك خالصاً له – أي ذبحك – فيكون على اسم الله خالصاً له لا تشرك معه أحداً (إن شانئك) أي مبغضك (هو الأبتر)، فالنعم تستدعي الشكر.
ولذلك إخوتي الكرام ... ربطاً بحادثة الإسراء والمعراج – كان نبينا عليه الصلاة والسلام – كما ثبت هذا في المسند والسنن بسند حسن – [لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر] وما رأيت أحداً من أئمتنا وَجَّه الحكمة في ذلك؟ ويمكن استنباطها مما سبق تقريره في سورة الكوثر.
فنذكر أن النعم تستدعي الشكر وهناك عندما يريد أن ينام يقرأ سورة بني إسرائيل ليستحضر فضل الله عليه وكيف مَنَّ الله عليه بهذا الأمر الجليل وهو الإسراء والمعراج وفي ثنايا السورة ذكر الله سبحانه الآيات التي منحها لنبينا عليه الصلاة والسلام وكيف حفظه من شياطين الإنس والجن (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) (وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك) (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً)، وآيات كثيرة غيرها يخاطبه الله فيها في سورة الإسراء. إذن في هذه السورة ذِكْر فضل النبي عليه الصلاة والسلام؛ فكان لذلك يقرأها ليتذكر فضل الله عليه وهذا يستدعي ويتطلب الشكر.
وكان يقرأ سورة الزمر لأنها – كما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله – سورة تمحضت في توحيد الله جل وعلا فموضوعها من أولها إلى آخرها حول توحيد الله وإخلاص الدين له.
إذن فبعد أن يذكر نعمة الله عليه ماذا يفعل؟
يوحده ويقرأ السورة التي فيها توحيد الله وعبادته كما يريد بما يريد، وانتبه لآيات هذه السورة (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم، إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين، ألا لله الدين الخالص، والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار، لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار) ثم بعد ذلك في جميع آيات السورة يستعرض ربنا جل وعلا ما يقرر هذا الأمر (ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلا ً سلماً لرجل هل يستويان مثلاً الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) وفي آخر السورة يتحدث ربنا جل وعلا عن هذا (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون، ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين) وفي نهاية السورة يقول (وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين).
فإذن شكر وتوحيد، وهنا كذلك (إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر).
إذن لنبينا عليه الصلاة والسلام حوضان يقال لكل منهما: حوض ويقال لكل منهما: كوثر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/462)
قال الإمام القرطبي في التذكرة في أحوال الموتى، وأمور الآخرة في ص 362، وقد نقل صاحب شرح العقيدة الطحاوية الإمام ابن أبي العز كلام القرطبي لكن بواسطة الإمام ابن كثير في كتابه النهاية (2/ 31) لأن ابن كثير شيخ شارح الطحاوية، وابن كثير له كتاب البداية والنهاية في التاريخ طبع الكتاب البداية فقط ولم يطبع معه النهاية، ثم طبع في جزء بعد ذلك مستقلاً منفرداً، وقد تكلم ابن كثير في النهاية في الجزء الثاني في أول صفحة منه عن الحوض وتتبع طرق أحاديثه بما يزيد عن ثلاثين صفحة والبداية يقع في 14 جزءاً في 7 مجلدات كبيرة، وكتاب التذكرة كتاب نافع وطيب وفيه خير كثير لولا ما فيه من أحاديث تالفة لا خطام لها ولا زمام وما تحرى عليه رحمة الله الصحة ولا تثبت في رواية الأحاديث، وليت الكتاب حقق وخرجت أحاديثه ليكون طالب العلم على بصيرة عند قراءة هذا الكتاب.
الحاصل .. قال الإمام القرطبي في الموضوع الذي حددناه "الصحيح أن للنبي عليه الصلاة والسلام حوضين أحدهما في الموقف قبل الصراط، والثاني في الجنة، وكلاهما يسمى كوثراً".
قال الحافظ في الفتح (11/ 466):" يطلق على الحوض كوثر لكونه يُمدّ منه"0 – كما عللته لكم – ثبت في صحيح مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه (النبي) صلى الله عليه وسلم قال عند وصف الحوض: [يغتُّ فيه ميزا بان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورِق] والغت: هو جريان الماء بصوت، غتّ يَغُت غَتًّا إذا جرى الماء وصار له صوت عند جريانه من شدة هذا الماء وقوته واندفاعه، وهو الدفق بتتابع إذن معنى يغت فيه، يتدفق فيه ماء متتابع لا ينقطع.
وثبت في صحيح مسلم من حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [يشخب فيه ميزا بان من الجنة]، شخب يشخب أي يسيل فيه ميزا بان من الجنة.
وثبت في سنن الترمذي بسند حسن صحيح، والحديث رواه ابن ماجه وأحمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [الكوثر نهر في الجنة] وهذا هو النهر الذي له ميزا بان يغتان ويشخبان في الحوض [حافتاه من ذهب ومجراه الدّرّ والياقوت وتربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج].
(مجراه) أي أرضه التي يجري فيها، ممر الماء، (حافتاه) أي جانباه.
إذن بالنسبة للبياض صار معنا ثلاثة أوصاف أبيض من اللبن، ومن الورق، ومن الثلج، والثلج ترى بياضه يزيد على الماء.
وهو أحلى من العسل وأطيب من المسك هذا كله في هذا النهر الذي هو في الجنة وهو نهر الكوثر وفيه ميزابان من ذهب وفضة يشخبان ويغتان في حوض نبينا عليه الصلاة والسلام.
س: هل هذه الأوصاف تكون لنهري دجلة والفرات أيضاً؟
جـ: لا، لا يكون هذا إلا للكوثر فقط، فهو خاص به حتى الأنهار الأخرى التي في الجنة ليس لها هذه الميزات والصفات.
وسيأتينا في الأمر الرابع أن لكل نبي حوضاً، لكن ليس حلاوة مائه وطيب رائحته كحوض نبينا عليه الصلاة والسلام.
الأمر الثالث: مكان الحوض وموضعه:
كما ذكرنا هما حوضان، فأما الحوض الثاني الذي هو نهر الكوثر فهذا في الجنة بالاتفاق، وأما الحوض الأول الذي يستقي ماءه من الكوثر فهو قبل الجنة بالاتفاق، لكن اختلف في موضعه ومكانه بالتحديد، فهل يكون قبل الميزان وقبل مرور الناس على الصراط؟ أم يكون بعدهما؟
في المسألة قولان لأئمتنا الكرام:
وانتبه إلى أن هذين القولين ليسا من باب التقدير العقلي، إنما من باب فهم هذا من النصوص الشرعية، فالفهم من النصوص هذا غير اختراع شيء من العقول ...
القول الأول: - وعليه المعول – أن الحوض يكون قبل الميزان وقبل مرور الناس على الصراط المستقيم وقبل الحساب لأمرين معتبرين: أولهما: الحكمة من وجود الحوض ما أشار إليه نبينا صلى الله عليه وسلم [من شرب منه لم يظمأ .. ]، الناس يخرجون من قبورهم عطشى، لاسيما عندما يحشرون في الموقف [حفاة عراة غرلاً] نسأل الله حسن الخاتمة والعافية – والشمس تدنو من رؤوسهم ويلجمهم العرق فيسبحون فيه كأنهم في أحواض ماء، فما الذي يحتاجونه في ذلك الوقت؟ إنه الحوض، لذلك يكرم الله الموحدين في ذلك الحين بالشرب من حوض نبينا الأمين عليه صلوات الله وسلامه، وهو فرطنا على الحوض، كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام، فإذن أول ما يحصل لنا عند
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/463)
البعث لقاء نبينا عليه الصلاة والسلام، كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام على حوضه يقول: هلم، هلم، ويسقينا.
فإذن لتظهر كرامة نبينا عليه الصلاة والسلام وليظهر فضله على أتم وجه، يكون هو الذي يزيل عطش الناس المؤمنين من أمته لما منّ الله عليه في الآخرة من تلك النعمة، كما أزال عنا في هذه الحياة الهم والغم بواسطة النور الذي بلغه إلينا فاطمأنت قلوبنا (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
فإذن أول ما يستقبلونه بعد البعث حوض النبي عليه الصلاة والسلام، فمن كان مؤمناً موحداً سقاه النبي صلى الله عليه وسلم وشرب، وإذا شرب لم يظمأ أبداً، طال الموقف أو قصر فإنه لا يبالي بذلك.
ثانيا: تواتر في حديث الحوض المتواتر أنه يُذاد وسيأتي ذكر الحديث- يدفع ويبعد أناس عن حوضه فيقول النبي عليه الصلاة والسلام: أمتي أمتي، يُذادون ولا يشربون فيقال: لا تدري ماذا أحدثوا بعدك والحديث في الصحيحين فأقول سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي. فهذا الذود متى يكون؟
لو كان بعد الصراط لسقطوا في النار، ولا يوجد بعد الصراط إلا الجنة، فدفع الناس لكونهم منافقين مرتدين يكون قبل الصراط لأنهم لو مروا على الصراط ونجوا لدخلوا الجنة وإذا سقطوا في جهنم لن يَرِدُوا الحوض لِيُدْفَعُوا عنه ويُبْعَدُوا.
وهذا الذي ارتآه ورجحه الإمام القرطبي في التذكرة في المكان المتقدم أي صـ (362).
والإمام ابن كثير في النهاية رجحه أيضاً كما قلت لكم إنه بحث في أحاديث الحوض فيما يزيد على 30 صفحة من أول الجزء الثاني إلي ص35 كلها في الحوض، وقد روى جميع الأحاديث بالسند الذي رواها به أصحاب الكتب المصنفة فإذا ذكر حديثاً في المسند ذكر إسناد الإمام أحمد وهكذا البخاري وغيره ولذلك طالت صفحات الكتاب والحقيقة أن أكثر صفحات الكتاب متشابهة فيورد عشرة أحادث في وصف الحوض عن الصحابة مثلا ًكلها بمعنىً واحد ولذلك لم أطل في ذكرها ومردها لا لزوم له لأنه يغني عن البقية وقلت لكم إن الحافظ ا بن حجر تتبعها فوصلت إلى (56) صحابياً رووا أحادث الحوض، قال وبلغني أن بعض المعاصرين جمعها فبلغت (80) طريقاً، ولعل الحافظ ابن حجر كان يقصد بقوله (بعض المعاصرين) الإمام العَيْنِي، أقول لعله يقصده، فقد كان بينهما شيء من النفرة فيكني عنه الحافظ دائماً في الفتح ولا يصرح به، فلعله يقصده والعلم عند الله.
والإمام ابن حجر شرح صحيح البخاري في فتح الباري
والإمام العَيْنِي شرح صحيح البخاري في عمدة القاري
والكتابان متقاربان في الحجم، فعمدة القاري (12) مجلداً في 25 جزء، وقد كان ابن حجر والعيني – في بلدة واحدة - مصر- لكن أصل الإمام العيني من بلاد الشام ثم هاجر بعد ذلك إلي مصر واستوطن فيها، وشرحا صحيح البخاري في وقت واحد، وكان كل منهما قاضياً ابن حجر قاضي الشافعية والعيني قاضي الحنفية، والأقران في الغالب يجري بينهم شيء مما يجري بين بني الإنسان، لكن دون أن يصل ذلك إلى معصية أو اعتداء، هذا في الغالب وكما قال الإمام الذهبي: ما أعلم أحداً سلم من الحسد إلا الأنبياء .. ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم – والحديث في درجة الحسن – [ثلاثة لا ينجو منهن أحد، الظن والطيرة والحسد، وسأخبركم بالمخرج من ذلك: إذا ظننت فلا تتحقق] أي إذا رأيت شخصاً أو تصرفاً فلا تقل لعل هذا حوله ريبة - فهذا ظلم كفارته ألا تتحقق هل توجد تلك الريبة أم لا؟ [وإذا تطيرت فامض ِ] مثلا ً خرجت في صباح ذات يوم فرأيت صورة مكروهه فقلت هذا صباح مشئوم، فلا ترجع إلي البيت، بل امض ِ إلى طريقك وقل: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك، لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يصرف السيئات إلا أنت. [وإذا حسدت فلا تبغي] أي لا تتجاوز وتعتدي. وأنا لا أجزم أنه يقصد الإمام العيني لكن في غالب ظني أنه كذلك.
وأنا أعجب حقيقة لاشتهار فتح الباري بين الناس وعدم انتشار عمدة القاري بينهم ولله في خلقه سر لا يعلمه إلا هو، ولا أقول ذلك لم ينتشر بل هو منتشر لكن ليس له من القدر والمكانة – كما يقال – ما لفتح الباري.
الحاصل .. إن الإمام ابن كثير رجح هذا القول في النهاية (2/ 3) للأمرين المعتبرين اللذين ذكرتهما لكم.
القول الثاني: أن الحوض بعد المرور على الصراط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/464)
وإلى هذا مال الإمام البخاري عليه رحمات ربنا القوي، وفقهه في تراجم أبوابه ومذهبه في تراجم أبوابه، فأورد أحاديث الحوض بعد أحاديث الميزان والشفاعة والصراط، في كتاب الرقاق قال الحافظ ابن حجر:"أشار البخاري إلى أن الحوض يكون بعد الصراط، أورد أحاديث الحوض بعد أحاديث الشفاعة والصراط"
ويفهم من كلام الحافظ ابن حجر الميل إلى هذا القول، حيث قال معللا ً ما سبق
(1) لأن الصراط بين الجنة والموقف ميزابان يغتان ويشخبان في الحوض، فلو كان الحوض في عَرَصَات الموقف وفي ساحة الحساب لكان الصراط حاجزاً بين هذين الميزابين وبين الحوض، فكيف سيصب الميزابان ماءهما في الجنة إلى الموقف وبينهما هذه الفجوة صراط وتحته جهنم. نسأل الله العافية وكل من سقط منه يسقط في جهنم وبئس المصير فإذا كان الأمر كذلك فالحوض بعد الصراط وهو قُبيل الجنة قََبل أن يدخلها المؤمنون يشربون من الحوض ويستقبلهم نبينا عليه الصلاة والسلام عندما ينتهون من الصراط فيسقيهم من حوضه فينتعشون ويفرحون بعد أن مَنَّ الله عليهم بالسلامة ثم يدخلون دار النعيم، وهذا دليل.
(2) دليل آخر قرروا به هذا القول وهو: أنه ثبت في الحديث أن مَنْ شرب مِنَ الحوض لم يظمأ بعده أبداً، وقالوا: إذا لم يكن الحوض بعد الصراط فسنقع في إشكال من هذا النص والنصوص الأخرى وهو أن عصاه الموحدين سيعذبون في نار الجحيم ولا بد أن يعذب منهم قسم لم يغفر الله لهم لأن الأحاديث تواترت في إخراج العاصين من النار وهذا يعني أن هناك عذاباً للعصاة لكن هناك أناس يعفى عنهم وأناس يعذبون، قالوا: فهؤلاء الموحدون اللذين عذبوا في النار هل شربوا من الحوض أم لا؟ إن قلنا لم يشربوا، فالأمر ليس كذلك لأنهم موحدون وليسوا من المخلدين في نار جهنم فهم يستحقون السقيا والشراب إذ كيف يعامل الموحد معاملة المنافق والملحد. وإن قلنا شربوا، فكيف سيلقون في النار، وفي النار سيعطشون. لكن إذا كان الحوض بعد الصراط فلا إشكال لأن من شرب منه دخل الجنة فالذي يعذب في النار، ثم يخرج يجوز على الصراط ثم يشرب من الحوض ويدخل الجنة وحينئذ لا إشكال هنا على هذا القول. وهذا القول على ما وجاهة ما عُلِّلَ به فهو مردود لأمرين:
الأمر الأول: لا مانع أن يكون بين الحوض والجنة فاصل، والميزابان يصبان فيه بطريقة يعلمها الله ولا نعلمها، كما قلنا في النيل والفرات فإنهما يَصبُّ فيهما نهر من أصل سدرة المنتهى بكيفية يعلمها الله ولا نعلمها وكم بينهما من حواجب وفواصل وليس عندنا ميزاب متصل من سدرة المنتهى إلى النيل والفرات إنما هو أمر غيبي أخبرنا عنه نبينا عليه الصلاة والسلام آمنا به ولا نبحث في كيفيته.
والأمر الثاني: قولهم إذا شرب عصاة الموحدين من الحوض وعذبوا في النار سيجدون العطش والظمأ، نقول: لا يشترط هذا فيعذبون بغير أنواع العطش، وذلك ليتميز العصاة في النار عن غيرهم من الكفار الأشرار في أنهم يعذبون ولا يعطشون كرماً من الله وفضلا ً.
فالأمران مردودان، ثم نقول لهم أخبرونا كيف سيذاد ويدفع أناس عن الحوض إذا كان الحوض بعد الصراط؟! فهذا لا يأتي أبداً , فأدلتكم يمكن أن يجاب عنها، أما أدلة القول الأول فلا يمكن الإجابة عنها مطلقاً؛ ولذلك القول الأول هو الصحيح وعليه المعول بأن الحوض قبل الصراط والعلم عند الله.
الأمر الرابع: هل للأنبياء عليهم الصلاة و السلام أحواض في عَرَصَات الموقف وساحة الحساب كما لنبينا عليه الصلاة والسلام حوض:
سبق أن ذكرنا أن العبرة في هذا الموضوع على النقل لا على العقل، فعمدتنا المنقول الثابت ولا دخل للاجتهاد ولا للمعقول.
وقد ورد في ذلك حديث لكن اختلف في درجته، روى الإمام الترمذي في سننه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [إن لكل نبي حوضاً ترده أمته وإنهم ليتباهون أيهم أكثر وارداً، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم وارداً].
(يتباهون) أي يتحدثون بنعمة الله عليهم بمنزلة حوضهم وبمن سيرده.
(أيهم أكثر وارداً) أي جماعة يردون على حوضه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/465)
وهذا الرجاء والذي رجاه الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث حققه الله له، فأكثر أهل الجنة من أمته، وأكثر الأحواض التي سيردها الموحدون المؤمنون هو حوض نبينا عليه الصلاة والسلام ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يقول ربنا فيه: [يا آدم قم فابعث بعث النار من كل ألف واحد إلى الجنة وتسعمائة وتسع وتسعون إلى النار، فخاف الصحابة وارتاعوا فقال صلى الله عليه وسلم: أنتم في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبروا، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فكبروا، قال: إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبروا، وقال: إني لأرجو أن تكونوا ثلثي أهل الجنة] والحديث في الصحيحين.
وقد ثبت في المستدرك وغيره بسند صحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال: [أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون صفاً منهم من هذه الأمة] ونحن مع ذلك نرجو أن يكون كل صف من هذه الأمة أضعافاً مضاعفة على سائر الصفوف الأخرى، فهي ثلثان في عدد الصفوف لكن نرجو أن تكون في عدد الأفراد أكثر بكثير، ونسبة هذه الأمة في الجنة لا تنقص عن الثلثين وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال: [ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، إنما كان الذي أوتيت وحياً أوحى الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة] وهذا لفظ مسلم.
فهذا الرجاء حققه الله لخاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام.
ومعنى الحديث أن كل نبي أعطى من الآيات ما آمن على مثله البشر، أي البشر يؤمنون بمثل هذه الآيات عندما تظهر وهي خوارق العادات (المعجزات كما أيد الله أنبياءه السابقين بمعجزة، فكل من رأى تلك المعجزة يُؤمن كما هو الحال في نبي الله عيسى عليه السلام يبرأ الأكمة والأبرص ويحي الموتى بإذن الله، لكن تلك المعجزة مضت وانقضت، فالذين جاؤوا بعد ذلك لم يروها، ولذلك قد يحصل عندهم ارتياب في أمر النبي عليه صلوات الله وسلامه، أما ما يتعلق بهذه الأمة، فمعجزة نبينا عليه الصلاة والسلام هي القرآن، وهذه المعجزة يراها المتأخر كما رآها المتقدم، فأبو بكر رضي الله عنه وآخر فرد في هذه الأمة بالنسبة لرؤية معجزة النبي عليه الصلاة والسلام سواء، فجعل الله معجزة نبينا عليه الصلاة والسلام عين رسالته ودعوته وهي القرآن الكريم الذي أُمِر بتبليغه.
فالحاصل .. أنه قال: [أرجو أن أكون أكثرهم تابعاً]، وفي حديث سمرة قال: [لأرجو أن أكون أكثرهم وارداً] فحقق الله له هذا الرجاء.
وحديث سمرة كما قلنا رواه الترمذي، وقد قال عنه: غريب، وغرائب الترمذي لا تسلم من مقال فهي ضعيفة والسبب في هذا أن الحسن البصري عليه رحمة الله عنعن الحديث عن سمرة أي رواه بصيغة عن ولم يصرح بالسماع، وفي سماع الحسن عن سمرة اختلاف، وأئمة الحديث على ثلاثة أقوال في ثبوت سماعه من سمرة:
1 - لم يسمع منه مطلقاً.
2 - سمع منه مطلقاً.
3 - وهو المعتمد، سمع منه حديث العقيقة، وقد صرح في سنن النسائي بأنه سمع حديث العقيقة من سمرة بن جندب رضي الله عنه.
والحسن مدلس بالاتفاق وقد عنعنه – كما ذكرنا – ورواية المدلس إذا لم تكن بصيغة السماع فهي محمولة على الانقطاع، فالسند إذن منقطع بين سمرة وبين الحسن.
كما أن الحسن رفعه في بعض الطرق إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسقط سمرة فصار إذن مرسلاً لأن المرسل هو مرفوع التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
مرفوع تابع على المشهور ? مرسل أو قيده بالكبير
كما قال هذا الإمام عبد الرحيم الأثري العراقي في ألفيته المشهورة.
وقوله (أو قيده بالكبير) فهذا قول آخر في تعريف المرسل وهو أن التابعي لابد أن يكون كبيراً، من كبار التابعين لا من أوسطهم ولا من صغارهم.
والمعتمد أن التابعي صغيراً كان أو كبيراً، إذا رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو حديث مرسل، فالحسن إذن أسقط سمرة رضي الله عنه، ولذلك قال الترمذي: وورد أن الحسن لم يذكر سمرة فهذا مرسل وهو أصح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/466)
والرواية المرسلة رواها ابن أبي الدنيا بإسناد صحيح إلى الحسن، أن الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن لكل نبي حوضاً ... ] الحديث.
لكن مراسيل الحسن – كما يقول أئمتنا -، أشبه بالريح لا يعول عليها ولا يأخذ بها، لأنه كان لا يبالي عمن أرسل بخلاف مراسيل سعيد بن المسيب فهذه كلها يأخذ بها، حتى مَنْ ردَّ المرسل أخذ بمراسيل سعيد بن المسيب كالإمام الشافعي عليه رحمة الله.
فإن سعيد بن المسيب كان يسمع من عمه والد زوجته أبي هريرة أحاديث ويحدث عنه أحياناً، ويسقطه ولا يصرح به أحياناً أخرى لاعتبارات، منها أمور سياسية، فقد ينقل عنه سعيد رواية تتعلق بأمور العامة فلا يصرح بها بإضافتها لأبي هريرة لئلا تصبح هناك مشاكل وابتلاءات كما هو الحال في العصور التي جاءت بعد عصور الخلفاء الراشدين، وهذا من جملة أغراض التدليس حذف الصحابي أو الشيخ الذي أخذ عنه التلميذ فيسقطه لأن حوله ما حوله من الاعتبارات، وكأنه يقول لئلا ندخل في مشاكل مع الدولة، فنرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونسقط الواسطة (أبا هريرة) لئلا يُستدعى ويحقق معه وما شاكل هذا.
وفعلا ً كان أبو هريرة يحفظ أحاديث فيها الإشارة إلى ذم بني أمية، فعلم سعيد بن المسيب أنه إذا حدث بها وسمى أبا هريرة، فهذا سيجر بلاءً عليه – أي على عمه – وقد كان أبو هريرة رضي الله عنه – كما في صحيح البخاري - يقول: [حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم وعاءين، أما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم] أي لقطعت رقبتي، وهذا الذي كتمه لا يتعلق بالأحكام العملية، لأنه لو كان في الأحكام العملية لبثه أبو هريرة ولم يكتمه وهو يعلم وزر كتمان العلم، إنما كان ما يكتمه هو شيء فيه الإشارة إلى ذم الأمراء الذين سيأتون بعد معاوية وأولهم الفاسق المشهور يزيد بن معاوية الذي جاء وأفسد في دين الله، وفعل ما فعل ويكفيه عاراً وشناراً قتل الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم [قلت: لم يثبت بأي سند صحيح هذا الأمر، وقد ألف في هذه الرسالة]، ولذلك كان أبو هريرة يستعيذ بالله من رأس الستين وإمرة الصبيان قبل أن يأتي رأس الستين، فمات رضي الله عنه عندما قبل رأس الستين وسلم من الفتن التي جاءت بعد الستين.
سعيد بن المسيب عندما يروي الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسقطاً الواسطة ففي الغالب هو أبو هريرة، وقد تتبع أئمتنا مراسيل سعيد فوجدوها موصولة من طرق ثابتة وصحيحة عن الصحابة؛ ولذلك احتجوا بمراسيله.
الحاصل .. أن وراية الترمذي مرفوعة إلا أنها منقطعة ورواية ابن أبي الدنيا هي بسند صحيح إلى الحسن والحسن رواه مرسلاً، فالحديث من هذين الطريقتين ضعيف مرفوعاً.
لكن يتقوى بالقواعد المقررة في شرع الله وهي أن ما ثبت لهذه الأمة يثبت للأمم الأخرى، وعليه فالحوض في الآخرة في عَرَصَات الموقف كما يكون لنبينا عليه الصلاة والسلام يكون لسائر الأنبياء الكرام عليهم السلام، إذ لا يليق بكرم الله وحكمته أن يسقي موحدي هذه الأمة ويترك الموحدين من الأمم السابقة.
ثم أضيف هنا وأقول: الحديث يتقوى () ليصل إلى درجة الحسن إن شاء الله،لأن له ثلاث شواهد متصلة عن أبي سعيد الخدري كما أخرجه ابن أبي الدنيا، وعن ابن عباس كما أخرجه ابن أبي الدنيا أيضاً عن عوف بن مالك، هذا بالإضافة إلى الشاهد المرسل الصحيح الذي أخرجه ابن أبي الدنيا أيضاً، فالحديث بمجموع هذه الطرق يكتسب قوة ويرتفع إلى درجة الحسن، والعلم عند الله.
إذن فلكل نبي حوض في الآخرة في عَرَصَات الموقف كما لنبينا عليه الصلاة والسلام، لكن يمتاز حوض نبينا عليه الصلاة والسلام بأمرين:
الأمر الأول: أن ماء حوض نبينا عليه الصلاة والسلام أطيب المياه فهو من نهر الكوثر، وهذا لا يثبت لغيره من الأحواض.
الأمر الثاني: أن حوض نبينا عليه الصلاة والسلام هو أكبر الأحواض وأعظمها وأجلها، و هو أكثرها وارداً.
وإلى جانب هذا ذهب أئمة الإسلام، يقول الحافظ في الفتح (11/ 467) عند أحاديث الحوض في كتاب الرقاق: "إن ثبت () – أي خبر الترمزي ومرسل الحسن – فالمختص بنبينا عليه الصلاة والسلام "أن حوضه يكون ماؤه من الكوثر".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/467)
والأمر الثاني قال فيه الإمام ابن كثير في النهاية (2/ 38) حوض نبينا عليه الصلاة والسلام أعظمها وأجلها وأكثرها وارداً".
تنبيه: ورد في مطبوعة مكة من شرح العقيدة الطحاوية بتحقيق أحمد شاكر، وفي مطبوعة المكتب الإسلامي بتحقيق جماعة من العلماء تصحيف بدل كلمة (أجلها) وقع عندهم (أجلاها)، وإن كان كلا المعنيين صحيح.
الخلاصة: أن لكل نبي حوضاً يوم القيامة، لكن حوض نبينا عليه الصلاة و السلام يمتاز بأمرين ماؤه أطيب المياه، ووارده أكثر من بقية الأحواض.
الأمر الخامس: يتعلق بأمرين:
أ - بيان من يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم.
ب - بيان من يتقدم في الورود عليه ويسبق غيره.
أ - بيان من يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم:
كل موحد ختم له بالتوحيد سيرد ذلك الحوض المجيد
ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: [أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة (يعني البقيع) فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون] وفي بعض الروايات في زيارات نبينا عليه الصلاة والسلام للقبور يقول: [السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون].
و (السلام عليكم) هذا خطاب من يسمع ويعقل ويعي ويفهم، وسماع الأموات أدق من سماع الأحياء، ولذلك لو دخل داخل إلى المعهد وسلم عند باب المعهد لن يسمعه مَنْ في الفصل بل حتى لو كان أقرب من ذلك، بينما لو كنا موتى لسمعناه فبمجرد أن يدخل رجل إلى المقبرة ويقول السلام عليكم لسمع كل مدفون في تلك المقبرة – ولو كانت واسعة ما كانت – سلامه وردوا عليه في قبورهم.
و (إن شاء الله) هل هناك شك في اللحوق بهم؟ لا لكنها من باب التبرك وتعليق الأمر على أنه تابع لمشيئة الله، كقوله تعالى (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين)، وسيأتينا بحث الاستثناء في الإيمان إن شاء الله تعالى فهو من المباحث المقررة عندنا، وأن الاستثناء يجوز في الإيمان لأربعة أمور معتبرة من جملتها هذا من باب التبرك باسم الله، فتقول أنا مسلم إن شاء الله تعالى، ولا بأس في ذلك.
ثم قال نبينا وحبيبنا عليه صلوات الله وسلامه – وهذه تكملة الحديث [وددت أنا رأينا إخواننا فقال الصحابة رضوان الله عليهم: أولسنا بإخوانك يا رسول الله؟!، قال: بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني] عليك صلوات الله وسلامه، انتبه!! (أنتم أصحابي) أي أنتم لكم مزية على الأخوة العامة فقد فزتم بشرف الصحبة فأنتم إخوان وأصحاب.
وَمَََنْ بعدكم إخوان لي، كما تقول هذا ابني ولا تقول هذا أخي، فهو أخوك في دين الله ولكن تقول له ابني لأن هذا أخص من الأخوة العامة وهنا كذلك الصحبة أخص من الأخوة العامة.
فانظر لحب نبينا عليه الصلاة والسلام لنا، فلنكافئ هذا الحب بمثله، فهو يتمنى أن يرانا ووالله نتمنى أن نراه بأنفسنا وأهلينا وأموالنا ولو قيل لنا تفوزون بنظرة إلى نور نبينا عليه الصلاة والسلام مقابل أن تفقدوا حياتكم وأموالكم وأهلكم، لقلنا هذا يسير يسير، ضئيل حقير، ولذلك ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [من أشد أمتي لي حباً ناسٌ يكونون من بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله] وهو في مختصر مسلم برقم (1604).
وتتمة الحديث الذي معنا [فقال الصحابة: يا رسول الله، كيف تعرف من يأتي من أمتك ولم تره؟! فقال: أرأيتم لو أن رجلا له خيلٌ غُرٌّ محجلة بين ظهري خيل دُهْم بُهْم، أما كان يعرفها؟ قالوا: بلى، قال: فإن أمتي يدعون يوم القيامة غرّاً محجلين من آثار الوضوء وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادنّ رجالٌ عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلمّ، فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول سحقاً سحقاً] اللهم لا تجعلنا منهم بفضلك وكرمك يا أرحم الراحمين.
(غرّ): الغرّ بياض في الوجه، وهو من الصفات الجيدة في الفرس، وهذه الأمة تبعث يوم القيامة والنور يتلألأ في وجهها من آثار الوضوء، والوضوء حلية المؤمن.
(محجلة): بياض في قوائم الفرس، وهو من الصفات الجيدة فيها أيضاً، وهو من علامة جودتها، وهذه الأمة تأتي يوم القيامة وأعضاء الوضوء فيها تتلألأ (الوجه والأيدي والأرجل)، ففي وجوههم نور وفي أطرافهم نور.
(دُهْم) سوداء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/468)
(بُهم) سوادها خالص ليس فيها لون آخر.
فهذه الأمة تأتي يوم القيامة غراًُ محجلين، فالوضوء ثابت لهذه الأمة وللأمم السابقة لكن أثر الوضوء (الغرة والتحجيل) ثبت لهذه الأمة ولم يثبت للأمم السابقة، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، ولذلك ورد في صحيح مسلم أنه [سيما ليست لغيركم] أي هذه السمة الغرة والتحجيل ليست لغيركم.
إذن إخوانه عليه الصلاة والسلام ونسأل الله أن يجعلنا منهم يأتون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء، وجميع أهل الموقف ليس لهم هذا الوصف، وبالتالي فيميز نبينا صلى الله عليه وسلم أمته الكثيرة من تلك الأمم الوفيرة الغفيرة.
ثم أخبرنا صلى الله عليه وسلم عن صنف شقي، أظهر الإيمان وأبطن النفاق والكفران، فيأتون إلى حوض النبي عليه الصلاة والسلام فيذادون ويدفعون تدفعهم الملائكة وتطردهم فيناديهم النبي صلى الله عليه وسلم: ألا هلم، هلم فأنتم من أمتي ويبدو عليكم – في الظاهر – علامات الوضوء!! لكن بعد ذلك يخفت ذلك النور ويذهب، فيقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك وفي بعض الروايات: [إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ أن فارقتهم] وقد حصل هذا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فيمن ارتدوا، وهذا حاصل في هذه الأيام بكثرة فيمن يدعي الإسلام ويحارب النبي عليه الصلاة والسلام يقول لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، فهل يرد هذا حوض النبي صلى الله عليه وسلم؟
لا، إن هذا أكفر من أبي جهل وألعن من إبليس، فهو وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم فقد أتى بما ينقض به إيمانه، حيث زعم أن شريعة الله لا تصلح لهذه الحياة، فهي أمور كهنوتية فقط، في داخل المسجد نصلي ونرقص (رقص الصوفية) وخارج المسجد ليس لله شأن في حياتنا وأمورنا، كما قال سعد زغلول "الدين لله والوطن للجميع".
وكما قال شاعر البعث عليه وعلى حزبه لعنة الله:
سلام على كفر يوحد بيننا ? وأهلا وسهلا بعده بجهنم
ويكتبون في شعاراتهم الضالة في الأمكنة البارزة على الأركان وغيرها:
كذب الدعي بما ادعى ? البعث لن يتصدعا
لا تسل عني ولا عن مذهبي ? أنا بعثي اشتراكي عربي
ولا يقولون: أنا مسلم، بل الإسلام في المسجد فقط.
ويكتب الآن في لوحات المدارس: لو مثلوا لي وطني وثناً لعبدت ذلك الوثن.
كلمة وطن ووطنية فما هي الوطنية؟!!
إن الجنسية المعتبرة بين العقلاء والتي يمكن أن تجمع بين الناس جميعاً هي جنسية الإسلام فقط، وكل ما عداها يفرق بين المسلمين ويوقع بينهم العداوة.
الحاصل .. من يدعو إلى الأفكار الهدامة الباطلة، فماذا سيكون حاله؟ هل يشرب من الحوض؟! وهل يستوي مع المؤمنين في الشرب منه؟
لا يستوي إخوتي الكرام.
وليس معنى يذادون للرجال فقط أي أن النساء لا تذاد، بل هذا من باب تعليق الشارع الأحكام بصنف من الصنفين وما يشمل أحدهما يشمل الصنف الآخر، كقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام) و (الذين) خطاب للذكور، (وعليكم) خطاب للذكور أيضاً ويشمل الذكور والإناث، لأن ما ينطبق على الرجل ينطبق على المرأة سواءً بسواء إلا إذا قام دليل على التخصيص فالنساء شقائق الرجال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
فمثلا ً: لو جاءت هدى شعراوي للحوض فهل تتمكن من الشرب منه؟ لا فهذه أعتى من أبي جهل، وأعتى من عبد الله بن أبي بن سلول.
وكذلك نزلي سعد زغلول وميادة أو مي الشاعرة (هؤلاء الثلاثة صاحبات الصالونات في مصر االتي أفسدت العالم).
وأنا أعجب حقيقة – إخوتي الكرام – لمضاء عزيمة النساء وكيف غيرت هذه النساء الثلاثة الحياة في هذه الأوقات.
وفي المقابل تأتي للنساء الصالحات فلا ترى بعد ذلك إلا خمولاً وانعزالية وعدم بصيرة في هذه الحياة وتدبير لما يراد بهن فهذا لابد له من وعي – إخوتي الكرام – ولابد له من عزيمة ولابد من تحرك.
فإذن هناك رجال يذادون ونساء يذدن ويدفعن فليس هو عقوبة للرجال فقط.
وثبت في الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [أنا فرطكم على الحوض، ومن ورد شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً، وليردنّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/469)
وفي رواية أبي سعيد الخدري في تكملة حديث سهل بن سعد الساعدي [فأقول إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، سحقاً، سحقاً لمن بدل بعدي].
(والفرط) هو المتقدم أي أنا أتقدمكم على الحوض.
إذن يرده كل الموحدين إلا من بدل وغير ونافق وكفر.
ب - بيان من يتقدم في الورود عليه ويسبق غيره:
أول مَنْ يتقدم في الورود عليه عندما يخرج الناس من قبورهم وهم عطاش هم صعاليك المهاجرين وفقراؤهم.
المحاضرة التاسعة عشرة: الأربعاء 10/ 4/1412هـ
ثبت في سنن الترمذي بسند حسن عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: [أول الناس وروداً على الحوض فقراء المهاجرين، الشُعث رؤوساً، الدُنُس ثياباً، الذين لا ينكحون المنعمات ولا تفتح لهم أبواب السدد].
(الشعث): جمع أشعث، أي شعره متلبد وليس عنده وقت لتمشيطه وتسريحه وتجميله.
(دُنس): أي ثيابهم دنسة، وليس المراد من الدنس فيها نجاسة أو قذارة لكنها ثياب ممتهنة عند الناس قي قلة ثمنها، هذا كما ثبت في سنن الترمذي وغيره بسند حسن [البذاذة من الإيمان] والبذاذاة هي رثة الهيئة وعدم الاعتناء بالملبس، فمتى ما كوى ملابسه فليست دنسة حينئذ فلا يكوي ملابسه لا بنفسه ولا يضعها في دكان كي.
فخلاف حالنا الآن فعندما يريد أن يلبس الغُترة (الكوفية) فتراه لابد أن يجعلها مثل السيف من الأمام ولا نقول هذا حرام لكنها درجة دون الكمال أي أن يأْسِرَ الإنسانَ لباسُه، فليفرض أن هذا اللباس لم يتهيأ له ولذلك البذاذة من الإيمان [من ترك اللباس الفاخر وهو قادر عليه دعاه الله يوم القيامة وخَيَّرَهُ من حُلل الجنة ما شاء].
(الذين لا ينكحون المنعمات) هذا وصف ثالث أي الثريات الموسرات بنات المترفين والأغنياء، فلا يقبلون الزواج بهن.
(ولا تفتح لهم أبواب السُدد) وهذا هو الوصف الرابع، والسُدد هي القصور والمقصورات التي تكون خاصة بالمترفين، مثل بيوت الأمراء ومثل المقاصر التي عملها معاوية وهو أول من عمل المقصورة في المسجد وهي مكان خاص في المسجد لا يدخلها إلا هو وحاشيته ويوجد منها للآن في أكثر بلاد الشام وبلاد مصر وتكون على شكل طابق ثان ٍ لكنه ليس واسعاً وله مصعد خاص وغالباً ما يصلي عليه أناس خاصون فلو جاء إنسان مسكين لاسيما في العصر الأول ليصعد إلى هذه السدة منعوه، فهؤلاء أي الممنوعون هم أول من يرد حوض نبينا عليه الصلاة والسلام.
لِما امتاز الفقراء بهذا الورود؟ ولم يكن هذا للأغنياء من المهاجرين؟ فهم قد تركوا بلادهم وأوطانهم وأموالهم وما يملكون وخرجوا في سبيل الحي القيوم ابتغاء مرضاته ولا غرابة إن كوفئوا بالورود قبل غيرهم، لكن لم يحصل ذلك وفرق بينهم وبين الفقراء؟
إن الإنسان إذا هاجر وكان غنياً وعنده في هجرته ما يستعين به فإن ألم الهجرة والغربة يخف عليه، وإذا هاجر وكان فقيراً فيجتمع عليه أمران ومُصيبتان: الهجرة والفقر.
وإذا كان كذلك فبما أنه في هذه الحياة اعترتهم هذه الشدة فينبغي إذن أن يكرموا قبل غيرهم يوم الفزع الأكبر، لأنه قد اعترتهم شدة وكربة في هذه الحياة من أجل الله سبحانه وتعالى، فَيُطَمْأَن بالشرب أولاً مقابل ما حصل من قلق وخوف في هذه الحياة إذن. والمهاجر الغني ليس أمره كذلك.
وهؤلاء حالهم وإكرامهم كحال خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، فإن الناس يحشرون يوم القيامة حُفاة عُراة غُرْلاً () (كما بدأنا أول خلق نعيده) ويكون أول من يُكسى من هذه المخلوقات خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام والحديث في الصحيحين – لعدة اعتبارات فإن الجزاء من جنس العمل.
1 - فإن إبراهيم عليه السلام ألقي في النار ولما ألقي جرد من ثيابه كيوم ولدته أمه وقُيّد ثم رمي بالمنجنيق في النار العظيمة، وهو نبي من أولي العزم الكرام بل خليل الرحمن!!.
فإذا كان الأمر كذلك وامتهن من قبل الأشرار في هذه الحياة فسيكسى يوم القيامة أول المخلوقات وأهل الموقف كلهم عراة كما ولدوا الرجال والنساء لا ينظر أحد إلى أحد كما قال نبينا عليه الصلاة و السلام، كما قال تعالى: (لكل امرئِ منهم يومئذ شأن يغنيه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/470)
فأول من يكسى إبراهيم وهكذا من حصل له مثل حاله، وهذا يحصل للمؤمنين في هذا الحين من قبل المخابرات في الدول العربية عندما تأخذ شباب المسلمين لتعذبهم فتجردهم من ثيابهم ثم يعمشون أعينهم حتى لا يعلموا إلى أين يساقون، نسأل الله أن يكفينا شر الشريرين إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، فهؤلاء الذين عذبوا في السر ليستحقون هذا الإكرام وهو الكسوة قبل غيرهم؟!
2 - لأن إبراهيم عليه السلام هو أول من سن لبس السراويل وهي أستر شيء لاسيما للنساء فإذا كان السروال طويلاً يصل إلى الكعبين بالنسبة للمرأة ويزيد على الركبة بالنسبة للرجل فهو ساتر للإنسان يحول دون كشف عورته لو سقط أو جلس ولم يحطت في جلسته، وأما هذه السراويل القصيرة التي يلبسونها في هذه الأيام من لا خلاق له ثم يخرج فتراه إذا جلس بدا فخذاه، وإذا سقط – لا سمح الله – بدت عورته. ولذلك ورد في معجم الطبراني وغيره – والحديث ضعيف لكن يستدل به في الفضائل: [أن النبي عليه الصلاة والسلام كان جالساً أمام البقيع بعد دفن بعض الصحابة، فمرت امرأة تركب على دابة لها فتعثرت الدابة فسقطت فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم عنها بوجهه فقيل: يا رسول الله إنها مستورة – أي تلبس السراويل – فقال: اللهم اغفر للمتسرولات من أمتي]، فخليل الرحمن إبراهيم من شدة حيائه هو أول من سن السراويل، فإذا كان فيه هنا الحياء فلا يصلح لأن يترك مكشوفاً كبقية المخلوقات، بل إنه تعجل له الكسوة قبل غيره.
3 - لأنه كان أخوف الخلق لرب العالمين وكان يسمع أزيز قلبه من خشوعه وخوفه من مسافة ميل، فإذا كان هذا الخوف وهذا الاضطراب وهذا القلق فينبغي أن يعجل له الأمن 0 والكسوة علامة الأمن وأنه مرضي عنه.
فإذن خليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه تعجل له الكسوة لهذه الاعتبارات وفقراء المهاجرين أوذوا وليس عندهم شيء يَتَسَلَّوْنَ به من مال يستعينون به في غربتهم فإذا بعثوا من قبورهم ينبغي أن يكون لهم شأن على أغنياء المهاجرين فضلاً عن سائر الأمة بعد ذلك.
ولما بلغ هذا الحديث – حديث ثوبان رضي الله عنه – عمر بن عبد العزيز رحمه الله بكى وقال: "لقد نكحت المنعمات" ويقصد بها فاطمة بنت عبد الملك، مع أنها تقول – أي زوجته: "ما اغتسل عمر بن عبد العزيز من جنابة - من مباشرة أو احتلام منذ ولي الخلافة حتى لقي ربه". وكانت خلافته مدة سنتين إلا شهرين، ثم قال: "وفتحت لي أبواب السدد" فالقصور تفتح لي عندما أذهب لها "لا جرم لا أغسل رأسي حتى يشعث، ولا ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ"؛ لينال هذا الوصف رحمه الله تعالى، أي أن ما مضى مني أسأل الله أن يتجاوز عنه ويعفو بفضله ورحمته، وأما من الآن بعد أن بلغني هذا الحديث فلن أفعل هذه الأمور.
وفاطمة بنت عبد الملك، والدها خليفة وزوجها خليفة، وأخوها خليفة – بل إخوتها الخمسة سليمان والوليد وهشام وغيرهم كانوا خلفاءً، وجدها خليفة فهذه من أعظم المنعمات وما حصل هذا لامرأة أخرى، وهي التي قيل فيها:
بنت الخليفة والخليفة جدها ? أخت الخليفة والخليفة زوجها
فإذن بكى رحمه الله لما بلغه هذه الحديث مع أنه رضي الله عنه جمع زوجته وإماءه وقال لهن: طرأ عليّ ما يشغلني عنكن فإن أردتن الفراق فلكن هذا، وإن أردتن البقاء فليس لي صلة بواحدة منكن .. فبكين بحيث سُمع البكاء في بيوت الجيران، ثم تحدثوا وسألوا ما السبب؟ فقالوا: عمر بن عبد العزيز خيَّر نساءه.
ثم بعد ذلك قال لزوجته فاطمة هذا الحلي الذي عليك لا يحق لنا أخذ تيه من والدك عبد الملك وهذا من بيت المال فأرى أن نعيده في بيت المال، فقالت سمعاً وطاعة فأخذت حليها وأعطته إياه فأعطاه لخازن بيت المال، وخازن بيت المال احتاط فوضعه في زاوية وما صرفه في مصالح المسلمين – وبيت المال في عهد عمر بن عبد العزيز ممتلئ بالخيرات، وقد ثبت في مسند الإمام أحمد [أن الحبة من القمح كانت في عهد عمر بن عبد العزيز كرأس الثوم] وحفظ هذا بعد موته وكتب عليه: هذا كان ببيت في زمان العدل.
ولما قيل له: إن الخيرات كثرت ونطلب من نعطيه الصدقة فلا نجد، فقال: اشتروا أرقاء وأعتقوهم واجعلوا ولاءهم لبيت المال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/471)
وكان في عهده ترعى الذئاب مع الغنم، وقد ثبت في حلية الأولياء أن بعض التابعين مرّ على راع ٍ يرعى الغنم فوجد عنده ما يزيد على ثلاثين كلباً، فقال له: ما تفعل بهذه الكلاب؟ وواحد يكفي!! فقال: سبحان الله، ألا تعلم أن هذه ذئاب وليست كلاب: فقال: ومتى اصطلح الذئب مع الشاة، فقال الراعي: "إذا صلح الرأس فما على الجسد بأس"، إذن إذا عدل أمير المؤمنين واتقى الله فإن الله يحول بين المخلوقات وبين الظلم.
ورعاة الماشية في البادية علموا بموت عمر بن عبد العزيز رحمه الله ليلة انقضت فيها الذئاب على الغنم، فلما مات عمر وهم في البادية انقضت الذئاب على الغنم، فقالوا: أرخوا هذه الليلة – أي اكتبوا تاريخها – ثم ابحثوا عما حصل فقد مات عمر فلما تحققوا من الخبر علموا أن عمر مات في تلك الليلة رحمه الله ورضي عنه.
هذا هو عمر بن عبد العزيز، فخازن بين المال عندما أعطاه عمر رحمه الله حلي فاطمة، وضعه في زاوية وما تصرف فيه فبعد أن مات عمر رضي الله عنهم أجمعين جاء إليها وقال: هذا حليك الذي أخذه عمر احتفظت به كما كان، فإذا أردتيه فخذيه، فقالت: ما كنت لأزهد فيه في حياة عمر ولأرغب فيه بعد موته.
فانظر لهذا العبد الراشد وهو خامس الخلفاء الراشدين كما قال الشافعي: "فالخلفاء خمسة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعمر بن عبد العزيز"وهو خليفة راشد باتفاق أئمتنا وهو مجدد القرن الثاني باتفاق أئمتنا لأنه توفي سنة 101 هـ عليه رحمة الله فعاش شيئاً من نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني.
وهو أول مجددي هذه الأمة، وقد ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام في سنن أبي داود وغيره بإسناد جيد [إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها].
س: هل جاء مجددون بعده؟
ج: لا شك في ذلك، فقد جاء مجددون في كل قرن ولا يشترط أن يأتي واحد بعينه، فمجدد القرن الثالث الإمام الشافعي باتفاق أئمتنا لأنه توفي سنة 204 هـ،ـ ويشترط في المجدد كما قلت لكم أن يدرك نهاية القرن المنصرم وبداية القرن التالي فالشافعي ولد سنة 150 هـ، فهو المجدد الثاني إذن، وهكذا سرد أئمتنا عدداً من المجددين إلى زماننا ولا يشترط أن يكون واحداً بعينه فأحياناً يوجد عدد من المجددين بحيث أن واحداً يجدد مثلاً في أمر العقيدة وتصحيح الأذهان من الخرافات، وآخر يجدد في نشر الحديث، وآخر في الجهاد، وهكذا في رأس كل مائة سنة.
ونحن في هذه الأيام – لا أقول كما يقول الناس نشهد صحوة بل في بلوى وفي عمىً – يوجد من فضل الله شيء من مظاهر التجديد وأموره ونحن في بداية قرن، وهو القرن الخامس عشر الهجري فحقيقة قد حصل تجديد في هذا الوقت كثير لكن لا أقول صحوة كما يفهم الناس ويخدرونهم بهذا الكلام لكن حصل التجديد وحصل الوعي وهذا من فضل الله.
فمصر مثلا ً سنة 1970 م لما ذهبتُ إليها لم تكن لترى فيها امرأة متحجبة، ولا ترى رجلاً في وجهه لحية، فمن فضل الله المتحجبات الآن في مصر لا أعلم لحجابهن نظير على وجه الأرض، إلا نساء الصحابة، فأنا لم أر امرأة تلبس جلباباً يجر على الأرض ذراعاً إلا في مصر، ولا أقول شبراً، وجر الثياب بالنسبة للرجل حرام ولا ينظر الله إلى من جر ثيابه خيلاء، وما نزل عن الكعبين في النار.
وانظر لعادات الناس في البلاد المتغطرسة المتكبرة، فالرجال تجر الثياب والنساء تقصرها إلى الركبتين بل إلى ما فوقها فسبحان الله!!.
والمرأة يجوز لها أن تتحجب بحيث تستر رجلها ويستحب لها أن ترخي ثيابها شبراً فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم [أترخيه شبراً قالت امرأة: يا رسول الله، إذن تبدو قدمها، فقال: لترخيه ذراعاً ولا تزد].
(تحدث الشيخ عن أطماع الغرب في أن نقلده في كل شيء إلا في المرأة، وفوجئ بأن نساءنا قلدنه تقليداً لا مثيل له فوجه سهامه لهن وخطط لإشراكهن في ميادين الحياة العامة ما ينفعها ولما لا ينفعها ومنه ما يسمى بتطوع النساء للقتال والدفاع المدني وكيف صارت المرأة سلعة مبتذلة بسبب هذه المخططات ثم ذكر قول علي رضي الله عنه، شر خصال الرجل خير خصال المرأة، وأن المرأة تكون سلسلة مع زوجها نافرة عنيدة مع غيره.)
وقبل أن ندخل في مبحث الشفاعة عندنا فائدتان:
الفائدة الأولي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/472)
أنكر الخوارج والمعتزلة حوض نبينا عليه الصلاة والسلام، وحقيق بهم ألا يردوا ذلك الحوض وألا يشربوا منه.
فقالوا: لا يوجد لنبينا عليه الصلاة والسلام حوض ولا للأنبياء الآخرين عليهم السلام وحجتهم أن هذا لم يثبت في القرآن، وأمور الاعتقاد لابد من أن تكون في القرآن أو في حديث متواتر.
نقول: أما أن الحوض لم يثبت في القرآن فنحن معكم، لكن قلنا: إن الأحاديث متواترة وقد رواها ما يزيد على (56) وبلغت إلى (80) صحابياً، فهي إذا لم تكن متواترة فلا يوجد متواتر إذن فيقولون: إنها ليست متواترة عندنا بل هي أحاديث آحاد لا يؤخذ بها في الاعتقاد.
وقد ضل الخوارج والمعتزلة ومعهم الشيعة في قاعدة خبيثة انتبهوا لها:
أما الخوارج والمعتزلة فقالوا: كل حديث ورد في أمر الاعتقاد وليس له أصل في القرآن يطرح وهو مردود باطل.
تقول لهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم يقولون لك يطرح ولا قيمة له، وهو باطل ولو كان في الصحيحين ولو أجمعت الأمة على تلقيه بالقبول، ولذلك أهل المدرسة العقلية كالضال محمد عبده وأمثاله كما ذكرت لكم سابقاً هكذا يفعلون بالأحاديث، يقولون: آحاد ولا يؤخذ بها في الاعتقاد، فأحاديث نزول عيسى عليه السلام مثلا ً– بلغت سبعين حديثاً وهي متواترة باتفاق المحدثين، يقول محمد عبده: "لنا نحو هذه الأحاديث موقفان: الأول: أن نقول هي آحاد فلا يؤخذ بها في الاعتقاد، الموقف الثاني، على فرض التسليم بثبوتها فنؤولها بأن المسيح الدجال هو رمز للدجل والخرافات وهي الجاهيلة التي كانت قبل بعثة خير البرية عليه الصلاة والسلام، والمسيح عيسى بن مريم رمز للنور والهدى وهو الإسلام الذي جاء وأزال الجاهلية، أما أنه سينزل عيسى ويقتل الأعور الدجال فيقول هذه خرافة!! لأن عيسى عندما أراد اليهود قتله هرب وذهب إلى الهند ومات هناك وقبره معروف هناك في قرية (سُرى نكر) واسم قبره (قبر عيسى الصاحب) والصاحب عند الهنود بمنزلة الشيخ في بلاد العرب وبمنزلة الخوجة عند الأتراك، وأما قول الله تعالى: (بل رفعه الله إليه) يقول رَفْعُه هو رفع مكانة لا مكان، وكأنه وضيعاً قبل ذلك!!!.
وأما الشيعة فقد زادوا على الخوارج والمعتزلة ضلالاً فقالوا: الأحاديث إذا كانت متعلقة بأمر الاعتقاد أو بالأحكام العملية وليس لها أصل في القرآن فهي مردودة 0إذن زادوا الأحكام العملية على الخوارج والمعتزلة، ولذلك الجمع بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها في النكاح محرم إلا عند الشيعة فعندهم يجوز أن تجمع بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها باتفاقهم، والحديث قد ثبت في مسلم وغيره [نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجمع بين أربع نسوة بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها] لكنهم يقولون لا وجود لهذا في القرآن ولتقرؤوا آية المحرمات من النساء (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم .... ) ولم يقل وأن تجمعوا بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها، نعم وأن تجمعوا بين الأختين فقط فالجمع بين الأختين محرم ولا مانع أن يجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها، والحديث لا قيمة له فهذا قد أثبت حكماً لا وجود له في القرآن نعوذ بالله من هذا الضلال، فهؤلاء الشيعة، هم أضل من الخوارج والمعتزلة بل هم أضل من فرق الأمة على الإطلاق، لو خلقهم الله طيراً لكانوا رَخْماً والرخم طائر أحمق لا يأكل إلا العذرة، ولو خلقهم الله بهائم لكانوا حُمُراً- جمع حمير-، وهكذا حال الشيعة لا عقل ولا نقل، وجمعوا الضلال الذي تفرق في الفرق بأسرها، ولم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة، إنما دخلوا كيداً للإسلام ومقتاً لأهله.
الفائدة الثانية:
روى ابن جرير في تفسيره عن ابن أبي نَجيح عن أمنا عائشة رضي الله عنها أنها قالت: [من أحب أن يسمع خرير الكوثر فليضع أصبعيه في أذنيه].
ضع أصبعيك في أذنيك الآن واسمع صوت الكوثر حقيقة كصوت الفرات عندما يجري، وقد جربتُ هذا مراراً.
وهذا الأثر منقطع عن أمنا عائشة رضي الله عنها فابن أبي نَجيح لم يسمع منها قال الإمام ابن كثير في تفسيره وقد روى ابن أبي نَجيح هذا الأثر عن رجل عن أمنا عائشة والرجل مبهم.
وعلى كل حال فالأثر من حيث الإسناد ضعيف، وإذا ثبت عن أمنا عائشة فله حكم الرفع إلى نبينا عليه الصلاة والسلام لأنه يتعلق بمغيب لا يدركه عقل الإنسان.
وما أتى عن صاحب بحيث لا ? يقال رأياً حكمه الرفع على
ما قال في المحصول نحو من أتى ? فالحاكم الرفع لهذا أثبتا
فإذا قال الصحابي قولا ً لا يدرك بالرأي فله حكم الرفع إلى نبينا عليه صلوات الله وسلامه.
ومعنى الحديث _لو ثبت_ قال الإمام ابن كثير في تفسيره: "ومعناه: أنه يسمع نظير صوت الكوثر ومثل خريره لا أنه يسمعه بنفسه".
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[28 - 05 - 08, 10:42 م]ـ
ذكر الإمام ابن عثيمين أقوالاً في الحوض في شرحه على الواسطية ملخصها:
1 / قبل الصراط
2 / بعده
3 / قبله و بعده، و عللوا ذلك بطوله و هو ممتد من قبل الصراط إلى ما بعده!
مجرد ناقل، و الكتاب ليس عندي حتى أوثق النقل
و عما قليل (فرمتُّ) الجهاز فليس عندي المكتبة الشاملة!
هذا الذي أذكره، و من كان عنده فليفدنا
و الله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/473)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[12 - 02 - 09, 07:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا(48/474)
هل تراجع شيخ الإسلام عن رأيه في التوسل؟!
ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 11:38 ص]ـ
احتج أحد المجيزين للتوسل أن شيخ الإسلام ابن تيمية تراجع عن قوله في عدم جواز التوسل:
جاء في العقود الدرية:
وعقد له مجلس وادعى عليه ابن عطاء بأشياء لم يثبت شيء منها لكنه قال إنه لا يستغاث إلا بالله حتى لا يستغاث بالنبي استغاثة بمعنى العبادة ولكنه يتوسل به ويتشفع به إلى الله
فبعض الحاضرين قال ليس في هذا شيء
ورأى قاضي القضاة بدر الدين أن هذا فيه قلة أدب
ومثلها في ذيل طبقات الحنابلة، وقال لي أن ذلك قي البداية والنهاية أيضاً (ولم أجده)
الحقيقة النص غير واضح تماماً، قول من هذا (لكنه قال .... )
فهل قال ابن تيمية هذا فعلاً! أم أنه قصد التوسل المشروع؟ أرجو توضيح القضية ... وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 01:42 م]ـ
قال البرزالي: وفي شوال منها شكى الصوفية بالقاهرة على الشيخ تقي الدين وكلموه في ابن عربي وغيره إلى الدولة، فردوا الامر في ذلك إلى القاضي الشافعي، فعقد له مجلس وادعى عليه ابن عطاء بأشياء فلم يثبت عليه منها شئ، لكنه قال لا يستغاث إلا بالله، لا يستغاث بالنبي استغاثة بمعنى العبارة، ولكن يتوسل به ويتشفع به إلى الله (1)
___________________
هامش (1) المعروف في كتب ابن تيمية وترجمته لابن عبد الهادي: أنه لا يجيز هذا. فليحرر
المصدر
البداية والنهاية طبعة دار الريان الجزء 14 صفحه 47في أحداث سنة707هـ
إذا قرأت ذلك علمت أن العبارة ليست لابن كثير رحمه الله ولكنها للبرزالي 0والتوضيح موجود بالهامش المرافق للطبعة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 05 - 08, 04:14 م]ـ
هذه الحكاية لايستدل بها على مثل هذه المسألة لعدة أمور:
منها أن هذه الحكاية في حالة خاصة قد يكون الإنسان فيها مكرها أو يرى مصلحة معينة من ذلك.
ومنها أن هذه الحكاية فيها شك وتردد وليست جازمة أو صريحة.
ومنها أن النقل هنا لم يكون من البرزالي مباشرة ففي سنده واسطة لم يذكرها فلا تكون حجة بدون معرفة سندها خاصة في مثل هذه المسائل.
ومنها أن هذا الأمر كان في 707 هـ، والشيخ رحمه الله توفي 728هـ، وكتبه طافحة بمنع التوسل.
فالحاصل أن هذه الحكاية كانت قبل موته بنحو عشرين عاما ولايعرف ناقلها الذي نقلها للبرزالي ولاتخلو من التردد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 05 - 08, 04:35 م]ـ
ومنها أن هذا الأمر كان في 707 هـ، والشيخ رحمه الله توفي 728هـ،
قال ابن كثير في البداية والنهاية
ثم دخلت سنة سبع وسبعمائة .....
ثم ذكر الحكاية في هذا العام.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 01:16 ص]ـ
لا شك أن النقل قد يعتريه عدم الدقة
كما أن المقام مقام مناظرة وقد يقال فيها ما لا يتخذ عقيدة لمصلحة راجحة كما ألمح إلى ذلك أخي الشيخ عبد الرحمن الفقيه
وفوق ذلك، لعل في الكلام بترا غيّر معناه
كأن يكون مقصود شيخ الإسلام الاستشفاع به - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في حياته على مقتضى حديث عثمان بن حنيف 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وإن كان الصواب أن الاستشفاع بدعائه لا بذاته وأن ذلك خاصا بحياته ولا يصح بعد موته هذا مع التسليم بصحة الحديث والصواب أنه معلول والمقام لا يتسع للكلام عن طرقه
أو لعل مقصوده مجرّد حكاية الخلاف في التوسل بذاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعدم الخلاف في الاستغاثة، فظن السامع أنه قول له وهو مخطئ، فيكون كقوله في رسالة التوسل: ((ونُقل عن أحمد بن حنبل في منسك المروذي التوسل بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الدعاء، ونهى عنه آخرون. فإن كان مقصود المتوسلين التوسل بالإيمان به وبمحبته وبموالاته وبطاعته، فلا نزاع بين الطائفتين، وإن كان مقصودهم التوسل بذاته فهو محل النزاع، وما تنازعوا فيه يرد إلى الله والرسول.)) فبيّن وجود الخلاف، وأنّه لا يبدّع المخالف، بشرط ألا يُتجاوز بذلك رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولا يُلحق به غيره، وإن كان الصواب المنع وهو ما نعتقده
والله الموفق
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:06 ص]ـ
ثم إن شيخ الإسلام لم يقل هذا ولكن الذي اتهمه "ابن عطاء" اتهمه بأنه لا يستغيث وإنما يتوسل وعلى هذا يكون نقل ابن عطاء هذا كادعائه السابق الذي لم يثبت منه شيئ
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 04:00 م]ـ
هذا كلام متشابه في أقل أحواله وكلامه المحكم
مزبور في كتبه المبثوثه بين أصقاع المعمورة التي
يقرر فيها المنع منه.
والمتشابه يحمل على المحكم.
هذا إن سلمنا بذلك وإلا في ردود الأخوة ما يرد مثل هذا القول.(48/475)
ما معنى ان الابل خلقت من الشياطين
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[10 - 05 - 08, 08:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتنا الكرام
ما معنى ان الابل خلقت من الشياطين
كما ورد في الحديث
((إن الإبل خلقت من الشياطين و إن وراء كل بعير شيطانا)).
(حسن) انظر حديث رقم: 1579 في صحيح الجامع للشيخ الألباني رحمه الله.
وجزاكم الله خيرا
******************
فقد وجدت ابن جرير الطبري هنا ( http://islamport.com/d/1/srh/1/51/2175.html?zoom_highlightsub=%22%CE%E1%DE%CA+%E3%E4 +%C7%E1%D4%ED%C7%D8%ED%E4%22) يقول أن معناه أنها خلقت من طباع الشياطين وأن البعير إذا نفر كان نفاره من شيطان يعدو خلفه فينفره ألا ترى إلى هيئتها وعينها إذا نفرت؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[11 - 05 - 08, 03:28 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
جاء في كتاب شرح العمدة، الجزء 1، صفحة 331.
أنه أمر بالتوضىء من لحمها مع نهيه عن الصلاة في مباركها في سياق واحد مع ترخصه في ترك الوضوء من لحم الغنم وإذنه في الصلاة في مرابضها وذلك اختصاص الإبل بوصف قابلت به الغنم استوجبت لأجله فعل التوضوء وترك الصلاة وهذا الحكم باق ثابت في الصلاة فكذلك يجب أن يكون في الوضوء
وسابعها أنه قد أشار صلى الله عليه وسلم في الإبل إلى أنها من الشياطين
يريد والله أعلم أنها من جنس الشياطين ونوعهم فإن كل عات متمرد شيطان من أي الدواب كان كالكلب الأسود شيطان والإبل شياطين الأنعام كما للإنس شياطين وسجن شياطين
ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أروكبوه برذونا فجعل يهملج به فقال: " إنما أركبوني شيطانا " والتجالس والاجتماع
ولذلك كان على كل ذروة بعير شيطان، والغنم هي من السكينة والسكينة من أخلاق الملائكة
فلعل الإنسان إذا أكل لحم الإبل أورثته نفارا وشماسا وحالا شبيها بحال الشيطان
والشيطان خلق من النار وإنما تطفى النار بالماء
فأمر بالوضوء من لحومها كسرا لتلك الصورة وقمعا لتلك الحال وهذا لأن قلب الإنسان وخلقه يتغير.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[11 - 05 - 08, 03:32 ص]ـ
وقال د سلمان العوده:
وقيل: إن الإبل خلقت من الشياطين، كما جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجة (769)، وأحمد (20541) وانظر سنن أبي داود (493)
وليس معناه أن مادة خلقها من الشياطين، ولكن من طبيعتها الشيطنة، فهو كقوله – تعالى -:] خلق الإنسان من عجل [الآية، [الأنبياء: 21]
يعني: طبيعته هكذا، ولذلك شرع لنا الوضوء من لحمها بخلاف غيرها،
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=3289
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 03:47 ص]ـ
الحمد لله وبعد:قال أبو حاتم ابن حبان رحمة الله عليه بعد أن ذكر الخبر الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى على ظهر البعير: (لو كان الزجر عن الصلاة في أعطان الإبل لأجل أنها خلقت من الشياطين لم يصل صلى الله عليه وآله وسلم على البعير، إذ محال أن لا تجوز الصلاة في المواضع التي قد يكون فيها الشيطان، ثم تجوز الصلاة على الشيطان نفسه، بل معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «إنها خلقت من الشياطين» أراد به أن معها الشياطين على سبيل المجاورة والقرب.) وقد استدل في موضع آخر من صحيحه لما ذهب اليه من التأويل بحديث " ... فليقاتله فإنه شيطان "ومع قوله " فإن معه القرين "
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[14 - 05 - 08, 12:44 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وبارك الله فيكم(48/476)
استفسار حول اسم من اسماء الله الحستى
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[10 - 05 - 08, 08:32 م]ـ
ذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في كتابه القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى أن لله تسعة وتسعين اسما ولم يذكر من بينها اسم الله الفتاح مع أن الله ذكر عن نفسه هذا الإسم في كتابه في سورة سبأ
ولي طلب هل من كتاب جامع لهذه المسألة وبارك الله فيكم(48/477)
تحرير رأي ابن تيمية في انقسام الدين إلى أصول وفروع
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[11 - 05 - 08, 12:05 ص]ـ
تحرير رأي ابن تيمية في انقسام الدين إلى أصول وفروع
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , وعلى آله وصحبه أجمعين ......... أما بعد:
فقد أكثر ابن تيمية الكلام عن مسألة تقسيم الدين إلى أصول وفروع , في مواطن كثيرة من كتبه , وبحث هذه المسألة من وجوه كثيرة , فهو تارة يذكر أقوال الناس فيها , وتارة يناقش بعضها ويبين مواطن الغلط فيها , وتارة يصرح بإنكار ذلك التقسيم ويحكم عليه بالبدعة , وتارة يستعمله في حال التقرير والبيان.
وهذا التنوع والإكثار تسبب في الاشتباه والاضطراب في تحرير رأي ابن تيمية في انقسام الدين إلى أصول وفروع , وتحديد موقفه الصحيح من هذا الانقسام , ولهذا اختلف الناظرون في كلامه , فمنهم من ينسب إليه القول بإنكار ذلك التقسيم وأنه ممن يحكم عليه بالبدعة ومن ثم البطلان , ومنهم من خَلُص إلى أن لابن تيمية في هذه المسألة قولان , ومنهم من توصل إلى أن ابن تيمية غير منكر لأصل تقسيم الدين إلى أصول وفروع , وإنما ينكر الأقوال التي قيلت في ضابط كل قسم والأحكام التي رتبت عليه.
ولما كان الأمر كان احتاج قوله في هذه المسألة إلى تحرير وبيان , وهذا التحرير إنما يكون بتتبع أقواله واستقرائها في كتبه أولاً , ثم اعتبار أصوله وقواعده التي اعتمد عليها في بناء أفكاره وأقواله وآرائه ثانياً , فهذان الأمران بهما يتحقق المنهج الصحيح في نسبة الأقوال إلى العلماء ممن لم ينص على قوله صراحة , وذلك أن نسبة قول ما إلى عالم من العلماء لا بد فيه من مجموع أمرين هما:
الأمر الأول: جمع كلامه في المسألة التي يراد بحثها , وتقرير مدلولاتها ومفهوماتها.
والأمر الثاني: اعتبار أصوله التي اعتمدها والقواعد التي قررها في كتبه.
فبهذين الأمرين يستطيع القاصد لتحرير قولٍ معين لإمام ما أن يتوصل إلى قوله الحقيقي بإذن الله تعالى , وهذا ما أرجو أن يكون البحث التزمه.
وكلام ابن تيمية في تقسيم الدين إلى أصول وفروع يحتاج إلى تحرير أمرين هما:
الأمر الأول: تحرير موقفه من أصل الانقسام.
الأمر الثاني: تحرير الضابط الصحيح لكل من أصول الدين وفروعه.
ولأجل هذا فإن البحث سيتكون مفرع إلى فرعين كل فرع معقود لتحرير أمر من الأمرين السابقين.
الفرع الأول
تحرير رأي ابن تيمية في أصل تقسيم الدين إلى أصول وفروع
الناظر في كلام ابن تيمية فيما يتعلق بتقسيم الدين إلى أصول وفروع من حيث قبوله له أو رده يجد أن كلامه منقسم إلى قسمين: الأول: كلام يدل على أن تقسيم الدين إلى أصول وفروع تقسيم صحيح مقبول من حيث الأصل , والثاني: كلام يمكن أن يُفهم منه أن تقسيم الدين إلى أصول وفروع منكر وبدعة ومردود , ولأجل هذا فإن الفرع الأول لا بد أن يقسم إلى مسألتين هما:
المسألة الأولى
كلام ابن تيمية الذي يدل على أن تقسيم الدين إلى أصول وفروع صحيح مقبول
عند التأمل في كلام ابن تيمية وفي أصوله ومواقفه من المصطلحات الحادثة يدرك المرء أنه غير منكر لأصل تقسيم الدين إلى أصول وفروع هكذا بإطلاق , وأنه لا يصح إطلاق القول بأن ابن تيمية ممن يحكم على ذلك التقسيم بالبطلان والبدعية , بل الذي يدل عليه كلامه أنه ممن يقول بانقسام الدين إلى ذلك التقسيم , وأنه من المعتبرين له , وأن جهة البطلان عنده في هذا التقسيم ليست راجعة إلى أصله , وإنما إلى تفاصيله المذكورة له إما من جهة الضابط أو من جهة الحكم المرتب عليه , وأن جميع إنكارات ابن تيمية لتقسيم الدين إلى أصول وفروع راجعة إلى هذين الأمرين أو أحدهما كما سيأتي تحريره.
ومما ينبغي أن ينبه عليه هنا أن البحث إنما هو في بيان موقفه من حيث القبول والرد فقط , بحيث يحرر قول ابن تيمية في هذا التقسيم هل يقبله أم لا؟ , وأما كونه يرى أنه هو الأفضل أو أنه يدعو إلى إبقائه في العلوم الإسلامية أو غير ذلك , فهذا ليس غرضا للبحث هنا.
والذي يدل من كلامه على كونه يرى صحة تقسيم الدين إلى أصول وفروع أمور كثيرة منها:
الأمر الأول: استعماله لتقسيم الدين إلى أصول وفروع في مقام التقرير والتأصيل , ومن كلامه في ذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/478)
1 - قوله:" فصل: في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين جميع الدين أصوله وفروعه باطنه وظاهره علمه وعمله فإن هذا الأصل هو أصل أصول العلم والإيمان ... " الفتاوى (19/ 155) , فابن تيمية هنا استعمل مصطلح أصول الدين وفروعه في مقام تأصيل كمال الدين وكمال تبليغه , فلو كان مصطلحا منكراً أو مبدعاً من أصله لما استعمله هكذا بإطلاق من غير تنبيه على خطأه له كان خطأ.
2 - ومن ذلك قوله:" أصول الدين إما أن تكون مسائل يجب اعتقادها قولا أو قولا وعملا , كمسائل التوحيد والصفات والقدر والنبوة والمعاد , أو دلائل هذه المسائل.
أما القسم الأول فكل ما يحتاج الناس إلى معرفته واعتقاده والتصديق به من هذه المسائل فقد بينه الله ورسوله بيانا شافيا قاطعا للعذر , إذ هذا من أعظم ما بلغه الرسول البلاغ المبين وبينه للناس , وهو من أعظم ما أقام الله به الحجة على عباده فيه بالرسل الذين بينوه وبلغوه , وكتاب الله الذي نقل الصحابة ثم التابعون عن الرسول لفظه ومعانيه والحكمة التي هي سنة رسول الله التي نقلوها أيضا عن الرسول مشتملة من ذلك على غاية المراد وتمام الواجب والمستحب " الفتاوى (3/ 295) , فابن تيمية هنا قسم أصول الدين إلى قسمين - مسائل ودلائل - وذكر أفراد كل نوع , وقرر أن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ كل ذلك , وأن الصحابة لم يكن يخفى عليهم شيء من ذلك , فلو كان تقسيم الدين إلى أصول وفروع غير صحيح عنده فكيف استعمله وذكر أقسامه وبين منزلته وأحواله من غير تنبيه إلى كونه بدعة أو خطأ.
3 - ومن ذلك قوله:" والمقصود هنا التنبيه على أن القرآن اشتمل على أصول الدين التي تستحق هذا الاسم , وعلى البراهين والآيات والأدلة اليقينية بخلاف ما أحدثه المبتدعون والملحدون " الفتاوى (19/ 169) , فهو هنا بين أن ثمة أحكاما ودلائل في الشريعة تستحق أن تسمى أصول الدين , وأن الشرع قد بينها ووضحها , وهذا التقرير دليل على إقراره بهذا التقسيم واعتباره له.
4 - ومن ذلك قوله:" والقرآن مملوء من ذكر وصف الله بأنه أحد وواحد , ومن ذكر أن إلهكم واحد , ومن ذكر أنه لا اله إلا الله ونحو ذلك , فلابد أن يكون الصحابة يعرفون ذلك فإن معرفته أصل الدين وهو أول ما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إليه الخلق وهو أول ما يقاتلهم عليه , وهو ما أمر رسله أن يأمروا الناس به " الفتاوى (17/ 353) ,
5 - ومن ذلك قوله:" فالدين ما شرعه الله ورسوله وقد بين أصوله وفروعه ومن المحال أن يكون الرسول قد بين فروع الدين دون أصوله " الفتاوى (4/ 56).
6 - ومن ذلك قوله عن المتكلمين:" ولو اعتصموا بالكتاب والسنة لاتفقوا كما اتفق أهل السنة والحديث فإن أئمة السنة والحديث لم يختلفوا في شيء من أصول دينهم" درء التعارض (10/ 306).
الأمر الثاني: تصريحه بأن اسم أصول الدين اسم عظيم وأنه غير منكر , وإنما المنكر المعنى الذي ذكره له المتكلمون , فقد قال في معرض نقاشه للمتكلمين:" كما أن طائفة من أهل الكلام يسمى ما وضعه أصول الدين , وهذا اسم عظيم , والمسمى به فيه من فساد الدين ما الله به عليم , فإذا أنكر أهل الحق والسنة ذلك , قال المبطل: قد أنكروا أصول الدين , وهم لم ينكروا ما يستحق أن يسمى أصول الدين , وإنما أنكروا ما سماه هذا أصول الدين , وهي أسماء سموها هم وآباؤهم بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان , فالدين ما شرعه الله ورسوله , وقد بين أصوله وفروعه" الفتاوى (4/ 56) , وهذا الكلام منه يدل على أن الإشكال عنده في ما فسر به اسم أصول الدين , لا في الاسم نفسه فهو اسم شريف مقبول.
الأمر الثالث: تعامله مع لفظ أصول الدين وفروعه على أنه لفظ مجمل , غدا محتملاً لمعاني متعددة منها ما هو صواب وهو ما اعتبره الشرع , ومنها ما هو خطأ وهو ما اعتبره أهل الكلام , ومن ذلك قوله بعد أن ذكر بعض العقائد الكلامية:" فهذه داخلة فيما سماه هؤلاء أصول الدين ولكن ليست في الحقيقة من أصول الدين الذي شرعه الله لعباده.
وأما الدين الذي قال الله فيه:" أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله" , فذاك له أصول وفروع بحسبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/479)
وإذا عرف أن مسمى أصول الدين في عرف الناطقين بهذا الاسم فيه إجمال وإبهام لما فيه من الاشتراك بحسب الأوضاع والاصطلاحات تبين أن الذي هو عند الله ورسوله وعباده المؤمنين أصول الدين فهو موروث عن الرسول" درء التعارض (1/ 41).
الأمر الرابع: تقريره للضابط الصحيح لكل من أصول الدين وفروعه , ومن ذلك قوله:" وأصل هذا ما قد ذكرته في غير هذا الموضع أن المسائل الخبرية قد تكون بمنزلة المسائل العملية وإن سميت تلك مسائل أصول وهذه مسائل فروع , فان هذه تسمية محدثة قسمها طائفة من الفقهاء والمتكلمين , وهو على المتكلمين والأصوليين أغلب لاسيما إذا تكلموا في مسائل التصويب والتخطئة.
وأما جمهور الفقهاء المحققين والصوفية فعندهم أن الأعمال أهم وآكد من مسائل الأقوال المتنازع فيها. .... بل الحق أن الجليل من كل واحد من الصنفين مسائل أصول والدقيق مسائل فروع" الفتاوى (6/ 56). ووجه الدلالة من هذا النص هو أنه بين أن إطلاق أصول الدين على المسائل الخبرية فقط أو المسائل الاعتقادية فقط إطلاق خاطئ لم يكن معروفا عند المتقدمين , ثم بين أن أصول الدين أوسع مما ذكر أولئك المتكلمون , وهذا يدل على أن الإشكال عنده فيما حدد به ذلك التقسيم لا في أصل التقسيم.
المسألة الثانية
كلامه الذي فُهم منه أنه ينكر أصل التقسيم
ثمة أقول لابن تيمية فَهِم منها بعض الناظرين في كلامه أنه ممن ينكر تقسيم الدين إلى أصول وفروع , وأن هذا التقسيم تقسيم مبتدع غير صحيح , وقد استندوا في نسبة هذا القول إلى ابن تيمية إلى عدة أقول له أهمها ثلاثة أقوال , هي:
1 - قوله:" ولم يفرق أحد من السلف والأئمة بين أصول وفروع , بل جعل الدين قسمين أصولا وفروعا لم يكن معروفا في الصحابة والتابعين .... , ولكن هذا التفريق ظهر من جهة المعتزلة " الفتاوى (13/ 125).
2 - ومن ذلك قوله:" فمن كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحق وأخطأ فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان , سواء كان في المسائل النظرية أو العملية , هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجماهير أئمة الإسلام.
وما قسموا المسائل إلى مسائل أصول يكفر بإنكارها ومسائل فروع لا يكفر بإنكارها.
فأما التفريق بين نوع وتسميته مسائل الأصول وبين نوع آخر وتسميته مسائل الفروع , فهذا الفرق ليس له أصل لا عن الصحابة ولا عن التابعين لهم بإحسان , ولا أئمة الإسلام , وإنما هو مأخوذ عن المعتزلة وأمثالهم من أهل البدع , وعنهم تلقاه من ذكره من الفقهاء في كتبهم , وهو تفريق متناقض , فانه يقال لمن فرق بين النوعين: ما حد مسائل الأصول التي يكفر المخطئ فيها؟ , وما الفاصل بينها وبين مسائل الفروع؟ , فان قال: مسائل الأصول هي مسائل الاعتقاد ومسائل الفروع هي مسائل العمل , قيل له: فتنازع الناس في محمد هل رأى ربه أم لا, وفى أن عثمان أفضل من على أم على أفضل , وفى كثير من معاني القرآن وتصحيح بعض الأحاديث هي من المسائل الاعتقادية والعلمية ولا كفر فيها بالاتفاق ...... " الفتاوى (23/ 346).
3 - ومن ذلك قوله:" وأصل هذا ما قد ذكرته في غير هذا الموضع أن المسائل الخبرية قد تكون بمنزلة المسائل العملية وإن سميت تلك مسائل أصول وهذه مسائل فروع , فان هذه تسمية محدثة قسمها طائفة من الفقهاء والمتكلمين , وهو على المتكلمين والأصوليين أغلب لاسيما إذا تكلموا في مسائل التصويب والتخطئة ... " الفتاوى (6/ 56).
ولكن هذه الأقوال لا يصح الاعتماد عليها في نسبة القول بإنكار تقسيم الدين إلى أصول وفروع إلى ابن تيمية , وذلك لعدة أمور , هي:
الأمر الأول: أن نسبة إنكار تقسيم الدين إلى أصول وفروع إليه فيها مصادرة لكلامه الذي فيه الإقرار بصحة التقسيم , والذي هو في بعضه يقارب درجة الصراحة.
الأمر الثاني: أن منهج ابن تيمية في التعامل مع المصطلحات الحادثة يأبى أن يكون موقفه هو الإنكار لانقسام الدين إلى أصول وفروع , وبيان ذلك: أن تقسيم الدين إلى أصول وفروع يعتبر اصطلاحا من المصطلحات , وباستقراء تعامل ابن تيمية مع المصطلحات الحادثة يظهر أنه يفرق بين نوعين منها , هما:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/480)
النوع الأول: المصطلحات الحادثة في الأبواب التوقيفية , التي لا تؤخذ إلا من النصوص , كأسماء الله تعالى وصفاته , فهذه لا تقبل من جهة لفظها , وأما معناها فإنه لا بد أن يستفهم عنه فإن ذكر معنى صحيح قبل وإلا فلا
النوع الثاني: المصطلحات الحادثة في الأبواب الاجتهادية , ومن أشهر تلك الأبواب التقسيمات العلمية , كالتقسيمات التي يذكرها العلماء في كتب الفقه وأصوله وكتب العقائد وغيرها , فهذه التقسيمات ليست توقيفية بحيث يشترط فيها أن يأتي في النصوص ذكر لألفاظها , وإنما يشترط فيها توفر أمرين فقط , هما:
1 - أن تكون مستقيمة في المعنى.
2 - ألا تكون متضمنة لما هو مخالف للشريعة.
فكل تقسيم علمي توفر فيه هذان الأمران فإنه تقسيم صحيح مقبول , لا يصح أن ينكر , وإلا فسننكر تقسيمات العلماء المذكورة في المصنفات العلمية.
وعلى فهذا فإنه لا يصح إنكار تقسيم الدين إلى أصول وفروع في أصله؛ لأنه داخل في التقسيمات العلمية التي بابها باب الاجتهاد.
الأمر الثالث: أن النصوص التي اعتمد عليها من نسب إلى ابن تيمية إنكار تقسيم الدين إلى أصول وفروع لا تدل على ذلك , وهذا يظهر بالتأمل في سياقاتها وتراكيبها.
وبيان ذلك: أن يقال: إن النص الأول ليس فيه إنكار لأصل التقسيم , وإنما فيه إنكار لبعض التعاملات الخاطئة معه , فابن تيمية ذكر هذا النص في سياق تأصيله لمسألة التصويب والتخطئة , وهل الإنسان يأثم في خطأه بعد اجتهاده أم لا؟ , وقرر أن من استفرغ وسعه في الاجتهاد فإنه لا يأثم ولا فرق في ذلك بين مسائل أصول الدين وفروعه , ولا بين المسائل الخبرية والعلمية , وقرر أن هذا هو مذهب المتقدمين من الصحابة ومن بعدهم , ونبه على أنهم لم يكونوا يفرقون في مسائل التصويب بين ما كان يفعله المتكلمون في التفريق بين أصول الدين وفروعه أو بين مسائل خبرية ومسائل عملية , وهذا ما يدل عليه سياق كلامه , وفي هذا يقول بعد ذكر لحكم المخطئ في اجتهاده وأنه لا يأثم:" وهذه حال أهل الاجتهاد والنظر والاستدلال في الأصول والفروع , ولم يفرق أحد من السلف والأئمة بين أصول وفروع , بل جعل الدين قسمين أصولا وفروعا لم يكن معروفا في الصحابة والتابعين , ولم يقل أحد من السلف والصحابة والتابعين إن المجتهد الذي استفرغ وسعه في طلب الحق يأثم لا في الأصول ولا في الفروع , ولكن هذا التفريق ظهر من جهة المعتزلة وأدخله في أصول الفقه من نقل ذلك عنهم وحكوا عن عبيد الله بن الحسن العنبرى أنه قال كل مجتهد مصيب ومراده انه لا يأثم" الفتاوى (13/ 125) , فهذا النص ليس فيه إنكار لأصل التقسيم وإنما فيه أن ابتداء التقسيم كان من المعتزلة , وهذا ليس مناطا لإبطال التقسيمات العلمية , وغاية ما يريد أن يقول إن الصحابة ومن بعدهم لم يكونوا يتعاملون مع مسائل التصويب والتخطئة بناءا على تقسيم الدين إلى أصول وفروع فقط.
وأما بالنسبة للنص الثاني فسياق كلامه لم يكن في بيان حكم تقسيم الدين إلى أصول وفروع , وإنما في بيان حكم المخطئ في الاجتهاد ومتى يحكم بكفره ومتى يحكم بإثمه , وقرر أن المجتهد لا يحكم بكفره ولا بإثمه ما دام قد بذل جهده في الاجتهاد ولا فرق في ذلك بين ما يسمى أصول دين أو فروعه أو ما يسمى مسائل خبرية أو مسائل عملية , ثم نبه على أن السلف لم يكونوا يتعاملون في مسائل التصويب بناءا على تقسيم الدين إلى أصول وفروع كما كان يفعل المتكلمون , نبه على أن هذا التعامل الذي يفعله المتكلمون لم يكن معروفا عند الصحابة ومن بعدهم ولهذا لم يريبوا عليه الأحكام التي رتبها عليه المتكلمون , وهذا هو الذي يدل عليه سياق كلامه لمن تأمله.
ومما ينبغي أن ينبه عليه هنا هو أن ابن تيمية لا يعتمد في إبطال تقسيم الدين إلى أصول وفروع على أنه لم يكن معروفا عند الصحابة؛ لأنه لو كان الأمر كذلك لأنكر كل التقسيمات التي يذكرها الفقهاء وغيرهم في كتبهم لأنها كلها لم تكن موجودة عند الصحابة , فهو إذن إنما ينكر الأحكام التي رتبها المتكلون على تقسيم الدين إلى أصول وفروع , وهذا أمر صحيح.
وأما بالنسبة للنص الثالث فهو مثل النصوص السابقة ليس فيه إلا إنكار الأحكام التي رتبها المتكلمون على تقسيم الدين إلى أصول وفروع , وأن هذه الأحكام لم تكن معروفة عند الصحابة ومن بعدهم , فكل من رتب حكما في التصويب والتخطئة بناءا على ما ذكره المتكلمون في تقسيم الدين إلى أصول وفروع فقد أتى بشيء لم يكن الصحابة تعرفه , ولكن هذا الكلام ليس فيه إنكار لأصل التقسيم , ولا يصح أن يؤخذ منه أن ابن تيمية ممن ينكر تقسيم الدين إلى أصول وفروع.
وخلاصة ما سبق: أن ابن تيمية لا ينكر تقسيم الدين إلى أصول وفروع , وإنما ينكر فيه أمرين هما:
1 - الظوابط التي ذكرت له.
2 - الأحكام التي رتبت على هذا التقسيم.
يتبع: الفرع الثاني: ضابط أصول الدين وفروعه عند ابن تيمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/481)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 11:36 م]ـ
يتبع: الفرع الثاني: ضابط أصول الدين وفروعه عند ابن تيمية.
في الإنتظار ...
ـ[محمد بن سيد المصري]ــــــــ[01 - 12 - 09, 10:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[البهناوي الشنقيطي]ــــــــ[01 - 12 - 09, 10:23 ص]ـ
في الإنتظار ...
تقبل الله منا ومنكم
هل لشيخ الاسلام ديوان شعري Question
ـ[بنت الدعوة]ــــــــ[05 - 10 - 10, 03:20 ص]ـ
في الانتظار نفع الله بكم(48/482)
رسالة الإمام إسحاق بن غانم العلثي الحنبلي إلى ابن الجوزي - ينكر عليه
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - 05 - 08, 12:26 م]ـ
رسالة
الإمام عبيد الله إسحاق بن غانم العلثي
إلى
أبي الفرج ابن الجوزي
قال الإمام الذهبي رحمه الله في تاريخ الإسلام في ترجمة الإمام العلثي:
] ورأيت له رسالةً في ورقات كتبها إلى ابن الجوزي ينكر عليه خوضه التأويل، وينكر عليه ما خاطب به الملائكة على طريق الوعظ، فما اقصر، وأبان عن فضيلةٍ وورعٍ - رحمه الله -. [
وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في ذيل طبقات الحنابلة في ترجمة الإمام عبيد الله العلثي:
] قلت: وله رسائل كثيرة إلى الأعيان بالإِنكار عليهم والنصح لهم. ورأيت بخطه كتاباً أرسله إلى الخليفة ببغداد. وأرسل أيضاً إلى الشيخ علي بن إدريس الزاهد - صاحب الشيخ عبد القادر - رسالة طويلة، تتضمن إنكار الرقص والسماع والمبالغة في ذلك.
وله في معنى ذلك عدة رسائل إلى غير واحد.
وأرسل رسالة طويلة إلى الشيخ أبي الفرج بن الجوزي بالإنكار عليه فيما يقع في كلامه من الميل إلى أهل التأويل يقول فيها:
(نص الرسالة)
من عبيد الله إسحاق بن أحمد بن محمد بن غانم العلثي، إلى عبد الرحمن بن الجوزي:
حمانا الله وإياه من الاستكبار عن قبول النصائح، ووفقنا وإياه لاتباع السلف الصالح، وبصرنا بالستة السنية، ولا حرمنا الاهتداء باللفظات النبوية، وأعاذنا من الابتداع من الشريعة المحمدية. فلا حاجة إلى ذلك. فقد تركنا على بيضاء نقية، وأكمل الله لنا الدين، وأغنانا عن آراء المتنطعين، ففي كتاب الله وسنة رسوله مقنع لكل من رغب أو رهب، ورزقنا الله الاعتقاد السليم، ولا حرمنا التوفيق، فإذا حرمه العبد لم ينفع التعليم. وعرفنا أقدار نفوسنا، وهدانا الصراط المستقيم. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وفوق كل في علم عليم. وبعد حمد الله سبحانه، والصلاة على رسوله:
فلا يخفى أن لا الدين النصيحة، خصوصاً للمولى الكريم، والرب الرحيم. فكم قد زل قلم، وعثر قدم، وزلق متكلم، ولا يحيطون به علماً. قال: عز من قائل " 22: 8 "، " ومِنَ الناس من يُجادلُ في الله بغير عِلْم وَلا هُدىً وَلا كتابٍ مُنير ".
وأنت يا عبد الرحمن، فما يزال يبلغ عنك ويسمع منك، ويشاهد في كتبك المسموعة عليك، تذكر كثيراً ممن كان قبلك من العلماء بالخطأ، اعتقاداً منك: أنك تصدع بالحق من غير محاباة، ولا بد من الجريان في ميدان النصح: إما لتنتفع إن هداك الله، وإما لتركيب حجة الله عليك. ويحذر الناس قولك الفاسد، ولا يغرك كثرة اطلاعك على العلوم. فرب مبلَّغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه لا فقه له، ورب بحر كَدر ونهر صاف، فلستَ بأعلمِ من الرسول، حيث قال له الإمام عمر: " أتصلي على ابن أبي؟ أنزل القرآن " وَلا تصلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهمْ " ولو كان لا ينكر من قل علمه على من كثر علمه إذاً لتعطل الأمر بالمعروف، وصرنا كبني إسرائيل حيث قال تعالى: " كانوُا لاَ يَتَنَاهُوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ ". " المائدة: 134 "، بل ينكر المفضول على الفاضل وينكر الفاجر على الولي، على تقدير معرفة الولي. وإلا فابن التنقا ليطلب وابن السمندل، ليجلب - إلى أن قال: واعلم أنه قد كثر النكير عليك من العلماء والفضلاء، والأخيار في الآفاق بمقالتك الفاسدة في الصفات. وقد أبانوا وَهاءَ مقالتك، وحكوا عنك أنك أبيت النصيحة، فعندك من الأقوال التي لا تليق بالسنة ما يضيق الوقت عن ذكرها، فذُكر عنك: أنك ذكرت في الملائكة المقربين، الكرام الكاتبين، فصلاً زعمت أنه مواعظ، وهو تشقيق وتفهيق، وتكلف بشع، خلا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلام السلف الصالح الذي لا يخالف سنة، فعمدت وجعلتها مناظرة معهم. فمن أذن لك في ذلك. وهم مستغفرون للذين آمنوا، ولا يستكبرون عن عبادة الله. وقد قرن شهادته بشهادتهم قبل أولى العلم وما علينا كان الآدمي أفضل منهم أم لا، فتلك مسألة أخرى.
فشرعت تقول: إذا ثارت نار الحسد فمن يطفيها؟ وفي الغيبة ما فيها، مع كلام غث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/483)
أليس منا فلان؟ ومنا فلان؟ ومنا الأنبياء والأولياء من فعل هذا من السلف قبلك؟ ولو قال لك قائل من الملائكة: أليس منكم فرعون وهامان؟ أليس منكم من ادعى الربوبية؟ فعمن أخذت هذه الأقوال المحدثة، والعبارات المزوقة، التي لا طائل تحتها وقد شغلت بها الناس عن الاشتغال بالعلم النافع أحدُهم قد أنسى القرآن وهو يعيد فضل الملائكة ومناظرتهم، ويتكلم به في الآَفاق.
فأين الوعظ والتذكير من هذه الأقوال الشنيعة البشعة.
ثم تعرضت لصفات الخالق تعالى، كأنها صدرت لا من صدر سكن فيه احتشام العلي العظيم، ولا أملاها قلب مليء بالهيبة والتعظيم، بل من واقعات النفوس البهرجية الزيوف. وزعمت أن طائفة من أهل السنة والأخيار تلقوها وما فهموا. وحاشاهم من ذلك. بل كفوا عن الثرثرة والتشدق، لا عجزاً - بحمد الله - عن الجدال والخصام، ولا جهلاً بطرق الكلام. وإنما أمسكوا عن الخوض في ذلك عن علم ودراية، لا عن جهل وعماية.
ذيل طبقات الحنابلة - (ج 1 / ص 268)
والعجب ممن ينتحل مذهب السلف، ولا يرى الخوض في الكلام. ثم يقدم على تفسير ما لم يره أولاً، ويقول: إذا قلنا كذا أدى إلى كذا، ويقيس ما ثبت من صفات الخالق على ما لم يثبت عنده. فهذا الذي نهيتُ عنه. وكيف تنقص عهدك وقولك بقول فلان وفلان من المتأخرين؟ فلا تشمت بنا المبتدعة فيقولون: تنسبوننا إلى البدع وأنتم أكثر بدعاً منا، أفلا تنظرون إلى قول من اعتقدتم سلامة عقده، وتثبتون معرفته وفضله. كيف أقول ما لم يقل، فكيف يجوز أن تتبع المتكلمين في آرائهم، وتخوض مع الخائضين فيما خاضوا فيه، ثم تنكر عليهم. هذا من العجب العجيب. ولو أن مخلوقاً وصف مخلوقاً مثله بصفات من غير رؤية ولا خبر صادق. لكان كاذباً في إخباره. فكيف تصفون الله سبحانه بشيء ما وقفتم على صحته، بل بالظنون والواقعات، وتنفون الصفات التي رضيها لنفسه، وأخبر بها رسوله بنقل الثقات الأثبات، يحتمل، ويحتمل.
ثم لك في الكتاب الني أسميته " الكشف لمشكل الصحيحين " مقالات عجيبة، تارة تحكيها عن الخطابي وغيره من المتأخرين، أطلع هؤلاء على الغيب. وأنتم تقولون: لا يجوز التقليد في هذا، ثم ذكره فلان، ذكره ابن عقيل، فنريد الدليل من الذاكر أيضاً، فهو مجرد دعوى، وليس الكلام في الله وصفاته بالهين ليلقى إلى مجاري الظنون - إلى أن قال: إذا أردت: كان ابن عقيل العالم، وإذا أردت: صار لا يفهم، أوهيت مقالته لما أردت. ثم قال: وذكرت الكلام المحدث على الحديث، ثم قلت: والذي يقع لي. فبهذا تقدم على الله، وتقول: قال علماؤنا، والذي يقع لي. تتكلمون في الله عز وجل بواقعاتكم تخبرون عن صفاته. ثم ما كفاك حتى قلت: هذا من تحريف بعض الرواة. تحكماً من غير دليل. وما رويت عن ثقة آخر أنه قال: قد غيره الراوي فلا ينبغي بالرواة العدولِ: أنهم حرفوا، ولو جوزتم لهم الرواية بالمعنى، فهم أقرب إلى الإصابة منكم. وأهل البدع إذاً كلما رويتم حديثاً ينفرون منه، يقولون: يحتمل أنه من تغيير بعض الرواة. فإذا كان المذكور في الصحيح المنقول من تحريف بعض الرواة، فقولكم ورأيكم في هذا يحتمل أنه من رأى بعض الغواة.
وتقول: قد انزعج الخطابي لهذه الألفاظ. فما الذي أزعجه دون غيره؟ ونراك تبني شيئاً ثم تنقضه، وتقول: قد قال فلان وفلان، وتنسب ذلك إلى إمامنا أحمد - رضي الله عنه - ومذهبه معروف في السكوت عن مثل هذا، ولا يفسره، بل صحح الحديث، ومن من تأويله.
وكثير ممن أخذ عنك العلم إذا رجع إلى بيته علم بما في عَيبته من العيب، وذم مقالتك وأبطلها. وقد سمعنا عنك ذلك من أعيان أصحابك المحبوبين عندك، الذين مدحتهم بالعلم، ولا غرض لهم فيك، بل أدوا النصيحة إلي عباد الله، ولك القول وضده منصوران. وكل ذلك بناء على الواقعات والخواطر.
وتدعي أن الأصحاب خلطوا في الصفات، فقد قبحت أكثر منهم، وما وسعتك السنة. فاتق الله سبحانه. ولا تتكلم فيه برأيك فهذا خبر غيب، لا يسمع إلا من الرسول المعصوم، فقد نصبتم حرباً للأحاديث الصحيحة. والذين نقلوها نقلوا شرائع الإسلام.
ثم لك قصيدة مسموعة عليك في سائر الآفاق، اعتقدها قوم، وماتوا بخلاف اعتقادك الآن فيما يبلغ عنك، وسمع منك منها:
ولو رأيت النار هبت، فعدت ... تحرق أهل البغي والعناد
وكلما ألقى فيها حطمت ... وأهلكته، وهي في ازدياد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/484)
فيضع الجبار فيها قدماً ... جلت عن التشبيه بالأجساد
فتنزوي من هيبته، وتمتلي ... فلو سمعت صوتها ينادي
حسبي حسبي، قد كفاني ما أرى ... من هيبة أذهبت اشتداد
فاحذر مقال مبتدع في قوله ... يروم تأويلاً بكل واعي
فكيف هذه الأقوال: وما معناها؟ فإنا نخاف أن تحدث لنا قولاً ثالثاً، فيذهب الاعتقاد الأول باطلاً. لقد آذيت عباد الله وأضللتهم، وصار شغلك نقل الأقوال فحسب، وابن عقيل سامحه الله، قد حكى عنه: أنه تاب بمحضر من علماء وقته من مثل هذه الأقوال، بمدينة السلام - عمرها الله بالإسلام والسنة - فهو بريء - على هذا التقدير - مما يوجد بخطه، أو ينسب إليه، من التأويلات، والأقوال المخالفة للكتاب والسنة.
وأنا وافدة الناس والعلماء والحفاظ إليك، فإما أن تنتهي عن هذه المقالات، وتتوب التوبة النصوح، كما تاب غيرك، وإلا كشفوا للناس أمرك، وسيروا ذلك في البلاد وبينوا وجه الأقوال الغثة، وهذا أمر تُشُوِر فيه، وقضى بليل، والأرض لا تخلو من قائم للّه ججة، والجرح لا شك مقدم على التعديل، والله على ما نقول وكيل، وقد أعفر من أنذر.
وإذا تأولت الصفات على اللغة، وسوغته لنفسك، وأبيت النصيحة، فليس هو مذهب الإمام الكبير أحمد بن حنبل قدس الله روحه، فلا يمكنك الانتساب إليه بهذا، فاختر لنفسك مذهباً، إن مكنت من ذلك، وما زال أصحابنا يجهرون بصريح الحق في كل وقت ولو ضُربوا بالسيوف، لا يخافون في الله لومة لائم، ولا يبالون بشناعة مشنع، ولا كذب كاذب، ولهم من الاسم العذب الهني، وتركهم الدنيا وإعراضهم عنها اشتغالاً بالآخرة: ما هو معلوم معروف.
ولقد سودت وجوهنا بمقالتك الفاسدة، وانفرادك بنفسك، كأنك جبار من الجبابرة، ولا كرامة لك ولا نعمى، ولا نمكنك من الجهر بمخالفة السنة، ولو استقبل من الرأي ما استدبر: لم يحك عنك كلام في السهل، ولا في الجبل، ولكن قدر الله، وما شاء فعل، بيننا وبينك كتاب الله وسنة رسوله، قال الله تعالى: " فإنْ تَنَازَعْتُم فِي شَيْءً فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُول " ولم يقل: إلى ابن الجوزي.
وترى كل من أنكر عليك نسبته إلى الجهل، ففضل الله أُوتيته وحدك؟ وإذا جَهَّلت الناس فمن يشهد لك أنك عالم؟ ومن أجهل منك، حيث لا تصغي إلى نصيحة ناصح؟ وتقول: من كان فلان، ومن كان فلان. من الأئمة الذين وصل العلم إليك عنهم، من أنت إذاً؟ فلقد استراح من خاف مقام ربه، وأحجم عن الخوض فيما لا يعلم، لئلا يندم.
فانتبه يا مسكين قبل الممات، وحَسِّن القول والعمل، فقد قرب الأجل، للّه الأمر من قبل ومن بعد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. [ا. هـ.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 06:28 م]ـ
درة!!
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:17 ص]ـ
جزاك الله كل خير وبارك فيك ونفع بك
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:32 م]ـ
يا الله ما هذه الدرة المختبئة بين الكتب.
بارك الله فيك أختي العقيدة.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - 05 - 08, 04:34 م]ـ
وفيكم بارك
تصحيح ذكره أخونا الفاضل المقدادي في الألوكة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العقيدة http://www.alukah.net/majles/majimgs/buttons/viewpost.gif (http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=110299#post110299)
وإلا فابن التنقا ليطلب وابن السمندل، ليجلب [ا. هـ.
صوابه:
فأين العنقاء لتطلب؟ وأين السمندل ليجلب؟
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 02:11 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابو ثابت]ــــــــ[09 - 07 - 08, 02:37 ص]ـ
[ QUOTE= أبو المجاهد النجدي;818766] يا الله ما هذه الدرة المختبئة بين الكتب.
أي درر هداكم الله؟
لو كان هذا الكلام في أحد العلماء المعاصرين لأقمتم الدنيا أما وقد مات أبو الفرج _ رحمه الله تعالى_
فلا بواكي له
عموما لانبرؤه بل عنده تجهم ولكنه رحمه الله له حسنات ولطائف و لاتكاد تخلو مكتبة طالب علم من أحد كتبه النافعة
ولو أن الأخ جعل الرسالة بدون ذكر اسم المنكر عليه لكان أولى
وهل كان ابو اسحاق رحمه يريد هذا التشنيع العلني أم أن هذا كان نهجاً لهم ففرق بين نقد الشخص ونقد الفكرة
ولو استخدمنا هذا الأسلوب مع علمائنا ماكاد يبقى لنا أحد ........ والله المستعان Question
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[09 - 07 - 08, 08:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا
الرسالة رائعة، وفيها دلالة واضحة أن أهل السنة والجماعة لم يغفلوا في أي وقت عن إقامة الحجة على المخالفين، فأهل البدع من الأشاعرة يحتجون بتأويلات ابن الجوزي رحمه الله على أن هذه التأويلات=التحريفات، هي مذهب الحنابلة ... وهي مذهب السلف
الأخ الكريم أبو ثابت، المسألة لها أبعاد أخرى
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[09 - 07 - 08, 10:48 م]ـ
وهل كان ابو اسحاق رحمه يريد هذا التشنيع العلني أم أن هذا كان نهجاً لهم ففرق بين نقد الشخص ونقد الفكرة
تأمل ما جاء في الرسالة
ولا بد من الجريان في ميدان النصح: إما لتنتفع إن هداك الله، وإما لتركيب حجة الله عليك. ويحذر الناس قولك الفاسد، ولا يغرك كثرة اطلاعك على العلوم. فرب مبلَّغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه لا فقه له، ورب بحر كَدر ونهر صاف،
وأنا وافدة الناس والعلماء والحفاظ إليك، فإما أن تنتهي عن هذه المقالات، وتتوب التوبة النصوح، كما تاب غيرك، وإلا كشفوا للناس أمرك، وسيروا ذلك في البلاد وبينوا وجه الأقوال الغثة، وهذا أمر تُشُوِر فيه، وقضى بليل، والأرض لا تخلو من قائم للّه ججة، والجرح لا شك مقدم على التعديل، والله على ما نقول وكيل، وقد أعفر من أنذر.
عموما لانبرؤه بل عنده تجهم ولكنه رحمه الله له حسنات ولطائف
أعجبتني هذه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/485)
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[10 - 07 - 08, 02:01 ص]ـ
السلام عليكم
مقالة تكتب بماء الذهب والله لا لمن كتبها ووجهت إليه
ولكن للجرأة في النصيحة والقوة في الذب عن السنة الصحيحة والعقيدة الحقة
فاللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واجعله حجة لنا لا علينا ... آمين
بارك الله بكم
ـ[الخريبكي]ــــــــ[12 - 07 - 08, 07:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. وللتنبيه فابن الجوزي رحمه الله ليس أشعريا جلدا فهو يثبت مجموعة من الصفات منها العلو و الإستواء ويراجع لذلك كتابه صيد الخاطر.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 04 - 09, 12:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. وللتنبيه فابن الجوزي رحمه الله ليس أشعريا جلدا فهو يثبت مجموعة من الصفات منها العلو و الإستواء ويراجع لذلك كتابه صيد الخاطر.
ولكن ظاهر كلامه في كتابه "دفع شبه التشبيه" أنه لا يثبت فوقية الله عز وجل (أنه فوق خلقه حقيقة = بذاته).
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[09 - 04 - 09, 12:08 م]ـ
ابن الجوزي يُثبت العلو ويُثبت الصوت والحرف لله
وهذا كفر عند الأشاعرة والجهمية
قال ابن الجوزي:
«قدم إلى بغداد جماعة من أهل البدع الأعاجم فارتقوا منابر التذكير للعوام فكان معظم مجالسهم أنهم يقولون: ليس الله في الأرض كلام، وهل المصحف إلا ورق وعفص وزاج، وإن الله ليس في السماء، وإن الجارية التي قال لها النبي: أين الله؟ كانت خرساء فأشارت إلى السماء، أي ليس هو من الأصنام التي تعبد في الأرض. ثم يقولون: أين الحروفية الذين يزعمون أن القرآن حرف وصوت، هذا عبارة جبريل. فلما زالوا كذلك حتى هان تعظيم القرآن في صدور أكثر العوام، “ (صيد الخاطر115 - 181).
ومن يٌُراحع صيد الخاطر سيعلم كيف كان يُهاجم الأشاعرة باسمهم الصريح
وكونه وافقهم في التأويلات لا يعني أنه منهم!
ـ[ليث بجيلة]ــــــــ[24 - 05 - 09, 03:29 م]ـ
رحم الله الجميع وضاعف أجر محسنهم وتجاوز عن مسيئهم.
الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى كان مكثراً من التأليف والتصنيف والوعظ ولعلها زلة وإجتهاد خاطء، والعلماء الربانيون يتورعون عن الكلام في دين الله بلا دليل من كتاب ولا سنة ويعظمون الخطأ في أمور الاعتقاد وما يجب على المرء تجاه ربه، وكانوا ينكرون على ذلك أشد الإنكار ولا يحابون ولو كان المخطئ ممن شهد له بالديانة والصلاح؛ فالخطأ عندهم لا يغفره ما سبق من خدمة للدين ولا كثير الصواب، فتجدهم لا يعظمون الأشخاص ولا الأفراد وإنما ميزانهم كتاب الله وسنة نبيه.
ولا يتعصب للعلماء ولا لأقوالهم إلا ما وافق الدليل أو كان مخرجاً على أصل صحيح، وما عدا ذلك ينبه عليه ويذكر حتى لا تروج أقوالهم الزائفة ولا تنتشر بين الناس، والأصل كلها يعود لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحه.
ولا غضاضة على من اخطأ أن يبين له خطأه، ولا يتعدى على أعراض المسلمين باسم النصيحة ولكن تناقش الأقوال وترد الشبهات وتوضح المقاصد ويتطلف تارةً وتارةً يشدد في المقالة بحسب حال المنكر عليه.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 09:51 م]ـ
ابن الجوزي يُثبت العلو ويُثبت الصوت والحرف لله
وهذا كفر عند الأشاعرة والجهمية
قال ابن الجوزي:
«قدم إلى بغداد جماعة من أهل البدع الأعاجم فارتقوا منابر التذكير للعوام فكان معظم مجالسهم أنهم يقولون: ليس الله في الأرض كلام، وهل المصحف إلا ورق وعفص وزاج، وإن الله ليس في السماء، وإن الجارية التي قال لها النبي: أين الله؟ كانت خرساء فأشارت إلى السماء، أي ليس هو من الأصنام التي تعبد في الأرض. ثم يقولون: أين الحروفية الذين يزعمون أن القرآن حرف وصوت، هذا عبارة جبريل. فلما زالوا كذلك حتى هان تعظيم القرآن في صدور أكثر العوام، “ (صيد الخاطر115 - 181).
ومن يٌُراحع صيد الخاطر سيعلم كيف كان يُهاجم الأشاعرة باسمهم الصريح
وكونه وافقهم في التأويلات لا يعني أنه منهم!
أخي موسى الكاظم جزاك الله خيرا على هذا النقل ولقد اطلعت عليه منذ مدة.
السؤال أيهما قوله المتأخر فالمرء على آخر كلامه.
هل كلامه في دفع شبه التشبيه أم في صيد الخاطر؟
وهل في دفع شبه التشبيه اثبت العلو ونفى بعض الصفات؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[26 - 06 - 10, 12:13 م]ـ
ابن الجوزي يُثبت العلو ويُثبت الصوت والحرف لله
وهذا كفر عند الأشاعرة والجهمية
قال ابن الجوزي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/486)
«قدم إلى بغداد جماعة من أهل البدع الأعاجم فارتقوا منابر التذكير للعوام فكان معظم مجالسهم أنهم يقولون: ليس الله في الأرض كلام، وهل المصحف إلا ورق وعفص وزاج، وإن الله ليس في السماء، وإن الجارية التي قال لها النبي: أين الله؟ كانت خرساء فأشارت إلى السماء، أي ليس هو من الأصنام التي تعبد في الأرض. ثم يقولون: أين الحروفية الذين يزعمون أن القرآن حرف وصوت، هذا عبارة جبريل. فلما زالوا كذلك حتى هان تعظيم القرآن في صدور أكثر العوام، “ (صيد الخاطر115 - 181).
ومن يٌُراحع صيد الخاطر سيعلم كيف كان يُهاجم الأشاعرة باسمهم الصريح
وكونه وافقهم في التأويلات لا يعني أنه منهم!
أخي الكريم
لا نشك في أن ابن الجوزي رحمه الله لم يكن أشعريا بل كان يحاربهم
ولكن هل هذا يعني أنه لم يوافقهم في شيء من اعتقاداتهم؟
لا
هو وافقهم في الصفات وليس السبب هو أنه أشعري أو أنه يرى أن مذهبه جملة وتفصيلا هو الحق
ولكنه رأى أن هذه الاعتقاد هو الحق، اجتهادًا منه
أما ما نقلته فهو ليس دليلا على أنه يثبت علو الله عز وجل
بل هو انكار عليهم قول مثل هذا الكلام أمام العوام فهان تعظيم القرآن في صدورهم كما هو في آخر كلامه فيما نقلتَهُ
وقد قال شيئا مشابها في موضع آخر في كتابه صيد الخاطر ما نصه:
من أضر الأشياء على العوام كلام المتأولين، والنفاة للصفات والإضافات فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالغوا في الإثبات ليتقرر في أنفس العوام وجود الخالق، فإن النفوس تأنس بالإثبات، فإذا سمع العامي ما يوجب النفي، طرد عن قلبه الإثبات، فكأن أعظم ضرر عليه، وكان هذا المنزه من العلماء على زعمه، مقاما لإثبات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالمحو وشارعا في إبطال ما يفتون به. وبيان هذا أن الله تعالى أخبر باستوائه على العرش، فأنست النفوس إلى إثبات الإله ووجوده، قال تعالى: ويبقى وجه ربك وقال تعالى: بل يداه مبسوطتان وقال غضب الله عليهم رضي الله عنهم وأخبر أنه ينزل إلى السماء الدنيا، وقال: [قلوب العباد بين أصبعين،] وقال: كتب التوراة بيده، وكتب كتابا فهو عنده فوق العرش، إلى غير ذلك مما يطول ذكره. فإذا امتلأ العامي والصبي من الإثبات، وكاد يأنس من الأوصاف بما يفهمه الحس، قيل له: ليس كمثله شيء فمحا من قلبه ما نقشه الخيال، وتبقى ألفاظ الإثبات متمكنة. ولهذا أقر الشرع مثل هذا، فسمع منشدا يقول: وفوق العرش رب العالمين، فضحك. وقال له آخر: أو يضحك ربنا؟ فقال: نعم. وقال: إنه على عرشه هكذا. كل هذا ليقرر الإثبات في النفوس. وأكثر الخلق لا يعرفون الإثبات إلا على ما يعلمون من الشاهد، فيقنع منهم بذلك إلى أن يفهموا التنزيه. فأما إذا ابتدئ بالعامي الفارغ من فهم الإثبات، فقلنا: ليس في السماء ولا على العرش، ولا يوصف بيد، وكلامه صفة قائمة بذاته، وليس عندنا منه شيء، ولا يتصور نزوله، انمحى من قلبه تعظيم المصحف، ولم يتحقق في سره إثبات إله. هذه جناية عظيمة على الأنبياء، توجب نقض ما تعبوا في بيانه، ولا يجوز لعالم أن يأتي إلى عقيدة عامي قد أنس بالإثبات فيهوشها، فإنه يفسده ويصعب صلاحه.
