ـ[عبد الله الأبياري]ــــــــ[17 - 07 - 10, 02:59 ص]ـ
رد نفيس للعلامة مقبل على الدعاة إلى الخلافة و كلامه في حزب التحرير
السؤال: عندنا جماعة تسمى بحزب التحرير ينادون بالخلافة الإسلامية و يتكلمون في العلماء فكيف الرد عليهم و ما هو السبيل إلى الخلافة الإسلامية الراشدة
جواب الشيخ رحمه الله: الحمد لله و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و من والاه و أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد ان محمدا عبده و سوله أما بعد:
فمسالة الحزبية الناس ينقسمون إلى حزبين: حزب الرحمن و حزب الشيطان , حزب الرحمن لا يجوز لهم أن يتفرقوا {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون} , و الرسول صلى الله عليه و على آله و سلم يقول:" إفترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة , و إفترقت النصارى على إثنتين و سبعين فرقة , و ستفترق هذه الأمة على ثلاث و سبعين فرقة " رواه أبوداوود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه , و رواه أبو داوود أيضا من حديث أبي معاوية رضي الله عنه بنحوه و فيه "كلها في النار إلا فرقة , قالوا و من هي يا رسول الله؟ , قال: الجماعة " , ثم قال إنه سياتي اقوام تتجارى بهم الاهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه , نعم , و قد وقع ما اخبر به النبي صلى الله عليه و على آله وسلم فكثرث الأهواء و كثرت الحزبيات و رب العزة يقول في كتابه الكريم و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا , الرسول صلى الله عليه وسلم يقول للتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود و النصارى؟ قال: فمن!
نعم , و النبي صلى الله عليه وسلم يقول: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا , أما هذه الحزبيات , فهي ينفر بعضهم عن بعض و يطعن بعضهم في بعض بل لو قال القائل إن هذه الحزبيات تحقق ما أراده أعداء الإسلام من تفرق الأمة و تشتيت شملها و تضعيف قواها , لكان صادقا.
حزب التحرير , حزب خبيث , لعلكم تستعضمون هذه الكلمة إذ أذكرها في أول كلامي , و الأولى انه كان ينبغي أن أمهد لها , اقول أنه حزب خبيث , نشا بالأردن و كان منشقا عن الإخوان المسلمين , فراسلوه ليرجع فابى أن يرجع , و كان زعيمه تقي الدين النبهاني , نعم , هم في مسالة العقائد يقولون: لا تؤخذ إلا منة العقل , فإن وجد السمع فلابد ان يكون السمع مقطوعا به و من ثم ينكرون عذاب القبر , و من ثم ينكرون خروج المسيح الدجال , نعم و و هكذا أيضا لا يهتمون بتعليم فضائل الأخلاق و لا بالعلم , حزب ينشئ أصحابه على السياسة البحتة و المخالفة للدين , نعم , نقول لزعيمه مالنا لا نرى لحزبكم مدارس لتحفيظ القرآن , قال إنني لا اريد أن أخرج دراويش!! , نعم , إخواني في الله , و يعتمدون على السياسة , العلم , لا يعتمدون عليه , أخلاق لا يعتمدون عليها , رقائق لا يعتمدون عليها , بل سياسة فقط , و يجيزون للرجل أن يصافح المرأة الأجنبية و يجيوزن أيضا للمرأة أن تكون زعيمة و أن تكون في مجلس الشورى و يجيوزن أيضا أن يكون في مجلس الشورى و أن يتولى ايضا الولايات العامة , المهم إخواني في الله , حزب ضلي , بل في غاية من الضلال , فانا أتعجب ممن يتبجّح بحزب التحرير , حتى عندنا هنا في اليمن , حزب التحرير و بعضهم حزب الأهرار ,حزب الاحرار أو حزب الأهرار يا إخواننا , يسمونهم بحزب الأحرار و هم حزب الأهرار , ما قامت لهم قائمة , فهذا الحزب أنصح كل أخ لا أقول بالإبتعاد عنه بل بالتحذير وواجب علينا ان نحذر منه , ولو لم نعتذر لهم انهم متاولون لقلنا أنهم كفار لأنهم ينكرون عذاب القبر و ينكرون خروج المسيح الدجال و يقول زعيمهم أنه لا يحب أن يعلم طلبته القرآن لئلا يخرجوا دراويش.
و الله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/465)
الطريق إلى الخلافة الإسلامية هو توعية المجتمع فلا يصلح أن ندعو الناس لقتال الآخرين من الأجل الخلافة و فينا من لا يصلي , نعم , كاتب كتب في) ...... (يؤذن المؤذن في الصباح و هم على أبواب المساجد نائمون , و يصلي الناس و يبقون نائمين , و الله أعلم أيقومون و يصلون مع طلوع الشمس أم لا يصلون , الصحيح أنها) الأمة (كانت متمسكة بالدين لكن أنظروا إلى أثار الحزبية , أما اننا ندعو إلى الخلافة الإسلامية و في مجتمعنا من يعبد القبور و في مجتمعنا من يخضع للقوانين الوضعية , و في مجتمعنا من يتعامل بالربا , و في مجتمعنا مدارس و جامعات فيها الإختلاط , و في مجتمعاتنا قوانين وضعية , و هكذا أيضا من الفساد المنتشر من آلات اللهو و الطرب و التبرج و السفور , ثم نقول: نحن ندعو إلى الخلافة الإسلامية , أنت يا مسكين , يا مغرور , انظروا الصحابة حفظكم الله تعالى , رب العوة يقول في كتابه الكريم: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين} , بسبب عذر من بعض أفراد الصحابة رضوان الله عليهم , و يقول أيضا في كتابه الكريم {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم} , و يقول أيضا {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين} , ماذا إخواني في الله , ذنوب في نظرنا صغيرة ,صغيرة , و حصلت بسببها هزائم {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} , ماشاء الله يا إخواننا , المسألة بارك الله فيكم , لابد من إستقامة , نذهب و ندعو إلى الجهاد و في مجتمعاتنا من يعبد القبور! , نذهب و ندعو إلى الجهاد و في مجتمعاتنا من يرحب بالديموقراطية! نذهب و ندعو إلى الجهاد و في مجتمعاتنا الفساد بجميع أنواعه , بل لوشئت لقلت إننا لا نملك الآن من الأمر شئ , و أن أعداء الإسلام هم المسيطرون على بلاد المسلمين , لا بد من إستغناء ذاتي , لست أقصد أن تكون معداتنا و ما أعددنا مثل أعداء الإسلام , أنا لا أقصد هذا , رب العزة يقول في كتابه الكريم {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون} , فشاهدنا هنا " ما استطعتم " , لكن فليكن عندنا قدر الثلث أو ربع أو النصف , يكونون صادقين , درسوا أحوال النبي صلى الله عليه وسلم و أحول الصحابة و كانوا مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم و الصحابة أو قريبين من ذلك , يقدرون على الجوع و على العري وعلى مفارقة الأوطان و على الإستضعاف , و قد ذكرناها بأدلتها في آخر " الإلحاد الخميني في أرض الحرمين " , نعم , يصبرون على ذلكم , فأما أن تكون هذه الشعوب الجاهلة و لست أعني أنها كافرة بعدها يكون الأمر كما في افغانستان , إبادة اهل السنة في كنر ثم بعد ذلك يوجه المسلمون بعضهم إلى بعض المدافع و الرشاشات و الله المستعان , فلا بد من إستقامة و رب العزة يقول في كتابه الكريم لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا} , أما إذا قلنا ننتظر أمريكا او أنها وعدتنا بان ستمدنا , بعد أن) ... (دماء المسلمين و يخسرون ما يخسرون من الأنفس بعد ذلكم تأتي امريكا و تضع لنا رجلا علمانيا أو شيوعيا أو بعثيا , و إن كان في البلد بعض النصارى أتت بنصراني , نعم , و هكذا هذه الدويلات تقوم و تعتمد على دولة ستساعدها , لو قالت أمريكا لا تساعدين أو مجلس الأمن , او مجلس الأمم المتحدة , تركوك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/466)
لابد أن يكون عند المسلمين إستغناء ذاتي , إستغناء إعتماد على الله سبحانه و تعالى , و هذا يجب ان يكون , و يكون عندهم من المعدات و الله المستعان , و إلا فاين تضع الجرحى إن لم يكن عندك مستشفيات , من اين تأتي بالمال او مستعدون ... مثل الصحابة , ربما يمكثون الأيام الطويلة و هم لا ياكلون إلا ثمرة ثمرة , يقول سعد ابن أبي الوقاص رضي الله عنه عندما ان حوصروا بالشام فياتليل وضع يده على شئ رطب فأكلته و انا لا ادري ما هو أي من شدة الجوع! , ...
شريط " الأسئلة البريطانية "
قلت: هذا من أخبث الأحزاب و لاشك أنه من الأحزاب الهدامة التي زرعت في جسد الأمة , فمهمته تمزيق المسلمين و إفساد العلاقة بين الحاكم و المحكوم و قادة هذا الحزب تجدهم من ابعد الناس عن تعاليم الإسلام فكيف ترجون خيرا في هؤولاء
كان تقي الدين النبهاني متعاوناً مع الإخوان المسلمين، يثني عليهم وعلى مؤسس جماعتهم حسن البنا، ثم صار ينتقدهم حتى ظهر تأسيسه لحزب التحرير عام1952م، وقد كان مدرساً في الكلية الإسلامية في عمان-الأردن.
فلما أسس الحزب تفرغ له وترك العمل والتدريس، وصار يصدر الكتب والنشرات ويطبعها ويوزعها، وعمل لحزبه دعاية ضخمة وكان كل من يلتحق بالحزب يعطى مبلغاً مالية لجمع أكبر قدر ممكن من الأفراد!!
وقد أثيرت شكوك كبيرة حول هذا الثراء الفاحش الذي حصل عليه النبهاني وحزبه، مما جعل البعض يعتقد أن خلف الكواليس أناساً يدعمون هذا الحزب، وأن وراء الأكمة ما وراءها!!
والذي يظهر أن النبهاني كان مدعوماً من الماسونية العالمية سواء كان هذا بطريق مباشر أو غير مباشر , و معظم قادة هذا الحزب يستوطنون دول الكفر و ينفثون سمومهم من هناك
لا سيما وأنه حزب يزعزع الثقة بالشريعة الإسلامية، ويسعى لإفساد الشباب المسلم بإباحة التقبيل والمص واللمس بشهوة والنظر إلى الصور العارية بل وتوزيعها على الأفراد وهذا من حيل اليهود.
الحزب نظرته مادية بحتة ولا يغذون الروح بقراءة القرآن وذكر الله والمواعظ.
حتى قال النبهاني في نظام الإسلام (ص/61): [ولا توجد في الإنسان أشواق روحية ونزعات جسدية بل الإنسان فيه حاجات عضوية وغرائز لا بد من إشباعها].
(مميز بل بلغ به الحال أن اقترح عليه أحد دعاتهم واسمه أمين: أن يدخل القرآن الكريم في منهاج الدراسة في حلقات الحزب!
فقال النبهاني: اسمع يا أمين: لا تتلف لي شباب الحزب أنا لا أريد دراويش!!.)
فض الله فاه.
فهذا مما يبين مدى الشكوك حول هذا الرجل وحزبه حزب التحرير.
و لعله يكون من الأحزاب الباطنية التي صنعها أعداء الإسلام(47/467)
أهذه عقيدتكم أيها الأشاعرة (الأشعرية)؟!!!
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[31 - 03 - 08, 10:07 م]ـ
عقيدة الأشاعرة (الأشعرية) يعتقدون أن الرسل والأنبياء عليهم السلام ليسوا أنبياء اليوم ولا رسلا
قال أبو محمد رضي الله عنه: حديث فرقة مبتدعة تزعم أنَّ محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم ليس هو الآن رسول الله صلى الله عليه وسلم!! وهذا قول ذهب إليه الأشعرية!!
وأخبرني سليمان بن خلف الباجي وهو مِن مقدَّميهم اليوم أنَّ محمد بن الحسن ابن فورك الأصبهاني على هذه المسئلة قتله بالسمِّ "محمود بن سبكتكين" صاحب مادون وراء النهر مِن خراسان رحمه الله.
قال أبو محمد رضي الله عنه: وهذه مقالة خبيثة مخالفة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولما أجمع عليه جميع أهل الإسلام إلى يوم القيامة وإنما حملهم على هذا قولهم الفاسد أن الروح عَرَضٌ والعَرَضُ يفنى أبداً ويحدث ولا يبقى وقتين، فروح النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عندهم قد فنيت وبطلت ولا روح الآن عند الله تعالى،وأما جسده ففي قبره موات فبطلت نبوته بذلك ورسالته!!
قال أبو محمد رضي الله عنه: ونعوذ بالله مِن هذا القول فإنَّه كفرٌ صراحٌ لا تَرداد فيه ويكفي مِن بطلان هذا القول الفاحش الفظيع أنَّه مخالفٌ لما أمر الله عز وجل به ورسوله صلى الله عليه وسلم واتفق عليه جميع أهل الإسلام مِن كل فرقةٍ ومِن كل نحلةٍ مِن الأذان في الصوامع كل يوم خمس مراتٍ في كلِّ قريةٍ مِن شرق الأرض إلى غربها بأعلى أصواتهم قد قرنه الله تعالى بذكره: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
فعلى قول هؤلاء الموكَّلين إلى أنفسهم يكون الأذان كذِباً ويكون مَن أمر به كاذباً!! وإنما كان يجب أن يكون الأذان على قولهم "أشهد أن محمدا كان رسول الله"!! وإلا فمن أخبر عن شيءٍ كان وبطل أنه كائنٌ الآن فهو كاذبٌ فالأذان كذبٌ على قولهم وهذا كفرٌ مجردٌ.
وكذلك ما اتفق عليه جميع أهل الإسلام بلا خلافٍ مِن أحدٍ منهم مِن تلقين موتاهم لا إله إلا الله محمد رسول الله فإنَّه باطلٌ على قول هؤلاء.
وكذلك ما عَمِل به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مدة قتاله الأمة وأمره عن الله عز وجل بأن يعمل به بعده أبداً وأجمع على القول به والعمل جميع أهل الإسلام مِن أول الإسلام إلى آخره ومِن شرق الأرض إلى غربها إنسهم وجنهم بيقينٍ مقطوعٍ به دون مخالفٍ فما تخرج به الدماء من التحليل إلى التحريم أو إلى الحقْن بالجزية مِن أن يعرض على أهل الكفر أن يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله فيجب على قول هؤلاء المحرومين أنَّ هذا باطلٌ وكذبٌ وإنما كان يجب أن يكفلوا أن يقولوا "أن محمد كان رسول الله"!! وكذلك قوله تعالى {ورسلاً قد قصصناهم عليك مِن قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك}.
وكذلك قوله تعالى {يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم}، وقوله تعالى {وجئ بالنَّبيِّين والشهداء} فسمَّاهم الله رسلا وقد ماتوا وسمَّاهم نبيين ورسلا وهم في القيامة.
وكذلك ما أجمع النَّاس عليه وجاء به النَّص مِن قولِ كلِّ مصلٍّ فرضاً أو نافلةً ((السلام عليك أيها النَّبيُّ ورحمة الله وبركاته)) فلو لم يكن روحه عليه السلام موجوداً قائماً لكان السلام على العدم هدراً.
فإن قالوا كيف يكون ميتاً رسول الله وإنما الرسول هو الذي يخاطِب عن الله بالرسالة؟
قيل لهم: نعم، مَن أرسله الله مرةً واحدةً فقط رسولاً لله تعالى أبداً لأنه حاصل على مرتبة جلالة لا يحطه عنها شيءٌ أبداً ولا يسقط عنه هذا الاسم أبداً، ولو كان ما قلتم لوجب أن لا يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى أهل اليمن في حياته لأنه لم يكلمهم ولا شافههم!! ويلزم أيضا أن لا يكون رسول الله إلا ما دام يكلم النَّاس فإذا سكت أو أكل أو نام أو جامع لم يكن رسول الله!! وهذا حمقٌ مشوبٌ بكفرٍ وخلافٌ للإجماع المتيقن!! ونعوذ بالله من الخذلان. وأيضاً فإنَّ خبر الإسراء الذي ذكره الله عز وجل في القرآن وهو منقولٌ نقل التواتر وأحد أعلام النبوة ذكر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى الأنبياء عليهم السلام في سماء سماء فهل رأى إلا أرواحهم التي هي أنفسهم؟! ومَن كذَّب بهذا أو بعضه فقد انسلخ عن الإسلام بلا شك ونعوذ بالله من الخذلان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/468)
وهذه براهين لا محيد عنها وقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه أخبر أنَّ "لله ملائكةً يبلغونه منَّا السلام" و"أنَّه مَن رآه في المنام فقد رآه حقَّا" ولقد بلغني عن بعضهم أنهم يقولون أن أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم لسن الآن أمهات المؤمنين لكنَّهن كنَّ أمَّهات المؤمنين!!
قال أبو محمد رضي الله عنه: وهذا ضلالٌ بحتٌ!! وحماقةٌ محضةٌ!! ولو كان هذا الواجب أن لا تكون أم المرء التي ولدته وأبوه الذي ولده أباه ولا أمه إلا في حين الولادة والحمل من الأم فقط وفي حين الإنزال من الأب فقط لا بعد ذلك وهذا من السخف الذي لا يرضى به لنفسه ذو مسكة.
فإن قالوا: أتقولون إن "عمر" أمير المؤمنين اليوم أو "عثمان" أيضا كذلك؟
قلنا لهم: لا وهذا إجماعٌ لأنَّه لا يكون أميراً إلا مَن الائتمار لأمره واجبٌ، وليس هذا لأحدٍ بعد موته إلا للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وإنما هو لخليفةٍ بعد خليفةٍ طول حياته فقط فبطل أن يكون لهم فيها متعلق. أ.هـ "الفصل" (1/ 76)
وقال رحمه الله:
وقالوا كلهم إن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ليس هو رسول الله اليوم لكنه كان رسول الله!!
قال أبو محمد: فكذبوا القرآن في قول الله عز وجل {محمد رسول الله} وكذَّبوا الأذان، وكذبوا الإقامة التي افترضها الله تعالى خمسَ مراتٍ كلَّ يومٍ وليلةٍ على كلِّ جماعةٍ مِن المسلمين، وكذبوا دعوة جميع المسلمين التي اتفقوا على دعاء الكفار إليها وعلى أنه لا نجاة من النار لا بها، وأكذبوا جميع أعصار المسلمين مِن الصحابة فمَن بعدهم في أطباق جميعهم بَرِّهم وفاجرِهم على الإعلان بلا اله إلا الله محمد رسول الله ووجب على قولهم هذا الملعون!! أنه يكذَّب المؤذنون والمقيمون ودعاة الإسلام في قولهم "محمد رسول الله" وان الواجب أن تقولوا "محمد كان رسول الله" وعلى هذه المسألة قَتَلَ الأميرُ "محمود ابن سبكتكين" والي أمير المؤمنين وصاحبُ خراسان رحمه الله إبنَ فورك شيخ الأشعرية فأحسن الله جزاء محمود على ذلك ولعن إبن فورك وأشياعه وأتباعه.أ. هـ "الفصل" (4/ 162)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 03:32 ص]ـ
ليس هذا قولهم بالطبع، لكنه قول شاذ خرج به ابن فورك، ولا يعم كل الأشاعرة.
والله أعلم.
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[01 - 04 - 08, 02:41 م]ـ
ولا حتى قول ابن فورك، وقد ردها السبكي في طبقاته عن ابن فورك، ولا يقول بها مسلم، وفي فصل ابن حزم شيء كثير من هذا القبيل، فتأكد قبل النقل.(47/469)
ما حكم الحلف بحياة الله؟
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[31 - 03 - 08, 10:45 م]ـ
اسمع بعض الناس يقولون وحات الله يريدون القسم بحياة الله فما حكم ذلك وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو هبة]ــــــــ[31 - 03 - 08, 11:10 م]ـ
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
السؤال: بارك الله فيكم من الأردن السائل فخري أ. أ. يقول أيضاً أسأل عن حكم الحلف يقول وحياة الله لأعملن كذا فهل في هذا شيء؟
الجواب
الشيخ: الحلف بحياة الله حلفٌ صحيح لأن الحلف يكون بالله أو بأي اسمٍ من أسماء الله أو بصفةٍ من صفات الله والحياة صفةٌ من صفات الله فإذا قال وحياة الله لأفعلن كذا وكذا كان يميناً منعقدةً جائزة وأما إذا حلف بحياة النبي أو بحياة الولي أو بحياة الخليفة أو بحياة أي معظم سوى الله عز وجل فإن ذلك من الشرك وفيه معصية لله عز وجل ورسوله وفيه إثم لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا بآبائكم من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت وإنا نسمع كثيراً من الناس يقول والنبي لأفعلن كذا وحياة النبي لأفعلن كذا ويدعي أن هذا مما يجري على لسانه بلا قصد فنقول حتى في هذه الحال عود لسانك أن لا تحلف إلا بالله عز وجل واحبس نفسك عن الحلف بغير الله ثم إنه بهذه المناسبة أود أن أبين لأخواني المستمعين أنه لا ينبغي للإنسان أن يكثر الأيمان لأن بعض أهل العلم فسر قول الله تعالى (واحفظوا أيمانكم) بأن المراد لا تكثروا الحلف وإذا قدر أن الإنسان حلف على شيء مستقبل فليقل إن شاء الله لأنه إذا قال إن شاء الله كان في ذلك فائدتان عظيمتان الفائدة الأولى أن هذا من أسباب تيسير الأمر الذي حلف عليه وحصول مقصوده والثاني أنه لو لم يفعل فلا كفارة عليه ودليل ذلك قصة سليمان النبي عليه الصلاة والسلام حين قال والله لأطوفن الليلة على تسعين امرأة تلد كل واحدةٌ منهن غلام يقاتل في سبيل الله فقيل له قل إن شاء الله فلم يقل اعتماداً على ما في نفسه من اليقين فطاف على تسعين امرأة فلم تلد إلا واحدةٌ منهن شق إنسان إي نصف إنسان فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركاً لحاجته وأما الفائدة الثانية وهي أنه لو لم يفعل لم يحنث يعني لو حلف أن يفعل شيئاً فلم يفعل وقد قال إن شاء الله فإنه لا حنث عليه أي لا كفارة عليه لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حلف فقال إن شاء الله فلا حنث عليه.
وهذا رابطها. ( http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1220.shtml)
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[01 - 04 - 08, 10:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا ولكن اقصد القسم بهذا اللفظ (وحات الله)
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 03:43 م]ـ
أهل العلم تكلموا في الألفاظ التي يختل مبناها
فظاهر أن المراد وحيات الله ... لكن للتسهيل تبدلت إلى حات الله
وأهل العلم كانوا ولا يزالون ينكرون على اللفظ الخاطيء ولو كان المراد صحيحا
وبهذا يتضح والعلم عند الله أن ما ذكر خطأ لابد من تنبيه صاحبه
تبقى مسألة الإثم من غيرها ... فالله أعلم خاصة أن الخطأ ناتج عن سهو أو سرعة تلفظ(47/470)
سوال للمختصين في العقيده. ارجو شرح حال البهشمي وطفرة النظام.
ـ[رافع]ــــــــ[01 - 04 - 08, 05:37 م]ـ
مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو لذي الأفهام
الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام.
ارجو شرح حال البهشمي وطفرة النظام.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[03 - 04 - 08, 02:35 م]ـ
جمعت لك شيئا مما ذكره اهل العلم في بيان معنى طفرة النظام
(والمعذرة على الاخطاء اللغوية ان وجدت فقد نقلت ما يأتي من بعض البرامج الحاسوبية)
درء التعارض ج8/ص48
وسأل رجل ابن عقيل فقال له هل ترى لي أن أقرأ الكلام فإني أحسن من نفسي بذكاء فقال له إن الدين النصيحة فأنت الآن على ما بك مسلم سليم وإن لم تنظر في الجزء يعني الجوهر الفرد وتعرف الطفرة يعني طفرة النظام ولم تخطر ببالك الأحوال ولا عرفت الخلاء والملاء والجوهر والعرض وهل يبقى العرض زمانين وهل القدرة مع الفعل أو قبله وهل الصفات زوائد على الذات وهل الاسم المسمى أو غيره وهل الروح جسم أو عرض فإني أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا ذلك ولا تذاكروه فإن رضيت أن تكون مثلهم بإيمان ليس فيه معرفة هذا فكن وإن رأيت طريقة المتكلمين اليوم أجود من طريقة أبي بكر وعمر والجماعة فبئس الاعتقاد والرأي
قال ثم هذا علم الكلام قد أفضى بأربابه إلى الشكوك وأخرج كثيرا منهم إلى الإلحاد بشم روائح الإلحاد من فلتات
كلامهم وأصل ذلك كله أنهم ما قنعوا بما قنعت به الشرائع وطلبوا الحقائق وليس في قوة العقل درك لما عند الله من الحكمة التي انفرد بها ولا أخرج الباري من علمه ما علمه هو من حقائق الأمور وقد درج الصدر الأول على ما درج إليه الأنبياء من هذه الإقناعات ولما راموا ما وراءها ردوا إلى مقام غايته التحكيم والتسليم وهو الذي يزرى به طائفة من المتكلمين على أهل النقل والسنة وتسميهم الحشوية وإليه ينتهي المتكلمون أيضا لكنهم يتحسنون بما ليس لهم وبما لم يتحصل عندهم فهم بمثابة من يدعي الصحة بتجلده وهو سقيم ويتغانى على الفقراء وهو عديم والعقل
درء التعارض ج8/ص320
فقالت طائفة إن الأجسام مركبة من أجزاء لا تتجزأ وهي الجواهر المنفردة وهذا قول أكثر المعتزلة والأشعرية
وقالت طائفة بل فيها اجزاء لا نهاية لها وهو المذكور عن النظام وعليه انبنى القول بطفرة النظام ولهذا يقال ثلاثة لا يعلم لها حقيقة طفرة النظام وأحوال أبي هاشم وكسب الاشعري
الصواعق المرسلة ج3/ص1085
الإنسان ليست فيه ولا خارجة عنه وزعموا أن هذا أصح المذاهب في الروح وما أقاموه من الشبه على أن الإنسان إذا انتقل من مكان إلى مكان لم يمر على تلك الأجزاء التي بين مبدأ حركته ونهايتها ولا قطعها ولا حاذاها وهي مسألة طفرة النظام
الوافي بالوفيات ج6/ص14
ومنها أنه وافق الفلاسفة في نفي الجزء الذي لا يتجزأ وما أسن قول ابن سناء الملك
ولو عاين النظام جوهر ثغرها
لما شك فيه أنه الجوهر الفرد
ولما ألزم النظام مشي نملة على صخرة من طرف إلى طرف أنها قطعت ما لا يتناهى وهي متناهية فكيف يقطع ما يتناهى ما لا يتناهى أحدث القول بالطفرة وقال تقطع النملة بعض الصخرة بالمشي وبعضها بالطفرة واستدل على ذلك بأدلة كثيرة مذكورة في كتب الأصول منها أنا لو فرضنا بئرا طولها مائة ذراع وفي وسطها خشبة معترضة ثابتة وفي الخشبة حبل مشدود من الخشبة إلى الماء يكون طول الحبل خمسون ذراعا وفي رأس الحبل دلو مربوط فإذا ألقي من رأس البئر إلى الخشبة المذكورة حبل طوله خمسون ذراعا في رأسه علاق فجر به الحبل المشدود
في الخشبة فإن الدلو يصعد إلى رأس البئر بالحبل الأعلى الذي فيه العلاق وطوله خمسون ذراعا ويقطع مائة ذراع في زمان واحد وليس ذلك إلا أن البعض انقطع بالطفرة فضرب المثل بهذه المسألة فقيل طفرة النظام فإنها ضحكة وقد أجاب الأصحاب عن هذه المسألة بأن الطفرة قطع مسافة قطعا ولكن الفرق بين المشي والطفرة راجع إلى بطء
ثمار القلوب في المضاف والمنسوب ج1/ص171
246 طفرة النظام هى أنه كان يقول بأن الجزء ينتقل من المكان الأول إلى المكان الثالث من غير أن يمر بالمكان الثانى بطفرة فصارت طفرة النظام مثلا فيمن يعذ السير ويقطع المسافة البعيدة فى المدة القريبة
هذا ما يتعلق بطفرة النظام
************************************
اما أحوال أبي هاشم فلعلي اقف على ما يفيدك لاحقا وانقله لك
لكن جاء في كتاب الأنساب ج1/ص421
البهشمي
بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء وفتح الشين المعجمة هذه النسبة إلى طائفة من المعتزلة يقال لهم البهشمية ينتمون إلى أبي هاشم بن أبي علي الجبائي وهو زعيم أكثر المعتزلة وقد تفرد بفضائح لم يسبق إليها منها قوله باستحقاق الذم والعقاب لا على معصية وزعم أن التوبة لا تصح من كبيرة مع الإصرار على غيرها مع علمه بقبح ما أصر عليه أو اعتقاده قبحها وإن كان حسنا وله فضائح سوى هذا يطول ذكرها ومقصودنا النسبة إليه لتعرف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/471)
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[03 - 04 - 08, 03:10 م]ـ
طفرة النظام يقول: النملة انتقلت من مكان إلى مكان من غير أن تتحرك! والكسب الأشعري يقول: العبد لا فعل له، العبد مجبور لا فعل له ومع ذلك يوجد له كسب عند خلق الله الأفعال، كيف يوجد ولا فعل له؟ هذا من الأشياء غير المعقولة.
قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله في شرحه لـ كتاب المختار في أصول السنة لـ ابن البنا:
المؤلف رحمه الله نقل عن شيخه الإمام أبي يعلى وهو القاضي أبو يعلى في كتابه "إبطال التأويلات" وهو شيخ المؤلف.
والقاضي أبي يعلى من علماء الحنابلة هو حنبلي، وله كلام جيد في موافقة أهل السنة وله كلام يوافق الأشاعرة، وهذا الذي أقره يوافق مذهب الأشاعرة أقره ابن البنا قال: ولشيخنا الإمام أبي يعلى جواب آخر يعني: في قوله: وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ( http://www.taimiah.net/Display.asp?f=mso00121.htm#) والأصوات هل الأصوات تضاف إلى العبد وهي فعله؟
ابن البنا قرر غير هذا قال: المراد باختلاف ألسنتكم أي أصواتكم فهي مختلفة قال: ولشيخنا الإمام أبي يعلى جواب آخر قال: لو حملناه على الأصوات لم يضر حين قال ألسنتكم يعني أصواتكم؛ لأننا نحمل الاختلاف على المعنى الذي يوجد منا مع القراءة وهو المعنى الذي يقع به التمييز بين قراءة القرآن، بين قراءة القراء بعضهم من بعض من صفاء الحنجرة ودقة الصوت وغلظه وهذا معنى زائد على المفهوم من الحروف والأصوات وليس يمتنع وجود ذلك عند قراءتنا وإن كان لا يقوم بنفسه؛ كالكسب يوجد عند خلق الله تعالى لأفعالنا، وإن كان الكسب لا يقوم بنفسه، هذا مذهب الأشاعرة.
قرر مذهب الأشاعرة هذا كسب الأشاعرة الذي لا يعقل. يقول العلماء: من المحالات الثلاث كسب الأشعري. الأشاعرة جبرية يقولون: العبد لا فعل له، الأفعال هي أفعال الله، و مع ذلك يكون له كسب! كيف يقولون: لا فعل له وله كسب؟! فالكسب غير معقول. قالوا كسب يوجد بين قدرتين، بين قدرة الخالق .. الكسب يوجد عند خلق الله تعالى الفعل وإن كان الكسب لا يقوم بنفسه.
يقول: العبد لا فعل له، الله هو الفاعل، والعبد ما يفعل لكن له كسب كيف يكون له كسب وهو لا يفعل؟ غير معقول هذا. قالوا: يوجد كسب عند خلق الله تعالى، وإن كان الكسب لا يقوم بنفسه.
فالقاضي أبو يعلى هذا من أغلاطه وابن البنا تبعه رحمه الله، فظن أن هذا هو الحق، هذا كسب الأشاعرة الذي لا يعقل فهو يقول: هذا الجواب الذي نقله عن القاضي أبي يعلى. .يتماشى مع مذهب الأشاعرة.
يقول: لو حملناه على الأصوات لم يضر لأننا نحمل الاختلاف على المعنى لأن الأشاعرة تقول: الكلام معنى قائم بالنفس والمعاني هي التي تختلف. يقولون: المعاني أنواع: أمر ونهي وخبر واستفهام، هذه المعاني.
أما الكلام فهو واحد. ولهذا يقول: إن المعنى الذي يقع به التمييز بين قراءة القراء بعضهم من بعض، وهو معنى زائد على المفهوم من الحروف والأصوات، ولا يمتنع ذلك كالكسب. الكسب هذا عند الأشاعرة يوجد عند خلق الله وإن كان الكسب لا يقوم بنفسه.
يقول: العبد لا فعل له والفاعل هو الله لكن لك يوجد الكسب عند خلق الله فعل العبد. كيف يوجد الكسب؟! هذا يكون كسب الأشعري غير معقول. ثلاثة من المحالات: طفرة النظام، وأحوال أبي هاشم، وكسب الأشعري.
طفرة النظام يقول: النملة انتقلت من مكان إلى مكان من غير أن تتحرك! والكسب الأشعري يقول: العبد لا فعل له، العبد مجبور لا فعل له ومع ذلك يوجد له كسب عند خلق الله الأفعال، كيف يوجد ولا فعل له؟ هذا من الأشياء غير المعقولة.
قال: ولا يمتنع وجود ذلك وإن كان لا يتميز من القديم. القديم كلام الله كما أن المتلو لا يتميز من التلاوة، المتلو كلام الله والتلاوة فعل العبد. يقول: ما يتميز المتلو من التلاوة وإن كان المتلو قديما -وهو كلام الله- والتلاوة عندهم محدثة، وكذلك يحصل سماع القديم عند وجود التلاوة؛ سماع القديم كلام الله عند وجود التلاوة من القارئ، وإن كان لا يتميز ذلك.
هذا قول الأشاعرة، ثم ذكر الراوي الإمام أحمد أنه قال: أكره قراءة الألحان ولا يعجبني قراءة الألحان.
قال ابن قدامة في المغني بعد إن ذكر كراهة الإمام أحمد القراءة بالألحان وأنها بدعة. قال: وكلام أحمد في هذا محمول على الإفراط في ذلك بحيث يجعل الحركات حروفا ويمد في غير موضعه مثل: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ( http://www.taimiah.net/Display.asp?f=mso00121.htm#) يمد الميم حتى تصير واوا، هذه يكرهه الإمام أحمد وأما تحسين القراءة والترجيع فغير مكروه.
قال: ومعلوم أنه لا أنه لا يكره نفس القراءة وإنما كره ما يحصل من القارئ من الأصوات التي هي الألحان، وكذلك قراءة حمزة معروف حمزة من القراء، كان الإمام أحمد يقول قراءة حمزة. . الكبير لأبي عمر. ومعلوم أنه لا يكره القرآن، وإنما كره ما يحصل من الإمالات. وقال في رواية أبي الحارث أكره من الإدغام والإرجاع مثل: خاب وطاب ثم قال شيخنا يعني القاضي أبو يعلى وجماعة من أصحابنا تأبى هذه الطريقة، الطريقة السابقة وتقول: جميع الأصوات مع اختلافها قديمة.
هذا أيضا مذهب الأشاعرة يقول: الأصوات بعضها قديمة. يقولون: الآن حينما تقرأ كلام الله صوتك هذا قديم، لم يميزوا بين كلام الله المتلو وبين صوت العبد يقولون: الأصوات قديمة جميع الأصوات مع اختلافها قديمة ونجيب عن السؤال بأنه لا يمتنع أن تختلف الأصوات واللغات و يكون قديما كما أن المعنى القائم بذاته قديم يعني القائم بذات الرب هو أمر ونهي وخبر واستفهام.
هذا تقرير لمذهب الأشاعرة، الأشاعرة تقول: معنى ما هو حرف ولا صوت ولكنه معنى قديم بنفس الرب، وهو أنواع أمر ونهي وخبر واستفهام والمعاني مختلفة ولم يمنع ذلك من كونه قديما. هذا تقرير لمذهب الأشاعرة ومن العجيب أن ينقل عن البخاري ثم نقضه في هذا الفصل، وسينقل عن الأبواب الآتية في البخاري ويردها.
الصواب أن المتلو هو كلام الله والتلاوة هي فعل العبد صوته والتلاوة هو فعله، فالمتلو هو كلام الباري والتلاوة فعل العبد نعم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/472)
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[03 - 04 - 08, 03:42 م]ـ
يقول بعض المتكلمين أن عجائب علم الكلام ثلاثة:
(1) الكسب عند الأشعري
(2) والحال عند البهشمي
(3) وطفرة النظام.
الحال:
ما هو (حال) البهشمي؟
بداية كلمة (البهشمي) لفظ منحوت من الكنية (أبو هاشم) لصاحبها عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب الجبائي (277 - 321 هـ).
أما (الأحوال) فهي ـ عند أبي هاشم ـ صفات الله.
فبينما يقول الأشاعرة بأن الصفات ليست الذات وليست غير الذات
يقول المعتزلة بعينية الذات والصفات، ولذلك أطلقوا على أصلهم الأول لفظ (التوحيد) وهو لفظ يختلف في مبناه ومعناه عن لفظ (الوحدانية). فبينما يشير لفظ (الوحدانية) ـ أو الأحدية ـ الى وجود اله واحد وليس آلهة متعددين، يشير لفظ (التوحيد) ـ عند المعتزلة والزيدية ـ الى مفهوم آخر هو عينية الذات والصفات.
وقد شذ عن هذا القول أبو هاشم الجبائي حيث يرى أن صفات الله تعالى مغايرة لذاته، وأطلق على هذه الصفات لفظ (أحوال)، وقد ذهب الى أن هذه الأحوال (صفات لا يقول فيها أنها موجودة ولا معدومة ولا قديمة ولا محدثة ولا معلومة ولا مجهولة).
رأي أبي هاشم حقا غاية في الغرابه ويفوق غرابة مذهب الأشاعرة والصفاتية بمراحل.
الطفرة
ما هي (طفرة) النظام؟
أصحاب فكرة الطفرة - وفي مقدمتهم أبو اسحاق ابراهيم بن سيار النظام - يقصدون بها و ببساطة:
الانتقال من النقطة (1) الأولى الى النقطة (3) الثالثة دون مرور على النقطة (2) الثانية.
نسب قوم من المتكلمين الى النظام أنه قال: (المار على سطح الجسم يسير من مكان الى مكان بينهما أماكن لم يقطعها ولا مر عليها ولا حاذاها ولا حل فيها).
وان كانت الطفرة تقع في حاسة البصر فقط الا أنها قد تكون مقبولة فلسفيا، كما أنها مقبولة كميائيا (التسامي) و بيولوجيا (الجينات).
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[04 - 04 - 08, 05:18 ص]ـ
سؤال جيد ومهم وأجوبة مفيدة بارك الله في الجميع ونفع بهم
ـ[رافع]ــــــــ[13 - 04 - 08, 08:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[30 - 04 - 08, 04:50 م]ـ
قال أبو محمد بن حزم في كتابه (الفصل في الملل والنحل): الكلام في الطفرة
قال أبو محمد: نسب قوم من المتكلمين إلى إبراهيم النظام أنه قال أن المار على سطح الجسم يسير من مكان إلى مكان بينهما أماكن لم يقطعها هذا المار ولا مر عليها ولا حاذاها ولا حل فيها.
قال أبو محمد: وهذا عين المحال والتخليط إذا إن كان هذا على قوله في أنه ليس في العالم إلا جسم حاشا الحركة فقط فإنه وإن كان قد أخطأ في هذه القصة فكلامه الذي ذكرنا خارج عليه خروجاً صحيحاً لأن هذا الذي ذكرنا ليس موجود البتة غلا حاسة البصر فقط وكذلك إذا أطبقت بصرك ثم فتحته لاقى نظرك خضرة السماء والكواكب التي في الأفلاك البعيدة بلا زمان كما يقع على أقرب ما يلاصقه من الألوان لا تفاضل بين الأدراكين في المدة أصلاً فصح ضرورة أن خلا البصر لو قطع المسافة التي بين الناظر وبين الكواكب ومر عليها لكان ضرورة بلوغه إليها في مدة أطول من مدة مروره على المسافة التي ليس بينه وبين من يراه فيها إلا يسير أو أقل فصح يقيناً أن البصر يخرج من الناظر ويقع على كل مرئي قرب أو بعد دون أن يمر في شيء من المسافة التي بينهام ولا يحلها ولا يحازيها ولا يقطعها وأما في سائر الأجسام فهذا محال ألا ترى أنك تنظر إلى الهدم وإلى ضرب القصار بالثوب في الحجر من بعد فتراه ثم يقيم سويعة وحينئذ تسمع صوت ذلك الهدم وذلك الضرب فصح يقيناً أن الصوت يقطع الأماكن وينتقل فيها وأن البصر لا يقطعها ولا ينتقل فيها فإذا صح البرهان بشيء ما لم يعترض عليها إلا عديم عقل أو عديم حياء أو عديم علم أو عديم دين وبالله تعالى التوفيق.
ـ[أبو الفداء بن مسعود]ــــــــ[01 - 05 - 08, 04:38 م]ـ
رحم الله ابن حزم .. خاض في الفلسفة مع الخائضين فأتى بالعجائب! انظروا اذ يقول - على حسب نقل الناقل وفقه الله: "فصح يقيناً أن البصر يخرج من الناظر ويقع على كل مرئي قرب أو بعد دون أن يمر في شيء من المسافة التي بينهما ولا يحلها ولا يحازيها ولا يقطعها"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/473)
قلت ولو بعث الرجل في زماننا هذا لعلم أن البصر ليس هو الذي يخرج من الناظر ويقع على المنظور، ولا يخرج من العين شيء أصلا، وانما هي تتلقى شعاع الضوء المنعكس عن الأجسام فيحلله المخ عبر العصب البصري ويصنع منه الرؤية.
لقد استشعر ابن حزم بطلان كلام النظام وما يقول به في شأن الطفرة، فلم يجد للرد عليه الا أن يعمل عقله هو الآخر كما أعمل النظام عقله، ويتأمل كما تأمل، فرد على الباطل بشيء باطل أيضا، وان كان أخف منه بطلانا وأقرب الى الصواب .. وللمرء أن يتساءل، ما الذي أدخل مسألة تتعلق بعلم البصريات والطبيعيات الى كتب العقائد والملل والنحل والخلاف بين الفرق المتكلمة؟ الواقع أن الذين حملتهم فلسفتهم على هذا الكلام، كان الذي يحدوهم اليه محاولتهم البائية لتنظير وتعقل ما لا يسع الانسان تعقله! لم يعجبهم أن يحبج الله عنهم العلم بحقيقة الروح وحقائق الغيبيات، وحقائق صفاته تبارك وتعالى وكيفياتها وما الى ذلك من أمور لا قبل لعقل عاقل بها! ساءهم ذلك من وخز الشيطان لهم، فاستنفروا هممهم وشمروا عن سواعدهم وراحوا يخوضون برؤوسهم في تصور كيف كذا وكيف كذا، فاذا بهم طوائف وفرق شتى في الصفات وفي القضاء والقدر وفي القرءان وفي سائر أمور الغيب، ولا حول ولا قوة الا بالله!
ما الذي حمل النظام على تصور الطفرة؟ لقد كان يريد أن يجيب بها على سؤال طرأ في ذهنه وهو: "كيف"؟ وأول مقتضيات الحكمة التي يتعلمها المسلم ألا يسأل الا عما ينفعه في دينه ودنياه، أما ما يزيد عن ذلك فنزق وزيف ووهم علم وغثاء!
قال تعالى: ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) [الإسراء: 36]
ما النفع الذي عاد على الرجل المسلم من قراءة مذهب النظام في الطفرة تلك ورد ابن حزم عليه؟ لم يزدد الا حيرة في أمور لا قبل له بها ولا يلزمه معرفتها!
لقد عادت أمثال تلك المباحث الباطينة اليوم الى الوجود عند الكفار ولكن في ثوب الحادي، تحت ما أسموه بالفيرياء الكمية، أو التي تتعلق بالجسيمات الذرية متناهية الصغر! يصوغون النظريات والأوهام فيما هو كائن فيما وراء ذلك المستوى المتناهي في الضآلة والدقة الى حد لا يتصوره عقل! فكل كلامهم عند هذا المستوى ليس الا محض تخرص وظن بالهوى، وليس فيه ما يصح أن يوصف بالعلم أو شبه العلم أبدا!
فصحيح أنه لا يتصور العقل نهاية للصغر، كما لا يتصور نهاية للكبر، فكل شيء في خلق الدنيا يمكن تحليله الى أجزاء، والأجزاء الى أجزاء أصغر وأدق، وهكذا الى حد ونهاية لا يعلمها الا الله، ولا يتصورها عقل البشر، وكذا في الضخامة والكبر، فالمجموعة الشمسية جزء من مجرة والمجرة جزء من سديم والسديم جزء من كذا وكذا، وهكذا الى حد لا يطيق تصوره العقل ولا يعلمه الا الله! ولكن لماذا جعل الله هذا الاعجاز لعقول البشر = في التصور ذاته فضلا عن الادراك والاحاطة الحسية؟ ليعلموا اذا ما نظروا الى خلقه جل وعلا كم هم حقراء صغار وكم هو كبير وعظيم خلق الرب تبارك وتعالى! ليهتدي من كتب الله له الهداية الى الحق يزداد يقينا به وايمانا، ويعلم أن خالقا يملك من الاحاطة والقدرة كل هذا وفوقه مما لا يستطيع هو أن يتصوره، لقدير على أن يخلق مثله وأكبر منه بما لا يعلمه الا هو جل وعلا! فالعاقل هو من يعلم أن لعقله حدا لا يطيق مجاوزته! أما أن يذهب ليدعي - تحت دثار من الفلسفة أو التنظير الفيزيقي الفلسفي - أنه قد علم ما كان في نشأة الكون، أو ما هو كائن في منتهى باطن النظام الذري، أو ما هو كائن في منتهى ظاهر الكون، فهذا أفاك أثيم، يرمي بالغيب رمية من غير رام!! فكيف بالذي أغرته تلك الخرافات التي خرجت من عقول الفلاسفة للقول على الله بغير علم، والزعم بأن في منتهى الأجزاء الصغيرة في مستوى ما دون الكم الفيزيقي، لن تجد الا الله حالا في كل شيء؟؟ أغرتهم فكرة اللانهاية في التجزئة حتى زعموا أن نظرية الكم تدل لهم على مذهبهم الحلولي، لأن الشيء الوحيد الذي لا انتهاء له هو الله! فانظروا كيف ألبس الشيطان عليهم!! قال بمثل هذا القول رجل يدعى عدنان أوكتار (هارون يحيي) ملأت كتبه الآفاق وهو من أشهر من ألف في الرد على نظرية النشوء والارتقاء في زماننا مؤلفات بالانجليزية في كثير منها خير ونفع لا تجد مثله في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/474)
غيره، الا أنه حلولي جلد، راح يستغل نظرية الكم الفزيقية وما كشفت عنه من عجز الانسان ازاء تلك الدقة المتناهية في أجزاء الجسيمات التحت-ذرية، أغراه ذلك على تبني أقوال محيي الدين بن عربي الزنديق، والقول بأن هذا دليل على أن كل شيء في الكون هو وهم وسراب ينتهي في النهاية عند التأمل فيه الى الحق الوحيد وهو الله!!
وهذا من أبطل البطال الذي أغراهم اليه هواهم وشياطينهم! فمن الذي قال أن كون طبيعة الجسيمات الذرية طبيعة شديدة التناهي في الصغر والدقة الى حد يفوق قدرة الانسان على تحليله وتتبعه، يدل على أن النظام الكوني مخلوق بحيث لا تكون هناك نهاية له في أجزائه، الا أن تكون تلك النهاية هي ذات الله نفسها؟؟! من الذي قال أن العقل يلزم منه هذا الهراء؟ كان الناس فيما مضى لا يعرفون الذرة أصلا، فعلموا بالجزيء، ثم مكنهم الله من رؤية أقسام الجزيء، ثم رأوا بتمكين الله واستدراجه وفتنته، أقسام أقسام الجزيء والجسيمات الذرية الأدق، ثم واصلوا وهكذا، حتى بلغوا حدا ذهب عنده بعضهم الى استحالة مواصلة الدراسة والتتبع والبحث! ولو أراد الله لهم لتمكنوا من رؤية أجزاء اجزاء أجزاء هذا الشيء الذي انتهوا اليه! ثم ماذا بعد؟ يضل الله من يشاء ويهدي اليه من اناب، ولن يصلوا الى منتهاه مهما مد الله لهم، وكلما طلبوا المزيد استدرجهم الرب وزادهم! فلا يزال منهم من يهتدي بتلك الآيات ولا يزال منهم من يضل، وهكذا هي سنته في كونه جل وعلا! وما جعل ذلك كله الا من أجل هذا! أما أن يذهب الناس المذاهب في تعليل الروح وتفسير الخلق وتصور الصفات والكلام في القدم والحدوث وما الى ذلك مما غرق فيه الفلاسفة فماذا نجني منه الا الضلال المبين؟؟
ورجوعا الى مسألة الطفرة هذه، فها هو ابن حزم رحمه الله وغفر له، يجزم بيقين - وتأمل - بأن الذي يخرج من العين هو الذي فيه الطفرة وليس ذوات الأجسام نفسها لأن هذا مستحيل! فناهيك عن بطلان ظنه بأن العين يخرج منها البصر، فان عقله يرى الطفرة هذه أمرا مستحيلا، وعقل النظام لا يراه مستحيلا، أما عقلي أنا فيقول: الله أعلم! ليس في الكون شيء يعجزه جل وعلا! وقد علمنا أن الذي كان عنده علم من الكتاب قد نقل لسليمان عرش ملكة سبأ قبل أن يرتد اليه طرفه! نقله اليه نقلا حقيقيا لا وهما ولا تصورا ولا بسبب شعاع البصر ولا غير ذلك! فهل لنا أن نسأل كيف فعل هذا؟ هل لنا أن نسأل ما هو هذا العلم الذي به فعل ما فعل؟ لا والله ليس لنا هذا! قد يكون هذا موافقا لمفهوم الطفرة هذا الذي قال به النظام، وقد يكون نقلا سريعا بلغ سرعة تفوق أقصى ما نتصوره نحن ونعلمه، حتى يبدو الشيء معه وكأنه انتقل بلا حركة أصلا! وقد يكون غير ذلك مما لا يحيط بعلمه الا الله! فماذا جنينا من الخوض فيما لا قبل لنا به ولا طريق بيننا وبين علمه؟ وأهم من ذلك، ماذا جنينا من ادخال تلك النظريات والأوهام الظنية والافتراضات الى البحث في أمور الغيبيات وفي قضايا العقيدة؟ جنينا أن امتلأت مكتبات المسلمين بكلام يسهل على الطاعن في دين الله أن يتخذه تكأة له ليقول هكذا كان تصور علمائكم وما أتوا به الا من قرءانكم، مع أننا نعلم وهم يعلمون أن مصدره فلسفاتهم هم وتخرصاتهم هم، وليس وحي السماء، ولا حول ولا قوة الا بالله ..
فاللهم عاف المسلمين من الكلام والفلسفة وما جرته على الأمة من شتات وضلال وسفه
والحمد لله رب العالمين(47/475)
كلام نفيس للعلامة العثيمين عن الأشاعرة
ـ[خالد العازمي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 06:59 م]ـ
من الخطأ أن ندخل أهل البدع مهما كانت بدعتهم في الاسم المطلق لأهل السنة والجماعة ,فأن أهل السنة والجماعة لا يدخل فيهم من خالف السلف فيما هم عليه ,وفيما خالفهم فيه , فمثلا: اذا كان هذا الرجل ينكر من صفات الله وأسمائه ماينكره فهو ليس من أهل السنة والجماعة فيما أنكره وأن كان معهم في أمور أخرى, لان أهل السنة والجماعة يرون أن الانسان قد يجتمع فيه بدعة وسنة , كفر أصغر وأيمان , فهذا الرجل الذي خالف في صفات الله نقول: هو ليس من أهل السنة والجماعة في صفات الله , وان كان منهم في أعمال أخرى, كالمسائل الفقهية مثلا , فنحن نمنع أصلا أن يكون صاحب بدعة من أهل السنة في بدعته , وحينئذا نسلم من هذا الأشكال الذي أدى الى تضارب آراء العلماء. فالذي نرى أن أهل البدع في بدعهم ليسوا من أهل السنة والجماعة , لان هذاه البدعة ليس عليها أهل السنة والجماعة وكيف يكون من أهل السنة والجماعة وهو مخالف لهم؟؟؟ السائل: وهل مصطلح أهل السنة والجماعة يستعمل للسلفيين أم لا؟ الجواب: أبدا , لاحاجة لذلك., لأ، أهل السنة والجماعة حقيقة هم من كانوا عل مثل ما كان عليه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأصحابة.ولهذا فسر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الفرقة الناجية بأنهم من كانوا على مثل ماكان عليه وأصحابة.
السائل: -كمثال - نجعل النووي وابن حجر من غير أهل السنة والجماعة؟ الشيخ: ان من خالف السلف في صفات الله لا يعطى الاسم المطلق بأنه من أهل السنة والجماعة بل يقيد يقال: هو من أهل والجماعة في طريقته الفقهية مثلا.,اما في طريقته البدعية فليس من أهل السنة والجماعة.
فاللهم اغفر للامام العثيمين فوالله ان له حق علينا بأن ندعو له كثيرا بل في كل ليلة وكذلك ابن باز والالباني وغيرهم
ـ[أبو عبد المصور]ــــــــ[01 - 04 - 08, 07:22 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:00 م]ـ
المصدر (؟؟؟؟)
ـ[خالد العازمي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:42 م]ـ
المصدر (؟؟؟؟)
عفوا لم أنتبة
المصدر لقاء الباب المفتوح الشريط 8 السؤال 28
وزادك الله حرصا فأنا من الحريصين على قراءة ماتكتب وجزيت الجنة وكل من يذب ويدافع عن عقيدة السلف وينشر العلم النافع اللهم آآآآآمين
ـ[ابو البدر الالمعي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:50 م]ـ
كذلك فإن لكل فرقة أصولا كل من اتبعها كان من تلك الفرقة ..
وابن حجر والنووي اصولهم ولله الحمد ليست اشعرية .. وإن وافقوا الاشاعرة وتقاطعوا معهم في مسائل فهذا لا يعني انهم منهم، بل إن ابن حجر نفسه قد انتقد الاشاعرة باسمهم كما ذكر شيخنا الحوالي في "منهج الاشاعرة في العف\قيدة" فرحم الله الائمة العظام وغفر لهم زللهم وجمعنا بهم والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين في جنته ودار مقمامته ...
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[02 - 04 - 08, 09:18 م]ـ
جزاك الله خيراً,
هل معنى ذلك أننا لا نقول أن الإمام النووى وابن حجر ليسا من أهل السنة والجماعة؟ (إذا أردنا أن نجمل الكلام)
ولماذا إذن يطلق عليهما لفظ الإمام إن لم يكونا من أهل السنة؟ أم أننا نطلقه عليهما للإمامتهما فى الفقه والحديث؟
وهل هذا يشمل كل من تلبس ببدعة ولكنه كان مجتهداً فى الفقه أوباقى فروع العلم؟
معذرة لكثرة الأسئلة .. جزاكم الله خيراً.
ـ[محمد طلبه (أبو مهند)]ــــــــ[03 - 04 - 08, 11:39 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التنبيه الدقيق المنقول عن ابن عثيمين رحمه الله
وفي الحقيقة المتأمل للحافظ ابن حجر يلاحظ أنه يختلف عن النووي ولا يمكن أن نساويهما في المعتقد فكما ذكر الأخ أن الحافظ يرد على الأشاعرة في غير موضع من فتح الباري والنووي أكثر منه تأثرا بالأشاعرة بل يقرر مذهبهم في كل باب من أبواب العقيدة بلا استثناء لكن أيضا لا يمكن أن نجعل النووي بمنزلة الرازي مثلاً فهو منظر للمذهب الأشعري ومنافح عنه بكل ما يملك من أدوات، والحق أن كل شخص يؤخذ منه ويرد عليه والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 12:15 ص]ـ
بارك الله فيك ياشيخ خالد ...
والنووي مصرح بأشعريته مستعلن بها .. وقد وقفتُ على فائدة نفيسة في كتاب التعليقات المفيدة على منهج الأشاعرة في العقيدة فلعلي أنقلها بعدُ ..
ـ[ابو محمد العتيبي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 09:08 م]ـ
لقد قرأت مذكرة عن الاشاعرة للشيخ عبدالعزيز الريس فوجدتها مفيدة
وقرأـ كتابا في عنوانه الاشاعرة في ميزان اهل السنه للشيخ فيصل بن قزار الجاسم وهو مطول وقد استفدت منه
ورحم الله شيخ مشايخنا ابن عثيمين وجزى الكاتب خيرا على ماخطه يراعه
ـ[جمال العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 04:57 م]ـ
راجع لذلك كتاب " البدور السَّافرة في نفي انتساب ابن حجر إلى الأشاعرة "، تأليف أبي أُسامة الأثري - مصر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/476)
ـ[حسيب الله]ــــــــ[18 - 05 - 08, 02:15 ص]ـ
السلام عليكم! بسم الله الرحمن الرحيم. تلك أمة قد خلت , لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ,ولاتسألون عما كانوا يعملون. صدق الله العظيم. خذ ما صفا ودع ما كدر. أيها المتطاول على الأئمة الأعلام! والمطلق لسانه بالغمز واللمز أخدم الإسلام والمسلمين بعشر معشار ما خدموه! فإذا لم تستطع ذلك .. -ولن يستطيع ذلك من أعرض عن غسل عيوب نفسه إلى تعديد عيوب غيره- فاستحي من الله حق الحياء , وعد إلى نفسك واستكمل فضائلها!!! ...
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[26 - 06 - 08, 11:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، سنظل من المستمعين(47/477)
أفيدونا جزاكم الله خيرا ً ,,
ـ[أحمد محمد مصطفى ديبان]ــــــــ[01 - 04 - 08, 08:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
هل ورد نص يخبر عن حال الناس في الحياة البرزخيه , وهل ثبت أن الميت يعلم ما أحدث أهله بعده؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا ً ,,
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[03 - 04 - 08, 08:05 م]ـ
أخي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((وسئل الإمام ابن تيميَّة كما في مجموع الفتاوى 24/ 331 - 332
عن الأحياء إذا زاروا الأموات هل يعلمون بزيارتهم وهل يعلمون بالميت إذا مات من قرابتهم أو غيره
فأجاب الحمد لله نعم قد جاءت الآثار بتلاقيهم وتساؤلهم وعرض أعمال الأحياء على الأموات كما روى إبن المبارك عن أبى أيوب الأنصارى قال إذا قبضت نفس المؤمن تلقاها الرحمة من عباد الله كما يتلقون البشير فى الدنيا فيقبلون عليه ويسألونه فيقول بعضهم لبعض أنظروا أخاكم يستريح فإنه كان فى كرب شديد قال فيقبلون عليه ويسألونه ما فعل فلان وما فعلت فلانة هل تزوجت الحديث
وأما علم الميت بالحي إذا زاره وسلم عليه ففي حديث إبن عباس قال قال رسول الله ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه فى الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام قال إبن المبارك ثبت ذلك عن النبى صلى الله عليه وسلم وصححه عبد الحق صاحب الأحكام وأما ما أخبر الله به من حياة الشهيد ورزقه وما جاء فى الحديث الصحيح من دخول أرواحهم الجنة فذهب طوائف إلى أن ذلك مختص بهم دون الصديقين وغيرهم والصحيح الذى عليه الأئمة وجماهير أهل السنة ان الحياة والرزق ودخول الأرواح الجنة ليس مختصا بالشهيد كما دلت على ذلك النصوص الثابتة ويختص الشهيد بالذكر لكون الظان يظن أنه يموت فينكل عن الجهاد فأخبر بذلك ليزول المانع من الإقدام على الجهاد والشهادة
كما نهى عن قتل الأولاد خشية الإملاق لأنه هو الواقع وان كان قتلهم لا يجوز مع عدم خشية الاملإق)).
وقد تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفه وصححه في الصحيحة 6/ 261 رقم 2758
إذا قبضت نفس العبد تلقاه أهل الرحمة من عباد الله كما يلقون البشير في الدنيا فيقبلون عليه ليسألوه فيقول بعضهم لبعض: أنظروا أخاكم حتى يستريح فإنه كان في كرب فيقبلون عليه فيسألونه: ما فعل فلان؟ ما فعلت فلانة؟ هل تزوجت؟ فإذا سألوا عن الرجل قد مات قبله قال لهم: إنه قد هلك فيقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب به إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية. قال: فيعرض عليهم أعمالهم فإذا رأوا حسنا فرحوا واستبشروا وقالوا: هذه نعمتك على عبدك فأتمها وإن رأوا سوءا قالوا: اللهم راجع بعبدك
رقم 29 واسمع وهي مكتوبة هنارقم 19:
http://www.tahhansite.com/pages/reading%20library/1.htm (http://www.tahhansite.com/pages/reading%20library/1.htm) http://www.tahhansite.com/pages/H.htm(47/478)
كلام للقرطبي في الاستواء جميل عجيب.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 08:24 م]ـ
قال الإمام القرطبي في كتابه الأسنى شرح أسماء الله الحسنى 2/ 132 بعد أن ذكر أقوال العلماء في استواء الله على عرشه: (وأظهر هذه الأقوال ـ وإن كنت لا أقول به ولا أختاره ـ ماتظاهرت عليه الآي والأخبار أن الله سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابه
وعلى لسان نبيه بلا كيف،بائن من جميع خلقه هذا جملة مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات حسب ماتقدم ... ).
سبحان الله ظهر له الحق ثم يتركه
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[01 - 04 - 08, 09:56 م]ـ
اللهم ثبتنا وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ..
ـ[توبة]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:06 ص]ـ
{وقاله الأستاذ أبو بكر بن فورك في [شرح أوائل الأدلة]. له وهو قول أبي عمر بن عبدالبر والطلمنكي وغيرهما من الأندلسيين وقول الخطابي في شعار الدين، ثم قال بعد أن حكى أربعة عشر قولا: [وأظهر الأقوال ما تظاهرت عليه الآي والأخبار والفضلاء الأخيار أن الله على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف بائن من جميع خلقه هذا مذهب السلف الصالح فيما نقله عنهم الثقات]. هذا كله لفظه.} فتاوي الشيخ ابن تيمية
{وقال أبو عبد الله القرطبي المالكي لما ذكر اختلاف الناس في تفسير الاستواء قال وأظهر الأقوال ما تظاهرت عليه الآي والأخبار والفضلاء الأخيار أن الله على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف بائن من جميع خلقه هذا مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات} درء تعارض العقل و النقل الجزء السادس
**تذييل: منقول من نسخ الكترونية.
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 03:15 ص]ـ
القرطبي رحمه الله من الأشاعرة المنصفين ... وشتان بينه وبين من يزعم أن التمشعر هو اعتقاد الصحابة تضليلا للناس والله المستعان
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[02 - 04 - 08, 03:39 ص]ـ
قوله بلا كيف ونسبته إلى السلف غلط، لأنه يقصد به التفويض، وجل المؤلفين حين العزو إلى مذهب السلف ينقلون ذلك قاصدين نفي الكيفية مطلقا لا الجهل بها، لأن الكيف عندهم الهيئة والهيئة عنه مرفوعة، فليتنبه!
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 02:41 م]ـ
أحسنتم يا إخوان.
أخي توبة من خلال نقلك لكلام شيخ الإسلام نستطيع أن نقول هذه الجملة (وإن كنت لا أقول به ولا أختاره) مدسوسة عليه أليس كذلك.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - 04 - 08, 02:43 م]ـ
قوله بلا كيف ونسبته إلى السلف غلط، لأنه يقصد به التفويض، وجل المؤلفين حين العزو إلى مذهب السلف ينقلون ذلك قاصدين نفي الكيفية مطلقا لا الجهل بها، لأن الكيف عندهم الهيئة والهيئة عنه مرفوعة، فليتنبه!
وما يدريك ما يقصده الإمام القرطبي رحمه الله بـ"بلا كيف"؟
فكلمة "بلا كيف" يستخدمها الإثنان
الذين يفوضون الكيف والذي ينفون الكيف مطلقا.
فما أدراك أيها يقصد القرطبي رحمه الله؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - 04 - 08, 02:56 م]ـ
هذا ما وجدته في كتاب الأسنى للإمام القرطبي رحمه الله الموجود على النت طبعة دار الصحابة للتراث بطنطا
((فقال الإمام أبو بكر محمد بن الحسن الحضرمي المرادي المالكي القيرواني الذي له الرسالة التي سماها برسالة الإيماء إلى مسألة الإستواء.
باب اختلاف الناس في الإستواء / وذكر الصحيح من ذلك
والمحفوظ من ذلك الدائر بين أهل العلم عشرة أقوال:
.....
والسادس: قول الطبري وابن أبي زيد والقاضي عبد الوهاب وجماعة من شيوخ الحديث والفقه، وهو ظاهر بعض كتب القاضي أبي بكر رضي الله عنه وأبي الحسن، وحكاه عنه أعني القاضي أبي بكر القاضي عبد الوهاب نصا، وهو أنه سبحانه مستو على العرش بذاته، وأطلقوا في بعض الأماكن فوق عرشه. قال الإمام أبو بكر: وهو الصحيح الذي أقول به من غير تحديد ولا تمكين في مكان، ولا كون فيه مماسة.
قلت: هذا قول القاضي أبي بكر في كتاب تمهيد الأوائل له. وقد ذكرناه، وقاله الأستاذ أبو بكر فورك في شرح أوائل الأدلة، وهو قول ابن عبد البر والطلمنكي وغيرهما من الأندلسيين، والخطابي في كتاب شعار الدين وقد تقدم ذلك.
......
قلت: هذه الأقوال الأربعة الأخيرة لم يذكرها المرادي، وأظهر هذه الأقوال وإن كنت لا أقول به ولا أختاره ما تظاهرت عليه الآي والأخبار أن الله سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف، بائن من جميع خلقه هذا جملة مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات، حسب ما تقدم.))
-----------------
والذي ظهر لي مما قرأته في بعض كلام الإمام القرطبي رحمه الله هو أنه يؤول الإستواء ولا يثبتها على ظاهرها (أن الله على عرشه بذاته)
وكتابه "الجامع لأحكام القرآن" كان بعد كتابته لكتابه الأسنى حيث أنه ذكر كتابه الأسنى في كتابه "أحكام القرآن"
والله أعلم
إن كنت أخطأت فصححوني بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/479)
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 03:27 م]ـ
قوله بلا كيف ونسبته إلى السلف غلط، لأنه يقصد به التفويض، وجل المؤلفين حين العزو إلى مذهب السلف ينقلون ذلك قاصدين نفي الكيفية مطلقا لا الجهل بها، لأن الكيف عندهم الهيئة والهيئة عنه مرفوعة، فليتنبه!
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره لسورة الاعراف الاية 54:
(وَقَدْ كَانَ السَّلَف الْأَوَّل رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ لَا يَقُولُونَ بِنَفْيِ الْجِهَة وَلَا يَنْطِقُونَ بِذَلِكَ , بَلْ نَطَقُوا هُمْ وَالْكَافَّة بِإِثْبَاتِهَا لِلَّهِ تَعَالَى كَمَا نَطَقَ كِتَابه وَأَخْبَرَتْ رُسُله. وَلَمْ يُنْكِر أَحَد مِنْ السَّلَف الصَّالِح أَنَّهُ اِسْتَوَى عَلَى عَرْشه حَقِيقَة. وَخُصَّ الْعَرْش بِذَلِكَ لِأَنَّهُ أَعْظَم مَخْلُوقَاته , وَإِنَّمَا جَهِلُوا كَيْفِيَّة الِاسْتِوَاء فَإِنَّهُ لَا تُعْلَم حَقِيقَته. قَالَ مَالِك رَحِمَهُ اللَّه: الِاسْتِوَاء مَعْلُوم - يَعْنِي فِي اللُّغَة - وَالْكَيْفَ مَجْهُول , وَالسُّؤَال عَنْ هَذَا بِدْعَة. وَكَذَا قَالَتْ أُمّ سَلَمَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا. وَهَذَا الْقَدْر كَافٍ , وَمَنْ أَرَادَ زِيَادَة عَلَيْهِ فَلْيَقِفْ عَلَيْهِ فِي مَوْضِعه مِنْ كُتُب الْعُلَمَاء. وَالِاسْتِوَاء فِي كَلَام الْعَرَب هُوَ الْعُلُوّ وَالِاسْتِقْرَار.)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 03:35 م]ـ
أحسنتم يا إخوان.
أخي توبة من خلال نقلك لكلام شيخ الإسلام نستطيع أن نقول هذه الجملة (وإن كنت لا أقول به ولا أختاره) مدسوسة عليه أليس كذلك.
أخي أبو عائشة، توبة هي أخت كريمة معنا في الملتقى بارك الله فيك.
حينما تكلم العلماء عن تفسير القرطبي، قالوا عنه تفسير جيد إلا أنه لا تؤخذ منه الأسماء و الصفات.
ـ[توبة]ــــــــ[02 - 04 - 08, 11:08 م]ـ
بارك الله فيكم،الظاهر والله أعلم، أن العبارة محل الاشكال ليست من كلام القرطبي -رحمه الله-،و إن ثبت التصريح أعلاه كما نقله الشيخ ابن تيمية -رحمه الله- في درء التعارض "دون تلك الاضافة"فهو لا يتعارض مع بقية أقواله في مواضع أخرى من تفسيره.
هل هناك مخطوطة أو نسخة أخرى لكتاب القرطبي (الأسنى) بتحقيق آخر غير طبعة طنطا،لعله وهم من محقق الكتاب أو سقط ما في النقل؟؟(47/480)
اللطائف التفسيرية للشيخ الدكتور سفر الحوالي في كتابه ظاهرة الإرجاء .. (2)
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:20 ص]ـ
الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وبعد:
هذا هو الجزء الثاني من فهرستي لكتاب ظاهرة الإرجاء للشيخ الدكتور سفر الحوالي عافاه الله ...
وهي خاصة باللطائف التفسيرية التي وردت في الكتاب، وهي كالتالي:
اللطيفة الأولى في التعبير عن الرسالات بأنها كتاب واحد ص 27:
ولمناسبة كون المعركة – من نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم - واحدة، وقضيتها واحدة، جاء التعبير عن الرسالات جميعاً بأنها " كتاب "واحد – في الآيات السابقة -? وأنزل معهم الكتب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ? {البقرة: 213} ? وأنزلنا معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه? {الحديد: 25} وقوله ? الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان ? {الشورى: 17} ونحوها.
كما جاء التعبير عن رفض دعوة الرسل وعبادة غير الله مهما تباعدت الأجيال وتنوعت المعبودات بأنه عبادة للشيطان ? ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ? {يس: 61}.
وكذلك جاء وصف أعداء الرسالات من البشر موحدا كذلك وهو " الملأ " المستكبرون عن أصحاب السلطان والمال وذلك في آي كثير.
اللطيفة الثانية في اقتران الحديد بالقرآن في القرآن ص 30:
إن اقتران الحديد بالقرآن (في آية الحديد) من أجل إقامة دين الله في الأرض، ليكشف عن سنة ربانية عظمى في طبيعة هذا الدين، وطبيعة الجاهلية المقابلة، وهي أن هذا المنهج الإلهي الذي يمثله الإسلام كما جاء به محمد ? لا يتحقق في الأرض بمجرد إبلاغه للناس وبيانه، ولا يتحقق بالقهر الإلهي على نحو ما يمضي الله ناموسه في دورة الفلك وسير الكواكب وترتب النتائج على أسبابها الطبيعية، إنما يتحقق بأن تحمله مجموعة من البشر، تؤمن به إيمانا كاملا، وتستقيم عليه بقدر طاقتها، وتجعله وظيفة حياتها، وغاية آمالها، وتجهد لتحقيقه في قلوب الآخرين، وفي حياتهم العملية كذلك، وتجاهد لهذه الغاية بحيث لا تستبقي جهد ولا طاقة، تجاهد الضعف البشري، والهوى البشري، والجهل البشري في أنفسها وأنفس الآخرين، وتجاهد الذين يدفعهم الضعف والهوى والجهل، للوقوف في وجه هذا المنهج، وتبلغ بعد ذلك كله من تحقيق هذا المنهج الإلهي إلى الحد والمستوى، الذي تطيقه فطرة البشر.
اللطيفة الثالثة في بداية سورة المزمل بقيام الليل ص 46:
وهذه السورة ـ المزمل ـ تعطي أبرز ما تعطي الزاد الأصيل الذي لا بد منه لمن يريد حمل هذه الدعوة، ومقارعة العالمين بها، ذلك هو زاد الصلة القوية بالله، والتزكية الروحية بالتقرب إليه، ومناجاته في أرجى ساعات المناجاة وأصفاها.
اللطيفة الرابعة في أن التحذير من شرك الدعاء في القرآن أكثر من غيره ص 175:
والمتأمل لكتاب الله تعالى، ولحال الخليقة، يجد أن من أكبر أسباب الشرك ودواعيه، توهم المشركين أن غير الله مصدر خير لهم، وأن عبادته سبب لحصول ما ينفعهم، ودفعه ما يضرهم، وأقل من ذلك من يتخذ من دون لله إلها بمعنى أن يجعله قرة عينه، وغاية قلبه، ومتعلق إرادته، أي أن شرك الدعاء أكثر من شرك المحبة، وذلك لأن حقيقة الافتقار في الأول ـ شرك الدعاء ـ أظهر وأعم، ولهذا جاء الخطاب به في القرآن أكثر، وأبطل الله عز وجل أن يكون لغيره نفع أو ضر أو ولاية أو شفاعة أو ملك أو شرك في ملك، أو يكون بيد غيره رحمة أو رزق، أو فضل أو شفاء، أو موت أو حياة، أو نصر أو إغاثة.
اللطيفة الخامسة ص 226:
قوله تعالى ? وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ? في التعبير بالنفس لفتة عجيبة، فإن يقين النفس تصديق ومعرفة، أما يقين القلب فهو يقين.
اللطيفة السادسة في ختم الآيات الدالة على التحاكم لشرع الله باليقين ص598:
ولهذا جاءت الآيات المحكمات الدالة على اتباع شريعة الله والتحاكم إليها وحدها مذيلة بوصف اليقين لمن امتثل، فدل على شك من خالف وارتيابه، قال تعالى " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا .... ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/481)
وقال " ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها .... هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون ".
فكما سبق بيانه من أن تحكيم شرع الله هو الإسلام، فإذا بلغ من العبد إلى حد انتفاء الحرج والمعارضة بالرضا الكامل فهو الإحسان، فكذلك اعتقاد بطلان ما عداه، وأنه وحده الحق الذي لا أحسن منه ولا أهدى هو درجة الإسلام، فإذا رسخ هذا حتى لا تزعزعه شبهة ولا يعتريه شك فهو اليقين.
اللطيفة السابعة في اليقين في القرآن ص 596:
فاليقين في الجملة متعلقه الاعتقاد، وذلك أن مجمل الإيمان القلبي هو الإيمان بالغيب، فإذا رسخ هذا الإيمان وارتقى عن الشكوك حتى يصبح كالمعاينة فهو اليقين، ولهذا جاء أعظم الغيبيات بعد الإيمان بالله، وهو الإيمان بالآخرة مقرونا باليقين أكثر مما سواه، فقال تعالى " وبالآخرة هم يوقنون " في أو ل البقرة والنمل ولقمان، فإن الإيمان بالآخرة مع دلالة الفطرة السوية والعقل السليم عليه ليس في قوة الإيمان الفطري بالله، كما أن تفصيلاته مصدرها الوحي وحده.
اللطيفة الثامنة في ذكر الصدق والإخلاص في القرآن ص605:
ولهذا جاء الحديث عن الصدق في السور التي تعرضت للنفاق وأهله؛ كسورة براءة والأحزاب والمنافقون والقتال (محمد) والحجرات والحشر.
وجاء الحديث عن الإخلاص في السور التي تحدثت عن الشرك والمشركين؛ كسورة الأعراف والزمر وغافر والبينة والكافرون، بل في سورة الأنعام وإن لم يذكر فيها صريحا.
اللطيفة التاسعة في تقديم الإيمان على الأعمال الصالحة في الآيات ص674:
وإنما كثر تقديم الإيمان؛ لأن المراد به قول القلب وعمله، وهو الأصل، فالباطن أصل للظاهر كما سبق، لكن ورود بعض مواضع يتقدم فيها ذكر العمل عليه، يدل على التلازم، وعلى أهمية المقدم من بين أعمال الإيمان في ذلك السياق، ومن ذلك " ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن " ثم قال المؤلف أيضا: ومنها " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فلا يقال: إن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ليسا من الإيمان، أو يصحان بدونه، وتقديمها عليه، وإلا فمعلوم قطعا أن الإيمان لا يتقدم عليه شيء، إذ لا يقبل شيء بدونه.
بل المقصود التنبيه على أهمية هذه الميزة الإسلامية، بإفرادها عن سائر أعمال الإيمان، وتقديمها عليه، وإلا فمعلوم قطعا أن الإيمان لا يتقدم عليه شيئ، إذ لا يقبل شيئ بدونه.
اللطيفة العاشرة ص676:
" ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا "
ووجه الأهمية أن الله تعالى ذكر ضمن الرد على دعوى الإيمان بالتسمي والقول، دون إصلاح العمل ورد على من يزعم هذه الدعوى سواء أكان كتابيا أم حنيفيا، فقال قبلها:
" ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا " وقال بعدها " ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله هو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا ".
فبين أن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، بل ما وقر في القلب وصدقه العمل، وأنه لا أحد أحسن دينا ممن أسلم، أي انقاد وأطاع بلا حرج ولا منازعة، وهذه هي ملة إبراهيم، التي لا يقبل الله دينا غيرها مهما كثرت الأماني والدعاوي.
اللطيفة الحادية عشرة في عطف الأعمال الصالحة على الإيمان ص767:
إن أعمال الجوارح في الأصل ليست من الإيمان؛ بل الإيمان أصله ما في القلب، والأعمال هي من لوازمه التي لا تنفك بحال، لكن جاء الشرع فأدخلها فيه، وأصبح اسم الإيمان شاملا لها على الحقيقة شرعا، فكثر في كلامه عطفها عليه توكيدا لذلك لكيلا يظن ظان أن الإيمان المطلوب هو ما في الإيمان فقط، بل يعلم أن لازمه العمل ضروري كضرورته، فها هو ذا قد أُدخل في اسمه وحقيقته، في مواضع الانفراد، وقُرن في مواضع العطف، وبمراجعة ما سبق قوله عن الحقيقة المركبة، يتضح هذا جليا بإذن الله، فإن الشيء المركب من جزأين لا يمتنع عطف أحدهما على الآخر , وإن كان أحدهما إذا أطلق يشملهما اسمه معا , لا سيما وأن المعطوف عليه هو الأصل الذي إذا أطلق شمل العمل , والمعطوف فرع ولازم له، فيأتي العطف لبيان وجوب وجودها مجتمعة , إذ انتقاء أحد جزءيها انتقاءٌ لذات الحقيقة، ومن هنا يظهر سر تكرار ذلك العطف في القرآن والله أعلم، فانه مطابق لإجماع السلف أن الإيمان قول وعمل، أي اعتقاد وانقياد كما سبق وهو المطابق للأحاديث التي سبق إيرادها في مبحث الحقيقة المركبة، ولا سيما حديث جبريل الذي فسر ? فيه الإسلام، وفسر الإيمان بالجزء الباطن، ومعلوم قطعا أن أحدهما لا يغني عن الآخر منفردا، بل منهما معا تتكون حقيقة واحدة هي الدين كما جاء في آخره " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " وإن كان الإيمان أعلى درجة ومرتبة من الإسلام، باعتبار أنه الأصل، كما أن الإحسان أعلى منه، لكن اسمه المطلق يشملهما، والإسلام الذي هو أدنى منه لا يصح إلا به، أو بجزء منه.أ. هـ
وهذا هو الجزء الخاص باللطائف التفسيرية في كتاب ظاهرة الإرجاء ... وبعد ذلك سأنتقل إلى
الجزء الثالث من الفهرسة ... أسأل الله التوفيق والسداد.(47/482)
مع البراك في بيانه
ـ[عبدالرحمن الثبيتي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:32 ص]ـ
كتبَ بعضُ مُلَوَّثي الفِكْرِ، ما يَندى له الجَبينُ، بدعوى حُريَّةِ الكلمةِ، فتَكَلَّم العلامةُ الشيخُ عبدُ الرحمن البرَّاك في شأنِهِم، وحدَّدَ موقفَ الشَّرعِ من قَالَتِهم، وأن من جاء بمثلِ ما جاؤوا به، فقد تقَحَّمَ خندقَ الكُفر، وكتب في ذلك بياناً مُبَجلاً.
ويلحظ المتابع للصِّحافة المتعلمِنةِ، هجوماً غير مسبوقٍ على الشيخ ومن يدافِعُ عنه، فكانت هذه المشاركة، حاشية على بيان الشيخ.
حتَّى مَتى يَتَطَاولُ الأَقْزَامُ
وإِلى مَتى يَغْشَى النَّهَارَ ظَلامُ
ضاقَتْ فِجَاجُ الأَرضِ عَنْ صَرَخاتِنَا
وتَكَسَّرتْ بِأَكُفِّنَا الأَقْلامُ
فُتِحَتْ لأَهْلِ الشَّرِّ أَبْوابُ المَدى
فتَقاطَروا وعلى الدُّرُوبِ زِحَامُ
وتَداعَتِ الأَوْباشُ تُعْلِنُ غَيَّهَا
ويَؤُزُّهَا نَحْوَ الخَنَا الإِعْلامُ
رَقَمُوا وَكانَ الكُفْرُ في كَلِماتِهِمْ
مادُوْنَهُ شَكٌ ولا أَوْهامُ
كُفْرٌ صَرِيحٌ مَنْ أَتى بِمَثِيلِهِ
فَلْيُسْتَتَبْ وَلْتَنْفُذِ الأَحْكامُ
لَيْسَتْ أَغَاليطَاً تُقَالُ تَجَوُّزاً
أَوْ قِصَةً تَأْتي بها الأَفلامُ
لكنْ أُصُولٌ في الدِّيانةِ أُِِحْكِمَتْ
السَّيْفُ يَلْمَعُ والحُدُوْدُ تُقامُ
ذاكَ السِّياجُ على ثوابتِ دينِنَا
يُحْمَى الذِّمارُ ويُحفَظُ الإِسلامُ
لَيْسَتْ عَقِيدَتُنا لكُلِّ مُخَلِّطٍ
نَهْباً ولا في صَمْتِنا اسْتِسلامُ
لكِنَّما كَثُرَ الغُثاءُ وَأُمَّتي
مَا عِنْدها نقْضٌ ولا إِبرامُ
شُغِلَتْ بِدُنْياها وأَكثَرُ قَوْمِنَا
فَحَدِيثُهُ الدِّينارُ والدِّرهامُ
عُلَماءَنا لا تَرْكَنوا لِسَلامةٍ
لا يُلْهِكُم دونَ البيانِ حُطَامُ
هَذا هُوَ "البَرَّاكُ" أَعْلَنَها لكُمْ
لم يُثْنِهِ عن قولِهِ اللُّوَّامُ
نَادَى بِهَا كالشَّمسِ نُبْصِرُها وَقَدْ
نَطَقَتْ بِحَالِكِ سِرِّها الآكَامُ
للهِ دَرُّكَ مِن إِمامٍ يُقْتَدَى
في النَّائِباتِ مُحَنَّكٌ صَمْصامُ
إِنِّي أَرَى خُلَلَ الرَّمادِ تَوَقُّداً
وأَرى الوِهَادَ تَهُزُّها الأَلغامُ
وأرى بني عِلْمانَ كيفَ تسَلَّطوا
وتَمَكَّنوا فكَأَنَّهُمْ أَوْرَامُ
أَوَلَيْسَ في التَّأْرِيْخِ أَبْلَغُ عِبرةٍ
شَهِدتْ على تَدوِيْنِهَا الأَيَّامُ
إِنْ ضَيَّعت شأْنَ الثَّوابتِ أُمَّةٌ
وَغَدَتْ بِأَبْخَسِ ما يكونُ تُسامُ
فَهُناكَ يُهْدَمُ كُلُّ صَرحٍ شامِخٍ
ويُبَاحُ أَصْلٌ وَهْوَ قَبْلُ حرامُ
تَهْوي المبَادِئُ لِلْحَضِيضِ ويُقْتَفى
دَرْبُ الضَّلالِ ومَذْهَبٌ هَدَّامُ
وهُناكَ يُهْزَأُ بالشَّريعةِ جَهْرَةً
وَتُزَيَّنُ الزَّلاتُ والآثَامُ
وَلَسَوْفَ يُكْرَمُ كُلُّ خِبٍّ فاسِقٍ
وَكَأَنَّهُ الصَّوَّامُ والقَوَّامُ
فَاسْتَيْقِظوا يا قَوْمَنا مِن رَقْدَةٍ
ما حازَ مَجْداً مَعْشَرٌ نُوَّامُ
مَهْما اسْتَطالَ الشَّرُّ في طُغْيانِهِ
هذا أَبو حَفْصٍ وذا بِهْرامُ
(علي بن حسن الحارثي)
18/ 3 / 1429
مكة حرسها الله
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وحفظ الله العلامة البراك(47/483)
هل هناك دليل علة هذه الجملة؟!
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:47 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد،
فقد مر بي قول الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - في شرحه للطحاوية، وهو يتكلم عن صفة الحوض، فكان مما قال:
"
آنية الحوض:
وصفَها صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبد الله بن عمر بن العاص وغيره قال «آنيته كنجوم السماء» وهذا التشبيه بقوله (كنجوم السماء) نفهم منه صفتين:
- الصفة الأولى: الكثرة، في أنَّ كثرتها كثرة نجوم السماء، وهذا يدل على مزيد راحة وطمأنينة في الشرب منه وتناوله، وألا يكون هناك تزاحم على كيزانه، أو أنَّ الناس يشربون بأيديهم. " ا. هـ
ثم تذكرت أن كثيرا من دعاة المسلمين اليوم يقولون في أدعيتهم:
" اللهم اسقنا من حوض نبينا شربة هنيئة بيده "
فهل قام دليل على أن هناك من يسقيهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بيده؟؟!!
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 03:53 م]ـ
اطراح العقل في فهم النصوص بلية،لاتعادلها الا جناية تقديم العقل على النقل.لو كانوا يسقون بيد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما كان هناك معنى لكثرة عدد الكيزان. وقد بحثت قبل اليوم عن اصل لدعاء "اسقنا بيدك ... "فلم اجد ..
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[03 - 04 - 08, 12:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخانا عبد الرشيد
ومازلنا بحاجة لتعزيز النقل عن العلماء، حتى يطمئن القلب أكثر
هدانا الله لما يحبه ويرضاه(47/484)
حكم الترضي على غير الصحابة
ـ[سل بابكر]ــــــــ[02 - 04 - 08, 11:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماحكم قول رضي الله عنه على غير الصحابة وما الدليل؟ ليطمئن قلبي!!!
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[02 - 04 - 08, 12:20 م]ـ
هل يجوز ان أقول عن شخص ما رضي الله عنه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110609)
ـ[سل بابكر]ــــــــ[03 - 04 - 08, 04:26 ص]ـ
مازلت بحاجة إلى ردكم مع ذكر المصدر
أفيدونا يؤجركم الله
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[03 - 04 - 08, 07:36 ص]ـ
أخي سل ...
هذا رابط لنفس موضوعك ولعلك ظننته سؤالا ...
ـ[سل بابكر]ــــــــ[03 - 04 - 08, 11:44 ص]ـ
يا أخي بارك الله فيكم أعلم أن صاحبه يقصد به الرد ولكن هو رد غير مقنع لي
ـ[عمر الشمراني]ــــــــ[03 - 04 - 08, 11:18 م]ـ
جائز؛ لقوله تعالى: ((والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوعنه ... )).
جعلني الله وإياك والقراء؛ ((من الذين اتبعوهم بإحسان))؛فيرضى عنا كما رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار. والله أعلم.
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[07 - 04 - 08, 10:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة: أخوتى الكرام ..
والله أعلم يجوز.والدليل ما ذكرة الشيخ الشمرانى .. فتكون من باب الدعاء لهم بأن يرضي الله عنهم .. أسأل الله أن يرضى عنا وعنكم وعن أهل الملتقى جميعا".والله اعلم.
______________________________________________
مازال أخينا ابو عبد الرحمن متوقف عن الكتابة يسر الله له الفرج.امين
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[01 - 05 - 08, 07:28 م]ـ
أنقل إليكم كلام الشيخ ناصر العقل -حفظه الله- في شرح لعة الاعتقاد:
لكن نقف عن قوله (رضي الله عنه)، قد تشكل على تشكل على بعض طلاب العلم، أنه ما معنى أننا نترضى عن إمام بعينه، ثم كثير من علماء المسلمين لا نقول: رضي الله عنهم؟ هو في الحقيقة لعلها من إكرام الله -عز وجل- لبعض خلقه، هذه ما قصدت، يعني غالبًا الذين يترضى عنهم من هم؟ الصحابة -رضي الله عنهم-، هذا غالبًا أنه من خصائصهم، لكن كلمة رضي الله عنه كلمة دعاء أحيانًا يجوز أن تقولها لشخص، إذا التزمتها يكون غير مشروع، تقولها لشخص لكن ومع ذلك الله -عز وجل- أكرم بعض خلقه مثل الأئمة الأربعة الإمام أبو حنيفة -رضي الله عنه- والإمام مالك -رضي الله عنه- والإمام الشافعي -رضي الله عنه- والإمام أحمد -رضي الله عنه-، هؤلاء تقال لهم هذه الكلمة أحيانًا؛ لأن الله أكرمهم بالإمامة في الدين حتى صاروا قريب من مصاف الصحابة، فهذا حق، ومع ذلك لو قلنا رحمهم الله لكان أولى.
ـ[أبو السها]ــــــــ[01 - 05 - 08, 08:25 م]ـ
في شرح اقتضاء الصراط المستقيم للشيخ ابن عثيمين كلام قريب من كلام الشيخ ناصر،وقال " رضي الله عنه" من جهة الإصطلاح خاصة بجيل الصحابة، فإذا استعملها إنسان في غير الصحابي فربما يظن السامع أنه صحابي وهو غير ذلك في واقع الأمر، أما إذا كان المقصود الدعاء فلا بأس من استعمالها كما شهدت النصوص بذلك--انتهى معنى كلامه- رحمه الله-
ـ[سل بابكر]ــــــــ[02 - 05 - 08, 03:48 ص]ـ
فجزاكم الله خيرا
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[04 - 05 - 08, 02:55 ص]ـ
قال الإمام النووي رحمه الله: ((فصل: يستحب التَّرَضِّي والترحم على الصحابة والتابعين ومن بعدهم من العلماء، والعُبَّاد، وسائر الأخيار، فيقال: رضي الله عنه، أو رحمه الله ... ونحو ذلك.
أما ما قاله بعض العلماء: إن قوله (رضي الله عنه) مخصوص بالصحابة، ويقال في غيرهم (رحمه الله) فقط؛ فليس كما قال، ولا يوافق عليه، بل الصحيح الذي عليه الجمهور استحبابه، ودلائله أكثر من أن تحصر ... )) اهـ (الأذكار مع شرحه الفتوحات الربانية) [3/ 342].
وقال الخطيب البغدادي رحمه الله: ((والصلاة والرضوان والرحمة من الله بمعنى واحد إلا أنها وإن كانت كذلك فإنَّا نستحب أن يقال للصحابي: (رضي الله عنه) وللنبي: (صلى الله عليه وسلم) تشريفاً له وتعظيماً)) اهـ (الجامع لأخلاق الراوي والسامع) [2/ 106].
وجاء في ترجمة حريز بن عثمان، أبي عثمان الرحبي الحمصي: ((قال شبابة: سمعت رجلاً قال لحريز بن عثمان: بلغني أنك لا تترحم على عليٍّ، قال: اسكت، رحمه الله مئة مرة)) اهـ (السير) [7/ 81].
وقال ابن جرير الطبري في مقدمة كتابه (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) فقال في [1/ 24]: (( ... هي الأخبار التي رويتها عن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود وأُبي بن كعب، رحمة الله عليهم)).اهـ
وساق بإسناده إلى زيد بن ثابت قال: قال لما قتل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمامة دخل عمر بن الخطاب على أبي بكر رحمه الله فقال: ... )).
وقوله: في [1/ 28] (( ... على أن إمام المسلمين وأمير المؤمنين عثمان بن عفان رحمة الله تعالى عليه ... )).اهـ
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[04 - 05 - 08, 02:57 ص]ـ
وعليه فيجوز التَّرَضِّي على غير الصحابة، والتَّرَحم على الصحابة.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/485)
ـ[ابو ريمه]ــــــــ[07 - 05 - 08, 12:32 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[محمد بن يحيى محمد]ــــــــ[29 - 04 - 10, 10:22 م]ـ
قال الإمام النووي رحمه الله: ((فصل: يستحب التَّرَضِّي والترحم على الصحابة والتابعين ومن بعدهم من العلماء، والعُبَّاد، وسائر الأخيار، فيقال: رضي الله عنه، أو رحمه الله ... ونحو ذلك.
أما ما قاله بعض العلماء: إن قوله (رضي الله عنه) مخصوص بالصحابة، ويقال في غيرهم (رحمه الله) فقط؛ فليس كما قال، ولا يوافق عليه، بل الصحيح الذي عليه الجمهور استحبابه، ودلائله أكثر من أن تحصر ... )) اهـ (الأذكار مع شرحه الفتوحات الربانية) [3/ 342].
وقال الخطيب البغدادي رحمه الله: ((والصلاة والرضوان والرحمة من الله بمعنى واحد إلا أنها وإن كانت كذلك فإنَّا نستحب أن يقال للصحابي: (رضي الله عنه) وللنبي: (صلى الله عليه وسلم) تشريفاً له وتعظيماً)) اهـ (الجامع لأخلاق الراوي والسامع) [2/ 106].
وجاء في ترجمة حريز بن عثمان، أبي عثمان الرحبي الحمصي: ((قال شبابة: سمعت رجلاً قال لحريز بن عثمان: بلغني أنك لا تترحم على عليٍّ، قال: اسكت، رحمه الله مئة مرة)) اهـ (السير) [7/ 81].
وقال ابن جرير الطبري في مقدمة كتابه (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) فقال في [1/ 24]: (( ... هي الأخبار التي رويتها عن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود وأُبي بن كعب، رحمة الله عليهم)).اهـ
وساق بإسناده إلى زيد بن ثابت قال: قال لما قتل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمامة دخل عمر بن الخطاب على أبي بكر رحمه الله فقال: ... )).
وقوله: في [1/ 28] (( ... على أن إمام المسلمين وأمير المؤمنين عثمان بن عفان رحمة الله تعالى عليه ... )).اهـ
كلام جميل
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[30 - 04 - 10, 01:09 ص]ـ
هذا العالم عالم متين بالفعل د\ ناصر العقل
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[02 - 05 - 10, 06:44 ص]ـ
رقم الفتوى (3680)
موضوع الفتوى حكم قول رضي الله عنه لغير الصحابة
السؤال س: ما حكم قول (رضي الله عنه) لغير الصحابة كابن تيمية والتابعين وهل كل نبي ورسول كلما جاء ذكره يقال (صلى الله عليه وسلم) أم أنها خاصة بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟
الاجابة يجوز ذلك في حق الصالحين والعُبَّاد الزاهدين، والعُلماء المُصلحين من التابعين وتابعي التابعين وأئمة عُلماء الأمة من أهل السُنة الذين نصروا الدين واشتهر عنهم ما قاموا به من العلم والعمل والإصلاح والنفع للأمة كالأئمة الأربعة وعُلماء أهل السُنة والجماعة، ولكن اشتهر اصطلاح العلماء على تخصيص الصحابة بالترضِّي لقول الله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ واصطلحوا على أن غير الصحابة يُترحَّم عليهم غالبًا ويُدعى لهم بالجنة والكرامة، ولم يمنعوا من الترضي عنهم؛ فإن الله تعالى قد أخبر بأنه قد رضي عن عباده المؤمنين كما في آخر سورة المُجادلة وآخر سورة البيّنة، وأما الأنبياء والرُسل فاصطلحوا على أنه يُسلم عليهم فيُقال عن موسى (عليه السلام)، وعن إدريس ونوح وإبراهيم وإسماعيل ونحوهم (عليهم السلام)، ويأتي أيضًا أن يُقال عن أحدهم (عليه الصلاة والسلام) أو (صلى الله عليه وسلم)، ولا مانع من ذلك.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=3680&parent=786(47/486)
بردة التوحيد
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[02 - 04 - 08, 12:22 م]ـ
بردة التوحيد لشيخنا الحبيب ابيعبد الرحمن بدرالعتيبي
بردة التوحيد
بسم الله الرحمن الرحيم:
الحمد لله والصلاة، والسلام علىرسول الله، أما بعد: هذه (بردة التوحيد) حقاً لا (بردة الشرك والوثنية) خلا مافيها من أبيات حقٍ في وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم، جادت بها قريحتي الآن، فأنشدت من أبياتها ما سيرد تباعاً، وسوف أعيد النظر فيها لاحقاً، وأهذبها، وأزيدعليها أبياتاً ينتفع به المسلمون و (يخمسونها) و (يسدسونها) ويروونها عنّي مسندةبعهد (التوحيد والسنة) لا بخرقة (الشرك والبدعة) فأقول: (بردة التوحيد):
يا خالق الخلق ما لي من ألوذ به **** سواك عند حلول الحادث العمِم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ****** ومن علومك علم اللوح والقلمِ
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ****** فضلاً وإلاّ فقد زليت بالقدمِ
يامن له الخلق ثم الأمر يا صمدٌ ***** لولاك لم تخرج الدنيا من العدمِ
يا واحداً ليس لي رب سواه ولا ****** ندٌ له يدعى كالجنِّ والصنمِ
يامن ألوذ به عمّا أحاذره ***** يا من أنادِ اسمه في السلمِ والنِّقمِ
يامن أمدّ له في كلّ معضلةٍ ******* يد الضراعة في الإصباح والظُلَمِ
يا من يجير ولا يرضى بمظلمةٍ ***** ويكشف الظلم عمّن بات بالألمِ
يا كاشف الكرب يا نصراً لناصره ** يا مسبغ الفضل من عفوٍ ومن نعمِ
سألتك الله قصراً لا نظير له ****** في جنة الخلد أعلى عاليَ القممِ
الجار أحمد والأصحاب رفقته ****** يا ربِّ يا مولاي يا واسع الكرمِ
ربّ ابني لي عندكم داراً أكون بها *****ونجّني من ديار الظلمِّ والسّقمِ
ونجّني من ديار الشركِ أجمعها ***** ونجّني من ذوي الإشراكِ كلِّهمِ
قوم يلوذون بالأوثان مخبتةً ***** لها الوجوه من عُربٍ ومن عجمِ
ويعكفون على ذاك الضريح وهم ***** ما بين محتضنٍ أيضاً ومستلمِ
وهم ينادون يا جيلان أدركنا **** يا عيدروس أغث واحمِ من النقمِ!
وقرّبوا عندها القربان منسفكاً **** لها الدماءُ من الأبقارِ والغنمِ
ويزعمون لها التدبير واعتقدوا ... في القطبِ والغوثِ والأوتادِ والنُّجُمِ
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[05 - 04 - 08, 02:22 م]ـ
بارك الله تعالى فيك وأماتك على توحيده وحشرك مع سيد الموحدين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومعذرة على سؤالي؛ فأنا يضاعتي مزجاة في بحور الشعر وما يتعلق به والسؤال هو: هل أول بيت مكسور أم لا؟ وجزاك الله تعالى خير الجزاء.
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[05 - 04 - 08, 09:29 م]ـ
جزاك الله خيرا على الدعوات الطيبات
أما عنى فأنا فى الشعر مثل شخصكم الكريم بل أقل منكم كثيرا
ولعل أحد اخواننا الافاضل يفيدنا فى هذا الامر وبارك الله فيك
ـ[ابن الحسيني]ــــــــ[11 - 04 - 08, 02:21 ص]ـ
الإخوة الكرام لابد من تنبيهين نبهني عليهما شيخنا بدر حفظه المولي من كل سوء
التنبيه الأول: هذه الأبيات كتبها الشيخ خلال مناظراته مع الصوفية في بعض المنتديات إرغاماًَ لهم، ولم تخضع للتدقيق والتصحيح، مع أنه لم يتمها حتى هذه الساعة، فقد سألته عن بقية الأبيات فقال: لم تتم بعد، و وعد بإتمامها.
الثاني: تعديل المقدمة بعد أن عُرضت على الشيخ على النحو التالي: (هذه (بردة التوحيد) حقاً لا (بردة الشرك والوثنية) خلا ما فيها من أبيات حقٍ في وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم، جادت بها قريحتي الآن، فأنشدت من أبياتها ما سيرد تباعاً، وسوف أعيد النظر فيها لاحقاً، وأهذبها، وأزيد عليها أبياتاً ينتفع بها المسلمون ومثلها أحق بالعناية بالحفظ والتخميس والرواية)
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[12 - 04 - 08, 04:05 ص]ـ
بارك الله تعالى فيك وأماتك على توحيده وحشرك مع سيد الموحدين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومعذرة على سؤالي؛ فأنا يضاعتي مزجاة في بحور الشعر وما يتعلق به والسؤال هو: هل أول بيت مكسور أم لا؟ وجزاك الله تعالى خير الجزاء.
البيت ليس مكسوراً. وفقك الله
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[13 - 04 - 08, 04:19 م]ـ
جزى الله الإخوة خيراً
ـ[الحامدي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 01:06 ص]ـ
بردة التوحيد لشيخنا الحبيب أبي عبد الرحمن بدرالعتيبي
بردة التوحيد
بسم الله الرحمن الرحيم:
يا خالق الخلق ما لي من ألوذ به **** سواك عند حلول الحادث العمِم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/487)
فإن من جودك الدنيا وضرتها ****** ومن علومك علم اللوح والقلمِ
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ****** فضلاً وإلاّ فقد زليت بالقدمِ
يامن له الخلق ثم الأمر يا صمدٌ ***** لولاك لم تخرج الدنيا من العدمِ
يا واحداً ليس لي رب سواه ولا ****** ندٌ له يدعى كالجنِّ والصنمِ
يامن ألوذ به عمّا أحاذره ***** يا من أنادِ اسمه في السلمِ والنِّقمِ
يامن أمدّ له في كلّ معضلةٍ ******* يد الضراعة في الإصباح والظُلَمِ
يا من يجير ولا يرضى بمظلمةٍ ***** ويكشف الظلم عمّن بات بالألمِ
يا كاشف الكرب يا نصراً لناصره ** يا مسبغ الفضل من عفوٍ ومن نعمِ
سألتك الله قصراً لا نظير له ****** في جنة الخلد أعلى عاليَ القممِ
الجار أحمد والأصحاب رفقته ****** يا ربِّ يا مولاي يا واسع الكرمِ
ربّ ابني لي عندكم داراً أكون بها *****ونجّني من ديار الظلمِّ والسّقمِ
ونجّني من ديار الشركِ أجمعها ***** ونجّني من ذوي الإشراكِ كلِّهمِ
قوم يلوذون بالأوثان مخبتةً ***** لها الوجوه من عُربٍ ومن عجمِ
ويعكفون على ذاك الضريح وهم ***** ما بين محتضنٍ أيضاً ومستلمِ
وهم ينادون يا جيلان أدركنا **** يا عيدروس أغث واحمِ من النقمِ!
وقرّبوا عندها القربان منسفكاً **** لها الدماءُ من الأبقارِ والغنمِ
ويزعمون لها التدبير واعتقدوا ... في القطبِ والغوثِ والأوتادِ والنُّجُمِ
قلت: هذه القصيدة لا ترقى إلى جزالة قصيدة البردة، وحسن سبكها. على ما في البردة من (شركيات) وانحرافات. فلا تنبغي المقارنة بينهما أدبيا ولغويا وأسلوبيا.
أما المجال العقدي فهذا نوافق عليه أخانا الناظم، ولكن التعرض لمعارضة القصيدة يتطلب أكثر من ذلك.
ولذلك تلبية لطلب بعض الإخوان، رأيت أن ألم بها إلمامة عجلى أبين بعض الأخطاء اللغوية والعروضية التي وقع فيها صاحب القصيدة جزاه الله خيرا على غيرته السلفية.
زليت: الصحيح: زللت، والتركيب بعض إصلاح الكلمة: (زللت بالقدم) يبقى ضعيف الصياغة.
صمدٌ: تنوين المنادى النكرة المقصودة شاذ، وما روي من ذلك نحو قول الشاعر:
سلام الله يا مطرٌ عليها .......... وليس عليك يا مطر السلام
فلا يقاس عليه.
يدعى: لم تضبط هذه الكلمة مع حاجتها إلى الضبط، وبخاصة لغير الملمين بأوزان الشعر، فهي تحتمل ضبطيْن: (يُدْعَى) و (يُدَّعى)؛ أما الأول فلا يستقيم مع الوزن، وإن صح به المعنى، وأما الثاني فيناسب الوزن وإن قلت ملاءمته للمعنى.
أناد: خطأ إملائي أو مطبعي يتحمله الكاتب لا الناظم، والصواب: (أنادي).
الله: لفظ الجلالة في قوله (سألتك الله) فيه إشكال، فإذا قدر أنه منادى، فالأصل فيه أن لا يحذف حرف النداء قبله إلا إذا عوض عنه بميم في آخره كما في (اللهم). وأما تكلفُ تقدير آخر غير ذلك ففيه عنت كبير.
عاليَ: ما وجه النصب في هذه الكلمة؟ أليست مضافا إليه، والمضاف هو (أعلى)؟ علما أن ارتكاب الضرورة الشعرية لا ييح اللحن.
وإن قدَّرنا (عالي) هنا حالا من (قصرا) رغم اضطراب المعنى، يبقى أفعل التفضيل (أعلى) ناقصا (فلا هو محلى بـ"أل" أو مضاف).
يا ربِّ يا مولاي يا واسع الكرمِ: في هذا العجز كسر واضح، يحتاج إلى جبر.
ابني: فيه خطأ طباعي أو إملائي يتحمله الكاتب؛ لماذا هذه الياء الملحقة في آخر فعل الأمر؟؟ مع أن الخطاب لله تعالى. وقد ذكرتْني هذه الياء باللوحات المنتشرة الملصقة على واجهات الجسور وأسوار المباني التربوية مكتوبا فيها: (اللهم صلي على محمد!!)، وتكون مرة بالألف المقصورة (صلى) أي أنها فعل ماض، ومرة بالياء (صلي) أي أنها فعل أمر لخطاب الأنثى!!.
لها الوجوه من عُربٍ ومن عجمِ: عجُز مكسور يحتاج إلى جبر خاطره!!.
وهم ينادون يا جيلان أدركْنا: صدر مكسور، يحتاج إلى تقويم اعوجاجه.
يا عيدروس أغث واحمِ من النقمِ!: ليس أكثر حظا من سابقيْه.
أما الملحوظات المتعلقة بالصياغة والأسلوب فلم أتعرض لها اكتفاء بما سبق، وأرجو أن لا يجد الأخَوان الناظم والكاتب في نفسيهما شيئا؛ لأنني ما قصدت إلا النصح وإبراء الذمة، والجواب عن الالتماس التالي:
ولعل أحد اخواننا الافاضل يفيدنا فى هذا الامر وبارك الله فيك
وتقبلوا تحيتي وتقديري.
ـ[ابو البراء]ــــــــ[14 - 04 - 08, 02:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في اتصال عبر الماسنجر مع الشيخ بدر العتيبي، تذاكرنا أمر البردة، وما علّق به الأخ الشنقيطي، فحملني أن أكتب هذه الأسطر وهي بلسانه:
" شكر الله للشيخ أبي حامد الشنقيطي موافقته لمضمون الأبيات، كما شكر الله له نقده، وهو صائب كله، وأنا أجزم بأن الأبيات تحتاج إلى نظر كثير من غير وجه، وقد اعتذرت مقدما بقولي: (وسوف أعيد النظر فيها لاحقاً، وأهذبها، وأزيدعليها أبياتاً ينتفع بها المسلمون)
وقد كان أول كتابتها على عجل في إحدى المواقع أثناء مناظرات مع بعض الصوفية، فجادت بها القريحة من غير تفحص لأبياتها، وعلى العموم: القصيدة تحتاج إلى نظر وإعادة تحرير وزيادة، ومن حرص الإخوان على الخير نشروها من أول نزولها، والله ولي التوفيق "
و جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/488)
ـ[الحامدي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 03:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في اتصال عبر الماسنجر مع الشيخ بدر العتيبي، تذاكرنا أمر البردة، وما علّق به الأخ الشنقيطي، فحملني أن أكتب هذه الأسطر وهي بلسانه:
" شكر الله للشيخ أبي حامد الشنقيطي موافقته لمضمون الأبيات، كما شكر الله له نقده، وهو صائب كله، وأنا أجزم بأن الأبيات تحتاج إلى نظر كثير من غير وجه، وقد اعتذرت مقدما بقولي: (وسوف أعيد النظر فيها لاحقاً، وأهذبها، وأزيدعليها أبياتاً ينتفع بها المسلمون)
وقد كان أول كتابتها على عجل في إحدى المواقع أثناء مناظرات مع بعض الصوفية، فجادت بها القريحة من غير تفحص لأبياتها، وعلى العموم: القصيدة تحتاج إلى نظر وإعادة تحرير وزيادة، ومن حرص الإخوان على الخير نشروها من أول نزولها، والله ولي التوفيق "
و جزاكم الله خيرا
أخي الكريم وشيخي الفاضل، بدر العتيبي، وفقه الله وبارك فيه.
لقد أخجلتني برحابة صدرك وسعة حلمك، ويعلم الله أنني ما نقدتُ القصيدة إلا اتباعا لمبدإ النصيحة وإبراءً للذمة.
وقد اعتذرت مقدما بقولي: (وسوف أعيد النظر فيها لاحقاً، وأهذبها، وأزيدعليها أبياتاً ينتفع بها المسلمون)
وفقك الله لتهذيبها وإتمامها، ونفع بعلمك وجهودك.
وقد كان أول كتابتها على عجل في إحدى المواقع أثناء مناظرات مع بعض الصوفية،
قد أعذرتَ أخي الفاضل، فبارك الله في جهودك، وسدد حجتك، وأعانك على سداد ثغرك.
مع التحية والإجلال.(47/489)
((ما توجيه هذا الكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية))
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[02 - 04 - 08, 05:30 م]ـ
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ:
مجموع الفتاوى - (ج 20 / ص 42)
الْقَلْبُ الْمَعْمُورُ بِالتَّقْوَى إذَا رَجَّحَ بِمُجَرَّدِ رَأْيِهِ فَهُوَ تَرْجِيحٌ شَرْعِيٌّ.
قَالَ: فَمَتَى مَا وَقَعَ عِنْدَهُ وَحَصَلَ فِي قَلْبِهِ مَا بَطَنَ مَعَهُ إنَّ هَذَا الْأَمْرَ أَوْ هَذَا الْكَلَامَ أَرْضَى لِلَّهِ وَرَسُولِهِ كَانَ هَذَا تَرْجِيحًا بِدَلِيلِ شَرْعِيٍّ (*) وَاَلَّذِينَ أَنْكَرُوا كَوْنَ الْإِلْهَامِ لَيْسَ طَرِيقًا إلَى الْحَقَائِقِ مُطْلَقًا أَخْطَؤُوا فَإِذَا اجْتَهَدَ الْعَبْدُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَتَقْوَاهُ كَانَ تَرْجِيحُهُ لِمَا رَجَّحَ أَقْوَى مِنْ أَدِلَّةٍ كَثِيرَةٍ ضَعِيفَةٍ فَإِلْهَامُ مِثْلِ هَذَا دَلِيلٌ فِي حَقِّهِ وَهُوَ أَقْوَى مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الْأَقْيِسَةِ الضَّعِيفَةِ وَالْمَوْهُومَةِ وَالظَّوَاهِرِ والاستصحابات الْكَثِيرَةِ الَّتِي يَحْتَجُّ بِهَا كَثِيرٌ مِنْ الْخَائِضِينَ فِي الْمَذَاهِبِ وَالْخِلَافِ؛ وَأُصُولِ الْفِقْهِ. وَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: اقْرَبُوا مِنْ أَفْوَاهِ الْمُطِيعِينَ وَاسْمَعُوا مِنْهُمْ مَا يَقُولُونَ؛ فَإِنَّهُمْ تَتَجَلَّى لَهُمْ أُمُورٌ صَادِقَةٌ. وَحَدِيثُ مَكْحُولٍ الْمَرْفُوعُ {مَا أَخْلَصَ عَبْدٌ الْعِبَادَةَ لِلَّهِ تَعَالَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا إلَّا أَجْرَى اللَّهُ الْحِكْمَةَ عَلَى قَلْبِهِ؛ وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ وَفِي رِوَايَةٍ إلَّا ظَهَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسَانِهِ}. وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الداراني: إنَّ الْقُلُوبَ إذَا اجْتَمَعَتْ عَلَى التَّقْوَى جَالَتْ فِي الْمَلَكُوتِ؛ وَرَجَعَتْ إلَى أَصْحَابِهَا بِطَرَفِ الْفَوَائِدِ؛ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُؤَدِّيَ إلَيْهَا عَالِمٌ عِلْمًا. وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {: الصَّلَاةُ نُورٌ؛ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ؛ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ} وَمَنْ مَعَهُ نُورٌ وَبُرْهَانٌ وَضِيَاءٌ كَيْفَ لَا يَعْرِفُ حَقَائِقَ الْأَشْيَاءِ مِنْ فَحْوَى كَلَامِ أَصْحَابِهَا؟ وَلَا سِيَّمَا الْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ؛ فَإِنَّهُ يَعْرِفُ ذَلِكَ مَعْرِفَةً تَامَّةً؛ لِأَنَّهُ قَاصِدٌ الْعَمَلَ بِهَا؛ فتتساعد فِي حَقِّهِ هَذِهِ الْأَشْيَاءُ مَعَ الِامْتِثَالِ وَمَحَبَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ حَتَّى أَنَّ الْمُحِبَّ يَعْرِفُ مِنْ فَحْوَى كَلَامِ مَحْبُوبِهِ مُرَادَهُ مِنْهُ تَلْوِيحًا لَا تَصْرِيحًا.
وَالْعَيْنُ تَعْرِفُ مِنْ عَيْنَيْ مُحَدِّثِهَا * * * إنْ كَانَ مِنْ حِزْبِهَا أَوْ مِنْ أَعَادِيهَا
إنَارَةُ الْعَقْلِ مَكْسُوفٌ بِطَوْعِ هَوًى * * * وَعَقْلُ عَاصِي الْهَوَى يَزْدَادُ تَنْوِيرًا
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: {لَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْته كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا} " وَمَنْ كَانَ تَوْفِيقُ اللَّهِ لَهُ كَذَلِكَ فَكَيْفَ لَا يَكُونُ ذَا بَصِيرَةٍ نَافِذَةٍ وَنَفْسٍ فَعَّالَةٍ؟ وَإِذَا كَانَ الْإِثْمُ وَالْبِرُّ فِي صُدُورِ الْخَلْقِ لَهُ تَرَدُّدٌ وَجَوَلَانٌ؛ فَكَيْفَ حَالُ مَنْ اللَّهُ سَمْعُهُ وَبَصَرُهُ وَهُوَ فِي قَلْبِهِ. وَقَدْ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: الْإِثْمُ حواز الْقُلُوبِ وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ وَالصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ فَالْحَدِيثُ الصِّدْقُ تَطْمَئِنُّ إلَيْهِ النَّفْسُ وَيَطْمَئِنُّ إلَيْهِ الْقَلْبُ. وَأَيْضًا فَإِنَّ اللَّهَ فَطَرَ عِبَادَهُ عَلَى الْحَقِّ؛ فَإِذَا لَمْ تَسْتَحِلَّ الْفِطْرَةُ: شَاهَدَتْ الْأَشْيَاءَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ؛ فَأَنْكَرَتْ مُنْكِرَهَا وَعَرَّفَتْ مَعْرُوفَهَا. قَالَ عُمَرُ: الْحَقُّ أَبْلَجُ لَا يَخْفَى عَلَى فَطِنٍ. فَإِذَا كَانَتْ الْفِطْرَةُ مُسْتَقِيمَةً عَلَى الْحَقِيقَةِ مُنَوَّرَةً بِنُورِ الْقُرْآنِ. تَجَلَّتْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/490)
لَهَا الْأَشْيَاءُ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الْمَزَايَا وَانْتَفَتْ عَنْهَا ظُلُمَاتُ الْجَهَالَاتِ فَرَأَتْ الْأُمُورَ عِيَانًا مَعَ غَيْبِهَا عَنْ غَيْرِهَا. وَفِي السُّنَنِ وَالْمُسْنَدِ وَغَيْرِهِ عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا؛ وَعَلَى جَنَبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ؛ وَفِي السُّورَيْنِ أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ؛ وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ؛ وَدَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ. وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ؛ وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الْإِسْلَامُ؛ وَالسُّتُورُ الْمُرْخَاةُ حُدُودُ اللَّهِ؛ وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ فَإِذَا أَرَادَ الْعَبْدُ أَنْ يَفْتَحَ بَابًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ نَادَاهُ الْمُنَادِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَفْتَحْهُ؛ فَإِنَّك إنْ فَتَحْته تَلِجْهُ. وَالدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ؛ وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ} فَقَدْ بَيَّنَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْعَظِيمِ - الَّذِي مَنْ عَرَفَهُ انْتَفَعَ بِهِ انْتِفَاعًا بَالِغًا إنْ سَاعَدَهُ التَّوْفِيقُ؛ وَاسْتَغْنَى بِهِ عَنْ عُلُومٍ كَثِيرَةٍ - أَنَّ فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَاعِظًا وَالْوَعْظُ هُوَ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ؛ وَالتَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ. وَإِذَا كَانَ الْقَلْبُ مَعْمُورًا بِالتَّقْوَى انْجَلَتْ لَهُ الْأُمُورُ وَانْكَشَفَتْ؛ بِخِلَافِ الْقَلْبِ الْخَرَابِ الْمُظْلِمِ؛ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ: إنَّ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ سِرَاجًا يُزْهِرُ. وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: " {إنَّ الدَّجَّالَ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ قَارِئٍ وَغَيْرِ قَارِئٍ} فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِنَ يَتَبَيَّنُ لَهُ مَا لَا يَتَبَيَّنُ لِغَيْرِهِ؛ وَلَا سِيَّمَا فِي الْفِتَنِ وَيَنْكَشِفُ لَهُ حَالُ الْكَذَّابِ الْوَضَّاعِ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ؛ فَإِنَّ الدَّجَّالَ أَكْذَبُ خَلْقِ اللَّهِ مَعَ أَنَّ اللَّهَ يُجْرِي عَلَى يَدَيْهِ أُمُورًا هَائِلَةً ومخاريق مُزَلْزِلَةً حَتَّى إنَّ مَنْ رَآهُ افْتَتَنَ بِهِ فَيَكْشِفُهَا اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ حَتَّى يَعْتَقِدَ كَذِبَهَا وَبُطْلَانَهَا. وَكُلَّمَا قَوِيَ الْإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ قَوِيَ انْكِشَافُ الْأُمُورِ لَهُ؛ وَعَرَفَ حَقَائِقَهَا مِنْ بَوَاطِلِهَا وَكُلَّمَا ضَعُفَ الْإِيمَانُ ضَعُفَ الْكَشْفُ وَذَلِكَ مَثَلُ السِّرَاجِ الْقَوِيِّ وَالسِّرَاجِ الضَّعِيفِ فِي الْبَيْتِ الْمُظْلِمِ؛ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ فِي قَوْلِهِ: {نُورٌ عَلَى نُورٍ} قَالَ: هُوَ الْمُؤْمِنُ يَنْطِقُ بِالْحِكْمَةِ الْمُطَابِقَةِ لِلْحَقِّ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فِيهَا بِالْأَثَرِ فَإِذَا سَمِعَ فِيهَا بِالْأَثَرِ كَانَ نُورًا عَلَى نُورٍ. فَالْإِيمَانُ الَّذِي فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ يُطَابِقُ نُورَ الْقُرْآنِ؛ فَالْإِلْهَامُ الْقَلْبِيُّ تَارَةً يَكُونُ مِنْ جِنْسِ الْقَوْلِ وَالْعِلْمِ؛ وَالظَّنُّ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ كَذِبٌ. وَأَنَّ هَذَا الْعَمَلَ بَاطِلٌ؛ وَهَذَا أَرْجَحُ مِنْ هَذَا؛ أَوْ هَذَا أَصْوَبُ. وَفِي الصَّحِيح عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {قَدْ كَانَ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدِّثُونَ فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ}. وَالْمُحَدِّثُ: هُوَ الْمُلْهَمُ الْمُخَاطَبُ فِي سِرِّهِ. وَمَا قَالَ عُمَرُ لِشَيْءِ: إنِّي لَأَظُنّهُ كَذَا وَكَذَا إلَّا كَانَ كَمَا ظَنَّ وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى قَلْبِهِ وَلِسَانِهِ. وَأَيْضًا فَإِذَا كَانَتْ الْأُمُورُ الْكَوْنِيَّةُ قَدْ تَنْكَشِفُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ لِقُوَّةِ إيمَانِهِ يَقِينًا وَظَنًّا؛ فَالْأُمُورُ الدِّينِيَّةُ كَشْفُهَا لَهُ أَيْسَرُ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى؛ فَإِنَّهُ إلَى كَشْفِهَا أَحْوَجُ فَالْمُؤْمِنُ تَقَعُ فِي قَلْبِهِ أَدِلَّةٌ عَلَى الْأَشْيَاءِ لَا يُمْكِنُهُ التَّعْبِيرُ عَنْهَا فِي الْغَالِبِ فَإِنَّ كُلَّ أَحَدٍ لَا يُمْكِنُهُ إبَانَةُ الْمَعَانِي الْقَائِمَةِ بِقَلْبِهِ فَإِذَا تَكَلَّمَ الْكَاذِبُ بَيْنَ يَدَيْ الصَّادِقِ عَرَفَ كَذِبَهُ مِنْ فَحْوَى كَلَامِهِ فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ نَخْوَةُ الْحَيَاءِ الْإِيمَانِيِّ فَتَمْنَعُهُ الْبَيَانَ وَلَكِنْ هُوَ فِي نَفْسِهِ قَدْ أَخَذَ حِذْرَهُ مِنْهُ وَرُبَّمَا لَوَّحَ أَوْ صَرَّحَ بِهِ خَوْفًا مِنْ اللَّهِ وَشَفَقَةً عَلَى خَلْقِ اللَّهِ لِيَحْذَرُوا مِنْ رِوَايَتِهِ أَوْ الْعَمَلِ بِهِ.وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَالْكَشْفِ يُلْقِي اللَّهُ فِي قَلْبِهِ أَنَّ هَذَا الطَّعَامَ حَرَامٌ؛ وَأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ كَافِرٌ؛ أَوْ فَاسِقٌ؛ أَوْ دَيُّوثٌ؛ أَوْ لُوطِيٌّ؛ أَوْ خَمَّارٌ؛ أَوْ مُغَنٍّ؛ أَوْ كَاذِبٌ؛ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ ظَاهِرٍ بَلْ بِمَا يُلْقِي اللَّهُ فِي قَلْبِهِ. وَكَذَلِكَ بِالْعَكْسِ يُلْقِي فِي قَلْبِهِ مَحَبَّةً لِشَخْصِ وَأَنَّهُ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ؛ وَأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ صَالِحٌ؛ وَهَذَا الطَّعَامَ حَلَالٌ وَهَذَا الْقَوْلَ صِدْقٌ؛ فَهَذَا وَأَمْثَالُهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُسْتَبْعَدَ فِي حَقِّ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّقِينَ. وَقِصَّةُ الْخَضِرِ مَعَ مُوسَى هِيَ مِنْ هَذَا الْبَابِ وَأَنَّ الْخَضِرَ عَلِمَ هَذِهِ الْأَحْوَالَ الْمُعَيَّنَةَ بِمَا أَطْلَعَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ يَطُولُ بَسْطُهُ قَدْ نَبَّهْنَا فِيهِ عَلَى نُكَتٍ شَرِيفَةٍ تُطْلِعُك عَلَى مَا وَرَاءَهَا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/491)
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[02 - 04 - 08, 05:52 م]ـ
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية
كلام كالدرر و قد ذكرني بموقف سعد بن معاذ رضي الله عنه و الحديث في الصحيحين:
نَزَلَ أَهْلُ قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَعْدٍ فَأَتَاهُ عَلَى حِمَارٍ فَلَمَّا دَنَا قَرِيبًا مِنْ الْمَسْجِدِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَنْصَارِ قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ أَوْ خَيْرِكُمْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ قَالَ تَقْتُلُ مُقَاتِلَتَهُمْ وَتَسْبِي ذُرِّيَّتَهُمْ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَيْتَ بِحُكْمِ اللَّهِ
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[02 - 04 - 08, 06:19 م]ـ
نعم أصدّق!
وما الإشكال؟!
لمزيد من التوضيح يمكنك الاستماع لدرس "حجية المكاشفة" و"حجية الإلهام" من سلسلة رجل لكل العصور لفضيلة الشيخ محمد إسماعيل المقدم:
هنا:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1425
...
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[02 - 04 - 08, 07:57 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي وائل على الفائدة طبعا لا إشكال في الكلام إلا لمن لم يفهم منهج أهل السنة والجماعة
ـ[البارقي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 10:48 م]ـ
وهو في المجلد العاشر
ولكن الوضوع يحتاج تأمل!!
ـ[ابو عبدالحكيم]ــــــــ[03 - 04 - 08, 10:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو عبد المهيمن]ــــــــ[03 - 04 - 08, 10:47 م]ـ
السلام عليكم
لو بينت اين الاشكال يا اخي جزاك الله خيرا
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 11:13 ص]ـ
كلام ابن تيمية رحمه الله حق
ومقصوده ====الرأي الذي لا يخالف النصوص ====
فاذا عرف الرجل النص واطلع عليه فلا يختلف اثنان بالاخذ به=== وترك الرأي ====
والله اعلم واحكم
ـ[العارض]ــــــــ[14 - 04 - 08, 07:10 م]ـ
.....
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 04 - 08, 11:33 م]ـ
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ:
مجموع الفتاوى - (ج 20 / ص 42)
الْقَلْبُ الْمَعْمُورُ بِالتَّقْوَى إذَا رَجَّحَ بِمُجَرَّدِ رَأْيِهِ فَهُوَ تَرْجِيحٌ شَرْعِيٌّ.
قَالَ: فَمَتَى مَا وَقَعَ عِنْدَهُ وَحَصَلَ فِي قَلْبِهِ مَا بَطَنَ مَعَهُ إنَّ هَذَا الْأَمْرَ أَوْ هَذَا الْكَلَامَ أَرْضَى لِلَّهِ وَرَسُولِهِ كَانَ هَذَا تَرْجِيحًا بِدَلِيلِ شَرْعِيٍّ (*) وَاَلَّذِينَ أَنْكَرُوا كَوْنَ الْإِلْهَامِ لَيْسَ طَرِيقًا إلَى الْحَقَائِقِ مُطْلَقًا أَخْطَؤُوا فَإِذَا اجْتَهَدَ الْعَبْدُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَتَقْوَاهُ كَانَ تَرْجِيحُهُ لِمَا رَجَّحَ أَقْوَى مِنْ أَدِلَّةٍ كَثِيرَةٍ ضَعِيفَةٍ فَإِلْهَامُ مِثْلِ هَذَا دَلِيلٌ فِي حَقِّهِ وَهُوَ أَقْوَى مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الْأَقْيِسَةِ الضَّعِيفَةِ وَالْمَوْهُومَةِ وَالظَّوَاهِرِ والاستصحابات الْكَثِيرَةِ الَّتِي يَحْتَجُّ بِهَا كَثِيرٌ مِنْ الْخَائِضِينَ فِي الْمَذَاهِبِ وَالْخِلَافِ؛ وَأُصُولِ الْفِقْهِ. وَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: اقْرَبُوا مِنْ أَفْوَاهِ الْمُطِيعِينَ وَاسْمَعُوا مِنْهُمْ مَا يَقُولُونَ؛ فَإِنَّهُمْ تَتَجَلَّى لَهُمْ أُمُورٌ صَادِقَةٌ. وَحَدِيثُ مَكْحُولٍ الْمَرْفُوعُ {مَا أَخْلَصَ عَبْدٌ الْعِبَادَةَ لِلَّهِ تَعَالَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا إلَّا أَجْرَى اللَّهُ الْحِكْمَةَ عَلَى قَلْبِهِ؛ وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ وَفِي رِوَايَةٍ إلَّا ظَهَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسَانِهِ}. وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الداراني: إنَّ الْقُلُوبَ إذَا اجْتَمَعَتْ عَلَى التَّقْوَى جَالَتْ فِي الْمَلَكُوتِ؛ وَرَجَعَتْ إلَى أَصْحَابِهَا بِطَرَفِ الْفَوَائِدِ؛ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُؤَدِّيَ إلَيْهَا عَالِمٌ عِلْمًا. وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {: الصَّلَاةُ نُورٌ؛ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ؛ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ} وَمَنْ مَعَهُ نُورٌ وَبُرْهَانٌ وَضِيَاءٌ كَيْفَ لَا يَعْرِفُ حَقَائِقَ الْأَشْيَاءِ مِنْ فَحْوَى كَلَامِ أَصْحَابِهَا؟ وَلَا سِيَّمَا الْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ؛ فَإِنَّهُ يَعْرِفُ ذَلِكَ مَعْرِفَةً تَامَّةً؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/492)
لِأَنَّهُ قَاصِدٌ الْعَمَلَ بِهَا؛ فتتساعد فِي حَقِّهِ هَذِهِ الْأَشْيَاءُ مَعَ الِامْتِثَالِ وَمَحَبَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ حَتَّى أَنَّ الْمُحِبَّ يَعْرِفُ مِنْ فَحْوَى كَلَامِ مَحْبُوبِهِ مُرَادَهُ مِنْهُ تَلْوِيحًا لَا تَصْرِيحًا.
وَالْعَيْنُ تَعْرِفُ مِنْ عَيْنَيْ مُحَدِّثِهَا * * * إنْ كَانَ مِنْ حِزْبِهَا أَوْ مِنْ أَعَادِيهَا
إنَارَةُ الْعَقْلِ مَكْسُوفٌ بِطَوْعِ هَوًى * * * وَعَقْلُ عَاصِي الْهَوَى يَزْدَادُ تَنْوِيرًا
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: {لَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْته كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا} " وَمَنْ كَانَ تَوْفِيقُ اللَّهِ لَهُ كَذَلِكَ فَكَيْفَ لَا يَكُونُ ذَا بَصِيرَةٍ نَافِذَةٍ وَنَفْسٍ فَعَّالَةٍ؟ وَإِذَا كَانَ الْإِثْمُ وَالْبِرُّ فِي صُدُورِ الْخَلْقِ لَهُ تَرَدُّدٌ وَجَوَلَانٌ؛ فَكَيْفَ حَالُ مَنْ اللَّهُ سَمْعُهُ وَبَصَرُهُ وَهُوَ فِي قَلْبِهِ. وَقَدْ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: الْإِثْمُ حواز الْقُلُوبِ وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ وَالصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ فَالْحَدِيثُ الصِّدْقُ تَطْمَئِنُّ إلَيْهِ النَّفْسُ وَيَطْمَئِنُّ إلَيْهِ الْقَلْبُ. وَأَيْضًا فَإِنَّ اللَّهَ فَطَرَ عِبَادَهُ عَلَى الْحَقِّ؛ فَإِذَا لَمْ تَسْتَحِلَّ الْفِطْرَةُ: شَاهَدَتْ الْأَشْيَاءَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ؛ فَأَنْكَرَتْ مُنْكِرَهَا وَعَرَّفَتْ مَعْرُوفَهَا. قَالَ عُمَرُ: الْحَقُّ أَبْلَجُ لَا يَخْفَى عَلَى فَطِنٍ. فَإِذَا كَانَتْ الْفِطْرَةُ مُسْتَقِيمَةً عَلَى الْحَقِيقَةِ مُنَوَّرَةً بِنُورِ الْقُرْآنِ. تَجَلَّتْ لَهَا الْأَشْيَاءُ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الْمَزَايَا وَانْتَفَتْ عَنْهَا ظُلُمَاتُ الْجَهَالَاتِ فَرَأَتْ الْأُمُورَ عِيَانًا مَعَ غَيْبِهَا عَنْ غَيْرِهَا. وَفِي السُّنَنِ وَالْمُسْنَدِ وَغَيْرِهِ عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا؛ وَعَلَى جَنَبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ؛ وَفِي السُّورَيْنِ أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ؛ وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ؛ وَدَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ. وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ؛ وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الْإِسْلَامُ؛ وَالسُّتُورُ الْمُرْخَاةُ حُدُودُ اللَّهِ؛ وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ فَإِذَا أَرَادَ الْعَبْدُ أَنْ يَفْتَحَ بَابًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ نَادَاهُ الْمُنَادِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَفْتَحْهُ؛ فَإِنَّك إنْ فَتَحْته تَلِجْهُ. وَالدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ؛ وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ} فَقَدْ بَيَّنَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْعَظِيمِ - الَّذِي مَنْ عَرَفَهُ انْتَفَعَ بِهِ انْتِفَاعًا بَالِغًا إنْ سَاعَدَهُ التَّوْفِيقُ؛ وَاسْتَغْنَى بِهِ عَنْ عُلُومٍ كَثِيرَةٍ - أَنَّ فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَاعِظًا وَالْوَعْظُ هُوَ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ؛ وَالتَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ. وَإِذَا كَانَ الْقَلْبُ مَعْمُورًا بِالتَّقْوَى انْجَلَتْ لَهُ الْأُمُورُ وَانْكَشَفَتْ؛ بِخِلَافِ الْقَلْبِ الْخَرَابِ الْمُظْلِمِ؛ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ: إنَّ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ سِرَاجًا يُزْهِرُ. وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: " {إنَّ الدَّجَّالَ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ قَارِئٍ وَغَيْرِ قَارِئٍ} فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِنَ يَتَبَيَّنُ لَهُ مَا لَا يَتَبَيَّنُ لِغَيْرِهِ؛ وَلَا سِيَّمَا فِي الْفِتَنِ وَيَنْكَشِفُ لَهُ حَالُ الْكَذَّابِ الْوَضَّاعِ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ؛ فَإِنَّ الدَّجَّالَ أَكْذَبُ خَلْقِ اللَّهِ مَعَ أَنَّ اللَّهَ يُجْرِي عَلَى يَدَيْهِ أُمُورًا هَائِلَةً ومخاريق مُزَلْزِلَةً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/493)
حَتَّى إنَّ مَنْ رَآهُ افْتَتَنَ بِهِ فَيَكْشِفُهَا اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ حَتَّى يَعْتَقِدَ كَذِبَهَا وَبُطْلَانَهَا. وَكُلَّمَا قَوِيَ الْإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ قَوِيَ انْكِشَافُ الْأُمُورِ لَهُ؛ وَعَرَفَ حَقَائِقَهَا مِنْ بَوَاطِلِهَا وَكُلَّمَا ضَعُفَ الْإِيمَانُ ضَعُفَ الْكَشْفُ وَذَلِكَ مَثَلُ السِّرَاجِ الْقَوِيِّ وَالسِّرَاجِ الضَّعِيفِ فِي الْبَيْتِ الْمُظْلِمِ؛ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ فِي قَوْلِهِ: {نُورٌ عَلَى نُورٍ} قَالَ: هُوَ الْمُؤْمِنُ يَنْطِقُ بِالْحِكْمَةِ الْمُطَابِقَةِ لِلْحَقِّ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فِيهَا بِالْأَثَرِ فَإِذَا سَمِعَ فِيهَا بِالْأَثَرِ كَانَ نُورًا عَلَى نُورٍ. فَالْإِيمَانُ الَّذِي فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ يُطَابِقُ نُورَ الْقُرْآنِ؛ فَالْإِلْهَامُ الْقَلْبِيُّ تَارَةً يَكُونُ مِنْ جِنْسِ الْقَوْلِ وَالْعِلْمِ؛ وَالظَّنُّ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ كَذِبٌ. وَأَنَّ هَذَا الْعَمَلَ بَاطِلٌ؛ وَهَذَا أَرْجَحُ مِنْ هَذَا؛ أَوْ هَذَا أَصْوَبُ. وَفِي الصَّحِيح عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {قَدْ كَانَ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدِّثُونَ فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ}. وَالْمُحَدِّثُ: هُوَ الْمُلْهَمُ الْمُخَاطَبُ فِي سِرِّهِ. وَمَا قَالَ عُمَرُ لِشَيْءِ: إنِّي لَأَظُنّهُ كَذَا وَكَذَا إلَّا كَانَ كَمَا ظَنَّ وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى قَلْبِهِ وَلِسَانِهِ. وَأَيْضًا فَإِذَا كَانَتْ الْأُمُورُ الْكَوْنِيَّةُ قَدْ تَنْكَشِفُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ لِقُوَّةِ إيمَانِهِ يَقِينًا وَظَنًّا؛ فَالْأُمُورُ الدِّينِيَّةُ كَشْفُهَا لَهُ أَيْسَرُ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى؛ فَإِنَّهُ إلَى كَشْفِهَا أَحْوَجُ فَالْمُؤْمِنُ تَقَعُ فِي قَلْبِهِ أَدِلَّةٌ عَلَى الْأَشْيَاءِ لَا يُمْكِنُهُ التَّعْبِيرُ عَنْهَا فِي الْغَالِبِ فَإِنَّ كُلَّ أَحَدٍ لَا يُمْكِنُهُ إبَانَةُ الْمَعَانِي الْقَائِمَةِ بِقَلْبِهِ فَإِذَا تَكَلَّمَ الْكَاذِبُ بَيْنَ يَدَيْ الصَّادِقِ عَرَفَ كَذِبَهُ مِنْ فَحْوَى كَلَامِهِ فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ نَخْوَةُ الْحَيَاءِ الْإِيمَانِيِّ فَتَمْنَعُهُ الْبَيَانَ وَلَكِنْ هُوَ فِي نَفْسِهِ قَدْ أَخَذَ حِذْرَهُ مِنْهُ وَرُبَّمَا لَوَّحَ أَوْ صَرَّحَ بِهِ خَوْفًا مِنْ اللَّهِ وَشَفَقَةً عَلَى خَلْقِ اللَّهِ لِيَحْذَرُوا مِنْ رِوَايَتِهِ أَوْ الْعَمَلِ بِهِ.وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَالْكَشْفِ يُلْقِي اللَّهُ فِي قَلْبِهِ أَنَّ هَذَا الطَّعَامَ حَرَامٌ؛ وَأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ كَافِرٌ؛ أَوْ فَاسِقٌ؛ أَوْ دَيُّوثٌ؛ أَوْ لُوطِيٌّ؛ أَوْ خَمَّارٌ؛ أَوْ مُغَنٍّ؛ أَوْ كَاذِبٌ؛ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ ظَاهِرٍ بَلْ بِمَا يُلْقِي اللَّهُ فِي قَلْبِهِ. وَكَذَلِكَ بِالْعَكْسِ يُلْقِي فِي قَلْبِهِ مَحَبَّةً لِشَخْصِ وَأَنَّهُ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ؛ وَأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ صَالِحٌ؛ وَهَذَا الطَّعَامَ حَلَالٌ وَهَذَا الْقَوْلَ صِدْقٌ؛ فَهَذَا وَأَمْثَالُهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُسْتَبْعَدَ فِي حَقِّ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّقِينَ. وَقِصَّةُ الْخَضِرِ مَعَ مُوسَى هِيَ مِنْ هَذَا الْبَابِ وَأَنَّ الْخَضِرَ عَلِمَ هَذِهِ الْأَحْوَالَ الْمُعَيَّنَةَ بِمَا أَطْلَعَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ يَطُولُ بَسْطُهُ قَدْ نَبَّهْنَا فِيهِ عَلَى نُكَتٍ شَرِيفَةٍ تُطْلِعُك عَلَى مَا وَرَاءَهَا.
.....(47/494)
كتاب نقد ولاية الفقيه رد على الخميني
ـ[ابو عبد المهيمن]ــــــــ[02 - 04 - 08, 06:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الكتاب رد على ضلالة الخميني وعنوانه نقد ولاية الفقيه
حمل من هنا
http://http://www.ansaaar.com/up/download.php?filename=ca530089b3.rar
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 04:36 ص]ـ
تأكد كمن الرابط
ـ[ابو عبد المهيمن]ــــــــ[04 - 04 - 08, 01:27 م]ـ
جزاك الله خيرا(47/495)
من علق فقد أشرك ليس على إطلاقه (شيخ الإسلام)؟؟؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[02 - 04 - 08, 09:28 م]ـ
لا شك أن تعليق التمائم جاءت فيه أحاديث كثيرة تنهى عنه وتجعله من الشرك: كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن عقبة بن عامر (أنه جاء في ركب عشرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايع تسعة وأمسك عن رجل منهم، فقالوا: ما شأنه؟ فقال: إن في عضده تميمة فقطع الرجل التميمة، فبايعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: من علق فقد أشرك) ا
قال الشيخ الألباني:صحيح: صحيح الترغيب: 3455
- دخلت على عبد الله بن حكيم و به حمرة فقلت: ألا تعلق تميمة؟ فقال: نعوذ بالله من ذلك و في رواية: الموت أقرب من ذلك قال رسول الله: من علق شيئا وكل إليه قال الألباني في غاية المرام: حسن297
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك رواه أحمد وأبو داود
- يقول السيخ ابن باز رحمه الله:والعلة في كون تعليق التمائم من الشرك هي والله أعلم:
أن من علقها سيعتقد فيها النفع
ويميل إليها
وتنصرف رغبته عن الله إليها
ويضعف توكله على الله وحده،
وكل ذلك كاف في إنكارها والتحذير منها وفي الأسباب المشروعة والمباحة ما يغني عن التمائم، وانصراف الرغبة عن الله إلى غيره شرك به، أعاذنا الله وإياكم من ذلك.
وتعليق التمائم يعتبر من الشرك الأصغر ما لم يعتقد معلقها بأنها تدفع عنه الضرر بذاتها دون الله، فإذا اعتقد هذا الاعتقاد صار تعليقها شركا أكبر.
غير أني قرأت في الفتاوى لشيخ الإسلام ما يلي ' (
(يَجُوزُ أَنْ يَكْتُبَ لِلْمُصَابِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْمَرْضَى شَيْئًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَذِكْرُهُ بِالْمِدَادِ الْمُبَاحِ وَيُغْسَلُ وَيُسْقَى كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ أَحْمَد وَغَيْرُهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد: قَرَأْت عَلَى أَبِي ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ؛ ثَنَا سُفْيَانُ؛ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ الْحَكَمِ؛ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ؛ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إذَا عَسِرَ عَلَى الْمَرْأَةِ وِلَادَتُهَا فَلْيَكْتُبْ: بِسْمِ اللَّهِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ}. قَالَ أَبِي: ثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ بِإِسْنَادِهِ بِمَعْنَاهُ وَقَالَ: يُكْتَبُ فِي إنَاءٍ نَظِيفٍ فَيُسْقَى قَالَ أَبِي: وَزَادَ فِيهِ وَكِيعٌ فَتُسْقَى وَيُنْضَحُ مَا دُونَ سُرَّتِهَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: رَأَيْت أَبِي يَكْتُبُ لِلْمَرْأَةِ فِي جَامٍ أَوْ شَيْءٍ نَظِيفٍ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْنِ حَمْدَانَ الحيري: أَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ النسوي؛ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ شبوية؛ ثنَا عَلِيُّ بْنُ
لْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ؛ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ؛ عَنْ سُفْيَانَ؛ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى؛ عَنْ الْحَكَمِ؛ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ؛ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إذَا عَسِرَ عَلَى الْمَرْأَةِ وِلَادُهَا فَلْيَكْتُبْ: بِسْمِ اللَّهِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ؛ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ؛ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ}. قَالَ عَلِيٌّ: يُكْتَبُ فِي كاغدة فَيُعَلَّقُ عَلَى عَضُدِ الْمَرْأَةِ قَالَ عَلِيٌّ: وَقَدْ جَرَّبْنَاهُ فَلَمْ نَرَ شَيْئًا أَعْجَبَ مِنْهُ فَإِذَا وَضَعَتْ تُحِلُّهُ سَرِيعًا ثُمَّ تَجْعَلُهُ فِي خِرْقَةٍ أَوْ تُحْرِقُهُ).
آخِرُ كَلَامِ شَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّة - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيحَهُ
فهل تعد هذه الصور التي جاءت في كلام شيخ الإسلام من التعليق المباح؟
الأمر أشكل علي، فمن له علم بهذه المسألة فلا يبخل علينا.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[09 - 04 - 08, 12:42 ص]ـ
للرفع
عن عمرو بن شعيب رضي الله عنه عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا فزع أحدكم في النوم فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لن تضره
قال وكان عبد الله بن عمرو يلقنها من عقل من ولده ومن لم يعقل كتبها في صك ثم علقها في عنقه
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد وليس عنده تخصيصها بالنوم
حسنه الألباني(47/496)
تصحيح العقائد السلفية ... {فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} ... (2) مناقشة كلام شيخ الإسلام
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 11:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومَن تبِع وَفده.
أما بعد
فقد جاء في مجموع فتاوى ابن تيمية (ج1/ص251) في مناظرته على العقيدة الواسطية:
((فأحضر بعض أكابرهم كتاب "الأسماء والصفات" للبيهقي -رحمه الله تعالى- فقال: هذا فيه تأويل الوجه عن السلف فقلت: لعلك تعني قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} فقال: نعم. قد قال مجاهد والشافعي يعني قبلة الله. فقلت: نعم، هذا صحيح عن مجاهد والشافعي وغيرهما، وهذا حق وليست هذه الآية من آيات الصفات. ومن عدّها في الصفات فقد غلط كما فعل طائفة؛ فإن سياق الكلام يدل على المراد حيث قال: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} والمشرق والمغرب الجهات. والوجه هو الجهة؛ يقال أي وجه تريده؟ أي: أي جهة. وأنا أريد هذا الوجه. أي: هذه الجهة. كما قال تعالى: {ولكل وجهة هو موليها} ولهذا قال: {فأينما تولوا فثم وجه الله} أي تستقبلوا وتتوجهوا والله أعلم.)) أ. هـ.
ثم تبنى هذا التفسير في غالب كتبه وتبعه عليه بعض الناس.
بل ونسب ذلك إلى جمهور السلف في موضع آخر حيث قال في مجموع الفتاوى (ج2/ص429):
((قوله: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} أى قبلة الله ووجهة الله هكذا قال جمهور السلف))
قلت:
هذا تأويل صريح للآية، ومخالف لما ورد عن السلف فيها، ونسبة هذا التفسير لجمهور السلف غير صحيح بل لا وجود له عن غير مجاهد ومقاتل وسوف نذكر ذلك في موضعه.
وكلام شيخ الإسلام يُرد عليه من وجوه:
الأول: لا يعرف إطلاق وجه الله على القبلة لغة ولا شرعا ولا عرفا بل القبلة لها اسم يخصها والوجه له اسم يخصه فلا يدخل أحدهما على الآخر ولا يستعار اسمه له.
الثاني: الوجه إذا أضيف لله في القرآن والسنة لا يراد به إلا الصفة في غير هذا الموضع، فاستثناؤه تحكّم غير مقبول
الثالث: قوله: ((والوجه هو الجهة؛ يقال أي وجه تريده؟ أي: أي جهة. وأنا أريد هذا الوجه. أي: هذه الجهة.)) من أخطر ما يكون إذ به يمكن ردّ جميع آيات والأحاديث التي فيها ذكر صفة الوجه، وهناك فارق بين الوجه إذا جاء معرفا بـ (أل) وبين (وجه) إذا جاء مضافا (وجه الله) فهذا لا يحتمل غير الصفة بل إن شيخ الإسلام نفسه شنّع على مثبتة المجاز في اعتبارهم (وجه الطريق) مجازا وقال هو وجه على الحقيقة وتختلف كيفيته باختلاف المضاف إليه وإن كان معناه واحدا، فكيف خالف ذلك هنا؟
الرابع: أن الأحاديث الصحيحة جاءت مفسرة للآية مشتقة منها:
كقوله صلى الله عليه و سلم "إذا قام أحدكم الى الصلاة فإنما يستقبل ربه"
وقوله: "فإن الله يقبل إليه بوجهه عنه"
وقوله: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصقن قبل وجهه" وقوله: "فإن الله بينه وبين القبلة"
وقوله: "إن الله يأمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فان الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت"
وقال: "إن العبد اذا توضأ فأحسن الوضوء ثم قام الى الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فلا ينصرف عنه حتى ينصرف أو يحدث حدث سوء"
وقوله: "إذا قام العبد يصلي أقبل الله عليه بوجهه فاذا التفت أعرض الله عنه وقال: يا ابن آدم أنا خير ممن تلتفت اليه فاذا أقبل على صلاته أقبل الله عليه فإذا التفت أعرض الله عنه"
الخامس: الظاهر في معناه إذا اطّرد استعماله في موارده مستويا امتنع تأويله وإن جاز تأويل ظاهر ما لم يطرد في موارد استعماله؛ لأن التأويل إنما يكون لموضع جاء نادرا خارجا عن نظائره منفردا عنها فيؤول حتى يرد إلى نظائره، وتأويل هذا غير ممتنع؛ لأنه إذا عرف من عادة المتكلم باطراد كلامه في توارد استعماله معنى ألفه المخاطب فإذا جاء موضع يخالفه رده السامع بما عهد من عرف المخاطب إلى عادته المطردة هذا هو المعقول في الأذهان والفطر وعند كافة العقلاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/497)
السادس: ما جاء عن الشافعي فهو وجادة للبيهقي بغير إسناد ومن أنعم النظر في الكلمة المنقولة عنه أيقن أنها ليست من كلامه وهي قوله: "فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} يَعْنِي -وَاَللَّهُ أَعْلَمُ-: فَثَمَّ الْوَجْهُ الَّذِي وَجَّهَكُمْ اللَّهُ إلَيْهِ" فما هذا بأسلوب الشافعي خاصة قوله: (والله أعلم) بين ثنايا كلامه، وكتبه شاهدة بذلك، ولعلها مدرجة بين ثنايا كلامه ممن روى عن المزني هذه النسخة أو مِن بعض مَن امتلكها فلا حجة فيها
وعلى فرض ثبوتها -وهو بعيد- فالأولى حملها على التفسير باللازم لموافقة جمهور السلف الذين عدوها من آيات الصفات.
السابع: اعتماد قول مجاهد في تفسير الآية غير مقبول لأمور:
الأول: اختلاف القول عنه فيها فاعتماد ما وافق فيه منهج السلف أولى من غيره.
الثاني: طعن بعض أهل العلم في إسناد ذلك له.
الثالث: احتمال كونه من التفسير باللازم وهذا مشهور عن السلف وخصوصا مجاهد وهو يظهر أكثر من الرابع.
الرابع من الأمور: قد صح عن مجاهد تأويل بعض آيات الصفات، مما يجعل النفس لا تطمئن لما نقل عنه في باب الصفات، وأذكر لذلك مثالا واضحا جليًّا:
قوله تعالى: {إِلَى رَبّهَا نَاظِرَة}
قال الطبري -بعد أن ذكر مذهب السلف الصحيح في تفسيرها-:
((وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنها تنتظر الثواب من ربها.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا عمر بن عبيد، عن منصور، عن مجاهد (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) قال: تنتظر منه الثواب.
قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) قال: تنتظر الثواب من ربها.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) قال: تنتظر الثواب.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور عن مجاهد (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) قال: تنتظر الثواب من ربها، لا يراه من خلقه شيء.
حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مجاهد (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ) قال: نضرة من النعيم (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) قال: تنتظر رزقه وفضله.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، قال: كان أناس يقولون في حديث: "فيرون ربهم" فقلت لمجاهد: إن ناسا يقولون إنه يُرى، قال: يَرى، ولا يراه شيء.)) أ. هـ.
وهذا تأويل فاسد من مجاهد، وقد ردّ عليه ابن تيمية وإن لم يصرّح باسمه فقال في الفتوى الحموية والرسالة العرشية:
((فأما الذى جحد ما وصف الرب من نفسه تعمقا وتكلفا فقد استهوته الشياطين فى الأرض حيران فصار يستدل بزعمه على جحد ما وصف الرب وسمى من نفسه بأن قال لابد إن كان له كذا من أن يكون له كذا فعمى عن البين بالخفى فجحد ما سمى الرب من نفسه لصمت الرب عما لم يسم منها فلم يزل يملى له الشيطان حتى جحد قول الله عز و جل {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} فقال: لا يَراه أحد يوم القيامة. فجحد والله أفضل كرامة الله التى أكرم بها أولياءه يوم القيامة من النظر الى وجهه ونضرته إياهم فى مقعد صدق عند مليك مقتدر))
وإن كان قد اعتذر له في موضع آخر في قاعدة: هل كل مجتهد مصيب؟ حيث قال:
((فصل والخطأ المغفور في الاجتهاد هو فى نوعي المسائل الخبرية والعلمية .... وكما نقل عن بعض التابعين: إن الله لا يُرى. وفسروا قوله: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} بأنها تنتظر ثواب ربها كما نقل عن مجاهد وأبي صالح)) وهذا يؤكد أنه كان على علم بقول مجاهد عندما انتقده.
ولم يعوّل أحد من أهل السنة على قوله ذلك قال ابن كثير في تفسيره:
((ومن تأوّل ذلك بأن المراد بـ {إِلَى} مفرد الآلاء، وهي النعم، كما قال الثوري، عن منصور، عن مجاهد: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} فقال تنتظر الثواب من ربها. رواه ابن جرير من غير وجه عن مجاهد. وكذا قال أبو صالح أيضا -فقد أبعد هذا القائل النجعة، وأبطل فيما ذهب إليه.)) أ. هـ.
فكيف يُعتمد قوله فيما خالف فيه سلف الأمة هنا ولم يُعتمد هناك؟ وهذا يظهر من الوجه الثامن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/498)
الثامن من الوجوه: قد توارد سلف الأمة الذين صنفوا في العقيدة خاصة على عدّ هذه الآية من آيات الصفات، فقول ابن تيمية السابق: ((ومن عدّها في الصفات فقد غلط)) إفراط شديد، فقد عدّها في الصفات الإمام أحمد وابنه الإمام عبد الله بن أحمد والإمام عثمان بن سعيد الدارمي والإمام ابن خزيمة والإمام ابن بطة والإمام اللالكائي والإمام البربهاري والإمام الطبري والإمام ابن عبد البر والإمام ابن القيم والإمام السعدي وابن عثيمين وغيرهم كثير ممن سبقوه أو لحقوه أو عاصروه.
فهل يقال: كل هؤلاء غلطوا وخالفوا جمهور السلف؟ ومَن السلف غيرهم؟
وسوف أذكر هنا بعض النقولا ت عمَّن عدّ هذه الآية من آيات الصفات ممن سبقوا ابن تيمية من أهل السنة، فمنهم:
1 - الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله
قال ابنه عبد الله بن أحمد في كتاب السنة (2/ 512):
1202 - وجدت في كتاب أبي بخط يده مما يحتج به على الجهمية من القرآن الكريم .... وفي البقرة {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم}
2 - الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله
قال في نقضه على بشر المريسي (2/ 709):
وسنذكر في ذكر الوجه آيات وآثارا مسندة ليعرضها أهل المعرفة بالله على تفسيرك هل يحتمل شيئا منها شيء منه فإن كنت لا تؤمن بها فخير منك وأطيب من عباد الله المؤنين من قد آمن بها وأيقن، قال الله تعالى {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} و {كل شيء هالك إلا وجهه} {إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى} {فأينما تولوا فثم وجه الله} {إنما نطعمكم لوجه الله} فالخيبة لمن كفر بهذه الآيات كلها أنها ليست بوجه الله نفسه
3 - الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله
قال في كتاب التوحيد (1/ 25):
وقال {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} فأثبت الله لنفسه وجها
وقال في (1/ 38):
ونبينا قد أعلم أمته ما أمر الله عز و جل به يحيى بن زكريا عليهما السلام أن يأمر به بني إسرائيل لتعلم وتستيقن أمته أن لله وجها يقبل به على وجه المصلي له كما أوحى إليه فيما أنزل عليه من الفرقان {فأينما تولوا-أى بصلاتكم- فثم وجه الله}
4 - الإمام عبيد الله بن محمد بن بطة
قال في كتاب الإبانة (3/ 319):
الله عز و جل وصف نفسه بما شاء ثم وصف خلقه بمثل تلك الصفات في الأسماء والصفات واحدة وليس الموصوف بها مثله، قال الله عز وجل {فأينما تولوا فثم وجه الله} و {كل شيء هالك إلا وجهه} وقال: {فولوا وجوهكم شطره} فذكر لنفسه وجها وذكر لخلقه وجوها
..........
وهناك غيرهم كثير، وقد تابعهم أئمة أهل السنة بعد شيخ الإسلام أيضا وسأقتصر على ذكر كلام واحد منهم فقط لشدّة صلته بابن تيمية ألا وهو خريجه وحامل علمه وناشر أقواله الإمام ابن القيم -ومنه استفدت أكثر ردودي السابقة-؛ لتعلم أن أئمة السلفية هم أكثر الناس حرصا على اتباع الحق وليس تقليد الرجال، وأن الحق أحب إلينا من كل أحد، وأن منهجنا أن كلا يؤخذ منه ويترك إلا رسول الله
فقد نقل صاحب شرح قصيدة ابن القيم (2/ 303 - 307) كلام الإمام ابن القيم في الصواعق -وهو أوعب ما وجدته في الكلام على هذه الآية-:
الصحيح في قوله {فثم وجه الله} أنه كقوله في سائر الآيات التي فيها ذكر الوجه فإنه قد اطرد مجيئة في القرآن والسنة مضافا الى الرب تعالى على طريقة واحدة ومعنى واحد فليس فيه معنيان مختلفان في جميع المواضع غير الموضع الذي ذكره في سورة البقرة وهو قوله {فثم وجه الله} وهذا لا يتعين حمله على القبلة أو الجهة ولا يمنع أن يراد به وجه الرب حقيقة فحمله على موارده ونظائره كلها أولى ومنها أنه لا يعرف إطلاق وجه الله على القبلة لغة ولا شرعا ولا عرفا بل القبلة لها اسم يخصها والوجه له اسم يخصه فلا يدخل أحدهما على الآخر ولا يستعار اسمه له نعم القبلة تسمى وجهة كما قال تعالى {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا} وقد تسمى "جهة" وأصلها "وجهة" لكن أُعلَّت بحذف "فائها" كـ "زنة" و "عدة" وإنما سميت قبلة و وجهة؛ لأن الرجل يقابلها ويواجهها بوجهه، وأما تسميتها وجها فلا عهد به فكيف إذا أضيف إلى الله تعالى مع أنه لا يعرف تسمية القبلة وجهة الله في شيء من الكلام مع أنها تسمى وجهة فكيف يطلق عليها وجه الله ولا يعرف تسميتها وجها، وايضا فمن المعلوم أن قبلة الله التي نصبها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/499)
لعباده هي قبلة واحدة وهي القبلة التي أمر الله عباده أن يتوجهوا اليها حيث كانوا لا كل جهة يولي وجهه اليها فإنه يولي وجهه الى المشرق والمغرب والشمال وما بين ذلك وليست تلك الجهات قبلة الله فكيف يقال أي وجهة وجهتموها واستقبلتموها فهي قبلة الله فإن قيل هذا عند اشتباه القبلة على المصلي وعند صلاته النافلة في السفر قيل اللفظ لا شعار له بذلك البتة بل هو عام مطلق في الحضر والسفر وحال العلم والاشتباه والقدرة والعجز يوضحه أن إخراج الاستقبال المفروض والاستقبال في الحضر وعند العلم والقدرة وهو أكثر أحوال المستقبل وحمل الآية على استقبال المسافر في التنقل على الراحلة وحال الغيم ونحوه بعيد جدا عن ظاهر الآية وإطلاقها وعمومها وما قصد بها فإن "أين" من أدوات العموم وقد أكد عمومها بما أراده لتحقيق العموم كقوله وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرهوالآية صريحة في أنه أينما ولى العبد فثم وجه الله من حضر أو سفر في صلاة وغيرها وذلك أن الآية لا تعرض فيها للقبلة ولا لحكم الاستقبال بل سياقها لمعنى آخر وهو بيان عظمة الرب تعالى وسعته وأنه أكبر من كل شيء وأعظم منه وأنه محيط بالعالم العلوي والسفلي فذكر في أول الآية إحاطة ملكه في قوله ولله المشرق والمغربمنبها بذلك على ملكه لما ابينهما ثم ذكر عظمته سبحانه وأنه أكبر وأعظم من كل شئ فأينما ولى العبد وجهه فثم وجه الله ثم ختم باسمين دالين على السعة والاحاطة فقال {إن الله واسع عليم} فذكر اسمه الواسع عقيب قوله فأينما تولوا فثم وجه اللهكالتفسير والبيان والتقرير له فتأمله فهذا السياق لم يقصد به الاستقبال في الصلاة بخصوصه وإن دخل في عموم الخطاب حضرا وسفرا بالنسبة الى الفرض والنفل والقدرة والعجز وعلى هذا فالآية باقية على عمومها وأحكامها ليس منسوخة ولا مخصوصة بل لا يصح دخول النسخ فيها لأنها خبر عن ملكه للمشرق والمغرب وأنه أينما ولى الرجل وجهه فثم وجه الله وعن سعته وعلمه فكيف يمكن دخول النسخ والتخصيص في ذلكوأيضا هذه الآية ذكرت ما بعدها لبيان عظمة الرب والرد على من جعل له عدلا من خلقه الشركة معه في العبادة ولهذا ذكرها بعد الرد على من جعل له ولدا فقال تعالى {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض} إلى قوله {كن فيكون} فهذا السياق لا تعرض فيه للقبلة ولا سيق الكلام لأجلها وإنما سيق لذكر عظمة الرب وبيان سعة علمه وحلمه والواسع من أسمائه فكيف تجعلون له شريكا بسببه وتمنعون بيوته ومساجده ان يذكر فيها اسمه تسعون في خرابها فهذا للمشركين ثم ذكر ما نسبه اليه النصارى من اتخاذ الولد ووسط بين كفر هؤلاء وقوله تعالى {ولله المشرق والمغرب} فالمقام مقام تقرير لأصول التوحيد والايمان والرد على المشركين لا بيان فرع معين جزئيومنها انه لو أريد بالوجه في الآية الجهة والقبلة لكان وجه الكلام أن يقال فأينما تولوا فهو وجه الله لأنه إذا كان المراد بالوجه الجهة فهي التي تولي نفسها وإنما يقال ثم كذا اذا كان أمران كقوله تعالى {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا} فالنعيم والملك ثَمَّ، لا إنه نفس الظرف. والوجه لو كان المراد به الجهة نفسها لم يكن ظرفا لنفسها فإن الشيء لا يكون ظرفا لنفسه فتأمله ألا ترى أنك إذا أشرت الى جهة الشرق والغرب لا يصح أن تقول ثم جهة الشرق، ثم جهة الغرب، بل تقول هذه جهة الشرق، وهذه جهة الغرب، ولو قلت هناك جهة الشرق والغرب لكان ذكر الظرف لغوا وذلك لأن "ثَمَّ" إشارة الى المكان البعيد فلا يشار بها الى قريب والجهة والوجهة مما يحاذيك الى آخرها فجهة الشرق والغرب وجهة القبلة مما يتصل الى حيث ينتهي فكيف يقال فيها "ثَمَّ" اشارة الى البعيد؟ بخلاف الاشارة الى وجه الرب تبارك وتعالى فإنه يشار الى ذاته ولهذا قال غير واحد من السلف فثم الله تحقيقا لان المراد وجهه الذي هو من صفات ذاته والاشارة اليه بأنه "ثَمَّ" كالإشارة اليه بأنه فوق سمواته وعلى العرش وفوق العالم ومنها أن تفسير القرآن بالقرآن هو أولى التفاسير ما وجد اليه السبيل ولهذا كان يعتمده الصحابة والتابعون والأئمة بعدهم والله تعالى ذكر في القرآن القبلة باسم القبلة والوجهة وذكر وجهه الكريم باسم الوجه المضاف اليه فتفسيره في هذه الآية بنظائره هو المتعين ومنها أنك إذا تأملت الأحاديث الصحيحة وجدتها مفسرة للآية مشتقة منها:
كقوله صلى الله عليه و سلم "إذا قام أحدكم الى الصلاة فانما يستقبل ربه"
وقوله: "فإن الله يقبل إليه بوجهه عنه"
وقوله: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصقن قبل وجهه"
وقوله: "فإن الله بينه وبين القبلة"
وقوله: "إن الله يأمركم بالصلاة فاذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت"
وقوله: "إن العبد اذا توضأ فأحسن الوضوء ثم قام إلى الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فلا ينصرف عنه حتى ينصرف أو يحدث حدث سوء"
وقوله: "إذا قام العبد يصلي أقبل الله عليه بوجهه فإذا التفت أعرض الله عنه وقال: يا ابن آدم أنا خير ممن تلتفت إليه فإذا أقبل على صلاته أقبل الله عليه فإذا التفت أعرض الله عنه"
التاسع: قول ابن تيمية: ((قوله: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} أى قبلة الله ووجهة الله هكذا قال جمهور السلف)) فيه ما فيه أيضا، بل جعلها جمهور السلف من آيات الصفات كما ذكرتُ، وإنما قال بما قاله الشيخ رحمه الله جمهور المتكلمين وكتبهم شاهدة بذلك فليراجعها مَن شاء، وإنما يُروى ذلك عن مجاهد ومقاتل والشافعي وقد بيّنتُ ما فيه.
وقد ناقشني بعض الفضلاء المحبين لشيخ الإسلام -وكلنا بحمد الله نحبه- في ذلك على الخاص محاولا الانتصار لقوله فسألته سؤالا واحدا قبل النقاش وأردت منه الإنصاف في إجابته ففعل بارك الله له
سألته: لو لم يَرِد هذا التفسير عن ابن تيمية، هل كنت تعدّها من آيات الصفات؟
فقال: نعم
قلت: والشيخ حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا من الشيخ
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
وكتبه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي الحسيني
عفا الله عنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/500)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - 04 - 08, 01:11 ص]ـ
الأخ الفاضل ... أحب فيك روح الباحث الحر النزيه الذي يستفرغ وسعه في طلب الحق بدلائله من غير اغترار بالخطأ لسطوة قائله ... وإن كنتُ أنكر عليك أشياء إلا أن الإنصاف يقتضي ما ذكرتُه ...
وأنبهك أن لشيخ الإسلام كلام آخر جرى فيه على تفسير السلف .... فيما يُفهم من كلامه .... فحبذا لو راجعتَه ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - 04 - 08, 01:19 ص]ـ
وانظر تتميماً مختصر الصواعق المرسلة (ص/1018) والفتاوى (6/ 17)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - 04 - 08, 01:33 ص]ـ
بوركت أخي أبا فهر
وليتك تذكر لي ما تنكره عليّ في رسالة على الخاص من باب النصح لأخيك المسلم
ورحم الله أخا أهدى إليّ عيوبي
أخوكم المحب/ عيد فهمي
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[03 - 04 - 08, 01:47 ص]ـ
لاأدري مالمشكلة في كلام شيخ الإسلام ياأخي الكريم!!!!!!!!!!!
الشيخ أثبت لله-تعالى-صفة الوجه في غير موضع اثبات نزه الله فيه عما يليق بجلاله وعظمته ..
وهنا لم ينكر لله عز وجل صفة الوجه انما لم يعد هذه من صفات الله انما هي جهة من الجهات،،،وانما أدلته على الوجه غيرها ....
فلو قال نعم هذه صفة لله ولكن ليس لله-تعالى- وجه وانما له جهة لكان هنا الخطر ...
وفقكم الله ..
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - 04 - 08, 01:56 ص]ـ
لاأدري مالمشكلة في كلام شيخ الإسلام ياأخي الكريم!!!!!!!!!!!
الشيخ أثبت لله-تعالى-صفة الوجه في غير موضع اثبات نزه الله فيه عما يليق بجلاله وعظمته ..
وهنا لم ينكر لله عز وجل صفة الوجه انما لم يعد هذه من صفات الله انما هي جهة من الجهات،،،وانما أدلته على الوجه غيرها ....
فلو قال نعم هذه صفة لله ولكن ليس لله-تعالى- وجه وانما له جهة لكان هنا الخطر ...
وفقكم الله .. أختي الفاضلة
لا يمكن أن يزعم أحد أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حامل لواء العقيدة السلفية في عصره ينكر صفة الوجه أو غيرها من صفات الباري
ولكن البحث في كون هذه الآية المعينة {فثم وجه الله} من آيات الصفات أم لا
والله الموفق
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 04 - 08, 02:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ومن باب المدارسة للمسألة:
فكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في غاية الصحة والوضوح، وليس فيه مخالفة لقول السلف عند التأمل، وهذا من دقيق فهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ولعلي أوضح ذلك في المشاركات القادمة بإذن الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 04 - 08, 03:09 ص]ـ
المجلي شرح القواعد المثلي -
(1) …ونزيد مثالين على ما ذكر المؤلف كما ورد في كتاب موقف المتكلمين لسليمان الغصن (2/ 821).
1 - …قوله تعالى:} ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله {[البقرة: 115]
فقد ورد عن مجاهد أنه قال في تفسير هذه الآية: " قبلة الله فأينما كنت في شرق أو غرب فلا توجهن إلا إليها ".
وقد احتج النفاة بهذا على أن التأويل وارد عن السلف وذكروا ذلك في مناظرتهم لشيخ الإسلام ابن تيمية.
ورد عليهم شيخ الإسلام بأن هذا قد صح عن مجاهد والشافعي وهو حق لكن الآية ليست من آيات الصفات حتى يجعل النافية تفسيرها بغير الصفة حجة لهم في موارد النزاع وبين أن من عدها في آيات الصفات فقد غلط، وإن كان فيها ذكر الوجه فالمقصود به في الآية القبلة فإن الوجه في لغة العرب هو الجهة يقال: أي وجه تريد؟ أي: أي جهة؟ ويقال: قصدت هذا الوجه، وسافرت إلى هذا الوجه أي: إلى هذه الجهة كما قال تعالى: {ولكل وجهة هو موليها} [سورة البقرة: 148] وسياق الكلام في الآية يدل على المراد فإنه قال: (ولله المشرق والمغرب) والمشرق والمغرب جهات ثم قال: (فأينما تولوا فثم وجه الله) و" أين " من الظروف، و " تولوا " أي: تستقبلوا.
فالمعنى: أي موضع استقبلتموه فهنالك وجه الله فقد جعل وجه الله في المكان الذي يستقبله وأخبر ان الجهات له فدل على أن الإضافة إضافة تخصيص وتشريف كأنه قال: جهة الله وقبلة الله.
والغرض أنه إذا قيل: " فثم قبلة الله " لم يكن هذا من التأويل المتنازع فيه الذي ينكره منكرو تأويل آيات الصفات ولا هو مما يستدل به على المثبتة فإن هذا المعنى صحيح في نفسه والآية دالة عليه.انتهى.
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فائدة في تفسير قوله تعالى {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}
---
فائدة في تفسير قوله تعالى {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}
---
أحمد القصير:
القول الأول: أن معناها فثم قبلة الله، قالوا: والوجه يأتي في اللغة بمعنى الجهة، يقال: وِجْهَة ووجه وَجِهَة. وممن روي عنه هذا القول:
ابن عباس (4)، ومجاهد (5)، وعكرمة (6)، والحسن البصري (7)، وقتادة (8)، ومقاتل بن حيان (9)، والشافعي (10).
(4) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (364).
(5) أخرجه ابن شيبة في المصنف (1/ 370)، والترمذي في كتاب التفسير، باب ومن سوررة البقرة، حديث (2958)، وابن جرير في تفسيره (1/ 552،553)، وابن أبي حاتم (345) محقق، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 13).
(6) زاد المسير (1/ 117).
(7) أخرجه ابن أبي حاتم معلقاً (345) محقق.
(8) أخرجه ابن جرير في تفسيره (1/ 550).
(9) تفسير البغوي (1/ 108).
(10) أحكام القرآن، للشافعي (76)، السنن الكبرى، للبيهقي (2/ 13)،مجموع الفتاوى (3/ 193) (6/ 15)، مختصر الصواعق المرسلة (392).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/1)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 04 - 08, 03:29 ص]ـ
فشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لايمنع من الاستدلال بالآية على إثبات صفة الوجه لله تعالى، ولكنه يرى أن معناها هنا القبلة، فمن استدل بها على الصفة فلا ينكر عليه، ومن فسرها بالقبلة فلا يعتبر ذلك من التأويل المبتدع.
ومثال على ذلك في قوله تعالى (يد الله فوق أيديهم) فهذه الآية قد يقال إن معناها تأييد الله تعالى للمؤمنين على المعهود من لغة العرب في ذلك، ولامانع كذلك من الاستدلال بها على صفة اليد لله تعالى، وهي ثابتة في نصوص أخرى.
ومثلها قد يقال في قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) فو فسرت بالهول والشدة فلا مانع من ذلك وقد يكون عند البعض هو تفسيرها الصحيح لدلالة ما قبلها وما بعدها، ولكن ذلك لاينفي صفة الساق عن الله تعالى، ولايمنع الاستدلال بها على هذه الصفة.
يتبع إن شاء الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 04 - 08, 04:09 ص]ـ
وقد ذهب بعض السلف كابن عباس رضي الله عنه إلى أن هذه الآية منسوخة وهي قوله تعالى (فأينما تولوا فثم وجه الله)، والنسخ يقع في الأحكام ولايقع في الأخبار، فدل ذلك على أن المقصود بها في هذه الآية عندهم تحديدا (قبلة الله)، وإلا فكيف يقع فيها النسخ.
تفسير ابن أبي حاتم - (ج 1 / ص 309)
والقول الرابع: أنها منسوخة
حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا حجاج بن محمد، أنبأ ابن جريج، وعثمان بن عطاء، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: "أول ما نسخ من القرآن فيما ذكر لنا والله أعلم شأن القبلة، قل: " لله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله "، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى نحو بيت المقدس، وترك البيت العتيق، ثم صرفه الله إلى البيت العتيق، فنسخها، وقال: " ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره " "، قال أبو محمد: وروي عن أبي العالية، والحسن، وعطاء الخراساني، وعكرمة، وقتادة، والسدي، وزيد بن أسلم نحو ذلك.
قوله: " فثم وجه الله إن الله واسع عليم "
1131 -
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبدة بن سليمان الكلابي، عن نضر بن العربي، عن عكرمة، عن ابن عباس: " " فأينما تولوا فثم وجه الله "، قبلة الله أينما توجهت شرقا أو غربا".
ويدل على معناها ما جاء في سبب النزول من كونها نزلت في القبلة.
فالقصد أنه لايوجد تعارض بين قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وبين من استدل بالآية على إثبات صفة الوجه لله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 04 - 08, 04:24 ص]ـ
ثم إن الآية إذا وجد فيها بعض القرائن التي تدل على معناها فصرفها إلى ذلك هو تفسيرها ومعناها
كقوله تعالى:: {إنما نطعمكم لوجه الله} [الإنسان: 9]، فأضيف الوجه هنا لله تعالى ومع ذلك فمعناه رضاء الله تعالى، ولايمنع ذلك من الاستدلال بها على إثبات صفة الوجه لله تعالى.
وقوله: {كل شيء هالك إلا وجهه} [القصص: 88] فمعنى الآية هنا تدل على ذات الله تعالى وليس الوجه منه فقط، ولامانع من الاستدلال بها على إثبات صفة الوجه لله تعالى.
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إمام عظيم من أئمة الدين، وقد رزقه الله فهما عظيما لكتابه، فينبغي التأني في فهم بعض المسائل الواردة عنه و محاولة فهمها جيدا قبل ردها.
ـ[توبة]ــــــــ[03 - 04 - 08, 04:50 ص]ـ
بارك الله فيكم
قال ابن تيمية: "معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب، ومنها دفع توهم الحصر".
ولكن عندي اشكال هنا:
بما أن الآية محل النقاش ليست من آيات الصفات،و سياقها و سبب النزول يؤكدان ذلك وهو فهم أغلب السلف على ان المقصود ب (وجه الله) القبلة،و لنا ان نثبت صفة الوجه في القرآن من موضع آخر كقوله تعالى (و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الاكرام)
ولكن لو أتينا مثلا عند قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق)، قد أولها أكثر السلف بمعنى الكشف عن الشدة،فمن أين يثبت صفة الساق "في القرآن" و قد اختار التأويل فيها؟
و معلوم أنه لا "يستقيم" الجمع "بين التأويل و التفسير على الظاهر في "نفس" الآية؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 04 - 08, 05:00 ص]ـ
صفة الساق يستدل لها بالسنة
وحول تفسير هذه الآية ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=257552#post257552
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[03 - 04 - 08, 06:05 ص]ـ
[ size=5] وقد ذهب بعض السلف كابن عباس رضي الله عنه إلى أن هذه الآية منسوخة وهي قوله تعالى (فأينما تولوا فثم وجه الله)، والنسخ يقع في الأحكام ولايقع في الأخبار، فدل ذلك على أن المقصود بها في هذه الآية عندهم تحديدا (قبلة الله)، وإلا فكيف يقع فيها النسخ
روعة شيخنا هذه الفائدة روعة ..... فلطالما قرأت الكلام الذي نقله الشيخ عيد "فالآية باقية على عمومها وأحكامها ليس منسوخة ولا مخصوصة بل لا يصح دخول النسخ فيها لأنها خبر عن ملكه للمشرق والمغرب وأنه أينما ولى الرجل وجهه فثم وجه الله وعن سعته وعلمه فكيف يمكن دخول النسخ والتخصيص في ذلك" و لم أفهم كيف يغيب هذا عن من نقل عنهم القول بالنسخ مع حدة أذهانهم حتى جليتم الأمر بارك الله فيكم و زادكم فقها و علما ... و كما قلتم فشيخ الاسلام ككبار المجددين له نظر ثاقب قد يتخبط في فهمه حتى أحبابه قبل اعداءه حتى أن المؤرخين حين كانوا يريدون التدليل على ذكاء المترجم له و سعة اطلاعه قالوا عنه أنه "كان يفهم كلام ابن تيمية"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/2)
ـ[توبة]ــــــــ[03 - 04 - 08, 01:22 م]ـ
صفة الساق يستدل لها بالسنة
وجدت أن أصح الروايات التي أتت في هذا الأمر هي من غير إضافة،ثم من يفسر الآية بالكشف عن الشدة سيختار نفس التفسير للحديث؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - 04 - 08, 02:41 م]ـ
سبحان الله لا أدري كيف كان هذا ... فقد فاتني أن أدل على المواطن التي قال فيها شيخ الإسلام بقول جمهور السلف ... تصريحاً لا تجويزاً
وهما موضعان أولهما أظهر من الثاني ...
بيان تلبيس الجهمية 6 - 79
الجواب الصحيح 4/ 414
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - 04 - 08, 05:21 م]ـ
فشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لا يمنع من الاستدلال بالآية على إثبات صفة الوجه لله تعالى، ولكنه يرى أن معناها هنا القبلة، فمن استدل بها على الصفة فلا ينكر عليه، ومن فسرها بالقبلة فلا يعتبر ذلك من التأويل المبتدع. وفقك الله
بل كلام شيخ الإسلام مخالف لما تفضلتم بذكره، فلعلكم لم تتنبهوا لقوله:
وليست هذه الآية من آيات الصفات. فهو ينكر أن تكون هذه الآية من آيات الصفات أصلا.
وكلامه واضح لا يحتاج إلى تأويل أو تبيين
فأين هذا من قولكم: فشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لا يمنع من الاستدلال بالآية على إثبات صفة الوجه لله تعالى
بل ويجعل عدّها من آيات الصفات غلطا. ومن عدّها في الصفات فقد غلط كما فعل طائفةوأنتم تقولون: فمن استدل بها على الصفة فلا ينكر عليه فأين هذا من ذاك بارك الله لكم؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 04 - 08, 05:42 م]ـ
وفقك الله وجزاك الله خيرا
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن السلف لم يختلفوا في معنى آيات الصفات، وهذا حق، فإذا سلمنا بذلك، فمن احتج بما جاء عن مجاهد والشافعي من تفسير لهذه الآية فيقال له إن هذه الآية ليست من آيات الصفات أي الآيات التي تدل على الصفة دلالة صريحة، فعلى هذا فمن جعلها من آيات الصفات لم يصب، لأن معناها هنا القبلة.
أما من استدل بها على صفة الوجه لله تعالى فليس هناك ما يمنع من ذلك عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقد فصل هذا في بيان تلبيس الجهمية في الموضع الذي أشار إليه الشيخ أبو فهر.
وهو في المجلد السادس من ص 71 إلى ص 81، وقد ذكر فيه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عدم المنع من حملها على الصفة.
فعلى هذا يتقرر أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لايعد هذه الآية من آيات الصفات القطعية، بل يعدها من غير آيات الصفات، ولكنه لايمنع من الاستشهاد بها على إثبات الصفة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 04 - 08, 05:46 م]ـ
سبحان الله لا أدري كيف كان هذا ... فقد فاتني أن أدل على المواطن التي قال فيها شيخ الإسلام بقول جمهور السلف ... تصريحاً لا تجويزاً
وهما موضعان أولهما أظهر من الثاني ...
بيان تلبيس الجهمية 6 - 79
الجواب الصحيح 4/ 414
جاء عن ابن عباس رضي الله عنه أنه يرى أن هذه الآية منسوخة كما رواه ابن أبي حاتم ثم قال: وروي عن أبي العالية، والحسن، وعطاء الخراساني، وعكرمة، وقتادة، والسدي، وزيد بن أسلم نحو ذلك.
فيستفاد من هذا أنهم يفسرون الآية هنا بمعنى القبلة.
وفي النقل السابق:
القول الأول: أن معناها فثم قبلة الله، قالوا: والوجه يأتي في اللغة بمعنى الجهة، يقال: وِجْهَة ووجه وَجِهَة. وممن روي عنه هذا القول:
ابن عباس (4)، ومجاهد (5)، وعكرمة (6)، والحسن البصري (7)، وقتادة (8)، ومقاتل بن حيان (9)، والشافعي (10).
فيمكن من خلال هذا أن يقال إن جمهور السلف على تفسيرها بقبلة الله.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - 04 - 08, 07:58 م]ـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه وفقكم الله، قلتم: وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إمام عظيم من أئمة الدين، وقد رزقه الله فهما عظيما لكتابه، فينبغي التأني في فهم بعض المسائل الواردة عنه و محاولة فهمها جيدا قبل ردهاأقول: صدقتم.
أكثر مَن يحبون شيخ الإسلام للأسف يتكلمون بكلام شيخ الإسلام ولا يتكلمون بمنهج شيخ الإسلام، فإن أصاب أصابوا معه، وإن أخطأ أخطئوا معه.
وعذرا فأنا أراكم تتكلمون بكلامه في كل مرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/3)
وعذرا - مرة أخرى- فأسأستعير كلامكم وأنصحكم بقولكم - مع تغيير لفظة واحدة -: فينبغي التأني في فهم بعض المسائل الواردة عن شيخ الإسلام و محاولة فهمها جيدا قبل قبولها. وما دامت القضية في كلام شيخ الإسلام فسأترك الميدان لشيخ الإسلام ليؤيدني ويرد على نفسه وعليكم أيضا وذلك من الموضع الذي أشار إليه أخي أبا فهر -بارك الله له- من بيان تلبيس الجهمية وكنت أدّخره حتى حين.
قال شيخ الإسلام: ومن عدّها في الصفات فقد غلط كما فعل طائفةواتّبعتم كلامه شبرا بشبر وذراعا بذراع فقلتم: فعلى هذا فمن جعلها من آيات الصفات لم يصب، لأن معناها هنا القبلةوخالفكم عيد فهمي فقال: قد توارد سلف الأمة الذين صنفوا في العقيدة خاصة على عدّ هذه الآية من آيات الصفاتفأيّده وانتصر له شيخ الإسلام فقال: فإن كثيرا من أهل الإثبات بل أكثرهم جعلها من آيات الصفات (بيان تلبيس الجهمية 6/ 81)
فالحمد لله الذي جعلني من أهل الإثبات
قال شيخ الإسلام: قوله: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} أى قبلة الله ووجهة الله هكذا قال جمهورالسلف فردّدتم وراءه حذو القذّة بالقذّة قائلينفيمكن من خلال هذا أن يقال إن جمهور السلف على تفسيرها بقبلة الله.وخالفكم عيد فهمي فقال: قوله: {فثم وجه الله} لا يتعين حمله على القبلة أو الجهة لأنه لا يعرف إطلاق وجه الله على القبلة لغة ولا شرعا ولا عرفا، بل القبلة لها اسم يخصها، والوجه له اسم يخصه، نعم القبلة تسمى وجهة كما قال تعالى: {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات} وإنما سميت قبلة و وجهة؛ لأن الرجل يقابلها ويواجهها بوجهه، وأما تسميتها وجها فلا عهد به، فكيف إذا أضيف إلى الله تعالى فحمله على موارده ونظائره في القرآن أولى، ولو أريد بالوجه في الآية الجهة والقبلة لكان وجه الكلام أن يقال فأينما تولوا فهو وجه اللهفأيّده وانتصر له شيخ الإسلام فقال: لكن يرد على هذا – أي تسمية القبلة وجه - أن يقال: لو أراد الله ذلك لقال: فأينما تولوا فواجهوا الله، لأنه إذا لم يرد بالوجه إلا الجهة المستقبلة فهي التي تولى، كما قال: {ولكل وجهة هو موليها} فأخبر أن العباد يولون نفس الوجهة، فلو كان المراد بالوجه الوجهة لقال: فأينما تولوا فهو [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=132357#_ftn1) وجه الله. أي: فهو قبلة الله. وقد يؤكَد ذلك بأن يقال: لفظ الوجه وإن كان يراد به الجهة؛ لكن الله سمى القبلة في كتابه وجهة، لم يسمها وجها، فيفسر القرآن بعضه ببعض. ويقال أيضا إذا كان المراد ليس هو إلا أن هناك قبلة مخلوقة لله، فهذا قد عرف بقوله: ولله المشرق والمغرب (بيان تلبيس الجهمية 6/ 77 - 78) وقارنوا بين كل لونين متفقين في كلامي وكلام شيخ الإسلام لتعلموا من أولى أن يُرَدَّ عليه بقولهم: و كما قلتم فشيخ الاسلام ككبار المجددين له نظر ثاقب قد يتخبط في فهمه حتى أحبابه قبل اعداءهواقرءوا كلام شيخ الإسلام الآتي بعدُ لتعلموا من أحق بقولهم: حتى أن المؤرخين حين كانوا يريدون التدليل على ذكاء المترجم له وسعة اطلاعه قالوا عنه أنه "كان يفهم كلام ابن تيمية"قال شيخ الإسلام بعد ذكر قول مجاهد والشافعي في هذه الآية: وليس المقصود نصر هذا القول، بل بيان توجيهه، وأن قائليه من السلف لم يكونوا من نفاة الصفة (بيان تلبيس الجهمية 6/ 74)
{يا ليت قومي يعلمون}
ـــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=132357#_ftnref1) - وقع في المطبوع: ((فثم)) -موافقة للفظ المصحف- وهو خطأ واضح، وهو فيض من غيض من أخطاء هذه الطبعة التي وقفت عليها.
والحمد لله وحده
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[04 - 04 - 08, 01:52 ص]ـ
قال شيخ الإسلام بعد ذكر قول مجاهد والشافعي في هذه الآية:
وليس المقصود نصر هذا القول، بل بيان توجيهه، وأن قائليه من السلف لم يكونوا من نفاة الصفة (بيان تلبيس الجهمية 6/ 74)
قلت:
وهذا النقل عن ابن تيمية، يوكد أن فهم الشيخ عبد الرحمن الفقيه لكلام ابن تيمية أقرب من فهم الأخ الفاضل عيد فهمي
ثم يا أخ عيد ... ،،
أراك تسمي بعض مواضيعك بـ (تصحيح العقائد السلفية) ..... !! وكأن العقائد السلفية مشوهة!! ثم أتى العلامة "عيد فهمي" ليصححها ويرد على الألباني وابن تيمية والشافعي ومجاهد!
أنا لا أنكر عليك تحقيقك للمسألة، ولكن أنكر عليك تعصبك في الرد على العلماء، وغاية الأمر أن المسألة مما يسوغ فيه الخلاف -مادام لا ينكر أحد الصفة-!!
والسلام .. ،،
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 04 - 08, 02:40 ص]ـ
بارك الله في الجميع
الجمع بين كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هو ما ذكرته سابقا، وهو بحمد الله تعالى واضح بين، فهو لايعدها من آيات الصفات القطعية التي يبدع من فسرها بغير الوجه،بخلاف من فسر الاستواء بالاستيلاء فإن قوله من قول أهل البدع لأنها من آيات الصفات القطعية، أما قوله تعالى (فثم وجه الله) فتفسيرها بالقبلة أقوى، فعلى هذا لاتعد من آيات الصفات، ومن استدل بها وعدها من آيات الصفات القطعية فقد أخطأ، لأنه يلزم من هذا تبديع قول من فسرها بالقبلة.
وتفسيرها بالقبلة هو الوارد عن عدد من السلف كما سبق، فعلى هذا فهم لايعدونها من آيات الصفات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/4)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 04 - 08, 01:48 ص]ـ
فائدة مهمة ينبغي تأملها
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى - (ج 6 / ص 15)
وأنا أذكر لهذا مثالين نافعين (أحدهما صفة الوجه فإنه لما كان إثبات هذه الصفة مذهب أهل الحديث والمتكلمة الصفاتية: من الكلابية والأشعرية والكرامية وكان نفيها مذهب الجهمية: من المعتزلة وغيرهم ومذهب بعض الصفاتية من الأشعرية وغيرهم صار بعض الناس من الطائفتين كلما قرأ آية فيها ذكر الوجه جعلها من موارد النزاع فالمثبت يجعلها من الصفات التي لا تتأول بالصرف والنافي يرى أنه إذا قام الدليل على أنها ليست صفة فكذلك غيرها. (مثال ذلك قوله تعالى {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله}. أدخلها في آيات الصفات طوائف من المثبتة والنفاة حتى عدها " أولئك " كابن خزيمة مما يقرر إثبات الصفة وجعل " النافية " تفسيرها بغير الصفة حجة لهم في موارد النزاع.
ولهذا لما اجتمعنا في المجلس المعقود وكنت قد قلت: أمهلت كل من خالفني ثلاث سنين إن جاء بحرف واحد عن السلف يخالف شيئا مما ذكرته كانت له الحجة وفعلت وفعلت وجعل المعارضون يفتشون الكتب فظفروا بما ذكره البيهقي في كتاب " الأسماء والصفات " في قوله تعالى {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} فإنه ذكر عن مجاهد والشافعي أن المراد قبلة الله فقال أحد كبرائهم - في المجلس الثاني - قد أحضرت نقلا عن السلف
في قوله تعالى {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} قال: نعم. قلت: المراد بها قبلة الله فقال: قد تأولها مجاهد والشافعي وهما من السلف. ولم يكن هذا السؤال يرد علي؛ فإنه لم يكن شيء مما ناظروني فيه صفة الوجه ولا أثبتها لكن طلبوها من حيث الجملة وكلامي كان مقيدا كما في الأجوبة فلم أر إحقاقهم في هذا المقام بل قلت هذه الآية ليست من آيات الصفات أصلا ولا تندرج في عموم قول من يقول: لا تؤول آيات الصفات. قال: أليس فيها ذكر الوجه فلما قلت: المراد بها قبلة الله. قال: أليست هذه من آيات الصفات؟ قلت: لا. ليست من موارد النزاع فإني إنما أسلم أن المراد بالوجه - هنا - القبلة فإن " الوجه " هو الجهة في لغة العرب يقال: قصدت هذا الوجه وسافرت إلى هذا " الوجه " أي: إلى هذه الجهة وهذا كثير مشهور فالوجه هو الجهة. وهو الوجه: كما في قوله تعالى {ولكل وجهة هو موليها} أي متوليها فقوله تعالى: {وجهة هو موليها} كقوله: {فأينما تولوا فثم وجه الله} كلتا الآيتين في اللفظ والمعنى متقاربتان وكلاهما في شأن القبلة والوجه والجهة هو الذي ذكر في الآيتين: أنا نوليه: نستقبله. قلت: والسياق يدل عليه لأنه قال: {فأينما تولوا} وأين من الظروف وتولوا أي تستقبلوا. فالمعنى: أي موضع استقبلتموه فهنالك وجه الله فقد جعل وجه الله في المكان الذي يستقبله هذا بعد قوله: {ولله المشرق والمغرب} وهي الجهات كلها كما في الآية الأخرى: {قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}.
فأخبر أن الجهات له فدل على أن الإضافة إضافة تخصيص وتشريف؛ كأنه قال جهة الله وقبلة الله.
ولكن من الناس من يسلم أن المراد بذلك جهة الله أي قبلة الله ولكن يقول: هذه الآية تدل على الصفة وعلى أن العبد يستقبل ربه كما جاء في الحديث: {إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الله قبل وجهه} وكما في قوله: {لا يزال الله مقبلا على عبده بوجهه ما دام مقبلا عليه فإذا انصرف صرف وجهه عنه} ويقول: إن الآية دلت على المعنيين. فهذا شيء آخر ليس هذا موضعه. والغرض أنه إذا قيل: " فثم قبلة الله " لم يكن هذا من التأويل المتنازع فيه؛ الذي ينكره منكرو تأويل آيات الصفات؛ ولا هو مما يستدل به عليهم المثبتة فإن هذا المعنى صحيح في نفسه والآية دالة عليه وإن كانت دالة على ثبوت صفة فذاك شيء آخر ويبقى دلالة قولهم: {فثم وجه الله} على فثم قبلة الله هل هو من باب تسمية القبلة وجها باعتبار أن الوجه والجهة واحد؟ أو باعتبار أن من استقبل وجه الله فقد استقبل قبلة الله؟ فهذا فيه بحوث ليس هذا موضعها. انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 04 - 08, 01:54 ص]ـ
فائدة أخرى:
في مجموع الفتاوى لابن تيمية - (ج 6 / ص 394)
وأما الذي أقوله الآن وأكتبه - وإن كنت لم أكتبه فيما تقدم من أجوبتي وإنما أقوله في كثير من المجالس - أن جميع ما في القرآن من آيات الصفات فليس عن الصحابة اختلاف في تأويلها. وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة وما رووه من الحديث ووقفت من ذلك على ما شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار أكثر من مائة تفسير فلم أجد - إلى ساعتي هذه - عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف؛ بل عنهم من تقرير ذلك وتثبيته وبيان أن ذلك من صفات الله ما يخالف كلام المتأولين ما لا يحصيه إلا الله. وكذلك فيما يذكرونه آثرين وذاكرين عنهم شيئا كثيرا. وتمام هذا أني لم أجدهم تنازعوا إلا في مثل قوله تعالى {يوم يكشف عن ساق} فروي عن ابن عباس وطائفة أن المراد به الشدة أن الله يكشف عن الشدة في الآخرة وعن أبي سعيد وطائفة أنهم عدوها في الصفات؛ للحديث الذي رواه أبو سعيد في الصحيحين. ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصفات فإنه قال: {يوم يكشف عن ساق} نكرة في الإثبات لم يضفها إلى الله ولم يقل عن ساقه فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصفات إلا بدليل آخر ومثل هذا ليس بتأويل إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف؛ ولكن كثير من هؤلاء يجعلون اللفظ على ما ليس مدلولا له ثم يريدون صرفه عنه ويجعلون هذا تأويلا، وهذا خطأ من وجهين كما قدمناه غير مرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/5)
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[08 - 04 - 08, 12:51 ص]ـ
لشيخ الاسلام له جمع بينهما في كتاب نقض التأسيس المجلد السادس مطبوع على الاله الراقمه
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 10:42 ص]ـ
لشيخ الاسلام له جمع بينهما في كتاب نقض التأسيس المجلد السادس مطبوع على الاله الراقمه
وفقّك الله
قد نقلتُ منه خلاصته وزبدته في قوله بعد ذكر تفسير مجاهد والشافعي للآية:
[[وليس المقصود نصر هذا القول، بل بيان توجيهه، وأن قائليه من السلف لم يكونوا من نفاة الصفة (بيان تلبيس الجهمية 6/ 74)]]
ولكن قليل مَن تنبه له وأقل منهم مَن يفهمه على وجهه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 08, 11:10 ص]ـ
الجمع بين كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هو ما ذكرته سابقا، وهو بحمد الله تعالى واضح بين، فهو لايعدها من آيات الصفات القطعية التي يبدع من فسرها بغير الوجه،بخلاف من فسر الاستواء بالاستيلاء فإن قوله من قول أهل البدع لأنها من آيات الصفات القطعية، أما قوله تعالى (فثم وجه الله) فتفسيرها بالقبلة أقوى، فعلى هذا لاتعد من آيات الصفات، ومن استدل بها وعدها من آيات الصفات القطعية فقد أخطأ، لأنه يلزم من هذا تبديع قول من فسرها بالقبلة.
وتفسيرها بالقبلة هو الوارد عن عدد من السلف كما سبق، فعلى هذا فهم لايعدونها من آيات الصفات.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 07:42 م]ـ
ما جاء عن الشافعي فهو وجادة للبيهقي بغير إسناد ومن أنعم النظر في الكلمة المنقولة عنه أيقن أنها ليست من كلامه وهي قوله: "فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} يَعْنِي -وَاَللَّهُ أَعْلَمُ-: فَثَمَّ الْوَجْهُ الَّذِي وَجَّهَكُمْ اللَّهُ إلَيْهِ" فما هذا بأسلوب الشافعي خاصة قوله: (والله أعلم) بين ثنايا كلامه، وكتبه شاهدة بذلك، ولعلها مدرجة بين ثنايا كلامه ممن روى عن المزني هذه النسخة أو مِن بعض مَن امتلكها فلا حجة فيها
الحمد لله وحده ...
لا والله بل هو أسلوب الشافعي رحمه الله، خاصّة قوله: (والله أعلم).
وينبغي التأني قبل أن يقدم المرء على مثل هذا النفي.
وقول القائل جملة كذا ليست من أسلوب فلان من أهل العلم= لا تقال إلا من متضلع من قراءة كتبه.
خاصة إذا كانت الجملة قصيرة مثل المنقولة في هذا الموضوع.
والحق الذي لا محيد عنه الذي تشهد به كتب الشافعي رحمه الله عكس ما قيل في هذا الموضوع، فإن في كتبه المئات من قوله (والله أعلم) وسواء كان ذلك في أول كلامه أو آخره أو وسطه.
ووالله لو أردت أن أنقل مائة موضع من كتبه المطبوعة فيها قوله (والله أعلم) لفعلت.
والمزني إنما أخذ ما أخذه من خطّ الشافعي فنقله، وبعضها لم يقرأه عليه.
ولذلك كان من مسالك ردّ البيهقي بعض الأخطاء التي وقعت في الأم أن يقول: أخذها المزني من كتاب الشافعي ولم يقرأ عليه هذا الكتاب
ولو قرأه عليه لأصلحه الشافعي.
كما في كتاب اختلاف علي وعبد الله
الذي صنفه الشافعي ليلزم به العراقيين.
وللأسف فإن المجلد الأول من «الأم» في البيت الآن، وهو كتاب «الرسالة» على ما رتّبه المحقق، ولذا سأنقل خمسة مواضع فقط من المجلد الثاني (الطهارة - الصلاة – الجنائز) ط. رفعت فوزي.
1 - ص65 قال الشافعي: « ... فكان الوضوء في هذا المعنى أوكد من بعضه عندي والله أعلم».
2 - وقال ص85: « ... فإذا جاء المغتسل بالغسل أجزأه والله أعلم كيفما جاء به وكذلك لا وقت في الماء في الغسل إلا أن يأتي ... ».
3 - وقال ص155: « ... أحكم الله عز وجل كتابه أن فرض الصلاة موقوت والموقوت والله أعلم الوقت الذي يصلى فيه وعددها فقال عز وجل ... ».
4 - وقال ص 208: « ... وبهذا نأخذ ومعناه عندنا والله أعلم ما يعرف من مراح الغنم وأعطان الإبل أن الناس يريحون الغنم في أنظف ما يجدون من الأرض لأنها تصلح ... ».
5 - وقال ص 260: « ... ولو سجد على أنفه دون جبهته لم يجزه لأن الجبهة موضع السجود وإنما سجد والله أعلم على الأنف لاتصاله بها ومقاربته لمساويها ولو سجد على خده أو ... ».
فهذه المواضع – متقاربة الصفحات- أنموذج من مئات المواضع.
وفيها ما هو في وسط الكلام، والله أعلم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 08:18 م]ـ
قيل هنا:
المجلد الثاني (الطهارة - الصلاة – الجنائز) ط. رفعت فوزي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/6)
1 - ص65 قال الشافعي: « ... فكان الوضوء في هذا المعنى أوكد من بعضه عندي والله أعلم».
2 - وقال ص85: « ... فإذا جاء المغتسل بالغسل أجزأه والله أعلم كيفما جاء به وكذلك لا وقت في الماء في الغسل إلا أن يأتي ... ».
3 - وقال ص155: « ... أحكم الله عز وجل كتابه أن فرض الصلاة موقوت والموقوت والله أعلم الوقت الذي يصلى فيه وعددها فقال عز وجل ... ».
4 - وقال ص 208: « ... وبهذا نأخذ ومعناه عندنا والله أعلم ما يعرف من مراح الغنم وأعطان الإبل أن الناس يريحون الغنم في أنظف ما يجدون من الأرض لأنها تصلح ... ».
5 - وقال ص 260: « ... ولو سجد على أنفه دون جبهته لم يجزه لأن الجبهة موضع السجود وإنما سجد والله أعلم على الأنف لاتصاله بها ومقاربته لمساويها ولو سجد على خده أو ... » ..
وقيل قبله بزمن هناك:
قال الشافعي في «الأم» 1/ 40 ـ ط المعرفة: «فكان فَرْضُ الله الغُسلَ مطلقًا لم يذكر فيه شيئا يبدأ به قبل شيء، فإذا جاء المغتسِل بالغسل أجزأه ـ والله أعلم ـ كيفما جاء به».
وقال في «الأم» 1/ 71: «حكم الله عز وجل في كتابه أن فرض الصلاة موقوت، والموقوت - والله أعلم - الوقت الذي يصلى فيه وعددها».
وقال في 1/ 92: «وبهذا نأخذ، ومعناه عندنا - والله أعلم - على ما يعرف من مراح الغنم وأعطان الإبل أن الناس يريحون الغنم في أنظف ما يجدون من الأرض لأنها تصلح على ذلك والإبل تصلح على الدفع من الأرض فمواضعها التي تختار من الأرض أدقعها وأوسخها».
وقال في 1/ 114: «ولو سجد على بعض جبهته دون جميعها كرهت ذلك له ولم يكن عليه إعادة لأنه ساجد على جبهته ولو سجد على أنفه دون جبهته لم يجزه لأن الجبهة موضع السجود وإنما سجد ـ والله أعلم ـ على الأنف لاتصاله بها ومقاربته لمساويها».
إلى غير ذلك في عشرات المواضع.
فعجيب هذا التوافق في مواضع النقل مع التوافق في عدم فهم كلامي!!!
أما إن كان المتأخر هنا أخذ كلام السابق هناك -وهذا واضح لكل ذي عينين- فكان يلزمه أن ينسبه إلى صاحبه لا أن ينسبه إلى نفسه بعد تغيير العزو من طبعة إلى طبعة أخرى كأنه هو الذي بحث!!!
وهذا رابط المشاركة هناك لمن أراد النظر في تاريخها:
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=102664&postcount=19
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 08:32 م]ـ
قيل هنا:
وقيل قبله بزمن هناك:
فعجيب هذا التوافق في مواضع النقل مع التوافق في عدم فهم كلامي!!!
أما إن كان المتأخر هنا أخذ كلام السابق هناك -وهذا واضح لكل ذي عينين- فكان يلزمه أن ينسبه إلى صاحبه لا أن ينسبه إلى نفسه بعد تغيير العزو من طبعة إلى طبعة أخرى كأنه هو الذي بحث!!!
وهذا رابط المشاركة هناك لمن أراد النظر في تاريخها:
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=102664&postcount=19
هداك الله دع سوء الظن بإخوانك ولمزهم بهذه الطريقة
لا أدري ما العجيب في هذا أليست لمسة زر على أحد الموسوعات التي فيها كتب الشافعي كفيلة بإيراد مثل هذه المواضع ومعلوم أنه سيرتب النتائج على ترتيب الفقه ولم تكن هذه المعلومة بحاجة إلى تفكير!
وكان الواجب هو اعترافك بغلطك في دعواك أنه ليست من أسلوبه لا أن تهرب من ذلك بملز من أرشدك إلى الصواب هداك الله إلى الصواب.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 08:35 م]ـ
الحمد لله وحده ...
هداك الله وأصلح حالك وبالك.
والله الذي لا إله غيره الذي أرسل محمّدا هداية للبشر
أنني ما رأيت هذا الذي نقلتَه إلا الآن.
والأمر سهل
عندي نسخة الأم على الوورد
من مكتبة مشكاة
بحثت فيها على كلمة (والله أعلم)
ووضعت لك أول ما ظهر لي من المواضع متوالية
ويحسن بك أن تتراجع عن أخطائك بدلا من هذا
وبدلا من مشاركتك الأخيرة التي فيها اتهام صريح الله يعلم أنني منه بريء
كان عليك أن تربع على نفسك وتقبل الحق على أي صورة جاءك.
هداك الله.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 09:20 م]ـ
قلتم وفقكم الله: والأمر سهل
عندي نسخة الأم على الوورد
من مكتبة مشكاة. لكنكم قلتم قبل ذلك:
وللأسف فإن المجلد الأول من «الأم» في البيت الآن، وهو كتاب «الرسالة» على ما رتّبه المحقق، ولذا سأنقل خمسة مواضع فقط من المجلد الثاني (الطهارة - الصلاة – الجنائز) ط. رفعت فوزي. فهل ط. رفعت فوزي رفعت على المشكاة؟
فإن كان نعم فارفعها هنا أكن لك من الشاكرين
مع أني أشك في ذلك وإلا فما معنى أن المجلد الأول منها في البيت؟
وأما إن قصدت النسخة الأخرى فهذا لا يتوافق مع عزوك ولا مع تعليلك بالعزو من الجزء الثاني لأن الأول ليس معك
وسيظل الإشكال من أين نقلت؟
وإن كنت نقلت من نسخة الحاسب فلماذا تكلفت تغيير العزو لنسخة د/رفعت؟
وأستغفر الله تعالى فإني أشعر أن المسألة خرجت من حيّز النقاش العلمي إلى حيز آخر.
وكان أحرى ممن يريد أن يناقش المسألة مناقشة علمية إذا لم يعجبه قولي الأول ينتقل إلى الثاني: وعلى فرض ثبوتها -وهو بعيد- فالأولى حملها على التفسير باللازم لموافقة جمهور السلف الذين عدوها من آيات الصفات. وقد وضعته قصدًا لعلمي بأنه لا بد من وجود معترض على الأول
أما أن نترك المسألة ونتناقش في مسألة أخرى حول كتب الشافعي فهذا ما ألجأني لما قلته مما لا أرضى عنه.
وعذرا سأوقف النقاش في هذا الموضوع عند هذا الحدّ لأني أشعر أن للشيطان فيه نصيبا أي نصيب.
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيم}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/7)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 09:57 م]ـ
الحمد لله وحده ...
نعم عليك أن تستغفر الله كثيرًا.
المجلد الأول من الأم ط. رفعت هو كتاب الرسالة ..
والرسالة ليست أصلا في الأم المنسوخ على موقع المشكاة ..
وعادتي أنني إن استفدت من الحاسب شيئا لم أكتف بذلك، بل لا بد من العودة إلى أصل الكتاب المنقول منه، وأشهد الله في عليائه أنني قضيت أكثر من ربع الساعة بحثًا عن المواضع التي في نسخة الوورد في مكانها في المطبوع ..
ومعنى أن المجلد الأول في البيت
أنني لن أنقل من الرسالة لهذا السبب
مع أن الرسالة موجودة أيضًا على الوورد. فتأمل أصلح الله عقلك.
وليس في كلامي أدنى ما يفهم منه العاقل أن طبعة فوزي على المشكاة ..
وأنت إلى الآن تكابر - هداك الله - في أمر خارج الموضوع.
عليك الآن أن تتفضل على نفسك وتتكرم عليها وتقول:
لقد أخطأتُ على الشافعي.
وعليك بعد ذلك ألا تفخّم الموضوعات بمثل هذه الأمور التي تدل على التسرع والعجلة ..
ولن أقول على التعالم عياذًا بالله.
ولن أسألك ما هي الخطوات العلمية التي سلكتها قبل أن تقول إنها ليست من كلام الشافعي وكتب الشافعي تشهد؟؟
هداك الله إلى سبيله المستقيم .. آمين
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 10:15 م]ـ
هداك الله إلى سبيله المستقيم .. آمينآمين
آمين
آمين
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 10:40 م]ـ
جزى الله كلاً خيراً، وأخص منهم أخانا الشيخ أبا عبد الرحمن الفقيه على تلكم الفوائد الغالية، التي نفعنا بها.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 05:06 ص]ـ
لو تعذر أيضا الشيخ عيد شيخنا لأني أيضا ظننت نفس الشيء عند قراءة مشاركتكم بعد قراءة مشاركة الشيخ الطائي في الألوكة ... فالتوافق عجيب حتى في ترتيب الحجج كانه وقع الحافر على الحافر ... فكما ترى هذا هو المحل الأمثل لنزغة من نزغات الشيطان ... فصبر جميل و سعة صدر حتى لا ينقطع النقاش و تتوقف الفوائد بارك الله فيكم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 07:45 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
يا شيخ محب، الأخ عيد جاء متهجمًا متهمًا، وقد كان يجمل به أن يسأل.
وإلى الآن لم نره قال أخطأت، ولا عجب، فهذا نادر في هذا الزمان الذي لا يعلم حقيقته إلا الله.
وفي الحقيقة لقد وقعت المبالغة في مشاركتك أيضًا عفا الله عنك، فبعد التأمل لم أجد مشاركتي مثل مشاركة الألوكة كأنها وقع الحافر على الحافر.
بل عندي مثال ليس عنده.
وقد أخبرتُ أنني استخدمت نسخة الوورد من الأم وكنت أنزلتها قديما من المشكاة، فأول خمسة أمثلة وجدتها وضعتها بعد مقابلتها بالمطبوع، وأثناء البحث وجدت مثالا آخر في الأم من قول الزهري لا الشافعي تركته من أجل ذلك.
أما تأسفي على الرسالة وأنها في البيت ونحو ذلك فذلك أنني كنت أريد النقل منها باعتبارها أول الأم وأشهر كتب الشافعي رحمه الله.
ولو أنني وجدت الشافعي أقل من استخدام (والله أعلم) أو لم يستخدمها في الرسالة لالتمست للأخ عيد بعض العذر.
لكن الشافعي استخدمها في الرسالة كثيرًا أيضًا ..
بل في أولها!
ففي ص4منه وهو ثاني ما أسنده الشافعي في الكتاب قوله: « ... أخبرنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {ورفعنا لك ذكرك} قال لا أذكر إلا ذكرت معي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.
يعني والله أعلم ذكره عند الإيمان بالله والأذان ويحتمل ذكره عند تلاوة الكتاب وعند العمل بالطاعة والوقوف عن المعصية.
وفي ص19: « ... وأولى الناس بالفضل في اللسان من لسانه لسان النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجوز والله أعلم أن يكون أهل لسانه أتباعا لأهل لسان غير لسانه في حرف واحد بل كل لسان ... » اهـ بنصّه، وقد وقع في نسخة الوورد بعض السقط والتحريفات أصلتها بالرجوع إلى الكتاب.
وللموضوع صلة إن شاء الله بعد قراءة الردود وبقية الموضوع ..
فإنما توقفت عند كلام الأخ عيد عند كلام الشافعي ولم أكمله متعجبا من هذه الجرأة والتسرع.
ملحوظة:
ولمن لا يعرف أسلوب الشافعي أقول: ويستخدم الإمام الشافعي أيضًا جملة (إن شاء الله) وسط الكلام، وأوله وآخره تمامًا مثل (والله أعلم).
فيقول: لم يفسد وضوؤه إن شاء الله ..
أو: لم أكرهه إن شاء الله ..
أو: فإن قال قائل ... قيل له إن شاء الله تعالى ....
أو: ولا أشك إن شاء الله ...
ونحو ذلك.
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 05:17 م]ـ
آمين
آمين
آمين
أخي الحبيب عيد فهمي ...
هذه كلمات أهديها إليك من قلب أخيك الصغير الذي يحب لك الخير إن شاء الله تعالى ..
جاءفي صيد الخاطر لابن الجوزي:
فصل
من قال:
لا أدري فقد أفتى
أذا صح قصد العالم استراح من كلف التكلف فإن كثيرا من العلماء يأنفون من قول
لا أدري فيحفظون بالفتوى جاههم عند الناس لئلا يقال: جهلوا الجواب و إن كانوا على غير يقين مما قالوا و هذا نهاية الخذلان
و قد روى عن مالك بن أنس أن رجلا سأله عن مسألة فقال: لا أدري فقال سافرت البلدان إليك فقال: ارجع إلى بلدك و قل: سألت مالكا فقال: لا أدري
فانظر إلى دين هذا الشخص و عقله كيف استراح من الكلفة و سلم عند الله عز وجل ثم إن كان المقصود الجاه عندهم فقلوبهم بيد غيرهم " ص206
وأدعوك -مع قصر نظري- إلى الاستراحة من الكلفة في نسبك لأهل الخير ما لم يقولوه وأرجوا منك أن يتسع صدرك لهذه الحروف والله المستعان وجزى الله الإخوة جميعا خير الجزاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/8)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 05:45 ص]ـ
الشيخ عيد قريب منكم طبعا كقربه موضعا تعتريه حدة ثم ان تبين له الخطأ فما أسرع ما يؤوب
( http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=67743&postcount=1) و هو ما تعلمناه منكم شيخنا أيضا فما ضرنا ان نصبر على خطأ في معرفة الشيخ لمذهب الشافعي و لو امتد خمس سنوات
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=657625&postcount=23) ( ابتسامة محب) و الله يعلم أني لم أقصد غير تسكين الغضب الذي تحدثه أمثال هذه النزغات ليستمر انهمار الفوائد - مع أني اوافقكم في الأصل العلمي لانكاركم- فما جربته أن كبار الشيوخ هنا ممن يجودون بخلاصة ما قد أصل اليه بعد قراءة المجلدات الكبار ينفرون من الأشرطة التي تنشب فيها مثل هذه المناوشات كنفرة الظباء من رؤية الأسود عدا من قد نفر بسببها من المنتدى بكامله و انقطعت عنا صدقاته ... أما المبالغة فقد تعمدتها (ابتسامة خجلة) و انما قصدت الاشارة الى السرقة الشعرية و تشبيههم توارد الأفكار على نفس القول و ان لم تتطابق ألفاظها .... فالمعذرة ان كنت أسأت التشبيه نفعنا الله بصالح العلوم ووقانا شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 06:01 ص]ـ
أظن أن الموضوع خرج عن مقصوده الذي وضع له ...
فليتكلم الإخوة بعلم (كما فعل الشيخ عبدالرحمن وغيره) أو ليسكتوا -مشكورين- بحلم ...
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 01:04 م]ـ
بالنسبة للتحفظ على عنوان السلسلة
فلينظر هذا الرابط بارك الله لكم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpo...2&postcount=53 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=797182&postcount=53)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 07:22 م]ـ
يا شيخ محب، الأخ عيد جاء متهجمًا متهمًا، وقد كان يجمل به أن يسأل.
.
ما أجمل هذه النصحيحة ... ويا ليت كل باحث يظن بأخيه ظنة=يعمل بها قبل أن يقول بلسانه جراحاً أشد من وقع الحسام المهند ...
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 08:20 م]ـ
ما أجمل هذه النصحيحة ... ويا ليت كل باحث يظن بأخيه ظنة=يعمل بها قبل أن يقول بلسانه جراحاً أشد من وقع الحسام المهند ...
الحمد لله وحده ...
ولو عمل كل واحد بهذا الأمر في خاصّة نفسه قبل أن يظنّ في أخيه الظنون وأنه سعى عند فلان أة علان = لعم الخير على الجميع ..
بدلا من أن يظن المرء من نفسه أنه تحرّى، فيأمر إخوانه بالتحري وينسى نفسه ..
والله المستعان، يحكم بين عباده يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 08:57 م]ـ
إنما الظنون وقود العدوات ... أسأل الله أن يُضيق مجاريها وأن يُصلح قلوباً لطالما تآلفت على الحق حتى أغاظ الشيطانَ ألفتُها ...
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 09:11 م]ـ
آمين آمين آمين
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 09:15 م]ـ
آمين:)
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[05 - 05 - 08, 02:31 ص]ـ
جزى الله كلاً خيراً، وأخص منهم أخانا الشيخ أبا عبد الرحمن الفقيه على تلكم الفوائد الغالية، التي نفعنا بها.
.................................................. .........................................
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[05 - 05 - 08, 04:18 م]ـ
إنما الظنون وقود العدوات ... أسأل الله أن يُضيق مجاريها وأن يُصلح قلوباً لطالما تآلفت على الحق حتى أغاظ الشيطانَ ألفتُها ...
آمين آمين آمين
الحمد لله ..
أغظتما الشيطان, و أسعدتما أهل الإيمان ..
أسأل الله أن يؤلف بين قلوبكما, فكلاكما من أجل من عرفنا و أفدنا منهم على صفحات المنتديات, و كلاكما ممن أحببنا فى الله جل و علا, و كلاكما له من الفضل على شخصيا ما الله به عليم ..
أخى و شيخى الأزهرى السلفى ..
هل ما زلت عند رأيك فى التمنع من لقاء أخيك المحب؟(48/9)
أزيلوا الإشكال أثابكم الله أشكل على كثير من الناس علم إبليس بالبعث و هو من أمور الغيب
ـ[محمد أمين السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 11:33 م]ـ
في ما جاء في سورة الأعراف و الحجر من طلب إبليس الرجيم من المولى عز و جل أن ينظره إلى يوم يبعثون و قد حصل هذا بعد رفضه للسجود و قبل الأمر بالنزول إلى الأرض فقد أشكل على كثير من الناس علم إبليس بالبعث و هو من أمور الغيب في ذلك الحين و نرجو الدليل بارك الله فيكم
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[04 - 04 - 08, 03:12 ص]ـ
يا اخي أي اشكال تتحدث عنه لا اشكال ولاشيء فالبعث والعلم به ليس من الامور الغيبيه فابليس لعنه الله يعلم ان كل مخلوق فان والملائكه ايضا يعلمون
فاراد ان يبقى الى البعث (الى النفخه الاولى في قول او الى الثانيه في قول
) اذاالعلم بالبعث ليس مجهول له وهذا واضح
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[04 - 04 - 08, 04:44 م]ـ
علمه من قول الله تعالى:وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) الحجر
واعلم أن إبليس لما صار ملعوناً قال: {فَأَنظِرْنِى إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} قيل إنما طلب الإنظار إلى يوم يبعثون لأجل أن يتخلص من الموت لأنه إذا نظر إلى يوم البعث لم يمت قبل يوم البعث وعند مجيء يوم البعث لا يموت أيضاً فحينئذ يتخلص من الموت فقال تعالى: {إِنَّكَ مِنَ المنظرين * إلى يَوْمِ الوقت المعلوم} ومعناه إنك من المنظرين إلى يوم يعلمه الله ولا يعلمه أحد سواه ـ التفسير الكبير للرازي13/ 218
يريد ابليس الخبيث الملعون لعنه الله بمكره وخبثه ان لايموت فطلب الانظار الى يوم البعث ليفتخر ويكون له الفضل على آدم وذريته بانهم ماتوا وهلكوا وهو لم يمت الى يوم البعث (يوم الدين) يوم الجزاء والحساب فقال الله سبحانه وتعالى: قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38)
ـ[محمد أمين السلفي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 08:45 م]ـ
و أثابكم و أعانكم على طلب العلم الشرعي
ـ[علي الكناني]ــــــــ[05 - 04 - 08, 06:18 م]ـ
علمه من قول الله تعالى:وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) الحجر
واعلم أن إبليس لما صار ملعوناً قال: {فَأَنظِرْنِى إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} قيل إنما طلب الإنظار إلى يوم يبعثون لأجل أن يتخلص من الموت لأنه إذا نظر إلى يوم البعث لم يمت قبل يوم البعث وعند مجيء يوم البعث لا يموت أيضاً فحينئذ يتخلص من الموت فقال تعالى: {إِنَّكَ مِنَ المنظرين * إلى يَوْمِ الوقت المعلوم} ومعناه إنك من المنظرين إلى يوم يعلمه الله ولا يعلمه أحد سواه ـ التفسير الكبير للرازي13/ 218
يريد ابليس الخبيث الملعون لعنه الله بمكره وخبثه ان لايموت فطلب الانظار الى يوم البعث ليفتخر ويكون له الفضل على آدم وذريته بانهم ماتوا وهلكوا وهو لم يمت الى يوم البعث (يوم الدين) يوم الجزاء والحساب فقال الله سبحانه وتعالى: قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38)
شكر الله لك
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[05 - 04 - 08, 08:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا و جزى أخانا طارح الموضوع خيرا .....
ـ[محمد أمين السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 08, 10:56 م]ـ
أحسن الله إلى الجميع و جازاكم خير الجزاء(48/10)
هل الروح مخلوقة؟
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[03 - 04 - 08, 11:35 ص]ـ
سألني سأئل اذا كان الله قد فرق بين الخلق والامر وذكر في موضع ان الروح من امر ربي فكيف تكون الروح مخلوقة وهي امر؟
ارجو التوضيح وجزاكم الله خيرا
ـ[القندهاري]ــــــــ[03 - 04 - 08, 03:37 م]ـ
من باب الفائدة سوف أنقل كلام بعض اهل العلم في أن الروح مخلوقة.
قال بن حزم في الملحى: مسألة: وأن النفس مخلوقة. برهان هذا: أننا نجد الجسم في بعض أحواله لا يحس شيئا وأن المرء إذا فكر في شيء ما فإنه كلما تخلى عن الجسد كان أصح لفهمه وأقوى لإدراكه , فعلمنا أن الحساس العالم الذاكر هو شيء غير الجسد ونجد الجسد إذا تخلى منه ذلك الشيء موجودا بكل أعضائه ولا حس له ولا فهم إما بموت وإما بإغماء وإما بنوم , فصح أن الحساس الذاكر هو غير الجسد , وهو المسمى في اللغة نفسا وروحا , وقال الله تعالى ذكره: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى} فكانت النفوس كما نص تعالى كثيرة , وكذلك وجدناها نفسا خبيثة وأخرى طيبة , ونفسا ذات شجاعة وأخرى ذات جبن , وأخرى عالمة وأخرى جاهلة , فصح يقينا أن لكل حي نفسا غير نفس غيره , فإذا تيقن ذلك وكانت النفوس كثيرة مركبة من جوهرها وصفاتها , فهي من جملة العالم , وهي ما لم ينفك قط من زمان وعدد فهي محدثة مركبة , وكل محدث مركب مخلوق. ومن جعل شيئا مما دون الله تعالى غير مخلوق فقد خالف الله تعالى في قوله: {خلق كل شيء} وخالف ما جاءت به النبوة وما أجمع عليه المسلمون وما قام به البرهان العقلي.
وقال ابن القيم رحمه الله في كتاب "الروح":
" المسألة السابعة عشرة: وهي هل الروح قديمة أو محدثة مخلوقة؟
ثم قال: فهذه مسألة زل فيها عالَمٌ، وضل فيها طوائف من بنى آدم، وهدى الله أتباع رسوله فيها للحق المبين، والصواب المستبين، فأجمعت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم على أنها محدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مدبَّرة، هذا معلوم بالاضطرار من دين الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، كما يعلم بالاضطرار من دينهم أن العالم حادث، وأن معاد الأبدان واقع، وأن الله وحده الخالق وكل ما سواه مخلوق له " ثم نقل عن الحافظ محمد بن نصر المروزي قوله: " ولا خلاف بين المسلمين أن الأرواح التي في آدم وبنيه وعيسى ومن سواه من بنى آدم كلها مخلوقة لله، خلقها وأنشأها وكونها واخترعها ثم أضافها إلى نفسه كما أضاف إليه سائر خلقه قال تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ) الجاثية/13 "
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[03 - 04 - 08, 08:38 م]ـ
يرد في كتب السلف القدماء ما معناه:
الله الخالق وماسواه مخلوق, الا القرأن فإنه ليس بخالق ولا مخلوق, بل من الله بدأ واليه يعود
قولك وتعجبك: كيف تكون الروح مخلوقة وهي أمر. يثير استغرابي, فأنت أخي صالح عبد ربه, مخلوق, والله عز وجل هو من خلقك, وأنت خلقت بـ أمر الله وقضاءه.
مثلاً تأمل: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون
بديع السموات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون. البقرة 117
إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون. يس 82
قال كذلك الله يخلق ما يشاء، إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون. آل عمران 247
هو الذي يحي ويميت فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون. غافر 68
الروح من أمر الله, أي أنها خلقت بأمر الله. أتُراها خُلقت بأمر الشيطان أو بأمر الإنس والجن!! فالإنس والجن والشياطين قد تخلق اشياء كثيرة وتصنعها, ولكنها حتما لن تخلق كل شيء كالروح. هم يستطيعون صناعة دمية, ولكن لايستطيعون بث الروح فيها. أأمل وفاء توضيحي وكفايته وعلينا أن لانحمل كتاب الله ما ليس منه, كعبارات المتكلمين وثرثرتهم التائهة حول هذا الأمر
فكلمة ((خلق)) ليست مرادفة لـ كلمة ((أمر)) ولكنها أيضا ليست نقيضها, كقولنا حي ونفيها ميت , فسبب مشكلة من كنت تناقشه هو هذا تحديداً, أي افتراضه أن أمر تنافي خلق, رغم أن كل كلمة لها بابها
ـ[ابو عبد الرحمن المكي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 10:21 م]ـ
اخي الامر هنا بمعنى الشأن اي ان الروح من شأن الله جل وعلا الذي تفرد بعلمه وليس المراد بالامر هنا الامر التكويني والله اعلم(48/11)
يا أخوة أريد معلومات عن كتاب رسالة في إثبات الاستواء والفوقية للجويني
ـ[عماد العدوي]ــــــــ[03 - 04 - 08, 07:26 م]ـ
يا أخوة أريد معلومات عن كتاب رسالة في إثبات الاستواء والفوقية للجويني فقد وجدته على الشبكة و أريد معلومات عنه بارك الله فيكم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[03 - 04 - 08, 07:32 م]ـ
[رسالة في إثبات الإستواء والفوقية - أبي محمد الجويني]
الكتاب: رسالة في إثبات الإستواء والفوقية ومسألة الحرف والصوت في القرآن المجيد و
المؤلف: أبومحمد عبدالله بن يوسف بن محمد بن حيويه الجويني الطائي السنبسي
الناشر: دار طويق - الرياض
الطبعة الأولى، 1998
تحقيق: أ.أحمد معاذ بن علوان حقي
عدد الأجزاء: 1
ـ[عماد العدوي]ــــــــ[03 - 04 - 08, 09:10 م]ـ
جزاك الله خيرا
و لي سؤال اخر هل هو صاحب الورقات و هل كان أشعريا ثم تاب في هذه الرسالة؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[04 - 04 - 08, 01:30 ص]ـ
الرسالة لم تثبت نسبتها إلى الجويني أبي محمد عبد الله بن يوسف بن محمد،، (وهو والد إمام الحرمين صاحب الورقات أبي المعالي عَبْدُ الملك) والصحيح نسبتها إلى ((ابن شيخ الحزامين)) أحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية
انظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=109202
ـ[عماد العدوي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 03:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد السلفي المكي]ــــــــ[07 - 04 - 08, 02:03 ص]ـ
الكتاب المذكور طبعته دار البصيرة بالإسكندرية مؤخرا
محققا على مخطوطة
لكن لا علم لي بصراحة بشأن مدى صحة نسبتها إلى والد إمام الحرمين
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[07 - 04 - 08, 10:40 ص]ـ
الرسالة موجودة ضمن مجموعة الرسائل المنيرية
ـ[أبو حذيفة الدرعمي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 10:11 ص]ـ
بحثت في هذا الأمر وأنا بصدد إخراجها الأىن
وثبت لدي بما لا يدع مجالا للشك أنها لعماد الدين الواسطي (ابن شيخ الحزاميين) صاحب شيخ الإسلام ابن تيمية(48/12)
فؤائد في العقيدة (1)
ـ[القندهاري]ــــــــ[04 - 04 - 08, 11:24 م]ـ
الحمد لله
هذه فؤائد في العقيدة أنقلها عن شيخنا عبد العزيز عبد الله الراجحي حفظه الله وليس لي زيادة حرف إنما أنا ناقل وشيخنا عبد العزيز الراجحي من أخص تلاميذ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
والشيخ أشهر من نار على علم متع الله بعلمه وطال عمره على طاعته.
قال شيخنا عبد العزيز ((من قال: إن الله لا يرى في الآخرة فقد كفر؛ لأنه كذب بالقرآن والسنة المتواترة، يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافرا، أفتى بذلك الإمام أحمد كما ذكره شيخ الإسلام وهو قول جمهور علماء أهل السنة. جمهور العلماء من أهل السنة على أن الكفار لا يرون الله يوم القيامة في عرصاتها، وإنما يراه المؤمنون خاصة، واستدلوا بقوله -تعالى-: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ فالآية عامة، وذهب بعض العلماء إلى أن الكفار يرون الله في عرصات القيامة ثم يحتجب عنهم، واستدلوا بأحاديث في الصحيحين وغيرهما، وأجابوا عن الآية بأن الحجب بعد المحاسبة، والصواب ما ذهب إليه الجمهور، وقيل: يراه المنافقون خاصة من بين الكفار لظاهر الأحاديث.
جمهور العلماء من أهل السنة على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم ير ربه بعين رأسه ليلة المعراج، وإنما رآه بقلبه؛ واستدلوا بحديث أبي ذر عند مسلم رأيت نورا، نور أنى أراه وحديث أبي موسى عند مسلم حجابه النور وحديث عائشة من حدثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب وذهب بعض العلماء إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه بعين رأسه ليلة المعراج وإلى هذا ذهب ابن خزيمة في كتاب التوحيد، وأبو إسماعيل الهروي في كتاب الأربعين له، والنووي في شرح صحيح مسلم وأبو الحسن الأشعري في كتاب المقالات والإبانة، والقرطبي والقاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات.
واستدلوا بما ثبت عن ابن عباس -رضى الله عنهما- أنه قال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه ليلة المعراج وبما ثبت عن الإمام أحمد أنه سئل هل رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ربه ليلة المعراج؟ فقال: نعم رآه. والصواب ما عليه الجمهور من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم ير ربه بعين رأسه وإنما رآه بقلبه، وجمع شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بين حديث عائشة وحديث ابن عباس؛ بأن حديث عائشة في نفي الرؤية محمول على رؤية العين، وحديث ابن عباس في إثبات الرؤية محمول على رؤية القلب، وكذا ما روي عن الإمام أحمد يجمع بينهما بذلك، وبذلك تجتمع الأدلة، وهذا هو الحق.
رؤية الرب في المنام حق، كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ونقض التأسيس وغيرها، لكن على وجه لا يكون فيه تشبيه؛ كأن يرى نورا أو يسمع كلاما؛ كأن يقول: أنا ربك، أنا الله، أو يرى ربه في المنام على صورة حسنة أو غير ذلك على حسب عمله، فإن كان عمله صالحا حسنا رأى ربه في صورة حسنة، وإن كان عمله غير ذلك رأى ربه كذلك، ولا يلزم من هذه الرؤية أن يكون الرب مثل ما رآه؛ لأن هذه الرؤية من ضرب الملك الأمثال، أما رؤية الأنبياء فهي حق وهى وحي، قال الله -تعالى- عن الخليل إبراهيم -عليه السلام-: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ الآية، ثم قال بعد ذلك: وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا.
قال شيخ الإسلام في النقض: "فالإنسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه، فهذا حق في الرؤيا، ولا يجوز أن يعتقد في نفسه أن الله مثل ما رأى في المنام، فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلا، ولكن لا بد أن يكون الصورة التي رآها فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه؛ فإن كان إيمانه واعتقاده حقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك، وإلا كان بالعكس ... "، إلى قوله: وهذه مسألة معروفة وقد ذكرها العلماء من أصحابنا وغيرهم في أصول الدين، والنقل بذلك متواتر عمن رأى ربه في المنام، وحكوا عن طائفة من المعتزلة وغيرهم إنكار رؤية الله، فهذا مما يقوله المتجهمة وهو باطل، مخالف لما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها، بل ولما اتفق عليه عامة عقلاء بني آدم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/13)
وليس في رؤية الله في المنام نقص ولا عيب يتعلق به -سبحانه وتعالى- وإنما ذلك بحسب حال الرائي وصحة إيمانه وفساده، واستقامة حاله وانحرافه، وقول من يقول: ما خطر في البال أو دار في الخيال فالله بخلافه ونحو ذلك، إذا حمل على مثل هذا كان محملا صحيحا، فلا نعتقد أن ما تخيله الإنسان في منامه أو يقظته من الصور أن الله في نفسه مثل ذلك، فإنه ليس هو في نفسه مثل ذلك، بل نفس الجن والملائكة لا يتصورها الإنسان ويتخيلها على حقيقتها، بل هي على خلاف ما يتخيله ويتصوره في منامه ويقظته، وإن كان ما رآه مناسبا مشابها لها، فالله -تعالى- أجل وأعظم.
حديث ابن عباس رأيت ربي في صورة حسنة، فقال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؛ هذه رؤيا منام وهى رؤيا حق، كما قال شيخ الإسلام والحديث له طريقان مختلفان ليس فيهما متهم بالكذب، فيكون حسنا لغيره على قاعدة الترمذي وأقل أحواله أن يكون بهذه المنزلة، وإلا فالحديث مما يوجب العلم بثبوته أي اليقين، وأما حديث: رأيت ربي في صورة شاب موقر، جعد قطط، عليه نعلان، رجلاه في خضرة فهو حديث ثابت، وهذه رؤيا منام وهى حق.
قال شيخ الإسلام قال -رحمه الله-: قلت: وهذا المعنى الذي ذكره الأشعري من أن الموجود يقدر الله على أن يريناه، وأن المعدوم هو الذي لا يجوز رؤيته، فنفي الرؤية يستلزم نفي الموجود؛ هو مأخوذ من كلام السلف والأئمة كما ذكر حنبل عن الإمام أحمد ورواه الخلال عنه في كتاب السنة: قال القوم يرجعون إلى التعطيل في كونهم ينكرون الرؤية؛ وذلك أن الله على كل شيء قدير، وهذا الفظ عام لا تخصيص فيه، فأما الممتنع لذاته فليس بشيء باتفاق العقلاء، وذلك أنه متناقض لا يعقل وجوده، فلا يدخل في مسمى الشيء حتى يكون داخلا في العموم، مثل أن يقول القائل: هل يقدر أن يعدم نفسه، أو يخلق مثله، فإن القدرة تستلزم وجود القادر، وعدمه ينافي وجوده، فكأنه قيل هل يكون موجودا معدوما، وهذا متناقض في نفسه لا حقيقة له، وليس بشيء أصلا، وكذلك وجود مثله يستلزم أن يكون الشيء موجودا معدوما؛ فإن مثل الشيء ما يسد مسده ويقوم مقامه، فيجب أن يكون الشيء موجودا معدوما، قبل وجوده مفتقرا مربوبا، فإذا قدر أنه مثل الخالق -تعالى- لزم أن يكون واجبا قديما لم يزل موجودا غنيا ربا، ويكون الخالق فقيرا ممكنا معدوما مفتقرا مربوبا، فيكون الشيء الواحد قديما محدثا، فقيرا مستغنيا، واجبا ممكنا، موجودا معدوما، ربا مربوبا، وهذا متناقض لا حقيقة له وليس شيئا أصلا، فلا يدخل في العموم، وأمثال ذلك. اهـ-
الله -تعالى- لا يدركه أحد من خلقه قال -تعالى-: لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ لكنه سبحانه يدرك نفسه.)) انتهى
ـ[أبو عبيدة القرني]ــــــــ[07 - 04 - 08, 02:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[القندهاري]ــــــــ[08 - 04 - 08, 06:59 م]ـ
وإياك أخي الفاضل ابو عبيدة القرني
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[11 - 04 - 08, 11:45 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[القندهاري]ــــــــ[13 - 04 - 08, 08:37 م]ـ
وفيك بارك اخي محمد(48/14)
الأعلام والمناهج التي ذكرها الشيخ الدكتور سفر الحوالي في كتابه ظاهرة الإرجاء ... (3)
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[05 - 04 - 08, 11:11 م]ـ
الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وبعد:
فهذه الفهرسة الثالثة لكتاب ظاهرة الإرجاء لفضيلة الشيخ الدكتور سفر الحوالي، وقد جمعت فيها
الأعلام والمناهج التي ذكرها الشيخ في كتابه، وقد قسمتها إلى أنواع:
المتأثرون بالمستشرقين - المستشرقين - المؤرخون - الأدباء - العصرنيون _ وشخصيات متفرقة، فإلى بيانها:
أولا: أسماء من تأثر بالمستشرقين من علماء شريعة متخصصون في العقيدة ومؤرخين ص 253:-
" الشيخ محمد أبو زهرة، والدكتور علي سامي النشار، والدكتور مصطفى حلمي، والدكتور نعمان القاضي ".
ثانيا: المستشرقون ص 268 وما بعدها:
1ـ " جولد زيهر اليهودي الحاقد، ويتميز بمهارة فائقة بالتزوير والافتراء، وتابعه على رأيه في المرجئة المؤرخ العربي فاروق عمر، والمؤرخ البعثي شاكر مصطفى، والدكتور نعمان القاضي ".
2ـ " فان فلوتن، وويلهاوسن، وما قرراه ـ عن المرجئة ـ لخصه أحمد أمين، وشريكاه، وعن أحمد أمين نقل الشيخ أبو زهرة، ونعمان القاضي، وألبير نصري، وعن أبي زهرة نقل كثير من الباحثين ثقة منهم في الشيخ ".
3ـ " فون كريمر، وتابعه على بعض كلامه في نشأة المرجئة الدكتور نعمان القاضي ".
4ـ " نيكلسون صاحب كتاب " محاضرات في تاريخ العرب ".
5ـ " بروكلمان، والذي كان أكثر دهاء وخبثا حين تستر بالعمل العلمي البحث " فهرسة المخطوطات ".
6ـ " نلّينو تابعه على بعض كلامه في الفتنة، عبد الرحمن البدوي، وسامي النشار ".
7ـ المستشرقون العرب:
" أحمد أمين، طه حسين، عبد الحميد العبادي " ص 254.
ثالثا: العصرانيون وأشهر رجالاتهم، ومجلاتهم ص 85:
قال المؤلف في الحاشية: وهو الاتجاه المسمى " العصرية MODERNISM " وهي زندقة عصرية يروج لها جماعة من الكتاب يتسترون بالتجديد، وفتح باب الاجتهاد لمن هب ودب! وكتاباتهم صدى لما يدور في الدوائر الغربية المترصدة للإسلام وحركته، وربما يكشف الزمن عن صلات أوضح بينهم وبينها كلهم أو بعضهم، وأصول فكرهم ملفقة من مذاهب المعتزلة، والروافض، وبعض آراء الخوارج، مع الاعتماد على كتب المستشرقين والمفكرين الأوربيين عامة، وهم في كثير من الجوانب امتداد للحركة " الإصلاحية " التي ظهرت في تركيا والهند ومصر على يد الأفغاني، ومدحت باشا، وضياء كول آلب، وأحمد بهادر خان وأضرابهم وتتلخص أفكارهم في:
1ـ تطويع الإسلام بكل وسائل التحريف، والتأويل، والسفسطة لكي يساير الحضارة الغربية فكرا وتطبيقا.
2ـ إنكار السنة كليا، أو شبه كلي.
3ـ التقريب بين الأديان والمذاهب، بل بين الإسلام وشعارات الماسونية!!
4ـ تبديل العلوم المعيارية " أصول الفقه، وأصول التفسير، وأصول الحديث " تبديلا تاما، وفرعوا على ذلك إنكار الإجماع، والاعتماد على الاستصحاب الواسع، والمصالح المرسلة الواسعة، كما يسمونها في استنباط الأحكام، واعتبار الحدود تعزيرات وقتية.
5ـ الإصرار على أن الإسلام ليس فيه فقه سياسي محدد، وإنما ترك ذلك لرأي الأمة، بل وسعوا هذا وأدخلوا فيه كل أحكام المعاملات فأخضعوها لتطور العصور، وجعلوا مصدرها الاستحسان، والمصالح الواسعة.
6ـ تتبع الآراء الشاذة، والأقوال الضعيفة، والرخص، واتخذوها أصولا كلية، وهم مع اتفاقهم على هذه الأصول في الجملة تختلف آراؤهم في التطبيقات، وبعضهم قد يحصر بحثه وهمه في بعضها.
وهذا الاتجاه على أيه حال لا ضابط ولا منهج،وهدفه هدم القديم أكثر من بناء أي شيء جديد، وإنتاجه الفكري نجده في مجلة المسلم المعاصر، ومجلة العربي، وكتابات حسن الترابي، ومحمد عمارة، ومحمد فتحي عثمان، وعبد الله العلايلي، وفهمي هويدي، وعبد الحميد متولي، وعبد العزيز كامل، وكمال أبو المجد، وحسن حنفي، وماهر حتحوت، ووحيد الدين خان، وإنما رأيت ضرورة التنبيه عنهم لخطورتهم واستتار أمرهم عن كثير من المخلصين " أ. هـ.
وكذلك حسين أحمد أمين، ابن أحمد أمين ص 303.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/15)
وقال أيضا عن هذه المدرسة: " ومن المظاهر العادية للتسوية في التعظيم، إن لم يكن تعظيم الكفر أعظم، أن هؤلاء الناس يتحرجون من تسمية الأمم المتحضرة كفارا، بل ربما نفروا ممن يطلق عليهم ذلك، حتى لقد قام بعض كتاب المدرسة العصرية بالسخرية العلنية ممن يزعمون أن المسلمين وحدهم سيدخلون الجنة، وأن " أديسون " وفلان وفلان من رواد لحضارة والعلم سيدخلون النار!!.
قال المؤلف في الحاشية: مثل: أبي رية، وفهمي هويدي.
رابعا: مؤرخون:
1ـ فاروق عمر، والذي تابع المستشرق جولد زيهر، ص 274.
2ـ جمال الدين سرور، والذي نقل عن فلوتن رأيه في الحارث بن سريج، ص 274.
3ـ شاكر مصطفى، المؤرخ البعثي، والذي تابع فلوتن في رأيه في المرجئة، ص 274.
4ـ الدكتور نعمان القاضي، وقد تابع المستشرق كريمر في رأيه المرجئة.
5ـ الدكتور سامي النشار، وقد ذكر المؤلف خلاصة رأيه فيه كما ص 280: " وهو أنه على كثرة كتاباته وسعتها، وجودة عباراته، هو أكثر الباحثين المحدثين اضطرابا وتناقضا وتخليطا , وليس في إمكان الباحث أن يجد له رأيا مستقرا، أو منهجا مطردا، وإنما ذكرته لأهمية كتبه عند كثير من الناس، ولأنه أستاذ لكثير من المتخصصين في الدراسات الكلامية في مصر وغيرها، ومن أجلى شنائعه أنه يكفر معاوية رضي الله عنه وأباه، ويعتمد على كتب الرافضة في النقل عن الخلفاء الراشدين وغيرهم، ويجعل أصل صفات السلف في الصفات هو اليهود والصابئة ".
6ـ زاهية قدورة الكاتبة البعثية، تابعت المستشرق كريمر على رأي يدعو للسخرية ص 277: " وهو أن الثورات التي قامت في العراق ضد بني أمية، ومنها ثورة المرجئة، لم تكن ثورات دينية، بل كانت ثورات العراقيين ضد السوريين للعداء المتوارث بينهم منذ الجاهلية بين العراق والشام، حيث كانت كل دوله منهما حليفة لدوله معادية" قال المؤلف في الحاشية: ولعل هذا الرأي يرح في تفسير الخلاف المزمن بين جناحي حزب البعث في القطرين!!.
7ـ الدكتور إبراهيم أحمد العدوي، والذي كان يشغل أستاذ التاريخ ونائب جامعة القاهرة، وصاحب كتاب " تاريخ العالم الإسلامي " ص 286: " والذي تحدث عما جرى يوم السقيفة، وكأنه سلسة ضخمة من الصراع السياسي، على النمط الذي تشهده الحكومات المعاصرة، بل أعمق وأعظم؛ لأنه حسب تصوره أنتج فرقا تمتد على طول التاريخ الإسلامي!! وهو لا يكتفي بأن يعتبر تلك الحادثة المشكلة الخطيرة الكبرى التي واجهت الأمة الإسلامية الفتية، بل يرجع أصل نشأة الفرق حين يقول: ويبدأ التاريخ السياسي للشيعة بذلك النفر من كبار الصحابة، الذي رأى عند اجتماع سقيفة بني ساعدة وبعدها أن علي بن أبي طالب أحق الناس بالخلافة بعد رسول الله ? لقرابته من بيت النبوة ".
قال المؤلف بعد ذلك: وهذا الكلام يتعارض وبدهيات التاريخ، وحقائقه الثابتة سواء في بيعة الصديق، أو في نشأة التشيع، اللهم إلا أن يكون مستقى من مصادر الشيعة وكفى بها كذبا وبهتا.
8ـ الدكتور جمال الدين سرور، كتب عن الحارث بن سريج ونقل عن فلوتن ص 274، قال المؤلف: بل قل من كتب عن الحارث بن سريج إلا وينقل عن فلوتن، حتى أساتذة التاريخ.
وقال المؤلف في الحاشية: مثل في كتابه: الحياة السياسية في الدولة العربية الإسلامية، وفاروق عمر.
خامسا: أدباء
1ـ الأصفهاني، صاحب كتاب الأغاني، وهو رافضي ص 322.
2ـ أبو حاتم الرافضي، صاحب كتاب الزينة، وهو رافضي ص 322.
3ـ ثابت قطنة، وهو شاعر المرجئة المشهور، وله قصيدة أطال المؤلف في بيانها، واستنتاج عقيدة ثابت قطنة منها، وخلاصتها " أنه متناقض، وما كان أصحاب البدع إلا كذلك " ص 333.
سادسا: علم النفس المعاصر ص 132:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/16)
من العجيب أن مع وضوح هذه الحقيقة، وإحساس كل إنسان بها في نفسه، فإن ما يسمى علم النفس المعاصر، لا يكاد يتحدث عنها، بل إنه ليتحدث عنها حديث المنكر لها، وقد كانت هذه الحقيقة معروفة في الفكر الإغريقي، ثم تبنتها في القرن العشرين المدرسة النفسية، المسماة الغرضية " horm school" " وقد كان لها رواج خصوصا على يد " مكدوجل" (1871 ـ 1938) الذي قال: إن وراء كل سلوك إنساني نزعة أو غريزة فطرية دافعة، ولكن هذه المدرسة انطمرت، واندثرت في غمرة رواج المدارس التجريبية التي تفسر السلوك الإنساني تفسيرا حيوانيا، بل آليا، ومن أكثرها مناقضة لهذه النظرية المدرسة السلوكية " بافلوف " التي عكست، فجعلت الأفعال الخارجية هي مصدر المشاعر الداخلية، وعلى منوالها تسير المدارس التجريبية الأمريكية المعاصرة، وهذا مما يلقي الشك والريب في هذا العلم، والأيدي من الهدامة من ورائه.
سابعا: ابن الأشعث وفتنة الخروج ص375:
فابن الأشعث هو عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي، أحد ولاة بني أمية أيام الحجاج، استعمله الحجاج فى الوقت الذي كانت مظالمه تملأ البلاد، وكانت الخوارج تثير الناس بذلك وتتذرع به لنشر ضلالها، وكان العلماء والصالحون حيارى بين فتنة الخوارج ومظالم الحجاج، حتى إنه لما قام بعضهم يدعو الخوارج إلى السلم والدخول في الطاعة، أنكر عليهم آخرون على سبيل اليأس قائلين: " إلى من تدعوهم؟ إلى الحجاج؟! " في هذا الجو الحالك، أعلن ابن الأشعث تمرده على الحجاج، ودعا الناس إلى النهوض معه لإقامة العدل، ورفع الظلم، وتحكيم الكتاب والسنة، وفعلا قام معه علماء وصلحاء لله تعالى، لما انتهك من إماتة وقت الصلاة، ولجوره وجبروته، ولم يكن معروفاً عنه بدعة، وإنما هو ثائر سياسي، فرأى فيه هؤلاء العلماء والقراء منفذا بين نارين، واستعجلوا الأمر، ورفضوا ما أشار به الحسن وغيره من الصبر والدفع بالتي هي أحسن، وتجنب سفك الدماء ما أمكن، كما هو مذهب سائر أهل السنة والجماعة في مثل هذا ولكن هذا الاندفاع والتحمس سرعان ما تبدد، وأنتج أسوأ النتائج حين ظهر الحجاج على ابن الأشعث وقضى عليه، وأخذ في ملاحقة العلماء واحداً واحداً، وكان أشهرهم سعيد بن جبير الذي كان مقتله فاجعة، وهنا برز قرن الإرجاء بين صفوف هؤلاء اليائسين المستسلمين للأمر الواقع، كما تجرأ الذين كانوا مرجئة من قبل فأعلنوا مذهبهم، واستغلوا آثار الهزيمة لنشره، كما نشط الخوارج وخلت لهم الساحة أكثر من ذي قبل، وندم بقية القراء القراء الثائرين على ما تركوا من رأي الحسن وأمثاله.
ثامنا: الجهم بن صفوان وأثره على الفرق الإسلامية ص391:
وحسبنا أن نعلم أن هذا الرجل – الجهم - الذي كان من شواذ المبتدعة في مطلع القرن الثاني، قد ترك من الأثر في الفرق الإسلامية الثنتين والسبعين ما لا يعادله أثر أحد غيره.
قال المؤلف في الحاشية: حتى أن الشيعة والخوارج والقدرية كلها قد تأثرت به في قليل أو كثير، ولا سيما في الصفات، أما المنتسبون للسنة وأهمهم الأشعرية والماتريدية فهم على أصوله في كثير من أصول الاعتقاد، ولو لم يكن إلا متابعتهم له في الإيمان كما سنذكر لكفى.
تاسعا: الحارث بن سريج وحركته في الخروج ص398:
والواقع يكذب هذا فإن جهما كان كاتبا لقائد الثورة، وكان إرجاء جهم رأيا خاصا وفكرة شخصية، لا أثر لها في توجيه الثورة التي لم تكن تمثل أية عقيدة دينية، وإنما كانت حركة تمرد وعصيان على الدولة، ضمت في صفوفها من كل الطوائف، بل ضمت أهل الذمة ومشركي الترك، وإنما انضم إليها جهم على ما يظهر لي لأنه هو أيضا خارج على الطاعة، ملاحَق من الدولة بسبب بدعته في الصفات التي أطاحت برأس شيخه الجعد من قبل، ويدل لذلك الوثائق الرسمية للدولة، ومخاطبة والي مرو له عند قتله.
ثم قال المؤلف: وأما ما ذكره الطبري من شعر لنصر بن سيار، يتهم فيه الحارث بن سريج وجيشه بالإرجاء، فلا شك أن كون الجهم كاتبا للحارث يعد سببا كافيا لخصمه السياسي أن يطعن في عقيدته، ويشهر به بين المسلمين، فإذا ضممنا إلى ذلك رقة دين الحارث، واستعانته بالمشركين على المسلمين، كان المبرر أقوى، على أن المنقول من أخبار نصر يدل على فضل وصلاح فيه.
عاشرا: شخصيات متفرقة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/17)
بشر المريسي (يهودي)، وعبدالله بن المقفع (مجوسي)، إبراهيم النظام (برهمي)، عبدك الصوفي (ثيوصوفي)، جابر بن حيان (؟)، قال المؤلف في الحاشية: والثيوصوفية هي أصل الصوفية؛ ومعناها الحكماء الإلهيون، وقد ذكره الملطي ضمن الزنادقة.
الحادي عشر: المنهج التوفيقي ص425:
هذا المنهج الذي أنتهجه الأشاعرة والماتريدية يرى إمكان الجمع بين الوحي والفلسفة؛ بين منهج القرآن ومنهج اليونان، والخروج بموقف أو رأي وسط بينهما أو مركب منهما.
الثاني عشر: علم المنطق ونقض شيخ الإسلام له كان قبل هيجل ص 448:
لقد فنده شيخ الإسلام ابن تيمية بالتفصيل الدقيق في كتابه النفيس " الرد على المنطقيين " وذلك قبل أن ينقده " هيجل " بستة قرون، على أن نقد هيجل كان إجماليا ومحدودا في قضايا خاصة، ومع هذا فإن الفكر الأوروبي يدين لهيجل بالفضل في ذلك معتبرا عمله في هدم المنطق الكلاسيكي من أعظم الانقلابات الفكرية في التاريخ،على أن كل رواد العلم التجريبي الغربي أمثال " جاليللو " و"بيكون " هم ضد المنطق الأرسطي الصوري، ولو من طريق غير مباشر.
الثالث عشر: كتب في الصراع بين السوفسطائيين واليونان ص 464:
فصل " السوفسطائيون " من كتاب أحمد أمين وزميله " قصة الفلسفة اليونانية "، والفصل الأول من الباب الثاني من كتاب يوسف كرم " تاريخ الفلسفة اليونانية ".
الرابع عشر: أبو المعالي الجويني ص 477:
توفي سنة 487هـ وقد ندم آخر عمره على الاشتغال بعلم الكلام، وألف النظامية التي صرح فيها باعتقاد أهل السنة والجماعة، ولكنه لم يفرق بين تفويض المعنى، وتفويض الكيفية في الصفات، فظن أن مذهبهم الأول.
الخامس عشر: أبو العباس القلانسي ص 478:
أبو العباس القلانسي أحد المتكلمين المنتسبين للأشعري، لكنه موافق لأهل السنة في الإيمان.
السادس عشر: أبو منصور البغدادي ص 491:
أبو منصور البغدادي أحد أئمة الأشعرية المتقدمين، وهو صاحب " الفرق بين الفرق " و " أصول الدين ".
السابع عشر: التفتازاني ص 494:
سعد الدين مسعود بن عمر، من أشهر أئمة الكلام المتأخرين، توفي 793هـ.
الثامن عشر: الملامية ص 591
قال المؤلف: وبهذا يحصل الفرق بين الملامية الذين يفعلون ما يحبه الله ورسوله ولا يخافون لومة لائم في ذلك، وبين الملامية الذين يفعلون ما يبغضه الله ورسوله، ويصبرون على الملام في ذلك.
وقال أيضا في الحاشية: وهم فرقة صوفية، ألف عنهم عبد الرحمن السلمي كتاب " الملامية " أ. هـ
وبهذا انتهت فهرسة الأعلام والمناهج، فإلى الفهرسة الرابعة ....
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[06 - 04 - 08, 02:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سليمان إبراهيم الأسعدي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 03:30 م]ـ
بارك الله فيك أخي وفي الشخ سفر حفظه الله
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[11 - 04 - 08, 08:55 م]ـ
شكر الله للأخوة جميعا .........(48/18)
الإنسان عدو ما جهل .. (موقف شيخ الشيخ سعيد الباني من ابن تيمية - رحمهم الله -)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - 04 - 08, 06:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ محمد سعيد الباني – رحمه الله – في كتابه " علماء الشام كما عرفتهم " (هامش ص 203): (وبهذه المناسبة أذكر أنه وُصف لي يوماً كتاب ابن تيمية رحمه الله الموسوم "برفع الملام عن الأئمة الأعلام" فأعجبت به أيما إعجاب، ورجوت أستاذاً لي من أجل علماء الإسلام، ومن أفضلهم أخلاقاً، وأطيبهم قلباً - وهو الشيخ بكري العطار - أن أتلوَ على مسامعه الشريفة هذا الكتاب، فانكمش قليلاً وقال: يا بني! ليس لي رغبة تامة بكتب ابن تيمية، إذ ليس بيني وبينه صحبة زائدة!
قلت: يا سيدي! أنتم أستاذ هذا الولد الغر، ولربما يكون أخطأ باغتباطه بهذا الكتاب، ودخل عليه من قِبله، فأرجو إنقاذي مما تسرّب إلى ذهني القاصر من الغلط، فيما إذا كان مؤلفه تنكب عن منهج الصواب.
فأجاب رحمه الله: حقاً ما تقول! هلم فاقرأ: بسم الله.
فأقسم بمن علّم الإنسان ما لم يعلم أنني لم أتجاوز قليلاً منه، حتى طفق يُعجب به، ولم أتمه حتى شغف به، وأمرني تواً بابتياع نسخة منه، وأخذ يطريه، ويطري مؤلفه، ويرشد تلامذته وجميع المختلفين إلى رحابه من حملة العلوم الشرعية إلى اقتناء هذا الكتاب والاطلاع عليه).
ـ[القندهاري]ــــــــ[09 - 04 - 08, 01:07 ص]ـ
الله أكبر هكذا يكون العلم وإلا فلا
ـ[مصلح]ــــــــ[11 - 04 - 08, 03:42 م]ـ
ما شاء الله
نقل رائع يا شيخ سليمان
حبذا إنزال هذا الموضوع في الساحات
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 08:05 م]ـ
الأخوين الكريمين: القندهاري - مصلح:
بارك الله فيكما ..
ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 08:10 م]ـ
نقل جميل وموفق أخي الكريم
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[14 - 04 - 08, 10:59 ص]ـ
موقف عطيم فيه دروس وعبر
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 05:45 م]ـ
بورك فيكما ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 06:21 م]ـ
الحمد لله وحده ...
محْكَم ..
جزاكم الله خيرًا على فوائدكم المتتابعة.
ـ[مصطفى انور]ــــــــ[02 - 05 - 08, 01:00 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 05:59 م]ـ
شكر الله لك ياشيخ سليمان
ـ[أبو عبدالعزيز الحنبلي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 06:48 م]ـ
(الإنسان عدو ما يجهل!!) إي والله ................
كم فات على بعض الناس الخير الكثير بسبب أنه .. سمع عن غيره جهلا .. فترك معاديا ..
شكر الله لكم ياشيخ سليمان(48/19)
رأي الرافضة في صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله -!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - 04 - 08, 07:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال حسن ابن علامتهم الشهير محسن الأمين في كتابه " حقائق حول التشيع ودور الإيرانيين فيه "، (الصادر عام 1427هـ):
- (خلاصة ما نقول في صلاح الدين الآن: إن قصة صلاح الدين من زيف التاريخ، إن صلاح الدين بحقيقته المجردة شيء تافه جداً، بل وفوق التافه)! (ص 74).
- وقال (ص 80): (وصلاح الدين الأيوبي قضى أولاً على المكتبات كلها، أحرقها وأتلفها وأفسدها، وارتكب من الفضائح والأمور التي ينفر منها كل ضمير إنساني. ومنها تعطيل دراسات الشيعة في الأزهر، والقضاء على الفاطمية.
فقد جمع صلاح الدين الأيوبي كل العائلة الفاطمية، وكل من ينتمي إليها، ووضع النساء في سجن والرجال في سجن، ليموتوا جميعاً دون أن يتزاوجوا ويتوالدوا، وهذا شيء لم يفعله أي إنسان في التاريخ. فهذا من بعض أفعاله، فكيف يُحفظ التدريس الشيعي في الأزهر)!
قلتُ: أنقل هذا؛ لعل القائمين على العلم والدعوة في الأزهر وفي مصر يطلعون على رأي القوم، دون تقية؛ لأن كتاب المذكور عبارة عن كلمات وإجابات لأسئلة في محيط الشيعة، تحكي همومهم وتألمهم من طردهم من مصر.
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 04 - 08, 07:30 م]ـ
أذكر أن أحد طلبة العلم بالمملكة كان يبحث عن مثل هذه النقولات من الرافضة
فبارك الله فيك على ما سطرته
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[06 - 04 - 08, 09:03 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الكريم
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[07 - 04 - 08, 03:30 م]ـ
قال الشيخ عبدالرحمن بن صالح آل محمود حفظه الله:
ولما جاء عهد الأيوبيين- وعلى رأسهم صلاح الدين الأيوبي- تبنوا المذهب الأشعري، وقربوا علماء الأشاعرة، وصلاح الدين نشأ على هذا المذهب؛ فقد حفظ " في صباه عقيدة ألفهاله قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري، وصار يحفظها صغار أولاده فلذلك عقدوا الخناصر وشدوا البنان على مذهب الأشعري، وحملوا في أيام دولتهم كافة الناس على التزامه فتمادي الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بنى أيوب ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك "، ولما تولى صلاح الدين حكم مصر ولى على القضاء صاحبه صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس الماراني، الذي ألف "رسالة في الذب عن أبى الحسن الأشعري ".
ولما جاء عهد المماليك استمر تبنيهم لهذا المذهب من خلال توليه القضاء لأئمة الشافعية والمالكية الذين كانوا يلتزمون المذهب الأشعري، ومما يلاحظ- في هذا العصر- أن المذهب الأشعري صار تبنيه بيد من بيده السلطة من العلماء إلى الحد الذى يستنكر معه أشد الاستنكار أن يقوم أحد بمخالفته ويجاهر في رده ونقض أصوله. ولعل ما حدث لابن تيمية من محن كانت مع الأشاعرة دليل كل ذلك.
صلاح الدين الأيوبي: يقول المقريزي: وأما العقائد فإن السلطان صلاح الدين حمل الكافة على عقيدة أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري تلميذ أبي علي الجبائي، وشرط ذلك في أوقافه التي بديار مصر كالمدرسة الناصرية بجوار قبر الإمام الشافعي من القرافة، والمدرسة الناصرية التي عرفت بالشريفية،ثم يقول عن المذهب الأشعري: فلما ملك السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ديار مصر كان هو وقاضيه صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس الماراني، على هذا المذهب قد نشأ عليه منذ كانا في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري، وصار يحفظها صغار أولاده، فلذلك عقدوا الخناصر وشدوا البنان على مذهب الأشعري، وحملوا في أيام دولتهم كافة الناس على التزامه، فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك، وإذا كان قطب الدين مسعود قد ألف لصلاح الدين عقيدة، فإن الفخر الرازي قد ألف كتابه المشهور «أساس التقديس» - الذي نقضه شيخ الإسلام ابن تيمية- للملك العادل محمد بن أيوب بن شادي أخو صلاح الدين. المتوفى سنة 615 هـ، أما ابنه الأشرف بن العادل فقد مال إلى الحنابلة وأهل السنة في العقيدة، وجرت بينه وبي العز بن عبد السلام- وهو أشعري – مناقشة ومحنة طويلة. موقف ابن تيمية من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/20)
الاشاعرة 1/ 149ـ150
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[07 - 04 - 08, 03:45 م]ـ
إلغاء الخلافة الفاطمية العبيدية:
وتعتبر هذه الخطوة من أعظم المهام التي أنجزها صلاح الدين فقد كان نور الدين حريصاً كل الحرص على إنهائها – فكتب إلى نائبه صلاح الدين يأمر بإقامة الخطبة للخليفة العباسي المستضيء – فاعتذر صلاح الدين، بالخوف من قيام أهل مصر ضده لميلهم إلى الفاطميين وبأنه لم يتهيأ لذلك بعد، إلا أن نور الدين أرسل إلى نائبه: يلزمه بذلك إلزاماً لا فسحة فيه. وكان الخليفة العباسي قد أرسل إلى نور الدين يعاتبه في تأخير إقامة الدعوة له بمصر، فأحضر الملك العادل نجم الدين أيوب، وحمّله رسالة فيها: وهذا أمر تجب المبادرة إليه، لنحظى بهذه الفضيلة الجليلة والمنقبة النبيلة قبل هجوم الموت وحضور الفوت لاسيما وإمام الوقت – المستنجد - متطلع إلى ذلك بكليته وهو عنده من أهم أمنيته ([200]) وكان صلاح الدين متهيباً متردداً في إسقاط تلك الخلافة، حيث أن ميراث العبيديين في مصر، كان عمره أكثر من مائتي سنة وكان نور الدين يعتبر أن فتح مصر نعمة من نعم الله عليه وعلى المسلمين، من أجل توحيد البلاد على منهج أهل السنة وإزالة البدع والرفض ([201])، وكان نور الدين متفهماً لظروف صلاح الدين وكان يخاطبه بالأمير (أسفهلار) ولو أراد لأرسل خطاباً بعزله عن مصر وتوليته قطراً آخر، وهذا ما صرح به نجم الدين لولده صلاح الدين في مصر: إن أراد عزلك .. يأمر بكتاب مع نجّاب حتى تقصد خدمته ويولي بلاده من يريد ([202]). ومن دلائل احترام نور الدين لصلاح الدين ما جاء في خطابه لابن أبي عصرون يوليه قضاء مصر ويقول فيه: تصل أنت وولدك حتى أسيركم إلى مصر، وذلك بموافقة صاحبي، واتفاق منه، صلاح الدين، وفقه الله فأنا شاكر له كثير كثير كثير، جزاه الله خيراً وأبقاه ففي بقاء الصالحين والأخيار صلاح عظيم ([203]). فحقيقة العلاقة بين القائدين احترام متبادل وتقدير عظيم وسيأتي الحديث عن العلاقة بينهما بإذن الله والرد على الكتّاب الذين تلقوا روايات ابن أبي طيئ الشيعي الذي حرص على تشويه وتلطيخ العلاقة بين الرجلين والطعن في سيرتهما كلما أمكنه ذلك.
التدرج في إلغاء الخطبة للخليفة الفاطمي: استفاد صلاح الدين من الرجل الفذ الكبير القاضي الفاضل، فقد ساعده على إحكام خطة مدروسة للقضاء على الدولة الفاطمية والمذهب الشيعي الرافضي الإسماعيلي وشرع صلاح الدين في تنفيذها بدقة متناهية وبعد أن هيّأ صلاح الدين المصريين للانقلاب وقلَّم أظفار المؤسسة الفاطمية، فعزل قضاة الشيعة وألغى مجالس الدعوة وأزال أصول المذهب الشيعي، ففي سنة 565ه/1169م أبطل الأذان بحي على خير العمل محمد وعلي خير البشر. ويعلق المقريزي بأن هذه أول وصمة دخلت على الدولة ([204]). ثم أمر بعد ذلك، في يوم الجمعة العاشر من ذي الحجة 565ه/1169 1170م بأن يذكر في خطبة الجمعة الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان ثم علي وأمر بعد ذلك بأن يُذكر العاضد في الخطبة بكلام يحتمل التلبيس على الشيعة فكان الخطيب يقول: اللهم أصلح العاضد لدينك ([205]). وولىّ القضاء في القاهرة للفقيه عيسى الهكاري السني فاستناب القضاة الشافعيين في جميع البلاد وأنشأ المدارس لتدريس المذاهب السُّنية وهو في الوقت نفسه يضيق الخناق على العاضد، فيلغي مخصصاته ويحرمه من المال والخيل والرقيق ويمنع رسوم الخلافة وهي حفلاتها الرسمية في الأعياد وغيرها، ويحتجز الخليفة في قصره فلا يسمح له بمغادرته إلا في مناسبات قليلة منها خروجه لاستقبال نجم الدين أيوب والد صلاح الدين يوم جاء إلى القاهرة وعمد إلى الخطة نفسها مع أمراء الجيش فأخذ يحّد من نفوذهم شيئاً فشيئاً ثم قبض عليهم في ليلة واحدة وأنزل أصحابه في دورهم وفرّق اقطاعاتهم عليهم ([206]). وكان العاضد يتابع ذلك كله بقلب حزين ونفس كئيبة وقد خابت الآمال التي عقدها على صلاح الدين وانزوى في مخدعه فريسة للهّم والمرض ([207])، وأدرك صلاح الدين أن الفرصة باتت مؤاتيه للقضاء على الدولة الفاطمية المحتضرة فعقد مجلساً كبيراً حضره أمراء جيشه وقواده وفقهاء السُّنة ومتصوفوها وسألهم الرأي والنصيحة وقد اتفق رأي الحاضرين على اتخاذ تلك الخطوة الفاصلة في حياة البلاد ([208]). وفي بداية سنة 567ه/1171 - 1172م قطع صلاح الدين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/21)
الخطبة للفاطميين وكان قطعها بالتدريج أيضاً، ففي الجمعة الأولى من محرم 567ه/1171 - 1172م حذف اسم العاضد من الخطبة، وفي الجمعة الثانية خطب باسم الخليفة المستضيء بأمر الله أبي محمد الحسن بن المستنجد بالله: وقطعت الخطبة للعاضد لدين الله فانقطعت ولم تعد بعدها إلى اليوم الخطبة الفاطمية ([209]) والملاحظ أن الخطبة للعباسيين قد تمت بالإسكندرية قبل القاهرة ومصر بنحو أسبوعين وذلك لأنها ظلت على المذهب السني طوال العصر الفاطمي ([210]) وقد توفي العاضد في العاشر من محرم 567ه/1171 - 1172م ([211]) ويقال أن صلاح الدين حين علم بوفاة العاضد الفاطمي بعد أيام ندم على أنه تعجل في قطع خطبته وقال: لو عرفنا أنه، أي الخليفة العاضد، يموت في هذا اليوم ما غصصناه برفع اسمه من الخطبة، فضحك القاضي الفاضل ورد عليه: قائلاً: يا مولاي لو علم أنكم ما ترفعون اسمه من الخطبة لم يمت ([212])، فابتسم الحاضرون لهذه المداعبة الكلامية بين الوزير صلاح الدين وكاتبه ومستشاره التي انطوت فيها آخر صفحة من صفحات تاريخ الدولة الفاطمية العبيدية ([213]).
2 - وفاة العاضد عام 567ه: قال ابن كثير: والعاضد في اللغة القاطع: لا يعضد شجرها: فيه قطعت دولتهم واسمه عبدالله، ويكنى بأبي محمد بن يوسف الحافظ بن محمد بن المستنصر ابن الظاهر بن الحاكم بن العزيز بن المعز بن المنصور بن القائم بن المهدي أوَّل ملوكهم وكان مولد العاضد في سنة سِتَّ وأربعين، فعاش إحدى وعشرين سنة، وكانت سيرته مذمومة وكان شيعياً خبيثاً لو أمكنه قتل كلَّ من قدر عليه من أهل السنة ([214]).
3 - فرح المسلمون بزوال الدولة الفاطمية: ولما انتهى الخبر إلى الملك نور الدين بالشام أرسل إلى الخليفة العباسي يعلمه بذلك مع ابن أبي عصرون، فزينت بغداد، وغلقت الأبواب وعُملت القباب وفرح المسلمون فرحاً شديد وكانت الخطبة قد قَطعت من ديار مصر سنة تسع وخمسين وثلاثمائة في خلافة المطيع العباسيَّ حين تغلب الفاطميُّون عليها أيام المعزَّ الفاطمي، باني القاهرة إلى هذه الأوانِ، وذلك مائتا سنة وثماني سنين ([215]) وقد تفاعل الشعراء مع هذا الحدث المدوّي في أرجاء الدنيا فقد قال العماد الأصفهاني:
توفي العاضد الدعي مما يفتح ذو بدعة بمصر فما
وعصر فرعونها انقضى وغدا يوسفها في الأمور محتكما
قد طفئت جمرة الغواة وقد داخ من الشرك كل ما اضطرما
وصار شملُ الصلاح ملتئماً بها وعقد السداد منتظماً
لما غدا مشعراً شعار بني العباس حقَّا والباطل اكتتما
وبات داعي التوحيد منتظراً ومن دعاة الاشراك منتقماً
وظل أهل الضَّلال في ظلل داحية من غيابة وعمى
وارتبك الجاهلون في ظُلم لما أضاءت منابر العُلماء
وعاد بالمستضيء ممتهداً بناء حقَّ قد كان منُهَدمِا
واعتلَّت الدّولة التي اضطهدت وانتصر الدين بعدما اهتُضما
واهتَّز عطف الإسلام من جَدَلٍ وافتَّر ثغر الإيمان وابتسما
واستبشرت أوجه الهُدى فرحاً فليقرعِ الكُفُر سِنَّهُ نَدما
عاد حريمُ الأعداءِ منتهك الحمى وفيءُ الطغاة مقتسماً
قصور أهل القصور أخربها عامر بيت من الكمال سَمَا
أزعج بعد السُّكون ساكنها ومات ذُلاَّ وأنفه رَغمَا ([216])
إن نور الدين محمود كان يرى إزالة الدولة الفاطمية هدفاً إستراتيجياً للقضاء على الوجود النصراني، والنفوذ الباطني في بلاد الشام، ولذلك حرص على إعادة مصر للحكم الإسلامي الصحيح فوضع الخطط اللازمة وأعد الجيوش المطلوبة وعين الأمراء ذوي الكفاءة المنشودة فتم الله له ما أراد على يدي جنديه المخلص وقائده الآمين صلاح الدين الذي نفذ سياسة نور الدين الحكيمة الرشيدة، وحق للأمة الإسلامية وزعمائها أن تفرح بهذه البشرى الكبيرة من إزالة دولة الباطنيين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/22)
4 - اعتبار واتعاظ من زوال الفاطميين من مصر: كانت مدة ملك الفاطميين مائتين وثمانين سنة وكسراً، فصاروا، كأمس الذاهب وكأن لم يَغْنَوا فيها، وكان أوّل من ملك منهم المهديَّ وكان من أهل سَلَمْية حدَّاداً اسمه سعيد، وكان يهودياً فدخل بلاد المغرب وتسمَّى بعبيد الله، وأدّعى أنَّه شريف عَلوِيُّ فاطميُّ، وقال: إنه المهديُّ وقد ذكر هذا غير واحد من سادات العلماء الكبُراء كالقاضي أبي بكر الباقلاَّني والشيخ أبي حامد الإسفرايينيَّ وغير واحد من سادات الأئمة .... والمقصود أنَّ هذا الدّعِىَّ المُدَّعِىَ الكذَّاب راج له ما افتراه في تلك البلاد ووازرَهَ جماعة من جهلة العُبّاد، وصارت له دولة وصولة، فتمكن إلى بنى مدينة سّماها المهدية نسبة إليه، وصار مَلِكاً مطاعاً يظهر الرفض وينطوى على الكفر المحض، ثم كان من بعده ابنه القائم ثم المنصور، ثم المعز – وهو أوّل من دخل مصر منهم وبنيت له القاهرة – ثم العزيز ثم الحاكم، ثم الظاهر، تم المستنصر ثم المستعلي، ثم الآمر، ثم الحافظ، ثم الظافر، ثم الفائز، ثم العاضد وهو آخرهم، فجملتهم أربعة عشر ملِكا، ومدتهم مائتان ونيَّف وتسعين سنة ... وقد كان الفاطميون أغنى الخلفاء وأكثرهم مالاً، وكانوا من أعتى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم، وأنجس الملوك سيرة وأخبثهم سريرة ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات وكثر أهل الفساد وقلَّ عندهم الصالحون من العلماء والعّباد وكثر بأرض الشام النُّصيريُّة والدرزية والحشيشية وتغلب الفرنج على سواحل الشام بكامله، حتى أخذوا القدس الشريف ونابلس وعجلون والغَوْرَ وبلاد غَزَّةَ وعسقلان وكرَكَ الشَّوبك وطبريه وبانياس وصور وعثليث وصيدا وبيروت وعكا وصَفَدَ وطرابلس وأنطاكية وجميع ما وَالىَ ذلك إلى بلاد آياس ([217]) وسيس ([218])، واستحوذوا على بلاد آمد والرُّها ورأس العين وبلاد شَتَّى، وقتلوا خلقاً لا يعلمهم إلا الله وسَبَوا من ذراري المسلمين من النساء والولدان مالا يُحَدُّ ولا يوصَفُ وكادوا أن يتغلبوا على دمشق ولكن صانها الله بعنايته وسلمَّها برعايته، وحين زالت أيامهم وانتفض إبرامهم أعاد الله هذه البلاد كُلَّها على أهلها من السادة المسلمين، ورد الله الكفرة خائبين، وأركسهم بما كسبوا في هذه الدنيا ويوم الدين ([219]).
سادساً: القضاء على محاولة انقلابية لإعادة الدولة الفاطمية:
كانت الدولة والمجتمع في مصر في ذلك الوقت في فترة التحول الكبرى في تاريخها من خلافة ونظم ومؤسسات ورجال حكموا البلاد قرنين من الزمان وأثّروا في كل جوانب مجتمعها إلى حكم جديد ودولة جديدة لها نظمها ومؤسساتها ورجالها والتي بدأت بإجراء التغيير بالتدريج، وحاول صلاح الدين اكتساب عامة الناس إلى جانبه ونجح إلى درجة كبيرة، لكنّ بعض مفكري الدولة الفاطميّة، ورجالها وبعض الجماعات التي فقدت نفوذها وامتيازاتها ظلت على ولائها لما كانت تمثله الدّولة السابقة من أفكار وإمتيازات ([220])، فعملت تلك القوى الموالية للفاطميين من جنود وأمراء وكتاب وموظفي دواوين، ومن عائلات الوزراء السابقين مثل بني رزيك وبني شاور، راحوا يخططون للقضاء على حكم صلاح الدين وإعادة الدولة الفاطمية ([221]). وقد وصفهم عماد الدين الأصفهاني بقوله: واجتمع جماعة من دعاة الدولة المتعصّبة المتشددة المتصلبة، وتوازروا وتزاوروا فيما بينهم خفية وخفية واعتقدوا أمنية عادت بالعقبى عليهم منيّة، وعيّنوا الخليفة والوزير، وأحكموا الرأي والتدبير، وبيتّوا أمرهم بليل، وستروا عليه بذيل ([222]) ويبدو أن مؤامرتهم كانت في غاية التنظيم إذ عينوا خليفة ووزيراً ثم كاتبوا الفرنج أكثر من مرّة يدعونهم في إحداها إلى الهجوم على مصر، في وقت كان صلاح الدين غائباً في الكرك، والتفّ هؤلاء حول عمارة اليمني، الفقيه والأديب السنيّ المذهب الفاطمي الولاء الذي تولى مهمة المراسلة مع الفرنج، وظنّ المتآمرون أن سريتهم التامة ستقودهم إلى النجاح، ولكنهم لم يعلموا أن القاضي الفاضل عن طريق ديوان الإنشاء كان يراقبهم مراقبة تامة حتى تحين الفرصة المواتية لكشف سرهم، وتذكر المصادر في كشف مؤامراتهم قصتين تختلفان بعض الاختلاف في التفصيلات أولاهما أن أحد الكتاب في الديوان وهو عبد الصمد الكاتب، كان يلقى الفاصل بخضوع زائد، يخدمه ويتقرب إليه ويبالغ في التواضع إليه،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/23)
فلقيه يوما، فلم يلتفت إليه فقال القاضي الفاضل: ما هذا إلا لسبب وخاف أن يكون قد صار له باطن مع صلاح الدين، فأحضر ابن نجا الواعظ وأخبره الحال، وطلب منه كشف الأمر، فلم يجد من جانب صلاح الدين شيئاً، فقصد الجانب الآخر، فكشف الحال إليه، فأرسله القاضي الفاضل إلى صلاح الدين وقال له: تحضر الساعة عند صلاح الدين وتنهي الحال إليه، فحضر عند صلاح الدين وهو في الجامع وذكر الحال، عندئذ استدعاهم صلاح الدين وقرّرهم فأقروا بمؤامرتهم، فاعتقلهم ثم أمر بصلبهم ([223]) وتشير الرواية الثانية إلى أن المتآمرين أدخلوا الواعظ زين الدين بن نجا بينهم، فتظاهر بمساندته لهم في البداية ثم أعلم صلاح الدين بأمرهم، وطلب منه أن يعطيه ما لابن كامل من أملاك، فوافق وأمر بمخالطتهم وتعريف شأنهم، فصار يعلمه بما يجدّ من أمرهم، ثم وصل رسول من الفرنج إلى صلاح الدين بهدية ورسالة ظاهرية وبرسالة باطنية للمتآمرين، فوصل خبره إلى صلاح الدين ([224]). وقد أشار القاضي الفاضل بنفسه إلى تفصيلات هذه المؤامرة في رسالة كتبها عن صلاح الدين إلى نور الدين بدمشق، وتنّم عن اطّلاعه الدقيق على المؤامرة، بل اشتراكه في إحباطها، فلعلّه هو الذي دسّ من أعلمه بتفصيلات المؤامرة، كما يشير في رسالته إلى عيون لديوان الإنشاء المصري من الفرنج، وأخرين بينهم على اتصال بالديوان ([225]) وجاء في الكتاب الذين كتب بقلم القاضي الفاضل من صلاح الدين إلى نور الدين بعدما تّم التحقيقات التي أجراها صلاح الدين، ويخص الكاتب بتركيز وشمول: بدايات المؤامرة وتطوراتها، وكيفيّة كشفها، وصلب رؤوس المتآمرين أمام بيوتهم ([226]).
1 - أن صلاح الدين كان لا يزال، بعد قضائه على الخلافة الفاطمية يعتبر "جند مصر .. وأهل القصر " الفاطمي أعداء لدولته وضد وجوده ويتوقع منهم القيام بعمل ضِدّه ولذلك فقد كان متحرزاً منهم، ووضع عليهم من عيونه ورجاله الموثوقين من يراقبهم باستمرار ومع ذلك فقد استمر عملهم سرياً بمختلف الوسائل التي كانت متاحة لهم.
2 - وأنهم كانوا، من إعلان الخطبة العبّاسية وحتى القبض عليهم لا يمر عليهم شهر ولا سنة إلا وهم يُدَبَّرون المكائد ويعقدون الاجتماعات ويبعثون الرُّسل إلى الصليبيين لموافقتهم على ما يريدون " وكان أكثر ما يتعللون به، ويستريحون إليه، المكاتبات المتواترة والمراسلات المتقاطرة إلى الفرنج يوسعون لهم فيها سُبُل المطامع .. ويزينون لهم الإقدام والقدوم ([227]). لكن الفرنج لم يستجيبوا بداية لخوفهم من صلاح الدين، وفي ذات الوقت يؤمَّلونهم بالمساعدة في الوقت المناسب.
3 - ووصل الأمر إلى أنهّم كاتبوا ملك الصليبيين عندما قام صلاح الدين بحملته الثانية على بلاد الكرك والشوبك في قسم كبير من قّواته يطلبون منه القيام بالدور المتفق عليه وقالوا في كتبهم: إنه بعيد، والفرصة قد أمكنت، فإذا تقدم عموري بقواته إلى صَوْر أو أيلة، فإنه سيقطع الطريق على صلاح الدين ويمنعه من العودة وعند ذلك تثور في القاهرة "حاشية القصر، وكافة الجند الفاطمي السابق في مصر" وطائفة السودان، وجموع الأرمن، وعامّة الإسماعيلية، وتفتك بأهل صلاح الدين ومعاوينه ورجال دولته العاصمة ([228]). لكّن يقظة صلاح الدين والتكتيكات والمناورات التي قام بها أربكت عموري الذي كان يحاول جاهداً معرفة حركات صلاح الدين في النقب جنوبي الأردن، وجمدته عند مياه الكرمل في جبال الخليل لخوفه من أن يستغل صلاح الدين فرصة حركة الملك الخاطئة، فيتوجه إلى المناطق غربي نهر الأردن والبحر الميت.
4 - ولم يبأس المتآمرون: فعندما وصل المدعو جِرْج (جورج أو جورجيوس)، كاتب الملك عموري، إلى القاهرة في مراسلة إلى صلاح الدين (ويبدو أن الرسائل كانت متصلة في أوقات السليم، اتصلوا به، وأرسلوا معه كتاباً إلى الملك عموري: أنّ العساكر متباعدة في نواحي إقطاعاتهم، وعلى قرب من موسم غلاّتهم، وأنه لم يبق في القاهرة إلا بعضهم، وإذا بعثت أسطولاً إلى بعض الثغور، أنهض فلانا من عنده، وبقي صلاح الدين في البلد وحده ففعلنا ما تقدم ذكره في الثورة ([229]). وهذا دليل آخر على محاولة استغلالهم لكل الظروف المناسبة، ذلك أن وقت جمع الغلات من الحقول هو الوقت الذي يذهب فيه الأمراء المقطعين وأجنادهم إلى إقطاعاتهم لأخذ حصتهم من الناتج وتوزيعه، وهذه كانت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/24)
حالة عادية معروفة في تاريخ المنطقة في العصور الوسطى ([230]).
5 - أن الملك عموري كان كلما أراد التعرف على الأوضاع في مصر والاتصال بالمتآمرين والتفاوض معهم، كان يبعث بـ "جِرْج" رسولاً إلى صلاح الدين: ظاهراً إلينا، وباطنا إليهم، عارضاً علينا الجميل الذي ما قبلته قط أنفسنا، وعاقداً معهم القبيح الذي يشتمل عليه علمنا، ولأهل القصر والمصريين "الجند" في أثناء هذه المُدَد رسُل تتردد، وكتب إلى الفرنج تتجدد ([231]).
6 - كانت سياسة صلاح الدين أثناء هذه الفترة إذا شك أعوانه بأحد من الجماعات المذكورة وقام باعتقاله ولم يتمكنوا من إثبات التهمة ضده، أطلق سراحهم، وخَلىّ سبيلهم فلا يزيدهم العفو إلا ضراوة، ولا الرقة عليهم إلا قساوة ([232]).
7 - واتصل المتآمرون في ذات الوقت " بشيخ الجبل " سنان ([233])، زعيم الإسماعيلية النزارية في بلاد الشام، طالبين مساعدته محتجين: بأن الدعوة واحدة، والكلمة جامعة، وأنّ ما بين أهلها وخلاف إلا فيما يفترق به كلمه ولا يجب به قعود عن نُصرة ([234]). وطلبوا منه بصورة خاصة اغتيال "الملوك" كما كانت عادتهم أو نصب المكائد لهم وكان الرسول إليهم خال ابن قرجلة ([235])، أحد رجال الدولة الفاطمية السابقين، ويبدو أن الاثنين كانوا عند صاحب الجبل عند اكتشاف المؤامرة فالتجأوا إلى الصليبيين ([236]).
8 - ولا نعرف إذا كان المتآمرون اتصلوا بملك صقليّة لإرسال الأسطول مباشرة أم عن طريق ملك الصليبيين، لكنّ الأسطول قدم بعدم فشل المؤامرة، إلى الإسكندرية، وكان مكوناً من 200سفينة ويحمل أعداداً كبيرة من الخيالة والرجالة، فمُّني بخسائر كبيرة خاصة وأن الملك عموري لم يتقدم في البَّر كما كان الاتفاق بسبب القضاء على المتآمرين بحزم ([237]).
9 - وفي المرّة الأخيرة التي قدم فيها "جِرْج" برسالة إلى ديوان صلاح الدين وصل كتاب إلى الديوان "ممن لا نرتاب به من قومه "الصليبيون" يذكرون أنه رسول مخاتلة "خداع" لا رسول مجاملة" فاتخذ رجال صلاح الدين الاحتياطات المناسبة لمراقبته دون أن يشعر، ولم يظهروا له أي شكٍ فيه وقام "جرج" بالاتصال بجماعة القصر الفاطمي، ومدبري المؤامرة، وأمراء الجند الفاطمي السابقين، وجماعة من النصارى واليهود عند ذلك توصل رجال دولة صلاح الدين إلى إدخال أحد العيون إليهم من جماعتهم " فَدَسْنا إليهم من طائفتهم من داخلهم ([238])، فصار ينقل إلينا أخبارهم ويرفع إلينا أحوالهم ([239]).
10 - وبدأت تنتشر الإشاعات والأقاويل بين الناس حول المؤامرة، وخاف رجال دولة صلاح الدين من انكشاف الأمر وهرب رؤساء الفتنة، فقرروا اعتقالهم، ثم أحضروا واحداً واحداً أمام صلاح الدين: وقَرَّرَهم على هذه الحالة فأقروا واعترفوا واعتذروا بكونهم قُطعِت أرزاقهم وأخذت أموالهم ([240]).
11 - تبين من التحقيقات والإقرارات أنهم عَينّوا خليفة ووزيراً، وأنه وقع خلاف بينهم حول الخليفة وحول الوزير (آل رُزّيك أو آل شاور).
12 - استفتى صلاح الدين العلماء في أمرهم، فأفتوا بقتلهم، وعندما تردد صلاح الدين في التنفيذ، طالب، أهل الفتوى وأهل المشورة بالإسراع في التنفيذ، فصَدَر الأمر بقتلهم وصلبهم: وشنقوا على أبواب قصورهم، وصلبوا على الجذوع المواجهة لدورهم ([241]). وكان المشهورن الذين شنقوا: الشاعر عمارة بن علي اليمني، وعبد الصمد الكاتب، والقاضي العويرس، وداعي الدعاة ابن عبد القوي. وقد حاول القاضي الفاضل صادقاً الشفاعة لدى صلاح الدين في عمارة، على الرغم من العداوة القديمة بينهما، إلا أن عمارة اعتقد أنها خدعة فرفض قبولها، فتم صلبه مثل غيره ([242]).
13 - وأما أهل القصر فقد اعتقلوا بداية، ثُم نُقلوا إلى أماكن مختلفة وأعطى القصر إلى أخيه العادل، ذلك أن صلاح الدين رأى: فإنهم مهما بقوا فيه بقيت مادة لا تنحسم الأطماع عنها، فإنه "القصر" حبالة للضلال منصوب، وبيعة "مقامٌ " للبدع محجوبة ([243]).
14 - وشُرَّدت طائفة الإسماعيلية من بلاد مصر ونُفُوا أما البقية فقد أعلن في القاهرة: بأن يرحل كافة الأجناد وحاشية القصر وراجل السُّودان إلى أقصى بلاد الصعيد ([244]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/25)
15 - وكشفت التحريات والبحث في هذه القضيّة عن وجود داعية يُسَمىّ "قُديد القفاص" في الإسكندرية، التي كان غالبية أهلها من أهل السنة، وأن دعوته انتشرت في بلاد الشام ومصر، وأن أرباب المعايش "الحرف والصناعات" في ثغر الإسكندرية يحملون إليه جزءاً من كسبهم، والنسوان يبعثن إليه شطراً وافياً من أموالهن ([245]). كما وجُد لديه كتب ورقاع تدل على الكفر الصريح ([246]). وهكذا فقد تمكن صلاح الدين بفضل الله ثم بصبره وقيادته الحازمة من القضاء على هذه المؤامرة الفتنة التي دفعته أخيراً إلى اتخاذ القرار الحاسم بالنسبة لكل بقايا الدولة الفاطمية من بيت الخلافة، وكبار رجالها، والحاشية، والجند والسودان ([247]).
[200] كتاب الروضتين نقلاً عن الجهاد والتجديد ص 209.
[201] الجهاد والتجديد ص 215.
[202] كتاب الروضتين نقلاص عن الجهاد والتجديد ص 215.
[203] المصدر نفسه ص 215.
[204] المقريز (اتعاظ) (3/ 317) القاضي الفاضل ص 137.
[205] القاضي الفاضل ص 137.
[206] الخطط للمقريزي نقلاً عن صلاح الدين الأيوبي لقلعجي ص 161.
[207] صلاح الدين الأيوبي، قدري قلعجي ص 162.
[208] المصدر نفسه ص 162.
[209] القاضي الفاضل ص 137.
[210] تاريخ مصر الإسلامية زمن سلاطين بني أيوب ص 59.
[211] الفاضي الفاضل ص 139.
[212] القاضي الفاضل ص 139.
[213] المصدر نفسه ص 139.
[214] البداية والنهاية (16/ 451).
[215] المصدر نفسه (16/ 450).
[216] كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (2/ 195).
[217] أياس: مدينة من بلاد الآمن على الساحل البحر.
[218] سيس: قاعدة بلاد الأرمن صبح الأعشى (4/ 134).
[219] البداية والنهاية (16/ 457).
[220] صلاح الدين القائد وعصره د. مصطفى الحيارى ص 168.
[221] كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (2/ 282).
[222] المصدر نفسه.
[223] القاضي الفاضل ص 146.
[224] المصدر نفسه ص 146 مفرج الكروب (1/ 244، 245).
[225] القاضي الفاضل ص 146.
[226] صلاح الدين القائد وعصره ص 169.
[227] كتاب الروضتين (2/ 278).
[228] كتاب الروضتين (2/ 287).
[229] المصدر نفسه (2/ 288).
[230] صلاح الدين القائد وعصره ص 170.
[231] كتاب الروضتين (2/ 287).
[232] المصدر نفسه (2/ 287).
[233] المصدر نفسه (2/ 287).
[234] المصدر نفسه (2/ 289).
[235] المصدر نفسه (2/ 289).
[236] المصدر نفسه (2/ 289).
[237] صلاح الدين القائد وعصره ص 172.
[238] صلاح الدين القائد وعصره نقلاً عن كتاب الروضتين ص 172.
[239] المصدر نفسه ص 172.
[240] المصدر نفسه ص 172.
[241] كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (2/ 289).
[242] صلاح الدين القائد وعصره ص 173.
[243] كتاب الروضتين (2/ 290).
[244] صلاح الدين القائد وعصره ص 173.
[245] كتاب الروضتين (2/ 290).
[246] المصدر نفسه (2/ 290).
[247] صلاح الدين القائد وعصره ص 173.
انظر كتاب:صَلاحُ الدّين الأيّوبيّوجهوده في القضاء على الدولة الفاطميةوتحرير بيت المقدس
ـ[أبو عبد الرحمن السبيلي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 12:51 ص]ـ
الله المستعااان
قال الشيخ حاتم بن عارف الشريف
قيل أنه كان يقرب الأشاعرة ويستمع لهم
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[10 - 04 - 08, 04:55 م]ـ
رأي الرافضة في صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله -!
جزاك الله خيرا أخى سليمان الخراشى على هذه المعلومة المهمة عن رأى الروافض فى صلاح الدين
وبارك الله فيك أخى محمد الأخضرانى على المعلومات القيّمة التى ذكرتها
ولكن أرجو أن تذكر لنا ماذا فعل بالضبط للقضاء على مذهب التشيع فى مصر
ـ[أبو عبد الرحمن السبيلي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 09:28 م]ـ
ولكن أرجو أن تذكر لنا ماذا فعل بالضبط للقضاء على مذهب التشيع فى مصر
============================================
على ما أتذكر أن مادة المطالعة الأزهرية التي كانت مقررة على السنة الثالثة من المرحلة الأعدادية قد كانت تحدثت عن ذلك
ومن صور قضاءه على مذهب التشيع في مصر
فهو أغلق الأزهر الذي كان يدرس المذهب الرافضي في العهد الفاطمي وما أسس الأزهر إلا لذلك في بداية الامر
فاغلقه وأمر بفتح دوار لحفظ القرآن على نفقته الخاصة
كما أن سي الشيخين رضي الله عنهم كان مسكوك على جدران الأزهر فعدل ذلك
وأمر بماعقبة كل من يحاول سب الصحابة رضوان الله عليهم
إلى أن زالت الدولة الرافضية فتح الأزهر ودرس في السنة وعلومها
فأخرج لنا ابن حجر وغيره
وراجع المصدر الذي ذكرته لك
إن وجدته (:
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 10:09 م]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
- للتفاصيل أخي أبامالك: طالع كتاب د الصلابي: " صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس ".
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[23 - 04 - 08, 01:34 م]ـ
بارك الله فيك أخى سليمان الخراشي
أين أجد الكتاب على النت؟(48/26)
من يذكر لي صفة الميزان وأثر الإيمان به
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[07 - 04 - 08, 09:25 ص]ـ
من يذكر لي صفة الميزان وأثر الإيمان به وأقوال العلماء في صفته
ـ[أبو السها]ــــــــ[07 - 04 - 08, 05:41 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=121063
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[07 - 04 - 08, 09:20 م]ـ
جزاك الله خيرا(48/27)
فماذا عن مصطلح "الصفات" الملازم لمصطلح الأسماء؟ متى بدأ؟ وما أساسه؟
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[07 - 04 - 08, 10:18 ص]ـ
وردت مصطلح الأسماء في القرآن والسنة، فماذا عن مصطلح "الصفات" الملازم لمصطلح الأسماء؟ متى بدأ؟ وما أساسه؟ هل هو أساس شرعي؟ أم عقلي؟
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[08 - 04 - 08, 12:05 ص]ـ
خرجا في ((الصحيحين)) عن
عمرة، عن عائشة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلاً على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقال: ((سلوه لأى شيء يصنع ذلك))؟
فسألوه،
فقال:
لأنها
صفة الرحمن
فأنا أحب أن أقرأها.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((أخبروه أن الله يحبه))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 12:18 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82198
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[08 - 04 - 08, 12:19 ص]ـ
قال البخاري: سمعت نعيم بن حماد يقول: من شَبَّهَ اللهَ تعالى بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله تعالى به نفسه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم تشبيهاً
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[08 - 04 - 08, 10:13 ص]ـ
الكريم "أبو القاسم"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
بوركت أخي الجليل!
في انتظار المزيد مع التحليل!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[08 - 04 - 08, 10:17 ص]ـ
الكريم "أبو مالك"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
تستحق الدعاء دوما!(48/28)
تلبس الجن في الانس خيال ام حقيقة
ـ[القارئ]ــــــــ[07 - 04 - 08, 06:43 م]ـ
] يكثر بعض الناس وخاصة المثقفين والمتعالمين من عرض هذه الشبهة الا وهي ان تلبس الجان بالانس وهم وليس بحقيقة ويعرضون بعض الادلة والشبه والادلة العقلية وبل قد يلوون بعض النصوص
ويكثرون بالاحتجاج بهذه القاعدة وهي: انه لا يوجد دليل صحيح صريح في هذه المسألة
ولي صاحب كثيرا ما يدندن بهذا الفكر ويحتج بندوات طارق السويدان بالقرضاوي ومن على منهجة في قناة الرسالة
فارجوا من الاخوة طلبة العلم بوضع الحجج والبراهين ودمغ هذه الشبهة
اضيف شيئا سمعته من احدهم يقول: ان الراقي القديم العمري الذي كان في زمان مضى يرقي الناس ويخرج الجان انه ينفي ذلك الان وقد تغير فكره
فما مدى صحة ذلك وكيف الرد عليه
رزقنا الله العلم والنافع والعمل الصالح [/ SIZE]
ـ[محمد السلفي المكي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 05:25 ص]ـ
أخي الكريم
اقرأ ما كتبه الأخ محدد وصريح في هذه الصفحة
فإنه مفيد
http://forums.ikhwan.net/t/showthread.php?t=31214&page=3
وخصوصا آخر مشاركتين في هذه الصفحة
ـ[القارئ]ــــــــ[23 - 04 - 08, 05:46 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[23 - 04 - 08, 06:11 م]ـ
قال أبو محمد (ابن حزم) رحمه الله: وهم أجسام رقاق صافية هوائية لا ألوان لهم وعنصرهم النار كما أن عنصرنا التراب وبذلك جاء القرآن قال الله عز وجل " والجان خلقناه من قبل من نار السموم " والنار والهواء عنصران لا ألوان لهما وإنما حدث اللون في النار المشتعلة عندنا لامتزاجها برطوبات ما تشتعل فيه من الحطب والكتان والأدهان وغير ذلك ولو كانت لهم ألوان لرأيناهم بحاسة البصر ولو لم يكونوا أجساما صافية رقاقا هوائية لأدركناهم بحاسة اللمس وصح النص بأنهم يوسوسون في صدور الناس وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فوجب التصديق بكل ذلك حقيقة وعلمنا أن الله عز وجل جعل لهم قوة يتوصلون بها إلى قذف ما يوسوسون به في النفوس برهان ذلك قول الله تعالى " من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس " ونحن نشاهد الإنسان يرى من له عنده ثار فيضطرب وتتبدل أعراضه وصورته وأخلاقه وتثور ناريته ويرى من يحب فيثور له حال أخرى ويبتهج وينبسط ويرى من يخاف فتحدث له حال أخرى من صفرة ورعشة وضعف نفس ويشير إلى إنسان آخر بإشارات يحل بها طبائعه فيغضبه مرة ويخجله أخرى ويفزعه ثالثة ويرضيه رابعة وكذلك يحيله أيضا بالكلام إلى جميع هذه الأحوال فعلمنا أن الله عز وجل جعل للجن قوى يتوصلون بها إلى تغيير النفوس والقذف فيها بما يستدعونها إليه نعوذ بالله من الشيطان الرجيم ووسوسته ومن شرار الناس وهذا هو جريه من ابن آدم مجرى الدم كما قال الشاعر:
وقد كنت أجري في حشاهن مرة ... كجري معين الماء في قصب الآس
قال أبو محمد:
وأما الصرع فان الله عز وجل قال " كالذي يتخبطه الشيطان من المس " فذكر عز وجل تأثير الشيطان في المصروع إنما هو بالمماسة فلا يجوز لأحد أن يزيد على ذلك شيئا ومن زاد على هذا شيئا فقد قال ما لا علم له به وهذا حرام لا يحل قال عز وجل " ولا تقف ما ليس لك به علم " وهذه الأمور لا يمكن أن تعرف البتة إلا بخبر صحيح عنه صلى الله عليه وسلم ولا خبر عنه عليه السلام بغير ما ذكرنا وبالله تعالى التوفيق فصح أن الشيطان يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه كما جاء في القرآن يثير به طبائعه السوداء والأبخرة المتصاعدة إلى الدماغ كما يخبر به عن نفسه كل مصروع بلا خلاف منهم فيحدث الله عز وجل له الصرع والتخبط حينئذ كما نشاهده وهذا هو نص القرآن وما توجبه المشاهدة وما زاد على هذا فخرافات من توليد العزامين والكذابين وبالله تعالى نتأيد ـ الفصل في الملل والأهواء والنحل 2/ 57 الشاملة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/29)
- وأما كلام الشيطان على لسان المصروع فهذا من مخاريق العزامين (1) ولا يجوز إلا في عقول ضعفاء العجائز، ونحن نسمع المصروع يحرك لسانه بالكلام، فكيف صار لسانه لسان الشيطان عن هذا لتخليط ما شئت. وإنما يلقي الشيطان في النفس يوسوس فيها، كما قال الله تعالى {يوسوس في صدور الناس} (الناس: 5) وكما قال تعالى {إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} (الحج: 52) فهذا هو فعل الشيطان فقط، وأما أن يتكلم على لسان أحد فحمق عتيق وجنون ظاهر، فنعوذ بالله من الخذلان والتصديق بالخرافات.
رسائل ابن حزم الأندلسي 3/ 228 الشاملة
ومنه يتضح ضعف الحديث الدارج على بعض السنة الناس في هذا الموضوع:
فثع ثعة وخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فسعى
قال الإمام أحمد بن حنبل:
حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا عَفَّانُ ثنا حَمَّادٌ عن فَرْقَدٍ السبخي عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ ان امْرَأَةً جَاءَتْ بِابْنٍ لها إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالت يا رَسُولَ اللَّهِ ان ابني هذا بِهِ جُنُونٌ وانه يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِناَ وَعَشَائِنَا فَيُفْسِدُ عَلَيْنَا فَمَسَحَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَدْرَهُ وَدَعَا فَثَعَّ ثَعَّةً قال عثمان فَسَأَلْتُ:أَعْرَابِيًّا فقال بَعْضُهُ على أَثَرِ بَعْضٍ وَخَرَجَ من جَوْفِهِ مثله الْجَرْوِ الأَسْوَدِ وسعى ـ مسند أحمد بن حنبل 1/ 254
قال الدارمي: أخبرنا الْحَجَّاجُ بن مِنْهَالٍ ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ عن فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عن بن عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ بِابْنٍ لها إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالت يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنِي بِهِ جُنُونٌ وَإِنَّهُ يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَعَشَائِنَا فَيُخَبَّثُ عَلَيْنَا فَمَسَحَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَدْرَهُ وَدَعَا فَثَعَّ ثَعَّةً وَخَرَجَ من جَوْفِهِ مِثْلُ الْجِرْوِ الْأَسْوَدِ فَسَعَى ـ سنن الدارمي 1/ 24
قال ابن ابي شيبة: حدثنا أبو بكر قال حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا حماد بن سلمة عن فرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن امرأة جاءت بابن لها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابني هذا به جنون وإنه يأخذه عند عشائنا وغدائنا فيخبث قال فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له فثع ثعة فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود ـ مصنف ابن أبي شيبة 5/ 47
قال الطبراني: حدثنا عَلِيُّ بن عبد الْعَزِيزِ ثنا حَجَّاجُ بن الْمِنْهَالِ ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ عن فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عَنِ بن عباس أن امْرَأَةً جَاءَتْ بِابْنٍ لها إلى رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقالت يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنِي بِهِ جُنُونٌ وَإِنَّهُ يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَعَشَائِنَا فَيَخْبُثُ عَلَيْنَا فَمَسَحَ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم صَدْرَهُ وَدَعَا فَثَعَّ ثَعَّةً فَخَرَجَ من جَوْفِهِ مِثْلُ الْجَرْوِ الأَسْوَدِ فَشُفِيَ ـ المعجم الكبير 12/ 57
عن ابن عباس أن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن به لمما وإنه يأخذه عند طعامنا فيفسد علينا طعامنا فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له فثع ثعة فخرج من فيه مثل الجرو الأسود فشفي وفي رواية فثع أي فسعل رواه أحمد والطبراني وفيه فرقد السبخي وثقه ابن معين والعجلي وضعفه غيرهما ـ مجمع الزوائد 9/ 2
5923 وعن ابن عباس قال إن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله فقالت يا رسول الله إن ابني به جنون وإنه ليأخذه أي الجنون عند غدائنا وعشائنا أي عند حضورهما أو وقت استعمالهما وقال شارح أي صباحنا ومساءنا فمسح رسول الله صدره أي صدر الولد ودعا فثع بالمثلثة والعين المشددة أي قاء ثعة أي فيئة واحدة ففي النهاية الثع القيء والثعة المرة الواحدة وخرج من جوفه مثل الجرو بكسر الجيم وسكون الراء أي ولد الكلب الأسود صفة للجرو وقوله يسعى حال أي يمشي ذلك الجرو ويسرع ـ مرقاة المفاتيح 11/ 68
حديث ضعيف فيه فرقد السبخي وهذه اقوال أئمة الجرح والتعديل فيه:
قال سليمان بن حرب عن حماد بن زيد سألت أيوب عنه فقال ليس بشيء وفي رواية لم يكن صاحب حديث
قال بن المديني عن يحيى القطان ما يعجبني التحديث عنه
وقال أبو طالب عن أحمد رجل صالح ليس بقوي في الحديث لم يكن صاحب حديث
وقال الجوزجاني عن أحمد يروي عن مرة منكرات
وقال بن أبي خيثمة عن بن معين لي بذاك
وقال عثمان الدارمي عن بن معين ثقة
وقال البخاري في حديثه مناكير
وقال الترمذي تكلم فيه يحيى بن سعيد وروى عنه الناس
وقال النسائي ليس بثقة
وقال يعقوب بن شيبة رجل صالح ضعيف الحديث
وقال أبو حاتم ليس بقوي في الحديث وكان حائكا
وقال بن عدي كان يعد من صالح أهل البصرة وليس هو كثير الحديث
وقال بن سعد مات بالطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة
قلت بقية كلام سعد وكان ضعيفا منكر الحديث
وقال العجلي بصري لا بأس به رجل صالح
وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي عنه فحرك يده كأنه لم يرضه
وقال الساجي كان يحيى بن سعيد يكره الحديث عنه
وقال بن المديني لم يكن بثقة
وقال بن معين ليس به بأس
وقال أحمد ليس هو بقوي قال الساجي وقد اختلف فيه وليس بحجة في الأحكام والسنن
وقال بن شاهين قال أحمد ليس بثقة
وقال الحاكم أبو أحمد منكر الحديث
وقال بن حبان كانت فيه غفلة ورداءة حفظ فكان يرفع المراسيل وهو لا يعلم ويسند الموقوف من حيث لا يفهم فبطل الاحتجاج به ـ تهذيب التهذيب 8/ 236(48/30)
حمّل (جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر). رساله جامعيه
ـ[المقدادي]ــــــــ[07 - 04 - 08, 08:46 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
للتحميل:
كتاب " جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر " للحافظ الإمام جمال الدين أبي المحاسن يوسف ابن عبدالهادي المقدسي رحمه الله - ت 909 هـ -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
http://www.kabah.info/uploaders/Books/Jam3Dsaker.rar
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=102550#post102550
و الشكر موصول لمن ساهم في رفع الكتاب
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 04 - 08, 08:54 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ...
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - 04 - 08, 12:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
لكن الرابط لايعمل
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - 04 - 08, 04:16 م]ـ
جزاك الله خيرا
نعم يعمل الرابط
جاري التحميل
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 02:18 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ...
و فيك بارك الله أخي الفاضل العوضي
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 02:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
و جزاكم الله خيرا و بارك فيكم أستاذنا عبدالباسط الغريب(48/31)
تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن القيم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[07 - 04 - 08, 09:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آل بيته الطيبين، وأصحابه الغر الميامين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد
فقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد (1/ 69)
((القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده وصفاته فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الاصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال الدال على كمال الذات فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغا إلا من محبته))
قلت:
ونسبة الجلباب إلى رب الأرباب لم ترد في الكتاب أو السنة الصحيحة ولا قال بها أحد من السلف.
بل والذي يظهر من معنى الجلباب أنه لا ينبغي نسبته لله سبحانه وتعالى:
فقد قال الخليل في كتاب العين: (والجلباب: ثوب أوسع من الخمار دون الرداء تغطي به المرأة رأسها وصدرها)
وقال النضر: الجلباب: ثوب أقصر من الخمار وأعرض منه وهو المقنعة
وقال الجوهري في الصحاح في اللغة: (الجلباب: الملحفة)
وقالت العامرية: (الجلباب الخمار)
ولذلك فقد ذكر ابن سيده في كتابه المخصص (الجلباب) في كتاب النساء، باب لباس النساء وثيابهن، كأنه يشير إلى أنه مما يخص النساء دون غيرهن.
وهذا المعنى هو الذي ورد في القرآن والسنة الصحيحة ولسان العرب وأشعارهم وكلام أهل العلم والفقه، فلا يأتي الجلباب غالبا إلا منسوبا للنساء
أما القرآن:
فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}
وأما السنة الصحيحة:
فعن أم عطية رضي الله عنها قالت: أُمرنا أن نخرج الحيض يوم العيدين وذوات الخدور فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم ويعتزل الحيض عن مصلاهن.
قالت امرأة: يا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إحدانا ليس لها جلباب؟
قال: لتلبسها صاحبتها من جلبابها.
وقالت عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك: فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي.
وقالت أيضا: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه
وقالت في حديث امرأة رفاعة القرظي: وأخذت هدبة من جلبابها.
وأما لسان العرب وأشعارهم:
فقالت جنوب أخت عمرو ذي الكلب ترثيه:
تمشي النسور إليه وهي لاهية ... مشي العذارى عليهن الجلابيب
وأنشد الفراء
لا يقنع الجارية الخضاب ... ولا الوشاحان ولا الجلباب
وأما كلام أهل العلم والفقه:
فهذا أشهر من أن يمثّل له، وقد جاء في معجم لغة الفقهاء (1/ 165): (الجلباب: بسكر الجيم وسكون اللام، ج جلابيب، ثوب واسع تلبسه المرأة فوق ثيابها)
قلت:
لكن قد ورد عن بعض اللغويين معان أُخَر للجلباب يفهم منها جواز إطلاقه على الثياب عموما:
قال ابن الأعرابي: (الجلباب الإزار) لكن قال الأزهري: (لم يرد به إزار الحقو، ولكنه أراد إزارا يشتمل به فيجلل جميع الجسد.)