فأما العالم فإنا قد أمناه لأنه لا يخفي عليه استحالة تجدد صفة الله تعالى، وأنه لا يجوز أن يكون استوى كما يعلم، ولا يجوز أن يكون محمولا، ولا يوصف بملاصقة ومس، ولا أن ينتقل. لا يخفي عليه أن المراد بتقليب القلوب بين أصبعين الإعلام بالتحكم في القلوب فإن ما يديره الإنسان بين أصبعين هو متحكم فيه إلى الغاية. ولا يحتاج إلى تأويل من قال: الإصبع الأثر الحسن، فالقلوب بين أثرين من آثار الربوبية، وهما: الإقامة، والإزاغة. ولا إلى تأويل من قال: يداه نعمتاه، لأنه إذا فهم أن المقصود الإثبات وقد حدثنا بما نعقل، وضربت لنا الأمثال بما نعلم، وقد ثبت عندنا بالأصل المقطوع به أنه لا يجوز عليه ما يعرفه الحس، علمنا المقصود بذكر ذلك. وأصلح ما نقول للعوام: أمروا هذه الأشياء كما جاءت، ولا تتعرضوا لتأويلها، بل ذلك يقصد به حفظ الإثبات، وهذا الذي قصده السلف. وكان أحمد يمنع من أن يقال: لفظي بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق، كل ذلك ليحمل على الأتباع، وتبقى ألفاظ الإثبات على حالها. .....(48/487)
ما رأي أهل العلم في هذا عي هذا الشيخ وفي عذا الكتاب
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[11 - 05 - 08, 03:17 م]ـ
حرية الانسان عند الصوفية الأوائل وفي منهج الشيخ
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[11 - 05 - 08, 05:14 م]ـ
هل من الممكن أن ترفقه لنا لنطلع عليه إن كان مسموحا حتى نتثبت أمره(48/488)
استفسار حول العقيدة
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[11 - 05 - 08, 05:12 م]ـ
هل يلزم من أي أمر أمرنا الله أن نعتقده أن يكون غير معتقده كافرا بناء على أن العقيدة يجب أن تكون يقينية بارك الله فيكم
ومعذرة على طبيعة الأسئلة لكن هذا حال السائلين(48/489)
سؤال عن من قال ان العسل فيه شفاء ولاكن يمكن ان لايكون شفاء مثلا لمرضى السكر
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[11 - 05 - 08, 10:55 م]ـ
هل من قال انا العسل فيه شفاء وانا مؤمن بكل النصوص الواردة في العسل مثل قوله تعالى (ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس ان في ذلك لايه لقوم يتفكرون ( http://**********<b></b>:showAya(16,69))) وعند البخاري (عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي)
وعند البخاري ايضا (أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخي يشتكي بطنه، فقال: (اسقه عسلا). ثم أتاه الثانية، فقال: (اسقه عسلا). ثم أتاه الثالثة فقال: (اسقه عسلا). ثم أتاه فقال: قد فعلت؟ فقال: (صدق الله، وكذب بطن أخيك، اسقه عسلا). فسقاه فبرأ)
ولاكنه يقول ان العسل قد لايكون شفاء في بعض الحالات مثل مرض السكر قد يزيد من المرض فهل على قائل هذا الكلام ذنب وهل كلامه هذا يخل بلعقيدة مع ان النصوص اتت مطلقه ولم تستثني اي مرض من الامراض
افيدونا بارك الله فيكم
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[12 - 05 - 08, 05:19 م]ـ
اين انتم يا أهل العقيدة الصحيحة
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 06:07 م]ـ
سؤال جيد يحتاج تحرير وإجابة شافية ... هل ما جاء مطلقا مثل العسل والحجامة ... تؤخذ على إطلاقها لأي مرض أم هي مخصوصة كمن يشتكي بطنه نقول له عليك بالعسل لورود الحديث كما ذكر أعلاه ..
نعم (عندي) لو قال ذلك الكلام في الحبة السوداء لكان في قولة نظر بل لكان قوله باطل لأنه جاء أنها علاج من لكل شيء إلا الموت
عن عائشة أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا مِنْ السَّامِ قُلْتُ وَمَا السَّامُ قَالَ الْمَوْتُ (رواه البخاري)
والله أعلم
أما عن تساؤلك فلا أعلم فنحتاج من يرشدنا ويقرب المسألة أكثر والله أعلم
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[12 - 05 - 08, 08:28 م]ـ
قال صلى الله عليه وسلم
عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام و هو الموت 0
جاء في فيض القدير للمناوي
(عليكم بهذه الحبة) وفي رواية للبخاري الحبيبة مصغرا (السوداء فإن فيها شفاء من كل داء) يحدث من الرطوبة إذ ليس في شئ من النبات ما يجمع جميع الأمور التي تقابل جميع الطبائع في معالجة الأدواء بمقابلها إلا هي، وأخذ من أحاديث أخر أن معنى كونها شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفا بل ربما استعملت مفردة وربما استعملت مركبة وربما استعملت مسحوقة وغير مسحوقة أكلا وشربا وسعوطا وضمادا وغير ذلك وقيل قوله من كل داء تقديره يقبل العلاج بها فإنها إنما تنفع من الأمراض الباردة لا الحارة إلا بالعرض (إلا السام وهو الموت) أي إلا أن يخلق الله الموت عندها فلا حيلة في دفعه. أ.هـ
فأقول
قد جعل الله تعالى في العسل والحبة السوداء والحجامة شفاء من كل داء
لكن ينبغي أن يعلم أنه ليس المقصود أن هذه الأشياء تؤخذ على كل حال وبكل سبيل بل لذلك أصولا إن لم تراع هذه الصول قد تضر هذه الأشياء المريض
والله أعلم
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[14 - 05 - 08, 10:49 م]ـ
ابو البراء وابو القاسم جزاكم الله خيرا
ولاكن لعل الاجابة لم تتضح لدي بعد هل من قال بهذا القول علية ذنب وهل قولة هذا يخل بعقيدتة
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[15 - 05 - 08, 01:04 ص]ـ
ابو البراء وابو القاسم جزاكم الله خيرا
ولاكن لعل الاجابة لم تتضح لدي بعد هل من قال بهذا القول علية ذنب وهل قولة هذا يخل بعقيدتة
أولا أخي الحبيب هذا الكلام من الناحية الطبية غير صحيح بل أعرف أحدهم يعالج الناس من مرض السكر بالعسل!!
ثانيا لا بد على كل مسلم أنه إذا جاءه أمر من أوامر الله أو رسوله وما بان له وجه مناسبته أن يسلم ويبحث حتى يتوجه لديه الكلام فإما أن يكون الأمر فهم منه العموم وهو خاص أو فهم منه الإطلاق وهو مقيد ..... إلخ
أو لم يثبت الحديث أصلاً ...
لكن أخشى عليه أن يرد السنة هكذا بعقله المجرد أو على حسب ما نمى إليه علمه
والله أعلم
ـ[أبو السها]ــــــــ[15 - 05 - 08, 02:09 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/490)
هل في العسل شفاء لكل داء؟
هل عسل النحل ليس شفاء للمسلم؟ عندي ابنة عم، كلما شربت عسلاً، أو تتذوق كمية صغيرة منه تصاب باضطراب بسبب ألم معوي، لماذا؟ مع أني سمعت أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال إنه شفاء.
الحمد لله
امتنَّ الله تعالى على الخلق بنعَم جليلة، في شرابها، وغذائها، ودوائها، وسائر ما تحتاجه الخليقة لعمارة الكون، ومن تلك النعم الجليلة " عسل النحل "، وقد جمع الله تعالى فيه الشراب والغذاء والدواء!.
قال ابن القيم رحمه الله: " وهو غذاء مع الأغذية، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وحلو مع الحلوى، وطلاء مع الأطلية، ومفرح مع المفرحات، فما خُلق لنا شيء في معناه أفضل منه، ولا مثله، ولا قريباً منه " انتهى. " زاد المعاد " (4/ 34).
وقد أخبرنا ربنا تعالى في محكم تنزيله أنه شفاء للناس، قال تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ. يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل/ 68، 69.
وقوله تعالى (شفاء) بالتنكير يدل على التبعيض، وأنه شفاء لبعض الأدواء، لا أنه شفاء لها كلها، ولو كان العسل فيه الشفاء لكل الأمراض ما خلق الله دواء آخر غيره!.
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -:
" وقوله: (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) أي: في العسل شفاء للناس من أدواء تعرض لهم.
قال بعض من تكلم على الطب النبوي: لو قال فيه: " الشفاء للناس " لكان دواء لكل داء، ولكن قال (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) أي: يصلح لكل أحد من أدواء باردة؛ فإنه حار، والشيء يداوى بضده " انتهى. " تفسير ابن كثير " (4/ 582).
وانظر تفصيلاً من الإمام الطبيب ابن القيم في فوائد العسل ومنافعه في جواب السؤال رقم: (9691).
وبعض المرضى يتناول جرعة يسيرة من عسل، ويظن أنه سيكون فيه الشفاء لمرضه، بل لأمراضه! وهذا بعيد من الشرع، والواقع، فقد يعتري هذه المعالجة أشياء تمنع من الشفاء بالعسل، ومنه:
1. أن لا يكون المرض من الأدواء التي يكون العسل سبب شفائها.
2. أن تكون الكمية المتناولة قليلة، والمرض يحتاج لما أكثر منها.
3. أو يكون العسل ليس طبيعيّاً.
4. أو يكون ذلك من باب الابتلاء؛ ليُرى صبر المريض واحتسابه، أو ليزداد الأجر والثواب له.
5. أن يكون في الجسم من الموانع ما يمنع من الاستفادة من هذا الدواء، كحال المدخن، أو الذي يشرب المسكرات.
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه: (أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ فَقَالَ: (اسْقِهِ عَسَلًا)، ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: (اسْقِهِ عَسَلًا)، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: (اسْقِهِ عَسَلًا)، ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، فَقَالَ: (صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ اسْقِهِ عَسَلًا) فَسَقَاهُ فَبَرَأَ) رواه البخاري (5360) ومسلم (2217).
(يشتكي بطنه)، أي: من ألمٍ أصابه بسبب إسهال حصل له.
(صدق الله) يعني في قوله تعالى: (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) النحل/ 69.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله –: " معنى (كذب بطنه) أي: لم يصلح لقبول الشفاء، بل زلَّ عنه، وقد اعترض بعض الملاحدة، فقال العسل مسهل فكيف يوصف لمن وقع به الإسهال؟ والجواب: أن ذلك جهل من قائله، بل هو كقوله تعالى (بل كذَّبوا بما لم يحيطوا بعلمه)، فقد اتفق الأطباء على أن المرض الواحد يختلف علاجه باختلاف السنِّ، والعادة، والزمان، والغذاء المألوف، والتدبير، وقوة الطبيعة، ... .ولا شيء في ذلك مثل العسل، لا سيما إن مزج بالماء الحار، وإنما لم يفده في أول مرة: لأن الدواء يجب أن يكون له مقدار، وكمية، بحسب الداء، إن قصُر عنه: لم يدفعه بالكلية، وإن جاوزه أوهى القوة، وأحدث ضرراً آخر، فكأنه شرب منه أولاً مقداراً لا يفي بمقاومة الداء، فأمره بمعاودة سقيه، فلما تكررت الشربات بحسب مادة الداء: برأ بإذن الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/491)
وفي قوله صلى الله عليه وسلم (وكذب بطن أخيك): إشارة إلى أن هذا الدواء نافع، وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه، ولكن لكثرة المادة الفاسدة، فمِن ثمَّ أمره بمعاودة شرب العسل لاستفراغها، فكان كذلك، وبرأ بإذن الله " انتهى. " فتح الباري " (10/ 169 , 170).
ومثل ما أخبر الله تعالى به من وجود شفاء في العسل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن في الحبة السوداء شفاء من كل داء، وصيغة هذا الحديث فيها من التعميم ما ليس في آية النحل، ومع ذلك فلا يُعرف من يقول أن عمومها على ظاهره، وأنها نافعة لكل داء، وهو الأمر نفسه الذي قيل في العسل.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -: " قال الخطابي: قوله: (من كل داء): هو من العام الذي يراد به الخاص؛ لأنه ليس في طبع شيء من النبات ما يجمع جميع الأمور التي تقابل الطبائع في معالجة الأدواء بمقابلها، وإنما المراد أنها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة.
وقال أبو بكر بن العربي: العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء من كل داء من الحبة السوداء، ومع ذلك فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذى به، فإن كان المراد بقوله في العسل "فيه شفاء للناس" الأكثر الأغلب، فحمل " الحبة السوداء " على ذلك: أولى.
وقال غيره: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصف الدواء بحسب ما يشاهده من حال المريض، فلعل قوله في " الحبة السوداء " وافق مرض مَن مزاجه بارد، فيكون معنى قوله: (شفاء من كل داء) أي: من هذا الجنس الذي وقع القول فيه، والتخصيص بالحيثية كثير شائع، والله أعلم " انتهى. " فتح الباري " (10/ 145).
وعليه: فننصح بمراجعة طبيبة مختصة؛ لتشخص مرض ابنة عمكِ، ولترى إن كان يناسبها العلاج بالعسل أم لا، ولتحدد لك كيفية وكمية تناوله.
وقد بينا في جواب السؤال رقم: (20176) بعض الأدعية والأدوية لمن يشتكي من ألم في بدنه، فلينظر.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[15 - 05 - 08, 02:56 ص]ـ
أولا أخي الحبيب هذا الكلام من الناحية الطبية غير صحيح بل أعرف أحدهم يعالج الناس من مرض السكر بالعسل!!
حدثني أحد الإخوة (و هو مريض بمرض السكر) - و أحسبه صادقا - أنه كان يتداوي من ارتفاع السكر بتناول العسل و كان الدكتور المعالج له ينهاه عن ذلك و ينهره و لكنه يصر على أن العسل شفاء و لا يستمع إلى كلام هذا الدكتور
و العجيب أنه قال للدكتور: أتحداك أن العسل يخفض مستوى السكر و أمره بقياس مستوى السكر في دمه ثم تناول العسل و أعاد قياسه فدهش هذا الدكتور حينما رأى أنخفاض مستوى السكر بعد تناول العسل
هذا ما حكاه لي هذا الأخ بنفسه
و الله أعلم
ملحوظة: الذي أتذكره أن هذا الأخ كان يتعاطى الإنسولين أيضا و لكن بجرعات أقل مما ينصحه به الدكتور
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[15 - 05 - 08, 03:06 ص]ـ
وأنا أعرف شخصا مصابا بداء السكر، إذا ارتفع عليه السكر يأكل عسلا فينخفض، ويستقر.
ـ[عمر الدراوى]ــــــــ[15 - 05 - 08, 03:17 ص]ـ
بارك الله فيكم أشياخى الأفاضل
ولكن فيما يبدو لنظرى الضعيف
أنه ليست المسألة - فيما يظهر - بحقيقة علاج السكر بعسل النحل
بل المقصد رد آية من القرآن أو تعطيلها أو صرفها من العموم إلى خصوص بعض الأمراض
ولاكنه يقول ان العسل قد لايكون شفاء في بعض الحالات مثل مرض السكر قد يزيد من المرض فهل على قائل هذا الكلام ذنب وهل كلامه هذا يخل بلعقيدة
فالمسألة التى تلح الآن
هل على قائل هذا الكلام ذنب وهل كلامه هذا يخل بلعقيدة مع ان النصوص اتت مطلقه ولم تستثني اي مرض من الامراض
افيدونا بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - 05 - 08, 02:30 م]ـ
وقد أخبرنا ربنا تعالى في محكم تنزيله أنه شفاء للناس، قال تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ. يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل/ 68، 69.
وقوله تعالى (شفاء) بالتنكير يدل على التبعيض، وأنه شفاء لبعض الأدواء، لا أنه شفاء لها كلها، ولو كان العسل فيه الشفاء لكل الأمراض ما خلق الله دواء آخر غيره!.
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -:
" وقوله: (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) أي: في العسل شفاء للناس من أدواء تعرض لهم.
قال بعض من تكلم على الطب النبوي: لو قال فيه: " الشفاء للناس " لكان دواء لكل داء، ولكن قال (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) أي: يصلح لكل أحد من أدواء باردة؛ فإنه حار، والشيء يداوى بضده " انتهى. " تفسير ابن كثير " (4/ 582).
وانظر تفصيلاً من الإمام الطبيب ابن القيم في فوائد العسل ومنافعه في جواب السؤال رقم: (9691).
وبعض المرضى يتناول جرعة يسيرة من عسل، ويظن أنه سيكون فيه الشفاء لمرضه، بل لأمراضه! وهذا بعيد من الشرع، والواقع، فقد يعتري هذه المعالجة أشياء تمنع من الشفاء بالعسل، ومنه:
سبحان الله
هذا ما خطر في بالي عندما تصفحت الموضوع وكنت سأسال عنه ثم وجدت نقلك
بارك الله فيك اخي الفاضل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/492)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 06:58 م]ـ
جزاكم الله خير ..
أما عن الحبة السوداء فليس لي أن أدع قول الرسول (من كل داء) وآخذ برأي ابن حجر رحمه الله أو غيره بتأويلات أو أنها خاصة .. ماهو الدليل على ذلك ..
عن عائشة أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا مِنْ السَّامِ قُلْتُ وَمَا السَّامُ قَالَ الْمَوْتُ (رواه البخاري)
لا حظ أنه قال (من كل داء) .. وهي من صيغ العموم!
ثم قال (إلا السام) أي الموت ... وهذا تخصيص منه صلى الله عليه وسلم
إذا يظهر أنه على إطلاقه .. إلا إذا جاءنا من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ما يخص هذا الإطلاق في حديث آخر ... أما التأويلات التي لا تستند إلى دليل فلا نأخذ بها (قل هاتوا برهانكم .. ) والله تعالى أعلم
ـ[أبوعبيدةالسلفى]ــــــــ[18 - 05 - 08, 02:58 م]ـ
أرسل سائل اسمه أحمد عبد الكريم من مكة المكرمة لبرنامج نور على الدرب يقول
يوجد عندنا مريض بمرض السكر ونعالجه عند الأطباء ومنعوه هؤلاء الدكاترة عن جميع الحلى ومن ضمن هذا الحلى العسل وهذا يخالف القرآن حيث أن الله سبحانه وتعالى ذكر أن فى العسل شفاء هل نأخذ بكلام الدكاترة
أم نأخذ بكلام الله سبحانه أفيدونا جزاكم الله خيرا
فأجاب فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد
يا أخ أحمد عبد الكريم من مكة المكرمة تقول ان لديكم مريضا بمرض السكروقد عرضتموه على عدد من الأطباء وأن بعضهم نهى عن تناول كل حلى والتى من جملتها العسل وتقول ان العسل شفاء فهل يؤخذ بقول الأطباء أم بقول الله لا يا أخى قول الله أبلغ وأصح من قول الأطباء قال الله تعالى وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ لا شك ان فى العسل شفاء ولكن فى الغالب أن العسل لا يأتى صافيا بل يمزج و يخلط بما ليس منه مما يجعله غير عسل صافيا اما العسل الصافى فلا شك أن قول الله أبلغ وما جاء فى القرآن أفصح من قول الأطباء مهما كانت حالتهم والله أعلم(48/493)
وسائل التنصير في العالم الاسلامي
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[12 - 05 - 08, 01:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جاءني على إيميلي موضوع من موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة وهوفي غاية الخطورة فأحببت أن أنقله إليكم حتى يتحمل كل مسؤليته
أما م هجمات التنصير المسعورة.
وسائل التنصير في العالم الإسلامي
1) - الوسيلة المساندة الأولى والأقوى هي الاحتلال (الاستعمار) وهو ما يجري الآن في العراق، وما حدث من قبل من استعمار للبلدان الإسلامية.
2) - الدعم السخي الذي يبذله المواطنون الغربيون سواء كانوا أفراداً أم مؤسسات أو حكومات للقائمين بأعمال التنصير.
3) - عامل الفقر لدى المسلمين عامل مساعد على التنصير، لأن الفقر يقابله الأموال عند المنصرين وتسخيره لجذب هؤلاء الفقراء إلى التنصر بشتى الوسائل المادية.
4) - قلة الوعي والجهل بالدين والحياة، واختلاط الحق بالباطل عند كثير من المسلمين واختلاط الصدق بالخرافة، فيعمد المنصرون إلى ترسيخ هذه المفهومات بطريقتهم.
5) - الحقد الكمين لدى بعض المنصرين الموروث ضد المسلمين خاصة، بسبب أن الإسلام انتشر في العصور الوسطى وأقام سداً منيعاً في وجه انتشار النصرانية، ثم إن الإسلام قد امتد إلى البلاد التي كانت خاضعة لصولجانها، وهذا كلام صرح به المستشرق الألماني "بيكر Becker" .
6)- استغلال حب الرحلات والمغامرة لدى المنصرين فتقوم مؤسسات التنصير على تعليمهم اللغات والطباع والعادات والأديان وجوانب الضعف فيها، وإن لم يكن فيها ضعف أوجدوه فيها كما يفعل المستشرقون قديماً وحديثاً في الدين الإسلامي.
7) - تساهل بعض الحكام المحليين ورؤساء القبائل وشيوخها واستقبالهم المنصرين والترحيب بهم وتقريبهم وإعطاؤهم التسهيلات لإقامة مؤسساتهم التنصيرية واقامة كنائس جديدة.
نتائج التنصير:
بسبب ما يملكه المنصرون من إمكانات ضخمة أوصلتهم إلى جميع الأماكن التي يريدونها والعمل فيها بكل قوة، وفي المقابل الإمكانات الضعيفة والشحيحة لدى الدعاة المسلمين هذا كله جعل التنصير عامل إعاقة قوي لانتشار الإسلام بين غير المسلمين. فقد توقف انتشار الإسلام في إفريقيا جنوبي الصحراء، فقد كان المسلمون عشرة أضعاف المسيحيين واليوم أصبح المسيحيون أضعاف المسلمين. وفيما يلي بعض الحقائق عن الجهود التنصيرية وما يتوفر من إمكانات للتنصير في جنوب إفريقيا، وهذا على سبيل المثال لا الحصر:
1600 مستشفى.
5112 مستوصف.
1050صيدلية.
120 ملجأ للمرضى.
905 دار لإيداع الأيتام والعجزة والأرامل.
88610 كتاب تنصير مطبوعة بعناوين مختلفة ونشر منها مئات الملايين.
24900 مجلة كنسية أسبوعية يوزع منها ملايين النسخ.
700000 نشره يوزع منها عشرات الملايين.
2340 محطة إذاعية وتلفازية تنشر تعاليم الإنجيل وخدمة التنصير.
120000 معهد تنصير.
11000 روضة أطفال تلقنهم فيها التنصير.
112000000 نسخة توزع مجاناً من الإنجيل في العالم.
652 لغة ولهجة إفريقية ترجم لها الإنجيل على كاسيت للأميين.
ومع هذه الجهود الجبارة إلا أن التنصير بين المسلمين فيه صعوبة كبيرة جداً؛ وتعثر المنصرون عند المسلمين كثيراً فلجأوا إلى أساليب التشكيك في العقيدة الإسلامية فكان النجاح كبيراً، في أوساط العوام والبعيدين عن الدين أما الواعين من المسلمين فلم تفلح جهود المنصرين عند الواعين العارفين.
كلمة لابد منها:
هل يقف المسلمون مكتوفي الأيدي أمام هذه الحملات التنصيرية القوية؟
الجواب الشرعي لا، لا يجوز لهم ذلك لأن المسلمين أمة تحمل رسالة الإسلام ونشرها في العالم وبهذا يكون المسلمون شهداء على الناس في وصول الدعوة الإسلامية إليهم، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} [البقرة:143]؛ فلا يجوز أن نقف متفرجين أمام ما يحدث فلابد من القيام بالدعوة إلى الله لصد هذه الهجمة التنصيرية ولإدخال العالم في دينهم الحق: الإسلام، فيجب على كل فرد مسلم أن يقدم ما يستطيع من جهود في مجال الدعوة إلى الإسلام وذلك باستخدام الأساليب المباحة لنا، لا أن نقابل ما يستخدمه النصارى من أساليب غير نزيهة بمثلها بل لابد أن تكون أساليب دعوتنا في الإطار المسموح به شرعاً مهما كانت قوة الحملات التنصيرية ومهما اتخذت من أساليب ممنوعة.
1) - فيجب على الجامعات الإسلامية أن يكون لها دور في عملية الدعوة للمسلمين وغير المسلمين، ويجب الاعتناء بشريحة الشباب المسلم في المجتمع وتوجيههم للمساهمة كلٌ بقدر استطاعته في الدعوة إلى الله، كما يجب أيضاً على الجامعات والمؤسسات العلمية والتعليمية ومراكز البحوث أن تقوم بترجمة الكتب والكتيبات الموجهة والنافعة في هذا المجال، ونتطلع إلى رابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي في تكثيف جهودهما في هذا المجال.
2) - لابد أن يقوم كوكبة من العلماء وطلبة العلم بالتصدي للتنصير وكشف أساليب ووسائل المنصرين مع قيامهم بالدعوة إلى الإسلام.
3) - ويجب على الحكومات الإسلامية أن تمنع التسهيلات لحملات التنصير وتقوم بمراقبة العاملين من غير المسلمين سواء في البعثات الدبلوماسية أو الأطباء والممرضين وغيرهم.
4) - إنشاء الجمعيات التي تقوم بنشر الدعوة إلى الإسلام وبيان معانيه، واستحصال الإذن القانوني اللازم لإنشاء هذه الجمعيات، وأن تدعو العلماء المخلصين للانتساب إلى هذه الجمعيات، ودعوة الأغنياء من التجار وغيرهم لدعم هذه الجمعيات.
والله الموفق.
yekhlef-ahmed@hotmail.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/494)
ـ[عمر الدراوى]ــــــــ[12 - 05 - 08, 01:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا على التنبيه
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:20 م]ـ
اللهم آمين أخي الكريم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:21 م]ـ
3) - عامل الفقر لدى المسلمين عامل مساعد على التنصير، لأن الفقر يقابله الأموال عند المنصرين وتسخيره لجذب هؤلاء الفقراء إلى التنصر بشتى الوسائل المادية.
4) - قلة الوعي والجهل بالدين والحياة، واختلاط الحق بالباطل عند كثير من المسلمين واختلاط الصدق بالخرافة، فيعمد المنصرون إلى ترسيخ هذه المفهومات بطريقتهم.
yekhlef-ahmed@hotmail.com (yekhlef-ahmed@hotmail.com)
جزاك الله خير ....
أما عن النقطة رقم 3 هي الآن تحت التنفيذ من قبل أعداء الله فالخسائر الكبير لدى الكثير من المواطنين في الأسهم ... وغلاء الأسعار .. والتدخل في اقتصاد الدول الإسلامية ... .. والواقع يشهد والله أعلم
وأيضا النقطة رقم 4 فهي متفشية لدى الأغلبية .. والله المستعان
وقد أكثروا على المسلمين الملهيات .. والواقع يشهد فكثرة الألعاب وطرقها مما أشغلت الكبار قبل الصغار ...
والله المستعان
نفع الله بك أخي الكريم
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[13 - 05 - 08, 01:25 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على الإضافات المفيدة(48/495)
هل يجوز اثبات لفظ "الذات " هنا؟
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 04:11 م]ـ
قال الامام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ: ( ........... وأهل السنة
يقرون بأن الله فوق العرش حقيقة وأن ذاته فوق ذات العرش) فهل تعلمون أحدا سبق الامام الى هذا التعبير؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 10:45 م]ـ
الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله
و بعد
فقد أثبتها جماعة من أئمة السنة ردا على المبتدعة ممن قالوا: ان علو الله تعالى على عرشه المقصود به علو القهر و القدر فقط و مقصودهم نفي علو ذاته تعالى على العرش
و كلام الأئمة في هذا كثير
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 11:18 م]ـ
فقد أثبتها جماعة من أئمة السنة ردا على المبتدعة ممن قالوا: ان علو الله تعالى على عرشه المقصود به علو القهر و القدر فقط و مقصودهم نفي علو ذاته تعالى على العرش
و كلام الأئمة في هذا كثير
والامام ابن تيمية رحمه الله تعالى قد عزا هذا القول الى أهل السنة كما نقلته عنه،وسؤالي هو من من "السلف "وصف الله في استوائه على عرشه بأنه استواء ذات على ذات؟
يا أخي نحن ننكر تقليد الائمة في الفروع،فكيف نقبل التقليد في الأصول؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 11:41 م]ـ
والامام ابن تيمية رحمه الله تعالى قد عزا هذا القول الى أهل السنة كما نقلته عنه،وسؤالي هو من من "السلف "وصف الله في استوائه على عرشه بأنه استواء ذات على ذات؟
يا أخي نحن ننكر تقليد الائمة في الفروع،فكيف نقبل التقليد في الأصول؟
ما الذي أدخل مسألة التقليد هنا؟
هذا من صميم عقيدة أهل السنة و لو لم يتكلم المبتدعة لما تكلم أهل السنة , كما ان قول أهل السنة ان القرآن غير مخلوق و ان الصفات تمر كما جاءت بلا كيف ... الخ لم يقل به الصحابة و مع ذلك قرره أئمة الدين بعدهم فهل تطعن فيهم أيضا و ترد كلامهم؟ و هل ستقول: " يا أخي نحن ننكر تقليد الائمة في الفروع،فكيف نقبل التقليد في الأصول " و ترد كل كلامهم في مسائل الصفات و تقف في القرآن و تقول لا أقول هو مخلوق أو ليس بمخلوق لأن الصحابة لم يتكلموا في ذلك ........... الخ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم إذا لم يكن إستواء الله تعالى على عرشه هو علو ذاته تعالى عليه فما معنى الإستواء عندك؟
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 02:35 ص]ـ
و كلام الامام الذهبي على مقتضى كلام الامام أحمد و ابن قتيبة و غيرهم: ان سكتم سكتنا و ما كان لأهل السنة أن يسكتوا بعد أن لم يعد ينفع السكوت فاسكتوا عن القول بأن الاستواء و النزول و الكلام بالقهر أو بالعلم أو بالمعنى القائم بالذات نسكت عن الذات و الحد و الحرف و لندع جميعا آيات و أحاديث الصفات تؤدي دورها بنفسها مع فطر الناس و لو التزم تلامذة المنطق الوسطوي السكوت لرفع الخلاف و لكفونا و لكن هيهات أن يقبلوا بقراءة مجرد الآثار في كتب السنة الا و تنفر أنفسهم و يلزمون الناس عدم اعتقاد ظواهراها هذا ما جرى و يجري و سيظل يجري منهم ما دام فيهم عرق أرسطي ينبض و هذا كلام نفيس جدا لشيخ الاسلام في المسألة لا يمل من تكراره لتكرار الحاجة اليه
قال في معرض رده على الامام الخطابي في انكاره على القائلين بالحد
"الوجه الثاني قوله سبيل هؤلاء أن يعلموا أن صفات الله تعالى لا تؤخذ إلا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم دون قول أحد من الناس فيقولون له لو وفيت أنت ومن اتبعه بإتباع هذه السبيل لم تحوجنا نحن وأئمتنا إلى نفي بدعتكم بل تركتم موجب الكتاب والسنة في النفي والإثبات أما في النفي فنفيتم عن الله تعالى أشياء لم ينطق بها كتاب ولا سنة ولا إمام من أئمة المسلمين بل والعقل لا يقضي بذلك عند التحقيق وقلتم إن العقل نفاها فخالفتم الشريعة بالبدعة والمناقضة المعنوية وخالفتم العقول الصريحة وقلتم ليس هو بجسيم ولا جوهر ولا متحير ولا في جهة ولا يشار إليه بحس ولا يتميز منه شئ عن شئ وعبرتم عن ذلك بأنه تعالى ليس بمنقسم ولا مركب وأنه لا حد له ولا غاية تريدون بذلك انه يمتنع عليه أن يكون له حد وقدر أو يكون له قدر لا يتناها و أمثال ذلك ومعلوم أن الوصف بالنفي كالوصف بالإثبات فكيف ساغ لكم هذا النفي بلا كتاب ولا سنة مع اتفاق السلف على ذم من ابتدع ذلك وتسميتهم إياهم جهمية وذمهم لأهل هذا الكلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/496)
وأما في الإثبات فإن الله تعالى وصف نفسه بصفات ووصفه رسوله بصفات فكنتم أنتم الذين تزعمون أنكم من أهل السنة والحديث دع الجهمية والمعتزلة تارة تنفونها وتحرفون نصوصها أو تجعلونها لا تعلم إلا أماني وهذا مما عاب الله تعالى به أهل الكتاب قبلنا وتارة تقرونها إقرارا تنفون معه ما أثبته المنصوص من أن يكون النصوص نفته وتاركين من المعاني التي دلت عليه مالا ريب في دلالتها عليه مع ما في جمعهم بين الأمور المتناقضة من مخالفة صريح المعقول فأنت وأئمتك في هذا الذي تقولون إنكم تثبتونه إما أن تثبتوا ما تنفونه فتجمعوا بين النفي والإثبات وإما أن تثبتوا ما لا حقيقة له في الخارج ولا في النفس وهذا الكلام تقوله النفاة المثبتة لهؤلاء كمثل الأشعري والخطابي والقاضي أبي يعلى وغيرهم من الطوائف ويقول هؤلاء المثبتة كيف سوغتم لأنفسكم هذه الزيادات في النفي وهذا التقصير في الإثبات على ما أوجبه الكتاب والسنة وأنكرتم على أئمة الدين ردهم لبدعة ابتدعها الجهمية مضمونها إنكار وجوب الرب تعالى وثبوت حقيقته وعبروا عن ذلك بعبارة فأثبتوا تلك العبارة ليبينوا ثبوت المعنى الذي نفاه أولئك وأين في الكتاب والسنة أنه يحرم رد الباطل بعبارة مطابقة له فإن هذا اللفظ لم نثبت به صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة بل بينا به ما عطله المبطلون من وجود الرب تعالى ومباينته لخلقه وثبوت حقيقته
ويقولون لهم قد دل الكتاب والسنة على معنى ذلك كما تقدم احتجاج الإمام أحمد لذلك بما في القرآن مما يدل على أن الله تعالى له حد يتميز به عن المخلوقات وأن بينه وبين الخلق انفصالا ومباينة بحيث يصح معه أن يعرج الأمر إليه ويصعد إليه ويصح أن يجئ هو ويأتي كما سنقرر هذا في موضعه فإن القرآن يدل على المعنى تارة بالمطابقة وتارة بالتضمن وتارة بالالتزام وهذا المعنى يدل عليه القرآن تضمنا أو التزاما
ولم يقل أحد من أئمة السنة إن السني هو الذي لا يتكلم إلا بالألفاظ الواردة التي لا يفهم معناها بل من فهم معانى النصوص فهو أحق بالسنة ممن لم يفهمها ومن دفع ما يقوله المبطلون مما يعارض تلك المعاني وبين أن معاني النصوص تستلزم نفي تلك الأمور المعارضة لها فهو أحق بالسنة من غيره وهذه نكت لها بسط له موضع آخر "
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 12:13 م]ـ
فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي ***** تضمنه صدري وضمت جوانحي
## تنبيه ##
حذفت المشاركات التي فيها التطاول على المحاورين
## المشرف ##
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 12:59 م]ـ
يقول الشيخ محمد بن خليفة التميمي حفظه الله تعالى في كتابه الصفات اإلهية ما نصّه:
" يمكن تقسيم الألفاظ المجملة -أي التي لم يرد استعمالها في النصوص- على النحو التالي: أولاً: ألفاظ ورد استعمالها ابتداءً في بعض كلام السلف
ومن أمثلة ذلك لفظ (الذات) و (بائن)
وهذه الألفاظ تحمل معاني صحيحة دلت عليها النصوص
وهذا النوع من الألفاظ يجيز جمهور أهل السنة استعمالها
وهناك من يمنع ذلك بحجة أن باب الإخبار توقيفي كسائر الأبواب
والصواب أنه ما دام المعنى المقصود من ذلك اللفظ يوافق ما دلت عليه النصوص، واستعمل اللفظ لتأكيد ذلك فلا مانع
كقول أهل السنة: "إن الله استوى على العرش بذاته"
فلفظة (بذاته) مراد بها أن الله مستو على العرش حقيقة وأن الاستواء صفة له
وكقولهم: "إن الله عالٍ على خلقه بائن منهم"
فلفظة (بائن) يراد بها إثبات العلو حقيقة، والرد على زعم من قال إن الله في كل مكان بذاته
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والمقصود هنا أن الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة، لما فيها من لبس الحق بالباطل، مع ما تُوقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة، بخلاف الألفاظ المأثورة، والألفاظ التي بينت معانيها، فإن ما كان مأثوراً حصلت به الألفة، وما كان معروفاً حصلت به المعرفة" [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=821719#_ftn1)
وقال أيضاً: "فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل
ويراعون أيضاً الألفاظ الشرعية، فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا
ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/497)
ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة، وقالوا إنما قابل البدعة ببدعة ورد باطلاً بباطل" [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=821719#_ftn2)
فيستفاد من كلام شيخ الإسلام المتقدم أن الألفاظ على أربعة أقسام:
القسم الأول: الألفاظ المأثورة وهي التي وردت بها النصوص
القسم الثاني: الألفاظ المعروفة وهي التي بُيِّنَت معانيها
القسم الثالث: الألفاظ المبتدعة التي تدل على معنى باطل
القسم الرابع: الألفاظ المبتدعة التي تحتمل الحق والباطل
فلفظ (الذات) و (بائن) هي من القسم الثاني
وهذه الألفاظ كما أسلفنا إنما تستعمل في باب الإخبار ولا تستعمل في باب الأسماء والصفات، ولذلك لما اعترض الخطابي على استعمالها بقوله: "وزعم بعضهم أنه جائز أن يقال له تعالى حد لا كالحدود كما نقول يد لا كالأيدي فيقال له: إنما أُحْوِجْنَا إلى أن نقول يد لا كالأيدي لأن اليد قد جاء ذكرها في القرآن وفي السنة فلزم قبولها ولم يجز رَدُّها. فأين ذكر الحد في الكتاب والسنة حتى نقول حد لا كالحدود، كما نقول يد لا كالأيدي؟! " [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=821719#_ftn3)
فرد شيخ الإسلام ابن تيمية على قول الخطابي من وجوه منها: "أن هذا الكلام الذي ذكره إنما يتوجه لو قالوا: إن له صفة هي الحد، كما توهمه هذا الراد عليهم. وهذا لم يقله أحد، ولا يقوله عاقل؛ فإن هذا الكلام لا حقيقة له إذ ليس في الصفات التي يوصف بها شييء من الموصوفات -كما وصف باليد والعلم- صفة معينة يقال لها الحد، وإنما الحد ما يتميز به الشييء عن غيره من صفته وقدره" [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=821719#_ftn4)
فأهل السنة لم يثبتوا بهذه الألفاظ صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة، بل بينوا بها ما عطله المبطلون من وجود الرب تعالى ومباينته من خلقه وثبوت حقيقته" [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=821719#_ftn5)
[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=821719#_ftnref1) درء تعارض العقل والنقل (1/ 271)
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=821719#_ftnref2) درء تعارض العقل والنقل (1/ 254).
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=821719#_ftnref3) نقض تأسيس الجهمية (1/ 442)
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=821719#_ftnref4) نقض تأسيس الجهمية (1/ 442 - 443)
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=821719#_ftnref5) نقض تأسيس الجهمية (1/ 445).(48/498)
أهمية توحيد العبادة تأليف فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العبّاد البدر
ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[12 - 05 - 08, 08:34 م]ـ
أهمية توحيد العبادة
تأليف
عبد المحسن بن حمد العبّاد البدر
الطبعة الأولى 1429هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله الذي قال في كتابه المبين:] وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [[الذاريات: 56]، وقال:] الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ [[الأنعام: 1]، وأشهد أن لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إيّاه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فإن أوجب الواجبات وأهم المهمات إخلاص العبادة لرب الأرض والسماوات، وعدم صرف شيء منها لأحد من المخلوقات؛ لأنه للتكليف بتوحيد العبادة خُلق الجن والإنس، ولبيانه والدعوة إليه أنزلت الكتب وأُرسلت الرسل، وبسبب قبوله ورده حصل الانقسام إلى مؤمنين وكافرين وسعداء وأشقياء، ولا شك أن حاجة كل إنسان إلى معرفة هذا التوحيد والتعبد به فوق كل حاجة، وضرورته إليه فوق كل ضرورة؛ لأن في ذلك سعادة الدنيا والآخرة، وهذا التوحيد هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله المشتملة على ركنين: نفي عام وهو نفي العبادة عن كل من سوى الله، وإثبات خاص وهو إثباتها لله وحده، وإخلاص العمل لله أحد شرطي قبول العمل المتقرب به إلى الله، والشرط الثاني المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعمل المقبول عند الله هو ما كان خالصاً لله ومطابقاً لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا فُقد شرط الإخلاص رُد العمل؛ لقول الله عز وجل:] وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا [[الفرقان: 23]، وقوله تعالى في الحديث القدسي: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» رواه مسلم (7475) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وإذا فُقد شرط المتابعة رُدَّ العمل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» رواه البخاري (2697) ومسلم (4492) من حديث عائشة رضي الله عنها، وفي لفظ لمسلم (4493): «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، والرواية الثانية أعم من الأولى؛ لأنها تشمل من أحدث ومن تابع من أحدث.
ولأهمية توحيد العبادة وأنه ينبغي العناية به من العلماء والدعاة إلى الله عز وجل رأيت كتابة هذه الكلمات، وأسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين للفقه في الدين والثبات على الحق وإخلاص العمل لله والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، إنه سميع مجيب.
خلق الجن والإنس لتكليفهم بالعبادة
خلق الله الجن والإنس لعبادته، وأمرهم بتوحيده وطاعته، وقد انقسموا إلى قسمين سعيد وشقي، وعاص ومطيع، فمن أطاعه دخل الجنّة ومن عصاه دخل النار، قال الله عز وجل:] وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [[السجدة: 13]، وكلهم مأمورون منهيون، وهم مع هذا الأمر والنهي موفَّقون ومخذولون، ومعنى خَلْقهم للعبادة أي لتكليفهم وابتلائهم بها، وقيل: المراد بقوله:] إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [مَن آمن منهم، قال القرطبي في تفسيره: «قيل: إن هذا خاص فيمن سبق في علم الله أنه يعبده، فجاء بلفظ العموم ومعناه الخصوص، والمعنى: وما خلقت أهل السعادة من الجن والإنس إلاّ ليوحدون»، وقال ابن كثير في تفسيره: «أي: إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي لا لاحتياجي إليهم»، وقال شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في (أضواء البيان: 7/ 714 ـ 715): «والتحقيق ـ إن شاء الله ـ في معنى هذه الآية الكريمة] إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [أي: إلاّ لآمرهم بعبادتي وأبتليهم، أي: أختبرهم بالتكاليف ثم أجازيهم على أعمالهم، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وإنما قلنا: إن هذا هو التحقيق في معنى الآية؛ لأنه تدل عليه آيات محكمات من كتاب الله، فقد صرّح تعالى في آيات من كتابه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/499)
أنه خلقهم ليبتليهم أيهم أحسن عملاً، وأنه خلقهم ليجزيهم بأعمالهم، قال تعالى في أول سورة هود:] وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ [، ثم بيَّن الحكمة في ذلك فقال:] لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ [، وقال تعالى في أول سورة الملك:] الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [، وقال تعالى في أول الكهف:] إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [الآية، فتصريحه ـ جلّ وعلا ـ في هذه الآيات المذكورة بأن حكمة خلقه للخلق هي ابتلاؤهم أيهم أحسن عملاً يفسر قوله:] إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [، وخير ما يفسر به القرآن القرآن».
توحيد العبادة هو حق الله على عباده
روى البخاري (5967) ومسلم (143) عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: «بينا أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل، فقال: يا معاذ! قلت: لبيك رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة ثم قال: يا معاذ! قلت: لبيك رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة ثم قال: يا معاذ! قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حق الله على عباده؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، ثم سار ساعة ثم قال: يا معاذ بن جبل! قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق العباد على الله أن لا يعذبهم».
فقد اشتمل هذا الحديث على بيان حق الله على عباده، وهو إفراده بالعبادة وترك الإشراك به، واشتمل على اهتمامه صلى الله عليه وسلم وعنايته ببيان هذا التوحيد، وذلك بندائه معاذاً رضي الله عنه ثلاث مرات متفرقات، ثم قوله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: «هل تدري ما حق الله على عباده؟»، والمراد من هذا التمهيد بهذا النداء والسؤال أن يتهيّأ معاذ رضي الله عنه لمعرفة واستيعاب ما يقوله له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك دال على كمال بيانه صلى الله عليه وسلم وكمال نصحه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وقد أورد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هذا الحديث في مطلع كتابه «كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد» وأخذ تسميته منه.
دعوة الرسل إلى توحيد العبادة
بعث الله في كل أمة رسولاً بلسانها يدعوها إلى التوحيد ويحذِّرها من الشرك ويدلّها على خير ما يعلمه لها ويحذّرها من شرّ ما يعلمه لها، قال الله عز وجل:] وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ [[إبراهيم: 4]، وقال:] وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [[النحل: 36]، وقال:] يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ [[النحل: 2]، وقال:] وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ [[الأنبياء: 25]، وفي صحيح مسلم (4776) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهماأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنه لم يكن نبي قبلي إلاّ كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم»، وقال صلى الله عليه وسلم: «تركتكم على مثل البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك» حديث صحيح رواه ابن أبي عاصم في السّنّة (48) من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، ورواه أيضاً (47) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/500)
ففي هذه الآيات الدلالة إجمالاً على أن كل رسول دعا أمته إلى التوحيد وحذّرها من الشرك، وقد جاءت الآيات إجمالاً في بيان كفر أقوامهم بهم وبقائهم على ملّة آبائهم، قال الله عز وجل:] أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ [[إبراهيم: 9ـ 10]، وقال:] وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُون [[سبأ: 34]، وقال:] وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُون [[الزخرف: 23]، وقال:] كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ [[الذاريات: 52].
وهذا الإجمال في دعوة الرسل إلى التوحيد وردِّ أممهم عليهم جاء مفصلاً في قصص الأنبياء في القرآن الكريم، قال الله عز وجل عن نوح في سورة الأعراف:] لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [[الأعراف: 59]، وقال في سورة هود:] وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِين أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ [[هود: 25ـ 26]، وقال في سورة المؤمنون:] وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ [[المؤمنون: 23]، وقال في سورة الشعراء:] كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُون [[الشعراء: 105ـ 110]، وقال في سورة نوح:] إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ [[نوح: 1ـ 3].
وقال عن ردّ قومه عليه في سورة المؤمنون:] فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ [[المؤمنون: 24]، وقال في سورة نوح:] وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلاَ سُوَاعًا وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا [[نوح: 23]، وقد أوردت في التقديم لكتابَيْ تطهير الاعتقاد وشرح الصدور للصنعاني والشوكاني آيات مفصلة لدعوة عدد من الرسل من بعد نوح ورد بعض قومهم عليهم، وهم هود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب ويعقوب وموسى وعيسى وسليمان وإلياس ويونس ويوسف ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
أقسام التوحيد ودلالة بعضها على بعض
أقسام التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، فتوحيد الربوبية توحيد الله تعالى بأفعاله كالخلق والرَّزق والإحياء والإماتة وغيرها من أفعاله التي اختص بها ولم يشاركه فيها أحد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/1)
وتوحيد الألوهية توحيده تعالى بأفعال العباد كالدعاء والخوف والرجاء والرغبة والرهبة والتوكل والإنابة والاستغاثة والاستعاذة والذبح والنذر وغيرها من أفعال العباد، فإنه يجب أن يخصوا الله بها ولا يجعلوا له شريكاً فيها.
وتوحيد الأسماء والصفات توحيده بأسمائه وصفاته، وذلك بإثبات ما جاء في الكتاب والسنّة من أسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بكماله وجلاله من غير تكييف أو تشبيه أو تمثيل، ومن غير تحريف أو تعطيل أو تأويل، كما بيَّن الله ذلك بقوله:] لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [[الشورى: 11]، فأثبت لنفسه السمع والبصر، ونفى مشابهة غيره له.
والدليل على هذا التقسيم استقراء نصوص الكتاب والسّنّة، فإنها دلت على توحيد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، ويتضح ذلك بأول سورة في القرآن وآخر سورة فيه، ففي قول الله عز وجل:] الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [إثبات توحيد الألوهية؛ وذلك بحمد العباد ربهم، وتوحيد الربوبية بقوله:] رَبِّ الْعَالَمِينَ [، ومن أسماء الله في هذه الآية لفظ الجلالة والرب كما في قوله:] سَلاَمٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيم [[يس: 58]، وفي قول الله تعالى:] الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [إثبات توحيد الأسماء والصفات، وفي قوله:] مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ [: توحيد الربوبية، وفي قوله:] إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [: توحيد الألوهية، وفي قوله:] اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ [إلى آخر السورة: توحيد الألوهية.
وفي قول الله عز وجل:] قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [توحيد الألوهية وهو الاستعاذة برب الناس، وتوحيد الربوبية والأسماء والصفات في: (ربِّ الناس)، وفي قوله:] مَلِكِ النَّاسِ [توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، وفي قوله:] إِلَهِ النَّاسِ [توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
وتوحيدا الربوبية والأسماء والصفات مستلزمان لتوحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية متضمن لهما؛ فإن من أقر بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت وحده لزمه أن يعبد الله وحده ولا يجعل غيره شريكاً له في العبادة، ومن أقر بما جاء في الكتاب والسّنّة من الأسماء والصفات لزمه أن يعبد الله وحده لا شريك له، ومن كان مقراً بتوحيد الألوهية فهو مقر بتوحيد الربوبية وبتوحيد الأسماء والصفات؛ لأن من عبد الله وحده لا ينكر أن يكون خالقاً رازقاً محيياً مميتاً ولا ينكر أن يكون سميعاً بصيراً عليماً حكيماً.
وتوحيد الربوبية قد أقر به الكفار الذين بُعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُدخلهم في الإسلام، وقد جاء في القرآن آيات كثيرة فيها تقرير توحيد الربوبية وإقرار الكفار بذلك لإلزامهم بتوحيد الألوهية، وأن من تفرد بالخلق والإيجاد وحده لزم أن يُعبد وحده، قال الله عز وجل:] وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ [[الزخرف: 87]، وقال:] وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ [[العنكبوت: 61]، وقال:] قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [[يونس: 31ـ 32]، وقال:] قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ عَالِمِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/2)
الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [[المؤمنون: 84 ـ 92]، وقال:] قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلاَلَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [[النمل: 59 ـ 64]، ففي كلٍّ من هذه الآيات الخمس من سورة النمل قُرر توحيد الربوبية لإلزام الكفار بتوحيد الألوهية، وذلك في قوله في آخر كل آية قُرر فيها توحيد الربوبية:] أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ [.
أول مأمور به وأول منهي عنه
لما بعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق والهدى كان أول شيء دعا إليه الأمر بعبادة الله وحده والنهي عن الإشراك به، ففي مسند الإمام أحمد (16603) بإسناد صحيح على شرط الشيخين عن شيخ من بني مالك ابن كنانة قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز يتخللها يقول: يا أيها الناس! قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» الحديث، ولما بعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن وضع له المنهج الذي يسير عليه في الدعوة إلى الله، وكان أول شيء أمره بالدعوة إليه التوحيد، قال له عليه الصلاة والسلام: «إنَّك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله» الحديث، رواه البخاري (1458) ومسلم (123) من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
أفضل الأعمال التوحيد وأعظم الذنوب الشرك
التوحيد أفضل عمل؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أيُّ العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور» رواه البخاري (26) ومسلم (248).
والشرك أعظم ذنب عُصي الله به؛ لحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: «سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك» الحديث، رواه البخاري (4477) ومسلم (257).
ولهذا، فإن من مات على التوحيد إما أن لا يدخل النار، وإما أن يدخلها لكن لا يخلد فيها فمآله إلى الجنّة، ومن مات على الكفر فليس له إلا النار خالداً فيها لا يخرج منها أبداً؛ قال الله عز وجل:] وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا [[النساء: 124]، وقال في آيتين من سورة النساء:] إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ [[النساء: 48ـ 93]، وقال:] إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [[المائدة: 72].
أول أمر وأول نهي في القرآن الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/3)
قال الله U: ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [[البقرة: 21 ـ 22]، هاتان الآيتان الكريمتان هما أول موضع في المصحف جاء فيه الأمر والنهي، وقد اشتملتا على أعظم مأمور به وهو عبادة الله U في قوله:] اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ [، وأعظم منهي عنه وهو الشرك في قوله:] فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [.
وجاء في هاتين الآيتين بين الأمر بالعبادة والنهي عن الشرك الثناء على الله عز وجل بكونه رب الناس وخالقهم ورازقهم وخالق السماوات والأرض، وذلك يقتضي أن كل عاقل يجب عليه أن يخص الله بالعبادة ولا يجعل له شريكاً فيها.
بدء دعوته صلى الله عليه وسلم بالتوحيد وختمها بالتوحيد
عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن بعثه الله رحمة للعالمين ثلاثاً وعشرين سنة بدأها بالدعوة إلى التوحيد، وقد مرَّ قريباً قوله صلى الله عليه وسلم لقومه: «يا أيها الناس! قولوا لا إله إلا الله تفلحوا»، وختمها بالتحذير من الشرك ووسائله، فعن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: «إنِّي أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل؛ فإن الله تعالى قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألاَ وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك» رواه مسلم (1188)، وهذا الحديث الذي قاله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بخمس ليال يدل أوله على فضل أبي بكر رضي الله عنه وعلى الإشارة إلى أولويته بالخلافة من بعده، ويدل آخره على التحذير من الوقوع فيما ابتلي به من سبق هذه الأمة من اتخاذ قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، وقد اشتمل هذا الحديث على التحذير من ذلك من وجوه، منها بيان أن هذا الفعل حصل ممن سبق هذه الأمة، والمراد منه التحذير من وقوع هذه الأمة في ذلك، ومنها النهي بلا الناهية الموجَّه إلى هذه الأمة في قوله صلى الله عليه وسلم: «ألا فلا تتخذوا القبور مساجد»، ومنها تأكيد ذلك بالجملة الخبرية المؤكدة بـ (إنَّ) في قوله: «إنّي أنهاكم عن ذلك»، ومنها تصدير كلامه صلى الله عليه وسلم بأداة التنبيه، وهي ألا، وهو يوضح اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالتوحيد والنهي عن الوسائل المؤدية إلى الشرك، وهذا من كمال بيانه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وكمال نصحه لأمته عليه الصلاة والسلام.
ولم يكتف صلى الله عليه وسلم بهذا التحذير البليغ الذي قاله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس ليال، بل حذّر من ذلك في آخر لحظاته صلى الله عليه وسلم، ففي صحيحي البخاري (435، 436) ومسلم (1187) عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قالا: «لما نَزَل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذِّر ما صنعوا»، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 532): «قوله: (لما نَزَل) كذا لأبي ذر بفتحتين، والفاعل محذوف أي الموت، ولغيره بضم النون وكسر الزاي»، وقال: «وكأنه صلى الله عليه وسلم علم أنه مرتحل من ذلك المرض فخاف أن يعظم قبره كما فعل من مضى، فلعن اليهود والنصارى إشارة إلى ذم من يفعل فعلهم، وقوله: (اتخذوا) جملة مستأنفة على سبيل البيان لموجب اللعن، وكأنه قيل: ما سبب لعنهم؟ فأجيب بقوله: (اتخذوا)، وقوله: (يحذر ما صنعوا) جملة أخرى مستأنفة من كلام الراوي، كأنه سئل عن حكمة ذكر ذلك في ذلك الوقت فأجيب بذلك»، وقال النووي في شرح صحيح مسلم (5/ 13): «قال العلماء: إنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ قبره وقبر غيره مسجداً خوفاً من المبالغة في تعظيمه والافتتان به، فربما أدى ذلك إلى الكفر كما جرى لكثير من الأمم الخالية».
بدء الحياة السعيدة وختمها بالتوحيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/4)
الحياة السعيدة هي الحياة بالإسلام، وقد خلق الله عباده مفطورين على التوحيد؛ قال الله U: ] مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [[النحل: 97]، وقال:] فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [[الروم: 30]، ومن وُلد من أبوين مسلمين كانا سبباً في ثباته على الفطرة وتنشئته على الدين الحنيف، ومن كان أبواه غير مسلمين كانا سبباً في صرفه عن الفطرة إلى الدين الباطل الذي كانا عليه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه» الحديث، رواه البخاري (1358) ومسلم (6755)، وفي حديث قدسي: «وإنّي خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرَّمَت عليهم ما أحللتُ لهم وأمَرَتْهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا» الحديث، رواه مسلم (7207) عن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه.
وكل كافر مدعو للدخول في دين الإسلام؛ لقول الله صلى الله عليه وسلم:] وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [[يونس: 25]، فالدعوة عامة لكل أحد، والهداية خاصة بمن وفقه الله للدخول في الإسلام، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلاّ كان من أصحاب النار» رواه مسلم (386) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وكما أن المسلم يبدأ حياته السعيدة بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإنه يختمها بكلمة الإخلاص عند الموت؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقِّنوا موتاكم لا إله إلا الله» رواه مسلم (2125)، والمراد بالموتى من حضرتهم الوفاة لا من ماتوا؛ لأنه لا تلقين بعد الموت، وهو من إطلاق الميت على من قارب الموت، ولحديث معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنّة» رواه أبو داود (3116) وغيره بإسناد حسن، ولحديث معاذ شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن حبان في صحيحه (2993)، ولفظه: «لقِّنوا موتاكم لا إله إلا الله؛ فإنه من كان آخر كلمته لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنّة يوماً من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه»، وانظر إرواء الغليل للشيخ الألباني رحمه الله (687).
ثواب المؤمنين وعقاب الكافرين
لما كان توحيد الله في عبادته أعظم عمل أطيع الله به جعل الله ثوابه دخول الجنّة والخلود فيها إلى غير نهاية، ولما كان الشرك بالله أعظم ذنب عُصي الله به جعل الله عقابه دخول النار والخلود فيها إلى غير نهاية، ولهذا قال تعالى:] لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [[يونس: 26]، وقال:] ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى [[الروم: 10]، والحسنى الجنّة، والسوأى النار، وقد جمع الله في آيات كثيرة بين هذا الثواب للمؤمنين والعقاب للكافرين، ومن ذلك قول الله عز وجل:] فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [[البقرة: 24 ـ 25]، وقوله:] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/5)
أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً [[النساء: 56 ـ 57]، وقوله:] إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [[الأعراف: 40 ـ 43]، وقوله:] إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيى وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى [[طه: 74 ـ 76]، وقوله:] أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ [[السجدة: 18 ـ 20]، وقوله:] لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا [[الفتح: 5 ـ 6]، وقوله:] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ [[البينة: 6 ـ 8].
ومن كان مؤمناً وارتكب شيئاً من كبائر الذنوب ومات من غير توبة فأمره إلى الله عز وجل إن شاء عفا عنه وإن شاء عذّبه؛ كما قال الله عز وجل:] إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ [، وإذا لم يعف عنه وأدخله النار فإنه لا يخلِّده فيها، بل يخرجه منها ويدخله الجنّة، قال الله عز وجل:] ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ [[فاطر: 32 ـ 35]، فإنَّ الواو في قوله:] جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا [ترجع إلى أصناف المسلمين الثلاثة، وأحدهم الظالم لنفسه، وهو الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، ومما قاله شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - في كتابه أضواء البيان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/6)
مستطرداً عند قول الله عز وجل من سورة النور:] وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ [الآية، قال: «والواو في] يَدْخُلُونَهَا [شاملة للظالم والمقتصد والسابق على التحقيق، ولذا قال بعض أهل العلم: حُق لهذه الواو أن تكتب بماء العينين، فوَعْده الصادق بجنات عدن لجميع أقسام هذه الأمة - وأولهم الظالم لنفسه - يدل على أن هذه الآية من أرجى آيات القرآن، ولم يبق من المسلمين أحد خارج عن الأقسام الثلاثة، فالوعد الصادق بالجنّة في الآية شامل لجميع المسلمين، ولذا قال بعدها متصلاً بها:] وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ [إلى قوله:] فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ [».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يُدخل اللهُ أهلَ الجنَّة الجنَّة، يُدخلُ مَن يشاء برحمته، ويُدخل أهلَ النار النار، ثم يقول: انظروا مَن وجدتُم في قلبه مثقال حبَّة من خردل من إيمان فأخرجوه، فيُخرَجون منها حُمَماً قد امتُحشوا، فيُلْقَون في نهر الحياة أو الحيا، فيَنبتُون فيه كما تنبُت الحبَّة إلى جانب السَّيل، ألَم تروها كيف تخرج صفراء مُلتوية؟» رواه البخاري (22) ومسلم (457) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكلِّ نَبِيٍّ دعوةٌ مستجابة، فتعجَّلَ كلُّ نَبِيٍّ دعوتَه، وإنِّي اختبأتُ دعوتِي شفاعة لأمَّتِي يوم القيامة، فهي نائلةٌ إن شاء الله مَن مات من أمَّتِي لا يُشرك بالله شيئاً» رواه البخاري (6304)، ومسلم (338) - واللفظ له - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وأحاديثُ الشفاعة في خروج العُصاة من النار متواترةٌ.
وقال ابن القيم في كتابه الوابل الصيب (ص: 49): «ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيِّب لا يشينه خبث، وخبيث لا طيب فيه، وآخرون فيهم خبث وطيب كانت دورهم ثلاثة: دار الطيِّب المحض، ودار الخبيث المحض، وهاتان الداران لا تفنيان، ودار لمن معه خبث وطيب، وهي الدار التي تفنى، وهي دار العصاة، فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنهم إذا عذِّبوا بقدر جزائهم أُخرجوا من النار فأُدخلوا الجنّة، ولا يبقى إلاّ دار الطيِّب المحض، ودار الخبيث المحض».
بيان سفاهة عقول الذين يعبدون مع الله غيره
إن كل إنسان منحه الله عقلاً سليماً وفهماً مستقيماً يعلم يقيناً أن منتهى السفه وأشد الجهل وأقبح الحمق وأعظم الإجرام أن يعمد مخلوق إلى مخلوق مثله كان عدماً فأوجده الله فيجعله شريكاً لله في العبادة، وقد بيَّن الله عز وجل في كتابه العزيز أن المشركين شر الدواب ونفى عنهم العقل، فقال:] إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ [[الأنفال: 22]، وقال:] إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ [[الأنفال: 55]، وأخبر أنهم شر البرية، فقال:] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّة [[البينة: 6]، وقد جاء في القرآن الكريم آيات كثيرة توضح ألوان سفه من عبد مع الله غيره، قال الله عز وجل:] وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِين [[البقرة: 130]، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: «يقول تبارك وتعالى رداً على الكفار فيما ابتدعوه وأحدثوه من الشرك بالله المخالف لملّة إبراهيم الخليل إمام الحنفاء، فإنه جرَّد توحيد ربه تبارك وتعالى، فلم يدعُ معه غيره ولا أشرك به طرفة عين، وتبرَّأ من كل معبود سواه، وخالف في ذلك سائر قومه حتى تبرَّأ من أبيه» ثم أورد جملة من الآيات في ذلك، وقال: «فمن ترك طريقه هذا ومسلكه وملّته واتبع طرق الضلالة والغي فأي سفه أعظم من هذا؟! أم أي ظلم أكبر من هذا كله؟! كما قال تعالى:] إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/7)
فمن سفاهات المشركين أنهم يشركون مع الله في عبادته مخلوقين مثلهم كانوا عدماً فأوجدهم الله ويسوُّونهم برب العالمين الذي هو الخالق وحده، وكل من سواه مخلوق، قال الله عز وجل:] قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ [[النمل: 59]، فهم يسوُّون بين الله ومعبوداتهم التي يعبدونها معه، ولهذا جاء في الآيات الخمس بعد هذه الآية تقرير توحيد الله في ربوبيته وأنه يلزم من أقر بذلك أن يُفرده بالعبادة فلا يجعل له شريكا فيها، وفي آخر كل آية يقول:] أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ [، وختم الآية الأولى ببيان أن الكفار يعدلون بالله غيره ويسوُّونه به، فقال:] أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ [[النمل: 60]، وقال تعالى:] الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُون [[الأنعام: 1]، وقال:] أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُون [[النحل: 17]، وأخبر عن اختصام المشركين ومن يدخل النار من معبوداتهم، واعترافهم بضلالهم لأنهم سووا معبوداتهم برب العالمين، قال الله عز وجل:] قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ [[الشعراء: 96 ـ 99].
ومن سفاهاتهم ما بيَّنه الله عن معبوداتهم أنها عباد لله أمثالهم، كما قال الله عز وجل:] إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [[الأعراف: 194].
ومن سفاهاتهم أن تلك المعبودات التي يعبدونها مخلوقة ليست مشاركة لله في خلق شيء، فكيف يكون لها نصيب في العبادة؟! قال الله عز وجل:] وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلاَ حَيَاةً وَلاَ نُشُورًا [[الفرقان: 3]، وقال:] وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُون [[النحل: 20]، وقال:] أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُون [[الأعراف: 191]، وقال:] قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ [[فاطر: 40] الآية، وقال:] قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ [[الأحقاف: 4] الآية، وقال:] قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِير وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ [[سبأ: 22 ـ 23]، وقال:] يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ [[الحج: 73].
ومن سفاهاتهم أن معبوداتهم لا تفيدهم شيئاً ولا تجلب لهم نفعاً ولا تدفع عنهم ضرّاً، قال الله عز وجل:] وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ [[يونس: 18]، وقال:] قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [[المائدة: 76]، وقال:] قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً [[الإسراء: 56]، وقال:] وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/8)
اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ [[النحل: 73]، وقال:] وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ [[الأعراف: 197]، وقال عن نبيه إبراهيم:] قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلاَ يَضُرُّكُمْ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [[الأنبياء: 66 ـ 67]، وقال:] وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ [[الأحقاف: 5 ـ 6]، وقال:] وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [[فاطر: 13 ـ 14].
ومن أقبح ما يكون من سفاهاتهم أن منهم من يصنع إلهه بيده ثم يعبده، قال الله عز وجل عن نبيه إبراهيم:] قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [[الصافات: 95 ـ 96].
وكما أن أسفه السفه تسوية المشركين معبوداتهم برب العالمين، فإن من السفه أن يُظن بالله ظن السوء وأنه يسوِّي بين المهتدين والضالين، والمحسنين والمسيئين، قال الله عز وجل:] وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلاَ الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُون [[غافر: 58]، وقد جاء ذلك في آيات كثيرة مشتملة على الاستفهام الإنكاري، قال الله عز وجل:] أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [[القلم: 35 ـ 36]، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: «أي أفنساوي بين هؤلاء وهؤلاء في الجزاء؟! كلاّ ورب الأرض والسماء! ولهذا قال:] مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [أي كيف تظنون ذلك؟!»، وقال:] أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير [[آل عمران: 162]، وقال:] أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُون [[السجدة: 18]، وقال:] أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ [[فصلت: 40]، وقال:] أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم [[الملك: 22]، وقال:] أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون [[الأنعام: 122].
تحريم البناء على القبور واتخاذها مساجد وما يفضي إليه من الشرك
لما كان الشرك بالله عز وجل - وهو عبادة غير الله معه - أظلم الظلم وأبطل الباطل وأعظم ذنب عُصي الله به وأنه الذنب الذي لا يُغفر، جاءت النصوص الكثيرة في التحذير من الوسائل المؤدية إليه، ومن أظهرها وأشهرها اتخاذ التماثيل والبناء على القبور واتخاذها مساجد، وقد جاء في التحذير من هذين الأمرين حديث أبي الهياج الأسدي قال: قال لي عليّ بن أبي طالب: «ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أن لا تدع تمثالاً إلاّ طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلاّ سوّيته» رواه مسلم (2243)، وفي لفظ عنده (2244): «ولا صورة إلاّ طمستها».
وفي صحيح البخاري (4920) عن ابن عباس رضي الله عنهما في (ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر) أنها «أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسمُّوها بأسمائهم، ففعلوا فلم تُعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسَّخ العلم عُبدت»، قال الحافظ في الفتح (8/ 669): «ولأبي ذر والكشميهني (ونسخ العلم): أي علم تلك الصور بخصوصها».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/9)
وبناء المساجد على القبور واتخاذها مساجد وقع فيه أهل الكتاب، وجاءت الأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحذير من وقوع هذه الأمة فيما وقعوا فيه، ومنها ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس، وحال نزع روحه صلى الله عليه وسلم، وقد مرَّ ذكر أحاديث عائشة وابن عباس وجندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنهم الدالة على ذلك، ومنها حديث عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير، فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصوّروا تلك الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة» رواه البخاري (427) ومسلم (1181)، وحديثها أيضاً قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: «لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، قالت: فلولا ذاك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً» رواه البخاري (1330) ومسلم (1184) واللفظ له، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قاتل الله اليهود؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» رواه البخاري (437) ومسلم (1185)، وروى الإمام أحمد في مسنده (3844) بسند حسن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء، ومن يتخذ القبور مساجد».
وهذه الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتملت على التحذير من اتخاذ القبور مساجد مطلقاً، وبعضها يفيد حصول ذلك منه قبل أن يموت بخمس، وبعضها يفيد حصول ذلك عند نزول الموت به، وفي ذلك أوضح دليل على أن هذا الحكم محكم غير منسوخ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك ولم يعش بعده؛ حتى يكون هناك مجال للنسخ.
واتخاذ القبور مساجد يشمل بناء المسجد على القبر، كما قال صلى الله عليه وسلم في النصارى: «أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً، وصوّروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله»؛ ويشمل قصدها واستقبالها في الصلاة، كما قال صلى الله عليه وسلم: «لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها» رواه مسلم (2251) من حديث أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه، ويشمل السجود على القبر من باب أولى؛ إذ هو أخص من الصلاة إليه، وفي مصنف عبد الرزاق (1581) عن معمر عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «رآني عمر بن الخطاب وأنا أصلي عند قبر، فجعل يقول: القبر! قال: فحسبته يقول: القمر! قال: فجعلت أرفع رأسي إلى السماء فأنظر، فقال: إنما أقول: القبر! لا تصلِّ إليه، قال ثابت: فكان أنس بن مالك يأخذ بيدي إذا أراد أن يصلي فيتنحّى عن القبور»، وهذا الأثر علّقه البخاري بمعناه قبل حديث عائشة عن أم حبيبة وأم سلمة في قصة الكنيسة التي رأينها في الحبشة الذي تقدّم قريباً.
والبناء على القبور حرام سواء اتُّخذت مساجد أو لم تُتَّخذ، وكذا كل تعظيم للقبور يؤدي إلى الغلو في أصحابها؛ ويدل لذلك حديث جابر رضي الله عنه قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُجصَّص القبر، وأن يُقعد عليه، وأن يُبنى عليه» رواه مسلم (2245).
ومثل البناء على القبور دفن الموتى في البنيان؛ لأنه بمعناه، ويدل لذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبوراً» رواه البخاري (432) ومسلم (1820)، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة» رواه مسلم (1824)، وحديث أبي هريرة هذا أورده الحافظ في الفتح (3/ 530) وقال: «إن ظاهره يقتضي النهي عن الدفن في البيوت مطلقاً» وروى أبو داود (2042) بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلّوا عليَّ؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم» والنهي عن اتخاذ البيوت قبوراً يشمل ترك الصلاة فيها وترك قراءة القرآن وتشبيهها بالمقابر التي ليست محلاً للصلاة وقراءة القرآن؛ كما دلَّ عليه حديثا ابن عمر وأبي هريرة المتقدمان، ويشمل دفن الموتى في البيوت كما أشار إلى ذلك ابن حجر، وقال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/10)
الذهبي في سير أعلام النبلاء (8/ 27): «وقد نهى عليه السلام أن يُبنى على القبور، ولو اندفن الناسُ في بيوتهم لصارت المقبرة والبيوت شيئاً واحداً»، وقال: «وأما دَفنُه في بيت عائشة صلوات الله عليه وسلامه فمختص به».
أقول: وأما دفن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في حجرة عائشة رضي الله عنها فإنما جاء تبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن فضل الله عز وجل على هذين الرجلين العظيمين أن جعلهما رفيقي رسول الله صلى الله عليه وسلم الملازمَين له في الدنيا، وجارَيه في قبره، وبعد البعث والنشور يكونان معه في الجنّة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
ولا يجوز أن يُصلَّى في المساجد التي بُنيت على قبور، والواجب هدم المسجد الذي بُني على القبر إذا كان القبر هو السابق، وإن كان الميت دُفن في المسجد فيجب نبشُه وإخراجه من المسجد، وأما مسجد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ففضله ثابت والصلاة فيه مضاعفة، وهي خير من ألف صلاة في غيره من المساجد إلاّ المسجد الحرام، كما ثبتت بذلك السّنّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء في ذلك ما كان قبل دخول القبر أو بعد دخوله.
وليس لأحد أن يتعلّق بوجود قبره صلى الله عليه وسلم في مسجده لتجويز بناء المساجد على القبور أو دفن الموتى في المساجد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي بنى مسجده صلى الله عليه وسلم، وبنى بجواره بيوت أزواجه خارجاً منه، وبعد موته صلى الله عليه وسلم دُفن في بيت عائشة، وقد بقيت البيوت على ما هي عليه خارج المسجد في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وعهد معاوية رضي الله عنه، وفي عهد خلفاء آخرين من خلفاء بني أمية، وفي أثناء عهد بني أمية وُسع المسجد وأُدخل القبر فيه، وقد مرَّ ذكر جملة من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحذير من بناء المساجد على القبور، وهي أحاديث محكمة، منها ما قاله صلى الله عليه وسلم قبل موته بخمس، ومنها ما قاله في لحظاته الأخيرة صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز ترك هذه الأحاديث المحكمة والتعويل على عمل حصل في أثناء عهد بني أمية.
ولا يجوز أيضاً ترك الأخذ بالأحاديث المحكمة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحريم البناء على القبور واتخاذها مساجد والاستدلال على الجواز بقول الله عز وجل في أصحاب الكهف:] قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا [[الكهف: 21]؛ لأن الذي في الآية حكاية عزم أهل الغلبة فيهم على اتخاذ المسجد عليهم، وهذه الحكاية لا تدل على حمد الذي عزموا عليه، وهو من جملة فعل من كان قبلنا إن كانوا نفَّذوا ما عزموا عليه، وقد مرَّ في الأحاديث بيان أن اتخاذ المساجد على قبور الأنبياء والصالحين من فعل من قبلنا على سبيل الذم لهم، ونُهينا أن نفعل مثل أفعالهم، ولأن في الاستدلال بالآية على الجواز أخذاً بالمتشابه وتركاً للمحكم، ثم إن الاستدلال بالآية نظير الاستدلال بقصة بلقيس في سورة النمل على تولية المرأة وترك الأخذ بقوله صلى الله عليه وسلم: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» رواه البخاري (4425)، والاستدلال على عمل التماثيل بقوله تعالى:] يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ [[سبأ: 13] الآية، وترك الأخذ بقوله صلى الله عليه وسلم لعليّ: «أن لا تدع تمثالاً إلاَّ طمسته» الحديث وقد تقدّم، وانظر تفصيل رد الاستدلال بهذه الآية على الجواز في تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد للشيخ الألباني رحمه الله (ص: 63).
وقد جلَّت المصيبة وعظُمت الفتنة فيما ابتلي به كثير من المسلمين في أقطارهم المختلفة من تعظيم القبور والبناء عليها واتخاذها مساجد وإسراجها ووضع الستور عليها، وذلك من أعظم الوسائل المفضية إلى إشراك أهلها مع الله ودعائهم والاستغاثة بهم وطلب الشفاعة منهم وسؤالهم قضاء الحاجات وكشف الكربات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/11)
وقد بيَّن العلماء أن تعظيم القبور والغلو في أصحابها من أعظم أسباب الوقوع في الشرك وعبادة الأصنام، قال الفخر الرازي (606 هـ) في تفسيره (17/ 60) عند قوله تعالى في سورة يونس:] وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ [قال: «ونظيره في هذا الزمان اشتغال كثير من الخلق بتعظيم قبور الأكابر؛ على اعتقاد أنهم إذا عظَّموا قبورهم فإنهم يكونون شفعاء لهم عند الله»، قال ذلك مشبها ما يحصل من كثير من الناس من تعظيم القبور وطلب الشفاعة من أصحابها بما حصل من عباد الأصنام في تعظيمها وعبادتها لتشفع لهم عند الله.
وقال في تفسير سورة سبأ (25/ 254): «واعلم أن المذاهب المفضية إلى الشرك أربعة»، قال في آخرها: «قول من قال: إنا نعبد الأصنام التي هي صور الملائكة ليشفعوا لنا، فقال تعالى في إبطال قولهم:] وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ [، فلا فائدة لعبادتكم غير الله؛ فإن الله لا يأذن في الشفاعة لمن يعبد غيره، فبطلبكم الشفاعة تفوِّتون على أنفسكم الشفاعة».
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (728 هـ) في مجموع الفتاوى (27/ 79): «وكان العكوف على القبور والتمسح بها وتقبيلها والدعاء عندها وفيها ونحو ذلك هو أصل الشرك وعبادة الأوثان، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد»، واتفق العلماء على أن من زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبر غيره من الأنبياء والصالحين - الصحابة وأهل البيت وغيرهم - أنه لا يتمسح به ولا يقبِّله، بل ليس في الدنيا من الجمادات ما يشرع تقبيلها إلا الحجر الأسود، وقد ثبت في الصحيحين أن عمر رضي الله عنه قال: «والله! إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبِّلك ما قبَّلتك»، ولهذا لا يسن باتفاق الأئمة أن يقبل الرجل أو يستلم ركني البيت اللذين يليان الحجر ولا جدران البيت ولا مقام إبراهيم ولا صخرة بيت المقدس ولا قبر أحد من الأنبياء والصالحين».
والحديث الذي ذكره شيخ الإسلام في أول كلامه أخرجه أحمد (7358) وغيره بإسناد صحيح، وانظر تحذير الساجد للشيخ الألباني (ص: 25).
وقال ابن القيم رحمه الله (751 هـ) في كتابه إعلام الموقعين (3/ 151) في الوجوه التسعة والتسعين التي أوردها في سد الذرائع قال: «الوجه الثالث عشر: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بناء المساجد على القبور ولعَن من فعل ذلك، ونهى عن تجصيص القبور وتشريفها واتخاذها مساجد، وعن الصلاة إليها وعندها، وعن إيقاد المصابيح عليها، وأمر بتسويتها، ونهى عن اتخاذها عيداً، وعن شد الرحال إليها؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى اتخاذها أوثاناً والإشراك بها، وحرم ذلك على مَن قصده ومن لم يقصده، بل قصد خلافه سداً للذريعة»، وقال ابن كثير رحمه الله (774هـ) في البداية والنهاية (14/ 171) في حوادث سنة (208 هـ) عند ذكره ترجمة السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد الهاشمية، قال: «وأصل عبادة الأصنام من المغالاة في القبور وأصحابها، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتسوية القبور وطمسها، والمغالاة في البشر حرام».
ومن أبواب كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله (1206هـ): «باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جَناب التوحيد وسدِّه كل طريق يوصل إلى الشرك»، و «باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيِّرها أوثاناً تُعبد من دون الله»، و «باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين»، و «باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده؟!»، وقد أورد رحمه الله آيات وأحاديث وآثاراً في ذلك كما هي طريقته رحمه الله في هذا الكتاب، وهذا الكتاب من أحسن ما أُلّف في بيان توحيد الألوهية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/12)
وقد ألَّف الإمام الشوكاني رحمه الله (1250هـ) رسالة سماها «شرح الصدور بتحريم رفع القبور» بيَّن فيها أن تعظيم القبور والغلو في أصحابها يفضي إلى الشرك، وقال: «فلا شكَّ ولا ريب أنَّ السببَ الأعظمَ الذي نشأ منه هذا الاعتقاد في الأموات هو ما يُزيِّنه الشيطان للناس من رفعِ القبور ووضعِ الستور عليها وتجصيصِها وتزيينها بأبلغ زينة، وتحسينها بأكمل تحسين، فإنَّ الجاهلَ إذا وقعت عينُه على قبرٍ من القبور قد بُنيت عليه قُبَّة فدخلها ونظر على القبور الستورَ الرائعة والسُّرُجَ المتلألئة وقد سطعت حوله مجامر الطيب، فلا شكَّ ولا ريب أنَّه يمتلئ قلبُه تعظيماً لذلك القبر، ويضيق ذِهنُه عن تصوُّر ما لهذا الميت من المنزلة، ويدخله من الرَّوعة والمهابة ما يزرع في قلبه من العقائد الشيطانية التي هي من أعظم مكائد الشيطان للمسلمين، وأشد وسائله إلى ضلال العباد، مِمَّا يزلزله عن الإسلام قليلاً قليلاً، حتى يطلب من صاحب ذلك القبر ما لا يقدر عليه إلاَّ الله سبحانه، فيصير في عدادِ المشركين، وقد يحصل له هذا الشركُ بأولِ رؤيةٍ لذلك القبر الذي صار على تلك الصفة، وعند أول زَورة؛ إذ لا بدَّ له أن يخطرَ ببالِه أنَّ هذه العنايةَ البالغة من الأحياء بمثل هذا الميت لا تكون إلاَّ لفائدة يرجونها منه، إمَّا دُنيوية أو أُخرويَّة، فيستصغرُ نفسَه بالنِّسبة إلى مَن يراه من أشباه العلماء زائراً لذلك القبر وعاكفاً عليه ومُتمسِّحاً بأركانه».
ومن أوضح ما يبيِّن أن الغلو في الصالحين وتعظيم القبور يفضي إلى الشرك ما قاله عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروسي ـ وهو في القرن الحادي عشر ـ في كتابه (النور السافر عن أخبار القرن العاشر) في ترجمة أبي بكر بن عبد الله العيدروس المتوفى سنة (914 هـ) قال (ص: 79): «وأمَّا كراماته فكثيرة كقطر السحاب، لا تدرك بِعدٍّ ولا حساب، ولكن أذكر منها على سبيل الإجمال دون التفصيل، ثلاث حكايات تكون كالعنوان على باقيها بالدلالة والتمثيل، منها:
أنَّه لَمَّا رجع من الحجِّ دخل زيلع، وكان الحاكم بها يومئذ محمد بن عتيق، فاتفق أنَّه ماتت أمُّ ولد للحاكم المذكور، وكان مشغوفاً بها، فكاد عقلُه يذهب بموتِها، فدخل عليه سيدي لما بلغه عنه من شدَّة الجزع؛ ليُعزِّيه ويأمره بالصبر والرضاء بالقضاء، وهي مُسجاة بين يدي الحاكم بثوبٍ، فعزَّاه وصبَّره، فلَم يُفِد فيه ذلك، وأكبَّ على قدم سيِّدي الشيخ يُقبِّلُها، وقال: يا سيدي! إن لَم يُحي الله هذه متُّ أنا أيضاً، ولَم تبق لي عقيدة في أحد، فكشف سيِّدي وجهَها، وناداها باسمِها، فأجابته: لبَّيك! وردَّ اللهُ روحَها، وخرج الحاضرون، ولَم يَخرج سيدي الشيخ حتى أكلتْ مع سيِّدها الهريسةَ، وعاشت مدَّة طويلة!!!
وعن الأمير مرجان أنَّه قال: كنتُ في نفرٍ من أصحاب لي في محطَّة صنعاء الأولى، فحمل علينا العدوُّ، فتفرَّق عنِّي أصحابي، وسقط بي فرسي لكثرة ما أُثخن من الجراحات، فدار بِي العدوُّ حينئذٍ من كلِّ جانب، فهتفتُ بالصالِحين، ثمَّ ذكرتُ الشيخ أبا بكر رضي الله عنه، وهتفتُ به، فإذا هو قائمٌ، فوالله العظيم! لقد رأيتُه نهاراً وعاينتُه جهاراً، أخذ بناصيتِي وناصية فرسي، وشلَّنِي من بينهم حتى أوصَلَنِي المحطة، فحينئذ مات الفرس، ونجوتُ أنا ببَرَكتِه رضي الله عنه ونفع به!!!
وعن المُريد الصادق نعمان بن محمد المهدي أنَّه قال: بينما نحن سائرون في سفينةٍ إلى الهند، إذ وقع فيها خرقٌ عظيمٌ، فأيقَنوا بالهلاك، وضجَّ كلٌّ بالدعاء والتضرُّع إلى الله تعالى، وهتف كلٌّ بشيخِه، وهتفتُ أنا بشيخي أبي بكر العيدروس رضي الله عنه، فأخذتنِي سِنَة، فرأيتُه داخل السفينة، وبيده منديلٌ أبيض، وهو قاصدٌ نحو الخَرْق، فانتبهتُ فرحاً مسروراً، وناديتُ بأعلى صوتِي: أنْ أَبشِروا يا أهل السفينة! فقد جاء الفرَج، فقالوا: ماذا رأيتَ؟ فأخبرتُهم، فتفقَّدوا الخَرْقَ، فوجدوه مسدوداً بمنديل أبيض كما رأيتُ، فنجونا ببركته رضي الله عنه ونفع به!!!» اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/13)
وإذا كانت هذه حال أحد أشباه العلماء ممن انتسب إلى العلم وشغل نفسه بالتأليف، فكيف تكون حال العوام الذين لا يقرؤون ولا يكتبون وهم يرون من أشباه العلماء من يكون لهم قدوة سيئة، ويسمعون عنهم مثل هذه الحكايات المضحكات المبكيات؟! وصدق ابن كثير رحمه الله في قوله الوجيز: «وأصل عبادة الأصنام من المغالاة في القبور وأصحابها، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتسوية القبور وطمسها، والمغالاة في البشر حرام».
ودعاء أصحاب القبور والاستغاثة بهم وسؤالهم قضاء الحاجات وكشف الكربات، وكذا دعاء الغائبين من الإنس والجن والملائكة شرك مخرج من الملّة؛ لأن فيه صرف حق الله إلى غيره، وقد قال الله عز وجل:] وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [[الجن: 18]، وروى الترمذي في جامعه (2969) وقال: «هذا حديث حسن صحيح» عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:] وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [، قال: «الدعاء هو العبادة، وقرأ:] وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [إلى قوله] دَاخِرِينَ [»، ومن كانت هذه حاله فهو كافر إن قامت عليه الحجة، ومَن لم تقم عليه تُوقف في تكفيره وأمره إلى الله وقد تكون حاله حال أهل الفترات الذين لم تبلغهم الرسالات وهم يُمتحنون يوم القيامة، وبعد الامتحان ينتهون إلى الجنة أو إلى النار، وقد أورد ابن كثير في تفسيره لقول الله عز وجل:] وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [جملة من الأحاديث في ذلك، وقال: «إن أحاديث هذا الباب منها ما هو صحيح كما قد نص على ذلك غير واحد من أئمة العلماء، ومنها ما هو حسن، ومنها ما هو ضعيف يقوى بالصحيح والحسن، وإذا كانت أحاديث الباب الواحد متعاضدة على هذا النمط أفادت الحجة عند الناظر فيها».
وقد أوردت في تقديمي لكتابَي «تطهير الاعتقاد» و «شرح الصدور» للصنعاني والشوكاني المطبوعة ضمن مجموع كتبي ورسائلي (4/ 337) جملة من أقوال أهل العلم في حكم مَن قامت عليه الحجة ومن لم تقم عليه، ومنها قول شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: «كذلك التوسل بالأولياء قسمان: (الأول): التوسل بجاه فلان أو حق فلان، هذا بدعة وليس كفراً، التوسل الثاني: هو دعاؤه بقوله: يا سيدي فلان انصرني أو اشف مريضي، هذا هو الشرك الأكبر وهذا يسمونه توسلاً أيضاً، وهذا من عمل الجاهلية، أما الأول فهو بدعة، ومن وسائل الشرك، قيل له: وقولهم: إنما ندعوه لأنه ولي صالح وكل شيء بيد الله وهذا واسطة، قال: هذا عمل المشركين الأولين، فقولهم: مدد يا بدوي، مدد يا حسين، هذا جنس عمل أبي جهل وأشباهه، لأنهم يقولون:] مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [[الزمر: 3]،] هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ [[يونس: 18]، هذا الدعاء كفر وشرك بالله عز وجل، لكن اختلف العلماء هل يكفر صاحبه أم ينتظر حتى تقام عليه الحجة وحتى يبيَّن له، على قولين: أحدهما: أن من قال هذا يكون كافراً كفراً أكبر لأن هذا شرك ظاهر لا تخفى أدلته، والقول الثاني: أن هؤلاء قد يدخلون في الجهل وعندهم علماء سوء أضلّوهم، فلابد أن يبين لهم الأمر ويوضح لهم الأمر حيث يتضح لهم، فإن الله قال:] وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [[الإسراء: 15]، فإذا وضح لهم الأمر وقال لهم: هذا لا يجوز، قال الله كذا وقال الرسول كذا، بيّن لهم الأدلة، ثم أصرّوا على حالهم، كفروا بهذا، وفي كل حال فالفعل نفسه كفر شرك أكبر، لكن صاحبه هو محل نظر هل يكفر أم يقال: أمره إلى الله، قد يكون من أهل الفترة لأنه ما بيّن له الأمر فيكون حكمه حكم أهل الفترات، أمره إلى الله عز وجل، لأنَّه بسبب تلبيس الناس عليه من علماء السوء».
وكلامه هذا في كتاب «سعة رحمة رب العالمين» لسيد بن سعد الدين الغباشي (ص: 77) مأخوذ من شريط مسجل، وفي أوله صورة رسالة من الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله للمؤلف بتاريخ 7/ 5/1403هـ تتضمن الإذن بطبع الرسالة بناء على تقرير الجهة المختصة في رئاسة البحوث العلمية والإفتاء، والغالب على الظن ـ إن لم يكن يقيناً ـ أن الشيخ رحمه الله قرئ عليه هذا الكلام المعزوّ إليه فيه فأقرَّه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/14)
وأصحاب القبور يزارون ويُدعى لهم ولا يُدعَون، ويُطلب من الله لهم ولا يُطلب منهم شيء، لا دعاء ولا شفاعة ولا جلب نفع ولا دفع ضر؛ فإن ذلك إنما يُطلب من الله، والله سبحانه وتعالى هو الذي يُدعى ويُرجى، وغيرُه يُدعى له ولا يُدعى؛ والدليل على ذلك أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في حياته يطلبون منه الدعاء فيدعو لهم، وبعد موته صلى الله عليه وسلم في حياته البرزخية ما كانوا يذهبون إلى قبره صلى الله عليه وسلم فيطلبون منه الدعاء، ولهذا لما حصل الجدب في زمن عمر رضي الله عنه استسقى بالعباس رضي الله عنه وطلب منه الدعاء، فقد روى البخاري في صحيحه (1010) عن أنس أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: «اللهم إنا كنّا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيُسقون»، ولو كان طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته سائغاً لما عدل عنه عمر رضي الله عنه إلى الاستسقاء بالعباس.
وجاء في فتح الباري (2/ 495) قول الحافظ ابن حجر: «وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار - وكان خازن عمر - قال: «أصاب الناسَ قحطٌ في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! استسق لأمتك؛ فإنهم قد هلكوا، فأُتي الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر» الحديث، وقد روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة».
وهذا الأثر في مصنف ابن أبي شيبة (12051) إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم إلى أبي صالح، وأما مالك الدار فمجهول، فلا يكون الأثر ثابتاً، وأيضاً الرجل السائل مبهم غير معروف، وأما تسميته ببلال بن الحارث المزني الصحابي فلا يصح؛ لأن الذي رواه سيف بن عمر وهو ضعيف لا يحتج به، وترجمته في تهذيب التهذيب مشتملة على ما قيل فيه من الجرح الشديد، وانظر تفصيل ذلك في كتاب «التوسل: أنواعه وأحكامه» للشيخ الألباني رحمه الله (ص: 116).
ويدل أيضاً لكون النبي صلى الله عليه وسلم لا يُطلب منه الدعاء بعد موته ما رواه البخاري في صحيحه (7217) عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «وا رأساه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك، فقالت عائشة: وا ثكلياه! والله إني لأظنك تحب موتي ... » الحديث، فلو كان يحصل منه الدعاء والاستغفار بعد موته صلى الله عليه وسلم لم يكن هناك فرق بين أن تموت قبله أو يموت قبلها صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث مبيِّن لقول الله عز وجل:] وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمً [[النساء: 64]، وأن المجيء إليه وحصول الاستغفار والدعاء منه إنما يكون في حياته وليس بعد موته صلى الله عليه وسلم، والسّنّة تفسر القرآن وتبيِّنه وتوضّحه.
وجوب العناية من العلماء والدعاة ببيان توحيد الألوهية
تبيّن مما تقدّم من نصوص الكتاب والسّنّة أن توحيد العبادة هو حق الله على العباد، وأنه للتكليف به خُلق الجن والإنس، وأنَّ الرسل الكرام جميعاً دعوا أممهم إليه، وأن من استجاب لدعوة الرسل فهو المؤمن السعيد، وأن من أعرض عنها فهو الكافر الشقي الطريد، وأنه أعظم مأمور به، وأن ضده الشرك أعظم منهي عنه، وأن أول أمر في القرآن الأمر بعبادة الله، وأول نهي فيه النهي عن اتخاذ الأنداد له، وأنه أول شيء دعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه أول شيء يبدأ به الدعاة إلى الله، وأن به بَدْء الحياة السعيدة وختمها، وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ختم حياته بالتحذير من الإخلال به والوقوع في الوسائل المفضية إلى الشرك، وأن الثواب على التوحيد أعظم ثواب، وأن العقوبة على الشرك أعظم عقاب، وأن منتهى السفه وأعظم الإجرام أن يعبد المخلوق مخلوقاً مثله ويجعله شريكاً للخالق، وأن أسوأ الذرائع المفضية إلى المحرَّمات الوسائل المؤدية إلى الشرك، وهذا كله يبين الأهمية البالغة لهذا النوع من التوحيد، وأن الواجب على العلماء والدعاة إلى الله عز وجل أن يُعنوا ببيانه غاية العناية ويهتموا به غاية الاهتمام؛ ليقوموا بأداء ما أوجبه الله عليهم من البيان ويَسلموا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/15)
من مغبة الكتمان، فيبذلوا للعباد أعظم النصح وينفعوهم بأعظم النفع، وقد قال الله عز وجل:] وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ [[آل عمران: 187]، وقال:] إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [[البقرة: 159 ـ 160].
وإنَّ المسؤولية العظيمة والتبعة الجسيمة تقع على وجه أشد وأعظم على العلماء والدعاة في البلاد الإسلامية، التي ابتلي أهلها بتعظيم القبور والافتتان بها والبناء عليها واتخاذها مساجد؛ لأن هذه الأعمال من أعظم الوسائل المؤدية إلى الشرك الذي هو دعاء أصحاب القبور والاستغاثة بهم وسؤالهم قضاء الحاجات وكشف الكربات، وهذا من صرف حق الله إلى غير الله، وقد قال الله عز وجل:] أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ [[النمل: 62]، وقال:] وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [[الجن: 18].
فواجب الجميع الإيضاح والبيان لتوحيد العبادة والتحذير من الشرك والوسائل المؤدية إليه، وقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (177).
ولا يجوز التشاغل عن بيان توحيد الألوهية والدعوة إليه والتحذير من الشرك ووسائله بتقرير توحيد الربوبية؛ لأن هذا النوع من التوحيد قد أقرَّ به الكفار الذين بُعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدخلهم في الإسلام، وإنما أنكروا توحيد الألوهية، فقالوا:] أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [، فتُبيَّن أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، وتكون العناية أشد وأعظم ببيان توحيد الألوهية والتحذير من ضده وهو الشرك بالله، وهو وظيفة الرسل ومن سار على نهجهم، فلا يجوز لمن رزقه الله علماً وفهماً أن يسكت على ما يراه في بلاده من الافتتان بالقبور والتمسح بها أو العكوف عندها أو الطواف بها أو دعاء أهلها والاستغاثة بهم، بل الواجب عليه أن يُبيِّن لهم توحيد الألوهية ويحذّرهم من الشرك ووسائله، وبذلك يكون هادياً مهدياً مستفيداً مفيداً، يظفر بثواب أعماله الصالحة وبمثل أجور كل من اهتدى بسبب دعوته وتوجيهه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن دعا إلى هُدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً» رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (6804).
وأسأل الله عز وجل أن يوفق العلماء في كل مكان للقيام بما أوجبه الله عليهم من النصح والبيان، وأن يوفق المدعوين للاستفادة من نصح الناصحين والأخذ بما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة؛ إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
المصدر ( http://www.rayatalislah.com/Tawhid/articles/ahemmiyet-tawhid-el-ibadeh.htm)(49/16)
أريد بارك الله فيكم ترجمة مطولة عن عبد الله بن صديق الغماري مع بيان عقيدته
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 11:48 م]ـ
أريد بارك الله فيكم ترجمة مطولة عن عبد الله بن صديق الغماري مع بيان عقيدته
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:18 ص]ـ
لعلك تستخدم خاصية البحث
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محب آل مندة]ــــــــ[13 - 05 - 08, 06:27 ص]ـ
سمعت الشيخ عبدالله السعد في شرحه لكشف الشبهات يقول عن عبدالله الغماري
انه مشرك حتى في توحيد الربوبية لأنه كان يدعو الناس الى عبادة قبر أبيه.
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 10:42 ص]ـ
حبذا لو كانت النقولات من كتب متداولة حتي يحسن النقل والعزو لها
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[13 - 07 - 09, 02:47 ص]ـ
وانا ايضا اريد ان اعرف اي شيئ عنه
لان اعرف رجل قريب لي جدا صوفي
ويوزع كتاب علية اسم هذا الرجل(49/17)
هذه المرة .. من (اليمن) .. جاء التنكيل بالكوثري
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ مقبل الوادعي - رحمه الله - في تقديمه لكتاب " الأسماء والصفات " للبيهقي - رحمه الله -، بتحقيق الشيخ عبدالله الحاشدي - وفقه الله - (1/ 5 - 6):
(وقد كانت الامة الاسلامية تتلقى دينها في العقيدة و العبادات و المعاملات و الأخلاق من كتاب الله و من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى انحرف واصل بن عطاء رأس الاعتزال، و تبعه من تبعه من أئمة الضلال، فقدموا أهواءهم على كتاب ربنا، وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأثاروا الشبهات في أوساط المجتمع المسلم، أثاروها بالمناظرات و التأليف، فاضطر علماؤنا رحمهم الله أن يردوا على هذه الشبهات بالمؤلفات النافعة، (وعسى أن تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خيرا كثيرا).
فقد قام علماؤنا رحمهم الله بالرد على أئمة الضلال؛ خصوصا فيما يتعلق بالعقيدة، و كان من أجمع ما كتب فيما يتعلق بالأسماء و الصفات: كتاب (الأسماء و الصفات) للحافظ البيهقي رحمه الله، إلا أنه كان قد دنسه (محمد زاهد الكوثري) بتعليقاته الزائغة، وليس له هم إلا الرد على عقيدة أهل السنة، يقدح في الحديث الصحيح إذا كان مخالفًا لهواه، ويستدل بالحديث الضعيف إذا كان موافقًا لهواه، ويقدح في أعلام السنة؛ مثل الإمام أبي بكر محمد بن خزيمة، وشيخ الاسلام ابن تيمية، ومن سلك مسلكهم من أئمة الهدى، وزاد الطين بلة: الملحق الموجود في بعض الطبعات لزائغ من الزائغين، أخذ بالثأر لأئمة الزيغ و الهوى، فخيب الله آمال هذا و ذاك، و قيض الله أخانا الفاضل (أبا عبد الرحمن بن محمد الحاشدي) وطهر الكتاب من هذا و ذاك: (وقل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا). (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق).
(ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتُثت من فوق الأرض مالها من قرار). (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
بحمد الله أصبح الكتاب بعد العمل الذي قام به أخونا (عبد الله) كتاب عقيدة، و كتاب جرح و تعديل، وكتاب تصحيح و تضعيف).
قلتُ: قال الشيخ الحاشدي في مقدمة الكتاب (1/ 10 - 12):
(كثيرًا ما سمعت شيخنا الفاضل: أبا عبد الرحمن مقبل بن هادي الوداعي، حفظه الله تعالى و رعاه، يقول: إن كتاب الأسماء و الصفات للحافظ أبي بكر البيهقي رحمه الله تعالى يحتاج إلى من يخدمه، ويا حبذا لو أن طالب علم يقوم بتحقيقه و التعليق عليه، و تطهيره من أدناس الكوثري و تعليقاته البائرة، التي شوه بها هذا الكتاب، فعزمتُ متوكلا على الله جل و علا على القيام بهذا العمل ... - إلى أن قال -:
أما بالنسبة لتعليقات الكوثري في العقيدة، فقد حذفتها ولم أتعرض للرد عليها إلا نادرًا، وأحيل القارئ على الكتب المتقدمة - أي كتب أهل السنة -، فإنها رد على كل مبتدع من المتقدمين و المتأخرين.والكوثري لم يأتِ بشئ جديد، بل هو يردد أباطيل أسلافه من الأشاعرة و الماتوريدية و غيرهم من أهل البدع و الاهواء، وقد رد عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه، و كشف أباطيلهم و تلبيساتهم بما لا مزيد عليه. فرحمه الله وطيب ثراه، وأما تعليقات الكوثري الحديثية؛ فقد رددتُ على كثير منها بما ستراه إن شاء الله).
قلت: تحقيق الحاشدي مطبوع في مجلدين، وفيه تعقباته على جهمي العصر: (الكوثري).(49/18)
اخ لى كتاب يتكلم عن ما لا يسع المسلم جهله فى باب الاعتقاد
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:58 ص]ـ
السلام عليكم
اريد ان اهدى اخ لى كتاب يتكلم عن ما لا يسع المسلم جهله فى باب الاعتقاد
فبماذا تنصحونى ان اهدى له وهل هناك دروس صوتيه فى هذا الموضوع ايضا؟؟
بشرط ان يكون الكتاب صغير والدروس لا تزيد عن شريط واحد او اثنين بالكثير لان صديقى وقته ضيق واخاف ان كبر الحجم ان يكسل
وان يكون الكتاب شامل لاعتقاد اهل السنه بكل ابوابه ولكن بطريقه يسيره ومختصره
وجزاكم الله خيرا وجعلكم لاهل الاسلام عونا ولعقيده اهل السنه داعين
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 01:53 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هناك كتاب معاصر ما لا يسع المسلم جهله
نصفه في باب الاعتقاد
للشيخين عبد الله المصلح وصلاح الصاوي وراجعه الشيخ صالح الفوزان في النسخة التي بين يدي
وهو موجود في موقع الشيخ الصاوي بدون ذكر مراجعة الفوزان له
http://www.assawy.com/showBook.php?ss_bookId=11
على أن تصحيح الأخطاء في الاعتقاد تحتاج إلى همة في طلب العلم
فكم وجدنا عندنا وعند الشباب المسلم من أخطاء في أبواب الاعتقاد
بل وتجد شيئا منها عند طلبة العلم والله الموفق
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[14 - 05 - 08, 02:43 م]ـ
المعتقد الصحيح الواجب على كل مسلم اعتقاده
http://www.burjes.com/click/go.php?id=1
وهنا بصيغة كتاب الكتروني
http://www.islamspirit.com/click/go-e.php?id=22
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[16 - 05 - 08, 10:18 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أظن يا دكتور محمود أن كتاب ماذا يعني انتمائي لأهل السنة للشيخ العزازي يفي بالغرض ..
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[16 - 05 - 08, 03:18 م]ـ
هناك كتاب معاصر ما لا يسع المسلم جهله
http://www.assawy.com/showBook.php?ss_bookId=11
المعتقد الصحيح الواجب على كل مسلم اعتقاده
وهنا بصيغة كتاب الكتروني
http://www.islamspirit.com/click/go-e.php?id=22
السلام عليكم و رحمة الله
أظن يا دكتور محمود أن كتاب ماذا يعني انتمائي لأهل السنة للشيخ العزازي يفي بالغرض ..
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وفضلا وعلما
وهل هناك مواد صوتيه تفى بالغرض ايضا؟؟
يا شيخ ابى عبد الاعلى لى سؤال
كيف علمت انى دكتور؟؟ (ابتسامه)(49/19)
عدد أسماء الله وصفاته
ـ[محمد نسيل شهروخ]ــــــــ[13 - 05 - 08, 07:21 ص]ـ
السلام عليكم
قرأت في كتاب لعالم العقيدة أنه يقول "أسماء الله وصفاته غير محصورة" أشكل علي هذه العبارة فأريد التوضيح، هل المعنى: "لا نهاية لعدد أسمائه وصفاته" أم "عددها غير معلومة"؟
ساعدوني يرحمكم الله.
ـ[أبو عمر النجدي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 12:51 ص]ـ
لا جواب لدي .........
أرجوا من الإخوة المبادرة بالإجابة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 03:20 م]ـ
أسماء الله تعالى غير محصورة في تسعة وتسعين اسماً
هل أسماء الله تعالى الحسنى تسعة وتسعون اسماً فقط؟ أم أنها أكثر من ذلك.
الحمد لله
روى البخاري (2736) ومسلم (2677) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ).
استدل بعض العلماء (كابن حزم رحمه الله) بهذا الحديث على أن أسماء الله تعالى محصورة في هذا العدد. انظر: "المحلى" (1/ 51).
وهذا الذي قاله ابن حزم رحمه الله لم يوافقه عليه عامة أهل العلم، بل نقل بعضهم (كالنووي) اتفاق العلماء على أن أسماء الله تعالى ليست محصورة في هذا العدد. وكأنهم اعتبروا قول ابن حزم شذوذاً لا يلتفت إليه.
واستدلوا على عدم حصر أسماء الله تعالى الحسنى في هذا العدد بما رواه أحمد (3704) عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (199).
فقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ) دليل على أن من أسماء الله تعالى الحسنى ما استأثر به في علم الغيب عنده، فلم يطلع عليه أحداً من خلقه، وهذا يدل على أنها أكثر من تسعة وتسعين.
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (6/ 374) عن هذا الحديث:
فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلَّهِ أَسْمَاءً فَوْقَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ اهـ.
وقال أيضاً (22/ 482):
قَالَ الخطابي وَغَيْرُهُ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ أَسْمَاءً اسْتَأْثَرَ بِهَا وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ: (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) أَنَّ فِي أَسْمَائِهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ: إنَّ لِي أَلْفَ دِرْهَمٍ أَعْدَدْتهَا لِلصَّدَقَةِ وَإِنْ كَانَ مَالُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. وَاَللَّهُ فِي الْقُرْآنِ قَالَ: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) فَأَمَرَ أَنْ يُدْعَى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى مُطْلَقًا، وَلَمْ يَقُلْ: لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُ الْحُسْنَى إلا تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا اهـ.
ونقل النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم اتفاق العلماء على ذلك، فقال:
اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ هَذَا الْحَدِيث لَيْسَ فِيهِ حَصْر لأَسْمَائِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى , فَلَيْسَ مَعْنَاهُ: أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَسْمَاء غَيْر هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ , وَإِنَّمَا مَقْصُود الْحَدِيث أَنَّ هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة , فَالْمُرَاد الإِخْبَار عَنْ دُخُول الْجَنَّة بِإِحْصَائِهَا لا الإِخْبَار بِحَصْرِ الأَسْمَاء اهـ.
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن ذلك فقال:
" أسماء الله ليست محصورة بعدد معين، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك. . إلى أن قال: أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك).
وما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن أن يُعلم به، وما ليس معلوماً ليس محصوراً.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ).
فليس معناه أنه ليس له إلا هذه الأسماء، لكن معناه أن من أحصى من أسمائه هذه التسعة والتسعين فإنه يدخل الجنة، فقوله (مَنْ أَحْصَاهَا) تكميل للجملة الأولى وليست استئنافية منفصلة، ونظير هذا قول العرب: عندي مائة فرس أعددتها للجهاد في سبيل الله. فليس معناه أنه ليس عنده إلا هذه المائة؛ بل هذه المائة معدة لهذا الشيء" اهـ.
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (1/ 122).
موقع الإسلام سؤال وجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/20)
ـ[جمال العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 03:35 م]ـ
صدر في العام الماضي 2007 كتاب " إعلام البريَّة بنفي انتساب ابن حزم إلى الجهميَّة " ناقش فيه كاتبه هذه المسألة وردَّ عليها ردًّا شافيًا كافيًا، فراجعه.
الكتاب صدر عن دار العقيدة - مصر، تأليف: جمال بن نصر عبد السلام
فراجعه فإنَّه هام جدًّا في بابه.
أخوكم جمال العوضي
ـ[محمد نسيل شهروخ]ــــــــ[16 - 05 - 08, 07:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا(49/21)
اللهم ارحم الشيخ ابن عثيمين فتوى للشيخ ابن عثيمين
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[13 - 05 - 08, 11:55 ص]ـ
قول أهل السنة و الجماعة في الإيمان
الإيمان حقيقته عند أهل السنة والجماعة هو: "اعتقاد القلب، وقول اللسان، وعمل الجوارح". ويستدلون لقولهم هذا بقول النبي صلى الله عليه و سلم، "إن الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان". فالقول قول اللسان "لا إله إلا الله"، وعمل الجوارح وإماطة الأذى عن الطريق، والحياء عمل القلب.
أما عقيدة القلب فقوله، صلى الله عليه و سلم: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره".
وهم أيضاً يقولون إن الإيمان يزيد وينقص، فالقرآن قد دل على زيادته والضرورة العقلية تقتضي أن كل ما ثبت أنه يزيد فهو ينقص إذ لا تعقل الزيادة بدون نقص (وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانا) (المدثر: الآية 31). (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانا) (التوبة: الآية 124). ولاشك في ذلك، ومتى قلنا إن الإيمان قول وعمل فإنه لاشك أن الأقوال تختلف فليس من قال: "سبحان الله والحمد لله، والله أكبر" مرة كمن قالها أكثر، وكذلك أيضاً نقول إن الإيمان الذي هو عقيدة القلب يختلف قوة وضعفاً وقد قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام: (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) (البقرة: الآية 260). فإنه ليس الخبر كالمعاينة والمشاهدة.
رجل أخبر بخبر أخبره رجل واحد حصل عنده شيء من هذا الخبر فإذا جاء ثان إزداد قوة فيه، وإذا جاءه الثالث ازداد قوة وهلم، وعليه نقول: الإيمان يزيد وينقص حتى في عقيدة القلب وهذا أمر يعلمه كل إنسان من نفسه، وأما من أنكر زيادته ونقصانه فإنه مخالف للشرع والواقع. فهو يزيد وينقص.
وبهذا تم ما أردنا الكلام عليه، والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.(49/22)
عقيدتنا للشيخ ابن عثيمين (اللهم اغفر لنا وله)
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:06 م]ـ
عقيدتنا
عقيدتنا: الإِيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
فنؤمن بربوبية الله تعالى، أي بأنّه الرب الخالق الملك المدبِّر لجميع الأمور.
ونؤمن بأُلوهية الله تعالى، أي بأنّه الإِله الحق وكل معبود سواه باطل.
ونؤمن بأسمائه وصفاته، أي بأنه له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا.
ونؤمن بوحدانيته في ذلك، أي بأنه لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته، قال الله تعالى: {رَّبُّ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} [مريم: 65].
ونؤمن بأنه {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الاَْرْضِ مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255].
ونؤمن بأنّه {هُوَ اللَّهُ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَنَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الاَْسْمَآءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِى السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر: 22ـ24].
ونؤمن بأنّ له ملك السموات والأرض {يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى: 49، 50].
ونؤمن بأنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ * لَهُ مقاليد السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ} [الشورى: 11، 12].
ونؤمن بأنه {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الاَْرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ} [هود: 6].
ونؤمن بأنه {عِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِى ظُلُمَتِ الاَْرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِى كِتَبٍ مُّبِينٍ} [الأنعام: 59].
ونؤمن بأن الله {عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الاَْرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34].
ونؤمن بأن الله يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} [النساء: 164] {وَلَمَّا جَآءَ مُوسَى لِمِيقَتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف: 143] {وَنَدَيْنَهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الاَْيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً} [مريم: 52].
ونؤمن بأنّه {لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّى لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَتُ رَبِّى} [الكهف: 109] {وَلَوْ أَنَّمَا فِى الاَْرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقمان: 27].
ونؤمن بأن كلماته أتم الكلمات صدقاً في الأخبار وعدلاً في الأحكام، وحسناً في الحديث، قال الله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} [الأنعام: 115]. وقال: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً} [النساء: 87].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/23)
ونؤمن بأن القرآن الكريم كلام الله تعالى تكلَّم به حقًّا وألقاه إلى جبريل، فنزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلّم {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ} [النحل: 102] {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَلَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاَْمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِىٍّ مُّبِينٍ} [الشعراء: 192 ـ 195].
ونؤمن بأن الله عز وجل عليّ على خلقه بذاته وصفاته لقوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255] وقوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 18].
ونؤمن بأنه {خَلَقَ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الاَْمْرَ} [يونس: 3]. واستواؤه على العرش: علوه عليه بذاته علوًّا خاصاً يليق بجلاله وعظمته لايعلم كيفيته إلا هو.
ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهو على عرشه، يعلم أحوالهم، ويسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويدبِّر أمورهم، يرزق الفقير ويجبر الكسير، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير. ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة، وإن كان فوقهم على عرشه حقيقة {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
ولا نقول كما تقول الحلولية من الجهمية وغيرهم: إنه مع خلقه في الأرض، ونرى أن من قال ذلك فهو كافر أو ضال؛ لأنه وصف الله بما لا يليق به من النقائص.
ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلّم أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: «من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟». (1)
ونؤمن بأنه سبحانه وتعالى يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد لقوله تعالى: {كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الاَْرْضُ دَكّاً دَكّاً * وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً * وَجِىءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَنُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} [الفجر: 21 ـ 23].
ونؤمن بأنه تعالى {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [هود: 107].
ونؤمن بأن إرادته - تعالى- نوعان:
كونية يقع بها مراده ولا يلزم أن يكون محبوباً له، وهي التي بمعنى المشيئة كقوله تعالى: {وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة: 253] {إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ} [هود: 34].
وشرعية: لا يلزم بها وقوع المراد ولا يكون المراد فيها إلا محبوباً له كقوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} [النساء: 27].
ونؤمن بأن مراده الكوني والشرعي تابع لحكمته؛ فكل ما قضاه كوناً أو تعبد به خلقه شرعاً فإنه لحكمة وعلى وفق الحكمة، سواء علمنا منها ما نعلم أو تقاصرت عقولنا عن ذلك {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَكِمِينَ} [التين: 8] {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50].
ونؤمن بأن الله تعالى يحب أولياءه وهم يحبونه {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] {فَسَوْفَ يَأْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّبِرِينَ} [آل عمران: 146] {وَأَقْسِطُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9] {وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195].
ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من الأعمال والأقوال ويكره ما نهى عنه منها {إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ عَنكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: 7]. {وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَعِدِينَ} [التوبة: 46].
ونؤمن بأن الله تعالى يرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات {رِّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِىَ رَبَّهُ} [البينة: 8].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/24)
ونؤمن بأن الله تعالى يغضب على من يستحق الغضب من الكافرين وغيرهم {الظَّآنِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 6] {وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل: 106].
ونؤمن بأن لله تعالى وجهاً موصوفاً بالجلال والإكرام {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلْالِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن:27].
ونؤمن بأن لله تعالى يدين كريمتين عظيمتين {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ} [المائدة: 64] {وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالاَْرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَمَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَنَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67].
ونؤمن بأن لله تعالى عينين اثنتين حقيقيتين لقوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} [هود: 37] وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «حجابه النور لو كشفه لأحرقت سَبَحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه». (2)
وأجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان، ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلّم في الدجال: «إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور». (3)
ونؤمن بأن الله تعالى {لاَّ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاَْبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103].
ونؤمن بأن المؤمنين يرون ربَّهم يوم القيامة {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23].
ونؤمن بأن الله تعالى لا مثل له لكمال صفاته {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
ونؤمن بأنه {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} [البقرة: 255] لكمال حياته وقيوميته.
ونؤمن بأنه لا يظلم أحداً لكمال عدله، وبأنه ليس بغافل عن أعمال عباده لكمال رقابته وإحاطته.
ونؤمن بأنه لا يعجزه شيء في السموات ولا في الأرض لكمال علمه وقدرته {إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [يس: 82].
وبأنه لا يلحقه تعب ولا إعياء لكمال قوته {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} [ق: 38] أي من تعب ولا إعياء.
ونؤمن بثبوت كل ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلّم من الأسماء والصفات لكننا نتبرأ من محذورين عظيمين هما:
التمثيل: أن يقول بقلبه أو لسانه: صفات الله تعالى كصفات المخلوقين.
والتكييف: أن يقول بقلبه أو لسانه: كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا.
ونؤمن بانتفاء كل ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلّم، وأن ذلك النفي يتضمن إثباتاً لكمال ضده، ونسكت عما سكت الله عنه ورسوله.
ونرى أن السير على هذا الطريق فرض لابد منه، وذلك لأن ما أثبته الله لنفسه أو نفاه عنها سبحانه فهو خبرٌ أخبر الله به عن نفسه، وهو سبحانه أعلم بنفسه وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً، والعباد لايحيطون به علماً.
وما أثبته له رسوله أو نفاه عنه فهو خبرٌ أخبر به عنه، وهو أعلم الناس بربِّه وأنصح الخلق وأصدقهم وأفصحهم.
ففي كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم كمال العلم والصدق والبيان؛ فلا عذر في ردِّه أو التردد في قبوله.
* * *(49/25)
طريقة إجراء نصوص الكتاب والسنة للشيخ ابن عثيمين (اللهم اغفر لنا وله)
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:15 م]ـ
ونرى وجوب إجراء نصوص الكتاب والسُنّة في ذلك على ظاهرها، وحملها على حقيقتها اللائقة بالله عزّ وجل.
ونتبرَّأ من طريق المحرّفين لها الذين صرفوها إلى غير ما أراد الله بها ورسوله.
ومن طريق المعطّلين لها الذين عطَّلوها عن مدلولها الذي أراده الله ورسوله.
ومن طريق الغالين فيها الذين حملوها على التمثيل أو تكلفوا لمدلولها التكييف.
ونعلم علم اليقين أنّ ما جاء في كتاب الله تعالى أو سُنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلّم فهو حق لا يناقض بعضه بعضاً لقوله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلَفاً كَثِيراً} [النساء: 82]، ولأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضاً، وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم.
ومن ادّعى أن في كتاب الله تعالى أو في سُنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم أو بينهما تناقضاً فذلك لسوء قصده وزيغ قلبه؛ فليتب إلى الله تعالى ولينزع عن غيّه.
ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى أو في سُنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم أو بينهما، فذلك إمّا لقلّة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر، فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق، فإن لم يتبين له فليكل الأمر إلى عالمه، وليكفَّ عن توهمه، وليقل كما يقول الراسخون في العلم {ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7] وليعلم أن الكتاب والسُنَّة لا تناقض فيهما ولا بينهما ولا اختلاف.(49/26)
الإيمان بالملائكة للشيخ ابن عثيمين (اللهم اغفر لنا وله)
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:23 م]ـ
ونؤمن بملائكة الله تعالى وأنهم {عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء: 26، 27].