وقال ابن فارس: (الجلباب القميص)
وذكروا لذلك شواهد منها في وصف الشيب:
حتى اكتسى الرأس قناعا أشهبا ... أكره جلباب لمن تجلببا
وقال آخر:
........................ ... مجلبب من سواد الليل جلبابا
وثالث:
....................... ... والعيش داج كنفا جلبابه
وأنشد اللحياني
يا ليت شعري عنك يا غلاب ... تحمل معها أحسن الأركاب
أصفر قد خلق بالملاب ... كجبهة التركي في الجلباب
لكن المشهور نسبته للنساء كما مرّ، ولذلك قال الخفاجي في العناية: الجلباب في الأصل الملحفة ثم استعير لغيرها من الثياب.
وأيًّا ما كان الأمر فقول الإمام ابن القيم: (فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة) فيه من الإلباس ما فيه؛ فضلا عن عدم وروده كما ذكرتُ لا في القرآن ولا في السنة ولا على لسان أحد من سلف الأمة.
بل قد ورد في السنّة الصحيحة ما يغني عنه، فيكون أولى حتى لو كان كلام ابن القيم صحيحا، فكيف وقد ذكرنا فيه ما ذكرنا؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار»)
أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجه وغيرهم
قلت: والشيخ حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا من الشيخ
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
وكتبه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي الحسيني
عفا الله عنه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 04 - 08, 10:47 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
فتسمية هذه السلسلة بتصحيح العقائد تسمية غير صحيحة، فيصح أن تسمى تنبيهات أو نحوها من الأسماء، على أن الصواب قد يكون في عكس هذه التصحيحات إلا أن مناقشة أقوال العلماء الغير معصومين لاتنكر إذا كانت بحجة ودليل ممن هو أهل لذلك.
أما ما ذكره ابن القيم من قوله (القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده وصفاته فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الاصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال الدال على كمال الذات فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغا إلا من محبته)
فهو كلام صحيح مستقيم، ولم ينسب فيه ابن القيم الجلباب لله تعالى وإنما هذا من باب التوسع في اللغة واستخدام البيان، فتحميل كلامه ما لايحتمل من التنطع والتكلف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/32)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[07 - 04 - 08, 10:56 م]ـ
من التنطع والتكلف. جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 04 - 08, 11:06 م]ـ
أسال الله أن يصلح حالك ويرزقك فهم كلام العلماء على وجهه.
ورأيي أن تعرض مثل هذه المسائل على أهل العلم بالعقيدة حتى تصحح عقيدتك.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[07 - 04 - 08, 11:13 م]ـ
حتى تصحح عقيدتك. سبحان الله!
هداني الله وإياكم لما يحب ويرضى
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: جلباب العظمة
وقال الله تعالى في الحديث القدسي: العظمة إزاري
فلمّا أخذتُ بكلام الله سبحانه وتعالى وتركتُ كلام الإمام ابن القيم رحمه الله -حتى لو كان له وجه صحيح- جئتَ تطلبُ مني أن أصحح عقيدتي
ولكنها الأيام قد صرن كلها ... عجائب حتى ليس فيها عجائب
ـ[شتا العربي]ــــــــ[07 - 04 - 08, 11:56 م]ـ
أخي عيد بارك الله فيك
أرجو أن تفسح صدرك لملاحظتي وأظن أن الشيخ عبد الرحمن الفقيه جزاه الله خيرا كان يقصد ملاحظتي هذه عندما قال لك: صحح عقيدتك.
أخي بغض النظر عن كلام ابن القيم أو مناقشتك فيه فأنت قد وقعت في نفس المأزق الذي وقع فيه بعض الناس حيث شبهوا الله بخلقه.
سأفرض معك -جدلا وفرضا فقط أخي- أن ابن القيم فعلا قد أثبت هذه الصفة لله عز وجل فكان عليك أن تناقشه في صحة نسبتها لله عز وجل من عدمه.
مع ملاحظة مهمة جدا وهي احتفاظك بالكلام على الصفة وتفسيرها حسبما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه تبارك وتعالى من التنزيه عن مشابهة المخلوقين والتقديس له سبحانه.
فلا يصح أخي أن تفهم صفة ما بنفس ما تفهم به نفس اللفظ في البشر
مثل السمع فلا يمكن لك أن تقول بأن السمع معناه في البشر كذا وكذا واللغة تدل على كذا وتبدأ تفسر صفة السمع لله عز وجل لأن الله منزه كما أنت أعلم به مني بأنه سبحانه وتعالى منزه عن مشابهة المخلوقين حفظك الله وبارك فيكم
كذلك الأمر يقال في مسألة الجلباب هذه على فرض كون ابن القيم يقصدها فعلا فكان عليك أن تقول بأنها صفة غير ثابتة أو ما تشاء لكن لا تفسرها بالكيفية التي هي عليها عند البشر من كتب اللغة والشعر كما هو في كلامك أعلاه بارك الله فيك.
أما بخصوص ابن القيم فالرجل أديب معروف بعذوبة أسلوبه واستخدامه الواسع لبعض الألفاظ اللغوية بدون قصد معناها الحرفي الاصطلاحي فلا يحتمل كلامه أبدا ما تفضلتم به وقد أشار إلى ذلك الشيخ الفقيه أعلاه
جزاكم الله جميعا خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - 04 - 08, 12:32 ص]ـ
قد يجاب بأن من أساليب العرب أنها تستخدم الأمر الحسي وتريد به الشيء المعنوي
فقوله تعالى: {ولباس التقوى ذلك خير}
فاللباس شيء حسي كما هو معروف في لغة العرب وقد استخدم هنا في أمر معنوي
وهكذا تقول العرب فلان متدثر بجلباب الحياء وفلان لابس لباس التقوى
وهذا معروف في لسان العرب كما في قول الشاعر:
إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى * تقلب عيانا وإن كان كاسيا
وخير لباس المرء طاعة ربه * ولا خير فيمن كان لله عاصيا
فمرادهم مثلا من جلباب الحياء ولباس التقوى ليس حقيقة اللباس المعهود ولا الجلباب المعهود فهو من باب تنوع الأساليب في لغة العرب.
وهكذا مقولة ابن القيم رحمه الله هنا فقد استخدم هذا الأسلوب , وما أراد الجلباب المعهود في لسان العرب كما فهم الأخ عيد فهمي
وثم يقال بعد ذلك إن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات.
والله أعلم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 10:15 ص]ـ
الحمد لله
من الواضح أن كثيرا ممن قرأ الموضوع لم يفهم مقصدي
لكن بحمد الله وجدتُ أحد أهل الفضل والعلم قد فهمه وعبّر عنه، ولعل كلامه يكون أوضح من كلامي.
فلذلك اقتبسته من المجلس العلمي اقتباسا
والله الموفّق
لعل الشيخ عيدًا يقصد أن لفظ (الجلباب) نفسه لا يليق استعماله في حق الله تعالى.
لأنه لم يعهد في اللغة إطلاقه إلا على النساء، ومن تصفح النصوص الشرعية تبين له ذلك واضحا.
كما لا يستعمل مثلا: فستان وملحفة وخمار ونحو ذلك من المخصوص بالنساء.
بخلاف الإزار والرداء ونحو ذلك.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 08, 11:08 ص]ـ
مع تقديرنا للشيخ العوضي وفقه الله إلا أنه لم يصب في هذا الكلام (كما في النقل عنه لأني لم أطلع على أصل كلامه))، فالعرب تستخدمه في معان لغوية متعددة
الجلباب يستخدم في كلام العرب في معاني الغطاء ونحوها، مثل ما يقال (جلباب الحياء، وجلباب الليل، جلباب الثناء، وغيرها كثير ....
هذه بعض نقولات من البحث في الشاملة
تاريخ مدينة دمشق - (ج 33 / ص 203)
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا جدي أبو محمد نا أبو علي الأهوازي نا عبد الرحمن بن عمر نا أبو محمد المعافى بن عبد الله بن المعافى نا أبي وعمي قالا نا هشام بن عمار نا الربيع بن بدر نا أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له.
((الحديث فيه كلام))
تاريخ مدينة دمشق - (ج 43 / ص 235)
(أرى السيد المفضال أنعم فاقتي % بذلك جلباب الثناء الذي صفا)
الكشكول ـ - (ج 1 / ص 21)
وقد أخلق الأيام جلباب حسنها. . . فأضحت وديباج البهاء رمام
زهر الأداب وثمر الألباب - (ج 2 / ص 415)
قال عيسى بن هشام: فاستفزّني رائعُ ألفاظه، وسرَوْتُ جِلْباب النوم، وعدوت إلى القوم
غذاء الألباب شرح منظومة الآداب - (ج 1 / ص 83)
وقال أنس والحسن: من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة فيه.
فابن القيم رحمه الله استعاره في كلامه استعارة لطيفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/33)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 05:47 م]ـ
مع تقديرنا للشيخ العوضي وفقه الله إلا أنه لم يصب في هذا الكلام (كما في النقل عنه لأني لم أطلع على أصل كلامه))، فالعرب تستخدمه في معان لغوية متعددة
الجلباب يستخدم في كلام العرب في معاني الغطاء ونحوها، مثل ما يقال (جلباب الحياء، وجلباب الليل، جلباب الثناء، وغيرها كثير ....
هذه بعض نقولات من البحث في الشاملة
تاريخ مدينة دمشق - (ج 33 / ص 203)
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا جدي أبو محمد نا أبو علي الأهوازي نا عبد الرحمن بن عمر نا أبو محمد المعافى بن عبد الله بن المعافى نا أبي وعمي قالا نا هشام بن عمار نا الربيع بن بدر نا أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له.
((الحديث فيه كلام))
تاريخ مدينة دمشق - (ج 43 / ص 235)
(أرى السيد المفضال أنعم فاقتي % بذلك جلباب الثناء الذي صفا)
الكشكول ـ - (ج 1 / ص 21)
وقد أخلق الأيام جلباب حسنها. . . فأضحت وديباج البهاء رمام
زهر الأداب وثمر الألباب - (ج 2 / ص 415)
قال عيسى بن هشام: فاستفزّني رائعُ ألفاظه، وسرَوْتُ جِلْباب النوم، وعدوت إلى القوم
غذاء الألباب شرح منظومة الآداب - (ج 1 / ص 83)
وقال أنس والحسن: من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة فيه.
فابن القيم رحمه الله استعاره في كلامه استعارة لطيفة.
الحمد لله وحده ...
جزاكم الله خيرًا.
وفي تاج العروس للعلامة الزبيدي (2/ 176): (والجِلبابُ: المُلْكُ)
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 08:17 م]ـ
صدق الشيخ الفقيه فهذه التسمية غلط بين، والواجب على طالب العلم أن يجتهد في فهم كلام الأئمة الكبار، ويعرف مقاصدهم فيه، وينبغي أن يكون عنده حس لغوي يميز فيه، ولا يتسرع في تغليطهم ـ لأنه مقام كبير يحتاج إلى علم واسع وفهم ثاقب ـ ثم إن أشكل عليه شيء عرضه على أهل العلم الموثوقين المعتنين بالعقيدة السلفية قبل أن يعترض عليه فإن لم يتيسر له ذلك أورده مستشكلا مسترشدا لا كما تحمله هذه العنوانين الرنانة التي لم يقتصر فيها الأخ على مناقشة كلام من قالها وإنما سماها: تصحيحا للعقائد السلفية!
ثم كونها مسلسلة بهذه الطريقة التي سلكلها الباحث سيغريه على البحث في أي جملة أو عبارة لعلمائنا ثم يأتي بها مصححا لعقائدنا!
وهذا خطر وزلل كبير ولو اشتغل الكاتب بما ينفعه كان أولى من هذا الفعل.
أعود لأصل المشاركة:
وكلام الشيخ العوضي الذي فرح به الأخ عيد فيه نظر ولعل أبا مالك قالها على عجل من غير تأمل ولعله إن رأى تعليق المشايخ رجع عنه، ووجدت مشاركة لأحد الإخوة هناك فيها تعليق على كلام الشيخ العوضي ها هي:
لعل الإمام ابن القيم ـ أعلى الله منزلته ـ لحظ في استعماله المعنى الذي استعملته العرب في مثل قولهم: "ألقى جلباب الحياء"، وقد روي نحوه مرفوعا ولا يصح.
وهذا استعمال صحيح واضح لا إشكال فيه.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 08:25 م]ـ
مع تقديرنا للشيخ العوضي وفقه الله إلا أنه لم يصب في هذا الكلام (كما في النقل عنه لأني لم أطلع على أصل كلامه)).لا حاجة لهذه الجملة الاعتراضية التي فيها من التعريض ما فيها، فهذا رابط المشاركة فاقرأه بنفسك حتى تطمئن أني لم أحرّف فيه شيئا:
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=102658&postcount=7
أصلح الله قلوبنا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 08:38 م]ـ
الذي فرح به الأخ عيد. إنما يفرح بذلك مَن لا يعرف من دينه غير التقليد والتعصب للرجال دون فهم الأدلة ومتابعة السلف الصالح.
فأظن حتى لو جاء الإمام ابن القيم رحمه الله إلى عصرنا وتراجع عن كلمته، وقال: إنه لم يقصدها لذاتها ولعلها زلة قلم، ونصحكم أن الكلام عن ذات الله يجب فيه من الاحتياط في اختيار الألفاظ ما لا يجب في الكلام عن غيره، وأن البعد عن الألفاظ الموهمة أولى خصوصا في باب العقائد، وطلب أن تجعلوها: ((إزار العظمة)) أو ((رداء الكبرياء)) موافقة لنص الحديث القدسي الصحيح؛ لما استجبتم له، فالعصبية للرجال دون الحق تُعمّي وتصمّ
نسأل الله العافية
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 08, 08:42 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
وما ذكره الشيخ عيد فهمي حفظه الله من التعريض فليس كذلك وإنما خشيت أن يكون هناك كلام قبله أو بعده يقيد بعض الكلام.
والشيخ عيد فهمي وفقه الله سمعنا عنه الخير الكثير، ولكن المدارسة والتناصح بين الإخوة الأحباب مطلوب، فالكلام السابق من هذا الباب، ونسأل الله أن يغفر لنا ويوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 09:11 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن الفقيه، المشايخ الكرام
واالله الذي لا إله غيره ما أجد طعم الراحة من هموم الدنيا وغمومها مثل ما أجده معكم هنا ومع إخوانكم في المجلس العلمي.
وما أحببت المقربين مني مثل ما أحببتكم دون أن أراكم،
ولولا دخول بعض من لا همّ لهم غير التشغيب لما شبعت من محاوراتكم
فإن كان نَدّ مني لفظ أحزنكم أو أغضبكم فاغفروا لأخيكم، وادعوا له بتفريج كربه الذي هو فيه الآن
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيم}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/34)
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 09:49 م]ـ
ولولا دخول بعض من لا همّ لهم غير التشغيب لما شبعت من محاوراتكم
فأظن حتى لو جاء الإمام ابن القيم رحمه الله إلى عصرنا وتراجع عن كلمته، وقال: إنه لم يقصدها لذاتها ولعلها زلة قلم، ونصحكم أن الكلام عن ذات الله يجب فيه من الاحتياط في اختيار الألفاظ ما لا يجب في الكلام عن غيره، وأن البعد عن الألفاظ الموهمة أولى خصوصا في باب العقائد، وطلب أن تجعلوها: ((إزار العظمة)) أو ((رداء الكبرياء)) موافقة لنص الحديث القدسي الصحيح؛ لما استجبتم له، فالعصبية للرجال دون الحق تُعمّي وتصمّ
الله يهديك.
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 10:12 م]ـ
رأيتُكَ يا عيد آتٍ منذ موضوعك عن الألبانيّ.
و ها أنت الآن قد أدركتَ ابنَ القيِّم!!!
طبعًا لسانكَ العلميّ يقول: و من ابنُ القيِّم إلاَّ بشرٌ مثلكم يأكل الطَّعام و يمشي في الأسواق بل هو رجل و أنا رجل فكما أنَّ كلامهُ يؤخذ كذلكَ يردُّ و كلٌّ يؤخذ من قولهِ و ... و غيرها
إرجع إلى عقلكَ يا أخانا و تدبَّر و اعتبر شخصيَّة ابنِ القيِّم و أخشى ما أخشاهُ أنَّكَ تحسبُ ابنَ القيِّم من جنسِ علماءِ زماننا!!!
و لستُ أقول من جنسِ شيوخكَ!!!
أدركنا اليوم الَّذي يأتينا فيهِ الآتي و يصحِّح عقائد ابنِ القيِّم!!!
بلهَ السلفيَّة!!!
إنَّا للهِ و إنَّا إليهِ راجعون.
أقولها رجاءَ الصَّلاة من ربِّي و الرَّحمة و الهداية
لستُ ضدَّ المباحثة و لا حتى ضدَّ التخطئةِ المبيَّنة و المدعَّمة و لكن السَّطو و التهجَّم و التنكيل و التَّسفيه!!
ليضاف إلى رصيد المُلاكم كم هزم من إمام و كشف عوارهُ.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 10:18 م]ـ
الله يهديك.آمين
ـ[القندهاري]ــــــــ[09 - 04 - 08, 12:43 ص]ـ
الحمد لله
أقول يا إخوان لو طلبنا من أخينا عيد أن يبحث عمن أستدرك هذه الكلمة على الشيخ من العلماء الكبار حتى نستأنس برأيه وأذكر أن بن القيم كان يقول في كتابه الداء والدواء سقط من عين الله ولما سئل الشيخ الفوزان
عن هذه اللفظة أنكرها وقال لا ينبغي أن تقال فالإستدراك على بعض عبارات أهل العلم وارده لكن ينبغي للإنسان قبل أن يستدرك أن يسأل أهل العلم عن هذه اللفظة ولا يستعجل حتى لا يقع في قول المتنبي
وكم عائبا قولا صحيح وآفته من الفهم السقيم
والله أعلم.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[09 - 04 - 08, 01:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة
اخي عيد وفقه الله لطاعته:
كنت قد زورت كلاما كدت أظهره على مقالك السابق، غير أني عدلت عن بيانه وكتابته لما رأيت كثرة الرد عليكم والاعتراض على قولكم وفهمكم، لكني لما رأيت ما كتبت في هذا الموطن تحت نفس العنوان ورأيت الشيخ عبد الرحمن الفقيه وفقه الله لطاعته قد لان عما كان قد أصاب في قوله بادي الامر وتنزل في العبارة على ما علم من حالك وكذا ما كان من بعض الاخوة.
بدا لي ان اجمع بين الأمرين على باب الاختصار في هذا الموطن:
فقولك في العنوان: (تصحيح العقائد السلفية) فقد ذكرت تحت هذا العنوان كلام شيخ الاسلام ابن تيمية ثم تعقبت تلميذه ابن القيم في الموطن الثاني مما يجعل القاري يظن بل يعتقد أن شيخ الاسلام وتلميذه قد جانبوا الحق فيما ذهبوا اليه فيما طرحت، بل إنن من قال بقولهم ضل الطريق والويل كل الويل لاهل التقليد.
والحق أن الامر ليس كذلك وغاية ما في الاولى أن شيخ الاسلام ترجح له مذهب بعض السلف منهم ابن عباس ومجاهد وعكرمة والحسن وقتادة ومقاتل والشافعي، وقد دلل على ما ذهب اليه بقول من سبق من اهل العلم والدين وبدلالة سياق النص وما يعضد المعنى من النصوص.
وعليه فإن كان كلامه باطلا فاسدا كما يظهر ما كتبتم في هذا الموطن بل في الموضعين، فقول من سبق محكوم عليه بالفساد والبطلان كما الحكم على قول شيخ الاسلام ابن تيمية.
وأما في هذا الموطن فقد حملت على ابن القيم رحمه الله: ليس لك حق في هذا ابدا ولو أرجعت النظر فيه لبان لك _ أتوقع قولك أنك قد فعلت لذا كتبت لكني اقول اعد النظر مرارا لا مرة _ وأنا أتسائل أين قال ابن القيم رحمه الله أن الجلباب صفة لله تبارك وتعالى في النصالمنقول.
ألا تذكر يا اخانا توسع الفصحاء في كلامهم ألا تذكر معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن حبان وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا عن الله تبارك وتعالى: (الكبرياء ردائي).
ولو فعلنا مثل فعلك لاستدركنا على نص النبوة كما استدركت على ابن القيم توسعه في كلامه واستعماله الاستعارة الفصيحة البليغة.
وفقنا الله واياك لطاعته.
وأخيرا اقول غير عنوان المباحث حفظك الله. أنفع لنا ,وأبعد عن تهمة من تستدرك عليهم من الكبار الجبال.
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[09 - 04 - 08, 02:48 ص]ـ
الأخوة الكرام أحسب أن الشيخ عيد فهمي ما أراد إلا خيرا وهو الدفاع عن العقيدة (ولا يلزم من هذا أن نحمل كلامه ما لايحتمل) , وأنا في الحقيقة لا أعرفه ولكني أرى له بحوثا نافعة جزاه الله خيرا.
أقول هذا مع أني أخالفه في هذا الموطن من كلام ابن القيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/35)
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[09 - 04 - 08, 04:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
هل يصح أن نقول: ابن القيم لا شوب في عقيدته، ومع هذا فهو ليس معصوم من الأخطاء العلمية كالفقه واللغة وغير ذلك؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 07:56 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
وهل يصح أن نقول أحمد بن حنبل لا شوب في عقيدته ومع ذلك فهو غير معصوم في مسائل الاجتهاد كالفقه واللغة ونحو ذلك؟
نعم يصح بكل تأكيد ..
وكذلك نقول في الشافعي، بل ومن قبلهما من الصحابة والتابعين أيضًا، نبرئ ساحة الواحد منهم من الخلل في المعتقد بكل تأكيد وبلا تردد.
أمّا المسائل اللغوية والفقهية ونحوها، فالسنة أن يقع فيها الاجتهاد فالخطأ أو الصواب.
بخلاف العقيدة.
وحصر أقوال الرجل الواحد في العقائد أيسر - والله أعلم - من حصر أقواله في الفقه واللغة سيما المكثر منهما.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[09 - 04 - 08, 12:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة
اخي عيد وفقه الله لطاعته:
كنت قد زورت كلاما أظهره في مقالك السابق، غير أني عدلت عن بيانه وكتابته لما رأيت كثرة الرد عليكم والاعتراض على قولكم وفهمكم، لكني لما رأيت ما كتبت في هذا الموطن تحت نفس العنوان ورأيت الشيخ عبد الرحمن الفقيه وفقه الله لطاعته قد لان عما كان قد أصاب في قوله بادي الامر وتنزل في العبارة على ما علم من حالك وكذا ما كان من بعض الاخوة.
بدا لي أن اجمع بين الأمرين على باب الاختصار في هذا الموطن:
فقولك في العنوان: (تصحيح العقائد السلفية) ثم تذكر كلام شيخ الاسلام ابن تيمية وتتبعه بما فهمته من كلام ابن القيم رحمه الله يجعل القاري يظن بل يعتقد أن شيخ الاسلام وتلميذه قد جانبوا الحق فيما ذهبوا اليه، بل أن من قال بقولهم ضل الطريق والويل كل الويل لاهل التقليد.
والحق أن الامر ليس كذلك وغاية مان في الاولى أن شيخ الاسلام ترجح له مذهب بعض السلف منهم ابن عباس وجاهد وعكرمة والحسن وقتادة ومقاتل والشافعي، وثم دلل على ما ذهب اليه بدلالة سياق النص وغيره من النصوص.
وعليه فإن كان كلامه باطلا فاسدا، فقول من سبق محكوم عليه كالحكم على قول شيخ الاسلام ابن تيمية.
وأما ما دعاك للحمل على ابن القيم رحمه الله: ليس لك فيه حق ابدا ولو أرجعت النظر فيه لبان لك _ أتوقع قولك أنك قد فعلت لذا كتبت لكني اقول اعد النظر مرارا لا مرة _ وأنا أتسائل أين قال ابن القيم رحمه الله أن الجلباب صفة لله تبارك وتعالى في النص المنقول.
ألا تذكر يا أن أخانا توسع الفصحاء في كلامهم دليل على بلاغتهم ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم فيما رواه ابن حبان وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا عن الله تبارك وتعالى: (الكبرياء ردائي).
ولو فعلنا مثل فعلك لاستدركنا على نص النبوة كما استدركت في توسع ابن القيم في كلامه واستعماله الاستعارة الفصيحة البليغة في هذا الموطن.
وفقنا الله واياك لطاعته.
وأخيرا اقول غير عنوان المباحث حفظك الله. أنفع لنا ,وأبعد عن تهمة من تستدرك عليه من الكبار الجبال.
ـ[فيصل]ــــــــ[09 - 04 - 08, 12:29 م]ـ
فتسمية هذه السلسلة بتصحيح العقائد تسمية غير صحيحة، فيصح أن تسمى تنبيهات أو نحوها من الأسماء.
أوافقك على هذا والشيخ عيد وفقه الله قد سمى بعض مواضيعه تسمية غير موفقة كما ذُكر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124261&page=2
وكما في كلام الشيخ الخراشي هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=127399
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[09 - 04 - 08, 01:38 م]ـ
الأخوة الكرام أحسب أن الشيخ عيد فهمي ما أراد إلا خيرا وهو الدفاع عن العقيدة (ولا يلزم من هذا أن نحمل كلامه ما لايحتمل) , وأنا في الحقيقة لا أعرفه ولكني أرى له بحوثا نافعة جزاه الله خيرا.
أقول هذا مع أني أخالفه في هذا الموطن من كلام ابن القيم.
من هذا المنطلق أحببت المشاركة فأقول الأخ عيد وفقه الله لم يفهم كلام بن القيم ورد عليه وتعاقبت الردود على هذا
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد (1/ 69)
((القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده وصفاته فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الاصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال الدال على كمال الذات فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغا إلا من محبته))
هذا وصف لصفة التجلي في الكتاب وليس صفةً لله سبحانه فابن القيم رحمه الله أفقه من أن يصف الله سبحانه بما لم يصف به نفسه وإن كان هذا المعنى لم يتضح للقارئ فهو الأولى من حمل كلام ابن القيم على الخطأ ثم تصحيحه ..
(مناقشة للعنوان أقول للأخ عيد دع عنك التهويل في العناوين في إنها لا تحق باطلا ولا تبطل حقا والنهويل في العناوين يليق بالمقالات الصحفية لا بالمواضيع العلمية)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/36)
ـ[توبة]ــــــــ[09 - 04 - 08, 01:57 م]ـ
هذا وصف لصفة التجلي في الكتاب وليس صفةً لله سبحانه فابن القيم رحمه الله أفقه من أن يصف الله سبحانه بما لم يصف به نفسه وإن كان هذا المعنى لم يتضح للقارئ فهو الأولى من حمل كلام ابن القيم على الخطأ ثم تصحيحه
جزاكم الله خيرا.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 02:56 م]ـ
إخواني الفضلاء
لما قرأت كلام الأخ الكريم عيد أول مرة،وجدت أنه محق في استدراكه على كلام ابن القيم من جهة،ولكني آثرت الاكتفاء بالمتابعة عسى أن يشير أحد منكم إلى هذه الملاحظة ومنهم صاحب الموضوع نفسه،لكني بعد كل هذه الردود لم أجد من تطرق إلى ذلك:
قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم "وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن "
وكذلك في الحديث القدسي - الذي ذكر أعلاه -:
قال الله عز وجل: «الكبرياء ردائي و العظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار».الأخت الفاضلة
لقد كنت أنتظر للنهاية للجواب عن ردود بيّنَتْ صحة ما ذهبت إليه بل وصحّة العنوان نفسه
حتى نصحني أخ حبيب وصديق وفيّ بترك التعليق لكثرة ما شاب الموضوع من تعليقات خارجة عن أصل القضية.
لكن ما دمتِ قد أعدتِينا إلى لبّ الموضوع فناسب ذلك عودي للكلام
فأقول وبالله التوفيق:
أئمة السلف كشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وغيرهم لهم محبة في قلب كل سلفي بل أصبحت محبتهم وتوقيرهم علامة على صحة المعتقد -وهم لذلك أهل- لكن هناك من تؤدي به هذه المحبّة إلى تحويل كلامهم إلى نصوص معصومة ويضاهيها بالقرآن والسنّة
ولا يقول أحد: إن هذا لا يحدث من المنتسبين للمنهج السلفي.
فسوف أقول له: بل الواقع يثبت أن ذلك كائنا، والحمد لله قد آتت هذه السلسلة ثمارها مبكرا، ودليل ذلك أنه قد جاء في أحد المشاركات هنا: ألا تذكر معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن حبان وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا عن الله تبارك وتعالى: (الكبرياء ردائي).
ولو فعلنا مثل فعلك لاستدركنا على نص النبوة كما استدركت على ابن القيم توسعه في كلامه واستعماله الاستعارة الفصيحة البليغة.فسوّى في جواز الاستدراك بين كلام ابن القيم وبين النص النبوي بله الإلهي فالحديث قدسي!
وهذا كان الغرض الأساسي من سلسلتي.
بل جعل آخر كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بله كلام ربّ العزّة من نفس بابة كلام ابن القيم وأنه من التوسع في اللغة أو المجاز أو غير ذلك، ناسيا تنبيه أهل السنة أن كلام الله ورسوله الأصل عدم تأويله إلا بدليل صحيح صريح لا يحتمل هو الآخر تأويلا.
وقال آخر هناك:
وأيضا يقال للنافي ما تقول في الإزار والرداء المذكورين في الحديثين هل تثبت كونهما من صوف وقماش وغزل أم أن المراد أن الكبرياء بمنزلة الرداء والعظمة بمنزلة الإزار كما قرره العثيمين رحمه الله
فإذا نفى الأول لأنه لا يليق مع إثبات جواز نسبة الرداء والإزار للباري فلينفي هنا ما توهمه غير لائق وليثبت جواز النسبة فجعل كلام الإمام ابن القيم دليلا على جواز النسبة مثله مثل كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سواء بسواء.
زد على ذلك أنه فهم من كلام العثيمين تأويل الحديث.
وأقول: الشيخ ابن عثيمين رحمه الله مسبوق بقوله ذلك قاله ابن تيمية وابن القيم وغيرهما، لكنه لم يقصد أبدا تأويل الحديث ولا ردّ ظاهره.
بل لمّا سئل عن ذلك أجاب بمقتضى العقيدة السلفية، وأنا أنقل نص السؤال والإجابة للتأمل فيهما:
لقاء الباب المفتوح (ج52/ص18)
السؤال:
ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله عن الله عز وجل: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري) هل هذا من أحاديث الصفات؟
الجواب:
نعم. هذا الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو حديث صحيح نأخذه بظاهره، ولكننا لا نتعرض لكيفيته كسائر الصفات؛ لأن كل ما ورد من صفات الله عز وجل فالواجب على المسلم قبوله واعتقاده، لكن دون تكييف أو تمثيل، فهل نعتقد أن هذا الإزار وهذا الرداء كأرديتنا وأزرنا؟ لا؛ أبداً.
يقيناً أنه ليس كذلك، لأن الله تعالى يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فهل من أجل كلام ابن القيم نقول: نثبت لله جلبابا ليس كجلابيبنا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/37)
مَن قال: نعم. فلا حاجة للردّ عليه
ومَن قال: لا. قلتُ له فتولّى أنت الردّ على من سوّى كلام ابن القيم بكلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بله كلام ربّ العزّة لأن الحديث حديث قدسي.
وأما الصنف الثاني من التعليقات وهم من قالوا: كلام ابن القيم من التوسع في اللغة أو الإخبار أو المجاز أو غير ذلك فأقول لهم:
لقد كان لأهل العلم نظر ثاقب في فهم هذا الحديث، أنقل من بين كلامهم كلام الشيخين ابن تيمية وابن القيم لتعلقهما بالموضوع ثم أعقب بعد ذلك:
قال شيخ الإسلام في العبودية (ص30):
(ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (يقول الله: العظمة إزارى والكبرياء ردائى فمن نازعنى واحدا منهما عذبته) فالعظمة والكبرياء من خصائص الربوبية والكبرياء أعلى من العظمة ولهذا جعلها بمنزلة الرداء كما جعل العظمة بمنزلة الإزار
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (ج10/ص253)
الكبرياء تتضمن العظمة ولكن الكبرياء أكمل؛ ولهذا جاءت الألفاظ المشروعة في الصلاة والأذان بقول الله أكبر فإن ذلك أكمل من قول الله أعظم كما ثبت في الصحيح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال ((يقول الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما عذبته)) فجعل العظمة كالإزار والكبرياء كالرداء ومعلوم أن الرداء أشرف
وقال الإمام ابن القيم في الفوائد (ص182)
وأما جمال الذات وما هو عليه فأمر لا يدركه سواه ولا يعلمه غيره وليس عند المخلوقين منه إلا تعريفات تعرف بها إلي من أكرمه من عباده فإن ذلك الجمال مصون عن الأغيار محجوب بستر الرداء والإزار كما قال رسوله فيما يحكى عنه الكبرياء ردائي والعظمة إزاري ولما كانت الكبرياء أعظم وأوسع كانت أحق باسم الرداء فأقول لهؤلاء:
قد استنبط أهل العمل بما حباهم الله من فهم ثاقب أن تخصيص الكبرياء بالرداء بينما خُصّت العظمة بالإزار؛ لأن الرداء أشرف من الإزار.
والسؤال: ما موقع الجلباب في ترتيب الشرف مع الرداء والإزار؟
فإن قلتم هو أدنى منهما قلت لكم: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}
وإن قلتم: بل هو أشرف منهما. قلت لكم: {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ}
وإن قلتم غير ذلك، مثل: هو في درجة الإزار وأدنى من الرداء، أو في درجة الرداء وأرفع من الإزار. قلت لكم: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين}
أعلمتم لماذا دعوتُ إلى الالتزام بالنص النبوي، وما قد ينشأ من فتح باب التأويل والتجويز؟
أعلمتم معنى تصحيح العقائد السلفية الذي أقصده÷ وهو تصحيح بعض الفهم الخاطئ لكلام السلف سواء بإضفاء العصمة والقدسيّة عليه أو بتقديمه بين يدي كلام الله ورسوله؟
فالمقصود تصحيح خطأ فهم القارئ للكلام وخطأ ما ينشأ عنه من اعتقادات نتيجة لهذا الفهم الخاطئ.
فلا هو تصحيح لعقيدة السلف التي لا تشوبها شائبة أبدا
ولا هو تصحيح لمعتقد قوم حملوا راية العقسدة الصحيحة في عصورهم حتى توفاهم الله على ذلك.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
ـ[توبة]ــــــــ[09 - 04 - 08, 03:25 م]ـ
لكن ما دمتِ قد أعدتِينا إلى لبّ الموضوع فناسب ذلك عودي للكلام
بارك الله فيكم ..
و قد تعقبت جميع ما تيسر لي من أقوال الشيخين ابن تيمية و ابن القيم في هذه المواضع و لغيرهما من أئمة السلف قبل طرح السؤال الذي حُذف من قبل المشرف و تمنيت لو ارفقتموه كاملا في مشاركتي تلك .. لأنه ما ترجح لي أنه مقصودكم من التعقيب على كلام الإمام ابن القيم المنقول أعلاه.
و هذه بقية المشاركة ...
فإن كان الإمام ابن القيم قد أثبت الرداء و الإزار في هذين و أثبتهما صفة لله على ظاهرهما دونما تأويل، فهل يستقيم أن يأتي في موضع آخر بلفظ يوحي بتأويله لهذا المعنى خلاف الأول؟
اقتباس:
وقد تجلى الله فيه لعباده وصفاته فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الاصوات ويذوب الكبر
وأرحب بأي تعقيب أو تصويب، إن جانبت الصواب.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
آمين.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 03:34 م]ـ
قوم حملوا راية العقسدة الصحيحة في عصورهمالتصويب: العقيدة
وليت أحد إخواني من المشرفين الكرام يصوبها في المشاركة الأصلية
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[09 - 04 - 08, 03:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
شيوخى الكرام، اجدنى اوافق الشيخ عيد - وفقه الله، فى وجه من طرحه هذا، فالكلمة فعلا مشكلة، واوافقه فى الاشكال وليس فى الاستدراك، او فى اتخاذ هذا العنوان الرنان
ووجه الاشكال الذى لاح لى هو فى تطبيق القاعدة الذهبية التى ارساها امام اهل السنة والجماعة فى تناول الاسماء والصفات على هذا اللفظ، وهى:
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ: (لَا يُوصَفُ اللَّهُ إِلَّا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ، لَا يُتَجَاوَزُ الْقُرْآنُ وَالْحَدِيثُ).
،، فلو كانت اللفظة سلفية، لما كان ثم اشكال، ولو كانت من باب استخدام الاسلوب البلاغى، فان فتح ذلك الباب سيبرر لأقوام استخدام الكناية فى صرف الصفات عن اصلها، وسيقولون نحن مسبوقون بفعل شيخ الاسلام: ابن القيم رحمه الله فى استخدام الاستعارة فى وصف صفاته أو افعاله سبحانه وتعالى، فلقد سمعت بأذنى فى اذاعة القرآن الكريم فى بلدنا أحد اساتذة العقيدة بالازهر، يستخدم الكناية فى صرف صفة اليد الى القوة، ودون هذا الباب شر عظيم
،، فاللفظ يحتاج عرض على الشيوخ الكبار فى رفع ابهامه واشكاله، فلعل فهمنا عجز عن ادراكه، او لعل له معن خفى علينا، او ان تكون اللفظة فعلا مما لا يُتابع عليها
،، وليس هذا يعنى انتقاص او استدراك على هذا الجبل الراسخ، ففرق ما بيننا وبينه كفرق مابين السماء والارض، ولكننا نتهم مداركنا الى ان تتدراكنا رحمة ربنا بتوجيه وتقويم علمائنا لنا
،،، والله ولى التوفيق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/38)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 04 - 08, 04:00 م]ـ
بارك الله في الجميع
كلام ابن القيم رحمه الله ليس فيه نسبة صفة الجلباب لله تعالى كما فهم بعض الإخوة، وتسمية هذا الأمر تصحيح للعقيدة السلفية سبق بيان الخطأ الذي فيه، فتصحيح العقيدة السلفية يعني أن السلف كان عندهم أخطاء في العقيدة تحتاج إلى تصحيح، ولا أظن كاتب الموضوع يقصد هذا بل يقصد التنبيه على بعض الأمور التي يرى أن بعض العلماء المنتسبين للعقيدة السلفية أخطأوا فيها، وهذا لايصح أن يسمى تصحيح العقيدة السلفية لا لغة ولاشرعا.
والإمام ابن القيم وغيره من العلماء غير معصومين ولايجوز التعصب لهم إذا ثبت وقوع الخطأ منهم، ولازال العلماء بحمد الله تعالى ينبهون إلى ذلك، ولكن بعض الإخوة وفقهم الله يحسب أن الناس يقلدون ابن القيم وابن تيمية ويتعصبون لهم بغير دليل، وهذا تصور خاطئ عن حال العلماء وطلبة العلم.
ولعلي أسوق كلام ابن القيم رحمه الله كاملا حتى يتضح لكل ذي عينين معنى كلامه
قال رحمه الله في الفوائد:
فصل
القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته
فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الاصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء
وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال الدال على كمال الذات فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغا الا من محبته فاذا أراد منه الغيران يعلق تلك المحبة به ابى قلبه واحشاؤه ذلك كل الاباء كما قيل
يراد من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على الناقل
فتبقى المحبة له طبعا لا تكلفا
واذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والاحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد وانبسط أمله وقوي طمعه وسار الى ربه وحادى الرجاء يحدو ركاب سيره وكلما قوي الرجاء جد في العمل كما ان الباذر كلما قوي طمعه في المغل غلق ارضه بالبذر واذا ضعف رجاؤه قصر في البذر
واذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة انقمعت النفس الأمارة وبطلت او ضعفت قواها من الشهوة والغضب واللهو واللعب والحرص علي المحرمات وانقبضت أعنة رعوناتها فأحضرت المطية حظها من الخوف والخشية والحذر
واذا تجلى بصفات الامر والنهي والعهد والوصية وارسال الرسل وانزال الكتب شرع الشرائع انبعثت منها قوة الامتثال والتنفيذ لأوامره والتبليغ لها والتواصي بها وذكرها وتذكرها والتصديق بالخبر والامتثال للطلب والاجتناب للنهى
واذا تجلى بصفة السمع والبصر والعلم انبعث من العبد قوة الحياء فيستحي ربه ان يراه على ما يكره او يسمع منه ما يكره او يخفى في سريرته ما يمقته عليه فتبقى حركاته وأقواله وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة ولا مرسله تحت حكم الطبيعة والهوى
واذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم اليهم ودفع المصائب عنهم ونصره لأوليائه وحمايته لهم ومعيته الخاصة لهم انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض اليه والرضا به وما في كل ما يجريه علي عبده ويقيمه مما يرضى به هو سبحانه والتوكل معنى يلتئم من علم العبد بكفاية الله وحسن اختياره لعبده وثقته به ورضاه بما يفعله به ويختاره له
واذا تجلى بصفات العز والكبرياء اعطت نفسه المطمئنة ما وصلت اليه من الذل لعظمته والانكسار لعزته والخضوع لكبريائه وخشوع القلب والجوارح له فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته ويذهب طيشه وقوته وحدته
وجماع ذلك انه سبحانه يتعرف الي العبد بصفات آلهيته تارة وبصفات ربوبيته تارة فيوجب له شهود صفات الآلهية المحبة الخاصة والشوق الى لقائه والانس والفرح به والسرور بخدمته والمنافسة في قربه والتودد اليه بطاعته واللهج بذكره والفرار من الخلق اليه ويصير هو وحده همه دون ما سواه
ويوجب له شهود صفات الربوبية التوكل عليه والافتقار اليه والاستعانة به والذل والخضوع والانكسار له وكمال ذلك أن يشهد ربوبيته فى الهيته والهيته في ربوبيته وحمده في ملكه وعزه في عفوه وحكمته في قضائه وقدره ونعمته في بلائه وعطاءه في منعه وبره ولطفه وأحسانه ورحمته في قيوميته وعدله في انتقامه وجوده وكرمه في مغفرته وستره وتجاوزه
ويشهد حكمته ونعمته في أمره ونهيه وعزه في رضاه وغضبه وحلمه في إمهاله وكرمه فى إقباله وغناه في اعراضه
وانت اذا تدبرت القرآن واجرته من التحريف وأن تقضي عليه بآراء المتكلمين وافكار المتكلفين أشهدك ملكا قيوما فوق سماواته علي عرشه يدبر أمر عباده يأمر وينهي ويرسل الرسل وينزل الكتب ويرضى ويغضب ويثيب ويعاقب ويعطي ويمنع ويعز ويذل ويخفض ويرفع يرى من فوق سبع ويسمع ويعلم السر والعلانية فعال لما يريد موصوف بكل كمال منزه عن كل عيب لا تتحرك ذرة فما فوقها الا بأذنه ولا تسقط ورقه إلا بعلمه ولا يشفع زهد عنده إلا بأذنه ليس لعباده من دونه ولى ولا شفيع.انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/39)
ـ[توبة]ــــــــ[09 - 04 - 08, 04:21 م]ـ
كما سبق و أشار الأخ الأثري من قبل،فالنقل أعلاه عن الإمام ابن القيم رحمه الله ليس تعقيبا على آية أو حديث من مواضع الصفات التي أثبتها السلف لله عز و جل، و كلامه كان مجملا في سياق الحديث عن عظمة الخالق سبحانه و تعالى من خلال القرآن الكريم،و إن كان الاتيان بالألفاظ المستقاة من النصوص الشرعية أفضل في هذا الباب.
ولكن لي سؤال هنا:
ما ضبط كلمة "صفاته" و ما موضعها من الجملة؟؟
القرآن كلامُ الله وقد تجلى اللهُ فيه لعباده وصفاته
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 04 - 08, 04:21 م]ـ
وسؤالي للشيخ عيد فهمي وفقه الله:
كيف نسبت لابن القيم القول بنسبة صفة الجلباب لله تعالى؟ هل نص على هذا صراحة أم هو فهم من سياق كلامه؟
وبناء على الإجابة على هذه الأسئلة ستتضح بعض الأمور بإذن الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 04 - 08, 04:43 م]ـ
كما سبق و أشار الأخ الأثري من قبل،فالنقل أعلاه عن الإمام ابن القيم رحمه الله ليس تعقيبا على آية أو حديث من مواضع الصفات التي أثبتها السلف لله عز و جل، و كلامه كان مجملا في سياق الحديث عن عظمة الخالق سبحانه و تعالى من خلال القرآن الكريم،و إن كان الاتيان بالألفاظ المستقاة من النصوص الشرعية أفضل في هذا الباب.
ولكن لي سؤال هنا:
ما ضبط كلمة "صفاته" و ما موضعها من الجملة؟؟
الصواب بصفاته
القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته
كما في مطبوعة دار البيان ص 128.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 04:45 م]ـ
وسؤالي للشيخ عيد فهمي وفقه الله:
كيف نسبت لابن القيم القول بنسبة صفة الجلباب لله تعالى؟ هل نص على هذا صراحة أم هو فهم من سياق كلامه؟
وبناء على الإجابة على هذه الأسئلة ستتضح بعض الأمور بإذن الله تعالى. شيخنا الفاضل:
أنا وضّحت أن كلامي منصب على الفهم الخاطئ لكلام الأئمة فقد قلت قبل ذلك نصًّا:
معنى تصحيح العقائد السلفية الذي أقصده÷ وهو تصحيح بعض الفهم الخاطئ لكلام السلف سواء بإضفاء العصمة والقدسيّة عليه أو بتقديمه بين يدي كلام الله ورسوله؟
فالمقصود تصحيح خطأ فهم القارئ للكلام وخطأ ما ينشأ عنه من اعتقادات نتيجة لهذا الفهم الخاطئ.
فلا هو تصحيح لعقيدة السلف التي لا تشوبها شائبة أبدا
ولا هو تصحيح لمعتقد قوم حملوا راية العقيدة الصحيحة في عصورهم حتى توفاهم الله على ذلك.
وهذا واقع فقد جاء في أحد المشاركات في المجلس العلمي: وأيضا يقال للنافي ما تقول في الإزار والرداء المذكورين في الحديثين هل تثبت كونهما من صوف وقماش وغزل أم أن المراد أن الكبرياء بمنزلة الرداء والعظمة بمنزلة الإزار كما قرره العثيمين رحمه الله
فإذا نفى الأول لأنه لا يليق مع إثبات جواز نسبة الرداء والإزار للباري فلينفي هنا ما توهمه غير لائق وليثبت جواز النسبةفجعل كلام ابن القيم بمثابة كلام الله ورسوله في العصمة، فما دمنا سنثبت الرداء والإزار الواردين في النص من غير تكييف فلنفعل ذلك بالجلباب فنثبته من غير تكييف.
فهل هذه العقيدة لا تحتاج إلى تصحيح؟
وآخر زعم أن الحديث لا يؤخذ على ظاهره لأنه من باب المجاز والتوسع في اللغة مثل كلام ابن القيم سواء بسواء، مع أن هذا خلاف ما قاله أهل العلم فانظر إلى جواب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى الآتي:
لقاء الباب المفتوح (ج52/ص18)
السؤال:
ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله عن الله عز وجل: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري) هل هذا من أحاديث الصفات؟
الجواب:
نعم. هذا الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو حديث صحيح نأخذه بظاهره، ولكننا لا نتعرض لكيفيته كسائر الصفات؛ لأن كل ما ورد من صفات الله عز وجل فالواجب على المسلم قبوله واعتقاده، لكن دون تكييف أو تمثيل، فهل نعتقد أن هذا الإزار وهذا الرداء كأرديتنا وأزرنا؟ لا؛ أبداً.
يقيناً أنه ليس كذلك، لأن الله تعالى يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فهل يقال أيضا: نثبت لله جلبابا ليس كجلابيبنا قياسا على كلام الشيخ لمجرد الانتصار لكلام الإمام ابن القيم؟
هذا ما قصدته واصطلحت على تسميته بـ ((تصحيح العقائد السلفية)) أي: ((تصحيح العقائد)) الناشئة عن خطأ في فهم كلام السلف أو إضفاء القدسية عليه ومضاهاته بكلام الله ورسوله الواقع من بعض المنتسبين إلى ((السلفية))
ولا مشاحّة في الاصطلاح
والله الموفق
ـ[توبة]ــــــــ[09 - 04 - 08, 04:54 م]ـ
الحمد لله.
إذن فالسياق هكذا:
القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته:فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس
..... ستتضح بعض الأمور بإذن الله تعالى.
قد اتضحت، على الأقل بالنسبة لي.
وفقنا الله و إياكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 04 - 08, 06:10 م]ـ
بارك الله فيكم
بقي السؤال حفظكم الله: هل نص ابن القيم على أن الجلباب صفة لله تعالى أم هو فهم من سياق كلامه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/40)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 06:25 م]ـ
بارك الله فيكم
بقي السؤال حفظكم الله: هل نص ابن القيم على أن الجلباب صفة لله تعالى أم هو فهم من سياق كلامه؟ وفيكم بارك الله
أما الشطر الأول فقطعا إجابته: لا. لم ينص على ذلك، ولا يظن به أبدا أن يفعل ذلك؛ لأن هذا مخالف لأصل من أصول اعتقاد أهل السنة كما تعلمون، وابن القيم هو حامل لواء الدفاع عن عقيدة أهل السنة بعد شيخه ابن تيمية
وأما الشطر الثاني: فإن قصدت فهمي الخاص فلا، فإني أعلم أنه ما قصد هذا التعبير لذاته أبدا، وإنما قاله من باب التوسع في استخدام الصور البلاغية في الكلام، بل أظن لو أنّه رحمه الله نبهه أحد إلى كونه لفظا موهما وقد يفهم منه غير مراده لرجع عنه تجنبا لأي لفظ موهم خاصة في هذا الباب الدقيق من أبواب العلم والاعتقاد ألا وهو باب الصفات.
وإن قصدتَ غيري فقد نقلتُ لك ما وقع من بعد الأفاضل هنا من دعواهم لإثبات جواز نسبة الجلباب لله من غير تكييف كإثبات الإزار والرداء سواء بسواء.
فإذا كان هذا حال بعض مَن نحسبهم من أهل العلم والفضل -والله حسيبهم- فكيف يكون حال غيرهم من عامة السلفيين ممن لا يعرفون عن العقيدة السلفية أكثر من محبة علمائها وأئمتها - والمرء مع من أحب - ولكنهم يتعاملون مع كلامهم تعاملهم مع القرآن.
أرجو أن يكون قد تبيّن مقصودي
والله الموفق
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 04 - 08, 05:02 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
وقد خطر في بالي وجود تصحيف في الكلام السابق من كتاب الفوائد لابن القيم، ولعله إن صح يريحنا من هذا الأمر
فكلمة (جلباب) لعلها (صفات)، وهي تشبهها في الرسم، ويدل على ذلك أن ابن القيم رحمه الله ذكر لفظة صفات في جميع ما ذكره بعدها
كقوله (وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال) و (واذا تجلى بصفات الامر والنهي والعهد والوصية)
(واذا تجلى بصفة السمع والبصر والعلم) و (واذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد) و (واذا تجلى بصفات العز والكبرياء)
فدلالة السياق تدل على وقوع تصحيف في المطبوعات، ويحتاج هذا إلى النظر في المخطوطات، ومخطوط كتاب الفوائد تجلبب عني بجلباب الخفاء فلعله قريب منكم يا أهل الوفاء
خزانة التراث -
الرقم التسلسلي ... 106233
الفن ... عقائد
عنوان المخطوط ... الفوائد
اسم المؤلف ... محمد بن ابي بكر بن ايوب, ابن قيم الجوزيه
اسم الشهرة ... ابن قيم الجوزيه
اسم الشهرة ... ابن القيم
تاريخ الوفاة ... 751هـ
قرن الوفاة ... 8هـ
نسخه في العالم
اسم المكتبة ... المكتبه الازهريه
اسم الدولة ... مصر
اسم المدينة ... القاهره
رقم الحفظ ... [3838] 50346
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 11:40 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
وقد خطر في بالي وجود تصحيف في الكلام السابق من كتاب الفوائد لابن القيم، ولعله إن صح يريحنا من هذا الأمر
فكلمة (جلباب) لعلها (صفات)، وهي تشبهها في الرسم، ويدل على ذلك أن ابن القيم رحمه الله ذكر لفظة صفات في جميع ما ذكره بعدها
كقوله (وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال) و (واذا تجلى بصفات الامر والنهي والعهد والوصية)
(واذا تجلى بصفة السمع والبصر والعلم) و (واذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد) و (واذا تجلى بصفات العز والكبرياء)
فدلالة السياق تدل على وقوع تصحيف في المطبوعات، ويحتاج هذا إلى النظر في المخطوطات، ومخطوط كتاب الفوائد تجلبب عني بجلباب الخفاء فلعله قريب منكم يا أهل الوفاء
خزانة التراث -
الرقم التسلسلي ... 106233
الفن ... عقائد
عنوان المخطوط ... الفوائد
اسم المؤلف ... محمد بن ابي بكر بن ايوب, ابن قيم الجوزيه
اسم الشهرة ... ابن قيم الجوزيه
اسم الشهرة ... ابن القيم
تاريخ الوفاة ... 751هـ
قرن الوفاة ... 8هـ
نسخه في العالم
اسم المكتبة ... المكتبه الازهريه
اسم الدولة ... مصر
اسم المدينة ... القاهره
رقم الحفظ ... [3838] 50346هكذا فليكن نقاش أهل العلم.
كلامك صحيح عندي وقد تأملته جيّدًا ورجعت لنص كتاب الفوائد ونظرت إليه فوجدت غير ما دليل يؤكد ذلك.
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة العزيزة.
وأنا عازم إن شاء الله على الذهاب إلى المكتبة الأزهرية لمطالعة المخطوط، وإن كان ما عندي من الأدلة التي فتح الله عليّ بها بفضل كلامكم هذا ما قد يغني عن ذلك، إذ قد يكون التصحيف من ناسخ المخطوط ولا ضرر.
بارك الله لكم.
ولعلّ الذين كانوا يدافعون لمجرد الدفاع يتعظون ويفكرون بصورة أكثر علمية في المرات القادمة
ـ[توبة]ــــــــ[10 - 04 - 08, 11:46 ص]ـ
أستبعد أن يكون تصحيفا، لأن كلمة (صفات) وردت في نفس النص عدة مرات و بذلك لن يصعب تمييزها عن غيرها على المحقق،و ليس لفظ الجلباب في موضعه هذا بالاستعمال الشائع حتى يقع في الوهم.
والله أعلم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 11:56 ص]ـ
أستبعد أن يكون تصحيفا، لأن كلمة (صفات) وردت في نفس النص عدة مرات و بذلك لن يصعب تمييزها عن غيرها على المحقق،و ليس لفظ الجلباب في موضعه هذا بالاستعمال الشائع حتى يقع في الوهم. والله أعلم. أختي الفاضلة
وماذا لو كان التصحيف من الناسخ؟
وهذا أمر مشهور جدا يعرفه كل من عمل في تحقيق المخطوطات.
فلعل الناسخ كتبها خطأ ثم صححها فوقها مثلا فتداخلت الحروف فصارت قريبة جدا من كلمة ((جلباب)) في الشكل وبعيدة نسبيا عن كلمة ((صفات)) فالمحقق أخذها على ما هي عليه ولم يقسها بباقي كلامه.
ولو فعل لوصل إلى ما وصل إليه الشيخ عبد الرحمن وفقه الله.
وسوف أذكر ذلك تفصيلا بعد اطلاعي على المخطوط إن شاء الله
فنظرة إلى ميسرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/41)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 01:08 م]ـ
أقول:
والآن وبعد فائدة الشيخ عبد الرحمن - وفقه الله لكل خير ولا حرمنا من فوائده - التي تفتق الأذهان وتوقظ الوسنان فلنبدأ في تحليل كلام الإمام ابن القيم وكأننا أما المخطوط ولا سبيل الآن لمشاركة ((المطيباتية)) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=132501)(1) بل المجال هنا لمشايخ التحقيق والتدقيق، وهم كُثُر بفضل الله في هذا الملتقى العلمي المبارك:
سأكتب كلام ابن القيم كما هو مع تقسيمه إلى فقرات متجانسة لنبدأ التحليل:
فصل
القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته
فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الأصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء
وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال الدال على كمال الذات فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغا الا من محبته فإذا أراد منه الغيران يعلق تلك المحبة به ابى قلبه واحشاؤه ذلك كل الإباء كما قيل: يراد من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على الناقل فتبقى المحبة له طبعا لا تكلفا
وإذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والاحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد وانبسط أمله وقوي طمعه وسار الى ربه وحادى الرجاء يحدو ركاب سيره وكلما قوي الرجاء جد في العمل كما ان الباذر كلما قوي طمعه في المغل غلق أرضه بالبذر وإذا ضعف رجاؤه قصر في البذر
وإذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة انقمعت النفس الأمارة وبطلت او ضعفت قواها من الشهوة والغضب واللهو واللعب والحرص علي المحرمات وانقبضت أعنة رعوناتها فأحضرت المطية حظها من الخوف والخشية والحذر
وإذا تجلى بصفات الامر والنهي والعهد والوصية وارسال الرسل وانزال الكتب شرع الشرائع انبعثت منها قوة الامتثال والتنفيذ لأوامره والتبليغ لها والتواصي بها وذكرها وتذكرها والتصديق بالخبر والامتثال للطلب والاجتناب للنهي
واذا تجلى بصفات السمع والبصر والعلم انبعث من العبد قوة الحياء فيستحي ربه ان يراه على ما يكره او يسمع منه ما يكره او يخفى في سريرته ما يمقته عليه فتبقى حركاته وأقواله وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة ولا مرسله تحت حكم الطبيعة والهوى
وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم إليهم ودفع المصائب عنهم ونصره لأوليائه وحمايته لهم ومعيته الخاصة لهم انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض اليه والرضا به وما في كل ما يجريه علي عبده ويقيمه مما يرضى به هو سبحانه والتوكل معنى يلتئم من علم العبد بكفاية الله وحسن اختياره لعبده وثقته به ورضاه بما يفعله به ويختاره له
وإذا تجلى بصفات العز والكبرياء اعطت نفسه المطمئنة ما وصلت اليه من الذل لعظمته والانكسار لعزته والخضوع لكبريائه وخشوع القلب والجوارح له فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته ويذهب طيشه وقوته وحدته
ما رأيكم في هذا التقسيم يا أهل التحقيق
ألا يدل فعلا على وجود تصحيف
لقد كنت مدّة عملي في مجال التحقيق أقف على تصحيفات أخفى من هذا الموضع
وإني أجده أجلى بكثير منها
لذلك أجدني غير قادر على دفع هذا التصوّر
فما تقولون؟
ــــــــــــــــ
(1) الله يعلم أني لم أقصد بذلك أحدا بعينه ولكن قصدي إفساح المجال لأهل التخصص من بابة: فاسألوا أهل الذكر
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 01:47 م]ـ
ومن باب التجريب
فقد سألت الأستاذ ((جوجل)) عن هذا، فمال إلى تصويب رؤية الشيخ عبد الرحمن، وكان من أدلته:
منتدى الرقية الشرعية ( http://ruqya.net/forum/showthread.php?t=5395)
فالقرآن الكريم - كما ذكر ابن القيم - كتاب تجلّى الله تعالى فيه لعباده بصفاته العلى، فتارة يتجلّى في صفات الهيبة والعظمة والجلال، فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس ويذوب الكِبْر كما يذوب الملح في الماء. وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال، فيتمكن الحب من قلب العبد بحسب ما عرف من صفات جماله ونعوت كماله حتى تصير المحبة طبعا لا تكلفا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/42)
وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم إليهم، ودفع المصائب عنهم، ونصرته أولياءه، انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض إليه والرضا به سبحانه.
منتديات طالب العلم ( http://www.talebal3elm.com/vb/showthread.php?t=71)
القران كلام الله وقد تجلى الله فيه لعبادة بصفاته:
*فتارة يتجلى في صفات الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الأصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء.
*وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الأسماء وجمال الأفعال الدال على كمال الذات فيستنفذ حبه في قلب قوة الحب كلها فيصبح فؤاد عبده فارغا إلا من محبته سبحانه وتعالى.
*وإذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والإحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد وانبسط أمله وقوى طمعه وسار إلى ربه وكلما قوى الرجاء جد في العمل.
*وإذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة اقمحت النفس الأمارة وبطلت أو ضعفت قواها في الشهوة والغضب واللعب واللهو والحرص على المحرمات.
*وإذا تجلى بصفات الأمر والنهى والعهد والوصية وإرسال الرسل وإنزال الكتب وشرع الشرائع انبعثت منها قوة الأمتثال والتنفيذ لأوامره والتبليغ لها والتواصي بها والاجتناب للنهى.
*وإذا تجلى بصفات السمع والبصر والعلم انبعث من العبد قوة الحياء فيستحى من ربه أن يراه على ما يكره أو يسمع منه ما يكره.
*وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم إليهم ودفع المصائب عنهم ونصرته لأوليائه وحمايته لهم .. انبعث من العبد قوة التوكل عليه والتفويض إليه والرضا بكل ما يجريه على عبده والتوكل معنى يلتئم مع علم العبد بكفاية الله وحسن أختياره لعبده وثقته بالله ورضاه بما فعله عزوجل به واختاره له.
*وإذا تجلى بصفات العز والكبرياء أعطت نفسه المطمئنة ما وصل إليه من الذل لعظمته والانكسار لعزته والخضوع لكبريائه وخشوع القلب والجوارح له، فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته ويذهب طيه وقوته وحدته.
شبكة رواء للأدب والفنون ( http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=8749&page=2)
وفي ذلك يقول ابن القيم (1) " القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته
فتارة يتجلى في صفات الهيبة والعظمة والجلال؛ فتخضع الأعناق، وتنكسر النفوس، وتخشع الأصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء.
وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال، وهو كمال الأسماء وجمال الصفات وجمال الأفعال الدال على كمال الذات؛ فيستنفذ حبه من قلب العبد قوة الحب كلها، بحسب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله، فيصبح فؤاد عبده فارغاً إلا من محبته؛ فإذا أراد منه الغير أن يعلق تلك المحبة به أبى قلبه وأحشاؤه ذلك كل الإباء ... فتبقى المحبة له طبعاً لا تكلفاً.
وإذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والإحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد وانبسط أمله وقوى طمعه، وسار إلى ربه وحادي الرجاء يحدو ركاب سيره، وكلما قوى الرجاء جد في العمل؛ كما أن الباذر كلما قوى طمعه في المغل غلق أرضه بالبذر، وإذا ضعف رجاؤه قصر في البذر.
وإذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة؛ انقمعت النفس الأمارة وبطلت أو ضعفت قواها من الشهوة والغضب واللهو واللعب والحرص على المحرمات، وانقبضت أعنة رعوناتها، فأحضرت المطية حظها من الخوف والخشية والحذر.
وإذا تجلى بصفات الأمر والنهي والعهد والوصية وإرسال الرسل وإنزال الكتب وشرع الشرائع؛ انبعثت منها قوة الامتثال والتنفيذ لأوامرة والتبليغ لها والتواصي بها، وذكرها وتذكرها، والتصديق بالخبر، والامتثال للطلب، والاجتناب للنهي.
وإذا تجلى بصفات السمع والبصر والعلم انبعث من العبد قوة الحياء فيستحيى من ربه أن يراه على ما يكره، أو يسمع منه ما يكره، أو يخفي في سريرته ما يمقته عليه، فتبقى حركاته وأقواله وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة ولا مرسلة تحت حكم الطبيعة والهوى.
وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب، والقيام بمصالح العباد، وسوق أرزاقهم إليهم ودفع المصائب عنهم، ونصره لأوليائه، وحمايته لهم ومعيته الخاصة لهم، انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض إليه والرضا به وبكل ما يجريه على عبده، ويقيمه فيه مما يرضى به هو سبحانه. والتوكل معنى يلتئم من علم العبد بكفاية الله وحسن اختياره لعبده وثقته ورضاه بما يفعله ويختاره له.
وإذا تجلى بصفات العز والكبرياء أعطت نفسه المطمئنة ما وصلت إليه من الذل لعظمته، والانكسار لعزته والخضوع لكبريائه وخشوع القلب والجوارح، فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته، ويذهب طيشه وقوته وحدته.
أليس اتفاق هؤلاء في هذا التصحيف عجيب، وقد يدل على أن الأصل هو المصحّف، وأنّ من يكتب على الجادّة سيكتب الصواب؟
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/43)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 02:16 م]ـ
سبحان الله!
وبعد هذا كله قال قائل في المجلس العلمي:
سواء ثبت التصحيف أم لم يثبت
فالدفاع كان عن صحة هذا التعبير سواء خرج من ابن القيم أو من غيرهفقلت ردًّا عليه:
وهل ما زلتم تصرون على صحته حتى لو ثبت التصحيف؟
فما دليلكم؟
ومَن سبقكم؟
بل مَن قال به غير ابن القيم لتعوّلوا عليه إذا ثبت التصحيف؟
وما توجيهكم لما ذكرته من كلام أهل العلم في أن الرداء أشرف من الإزار فوضع كل في موضع؟
وما موضع الجلباب عندكم بالنسبة للرداء والإزار؟
أهو أشرف أم أدنى؟
ومَن الحكم في ذلك؟
وأذكركم بتوقيعكم، فلعلكم لم تتأملوا في معناه:
ولكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض
أعلمتم الآن صحة العنوان:
تصحيح العقائد السلفية
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[11 - 04 - 08, 03:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخانا الحبيب عيد وفقه الله
لم يكن موضع البحث هو الاشكال في تصحيف كلمة (جلباب) أصلها كتابة (صفات) لأن عنوان المقال يدل على تصحيح مذهب لا كلمة مصحفة في كتابة معتقد وقد لتم حفظكم الله: (ونسبة الجلباب إلى رب الأرباب لم ترد في الكتاب أو السنة الصحيحة ولا قال بها أحد من السلف.
بل والذي يظهر من معنى الجلباب أنه لا ينبغي نسبته لله سبحانه وتعالى).
فقد بنيت كلامك على هذا الاساس.
أما امكان التصحيف، فهو داخل على باب الاحتمال لا على باب اليقين وما كان من قرائن لا يجزم بعوده إلى كل ما يناسب سياق نص.علما بأن سياق النص ليس فيه أي معنى فاسد أو باطل، بل كان من فهم كلام ابن القيم على غير ما وضع له يحتاج إلى إعادة نظر.وأنفي أن يكون ابن القيم قد أراد ما فهمتم كما (ينفي الصبح جلباب الدجى).
كما أن رسم الصفات يختلف عن رسم الجلباب إلا إن قصد تصحيف التبديل.
لكن الذي أراه أن موضع الانكار كان على نفي صفة الجلباب وطريقة فهمكم كلام ابن القيم رحمه الله وأنه قد أضاف لله ما ليس بثابت.
كما أن سؤال الاستاذ جوجل لا يفض موضع النزاع بل قد يبين أحد الاوجه المحتملة في التصحيف لا غير.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[11 - 04 - 08, 04:04 م]ـ
أما العنوان ليس بصحيح (تصحيح العقائد السلفية) فتصحيح الصحيح كيف يكون!!
أما خطأ آحاد الطلبة في فهم معنى الأتباع إن سلمنا بخطأه!! لا يلزم منه هذا التهويل الغير مبرر (تصحيح العقائد السلفية)
فانتبه أخي الكريم السلفيون لا يدعون العصمة لأحد بعد الأنبياء لكن البحث في أخطاء من أصبح رمزا للسلفية والسنة والمعتقد الصحيح ليس بصحيح لأن الخطأ الذي هولت من شأنه في كلام ابن القيم لا يعدوا أن يكون إما زلة لا يتابع عليها أو تصحيف من ناسخ أو اجتهاد في فهم نص ونقل الشيء من غير مظانه ثم تخطأت صاحبه والرد عليه وتصحيح عقيدته ليس بصواب فإنه مما استقر عندك فيما صرحت به أن هذا الرجل ممن قرر عقيدة السلف فلماذا البناء على مثل هذه الكلمات التي قد تقدم البحث فيها منهج لتصحيح ما هو صحيح!!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 04 - 08, 04:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولاشك في خطأ عنوان (تصحيح العقيدة السلفية) وكذلك في نسبة الخطأ لابن القيم رحمه الله في كلمة الجلباب سواء ثبتت أم كانت تصحيفا، فهذه التسمية لاتصح لا لغة ولا شرعا فيماقصده الشيخ عيد فهمي وفقه الله، والرجوع إلى الحق من سيما أهل العلم والإنصاف.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 06:44 م]ـ
أما خطأ آحاد الطلبة في فهم معنى الأتباع إن سلمنا بخطأه!! لا يلزم منه هذا التهويل الغير مبرر (تصحيح العقائد السلفية)
الحمد لله وحده ...
أحسنت ..
فكون المبتدعة - مثلا - يغلطون في فهم القرآن؛ فتصحيح خطإ فهمهم لا يعني تصحيح القرآن.
وكذلك من استدل بحديث لا دلالة فيه إذا ردّ عليه أحد فهذا لا يسمى تصحيح الحديث ..
وكون بعض أحاد الناس أو حتى فئات منهم وجماعات لم تحسن فهم كلام شيخ الإسلام أو ابن القيم العقدي، فهذا لا يعني أننا نصحح العقيدة السلفية.
وعلى كل حال الأمر سهل ..
وقد أبان الأخ عيد عن مراده، والخلاف معه فقط في الاسم ..
أما كون بعض الناس قد لا يحسن فهم كلام ابن القيم - كما هو مراده - فهذا مسلم ..
أيضصا قد أبان المشايخ أن لفظة الجلباب في كلام ابن القيم لا إشكال فيها.
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[12 - 04 - 08, 03:22 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/44)
الاخوة الكرام وفقهم الله
من لم ير ان هناك اشكال فى هذه اللفظة، وان وجودها (تصحيفها) فى سياق كلام ابن القيم - رحمه الله تعالى، على سبيل الاستعارة ولا غبار عليه،،،، هل من الممكن الافادة عن صحة العبارة التالية:-
- إن الله تجلى لعباده الاتقياء فى زى الرحمة، و رداء المغفرة، ولباس المحبة
، فاذا كان الجواب بالنفى، فقد تم هذا الموضوع ونرجو اغلاقه، ونخرج منه بان هذه اللفظة لا تصح عن ابن القيم - رحمه الله وهى الى التصحيف اقرب، وان ثبتت عنه فليس المراد منها الظاهر وان كان الاولى تركها فهى غير سلفية، فلم يُسبق بها ولا يُتابع عليها، وهو هو ابن القيم فى قلوبنا لاتتزعزع مكانته قيد انملة، والمعصوم من عصمه الله.
،، وان كان الجواب بالايجاب، لابد من اسئلة وعليكم الجواب
- هل ثبت عن اى عالم من علماء السلف المتقدمين او المتأخرين او المعاصرين استخدام الاستعارة او التوسع فى الصيغ البلاغية، حينما يتعرض لوصف الاسماء والصفات أو الافعال؟
- هل هناك دليل يثبت الزيادة فى صفة التجلى: ((فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً))،، التى جاءت مجردة فى الآية الكريمة، ولم تأت مقيدة بجلباب او غيره بزيادة كما فى المثال السابق، وكما فى موضوعنا هذا، فهل هذه الزيادة شرعية، وهل يسوغ لكل كائن ان يزيد من عنده على ماجاء بالنص بدعوى الاستعارة والكناية والمحسن البديعى و ...... ؟ ((وانتبهوا يرحمكم الله، فلا اقصد ابن القيم مطلقا، ولا اى شخص غيره)).
- ما بالكم فى هذه القاعدة: وقد تقرر أن مذهب السلف وأئمة الإسلام عدم الزيادة والمجاوزة لما في الكتاب والسنة وأنهم يقفون وينتهون حيث وقف الكتاب والسنة وحيث انتهينا. (تنزيه الشريعه فى الرد على من زاد على صفة الاستواء)، هل تُجدى فى حسم الموضوع؟؟
وفقنا الله واياكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 04 - 08, 10:56 ص]ـ
بارك الله في الجميع:
عندما تخبر عن صفة من صفات الله تعالى فمجال الإخبار أوسع، فمثلا تقول سمع الله عظيم، ولم يرد في الكتاب أو السنة وصف سمع الله بهذا اللفظ، وتقول مثلا علم الله كبير، ولم يرد في النصوص بهذا اللفظ، و لو قلت يد الله قوية وكريمة وعظيمة تتجلى فيها القوة والعدل وروعة الخلْق، وهكذا، فلا حرج في ذلك.
فالقصد أن باب الإخبار يجوز فيه التوسع، وقد نص العلماء على ذلك
وابن القيم رحمه الله هنا أخبر عن صفات الله تعالى ووصفهابما يشبه الشرح والإخبار، وهذا لا إشكال فيه إذا كان المعنى صحيحا في لغة العرب واستخدامهم.
قال ابن القيم رحمه الله:
القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته:
فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال، فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الأصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء.
فابن القيم لايصف ذات الله تعالى بالظهور للقارئ وإنما يصف ما يحصل للمؤمن عندما يقرأ القرآن فيشعر بهيبة الله وعظمته وجلاله من خلال قراءته لبعض الآيات التي تظهر فيها هذه المعاني.
فلا يقصد أن الله تعالى يتجلى بذاته كما حصل في التجلي للجبل، وإنما يقصد ما يشعر به المؤمن حال قراءته للآيات الدالة على جلال الله.
والعالم له أن يستخدم ما يجوز في اللغة من بيان وسجع وغيرها مالم يتعارض مع الشرع،
فيجوز أن تستخدم كلمة التجلي وهو كلمة عربية بمعنى الظهور في جميع ما يصح استخدامها، فتقول تجلى لي في هذه المسألة صواب كلام ابن القيم، وتقول تجلت قدرة الله في الخسف الذي حصل في الأرض الفلانية على حوادث متعددة، وتقول تجلت عظمة الله في قلبي فانكففت عن المعصية.
قال الزركشي في البرهان في علوم القرآن - (1/ 452)
وقال بعضهم الناس فى تلاوة القرآن ثلاثة مقامات
الأول من يشهد أوصاف المتكلم فى كلامه ومعرفة معانى خطابه فينظر إليه من كلامه وتكلمه بخطابه وتمليه بمناجاته وتعرفه من صفاته فإن كل كلمة تنبىء عن معنى اسم أو وصف أو حكم أو إرادة أو فعل لأن الكلام ينبىء عن معانى الأوصاف ويدل على الموصوف وهذا مقام العارفين من المؤمنين لأنه لا ينظر إلى نفسه ولا إلى قراءته ولا إلى تعلق الإنعام به من حيث أنه منعم عليه بل هو مقصور الفهم عن المتكلم موقوف الفكر عليه مستغرق بمشاهدة المتكلم
ولهذا قال جعفر بن محمد الصادق لقد تجلى الله لخلقه بكلامه ولكن لا يبصرون.انتهى.
فينبغي التفريق بين وصف الله تعالى فهذا الذي لايتجاوز به النصوص من الكتاب والسنة، وبين الإخبار عن أفعال الله وصفاته فيجوز التوسع فيها بما يصح استخدامه في اللغة مالم يتعارض مع الشرع.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 12:10 م]ـ
وفقكم الله جميعا
لاحظت أن عنوان السلسلة واجه تحفظا من كثير من إخواني ممن أحسبهم من أهل النصح والحرص على الخير
فلعلي قريبا أغير عنوان السلسلة بالتعاون مع إخواني المشرفين ما دامت موهمة غير معناها إذ أساس هذه السلسلة هو رفع الإيهام عن بعض العبارات في كتب الأئمة فلا ينبغي أن يكون عنوانها هو نفسه فيه إيهام!!!
والله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/45)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 04 - 08, 08:36 م]ـ
بارك الله في الشيخ الفاضل عيد فهمي وجزاه الله كل خير، وقد استفدنا من مشاركاته وفوائده.
وفي قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة/104]) دليل على ترك الألفاظ الموهمة التي تحتمل معان صحيحة وأخرى فاسدة إلى معان واضحة صريحة لاتحتمل الإيهام.
ولازلت أذكر إعجاب الشيخ محمد عمرو عبداللطيف رحمه الله بكتاب صحح نسختك من تهذيب الكمال للشيخ عيد فهمي، حيث أني لما زرت الشيخ محمد عمرو رحمه الله في منزله بمدينة نصر دفع إلى كتاب صحح نسختك من تهذيب الكمال فطالعتها في منزل الشيخ وكان الشيخ مسرورا بهذا العمل، وقد ذكرت للشيخ أن هناك نسخة من الكتاب طبعت في مؤسسة الرسالة من تهذيب الكمال في بضع مجلدات وفيها تصحيحات متعددة خلت منها الطبعة القديمة الواقعة في 35 مجلدا.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 09:36 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
وأخص الشيخ عبد الرحمن على حسن تلطفه، وسعة صدره، وأشكر الشيخ عيدا على قبوله للحق وتواضعه له، ولا شك أن هذا من سمت أهل العلم.
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[12 - 04 - 08, 09:40 م]ـ
بارك الله في الشيخ الفاضل عيد فهمي وجزاه الله كل خير، وقد استفدنا من مشاركاته وفوائده.
وفي قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة/104]) دليل على ترك الألفاظ الموهمة التي تحتمل معان صحيحة وأخرى فاسدة إلى معان واضحة صريحة لاتحتمل الإيهام.
.
بارك الله فيكم شيخنا عبد الرحمن وفى الشيخ عيد وفى الاخوة جميعا ونفعنا بعلمكم، واميل الى ما ذكرتم شيخنا فى الالفاظ الموهمة،، ووجدت نسخة الكترونية من كتاب " الفوائد "، بتحقيق مدرس للحديث وعلومه بالازهر (ماهر منصور عبد الرزاق)، ومدرس مساعد (كمال علي الجمل)، ووجدت لهما تعليقا نفيسا على هذه الكلمة:
القرآن كلام الله, وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته, فتارة يتجلى في جلباب (ليس على ظاهره, وانما المراد بالجلباب الهيئة والصورة والصفة) الهيبة والعظمة والجلال, فتخضع الأعناق, ....
فقد صرفاها عن معناها الاصلى، وحسنا فعلا، وهذا مايليق باحد رموز المدرسة السلفية، ولئن كان هو ابن قيم الجوزية، فهو يستحق ان يكون قيما للجوزية السلفية بعد استاذه شيخ الاسلام، عليهما رحمة الله.
وبارك الله فى الجميع
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 12:37 م]ـ
بارك الله في الشيخ الفاضل عيد فهمي وجزاه الله كل خير، وقد استفدنا من مشاركاته وفوائده.
وفي قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة/104]) دليل على ترك الألفاظ الموهمة التي تحتمل معان صحيحة وأخرى فاسدة إلى معان واضحة صريحة لاتحتمل الإيهام.
ولازلت أذكر إعجاب الشيخ محمد عمرو عبداللطيف رحمه الله بكتاب صحح نسختك من تهذيب الكمال للشيخ عيد فهمي، حيث أني لما زرت الشيخ محمد عمرو رحمه الله في منزله بمدينة نصر دفع إلى كتاب صحح نسختك من تهذيب الكمال فطالعتها في منزل الشيخ وكان الشيخ مسرورا بهذا العمل، وقد ذكرت للشيخ أن هناك نسخة من الكتاب طبعت في مؤسسة الرسالة من تهذيب الكمال في بضع مجلدات وفيها تصحيحات متعددة خلت منها الطبعة القديمة الواقعة في 35 مجلدا.وفيكم بارك الله
اللهم لك الحمد على نعمة الإخوان الصالحين المصلحين، الناصحين المخلصين
الحمد لله الذي وهب لي على ما أنا فيه من الكرب الشديد إخوانا يخففون عني آلامي ويؤنسون وحدتي بين أهلي، وأخص منهم الأخوين الحبيبين إليّ ولم أرهما المقربين من قلبي على بعدهما: أبا مالك العوضي وعبد الرحمن الفقيه.
اللهم إنك تعلم أني أحبهما ولم أرهما وأنا المضطر وأنت أعلم بي مني بنفسي، فاقبل دعائي لهما بظهر الغيب يا من تجيب المضطر إذا دعاك.
اللهم بارك لهما في المال والأهل والصحة والولد، وارزقهما العلم النافع والعمل الصالح إنك سميع قريب مجيب الدعاء.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 03:41 م]ـ
الحمد لله وحده ...
للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=797907#post797907
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 03:50 م]ـ
وقد وجدت هنا مشاركة فيها سؤال يحتاج إلى تأمل لكن لم أجد من أجاب عليه مباشرة.
السؤال يقول:
الاخوة الكرام وفقهم الله
من لم ير ان هناك اشكال فى هذه اللفظة، وان وجودها (تصحيفها) فى سياق كلام ابن القيم - رحمه الله تعالى، على سبيل الاستعارة ولا غبار عليه،،،، هل من الممكن الافادة عن صحة العبارة التالية:-
- إن الله تجلى لعباده الاتقياء فى زى الرحمة، و رداء المغفرة، ولباس المحبة ولا يقال إنه لو قصد به الوصف لم يجز بخلاف كلام الإمام ابن القيم فهو من باب الإخبار أو التوسع.
لأنه لقائل أن يقول:
ماذا لو قال قائل على سبيل الإخبار أو التوسع: فإذا تجلى في جلباب الهيبة والعظمة، أو زي الرحمة المغفرة، أو لباس المحبة والمودة، أو خمار الحياء والستر، أو عمامة العزة والكرم.
فهل تجوز هذه التعبيرات لو خرجت على سبيل الإخبار أو التوسع أو غير ذلك؟
مَن قال: لا. فقد وافقني
ومَن قال: نعم. يحتاج إلى دليل من كتاب أو سنة أو قياس أو غير ذلك
ومَن فرّق بين الأول وبين ما يليه يحتاج إلى ذكر ضابط لما يجوز وما لا يجوز
وبمدارسة أهل الحق ينجلي الحق بفضل من الحق، والحق أحق أن يتبع
والحمد لله وحده(48/46)
أَسْمَاءُ اللهِ الْحُسْنَى الثَّابِتَةُ فِي الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ ...
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[07 - 04 - 08, 11:26 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ،
وَ صَلَّى اللهُ وَ سَلَّمَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آَلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِينَ؛
وَ بَعْدُ ...
الأسماءُ الحُسنَى
جَمَعَهَا من الكِتَابِ و السُّنَّةِ
فَضِيلَةُ الشَّيْخِ:
أ. د / مَحْمُودُ عَبْدُ الرَّازِقُ الرِّضْوَانِيُّ
.أستاذُ العيدةِ و المذاهبِ المُعَاصِرةِ.
و الإصدارُ الرابعُ الذي وافقَ عَلى نَشرِهِ مجمَّعُ البُحُوثِ الإسلامِيةِ بالأَزْهَرِ الشَرِيفِ بتَاريخ5/ 2/2005م.
تَنْبِيهَاتٌ في أَسمَاءِ الِله الُحسْنَى:-
1 - اتَّفَقَ أهْلُ العِلمِ عَلى أَنَّ عَدَدَ أسمَاءِ الِله الكُلِّيةِ لا يَعْلَمُهُ إلَّا الِله عَزَّ و جَلَّ؛ لِما رَوَاهُ أَحَمدُ في مُسْنَدِهِ مِنْ حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ رَضي َالُله عنهُ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أَنَّ رَسُولَ اللِه صلَّى الُله عَلَيهِ و سَلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَال في دُعَاءِ الكَرْبِ: " أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ " و مَا استأثرَ الُله بهِ لا يُمكنُ لأحَدٍ حَصرَهُ أو الإحاطةُ بهِ.
2 - اتَّفَقَ أهلُ العِلمِ بالَحدِيثِ أَنَّهُ لم يَثبُتْ عَنِ النَّبِيِّ صلَّى الُله عليهِ و سَلَّمَ تَعيينُ الأسمَاءِ التسعةِ و التسعينِ في حَديثٍ وَاحِدٍ صحَّ عنهُ صَلَّى الُله عَليهِ و سَلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فلابدَ لمعرفةِ كُلِّ اسمٍ مِنَ الرجوعِ إلى دليلِهِ في النَّصِّ القرآنيِّ أو صحيحِ السُنَّةِ، و هذا مَوْقِفُ الُمسلِمِ تجَاه الأسْمَاءِ الحُسْنَى؛ الإِحْصَاءُ و ليس الإشْتِقَاقَ و الإنشَاءَ، ثُمَّ الإيمَانُ بها و بما دَلَّتْ عليهِ من صفاتِ الكَمَالِ، ثُمَّ حفظُها و دعاءُ اللِه بها؛ دعاءَ مَسألةٍ و دعاءَ عِبَادَةٍ.
3 - ضوابطُ إحصاءِ الأسماءِ خمسةٌ؛ ذكرَهَا النَّاظمُ في اللؤلؤةِ الفُضْلى، و إذَا طُبِّقَتْ على مَا وردَ في الكتابِ و السُّنَّةِ مِنَ الأسماءِ، فسَوْفَ تَتَحَقَقَ بمشيئةِ الِله في تسعةٍ و تسعيَن اسمًا مُطْلَقًا، و هي التي سنذكرُهَا بأدلَتِهَا، و أمَّا بَاقِي الأسماءِ المُقَيَّدَةِ و المُضَافَةِ التي وَرَدَتْ بنصِّهَا في الكتَابِ و السُّنَّةِ فهي أيْضًا تسعةٍ و تسعُونَ اسمًا، لكنْ حُسْنُهَا في تَقْييدِهَا كمَا وَرَدَ النَّصُّ، و هو إعجازٌ نبويٌّ جَديدٌ أظهَرَهُ البَحْثُ الَحاسُوبيُّ، يُحَقِقُ مَا جَاءَ في قوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ و سَلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا ". (99) اسمًا مُطْلَقًا و (99) اسمًا مُقَيَّدًا، وردتْ جميعُها في نُصُوصِ الكتابِ و السُّنَّةِ.
4 - الأسماءُ المُشْتهرةُ بينَ عَامةِ المسلميَن مُنْذُ أكثرَ مِنْ أَلْفِ عَامٍ هي الأسماءُ التي جمعَهَا الوليدُ بنُ مُسلمٍ (ت195هـ) باجتهَادِه، و أدْرَجَهَا في روايةِ التِّرمذيِّ، و الثَّابتُ منْها بنصِّهِ (69) اسمًا فقط بغيرِ لفظِ الجلالةِ، و فيها وَاحِدٌ و عشرونَ اسمًا ليستْ مِنْ أسمَاءِ اللهِ، و لا يَصِحُّ تَسْميةُ اللهِ بهَا، و إنَّما هي أوصافُ و أفعالُ حقٍّ للهِ عزَّ و جلَّ و هي: الْخَافِضُ المُعِزُّ المُذِلُّ الْعَدْلُ الْجَلِيلُ الْبَاعِثُ المُحْصِي المُبْدِئُ المُعِيدُ المُمِيتُ الْوَاحِدُ المَاجِدُ الْوَالِي المُقْسِطُ المُغْنِي المَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ الْبَاقِي الرَّشِيدُ الصَّبُورُ، و فيها أيْضًا ثمَانيةُ أسمَاءٍ مُقَيَّدَةٍ تُذْكَرُ كَمَا وردتْ؛ أيْ: مَعَ الأسمَاءِ المقيَّدةِ و ليستِ المُطْلَقَةِ؛ و هي: الرَّافِعُ المُنْتَقِمُ الْجَامِعُ المُحْيِّ النُّورُ الْهَادِي الْبَدِيعُ ذُو الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ.
{و للهِ الأسماءُ الحُسنَى فادعوهُ بهَا}
أسماءُ اللهِ الحُسْنى الثَّابتةُ في الكتابِ و السُّنَّةِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/47)
أدلتُها من الكتابِ و السُّنَّةِ:-
- الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (فصّلت:2).
- المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِرُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {هُوَ اللهُ الَّذِي لَآ إِلَه إِلَّا هُوَ المَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِرُ، سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (الحشر:23).
- الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ: قالَ اللهُ جلَّ جلالُهُ: {هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} (الحشر:24).
- الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ: قالَ اللهُ تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآَخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ، وَ هُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ} (الحديد:3).
- السَّمِيعُ البَصِيرُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير} (الشورى:11).
- المَوْلَى النَّصِيرُ: قالَ تعالى: {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (الحج:78).
- العَفُوُّ القَدِيرُ: قالَ عزَّ و جلَّ: {فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} (النساء:149).
- اللَّطِيفُ الخَبِيرُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير} (الأنعام:103).
- الوِتْرُ: قالَ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "وَ إِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ" (صحيح: خ م).
- الجَمِيلُ: قالَ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ" (صحيح: م).
- الحَيِيُّ السِّتِيرُ: قالَ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَ السِّتْرَ" (صحيح: د ن).
- الكَبِيرُ المُتَعَالِ: قالَ اللهُ جلَّ جلالُهُ: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} (الرعد:9).
- الوَاحِدُ القَهَّارُ: قالَ تعَالى: {وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (إبراهيم:48).
- الحَقُّ المُبِينُ: قالَ تعالى: {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِين} (النور:25).
- القَوِيُّ المَتِينُ: قالَ اللهُ جلَّ جَلالُهُ: {وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيز} (الشورى:19)؛ {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين} (الذاريات:58).
- الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {للَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم}،و قالَ: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة:255).
- الشَّكُورُ الحَلِيمُ: قالَ اللهُ جلَّ جلالُهُ: {وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيم} (التغابن:17).
- الوَاسِعُ العَلِيمُ: قالَ اللهُ جلَّ جلالُهُ: {إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيم} (البقرة:115).
- التَّوَّابُ الحَكِيمُ: قالَ اللهُ جلَّ جلالُهُ: {وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيم} (النور:10).
- الغَنِيُّ الكَرِيمُ: قالَ اللهُ جلَّ جلالُهُ: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} (النمل:40).
- الأَحَدُ الصَّمَدُ: قالَ اللهُ جلَّ جلالُهُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَد} (الإخلاص:1،2).
- القَرِيبُ المُجِيبُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} (هود:61).
- الغَفُورُ الوَدُودُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} (البروج:14).
- الوَلِيُّ الحَمِيدُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} (الشورى:28).
- الحَفِيظُ المَجِيدُ: قالَ عزَّ و جلَّ: {وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} (سبأ:21)؛ {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} (البروج:15).
- الفَتَّاحُ: قالَ عَزَّ و جَلَّ: {وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} (سبأ:26).
- الشَّهِيدُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (الحج:17).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/48)
- المُقَدِّمُ المُؤَخِّرُ: قالَ صَلَّى اللهُ عليهِ و سَلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَ أَنْتَ الْمُؤَخِّرُ" (صحيح: خ).
- المَلِيكُ المُقْتَدِرُ: قالَ اللهُ عَزَّ و جلَّ: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} (القمر:55).
- المُسَعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ: قالَ صَلَّى اللهُ عليهِ و سَلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "إِنَّ اللهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ" (صحيح: د).
- القَاهِرُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} (الأنعام:17).
- الدَّيَّانُ: قالَ صَلَّى اللهُ عليهِ و سَلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "يَحْشُرُ اللهُ الْعِبَادَ فَيُنَادِيهِم ... أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ" (صحيح: خ).
- الشَّاكِرُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} (البقرة:158).
- المنَّانُ: حديثُ أنسٍ رضيَ اللهُ عنهُ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في سننِ أبي داودَ: - لا إلهَ إلَّا أنتَ الْمَنَّانُ - (صحيح: د).
- القَادِرُ: قالَ اللهُ تعالى: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} (المرسلات:23).
- الخَلَّاقُ: قالَ عزَّ و جلَّ: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} (الحجر:86).
- المَالِكُ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "لَا مَالِكَ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ" (صحيح: م).
- الرَّزَّاقُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} (الذاريات:58).
- الوَكِيلُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (آل عمران:173).
- الرَّقِيبُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} (الأحزاب:52).
- المُحْسِنُ: قالَ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "إِنَّ اللهَ مُحْسِنٌ يُحِبُّ الإِحْسَانَ" (صحيح: طب).
- الحَسِيبُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} (النساء:86).
- الشَّافِي: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "اشْفِ وَ أَنْتَ الشَّافِي" (صحيح: خ).
- الرَّفِيقُ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ" (صحيح: خ م).
- المُعْطِي: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "وَ اللهُ الْمُعْطِي وَ أَنَا الْقَاسِمُ" (صحيح: خ).
- المُقِيتُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} (النساء:85).
- السَّيِّدُ: قالَ صَلَّى اللهُ عليهِ و سَلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "السَّيِّدُ اللهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى" (صحيح: د).
- الطَّيِّبُ: قالَ صَلَّى اللهُ عليهِ و سَلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا" (صحيح: م).
- الحَكَمُ: قالَ صَلَّى اللهُ عليهِ و سَلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "إِنَّ اللهَ هُوَ الْحَكَمُ وَ إِلَيْهِ الْحُكْمُ" (صحيح: د).
- الأَكْرَمُ: قالَ عزَّ و جلَّ: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} (العلق:2).
- البَرُّ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (الطور:28).
- الغَفَّارُ: قالَ عزَّ و جلَّ: {أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} (الزمر:5).
- الرَّءُوفُ: قالَ عزَّ و جلَّ: {وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (النور:20).
- الوَهَّابُ: قالَ عزَّ و جلَّ: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} (ص:9).
- الجَوَادُ: قالَ صَلَّى اللهُ عليهِ و سَلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "إِنَّ اللهَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ" (صحيح: حل).
- السُّبُّوحُ: قالَ صَلَّى اللهُ عليهِ و سَلَّمَ: "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ" (صحيح: م).
- الوَارِثُ: قالَ عزَّ و جلَّ: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} (الحجر:23).
- الرَّبُّ: قالَ عزَّ و جلَّ: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} (سبأ:15).
- الأَعْلَى: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (الأعلى:1).
الإِلَهُ: قالَ اللهُ عزَّ و جلَّ: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} (البقرة:163).
و الحمدُ للهِ أولاً و آخرًا؛
ظاهرًا و باطنًا ...
...
..
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/49)
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[08 - 04 - 08, 12:02 ص]ـ
.
..
...
{هُوَ اللهُ الَّذي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}
- الرَّحْمَنُ - الرَّحِيمُ - المَلِكُ - القُدُّوسُ - السَّلامُ -
المُؤْمِنُ - المُهَيمِنُ - العَزِيزُ - الجَبَّارُ - المُتَكَبِرُ -
الخَالِقُ - البَارِئُ - المُصَوِّرُ - الأَوَّلُ - الآخِرُ -
الظَّاهِرُ - البَاطِنُ - السَّمِيعُ - البَصِيرُ - المَوْلَى -
النَّصِيرُ - العَفُوُّ - القَدِيرُ - اللَّطِيفُ - الخَبِيرُ -
الوِتْرُ - الجَمِيلُ - الحَيِيُّ - السِّتِيرُ - الكَبِيرُ -
المُتَعَالِ - الوَاحِدُ - القَهَّارُ - الحَقُّ - المُبِينُ -
القَوِيُّ - المَتِينُ - الحَيُّ - القَيُّومُ - العَلِيُّ -
العَظِيمُ - الشَّكُورُ - الحَلِيمُ - الوَاسِعُ - العَلِيمُ -
التَّوَّابُ - الحَكِيمُ - التَّوَّابُ - الحَكِيمُ - الأَحَدُ -
الصَّمَدُ - القَرِيبُ - المُجِيبُ - الغَفُورُ - الوَدُودُ -
الوَلِيُّ - الحَمِيدُ - الحَفِيظُ - المَجِيدُ - الفَتَّاحُ -
الشَّهِيدُ - المُقَدِّمُ - المُؤَخِّرُ - المَلِيكُ - المُقْتَدِرُ -
المُسَعِّرُ - القَابِضُ - البَاسِطُ - الرَّازِقُ - القَاهِرُ -
الدَّيَّانُ - الشَّاكِرُ - المنَّانُ - القَادِرُ - الخَلَّاقُ -
المَالِكُ - الرَّزَّاقُ - الوَكِيلُ - الرَّقِيبُ - المُحْسِنُ -
الحَسِيبُ - الشَّافِي - الرَّفِيقُ - المُعْطِي - المُقِيتُ -
السَّيِّدُ - الطَّيِّبُ - الحَكَمُ - الأَكْرَمُ - البَرُّ -
الغَفَّارُ - الرَّءُوفُ - الوَهَّابُ - الجَوَادُ - السُّبُّوحُ -
- الوَارِثُ - الرَّبُّ - الأَعْلَى - الإِلَهُ -
...
..
.
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[08 - 04 - 08, 12:13 ص]ـ
اللُؤْلُؤَةُ الفُضْلَى
في
نَظْمِ أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى
الثَّابِتَةِ في الكِتَابِ و السُّنَّةِ
لِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ/ أبي يزن حمزة بن فايع الفتحيِّ
{اللهُ لا إلهَ إلَّا هُوَ لَهُ الأسماءُ الحُسنَى}
اللهُ ربُّنا هو الإلَهُ ... لهُ منَ الأسماءِ ما اصطَفَاهُ
الواحِدُ الحَيُّ كذا المَلِيكُ ... و الملكُ المالِكُ لا شريكُ
و الصَّمَدُ السَّيِّدُ و المُبينُ ... و الأحَدُ العَظِيمُ و المَتينُ
و إنَّهُ الحقُّ العَلِيُّ الأعلَى ... المُتَعَالِي الوِتْرُ قَد تَّجَلَّى
و إنَّهُ المجيدُ و العليمُ ... و القادِرُ القديرُ و الحَليمُ
و إنَّهُ السَّميعُ و البصيرُ ... و الأوَّلُ و الآخِرُ و السِّتِّيرُ
و الظَّاهِرُ و الباطِنُ و الكبيرُ ... و الوارثُ الرَّقيبُ و النَّصيرُ
سُبحانَهُ البارئُ و المُصوِّرُ ... و القابِضُ الباسِطُ و المُسَعِّرُ
المؤمنُ المهينُ و الجبَّارُ ... و القاهرُ القهَّارُ و الغفَّارُ
و الأكرَمُ الوَهَّابُ و الدَّيَّانُ ... العَفُوُّ الوكيلُ و الرَّحمَنُ
و إنَّهُ العَزيزُ و الحكيمُ ... و الطَّيِّبُ المُحسِنُ و الكريمُ
و إنَّهُ الغنيُّ و الشَّكورُ ... و الشَّاكِرُ المُجيبُ و الغفورُ
و الرَّازقُ التَّوَّابُ و الرَّزَّاقُ ... و الخالِقُ الفتَّاحُ و الخلَّاقُ
و المُعطِي و الجَوادُ و القريبُ ... و الشَّافي المنَّانُ و الحسيبُ
و ربُّنا الحفيظُ و الشَّهيدُ ... و الواسِعُ السُّبُّوح و الحَميدُ
و إنَّهُ المَوْلَى الوَلِيُّ البرُّ ... الحكمُ المقدِّمُ المُؤَخِّرُ
تبَاركَ السَّلامُ و الرَّؤُفُ ... القوِيُّ القُدُّوسُ و اللَّطِيفُ
و رَبُّنا الودودُ و القَيُّومُ ... الرَّفيقُ الحييُّ و الرَّحيمُ
و رَبُّنا الجميلُ فانْظُرْ و اعْتَبِر **** و إنَّهُ المُقِيتُ و المُتَكَبِر
و إنَّهُ المقتَدِرُ الخبيرُ ... يعلمُ ما كانَ و ما يَصيرُ
ثُمَّ هُنَا قد تَمَّتِ الأسماءُ ... تِسْعٌ و تِسْعُونَ و لا افتِرَاءُ
فخُذْهَا بالقَبولِ و التَّسْليمِ ... فإنَّها من مصدرٍ عليمِ
قد حدَّها بالقيدِ و الشَّرائِطِ ... محصورةً في خمسةِ الضَّوَابِطِ
النَّصُّ محفوظٌ بلا إقحَامِ ... و كونُه اسمًا من الأعلامِ
و إنَّه يجري على الإطلاقِ ... يحملُ ذا الوصف بلا شقاقِ
في غايةِ الجمالِ و الكمالِ ... ليسَ بمقسومٍ و لا انفصالِ
تلكَ هي الشروطُ باستفاءِ ... فطبِّقَنَّ من غير ما هباءِ
ينأى بها البديعُ و العلَّامُ ... و المَكرُ و الدَّهرُ كذا القِيامُ
فحلِّ ذي النَّفسِ بذي الأسماءِ ... و زنها بالإخلاصِ و الرَّجاءِ
{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}
...
..
.
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[09 - 04 - 08, 11:11 م]ـ
لِلرَّفْعِ، رَفَعَ اللهُ قَدْرَكُمْ ...
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[10 - 04 - 08, 01:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير فأنا لم أعرف هذا الأمر إلا من مدة؛ وأرجو أن ينشر هذا الموضوع بقدر الأمكان لأن الكثير من الناس لا يعلمون أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى
الثَّابِتَةِ في الكِتَابِ و السُّنَّةِ وبارك الله فيك ياأخى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/50)
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[12 - 04 - 08, 04:38 م]ـ
لِلرَّفْعِ ............... !
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[15 - 04 - 08, 02:10 ص]ـ
لِلرَّفْعِ ............... !
!!!!!
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[16 - 04 - 08, 06:07 ص]ـ
أخي الفاضل" أبو مسلم العقاد"
جزاك الله تعالى كل خير وأبعد عنك كل شر،وجعلك من سعداء الدارين. اللهم آمين.
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[02 - 05 - 08, 11:21 م]ـ
لِلرَّفْعِ، رَفَعَ اللهُ قَدْرَكُمْ ...
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[03 - 05 - 08, 04:07 م]ـ
لِلرَّفْعِ ...
ـ[الصريحة]ــــــــ[04 - 05 - 08, 08:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التنبيه
ـ[إبنة الخطاب]ــــــــ[07 - 05 - 08, 02:23 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[07 - 05 - 08, 06:26 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[أبو المنذر الدوماوي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 04:33 م]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 05 - 08, 12:30 ص]ـ
3 - ضوابطُ إحصاءِ الأسماءِ خمسةٌ؛ ذكرَهَا النَّاظمُ في اللؤلؤةِ الفُضْلى، و إذَا طُبِّقَتْ على مَا وردَ في الكتابِ و السُّنَّةِ مِنَ الأسماءِ، فسَوْفَ تَتَحَقَقَ بمشيئةِ الِله في تسعةٍ و تسعيَن اسمًا مُطْلَقًا، و هي التي سنذكرُهَا بأدلَتِهَا، و أمَّا بَاقِي الأسماءِ المُقَيَّدَةِ و المُضَافَةِ التي وَرَدَتْ بنصِّهَا في الكتَابِ و السُّنَّةِ فهي أيْضًا تسعةٍ و تسعُونَ اسمًا، لكنْ حُسْنُهَا في تَقْييدِهَا كمَا وَرَدَ النَّصُّ، و هو إعجازٌ نبويٌّ جَديدٌ أظهَرَهُ البَحْثُ الَحاسُوبيُّ، يُحَقِقُ مَا جَاءَ في قوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ و سَلَّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا ". (99) اسمًا مُطْلَقًا و (99) اسمًا مُقَيَّدًا، وردتْ جميعُها في نُصُوصِ الكتابِ و السُّنَّةِ
أرجو توضيح هذه الفقرة أكثر.(48/51)
تحرير مذهب ابن تيمية في حكم الموالاة العملية للكفار
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[08 - 04 - 08, 01:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العاملين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فهذا بحث مختصر في تحرير مذهب الإمام ابن تيمية في حكم الموالاة العلمية للكفار , والسبب الذي أوجب هذا البحث هو: أن كثيرا من المعاصرين قد اختلفوا في تحرير مذهبه في هذه المسألة , فمنهم من فهم من كلامه أنه يرى أن الموالاة العملية للكفار كفر أكبر , ومنهم من فهم من كلامه أنها ليست كفرا أكبر وإنما هي معصية دون ذلك , وزاد الخلاف بين الفريقين وتوسع , خاصة مع هذه الظروف المعاصرة التي كثر الكلام فيها حوله هذه المسألة , هذا كله مع أن كلام ابن تيمية موجود بين أيدينا , في كتبه ورسائله.
فالبحث العلمي يتطلب الرجوع إلى كلامه هو نفسه , وجمع متفرقه , والتأمل فيه مع مراعاة أصول فكره وقواعده التي اعتمد عليها , ومنطلقاته , ومن ثم تحصيل رأيه في المسألة , وهذا ما أرجو أن يكون البحث قد حققه.
وهذا البحث مكون من مسألتين:
المسألة الأولى: كلامه الذي يدل على عدم التكفير بالموالاة العملية.
المسألة الثانية: كلامه الذي فهم منه أنه يكفر بالموالاة العملية.
المسألة الأولى
الذي يتحصل من كلام ابن تيمية رحمه الله أنه يرى أن الموالاة العملية للكفار ليست من جنس المكفرات , وأن من والى الكفار بعمله الظاهر فقط ليس كفارا , والذي يدل على صحة هذا من كلامه عدة أمور:
الأمر الأول: فتواه في من قاتل مع التتار , فإنه سئل عن حكم من قاتل مع التتار من أهل ماردين ضد المسلمين فلم يحكم عليهم بالكفر , هذا مع أنه يحكم على التتار بالكفر في تلك الفترة من تاريخهم , فهو إذن قد أفتى في قوم قاتلوا مع الكفار , أي أنهم تولوا الكفار بعملهم الظاهر بعدم الكفر , وهذه الفتوى صريحة في كونه لا يكفر من والى الكفار بعمله الظاهر.
وهذا الأمر يتطلب أن نثبت من كلامه أمرين , وهما:
1 - كونه يحكم على التتار بالكفر.
2 - وكونه لم يكفر من قاتل معهم ضد المسلمين.
أما بالنسبة للأمر الأول وهو كونه يكفر التتار , فمما يدل عليه من كلامه قوله:"لما ظهرت التتار وأراد بعضهم الدخول في الإسلام , قيل: إن هولاكو أشار عليه بعض من كان معه من الفلاسفة بأن لا يفعل , قال ذاك لسانه عربي ولا تحتاجون إلى شريعته " ([1]) , فقوله هذا فيه التصريح بأنهم لم يكونوا مسلمين , ومما يدل على ذلك من كلامه أيضا تسميته لهم مشركين وكفار , وفي هذا يقول:" ولذلك لما ظهر المشركون التتار وأهل الكتاب كثر في عبادهم وعلمائهم من صار مع المشركين وأهل الكتاب وارتد عن الإسلام إما باطنا وظاهرا وإما باطنا " ([2]).
وكلام ابن تيمية في تقرير كفر التتار في أول أمرهم كثير.
وأما بالنسبة للأمر الثاني وهو كونه لم يحكم على من قاتل معهم بالكفر فيدل عليه فتواه في أهل ماردين , وهذا نص السؤال والفتوى:" سئل عن بلد ماردين هل هي بلد حرب أم بلد سلم؟ , وهل يجب على المسلم المقيم بها الهجرة إلى بلاد الإسلام أم لا؟ , وإذا وجبت عليه الهجرة ولم يهاجر وساعد أعداء المسلمين بنفسه أو ماله هل يأثم في ذلك؟ , وهل يأثم من رماه بالنفاق وسبه به أم لا؟.
فأجاب الحمد لله دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا , في ماردين أو غيرها , وإعانة الخارجين عن شريعة دين الإسلام محرمة سواء كانوا أهل ماردين أو غيرهم , والمقيم بها إن كان عاجزا عن إقامة دينه وجبت الهجرة عليه , وإلا استحبت ولم تجب.
ومساعدتهم لعدو المسلمين بالأنفس والأموال محرمة عليهم , ويجب عليهم الامتناع من ذلك بأي طريق أمكنهم , من تغيب أو تعريض أو مصانعة , فإذا لم يمكن إلا بالهجرة تعينت.
ولا يحل سبهم عموما ورميهم بالنفاق , بل السب والرمي بالنفاق يقع على الصفات المذكورة فى الكتاب والسنة فيدخل فيها بعضأهل ماردين وغيرهم.
وأما كونها دار حرب أو سلم فهي مركبة فيها المعنيان , ليست بمنزلة دار السلم التي تجرى عليها أحكام الإسلام , لكون جندها مسلمين , ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار , بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه , ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه" ([3])
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/52)
فهذه الفتوى لها أهمية بالغة في هذه المسألة , وذلك: أنه سئل فيها ابن تيمية عمن يقاتل مع الكفار (التتار) ضد المسلمين هل هو آثم أم لا , فحكم عليه بكونه آثما , ولو كانت عنده من الكفر الأكبر لبين ذلك ووضحه للسائل , فإطلاق لفظ التحريم لا يحقق الحكم بالتكفير لو كان يرى أنها كفر , لأن الكفر أخص من مطلق التحريم.
وسئل أيضا عن حكم إطلاق النفاق على المعين ممن قاتل معهم , فحكم بعدم حل ذلك.
فهذه الفتوى إذن مهمة جدا في مسألة الموالاة العملية , والسبب في ذلك هو أنها بحث في نفس صورة المسألة التي هي محل البحث , وهي من والى الكفار ضد المسلمين بماله أو بنفسه فما حكمه , بل هي في أصرح صورها وهي القتال مع الكفار , فابن تيمية يتكلم عن هذه المسألة بعينها فكلامه مباشر فيها ومتجه إليها أصالة , فكلامه هنا ليس عاما في مطلق الموالاة , وليس مأخوذا بالقياس بل بالنص الصريح.
فكلامه إذن في صورة محددة من صور الموالاة للكفار , وليس في حكم مطلق الموالاة لهم , فيكون هذا الكلام له الأولوية في تصوير قوله في الموالاة العملية , دون غيره من كلامه الآخر المتوجه إلى مطلق الموالاة.
وسئل أيضا في موطن آخر عن حال التتار , وعن حكم من قاتل معهم , وهذا نص السؤال , وهو نص طويل جاء فيه:" مَا تَقُولُ السَّادَةُ الْفُقَهَاءُ ...... فِي هَؤُلَاءِ التَّتَارِ الَّذِينَ يَقْدَمُونَ إلَى الشَّامِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ , وَتَكَلَّمُوا بِالشَّهَادَتَيْنِ , وَانْتَسَبُوا إلَى الْإِسْلَامِ , وَلَمْ يَبْقَوْا عَلَى الْكُفْرِ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ, فَهَلْ يَجِبُ قِتَالُهُمْ أَمْ لَا؟ وَمَا الْحُجَّةُ عَلَى قِتَالِهِمْ؟ وَمَا مَذَاهِبُ الْعُلَمَاءِ فِي ذَلِكَ؟ وَمَا حُكْمُ مَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِمَّنْ يَفِرُّ إلَيْهِمْ مِنْ عَسْكَرِ الْمُسْلِمِينَ: الْأُمَرَاءِ وَغَيْرِهِمْ؟ وَمَا حُكْمُ مِنْ قَدْ أَخْرَجُوهُ مَعَهُمْ مُكْرَهًا؟ وَمَا حُكْمُ مَنْ يَكُونُ مَعَ عَسْكَرِهِمْ مِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ وَالْفَقْرِ وَالتَّصَوُّفِ وَنَحْوِ ذَلِكَ؟ وَمَا يُقَالُ فِيمَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ مُسْلِمُونَ وَالْمُقَاتِلُونَ لَهُمْ مُسْلِمُونَ وَكِلَاهُمَا ظَالِمٌ , فَلَا يُقَاتَلُ مَعَ أَحَدِهِمَا.
وَفِي قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ يُقَاتَلُونَ كَمَا تُقَاتَلُ الْبُغَاةُ الْمُتَأَوِّلُونَ؟ وَمَا الْوَاجِبُ عَلَى جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ وَأَهْلِ الْقِتَالِ وَأَهْلِ الْأَمْوَالِ فِي أَمْرِهِمْ؟ ........ " ([4]).
وأجاب بكلام طويل جاء فيه " .......... وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ وَهُوَ مَعْرِفَةُ أَحْوَالِهِمْ - يعني التتار -. فَقَدْ عَلِمَ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ جَازُوا عَلَى الشَّامِ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى: عَامَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ وَأَعْطَوْا النَّاسَ الْأَمَانَ وَقَرَءُوهُ عَلَى الْمِنْبَرِ بِدِمَشْقَ وَمَعَ هَذَا فَقَدْ سَبَوْا مِنْ ذَرَارِيِّ الْمُسْلِمِينَ مَا يُقَالُ إنَّهُ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُ عَلَيْهِ وَفَعَلُوا بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَبِجَبَلِ الصالحية ونابلس وَحِمْصَ وَدَارِيَا وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْقَتْلِ وَالسَّبْيِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ حَتَّى يُقَالَ إنَّهُمْ سَبَوْا مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَرِيبًا مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ وَجَعَلُوا يَفْجُرُونَ بِخِيَارِ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي الْمَسَاجِدِ وَغَيْرِهَا كَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَالْأُمَوِيِّ وَغَيْرِهِ وَجَعَلُوا الْجَامِعَ الَّذِي بالعقيبة دَكًّا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/53)
وَقَدْ شَاهَدْنَا عَسْكَرَ الْقَوْمِ فَرَأَيْنَا جُمْهُورَهُمْ لَا يُصَلُّونَ وَلَمْ نَرَ فِي عَسْكَرِهِمْ مُؤَذِّنًا وَلَا إمَامًا وَقَدْ أَخَذُوا مِنْ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ وَذَرَارِيِّهِمْ وَخَرَّبُوا مِنْ دِيَارِهِمْ مَا لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ. وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ فِي دَوْلَتِهِمْ إلَّا مَنْ كَانَ مِنْ شَرِّ الْخَلْقِ. إمَّا زِنْدِيقٌ مُنَافِقٌ لَا يَعْتَقِدُ دِينَ الْإِسْلَامِ فِي الْبَاطِنِ , وَإِمَّا مَنْ هُوَ مِنْ شَرِّ أَهْلِ الْبِدَعِ كَالرَّافِضَةِ والجهمية والاتحادية وَنَحْوِهِمْ , وَأَمَّا مَنْ هُوَ مِنْ أَفْجَرِ النَّاسِ وَأَفْسَقِهِمْ. وَهُمْ فِي بِلَادِهِمْ مَعَ تَمَكُّنِهِمْ لَا يَحُجُّونَ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ وَإِنْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يُصَلِّي وَيَصُومُ فَلَيْسَ الْغَالِبُ عَلَيْهِمْ إقَامَ الصَّلَاةِ وَلَا إيتَاءَ الزَّكَاةِ. وَهُمْ يُقَاتِلُونَ عَلَى مُلْكِ جنكسخان. فَمَنْ دَخَلَ فِي طَاعَتِهِمْ جَعَلُوهُ وَلِيًّا لَهُمْ وَإِنْ كَانَ كَافِرًا وَمَنْ خَرَجَ عَنْ ذَلِكَ جَعَلُوهُ عَدُوًّا لَهُمْ وَإِنْ كَانَ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ. وَلَا يُقَاتِلُونَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَلَا يَضَعُونَ الْجِزْيَةَ وَالصَّغَارَ. بَلْ غَايَةُ كَثِيرٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُمْ مَنْ أَكَابِرِ أُمَرَائِهِمْ وَوُزَرَائِهِمْ أَنْ يَكُونَ الْمُسْلِمُ عِنْدَهُمْ كَمَنْ يُعَظِّمُونَهُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَمَا قَالَ أَكْبَرُ مُقَدِّمِيهِمْ الَّذِينَ قَدِمُوا إلَى الشَّامِ وَهُوَ يُخَاطِبُ رُسُلَ الْمُسْلِمِينَ وَيَتَقَرَّبُ إلَيْهِمْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ. فَقَالَ هَذَانِ آيَتَانِ عَظِيمَتَانِ جَاءَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ وجنكسخان. فَهَذَا غَايَةُ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ أَكْبَرُ مُقَدِّمِيهِمْ إلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُسَوِّيَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَأَكْرَمِ الْخَلْقِ عَلَيْهِ وَسَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ وَخَاتَمِ الْمُرْسَلِينَ وَبَيْنَ مَلِكٍ كَافِرٍ مُشْرِكٍ مِنْ أَعْظَمِ الْمُشْرِكِينَ كُفْرًا وَفَسَادًا وَعُدْوَانًا مِنْ جِنْسِ بُخْتِ نَصَّرَ وَأَمْثَالِهِ ........ " ([5]) , وأخذ يذكر ما عند التتار من كفر وجهل , ثم قال:" وَغَايَةُ مَا يُوجَدُ مِنْ هَؤُلَاءِ يَكُونُ مُلْحِدًا: نصيريا أَوْ إسْمَاعِيلِيًّا أَوْ رافضيا. وَخِيَارُهُمْ يَكُونُ جهميا اتِّحَادِيًّا أَوْ نَحْوَهُ , فَإِنَّهُ لَا يَنْضَمُّ إلَيْهِمْ طَوْعًا مِنْ الْمُظْهِرِينَ لِلْإِسْلَامِ إلَّا مُنَافِقٌ أَوْ زِنْدِيقٌ أَوْ فَاسِقٌ فَاجِرٌ. وَمَنْ أَخْرَجُوهُ مَعَهُمْ مُكْرَهًا فَإِنَّهُ يُبْعَثُ عَلَى نِيَّتِهِ" ([6]) , فنص هنا على أن من دخل مع التتار لا يلزم ألا يكون إلا كافرا , بل قد يكون فاسقا كما هو واضح في صريح كلامه.
ومن كلامه الخاص في حكم القتال مع التتار قوله:" وَأَيْضًا لَا يُقَاتِلُ مَعَهُمْ - غَيْرُ مُكْرَهٍ - إلَّا فَاسِقٌ أَوْ مُبْتَدِعٌ أَوْ زِنْدِيقٌ " ([7]) , فهو في هذا النص يذكر أنه لا يقاتل مع التتار إلا أحد هؤلاء الأصناف الثلاثة , فلو كانت موالاة الكفار عنده كفر دائماً لما ذكر الفسق هنا.
الأمر الثاني مما يدل من كلام ابن تيمية على عدم التكفير بالموالاة العملية للكفار: موقفه من قصة حاطب رضي الله عنه , فإنه رحمه الله قد تكلم عن هذه القصة في مواطن كثيرة , ويدل مجموع كلامه فيها على أنه يرى أن ما حصل من حاطب ليس كفرا أكبر مع تقريره أنها موالاة للكفار.
وحتى يتضح كلام ابن تيمية في هذه القصة يقال: إن ابن تيمية أثبت في قصة حاطب أمرين , وهما:
الأول: أن ما حصل من حاطب يعتبر موالاة وموادةً للكفار.
والثاني: أن ما حصل منه ليس كفرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/54)
أما بالنسبة للأمر الأول وهو أن ما حصل من حاطب يعتبر موالاة للكفار لأجل الدنيا , فمما يدل على ذلك من كلامه قوله:" وَقَدْ تَحْصُلُ لِلرَّجُلِ لرحم أو حاجة , فتكون ذنبا ينقص به إيمانه , ولا يكون به كافرا , كما حصل من حاطب بن أبي بلتعة لما كاتب المشركين ببعض أخبار النبي , وأنزل الله فيه (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة) " ([8]) , وقال أيضا عن فعل حاطب:"فهذه أمور صدرت عن شهوة وعجلة لا عن شك في الدين , كما صدر عن حاطب التجسس لقريش مع أنها ذنوب ومعاصي يجب على صاحبها أن يتوب , وهي بمنزلة عصيان أمر النبي صلى الله عليه وسلم" ([9]).
فابن تيمية في هذه النصوص يذكر أن ما حصل من حاطب يعتبر موالاة للكفار وموادة لهم , وأنه يعتبر من التجسس على المسلمين , وذكر أن ما حصل منه ليس شكا في الدين , وإنما حصل عن شهوة وعجلة.
وأما بالنسبة للأمر الثاني وهو عدم الحكم على فعل حاطب بالكفر , أو القول بأن حاطبا فعل ما هو كفر , وهذا الأمر يثبت من كلامه بطرق منها:
1 - تصريحه بأن حاطبا لم يفعل ما هو كفر , وفي هذا يقول:" وَقَدْ تَحْصُلُ لِلرَّجُلِلرحم أو حاجة , فتكون ذنبا ينقص به إيمانه , ولا يكون به كافرا , كما حصل من حاطب بن أبي بلتعة " فهذا نص في أن ما فعله حاطب لم يكن كفرا.
2 - شرحه لحديث أهل بدر وبيانه أنه في كبائر الذنوب , ونفيه أن يكون في ما هو شرك أو في ما هو صغيرة , وفي هذا يقول:" قوله لأهل بدر ونحوهم:" اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" إن حمل على الصغائر أو على المغفرة مع التوبة , لم يكن فرق بينهم وبين غيرهم , فكما لا يجوز حمل الحديث على الكفر , لما قد علم أن الكفر لا يغفر إلا بالتوبة , لا يجوز حمله على مجرد الصغائر المكفرة باجتناب الكبائر" ([10]) , فابن تيمية صرح هنا أنه لا يصح حمل هذا الحديث على ما هو كفر , فالذنوب المغفورة في هذا الحديث هي الكبائر , ومن المعلوم أن هذا الحديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم جوابا على عمر رضي الله عنه لما حكم على حاطب بالنفاق , فيدل هذا الكلام على أن ما فعله حاطب ليس كفرا عند ابن تيمية , ولهذا حمل الحديث على الكبائر.
ولهذا صرح أن ذنب حاطب مغفور بذلك العمل العظيم الذي هو شهوده بدرا , فقال:"وكان فيهم حاطب بن أبي بلتعه , وكانت له سيئات معروفة , مثل مكاتبته للمشركين بأخبار النبي صلى الله عليه وسلم , وإساءته إلى مماليكه , ..... وثبت في الصحيح أنه لما كتب إلى المشركين يخبرهم بمسير النبي إليهم أرسل علي بن أبي طالب والزبير إلى المرأة التي كان معها الكتاب فأتيا بها , فقال:"ما هذا يا حاطب , فقال: والله يا رسول الله ما فعلت ذلك ارتدادا عن ديني , ولا رضيت بالكفر بعد الإسلام , ولكن كنت امرءا ملصقا في قريش لم أكن من أنفسهم , وكان من معك من أصحابك لهم بمكة قرابات يحمون بها أهاليهم , فأحببت إذ فاتنى ذلك أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتى , فقال عمر بن الخطاب: دعني أضرب عنق هذا المنافق , فقال النبي: "إنه قد شهد بدرا وما يدريك أن الله قال اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم" , وفي هذا الحديث بيان إن الله يغفر لهؤلاء السابقين -كأهل بدر والحديبية- من الذنوب العظيمة بفضل سابقتهم وإيمانهم وجهادهم ما لا يجوز لأحد أن يعاقبهم بها كما لم تجب معاقبة حاطب مما كان منه " ([11])
3 - تصريحه بأن عمر أخطأ في حكمه على حاطب بكونه نافق ,وجعله اجتهاد عمر من الخطأ المغفور , وفي هذا يقول:"والخطأ المغفور في الاجتهاد هو في نوعي المسائل الخبرية والعلمية كما قد بسط في غير موضع كمن اعتقد ثبوت شيء لدلالة آية أو حديث وكان لذلك ما يعارضه ويبين المراد ولم يعرفه مثل من اعتقد أن الذبيح إسحاق لحديث اعتقد ثبوته .... أو اعتقد أن من جس للعدو وعلمهم بغزو النبي صلى الله عليه وسلم فهو منافق , كما اعتقد ذلك عمر في حاطب , وقال دعني اضرب عنق هذا المنافق , أو اعتقد أن من غضب لبعض المنافقين غضبة فهو منافق كما اعتقد ذلك أسيد بن حضير في سعد بن عبادة , وقال انك منافق تجادل عن المنافقين" ([12]) , فقد نص هنا على أن عمر كان مخطأ في حكمه على حاطب بكونه قد نافق مع أنه قرر أن حاطباً قد تجسس على المسلمين , والتسلل نوع من الموالاة , ويؤخذ من هذا أيضاً أن ابن تيمية لا يرى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/55)
كفر الجاسوس , وهو دليل آخر يؤكد أن قوله في الموالاة العملية.
المسألة الثانية
كلام ابن تيمية الذي فُهِم منه أنه يكفر بالموالاة العملية
فهم بعض من نظر في كلام ابن تيمية أنه يكفر بالموالاة العملية للكفار بناء على فهمه لبعض نصوص ابن تيمية , وسأذكر في هذا الموطن أهم أقوال ابن تيمية التي استدل بها من ينسب إليه القول بالتكفير بالموالاة العملية للكفار.
وقبل أن نذكر تلك النصوص يحسن بنا أن ننبه على عدة أمور , منها:
1 - أن ابن تيمية لم يفرد مسألة الموالاة ببحث مستقل , وإنما تكلم عليها في مواطن متناثرة من كتبه , وكان بحثه لها من جهات متعددة , فهو تارة يتكلم عن الموالاة من جهة علاقتها بالإيمان وكونها أصلا من أصوله , وتارة من جهة دلالة النصوص التي وردت في الموالاة , وتارة من جهة تحديد المخاطب بتلك النصوص , وتارة يتكلم على نوع معين من أنواع الموالاة.
وهذه الجهات لا بد من اعتبارها وملاحظتها في فهم كلام ابن تيمية , لأن مقتضى تلك الجهات ليس متحدا , فما يقتضيه الكلام على الموالاة من جهة كونها أصلا من أصول الإيمان لا يلزم أن يكون منطبقا على الكلام في فرد من أفرادها , وهذا الكلام سيأتي له مزيد بسط بعد قليل.
2 - أن نتذكر أن نسبة قول معين لعالم ما يحتاج إلى استقراء لكلامه , وجمع متفرقه , خاصة في مثل حال ابن تيمية , وذلك أن نسبة قول ما إلى عالم معين تعتبر خبرا من الأخبار , والخبر يجب على كل مسلم أن يصدق فيه , بل ويتحراه , نعم قد يتحرى المسلم الصدق في خبره ولكنه لا يبلغه فلا يكون آثما بعدم البلوغ والحمد لله.
والمقصود هنا التنبيه على هذا الملحظ المهم في نسبة الأقوال إلى العلماء.
وأما ما يتعلق بالنصوص التي ذكرت عن ابن تيمية في التكفير بالموالاة العملية فهي نصوص كثيرة , ومن تلك النصوص:
1 - قوله:" فَالْمُخَاطَبُونَ بِالنَّهْيِ عَنْ مُوَالَاةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى هَمّ الْمُخَاطَبُونَ بِآيَةِ الرِّدَّةِ.
وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا يَتَنَاوَلُ جَمِيعَ قُرُونِ الْأُمَّةِ , وَهُوَ لَمَّا نَهَى عَنْ مُوَالَاةِ الْكُفَّارِ وَبَيَّنَ أَنَّ مَنْ تَوَلَّاهُمْ مِنْ الْمُخَاطَبِينَ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ بَيَّنَ أَنَّ مَنْ تَوَلَّاهُمْ وَارْتَدَّ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ لَا يَضُرُّ الْإِسْلَامَ شَيْئًا " ([13]).
وهذا النص لا يدل على أن ابن تيمية يكفر بالموالاة العلمية , ويتبين هذا بالوجوه التالية:
أ- أن هذا النص ليس فيه دليلا على محل البحث الذي هو أن الموالاة العملية للكفار كفر , وإنما فيه الكلام على تحديد المخاطب بهذا النص , وأنهم المؤمنون , وهذا أمر لا نزاع فيه وليس هو محل البحث , فلا شك أن المؤمنين مخاطبون بالنصوص التي فيها النهي عن موالاة الكفار والنصوص التي فيها الحكم على موالاة الكفار بالكفر , ولكن البحث هنا في تحرير مناط الكفر فقط.
ب - وفيه أيضا تقرير أن الله حكم على من تولى الكفار بأنه منهم , وهذا أيضا ليس محل البحث , فإن البحث ليس في عموم لفظ الآية وإنما في موطن عمومها , بمعنى هل العموم هنا يشمل كل صور الموالاة أم أن العموم خاص في حال المنافقين , وابن تيمية هنا لم يبين لنا موقفه من هذه المسألة , فكيف نقول إن قوله هذا يدل على أنه يكفر بالموالاة العملية.
بل من يتأمل كلام ابن تيمية في مواطن أخرى يستطيع أن يقول: إنه يجعل موطن العموم في حال المنافقين فقط , وذلك أنه حكي الاتفاق على أن آية المائدة نزلت بسبب المنافقين , وفي هذا يقول: "والمفسرون متفقون على أنها نزلت بسبب قوم ممن كان يظهر الإسلام وفى قلبه مرض خاف أن يغلب أهل الإسلام فيوالى الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم للخوف الذي في قلوبهم , لا لاعتقادهم أن محمدا كاذب , واليهود والنصارى صادقون , وأشهر النقول في ذلك (أن عبادة بن الصامت قال: يا رسول الله إن لي موالى من اليهود واني أبرأ إلى الله من ولاية يهود , فقال عبد الله بن أبي لكنى رجل أخاف الدوائر ولا أبرأ من ولاية يهود , فنزلت هذه الآية " ([14]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/56)
والمقصود هنا أن هذا النص ليس فيه أن ابن تيمية يكفر بالموالاة العملية , وإنما فيه إطلاق أن التولي للكفار كفر , وهذا الإطلاق لا يدل بالضرورة على أنه يكفر بكل صور الموالاة , وهذا له نظائر عند ابن تيمية وغيره من العلماء , ومن تلك النظائر أنه أطلق القول بأن ترك الصلاة كفر , وهذا الإطلاق لا يصح لنا أن نأخذ منه أنه يكفر بكل ترك للصلاة
وهذان الأمران قد ناقشتهما في موطن آخر , وهو بحث (تأكيد مناط التكفير بالموالاة - بحث منشور في موقع الألوكة-)
2 - ومن ذلك قوله:"مِنْ أَحْوَالِ الْقَلْبِ وَأَعْمَالِهِ مَا يَكُونُ مِنْ لَوَازِمِ الْإِيمَانِ الثَّابِتَةِ فِيهِ بِحَيْثُ إذَا كَانَ الْإِنْسَانُ مُؤْمِنًا؛ لَزِمَ ذَلِكَ بِغَيْرِ قَصْدٍ مِنْهُ وَلَا تَعَمُّدٍ لَهُ وَإِذَا لَمْ يُوجَدْ؛ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ الْوَاجِبَ لَمْ يَحْصُلْ فِي الْقَلْبِ وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}. فَأَخْبَرَ أَنَّك لَا تَجِدُ مُؤْمِنًا يُوَادُّ الْمُحَادِّينَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّ نَفْسَ الْإِيمَانِ يُنَافِي مُوَادَّتَهُ كَمَا يَنْفِي أَحَدُ الضِّدَّيْنِ الْآخَرَ , فَإِذَا وُجِدَ الْإِيمَانُ انْتَفَى ضِدُّهُ وَهُوَ مُوَالَاةُ أَعْدَاءِ اللَّهِ فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ يُوَالِي أَعْدَاءَ اللَّهِ بِقَلْبِهِ؛ كَانَ ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى أَنَّ قَلْبَهُ لَيْسَ فِيهِ الْإِيمَانُ الْوَاجِبُ.
وَمِثْلُهُ قَوْله تَعَالَى فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: {تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ} {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}. فَذَكَرَ " جُمْلَةً شَرْطِيَّةً " تَقْتَضِي أَنَّهُ إذَا وُجِدَ الشَّرْطُ وُجِدَ الْمَشْرُوطُ بِحَرْفِ " لَوْ " الَّتِي تَقْتَضِي مَعَ الشَّرْطِ انْتِفَاءَ الْمَشْرُوطِ فَقَالَ: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ}. فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ الْمَذْكُورَ يَنْفِي اتِّخَاذَهُمْ أَوْلِيَاءَ وَيُضَادُّهُ وَلَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ وَاِتِّخَاذُهُمْ أَوْلِيَاءَ فِي الْقَلْبِ.
وَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ مَنْ اتَّخَذَهُمْ أَوْلِيَاءَ؛ مَا فَعَلَ الْإِيمَانَ الْوَاجِبَ مِنْ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إلَيْهِ. وَمِثْلُهُ قَوْله تَعَالَى {لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}. فَإِنَّهُ أَخْبَرَ فِي تِلْكَ الْآيَاتِ أَنَّ مُتَوَلِّيَهُمْ لَا يَكُونُ مُؤْمِنًا. وَأَخْبَرَ هُنَا أَنَّ مُتَوَلِّيَهُمْ هُوَ مِنْهُمْ؛ فَالْقُرْآنُ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا " ([15])
3 - ومن ذلك قوله:" فبين سبحانه وتعالى أن الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه مستلزم لعدم ولايتهم , فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان لأن عدم اللازم يقتضي عدم الملزوم " ([16]).
4 - ومن ذلك قوله:" فَذَمَّ مَنْ يَتَوَلَّى الْكُفَّارَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ قَبْلَنَا وَبَيَّنَ أَنَّ ذَلِكَ يُنَافِي الْإِيمَانَ {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} إلَى قَوْلِهِ: {سَبِيلًا} .... " ([17]).
وهذا الكلام لا يدل على أن ابن تيمية يكفر بالموالاة العلمية للكفار , والكلام على هذه النصوص الثلاثة من وجوه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/57)
أ - أن هناك فرقا بين الكلام على حكم الموالاة المطلقة , وبين الكلام على حكم بعض أفرادها , فجنس الولاء والبراء مرتبط بأصل الإيمان فمن لا موالاة عنده للمؤمنين ولا معاداة عنده للكفار فليس معه شيء من الإيمان , وهذا أمر دل عليه العقل والواقع فضلا عن دلالة النصوص عليه , فلا شك في ثبوته , ولا منازعة في حكمه.
فمن تكلم عن الولاء للكفار على هذه الجهة - أعني على جهة الموالاة المطلقة - فلا بد أن ينفي الإيمان عمن حصلت منه , لأن حصولها على هذه الجهة ينافي أصل الإيمان.
ومن يتأمل كلام ابن تيمية في هذه النصوص الثلاثة يدرك أنه يتكلم عن موالاة الكفار من هذه الجهة - الموالاة المطلقة - , فكلامه إنما هو في تقرير أن الموالاة المطلقة تنافي أصل الإيمان , وأن الموالاة المطلقة للمسلمين من ضروريات الإيمان , وهذا أمر صحيح , وليس هو محل البحث , إذ محله في الموالاة العملية فقط , فالموالاة العملية ليست هي الموالاة المطلقة , بل هي جزء منها , وحكم الكل لا ينطبق على الجزء , وحكم الجزء لا ينطبق على حكم الكل , وبيان ذلك: أن ترك كل الصلاة كفر أكبر , وهذا الحكم لا ينطبق على الترك الجزئي كما هو معلوم.
وعلى هذا فلا يصح أن نأخذ من هذه النصوص أن ابن تيمية يكفر بالموالاة العملية للكفار , والسبب في ذلك هو أن ثمة فرقا بين الكلام على الموالاة المطلقة وبين الكلام على نوع واحد منها وهو النوع العملي , فما كان منطبقا على الموالاة باعتبار إطلاقها لا يلزم أن يكون منطبقا على كل فرد منها.
وهذه - أعني التفريق بين الكلام على الشيء باعتباره مطلقا وبين الكلام على أفراده - أصل مُطبق عند العلماء ومنهم ابن تيمية , وسأضرب عليه مثلين من كلام ابن تيمية نفسه , وهما:
المثل الأول: ما سبق ذكره في شأن الصلاة.
والمثل الثاني: ما ذكره ابن تيمية من أن من لم ينكر المنكر بقلبه فليس معه شيء من الإيمان , ومن ذلك قوله:"فمن لم يستحسن الحسن المأمور به ولم يستقبح الشيء المنهي عنه لم يكن معه من الإيمان شيء , كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" , وكما قال في الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ما من نبى بعثه الله في أمته قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم أنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل" رواه مسلم.
فأضعف الإيمان الإنكار بالقلب , فمن لم يكن في قلبه بغض المنكر الذي يبغضه الله ورسوله لم يكن معه من الإيمان شيء" ([18]).
فابن تيمية يقرر في هذا النص أن من لم ينكر المنكر بقلبه فليس معه شيء من الإيمان , واستدل بالأحاديث المشهورة , وهذا الكلام صحيح , ولكن ليس من لازمه أن من لم ينكر منكرا معينا بقلبه فالإيمان منتفي عنه , فلا يصح أن نقول إن ابن تيمية يكفر من لم ينكر منكرا معينا بقلبه بناءا على هذا النص , لأن كلامه هنا إنما هو في عدم الإنكار المطلق لا في عدم الإنكار المعين ,
إذن لا بد لنا أن نفرق بين مقامات الكلام في بحث مسألة ما , فإن المسألة المعينة يختلف الكلام عليها باختلاف المقامات.
5 - ومن ذلك ما نسبه الشيخ عبد اللطيف إلى ابن تيمية بقوله:" قال شيخ الإسلام في اختياراته: من جمز إلى معسكر التتر، ولحق بهم، ارتد وحل ماله ودمه " ([19]).
والكلام على هذا النص هو أن يقال: لا شك أنه صريح في الحكم على الموالاة العملية بكونها ردةً , ولكن هذا النص ليس من نص كلام ابن تيمية فيما يظهر , وهذا النص نسبه إلى ابن تيمية الشيخ / عبد اللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ , وذكر أنه في الاختيارات الفقهية , ولم أجد هذا النص بعد البحث في مظانه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/58)
ولو فرضنا أن النص موجود في الاختيارات الفقهية , فإنه لا بد أن ندرك أن البعلي لا ينقل نص ابن تيمية دائما بل يتصرف فيه كثيرا , وقد سألت بعض المختصين في كلام ابن تيمية فيما ينقله البعلي من اختيارات عن ابن تيمية (وهو الشيخ /محمد عزير شمس) فذكر أن البعلي لم يلتزم لفظ ابن تيمية , بل ذكر أنه لم يلتزم نقل الاختيارات من كتب ابن تيمية , وإنما نقل قدرا منها من كتب تلاميذه.
وهذا يوجب التوقف في النص لو وجد أصلا , كيف وهو لم يوجد!.
ومما يدل على وقوع الخطأ في هذا النقل أن الشيخ عبد اللطيف نفسه نقل عن ابن تيمية فتواه هذه في موطن آخر فلم يذكر الارتداد , وإنما ذكر القتل وهذا نص كلامه:" وقد أفتى شيخ الإسلام، رحمه الله، بقتل من شرب الخمر في نهار رمضان، إذا لم يندفع شره إلا بذلك، وأفتى بحل دم من جمز إلى معسكر التتار، وكثر سوادهم، وأخذ ماله؛ وكل هذا من التعازير، التي يرجع فيها إلى ما يحصل به درء المفسدة، وحصول المصلحة. وأفتى في التعزير بأخذ المال إذا كان فيه مصلحة" ([20]).
ومما يدل على خطأ هذا الكلام أن ابن تيمية قد نقلت لها فتاواه في التتر ولم تذكر فيها تلك العبارة , إنما ذكرت عبارات أخرى ليس فيها إثبات الارتداد.
وهذا كله يدل على أن هذا النص لم يضبط فيه لفظ ابن تيمية رحمه الله , وعليه فلا يصح الاعتماد على مثله.
6 - ومن ذلك قوله فيمن قفز إلى عسكر التتار:" فَمَنْ قَفَزَ عَنْهُمْ إلَى التَّتَارِ كَانَ أَحَقَّ بِالْقِتَالِ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ التَّتَارِ؛ فَإِنَّ التَّتَارَ فِيهِمْ الْمُكْرَهُ وَغَيْرُ الْمُكْرَهِ , وَقَدْ اسْتَقَرَّتْ السُّنَّةُ بِأَنَّ عُقُوبَةَ الْمُرْتَدِّ أَعْظَمُ مِنْ عُقُوبَةِ الْكَافِرِ الْأَصْلِيِّ مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ " ([21]).
7 - ومن ذلك قوله:"وَكُلُّ مَنْ قَفَزَ إلَيْهِمْ - يعني التتار - مِنْ أُمَرَاءِ الْعَسْكَرِ وَغَيْرُ الْأُمَرَاءِ فَحُكْمُهُ حُكْمُهُمْ وَفِيهِمْ مِنْ الرِّدَّةِ عَنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ بِقَدْرِ مَا ارْتَدَّ عَنْهُ مِنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ.
وَإِذَا كَانَ السَّلَفُ قَدْ سَمَّوْا مَانِعِي الزَّكَاةِ مُرْتَدِّينَ - مَعَ كَوْنِهِمْ يَصُومُونَ. وَيُصَلُّونَ وَلَمْ يَكُونُوا يُقَاتِلُونَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ - فَكَيْفَ بِمَنْ صَارَ مَعَ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قَاتِلًا لِلْمُسْلِمِينَ مَعَ أَنَّهُ وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ لَوْ اسْتَوْلَى هَؤُلَاءِ الْمُحَارِبُونَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ الْمُحَادُّونَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ الْمُعَادُونَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ عَلَى أَرْضِ الشَّامِ وَمِصْرَ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ لَأَفْضَى ذَلِكَ إلَى زَوَالِ دِينِ الْإِسْلَامِ وَدُرُوسِ شَرَائِعِهِ. أَمَّا الطَّائِفَةُ بِالشَّامِ وَمِصْرَ وَنَحْوِهِمَا فَهُمْ فِي هَذَا الْوَقْتِ الْمُقَاتِلُونَ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ وَهُمْ مِنْ أَحَقِّ النَّاسِ دُخُولًا فِي الطَّائِفَةِ الْمَنْصُورَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ([22]).
والكلام على هذين القولين من وجوه:
1 - أن الحكم بالقتل أو بالقتال ليس دليلا على الكفر , فكون ابن تيمية يحكم على من قفز إلى التتر بالقتل أو بالقتال لا يعني أنه يحكم بكفره , لأنه ليس كل مسلم حكم بقتله أو بقتاله يكون كافرا , بل قد يكون ذلك من باب التعزير كما هو معلوم , وهذا ما فهمه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن كما سبق نقل كلامه.
2 - أن غاية ما يدل عليه كلام ابن تيمية هذا هو أن بعض المسلمين قد ارتد وانحاز إلى التتر , وهذا ليس محل البحث , وإنما محل البحث هو تحرير سبب ارتدادهم , وابن تيمية لم يبن لنا في هذا النص السبب الذي ارتدوا بفعله , وإنما ذكر حوادث للارتداد , ونحن لا ننكر أن بعض المسلمين قد ارتد فذهب إلى معسكر التتر , قد ذكر أصحاب التواريخ أن بعض أمراء من المسلمين قد هرب إلى معسكر التتر , وتزوج بعضهم بنت هولاكو.
والمقصود هنا أن ابن تيمية لم يذكر في كلامه السابق أن سبب ارتدادهم هو كونهم والوا التتر , فكيف يصح لنا أن نقول إنه إنما حكم بارتداد من ارتد لأنه والى التتر موالاة علمية , فأين ما يدل على هذا من كلام ابن تيمية؟!.
3 - أن النص الثاني فيه تقييد الردة بكونها عن بعض شرائع الإسلام , وهذا التقييد لا يلزم منه الحكم بالكفر الأكبر.
فتحصل لنا مما سبق أن من نسب القول بأن الموالاة العلمية للكفار كفر أكبر إلى ابن تيمية ليس مصيباً , وأن ما اعتمد عليه من كلام ابن تيمية لا يدل على ما ذكر.
والله أعلم , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
_____
([1]) الفتاوى (9/ 248).
([2]) الفاوى (13/ 215).
([3]) الفتاوى (28/ 240).
([4]) الفتاوى (28/ 509).
([5]) الفتاوى (28/ 519).
([6]) الفتاوى (28/ 535).
([7]) الفتاوى (28/ 552).
([8]) الفتاوى (7/ 552).
([9]) الصارم المسلول (2/ 372).
([10]) الفتاوى (7/ 490).
([11]) الفتاوى (4/ 460).
([12]) الفتاوى (20/ 33).
([13]) الفتاوى (18/ 300).
([14]) الفتاوى (7/ 194).
([15]) الفتاوى (7/ 16).
([16]) افتضاء الصراط المستقيم (1/ 222).
([17]) الفتاوى (28/ 192).
([18]) الفتاوى (8/ 367) واقتضاء الصراط (1/ 172).
([19]) الدرر السنية (8/ 338).
([20]) الدرر السنية (8/ 317).
([21]) الفتاوى (28/ 534).
([22]) الفتاوى (28/ 530).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/59)
ـ[محب المخطوطات]ــــــــ[08 - 04 - 08, 01:55 ص]ـ
أشكرك أخي سلطان على هذا النقاش
أنا أخالفك وأخالف غيرك في فهم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مسألة الموالاة لأنكم تعممون قوله في جهة واحدة ولا تفصلون كلامه وشيخ الإسلام يكفر بالموالاة العملية في بعض الصور ولايكفر في بعض الصور وأما بحثك فتجعله لايكفر مطلقا وهو ما لايرضاه ابن تيمية لنفسه فيما أظن
ـ[محب المخطوطات]ــــــــ[08 - 04 - 08, 07:07 ص]ـ
وقفت على نص مهم لم تذكره من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وهو يخالف نتيجة بحثك
كما قال سبحانه: {تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ {80} وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة، آية 83 - 84].
يقول ابن تيمية عن هذه الآية: - " فذكر جملة شرطية تقتضي أنه إذا وجد الشرط، وجد المشروط بحرف " لو " التي تقتضي مع الشرط انتفاء المشروط، فقال: -} وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء} فدل على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده، ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب، ودل ذلك على أن من اتخذهم أولياء، ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه … " الإيمان ص 14
ـ[محب المخطوطات]ــــــــ[08 - 04 - 08, 07:57 ص]ـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 18/ 300
فإنه ما ارتد عن الإسلام طائفة إلا أتى الله بقوم يحبهم يجاهدون عنه وهم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة. يبين ذلك أنه ذكر هذا في سياق النهي عن موالاة الكفار فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين} - إلى قوله - {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه}. فالمخاطبون بالنهي عن موالاة اليهود والنصارى هم المخاطبون بآية الردة. ومعلوم أن هذا يتناول جميع قرون الأمة. وهو لما نهى عن موالاة الكفار وبين أن من تولاهم من المخاطبين فإنه منهم بين أن من تولاهم وارتد عن دين الإسلام لا يضر الإسلام شيئا.
وعقيدة أهل السنة والجماعة أن الكفر يكون بالقول والفعل والكفر يكون بالموالاة للكفار عمليا
ـ[العارض]ــــــــ[08 - 04 - 08, 07:12 م]ـ
......
ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 03:54 ص]ـ
السلام عليكم .... الأخ سلطان وفقني الله وإياه للحق عذرا فقد أكثرت من التقميش والتلبيس وليس هذا من العدل وأنت تناقض كلامك بقولك يجب جمع كلام الإمام حتى يتبين الحق وكما قال علي بن المديني رحمه الله:"الباب إن لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه"ولكن أراك للأسف تلوي أعناق الآيات ليا وكذا كلام شيخ الإسلام ثم لو تنزلنا تنزلا بأن هذا هو كلام الإمام فهو بشر يطرئ عليه الخطا والنسيان وهو من هو حبر الأمة في زمانه (وإن كنت أعتقد جازما عدم صحة ما نسبته إليه) فأنت أراك تناقش أقوال الإمام وكأنها قرآن يوحى فلم تسلك سبيل الجادة وسبيل أهل العلم في الإستدلال وبيان الحق في مسألة ما وهو الرجوع إلى نصوص الوحيين.ثم إذا كان كلام رب العالمين من آي قرآنه العزيز فيه محكم و متشابه لا يعلمه كثير من الناس فما بالك بقول البشر فكان عليك حمل كلام الإمام على ما يوافق النصوص إحسانا بالظن به وهو سبيل أهل الرشاد حمل المتشابه على المحكم ... ثم إن كلامك على ترك الصلاة غير مفهوم ثم إني فهمت من ثنايا كلامك ,وأرجو أن أكون مخطئا, أنك تحصر الإيمان الواجب في القلب وأن العمل ليس ماهو منه كفر مجرد فإن كان ذلك صحيحا فإن كلامك ينقض من أصله كما قال تعالى (فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم) لأنك تجري بذلك على أصول المرجئة في مسائل الإيمان والتكفير للمعين وإن كان الأمر خلاف ذلك أرجو ذلك بينت لك الحق إن شاء الله بالأدلة وكما قال شيخ الإسلام بن تيمية طيب الله ثراه:"ومن فارق الدليل فقد ضل السبيل ولا سبيل إ لا بما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم" ولي عودة إنشاء الله حتى أبين عور ما وصلت إليه وحتى لا يلتبس على الإخوة كثير مما اقترفت يداك
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[17 - 04 - 08, 07:48 ص]ـ
الأخ / محب المخطوطات أحييك تحية طيّبة وبعد ....
1 - أنا لم أزعم أني سأنقل كل نص لان تيمية فهم منه أنه يرى التكفير بالموالاة العملية للكفار , وإنما ذكرت أهمها فقط.
2 - أخي الكريم نقلت نصاً عن ابن تيمية , ولكن لم تبين لنا وجه دلالته على أنه يرى أن المولاة العلمية للكفار كفرا أكبر.
3 - أخي ذكرت أن ابن تيمية يفصل في حكم الموالاة العلمية ولم تذكر التفصيل وإنما أرسلت الكلام إرسالا , وهذا غير صحيح , وأتمنى أن تذكر ذلك التفصيل حتى يدور حوله البحث والنقاش.
4 - أخي أنت لم تمس أفكار الموضوع الأصلي بشيء , ولم تناقش ما ذكر فيه من توجيه كلام ابن تيمية , فهل أنت موافق لما فيه أم مخالف؟!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/60)
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 02:29 ص]ـ
القول الذي توصل له الباحث هو قول المرجئة و نسبته لابن تيمية كذب سواء كان مقصوداً أو غير مقصود و أين كلمة ابن تيمية المشهورة أن من جمز إلى معسكر التتار فهو مرتد لا يسعفني الوقت لذكر المرجع و أتمنى ممن وجد هذه الكلمة أن ينقلها هنا من مصدرها فمن خرج في صف المشركين و تحت رايتهم لقتال المسلمين فظاهره أنه لم يتبرأ من المشركين فيحكم أنه منهم مثل العباس عم النبي صلى الله عليه و سلم أما لو كان في صف المسلمين و تحت رايتهم لكن أعان الكفار كالجاسوس فظاهره أنه متبرأ من المشركين و لكنه صانعهم لمصلحة مثل حاطب فيحكم بظاهره أنه مسلم لكن له حكم الجاسوس(48/61)
ومن (الكويت) .. جاء التحذير والرد على (الكوثري)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 02:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ضج علماء وفضلاء العالم الإسلامي من رأس الجهمية في هذا العصر (الكوثري)؛ بسبب عدائه للسنة وأهلها، وأكاذيبه وافتراءاته عليهم، فأبدى كثيرون رأيهم فيه، وهو ما أقوم بنقل ما أظن أن كثيرين لم يطلعوا عليه، بين حين وآخر؛ ليُعلم أن التحذير منه ومن مسلكه قد جاء من ديار متفرقة في العالم الإسلامي، وليس مقصورًا على بلد منها.
وهذه المرة جاء النقد للكوثري من (الكويت)، على يد شيخها عبدالعزيز الرشيد – رحمه الله –، حيث قال في مجلته " الكويت " (ص 824 - 828):
ذيول طبقات الحفاظ للذهبي
ورد إلى إدارة "الكويت" ثلاث ذيول لطبقات الحافظ للحافظ الذهبي مهداة من بعض الأفاضل إليها (الأول) ذيل تذكرة الحفاظ لتلميذه الحافظ أبي المحاسن الحسيني الدمشقي المتوفى 765هـ و (الثاني) لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحافظ للحافظ أبي الفضل محمد بن محمد بن فهد المكي المتوفى 871 و (الثالث) ذيل طبقات الحفاظ للذهبي لجلال الدين السيوطي المتوفى 911.
وقد جمعت هذه الذيول الثلاثة في مجلد واحد وعليها كثير من التعليقات لمحمد زاهد الكوثري، وهي حواش دس فيها السم بالدسم، وابتعد عن الحقيقة في غالبها بعد المشرق عن المغرب، تعليقات جعل همه الوحيد فيها الطعن البذيء بعلماء السلف الصالح عامة وبالحنابلة خاصة، ولاسيما شيخ الإسلام ابن تيمية وتلامذته المحققين، فتراه لا يترك فرصة تمر به إلا وينتهزها في الحط من كرامتهم وتوهين أمرهم وتنفير الناس منهم، ولكن هيهات أن ينال منهم ما يتمناه أو يدرك ما يبتغيه.
وقد يغتفر لزاهد كل هذا الإغراق في التعصب لو كان استناده على حقائق راهنة فيما ينسبه إليهم لا مطعن فيها، ولكن العجب أن يحاول إثبات مثالب لهم بما هو في الحقيقة من مناقبهم، ويحاول أن يبرز لهم سيئات لا وجود لها إلا في مخيلته الفارغة، ويهون كل هذا أمام محاولته الخبيثة في إلصاق العيوب الفاضحة ببعض أكابر الصحابة رضي الله عنهم، وغمزهم في دينهم؛ كعبدالله بن عباس رضي الله عنه حبر هذه الأمة وترجمان القرآن.
وإني إزاء هذه الفواقر القاحمة منه أكاد أجزم بأنه قنبلة الحادية أرسلها دعاة الإلحاد بعد أن علموا أن القضاء على قواعد الدين المحكمة لا يمكن إلا على أيدي أهله المتلبسين ممن انتسب إليه ظاهراً وقد اضمر له السوء؛ أمثال الكوثري، لا على أيدي متجدديهم الطائشين الذين نبذوا الدين جهاراً، فلم تخف حقائقهم حتى على الغر البليد، أكاد أجزم بهذا بلا تردد؛ لأن تهوين الطعن على أكابر الصحابة رضي الله عنهم والتشهير بأعلام الأمة المجددين بعدهم بمثل لهجة الكوثري الجافة لا يفهم منه حتى الجاهل إلا هذا، مهما أراد أن يحسن الظن به وينتحل له عذراً يبرر به تهجمه، زيادة على أن أثر هذا الطعن عند أعداء الإسلام أعظم من كل أثر، وفائدته لهم إذا صح أن يؤخذ حجة عليه أكبر من كل فائدة، ولا أحسب هذا الغر يجهل أن المبشرين قديماً عمدوا إلى هدم السنة النبوية التي هي قسيمة القرآن بالطعن في رواتها من الصحابة أمثال أبي هريرة وعبدالله بن عمر وغيرهما في اعتراض خبيث، وفق الله إلى أجابتهم عليه مجدد هذا العصر الأستاذ الكبير السيد محمد رشيد رضا صاحب المنار الغراء؛ فألقمهم بتحقيقه فيه حجر السكوت، وبيض وجه الحق وأهله.
يقول الكوثري في تعريفه البارد بابن عباس رضي الله عنه وبشيخ الإسلام ابن تيمية تعليقاً على قول ابن فهد في ترجمة المنصفي الحنبلي أنه حصلت عليه محنة بسبب ما أفتى به في مسألة الطلاق ما يأتي ص 186 (من أن إرسال الطلقات الثلاث بلفظ واحد طلقة واحدة حشد ابن تيمية حول تأييد هذه الفتوى ما هو نموذج لتمويهه بما لا ينخدع به إلا ضعفاء النظر، وليس عنده لدى النقد ما يكون شبه دليل على مدعاه، وكاد وقوع الطلاق الثلاث أن يكون من مواطن الإجماع بين الصحابة حتى عند ابن عباس على ما ثبت بطرق عنه. وأما ما يرويه مسلم عنه فيما انفرد به عن البخاري من أن الثلاث كانت واحدة ففيه أولاً أن لفظه محتمل، وعند الاحتمال يسقط الاستدلال. وثانياً أن ظاهره المفروض خلاف رواية جماعة من الإثبات عنه، فيكون من الشاذ المردود على تقرير تسليم أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/62)
فيه بعض دلالة. وثالثاً: أنه خلاف مذهبه المتواتر عنه فيكون مردوداً أيضاً عند كثيرين، منهم أحمد كما بسط ابن رجب في شرحه علل الترمذي. ورابعاً: أن طاوساً مع كونه من الملازمين لابن عباس روى ذلك بواسطة من غير لفظ يفيد االسماع. وخامساً: أن الواسطة أبو الصهباء وهو إن كان من موالي ابن عباس فمجهول، وإن كان من غيرهم في طبقته فضعيف. وسادساً: إن في بعض طرقه خاطب أبو الصهباء ابن عباس بقوله: هات من هناتك، وجل مقدار ابن عباس أن لا يرد على هذا السائل قوله. وسابعاً: أن ظاهره إقرار منه بأنه من هناته المردودة وقد شهر بين سلف العلماء وخلفهم حكم رخص ابن عباس الخ اهـ كلام الكوثري.
وأنا لم أنقل هذه العبارة برمتها عن هذا الرجل إلا لبيان خبث ما يضمره لأكابر الصحابة رضي الله عنهم وأعلام هذه الأمة، وليقف الناس على تدليسه الظاهر فيما ينقل ويقول، وعلى بعده عن التحقيق الذي رفع غيره إلى منصة الإعجاب، وليعرفوا قدره في كل ما يدعيه من إتقان وإطلاع.
وستعمد (الكويت) إن شاء الله تعالى إلى إبراز مخازيه التي موهها على بعض أهل الفضل؛ فانخدعوا بها برهة من الزمن لسلامة نياتهم.
أما الآن فيطول بي البحث لو أردت مناقشته في كل عباراته التي يضرب بعضها رقاب بعض، وإنما الذي لابد من التنبيه عليه هو بيان تهجمه الثقيل على حبر هذه الأمة رضي الله عنه، وليس غرضي من مناقشته في هذه النقطة إلا الدفاع عن ترجمان القرآن لا تأييد مذهب شيخ الإسلام بن تيمية في الطلاق الثلاث، فإني مع إجلالي لقدره ووقوفي في وجه من يحاول النيل منه لا أوافقه عليها لأسباب، ليس منها الطعن في دينه كما يحاوله الكوثري بلا خجل ولا حياء، فابن تيمية مجتهد من أئمة الإسلام وللمجتهد منهم أجران وأجر في أحكامه؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: " إذا اجتهد الحكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد واخطأ فله أجر "، ولا غمز ابن عباس بأمانته التي لم يخف الله بها الكوثري في تدنيس قلمه، والتي سيصبح بعدها مُثلة أمام الناس.
فأقول وبالله التوفيق: إذا كان مذهب ابن عباس المعروف عنه بالتواتر أن الطلاق الثلاث بلفظة واحدة تعتبر ثلاثاً، فما هو حينئذ المسوغ للنيل من شرفه بقول لم يقله، وما هو المبرر لأن يجعل هذا القول الضعيف عنه في عداد رخصة التي نهى العلماء عنها، وحذروا من العمل بها؟ وهل يصح للعلماء المحققين أن يحذروا من قول مكذوب على صاحبه بحجة ما عرف عنه من تساهل؟
وأيضاً: فكيف ساغ للكوثري أن يجعل أبا الصهباء واقفاً بين درجتي المجهول أو الضعيف؟ وعلى أي استناد كان هذا التردد منه؟ ومجرد كون الرجل مولى لا يلزم منه أن يكون مجهولاً أو ضعيفاً، فكم في الموالي من فاق الأسياد والأحرار.
على أنه من المستبعد جداً إذا كان أبو الصهباء من موالي ابن عباس أن يخاطبه بتلك العبارة الخشنة التي تستغرب ممن هو أحط من أبي الصهباء في علمه مع مثل ابن عباس في جلالته، وهل بلغ سقوط قدر حبر هذه الأمة إذ ذاك أن يغمز بمثل تلك المغامز الحادة حتى من مواليه.
ثم قد يكون أمر هذه (الهنات) سهلاً لو كانت من (هنات) ابن عباس نفسه ومن اختياراته وحده، فيقال حينئذ: اجتهد الرجل فاخطأ، ولكن ماذا يقول (زاهد) وحديث مسلم الذي أشار إليه هو أن أبا الصهباء قال لابن عباس رضي الله عنه: ألم تعلم أن الثلاث كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه وصدر من خلافة عمر رضي الله عنه ترد إلى واحدة؟ قال: نعم.
ماذا يقول الكوثري وتصديق ابن عباس لقول أبي الصهباء هذا يعد كالاعتراف منه؟ وحاشاه الافتراء على الله ورسوله، وعلى أبي بكر وصدر من خلافة عمر، ماذا يقول وقد طبل وزمر لإثبات لفظة (الهنات) في ذلك الأثر الذي يلزم منه إثباتها فيه؟ ومن إقرار ابن عباس لأبي الصهباء عليها أن يكون ما نسبه للرسول صلى الله عليه وسلم (هناة)؟ والكوثري يعلم ما تنطوي عليه هذه اللفظة من بشاعة وشناعة، وهل رجل بلغ به التساهل إلى هذا الحد حتى مع الرسول صلى الله عليه وسلم يكون أهلاً لأن يؤخذ عنه، وأهلاً للثقة التي فاز بها من أئمة الإسلام أمس واليوم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/63)
وقد كان للكوثري مندوحة عن كل هذه التمحلات المفضوحة بأن يحكم على حديث ابن عباس بعدم الصحة لا غير، لو كان من سلامة النية وحسن القصد كما يدعي، ولكن ضغينته الكامنة على هذا الحبر وعلى حملة الشريعة الإسلامية زجت به إلى هذا المأزق الحرج.
أما تدليسه الذي أراد أن يخفيه فلم يستطع، فاقتصاره من حديث مسلم على ما تقدم، وحذفه منه باقيه الذي نبهنا عليه، وغرضه من هذا الاقتصار إيهام القارئ أن هذا رأي خاص لابن عباس لا قول للنبي صلى الله عليه وسلم جرى الناس عليه مدة حياته وحياة أبي بكر وصدرًا من خلافة عمر رضي الله عنهم؛ ليسهل بهذا كله أمر المطاعن التي عمد إلى توجيهها للحبر من أنها من رخصه التي حذر العلماء منها، ومن هناته التي عرفت عنه في آرائه المتطرفة!
ألا فليعلم الكوثري أن دسائسه الخبيثة قد أصبحت معلومة عند كل أحد من طلاب الحق، وأن الغيورين من أبناء هذا العصر سيقعدون له كل مرصد، وسيكيلون له الجزاء الأوفى انتقاماً منه في تعرضه لمن برأهم الله مما قال، من أئمة الإسلام وحماته.
ثم يقال له أيضاً: إنك بتهجمك على شيخ الإسلام ابن تيمية وتلامذته المحققين في مثل هذا اليوم الذي تبينت فيه حقائقهم الناصعة للصغير والكبير قد جئت متأخراً، وفي يوم لم يعد لإثارتك العواصف حولهم بالذي يجديك نفعاً وفائدة، فقد انتشرت مؤلفاتهم النفيسة التي علم كل منصف كان يعتقد فيهم السوء قبل أن يطلع عليها أنه على خطأ فيما قاله فيهم واعتقده، فتاب إلى الله وسأله العفو والصفح.
جئت (يا أستاذ) في وقت غير ملائم لنشر أضاليلك والاغترار بأباطيلك، وقد أصبح شيخ الإسلام فيه لا يُذكر إلا بكل تجلة واحترام، وكادت كلمة الكل تتفق على أنه هو عالم الإسلام الفذ، وسيفه البتار الذي يقطع به عنق كل مبتدع ضال، وهذا قليل في حق رجل كانت مؤلفاته الغالية هي النبراس الذي سار على ضوئه معلمو هذا العصر في هد كل بدعة ألصقت بالدين، وحل كل إشكال وُجه إليه وإلى تعاليمه المقدسة.
جئت بعد أن مضى أقرانك الذين ملأوا الدنيا صياحاً وتهويلاً ضده وتلامذته، فصادف صياحهم إذ ذاك قبولاً من قوم لا يعلمون، فعليك وقد جئت في هذا اليوم الذي أصبحتَ فيه فريداً وحيداً لا معين ولا نصير أن تندب حظك السيئ، وطالعك النحس الذي من جرائه ستقع في حيص بيص ولابد:
هذا جزاء امرءًا أقرانه درجوا
من بعده فتمنى فسحة الأجلِ
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[08 - 04 - 08, 07:34 م]ـ
بارك الله فيكم أبامصعب.
محبكم / أبومحمد.
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 08:18 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على ما تقدمه
وحقيقة استغرب من المدافعين عن الكوثري هل يهون عليهم الصحابة والعلماء والذين طعن في الكوثري لكي يدافعوا عنه بهذه الطريقة؟
واذكر أني اشتريت قبل سنوات من مصر كتاب صغير فيه مجموعة ردود على الكوثري منها رد البيطار وغيره فهل هذا متوفر لديكم فإن لم يكن سأحاول رفعه على الملتقى.
ـ[أبو فيصل بن صالح]ــــــــ[08 - 04 - 08, 10:59 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخ سليمان
هل المجلة المذكورة موجودة على الشيكة؟
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[09 - 04 - 08, 12:38 ص]ـ
اتق الله ياشيخ سليمان ولاتطعن في العلماء وخاصة الاموات فقد افضوا الى ما قدموا
ومن الذي ماساء قط
وعلينا الاستفادة من علم الكوثري ولا داعي لتتبع اخطائه!!!!
للأسف هذا لسان مقال البعض ولسان حال آخرين.
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك. حبذا لو زدتنا بما جاء في تلميذه المخلص (ابو زاهد ابن مرزوق!!!)
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[09 - 04 - 08, 08:13 ص]ـ
أعتذر منك أخي العزيز -عبد المصور- شديد العذر وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه من زللي وخطئي ..
فما كتبت ما حذف إلا عن سوء فهم، وكنت أود أنك وضعت الكلام الأول بين حاصرتين حتى لا يزل مثلي ..
ولا والله ما كتبت ردي عليك بالإمس وقد حذف إلا غيرة على السنة، ونصرة لله ولدينه، ولكن ما كل ما يفعله المرء يصيب فيه ..
أعتذر منك مرة أخرى "والعذر عند كرام الناس مقبول" ..
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 09:17 ص]ـ
عبدالعزيز الرشيد هذا هو مؤسس أول مدرسة في الكويت المدرسة المباركية
وقد كانت تدرس فيها العقيدة السلفية
سقى الله تلك الأيام
ـ[العوضي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 10:35 ص]ـ
خارج الموضوع:
موضوع عن المجلة و مؤسسها
http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&*******ID=162
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 11:31 ص]ـ
الأخ الكريم: أبامحمد: وبارك ربي فيك. وننتظر طلتك!
الأخ الكريم: العوضي: وفيك بارك ربي، وصدقت.
الأخ الكريم: أبافيصل: وجزاك الله خيرًا. لاأعلم أنها على الشبكة، إنما تباع في مجلد واحد، أعيد طبعها حديثًا.
الأخ الكريم: عبدالمصور: بارك الله فيك. صدقت، وللأسف أن بعضهم يفعل هذا نكاية بأهل السنة، بعد أن انتكس عنها - والعياذ بالله -.
الأخ الكريم: عبدالله بن سالم: شكرًا لمرورك.
الأخ الكريم: عبدالله الخليفي: جزاك الله خيرًا. ورحم الشيخ عبدالعزيز، فقد كانت له جهود طيبة في نشر عقيدة السلف والدفاع عنها. كتب عنه د. يعقوب الحجي كتابًا مهمًا: " الشيخ عبدالعزيز الرشيد، سيرة حياته ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/64)
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[18 - 04 - 08, 05:01 م]ـ
ما شاء الله .. فائدة حسنة
جزاكم الله خيرا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 05:43 م]ـ
وبارك فيك أخي أبايوسف ..
يرفع ليراه من تربى على عقيدة أهل السنة، ثم ارتكس وانتكس - والعياذ بالله -؛ فأصبح بوقًا في هذه البلاد للقبورية - بتستر يقتضيه الحال! -.
رده الله ومن انخدع به، أو كفانا شره، وفضحه على رؤوس الأشهاد ..
وأعيد له ماقاله الشيخ عبدالعزيز: (ألا فليعلم .. أن دسائسه الخبيثة قد أصبحت معلومة عند كل أحد من طلاب الحق، وأن الغيورين من أبناء هذا العصر سيقعدون له كل مرصد، وسيكيلون له الجزاء الأوفى انتقاماً منه في تعرضه لمن برأهم الله مما قال، من أئمة الإسلام وحماته) ..
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[01 - 05 - 08, 11:52 م]ـ
يرفع ليراه من تربى على عقيدة أهل السنة، ثم ارتكس وانتكس - والعياذ بالله -؛ فأصبح بوقًا في هذه البلاد للقبورية - بتستر يقتضيه الحال! -.
.
بارك الله فيك يا شيخ سليمان، لكن من تقصد بكلامك هذا؟ فليس كل الإخوان من أهل نجد والسعودية ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 05 - 08, 02:01 ص]ـ
أي إخوان؟
أخي " العضو الجديد " العباسي ..
من أعنيه: هو من تربى على عقيدة أهل السنة .. ثم انتكس عنها لغرض لن ينجيه عند الله.
إما:
- لحقد قديم ..
- أو محبة للظهور ولو بالتقلب والمخالفة ..
- أو لمجالسته المبتدعة وتقبيلهم يديه الشريفتين!
- أو
- أو
من المقاصد الخسيسة .. التي يصدق في صاحبها قوله تعالى:
(?وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ
وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ? ..
وفقكم الباري ..
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[02 - 05 - 08, 04:09 م]ـ
أخي "العضو النشيط" الخراشي
بارك الله فيك .. وجزاك خيراً.
وأقصد بالإخوان الإخوة الفضلاء من طلاب العلم والمشايخ المشاركين في المنتدى.
ـ[حمد القحيصان]ــــــــ[02 - 05 - 08, 04:27 م]ـ
الأخ الحبيب:- سُليمان الخراشي - وفقَهُ الله -
أحبَبناكَ في اللهِ ونسألُهُ جَلَّ جَلالُه أن نَكونَ وإياكَ تحتَ ظِلِّهِ سُبحانَه ’’ آمين ‘‘
جُعِلتَ مِمَّن كُتِبَ عندَ إسمِهِ " مَعتوقٌ من النار "
زِد بارَك الله بِك وزادَكَ عِلماً وجَعَلَك شوكَةً في حُلوقِ أهلِ البِدَعَ والأهواء!
مِن المُتابِعين لك.(48/65)
فائدة 1 ما معنة الميزان في اللغة والشرع؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[09 - 04 - 08, 06:53 ص]ـ
ما معنة الميزان في اللغة والشرع؟
من المعاجم مع المصادر بارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[10 - 04 - 08, 10:03 م]ـ
ما معنة الميزان في اللغة والشرع؟
من المعاجم مع المصادر بارك الله فيكم
قصدك ما معنى وأنا أفيدك من المعاجم والمصادر
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[11 - 04 - 08, 12:46 ص]ـ
قصدك ما معنى وأنا أفيدك من المعاجم والمصادر
قصدي ما معنى الميزان في اللغة والشرع من كتب المعاجم بارك الله فيك
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[11 - 04 - 08, 02:24 ص]ـ
وزن
الميزانُ معروف، وأصله مِوْزانٌ. وقام ميزان النهار، أي انتصفَ. ووَزَنْتُ الشيء وَزْناً وزِنَةً. ويقال: وَزَنْتُ فلاناً ووَزَنْتُ لفلان. قال تعالى: " وإذا كالوهُمْ أو وَزَنوهمْ يُخْسِرونَ ". وهذا يَزِنُ درهماً. ودرهمُ وازِنٌ، أي تامٌّ. وقال الشاعر:
مثلُ العصافير أحلاماً ومقدرةً ... لو يوزَنونَ بزِفِّ الريشِ ما وزنوا
ووازَنْتُ بين الشيئين مُوازَنَةً ووِزاناً. وهذا يُوازِنُ هذا، إذا كان على زِنَتِهِ أو كان محاذيه. ويقال: وَزَنَ المُعْطي، واتَّزَنَ الآخِذُ، كما يقال نَقَدَ المُعْطي وانتقد الآخذ
الصحاح
(وزن) الوَزْنُ رَوْزُ الثِّقَلِ والخِفَّةِ الليث الوَزْنُ ثَقْلُ شيء بشيء مثلِه كأَوزان الدراهم ومثله الرَّزْنُ وَزَنَ الشيءَ وَزْناً وزِنَةً قال سيبويه اتَّزَنَ يكون على الاتخاذ وعلى المُطاوعة وإِنه لحَسَنُ الوِزْنَةِ أَي الوَزْنِ جاؤوا به على الأَصل ولم يُعِلُّوه لأَنه ليس بمصدر إِنما هو هيئة الحال وقالوا هذا درهم وَزْناً ووَزْنٌ النصب على المصدر الموضوع في موضع الحال والرفع على الصفة كأَنك قلت موزون أَو وازِنٌ قال أَبو منصور ورأَيت العرب يسمون الأَوْزانَ التي يُوزَنُ بها التمر وغيره المُسَوَّاةَ من ا لحجارة والحديد المَوَازِينَ واحدها مِيزان وهي المَثَاقِيلُ واحدها مِثْقال ويقال للآلة التي يُوزَنُ بها الأَشياء مِيزانٌ أَيضاً قال الجوهري أَصله مِوْزانٌ انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها وجمعه مَوَازين وجائز أَن تقول للمِيزانِ الواحد بأَوْزانِه مَوازِينُ قال الله تعالى ونَضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ يريد نَضَعُ المِيزانَ القِسْطَ وفي التنزيل العزيز والوَزْنُ يومئِذٍ الحَقُّ فمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُه فأُولئك هم المفلحون وقوله تعالى فأَمّا من ثَقُلَتْ مَوَازِينُه وأَما مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُه قال ثعلب إِنما أَرادَ مَنْ ثَقُلَ وَزْنُه أَو خَفّ وَزْنُه فوضع الاسم الذي هو الميزان موضع المصدر قال الزجاج اختلف الناس في ذكر الميزان في القيامة فجاء في التفسير أَنه مِيزانٌ له كِفَّتانِ وأَن المِيزانَ أُنزل في الدنيا ليتعامل الناس بالعَدْل وتُوزَنَ به الأَعمالُ وروى جُوَيْبر عن الضَّحَّاك أَن الميزان العَدْلُ قال وذهب إِلى قوله هذا وَزْنُ هذا وإِن لم يكن ما يُوزَنُ وتأْويله أَنه قد قام في النفس مساوياً لغيره كما يقوم الوَزْنُ في مَرْآةِ العين وقال بعضهم الميزانُ الكتاب الذي فيه أَعمال الخَلْق قال ابن سيده وهذا كله في باب اللغة والاحتجاج سائغٌ إِلا أَن الأَولى أَن يُتَّبَعَ ما جاء بالأَسانيد الصحاح فإِن جاء في الخبر أَنه مِيزانٌ له كِفَّتانِ من حيث يَنْقُلُ أَهلُ الثِّقَة فينبغي أَن يُقْبل ذلك وقوله تعالى فلا نُقِيمُ لهم يوم القيامة وَزْناً قال أَبو العباس قال ابن الأَعرابي العرب تقول ما لفلان عندي وَزْنٌ أَي قَدْرٌ لخسته وقال غيره معناه خِفّةُ مَوَازينهم من الحَسَنات ويقال وَزَنَ فلانٌ الدراهمَ وَزْناً بالميزان وإِذا كاله فقد وَزَنَه أَيضاً ويقال وَزَنَ الشيء إِذا قدَّره ووزن ثمر النخل إِذا خَرَصَه وفي حديث ابن عباس وسئل عن السلف في النخل فقال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بَيْعِ النخل حتى يؤكل منه وحتى يُوزَنَ قلت وما يُوزَنُ؟ فقال رجل عنده حتى يُحْزَرَ قال أَبو منصور جعل الحَزْر وَزْناً لأَنه تقدير وخَرْصٌ وفي طريق أُخرى نهى عن بيع الثمار قبل أَن توزن وفي رواية حتى تُوزَنَ أَي تُحْزَرَ وتُخْرَصَ قال ابن الأَثير سماه وَزْناً لأَن الخارص يَحْزُرُها ويُقَدِّرُها فيكون كالوزن لها قال ووجه النهي أَمران أَحدهما تحصين الأَموال
لسان العرب
(وزن)
الشيء (يزن) وزنا وزنة رجح والشيء قدره بوساطة الميزان ورفعه بيده ليعرف ثقله وخفته وقدره يقال وزن الكلام وخرصه وحزره يقال وزن ثمر النخل والدراهم له نقدها بعد الوزن والشيء درهما كان بوزنه ونفسه على الأمر وطنها عليه والشعر قطعه وميز بين ثقله وخفته ونظمه موافقا للميزان العروضي
(وزن) (يوزن) وزانة كان متثبتا وكان وزين الرأي وثقل فهو وزين
(أوزن) نفسه على الأمر وطنها عليه
(وازن) بين الشيئين موازنة ووزانا ساوى وعادل والشيء الشيء ساواه في الوزن وعادله وقابله وحاذاه وفلانا كافأه على فعاله
(اتزن) العدل اعتدل بالآخر وصار مساويا له في الثقل والخفة والشيئان تساويا في الوزن وفلان الدراهم أخذها بعد الوزن
المعجم الوسيط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/66)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[11 - 04 - 08, 11:11 ص]ـ
هذا تعريفه في اللغة ما تعريفه في الشرع بارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[11 - 04 - 08, 02:54 م]ـ
وفيكم بارك الله
جاء في شرح الطحاوية للراجحي
وأهل السنة يؤمنون بأن الميزان الذي توزن به الحسنات والسيئات حق، قالوا: وله لسان وكفتان توزن بهما صحائف الأعمال، وهو ميزان حسي
وفي التحفة السنية
ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالميزان الذي ينصب يوم القيامة (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء47). فتوزن الأعمال والدواوين والأشخاص. وهو ميزان حقيقي له كفتان يوضع على كفه الحسنات ويوضع على كفة السيئات. ومن ذلك حديث البطاقة. والشاهد فيه ذكر الكفتين وهو قوله (فتوضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة) وجاء في بعض الآثار (له لسان وكِفتان) وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما , ذكره أبوالشيخ من طريق الكلبي , ويروي أيضاً عن الحسن , ولم يأت ذكر اللسان في حديث مرفوع. وأحاديث الميزان متواترة , والقرآن مليء بالآيات عن الميزان , وهي موازين تزن بمثاقيل الذر (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)
وفي شرح السنة للبربهاري
والإيمان بالميزان يوم القيامة يوزن فيه الخير والشر له كفتان وله لسان
وفي شرح فتح المجيد
[المسألة التاسعة عشرة: معرفة أن الميزان له كفتان].
كون الميزان له كفتان هذا بالنص؛ لأنه قال: (لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع وضعت في كفة و (لا إله إلا الله) في كفة)، والله جل وعلا خاطبنا بلغة العرب، ولغة العرب الميزان فيها يطلق على ما يكون له الكفتان اللتان يوزن بها، فيوضع في جانب منه شيء وفي الجانب الآخر شيء آخر، ثم هل نَصِفُ الميزان بأن له لساناً؟ والجواب: لا يلزم؛ لأنه إذا جاء النص بذلك لزم، وإذا لم يأت فأمور الآخرة لا تقاس على أمور الدنيا، وأحوال الآخرة وما يقيمه الله جل وعلا لعباده لا يقاس بما نتعارف عليه في الدنيا حتى يأتي النص.
وفي لوامع الأنوار البهية
نؤمن بأن الميزان الذي توزن به الحسنات والسيئات حق، قالوا: وله لسان وكفتان توزن به صحائف الأعمال، قال ابن عباس - رضي الله عنهما: توزن الحسنات في أحسن صورة، والسيئات في أقبح صورة.
قال العلامة الشيخ مرعي في بهجته:
الصحيح أن المراد بالميزان الميزان الحقيقي لا مجرد العدل خلافا لبعضهم.
وقال القرطبي في تذكرته:
قال العلماء: إذا انقضى الحساب كان بعده وزن الأعمال؛ لأن الوزن للجزاء، فينبغي أن يكون بعد المحاسبة لتقرير الأعمال والوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها، قال الله تعالى: ({وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ})، وقال تعالى: ({فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ})، والحاصل أن الإيمان بالميزان كأخذ الصحف ثابت بالكتاب والسنة والإجماع
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[25 - 08 - 08, 07:01 ص]ـ
جزاك الله خيراً(48/67)
فوائد في باب التكفير للشيخ الدكتور سفر الحوالي في كتابه ظاهرة الإرجاء ... (4)
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[09 - 04 - 08, 03:13 م]ـ
الحمد لله، وصلى الله على نبينا محمد، وبعد،،،:
فهذه الفهرسة الرابعة في باب التكفير للشيخ الدكتور سفر الحوالي في كتابه ظاهرة الإرجاء ...
انقسام أصحاب الدعوات اليوم ص 16:-
فالمشاهد اليوم أن أصحاب الدعوات ينقسمون غالباً فريقين، وكل فريق تتوزعه فرق وآراء واجتهادات:
أحدهما: فطن إلى أصل القضية ومكمن الداء، فأراد أن يصحح الأصول، ويجلي بدهيات الدين، ويربط ذلك بالعمل وضرورته، لكنه سلك في سبيل ذلك حرفية عقيمة في الفهم، وإشارة موغلة في الغلو، ظاناً أن هذا هو منهج العزيمة والاستقامة، فوقع في طامة التكفير أعني تكفير أعيان عوام المسلمين من المخالفين، وهكذا نفر من بدعة ليقع في بدعة شر منها، وسد على نفسه منافذ الاتصال بالناس، وإيصال الحق لقلوبهم، فتحولت دعوته إلى نظرية عقيمة، تتآكل كل يوم، وتفرز بدعا جديدة، واستتبع ذلك انحرافا خطيرا في منهج التلقي والاستمداد، حيث وضعت أصول ومعايير لا تقل شرا وخطرا عن شرائع الطواغيت الوضعية.
والآخر: انطلق في دعوته بدون منهج واضح، ولا تصور اعتقادي متكامل، فلم يتناول الأمر بالتأصيل العلمي، بل بالتهويش العاطفي، فكان أن واجهه أصحاب الفريق الأول بأصول وقواعد لا يملك مثلها ولا يستطيع ردها، فهرب من التكفير إلى التبرير وأخذ يسند هذا الواقع ويؤصله بنظريات بدعية، ووجد في مذهب المرجئة الذي أصبح كما قلنا هو الظاهرة الفكرية العامة بغية وسندا، فنسي نفسه ونسي مهمته الأساس وهي تغيير هذا الواقع لا تبريره.
فالفريق الأول: أعاد مذهب الحرورية جذعا.
والآخر: أحيا مذهب المرجئة غضا، ونقله من الدوائر الأكاديمية التقليدية إلى منهج العمل والتغيير!!.
الرد على من اتهم بن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب بأنهم يكفرون المسلمين ص 83:-
بل إن هؤلاء القليل ـ الذين ساروا على منهج أهل السنة ـ عندما يَدعون إلى تصحيح الإيمان وتجلية معانيه، ويبينون للأمة الكفر وضروبه وخطره، نجدها تقف في وجوههم متهمة إياهم بتكفير المسلمين، كما حصل لشيخ الإسلام بن تيمية، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والشهيد سيد قطب، رحمهم الله، وأمثالهم، ويعرضون عن تصريح هؤلاء العلماء بأنهم لا يقصدون تكفير الأعيان، بل تصحيح حقائق الدين في القلوب والأذهان.
ثم قال المؤلف في الحاشية: ذلك أن تصحيح العقيدة له أصل ضروري، وواجب حتمي لا يحل السكوت عنه، أما الحكم على الأعيان فأمر تطبيقي تبعي له شروطه وضوابطه، ويجوز الخلاف فيه ما دام اجتهاديا.
ترك تكفير الزنادقة والساخرين بالدين والكتاب والشعراء أنتج كفراً ص 83:
ولهذا تجرأ الملاحدة، زعماء، وكتّاب، على دين الله سخرية واستهزاء، وأصبح هذا ميداناً للزعماء والمفكرين، وملهاة للشعراء والصحفيين، وجرت ألفاظ الاستهزاء على ألسنة العوام، فأصبحت في بعض الأحيان والبلدان كالسلام، وعم البلاء حتى تعدى مجال الإستهزاء إلى مجال الكفر الجاد الجلي الذي كان أمرا محظورا، ولو عرفا وعادة، فنسي الناس تكفير الباطنية، والقرامطة، والدروز، والنصيرية وأشباههم، بل نسي بعضهم أو شك في كفر اليهود والنصارى وأمثالهم، وغاب عنهم تماما كفر طواغيت الدجل، والخرافة، والسحر، بل سموهم أولياء وصالحين، وأما طواغيت الحكم والتشريع فقد نسخوا شريعة الله جهارا نهارا، وحكموا شرائع الطاغوت في الدماء والأعراض والأموال.
الفرق بين الكافر العصري وكفار الماضي من حيث العبودية والسبب:-
إن الكافر العصري (الأوربي خاصة) بظلمه وجهله ونسيانه، يغفل عن أعظم غاية يفتقر إليها قلبه، وهي الإيمان بالله عز وجل، وينسى أن جوعة الإيمان لا يسد رمقها أي نوع من ملاذ الدنيا ومتاعها الزائل وغاياتها الدنيئة، وهو إذ يحس ذلك من نفسه ويرى أنها غير مستسلمة لله ومنقادة لأمره، لا يرضى أن ينسب للعبودية بل ينكر أن يكون يعبد شيئاً بإطلاق، وهو بهذا يفتقد الصراحة التي كان كفار الماضي يتمسكون بها مع أنفسهم، فقد كانوا مقرين بالعبودية لمعبوداتهم حتى إنهم ليسمون أنفسهم (عبد اللات، وعبد العزى، وعبد يغوث) ونحوها مما هو كثير في أسمائهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/68)
ثم قال المؤلف بعد ذلك بأسطر مبينا السبب:
ولعل مرجع ذلك أن الإنسان المعاصر قد صدق المزاعم الهدامة، التي بثها دعاة الضلالة من الخارجين عن الكنيسة النصرانية الوثنية، أمثال " جوليان هكسلي " و " سارتر " ونحوهما، تلك المزاعم التي تدعي أن الإنسان اختلق فكرة الألوهية لما كان محتاجا إليها، أما الآن فقد أصبح هو نفسه الإله!!
الكفار مربوبون لله قهرا، وهناك قضية أخرى ص 150:
إن كثيراً من المسلمين ولله الحمد يدركون حقيقة إسلام الكون القهري لله تعالى، فلا يتطرق إليهم الشك في أن الكفار أوربا وأمريكا مربوبون لله تعالى، من حيث هو خالقهم ورازقهم ومدبر أمورهم، ولكنهم مع ذلك لا يدركون الجانب الآخر من الحقيقة، وهو أن هؤلاء الكفار عبيد أرقاء مغرقون في العبودية والرق لغير الله، ولا غرابة في خفاء ذلك على أكثر المسلمين، لأنهم هم واقعون في شرك الإرادة التي لا يشعرون بها، حتى البلاد التي عافاها الله فتخلصت من شرك التقرب والتنسك لغير الله، غزاها الشيطان بشرك الإرادة، وفتنها ما فتح الله عليها من كنوز الأرض، فانكب أهلها على الدنيا انكباب الغافلين، وعبدوا الدرهم والدينار بل التراب والعقار، وتحولت العقيدة الصحيحة إلى نظرية ذهنية موروثة، وحتى شكلها النظري لم يبق منه لدى العامة إلا معان شاحبة إلا من سلّم الله وحفظ.
ثم قال المؤلف في الحاشية:
ومن أجلى مظاهر ذلك أن سحر الدنيا أذاب عقيدة الولاء للمؤمنين، والبراء من المشركين، فترى الشيخ الكبير الذي أفنى زهرة شبابه في جهاد المشركين، وقد أصبح المشرك جليسه وأكيله وشريكه في تجارته، وأمين سره، ووكيل أعماله والمشركة المربية لأولاده، وعشيرة نسائه، بل ربما أصبح بيته يجمع أديانا كثيرة، وطرائق قددا، والله المستعان!!
تعليق المؤلف على موقف الإمام أحمد في عدم الخروج على الدولة العباسية وعدم تبديع أحمد بن
نصر الخزاعي رحمه الله ص 263:
فقد صرح به ـ ترجيح موقف الممسكين عن الفتنة في عهد الصحابة ـ إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل , وبني عليه موقفه في رفض الخروج على الدولة العباسية ثم قال المؤلف في الحاشية:
وقد ظهر صدق هذا الموقف حين رجع المتوكل إلى السنة , وانقلبت الدولة على رؤوس المبتدعة تنكيلا , وهذا جزاء الصبر وبركة أتباع النصوص , فللسيف موضعه، وللحجة موضعها , والنصوص هي الحكم ويعطي الله البصيرة من يشاء من عباده، فينزل النصوص على الواقع، ويصيب مناط الحكم، هذا ويلاحظ من كلام الإمام أن المسألة اجتهادية مصلحية , لا يترتب على الخلاف فيها تبديع وتضليل , وهكذا كان موقفه من أحمد بن نصر الخزاعي رحمه الله.
من مناهج الخوارج ص 289:
فهم ـ الخوارج ـ يقيمون الدنيا ويقعدونها , ويثورن ويحجمون من أجل إثبات قضية , قد لا تكون ذات شأن , لكنهم يرون أن عدم إثباتها كفر وضلال , فإذا ما تحقق لهم ذلك نكصوا ونكسوا رؤوسهم وقالوا: قد كنا مخطئين بل كافرين حين فعلنا ذلك , فيثورون ويشتطون أشد من الأول من أجل إبطال ما أثبتوا , والتراجع عما قرروه ويرون ضد ذلك كفرا!!
العلة الحقيقة لظهور الخوارج ص300:
والعلة الحقيقة لظهور الخوارج هي علة نفسية جبلية , هي أن النفوس البشرية لا تنضبط دائما على المنهج العدل الوسط , بل تجنح عنه ذات اليمن أو ذات الشمال , إما الإيغال المهلك , وإما التفريط المسرف , وقد وقعت الخوارج في الأول كما وقعت المرجئة في الآخر، وإنما تنضبط النفوس بالتزكية المستمرة، والتقويم الدائم، كما حصل للجيل الأول.
الهدف من دراسة ظاهرة الخوارج في نظر المؤلف ص 302:
ومن هنا كان لابد من معرفتهم ودراسة فكرهم ومنهجهم _ الخوارج _ ليُحذر ويُجتنب أولاً , ولضمان عدم نشوء رد الفعل المقابل وهو الإرجاء ثانيا.
العذر بالجهل ص 494:
والأكثر مخالفة لمذهب السلف هو اعتقاد تكفير من جهل شيئا من أركان الشريعة بإطلاق؛ فإن الإنسان قد يجهل حكما هو عند غيره معلوم قطعي ويكون مع ذلك معذورا على تفصيل ليس هذا موضعه.
موقف أهل السنة من المبتدعة من حيث التكفير وعدمه ص494:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/69)
هذا مع أن أهل السنة والجماعة لايكفرون أهل البدع من أصحاب الصلاة، إذا كانوا متأولين ومن تجرد كلامه عن التأويل وكان مذهبه على سبيل المحاداة والمعاندة للدين يكفر، لكنه قد يعامل معاملة المنافق ظاهرا، ولهم تفصيل يدل على أنهم أصحاب القسطاس المستقيم.
التخبط في مسألة التكفير عند المرجئة ص 544:
ومن أفسد الأصول التي بناها المرجئة على هذا الاعتقاد، أي انحصار الإيمان في التصديق القلبي وحده، أنهم حصروا الكفر في التكذيب القلبي أيضا حتى إنهم لم يعتبروا الأعمال الكفرية كالسجود للصنم، وإهانة المصحف، وسب الرسول ? إلا دلالات على انتفاء التصديق القلبي، وليست مكفرة بذاتها.
وكان لهذه العقيدة آثار عميقة المدى على الأمة، بل هي في عصرنا هذا أساس للضلال والتخبط الواقع في مسألة التكفير، ومنها نشأ التوسع في استخدام " شرط الاستحلال " حتى اشترطوه في أعمال الكفر الصريحة؛ كإهانة المصحف، وسب الرسول ? وإلغاء شريعة الله، فقالوا: لا يكفر فاعلها إلا إذا كان مستحلا بقلبه!! واشترط بعضهم مساءلة المرتد قبل الحكم عليه، فإن أقر أنه يعتقد أن فعله كفر كُفر، وإن قال: إنه مصدق بقلبه ويعتقد أن الإسلام أفضل مما هو عليه من الردة لم يكفروه.
التكفير عند الأشاعرة ص 545:
أنهم – المرجئة - حصروا الكفر في التكذيب القلبي أيضا حتى إنهم لم يعتبروا الأعمال الكفرية كالسجود للصنم، وإهانة المصحف، وسب الرسول ? إلا دلالات على انتفاء التصديق القلبي، وليست مكفرة بذاتها.
قال المؤلف في الحاشية:
وهذا من الأصول الثابتة في مذهب الأشاعرة قديما وحديثا، ومن أعظم الرد عليهم أن الأشعري نفسه في المقالات ذكر هذه الأقوال نفسها عن فرق المرجئة، كالجهمية، والصالحية والمريسية، وهذا يدل على صحة ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية مرارا، وما استنتجناه من بحثنا هذا وهو أن الأشاعرة على مذهب جهم والصالحي وإن غيروا قليلا.
من ضوابط التكفير التفريق بين من يطيع محبة ورضا، وبين من يطيع إكراها وقهرا ص 587:
والعبادة تتضمن كمال الحب ونهايته وكمال الذل ونهايته، فالمحبوب الذي يعظم ولا يذل له لا يكون معبودا، والمعظم الذي لا يحب لا يكون معبودا.
قال المؤلف في الحاشية: وهذا مما يفرق به بين حكم أتباع طواغيت التدين والخرافة، و أتباع طواغيت الحكم المرتدين (أي في الحكم الظاهر في الدنيا لا ما عند الله) فإن أتباع الأحبار والرهبان ونحوهم كمشايخ الطرق الغلاة، وأئمة الفرق الدينية المرتدة يتبعون رؤساءهم تدينا وتعبدا، فيجمعون لهم بين التعظيم والمحبة والذل والطاعة، فلهذا كان عملهم ذلك شركا في الربوبية، وسمى الله تعالى متبوعيهم أربابا فقال (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)، ومن هنا استوى حكم الأتباع مع حكم المتبوعين في الكفر والضلال.
وهذا بخلاف أتباع طواغيت الحكم والقهر، فإن شبهة الإكراه في حقهم واضحة، والله تعالى لم يخبر عن فرعون وأمثاله أن قومه اتخذوه ربا وعبدوه كما أخبر عن الأحبار والرهبان، وإنما أخبر أنه هو ادعى الربوبية، وأما قوله تعالى (فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون) فمعناه خاضعون خضوعا لا يلزم منه المحبة والتعظيم، بل كانوا يسومونهم سوء العذاب ويذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، فأتباع طواغيت القهر المرتدين دعوى الإكراه منهم أو الإعذار به من غيرهم لها وجه؛ لأن تسلطهم وجبروتهم يستدعي أن يقدم الأتباع لهم الطاعة والذل وإظهار الموافقة، مع احتمال إبطان الكره والبغض، ولهذا قد تنتهي العبودية لهم بانتهاء دولتهم، كما حصل في مصر حين حكمها صلاح الدين، فانتقل أهلها من إظهار الرفض والزندقة إلى الإسلام والسنة دون عناء، فتكفير هؤلاء الأتباع مطلقا غلو وإسراف.
أما من جمع منهم بين المحبة والذل والتعظيم للطواغيت، فهذا موافق لهم على ردتهم وحكمه حكمهم بلا خفاء، ولكن معرفة ذلك على الحقيقة ليس بالأمر اليسير بالنسبة لكل أحد من الأتباع؛ لاشتباهه واختلاطه بمن يتبعهم هوى وشهوة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/70)
والمقصود بيان أن ماجاء في كتابات بعض الدعاة المعاصرين في هذه القضية من إطلاق التسوية بين الطائفتين من الأتباع يجب تقييده، وأن قياسهم الشعوب الإسلامية على الأتباع والمستضعفين من الكفار، الذين ذكر الله مناظرتهم لمتبوعيهم في النار، وبراءتهم منهم حين لا تنفع البراءة قياس فيه غلو وإسراف، نعم هؤلاء الأتباع مسؤولون ومؤاخذون كل بحسبه، ولكن التكفير بالجملة والعموم أمر آخر.
من ضوابط تكفير المعين تحقق الشروط وانتفاء الموانع ص 628:
الحكم على المعين الذي لا بد فيه من تحقق الشروط وانتفاء الموانع كما هو من أصول مذهب أهل السنة والجماعة الذين هم أعدل الناس، وأرحم الناس.
مقولة مؤمن باطنا كافر ظاهرا ص643:
ولهذا ينقد شيخ الإسلام ابن تيمية بقوة العبارة التي يستخدمها بعض الفقهاء في حق من صدرت منهم أعمال كفرية صريحة، وهي قولهم " كافر ظاهرا مؤمن باطنا "، مبينا أنها لوثة من لوثات الإرجاء.
الخوارج في الزمن المعاصر خرجوا من المرجئة ص695:
وكان خوارج عصرنا رد فعل لمرجئتهم، فقد تولد التكفير الغالي في أحضان المرجئة الغالية، عكس ما حصل في القرن الأول من تولد الإرجاء في أحضان الخروج.
كفر الإباء والاستكبار ص706:
كفر إبليس هو كفر إباء واستكبار كما أسلفنا من جنس من يقول: لن أصلي ولن أزكي، وكفر اليهود كفر حسد وبغي كما في مواضع من القرآن، فهو من جنس من يقول: إن كان فلان هو من يبلغني أمر الله فلن أطيعه، فإبليس اعترض على الشارع في نفس أمره، واليهود اعترضوا عليه في اختيار من يبلغ الأمر، كما قال الحبران في القصة المتقدمة: " لو كنت من نسل داود لاتبعناك ".
حصر الكفر بالاستحلال مخالف لأصول أهل السنة ص711:
وحصر الكفر في الاستحلال أمر ناقص، ومجانب للصواب، ومخالف لأصول أهل السنة والجماعة من عدة أمور:
أولاً: إن الكفر يكون:
1ـ بالاعتقاد في القلب كمن أعتقد أن لله ندا أو شريكا أو مثيلا.
2ـ ويكون بالقول باللسان كمن سب الله ورسوله، ومدح الأصنام وهجا الأنبياء واستهزأ بالدين.
3ـ ويكون بالعمل الظاهر كمن يقاتل الأنبياء، ويعذب أتباعهم ويهدم المساجد، ويحرق المصاحف ويذبح لغير الله ويسجد للأصنام ويتعلم السحر أو يعلمه، ويقاتل المؤمنين مع الكافرين أو ينصرهم بالمال والسلاح على المؤمنين، فحصر الكفر في قول القلب وحده ضلال عظيم، وخطأ بيّن إن لم يكن كفراً صريحاً، كما حال من صرح به، أو التزم لوازمه ولهذا ونحوه كفر بعض السلف الجهمية، ولم يعدوهم من فرق أهل القبلة.
ثانياً: أن الاستحلال كفر برأسه، سواء فعل صاحبه ما أحل من المحرمات أو لم يفعل.
ثالثاً: أن الكفر أعظم المعاصي بإطلاق: والاستحلال ينقل المعصية التي دون الكفر إلى مرتبة الكفر بإجماع أهل السنة والمرجئة سواء , فإذا ثبت ذلك فإلى أي مرتبة ينتقل الاستحلال الكفر وليس وراءه مرتبة أخرى، بل هو بذاته كفر، فدل ذلك على أن موضوعه المعاصي التي هي دون الكفر لا الكفر، فإن اقترن بالكفر كان زيادة فيه كمن يكفر بالبعث ثم يكفر بالله.
رابعاً: أنه لا يجوز أن يقال: لا بد أن يكون المستحل مكذباً بالدين حتى يكفر كما لا يجوز أن يقال في المكذب بالدين: أن يكون مستحلاً للتكذيب، فكذلك المعاند المستكبر والشاك وغيره فتبين أنه لا يصح جعل أحد أنواع الكفر شرطاً في الأنواع الأخرى أو قيداً فيها.
خامساً: أن الاستحلال نفسه يكون بالاعتقاد والقول والعمل:
فالاعتقاد واضح , والقول كمن يقول إن الزنا أو الربا أو شرب الخمر حلال , ومن ذلك قصة قدامة بن مظعون ومن معه في شرب الخمر , والعمل كقصة الرجل الذي تزوج امرأة أبية فأمر النبي ? بقتله وتخميس ماله , ولم يأمر بسؤاله أأنت مستحل أو مقر؟.
سادساً: أن حصر الكفر في الاستحلال يقتضي أن لا يكفر أحد , يقول أنا غير مستحل وأنا أعتقد أن هذا حرام مهما عمل من المكفرات، حتى من سب الله ورسوله وأنواعه , مادام لم يصرح بالاستحلال أو صرح باعتقاد أن ذلك حرام في الشرع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/71)
سابعاً: أن حصر الكفر في الاستحلال، قد لا يلزم حتى على مذهبهم وذلك لأن كلمة " الاستحلال " لا تدل على اعتقاد حل محرم , إلا بحسب الاصطلاح، أما في اللغة بل وفي كلام الشرع فإن المستحل هو المستمرئ للحرام الذي لا يعبؤ بالتحريم ولا يبالي به، كما قال ?: " يستحلون الحر والحرير " فإذا احتاج المصطلح إلى قيد ليدل على المراد فكذلك يحتاج إلى النصوص الأخرى , فهذا اللفظ الذي لا يدل على الكفر بذاته كيف يجعلونه هو وحده مناط الكفر المناقض للإيمان دون لا سواه، ويعدلون عما ورد صريحاً في الشك والنفاق والاستكبار والإعراض والتولي نحوها مما في الكتاب والسنة.
توضيح عبارة أهل السنة " ولا نكفر أحدا حتى يستحله " ص721:
وضموا – المرجئة- إلى ذلك الاستدلال بمقولة أهل السنة: " ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب مالم يستحله " على إطلاقها فاستنتجوا من ذلك كله أن من كفّر أحداً بترك ما تركُه كفرٌ أو فعل ما فعله كفرٌ وهو غير مستحل لذلك، خرج عن قاعدة أهل السنة هذه، ووقع في مذهب الخوارج أو بعضه!! وهذا خطأ بيّن لا يخفى على من أطلع على ما سبق، ونزيد هنا فيما يتعلق بهذه العبارة فنقول:
1ـ الاستحلال عند أهل السنة والجماعة إنما متعلقه بالذنوب التي دون الشرك أو الكفر كما سبق , ولذلك يذكرون هذه العبارة في باب الرد على الخوارج والمعتزلة الذين يكفرون بالكبائر العملية التي هي جنس المعاصي كالزنا وشرب الخمر كما هو معلوم، ولو كان جنس ارتكاب المكفر من جنس فعل المعصية، وكان لا بد كل من ورد فيه أنه كافر أن يقيد بالمستحيل أو الجاحد مطلقاً كما يقولون لجاز أن نقول: " الزاني كافر " و" شارب الخمر كافر " بإطلاق , فإذا اعترضوا علينا قلنا إنما نعني به المستحل أو الجاحد , كما تقولون تارك الصلاة كافر , والحاكم بغير ما أنزل الله كافر , وتعنون المستحل أو الجاحد، والحق أن الإطلاق في الكل باطل؛ كما وأن التقييد في الكل باطل , وأن الحق في اتباع النصوص.
2ـ أن العبارة نفسها لا تدل على مرادهم بإطلاق فإن فيها التقييد بكلمة " أهل القبلة " ومعلوم أن من ترك الصلاة التي هي رأس العمل الظاهر، بل من كَفَر بأي مُكفِر كان لا يسمى عندهم من أهل القبلة.
3ـ أن العبارة فيها إطلاق تنبه أهل السنة له وإن اشتبه الأمر بعضهم، ولهذا تكلموا في تقييدها بما بدفع اللبس ويزيل الإشكال، مثل أن تصبح " ولا نكفر أحدً من أهل القبلة بكل ذنب مالم يستحله " وفي نظري أن قولنا: "ولا نكفر أحدً من أهل القبلة بكل ذنب مالم يستحلة " أوضح في المراد، وإن كانت تلك أجود في العبارة، كما أن هذه تزيل الإشكال الناشئ من كون الذنوب الاعتقادية قد تدخل في الصيغة الأولى وهي لايقال: يكفر صاحبها بالاستحلال بل يقال: يكفر بالرد والإنكار , فتأمل.
4ـ أن أهل السنة والجماعة متبعون لنصوص الشرع في كل شيء، فما جعله الشرع كفرا بإطلاق فهو عندهم كفر بإطلاق، كمن ترك الصلاة أو تعاطى السحر أو حكم بشرع غير ما أنزل الله، وسموا فاعله كافراً بإطلاق وما جعله من جنس المعصية لكن سماه كفراً سموه كفراً كذلك ولم يكفروا فاعله، بل جعلوه مرتكبا لعمل من أعمال الكفر، وشعبه من شعبه , كقتال المسلم الوارد فى الحديث.
ثم قال المؤلف: ومن نفي عنه الإيمان بفعل ما هو من جنس المعصية ينفون عنه الإيمان لكن لا يخرجونه من الإسلام، وهذا هو معني قولهم: " نثبت له مطلق الإيمان لا الإيمان المطلق " وذلك كما ورد في حديث: " لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ... " الخ.
ومن ارتكب ذنبا لم يجعله الشرع كفرا بإطلاق فهو مرتكب الكبيرة الذي وقع الخلاف فيه قديما بينهم وبين الخوارج، وحكمه عندهم في الآخرة أنه إن لم يقم به مانع من موانع إنفاذ الوعيد كالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية ونحوها فهو تحت مشيئة الله إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، ولهذا فهم يجزمون بأن بعض أهل الكبائر سيدخلون النار، وأن بعضهم لن يدخلها، كما هو مقتضى الجمع بين الأدلة في هذه المسألة، كل ذلك باتباع مطرد للنصوص، وجمع متسق بينها وفق منهج منضبط لا خلل فيه ولا اضطراب، فلو قائل قائل من أهل السنة: " ولا نكفر أحدا بذنب ما لم يستحله " وجب حمله على هذه الأصول وفهمه وفق ذلك المنهج.
لماذا قال أهل السنة عبارة "لا نكفر أحدا بذنب مالم يستحله " ص724:
ولما كان الخوارج والمعتزلة ينبزون أهل السنة والجماعة بالإرجاء، وكان المرجئة ينبزونهم بالخروج، بينوا الفوارق بينهم وبين كل من الطائفتين، ومن ذلك أنهم يكفرون من ارتكب ما هو من جنس المكفرات ولو كانت أعمالا أو تركا للعمل فليسوا إذن مرجئة.
ولا يكفرون من ارتكب ما هو جنس المعاصي ما لم يستحل ذلك فليسوا إذن خوارج، فمن هنا جاءت هذه العبارة , فتوسيع مفهومها، أو وضعها في غير موضعها غير مقبول.
حكم تارك الأركان الأربعة وسائر عمل الجوارح ص656:
وبهذا يتبين لطالب الحق أن ترك الأركان الأربعة، وسائر عمل الجوارح كفر ظاهرا وباطنا؛ لأنه ترك جنس العمل الذي هو ركن الحقيقة المركبة للإيمان، التي لا وجود لها إلا به، وهذا مما لا يجوز الخلاف فيه، ومن خالف فيه فقد دخلت عليه شبهة المرجئة شعر أو لم يشعر " أ. هـ
وبهذا انتهت الفهرسة الرابعة لكتاب ظاهرة الإرجاء وهي خاصة بمسائل في باب التكفير
أسأل الله النفع فيها.(48/72)
عاجل: ماهي أقدم الردود على قصيدة البردة
ـ[العوضي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 07:34 ص]ـ
لأن أحدهم يقول (والقصيدة قديمة كتبت عام 608 للهجره .. ولم ينكرها أحد من العلماء على العكس يعتبرونها من أفضل القصائد العربية .. ولم ينكرها أحد غير علمائكم الذين ظهر منهجهم السلفي الوهابي الجديد الذي لم يتعدى ال 100 سنة فقط!!!!)
ـ[الأحمدي العبيدي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 05:40 م]ـ
هل من أحد يحقق لنا هذا الكلام أو له مقدرة على الرد جزيتم بارك الله
"قال الشيخ بن حجر رحمه الله تعالى (8): وقد حصلت رواية هذه القصيدة وغيرها من شعر الناظم من طرق متعددة، منها – بل أعلاها -: [أني] أرويها عن شيخنا شيخ الإسلام وخاتمة الحفاظ، أبي يحيى زكريا الأنصاري الشافعي، عن العز [أبي محمد] بن الفرات، عن العز بن بدر جماعة، عن ناظمها.
وعن حافظ العصر بن حجر العسقلاني – يعني شارح "البخاري" – عن الإمام المجتهد السراج البلقيني، والسراج ابن الملقن، والحافظ زين الدين العراقي عن العز بن جماعة عن ناظمها، وأرويها أيضاً عن مشايخنا،عن الحافظ السيوطي عن جماعة منهم: الشمني الحنفي، بعضهم قراءة، وبعضهم إجازة، عن عبد الله بن علي الحنبلي. كذلك عن العز بن جماعة، عن الناظم. انتهى.
وقد اشتمل هذان الإسنادان على جملة من أساطين العلماء الأعلام المقتدى بهم في أمور الدين.
وأما غير هؤلاء، فمما لا يحصى كثرة، لأنها من زمان مؤلفها إلى هذا الآن، من رواها ألوف مؤلفة لا يدخلون تحت الحصر من أكابر العلماء وغيرهم.
فائدة: فقد شرح هذه البردة جملة من أكابر العلماء،منهم: الشيخ ابن مرزوق التلمساني المالكي، الإمام المحقق المحدث شرحين كبير وصغير (9)،، ذكر في الكبير أنواعاً من العلوم، وشرحها أيضاً العلامة المدقق جلال الدين المحلي، المفسر للقرآن وشارح " جمع الجوامع " " والمنهاج" في الفقه (10)، وشرحها الحافظ الحجة الشيخ زكريا الأنصاري (11) شيخ الإسلام، وشرحها الإمام المحدث شهاب الدين القسطلاني (12) شارح "البخاري"، واستعملها في كتابه (المواهب اللدنية) وطرز كتابه هذا بها، واستعملها في " سيرته " العلامة الحلبي مع " الهمزية "، وشرحها العلامة الثاني السعد التفتازاني قدس سره النوراني صاحب التآليف السائرة في الآفاق، وشرحها العلامة النحوي الشيخ خالد الأزهري (13) صاحب "الأزهرية " وشرح "القواعد" و "التصريح "، وشرحها العلامة المحقق شيخ زاده الرومي الحنفي صاحب " حاشية البيضاوي " في عدة مجلدات، وشرحها السيد الغبريني المقرئ – ذكره الشهاب الخفاجي في " ريحانته " – وشرحها علامة الروم الخادمي (14)، وشرحها العلامة عبد السلام المراكشي المالكي (15) وذكر خواص أبياتها، وشرحها العلامة القباني البصري، ورأيت لها ثلاثة شروح في الفارسية.
وفي شرح العلامة ابن مرزوق ما يدل أن لها شروحاً كثيرة ينقل عنها ولم يسمها.
وأما من خمسها فكثيرون جداً، وسبعها على ما شهر العلامة البيضاوي صاحب التفسير المشهور.
فهل ترى أن كل هؤلاء الناس من العلماء لم يعلموا أن فيها شركاً وكفراً، أو خطأ، وأنت أيها الجاهل علمته ونبهت عليه، وهم غفلوا عنه وما نبهوا؟!!
أم علموا ذلك وغشوا الناس .. !، فما هذا ورب الناس إلا خناس يوسوس في صدور هؤلاء الأرجاس. وسيأتيك من الحجج القاطعة لاعتراض هؤلاء الأنجاس ما يكشف عن قلبك لباس الالتباس." اهـ.
======================
(8) " المنح المكية في شرح الهمزية " لابن حجر الهيتمي 1: 109.
تقدم ذكرهما.
(9) سماه: " تعليق لطيف على بردة المديح " وفي بعض المصادر بعنوان: " الأنوار المضيئة في مدح خير البرية ".
(10) سماه: " الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة ".
(11) سماه: " مشارق الأنوار المضيئة في شرح الكواكب الدرية ".
(12) سماه: " الزبدة في شرح قصيدة البردة ". (مطبوع).
(13) سماه: " نشر الكواكب الدرية ".
(14) يعتبر هذا الشرح من أبسطها وأخصرها، يقع في أربع لوحات. وقد ضمن الشيخ خالد الأزهري هذا الشرح وما ذكره المصنف من خواص، شرحه للبردة المسمى: " الزبدة في شرح قصيدة البردة ".
(15) طبع بعنوان: " الكواكب الدرية تسبيع البردة البوصيرية في مدح خير البرية "." اهـ
(يتبع إن شاء الله تعالى .... )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/73)
منقول من كتاب نحت حديد الباطل وبرده بأدلة الحق الذابة عن صاحب البردة لمؤلفه الشيخ داود بن سليمان النقشبندي الخالدي الشافعي
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 11:28 م]ـ
هل من أحد يحقق لنا هذا الكلام أو له مقدرة على الرد جزيتم بارك الله
"قال الشيخ بن حجر رحمه الله تعالى (8): وقد حصلت رواية هذه القصيدة وغيرها من شعر الناظم من طرق متعددة، منها – بل أعلاها -: [أني] أرويها عن شيخنا شيخ الإسلام وخاتمة الحفاظ، أبي يحيى زكريا الأنصاري الشافعي، عن العز [أبي محمد] بن الفرات، عن العز بن بدر جماعة، عن ناظمها.
وعن حافظ العصر بن حجر العسقلاني – يعني شارح "البخاري" – عن الإمام المجتهد السراج البلقيني، والسراج ابن الملقن، والحافظ زين الدين العراقي عن العز بن جماعة عن ناظمها، وأرويها أيضاً عن مشايخنا،عن الحافظ السيوطي عن جماعة منهم: الشمني الحنفي، بعضهم قراءة، وبعضهم إجازة، عن عبد الله بن علي الحنبلي. كذلك عن العز بن جماعة، عن الناظم. انتهى.
وقد اشتمل هذان الإسنادان على جملة من أساطين العلماء الأعلام المقتدى بهم في أمور الدين.
وأما غير هؤلاء، فمما لا يحصى كثرة، لأنها من زمان مؤلفها إلى هذا الآن، من رواها ألوف مؤلفة لا يدخلون تحت الحصر من أكابر العلماء وغيرهم.
فائدة: فقد شرح هذه البردة جملة من أكابر العلماء،منهم: الشيخ ابن مرزوق التلمساني المالكي، الإمام المحقق المحدث شرحين كبير وصغير (9)،، ذكر في الكبير أنواعاً من العلوم، وشرحها أيضاً العلامة المدقق جلال الدين المحلي، المفسر للقرآن وشارح " جمع الجوامع " " والمنهاج" في الفقه (10)، وشرحها الحافظ الحجة الشيخ زكريا الأنصاري (11) شيخ الإسلام، وشرحها الإمام المحدث شهاب الدين القسطلاني (12) شارح "البخاري"، واستعملها في كتابه (المواهب اللدنية) وطرز كتابه هذا بها، واستعملها في " سيرته " العلامة الحلبي مع " الهمزية "، وشرحها العلامة الثاني السعد التفتازاني قدس سره النوراني صاحب التآليف السائرة في الآفاق، وشرحها العلامة النحوي الشيخ خالد الأزهري (13) صاحب "الأزهرية " وشرح "القواعد" و "التصريح "، وشرحها العلامة المحقق شيخ زاده الرومي الحنفي صاحب " حاشية البيضاوي " في عدة مجلدات، وشرحها السيد الغبريني المقرئ – ذكره الشهاب الخفاجي في " ريحانته " – وشرحها علامة الروم الخادمي (14)، وشرحها العلامة عبد السلام المراكشي المالكي (15) وذكر خواص أبياتها، وشرحها العلامة القباني البصري، ورأيت لها ثلاثة شروح في الفارسية.
وفي شرح العلامة ابن مرزوق ما يدل أن لها شروحاً كثيرة ينقل عنها ولم يسمها.
وأما من خمسها فكثيرون جداً، وسبعها على ما شهر العلامة البيضاوي صاحب التفسير المشهور.
فهل ترى أن كل هؤلاء الناس من العلماء لم يعلموا أن فيها شركاً وكفراً، أو خطأ، وأنت أيها الجاهل علمته ونبهت عليه، وهم غفلوا عنه وما نبهوا؟!!
أم علموا ذلك وغشوا الناس .. !، فما هذا ورب الناس إلا خناس يوسوس في صدور هؤلاء الأرجاس. وسيأتيك من الحجج القاطعة لاعتراض هؤلاء الأنجاس ما يكشف عن قلبك لباس الالتباس." اهـ.
=====================
الحمدلله و بعد
رد على داود بن جرجيس غير واحد من العلماء المحققين منهم: شيخه الإمام العلامة الفقيه النحرير عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله - و كان ابن جرجيس قدم إليه و معه شيء من كتب المذهب الحنبلي و جلس مدة عند العلامة عبدالله أبا بطين ثم طلب منه الإجازة في الفتيا فأجازه ثم بعد مدة قدم حاجاً و كانت لديه شبه في العقيدة فطلبه الشيخ عبدالله و باحثه فانقطع ابن جرجيس معه ثم أنه ألّف كتاباً ينصر فيه باطله فانتدب الشيخ العلامة عبدالله أبابطين للرد عليه -
و ممن ردَّ على ابن جرجيس:
1 - الشيخ العالم العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رد عليه بكتاب اسمه "كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس".
2 - ابنه العلامة الجليل الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رد عليه بكتاب أسماه "منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس"ولكن المنية اخترمته قبل إتمامه،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/74)
3 - فتصدى لإكماله العلامة الكبير و الشيخ الفاضل الجليل السيد محمود شكري الألوسي بكتاب سماه "فتح المنان"
4 - .الشيخ العلامة المحقق أحمد بن عيسى رد عليه بكتاب سماه "الرد على شبهات المستعينين بغير الله".
5 - وردَّ عليه علامة العراق السيد نعمان الألوسي بكتاب سمّاه "شقائق النعمان في ردّ شقاشق داود بن سليمان".
=======================
شبهة رواية جماعة من أهل العلم لهذه القصيدة:
قال العلامة عبدالله أبابطين رحمه الله في كتابه " تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس " الرد على ذلك
قال - اي ابن جرجيس -: وقد روى هذه القصيدة مع الهمزية جماعة من العلماء وشرحها بعضهم ولم يفهموا منها محذورا. "
فنقول كما قال الأئمة الأعلام:
كل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضا لا يلزم أن كل من روى كتابا أو قصيدة أن يكون مستصوبا لكل ما روى.
وذكر ممن روى البردة أبو حيان، والبيضاوي، والمحلي، وابن حجر العسقلاني، وكذا القسطلاني.
فيقال له: تفسير الثلاثة للقرآن موجود، وكذا شرح البخاري، هل تجد في شيء منها ما يمكن تشبيهك به على الناس بما يوافق دعواكم الباطلة من أن علم اللوح والقلم من علوم النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لا يخفى عليه شيء من أدواء القلوب كما في بيت الهمزية من قوله: وليس يخفى عليك في القلب داء، وأن الدنيا والآخرة من جوده صلى الله عليه وسلم وأنه يطلب منه اليوم الإنقاذ من عذاب الله والألم، وأن ما جاز طلبه منه في حياته جاز طلبه منه بعد موته، وأن الله سبحانه أمر عباده المؤمنين بطلب حاجاتهم من الأموات والغائبين وغير ذلك من دعاويكم الباطلة، ولن تجد في كتب المذكورين وغيرهم من العلماء المحققين إلا ما يبطل حجتك، بل يوجد في كلام كثير ممن ليس من أهل العلم المعروفين به شيء كثير تصديقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ".) اهـ ص
ـ[رافع]ــــــــ[13 - 05 - 08, 06:03 ص]ـ
الم يقل الحافظ ابن رجب (ماترك لله شي)
اي بعد قول صاحب البرده
ومن جودك الدنيا وضرتها ومن علمك علم اللوح والقلم
كتبته من الذاكره ولا أذكر اين قرأته.
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 07 - 08, 06:47 م]ـ
الم يقل الحافظ ابن رجب (ماترك لله شي)
اي بعد قول صاحب البرده
ومن جودك الدنيا وضرتها ومن علمك علم اللوح والقلم
كتبته من الذاكره ولا أذكر اين قرأته.
اتمنى أخي الكريم أن تذكر مصدر كلام الإمام ابن رجب
ـ[الخريبكي]ــــــــ[17 - 07 - 08, 09:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. هناك كتاب في الرد على البردة للعلامة محمد بوخبزة التطواني واسمه " التوضيحات الجلية لأبيات البردة المردية".
وهذا رابطه http://www.bokhabza.com/play-47.html
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[18 - 07 - 08, 12:27 ص]ـ
انظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8642&highlight=%C7%E1%D1%CF%E6%CF+%DA%E1%EC+%DE%D5%ED%C F%C9+%C7%E1%C8%D1%CF%C9+%E1%E1%C8%E6%D5%ED%D1%ED
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[07 - 09 - 08, 07:06 م]ـ
قال شيخنا العلامة محمد بوخبزة في (نقل النديم) (ص:136):
(فائدة: قال الدكتور عبد العزيز ابن محمد آل عبد اللطيف في رسالته (قوادح عقدية في بردة البوصيري) بأنها عارضها أكثر من مائة شاعر فضلاً عن المشطرين والمخمسين والمسبعين، وقد تجاوزت شروحها المكتوبة خمسين شرحاً منها ما هو محلى بماء الذهب. (ولم يذكر مستنده في هذا إلا أن شروحها كذلك وأكثر وقد كتب ابن الأشهب الطنجي كتاباً في شروحها عند المغاربة فقط وفي فترة زمنية محددة فبلغت هذا العدد، والكتاب من مطبوعات وزارة الأوقاف بالمغرب).
قلت: (المحقق) وإليكم لفظ (د) عبد العزيز في (قوادحه) الصفحة الأولى: (فإن ميمية البوصيري-المعروفة بالبردة-من أشهر المدائح النبوية وأكثرها ذيوعاً وانتشاراً؛ ولذا تنافس أكثر من مائة شاعر في معارضتها، فضلاً عن المُشَطِّرين والمخمِّسين والمسبِّعين، كما أقبل آخرون على شرحها وتدريسها، وقد تجاوزت شروحها المكتوبة خمسين شرحاً، فيها ما هو مُحَلَّى بماء الذهب! وصار الناس يتدارسونها في البيوت والمساجد كالقرآن).
نقلا عن حاشية كتاب التوضيحات الجلية لأبيات البردة المردية ( http://www.bokhabza.com/play-47.html) ص:24
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[08 - 09 - 08, 01:25 ص]ـ
الم يقل الحافظ ابن رجب (ماترك لله شي)
اي بعد قول صاحب البرده
ومن جودك الدنيا وضرتها ومن علمك علم اللوح والقلم
كتبته من الذاكره ولا أذكر اين قرأته.
نقلها عنه ابن عثيمين في شرحه على الأربعين، ولم يعزها.(48/75)
سؤال عن حال العز بن عبد السلام في الاعتقاد
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[10 - 04 - 08, 09:47 م]ـ
هل العز بن عبد السلام رحمه الله على اعتقاد أهل السنة والجماعة
أرجو الإفادة من أهل العلم
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 03:26 ص]ـ
أخي الفاضل
العز بن عبد السلام على علو كعبه في الفقه إلا أنه في الإعتقاد أشعري جلد منافح عن مذهب الأشاعرة المؤلة للصفات ومن أشد الناس مناكفة لأهل السنة المثبتة للصفات وقد رد عليه شيخ الإسلام في كتبه نقض المنطق (أنظر صفحة 118 ومابعدها) وقد وصفه بالتجهم ص 130,,,
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[12 - 04 - 08, 03:42 م]ـ
هل وصف شيخ الإسلام ابن تيمية العز بالتجهم نصا أم قال كلاما عاما
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[12 - 04 - 08, 11:38 م]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله وهو من أعلم الناس بأقوال شيخه ابن تيمية بل أعلمهم في حق العز بن عبد السلام
وقد اختلف في وجود هذه الرائحة من الصائم هل هي في الدنيا أو في الآخرة على قولين ووقع بين الشيخين الفاضلين أبي محمد [عز الدين] بن عبد السلام وأبي عمرو ابن الصلاح في ذلك تنازع
فهل يخفى عليه حال الرجل
ـ[مهداوي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 12:03 ص]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله وهو من أعلم الناس بأقوال شيخه ابن تيمية بل أعلمهم في حق العز بن عبد السلام
وقد اختلف في وجود هذه الرائحة من الصائم هل هي في الدنيا أو في الآخرة على قولين ووقع بين الشيخين الفاضلين أبي محمد [عز الدين] بن عبد السلام وأبي عمرو ابن الصلاح في ذلك تنازع
فهل يخفى عليه حال الرجل
لأن هذا من إنصاف ابن القيم وشيخه رحمهما الله، فانظر إلى ثنائهما على ابن حزم ووصفه بالإمامة مع أنهما لا يرتضيان قوله في الصفات
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 12:22 ص]ـ
لأن هذا من إنصاف ابن القيم وشيخه رحمهما الله، فانظر إلى ثنائهما على ابن حزم ووصفه بالإمامة مع أنهما لا يرتضيان قوله في الصفات
لماذا نحن اليوم نسب من لا نرتضي قوله في الصفات او غيرها؟
ـ[مهداوي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 01:19 ص]ـ
أعتذر أولا من الأخ المصري للخروج قليلا عن الخط ولن أعود
لماذا نحن اليوم نسب من لا نرتضي قوله في الصفات او غيرها؟
أخي، التفت إلى كلام العلماء ودع عنك من هم دونهم
مع أني لا أعرف أي سب تعني، فإن كان نعتهم بالتجهم والتعطيل فليس سبا وليس بدعا من القول
أما ما يصدر عن "الحزبيين" في منتديات الجرح والتعديل التي يزعمونها، فأربؤ بك أن تجمعك وإياهم كلمة "نحن"
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[16 - 04 - 08, 05:40 م]ـ
للرفع
هل من مجيب حول اعتقاد العز بن عبد السلام
ـ[أم حنان]ــــــــ[16 - 04 - 08, 07:26 م]ـ
قد يلتبس على البعض أمر وقوع بعض العلماء في أخطاء اعتقادية، وأنقل هذا الموضوع للشيخ
سفر الحوالي للفائدة:
وقوع بعض الصحابة في تأويل بعض النصوص
ثم قال: وشبهتهم -شبهة أن الإيمان لا يضر معه ذنب- كانت قد وقعت لبعض الأولين ممن ليسوا من المرجئة، واتفق الصحابة على قتلهم إن لم يتوبوا من ذلك، فإن قدامة بن مظعون شرب الخمر بعد تحريمها هو وطائفة، وتأولوا قوله تعالى: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات [المائدة:93].
هذه قصة عظيمة وعجيبة، وفيها كثير من العبر والأحكام العقدية والفقهية؛ حيث إن قدامة بن مظعون وهو رجل من الصحابة ومن السابقين، وقد جاء في سيرته أنه هاجر إلى الحبشة، وشهد بدراً وسائر المشاهد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي سنة (36هـ).
وكانت هذه الشبهة العظمى التي وقعت له في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان له صلة بعمر رضي الله عنه فإنه خال حفصة وعبد الله ابني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأخوه هو الصحابي المعروف بعثمان بن مظعون الذي دعا له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برفع الدرجة، حيث قال: {أما عثمان فقد أتاه اليقين من ربه}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/76)
فهذا قدامة رجل من السابقين والمهاجرين، ولكنه وقعت له هذه الشبهة، وهذا يدل على أن الشبهة العلمية أو الاعتقادية تعرض -مثلما تعرض الشهوة النفسية والجسدية- لأهل الفضل والخير والسابقة، والمعصوم من عصمه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهذه القصة أوردها كثير من العلماء منهم: عبد الرزاق في المصنف، وابن أبي شيبة، والحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (12/ 70).
والقصة مذكورة في كتب الفقه عامة كالمغني وغيره، والمقصود أن هذه الحادثة حادثة عزيزة، حيث ذكر العلماء أن رواية ابن أبي شيبة في المصنف عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال: شرب قوم من أهل الشام الخمر، وعليهم يزيد بن أبي سفيان أخو معاوية بن أبي سفيان، وقد كان والياً لعمر رضي الله عنه على الشام، وكان قدامة ومن معه يسكنونها، فقالوا هي لنا حلال، وتأولوا هذه الآية: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا [المائدة:93].
فكتب يزيد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستشيره في شأنهم، فأشار عليه رضي الله عنه وسائر الصحابة بأنهم يستتابوا، فإن تابوا جلدوا ثمانين جلدة -وهي حد الشرب- وإن لم يتوبوا قتلوا؛ لأنهم استحلوا المحرم القطعي، ولذلك نجد عبارة المصنف: ' اتفق الصحابة على قتلهم إن لم يتوبوا من ذلك '؛ لأن القصة اشتهرت عندهم، واستدعاهم عمر -رضي الله عنه- واستشار فيهم الصحابة، وعَلِمَها كافةُ الناسِ وأهلُ الشورى وأهلُ الرأي، واتَّفَقَ رأيهم على هذه الفتوى، فأصبحت كأنها إجماع.
كيفية معاملة المتأول والمستحل
وهذا يدل على كيفية معاملة المُتَأَوِّلِ والْمُسْتَحِلِّ، فأما المتأول فتكشف شبهته، وكل من استحل محرماً أو وقع في شرك أو بدعة أو محرمٍ بشبهة، فتكشف -أولاً- الشبهة، ويناقش مناقشة علمية، والناس في هذا على نوعين والوسط هو الحق والعدل، فبعض الناس إذا رأوا من فعل ذلك، قالوا: هذا من أهل العلم، أو إمام مشهور، أو صحابي جليل، فلا يفعل هذا الشيء إلا وهو محق، فيقلدونه.
وبهذا التقليد ارْتُكِبَ كثيرٌ من المحرمات -نسأل الله العفو والعافية-، وهذه الشبه تقع كثيراً، حتى في موضوع الخمر، فأهل الكوفة وفقهاء العراق يرون أن الخمر المحرم هو ما كان من العنب إذا غلى وقذف بالزبد، وأما ما عداه فهو لا يقاس عليه.
ولهذا روى البخاري رحمه الله أحاديث كثيرة عن أنس رضي الله عنه وعن غيره من الصحابة أنهم قالوا: نزلت آية الخمر وما في المدينة زبيبة؛ إنما كان فيها التمر ولم يكن يصنع الخمر بالمدينة من العنب، لكن وقعت هذه الشبهة.
فالمقصود أن من الناس من إذا وقعت مثل هذه الفتنة اتبعوا من فعلها، وقالوا: هؤلاء أئمة، وفي المسألة خلاف، ولم يكن الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- على هذه الحالة، ولو أن الإنسان تتبع أخطاء العلماء وتأويلات المتأولين لكان مصيره كما قال بعض العلماء: من تتبع رخص الفقهاء تزندق. فيأخذ من هذا شيئاً يتعلق بالوضوء، ومن آخر شيئاً في الصلاة أو الزكاة أو الصيام، ثم يجمعها؛ فلا يبقى لديه من الدين شيئاً صحيحاً، فيصبح زنديقاً مارقاً، كما ذكر أبو نواس الشاعر الماجن الخبيث لما قال:
أجاز العراقي النبيذ وشربه فقال الحجازي كلاهما خمر
قال:
وقال الحجازي: الشرابان واحد فحلت لنا من بين قوليهما الخمر
فيقول: إن فقهاء العراق يقولون: إن النبيذ حلال، وفقهاء الشافعية وأهل المدينة يقولون:
قال الحجازي: الشرابان واحد فحلت لنا من بين قوليهما الخمر
فهو أخذ من هذا ومن هذا، فقال: بما أن النبيذ حلال كما يقول أهل العراق، ولا يقولون إذا أسكرت حرام، فأخذ منهم أن النبيذ حلال، وأخذ من قول أهل الحجاز أنهما واحد فحكمهما سواء، ثم توصل إلى أن تكون الخمر حلالاً والعياذ بالله، فلا شك أن من تتبع رخص العلماء تزندق واستحل المحرمات.
ومن ذلك من يسمون بفقهاء الحيل الذين ابتدعوا الحيل الشرعية، وهي ليست من شرع الله ولا من دينه، كنكاح التحليل وأشباهه مما أطال فيه العلماء، كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان، فذكر كيفية تلبيس الشيطان على أصحاب التحليل والحيل، فهؤلاء هم الطائفة الأولى.
وأما الطائفة الأخرى فما أن يقع من عالم زلة وإن كان صحابياً أو تابعياً، فإنه يسقط من أعينهم بالكلية، ويشنعون عليه، ولا يحفظون له قدراً ولا مقاماً، وهذا جور وظلم وإجحاف.
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=802
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[16 - 04 - 08, 07:43 م]ـ
أخي الفاضل
العز بن عبد السلام على علو كعبه في الفقه إلا أنه في الإعتقاد أشعري جلد منافح عن مذهب الأشاعرة المؤلة للصفات ومن أشد الناس مناكفة لأهل السنة المثبتة للصفات وقد رد عليه شيخ الإسلام في كتبه نقض المنطق (أنظر صفحة 118 ومابعدها) وقد وصفه بالتجهم ص 130,,,
أخي مشعل هل تتكرم وتنقل لي نص كلام ابن تيمية لأني تعبت في الحصول عليه
وجزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/77)
ـ[توبة]ــــــــ[16 - 04 - 08, 08:05 م]ـ
تفضل أخي الكريم،و تجد نص كلام الشيخ في مشاركة الأخ أبي تيمية.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28629
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[16 - 04 - 08, 10:50 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي توبة(48/78)
هل البدوي كافر
ـ[حماد السلفي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 06:00 ص]ـ
اخواني الكرام هل كفر احد من العلماء المدعو احمد البدوي ارجو سرعة الرد وتوثيق النقولات
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 04 - 08, 06:22 ص]ـ
قد تستفيد من هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=130834
الوجه الحقيقى للبدوى
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[11 - 04 - 08, 06:37 ص]ـ
كما هو الواقع الموجود، فصاروا لا يفرقون بين الصالح والطالح في اعتقاد الربوبية والإلهية (2)، كما كان (3) يفعله (4) بعض الناس بمصر والشام والعراق، مع ما كانوا يعبدونه من دون الله، كفعل أهل مصر مع أحمد البدوي ونحوه، وقد صح عنه أنه لا يصلي، ويبول في المسجد، ولا يتطهر، ذكر ذلك السخاوي عن أبي حيان مشاهدة منه لذلك، وقد افتتن أهل مصر به وبأمثاله من الأموات، فاعتقدوا فيه أن يفك الأسير إذا دعاه، وهو في أيدي الكفار، وينجي من أشفى على الغرق في البحار، ويطفئ الحريف إذا أضطرمت فيه النار، وينادونه من مكان بعيد، وهم لا يعتقدون أن حيّاً من الفضلاء فيهم يسمع ويبصر، [يسمع من] (5) ينادونه (6) من فرسخ فأقل، فصار هذا الميت المدفون في قعر (7) الأرض الذي تقطعت أوصاله، وصار في اعتقادهم أنه يسمع مناديه من البحور، ومن هو عنه بمسافة شهور، كما كان أهل العراق يعتقدون ذلك في عبد القادر وغيره. وهل هذا إلا لاعتقادهم أنه يعلم الغيب، ويضر وينفع، ويقدر على ما لا يقدر عليه إلا الله (9 وقد كانوا 9) (9) يفعلون في مولد البدوي من عظائم الشرك
كشف ما ألقاه ابليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس للشيخ عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله ص 259
(النقل من نسخة الكترونية)(48/79)
ما تقولون فى هذا الكلام؟؟
ـ[عبدالرزاق العنزي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 08:21 م]ـ
السلام عليكم
جاء في كتاب العقيدة الصافية للفرقة الناجية للشيخ سيد سعيد عبدالغني رحمه الله وايانا ص 373
فى الكلام على صفة العجب:
انواع العجب
النوع الاول: ان يكون هذا العجب صادرا عن خفاء الاسباب على المتعجب فيدهش له ويستعظمه ويتعجب منه وهذا النوع مستحيل على الله تعالى وحاشاه ان ينسب له لانه لا تخفى عليه خافية.
والنوع الثاني: ان يكون سببه خروج الشىء عن نظائره أو عما ينبغي أن يكون عليه الشىء وذلك مع علم المتعجب به واحاطته باسبابه وأبعاده وهذا ينسب ويثبت لله تعالى والله اعلم
هل من تعليق او بيان اثابكم الله تعالى على قوله: والنوع الثاني ..... الخ؟؟
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 01:45 ص]ـ
كلام صحيح سليم لا غبار عليه و هو موافق لمذهب أهل السنة و الجماعة و قد ذكر نحو هذا الكلام العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في شرحه على الواسطية ص 314 ط 4 سنة 1427 دار ابن الجوزي.(48/80)
منهج أهل السنة والجماعة 1
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 11:29 ص]ـ
السلام عليكم:هذه بعض الوقفات حول منهج أهل السنة والجماعة التي استفدها من بعض الدروس العلمية أعرضها عليكم بإذن الله عبر حلقات متتابعة راجيا إثراء الموضوع من قبل مشايخنا نفع الله بهم:
لماذ ندرس منهج أهل السنة والجماعة؟
1.لأن الله عز وجل لايقبل من العمل إلا ماكان خالصا صوابا ولايتأتى ذلك إلا بالسير على المنهج الحق.
2.كثرة اللبس والتضليل على المنهج الحق من أهل الأهواء والبدع وغيرهم.
3.تخاذل وضعف كثير من أهل الحق عن تطبيقه.
4.لاسبيل إلى الدعوة إلا بهذا المنهج بل تتأكد دراسته حين تعظم الغربة وتكبر البدعة.
5.احتجاج أهل الباطل وشبهاتهم التي تحتاج إلى بيان.
6.كثرة الأخطاء الواقعة في فهم المنهج وتطبيقه ومن أبرزها:
1.اعتبار أقوال الرجال مقياسا للحق، وإنما المقياس الحق هو الكتاب والسنة وماكان عليه الصحابة، وليس قول أحد حجة على الحق وأقوال الرجال يحتج لها لابها، ويتبع ذلك: تقويم الأشخاص والجماعات فنقول هذا ضال وهذا مبتدع أو هذه جماعة ضالة لأن فلان قال فيها كذا دون النظر إلى حجة ودليل القائل، قال شيخ الإسلام رحمه الله:"والمقصود أن من نصب إماما فأوجب إمامته مطلقا إعتقادا أو حالا فقد ضل في ذلك" وقال كذلك:"فقد شابه الرافضة".
2.الخلط في المصطلحات الشرعية مثل: المصلحة فيفعل الحرام ويترك الحلال بحجة المصلحة، ومثلها المفسدة والفتنة والوسطية والعدل والمساواة وغيرها من المصطلحات التي تفسر وفق الأهواء ويترك التفسير الشرعي لها.
3.اعتبار حال بلد أو مجتمع هو الحق وماعداه فهو الباطل ومن ذلك نفي كل فكرة وافدة حتى لو كانت نافعة ولاتخالف المنهج واعتبار أن رفضها من المنهج لأنها وافدة.
4.تعميم اجتهادات آحاد السلف بل وتنزيلها على غير مرادها.
5.جعل المقياس في صحة المنهج كثرة الأتباع،وهذا خطأ بل لم يكن في يوم من الأيام دليلا.
6.الخلط بين المسائل التي يسوغ فيها الخلاف والتي لايسوغ فيها الخلاف والجدل العقيم والتعصب الناتج عن مناقشتها.
وإلى وقفات أخرى راجيا تثبيت الموضوع.(48/81)
هل معرفة الدليل في الاعتقاد شرط صحة أم واجب فقط؟
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 01:09 م]ـ
الحمد لله هنا سؤال مهم وهو: هل معرفة الدليل النقلي في اعتقاد وحدانية الله ونبوة نبينا الكريم ودين الإسلام شرط صحة أم واجب فقط فما حكم من اعتقد وجزم بهده الأصول الكبار من غير معرفة للدليل مع تمكنه من دلك هل يأثم فقط أم يكفر؟ أفيدونا بوركتم بأقوال الأئمة في هده المسألة.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 08:33 م]ـ
أفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[أحمد الحساينة السلفي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 09:25 م]ـ
هل يجوز التقليد في مسائل الاعتقاد والتوحيد؟
تنازع الناس في جواز التقليد في أبواب العقيدة والتوحيد نزاعاً مشهوراً تجده مبسوطاً في كتب الأصول والعقائد، والكلام على هذه المسألة يتفرع إلى قسمين:
القسم الأول:
التقليد في العقيدة بدون قواطع الأدلة والبراهين، وهو أن يقبل نصوص الكتاب والسنة دون التدليل عليها بالأدلة العقلية، كمباحث النبوات ومعرفة الباري جل وعلا وصفاته وما يجوز عليه وما لا يجوز عليه وما يستحيل عليه وما يتصل بذلك، فمن قائل أنه لا يجوز التقليد في مثل هذه المسائل، بل يجب معرفة ذلك بالدلائل العقلية والبراهين القطعية، والقائلون بهذا هم جمهور المتكلمين كالجهمية والمعتزلة وجمهور الأشاعرة والماتريدية وطائفة من الحنابلة كالقاضي أبي يعلى وأبي الخطاب وابن عقيل وابن الجوزي وغيرهم، واختلفوا في تكفير من ترك الاستدلال، فجمهور المعتزلة وطائفة من الأشاعرة على أنه يكفر، وحكي ذلك عن أبي الحسن الأشعري، حيث قال:"لا يكون مؤمناً حتى يخرج فيها عن جملة المقلدين"
وهذه الرواية في صحتها مقال عند المحققين من أصحاب الأشعري، فقد أنكرها أبو القاسم القشيري وأبو محمد الجويني، وقد يتجه القول بأن الأشعري قد قال مثل هذا الكلام لما كان في مرحلة الاعتزال، إذ مرّ اعتقاده رحمه الله تعالى بثلاث مراحل في حياته: أولاها كان على عقيدة التعطيل أعني عقيدة الاعتزال، وأتقنها على شيخه أبي علي الجبائي، ثم رجع عنها إلى عقيدة التأويل وهي التي عليها أكثر أصحابه، وهي عقيدة تشبه كثيراً عقيدة أبي منصور الماتريدي وأبي محمد ابن كلاب البصري، وهي المنتشرة اليوم في أكثر جامعات وكليات المسلمين الشرعية، ثم رجع إلى عقيدة الإثبات والتنزيه، وهي عقيدة السلف وأهل الحديث والأثر، وقد صنف كتابه "الإبانة" في هذه المرحلة، وأعلن عن موافقته لعقيدة الإمام أحمد بن حنبل، ودلّل على ذلك بالنقليات والعقليات والبراهين وجادل بها المخالفين. ولذا تجد غلاة الأشاعرة من ينكر كون "الإبانة" آخر كتاب ألفه أبو الحسن، والمعتدلون منهم يحكون عنه قولين، أحدهما ما عليه أكثرهم وهو قول يوافق في الجملة عقيدة أبي منصور وابن كلاب، والقول الآخر هو الذي عليه أهل الحديث والأثر، وكثيراً ما يهملون قوله هذا ولا يعتمدونه. والمعروف عندهم وعند أهل الأصول أن المجتهد إذا قال قولاً ورجع عنه إلى قول آخر، فإن الأخير هو المعتمد وهو الذي يعزى إلى صاحبه. أما إذا جهل بتاريخ القولين، فإنهما يحكيان كروايتين عنه. والأمر هنا ليس كذلك، إذ العقيدة التي استقر عليها أبو الحسن ما كانت في "الإبانة" وهي آخر كتبه، فوجب اعتمادها دون سائر ما يخالف محتواها، والله المستعان على الهوى.
والمقصود، أنه يستبعد عن الأشعري نفيه للإيمان عن المقلد، ولا يشبه أصوله مطلقاً، ولا يوجد ذلك في كتبه المشهورة، وإنما المتأخرون من أصحابه الذين تجهموا وتأثروا بالمعتزلة نفوا الإيمان عن المقلد، وأوجبوا عليه معرفة دلائل العقيدة. وبالمقابل فقد أثبت أبو منصور الماتريدي وغيره من المتكلمين إيمان من ترك الاستدلال على العقيدة مع تفسيقه وتأثيمه.
أما جماعة أهل الفقه والحديث والأثر، منهم الأئمة الأربعة وأصحابهم المتقدمون وسائر أصحاب أحمد وأهل الظاهر، قد اتفقوا على أن المسلم إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله موقناً بها قلبه غير شاك فيها، وأن كل ما جاء به النبي حق، وبرئ من كل دين سوى دين الإسلام، فهو مسلم مؤمن.
والحجة في ذلك أن النبي كان يقبل إيمان الأعرابي الجلف البعيد عن النظر والاستدلال ولا يطالبه بالبرهان والإثبات، وهذا الأمر معلوم لدى جميع المسلمين وغيرهم ممن عرف شيئاً من سيرة النبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/82)
وقد ثبت في "صحيح مسلم" من حديث معاوية بن الحكم السلمي أن النبي قال للجارية: (أين الله؟) قالت: في السماء! قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله! قال: أعتقها، فإنها مؤمنة). فشهد النبي لها بالإيمان، ولم يقل لها: ما دليلك؟ من أين قلت ذلك؟ برهني على قولك؟ أو نحو هذا مما يوجبه أهل الكلام.
وأخرج أبو داود عن ابن عباس أن رجلاً قال لرسول الله: أنشدك الله! آلله أرسلك أن نشهد أن لا إله إلا الله وأن ندع اللات والعزى؟ قال: (نعم!) فأسلم. وأصل الحديث في الصحيحين في قصة ضمام بن ثعلبة من بني سعد بن بكر، وفي صحيح مسلم من حديث عمرو بن عبسة أنه أتى النبي فقال: ما أنت؟ قال: (نبي الله!) قلت: آلله أرسلك؟ قال: (نعم!) قلت: بأي شيء؟ قال: (أوحد الله لا أشرك به شيئاً) الحديث. وفي الصحيح من حديث أسامة بن زيد في قصة قتله الرجل الذي قال: لا إله إلا الله، فأنكر عليه النبي وفي صحيح ابن خزيمة في قصة النجاشي، وقول جعفر بن أبي طالب له:"بعث الله إلينا رسولاً نعرف صدقه فدعانا إلى الله وتلا علينا تنزيلاً من الله لا يشبهه شيء، فصدقناه وعرفنا أن الذي جاء به الحق"، وكذلك في كتب النبي إلى هرقل وكسرى وغيرهما من الملوك يدعوهم إلى التوحيد. وغير ذلك من الأخبار المتواترة التواتر المعنوي الدال على أن النبي لم يزد في دعائه المشركين على أن يؤمنوا بالله وحده ويصدقوه فيما جاء به عنه، فمن فعل ذلك، قبل منه، سواء كان إذعانه عن تقدم نظر أم لا، ومن توقف منهم نبهه حينئذ على النظر أو أقام عليه الحجة إلى أن يذعن أو يستمر على عناده. فالمقصود التنبيه على أن النصوص في هذا المجال متظافرة يقطع من خلالها أن هذه الطريقة ليست من دين المسلمين في شيء. فالصحابة ساروا على ما كان عليه النبي من قبولهم لإسلام الناس دون استدلال ونظر، وهكذا عمل المسلمين بعدهم إلى أن حدثت هذه البدعة، فعلم يقيناً وقطعاً أنها مخالفة لإجماع الأمة التي لا تجتمع على ضلالة.
وقد أكثر هؤلاء المتكلمون ذم من تمسك بالكتاب والسنة ولم يستدل بصناعتهم في الكلام، وزعموا أن من كان كذلك فهو مقلد، وهذا خطأ منهم، بل هذا الوصف هو بهم أليق، وبمذاهبهم أخلق، إذ قبلوا قول ساداتهم وكبرائهم من أهل الكلام واتبعوا مناهجهم المخالفة لكتاب الله وسنة رسوله وإجماع الصحابة رضي الله عنهم، فكانوا داخلين فيمن ذمهم الله بقوله:] ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا [، وقوله:] إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون [.
وعند هؤلاء المتكلمين أن المسلم إذا سلّم بقطعيات هذا الدين، كتوحيد الله جل وعلا وصدق نبوة محمد r وأن ما جاء به حق ونحو ذلك، ولم ينظر قبل ذلك في الوجود، ولم يستدل بعقله على صحة إيمانه، فهو إما كافر حلال الدم والمال أو فاسق آثم مذنب على قولين عندهم، فهم يوجبون على جميع المسلمين أن يستدلوا على وجود الله عز وجل ووحدانيته بقياسات عقلية يسمونها براهين، كالبرهان على أن الله قديم بحدوث العالم، وأن الله ليس بجسم لاستحالة قيام الأعراض بالقديم، ونحو ذلك من البراهين ومباحث الجوهر والعرض والجسم.
وهذه المسالك الواجبة على كل مسلم بزعمهم، كثيراً ما يختلفون فيها ويتناقضون بها، ولهذا تجدهم أكثر الناس حيرة في الدين وأشدهم اضطراباً في العقائد، وأسوأهم تفرقاً، فيتفرقون إلى فرق وأحزاب كثيرة لمجرد اختلافهم في كيفية الاستدلال والبرهان والنتائج، فأبو الهذيل العلاف المعتزلي صاحب فرقة الهذيلية خالفه تلميذه أبو يعقوب الشحام فصار له فرقة تدعى الشحامية، ثم خالفه تلميذه أبو علي الجبائي فصار صاحب الفرقة الجبائية، وكفّر أبا الهذيل شيخ شيخه، ثم أبو هاشم الجبائي خالف أباه أبا علي، فصارت له فرقة تدعى البهشمية، وهكذا دواليك، يكفر بعضهم بعضاً، ويفسق بعضهم بعضاً، ويبدع بعضهم بعضاً، ولهم فرق لا تحصى بعدد البراهين والنتائج التي يعتمدونها ويتوصلون إليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/83)
فكيف يتمكن للمسلم العامي أن يستدل على وجود الله ووحدانيته، وأرباب الدلائل والبراهين حيارى مختلفين لم يتفقوا على أدلة عقلية كاملة لا تقبل النقض، ولم يجتمعوا على كيفية الاستدلال على التوحيد!! ولهذا لما عرف المتأخرون منهم هذا العجز الفاضح والخلاف الفادح عندهم في كيفية الاستدلال، تجدهم يوجبون على العامي أن يطلب هذه الدلائل العقلية وكيفية إثبات العقائد بها عند من يتقنها ويحفظها، فكان هذا التناقض العجيب الغريب منهم لا يغتفر، ودليل واضح على بطلان مقالتهم جملة، إذ كيف يحرمون التقليد في العقيدة ويكفرون أو يفسقون بذلك ثم يوجبونه في أخذ الدلائل العقلية عن أحد خطؤه أكثر من صوابه ليعلمه الدليل على وجود الله سبحانه ووحدانيته؟!!
وقد موهوا على إيجابهم الاستدلال على التوحيد، بأدلة لا دلالة فيها على شغبهم، فمن ذلك:
قولهم: اتفق الجميع على أن التقليد مذموم، وما لم يكن يعرف باستدلال، فإنما هو تقليد لا واسطة بينهما!
فيقال: التقليد في الجملة مذموم باتفاق العلماء، لكن مرادهم بذاك التقليد هو أن يقبل قول الغير ما سوى الكتاب والسنة وإجماع أهل الحق، أما من دان بما جاء عن الله على مراد الله، وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله، فهذا ليس مقلداً بل متبعاً لما أمره الله يستحق الثواب على ذلك. فمورد الإجماع هو في الذي يدين بدين آبائه وأجداده وإذا وجد دين الله مخالفاً لدين أسلافه، ترك دين الله واتبع أسلافه، فهذا هو المذموم بلا نزاع.
ثم قولكم: أن ما لا يعرف باستدلال فهو تقليد، فهذا زعمكم ولا بد من دليل عليه، وإنما العلماء متفقون على أن من دان بكتاب الله وسنة نبيه وإجماع أمته فهو متبع لا مقلد! ولا يعرف عن أحد منهم أنه ألزم المسلمين بمنهج الاستدلال والنظر سواكم.
فإن قالوا: قول الله عز وجل:] إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون [، وقال تعالى:] قال أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم [، وقال تعالى:] أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون [، وقال تعالى:] وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا [. فقالوا: قد ذم الله تعالى اتباع الآباء والرؤساء، ونحن على يقين أنه لا يعلم أحد أي الأمرين أهدى، ولا يعلم علم الآباء والرؤساء أو جهلهم إلا بالدليل والنظر!
يقال: هذه النصوص وأمثالها ليست في مورد النزاع، وإنما نزلت في قوم منكرين أصلاً لنبوة الأنبياء والرسل وبما جاءوا به، ولهذا أنكر عليهم الله سبحانه تركهم السماع لرسله وتقليدهم لعقيدة أسلافهم، مع أنهم يعتقدون في قرارة أنفسهم أن ما جاء به الأنبياء حق، كما قال تعالى:] وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً [الآية، فلو نزّلتم مثل هذه الآيات على من آمن بالنبي r وبما جاء به دون أن يستدل وينظر، فقد قستم المؤمن الموقن على الكافر الجاحد، وهذا من أبطل القياس عند كل عاقل، وهو من صنيع الخوارج الضلال الذين ينزلون النصوص التي وردت في الكافرين على المؤمنين.
ثم ينبغي أن يُعلم أنّ الناس صنفان: فمن كان منهم تنازعه نفسه إلى البرهان والنظر في إثبات وجود ووحدانية الباري وصحة دعوة الرسل، ولا تستقر نفسه إلى تصديق ما جاء به رسول الله r حتى يسمع الدلائل والبراهين العقلية، فهذا فرض عليه طلب الدلائل، لأنه إن مات شاكاً أو جاحداً قبل أن يسمع من الأدلة ما يثلج صدره، فقد مات كافراً وهو مخلد في النار بلا خلاف من أحد من أهل الإسلام، وإنما وجب على من هذه صفته طلب البرهان والدليل العقلي على التوحيد، لأن فرضاً عليه طلب ما فيه نجاته من الكفر وبالتالي الخلود في النار، قال الله عز وجل:] قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة [الآية، فقد افترض الله عز وجل على كل أحد أن يقي نفسه وأهله النار، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب كما تقرر في الأصول؛ وعلى مثل هذا الصنف أعني من شك في دين الله، تتنزل تلك النصوص التي فيها الأمر بالتفكر والنظر، كقوله تعالى:] أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم [الآية، وقوله:] قل سيروا في الأرض فانظروا [الآية، ونحوها من الآيات وهي كثيرة في الكتاب العزيز. فهؤلاء صنف، وهم الأقل من الناس، وتجد الكثير منهم هم من غير المسلمين إذا أرادوا أن يعتنقوا الإسلام، فيبحثوا عن الدلائل العقلية على صحته، ويلزم مثل هؤلاء إذا أرادوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/84)
الهداية أن تكون هذه الدلائل مطلوبة على منهج الله كأن يتفكر في نفسه وفي خلق الله ويسمع من كلام الله وكلام النبي r في هذا الباب ما يثلج به صدره، وقد اشتمل القرآن على خلاصة الأقيسة العقلية التي توجد في كلام جميع العقلاء، ويوجد فيه من الطرق الصحيحة ما يطمئن قلب الشاك بالإيمان، أما أن يطلب علم الكلام فهذا لا يوصله إلى اليقين ما عاش، ويبقى في الحيرة والريب إلى أن يقلع عنه، ويطلب معرفة الله وتوحيده من خلال خلقه وصنعه وكلامه، فقد قال تعالى:] يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون [، فعرف الله نفسه العلية لخلقه بصنائعه البديعة وخليقته الرائعة، وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:"من طلب دينه بالقياس، لم يزل دهره في التباس، اعرفه بما عرف به نفسه! "، وقال الإمام مالك:"من طلب الدين بالكلام تزندق! ".
وأما الصنف الآخر من الناس: من استقرت نفسه إلى تصديق ما جاء به رسول الله r جملة، وسكن قلبه إلى الإيمان، ولم تنازعه نفسه إلى طلب برهان، فهؤلاء لا يحتاجون إلى استدلال ولا أن يكلفوا بالاستدلال، وهؤلاء هم جمهور الناس من العامة والنساء والصبيان والتجار والصناع والعباد وأصحاب الحديث الذين يذمون الكلام والجدل والمراء في الدين، هؤلاء الذين قال الله فيهم:] ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون. فضلاً من الله ونعمة والله عليم حكيم [، وقال تعالى:] فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون [. فهؤلاء المسلمون الخواص منهم والعوام ليسوا مقلدين لآبائهم ولا لكبرائهم، لأن هؤلاء مقرون بألسنتهم ومحققون في قلوبهم أن آباءهم ورؤساءهم لو كفروا لما كفروا هم، بل كانوا يوجبون قتل آبائهم ورؤسائهم والبراءة منهم.
فإن قالوا: قد قال تعالى:] فاعلم أنه لا إله إلا الله [الآية، فأمر بالعلم دون التقليد!
يقال: نعم! فكان ماذا؟! بل هذه الآية حجة عليكم، فالله جل وعلا أمر بالعلم الذي هو على حدكم إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً أو هو الاعتقاد الجازم المطابق للحق، فليس في حد العلم أنه استدلال أو برهان. ولكن العلم يعتبر نوعاً من أنواع الإسناد التصديقي بمعنى أنه يوصل إلى التصديق الذي هو إسناد أمر إلى ذاتٍ بالنفي أو الإثبات، وليس في الآية أمر بالاستدلال والنظر والبرهنة، فبطل تعلقهم بالآية جملة.
فإن قالوا: كل ما لم يصح بدليل فهو دعوى، ولا فرق بين الصادق والكاذب بنفس قولهما إلا بالدليل، قال الله عز وجل:] قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين [، فمن لا برهان له، فليس صادقاً في قوله!
يقال: إنما كلف الله جل وعلا في هذه الآية وأمثالها الكفار المخالفين لما جاء به الرسول r بالإتيان بالبرهان إن كانوا صادقين، هذا نص الآية، وليس فيها تكليف المسلمين بالإتيان بالبراهين على صحة إسلامهم وإيمانهم، وإنما أمر الله تعالى الكافرين بالبراهين على صحة دعواهم تبكيتاً وتعجيزاً لا أمراً شرعياً مقتضاه الوجوب، وهذا مثله مثل قوله تعالى:] فأتوا بعشر سور مثله مفتريات [، فهذا يدعى أمر تعجيز، والمقصود منه أن كل من خالف النبي r لا برهان له أصلاً، وأما من اتبع ما جاءه به رسول الله r، فقد اتبع الحق الذي قامت البراهين على صحته، فسواء علم بذلك البرهان أم لم يعلم، فحسبه أنه على الحق الذي صح بالبرهان، وبالله التوفيق.
فإن قالوا: قد ثبت في الصحيح وغيره من حديث أسماء أن النبي ذكر القبر، فقال: (يؤتى أحدكم فيقال: ما علمك بهذا الرجل! فأما المؤمن أو الموقن، فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا. فيقال: نم صالحاً فقد علمنا إن كنت لمؤمناً. وأما المنافق أو المرتاب، فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته). قالوا: فالمستدل هو المؤمن، والمرتاب هو المقلد لأنه سمع الناس يقولون شيئاً فقاله، ولم يستدل على ذلك!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/85)
فيقال: وهذا الحديث أيضاً خارج عن محل النزاع ونحن نقول بموجبه، فالمؤمن الموقن بالنبي r في الجنة، والمنافق المرتاب إذا مات على مرضه وشكه فهو في النار، وليس في الحديث سوى ذلك، ولم يأت فيه ذكر لصاحب البراهين والاستدلالات، ولا للمقلد من المؤمنين الذي لم يستدل ولم يبرهن. فبطل تعلقهم بهذا الحديث وبسائر نصوص الكتاب والسنة جملةً؛ وما كان ذلك إلا لأن قولهم هذا هو بدعة محدثة لم يأمر بها الله جل وعلا ولا نبيه r ولا أحد من أصحابه الكرام ولا من تبعهم من الأئمة، فتفردوا عن كل هؤلاء الأخيار بهذه البدعة الشنعاء ذات اللوازم الباطلة.
ثم إنهم اختلفوا في حد الوقت الذي يجب على كل مسلم ذكر أو أنثى حر أو عبد أن يستدل بالنظر والعقل على وجود الله وتوحيده، فمن قائل أنه يجب عليه قبل البلوغ حتى يبلغ وهو مسلم عارف بربه، وهذا معلوم بطلانه باتفاق المسلمين، إذ تقرر عند جميعهم أن التكليف والخطاب الشرعي مرفوع عن الصبي حتى يبلغ، وقد قال النبي r: ( رفع القلم عن ثلاثة:-وذكر -عن الصبي حتى يحتلم). رواه أبو داود وغيره من حديث علي بن أبي طالب وعائشة.
وقال بعضهم: بل يجب عليه النظر عند البلوغ، وهذا هو قول جمهور الأشاعرة والمتكلمين.
فيقال لهم: هذا النظر والاستدلال الذي أوجبتموه على المسلمين، هل أوجبه النبي r على أمته؟!
فإن قالوا: نعم! فقد افتروا فرية لا تخفى على أحد من العالم عرف سيرة النبي r، إذ اتفق المسلمون واليهود والنصارى والمجوس وكل من علم سيرة النبي r أنه لم يقل مرة لأحد أسلم: (لا أقبل إسلامك حتى تبرهن وتثبت لي ما أدعوه إليك)، فرسول الله r لم يدع الخلق بهذا النظر ولا بهذا الاستدلال، لا عامة الخلق ولا خاصتهم، فامتنع بالضرورة أن يكون هذا شرطاً في الإيمان والعلم، وقد شهد القرآن والرسول r لمن شهد له من الصحابة وغيرهم بالعلم، وأنهم عالمون بصدق الرسول r، وبما جاء به، وعالمون بالله، وبأنه لا إله إلا الله، ولم يكن الموجب لعلمهم هذا الاستدلال والنظر والبراهين، كما قال تعالى:] ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد [، وقال:] شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط [، وقد وصف المؤمنين باليقين والهدى والبصيرة في غير موضع كقوله تعالى:] وبالآخرة هم يوقنون [، وقوله:] أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون [، وقوله:] قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني [، ونحو ذلك من النصوص المستفيضة في هذا المعنى. فتبين بهذا أن النظر والاستدلال الذي أوجبه هؤلاء المتكلمون وجعلوه أصلاً للدين وشرطاً في الإيمان ليس مما أوجبه الله ورسوله ولا أحد من الأنبياء، ولو قدر أن هذه الصنعة صحيحة في حد ذاتها، وأن الرسول أخبر بصحتها، لم يلزم من ذلك وجوبها، إذ قد يكون للمطلوب والمبرهن عليه أدلة كثيرة، وهذا لا يخفى على من اشتغل في علوم البرهان والإثبات، فقد يوجد للمطلوب والنتيجة الواحدة عدة براهين واستدلالات، ولهذا طعن الفخر الرازي وأمثاله على أبي المعالي الجويني في قوله: إنه لا يعلم حدوث العالم إلا بهذا المسلك والطريق، فحصر العلم بحدوث العالم إلا بهذا النظر، فأخذ الفخر الرازي وغيره من المتكلمين يحتملون احتمالات في إمكانية وجود دليل آخر على حدوث العالم غير الذي ذكره أبو المعالي، وسلكوا طرقاً أخر في ذلك، فالمقصود أنه لو كان طريق الاستدلال صحيحاً عقلاً، وقد شهد له رسول الله r والمؤمنون الذين لا يجتمعون على ضلالة بأنه طريق صحيح في إثبات التوحيد، لم يجز القول بوجوبه وتعينه إذ يمكن سلوك طرق أخرى غيره في الإثبات، كما أنه في القرآن الكريم سور وآيات، قد ثبت بالنص والإجماع أنها من آيات الله الدالة على الهدى واليقين والبصيرة، ومع هذا فإذا اهتدى الرجل بغيرها، وقام بالواجب ومات، ولم يعلم بها، ولم يتمكن من سماعها، لم يضره ذلك، كالآيات المكية التي اهتدى بها من آمن ومات في حياة النبي r قبل أن ينزل سائر القرآن، والله المستعان.
ولو سُلِّم لهؤلاء المتكلمين أن هذا النظر والاستدلال مما أوجبه الشرع على العباد، فإنه يعترض عليهم أن الغالب على عوام المسلمين وكبارهم أنهم لا يحسنون النظر في الوجود ولا يفهمون كيفية الاستدلال على التوحيد، فكيف الحال بصبيتهم إذا بلغوا؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/86)
فإن قالوا: بل يجب عليهم جميعاً أن يطلبوا فن الاستدلال وعلم الكلام حتى يكونوا على بصيرة من ربهم ودينهم.
يقال لهم: فإذا عدم من يعلم هذا العلم، مع أنه لم يظهر في المسلمين ويستفحل أمره إلا في أزمنتهم المتأخرة، وقليل من يتقنه منهم، فكيف يكون حال من لم يعرف الله بالاستدلال عند عدم علم الكلام أو لم يجد من يعلمه إياه؟!
فإن قالوا: هو مؤمن إذاً، نقضوا أصلهم حيث كفّروا أو فسّقوا من لم يستدل، وإن قالوا: هو كافر أو فاسق، فهو قول فاسد، إذ يلزم منه أن يكفروا أو يفسقوا جمهور هذه الأمة المرحومة سلفها وكثير من خلفها، حيث لم يتعلموا مثل هذه الصناعة، وإنما ظهرت في عصورهم المتأخرة عند أفراد منهم.
ثم يقال لهم: هل استدل أحد من مخالفيكم في مقالاتكم التي تدينون بها أم لم يستدل قط أحد غيركم؟ فلا جواب لهم إلا إقرارهم بأن مخالفيهم أيضاً قد استدلوا.
فيقال لهم: وهم عندكم مخطئون كما أنتم عندهم مخطئون، وأنتم باعتبارهم وهم باعتباركم كمن لم يستدل أصلاً!! فيلزم من هذا أنكم كفار أو فساق عندهم وهم كذلك عندكم!!
فإن قالوا: إن الأدلة سلمتنا من الخطأ!!
يقال لهم: وهذا نفسه هو قول خصومكم، فإنهم يدعون أن أدلتهم على صحة قولهم وبطلان قولكم، فتبين بهذا أن لم تحصلوا من استدلالاتكم وبراهينكم إلا على ما حصل عليه من لم يستدل أصلاً سواء بسواء ولا فرق، إذ أن أدلتكم ليست ملزمة وهي منتقضة بمثلها.
فإن قالوا: فعلى قولكم هذا، يبطل منهج الاستدلال جملة، وعلم الكلام كافة!!
يقال: نعم! فكان ماذا؟ ولهذا علم أكابر أهل العلم من السلف والخلف أن طريقة الاستدلال والنظر طريقة باطلة في نفسها مخالفة لصريح المعقول وصحيح المنقول، وأنه لا يحصل بها العلم بالصانع ولا بغير ذلك، بل يوجب سلوكها اعتقادات باطلة توجب مخالفة كثير مما جاء به النبي r مع مخالفة صريح المعقول، كما أصاب من سلكها من الجهمية والمعتزلة والكلابية والكرامية والأشعرية والماتريدية ومن تبعهم من الطوائف، وإن لم يعرفوا غورها وحقيقتها، فإن أئمة هؤلاء الطوائف الكلامية، صار كل منهم يلتزم ما يراه لازماً ليطرده فيلتزم لوازم مخالفة للشرع والعقل، فيجيء الآخر فيرد عليه، ويبين فساد ما التزمه، ويلتزم هو لوازم أخر لطردها، فيقع أيضاً في مخالفة الشرع والعقل.
فيتضح بهذا لكل ذي عقل أن مقالتهم هذه مما لم ينزل الله بها من سلطان، وأنها تخبط وتخليط يلزم منها لوازم باطلة من ذلك: تكفير أو تفسيق عموم المسلمين إذ أنهم لا يحسنون علم الكلام لتعقيده وسفسطته، ويلزم منها أيضاً أنه يجب على البالغ العاقل أن يشك في وجود الله حتى يستدل على وجوده، وأن يشك في نبوة محمد r حتى يبرهن على نبوته، وهكذا. ولولا أن لازم المذهب ليس بمذهب على التحقيق، لكان جمهور المتكلمين من المعتزلة والأشاعرة والماتريدية وغيرهم قد سقطوا في الكفر البواح المخرج من الملة والعياذ بالله، إذ كيف يجوز أن يقال أنه لا يتم إيمان عبد حتى يشك في الله وفي وجوده ووحدانيته ونبوة أنبيائه ورسله ويبرهن على صحة وجود كل ذلك وثبوته؟! وإن جزم على اعتقاد الإسلام والإيمان دون استدلال وإثبات، فهو كافر حلال الدم والمال خالد في النار إن مات أو فاسق يستحق العذاب والعقاب!!
فمثل هذا الاختلاط والتناقض قد أدى كثيراً من فحول المتكلمين ورؤسائهم إلى الحيرة والتيه، حتى عرف عن كثير منهم ندمهم على ما صدر منهم، وتراجعهم عن مقالاتهم الهزيلة.
فهذا أبو حامد الغزالي مع تمكنه في علم الكلام قد ألف كتباً في ذمه وذم أهله، وأعرض عن تلك الطرق الكلامية في آخر حياته واشتغل بأحاديث النبي r، فمات وصحيح البخاري على صدره، والقاضي أبو الوليد ابن رشد الحفيد الفيلسوف يقول:"ومن قال في الإلهيات شيئاً يعتد به؟ "، ويقول الفخر الرازي أحد أقطاب هذه الصنعة:
نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/87)
وقال:"لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريق القرآن، أقرأ في الإثبات:] الرحمن على العرش استوى [،] إليه يصعد الكلم الطيب [، وأقرأ في النفي:] ليس كمثله شيء [،] ولا يحيطون به علماً [". ثم قال:"ومن جرب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي".
وتلميذه شمس الدين الخسروشاهي، قال لبعض الفضلاء وقد دخل عليه يوماً:"ما تعتقد؟ قال: ما يعتقده المسلمون! قال: وأنت منشرح الصدر لذلك مستيقن به؟ قال: نعم! قال: اشكر الله على هذه النعمة، لكني، والله، ما أدري ما أعتقد! والله، ما أدري ما أعتقد! والله، ما أدري ما أعتقد! " وبكى حتى أخضل لحيته!
وهذا أبو المعالي الجويني يقول:"يا أصحابنا! لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به".
وقال عند موته:"لقد خضت البحر الخِضَمَّ، وخلَّيت أهل الإسلام وعلومهم، ودخلت في الذي نهوني عنه، والآن فإن لم يتداركني ربي برحمته، فالويل لابن الجويني، وهاأنا ذا أموت على عقيدة أمي، أو قال: على عقيدة عجائز نيسابور".
وأبوه من قبله أبو محمد الجويني قد اعتزل صنعة الكلام بعد أن كان مضطرباً فيها محتاراً، وصار إلى عقيدة السلف، وكتب رسالة نصح لبعض مشايخه من الأشاعرة، وهي ضمن مجموعة الرسائل المنيرية.
وهذا الشهرستاني صاحب كتاب"الملل والنحل" من مشاهير المتكلمين، يصف حال هؤلاء المتفلسفة وأهل الكلام بقوله:
لعمري لقد طفت المعاهد كلها ... وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كف حائر ... على ذقن أو قارعاً سن نادم
وترى في المقابل أن أعظم الناس إيماناً هؤلاء العوام من المسلمين، فاعتقاد الكثير منهم صحيح موافق للفطرة، وإيمان أحدهم في صدره كالجبال الرواسي، بخلاف المتعلقين بعلم الكلام المشتغلين به لا يزال أحدهم في تخبط وتخليط حتى ينقص إيمانه أو ربما ينتقض، فإن أدركته الألطاف الربانية والنفحات الرحمانية نجا وفاز وإلا خاب وهلك، وبالله التوفيق وهو المستعان، وعليه التكلان.
القسم الثاني من المسألة:
بعد بيان تهافت قول المتكلمين في إيجابهم الاستدلال العقلي على العقيدة، وفساد قولهم في كون التقليد هو اتباع الكتاب والسنة دون تدليل عقلي على ذلك، وصحة قول أهل السنة والجماعة في كفاية الإيمان المجمل من كل مسلم، بقي أن يقال: هل يجوز للمسلم العامي أن يقلد أحداً من أهل العلم الموثوق بهم في أبواب التوحيد والعقائد دون أن يعرف مأخذه من الكتاب أو من السنة أو من إجماع أهل الحق؟؟
فالجواب: ذهب جمهور المتكلمين من الأشاعرة وغيرهم والمنتسبين إلى السنة إلى عدم جواز ذلك، بينما أجازوا التقليد في الأحكام الشرعية، فجعلوا الدين عندهم أصولاً وفروعاً، فالأصول لا يجوز فيها التقليد بخلاف الفروع.
وحجتهم في عدم التقليد في الأصول، قول الله جل وعلا:] إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون [، والحجة في جواز التقليد في الفروع، قول الله جل وعلا:] فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [.
أما احتجاجهم بالآية الأولى فليس في محل النزاع، وهو مقول بموجبه، إذ يحرم باتفاق العلماء تقليد من لا علم له بالشريعة، وقد قال تعالى:] أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون [. ومسألتنا في جواز تقليد العالم العارف بالشريعة الذي يحسن النظر في أدلتها، لا تقليد الآباء والأجداد.
وأما تقسيمهم الشريعة إلى أصول وفروع فتقسيم حادث لا أصل له في كتاب الله ولا سنة رسول الله r ولا أقوال الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان من الأئمة، ومع جريان هذا المصطلح على كثير من الألسنة وانتشاره في أوساط أهل العلم إلا أنه ليس له تعريف منضبط أو حد تام لمعناه. ولهذا صار ألعوبة عند أهل الزيغ والضلال، فتارة يجعلون المسألة هي من أصول الدين، وتارة يجعلونها من فروعه بحسب الأهواء.
وعلى كل، فالذي يتبادر إلى الأذهان من هذا المصطلح هو أن المراد بالأصول ما يتعلق بالعقيدة، والمراد بالفروع ما يتعلق بالأحكام الفقهية!
وهذا التقسيم مردود من عدة وجوه، منها:
الأول: لا دليل على هذا التقسيم، حيث لم يأت به نص أو إجماع أو قول صاحب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/88)
الثاني: هناك من الأحكام الفقهية ما يتعلق بالعقيدة، كغسل الرجلين في الوضوء، والمسح على الخفين، ونكاح المتعة، ورجم الزاني المحصن، وغير ذلك من الأحكام الفرعية عندهم، التي هي من صميم عقيدة أهل السنة والجماعة.
الثالث: من لوازم هذا الاصطلاح المحدث أن الأصل لا يجوز الخلاف فيه، والفرع مما يجوز فيه الخلاف، وهذا اللازم منتقض أيضاً، فهناك من مسائل العقيدة قد تنازع فيها أهل العلم، كمسألة خلو العرش من الباري جل وعلا إذا نزل إلى السماء الدنيا، ورؤية النبي r ربه، ورؤية الكافرين ربهم يوم القيامة، وهل النار في الأرض أو في السماء، وهل يعذب الميت ببكاء أهله أم لا، واللفظ بالقرآن مخلوق أم لا، وهل هاروت وماروت ملكان أم شيطانان، وهل إبليس من الملائكة أم من الجن، وهل الملائكة أفضل من البشر أم لا، وهل عثمان أفضل من علي أم العكس أم يتوقف في ذلك، وغير ذلك من المسائل التي تتعلق بالعقيدة تجدها مبثوثة في مواضعها. فيتضح بهذا أن هذه المسائل من الأصول عندهم، وقد تبين أنه يجوز فيها الخلاف في الجملة أيضاً كالفروع. وهناك مسائل في الفروع قد انعقد الإجماع عليها، ولا يجوز فيها الخلاف، كوجوب الطهارة للصلاة، ونجاسة البول والمذي والودي والغائط، وبطلان الصلاة بالقهقهة والأكل والشرب، ووجوب ستر العورة، وتحريم الخمر والميسر والربا والزنا وأكل أموال الناس بالباطل، وغير ذلك من المسائل التي هي من موارد الإجماع. وهي مسائل فرعية! لا مجال لها في كتب أصول الدين-على اصطلاح المتكلمين! -.
الرابع: من لوازم هذا المصطلح أيضاً أن التارك أو المخالف للأصل يكفر بخلاف الفرع، وهذا اللازم ينتقض بالوجه الثالث، إذ هناك مسائل في العقيدة قد تنازع فيها أهل العلم، فلا مجال للحكم بالتبيدع فيها فضلاً عن التكفير. ثم هناك مسائل من الفروع -على اصطلاح هؤلاء المتكلمين- قد حكم بعض أهل العلم بكفر تاركها أو مخالفها، كمسألة تارك الصلاة، فعند جماهير السلف وهو مذهب ابن المبارك وأحمد وإسحاق وابن أبي شيبة، وأحد الوجهين في مذهب الإمام مالك، اختاره ابن عبد الحكم وابن حبيب وغيرهما، أن تارك الصلاة كافر، فهل تعد قضية الصلاة من الفروع أم من الأصول؟ وكذلك في تارك الزكاة والحج نزاع معروف بين السلف هما قولان في مذهب مالك وأحمد، فهل تعد فريضتا الزكاة والحج من الأصول أو من الفروع؟ والمشهور في مذهب أبي حنيفة، أنه من صلى محدثاً بغير وضوء أو إلى غير القبلة أو على ثوبه نجاسة عامداً فهو كافر، فهل يجعل استقبال القبلة أو طهارة الحدث أو طهارة الخبث من الأصول أم من الفروع؟!
فإن قيل: هي من الأصول، فهو افتراء محض، إذ هذه المسائل لا موضع لها في كتب العقائد، كما يعلم ذلك من له أدنى مسكة من علم، وإن قيل: هي من الفروع، وتدرس في كتب الفروع! فيقال: ما بال تارك الفرع يكفر عند هؤلاء، وعندكم لا يكفر؟! فتبين بهذا لكل عاقل فساد هذا التقسيم من أصله، وأن الشريعة كلها أصول، وأن الإيمان يدخل في مسماه العقائد والعبادات والمعاملات، كما قال النبي r: ( الإيمان بضع وسبعون شعبة: فأعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان). رواه مسلم من حديث أبي هريرة. فأيما شعبة نقصت من هذه الشعب كان ذلك نقصاً في إيمان العبد، وأيما شعبة التزمها العبد كانت زيادة في إيمانه؛ وهذا هو الواقع عند السلف رضي الله عنهم، فكانوا لا يميزون العقيدة من عمليات الشريعة، بل الأحكام العلمية والعملية عندهم سواء، وهي كلها شريعة ودين، يجب اعتقادها والعمل بها والدعوة إليها، ولهذا كان المعروف عن الفقهاء كأبي حنيفة وغيره تسميتهم للعقيدة بالفقه الأكبر، تشبيهاً لها بالفقه المصطلح عليه، وهو كذلك، إذ العقيدة والفقه هي أحكام شرعية يخاطب بها المكلفون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/89)
ومن مساوئ ذاك الاصطلاح المحدث أنه أدى بعض الجهال إلى أنه يوجد في الدين قضايا يعذر تاركها أو المخالف فيها ولو كانت فرضاً واجباً متفقاً عليه بين العلماء، بدعوى أنها ليست من الأصول، فحصل استخفاف عظيم بأحكام الشريعة، وظهرت مصطلحات تشبه المصطلح الأم، كقولهم:"الدين لباب وقشور"، وقولهم:"الدين كليات وجزئيات"، ونحو تلك الألفاظ الشنيعة التي المقصود منها التفلت من ربقة الشريعة، وعدم الانقياد لأحكامها إلا بما أشربت القلوب من هواها، والله المستعان.
فالحاصل، أن تفريق الدين إلى أصول وفروع لا أصل له في الشريعة، وعليه، يبطل أيضاً التفريق بين التقليد في الأصول فلا يجوز وبين التقليد في الفروع فيجوز، وأن التقليد في الأصول والفروع له حكم واحد، فما يقال في الأصول يقال في الفروع، وكذا العكس.
فإذا اتضح هذا، فالتقليد في الشريعة فيه كلام معروف عند أهل الأصول، فمنهم من منعه مطلقاً كالمعتزلة وأبي محمد ابن حزم وادعى الإجماع على ذلك، ومنهم من أوجبه مطلقاً كمتعصبة المذاهب، ومنهم من فصل، فقال: إن التقليد لا يجوز إلا عند الحاجة والعذر كالعجز عن الاستدلال أو ضيق الوقت عن الاجتهاد ونحو ذلك، وهذا أعدل الأقوال.
وقد ثبت في الصحيحين عن معاوية عن النبي r أنه قال: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين). ولازم ذلك أن من لم يفقهه الله في الدين لم يرد به خيراً، فيكون التفقه في الدين فرضاً، وقد صح عن النبي r أيضاً أنه قال: (طلب العلم فريضة على كل مسلم). رواه الحاكم في "تاريخه" بسند حسن عن أنس.
والتفقه في الدين هو معرفة الأحكام الشرعية بأدلتها السمعية، فمن لم يعرف ذلك، لم يكن متفقهاً في الدين، لكن من الناس كعوام المسلمين من قد يعجز عن معرفة الأدلة التفصيلية في جميع أموره، فيسقط عنه ما يعجز عن معرفته، ويلزمه ما يقدر عليه، لقوله تعالى:] فاتقوا الله ما استطعتم [، وقوله:] لا يكلف الله نفساً إلا وسعها [. وأما القادر على الاستدلال، فقيل: يحرم عليه التقليد مطلقاً. وقيل: يجوز مطلقاً. وقيل: يجوز عند الحاجة، كما إذا ضاق الوقت عن الاستدلال، وهذا القول أعدل الأقوال، واختاره المحققون كأبي العباس ابن تيمية رحمه الله.
ثم هل له أن يقلد عالماً مثله أو أعلم منه، نزاع بين الفقهاء، فظاهر مذهب مالك والشافعي المنع مطلقاً، ومذهب أبي حنيفة والثوري وأحمد وإسحاق الجواز مطلقاً، وذهب محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة إلى أنه لا يجوز أن يقلد مثله، بل يقلد من هو أعلم منه.
فالمقصود هنا أن التقليد يجوز عند الحاجة والعذر، فالعامي الذي لا يعرف طرق الأحكام ولا يفقه مسالك الاستدلال يجوز له أن يقلد عالماً ويعمل بقوله، لقوله تعالى:] فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [، فأمر الله جل وعلا من لا يعلم أن يسأل من يعلم.
وعليه، فالتقليد في العقائد، يجوز عند العذر والحاجة، كأن لا يعرف الشخص كيفية الاستدلال، أو أن يضيق عليه الوقت في طلب الدليل، ونحو ذلك من الأعذار.
وما زال المسلمون يحتجون في كتبهم وخطاباتهم بأقوال أئمتهم وعلمائهم في التوحيد والعقيدة، بدء من الصحابة وانتهاء إلى من اجتمعت كلمة المسلمين على إمامته في الدين ورسوخه في العلم، وهذا لا يخفى على أحد اطلع على كتب العقائد، وإليك بعض الأمثلة، وهي غيض من فيض:
قال عمرو بن دينار:"أدركت مشايخنا منذ سبعين سنة يقولون: القرآن كلام الله منه بدأ، وإليه يعود".
وقال سفيان بن عيينة: "أدركت مشيختنا منذ سبعين سنة، منهم عمرو بن دينار، يقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق".
قال أبو نعيم:"أدركت ثلاثمائة شيخ كلهم يقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق".
وقال الإمام أحمد:"أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله r والاقتداء بهم".
وقال أيضاً في وصف عقيدة أهل السنة:"هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروقها المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي r إلى يومنا هذا، وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها، فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق".
وقال الأوزاعي:"أدركت الناس وهم يقولون: الإيمان قول وعمل".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/90)
وقال الإمام مالك في إحدى الروايتين عنه:"ما أدركت أحداً أقتدي به يفضل أحدهما على صاحبه". يعني: عثمان وعلياً.
وفي رواية ابن وهب قال: سألت مالك بن أنس: من أفضل الناس بعد رسول الله؟ قال: أبو بكر وعمر! قلت: ثم من؟ قال: أمسك! قلت: يا أبا عبد الله! إنك إمام أقتدي بك في ديني!! قال: أبو بكر وعمر ثم عثمان.
وجاء رجل من العلويين إلى الإمام مالك، فوقف عليه -وكانوا يقبلون على مجلسه- فناداه: يا أبا عبد الله! فأشرف له مالك، ولم يكن إذا ناداه أحد يجيبه أكثر من أن يشرف برأسه، فقال له الطالبي: إني أريد أن أجعلك حجة فيما بيني وبين الله، إذا قدمت عليه وسألني، قلت: مالك!! فقال له: قل! قال: من خير الناس بعد رسول الله r؟ قال: أبو بكر! قال العلوي: ثم من؟ قال مالك: ثم عمر! قال العلوي: ثم من؟ قال: الخليفة المقتول ظلماً عثمان! قال العلوي: لا أجالسك أبداً! قال له مالك: الخيار إليك!
قال ابن جرير الطبري في "صريح السنة":"وأما القول في ألفاظ العباد بالقرآن، فلا أثر فيه نعلمه عن صحابي مضى، ولا تابعي قضى، إلا عمن في قوله الغناء والشفاء رحمة الله عليه ورضوانه وفي اتباعه الرشد والهدى ومن يقوم قوله لدينا مقام قول الأئمة الأولى أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه، فإن أبا إسماعيل الترمذي حدثني قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: اللفظية جهمية لقول الله جل اسمه:] حتى يسمع كلام الله [فممن يسمع؟ ثم سمعت جماعة من أصحابنا لا أحفظ أسماءهم يذكرون عنه أنه كان يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال هو غير مخلوق فهو مبتدع. ولا قول في ذلك عندنا يجوز أن نقوله إذ لم يكن لنا فيه إمام نأتم به سواه، وفيه الكفاية والمنع وهو الإمام المتبع رحمة الله عليه ورضوانه". فهذه النصوص من العلماء وأمثالها كثيرة تدل على أن للمسلم أن يتقلد في معتقده قول إمام من أئمة الهدى، وفي هذا الجواب كفاية وليس بمحل بسط مثل هذه المسائل، إذ تحتاج إلى تصنيف مفرد، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا وآله وصحبه أجمعين.
منقول
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[27 - 04 - 08, 03:47 ص]ـ
منقول من أين؟
ـ[سمير السكندرى]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:49 ص]ـ
انا بحثت على الشبكة فلم اجد هذا المقال موجودا الا على شبكة سحاب
وربما لهذا السبب لم يذكر اخونا المصدر
وهذا هو الرابط
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=343457
ـ[أحمد الحساينة السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 07:30 م]ـ
أخوي الكريمين، ذكري لكلمة منقول أردت بها أن هذا الكلام ليس من إنشائي
، وليس عدم ذكري للمصدر أنه من شبكة سحاب!، وإنما لم أحل لأن كاتبه ليس معروفًا، وإنما أخذت كلامه مقرًا لما فيه من الحق توفيرًا لوقتي.
وتجد لذلك ذكرًا في كتاب منهج الأشاعرة في العقيدة (الأشاعرة الكبير) ص 22 تحت عنوان أول واجب على المكلف
للدكتور سفر الحوالي - وإن كان لبعض أهل العلم مؤاخذات على منهجه ولكنه في هذا الباب قد أجاد وأفاد وهذا رأيي -
وهذا رابط لتحميل الكتاب http://www.saaid.net/book/open.php?cat=89&book=4322
رزقني الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح(48/91)
هل يُخبَرُ عن الله تعالى أنه يُدرِك
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 01:11 م]ـ
هل يُخْبَرُ عن الله تبارك وتعالى بأنه يُدرك الأصوات يدركُ ...
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[12 - 04 - 08, 04:35 م]ـ
الإدراك بمعنى الإحاطة
قال تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الإبصار وهو اللطيف الخبير)
وبالنسبة للأصوات: (وإن تجهر بالقول لفإنه يعلم السر وأخفى)(48/92)
ما ضابط خروج المسلم السني من دائرة أهل السنة والجماعة
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 01:14 م]ـ
ما ضابط خروج المسلم السني من دائرة أهل السنة والجماعة مع دكر أقوال علمائنا المحققين.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[12 - 04 - 08, 01:32 م]ـ
لعل هذا يفيدنا
قال ابن حجر في الفتح
قال بن حزم في كتاب الملل والنحل
فرق المقرين بملة الإسلام خمس
أهل السنة
ثم المعتزلة ومنهم القدرية
ثم المرجئة ومنهم الجهمية والكرامية
ثم الرافضة ومنهم الشيعة
ثم الخوارج ومنهم الأزارقة والإباضية
ثم افترقوا فرقا كثيرة
فأكثر افتراق أهل السنة في الفروع واما في الإعتقاد ففي نبذ يسيرة
واما الباقون ففي مقالاتهم ما يخالف أهل السنة الخلاف البعيد والقريب
فاقرب فرق المرجئة من قال الإيمان التصديق بالقلب واللسان فقط وليست العبادة من الإيمان وأبعدهم الجهمية القائلون بان الإيمان عقد بالقلب فقط وان أظهر الكفر والتثليث بلسانه وعبد الوثن من غير تقية والكرامية القائلون بأن الإيمان قول باللسان فقط وان اعتقد الكفر بقلبه وساق الكلام على بقية الفرق
ثم قال
فاما المرجئة فعمدتهم الكلام في الإيمان والكفر فمن قال ان العبادة من الإيمان وانه يزيد وينقص ولا يكفر مؤمنا بذنب ولا يقول انه يخلد في النار فليس مرجئا ولو وافقهم في بقية مقالاتهم
واما المعتزلة فعمدتهم الكلام في الوعد والوعيد والقدر فمن قال القرآن ليس بمخلوق وأثبت القدر ورؤية الله تعالى في القيامة وأثبت صفاته الواردة في الكتاب والسنة وان صاحب الكبائر لا يخرج بذلك عن الإيمان فليس بمعتزلي وان وافقهن في سائر مقالاتهم وساق بقية ذلك
إلى ان قال
واما الكلام فيما يوصف الله به فمشترك بين الفرق الخمسة من مثبت لها وناف فرأس النفاة المعتزلة والجهمية فقد بالغوا في ذلك حتى كادوا يعطلون
ورأس المثبتة مقاتل بن سليمان ومن تبعه من الرافضة والكرامية فانهم
بالغوا في ذلك حتى شبهوا الله تعالى بخلقه تعالى الله سبحانه عن اقوالهم علوا كبيرا
ـ[ابو فيصل الشمري]ــــــــ[14 - 04 - 08, 12:44 م]ـ
يخرج المسلم من دائرة اهل السنة والجماعة اذا خالفهم في اصل من اصولهم او خالفهم في اكثر الفروع وذلك بعد مناصحته التبيين له ماخالف به اهل السنة والجماعة.
والله اعلم(48/93)
ما الفرق بين قولنا أهل السنة وقولنا أهل السنة والجماعة
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 01:17 م]ـ
الحد لله ما الفرق بين قولنا أهل السنة وقولنا أهل السنة والجماعة؟
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[12 - 04 - 08, 01:22 م]ـ
معقول
هل في فرق
أليس أهل السنة هم أهل السنة والجماعة
أم كلمة أهل السنة تستخدم أخص من أهل السنة والجماعة
لعل الإخوة يفيدونا مأجورين
ـ[ابو فيصل الشمري]ــــــــ[14 - 04 - 08, 12:37 م]ـ
أخي الحبيب
لفظ أهل السنة يطلق بمعنيين:
الأول المعنى العام وهو ما يقابل الرافضة (الشيعة) فهذا يدخل به كل مسلم ليس بشيعي.
الثاني المعنى الخاص وهم أهل السنة والجماعة المنتسبون إلى السلف عقيدة ومنهجا. والله اعلم
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[25 - 11 - 08, 12:35 ص]ـ
نرجو الإفادة
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[25 - 11 - 08, 12:51 ص]ـ
أين الجماعة اليوم ولا خليفة للمسلمين؟
ـ[عبدالله حمود سعيد النيادي]ــــــــ[25 - 11 - 08, 06:57 ص]ـ
السلام عليكم ...
سمعت شيخنا يقول
اهل السنة هم الذين يتبعون الهدي النبوي وهو الذي ما كان عليه اهل السلف الصالح من الصحابة والتابعين.
والجماعة هم الموالون لولي الأمر الممكن ولا يشقون عصا الطاعة.
والله اعلم .........(48/94)
هل ينقسِمُ الدين إلى أصول وفروع أو إلى مسائل ظاهرة وخفية
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 02:25 م]ـ
هل ينقسِمُ الدين إلى أصول وفروع أو إلى مسائل ظاهرة وخفية؟ بورِكتم.
ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 02:54 ص]ـ
السلام عليكم
قال شيخ الإسلام بن تيمية طيب الله ثراه: تقسيم الدين إلى أصول وفروع بدعةوالناظر في هذا يعلم دقة هذا الكلام فما عهد هذا عند السلف أبدا ولما سئل الإمام مالك عن بعض المسائل وقد قيل له هذه مسألة سهلة وهذه سهلة قال رحمه الله: ليس في علم القرآن والسنة شيء سهل إنما هو كما قال تعالى (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا)
ومن قال بهذا التقسيم أخرج الصلاة من الأصول إلى الفروع مع أن تاركها بالكلية يخرج من الملة على الصحيح وتواصل الأمر الآن حيث نرى من يقسم الدين إلى لب و قشور ومسائل ظاهرة وأخرى خفية حتى يتيسر لهم اتباع الهوى ومجاراة السفهاء وشهواتهم كمن يستهزء باللحية والإزار القصير زعما بأنها قشور ... وهذا من حيث القسمة في ذات الأمر أما إذا أردنا بتقسيم الدين إلى أصول وفروع أن كل شيء شرطه الإسلام فهو فرع فهذا صحيح فإذا قلنا لا تصح صلاة بدون إسلام فهذا صحيح من حيث هذا الوجه أما جعل الدين أصول وفروع بغير هذا الظابط فلا يقول به أحد ... والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم
ـ[جمال العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 04:49 م]ـ
هذا التقسيم على خلاف ما عليه أهل السُّنَّة، ومن أشهر من ردَّ هذا التَّقسيم شيخ الإسلام كما مرَّ آنفًا، والعلَّامة ابن عُثيمين في أول شرحه لنظم الورقات، وللشَّيخ محمَّد إسماعيل المقدم رسالة طيِّبة في هذا الموضوع فلتُراجع.
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[18 - 05 - 08, 02:36 ص]ـ
بعض الأخوة من طلبة العلم كتب بحثا في هذه المسألة ..
حرر فيه رأى شيخ الإسلام.
هذا رابط البحث:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15662&highlight=%C7%E1%DD%D1%E6%DA
ـ[عبد الحق المغربي]ــــــــ[21 - 05 - 08, 11:23 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
بالنسبة لتقسيم الدين الى أصول وفروع، ينظر فيه ان كان القصد به التعليم والتنويع، كما قسم الفقه الى عبادات ومعاملات ...... فلابأس بذالك ولا أظن شيخ الاسلام يقصد هذا في كلامه الذي تقدم نقله من طرف الأخ أبي حذيفة، وقد ورد ذكر الأصل ... والفرع ... في كثير من كلام شيخ الاسلام.
انما المستنكر في كلامه رحمه الله هو تقسيم الدين الى اصول لايعذر فيها بالجهل وفروع يعذر فيها بالجهل .....
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[22 - 05 - 08, 01:56 ص]ـ
كلمتا الأصول والفروع، قد تطلقان عدة إطلاقات في عرف العلماء، فما الذي يُنكر منها وما الذي يُثبت؟
فالأصول تطلق على الاعتقاد، والفروع تطلق على الفقه.
والأصول تطلق على المسائل الكبيرة ووأصول التشريعات، والفروع تطلق على جزئيات الأحكام الشرعية.
والأصول تطلق على القواعد العامة في الفقه أو التفسير التي تنتظم تحتها فروع العلم وجزئياته ..
والأصول تطلق على المسائل الأهم من غيرها، والتي تسمى فروعا.
ولعل إطلاقات أخرى تظهر لو أُرخي العنان للذهن قليلا، فأي هذه الإطلاقات نقصد؟
بعض ما مرّ من إطلاقات لا يمكن إنكاره ولا إنكار وجوده، وبعضها الأمر فيه أوسع!(48/95)
شرك الربوبية عند الصوفية ودليل ذلك من كتبهم للشيخ بدر بن علي بن طامي العتيبي
ـ[ابن الحسيني]ــــــــ[12 - 04 - 08, 02:50 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد: فقد حكى الله تعالى عن كفار قريش في أكثر من موطن في القرآن الكريم أنهم يشركون بالله تعالى، في الرخاء، ويفزعون إليه في الشدة، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (يونس:22).
وقال تعالى: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) (النحل:53 - 54)
وقال تعالى: (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُوراً) (الإسراء:67).
وقال تعالى: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) (العنكبوت:65).
وقد قرر شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله تعالى – في أكثر من موطن من كتبه: أن مشركي العصور المتأخرة أكفر من كفار قريش، وذلك لأن كفار قريش إذا ضاقت بهم الحيل، وعلموا عجز آلهتهم عن تحقيق مرادهم فزعوا إلى الله تعالى، أما كفار الأزمنة المتأخرة! فشركهم بالله يزداد في المصائب والمحن، فيفزعون إلى آلهتهم: إلى القبور والأولياء، وينادونها بالغوث والمدد، والأخذ باليد!.
وخذ من ذلك ما ذكره الزبيدي في (طبقات الخواص:102) في ترجمة: إسماعيل الجبرتي الصوفي شيخ الطريقة! فقال: (إن الشيخ حضرة مرة سماعاً!!، فلما كان في أثناء السماع إذا به قد صرخ صرخات كثيرة، وجعل يجري في الطابق وهو يقول: الجلبة، الجلبة!، ثم استقام وأخذ يشير بيده كالذي يمسك شيئاً، ثم وقف ما شاء الله كذلك!، ثم رجع إلى السماع!، فلما كان بعد ليالٍ وصل الشيخ يعقوب المخاوي من السفر وأخبر أنه حصل عليهم في البحر ليلة كذا ريح عاصف وتغير البحر حتى أشرفوا على الهلاك، وقال: فقلت: يا شيخ إسماعيل الغارة يا أهل يس!!!!!، قال: فرأيته والله بعيني وقد أقبل على وجه الماء كالطائر، وأمسك الجلبة بيده حتى استقرت، وسلمنا الله تعالى ببركته!!!).
قال الزبيدي: (وكان الشيخ يعقوب كثير السفر، فشكا إلى الشيخ كثرة ما يحدث عليه من أهوال البحر!!، فقال الشيخ قل: يا أهل يس!!!!!).
قلت: فبالله يا أرباب العقول، ويا أصحاب الحِجا، أيهما أشد كفراً: كفار قريش أما أتباع هذه الطرق الصوفية الإلحادية، وانظر – يا رعاك الله – إلى هذا الشيخ الزنديق!!، الذي يوصي مريديه بالفزع إلى أهل يس، والاستغاثة بهم من دون الله تعالى، فأيُّ دينٍ لهؤلاء، وأيُّ أيمانٍ لهم، والله تعالى يقول: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً) (الإسراء:56)، وقال تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) (النمل:62).
وقال تعالى: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) (سبأ:22)
فهؤلاء كفار بنصّ كلام الله تعالى فيمن دعا غير الله، قال تعالى: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) (المؤمنون:117).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/96)
وقال تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (غافر:14)
ــــــــــــــــــــــــ
جاء في كتاب تذكير الناس بكلام أحمد بن حسن العطاس الذي جمعه: أبو بكر العطاس بن عبد الله بن علوي الحبشي سنة 1393هـ، ما نصه: وحكى سيدي رضي الله عنه عن الحبيب عبد الله بن عمر بن يحي أنه لما وصل إلى مليبار دخل على الحبيب علوي بن سهل، فرأى في بيته تصاوير طيور وديكة وغيرها. فقال: يا مولانا إن جدكم صلى الله عليه وسلم يقول: " يكلف الله صاحب التصاوير يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح " فقال له الحبيب علوي: عاد شيء غير هذا؟ فقال: لا قال: فنفخ الحبيب علوي تلك التصاوير، فإذا الديكة تصرخ والطيور تغرد. فسلم له الحبيب عبد الله بن عمر له حاله. اهـ. [تذكير الناس بكلام أحمد العطاس ص 155].انتهى النقل
ذكر صاحب المشرع الروي [2/ 21] أن الشيخ عبد الله باعباد سأل علوي بن الفقيه المقدم عما ظهر له من المكاشفات بعد موت والده فقال: " ظهر لي ثلاث: أحيي وأميت بإذن الله، وأقول للشيء كن فيكون، وأعرف ما سيكون " فقال عبد الله باعباد: نرجو فيك أكثر من هذا ". انتهى النقل
فأي كفر أظهر من هذا الكفر؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر الزبيدي الصوفي في كتابه " طبقات الخواص " (ص: 275) في ترجمة الصوفي محمد بن يعقوب الكميت المعروف بأبي حربة أنه ركب البحر مع جماعة فتغير عليهم الريح في بعض الأيام وانكسر الدقل وسقط الشراع وأشرفوا على الغرق، فتعلقوا بالفقيه!، ولازموه في كشف ذلك عنهم، فقام إلى الدقل و وضع يده على موضع الكسر وقال: يارسول الله: اشعب!!!!، فالتأم الدقل بإذن الله تعالى وارتفع الشراع وساروا سالمين.
- قال الزبيدي - ويحكى عنه أنه كان يقول: ما استغثت برسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ أجاب وأراه بعيني الشحمية!!!.
قلت: فاقرأ هذه الكلام يا من أنعم الله عليه بنعمة التوحيد، وسلامة العقل، واعرف مقدار فضل الله عليك كيف هداك واجتباك واصطفاك واختارك للهداية وسلوك الصراط المستقيم: (الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب)، وكيف أضل الله هؤلاء، وصرفهم عن التعلق به!، (ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم)، فاحمد الله على العافية، واعرف فضل نعمة الله تعالى عليك، وأشبع لسانك وجنانك بقولك (الحمد لله رب العالمين) وأنت تقرأ الفاتحة في كل حين.
ـــــــــــــــــــــــ
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[19 - 04 - 08, 03:49 م]ـ
لاحول ولا قوة إلا بالله.
أذكر قولا لأحد السلف ولا أذكر من هو ((من تصوف أول النهار ذهب عقله في آخره)) أو قريب من هذا المعنى.
اللهم إهدهم وأرشدهم إلى صراطك المستقيم.(48/97)
هل يجوز وصف الله سبحانه بهذه الصفات؟؟ كالقديم و الموجود وواجب الوجود
ـ[أبو عمر العمري]ــــــــ[12 - 04 - 08, 06:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل
هل يجوز وصف الله عز وجل بما وصفه به بعض المتكلمين
كالقديم و الموجود وواجب الوجود
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 01:08 م]ـ
أخي أبو عمر ..
لا يوصف الله عز وجل إلا بما وصف به نفسه أو وصف به نبيه محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فهل تجد أنت: القديم، الموجود، وواجب الوجود في كتاب الله أو سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
لن تجد ذلك؛
لكن يُجوز الإخبار عن الله سبحانه بأنه قديم، وأنه موجود، فباب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات ..
والقديم والموجود من إضافات أهل الكلام في باب الأسماء والصفات ..
ـ[أبو تراب الشامي الظاهري]ــــــــ[13 - 04 - 08, 01:38 م]ـ
الشيخ أبو إبراهيم الحائلي أجاد في جوابه جزاه الله خيرا فاظنه قرا الرسالة الأكملية لشيخ الإسلام فمعنى كلام الأخ الحائلي عين كلام شيخ الإسلام
جزاك الله خيرا
ـ[ابو فيصل الشمري]ــــــــ[14 - 04 - 08, 01:03 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
أن ما أخبر به الرسول: عن ربه عزوجل فانه يجب الإيمان به سواء عرفنا معناه أو لم نعرف لأنه الصادق المصدوق فما جاء فى الكتاب والسنة وجب على كل مؤمن الإيمان به وإن لم يفهم معناه،كذلك ماثبت باتفاق سلف الأمة وأئمتها مع ان هذا الباب يوجد عامته منصوصا فى الكتاب والسنة متفق عليه بين سلف الأمة، وما تنازع فيه المتأخرون نفيا وإثباتا فليس على أحد بل ولا له ان يوافق أحدا على إثبات لفظه أو نفيه حتى يعرف مراده فإن أراد حقا قبل وإن أراد باطلا رد وان اشتمل كلامه على حق وباطل لم يقبل مطلقا ولم يرد جميع معناه بل يوقف اللفظ ويفسر المعنى. أ.هـ
وقال رحمه الله تعالى:
وأما السلف والأئمة فلم يدخلوا مع طائفة من الطوائف فيما ابتدعوه من نفى او اثبات بل اعتصموا بالكتاب والسنة وراوا ذلك هو الموافق لصريح العقل فجعلوا كل لفظ جاء به الكتاب والسنة من اسمائه وصفاته حقا يجب الأيمان به وان لم تعرف حقيقة معناه وكل لفظ احدثه الناس فاثبته قوم ونفاه اخرون فليس علينا ان نطلق اثباته ولا نفيه حتى نفهم مراد المتكلم فان كان
مراده حقا موافقا لما جاءت به الرسل والكتاب والسنة من نفى او اثبات قلنا به وان كان باطلا مخالفا لما جاء به الكتاب والسنة من نفى او اثبات منعنا القول به وراوا ان الطريقة التى جاء بها القرآن هى الطريقة الموافقة لصريح المعقول وصحيح المنقول وهى طريقة الأنبياء والمرسلين.ا. هـ
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:
ويجب أن تعلم هنا أمور
أحدها أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا
الثاني أن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها وهذا كالمريد والفاعل والصانع فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق بل هو الفعال لما يريد فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلا وخبرا
الثالث أنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق كما غلط فيه بعض المتأخرين فجعل من أسمائه الحسنى المضل الفاتن الماكر تعالى الله عن قوله فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه سبحانه منها إلا أفعال مخصوصة معينة فلا يجوز أن يسمى بأسمائها إ هـ. (10)
وقال أيضاً:
أن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع
وقال ايضا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/98)
أن الاسم إذا أطلق عليه جاز أن يشتق منه المصدر والفعل فيخبر به عنه فعلا ومصدرا ونحو السميع البصير القدير يطلق عليه منه السمع والبصر والقدرة ويخبر عنه بالأفعال من ذلك نحو قد سمع الله المجادلة 1 وقدرنا فنعم القادرون المرسلات 23 هذا إن كان الفعل متعديا فإن كان لازما لم يخبر عنه به نحو الحي بل يطلق عليه الاسم والمصدر دون الفعل فلا يقال حي.
وقال أيضاً:
فإن الفعل أوسع من الاسم ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالا لم يتسم منها بأسماء الفاعل كأراد وشاء وأحدث ولم يسم بالمريد و الشائي والمحدث كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق أفعالها على نفسه فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما وبلغ بأسمائه زيادة على الألف فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك وكذلك باب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به فإنه يخبر عنه بأنه شيء وموجود ومذكور ومعلوم ومراد ولا يسمى بذلك فأما الواجد فلم تجيء تسميته به إلا في حديث تعداد الأسماء الحسنى والصحيح أنه ليس من كلام النبي ومعناه صحيح فإنه ذو الوجد والغنى فهو أولى بأن يسمى به من الموجود ومن الموجد أما الموجود فإنه منقسم إلى كامل وناقص وخير وشر وما كان مسماه منقسما لم يدخل اسمه في الأسماء الحسنى كالشيء والمعلوم ولذلك لم يسم بالمريد ولا بالمتكلم وإن كان له الإرادة والكلام لانقسام مسمى المريد والمتكلم وأما الموجد فقد سمي نفسه بأكمل أنواعه وهو الخالق البارئ المصور فالموجد كالمحدث والفاعل والصانع وهذا من دقيق فقه الأسماء الحسنى فتأمله وبالله التوفيق. إ هـ
نفهم مما سبق
ان ما يطلق على الله تعالى خبرا يقسم إلى ما يلي:
1/ ما يجوز الإخبار به فقط. مثل القديم والموجود
2/ ما يجوز الإخبار به والوصف. مثل الاستواء والنزول
3/ ما يجوز الإخبار به والوصف والتسمية. مثل السميع والبصير
4/ ما لا يجوز الإخبار به وما يكون كذلك لا يجوز الصف به والتسمية به إذ هي تابعة له. مثل الخيانة
وليس هناك خبر يسمى الله به ولا يوصف إذ أن أسماء الله في ذاتها أوصاف والوصف أحد دلالاتها فلا تنفك عنه أبدا، فالوصفية ملازمة للتسمية تنتفي بانتفائها دون العكس فتوجد الوصفية دون الاسمية.
قال ابن القيم " ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته، فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا ".
ويقول العلامة ابن باز رحمه الله عزوجل (21):
قوله (قديم بلا ابتداء) هذا اللفظ لم يرد في أسماء الله الحسنى كما نبه الشارح رحمه الله وغيره، وإنما ذكره كثير من علماء الكلام ليثبتوا به وجوده قبل كل شيء وأسماء الله توقيفية لا يجوز إثبات شيء منها إلا بالنص من الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة، ولا يجوز إثبات شيء منها بالرأي كما نص على ذلك أئمة السلف الصالح، ولفظ القديم لا يدل على المعنى الذي أراده أصحاب الكلام، لأنه يقصد به في اللغة العربية المتقدم على غيره وإن كان مسبوقا بالعدم كما في قوله سبحانه) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (يّس:39) وإنما يدل على المعنى الحق بالزيادة التي ذكرها المؤلف وهو قوله (قديم بلا ابتداء) ولكن لا ينبغي عده في أسماء الله الحسنى، لعدم ثبوته من جهة النقل ويغني عنه اسمه سبحانه الأول كما قال عز وجل:) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) (الحديد: من الآية3) الآية والله ولي التوفيق.
وكذا قال العلامة الألباني رحمه الله عزوجل:
في نفس الموضع فى التعليق على الطحاوية:
اعلم أنه ليس من أسماء الله تعالى: (القديم) وإنما هو من استعمال المتكلمين فإن القديم في لغة العرب التي نزل بها القرآن - هو المتقدم على غيره فيقال: هذا قديم للعتيق وهذا جديد للحديث ولم يستعملوا هذا الاسم إلا في المتقدم على غيره لا فيما لم يسبقه عدم كما قال تعالى: (حتى عاد كالعرجون القديم) [يس: 39] والعرجون القديم: الذي يبقى إلى حين وجود العرجون الثاني فإذا وجد الجديد قيل للأول قديم وإن كان مسبوقا بغيره كما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " (1/ 245) والشارح في " شرحه " لكن أفاد الشيخ ابن مانع هنا فيما نقله عن ابن القيم في " البدائع " أنه يجوز وصفه سبحانه بالقدم بمعنى أنه يخبر عنه بذلك وباب الأخبار أوسع من باب الصفات التوقيفية. ا. هـ
ـ[أبو عمر العمري]ــــــــ[21 - 04 - 08, 10:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا و أحسن الله إليكم
ـ[أم حنان]ــــــــ[14 - 05 - 08, 11:37 ص]ـ
قال الشيخ ناصر العقل -حفظه الله- في شرح لمعة الاعتقاد مايلي:
الأمر الأول: أن كلام الله -عز وجل- أزلي النوع، ما معنى أزلي النوع؟ أي أن الله موصوف بالكلام حتى قبل أن توجد المخلوقات التي كلمها، كما أن الله -عز وجل- موصوف بأنه خالق قبل وجود الخلق، ظاهر؟ الله -عز وجل- يوصف بأنه خالق حتى قبل أن يخلق المخلوقات، فهذه صفة أزلية، كذلك الله -عز وجل- متكلم بمعنى قادر على الكلام؛ لأن الكلام صفة كمال؛ ولذلك هناك سؤال فطري، أي أكمل وأعظم وأجل؟ الذي يتكلم أو الذي لا يتكلم؟ المتكلم أكمل، لكن كلام الله ليس ككلام المخلوقين، فإذن ما دام صفة كمال عقلاً وفطرة، فإذن الله -عز وجل- كلامه أزلي النوع يعني أن الله موصوف بصفة الكمال من الأصل، وأنه متكلم بكلام قديم، يقصد بالقديم: الأزلي، يعني الأول الذي ليس قبله شيء، طبعًا عبارة قديم عبارة اضطرارية، وإلا نحن لا نصف شيء من صفات الله بأنه قديم؛ لأن القديم أحيانًا يفهم منه البالي المتهالك، لا هذا معنى آخر، إنما المقصود بالقديم الأزلي الذي ليس قبله شيء لا بداية له، إذن كلام الله قديم، إذن كلام الله أزلي النوع، لكنه آحاد المفردات يعني بمعنى حادث الآحاد، يعني أن الله -عز وجل- حينما كان موصوفًا بالكلام فإنه -عز وجل- متى شاء تكلم، وهذا أيضًا من الكمال، ولا يصبح غير متكلم.(48/99)
من يحمي حقوق العلماء، للشيخ عبدالرحيم بن صمايل
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 08:43 م]ـ
د. عبد الرحيم بن صمايل السلمي - 10/ 4/2008
العلماء في أي مجتمع يُقدّر المعرفة ويهتم بالعلم هم قادة الرأي وأولو الأمر وهذا ما قررته الشريعة ورسخه الإسلام وجعله قيمة فكرية واجتماعية في الأمة المسلمة, فهم المبلغون عن الله تعالى, وحماة الإسلام من صولة المبدلين والمحرفين, وقد رفعهم الله تعالى على بقية الناس لحملهم هذه الرسالة العظيمة يقول تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" (المجادلة: من الآية11)، ويقول-أيضا-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ" (النساء: من الآية59) , إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الواضحة البينة.