خلقهم الله تعالى من نور فقاموا بعبادته وانقادوا لطاعته {لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ الْلَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 19، 20]. حجبهم الله عنا فلا نراهم، وربما كشفهم لبعض عباده، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلّم جبريل على صورته له ستمائة جناح قد سدّ الأفق (4)، وتمثل جبريل لمريم بشراً سوياً فخاطبته وخاطبها، وأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وعنده الصحابة بصورة رجل لا يُعرف ولا يُرى عليه أثر السفر، شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فأسند ركبتيه إلى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلّم، ووضع كفيه على فخذيه، وخاطب النبي صلى الله عليه وسلّم، وخاطبه النبي صلى الله عليه وسلّم، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلّم أصحابه أنّه جبريل. (5)
ونؤمن بأنّ للملائكة أعمالاً كلفوا بها، فمنهم جبريل الموكل بالوحي، ينزل به من عند الله على من يشاء من أنبيائه ورسله.
ومنهم ميكائيل: الموكل بالمطر والنبات.
ومنهم إسرافيل: الموكل بالنفخ في الصور حين الصعق والنشور.
ومنهم ملك الموت: الموكل بقبض الأرواح عند الموت.
ومنهم ملك الجبال: الموكل بها.
ومنهم مالك: خازن النار.
ومنهم ملائكة موكلون بالأجنّة في الأرحام، وآخرون موكلون بحفظ بني آدم، وآخرون موكلون بكتابة أعمالهم، لكل شخص ملكان {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 17، 18]. وآخرون موكلون بسؤال الميت بعد الانتهاء من تسليمه إلى مثواه، يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه فـ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَفِى الاَْخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّلِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَآءُ} [إبراهيم: 27].
ومنهم الملائكة الموكلون بأهل الجنة {يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 23، 24].
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلّم أن البيت المعمور في السماء يدخله ـ وفي رواية يصلي فيه ـ كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم. (6)
(4) -صحيح البخاري كتاب بدء الخلق (3232) ومسلم كتاب الإيمان (174)
(5) - صحيح البخاري كتاب الإيمان (50) ومسلم كتاب الإيمان (8)
(6) - رواه البخاري كتاب بدء الخلق (3207) ومسلم كتاب الإيمان (164)(49/27)
الإيمان بالكتب للشيخ ابن عثيمين (اللهم اغفر لنا وله)
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:29 م]ـ
ونؤمن بأن الله تعالى أنزل على رسله كتباً حجّة على العالمين ومحجة للعاملين يعلِّمونهم بها الحكمةَ ويزكُّونهم.
ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسول كتاباً لقوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد: 25].
ونعلم من هذه الكتب:
أ ـ التوراة: التي أنزلها الله تعالى على موسى صلى الله عليه وسلّم، وهي أعظم كتب بني إسرائيل {فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالاَْحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ} [المائدة: 44].
ب ـ الإِنجيل: الذي أنزله الله تعالى على عيسى صلى الله عليه وسلّم، وهو مصدق للتوراة ومتمم لها {وَءَاتَيْنَهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} [المائدة: 46] {وَلاُِحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} [آل عمران: 50].
جـ ـ الزبور: الذي آتاه الله تعالى داود صلى الله عليه وسلّم.
د ـ صحف إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام.
هـ ـ القرآن العظيم: الذي أنزله الله على نبيه محمد خاتم النبيين {هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185] فكان {مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} [المائدة: 48] فنسخ الله به جميع الكتب السابقة وتكفّل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ} [الحجر: 9] لأنه سيبقى حجّة على الناس أجمعين إلى يوم القيامة.
أما الكتب السابقة فإنها مؤقتة بأمد ينتهي بنزول ما ينسخها ويبيِّن ما حصل فيها من تحريف وتغيير؛ ولهذا لم تكن معصومة منه، فقد وقع فيها التحريف والزيادة والنقص.
{مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} [النساء: 46].
{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة: 79].
{قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِى جَآءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراَطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً} [الأنعام: 91].
{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّى مِن دُونِ اللَّهِ} [آل عمران: 78، 79].
{يَأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ} إلى قوله: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة: 15، 17].(49/28)
الإيمان بالرسل والواجب لصفوة الخلق بعد الرسل للشيخ ابن عثيمين (اللهم اغفر لنا وله)
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:34 م]ـ
ونؤمن بأن الله تعالى بعث إلى الناس رسلاً {مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} [النساء: 165].
ونؤمن بأن أولهم نوح وآخرهم محمد، صلى الله عليهم وسلم أجمعين {إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ} [النساء: 163] {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40].
وأن أفضلهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسى ابن مريم، وهم المخصوصون في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقًا غَلِيظاً} [الأحزاب: 7].
ونعتقد أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلّم حاوية لفضائل شرائع هؤلاء الرسل المخصوصين بالفضل لقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الِدِينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِى أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ} [الشورى: 13].
ونؤمن بأن جميع الرسل بشر مخلوقون، ليس لهم من خصائص الربوبية شيء، قال الله تعالى عن نوح وهو أولهم: {وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّى مَلَكٌ} [هود: 31] وأمر الله تعالى محمداً وهو آخرهم أن يقول: {لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّى مَلَكٌ} [الأنعام: 50] وأن يقول: {لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِى نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ} [الأعراف: 188] وأن يقول: {إِنِّى لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً * قُلْ إِنِّى لَن يُجِيرَنِى مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً} [الجن: 21، 22].
ونؤمن بأنهم عبيد من عباد الله أكرمهم الله تعالى بالرسالة، ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سياق الثناء عليهم، فقال في أولهم نوح: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} [الإِسراء: 3] وقال في آخرهم محمد صلى الله عليه وسلّم: {تَبَارَكَ الَّذِى نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَلَمِينَ نَذِيراً} [الفرقان: 1]، وقال في رسل آخرين: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِى الاَْيْدِى وَالاَْبْصَرِ} [ص: 45] {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الاَْيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 17] {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَنَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 30]، وقال في عيسى ابن مريم: {إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَهُ مَثَلاً لِّبَنِى إِسْرَءِيلَ} [الزخرف: 59].
ونؤمن بأن الله تعالى ختم الرسالات برسالة محمد صلى الله عليه وسلّم وأرسله إلى جميع الناس لقوله تعالى: {قُلْ يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْىِ وَيُمِيتُ فََامِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِىِّ الأُمِّىِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158].
ونؤمن بأن شريعته صلى الله عليه وسلّم هي دين الإِسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، وأن الله تعالى لا يقبل من أحد ديناً سواه لقوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإسلام} [آل عمران: 19]، وقوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نعمتي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً} [المائدة: 3] وقوله: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ في الآخرة مِنَ الخاسرين} [آل عمران: 85].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/29)
ونرى أن من زعم اليوم ديناً قائماً مقبولاً عند الله سوى دين الإِسلام، من دين اليهودية أو النصرانية أو غيرهما، فهو كافر، ثم إن كان أصله مسلماً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتداً لأنه مكذب للقرآن.
ونرى أن من كفر برسالة محمد صلى الله عليه وسلّم إلى الناس جميعاً فقد كفر بجميع الرسل، حتى برسوله الذي يزعم أنه مؤمن به متبع له، لقوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: 105] فجعلهم مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يسبق نوحاً رسول. وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَفِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً} [النساء: 150، 151].
ونؤمن بأنه لا نبي بعد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ومن ادّعى النبوة بعده أو صدَّق من ادّعاها فهو كافر؛ لأنّه مكذب للكتاب والسنة وإجماع المسلمين.
ونؤمن بأن للنبي صلى الله عليه وسلّم خلفاء راشدين خلفوه في أمته علماً ودعوة وولاية على المؤمنين، وبأن أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبوبكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
وهكذا كانوا في الخلافة قدراً كما كانوا في الفضيلة شرعاً، وما كان الله تعالى ـ وله الحكمة البالغة ـ ليولي على خير القرون رجلاً، وفيهم من هو خير منه وأجدر بالخلافة.
ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه، لكنه لا يستحق بها الفضل المطلق على مَنْ فَضَلَه، لأن موجبات الفضل كثيرة متنوعة.
ونؤمن بأن هذه الأمة خير الأمم وأكرمها على الله عز وجل، لقوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110].
ونؤمن بأن خير هذه الأمة الصحابة ثم التابعون ثم تابعوهم، وبأنّه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين، لا يضرّهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمرُ الله عز وجل.
ونعتقد أن ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن، فقد صدر عن تأويل اجتهدوا فيه، فمن كان منهم مصيباً كان له أجران، ومن كان منهم مخطئاً فله أجر واحد وخطؤه مغفور له.
ونرى أنّه يجب أن نكف عن مساوئهم، فلا نذكرهم إلا بما يستحقونه من الثناء الجميل، وأن نطهّر قلوبنا من الغل والحقد على أحد منهم، لقوله تعالى فيهم: {لاَ يَسْتَوِى مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وَقَاتَلُواْ وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد: 10]، وقول الله تعالى فينا: {وَالَّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَنِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بالإيمان وَلاَ تَجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10].(49/30)
الإيمان باليوم الآخر للشيخ ابن عثيمين (غفر الله لنا وله)
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:40 م]ـ
ونؤمن باليوم الآخر وهو يوم القيامة الذي لا يوم بعده، حين يبعث الناس أحياء للبقاء إمّا في دار النعيم وإمّا في دار العذاب الأليم.
فنؤمن بالبعث وهو إحياء الله تعالى الموتى حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية {وَنُفِخَ في الصُّورِ فَصَعِقَ مَن في السَّمَوَتِ وَمَن في الاَْرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ} [الزمر: 68].
فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين، حفاة بلا نعال، عراة بلا ثياب، غرلاً بلا ختان {كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَعِلِينَ} [الأنبياء: 104].
ونؤمن بصحائف الأعمال تعطى باليمين أو من وراء الظهور بالشمال {فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً * وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً * وَيَصْلَى سَعِيراً} [الانشقاق: 7 ـ 12] {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإِسراء: 13، 14].
ونؤمن بالموازين تُوضع يوم القيامة فلا تُظلم نفسٌ شيئاً {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8]. {فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فأولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأولئك الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ في جَهَنَّمَ خَلِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 102 ـ 104] {مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} [الأنعام: 160].
ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وسلّم خاصة، يشفع عند الله تعالى بإذنه ليقضي بين عباده، حين يصيبهم من الهمِّ والكرب ما لا يُطيقون فيذهبون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم. (7)
ونؤمن بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها، وهي للنبي صلى الله عليه وسلّم وغيره من النبيين والمؤمنين والملائكة، وبأن الله تعالى يُخرج من النار أقواماً من المؤمنين بغير شفاعة، بل بفضله ورحمته. (8)
ونؤمن بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من رائحة المسك، طوله شهر وعرضه شهر، وآنيته كنجوم السماء حسناً وكثرةً، يرده المؤمنون من أُمّته، من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك. (9)
ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنم، يمرُّ الناس عليه على قدر أعمالهم، فيمر أولهم كالبرق ثم كمرِّ الريح ثم كمرِّ الطير وأشد الرجال، والنبي صلى الله عليه وسلّم قائم على الصراط يقول: يا رب سلّم سلّم. حتى تعجز أعمال العباد، فيأتي من يزحف، وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة، تأخذ من أُمِرَتْ بِهِ؛ فمخدوش ناجٍ ومكردس في النار. (10)
ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة من أخبار ذلك اليوم وأهواله ـ أعاننا الله عليها ويسرها علينا بمنه وكرمه.
ونؤمن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلّم لأهل الجنة أن يدخلوها. وهي للنبي صلى الله عليه وسلّم خاصة.
ونؤمن بالجنّة والنار، فالجنّة: دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين، فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِي لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17].
والنار: دار العذاب التي أعدَّها الله تعالى للكافرين الظالمين، فيها من العذاب والنكال ما لا يخطر على البال {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِى الْوجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف: 29].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/31)
وهما موجودتان الآن ولن تفنيا أبد الآبدين {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَلِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً} [الطلاق: 11].
{إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَفِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً * خَلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يلَيْتَنَآ أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ} [الأحزاب: 64 ـ 66].
ونشهد بالجنّة لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف.
فمن الشهادة بالعين: الشهادة لأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، ونحوهم ممن عيّنهم النبي صلى الله عليه وسلّم.
ومن الشهادة بالوصف: الشهادة لكل مؤمن أو تقي.
ونشهد بالنار لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف.
فمن الشهادة بالعين: الشهادة لأبي لهب وعمرو بن لحي الخزاعي ونحوهما.
ومن الشهادة بالوصف: الشهادة لكل كافرٍ أو مشركٍ شركاً أكبر أو منافق.
ونؤمن بفتنة القبر: وهي سؤال الميت في قبره عن ربِّه ودينه ونبيه فـ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَفِى الاَْخِرَةِ} [إبراهيم: 27] فيقول المؤمن: ربي الله، وديني الإِسلام، ونبيِّي محمد، وأمّا الكافر والمنافق فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.
ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 32].
ونؤمن بعذاب القبر للظالمين الكافرين {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّلِمُونَ فِى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ ءَايَتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: 93].
والأحاديث في هذا كثيرة معلومة، فعلى المؤمن أن يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسُّنَّة من هذه الأمور الغيبيَّة، وألا يعارضها بما يشاهد في الدنيا، فإن أمور الآخرة لا تُقاس بأمور الدنيا لظهور الفرق الكبير بينهما، والله المستعان.
* * *(49/32)
الإيمان بالقدر للشيخ ابن عثيمين (اللهم اغفر لنا وله)
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:46 م]ـ
ونؤمن بالقدر: خيره وشرّه، وهو تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته.
وللقدر أربع مراتب:
المرتبة الأولى: العلم، فنؤمن بأن الله تعالى بكل شيء عليم، علم ما كان وما يكون وكيف يكون بعلمه الأزلي الأبدي، فلا يتجدد له علم بعد جهل، ولا يلحقه نسيان بعد علم.
المرتبة الثانية: الكتابة، فنؤمن بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَآءِ والأرض إِنَّ ذلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحج: 70].
المرتبة الثالثة: المشيئة، فنؤمن بأن الله تعالى قد شاء كل ما في السموات والأرض، لا يكون شيء إلا بمشيئته، ما شاء الله كان وما لم يشأْ لم يكن.
المرتبة الرابعة: الخلق، فتؤمن بأن الله تعالى {خَالِقُ كُلِّ شيء وَهُوَ عَلَى كُل شيء وَكِيلٌ لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ} [الزمر: 62، 63].
وهذه المراتب الأربع شاملة لما يكون من الله تعالى نفسه ولما يكون من العباد، فكل ما يقوم به العباد من أقوال أو أفعال أو تروك فهي معلومة لله تعالى مكتوبة عنده، والله تعالى قد شاءها وخلقها {لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَلَمِينَ} [التكوير: 28، 29] {وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة: 253] {وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 137] {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96].
ولكننا مع ذلك نؤمن بأن الله تعالى جعل للعبد اختياراً وقدرة بهما يكون الفعل.
والدليل على أن فعل العبد باختياره وقدرته أمور:
الأول: قوله تعالى: {فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] وقوله: {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً} [التوبة: 46] فأثبت للعبد إتياناً بمشيئته وإعداداً بإرادته.
الثاني: توجيه الأمر والنهي إلى العبد، ولو لم يكن له اختيار وقدرة لكان توجيه ذلك إليه من التكليف بما لا يطاق، وهو أمر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق في قوله: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286].
الثالث: مدح المحسن على إحسانه وذم المسيء على إساءته، وإثابة كل منهما بما يستحق، ولولا أن الفعل يقع بإرادة العبد واختياره لكان مدح المحسن عبثاً، وعقوبة المسيء ظلماً، والله تعالى منزّه عن العبث والظلم.
الرابع: أن الله تعالى أرسل الرسل {مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165]، ولولا أن فعل العبد يقع بإرادته واختياره، ما بطلت حجّته بإرسال الرسل.
الخامس: أن كل فاعل يحسُّ أنّه يفعل الشيء أو يتركه بدون أي شعور بإكراه، فهو يقوم ويقعد، ويدخل ويخرج، ويسافر ويقيم بمحض إرادته، ولا يشعر بأن أحداً يكرهه على ذلك، بل يفرّق تفريقاً واقعياً بين أن يفعل الشيء باختياره وبين أن يكرهه عليه مكرِه. وكذلك فرّق الشرع بينهما تفريقاً حكمياً، فلم يؤاخذ الفاعل بما فعله مكرهاً عليه فيما يتعلق بحق الله تعالى.
ونرى أنه لا حجة للعاصي على معصيته بقدر الله تعالى، لأن العاصي يقدم على المعصية باختياره، من غير أن يعلم أن الله تعالى قدّرها عليه، إذ لا يعلم أحد قدر الله تعالى إلا بعد وقوع مقدوره {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً} [لقمان: 34] فكيف يصح الاحتجاج بحجة لا يعلمها المحتجّ بها حين إقدامه على ما اعتذر بها عنه، وقد أبطل الله تعالى هذه الحجة بقوله: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ اللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا وَلاَ أبَآؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شيء كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَآ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ} [الأنعام: 148].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/33)
ونقول للعاصي المحتج بالقدر: لماذا لم تقدم على الطاعة مقدراً أنّ الله تعالى قد كتبها لك، فإنه لا فرق بينها وبين المعصية في الجهل بالمقدور قبل صدور الفعل منك؟ ولهذا لمّا أخبر النبي صلى الله عليه وسلّم الصحابة بأن كل واحد قد كُتِبَ مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا: أفلا نتكل وندع العمل؟ قال: «لا، اعملوا فكلٌّ ميسّر لما خُلِقَ له». (11)
ونقول للعاصي المحتج بالقدر: لو كنت تريد السفر لمكة وكان لها طريقان، أخبرك الصادق أن أحدهما مخوف صعب والثاني آمن سهل، فإنك ستسلك الثاني ولا يمكن أن تسلك الأول وتقول: إنه مقدر عليَّ؛ ولو فعلت لعدّك الناس في قسم المجانين.
ونقول له أيضاً: لو عرض عليك وظيفتان إحداهما ذات مرتب أكثر، فإنك سوف تعمل فيها دون الناقصة، فكيف تختار لنفسك في عمل الآخرة ما هو الأدنى ثم تحتجّ بالقدر؟
ونقول له أيضاً: نراك إذا أصبت بمرض جسمي طرقت باب كل طبيب لعلاجك، وصبرت على ما ينالك من ألم عملية الجراحة وعلى مرارة الدواء. فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي؟
ونؤمن بأنّ الشر لا ينسب إلى الله تعالى لكمال رحمته وحكمته، قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «والشر ليس إليك» رواه مسلم (12). فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شر أبداً، لأنّه صادر عن رحمة وحكمة، وإنّما يكون الشرُّ في مقضياته، لقول النبي صلى الله عليه وسلّم في دعاء القنوت الذي علّمه الحسن: «وقني شر ما قضيت» (13). فأضاف الشر إلى ما قضاه، ومع هذا فإنّ الشر في المقضيات ليس شراً خالصاً محضاً، بل هو شر في محله من وجه، خير من وجه، أو شر في محله، خير في محل آخر.
فالفساد في الأرض من: الجدب والمرض والفقر والخوف شر، لكنه خير في محل آخر. قال الله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].
وقطع يد السارق ورجم الزاني شر بالنسبة للسارق والزاني في قطع اليد وإزهاق النفس، لكنه خير لهما من وجه آخر، حيث يكون كفارة لهما فلا يجمع لهما بين عقوبتي الدنيا والآخرة، وهو أيضاً خير في محل آخر، حيث إن فيه حماية الأموال والأعراض والأنساب(49/34)
من ثمرات الإيمان للشيخ ابن عثيمين (اللهم اغفر لنا وله)
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:49 م]ـ
هذه العقيدة السامية المتضمنة لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة.
فالإِيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة الله وتعظيمه الموجبين للقيام بأمره واجتناب نهيه، والقيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيه يحصل بهما كمال السعادة في الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
ومن ثمرات الإِيمان بالملائكة:
أولاً: العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه.
ثانياً: شكره تعالى على عنايته بعباده، حيث وكلّ بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك من مصالحهم.
ثالثاً: محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى على الوجه الأكمل واستغفارهم للمؤمنين.
ومن ثمرات الإِيمان بالكتب:
أولاً: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أنزل لكل قوم كتاباً يهديهم به.
ثانياً: ظهور حكمة الله تعالى، حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها. وكان خاتم هذه الكتب القرآن العظيم، مناسباً لجميع الخلق في كل عصر ومكان إلى يوم القيامة.
ثالثاً: شكر نعمة الله تعالى على ذلك.
ومن ثمرات الإِيمان بالرسل:
أولاً: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أرسل إليهم أولئك الرسل الكرام للهداية والإِرشاد.
ثانياً: شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى.
ثالثاً: محبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم، لأنهم رسل الله تعالى وخلاصة عبيده، قاموا بعبادته وتبليغ رسالته والنصح لعباده والصبر على أذاهم.
ومن ثمرات الإِيمان باليوم الآخر:
أولاً: الحرص على طاعة الله تعالى رغبة في ثواب ذلك اليوم، والبعد عن معصيته خوفاً من عقاب ذلك اليوم.
ثانياً: تسلية المؤمن عما يفوته من نعيم الدنيا ومتاعها بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.
ومن ثمرات الإِيمان بالقدر:
أولاً: الاعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب، لأن السبب والمسبب كلاهما بقضاء الله وقدره.
ثانياً: راحة النفس وطمأنينة القلب، لأنه متى علم أن ذلك بقضاء الله تعالى، وأن المكروه كائن لا محالة، ارتاحت النفس واطمأن القلب ورضي بقضاء الرب، فلا أحد أطيب عيشاً وأريح نفساً وأقوى طمأنينة ممن آمن بالقدر.
ثالثاً: طرد الإِعجاب بالنفس عند حصول المراد، لأن حصول ذلك نعمة من الله بما قدّره من أسباب الخير والنجاح، فيشكر الله تعالى على ذلك ويدع الإِعجاب.
رابعاً: طرد القلق والضجر عند فوات المراد أو حصول المكروه، لأن ذلك بقضاء الله تعالى الذي له ملك السموات والأرض وهو كائن لا محالة، فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر، وإلى هذا يشير الله تعالى بقوله: {مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ في الأرض وَلاَ في أَنفُسِكُمْ إِلاَّ في كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: 22، 23].
فنسأل الله تعالى أن يثبِّتنا على هذه العقيدة، وأن يحقق لنا ثمراتها ويزيدنا من فضله، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا؛ وأن يهب لنا منه رحمة، إنه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان(49/35)
إخواني: هل الدجال أبيض البشرة أم أنه أسمر؟!
ـ[ابو الزبير المكي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 03:24 م]ـ
في الحديث:
( .. وإنه شاب قطط ...... ) الخ إلى أن قال: (هجان)
أي: أبيض.
وفي الحديث أيضا:
(وإنه آدم)
أي: أسمر
فكيف يكون التوجيه؟!
أفيدونا وفقكم الله
ـ[ابو الزبير المكي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 03:33 م]ـ
وسؤال آخر رعاكم المولى:
هل الدجال يدعي النبوة أم الألوهية؟!
ـ[ابو الزبير المكي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 04:07 م]ـ
سؤال أخير (وسامحونا):
هل ذكر أهل العلم شيئا في تخصيص قراءة فواتح سورة الكهف عليه؟!
ـ[عبدالعزيز فؤاد]ــــــــ[13 - 05 - 08, 04:29 م]ـ
المسيح الدجال يدعي الألوهية، لما جاء عند ابن ماجه بسند صحيح:
..... وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ: أَنْ يَقُولَ لِلأَعْرَابِيِّ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَبَعَثْتُ لَكَ أُمَّكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ ...
ـ[عبدالعزيز فؤاد]ــــــــ[13 - 05 - 08, 04:33 م]ـ
قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
(من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال). رواه مسلم
وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
" .......... فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْف ...... " رواه مسلم(49/36)
كيف يقول الذهبى قال الاصبهانى
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[13 - 05 - 08, 03:53 م]ـ
قال الامام الذهبى:
قال الإمام الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الطلحي الأصبهاني مصنف الترغيب والترهيب وقد سئل عن صفات الرب فقال مذهب مالك والثوري والأوزاعي والشافعي وحماد ابن سلمة وحماد بن زيد وأحمد ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وإسحاق بن راهويه أن صفات الله التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله من السمع والبصر والوجه واليدين وسائر أوصافه إنما هي على ظاهرها المعروف المشهور من غير كيف يتوهم فيها ولا تشبيه ولا تأويل (العلو للعلي الغفار ص281 - 282)
الذهبى ولد فى سنه 673
وتوفى الصبهانى سنه 583
والاصبهانى ينقل عن مذهب مالك والثوري والأوزاعي والشافعي وحماد ابن سلمة وحماد بن زيد وأحمد ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وإسحاق بن راهويه وكلهم توفى قبله
انا لا اشكك فى الكلام او النقل لكن عندما احتججت بهذا النص قال لى محاورى هذا الكلام
(وقال) , (وهذا مذهب) ليست سند متصل
وجزاكم الله خيرا
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 04:26 م]ـ
ما وجه الإشكال عند محاورك؟ الإمام الذهبي نقل كلام الحافظ الأصبهاني و هو موجود في كتابه الحجة في بيان المحجة
و الإمام الأصبهاني توفى سنة 535 هـ و ليس سنة 583 كما قال صاحبك
اما القول بأن هذا الكلام ليس له سند متصل: فهذا الكلام عاطل عن التحقيق , يتلو عنده كل ذي عقل سليم: سبحانك هذا بهتان عظيم!
فعقيدة أهل السنة مسندة و أقوال السلف في العقيدة متتابعة و ليست متغايرة و بهذا إمتازوا فحتى من لم يُحفظ له عقيدة منهم و لكن شهد له السلف بالعقيدة الحسنة: فهو قائل بعقيدتهم , و هذا معروف مشهور و لهذا قال الإمام الترمذي رحمه الله في الجامع (3/ 50 - 51)
(وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف
هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف
وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة
وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه
وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده
وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة
و قال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.) اهـ
قلت: فهذه شهادة جليلة من الإمام العلم الترمذي رحمه الله في هؤلاء الجهابذة من أئمة الإسلام و علماء الهدى و مصابيح الدجى الأعلام , فأما الإمام مالك و سفيان بن عيينة و اسحق ابن راهويه: فقد ذكر الإمام الترمذي خلاصة عقيدتهم و الإمام الترمذي يعرف أقوالهم و عقيدتهم جيداً: فقد أخذ عن بعضهم كالإمام اسحاق بن راهويه و أخذ عن تلامذتهم و تلامذة تلامذتهم
و أما الشافعي و الأوزاعي و الثوري و حماد بن زيد و حماد بن سلمة: فقد ذكرهم شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني رحمه الله – ت 449 هـ - في طبقة أئمة الحديث من المتصلبة في السنة و انهم على عقيدة واحدة لم يخالف فيها بعضهم بعضا
إذا عرفت ذلك: فاضمم الى هذا شهادته رحمه الله حيث ذكر في كتابه اعتقاد اهل الحديث هذه الطبقات السنية و أن من أحب هؤلاء فهو صاحب سنة من أئمة أهل الحديث الذين بهم يقتدون، وبهديهم يهتدون، ومن جملتهم وشيعتهم أنفسهم يعدون، وفي اتباعهم آثارهم يجدون هذا كلام شيخ الإسلام الصابوني رحمه الله , فممن ذكرهم من الأئمة:
(محمد بن إدريس الشافعي، وسعيد بن جبير والزهري، والشعبي والتيمي ومن بعدهم، كالليث بن سعد والأوزاعي والثوري وسفيان بن عيينة الهلالي، وحماد بن سلمة وحماد بن زيد، ويونس بن عبيد، وأيوب وابن عوف ونظرائهم. ومن بعدهم مثل يزيد بن هارون، وعبد الرزاق وجرير بن عبد الحميد، ومن بعدهم محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري، وأبي داود السجستاني وأبي زرعة الرازي، وأبي حاتم وابنه ومحمد بن مسلم بن واره، ومحمد بن أسلم الطوسي، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة الذي كان يدعى إمام الأئمة، والمقري كان إمام الأئمة في عصره ووقته، وأبي يعقوب إسحاق بن إسماعيل البستي، وجدي من قبل أبي أبو سعيد يحيى بن منصور الزاهد الهروي، وعدي بن حمدويه الصابوني، وولديه سيفي السنة أبي عبدالله الصابوني وأبي عبد الرحمن الصابوني، وغيرهم من أئمة السنة المتمسكين بها، ناصرين لها داعين إليها موالين عليها، وهذه الجمل التي أثبتها في هذا الجزء كانت معتقد جميعهم، لم يخالف فيها بعضهم بعضا، بل أجمعوا عليها كلها، واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع)
قلت: وهذه فوائد جليلة في عقائد هؤلاء الأئمة، فإنه ذكر أن ما أثبته في عقيدته هو معتقدهم جميعا و لم يخالف فيها بعضهم بعضا و أنهم أجمعوا عليها كلها , فقد نقل رحمه الله الإجماع على ذلك , و معلوم أن المعتقد الذي أثبته الصابوني في صفات الله تعالى مداره الإجراء على الظاهر و عدم إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، بتأويل منكر
أما تفصيل آحاد عقائدهم فمبثوثة في كتب العقيدة المسندة و لا أنشط الآن لجمعه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/37)
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[13 - 05 - 08, 04:47 م]ـ
اشهد الله يا شيخ مقدادى انى احبك فى الله
ولا اعلم كيف اشكرك ولا كيف اوفيك حقك ولكن جزاك الله خيرا
ومثل ما نقلت لا يصلح فيه ان ادعو لك الان ولكن ساجعلها فى الثلث الاخير من الليل ان يفوقكم الله ويعلمك ويزيدكم علما وفضلا ونصره لعقيده السلف ويغفر لك ولوالديك
اللهم امين وموعدنا فى الثلث الاخير ان شاء الله
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 09:23 م]ـ
احبك الله الذي أحببتني فيه , و جزاك الله خيرا و زادك الله حرصا و تقوى
و لكنني أذكرك أنني لست بشيخ، و أرجو أن تكتفي بمناداتي بالأخ؛ فهو أحسن و أسلم ... و (انما المؤمنون اخوة).
و اسلم لأخيك الداعي لك بالتوفيق ...
ـ[أبو عمر النجدي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 12:50 ص]ـ
مثل هذا يكثر عند المتأخرين
والله أعلم(49/38)
الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى- و الظاهر المراد من نصوص الأسماء و الصفات (01)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[13 - 05 - 08, 05:31 م]ـ
[الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى- و الظاهر المراد من نصوص الأسماء و الصفات]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
قال الشيخ عبد الحميد بن باديس في (العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية: ص59/دار الفتح-الشارقة):" نثبت له ما أثبته لنفسه على لسان رسوله من ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله وننتهي عند ذلك ولا نزيد عليه وننزهه في ذلك عن مماثلة أو مشابهة شيء من مخلوقاته ونثبت الاستواء و النزول و نحوهما، ونؤمن بحقيقتهما على ما يليق به تعالى بلا كيف، وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ".اهـ
أقول وبالله العون و التوفيق: إن الله جل وعلا خاطب العباد في كتابه العزيز بما يفهمون من حيث أصل المعنى، أما الحقيقة والكنه الذي عليه ذلك المعنى فهو مما استأثر الله تعالى بعلمه فيما يتعلق بذاته وصفاته [1].
فصرف كتاب الله عن ظاهره المتبادر منه لا يجوز إلا بدليل يجب الرجوع إليه من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم – [2].
قال الشيخ العلامة حمد بن ناصر بن معمر- رحمه الله تعالى -[3]: " واعلم أن كثيراً من المتأخرين، يقولون: هذا مذهب السلف، في آيات الصفات، وأحاديثها، إقرارها على ما جاءت، مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد، وهذا لفظ مجمل، فإن قول القائل: ظاهرها غير مراد، يحتمل أنه أراد بالظاهر، نعوت المخلوقين، وصفات المحدثين، فلا شك: أن هذا غير مراد؛ ومن قال: هذا، فقد أصاب، لكن أخطأ في إطلاق القول أن هذا ظاهر النصوص، فإن هذا ليس هو الظاهر، فإن إيماننا بما ثبت من نعوته، كإيماننا بالذات المقدسة، إذ الصفات تابعة للموصوف، فنعقل وجود الباري، وننزه ذاته المقدسة عن الأشباه، من غير أن نتعقل الماهية؛ فكذلك القول في صفاته: نؤمن بها،ونعقل وجودها، ونعلمها في الجملة، من غير أن نتعقلها، أو نشبهها، أو نكيفها، أو نمثلها بصفات خلقه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ... ومن ظن أن نصوص الصفات، لا يعقل معناها، ولا يدري ما أراد الله ورسوله منها، ولكن يقرؤها ألفاظاً لا معاني لها، ويعلم أن لها تأويلاً، لا يعلمه إلا الله، وأنها بمنزلة (كهيعص، حم، عسق، الَمص) وظن أن هذه طريقة السلف، وأنهم لم يكونوا يعرفون حقائق الأسماء؛ والصفات، ولا يعلمون حقيقة قوله: (والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه) وقوله (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) وقوله: (الرحمن على العرش استوى) ونحو ذلك، فهذا الظان من أجهل الناس بعقيدة السلف. وهذا الظن يتضمن استجهال السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، وسائر الصحابة، وأنهم كانوا يقرؤون هذه الآيات، ويروون حديث النزول، وأمثاله، ولا يعرفون معنى ذلك، ولا ما أريد به، ولازم هذا الظن: أن الرسول –صلى الله عليه و سلم- كان يتكلم بذلك، ولا يعرف معناه، فمن ظن أن هذه عقيدة السلف، فقد أخطأ في ذلك خطأ بيناً؛ بل السلف رضي الله عنهم أثبتوا لله حقائق الأسماء والصفات، ونفوا عنه مماثلة المخلوقات، فكان مذهبهم مذهباً بين مذهبين، وهدى بين ضلالين، خرج من مذهب المعطلين والمشبهين، كما خرج اللبن: (من بين فرث ودم لبنا خالصاً سائغاً للشاربين) ".اهـ
وبناء على ذلك فقول بن باديس عن صفة الاستواء و النزول ونحوهما .. بأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد يحتمل معنيين باطل و آخر حق [4]:
- فالمعنى الباطل: نفي المعنى الظاهر الذي يليق بذي الجلال والإكرام؛ فمثلا: الاستواء معلوم المعنى في لغة العرب، فاستوى هنا عديَت بـ: (على) فهي هنا بمعنى: (علا وارتفع)، وهكذا الأمر في سائر نصوص الصفات، فإن معانيها معروفة في لغة العرب، وليست مجهولة [5]، فنفي هذا المعنى الظاهر من نصوص الاستواء تعطيل وإلحاد في صفاته [6]، وهكذا باقي صفات الرحمن -جل وعلا-.
- أما المعنى الحق: فهو نفي الظاهر الذي يليق بالمخلوقين ويختص بهم، بمعنى أن صفات المخلوقين غير مرادة.
وعبارة الشيخ ابن باديس –رحمه الله تعالى –: " .. وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ". باطلة ومحمولة على المعنى الأول و بيان ذلك من وجوه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/39)
- الوجه الأول: أن ظواهر آيات الصفات وأحاديثها المتبادرة منها، لكل مسلم راجع عقله، هي مخالفة صفات الله لصفات خلقه [7]. فقول الشيخ:" .. وننزهه في ذلك عن مماثلة أو مشابهة شيء من مخلوقاته .. " يكفي في نفي التشبيه بخلقه وإثبات المعنى الظاهر المراد، فلا داعي إذن لقوله" وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد " إلاَّ إذا كان مقصوده المعنى الباطل؛ وهو صرف نصوص الصفات عن ظاهرها المراد وهذا واضح الفساد، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى-[8]: " ومن قال: إن ظاهر شيء من أسمائه وصفاته غير مراد فقد أخطأ؛ لأنه ما من اسم يسمى الله تعالى به إلا والظاهر الذي يستحقه المخلوق غير مراد به، فكان قول هذا القائل يقتضي أن يكون جميع أسمائه وصفاته قد أريد بها ما يخالف ظاهرها، ولا يخفى ما في هذا الكلام من الفساد ".
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله تعالى-[9]:"والواقع في نفس الأمر أن ظواهر آيات الصفات وأحاديثها المتبادرة منها، لكل مسلم راجع عقله، هي مخالفة صفات الله لصفات خلقه.
ولا بد أن نتساءل هنا فنقول:
أليس الظاهر المتبادر مخالفة الخالق للمخلوق، في الذات والصفات والأفعال؟
والجواب الذي لا جواب غيره: بلى.
وهل تشابهت صفات الله مع صفات خلقه حتى يقال إن اللفظ الدال على صفته تعالى ظاهره المتبادر منه تشبيهه بصفة الخلق؟
والجواب الذي لا جواب غيره: لا.
فبأي وجه يتصور عاقل أن لفظاً أنزله الله في كتابه، مثلاً دالاً على صفة من صفات الله أثنى بها تعالى على نفسه، يكون ظاهره المتبادر منه، مشابهته لصفة الخلق؟ (سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ).
فالخالق والمخلوق متخالفان كل التخالف وصفاتهما متخالفة كل التخالف. فبأي وجه يعقل دخول صفة المخلوق في اللفظ الدال على صفة الخالق؟ أو دخول صفة الخالق في اللفظ الدال على صفة المخلوق مع كمال المنافقاة بين الخالق والمخلوق؟
فكل لفظ دل على صفة الخالق ظاهره المتبادر منه أن يكون لائقاً بالخالق منزهاً عن مشابهة صفات المخلوق. وكذلك اللفظ الدال على صفة المخلوق لا يعقل أن تدخل فيه صفة الخالق ".اهـ
-الوجه الثاني: إن قول الشيخ ابن باديس عن صفة الاستواء و النزول ونحوهما .. : " وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد " خطأ وإن أراد به المعنى الحق -وهو مستبعد كما تقدم- لأنه يوهم البدعة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى-[10]:" .. من قال: إن الظاهر غير مراد، بمعنى: أن صفات المخلوقين غير مرادة، قلنا له: أصبت في المعنى، لكن أخطأت في اللفظ، وأوهمت البدعة، وجعلت للجهمية طريقًا إلى غرضهم، وكان يمكنك أن تقول: تمر كما جاءت على ظاهرها مع العلم بأن صفات الله تعالى ليست كصفات المخلوقين، وأنه منزه مقدس عن كل ما يلزم منه حدوثه أو نقصه.
ومن قال: الظاهر غير مراد بالتفسير الثاني وهو مراد الجهمية ومن تبعهم من المعتزلة وبعض الأشعرية وغيرهم فقد أخطأ ".
وعليه فلو ذكر ابن باديس عبارته مقيدة-مثلا- بقوله " والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله".دون قوله:" .. أو مشابهة شيء من مخلوقاته " لكان قوله مقبولا صوابا موافقا لعقيدة السلف الصالح محمولا على المعنى الحق كما قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ: " وأمّا قوله تعالى (ثمّ استوى على العرش) فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً، ليس هذا موضع بسطها وإنّما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح، مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل. والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله؛ فإنّ الله لا يُشبهه شيء من خلقه و (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) بل الأمر كما قال الأئمة، منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبّه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر. وليس فيما وصف الله به نفسه، ولا رسوله تشبيه فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله، ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى".اهـ. [11]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/40)
-الوجه الثالث: إن كلام الشيخ بن باديس حول بعض الصفات وصرف معانيها عن ظاهرها المراد و تفسيرها بآثارها كصفة "الرحمة" حيث قال:" الرحمن: المنعم الذي تتجدد نعمه في كل آن" [12]، وقوله عن صفة "الإعراض" بأنها حرمان الثواب، و صفة "الحياء" بترك العقاب .. الخ [13]. لم يدع مجالا لحمل كلامه على المعنى الحق الحسن، مما يدل دلالة واضحة أن عبارته –السابقة- قصد بها المعنى الفاسد الباطل وهو نفي الظاهر المراد عند السَّلف الصالح الذي يليق بجلال الله و عظمته، والله أعلم.
وبهذا يُعلم أن الشيخ عبد الحميد بن باديس- رحمه الله تعالى- قد أخطأ في عبارته تلك خطأ يتعلق بتوحيد الله - جل وعلا - في أسمائه و صفاته، فلا يجوز متابعته فيه، والواجب التنبيه والتحذير من الخطأ، خاصة مع انتشار الكتاب ووجود من يروج له، والظن الحسن ببعض المشايخ السَّلفيين الذين شرحوا الكتاب أو علقوا عليه أن يُحذروا طلبة العلم فضلا عن العامة من زلات العلماء ومنها عبارة الشيخ ابن باديس السابقة، والله الموفق.
نسأل الله - جل في علاه - أن يحفظنا من سيئي الاعتقاد و يجنبنا قبيح الانتقاد، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه الفقير إلى الله تعالى
عبد الحق آل أحمد الجلفاوي
بتاريخ:5/جمادى الأولى/1429هـ
ــــــــــ
الحواشي:
[1]: ينظر: (شرح أصول الإيمان) لشيخنا محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله تعالى-.
[2]: ينظر: (أضواء البيان) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله تعالى-.
[3]: ينظر: (الدرر السنية في الأجوبة النجدية) جمع الشيخ العلامة عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي-رحمه الله تعالى-.
[4]: ينظر: (فتح الباري) للحافظ ابن رجب الحنبلي-رحمه الله تعالى -.
[5]: ينظر: (مدارج السالكين) لإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى-.
[6]: الإلحاد في أسماء الله -جل وعلا- هو العدول بها و بجهاتها و معانيها عن الحق الثابت لها، وهو مأخوذ من الميل، كما يدل عليه مادة (لحد) ومنه اللحد، وهو الشق في جانب القبر الذي قد مال عن الوسط. والإلحاد في أسمائه تعالى أنواع منها: إلحاد أهل التعطيل الذين عطلوا الأسماء الحسنى من معانيها، وجحدوا حقائقها. ينظر: (توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام بن القيم، تأليف الشيخ العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى -رحمه الله-.
[7]: ينظر: (أضواء البيان) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله تعالى-
[8]: (الرسالة المدنية في الحقيقة والمجاز في الصفات) ضمن "مجموع الفتاوى".
[9]: (أضواء البيان) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله تعالى-.
[10] (الرسالة المدنية في الحقيقة والمجاز في الصفات) ضمن "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى-.
[11]: (تفسير القرآن العظيم) للحافظ ابن كثير.
[12] ينظر: (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير) للشيخ عبد الحميد بن باديس-رحمه الله تعالى-.
[13] ينظر: (مجالس التذكير من حديث البشير النذير) للشيخ عبد الحميد بن باديس-رحمه الله تعالى-.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[10 - 08 - 08, 02:37 م]ـ
تابع لما سبق:
الوجه الرابع: صرح الشيخ ابن باديس - رحمه الله تعالى – كما في تعريفه لكتاب (العواصم من القواصم) للقاضي بن العربي – وهو أشعري العقيدة – بموافقته له عند رده على أهل السنة و رميه لهم بالتشبيه، قال ابن باديس [صفحة (ب - ج) المطبعة الجزائرية الإسلامية بقسنطينة]: " .. وهذا كتاب (العواصم من القواصم) من آخر ما ألف قد سار فيه على تلك الخطة، و جمع فيه على صغر حجمه بين سائر كتبه العلمية فوائد جمة و علوماً كثيرة، فتعرض فيه لآراء في العلم باطلة، و عقائد في الدين ضالة، وسماها قواصم، وأعقبها بالآراء الصحيحة و العقائد الحقة المؤيدة بأدلتها النقلية، و براهينها العقلية المزيفة لتلك الآراء و المبطلة لتلك العقائد و سماها عواصم، فانتظم ذالك مناظرة السفسطائيين و الطبائعيين والإلاهيين، و مناظرة الباطنية و الحلولية، وأرباب الاشارات من غلاة الصوفية و ظاهرية العقائد، و ظاهرية الاحكام، وغلاة الشيعة و الفرقة المتعصبة للاشخاص باسم الاسلام. اهـ
فقوله: " .. وظاهرية العقائد .. " فيه توضيح لما اشتبه من قوله في كتابه (العقائد الإسلامية .. ) بله التصريح بعقيدته في هذه المسألة؛ لأن ابن باديس لو أراد المعنى الحق من قوله: "وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد " لعلق و صحح قول القاضي ابن العربي [العواصم .. ص:17، المطبعة الجزائرية الإسلامية بقسنطينة]: " .. وهذه الطائفة الآخذة بالظاهر في العقائد هي في طرف التشبيه .. ".اهـ، وقوله: " .. ثم جاءت طائفة ركبت عليه فقالت أنه فوق العرش بذاته ".اهـ وغيرها من أقوال القاضي المخالفة لعقيدة السلف الصالح، و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/41)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[23 - 12 - 08, 12:07 ص]ـ
للتذكير.
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[23 - 12 - 08, 01:49 م]ـ
السلام عليكم
يا اخي قول ابن باديس: "ونؤمن بحقيقتهما على ما يليق به تعالى بلا كيف"
قاعدة سلفية لا يقبلها ابن العربي
وقول ابن باديس بعدها: "بأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد"
تعقيب على نفي التكييف, وكلمة ابن باديس دقيقة جدا حيث قال "المتعارف في حقنا" ولم يقل المتعارف في لغتنا".
هذا ما فهمه كل من درس العقائد لابن باديس
اما قوله في كتاب العواصف معرفا بابوابه وفصوله:، فتعرض فيه لآراء في العلم باطلة، و عقائد في الدين ضالة، وسماها قواصم، وأعقبها بالآراء الصحيحة و العقائد الحقة المؤيدة بأدلتها النقلية، و براهينها العقلية المزيفة لتلك الآراء و المبطلة لتلك العقائد و سماها عواصم، فانتظم ذالك مناظرة السفسطائيين و الطبائعيين والإلاهيين، و مناظرة الباطنية و الحلولية، وأرباب الاشارات من غلاة الصوفية و ظاهرية العقائد، و ظاهرية الاحكام، وغلاة الشيعة و الفرقة المتعصبة للاشخاص باسم الاسلام. اهـ
فاين موافقته لابن العربي , هل كل معرف بكتاب موافق له.
ام تريد من ابن باديس يقول ان تيمي او وهابي او ان ينتقد ابن العربي صراحة, فلو فعلها في ذلك الوقت لكان غير حكيم, وخاصة ان ابن العربي خلط كلامه عن ظاهرية العقائد بالحق والباطل فبعضه صحيح: كالمجسمة الذين قالوا بالاطوال وكيفوا الصورة ...
كما قلت ان ابن باديس رجل ملة وسياسة فلو كان شيخ الاسلام في وقت ابن باديس تحت احتلال النصارى لما وسعه ان يفعل الا ما فعله ابن باديس رحمه الله-
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[23 - 12 - 08, 06:23 م]ـ
أسئلة إلى أخي الكريم "محمد فوزي الحفناوي" وفقه الله:
1ـ الشيخ عبد الحميد بن باديس ـ رحمه الله تعالى ـ أخرج، و عرّف، و علّق على كتاب (العواصم) في مواضع كثيرة وفيه تعقيب على كلام لإبن العربي في أحد الصحابة و رده فيما أذكر، ولم يعلق على أشعرياته، فعلا ما يدل هذا؟؟
2ـ هل الظاهر من نصوص الأسماء و الصفات مراد؟
3ـ و هل ظاهر الأسماء و الصفات في النصوص يوهم التشبيه؟
و للحديث بقية بإذن الله ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - 09 - 09, 11:16 م]ـ
إلى الآن الأخ الحفناوي لم يجب على الأسئلة؟!
ولا زلت أنتظر ..
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[23 - 09 - 09, 01:42 ص]ـ
يقول الشيخ عبد الحميد بن باديس في مقال له موجود في اثاره طبعة وزارة الشؤون الدينية الجزائرية. الطبعة الاولى كانت سنة 1412هجري.
- قام الشيخ محمد ابن عبد الوهاب بدعوة دينية فتبعه عليها قوم فلقبوا بالوهابيين. لم يدعوا الى مذهب مستقل في الفقه. فان اتباع النجديين كانوا قبله ولازالوا الى الان بعده حنبليين يدرسون الفقه في كتب الحنابلة ولم يدعوا الى مذهب مستقل في العقائد فان اتباعه كانوا قبله ولا زالوا الى الان سنيين سلفيين اهل اثبات وتنزيه. يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب والاختيار ويصدقون بالرؤية و يثبتون الشفاعة ويرضون عن جميع السلف ولا يكفرون بالكبيرة و يثبتون الكرامة.
ص 32.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[11 - 02 - 10, 12:15 ص]ـ
اخي عبد الحق انت ترى في كلام الشيخ عبد الحميد انه يصوب مذهب الامام محمد بن عبد الوهاب في الصفات.
فيلزم مما ذكرت ان يكون الشيخ لا يعرف عقيدة الامام في ذلك.
اذ لا يستقيم ان يكون الشيخ اشعريا ويصوب مذهب الامام محمد بن عبد الوهاب واتباعه في الصفات. والله اعلم.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[11 - 02 - 10, 01:02 ص]ـ
الأخ الكريم"ابا سعد الجزائري" وفقني الله و إياك بمرضاته:
1 - من أين لك أنني قلت عن الشيخ بن باديس-رحمه الله-أنه أشعري؟
2 - تصويب الشيخ بن باديس للإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله- مجمل يوضحه المفصل من كلامه.
3 - الشيخ بن باديس-رحمه الله-صوب دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-في العقيدة حيث قال: (ولم يدعوا الى مذهب مستقل في العقائد فان اتباعه كانوا قبله ولا زالوا الى الان سنيين سلفيين). ومع ذلك اتهمه بالغلو في مسائل من توحيد العبادة كمسألة زيارة القبور و الدعاء عندها و ما إلى ذلك، فعلاما يدل هذا؟!!
والله اعلم.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[11 - 02 - 10, 02:37 ص]ـ
ما الفرق بين نفي الظاهر (المتبادر إلى أذهان المشبهين) و نفي (الظاهر المتعارف في حقنا)
أم أن الأولى لأنها عبارة ابن كثير لم تتعقبها!!
أقول: لم يخالف ابن باديس في عبارته السلف قيد أنملة
قال ابن تيمية ما معناه:
الظاهر ظاهران: ظاهر متعارف في حق المخلوق وهذا غير مراد
وظاهر يليق بالخالق وهذا هو المراد. أهـ
وهذه العبارة كثيرا ما يكررها الحافظ الذهبي وكذلك ابن رجب
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه فتح الباري:
(ِوأمّا طريقة أئمة أهل الحديث وسلف الأمّة فهي إقرار النصوص وإمرارها كما جاءت، ونفي الكيفيّة عنها والتمثيل ... ومن قال الظاهر منها غير مراد، قيل له: الظاهر ظاهران، ظاهر يليق بالمخلوقين ويختص بهم فهو غير مراد، وظاهر يليق بذي الجلال والإكرام فهو مراد ونفيه تعطيل)
فهل ابن تيمية والذهبي وابن رجب مبتدعة!
والواجب يا إخوة التأول للعلماء وليس أخذ كلمة من هنا أو هناك ثم الطير بها ونشرها بين الناس!
فلو فعلنا هذا لما بقي أحد من العلماء البتة، .. لأنه ما من عالم سلفي خلا ابن تيمية إلا وله قول موهم في هذه المسائل بالذات وكلنا يعلم هذا ... ، فهل من العقل أن نعول على كلمة أو موقف فعله أو لم يعلق على فلان الأشعري -لسبب أو لآخر- ولا نعول على مجمل مذهبه!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/42)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[12 - 02 - 10, 11:58 ص]ـ
الأخ الكريم"موسى الكاظم" وفقني الله و إياك لمرضاته - قولي: (إذن قول القائل عن صفة (الاستواء) و غيرها: " بأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد" قول باطل لما انقدح في ذهن قائله من التشبيه وهو غير مراد) له مقام و بساط حال قام عليه الكلام وهو ما سبق و أن كتبته في المقال عن الشيخ ابن باديس-رحمه الله تعالى-و الظاهر المراد من نصوص الصفات و الأسماء عنده، فإذا دققت و تدبرت كلامي و خاصة الوجه الرابع من المقال، تبين لك المقصود من كلامي، وأن ما ظهر لي من ترجيح هو الصواب، ولا بأس من زيادة بيان ذلك بإختصار الأدلة و القرائن على ترجيح ما ظهر لي، فيما يلي:
1 - تأويل ابن باديس لصفة الإعراض و صفة الحياء، كما في ص (68) من (مجالس التذكير من كلام البشير النذير):"فاستحيا الله منه: ترك عقابه ولم يحرمه من ثواب، أعرض: التفت إلى جهة أخرى فذهب إليها. فأعرض الله عنه: حرمه من الثواب ".اهـ
2 - تأويله لصفة الرحمة، كما في صفحة (231) من (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير) قوله: "رحيما: دائم الإفاضة للنعم".اهـ
و في صفحة (159) قوله: "يرجون رحمته: ينتظرون انعاماته لافتقارهم إليه".اهـ.وفي صفحة (364) قوله: "الرحيم: المنعم الدائم الانعام و الاحسان".اهـ وغيرها ..
3 - نفيه صفة الصورة، كما في صفحة (64) من (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير) حيث قال: "الاعتراف بوجود خالق الكون يكاد يكون غريزة مركوزة في الفطرة و يكاد لا تكون لمنكريه - عنادا- نسبة عددية بين البشر. ولكن أكثر المعترفين بوجوده قد نسبوا إليه ما لا يجوز عليه ولا يليق بجلاله من الصاحبة و الولد و المادة و الصورة و الحلول و الشريك في التصرف في الكون و الشريك في التوجه و الضراعة إليه والسؤال منه و الإتكال عليه".اهـ
4 - نفيه لـ"المادة" كما في المصدر السابق؛ ومعلوم منهج السلف في مثل هذه المصطلحات و أن إطلاق لفظ " المادة " على الله - جل وعلا -، إثباتا، أو نفيا، ليس من عبارات السلف الصالح المقتدى بهم في باب أسماء الله سبحانه و تعالى و صفاته، قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى -: " وأما ما لا يوجد عن الله، و رسوله، إثباته، و نفيه، مثل: الجوهر، والجسم، والجهة، وغير ذلك، لا يثبتونه، ولا ينفونه، فمن نفاه فهو عند أحمد و السلف مبتدع، ومن أثبته فهو عندهم مبتدع، و الواجب عندهم: السكوت عن هذا النوع، إقتداء بالنبي- صلى الله عليه و سلم- و أصحابه".اهـ. (الدرر السنية في الأجوبة النجدية).
5 - تأويله لصفة الكتابة، كما في صفحة (206) من (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير) قوله:" الزبور: بمعنى المزبور أي المكتوب و المراد به جنس ما أنزله الله من الوحي على رسله - صلوات الله عليهم- و أمر بكتابته ".اهـ. قوله: "و أمر بكتابته" فيه نوع إيهام بأن الله –جل وعلا- لا يكتب بيده كتابة تليق بجلال عظمته و سلطانه، وهي صفةٌ فعليَّةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجلَّ بالكتاب والسنة، فهو سبحانه يكتب ما شاء متى شاء، كما يليق بعظيم شأنه، لا ككتابة المخلوقين، والتي تليق بصغر شأنهم. ويفهم من كلامه التأويل لصفة الكتابة بدليل أن الشيخ ابن باديس عمَّمَ في قوله السَّابق معنى الزبور وبأنه جنس ما أنزل الله من الوحي على رسله عليهم الصلاة و السلام و أمر بكتابته .. والحقيقة أن هناك كتب لبعض الرسل خطها الله عز وجل بيده الشرفية، فالتوراة لموسى- عليه الصلاة والسلام- كتبها بيده – جل وعلا - والدليل قول النبي - صلى الله عليه و سلم-: احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنْ الْجَنَّةِ قَالَ لَهُ آدَمُ يَا مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ثَلَاثًا. [رواه البخاري و مسلم].
6 - تأويله لصفة المحبة و الود، صفحة (200) كما في (مجال التذكير من كلام الحكيم الخبير) قال: "أما هذا الود الذي وعد الله به الذين آمنوا و عملوا الصالحات فسببه جعل من الله في قلوب العباد لهم دون تودد منهم ولا توقف على تلك السباب فيودهم من لم يكن بينه و بينهم علاقة نسب أو صداقة ولا وصل إليه منهم معروف فهذا نوع من الود خاص يكرمهم الله به و ينعم عليهم به .. إلى أن قال: .. وأي ود هو، ود من جعل الرحمن".اهـ، وقال صفحة (307) كما في المصدر السابق: "يحب التوابين و يحب المتطهرين و يحسن لقاءهم و يجزل ثوابهم".اهـ.
و إقراره - وهو رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين – للشيخ مبارك الميلي-رحمه الله تعالى - عندما أول صفة المحبة كما في كتابه (الشرك و مظاهره) صفحة (178) قال: " وقوله تعالى: ((إن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين)) أي يثيبهم وينعم عليهم".اهـ.
7 - عدم نقده لأشعريات القاضي ابن العربي – رحمه الله تعالى- في كتابه (العواصم من القواصم)؛ فقد أشرف الشيخ ابن باديس على طبعه و التعليق عليه، وقد حوى فصولا فيها تحامل على عقيدة أهل السنة ورميهم بالتشبيه لأنهم يثبتون الصفات على ظاهرها دون تحريف، ومنها صفة الاستواء لله –جل وعلا -، فقال القاضي ابن العربي طاعنا فيهم: " .. وهذه الطائفة الآخذة بالظاهر في العقائد هي في طرف التشبيه .. ".اهـ، وقال: " .. ثم جاءت طائفة ركبت عليه فقالت أنه فوق العرش بذاته".اهـ. كل هذا وغيره من الكلام المخالف أقره ابن باديس ولم يعلق عليه ردا ونقضا كما فعل مع القاضي ابن العربي في مسألة قتل الحسين –وغيرها-. ولم يفعل مثل ما فعل الشيخ محب الدين الخطيب – رحمه الله تعالى – حينما أشرف على طبع كتاب القاضي ابن العربي و نزع القسم الذي فيه طعن في أهل السنة و عقيدتهم، فعلاما يدل هذا؟!