وأي مجتمع يعتدي على علمائه بأي شكل من أشكال الاعتداء فهو يدل على المخاطر والمخاوف المحدقة به من تسوّد الجهال، وضعاف الرأي، وضياع العلوم والمعارف واحتقارها، وازدراء الفكر والثقافة والوعي مما يهدد ذلك المجتمع في وجوده وبقائه واستمراره.
وإذا كان من الضروري المحافظة على "حقوق الإنسان" فإن حفظ حقوق العلماء يقف على أولوياتها لأنهم يجمعون بين وصف "الإنسان" كصفة مشتركة, و"العلم" كصفة مميزة لهم دون غيرهم.
ولا يخفى على المتابع للشأن الإعلامي المحلي الجرأة المتنامية على أهل العلم والإفتاء والقضاء بصورة تدعو للاشمئزاز, وهذه الحملات الإعلامية المتكررة تدل على تزعم فئة فكرية لا يرضيها ما وصلنا إليه من العلم والمعرفة والثقافة (الإسلامية) , وتعمل جاهدة على أن يكون البديل هو ثقافة من نوع معين (الفن والغناء والرسم التشكيلي والثقافة الغربية).
وهذه الفئة أٌطلقت يدها بالهجوم على العلماء وباسم الحرية لكنها حرية لطرف إيديولوجي صراعي لا يعجبه الاستقرار والسلم الاجتماعي.
وهذه الحالة الاجتماعية والفكرية الغريبة في بلادنا هي التي صنعت الفوضى والإرباك والخوف الاجتماعي من طرح أي مشروع تنموي في شكله الظاهر إذا وقف هؤلاء وراءه.
فالابتعاث وتوسيع عمل المرأة, والتنمية الاقتصادية, وتطوير القضاء, وحرية الصحافة والإعلام, وتغيير المناهج، والانفتاح الثقافي ونحو ذلك لو طرحت في مجتمع آمن غير مختطف لاعتبرت مشاريع تنموية رائدة, لكنها إذا طرحت في مجتمع بطريقة موجهة فإن من حق المجتمع رفضها والاعتراض عليها وتعديل مسارها, وبعض الطيبين من المثقفين لا يدركون هذه المخاطر ويدعمون هذه المشاريع دون تحفظ لأنهم ينظرون لها بمثالية وينسون أنها ستوجه بطريقة فكرية سيئة.
إن المطالبة بالحفاظ على "حقوق العلماء" لا تعني كهنوتاً أو طبقية بقدر ما هي بيان لحق جزء سيادي في المجتمع, فالمجتمع متفاوت في قدراته وقواه المتحركة, ولا يمكن أن نقول بالمساواة المطلقة بين العالم والجاهل, والذكي والغبي, والقائد وغيره.
ويتعاظم الخطب إذا تجرأ "البعض" على العلماء في قضية ضرورية يتفق عليها الكافة باعتبارها أصلاً راسخاً من أصول الدين, مع ضعف علمه وفقهه واغترابه عن ثقافة الأمة وهويتها.
إن ما يدور في الصحافة والإعلام الفضائي من انتهاكات متكررة لـ"حقوق العلماء" يدل على ضرورة قيام مؤسسة مستقلة للحماية من هذه الاعتداءات ومقاضاة من يقوم بها, ورعاية حقوق هؤلاء القادة.
وإذا كانت "الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان" مشغولة بدور الحماية النسائية فإن "حقوق العلماء" يجب أن تكون من مهام السلطات العليا لأنها قضية سيادية في هذه البلاد, وأنا أقول هذا ليس استجداء لأحد، أو استعداء على آخر لكنها الحقيقة التي من الواجب إظهارها وبيانها.
ومع كثرة الشعارات البراقة التي يرددها "البعض" حول احترام العلماء وتقديرهم, وكثرة استعمال الإعلام لعبارة "حقوق الإنسان" إلا أن الأمور لا تبشر بخير, وتدل على أن هذه الخطابات للاستهلاك ليس إلاّ.
و"حقوق العلماء" على الأمة كثيرة فالاحترام والتقدير والصدور عن رأيهم والانتفاع بعلومهم, والرجوع إليهم في الملمات وبناء المؤسسات المعنية بمساعدتهم في القيام بدورهم من أبسط الحقوق التي لهم على الدولة والمجتمع.
وبكل أسف فإن هذه الجرأة على العلماء أصبحت ظاهرة وبالذات على "علماء أهل السنة والجماعة"، وتصويرهم على أنهم شخصيات عادية أو أقل من عادية, هذا إن لم تكن الجرأة بالاحتقار والنقد البذيء كالاتهام بالتكفير ودعم التطرف والإرهاب والسطحية والسذاجة في التفكير وإرجاع الناس إلى القرون الوسطى (المظلمة أوروبياً) ونحو ذلك.
ولعل هذه الحالة البائسة تدعونا إلى الاهتمام بـ"حقوق العلماء" في مناهج التعليم، الدروس العلمية، والخطب، والصحافة، والإعلام الفضائي، وتربية أبنائنا عليه, وإحياء فقه السلف الصالح في هذا الجانب من نسيجنا الاجتماعي الإسلامي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/100)
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[12 - 04 - 08, 10:56 م]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا
والله لئن فقدوا من يدفع عنهم
فإن الله جل شأنه تولى ذلك
فقال سبحانه من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب
فليبشر كل من عادى عالما أو داعيا بكل شر
فإنهم والله أولياء الله حقا
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 10:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو ناصر اليمني]ــــــــ[15 - 04 - 08, 01:29 ص]ـ
بارك الله في شيخنا عبدالرحيم السلمي ونفع به.
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[15 - 04 - 08, 10:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[15 - 04 - 08, 12:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله اخانا خير الجزاء على طرح هذا الموضوع الكبير، لأن أهميته تكمن في رفعة رجالاته وما يحملونه من أمانة الرسالة، إذ من المصائب الكبيرة مساواة ما يحمله أهل العلم مع ما يحمله أهل الفساد من أصحاب الرقص والغناء وتعري النساء ومساويء الأخلاق. إذ تقوم الجمعيات بصيحات التساوي بهموم الرسالة وكل على ما يتبنى ويعتقد، وبعد.
لا يخفى على أحد أن الحط من قدر العلماء وعدم انزالهم منزلتهم في اسقاع الارض عمل منظم قننت له القانين وأضفيت عليه ما تسمى بالشرعية القانونية، فسهلت لها الوسائل، وأطلق لها التمويل، ذلك لأن غايايتها تخدم اعداء امتنا وتمهد الطريق لهم لاستعمارنا في الفكر والاقتصاد والارض.
إن رمي العلماء بهؤلاء السفهاء غايته إسقاط حاجز التوقير والمرجعية بينهم وبين الأمة لتصبح الامة بلا راع يوثق به، ولا ركن يرجع اليه ويتقوى به، فتخلو الساحة لأصحاب الهوى وأهل الفسق والمفسدين في الأرض.
إننا نرى في زمن الغربة علو اعناق المفسدين العلمانين وطي حياة العلماء الربانيين تحت مبررات كثيرة ليس لها غرض إلا مسخ المفاهيم وقلب الحقائق، ومجارات الاعداء من خلال تقرب الرويبضة والغوغاء من ثقافة أرسل الله رسله لتغيرها وعقائد أوحى الله لانبيائه بمحاربتها، وسلوك تعيد الناس إلى جاهلية ظلماء اندرست بظهور الاسلام ودعوة العلماء.
والحال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا ... ويعرف لعالمنا حقه. _ حسنه شيخنا الاباني _
ومن عجيب صنائع المفسدين انفاق الاموال الطائلة على ليلة رقص ولعب قمار واجتماع خنا، وفي المقابل يضيق على مجالس العلماء، وقذف الرعب في قلوب متتبعي مجالسهم والتعلم منهم، فباتت حياة المخلصين المصلحين محفوفة بالمخاطر ومجالسهم مجالس قلق، يقابلها مجالس الهناء والسعادة لأرباب الدنيا وطلابها.
وأخيرا أقول: هذا القدر لا بد من الصبر عليه ومدافعته بالمصابرة لأن الله يعطني الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الآخرة إلا من يحب.
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 06:35 م]ـ
جزاك الله خير(48/101)
كيف السبيل إلى نصحها
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[12 - 04 - 08, 09:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخوتي بارك الله فيكم جدتي لأمي لاتصلي مثلنا ولاتهتم بستر سائر جسدها في الصلاة بل ذراعيها وقدميها مكشوفتان وربما بعضا من شعرها وتتلفت وتسجد اكثر من سجدتين في الركعة الواحدة وفي الصلوات الرباعية لاتصلي أربعا
مع العلم أنها بكامل عقلها وحين أكلمها لاتستجيب لي وحين أريد أن احفظها الفاتحة تقول لااستطيع الحفظ (أو كما تقول ما عندي قلب) وتحلف بالنبي ومرة تحدثنا أنا وأمي معها عن البعث أنكرت ذلك وقالت (من زمان وهم يقولون أهلنا يقومون من قبورهم وانظروا إلى الآن وهم لم يقوموا) وعلى الرغم من ذلك هي تصلي وتصوم وتتصدق وتؤمن بالجنة والنار وأنا والله خائفة عليها ولاأدري كيف أقنعها فهي عنيدة جدا جدا جدا.
فبم تنصحوني وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[13 - 04 - 08, 06:38 ص]ـ
لايكلف الله نفسا إلا وسعها عليك النصح والله أعلم بها
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[13 - 04 - 08, 12:18 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أختي الكريمة
هل أجبت على شبهتها فيما يتعلق بالبعث؟
وقلت لها بأن البعث لن يحدث حتى قيام الساعة
وأيضا قولي لها إذا كانت تؤمن بالجنة والنار فإنه يجب أن نعود للحياة (البعث) بمشيئة الله وقدرته حتى يدخل الناس إما الجنة أو النار
المؤمن الجنة والكافر النار.
وأن الله الذي خلقنا يستطيع ان يعيدنا للحياة كما خلقنا أول مرة، ولكن لن يحصل ذلك حتى يوم القيامة.
أما بالنسبة للصلاة فلم توضحي لماذا هي تفعل ما تفعل.
وهل صلاتها هكذا منذ القديم أم انها تغيرت في آخر عمرها؟
وهل تقصدين بحفظ الفاتحة تصحيح حفظها للسورة؟ ام انها كانت لا تحفظ الفاتحة؟ فإذا كيف كانت تصلي بدون ان تقرأ الفاتحة؟
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[14 - 04 - 08, 10:01 ص]ـ
في الحقيقة لاأعلم هل صلاتها هكذا من زمان أم حين كبرت لكن الذي يغلب على ظنى أنها هكذا منذ القدم لأن عقلها ما شاء الله تبارك الله سليم
وأنا أقصد بتحفيظها الفاتحة تصحيح الحفظ ليس التجويد او الحركات بل مبنى الكلمات
وجزاك الله خيرا
ـ[ابو فيصل الشمري]ــــــــ[14 - 04 - 08, 06:25 م]ـ
عليك بالرفق والين معها سيما انها كبيرة في السن وكذلك اكثي من الروايات التي تتحدث عن البعث والنشور مع ضرب الامثلة للتقريب وكذلك تذكيرها بلقيا من تحب في الجنة اذا صححت معتقدها في البعث والنشور وكذلك في عموم التوحيد وكذلك في الصلاة فيجب ان يبين لها ان هذا الامر وهو لقيا الاحباب من الزوج ان كانوا صالحين والاخ وكل ماتحبة متوقف على تصحيح ماعندها من اخطاء عقدية وكذلك اخطاء في صلاتها لكن ارجو مراعاة الرفق والين واتيانا بماتحبه وتجنب ماتكرهه في القول والفعل والترك وانت اعلم الناس بها وبمايؤثر فيها والله اعلم.
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[27 - 04 - 08, 02:24 ص]ـ
لن تستجيب لك أبداً،،هل تعرفين السبب؟؟؟؟
السبب فقط أنها مازالت تراك طفلة!! اسمحيلي فهذا هو الواقع!!!!
فهي مازالت تراك حفيدتها الصغيرة،،الغرة الطرية،،،
إذا مالحل؟؟؟
الحل هو أن تخبري امرأة صالحة او رجل وياحبذا من خارج العائلة يكلمها بأسلوب حسن،،،ولو كان كبيرا في السن أفضل،،ولاياتيها على شكل ناصح،،بل زائر وجد فسحة من الوقت للحديث عن هذه المواضيع،،
وهي على كل حال جاهلة،،لكن تعلم،،وان شاء الله مايؤاخذها الله،، لكن أهلها يؤاخذون،،وهنا المشكلة،،،
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[27 - 04 - 08, 10:13 ص]ـ
لن تستجيب لك أبداً،،هل تعرفين السبب؟؟؟؟
السبب فقط أنها مازالت تراك طفلة!! اسمحيلي فهذا هو الواقع!!!!
فهي مازالت تراك حفيدتها الصغيرة،،الغرة الطرية،،،
أختي هذا ليس صحيحا مع كل كبار السن فجدتي رحمها الله كانت تستمع لي ولأخي عندما نحدثها في أمور الدين وكنا وقتها تحت سن 16 سنة فكانت تقبل منا أن نعلمها بعض الأمور البسيطة في العبادة والتي تعلمناها فهي تعلم أننا لم نخترعها من عندنا ولكننا تعلمناها من المسجد. وهي امرأة أميّة.
لكن قد يكون صحيحا مع جدة هذه الأخت لأنها عنيدة ولكن لا تيأس من رحمة الله
وهي على كل حال جاهلة،،لكن تعلم،،وان شاء الله مايؤاخذها الله،، لكن أهلها يؤاخذون،،وهنا المشكلة،،،
أختي كيف يؤاخذ الأهل إذا كانوا قد نصحوا وعملوا ما بوسعهم؟ ولكنها لم تستمع إليهم
فهنا هم لا يؤاخذون إذا عملوا ما عليهم فالهادي هو الله
أسأل الله أن يهديها
ـ[سارة الجزائرية]ــــــــ[27 - 04 - 08, 12:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي ريحانة الإيمان ,أنا أتفق مع تلميذة الأصول في أنها لن تستمع اليك بل تحتاج إلى رجل صالح أو امرأة صالحة. لتكلمها خاصة إذا كان معروفا بالصلاح. لأن جدي لديه نفس مشكلة جدتك , ولا يتقبل إلا كلام الإمام أو السلفي.
أم في قضية المؤاخذة فأنا مع بنت العقيدة.
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/102)
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[27 - 04 - 08, 03:53 م]ـ
جزاكم الله كل خير وبإذن الله سأبذل كل مافي وسعي لنصحها وسأطلب ممن هم أكبر مني سنا أن ينصحوها لكن مشكلتي الآن أنه مضى على هذا الكلام زمنا ولا أعرف كيف أفتحه معها مرة أخرى
ـ[سارة الجزائرية]ــــــــ[27 - 04 - 08, 04:03 م]ـ
السلام عليكم
حاولي أختاه أن تبدئي بالكلام حول موضوع آخر له علاقة بهذا واسترسلي معها في الكلام حتى تصلين بها إلى ماترغبين, واعتمدي في ذلك اللين والرفق. لأن كثيرا من كبار السن يرون أن نصيحة الصغير كأنها انتقاص لقدره.
وبارك الله فيك وزادك حرصا وورعا
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[28 - 04 - 08, 01:13 ص]ـ
يؤاخذون لأنها في حكم الوالدين،،ولايجوز التوقف عن نصحها،، (معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون)،،خاصة أنها انما تعاند بجهل وليس تكبراً،،وهذا أكيد،،
وقولي مجرد اقتراح،،،ولاأجزم بصحة كل ماأقول،،
هداها الله ووفقها إلى مايقربها إلى ربها،،،ووفق من سعى إلى هدايتها،،
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[28 - 04 - 08, 03:07 ص]ـ
جزاكم الله عني وعن جدتي كل خير(48/103)
بدايات نظم معاني متن ثلاثة الأصول.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 01:38 م]ـ
ـ نظم ثلاثة الأصول:
ـ الحمد لله هده بدايات نظم هدا المتن العظيم البركة أرجوا من الأخوة الإفادة بارك الله فيهم.
ـ الحَمْدُ لِلَّهِ العَلِيِّ الوَاحِدِ ... مُصَلِّياً عَلَى النَبِيِّ العَابِدِ.
ـ والآلِ وَالصَّحْبِ وَالتّابِعِينَا ... وَتَابِعِيهِمُ المُوَحِّدِينَا.
ـ نَظْمُ ثلاثَةِ الأُصُولِ حَانَا ... فَنَسْأَلُ التّوْفِيقَ مِنْ مَوْلانَا.
ـ وَبالإِمَامِ أَقْصِدُ المُجَدِّدَا ... مُحَمَّدُ التَّقِيُّ جَاءَ وَحَّدَا.
ـ أَرْجُوا بِهِ مَثُوبَةً فِي الآجِلَهْ .. قَالَ الإِمَامُ بَعْدَ ذِكْرِالبَسْمَلَهْ.
ـ فَلْتَعْلَمَنْ رَحِمَكَ الرَبُّ العَلِي ... لَزِمَنَا تَعَلُّمُ المَسَائِلِ.
ـ الأَربَعِ العِلْمُ كَذَاكَ العَمَلُ .... بِهِ وَدَعْوَةٌ إِلَيْهِ تَحْصُلُ.
ـ رَابِعُهَا صَبْرٌ عَلَى الإيذَاءِ ..... فِيهِ كَصَبْرِكَ عَلَى الهُذاءِ.
ـ .......................... فِيهِ كَصَبْرِكَ عَلَى الهُرَاءِ.
ـ وَ العِلْمُ ذُو دَعَائِمٍ يَشْمَلُهَا .. ثَلاثَةُ الأُصُولِ قَدْ نَظَمْتُهَا.
ـ مَعْرِفَةُ الإلَهِ وَ الرَّسُولِ .... مَعْرِفَةُ الإِسْلاَمِ بِالدَّلِيلِ.
ـ دَلِيلُهَا فِي سُورَةٍ (وَالعَصْرِ) .... تَفْسِيرُهَا: جَمِيعُنَا فِي خُسْرِ
ـ إِلاَّ الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا ..... الصَّالِحَاتِ بِالتَّوَاصِي عَامَلُوا.
ـ بَعْضَهُمُ بَعْضاً عَلَى الحَقِّ كَذَا ... لُزُومِ صَبْرٍ ذِي خِصَالٌ تُحْتَذَى.
ـ لَوْ أُنْزِلَتْ لِوَحْدِهَا فَقَطْ كَفَى ... أَفَادَنَاهُ الشَّافِعِيُّ فَاعْرِفَا.
ـ حَوَتْ بَرَاهِينَ تُضِيءُ سَاطِعَهْ ... كَذَا عُلُوماً لِلْعِبَادِ نَافِعَهْ.
ـ الجُعفِي: عِلْمٌ قَبْلَ قَوْلٍ أَوْ عَمَلْ ... مُخَالِفٌ طَرِيقَ حَقٍّ مَنْ جَهِلْ.
ـ لِرَبِّنَا صَلاَتُنَا وَذَبْحُنَا كَذَا لَهُ حَيَاتُنَا مَمَاتُنَا.
ـ كَذَلِكُمْ قَدْ قَالَ ابْرَاهِيمُ .... زَادَتْ لَهُ الصَّلاَةُ والتَّسْلِيمُ.
ـ وَ فِي الحَدِيثِ جَاءَ لَعْنُ مَنْ ذَبَحْ .. لِغَيْرِ رَبِّهِ فَضلَّ مَا فَلَحْ.
ـ وَ نَذْرُنَا عِبَادَةٌ دَلِيلُنَا ...... (يُوفُونَ بالنَّذْرِ) كَلاَمُ رَبِّنَا.
ـ وَ فِي حَدِيثٍ ثَابِتٍ (مَنْ نذَرا) ..... طَاعَةَ رَبِّهِ يُوَفِّي فَاحْذَرَا.
ـ نَذْراً لِعِصْيانٍ فَلاَ تُوَفِّي ...... وَقُلْ لِنَفْسٍ: اتَّقِ وَكُفِّ.
ـ وَصَارِفٌ عِبَادَةً لِغَيْرِ ...... إِلَهِهِ فَمُشْرِكٌ فَلْتَدْرِ.
ـ (فلا تخافُوهُمْ وَخَافُونِ) بِذَا ..... قَدْ ثَبَتَ الخَوْفُ عِبَادَةً خُذَا
ـ والاِستِعَانَةُ لَهَا بُرْهَانُ .......... بِقَوْلِهِ: (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
ـ كَذَ الرَّجَا بِقَوْلِهِ: (فَمَنْ كَانْ .... يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ) يَا إِخْوَانْ.
ـ والاِسْتِعَاذَةُ تَجِي فِي النَّاسِ ... وَالفَلَقِ الدَّلِيلُ كَالأَسَاسِ.
ـ وَشَاهِدُ الدَّلِيلِ: (قُلْ أَعُوذُ) ..... إلَى العَلِي مُوَحِّدٌ يَلُوذُ.
ـ مُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا الكَرِيمُ ... صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا الرّحِيمُ.
ـ بَعَثَهُ الإِلهُ بالتَّوْحِيدِ .... مُحَرِّماً عِبَادَةَ العَبِيدِ.
ـ هُوَ: ابنُ عَبْدِ اللَّهِ فَابْنُ عَبْدِ ..... مُطَّلِبٍ الهَاشِمِي ذُو الجُودِ.
ـ القُرَشِي وَهذِهِ مِنَ العَرَبْ ... وَعَربٌ تَمَيَّزُوا ذَوُو نَسَبْ.
ـ مِنْ نَسْلِ إِسْمَاعِيلَ يَا ذَكِيُّ ..... ابْنُ الخَلِيلِ ذَلِكَ النَبِيُّ.
ـ مَدْلُولُ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ ....... لا يَعْبُدُوا بالحَقِّ قُلْ: إِلاَّهُ.
ـ فَكُلُّ مَعْبُودٍ سِوَاهُ بَاطِلُ ..... وَمُشْرِكٌ مِنَ الدَّلِيلِ عَاطِلُ.
ـ فَإِنْ سُئِلْتَ يَا أخِي: مَنْ رَبُّكَا .... أجِبْ: مُرَبِّي عَبْدَهُ أيْ نَفْسُكَا.
ـ وَهْوَ مُرَبِّي الْعَالَمِينَ بِالنِّعَمْ ..... وَهْوَ الإلَهُ فَالشَّرِيكُ ذُو عَدَمْ.
ـ وَكُلُّ مَا سِوَى الإِلَهِ عَالَمُ .... وَ أَنْتَ مِنْ أَفْرَادِهِ يَا فَاهِمُ.
ـ مَسْأَلَةٌ: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ .... آيَاتُهُ وَخَلْقُهُ يَدُلُّكَا
ـ آيَاتُهُ كَاللَّيْلِ والنَّهَارِ .... وَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ ذِي الأَنْوَارِ.
ـ وَخَلْقُهُ مِثْلَ السَّمواتِ العُلَى .... وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ وَالحَقُّ انْجَلَى.
ـ دَلِيلُ آيٍ كَائِنٌ فِي فُصِّلَتْ .... (لاَ تَسْجُدُوا للشَّمْسِ) فِيهَا وُجِدَتْ.
ـ دَلِيلُ خَلْقٍ جَاءَ فِي الأَعْرَافِ .... ذا حُجَّةٌ عَلَى المُرَادِ كَافِي.
ـ وَرَبُّنَا فَقُلْ: هَوَ المَعْبُودُ .... فِي البَقَرَهْ دَلِيلُهُ مَوْجُودُ.
ـ أَوَّلُ أَمْرٍ جَاءَ فِي القُرْآنِ ... الأَمْرُ بالتَّوحِيدِ للرَّحْمَنِ.
46 قَالَ تَعَالَى ذُو الجَلاَلِ الأَحْكَمُ: .... (يَا أَيُّها النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/104)
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[13 - 04 - 08, 06:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله كل خير، مجهود رائع، أحبك في الله، أفدت وكفيت.
ـ[الحامدي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 06:43 م]ـ
نظم ثلاثة الأصول:
ـ الحمد لله هده بدايات نظم هدا المتن العظيم البركة أرجوا من الأخوة الإفادة بارك الله فيهم.
ـ والآلِ وَالصَّحْبِ وَالتّابِعِينَا ... وَتَابِعِيهِمُ المُوَحِّدِينَا.
في الصدر كسر عروضي، يحتاج إلى جبر.
ـ وَبالإِمَامِ أَقْصِدُ المُجَدِّدَا ... مُحَمَّدُ التَّقِيُّ جَاءَ وَحَّدَا.
لعل "جَا موحِّدا" أبلغُ.
ـ فَلْتَعْلَمَنْ رَحِمَكَ الرَبُّ العَلِي ... لَزِمَنَا تَعَلُّمُ المَسَائِلِ.
ـ الأَربَعِ العِلْمُ كَذَاكَ العَمَلُ .... بِهِ وَدَعْوَةٌ إِلَيْهِ تَحْصُلُ.
في البيتين تضمين، وهو تعلق قافية الأول بأول البيت الثاني، وهو مما يعيبه أهل النظم. وإن كانت الضرورة في النظم التعليمي قد تُلجئ إليه.
ـ رَابِعُهَا صَبْرٌ عَلَى الإيذَاءِ ..... فِيهِ كَصَبْرِكَ عَلَى الهُذاءِ.
ـ .......................... فِيهِ كَصَبْرِكَ عَلَى الهُرَاءِ.
القافيتان في العجُز غير ملائمتين شعريا.
ـ وَ العِلْمُ ذُو دَعَائِمٍ يَشْمَلُهَا .. ثَلاثَةُ الأُصُولِ قَدْ نَظَمْتُهَا.
الهاء في (يشملها، نظمتُها) لا تصلح للروي، وإنما هي للوصل أو الخروج، فينبغي التزام حرف قبلها.
ـ الجُعفِي: عِلْمٌ قَبْلَ قَوْلٍ أَوْ عَمَلْ ... مُخَالِفٌ طَرِيقَ حَقٍّ مَنْ جَهِلْ.
تحذف ياء "الجعفي" ضرورة لتقويم الوزن.
ـ نَذْراً لِعِصْيانٍ فَلاَ تُوَفِّي ...... وَقُلْ لِنَفْسٍ: اتَّقِ وَكُفِّ.
الصواب وزنا ومعنى: (اتقِي وكفِّي) لأن الأمر للنفس وهي مؤنثة، ولأن الوزن لا يستقيم دونه.
ـ والاِستِعَانَةُ لَهَا بُرْهَانُ .......... بِقَوْلِهِ: (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
التقفية بين المصراعين غير صحيحة (برهان، نستعين)، فالردف في قافية الصدر هو الألف، والردف في قافية العجز هو الياء. ويُلتزم الردف إذا كان ألفا، أما الردف الواوي واليائي فيجوز تعاقبهما في القصيدة الواحدة.
ـ كَذَ الرَّجَا بِقَوْلِهِ: (فَمَنْ كَانْ .... يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ) يَا إِخْوَانْ.
هذا البيت من السريع لا من الرجز.
ـ هُوَ: ابنُ عَبْدِ اللَّهِ فَابْنُ عَبْدِ ..... مُطَّلِبٍ الهَاشِمِي ذُو الجُودِ.
القافية غير متطابقة، لأن الأخيرة فيها ردف، والأولى خالية منه، وينبغي التزام أحد الأمرين لا الجمع بينهما. وفي العجز اضطراب في الوزن لا ينجبر إلا بقطع همزة "أل" في "الهاشمي" وهو مخالفٌ للقياس النحوي.
ـ مَدْلُولُ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ ....... لا يَعْبُدُوا بالحَقِّ قُلْ: إِلاَّهُ.
حذفت النون من الفعل "يعبدوا" دون داع، وهو إن جاز ضرورة إلا أنه مستقبح.
ـ مَسْأَلَةٌ: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَا .... آيَاتُهُ وَخَلْقُهُ يَدُلُّكَا
ـ وَخَلْقُهُ مِثْلَ السَّمواتِ العُلَى .... وَالأَرَضِين السَّبْعِ، وَالحَقُّ انْجَلَى.
ـ دَلِيلُ خَلْقٍ جَاءَ فِي الأَعْرَافِ .... ذا حُجَّةٌ عَلَى المُرَادِ كَافِي.
جاءت "كافي" نعتا لـ"حجة"، وهو يخالفه في الجنس (التذكير والتأنيث)، ويمكن تغيير "حجة" إلى "شاهدٌ" لتلافي هذا المأخذ. وتكتب "كافي" إملائيا دون ياء لأنها نكرة مرفوعة، أي هكذا (كافِ).
هذه نماذج من الملحوظات راعيت فيها الجانب العروضي أكثر من غيره.
ـ[أبو ناصر اليمني]ــــــــ[15 - 04 - 08, 01:20 ص]ـ
بارك الله في الناظم والأخ حامد الشنقيطي
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[15 - 04 - 08, 07:12 م]ـ
بارك الله فيكم على هده النصائح الغالية. وسأصلحها بإدن الله تعالى.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[16 - 04 - 08, 07:04 م]ـ
ـ نظم ثلاثة الأصول:
ـ الحمد لله العلي العظيم والصلاة على النبي الكريم وعلى أتباعه إلى يوم الدين فأقول للأخ أحبك الذي أحببتني فيه وما نحن إلاّ مبتدئون في الطّلب متمرِّنون في النظم وأشكر الشيخ أبا حامد الشنقيطي جزاه الله كلّ خير على ما أفاد وهذا يُنبيء عن محبة للخير وما أحوجنا إلى التعاون في خدمة هذا الدّين بما استطعنا. لقد استفدت من توجيهات الأخوة مما جعلني أُسقِطُ بيتا لأنقحه وهو:
ـ كَذَ الرَّجَا بِقَوْلِهِ: (فَمَنْ كَانْ .... يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ) يَا إِخْوَانْ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/105)
ـ أمّا باقي الأبيات التّي لوحِظ فيها شيء فحاولتُ إصلاحها ولا تزال محلّ نظر الأخوة للتعقيب والنقد بارك الله فيهم.
ـ وأقول: أنّ نظم العلوم يكون في أحايين كثيرة صعبا جدّا ممّا يدفع الناظم إلى ارتكاب المرجوح وكما قِيل: يجوز للناظم ما لا يجوز لغيره كما أفادنيه أخونا حمد المرّي حفظه الله.
ـ وفي هذه المشاركة أضفتُ خمسة أبيات فبهذا وبالتعديل يكون النظم كالتالي:
ـ الحَمْدُ لِلَّهِ العَلِيِّ الوَاحِدِ .... مُصَلِّياً عَلَى النَبِيِّ العَابِدِ.
ـ والآلِ وَالصَّحْبِ وَتَابِعِينَا .... لَهُم بإحسَانٍ مُوَحِّدِينَا.
ـ نَظْمُ ثلاثَةِ الأُصُولِ حَانَا .... فَنَسْأَلُ التّوْفِيقَ مِنْ مَوْلانَا.
ـ وَبالإِمَامِ أَقْصِدُ المُجَدِّدَا ... مُحَمَّدُ التَّقِيُّ جَا مُوَحِّدَا.
ـ ....................... مُحَمَّدُ التَّقِيُّ. جَاءَ وَحَّدَا.
ـ أَرْجُوا بِهِ مَثُوبَةً فِي الآجِلَهْ .. قَالَ الإِمَامُ بَعْدَ ذِكْرِالبَسْمَلَهْ.
ـ فَلْتَعْلَمَنْ رَحِمَكَ الرَبُّ العَلِي ... لَزِمَنَا تَعَلُّمُ المَسَائِلِ.
ـ الأَربَعِ العِلْمُ كَذَاكَ العَمَلُ .... بِهِ وَدَعْوَةٌ إِلَيْهِ تَحْصُلُ.
ـ صَبْرٌ عَلَى الإِيذَاءِ فِيهِ رَابِعٌ .... مَنْ حَازَهَا للأَنْبِيَاءِ تَابِعٌ.
ـ وَ العِلْمُ ذُو دَعَائِمٍ يَشْمَلُهَا .. ثَلاثَةُ الأُصُولِ ذَا مُجْمَلُهَا.
ـ مَعْرِفَةُ الإلَهِ وَ الرَّسُولِ .... مَعْرِفَةُ الإِسْلاَمِ بِالدَّلِيلِ.
ـ دَلِيلُهَا فِي سُورَةٍ (وَالعَصْرِ) .... تَفْسِيرُهَا: جَمِيعُنَا فِي خُسْرِ
ـ إِلاَّ الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا ..... الصَّالِحَاتِ بِالتَّوَاصِي عَامَلُوا.
ـ بَعْضَهُمُ بَعْضاً عَلَى الحَقِّ كَذَا ... لُزُومِ صَبْرٍ ذِي خِصَالٌ تُحْتَذَى.
ـ لَوْ أُنْزِلَتْ لِوَحْدِهَا فَقَطْ كَفَى ... أَفَادَنَاهُ الشَّافِعِيُّ فَاعْرِفَا.
ـ حَوَتْ بَرَاهِينَ تُضِيءُ سَاطِعَهْ ... كَذَا عُلُوماً لِلْعِبَادِ نَافِعَهْ.
ـ الجُعفِي: عِلْمٌ قَبْلَ قَوْلٍ أَوْ عَمَلْ ... مُخَالِفٌ طَرِيقَ حَقٍّ مَنْ جَهِلْ.
ـ لِرَبِّنَا صَلاَتُنَا وَذَبْحُنَا ......... كَذَا لَهُ حَيَاتُنَا مَمَاتُنَا.
ـ كَذَلِكُمْ قَدْ قَالَ ابْرَاهِيمُ .... زَادَتْ لَهُ الصَّلاَةُ والتَّسْلِيمُ.
ـ وَ فِي الحَدِيثِ جَاءَ لَعْنُ مَنْ ذَبَحْ .. لِغَيْرِ رَبِّهِ فَضلَّ مَا فَلَحْ.
ـ وَ نَذْرُنَا عِبَادَةٌ دَلِيلُنَا ...... (يُوفُونَ بالنَّذْرِ) كَلاَمُ رَبِّنَا.
ـ وَ فِي حَدِيثٍ ثَابِتٍ (مَنْ نذَرا) ..... طَاعَةَ رَبِّهِ يُوَفِّي فَاحْذَرَا.
ـ نَذْراً لِعِصْيانٍ فَلاَ تُوَفِّي ...... وَقُلْ لِنَفْسٍ: اتَّقِي وَكُفِّي.
ـ وَصَارِفٌ عِبَادَةً لِغَيْرِ ...... إِلَهِهِ فَمُشْرِكٌ فَلْتَدْرِ.
ـ (فلا تخافُوهُمْ وَخَافُونِ) بِذَا ..... قَدْ ثَبَتَ الخَوْفُ عِبَادَةً خُذَا.
ـ وَحُجَّةُ اسْتِعَانَةٍ تَبِينُ ......... بِقَوْلِه: إيَّاكَ نَسْتَعِينُ.
ـ والاِسْتِعَاذَةُ تَجِي فِي النَّاسِ ... وَالفَلَقِ الدَّلِيلُ كَالأَسَاسِ.
ـ وَشَاهِدُ الدَّلِيلِ: (قُلْ أَعُوذُ) ..... إلَى العَلِي مُوَحِّدٌ يَلُوذُ.
ـ مُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا الكَرِيمُ ...... صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا الرّحِيمُ.
ـ بَعَثَهُ الإِلهُ بالتَّوْحِيدِ ...... مُحَرِّماً عِبَادَةَ العَبِيدِ.
ـ هُوَ: ابنُ عَبْدِ اللَّهِ فَابْنُ عَبْدِ ..... مُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ ذُو مَجْدِ.
ـ القُرَشِي وَهذِهِ مِنَ العَرَبْ .... وَعَربٌ تَمَيَّزُوا ذَوُو نَسَبْ.
ـ مِنْ نَسْلِ إِسْمَاعِيلَ يَا ذَكِيُّ .... ابْنُ الخَلِيلِ ذَلِكَ النَبِيُّ.
ـ مَدْلُولُ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ ...... لا تَعْبُدُوا بالحَقِّ قُلْ: إِلاَّهُ.
ـ فَكُلُّ مَعْبُودٍ سِوَاهُ بَاطِلُ ..... وَمُشْرِكٌ مِنَ الدَّلِيلِ عَاطِلُ.
ـ فَإِنْ سُئِلْتَ يَا أخِي: مَنْ رَبُّكَا ... أجِبْ: مُرَبِّي عَبْدَهُ أيْ نَفْسُكَا.
ـ وَهْوَ مُرَبِّي الْعَالَمِينَ بِالنِّعَمْ .... وَهْوَ الإلَهُ فَالشَّرِيكُ ذُو عَدَمْ.
ـ وَكُلُّ مَا سِوَى الإِلَهِ عَالَمُ .... وَ أَنْتَ مِنْ أَفْرَادِهِ يَا فَاهِمُ.
ـ مَسْأَلَةٌ: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَا ..... آيَاتُهُ وَخَلْقُهُ يَدُلُّكَا
ـ آيَاتُهُ كَاللَّيْلِ والنَّهَارِ .... وَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ ذِي الأَنْوَارِ.
ـ وَخَلْقُهُ مِثْلَ السَّمواتِ العُلَى .... وَالأَرَضِينَ السَّبْعِ وَالحَقُّ انْجَلَى.
ـ دَلِيلُ آيٍ كَائِنٌ فِي فُصِّلَتْ ... (لاَ تَسْجُدُوا للشَّمْسِ) فِيهَا وُجِدَتْ.
ـ دَلِيلُ خَلْقٍ جَاءَ فِي الأَعْرَافِ ..... ذا شَاهِدٌ عَلَى المُرَادِ كَافِ.
ـ وَرَبُّنَا العَلِي هُوَ المَعْبُودُ ...... فِي البَقَرَهْ دَلِيلُهُ مَوْجُودُ.
ـ أَوَّلُ أَمْرٍ جَاءَ فِي القُرْآنِ .... الأَمْرُ بالتَّوحِيدِ للرَّحْمَنِ.
ـ قَالَ تَعَالَى ذُو الجَلاَلِ الأَحْكَمُ: ... (يَا أَيُّها النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ).
ـ وَسَمِّ بالطَّاغُوتِ مَا تَجَوَزَا ....... عَبْدٌ بِهِ حَدّاً لَهُ وَمَيِّزَا.
ـ سَوَا يَكُنْ مَعْبُوداً اَوْ مَتْبُوعَا ..... كَذَا المُطَاعُ فَاحْفَظِ الجَمِيعَا.
ـ عَرَّفَهُ بِذَلِكَ ابْنُ القَيِّمِ ...... مُجَاهِدٌ مُحَقِّقٌ ذُو شِيَمِ.
.................... أَو نَقُول:
ـ عَرَّفَهُ ابْنُ القَيِّمِ الإِمَامُ ....... مُجَاهِدٌ مُحقِّقٌ هُمَامُ.
ـ كَثِيرَةٌ هِيَ الطَّوَاغِيتُ اسْمَعَنْ .... رُؤُوسُهَا فِي خَمْسَةٍ يَا مَنْ فَطُنْ.
ـ إِبْلِيسُ وَالسُّجُودُ كَافِراً أَبَاهْ ...... مَنْ عَبَدُوهُ رَاضِياً وَمَا أَبَاهْ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/106)
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[16 - 04 - 08, 11:26 م]ـ
نظمك جيد. بارك الله فيك ووفقك للخير ..
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 02:05 ص]ـ
جميل النظم والنثر أجمل
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[19 - 04 - 08, 02:46 م]ـ
وفي هذه المشاركة أضفتُ عشرة أبيات فبهذا وبالتعديل يكون النظم كالتالي:
ـ الحَمْدُ لِلَّهِ العَلِيِّ الوَاحِدِ .... مُصَلِّياً عَلَى النَبِيِّ العَابِدِ.
ـ والآلِ وَالصَّحْبِ وَتَابِعِينَا .... لَهُم بإحسَانٍ مُوَحِّدِينَا.
ـ نَظْمُ ثلاثَةِ الأُصُولِ حَانَا .... فَنَسْأَلُ التّوْفِيقَ مِنْ مَوْلانَا.
ـ وَبالإِمَامِ أَقْصِدُ المُجَدِّدَا ... مُحَمَّدُ التَّقِيُّ جَا مُوَحِّدَا.
ـ ....................... مُحَمَّدُ التَّقِيُّ. جَاءَ وَحَّدَا.
ـ أَرْجُوا بِهِ مَثُوبَةً فِي الآجِلَهْ .. قَالَ الإِمَامُ بَعْدَذِكْرِ البَسْمَلَهْ.
ـ فَلْتَعْلَمَنْ رَحِمَكَ الرَبُّ العَلِي ... لَزِمَنَا تَعَلُّمُ المَسَائِلِ.
ـ الأَربَعِ العِلْمُ كَذَاكَ العَمَلُ .... بِهِ وَدَعْوَةٌ إِلَيْهِ تَحْصُلُ.
ـ صَبْرٌ عَلَى الإِيذَاءِ فِيهِ رَابِعٌ .... مَنْ حَازَهَا للأَنْبِيَاءِ تَابِعٌ.
ـوَ العِلْمُ ذُو دَعَائِمٍ يَشْمَلُهَا .. ثَلاثَةُ الأُصُولِ ذَا مُجْمَلُهَا.
ـ مَعْرِفَةُ الإلَهِوَ الرَّسُولِ .... مَعْرِفَةُ الإِسْلاَمِ بِالدَّلِيلِ.
ـ دَلِيلُهَا فِي سُورَةٍ (وَالعَصْرِ) .... تَفْسِيرُهَا: جَمِيعُنَا فِي خُسْرِ.
ـ إِلاَّ الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا ..... الصَّالِحَاتِ بِالتَّوَاصِي عَامَلُوا.
ـ بَعْضَهُمُ بَعْضاً عَلَى الحَقِّ كَذَا ... لُزُومِ صَبْرٍ ذِي خِصَالٌ تُحْتَذَى.
ـ لَوْ أُنْزِلَتْ لِوَحْدِهَا فَقَطْ كَفَى ... أَفَادَنَاهُ الشَّافِعِيُّ فَاعْرِفَا.
ـ حَوَتْ بَرَاهِينَ تُضِيءُ سَاطِعَهْ ... كَذَا عُلُوماً لِلْعِبَادِ نَافِعَهْ.
ـ الجُعفِي: عِلْمٌ قَبْلَ قَوْلٍ أَوْ عَمَلْ ... مُخَالِفٌ طَرِيقَ حَقٍّ مَنْ جَهِلْ.
ـ لِرَبِّنَا صَلاَتُنَا وَذَبْحُنَا ......... كَذَالَهُ حَيَاتُنَا مَمَاتُنَا.
ـ كَذَلِكُمْ قَدْ قَالَ ابْرَاهِيمُ .... زَادَتْ لَهُ الصَّلاَةُوالتَّسْلِيمُ.
ـ وَ فِي الحَدِيثِ جَاءَ لَعْنُ مَنْ ذَبَحْ .. لِغَيْرِ رَبِّهِ فَضلَّ مَافَلَحْ.
ـ وَ نَذْرُنَا عِبَادَةٌ دَلِيلُنَا ...... (يُوفُونَ بالنَّذْرِ) كَلاَمُ رَبِّنَا.
ـ وَ فِي حَدِيثٍ ثَابِتٍ (مَنْ نذَرا) ..... طَاعَةَرَبِّهِ يُوَفِّي فَاحْذَرَا.
ـ نَذْراً لِعِصْيانٍ فَلاَ تُوَفِّي ...... وَقُلْ لِنَفْسٍ: اتَّقِي وَكُفِّي.
ـ وَصَارِفٌ عِبَادَةً لِغَيْرِ ...... إِلَهِهِ فَمُشْرِكٌ فَلْتَدْرِ.
ـ (فلا تخافُوهُمْ وَخَافُونِ) بِذَا ..... قَدْ ثَبَتَالخَوْفُ عِبَادَةً خُذَا.
ـوَحُجَّةُ اسْتِعَانَةٍ تَبِينُ ......... بِقَوْلِه: إيَّاكَ نَسْتَعِينُ.
ـ والاِسْتِعَاذَةُ تَجِي فِي النَّاسِ ... وَالفَلَقِ الدَّلِيلُ كَالأَسَاسِ.
ـ وَشَاهِدُ الدَّلِيلِ: (قُلْ أَعُوذُ) ..... إلَى العَلِي مُوَحِّدٌ يَلُوذُ.
ـ مُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا الكَرِيمُ ...... صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا الرّحِيمُ.
ـ بَعَثَهُ الإِلهُ بالتَّوْحِيدِ ...... مُحَرِّماً عِبَادَةَ العَبِيدِ.
ـ هُوَ: ابنُ عَبْدِ اللَّهِ فَابْنُ عَبْدِ ..... مُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ ذُو مَجْدِ.
ـ القُرَشِي وَهذِهِ مِنَ العَرَبْ .... وَعَربٌ تَمَيَّزُوا ذَوُو نَسَبْ.
ـ مِنْ نَسْلِ إِسْمَاعِيلَ يَا ذَكِيُّ .... ابْنُ الخَلِيلِ ذَلِكَ النَبِيُّ.
ـ مَدْلُولُ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ ...... لا تَعْبُدُوا بالحَقِّ قُلْ: إِلاَّهُ.
ـ فَكُلُّ مَعْبُودٍ سِوَاهُ بَاطِلُ ..... وَمُشْرِكٌ مِنَ الدَّلِيلِ عَاطِلُ.
ـ فَإِنْسُئِلْتَ يَا أخِي: مَنْ رَبُّكَا ... أجِبْ: مُرَبِّي عَبْدَهُ أيْنَفْسُكَا.
ـ وَهْوَ مُرَبِّي الْعَالَمِينَ بِالنِّعَمْ .... وَهْوَ الإلَهُ فَالشَّرِيكُ ذُوعَدَمْ.
ـ وَكُلُّ مَا سِوَى الإِلَهِ عَالَمُ .... وَ أَنْتَ مِنْ أَفْرَادِهِ يَافَاهِمُ.
ـ مَسْأَلَةٌ: بِمَعَرَفْتَ رَبَّكَا ..... آيَاتُهُ وَخَلْقُهُ يَدُلُّكَا.
ـ آيَاتُهُ كَاللَّيْلِ والنَّهَارِ .... وَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ ذِي الأَنْوَارِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/107)
ـ وَخَلْقُهُ مِثْلَ السَّمواتِ العُلَى .... وَالأَرَضِينَ السَّبْعِ وَالحَقُّ انْجَلَى.
ـ دَلِيلُ آيٍ كَائِنٌ فِي فُصِّلَتْ ... (لاَ تَسْجُدُوا للشَّمْسِ) فِيهَا وُجِدَتْ.
ـ دَلِيلُ خَلْقٍ جَاءَ فِي الأَعْرَافِ ..... ذا شَاهِدٌ عَلَى المُرَادِ كَافِ.
ـ وَرَبُّنَا العَلِي هُوَ المَعْبُودُ ...... فِي البَقَرَهْ دَلِيلُهُ مَوْجُودُ.
ـ أَوَّلُ أَمْرٍ جَاءَ فِي القُرْآنِ .... الأَمْرُ بالتَّوحِيدِ للرَّحْمَنِ.
ـ قَالَ تَعَالَى ذُو الجَلاَلِ الأَحْكَمُ: ... (يَا أَيُّها النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ.).
ـ وَسَمِّ بالطَّاغُوتِ مَا تَجَاوَزَا ....... عَبْدٌ بِهِ حَدّاً لَهُ وَمَيِّزَا.
ـ سَوَا يَكُنْ مَعْبُوداً اَوْ مَتْبُوعَا ..... كَذَا المُطَاعُ فَاحْفَظِ الجَمِيعَا.
ـ عَرَّفَهُ بِذَلِكَ ابْنُ القَيِّمِ ...... مُجَاهِدٌ مُحَقِّقٌ ذُو شِيَمِ.
.................... أَو نَقُول:
ـ عَرَّفَهُ ابْنُ القَيِّمِ الإِمَامُ ....... مُجَاهِدٌ مُحقِّقٌ هُمَامُ.
ـ كَثِيرَةٌ هِيَ الطَّوَاغِيتُ اسْمَعَنْ .... رُؤُوسُهَا فِي خَمْسَةٍ يَا مَنْ فَطُنْ.
ـ إِبْلِيسُ وَالسُّجُودُكَافِراً أَبَاهْ ...... مَنْ عَبَدُوهُ رَاضِياً وَمَا أَبَاهْ.
[من الخاتمة]
ـ مَتْنٌ عَظِيمٌ وَكَثِيرُ البَرَكَهْ ...... تَنْجُوا بِهِ تِلْكَ النُّفُوسُ المُشْرِكَهْ.
ـ شَرَحَهُ أَئِمَّةٌ كِبَارُ ............ يَحْفَظُهُ الشُّيُوخُ وَ الصِّغَارُ.
ـ لِنَجْلِ قَاسِمٍ عَلَيْها حَاشِيَهْ ....... لِدُرَرٍ مِنَ العُلُومِ حَاوِيَهْ.
ـ أَئِمَّةُ الدَّعْوَةِ دَرَّسُوهَا ........ دَعائِمُ التَّوحِيدِ كَرَّسُوهََا [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=800267#_ftn1).
ـ قَدْ أدْخَلُوا الأعْمَالَ فِي التَّوْحِيدِ .... وَحَارَبُوا الدَّاعِي إِلَى التَّنْدِيدِ.
ـ كَذَا ابْنُ بَازٍ شَرْحُهُ مَتِينُ ... عَلاّمَةٌ وَصَادِقٌ أمِينُ.
ـ وَابْنُ عُثَيْمِينَ التَّقِيُّ العَالِمُ ... وَشَرْحُهُ مُيَسَّرٌ مُلائِمُ.
ـ فَاعْنَ بِهاِ وَذَا بِشَرْطِ العَمَلِ .... بِمُقْتَضَاهَا، دَعْ طَرِيقَ الكَسَلِ.
ـ ............................ بِمُقْتَضَاهَا، دَعْ صَنِِيعَ الهَمَلِ.
ـ لاَ تَنْسَ دَعْوَةً لِهَذَا النَّاظِمِ ... حِينَ السُّجُودِ للعَلِيِّ العَالِمِ.
ـ أنْ يَغْفِرَ الذُّنُوبَ وَالخَطَايَا ... أَكْرَمَكَ الإِلَهُ بِالعَطَايَا.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=800267#_ftnref1) التَّكريسُ تَأسِيسُ البناءِ وقَدْ كَرَّسَهُ. اهـ. [تاج العروس مادة [ك،ر، س]]
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 05:54 م]ـ
ـ نظم ثلاثة الأصول:
ـ الحمد لله لازلتُ أنتظر توجيهات وتقييم الأخوة بارك الله فيهم.
ـ وفي هذه المشاركة أضفتُ ستة أبيات فبهذا وبالتعديل يكون النظم كالتالي:
ـ الحَمْدُ لِلَّهِ العَلِيِّ الوَاحِدِ ... مُصَلِّياً عَلَى النَبِيِّ العَابِدِ.
ـ والآلِ وَالصَّحْبِ وَتَابِعِينَا ... لَهُمْ بِإِحْسَانٍ مُُوَحِّدِينَا.
ـ نَظْمُ ثلاثَةِ الأُصُولِ حَانَا ... فَنَسْأَلُ التّوْفِيقَ مِنْ مَوْلانَا.
ـ وَبالإِمَامِ أَقْصِدُ المُجَدِّدَا ... مُحَمَّدُ التَّقِيُّ جَا مُوَحِّدَا.
ـ ....................... مُحَمَّدُ التَّقِيُّ جَاءَ وَحَّدَا.
ـ أَرْجُوا بِهِ مَثُوبَةً فِي الآجِلَهْ .. قَالَ الإِمَامُ بَعْدَ ذِكْرِالبَسْمَلَهْ.
ـ فَلْتَعْلَمَنْ رَحِمَكَ الرَبُّ العَلِي ... لَزِمَنَا تَعَلُّمُ المَسَائِلِ.
ـ الأَربَعِ العِلْمُ كَذَاكَ العَمَلُ .... بِهِ وَدَعْوَةٌ إِلَيْهِ تَحْصُلُ.
ـ صَبْرٌ عَلَى الإِيذَاءِ فِيهِ رَابِعٌ .... مَنْ حَازَهَا للأَنْبِيَاءِ تَابِعٌ.
ـ وَ العِلْمُ ذُو دَعَائِمٍ يَشْمَلُهَا .. ثَلاثَةُ الأُصُولِ ذَا مُجْمَلُهَا.
ـ مَعْرِفَةُ الإلَهِ وَ الرَّسُولِ .... مَعْرِفَةُ الإِسْلاَمِ بِالدَّلِيلِ.
ـ دَلِيلُهَا فِي سُورَةٍ (وَالعَصْرِ) .... تَفْسِيرُهَا: جَمِيعُنَا فِي خُسْرِ
ـ إِلاَّ الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا ..... الصَّالِحَاتِ بِالتَّوَاصِي عَامَلُوا.
ـ بَعْضَهُمُ بَعْضاً عَلَى الحَقِّ كَذَا ... لُزُومِ صَبْرٍ ذِي خِصَالٌ تُحْتَذَى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/108)
ـ لَوْ أُنْزِلَتْ لِوَحْدِهَا فَقَطْ كَفَى ... أَفَادَنَاهُ الشَّافِعِيُّ فَاعْرِفَا.
ـ حَوَتْ بَرَاهِينَ تُضِيءُ سَاطِعَهْ ... كَذَا عُلُوماً لِلْعِبَادِ نَافِعَهْ.
ـ الجُعفِي: عِلْمٌ قَبْلَ قَوْلٍ أَوْ عَمَلْ ... مُتَرْجِمٌ بِذَاكَ فِي الصَّحِيحِ قُلْ:
ـ ............................... مُخَالِفٌ طَرِيقَ حَقٍّ مَنْ جَهِلْ.
ـ عِلمٌ بِلا إلهَ إلاَّ اللهُ ....... ...... مُقَدَّمٌ دَلِيلُهَا تَرَاهُ.
ـ فِي آيَةٍ تُوجَدُ فِي مُحَمَّدِ .... .. وَرَقْمُهَا تِسْعَةَ عشْرَةَ اعْدُدِ.
ـ لاَ تَدْعُوَنَّ معْ إلَهِي أحَداً .......... بُرْهَانُهُ أَنَّ لَهُ المَسَاجِدَا.
ـ دَلِيلُ هَذَا كَائِنٌ فِي آيَهْ ........... فِي سُورَةِ الجِنِّ بِهَا كِفَايَهْ.
ـ لِرَبِّنَا صَلاَتُنَا وَذَبْحُنَا ... كَذَا لَهُ حَيَاتُنَا مَمَاتُنَا.
ـ كَذَلِكُمْ قَدْ قَالَ ابْرَاهِيمُ .... زَادَتْ لَهُ الصَّلاَةُ والتَّسْلِيمُ.
ـ وَ فِي الحَدِيثِ جَاءَ لَعْنُ مَنْ ذَبَحْ .... لِغَيْرِ رَبِّهِ فَضلَّ مَا فَلَحْ.
ـ وَ نَذْرُنَا عِبَادَةٌ دَلِيلُنَا ...... (يُوفُونَ بالنَّذْرِ) كَلاَمُ رَبِّنَا.
ـ وَ فِي حَدِيثٍ ثَابِتٍ (مَنْ نذَرا) ..... طَاعَةَ رَبِّهِ يُوَفِّي فَاحْذَرَا.
ـ نَذْراً لِعِصْيانٍ فَلاَ تُوَفِّي ...... وَقُلْ لِنَفْسٍ: اتَّقِي وَكُفِّي.
ـ وَصَارِفٌ عِبَادَةً لِغَيْرِ ...... إِلَهِهِ فَمُشْرِكٌ فَلْتَدْرِ.
ـ (فلا تخافُوهُمْ وَخَافُونِ) بِذَا ..... قَدْ ثَبَتَ الخَوْفُ عِبَادَةً خُذَا.
ـ وَحُجَّةُ اسْتِعَانَةٍ تَبِينُ ....... بِقَوْلِهِ (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
ـ والاِسْتِعَاذَةُ تَجِي فِي النَّاسِ ... وَالفَلَقِ الدَّلِيلُ كَالأَسَاسِ.
ـ وَشَاهِدُ الدَّلِيلِ: (قُلْ أَعُوذُ) ..... إلَى العَلِي مُوَحِّدٌ يَلُوذُ.
ـ مُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا الكَرِيمُ .... صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا الرّحِيمُ.
ـ بَعَثَهُ الإِلهُ بالتَّوْحِيدِ .... مُحَرِّماً عِبَادَةَ العَبِيدِ.
ـ هُوَ: ابنُ عَبْدِ اللَّهِ فَابْنُ عَبْدِ ..... مُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ ذُو مَجْدِ.
ـ القُرَشِي وَهذِهِ مِنَ العَرَبْ ..... وَعَربٌ تَمَيَّزُوا ذَوُو نَسَبْ.
ـ مِنْ نَسْلِ إِسْمَاعِيلَ يَا ذَكِيُّ ..... ابْنُ الخَلِيلِ ذَلِكَ النَبِيُّ.
ـ مَدْلُولُ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ ..... لا تَعْبُدُوا بالحَقِّ قُلْ: إِلاَّهُ.
ـ فَكُلُّ مَعْبُودٍ سِوَاهُ بَاطِلُ .... وَمُشْرِكٌ مِنَ الدَّلِيلِ عَاطِلُ.
ـ فَإِنْ سُئِلْتَ يَا أخِي: مَنْ رَبُّكَا ..... أجِبْ: مُرَبِّي عَبْدَهُ أيْ نَفْسُكَا.
ـ وَهْوَ مُرَبِّي الْعَالَمِينَ بِالنِّعَمْ ..... وَهْوَ الإلَهُ فَالشَّرِيكُ ذُو عَدَمْ.
ـ وَكُلُّ مَا سِوَى الإِلَهِ عَالَمُ ..... وَ أَنْتَ مِنْ أَفْرَادِهِ يَا فَاهِمُ.
ـ مَسْأَلَةٌ: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَا ..... آيَاتُهُ وَخَلْقُهُ يَدُلُّكَا
ـ آيَاتُهُ كَاللَّيْلِ والنَّهَارِ ..... وَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ ذِي الأَنْوَارِ.
ـ وَخَلْقُهُ مِثْلَ السَّمواتِ العُلَى ..... وَالأَرَضِينَ السَّبْعِ وَالحَقُّ انْجَلَى.
ـ دَلِيلُ آيٍ كَائِنٌ فِي فُصِّلَتْ .... (لاَ تَسْجُدُوا للشَّمْسِ) فِيهَا وُجِدَتْ.
ـ دَلِيلُ خَلْقٍ جَاءَ فِي الأَعْرَافِ ... ذا حُجَّةٌ عَلَى المُرَادِ كَافِ.
ـ وَرَبُّنَا العَلِي هُوَ المَعْبُودُ .... فِي البَقَرَهْ دَلِيلُهُ مَوْجُودُ.
ـ أَوَّلُ أَمْرٍ جَاءَ فِي القُرْآنِ ..... الأَمْرُ بالتَّوحِيدِ للرَّحْمَنِ.
ـ قَالَ تَعَالَى ذُو الجَلاَلِ الأَحْكَمُ: .... (يَا أَيُّها النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ).
ـ وَسَمِّ بالطَّاغُوتِ مَا تَجَاوَزَا ...... عَبْدٌ بِهِ حَدّاً لَهُ وَمَيِّزَا.
ـ سَوَا يَكُنْ مَعْبُوداً اَوْ مَتْبُوعَا .... كَذَا المُطَاعُ فَاحْفَظِ الجَمِيعَا.
ـ عَرَّفَهُ بِذَلِكَ ابْنُ القَيِّمِ .......... مُجَاهِدٌ مُحَقِّقٌ ذُو شِيَمِ.
.................... أَو نَقُول:
ـ عَرَّفَهُ ابْنُ القَيِّمِ الإِمَامُ ............... مُجَاهِدٌ مُحقِّقٌ هُمَامُ.
ـ كَثِيرَةٌ هِيَ الطَّوَاغِيتُ اسْمَعَنْ ........ رُؤُوسُهَا فِي خَمْسَةٍ يَا مَنْ فَطُنْ.
إِبْلِيسُ وَ السُّجُودُ كَافِراً أَبَاهْ ....... مَنْ عَبَدُوهُ رَاضِياً وَمَا أَبَاهْ.
............................ [من الخاتمة].
ـ مَتْنٌ عَظِيمٌ وَكَثِيرُ البَرَكَهْ ...... تَنْجُوا بِهِ تِلْكَ النُّفُوسُ المُشْرِكَهْ.
ـ شَرَحَهُ أَئِمَّةٌ كِبَارُ ............ يَحْفَظُهُ الشُّيُوخُ وَ الصِّغَارُ.
ـ لِنَجْلِ قَاسِمٍ عَلَيْها حَاشِيَهْ ....... لِدُرَرٍ مِنَ العُلُومِ حَاوِيَهْ.
ـ أَئِمَّةُ الدَّعْوَةِ دَرَّسُوهَا ........ دَعائِمُ التَّوحِيدِ كَرَّسُوهََا.
ـ قَدْ أدْخَلُوا الأعْمَالَ فِي التَّوْحِيدِ .... وَحَارَبُوا الدَّاعِي إِلَى التَّنْدِيدِ.
ـ كَذَا ابْنُ بَازٍ شَرْحُهُ مَتِينُ ... عَلاّمَةٌ وَصَادِقٌ أمِينُ.
ـ وَابْنُ عُثَيْمِينَ التَّقِيُّ العَالِمُ ... وَشَرْحُهُ مُيَسَّرٌ مُلائِمُ.
ـ فَاعْنَ بِهاِ وَذَا بِشَرْطِ العَمَلِ .... بِمُقْتَضَاهَا، دَعْ طَرِيقَ الكَسَلِ.
ـ ............................ بِمُقْتَضَاهَا، دَعْ صَنِِيعَ الهَمَلِ.
ـ لاَ تَنْسَ دَعْوَةً لِهَذَا النَّاظِمِ ... حِينَ السُّجُودِ للعَلِيِّ العَالِمِ.
ـ أنْ يَغْفِرَ الذُّنُوبَ وَالخَطَايَا ... أَكْرَمَكَ الإِلَهُ بِالعَطَايَا.
ـ والحمدُ للّهِ عَلى التَّمامِ ...... صَلاَةُ رَبِّنَا مَعَ السَّلاَمِ.
ـ عَلَى النَبِيِّ المُصْطَفَى مُحَمَّدِ .... وَكُلِّ تَابِعٍ لَهُ مُوَحِّدِ.
التَّكريسُ تَأسِيسُ البناءِ وقَدْ كَرَّسَهُ. اهـ. [تاج العروس مادة [ك،ر، س]]
[حاربوا بالحجَّة والبرهان وبالسيف والسِّنان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/109)
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[09 - 06 - 08, 02:42 م]ـ
هل من تنبيهات على ما كُتِب بارك الله فيكم.
ـ[أبو شوق]ــــــــ[14 - 06 - 08, 09:11 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[17 - 06 - 08, 09:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا هل من نقد علمي ليرتقي النظم إلى الأكمل.
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[19 - 06 - 08, 07:37 م]ـ
جزاك الله خيرا مجهود تجازى عليه وعمل منصف.
ـ[السنفراوي]ــــــــ[19 - 06 - 08, 11:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 06:36 ص]ـ
لا حُرمت الاجر على هذا النظم
ـ[السيد زكي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 04:11 م]ـ
جزاك الله خيرا على النظم وارجو عند تمامه ان تكتبه مسرودا كما كتبت ما سبق
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 05:39 م]ـ
بارك الله في الأخوة الكرام. وفقني الله وإياكم لكل خير وسأحاول بإذن المولى عز وجل إتمامه وأسأله التوفيق في ذلك وأود من الأخوة الكرام عرض هذه القطعة على المشائخ لاستدراك النقص سواء كان عروضيا أم من جهة المعاني بارك الله فيكم.
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[23 - 06 - 08, 09:37 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا النظم، جعله الله في ميزان حسناتك
ولي ملحوظات أرجو أن تتقبلها بصدر رحب:
1ـ قولك: إِلاَّ الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا ..... الصَّالِحَاتِ بِالتَّوَاصِي عَامَلُوا.
بَعْضَهُمُ بَعْضاً عَلَى الحَقِّ كَذَا ... لُزُومِ صَبْرٍ ذِي خِصَالٌ تُحْتَذَى
لعلك تعيد نظم البيتين لركاكة الرابط بين الثاني والأول (فيما أظن)
2ـ قولك: وَرَبُّنَا العَلِي هُوَ المَعْبُودُ .... فِي البَقَرَهْ دَلِيلُهُ مَوْجُودُ
هل يوجد كسر عروضي في الصدر؟
3
ـ قولك: عَرَّفَهُ بِذَلِكَ ابْنُ القَيِّمِ .......... مُجَاهِدٌ مُحَقِّقٌ ذُو شِيَمِ
أظنه هو الأفضل من ناحية المعنى ((بذلك))
ولعلي أعيد قراءة هذا النظم الرائق، والسبك الفائق، لأمدك بما ينظّر طلعته، ويزين طلته.
وخدمك العلم أبا عبد الله
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[23 - 06 - 08, 06:17 م]ـ
بارك الله فيكم سأعيد النظر فيما ذكرته لي وليتك والأخوة تراجعونه جيدا بارك الله فيكم.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[26 - 06 - 08, 11:20 م]ـ
ليتك تدرج النظم على ملف وورد و تعرضه على أحد المشائخ ذوى الاختصاص فإن أجازوه سجلته _بعد إذنك طبعا_ حتى يعم النفع ..
بارك الله فيك.
ـ[جميل الرويلي]ــــــــ[27 - 06 - 08, 03:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[09 - 09 - 08, 01:17 م]ـ
ليتك تدرج النظم على ملف وورد و تعرضه على أحد المشائخ ذوى الاختصاص فإن أجازوه سجلته _بعد إذنك طبعا_ حتى يعم النفع ..
بارك الله فيك.
بارك الله فيك أخي لكن النظم لم يكتمل بعد فقد عرض لي شواغل صارفة أسأل الله أن يوفقني لإكماله.
ـ وإني بعيد الديار عن العلماء فليتك إن استطعت أو أحد الإخوة عرض هذه القطعة منه على أهل العلم عندكم للنظر فيها. بارك الله فيك.(48/110)
هل المفتي شارع من وجه؟
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 01:44 م]ـ
ـ دكر الشاطبي في موافقاته أن المفتي شارع من وجه هل هل من مناقشة علمية لهدا الكلام مدعومة بأقوال الجهايدة المحققين وبوركتم
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 06:45 م]ـ
أرجوا الإفادة بارك الله فيكم(48/111)
بين المؤيدي وابن تيمية (الحلقة الرابعة)
ـ[أبو خولة اليماني]ــــــــ[13 - 04 - 08, 06:05 م]ـ
http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?p=1941&posted=1#post1941
الكاتب / ابن الوزير
بين المؤيدي وابن تيمية (الحلقة الرابعة)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدّنا محمد وآله وصحبه وبعد ..
فقد كنت ختمتُ حلقاتي الموسومة بـ (بين المؤيدي وابن تيمية) في الحلقة الثالثة منها، ثم رأيتُ كلاماً للسيد مجد الدين المؤيدي يتعلق بشيخ الإسلام ابن تيمية في غير موضعٍ من كتبه، رجّحتُ أهميةَ الوقوف معه في حلقاتٍ أخرى، فكانت هذه الحلقة هي الرابعة من تلك السلسلة، وسيتبعها غيرُها بإذن المولى تعالى.
وهذه الحلقة ردٌّ لغلوِّ السيد في الردّ، وإجحافه في النقد، وفحشه في التغليظ على المخالف في مسألةٍ جزئيّةٍ فرعيّة.
وسوف أوردُ نصَّ كلام السيد على ابن تيمية كالعادة، ثم أعقِّب عليه.
يقول السيد مجد الدين المؤيدي في كتابه الموسوم بـ "مجمع الفوائد" صـ299ـ 300 الطبعة الأولى دار الحكمة:
" في آية الولاية: قال ابن تيمية في الجزء الثاني من منهاجه (ص 74) في سياق جحده لنزول آيات في أمير المؤمنين عليه السلام آية: ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)) ما لفظه: وصيغة الجمع لا يراد بها اثنان فقط لاتفاق الناس، بل إما الثلاثة فصاعداً، وإما الاثنان فصاعداً، أما إرادة الاثنين فقط فخلاف الإجماع .. انتهى المراد.
وأقول: إن الكذب والتكذيب للصدق من هذا الشيخ لا ينحصران، لكن أريد أن أوضح لك هنا أنه كذاب بالنص القرآني، فقد أطلق الله صيغة الجمع وأراد الاثنين فقط قال تعالى: ((إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا)) فأطلق صيغة الجمع وهي قلوب على قلبين قطعاً، والآية نازلة في حفصة وعائشة بلا ريب، فهذا نص قرآني صريح في تكذيبه بلا احتمال، وما هذا من غيره فقد صار الكذب الصريح والتكذيب للصحيح لهجة له يجازف بها بلا عدد ولاحساب ولامكيال ولاميزان، وإذا لم تستح فاصنع ما شئت، وما حكم علماء عصره بتكفيره وزندقته وسجن حتى مات إلا لشأن ... ". انتهى كلامه
.
قلت: فتأمل أيها القارئ الكريم في ردّ السيد وغلظته واتهامه لابن تيمية بالكذب، وادّعاء أن القرآنَ يكذّب قولَه، ثم تأمل فيما سنورده من الكلام لتحكم بإنصافٍ وتجرّد، والظن أنك ستصل إلى ما وصلنا إليه من سابق قولنا أنّ السيد غلا في الردّ، وأفحش في النقد، بلا مبررٍ ولا موجب .. والله المستعان.
فأقول وبالله التوفيق:
أولاً: ينبغي أن تعلم أن السيد وهم في نسبته كلام ابن تيمية إلى الكلام عن آية الولاية التي ذكرها (إنما وليكم الله ... )، والصواب أن كلام ابن تيمية إنما كان عن قوله تعالى: (واركعوا مع الراكعين) حيث زعم ابنُ مطهر الحلي أنها نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، فأجاب ابن تيمية عن ذلك بعدة أجوبة منها: عدمُ صحة الأثر، ومنها: نكارة متنه، وبيّن أن ذلك من جهة أنّ لفظ (الراكعين) جمعٌ، بينما الأثر يجعلهما اثنين فقط (النبي وعلي) وصيغة الجمع لا يراد بها الاثنين، وحكى الإجماع على ذلك ... وبإمكان القارئ الرجوع إلى النص الذي أشار إليه السيد للتأكّد من هذا الوهم.
ثانياً: مسألة صيغة الجمع هل يراد بها الاثنين أم لا؟ من مسائل اللغة الفرعية، مجال البحث فيها التخطئةُ والتعقيبُ والاستدراكُ لا التكذيب والتصديق، وإلا فيلزم السيد لزوماً لا انفكاك له عنه أن يحكمَ على كلِّ القائلين بقول ابن تيمية بنفس الحكم الذي حكم به عليه، وهو الكذب، وتكذيب القرآن لهم، فيدخل في ذلك أئمةُ العترة، وجمهورُ الزيدية، ومعظم الأصوليين، حيث أنّ هؤلاء قالوا بأنّ أقل الجمع ثلاثة كما قاله ابن تيمية سواء. وسأدلل على ذلك من كلام الزيدية أنفسهم.
يقول صارم الدين الوزير في كتاب الفصول اللؤلؤية (189):
واختُلف في أقل الجمع، فعند (أئمتنا، والجمهور، وبعض السلف): أنه ثلاثة. وعند (أبي العباس، وثعلب، والباقلاني، وبعض السلف، والفقهاء): أنه اثنان، وهو أحد قولي (المؤيد بالله). انتهى.
و يقول الإمام المهدي في منهاج الوصول (317):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/112)
(مسألة): قال الأكثر من العلماء: (و) يقطع أن (أقل الجمع ثلاثة) وقال: (أبو يوسف والباقلاني والأستاذ: اثنان). انتهى.
والقول بأن أقلّه ثلاثة هو اختيار الإمام عبد الله بن حمزة، ونسبه إلى الأكثر كما في صفوة الاختيار (79 - 80).
فهل يستطيع السيد أن يلتزم اتهام جميع هؤلاء بالكذب؟! أم أنه التحامل على ابن تيمية قاده إلى هذه المزالق؟.
ثالثاً: فإن قيل إنّ شيخ الإسلام ادعى الإجماع ولا يصح هذا الإجماع؛ فالجواب من وجوه:
الأول: أن السيد لم يعترض على شيخ الإسلام دعوى الإجماع، وإنما اعترض على نفس القول والاختيار، ولذا كذّبه بالآية لا بوجود الخلاف.
الثاني: أنه حتى لو ادعى الإجماع فأخطأ في ذلك لم يكن سبيل الرد عليه بالتكذيب ولا الاتهام بل التخطئة والاستدراك كما سبق.
الثالث: أن شيخ الإسلام لعله قصد بذلك الإجماع أن صيغة الجمع لا يراد بها الاثنين في الحقيقة لا أنه يجوز إطلاقها على الاثنين على جهة المجاز مع وجود قرينة تدل على ذلك، ومثل هذا الإجماع قد حكاه الإمام أحمد بن سليمان في (أصول الأحكام 1/ 257) فقال: والإجماع على أن أقلّ الجمع الحقيقي ثلاثة ... ".انتهى.
ولما كان لفظ (الراكعين) صريحٌ في الجمع عند شيخ الإسلام لم يجز حمله على الاثنين، ولا يقال إن الأثر قرينةٌ للجواز، لأنه يفتقر إلى الثبوت أولاً.
رابعاً: لو تجاوزنا الكلام عن أسلوب السيد في الرد، ونظرنا في دليله الذي اعتمده، فيمكننا إبطال ردّه من جهةٍ أخرى ظاهرة، وذلك أنّ زعمه: (أن القرآن يكذب قول ابن تيمية بنصٍّ صريح وبلا احتمال)؛ مجازفةٌ واضحةٌ، حيث أنّ قوله تعالى (فقد صغت قلوبكما) ليست نصاً في الباب، فهي محتملةٌ للتأويل، بل عدّها بعض الأصوليين أجنبيةً عن محل النزاع، ولذا سنذكر في تأويل هذه الآية وجوهاً عديدة تبطل النصّية، ثم نعقّب بذكر من عدّها خارجة عن محل النزاع.
فمن وجوه تأويل هذه الآية:
الأول: ما ذكره ابن حزم بقوله في الأحكام (ج 4 / ص 392): واحتجوا أيضا بقوله تعالى: (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) وإنما كان لهما قلبان.
قال علي: ولا حجة لهم في هذا، لأن هذا باب محفوظ في الجوارح خاصة، وقد نقل النحويون هذا الباب وقالوا: إن كل اثنين من اثنين، فإنه يخبر عنهما كما يخبر عن الجمع، كأنّ العرب عدّت الشيئين المخبر عنهما ثم أضافتهما إلى الشيئين اللذين هما منهما، فصارت أربعة، فصح الجمع ... انتهى.
الثاني: أنه جارٍ على خلاف القياس وإنما كان الجمع هنا لاستثقال جمع التثنيتين، ذكر ذلك ابن أمير الحاج في التقرير والتحبير ج1/ص247، وعلاء الدين البخاري في كشف الأسرار ج2/ص48، والشوكاني في فتح القدير عند ذكر هذه الآية، وغيرهم.
الثالث: أن المراد بالقلوب هنا الميول لا القلوب الحقيقية، ففي المحصول ج2/ص611 للرازي:
" وأما قوله تعالى: (فقد صغت قلوبكما) فجوابه: أنه قد يطلق اسم القلب على الميل الموجود في القلب فيقال للمنافق إنه ذو لسانين وذو وجهين وذو قلبين، ويقال للذي لا يميل إلا إلى الشيء الواحد له قلبٌ واحدٌ ولسانٌ واحد، ولما خالفتا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ونمتا بأمر مارية وقع في قلبيهما دواع مختلفة وأفكار متباينة، فصحّ أن يكون المراد من القلوب هذه الدواعي، وإذا صح ذلك وجب حمل اللفظ عليها لأنّ القلب لا يوصف بالصغو وإنما يوصف الميل به" انتهى.
وذكر نحو هذا البيضاوي في الإبهاج ج2/ص124.
إذا تبين لك هذه الوجوه في تأويل الآية، فاعلم أنّ من أهل الأصول من عدّ الاستدلال بها أجنبياً عن محل النزاع ..
فمن كتب الزيدية ما في حاشية معيار العقول كما ذكر ذلك محقق منهاج الوصول إلى معيار العقول (317) ونصه في الحاشية رقم"4":
" واعلم أن النزاع في نحو رجال ومسلمين وضربوا، أو اضربوا، لا في لفظ جمع ولا في نحن فعلنا، ولا في نحو (فقد صغت قلوبكما) فإنه وفاق، ذكره بعضهم. (ت. ح.م) " انتهى. والرمز المذكور معناه أنها تمت من حاشية المعيار.
وفي كشف الأسرار ج2/ص48 لعلاء الدين البخاري قوله:
" وذكر في شرح أصول الفقه لابن الحاجب أنه لا خلاف في لفظ (ج م ع) أعني الجمع لغة، وهو ضم شيء إلى شيء، فإن ذلك متحقق في الاثنين من غير خلاف، ولا في الضمير الذي يعني به المتكلم نفسه وغيره متصلا ومنفصلا نحو نحن فعلنا؛ لاتفاق اللسان على كونه موضوعا لتعبير المرء عن نفسه وعن غيره سواء كان واحدا أو جمعا، ولا في نحو قوله تعالى: (فقد صغت قلوبكما) فإن ما يتعدد من شخصين فالتعبير عنه في اللغة الفصيحة عند إضافته إليهما أو إلى ضميرهما بصيغة الجمع حذاراً من استثقال الجمع بين تثنيتين ... إلى قوله: فتبين بهذا أن من استدل على كونه حقيقة في الاثنين بالصور المتفق عليها فقد حاد مسلكه عن محل النزاع؛ لأنها إنما تثبت بعلل مخصوصة ولكلٍ بابٌ وقياس، واللغة لا تثبت قياساً ". انتهى.
وقال البعلي الحنبلي في القواعد والفوائد الأصولية ج1/ص239: " ولا خلاف أيضاً في "نحن فعلنا" ولا في باب (فقد صغت قلوبكما) ".
وقال ابن أمير الحاج في التقرير والتحبير ج1/ص247: ولا خلاف في نحو قوله تعالى (فقد صغت قلوبكما) أي في التعبير بصيغة الجمع ... إلى قوله: بل جواز إطلاقه على الاثنين وفاق. انتهى.
قلتُ:
فانظر كيف عدّ هؤلاء الأئمة هذه الآية محلَّ وفاق، والاستدلال بها حيدة في المسلك عن محل النزاع.
ولو أنّ السيد جعلها دليلاً له في معارضة المخالفين، على نهج أهل العلم في الاستدلال والردّ؛ لما جنحنا إلى التثريب عليه، إذ الأمر محتمل، وله في ذلك الاستدلال والنظر سلف، لكن أن يجازف فيدّعي أنها نصّ صريحٌ بلا احتمال!! ومخالفه كذّاب بنص القرآن!! فدون إثبات ذلك خرط القتاد، وهو ما أنكرناه عليه وبيّنا بطلانه بما لا يستريب معه العاقل المنصف ..
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلّم على سيدنا محمّد وآله.(48/113)
موجز عن الأسرة (الكتانية) المغربية .. مع طلب من إخواني المغاربة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 08:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كنتُ أتمنى أن أجد موجزًا يفيد عن الأسرة " الكتانية " المغربية، يبين أصولها وعلاقتها بالتصوف و نشأة تسميتها، ونبذة عن مشاهيرها؛ إلى أن وقع بين يدي كتاب: " معلمة المغرب "، وهو " قاموس مرتب على حروف الهجاء يحيط بالمعارف المتعلقة بمختلف الجوانب التاريخية والجغرافية والبشرية والحضارية للمغرب الأقصى " - كما جاء على غلافه -. صدر حديثًا (عام 1425) عن الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر. وقد أفردوا للأسرة الكتانية ومشاهيرها الصفحات (من 6746إلى 6770). معتمدين على بعض أفراد الأسرة الكتانية في تحرير المادة؛ مما صبغ العبارات بصبغة تبجيلية، لا مجال للنقد الشرعي أو التاريخي فيها. ولهذا أحببتُ أن أنقل أهم ماكتب، وهو المتعلق بالأسرة ككل، وبعلمين من أعلامها، طالبًا من الإخوة طلبة العلم - من المغرب خاصة -، أن يفيدوا بما عندهم من إضافات أو استدراكات تفيد البعيد، ويكون ذلك بالأسلوب العلمي المحقق. مع مراعاة أن بعض فضلاء الأسرة يُقرون بما وقع في تاريخهم من انحرافات (بسبب التعلق بالطرقية)؛ فلعل على أيديهم يكون تصحيح مسيرة الأسرة " الكتانية "؛ بأن تُصبح أسرة علمية، تنشر عقيدة وسنة جدها صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام - رضي الله عنهم -، وتكون أول مبتعد ومُحذرٍ عما يخالف ذلك، وأن تجمع مع شرف النسب: شرف الاقتداء، متذكرة قوله صلى الله عليه وسلم: " من بطأ به عملُه، لم يُسرع به نسَبُه ". والله الهادي. (ما أخطه بالأزرق يحتاج لإبداء رأي أو تحرير أونقد).
(أسرة الكتاني:
" ينحدر الشرفاء الكتانيون من أمير الناس يحيى الثالث المدعو بالكتاني ابن عمران بن عبدالجليل بن يحيى الثاني بن يحيى الأول ابن محمد بن إدريس الأزهر بن إدريس الأكبر بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وسيدة النساء فاطمة البتول بنت مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله. وقد عدهم النسابة عبدالسلام بن الطيب القادري في الطبقة الأولى من الأشراف.
وسبب تسميتهم بالكتاني، أن جدهم أمير الناس يحيى الثالث المذكور خيم لجيشه بخيام الكتان، حينما كان أميراً بزواوة، وكانت العادة أنه لا يخيم إلا بخيام الصوف أو الشعَر، فأطلق عليه ذلك اللقب وعلى بنيه من بعده. وكانوا يسمون في الماضي بأمراء الناس نسبة لجدهم المذكور آنفاً، وبالزواوين؛ نسبة لزواوة التي استوطنوها فترة من الزمان، وبشرفاء عقبة ابن صوال؛ نسبة للمحل الذي استوطنوه أولاً عند رجوعهم لفاس في القرن العاشر الهجري.
وأول من انتقل من سلفهم لتلمسان هو العارف عبدالجليل بن يحيى الثاني (تـ303)، وأول منتقل إلى منطقة شالة قرب الرباط محمد بن عبدالله بن هادي (تـ 542) على الأرجح، وأول منتقل إلى مكناس موسى بن أبي بكر بن محمد (تـ646)، وكانت لهم بها حظوة عند ملوك بني مرين، وتعظيم كبير من لدن أهلها. وفي هذه الفترة انتقل مجموعة من الكتانيين إلى بلاد جاوا بإندونيسيا، ونشروا الإسلام بها، ولهم قبور وضرائح معروفة بمنطقة "سورابايا" بها، بحيث الصغير والكبير بجاوا يعلم أن فضل انتشار الإسلام في تلك الناحية من العالم بفضل الرحالين الكتانيين إليها، كما ذكره الأستاذ الرحالة الهاشمي التونسي في مجلة المقطم الصادرة بتاريخ 13 سبتمبر 1929. وأول عائد إلى فاس هو محمد بن قاسم الكتاني (تـ949).
وينحدر جميع الشرفاء الكتانيين المعروفين الآن من والد الحي مولاي علي بن القاسم بن عبدالعزيز بن محمد بن قاسم بن عبدالواحد بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن أبي بكر بن محمد بن عبدالله بن هادي بن يحيى الثالث الكتاني (تـ1054)، من نجليه محمد وأحمد. وقد قسمت فروعهم الشجرة الكتانية الأخيرة التي أنشأها سنة (1415 - 1995) الدكتور حمزة بن الطيب الكتاني إلى ثمانية عشر فرعاً؛ عشرة منها ينتمون إلى الفرع الأحمدي، والمسمى بالطيبي؛ نسبة للقطب مولاي الطيب بن محمد الكتاني، وثمانية منها للفرع المحمدي، ويسمى الحلبي نسبة للشيخ أحمد بن عبدالحي الحلبي الذي زوج بنته السيدة فاطمة من الشيخ محمد الفضيل بن العربي بن محمد بن علي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/114)
الكتاني.
ويستقر غالب الشرفاء الكتانيين الذين يقدر عددهم الآن بين ذكور وإناث بحوالي ألف وخمسمائة فرد بالمغرب، منهم فرقة تقطن بسوريا، وينحدرون من الشيخ محمد المكي بن محمد بن جعفر الكتاني (تـ1393/ 1973)، وفرقة في تونس ينحدرون من الزعيم مولاي الطاهر بن أحمد الكتاني (تـ1258)، وقد تخلى عقبه عن لقب الكتاني، واشتهروا بلقب إدريس، ومنهم الوزير والسفير السابق، الوطني المكافح الأستاذ رشيد بن محمد بن أحمد بن مولاي الطاهر الكتاني.
كما تواتر في البيت الكتاني منذ القدم الصلاح والبعد عن الظهور وتولي المناصب الرسمية. غير أنه في القرنين، الثالث عشر والرابع عشر الهجريين اشتهر منهم مصلحون مجددون، كان لهم دور هام في المساهمة في إدارة عجلة التاريخ المغربي دعوياً وعلمياً وسياسياً.
وتجدر الإشارة، إلى أن هناك جمعاً من أعلام المغرب والأندلس والمشرق، اشتهروا من قديم الزمان باسم "الكتاني"، حصر جملة من أسمائهم صاحب "النبذة اليسيرة"، و"تحفة الأكياس". كما تسمى جمع من المحبين في العائلة الكتانية باسم "الكتاني"، وهم موزعون في أطراف المغرب، محصورة أسماء جلهم في سجلات المؤسسة العلمية الكتانية بالرباط.
الشجرة الكتانية:
عرف الشرفاء الكتانيون بالحرص الشديد على نسبهم، وقد حازوا أكثر من ثلاثين رسماً تثبت نسبهم منذ الزمن المريني إلى الآن، ضمن جلها الشيخ جعفر بن إدريس الكتاني (1323/ 1904) في كتابه المخطوط "الرياض الريانية في الشعبة الكتانية". وقد حافظوا عليها جيلاً بعد جيل، فمن الشيخ جعفر الكتاني انتقلت لنجله الشيخ محمد بن جعفر الكتاني، ومنه لأخيه الشيخ أحمد بن جعفر الكتاني، ومنه للشيخ عبدالحي بن عبدالكبير الكتاني.
ومن أهم الشجرات التي حفظها لنا التاريخ:
-شجرة الشيخ جعفر بن إدريس الكتاني (1323/ 1904) وقد ضمنها في كتابه "الرياض الريانية في الشعبة الكتانية"، ويرجع تاريخها إلى أواسط شوال من عام 930.
-شجرة الشيخ محمد بن جعفر الكتاني (1345 - 1926) وقد ضمنها في كتابه "النبذة اليسيرة في أحوال الشعبة الكتانية، ويرجع تاريخها إلى أواخر ربيع الثاني عام 994.
-شجرة الشيخ عبدالكبير بن هاشم الكتاني (1350/ 1930) وقد ضمنها الشيخ عبدالحي الكتاني في كتابه "المظاهر السامية" وتعد بذلك أول شجرة منمطة للعائلة الكتانية، حيث يرجع تاريخها إلى 14 جمادى الأولى عام 1303. وقد حيّنها بتاريخ 6 ربيع الثاني عام 1334.
-شجرة الباحث "ميشوبيلير" حيث استند في إصدارها بالفرنسية إلى كتاب "الدر السني" للشيخ عبدالسلام القادري، وإلى "سلوة الأنفاس" للشيخ محمد بن جعفر الكتاني. وقد نشرها في مجلة العالم الإسلام ( R.M.M) سنة (1327/ 1908).
-شجرة الشيخ محمد المنتصر الكتاني (1419/ 1994). ذيل فيها على شجرة الشيخ عبدالكبير بن هاشم الكتاني، ويرجع تاريخها إلى سنة 1984.
-شجرة الشيخ محمد الطيب بن محمد المهدي الكتاني ذيل فيها على شجرة الشيخ عبدالكبير بن هاشم الكتاني بتاريخ 15 ذو الحجة 1354، وقد حينها بتاريخ 17 ذو القعدة 1391.
-شجرة الدكتور علي بن المنتصر الكتاني (1424/ 2001) وهي محفوظة لدى ورثته، وقد أضاف إليها النساء والرجال، سنة 1984، ثم حينها رحمه الله قبل وفاته.
-شجرة الدكتور حمزة بن الطيب الكتاني: ويرجع تاريخها إلى 29 ذو الحجة 1400/ 1981، وقد تم طبعها عام 1415/ 1995، ثم حينت عام 1425/ 2004 وتشمل الذكور والإناث، وهي أول شجرة للعائلة الكتانية مطبوعة بذكورها وإناثها.
الزاوية الكتانية:
أول زاوية كتانية بنيت بفاس هي: "الزاوية الكتانية الكبرى" بحومة القطانين من عدوة فاس القرويين، حيث أسسها أبو المفاخر الشيخ محمد بن عبدالواحد الكتاني (تـ 1289/ 1872)، شيخ الطريقة المحمدية الكتانية.
وفي عهد الشيخ أبي الفيض محمد بن عبدالكبير الكتاني (تـ 1327/ 1909)، شيخ الطريقة الأحمدية الكتانية ازدهرت الزاوية الكتانية، وأصبحت مأوى لعلماء المشرق الواردين على فاس، وزعمائه الفارين إليها، كعلي بن ظاهر الوتري، ومحمد بن علي الحبشي، وعبدالكريم مراد، وخير الدين التونسي ... إلخ. وقد أضيف إلى تدريس مختلف العلوم الشرعية بها تدريس العلوم العصرية من جغرافيا وتاريخ .. وغيرهما، وأصبح لها دور مهم في الحياة العلمية والدعوية والسياسية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/115)
وفي عهد الطريقة الأحمدية الكتانية المذكورة؛ امتدت للزاوية الكتانية عدة فروع بالمغرب والمشرق، أهمها: الزاوية الكتانية بمراكش، ومكناس، وسلا، وتطوان، والرباط. وكان للزاوية الكتانية بآزمور وزعير والرحامنة دور كبير في إلهاب الثورة المغربية المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي.
الطريقة الكتانية:
عرف البيت الكتاني عدة شيوخ تربية كان لهم أتباع ومريدون على مدى تاريخه؛ ومن الشيوخ المربين الذين ازدهر بهم البيت الكتاني: عمران بن عبدالجليل بن يحيى الثاني (تـ340)، وعبدالله بن هادي بن يحيى الثالث الكتاني (تـ490) صاحب المدرسة الكتانية بقسنطينة بالجزائر، ومحمد بن قاسم الكتاني (949)، وعبدالعزيز بن محمد الكتاني (997)، ومحمد الطاهر بن محمد الكتاني (أواسط القرن العاشر)، وعبدالله بن أبي طالب الكتاني (1163) ومحمد بن محمد الكتاني الملقب بالحمدوشي (1214)، والطيب بن محمد الكتاني (تـ1253)، والوليد بن هاشم الكتاني (تـ1259)، والطائع بن هاشم الكتاني (تـ1264)، وسليمان بن عبدالحفيظ الكتاني (تـ1274)، ومحمد الزمزمي بن إبراهيم الكتاني (تـ1295) وغيرهم. غير أن الطريقة الكتانية بالمعنى المصطلح عليه تنقسم إلى الطريقة الكتانية المحمدية، والطريقة الكتانية الأحمدية.
أ-الطريقة الكتانية المحمدية: أسسها الشيخ أبو المفاخر محمد بن عبدالواحد الكتاني (تـ1289/ 1872) بفاس، وهي طريقة مستقلة، مبنية على الكتاب والسنة، مستغرقة في الذات المحمدية من حيث التخلق بشمائله صلى الله عليه وسلم، والتعرف على سيرته الزكية، والتبحر في معرفة السنة النبوية وكتب الحديث، ومن استغراق أتباع هذه الطريقة في السنة النبوية أن كتب الحديث كانت تسرد وتشرح بها على طول السنة.
ولهذه الطريقة أوراد يومية؛ متمثلة في الورد اللزومي، وورد السحر، وورد للنساء، ولها أكثر من أربعين حزباً يواظب عليها أتباعها. وهي طريقة مستقلة، لا قادرية ولا شاذلية، انتشرت في فاس وضواحيها. وأهم شيوخها: أبو المفاخر محمد بن عبدالواحد الكتاني، وأبو المكارم عبدالكبير بن محمد الكتاني، وأبو المواهب جعفر بن إدريس الكتاني.
ب-الطريقة الكتانية الأحمدية: نسبة لمقام: "الأحمدية"؛ عرفها مؤسسها الشيخ أبو الفيض محمد بن عبدالكبير الكتاني الشهيد بأنها: طريقة أحمدية محمدية صديقية، إبراهيمية أويسية اجتبائية.
أما الأحمدية: فمن حيث استمدادها من باطنيته صلى الله عليه وسلم الأحمدية، أما المحمدية فمن حيث الوقوف مع ظاهر الشرع في العبادات والمعاملات، والاعتناء باتباع السنن المحمدية. وأما الصديقية: فنسبة لمقام سيدنا أبي بكر الصديق في التصديق والمحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وأما الإبراهيمية فنسبة لسيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام الذي كان أمة قانتاً لله حنيفاً. وأما الأويسية فنسبة للتابعي الجليل سيدنا أويس القرني في استغراقه في الشمائل الباطنية للنبي، والاجتبائية فنسبة لمقام الاجتباء، وهو سرعة العروج في مقامات السلوك.
وهي طريقة اجتبائية، جذبية، مبنية على أركان أربعة:
-التوبة مما جنته يداك من حين التكليف إلى وقتك.
-التزام مقام التقوى.
-التماس الأعذار للناس.
-النظر بنظرة التعظيم لسائر المخلوقات.
وهي تؤمن بأن الإسلام شريعة وعقيدة وأخلاق، بمعنى أنه منهج حياة وليس طقوساً وحروفاً تتلى. وبذلك كان للطريقة الكتانية –إضافة إلى دورها الروحي- دور في الإصلاح في المغرب في القرن الرابع عشر الهجري. فهي أول مطالب بالدستور، وصاحبة مشروع أول دستور مغربي عام 1324/ 1906)، وداعية لحرب الاستعمار الفرنسي، ومحارب له في شتى مناطق المغرب، بل استشهد مؤسسها وبعض كبار زعمائها من أجل الدفاع عن البلاد.
كما أنه للطريقة الكتانية فضل كبير في نشر علوم الحديث والإسناد، في المغرب، وربط المغرب بالمشرق عن طريق الرحلات المتعددة التي قام بها روادها خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر، والتي اعتنوا فيها بلقاء زعماء السياسة والعلم بالمشرق، وربط صلات معهم، والتنسيق معهم في الإصلاح السياسي والاجتماعي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/116)
وكان للطريقة الكتانية ممثلة بمقدميها ومريديها دور كبير في إذكاء روح الجهاد بين الشرائح المغربية ضد الاستعمارين الفرنسي والإسباني، كالشريف عبدالسلام بن الفاضل العلوي، والمجاهدين: ابن مومن بن العود الزموري، ودحد العلمي الزموري وغيرهم. وكذلك عن طريق الرسائل والمحاضرات التي كان يلقيها شيوخها.
ولا تخفى الصلة الوثيقة بين شيوخها وبين الزعيمين موحا وحمو الزياني، ومحمد بن عبدالكريم الخطابي.
أما أثناء نفي الملك محمد الخامس فيما يصطلح عليه بـ: "الأزمة المغربية الكبرى"؛ فقد ألقى زعماء الطريقة الكتانية: محمد المهدي بن محمد الكتاني، ومحمد الباقر بن محمد الكتاني، ومحمد إبراهيم بن محمد الكتتاني عدة بيانات، وأرسلوا عدة رسائل إلى رئيس الجمهورية الفرنسية وهيئة الأمم المتحدة تستنكر نفي الملك محمد الخامس، وتدعو إلى إرجاعه ملكاً على المغرب وإعلان استقلال البلاد.
المدرسة والكلية الكتانية بقسنطينة: بمدينة قسنطينة وعمالتها شرق الجزائر عدة ضرائح ومدارس عليها أوقاف وتوابع، مشهور نسبتها للشرفاء الكتانيين. منها ضريح القطب الصالح مولاي عبدالله بن هادي بن يحيى الثالث الكتاني (تـ490)، وعليه مزارة حافلة، وله شهرة عظيمة، ولهذا الضريح خدام يخدمونه، وبجواره مسجد للخطبة، تصلى فيه الجمعة، وتعقد به الدروس، جدد بناءه "صالح باي" نحو سنة 1197.
وبجوار هذا الضريح والمسجد مدرسة تنسب إليه؛ تسمى "المدرسة الكتانية"، لها أوقاف وناظر، وبها مقابر لبعض أهل العلم وغيره. ومن أهم من درس بهذه المدرسة وجامعها: أبو مدين شعيب التلمساني (تـ589)، والعلامة المفتي المولود بن الموهوب، والشيخ عبدالحميد بن باديس الذي أخذ بها ودرس بجامعها الأعظم.
وفي أوائل القرن الرابع عشر الهجري تحولت هذه المدرسة إلى كلية شرعية باسم "الكلية الكتانية" على يد العلامة المصلح الشيخ عمر بن الحملاوي.
المدرسة الكتانية بالرباط:
تعد المدرسة الكتانية بالرباط أول مدرسة وطنية حرة بعد دخول الاستعمار الفرنسي، كان تأسيسها سنة (1331/ 1914) وكان المقصود منها: تدريس العلوم العصرية الحديثة مع الاعتناء بالدروس الدينية واللغوية، وتزكية المواطنين بالروح الوطنية الخالصة، والأخلاق الإسلامية النبيلة، ومقاومة الاستعمار.
مؤسس المدرسة الكتانية بالرباط هو العلامة الصديق بن محمد الشدادي (تـ1379)، مقدم الطريقة الكتانية بالرباط، ومقرها كان أولاً بالزاوية الكتانية بالرباط، ثم بالزاوية المعطاوية. وقد تخرج منها جملة من العلماء والمثقفين في حقبة الحماية، وكان لهم دور مهم في محاربة المد الثقافي الاستعماري بالمغرب.
وممن درس بهذه المدرسة: محمد بن التهامي الرغاي، وقاسم الحاجي، ومحمد المكي الناصري، ومحمد بن محمد ملين. وكان مديرها المذكور معتنياً باستدعاء كبار العلماء لحضور امتحاناتها وأفواج الخريجين؛ أمثال: العلامة محمد المدني ابن الحسني، والفقيه محمد بن عبدالسلام السائح، والفقيه محمد بن الحسن الحجوي).
--------------------------------
(عبدالحي بن عبدالكبير الكتاني: محدث حافظ، وأحد رواد النهضة الحديثية والفكرية في مغرب القرن العشرين، ورجل من رجال التصوف البارزين، يعرف "بالمكتبة المتنقلة".
ولد بفاس في جمادى الثانية عام 1302/ 1883، وأخذ عن كبار علمائها ومن كان يفد على الزاوية الكتانية الكبرى من أعلام المشرق وإفريقيا ورجالاتها السياسيين. وحصل له اغتباط وإقبال على العلوم الحديثية وأدواتها، من اصطلاح وأصول، وفقه وتصوف، وتاريخ بأنواعه، وجرح وتعديل وأنساب، فجعلها عش الغرام، حتى بها عرف واشتهر. واستكتب الكتب الغريبة النادرة من الخزائن المغربية وغيرها، وقيد وضبط، وحبب الله إليه لقاء الشيوخ والمعمرين؛ فكان لهم عليه إقبال، واستكثر من الرواية واستجازة الرحالين والمسندين، وكاتب أهل الآفاق البعيدة؛ فحصل على أمر عظيم في هذا الباب بحيث استجاز أكثر من خمسمائة شيخ في المشرق والمغرب، وانفرد بعلو الإسناد وعلومه في وقته، وكتب في سبيل ذلك كتابه "فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات ".
وعين بظهير ملكي عام 1320 مع ثلة علماء الطبقة الأولى الذين يقرؤون الحديث بالضريح الإدريسي صبيحة كل يوم، وهو لما يتجاوز عشرين عاماً من عمره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/117)
وترقى إلي الرتبة العلمية الأولى من رتب علماء القرويين عام 1325/ 1907، وهي أعلى الرتب العلمية بالقرويين.
كما أسس مكتبة علمية كبرى، فتحها لعموم الباحثين والدارسين، اهتبل بها علماء المغرب والمشرق، وكتبت عنها مقالات، حوت نفائس الكتب والآثار والنقود، والدوريات والمجلات والوثائق، منها نهل جل من بحث في التاريخ المغربي، والفقه الإسلامي والتصوف في عصره.
حج مرتين؛ أولهما: عام 1323، وزار مصر والحجاز والشام، ولقي إقبالاً منقطع النظير من حكام وعلماء ووجهاء تلك البلاد التي زارها، جعلهم يصفونه بأعلى الأوصاف، وعاد إلى المغرب محملاً بعلم المشرق مادة وكتباً وإجازات.
ثم حج مرة ثانية في حدود عام 1351، وزار أثناء هذه الرحلة مختلف دول أوروبا التي اجتمع فيها بأمير البيان شكيب أرسلان، وأعجب كل منهما بالآخر، ثم زار مصر والحجاز وفلسطين، ولبنان وسوريا، وزار مختلف المرافق والمعاهد العلمية والتاريخية، وافتخروا باللقاء به، والاستفادة من علومه.
وما ترك التدريس قط، لا في الزاوية الكتانية بفاس، ولا في جامع القرويين الأعظم، ولا في جميع خرجاته الإرشادية التي كان يقوم بها إلى مختلف مدن المغرب، والجزائر، وتونس والمشرق، ومختلف البلاد التي زارها بأوربا.
وفي سبيل نشاطه العلمي شارك في عشرات الندوات والمنتديات والمؤتمرات العلمية في المشرق والمغرب وأوروبا، وكان عضواً فعالاً في مجمع اللغة العربية بدمشق، وقدم إلى مؤتمر المستشرقين الذين انعقد في معهد الدراسات العليا بالرباط عام 1346 رسالة في "إثبات التدوين لأهل القرن الأول الهجري من الصحابة والتابعين".
عرف الشيخ عبدالحي الكتاني بنشاطه السياسي الدؤوب بجانب نشاطه العلمي والمعرفي والصوفي، بحيث سخر معارفه للسياسة، وسياسته للمعارف. غير أن السابر للخط السياسي للشيخ عبدالحي الكتاني يجده دائراً على نفس مبادئه المحافظة التي نشأ وترعرع فيها.
فقد شارك شقيقه الشيخ أبا الفيض محمد بن عبدالكبير الكتاني في جميع نشاطاته الإصلاحية؛ كالدعوة إلى الإصلاح الإداري بالمغرب، وإحداث الدستور والمجالس النيابية، واستقبال رواد الفكر الحر الذين فروا من جور الدولة العثمانية إلى المغرب، والدعاية لهم، والكتابة في مجلاتهم، وفتح الزوايا الكتانية لدروسهم.
وأثناء البيعة الحفيظية عام (1325/ 1907) كان أحد أهم العوامل لإنجاحها؛ فقد جمع العلماء بأمر من أخيه، من أجل بيعة السلطان المولى عبدالحفيظ بن الحسن، ووجه الرسائل إلى مختلف القبائل المغربية من أجل ضمان البيعة، بل ذهب بنفسه إلى مراكش من أجل تأمين الطريق للسلطان المولى عبدالحفيظ إلى فاس، والتقى بمحلته بمشرع الشعير، وكان أكبر رفقائه.
وألف في سبيل ذلك كتابه: "مفاكهة ذي النبل والإجادة حضرة مدير جريدة السعادة" في إطار الحملة الإعلامية والفكرية التي كانت تقوم بها الطريقة الكتانية وروادها ضد الحملة الإعلامية الاستعمارية ممثلة في جريدة "السعادة"، وشرح في هذه الرسالة –التي طبعت مراراً وترجمت لعدة لغات- أفكاره وأسباب القيام بالدعوة الحفيظية، وفلسف فيها مفهوم البيعة وإمارة المؤمنين.
غير أنه ابتلي فيمن ابتلي في محنة شقيقه الشيخ أبي الفيض واعتقل بسجن أبي الخصيصات بفاس عدة أشهر، لقي أثناءها عكس ما كان يفترض أن يلقاه نتيجة نشاطه الوطني والإسلامي المخلص، سواء من طرف المخزن، أو من طرف وجهاء المغرب؛ فأيقن أن البلاد تحتاج إلى إصلاح ديني واجتماعي وأخلاقي وحضاري، لا إلى إصلاح عسكري.
وأثناء الحماية الفرنسية (1921/ 1956) حافظ الشيخ عبدالحي الكتاني على علاقات وطيدة مع سلطات الحماية، فحصل بسبب ذلك على نفوذ كبير استخدمه في كافة نشاطاته.
وأسس في هذا المضمار مؤتمر الطرق الصوفية، الذي كان يروم عن طريقه إحداث كتلة من الطرق الصوفية على غرار مجمع الطرق الصوفية بمصر، تقوم بالمحافظة على الإسلام واللغة العربية والمبادئ الدينية في مختلف مناطق المغرب والجزائر وتونس.
كما كانت له حملات ضد ما يعرف بإصلاح جامعة القرويين وتغيير نظامها. وعند فرض الإصلاح على الجامعة عام (1350/ 1939) كان أول المنسحبين من التدريس، واكتفى بدروسه غير النظامية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/118)
كما قاد عام 1345/ 1927 وما بعدها الحملة التي قام بها علماء المغرب ضد البدع والمنكرات التي تفشت في المجتمع، وأقام دروساً ومنتديات في هذا الإطار، وألف كتابه "تبليغ الأمانة في مضار الإسراف والتبرج والكهانة".
وعندما انحلت دولة الخلافة في المشرق عام 1925، واعتلت أصوات العلمانيين مدعية بأن الإسلام لا يصلح نظام حكم في كل زمان ومكان؛ ألف كتابه "التراتيب الإدارية في الحكومة النبوية" الذي أثبت من خلاله أن كل صغيرة وكبيرة في النظام الإداري كان لها أصل من حكومة النبي صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الأربعة من بعده. وعد هذا الكتاب صيحة في وقته.
وكان الشيخ عبدالحي الكتاني يحظى باحترام وتقدير كبيرين من ملوك المغرب، المولى عبدالعزيز والمولى عبدالحفيظ والمولى يوسف، والملك محمد الخامس، حيث أنعموا عليه بظهائر التوقير والاحترام، وكان يحضر في كافة المناسبات والوطنية والخاصة.
غير أنه نظراً لخطه المحافظ، وتشبثه بالطرقية والتصوف في زمن طغت فيه الأفكار السلفية والتقدمية، فقد كثر أعداؤه -خاصة من طرف الحركة الوطنية التي عارضت مواقفه في كافة المحافل-.
وعند تنحية الاستعمار الفرنسي الملك محمد الخامس عن عرش أسلافه عام (1372/ 1953)، وتنصيبهم ابن عمه محمد بن عرفة ملكاً على المغرب، كان الشيخ عبدالحي الكتاني واحداً ممن تزعموا مبايعة ابن عرفة -كعدة علماء آخرين - فكانت بيعته القميص الذي علق به أعداؤه شتى التهم والعظائم. ثم ما إن عاد الملك محمد الخامس إلى المغرب منتصراً مظفراً عام (1375/ 1955)، حتى اضطر الشيخ عبدالحي الكتاني إلى الهجرة لفرنسا مستوطناً مدينة نيس التي توفي فيها يوم الجمعة 12 رجب الفرد عام 1382.
ترك الشيخ عبدالحي الكتاني ما يربو على خمسمئة مؤلفاً أهمها: مفاكهة ذي النبل والإجادة حضرة مدير السعادة، منية السائل، اختصار الشمائل، وسيلة الملهوف إلى جده الرحيم المعطوف، ما علق بالبال أيام الاعتقال، المعجم الأكبر، تخريج ثلاثية البخاري، الرحلة الحجازية، نقد فهرس الشيخ فالح المدني، أسانيد صحيح مسلم، أسانيد حصر الشارد، نصيحة كتبها للسلطان المولى عبدالحفيظ، النور الساري على صحيح البخاري، الرحمة المرسلة في شأن حديث البسملة، مرقاة التخصيص في الكمالات المحمدية، تاريخ جامع القرويين، التراتيب الإدارية، التنويه والإشادة بنسخة ورواية ابن سعادة من صحيح البخاري، فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، رسالة في علاقة ملوك المغرب بشيوخ الزوايا، وما كانوا يندبونهم إليه من خدمة الصالح العام).
(محمد بن عبدالكبير بن محمد الكتاني، مؤسس الطريقة الأحمدية الكتانية، يعرف عند مترجميه بمجدد الإسلام بالمغرب، وحجة الإسلام، والشيخ الأكبر، والختم الأكبر. أبو الفيض الشهيد.
ولد بفاس في ربيع الأول عام 1290، وأخذ عن أعلامها. أسس طريقته الأحمدية الكتانية عام 1308، وأصبح يظهر من العلوم ما أبهر شيوخه فمن دونهم، سواء من علوم الظاهر ومن علوم الباطن، وانتسب إلى مقام الختمية الأحمدية الكبرى. ثم تصدر للتدريس والدعوة إلى الله تعالى بالزاوية الكتانية بفاس، وأصبح يخرج إلى القبائل المجاورة لفاس والنائية، داعياً إلى الله تعالى مرشداً ومسلكاً. ثم نزل إلى الصحراء: فاستغل حساده بفاس خروجه إليها، وأشاعوا عنه الانحراف في العقيدة، ومحاولة الانقلاب على السلطة.
فاضطر إلى الرحلة إلى مراكش عام 1314 لتوضيح موقفه للسلطان المولى عبدالعزيز، فبرأه من مسألة الانقلاب، وأحال قضية الانحراف العقدي إلى العلماء، فكان الاتفاق على أن تكون بينه وبينهم مناظرة، استمرت عدة أشهر انتهت بتبرئته مما نسب إليه. ثم عاد إلى فاس في السنة الموالية 1315، منتصراً.
وكان منهجه في الفقه: الاجتهاد المطلق، بحيث كان له دور مهم في إدخال كتب الاجتهاد إلى المغرب، كما كان محدثاً حافظاً؛ يعد نادرة وقته في علوم الحديث، وكان له إلمام كبير واعتناء بفلسفة التشريع، وإبراز الحكمة من الأوامر الإلهية، والأحكام الفقهية، ويعدها روح الشريعة الإسلامية التي لا قوام لها بدوها.
أما التصوف؛ فكان مستغرقاً في مقام الأحمدية، يكتب في المعارف اللدنية على طريقة الحاتمي والجيلي وابن سبعين، يستدل لغوامض علوم الباطن بالكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/119)
وفي عام 1319 قربه المولى عبدالعزيز مستشاراً له نظراً لسعة نفوذه في أوساط القبائل والمدن المغربية. وفي عام 1321 سافر للمشرق بنية الحج، والتقى فيه بزعماء الدول التي زارها، وزعماء الإصلاح والعلم، واطلع عن كثب على مؤامرات ومخططات الاستعمار ضد العالم الإسلامي، وربط علاقات بمملكة أفغانستان، والخلافة العثمانية، وخديوي مصر عباس باشا.
ثم عاد إلى المغرب السنة الموالية مرسخاً الفكر الإصلاحي لتحصين البلاد ضد الاستعمار المحذف بها. وجعل زاويته الكتانية محطاً للرجال المفكرين والمتفتحين المغاربة، والمشارقة الفارين من المشرق؛ كعبد الكريم مراد، وخير الدين التونسي وغيرهما.
وفي هذه الفترة برز الدور الإصلاحي للشيخ محمد بن عبدالكبير الكتاني، خاصة بعد مواقفه من احتلال فرنسا شرق المغرب (توات، والقنادسة)، ورسمه للخارطة المغربية الجزائرية، وموقفه من احتلال فرنسا لمدينتي وجدة والدار البيضاء، ودعائه من أجل ذلك إلى الجهاد ضد المستعمر الفرنسي، وكذا دعوته إلى ترسيخ نظام الملكية الدستورية، عن طريق إحداث البرلمان، وتدوين دستور للبلاد يكون للشعب الحق من خلاله في المشاركة في إدارة البلاد وفقاً لتعاليم الشريعة الإسلامية.
وفي هذا المضمار أنشأ جملة من المفكرين والعلماء مشاريع لدستور مغربي، كما قدم المترجم الدعم المادي والمعنوي لجريدة "لسان المغرب" الصادرة بطنجة، وهي تعد أول جريدة وطنية مغربية. ثم أصدر جريدة "الطاعون" التي كانت مخصصة لمواجهة الهجوم الفكري الغربي.
وكان ملكا المغرب المولى عبدالعزيز والمولى عبدالحفيظ يعتمدان عليه في إيقاف ثورات القبائل المغربية وتمردها ضد السلطة، لما كان له من النفوذ القوي بينهم.
ونظراً لانشغال وزراء العهد العزيزي بمصالحهم الخاصة، وانقطاع كل سبل التفاهم بينه وبينهم، مع ظهور بوادر ضياع المغرب عن طريق احتلال أطرافه دون مقاومة، وانهيار ميزانيته الاقتصادية، ولم تجد في ذلك نصيحة الناصحين ولا جهود المترجم الإصلاحية؛ فقد شارك الشيخ محمد بن عبدالكبير الكتاني في بيعة السلطان عبدالحفيظ بن الحسن الأول ملكاً على المغرب، وخلع المولى عبدالعزيز. غير أن الشيخ الكتاني أصر على تقييد بيعة المولى عبدالحفيظ بشروط الشورى، وجهاد المستعمر، ورفض قرارات الجزيرة الخضراء ... فتمت البيعة عام 1325 تحت تلك الشروط.
وفي هذه الفترة نشط الشيخ الكتاني في دعوة أتباعه إلى جهاد فرنسا، وحرر مئات الرسائل التي تعد مرجعاً هاماً في أدب المقامة المسلحة المغربية ضد الاستعمار الفرنسي، تدعو لمقاومة الغزو، وأخذ الأسباب، والاعتماد على الله تعالى. كما حرض جملة من زعماء القبائل على الاستعداد للحرب ضد فرنسا؛ من أبرزهم: القائد والمجاهد الكبير محمد بن حمو الزياني (موحا وحمو الزاياني).
ونظراً لرفض المولى عبدالحفيظ شروط بيعته، واعتباره إياها تحجيراً لسلطاته، وتطاولاً عليه؛ فقد ساءت العلاقة بينه وبين الشيخ الكتاني، مما هيأ لدهاقنة الاستعمار الفرنسي وأذنابه الولوغ في الماء العكر، والإيقاع بين الشيخ والسلطان، حتى تمت الفاجعة الكبرى باعتقال الشيخ الكتاني في إحدى خرجاته بضواحي فاس، واتهامه بمحاولة الثورة على النظام وإعلان الجهاد. ثم ألقي إلى السياط إلى أن سقط شهيداً في 14 من ربيع الثاني عام 1327/ 1909. قال الزعيم محمد بن عبدالكريم الخطابي: "اقترن استشهاد هذا العالم الجليل باستشهاد أمة كاملة؛ وهي: أمة المغرب".
أجمع مترجموه أنه كان آية في الصلاح والعبادة، شديد الخشية من الله تعالى، لا يترك قيام الليل ولا صيام الأيام الفاضلات، ولا يكاد يجالسه المرء إلا ويكن له المحبة من أعماق قلبه. وكان يرى الزهد في خروج الدنيا من القلب لا من اليد، فكان يتجمل في الثياب بما لا طاقة لأحد به أحياناً، وأحياناً يلبس المرقعات. وكان شديد جمال الوجه واعتدال البدن، بحيث كان يرتدي اللثام أحياناً، فسمي من أجل ذلك بصاحب اللثام.
ترك مؤلفات تزيد على ثلاثمائة مؤلف والمآت من الرسائل الإرشادية. ومن مؤلفاته: "روح الفصوص"؛ ويقع في مجلد ضخم، و"حياة الأنبياء"؛ في مجلدين، و"ختمة البخاري"، و"هداية أهل الخصيصة بشرح حديث الخميصة" في مجلد ضخم ناقش فيه الإمام البخاري وغيره، و"المواقف الإلهية في التصورات المحمدية"، و"الأمالي في علم الأمهات" تحدث فيه عن بضع وتسعين علما، و"الرسالة الستينية في علوم شيخ التربية"، و"البحر الخضم في شروط الاجتماع بالنبي الأعظم"، و"رسالة المؤاخاة"، و"سفينة المحبة" .... وغير ذلك.
وترك أيضاً شعراً يغلب عليه الطابع الصوفي الفلسفي والعشقي، جمعه الدكتور إسماعيل المساوي في ديوان ضمنه حوالي 3400 بيتاً في أطروحة للدكتوراه نوقشت بجامعة مراكش عام 2001).(48/120)
من يدلني على كتاب يتحدث عن منهج اهل السنة في الغيبيات
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[13 - 04 - 08, 08:44 م]ـ
من يدلني على كتاب يتحدث عن منهج اهل السنة في الغيبيات
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[14 - 04 - 08, 06:01 م]ـ
للرفع
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[15 - 04 - 08, 06:47 م]ـ
هل من مجيب
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[20 - 04 - 08, 12:28 ص]ـ
علم الغيب في العقيدة الاسلامية المؤلف: أحمد الغنيمان رسالة دكتوراه في قسم العقيدة بالجامعة الاسلامية
الغيب في القران الكريم المؤلف: جمال الدين أحمد القادري ماجستير في جامعة الامام
منهج القران الكريم في الدعوة إلى الايمان بالغيب المؤلف: يحي القحطاني ماجستير
الايمان بالغيب المؤلف: بسام سلامة
االانسان والغيب المؤلف: يحي با سلامة
عالم الغيب المؤلف: يحي مراد
عالم الغيب والشهادة في التصوير الاسلامي المؤلف: عثمان ضمرية
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[24 - 04 - 08, 06:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا ولكن لو هناك كتاب متوفر على الشبكة بارك الله فيك(48/121)
قال معدان
ـ[أحمد محمد مصطفى ديبان]ــــــــ[13 - 04 - 08, 11:41 م]ـ
قال معدان سألت سفيان الثوري عن قوله تعالى " وهو معكم أين ما كنتم " قال علمه "(48/122)
ليس النفس صفة كسائر الصفات ... النفس يعني الذات
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - 04 - 08, 02:52 م]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح حديث 24 من الأربعين النووية:
إطلاق النفس على الذات
لقوله: "عَلَى نَفْسِيْ" والمراد بنفسه ذاته عزّ وجل، كما قال تعالى: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) (آل عمران: الآية28)
وليس النفس صفة كسائر الصفات: كالسمع والعلم والقدرة، فالنفس يعني الذات، فقوله: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) يعني ذاته،
وقوله هنا: "عَلَى نَفْسِي" يعني على ذاتي، وكلمة النفس أصوب من كلمة ذات لكن شاع بين الناس إطلاق الذات دون إطلاق النفس، ولكن الأصل العربي: النفس.
__________________________________
هل من مزيد من كلام أهل العلم قديما وحديثا في هذا؟
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 03:45 م]ـ
ماقرره الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله هو ماقرره شيخ الإسلام ابن تيمية من أن النفس هي الذات وهذا
القول مال إليه سعيد الدارمي في نقضه
وذهب بعض أهل السنة كإبن خفيف وابن خزيمة إلى أن النفس صفة مستقلة بذاتها, والله أعلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - 04 - 08, 04:41 م]ـ
جزاك الله خيرا
لكن أريد نقل كلامهم بالمصدر وليس فقط ذكرا له
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 - 04 - 08, 10:33 م]ـ
قال العلامة محمد سالم ولد عدود حفظه الله تعالى في مقدمة نظم مختصر خليل:
يُقَالُ نَفْسُه كَمَا قَالَ: (كتب
ربكم) الآيةَ، أمَّا مَنْ نَسَبْ
ذَاتَاً لَهُ فَقَدْ عَنَى التِي لَهْ
ملَّتَهُ، شِرْعتَهُ، سَبِيلَهْ
وَالأصْلُ أن تُضَافَ للإلَهِ
لا لِلضَّمِيرِ أو لِلَفْظِ اللهِ
كَمثلِ مَا قَالَ خُبيبُ إذْ صُلِبْ
وَقَالَ نَابِغَةُ ذُبْيَانَ الذَّرِبْ
لأنَّهَا تَأنِيثُ (ذِي) المُلتَزَمِ
فِيهِ الإضَافَةُ لِغَيرِ العَلَمِ
مِن ظَاهرٍ، قَالَ ابْنُ مَالِكٍ - وَقَدْ
ذَكَرَ مَا يَلزَمُ (ذُو) فِي ذَا الصَّدَدْ -
(ذُو ذَاتُ أُنثَاهُ، ذَوَاتُ الجَمْعُ
وَجَرَيَانَ الأصْلِ يَجْرِي الفَرْعُ)
نَعمْ، أتَتْ مُضَافةً للهِ
فِي كَذَبَاتِ القَانِتِ الأوَّاهِ
وَهْوَ شُذُوذٌ، وَنَظِيرُهُ (ذُو
بَكّةَ) مِمَّا شَأنُه الشُّذُوذُ
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[20 - 04 - 08, 01:22 ص]ـ
{بسم الله الرحمن الرحيم}
قال البخاري رحمه الله: " باب قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ} وقوله – جل ذكره –: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}
المراد بالنفس في هذا: الله -تعالى-، المتصف بصفاته، ولا يقصد بذلك ذاتاً منفكة عن الصفات، كما لا يراد به صفة الذات كما قاله بعض الناس، وسيأتي بيان ذلك من كلام السلف.
قال ابن جرير – رحمه الله تعالى -: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ} أن تسخطوها عليكم بركوبكم ما يسخطه عليكم، فتوافونه {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا} وهو عليكم ساخط، فينالكم من أليم عقابه ما لا قبل لكم به " ().
وقال: " ويخوفكم الله من نفسه، أن تركبوا معاصيه، أو توالوا أعداءه، فإن إلى الله مرجعكم، فاتقوه واحذروا أن ينالكم عقابه، فإنه شديد العقاب" ().
وقال ابن خزيمة: "أول ما نبدأ به من ذكر صفات خالقنا: ذكر نفسه، جل ربنا عن أن تكون نفسه، كنفس خلقه، وعز عن أن يكون عدماً لا نفس له " ().ثم ذكر بعض النصوص في ذلك كقوله -تعالى- {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} وقوله -تعالى-: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} ثم ذكر ما رواه البخاري في هذا الباب، وحديث ابن عباس: "أن النبي –صلى الله عليه وسلم- حين خرج إلى صلاة الصبح وجويرية جالسة في المسجد رجع حين تعالى النهار، قال:" لم تزالي جالسة بعدي؟ "
قالت: نعم. قال: " لقد قلت بعدك أربع كلمات، لو وزنت بهن لوزنتهن (): سبحان الله العظيم وبحمده. عدد خلقه، ومداد كلماته، ورضا نفسه، وزنة عرشه" ().
وذكر أيضاً حديث محاجة موسى لآدم، وفيه:"قال آدم لموسى: أنت الذي اصطفاك الله برسالاته، واصطنعك لنفسه…" () ثم قال: "فالله – جل وعلا- أثبت في آي من كتابه أن له نفساً، وكذلك قد بين على لسان نبيه –صلى الله عليه وسلم- أن له نفساً" ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/123)
وفي "صحيح مسلم" في حديث أبي ذر الطويل: " يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا" ().
وفي "السنن" عن علي – رضي الله عنه – أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يقول في آخر وتره:" اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك" ().
وتقدم ذكر حديث ابن مسعود في "المسند" مرفوعاً: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك" ().
فهذه النصوص واضحة في أن المراد بالنفس هو الله -تعالى- كما قلنا.
ولا يخالف ذلك ما قاله ابن خزيمة والأئمة؛ لأن مقصودهم إثبات ما أثبته الله من غير تعرض له بتأويل أو تمثيل، تعالى الله عن الأمثال والأنداد، والتمسك بالنصوص التي قالها الله ورسوله، مع الإعراض عما يقوله أهل التأويل، وأصحاب
الوساوس الشيطانية، التي تعود على النصوص بالإبطال، وحسب المسلم أن يسعه ما وسع السلف الصالح من الصحابة، ومن سلك طريقهم.
وليس معنى ذلك الإعراض عن معاني النصوص، كما يتوهمه بعض الناس من مذهب السلف، ويعبرون عنه بالتفويض.
بل المقصود إثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله، مع فقه المعنى اللائق بعظمة الله -تعالى- وفهمه، على ما دل عليه قوله -تعالى-: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} ونحوها من الآيات المحكمات، والأمر في هذا واضح لمن تمسك بالكتاب والسنة. روى ابن جرير، عن مجاهد، في قوله -تعالى-: {إن الساعة آتية أكاد أخفيها} ().
قال: من نفسي. وأصله عن ابن عباس.
وروي عن أبي صالح: {أكاد أخفيها} قال: يخفيها من نفسه.
وعن قتادة: {أكاد أخفيها} – وهي في بعض القراءات:" أخفيها من نفسي" () -: "لقد أخفاها الله من الملائكة المقربين، ومن الأنبياء المرسلين" ().
وقال ابن كثير:" أكاد أخفيها" قال الضحاك: عن ابن عباس أنه كان يقرؤها: "أكاد أخفيها من نفسي"، يقول: لأنها لا تخفى من نفس الله أبداً، وقال سعيد بن جبير: عن ابن عباس، "من نفسه"، وكذا قال مجاهد وأبو صالح، ويحيى بن رافع.
وقال السدي: ليس أحد من أهل السماوات والأرض، إلا وقد أخفى الله عنه علم الساعة، وهي في قراءة ابن مسعود:" إني أكاد أخفيها من نفسي" ().
وقال ابن جرير في قوله -تعالى-: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}، يقول: إنك يا رب لا يخفى عليك ما أضمرته نفسي مما لا أنطق به ولم أظهره بجوارحي، فكيف بما نطقت به وأظهرته بجوارحي، لو كنت قد قلت للناس:
{اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ} كنت قد علمته، لأنك تعلم ضمائر النفوس مما لم تنطق به، فكيف بما نطقت به؟ {وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} يقول: ولا أعلم أنا ما أخفيته عني فلم تطلعني عليه، لأني إنما أعلم من الأشياء ما علمتنيه" ().
وقال في قوله -تعالى-: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} " أنعمت عليك – يا موسى – هذه النعم، ومننت عليك هذه المنن، اجتباء مني لك، واختباراً لرسالاتي، والبلاغ عني، والقيام بأمري ونهيي" ().
وقال ابن كثير: "أي: اصطفيتك واجتبيتك رسولاً لنفسي، أي كما أريد وأشاء" ().
وقال ابن سعيد الدارمي: "وادعى المعارض: أن الله لا يوصف بالضمير، والضمير منفي عن الله، وهي كلمة خبيثة قديمة، من كلام جهم، عارض بها جهم قول الله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}، يدفع بذلك أن يكون الله -تعالى- سبق له علم في نفسه من الخلق وأعمالهم قبل أن يخلقهم.
فرد عليه بعض العلماء، وقالوا: كفرت بها من ثلاثة أوجه:
الأول: أنك نفيت عن الله العلم السابق في نفسه قبل حدوث الخلق.
الثاني: أنك استجهلت المسيح ابن مريم – عليه السلام – بأنه وصف ربه بأن له خفايا علم في نفسه، إذ يقول: {وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}.
الثالث: أنك طعنت به على محمد –صلى الله عليه وسلم- إذ جاء به مصدقاً لعيسى ..
قال أبو سعيد: "وقول جهم هذا أصل كبير في تعطيل النفس والعلم السابق، ويرد عليه بقوله: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}، فذكر المسيح أن لله علماً سابقاً في نفسه، يعلمه الله، ولا يعلمه هو".
ثم روى عن أبي البحتري أنه قال: " لا يقولن أحدكم: اللهم أدخلني مستقر رحمتك، فإن مستقر رحمته نفسه" ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/124)
وقال الراغب:" نفسه: ذاته، وهذا وإن كان قد حصل – من حيث اللفظ – مضاف، ومضاف إليه، يقتضي المغايرة، وإثبات شيئين من حيث العبارة، فلا شيء من حيث المعنى سواه، سبحانه عن الاثنوية من كل وجه" ()
قال الحافظ: قال البيهقي: والنفس في كلام العرب على أوجه:
منها: الحقيقة، كما يقولون في نفس الأمر، وليس للأمر نفس منفوسة.
ومنها: الذات، قال: وقد قيل في قوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} إن معناه: تعلم ما أكنه، وما أسره، ولا أعلم ما تسره عني" ()، "وقال أبو إسحاق الزجاج في قوله -تعالى-: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ} أي: إياه.
وحكى صاحب "المطالع" في قوله -تعالى-: {وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} ثلاثة أقوال:
أحدها: لا أعلم ذاتك.
ثانيها: لا أعلم ما في غيبك.
ثالثها: لا أعلم ما عندك، وهو بمعنى قول غيره: لا أعلم معلومك أو إرادتك، أو سرك، أو ما يكون منك" ().
"قال ابن بطال: في هذه الآيات والأحاديث، إثبات النفس لله -تعالى- وللنفس معان، والمراد بنفس الله -تعالى- ذاته، وليس بأمر مزيد عليه، فوجب أن يكون هو" ().
وقال شيخ الإسلام: "ونفسه هي ذاته المقدسة" ().
وقال أيضاً: "ويراد بنفس الشيء: ذاته، وعينه، كما يقال: رأيت زيداً نفسه، وعينه، وقد قال -تعالى-: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}، وقال: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} وقال: {ويحذركم الله نفسه}.
وفي الحديث: "سبحان الله رضا نفسه"، وفي الآخر: " إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي".
فهذه المواضع المراد فيها بلفظ النفس عند جمهور العلماء: الله نفسه التي هي ذاته، المتصفة بصفاته، ليس المراد بها ذاتاً منفكة عن الصفات، ولا المراد بها صفة للذات.
وطائفة من الناس يجعلونها من باب الصفات.
كما يظن طائفة أنها الذات المجردة عن الصفات، وكلا القولين خطأ" (). اهـ
* * *
هذا ماجاء في شرح الشيخ الغنيمان على كتاب التوحيد من البخاري بنصه
والله ينفع الجميع.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 04 - 08, 05:22 م]ـ
بارك الله فيك
هذا ما كنت أبحث عنه
ـ[عَامِّيَّةُ]ــــــــ[09 - 12 - 08, 08:14 ص]ـ
أرجو التوضيح هل هناك تناقض في كلام بن تيمية
وقال شيخ الإسلام: "ونفسه هي ذاته المقدسة" ().
وقال أيضاً: "ويراد بنفس الشيء: ذاته، وعينه، كما يقال: رأيت زيداً نفسه، وعينه، وقد قال -تعالى-: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}، وقال: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} وقال: {ويحذركم الله نفسه}.
وفي الحديث: "سبحان الله رضا نفسه"، وفي الآخر: " إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي".
وأما المسألة الثالثة: فمن أهل العلم من أنكر أن يقال الذات الإلهية، لأن هذا أيضاً من التراكيب الحادثة، وقد نقل الإمام ابن القيم عن الإمام السهيلي قوله: أما الذات فقد استهوى أكثر الناس ولا سيما المتكلمين القول فيها أنها في معنى النفس والحقيقة. ويقولون ذات الباري هي نفسه ويعبرون بها عن وجوده وحقيقته ويحتجون في إطلاق ذلك بقوله في قصة إبراهيم ثلاث كذبات كلهن في ذات الله. رواه البخاري ومسلم، وقول خبيب: وذلك في ذات الإله. قال: وليست هذه اللفظة إذا استقريتها في اللغة والشريعة كما زعموا ولو كان كذلك لجاز أن يقال عند ذات الله واحذر ذات الله كما قال تعالى ويحذركم الله نفسه، وذلك غير مسموع ولا يقال إلا بحرف في الجارة وحرف في للوعاء وهو معنى مستحيل على نفس الباري تعالى إذا قلت جاهدت في الله تعالى وأحببتك في الله تعالى محال أن يكون هذا اللفظ حقيقة لما يدل عليه هذا الحرف من معنى الوعاء وإنما هو على حذف المضاف أي في مرضاة الله وطاعته فيكون الحرف على بابه كأنك قلت هذا محبوب في الأعمال التي فيها مرضاة الله وطاعته وأما أن تدع اللفظ على ظاهرة فمحال. ثم علق على ذلك الإمام ابن القيم بقوله: فتأمل ذلك فإنه من المباحث العزيزة الغريبة التي يثنى على مثلها الخناصر والله الموفق والمعين.
وقال شيخ الإسلام: الذات هي كلمة مولدة، ليست قديمة وقد وجدت في كلام النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لكن بمعنى آخر مثل قول خبيب الذي في صحيح البخاري (ص342)، وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات كلهن في ذات الله. وعن أبي ذر: كلنا أحمق في ذات الله. وفي قول بعضهم: أصبنا في ذات الله. والمعنى في جهة الله وناحيته؛ أي لأجل الله ولابتغاء وجهه، ليس المراد بذلك النفس، ونحوه في القرآن: فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ. وقوله: عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ. أي الخصلة والجهة التي هي صاحبة بينكم وعليم بالخواطر ونحوها التي هي صاحبة الصدور، فاسم (الذات) في كلام النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والعربية المحضة: بهذا المعنى. ثم أطلقه المتكلمون وغيرهم على النفس.
وقال الشيخ محمد حسن الددو: لفظ ذات إنما جاء إطلاقه على مقابل الصفة في العصور المتأخرة، وإن كان بعض أئمتنا يطلقه لكنه إنما يقصد بذلك المجاراة وأصبحت كلمة دارجة في عرف الناس، والناس يقولون: خطأ مشهور خير من صواب مهجور، وهذه الخيرية نسبية، لأنها إذا كانت تقتضي إثباتاً أونفياً في مجال الاعتقاد فليست كذلك، لكن المقصود به الإفهام والمجاراة، فإذا كان الناس لا يعرفون مقابل الصفة إلا بالذات فإننا نقيس عليه هذه الكلمة، وإن كانت ليست في لغة العرب أصلاً، فليس في لغة العرب لفظ (ذات) تطلق على مقابل الصفة، وإنما هي من ألفاظ المتكلمين التي اندرجت بالعربية فأصبحت دارجة فيها، فهي من الكلام الدارج.
وعلى هذا فالأولى ترك استعمال هذا التركيب
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=a&Id=98070&Option=FatwaId
ارجوا التوضيح جزاكم الله خيرا
وقد ذكر في مجموع الفتاوي (5\ 113 - 118)
في كلامه عن أقسام الناس في آيات الصفات وأحاديثها في القسمان الذين يتأولونها من يأولون النفس بالذات
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/125)
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[09 - 12 - 08, 09:31 ص]ـ
بارك الله فيكم(48/126)
هل ثبت عن الإمام أبي حنيفة - رحمه الله - هذا الكلام؟
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 03:08 م]ـ
هل ثبت عن الإمام أبي حينفة رحمه الله أنه قال:
(من قال لا أعلم أين الله فقد كفر)؟
أو بمعناه؟
أريده بالإسناد.
أرجو ذكر المصدر مشكورين.
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[14 - 04 - 08, 03:27 م]ـ
هل اشكالك على وصف القائل بالكفر؟!!
أو مجرد سؤال عن موضع المقولة؟
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 04:10 م]ـ
هل اشكالك على وصف القائل بالكفر؟!!
أو مجرد سؤال عن موضع المقولة؟
جزاكم الله خيرا.
أريد موضع المقولة.
أما وصف القائل فلا إشكال عندي فيه.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 06:27 م]ـ
في كتاب (الفقه الأكبر) لأبي حنيفة (ص135 بتحقيق: محمد عبدالرحمن الخميّس): " قال أبو حنيفة: من قال: لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض فقد كفر، وكذا من قال: إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أو في الأرض؟ والله تعالى يُدْعى من أعلى لا من أسفل ".
وفي (شرح العقيدة الطحاوية) لابن أبي العز الحنفي:" وكلام السلف في إثبات صفة العلو كثير جدا: فمنه: ما روى شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في كتابه: الفاروق، بسنده إلى مطيع البلخي: أنه سأل أبا حينفة عمن قال: لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض؟ فقال: قد كفر؛ لأن الله يقول: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (6) وعرشه فوق سبع سماوات، قلت: فإن قال: إنه على العرش، ولكن يقول: لا أدري العرش في السماء أم في الأرض؟ قال: هو كافر، لأنه أنكر أنه في السماء، فمن أنكر أنه في السماء فقد كفر. وزاد غيره: لأن الله في أعلى عليين، وهو يدعى من أعلى، لا من أسفل. إنتهى" ثم قال الشارح عقبه مباشرة:" ولا يلتفت إلى من أنكر ذلك ممن ينتسب إلى مذهب أبي حنيفة، فقد انتسب إليه طوائف معتزلة وغيرهم مخالفون له في كثير من اعتقاداته، وقد ينتسب إلى مالك والشافعي وأحمد من يخالفهم في بعض اعتقاداتهم. وقصة أبي يوسف في استتابتة بشر المريسي، لما أنكر أن يكون الله عز وجل فوق العرش - مشهورة، رواها عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره. " (شرح ابن أبي العز الحنفي) (ص 288 بتحقيق الألباني).
وفي كتاب (العلو للعلي الغفار) للذهبي (ص 134 - 136 ط. أضواء السلف) قال الذهبي: " قول أبي حنيفة عالم العراق رحمه الله تعالى: أخبرنا جماعة إذنا عن أبي الفتح المبدائي أخبرنا عبيد الله بن محمد الإمام أبي بكر البيهقي أنبأنا جدي في كتاب الصفات له أنبأنا أبو بكر بن الحارث أنبأنا ابن حيان أنبأنا أحمد بن جعفر بن نصر حدثنا يحيى بن يعلى سمعت نعيم بن حماد يقول سمعت نوحا الجامع يقول كنت عند أبي حنيفة أول ما ظهر إذ جاءته امرأة من ترمذ كانت تجالس جهما فدخلت الكوفة فأظنني أقل ما رأيت عليها عشرة آلاف نفس فقيل لها إن ههنا رجلا قد نظر في المعقول يقال له أبو حنيفة فأتيه فأتته فقالت أنت الذي تعلم الناس المسائل وقد تركت دينك أين إلهك الذي تعبده فسكت عنها ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها ثم خرج إلينا وقد وضع كتابا إن الله عزوجل في السماء دون الأرض فقال له رجل أرأيت قول الله عزوجل (وهو معكم) قال هو كما تكتب إلى الرجل إني معك وأنت غائب عنه، قال ثم قال البيهقي لقد أصاب أبو حنيفة رحمه الله فيما نفى عن الله عزوجل من الكون في الأرض وأصاب فيما ذكر من تأويل الآية وتبع مطلق السمع بأن الله تعالى في السماء.
وبلغنا عن أبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي صاحب الفقه الأكبر قال سألت أبا حنيفة عمن يقول لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض فقال: قد كفر لأن الله تعالى يقول: (الرحمن على العرش استوى) وعرشه فوق سماواته، فقلت: إنه يقول أقول على العرش استوى ولكن قال لا يدري العرش في السماء أو في الأرض، قال: إذا أنكر أنه في السماء فقد كفر رواها صاحب الفاروق بإسناد عن أبي بكر بن نصير بن يحيى عن الحكم.
وسمعت القاضي الإمام تاج الدين عبد الخالق بن علوان قال سمعت الإمام أبا محمد عبد الله أحمد المقدسي مؤلف المقنع رحم الله ثراه وجعل الجنة مثواه يقول بلغني عن أبي حنيفة رحمه الله أنه قال من أنكر أن الله عزوجل في السماء فقد كفر " إنتهى.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 11:53 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
وبارك فيكم
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[26 - 11 - 08, 01:54 ص]ـ
قرأت في موقع صوفي ان الامام ابي حنيفة يكفر من قال انه على العرش واستدل بقوله
"قال الإمام أبو حنيفة: من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، وكذا من قال إنه على العرش، ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض."
عندما اقارن ما نقله الأخ أبو عبدالله العنزي عرفت كيف تلاعبوا بالفاصلة والنقطتين.
كذلك يجعلون الجملة الاخيرة "ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض" عائدة على الامام ابوحنيفة وليست جزء من كلام القائل.
" قال أبو حنيفة: من قال: لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض فقد كفر، وكذا من قال: إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أو في الأرض؟ والله تعالى يُدْعى من أعلى لا من أسفل ".
قارن و شاهد التدليس عند الصوفية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/127)
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[05 - 12 - 08, 12:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(48/128)
إليك هذه النفيسة!!
ـ[الموسوي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 06:23 م]ـ
لو قدّرت هذه الفائدة بمال, كم كنت ستدفع فيها؟
ها هي قد بُذلت لك بلا شيء, خذها فقد كان يُرحل في أقل ممن مثلها, ولا تنس الدعاء لصاحبها
وقال صاعد بن أحمد الأندلسي (ت:462هـ) رحمه الله: وجميعُ عَبَدة الأوثان من العرب موحِّدة لله تعالى, وإنما كان عبادتهم لها ضربا من التديُّن بدين الصابئة في تعظيم الكواكب والأصنام الممثَّلة في الهياكل, لا على ما يعتقده الجهّال بديانات الأمم وبآراء الفرق من أن عبدة الأوثان ترى أن الأوثان هي الآلهة الخالقة للعالم, ولم يعتقد قطّ هذا الرأي ذو فكرة, ولا دان به صاحب عقل, ودليل ذلك قول الله تعالى عنهم: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (الزمر:3). اهـ
طبقات الأمم ص:116 - 117.
ـ[أبو السها]ــــــــ[14 - 04 - 08, 09:01 م]ـ
شكرا لك وجزاك الله خيرا -أخانا الموسوي- على هذا النقل المبارك،
وهذا رابط للتعريف بكتاب "طبقات الأمم "
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6274
- وهذا رابط لتحميل الكتاب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=128196
ـ[الموسوي]ــــــــ[15 - 04 - 08, 01:09 ص]ـ
أخي أبو السها, بارك الله فيك, ونفع بك
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[16 - 04 - 08, 12:39 ص]ـ
لم أفهم مراده فهل بينته جزاك الله خير
ـ[الموسوي]ــــــــ[16 - 04 - 08, 04:16 م]ـ
يريد حفظ الله أن عرب الجاهلية كانوايقرون بأن الله هو الخالق المدبر للكون, غير أنهم كانوا يعبدون الكواكب والأصنام لزعمهم أن تقربهم إلى الله, كما قرره ابن تيمية رحمه الله ومن بعده
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[17 - 04 - 08, 06:35 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي الحبيب.
ـ[أبوعبد الرحمن حسن بن محمد]ــــــــ[17 - 04 - 08, 06:43 ص]ـ
نفع الله بك
ـ[العامري السبيعي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 06:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك ..
هل لك أن تتكرم - مشكورا - بشرح توقيعك؟
ـ[أبو لجين]ــــــــ[17 - 04 - 08, 07:53 ص]ـ
أما قوله موحدة لله، فهذا يحتاج إلى بيان!
فلم يكن المشركين موحدين لله يوماً، وقصد المؤلف توحيد الله في الخلق والرزق والملك والتدبير، ولا يجوز أن يقول موحدة لله بالإطلاق.
ـ[أبو السها]ــــــــ[17 - 04 - 08, 09:23 م]ـ
يقصد بقوله رحمه الله "وجميعُ عَبَدة الأوثان من العرب موحِّدة لله تعالى" توحيد الربوبية، ولهذا أطلق الأخ الموسوي على هذه القولة (النفيسة)، ردا على أؤلئك الذين يقولون: إن مسألة تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات، هي من بدع ابن تيمية رحمه الله، وهذا النفل يفند أقوالهم.
ـ[أبو عبد المصور]ــــــــ[17 - 04 - 08, 10:23 م]ـ
يريد حفظ الله أن عرب الجاهلية كانوايقرون بأن الله هو الخالق المدبر للكون, غير أنهم كانوا يعبدون الكواكب والأصنام لزعمهم أن تقربهم إلى الله, كما قرره ابن تيمية رحمه الله ومن بعده
لعلك أخي تريد - رحمه الله -.
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة النفيسة الغالية
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 10:28 م]ـ
لذا نبه الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في عدة مواضع أن الشرك في زمانه شرك قد يكون أشد من شرك أهل الجاهلية لأن شرك هؤلاء في الربوبية، وشرك من ذكروا في القرآن شرك في الألوهية.
ـ[الموسوي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 12:56 ص]ـ
شكر الله للإخوة جميعا على التعقيب, خاصة من أبي عبد المصوّر, وأبي السها, ولولا ما خطته يداكما كنت سأموت حنقا وغيظا, لكن الله سلّم.
وأنا أتحدث عن نفسي: لو أن أحدا أفادني بهذه الفائدة لقبلت رأسه ويديه!
وهذا النقل قاصم ظهور القبورية, لكونه قرّر ما ذكره ابن تيمية ومن جاء بعده, وبين صاعد وابن تيمية قرون!
أما قوله موحدة لله، فهذا يحتاج إلى بيان!
فلم يكن المشركين موحدين لله يوماً، وقصد المؤلف توحيد الله في الخلق والرزق والملك والتدبير، ولا يجوز أن يقول موحدة لله بالإطلاق.
أقول: المنبغي على طالب العلم ألا يتعجل النقد, فيا أخي الكريم في مطلع كلامه ما يبين عدم الإطلاق, ألا تراه يقول: وجميع عبدة الأوثان!!!
ـ[سيدي صالح]ــــــــ[20 - 04 - 08, 01:58 ص]ـ
الصواب أن يقال إن ذلك اصطلاح لا بأس به من ابن تيمية أو من صاعد فلا يستدل بكلام أحد لكلام أحد لإثبات شرعية أمر ما إلا بكلام صاحب الشريعة.
ورحم الله علماءنا.
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 06:02 ص]ـ
حُذف
## المشرف ##
ـ[محمد براء]ــــــــ[21 - 04 - 08, 01:54 ص]ـ
بارك الله فيك ..
ولا أظن أن من لم ينفعه قوله تعالى: " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم " .. ليقولن الله وقوله: " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله " سينفعه هذا النقل.
ـ[أبو السها]ــــــــ[21 - 04 - 08, 02:07 ص]ـ
الصواب أن يقال إن ذلك اصطلاح لا بأس به من ابن تيمية أو من صاعد فلا يستدل بكلام أحد لكلام أحد لإثبات شرعية أمر ما إلا بكلام صاحب الشريعة.
ورحم الله علماءنا.
إما أنك لم تفهم المسألة جيدا أو أنك من المعترضين على أثافي التوحيد الثلاث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/129)
ـ[أبومحمد والبراء]ــــــــ[21 - 04 - 08, 02:08 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو لجين]ــــــــ[22 - 04 - 08, 01:28 ص]ـ
شكر الله للإخوة جميعا على التعقيب, خاصة من أبي عبد المصوّر, وأبي السها, ولولا ما خطته يداكما كنت سأموت حنقا وغيظا, لكن الله سلّم.
وأنا أتحدث عن نفسي: لو أن أحدا أفادني بهذه الفائدة لقبلت رأسه ويديه!
وهذا النقل قاصم ظهور القبورية, لكونه قرّر ما ذكره ابن تيمية ومن جاء بعده, وبين صاعد وابن تيمية قرون!
أقول: المنبغي على طالب العلم ألا يتعجل النقد, فيا أخي الكريم في مطلع كلامه ما يبين عدم الإطلاق, ألا تراه يقول: وجميع عبدة الأوثان!!!
كما ذكرت ينبغي عدم التعجل في النقد والحكم، الخلاف في إطلاقه كلمة موحدة، فهي تفيد أي التوحيد بإطلاقه من غير تخصيص وهذا الخلاف، ولا ريب في أن المشركين في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمنون بالله ويقولون: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك إلا شريكا تملكه وما ملك. فكفرهم بجعله الشريك لله.
ـ[الموسوي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 11:48 ص]ـ
الصواب أن يقال إن ذلك اصطلاح لا بأس به من ابن تيمية أو من صاعد فلا يستدل بكلام أحد لكلام أحد لإثبات شرعية أمر ما إلا بكلام صاحب الشريعة.
ورحم الله علماءنا.
!!!!!!!!!
حقا ينبغي حجر الكلام في الشرع لكثير من الأدعياء(48/130)
إشكال فى حديث " خلق آدم على صورته "
ـ[عمر الدراوى]ــــــــ[14 - 04 - 08, 07:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قرأت فى موقع الشيخ ابن باز رحمه الله هذا الكلام
--------------------
شرح حديث ((إن الله خلق آدم على صورته))
ما صحة حديث: ((إن الله خلق آدم على صورته)) [1] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/4092#_ftn1) أو ((على صورة الرحمن))؟
حديث صحيح، خلق آدم على صورته، يعنى سميعاً بصيراً يتكلم، له عين وله قدم، وليس معناه المشابهة، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [2] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/4092#_ftn2) سبحانه، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ [3] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/4092#_ftn3).
لكن معناه خلقه الله على صورته سمعياً وبصيراً، له وجه، له يد، له قدم، يعلم ويسمع ويبصر، هكذا قال أهل السنة كأحمد وإسحاق وغيرهم رحمة الله عليهم.
انتهى كلامه
فهل من بسط فى المسألة
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[15 - 04 - 08, 02:27 ص]ـ
..........
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[15 - 04 - 08, 02:36 ص]ـ
حديث الصورة روايه ودرايه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32911&highlight=%C7%E1%CA%E6%ED%CC%D1%ED+%D5%E6%D1%C9+%C 7%E1%D1%CD%E3%E4 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32911&highlight=%C7%E1%CA%E6%ED%CC%D1%ED+%D5%E6%D1%C9+%C 7%E1%D1%CD%E3%E4)
والله اعلم
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[15 - 04 - 08, 03:41 ص]ـ
للشيخ الألباني كلام في هذا وهو الاثبات،،،رحمه الله،،،،
وجزم أن الهاء عائدة على الله تعالى ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وقد اختصرت الموضوع من قبل،،ان وجدته أحضرته ان شاء الله (أعني معنى الحديث)
ـ[عمر الدراوى]ــــــــ[15 - 04 - 08, 09:37 ص]ـ
حديث الصورة روايه ودرايه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32911&highlight=%C7%E1%CA%E6%ED%CC%D1%ED+%D5%E6%D1%C9+%C 7%E1%D1%CD%E3%E4
والله اعلم
الله يفتح عليك جزاكم الله خيرا
ـ[عمر الدراوى]ــــــــ[15 - 04 - 08, 09:37 ص]ـ
للشيخ الألباني كلام في هذا وهو الاثبات،،،رحمه الله،،،،
وجزم أن الهاء عائدة على الله تعالى ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وقد اختصرت الموضوع من قبل،،ان وجدته أحضرته ان شاء الله (أعني معنى الحديث)
ألا ليت وجزاكم الله خيرا
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - 04 - 08, 07:13 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا كلام للشيخ صالح آل الشيخ في هذا الحديث:
شرح العقيدة الطحاوية - صالح آل الشيخ - (ج 1 / ص 198)
س3/ ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله خلق آدم على صورته» (1)؟
ج/ هذا الحديث يطول الكلام عليه؛ لكن خلاصة الكلام أنَّ الصورة هنا بمعنى الصفة؛ لأنَّ الصورة في اللغة تطلق على الصفة كما جاء في الصحيحين أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال «أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر» (2) يعني على صفة القمر من الوضاءة والنور والضياء، فقوله صلى الله عليه وسلم «إن الله خلق آدم على صورته»؛ يعني خلق آدم على صورة الرحمن أ؛ يعني على صفة الرحمن، فخص الله ? آدم من بين المخلوقات بأنَّ جعله مَجْمَع الصفات وفيه من صفات الله ? الشيء الكثير؛ يعني فيه من أصل الصفة على التقرير من أنَّ وجود الصفة في المخلوق لا يماثل وجودها في الخالق، فالله ? له سمع وجعل لآدم صفة السمع، والله ? موصوف بصفة الوجه وجعل لآدم وجهاً، وموصوف بصفة اليدين وجعل لآدم صفة اليدين، وموصوف بالقوة والقدرة والكلام والحكمة، وموصوف ـ بصفة الغضب والرضا والضحك إلى غير ذلك مما جاء في الصفات.
فإذن هذا الحديث ليس فيه غرابة كما قال العلامة ابن قتيبة رحمه الله قال (وإنما لم يألفه الناس فاستنكروه).
فهو إجمالٌ لمعنى الأحاديث الثانية الأخرى في صفات الله ?، «خلق آدم على صورته» يعني خلق آدم على صفة الرحمن ? فخصَّهُ بذلك من بين المخلوقات.
الحيوانات قد يكون فيها سمع فيها بصر لكن ما يكون فيها إدراك ما يكون عندها حكمة ما يكون كلام خاص إلى آخره.
فآدم خُصَّ من بين المخلوقات بأنْ جَعَل الله ? فيه من الصفات ما يشترك بها في أصل الصفة لا في كمال معناها ولا في كيفيتها مع الرحمن جل جلاله، تكريما لآدم كما ذكرنا لك.
وهذا ملخص الكلام فيها وإلا فالكلام يطول لأنَّ هذا الحديث كثيرون لم يفهموا المراد منه، ولا حقيقة قول أهل السنة والجماعة في ذلك.
ـ[عمر الدراوى]ــــــــ[17 - 04 - 08, 07:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
ـ[محمد السلفي المكي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 12:52 ص]ـ
للشيخ الألباني كلام في هذا وهو الاثبات،،،رحمه الله،،،،
وجزم أن الهاء عائدة على الله تعالى ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وقد اختصرت الموضوع من قبل،،ان وجدته أحضرته ان شاء الله (أعني معنى الحديث)
الشيخ الألباني رحمه الله
ممن يرون أن الضمير يعود على آدم وليس على الله
http://www.alalbany.net/view.php?id=6409
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/131)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[18 - 04 - 08, 02:25 ص]ـ
اخ محمد السلفى فتوى الشيخ الالبانى رحمه الله .. لا يوجد فيها شىء مما تقول
ـ[محمد السلفي المكي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 03:48 ص]ـ
يا أخي الحبيب
السائل يسأل الشيخ عن الحديث وتأويله الصحيح
فأجابه الشيخ -عند الثانية الرابعة عشرة - صورة آدم
ثم ذكر أدلة ما ذهب إليه
ورأي الشيخ الألباني معروف في هذه المسألة يا أخي
وله نقاش طويل مع أحد تلامذته حول هذه القضية
http://download.media.islamway.com/lessons/nasser/Adam.rm
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[18 - 04 - 08, 04:10 ص]ـ
صحيح .... استغفر الله واتوب اليه ...
لم تكون الاذن واعيه .... سامحنا اخى فقد رددنا قولك ....
ودليل الشيخ كما قال جاء فى البخارى ان الله خلق ادم على صورته طوله ستون ذراعا ... وضعف حديث (على صورة الرحمن)
رحمه الله
والله اعلم
ـ[عمر الدراوى]ــــــــ[18 - 04 - 08, 03:17 م]ـ
بارك الله فيك قبولك الحق أخى أبا قتيبة
وجزاكم الله خيرا محمد السلفى
ـ[محمد السلفي المكي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 04:44 م]ـ
وفقكما الله للخير أخي أبا قتيبة وأخي عمر(48/132)
تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (4) هل أصحاب المعلقات السبع كفار؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 09:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على محمد عبده المصطفى، وآله وأصحابه المستكملين الشرفا
أما بعد
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (ج13/ص207)
((ولهذا لما استولى التتار على بغداد وكان الطوسى منجما لهولاكو استولى على كتب الناس الوقف والملك فكان كتب الاسلام مثل التفسير والحديث والفقه والرقائق يعدمها وأخذ كتب الطب والنجوم والفلسفة والعربية فهذه عنده هى الكتب المعظمة وكان بعض من أعرفه قارئا خطيبا لكن كان يعظم هؤلاء ويرتاض رياضة فلسفية سحرية حتى يستخدم الجن وكان بعض الشياطين القى اليه أن هؤلاء يستولون على دار الاسلام فكان يقول لبعض أصحابنا يا فلان عن قليل يرى هذا الجامع جامع دمشق يقرأ فيه المنطق والطبيعى والرياضى والالهى ثم يرضيه فيقول والعربية أيضا والعربية انما احتاج المسلمون اليها لأجل خطاب الرسول بها فاذا أعرض عن الأصل كان أهل العربية بمنزلة شعراء الجاهلية أصحاب المعلقات السبع ونحوهم من حطب النار))
قلت: وأصحاب المعلقات السبع هم:
امرؤ القيس، طرفة بن العبد، عمرو بن أم كلثوم، زهير بن أبي سلمى، لبيد بن ربيعة، عنترة بن أبي شداد، الحارث بن حلزة اليشكري
هذا هو المشهور وعدّهم أبو عبيدة وتبعه المفضل فجعلوهما:
امرؤ القيس، طرفة بن العبد، عمرو بن أم كلثوم، زهير بن أبي سلمى، لبيد بن ربيعة، النابغة الذبياني، أبو بصير الأعشى
وأيًّا ما كان الأمر فإن من المتفق عليه أن أحد أصحاب المعلقات السبعة هو: لبيد بن ربيعة
فمَن هو لبيد بن ربيعة؟
قلت: هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ويكنى أبا عقيل قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه ورجع إلى بلاد قومه ثم هاجر إلى الكوفة فنزلها ومعه بنون له ومات بها ليلة نزل معاوية النخيلة لمصالحة الحسن بن علي رحمهما الله ودفن في صحراء بني جعفر بن كلاب، ولما كتب عمر الى عامله بالكوفة سل لبيدا والأغلب العجلي ما احدثا من الشعر في الإسلام فقال لبيد: أبدلني الله بالشعر سورة البقرة وآل عمران فزاد عمر في عطائه وقال الإمام مالك: عاش لبيد مائة وستين سنة
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة انها قالت رحم الله لبيدا حيث يقول:
ذهب الذين يعاش في اكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الاجرب
قالت عائشة فكيف لو أدرك زماننا هذا
قال عروة رحم الله عائشة كيف لو أدركت زماننا هذا
قال هشام رحم الله عروة كيف لو أدرك زماننا
واتصلت السلسة هكذا، فهو من الأحاديث المسلسلة التي تحمّلناها عن مشايخنا
والمقصود مما ذكرته أن أن لبيد بن ربيعة هو أحد أصحاب المعلّقات السبع اتفاقا وهو مع ذلك صحابي أسلم في عهد النبي وحسُن إسلامه، فإطلاق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله القول: (كان أهل العربية بمنزلة شعراء الجاهلية أصحاب المعلقات السبع ونحوهم من حطب النار) موهم أن لبيد من جملة حطب النار
ولا شك أن شيخ الإسلام رحمه الله لم يقصد ذلك ولا استحضره حين كتب ما كتبه.
بل ويمكن حمل كلامه على من سوى لبيد أي الستة الباقين، كقولنا: صيام عشر ذي الحجة، والمقصود تسعة فقط إذ يحرم صيام يوم العيد اتفاقا.
لكن وجب التنبيه، فلعل بعض الناس لم يقرأ سيرة لبيد بن ربيعة قط، ولا علم شيئا عن حياته، فيسمع من يذكره في أصحاب المعلقات السبع فيقول: هو من أصحاب النار. فإذا سئل عن ذلك، قال: لقد قال شيخ الإسلام إن أصحاب المعلقات السبع في النار. فيضِلّ ويُضِلّ
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[14 - 04 - 08, 11:01 م]ـ
يا أخ عيد عفا الله عنك
والله ما أعرف الذي تصنع أنه من مناهج أهل العلم ولا من طرائقهم سيما مع من أصبح رمزا للسنة فوالذي لا إله غيره نسنطيع أن نتتبع كما تتبعت هذه الكلمات هنا وهناك ثم نضعها تحت عنوان تنبيهات!!
أخي الحبيب عفا الله عنه هذه الكلمات يحصل التنبيه عليها حين عرضها في مجلس العلم أثناء قراءة هذا الكلام أما أن يحضر على غير مناسبه ويتتبع لا أدري ما الفائدة منه لا سيما وأنت لا تدري من المتلقي لكلامك هذا هل هو طالب علم منتهي أم عامي!
أخي عيد حدث الناس بما يعقلون أتريد أن يخرج علينا من يقول حتى بن تيمية عنده أخطاء وهم رجال ونحن رجال!!
يا ليت الأخ عيد ينصرف لتأسيس قواعد علم يحسنه ويذاكرها مع إخوانه أو يطرح من الفوائد ما تحيا به القلوب أو يذكر تأصيل لأقوال أهل العلم في مسألة من مسائل العلم و ليدع التنبيهات جانباً إلا حيث يحتاج إليها فلا قول لأحد مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم والحق أحب إلينا من ابن تيمية وابن القيم ومن هم من أهل الفضل الذين لم نبلغ مبلغهم من العلم والفضل والدعوة إلى الله هكذا نحسبهم ولا نزكي على الله أحد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/133)
ـ[أبو السها]ــــــــ[16 - 04 - 08, 03:22 م]ـ
جزاك الله خيرا -أبا الحسن - وغفر لأخينا عيد، فإن هذا من تتبع سقطات العلماء الذين أظهر الله بهم الدين وقمع بهم البدعة، وهو فتح- بدون قصد الأخ طبعا- لباب يدخل منه أعداء السنة للتشكيك في علم فلان وفلان ليجرحوا شهودنا - وهذه غايتهم - كما قال ذلك بعض أهل السلف، وإني وجدت بعض غلطات لشيخ الإسلام في الفتاوى بسيطة جدا دخلت على الشيخ لا من جهة الجهل- حاشا وكلا- ولكن ربما لكثرة ارتجاله في الكتابة كما هو معلوم من سيرته- رحمه الله- أو لأسباب أخرى يعلمها الله. المهم كما قال الأخ يجب عدم ذكرها، فإن أثيرت عرضا أو من قبل مرضى النفوس تصدى لها العلماء بالبيان والتمحيص.
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[16 - 04 - 08, 10:31 م]ـ
إن لم يكن هذا تتبع الزلات فليس في الدنيا تتبع لها.
وهل يخلو كتاب من كتب الأئمة من ملحوظات مثل هذه؟
لكن انظر إلى صنيع العلماء كابن حجر في الفتح إنما ينبه إلى الغلط في موضعه عند الشرح لوجود المناسبة أما أن ينتصب إلى الرد على كل كلمة تند من هنا وهناك فهذا العمل أقرب إلى عمل الصبيان من عمل العلماء مع احترامي للشيخ عيد هداه الله.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 08:01 م]ـ
الله المستعان
ـ[عبد الرحمن الحربي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 10:46 م]ـ
إن لم يكن هذا تتبع الزلات فليس في الدنيا تتبع لها.
وهل يخلو كتاب من كتب الأئمة من ملحوظات مثل هذه؟
لكن انظر إلى صنيع العلماء كابن حجر في الفتح إنما ينبه إلى الغلط في موضعه عند الشرح لوجود المناسبة أما أن ينتصب إلى الرد على كل كلمة تند من هنا وهناك فهذا العمل أقرب إلى عمل الصبيان من عمل العلماء مع احترامي للشيخ عيد هداه الله.
قَطرة سودَاء في بحرٍ أبيَض!
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 08:16 م]ـ
مع احترامي للشيخ عيد هداه الله.
آمين آمين آمين
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم(48/134)
توسل سواد بن قارب
ـ[الأفغاني السلفي]ــــــــ[15 - 04 - 08, 06:42 ص]ـ
توسل سواد بن قارب
استدل أحد أعلام الصوفية الشيخ أحمد بن زيني دحلان على التوسل بالذوات بما روى الطبراني رحمه الله في كتابه "المعجم الكبير" من أن سواد بن قارب رضي الله عنه أنشد لرسول صلى الله عليه وآله وسلم قصيدته التي توسل فيها بقوله:
وأشهد أن الله لا رب غيره *****وأنك مأمون علي كل غائب
وأنك أدني المرسلين وسيلة ***** إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل ** وإن كان فيما فيه شيب الذوائب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة ** بمغن فتيلا عن سواد بن قارب
ثم قال الشيخ دحلان: ولم ينكر الرسول عليه.
الكلام على متن هذا الحديث
إن هذه الأبيات الأربعة التي استشهد بها الشيخ دحلان على جواز التوسل بذات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيها معاني التوسل الذي يعنيه وبخاصة في البيت الثاني وهو قوله:
إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب وإنك أدنى المرسلين وسيلة
تعريف الوسيلة لغة وشرعاً أن الوسيلة هي القربة إلى الملك ووسل إلى الله وسيلة وتوسل إليه بوسيلة أي تقرب إليه بعمل.
ولا شك ولا ريب أن العمل الذي عمله رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الأنبياء فصار بذلك أوفي المرسلين إلى الله وسيلة أي قربة ومنزلة فأي معني من معاني التوسل بذوات المخلوقين موجود في هذا البيت …؟ الجواب: ليس فيه أي معني من معاني التوسل بذوات المخلوقين إنما معناه هو ما قلناه آنفاً: إن أعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أعظم أعمال الأنبياء والمرسلين فصار بذلك أدناهم وأقربهم إلى الله تعالى.
كما أن الوسيلة معناها كما فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي فمن صلي علي مرة صلى الله عليه وسلم الله عليه بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة رفيعة في الجنة … لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو))
وهذا المعنى أيضاً لا يخرج عن المعنى الأول وهي الوسيلة والقربة من الله تعالى فهل في ذلك ما يفيد جواز التوسل بذات المخلوق …؟
وهذا ما يقصده سواد بن قارب رضي الله عنه في أبياته التي يمدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل الدحلان يقصد أيضاً ما جاء في البيت الأخير:
بمغن قتيلاً عن سواد بن قارب وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة
وكذلك ليس في البيت الأخير ما يعين الدحلان على مراده ألبته لأن سواد بن قارب يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرجوه أن يدعو الله تعالى أن يكون له شفيعاً يوم القيامة والخطاب هذا ولا شك كان في حياته صلى الله عليه وسلم وطلب الشفاعة منه حال حياته لا بأس به لأنه طلب لدعائه صلى الله عليه وسلم لأن يكون سواد في جملة من يشفعه الله بهم يوم القيامة أي يأذن له بالشفاعة فيهم فما الذي في هذا البيت من معاني التوسل بذوات المخلوقين …؟! اللهم إلا إذا كان الدحلان يريد أن يحمل الألفاظ ليستقيم مراده …!! فهذا شيء آخر إنما لا يقر علي ذلك فإن اللغة العربية التي خلق الله مفاهيمها ومدلولات ألفاظها لا تخضع إلى مراد الدحلان فقواعد اللغة ثابتة ومعانيها فرغ منها فلا يطمع أحد في تغييرها علي ما يحب ويهوى.
والخلاصة: ليس في متن هذا الحديث أي معني من معاني التوسل المعروف عند الدحلان ومن البدهي بعد ذلك أن لا يصلح هذا الحديث حجة ولا دليلاً علي مراد التوسل بذوات المخلوقين فسقطت حجة الاستدلال به علي ذلك متناً أما سنداً فإليك تفصيل ذلك:
الكلام على سند هذا الحديث
وهنا تبين لكم: أن هذا الحديث ليس في صيغة متنه ما يفيد قيام أية حجة على صحة ما يجهد (القوم …) ويحاولون من إثبات جواز التوسل بذوات المخلوقين …!!!
وحتى لو صح هذا الحديث سنداً ليس في متنه حجة لهم بل هو ولا شك حجة عليهم كما أثبتنا ذلك آنفاً فكيف وإن سنده ضعيف …!!! فقد ذكر الهيثمي في كتابه "مجمع الزوائد" أن الحديث ضعيف كما ثبت أن كافة طرقه ورواياته التي ورد فيها ضعيفة واهية وإليك البيان:
1 – رواية البيهقي وهي عنده: فيها زياد بن زيد بن بادويه ومحمد بن نواس الكوفي.
قال الذهبي: هذا حديث منكر بالمرة، ومحمد بن نواس وزياد، مجهولان لا تقبل روايتهما. وأضاف: وأخاف أن يكون موضوعاً أبي بكر بن عباس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/135)
2 – رواية أبي يعلى: وقد رواها ابن كثير في (السير – المطولة) ص344 - 346 وقال: هذا منقطع من هذا الوجه.
وقد أوضح الحافظ الذهبي في الجزء الأول من / تاريخ الإسلام الكبير / ص124 علة هذه الطريقة. فقال: أبو عبد الرحمن: اسمه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي متفق على تركه وعلي بن منصور فيه جهالة مع أن الحديث منقطع.
وهذه ترجمة الوقاصي:
قال المزي في "تهذيب الكمال": (ت): عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري الوقاصي
أبو عمرو المدني، و يقال له: المالكي أيضا نسبة إلى جده سعد بن مالك. اهـ.
وقال المزي:
قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، عن يحيي بن معين: لا يكتب حديثه، كان
يكذب.
وقال عباس الدوري، عن يحيي بن معين: ضعيف.
وقال في موضع آخر: ليس بشيء.
وقال علي ابن المديني: ضعيف جدا.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: ساقط.
وقال يعقوب بن سفيان: لا يكتب حديثه أهل العلم إلا للمعرفة، و لا يحتج
بروايته.
وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهب.
وقال البخاري: تركوه.
وقال أبو داود: ليس بشيء.
وقال الترمذي: ليس بالقوي.
وقال النسائي: متروك.
وقال في موضع آخر: ليس بثقة و لا يكتب حديثه.
قال الهيثم بن عدي: توفي في خلافة هارون.
روى له الترمذي حديثا واحدا عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: " سئل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن ورقة يعني ابن نوفل ..... الحديث. اهـ.
وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 7/ 134:
وقال الساجي: يحدث بأحاديث بواطيل.
وقال ابن البرقي: ليس بثقة.
وقال البخاري في " تاريخه ": سكتوا عنه.
وقال أبو بكر البزار: لين الحديث.
وقال أبو أحمد الحاكم: متروك الحديث.
وقال ابن حبان: كان يروي عن الثقات الموضوعات، لا يجوز الاحتجاج به.
وقال ابن عدي: عامة حديثه مناكير، إما إسناداً و إما متناً. اهـ.
3 – رواية ابن عدي: قال الذهبي: فيه سعيد، يقول: أخبرني سواد بن قارب – وبينهما انقطاع – وعباد ليس بثقة يأتي بطامات.
4 – رواية محمد بن السائب الكلبي: قال ابن كثير في / السيرة المطولة /ج1 ص348 - 349: محمد بن السائب الكلبي متهم بالكذب ورمي بالرفض كما في التقريب.
وهذه ترجمة الكلبي:
قال المزي في "تهذيب الكمال": قال أبو بكر بن خلاد الباهلي، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه: كان بالكوفة كذابان أحدهما الكلبي.
وقال عمرو بن الحصين، عن معتمر بن سليمان، عن ليث بن أبي سليم: بالكوفة كذابان: الكلبي والسدي، يعني محمد بن مروان.
وقال عباس الدوري، عن يحيي بن معين: ليس بشيء.
وقال معاوية بن صالح، عن يحيي بن معين: ضعيف.
وقال أبو موسي محمد بن المثني: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن سفيان عن الكلبي.
وقال البخاري: تركه يحيي بن سعيد وابن مهدي.
وقال عباس الدوري، عن يحيى بن يعلى المحاربي: قيل لزائدة: ثلاثة لا تروي عنهم: ابن أبي ليلى، وجابر الجعفي، و الكلبي.
قال: أما ابن أبي ليلى فبيني وبين آل ابن أبي ليلي حسن فلست أذكره، و أما جابر الجعفي فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة، وأما الكلبي فكنت أختلف إليه فسمعته يقول يوما: مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظ فأتيت آل محمد فتفلوا في فيَّ فحفظت ما كنت نسيت. فقلت: والله لا أروي عنك شيئاً، فتركته.
وقال الأصمعي، عن أبي عوانة: سمعت الكلبي يتكلم بشيء من تكلم به كفر.
وقال مرة: لو تكلم به ثانية كفر، فسألته عنه فجحده.
وقال عبد الواحد بن غياث، عن ابن مهدي: جلس إلينا أبو جزء على باب أبي عمرو ابن العلاء فقال: أشهد أن الكلبي كافر. قال: فحدثت بذلك يزيد بن زريع فقال: سمعته يقول: أشهد أنه كافر. قال: فماذا زعم؟ قال: سمعته يقول: كان جبريل يوحي إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقام النبي صلي الله عليه وسلم لحاجة وجلس علي فأوحى إلى علي. قال يزيد: أنا لم أسمعه يقول هذا، ولكني رأيته يضرب على صدره ويقول: أنا سبأي أنا سبأي!!
قال أبو جعفر العقيلي: هم صنف من الرافضة أصحاب عبد الله بن سبأ.
وقال واصل بن عبد الأعلى: حدثنا محمد بن فضيل عن مغيرة، عن إبراهيم أنه قال لمحمد بن السائب: ما دمت علي هذا الرأي لا تقربنا، و كان مرجئا.
وقال زيد بن الحباب: سمعت سفيان الثوري يقول: عجبا لمن يروي عن الكلبي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/136)
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: فذكرته لأبي، و قلت: إن الثوري قد روي عنه.
قال: كان لا يقصد الراوية عنه و يحكي حكاية تعجبا فيعلقه من حضره، و يجعلونه رواية عنه.
وقال وكيع: كان سفيان لا يعجبه هؤلاء الذين يفسرون السورة من أولها إلى آخرها مثل الكلبي.
وقال علي بن مسهر، عن أبي جناب الكلبي: حلف أبو صالح أني لم أقرأ علي الكلبي من التفسير شيئا.
وقال أبو عاصم النبيل: زعم لي سفيان الثوري، قال: قال لنا الكلبي: ما حدثت عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب، فلا ترووه.
وقال الأصمعي، عن قرة بن خالد: كانوا يرون أن الكلبي يزرف، يعني يكذب.
وقال أحمد بن سنان القطان الواسطي، عن يزيد بن هارون: كبر الكلبي وغلب النسيان، فجاء إلى الحجام وقبض على لحيته، فأراد أن يقول: خذ من ها هنا يعني ما جاوز القبضة، فقال: خذ ما دون القبضة!.
وقال أبو حاتم: الناس مجمعون علي ترك حديثه، لا يشتغل به، هو ذاهب الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة و لا يكتب حديثه.
وقال أبو أحمد بن عدي: و للكلبي غير ما ذكرت من الحديث، أحاديث صالحة و خاصة عن أبي صالح، و هو معروف بالتفسير، و ليس لأحد تفسير أطول منه، و لا أشبع منه، و بعده مقاتل بن سليمان، إلا أن الكلبي يفضل علي مقاتل لما قيل في مقاتل من المذاهب الرديئة.
وحدث عن الكلبي الثوري وشعبة فإن كانا حدثا عنه بالشيء اليسير غير المسند.
وحدث عنه ابن عيينة، وحماد بن سلمة، وهشيم، وغيرهم من ثقات الناس ورضوه في التفسير. و أما الحديث، خاصة إذا روى عن أبي صالح، عن ابن عباس، ففيه مناكير و لشهرته فيما بين الضعفاء يكتب حديثه!.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتب البخاري في موضع آخر: محمد بن بشر سمع عمرو بن عبد الله الحضرمي، سمع منه محمد بن إسحاق، وهو الكلبي.
قال محمد بن عبد الله الحضرمي: مات بالكوفة سنة ست و أربعين و مئة.
روى له الترمذي، و ابن ماجه في " التفسير ". اهـ.
قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 9/ 180:
وقال علي بن الجنيد، والحاكم أبو أحمد، والدارقطني: متروك.
وقال الجوزحاني: كذاب، ساقط.
وقال ابن حبان: وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه، روى عن أبي صالح التفسير، و أبو صالح لم يسمع من ابن عباس، لا يحل الاحتجاج به.
وقال الساجي: متروك الحديث، و كان ضعيفا جدا لفرطه في التشيع، و قد اتفق ثقات أهل النقل علي ذمه و ترك الرواية عنه في الأحكام و الفروع.
قال الحاكم أبو عبد الله: روي عن أبي صالح أحاديث موضوعة.
وذكر عبد الغني بن سعيد الأزدي أنه حماد بن السائب الذي روي عنه أبو أسامة.
وتقدم في ترجمة عطية أنه كان يكني الكلبي أبا سعيد ويروي عنه. اهـ.
5 – رواية أبي بكر محمد بن جعفر بن سيل الخرائطي في كتابه الذي جمعه في هواتف الجان وهي عند ابن كثير في / السيرة المطولة / ص346 وفيها الشعر ما سوي: (وكن لي شفيعاً).
6 – رواية الفضل بن عيسي القرشي: عن العلاء بن يزيد.
قال السيوطي في شرح / شواهد المغني / ج2 ص255: والعلاء ابن يزيد قال المديني: كان يضع الحديث. وقال البخاري وغيره منكر الحديث. وقال أبو حيان: روي نسخة موضوعة.
وأورد له الذهبي في / الميزان / عدة مناكير.
وهذه ترجمة العلاء بن يزيد والصحيح أن اسمه العلاء بن زيد كما سيأتي:
قال المزي في "تهذيب الكمال": (ق): العلاء بن زيد، و يعرف بابن زيدل الثقفي، أبو محمد البصري. اهـ.
وقال البخاري، والعقيلي، وابن عدي: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث، متروك الحديث، بابة أبي هدبة، و زياد بن ميمون.
وقال أبو داود: متروك الحديث.
وقال ابن حبان: روي عن أنس نسخة موضوعة لا يحل ذكره إلا تعجبا.
وقال الدارقطني: متروك.
روي له ابن ماجة حديثا واحدا عن أنس
" إذا رفعت رأسك من السجود فلا تقعي كما يقعي الكلب ". اهـ.
قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 8/ 183:
وقال أبو حاتم: كان أحمد يتكلم فيه.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال الحاكم: يروي عن أنس أحاديث موضوعة.
و كذا قال أبو نعيم، و زاد: سكن الأيلة، لاشيء.
وقال أبو حاتم: حديثه ليس بالقائم.
وقال العقيلي: نسبه أبو الوليد الطيالسي إلى الكذب.
وقال ابن شاهين في " الضعفاء ": قال ابن معين: ليس بثقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/137)
و فرق العقيلي بين العلاء بن زيد، و العلاء بن زيدل، فقال في الأول: يعني واسطي. لكن وقع عنده العلاء بن يزيد، و نقل تكذبيه عن الطيالسي، و عن البخاري: منكر الحديث. ثم ساق له من رواية يزيد بن هارون عنه عن أنس قصة معاوية الليثي. ثم ساق ترجمة العلاء بن زيدل، و لم ينسبه، وقال: منكر الحديث. ونقل قول أبي داود فيه.
فالراجح أنه العلاء بن زيدل و ربما خفف بحذف اللام، وأما يزيد فزيادة الياء أوله خطأ. اهـ.
7 – رواية الحسن بن سفيان: في مسنده من طريق الحسن بن عمارة. قال السيوطي في شرح شواهد المغني ص255: والحسن بن عمارة ضعيف جداً.
وهذه ترجمة الحسن بن عمارة:
قال المزي في "تهذيب الكمال": قال البخاري: قال لي أحمد بن سعيد: سمعت النضر بن شميل، عن شعبة، قال: أفادني الحسن بن عمارة، عن الحكم قال أحمد: أحسبه قال: سبعين حديثا فلم يكن لها أصل.
وقال عبدان، عن أبيه، عن شعبة: روي الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن يحيي ابن الجزار، عن علي سبعة أحاديث، فسألت الحكم عنها، فقال: ما سمعت منها شيئا.
وقال علي بن الحسن بن شقيق، قلت لابن المبارك: لم تركت أحاديث الحسن بن عمارة؟ فقال: جرحه عندي سفيان الثوري، و شعبة بن الحجاج، فبقولهما تركت حديثه.
وقال أبو بكر المروذي: قلت لأحمد بن حنبل: فكيف الحسن بن عمارة؟ قال: متروك الحديث.
وقال أبو طالب أحمد بن حميد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الحسن بن عمارة متروك الحديث.
قلت له: كان له هوى؟ قال: لا، ولكن كان منكر الحديث، وأحاديثه موضوعة، لا يكتب حديثه.
وقال أحمد بن أصرم المزني: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن الحسن بن عمارة، فقال: ليس بشيء، إنما يحدث عن الحكم، عن يحيي ابن الجزار.
وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم، عن يحيي بن معين: لا يكتب حديثه.
وقال أبو بكر بن أبي خثيمة، عن يحيي بن معين: ليس حديثه بشيء.
وقال معاوية بن صالح، عن يحيي: ضعيف.
وقال عبد الله بن علي ابن المديني، عن أبيه: ما أحتاج إلى شعبة فيه، أمره أبين من ذلك، قيل له: يغلط، فقال: أي شيء كان يغلط؟، و ذهب إلى أنه كان يضع الحديث.
وقال أبو حاتم، ومسلم، والنسائي، والدراقطني: متروك الحديث.
وقال النسائي في موضع آخر: ليس بثقة، و لا يكتب حديثه.
وقال زكريا بن يحيي الساجي: ضعيف الحديث، متروك، أجمع أهل الحديث علي ترك حديثه.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: ساقط.
وقال صالح بن محمد البغدادي: لا يكتب حديثه.
وقال عمرو بن علي: رجل صالح، صدوق، كثير الخطأ و الوهم، متروك الحديث.
روي له الترمذي، و ابن ماجه.
وقال النسائي في " مسند علي " في حديث رزين بن عقبة، عن الحسن، عن واصل الأحدب، عن شقيق بن سلمة، قال: حضرنا عليا حين ضربه ابن ملجم ... الحديث: ما آمن أن يكون هذا الحسن هو ابن عمارة. اهـ.
قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 2/ 307:
وقال ابن المبارك، عن ابن عيينة: كنت إذا سمعت الحسن بن عمارة يحدث عن الزهري جعلت أصبعي في أذني.
وقال العقيلي: حدثنا بشر بن موسي حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد: لا بأس ببيع من يزيد، كذلك كانت تباع الأخماس. قال سفيان: فحدثت به بالكوفة، فبلغ الحسن بن عمارة، فحدث به، و زاد في أخره على عهد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.
وقال العقيلي: حدثني عبد الله بن محمد بن صالح السمرقندي حثنا يحيي بن حكيم المقوم قلت لأبي داود الطيالسي: إن محمد بن الحسن صاحب الرأي حدثنا عن الحسن ابن عمارة عن الحكم عن ابن أبي ليلي عن علي قال: رأيت النبي صلي الله عليه وآله وسلم قرن، وطاف طوافين، وسعي سعيه. فقال أبو داود، و جمع يده إلى نحره: من هذا كان شعبة يشق بطنه من الحسن بن عمارة.
وقال ابن سعد: كان ضعيفا في الحديث.
وذكره يعقوب في باب من يرغب عن الرواية عنهم.
وقال أبو بكر البزار: لا يحتج أهل العلم بحديثه إذا انفرد.
وقال ابن المثني: ما سمعت يحيي و لا عبد الرحمن رويا عنه شيئا قط.
وقال أبو العرب: قال لي مالك بن عيسي: إن أبا الحسن الكوفي ـ يعني العجلي ـ ضعفه، وترك أن يحدث عنه.
وقال الحميدي: ذمر عليه.
وقال يعقوب بن شيبة: متروك الحديث.
وقال ابن حبان: كان بلية الحسن التدليس عن الثقات ما وضع عليهم الضعفاء، كان يسمع من موسي بن مطير وأبي العطوف وأبان بن أبي عياش وأضرابهم، ثم يسقط أسماءهم، ويرويها عن مشائخه الثقات، فالتزقت به تلك الموضوعات، وهو صاحب حديث الدعاء الطويل بعد الوتر وهو جالس.
وقال السهيلي: ضعيف بإجماع منهم. اهـ.
م. ن(48/138)
هل القول بأن نزول المطر من أسبابه السحاب المتبخر من البحر فيه قدح في عقيدة أهل السنة؟
ـ[الأفغاني السلفي]ــــــــ[15 - 04 - 08, 06:56 ص]ـ
هل القول بأن نزول المطر من أسبابه السحاب المتبخر من البحر فيه قدح في عقيدة أهل السنة؟ كلام العلماء
السلام عليكم ورحمة الله ......
ما اجتمع من كلام أهل العلم في مسألة: هل القول بأن نزول المطر من أسبابه السحاب المتبخر من البحر فيه قدح في عقيدة أهل السنة أو مخالف لشرعنا؟ , وتحقيق القول أن حصر سبب نزول المطر على أبخرة البحار باطل, وذكر إجماع أهل السنة أن المطر ينزل من السحاب لا من السماء وأن هذا قول أهل البدع
1 - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: في مج16 ص16:
فصل
قال الله تعالى ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألو انه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن فى ذلك لذكرى لأولي الألباب
فأخبر سبحانه أنه يسلك الماء النازل من السماء ينابيع و الينابيع جمع ينبوع و هو منبع الماء كالعين و البئر فدل القرآن على أن ماء السماء تنبع منه الأرض و الإعتبار يدل على ذلك فإنه إذا كثر ماء السماء كثرت الينابيع و إذا قل قلت
و ماء السماء ينزل من السحاب و الله ينشئه من الهواء الذى في الجو و ما يتصاعد من الأبخرة و ليس فى القرآن أن جميع ما ينبع يكون من ماء السماء و لا هذا أيضا معلوما بالإعتبار فإن الماء قد ينبع من بطون الجبال و يكون فيها أبخرة يخلق منها الماء و الأبخرة و غيرها من الأهوية قد تستحيل كما إذا أخذ إناء فو ضع فيه ثلج فإنه يبقى ما أحاط به ماء و هو هواء إستحال ماء و ليس ذلك من ماء السماء فعلم أنه ممكن أن يكون فى الأرض ماء ليس من السماء فلا يجزم بأن جميع المياه من ماء السماء وإن كان غالبها من ماء السماء والله أعلم ا. هـ كلامه.
وهناك موطن آخر أنكر شيخ الإسلام قول قد يفهم البعض منه أنه نفس هذا القول
وإن كان فيه فائدة أذكرها بعده فقال في منهاج السنة في رده على الرازي:
189 فذكر قول أهل الحساب فيه وجعله من أقوال الفلاسفة وذكر قول الجهمية الذين يقولون إن القادر المختار يحدث فيه الضوء بلا سبب أصلا ولا لحكمة
وكذلك إذا تكلم في المطر يذكر قول أولئك الذين يجعلونه حاصلا عن مجرد البخار المتصاعد والمنعقد في الجو وقول من يقول إنه أحدثه الفاعل المختار بلا سبب ويذكر قول من يقول إنه نزل من الأفلاك وقد يرجح هذا القول في تفسيره ويجزم بفساده في موضع آخروهذا القول لم يقله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا أئمة المسلمين بل سائر أهل العلم من المسلمين من السلف والخلف يقولون إن المطر نزل من السحاب ولفظ السماء في اللغة والقرآن اسم لكل ما علا فهو اسم جنس للعالي لا يتعين في شيء إلا بما يضاف إلى ذلك))
فإنكار شيخ الإسلام رحمه الله إنكار كان لأمرين أولهما تردد الرازي في هذا ولولا طول كلام الرازي لنقلته بحروفه, فمرة يفسره بنزوله من الأفلاك ومرة ينكر ومرة يذكر غيره وهكذا .. والأمر الثاني الذي من أجله أنكر عليه هو أن الرازي رجح في أكثر من موضع كما ذكر شيخ الإسلام أن المطر ينزل من الأفلاك إلى السحاب ثم من السحاب إلى الأرض توهماً منه أنه بهذا جمع بين الآيات وقد بين شيخ الإسلام أن السلف مجمعون أن نزول المطر هو من السحاب.
أما قول شيخ الإسلام ((قول أولئك الذين يجعلونه حاصلا عن مجرد البخار المتصاعد والمنعقد في الجو)) فيكون من أجل أنهم قصروا نزول المطر على هذه الحالة وهذا باطل بل من المطر ما لا يكون بسبب الأبخرة بل كما قال شيخ الإسلام في الأعلى ((و الله ينشئه من الهواء الذى في الجو و ما يتصاعد .. الخ)) فهو أحد أمرين قد ينشئه ابتداء في الهواء وقد يكون نتيجة ما تصاعد من الأبخرة, ويؤيد هذا أمرين:
أ- الجمع بين كلامه وهذا هو الأولى مع مقدرتنا بتقديم ما في مجموع الفتاوى لأنه يذكر هناك ما يدين الله به أما في منهاج السنة فكان يتكلم بشكل عام حول تفسير الرازي ولم يتعرض للقول هذا نفياً أو إثباتاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/139)
ب- ما سيأتي نقله عن العلامة ابن القيم و ابن باز رحمهم الله في قولهم أن سبب نزول المطر يكون لسببين إما من البحر أو الله يخلقه فيه وستأتي الإشارة عند الموضعين بخط تحت النص, مما يرجح أن نسبة شيخ الإسلام هذا القول بقوله قول أولئك كان بسبب قصرهم نزول المطر على هذا السبب, وهذا باطل فقد يجيب الله دعوى مسغيث فيخلقه من العدم والله على كل شيء قدير, وإن كان لعله في قولهم هناك مزيد من الأباطيل ذكرها الرازي لذلك لم يتبناه شيخ الإسلام هناك كي لا يدخل في قوله إقرار ما زادوه من الأباطيل على هذا المذهب.
الفائدة من كلامه في المنهاج: نقل إجماع أهل العلم أن المراد بالآيات التي فيها ذكر نزول المطر من السماء إنما المراد العلو وأن السلف مجمعون على نزول المطر من السحاب والحمدلله.
2 - العلامة المحقق ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى:
قال في مفتاح دار السعادة:
فصل ثم تأمل الحكمة البالغة في نزول المطر على الارض من علو ليعم
بسقيه وهادها وتلولها وظرابها وآكامها ومنخفضها ومرتفعها ولو كان ربها تعالى إنما يسقيها من ناحية من نواحيها لما اتى الماء على الناحية المرتفعة إلا إذا اجتمع في السفلى وكثر وفي ذلك فساد فاقتضت حكمته ان سقاها من فوقها فينشيء سبحانه السحاب وهي روايا الارض ثم يرسل الرياح فتحمل الماء من البحر وتلقحها به كما يلقح الفحل الانثى ولهذا تجد البلاد القريبة من البحر كثيرة الامطار وإذا بعدت من البحر قل مطرها وفي هذا المعنى يقول الشاعر يصف السحاب
شربن بماء البحر ثم ترفعت ... متى لجج خضر لهن نئبج
وفي الموطأ مرفوعا وهو احد الاحاديث الاربعة المقطوعة إذا نشأت سحابة بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة فالله سبحانه ينشيء الماء في السحاب إنشاء تارة يقلب الهواء ماء وتارة يحمله الهواء من البحر فيلقح به السحاب ثم ينزل منه على الأرض للحكم التي ذكرناها ولو انه ساقه من البحر الى الارض جاريا على ظهرها لم يحصل عموم السقي الا بتخريب كثير من الارض ولم يحصل عموم السقي لأجزائها فصاعدة سبحانه الى الجو بلطفه وقدرته ثم انزله على الارض بغاية من اللطف والحكمة التي لا اقتراح لجميع عقول الحكماء فوقها فأنزله ومعه رحمته على الارض)) ا. هـ نقلته بطوله لفائدته رحم الله الشيخ.
3 - العلامة ابن باز رحمه الله:
س: في كتب الجغرافيا يعزون سبب نزول المطر إلى كثرة وجود البحار، فهل يجوز هذا التعليل والاستغناء به عن الاستسقاء؟
ج: ذكر العلماء أن بخار ماء البحار قد يجتمع منه الماء في السحب بأمر الله سبحانه، وقد يخلق الماء في الجو فيمطر به الناس بأمر الله سبحانه، وهو القادر على كل شيء، كما قال سبحانه وتعالى: ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)) والله جل وعلا أعلم بما يصلح عباده، فقد يكون تجمع هذه المياه بإذن الله من البحار ثم يجعله الله عذبا بعد ذلك في الفضاء يقلبه الله من ملوحته إلى كونه عذبا ويسوقه في السحاب إلى ما يشاء سبحانه وتعالى من الأراضي المحتاجة إلى ذلك كما يشاء جل وعلا. وقد يخلق الله سبحانه الماء في الجو فتحمله السحب والرياح إلى أماكن محتاجة إلى ذلك. ذكر هذا المعنى ابن القيم رحمه الله في كتابه "مفتاح دار السعادة" وذكره غيره. فربنا سبحانه على كل شيء قدير وبكل شيء عليم، كما قال جل وعلا: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا فسبحانه ما أعظم شأنه وما أكمل قدرته. وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الماء نبع من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وفي خارجها فشرب منه الناس وتوضئوا، وذلك من آيات الله العظيمة الدالة على كمال قدرته وعلمه ورحمته وإحسانه وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يستغنى بذلك عن الاستسقاء، بل الاستسقاء مشروع عند وجود أسبابه، سواء كان أهل البلد يعلمون ما ذكره العلماء في هذا الشأن أم لم يعلموا ذلك؛ لأن الله سبحانه شرع لعباده الاستسقاء عند وجود أسبابه؛ ليسألوه ويتضرعوا إليه ويعرفوا فقرهم وحاجتهم إلى رحمته. وقد وقع ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم غير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/140)
مرة واستسقى بالناس في خطبة الجمعة، وخرج بالصحابة إلى الصحراء في وقت آخر فصلى بهم صلاة الاستسقاء وخطب
فأغاثهم الله في جميع الأوقات التي استسقى لهم فيها، رحمة من الله لعباده وتأييدا لنبيه صلى الله عليه وسلم، وإظهارا لصحة نبوته وصدق رسالته عليه الصلاة والسلام.
من ضمن الأسئلة التابعة لتعليق سماحته على محاضرة بعنوان (الصلاة وأهميتها).
4 - العلامة العثيمين رحمه الله:
كلام العلامة العثيمين رحمه الله من شريط نور على الدرب رقم 108 الوجه الأول دقيقة 11:
المطر الذي ينزل من السماء من أين مصدره أهو كما يقال من بخار البحر أم هو من السماء وكيف ينشأ البرق والرعد إن كان في القرآن ما يشير إلى ذلك؟
فأجاب رحمه الله تعالى: قال الله تعالى (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) فهذا المطر ينزل من السحاب والسحاب قد أثارته الرياح بأمر الله عز وجل وليس لديّ علم بأكثر من ذلك لكن إذا علم أن هنالك أسبابا طبيعية فإنه لا حرج في قبولها إذا صحت فإن الله تعالى قد يجعل الشيء له سببان سبب شرعي وسبب كوني قدري مثل الكسوف كسوف الشمس أو القمر له سبب شرعي وهو ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في قوله (يخوف الله بهما من شاء من عباده) وهذا هو الذي ينبغي للمرء أن يعلمه وجهله نقص وأما السبب الكوني للكسوف فهو حيلولة القمر بين الشمس والأرض في كسوف الشمس ولهذا لا يكون كسوف الشمس إلا في الاستسرار في آخر الشهر لإمكان ذلك وسبب خسوف القمر هو حيلولة الأرض بين الشمس والقمر وهذا لا يكون إلا في ليالي الإبدار لإمكان ذلك والمهم أن السبب الشرعي هو النافع الذي يكون سببا لصلاح القلوب وعلى هذا فنقول إن سبب نزول المطر هو ما ذكره الله تعالى في القرآن وأما الرعد والبرق فإنه ورد في الحديث أن الرعد (صوت ملك موكل بالسحاب وأن البرق سوطه) ولكن لا يحضرني الآن صحة هذا الحديث فإن صح وجب القول بموجبه وإن لم يصح فالله أعلم. ا.هـ كلامه رحمه الله
فالحمدلله رب العالمين على توفيقه.
منقول(48/141)
هل آدم خلق أولا؟
ـ[إحسان شومان]ــــــــ[15 - 04 - 08, 04:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هنالك أبحاث جاهزة حول هذا الموضوع، إذا كان أحد الاخوة لديه بحث فليزودنا به، وجزاه الله خيراً.
أبو حمزة
ـ[إحسان شومان]ــــــــ[16 - 04 - 08, 08:12 م]ـ
أنا والحمد لله أصدق وأعتقد بأن آدم خلق قبل حواء ولكنني أريد بحثا حول ذلك إذا كان شئ جاهز وإلا فالله المستعان على البدئ بالبحث
للرد على بعد المبتدعة
ـ[عمرو الأمير]ــــــــ[16 - 04 - 08, 08:24 م]ـ
ذكر الشيخ العلامة المحدث مُحَمَّد ناصر الدين الألباني رَحِمَهُ اللَّهُ في الجزء الأول من سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم "133" حديث: {أول ما خلق الله القلم} ...(48/142)
كنه مقومات الانسان هو في التوحيد
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[16 - 04 - 08, 12:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لايبلغ الإنسان كنه مقوماته الإنسانية إلا إذا أقام حياته على توحيد الله وطاعته، وهذه هي الغاية من وجوده قال الله تعالى: ?وماخلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون? وأنك إذا عشت لهذا الهدف السامي والتزمته أدركت حقيقة الأمر،وحقيقة النهي، وحقيقة الحياة، وحقيقة الآخرة التي ستنتقل إليها.قال الله تعالى"وان الآخرة لهي الحيوان لوكانوا يعلمون"العنكبوت.
إذا بلغت هذا المرتقى العالي وتذوقته صرت لله، وصار كلك لله.عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أُحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه) رواه البخاري.
أنك إذا ارتفعت الى هذا المستوى فأنت بفضل الله ورحمته إن كنت عالماً فأنت من ورثة الأنبياء،وإن كنت عابداًفأنت من أولياء الله، وإن كنت زاهداً فأنت من أحباب الله، وإن كنت طالب علم فأنت من السالكين طريق الجنة. فتعال أخي الكريم نشمر عن سواعدنا للعمل لعلنا نبلغ هذه الدرجة السامية قال الله تعالى"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"سورة العنكبوت.
فلنطرقَ كلَّ وسيلة ٍلبلوغِ المقصُود ((أولئِكَ الذينَ يدعونَ يبتغونَ إلىَ ربِّهُم الوسيلةَ أيُّهم أقربُ يرجونَ رحمتهُ ويخافونَ عذابهُ)) الإسراء. اللهم اجعلنا ممن يبتغون إلى ربهم الوسيلة ويبلغون الدرجات العلى.
ـ[ابوسعيد السلفي]ــــــــ[16 - 04 - 08, 11:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[16 - 04 - 08, 01:11 م]ـ
وإياك أخي الكريم(48/143)
أريد اجابة عاجلة مامعنى الدليل التمانع 2_ مامعنى وحدة الوجود والحلول والأتحاد
ـ[سلوى العتيبي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 10:08 ص]ـ
أرجو الأفادة عاجلا ....
1_ مامعنى الدليل التمانع؟ وما رد أهل السنة والجماعة علية بدليل شرعي وعقلي؟
2_ مامعنى وحدة الوجود والحلول والأتحاد؟ وما رد اهل السنة والجماعة عليهم؟
أرجو من الأخوة الكرام كتابة الأجابة هنا (بدون تقول ارجعي لكتاب الفلاني) لأنه ماعندي وقت ............
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[17 - 04 - 08, 02:20 م]ـ
دليل التمانع ماتريديٌّ وليس سنّيًّا!:
في”الماتريديّة" (3/ 183 - 184 - مكتبة الصدّيق- الطائف) للشمس السلفيّ الأفغانيّ:” .. الوجه الثالث: أنّ إمامهم أبا منصور الماتريديّ (333هـ) وكبار الماتريديّة بعده يحتجّون على إثبات توحيد الربوبيّة الخالقيّة وكون الله تعالى صانعًا وحده للعالم ومحدثًا له، بما يسمّونه برهان التمانع [1] ( http://www.aqsasalafi.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=3879#_ftn1) فقالوا- واللفظ للتفتازانيّ فيلسوف الماتريديّة (792هـ) -:”المحدث للعالم هو الله تعالى، أي الذات الواجب الوجود ... ، الواحد، يعني: أنّ صانع العالم واحد ... والمشهور في ذلك بين المتكلّمين”برهان التمانع" المشار إليه بقوله تعالى: لو كان فيهما آلهة إلّا الله لفسدتا [الأنبياء: 22]. وتقريره: أنّه لو أمكن إلهان لأمكن بينهما تمانع، بأن يريد أحدهما حركة زيدٍ والآخر سكونه، ... وحينئذٍ إمّا أن يحصل الأمران فيجتمع الضدّان، أو لا فيلزم عجز أحدهما ... " [2] ( http://www.aqsasalafi.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=3879#_ftn2).
فأنت ترى أيّها المسلم إلى هؤلاء الدهماء كيف قلبوا آيةً عظيمةً جاءت لتقرير توحيد الألوهيّة”العبادة" إلى كونها برهان التمانع على إبطال صانعين ربّين لهذا العالم؛ ففسّروا الإله بـ”الربّ الخالق" وفسّروا صفة الألوهيّة بالربوبيّة والخالقيّة والصانعيّة والمالكيّة [3] ( http://www.aqsasalafi.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=3879#_ftn3)؛ فوقعوا في خرقٍ وحمق، وخرجوا على لغة العرب، وعطّلوا صفة الألوهيّة، وحرّفوا نصوصها إلى صفة الربوبيّة الخالقيّة الصانعيّة، لأنّ تفسير صفةٍ بأخرى كتفسير اليد بالقدرة أو النعمة؛ تعطيلٌ وإبطالٌ لها حتّى بشهادة أبي حنيفة رحمه الله وشهادة ثمانيةٍ من كبار أئمّة الماتريديّة [4] ( http://www.aqsasalafi.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=3879#_ftn4).
[1] (http://www.aqsasalafi.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=3879#_ftnref1) سمّي بالتمانع لأنّه مبنيّ على فرض التمانع لأنّه يتبيّن فيه تمانع الآلهة عن الألوهيّة –أي الصانعين عن الصنع-”حاشية العصام على العقائد النسفيّة" (143)، و"حاشية برخوردار على النبراس" (155)، وانظر:”تحفة المريد" (60) للبيجوريّ.
[2] ( http://www.aqsasalafi.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=3879#_ftnref2)“ شرح العقائد النسفيّة" (31 - 33)، و"كتاب التوحيد" (20 - 21) للماتريديّ، و"تبصرة الأدلّة" ((36/أ- 37/ب) لابن أبي المعين النسفيّ،”البداية" (40) للصابونيّ،”المسايرة" (44 - 54 - مع شرحيها لابن أبي شريف، وقاسم بن قطلوبغا) لابن الهمام، و"نشر الطوالع" (237 - 238)، و"النبراس" (155 - 161)، و"مرام الكلام" (13) كلاهما للفريهاريّ، وانظر ما سيأتي إن شاء الله في (ص: 3/ 210 - 218) لإبطال مزاعمهم.
[3] ( http://www.aqsasalafi.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=3879#_ftnref3)“ منهاج السنّة" (2/ 68 - 74 - الطبعة القديمة)، و"التدمريّة" (179 - 181)، وضمن”مجموع الفتاوى" (3/ 97 - 101)، و"بيان تلبيس الجهميّة" (1/ 478، 479)، و"شرح الطحاويّة" (79، 86 - 87) لابن أبي العزّ، و"تبيان الفنجنيريّ" (59).
[4] ( http://www.aqsasalafi.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=3879#_ftnref4) انظر (2/ 341 - 346) من الكتاب
منقول
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[17 - 04 - 08, 02:52 م]ـ
الفرق بين الحلول و الاتحاد
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=5116
ـ[سلوى العتيبي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 03:07 م]ـ
جزاك الله كل خير اخي فادي
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[18 - 04 - 08, 04:35 م]ـ
و أجزل لكي المثوبة أختي الفاضلة(48/144)
موقف المتكلمين من النصوص وحيرتهم واضطرابهم - للعلامة الشيخ عبدالله الغنيمان
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 11:03 ص]ـ
موقف المتكلمين من النصوص وحيرتهم واضطرابهم
قد تكاثرت النصوص من كتاب الله ومن أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم في وصف الله جل وعلا بأوصاف متعددة، وأبى المتكلمون كثيراً منها، وحرفوها، بل ردوها صراحة، فقالوا: إن الله لا يوصف بأن له يداً، وقالوا: لا يوصف بأن يده لها أصابع، وقالوا: لا يوصف بأن له رجلاً، ولا يوصف بالغضب والرضا والمحبة، وهذا كله ثابت في كتاب الله، فكيف نعتاض عن كتاب الله بقول هؤلاء الذين عمدتهم واستنادهم على عقولهم؟!! فالأمر كما ثبت عن الإمام مالك رضي الله عنه حين جاءه رجل فقال له: أريد أن أناظرك؟ فقال: لا، أنا ما عندي شك في ديني، فاذهب إلى إنسان آخر عنده شك في دينه فناظره. فالمناظرات هي بالعقول، والعقول تتفاوت، وكل من كان مفرطاً في الذكاء من هؤلاء المتكلمين كانت نهايته الحيرة، فيصبح لا يدري ماذا يقول! كما ذكر عن أحد تلامذة الفخر الرازي الأذكياء أنه كان له صديق من أهل السنة الذين يتبعون السلف في الاعتقاد، وفي يوم من الأيام دخل عليه فسلم فلم يرد عليه السلام، ثم سلم فلم يرد السلام، ثم سلم الثالثة فلم يرد السلام، فعجب الرجل فما دهاه! فوقف حائراً ما يدري يجلس أو يرجع، وفي أثناء ذلك رفع رأسه إليه فقال: ماذا تعتقد يا فلان؟ فضحك وقال: ماذا أعتقد؟ أعتقد ما يعتقده المسلمون، فأطرق رأسه وجعل يبكي ويقول: ولكني والله ما أدري ماذا أعتقد!. والفخر الرازي نفسه خرج يوماً من الأيام إلى سوق نيسابور ومعه تلامذته وهم أكثر من ثلاثمائة تلميذ، وعجوز واقفة على باب بيتها، فسألت واحداً من تلامذته: من هذا الملك؟ فقال لها: ليس هذا بملك، ولكنه فخر الدين الرازي يعرف على وجود الله ألف دليل، فضحكت العجوز، وقالت: والله لو كان عنده ألف شك ما احتاج إلى أن يبحث عن ألف دليل، أوفي معرفة الله شك حتى يبحث عنه؟! فهم يشكون في الأمور الظاهرة الجلية. وكان الجويني يسمى إمام الحرمين؛ لأنه جاور في مكة زمناً، وجاور في المدينة زمناً، وصار يدرس في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي يوم من الأيام كان يتكلم على كرسي في هذا المسجد الطاهر، ويقول: كان الله ولا مكان، وهو الآن على ما كان عليه قبل خلق المكان؛ ليس فوق ولا تحت، ليس يمين ولا شمال، فقام رجل فقال: ما قولك فيمن إذا دعا رفع يديه نحو السماء قائلاً: يا رب؟! فوضع يده على رأسه، ونزل من على الكرسي، وصار يبكي ويقول: حيرني الرجل، حيرني الرجل، لماذا؟! لأن استناده واعتماده كان على عقله فقط، ما هو على كتاب الله وعلى أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم. ولما أدركه الموت صار يقول لأصحابه: لا تشتغلوا بالكلام، والله لو كنت أظن أنه يصل بي إلى ما وصل بي الآن ما اشتغلت به. ثم يقول: ها أنا أموت على عقيدة عجائز نيسابور لم أعرف شيئاً، ولا عجب، فبعد طول جهد وطول مسير يموت على عقيدة العجائز!! بل تمنى ذلك؛ لأن كثرة الشكوك التي تلقى عليه لا تدعه يعتقد ذلك، فهؤلاء كثير منهم يتمنى أن يكون على عقائد عوام الناس؛ والسبب أنهم أعرضوا عن طريق الهدى والشفاء الذي يشفي من الشكوك، أعرضوا عن كتاب الله، وزعموا أن آيات كتاب الله ظواهر لا تفيد اليقين، وإنما اليقين ما تدلهم عليه عقولهم، هذا هو السبب الذي جعلهم يحارون. يجب أن تثبت صفات الله بلا تمثيل ولا تعطيل، والتعطيل هو تعطيل أوصاف الله وأسمائه من المعاني التي أريد بها، كما قال الله جل وعلا: وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ [الحج:45] معطلة يعني: ما تستعمل بل تركت، ويقال في اللغة العربية: جيد عاطل: وهو رقبة المرأة إذا لم يكن عليها حلي، فمعنى التعطيل التخلية أي: أن يخلوها عن معانيها التي أرادها الرب جل وعلا، مثل ما يصنعه هؤلاء.
من تعليق الشيخ على فتح المجيد(48/145)
تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5) هل تعتبر العلة الغائية علة فاعلية؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 02:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على محمد عبده المصطفى، وآله وأصحابه المستكملين الشرفا
أما بعد
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (2/ 30):
"والعلة الغائية هي المقصودة التي هي أعلى وأشرف بل هي علة فاعلية للعلة الفاعلية"
وقد كرر شيخ الإسلام رحمه الله هذا المعنى في أكثر من موضع في كتبه وفتاواه.
فقال في مجموع الفتاوى (18/ 309):
"ولهذا كانت العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية"
وفي رسالة الزهد والورع والعبادة (1/ 27):
"ولهذا يقال: العلة الغائية علة فاعلية فإن الإنسان للعلة الغائية بهذا التصور وهذه الإرادة صار فاعلا للفعل وهذه الصورة المرادة المتصورة في النفس هي التي جعلت الفاعل فاعلا فيكون الإنسان متبعا لها"
وتابعه على ذلك تلميذه الحافظ ابن القيم رحمه الله فقال في شفاء العليل (1/ 189): "العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية"
قلت: وهذا القول مشهور في كتب الفلاسفة، وهو خلاف مقتضى العقل وخلاف ما عليه جمهور أهل السنة وعقلاء المتكلمين؛ فإنهم لا يجعلون العلة الغائية علة فاعلية؛ لأن ذلك يستلزم إما التسلسل في العلل وإما الدَّور وكلاهما ممتنع عقلا، ولكنهم يقولون: إن السابق في الذهن هو تصور العلة وإرادتها وليس ذاتها.
وقد خالف شيخ الإسلام رحمه الله قوله السابق وردَّه، بل ونسبه إلى الفلاسفة ـ كما ذكرتُ ـ في درء تعارض العقل مع النقل (5/ 231) فقال:
"وجمهور العقلاء يقولون: السابق هو تصور العلة الغائية وإرادتها. وأما ابن سينا ونحوه من الفلاسفة فيقولون: بل نفس العلة هي السابقة في الذهن ويقولون: العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. وجمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية بل يقولون: تصور الفاعل لها وإرادته لها به صار فاعلا فلولا تصور الغاية والإرادة لها لما كان فاعلا."
وكأنَّ هذا ما انتهى إليه قوله في هذه المسألة والله أعلم، وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
وبذلك يُعلم خطأ مَن تصوّر أن الإلوهية تعتبر علة فاعلية للربوبية، وهو ما انتشر على ألسنة الكثير بغير تحرير.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 07:59 م]ـ
وقد سأل سائل في المجلس العلمي هذا السؤال:
أكرم الله الشيخ
لكن لو تكرمتم توضيح هذه المعاني
العلة الغائية، العلة الفاعلية
وجزاكم الله خيرا،،،
فأجبته عليه وأحببت أن أضع الإجابة هنا ليعم النفع:
العلة الغائية: هي العلة المتقدمة في العلم و الإرادة، المتأخرة في الوجود و الحصول؛ كالجلوس لصناعة الكرسي
العلة الفاعلية: هي العلة المتسببة في المعلول؛ كالنجَّار للكرسي
والله الموفق
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 08:00 م]ـ
وقد ذكر الجرجاني في "التعريفات" (1/ 202) أنواع العلل وتقسيمها فقال:
"علة الشيء ما يتوقف عليه ذلك الشيء. وهي قسمان:
الأول: ما تقوم به الماهية من أجزائها وتسمى علة الماهية.
والثاني: ما يتوقف عليه اتصاف الماهية المتقومة بأجزائها بالوجود الخارجي وتسمى علة الوجود.
وعلة الماهية؛
إما لأنه لا يجب بها وجود المعلول بالفعل بل بالقوة وهي العلة المادية.
وإما لأنه يجب بها وجوده وهي العلة الصورية.
وعلة الوجود؛
إما أن يوجد منها المعلول أي تكون مؤثرة في المعلول موجدة له وهي العلة الفاعلية.
أوْ لا، وحينئذ:
إما أن يكون المعلول لأجلها وهي العلة الغائية.
أوْ لا، وهي:
الشرط؛ إن كان وجوديا،
وارتفاع الموانع؛ إن كان عدميا."
ـ[فيصل]ــــــــ[27 - 04 - 08, 01:44 ص]ـ
لا أشك بعد قراءتي لمقالة الأخ عيد هذه، أنه تسرع في نقده وظلم شيخ الإسلام ابن تيميه بل أخشى أن يكون في تصدره للكتابة ("على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات") بهذا المستوى من الكتابة -إن استمر- وبهذه الطريقة أن يكون ممن تزبب قبل أن يتحصرم , أو كما يقول الحافظ الذهبي يريد أن يطير قبل أن يريش! وإن شاء الله أن يكون غير ذلك وأن تكون هذه "زلة عابرة" لا غير تجعله يتأمل أكثر في ما يكتبه ويراجعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/146)
لكن على أي حال لا يخفى على أحد أن نقد ما في كتب الأئمة الثقات ينبغي أن يحصل ممن تأهل لذلك فنقدهم ممن دون ذلك نتيجته في الغالب مصيبة كبيرة وإثم عظيم، ولا يعني في المقابل أننا نرى العصمة في هؤلاء الأئمة حاشا لله، وإن وقع في كلام بعض الجهلة شيء من هذا فنحن نبرأ منه ونقول ما قاله ابن القيم:
ورسوله فهو المطاع وقوله المـ ... ـقبول إذ هو صاحب البرهان
والأمر منه الحتم لا تخيير فيـ ... ـه عند ذي عقل وذي إيمان
من قال قولا غيره قمنا على ... أقواله بالسبر والميزان
ان وافقت قول الرسول وحكمه ... فعلى الرؤوس تشال كالتيجان
أو خالفت هذا رددناها على ... من قالها من كان من إنسان
هذا الذي أدى اليه علمنا ... وبه ندين الله كل أوان
فهو المطاع وأمره العالي على ... أمر الورى وأوامر السلطان
وهو المقدم في محبتنا على الـ ... أهلين والأزواج والولدان
وعلى العباد جميعهم حتى على النـ ... ـفس التي قد ضمها الجنبان
مسألتنا هي: هل عين العلة الغائية-يعني نفس وجودها الخارجي- علة فاعلية للعلة الفاعلية؟ وكذا هل نفس وجودها الخارجي سابق للعلة الفاعلية؟
أم أن تصور الفاعل للعلة الغائية وإرادته لها هو العلة الفاعلية للعلة الفاعلية-بمعنى أنه بهذا التصور والإرادة صار فاعلا لها فلولا تصور الغاية وإرادته لها لما كان فاعلاً لها- وهذا التصور هو السابق للعلة الفاعلية وشرط لها لا نفس الوجود الخارجي للغاية هو السابق؟؟
ذكر الأخ عيد أن القول الأول مشهور في كتب الفلاسفة وأشهرهم ابن سينا والثاني هو قول أهل السنة -مع سائر العقلاء وجمهور الفلاسفة- وقد أصاب في هذا.
ولكنه وقع في خطأ فاحش أعقبه تسرع عجيب وبتر لبعض النصوص بغير قصد إن شاء الله!!، حيث زعم أن شيخ الإسلام قد قال بقول ابن سينا لأنه وجد في كتب ابن تيميه هذه الجملة: "العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية" ثم ذكر أن شيخ الإسلام وافق القول الثاني الصحيح في درء التعارض!! ولم يعلم أن مراد شيخ الإسلام من تلك الجملة غير مراد ابن سينا فمراد ابن تيميه تصور العلة ومراد ابن سينا الوجود الخارجي لها، فليس له أكثر من قول أصلاً وليس هذا والله من إفتراضي، بل هذا من نفس النصوص التي أحال عليها الأخ عيد!!
فقد نقل الأخ عيد وفقه الله النقل الآتي عن رسالة الزهد والورع:
((فتبقى صورة المراد المطلوب المشتهى التي في النفس هي المحركة للانسان الآمرة له ولهذا يقال العلة الغائية علة فاعلية فإن الانسان للعلة الغائية بهذا التصور والارادة صار فاعلا للفعل وهذه الصورة المرادة المتصورة في النفس هي التي جعلت الفاعل فاعلا فيكون الانسان متبعا لها والشيطان يمده في الغي فهو يقوي تلك الصورة ويقوي أثرها ويزين للناس اتباعها وتلك الصورة تتناول صورة العين المطلوبة))
فهل بقي من يفهم ما يقول من يزعم أن ابن تيميه يقول أن عين العلة الغائية-يعني نفس وجودها الخارجي- علة فاعلية للعلة الفاعلية؟ أم تصورها وإرادتها كما هو نص وصريح قوله؟؟
سبحانك هذا بهتان عظيم!!
قال الأخ عيد:
((وقد كرر شيخ الإسلام رحمه الله هذا المعنى في أكثر من موضع في كتبه وفتاواه.
فقال في مجموع الفتاوى (18/ 309):
"ولهذا كانت العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية")) انتهى كلام الأخ عيد
أقول: والنص كاملاً غير مبتور هو:
((ثم لا بد أن يتعلق بها علتان: إحداهما السبب وهي العلة الفاعلة والثاني الحكمة: وهي العلة الغائية. فذلك هو العلم والإرادة للأمور الأولية. فإن السبب والفاعل أدل في الوجود العيني. والحكمة والغاية أدل في الوجود العلمي الإرادي؛ ولهذا كانت العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. وكانت هي في الحقيقة علة العلل لتقدمها علما وقصدا وأنها قد تستغني عن المعلول والمعلول لا يستغني عنها وأن الفاعل لا يكون فاعلا إلا بها وأنها هي كمال الوجود وتمامه)) انتهى
أقول: هل بقي ممن يفهم لغة العرب من يزعم أن ابن تيميه يقول أن وجود الغاية الخارجي علة للفاعلية أم تصورها وإرادتها كما هو نص وصريح قوله؟؟
سبحانك هذا بهتان عظيم!!
فهل يصح أن يقال في الإستدراك على كلام ابن تيميه السابق ما قاله الأخ عيد: ((لأن ذلك يستلزم إما التسلسل في العلل وإما الدَّور وكلاهما ممتنع عقلا، ولكنهم يقولون-أي اهل السنة-: إن السابق في الذهن هو تصور العلة وإرادتها وليس ذاتها)) فاللهم اغفر لأخي عيد!!
ثم أختم بالنقل عن الدرء النص الذي وافقنا فيه الأخ عيد ليتأمله المتأمل ليجد أن كلام ابن تيميه هو هو لم يتغير:
قال في الدرء 10/ 51 - 52: ((والفلاسفة مع سائر العقلاء متفقون على هذا ويقولون أول الفعلة آخر العمل وأول البغية آخر الدرك ويقولون العلة الغائية هي أول في التصور آخر في الوجود وجمهور العقلاء يقولون السابق هو تصور العلة الغائية وإرادتها وأما ابن سينا ونحوه من الفلاسفة فيقولون بل نفس العلة هي السابقة في الذهن [وهذا خلط منه بين نفس وجود العلة الغائية الخارجي وبين تصورها فجعل نفس الوجود الخارجي هو هو في الذهن! وهو خلط يليق بابن سينا وأمثاله كما سيبينه ابن تيميه في آخر النص] ويقولون العلة الغائية [يعني نفس وجودها الخارجي] علة فاعلية للعلة الفاعلية، وجمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية بل يقولون تصور الفاعل لها وإرادته لها به صار فاعلا فلولا تصور الغاية والإرادة لها لما كان فاعلا فتصورها وإرادتها شرط في كون الفاعل فاعلا وهي مقدمة في التصور والإرادة وإن تأخرت في الوجود ففي الجملة العاقل الفاعل فعلا باختياره يتصور ما يريد أن يفعله في نفسه ثم يوجده في الخارج فتلك الصورة الموجودة في الخارج بفعله ليست هي الصورة المعقولة في ذهنه كمن أراد أن يصنع شكلا مثلثا أو مربعا أو يصنف خطبة أو يبني دارا أو يغرس شجرا أو يسافر إلى مدينة فإنه يتصور ما يريده ابتداء فتكون له صورة عقلية في نفسه قبل صورته التي توجد في الخارج وهو معنى قولهم أول البغية آخر الدرك أي أول ما تبغيه فتريده وتطلبه هو آخر ما تدركه وتناله))
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/147)
ـ[عبد الله أحمد علي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 02:02 ص]ـ
وبذلك يُعلم خطأ مَن تصوّر أن الإلوهية تعتبر علة فاعلية للربوبية
على هامش هذا الحوار الذي يظهر أنه سيتعقد أكثر فأكثر ..
أرجو بحرارة شديدة فهم هذا الكلام الذي قاله الشيخ عبد
كيف تكون الإلوهية علة فاعلية للربوبية؟؟؟؟؟
أرجوكم ما معنى هذا الكلام؟؟؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 03:31 م]ـ
[/ SIZE][/quote] سبحان الله!
لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض
وبعيدا عن أسلوب الهمز واللمز والتزبب والتحصرم والطير والريش والأهلية والخطأ الفاحش وغير ذلك مما استخدمه المعترض حاسبه الله على قدر ما نوى
أقول:
قال شيخ الإسلام رحمه الله في در التعارض:
وأما ابن سينا ونحوه من الفلاسفة فيقولون: بل نفس العلة هي السابقة في الذهن ويقولون: العلةالغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية.
فمن قال: العلةالغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. فهو قائل بقول ابن سينا ومن معه، وهو واضح لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله في رسالته في الزهد والورع:
(ولهذا كانت العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية)
وكرره في غير موضع، ولا أرى فرقا بين نص عبارته ونص عبارة ابن سينا إلا العصبية التي تعمي وتصم، وتضر ولا تنفع
وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله في در التعارض:
(وجمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية)
فمن جعلها علة فاعلية فقد خالف جمهور العقلاء بغض النظر عما أراد، والأصل في باب العقائد هو وضوح الكلام وتبيينه، والبعد عما فيه خلط أو التباس بغيره، وإلا فكيف سيفرق من يقرأ قول ابن سينا: العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية، وقول شيخ الإسلام: العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية؟، أليس هذا المنهج هو الذي نافح عنه شيخ الإسلام وابتلي بسببه، وهو توضيح المراد من الكلام لعدم اشتباهه بكلام أهل البدع، فكيف إذا اشتبه بكلام ابن سينا ونظرائه؟ أما نحن فما أُمرنا أن نشق عن صدور الناس، بل نأخذ بظواهرهم وظاهر كلامهم، ونكل سرائرهم إلى الله؛ إلا إذا كان المعترض يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
نسأل الله السلامة والعفو والعافية
ـ[فيصل]ــــــــ[27 - 04 - 08, 06:38 م]ـ
نعم ما أمرت أن تشق عن صدور الناس، ولكن افهم المسألة من رأسها ثم افهم كلامهم في سياقه ولا تبتر كلامهم وتلونه من غير فهم له!!، ثم تعال انقد ما وقع من الأئمة الثقات من غير حاجة لشق الصدور.
أتساءل: هل فهمت قول ابن سينا أولاً؟
هل تفهم وتعقل أنه يزعم أن العلة الغائية نفسها هي السابقة في الذهن لا الصورة المتشكلة في الذهن وأن نفس العلة –بهذا المفهوم العجيب- علة فاعلية للعلة الفاعلية، طبعاً هذا كلام متناقض لا يصدر من مبرسم!! لكنه يليق بابن سينا ولمن عرف حاله وعلى هذا نقده ابن تيميه في الدرء وكل الكلام هناك أساساً هو في بيان هذه المسألة-أعني الفرق بين الصورة الذهنية والصورة الخارجية- رداً على أحد أتباع ابن سينا.
جاء الأخ عيد –الناقد الفذ - وأخذ الجملة من الدرء دون أن يفهم نقد ابن تيميه لها على أي أساس كان، وحسب النقد كان متوجها للجملة هكذا حتى لو كان المراد تصور العلة العلمي وإرادتها!! ثم وجد ابن تيميه يذكر في كتبه الأخرى أن العلة الغاية بمعنى التصور والإرادة علة فاعلية للعلة الفاعلية فانبرى "الناقد الذكي" للنقد ليضعه مع ابن سينا في سلة واحدة!!، ومن خالفه في هذا فمرده طبعاً ""العصبية التي تعمي وتصم، وتضر ولا تنفع""!!
أخي عيد: إن كان هذا مقدار فهمك في النقد فخير لك-في الوقت الراهن- أن تبحث عن شيء آخر تحسنه غير هذا المجال وأنت تحسن الكثير إن شاء الله وضع في بالك أن الانتهاض لنقد أئمة السنة ممن لا يحسنه هو أيضاً من جملة الأمراض، ولكنه مرض خبيث خطير نسأل الله لنا ولكم السلامة منه والعفو والعافية وحسن الختام.
قال ابن تيميه رحمه الله فيما فهم منه أخونا الناقد الفذ أنه موافقة لابن سينا في سبق وتأثير العلة الغائية نفسها لا "سبق وتأثير التصور العلمي والإرادة"
... والحكمة والغاية أدل في الوجود العلمي الإرادي؛ ولهذا كانت العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. وكانت هي في الحقيقة علة العلل لتقدمها علما وقصدا ...
... ولهذا يقال العلة الغائية علة فاعلية: فإن الانسان للعلة الغائية بهذا التصور والارادة صار فاعلا للفعل وهذه الصورة المرادة المتصورة في النفس هي التي جعلت الفاعل ...
والله المستعان
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 07:12 م]ـ
من الواضح أن المعترض لا يحسن إلا هذا الأسلوب [/ COLOR][/SIZE]
وكل إناء بما فيه ينضح
لكن لن أنساق وراء هذا الأسلوب وسأحتفظ بالأسلوب العلمي الذي ينتفع به القراء وأستعيذ بالله من فيصل وهمزه ولمزه
فأقول:
ماذا نقول في هذه الجملة:
العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية
هل هي صواب بإطلاق أم خطأ بإطلاق أم تحتاج إلى تفصيل؟
فمن قال صواب بإطلاق فقد صوّب كلام ابن سينا مطلقا بغض النظر عن مراده
ومن قال خطأ بإطلاق فقد خطّأ كلام ابن تيمية مطلقا بغض النظر عن مراده
ومن قال تحتاج إلى تفصيل فقد وافقني في إنكاري إطلاقها بغير تفصيل، وأن الصواب تبيين أنّ السابق هو تصور العلة الغائية وإرادتها، وليس نفس العلة
وسيوافقني ويوافق ابن تيمية ويوافق جمهور العقلاء الذين لا يجعلونها علة فاعلية أصلا
والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/148)
ـ[أحمد بن حماد]ــــــــ[27 - 04 - 08, 08:45 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي فيصل على هذا البيان
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 09:29 م]ـ
بارك الله فيك أخي فيصل
كلام سديد , و كلام شيخ الإسلام رحمه الله رصين , فقد أوضح المعنى المراد من كلامه فقيّد كلامه قائلا:
(ولهذا يقال: العلة الغائية علة فاعلية فإن الإنسان للعلة الغائية بهذا التصور وهذه الإرادة صار فاعلا للفعل وهذه الصورة المرادة المتصورة في النفس هي التي جعلت الفاعل فاعلا فيكون الإنسان متبعا لها)
و أسلوب شيخ الإسلام و طريقته في إستخراج المعاني الحقة من المعاني الباطلة من كلام الفلاسفة و أهل الكلام و طريقته في التقرير و المحاججة و الرد و الإلزام: معروفة و لا تحتاج الى الإطالة في تبيانها
و لهذا فإن أكثر من نقده من الضلاّل إنما أتى من سوء فهمه لكلامه و عدم فهمه و إحاطته في المصطلحات التي يتكلم عنها و تقييداته لها مع ذكر الحق من الباطل فيها - و أنا أربأ بالأخ الفاضل عيد فهمي أن يكون على طريقة هؤلاء في النقد -
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 06:39 م]ـ
من الواضح أن هناك من لم يفهم مرادي أو أن كلامي لم يكن واضحا له
ولذلك سأعود بالموضوع ابتداء من عنوانه
فعنوان موضوعي الخاص هو:
هل تعتبر العلة الغائية علة فاعلية؟
الإجابة:
(1) نعم ـــــــ (2) لا ــــــ (3) هناك تفصيل [ويذكره]
فمن أراد أن يشارك في الموضوع فضلا يجيب هذا السؤال قبل المشاركة لنحدد النقاط التي سنتناقش فيها قبل بدء المحاورة
ومن كان عنده مانع شرعي أو عقلي أو عرفي أو غير ذلك يمنعه من إجابة السؤال فليترك المجال لغيره ممن انتفت عنده الموانع وقادر على إجابة السؤال ليستفيد منه ونستفيد معه
والله الموفق
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 07:01 م]ـ
الحمد لله وحده ...
وهل ستستمر في الحوار إلى النهاية وتعترف بالخطإ إن أخطأت؟؟
عن نفسي سأفعل إن شاء الله .. فماذا عنك؟؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 07:16 م]ـ
الحمد لله وحده ...
وهل ستستمر في الحوار إلى النهاية وتعترف بالخطإ إن أخطأت؟؟
عن نفسي سأفعل إن شاء الله .. فماذا عنك؟؟ هذه مصادرة ....
ومع ذلك أقول:
نحن نتكلم في مسائل تتعلق بالعقيدة، ومعنى عدم اعترافي بالخطأ بعد معرفتي به اتهام صريح في عقيدتي.
أعلم انك لم تقصد ذلك، لكن أردتُ أن أبين لك أن ما تطلبه من المفترض أن يكون مسلمّا إذا أُحسن الظن.
ولكن لا مانع من الإجابة الصريحة:
نعم سأفعل إن شاء الله
والله الموفق
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 07:28 م]ـ
الحمد لله وحده ...
بارك الله فيك، ووالله ما قصدت ولا نويتُ أي اتهام، والحمد لله أنك تعرف ذلك.
==
والآن قبل إجابتي على السؤال دعني أطلب منك إعادة صياغته إن كنت ترى حاجة إلى ذلك، وإلا فأخبرني أنك تقرّه على ما هو.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 07:34 م]ـ
الحمد لله وحده ...
بارك الله فيك، ووالله ما قصدت ولا نويتُ أي اتهام، والحمد لله أنك تعرف ذلك.
==
والآن قبل إجابتي على السؤال دعني أطلب منك إعادة صياغته إن كنت ترى حاجة إلى ذلك، وإلا فأخبرني أنك تقرّه على ما هو. وفقك الله
لا مانع من إعادة صياغته ليتوافق مع الكلمة موضع البحث
فيكون هكذا:
ما صحة هذه الكلمة:
العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية
(1) صحيحة ــــ (2) غير صحيحة ــــ (3) هناك تفصيل [ويذكره]
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:16 م]ـ
وفقك الله
ما صحة هذه الكلمة:
العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية
(1) صحيحة ــــ (2) غير صحيحة ــــ (3) هناك تفصيل [ويذكره]
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد ..
فجوابي:
هناك تفصيل لأن السؤال فيه إشباه.
فإما أن يكون مراد السائل
1 - أن (نفس) العلة الغائية = علة فاعلية للعلة الفاعلية، أو يكون مراده:
2 - أن (صورة) العلة الغائية أو (إرادة) العلة الغائية= (إرادة وتصور) ما لأجله الفعل = علة فاعلية للعلة الفاعلية.
فإن كان مراد السائل هو الأول، فالعبارة غلط فاحش، بل من أعجب ما يمكن أن يقوله عاقل، ولذلك لم يقل به إلا الشذاذ من الفلاسفة.
وإن كان مراد السائل هو الثاني فهي إجابة صحيحة، بل هي المتحتمة، ويجب القول بها، ولذلك قال بها جماهير العقلاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/149)
ولكن جمعًا من هؤلاء الجماهير ينفونها عن الله عز وجل = ينفون الحكمة (حاشاه سبحانه) وليس هذا محل بيانه.
===
فصورة الكرسي وإرادة وجوده = سابقة في ذهن النجار عن فعله، ولولا التصور والإرادة للكرسي ما فعله.
وكذلك كل فاعل متعمّد للفعل= تحصل له إرادة الغاية أو تصور الغاية قبل الفعل.
فبهذا الاعتبار يصح أن نقول
العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية= العلة الغائية سابقة على العلة الفاعلية.
أي بمعنى: حصول صورة الغاية في الذهن = سابق على نفس الفعل.
أو: إرادة الغاية = سابق على نفس الفعل.
وهذا واجب قوله ..
إذ لولا الإرادة والتصور = ما كان ليفعل.
فهذا يعني أن هذا التصور وهذه الإرادة علة للفعل.
لا بمعنى: نفس الغاية (أي ذاتها) سابق في الوجود على نفس فعلها، لأن هذا محال ببداهة العقل.
===================
وأما الإشباه في السؤال فقد وقع من أجل الآتي:
1 - أن السائل لم يحدد مراده بالعلة الغائية، هل يريد نفس العلة الغائية، أم يريد حصول صورتها في الذهن وإرادتها؟؟
2 - أن السؤال على صورته هذه لا سباق له ولا لحاق يفهم منه أي تقييد أو استثناء أو غير ذلك.
===================
تنبيه مهم جدًّا:
معلوم عند الجميع أن اقتطاع جملة من سباقها ولحاقها يوقع هذا الاشتباه كان من كان القائل.
فإن قال قائل:
يقول الله تعالى: (لا تقربوا الصلاة)
ثم قال: وهذا مخالف في ظاهره لقول الله تعالى: (وأقيموا الصلاة).
فإنه يقال له: اقتطاعك الجملةَ الأولى من سباقها ولحاقها حصل بسببه الإشباه على السامع أو القارئ.
فالتقييد قد يحصل من السباق أو اللحاق أو السياق كما هو معلوم ..
ولو قال قائل: إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا توطأ حامل حتى تضع)، فيجب على الزوج أن يعتزل زوجته الحامل إلى أن تضع.
قيل له:
وسبب ورود النص يدخل في النص دخولا أوليًّا.
وإغفالك لسبب الورود = يعني أنك أغفلت جزء النص فحصل بذلك الإشباه.
=================
والناظر في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية الذي نقله أخونا عيد يجد سباقه أو لحاقه دالاً دلالة قطعيّة غير محتملة وبصورة فجّة على أن شيخ الإسلام لم يقل (نفس العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية).
بل شيخ الإسلام يقول (وهذا كالنص من كلامه): (حصول صورة العلة الغائية أو إرادة العلة الغائية= علة فاعلية للعلة الفاعلية).
وهذا صحيح، بل يجب القول به على ما سبق شرحه.
وسباق كلام شيخ الإسلام ولحاقه = فيه التقييد المذكور وإغفاله واقتطاع الجملة = مثل من يقول (لا تقربوا الصلاة)، ومثل من يقول (لا توطأ حامل ... ).
فشيخ الإسلام لم يقل كلمة مطلقة كما يقول أخونا عيد، بل كلامه مفصّل مبيّن في نفس سياقه لا من خارجه.
كما كانت جملة (لا تقربوا الصلاة) مفصلة مبينة في نفس سياقها.
=================
ومما سبق يُعلم أنه ليس لشيخ الإسلام في المسألة قولان، كما قال أخونا عيد في أول الموضوع، بل هو قول واحد، وهو قول جماهير العقلاء.
ويمكن أن نعرض كل المنقول عن شيخ الإسلام مع التركيز فيه إذا كان أخونا عيد قد انتهى من الأسئلة والحوار فيأذن بذلك.
والله الموفق وهو وحده المستعان لا رب سواه.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:30 م]ـ
الحمد لله وحده ...
فالحاصل من كلامي هو:
** أن لشيخ الإسلام قولاً واحدًا لا قولين كما قال أخونا عيد.
**أن هذا القول هو: (حصول صورة العلة الغائية في الذهن، أو إرادة العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية).
أي أن الغاية متقدمة في التصور متأخرة في الوجود.
** أن هذا منصوص شيخ الإسلام بشرط عدم اقتطاع كلامه من سياقه، حيث نص على هذا في نفس كلامه.
** أن هذا القول يجب على كل عاقل أن يقول به.
** أن الخطأ هو قول الفلاسفة: (نفس العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية).
وهذا سفه ..
بل نقل شيخ الإسلام عن ابن سينا الضال أنه يقول:
(نفس العلة الغائية سابقة في الذهن)!!! كما في الدرء (10/ 51).
وهذا القول والله لا يمكن للعاقل تصوره فضلا عن القول به، وهو الذي يستنكره شيخ الإسلام ويرد عليه في الدرء.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:34 م]ـ
كلام طيب لا غبار عليه
والسؤال الثاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/150)
إذا ذكر إنسان هذه الكلمة في ثنايا كلامه -أقصد كلمة: العلة الغائية علّة فاعلية للعلة الفاعلية - إذا ذكرها بلا سباق ولا لحاق كما فعلتُ أنا في أصل الموضوع، فما تعليقكم على كلامه؟
وأراكم شبهتم ذلك بمثل قول القائل: (ولا تقربوا الصلاة) ويسكت
المهم ما تعليقكم على من ذكر هذه الكلمة بلا سباق ولا لحاق؛ وفاقا لما فعلتُه أنا، وخلافا لما فعله شيخ الإسلام في الموضع المزبور؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:38 م]ـ
الحمد لله وحده ...
نرجع بعد صلاة المغرب إن شاء الله.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 09:51 م]ـ
الحمد لله وحده ...
تنبيه قبل الإجابة على السؤال الأخير.
مما سبق حصل الاتفاق بيننا على أن قول القائل (العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية) ليس له إلا أحد معنيين لا ثالث لهما.
وأن شيخ الإسلام أراد معنى واحدًا في كل كلامه.
=====
كلام طيب لا غبار عليه
والسؤال الثاني:
إذا ذكر إنسان هذه الكلمة في ثنايا كلامه -أقصد كلمة: العلة الغائية علّة فاعلية للعلة الفاعلية - إذا ذكرها بلا سباق ولا لحاق كما فعلتُ أنا في أصل الموضوع، فما تعليقكم على كلامه؟
وأراكم شبهتم ذلك بمثل قول القائل: (ولا تقربوا الصلاة) ويسكت
المهم ما تعليقكم على من ذكر هذه الكلمة بلا سباق ولا لحاق؛ وفاقا لما فعلتُه أنا، وخلافا لما فعله شيخ الإسلام في الموضع المزبور؟
الإجابة:
في الحقيقة لم أفهم ما معنى أن يذكرها في ثنايا كلامه ..
ومع ذلك لا يكون لها سباق ولا لحاق؟!
فمعنى أنها في ثنايا الكلام = أن لها سباقًا ولحاقًا متعلّقًا بمعناها.
وذكرك لهذه الجملة في أول الموضوع له سباق ولحاق متعلّق بمعناها ..
وهذا السباق واللحاق هو الذي جعل الإخوة يستنكرون عليك.
=====
فأنت بعد أن نقلتَ عن شيخ الإسلام وابن القيم جئتَ تقول:
قلت: وهذا القول مشهور في كتب الفلاسفة، وهو خلاف مقتضى العقل وخلاف ما عليه جمهور أهل السنة وعقلاء المتكلمين؛ فإنهم لا يجعلون العلة الغائية علة فاعلية؛ لأن ذلك يستلزم إما التسلسل في العلل وإما الدَّور وكلاهما ممتنع عقلا ...
ثم جئتَ تبني على ما في درء التعارض أن لشيخ الإسلام قولين، وأنه خالف بأحد قوليه قوله الآخر وردّه ونسبه إلى الفلاسفة ..
وقد خالف شيخ الإسلام رحمه الله قوله السابق وردَّه، بل ونسبه إلى الفلاسفة ـ كما ذكرتُ ـ في درء تعارض العقل مع النقل (5/ 231) فقال
=======
وكأنَّ هذا ما انتهى إليه قوله في هذه المسألة والله أعلم، وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
=====
وهذا اللاحق من كلامك (الموجود في أول الموضوع) صحيح فصيح غير محتمل في تغليطك لشيخ الإسلام، وهو متعلق بصورة مباشرة بمعنى ما نقلتَه أنت عن شيخ الإسلام ..
وهو مع ذلك مناقض مضاد للحاق كلام شيخ الإسلام نفسه وسباقه في نفس ما نقلتَه عنه ..
ومخالف لما وافقتَ عليه ضمنيًّا في آخر الأمر من أن لشيخ الإسلام قولا واحدًا هو الحق
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[28 - 04 - 08, 10:05 م]ـ
الرجاء من الإخوة عدم نسخ كامل كلام المناقش قبل الرد عليه. فإنه لا حاجة لذلك، وهو يصعب فتح الصفحة وقراءتها.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 10:16 م]ـ
الحمد لله وحده ...
يا مرحبًا وأهلا وسهلا بالشيخ هيثم حمدان ...
من فترة طويلة جدًا - لعلها أكثر من سنة بكثير - لم أرك في أي (زقاق) من أزقة الملتقى ..
مبتسم ..
وهذا ما شجّعني لكي أخرج عن الموضوع ..
فالمعذرة من الأخ عيد ..
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:13 م]ـ
وفقكم الله
العالم قد يذكر المشهور من المقال لا على سبيل الاستدلال وإنما استغناء بشهرته عن تحريره
فلعله إذا ذهب يحرره ردّه وبيّن عواره
فهو بذلك يكون مخالفا لإطلاقه الأول وإن لم ينبه عليه.
وعلى ذلك:
فعندما يقول شيخ الإسلام في درء التعارض:
"وأما ابن سينا ونحوه من الفلاسفة فيقولون: العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. وجمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية بل يقولون: تصور الفاعل لها وإرادته لها به صار فاعلا فلولا تصور الغاية والإرادة لها لما كان فاعلا."
فيجعل هذا القول: العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية قولا للفلاسفة دون تفصيل
وفي المقابل يقول: جمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية
فمن ذلك يُعرف أن تحرير المقال في ذلك عدم اعتبار العلة الغائية علة فاعلية
وأن من قال ذلك كان كلامه موهما محتملا لمعنيين أحدهما صواب والآخر خطأ
ولزم بيان مقصده:
فإن كان مقصده خطأ كان كلامه خطأ محضًا
وإن كان مقصده صوابا بيّنا له أن الصواب ترك مثل هذه العبارات الموهمة
وكلام شيخ الإسلام صواب من جهة مقصده، وكذلك في بعض المواضع التي ذكر فيها مقصوده وهو تصوّر العلة في الذهن وليس أن العلة نفسها موجودة قائمة بذاتها، لكن يبقى الإشكال من جهتين:
الأولى: المواضع التي لم يذكر فيها ذلك، وإنما ذكر هذه الكلمة - (العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية) - عرضا بغير تبيين، وعندي بعضها لمن أراد ذلك
الثانية: موافقة الفلاسفة في اللفظ وإن خالفهم في المقصود مع أن اللفظ أقرب لمقصود الفلاسفة منه لمقصود شيخ الإسلام إذ قولنا: العلة الغائية ....
هل الأقرب أن يفهم منه العلة نفسها أم تصوّرها؟
والله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/151)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:17 م]ـ
مجموع الفتاوى (ج 2 / ص 30)
(الوجه الخامس أن يقال اسم الوجه فى الكتاب والسنة إنما يذكر فى سياق العبادة له والعمل له والتوجه إليه فهو مذكور فى تقرير ألوهيته وعبادته وطاعته لا فى تقرير وحدانية كونه خالقا وربا وذلك المعنى هو العلة الغائية وهذا هو العلة الفاعلية، والعلة الغائية هى المقصودة التى هى أعلى وأشرف بل هى علة فاعلية للعلة الفاعلية ولهذا قدمت فى مثل قوله إياك نعبد وإياك نستعين وفى مثل قوله فاعبده وتوكل عليه وقال تعالى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى وقال تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا وقال تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:21 م]ـ
مجموع الفتاوى (ج 14 / ص 12)
(قال الله عز و جل فى أول السورة الحمد لله رب العالمين فبدأ بهذين الاسمين الله والرب و الله هو الاله المعبود فهذا الأسم أحق بالعبادة و لهذا يقال الله أكبر الحمد لله سبحان الله لا إله إلا الله و الرب هو المربى الخالق الرازق الناصر الهادى و هذا الاسم أحق باسم الاستعانة والمسألة.
ولهذا يقال رب اغفر لي و لوالدي ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ربنا اغفر لنا ذنوبنا و اسرافنا في أمرنا ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا فعامةالمسألة و الاستعانة المشروعة باسم الرب.
فالاسم الأول يتضمن غاية العبد و مصيره و منتهاه و ما خلق له و ما فيه صلاحه و كماله و هو عبادة الله والاسم الثاني يتضمن خلق العبد و مبتداه و هو أنه يربه و يتولاه مع أن الثانى يدخل فى الأول دخول الربوبية في الالهية و الربوبية تستلزم الألوهية أيضا والاسم الرحمن يتضمن كمال التعلقين و بوصف الحالين فيه تتم سعادته في دنياه و أخراه.
ولهذا قال تعالى و هم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت و اليه متاب فذكر هنا الأسماء الثلاثة و ربى و الاله و قال عليه توكلت و اليه متاب كما ذكر الأسماء الثلاثة فى أم القرآن لكن بدأ هناك باسم الله و لهذا بدأ فى السورة ب اياك نعبد فقدم الاسم و ما يتعلق به من العبادة لأن تلك السورة فاتحة الكتاب و أم القرآن فقدم فيها المقصود الذي هو العلة الغائية فانها علة فاعلية للعلة (الفاعلية) [1] و قد بسطت هذا المعنى فى مواضع فى أول التفسير و فى قاعدة المحبة والارادة و في غير ذلك)
ـــــــــــــــ
(1) وقع في المطبوع (الغائية) وهو خطأ واضح
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:23 م]ـ
كتب ابن تيمية (ج 5 / ص 436)
(ولهذا قال من قال من السلف ان الله سبحانه انزل مائة كتاب واربع كتب جمع معانيها في الأربعة وجمع معاني الأربعة في القرآن وجمع معاني القرآن في المفصل وجمع معاني المفصل في أم القرآن وجمع معاني ام القرآن في قوله اياك نعبد واياك نستعين
وقد بسطنا الكلام على هذا في مواضع في غير هذا الكتاب وبينا تعلق العبادة بالالهية فان الاله هو المعبود وتعلق الاستعانة بربوبيته فان رب العباد الذي يربهم وذلك يتضمن انه الخالق لكل ما فيهم ومنهم والالهية هي العلة الغائية والربوبية هي العلة الفاعلية والغائية هي المقصودة وهي علة فاعلية للعلة الفاعلية ولهذا قدم قوله اياك نعبد على قوله اياك نستعين وتوحيد الالهية يتضمن توحيد الربوبية فانه من لم يعبد الا الله يندرج في ذلك انه لم يقر بربوبية غيره بخلاف توحيد الربوبية فانه قد أقر به عامة المشركين في توحيد الالهية كما قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:25 م]ـ
شفاء العليل لابن القيم (ج 1 / ص 189)
(وكل موضع صرح فيه بأن كذا جزاء لكذا أفاد التسبيب فإن العلة الغائية علة [فاعلية] (1) للعلة الفاعلية ولو تتبعنا ما يفيد إثبات الأسباب من القرآن والسنة لزاد على عشرة آلاف موضع ولم نقل ذلك مبالغة بل حقيقة ويكفي شهادة الحس والعقل والفطر)
ـــــــــــــــ
(1) سقط من الأصل
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:33 م]ـ
فالمعذرة من الأخ عيد .. لا حاجة للمعذرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/152)
بل أنا الذي أقول: عذرا يا شيخ هيثم حمدان عن تأخري في الترحيب بكم، فقد انشغلت بجمع النصوص ولم أتنبه لمشاركتكم
فمرحبا وأهلا وسهلا
ـ[فيصل]ــــــــ[29 - 04 - 08, 02:51 ص]ـ
الأخ أحمد بن حماد: وإياك وبارك الله فيك
الأخ المقدادي: وفيكم بارك، والآفة إضافة لما ذكرتم عدم الفهم مع التسرع والطيش والتصدر لأمور أكبر مما قد يطيقها فهم المرء، مع بريق العنوانين المثيرة! فالله يصلح نفوس عبيده.
الأخ الأزهري السلفي: دخول موفق وتسارع كبير في النقاش، أسأل الله لكما التوفيق والسداد لكن لا أزال أظن أن الأخ عيد لم يفهم أصلاً قول ابن سينا فلابد أن تبتديء من هنا يا أخي الأزهري حبة حبة والله يعينك ويعينه.
ولو عرف مذهب ابن سينا لعلم أنه هو أصلاً يحتاج لتصريح ودليل قوي لاتهام الناس به لأنه مذهب شنيع يحتاج الرجل لجهد لتصوره فكيف القول به!! ووالله لو فهمه حقاً لما زعم أن ابن تيميه يقول بقوله حين أحال لهذه النصوص:
والحكمة والغاية أدل في الوجود العلمي الإرادي؛ ولهذا كانت العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. وكانت هي في الحقيقة علة العلل لتقدمها علما وقصدا ...
... ولهذا يقال العلة الغائية علة فاعلية: فإن الانسان للعلة الغائية بهذا التصور والارادة صار فاعلا للفعل وهذه الصورة المرادة المتصورة في النفس هي التي جعلت الفاعل ...
*مثال للتبسيط يا أخي الأزهري وأنا متأكد أن عندكم أحسن منه لكن لكي يفهم قول ابن سينا، وإن كان المثال غير مطابق لكن الغرض منه التبسيط:
لو أن رجلاً أراد أن يتزوج في الشهر القادم ومن أجل تحقيق هذا باع أرضاً له، ثم قال هذا الرجل ملخصاً حاله:
((الزواج سبب مؤثر في بيعي الأرض)) "بعد مشيئة الله"
فهل يفهم أحد من هذا أن الرجل يقول أن الزواج الآن له وجود حقيقي وأن هذا الوجود هو هو بعينه الزواج الذي سيحصل الشهر القادم وأن الزواج بهذا الاعتبار مؤثر في بيعه للأرض؟؟؟
أم سيفهم الجميع أن تصوره للزواج وإرادته له هو السبب في بيعه للأرض؟؟
لا شك أن الثاني هو الصحيح، لذا كان قول ابن سينا يحتاج لدليل صريح لنتهم الناس به، فكيف إذا كان السياق يأبى قول ابن سينا-حتى مع هذه النصوص من كلام ابن تيميه عن العلاقة بين الألوهية والربوبية والتي يبدو أن الأخ لم يفهمها أصلاً - وكيف إذا كان القائل رجل طفحت كتبه من نقض قول الفلاسفة في الفرق بين ما في الأذهان وما في الأعيان!!! يالله! نعوذ بك يا رب من الجهل والظلم والعدوان.
الأخ هيثم: تنبيه موفق وحياك الله مرة أخرى في هذا المنتدى المبارك.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 06:00 م]ـ
إذا نطق السفيه ...
ولكن احتراما لغيره ممن تربى على حسن الأدب ولم يفحش لسانه لفساد سريرته فأقول:
ليس معنى موافقة شيخ الإسلام في لفظه لعبارة ابن سينا موافقته له في معناها
فابن سينا ونظرائه يرون أن نفس العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية فيجعلون ما هو مجرّد تصوّر في الأذهان له وجود حقيقي في الأعيان، وهذا الوجود هو الذي يبعث على الفعل، وقد عبروا عن مذهبهم الفاسد ذلك بقولهم: العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية
وهذه الجملة ظاهرة في التعبير عن ذلك المذهب الفاسد لا تحتاج إلى توضيح.
لكن هذه الجملة انتشرت وتناقلها الناس وخاصة أرباب السلوك، إلا أنهم عندما أطلقوها لم يقصدوا بها هذا المذهب الفاسد، وإنما قصدوا بها التعبير عما يتفق عليه عقلاء البشر من أن الحامل على الفعل هو تصور العلة الغائية وإرادتها وليس العلة نفسها.
إلا ان الجملة بهذا الوضع لا تدل على ذلك إلا بتأويل قد لا يرد على ذهن سامعها بادي الرأي.
وشيخ الإسلام وابن القيم وغيرهما ذكروا هذه الجملة في كلامهم قاصدين بها المعنى الثاني وليس المعنى الأول الذي قصده ابن سينا وهذا أمر مسلّم ولا يقول بخلافه إلا مفلس فسدت سريرته وسخّر حياته ليهدي حسناته لغيره بالسب والهمز وفحش اللسان.
ولكن شيخ الإسلام عندما نظر إلى هذه الجملة نظرة الناقد الحصيف في ((درء التعارض)) تبيّن له عوارها وفساد معناها الأصلي الذي أراده بها قائلوها من الفلاسفة ولذلك نسبها إليهم وردّ عليها بقوله:
((وجمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية))
ولو كانت الجملة صحيحة بوضعها ذلك لقال مثلا:
((ابن سينا ونحوه من الفلاسفة يقولون: العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. وهو قول صحيح لكن معناه كذا خلافا لما يقصدونه.))
لكن عندما ذكره وأبطله بأن جمهور العقلاء يقولون بخلافه عَلِم مَن له قلب سليم وعقل صحيح أن نفس هذه الجملة لا يصح إطلاقها؛ حتى لو لم يقصد بها قائلها المعنى الذي أراده هؤلاء الفلاسفة الضلال
لقد أسمعت لو ناديتَ حيًّا ... ولكن لا حياة لمن تنادي
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 07:41 م]ـ
إذا نطق السفيه ...
ما لهاش لازمة يا مولانا ... وأنت بها لم تلتزم بالحوار العفيف كما قلتَ أول مرة ...
وبودي لو ودع أخونا فيصل عباراته تلك .... والرفق بالمحاور -وإن لمحنا في كلامه جهلاً وخطلاً-أليق بمريد تعليم الناس الخير ...
أمر آخر: محل إنكارك يا شيخ عيد على شيخ الإسلام في أصل الموضوع كان لموافقته ابن سينا في أحد قوليه والقول الآخر له قول أهل السنة (صح) (؟؟؟)
طيب. من محاورتك للأخ الأزهري وقبلها ردك على فيصل يظهر أنك ترى أن للشيخ قول واحد وأن مؤاخذتك على الشيخ إنما هي في الإشتباه والإجمال والتعميم الذي في كلامه-في نظرك-وكان ينبغي ألا يذكر الشيخ هذه العبارة أصلاً مع تسليمك أنه أراد بها معنى صحيحاً ...
طيب. هل يعني ذلك رجوعك عن محل المؤاخذة المذكور في أول الموضوع (؟؟؟)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/153)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 08:41 م]ـ
وفقك الله يا مولانا
يا شيخ أبا فهر أليس يقال عندنا في مصر: ((الجواب يبان من عنوانه))
وعنوان موضوعي واضح الدلالة: ((هل تعتبر العلة الغائية علة فاعلية؟))
فكلامي منصب على صحّة تسمية العلّة الغائية علّة فاعلية بغض النظر عن مقصود قائلها، وأنا لم أذكر تصريحا ولا تلميحا أن شيخ الإسلام أراد بقوله: العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. لم أذكر أنه أراد نفس المعنى الذي أراده الفلاسفة إنما ذكرت موافقته لهم في عبارتهم، وذكرت أن نفس هذه العبارة مقتضاها التسلسل أو الدًّور، فلم أتعرّض لنية قائلها
ولمّا ذكرتُ أن ما في ((درء التعارض)) هو آخر ما انتهى إليه قول شيخ الإسلام معناه: عدم صحّة إطلاق العبارة بغض النظر عن مقصود قائلها.
فيكون قوله الأول أنه كان يرى جواز إطلاقها مع إرادة المعنى الصحيح، ودليل ذلك فعله حيث أطلقها في غير موضع
ويكون قوله الثاني عدم جواز إطلاقها بأي حال؛ لأن جمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية، فمطلق تسمية العلّة الغائية علّة فاعلية خطأ عند جمهور العقلاء بغض النظر عن مقصود قائلها
فأنا لم أغيّر تصوّري للمسألة ابتداء من عنوانها الواضح:
هل تعتبر العلّة الغائية علة فاعلية؟
وأما ما اعتراني خلافا لما وعدتُ به، فتلك شقشقة هدرت، ثمّ قرّت، فلا تسل عنها
وهذا رد فعل من بشر غير معصوم.
وأستغفر الله العلي العظيم وأتوب إليه
والله الموفق
ـ[فيصل]ــــــــ[29 - 04 - 08, 09:41 م]ـ
أنت متورط يا أخ عيد وقد دخلت في مرحلة المكابرة والترقيع، يعلم هذا من يقرأ ردودك بإنصاف وقد حكمت على نفسك في ردك ما قبل الأخير بأنك "مفلس فسدت سريرته وسخّر حياته ليهدي حسناته لغيره بالسب والهمز وفحش اللسان"، هذا حكمك على نفسك، وهو حكم يعلم الله أنني لا أرضاه لك.
قال الأخ عيد في رده الأخير:
وشيخ الإسلام وابن القيم وغيرهما ذكروا هذه الجملة في كلامهم قاصدين بها المعنى الثاني وليس المعنى الأول الذي قصده ابن سينا وهذا أمر مسلّم ولا يقول بخلافه إلا مفلس فسدت سريرته وسخّر حياته ليهدي حسناته لغيره بالسب والهمز وفحش اللسان.
نفهم من هذا أن شيخ الإسلام عنده يقصد المعنى الصحيح لا مراد ابن سينا!! ومن خالف في هذا وزعم ان ابن تيميه يوافق ابن سينا فهو: ((مفلس فسدت سريرته وسخّر حياته ليهدي حسناته لغيره بالسب والهمز وفحش اللسان))
هذا هو حكمه لمن زعم هذا، فهل يتذكر القاريء الكريم ماذا كان نقدي ومن ثم رد الأخ عيد؟؟
كان نقدي له أساساً في أنه ((زعم أن شيخ الإسلام قد قال بقول ابن سينا ... لم يعلم أن مراد شيخ الإسلام من تلك الجملة غير مراد ابن سينا فمراد ابن تيميه تصور العلة ومراد ابن سينا الوجود الخارجي لها))
كان هذا كلامي له فهل قال: بل أعلم أنه لم يرد مراد ابن سينا وحاشاه وإنما نقدي هو ..
هكذا أعلم أن كل من سيكون في مكانه فسيكون أول ما يفعله هو براءة ساحته من ظلم الشيخ، ولكن هذا لم يحصل للآسف، بل قال بالنص رداً على كلامي:
فمن قال: العلةالغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. فهو قائل بقول ابن سينا ومن معه، وهو واضح لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله في رسالته في الزهد والورع:
(ولهذا كانت العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية)
وكرره في غير موضع، ولا أرى فرقا بين نص عبارته ونص عبارة ابن سينا إلا العصبية التي تعمي وتصم، وتضر ولا تنفع
وبما أن العبد الضعيف-بحسب وصف الأخ عيد- أعمته العصبية وأصمته حيث يصر بأن مراد ابن تيميه ليس هو مراد ابن سينا مع أنه ليس ثمة فرق بين ظاهر عبارتهما فيا سبحان الله على العصبية! فقد نصحني الأخ عيد نصيحة بليغة وهي الحكم بالظاهر وترك السرائر إلى الله!!
قال أصلحه الله ووقى الله "ثقات السنة" جنس تنبيهاته هذه:
أما نحن فما أُمرنا أن نشق عن صدور الناس، بل نأخذ بظواهرهم وظاهر كلامهم، ونكل سرائرهم إلى الله؛ إلا إذا كان المعترض يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
نسأل الله السلامة والعفو والعافية
وإلى غير هذا مما يعرفه من يقرأ ولا أطيل بتكراره، ولكن بدأت الآن مرحلة المكابرة والترقيع، وأنا أرضى حكم الأزهري السلفي أو أبي فهر أو هيثم أو غيرهم من طلبة علم المنتدى الثقات فيما يفهم من كلامك في الموضوع الأصل والردود الأولى فأسأل وأنظر، الله يصلح حالنا وحالك والله المستعان.
===========
أبافهر الحبيب
قد ترفقت معه هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124261
فلم أجد له رداً لا اعتذاراً ولا تصحيحاً ولا تقويماً لما وقع من عرض الشبهات بلا ردود إلخ الانتقادات، بل لم يرد علي ولا على الأزهري السلفي وغيره بشيء قط!! فقلت لعل الرجل في مرحلة تأمل! وسيعود كما يريده أهل السنة! ولكني تفاجأت بمواضيع جديدة ذات عناوين مثيرة ومضامين فقيرة! يعني نفس النهج المعروف لهؤلاء!، لذا فالرجل يحتاج لمن يوقظه ويبين له وللناس حاله بدلاً من ... التي تضره فوالله أن هذا خير له ولأهل السنة.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/154)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 10:26 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ فيصل ...
وأرجو من الشيخ عيد إجابة سؤالي ... هل كان يرى أن شيخ الإسلام قائل بقول ابن سينا فكان هذا محل انتقاده ...
ثم رجع عن هذا وبات محل انتقاده نفس قول العبارة وإن كان قائلها يقصد بها معنى صحيحاً (؟؟؟؟)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 10:28 م]ـ
بالمثال يتضح المقال
لو قال قائل: ((غاية العبد هي التخلق بأخلاق الله)) وهذا قول معروف لبعض الفلاسفة وغلاة الحلولية، ويروون في ذلك أثرا لا يصح ولا يقوم على ساق
لكن اغتر بهم بعض أرباب السلوك وأهل الفضل فذكر هذا الكلام في كتبه وهو لا يقصد به المعنى الفاسد الذي أراده أولئك بل لو سألته عن مراده هل يقصد الاتصاف بالكبرياء والجبروت وهما من صفات الله؟ فسيقول: لم أقصد ذلك بل قصدت أن نتحلى بالعفو والمغفرة والرحمة وغيرها من صفات الله التي ينبغي أن نتصف بها.
فهل سنقول له: قولك صواب؟
كلا بل يقال له: قصدك حسن، لكن قولك نفسه لا يصح حتى لو قصدت به ذلك لأن من قالوه قصدوا به معنى لا يصح فيكون نفس القول خطأ بغض النظر عن مقصود قائله.
أما المعترض عامله الله بما يستحق فما زال يجتهد كي يستفذني ويخرجني عن النقاش العلمي ولو كان ذلك بالكذب والتدليس الذي لا يحسن غيره.
فقد اقتبس من كلامي ما يوافق هواه وهو قولي:
وأما ابن سينا ونحوه من الفلاسفة فيقولون: بل نفس العلة هي السابقة في الذهن ويقولون: العلةالغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية.
فمن قال: العلةالغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. فهو قائل بقول ابن سينا ومن معه، وهو واضح لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله في رسالته في الزهد والورع:
(ولهذا كانت العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية)
وكرره في غير موضع، ولا أرى فرقا بين نص عبارته ونص عبارة ابن سينا إلا العصبية التي تعمي وتصم، وتضر ولا تنفع
ووقف عند هذا الحد وأعرض عما وراءه، فلم يكمل الكلام؛ لعلمه أنه لو أكمله لظهر فساد سريرته للعيان فبقية كلامي بعد هذا مباشرة:
وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله في در التعارض: (وجمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية)
فمن جعلها علة فاعلية فقد خالف جمهور العقلاء بغض النظر عما أراد، والأصل في باب العقائد هو وضوح الكلام وتبيينه، والبعد عما فيه خلط أو التباس بغيرهفكلامي كله منصب على الجملة ولم أتعرض لما قصده شيخ الإسلام بها، بل واحترزت عن ذلك بقولي تصريحا: (بغض النظر عما أراد)
وبيّنت بعدها أن محل الاعتراض على كلام موهم وليس على قصد سيئ أو فهم خاطئ فقلت نصا ولفظا: (والأصل في باب العقائد هو وضوح الكلام وتبيينه، والبعد عما فيه خلط أو التباس بغيره)
لكن هذا الـ ... لم يخفَ عليه ذلك بل تعمّد مواراته للتدليس الذي أصبح سمة له في كل ردوده.
وسأكتفي بالكتابة في هذا الموضوع عند هذا الحدّ
فلم أعد أملك مع هذا الـ ... إلا الدعاء واللجوء إلى من يعلم ما في نفسي ونفسه:
اللهم إن فيصل يتعمد إيذائي وليس بيني وبينه سابق معرفة ولا تطاولتُ عليه قبل ذلك ولا لقيتُه في طريق، وأنت أعلم بذلك مني.
اللهم وأنت أعلم بما يخفي صدره، فهو واحد من خلقك، ولن يعجزك هربا
اللهم فاكفنيه بما شئت، وردّ عني أذاه بما شئت، واحفظني من كيده بما شئت.
اللهم إني أعوذ بك من شره، وهمزه ولمزه، وحقده وحسده، وما أنت أعلم به مني.
والحمد لله رب العالمين
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 11:30 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ فيصل ...
وأرجو من الشيخ عيد إجابة سؤالي ... هل كان يرى أن شيخ الإسلام قائل بقول ابن سينا فكان هذا محل انتقاده ...
ثم رجع عن هذا وبات محل انتقاده نفس قول العبارة وإن كان قائلها يقصد بها معنى صحيحاً (؟؟؟؟) معذرة يا مولانا قد عزمت على عدم الكتابة هنا
لكن لا مانع من التوضيح وتكون آخر مشاركاتي إلا أن يشاء الله
لقد بينت أن شيخ الإسلام وافق قوله قول ابن سينا ونظرائه فهو قائل بذلك القول بغض النظر عن مقصوده
ثم عندما تأمل القول في درء التعارض وعرف عواره وفساده أبطله وبيّن أن جمهور العقلاء لا يجعلون العلّة الغائية علّة فاعلية كما هو صريح ذلك القول
ونحن لم نؤمر بأن نشق عن صدور الناس كما ذكرت قبل ذلك.
فمن قال هذه الجملة فقد قال بقول ابن سينا بغض النظر عن مقصوده.
فإن بيّن لنا أن مقصوده بالعلة الغائية هو تصورها وإرادتها وليس نفس العلة الغائية أعلمناه أن قصده صحيح لكن نفس هذا القول غير صحيح لأن الذين أطلقوه من الفلاسفة أرادوا به معنى باطلا وهو أدلّ على مقصودهم منه على مقصوده، وإن كان مقصودهم باطلا ومقصوده صحيحا
أمّا دعوى أنّي أردت أن شيخ الإسلام أراد بهذه الكلمة نفس ما أراده ابن سينا فلم يكن مني قط
بل كررت كلمة (بغض النظر عن مقصوده) احترازا من ذلك.
فابن تيمية وافقهم في قولهم وهو واضح، أما الموافقة في القصد فأين هو؟
وعندما ذكرت أننا نأخذ بظواهر الناس ونكل سرائرهم إلى الله قصدت نفس الأمر أننا نتعامل مع ظاهر الكلام وليس مع المقصود منه، فإنا لم نؤمر بأن نشق عن صدور الناس
فإذا قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا}
فمن قال للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعد نزول هذه الآية: (راعنا) كان قوله خطأ لمشابهته لقول اليهود بغض النظر عن مقصوده؛ لأنا لم نؤمر بأن نشق عن صدره لنعلم مقصوده
والكلام قد زاد وطال ولم أعد أدري هل من يعترض يوافق أصلا على عدم صحّة إطلاق هذه العبارة أم ماذا؟
والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/155)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 01:23 ص]ـ
بارك الله فيك ...
اسمع مني يا محب ..
1 - لم أجد عبارة: ((بغض النظر عن مقصوده)) في أصل الموضوع، وكأنك ذكرتَها بعد استدراك الأخ فيصل.
2 - لقد بينتُ أن شيخ الإسلام وافق قوله قول ابن سينا ونظرائه فهو قائل بذلك القول بغض النظر عن مقصوده
هذا الكلام من أعجب ما قرأتُ لك ولم أقرأه لغيرك ...
القول هنا هو اللفظ واللفظ بإزائه معنى ....
فلا يقال: قال شيخ الإسلام بقول ابن سينا إلا إذا كان لفظ شيخ الإسلام ومعناه هو ذاته لفظ ابن سينا ومعناه ...
فإن وافق شيخ الإسلام ابن سينا في اللفظ دون المعنى يُقال وافقه في اللفظ دون المعنى وحينئذٍ تكون الموافقة في العبارة فقط ... وهذا ديدن أهل العلم ... أما أن يقال: وافق قوله قول ابن سينا ونظرائه فهو قائل بذلك القول بغض النظر عن مقصوده
فهذا لا يقوله أحد ولا يصنعه أحد ...
3 - قلتَ: ثم عندما تأمل القول في درء التعارض وعرف عواره وفساده أبطله
وهذا صريح في أنك ترى أن شيخ الإسلام كان أولاً على غير الحق ثم تأمل وعرف العوار بعد أن لم يكن يعرفه وعرف الفساد بعد أن لم يكن يعرفه وأبطل القول بعد أن لم يكن يُبطله ..... فهل عندك في هذا من جواب (؟؟؟)
4 - ونحن لم نؤمر بأن نشق عن صدور الناس كما ذكرت قبل ذلك.
فمن قال هذه الجملة فقد قال بقول ابن سينا بغض النظر عن مقصوده.
اسمح لي يا شيخ عيد فهذا من أبطل الباطل وأفسده .... فأنا أفهم أن من نطق بلفظ يشبه لفظ مبتدع قد ُيمنع من إطلاق اللفظ سداً للذريعة أما أن يقال: ما دام قال بلفظ المبتدع فقد قال بقوله وإن لم يوافقه في اللفظ والمعنى جميعاً فهذا ما لا أعلم أن أحداً يقول به ...
5 - قلتَ: وعندما ذكرت أننا نأخذ بظواهر الناس ونكل سرائرهم إلى الله قصدت نفس الأمر أننا نتعامل مع ظاهر الكلام وليس مع المقصود منه،
وهذا أيضاً من أبطل الباطل وأفسده ....
وظاهر الكلام الذي يتبادر إلى فهم السامع والقارئ شئ،والذي يُريده المتكلم بكلامه شئ آخر .... ومن جعل فهمه لكلام المتكلم حكماً على ما يُريده المتكلم فقد أفسد ولم يُصلح ...
والواجب على كل من نظر في كلام متكلم أن يبذل في وسعه في فهم ما أراد المتكلم بكلامه فإن ظهر له أنه أطلق لفظاً وأراد به معنى معيناً لم يكن لهذا الناظر أن يحاسبه على ظاهر اللفظ دون ما يتضمنه اللفظ من معاني ..
6 - قلتَ: لأنا لم نؤمر بأن نشق عن صدره لنعلم مقصوده
ومن ذا طلب منك أن تشق صدر المتكلم لتعلم مقصوده (؟؟؟)
غاية ما أُمرتَ به أن تتأمل كلام المتكلم: سباقه ولحاقه، وقرائنه اللفظية الداخلية والخارجية ... وأن تجمع كل ذلك في صعيد واحد؛لتعلم مراد المتكلم بكلامه على وجه يسوقك إلى العدل في فهم الكلام ... وتلك سنة خير في فهم كل كلام لكل متكلم من الكلام الإلهي إلى الكلام النبوي مروراً بالكلام البشري العادي ... وهذا أمر بعيد كل البعد عن شق الصدور والسرائر وما إلى ذلك ...
والذي يظهر لي -وقد أكون على خطأ-: أنك ظننتَ الشيخ أخطأ ووافق ابن سينا أولاً .. ثم أبطل قوله لما تبين له خطأه ورجع إلى القول الحق، ثم لما بين لك الشيخ فيصل أن القول من الشيخ متحد صائب في غاية المفارقة لابن سينا=فزعتَ إلى ما ذكرتَ من تخطئة القول بقطع النظر عن مقصوده ...
وهذا مسلك باطل كما بينتُ لك؛لأن القول هو اللفظ والمعنى معاً وقطع القول عن مقصود قائله غير متصور أصلاً إلا إذا وضعت كلمة: القول محل كلمة: اللفظ ... وحينئذ تكون العبارة: لفظه لفظ ابن سينا ...
وهذا لا يتم أيضاً في كلام شيخ الإسلام ... وإن تم فلا يُشتغل به لأن سياق كلامه واضح في مراده ... والشيخ-رحمه الله -كان يخاطب أقواماً لا يشتبه عليهم كلامه ومراده أصلاً ...
فالعيب ليس عليه ... وإنما العيب على من يقطع قوله عن سياقه ثم يقطعه عن معناه ثم يؤاخذه به ...
دمت موفقاً ...
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 03:28 ص]ـ
بارك الله فيك ...
اسمع مني يا محب ..
1 - لم أجد عبارة: ((بغض النظر عن مقصوده)) في أصل الموضوع، وكأنك ذكرتَها بعد استدراك الأخ فيصل.
نعم؛ لأنني في أصل الموضوع لم أتعرض لنية شيخ الإسلام ولا لقصده، ولكن لما اعترض المعترض بذلك ذكرت هذه العبارة، بيد أنه ظل يعترض بعدها بنفس الاعتراضات ويقتبس من كلامي ما يؤيد به كلامه معرضا تماما عن هذه الجملة التي تنسف اعتراضاته اللاحقة فهل وضح الأمر؟
وهذا صريح في أنك ترى أن شيخ الإسلام كان أولاً على غير الحق ثم تأمل وعرف العوار بعد أن لم يكن يعرفه وعرف الفساد بعد أن لم يكن يعرفه وأبطل القول بعد أن لم يكن يُبطله ..... فهل عندك في هذا من جواب (؟؟؟)
إن كنت تقصد: (كان على غير الحق) أنه كان يقصد نفس ما قصده ابن سينا فهذا ما لم أقله قط، ولا أظنك تظن ذلك فيّ.
وإن كنت تقصد: (كان على غير الحق) لإطلاقه للكلمة التي أرى عدم صحة إطلاقها بغض النظر عن قصد قائلها، فنعم لكن مثل هذا لا يسمى: (كان على غير الحق) لكن يقال مثلا: قول اشتهر فقاله بغير تحرير فلما تبيّن له عواره تركه بل وردّه وهذا معنى ما قلت في أصل موضوعي
وأكتفي بذلك؛ لأن كل ما ذكرته بعد ذلك يدور في فلك واحد دون أن تبين لي، ولا غيرك ممن شارك:
هل توافقون على عدم صحة إطلاق هذه الكلمة: (العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية) أم لا توافقون؟
فهذا طريق أقصر للوصول إلى الحق لمن أراده فعلا فلماذا لم يسلكه أحد؟
والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/156)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 02:11 م]ـ
لكن يقال مثلا: قول اشتهر فقاله بغير تحرير فلما تبيّن له عواره تركه بل وردّه
وهل هذا القول الذي اشتهر فقاله شيخ الإسلام بغير تحري قبل أن يتبين له عواره=هل هو لفظ ابن سينا ومعناه، أم اللفظ دون المعنى (؟؟؟؟)
إن قلت: لفظه ومعناه فقد ثبت أنك كنت تعتقد أن الشيخ يقول بقول ابن سينا على نفس مقصود ابن سينا .. وهو محل إنكار من أنكر عليك ..
وإن قلتَ: بل هو لفظ ابن سينا دون معناه،يقال لك: فهذا أعجب شئ قيل، فإذا كان الشيخ قد قال بلفظ ابن سينا دون معناه فأي عوار ذلك الذي سيتبين له (؟؟؟)
إنما العوار في لفظ ابن سينا ومعناه معاً ....
وإذا كان الشيخ قد قال بلفظ ابن سينا دون معناه فهل يكون قد اتبع المشهور بغير تحرير (؟؟؟؟)
لا بالطبع لأن المشهور الباطل المحتاج للتحرير هو لفظ ابن سينا ومعناه معاً ...
وهذا الباطل الذي تركه شيخ الإسلام ورده بعد أن كان يقول به هل هو لفظ ابن سينا دون معناه أم اللفظ والمعنى (؟؟؟)
الثابت واللائح في كلامك أنه لفظ ابن سينا ومعناه لأنه هو الذي انصب عليه رد شيخ الإسلام، وبالتالي يكون منصوص كلامك أن الشيخ كان يقول بلفظ ابن سينا ومعناه وهذا هو محل إنكار من أنكر عليك ..
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 02:22 م]ـ
لا أدري ما العجب والفساد في أن أقول لمن قال ذلك، هذا قول الفلاسفة بغض النظر عن مقصوده؟
فمثلا لو قال واحد من أهل الفضل:
الله موجود في كل الوجود
فأقول له: هذا قول الحلولية بغض النظر عن مقصوده بل مع علمي بأنه لا يقصد ما قصده أهل الحلول
فهل إذا رجع عن قوله لتبينه عوار هذا القول، نقول هذا دليل على أنه كان يقصد المعنى الذي قصده الحلولية؟
ولو قال واحد من اهل الفضل:
الله كان ولا مكان
فأقول له: هذا قول المعطلة بغض النظر عن مقصوده بل مع علمي بأنه لا يقصد ما قصده أهل التعطيل
فهل إذا رجع عن قوله لتبينه عوار هذا القول، نقول هذا دليل على أنه كان يقصد المعنى الذي قصده المعطلة؟
ألم يقل الإمام أحمد عن قولهم: خلق الله آدم على صورته أي صورة آدم أو صورة المضروب
ألم يقل: هذا قول الجهمية؟
أتدري كم من المنتسبين إلى عقيدة السلف قال بهذا القول الذي جعله الإمام قول الجهمية؟
لا أقول لك في عصره ولا قبله، بل هل تدري عدد من قال ذلك من المنتسبين إلى عقيدة السلف بعد الإمام أحمد من لدن أبي بكر بن خزيمة إلى أبي بكر الجزائري مرورا بالعشرات من أهل الفضل؟
فهل نقول: هؤلاء جهمية لأن القول يستلزم اللفظ والمعنى معا كما تقول؟
أم نقول: هؤلاء قالوا بقول الجهمية وإن لم يوافقوهم في مقصودهم، فالجهمية مقصودهم نفي الصورة لنفي الصفات عموما، وهؤلاء مقصودهم نفي تشبيه الله بخلقه مع إثباتهم للصورة والصفات بالأحاديث الأخرى؟
أم أن كلام الإمام أحمد من أعجب العجب وأفسد الفساد؟ ويلزمه ما ذكرت:
بل هو لفظ ابن سينا دون معناه، يقال لك: فهذا أعجب شئ قيل، فإذا كان الشيخ قد قال بلفظ ابن سينا دون معناه فأي عوار ذلك الذي سيتبين له (؟؟؟)
وللتوسع في هذا موضع آخر
والله الموفق
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 02:29 م]ـ
وبعيدا عن الوقوف في بنيات الطريق، أقول:
هذا كلامي الأصلي قبل الجدل الذي أكثره عقيم: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (2/ 30): "والعلة الغائية هي المقصودة التي هي أعلى وأشرف بل هي علة فاعلية للعلة الفاعلية"
وقد كرر شيخ الإسلام رحمه الله هذا المعنى في أكثر من موضع في كتبه وفتاواه.
فقال في مجموع الفتاوى (18/ 309):
"ولهذا كانت العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية"
وفي رسالة الزهد والورع والعبادة (1/ 27):
"ولهذا يقال: العلة الغائية علة فاعلية فإن الإنسان للعلة الغائية بهذا التصور وهذه الإرادة صار فاعلا للفعل وهذه الصورة المرادة المتصورة في النفس هي التي جعلت الفاعل فاعلا فيكون الإنسان متبعا لها"
وتابعه على ذلك تلميذه الحافظ ابن القيم رحمه الله فقال في شفاء العليل (1/ 189): "العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية"
قلت: وهذا القول مشهور في كتب الفلاسفة، وهو خلاف مقتضى العقل وخلاف ما عليه جمهور أهل السنة وعقلاء المتكلمين؛ فإنهم لا يجعلون العلة الغائية علة فاعلية؛ لأن ذلك يستلزم إما التسلسل في العلل وإما الدَّور وكلاهما ممتنع عقلا، ولكنهم يقولون: إن السابق في الذهن هو تصور العلة وإرادتها وليس ذاتها.
وقد خالف شيخ الإسلام رحمه الله قوله السابق وردَّه، بل ونسبه إلى الفلاسفة ـ كما ذكرتُ ـ في درء تعارض العقل مع النقل (5/ 231) فقال:
"وجمهور العقلاء يقولون: السابق هو تصور العلة الغائية وإرادتها. وأما ابن سينا ونحوه من الفلاسفة فيقولون: بل نفس العلة هي السابقة في الذهن ويقولون: العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. وجمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية بل يقولون: تصور الفاعل لها وإرادته لها به صار فاعلا فلولا تصور الغاية والإرادة لها لما كان فاعلا."
وكأنَّ هذا ما انتهى إليه قوله في هذه المسألة والله أعلم، وهو الصواب إن شاء الله تعالى. فهذا نص كلامي الأصلي كما هو بغير زيادة ولا نقصان
فأين الخطأ فيه؟
لقد ذكرت أمورا، فليحدد لي من يناقش ما يخالفني فيه منها حتى لا يصير الجدال عقيما، وأذكرها في نقاط:
1 - قول: (العلة الغائية علية فاعلية للعلة الفاعلية) مشهور في كتب الفلاسفة. (فهل من معترض؟)
2 - جمهور أهل السنة وعقلاء المتكلمين لا يجعلون العلة الغائية علة فاعلية (فهل من معترض؟)
3 - ردَّ شيخ الإسلام هذا القول في درء التعارض ونسبه إلى الفلاسفة (فهل من معترض؟)
4 - نسبة هذا القول إلى الفلاسفة وردّه هو ما انتهى إليه قول شيخ الإسلام في هذه المسألة، والله أعلم، وهو الصواب إن شاء الله تعالى (فهل من معترض؟)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/157)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 04:12 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أحببت أن أؤكد على بعض الأمور، أكثرها مجرد تلخيص لما سبق في الموضوع ..
أولا: أن كل من قرأ أصل الموضوع لم يفهم ما يقوله الأخ عيد مؤخّرًا، وأنا أحدهم، فالجميع فهم أم الأخ عيد يستنكر على شيخ الإسلام الموافقة في اللفظ والمعنى، لا اللفظ فقط كما يقول الأخ عيد مؤخّرًا.
ولو قُدّر أن يكون هذا عيبًا، فلا شك أنه من الكاتب لا من القارئ، فلا يمكن أن يجتمع القراء على فهم شيء لم يرده الكاتب إلا ويكون ذلك عيبه.
ثانيًا: أن صياغة الأخ عيد للموضوع أولا لا تساعده على المعنى الذي يوضّحه في مشاركاته التالية، بل هي واضحة قاطعة فيما فهمه الإخوة، من أنه يغلّط معنى كلام شيخ الإسلام لا لمجرد لفظه.
فالأخ عيد يقول بعد أن ساق كلام شيخ الإسلام وتلميذه:
قلت: وهذا القول مشهور في كتب الفلاسفة، وهو خلاف مقتضى العقل وخلاف ما عليه جمهور أهل السنة وعقلاء المتكلمين؛ فإنهم لا يجعلون العلة الغائية علة فاعلية؛ لأن ذلك يستلزم إما التسلسل في العلل وإما الدَّور وكلاهما ممتنع عقلا، ولكنهم يقولون: إن السابق في الذهن هو تصور العلة وإرادتها وليس ذاتها.
وقد خالف شيخ الإسلام رحمه الله قوله السابق وردَّه، بل ونسبه إلى الفلاسفة ـ كما ذكرتُ ـ في درء تعارض العقل مع النقل (5/ 231) فقال:
"وجمهور العقلاء يقولون: السابق هو تصور العلة الغائية وإرادتها. وأما ابن سينا ونحوه من الفلاسفة فيقولون: بل نفس العلة هي السابقة في الذهن ويقولون: العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. وجمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية بل يقولون: تصور الفاعل لها وإرادته لها به صار فاعلا فلولا تصور الغاية والإرادة لها لما كان فاعلا."
وكأنَّ هذا ما انتهى إليه قوله في هذه المسألة والله أعلم، وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
وبذلك يُعلم خطأ مَن تصوّر أن الإلوهية تعتبر علة فاعلية للربوبية، وهو ما انتشر على ألسنة الكثير بغير تحرير.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل
وإذا قيل (قال العالم قولا ثم رجع عنه بقول آخر) = لم يكن ذلك مصروفا إلا إلى لفظ ومعنى مراد لا إلى لفظ فقط، وهو ما نبه عليه الأخ أبو فهر.
كذلك لا يقال إن شيخ الإسلام خالف ما عليه جمهور أهل السنة إلا إن كان الكلام حول معنى الكلام لا لفظه، فإن اللفظ متفق على احتماله الصواب إن خلا من القرينة توضح مقصود القائل.
فكيف ولفظ شيخ الإسلام واضح في مراده؟
(تنبيه: شيخ الإسلام قال بما يتفق عليه العقلاء، ولو أنه قال بقول ابن سينا فقد خالف كل العقلاء سوى شذاذ الفلاسفة، لا جمهور أهل السنة فقط).
كذلك ختم الأخ عيد موضوعه بقوله: (وبذلك يُعلم خطأ مَن تصوّر أن الإلوهية تعتبر علة فاعلية للربوبية، وهو ما انتشر على ألسنة الكثير بغير تحرير).
ومع كون نفي هذه العبارة فيه ما فيه، لكن المقصود أنها تؤكّد أن الأخ عيد يتكلم على المعاني لا على مجرد الألفاظ.
ثالثًا: إذا قال قال: (ذات العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية).
أو قال قائل: (ذات الغاية توجد قبل فعل الغاية).
أو قال القائل: (عين العلة الغائية فاعلة للعلة الفاعلية).
فإذا تأمل العاقل في هذه الألفاظ فإنه يقطع بأن قائلها خالف مقتضى العقل الصريح ..
وأن هذا القول مناقض لبداهة المعقول ولا يحتاج في رده إلا حكايته للصبيان ..
فهذا هو قول هذه الطائفة المخبولة من الفلاسفة ولكن يضاف إليه أنهم يقولون إن هذه الذات التي وُجدت أولاً (علة فاعلية) للعلة الفاعلية التي هي مؤثرة في وجود نفس الغاية!
أي أن وجود هذه الذات شرط في الفعل أو عدم وجودها مانع من الفعل.
وهذا مناقض لصريح العقل كما سبق، وظنّي أنه قد حصل الاتفاق على كون هذا باطلا بداهة بيننا وبين الأخ عيد.
والذي أريد أن أقوله الآن: أن العاقل إذا قال: (العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية) لا يمكن لعاقلٍ أن يفهم أنه يريد بهذا ذات العلة الغائية ..
ويستفاد من ذلك أنه يستحيل أن يقول بهذا الخبل عاقل بدعوى أنه (جرى على المشهور من غير تحرير) ثم يرجع عن ذلك بعد أن يتبين له أنه خالف مقتضى العقل!
فكيف بفحل من فحول العقلاء وأهل السنة والجماعة؟! هذا والله من أعجب العجب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/158)
رابعًا: أن قول الأخ عيد إن شيخ الإسلام قال قوله الأول جريًا على المشهور ثم نقضه بعد أن حرره = قول فاسد.
وذلك لأمرين:
الأول: أن هذا القول غير مشهور، اللهم إلا في كتب الفلاسفة لا غير، وكون القول مشهورًا في كتب الفلاسفة يُنفّر منه المتكلمين، فكيف بفحل من فحول أهل السنّة؟!
وقد عرفنا من الأقوال الضالة في كتب المتكلمين مئات الأقوال، وبعضها يصدق عليه أنه مشهور، ومع ذلك لم يقل به شيخ الإسلام، بل كان خير كاشف للزيغ في كتبهم سواء المتعلق بالألفاظ أو بالمعاني.
والأمر الثاني: هديّة!
قال الإمام الهمام شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية أعجوبة دهره والدهور بعده:
( ... فالكلام في هذا المقام واسعٌ لا ينضبط هنا، لكن المعلوم من حيث الجملة أن الفلاسفة والمتكلمين من أعظم بني آدم حشوًا وقولاً للباطلِ وتكذيبًا للحقِّ في مسائلهم ودلائلهم لا يكاد - والله أعلم - تخلو لهم مسألة واحدة عن ذلك.
وأذكر أني قلت مرةً لبعض من كان ينتصر لهم من المشغوفين بهم - وأنا إذ ذاك صغير قريب العهد من الاحتلام - كل ما يقوله هؤلاء ففيه باطلٌ؛ إما في الدلائل، وإما في المسائل؛ إما أن يقولوا مسألةً تكون حقًّا لكن يقيمون عليها أدلةً ضعيفةً وإما أن تكون المسألة باطلاً.
فأخذ ذلك المشغوف بهم يعظّم هذا، وذكرَ مسألةَ التوحيد، فقلتُ: التوحيدُ حقٌّ لكن اذكرْ ما شئتَ من أدلتهم التي تعرفها حتى أذكرَ لك ما فيه ... )، وإليك به في مجموع الفتاوي (4/ 27) لتستمتع إن شاء الله.
أقول: يالله! فهذا شيخ الإسلام يعرف من حين كان صغيرًا يناهز الاحتلام أن القول الذي يتفرد به المتكلمون والفلاسفة خطأ كان ما كان، إما في الدليل أو في الدليل والنتيجة.
فكيف يقال إنه قال بقول لا يعرف إلا في كتب الفلاسفة من غير تحرير وهو فحل كبير؟!!
خامسًا: يقول الأخ عيد في آخر أقواله عن مقصده من الموضوع: إنه من الواجب عدم النطق بجملة: (العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية) لأن هذا لفظ الفلاسفة ..
فلا ينبغي النطق به مهما يكن المقصود ..
ويقول الأخ عيد:
هل توافقون على عدم صحة إطلاق هذه الكلمة: (العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية) أم لا توافقون؟
فهذا طريق أقصر للوصول إلى الحق لمن أراده فعلا فلماذا لم يسلكه أحد؟
أقول: وهذه طريقة فاسدة جدًّا في المنع من إطلاق الألفاظ ..
وسوف أسلك هذه الطريق التي أرادها وأجيب على سؤاله فأقول:
فاللفظ إما أن يكون صريحًا في الحق .. أو يكون صريحًا في الباطل .. أو موهم للحق والباطل ..
ونحن نتفق أن هذه الجملة غير صريحة في الباطل ..
وينبغي أن نتفق أنها غير موهمة للحق والباطل ..
لماذا؟؟
لأننا شرحنا قبل ذلك أنه ما من عاقل (بل ونصف عاقل) يمكنه أن يفهم من هذه الجملة ما أراده منها الفلاسفة.
فكيف الحال إذا كان المراد أنكى وأضل؟
فهم يريدون: (نفس العلة الغائية سابقة في الذهن).
وإذا كان العاقل لا يفهم هذا الباطل منها بحال، لم يعد داع للقول بأنها موهمة.
فهي صريحة في الحق إذن والمراد (صورة الغاية) أو (إرادة الغاية) تكون علّة فاعلية للعلة الفاعلية مع وجود القدرة على الفعل وإرادته.
فإرادة الشبع وتصوره حاصل في الذهن لا بد قبل الأكل ..
وهذه الإرادة وهذا التصور هي الحاملة على فعل الأكل فمع وجود القدرة على الأكل وإرادته تكون علة فاعلية له.
سادسًا: كثيرًا ما يستخدم أهل الزيغ والضلال بعض الألفاظ أو المصطلحات الصحيحة وهم يريدون بها معاني باطلة فاسدة ضالة ..
وأحيانًا - أو لعله كثيرًا - يفعلون ذلك للتلبيس على العامة ..
ولا يعني هذا أن نمنع استخدام هذه الألفاظ الصحيحة أو العبارات التي لا يَفهم منها أيُّ عاقل فسادًا من أجل هذا الصنيع من هؤلاء.
قال شيخ الإسلام كما في المجموع (17/ 352):
( ... واسم التوحيد اسم معظم جاءت به الرسل ونزلت به الكتب فإذا جعل تلك المعانى التى نفاها من التوحيد ظن من لم يعرف مخالفة مراده لمراد الرسول صلى الله عليه و سلم أنه يقول بالتوحيد الذي جاءت به الرسل ويسمى طائفته الموحدين كما يفعل ذلك الجهمية و المعتزلة ومن وافقهم على نفي شيء من الصفات و يسمون ذلك توحيدًا، و طائفتَهم الموحدين ويسمون علمهم علم التوحيد.
كما تسمى المعتزلة ومن وافقهم نفي القدر عدلاً ويسمون أنفسهم العدلية وأهل العدل.
ومثل هذه البدع كثيرٌ جدًّا؛ يعبَّر بألفاظ الكتاب والسنة عن معان مخالفة لما أراده الله و رسوله بتلك الألفاظ ولا يكون أصحاب تلك الأقوال تلقوها ابتداء عن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه و سلم بل عن شُبَه حصلتْ لهم وأئمة لهم وجعلوا التعبير عنها بألفاظ الكتاب والسنة حجةً لهم وعمدة لهم ليظهر بذلك أنهم متابعون للرسول صلى الله عليه و سلم لا مخالفون له ... ).
فالشاهد أن أهل الضلال قد يعبرون بألفاظ الكتاب والسنة على معانٍ باطلة مع أنها في الغاية من الفصاحة والنهاية من البيان والقطع في الدلالة على الحق ..
فكيف بدون ذلك من الألفاظ؟
إذن فالعبرة باللفظ وكونه صريحًا في الدلالة لعى الحق، ثم لا اعتبار بعد ذلك باستخدام المبتدع له على معنى باطل.
وجملتنا ألفاظها من هذا القبيل ..
لأنه ما من عاقل يخطر بباله مراد الفلاسفة ..
فالمقصود:
أن كل من أطلق عبارة (العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية) لا تثريب عليه ..
إلا أن يتبين من نفس كلامه أنه أراد مراد الفلاسفة الذي لا يخطر ببال عاقلٍ ..
وهذه الدقيقة أول من أشار إليها هو الشيخ فيصل بارك الله فيه حين قال مكرّرًا:
(ولو عرف مذهب ابن سينا لعلم أنه هو أصلاً يحتاج لتصريح ودليل قوي لاتهام الناس به لأنه مذهب شنيع يحتاج الرجل لجهد لتصوره فكيف القول به).
وشهادة حق، الشيخ فيصل من أحسن من يمكن أن يستفاد منه في باب الرد على الفلاسفة والمتكلمين ممن يكتب على الشبكة، إن لم يكن أحسنهم مطلقًا في رأيي.
والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/159)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 04:56 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أحببت أن أؤكد على بعض الأمور، أكثرها مجرد تلخيص لما سبق في الموضوع ..
أولا: أن كل من قرأ أصل الموضوع لم يفهم ما يقوله الأخ عيد مؤخّرًا، وأنا أحدهم، فالجميع فهم أم الأخ عيد يستنكر على شيخ الإسلام الموافقة في اللفظ والمعنى، لا اللفظ فقط كما يقول الأخ عيد مؤخّرًا.
ولو قُدّر أن يكون هذا عيبًا، فلا شك أنه من الكاتب لا من القارئ، فلا يمكن أن يجتمع القراء على فهم شيء لم يرده الكاتب إلا ويكون ذلك عيبه.
سبحان الله أين هذا الاتفاق؟ أصرت أنت ومن معك إجماعا؟
وأما دعوى أن كلامي لا يفهم منه إلا أني أتهم شيخ الإسلام أنه يقصد نفس المعنى الذي أراده الفلاسفة، فالله يحكم بيني وبينكم في هذا البهتان الذي ترمونني به وأنتم على علم ببطلانه.
ومع ذلك فأعيد ما ذكرته:
لو قال قائل من أهل الفضل:
الله موجود في كل الوجود
وهذا قول منتشر على ألسنة العامّة وبعض الخاصة، فهل معناه أنهم يقصدون نفس ما قصده الحلولية، كلا والله بل لو ذكرت لأحدهم ما يقصده الحلولية بهذا القول لنفر منه واستقبحه، ولبيّن لك أنه ما قصد إلا سعة علم الله وإحاطته بكل شيء
لكن هل نقرّه على قوله لصحة مقصوده؟ كلا، بل لابد أن يعلم أن نفس هذا القول غير صحيح بغض النظر عن مقصوده
فهل إذا رجع عن قوله لتبينه عوار هذا القول، نقول له رجوعك دليل على أنك كنت تقصد نفس المعنى الذي قصده الحلولية وإلا لما رجعت؟
ما أقبح مثل هذه الإلزامات الفاسدة
ولو قال قائل من أهل الفضل:
الله كان ولا مكان
وهذا قول منتشر على ألسنة العامّة وبعض الخاصة أيضا، فهل معناه أنهم يقصدون نفس ما قصده المعطلة، كلا والله بل لو ذكرت لأحدهم ما يقصده أهل التعطيل بهذا القول لنفر منه واستقبحه، ولبيّن لك أنه ما قصد إلا أولية الله في الأزل وأن الله كان ولم يكن شيء معه
لكن هل نقرّه على قوله لصحة مقصوده؟ كلا، بل لابد أن يعلم أن نفس هذا القول غير صحيح بغض النظر عن مقصوده
فهل إذا رجع عن قوله لتبينه عوار هذا القول، نقول له رجوعك دليل على أنك كنت تقصد نفس المعنى الذي قصده المعطلة وإلا لما رجعت؟
ما أقبح مثل هذه الإلزامات الفاسدة
وأما قولكم: كثيرًا ما يستخدم أهل الزيغ والضلال بعض الألفاظ أو المصطلحات الصحيحة وهم يريدون بها معاني باطلة فاسدة ضالة ..
وأحيانًا - أو لعله كثيرًا - يفعلون ذلك للتلبيس على العامة ..
ولا يعني هذا أن نمنع استخدام هذه الألفاظ الصحيحة أو العبارات التي لا يَفهم منها أيُّ عاقل فسادًا من أجل هذا الصنيع من هؤلاء. فهو من أعجب العجب!!!
فمَن قال إن هذه المقولة صحيحة أصلا ثم استخدمها الفلاسفة وأرادوا بها معاني باطلة فاسدة ضالة!!!
وكيف يكون هذا وما خرجت هذه المقولة إلا من رحم الفلاسفة، وما ركّبتها إلا عقولهم الفاسدة للدلالة على اعتقاداتهم المخبولة كما سميتها؟
ابن سينا سابق لشيخ الإسلام وقد استخدم هذه المقولة مريدا بها ذلك المعنى الفاسد ليس غيره كما نصّ على ذلك شيخ الإسلام نفسه في درء التعارض
فأخبرني مَن مِن أهل السنة قبل ابن سينا استخدمها مريدا بها المعنى الصحيح ثم جاء ابن سينا ونظرائه فأخذوها منه وأرادوا بها معاني باطلة ليلبّسوا على العامة كما زعمتَ؟
بل أخبرني مَن قال مِن السلف قديما: إن هذه المقولة من الألفاظ الصحيحة التي لا ينبغي أن نمنع من استخدامها من أجل هذا الصنيع من هؤلاء كما أوهمتَ؟
لقد تحوّل الموضوع إلى مراء لا نهاية له، وجدل عقيم لا غيث فيه، ولم يعد المتكلم يريد إحقاق حق ولا إبطال باطل، بل هو الغلّ الذي ملأ النفوس ليس إلا، ولو كان بنصرة أقوال الفلاسفة وإلباسها حُلل الصحّة والصواب، وتزيينها ولو بالتدليس والبهتان
فسأكتفي بذلك وليكتب مَن شاء ما شاء، وليدّعي عليّ ما شاء كيف شاء، والله يحفظني من كيده بما يشاء
وحسبي الله ونعم الوكيل
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 05:26 م]ـ
الحمد لله وحده ...
سبحان الله أين هذا الاتفاق؟ أصرت أنت ومن معك إجماعا؟
لست أنا ولا من علق هنا فقط ..
بل بعض الإخوة الآخرين الذين أعرفهم، وبعضهم أرسل لي على الخاص ..
وعلى كل حال أنا لم أقل هو إجماع ..
إنما مرادي من قرأ الموضوع وعلق عليه ..
==========
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/160)
وأما دعوى أن كلامي لا يفهم منه إلا أني أتهم شيخ الإسلام أنه يقصد نفس المعنى الذي أراده الفلاسفة، فالله يحكم بيني وبينكم في هذا البهتان الذي ترمونني به وأنتم على علم ببطلانه.
يعني كل من علّق في الموضوع ظلمك وبهتك وهو يعلم أنه اتهمك بباطل؟!
أخشى أن تكون عقدة: (كلهم يكرهونني) ..
===========
فأخبرني مَن مِن أهل السنة قبل ابن سينا استخدمها مريدا بها المعنى الصحيح ثم جاء ابن سينا ونظرائه فأخذوها منه وأرادوا بها معاني باطلة ليلبّسوا على العامة كما زعمتَ؟
بل أخبرني مَن قال مِن السلف قديما: إن هذه المقولة من الألفاظ الصحيحة التي لا ينبغي أن نمنع من استخدامها من أجل هذا الصنيع من هؤلاء كما أوهمتَ؟
المشكلة أنك وضعتَ بنفسك بينك وبين الفهم حاجزًا ..
إن كان مرادك: مَن أطلق هذا اللفظ؟
فلم أدّع ولم أزعم كما فهمتَ (ولن أقول مثلك: بهتني) أن أحدًا تلفّظ به.
أما معنى هذا اللفظ فيبدو أنك معرض عنه بكليتك إلى الآن، فأعانك الله.
إنما جئت بهذا المثال لأقول في آخره:
إذن فالعبرة باللفظ وكونه صريحًا في الدلالة لعى الحق، ثم لا اعتبار بعد ذلك باستخدام المبتدع له على معنى باطل.
فقط ..
ولونته لك بلون مختلف ليظهر فلم ينفع ..
سأحاول أن أجرب تكبير الخط أيضًا في المرات القادمة ..
=============
لقد تحوّل الموضوع إلى مراء لا نهاية له، وجدل عقيم لا غيث فيه، ولم يعد المتكلم يريد إحقاق حق ولا إبطال باطل، بل هو الغلّ الذي ملأ النفوس ليس إلا، ولو كان بنصرة أقوال الفلاسفة وإلباسها حُلل الصحّة والصواب، وتزيينها ولو بالتدليس والبهتان
أما الغل و ... بقية ما حكمت به على قلوب إخوانك فهذه عند الله، وعن نفسي قد أسامحك ..
وأما قولك:
(بنصرة أقوال الفلاسفة وإلباسها حُلل الصحّة والصواب، وتزيينها ولو بالتدليس والبهتان)
فإن كنتَ تريد أن تؤذيني فأبشرلقد أفلحتَ وأبلغتَ في إذايتي!
فهذا السطر عندي كبيرة، بل أكبر الكبائر منك في حقّي ..
أن أكون مناصرًا للفلاسفة مزينًا لأقوالهم ولو بالبهتان والتدليس.
وبيننا موعد عند رب العالمين أخاصمك على هذا الاتهام الشنيع، وبالله لا أسامحك عليها قط ..
فافرح بفعلك إن شئت ..
والله الموعد ..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..
ـ[فيصل]ــــــــ[30 - 04 - 08, 06:31 م]ـ
أخي عيد: الشق والله أوسع من الرقعة، وبالفعل أحسن لك أن تترك الموضوع إن كنت ستظل تغرق نفسك في محاولات الترقيع المكشوفة، دون أن تعترف بأخطاءك الواضحة للعيان، وليتك والله تركته من الأساس وليقل جاهل تصدر .. إلخ أحسن من أن يقال معها كذاب:
وسل العياذ من التكبر والهوى ... فهما لكل الشر جامعتان
وهما يصدان الفتى عن كل طر ... ق الخير إذ في قلبه يلجان
فتراه يمنعه هواه تارة ... والكبر أخرى ثم يشتركان
والله ما في النار إلا تابع ... هذين فاسأل ساكني النيران
والله لو جردت نفسك منهما ... لأتت اليك وفود كل تهان
المضحك أنك تتهمني-بهتاناً- بالبتر!! ويبدو أنك متضايق!! شيء مضحك حقاً أظنك نسيت بترك لكلام شيخ الإسلام في الموضوع الأصل أليس كذلك؟! أنسيت إظهارك في الموضوع الأصل للجملة دون سياقها ولا حتى بيان مراده الصحيح-الذي ظهر لنا مؤخراً أنك تعلمه ولكن ما فائدة علمك به دون إظهاره للقاريء؟!!! - لم لم تعلق على هذه بشيء؟؟ وهذه لوحدها مصيبة! فكيف بما بعد ذلك.
أما دعاءك فانا أدعي لك بأحسن منه إن شاء الله فأقول:
اللهم اصرف هذا الرجل عن ظلم أئمة السنة والتعرض لهم بجهله أو هواه وعن الردود الهزيلة على أهل البدعة وسخره لما ينفع الإسلام والمسلمين
أخي الشيخ أبو فهر: وفيك بارك
أخي الشيخ الأزهري السلفي: سامحك الله يا أبا حمزة قلت فيني والله ما لا أستحق، فاللهم اجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالا يعلمون، وقد طلبت بعد إذنك من المشرف حذف الجملة، بارك الله بك على ما قدمت
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 06:45 م]ـ
أخي الشيخ الأزهري السلفي: سامحك الله يا أبا حمزة قلت فيني والله ما لا أستحق، فاللهم اجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالا يعلمون، وقد طلبت بعد إذنك من المشرف حذف الجملة، بارك الله بك على ما قدمت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/161)
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..
الحمد لله وحده ...
أحسبك كما قلتُ والله حسيبك ولا أزكيك على الله.
هذا ما نسيتُه سابقًا، ولو أنني ما نسيتُه ما أذنت في الحذف .. فلنترك للمشرف الاختيار بين الحذف والترك ..
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 07:43 م]ـ
الحمد لله وحده ...
وقد تذكرتُ أمرًا أردتُ أن أنبه عليه في قبل ذلك ولكنني آثرتُ تركه طمعًا في رجوع الأخ عيد.
ثم نسيته وما تذكرته إلا الآن ..
فقد لفت نظري أنه عزا على التعريفات للجرجاني هكذا:
وقد ذكر الجرجاني في التعريفات (1/ 202) ...
وقد تعجّبتُ لأن كتاب التعريفات للجرجاني صغير، نسختي منه في غلاف واحد فقط، وكنتُ قد اشتريته من معرض الكتاب قبل سنوات ولم يتجاوز سعره 10 جنيهات فيما أذكر.
ولا أعلم ولم أظنّ أن له طبعة في أكثر من جزء واحد.
فخطر ببالي أن الأخ عيدًا ينقل من الشاملة من غير تحرير ولا تركيز، فرجعتُ إليها فوجدته نفس العزو في الشاملة، مع أنّ بطاقة الكتاب في برنامج الشاملة تقول إن الكتاب في جزء واحد!
وهذا الصنيع قد مر علينا من قبل من قِبَل بعض المحققين، وهو نتاج الاعتماد على برامج البحث وأخذ ما فيها من صواب وخطأ.
=====
ثم تأمّلتُ فوجدتُ الأخ عيدًا قد أخطأ أيضًا في عزوه على درء التعارض في أول الموضوع حين عزا عليه:
وقد خالف شيخ الإسلام رحمه الله قوله السابق وردَّه، بل ونسبه إلى الفلاسفة ـ كما ذكرتُ ـ في درء تعارض العقل مع النقل (5/ 231) فقال:
ثم نقل نصًّا من المجلد العاشر (10/ 51) كما ذكر الشيخ فيصل وذكرتُ بعدَه، ولا يوجد هذا النص ولا شبهه في المجلد الخامس.
وهذا بحسب الطبعة المعتمدة في العزو ..
فقلتُ لعله من أخطاء التسرع أيضًا ومن علل الاعتماد الكلّي على البرامج ..
ولكن لعله أيضًا يعزو على طبعة أخرى مخالفًا للطبعة الكاملة المعتمدة من غير تبيين.
لكن تبين لي أنه أخطأ مرة ثانية وأنه اعتمد على الشاملة من غير مراجعة الكتاب، فتابع البرنامج على ما فيه من الخطأ.
والدليل على ذلك أن عزوه (5/ 231) هو نفس العزو الذي في الشاملة ..
وهو غلط لأن بطاقة الكتاب عندهم كالآتي:
الكتاب: درء تعارض العقل والنقل
المؤلف: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس
الناشر: دار الكنوز الأدبية - الرياض، 1391
تحقيق: محمد رشاد سالم
عدد الأجزاء: 10
وطبعة الكنوز الأدبية الواقعة في 10 مجلدات هي المعتمدة في العزو ..
وهي التي عزا عليها الشيخ فيصل وعزوتُ عليها ..
والملاحظ أن ترقيم الأجزاء في الشاملة ينتهي عند الرقم (5) فقط مع أن الكتاب عندهم كامل ..
فالكتاب غير موافق للمطبوع، عكس ما ظن الأخ عيد هداه الله.
وحينها استظهرتُ أن الأخ عيدًا كتب في الشاملة (العلة الغائية علة فاعلية ... ) أو نحو ذلك ..
وما خرج له من نتائج كان عمدته في هذا الموضوع ..
وهذه الطريقة لها مساوئ عدّة، من ضمنها أن الباحث قد لا يصبر ويقرأ سباق الكلام ولحاقه، فلا يفهم المراد جيدًا، فيقع فيما وقع فيه الأخ عيد.
فالرجاء من الإخوة عدم اتباع هذه الطريقة، وعدم الاعتماد على البرامج بالكلية، وإنما يستفاد منها في البحث أحيانًا فحسب، ثم يجب العودة إلى الكتب، ويحذر من الأخطاء في إدخال النصوص أو في العزو إليها.
فإن اضطر إلى النقل منها لعدم توفر الكتاب عنده، فمن الأمانة تبيين ذلك للقارئ حتى يحذر هو من هذه الأخطاء إن كان الكتاب المنقول منه عنده.
وكثيرًا جدًّا ومنذ زمان أقول لإخواني حين أرى مثل هذه الموضوعات: سامح الله الشاملة، التي جعلت الكثير يظن أنه ذو شأن واستئهال للتصدر والاعتراض على الكبار بمجرد ضغطة زر، ولو من غير فهم.
فالله المستعان.
ـ[أبو أحمد الجدي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 08:29 م]ـ
حُذف
## المشرف ##(48/162)
منهج أهل السنة والجماعة 2
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 03:05 م]ـ
-تعريفات مهمة:
.معنى أهل السنة والجماعة:
السنة هنا ضد البدعة بينما الجماعة ضد الفرقة وعلى هذا فأهل السنة والجماعة: هم من سار على الطريقة التي سار عليها الصحابة من اتباع السنة والحرص على جماعة المسلمين والحرص على الإتباع وترك الإبتداع، وسموا أهل السنة لتميزهم عن الروافض اللذين طعنوا في الصحابة. وسموا أهل الجماعة لتميزهم عن الخوارج اللذين هم أهل الفرقة.
ومن أسمائهم الثابتة:
(أهل الأثر-أهل الحديث-السلف-الطائفة المنصورة-الفرقة الناجية) فيرجع إلى تعاريفها.
ومنهج أهل السنة والجماعة: هوطريقهم الواضح المستقيم في العقيدة والعبادة والسلوك والأخلاق والعمل.