وسيأتي مزيد إن شاء الله رب العبيد ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/43)
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[12 - 02 - 10, 02:20 م]ـ
يا أخي عبد الحق
راجع المشايخ الكبار الذين هم أعلم منك بالعلامة عبد الحميد ابن باديس كالشيخ محمد علي فركوس وغيره يوضحوا لك هذا الذي استوقفك في عقيدة ابن باديس رحمه الله، فكل ما ذكرته نقدر على حمله المحمل الحسن، ولو تتبعنا اطلاقات البشر لما سلم لنا احد حتى الائمة الاربعة بارك الله فيك
فلا تتسرع وتضع هذه المواضيع للعامة وانت مجهول الحال والعين
نعم نسلم لك الاستدراكات التي تكون في علوم الالة مثلا او في الفقه او ما شابه، لكن في الردود وفي الرجال لا ناخذ بكلامك الا اذا عرضته على من هو اعلم، ولعلمك ان العلامة محمد علي فركوس له اعتناء شديد بآثار ابن باديس، فلا أظن انه يخفى عنه مثل ما ذكرتَ
ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[12 - 02 - 10, 02:25 م]ـ
كتب التفسير لا تصلح لدراسة عقيدة العلماء فهذا تفسير البغوي لو نقده المتكلمون هنا كما نقدوا تفسير بن باديس لما خرج البغوي منه سالما إنما يسأل الطلبة تلاميذ الشيخ أو تلاميذ تلاميذه فهذا أولى لمعرفة الحق و الله أعلم
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[12 - 02 - 10, 02:35 م]ـ
كتب التفسير لا تصلح لدراسة عقيدة العلماء فهذا تفسير البغوي لو نقده المتكلمون هنا كما نقدوا تفسير بن باديس لما خرج البغوي منه سالما إنما يسأل الطلبة تلاميذ الشيخ أو تلاميذ تلاميذه فهذا أولى لمعرفة الحق و الله أعلم
نعم اخي هذا وقع، ولكن ليس كقاعدة مطردة، الا انه يحدث
لكن الاغرب ان الامور التي نقلها الاخ هو صرح في الاول ان كلامه يحتمل الحق والباطل:
وبناء على ذلك فقول بن باديس عن صفة الاستواء و النزول ونحوهما .. بأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد يحتمل معنيين باطل و آخر حق [4]:
- فالمعنى الباطل: نفي المعنى الظاهر الذي يليق بذي الجلال والإكرام؛ فمثلا: الاستواء معلوم المعنى في لغة العرب، فاستوى هنا عديَت بـ: (على) فهي هنا بمعنى: (علا وارتفع)، وهكذا الأمر في سائر نصوص الصفات، فإن معانيها معروفة في لغة العرب، وليست مجهولة [5]، فنفي هذا المعنى الظاهر من نصوص الاستواء تعطيل وإلحاد في صفاته [6]، وهكذا باقي صفات الرحمن -جل وعلا-.
- أما المعنى الحق: فهو نفي الظاهر الذي يليق بالمخلوقين ويختص بهم، بمعنى أن صفات المخلوقين غير مرادة.
ثم قال بعد ذالك بكل جزاف:
وعبارة الشيخ ابن باديس –رحمه الله تعالى –: " .. وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ". باطلة ومحمولة على المعنى الأول و بيان ذلك من وجوه:
وشرع بعد ذالك يحمل الشيخ مالا يقصده
و لله در فاضل رد على كاتبة يقال لها ام ايوب عندما قررت ان ابن باديس ليس سلفي قال:لابد ان نحاسب الناس على الوقت والعصر الذي عاشوا فيه ولا نحاسبهم على وفق عصرنا والا حاسبنا النووي وغيره
وعلاوة على ذالك الاخ عبد الحق يعتمد دائما على مآل قول ابن باديس ناسيا ان هذا ليس من منهج المحققين لان: مآل القول لا يعد مذهبا الا اذا اعتمده في بداية المناظرة او الكتاب ونحوه كما تقول القاعدة
وفقني الله واياك
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[12 - 02 - 10, 04:18 م]ـ
فائدة/1:
قال الشيخ عبد الحميد بن باديس-رحمه اله تعالى-: (ومما وصف به ربنا نفسه في القرآن {فالق الإصباح} و {فالق الإصباح و النوى}.فهما من أسمائه تعالى).اهـ. علق الشيخ محمود الجزائري-نفع الله به-كما في [تفسير ابن باديس: (2/ 350)]:"أسماء الله توقيفية، ومن الغلط أن نجعل له من كل صفة اسما يشتق له منها، فإن باب الأخبار و الصفات أوسع من باب الإنشاء و الأسماء، كما قرره المحققون. انظر ((طريق الهجرتين)) (ص486 - 487) لابن القيم، و ((تيسير العزيز الحميد)) (ص579) لسليمان بن عبد الوهاب".اهـ
تنبيه: قول الشيخ محمود الجزائري-بارك الله فيه-:" .. و ((تيسير العزيز الحميد)) (ص579) لسليمان بن عبد الوهاب: خطأ في العزو بل هو الشيخ (سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب) صاحب كتاب (تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد). والله أعلم.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[12 - 02 - 10, 04:23 م]ـ
فائدة/2:
قال الشيخ بن باديس- رحمه الله تعالى -: (الرحمن: المنعم الذي تتجدد نعمه في كل آن).اهـ
قال الشيخ محمود الجزائري - نفع الله به - كما في تعليقه على [تفسير ابن باديس: (2/ 82)]:" تقدم (ص15 - 16) أن هذا تأويل الأشاعرة المخالف لما كان عليه السلف، فانظر ما علقناه هناك، والله الموفق لا ربّ سواه ولا إله غيره ".اهـ
ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[12 - 02 - 10, 05:09 م]ـ
هنيئا لأشاعرة الجزائر سيطيرون فرحا بتعليقات الأخ و يقدحون بها في كون ابن باديس رحمه الله كان سلفيا فلا تعجبوا إذا رأيتموها في منتدى صوفي يستدلون بها على كون ابن باديس رحمه الله كان أشعريا!!!!
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[12 - 02 - 10, 09:47 م]ـ
هنيئا لأشاعرة الجزائر سيطيرون فرحا بتعليقات الأخ و يقدحون بها في كون ابن باديس رحمه الله كان سلفيا فلا تعجبوا إذا رأيتموها في منتدى صوفي يستدلون بها على كون ابن باديس رحمه الله كان أشعريا!!!!
والله يا اخي الحبيب عبد الحكيم صدقت
لا ادري مابه يتعمد ذكر ما هو متشابه من كلام العلامة ابن باديس ويسوقه على اساس انه مذهب له
والشيخ محمود الجزائري آدب من أن يعامل الشيخ ابن باديس كما يعامله هذا المجهول كما هو معروف عن الشيخ محمود موقفه من مشايخ الجمعية القدامى
سبحان الله أثر وثمرة الشيخ ابن باديس ظاهرة في نصرة عقيدة السلف ولربما هو الان يتقلب في النعيم وهذا الانسان يرد عليه ردا مجحفا ويظن انه رد علمي وان اشتمل على ارقام الصفحات والاجزاء للمراجع
ما هكذا يا سعد تورد الابل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/44)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[12 - 02 - 10, 11:16 م]ـ
الأخ الكريم"إبراهيم الفوكي السلفي" وفقني الله و إياك لمرضاته:
1 - المجهول وافق المعلوم، وهذا من فضل الله تعالى.
2 - ومجهول سلفي! خالف شيخ معلوم إذن هو مكلوم؟!
وهذه فائدة برقم 3:
قال الشيخ العلامة بن باديس- رحمه الله تعالى -: (الرحيم: المنعم الدائم الإنعام و الإحسان).اهـ
قال الشيخ محمود الجزائري - نفع الله به - كما في تعليقه على [تفسير ابن باديس: (2/ 262)]:" أنظر لزاما ما علقناه (ص15 - 16و82) ".اهـ
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[13 - 02 - 10, 02:04 ص]ـ
الاخ عبد الحق بارك فيك اخي اسالك سؤالا ان تفضلت وسمحت اخي الكريم ماذا يقصد الشيخ عبد الحميد بالاثبات والتنزيه في هذه العبارة وهو يتكلم عن الامام محمد بن عبد الوهاب واتباعه.
..... ولم يدعوا الى مذهب مستقل في العقائد فان اتباعه كانوا قبله ولا زالوا الى الان سنيين سلفيين اهل اثبات وتنزيه ........
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[13 - 02 - 10, 02:58 ص]ـ
يا أخي عبد الحق
راجع المشايخ الكبار الذين هم أعلم منك بالعلامة عبد الحميد ابن باديس كالشيخ محمد علي فركوس وغيره يوضحوا لك هذا الذي استوقفك في عقيدة ابن باديس رحمه الله، فكل ما ذكرته نقدر على حمله المحمل الحسن، ولو تتبعنا اطلاقات البشر لما سلم لنا احد حتى الائمة الاربعة بارك الله فيك
فلا تتسرع وتضع .......
أخي عبد الحق
ليتك لا تتسرع .. وليتك تترك المسائل الكبار فقط للكبار وحدهم ..
.
فمنذ رأيناك اقتحمت عالم الانترنت ما اشتهر عنك إلا كونك ناقدا متخصصاً في العلامة ابن باديس - رحمه الله - .. ليتك لا تستعجل يا أخي.
بل خلينا أولا نتعرف عليك .. وليتنا نرى منك مشاركات في علوم أخرى غير علم الطعن في الرجال .. خلينا نعرفك ونعرف على علمك ونقترب منك ونثق بك وبعلمك وتقواك لدينك وورعك ..
من ثم ممكن نتبعك في [ ... ]
لكن أن تقتحم هكذا بهذه الطريقة فمستبعد أن يتبعك الناس ..
ولا تنسى فرحة الأشاعرة لو اطلعوا على أبحاثك هذه .. ولا تنس تعب السلفيين في بلادنا بعدها .. والفاهم يفهم.
وهذا رأيي فقط
والله أعلمُ
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[13 - 02 - 10, 03:34 م]ـ
أخي عبدالحق
هل تعلم الفرق بين التحدث عن آيات الصفات في مقام التفسير والبيان وبين التحدث عنها في بيان إثبات عقيدة!
هذا الخلط هو الذي جعل بعض طلبة العلم ينسب كثير من السلف إلى التأويل للأسف!
كتفسير البخاري لحديث الضحك بأنه رحمة من الله، فظن البعض أنه أوّل الصفة!
وكتفسير ابن كثير (يد الله فوق أيديهم) أنه تأييد من الله ...
ولو وقفت على تفسير ابن كثير وتفسير البغوي لوجدت فيهما من هذا الشئ الكثير!
وفي الحقيقة أنهم كانوا في معرض تفسير الصفة بما تؤول إليه وليس معنى هذا نفي الصفة عندهم
ومن لم يعلم هذا التأصيل خلط ولا بد!
**أما نفيه لصفة الصورة، فقد نفاها الشيخ الألباني أيضاً
فما تقوله في الألباني هو من جنس ما نقوله في ابن باديس
ملحوظة: قد أول ابن قتيبة صفة الضحك أيضاً في كتابه تأويل مختلف الحديث، ولم يخرجه عن كونه سلفياً
لأن العبرة بمجمل المذهب لا بقول هنا أو هناك!
ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[13 - 02 - 10, 04:20 م]ـ
أخي عبدالحق
هل تعلم الفرق بين التحدث عن آيات الصفات في مقام التفسير والبيان وبين التحدث عنها في بيان إثبات عقيدة!
هذا الخلط هو الذي جعل بعض طلبة العلم ينسب كثير من السلف إلى التأويل للأسف!
كتفسير البخاري لحديث الضحك بأنه رحمة من الله، فظن البعض أنه أوّل الصفة!
وكتفسير ابن كثير (يد الله فوق أيديهم) أنه تأييد من الله ...
ولو وقفت على تفسير ابن كثير وتفسير البغوي لوجدت فيهما من هذا الشئ الكثير!
وفي الحقيقة أنهم كانوا في معرض تفسير الصفة بما تؤول إليه وليس معنى هذا نفي الصفة عندهم
ومن لم يعلم هذا التأصيل خلط ولا بد!
**أما نفيه لصفة الصورة، فقد نفاها الشيخ الألباني أيضاً
فما تقوله في الألباني هو من جنس ما نقوله في ابن باديس
ملحوظة: قد أول ابن قتيبة صفة الضحك أيضاً في كتابه تأويل مختلف الحديث، ولم يخرجه عن كونه سلفياً
لأن العبرة بمجمل المذهب لا بقول هنا أو هناك!
بارك الله فيك أخي الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/45)
نعم هذا ما قلته سابقا أن كتب التفسير لا تصلح لمعرفة عقيدة العلماء، قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: " الله نور السماوات والأرض ": هادي السماوات والأرض اهـ
فهل سنتهم عبد الله بن العباس رضي الله عنه بالتأويل؟
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه لمقدمة شيخ الإسلام ما يلي:
س5/ هذا سؤال مهم يقول ذكرت أن من مدارس تفسير أهل السنة تفسير الإمام البغوي، فما تعليلكم لاضطرابه في بعض آيات الصفات؟
ج/ هو لم يضطرب، ربما نقل تفسيرا ظاهره التأويل؛ لكن يحمل على أنه تفسير باللازم، وهذا ربما وقع في تفسير ابن كثير وتفاسير بعض أهل السنة فإنهم يذكرون المعنى المراد الذي يلزم من المعنى الأصلي، مثلا في قوله تعالى؟ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ؟ [فصلت:11]، يقول؟ اسْتَوَى؟ بمعنى قصد، ومعلوم أن الاستواء في اللغة وفي تفاسير السلف لا يكون بمعنى القصد؛ لكن هنا فسروا استوى بمعنى قصد لأنه عُدي بـ؟ إِلَى؟ والتعدية بـ؟ إِلَى؟ أفادت أنّ؟ اسْتَوَى؟ مضمّنة معنى فعل آخر يناسب التعدية بـ؟ إِلَى؟،؟ اسْتَوَى إِلَى؟ استوى معناها في اللغة في تفاسير السلف على،؟ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ؟ يعني استوى على السماء، فلم فسرت بالقصد هنا؟ فإن هذا التفسير لا يعد تأويلا لأنه تفسير باللازم لأن المعنى الأصلي معروف وإنما هذا المعنى الثاني؛ يعني لأن الكلمة استوى مثلا مضمنة مع المعنى الأصلي معنى قصَد، فَهُم لم يذكروا المعنى الأصلي لظهروه، وإنما ذكروا المعنى الثاني لأنه هو الذي يُحتاج إليه؛ لأن التعدية بحرف (إلى) مثلا في هذا الموضوع يدل على أن المحتاج إليه لم عُديت بـ؟ إِلَى؟، وهذا يسمى تفسير باللازم، والتفسير هذا لا ينفي المعنى الأول ولا يعد تأويلا، وإنما هو تفسير بلازم الإثبات.
فإذن يكون تفسير؟ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ؟ بقصد هذا تفسير باللازم.
والفرق بين التفسير باللازم والتفسير بالمطابقة هذا سيأتي إن شاء الله مفصلا في قاعدة شيخ الإسلام أو في المقدمة؛ وهو أن اللفظ له دلالات: دلالة بالمطابقة، ودلالة بالتضمن، ودلالة التزام، وهذا اللازم هو خارج عن اللفظ عن مطابقته وعما تضمنه ولكن قد يكون مضمنا إذا كان معدًّى بحرف يناسب الفعل الذي ضمن فيه مثل؟ اسْتَوَى إِلَى؟ استوى إلى إذا كانت بمعنى على فهي تكون معداة بـ: على. يعني (على) التي هي حرف جر كما قال جل وعلا؟ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى؟ [طه:5]،؟ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ؟ [الفرقان:59] استوى تعدى بـ (على)،؟ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ؟ [المؤمنون:28]، هذا بمعنى العلو، فإذا أُريد بأن يكون مع العلو معنى آخر ضُمِّن اللفظ الأول معنىً ءمعنى فعل آخرء ودُلّ عليه بتعديته بحرف جر يناسب المعنى الذي ليس بمطابقة اللفظ مثل هنا؟ اسْتَوَى إِلَى؟ لما عدى بحرف الجر (إلى) علمنا أنه ضُمن معنى قصد.
وهذا التفسير فيه إثبات للمعنى الأول فيكون المعنى (على) على السماء قاصدا إلى السماء، فليس نفي للمعنى الأول فيكون تأويلا أو تحريفا للكلم عن مواضعه وإنما فيه إثبات للمعنى الأول وإثبات معنى ثان دل عليه المقام
وهذا له نظائر التضمين له نظائر مثلا في قوله جل وعلا في سورة الحج؟ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ؟ [الحج:25]، قال؟ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ؟ معلوم أن كلمة (أراد) تتعدى بنفسها يقال: أراد كذا، أراد الخير، أراد الشر،؟ فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ؟ يعني من يرد الله هدايته، تتعدى بنفسها عدى أراد بحرف جر الذي هو الباء؟ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ؟ لو كانت أراد بمعنى أراد المعروف لكانت التعدية بدون الباء: ومن يريد فيه إلحادا بظلم؛ لكن لما عداه بالباء دلّنا على أن أراد مع معناها الأصلي ضُمنت معنى فعل آخر يناسب هذا الحرف الذي عُدي به والي يناسب الباء هو الهم؛ لأنه يقال همّ بكذا، ولهذا كثيرون من أهل التفسير يقولون إن معنى قوله؟ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ؟ يعني من هم فيه بإلحاد، وهذا من خصائص مكة كما قرره ابن القيم مفصلا في أول الهدي النبوي يعني أول زاد المعاد، وهذا له نظائر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/46)
فإذن ليس كل ما يكون ظاهره -في تفسير البغوي أو غيره- يكون ظاهره ليس تفسيرا للصفة بما هو معناها مطابقة أنه يكون تأويلا ومخالفة لمنهج السلف، لا، أحيانا يكون تفسيرا باللازم.
وهذا من العلم المهم أن يعرف، ويأتي إن شاء الله التنبيه عليه في مواضعه" اهـ
أما حديث الصورة فقد ضعفه كذلك الحافظ ابن خزيمة في كتابه التوحيد و نفاها فليرجع إليه أما الألباني رحمه الله فلم ينفي الصورة بل أثبتها من حديث الساق لكن ضعف حديث الصورة فقط و الله أعلم
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[13 - 02 - 10, 11:47 م]ـ
الاخ عبد الحق بارك فيك اخي اسالك سؤالا ان تفضلت وسمحت اخي الكريم ماذا يقصد الشيخ عبد الحميد بالاثبات والتنزيه في هذه العبارة وهو يتكلم عن الامام محمد بن عبد الوهاب واتباعه.
..... ولم يدعوا الى مذهب مستقل في العقائد فان اتباعه كانوا قبله ولا زالوا الى الان سنيين سلفيين اهل اثبات وتنزيه ........
الأخ الكريم"أبا سعد الجزائري" وفقني الله و إياك لمرضاته:
1 - قصد الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى- يتضح بمجموع كلامه في ذلك الموضع وغيره من آثاره كتفسيره لآيات من كتاب الله -جل وعلا-و أحاديث رسول الله -صلى الله عليه و سلم- وغيرها .. كإقراره وتقديمه لكتب تبحث مثل تلك الموضوعات .. وعليه فالذي يظهر لي كالتالي:
2 - قصد الشيخ بن باديس في قوله (الإثبات و التنزيه) ما يفهمه هو ولا يعني موافقة دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب -رجمه الله-في تفاصيلها، لأن الشيخ الإمام يثبت صفة الصورة -مثلا-والشيخ بن باديس ينفيها بناء على قاعدة التنزيه عنده-أي بفهمه هو للتنزيه- .. وكذلك الإثبات للصفات ..
3 - ثم أخي الكريم سؤال بسيط: هل عرّف الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-أو أحد ائمة الدعوة السلفية النجدية بأن صفة العلم بقوله (العلم الذي تنكشف له جميع المعلومات)! .. او صفة السمع بـ (الذي تنكشف به جميع المسموعات)! .. و صفة البصر بـ (الذي تنكشف به جميع المبصرات)! .. ويوافق الشيخ الصديق الإبراهيمي-رحمه الله- التلميذ المعلق رمضان-رحمه الله-بأنها صفة انكشاف؟! ولو طالعت كتاب (رسالة التوحيد) لمحمد عبده لوجدت التعريف للصفات متطابق؛ فهل هذا تنزيه و إثبات محمد عبده أم الإمام محمد بن عبد الوهاب-أجزل الله له الثواب-؟!!!
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[14 - 02 - 10, 12:06 ص]ـ
أخي عبد الحق
ليتك لا تتسرع .. وليتك تترك المسائل الكبار فقط للكبار وحدهم ..
.
فمنذ رأيناك اقتحمت عالم الانترنت ما اشتهر عنك إلا كونك ناقدا متخصصاً في العلامة ابن باديس - رحمه الله - .. ليتك لا تستعجل يا أخي.
بل خلينا أولا نتعرف عليك .. وليتنا نرى منك مشاركات في علوم أخرى غير علم الطعن في الرجال .. خلينا نعرفك ونعرف على علمك ونقترب منك ونثق بك وبعلمك وتقواك لدينك وورعك ..
من ثم ممكن نتبعك في [ ... ]
لكن أن تقتحم هكذا بهذه الطريقة فمستبعد أن يتبعك الناس ..
ولا تنسى فرحة الأشاعرة لو اطلعوا على أبحاثك هذه .. ولا تنس تعب السلفيين في بلادنا بعدها .. والفاهم يفهم.
وهذا رأيي فقط
والله أعلمُ
الأخ الكريم"أبا سلمى رشيد" وفقني الله و إياك لمرضاته:
1 - في الحقيقة هذا ليس تسرع لأن جل ما كتبته في الموضوع سألت عنه بعض أهل العلم و من المشايخ من نصح بالنشر وأفاد جزاهم الله خيرا، والحمد لله تعالى.
2 - أما مسألة الكبار من الصغار، فالقاعدة أن الحق يقبل ممن جاء به، ولا يمنع أن يرد المفضول على الفاضل، أو الصغير على الكبير!! كيف وقد ردّ الكبار!!
3 - التخصص في نقد شخصية ما لا يعاب لذاته كما رأينا فلان متخصص في نقد فلان بالذات، ولكن العيب في القول على الله بلا علم، والعجلة في الخير محمودة بدليل الآية {وعجلتك إليك ربي لترضى}، والله أعلم.
4 - لا مانع عندي من التعرف الأخوي، أما قضية العلم والمقالات فيه و التقوى وما إلى ذلك فالله يعلم السر و ما يخفى ولست أدعوا إلى نفسي أو جماعة أو فكرة .. وليس الهدف شخص الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى- ولا ألزم أحد باتباع ما أكتب في هذا الموضوع إنما حق ظهر لي أبينه. وأسأل الله تعالى الإعانة فيما توخيته من الإبانة.
5 - أما فرجت الأشاعرة فلا أظنها أطم من فرجة الصوفية وبالأخص الطريقة "الرحمانية"؟! .. بله العلمانية أصحاب "الديموقراطية" و (وي .. وي .. ) .. وما حدث في الملتقيات!! .. والفاهم يفهم.
والله المستعان.
ـ[إبراهيم بن حسن]ــــــــ[14 - 02 - 10, 12:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذرك يا أخي من ابن باديس رحمه الله و اترك هذه التفاصيل لأهل العلم الراسخين , قلي يرحمك الله ان قلت لنّاس العوام أن ابن باديس أخطأ لا تتبعوه و البشير الابراهيمي كذلك فماذا يبقى لنا ممن كنا نعتز بهم في محرابة البدع و الخرافات و عبادة القبور اذن يبقى له الا أن يتبع عباد القبور و غيرهم من المبتدعة.
بارك الله فيك أغلق الموضوع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/47)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[14 - 02 - 10, 12:27 ص]ـ
أما الإخوة/ موس الكاظم، وعبد الحكيم عبد القادر .. فأقول مستعينا بالله تعالى:
1 - قول "الكاظم": (الفرق بين التحدث عن آيات الصفات في مقام التفسير والبيان وبين التحدث عنها في بيان إثبات عقيدة!
هذا الخلط هو الذي جعل بعض طلبة العلم ينسب كثير من السلف إلى التأويل للأسف!
كتفسير البخاري لحديث الضحك بأنه رحمة من الله، فظن البعض أنه أوّل الصفة!
وكتفسير ابن كثير (يد الله فوق أيديهم) أنه تأييد من الله ... ".اهـ هذا هو الخلط لأن الإمام البخاري رحمه الله تعالى يبين معنى حديث و أنت استدللت عليه في التفسير؟! وهذا خلط فيه عدم ضبط.
2 - أما المسألة في حدّ ذاتها فلا أعلم هذا التفريق من أهل السنة، والذي أعلمه أن أهل السنة في مسألة توضيح معاني الصفات يفسرون اللفظ بالمطابقة، ويفسرون آيات الصفات بالمطابقة ويفسرنها أيضا بالتضمن واللازم، وأما المبتدعة فينفون الدلالات هذه ويقولون بالتأويل، المؤولة ينفون دلالات اللفظ ويقولون هذا غير مراد وقد وافقهم ابن باديس كما في صفة الاستواء و النزول و نحوهما حيث قال في كتابه (العقائد الإسلامية) بأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد، وتعريفه لصفة العلم و السمع و البصر و غيرها، وعدم نقده لأشعريات القاضي ابن العربي – رحمه الله تعالى- في كتابه (العواصم من القواصم) الذي أشرف ابن باديس على طبعه و التعليق عليه، وقد حوى فصولا فيها تحامل على عقيدة أهل السنة ورميهم بالتشبيه لأنهم يثبتون الصفات على ظاهرها دون تحريف، ومنها صفة الاستواء لله –جل وعلا -، فقال القاضي ابن العربي طاعنا فيهم: " .. وهذه الطائفة الآخذة بالظاهر في العقائد هي في طرف التشبيه .. ".اهـ، وقال: " .. ثم جاءت طائفة ركبت عليه فقالت أنه فوق العرش بذاته".اهـ. كل هذا وغيره من الكلام المخالف أقره ابن باديس ولم يعلق عليه ردا ونقضا كما فعل مع القاضي ابن العربي في مسألة قتل الحسين –وغيرها-. ولم يفعل مثل ما فعل الشيخ محب الدين الخطيب – رحمه الله تعالى – حينما أشرف على طبع كتاب القاضي ابن العربي و نزع القسم الذي فيه طعن في أهل السنة و عقيدتهم، فعلاما يدل هذا؟!
3 - قال فضيلة شيخنا العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله تعالى – كما في شرحه على العقيدة الواسطية: " الفرق بين التأويل والتفسير بالمقتضى واللازم أن ينظر إلى أصل المعنى فإذا كان أصل المعنى مثبت يثبته المتكلم ثم فسر باللازم صار ذلك تفسيرا صحيحا وإن كان ينفي أصل المعنى ويذهب عنه إلى المعنى الآخر فيكون ذلك من التأويل".اهـ. فهل إبن باديس ينطبق عليه ما سبق؟! بمراجعت مجموع كلامه في آثاره و آثار اصحابه الجواب: (لا)!
4 - الغريب في الأمر أن هذا التفريق لا يعرف عن الكبار فالشيخ صالح الذي تنقل عنه ينبه الشباب على التأويلات في كتب التفسير و شروح الحديث كما في شرحه على الواسطية و الطحاوية، وهل فعل الشيخ محمد المغراوي كما في كتابه حول تأويل الصفات في آيات الكتاب مع بعض من ينتسب للسنة خطأ؟!
5 - وينظر معنى صفة (الإستواء) كما في (مقاصد القرآن) للاستاذ محمد الصالح الصديق كاتب جريدة البصائر إبان عهدة الشيخ البشير الإبراهيمي-رحمه الله تعالى- و عضو فيها ومن حفزه لإكمال الكتاب و من قدم له من مشايخ جمعية العلماء. فهي كافية فيما أظن مع الإعلان للكتاب و طبعه في جريدة البصائر نفسها؟!!
والله المستعان.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[14 - 02 - 10, 12:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذرك يا أخي من ابن باديس رحمه الله و اترك هذه التفاصيل لأهل العلم الراسخين , قلي يرحمك الله ان قلت لنّاس العوام أن ابن باديس أخطأ لا تتبعوه و البشير الابراهيمي كذلك فماذا يبقى لنا ممن كنا نعتز بهم في محرابة البدع و الخرافات و عبادة القبور اذن يبقى له الا أن يتبع عباد القبور و غيرهم من المبتدعة.
بارك الله فيك أغلق الموضوع.
الأخ الكريم: "إبراهيم بن حسن" وفقني الله و إياك لمرضاته:
1 - من قال لك أن مثل هذه المسائل يخاض فيها مع العوام؟! أو حتى بعض طلبة العلم ممن ليس لديهم تصور عنها؟! ثم إذا بيّن الشيخ صالح العبود -نفع الله به-حقيقة تاثر دعوة الشيخ بن باديس -رحمه الله-بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، وكذا الشيخ صالح آل الشيخ كما في شريط (مناهج المفسرين) وغيرهم من المشايخ و أهل العلم أوَ يسَع من ظهر له باطل فنبه عنه السُكوت!!
2 - أما قولك (فماذا يبقى لنا ممن كنا نعتز بهم في محرابة البدع و الخرافات و عبادة القبور .. ) يبقى لنا الخير و البركة .. فكلامهم الحق يتبع و يظهر و ينشر .. ومثله رسائل و كتب أئمة الدعوة السلفية في نجد .. ولا يثبط من فعل ذلك بمقولات التخذيل: (الناس تكره السعودية .. و محمد بن عبد الوهاب سعودي) أو (ضرك يقولو علينا وهابية .. انشرو لعلماء الدزاير!).والله المستعان.
3 - وعباد القبور و الصوفية وغيرهم يرد عليهم بكتاب الله و بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم .. وبكلام علماء الأمة .. ويمكن نشر علماء المالكية ومن هم على المذهب من أهل السنة.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/48)
ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[14 - 02 - 10, 12:50 ص]ـ
أما الإخوة/ موس الكاظم، وعبد الحكيم عبد القادر .. فأقول مستعينا بالله تعالى:
1 - قول "الكاظم": (الفرق بين التحدث عن آيات الصفات في مقام التفسير والبيان وبين التحدث عنها في بيان إثبات عقيدة!
هذا الخلط هو الذي جعل بعض طلبة العلم ينسب كثير من السلف إلى التأويل للأسف!
كتفسير البخاري لحديث الضحك بأنه رحمة من الله، فظن البعض أنه أوّل الصفة!
وكتفسير ابن كثير (يد الله فوق أيديهم) أنه تأييد من الله ... ".اهـ هذا هو الخلط لأن الإمام البخاري رحمه الله تعالى يبين معنى حديث و أنت استدللت عليه في التفسير؟! وهذا خلط فيه عدم ضبط.
2 - أما المسألة في حدّ ذاتها فلا أعلم هذا التفريق من أهل السنة، والذي أعلمه أن أهل السنة في مسألة توضيح معاني الصفات يفسرون اللفظ بالمطابقة، ويفسرون آيات الصفات بالمطابقة ويفسرنها أيضا بالتضمن واللازم، وأما المبتدعة فينفون الدلالات هذه ويقولون بالتأويل، المؤولة ينفون دلالات اللفظ ويقولون هذا غير مراد وقد وافقهم ابن باديس كما في صفة الاستواء و النزول و نحوهما حيث قال في كتابه (العقائد الإسلامية) بأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد، وتعريفه لصفة العلم و السمع و البصر و غيرها، وعدم نقده لأشعريات القاضي ابن العربي – رحمه الله تعالى- في كتابه (العواصم من القواصم) الذي أشرف ابن باديس على طبعه و التعليق عليه، وقد حوى فصولا فيها تحامل على عقيدة أهل السنة ورميهم بالتشبيه لأنهم يثبتون الصفات على ظاهرها دون تحريف، ومنها صفة الاستواء لله –جل وعلا -، فقال القاضي ابن العربي طاعنا فيهم: " .. وهذه الطائفة الآخذة بالظاهر في العقائد هي في طرف التشبيه .. ".اهـ، وقال: " .. ثم جاءت طائفة ركبت عليه فقالت أنه فوق العرش بذاته".اهـ. كل هذا وغيره من الكلام المخالف أقره ابن باديس ولم يعلق عليه ردا ونقضا كما فعل مع القاضي ابن العربي في مسألة قتل الحسين –وغيرها-. ولم يفعل مثل ما فعل الشيخ محب الدين الخطيب – رحمه الله تعالى – حينما أشرف على طبع كتاب القاضي ابن العربي و نزع القسم الذي فيه طعن في أهل السنة و عقيدتهم، فعلاما يدل هذا؟!
3 - قال فضيلة شيخنا العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله تعالى – كما في شرحه على العقيدة الواسطية: " الفرق بين التأويل والتفسير بالمقتضى واللازم أن ينظر إلى أصل المعنى فإذا كان أصل المعنى مثبت يثبته المتكلم ثم فسر باللازم صار ذلك تفسيرا صحيحا وإن كان ينفي أصل المعنى ويذهب عنه إلى المعنى الآخر فيكون ذلك من التأويل".اهـ. فهل إبن باديس ينطبق عليه ما سبق؟! بمراجعت مجموع كلامه في آثاره و آثار اصحابه الجواب: (لا)!
4 - الغريب في الأمر أن هذا التفريق لا يعرف عن الكبار فالشيخ صالح الذي تنقل عنه ينبه الشباب على التأويلات في كتب التفسير و شروح الحديث كما في شرحه على الواسطية و الطحاوية، وهل فعل الشيخ محمد المغراوي كما في كتابه حول تأويل الصفات في آيات الكتاب مع بعض من ينتسب للسنة خطأ؟!
5 - وينظر معنى صفة (الإستواء) كما في (مقاصد القرآن) للاستاذ محمد الصالح الصديق كاتب جريدة البصائر إبان عهدة الشيخ البشير الإبراهيمي-رحمه الله تعالى- و عضو فيها ومن حفزه لإكمال الكتاب و من قدم له من مشايخ جمعية العلماء. فهي كافية فيما أظن مع الإعلان للكتاب و طبعه في جريدة البصائر نفسها؟!!
والله المستعان.
الذي أراه شيئا واحد أنك تساعد الأشاعرة على أهل السنة مع كونك مجهول و تتكلم في موضوع ليس من مواضيع المنتديات و لا يجوز بحال أن يتكلم فيه من هو مثلك، لو تكلم أحد العلماء في مثل هذا الموضوع لدرسه لسنوات و لعرضه للمشورة على الأفاضل قبل نشره أما أنت فكما نرى تزببت قبل أن تتحصرم و نصبت نفسك عالما بعلم ابن باديس فجعلت تؤول كلامه يمينا وشمالا و نشرته في المنتدى، هلا سلكت طريق أهل العلم و درست ما كتبته و عرضته على الأفاضل و إستشرتهم قبل الخوض فيه هنا فهذا عرض عالم قضى على التصوف في الجزائر و من رواد الحركة السلفية و رمز من رموزها و كم دافع على الشيخ محمد بن عبد الوهاب حتى رمي و من معه بالوهابية فتحطيم هذه الرموز و الطعن فيها لن يفيد الدعوة شييا لذلك أنصحك إن كنت تقيا أن تجمع ما كتبته و تمسحه من هذا المنتدى ثم أعرضه على أهل العلم و إستشرهم في نشره ثم إنشره كما ينشره أهل العلم و بتزكيات من إستشرت لكي يدقق فيه العلماء بدل الكلام في المنتديات فلن يفيد ذلك شيئا و إلا فيا ويلك من رب العزة غدا و السلام على من إتبع الهدى
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[14 - 02 - 10, 12:53 ص]ـ
الأخ الكريم"أبا سلمى رشيد" وفقني الله و إياك لمرضاته:
1 - في الحقيقة هذا ليس تسرع لأن جل ما كتبته في الموضوع سألت عنه بعض أهل العلم و من المشايخ من نصح بالنشر وأفاد جزاهم الله خيرا، والحمد لله تعالى.
ممكن تعطينا أسماءهم أخي عبد الحق؟
5 - أما فرحة الأشاعرة فلا أظنها أطم من فرحة الصوفية وبالأخص الطريقة "الرحمانية"؟! .. بله العلمانية أصحاب "الديموقراطية" و (وي .. وي .. ) .. وما حدث في الملتقيات!! .. والفاهم يفهم.
نعم الفاهم يفهم إذا كان له علم مسبق بالمسألة.أم أنك خلطت بيني وبين غيري إن كنت تقصدني أنا بما ذكرتَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/49)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[14 - 02 - 10, 01:14 ص]ـ
الذي أراه شيئا واحد أنك تساعد الأشاعرة على أهل السنة مع كونك مجهول و تتكلم في موضوع ليس من مواضيع المنتديات و لا يجوز بحال أن يتكلم فيه من هو مثلك، لو تكلم أحد العلماء في مثل هذا الموضوع لدرسه لسنوات و لعرضه للمشورة على الأفاضل قبل نشره أما أنت فكما نرى تزببت قبل أن تتحصرم و نصبت نفسك عالما بعلم ابن باديس فجعلت تؤول كلامه يمينا وشمالا و نشرته في المنتدى، هلا سلكت طريق أهل العلم و درست ما كتبته و عرضته على الأفاضل و إستشرتهم قبل الخوض فيه هنا فهذا عرض عالم قضى على التصوف في الجزائر و من رواد الحركة السلفية و رمز من رموزها و كم دافع على الشيخ محمد بن عبد الوهاب حتى رمي و من معه بالوهابية فتحطيم هذه الرموز و الطعن فيها لن يفيد الدعوة شييا لذلك أنصحك إن كنت تقيا أن تجمع ما كتبته و تمسحه من هذا المنتدى ثم أعرضه على أهل العلم و إستشرهم في نشره ثم إنشره كما ينشره أهل العلم و بتزكيات من إستشرت لكي يدقق فيه العلماء بدل الكلام في المنتديات فلن يفيد ذلك شيئا و إلا فيا ويلك من رب العزة غدا و السلام على من إتبع الهدى
الأخ الكريم"عبد الحكيم بن عبد القادر" وفقني الله و إياك لمرضاته:
1 - وما رأيك أخي الكريم فيمن نشر وصور رسالة الشيخ علي الشبل-بارك الله فيه-في التنبيه على الأخطاء العقدية في فتح الباري للحافظ ابن حجر-رحمه الله-ونشرها في الحي الجامعي (باب الزوار: رقم4) ورقم (1) وعلى مسمع و مرأى من المشايخ من أهل السنةن فهل هذا قد أعان الاشاعرة على أهل السنة وقد استغل بعضهم الموقف؟! يعني ما كان موقف أهل السنة من المشايخ حينئذ؟!
2 - أما الإستشارة فلا يلزم أن أخبرك بمن استشرت وقد استكتمني ألا اذكر اسمه! وسترى ما يسر أهل السنة إن شاء الله تعالى.
3 - اعلم أخي الكريم أن العواطف لا تصلح إلا للجمهور من العوام المقلدة تقليدا أعما و لا أعتقد أنني منهم - اللهم غفرانك- فالعبرة بالحجة والدليل ومطابقة وجه الإستدلال له.
والسّلام.
ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[14 - 02 - 10, 01:25 ص]ـ
الأخ الكريم"عبد الحكيم بن عبد القادر" وفقني الله و إياك لمرضاته:
1 - وما رأيك أخي الكريم فيمن نشر وصور رسالة الشيخ علي الشبل-بارك الله فيه-في التنبيه على الأخطاء العقدية في فتح الباري للحافظ ابن حجر-رحمه الله-ونشرها في الحي الجامعي (باب الزوار: رقم4) ورقم (1) وعلى مسمع و مرأى من المشايخ من أهل السنةن فهل هذا قد أعان الاشاعرة على أهل السنة وقد استغل بعضهم الموقف؟! يعني ما كان موقف أهل السنة من المشايخ حينئذ؟!
2 - أما الإستشارة فلا يلزم أن أخبرك بمن استشرت وقد استكتمني ألا اذكر اسمه! وسترى ما يسر أهل السنة إن شاء الله تعالى.
3 - اعلم أخي الكريم أن العواطف لا تصلح إلا للجمهور من العوام المقلدة تقليدا أعما و لا أعتقد أنني منهم - اللهم غفرانك- فالعبرة بالحجة والدليل ومطابقة وجه الإستدلال له.
والسّلام.
ما لم تنشر كلامك كما ينشره أهل العلم فأنت عندي هدام و كلامك فيه ريبة إذن أنت ملزم من باب الأمانة بذكر من أقرك على هذه الاعتراضات فمن يستكتم إسمه ليس بأهل أن يكون لذلك الذي أعرفه أن أهل الحق يصدعون به و لا يوكلونه لمشارك في منتدى فأين هي أمانته لو كان يرى في هذا الأمر خيرا إنما هذا دليل على عدم صدق نيته.
أنت ملزم أن تسلك في مثل هذه الأمور مسلك أهل العلم بأن تنشرها كما ينشرها أهل العلم و إلا فهي ليست مقبولة منك لأنك مجهول عندنا و لم تسلك سبيل أهل العلم في مثل هذه المواضيع لو كان عندك أدلة لنشرتها أمام العلماء لماذا تأتي بها في المنتديات إلا إذا كانت مجرد تأويلات و تحريفات لكلام الشيخ و الله المستعان
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[14 - 02 - 10, 01:43 ص]ـ
ما لم تنشر كلامك كما ينشره أهل العلم فأنت عندي هدام و كلامك فيه ريبة إذن أنت ملزم من باب الأمانة بذكر من أقرك على هذه الاعتراضات فمن يستكتم إسمه ليس بأهل أن يكون لذلك الذي أعرفه أن أهل الحق يصدعون به و لا يوكلونه لمشارك في منتدى فأين هي أمانته لو كان يرى في هذا الأمر خيرا إنما هذا دليل على عدم صدق نيته.
أنت ملزم أن تسلك في مثل هذه الأمور مسلك أهل العلم بأن تنشرها كما ينشرها أهل العلم و إلا فهي ليست مقبولة منك لأنك مجهول عندنا و لم تسلك سبيل أهل العلم في مثل هذه المواضيع لو كان عندك أدلة لنشرتها أمام العلماء لماذا تأتي بها في المنتديات إلا إذا كانت مجرد تأويلات و تحريفات لكلام الشيخ و الله المستعان
الأخ الكريم"عبد الحيكم بن عبد القادر" رزقني الله و إياك الإخلاص في القول و العمل:
1 - النيات يعلمها الله وليست لديك قراءن قوية على ما قلت عفا الله عنك.
2 - ـبما أنني مجهول فيلزمك التثبت من كلامي لا رده وهذا مسلك أهل السنة،فتنبه!
3 - يا اخي الأدلة منشورة فلو كنت منصف لعرضتها على أهل العلم كيفو وقد رد الشيخ فركوس على خطا بنباديس في مسألة الآحاد و الشيخ محمود الجزائري في مسألة الصفات، ولعلك تذكر رد ذاك الطالب على اخطاء رسالة الشرك و مظاهره للشيخ الميلي رحمه الله ونشرها في مجلة الإصلاح فما قولك أخي الحبيب؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/50)
ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[14 - 02 - 10, 01:59 ص]ـ
الأخ الكريم"عبد الحيكم بن عبد القادر" رزقني الله و إياك الإخلاص في القول و العمل:
1 - النيات يعلمها الله وليست لديك قراءن قوية على ما قلت عفا الله عنك.
2 - ـبما أنني مجهول فيلزمك التثبت من كلامي لا رده وهذا مسلك أهل السنة،فتنبه!
3 - يا اخي الأدلة منشورة فلو كنت منصف لعرضتها على أهل العلم كيفو وقد رد الشيخ فركوس على خطا بنباديس في مسألة الآحاد و الشيخ محمود الجزائري في مسألة الصفات، ولعلك تذكر رد ذاك الطالب على اخطاء رسالة الشرك و مظاهره للشيخ الميلي رحمه الله ونشرها في مجلة الإصلاح فما قولك أخي الحبيب؟!!
قولي لماذا لم تنهج نهجم و تنشر ذلك كما نشروا؟ أما النيات فنحكم بالظاهر كما حكمت أنت بالظاهر هنا على الشيخ فمن أقرك و كتم إسمه لم يصدق النية لذلك أدعوه للتوبة و بلغه ذلك إنما أمر مثل هذا يكون على نهج أهل العلم يبحث فيه و يعرض على الأفاضل ثم ينشر في مكانه فتدرس عقيدة الشيخ و يذكر ما وافق فيه السلف و ما خالف فيه فتسطر حسناته مع أخطائه لا كما فعلت أنت هنا فهذا كلام في عالم فاضل و لا يكفي فيه اقتطاف بعض الجمل و التعقيب عليه بل الموضوع برمته لا يدرس إلا برسالة جامعية على الأقل.
أسأل الله لك و لمن شجعك على هذا المنهج الفاسد الذي يضر و لا ينفع الهداية و الله المستعان
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[14 - 02 - 10, 02:12 م]ـ
أخي عبد الحكيم ...
الشيخ الألباني ممن يرون نفي الصورة عن الله
وهذه نقاش مع أحد تلامذته حول هذه القضية
http://download.media.islamway.com/lessons/nasser/Adam.rm
وراجع آخر المشاركات في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/~ahl/vb/showthread.php?t=133640
====
ولن أزيد في الرد على الأخ عبد الحق لأن الاخوة قد وفوا وكفوا
ولكن يبقى أن نقول: ليس كل ما يعرف يُقال، وليس كل ما يقال جاء وقته وليس كل من جاء وقته جاء أهله والانترنت يدخل عليه العامي والبدعي والكافر ... إلخ، وليس كل خطأ يُنشر، فكم من خطأ نراه ولكن نسكت لأنه خطأ عابر لم يتكرر، والمفسدة التي ستنتج من الرد والتشهير أكبر بكثير من السكوت
هذا بخلاف من دشن نفسه منافحا عن البدع وأهلها ....
ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[14 - 02 - 10, 08:17 م]ـ
أخي عبد الحكيم ...
الشيخ الألباني ممن يرون نفي الصورة عن الله
وهذه نقاش مع أحد تلامذته حول هذه القضية
http://download.media.islamway.com/lessons/nasser/Adam.rm
وراجع آخر المشاركات في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/~ahl/vb/showthread.php?t=133640 (http://www.ahlalhdeeth.com/%7Eahl/vb/showthread.php?t=133640)
====
ولن أزيد في الرد على الأخ عبد الحق لأن الاخوة قد وفوا وكفوا
ولكن يبقى أن نقول: ليس كل ما يعرف يُقال، وليس كل ما يقال جاء وقته وليس كل من جاء وقته جاء أهله والانترنت يدخل عليه العامي والبدعي والكافر ... إلخ، وليس كل خطأ يُنشر، فكم من خطأ نراه ولكن نسكت لأنه خطأ عابر لم يتكرر، والمفسدة التي ستنتج من الرد والتشهير أكبر بكثير من السكوت
هذا بخلاف من دشن نفسه منافحا عن البدع وأهلها ....
أخي الكريم الشيخ لا ينفي الصورة حدثنا تلميذه الشيخ أبو اليسر بما أخبرتك أنه يثبتها من حديث الساق إنما هو يضعف حديث الصورة فقط و لا ينفي الصفة.
و لا أدري هل فهمت قصدي أم لا ربما لم تفهم قصدي بحديث الساق: (إن الله سبحانه وتعالى يتجلى لعباده المؤمنين في صورة ينكرونها، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: لست ربنا، ثم يتجلى لهم في أحسن صورة فيعرفونه فيكشف عن ساقه فيخرون له سجدا)
إذن الألباني رحمه الله يقول حديث صورة الرحمن ضعيف لكنه يقول صفة الصورة ثابة من الحديث الآخر و المعلومة أكيدة شرحها لنا تلميذه الشيخ أبو اليسر و هو من أقرب الناس إليه و الله أعلم.
بالنسبة للأخ عبد الحق آل أحمد فقد راسلت موقع الشيخ فركوس حفظه الله البارحة بالسؤال التالي:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندي سؤال إلى الشيخ الكريم محمد علي فركوس حفظه الله.
في أحد المنتديات قام أحد المشاركين بعرض بعض أقوال الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله من مجالس التذكير يزعم فيها أن الشيخ أول فيها الصفات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/51)
سؤالي إلى الشيخ: ما حكم نشر مثل هذا الكلام في المنتديات و ماذا عن عقيدة الشيخ و بارك الله فيكم
فكان جواب الموقع اليوم:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فبالنسبة لعقيدة الشيخ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- فيمكنكم معرفتها من خلال شروح شيخنا أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله- لكتاب: " العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية " التي تنزل تباعاً في ركن:
ضيف الموقع، وكل أمر خالف فيه الشيخ ابن باديس -رحمه الله- منهج السلف بينه شيخنا وحمله على أحسن المحامل، أما الذين يتصيدون في الماء العكر ويريدون زعزعة علماء السنة معروفون قديما وحديثا وسلوكهم ليس بغريب والواجب على الإنسان اتجاه من غلبت حسناته على عيوبه ومثالبه أن يحملها على أحسن المحامل لقوله تعالى:
"وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ" [الأعراف: 58]، ولا يخفى أن ابن باديس -رحمه الله- لم تكن بحوزته كتب أهل السنة التي فيها دقيق المسائل كما هو حالنا في هذا المجتمع، وقد تزل قدمه لانتفاء العصمة عليه وهذا شأن البشر لكونهم مجبولين على النقص والخطأ.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمّد وعلى وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا.
إدارة موقع الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله تعالى
__________________________________________________ _______
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ: http://www.ferkous.com (http://www.ferkous.com/) للمراسلات الإدارية: http://www.ferkous.com/rep/contact.php
للاستفتاءات: http://www.ferkous.com/rep/index_faq.php
الهاتف: 75 32 28 21 (0) 213 00
فاكس: 37 15 28 21 (0) 213 00
للإتصال بالشيخ: 22 00 75 61 (0) 213 00
ملاحظة: يرجى من المتصلين من خارج الجزائر حذف الرقم الصفر الذي بين قوسين.
==================================================
إنتهى.
و هذا كلام الشيخ فركوس حفظه الله من موقعه في عقيدة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله:
http://www.ferkous.com/rep/I.php
الذي أنصح به الأخ عبد الحق أن يعيد النظر في كلامه و أن يحمل كلام الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله على أحسن معانيه و أن لا يكتفي بالكلام في ما يظنه تأويلا بل يذكر محاسن الشيخ أيضا و موافقته للسلف حتى لا يستغل أعداء الدعوة ما يقوله للطعن في الشيخ كذلك تتبع أخطاء الشيخ فقط ليس من سيم أهل العلم فالمفروض التأكيد على سلفية الشيخ من كلامه ثم التنبيه على ما أخطأ فيه لا ذكر الأخطاء فقط و كأن الشيخ ابن باديس رحمه الله كان أشعريا و نسأل الله الهداية للجميع و السلام عليكم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[14 - 02 - 10, 08:38 م]ـ
فالمفروض التأكيد على سلفية الشيخ من كلامه ثم التنبيه على ما أخطأ فيه لا ذكر الأخطاء فقط
جميل جداً
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[14 - 02 - 10, 09:36 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندي سؤال إلى الشيخ الكريم محمد علي فركوس حفظه الله.
في أحد المنتديات قام أحد المشاركين بعرض بعض أقوال الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله من مجالس التذكير يزعم فيها أن الشيخ أول فيها الصفات.
سؤالي إلى الشيخ: ما حكم نشر مثل هذا الكلام في المنتديات و ماذا عن عقيدة الشيخ و بارك الله فيكم
فكان جواب الموقع اليوم:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فبالنسبة لعقيدة الشيخ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- فيمكنكم معرفتها من خلال شروح شيخنا أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله- لكتاب: " العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية " التي تنزل تباعاً في ركن:
ضيف الموقع، وكل أمر خالف فيه الشيخ ابن باديس -رحمه الله- منهج السلف بينه شيخنا وحمله على أحسن المحامل، أما الذين يتصيدون في الماء العكر ويريدون زعزعة علماء السنة معروفون قديما وحديثا وسلوكهم ليس بغريب والواجب على الإنسان اتجاه من غلبت حسناته على عيوبه ومثالبه أن يحملها على أحسن المحامل لقوله تعالى:
"وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ" [الأعراف: 58]، ولا يخفى أن ابن باديس -رحمه الله- لم تكن بحوزته كتب أهل السنة التي فيها دقيق المسائل كما هو حالنا في هذا المجتمع، وقد تزل قدمه لانتفاء العصمة عليه وهذا شأن البشر لكونهم مجبولين على النقص والخطأ.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمّد وعلى وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا.
إدارة موقع الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله تعالى
__________________________________________________ _______
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ: http://www.ferkous.com (http://www.ferkous.com/) للمراسلات الإدارية: http://www.ferkous.com/rep/contact.php
للاستفتاءات: http://www.ferkous.com/rep/index_faq.php
الهاتف: 75 32 28 21 (0) 213 00
فاكس: 37 15 28 21 (0) 213 00
للإتصال بالشيخ: 22 00 75 61 (0) 213 00
ملاحظة: يرجى من المتصلين من خارج الجزائر حذف الرقم الصفر الذي بين قوسين.
==================================================
إنتهى.
و هذا كلام الشيخ فركوس حفظه الله من موقعه في عقيدة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله:
http://www.ferkous.com/rep/I.php
إذا شارك بعد هذا اخونا المجهول الفاضل لابد على المشرفين حذفه أو حذف مقالته هذه كما فعلت انا في موقعي ملتقى انصار الهدى لما شارك هذا المجهول الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/52)
ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[14 - 02 - 10, 10:01 م]ـ
إذا شارك بعد هذا اخونا المجهول الفاضل لابد على المشرفين حذفه أو حذف مقالته هذه كما فعلت انا في موقعي ملتقى انصار الهدى لما شارك هذا المجهول الكريم
بارك الله فيك أخي الكريم لكن إحسان الظن بالأخ مطلوب فما أظنه يتعمد الإساءة لكنه يسيئ للدعوة من حيث لا يدري لذلك الإنكار على الطريقة التي انتهجها و الله أعلم
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[14 - 02 - 10, 10:11 م]ـ
ما قرّره ابنُ باديس في تفسيره من أنّ خبرَ الواحدِ لا يُقبَلُ إذا خالفه القطعي هو مذهبُ المعتزلة وبعضِ المتكلّمين ..
للشيخ الدكتور محمد علي فركوس
ـ سدده الله ـ
الفتوى رقم: 754
الصنف: فتاوى أصول الفقه والقواعد الفقهية
السؤال:
قال العلاَّمةُ ابنُ باديس -رحمه الله- في «تفسيره»: «إنَّ السُّنَّة النبويةَ والقرآن لا يتعارضان، ولهذا يُردُّ خبرُ الواحد إذا خالف القطعيَّ من القرآن»، فما هو تعليقكم؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فإنّ ما قرّره ابنُ باديس في تفسيره من أنّ خبرَ الواحدِ لا يُقبَلُ إذا خالفه القطعي هو مذهبُ المعتزلة وبعضِ المتكلّمين، وبه قال أبو الحسنِ البصريٌّ والسمرقنديُّ والقَرافيُّ والصفي الهندي وغيرُهم (1 - انظر «المعتمد» لأبي الحسين البصري: (2/ 96، 102)، و «العدّة» لأبي يعلى: (2459)، «المحصول» للفخر الرازي: (2/ 217)، «ميزان الأصول» للسمرقندي: (2/ 75، 81)، «كشف الأسرار» للبخاري: (3/ 27)، «البحر المحيط» للزركشي: (4/ 257)، «الكفاية» للخطيب البغدادي: (432)، «المسودة» لآل تيمية: (249))، وهو مخالفٌ لأكثرِ أهل الفقه والحديث، قال ابنُ عبد البرّ –رحمه الله-: «وعلى ذلك أكثرُ أهلِ الفقه والأثرِ، وكلُّهم يدينُ بخبر الواحد العَدْلِ في الاعتقادات، ويعادي ويوالي عليها، ويجعلها شرعًا ودينًا في مُعتقده، على ذلك جماعةُ أهل السُّنَّة» (2 - «التمهيد» (1/ 8)).
وعمومُ نصوصِ الكتابِ والسُّنَّة تقضي بوجوب قَبول خبرِ الواحد مُطلقًا من غير تفريقٍ بين القطعيِّ والظنيِّ، فقد أوجب اللهُ تعالى الحذرَ بقول الواحد في قوله تعالى: ?فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ? [التوبة: 122]، كما جعل عِلَّةَ ردِّ الأخبارِ هي الفسق لا الوحدة في قوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ? [الحجرات: 6]، وقد دعا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لحامِلِ الفقه وأقرَّهُ على الرواية من غير تفريق مع عدم فقهه وعلمه في قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ» (3 - أخرجه أبو داود في «العلم»، باب فضل نشر العلم: (3660)، والترمذي في «العلم»،باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع: (2656)، والدارمي في «سننه» (233)، وأحمد في «مسنده»: (21208)، من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (404)، والوادعي في «الصحيح المسند»: (358)).
هذا، وسَلَفُ الأُمَّة من الصحابة فمن بعدهم كانوا يتلقَّون أخبار الآحاد في القطعيات والظنِّيَّات ويثبتونها بدون ردّ لأي منها لمجرّد كونه خبر آحاد في القطعيات، ويدلّ لذلك روايتهم لتلك الأخبار وتناقلها وتلقِّيها وتحصيلها ونقلها وتفسيرها بمقتضى اللغة بما يليق بها والقول بمدلولها، بل إنهم أدخلوا مفادَ تلك الأخبار في مُعتقداتهم وصرّحوا بتبديع أو تفسيق أو تخطئة مخالفها (4 - «التمهيد» لابن عبد البر: (1/ 8)، «مختصر الصواعق المرسلة» لابن القيم: (2/ 8 - 6)).
وعليه، فإنّ أقوى الأقوال دليلاً وأصحَّها نظرًا مذهبُ الجمهور القائلين بصحّة الاحتجاج بخبرِ الواحد المرفوعِ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بإسنادٍ صحيحٍ سواء في القطعيات أو الظنِّيَّات، وضعف أدلة ما سواه على ما هو مُثْبَتٌ في مَوْضِعِهِ.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 1 رمضان 1428ه
الموافق ل: 13 سبتمبر 2007م
---
تنبيه يفيد كل نبيه: قد يقول قائل أن الشيخ محمد علي فركوس-نفع الله به- قد أفرح المعتزلة وأهل البدع بهذه الفتوى وهو من هو!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/53)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[14 - 02 - 10, 10:13 م]ـ
فائدة أخرى: و للشيخ علي بن حسن الحلبي-نفع الله به-كما في (الدرر الغالية في آداب الدعوة و الداعية: ص56) تنبيه على قول الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى-: (يردُّ خبر الواحد إذا خالف القطعيَّ من القرآن). والله الموفق.
ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[14 - 02 - 10, 10:17 م]ـ
ظننتك عاقلا لكن تبين لي أنك لست من العلم في شيئ فالشيخ فركوس لم يتتبع أخطاء الشيخ كما فعلت و قد حمل جل كلامه على أحسن محامله.
لم يبقى لي إلا أن أقول إن لم تستحي فأصنع ما شئت.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[14 - 02 - 10, 10:27 م]ـ
ومما أفاده الشيخ الفاضل محمود الجزائري-نفع الله به-كما في تعليقه على تفسير ابن باديس (1/ 111) الحاشية (1) على قول ابن باديس-رحمه الله تعالى- ( .. يردُّ خبر الواحد إذا خالف القطعيَّ من القرآن) قال ما ملخصه: (فيه نظر من وجهين .. ) وبيّن جزاه الله خيرا بما يوافق كلام الشيخ فركوس و الشيخ علي الحلبي، والله الهادي وحده.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[15 - 02 - 10, 04:32 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الحكيم على تبيين حال هذا الأخ المجهول
أما فيما يتعلق عن الصورة
يا أخي الفاضل،،، أنا أتكلم عن صفة صورة آدم وليس عن أي صورة
ثانيا: في الشريط الذي وضعته فيه مناظرة بين الألباني وأحد تلامذته في نفي الصورة مطلقا .. !!، وقد أتيت لك بصوته رأساً ... ، وليست رواية عنه بسند قد يحكم الراوي باللوازم والاحتمالات!!