وما أكثر من يدعي لنفسه هذا اللقب لكن الميزان الذي نعرف به أهل السنة والجماعة هو الكتاب والسنة ومدى تقيد من يدعي هذا اللقب بهما.
-مميزات المنهج الحق:
1.الربانية فهو من عند الله عز وجل.
2.أنه منهج منجي من النار بدليل حديث الإفتراق.
3.أنه منهج وسطي بين الغلو والجفاء (يرجع إلى الواسطية لابن تيمية)
4.أنه منهج مجمع عليه من القرون المفضلة.
5.أنه منهج سهل ميسر لمن أراد الحق والهدى.
6.أنه منهج عادل لأنه من عند الله.
-الثمرات المترتبة على دراسة العقيدة:
1.ابتعاد المسلم عن الشكوك والأوهام والتضارب.
2.تعظيم نصوص الكتاب والسنة.
3.الإرتباط بالسلف الصالح من القرون المفضلة والإعتزاز بما كانوا عليه من الهدى.
4.إتباع أمر الله بلزوم ماكان عليه السلف الصالح والنجاة من الوعيد الذي ينتج عن ترك منهاجهم.
5.توحيد صفوف المسلمين وجمع كلمتهم على الحق.
6.تحقق الإخلاص والسلامة في القول والعمل.
7.سلامة الصدر.
8.الإستغناء عن الناس.
9.الحزم والجد وعدم المداهنة في الحق.
وإلى اللقاء القادم وفيه:
-خصائص أهل السنة والجماعة في العقيدة والمنهج.
-الملامح العامة لأهل السنة والجماعة.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[17 - 04 - 08, 09:02 م]ـ
بارك الله فيك
موضوع مهم معظمنا لا يدري عنه شيئًا
استمر
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 03:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا.(48/163)
سلسلة " وقفات "مع السيد مجد الدين المؤيدي
ـ[أبو خولة اليماني]ــــــــ[17 - 04 - 08, 05:06 م]ـ
في هذه الروابط تجدون سلسلة الوقفات مع مرجع الزيدية في اليمن السيد مجد الدين المؤيدي:
بين ابن تيمية والمؤيدي (الحلقة الأولى)
http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=449
بين ابن تيمية والمؤيدي (الحلقة الثانية)
http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=455 (http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=455)
بين ابن تيمية والمؤيدي (الحلقة الثالثة)
http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=463 (http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=463)
بين المؤيدي وابن تيمية (الحلقة الرابعة)
http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=578 (http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=578)
هل قدح أهل السنة في أبي الطفيل رضي الله عنه؟!
http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=440 (http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=440)
هل قدح الإمام البخاري في هند بن أبي هالة رضي الله عنه؟!
http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=437 (http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=437)
دعوى السيد مجد الدين في حديث السفينة
http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=413 (http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=413)
بترٌ قبيح لكلام الإمام الذهبي في كتاب لوامع الأنوار
http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=414 (http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=414)
تحريف من اللوامع لكلام ابن حجر رحمه الله تعالى
http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=415 (http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=415)
إنكار المؤيدي لرفع الصوت بالصلاة الإبراهيمية عقب الصلاة
http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=517 (http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=517)
ـ[المقدادي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 07:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم(48/164)
إشكال في هذه المسألة العقدية.
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 06:43 م]ـ
السلام عليكم
حتى يتضح الإشكال لعلي آتي به على شكل حوار في حقيقته دار بيني و بين أحد المشايخ الفضلاء من خلال اتصال هاتفيّ، و قد استأذنت الشيخ بأني سأناقشه من دون تحفّظ،فقبل ذلك جزاه الله خيرا.
اتصال بالشيخ
الشيخ: نعم
سامي: السلام عليكم
الشيخ: و عليكم السلام
سامي: بارك الله فيكم شيخنا ها هنا مسألة مشكِلة في العقيدة؟
الشيخ: تفضل
سامي: عدد من العلماء - عليهم رحمة الله - عندما يذكرون حكم الذَّبح لغير الله يقولون بأنه شرك أكبر من دون تفصيل
الشيخ: نعم
سامي: و عندما يتكلمون عن الحلف بغير الله يفصِّلون فيقولون: إن كان يعتقد أن المحلوف به يملك شيئاً من النفع و الضر يكون شركا أكبر، و إلا كان أصغر
الشيخ: نعم!
سامي: لماذا لا يَجري هذا التقسيم على الذبح فنقول: إن كان يعتقد .. ، و إن لم يعتقد.
الشيخ: لأن الذبح عبادة
سامي:و الحلف عبادة!
الشيخ: إيه الذبح عبادة لا يجوز أن تصرف لغير الله (قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله ربا العالمين. لا شريك له)
سامي: و الحلف يجوز صرفه لغير الله؟
الشيخ: لا ما يجوز
سامي: إذن ما الفرق؟؟!!
الشيخ: زي ما قلت لك .. (و ندور في حلقة مفرغة)
سامي: جزاكم الله خيرا ..
انتهى الاتصال
و لم أجد جوابا شافيا لسؤالي
أطرح هذه المسألة لا من باب التنقص من قدر مشايخنا، معاذ الله، بل بحثا عن الحق.
فشاركوني أيها الإخوان في بحث هذه المسألة آجركم الله
و الله يتولاكم بحفظه
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 07:08 م]ـ
أحسن الله إليك ... الحلف ليس عبادة والمرء إذا حلف فإنه لا يطلب بحلفه أجراً ولا قربة من الله ... ولا أعلم دليلاً أو نقلاً صريحاً يفيد أن الحلف عبادة-وهذا بادي الرأي بغير بحث خاص-فإن كان لديك فأفدنا ....
وإنما كان الحلف بغير الله شركاً أصغر لأن ذريعة إلى تعظيم غير الله كتعظيم الله ... فإن حصل هذا التعظيم في الحلف وبالحلف فعلاً كان شركاً أكبر ....
ـ[أبو السها]ــــــــ[17 - 04 - 08, 09:45 م]ـ
لأن الحلف من شرك الألفاظ، كما في حديث " شاء الله وشاء محمد"،فهذا من الشرك الأصغر بالشرط المذكور، أما الأفعال التعبدية إذا صرفت إلى غير الله فهي من الشرك الأكبر، ولا التفات إلى قصد التعظيم من عدمه، كالسجود إلى الصنم، والطواف بالقبر، والذبح لغير الله ..
على أن من الألفاظ مايعد صاحبه مشركا شركا أكبر أو كافرا كفرا أكبر ولا يلتفت إلى نية صاحبه، مثل سب الله عز وجل أو أحد الأنبياء، أو الدين، والإستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه البشر، لأن قائل هذا ...
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 10:22 م]ـ
أحسن الله إليك ... الحلف ليس عبادة والمرء إذا حلف فإنه لا يطلب بحلفه أجراً ولا قربة من الله ... ولا أعلم دليلاً أو نقلاً صريحاً يفيد أن الحلف عبادة-وهذا بادي الرأي بغير بحث خاص-فإن كان لديك فأفدنا ....
وإنما كان الحلف بغير الله شركاً أصغر لأن ذريعة إلى تعظيم غير الله كتعظيم الله ... فإن حصل هذا التعظيم في الحلف وبالحلف فعلاً كان شركاً أكبر ....
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم ..
الحلف عبادة، ولا شك .. لأمرين:
1 - أنها داخلة في (كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال .. ) ..
2 - أنَّ الحالف يؤجر على حلفه إذا نوى به تعظيم الله سبحانه ..
ولا أظن في سؤال الأخ الفاضل إشكالاً ..
فالعلماء فصَّلوا في الحلف لأنه جارٍ على عادة ألسنة العرب أن يحلفوا، فيشتبه فيه ما لا يشتبه بغيره من العبادات كالذبح.
ثم إن الذبح غالبًا ما تجري صورته على صورة الشرك الأكبر، بخلاف الحلف فإنه غالبًا ما تجري فيه صورة الشرك الأصغر، فلذا جاء التفصيل.
ولا يوجد صورة من صور الشرك الأصغر في الذبح - فيما أعلم - إلا صورة واحدة واختلف فيها أهل العلم أيضًا هل هي شرك أكبر أم بدعة محرمة وهي صورة الذبح عند طلعة السلطان مثلاً أو كالذبح عند قبر وليٍّ تقربًا إلى الله تعالى.
والله أعلم
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 01:08 ص]ـ
أحسن الله إليك ... الحلف ليس عبادة والمرء إذا حلف فإنه لا يطلب بحلفه أجراً ولا قربة من الله ... ولا أعلم دليلاً أو نقلاً صريحاً يفيد أن الحلف عبادة-وهذا بادي الرأي بغير بحث خاص-فإن كان لديك فأفدنا ....
وإنما كان الحلف بغير الله شركاً أصغر لأن ذريعة إلى تعظيم غير الله كتعظيم الله ... فإن حصل هذا التعظيم في الحلف وبالحلف فعلاً كان شركاً أكبر ....
أخي الكريم أبا فهر رضي الله عنك
دعنا نتباحث في هذه المسألة
يحسن بنا أن نعرِّف الشرك هو: (صرف شيء من العبادة لغير الله)
إذن إذا لم يكن عبادة فصرفه لغير الله ليس بشرك؛ لأن الشرك لا بد فيه من أمرين:
1 / أن يكون عبادة.
2 / أن يُصرف لغير الله.
أخي الحبيب إذا كنت توافقني على هذا التعريف فسيظهر الإشكال.
س: هل يوجد (شرك أصغر) عدّه العلماء شركاً أصغر سدّاً للذريعة؟ (سؤال مستعلم مسترشد)
أرجو أن لا أكون قد أثقلت عليك، و الله يرعاك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/165)
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 01:15 ص]ـ
لأن الحلف من شرك الألفاظ، كما في حديث " شاء الله وشاء محمد"،فهذا من الشرك الأصغر بالشرط المذكور، أما الأفعال التعبدية إذا صرفت إلى غير الله فهي من الشرك الأكبر، ولا التفات إلى قصد التعظيم من عدمه، كالسجود إلى الصنم، والطواف بالقبر، والذبح لغير الله ..
على أن من الألفاظ مايعد صاحبه مشركا شركا أكبر أو كافرا كفرا أكبر ولا يلتفت إلى نية صاحبه، مثل سب الله عز وجل أو أحد الأنبياء، أو الدين، والإستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه البشر، لأن قائل هذا ...
عفا الله عنك أخي، لا زال الإشكال قائما.
س 1 / لماذا عندما نذكر الحلف بغير الله نذكر تقسيماً، و إذا ذكرنا الذبح لغير الله لا نفصِّل؟
س 2 / ماذا تقول أخي في النذر لغير الله؟
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 01:28 ص]ـ
[ quote= أبو إبراهيم الحائلي;800853] أحسن الله إليكم شيخنا الكريم ..
الحلف عبادة، ولا شك .. لأمرين:
1 - أنها داخلة في (كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال .. ) ..
2 - أنَّ الحالف يؤجر على حلفه إذا نوى به تعظيم الله سبحانه ..
ولا أظن في سؤال الأخ الفاضل إشكالاً ..
فالعلماء فصَّلوا في الحلف لأنه جارٍ على عادة ألسنة العرب أن يحلفوا، فيشتبه فيه ما لا يشتبه بغيره من العبادات كالذبح.
هل إذا اعتادوا عليه يكون شركاً أصغر؟ أم لأجل الاشتباه صار شركاً أصغر؟ (أفدنا بارك الله فيك)
ثم إن الذبح غالبًا ما تجري صورته على صورة الشرك الأكبر، بخلاف الحلف فإنه غالبًا ما تجري فيه صورة الشرك الأصغر، فلذا جاء التفصيل.
uote]
هذا هو سؤالي: لماذا الذبح لغير الله تجري غالبا صورته على صورة الشرك الأكبر، و الذبح تجري فيه صورة الشرك الأصغر؟
و المعذرة أخي الحبيب
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[18 - 04 - 08, 01:40 ص]ـ
الحلف ليس من العبادة المأمور بها كما قال الأخ الفاضل أبو فهر السلفي
ولهذا يقول الله تعالى: {وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ} (89) سورة المائدة
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من كان حالفا فليحلف بالله .. "الحديث
وإنما هو من وسائل التعظيم ولهذا يحلف الله بمن شاء من مخلوقاته.
والله أعلم.
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 01:44 ص]ـ
المعذرة يا إخواني فهذه المسألة سألت عنها كثيراً من المشايخ، و لم أجد جواباً شافياً فلعل المشايخ في المنتدى يجيبون عنه ..
رعاكم الله ..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 04 - 08, 02:04 ص]ـ
سامي: و عندما يتكلمون عن الحلف بغير الله يفصِّلون فيقولون: إن كان يعتقد أن المحلوف به يملك شيئاً من النفع و الضر يكون شركا أكبر، و إلا كان أصغر
حسب ما تعلمت فإن مسألة الحلف ليس لها علاقة بإعتقاد أن الشخص الذي يحلف به ينفع أو يضر
ولكن المسألة متعلقة بالتعظيم
إذا كنت مخطئا فأرجو تصويبي
سامي: لماذا لا يَجري هذا التقسيم على الذبح فنقول: إن كان يعتقد .. ، و إن لم يعتقد.
لا أعتقد بأن هذا التقسيم يصح مع الذبح
فالذين يذبحون للأولياء عند قبور يفعلون ذلك حتى يشفع لهم أصحاب القبور عند الله وليس لأنهم يخافون أن يضروهم ولكنهم يرون أنهم ينفعونهم بتقريبهم من الله
وهذا عينه ما كان يفعله مشركوا العرب
وهو شرك أكبر
ولم أسمع عن أناس يذبحون لولي ويعتقدون بأنه لا ينفعهم
فإذا ما فائدة الذبح له إذا كان لن ينفعهم بالشفاعة لهم أو تقريبهم من الله عز وجل
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 03:19 ص]ـ
هذا هو سؤالي: لماذا الذبح لغير الله تجري غالبا صورته على صورة الشرك الأكبر، و الذبح تجري فيه صورة الشرك الأصغر؟
و المعذرة أخي الحبيب
أخي الكريم سددك ربي .. أنت تصنع من الإشكال إشكالاً آخر ..
الإشكال الأول: لماذا العلماء يفصلون في الحلف و لا يفصلون في الذبح؟ (هذا على حسب حوارك مع الشيخ في أول الأمر) ..
والآن أنت صنعتَ إشكالاً آخر من إشكالك الأول:
(لماذا الذبح لغير الله تجري غالبا صورته على صورة الشرك الأكبر، و الذبح (لعلك تقصد الحلف) تجري فيه صورة الشرك الأصغر؟) ..
وأظن هذا الإشكال الأخير يجاب عنه بمعرفة أنواع الذبح الذي منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب ومنها ما هو مباح ومنها ما هو محرم ومنها ما هو شرك أكبر.
وكذلك بمعرفة حكم الحلف بغير الله تعظيمًا للمحلوف كما هو لله، وحكم الحلف بغير الله لا قصدًا للتعظيم.
وبينت لك سبب تفصيل أهل العلم في هذا، وعدم تفصيلهم في الذبح لأن الذبح غالبًا ما يكون صرف عبادة محضة لغير الله مع أن كثيرًا منهم يفصل في الذبح أيضًا فيما أعلم ..
أما الحلف سواءًا أكان مأمورًا به ابتداءًا أم لم يكن مأمورًا به؛ نحن ننظر إليه من جهة إطلاقه لله وحده دون ما سواه، والنية مؤثرة في درجة هذا النهي من الشرك الأصغر (أو التحريم على قول) إلى الشرك الأكبر، كما هي النية المؤثرة في الذبح إكرامًا للضيف أو صرفًا للولي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/166)
ـ[توبة]ــــــــ[18 - 04 - 08, 03:55 ص]ـ
بارك الله فيكم.
مما يفيد إيراده في هذا الباب،قول النووي في شرحه لصحيح مسلم:
(أفلح وأبيه إن صدق) هذا مما جرت عادتهم أن يسألوا عن الجواب عنه مع قوله -صلى الله عليه وسلم- من كان حالفاً فليحلف بالله وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم)
وجوابه أن قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أفلح وأبيه) ليس هو حلفا إنما هو كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غير قاصدة بها حقيقة الحلف، والنهي إنما ورد فيمن قصد حقيقة الحلف لما فيه من إعظام المحلوف به ومضاهاته به الله سبحانه وتعالى، فهذا هو الجواب المرضي،
وقيل يحتمل أن يكون هذا قبل النهي عن الحلف بغير الله تعالى والله أعلم،أهـ.
ـ[محب آل مندة]ــــــــ[18 - 04 - 08, 06:42 ص]ـ
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله في مقاصد التوحيد ص -54 -
باب: ما جاء في الذبح لغير الله
أي أنه شرك، فإن نصوص الكتاب والسنة صريحة في الأمر بالذبح لله، وإخلاص ذلك لوجهه، كما هي صريحة بذلك في الصلاة، فقد قرن الله الذبح بالصلاة في عدة مواضع من كتابه.
وإذا ثبت أن الذبح لله من أجل العبادات وأكبر الطاعات، فالذبح لغير الله شرك أكبر مخرج عن دائرة الإسلام.
فإن حد الشرك الأكبر وتفسيره الذي يجمع أنواعه وأفراده: (أن يصرف العبد نوعا أو فردا من أفراد العبادة لغير الله).
فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص، وصرفه لغيره شرك وكفر.
فعليك بهذا الضابط للشرك الأكبر الذي لا يشذ عنه شيء.
كما أن حد الشرك الأصغر هو: (كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر من الإرادات والأقوال والأفعال التي لم تبلغ رتبة العبادة).
فعليك بهذين الضابطين للشرك الأكبر والأصغر، فإنه مما يعينك على فهم الأبواب السابقة واللاحقة من هذا الكتاب، وبه يحصل لك الفرقان بين الأمور التي يكثر اشتباهها والله المستعان.
ارجو ان يكون في هذا فائدة للاخوة
ومازلت متابعا للموضوع فهو مهم ....
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 09:59 م]ـ
أحسن الله إليكم .... والحلف ليس من باب العبادة .. ولا دليل على جعله من العبادة ... والحالف يقصد إلى توكيد كلامه أو الحث على فعل ما يُريد .. ولا يقصد القربة .. وإذا أُثيب على التعظيم فالثواب على التعظيم لا على الحلف .. دع عنك أن العبد الذي يستحضر التعظيم وطلب ثوابه عند الحلف عبد فريد من نوعه لم أر ذكره ولا وصفه ولا مثاله ... وإن كان ُيمدح إن وجد ...
والشرك الأكبر هو أن تجعل لله نداً وهو خلقك ... وجعلُ الند يكون بصرف العبادة للند أو إسباغ وصف من أوصاف الله للند ...
وأبواب الشرك الأصغر كلها -وليس واحداً ما- الذي يضبطها ويجمع بينها هي أنها كلها ذريعة للشرك الأكبر ....
ولا أعلم دليلاً واحداً قاطعاً =يفيد أن مجرد الحلف والقسم عبادة فليفدنا من وقف على ذلك ..
ولا أعلم واحداً من أهل العلم نص نصاً لا يُختلف في فهمه =على أن مجرد الحلف والقسم عبادة فليفدنا من وقف على ذلك ...
تبقى الإشارة إلا أن شيخ الإسلام يذكر الحلف في سياق العبادات التي لا تُصرف إلا لله ... ولا يُعد هذا دليلاً على كون الحلف عبادة عنده ... وإنما يذكر الحلف من بابة كونه حق محض لا يكون إلا لله كما أن العبادة حق محض لا يكون إلا لله ... كما في قوله:
((وَبِالْجُمْلَةِ فَالْقِيَامُ وَالْقُعُودُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ حَقٌّ لِلْوَاحِدِ الْمَعْبُودِ: خَالِقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَمَا كَانَ حَقًّا خَالِصًا لِلَّهِ لَمْ يَكُنْ لِغَيْرِهِ فِيهِ نَصِيبٌ: مِثْلُ الْحَلِفِ بِغَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاَللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَقَالَ أَيْضًا: ((مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ})).
تنبيه: لو فهم البعض من هذا الموضع أو غيره أن الشيخ يجعل الحلف عبادة فله وجه وإن كان الصواب -عندي-ما ذكرتُ ...
و لا أعلمُ من نص على أن الحلف يكون من الشرك الأكبر إن كان يعتقد أن المحلوف به يملك شيئاً من النفع و الضر يكون شركا أكبر، و إلا كان أصغر ... لا أعلمُ من جعل هذا ضابطاً لحالات الحلف ... وإنما الضابطُ ما ذكرتُ فيكون الحلف بغير الله شركاً أصغر لأن ذريعة إلى تعظيم غير الله كتعظيم الله ... فإن حصل هذا التعظيم في الحلف وبالحلف فعلاً كان شركاً أكبر .... وأنتَ إذا تأملت في ضابط التفرقة هذا انحل عنك الإشكال سواء عددنا الحلف عبادة أم لا ..
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 10:42 م]ـ
لماذا لا يقال إن ما يجري في الذبح يجري في الحلف، ولا فرق؟!
وبهذا ينتهي الإشكال
لأن الإشكال هو في المقدمة التي بدت وكأنها غير قابلة للنقاش
أكثر مسائل الشرع فيها تفصيل وأحوال وأنواع
والذبح لا يخرج عنها
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/167)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 10:45 م]ـ
وأمر آخر
ألا ترون الفرق بين الذبح " لـ " غير الله
والحلف " بـ " غير الله
؟؟
مزيد من التأمل يظهر الفرق بينهما
هذا إن لم نقل بالمشابهة السابقة
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 04 - 08, 05:00 م]ـ
المقارنة بين الحلف بغير الله وبين الذبح لغير الله مقارنة في الحكم غير صحيحة من الأساس فإن كان هذا الإيراد من باب القياس كما ذكر الكاتب وفقه الله فليبين وجه القياس على القواعد التي ذكرها العلماء،وهل يدخل القياس في باب العبادات أم لايدخل؟ فالعبادات ليست ميدان القياس وخاصة في مسائل التوحيد.
فالمرجع في هذا الباب هو النص الشرعي وليس القياس بين غير المتماثلات.
فإذا رجعنا للأدلة الشرعية وجدنا أن الذبح لغير الله تعالى عبادة شرعية يطلب فيها التسمية لله تعالى، كما قال تعالى (فصل لربك وانحر) وقال تعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) وقال تعالى (وما ذبح على النصب) وغيرها من الأدلة.
وعندما تقول الذبح لغير الله يتبين من معناها أن هذا الذابح يذبح لغير الله فلاتحتاج لتفصيل لم يرد في الأدلة الشرعية، ولايتصور تفصيل فيمن يذبح لغير الله، فلو ذبح للجن مثلا فذبحه لغير الله وهو شرك، فليس في هذه المسألة تفصيل كما يقال، ومن قال بالتفصيل فلعله يذكر بعض الأمثلة على التفصيل!
فالمسألة في الذبح واضحة تماما لأن لفظها الذبح لغير الله،فتقول من ذبح لغير الله فقد أشرك وهذا ما تدل عليه النصوص الشرعية.
أما الحلف فمسألة فقهية له تعلق بالعقيدة في بعض الجوانب، فلا يصح قياسها مع الذبح ولم يرد في الحلف من النصوص الشرعية الثابتة ما يجعله في مقام الذبح.
الأول: قول ابن مسعود رضي الله عنه (لا يبلغ العبد كفراً ولا شركاً حتى يذبح لغير الله أو يصلي لغيره) الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلاّم ص 98 ((سنده لايصح))
الثاني: قول البربهاري رحمه الله في شرح السنة حيث قال في الأثر رقم 50
(ولا يخرج أحدٌ من أهل القبلة من الإسلام حتى يردَّ آية من كتاب الله عزوجل أو يرد شيئاً من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يذبح لغير الله أو يصلي لغير الله، وإذا فعل شيئاً من ذلك فقد وجب عليك أن تخرجه من الإسلام).
ـ[أبو السها]ــــــــ[19 - 04 - 08, 05:13 م]ـ
أما الذبح لغير الله:
فإن كان المقصود أن يذبح لله تعالى ويذكر اسم الله عليها ويتصدق بلحمها ويهدي ثواب الصدقة للأولياء الأموات مثلا، فهذه مسألة مختلف فيها بين العلماء.
فإن هذا النوع لا يتنزل عليه إشكال الأخ.
-وإن كان المقصود أنه يقوم بالذبح لهؤلاء الأولياء-مثلا- تعظيماً لهم ويقصد الذبح لهم ولكن عند الذبح يذكر اسم الله على الذبيحة، فهذه الذبيحة لا يحل أكلها واعتقاده فاسد وهو من الشرك الأكبر المخرج من ملة الإسلام، وذبيحته ذبيحة مرتد لا يجوز أكلها ولو ذكر اسم الله عليها، وعلى هذا يتنزل إشكال الأخ، لأن غالب -إن لم نقل جميع- من يذبح للأولياء أو الجن إنما قصده تعظيم هؤلاء وجعلهم الوسيلة بينهم وبين الله، أما الذبح على المقصد الأول فنادر جدا إن لم نقل يكاد ينعدم-
فلا إشكال في المقدمة التي قال عنها الشيخ إحسان- حفظه الله-:" بدت وكأنها غير قابلة للنقاش"
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 02:17 م]ـ
الحلف ليس من العبادة المأمور بها كما قال الأخ الفاضل أبو فهر السلفي
ولهذا يقول الله تعالى: {وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ} (89) سورة المائدة
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من كان حالفا فليحلف بالله .. "الحديث
وإنما هو من وسائل التعظيم ولهذا يحلف الله بمن شاء من مخلوقاته.
والله أعلم.
أخي عبد الله عفا الله عنك ما علاقة الآية و الحديث بكون الحلف ليس بعبادة؟ لم أفهم ذلك.
بل في الحديث دلالة على اختصاص الله بالحلف، و ما اختصَّ الله به نفسه فلا يجوز أن يشركه فيه غيره.
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 02:27 م]ـ
حسب ما تعلمت فإن مسألة الحلف ليس لها علاقة بإعتقاد أن الشخص الذي يحلف به ينفع أو يضر
ولكن المسألة متعلقة بالتعظيم
إذا كنت مخطئا فأرجو تصويبي
لا أعلمُ من نص على أن الحلف يكون من الشرك الأكبر إن كان يعتقد أن المحلوف به يملك شيئاً من النفع و الضر يكون شركا أكبر، و إلا كان أصغر ... لا أعلمُ من جعل هذا ضابطاً لحالات الحلف ... وإنما الضابطُ ما ذكرتُ فيكون الحلف بغير الله شركاً أصغر لأن ذريعة إلى تعظيم غير الله كتعظيم الله ... فإن حصل هذا التعظيم في الحلف وبالحلف فعلاً كان شركاً أكبر ...
نعم ما ذكرتماه هو الصواب
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 03:03 م]ـ
محب آل مندة ..
فائدة عزيزة، إذا قيل بأن الحلف ليس بعبادة انتهى الإشكال بجواب الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله الذي نقلتَه.
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 03:09 م]ـ
وأمر آخر
ألا ترون الفرق بين الذبح " لـ " غير الله
والحلف " بـ " غير الله
؟؟
مزيد من التأمل يظهر الفرق بينهما
هذا إن لم نقل بالمشابهة السابقة
والله أعلم
الشيخ إحسان - بارك الله فيكم - نحن نريد هذا الفرق الذي بدا لكم؟
بالنسبة لي لم يظهر الفرق فلعلكم توضحونه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/168)
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 03:25 م]ـ
المقارنة بين الحلف بغير الله وبين الذبح لغير الله مقارنة في الحكم غير صحيحة من الأساس فإن كان هذا الإيراد من باب القياس كما ذكر الكاتب وفقه الله فليبين وجه القياس على القواعد التي ذكرها العلماء،وهل يدخل القياس في باب العبادات أم لايدخل؟ فالعبادات ليست ميدان القياس وخاصة في مسائل التوحيد.
شيخنا عبد الرحمن الفقيه - سلمكم الله، ليست المقارنة نتيجة قياس هنا، و إنما
إذا قلنا:
الحلف عبادة
الذبح عبادة
فهما إذن عبادتان
هذا وجه المقارنة أن كلا منهما عبادة، فما الذي جعلنا نفرق بينهما؟
وعندما تقول الذبح لغير الله يتبين من معناها أن هذا الذابح يذبح لغير الله فلاتحتاج لتفصيل لم يرد في الأدلة الشرعية
شيخنا ..
و لماذا لا نقول: إن الحلف بغير الله يتبين معناه أن هذا الحالف يحلف بغير الله فلا نحتاج لتفصيل.
وعندما تقول الذبح لغير الله يتبين من معناها أن هذا الذابح يذبح لغير الله فلاتحتاج لتفصيل لم يرد في الأدلة الشرعية
شيخنا ..
فهل ورد في الأدلة الشرعية التفصيل في مسألة الحلف بغير الله، أفدنا - رضي الله عنكم -؟
إن ثبت ذلك حسمت المسألة من أول الأمر، و لم نحتج إلى هذه النقاشات!
أرجو أن تفيدنا شيخنا المبارك بهذا.
و الله يرعاكم
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 03:34 م]ـ
لماذا لا يقال إن ما يجري في الذبح يجري في الحلف، ولا فرق؟!
وبهذا ينتهي الإشكال
شيخنا
ما الذي تقصدونه؟
هل نقول بأن الحلف شرك أكبر من دون تفصيل؟ أم ماذا؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 04 - 08, 04:12 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
العبادات ليست متساوية في الدرجة فبعضها أعلى من بعض، فإماطة الأذى عن الطريق ليست كشهادة ألا إله إلا الله وكلها عبادات.فجعلها كلها في مرتبة واحدة لايصح.
أما الذبح لغير الله فهذا لايحتاج لمعرفة القصد والنية بعد تسميته ذبحا لغير الله، فعندما يقال فلان ذبح للعزى مثلا فليس هناك مجال للتفصيل فيها بأن يقال قصد بها كذا أو كذا.
أما الحلف بغير الله فبعض العلماء يجعله مكروها وبعضهم يحرمه إذا كان الحلف بما يجري على الألسنة كالحلف بالأب ونحوها، أما إذا ضم معها تعظيم هذا المخلوق لدرجة الخالق فيدخل في الشرك الأكبر، أما الحلف بالأوثان والطواغيت فهذا شرك أكبر بدون تفصيل كمن يقول واللات.
فالتفصيل في الحلف فيما يتعلق بما يجرى على الألسنة، ولايجري التفصيل في الحلف بالأوثان والطواغيت.
والدليل على هذا التفصيل حديث عمر رضي الله عنه عندما حلف بأبيه فلم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة، ومن الأدلة كذلك ما ورد في بعض الأحاديث من الحلف بالأب ونحوها، وقد جمعها الجوابرة في رسالة باسم (مرويات الحلف بغير الله)، فهذا دليل على أنها ليست من الشرك الأكبر بل بعضهم يرى أن هذا مكروه فقط ولايصل إلى درجة التحريم ولهذا القول حظ من النظر.
أما الحلف بالطواغيت والأوثان فهو شرك أكبر والعياذ بالله ودليله ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف فقال في حلفه واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله.
أما الذبح فلم يرد فيه تفصيل فيما أعلم في الأدلة الشرعية، فالقصد أن المقارنة بين الذبح لغير الله والحلف بغير الله مقارنة بين أمرين غير متماثلين.
وما فعلته في المثال من المقارنة بينهما يحتاج منك إلى دليل على تساويهما على الأقل في المرتبة في العبادة ثم تبين الوجهة الشرعية التي تستند عليها من القياس أو غيرها من أوجه الاستدلال التي تخول لك المقارنة بينهما وجعلهما في نفس الحكم.
فإن كنت ترى أن الجامع بينهما كونهما عبادة فهذا استدلال بعيد جدا فالعبادات متنوعة ومتفاوتة، وإن كنت ترى أن هناك دليلا يسمى المقارنة بين العبادات يجعلنا نضع لها نفس الحكم مهما اختلفت فلتبينه لنا بارك الله فيك مع دليله ومن قال به من الأئمة.
أقول هذا حفظك الله من باب المدارسة والفائدة، وجزاك الله خيرا على إثارتك لهذه المسألة التي استفدنا منها ومن مشاركات المشايخ.
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[20 - 04 - 08, 04:46 م]ـ
، أما الحلف بالأوثان والطواغيت فهذا شرك أكبر بدون تفصيل كمن يقول واللات.
فالتفصيل في الحلف فيما يتعلق بما يجرى على الألسنة، ولايجري التفصيل في الحلف بالأوثان والطواغيت.
والدليل على هذا التفصيل حديث عمر رضي الله عنه عندما حلف بأبيه فلم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة، ومن الأدلة كذلك ما ورد في بعض الأحاديث من الحلف بالأب ونحوها، وقد جمعها الجوابرة في رسالة باسم (مرويات الحلف بغير الله)، فهذا دليل على أنها ليست من الشرك الأكبر بل بعضهم يرى أن هذا مكروه فقط ولايصل إلى درجة التحريم ولهذا القول حظ من النظر.
أما الحلف بالطواغيت والأوثان فهو شرك أكبر والعياذ بالله ودليله ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف فقال في حلفه واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله.
.
جاء فى كتاب تيسير العزيز الحميد:
وفي هذا المعنى أحاديث فما ورد فيه ذكر الحلف بغير الله فهو جار على العادة قبل النهي لأن ذلك هو الأصل حتى ورد النهي عن ذلك
وقوله فقد كفر أو أشرك أخذ به طائفة من العلماء فقالوا يكفر من حلف بغير الله كفر شرك قالوا ولهذا أمره النبي صلى الله عليه و سلم بتجديد إسلامه بقول لا إله إلا الله فلولا أنه كفر ينقل عن الملة لم يؤمر بذلك
وقال الجمهور لا يكفر كفرا ينقله عن الملة لكنه من الشرك الأصغر كما نص على ذلك ابن عباس وغيره وأما كونه أمر من حلف باللات والعزى أن يقول لا إله إلا الله فلأن هذا كفارة له مع استغفاره كما قال في الحديث الصحيح من حلف فقال في حلفه واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله وفي رواية فليستغفر فهذا كفارة له في كونه تعاطي صورة تعظيم الصنم حيث حلف به لاأنه لتجديد إسلامه ولو قدر ذلك فهو تجديد لإسلامه لنقصه بذلك لا لكفره
والله اعلى واعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/169)
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[20 - 04 - 08, 05:45 م]ـ
إلى إخواني الفضلاء وإلى مشايخي الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*الذبح يكون لله ولغير الله فما كان لله فمقبول بشروط وما كان لغير الله فشرك أكبر
*الحلف لا شيء فيه للتفريق فيقال ما كان لله فمقبول بشروط وما كان لغير الله فشرك أكبر
* و كل واحد يحلف لا لله ولا لغير الله فليس بعبادة محضة ولذا قال الله تعالى "لا يؤاخذكم الله باللغو في أبمانكم" ولا يجوز اللغو في العبادة
فأجرهذا الحلف يكون بالجواب على هذين السؤالين:- لأي شيء حلف؟ وبأي شيء حلف؟
* فإن كان حلفه صدى وبغير حاجة فلغو وإن كان حلفه لشيء مفيد ولحق فيؤجر
وجواب السؤال الثاني فإن القلب يطمئن إلى كل أعيان محترمة عند رجل ما أن يحلف به من ابن وأم وأب ومسجد و و و وهذه الأعيان المحترمة نوعان:-
• نوع ما له علاقة باعتقاده الخاطئ مثل تعظيم الأصنام والأحجار والشمس والقمر والبقر وخرافات القبوريين فمن كان حلفه ناشئا من مثل هذه الاعتقادات فهو شرك أكبر ولا شك فيه
• وأما النوع الثاني مثل الحلف بالأم والأب والابن والمسجد والكعبة فلبس للعقل طريق إلى معرفة حكمه.ولكن النبي حرمه بل حكم عليه بالشرك أيضا فقال من حلف بغير الله فقد أشرك فالنوعان داخلان في النص ولكن التفريق حصل من حيث الصورة وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «لاَ تَحْلِفُوا بِالطَّوَاغِى وَلاَ بِآبَائِكُمْ».ففرق
فليس فيه أي إشكال ورحم الله علمائنا رحمة واسعة هذا ما عندي والعلم عند الله
أخوكم مجاهد بن رزين السريلنكي
ـ[توبة]ــــــــ[20 - 04 - 08, 06:09 م]ـ
مصطفى رضوان:جاء فى كتاب تيسير العزيز الحميد:
وفي هذا المعنى أحاديث فما ورد فيه ذكر الحلف بغير الله فهو جار على العادة قبل النهي لأن ذلك هو الأصل حتى ورد النهي عن ذلك
وقوله فقد كفر أو أشرك أخذ به طائفة من العلماء فقالوا يكفر من حلف بغير الله كفر شرك قالوا ولهذا أمره النبي صلى الله عليه و سلم بتجديد إسلامه بقول لا إله إلا الله فلولا أنه كفر ينقل عن الملة لم يؤمر بذلك
وقال الجمهور لا يكفر كفرا ينقله عن الملة لكنه من الشرك الأصغر كما نص على ذلك ابن عباس وغيره وأما كونه أمر من حلف باللات والعزى أن يقول لا إله إلا الله فلأن هذا كفارة له مع استغفاره كما قال في الحديث الصحيح من حلف فقال في حلفه واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله وفي رواية فليستغفر فهذا كفارة له في كونه تعاطي صورة تعظيم الصنم حيث حلف به لاأنه لتجديد إسلامه ولو قدر ذلك فهو تجديد لإسلامه لنقصه بذلك لا لكفره
بارك الله فيكم المسالة فيها خلاف و لا بد فيها من التفصيل كي تتضح معالمها،
بالنسبة لاستدلال الشيخ السعدي رحمه الله فيصح لكون الناس في ذلك العهد كانوا حديثي عهد بالاسلام ولازالت فيهم بقية جاهلية آنذاك، وكان ذلك مما جرى على ألسنتهم و ليس بقصد التعظيم،
أما من حلف بغير الله معظما إياه تعظيما لا يليق بغير الله سبحانه و تعالى فهذا يدخل في الشرك الأكبر
فلا تعارض بين نقلكم عن الشيخ السعدي و بين كلام الكاتب الفقيه،
وقد نقل ابن حجر عن إمام الحرمين:
وقال إمام الحرمين المذهب القطع بالكراهة وجزم غيره بالتفصيل فان اعتقد في المحلوف فيه من التعظيم ما يعتقده في الله حرم الحلف به وكان بذلك الإعتقاد كافرا وعليه يتنزل الحديث المذكور وأما إذا حلف بغير الله لاعتقاده تعظيم المحلوف به على ما يليق به من التعظيم فلا يكفر بذلك ولا تنعقد يمينه).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 04 - 08, 09:09 م]ـ
جزاك الله خيرا وهذا القصد وهو التفريق بين الصحابة الذين أسلموا وكانوا حديثي عهد بجاهلية وبين من نشأ في الإسلام ثم حلف باللات والعزى، وإلا فكلام العلماء في شرح الحديث لايخفى إن شاء الله.
قال الحافظ في الفتح:
وقال ابن العربي من حلف بها جادا فهو كافر ومن قالها جاهلا أو ذاهلا يقول لا إله إلا الله يكفر الله عنه ويرد قلبه عن السهو إلى الذكر ولسانه إلى الحق وينفي عنه ما جرى به من اللغو.انتهى.
وهذا في الحلف بمثل اللات والعزى ونحوها.
أما الحلف بالآباء وغيرها مما يقصد به التأكيد من غير تعظيم للمحلوف به كتعظيم الله فقال النووي رحمه الله في روضة الطالبين -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/170)
قال الشافعي رحمه الله أخشى أن يكون الحلف بغير الله تعالى معصية
قال الأصحاب أي حراما وإثما فأشار إلى تردد فيه قال الإمام والمذهب القطع بأنه ليس بحرام بل مكروه.
ثم من حلف بمخلوق لم تنعقد يمينه ولا كفارة في حنثه
قال الأصحاب فلو اعتقد الحالف في المحلوف به من التعظيم ما يعتقده في الله تعالى كفر.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 09:54 م]ـ
الحبيب سامي:
سؤالك هذا قد ورد على شكل شبهة ذكرها بعض أعداء التوحيد ورد عليهم بعض أئمة الدعوة رحمهم الله:
وقد ذكرت خلاصة الرد في كتاب لي في الرد على من حصر الكفر في الاعتقاد وسأنقله هنا بحروفه:
" ....
ولا يشكل على ما مضى تقريره ما جاء في كلام بعض أهل الزيغ
ودعاة الشرك إذ زعم أن إطلاق الكفر بدعاء غير الله غير مسلم لوجوه:
قال: (الوجه الأول) عدم النص الصريح على ذلك بخصوصه.
(الوجه الثاني) إنه إن نظر فيه من حيثية القول فهو كالحلف بغير الله وقد ورد أنه شرك وكفر ثم أولوه بالأصغر.أ. هـ
فقد تصدى لهذه الشبة وأمثالها أئمة كبار من أئمة الدعوة النجدية
كالشيخ الإمام عبد الله أبابطين فقد صرح بأن الحلف ليس عبادة ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=800730#_ftn1)) .
وكذلك الشيخ حمد بن ناصر آل معمر وهو من أئمة الدعوة فقد
تصدى لرد شبه أهل الباطل حتى أن الإمام عبد العزيز أرسله سنة 1211هـ ليناظر بعض علماء الحرم في مسائل من توحيد الإلهية.
قال رحمه الله في كتابه الرد على القبوريين ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=800730#_ftn2)) في الرد على الشبهة السابقة:
"هذا كلام باطل وليس يخفى ما بينهما من الفرق فأي مشابهة بين من وحد الله وعبده … لكنه حلف بغير الله يميناً مجردة لم يقصد بها تعظيمه على ربه". أ. هـ
قلت: وعند مراجعة كتب الفقهاء – كتاب الأيمان – نجد أن الفقهاء قد
قرروا بالاتفاق أن أعلى مراتب الحلف هو الإباحة وبعضهم قال
الكراهة – هذا من جهة الأصل – وبعضهم قال إنه يدور مع الأحكام
الخمسة كما جاء ذلك منصوصاً عن بعض الحنابلة رحمهم الله لكن
هذا لا يكون إلا بقرينة كما وضح ذلك شيخ الإسلام وعلى هذا يحمل
أيضاً ما جاء في قوت القلوب وفي كلام ابن القيم والمقريزي. قلت:
والوصف السابق لا يكون إلا في المباحات ولم يقل أحد من العلماء أن
العبادة تدور مع الأحكام الخمسة، فكما مر معنا أن أشمل تعريف
للعبادة قول شيخ الإسلام " العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله
ويرضاه … " والحرام والمكروه لا يحبه الله ولا يرضاه.
والمقصود أنه لم يأت دليل يدل على أن الحلف بمجرده عبادة كما جاء في الدعاء والذبح ونحوهما.
قلت: والمتأمل يجد أن هذا القول له حظ من النظر فإن الحلف بغير
الله عده العلماء من الشرك الأصغر لأنه في حقيقة الأمر ينافي في
الأصل توحيد الربوبية لا الألوهية إلا أن يكون الحالف معظماً
للمحلوف به مثل تعظيمه لله أو أكثر فحنئذ يكون شركاً أكبر بالاتفاق.
قال الشيخ حامد الفقي في تعليقه على كتاب فتح المجيد ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=800730#_ftn3)) عند قول النبي r
" من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ": قال " وذلك لأن حقيقة اليمين والقصد منه إنما هو تأكيد الحالف قوله بالقسم بالمحلوف به الذي يقدر أن ينتقم منه ويعاقبه إن كان كاذباً. "
ولم يتعقب شيخنا الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله هذا القول كما هو عادته فيكون ذلك إقراراً من الشيخ بصحته والله أعلم. انتهى
قلت: ومثل هذه المسألة مسألة النذر فهي من المسائل المشكلة على بعض طلبة العلم لكنها عكس مسألتنا هذه وكذلك مسألة الرياء والمحبة والطاعة والخشية وغيرها فليتأمل طالب العلم وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
_______
حاشية:
([1]) (انظر كتابه الانتصار لحزب الله الموحدين والرد على المجادل عن المشركين ص26) (انظر لزاما السلسلة الصحيحة 478 لمعرفة تفصيل العلماء في النذر أيضاً).
([2]) (ص 57)
([3]) (ص425)
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[21 - 04 - 08, 12:03 ص]ـ
الشيخ الكريم عبد الرحمن الفقيه - احسن الله اليكم ونفع بكم
ذكرتم فى المشاركة السابقة:قال الحافظ في الفتح:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/171)
وقال ابن العربي من حلف بها جادا فهو كافر ومن قالها جاهلا أو ذاهلا يقول لا إله إلا الله يكفر الله عنه ويرد قلبه عن السهو إلى الذكر ولسانه إلى الحق وينفي عنه ما جرى به من اللغو.انتهى.
وهذا في الحلف بمثل اللات والعزى ونحوها
وهذا هو معنى ماذكرته فى المشاركتين اللتين حذفتا من الموضوع،
وما فهمته من مشاركتكم الاسبق، انكم جعلتم من حلف باللات والعزى، خارجا عن الملة قولا واحدا بدون تفصيل، فاستشكلت منكم هذا الامر، فنقلت ما يدعم قولى من كتاب " تيسير العزيز الحميد "،، فالفيتكم قد جعلتم حدا آخر (واظنه بين الشرك الاصغر والشرك الاكبر) لتخصيص من كان حديث عهد بالجاهلية، دون من نشأ فى دار الاسلام لنوع الشرك الذى وقع فيه من حلف باللات والعزى وما فى معناهما،،، هذا مفهوم قولكم:
جزاك الله خيرا وهذا القصد وهو التفريق بين الصحابة الذين أسلموا وكانوا حديثي عهد بجاهلية وبين من نشأ في الإسلام ثم حلف باللات والعزى، وإلا فكلام العلماء في شرح الحديث لايخفى إن شاء الله.
،، وهذا ايضا منكم مشكل،، فبمطالعة اقوال العلماء المتقدمين والمتأخرين، والمعاصرين، لم يتبين لى وجود مثل هذا الحد، وجاء الحكم عام فى انه شرك اصغر لمن وقع فيه دون التعظيم،، واليكم سرد لهذه الاقوال:-
البخارى ومسلم:
من حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله
حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ وَالَّلاتِ وَالْعُزَّى، فَلْيَقُلْ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ؛ وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ، تَعَالَ أُقَامِرْك، فَلْيَتَصَدَّقْ
أخرجه البخاري في: 65 كتاب التفسير: 53 سورة والنجم: 2 باب أفرأيتم اللات العزى
،، فالحديث عام وحكمه كذلك، ليس به تخصيص.
قال النووى:
وفي هذا الحديث إباحة الحلف بالله تعالى وصفاته كلها وهذا مجمع عليه وفيه النهي عن الحلف بغير أسمائه سبحانه وتعالى وصفاته وهو عند أصحابنا مكروه ليس بحرام قوله صلى الله عليه و سلم (من حلف منكم فقال في حلفه باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله) إنما أمر بقول لا إله إلا الله لأنه تعاطى تعظيم صورة الأصنام حين حلف بها قال أصحابنا إذا حلف باللات والعزى وغيرهما من الأصنام أو قال إن فعلت كذا فأنا يهودي أو نصراني أو بريء من الإسلام أو بريء من النبي صلى الله عليه و سلم أو نحو ذلك لم تنعقد يمينه بل عليه أن يستغفرالله تعالى ويقول لا إله إلا الله ولا كفارة عليه سواء فعله أم لا هذا مذهب الشافعي ومالك وجماهير العلماء وقال أبو حنيفة تجب الكفارة في كل ذلك إلا في قوله أنا مبتدع أو بريء من النبي صلى الله عليه و سلم أو واليهودية واحتج بأن الله تعالى أوجب علىالمظاهر الكفارة لأنه منكر من القول وزور والحلف بهذه الأشياء منكر وزور واحتج أصحابنا والجمهور بظاهر هذا الحديث فإنه صلى الله عليه و سلم إنما أمره يقول لا إله إلا الله ولم يذكر كفارة ولأن الأصل عدمها حتى يثبت فيها شرع وأما قياسهم على الظهار فينتقض بما استثنوه والله أعلم
وفى الكبرى للبيهقى:
(اخبرناه) أبو سعيد محمد بن موسى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان انا الشافعي انا ابراهيم يعنى ابن سعد عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف باللات والعزى فليقل لا اله الا الله.
قال ابن شهاب ولم يبلغني انه ذكر في ذلك وضوءا.
،، فقول ابن شهاب يدل على انه كفر دون كفر، ولو كان غير ذلك لبطل الوضوء لانه محبط للعمل.
قال فى المغنى:
ولا ينقض الوضوء ما عدا الردة من الكلام من الكذب والغيبة والرفث والقذف وغيرها نص عليه أحمد وقال ابن المنذر: أجمع من نحفظ قوله من علماء الأمصار على أن القذف وقول الزور والكذب والغيبة لا توجب الطهارة ولا تنقض وضوءا وقد روينا عن غير واحد من الأوائل أنهم أمروا بالوضوء من الكلام الخبيث وذلك استحباب عندنا ممن أمر به ولا نعلم حجة توجب وضوءا في شيء من الكلام وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: [من حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله] ولم يأمر في ذلك بوضوء
ولابن حزم فى المحلى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/172)
مَسْأَلَةٌ- وَمَنْ حَلَفَ وَاللَّاتِ، وَالْعُزَّى، فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يَقُولَ: لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَقُولُهَا مَرَّةً ; أَوْ يَقُولُ: لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ،
وَلاَ بُدَّ. وَيَنْفُثُ، عَنْ شِمَالِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَيَتَعَوَّذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ لاَ يَعُدْ فَإِنْ عَادَ عَادَ لِمَا ذَكَرْنَا أَيْضًا. وَمَنْ قَالَ لأَخَرَ: تَعَالَ أُقَامِرْك فَلْيَتَصَدَّقْ، وَلاَ بُدَّ بِمَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ قَلَّ أَمْ كَثُرَ: لِمَا رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ أَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَا مَخْلَدٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: " حَلَفْتُ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: قُلْ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَانْفُثْ، عَنْ شِمَالِك ثَلاَثًا، وَتَعَوَّذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ، ثُمَّ لاَ تَعُدْ.
وَمِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، هُوَ ابْنُ أَعْيَنَ ثِقَةٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَلَفْتُ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى فَقَالَ لِي أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بِئْسَ مَا قُلْتَ ائْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [فَأَخْبِرْهُ] فَإِنَّا لاَ نَرَاكَ إِلاَّ قَدْ كَفَرْتَ فَلَقِيتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لِي: " قُلْ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَتَعَوَّذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَانْفُثْ، عَنْ شِمَالِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَلاَ تَعُدْ لَهُ ". وَمِنْ طَرِيقِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، هُوَ ابْنُ رَاهْوَيْهِ أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ: بِاللَّاتِ، فَلْيَقُلْ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ فَلْيَتَصَدَّقْ ".
قَالَ عَلِيٌّ: فِي هَذَا إبْطَالُ التَّعَلُّقِ بِقَوْلِ أَحَدٍ دُونَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَدْ قَالَ الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم لِسَعْدٍ: "مَا نَرَاك إِلاَّ قَدْ كَفَرْت، وَلَمْ يَكُنْ كَفَرَ".
وفى عمدة القارئ:
حدثنا (موسى بن إسماعيل) قال حدثنا (جويرية) قال ذكر (نافع) عن (عبد الله) رضي الله تعالى عنه أن النبي قال من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت
مطابقته للترجمة في قوله فليحلف بالله وجويرية تصغير جارية ابن أسماء على وزن حمراء وهما من الأسماء المشتركة بين الذكور والإناث وقد تكرر ذكره وعبد الله هو ابن عمر بن الخطاب
قوله من كان حالفا إلى آخره أي من أراد أن يحلف فليحلف بالله أو لا يحلف أصلا وهو دال على المنع من الحلف بغير الله ولا شك في انعقاد اليمين باسم الذات والصفات العلية وأما اليمين بغير ذلك فهو ممنوع واختلفوا هل هو منع تحريم أو تنزيه والخلاف فيه موجود عند المالكية فالأقسام ثلاثة الأول ما يباح اليمين به وهو ما ذكرنا من اسم الذات والصفات الثاني ما يحرم اليمين به بالإنفاق كالأنصاب والأزلام واللات والعزى فإن قصد تعظيمها فهو كفر كذا قال بعض المالكية معلقا للقول فيه حيث يقول فإن قصد تعظيمها يكفر وإلا فحرام والقسم بالشيء تعظيم له والثالث ما يختلف فيه بالتحريم والكراهة وهو مما عدا ذلك مما لا يقتضي تعظيمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/173)
وفى الفتاوى لشيخ الاسلام:
وَأَمَّا أَنْوَاعُ الْأَيْمَانِ الثَّلَاثَةِ " فَالْأَوَّلُ ". أَنْ يَعْقِدَ الْيَمِينَ بِاَللَّهِ. و " الثَّانِي " أَنْ يَعْقِدَهَا لِلَّهِ. " وَالثَّالِثُ " أَنْ يَعْقِدَهَا بِغَيْرِ اللَّهِ أَوْ لِغَيْرِ اللَّهِ. فَأَمَّا " الْأَوَّلُ " فَهُوَ الْحَلِفُ بِاَللَّهِ. فَهَذِهِ يَمِينٌ مُنْعَقِدَةٌ مُكَفِّرَةٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ. وَأَمَّا " الثَّالِثُ " وَهُوَ أَنْ يَعْقِدَهَا بِمَخْلُوقِ أَوْ لِمَخْلُوقِ مِثْلَ: أَنْ يَحْلِفَ بِالطَّوَاغِيتِ؛ أَوْ بِأَبِيهِ. أَوْ الْكَعْبَةِ: أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ: فَهَذِهِ يَمِينٌ غَيْرُ مُحْتَرَمَةٍ لَا تَنْعَقِدُ وَلَا كَفَّارَةَ بِالْحِنْثِ فِيهَا بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ؛ لَكِنَّ نَفْسَ الْحَلِفِ بِهَا مَنْهِيٌّ عَنْهُ فَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ: واللات وَالْعُزَّى. فَلْيَقُلْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ} وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ الْحَلِفُ بِالْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ
وفى شرح العمدة للشيخ ابن جبرين حفظه الله:
حكم الحلف بغير الله عز وجل
كان أهل الجاهلية يحلفون بما يعظمونه، وكانت آلهتهم في نظرهم عظيمة، فلذلك كانوا يقولون في حلفهم: واللات والعزى.
و (اللات): المعبد الذي في الطائف.
(والعزى): الذي في نخلة بين مكة والطائف.
وكلاهما معظم عندهم.
فورد النهي عن ذلك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت)، وذلك لأن الحلف تعظيم للمحلوف به، فالذي تحلف به يكون قدره في قلبك عظيماً، فتعظمه بهذه اليمين.
والتعظيم لا يصلح إلا لله تعالى، فلا يجوز لأحد أن يعظم مخلوقاً، ولهذا جاء الأمر بالحلف بالله وحده، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من حلف بالله فليصدق، ومن حُلف له بالله فليرض، ومن لم يرض فليس من الله)، فأمر الذي يحلف بالله أن يحلف وهو صادق، ونهاه أن يحلف بغير الله أياً كان ذلك المحلوف به.
وكان أهل الجاهلية يحلفون بآبائهم، وبقي ذلك عند بعض من أسلم، حتى إن عمر رضي الله عنه -وهو من أذكى الناس وأفطنهم- حلف مرة بعدما أسلم بأبيه، فقال: بأبي إن الأمر كذا وكذا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تحلفوا بآبائكم، من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت)، ولما سمعه عمر رضي الله عنه امتثل ذلك، فتوقف عن هذا منذ أن نهاه، وذلك لأن الصحابة وقافون عند حدود الله، ومتى أمرهم الله بأمر توقفوا عنده، ومتى أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأمر امتثلوه ولم يتجاوزوه، فلذلك يقول عمر (والله ما حلفت بأبي بعد ذلك ذاكراً ولا آثراً.
يعني: لا ذاكراً له مبتدئاً له من نفسي، ولا آثراً ناقلاً لكلامي عن غيري.
حتى النقل، فلم يقل: إن فلاناً قال: بأبي إن الأمر كذا من شدة امتثاله وتمسكه بما سمعه من الحديث المرفوع تمسكاً زائداً، فلم ينقل عن أحد قوله: بأبي إن الأمر كذا.
وما ذاك إلا أنه علم أنه صلى الله عليه وسلم ما نهى عنه إلا وهو حرام لا يجوز.
وقد ورد أيضاً ما يدل على أنه من الشرك، قال صلى الله عليه وسلم: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك).
فذكر في هذا الحديث أن الحلف بغير الله كفر أو شرك، ولكن إذا قيل: إنه كفر فهو كفر دون كفر، إنما هو كفر جزئي، بمعنى أنه جهل لما أمرنا به من الحلف بالله تعالى، وإذا قيل: إنه شرك فإنه من الشرك الأصغر الذي هو دون الأكبر، ولا يخرج من الملة، ولكن ما دام أن اسمه شرك فإنه لا يغفر إلا بالتوبة، وهو داخل في الآية الكريمة: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء:48]، فالذي يموت وهو مصر على نوع من الشرك كالحلف بغير الله يعتبر من الذين لا يغفر شركهم، بل لابد من عقوبتهم على قدر شركهم بما يقدره الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/174)
وعلى كل حال فإنه ما دام أنه ذنب وما دام أنه وصل إلى تسميته شركاً في هذا الحديث فإنه يدل على كبره وكونه أكبر الكبائر؛ لأن كبائر الذنوب كالزنا والربا ونحوها تحت المشيئة، إن شاء الله تعالى عفا عنها وغفرها لصاحبها، وإن شاء عذبه بقدرها، وأما الشرك ولو كان صغيراً فلابد من عذاب صاحبه في الآخرة بقدر شركه أو قدر ذنبه، فهذا دليل على عظمته.
وقال الشيخ مصطفى العدوى فى سلسلة تفسيره:
تفسير الإيمان مع الشرك بالحلف بغير الله
ووجه آخر في هذا الباب: أن قوماً ما يقرون بالله بأنه إله واحد وخالق ورازق ورب، ثم هم يحلفون بغيره، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من حلف بالأمانة فليس منا)، وحسن بعض العلماء حديث: (من حلف بغير الله فقد أشرك)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من حلف فقال: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله)، وجاء اليهود إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فقالوا: يا محمد! إنكم تشركون وتنددون! قال: وكيف ذاك؟ قالوا: أصحابك يقولون: ما شاء الله وشاء محمد، ويقولون: والكعبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده، ولا تقولوا: والكعبة، ولكن قولوا: ورب الكعبة).
فهذه صور من صور الشرك قد تتأتى إلى بعض المسلمين كذلك، ولكنها ليست بشرك مخرج عن الملة إلا إذا اعتقد صاحبها تعظيم المحلوف به كربه سبحانه وتعالى، فهذه صورة أخرى من صور الشرك، فربنا يقول: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف:106] {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت:65]، فهذه صور كلها تدخل تحت قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}، ومن ذلك: (لولا البط لسرقنا اللصوص)، (لولا الديك لاعتدى علينا الجيران)، هذه أيضاً صور من صور الشرك في الألفاظ ينبغي أن تتقى.
وفى فتاوى اللجنة الدائمة
لسؤال الأول من الفتوى رقم (1332):
س1: ما حكم الحلف بغير الله هل هو شرك أو لا؟
ج1: الحلف بغير الله من ملك أو نبي أو ولي أو مخلوق ما من المخلوقات محرم؛ لما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنه أدرك عمر بن الخطاب في ركب وعمر يحلف بأبيه فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلا إن الله عز وجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت» (1) وفي رواية أخرى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله» (2)، وكانت قريش تحلف بآبائها فقال: «لا تحلفوا بآبائكم» (3) رواهما مسلم وغيره، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله، والأصل في النهي التحريم، بل ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه سماه: شركا، روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حلف بشيء دون الله فقد أشرك» (4) رواه أحمد بسند صحيح، ورواه الترمذي وحسنه، وصححه الحاكم، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» (5)، وقد حمل العلماء ذلك على الشرك الأصغر، وقالوا: إنه كفر دون الكفر الأكبر المخرج عن الملة والعياذ بالله فهو من أكبر الكبائر، ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: (لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا)، ويؤيد ذلك ما رواه أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من حلف منكم فقال في حلفه: باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لأخيه: تعال أقامرك فليتصدق» (1) رواه مسلم وغيره فأمر صلى الله عليه وسلم من حلف من المسلمين باللات والعزى أن يقول بعد ذلك: لا إله إلا الله، لمنافاة الحلف بغير الله كمال التوحيد الواجب؛ وذلك لما فيه من إعظام غير الله بما هو مختص بالله وهو الحلف به، وما ورد في بعض الأحاديث من الحلف بالآباء فهو قبل النهي عن ذلك جريا على ما كان معتادا في العرب في الجاهلية.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن منيع ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) البخاري (7/ 221)، و [مسلم بشرح النووي] (11/ 105، 106)، والإمام مالك في [الموطأ] (2/ 408)، وأبو داود (3/ 569)، والترمذي (4/ 109، 110)، والنسائي (7/ 4)، وابن ماجه (1/ 677)، والحاكم (1/ 52).
(2) صحيح البخاري المناقب (3624) ,صحيح مسلم الأيمان (1646) ,مسند أحمد بن حنبل (2/ 76) ,موطأ مالك النذور والأيمان (1037) ,سنن الدارمي النذور والأيمان (2341).
(3) صحيح البخاري المناقب (3624) ,صحيح مسلم الأيمان (1646) ,سنن الترمذي النذور والأيمان (1534) ,سنن النسائي الأيمان والنذور (3766) ,سنن أبو داود الأيمان والنذور (3249) ,سنن ابن ماجه الكفارات (2094) ,مسند أحمد بن حنبل (2/ 76) ,موطأ مالك النذور والأيمان (1037) ,سنن الدارمي النذور والأيمان (2341).
(4) الإمام أحمد (1/ 47)، والحاكم (1/ 52).
(5) سنن الترمذي النذور والأيمان (1535) ,سنن أبو داود الأيمان والنذور (3251) ,مسند أحمد بن حنبل (2/ 69).
__________
(1) البخاري (7/ 97، 222، 223)، و [مسلم بشرح النووي] (11/ 106، 107)، والترمذي (4/ 110، 119)، والنسائي (7/ 7)، وابن ماجه (1/ 678)، وابن حبان (ص 286) كما في [موارد الظمآن]
،،، والله اعلى واعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/175)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 04 - 08, 12:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد.
ـ[توبة]ــــــــ[21 - 04 - 08, 01:24 ص]ـ
بارك الله فيكم
وقد نقل ابن حجر عن إمام الحرمين:
وقال إمام الحرمين المذهب القطع بالكراهة وجزم غيره بالتفصيل فان اعتقد في المحلوف فيه من التعظيم ما يعتقده في الله حرم الحلف به وكان بذلك الإعتقاد كافرا وعليه يتنزل الحديث المذكور وأما إذا حلف بغير الله لاعتقاده تعظيم المحلوف به على ما يليق به من التعظيم فلا يكفر بذلك ولا تنعقد يمينه).الأخ الكريم مصطفى رضوان، ذكرنا قول الإمام الجويني لمناسبته سؤال صاحب الموضوع الذي ربط مسألة الحلف بغير الله بمسألة الذبح لغير الله،وإلا فالأصل ما تفضلتم بنقله،بارك الله فيكم.
فائدة:
في مواهب الجليل:
(وإن قصد ب كالعزى التعظيم فكفر) ش: أي وإن لم يقصد فحرام (قول عند المالكية) وهذه طريقة ابن الحاجب تبعا لابن بشير، وأشار ابن دقيق العيد في شرح العمدة إلى نفي عدم قصد التعظيم قال: لأن الحالف بشيء معظم له انتهى بالمعنى من التوضيح.
(تنبيه) ورد في صحيح مسلم من قال واللات فليقل لا إله إلا الله، ومن قال تعال أقامرك فليتصدق قال القرطبي لما نشأ القوم على تعظيم تلك الأصنام وعلى الحلف بها وأنعم الله عليهم بالإسلام بقيت تلك الألفاظ تجري على ألسنتهم من غير قصد للحلف فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من نطق بذلك أن يقول لا إله إلا الله تكفيرا لتلك اللفظة وتذكيرا من الغفلة وإتماما للنعمة، وخص اللات لأنها أكثر ما كانت تجري على ألسنتهم، وحكم غيرها من أسماء آلهتهم حكمها، والقول في قوله تعال أقامرك كالقول في اللات لما ذم النبي صلى الله عليه وسلم المقامر بالغ في الزجر عنها وعن ذكرها حتى إذا ذكرها الإنسان طالبا للمقامرة أمره بصدقة، والظاهر وجوبها عليه لأنها كفارة مأمور بها وكذلك قوله: لا إله إلا الله على من قال: واللات ثم هذه الصدقة غير محدودة، ولا مقدرة فيتصدق بما تيسر انتهى.
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[21 - 04 - 08, 03:11 م]ـ
بارك الله فيكم
الأخ الكريم مصطفى رضوان، ذكرنا قول الإمام الجويني لمناسبته سؤال صاحب الموضوع الذي ربط مسألة الحلف بغير الله بمسألة الذبح لغير الله،وإلا فالأصل ما تفضلتم بنقله،بارك الله فيكم.
فائدة:
في مواهب الجليل:
(وإن قصد ب كالعزى التعظيم فكفر) ش: أي وإن لم يقصد فحرام (قول عند المالكية) وهذه طريقة ابن الحاجب تبعا لابن بشير، وأشار ابن دقيق العيد في شرح العمدة إلى نفي عدم قصد التعظيم قال: لأن الحالف بشيء معظم له انتهى بالمعنى من التوضيح.
(تنبيه) ورد في صحيح مسلم من قال واللات فليقل لا إله إلا الله، ومن قال تعال أقامرك فليتصدق قال القرطبي لما نشأ القوم على تعظيم تلك الأصنام وعلى الحلف بها وأنعم الله عليهم بالإسلام بقيت تلك الألفاظ تجري على ألسنتهم من غير قصد للحلف فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من نطق بذلك أن يقول لا إله إلا الله تكفيرا لتلك اللفظة وتذكيرا من الغفلة وإتماما للنعمة، وخص اللات لأنها أكثر ما كانت تجري على ألسنتهم، وحكم غيرها من أسماء آلهتهم حكمها، والقول في قوله تعال أقامرك كالقول في اللات لما ذم النبي صلى الله عليه وسلم المقامر بالغ في الزجر عنها وعن ذكرها حتى إذا ذكرها الإنسان طالبا للمقامرة أمره بصدقة، والظاهر وجوبها عليه لأنها كفارة مأمور بها وكذلك قوله: لا إله إلا الله على من قال: واللات ثم هذه الصدقة غير محدودة، ولا مقدرة فيتصدق بما تيسر انتهى.
جزاك الله خيرا اختنا الكريمة
لا تعارض بين ما تفضلتى بذكره، وبين ما اوردته، ولكنى رددت على اشكال متفرع من الموضوع الاصلى، وهو الحلف باللات والعزى وما فى معنيهما، هل يدخل فى الشرك الاصغر، ام انه من الشرك الاكبر قولا واحدا بدون تفصيل؟؟، وبسبب هذا الاشكال حُذفت مشاركتان سابقتان لى بالموضوع، وفطنت للسبب بعد مشاركة الشيخ عبد الرحمن الفقيه - وفقه الله
،
وكما ذكر الاخوة الكرام سابقا، نلخص الاجابة على صاحب الموضوع فى الآتى:-
** الحلف ليس بعبادة وحكمه يدور مع الاحكام التكليفية.
** تقسيم العلماء رحمهم الله للحلف بغير الله الى شرك اكبر واصغر، تقسيم لازم، فالاول دليله استقراء نواقض التوحيد ((هو تعظيم الحالف للمحلوف به بقدر مساو او اكبر من التعظيم المفروض لله عز وجل))، وهو محل اتفاق،،،، واما الثانى دليله ظاهر النصوص الدالة على عدم وقوع الحالف فى الشرك الاكبر اذا عُلم منه عدم التعظيم.
** الذبح عبادة محضة، ذكر بنصه فى القرآن {{فصل لربك وانحر}}،، {{قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين}}، مقرونا بالصلاة، دلالة على عظم شأنه وموقعه من العبادات، لذلك، صرفه لغير الله عز وجل، او اشراك غير الله عز وجل معه، كان كمن نوى ان يصلى لغيره سبحانه وتعالى.
والله اعلى واعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/176)
ـ[أبو عبيدة الجزائري]ــــــــ[22 - 04 - 08, 10:44 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
هذا جواب أكتبه إجابة لصاحب الإشكال الآتي:
" قول أهل السنة و الجماعة أن الذبح لغير الله شرك أكبر، و الحلف بغير الله فيه تفصيل، فإن كان الحالف معظما في حلفه لغير الله كان هذا شركا أكبرا و إن لم يكن معظما له كان شركا أصغرا. لماذا يفصل في الحلف بغير الله و لا يفصل في الذبح لغير الله؟ "
وجوابي على هذا الإشكال ليس ادعاءا مني للعلم و إنما هو أمر خطر لي فإن كان صوابا فمن الله و إن كان غير ذلك فمن الشيطان. و أرجو من صاحب الإشكال أن يعرض هذا الجواب على أهل العلم.
و الجواب أن يقال لصاحب الإشكال قد أتيت من:
أولا: عدم معرفتك التامة لمعنى الجملتين " الذبح لغير الله " و " الحلف بغير الله ".
ثانيا: قياسك الخاطئ لهاتين الجملتين مع اختلافهما في أمر مهم لم يتبادر لك.
فيقال:
أولا معنى الجملتين:
الذبح لغير الله هو الذبح بنية التقرب أو ما والاه لصنم أو ضريح أو حجر أو جن أو غير ذلك سواءا تلفظ بذلك أم لا. و ما ذلك إلا لتشابه صورتي الذبح في الغالب بين الذابح لله و الذابح لغير الله. و بيان ذلك أنه لو ذبح إنسان بهيمة لم يمكنا الحكم على ذبحه لا لغة و لا شرعا أ هو لله أو لغير الله حتى نعلم نيته.
و الحلف بغير الله هو التلفظ بصيغة حلف المقسوم به غير الله كقوله "وسيدي فلان"، "و حياة الشيخ"، "و رأس فلان" و غير ذلك سواءا نوى تعظيم المقسوم به أم لا. و ما ذلك إلا لاختلاف صورتي الحلف بين الحالف بالله و الحالف بغير الله الله. و بيان ذلك أنه لو حلف إنسان لأمكننا الحكم على حلفه أ هو بالله أو بغير الله حتى و لو لم نعلم نيته.
ثانيا الأمر المهم الذي لم يتبادر لك: وهو أن الذبح لغير الله يتضمن نية التقرب لغير الله. و الحلف بغير الله لا يتضمن نية التعظيم لغير الله. فيكون قياسك لهاتين الجملتين في غير محله.
فإذا الذبح لغير الله شرك أكبر لتضمنه نية التقرب لغير الله فلا تفصيل. و الحلف بغير الله لا بد فيه من تفصيل لعدم تضمنه نية التعظيم لغير الله في كل الحالات، فإن كان الحالف معظما في حلفه لغير الله ألحق الحلف بغير الله هنا بالذبح لغير الله في كونه شركا أكبرا و إلا كان شركا أصغرا باعتباره جملة درجت على لسانه.
فلا يدفعنك تطابق مبنى الجملتين إلى أن تطابق بين معنيهما وليس الأمر كذلك. و هذا ما عندي فإن كان صوابا فمن الله وله الحمد و إن كان غير ذلك فمن الشيطان نعوذ بالله منه.
وليتفضل علي الإخوة بالتوجيه.
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 07:29 ص]ـ
المقسوم به
السلام عليكم
لي عودة للتعليق
لكن فائدة سريعة
لعلها (المُقْسَمْ به):)؛ لأنها من الفعل (أقسم).
أما المقسوم فهي من الثلاثي (قسم)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 09:33 ص]ـ
ممن نص على أن الحلف عبادة محمد نسيب الرفاعي.
وللشيخ صالح آل الشيخ كلام يفهم منه أن الحلف عبادة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 04 - 08, 09:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وللفائدة:
شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد -
السؤال: ورد في الحديث أنه من حلف باللات والعزى فليقل: (لا إله إلا الله) فهل يقاس على ذلك كل حلف بغير الله تعالى؟
الجواب: كان العرب في أول الأمر قد جرت ألسنتهم بذكر اللات والعزى والحلف باللات والعزى، فأمروا عندما يحلفون باللات بأن يقولوا: (لا إله إلا الله). ومعناه أن هذا الذي حصل منهم جرت به ألسنتهم حين اعتادوه، وهذا شيء غير مقصود لهم، فأمروا بأن يقولوا: (لا إله إلا الله) حتى يأتوا بالتوحيد وحتى يستذكروا التوحيد عندما يحصل منهم ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/177)
أما بعد ذلك وبعدما عرفت الأحكام واستقر حكم ذلك في عقول الناس فليس لإنسان أن يحلف بغير الله تعالى ثم يقول: (لا إله إلا الله). فأولئك اعتادوا على الحلف باللات والعزى، فأمروا بأن يأتوا بكلمة (لا إله إلا الله) حتى يستذكروا التوحيد ويستذكروا أن ذلك قد نسخ وقضي عليه، وأن أمور الجاهلية كلها انتهت ولم يبق عندهم إلا التوحيد وإخلاص العبادة لله عز وجل، أما بعد ذلك فلا يجوز لأحد أن يحلف بغير الله عز وجل، وعليه أن يقلع عن ذلك وأن يبتعد عنه، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يحلفون بآبائهم وأمهاتهم، فجاء الحديث: (لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا تحلفوا بالأنداد، ولا تحلفوا إلا بالله، ولا تحلفوا إلا وأنتم صادقون). وقد حصل أن عمر رضي الله عنه أدركه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: وأبي وأبي. فقال عليه الصلاة والسلام: (لا تحلفوا بآبائكم) قال: (فما حلفت بعد ذلك ذاكراً ولا آثراً) يعني: ما حلفت بذلك ولا حكيت أن أحداً حلف بغير الله عز وجل.
ـ[أبو الفداء بن مسعود]ــــــــ[26 - 04 - 08, 09:29 م]ـ
الحمد لله
المشايخ الكرام وفقكم الله وسددكم، خطر لي خاطر وأنا أتابع هذا الموضوع المبارك .. في قوله صلى الله عليه وسلم "ومن قال لأخيه تعال فأقامرك فليتصدق" أو كما قال عليه السلام، ألا يدخل في ذلك المعنى من قال لأخيه (تراهن؟) ولو من باب الممازحة والالزام بالقول؟ فالرهان من القمار كما هو معلوم ..
وأما بالنسبة لاستشكال صاحب الموضوع وفقه الله، فليس لمثلي اضافة يضيفها بعد أن تكلم المشايخ الفضلاء، ولكن خطر لي تساؤل أحببت أن أوجهه الى صاحب الموضوع: لماذا يا أخي الكريم قست حكم الذبح على حكم الحلف؟ انه لم يأتك الاشكال الا من هذه الجهة!
المشكلة أننا أحيانا نكثر على أنفسنا من تتبع القواعد والتقعيدات العامة والقواعد الأصولية الكبرى والتي يخرج بها بعض العلماء وطلبة العلم من استقراء الأحكام والنصوص، فاذا بنا نقع أحيانا ومن حيث لا نشعر، في الاقران بين أمرين قد لا يقترنان، أو الجمع بين مسألتين لا تجتمعان، أو لم يرد النص بالقران بينهما أو جمعهما في بابة واحدة .. وأنا أقول ما الضير في أن يكون في مسألة من المسائل الحكم عام مجمل، وفي مسألة أخرى، قد يجمعها بالأولى شيء من التشابه أو التوافق في بعض الوجوه، تجد الحكم المتفق عليه والمستنبط من جمع النصوص وكلام الفقهاء فيه تفصيل أو نظر أو قيد أو نحو ذلك؟ لا ضير في ذلك ولا عجب، ولكن نحن نميل الى التجريد والى التقعيد، ونود لو كان بين أيدينا قاعدة واحدة نحكم بها على كل شيء ..
لماذا لا يكون الجواب الكافي ها هنا لهذا الموضوع أن نقول، هذه مسألة لها بسطها وأحكامها وتلك لها أحكامها، ولا وجه - بالضرورة - للمساواة أو القياس بينهما؟
لماذا يكون هناك عجب ان قلنا أن الحكم في الحلف هو كذا بينما الحكم في الذبح هو كذا بخلافه، وانتهى الأمر عند ذلك؟ أنا لا أقول - وحتى لا أرمى بالظاهرية - بمنع الاستنباط واستخراج العلل الجامعة وبحث أوجه القياس وما الى ذلك، ولكن الأمر جاء هنا معروضا في صورة اشكال يراد الجواب عنه! وأنا لا أرى سببا للاستشكال أصلا، فهذه مسألة وتلك أخرى وكوننا قد لا نرى الرابط الذي نبني به قاعدة موحدة تجمع المسألتين، فهذا لا يؤخذ منه ما يستشكل به على الحكم المستبنط من النص، والله أعلم.
وفقكم الله وبارك فيكم.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 10:18 م]ـ
يظهر لي وجه التفريق .. والله أعلم
أن الذابح لغير الله ينوي به التقرب لمن يذبح له ..
أما الحالف بغير فلا ينوي التقرب لمن يحلف به وإنما يعظمه!!
فينظر بقصد الحالف إن كان يساوي (المحلوف به) بالله فهذا شرك أكبر ..
وإن كان لا فهذا شرك أصغر لأنه لم ينوي المساوات وإنما أشرك باللفظ ..
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 01:59 ص]ـ
الحمد لله
المشايخ الكرام وفقكم الله وسددكم، خطر لي خاطر وأنا أتابع هذا الموضوع المبارك .. في قوله صلى الله عليه وسلم "ومن قال لأخيه تعال فأقامرك فليتصدق" أو كما قال عليه السلام، ألا يدخل في ذلك المعنى من قال لأخيه (تراهن؟) ولو من باب الممازحة والالزام بالقول؟ فالرهان من القمار كما هو معلوم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/178)
وأما بالنسبة لاستشكال صاحب الموضوع وفقه الله، فليس لمثلي اضافة يضيفها بعد أن تكلم المشايخ الفضلاء، ولكن خطر لي تساؤل أحببت أن أوجهه الى صاحب الموضوع: لماذا يا أخي الكريم قست حكم الذبح على حكم الحلف؟ انه لم يأتك الاشكال الا من هذه الجهة!
المشكلة أننا أحيانا نكثر على أنفسنا من تتبع القواعد والتقعيدات العامة والقواعد الأصولية الكبرى والتي يخرج بها بعض العلماء وطلبة العلم من استقراء الأحكام والنصوص، فاذا بنا نقع أحيانا ومن حيث لا نشعر، في الاقران بين أمرين قد لا يقترنان، أو الجمع بين مسألتين لا تجتمعان، أو لم يرد النص بالقران بينهما أو جمعهما في بابة واحدة .. وأنا أقول ما الضير في أن يكون في مسألة من المسائل الحكم عام مجمل، وفي مسألة أخرى، قد يجمعها بالأولى شيء من التشابه أو التوافق في بعض الوجوه، تجد الحكم المتفق عليه والمستنبط من جمع النصوص وكلام الفقهاء فيه تفصيل أو نظر أو قيد أو نحو ذلك؟ لا ضير في ذلك ولا عجب، ولكن نحن نميل الى التجريد والى التقعيد، ونود لو كان بين أيدينا قاعدة واحدة نحكم بها على كل شيء ..
لماذا لا يكون الجواب الكافي ها هنا لهذا الموضوع أن نقول، هذه مسألة لها بسطها وأحكامها وتلك لها أحكامها، ولا وجه - بالضرورة - للمساواة أو القياس بينهما؟
لماذا يكون هناك عجب ان قلنا أن الحكم في الحلف هو كذا بينما الحكم في الذبح هو كذا بخلافه، وانتهى الأمر عند ذلك؟ أنا لا أقول - وحتى لا أرمى بالظاهرية - بمنع الاستنباط واستخراج العلل الجامعة وبحث أوجه القياس وما الى ذلك، ولكن الأمر جاء هنا معروضا في صورة اشكال يراد الجواب عنه! وأنا لا أرى سببا للاستشكال أصلا، فهذه مسألة وتلك أخرى وكوننا قد لا نرى الرابط الذي نبني به قاعدة موحدة تجمع المسألتين، فهذا لا يؤخذ منه ما يستشكل به على الحكم المستبنط من النص، والله أعلم.
وفقكم الله وبارك فيكم.
بارك الله فيك أخي الكريم إضافة جميلة، و أحب أن أقول إنه - كما لايخفى- مدارك الناس و طرائقهم في التفكير، و استيعابهم للمسائل و القضايا يختلف من شخص إلى آخر، فقد يستشكل المرء أمراً لا إشكال فيه، و الله المولى.
اسمح لي أن أطلب منك طلباً أخي الحبيب - إن رأيت ذلك مناسباً و هو متاح لمن أراد - لو قلت لك: أعد صياغة الحوار أعلاه بحيث لا يبقى إشكال لدى السائل شريطة أن تبقى أسئلة السائل كما هي من دون تغيير. فما تقول؟.
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 02:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد و المشاركات.
محاولة لإزالة الإشكال. إذا علمنا تعريفا من تعريفات الشرك الأصغر و هو
" ما ورد في النصوص تسميته شركاً و لم يصل إلى حد الشرك الأكبر "
فيقال: إن الذابح لغير الله لا يمكن أن يتصور أنه يذبح لغير الله إلا لأنه يرى أن ذلك (الغير) يستحق هذا الذبح فيكون قد صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله، و لا يُتصور أن يكون ذلك إلا بتعظيم؛ لأنه فعل، و الفعل لا بد له من إرادة و عزم، فالذبح - كما قال أخي أبو عبيدة - متضمن و لا بد للتعظيم فلم يبق هناك احتمال لأن يكون شركا أصغر.
أما الحلف فهو مجرد قول يحتمل أن يُضم إليه التعظيم، و يحتمل عدمه، فإن تضمن تعظيما كتعظيم الله صار شركاُ أكبر، و إلا كان أصغر.
هذا كله على التسليم بأن الحلف عبادة، و التسليم بصحة الحديث " فقد كفر أو أشرك "
أما إن قيل بأن الحلف ليس بعبادة فيقال: إنه
إما أن يكون محرما (أو مكروها) إن خلا من تعظيم كتعظيم الله
و إلا كان أكبر.
و الله المستعان
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 02:08 ص]ـ
بقي الإشكال في النذر لغير الله (المعذرة أخي الحائلي):)
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 02:27 ص]ـ
أخي الحبيب أبا عبيدة - نفع الله بك - أوافقك في النقطة الثانية، و لا أوافقك في الأولى، و أشكر لك مشاركتك آجرك الله.
أبو عبيدة الجزائري
الذبح لغير الله هو الذبح بنية التقرب أو ما والاه لصنم أو ضريح أو حجر أو جن أو غير ذلك سواءا تلفظ بذلك أم لا.
جميل هذا التعريف فليتك أخي الحبيب تفيدنا بمرجعه حتى تتم الفائدة
و الحلف بغير الله هو التلفظ بصيغة حلف المقسوم به غير الله كقوله "وسيدي فلان"، "و حياة الشيخ"، "و رأس فلان" و غير ذلك سواءا نوى تعظيم المقسوم به أم لا.
و كذلك هذا التعريف أيضاً
و بيان ذلك أنه لو ذبح إنسان بهيمة لم يمكنا الحكم على ذبحه لا لغة و لا شرعا أ هو لله أو لغير الله حتى نعلم نيته.
لو جاء إنسان إلى قبر و ذبح هذه البهيمة فهل يخفى أنه ذبح للقبر؟ و يحتاج ذلك إلى الاطلاع على نيته؟ فما الذي جعله يأتي إلى القبر و يذبح؟ فهلا ذهب إلى أي مكان آخر؟
فإذا الذبح لغير الله شرك أكبر لتضمنه نية التقرب لغير الله فلا تفصيل. و الحلف بغير الله لا بد فيه من تفصيل لعدم تضمنه نية التعظيم لغير الله في كل الحالات، فإن كان الحالف معظما في حلفه لغير الله ألحق الحلف بغير الله هنا بالذبح لغير الله في كونه شركا أكبرا و إلا كان شركا أصغرا باعتباره جملة درجت على لسانه.
أحسنت أخي الحبيب في هذه و جزاك الله صالحةً أفدتنيها غفر الله لك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/179)
ـ[أبو الفداء بن مسعود]ــــــــ[27 - 04 - 08, 09:04 ص]ـ
الأخ الحبيب، جوابا لطلبك اعادة صياغة الحوار الذي في رأس الموضوع أقول أن طلبك هذا متعذر، لأنك تطلب ان تعاد صياغته مع بقاء أسئلة السائل كلها كما هي، وهذا غير ممكن الا أن تبقى سائر أجوبة المجيب كما هي أيضا (ابتسامة)
والا فلو غيرت في الأجوبة للزم عقلا أن يتغير ما يلي ذلك من أسئلة السائل ..
ومع ذلك دعني أبدأ من رأس الأمر
يقول السائل:
سامي: السلام عليكم
الشيخ: و عليكم السلام
سامي: بارك الله فيكم شيخنا ها هنا مسألة مشكِلة في العقيدة؟
الشيخ: تفضل
سامي: عدد من العلماء - عليهم رحمة الله - عندما يذكرون حكم الذَّبح لغير الله يقولون بأنه شرك أكبر من دون تفصيل
الشيخ: نعم
سامي: و عندما يتكلمون عن الحلف بغير الله يفصِّلون فيقولون: إن كان يعتقد أن المحلوف به يملك شيئاً من النفع و الضر يكون شركا أكبر، و إلا كان أصغر
الشيخ: نعم!
سامي: لماذا لا يَجري هذا التقسيم على الذبح فنقول: إن كان يعتقد .. ، و إن لم يعتقد.
وهنا أقول بدلا من قول الشيخ:
لا يجري هذا التقسيم على الذبح لاختلاف الأدلة الواردة في المسألتين، فلزم أن يختلف الحكم بين ما فيه تقسيم وما ليس فيه تقسيم، ولا يلزم - عقلا ولا نقلا - أن يكون بين المسألتين أي تساو في الحكم أو أن تجمعهما قاعدة واحدة، فالذبح لم يرد فيه من النصوص ما يفيد مثل ما أفادته نصوص مسألة الحلف من التقسيم والتفريق، فأين هو الاشكال عندك؟
وعند هذا يراجع السائل نفسه ويجد أن الأمر ليس فيه ما توهمه من الاشكال أصلا، فهذه مسألة لها ضابطها وحكمها وتلك مسألة أخرى، ولا يلزم تساويهما أو اتفاقهما في الحكم وفي التأصيل الشرعي وان جمعهما ما جمعهما من أوجه التشابه.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو عبيدة الجزائري]ــــــــ[28 - 04 - 08, 01:10 ص]ـ
جميل هذا التعريف فليتك أخي الحبيب تفيدنا بمرجعه حتى تتم الفائدة
المرجع هو كتاب "إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد" للشيخ الدكتور صالح
بن عبد الله الفوزان حفظه الله، باب "لعن الله من ذبح لغير الله".
وقد اختصرت لك التعريف لطوله.
و كذلك هذا التعريف أيضاً
لو جاء إنسان إلى قبر و ذبح هذه البهيمة فهل يخفى أنه ذبح للقبر؟ و يحتاج ذلك إلى الاطلاع على نيته؟ فما الذي جعله يأتي إلى القبر و يذبح؟ فهلا ذهب إلى أي مكان آخر؟
نقول هنا أنه ذبح إلى القبر لا للقبر. لأن الذبح للقبر هو ذبح لغير الله وكما في التعريف السابق فهو يتضمن نية التقرب لغير الله.
فما الذي جعله يأتي إلى القبر و يذبح؟ ربما ذبح لله معتقدا فضل ذلك المكان وهو تقبل الله لذبيحته. وهذا مع أنه ليس شركا أكبر فهو وسيلة إلى الشرك منهي عنه كالنهي عن الصلاة عند القبور. واقرأ إن شئت باب "لا يذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله"
ـ[أبو علي المصراوي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 02:00 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا و جزاكم الله خيرا
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 07:28 ص]ـ
أبو عبيدة الجزائري
المرجع هو كتاب "إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد" للشيخ الدكتور صالح
بن عبد الله الفوزان حفظه الله، باب "لعن الله من ذبح لغير الله".
وقد اختصرت لك التعريف لطوله.
أخي الحبيب الذي جعلني أسأل هو غرابة هذين التعريفين، إذ الشيء لا يعرف بنفسه، فلا يقال الذبح لغير الله هو الذبح ...
هذا خلل في التعريف، و لو أتيت بالتعريف الذي ذكره الشيخ صالح - حفظه الله - لكان حسناً؛ لأننا في مجال بسطه هنا، و كذا الحال في التعريف الثاني، ليست صياغته سليمة، و لا يخفاك أن التعريف لا بد أن يكون جامعاً مانعاً.
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 07:29 ص]ـ
أبو عبيدة الجزائري
المرجع هو كتاب "إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد" للشيخ الدكتور صالح
بن عبد الله الفوزان حفظه الله، باب "لعن الله من ذبح لغير الله".
وقد اختصرت لك التعريف لطوله.
أخي الحبيب الذي جعلني أسأل هو غرابة هذين التعريفين، إذ الشيء لا يعرف بنفسه، فلا يقال الذبح لغير الله هو الذبح ...
هذا خلل في التعريف، و لو أتيت بالتعريف الذي ذكره الشيخ صالح - حفظه الله - لكان حسناً؛ لأننا في مجال بسطه هنا، و كذا الحال في التعريف الثاني، ليست صياغته سليمة، و لا يخفاك أن التعريف لا بد أن يكون جامعاً مانعاً.
ربما ذبح لله معتقدا فضل ذلك المكان وهو تقبل الله لذبيحته. وهذا مع أنه ليس شركا أكبر فهو وسيلة إلى الشرك منهي عنه كالنهي عن الصلاة عند القبور.
هذا كلام سليم.
نفع الله بك أخي أبا عبيدة، و رزقني و إياك العلم النافع و العمل الصالح. آمين(48/180)
سؤالي يتعلق بالشرك
ـ[إبنة الخطاب]ــــــــ[17 - 04 - 08, 11:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
//
الخوف
الرجاء
الخشية
هذه كلها تعتبر من العبادات القلبية والتي لا يجوز صرفها لغير الله تعالى
في كثير من أمور حياتنا نردد نخاف كذا ونخشى كذا و .......
وكذلك المرأة احياناً يكون الهدف من ارتدائها للحجاب الكامل
هي إرضاء الزوج وإن كان هو في الاصل عبادة
هل هذه الأمور تدخل فيها الشرك؟؟؟؟؟؟
وجزاكم الله خير(48/181)
بشرى لطلبه علم العقيده موقع الدكتور الرضوانى
ـ[خالد عبد الجواد]ــــــــ[18 - 04 - 08, 12:15 ص]ـ
السلام عليكم
تم افتتاح موقع فضيله الدكتور محمود عبد الرازق الرضوانى
http://www.alridwany.com/(48/182)
مسألة والدي النبي صلى الله عليه و سلم
ـ[عمر خيري]ــــــــ[18 - 04 - 08, 03:08 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته مشايخي الكرام أسال الله أن يبارك لكم في العلم و الوقت و أسال الله أن يزيدكم علما و عملا الرجاء توضيح المسالة و ذكر اقوال اهل العلم فى المسألة وهل يُعد القوم قبل بعثة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أهل فترة الرجاء توضيح المسألة وهل تبنى أحد من أهل العلم القول بأن والدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سوف يمتحنوا يوم القيامة باعتبار أنهم من أهل الفترة. وبارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 04 - 08, 03:49 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35656(48/183)
انظروا كيف صرف الله عزو جل الشيعة عن الهداية الى الاستبصار
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[18 - 04 - 08, 03:35 م]ـ
اصطلح الشيعة المعاصرون على تسمية من ارتد عن دين الاسلام الى دين الرفض بالمستبصرين.
وذلك كرد فعلٍ حوزي على ظاهرة المهتدين من الشيعة الى دين الاسلام ومذهب اهل السنة و الجماعة.
---------------------
و الاستبصار مشتق من الابصار
و لا يستلزم الابصار الهداية، فإن المرء قد يبصر الشيء و لكن لا يعمل به.
و لذلك وصف الله عز و جل الآيات التي جاء بها موسى عليه السلام الى فرعون و قومه بأنها مبصرة فقال تعالى:
{فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (13) ") سورة النمل - الآية (13).
------------------------------
أمَّا لفظ الاستبصار تحديداً فلم يرِد في القرآن الكريم إلاَّ في آية واحدة.
و العجيب ان استعمال ذلك اللفظ في تلك الآية كان للتعبير عن أحوال أممٍ عرفت الحق و أبصرته، و لكنهم آثروا الضلالة على الهدى، و الباطل على الحق، و الكفر على الاسلام. و تلك الآية هي قوله تعالى:
{وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين} سورة لعنكبوت ـ 38.
فبين الله عز وجل بتلك اللفظة ان الحق كان قد اتضح لعاد وثمود، و أنهم اختاروا الضلالة على علم وبصيرة.
---------------------------------------
أما ترى أن الله عز و جل أخبر عن فرعون و قومه أنهم اختاروا الضلالة على علم وبصيرة، بدليل قوله تعالى:
(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)} سورة النمل - الآية (14).
و لذلك وصف الله عزوجل ـ في الآية السابقة لها ـ الآيات التي جاء بها موسى بأنها مبصرة فقال تعالى:
{فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (13) ") سورة النمل - الآية (13).
===============================
ثم اقرأ تفاسير الشيعة أنفسهم لتلك اللفظة القرآنية الكريمة تجد نفس المعنى.
يقول الطبرسي في "مجمع البيان":
(«و زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل» أي فمنعهم عن طريق الحق «و كانوا مستبصرين» أي و كانوا عقلاء يمكنهم التمييز بين الحق و الباطل بالاستدلال و النظر و لكنهم أغفلوا و لم يتدبروا و قيل معناه إنهم كانوا مستبصرين عند أنفسهم فيما كانوا عليه من الضلالة).
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[19 - 04 - 08, 03:17 م]ـ
سبحان الله
ـ[ابو عبد المهيمن]ــــــــ[20 - 04 - 08, 06:58 م]ـ
يارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذه الفائدة القيمة
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[20 - 04 - 08, 09:56 م]ـ
لطيفة
سبحان الله
وانظر أيضا
مما ورد في القرآن من تصريفات اللفظة أيضا قوله تعالى في حق السامري
قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)
وقرأ عامة قرّاء الكوفة (بَصُرْتُ بِمَا لَمْ تَبْصُرُوا بِهِ) بالتاء على وجه المخاطبة لموسى صلى الله عليه وسلم وأصحابه، بمعنى: قال السامريّ لموسى: بصرت بما لم تبصر به أنت وأصحابك.
وقوله تعالى:
{بَلِ الإنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}
قال ابن كثير
أي: هو شهيد على نفسه، عالم بما فعله ولو اعتذر وأنكر، كما قال تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 14].
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {بَلِ الإنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} يقول: سمعُه وبصرُه ويداه ورجلاه وجوارحُه.
وقال قتادة: شاهد على نفسه. وفي رواية قال: إذا شئت -والله-رأيته بصيرا بعيوب الناس وذنوبهم غافلا عن ذنوبه
فسبحان الملك
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[21 - 04 - 08, 02:02 م]ـ
الاخوة:
خالد البحريني
ابوعبدالمهيمن
شكرا على مروركم الكريم
بارك الله فيكم.
-----------------
الاخ ابوالقاسم
شكرا على مروركم وعلى هذه الفائدة البديعة
بارك الله فيك.
ـ[سلطان بن زايد التميمي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 06:51 م]ـ
احسن الله اليك
ـ[محبة القرآن والسنة]ــــــــ[26 - 04 - 08, 07:58 م]ـ
سبحان من صرفهم!!!!
نستأذنكم بنقل الموضوع لمنتدى بناء لوجود عدد من الروافض هناك
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=713130&Sec=0
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[26 - 04 - 08, 08:24 م]ـ
الهداية ليست عِدلاً للاستبصار .. ولا هما بمعنى!
لكني أريد التنبيه بأن كلا الكلمتين مقبول في محله؛ في شرعتنا السنية الحنيفية.
ولا يصح أن تأخذنا الحماسة في النقض على الرافضة إلى رد التعبير بـ (الاستبصار) واستهجانه.
فإنه دارج بمعناه الصحيح عند علمائنا، والشاطبي رحمه الله يستعمله في موافقاته.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/184)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - 04 - 08, 11:52 م]ـ
بارك الله في الاخوة الكرام
الهداية ليست عِدلاً للاستبصار .. ولا هما بمعنى!
هذا صحيح يا استاذنا العزيز
لكني أريد التنبيه بأن كلا الكلمتين مقبول في محله؛ في شرعتنا السنية الحنيفية.
لعلكم تفيدوننا بشيءٍ من التمثيل لذلك، وفقكم الله.(48/185)
رواية مالك الدار: دليل على التوسل بدعاء الأحياء
ـ[المقدادي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 05:26 م]ـ
رواية مالك الدار: دليل على التوسل بدعاء الأحياء
منقول من: http://www.alagidah.com/vb/showthrea...=8202#post8202 (http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?p=8202#post8202)
المقال باللغة الأنجليزية:
Narration of Malik ad-Dar (http://umabdullah.wordpress.com/2007/03/25/narration-of-malik-al-dar-evidance-for-tawassul-by-the-living-not-by-the-prophet-after-his-death/)
كتبته: أم عبد الله ش. م.
بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
هذه الرواية يستدل بها بعض الفرق للتوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته. فقررت أن أقوم بقراءة كلام طلبة العلم والعلماء في هذه الرواية، فمررت على عدد من النقاشات المتعلقة بهذه الرواية لكنها كلها كانت تناقش صحة الرواية، وتدرس سندها.
ولم أجد أي مقالات تناقش متن الرواية (القصة) إلابعض التنبيهات على أشياء معينة في المتن هنا وهناك لبعض طلبة العلم والمشايخ منقولة في ملتقى أهل الحديث، وتلك النقاط جعلتني أبحث أكثر في قصة الرواية في كتب العلماء قديما، وقد وجدتها مفيدة ولله الحمد.
الذي قرأته واكتشفته بين لي معنا مختلفا عما فهمه الكثير من المسلمين اليوم وحتى بعض أهل العلم.
وما يلي النقاط التي استنتجتها فيما يتعلق بمتن الرواية وبعدها بعض المناقشات العقلية للرد على الذين يستدلون بهذه الرواية على جواز التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، إن شاء الله.
متن الرواية
عن مالك قال: أصاب الناس قحط في زمان عمر بن الخطاب؛ فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا؛ فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام؛ فقال ائت عمر فأقرئه السلام، وأخبره أنكم مسقون. وقل له: عليك الكيس الكيس. فأتى الرجل عمر، فأخبره، فبكى عمر ثم قال: يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه (مصنف ابن أبي شيبة)
فهم العلماء لهذه الرواية
1. الحافظ ابن حجر العسقلاني –رحمه الله- في كتابه فتح الباري (ج3 ص441):
حيث ذكر في مقدمة باب (سؤال الناس الإمام الإستسقاء إذا قحطوا) عدة أحاديث مرتبطة بحديث التوسل بالعباس رضي الله عنه والتي توضح مطابقة الترجمة لأصل القصة، وذكر منها رواية مالك الدار هذه، وتوقف عند قوله: "ائت عمر"، يستدل بها على سؤال الناس الإمام الإستسقاء عند القحط، وسيتضح ذلك في أثناء هذا البحث إن شاء الله. وما يؤكد ذلك قوله في آخر المقدمة بعد ذكر جزء من رواية مالك الدار:
" ظَهَرَ بِهَذَا كُلّهمُنَاسَبَة التَّرْجَمَة لِأَصْلِ هَذِهِ الْقِصَّة أَيْضًا وَاَللَّه الْمُوَفِّق."
فالذي فهمه الحافظ ابن حجر رحمه الله من هذه الرواية هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوجه الرجل لسؤال الإمام (عمر رضي الله عنه) الإستسقاء لهم.
2. الحافظ ابن كثير رحمه الله:
رواها في كتابه (البداية والنهاية – ج7 ص104)، حيث ذكر عدة روايات قبل رواية مالك الدار، تفسرها.
فقال:
"وقال سيف بن عمر عن سهل بن يوسف السلمي عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: كان عام الرمادة في آخر سنة سبع عشرة، وأول سنة ثماني عشرة، أصاب أهل المدينة وما حولها جوع فهلك كثير من الناس، حتى جعلت الوحش تأوي إلى الانس، فكان الناس بذلك وعمر كالمحصور عن أهل الامصار حتى أقبل بلال بن الحارث المزني فاستأذن على عمر فقال: أنا رسول رسول الله إليك، يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم " لقد عهدتك كيسا، وما زلت على ذلك (1)، فما شأنك "؟ قال: متى رأيت هذا؟ قال: البارحة.
فخرج فنادى في الناس الصلاة جامعة، فصلى بهم ركعتين ثم قام فقال: أيها الناس أنشدكم الله هل تعلمون مني أمرا غيره خير منه؟ فقالوا: اللهم لا، فقال: إن بلال بن الحارث يزعم ذية وذية.
قالوا: صدق بلال فاستغث بالله ثم بالمسلمين.
فبعث إليهم - وكان عمر عن ذلك محصورا - فقال عمر: الله أكبر، بلغ البلاء مدته فانكشف.
ما أذن لقوم في الطلب إلا وقد رفع عنهم الاذى والبلاء.
وكتب إلى أمراء الامصار أن أغيثوا أهل المدينة ومن حولها، فإنه قد بلغ جهدهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/186)
وأخرج الناس إلى الاستسقاء فخرج وخرج معه العباس بن عبد المطلب ماشيا، فخطب وأوجز وصلى ثم جثى لركبتيه وقال: اللهم إياك نعبد وإياك نستعين، اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا.
ثم انصرف فما بلغوا المنازل راجعين حتى خاضوا الغدران."
وفي رواية أخرى بعدها:
"ثم روى سيف عن مبشر بن الفضيل، عن جبير بن صخر، عن عاصم بن عمر بن الخطاب: أن رجلا من مزينة عام الرمادة سأله أهله أن يذبح لهم شاة فقال: ليس فيهن شئ.
فألحوا عليه فذبح شاة فإذا عظامها حمر فقال يا محمداه.
فلما أمسى أرى في المنام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: " أبشر بالحياة، إيت عمر فأقره مني السلام وقل له إن عهدي بك وفي العهد شديد العقد، فالكيس الكيس يا عمر "، فجاء حتى أتى باب عمر فقال لغلامه استأذن لرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأتى عمر فأخبره ففزع، ثم صعد عمر المنبر فقال للناس: أنشدكم الله الذي هداكم
للاسلام هل رأيتم مني شيئا تكرهونه؟ فقالوا: اللهم لا، وعم ذاك؟ فأخبرهم بقول المزني - وهو بلال بن الحارث - ففطنوا ولم يفطن.
فقالوا: إنما استبطأك في الاستسقاء فاستسق بنا. ... " ا. هـ.
(ملاحظة: الروايتان قد تكونان ضعيفتين، ولكن المقصود هو أنها توضح معناها وتبين ما فهمه ابن كثير رحمه الله من رواية مالك الدار التي رواها بعد هاتين الروايتين وهو نفس فهم الحافظ ابن حجر رحمه الله)
3.علاء الدين علي المتقيالهندي البرهان فوري (976 هـ) في كتابه (كنز العمال):
ذكرها في باب (صلاة الإستسقاء)، وهو فعل عمر رضي الله عنه عندما توسل بدعاء العباس رضي الله عنه. فيدل على نفس التفسير السابق.
روايات فيها زيادة:
توجد روايات فيها زيادة، إذا صحت فإنها تؤكد صحة فهم العلماء السابقين لهذه الرواية.
- الإمام ابن عبد البر رحمه الله في كتابه (الإستيعاب في معرفة الأصحاب) في ترجمة عمر رضي الله عنه:
عن مالك الدار قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاءرجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قدهلكوا. قال: فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال: ” إيت عمرفمره أن يستسقي للناس، فإنهمسيسقون، وقل له: عليك الكيس الكيس ”. فأتى الرجل عمر فأخبره، فبكى عمر، وقال: يارب، ما آلو إلا ما عجزت عنه يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه
- الإمام أحمد بن عبد الله الطبري في كتابه "الرياض النظرة في مناقب العشرة":
عن أنس بن مالك قال: أصاب الناس قحطفي زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله استسقلأمتك فإنهم قد هلكوا، قال فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام. وقال: ” أئت عمرفمره أن يستسقي للناس فإنهم سيسقون، وقل له عليك الكيس الكيس ”. فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى عمروقال: يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه، خرجه البغوي في الفضائل وأبو عمر.
مناقشات عقلية:
1. الذين يستدلون بهذا الحديث على التوسل بطلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته يقولون بأن عمر رضي الله عنه لم ينكر على الرجل استسقاءه بالنبي صلى الله عليه وسلم عند قبره فهذا دليل على أنه يرى جواز ذلك؟.
الجواب: لا يوجد دليل في الرواية نفسها على أن الرجل أخبر عمر رضي الله عنه بأنه توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم عند قبره، لكننا نعلم من الرواية أنه أخبره بالمنام، مبلغا رسالة لانبي صلى الله عليه وسلم لعمر. فعندئذ يكون أمر اخباره عمر بتوسله عند القبر ظنيا، والظن ليس بدليل.
2. لم تمطر حتى توسل عمر رضي الله عنه بالعباس رضي الله عنه.
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قادرا على الإستسقاء ودعاء الله عز وجل عند طلب الناس منه ذلك بعد وفاته، لمطرت السماء مباشرة بعد توسل الرجل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ولكنها لم تمطر حتى توسل عمر بدعاء العباس رضي الله عنهما.
هذا يبين لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوجه الرجل ليسأل عمر رضي الله عنه أن يستسقي للناس وليس أن يطلب ذلك منه هو صلى الله عليه وسلم، ملمحا بقوله "عليك الكيس الكيس". فلما استسقى عمر بدعاء العباس –رضي الله عنهما- نزل المطر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/187)
3. إذا كان طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره جائزا لفعل ذلك عمر رضي الله عنه بدل العباس رضي الله عنه. وقول عمر رضي الله عنه: " اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يدل على أنهم لا يستسقون بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، وإلا لماذا قال: "إنا كنا .. "؟
4. إذا كان ما فعله الرجل صحيحا، إذا:
- لماذا لم يذكر العلماء الذين ذكرتهم سابقا وغيرهم الرواية في باب اسموه (التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته) أو أي عنوان آخر يدل على أن هذه الرواية دليل على جواز هذا النوع من التوسل (التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته)؟
بل ذكروا الرواية في فصل أو باب "صلاة الإستسقاء" و" سؤال الناس الإمام الإستسقاء إذا قحطوا". أليس الإشارة إلى جواز التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم أهم من الإشارة إلى جواز الإستسقاء بدعاء الصالحين وأهل البيت؟
ولكنهم تجاهلوا ذلك الجزء كليا (توسل الرجل بالنبي صلى الله عليه وسلم) ولم يظهروا له أي أهمية. فإذا كانوا يعتقدون بأن تلك الرواية دليل على جواز ذلك النوع من التوسل لماذا لم ينبهوا على ذلك ولو تلميحا؟!!
- ما فائدة قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر "عليك الكيس الكيس"؟
- إذا كان الرجل قد أخبر عمر رضي الله عنه أنه توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم عند قبره، فلماذا يستسقي عمر بالعباس رضي الله عنه بعد معرفته بذلك؟
أليس التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم كافيا؟
- لو كان فعل ذلك الرجل صحيحا، فلماذا نزل المطر مباشرة بعد توسل عمر بدعاء العباس –رضي الله عنهما- ولم ينزل بعد التوسل بالنبي –صلى الله عليه وسلم-؟
أيهما أعظم مكانة: النبي صلى الله عليه وسلم أم العباس رضي الله عنه؟
الخلاصة: رواية مالك الدار مرتبطة بحديث توسل عمر رضي الله عنه بالعباس رضي الله عنه، فهو دليل على التوسل بدعاء الأحياء وليس دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته.
</ B>
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 07:22 م]ـ
بارك الله فيكم
يبدوا انه بحث رائع
سأقراه باذن الله
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 04 - 08, 08:54 م]ـ
بارك الله بكم
ـ[سامي بن حمد]ــــــــ[18 - 04 - 08, 11:16 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[بندر المشهوري]ــــــــ[22 - 04 - 08, 02:51 م]ـ
حُذف
## المشرف ##
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[22 - 04 - 08, 03:33 م]ـ
1 - إن عدول عمر رضي الله عنه عن الاستسقاء بالنبي بالعباس ليس دليلاً على أن التوسل لا يكون إلا بالأحياء وإنما قصد عمر رضي الله عنه كما ذكر ذلك غير واحد هو إظهار فضل آل النبي صلى الله فاستسقى بالعباس ليدلهم على فضله رضي الله عنه! وشاهد هذا الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لعمر وعلي إذا رأيتم أويس القرني فاسألوه أن يستغفر لكم فإن الله يغفر لكم فأخذوا يطلبونه في ركبان الحجيج حتى أدركوه وأخبروه بالخبر فاستغفر لهم. أو كما جاء الحديث
المقصود من البحث تبيين أن رواية مالك الدار ليست دليلا على التوسل بالأموات
وكان من الأصح أن اقول في عنوان الموضوع (رواية مالك الدار ليست دليلا على التوسل بالأموات)
وقد رأيت الصوفية يقولون ما تقوله
ولكن سؤالي: هل جهل الصحابة رضي الله عنهم بفضل آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟ حتى يبين لهم ذلك عمر رضي الله عنه؟
وإذا كان هذا هو السبب فلماذا لا نجد أي روايات صحيحة واضحة فيها توسل الصحابة رضي الله عنهم بالنبي صلى الله عليه وسلم؟
بل عندنا روايتان فيها التوسل بدعاء الصالحين الأحياء كالعباس ويزيد بن الأسود
وسؤال آخر: إذا كان السبب كما تقول (انه فقط يبين فضل آل البيت أو جواز التوسل بغير النبي صلى الله عليه وسلم كما يقول بعض الصوفية) فلماذا قال عمر رضي الله عنه"إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم .. " في حديث توسله بالعباس؟
فلو كانوا ما يزالون يتوسلون به بعد وفاته فلماذا يقول"إنا كنا .. ".
ثم إنه بذلك يجعل من هذا القول كأن النبي يضر وينفع في حياته ولما مات انقطع ذلك وهذا فيه خطورة. وإنه اسقاط لجاه النبي فالنبي قدره عند الله واحد في حياته وبعد مما
كلام عجيب
كيف يُسقط هذا من قدر النبي صلى الله عليه وسلم عند الله؟
هل عليه أن يضر وينفع حتى يكون له قدر عند الله؟؟!!
مع العلم أن جماعة ذهبوا إلى القول بحياة الأنبياء في قبورهم.
نعم أحياء حياة برزخية وهي ليست كالحياة الدنيوية
أيها الإخوة أن لم أجد أحد ينكر في مسألة شد الرحل واستحباب التوسل إلا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فأنا لا أعلم لماذا خالف الجمهور رحمه الله تعالى. وليس هذا والله تعدي على ابن تيمية فالله يعلم إن كنت من المحبين له أم لا وفضله في رحمه الله في نشر العلم والدفاع عن الإسلام وأهله .... لكن يبقى أن كلاً يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم ....
وقد حثنا النبي بلزوم الجماعة فعليكم بالجماعة يا طلبة العلم عفا الله عني وعنكم جميعا وعن علماء الأمة جميعا وآبائنا وأمهاتنا وكل من له حق علينا ومن أحبنا في الله وأحببناه فيه.
لا تخلط بين التوسل بذات وجاه النبي صلى الله عليه وسلم وبين التوسل بدعائه بعد موته
هنا البحث عن التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وليس بجاه.
فاذكر لنا من من علماء المسلمين المتقدمين قال بجواز مثل هذا التوسل؟
وقد بينت في البحث 3 من العلماء المتأخرين ممن ذكروا الرواية ولم يبدوا اي اهمية لفعل ذلك الرجل عند القبر، وكان استدلالهم بالجزء الأخير يستدلون به على أن الناس يسألون إمامهم الإستسقاء عند القحط
ولم يذكروا شيئا عن طلب الإستسقاء من النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ولم يبدوا له أي اهتمام مطلقا
ولو كان هذا التوسل جائزا لكان مذكورا في اغلب كتب الفقه خاصة في كتب المتقدمين واهتمامهم به كمثل اهتمامه بالتوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم ولكن ليس له ذكر إلا في كتب قليل من المتأخرين وفي هذا العصر اغلبهم متصوفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/188)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[25 - 04 - 08, 02:21 ص]ـ
وهنا بحث للشيخ عبدالله الخليفى المنتفجى اسمه (الاسعاف فى اغاثه السقاف)
فيما استدل به السقاف من ادله فى جواز التوسل .. والرد عليها
وانظر الشبهة الخامسة
واحتج السقاف بأثر مالك الدارفي ص 24 من رسالته
ورد المؤلف عليها ....
فانه مهم .. فاليراجع
حمل هنا:
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 04 - 09, 12:27 م]ـ
لماذا لم يستسقي عمر رضي الله عنه منذ بداية القحط؟
وانتظر كل تلك المدة ثم استسقى؟
سؤال جاء في نفسي وأحببت أن أسأل عنه
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[19 - 04 - 09, 06:24 م]ـ
هذا الموضوع نوقش مرارا وتكرارا في الملتقى ولا أرى فائدة من تكراره بارك الله فيكم ...
وإن كان أقوى ما قرأته في هذا الملتقى المبارك ما كتبه الشيخ عبدالرحمن الفقيه:
من أقوى العلل للحديث كون ذكوان السمان لايعرف له سماع من مالك الدار
ومتن هذه القصة فيه نكارة
فقبر النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيت عائشة رضي الله عنها قبل أن يدخله يزيد بن الوليد في المسجد. أ.هـ(48/189)
الآن روابط مباشرة لخريطة الطريق العلمانية Pdf
ـ[العوضي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 08:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أسعدكم الله جميعا ووفقكم لحبه وهداه
هناك أمر يجري في بلدنا على قدمٍ وساق. ربما يعلم به الكثيرين من المفكرين المنصفين وقلة من الكتّاب الصحفيين والقليل القليل من عامة الناس .. ألا وهو تغريب المجتمع ..
هل يدرك أهل العقد والحل في بلدي خطر هذا الأمر على أفراد الوطن وولائهم؟
هل يدرك العلماء والدعاة خطر هذا الأمر على عامة الناس وخصوصا على أفكارهم؟
هل يدرك رب الأسرة المسلم خطر هذا الأمر على أبنائه وبناته وخصوصا على أخلاقهم؟
ربما البعض منهم يدرك خطر تغريب المجتمع ولكن من وجهة نظري أن الأغلبية لا يعارضونه, وإن عارضوه لم يبذلوا ما بوسعهم لإفشال هذا المخطط المدروس لمجتمعاتنا الإسلامية.
وقع بين يدي ثلاثة مقالات هامة جدا توضّح هذا الأمر الجلل بالتفصيل
أرى من الفائدة قراءتها والإستفادة منها فكل مقال متصل بما يسبقه في العنوان والمضمون
جميع المقالات وضعت هنا بصيغة pdf
لتكون أمامك ككتاب الكتروني يسهل تصفحه وقراءته
المقال الأول
خارطة الطريق العلمانية لتغريب المجتمع - الجزء الأول
http://www.lebraly.com/inf/pdf.php?action=save&m=articlesm&id=15
المقال الثاني
خارطة الطريق العلمانية لتغريب المجتمع - الجزء الثاني
http://www.lebraly.com/inf/pdf.php?action=save&m=articlesm&id=16
المقال الثالث
خارطة الطريق العلمانية لتغريب المجتمع المسلم - الجزء الثالث
http://www.lebraly.com/inf/pdf.php?action=save&m=articlesm&id=17
المقالات الثلاثة كتبت بقلم د. سعد البريك يحفظه الله
هذا ما في جعبتي لكم لهذا اليوم الجمعة المبارك .. جعله الله من أيام السعادة علينا وعليكم
منقول من الساحات
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[19 - 05 - 08, 07:44 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[الدهيسي]ــــــــ[01 - 06 - 08, 11:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا
أرجوا من الإخوة الكرام الدخول على الرابط وذلك لارتباط الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=138938&highlight=%C7%E1%CD%D3%C8%C9
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 07 - 08, 06:41 م]ـ
وفيك بارك أخي الكريم (أبو الفضل المصري)
وإياك أخي الكريم (الدهيسي)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[18 - 07 - 08, 01:33 ص]ـ
اشكر الأخ العوضي واقدر لك هذه اللفته الجميله لشئون مجتمعنا الاسلامي بعيد عن زيف الفوقيه والشلليه أيا كانت فنحن كلنا أمه وعلى دين واحد ولا يمكن لأي تصنيف ان بلغي ذلك
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[18 - 07 - 08, 01:57 ص]ـ
وفقك الباري
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[18 - 07 - 08, 02:39 ص]ـ
عن العلمانية
http://www.eltwhed.com/vb/showpost.php?p=31744&postcount=9(48/190)
حديث الذي قتل تسعة وتسعين نفسا
ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[19 - 04 - 08, 03:12 م]ـ
حديث أخرجه البخاري ومسلم عن توبة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا 00 في الحديث اختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب (فاتاهم ملك في صورة ءادمي فجعلوه بينهم)
سؤال: ما السر في إتيان ملك في صورة ءادمي ليفصل بينهم؟
لما لم يكن من جنسهم؟
وهل كانوا على صورة بشر فأتى على شكلهم ام ماذا؟
وفي رواية ابن ماجة أن إبليس خاصم فيه أيضا , هل هناك نصوص أو أخبار عن كيفية المخاصمة؟
أرجو من الإخوة الكرام وخاصة أهل العلم التوضيح والبيان وله الاجر والمثوبة من الله تعالى.
ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[20 - 04 - 08, 02:22 م]ـ
أرجو من الإخوة ممن يعرف الإجابة أن لا يبخل برده 0000000(48/191)
قول عمر (نعمت البدعة) الجواب بأنها بدعة لغوية لا يستقيم ..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 04 - 08, 07:27 م]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين الحديث 28
فإن قال قائل: ماذا تقولون في قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد، وخرج ليلة من الليالي فوجد الناس يصلون بإمام واحد فقال: نعمت البدعة هذه [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)[201] فسماها بدعة؟
أجاب بعض العلماء بأن المراد بالبدعة هنا البدعة اللغوية لاالشرعية، ولكن هذا الجواب لا يستقيم، كيف البدعة اللغوية وهي صلاة؟
والصواب أنها بدعة نسبية بالنسبة لهجران هذا القيام بإمام واحد، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أول من سن القيام بإمام واحد - أعني التراويح - فقد صلى بأصحابه ثلاث ليال في رمضان ثم تخلف خشية أن تفرض [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2)[202]، وتُرِكَت، وأصبح الناس يأتون للمسجد يصلي الرجل وحده، والرجلان جميعاً، والثلاثة أوزاعاً، فرأى عمر رضي الله عنه بثاقب سياسته أن يردهم إلى السنة الأولى وهي الاجتماع على إمام واحد فجمعهم على تميم الداري وأُبي بن كعب رضي الله عنهما وأمرهما أن يصليا بالناس إحدى عشرة ركعة [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3)[203] ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4)[204].
فيكون قوله: نعمت البدعة يعني بالبدعة النسبية، أي بالنسبة إلى أنها هجرت في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وفي أول خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه،وإلا فنحن نؤمن بأن كل بدعة ضلالة، ثم هذه الضلالات تنقسم إلى: بدع مكفرة، وبدع مفسقة، وبدع يعذر فيها صاحبها.
_________________________________
ما رأيكم في هذا القول؟
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[19 - 04 - 08, 09:56 م]ـ
قوله رحمه الله: ((وإلا فنحن نؤمن بأن كل بدعة ضلالة،)) هل يقصد أن البدعة النسبية داخلة في ذلك؟؟
ثم إنه لا فرق في النتيجة بين من قال بدعة لغوية ومن قال نسبية، إذا لا خلاف بينهم في أن مادة (ب د ع) تدور حول الحدوث والجدة، فمن قال إنها بدعة لغوية يرى أن جمع الناس في صلاة التراويح سنة ترك العمل بها منذ العهد النبوي حتى خفي حكمها على كثير من الناس وأصبح جديدا بالنسبة لهم، فجددها عمر رضي الله عنه لعلمه بأن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما.
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[19 - 04 - 08, 10:04 م]ـ
رحمك الله رحمة واسعة ياشيخ بن عثيمين
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 04 - 08, 10:44 م]ـ
قال الشيخ المبارك / عبدالكريم الخضير حفظه الله تعالى في محاضرة له بعنوان "أحكام القيام والتراويح والاعتكاف ":
فما معنى قول عمر: "نعمت البدعة" وهل فيه مستمسك لمن يرى أن من البدع ما يمدح؛ لأنه قال: "نعمت البدعة" والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((كل بدعة ضلالة)):
شيخ الإسلام -رحمه الله- يرى أن البدعة في كلام عمر لغوية وليست بشرعية.
وغيره يقول: هي مجاز، استعمال اللفظ في غير ما وضع له مجاز، وشيخ الإسلام كما هو معروف وجمع من أهل التحقيق ينفون المجاز لا في النصوص ولا في لغة العرب.
فهل التراويح بدعة لغوية؟ بعد أن نتفق أنها ليست ببدعة شرعية؟.
شيخ الإسلام يميل في اقتضاء الصراط المستقيم إلى أنها بدعة لغوية، فإذا عرضنا هذا الفعل من عمر -رضي الله عنه- وجمع الناس على إمام واحد على التعريف اللغوي والتعريف الاصطلاحي عرفنا أنه هل يمكن أن يقال لها: بدعة لغوية أو بدعة اصطلاحية شرعية؟.
البدعة في اللغة: ما عمل على غير مثال سابق، والتراويح عملت على مثال سابق، أو ابتدعها عمر من غير أن يسبق لها ذكر ولا وجود؟ عملت على مثال سابق، صلاها النبي -عليه الصلاة والسلام- بالصحابة جماعة، وتركها لا عدولاً عنها ولا نسخاً لها، وإنما تركها خشية أن تفرض، شفقة ورحمة ورأفة بأمته -عليه الصلاة والسلام-، فليست ببدعة لغوية؛ لأن التعريف اللغوي لا ينطبق عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/192)
وليست ببدعة شرعية؛ لأنها سبق لها شرعية، والبدعة في الشرع: ما أحدث في الدين مما لم يسبق له شرعية من كتاب ولا سنة، وهذا سبق شرعيته من السنة.
ليست ببدعة لا لغوية، ولا شرعية، وليست بمجاز؛ لأنه ليس في لغة العرب مجاز، على القول المحرر المحقق عند أهل التحقيق، وممن يقول به شيخ الإسلام وغيره، وسماه ابن القيم طاغوت، المجاز لأنه بواسطته توصل المبتدعة إلى إثبات ما أرادوا ونفي ما لم يريدوا.
إذا لم تكن بدعة لا لغوية ولا شرعية ولا مجاز، كيف نخرج كلام عمر الثابت في البخاري "نعمت البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل منها" يعني صلاة آخر الليل؟.
هنا في علم البديع ما يسمى بالمشاكلة، والمجانسة في التعبير، مشاكلة، تجد اللفظ واحد والمعنى مختلف، جاء ما يؤيده في كلام العرب:
قالوا: اقترح شيئاً نجد لك طبخه ... قلت: اطبخوا لي جبة وقميصا
هذه مشاكلة ومجانسة في التعبير وإلا فالقميص والجبة ما تطبخ.
في النصوص جاء قوله -جل وعلا-: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [(40) سورة الشورى] الجناية سيئة بلا شك، لكن معاقبة الجاني سيئة؟ ليست بسيئة، {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} [(67) سورة التوبة] كل هذا من أسلوب المشاكلة والمجانسة في التعبير، فهو ثابت في نصوص الكتاب والسنة.
هل فيه أحد قال: ابتدعت يا عمر ليقول: نعمت البدعة على شأن نقول: مشاكلة؟.
أهل البلاغة في علم البديع يقولون: "المشاكلة اتحاد اللفظ مع اختلاف المعنى حقيقةً كان أو تقديراً" يعني كأن عمر -رضي الله عنه- خشي أن يقال له: ابتدعت يا عمر، فقال: "نعمت البدعة" إن كانت هذه بدعة فنعمت البدعة، وهذا تقدير، وليس في هذا مستمسك لمن يقسم البدع إلى بدع مستحسنة وبدع مذمومة؛ لأن النص الصحيح الصريح ((كل بدعة ضلالة)) وإن قال بعض أهل العلم به، استناداً إلى هذا الخبر، ومنهم من قسم البدع إلى الأحكام التكليفية الخمسة بدع واجبة، وبدع مستحبة، وبدع مباحة، وبدع مكروهة، وبدع محرمة، فجعلوا من البدع الواجبة الرد على المخالفين؛ لكن هل الرد على المخالفين ابتداع في الدين؟
القرآن مملوء بالرد على المخالفين فليس ببدعة، وجعلوا من البدع المستحبة بناء الأربطة، والمدارس، بدع مستحبة؛ لكن القاعدة الشرعية (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) (ما لا يتم المستحب إلا به فهو مستحب) (الوسائل لها أحكام الغايات) هذه وسائل للتحصيل، إذاً حكمها حكم التحصيل، فليست ببدعة تشملها القواعد الشرعية.
البدع المباحة جعلوا منها التوسع في أنواع وألوان الطعام والشراب والمركوب والمسكون، هذه ليست من أمور الدين ليشملها الابتداع، والابتداع إنما يكون في الدين، وأما البدع المكروهة والمحرمة فأمثلتها كثيرة.
فليس في البدع ما يمدح، بل كل بدعة ضلالة، والشاطبي في الاعتصام رد هذا القول وقال: "إنه قول مخترع مبتدع" قوض دعائمه بأقوى عبارة وأجود أسلوب -رحمه الله-.
http://www.khudheir.com/ref/552/text
ـ[العوضي]ــــــــ[19 - 04 - 08, 10:46 م]ـ
http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=134900
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 03:45 م]ـ
كلام الشيخ عبد الكريم - حفظه الله - شافٍ كافٍ.
بارك الله فيك أخي سامي، و في جميع الإخوان.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 04 - 08, 07:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا
قد سمعت من يقول بأنه يقصد أنها بدعة بالنسبة لزمنه
أو يكون كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنها بالنسبة إلى أنها كانت لا تفعل بعد أن هجرها النبي صلى الله عليه وسلم فبفعله أصبحت شيئا جديدا لم يكن يفعل بعد هجرها
فيكون بدعة نسبية
أشعر والله أعلم أن قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أقوى بعد أن أعدت قراءته وقراءة ما نقل هنا
ولكنني انتفعت بما قاله الشيخ الخضير حفظه الله وجزاها عنا كل خير
وبارك الله فيك يا المسيطير على النقل المفيد
وإذا كان لدى أي منكم نقولا أخرى فأرجو ذكرها بارك الله فيكم
ـ[أبو مسلم التكسبتي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 01:16 ص]ـ
@ ما ذكره الشيخ عبد الكريم حفظه اللّه كلام خطأ لا يستقيم أرجو من الشّيخ مراجعته ثمّ مسحه وأسأل اللّه أن يغفر له، فقد خرج كلامه على حدّ قول الشافعي رضي اللّه عنه: رام نفعا من غير قصد * ومن البرّ ما يكون عقوقا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/193)
وأعني به دعوى ثبوت المشاكلة في الكتاب والسنّة واستدلاله بآية الشورى 40 وآية التوبة67 كمثال على ذلك، وهل هذا إلاّ ما يريده أهل التحريف في الصّفات وأصحاب اللّعب بالتأويل فإذا ما حوججوا تذرّعوا بالمشاكلة؟! أليس هذا ممّا يفرح به أهل البدعة في كلّ زمان ومكان؟!
فما هذا الذي هو ثابت في الكتاب والسنّة؟! أهو التحريف لآيات الصفات واللّعب فيها بالتأويل خشية التشبيه تحت غطاء المشاكلة؟! أهو أن يثبت الفعل الإختياري للّه عزّ وجلّ بصريح في المعنى من لغة العرب ثمّ نحرّفه بدعوى المشاكلة؟! أهو أن يخبر المولى عن نفسه أنّه نسي من نسيه عدلا منه وجزاء وله في ذلك الحكمة البالغة والنّسيان هنا بمعنى الترك كما في لغة العرب، ثمّ ندّعي أنّ النسيان من العبد معلوم والنسيان من اللّه ظاهره غير مراد؟! أفلا يقدر الربّ العظيم ترك من تركه وقد يفعل العبد الضعيف ذلك؟! خاب الظنّ في مخمصة الشيطان، وأسأل اللّه العفو والعافية.
قال أحد المفسّرين:" ولا يحمل على اتصاف الله بالاستهزاء حقيقة عند الأشاعرة لأنه لم يقع من الله معنى الاستهزاء في الدنيا، ويحسن هذا التمثيل ما فيه من المشاكلة ". وقال:" ومثل المشاكلة في قوله:) يخادعون اللَّه وهو خادعهم (النساء 142، فيعلم السامع أنّ إسناد خادع إلى ضمير الجلالة إسناد بمعنى مجازي اقتضته المشاكلة ". فهذا غيض من فيض وهذه هي المشاكلة وهذا هو المجاز وقد سمّاه ابن القيّم رحمه اللّه طاغوتا كما علمت، فوا أسفاه على العصفور في اللّيلة العاتية!!
والمشاكلة ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقاً أو تقديراً، فاللّفظان متّفقان في الرسم أي هما بنفس الحروف مختلفان في المعنى أي أنّ في كل واحدةٍ منها معنًى ليس في الأخْرى، وهي من المحسنات البديعية ومرجعها إلى الاستعارة، وأمّا بيان معنى الآيتين محلّ الشاهد فليُنظر في ذلك تفسير الطبري رحمه اللّه.
@ أمّا عن الجواب بكون المقصود من البدعة في قول عمر رضي اللّه عنه أنّها بمعنى البدعة اللّغويّة فمستقيم خلافا لمن وهم فمنع استقامة ذلك ويبيّنه أمور منها:
1ـ أنّ من معاني البدع الشيء الذي يكون أوّلا، وعمر رضي اللّه عنه أوّل الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من أحيا هذه السنّة المعطلة.
2ـ أنّ من معاني البدع الإنقطاع والكلال، وما فعله عمر رضي اللّه عنه كان بعد إنقطاع وكلال ثمّ أُبتدِئت. بُ
3ـ من معاني الإبداع تأسيس الشيء عن الشيء كما في التعريفات للجرجاني، و عمر رضي اللّه عنه أسّس هذا الفعل عن فعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
4ـ أنّ المثال السابق وهو المستند النبوي لهذا الفعل لم يكن في ذهن من ولدوا أو أسلموا حديثا خاصّة وأنّ عهد عمر رضي اللّه عنه تميّز بالفتوحات فلعلّ من يجهل هذه السنّة أكثر من يعلمها إن لم أقل: بل هو أكيد، وكأنّ عمر رضي اللّه عنه تحدّث على لسانهم وأجابهم في آن واحد، فَـ (نعمت) جوابه و (البدعة) سؤالهم أو ما ظنّه فيهم، للّه ما أفقهه!
5ـ أنّ اعتبار المداومة على إمام واحد طيلة رمضان وباستمرار، وظهورها في المسجد الجامع مخالفا لسائر النوافل، وفصل النساء عن الرّجال، والقيام بها في أوّل اللّيل بدل آخره، كلّ ذلك رشّحها لوصف البدعة عند عمر رضي اللّه عنه لكن مع وجود الأصل حسّنها بقوله (نعمت).
6ـ أنّه أراد قسما آخر للبدعة فمن البدعة الضّلالة وقسميها: المتمّمة وهي ضلال لما فيه من تنقيص للشّريعة، والمضادّة وهي أعظم في الضلال، إلى البدعة المحمودة أو الحسنة وهي ما جاءت على فترة من الإنقطاع ثمّ أحييت على وفق الشرع أي أنّها بدعة إعتباريّة إضافيّة وليست بدعة مطلقة ولذا نصّ غير واحد من أهل العلم على أنّ من البدع ما هو محمود وقد قال صلّى اللّه عليه وسلّم:" مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَام سُنَّة حَسَنَة ... " رواه مسلم (وأنظر شرح النووي له)، ولا يهولنّك ما احتجّ به النافي من كون كلّ محدثة بدعة هكذا على العموم، فقد جاء ما يخصّص الإحداث المذموم بما لم يكن له مستند مشروع فإذا أستند المحدث إلى أصل مشروع لم يُذمّ ومنه هذه البدعة العمريّة المحمودة، قال صلّى اللّه عليه وسلّم:" وإيَّاكُم ومُحدثاتِ الأمورِ، فإنَّ كُلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ ". وهو حديث صحيح رواه أحمد وأصحاب السنن إلاّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/194)
النسائي، وقال صلّى الله عليه وسلّم أيضا:" مَنْ أَحْدَثَ في أَمْرِنا هَذا ما لَيس مِنهُ فَهو رَدٌّ ". رواه البخاريّ ومسلم، وفي رواية لمسلم:" مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ عَلَيهِ أَمرُنا فَهو رَدٌّ ". قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم عند هذا الحديث:" فهذا الحديث يدلُّ بمنطوقه على أنَّ كلَّ عملٍ ليس عليه أمر الشارع فهو مردود، ويدلُّ بمفهومه على أنَّ كلَّ عمل عليه أمره فهو غير مردود، والمراد بأمره هاهنا: دينُه وشرعُه ". فالإحداث في الدين نوعان: ما هو منه ومخرّج على الأصول فهو مقبول وهو من إحياء الشرع وتجديده، والثاني ما ليس منه وهذا هو المردود وهو كلّه ضلالة وسواء في ذلك أن رآها النّاس حسنة أو أن كان لمن أحدثه نيّة حسنة فكم من مريد للخير لم يدركه، فأحاديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تفسّر بعضها فالمحدثة والبدعة والضلالة في الحديث الأوّل هي ما جرت على غير أصل في الشرع وما خلت من مستند ثابت فيه، يفسّره الحديث الثاني، وليس حديث أحقّ بالطاعة من آخر والكلّ وحي، وهذا ما يفهم من قول عمر: "نعمت البدعة" وقول الحسن البصري:"القصص بدعة ونعمت البدعة" وهو قول الشافعي وغيره، رضي اللّه عن المؤمنين.
7ـ أنّه سمّاها بدعة إصطلاحا من عنده ولا مشاحة في الإصطلاح فلربّما خوفا أو شكّا في تصويب فعله أو إلجاما لنفسه حتّى لا تزيّن له صواب إجتهاده، فما أتقاه لربّه وما أخوفه من ذنبه!!
8ـ ربّما أراد عمر رضي اللّه عنه هضم نفسه أو إلزامها الأدب مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا دعا إلى سنّة القيام وعلى الدوام في ليالي رمضان وذلك خشية أن يكون باجتهاده رضي اللّه عنه قد زاد شيئا على سنّة الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم، فما أعظم إيمانه وأدبه!!
9ـ وأخيرا أنبّه أنّ تعيين المراد باللّغوية في وصفها بالبدعيّة هو قول الجمهور العريض من العلماء المحقّقين قديما وحديثا وفيهم من أصّل لمفهوم البدعة وحدّد تقاسيمها وحارب أهلها، فتذكّره!! واللّه أعلم بالصّواب، وإليه المرجع والمآب.
ـ[توبة]ــــــــ[07 - 05 - 08, 01:24 ص]ـ
سبحان الله كانت لي مشاركة هنا فأين ذهبت؟؟
أهل البلاغة في علم البديع يقولون: "المشاكلة اتحاد اللفظ مع اختلاف المعنى حقيقةً كان أو تقديراً" يعني كأن عمر -رضي الله عنه- خشي أن يقال له: ابتدعت يا عمر، فقال: "نعمت البدعة" إن كانت هذه بدعة فنعمت البدعة، وهذا تقدير،
استدلال الشيخ حفظه الله - بعيد جدا و تقدير في غير محله،و هذا واضح جلي لكل من تأمل في كلامه.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[07 - 05 - 08, 01:31 ص]ـ
@ ما ذكره الشيخ عبد الكريم حفظه اللّه كلام خطأ لا يستقيم أرجو من الشّيخ مراجعته ثمّ مسحه وأسأل اللّه أن يغفر له، فقد خرج كلامه على حدّ قول الشافعي رضي اللّه عنه: رام نفعا من غير قصد * ومن البرّ ما يكون عقوقا
وأعني به دعوى ثبوت المشاكلة في الكتاب والسنّة واستدلاله بآية الشورى 40 وآية التوبة67 كمثال على ذلك، وهل هذا إلاّ ما يريده أهل التحريف في الصّفات وأصحاب اللّعب بالتأويل فإذا ما حوججوا تذرّعوا بالمشاكلة؟! أليس هذا ممّا يفرح به أهل البدعة في كلّ زمان ومكان؟!
فما هذا الذي هو ثابت في الكتاب والسنّة؟! أهو التحريف لآيات الصفات واللّعب فيها بالتأويل خشية التشبيه تحت غطاء المشاكلة؟! أهو أن يثبت الفعل الإختياري للّه عزّ وجلّ بصريح في المعنى من لغة العرب ثمّ نحرّفه بدعوى المشاكلة؟! أهو أن يخبر المولى عن نفسه أنّه نسي من نسيه عدلا منه وجزاء وله في ذلك الحكمة البالغة والنّسيان هنا بمعنى الترك كما في لغة العرب، ثمّ ندّعي أنّ النسيان من العبد معلوم والنسيان من اللّه ظاهره غير مراد؟! أفلا يقدر الربّ العظيم ترك من تركه وقد يفعل العبد الضعيف ذلك؟! خاب الظنّ في مخمصة الشيطان، وأسأل اللّه العفو والعافية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/195)
قال أحد المفسّرين:" ولا يحمل على اتصاف الله بالاستهزاء حقيقة عند الأشاعرة لأنه لم يقع من الله معنى الاستهزاء في الدنيا، ويحسن هذا التمثيل ما فيه من المشاكلة ". وقال:" ومثل المشاكلة في قوله:) يخادعون اللَّه وهو خادعهم (النساء 142، فيعلم السامع أنّ إسناد خادع إلى ضمير الجلالة إسناد بمعنى مجازي اقتضته المشاكلة ". فهذا غيض من فيض وهذه هي المشاكلة وهذا هو المجاز وقد سمّاه ابن القيّم رحمه اللّه طاغوتا كما علمت، فوا أسفاه على العصفور في اللّيلة العاتية!!
والمشاكلة ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقاً أو تقديراً، فاللّفظان متّفقان في الرسم أي هما بنفس الحروف مختلفان في المعنى أي أنّ في كل واحدةٍ منها معنًى ليس في الأخْرى، وهي من المحسنات البديعية ومرجعها إلى الاستعارة، وأمّا بيان معنى الآيتين محلّ الشاهد فليُنظر في ذلك تفسير الطبري رحمه اللّه.
@ أمّا عن الجواب بكون المقصود من البدعة في قول عمر رضي اللّه عنه أنّها بمعنى البدعة اللّغويّة فمستقيم خلافا لمن وهم فمنع استقامة ذلك ويبيّنه أمور منها:
1ـ أنّ من معاني البدع الشيء الذي يكون أوّلا، وعمر رضي اللّه عنه أوّل الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من أحيا هذه السنّة المعطلة.
2ـ أنّ من معاني البدع الإنقطاع والكلال، وما فعله عمر رضي اللّه عنه كان بعد إنقطاع وكلال ثمّ أُبتدِئت. بُ
3ـ من معاني الإبداع تأسيس الشيء عن الشيء كما في التعريفات للجرجاني، و عمر رضي اللّه عنه أسّس هذا الفعل عن فعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
4ـ أنّ المثال السابق وهو المستند النبوي لهذا الفعل لم يكن في ذهن من ولدوا أو أسلموا حديثا خاصّة وأنّ عهد عمر رضي اللّه عنه تميّز بالفتوحات فلعلّ من يجهل هذه السنّة أكثر من يعلمها إن لم أقل: بل هو أكيد، وكأنّ عمر رضي اللّه عنه تحدّث على لسانهم وأجابهم في آن واحد، فَـ (نعمت) جوابه و (البدعة) سؤالهم أو ما ظنّه فيهم، للّه ما أفقهه!
5ـ أنّ اعتبار المداومة على إمام واحد طيلة رمضان وباستمرار، وظهورها في المسجد الجامع مخالفا لسائر النوافل، وفصل النساء عن الرّجال، والقيام بها في أوّل اللّيل بدل آخره، كلّ ذلك رشّحها لوصف البدعة عند عمر رضي اللّه عنه لكن مع وجود الأصل حسّنها بقوله (نعمت).
6ـ أنّه أراد قسما آخر للبدعة فمن البدعة الضّلالة وقسميها: المتمّمة وهي ضلال لما فيه من تنقيص للشّريعة، والمضادّة وهي أعظم في الضلال، إلى البدعة المحمودة أو الحسنة وهي ما جاءت على فترة من الإنقطاع ثمّ أحييت على وفق الشرع أي أنّها بدعة إعتباريّة إضافيّة وليست بدعة مطلقة ولذا نصّ غير واحد من أهل العلم على أنّ من البدع ما هو محمود وقد قال صلّى اللّه عليه وسلّم:" مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَام سُنَّة حَسَنَة ... " رواه مسلم (وأنظر شرح النووي له)، ولا يهولنّك ما احتجّ به النافي من كون كلّ محدثة بدعة هكذا على العموم، فقد جاء ما يخصّص الإحداث المذموم بما لم يكن له مستند مشروع فإذا أستند المحدث إلى أصل مشروع لم يُذمّ ومنه هذه البدعة العمريّة المحمودة، قال صلّى اللّه عليه وسلّم:" وإيَّاكُم ومُحدثاتِ الأمورِ، فإنَّ كُلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ ". وهو حديث صحيح رواه أحمد وأصحاب السنن إلاّ النسائي، وقال صلّى الله عليه وسلّم أيضا:" مَنْ أَحْدَثَ في أَمْرِنا هَذا ما لَيس مِنهُ فَهو رَدٌّ ". رواه البخاريّ ومسلم، وفي رواية لمسلم:" مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ عَلَيهِ أَمرُنا فَهو رَدٌّ ". قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم عند هذا الحديث:" فهذا الحديث يدلُّ بمنطوقه على أنَّ كلَّ عملٍ ليس عليه أمر الشارع فهو مردود، ويدلُّ بمفهومه على أنَّ كلَّ عمل عليه أمره فهو غير مردود، والمراد بأمره هاهنا: دينُه وشرعُه ". فالإحداث في الدين نوعان: ما هو منه ومخرّج على الأصول فهو مقبول وهو من إحياء الشرع وتجديده، والثاني ما ليس منه وهذا هو المردود وهو كلّه ضلالة وسواء في ذلك أن رآها النّاس حسنة أو أن كان لمن أحدثه نيّة حسنة فكم من مريد للخير لم يدركه، فأحاديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تفسّر بعضها فالمحدثة والبدعة والضلالة في الحديث الأوّل هي ما جرت على غير أصل في الشرع وما خلت من مستند ثابت فيه، يفسّره الحديث الثاني، وليس حديث أحقّ بالطاعة من آخر والكلّ وحي، وهذا ما يفهم من قول عمر: "نعمت البدعة" وقول الحسن البصري:"القصص بدعة ونعمت البدعة" وهو قول الشافعي وغيره، رضي اللّه عن المؤمنين.
7ـ أنّه سمّاها بدعة إصطلاحا من عنده ولا مشاحة في الإصطلاح فلربّما خوفا أو شكّا في تصويب فعله أو إلجاما لنفسه حتّى لا تزيّن له صواب إجتهاده، فما أتقاه لربّه وما أخوفه من ذنبه!!
8ـ ربّما أراد عمر رضي اللّه عنه هضم نفسه أو إلزامها الأدب مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا دعا إلى سنّة القيام وعلى الدوام في ليالي رمضان وذلك خشية أن يكون باجتهاده رضي اللّه عنه قد زاد شيئا على سنّة الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم، فما أعظم إيمانه وأدبه!!
9ـ وأخيرا أنبّه أنّ تعيين المراد باللّغوية في وصفها بالبدعيّة هو قول الجمهور العريض من العلماء المحقّقين قديما وحديثا وفيهم من أصّل لمفهوم البدعة وحدّد تقاسيمها وحارب أهلها، فتذكّره!! واللّه أعلم بالصّواب، وإليه المرجع والمآب.
يا أخي لا يلزم من قول الشيخ عبدالكريم ما ألزمته به .. وسبقه إلى ما شنعته عليه الشيخ الشنقيطي صاحب الأضواء .. ولي عودة إن شاء الله مع ردك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/196)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[07 - 05 - 08, 09:39 ص]ـ
عوده إلى مداخلتك أخي الكريم ....
لم يكن الشيخ عبدالكريم (حفظه الله) أول من قرر وجود مثل هذا في القرآن الكريم ....
- قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله صاحب الأضواء في قوله جل وعلا {وإن عاقبتم .... الآية}
المسألة الثالثة: أطلق جل وعلا في هذه الآية الكريمة اسم العقوبة على الجناية الأولى في قوله: {بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} والجناية الأولى ليست عقوبة؛ لأن القرآن بلسان عربي مبين. ومن أساليب اللغة العربية المشاكلة بين الألفاظ؛ فيؤدي لفظ بغير معناه الموضوع له مشاكلة للفظ آخر مقترن به في الكلام؛ كقول الشاعر:
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه ........ قلت اطبخوا لي جبةً وقميصا
أي: خيطوا لي. وقال بعض العلماء: ومنه قول جرير:
هذي الأرامل قد قضيت حاجتها فمن لحاجة هذا الأرمل الذَّكر
بناء على القول بأن الأرامل لا تطلق في اللغة إلا على الإناث.
ونظير الآية الكريمة في إطلاق إحدى العقوبتين على ابتداء الفعل مشاكلة للفظ الآخر، قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ ... } الآية ونحوه أيضاً.
قوله: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [42/ 40]، مع أن القصاص ليس بسيئة، وقوله: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ ... } الآية لأن القصاص من المعتدي أيضاً ليس باعتداء كما هو ظاهر، وإنما أدى بغير لفظه للمشاكلة بين اللفظين. (464/ 3) طبعة دار عالم الفوائد.
وقد أشار إليها في موطن آخر غير هذا إلى هذه المسألة
- (213/ 7)
- قال الشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله:
قتال من قاتل المسلمين لا يسمى عدواناً إلا من باب المشاكلة نحو: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}، إذ الأولى حقاً سيئة، أما الثانية فإنها قصاص عادل وسميت سيئة مشاكلة في اللفظ. أيسر التفاسير (1/ 97) الحاشية
- قال السمعاني رحمه الله:
فأما قوله: (وما يخادعون إلا أنفسهم) يقرأ بقراءتين: ' يخادعون، ويخدعون '. فمن قرأ: ' يخادعون ' فهو على المشاكلة؛ لأنه ذكر الأول بلفظ المخادعة، وهذا شكله فذكره بلفظه. (48/ 1) طبعة دار الوطن.
- قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
ومنها: أن الظالم يجازى بمثل عدوانه؛ لقوله تعالى: {فلا عدوان إلا على الظالمين} وقد قلنا فيما سبق: إن مثل هذا التعبير يراد به المماثلة بالفعل يعني: أن تسمية المجازاة اعتداءً من باب المشاكلة حتى يكون الجزاء من جنس العمل. (تفسير سورة البقرة (2/ 384)
- وقال في موطن آخر رحمه الله:
وقوله تعالى هنا: {فاعتدوا عليه} إن شئت فقل: أطلق على المجازاة اعتداءً من باب المشاكلة اللفظية. (2/ 385)
ملاحظة:للأمانة العلمية استعنت في هذا الجمع بالشاملة جزا الله أخانا نافعا خيرا
أما قولك وفقك الله
فهذا غيض من فيض وهذه هي المشاكلة وهذا هو المجاز
أثبت العرش ثم انقش فلا نسلم لك أن المجاز هو المشاكلة حتى تقول ما تقول!!
أما قولك أصلحك الباري
فوا أسفاه على العصفور في اللّيلة العاتية!!
ماذا تعني بهذا التعبير ومن تقصد؟؟!
أما قولك وفقك الله
والمشاكلة ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقاً أو تقديراً، فاللّفظان متّفقان في الرسم أي هما بنفس الحروف مختلفان في المعنى أي أنّ في كل واحدةٍ منها معنًى ليس في الأخْرى، وهي من المحسنات البديعية ومرجعها إلى الاستعارة
والمجاز وفقك الله هو اللّفظ المستعمل في غير ما وُضِع له في اصطلاح التخاطب، على وجْهٍ يصِحُّ مع قرينة عدم إرادة مَا وُضِع له. ا. هـ
وهناك فرق بين الإثنين فاعرفه أولا ثم ناصح الشيخ حفظه الله ورد عليه ..
والحمدلله أني اعتقد أنه لا معصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكل يأخذ من قوله ويترك لكن لا أحب الردود التي تفتقر إلى العلم
قوله في تعريف المشاكلة (فاللّفظان متّفقان في الرسم أي هما بنفس الحروف مختلفان في المعنى)
دعنا نطبقه على كلام أهل السنة.
المخادعة لفظ يحتمل شقين أحدهما ينزه الله عنه جل وعلا والآخر الذي فيه إثبات الكمال يثبت ..
وهكذا
بخلاف المجاز فإن إبطاله يكون بتساؤل واحد ولن يجدوا إلى إجابته سبيلا (هو اللّفظ المستعمل في غير ما وُضِع له) من أين أتيتم أن اللفظ وضع لهذا المعنى دون ذاك أو الخطاب الأول كما يقولون
حري بي وبك أخي الحبيب قبل أن نرد على الهامات الشاهقة رحم الله الميت وحفظ الحي أن ننظر في المسألة ونبحثها بحثا جيد ثم نسألهم عن مأخذهم ثم ننظر بعد ذلك إن كان ليس لما جنحوا إليه وجه من الشرع و النظر الصحيح الموافق له فهو الخطأ وينبه عليه ويذكر ويشهر ويبين الحق في المسألة
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
إذا إزدوج التكلم بالباطل والسكوت عن بيان الحق نشأ إضلال الحق وضلال الخلق
ـ[توبة]ــــــــ[07 - 05 - 08, 11:35 ص]ـ
بارك الله فيكم،و ليس اعتراضي على المشاكلة في حد ذاتها،و إنما على ما جاء في كلام الشيخ الخضير حفظه الله.
فإن كان يقصد أن المشاكلة هنا تقديرية،فأين القرينة التي دلت على ذلك التقدير؟
قول الشيخ (كأن عمر خشي أن يقال له ابتدعت يا عمر)،
و هل سيدنا عمر رضي الله عنه هو الذي جمعهم ليصلي بهم؟ أو حثهم على ذلك، حتى يقال له ابتدعت؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/197)
ـ[أبو مسلم التكسبتي]ــــــــ[08 - 05 - 08, 02:52 ص]ـ
نعم قد علمتُ من نفسي أنّي لست من مصاف العلماء ويرحم اللّه من عرف قدر نفسه، وقد علمتُ من نفسي أنّي المذنب الخطّاء وأنّ العفو عند اللّه واسع ولو لم يكن ذنب لما وقع العفو، ولما كانت منّي عبوديّة، فاللّهمّ أدخِل عظيم جرمي في عظيم عفوك وأدخلني في عبادك الصالحين، ويرحم اللّه من أهدى إليّ عيوبي فلقد عاونني على نفسي التي صعُب عليّ لجامها حتّى غدت كالخيل الشموس.
وقد علمتُ أنّ الحقّ أحقّ أن يُتّبع ولئن كان شيخي حبيبي فالحقّ أحبّ إليّ منه وأن كلّ واحد منّا يؤخذ من قوله ويُردّ إلاّ المبعوث رحمة للعالمين فوحّدت الإتّباع له كما وحّدت العبادة من قبل للّه ربّ العالمين.
وقد علمتُ أنّ أُناسا مازالوا تحت نير العبوديّة والتّابعيّة، ما زال لسان حالهم ينادي: "اعتقد ولا تنتقد" وأنّ حديث " كلّ بني آدم خطّاء" وإن كان صحيحا ومن مشكاة النبوّة، إلاّ أنّ الشيخ لا يخطئ وأنّ ما تراه من خمرة في يده إنّما هو عسل في الحلقوم وأنّ ... وأنّ .... فشققت عصا الطاعة وقلتُ مقالة أبينا إبراهيم عليه السّلام:) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (الأنبياء 57 والأصنام رمز لكلّ باطل من القول أوالفعل أوالإعتقاد.
ومن الباطل الذي لا يقبل بحال ما صدر من إعتبار الشيخ عبد الكريم حفظه اللّه صورة المشاكلة لآية الشورى 40 وآية التوبة67 ومحاولة صاحب الرد الدفاع ولو كلّفه ذلك منزلة التكلّف وسلّم التمحّل، وإلاّ فلينصف صاحبي وليبيّن لي مثلا أين المشاكلة في قول اللّه تعالى:) نَسُوا اللهَ فَنَسيهمْ (التوبة67 وأيّ الفعلين لا يراد بمعناه غير معنى الآخر؟! وليحذر أن يجعل فعلا من هذين الفعلين في غير ما وُضِع له لأنّي في تلك الحالة سأظهر بمظهر من علّمه اللّه أو يظهر جهله وكلتا الحالتين لا تعجب صاحبي.
أمّا ما استدلّ به ممّا زعمه له فهو عليه لو كان يشعر، وإلاّ فأين الفعل فيهنّ ممّا هو للّه حتّى ندّعي فيه المشاكلة؟! فغاية ما أتى به في الإستدلال أفعال منسوبة للعبد لا للرّبّ، وإذا كان الأمر كذلك فلا حاجة بنا إلى إثبات المشاكلة أو عدمها لأنّها خارج محلّ النّقاش والذي هو أفعال الباري جلّ وعلا، ويظهر أنّ صاحبنا سار مشرّقا وقد سارت القافلة مغرّبة وشتّان بين مشرّق ومغرّب، أمّا عن اعتبار المشاكلة من إسناد المجاز فهو قول من عرك أذني المجاز والمشاكلة معًا وليس هو من كيسي الخاص، وفي تفسير الألوسي والطاهر بن عاشور شيء من ذلك فحُُم، وما المجاز إلاّ عبور من معنى إلى آخر فلْيُفهم.
وأخيرا وحتّى لا تذهب بك الظنون بعيدا من جملة:" فوا أسفاه على العصفور في اللّيلة العاتية " فإنّي ما أردت بها إلاّ طالب العلم يصطدم بأقوال أهل العلم البيّن عورها وتكون في نفسه صبابة إلى شيخه فتراه ينافح ويدافع ويلفّ ويدور في دوّامة من التّخاليط والتّعاريج وقد علم ضعف مأخذ من يهتف باسمه وينادي بعلوّ كعهبه وقد صيّره بلسان الحال أو المقال رسولا جديدا من حيث يدري أو لا يدري، فلا ينفكّ المسكين يرمي بكلّ نقيصة من كشف الخطأ ويخلط بين إظهار الخطأ والذي هو نصرة للدّين وبين الطعن في الشيخ والذي هو نصرة للشيطان، ومعاذ اللّه أن أكون ممّن يجني على نفسه أو يتحمّل إثم غيره يوم القيامة، كما أبرا إلى اللّه ممّا يصنعه دعاة السّلف الجدد الذين حاربوا التقليد في صورة التقليد.
هذا وإنّي إذا لم أرد بعدها فليس لضعف منّي ـ علم اللّه ـ ولكنّي أخشى أن تزيّن لي نفسي سوءا، فعذرا ثمّ عذرا.