*في الرابط الذي وضعته لك، قد وضع أحد الاخوة مقطعاً من موقع الألباني، قال فيه الألباني بأن الحديث (خلق آدم على صورته) أن الهاء في صورته عائدة إلى آدم نفسه و ليست عائدة إلى الله
وقد صدقه الأخ المخالف له وسلم له بأن الألباني قد قال ذلك!!
ولكن يبدو أن المقطع قد حذفوه من الموقع
ولا نعلم السر في حذفه!!!!
ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[15 - 02 - 10, 04:40 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الحكيم على تبيين حال هذا الأخ المجهول
أما فيما يتعلق عن الصورة
يا أخي الفاضل،،، أنا أتكلم عن صفة صورة آدم وليس عن أي صورة
ثانيا: في الشريط الذي وضعته فيه مناظرة بين الألباني وأحد تلامذته في نفي الصورة مطلقا .. !!، وقد أتيت لك بصوته رأساً ... ، وليست رواية عنه بسند قد يحكم الراوي باللوازم والاحتمالات!!
*في الرابط الذي وضعته لك، قد وضع أحد الاخوة مقطعاً من موقع الألباني، قال فيه الألباني بأن الحديث (خلق آدم على صورته) أن الهاء في صورته عائدة على آدم نفسه و ليست عائدة على الله
وقد صدقه الأخ المخالف له وسلم له بأن الألباني قد قال ذلك!!
ولكن يبدو أن المقطع قد حذفوه من الموقع
ولا نعلم السر في حذفه!!!!
بارك الله فيك أخي الكريم لكن لم أفهم ما قصدك بنفي صفة صورة آدم؟
الذي يثبت من الحديث أن لله صفة إسمها صورة فنفي صحة الحديث لا يعني نفي الصورة كما أني إستمعت للتسجيل الذي تفضلت به و لم أرى نفيا مطلقا لصفة الصورة كل ما دار هو حول هذا الحديث و صحته لكن الألباني رحمه الله لم يقل أن الله ليست له صورة.
نفي أن الهاء لا تعود على الله عز و جل لا يعني تعطيل صفة الصورة.
و الله أعلم
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - 02 - 10, 11:48 م]ـ
تنبيهات أفادنيها أحد طلبة العلم:
1 - الكثير ممن يدعي التنزيه في صفات الله وقع في التأويل أو النفي، و تنزيه الله -جل وعلا- ليس معناه تعطيل صفات الله و نفي معاني أسمائه الحسنى، ينظر: (النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى) للشيخ محمد الحمود النجدي -بارك الله فيه- و الكتاب نصح به شيخنا صالح آل الشيخ-نفع الله به-
2 - ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- كما في مقدمة التفسير له ما يفيد أن البغوي نقل في تفسيره عن الثعالبي-رحمهما الله تعالى- و كتابه مختصر له، و الثعالبي معروف في باب الصفات وتأويله، ومع تصريح البغوي-رحمه الله-في شرح السنة -له- حول إبقاء دلالات نصوص الصفات على ظاهرها و إثباته لأصل المعنى للصفات في كثير منها؛ يحمل تفسيره و نقولاته على التفسير باللازم. بخلاف الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى- فقد نفى صفة الصورة لله تعالى من باب التنزيه كما في تفسيره، مع عدم إثباته لأصل المعنى لكثير من الصفات التي بين معناها اللازم و آثارها، مع ما ذكر في المقال أعلاه يتبين المقصود إن شاء الله تعالى، والله أعلم.
3 - إلى المعاليم؟!: الأخ الكريم"موسى الكاظم" و الأخ الكريم"عبد الحكيم بن عبد القادر"أقول:
"سئل الفضيل بن عياض- رحمه الله تعالى- عن التواضع؟ فقال: يخضع للحق، وينقاد له ويقبله ممن قاله، ولو سمعه من صبي قبله، ولو سمعه من أجهل الناس قبله".اهـ من مدارج السالكين (2/ 329).
وبالله التوفيق.(49/54)
سبب إضافة ضمير الجمع في (مما عملت أيدينا)
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 09:42 م]ـ
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ذكر الشيخ سفر الحوالي -حفظه الله- هذه الفائدة في شرح العقيدة الطحاوية:
لا يصح أن يكون معناه بقدرتي مع تثنية اليد، ولو صح ذلك لقال إبليس: وأنا أيضاً خلقتني بقدرتك، فلا فضل له عليّ بذلك، فإبليس -مع كفره- كَانَ أعرف بربه من الجهمية ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=firak&id=2000001) ولا دليل لهم في قوله تعالى:] أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ] ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=ayat&id=6003775) [ يس:71] لأنه تَعَالَى جمع الأيدي لما أضافها إِلَى ضمير الجمع، ليتناسب الجمعان اللفظيان، للدلالة عَلَى الملك والعظمة. ولم يقل "أيديَّ" مضاف إِلَى ضمير المفرد ولا "يدينا" بتثنية اليد مضافة إِلَى ضمير الجمع فلم يكن قوله: مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=ayat&id=6003775) [ يّس:71] نظير قوله: لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ ( http://www.alhawali.com/mystring&ftp=ayat&id=6004044)[ صّ: 75].(49/55)
لدي بحث موسع حول (القنطرة) أرجو الافادة ..
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[15 - 05 - 08, 05:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
طلب مني أستاذي في مادة العقيدة
ان أبحث عن موضوع القنطرة و ما جاء فيها من
الاحاديث و اقوال أهل العلم
وفوجئت بأن لا يوجد مصنف أو رسالة مستقلة
ناقشت موضوع (القنطرة)، فحملت نفسي بجمع ما تيسر لي
جمعه من المصادر و المراجع، التي تناولت القنطرة وما جاء فيها
و عزمت بأن أجعلها رسالة مستقلة، وعنونت لها بـ
(الاقوال المحررة فيما جاء في القنطرة)
و رسمت خطة متواضعة للبحث، و قطعت نصف البحث
وبقي النصف الآخر حتى تكمل الرسالة
لذا
أود من مشايخنا الكرام أن يتحفونا بمظان هذه المسألة
أعني -القنطرة-، وما جاء فيها من أقوال
الى غير ذلك
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 07:36 م]ـ
ما هي القنطرة؟ وهل جميع الخلائق سيعرضون أو يمرون بها؟ وإذا كان لديك مخطط ببيان ما ستكون عليه مراحل يوم القيامة. ( http://islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=29147)
ربما يفيدك
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[16 - 05 - 08, 06:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي / العوضي
سبق و أن أطلعت عليه(49/56)
موقف أعلام الأزهر الشريف ومشايخه من الحركة الوهابية لأبي الحسن الأزهري
ـ[أبو محمد الشافعي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 04:12 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد:
فهذا مشروع لإبراز مواقف بعض علماء الأزهر ومشايخه من الحركة الوهابية وهى تبين بوضوح ثناء بعض أعلام الأزهر الشريف ومشايخه على دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب وقد كنت كتبت ذلك منذ سنتين والبحث يراجع الآن من قبل بعض أساتذة الأزهر ليقوموه وجمعت أكثر من قول مائة عالما أزهريا أثنوا على دعوة الشيخ من السابقين والمعاصرين من مشايخنا الأزهريين للأزهريين رأيت أن أنشر مواقف بعض الأعلام الأزهريين من الوهابية ولم أراع الترتيب ولا استقصاء جميع الأقوال في هذا المقال نظرا لضيق الوقت والذي دفعني إلى ذلك هو كثرة الطعن فى الوهابية
وبما أني درست في الأزهر وانتميت إليه أحببت أن أذكر موقف الأزهريين من الحركة الوهابية فإلى كل طاعن خذ مواقف الأعلام من الأزهر ممن أيدوها ووافقوها في المعتقد والسلوك وقد استفدت من هذا المنتدى المبارك فللمشرف الموقر وإخوانه جزيل الشكر والدعاء والله المستعان
(موقف العلامة المتفنن محمد رشيد رضا الأزهري من الحركة الوهابية)
أولا: ترجمة الشيخ محمد رشيد رضا: كان الشيخ رشيد رضا أكبر تلامذة الأستاذ الإمام محمد عبده، وخليفته من بعده، حمل راية الإصلاح والتجديد، وبعث في الأمة روحًا جديدة، تُحرِّك الساكن، وتنبه الغافل، لا يجد وسيلة من وسائل التبليغ والدعوة إلا اتخذها منبرًا لأفكاره ودعوته ما دامت تحقق الغرض وتوصل إلى الهدف.
وكان (رحمه الله) متعدد الجوانب والمواهب، فكان مفكرًا إسلاميًا غيورًا على دينه، وصحفيًا نابهًا ينشئ مجلة "المنار" ذات الأثر العميق في الفكر الإسلامي، وكاتبًا بليغًا في كثير من الصفح، ومفسرًا نابغًا، ومحدثًا متقنًا في طليعة محدثي العصر، وأديبًا لغويًا، وخطيبًا مفوهًا تهتز له أعواد المنابر، وسياسيًا يشغل نفسه بهموم أمته وقضاياه، ومربيًا ومعلمًا يروم الإصلاح ويبغي التقدم لأمة.
وخلاصة القول: إنه كان واحدًا من رواد الإصلاح الإسلامي الذين بزغوا في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، وعملوا على النهوض بأمتهم؛ حتى تستعيد مجدها الغابر، وقوتها الفتية على هدى من الإسلام، وبصر بمنجزات العصر.
المولد والنشأة
في قرية "القلمون" كان مولد "محمد رشيد بن علي رضا" في (27 من جمادى الأولى 1282هـ = 23من سبتمبر 1865م)، وهي قرية تقع على شاطئ البحر المتوسط من جبل لبنان، وتبعد عن طرابلس الشام بنحو ثلاثة أميال، وهو ينتمي إلى أسرة شريفة من العترة النبوية الشريفة، حيث يتصل نسبها بآل "الحسين بن علي" (رضي الله عنها).
وكان أبوه "علي رضا" شيخًا للقلمون وإمامًا لمسجدها، فعُني بتربية ولده وتعليمه؛ فحفظ القرآن وتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب، ثم انتقل إلى طرابلس، ودخل المدرسة الرشيدية الابتدائية، وكانت تابعة للدولة العثمانية، وتعلم النحو والصرف ومبادئ الجغرافيا والحساب، وكان التدريس فيها باللغة التركية، وظل بها رشيد رضا عامًا، ثم تركها إلى المدرسة الوطنية الإسلامية بطرابلس سنة (1299هـ = 1882م)، وكانت أرقى من المدرسة السابقة، والتعليم فيها بالعربية، وتهتم بتدريس العلوم العربية والشرعية والمنطق والرياضيات والفلسفة الطبيعية، وقد أسس هذه المدرسة وأدارها الشيخ "حسين الجسر" أحد علماء الشام الأفذاذ ومن رواد النهضة الثقافية العربية، وكان يرى أن الأمة لا يصلح حالها أو ترتقي بين الأمم إلا بالجمع بين علوم الدين وعلوم الدنيا على الطريقة العصرية الأوربية مع التربية الإسلامية الوطنية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/57)
ولم تطل الحياة بتلك المدرسة فسرعان ما أُغلقت أبوابها، وتفرّق طلابها في المدارس الأخرى، غير أن رشيد رضا توثقت صلته بالشيخ الجسر، واتصل بحلقاته ودروسه، ووجد الشيخ الجسر في تلميذه نباهة وفهمًا، فآثره برعايته وأولاه عنايته، فأجازه سنة (1314هـ = 1897م) بتدريس العلوم الشرعية والعقلية والعربية، وهي التي كان يتلقاها عليه طالبه النابه، وفي الوقت نفسه درس "رشيد رضا" الحديث على يد الشيخ "محمود نشابة" وأجازه أيضًا برواية الحديث، كما واظب على حضور دروس نفر من علماء طرابلس، مثل: الشيخ عبد الغني الرافعي، ومحمد القاوجي، ومحمد الحسيني، وغيرهم.
في قريته
اتخذ الشيخ رشيد رضا من قريته الصغيرة ميدانًا لدعوته الإصلاحية بعد أن تزود بالعلم وتسلح بالمعرفة، وصفت نفسه بالمجاهدات والرياضيات الروحية ومحاسبة نفسه وتخليص قلبه من الغفلة وحب الدنيا، فكان يلقي الدروس والخطب في المسجد بطريقة سهلة بعيدة عن السجع الذي كان يشيع في الخطب المنبرية آنذاك، ويختار آيات من القرآن يحسن عرضها على جمهوره، ويبسط لهم مسائل الفقه، ويحارب البدع التي كانت شائعة بين أهل قريته.
ولم يكتف الشيخ رضا بمن يحضر دروسه في المسجد، فذهب هو إلى الناس في تجمعاتهم في المقاهي التي اعتادوا على الجلوس فيها لشرب القهوة والنارجيلة، ولم يخجل من جلوسه معهم يعظهم ويحثهم على الصلاة، وقد أثمرت هذه السياسة المبتكرة، فأقبل كثير منهم على أداء الفروض والالتزام بالشرع والتوبة والإقبال على الله، وبعث إلى نساء القرية من دعاهن إلى درس خاص بهن، وجعل مقر التدريس في دار الأسرة، وألقى عليهن دروسًا في الطهارة والعبادات والأخلاق، وشيئًا من العقائد في أسلوب سهل يسير.
الاتصال بالأستاذ الإمام
في الفترة التي كان يتلقى فيها رشيد رضا دروسه في طرابلس كان الشيخ محمد عبده قد نزل بيروت للإقامة بها، وكان محكومًا عليه بالنفي بتهمة الاشتراك في الثورة العرابية، وقام بالتدريس في المدرسة السلطانية ببيروت، وإلقاء دروسه التي جذبت طلبة العلم بأفكاره الجديدة ولمحاتة الذكية، وكان الشيخ محمد عبده قد أعرض عن السياسة، ورأى في التربية والتعليم سبيل الإصلاح وطريق الرقي، فركز جهده في هذا الميدان.
وعلى الرغم من طول المدة التي مكثها الشيخ محمد عبده في بيروت فإن الظروف لم تسمح لرشيد رضا بالانتقال إلى المدرسة السلطانية والاتصال بالأستاذ الإمام مباشرة، والتلمذة على يديه، وكان التلميذ النابه شديد الإعجاب بشيخه، حريصًا على اقتفاء أثره في طريق الإصلاح، غير أن الفرصة سنحت له على استحياء، فالتقى بالأستاذ الإمام مرتين في طرابلس حين جاء إلى زيارتها؛ تلبية لدعوة كبار رجالها، وتوثقت الصلة بين الرجلين، وازداد تعلق رشيد رضا بأستاذه، وقوي إيمانه به وبقدرته على أنه خير من يخلف "جمال الدين الأفغاني" في ميدان الإصلاح وإيقاظ الشرق من سباته.
وحاول رشيد رضا الاتصال بجمال الدين الأفغاني والالتقاء به، لكن جهوده توقفت عند حدود تبادل الرسائل وإبداء الإعجاب، وكان جمال الدين في الآستانة يعيش بها كالطائر الذي فقد جناحيه فلا يستطيع الطيران والتحليق، وظل تحت رقابة الدولة وبصرها حتى لقي ربه سنة (1314هـ = 1897م) دون أن تتحقق أمنية رشيد رضا في رؤيته والتلمذة على يديه.
في القاهرة
لم يجد رشيد رضا مخرجًا له في العمل في ميدان أفسح للإصلاح سوى الهجرة إلى مصر والعمل مع محمد عبده تلميذ الأفغاني حكيم الشرق، فنزل الإسكندرية في مساء الجمعة (8 من رجب 1315 هـ = 3 من يناير 1898م)، وبعد أيام قضاها في زيارة بعض مدن الوجه البحري نزل القاهرة واتصل على الفور بالأستاذ الإمام، وبدأت رحلة جديدة لرشيد رضا كانت أكثر إنتاجًا وتأثيرًا في تفكيره ومنهجه الإصلاحي.
ولم يكد يمضي شهر على نزوله القاهرة حتى صارح شيخه بأنه ينوي أن يجعل من الصحافة ميدانًا للعمل الإصلاحي، ودارت مناقشات طويلة بين الإمامين الجليلين حول سياسة الصحف وأثرها في المجتمع، وأقنع التلميذ النجيب شيخه بأن الهدف من إنشائه صحيفة هو التربية والتعليم، ونقل الأفكار الصحيحة لمقاومة الجهل والخرافات والبدع، وأنه مستعد للإنفاق عليها سنة أو سنتين دون انتظار ربح منها.
مجلة المنار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/58)
صدر العدد الأول من مجلة المنار في (22 من شوال 1315هـ = من مارس 1898م)، وحرص الشيخ رشيد على تأكيد أن هدفه من المنار هو الإصلاح الديني والاجتماعي للأمة، وبيان أن الإسلام يتفق والعقل والعلم ومصالح البشر، وإبطال الشبهات الواردة على الإسلام، وتفنيد ما يعزى إليه من الخرافات.
وأفردت المجلة إلى جانب المقالات التي تعالج الإصلاح في ميادينه المختلفة بابًا لنشر تفسير الشيخ محمد عبده، إلى جانب باب لنشر الفتاوى والإجابة على ما يرد للمجلة من أسئلة في أمور اعتقادية وفقهية، وأفردت المنار أقسامًا لأخبار الأمم الإسلامية، والتعريف بأعلام الفكر والحكم والسياسة في العالم العربي والإسلامي، وتناول قضايا الحرية في المغرب والجزائر والشام والهند.
ولم يمض خمس سنوات على صدور المجلة حتى أقبل عليها الناس، وانتشرت انتشارًا واسعًا في العالم الإسلامي، واشتهر اسم صاحبها حتى عُرف باسم رشيد رضا صاحب المنار، وعرف الناس قدره وعلمه، وصار ملجأهم فيما يعرض لهم من مشكلات، كما جاء العلماء يستزيدون من عمله، وأصبحت مجلته هي المجلة الإسلامية الأولى في العالم الإسلامي، وموئل الفتيا في التأليف بين الشريعة والعصر.
وكان الشيخ رشيد يحرر معظم مادة مجلته على مدى عمرها المديد، يمده زاد واسع من العلم، فهو عالم موسوعي ملم بالتراث الإسلامي، محيط بعلوم القرآن، على دراية واسعة بالفقه الإسلامي والسنة النبوية، عارف بأحوال المجتمع والأدوار التي مر بها التاريخ الإسلامي، شديد الإحاطة بما في العصر الذي يعيش فيه، خبير بأحوال المسلمين في الأقطار الإسلامية.
منهجه في الإصلاح
كتب رشيد مئات المقالات والدراسات التي تهدف إلى إعداد الوسائل للنهوض بالأمة وتقويتها، وخص العلماء والحكام بتوجيهاته؛ لأنهم بمنزلة العقل المدبر والروح المفكر من الإنسان، وأن في صلاح حالها صلاح حال الأمة، وغير ذلك بقوله: "إذا رأيت الكذب والزور والرياء والنفاق والحقد والحسد وأشباهها من الرذائل فاشية في أمة، فاحكم على أمرائها وحكامها بالظلم والاستبداد وعلى علمائها ومرشديها بالبدع والفساد، والعكس بالعكس".
واقترح رشيد رضا لإزالة أسباب الفرقة بين المسلمين تأليف كتاب يضم جميع ما اتفقت عليه كلمة المسلمين بكل فرقهم، في المسائل التي تتعلق بصحة الاعتقاد وتهذيب الأخلاق وإحسان العمل، والابتعاد عن مسائل الخلاف بين الطوائف الإسلامية الكبرى كالشيعة، وتُرسل نسخ بعد ذلك من هذا الكتاب إلى جميع البلاد الإسلامية، وحث الناس على دراستها والاعتماد عليها.
وطالب بتأليف كتب تهدف إلى توحيد الأحكام، فيقوم العلماء بوضع هذه الكتب على الأسس المتفق عليها في جميع المذاهب الإسلامية وتتفق مع مطالب العصر، ثم تُعرض على سائر علماء المسلمين للاتفاق عليها والتعاون في نشرها وتطبيق أحكامها.
التربية والتعليم
كان الشيخ رشيد رضا من أشد المنادين بأن يكون الإصلاح عن طريق التربية والتعليم، وهو في ذلك يتفق مع شيخه محمد عبده في أهمية هذا الميدان، "فسعادة الأمم بأعمالها، وكمال أعمالها منوط بانتشار العلوم والمعارف فيها".
وحدد "رشيد رضا" العلوم التي يجب إدخالها في ميدان التربية والتعليم لإصلاح شئون الناس، ودفعهم إلى مسايرة ركب العلم والعرفان، مثل: علم أصول الدين، علم فقه الحلال والحرام والعبادات، التاريخ، الجغرافيا، الاجتماع، الاقتصاد، التدبير المنزلي، حفظ الصحة، لغة البلاد، والخط.
ولم يكتف بدور الموجه والناصح، وإنما نزل ميدان التعليم بنفسه، وحاول تطبيق ما يراه محققًا للآمال، فأنشأ مدرسة دار الدعوة والإرشاد لتخريج الدعاة المدربين لنشر الدين الإسلامي، وجاء في مشروع تأسيس المدرسة أنها تختار طلابها من طلاب العلم الصالحين من الأقطار الإسلامية، ويُفضل من كانوا في حاجة شديدة إلى العلم كأهل جاوة والصين، وأن المدرسة ستكفل لطلابها جميع ما يحتاجون إليه من مسكن وغذاء، وأنها ستعتني بتدريس طلابها على التمسك بآداب الإسلام وأخلاقه وعبادته، كما تُعنى بتعليم التفسير والفقه والحديث، فلا خير في علم لا يصحبه خلق وسلوك رفيع، وأن المدرسة لا تشتغل بالسياسة، وسيُرسل الدعاة المتخرجون إلى أشد البلاد حاجة إلى الدعوة الإسلامية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/59)
وقد افتتحت المدرسة في ليلة الاحتفال بالمولد النبوي سنة (1330هـ = 1912م) في مقرها بجزيرة الروضة بالقاهرة، وبدأت الدراسة في اليوم التالي للاحتفال، وكانت المدرسة تقبل في عداد طلبتها شباب المسلمين ممن تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والخامسة والعشرين، على أن يكونوا قد حصلوا قدرًا من التعليم يمكنهم من مواصلة الدراسة.
غير أن المدرسة كانت في حاجة إلى إعانات كبيرة ودعم قوي، وحاول رشيد رضا أن يستعين بالدولة العثمانية في إقامة مشروعه واستمراره لكنه لم يفلح، ثم جاءت الحرب العالمية لتقضي على هذا المشروع، فتعطلت الدراسة في المدرسة، ولم تفتح أبوابها مرة أخرى.
مؤلفاته
بارك الله في عمر الشيخ الجليل وفي وقته رغم انشغاله بالمجلة التي أخذت معظم وقته، وهي بلا شك أعظم أعماله، فقد استمرت من سنة (1316هـ = 1899م) إلى سنة (1354 = 1935م)، واستغرقت ثلاثة وثلاثين مجلدًا ضمت 160 ألف صفحة، فضلاً عن رحلاته التي قام بها إلى أوربا والآستانة والهند والحجاز، ومشاركته في ميادين أخرى من ميادين العمل الإسلامي.
ومن أهم مؤلفاته "تفسير المنار" الذي استكمل فيه ما بدأه شيخه محمد عبده الذي توقف عند الآية (125) من سورة النساء، وواصل رشيد رضا تفسيره حتى بلغ سورة يوسف، وحالت وفاته دون إتمام تفسيره، وهو من أجل التفاسير. وله أيضًا: الوحي المحمدي ونداء للجنس اللطيف، وتاريخ الأستاذ الإمام والخلافة، والسنة والشيعة، وحقيقة الربا، ومناسك الحج.
وفاة الشيخ
كان للشيخ رشيد روابط قوية بالمملكة العربية السعودية، فسافر بالسيارة إلى السويس لتوديع الأمير سعود بن عبد العزيز وزوده بنصائحه، وعاد في اليوم نفسه، وكان قد سهر أكثر الليل، فلم يتحمل جسده الواهن مشقة الطريق، ورفض المبيت في السويس للراحة، وأصر على الرجوع، وكان طول الطريق يقرأ القرآن كعادته، ثم أصابه دوار من ارتجاج السيارة، وطلب من رفيقيه أن يستريح داخل السيارة، ثم لم يلبث أن خرجت روحه الطاهرة في يوم الخميس الموافق (23 من جمادى الأولى 1354هـ = 22 من أغسطس 1935م)، وكانت آخر عبارة قالها في تفسيره: "فنسأله تعالى أن يجعل لنا خير حظ منه بالموت على الإسلام
--------------------------------------------------------------------------------
(ثناء الشيخ محمد رشيد رضا وموقفه من الحركة الوهابية)
قال الشيخ محمد رشيد رضا الأزهري:
في التعريف بكتاب ((صيانة الإنسان)) بعد أن ذكر فشو البدع بسبب ضعف العلم والعمل بالكتاب والسنة، ونصر الملوك والحكام لأهلها. وتأييد المعممين لها. قال رحمه الله ما نصه:
الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
لم يخل قرن من القرون التي كثر فيها البدع من علماء ربانيين، يجددون لهذه الأمة أمر دينها بالدعوة والتعليم وحسن القدوة، وعدول ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، كما ورد في الأحاديث.
ولقد كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي، من هؤلاء العدول المجددين قام يدعون إلى تجريد التوحيد، وإخلاص العبادة وحده، بما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم. وترك البدع والمعاصي وإقامة شعائر الإسلام المتروكة وتعظيم حرماته المنتهكة المنهوكة.
فنهدت لمناهضته واضطاده، القُوى الثلاث. قوة الدولة والحكام، وقوة أنصارها من علماء النفاق، وقوة العوام الطغاة.
وكان أقوى سلاحهم في الرد عليه، أنه خالف جمهور المسلمين.
من هؤلاء المسلمون الذين خالفهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دعوته؟
هم أعراب في البوادي شر من أهل الجاهلية يعيشون بالسلب والنهب ويستحلون قتل المسلم وغيره، لأجل الكسب، ويتحاكمون إلى طواغيتهم في كل أمر، ويجحدون كثيراً من أمور الإسلام المجمع عليها، التي لا يسع مسلماً جهلها، إلى آخر ما قال، عليه رحمه الله ذى الجلال.
وألف الشيخ رحمه الله عزوجل كتابا في نصرة دعوة الشيخ والرد على المناوئين المعارضين سماه (السنة والشيعة أو الوهابية والرافضة)
يقول الشيخ:
" ولما رأيت ما رأيت من سوء أمر مؤتمر النجف لشيعة العراق، ومن أمارات نشر الإلحاد في إيران والأفغان، ومن تجديد الشيخ العاملي في تواليفه والشيخ عارف الزين في مجلته الطعن في السنة وتنفير المسلمين من دولتها الوحيدة في إقامتها ونصرها، ومن بث الرفض والخرافات ين المسلمين؛ رأيتُ من الواجب عليّ أن أُظهرَ للمسلمين ما يخفى على جمهورهم من الحقائق التي لم يكن العاملي ولا الزين يعلمان بوقوفي عليها، ولعلهما يفيئان إلى أمر الله، فكتبت الفصول الآتية بهذه النية".
وتشير الرسالة إلى أن العاملي المسمى محسن الأمين، وهو الرافضي المتعصب، ألف كتاباً استغرق خمس مئة صفحة، جعل عنوانه "الرد على الوهابية"، ودس فيه ما يبغي من الخرافات القبورية والرفضية، والطعن في حكم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وعلى ابن تيمية وابن القيم وابن عبدالهادي والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله جميعاً.
ويرد الشيخ محمد رشيد رضا بقوله:
"أقول:
أولاً: إن الوهابية يدعون بحق أنهم موحدون وحامون لحمى التوحيد من تطرق الشرك، وكان يدعي هذه الدعوى بحق قبلهم شيخ الإسلام [يعني ابن تيمية رحمه الله].
ثانياً: أن الوهابية لم يدعوا أنهم هم الموحدون وحدهم، وأن غيرهم من جميع المسلمين مشركون؛ كما افترى عليهم هذا الرافضي وإنما يقولون كما يقول غيرهم من العلماء بتوحيد الله الذي دعت إليه جميع رسله".
وله جهد طيب في طباعة كتب أئمة الدعوة في مطبعته المنار ونشرها بين المسلمين
فلهُ جهد واضح في نشر العقيدة السلفية والكتب السنية وقمع البدعة والتحذير منها وتحريك الجو العلمي وفتح مجال الاجتهاد الذي أغلقه مفتي العثمانيين وتحرير العقل من الموروثات الصوفية والعقائد الكلامية وتحريك الجو العلمي في البحث
وله الردود الكثيرة و المقالات النافعة في مجلته لصد عدون الطاعنين وسوف أقوم بجمعها ونشرها إن شاء ربي
منقول من (موقع التصوف العالم المجهول) ويتبع إن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/60)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 04:34 م]ـ
بارك الله فيك ...
ولم يكن الشيخ رشيد رضا أزهرياً ... بل عدم أزهريته مما كان يُعيره به الأزهرية كالدجوي والظواهري ..
ـ[أبو محمد الشافعي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 06:48 م]ـ
محمد رشيد رضا تتلمذ على الأزاهرة كمحمد عبده ولا يشترط للأزهرى أن يكون متخرجا من الجامعة بل يكفي في الانتساب للأزهر التتلمذ على علمائه ونكمل موضوع الأخ أبي الحسن الأزهري
ـ[أبو محمد الشافعي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 06:49 م]ـ
ثانيا:موقف العلامة الأزهري عبدالظاهر بن محمد أبو السمح إمام وخطيب المسجد الحرام
أولا: ترجمة الشيخ:
هو الشيخ العلامة المتفنن شيخ بعض مشايخنا عبدالظاهر بن محمد أبو السمح إمام وخطيب المسجد الحرام.
ولد في بلدة تلين بمصر في عام 1300ه وهو من عائلة اشتهرت برعايتها لشؤون تحفيظ القرآن الكريم حقبة من الزمن.
حفظ القرآن الكريم على يد والده وهو في التاسعة من عمره ثم التحق بالأزهر فقرأ الروايات السبع وحفظ مجموعة في الحديث والتفسير والفقه واللغة وغيرها وعرضها على مشايخ الأزهر وكان يحضر مجلس الشيخ محمد عبده وهو صغير السن ثم اتصل بالشيخ أمين الشنقيطي فأنار له سبيل العقيدة السلفية فعكف على دراسة كتب ابن تيمية وابن القيم ثم عمل مدرسا بمدرسة ابتدائية بالسويس ثم عاد إلى القاهرة وطلب العلم ثم عين مدرسا بمدرسة الاسكندرية وهناك أسس جماعة أنصار السنة فاعتدى على الشيخ وهو يؤم الناس في المسجد بسبب دعوته إلى توحيد الله عزوجل ثم طلبه الملك عبدالعزيز آل سعود _ رحمه الله عزوجل _ فقدم إلى مكة فشمله برعايته وعينه إماما وخطيبا للمسجد الحرام ثم أسس مدرسة دار الحديث بمكة المكرمة وقد كان الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة سنده الأكبر بعد الله في بث الدعوة ونشر العقيدة العقيدة بهذه الدار التي تخرج منها الكثير من طلبة العلم وعاة التوحيد وازال إماما وداعيا إلى الله عزوجل إلى أن توفى رحمه الله بمصر عام 1370ه.
مؤلفات الشيخ:
حياة القلوب بدعاء علام الغيوب والكرامات والرسالة المكية ومنظومة في العقيدة السلفية وغير ذلك.
((((((ثناء الشيخ العلامة عبدالظاهر أبو السمح على الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب)))))))))))
قال الشيخ العلامة عبدالظاهر أبو السمح الأزهري إمام وخطيب المسجد الحرام في نونيته التي تأسف فيها على الإسلام وأهله، مما عراهم:
ابتدأها – رحمه الله بقوله:
أسفي على الإسلام والإيمان أسفي على نور الهدى القرآن
أسفي على الدين القديم وأهله أسفا يذيب القلب بالأحزان
ثم مضى فيها حتى ذكر الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب قائلا:
أسفي على الشيخ الإمام محمد حبر الأنام العالم الرباني
علم الهدى بحر الندى مفني العدا من شن غارته على الأوثان
من قام في نجد مقام نبوة يدعو إلى الإسلام والإيمان
حتى غدت نجد كروض مزهر يختال في ظل من العرفان
أحيا لنل الدين الحنيف كما أتى وأقامه بالسيف والبرهان
برهانه القرآن والسنن التي تروى لنا عن سيد الأكوان
كم حارب الشرك الخبيث وأهله وأذاقهم في الحرب كل هوان
وأبان توحيد العبادة بعدما درست معالمه من الأذهان
كم أبطل البدع التي قد عكرت صفو الشريعة مورد الظمآن
وأضاء نوراً لم يزل متألقاً يهدي به الرحمن كل أوان
يا رب دعوة مؤمن متضرع أغدق عليه سحائب الرضوان
وله رحمه الله عزوجل منظومة في العقيدة السلفية.
وقال رحمه الله في نونيته وهو يشكر ربه على نعمة الهداية:
حمداً لربي إذ هداني منّة * * منه وكنت على شفا النيران
والله لو أن الجوارح كلها ** شكرتك يا ربي مدى الأزمان
ما كنت إلا عاجزاً ومقصراً ** في جنب شكرك صاحب الإحسان
أيدتني ونصرتني وحفظتني ** من كل ذي حقد وذي شنآن
وجذلت أعدائي ولم تتركهمو ** يمضون في الإيذاء والعدوان
أورثتني الذكر الحكيم تفضيلا ** ورزقتني نعمى بلا حسبان
ورفعت ذكري إذا أرادوا خفضه ** وأعدتني لأشرف الأوطان
وأقمتني بين الحطيم ** وزمزم للمتقين أؤمهم بمثان
أكرمتني وهديتني وهديت بي ** ما شئت من ضال ومن حيران
أعليك يعترض الحسود إلهنا ** وهو الكنود وأنت ذو إحسان
وهو الظلوم وأنت أعدل عادل ** حاشاك من ظلم ومن طغيان
لولا عطاؤك لم أكن أهلاً لذا ** كلا وما إن كان في الإمكان
فأتم نعمتك التي أنعمتها ** يا خير مدعو بكل لسان
واختم لعبدك بالسعادة إنه ** يرجوك في سرٍ وفي إعلان
وأبحْه جنات النعيم ورؤية ** الوجه الكريم بها مع الأخوان
وانصر أخا التوحيد سيَّد يعرب ** عبد العزيز على ذوي الأوثان
واضرب رقاب الغادرين بسيفه ** وأذقهمُ السوء بكل مكان
وآدم صلاتك والسلام على الذي ** أرسلته بشرائع الإيمان
والآل والأصحاب ما نجمٌ بدا ** والتابعين لهم على الإحسان
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 07:29 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك بحث طيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/61)
ـ[أبو محمد الشافعي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 07:37 م]ـ
ثالثا: (موقف العلامة المتفنن محمد خليل هراس الأزهري من الحركة الوهابية)
أولا: ((((ترجمة الشيخ العلامة الأزهري ذي الشهادة العالمية (الدكتوراة) محمد خليل هراس)))))
ولد في (قرية الشين) مركز قطور إحدى مدن محافظة الغربية بمصر عام 1915، ثم بدأ تعليمه في الأزهر الشريف عام 1926م ودرس وتخرج في الأزهر من كلية أصول الدين وحصل على العالمية العالية في التوحيد والمنطق عام 1940م، وعمل أستاذًا بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر ودرس في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، وجامعة أم القرى ثم عاد إلى مصر وشغل منصب نائب الرئيس العام لجماعة أنصار السنة ثم رئيسًا عامًا لها.
وفي عام (1973م) - أي قبل وفاته بسنتين- اشترك مع الدكتور عبد الفتاح سلامة في تأسيس جماعة الدعوة الإِسلامية في محافظة الغربية وكان أول رئيس لها.
وكان رحمه الله سلفي المعتقد شديدًا في الحق قوي الحجة والبيان، أفنى حياته في التعليم والتأليف ونشر السنة وعقيدة أهل السنة والجماعة شديد التمسك بها و ناصرا لها كما كان رحمه الله شوكة في حلوق المبتدعة قال عنه فضيلة الشيخ محمد رشاد الشافعي: (كان يلاقي رحمه الله من عنت الجبارين و كيد المبتدعين و زندقة الملحدين ما لا يطقه إلا الصابرون و الحتسبون) حيث ظل رحمه الله طوال حياته مدافعا عن الحديث الشريف الصحيح من اعتداءات منكري السنة فكان رحمه الله اول من رذ عليهم كيدهم فتعرض رحمه الله لمحاولات عديدة للقتل من متشددي الصوفية و منكري السنة و لكن الله أعلم بمكائدهم فنجاه الله حتى يكون شوكة في حلوقهم و قد ركز رحمه الله على كتابة كتب العقيدة مثل الصفات الإلهية عند ابن تيمية - شرح العقيدة الوسطية - ابن تيمية السلفي و قد حصل الباحث موسى واصل السلمي على درجة الماجستير من كلية الدعوة و اصول الدين بجامعة أم القرىبمكة المكرمة على درجة الماجستير في العقيدة و كان موضعه: الشيخ خليل هراس و جهوده في تقرير عقيدة السلف و كان اختياره للهراس - رحمه الله - كما يقول الباحث "لاتصاف مؤلفات الشيخ بغزارة العلم، و وضوح الأسلوب و الفهم الدقيق لما عليه المخالفون لعقيدة السلف - كما تقدم - مما يجعل القيام لإبراز هذه الجهود فيه خير عظيم و نفع عميم"
مكانته العلمية:
كان رحمه الله على قدر كبير من التميز في دراسة العقيدة السلفية و ملما إلماما دقيقا بفكر الفرق الضالة المختلفة و كان رحمه الله له القدرة على أن يتكلم في موضوعات تحسبها لأول و هلة أنها من أعقاد قضايا الاعتقاد و لكن الشيخ رحمه الله كان له القدرة على أن يجلي غامض الأمور و كان من معارفه و ممن كانوا رفقاء له و كانو يقدروه حق قدره و يعرفون مكانته العلمية جماعة من كبار العلماء من أمثال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله الذي ألح على طلب إعارته للتدريس بمكة المكرمة و ذلك بعد معارضة الأزهر لذلك غير أن الملك فيضل رحمه الله طلب و ألح في طلبه و بقى في هذا المنصب حتى توفاه الله و كان من عارفيه أيضا الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي رحمه الله و فضيلة الشيخ عبد الرحمن الوكيل رئيس قسم العقيدة الإسلامية بجامعة أم القرى و فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي و غيرهم كثير.
وفاته:
توفى رحمه الله في شهر سبتمبر عام 1975م بعد حياة حافلة بالعطاء حيث كان له نشاط ملحوظ في العام الذي توفي فيه حيث ألقى عدة محاضرات في طنطا و المحلة الكبرى و المركزالعام لأنصار السنة و كانت آخر خطبة له بعنوان التوحبد و أهمية العودة إليه.
قلت (أبو الحسن) فقد كانت حياة الشيخ كلها في التوحيد وقد أفنى عمره كله في نصرة العقيدة السلفية والذب عنها فرحمة الله عليه.
ومن تحقيقاته ومؤلفاته:
((شرح القصيدة النونية)) لابن القيم.
((شرح العقيدة الواسطية)) لابن تيمية.
كتاب ابن تيمية ونقده لمسالك المتكلمين في مسائل الإلهيات.
تحقيق كتاب ((المغني)) لابن قدامة، تحقيق كتاب ((التوحيد)) لابن خزيمة.
تحقيق كتاب الأموال لأبي عبيد، تحقيق كتاب الخصائص الكبرى للسيوطي.
ثانيا: (((((((موقف العلامة الأزهري محمد خليل هراس من الحركة الوهابية)))))))
كتب رحمه الله عزوجل كتابا في نصرة الدعوة السفية والرد على المناوئين لها سماه (الحركة الوهابية رد على مقال للدكتور محمد البهى في نقد الوهابية)
قال رحمه الله عزوجل في ص (34):
( ........... هذه الحركة تنادي باتباع مذهب السلف في صفات الله تعالى ......... بل لعلها الآن هى الحركة الإسلامية الوحيدة التي تتبنى هذا المذهب السلفي وتعمل ما وسعها على نشره والدعوة إليه بمختلف الوسائل لا سيما عن طريق طبع الكتب والرسائل التي ألفت في مناصرته قديما وحديثا)
وقال في ص (35):
(إن الوهابية لم تقم للاجتهاد في الفروع ولكنها قامت لتصحيح الأصول)
وقال واصفا الدعوة بأنها أحيت آراء ابن تيمية في ص (43):
( .... تلك مفحرة من مفاخر هذه الدعوة ستظل تذكر لها بالعرفان والتقدير فإن كتب شيخ الإسلام ورسائله كانت مطمورة تحت ركام الإهمال والنسيان لا يسمح لها أهل البدع والإلحاد أن ترى النور ولا أن تقوم بدورها الخطير في توجيه العالم الإسلامي نحو الطريق الصحيح ......... فلما قامت هذه الحركة المباركة أخذت تنقب عن تلك الثورة الهائلة التي خلفها شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله وجد المسؤلون عن هذه الدعوة في إبراز هذه الكنوز بالطبع والنشر)
ثم وجه كلاما للدكتور محمد البهى بالرجوع إلى الحق قائلا في ص (77):
(ولقد أساء الدكتور بهذا المقال إلى نفسه أولا حيث ورطها في أخطاء ظاهرة الشناعة ثم أساء إلى الحقيقة في نفسها حيث ظلمها وتجنى عليها.
فهل للدكتور _ في ضور تعقيبنا على مقاله _ أن يراجع نفسه ويرجع عما قاله عملا بالمثل القائل إن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل هذا ما نرجوه ... )
فرحمه الله عزوجل عليه وأسكنه فسيح جناته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/62)
ـ[أبو محمد الشافعي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 07:40 م]ـ
رابعا: (((((((موقف العلامة المحدث الأزهري أحمد محمد شاكر من الحركة الوهابية))))))))
أولا: ترجمة الشيخ::
مولده:
هو الشيخ العلامة محدث وادي النيل شيخ مشايخنا أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر من آل أبي علياء، ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب. (1309 * 1377هـ * 1892 * 1958م
: ولد بعد فجر يوم الجمعة 29 جمادى الآخرة سنة 1309هـ الموافق 29 من يناير سنة 1892 (وهي نفس السنة التي ولد فيها الشيخ: محمد حامد الفقي مؤسس الجماعة)، وكان مولده بدرب الإنسية * قسم الدرب الأحمر * بالقاهرة، وسماه أبوه (أحمد شمس الأئمة، أبو الأشبال).
والده: هو الإمام العلا مة الشيخ: محمد شاكر، شغل منصب وكيل الأزهر الشريف، وأبوه وأمه جميعًا من مديرية جرجا ((محافظة سوهاج)) بصعيد مصر.
* لما عين والده الشيخ محمد شاكر قاضيًا بقضاء السودان 1900م أخذه معه وأدخله كلية غورون، فبقي بها حتى عودة والده إلى الإسكندرية سنة 1904م، فالتحق بمعهد الإسكندرية.
وفي سنة 1327هـ الموافق 1909م عين والده الشيخ محمد شاكر وكيلًا لمشيخة الأزهر الشريف، فالتحق الشيخ: أحمد شاكر وأخوه (علي) بالأزهر، فاتصل بعلماء القاهرة ورجالها وعرف طريق دور الكتب العامة والمكتبات الموجودة في مساجدها.
وقد حضر في ذلك الوقت إلى القاهرة الأستاذ عبد الله بن إدريس السنوسي عالم المغرب ومحدثها، فتلقى عنه طائفة كبيرة من ((صحيح البخاري))، فأجازه هو وأخاه برواية البخاري. كما أخذ عن الشيخ محمد بن الأمين الشنقيطي كتاب ((بلوغ المرام)).
كما كان من شيوخه أيضًا الشيخ أحمد بن الشمس الشنقيطي ((عالم القبائل الملثمة))، وتلقى أيضًا عن الشيخ شاكر العراقي فأجازه، وأجاز أخاه عليًّا بجميع كتب السنة.
كما التقى بالقاهرة من علماء السنة الشيخ: طاهر الجزائري ((عالم سوريا))، والأستاذ محمد رشيد رضا ((صاحب المنار)).
حصل على شهادة العالمية بالأزهر سنة 1917م، فعين مدرسًا بمدرسة ماهر. ثم عين عضوًا بالمحكمة الشرعية العليا، وظل في سلك القضاء حتى أحيل إلى التقاعد سنة 1951م، عمل مشرفًا على التحرير بمجلة ((الهدي النبوي)) سنة 1370هـ، وكان يكتب بها مقالاً ثابتًا ب: ((اصدع بما تؤمر * كلمة الحق))، وقد طبعته دار الكتب السلفية.
مكانته العلمية:
كان والده الشيخ: محمد شاكر هو صاحب الأثر الكبير في توجيه الشيخ أحمد شاكر إلى معرفة كتب الحديث منذ عام 1909م، فلما كانت سنة 1911م اهتم بقراءة ((مسند أحمد بن حنبل)) رحمه الله، وظل منذ ذلك التاريخ مشغولًا بدراسته حتى بدأ في طبع شرحه على ((المسند)) سنة 1365هـ الموافق 1946م، وقد بذل في تحقيقه أقصى ما يستطيع عالِم من جهد في الضبط والتحقيق والتنظيم، وعاجلته المنية دون أن يتمكن من مراجعته، ولم يقدر أحد أن يكمله على النمط الذي خطه الشيخ أحمد شاكر، فقد كان المقدر لفهارس ((المسند)) أن يكون المدار فيها على مسارب شتى من المعاني التفصيلية التحليلية الدقيقة، ولقد كان الشيخ أحمد شاكر كما يقول عنه المحقق الأستاذ عبد السلام محمد هارون: ((إمامًا يَعْسر التعريف بفضله كل العُسْر، ويقصر الصنع عن الوفاء له كل الوفاء)).
وقال عنه الشيخ محمود محمد شاكر: (وهو أحد الأفذاذ القلائل الذين درسوا الحديث النبوي في زماننا دراسة وافية، قائمة على الأصول التي اشتهر بها أئمة هذا العلم في القرون الأولى، وكان له اجتهاد عُرف به في جرح الرجال وتعديلهم، أفضى به إلى مخالفة القدماء والمحدثين، ونصر رأيه بالأدلة البينة، فصار له مذهب معروف بين المشتغلين بهذا العلم على قلتهم).
وكان لمعرفته بالسنة النبوية ودراستها أثر كبير في أحكامه، فقد تولى القضاء في مصر أكثر من ثلاثين سنة، وكان له فيها أحكام مشهورة في القضاء الشرعي، قضى فيها باجتهاده غير مقلد ولا متبع.
تصانيفه العلمية والفقهية:
(1) - تحقيق رسالة الشافعي ((كتاب الرسالة))،
(2) - ((مسند أحمد بن حنبل))، وقد طبعته دار المعارف ضمن سلسلة ((ذخائر العرب))،
(3) -و تحقق كتاب ((الشعر والشعراء لابن قتيبة))،
(4) - و ((لباب الأدب لأسامة بن منقذ))،
(5) -كتاب ((المعرب للجواليقي))،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/63)
(6) -ومن أظهر أعماله وأنفعها: شرحه المستفيض لكتاب الحافظ ابن كثير ((اختصار علوم الحديث)) في مجلد كبير،
ونجد له في مجال التفسير
(7) - ((عمدة التفسير)) تهذيبًا لتفسير ابن كثير، وقد أتم منه خمسة أجزاء.
(8) تفسير الطبرى
وفي مجال الفقه وأصوله
(9) - ((الأحكام)) لابن حزم،
(10) _ وجزأين من ((المحلى)) لابن حزم،
(11) ((العمدة في الأحكام)) للحافظ عبد الغني المقدسي،
وإنتاجه في هذا المجال لا يحيط به مقال، أما عن أهم ما ألفه رحمه اللَّه فهو كتاب:_
(12) _ ((نظام الطلاق في الإسلام)) دل فيه على اجتهاده وعدم تعصبه لمذهب من المذاهب، وله فيه آراء أثارت ضجة عظيمة بين العلماء، لكنه لم يتراجع ودافع عن رأيه بالحجة والبرهان، كما طبعت له أخيرًا مكتبة السنة رسالتين هما
(13) _ ((الكتاب والسنة يجب أن يكونا مصدر القوانين))
(14) _ ((كلمة الفصل في قتل مدمني الخمر)).
(15) -تحقيق تفسير الإمام معين الدين.
وفاته::
توفي رحمه اللَّه في السادسة بعد فجر يوم السبت الموافق 26 من ذي القعدة سنة 1377هـ، الموافق 14 من يونيه سنة 1958م.
((((موقف الشيخ من الحركة الوهابية وحكامها))))
يظهر موقف الشيخ من الوهابية جليا وثنائه عليهم من تحقيقه للأصول الثلاثة والقواعد الأربع وكتاب التوحيد ثلاثتها لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب وهذا يبين بوضوح ثناء الشيخ على الدعوة السلفية وأما موقفه من حكام الحركة الوهابية فيظهر من علاقته الوطيدة بالملك عبدالعزيز وقد بين ذلك:
قال رحمه الله عزوجل في مقدمة تحقيه للمسند::
[وطالما فكرت في نشر المسند بين الناس على النحو الذي صنفت ووصفت شغفاً بخدمة السنة وأهلها، وحرصاً على إذاعة فائدة هذا الكتاب الذي جعله مؤلفه للناس إماماً، وخشية أن يضيع هذا العمل الذي لم أسبق إليه، والذي أعتقد أنه سيكون إن شاء الله من أكبر المرغبات لأهل هذا العصر في دراسة الحديث، وأنه سيكون مفتاحاً لجميع كتب السنة لمن وفقه الله وسعيت في سبيل ذلك جهدي سنين كثيرة، حتى كدت أيأس من طبعه، إلى أن وفقت إلى الاتفاق مع (دار المعارف) على طبعه، وهي من أكبر دور النشر في القاهرة، وأوثقها وأشدها إتقاناً.
وصادف ذلك أن كانت الزيارة الرسمية التي شرف فيها مصر بزيارته، أسد الجزيرة، حامي حمى السنة، رجل العلم والعمل، والسيف والقلم الإمام العادل، (الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود) أطال الله بقاءه، وكانت هذه الزيارة المباركة من يوم الخميس 6 صفر الخير من هذا العام 1365هـ إلى يوم الثلاثاء 18 منه، فما أن رفع إلى جلالته شأن هذا الكتاب حتى أصدر أمره الكريم إلى حكومته السنية بالاشتراك في عدد كبير من نسخه. من أوله إلى آخره. إجلالاً لشأن الإمام الكبير، وعطفاً على شخصي الضعيف.
بارك الله في جلالته، وحفظه مؤيداً منصوراً، وذخراً للإسلام والمسلمين وناشراً للواء العرب ومجدداً لمجدهم.
وأقر عينه بأنجاله الأشبال الكرام، السادة النجب، قادة العرب وقدوتهم وموئل عزهم، الأمراء (سعود) و (فيصل) وإخوتهما].
وقال العلامة الأزهري أيضا:
[وكان من توفيق الله ورعايته أن تشرفت هذا العام ـ 1368هـ ـ بزيارة حضرة صاحب الجلالة الملك العادل، ناصر السنة وحامي حماها، مولاي الإمام (عبد العزيز آل سعود) في الرياض الزاهرة، وعرضت على مسامعه الكريمة حاجة العلماء والطلاب إلى اقتناء المسند بقيمة ميسرة لهم، فصدر أمره الكريم بطبع عدد آخر على ورق أقل قليلاً من الورق الأول ليباع لهم بثمن أقل كثيراً من الثمن الأول ... ]
إلى أن قال رحمه الله عزوجل:
[ثم تفضل حفظه الله وأيده فأصدر أمره بإعادة طبع الأجزاء الستة الأولى على هذا الوضع أيضاً, وها هو ذا الجزء الأول، تتلوه الأجزاء الباقية من فيض مولاي الملك الإمام وواسع كرمه، إن شاء الله أطال الله بقاءه مؤيداً منصوراً، موقداً للخير والعمل الصالح].
وما زالت علاقة أولاد الشيخ بآل سعود وآل الشيخ علاقة وطيدة وما زالت الزيارة إلى الآن بينهما وقد حدثني بذلك أحد أبنائه فرحمة الله عليه
هذا الموضوع منقول من موقع (التصوف العالم المجهول) يتبع إن شاء الله
http://almjhol.com/vb/index.php
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 10:44 م]ـ
محمد رشيد رضا تتلمذ على الأزاهرة كمحمد عبده ولا يشترط للأزهرى أن يكون متخرجا من الجامعة بل يكفي في الانتساب للأزهر التتلمذ على علمائه ونكمل موضوع الأخ أبي الحسن الأزهري
بارك الله فيك ..
كلام غير صحيح بالمرة ... والأزهر جامع قبل أن يكون جامعة والشيخ رشيد رضا أقدم من الأزهر الجامعة وإن كان أدركه وليس هو من الأزهرية لا لغة ولا عرفاً ولا عقلاً ولا يدخل تحت شرط الموضوع واسمعها من أخيك وأبلغها صاحب الموضوع قبل أن يجبهه بها أشعري عارف بما يقول .. وليس الحق مفتقراً إلى تدليس النسب العلمي ... ولم يكن الشيخ رشيد ليفتخر يوماً بكونه من الأزهرية بل كان لعملهم وعلمهم من القالين ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/64)
ـ[مهداوي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 08:50 م]ـ
جزاك الله خيرا
جميع من ذكرت أو أغلبهم سلفيون، وماذا سيكون موقف السلفي من الوهابية سواء أكان أزهريا أو من هارفارد؟
ـ[أبو سنان الحراني]ــــــــ[16 - 05 - 08, 08:59 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 09:36 م]ـ
بارك الله في سعيك موضوع رائع
أكمل .............
ـ[أبو محمد الشافعي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 03:05 م]ـ
(موقف العالم الأزهري محمد بن عبدالرزاق حمزة من الحركة الوهابية)
(((((ترجمة شيخ مشايخنا العلامة المحدث محمد عبدالرزاق حمزة الأزهري))))))
مولده:
ولد الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة في قرية كفر عامر التابعة لمركز بنها بمصر وينتهي نسبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، أي أنه من سلالة آل الرسول، وكان من خلقه وطبعه عدم ذكر شيء عن نسبه؛ لأن مبدأه وعقيدته التي عاشها طوال حياته أن الأنساب لا ترفع أحدًا وأن أكرم الناس عند الله أتقاهم، وشجرة نسبه تحتفظ بها أسرته.
وقد تربى في وسط ريفي بين أبوين كريمين، تغلب عليهما السماحة والوداعة، والبعد عن التعقيد، والصراحة في القول والعمل، وكذلك كان الشيخ محمد عبد الرزاق- رحمه الله تعالى- في حياته وظل كذلك بعد أن انتقل إلى الحاضرة، وعاش في القاهرة بين صخب المدينة وزخرفة الحضر، ومعاصرة أصحاب الترف في الطبقات (المترفة) مع هذا كله لم تتغير خصال الشيخ وانطباعاته، ولم يحد عن خلقه في السماحة والمسالمة والصراحة والتمسك بمكارم الأخلاق وصفات أهل الورع والتقوى.
دراسته وتحصيله:
لقد تلقى المبادئ الأولى من القراءة والكتابة والقرآن الكريم في كُتَّاب القرية، وكانت تلك المبادئ إعدادًا لما بعدها من مراحل العلم وحقول المعرفة والتوسع في جوانب الدراسة الدينية والعربية والرياضية.
و متى بلغ الولد سن القبول في الأزهر، وتوفرت فيه الشروط المطلوبة في طلبته، كحفظ القرآن، ألحقه أبوه بالأزهر،، وكان الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة جادا في طلبه ومتقدمًا على أقرانه، دؤوبًا على التحصيل والغوص في المسائل العلمية وحلها بتحقيقه والإفادة منها.
علاقته بجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر:
كانت للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله أوثق الصلات بجماعة أنصار السنة المحمدية بالقاهرة ممثلة في رئيسها ومؤسسها فضيلة الشيخ العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله وكانت بينهما صلات قوية تنبئ عن عمق العلاقة الأخوية والدعوية للشيخين الجليلين رحمهما، كما أن المكاتبات والمراسلات العلمية بينهما تنبئ أيضًا عن عمق هذه العلاقة ومتانتها، كما كان للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله إسهامات علمية مباركة في مجلة الهدي النبوي تبرهن على قوة صلة الشيخ بجماعة أنصار السنة المحمدية التي تؤدي دورًا فاعلاً في الساحة الإسلامية داخليًا وخارجيًا.
انتقاله إلى الحجاز:
وفي عام 1344 قصد الشيخان الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة والشيخ عبد الظاهر أبو السمح مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وكان الملك عبد العزيز آل سعود (ملك الحجاز وسلطان نجد كما كان لقبه يومئذ) حاجًا فاتصلا به مع العلماء القادمين من العالم الإسلامي، وتكررت اللقاءات معه فعرف الكثير عن نشاطهما وقيامها بالدعوة السلفية في مصر، وعرض عليها الانتقال إلى مكة المكرمة والمدينة النبوية لإمامة الحرمين الشريفين والقيام بخطابة الجُمع والتدريس فيهما.
وبناءً على الرغبة الملكية السامية انتقل الشيخان بأهلهما وأولادهما إلى مكة المكرمة سنة 1347ه (1929م) وأصدر الملك عبد العزيز أمره الكريم بتعيين الشيخ عبد الظاهر محمد أبي السمح إمامًا وخطيبًا ومدرسًا في المسجد الحرام، وتعيين الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة إمامًا وخطيبًا ومدرسًا بالمسجد النبوي بالمدينة.
نشاطه في المدينة: كان للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة في خطب الجمع والتدريس في الحرم النبوي جولات واسعة في الإصلاح الديني، والتوجيه الهادف، ومعالجة الأدواء الاجتماعية، كما فتح دروسًا صباحية ومسائية في المسجد النبوي في الحديث والتفسير والتوحيد، وكان لكل ذلك الأثر الطيب في نفوس الشباب المثقف وغيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/65)
انتقاله إلى مكة المكرمة: لم تطل إقامة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة في المدينة فنقل إلى مكة المكرمة في غضون 1348ه (1929م) مدرسًا في الحرم المكي، ومساعدًا للشيخ عبد الظاهر محمد أبي السمح في إمامة الحرم والخطابة.
في المعهد العلمي السعودي:
كما عهد إليه في التدريس في المعهد العلمي السعودي ودروسه في المعهد لم تكن مقتصرة على المواد الدينية، بل قام بتدريس المواد الرياضية كالحساب والهندسة والجبر ومبادئ المثلثات.
دروسه في الحرم المكي:
استأنف- رحمه الله- نشاطه العلمي الإرشادي في مكة، بفتح دروس للعامة بين العشاءين، وبعد صلاة الفجر في المسجد الحرام، في التفسير والحديث بطريقة غير مألوفة للناس، وذلك بعدم التقيد بكتاب معين فكان يقرأ الآية غيبًا ثم يبدأ في تفسيرها بما وهبه الله من سعة الإطلاع وسرعة استحضار أقوال السلف مكتفيًا في ذلك بالصحيح الثابت المأثور من الأقوال والروايات، وبهذه الطريقة أكمل مرارًا تفسير القرآن الكريم، وفي الحديث أكمل قراءة الصحيحين وشرحهما على طريق تفسير القرآن، وكانت حلقات دروسه ملتقى أجناس شتى من أهل مكة والوافدين إليها، ونفر كثير من أهل جدة كانوا يحرصون على دروسه كلما جاءوا إلى الحرم، ولم تكن دروسه تخلو من طرف علمية أو نوادر أدبية دفعًا للسأم، وترويحًا لنفوس المستمعين على عادة العلماء الأقدمين الأذكياء.
وإذا تعرض لآراء الفرق المنحرفة من القدماء أو العصريين شرح للمستمعين انحرافاتهم، ثم يبدأ في نقض آرائهم بطريقة علمية منطقية سهلة، يرتاح إليها الحاضرون، ويصغون إليه وكأن على رؤوسهم الطير.
دروسه الخاصة:
وكان للشيخ- رحمه الله- بعض الدروس لأفراد من راغبي العلم في حجرته بباب علي في المسجد الحرام وكانت تعرف بقبة الساعات، وهذه الدروس كانت تشمل اللغة العربية، (النحو والصرف والبلاغة)، وأصول التفسير، وأصول الحديث، والرياضيات كالجبر والهندسة والفلك، ولم تكن دراسته لعلم الفلك على الطريقة القديمة (الربع المُجَيِّب) بل كانت على الطريقة الحديثة وقد ساعدته معرفته بمبادئ اللغة الإنجليزية للاستفادة بالتقويم الفلكي السنوي، الذي تصدره (البحرية الملكية البريطانية بلندن).
فكرة تأسيس مرصد فلكي في مكة:
وولعه بهذا الفن دفعه إلى فكرة تأسيس مرصد فلكي صغير، على رأس جبل أبي قيس بمكة المكرمة، للاستعانة بآلاته على إثبات رؤية الهلال لشهر رمضان، ورؤية هلال ذي الحجة لتحديد وقفة عرفات وعيد الأضحى، وعرض الفكرة على الملك سعود بن عبد العزيز- رحمه الله- فواق، وأصدر أمره إلى (وزارة المالية) ببناء غرفة خاصة للمرصد على قمة جبل أبي قبيس كما ساعده في جلب بعض آلات الرصد في مقدمتها (تلسكوب)، ولكن- مع الأسف- لم يكتب للفكرة الظهور إلى الوجود نظرًا لغرابتها.
تأسيسه لمدرسة دار الحديث بمكة:
كان الاهتمام بالحديث وكتبه ودراسته ودراسة فنونه في مقدمة ما كان يحرص عليه الشيخان الجليلان الشيخ عبد الظاهر محمد أبو السمح والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة وبناءً عليه قام الاثنان بتأسيس (دار الحديث بمكة) سنة 1350ه (1931م) بعد الاستئذان من الملك عبد العزيز- رحمه الله- وقد رحب بالفكرة، ووعدهما بالمساعدة في كل ما يحتاج إليه هذا المشروع.
وتم افتتاح هذه الدار تحت إدارة الشيخ عبد الظاهر أبي السمح، وعُهِدَ إلا الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة بأن يكون مدرسًا أولاً بها، واختير لها كذلك نخبة من العلماء المشتغلين بالحديث وعلومه للتدريس بها.
وبذل الشيخ محمد عبد الرزاق مجهودًا كبيرًا في رفع مستوى طلاب الدار في علوم الحديث، وكان معظم طلابها يومئذ من المجاورين، وبعد سنوات تخرج فيها عدد لا بأس به، فرجعوا إلى بلادهم بأفريقيا وآسيا دعاةً إلى الله، وهداة إلى سنة رسوله كما تولى كثير منهم المناصب الدينية الرفيعة في بلادهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/66)
انتداب الشيخ للتدريس في أول معهد علمي أقيم بالرياض: وفي سنة 1372ه (1952م) تأسس في الرياض أول معهد علمي تحت إشراف سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله، وانتدب الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة للتدريس به في مادة التفسير والحديث وفروعهما، وقد وجد طلاب المعهد في شيخهم المنتدب كنوزًا من المعرفة، تجمع بين القديم والجديد، وكثيرًا ما كانت دروس الشيخ تتحول بالأسئلة والمناقشة إلى علم الجغرافية والهندسة والفلك وآراء المذاهب القديمة والجديدة في هذه العلوم.
واستمر انتدابه سنة واحدة تقريبًا ثم عاد إلى مكة المكرمة.
إحالته إلى التقاعد:
وبعد جهاد علمي متواصل، وخدمة للعلم في مختلف مجالاته، ونشر للمعرفة بكل الوسائل وبعد الأثر البارز الملحوظ الذي تركه رحمه الله في كل من الحرمين الشريفين، بلغ الشيخ السن القانونية التي يحال فيه الموظف إلى التقاعد، وهي الأربع والستون من العمر، صدرت الإرادة الملكية إلى سماحة رئيس القضاة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ بإحالته إلى التقاعد بكامل راتبه.
لقد أحيل الشيخ محمد عبد الرزاق إلى المعاش، بيد أن أحدًا لم يدرك ذلك غير أقاربه، أما الطلاب الذين كانوا يدرسون عنده، والذين يجتمعون في حلقات درسه الصباحية والمسائية فلم يشعروا بأي فرق في مجالس دروسه في الحرم الشريف وفي حجرته، بل زاد نشاطه في ذلك، وزاد عدد الطلاب عنده، كما شاهد المتصلون به زيادة اهتمام منه في التأليف والتعليقات على الكتب وكتابة المقالات في المجلات.
مرضه ووفاته:
وفي الأيام الأخيرة أي منذ سنة 1385ه (1965) أصيب رحمه الله بعدة أمراض، وفي مقدمتها الروماتزم، وكان بقوة توكله على الله يتجلد ويقاوم تلك الأمراض، مع المحافظة على قراءة الكتب، ثم تفرغ لتلاوة القرآن والصحف أحيانًا، جالسًا أو مضطجعًا في البيت أو في غير بيته.
وقد دخل مشتشفيات مكة والطائف للاستشفاء، ثم سافر إلى بيروت وتعالج في مستشفى الجامعة الأمريكية أيامًا، وأخيرًا سافر مع ابنه الأستاذ عبد الله حمزة إلى تركيا ودخل مستشفى من مستشفياتها المشهورة أيامًا، ثم عاد إلى مكة واشتدت عليه وطأة الأمراض، فأصبح من سنة 1390ه (1970م) ملازمًا للفراش، وأخيرًا وافاه الأجل المحتوم في الساعة الثامنة بالتوقيت الغروبي من يوم الخميس 22 - 2 - 1392ه (1972م)، وصُلِّيَ عليه في المسجد الحرام بعد صلاة المغرب، ودفن بالمعلا- رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه الفردوس الأعلى.
تلاميذه:
ومن أبرز تلاميذه: العلامة عبدالله خياط، والشيخ علي الهندي، والشيخ سليمان الصنيع، والأستاذ المحقق أحمد عبدالغفور عطار، والعلامة المؤرخ حمد الجاسر، والشيخ محمد الصومالي، والشيخ إسماعيل الأنصاري، والشيخ محمد بن عمر الشايقي السوداني، وشيخنا يحيي بن عثمان المدرس عظيم أبادي، والشيخ محمد الفاداني، والشيخ محمد نور الدين حسين جِمَاوي الحبشي، والشيخ المحقق أبو تراب الظاهري، والدكتور محمد بن سعد الشويعر، والشيخ عبدالله بن سعدي العبدلي – وغيرهم رحم الله حيهم وميتهم-
مؤلفاته وآثاره العلمية:
1 - كتاب الصلاة ويعتبر كموسوعة مصغرة لموضوع الصلاة، فقد جمع فيه كل ما يتعلق بالصلاة وأنواعها (مطبعة الإمام بالقاهرة 1370ه) 200 صفحة.
2 - كتاب الشواهد والنصوص في الرد على كتاب هذي هي الأغلال (مطبعة الإمام بالقاهرة 1367ه) 200 صفحة.
3 - رسالة في الرد على بعض آراء الشيخ الكوثري (مطبعة الإمام بالقاهرة 1370ه) 72 صفحة.
4 - كتاب ظلمات أبي رية (المطبعة السلفية بالقاهرة 1378ه) 331 صفحة.
5 - الإمام الباقلاني وكتابه التمهيد في رسالة جمعت بحثه وبحث الشيخ بهجت البيطار والشيخ يحيى المعلمي- رحمهم الله- مطبعة الإمام بالقاهرة.
هذه هي مؤلفاته، وثم كتب نشرها بعد تصحيحها والتعليق عليها وهي:
1 - عنوان المجد في تاريخ نجد لابن بشر طبعة مكة المكرمة (1349ه).
2 - رسالة التوحيد للإمام جعفر الباقر دار العباد بيروت (1376ه- 1956م).
3 - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان المطبعة السلفية بالقاهرة (1351ه).
4 - الباعث الحثيث إلى فن مصطلح الحديث المطبعة الماجدية بمكة المكرمة (1353ه).
5 - الحموية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية المطبعة السلفية بمكة المكرمة (1350ه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/67)
6 - رسالة الطلاق لشيخ الإسلام ابن تيمية دار الطباعة المحمدية الأزهر بالقاهرة (1342ه).
7 - الكبائر للذهبي مطبعة الإمام بالقاهرة (1373ه).
8 - الاختيارات الفقهية طبع على نسخة كتبها بقلمه ويده.
9 - روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، اشترك في تحقيقه وتصحيحه مع فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي، والأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة السنة المحمدية (1368ه- 1949م).
10 - ومن الرسائل التي ألفها ولم تطبع رسالة الله رب العالمين في الفطر والعقول والأديان.
(((((موقف الشيخ العلامة الأزهري محمد عبدالرزاق حمزة من الحركة الوهابية))))
ينتظم موقفه من الحركة الوهابية في عدة أمور:
الأمر الأول:
تصريحه رحمه الله عزوجل بتوبته من مذهب التصوف والتمشعر الرديئين
وفي ذلك يقول شيخ مشايخنا العلامة محمد عبدالرزاق حمزة الأزهري عن نفسه (وعلى ذكر الشيخ عبدالظاهر أبي السمح أ ذكر له بالثناء الجميل توجيه قلبي ونفسي إلى مطالعة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، فقد كان أستاذي بدار الدعوة والإرشاد في تجويد القرآن، وتجويد الخط، وبالاتصال به دارت بيننا مباحثات في مسائل التوسل، والشفاعة، ودعاء الصالحين، فأعارني كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية، في التوسل والوسيلة، فقرأته فتأثرت به أي تأثر، وانتقلت رأساً على عقب، وامتزج حب ذلك الشيخ: شيخ الإسلام ابن تيمية بلحمي وعصبي ودمي، وأصبحت حرياً على البحث عن كل كتاب له، ولمن يتابعه، وقرأت بعض كتب تلميذه كالشيخ محمد بن عبدالهادي "الصارم المنكي في الرد على السبكي" فخرجت بيقين ثابت، وإيمان قوي، ومعرفة جيدة بمذاهب السلف في هذه الأمور، وبحب مطالعة كتب الحديث، وأسانيده، والكلام على رجاله، كل ذلك ببركة مطالعة كتابي: التوسل والوسيلة والصارم المنكي)))
فهو يصرح رحمه اله عزوجل بتوبته من مذهب التمشعر ورجوعه إلى مذهب السلف الصالح
الأمر الثاني:
علاقته بجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر
كانت للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله أوثق الصلات بجماعة أنصار السنة المحمدية بالقاهرة ممثلة في رئيسها ومؤسسها فضيلة الشيخ العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله وكانت بينهما صلات قوية تنبئ عن عمق العلاقة الأخوية والدعوية للشيخين الجليلين رحمهما، كما أن المكاتبات والمراسلات العلمية بينهما تنبئ أيضًا عن عمق هذه العلاقة ومتانتها، كما كان للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله إسهامات علمية مباركة في مجلة الهدي النبوي تبرهن على قوة صلة الشيخ بجماعة أنصار السنة المحمدية التي تؤدي دورًا فاعلاً في الساحة الإسلامية داخليًا وخارجيًا
الأمر الثالث:
انتقاله إلى الحجاز وعلاقته بالملك عبدالعزيز
في عام 1344 قصد الشيخان الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة والشيخ عبد الظاهر أبو السمح مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وكان الملك عبد العزيز آل سعود (ملك الحجاز وسلطان نجد كما كان لقبه يومئذ) حاجًا فاتصلا به مع العلماء القادمين من العالم الإسلامي، وتكررت اللقاءات معه فعرف الكثير عن نشاطهما وقيامها بالدعوة السلفية في مصر، وعرض عليها الانتقال إلى مكة المكرمة والمدينة النبوية لإمامة الحرمين الشريفين والقيام بخطابة الجُمع والتدريس فيهما.
وبناءً على الرغبة الملكية السامية انتقل الشيخان بأهلهما وأولادهما إلى مكة المكرمة سنة 1347ه (1929م) وأصدر الملك عبد العزيز أمره الكريم بتعيين الشيخ عبد الظاهر محمد أبي السمح إمامًا وخطيبًا ومدرسًا في المسجد الحرام، وتعيين الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة إمامًا وخطيبًا ومدرسًا بالمسجد النبوي بالمدينة.
نشاطه في المدينة: كان للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة في خطب الجمع والتدريس في الحرم النبوي جولات واسعة في الإصلاح الديني، والتوجيه الهادف، ومعالجة الأدواء الاجتماعية، كما فتح دروسًا صباحية ومسائية في المسجد النبوي في الحديث والتفسير والتوحيد، وكان لكل ذلك الأثر الطيب في نفوس الشباب المثقف وغيرهم.
انتقاله إلى مكة المكرمة: لم تطل إقامة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة في المدينة فنقل إلى مكة المكرمة في غضون 1348ه (1929م) مدرسًا في الحرم المكي، ومساعدًا للشيخ عبد الظاهر محمد أبي السمح في إمامة الحرم والخطابة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/68)
في المعهد العلمي السعودي: كما عهد إليه في التدريس في المعهد العلمي السعودي ودروسه في المعهد لم تكن مقتصرة على المواد الدينية، بل قام بتدريس المواد الرياضية كالحساب والهندسة والجبر ومبادئ المثلثات.
الأمر الرابع:
تدريسه في الحرم المكي
استأنف- رحمه الله- نشاطه العلمي الإرشادي في مكة، بفتح دروس للعامة بين العشاءين، وبعد صلاة الفجر في المسجد الحرام، في التفسير والحديث بطريقة غير مألوفة للناس، وذلك بعدم التقيد بكتاب معين فكان يقرأ الآية غيبًا ثم يبدأ في تفسيرها بما وهبه الله من سعة الإطلاع وسرعة استحضار أقوال السلف مكتفيًا في ذلك بالصحيح الثابت المأثور من الأقوال والروايات، وبهذه الطريقة أكمل مرارًا تفسير القرآن الكريم، وفي الحديث أكمل قراءة الصحيحين وشرحهما على طريق تفسير القرآن، وكانت حلقات دروسه ملتقى أجناس شتى من أهل مكة والوافدين إليها، ونفر كثير من أهل جدة كانوا يحرصون على دروسه كلما جاءوا إلى الحرم، ولم تكن دروسه تخلو من طرف علمية أو نوادر أدبية دفعًا للسأم، وترويحًا لنفوس المستمعين على عادة العلماء الأقدمين الأذكياء.
وإذا تعرض لآراء الفرق المنحرفة من القدماء أو العصريين شرح للمستمعين انحرافاتهم، ثم يبدأ في نقض آرائهم بطريقة علمية منطقية سهلة، يرتاح إليها الحاضرون، ويصغون إليه وكأن على رؤوسهم الطير.
دروسه الخاصة: وكان للشيخ- رحمه الله- بعض الدروس لأفراد من راغبي العلم في حجرته بباب علي في المسجد الحرام وكانت تعرف بقبة الساعات، وهذه الدروس كانت تشمل اللغة العربية، (النحو والصرف والبلاغة)، وأصول التفسير، وأصول الحديث، والرياضيات كالجبر والهندسة والفلك، ولم تكن دراسته لعلم الفلك على الطريقة القديمة (الربع المُجَيِّب) بل كانت على الطريقة الحديثة وقد ساعدته معرفته بمبادئ اللغة الإنجليزية للاستفادة بالتقويم الفلكي السنوي، الذي تصدره (البحرية الملكية البريطانية بلندن).
الأمر الخامس:
تأسيسه لدار الحديث بمكة
كان الاهتمام بالحديث وكتبه ودراسته ودراسة فنونه في مقدمة ما كان يحرص عليه الشيخان الجليلان الشيخ عبد الظاهر محمد أبو السمح والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة وبناءً عليه قام الاثنان بتأسيس (دار الحديث بمكة) سنة 1350ه (1931م) بعد الاستئذان من الملك عبد العزيز- رحمه الله- وقد رحب بالفكرة، ووعدهما بالمساعدة في كل ما يحتاج إليه هذا المشروع.
وتم افتتاح هذه الدار تحت إدارة الشيخ عبد الظاهر أبي السمح، وعُهِدَ إلى الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة بأن يكون مدرسًا أولاً بها، واختير لها كذلك نخبة من العلماء المشتغلين بالحديث وعلومه للتدريس بها.
كل هذه الأمور تبين بوضوح موقف العالم الأزهري محمد بن عبدالرزاق حمزة من الحركة الوهابية وحكامها فرحمه الله عزوجل وأسكنه فسيح جناته
آمين
ـ[أبو محمد الشافعي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 03:08 م]ـ
(((موقف العالم الأزهري وشيخ أنصار السنة المحمدية محمد حامد الفقي من الوهابية)))
أولا: ترجمة الشيخ:
مولده ونشأته
ولد الشيخ محمد حامد الفقي بقرية نكلا العنب في سنة 1310هـ الموافق 1892م بمركز شبراخيت مديرية البحيرة. نشأ في كنف والدين كريمين فوالده الشيخ أحمد عبده الفقي تلقى تعليمه بالأزهر ولكنه لم يكمله لظروف اضطرته لذلك. أما والدته فقد كانت تحفظ القرآن وتجيد القراءة والكتابة، وبين هذين الوالدين نما وترعرع وحفظ القرن وسنّه وقتذاك اثني عشر عامًا. ولقد كان والده أثناء تحفيظه القرآن يوضح له معاني الكلمات الغريبة ويعلمه مبادئ الفقه حتى إذا أتَّم حفظ القرآن كان ملمًا إلمامًا خفيفًا بعلومه ومهيأ في الوقت ذاته لتلقي العلوم بالأزهر على الطريقة التي كانت متبعة وقتذاك.
طلبه العلم
كان والده قد قسم أولاده الكبار على المذاهب الأربعة المشهورة ليدرس كل واحد منهم مذهبًا، فجعل الابن الأكبر مالكيًا، وجعل الثاني حنفيًا، وجعل الثالث شافعيًا، وجعل الرابع وهو الشيخ محمد حامد الفقي حنبليًا.
ودرس كل من الأبناء الثلاثة ما قد حُدد من قبل الوالد ما عدا الابن الرابع فلم يوفق لدراسة ما حدده أبوه فقُبل بالأزهر حنفيًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/69)
بدأ محمد حامد الفقي دراسته بالأزهر في عام 1322هـ ـ 1904م وكان الطلبة الصغار وقتذاك يبدؤون دراستهم في الأزهر بعلمين هما: علم الفقه، وعلم النحو. وكانت الدراسة المقررة كتابًا لا سنوات، فيبدأ الطالب الحنفي في الفقه بدراسة مراقي الفلاح. ويبدأ في النحو بكتاب الكفراوي وهذان الكتابان هما السنة الأولى الدراسية، ولا ينتقل منها الطالب حتى يتقن فهم الكتابين.
كان آخر كتاب في النحو هو الأشموني أما الفقه، فحسب المذاهب ففي الحنابلة الدليل، وعند الشافعية التحرير، وعند الحنفية الهداية وعند المالكية الخرشي أما بقية العلوم الأخرى كالمنطق وعلم الكلام والبلاغة وأصول الفقه فكان الطالب لا يبدأ في شيء منها إلا بعد ثلاث سنوات.
بدأ الشيخ محمد حامد الفقي دراسته في النحو بكتاب الكفراوي وفي الفقه بكتاب مراقي الفلاح وفي سنته الثانية درس كتابي الشيخ خالد في النحو وكتاب منلا مسكين في الفقه ثم بدأ في العلوم الإضافية بالسنة الثالثة، فدرس علم المنطق وفي الرابعة درس علم التوحيد ثم درس في الخامسة مع النحو والفقه علم الصرف وفي السادسة درس علوم البلاغة وفي هذه السنة وهي سنة 1910م بدأ دراسة الحديث والتفسير وكانت سنه وقتذاك ثمانية عشر عاما فتفتح بصره وبصيرته بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمسك بسنته لفظًا وروحًا.
بدايات دعوة الشيخ لنشر السنة الصحيحة
لما أمعن الشيخ في دراسة الحديث على الوجه الصحيح ومطالعة كتب السلف الصحيح والأئمة الكبار أمثال بن تيمية وبن القيم. وابن حجر والإمام أحمد بن حنبل والشاطبي وغيرهم. فدعا إلى التمسك بسنة الرسول الصحيحة والبعد عن البدع ومحدثات الأمور وأن ما حدث لأمة الإسلام بسبب بعدها عن السنة الصحيحة وانتشار البدع والخرافات والمخالفات.
فالتف حوله نفر من إخوانه وزملائه وأحبابه واتخذوه شيخًا له وكان سنه عندها ثمانية عشرة عامًا سنة 1910م بعد أن أمضى ست سنوات من دراسته بالأزهر. وهذا دلالة على نبوغ الشيخ المبكر.
وظل يدعو بحماسة من عام 1910م حتى أنه قبل أن يتخرج في الأزهر الشريف عام 1917م دعا زملائه أن يشاركوه ويساعدوه في نشر الدعوة للسنة الصحيحة والتحذير من البدع.
ولكنهم أجابوه: بأن الأمر صعب وأن الناس سوف يرفضون ذلك فأجابهم: أنها دعوة السنة والحق والله ناصرها لا محالة.
فلم يجيبوه بشيء.
فأخذ على عاتقه نشر الدعوة وحده. والله معه فتخرج عام 1917. بعد أن نال الشهادة العالمية من الأزهر وهو مستمر في الدعوة وكان عمره عندها 25 سنة.
ثم انقطع منذ تخرجه إلى خدمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وحدثت ثورة 1919م وكان له موقف فيها بأن خروج الاحتلال لا يكون بالمظاهرات التي تخرج فيها النساء متبرجات والرجال ولا تحرر فيها عقيدة الولاء والبراء لله ولرسوله. ولكنه بالرجوع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وترك ونبذ البدع وانكاره لمبادء الثورة (الدين لله والوطن للجميع).
(وأن خلع حجاب المرأة من التخلف)
وانتهت الثورة وصل على موقفه هذا.
تأسيس جماعة أنصار السنة المحمدية
وظل بعد ذلك يدعوا عدة أعوام حتى تهيئت الظروف وتم أشهارها ثمرة هذا المجهود وهو إنشاء جماعة أنصار السنة المحمدية التي هي ثمرة سنوات الدعوة من 1910م إلى 1926م عام أشهارها.
ثم إنشاء مجلة الهدي النبوي وصدر العدد الأول في 1937هـ.
إنشاء جماعة أنصار السنة المحمدية في عام 1345هـ/ 1926م تقريبًا واتخذ لها دارًا بعابدين ولقد حاول كبار موظفي قصر عابدين بكل السبل صد الناس عن مقابلته والاستماع إليه حتى سخَّرُوا له من شرع في قتله ولكن صرخة الحق أصمَّت آذانهم وكلمة الله فلَّت جموعهم وانتصر الإيمان الحق على البدع والأباطيل. (مجلة الشبان المسلمين رجب 1371هـ).
تأسيس مجلة الهدي النبوبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/70)
بعد أن أسس الشيخ رحمه الله جماعة أنصار السنة المحمدية وبعد أن يسر الله له قراءة كتب الإمامين ابن تيمية وابن القيم واستوعب ما فيها ووجد فيها ضالته أسس عام 1356هـ في مارس 1936م صدر العدد الأول من مجلة الهدي لتكون لسان حال جماعته والمعبرة عن عقيدتها والناطقة بمبادئها. وقد تولى رياسة تحريرها فكان من كتاب المجلة على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ أحمد محمد شاكر، الأستاذ محب الدين الخطيب، والشيخ محيي الدين عبد الحميد، والشيخ عبد الظاهر أبو السمح، (أو إمام للحرم المكي)، والشيخ أبو الوفاء محمد درويش، والشيخ صادق عرنوس، والشيخ عبد الرحمن الوكيل، والشيخ خليل هراس، كما كان من كتابها الشيخ محمود شلتوت.
أغراض المجلة
وقد حدد الشيخ أغراض المجلة فقال في أول عدد صدر فيها:
«وإن من أول أغراض هذه المجلة أن تقدم ما تستطيعه من خدمة ونصح وإرشاد في الشئون الدينية والأخلاقية، أخذت على نفسها موثقًا من الله أن تنصح فيما تقول وأن تتحرى الحق وأن لا تأخذ إلا ما ثبت بالدليل والحجة والبرهان الصحيح من كتاب الله تعالى وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم» أهـ.
جهاده: يقول عنه الشيخ عبد الرحمن الوكيل: «لقد ظل إمام التوحيد (في العالم الإسلامي) والدنا الشيخ محمد حامد الفقي ـ رحمه الله ـ أكثر من أربعين عامًا مجاهدًا في سبيل الله. ظل يجالد قوى الشر الباغية في صبر، مارس الغلب على الخطوب واعتاد النصر على الأحداث، وإرادة تزلزل الدنيا حولها، وترجف الأرض من تحتها، فلا تميل عن قصد، ولا تجبن عن غاية، لم يكن يعرف في دعوته هذه الخوف من الناس، أو يلوذ به، إذ كان الخوف من الله آخذا بمجامع قلبه، كان يسمي كل شيء باسمه الذي هو له، فلا يُدهن في القول ولا يداجي ولا يبالي ولا يعرف المجاملة أبدًا في الحق أو الجهر به، إذ كان يسمي المجاملة نفاقًا ومداهنة، ويسمي السكوت عن قول الحق ذلا وجبنا».
عاش: رحمه الله للدعوة وحدها قبل أن يعيش لشيء آخر، عاش للجماعة قبل أن يعيش لبيته، كان في دعوته يمثل التطابق التام بين الداعي ودعوته، كان صبورًا جلدًا على الأحداث. نكب في اثنين من أبنائه الثلاث فما رأى الناس معه إلا ما يرون من مؤمن قوي أسلم لله قلبه كله (1).
ويقول الشيخ أبو الوفاء درويش: «كان يفسر آيات الكتاب العزيز فيتغلغل في أعماقها ويستخرج منها درر المعاني، ويشبعها بحثًا وفهمًا واستنباطًا، ويوضح ما فيها من الأسرار العميقة والإشارات الدقيقة والحكمة البالغة والموعظة الحسنة.
ولا يترك كلمة لقائل بعده. بعد أن يحيط القارئ أو السامع علما بالفقه اللغوي للكلمات وأصولها وتاريخ استعمالها فيكون الفهم أتم والعلم أكمل وأشمل».
قلت: لقد كانت اخر آية فسرها قوله تبارك وتعالى: {وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً} [الإسراء:11].
وقد فسرها رحمه الله في عدد 6 و 7 لسنة 1378هـ في حوالي 22 صفحة.
إ
نتاجه
إن المكتبة العربية لتعتز بما زودها به من كتب قيمة مما ألف ومما نشر ومما صحح ومما راجع ومما علق وشرح من الإمام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما.
وكما كان الشيخ محبًا لابن تيمية وابن القيم فقد جمعت تلك المحبة لهذين الإمامين الجليلين بينه وبين الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الأزهر، وكذلك جمعت بينه وبينه الشيخ شلتوت الذي جاهر بمثل ما جاهر به الشيخ حامد.
ومن جهوده كذلك قيامه بتحقيق العديد من الكتب القيمة نذكر منها ما يأتي: ـ
1 ـ اقتضاء السراط المستقيم.
2 ـ مجموعة رسائل.
3 ـ القواعد النورانية الفقهية.
4 ـ المسائل الماردينية.
5 ـ المنتقى من أخبار المصطفى.
6 ـ موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول حققه بالاشتراك مع محمد محي الدين عبد الحميد.
7 ـ نفائس تشمل أربع رسائل منها الرسالة التدمرية.
8 ـ والحموية الكبرى.
وهذه الكتب جميعها لشيخ الإسلام ابن تيمية.
ومن كتب الشيخ ابن القيم التي قام بتحقيقها نذكر:
9 ـ إغاثة اللفهان.
10 ـ المنار المنيف.
11 ـ مدارج السالكين.
12 ـ رسالة في أحكام الغناء.
13 ـ التفسير القيم.
14 ـ رسالة في زمراض القلوب.
15 ـ الطرق الحكمية في السياسة الشرعية.
كما حقق كتب زخرى لمؤلفين آخرين من هذه الكتب:
16 ـ فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن آل شيخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/71)
17 ـ بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني.
18 ـ جامع الأصول من أحاديث الرسول.
19 ـ لابن الأثير.
20 ـ الاختيارات الفقهية من فتاوى ابن تيمية لعلي بن محمد بن عباس الدمشقي.
21 ـ الأموال لابن سلام الهروي.
22 ـ الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الرمام المبجل أحمد بن حنبل لعلاء الدين بن الحسن المرادي.
23 ـ جواهر العقود ومعين القضاة.
24 ـ والموقعين والشهود للسيوطي.
25 ـ رد الإمام عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد.
26 ـ شرح الكوكب المنير.
27 ـ اختصار ابن النجار.
28 ـ الشريعة للآجري.
29 ـ العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية لمحمد ابن أحمد بن عبد الهادي.
30 ـ القواعد والفوائد الأصولية وما يتعلق بها من الأحكام الفرعية لابن اللحام.
31 ـ مختصر سنن أبي داود للمنذري حققه بالاشتراك مع أحمد شاكر.
32 ـ معارج الألباب في مناهج الحق والصواب لحسن بن مهدي.
33 ـ تيسير الوصول إلى جامع الأصول لابن الربيع الشيباني.
34 - العقود”؛ (لشيخ الإسلام)، [تحقيق، بمشاركة: الشيخ: محمد ناصر الدين الالبانى رحمه الله،
مصير هذا التراث
هذا قليل من كثير مما قام به الشيخ محمد حامد الفقي فيما مجال التحقيق وخدمة التراث الإسلامي وهذا التراث الذي تركه الشيخ إذ أن جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت قد جمعت كل هذا التراث.
وقد جاء في نشرتها (أخبار التراث الإسلامي) العدد الرابع عشر 1408هـ 1988م أنها اشترت خزانة الشيخ محمد حامد الفقي كاملةً مخطوطتها ومصورتها وكتبها وكتيباتها وقد أحصيت هذه تلك المحتويات على النحو التالي:
1 – 2000 كتاب.
2 – 70 مخطوطة أصلية.
3 – مائة مخطوطة مصورة على ورق.
وفاته
توفي رحمه الله فجر الجمعة 7 رجب 1378هـ الموافق 16 يناير 1959م على إثر عملية جراحية أجراها بمستشفى العجوزة، وبعد أن نجحت العملية أصيب بنزيف حاد وعندما اقترب أجله طلب ماء للوضوء ثم صلى ركعتي الفجر بسورة الرعد كلها. وبعد ذلك طلب من إخوانه أن ينقل إلى دار الجماعة حيث توفى بها، وقد نعاه رؤساء وعلماء من الدول الإسلامية والعربية، وحضر جنازته واشترك في تشيعها من أصحاب الفضيلة وزير الأوقاف والشيخ عبد الرحمن تاج، والشيخ محمد الحسن والشيخ محمد حسنين مخلوف، والشيخ محمد محي الدين عبد الحميد، والشيخ أحمد حسين، وجميع مشايخ كليات الأزهر وأساتذتها وعلمائها، وقضاة المحاكم.
أبناؤه: الطاهر محمد الفقي، وسيد أحمد الفقي، ومحمد الطيب الفقي وهو الوحيد الذي عاش بعد وفاة والده.
ثانيا: (((موقف العلامة الأزهري محمد حامد الفقي من الوهابية)))
ألف رحمه الله عزوجل كتابا في نصرة الدعوة السلفية وفي الثناء على الشيخ محمد بن عبدالوهاب والرد على المعارضين المناوئين أسماه
(أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها)
ملخص الكتاب:
ذكر رحمه الله عزوجل لقب الوهابية وأنه نسبة إلى الإمام المصلح شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ومن أين نشأ هذا اللقب ثم بين ما هو أهم ما خدم به الشيخ الناس ثم ذكر نبذة بسيطة من كلام الشيخ فيها الروح القوية والطريقة البسيطة وقد طلب من الطاعن في دعوة الشيخ أن يقرأ كتب شيخ الإسلام صغيرها وكبيرها وكتب أولاده وكتب العلماء الآخرين من النجديين وذكر أثر الدعايات السيئة ثم ترجم رحمه الله عزوجل للشيخ محمد بن عبدالوهاب وذكر نشأته وطلبه للعلم وطريقته في الدعوة ومنهجه وذكر ما واجهه الشيخ في بداية دعوته من صعوبات ثم ذكر أثر آل سعود في خدمة الإسلام وإحياء السنة وذكر حال الحجاز في العهد السعودي وقبله وبعده ثم ختم الكلام بالثناء على الملك عبدالعزيز
قال رحمه الله في ص 29
(الوهابية نسبة إلى الإمام المصلح شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب مجدد القرن الثاني عشر ..... )
وقال في ص30
( ..... وإنما كان عمله وجهاده (أى الشيخ محمد بن عبدالوهاب) لإحياء العمل بالدين الصحيح وإرجاع الناس إلى ما قرره القرآن في توحيد الإلهية والعبادة لله وحده ...... )
وقال في ص 31
(وكان من أهم ما خدم به الشيخ ابن عبدالوهاب الناس أن رفع عن قلوبهم غشاوة الجهل وكابوس التقليد الأعمى لكل ناعق على غير هدى ولا بصيرة)
وقال في ص 32
(فحارب الأمية بكل ما استطاع من قوة وكان يلزم كل أتباعه تعلم القراءة والكتابة مهما كانت سنه ومهما كانت منزلته حتى كان الأمراء يقرؤن مثل بقية الناس فصار منهم العلماء المدرسون كالإمام سعود الكبير فإنه كان له درس يلقيه في التوحيد فوق أعمال الإمارة)
ووصف الملك عبدالعزيز في ص 128 بأنه صقر الجزيرة وبطل الإسلام
ويتضح موقفه كذلك من الوهابية من تأسيسه لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر وهى لسان الوهابية وكان لها الأثر الكبير في نشر الدعوة الوهابية ونشر كتب أئمة الدعوة النجدية كما قام رحمه الله بتحقيق بعض كتب الوهابية كفتح المجيد وطبع في مطبعة أنصار السنة المحمدية الكثير من كتب التوحيد والسنة.
والحق فيه ما قاله شيخ المشايخ عبدالرحمن الوكيل
(لقد ظل إمام التوحيد (في العالم الإسلامي) والدنا الشيخ محمد حامد الفقي ـ رحمه الله ـ أكثر من أربعين عامًا مجاهدًا في سبيل الله. ظل يجالد قوى الشر الباغية في صبر، مارس الغلب على الخطوب واعتاد النصر على الأحداث، وإرادة تزلزل الدنيا حولها، وترجف الأرض من تحتها، فلا تميل عن قصد، ولا تجبن عن غاية، لم يكن يعرف في دعوته هذه الخوف من الناس، أو يلوذ به، إذ كان الخوف من الله آخذا بمجامع قلبه، كان يسمي كل شيء باسمه الذي هو له، فلا يُدهن في القول ولا يداجي ولا يبالي ولا يعرف المجاملة أبدًا في الحق أو الجهر به، إذ كان يسمي المجاملة نفاقًا ومداهنة، ويسمي السكوت عن قول الحق ذلا وجبنا).
فرحمه الله عزوجل رحمة واسعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/72)
ـ[أبو محمد الشافعي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 03:10 م]ـ
(((موقف العالم الأزهري ذي الشهادة العالمية (الدكتوراة) يوسف بن عبدالله القرضاوي من الحركة الوهابية)))
أولا: ترجمة الشيخ
نشأته ومؤهلاته:
ولد الدكتور/ يوسف القرضاوي في إحدى قرى جمهورية مصر العربية، قرية صفت تراب مركز المحلة الكبرى، محافظة الغربية، وهي قرية عريقة دفن فيها آخر الصحابة موتاً بمصر، وهو عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي، كما نص الحافظ بن حجر وغيره، وكان مولد القرضاوي فيها في 9/ 9/1926م وأتم حفظ القرآن الكريم، وأتقن أحكام تجويده، وهو دون العاشرة من عمره.
التحق بمعاهد الأزهر الشريف، فأتم فيها دراسته الابتدائية والثانوية وكان دائما في الطليعة، وكان ترتيبه في الشهادة الثانوية الثاني على المملكة المصرية، رغم ظروف اعتقاله في تلك الفترة.
ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها حصل على العالية سنة 52 - 1953م، وكان ترتيبه الأول بين زملائه وعددهم مائة وثمانون.
ثم حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر، وعددهم خمسمائة.
وفي سنة 1958حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب.
وفي سنة 1960م حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين.
وفي سنة 1973م حصل على (الدكتوراة) بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، عن: "الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية
أعماله الرسمية:
عمل الدكتور/ القرضاوي فترة بالخطابة والتدريس في المساجد، ثم أصبح مشرفاً على معهد الأئمة التابع لوزارة الأوقاف في مصر.
ونقل بعد ذلك إلى الإدارة العامة للثقافة الإسلامية بالأزهر الشريف للإشراف على مطبوعاتها والعمل بالمكتب الفني لإدارة الدعوة والإرشاد.
وفي سنة 1961م أعير إلى دولة قطر، عميدا لمعهدها الديني الثانوي، فعمل على تطويره وإرسائه على أمتن القواعد، التي جمعت بين القديم النافع والحديث الصالح.
وفي سنة 1973م أنشئت كليتا التربية للبنين والبنات نواة لجامعة قطر، فنقل إليها ليؤسس قسم الدراسات الإسلامية ويرأسه.
وفي سنة 1977م تولى تأسيس وعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وظل عميداً لها إلى نهاية العام الجامعي 1989/ 1990م، كما أصبح المدير المؤسس لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بجامعة قطر، ولا يزال قائما بإدارته إلى اليوم.
وقد أعير من دولة قطر إلى جمهورية الجزائر الشقيقة العام الدراسي 1990/ 1991م ليترأس المجالس العلمية لجامعتها ومعاهدها الإسلامية العليا، ثم عاد إلى عمله في قطر مديرا لمركز بحوث السنة والسيرة.
حصل على جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي لعام 1411هـ.
كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية بالاشتراك في الدراسات الإسلامية لعام 1413هـ.
كما حصل على جائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لعام 1996م.
كما حصل على جائزة السلطان حسن البلقية (سلطان بروناي) في الفقه الإسلامي لعام 1997م.
ثانيا: (((موقف الدكتور الأزهري يوسف بن عبدالله القرضاوي من الحركة الوهابية)))
قال الشيخ الدكتور يوسف بن القرضاوي الأزهري في كتابه (فقه الأولويات) عن الإمام محمد ابن عبد الوهاب:
(فالإمام محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية كانت الأولوية عنده للعقيدة، لحماية حمى التوحيد من الشركيات والخرافيات التي لوثت نبعه، وكدرت صفاءه، وألف في ذلك كتبه ورسائله، وقام بحملاته الدعوية والعملية في هدم مظاهر الشرك".)
والكتاب مطبوع بمكتبة وهبة بالقاهرة وموجود على موقع الشيخ للمراجعة
وقد وصف القرضاوي زعيم الوهابية بشيخ الإسلام في كتابه حقيقة التوحيد
حيث قال:
(ألا يتخذ غير الله ولياً يحبه كحب الله، قال تعالى: (قل أغير الله أتخذ ولياً فاطر السموات والأرض)؟.
وقال تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله، والذين آمنوا أشد حباً لله).
إلى أن قال تعالى في شأنهم: (كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم، وما هم بخارجين من النار).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/73)
والمعنى: أنهم يحبون أندادهم وأولياءهم حباً ممتزجاً بالخضوع والخوف والتعظيم الذي لا يجوز أن يكون إلا لله.
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب:
ذكر أنهم يحبون أندادهم كحب الله، فدل على أنهم يحبون الله حباً عظيماً ولم يدخلهم في الإسلام، فكيف بمن أحب الند أكبر من حب الله؟ وكيف بمن أحب الند وحده ولم يحب الله؟؟)
قال الدكتور يوسف القرضاوي الأزهري واصفا محمد بن عبدالوهاب بأنه مجدد في الدين في كتابه:
(الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي تحت عنوان حركات التجديد والدعوة وأثرها في الصحوة - دار الصحوة للنشر والتوزيع- القاهر - ص 32):
(أن الصحوة المعاصرة التي نشهد آثارها ومظاهرها اليوم، لم توجد من فراغ، ولا ولدت دفعة واحدة، ولا كانت " نباتاً شيطانياً " ظهر وحده، بغير زراع ولا راع كما تصور بعض الناس.
إن هذه الصحوة امتداد وتجديد لحركات إسلامية، ومدارس فكرية وعملية، قامت من قبل، انقرض بعضها ولا زال بعضها قائماً بصورة، أو بأخرى حتى اليوم، حركات قام عليها رجال صادقون، حاول كل منهم أن يجدد الدين، أو يحيى الأمة، في بقعة معينة أو أكثر من بقعة من أرض الإسلام، أو في جانب معين أو أكثر من جانب من جوانب الحياة، في الاعتقاد أو الفكر أو السلوك.
يذكر التاريخ منهم مجدد الجزيرة العربية باعث الدعوة السلفية، خريج المدرسة الحنبلية الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت 1206 هـ /1792 م) الذي قامت على أساس دعوته الدولة السعودية.)
(((موافقة فتاوى القرضاوي الأزهري لفتاوى الوهابين)))
قال الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه حقيقة التوحيد ص 44 - 46 في تحريم الإستغاثة
(من الشرك الأكبر الخفي: الدعاء والاستعانة بالموتى:
ومن الشرك الأكبرنوع خفي، يخفي على كثير من الناس ومنه دعاء الموتى و المقبورين من أصحاب الأضرحةوالمقامات، والاستعانة بهم وطلب قضاء الحوائج منهم من شفاء المرضى وتفريج الكربات، وإغاثة الملهوف، والنصر على العدو، مما لا يقدر عليه إلا الله، واعتقاداتهمبأنهم يضرون وينفعون. وهذا أصل شرك العالم، كما قال ابن القيم.
وسبب خفاء هذاالشرك أمران:
-1أن الناس لا يسمون هذا الدعاء والاستعانة والاستغاثةبأصحاب القبور عبادة، ويظنون أن العبادة إنما تنحصر في الركوع والسجود والصلاةوالصيام ونحوها.
والحقيقة أن روحالعبادة – كما ذكرنا – هو الدعاء، كما جاء في الحديث: ((الدعاء هو العبادة)).
2 – أنهم يقولون: نحن لا نعتقد أن هؤلاء الأموات الذين ندعوهم ونستغيث بهم آلهة أو أرباب لنا، بل نعتقد أنهم مخلوقون مثلنا. ولكنهم وسائط بيننا وبين الله وشفعاء لنا عنده.
وهذا من جهلهمبالله جل جلاله، فقد حسبوه مثل الملوك الجبارين والحكام المستبدين، لا يستطاعالوصول إليهم إلا بوسطاء وشفعاء.
وهو نفس الوهم الذيسقط فيه المشركون قديما ً، وحين قالوا عن آلهتهم وأصنامهم: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)، (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤناعند الله).
ولم يعتقدوا يوماًأن آلهتهم وأصنامهم تخلق أو ترزق أو تحيى أو تميت، كما قال تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم).
(قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرجالحي من الميت ويخرج من الحي ومن يدبر الأمر، فسيقولون الله، فقل أفلا تتقون).
ومع هذا الاعتقادفي الله تعالى، أنه خالق السموات والأرض، وأنه الرزاق المدبر المحيى المميت .. والاعتقاد في الأصنام .. أنها مجرد وسائط وشفعاء لهم عند الله .. مع هذا كله رماهمالقرآن بالشرك، وسماهم المشركين، وأمر بقتالهم حتى يتوبوا من الشرك ويقولوا: ((لا إله إلا الله)) فمن قالها فقد عصم دمه وماله إلا بحق الإسلام.
إن الله تعالى غنيعن الوسائط والشفعاء، وهو أقرب إلى عبده من حبل الوريد، كما قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب).
(وقال ربكم ادعونيأستجب لكم.)
وبابه تعالى مفتوحلكل من أراد الدخول، ليس عليه حاجب ولا بواب.
ثم قال ص 67 - 74:
الإسلام يسد المنافذ إلى الشرك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/74)
لقد جاء الإسلامبالتوحيد الخالص، وحارب الشرك أكبره وأصغره، وحذر منه أشد التحذير، واتخذ لذلكوسائل شتى، أبرزها سد كل المنافذ التي تهب منها ريح الشرك.
من هذه المنافذ مايأتي:
• الغلو في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم:
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو في تعظيمه ومدحه فقال: ((لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله)) (متفق عليه).
والقرآن الكريم أثنى عليه صلى الله عليه وسلم بالعبودية لله في أشرفالمقامات، تأكيداً لهذا المعنى كقوله تعالى: (الحمد للهالذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً)،وقوله (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً)، وقوله: (فأوحى إلى عبده ما أوحى).
وكانصلوات الله عليهإذا رأى أو سمع ما يؤدي إلى الغلو في شخصه،زجر من قال ذلك أو فعله، ونبهه إلى الحق والسداد.
روى أبو داوود بسندجيد عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمف قلنا: أنت سيدنا .. قال: ((السيد الله تبارك وتعالى)).
وعن أنس أن أناساًقالوا: يا رسول الله، يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال: ((ياأيها الناس، قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان .. أنا محمد عبد الله ورسوله.وما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل)) ((رواه النسائي بسندجيد).
ولما قال له رجل:ما شاء الله وشئت قال: ((أجعلتني لله نداً؟ قل: ما شاء الله وحده)). (رواهالنسائي).
• الغلو في الصالحين:
ومما نهى عنهالإسلام وحذر منه، الغلو في شأن الصالحين.
فقد غلا قوم في شأن المسيح حتى جعلوه أبناً لله، أو ثالث ثلاثة، وقال بعضهم: إن الله هو المسيح ابن مريم.
وغلا قوم فيأحبارهم ورهبانهم فاتخذوهم أرباباً من دون الله، من هنا حذر الله من غلو أهل الكتاب وشنع عليهم في ذلك فقال: (يا أهل الكتاب لا تغلوا فيدينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق)، (قل يا أهلالكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلواكثيراً وضلوا عن سواء السبيل).
وأول شرك وقع فيالأرض – هو شرك قوم نوح – كان سببه الغلو في الصالحين. جاء في صحيح البخاري عن ابنعباس في الحديث عن آلهتهم ((ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر)) قال: ((هذه أسماء رجالصالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهمالتي كانوا فيها أنصاباً، وسموها بأسمائهم. ففعلوا .. ولم تعبد، حتى إذا هلكأولئك ونسي العلم، عبدت)).
وقال بعض السلف:لما ماتوا علقوا على قبورهم، ثم صوروا تماثليهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم.
ومن هنا نعلم أنغلو بعض المسلمين فيمن يعتقدون صلاحهم وولايتهم الله، وبخاصة أصحاب الأضرحةوالمزارات – يؤدي إلى أنواع من الشرك، كالنذر لهم والذبح لهم والاستعانةبهم والإقسام بهم على الله ونحو ذلك، وقد يفضي بهمالغلو إلى الشرك الأكبروهو اعتقاد أن لهم سلطة وتأثيراً فيالوجود، وراء الأسباب والسنن الكونية، فيدعون من دون الله أو مع الله،وهذا هو الإثم العظيم والضلال البعيد)
وهذا كلام القرضاوي الأزهري يوافق فيه كلام الوهابيين
وله فتوى حفظه ربي عن الصوفية حيث وجه إليه هذا السؤال:
ما حقيقة الصوفية والتصوف؟ وما موقف الإسلام منه؟ نسمع أن من الصوفيين من خدم الإسلام بالعلم والعمل. ونسمع أن منهم من هدم الإسلام بالبدع والضلالات. فما الفرق بين هؤلاء وأولئك؟
فأجاب حفظه الله بهذا الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
التصوف: اتجاه يوجد في كل الأديان تقريبًا. . اتجاه إلى التعمق في الجانب الروحاني، وزيادة الاهتمام به.
يوجد هذا في بعض الأديان أكثر منه في أديان أخرى.
في الهند. . هناك فقراء الهنود، يهتمون بالناحية الروحية اهتماما بالغًا، ويجنحون إلى تعذيب الجسد من أجل ترقية الروح وتصفيتها بزعمهم.
وكذلك في المسيحية. ولا سيما في نظام الرهبانية.
وفي فارس، كان هناك مذهب ماني.
وعند اليونان ظهر مذهب الرواقيين.
وفي بلاد أخرى كثيرة، ظهرت النزعات الروحية المتطرفة، على حساب الناحية الجسدية أو المادية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/75)
والإسلام حينما جاء، جاء بالتوازن بين الحياة الروحية والحياة الجسدية والحياة العقلية.
فالإنسان - كما يتصوره الإسلام - جسم وعقل وروح. ولابد للمسلم أن يعطي كل جانب من هذه الجوانب حقه.
وحينما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من أصحابه من يغالي في ناحية من النواحي زجره، كما حدث لعبد الله بن عمرو بن العاص، فقد كان يصوم ولا يفطر، ويقوم فلا ينام، وترك امرأته وواجباته الزوجية. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " يا عبد الله إن لعينك عليك حقًّا، وإن لأهلك عليك حقًا، وإن لزوجك عليك حقًا، وإن لبدنك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه ".
وحينما ذهب فريق من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألون أزواجه عن عبادته، فكأنهم تقالوها، فقال بعضهم لبعض " وأين نحن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثاني: وأنا أقوم الليل فلا أنام، وقال الثالث: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج. فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - مقالتهم فجمعهم وخطب فيهم وقال: " أما إني أعلمكم بالله وأخشاكم له، ولكني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء. فمن رغب عن سنتي فليس مني ".
فمن هنا جاء الإسلام بالتوازن في الحياة، يعطي كل ناحية حقها، ولكن الصوفية ظهروا في وقت غلب على المسلمين فيه الجانب المادي والجانب العقلي.
الجانب المادي، نتج عن الترف الذي أغرق بعض الطبقات، بعد اتساع الفتوحات، وكثرة الأموال، وازدهار الحياة الاقتصادية، مما أورثت غلوا في الجانب المادي. مصحوبًا بغلو آخر في الجانب العقلي، أصبح الإيمان عبارة عن " فلسفة " و" علم كلام " " وجدل "، لا يشبع للإنسان نهمًا روحيًا، حتى الفقه أصبح إنما يعني بظاهر الدين لا بباطنه، وبأعمال الجوارح. لا بأعمال القلوب وبمادة العبادات لا بروحها.
ومن هنا ظهر هؤلاء الصوفية ليسدوا ذلك الفراغ، الذي لم يستطع أن يشغله المتكلمون ولا أن يملأه الفقهاء، وصار لدى كثير من الناس جوع روحي، فلم يشبع هذا الجوع إلا الصوفية الذين عنوا بتطهير الباطن قبل الظاهر، وبعلاج أمراض النفوس، وإعطاء الأولية لأعمال القلوب وشغلوا أنفسهم بالتربية الروحية والأخلاقية، وصرفوا إليها جل تفكيرهم واهتمامهم ونشاطهم. حتى قال بعضهم: التصوف هو الخلق، فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف.
وكان أوائل الصوفية ملتزمين بالكتاب والسنة، وقافين عند حدود الشرع، مطاردين للبدع والانحرافات في الفكر والسلوك.
ولقد دخل على أيدي الصوفية المتبعين كثير من الناس في الإسلام وتاب على أيديهم أعداد لا تحصى من العصاة وخلفوا وراءهم ثروة من المعارف والتجارب الروحية لا ينكرها إلا مكابر، أو متعصب عليهم.
غير أن كثيرًا منهم غلوا في هذا الجانب، وانحرفوا عن الطريق السوي، وعرفت عن بعضهم أفكار غير إسلامية، كقولهم بالحقيقة والشريعة، فمن نظر إلى الخلق بعين الشريعة مقتهم، ومن نظر إليهم بعين الحقيقة عذرهم. وكان لهم كلام في أن الأذواق والمواجيد تعتبر مصدرًا من مصادر الحكم. . أي أن الإنسان يرجع في الحكم إلى ذوقه ووجدانه وقلبه. . وكان بعضهم يعيب على المحدّثين، لأنهم يقولون: حدثنا فلان قال وحدثنا فلان. . . ويقول الصوفي: حدثني قلبي عن ربي. ..
أو يقول: إنكم تأخذون علمكم ميتًا عن ميت، ونحن نأخذ علمنا عن الحي الذي لا يموت. . أي أنه متصل - بزعمه - بالسماء مباشرة.
فهذا النوع من الغلو، ومثله الغلو في الناحية التربوية غلوا يضعف شخصية المريد كقولهم: إن المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي غاسله، ومن قال لشيخه: لم؟ لا يفلح. ومن اعترض " انطرد ".
هذه الاتجاهات قتلت نفسيات كثير من أبناء المسلمين، فسرت فيهم روح جبرية سلبية كاعتقادهم القائل: أقام العباد فيما أراد. . . دع الملك للمالك، واترك الخلق للخالق ..
يعني بذلك أن يكون موقفه سلبيًا أمام الانحراف والفساد وأمام الظلم والاستبداد، وهذا أيضًا من الغلو والانحرافات التي ظهرت عند الصوفية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/76)
ولكن كثيرًا من أهل السنة والسلف قوّم علوم الصوفية، بالكتاب، والسنة، كما نبه على ذلك المحققون منهم، ووجدنا رجلاً كابن القيم يزن علوم القوم بهذا الميزان الذي لا يختل ولا يجور، ميزان الكتاب والسنة. فكتب عن التصوف كتابًا قيمًا، هو كتاب: " مدارج السالكين إلى منازل السائرين ". ومدارج السالكين هذا عبارة عن شرح لرسالة صوفية صغيرة اسمها " منازل السائرين إلى مقامات: إياك نعبد وإياك نستعين " لشيخ الإسلام إسماعيل الهروي الحنبلي.
هذا الكتاب من ثلاثة مجلدات، يرجع فيه إلى الكتاب والسنة، ونستطيع أن نقرأه ونستفيد منه باطمئنان كبير ..
والحقيقة أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويترك، والحكم هو النص المعصوم من كتاب الله ومن سنة رسوله.
فنستطيع أن نأخذ من الصوفية الجوانب المشرقة، كجانب الطاعة لله. وجانب محبة الناس بعضهم لبعض، ومعرفة عيوب النفس، ومداخل الشيطان، وعلاجها، واهتمامهم بما يرقق القلوب، ويذكر بالآخرة.
نستطيع أن نعرف عن هذا الكثير عن طريق بعض الصوفية كالإمام الغزالي مع الحذر من شطحاتهم، وانحرافاتهم، وغلوائهم، ووزن ذلك بالكتاب والسنة، وهذا لا يقدر عليه إلا أهل العلم وأهل المعرفة.
ولهذا أنصح الرجل العادي بأن يرجع في معارفه إلى المسلمين العلماء السلفيين المعتدلين الذين يرجعون في كل ما يقولون إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. والله أعلم
وهذه الفتوى منقولة من موقع (إسلام أون لاين. نت) بتاريخ
20/ 11/ 2001
وله فتوى في تحريم بناء المساجد على القبور حيث وجه إليه هذا السؤال:
هل يجوز بناء المساجد على القبور؟؟
فأجاب حفظه الله قائلا:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:-
لا يجوز بناء المساجد على القبور، وإذا بني المسجد على القبور وجب هدمه، وإذا بنيت القبور بالمساجد وجب هدم القبور، فالمتأخر منهما يجب هدمه، ولا يجمع بينهما لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ولنهيه عن الصلاة في المساجد التي بها قبور.
يقول الدكتور يوسف القرضاوي:-
من الضوابط الشرعية المهمة: ألا يُبنى المسجد على قبر، وخصوصًا قبور الأنبياء والصالحين.
فقد نهى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهيًا جازمًا عن اتخاذ القبور مساجد، ولَعَنَ أهل الكتاب الذين صَنَعوا ذلك، ونَهَى عن ذلك وهو في سياق الموت.
رَوى عنه أبو هريرة قال: "قَاتَل اللهُ اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" (متفق عليه. اللؤلؤ والمرجان فيما تفق الشيخان "307").
وروى عنه ابن عباس وعائشة قالا: "لما نَزل (أي الموت) برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ طَفِق يَطرَح خَمِيصَةً على وجهه، فإذا اغتَمَّ بها كَشَفَها عن وجهه، فقال وهو كذلك: "لعنةُ اللهِ على اليهود والنصارى، اتَّخَذُوا قبور أنبيائهم مساجد" يُحذِّر مما صَنعوا (متفق عليه: اللؤلؤ والمرجان (308).
وقد اعتُرِض بأن النصارى ليس لهم إلا نبي واحد، وهو عيسى ـ عليه السلام ـ، وأُجيب بجوابين:
الأول: أن لهم أنبياء غيرُ مرسلين كالحواريين وغيرهم.
الثاني: أن المُراد بالاتخاذ: أعَمُّ من أن يكون ابتداعًا أو اتِّباعًا، فاليهود ابتَدعتْ، والنصارى اتَّبعتْ، ولا رَيبَ أنَّ النصارى تُعظِّم قبور كثير من الأنبياء الذين يُعظِّمهم اليهود.
وإنما حَرَّمَ الإسلام اتخاذ القبور مساجد؛ حماية لحِمَى التوحيد أنْ تَشُوبَه أدنى شائبة من الشرك، كما هي سنة الإسلام في سَدِّ المنافذ التي يُحتَمَل أن تَهُبَّ منها رِيحُ الشِّرْك.
وقال ابن القيم رحمه الله:
"مَن له معرفة بالشرك وأسبابه وذرائعه، وفَهِمَ عن رسول الله مقاصدَه، جَزَم جَزمًا لا يَحتمِل النقيض: أنَّ هذه المبالغة واللَّعن والنهي، ليس لأجل النجاسة، (يعني: نجاسة القبر) بل هو لأجل نجاسة الشِّرْك اللاحقة لمن عصاه .. صيانة لحِمَى التوحيد أن يَلْحَقَه الشرك ويَغْشَاه.
قال في (فتح المجيد):
وممن عَلَّل بِخَوف الفتنة بالشرك: الإمام الشافعي، وأبو بكر الأثرم، وأبو محمد المقدسي، وشيخ الإسلام (ابن تيمية) وغيرهم، رحمهم الله، وهو الحق الذي لا ريب فيه (فتح المجيد شرح التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ بتحقيق محمد حامد الفقي ص 238).
قال شيخ الإسلام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(49/77)