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[08 - 05 - 08, 03:37 ص]ـ
ربما قال من قال هذه بدعة،،فلما رأى عمر-رضي الله عنه- المصلين بالتراويح قال:
نعمت البدعة
كأنه رد على القائل،،
كأنه يقول رضي الله عنه:
إن كان لايضر بالبدعة إلا اسمها بدون حقيقتها فلامشاحة،،
والله أعلم،،
وهنا من وجهة نظري القاصرة،،لايقصد بها لاالبدعة الحقيقية ولاالمجازية،،
بل لايقول أنها بدعة أبداً،،
ـ[محفوظ الجبوري]ــــــــ[08 - 05 - 08, 06:27 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/198)
من المعلوم ان البدعة المذمومة هي طريقةفي الدين مخترعة ومن المعلوم اننا لسنا اعلم من عمر بن الخطاب في ماتدل عليه اللغة وقد ثبت قوله نعمت البدعة ولم يكن في زمانه هذه التقسيمات بدعة لغوية وبدعة شرعية فقد كان العرب يفهمون المراد بلا تكلف فلا يعقل ان بن الخطاب يخالف اصلا شرعيا فمقصوده والله اعلم ان هذا الذي افعل ليس ببدعة فوصفها بنعمت وارى اننا قد حملنا الامر اكثر مما يحتمل وركزنا جهدنا على اللفظ والفعل ليس ببدعة لان له اصل في الدين فلا حاجة لان نجعل من الامر قضية خلاف وقد دلت الادلة على صلاح القائل
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[08 - 05 - 08, 11:29 ص]ـ
لماذا لا يستقيم المعنى اللغوي تفسيرا لقول عمر، أليس عمر هو الذي أنشأها بعد تركها وأوجدها بعد اندثارها، فيكون بذلك أبدعها
ولعل ما يماثل هذا تماما -والله أعلم-إخراج عمر سائر الأديان من جزيرة العرب، فهو أول من فعل ذلك واقعا، ولعل أيضا مما يندرج تحتها صوم التاسع مع العاشر فأول من صنع يكون قد بدعه لغة
أما شرعا فلا لوجود النص في الأمثلة السابقة كلها
وأترككم مع شيخ الإسلام أبي العباس طيب الله ثراه:
فَإِنَّهُ إذَا ثَبَتَ أَنَّهُ أَمَرَ بِهِ أَوْ اسْتَحَبَّهُ فَهُوَ سُنَّةٌ. كَمَا {أَمَرَ بِإِجْلَاءِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ} وَكَمَا جَمَعَ الصَّحَابَةُ الْقُرْآنَ فِي الْمُصْحَفِ وَكَمَا دَاوَمُوا عَلَى قِيَامِ رَمَضَانَ فِي الْمَسْجِدِ جَمَاعَةً وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا تَكْتُبُوا عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ} فَشَرَعَ كِتَابَةَ الْقُرْآنِ؛ وَأَمَّا كِتَابَةُ الْحَدِيثِ فَنَهَى عَنْهَا أَوَّلًا وَذَلِكَ مَنْسُوخٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ بِإِذْنِهِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنْ يَكْتُبَ عَنْهُ مَا سَمِعَهُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا وَبِإِذْنِهِ لِأَبِي شاه أَنْ يَكْتُبَ لَهُ خُطْبَتَهُ عَامَ الْفَتْحِ وَبِمَا كَتَبَهُ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ مِنْ الْكِتَابِ الْكَبِيرِ الَّذِي كَتَبَهُ لَهُ لَمَّا اسْتَعْمَلَهُ عَلَى نَجْرَانَ وَبِغَيْرِ ذَلِكَ. وَالْمَقْصُودُ: هُنَا أَنَّ كِتَابَةَ الْقُرْآنِ مَشْرُوعَةٌ لَكِنْ لَمْ يَجْمَعْهُ فِي مُصْحَفٍ وَاحِدٍ. لِأَنَّ نُزُولَهُ لَمْ يَكُنْ تَمَّ وَكَانَتْ الْآيَةُ قَدْ تُنْسَخُ بَعْدَ نُزُولِهَا فَلِوُجُودِ الزِّيَادَةِ وَالنَّقْصِ لَمْ يُمْكِنْ جَمْعُهُ فِي مُصْحَفٍ وَاحِدٍ حَتَّى مَاتَ. وَكَذَلِكَ قِيَامُ رَمَضَانَ. قَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ الرَّجُلَ إذَا قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ} وَقَامَ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ بِهِمْ لَيْلَتَيْنِ وَقَامَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ لَيَالِيَ وَكَانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ عَلَى عَهْدِهِ فِي الْمَسْجِدِ فُرَادَى وَجَمَاعَاتٍ لَكِنْ لَمْ يُدَاوِمْ بِهِمْ عَلَى الْجَمَاعَةِ خَشْيَةَ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْهِمْ وَقَدْ أُمِنَ ذَلِكَ بِمَوْتِهِ. وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ: {عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ} فَمَا سَنَّهُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ لَيْسَ بِدْعَةً شَرْعِيَّةً يُنْهَى عَنْهَا وَإِنْ كَانَ يُسَمَّى فِي اللُّغَةِ بِدْعَةً لِكَوْنِهِ اُبْتُدِئَ. كَمَا قَالَ عُمَرُ: نِعْمَت الْبِدْعَةُ هَذِهِ وَاَلَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ وَقَدْ بَسَطْنَا ذَلِكَ فِي قَاعِدَةٍ.(48/199)
العثيمين-رحمه الله- في ابن حجر والنووي ... ليسوا مبتدعة وليسوا أشاعرة .. كلامه فيهما
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 04 - 08, 07:51 م]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه للنووية - الحديث 28 - :
ولكن الذي يعذر صاحبها فيها لا تخرج عن كونها ضلالة، ولكن يعذر الإنسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصد.
وأضرب مثلاً بحافظين معتمدين موثوقين بين المسلمين وهما: النووي وابن حجر رحمهما الله تعالى.
فالنووي: لا نشك أن الرجل ناصح، وأن له قدم صدق في الإسلام، ويدل لذلك قبول مؤلفاته حتى إنك لا تجد مسجدا من مساجد المسلمين إلا ويقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين)
وهذا يدل على القبول، ولا شك أنه ناصح، ولكنه - رحمه الله - أخطأ في تأويل آيات الصفات حيث سلك فيها مسلك المؤولة، فهل نقول: إن الرجل مبتدع؟
نقول: قوله بدعة لكن هو غير مبتدع، لأنه في الحقيقة متأول، والمتأول إذا أخطأ مع اجتهاده فله أجر، فكيف نصفه بأنه مبتدع وننفر الناس منه، والقول غير القائل، فقد يقول الإنسان كلمة الكفر ولا يكفر.
أرأيتم الرجل الذي أضل راحلته حتى أيس منها، واضطجع تحت شجرة ينتظر الموت، فإذا بالناقة على رأسه، فأخذ بها وقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، وهذه الكلمة كلمة كفر لكن هو لم يكفر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أَخطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَح" [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)[205] أرأيتم الرجل يكره على الكفر قولاً أو فعلاً فهل يكفر؟
الجواب: لا، القول كفر والفعل كفر لكن هذا القائل أو الفاعل ليس بكافر لأنه مكره.
أرأيتم الرجل الذي كان مسرفاً على نفسه فقال لأهله: إذا مت فأحرقوني وذرُّوني في اليمِّ - أي البحر - فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2)[206]، ظن أنه بذلك ينجو من عذاب الله، وهذا شك في قدرة الله عزّ وجل، والشك في قدرة الله كفر، ولكن هذا الرجل لم يكفر.
جمعه الله عزّ وجل وسأله لماذا صنعت هذا؟ قال: مخافتك. وفي رواية أخرى: من خشيتك، فغفر الله له.
أما الحافظ الثاني: فهو ابن حجر- رحمه الله - وابن حجر حسب ما بلغ علمي متذبذب في الواقع، أحياناً يسلك مسلك السلف، وأحياناً يمشي على طريقة التأويل التي هي في نظرنا تحريف.
مثل هذين الرجلين هل يمكن أن نقدح فيهما؟
أبداً، لكننا لا نقبل خطأهما، خطؤهما شيء واجتهادهما شيء آخر.
أقول هذا لأنه نبتت نابتة قبل سنتين أو ثلاث تهاجم هذين الرجلين هجوماً عنيفاً، وتقول: يجب إحراق فتح الباري وإحراق شرح صحيح مسلم، -أعوذ بالله- كيف يجرؤ إنسان على هذا الكلام، لكنه الغرور والإعجاب بالنفس واحتقار الآخرين.
والبدعة المكفرة أو المفسقة لا نحكم على صاحبها أنه كافر أو فاسق حتى تقوم عليه الحجة، لقول الله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) (القصص:59)
وقال عزّ وجل: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الاسراء: الآية15) ولو كان الإنسان يكفر ولو لم تقم عليه الحجة لكان يعذب، وقال عزّ وجل: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (النساء: الآية165) والآيات في هذه كثيرة.
فعلينا أن نتئد وأن لا نتسرع، وأن لا نقول لشخص أتى ببدعة واحدة من آلاف السنن إنه رجل مبتدع.
وهل يصح أن ننسب هذين الرجلين وأمثالهما إلى الأشاعرة، ونقول: هما من الأشاعرة؟
الجواب: لا، لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل له كيان في الأسماء والصفات والإيمان وأحوال الآخرة.
وما أحسن ما كتبه أخونا سفر الحوالي عما علم من مذهبهم، لأن أكثر الناس لا يفهم عنهم إلا أنهم مخالفون للسلف في باب الأسماء والصفات، ولكن لهم خلافات كثيرة.
فإذا قال قائل بمسألة من مسائل الصفات بما يوافق مذهبهم فلا نقول: إنه أشعري.
أرأيتم لو أن إنساناً من الحنابلة اختار قولاً للشافعية فهل نقول إنه شافعي؟
الجواب: لا نقول إنه شافعي.
فانتبهوا لهذه المسائل الدقيقة، ولا تتسرعوا، ولا تتهاونوا باغتياب العلماء السابقين واللاحقين، لأن غيبة العالم ليست قدحاً في شخصه فقط، بل في شخصه وما يحمله من الشريعة، لأنه إذا ساء ظن الناس فيه فإنهم لن يقبلوا ما يقول من شريعة الله، وتكون المصيبة على الشريعة أكثر.
ثم إنكم ستجدون قوماً يسلكون هذا المسلك المشين فعليكم بنصحهم، وإذا وجد فيكم من لسانه منطلق في القول في العلماء فانصحوه وحذروه وقولوا له: اتق الله، أنت لم تُتَعَبَّد بهذا، وما الفائدة من أن تقول فلان فيه فلان فيه، بل قل: هذا القول فيه كذا وكذا بقطع النظر عن الأشخاص.
لكن قد يكون من الأفضل أن نذكر الشخص بما فيه لئلا يغتر الناس به، لكن لا على سبيل العموم هكذا في المجالس، لأنه ليس كل إنسان إذا ذكرت القول يفهم القائل، فذكر القائل جائز عند الضرورة، وإلا فالمهم إبطال القول الباطل، والله الموفق.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1)[205] أخرجه مسلم – كتاب التوبة، باب: الحض على التوبة والفرح بها، (2747)، (7)
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref2)[206] أخرجه البخاري – كتاب: أحاديث الأنبياء، باب، (3481). ومسلم – كتاب: التوبة، باب: في سعة رحمة الله تعالى وأناه سبقت غضبه، (2756)، (25)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/200)
ـ[أم حنان]ــــــــ[19 - 04 - 08, 08:39 م]ـ
اختيار موفق، بوركت يا (عقيدة)، ومثل هذه المواضيع ينبغي ان تثبت، ليعلم طلبة العلم حق
العلماء.
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[19 - 04 - 08, 09:16 م]ـ
فرق بين الحكم على القول، والحكم على صاحبه.
تلك من أسس أهل السنة والجماعة.
بارك الله فيكم.
ـ[توبة]ــــــــ[19 - 04 - 08, 09:30 م]ـ
فرق بين الحكم على القول، والحكم على صاحبه.
تلك من أسس أهل السنة والجماعة.
والعاملون بها قلة ...
بارك الله فيكم.
ـ[محمد السلفي المكي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 02:49 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 04 - 08, 12:59 م]ـ
وفي كتاب العلم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
98ـ سئل الشيخ ـ غفر الله له ـ: ما قولكم فيما يحصل م البعض من قدح في الحافظين النووي وابن حجر وأنهما من أهل البدع؟
وهل الخطأ من العلماء في العقيدة ولو كان عن اجتهاد وتأويل يلحق صاحبه بالطوائف المبتدعة؟
وهل هناك فرق بين الخطأ في الأمور العلمية والعملية؟
فأجاب فضيلته بقوله:
إن الشيخين الحافظين (النووي ابن حجر) لهما قدم صدق ونفع كبير في الأمة الإسلامية ولئن وقع منهما خطأ في تأويل بعض نصوص الصفات إنه لمغمور بما لهما من الفضائل والمنافع الجمة ولا نظن أن ما وقع منهما إلا صادر عن اجتهاد وتأويل سائغ ـ ولو في رأيهما وأرجو الله تعالى أن يكون من الخطأ المغفور وأن يكون ما قدماه من الخير والنفع من السعي المشكور وأن يصدق عليهما قول الله تعالى) ِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) (هود: من الآية114). والذي نرى أنهما من أهل السنة والجماعة، ويشهد لذلك خدمتهما لسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم وحرصهما على تنقيتها مما ينسب إليها من الشوائب، وعلى تحقيق ما دلت عليه من أحكام ولكنهما خالفا في آيات الصفات وأحاديثها أو بعض ذلك عن جادة أهل السنة عن اجتهاد أخطئا فيه، فنرجو الله تعالى أن يعاملهما بعفوه.
وأما الخطأ في العقيدة: فإن كان خطأ مخالفاً لطريق السلف، فهو ضلال بلا شك ولكن لا يحكم على صاحبه بالضلال حتى تقوم عليه الحجة، فإذا قامت عليه الحجة، وأصر على خطئه وضلاله، كان مبتدعاً فيما خالف فيه الحق، وإن كان سلفيًّا فيما سواه، فلا يوصف بأنه مبتدع على وجه الإطلاق، ولا بأنه سلفي على وجه الإطلاق، بل يوصف بأنه سلفي فيما وافق السلف، مبتدع فيما خالفهم، كا قال أهل السنة في الفاسق: إنه مؤمن بما معه من الإيمان، فاسق بما معه م العصيان، فلا يعطي الوصف المطلق ولا ينفى عنه مطلق الوصف، وهذا هو العدل الذي أمر الله به، إلا أن يصل المبتدع إلى حد يخرجه من الملة فإنه لا كرامة له في هذه الحال.
وأما الفرق بين الخطأ في الأمور العلمية والعملية: فلا أعلم أصلاً للتفريق بين الخطأ في الأمور العلمية والعملية لكن لما كان السلف مجمعين فيما نعلم على الإيمان في الأمور العلمية الحيوية والخلاف فيها إنما هو في فروع من أصولها لا في أصولها كان المخالف فيها أقل عدداً وأعظم لوماً. وقد اختلف السلف في شيء من فروع أصولها كاختلافهم، هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه في اليقظة واختلافهم في اسم الملكين اللذين يسألان الميت في قبره، واختلافهم في الذي يوضع في الميزان أهو الأعمال أم صحائف الأعمال أم العامل؟ واختلافهم هل يكون عذاب القبر على البدن وحده دون الروح؟ واختلافهم هل يسأل الأطفال وغير المكلفين في قبورهم؟ واختلافهم هل الأمم السابقة يسألون في قبورهم كما تسأل هذه الأمة؟ واختلافهم في صفة الصراط المنصوب على جهنم؟ واختلافهم هل النار تفنى أو مؤبدة، وأشياء أخرى وإن كان الحق مع الجمهور في هذه المسائل، والخلاف فيها ضعيف.
وكذلك يكون في الأمور العملية خلاف يكون قويًّا تارة وضعيفاً تارة.
وبهذا تعرف أهمية الدعاء المأثور: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 02:09 م]ـ
بارك الله فيك أخي - العقيدة - على هذا النقل الطيب ..
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[20 - 04 - 08, 02:14 م]ـ
الشيخ رحمه الله لم يذكر دليلا على تقسيمه ومن سلف الشيخ في هذا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/201)
((((لو سمحتوا لا يأتي أحد فيزايد على مكانة العلماء فهي معروفة ولكن المكان هنا للنقاش العلمي الهاديء والحق ضالة المؤمن والشيخ لم يدع العصمة لنفسه ,,,وكل يؤخذ من قوله ويرد والعبرة))))
وهذه نقول مهمة ارجوا أن يكون فيها فائدة لأئمة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله- في رسالته إلى عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف:
((ومما يهوّن عليك مخالفة من خالف الحق وإن كان من أعلم الناس وأذكاهم وأعظمهم جاهاً ولو اتبعه أكثر الناس: ما وقع في هذه الأمة من افتراقهم في أصول الدين وصفات الله تعالى وغالب من يدعي المعرفة وما عليه المتكلمون وتسميتهم طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم حشواً وتشبيهاً وتجسيماً مع أنك إذا طالعت في كتاب من كتب الكلام – مع كونه يزعم أن هذا واجب على كل أحد وهو أصل الدين – تجد الكتاب من أوله إلى آخره لا يستدل على مسألة منه بآية من كتاب الله ولا حديث عن رسول الله اللهم إلا أن يذكره ليحرفه عن مواضعه.
وهم معترفون: أنهم لم يأخذوا أصولهم من الوحي بل من عقولهم ومعترفون: أنهم مخالفون للسلف في ذلك, مثل ما ذكر في فتح الباري في مسألة الإيمان على قول البخاري: وهو قول وعمل ويزيد وينقص فذكر إجماع السلف على ذلك وذكر عن الشافعي: انه نقل الإجماع على ذلك وكذلك ذكر أن البخاري نقله، ثم بعد ذلك حكى كلام المتأخرين ولم يردّه.) [الدرر السنية (1/ 50 - 51)]
قال الشيخ سليمان بن سحمان – رحمه الله-:
((وأما قول ابن حجر أن تسمية هؤلاء (مانعي الزكاة) أهل الردة تغليباً مع الصنفين الأولين، وإلا فليسوا بكفار انتهى. فهذا تأويل منه وليس بأبشع ولا أشنع من ما تأولوه في الصفات. وقد ثبت ذلك في الكتاب والسنة لأنهم رأوا ذلك مستحيلاً في عقولهم وإذا كان صدر منهم ذلك في صفات رب العالمين وتأولوها بما لا يليق بجلال الله وعظمته فكيف لا يتأولون ما صدر من الصحابة مما يخالف آراءهم وتحيله عقولهم. وقد بينا ما في ذلك من الوهم والغلط على الصحابة بمجرد بما فهموه ورأوا أنه الحق وإذا ثبت الإجماع عن الصحابة بنقل الثقات فلا عبرة بمن خالفهم وادّعى الإجماع على ما فهمه وليس ما نقله عنهم بلفظ صريح يدل على عدم تفكيرهم وإنما هو بدعاوى مجرد عن الدليل ولم يخالف الشيخ محمد رحمه الله ما في البخاري ...... )) تبرئة الشيخين الإمامين من تزوير أهل الكذب والمين. المطبوع مع تنبيه ذوي الألباب السليمة ص155.
ـ[أم حنان]ــــــــ[20 - 04 - 08, 06:59 م]ـ
الشيخ رحمه الله لم يذكر دليلا على تقسيمه ومن سلف الشيخ في هذا؟
.
أخي الفاضل، كنت أبحث هذه المسألة من قريب، فان كنت قد وجدت رأيا اخرا لأحد العلماء
فأرجو إحالتي عليه، بارك الله فيك
ـ[فيصل أبو ذر]ــــــــ[20 - 04 - 08, 09:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا و زادكم علما
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 12:44 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبدالمصور السني على هذه النقول والحق أحق أن يتبع.
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[21 - 04 - 08, 04:40 م]ـ
هذا رابط لعله ينفع الله به قاعدة ذهبية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134187)
و جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[21 - 04 - 08, 06:02 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء ...
ـ[سلطان بن زايد التميمي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 06:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا و زادكم علما
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 04:14 ص]ـ
الشيخ رحمه الله لم يذكر دليلا على تقسيمه ومن سلف الشيخ في هذا؟
((((لو سمحتوا لا يأتي أحد فيزايد على مكانة العلماء فهي معروفة ولكن المكان هنا للنقاش العلمي الهاديء والحق ضالة المؤمن والشيخ لم يدع العصمة لنفسه ,,,وكل يؤخذ من قوله ويرد والعبرة))))
وهذه نقول مهمة ارجوا أن يكون فيها فائدة لأئمة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله- في رسالته إلى عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/202)
((ومما يهوّن عليك مخالفة من خالف الحق وإن كان من أعلم الناس وأذكاهم وأعظمهم جاهاً ولو اتبعه أكثر الناس: ما وقع في هذه الأمة من افتراقهم في أصول الدين وصفات الله تعالى وغالب من يدعي المعرفة وما عليه المتكلمون وتسميتهم طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم حشواً وتشبيهاً وتجسيماً مع أنك إذا طالعت في كتاب من كتب الكلام – مع كونه يزعم أن هذا واجب على كل أحد وهو أصل الدين – تجد الكتاب من أوله إلى آخره لا يستدل على مسألة منه بآية من كتاب الله ولا حديث عن رسول الله اللهم إلا أن يذكره ليحرفه عن مواضعه.
وهم معترفون: أنهم لم يأخذوا أصولهم من الوحي بل من عقولهم ومعترفون: أنهم مخالفون للسلف في ذلك, مثل ما ذكر في فتح الباري في مسألة الإيمان على قول البخاري: وهو قول وعمل ويزيد وينقص فذكر إجماع السلف على ذلك وذكر عن الشافعي: انه نقل الإجماع على ذلك وكذلك ذكر أن البخاري نقله، ثم بعد ذلك حكى كلام المتأخرين ولم يردّه.) [الدرر السنية (1/ 50 - 51)]
قال الشيخ سليمان بن سحمان – رحمه الله-:
((وأما قول ابن حجر أن تسمية هؤلاء (مانعي الزكاة) أهل الردة تغليباً مع الصنفين الأولين، وإلا فليسوا بكفار انتهى. فهذا تأويل منه وليس بأبشع ولا أشنع من ما تأولوه في الصفات. وقد ثبت ذلك في الكتاب والسنة لأنهم رأوا ذلك مستحيلاً في عقولهم وإذا كان صدر منهم ذلك في صفات رب العالمين وتأولوها بما لا يليق بجلال الله وعظمته فكيف لا يتأولون ما صدر من الصحابة مما يخالف آراءهم وتحيله عقولهم. وقد بينا ما في ذلك من الوهم والغلط على الصحابة بمجرد بما فهموه ورأوا أنه الحق وإذا ثبت الإجماع عن الصحابة بنقل الثقات فلا عبرة بمن خالفهم وادّعى الإجماع على ما فهمه وليس ما نقله عنهم بلفظ صريح يدل على عدم تفكيرهم وإنما هو بدعاوى مجرد عن الدليل ولم يخالف الشيخ محمد رحمه الله ما في البخاري ...... )) تبرئة الشيخين الإمامين من تزوير أهل الكذب والمين. المطبوع مع تنبيه ذوي الألباب السليمة ص155.
و أين ما ذكره الشيخان -ان كان الكلام عن التحقيق العلمي- مما ذكره الشيخ العثيمين؟؟؟ فالشيخ العثيمين يتكلم عن الامامين ابن حجر و النووي بالنظر الى شخص القائل و الشيخان محمد و سليمان يتكلمان عنهما بالنظر الى المقولة و بشاعتها و مخالفتها لمقولات أهل السنة و معلوم أن الحكم على القول غير الحكم على قائله و هو ما لم ينفه الشيخ العثيمين بل كلامه في التنفير عن بدعتهما موافق لكلام الشيخين المذكور رحمهم الله أجمعين
ـ[جمال العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 04:39 م]ـ
سيصدر لي قريبًا كتاب " البُدور السَّافرة في نفي انتساب ابن حجر إلى الأشاعرة "، وقد أثبتُ فيه أنَّ نسبة الحافظ إلى مذهب الأشاعرة لا يصح، وأنَّه أقرب فعلًا لمذهب أهل السُّنَّة مُعظِّم للدليل، ولكنَّه وقع له الاضطراب في بعض مباحث الاعتقاد، وأحيانًا يقع منه الخطأ في بعض المسائل كالتَّبرُّك، والتَّوسُّل ونحو ذلك.
وفور نزول الكتاب سوف أعلن عنه في المُلتقى إن شاء الله.(48/203)
أريد اجابة عاجلة.ماهي أنواع (أقسام) التوحيد عند الصوفية؟
ـ[سلوى العتيبي]ــــــــ[19 - 04 - 08, 11:18 م]ـ
ماهي أنواع (أقسام) التوحيد عند الصوفية؟
أرجو الجابة عليها مع التوضيح معنى كل قسم
وشكرا ...........
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 04 - 08, 11:53 م]ـ
قال الشيخ المبارك / سفر الحوالي في شرح العقيدة الطحاوية:
قَالَ المُصنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:
[وإذا عرف أن توحيد الإلهية هو التوحيد الذي أرسلت به الرسل وأنزلت به الكتب، كما تقدمت إليه الإشارة، فلا يلتفت إِلَى قول من قسم التوحيد إِلَى ثلاثة أنواع، وجعل هذا النوع توحيد العامة، والنوع الثاني: توحيد الخاصة، وهو الذي يَثبُت بالحقائق، والنوع الثالث: توحيد قائم بالقِدم، وهو توحيد خاصة الخاصة، فإن أكمل النَّاس توحيداً الأَنْبِيَاء - صلوات الله عليهم- والمرسلون منهم أكمل في ذلك، وأولو العزم من الرسل أكملهم توحيداً وهم: "نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومُحَمَّد، صلى الله وسلم عليهم أجمعين".
وأكملهم توحيداً الخليلان: مُحَمَّد وإبراهيم صلوات الله عليهما وسلامه، فإنهما قاما من التوحيد بما لم يقم به غيرهما علماً ومعرفةً وحالاً ودعوةً للخلق وجهاداً، فلا توحيد أكمل من الذي قامت به الرسل، ودعوا إليه، وجاهدوا الأمم عليه، ولهذا أمر سبحانه نبيه صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقتدي بهم فيه، كما قال تَعَالَى بعد أن ذكر مناظرة إبراهيم قومه في بطلان الشرك، وصحة التوحيد وذكر الأَنْبِيَاء من ذريته: أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ [الأنعام:90].
فلا أكمل من توحيد من أُمر رَسُول الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقتدي بهم.
وكان صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم أصحابه إذا أصبحوا أن يقولوا: {أصبحنا عَلَى فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد، وملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كَانَ من الْمُشْرِكِينَ}
فملة إبراهيم: التوحيد، ودين مُحَمَّد صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما جَاءَ به من عند الله قولاً وعملاً واعتقاداً، وكلمة الإخلاص: هي شهادة أن لا إله إلا الله، وفطرة الإسلام هي: ما فطر عليه عباده من محبته وعبادته وحده لا شريك له، والاستسلام له عبوديةً وذلاً وانقياداً وإنابةً.
فهذا هو توحيد خاصة الخاصة الذي من رغب عنه فهو من أسفه السفهاء، قال تعالى: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [البقرة:130 - 131]
وكل من له حس سليم، وعقل يميز به، لا يحتاج في الاستدلال إِلَى أوضاع أهل الكلام والجدل واصطلاحهم وطرقهم ألبتة، بل ربما يقع بسببها في شكوك وشبه يحصل له بها الحيرة والضلال والريبة، فإن التوحيد إنما ينفع إذا سلم قلب صاحبه من ذلك، وهذا هو القلب السليم الذي لا يفلح إلا من أتى الله به] اهـ.
الشرح:
تدّعي الصوفية أن العلم علمان: علم الحقيقة وعلم الشريعة، فالشريعة هي ظاهر هذه الآيات: من القُرْآن والسنة، والأحكام الظاهرة التي نسميها نَحْنُ الشريعة يسمونها هم -أيضاً- الشريعة، ويقولون: إن الحقيقة أمر آخر غير الشريعة، وقد يثبت بالحقيقة ما لا يثبت بالشريعة، -وسبق أن ضربنا مثالاً لذلك- وهو استدلالهم بقصة الخضر مع موسى عليهما السلام، فإنهم قالوا: إن الشريعة لا تبيح أن تقتل نفس برئية، والشريعة لا تبيح أن تخرق مركب لمن قد أحسن إليك، والشريعة أيضاً لا تجيز أن الإِنسَان يذهب ويحسن إِلَى قوم لم يطعموه ولم يضيفوه ويبني هذا الجدار عندهم، إما أنها لا تجيز ذلك أو أنها لا تدعو إليه، فكيف فعل الخضر ذلك؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/204)
يقولون: إن موسى كَانَ عَلَى الشريعة، وأما الخضر فإنه كَانَ عَلَى الحقيقة، وقد فندنا ذلك القول ولا داعي لإعادته، فالخلاصة أن كلاً منهما كَانَ عاملاً بالشريعة ولم يخالفها، وأما ما يسمى بالحقيقة فإنه لا وجود له إلا في أذهان الذين اختلقوه ليهدموا به الدين، فيقولون: الصلاة والزكاة والحج والجهاد هذه كلها من الشريعة، أما نَحْنُ فنحن أهل الحقائق. والذين يسمونهم الخاصة هم الذين يوحدون الله بتوحيد الحقيقة. كما سبق. حيث يقولون: إن غاية التوحيد هو إثبات الربوبية، ثُمَّ أن يترقى الواحد منهم في التوحيد حتى يرى من قوة توحيده أن الله تَعَالَى هو الفاعل لكل شيء، وأنه لا فعل لأحد معه عَلَى الإطلاق في هذا الكون، هذا هو غاية التوحيد عندهم.
وتوحيد خاصة الخاصة: هو الحلول والاتحاد وهو أن لا يبقى ذات معبودة وذات عابدة، وإنما تصبح الذاتان ذاتاً واحدة -والعياذ بالله- وهذا هو الفناء وهو غاية السالكين كما يسمونه؛ لأن الطريق عندهم كالتالي:
يبدء المرء مريداً، وهذا المريد يتعلم، ثُمَّ السالك يمشي في المقامات، ثُمَّ الواصل وهو الذي قد وصل وانتهى وفني وسقطت عنه التكاليف، فهذا يسمى الواصل.
وعندما يبتدئ الإِنسَان عندهم يقولون له: عَلَى المريد أولاً: أن يلتزم بأحكام الشريعة، ويجب عليه أن يصلي وأن يصوم لأنه أولاً: لن يألف توحيد خاصة الخاصة لأن قلبه لم يتعود بعد عليه.
ثانياً: حتى لا ينكر عليه العامة، إذ لو أنكروا عليه العامة في أول الطريق لهرب منهم، ولم يمشِ في الطريق، ففي أول الطريق يعمل بالأحكام الظاهرة، التي هي الشريعة الظاهرة من إقامة الصلاة ونحو ذلك كما يعمل النَّاس وهذا هو توحيد العامة عندهم، ولكنه يترقى بالأفكار التي يعطونه وكل طريقة تعطيه كما تشاء، حتى يصبح من أهل الحقيقة فإذا أصبح من أهل الحقيقة فإن التكاليف تتحول عنده من تكاليف صلاة وصيام ونحو ذلك، إِلَى أذكار وأوراد وعبادات يملونها هم عليه، ثُمَّ يترقى حتى يصبح من أهل الفناء ومن أهل الشهود، وهَؤُلاءِ هم أهل وحدة الوجود -والعياذ بالله- فيرى نفسه أنه هو الخالق والمخلوق عياذاً بالله فلا يبقى هناك ذاتان منفصلتان، وإنما ذات واحدة، وهذا من أعظم أنواع الكفر، وأبو حامد الغزالي -غفر الله له- قد رجع عن هذا في آخر حياته، وندم عَلَى ما فرط منه، لكن نقول: إن أبا حامد عندما ذكر هذه الأشياء ذكرها كمصدر من مصادر الحقيقة ومصادر المعرفة، ولم يكن مستيقناً من لوازم هذا القول وما ينبني عليه، لأنه يقول كما ذكر في الإحياء: كيف يترقى الإِنسَان لينتقل من كونه من أصحاب توحيد العامة [من أصحاب الشريعة] إِلَى أن يكون من أصحاب الحقيقة، يقول: إما أن يذهب إِلَى جبل أو إِلَى مغارة يختبئ فيها ويذكر الله حتى يأتيه الكشف، فإن لم يستطع فليأخذ كساء أسوداً غليظاً ويلفه عَلَى رأسه، وبهذا يكون قد اختلى ويظل يردد ويقول: الله الله الله وغيرها من الأذكار حتى يأتي الكشف، فمثل هذا الكلام من الإمام أبي حامد الغزالي والهروي شيء غريب جداً لكن نحسن الظن بهم لأنهم لم يكونوا يدركون ماذا سيترتب عَلَى هذا الكلام، فإنه كَانَ سبباً لأن يأتي بعدهم الملاحدة الذين كشفوا القناع وصرحوا بذلك، وقد كَانَ قبلهم من صرح بذلك، ولكن أكثر المتأخرين يعتمدون عَلَى كتاب الهروي منازل السائرين الذي شرحه ابن القيم في كتابه مدارج السالكين، وكتاب أبي حامد الغزالي إحياء علوم الدين وكذلك المنقذ من الضلال، وكذلك الرسائل الأخرى التي جمعت وطبعت وفيها من هذا الكلام.
الرد عليهم
ونرد عَلَى هَؤُلاءِ جميعاً وهذا هو الذي يهمنا بأن أكمل النَّاس توحيداً هم الخليلان كما قال الإمام مالك: مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإبراهيم عَلَيْهِ السَّلام هما أكمل النَّاس توحيداً، فليس هناك رقي ولا ترقي في التوحيد بحيث يكون الإِنسَان أعظم من مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو إبراهيم عَلَيْهِ السَّلام، ومع ذلك: فإن دين الخليل ودين مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو إفراد الله بالعبادة، أي توحيد الألوهية وهو عبادته تَعَالَى إِلَى أن يأتي الموت كما قال تعالى: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99] أي: لا تنفك عن عبادته تَعَالَى إِلَى أن يدركك الموت، فما دمت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/205)
عبداً حياً فوصف العبودية لا ينفك عنك مطلقاً، أما ما يقال من الحقيقة والفناء أو من الشهود، فهذه مصطلحات بدعية شركية لم يعرفها الخليلان ولم يعرفها أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بعده، ولم يعرفها أولوا العزم من الرسل، وإنما هذه بدع وضلالات ابتدعها هَؤُلاءِ القوم وأدخلوها في دين الإسلام، فهل كَانَ فيما حققوه أنهم جعلوا التوحيد ثلاثة أقسام، توحيد العامة، وتوحيد الخاصة، ثُمَّ توحيد خاصة الخاصة؟
بل وإنما كانت الدعوة إِلَى عبادة الله، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعبد الله أمام أصحابه، وكان أصحابه يقتدون به في عبادته، وهكذا كَانَ الأَنْبِيَاء من قبل ولم يكن أحد منهم أبداً عَلَى هذا التوحيد الذي هو مجرد ذكر أو ترانيم، توصل صاحبها إِلَى ما يسمى بالفناء المزعوم، قال تعالى: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [البقرة:130 - 131] وفي الحديث الذي أخرجه الدارمي وابن السني أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يعلم أصحابه ويقول: (أصبحنا عَلَى فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص ودين نبينا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وملة إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كَانَ من الْمُشْرِكِينَ) ويستدل المُصْنِّف بمعناه، ومعناه صحيح من حيث إن ملة إبراهيم هي دين مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا شك في ذلك وهي كلمة التوحيد التي جعلها إبراهيم في عقبه كما قال تعالى: وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الزخرف:28] وهي الشهادة شهادة أن لا إله إلا الله كلمة التوحيد فبين المُصْنِّف رَحِمَهُ اللَّهُ أن هَؤُلاءِ الصوفية ومن ادَّعى هذه الدعوى قد افتروا عَلَى الله الكذب حين قسموا التوحيد إِلَى هذه الأنواع الثلاثة، وأما القسمة الصحيحة الحقيقية للتوحيد فهي أن نقول: إنه توحيدان توحيد خبري علمي اعتقادي، الذي هو توحيد المعرفة أي توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد عملي طلبي إرادي وهو توحيد الألوهية، أي: توحيد العبادة، وأيضاً قلنا: إن المُصْنِّف قال إن هناك توحيدان -أي باعتبار آخر- توحيد المرسِل، وهو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وتوحيد المرسَل أي: متابعة الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنوحد الله تَعَالَى بالطاعة والعبادة بأن نعبده وحده، ونوحد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالاقتداء فلا نقتدي بأحد غيره.
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=4422
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[19 - 04 - 08, 11:53 م]ـ
حررت المشاركة ...
المعذرة شيخنا لم أنتبه لمشاركتك إلا اللحظة , ويبدو أننا أرساناها في وقت واحد ...
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[20 - 04 - 08, 12:46 ص]ـ
بعضهم يقول ثلاثة وبعضهم يقول اربعة
الغزالي قسمه على اربعة
الاول توحيد المنافقين وهو قولهم لا اله الا الله باللسان فقط
الثاني توحيد العامة وهو قولهم لا اله الا الله
الثالث توحيد الخاصة وهو قولهم لا فاعل إلا الله
الرابع توحيد خاصة الخاصة وهو قولهم لا موجود إلا الله
وقد حرر الكلام الغزالي في كتاب الاحياء باب التوحيد، والله المستعان
============
أبو عثمان
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 04 - 08, 12:59 ص]ـ
الرابع توحيد خاصة الخاصة وهو قولهم لا موجود إلا الله
هل يقصدون بهذا وحدة الوجود؟
وأن الله وحده الموجود حقيقة؟
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[20 - 04 - 08, 01:24 ص]ـ
ولا شيء وسواها
============
أبو عثمان
ـ[سلوى العتيبي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 05:59 م]ـ
وتوحيد خاصة الخاصة: هو الحلول والاتحاد وهو أن لا يبقى ذات معبودة وذات عابدة، وإنما تصبح الذاتان ذاتاً واحدة -والعياذ بالله- وهذا هو الفناء وهو غاية السالكين كما يسمونه؛ لأن الطريق عندهم كالتالي:
يبدء المرء مريداً، وهذا المريد يتعلم، ثُمَّ السالك يمشي في المقامات، ثُمَّ الواصل وهو الذي قد وصل وانتهى وفني وسقطت عنه التكاليف، فهذا يسمى الواصل.
هل معنى أنه أذا وصل درجة الواصل تسقط عنه التكاليف؟ وستشهدوا بذلك قوله تعالى (وعبد ربك حتى يأتك اليقين) هل هو الفناء؟
أرجو توضيح معنى الفناء أكثر؟
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[21 - 04 - 08, 01:22 ص]ـ
((وتوحيد خاصة الخاصة: هو الحلول والاتحاد وهو أن لا يبقى ذات معبودة وذات عابدة، وإنما تصبح الذاتان ذاتاً واحدة))
مع احترامي لكاتب المقال
هذا الكلام خطأ لا يقول به المتصوفة وليس هذه عقيدة خاصة الخاصة، فعقيدة خاصة الخاصة هي وحدة الوجود لا موجود إلا الله فالكل عين الله، وفليس هناك ذاتين أصلا انما هي ذات واحدة علمها من علمها وجهلها من جهلها، ويطلقون على الجهال المحجوب، وعلى العالم الواصل.
نعم قد يكون يقول بعضهم بالاتحاد المقيد، ويعنون به أنه أحد مراتب الوجود لا أن تصير الذاتين ذات واحدة، فكل من قال ان الخواص يقولون بالذاتين فهو لم يفهم قولهم، والله تعالى أعلم.
((هل معنى أنه أذا وصل درجة الواصل تسقط عنه التكاليف؟))
حقيقة لم أجد هذا مبثوث في كتب الصوفية إنما ذكر في موضوع ان لم تخني الذاكرة في كتاب طبقات المناوي المسمى بالكواكب الدرية، ولكن نقل لنا الثقات من العلماء ما يدل على فسادهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((وحدثني الشيخ العالم العارف كمال الدين المراغي شيخ زمانه أنه لما قدم وبلغه كلام هؤلاء في التوحيد قال: قرأت على العفيف التلمساني من كلامهم شيئاً فرأيته مخالفاً للكتاب والسنة، فلما ذكرت ذلك له قال: القرآن ليس فيه توحيد بل القرآن كله شرك، ومن اتبع القرآن لم يصل إلى التوحيد، قال: فقلت له: ما الفرق عندكم بين الزوجة والأجنبية والأخت والكل واحدد؟ قال لا فرق بين ذلك عندنا وإنما هؤلاء المحجوبون اعتقدوه حراماً فقلنا هو حرام عليهم عندهم، وأما عندنا فما ثم حرام)) [الرسائل والمسائل ص 74/ 2]
هذا والله تعالى أعلم
==============
أبو عثمان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/206)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 - 04 - 08, 01:13 م]ـ
الذي فهمته مما قرأت في المواقع الصوفية الأنجليزية وخاصة ما كتبه هارون يحيي الصوفي هو ان وحدة الوجود تعني أن الله وحده الموجود حقيقة وأن وجودنا غير حقيقي
ولكن وجدت ان بعض شيوخهم اليوم يحاولون تفسيره بمعنى آخر (ربما حتى لا ينفر منه العوام) يقولون ان معناه أن كل الموجودات تدل على وجود الخالق أو شيء كهذا.
اما الذي فهمته من الحلول بأنه الإعتقاد بأن الله حال في خلقه
أما الإتحاد فلا أدري بالضبط ما معناه
هل فهمي صحيح؟
ارجو الإفادة بارك الله فيكم
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[22 - 04 - 08, 01:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله
هم في الحقيقة يتفننون في أسلمة عقيدة وحدة الوجود أو بمعنى آخر جعل المسلم يقبل هذه العقيدة، والله المستعان
((الذي فهمته مما قرأت في المواقع الصوفية الأنجليزية وخاصة ما كتبه هارون يحيي الصوفي هو ان وحدة الوجود تعني أن الله وحده الموجود حقيقة وأن وجودنا غير حقيقي))
هم كلهم يقولون ان الوجود هو الله فكل يعبر عن هذا المعنى بحسب الحال والمقام، فهارون يحيى ما خرج عن هذا المعنى فهو يريد أن يقول ان الموجودات هي مظاهر الحق ظهرت بتجلي الاسماء والصفات، ويمثلون على هذا المعنى بالمرآة يعني لما تنظر لنفسك بالمرآة تجد صورتك طبق الاصل ولكن هي ليست انت، أعلم أن هذا الكلام طلاسم!!
بمعنى آخر الكون هو المرآة والصورة التي تظهر في المرآن هي صورة الله عز وجل ظهر بتجلي الاسماء والصفات والافعال.
فلذلك يقول وجودنا غير حقيقي لأنه عبارة عن صورة ظهرت بتجلي الاسماء والصفات والافعال، وهذا الكلام يقولونه للمثقفين الذين ينغرون بهذه البهرجات، وإنما هم يدعون لعقيدة ان الله تعالى عما يقولون عين كل شيء!!! ولكن يستطيع التصريح بهذا المعنى وهذا ما صرح به المتقدمون منهم قال عبد الرزاق القاشاني في تعريف وحدة الوجود ((يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن، وذلك أن الوجود عنده هذه الطائفة ليس ما يفهمه أرباب العلوم النظرية من المتكلمين والفلاسفة، فإن أكثرهم يعتقد أن الوجود عرض الذي ظنوا عرضيته هو ما به تحقق حقيقة كل موجود وذلك لا يصح أن يكون أمراً غير الحق عز شأنه.
وأيضاً: لما كان للذات الموصوفة بالوحدة اعتباران:
أحدهما: اعتبار واحديتها، وإحاطتها، وشمولها للأسماء والحقائق وهي الحضرة التي تمسى مرتبة الجمع والوجود كما عرفت.
وثانيهما: اعتبار أنها هي عين تلك الحقائق التي اشتملت عليها وأحاطت بها لا غيرها، وكان الوجود أصل تلك الحقائق، وأظهرها حكما للمدارك، فكان الوجود عين الذات بهذا)) [لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام ص 465].
فتعريف القاشناني هنا صريح جدا بأن حقائق الموجودات هي الحق، فكان الوجود هو عين ذات الله.
وقد يحمل كلام هارون يحيى على معنى آخر وهو أنه يقصد بأن وجودنا زائل ووجود الله تعالى باقي فلذلك عبر عنه بغير الحقيقي، ولكن اذا كان بقصد هذا؛ فهذا ليس له علاقة بوحدة الوجود أصلا إنما وحدة الوجود ما قاله القاشاني وغيره.
((ولكن وجدت ان بعض شيوخهم اليوم يحاولون تفسيره بمعنى آخر (ربما حتى لا ينفر منه العوام) يقولون ان معناه أن كل الموجودات تدل على وجود الخالق أو شيء كهذا))
هذا ما يسمونه وحدة الشهود، وهو التوحيد الثاني على قول او الثالث على قول والذي يقول: لا فاعل إلا الله، فيشهد فعل الله تعالى في كل شيء وهذا القسم اذا لم يضبطه ضابط الشريعة سوف يأتي على أمور لا تحمد عقباها مثل القول بالقدر، وإسقاط الشرائع، والله المستعان
ومعنى آخر لقوله ان الخلق يدل على عظمة ربوبية الله عز وجل وهذا معنى صحيح ولكن ليس هو المراد من قول الصوفية بوحدة الوجود قلذلك نطالب هذا الشيخ بأن يذكر من سبقه من علماء الصوفية الخواص قال بقوله بأن هذا هو معنى وحدة الوجود
وهذا بحث في تعليق على مقال لعبد الحليم محمود يدافع عن وحدة الوجود
http://almjhol.com/vb/showthread.php?t=32
(( اما الذي فهمته من الحلول بأنه الإعتقاد بأن الله حال في خلقه))
نعم
((أما الإتحاد فلا أدري بالضبط ما معناه))
الاتحاد له معنيان عند الصوفية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/207)
المعنى الاول ان تصير الذاتين ذات واحدة، هذه المعنى باطل لا يقول به أصحاب وحدة الوجود.
المعنى الثاني أن الاتحاد هو عبارة عن أحد مراتب الوجود يعني يكون الولي لم يصل إلى المعرفة التامة بأن الوجود واحد أو يكون متردد بين حال الفرق والجمع فيصرح بالاتحاد فاذا كلمت معرفته أي زندقته قال ما ثم إلا الله، والله المستعان
هذا والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبنا محمد
=============
أبو عثمان
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 05 - 08, 06:00 م]ـ
نعوذ بالله من الضلال ونسأل الله العافية والسلامة
وانا ابحث عن شيء في الشاملة وجدت هذا فيما يتعلق بتوحيدهم:
بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية - (ج 1 / ص 275)
المؤلف: أبو سعيد محمد بن محمد الخادمي (المتوفى: 1156هـ)
(وَالْحَقِيقَةُ) هِيَ عِنْدَهُمْ الْمَقْصُودُ الْوُصُولُ إلَيْهِ بِمُشَاهَدَةِ الرُّبُوبِيَّةِ بِالْتِزَامِ الشَّرَائِعِ الْحَقِيَةِ وَاهْتِمَامِ دَقَائِقِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ إلَى أَنْ يَسْتَغْرِقَ فِي بَحْرِ التَّوْحِيدِ وَالْعُرْفَانِ بِحَيْثُ تَضْمَحِلُّ ذَاتُهُ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتُهُ فِي صِفَاتِهِ وَيَغِيبُ عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ وَلَا يَرَى فِي الْوُجُودِ إلَّا اللَّهَ تَعَالَى وَهَذَا الَّذِي يُسَمُّونَهُ الْفَنَاءَ فِي التَّوْحِيدِ وَإِلَيْهِ يُشِيرُ الْحَدِيثُ الْإِلَهِيُّ أَنَّ الْعَبْدَ لَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إلَيَّ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْته كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي بِهِ يَسْمَعُ وَبَصَرَهُ الَّذِي بِهِ يُبْصِرُ وَحِينَئِذٍ رُبَّمَا تَصْدُرُ عَنْهُ عِبَارَاتٌ تُشْعِرُ بِالْحُلُولِ وَالِاتِّحَادِ لِقُصُورِ الْعِبَارَةِ عَنْ بَيَانِ تِلْكَ الْحَالِ وَتَعَذُّرِ الْكَشْفِ عَنْهَا بِالْمَقَالِ وَنَحْنُ عَلَى سَاحِلِ بَحْرِ التَّمَنِّي نَغْتَرِفُ مِنْ بَحْرِ التَّوْحِيدِ بِقَدْرِ الْإِمْكَانِ وَنَعْتَرِفُ بِأَنَّ الطَّرِيقَ فِي الْعِيَانِ دُونَ الْبُرْهَانِ وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ.
كَذَا فِي شَرْحِ الْمَقَاصِدِ لِلْمُحَقِّقِ التَّفْتَازَانِيِّ ثُمَّ إنَّ لَهُمْ اصْطِلَاحَاتٍ وَفُرُوقًا بَيْنَ الشَّرِيعَةِ وَالطَّرِيقَةِ وَالْحَقِيقَةِ لَا يَتَحَمَّلُهَا الْمَقَامُ
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 05 - 08, 06:54 م]ـ
وقال مرعي الكرمي في أقاويل الثقات:
أقاويل الثقات - (ج 1 / ص 96)
ثم انقسم أهل هذا القول إلى قسمين
قسم يقولون إنه تعالى حال بذاته المقدسة في كل شيء
قال ابن تيمية وهذا القول يحكيه أهل السنة والسلف عن قدماء الجهمية وكانو يكفرونهم بذلك
وقسم يقولون إنه تعالى مع كل أحد بذاته ومع كل شيء لكن معية تليق به وهذا المذهب هو قول كثير من متأخري الصوفية واحتجوا بأنه تعالى فوق عرشه إلى ما لا نهاية له وما دون العرش ومع كل شيء معية تليق به فكما أنه ليس كمثله شيء في ذاته ليس كمثله شيء في صفاته فليس معيته وقربه كمعية أحد منا وقربه
قالوا فلسنا معطلين لأن تعظيمنا أبلغ من تعظيمهم والتعطيل إنما يكون مع من خلا توحيده عن التعظيم ومن قال إن الله تعالى عند كل الجهات وإن لم يكن فيها ومع كل شيء وإن لم يكن في شيء لا بالحلول ولا بالمجاورة ودليله ونحن أقرب إليه منكم ولكلن لا تبصرون فلا تعطيل معه ولا تجسيم ونقل هذا الذي قررته عن سيدي الشيخ أبي السعود الجارحي المدفون بمصر وقال عن هذا فهذا مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم وهو الحق الذي اختاره الصوفية الكرام وفقهاء الإسلام انتهى
ورأيت بعض أكابر مشايخهم صرح في تصنيف له أنه لا تخلو ذرة من ذرات العالم من ذات البارئ تقدس وتعالى
-----------------
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[18 - 05 - 08, 10:55 م]ـ
بارك الله فيكم على هذه الفوائد بالنسبة لي
============
أبو عثمان
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[19 - 05 - 08, 12:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان التوحيد عند الصوفية نقلا عن صاحب منازل السائرين مع التعليق عليه
قال:والتوحيد على ثلاثة أوجه الأول توحيد العامة الذي يصح بالشواهد والثاني توحيدالخاصة وهو الذي يثبت بالحقائق والوجه الثالث توحيد قائم بالقدم وهو توحيد خاصة الخاصة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/208)
فأما التوحيد الأول فهو شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد هذا هو التوحيد الظاهر الجلي الذي نفى الشرك الأعظم وعليه نصبت القبلة وبه وجبت الذمة وبه حقنت الدماء والأموال وانفصلت دار الإسلام من دار الكفر وصحت به الملة للعامة وإن لم يقوموا بحسن الإستدلال بعد أن سلموا من الشبهة والحيرة والريبة بصدق شهادة صححها قبول القلب
قال وأما التوحيد الثاني الذي يثبت بالحقائق فهو توحيد الخاصة وهو إسقاط الأسباب الظاهرة والصعود عن منازعات العقول وعن التعلق بالشواهد وهو أن لا يشهد في التوحيد دليلا ولا في التوكل سببا ولا في النجاة وسيلة فيكون مشاهدا سبق الحق بحكمه وعلمه ووضعه الأشياء مواضعها وتعليقه إياها بأحايينها وإخفائه إياها في رسومها ويحقق معرفة العلل ويسلك سبيل إسقاط الحدث هذا توحيد الخاصة الذي يصح بعلم الفناء ويصفو في علم الجمع ويجذب إلى توحيد أرباب الجمع
قال وأما التوحيد الثالث فهو توحيد اختصه الحق لنفسه واستحقه بقدره وألاح منه لائحا إلى أسرار طائفة من صفوته وأخرسهم عن نعته وأعجزهم عن بثه والذي يشار به إليه على ألسن المشيرين أنه إسقاط الحدث وإثبات القدم على أن هذا الرمز في ذلك التوحيد علة لا يصح ذلك التوحيد إلا بإسقطها
هذا قطب الإشارة إليه على ألسن علماء أهل هذا الطريق وإن زخرفوا له نعوتا وفصلوه فصولا فإن ذلك التوحيد تزيده العبارة خفاء والصفة نفورا والبسط صعوبة وإلى هذا التوحيد شخص أهل الرياضة وأرباب الأحوال وإليه قصد أهل التعظيم وإياه عنى المتكلمون في عين الجمع وعليه تصطلم الإشارات ثم لم ينطق عنه لسان ولم تشر إليه عبارة فإن التوحيد وراء ما يشير إليه مكون أو يتعاطاه خبر أو يقله سبب
قال وقد أجبت في سالف الدهر سائلا سألني عن توحيد الصوفية بهذه القوافي الثلاث
... ما وحد الواحد من واحد ... إذ كل من وحده جاحد
... توحيد من ينطق عن نعته ... عارية أبطلها الواحد
... توحيده إياه توحيده ... ونعت من ينعته لأحد ...
قلت وقد بسطت الكلام على هذا وأمثاله في غير هذا الموضع لكن ننبه هنا على ما يليق بهذا الموضع فنقول أما التوحيد الأول الذي ذكره فهو التوحيد الذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب وبه بعث الله الأولين والآخرين من الرسل قال تعالى واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون سورة الزخرف 45 وقال تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة سورة النحل 36 وقال تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون سورة الأنبياء 25
وقد أخبر الله تعالى عن كل من الرسل مثل نوح وهود وصالح وشعيب وغيرهم أنهم قالوا لقومهم آعبدوا الله مالكم من إله غيره وهذا أول دعوة الرسل وآخرها قال النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح المشهور أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا قالوها فقد عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله وقال النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح أيضا من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة وقال من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الحنة
والقرآن كله مملوء من تحقيق هذا التوحيد والدعوة إليه وتعليق النجاة والفلاح واقتضاء السعادة في الآخرة به ومعلوم أن الناس متفاضلون في تحقيقه وحقيقته إخلاص الدين كله لله والفناء في هذا التوحيد مقرون بالبقاء وهو أن تثبت إلاهية الحق في قلبك وتنفي إلاهية ما سواه فتجمع بين النفي والإثبات فتقول لا إله إلا الله فالنفي هو الفناء والإثبات هو البقاء وحقيقته أن تفنى بعبادته عما سواه ومحبته عن محبة ما سواه وبخشيته عن خشية ما سواه وبطاعته عن طاعة ما سواه وبموالاته عن موالاة ما سواه وبسؤاله عن سؤال ما سواه وبالإستعاذه به عن الإستعاذة بما سواه وبالتوكل عليه عن التوكل على ما سواه وبالتفويض إليه عن التفويض إلى ما سواه وبالإنابة إليه عن الإنابة إلى ما سواه وبالتحاكم إليه عن التحاكم إلى ما سواه وبالتخاصم إليه عن التخاصم إلى ما سواه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/209)
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول إذا قام يصلي من الليل وقد روي أنه كان يقوله بعد التكبير اللهم لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
وقال تعالى قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم سورة الآنعام 14 وقال أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا سورة الآنعام 114
وقال أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين سورة الزمر 64 66 وقال تعالى قل إنني هداني ربي إلي صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها سورة الأنعام 161 164
وهذا التوحيد كثير في القرآن وهو أول الدين وآخره وباطن الدين وظاهره وذروة سنام هذا التوحيد لأولى العزم من الرسل ثم للخليلين محمد وإبراهيم صلى الله عليهما وسلم تسليما فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم من غير وجه أنه قال إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا وأفضل الرسل بعد محمد صلى الله عليه و سلم إبراهيم فإنه قد ثبت في الصحيح عنه أنه قال عن خير البرية إنه إبراهيم وهو الإمام الذي جعله الله إماما وجعله أمة والأمة القدوة الذي يقتدى به فإنه حقق هذا التوحيد وهو الحنيفية ملته
قال تعالى قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شئ ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر سورة الممتحنة 4 6
الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون سورة الزخرف 26 28
وقال عن إبراهيم أنه قال يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شئ علما أفلا تتذكرون وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم سورة الأنعام 78 83
وقال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين سورة الشعراء 75 77
والخليل هو الذي تخللت محبة خليله قلبه فلم يكن فيه مسلك لغيره كما قيل ... قد تخللت مسلك الروحى منى ... وبذا سمى الخليل خليلا ...
وقد قيل إنه مأخوذ من الخليل وهو الفقير مشتق من الخلة بالفتح كما قيل وإن أتاه خليل يوم مسغبة ... يقول لا غائب مالي ولا حرم ...
والصواب أنه من الأول وهو مستلزم للثاني فإن كمال حبه لله هو محبة عبودية وافتقار ليست كمحبة الرب لعبده فإنها محبة استغناء وإحسان
ولهذا قال تعالى وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا سورة الاسراء 111
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/210)
فالرب لا يوالي عبده من ذل كما يوالي المخلوق لغيره بل يواليه إحسانا إليه والولي من الولاية والولاية ضد العداوة وأصل الولاية الحب وأصل العداوة البغض وإذا قيل هو مأخوذ من الولي وهو القرب فهذا جزء معناه فإن الولي يقرب إلى وليه والعدو يبعد عن عدوه ولما كانت الخلة تستلزم كمال المحبة واستيعاب القلب لم يصلح للنبي صلى الله عليه و سلم أن يخالل مخلوقا بل قال لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لا تخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله ولهذا امتحن الله إبراهيم بذبح ابنه والذبيح على القول الصحيح ابنه الكبير إسماعيل كما دلت على ذلك سورة الصافات وغير ذلك فإنه قد كان سأل ربه أن يهب له من الصالحين فبشره بالغلام الحليم إسماعيل فلما بلغ معه السعي أمره أن يذبحه لئلا يبقى في قلبه محبة مخلوق تزاحم محبة الخالق إذ كان قد طلبه وهو بكره
وكذلك في التوراة يقول اذبح ابنك وحيدك وفي ترجمة أخرى بكرك ولكن ألحق المبدلون لفظ إسحاق وهو باطل فإن إسحاق هو الثاني من أولاده باتفاق المسلمين وأهل الكتاب فليس هو وحيده ولا بكره وإنما وحيده وبكره إسماعيل
ولهذا لما ذكر الله قصة الذبيح في القرآن قال بعد هذا وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين سورة الصافات 112 وقال في الآية الأخرى فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب سورة هود 71 فكيف يبشره بولد ثم يأمره بذبحه
والبشارة بإسحاق وقعت لسارة وكانت قد غادرت من هاجر لما ولدت إسماعيل وأمر الله إبراهيم أن يذهب بإسماعيل وأمه إلى مكة ثم لما جاء الضيف وهم الملائكة لإبراهيم بشروها بإسحاق فكيف يأمره بذبح إسحاق مع بقاء إسماعيل
وهي لم تصبر على وجود إسماعيل وحده بل غارت أن يكون له ابن من غيرهما فكيف تصبر على ذبح ابنها وبقاء ابن ضرتها وكيف يأمر الله إبراهيم بذبح ابنه وأمه مبشرة به وبابن ابنه يعقوب وأيضا فالذبح إنما كان بمكة وقد رأى النبي صلى الله عليه و سلم قرني الكبش في البيت فقال للحاجب إني رأيت قرني الكبش في الكعبة فخمرهما فإنه لا ينبغي أن يكون في الكعبة شيء يلهي المصلي وإبراهيم وإسماعيل هما اللذان بنيا الكعبة بنص القرآن وإسحاق كان في الشام والمقصود بالأمر بالذبح أن لا يبقى في قلبه محبة لغير الله تعالى وهذا إذا كان له ابن واحد فإذا صار له ابنان فالمقصود لا يحصل إلا بذبحهما جميعا وكل من قال إنه إسحاق فإنما أخذه عن اليهود أهل التحريف والتبديل كما أخبر الله تعالى عنهم وقد بسطنا هذه المسألة في مصنف مفرد
والمقصود هنا أن الخليلين هما أكمل خاصة الخاصة توحيدا فلا يجوز أن يكون في أمة محمد صلى الله عليه و سلم من هو أكمل توحيدا من نبي من الأنبياء فضلا عن الرسل فضلا عن أولي العزم فضلا عن الخليلين
وكمال توحيدهما بتحقيق إفراد الألوهية وهو أن لا يبقى في القلب شيء لغير الله أصلا بل يبقى العبد مواليا لربه في كل شيء يحب ما أحب ويبغض ما أبغض ويرضى بما رضي ويسخط بما سخط ويأمر بما أمر وينهى عما نهى
وأما التوحيد الثاني الذي ذكره وسماه توحيد الخاصة فهو الفناء في توحيد الربوبية وهو أن يشهد ربوبية الرب لكل ما سواه وأنه وحده رب كل شيء ومليكه والفناء إذا كان في توحيد الألوهية وهو أن يستولي على القلب شهود معبوده وذكره ومحبته حتى لا يحس بشيء آخر مع العلم بثبوت ما أثبته الحق من الأسباب والحكم وعبادته وحده لا شريك له بالأمر والنهي ولكن غلب على القلب شهود الواحد كما يقال غاب بموجوده عن وجوده وبمعبوده عن عبادته وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن معرفته
كما يذكر أن رجلا كان يحب آخر فوقع المحبوب في اليم فألقى المحب نفسه خلفه فقال له أنا وقعت فلماذا وقعت أنت فقال غبت بك عني فظننت أن أني فصاحب هذا الفناء إذا غلب في ذلك فهو معذور لعجزه عند غلبة ذكر الرب على قلبه عن شعوره بشئ آخر كما يعذر من سمع الحق فمات أو غشي عليه وكما عذر موسى صلى الله عليه و سلم لما صعق حين تجلى ربه للجبل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/211)
وليس هذا الحال غاية السالكين ولا لازما لكل سالك ومن الناس من يظن أنه لا بد لكل سالك منه وليس كذلك فنبينا صلى الله عليه و سلم والسابقون الأولون هم أفضل وما أصاب أحدا منهم هذا الفناء ولا صعق ولا موت عند سماع القرآن وإنما تجد هذا الصعق في التابعين لا سيما في عباد البصريين ومن الناس من يجعل هذا الفناء هو الغاية التي ينتهي إليها سير العارفين وهذا أضعف من الذي قبله وما يذكر عن أبي يزيد البسطامي من قوله ما في الجبة إلا الله وقوله أين أبو يزيد أنا أطلب أبا يزيد منذ كذا وكذا سنة ونحو ذلك فقد حملوه على أنه كان من هذا الباب ولهذا يقال عنه إنه كان إذا أفاق أنكر هذا فهذا ونحوه كفر لكن إذا زال العقل بسبب يعذر فيه الإنسان كالنوم والإغماء لم يكن مؤاخذا بما يصدر عنه في حال عدم التكليف ولا ريب أن هذا من ضعف العقل والتمييز
وأما الفناء الذي يذكره صاحب المنازل فهو الفناء في توحيد الربوبية لا في توحيد الإلهية وهو يثبت توحيد الربوبية مع نفي الأسباب والحكم كما قول القدرية المجبرة كالجهم بن صفوان ومن اتبعه والأشعري وغيره
وشيخ الإسلام - يقصد الأنصاري صحاب منازل السائرين -وإن كان رحمه الله من أشد الناس مباينة للجهمية في الصفات وقد صنف كتابه الفاروق في الفرق بين المثبتة والمعطلة وصنف كتاب تكفير الجهمية وصنف كتاب ذم الكلام وأهله وزاد في هذا الباب حتى صار يوصف بالغلو في الإثبات للصفات لكنه في القدر على رأي الجهمية نفاة الحكم والأسبابوالكلام في الصفات نوع والكلام في القدر نوع وهذا الفناء عنده لا يجامع البقاء فإنه نفي لكل ما سوى حكم الرب بإرادته الشاملة التى تخصص أحد المتماثلين بلا مخصص
ولهذا قال في باب التوبة في لطائف أسرار التوبة اللطيفة الثالثة أن مشاهدة العبد الحكم لم تدع له استحسان حسنة ولا استقباح سيئة لصعوده من جميع المعاني إلى معنى الحكم أي الحكم القدري وهو خلقه لكل شئ بقدرته وإرادته فإن من لم يثبت في الوجود فرقا بالنسبة إلى الرب بل يقول كل ما سواه محبوب له مرضي له مراد له سواء بالنسبة إليه ليس يحب شيئا ويبغض شيئا فإن مشاهدة هذا لا يكون معها استحسان حسنة ولا استقباح سيئة بالنسبة إلى الرب إذ الإستحسان والإستقباح على هذا المذهب لا يكون إلا بالنسبة إلى العبد يستحسن ما يلائمه ويستقبح ما ينافيه
وفي عين الفناء لا يشهد نفسه ولا غيره بل لا يشهد إلا فعل ربه فعند هده المشاهدة لا يستحسن شيئا ويستقبح آخر على قول هؤلاء القدرية الجبرية المتبعين لجهم بن صفوان وأمثاله
وهؤلاء وافقوا القدرية في أن مشيئة الرب وإرادته ومحبته ورضاه سواء ثم قالت القدرية النفاة وهو لا يحب الكفر والفسوق والعصيان فهو لا يريده ولا يشاؤه فيكون في ملكه ما لا يشاء وقالت الجهمية المجبرة بل هو يشاء كل شيء فهو يريده ويحبه ويرضاه
وأما السلف وأتباعهم فيفرقون بين المشيئة والمحبة وأما الإرادة فتكون تارة بمعنى المشيئة وتارة بمعنى المحبة وقد ذكر الأشعري القولين عن أهل السنة المثبتين للقدر قول من فرق بين المحبة والرضا وقول من سوى بينهما واختار هو التسوية وأبو المعالي يقول إن أبا الحسن أول من سوى بينهما لكني رأيته في الموجز قد حكى قوله عن سليمان بن حرب وعن ابن كلاب وعن الكرابيسي وعن داود بن علي وكذلك ابن عقيل يقول أجمع المسلمون على أن الله لا يحب الكفر والفسوق والعصيان ولم يقل إنه يحبه غير الأشعري
وأما القاضي أبو يعلى فهو في المعتمد يوافق الأشعري وفي مختصره ذكر القولين وذكر في المعتمد قول أبي بكر عبد العزيز أنه يقول بالفرق وتأول كلام أبي بكر بتأويل باطل لكن أهل الملل كلهم متفقون على أن الله يثيب على الطاعات ويعاقب على المعاصي وإن كانت المشيئة شامله للنوعين فهم يسلمون الفرق بالنسبة إلى العباد والمدعون للمعروفة والحقيقة والفناء فيهما يطلبون أن لا يكون لهم مراد بل يريدون ما يريد الحق تعالى فيقولون الكمال أن تفنى عن إرادتك وتبقى مع إرادة ربك وعندهم أن جميع الكائنات بالنسبة إلى الرب سواء فلا يستحسنون حسنة ولا يستقبحون سيئة
وهذا الذي قالوه ممتنع عقلا محرم شرعا ولكن المقصود هنا بيان قولهم ولهذا قال شيخ الإسلام في توحيدهم وهو التوحيد الثاني إنه إسقاط الأسباب الظاهرة فإن عندهم لم يخلق الله شيئا بسبب بل يفعل عنده لا به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/212)
قال والصعود عن منازعات العقول وعن التعلق بالشواهد وهو أن لا يشهد في التوحيد دليلا ولا في التوكل سببا ولا في النجاة وسيلة وذلك لأن عندهم ليس في الوجود شيء يكون سببا لشيء أصلا ولا شيء جعل لأجل شيء ولا يكون شيء بشيئ
فالشبع عندهم لا يكون بالأكل ولا العلم الحاصل في القلب بالدليل ولا ما يحصل للمتوكل من الرزق والنصر له سبب أصلا لا في نفسه ولا في نفس الأمر ولا الطاعات عندهم سبب للثواب ولا المعاصي سبب للعقاب فليس للنجاة وسيلة بل محض الإرادة الواحدة يصدر عنها كل حادث ويصدر مع الآخر مقترنا به اقترانا عاديا لا أن أحدهما معلق بالآخر أو سبب له أو حكمة له ولكن لأجل ما جرت به العادة من اقتران أحدهما بالآخر يجعل أحدهما أمارة وعلما ودليلا على الآخر بمعنى أنه إذا وجد أحد المقترنين عادة كان الآخر موجودا معه وليس العلم الحاصل في القلب حاصلا بهذا الدليل بل هذا أيضا من جملة الإقترانات العادية ولهذا قال فيكون مشاهدا سبق الحق بحكمه وعلمه أى يشهد أنه علم ما سيكون وحكم به أي أراده وقضاه وكتبه وليس عندهم شيء إلا هذا وكثير من أهل هذا المذهب يتركون الأسباب الدنيوية ويجعلون وجود السبب كعدمه
ومنهم قوم يتركون الأسباب الأخروية فيقولون إن سبق العلم والحكم أنا سعداء فنحن سعداء وإن سبق أنا أشقياء فنحن أشقياء فلا فائدة في العمل
ومنهم من يترك الدعاء بناء على هذا الأصل الفاسد ولا ريب أن هذا الأصل الفاسد مخالف للكتاب والسنة وإجماع السلف وأئمة الدين ومخالف لصريح المعقول ومخالف للحس والمشاهدة
وقد سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن إسقاط الأسباب نظرا إلى القدر فرد ذلك كما ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب فقال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له وفي الصحيح أيضا أنه قيل له يا رسول الله أرأيت ما يكدح الناس فيه اليوم ويعملون أشيء قضى عليهم ومضى أم فيما يستقبلون مما أتاهم فيه الحجة فقال بل شيء قضى عليهم ومضى فيهم قالوا يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل على كتابنا فقال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له
وفي السنن عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قيل له أرأيت أدوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا فقال هي من قدر الله
وقد قال تعالى في كتابه وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات سورة الآعراف 57 وقال وما أنزل الله من المساء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها سورة الجاثية 5
وقال قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم سورة التوبة 14
وقال ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا سورة التوبة 52
وقال يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين سورة البقرة 26
وقال يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام سورة المائدة 16
وقال وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم سورة الشورى 52
وقال ولكل قوم هاد سورة الرعد 7 فكيف لا يشهد الدليل
قال وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم سورة الزمر 61
وقال إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم سورة يونس 9
وقال والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ سورة الطور 21
وقال كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم سورة إبراهيم 1
وقال كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية سورة الحاقة 24 .....
قال وأما التوحيد الثالث فهو توحيد اختصه الحق لنفسه واستحقه بقدره إلى آخر كلامه وقد تقدم حكايته فهؤلاء هم الذين أنكر عليهم أئمة الطريق كالجنيد وغيره حيث لم يفرقوا بين القديم والمحدث وحقيقة قول هؤلاء الإتحاد والحلول الخاص من جنس قول النصارى في المسيح وهو أن يكون الموحد هو الموحد ولا يوحد الله إلا الله وكل من جعل غير الله يوحد الله فهو جاحد عندهم كما قال ... ما وحد الواحد من واحد أي من واحد غيره ... إذ كل من وحده جاحد ...
فإنه على قولهم هو الموحد والموحد ولهذا قال ... توحيد من ينطق عن نعته ... عارية أبطلها الواحد ...
يعني إذا تكلم العبد بالتوحيد وهو يرى أنه المتكلم فإنما ينطق عن نعت نفسه فيستعير ما ليس له فيتكلم به وهذه عارية أبطلها الواحد ولكن إذا فنى عن شهود نفسه وكان الحق هو المتكلم على لسانه حيث فنى من لم يكن وبقي من لم يزل فيكون الحق هو الناطق بنعت نفسه لا بنعت العبد ويكون هو الموحد وهو الموحد ولهذا قال توحيده إياه توحيده أي توحيد الحق إياه أي نفسه هو توحيده هو لا توحيد المخلوقين له فإن لا يوحده عندهم مخلوق بمعنى أنه هو الناطق بالتوحيد على لسان خاصته ليس الناطق هو المخلوق كما يقوله النصارى في المسيح إن اللاهوت تكلم بلسان الناسوت
وحقيقة الأمر أن كل من تكلم بالتوحيد أو تصوره وهو يشهد غير الله فليس بموحد عندهم وإذا غاب وفنى عن نفسه بالكلية فتم له مقام توحيد الفناء الذي يجذبه إلى توحيد أرباب الجمع صار الحق هو الناطق المتكلم بالتوحيد وكان هو الموحد وهو الموحد لا موحد غيره
وحقيقة هذا القول لا يكون إلا بأن يصير الرب والعبد شيئا واحدا وهو الإتحاد فيتحد اللاهوت والناسوت كما يقول النصارى إن المتكلم بما كان يسمع من المسيح هو الله وعندهم أن الذين سمعوا منه هم رسل الله وهم عندهم أفضل من إبراهيم وموسى
ولهذا تكلم بلفظ اللاهوت والناسوت طائفة من الشيوخ الذين وقعوا في الإتحاد والحلول مطلقا ومعينا فكانوا ينشدون قصيدة ابن الفارض ويتحلون بما فيها من تحقيق الإتحاد العام ويرون كل ما في الوجود هو مجلي ومظهر ظهر فيه عين الحق وإذا رأى أحدهم منظرا حسنا أنشد ... يتجلى في كل طرفة عين ... بلباس من الجمال جديد ...
وينشد الآخر ... هيهات يشهد ناظري معكم سوى ... إذا أنتم عين الجوارح والقوى ...
وينشد الثالث أعاين في كل الوجود جمالكم ... وأسمع من كل الجهات نداكم إلى آخر كلامه منهاج السنة (5|372)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/213)
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 01:58 م]ـ
بل كلامهم اصطلاح لهم، يتكلمون عن الفناء، والفناء هو عدم " رؤية " غير الله؛ لأنَّ العبد إذا علم أنَّه مخلوق، وأنَّ كلَّ مخلوقٍ فانٍ، شاهد ببصيرته أنَّه فانٍ وفنا
بل ما نُسب إليهم ليس فقط غير مراد، بل محكوم على قائله الكفر!
قال الشيخ الأمير في حاشية شرح جوهرة التوحيد في العقيدة الأِشعرية
(فواجب له) صفة نفسية هي (الوجود) الذاتي، بمعنى أنه وجد لذاته لا لعة، فلا يقبل العدم أزلا ولا أبدا اهـ
(قوله لذاته): وأما غيره فهو فعله
وذهب بعض المتصوفة والفلاسفة إلى أنه تعالى الوجود المطلق، وأن غيره لا يتصف بالوجود أصلا، حتى إذا قالوا " الإنسان موجود " فمعناه أنَّ له تعلقا بالوجود وهو الله تعالى، وهو كفر، ولا حلول ولا اتحاد
فإن وقع من أكابر الأولياء ما يوهم ذلك أوِّل بما يناسبه، كما يقع منهم [في] وحدة الوجود كقول
بعضهم: ما في الجبة إلا لله، أراد أن ما في الجبة، بل والكون كله، لا وجود له إلا بالله، {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده} [فاطر 41]
وذلك اللفظ وإن كان لا يجوز شرعا؛ لإيهامه، لكن القوم تارة تغلبهم الأحوال، فإن الإنسان ضعيف إلا من تمكن بإقامة المولى سبحانه اهـ صـ 58 - 59 ط. الحلبي
فكلامهم عن وحدة الوجود وأن لا موجود إلا الله، أي أن لا ترى موجودا إلا الله، فتعبد الله كأنك تراه، بل ولا ترى غيره
لا أنه لا وجود غيره، إذ ذاك كفر عندهم، وإن أوهم كلام أحد هذا، فهو غير مراد مؤول.
والله أعلم
ـ[عماد ابن عمر]ــــــــ[06 - 11 - 10, 11:04 ص]ـ
بارك الله فيكم يا اخوان على المبحث القيم(48/214)
قاعدة ذهبية (كل مجتهد استفرغ وسعه للوصول إلى الحق استحق الثواب ... )
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[20 - 04 - 08, 07:33 ص]ـ
(كل مجتهد استفرغ وسعه للوصول إلى الحق استحق الثواب وإن أخطأ سواء في المسائل العلمية والعملية (1))
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (وَالْخَطَأُ الْمَغْفُورُ فِي الِاجْتِهَادِ هُوَ فِي نَوْعَيْ الْمَسَائِلِ الْخَبَرِيَّةِ وَالْعِلْمِيَّةِ كَمَا قَدْ بُسِطَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ كَمَنْ اعْتَقَدَ ثُبُوتَ شَيْءٍ لِدَلَالَةِ آيَةٍ أَوْ حَدِيثٍ وَكَانَ لِذَلِكَ مَا يُعَارِضُهُ وَيُبَيِّنُ الْمُرَادَ وَلَمْ يَعْرِفْهُ مِثْلَ مَنْ اعْتَقَدَ أَنَّ الذَّبِيحَ إسْحَاقُ لِحَدِيثِ اعْتَقَدَ ثُبُوتَهُ أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّ اللَّهَ لَا يُرَى؛ لِقَوْلِهِ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} وَلِقَوْلِهِ: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} كَمَا احْتَجَّتْ عَائِشَةُ بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ عَلَى انْتِفَاءِ الرُّؤْيَةِ فِي حَقِّ النَّبِيِّ ‘ وَإِنَّمَا يَدُلَّانِ بِطَرِيقِ الْعُمُومِ. وَكَمَا نُقِلَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ أَنَّ اللَّهَ لَا يُرَى وَفَسَّرُوا قَوْلَهُ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} {إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} بِأَنَّهَا تَنْتَظِرُ ثَوَابَ رَبِّهَا كَمَا نُقِلَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَأَبِي صَالِحٍ. أَوْ مَنْ اعْتَقَدَ أَنَّ الْمَيِّتَ لَا يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ؛ لِاعْتِقَادِهِ أَنَّ قَوْلَهُ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ؛ وَأَنَّ ذَلِكَ يُقَدَّمُ عَلَى رِوَايَةِ الرَّاوِي لِأَنَّ السَّمْعَ يَغْلَطُ كَمَا اعْتَقَدَ ذَلِكَ طَائِفَة مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ. أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّ الْمَيِّتَ لَا يَسْمَعُ خِطَابَ الْحَيِّ؛ لِاعْتِقَادِهِ أَنَّ قَوْلَهُ: {إنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ. أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْجَبُ كَمَا اعْتَقَدَ ذَلِكَ شريح؛ لِاعْتِقَادِهِ أَنَّ الْعَجَبَ إنَّمَا يَكُونُ مِنْ جَهْلِ السَّبَبِ وَاَللَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ الْجَهْلِ ........ أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّ مَنْ جَسَّ لِلْعَدُوِّ وَأَعْلَمَهُمْ بِغَزْوِ النَّبِيِّ ‘ فَهُوَ مُنَافِقٌ: كَمَا اعْتَقَدَ ذَلِكَ عُمَرُ فِي حَاطِبٍ وَقَالَ: دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّ مَنْ غَضِبَ لِبَعْضِ الْمُنَافِقِينَ غَضْبَةً فَهُوَ مُنَافِقٌ؛ كَمَا اعْتَقَدَ ذَلِكَ أسيد بْنُ حضير فِي سَعْدِ بْنِ عبادة وَقَالَ: إنَّك مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنْ الْمُنَافِقِينَ. أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّ بَعْضَ الْكَلِمَاتِ أَوْ الْآيَاتِ أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَهُ بِالنَّقْلِ الثَّابِتِ كَمَا نُقِلَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ أَنَّهُمْ أَنْكَرُوا أَلْفَاظًا مِنْ الْقُرْآنِ كَإِنْكَارِ بَعْضِهِمْ: {وَقَضَى رَبُّكَ} وَقَالَ: إنَّمَا هِيَ وَوَصَّى رَبُّك. وَإِنْكَارِ بَعْضِهِمْ قَوْلَهُ: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} وَقَالَ: إنَّمَا هُوَ مِيثَاقُ بَنِي إسْرَائِيلَ وَكَذَلِكَ هِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ. وَإِنْكَارِ بَعْضِهِمْ {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا} إنَّمَا هِيَ أَوَلَمْ يَتَبَيَّنْ الَّذِينَ آمَنُوا. وَكَمَا أَنْكَرَ عُمَرُ عَلَى هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ لَمَّا رَآهُ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأَهَا. وَكَمَا أَنْكَرَ طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ عَلَى بَعْضِ الْقُرَّاءِ بِحُرُوفِ لَمْ يَعْرِفُوهَا حَتَّى جَمَعَهُمْ عُثْمَانُ عَلَى الْمُصْحَفِ الْإِمَامِ. وَكَمَا أَنْكَرَ طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ أَنَّ اللَّهَ يُرِيدُ الْمَعَاصِيَ؛ لِاعْتِقَادِهِمْ أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ ذَلِكَ وَيَرْضَاهُ وَيَأْمُرُ بِهِ. وَأَنْكَرَ طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ أَنَّ اللَّهَ يُرِيدُ الْمَعَاصِيَ؛ لِكَوْنِهِمْ ظَنُّوا أَنَّ الْإِرَادَةَ لَا تَكُونُ إلَّا بِمَعْنَى الْمَشِيئَةِ لِخَلْقِهَا وَقَدْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/215)
عَلِمُوا أَنَّ اللَّهَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ؛ وَأَنَّهُ مَا شَاءَ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ وَالْقُرْآنُ قَدْ جَاءَ بِلَفْظِ الْإِرَادَةِ بِهَذَا الْمَعْنَى وَبِهَذَا الْمَعْنَى لَكِنَّ كُلَّ طَائِفَةٍ عَرَفَتْ أَحَدَ الْمَعْنَيَيْنِ وَأَنْكَرَتْ الْآخَرَ. وَكَاَلَّذِي قَالَ لِأَهْلِهِ: إذَا أَنَا مُتّ فَأَحْرِقُونِي: ثُمَّ ذَرُونِي فِي الْيَمِّ فَوَاَللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبَنِي عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ. وَكَمَا قَدْ ذَكَرَهُ طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ فِي قَوْلِهِ: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} وَفِي قَوْلِ الْحَوَارِيِّينَ: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ} وَكَالصَّحَابَةِ الَّذِينَ سَأَلُوا النَّبِيَّ ‘ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَلَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ يَرَوْنَهُ؛ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ؛ إمَّا لِأَنَّهُ لَمْ تَبْلُغْهُ الْأَحَادِيثُ وَإِمَّا لِأَنَّهُ ظَنَّ أَنَّهُ كَذِبٌ وَغَلَطٌ (2).
وقال الحاكم: سمعت محمد بن صالح بن هانئ، سمعت ابن خزيمة يقول: من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر حلال الدم، وكان ماله فيئا.
علق الذهبي ’ على عبارة إمام الأئمة ابن خزيمة قائلاً: من أقر بذلك تصديقا لكتاب الله، ولأحاديث رسول الله ‘، وآمن به مفوضا معناه إلى الله ورسوله، ولم يخض في التأويل ولا عمق، فهو المسلم المتبع، ومن أنكر ذلك، فلم يدر بثبوت ذلك في الكتاب والسنة فهو مقصر، والله يعفو عنه، إذ لم يوجب الله على كل مسلم حفظ ما ورد في ذلك، ومن أنكر ذلك بعد العلم، وقفا غير سبيل السلف الصالح، وتمعقل على النص، فأمره إلى الله، نعوذ بالله من الضلال والهوى.
وكلام ابن خزيمة هذا وإن كان حقا فهو فج، لا تحتمله نفوس كثير من متأخري العلماء (3).
وقال شيخ الاسلام ’ (وَقَدْ ثَبَتَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ أَنَّ مَنْ بَلَغَتْهُ رِسَالَةُ النَّبِيِّ ‘ فَلَمْ يُؤْمِنُ بِهِ فَهُوَ كَافِرٌ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ الِاعْتِذَارُ بِالِاجْتِهَادِ لِظُهُورِ أَدِلَّةِ الرِّسَالَةِ وَأَعْلَامِ النُّبُوَّةِ؛ وَلِأَنَّ الْعُذْرَ بِالْخَطَأِ حُكْمٌ شَرْعِيٌّ فَكَمَا أَنَّ الذُّنُوبَ تَنْقَسِمُ إلَى كَبَائِرَ وَصَغَائِرَ وَالْوَاجِبَاتُ تَنْقَسِمُ إلَى أَرْكَانٍ وَوَاجِبَاتٍ لَيْسَتْ أَرْكَانًا: فَكَذَلِكَ الْخَطَأُ يَنْقَسِمُ إلَى مَغْفُورٍ وَغَيْرِ مَغْفُورٍ وَالنُّصُوصُ إنَّمَا أَوْجَبَتْ رَفْعَ الْمُؤَاخَذَةِ بِالْخَطَأِ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَالْمُخْطِئُ فِي بَعْضِ هَذِهِ الْمَسَائِلِ: إمَّا أَنْ يَلْحَقَ بِالْكُفَّارِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ مَعَ مُبَايَنَتِهِ لَهُمْ فِي عَامَّةِ أُصُولِ الْإِيمَانِ. وَإِمَّا أَنْ يَلْحَقَ بِالْمُخْطِئِينَ فِي مَسَائِلِ الْإِيجَابِ وَالتَّحْرِيمِ مَعَ أَنَّهَا أَيْضًا مِنْ أُصُولِ الْإِيمَانِ. فَإِنَّ الْإِيمَانَ بِوُجُوبِ الْوَاجِبَاتِ الظَّاهِرَةِ الْمُتَوَاتِرَةِ وَتَحْرِيمِ الْمُحَرَّمَاتِ الظَّاهِرَةِ الْمُتَوَاتِرَةِ؛: هُوَ مِنْ أَعْظَمِ أُصُولِ الْإِيمَانِ وَقَوَاعِدِ الدِّينِ وَالْجَاحِدُ لَهَا كَافِرٌ بِالِاتِّفَاقِ مَعَ أَنَّ الْمُجْتَهِدَ فِي بَعْضِهَا لَيْسَ بِكَافِرِ بِالِاتِّفَاقِ مَعَ خَطَئِهِ. وَإِذَا كَانَ لَا بُدَّ مِنْ إلْحَاقِهِ بِأَحَدِ الصِّنْفَيْنِ: فَمَعْلُومٌ أَنَّ الْمُخْطِئِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ أَشَدُّ شَبَهًا مِنْهُ بِالْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ فَوَجَبَ أَنْ يَلْحَقَ بِهِمْ وَعَلَى هَذَا مَضَى عَمَلُ الْأُمَّةِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا فِي أَنَّ عَامَّةَ الْمُخْطِئِينَ مِنْ هَؤُلَاءِ تَجْرِي عَلَيْهِمْ أَحْكَامُ الْإِسْلَامِ الَّتِي تَجْرِي عَلَى غَيْرِهِمْ هَذَا مَعَ الْعِلْمِ بِأَنَّ كَثِيرًا مِنْ الْمُبْتَدِعَةِ مُنَافِقُونَ النِّفَاقَ الْأَكْبَرَ ....... (4))
--------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/216)
(1) الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام - د/محمد بن إسماعيل المقدم صـ 374:378 بتصرف
(2) مجموع الفتاوى جـ 20/صـ36:33
(3) سير أعلام النبلاء - (ج 14 / ص 373)
(4) مجموع الفتاوى جـ12/صـ496،497
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[20 - 04 - 08, 07:41 ص]ـ
وقال العلامة القرآني الشنقيطي رحمه الله: (ونحن نرجو أن يغفر الله للذين ماتوا على هذا الاعتقاد، لأنهم لا يقصدون تشبيه الله بخلقه، وإنما يحاولون تنزيهه عن مشابهة خلقه. فقصدهم حسن ولكن طريقهم إلى ذلك القصد سيئة.وإنما نشأ لهم ذلك السوء بسبب أنهم ظنوا لفظ الصفة التي مدح الله بها نفسه يدل ظاهره على مشابهة صفة الخلق فنفوا الصفة التي ظنوا أنها لا تليق قصداً منهم لتنزيه الله، وأولوها بمعنى آخر يقتضي التنزيه في ظنهم فهم كما قال الشافعي ’:
رام نفعاً فضر من غير قصد ... ومن البر ما يكون عقوقا
ونحن نرجو أن يغفر الله لهم خطأهم، وأن يكونوا داخلين في قوله تعالى: {وليس عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ ولكن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً} [الأحزاب: 5]).وقال أيضاً: (ثم بعد هذا كله فإننا نكرر أن الأئمة رحمهم الله لا يلحقهم نقص ولا عيب فيما أخذ عليهم، لأنهم رحمهم الله بذلوا وسعهم في تعلم ما جاء عن الله على لسان رسوله ‘ ثم اجتهدوا بحسب طاقتهم، فالمصيب منهم له أجر اجتهاده وإصابته، والمخطىء منهم مأجور في اجتهاده معذور في خطئه، ولا يسعنا هنا مناقشة الأدلة فيما أخذ عليهم رحمهم الله، وإنما قصدنا مع الاعتراف بعظم منزلتهم أن نبين أن كتاب الله وسنة رسوله ‘ يجب تقديمهما على أقوالهم، لأنهم غير معصومين من الخطأ، وأن مذاهبهم المدونة لا يصح ولا يجوز الاستغناء بها عن كتاب الله وسنة رسوله ‘، وأن على كل مسلم قادر على التعليم أن يتعلم الكتاب والسنة، ومعرفة مذاهب الأئمة تعينه على ذلك، والنظر فيما استدل به كل منهم يعينه على معرفة أرجح الأقوال وأقربها إلي رضا الله، وكذلك الشافعي وأحمد رحمهما الله، فإن كل واحد منهما لا يخلو من شيء قد أخذ عليه، ومرادنا هنا لتمثيل لذلك، وأن الوحي مقدم على أقوالهم جميعاً، وليس قصدنا الإكثار من ذلك (1).).
------------------
(1) أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن - (ج 7 / ص 369) (ج 7 / ص 433)
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[20 - 04 - 08, 07:47 ص]ـ
فتاوى معاصرة
واليك بعض الفتاوى في بعض العلماء الذين لم يُوفقوا في بعض مسائل الصفات:
الفتوى الأولى
1 - فضيلة الشيخ بالنسبة للعلماء الذين وقعوا في بعض الأخطاء في العقيدة؛ كالأسماء، والصفات، وغيرها، تمر علينا أسماؤهم في الجامعة حال الدراسة، فما حكم الترحُّم عليهم؟ الشيخ: مثل مَن؟
السائل: مثل: الزمخشري، و الزركشي، وغيرهما. السائل: الزمخشري، و الزركشي. الشيخ: الزركشي في ماذا؟ السائل: في باب الأسماء والصفات!
الجواب: على كل حال هناك أناس ينتسبون لطائفة معينة شعارها البدعة؛ كالمعتزلة مثلاً، ومنهم الزمخشري، فالزمخشري مُعتزلي، ويصف المثْبِتِين للصفات بأنهم: حَشَوِية، مُجَسِّمة ويُضَلِّلهم فهو معتزلي، ولهذا يجب على مَن طالع كتابه الكشاف في تفسير القرآن أن يحترز من كلامه في باب الصفات؛ لكنه من حيث البلاغة والدلالات البلاغية اللغوية جيد، يُنْتَفع بكتابه كثيراً، إلا أنه خَطَرٌ على الإنسان الذي لا يعرف في باب الأسماء والصفات شيئاً. لكن هناك علماء مشهودٌ لهم بالخير، لا ينتسبون إلى طائفة معينة مِن أهل البدع؛ لكن في كلامهم شيءٌ من كلام أهل البدع؛ مثل ابن حجر العسقلاني و النووي رحمهما الله فإن بعض السفهاء من الناس قدحوا فيهما قدحاً تاماً مطلقاً من كل وجه، حتى قيل لي: إن بعض الناس يقول: يجب أن يُحْرَقَ فتح الباري؛ لأن ابن حجر أشعري، وهذا غير صحيح. فهذان الرجلان بالذات ما أعلم اليوم أن أحداً قدَّم للإسلام في باب أحاديث الرسول مثلما قدَّماه، ويدلك على أن الله سبحانه وتعالى بحوله وقوته -ولا أَتَأَلَّى على الله- قد قبلها، ما كان لمؤلفاتهما من القبول لدى الناس؛ لدى طلبة العلم، بل حتى عند العامة، فالآن كتاب رياض الصالحين يُقرأ في كل مجلس, ويقرأ في كل مسجد، وينتفع الناس به انتفاعاً عظيماً، وأتمنى أن يجعل الله لي كتاباً مثل هذا الكتاب، كلٌّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/217)
ينتفع به في بيته وفي مسجده. فكيف يقال عن هذين: إنهما مبتِدعان ضالان، لا يجوز الترحُّم عليهما، ولا يجوز القراءة في كتبهما! ويجب إحراق فتح الباري، و شرح صحيح مسلم؟! سبحان الله! فإني أقول لهؤلاء بلسان الحال وبلسان المقال:
أَقِلُّوا عليهمُ لا أبا لأبيكمُ مِن اللومِ أو سدوا المكان الذي سدوا
من كان يستطيع أن يقدم للإسلام والمسلمين مثلما قدَّم هذان الرجلان، إلا أن يشاء الله. فأنا أقول: غفر الله للنووي، ولابن حجر العسقلاني، ولمن كان على شاكلتهما ممن نفع الله بهم الإسلام والمسلمين. وأمِّنوا على ذلك (1).
الفتوى الثانية:
2 - لقد ظهر بين طلاب العلم اختلاف في تعريف المبتدع. . فقال بعضهم: هو من قال أو فعل البدعة، ولو لم تقع عليه الحجة، ومنهم من قال لابد من إقامة الحجة عليه، ومنهم من فرَّق بين العالم المجتهد وغيره من الذين أصلوا أصولهم المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة، وظهر من بعض هذه الأقوال تبديع ابن حجر والنووي، وعدم الترحم عليهم. . نطلب من فضيلتكم تجلية هذه المسألة التي كثر الخوض فيها. . جزاكم الله خيرًا؟
أولاً: لا ينبغي للطلبة المبتدئين وغيرهم من العامة أن يشتغلوا بالتبديع و التفسيق؛ لأن ذلك أمر خطير وهم ليس عندهم علم ودراية في هذا الموضوع، وأيضًا هذا يحدث العداوة والبغضاء بينهم، فالواجب عليهم الاشتغال بطلب العلم وكف ألسنتهم عما لا فائدة فيه، بل فيه مضرة عليهم وعلى غيرهم.
ثانيًا: البدعة: ما أحدث في الدين مما ليس منه لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) [رواه الإمام البخاري في " صحيحه " (3/ 167) من حديث عائشة رضى الله عنها]، وإذا فعل الشيء المخالف جاهلاً فإنه يعذر بجهله ولا يحكم عليه بأنه مبتدع، لكن ما عمله يعتبر بدعة.
ثالثًا: من كان عنده أخطاء اجتهادية تأوَّل فيها غيره كابن حجر والنووي، وما قد يقع منهما من تأويل بعض الصفات لا يحكم عليه بأنه مبتدع، ولكن يُقال: هذا الذي حصل منهما خطأ ويرجى لهما المغفرة بما قدماه من خدمة عظيمة لسنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فهما إمامان جليلان موثوقان عند أهل العلم (2).
____________
(1) (الشيخ العثيمين - لقاءات الباب المفتوح - (ج 43 / ص 15)
(2) (المنتقى من فتاوى الفوزان).
ـ[أبو مسلم التكسبتي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 01:56 م]ـ
ما حمله العنوان إطلاق في غير محلّه وما جاء في المحتوى من كلام أهل العلم مقيّد باجتهادات في مسائل مخصوصة يشترط فيها إقامة الحجّة لأنّها من الأمور التي تخفى على كثير من النّاس وليس فيها مناقضة للتّوحيد والرّسالة كالجهل ببعض الصّفات، فإنّه إذا بقيت مع المجتهد أصول الإيمان ولم يقع منه شرك أكبر وإنّما وقع في نوع من البدع فهذا معذور لا يكفر ولا يخرج من الملّة، قال الشّيخ عبد اللّطيف في منهاج التّأسيس ص217:"وهذا البيان ينفعك فيما يأتي من التّشبيه بانّ الشّيخ (أي ابن تيميّة) لا يُكفّر المخطئ والمجتهد وأنّه في مسائل مخصوصة "اهـ ولمن يقتنع بقول العلماء فلينظر كلام ابن قدامة في روضة الناظر في باب الإجتهاد في معرض ردّه على الجاحظ وشبيهه في إرشاد الفحول للشّوكاني في باب الإجتهاد أيضا وليراجع الصّفديّة لشيخ الإسلام ابن تيميّة 1/ 265 والفتاوى له 1/ 113 والشّفاء للقاضي عياض 2/ 1086 وغيرها ... أمّا من كان من الموقنين فيكفيه قول ربّ العالمين: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)} الأعراف ثمّ قصّة حاطب وقدامة بن مظعون مع عمر والصّحابة -رضي اللّه عنهم- وموقف علماء السّلف اللاّحقين مع مرجئة الفقهاء.
ـ[فرات الشام]ــــــــ[26 - 04 - 08, 04:06 ص]ـ
جزاكم الله خير(48/218)
هل الخدع من السحر؟
ـ[أبو عائشة التميمي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 08:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده
هنالك من يسخدم ما يسمى (خفة اليد) أو غيرها من المسميات و يسمونها أيضاً سحراً و أحياناً (خدع)
و بعضها يعتمد على الحساب و بعضها على المعادلات الكيميائية و بعضها على الخدع البصرية و غيرها من الأشياء العلمية و الحسابية و أحياناً مجرد خدع سخيفة, ...
فهل الذي يستخدم هذه الأشياء للتسلية يكون قد دخل في السحر المخرج من الملة؟
وفقكم الله , ...
ـ[أبو السها]ــــــــ[20 - 04 - 08, 05:05 م]ـ
رقم الفتوى: 25403
عنوان الفتوى: الشعبذة ... تعريفها .. ممارستها وتعليمها وأخذ الأجرة عليها
تاريخ الفتوى: 25 رمضان 1423/ 30 - 11 - 2002
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
السيد صلاح الدين مقدم ألعاب بهلوانية في المؤسسات التربوية للأطفال من سن 6 إلى 12 و في بداية تقديم الألعاب نذكرالأطفال بقول الله تعالى -أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم- لا يفلح الساحر حيث أتى- صدق الله العظيم، وبحديث الرسول صلى الله عليه وسلم - "ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر" وفي نهاية الحصة نكشف للتلاميذ لعبة أو لعبتين لتذكيرهم أنها خفة يدين فضيلة المفتي ما رأيك في هذه القضية بشأن المهنة والمال المجني من ورائها - حلال أم حرام والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي أسميته ألعاباً بهلوانية يعرف في الشرع واللغة بالشعبذة، كما في المصباح المنير،: الشعبذة هي: لعب يري الإنسان منه ما ليس له حقيقة كالسحر، والشعبذة هي: إظهار الأمور العجيبة بواسطة ترتيب آلات هندسية وخِفة اليد والاستعانة بخواص الأدوية والأحجار. شرح البهجة.
وقد تتابعت أقوال العلماء على تحريم هذه المهنة وما يترتب عليها، يقول ابن الهمام من الحنفية: ولا تقبل شهادة أهل الشعبذة، وهو الذي يسمى في ديارنا دكاكاً؛ لأنه إما ساحر أو كذاب، أعني: الذي يأكل منها ويتخذها مكسبة، فأما من علمها ولم يعملها فلا. فتح القدير، كتاب الشهادات.
ويقول زكريا الأنصاري من الشافعية: وتحرم الكهانة والتنجيم والضرب بالرمل والحصى والشعير والشعبذة وحلوانها، أي المذكورات، أي إعطاءً أو أخذاً لعوضٍ عنها، بالنص الصحيح في حلوان الكاهن، والباقي في معناه. أسنى المطالب شرح روض الطالب، حكم السحر.
ويقول منصور البهوتي من الحنابلة: ويُعزر من يدخل النار ونحوه ممن يعمل الشعبذة ونحوها. باب التعزير.
وجاء في فتاوى الرملي: أن الشعبذة مشترك مع السحر في التحريم، وأن كثيراً من العلماء أدرجوها فيه. فتاوى الرملي.
وفي المجموع للنووي: ولا يجوز بيع كتب الكفر، وهكذا كتب التنجيم والشعبذة والفلسفة، وغيرها من العلوم الباطلة المحرمة، فبيعها باطل؛ لأنه ليس منها منفعة مباحة. كتاب البيوع، بيع المصحف وشراؤه.
فيظهر بعد سرد أقوال العلماء أن ممارسة هذه المهنة وتعليمها وأخذ الأجر عليها وإعطاءه حرام.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
ـ[أبو عائشة التميمي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 01:38 ص]ـ
الحمد لله وحده, ...
جزاك الله خيراً(48/219)
هل الكفر والشرك مترادفان؟
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 06:33 م]ـ
الحمد لله ما الفرق بين الكفر والشرك؟ جزاكم الله خيرا
ـ[أبو ظفير]ــــــــ[20 - 04 - 08, 06:53 م]ـ
السلام عليكم
هذه المسألة فيها خلاف
وأنقل لك كلام الشيخ ابن باز رحمه الله:
الأخت (ن. س.ع) من الرياض, تقول في سؤالها: ما هو الفرق بين الكفر والشرك؟ أفتونا مأجورين.
الكفر جحد الحق وستره، كالذي يجحد وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب صوم رمضان أو وجوب الحج مع الاستطاعة، أو وجوب بر الوالدين ونحو هذا، وكالذي يجحد تحريم الزنا أو تحريم شرب المسكر، أو تحريم عقوق الوالدين أو نحو ذلك. أما الشرك فهو صرف بعض العبادة لغير الله، كمن يستغيث بالأموات أو الغائبين أو الجن أو الأصنام أو النجوم ونحو ذلك، أو يذبح لهم أو ينذر لهم، ويطلق على الكافر أنه مشرك وعلى المشرك أنه كافر، كما قال الله عز وجل: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [1]، وقال سبحانه: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ [2]، وقال جل وعلا في سورة فاطر: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [3]، فسمى دعاءهم غير الله شركاً في هذه السورة، وفي سورة "قد أفلح المؤمنون" سماه كفراً.
وقال سبحانه في سورة التوبة: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [4]، فسمى الكفار به كفاراً وسماهم مشركين، فدل ذلك على أن الكافر يسمى مشركاً، والمشرك يسمى كافراً، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة. ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) [5] أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) [6] أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، والله ولي التوفيق.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة المؤمنون من الآية 117.
[2] سورة المائدة من الآية 72.
[3] سورة فاطر الآيتان 13 – 14.
[4] سورة التوبة الآيتان 32 – 33.
[5] رواه مسلم في كتاب الإيمان برقم 117.
[6] رواه الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار برقم 21859، والترمذي في الإيمان برقم 2545 والنسائي في الصلاة برقم 459.
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 08:05 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110304
ـ[عبد الحق المغربي]ــــــــ[22 - 05 - 08, 06:14 م]ـ
كل مشرك كافر وليس كل كافر مشرك.
فمن سب الله أو سب نبيه، كافر وليس بمشرك ............... وهكذا فالكفر أعم من الشرك.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[22 - 05 - 08, 07:11 م]ـ
الشرك والكفر من الألفاظ التي إذا اجتمعت افترقت وإذا افترقت اجتمعت
في الاجتماع قال تعالى: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين}
فالكفر مختص بأهل الكتاب والشرك بغيرهم
وفي الافتراق قال تعالى: {قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا لكن هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا}
فسمى الله الكفر شركا
والله أعلم(48/220)
يدخل العبد الجنة بسبب عمله
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 04 - 08, 07:30 م]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ العثيمين -رحمه الله- في شرح 40 نووية حديث 29:
أن العمل يدخل الجنة ويباعد عن النار، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقره على هذا.
وهنا يقع إشكال وهو: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَارَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدِنِيَ اللهُ بِرَحْمَتِهِ" [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1)[212] فكيف يُجمع بين هذا الحديث وبين النصوص الأخرى الدالة على أن الإنسان يدخل الجنة بعمله؟
أجاب العلماء - رحمهم الله، فقهاء الإسلام، أطباء القلوب والأبدان، ممن علمهم الله ذلك - فقالوا: الباء لها معنيان: تارة تكون للسببية، وتارة تكون للعوض.
فإذا قلت: بعت عليك هذا الكتاب بدرهم، فهذه للعوض.
وإذا قلت: أكرمتك بإكرامك إياي، فهذه للسببية.
فالمنفي هو باء العوض، والمثبت باء السببية.
فقالوا: معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ" أي على أن ذلك معاوضة، لأنه لوأراد الله عزّ وجل أن يعاوض العباد بأعمالهم وجزائهم لكانت نعمة واحدة تقضي على كل ما عمل، وأضرب مثلاً بنعمة النَّفَس، نعمة النفس هذه نعمة عظيمة لايعرف قدرهاإلا من ابتلي بضيق النفس، واسأل من ابتلوا بضيق النفس ماذا يعانون من هذا، والرجل الصحيح الذي ليس مصاباً بضيق النفس لايجد كلفة في التمتع بهذه النعمة، فتجده يتنفس وهو يتكلم، ويتنفس وهو يأكل ولايحس بشيء.
هذه النعمة لو عملت أي عمل من الأعمال لاتقابلها، لأن هذه نعمة مستمرة دائماً، بل نقول: إذا وفقت للعمل الصالح فهذا نعمة قد أضل الله عزّ وجل عنها أمماً، وإذا كان نعمة احتاج إلى شكر، وإذا شكرت فهي نعمة تحتاج إلى شكر آخر، ولهذا قال الشاعر:
إذا كانَ شكري نعمةَ اللهِ نعمةً عليَّ لهُ في مثلها يجب الشكرُ
فكيفَ بلوغُ الشُّكرِ إِلاَّ بفضلهِ وإن طالت الأيام واتّصل العمرُ
__________________________
وقال في تفسير سورة الطور:
{بما كنتم تعملون} أي: بسبب ما كنتم تعملون، (فالباء) هنا للسببية، وليست الباء للعوض، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «لن يدخل الجنة أحد بعمله» ().
فإن قيل: إن الله تعالى قال: {كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون}، فجعل الله تعالى ذلك بسبب العمل، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «لن يدخل الجنة أحد بعمله» مع أن الله يقول: {بما كنتم تعملون}؟
والجواب على هذا الإشكال أن يقال:
الباء تأتي للسببية، وتأتي للبدلية، فإذا قيل: دخل الرجل الجنة بعمله، فالمعنى السببية، وإذا قال: لن يدخل الجنة أحد بعمله، فالمعنى البدلية، وأضرب مثلاً يبين هذا: بعتك الثوب بدرهم، فالباء للبدلية، لأن الدرهم صار عوضاً عن الثوب، وإذا قلت: أدبت الولد بعبثه، هذه للسببية، إذن كلنا لن يدخل الجنة بعمله؛ لأن الله سبحانه وتعالى لو حاسبنا على عملنا ما قابل عملنا نعمة من نعم الله، نعمة واحدة. فالنفس الآن الذي هو من ضرورة الحياة يخرج منك ويدخل بدون تعب، وبدون مشقة، وكم يتنفس الإنسان في الدقيقة؟! فلو أننا حوسبنا على أعمالنا بالمعاوضة والمبادلة لكانت نعمة واحدة تستوعب جميع العمل، ونحن الآن لا نحس بنعمة النفس لكن لو أصيب أحد منا بكتم النفس لوجد أن النفس من أكبر نعم الله، لذلك نقول: إن الباء في قوله: {بما كنتم تعملون} للسببية وليست للبدلية، وفي قوله: {بما كنتم تعملون} شمول لكل العمل: الجوارح، والقلب، واللسان. فالجوارح: كالأفعال، كالركوع، والسجود. والأقوال: كالأذكار. والقلوب: كالخوف، والرجاء، والتوكل وما أشبه ذلك، فكل هذه تسمى أعمالنا.
_________________________________
قال الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/221)
و اعلم أن هذا الحديث قد يشكل على بعض الناس، و يتوهم أنه مخالف لقوله تعالى: * (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) * و نحوها من الآيات و الأحاديث الدالة على أن دخول الجنة بالعمل، وقد أجيب بأجوبة أقربها إلى الصواب: أن الباء في قوله في الحديث: " بعمله " هي باء الثمنية، و الباء في الآية باء السببية، أي أن العمل الصالح سبب لابد منه لدخول الجنة، و لكنه ليس ثمنا
لدخول الجنة، و ما فيها من النعيم المقيم و الدرجات.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في بعض فتاويه: " ولهذا قال بعضهم: الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، و محو الأسباب أن تكون سببا نقص في العقل، و الإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع، و مجرد الأسباب لا يوجب حصول المسبب، فإن المطر إذا نزل و بذر الحب لم يكن ذلك كافيا في حصول النبات، بل لابد من ريح مربية بإذن الله، و لابد من صرف الانتفاء عنه، فلابد من تمام الشروط و زوال الموانع، و كل ذلك بقضاء الله و قدره. و كذلك الولد لا يولد بمجرد إنزال الماء في الفرج، بل كم ممن أنزل و لم يولد له، بل لابد من أن الله شاء خلقه فتحبل المرأة و تربيه في الرحم و سائر ما يتم به خلقه من الشروط و زوال الموانع. و كذلك أمر الآخرة ليس بمجرد العمل ينال الإنسان السعادة، بل هي سبب، و
لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فذكر الحديث)، و قد قال تعالى: * (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) *. فهذه باء السبب، أي بسبب أعمالكم، و الذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم باء المقابلة، كما يقال: اشتريت هذا بهذا. أي ليس العمل عوضا و ثمنا كافيا في دخول الجنة، بل لابد من عفو الله و فضله و رحمته، فبعفوه يمحو السيئات، و برحمته يأتي بالخيرات، و بفضله يضاعف الدرجات.
و في هذا الموضع ضل طائفتان من الناس:
1 - فريق آمنوا بالقدر و ظنوا أن ذلك كاف في حصول المقصود فأعرضوا عن الأسباب الشرعية و الأعمال الصالحة. و هؤلاء يؤول بهم الأمر إلى أن يكفروا بكتب الله و رسله و دينه.
2 - و فريق أخذوا يطلبون الجزاء من الله كما يطلبه الأجير من المستأجر، متكلين على حولهم وقوتهم و عملهم، و كما يطلبه المماليك. و هؤلاء جهال ضلال: فإن الله لم يأمر
العباد بما أمرهم به حاجة إليه، و لا نهاهم عما نهاهم عنه بخلا به، و لكن أمرهم بما فيه صلاحهم، و نهاهم عما فيه فسادهم. و هو سبحانه كما قال: " يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، و لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ". فالملك إذا أمر مملوكيه بأمر أمرهم لحاجته إليهم، و هم فعلوه بقوتهم التي لم يخلقها لهم فيطالبون بجزاء ذلك، و الله تعالى غني عن العالمين، فإن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم، و إن أساءوا فلها. لهم ما كسبوا، و عليهم ما اكتسبوا، * (من عمل
صالحا فلنفسه، و من أساء فعليها و ما ربك بظلام للعبيد) * ". انتهى كلام شيخ الإسلام رحمه الله منقولا من " مجموعة الفتاوى " (8/ 70 - 71)
و مثله في " مفتاح دار السعادة " لتلميذه المحقق العلامة ابن قيم الجوزية (ص 9 - 10) و " تجريد التوحيد المفيد " (ص 36 - 43) للمقريزي.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 04 - 08, 08:08 م]ـ
قال ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم:
وفيه دليلٌ على أنَّ الأعمالَ سببٌ لدخول الجنَّة، كما قال تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ((2)).
وأما قولُه - صلى الله عليه وسلم -: ((لَنْ يدخُلَ أحدٌ منكُمُ الجنَّة بِعمَلِه)) ((3)) فالمراد - والله أعلم - أنَّ العملَ بنفسه لا يستحقُّ به أحدٌ الجنَّة لولا أنَّ الله جعله - بفضله ورحمته - سبباً لذلك، والعملُ نفسُه من رحمة الله وفضله على عبده، فالجنَّةُ وأسبابُها كلٌّ من فضل الله ورحمته.
أقوال أخرى
رأي ابن حجر رحمه الله في فتح الباري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/222)
وَيَظْهَر لِي فِي الْجَمْع بَيْن الْآيَة وَالْحَدِيث جَوَاب آخَر وَهُوَ أَنْ يُحْمَل الْحَدِيث عَلَى أَنَّ الْعَمَل مِنْ حَيْثُ هُوَ عَمَل لَا يَسْتَفِيد بِهِ الْعَامِل دُخُول الْجَنَّة مَا لَمْ يَكُنْ مَقْبُولًا. وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَأَمْر الْقَبُول إِلَى اللَّه تَعَالَى، وَإِنَّمَا يَحْصُل بِرَحْمَةِ اللَّه لِمَنْ يَقْبَل مِنْهُ، وَعَلَى هَذَا فَمَعْنَى قَوْله (اُدْخُلُوا الْجَنَّة بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أَيْ تَعْمَلُونَهُ مِنْ الْعَمَل الْمَقْبُول، وَلَا يَضُرّ بَعْد هَذَا أَنْ تَكُون الْبَاء لِلْمُصَاحَبَةِ أَوْ لِلْإِلْصَاقِ أَوْ الْمُقَابَلَة، وَلَا يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَكُون سَبَبِيَّة.
ثُمَّ رَأَيْت النَّوَوِيّ جَزَمَ بِأَنَّ ظَاهِر الْآيَات أَنَّ دُخُول الْجَنَّة بِسَبَبِ الْأَعْمَال، وَالْجَمْع بَيْنَهَا وَبَيْن الْحَدِيث أَنَّ التَّوْفِيق لِلْأَعْمَالِ وَالْهِدَايَة لِلْإِخْلَاصِ فِيهَا وَقَبُولهَا إِنَّمَا هُوَ بِرَحْمَةِ اللَّه وَفَضْله، فَيَصِحّ أَنَّهُ لَمْ يَدْخُل بِمُجَرَّدِ الْعَمَل، وَهُوَ مُرَاد الْحَدِيث، وَيَصِحّ أَنَّهُ دَخَلَ بِسَبَبِ الْعَمَل وَهُوَ مِنْ رَحْمَة اللَّه تَعَالَى.
ابن بطال رحمه الله في شرحه:
قيل: ليس كما توهمت، ومعنى الحديث غير معنى الآية، أخبر النبى - صلى الله عليه وسلم - فى الحديث أنه لا يستحق أحد دخول الجنة بعمله، وإنما يدخلها العباد برحمة الله، وأخبر الله تعالى فى الآية أن الجنة تنال المنازل فيها بالأعمال، ومعلوم أن درجات العباد فيها متباينة على قدر تباين أعمالهم، فمعنى الآية فى ارتفاع الدرجات وانخفاضها والنعيم فيها، ومعنى الحديث فى الدخول فى الجنة والخلود فيها، فلا تعارض بين شىء من ذلك.
فإن قيل: فقد قال تعالى فى سورة النحل: {سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 32]، فأخبر أن دخول الجنة بالأعمال أيضًا.
فالجواب: أن قوله: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 32] كلام مجمل يبينه الحديث، وتقديره ادخلوا منازل الجنة وبيوتها بما كنتم تعملون، فالآية مفتقرة إلى بيان الحديث.
وللجمع بين الحديث وبين الآيات وجه آخر هو أن يكون الحديث مفسرًا للآيات، ويكون تقديرها: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِى أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف: 72]، و {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الطور: 19]، و {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 32] مع رحمة الله لكم وتفضله عليكم؛ لأن فضله تعالى ورحمته لعباده فى اقتسام المنازل فى الجنة، كما هو فى دخول الجنة لا ينفك منه، حين ألهمهم إلى ما نالوا به ذلك، ولا يخلو شىء من مجازاة الله عباده من رحمته وتفضله، ألا ترى أنه تعالى جازى على الحسنة عشرًا، وجازى على السيئة واحدة، وأنه ابتدأ عباده بنعم لا تحصى، لم يتقدم لهم فيها سبب ولا فعل، منها أن خلقهم بشرًا سويا، ومنها نعمة الإسلام ونعمة العافية ونعمة تضمنه تعالى لأرزاق عباده، وأنه كتب على نفسه الرحمة، وأن رحمته سبقت غضبه، إلى ما لا يهتدى إلى معرفته من ظاهر النعم وباطنها.
________________________
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 04 - 08, 08:23 م]ـ
تفسير ابن كثير
ولهذا لما أورثوا مقاعد أهل النار من الجنة نودوا: {أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أي: بسبب أعمالكم نالتكم الرحمة فدخلتم الجنة، وتبوأتم منازلكم بحسب أعمالكم. وإنما وجب الحمل على هذا لما ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "واعلموا أن أحدكم (4) لن يدخله عمله الجنة". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يَتَغَمَّدَنِي الله برحمة منه وفضل"
________________________
هذا ما كنت أعتقده
فهل بين هذا وكلام الشيخ ابن عثيمين وابن تيمية رحمهما الله تناقض؟
أم هما بنفس المعنى؟(48/223)
ارجو الاجابة فيما يخص عبد الحميد بن باديس رحمه الله
ـ[فيصل أبو ذر]ــــــــ[21 - 04 - 08, 01:17 ص]ـ
السلام عليكم و رخحمة الله و بركاته
اريد ان اسال عن العلامةعبد الحميد بن باديس رحمه الله و جمعية علماء المسلمين في الجزائر هل كانو يحتفلون بالمولد النبوي.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو السها]ــــــــ[21 - 04 - 08, 04:18 ص]ـ
قال الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله ["مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير"، من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية، صفحة 287]:
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، وعلى اسم الجزائر الرّاسخة في إسلامها، المتمسّكة بأمجاد قوميتها وتاريخها ـ أفتتح الذّكرى الأولى بعد الأربعمائة والألف من ذكريات مولد نبي الإنسانيّة ورسول الرّحمة سيّدنا ومولانا محمّد بن عبد اللّه عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام ـ في هذا النّادي العظيم الّذي هو وديعة الأمّة الجزائريّة عند فضلاء هذه العاصمة ووجهائها. لسنا وحدنا في هذا الموقف الشّريف لإحياء هذه الذّكرى العظيمة، بل يشاركنا فيها نحو خمسمائة مليون من البشر في أقطار المعمور كلّهم تخفق أفئدتهم فرحا وسرورا وتخضع أرواحهم إجلالا وتعظيما لمولد سيّد العالمين. اهـ
وقال أيضا [نفس المصدر، صفحة 289]:
ما الدّاعي إلى إحياء هذه الذّكرى؟
المحبّة في صاحبها.
إنّ الشّيء يحبّ لحسنه أو لإحسانه وصاحب هذه الذّكرى قد جمع ـ على أكمل وجه ـ بينهما. اهـ
وقال [المصدر ذاته، صفحة 289 - 290]:
فمن الحقّ والواجب أن يكون هذا النّبيّ الكريم أحبّ إلينا من أنفسنا وأموالنا ومن النّاس أجمعين ولو لم يقل لنا في حديثه الشّريف: "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين" وكم فينا من يحبّه هذه المحبّة ولم يسمع بهذا الحديث؟ فهذه المحبّة تدعونا إلى تجديد ذكرى مولده في كلّ عام.
ما الغاية من تجديد هذه الذّكرى؟
استثمار هذه المحبّة. اهـ
وقال أيضا في قصيدته المشهورة [المصدر ذاته، صفحة 307 - 309]:
تحية المولد الكريم
حييت يا جمعَ الأدب ****** ورقيت ساميةَ الرتبْ
وَوُقِيتَ شرَّ الكائديـ ****** ن ذوى الدسائس والشغبْ
ومُنِحْت في العلياء ما ****** تسمو إليه من أربْ
************
أحييت مولد من به ****** حييَ الأنام على الحِقَبْ
أحييت مولوده بما ****** يُبرى النفوسَ من الوصبْ
بالعلم والآداب و الـ ****** أخلاق في نشءٍ عجبْ
الى آخر القصيدة التي ألقاها الشيخ بن باديس رحمه الله ليلة حفلة جمعية التربية والتعليم الإسلامية بقسنطينة.
قال الشيخ محمّد البشير الإبرهيمي [" آثار الإمام محمّد البشير الإبرهيمي " جمع و تقديم نجله الدكتور أحمد طالِب الإبرهيمي، طبعة دار الغرب الإسلامي، الجزء الثاني صفحة 341]:
أوقفنا مقالات " تاريخ المولد النبوي في المغرب العربي " عن قصد لأنها طالت، و لأن ما كُتب منها يدخل في رسالة مستقلة، و لأن المهم منها إنما هو الجانب التاريخي، أما الحكم الشرعي فيها فنحن لا نقر ذالك الإستحسان الذي يبالغ فيه بعض من نقل الكاتب كلامهم من علماء تلك العصور، فهم يجعلون من حبّ المولود العظيم عذراً في ارتكاب بدع المولد، و مسوغًا لأعمال الملوك الذين لا غاية لهم من تلك الموالد إلا الدعاية لأنفسهم، و قرن أسمائهم باسم النبي صلى الله عليه و سلم في مديح الشعراء، و استجلاب العامة بذالك كله. و لو أنهم جعلوا تلك الإحتفالات ذرائع لإصلاح حال الأمة، و حملها على الرجوع الى السنن النبوية، و الإهتداء بالهدي المحمدي، لكان لفعلهم محمل سديد، وأثر حميد، لأن الأمور بمقاصدها.
أما الحبُّ الصحيح لمحمَّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فهو الذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، ويحملُه على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبُّونه، فيُحيون سُننه، ويَذُودون عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له الموالد و ينفقُوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالحُ العامَّةُ إلى القليل منها فلا تَجدُه.
ونحن نحتفل بالمولد على طريقة غير تلك الطريقة، و بأسلوب غير ذلك الأسلوب، فنجلي فيه السيرة النبوية، والأخلاق المحمدية، ونكشف عما فيها من السر، و ما لها من الأثر في إصلاحنا إذا اتبعناها، و في هلاكنا إذا أعرضنا عنها، ففي احتفالاتنا تجديد للصلة بنبيّنا في الجهات التي هو بها نبيّنا و نحن فيها أمّته. اهـ
و قال الشيخ البشير الإبراهيمي أيضاً [نفس المصدر: " آثار الإمام محمّد البشير الإبرهيمي "، صفحة 343]:
إحياء ذكرى المولد النبوي إحياء لمعاني النبوة، و تذكير بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم من هدى، وما كان عليه من كمالات نفسية، فعلى المتكلمين في هذه الذكرى أن يذكّروا المسلمين بما كان عليه نبيهم من خلق عظيم، وبما كان لديهم من استعلاء بتلك الأخلاق.
لهذه الناحية الحية نجيز إقامَ هذه الاحتفالات، ونعدّها مواسم تربية، ودروس هداية، والقائلون ببدعيتها إنما تمثلوها في الناحية الميتة من قصص المولد الشائعة. اهـ
منقول
واعلم أخي أنه لا حجة في قول أحد وإنما الحجة في كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، و أن ما نقل عن الشيخين الفاضلين: ابن باديس و الإبراهيمي في مسألة جواز الاحتفال بالمولد النبوي لا يقدح فيهما أو في علمهما وإنما هي زلة عالمين مغفورة لهما إن شاء الله تعالى، ولا يستبعد الرأي إذا قلت: إن الشيخين ربما ذهلا عن تأصيل المسألة شرعيا فغاب عنهما الحكم الصحيح - والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/224)
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 05:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخانا الفاضل أبا السها نسأل الله تعالى أن يثيبكم على حسن الجواب مع تمام الأدب، وصادف أن المشاركة المقبلة-إن شاء الله تعالى- في موضوع "دفاعا عن ابن باديس" في ملتقانا المبارك (أنظره هنا مشكورا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120585 )، ستكون حول بدعة المولد وفيها توضيح لموقف علماء الجمعية من المولد.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما فيه الخير
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[08 - 05 - 08, 06:38 م]ـ
إصرار ابن باديس رحمه اللّه على بدعة المولد النّبوي
و من الأخطاء الّتي لفتت انتباهي عند الشّيخ "ابن باديس" رحمه اللّه، إصراره على إحياء بدعة المولد النّبوي، وهذا ينافي تماما سلفيّة علمائنا الكبار قديما وحديثا، والّذين عملوا بلا هوادة على إطفاء هذه البدعة والقضاء عليها، ولقد استغربت تماما هذا الموقف من "ابن باديس" والّذي خالف فيه بدون أدنى شكّ منهج السّلف الصّالح، ولقد وجدته مصرّا على حضور هذه الاحتفالات بنفسه، والزّيادة على ذلك بإلقاء كلمة عن هذه المناسبة (العظيمة) في زعمه، والّتي هي بدعة ضلالة في حقيقة أمرها .. تابعوا معي أيّها القرّاء الكرام مدى تمسك "ابن باديس" ببدعة المولد حيث ألقى خطابا ارتجاليّا في نادي التّرقي قال فيه ما يأتي:
» بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، وعلى اسم الجزائر الرّاسخة في إسلامها، المتمسّكة بأمجاد قوميتها وتاريخها ـ أفتتح الذّكرى الأولى بعد الأربعمائة والألف من ذكريات مولد نبي الإنسانيّة ورسول الرّحمة سيّدنا ومولانا محمّد بن عبد اللّه عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام ـ في هذا النّادي العظيم الّذي هو وديعة الأمّة الجزائريّة عند فضلاء هذه العاصمة ووجهائها. لسنا وحدنا في هذا الموقف الشّريف لإحياء هذه الذّكرى العظيمة، بل يشاركنا فيها نحو خمسمائة مليون من البشر في أقطار المعمور (1) كلّهم تخفق أفئدتهم فرحا وسرورا وتخضع أرواحهم إجلالا وتعظيما لمولد سيّد العالمين «(2)، ثمّ واصل كلامه قائلا:
» ما الدّاعي إلى إحياء هذه الذّكرى؟ المحبّة في صاحبها .. إنّ الشّيء يحبّ لحسنه أو لإحسانه وصاحب هذه الذّكرى قد جمع ـ على أكمل وجه ـ بينهما «(3)، ثمّ ازداد تمسّكا بهذه البدعة والاستدلال لها فقال:» فمن الحقّ والواجب أن يكون هذا النّبيّ الكريم أحبّ إلينا من أنفسنا وأموالنا ومن النّاس أجمعين ولو لم يقل لنا في حديثه الشّريف: "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين"، وكم فينا من يحبّه هذه المحبّة ولم يسمع بهذا الحديث؟ فهذه المحبّة تدعونا إلى تجديد ذكرى مولده في كلّ عام .. ما الغاية من تجديد هذه الذّكرى؟ استثمار هذه المحبّة ... «(1)
لا يا أيّها الشّيخ، كلامك هذا فيه مؤاخذات كثيرة منها:
1 ـ التّرويج للبدعة وتشجيع النّاس على التّمسك بها ..
2 ـ غياب روح التّصوّر السّلفي عند الشّيخ "ابن باديس" في هذه النّقطة، لأنّ الخير كلّ الخير في اتّباع من سلف والشّر كلّ الشّر في ابتداع من خلف، فكيف يخفى هذا عن رجل جعله طلاّب العلم من السّلفيّين عندنا مؤخّرا سلفيا محضا؟! ..
3 ـ القطع بأنّ الدّوافع لإحياء ذكرى المولد حبّ صاحبها وهو نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم، والمحبّة الحقيقية لا تكون إلاّ بالابتعاد عن البدع الّتي كان عليه الصّلاة والسّلام ينهي عنها، ويعلو صوته عند ذكرها كأنّه منذر جيش يقول: صبّحكم اللّه ومسّاكم، فكيف تجتمع المحبّة مع عدم الانقياد والتّسليم لأوامر اللّه ورسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، وفي التّحذير من البدع وشرّها؟ ..
إنّ هذا الكلام قرّة عين المبتدعة في هذا الموضوع .. أين هذا من تحذيرات علمائنا السّلفيّين من شرّ هذه البدعة "الفاطميّة" الأصل، والّتي تسمّى أصحابها بابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (فاطمة) رضي اللّه عنها زورا وكذبا وتمويها وخداعا للنّاس، وهم أبعد النّاس عن سنّة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام لأنّهم غلاة الرّوافض؟ أين كلام الشّيخ "ابن باديس" من كلام علمائنا في ذمّ بدعة المولد؟ لقد قضى شيوخنا الكبار دهرا طويلا في محاربة هذه الضّلالة حتّى آخر أعمارهم، فها هو الشّيخ العلاّمة "ابن باز" رحمه اللّه يحذّر من بدعة المولد في عشرات الرّسائل،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/225)
إيمانا منه بأنّ التّحذير من هذه البدعة فيه تعظيم لسنّة المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم حقّ التّعظيم وفيه حبّ له ومتابعة لهديه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولقد ظلّ إلى آخر رمق من حياته يدعو إلى محاربة هذه البدعة، لما يعرفه من شدّة حبّ النّاس لها وتمسّكهم بها حيث قال رحمه اللّه في إحدى رسائله عن حكم الاحتفال بالمولد ما نصّه:» لا يجوز الاحتفال بمولد الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم ولا غيره لأنّ ذلك من البدع المحدثة في الدّين، لأنّ الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم لم يفعله ولا خلفاؤه الرّاشدون، ولا غيرهم من الصّحابة رضوان اللّه على الجميع .. ولا التّابعون لهم بإحسان في القرون المفضّلة، وهم أعلم النّاس بالسنّة وأكمل حبّا لرسول صلّى اللّه عليه وسلّم (1)، ومتابعة لشرعه ممّن بعدهم وقد ثبت عن النّبيّ صّلى اللّه عليه وسلّم أنّه قال:» من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ «أي مردود عليه، وقال في حديث آخر:» عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديين من بعدي تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنّواجذ وإيّاكم ومحدثات الأمور فإنّ كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة «. ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها، وقد قال اللّه سبحانه في كتابه المبين ?وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتّهوا?، وقال عزّوجلّ: ? فليحذر الّذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم?، وقال سبحانه: ?لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة لمن كان يرجو اللّه واليوم الآخر وذكر اللّه كثيرا?، وقال تعالى: ?والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسان رضي اللّه عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم?، وقال تعالى:?اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا?. والآيات في هذا المعنى كثيرة، وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن اللّه سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرّسول صلى اللّه عليه وسلّم لم يبلّغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع اللّه ما لم يأذن به زاعمين أن ذلك ممّا يقربهم إلى اللّه وهذا بلا شك فيه خطر عظيم واعتراض على اللّه سبحانه وعلى رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، واللّه سبحانه قد أكمل لعباده الدين وأتمّ عليهم النّعمة «. (2)
ففي هذا الكلام الماتع ردّ قاطع على بدعية المولد النّبوي وعلى الخطأ الجسيم الّذي ارتكبه الشّيخ "ابن باديس" رحمه اللّه لمّا شارك في الاحتفال بالمولد مشاركة فعّالة فضلا عن الدّعوة إلى تجديد تلك الذّكرى في كلّ سنة، وهذا مستغرب غاية الاستغراب حيث أنّه لو صدر من شخص عاديّ لكان الخطب أهون ولكن أن يصدر من شخص أعطيت له راية العلم في بلادنا فهذا شيء عجاب، وليس فيه من دليل سوى غياب روح السّلفية الحقيقيّة في الكثير من الجوانب عند الإمام "ابن باديس" رحمه اللّه .. ويُمكن إجمال مؤاخذات أخرى في هذا الموضوع منها:
1) أنّ دعوتنا السّلفية علّمتنا بأن لا نحابي أحدا في دين اللّه، ولاشكّ أنّ السّكوت عن هذا الخطأ الجسيم، والّذي هو في حدّ ذاته بدعة ضلالة مجاملة لشخصية "ابن باديس" رحمه اللّه ..
2) أنّنا لو تساهلْنا مع "ابن باديس" رحمه اللّه في مثل هذه البدعة الشّنيعة، نكون قد وقعنا في ظلم شخصيات أخرى آخذناها مؤاخذة شديدة على دعوتها للاحتفال بالمولد، مثل شخصية "حسن البنّا" زعيم الإخوان المسلمين، ومن كان على شاكلته، وبلا شكّ سيكون معيارنا آنذاك مختلاّ، إذ سيقال حينها: أتكون بدعة المولد شنيعة لمّا يرتكبها "البنّا" وتكون طيّبة لما يرتكبها "ابن باديس"؟ والجواب الصّحيح أن يُنكر على هذا وذاك بدون تفريق لأنّهما يشتركان في العمل نفسه وهو إحياء بدعة المولد النّبوي.
3) أنّ البدعة تظلّ بدعة مهما رآها النّاس حسنة.
4) أنّ الإنكار يشتدّ أكثر على الشّخصيات القياديّة والشّخصيات المعروفة في دنيا العلم والدّعوة، لأنّ تأثيرهم على الجماهير كبير وسريع المفعول كما يقال.
5) أنّ العامّة ستظلّ راكنة إلى هذه البدعة دون أن تنفر منها على أساس أنّ فلانا وهو من هو في دنيا النّاس يفعلها ويشارك عمليّا في احتفالاتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/226)
6) أنّ "ابن باديس" رحمه اللّه حصل له شرف الرّحيل إلى الحجاز بلد التّوحيد وعلماء التّوحيد، وبلا شكّ وجد كتبا في هذا المجال ووجد كتبا في قمع البدع، وخاصّة بدعة المولد .. فما هو عذره يا ترى في إحياء مثل هذه المنكرات والدّعوة إلى تجديد الذّكرى في كلّ سنة بحجّة حبّ المصطفى صلّى اللّه عليه و سلّم؟!.
7) أنّ هذا الكلام تكرّر في كتب "ابن باديس" وتكرّر احتفاله بالمولد النّبوي وفي هذا دليل على إصْرار عجيب منه على هذه البدعة لأنّ ما تكرّر تقرّر كما يقال.
8) أنّ المسألة لو كانت مسألة اجتهاديّة لقلنا بأنّ الرّجل أهل لذلك، ولكنّ الأمر ليس كذلك إذ أنّ مدار الموضوع حول بدعة ضلالة ولا اجتهاد مع بدعة.
9) أنّه لو قال قائل بأنّ "ابن باديس" يُدخل ذلك ضمن البدع الحسنة لكان الرّد الفوري بأنّ علماء السّلفية الكبار قديما وحديثا لا يقرّون بأنّ هناك (بدعة حسنة) بل غايتهم واحدة في أنّ كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار.
وحول هذه النّقطة قال الشّيخ العلاّمة "عبد العزيز بن باز" رحمه اللّه ما يلي:» والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وقد صرّح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتّحذير منها عملا بالأدلّة المذكورة وغيرها، وخالف بعض المتأخّرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات كالغلو في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلمّ، وكاختلاط النّساء والرّجال واستعمال آلات الملاهي وغير ذلك ممّا ينكره الشّرع المطهّر، وظنّوا أنّها من البدع الحسنة، والقاعدة الشّرعية ردّ ما تنازع فيه النّاس إلى كتاب اللّه وسنّة رسوله محمّد صلىّ اللّه عليه وسلمّ، كما قال اللّه عزّوجلّ:? يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى اللّه والرّسول إن كنتم تؤمنون باللّه واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا?، وقال تعالى:? وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى اللّه?، وقد رددنا هذه المسألة .. وهي الاحتفال بالمولد، إلى كتاب اللّه سبحانه فوجدناه يأمرنا باتّباع الرّسول صلّى اللّه عليه وسلمّ فيما جاء به ويحذّرنا عمّا نهى عنه ويخبرنا بأنّ اللّه سبحانه قد أكمل لهذه الأمّة دينها، وليس هذا الاحتفال ممّا جاء به الرّسول صلّى اللّه عليه وسلمّ فلم نجد فيها أنّه فعله ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضيّ اللّه عنهم فعلمنا بذلك أنّه ليس من الدّين بل هو من البدع المحدثة، ومن التّشبه بأهل الكتاب من اليهود والنّصارى في أعيادهم، وبذلك يتّضح لكلّ من له أدنى بصيرة ورغبة في الحقّ، وإنصاف في طلبه أنّ الاحتفال بالمولد ليس من دين الإسلام بل هو من البدع المحدثات، الّتي أمر اللّه سبحانه ورسوله صلّى اللّه عليه وسلمّ بتركها والحذر منها، ولا ينبغي للعاقل أن يغتّر بكثرة من يفعله من النّاس في سائر الأقطار فإنّ الحقّ لا يُعرف بكثرة الفاعلين، وإنّما يُعرف بالأدلّة الشّرعية، كما قال تعالى عن اليهود والنّصارى: ?وقالوا لن يدْخل الجنّة إلاّ من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين?، وقال تعالى: ?وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل اللّه? الآية، ثمّ إنّ غالب هذه الاحتفالات بالمولد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى ... «. (1)
10) أنّ الشيّخ "ابن باديس" عُرف بحربه العظيمة على الطّرقية الضّلال، ولكن في إحيائه لأمر المولد النّبوي وتشجيعه على ذلك قمّة الإرضاء لهؤلاء المنحرفين الّذين اشتهروا بالتّرويج لهذه البدعة المنكرة.
11) أنّ "ابن باديس" رحمه اللّه يؤكّد في الكثير من قواعده أنّه لا فَهْم للقرآن الكريم والسنّة النّبوية إلاّ على ضوء فهم السّلف الصّالح فلماذا لم يُعمل هذه القاعدة العظيمة في مسألة المولد هذه؟
وأخيرا أقول: إنّ بدعة المولد النّبوي بدعة ضلالة، ولا تساهل فيها أبدا وهي ليست بالأمر الهيّن الّذي يمكننا غضّ النّظر عنه كسلفييّن، وتبقى هذه النّقطة نقطة سوداء تعكّر على الشيّخ "ابن باديس" سلامة منهجه، فلا مجال لأن يقول قائل: هذا أمر هيّن لا يحتاج إلى وقفة لأنّ البدعة بدعة مهما رآها النّاس حسنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هكذا وردت في الكتاب ولعلّ الصّواب: المعمورة ..
(2) (مجالس التذكير من حديث البشير النذير)، [ص 287].
(3) (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير)، [ص289].
(1) (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير)، [من 289 إلى 295].
(1) إذن حجّة الاحتفال بهذه البدعة بادّعاء حبّه صلّى اللّه عليه وسلّم حجّة أوْهَن من بيوت العنكبوت!
(2) التّحذير من البدع [للشيّخ العلاّمة فقيد الأمّة "ابن باز" رحمة اللّه عليه].
(1) التّحذير من البدع [للشيّخ العالم العلاّمة "عبد العزيز بن باز" رحمه اللّه].
هذا الفصل منقول للفائدة من كتاب: (الرد الوافي .. ) للأخت أم أيوب وفقها الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/227)
ـ[أبو حذيفة الجزائري]ــــــــ[22 - 05 - 08, 02:47 ص]ـ
السلام عليكم و رخحمة الله و بركاته
اريد ان اسال عن العلامةعبد الحميد بن باديس رحمه الله و جمعية علماء المسلمين في الجزائر هل كانو يحتفلون بالمولد النبوي.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ الفاضل المكرم أبو السها
جزاك الله خيرا و رفع درجتك و زادك علما و توفيقا
الأخ المبارك سيد احمد مهدي
شكر الله لك و ذبّ النار عن وجهك كما أنت تذب على أهل العلم و الفضل
الأخ عبد الحق آل احمد: دعواتي لك بالتوفيق
و من ذلك أن تزيد في تحصيلك العلمي بقراءة مزيد من الكتب غير كتاب أم أيوب فإنّ
العلم إن طلبتَه كثير و العمر عن تحصيله قصير
______________________________
أخونا الكريم أبو ذر
جمعنا الله و إياك بنبي الرحمة على الحوض المورود مع النبيئين و الصديقين و الشهداء و الصالحين ... و منهم أبو ذر الغفاري رضي الله عنه
و زادك الله توفيقا و حرصا على دينك و بارك الله فيك
أحب أن أقول لك أيها الحبيب:
نعم احتفل الإمام الفاضل عبد الحميد ابن باديس رحمه الله تعالى بمولد النبي الكريم عليه الصلاة و السلام و لكن يقال: ماذا يترتب عن هذا الإحتفال من طرف ابن باديس رحمه الله تعالى:
أولا: لا حجة فيه لمن يدعي سنيّة هذا العمل بل هذا العمل بدعة محدثة و كل خير في اتباع من سلف و كل شر في ابتداع من خلف
فلا يقولنّ قائل إن في احتفال ابن باديس دليل على مشروعية هذا الأمر لأننا أهل السنّة و الجماعة أتباع الدليل و العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ...
و ما لم يكن في العصر الأوّل دينا فلن يكون اليوم دينا و لا غدا و لا بعد غد.
ثانيا: يترتب على احتفال ابن باديس أمر آخر لا بد منه: و هو أننا - كما نص عليه علماؤنا - نعلق الأوصاف بالأفعال لا بالأشخاص وممن قال بهذا الشيخ ابن عثيمين و الشيخ الألباني و غيرهما رحم الله الجميع
فنقول إن الإحتفال بالمولد بدعة و لا نقول إن المحتفل بالمولد (مبتدع) إذ لا يجوز الإطلاق حتى تتوفر شروط و تنتفي موانع و تقوم الحجة و غيرها و هذا غير متاح مع ابن باديس ألبتة
فنرفض و ننبذ ما جاء من قبله (و من قبل كل فاضل) من البدع أو الأخطاء و لكن نحفظ لعالمنا قدره كما أمرنا الصادق المصدوق فإن حدنا عن ذلك كنا على غير السبيل و العياذ بالله فلا تغتر بارك الله فيك بقول بعض النّوكى أن إقامة المولد:
(نقطة سوداء تعكّر على الشيّخ "ابن باديس" سلامة منهجه)
لأنّه يوجد فرق بين العصمة و بين سلامة المنهج
فأما العصمة فليست لأحد بعد من نص الله تعالى على عصمته
و أما سلامة المنهج فلا يعكر عليها وقوع صاحبه في زلة أو زلات معدودة أكثرها توهمات و احتمالات صادرة من نفوس سقيمات
أو من أشباه طلبة العلم
أو من أنصاف الرجال (النساء)
و أما قول هؤلاء "الفطاحلة" أن تكرر كلام ابن باديس رحمه الله في إجازة المولد فيوجه إليهم هذا السؤال:
متى كان تكرار القول أو الذنب يدل على الإصرار فإن الإصرار فعل قلبي و ما يعلم بالقلوب إلا علام الغيوب مقلب القلوب المسؤول وحده تعالى أن يثبت قلوبنا على دينه (و كون التكرار لا يدل على الإصرار هذا قول أهل العلم و توجد معي نصوصهم على ذلك لمن ابتغاها)
و أما صاحبة الرد الـ .. فإنها استنتجت أن ابن باديس كان مصرا بدليل تكرر الأمر في عدة كتب (قد بيّن الشيخ محمد حاج عيسى بالدليل أنها ما قرأتها على الوجه الذي تدّعيه)
و لا أدر ما سيجيبون ربهم يوم يقوم الناس لرب العالمين و يسألون عن شهادتهم بأن ابن باديس (أصرّ) على هذه البدعة نسأل الله أن يرزقنا التقوى
و على هذا فإن ابن حزم رحمه الله قد كرر الدفاع على مشروعية المعازف و أنّها حلال في أكثر من موضع بل بلغ به الأمر رحمه الله تعالى إلى رد الحديث الصحيح عند البخاري ((ليكونن في أمتي قوم يستحلّون الحر و الحرير و الخمر و المعازف))
و قد رأيت أكثر من عالم ردوا عليه فلم أسمع من قال أنّه مصر
و لم أسمع من قال أنّه (يشوش على سلامة منهجه)
بل لقد ذكر الشيخ الألباني رحمه الله تعالى انحراف الإمام ابن حزم في باب الصفات ثم عقب على ذلك بأنّه ينبغي معرفة قدره و تبجيله قال: لأنك تشعر و أنت تقرأ له أنّه يبحث عن الحق
و أمّا النّوكى من هواة الطعن و التجريح فإنهم طعنوا في منهج الإمام ابن باديس بحجة وجود النصوص المانعة من المولد و بحجة أنّه عالم و فقيه
فقارن بارك الله فيك:
إبن حزم رحمه الله شذ في باب الصفات و كذا في قضية المعازف و النصوص في هذه الأبواب صريحة محكمة
مع ذلك الشيخ الألباني يلتمس له الأعذار مع بيان أن الخطأ خطأ
و الشيخ ابن باديس شذ في قضية المولد - كما هنا - و النصوص فيها ليست صريحة كما في الصفات و المعازف (يعني أنها عامّة و ليس هذا دفاعا عن هذه البدعة)
و مؤكد أن فقه ابن حزم أوسع من فقه ابن باديس
فكيف يعذر ابن حزم هناك
و يطعن في منهج ابن باديس هنا
الجواب لأن المتكلم عن ابن حزم عالم رباني (الألباني)
و المتكلمة عن ابن باديس نصف رجل و نصف عقل ... و أشباه طلبة علم
و كذلك تعامل أهل العلم مع كل عالم فاضل قدّم للأمة حياته و وقع في زلات:
فهم يردون الزلّة و ينبهون عليها بحسن أدب
و يحفظون للعالم قدره (و انظر إلى التربية و الأدب في عبارة: لا أيها الشيخ)
و انظر إلى تعاملهم مع من سبق أن وقع في استحسان المولد كاابن حجر و السيوطي و غيرهم
فنسأل الله أن يجعلنا من أتباع الأنبياء و العلماء
لا من أتباع النساء
و قد: خاب قوم ولّوا أمرهم امرأة
و عذرا لحدّة أو زلّة و رحم الله من ردّنا إلى الحق إن أخطأنا و أعاننا فيه إن أصبنا
و انظر أخي هذه الصفحة فإن فيها كلاما نفيسا و مقاطع من كتاب يفضح و يرد شبه بعض الجهلة المتحاملين على الإمام عبد الحميد ابن باديس
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120585&page=3
و الحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/228)
ـ[فيصل أبو ذر]ــــــــ[26 - 05 - 08, 06:15 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا جميعا على المشاركة الطيبة و زاد الله من أمثالكم
و بارك الله فيك يا أبا حذيفة الجزائري فقد أرحت وأشفيت فزادكم الله علما نافعا و عملا متقبلا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو حذيفة الجزائري]ــــــــ[28 - 05 - 08, 12:50 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا جميعا على المشاركة الطيبة و زاد الله من أمثالكم
و بارك الله فيك يا أبا حذيفة الجزائري فقد أرحت وأشفيت فزادكم الله علما نافعا و عملا متقبلا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أقول أخي الكريم جزاك الله خيرا و أنت من يستحق الشكر لأنّك بحثت عن الحق و فرحت به لما جاءك
جعلنا الله و إياكم من أهل الحق العاملين به المدافعين عنه آمين
ـ[البرايجي السوفي]ــــــــ[02 - 06 - 08, 10:58 م]ـ
اخي ابو حذيفة الجزائري جزاك الله خيرا وبارك الله في ادبك انا اخوك من الجزائر ولعله من اسمي تعرف منطقتي
اخي ابو حذيف ان الاحتفال بالمولد وقع فيه كلام كثير ولا اقول لغط لان كلا الفريقين معتبرين
ولكن لي كلاحظات
الاولي: انىالذين شنعوا علي المولد انما ذلك بسبب مايحصل فيه
ثانيا قول المانعين ان استحداث عيد جديد بدعة كلام حق ولكن المولد ليس بعيد بل مناسبة يحتفل بها ومن ذلك اجازة الامام احمد للرجيبة وهي مما كانت العرب تعرفه قبل البعثة ولا اقول الاسلام لان الاسلام موجود منذ ادم عليةه السلام
ولقد اجاد الشيخ الحسن ولد الددو في ذلك وارجو من الاخوة ان يفيدونا
ـ[أبو حذيفة الجزائري]ــــــــ[03 - 06 - 08, 03:34 م]ـ
الأخ المكرم البرايجي السوفي
جزاك الله خيرا و بشّرك بالجنّة كما بشرتني بأنّي على شيء من الأدب فلعلّ ذلك رأس مالنا أيها الحبيب حيث انقطعت عنّا سبل العلم و بعدت
لم أدخل لأزيدك توضيحا لأني -يشهد الله- مشغول جدّا
و لكني حسبك إن شاء الله أن تعلم أن العبرة ليست بالقائلين و لا بعدد الفريقين إذ الأمر ليس عمليات حسابية
و لكن أذكرك أحسن الله إليك بأبيات تنسب للإمام أحمد:
دين النبي محمد آثار
نعم المطية للفتى أخبار (و لعلّ في البيت خلل فأنا لا أضبطه جيدا فعذرا)
لا ترغبن عن الحديث و أهله
فالرأي ليل و الحديث نهار
و لربما جهل الفتى سبل الهدى
و الشمس بازغة لها أنوار
و قال بعض من تبعه بإحسان
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول و بين دين فقه
__________________
مالعلم نصبك للخلاف سفاهة بين النصوص و بين رأي فلان
و علماؤنا رحمهم الله إذ اختلفوا فالمخطئ مأجور بكل حال و المصيب فاقه بأجر
و نحن علينا أن نبحث عن الحق
و الحق واضح جلي إن شاء الله
من النصوص العامة
و من ترك النبي عليه السلام
و من ترك القرون الثلاثة المفضّلة
و انظر غير مأمور رسالة درء الشكوك على أحكام التروك (السنّة التركية) لشيخنا و والدنا أبو عبد القادر عابدين بن حنفيّة
و إن شاء الله سأنقل إليك فتوى الشيخ العلامة أبو عبد المعز متّع الله الأمّة بطول بقائه
و اسال الله أيها الحبيب أن يهديك لما اختلف فيه من الحق إنه هو الموفق إلى سواء السبيل و لعلك تجد ضالّتك عند علمائنا لنفرح بك و بهم
و أما أنا فأظنك تعذرني على عدم التصدّي للأمر لأنه ليس يحسن بك النزول مع إمكان العلو إلى أقوال علمائنا من جهة
كما أن في ذلك حفظ لوقتي و وقتكم إن شاء الله فإن العمر قصير و الجهل مرير و ما أحوجنا إلى كل دقيقة و سويعة ننفقها في رفع الجهل عن أنفسنا و ذلك عن طريق السير برفق وفق طرق الوصول التي حددها أهل العلم
و ليس من ذلك أن ينطّ المرء من مكان لآخر بحسب المستجدّات إلا إذا اضطر كما أحسبني أجبرت عليه في قضيّة التعقيب الأول في هذا الموضوع المبارك
و لك أخي السوفي
و لأخينا الفاضل أبو ذر
و لكل إخواننا الذين ساهمو بما يرونه خيرا
اقول بارك الله فيكم و نفع بكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو حذيفة الجزائري]ــــــــ[03 - 06 - 08, 03:42 م]ـ
عذرا للأخطاء فإني لا استطيع مراجعة ما كتبت
(و إن كان خرق فادّاركه بفضلة == من الحلم و ليصلحه من جاد مقولا)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[03 - 06 - 08, 04:02 م]ـ
إصرار ابن باديس رحمه اللّه على بدعة المولد النّبوي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/229)
لا حول ولا قوة إلا بالله
****
الرجل ميت وهو في قبره الآن
...
رحمه الله
...
العلامة ابن باديس يبقى هو هو العلامة ابن باديس السلفي السني
...
ستسألون عما تكتبون يوم القيامة
...
عليكم بطلب العلم فتتعلمون متى يخرج العالم السلفي العلامة السلفي من دائرة السنة
ـ[البرايجي السوفي]ــــــــ[03 - 06 - 08, 07:18 م]ـ
اخواني في الله اريد ممن له اطلاع ان يدلني علي من علق او تكلم في رسالة الدرك لمسالة الترك للغماري
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[04 - 06 - 08, 04:40 ص]ـ
الحمد لله وبعد
أمرنا الله عزوجل أن نحكم بالعدل وأن نزن بالقسطاس المستقيم, فقال عزمن قائل (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى .. ) -الآية- وقال (وزنوا بالقسطاس المستقيم) وحثنا الى التماس الأعذار لأهل الخير والصلاح فإن لم نجد فنحسن الظن بهم؛
*والكلام عن ابن باديس رحمه الله كلام عن رجال صدقوا عاهدوا الله عليه إلى أن قضوا نحبهم
*كلام عن الرجولة في معناها الأصلي الحقيقي،حقيقة وضعية, وشرعية،وعرفية.
*وهو كلام عن العلماء العاملين الربانيين الذين يمتن الله عزوجل بهم على الأمة فيقم بهم الحجة, ويشد بهم أركان الدين.
*وهو كلام عن العالم المحدث المفسر اللغوي الفقيه الأصولي السلفي الأثري.
فإذا عرفنا عمن نتحدث, وعرفنا مع ذلك قدر أنفسنا أمكن بعد ذلك أن نقول
*إن الحكم على عالم من خلال فتوى خرجت من عنده -قد يكون جانبه الصواب فيهامع ما لهذا العالم من سابقة خير وصلاح وعلم منشور قد طبق الآفاق وسارت به الركبان قائم على سَََنن السلف- بالتقصير ومخالفة منهج السلف والتقليل من شأنه تصريحا أو تلميحا لحكم بغير العدل الذي أمرنا الله عزوجل به وهو وزن بغير القسط المأمور به, بل الذي ينبغي أن يقوله المسلم الذي يعلم أنه محاسب على كلامه: (إن العالم مغفور له خطأه في اجتهاده وهو مأجور مع ذلك لبذل الوسع وتطلب الحق وحسن القصد, وخطأه هذا ينبغي أن يطوى ولا يروى
ولا توضع له الدواوين أو تنشر له المناشير)
*ثم مع ذلك فالشيخ ابن باديس في ذكره لمناسبة المولد إنما كان كلامه قائم على الحث لاغتنام هذه الفرصة -اللتي شٍرق بها المبتدعه وأهل الطرق بفعلهم لبدع ما أنزل الله بها من سلطان _ اغتناما للتوجيه الصحيح والارشاد السليم للالتزام بسنة صاحب الذكرى عليه السلام ,فقد عهد المجتمع في تلك السنين أن تقام له هذه المناسبات فتوقد لها السرج وتفتّح لها المساجد والزوايا وتنشر لها الأعلام وتتناولها الصحف ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة عبر أنحاء العالم الاسلامي, وكل وله طريقته في الاحتفال وجلها ان لم تكن كلها كانت مبية على المخالفات الشرعية الكثيرة, فهل يعقل أن تمر هذه المناسبة وفي هذه الأجواء ومع هذا الجهل المطبق
والاغتراب الذي عم القطر بسياسة التغريب الاستدمارية, دون أن يكون للشيخ ابن باديس موقف يذكر؟!
بل الذي رآه من حقه الشرعي واستغلالا للحدث وعلمه بتتبع الكثيرين للمناسبة هو تحيُّن الفرصة لتذكير هذه الجموع بالرجوع الى دينها الصحيح و من منابعه الصافية, وتوضيح الطريقة المثلى في تعظيم وتوقير النبي صلى الله عليه وسلم ,حتى اذا فقهت الامة هذا الغرض ,تركت لوحدها ما كانت عليه من مخالفات في هذه المناسبة
-وهذا هو ما فهمه العلامة الابراهيمي خليفة الشيخ ابن باديس من موقف الشيخ ابن باديس وهذا ما اعتذر به عنه كما هو واظح في كلا مه أعلاه-
*ومن غير العدل كذلك أن تحكم على عالم كان في زمن له ظروفه وأحواله ومقايسه بظروف وأحوال ومقايس زماننا, بل الذي ندين الله عز وجل به أنه لو قدر وطالت حياة ابن باديس وأدرك زماننا لما كان موقفه من المولد مثل ما كان من قبل فلو ذهبت تسأل صغار طلبة العلم الشرعي عن حكم الناسبة لقال لك (لم يشهد لها الشرع) فما ظنك بعالم ومَن؟ .. ابن باديس
*وعليه فليس من العدل الاستدلال على فعل ابن باديس _مع ما سبق بانه من فارق الزمن _ بكلام أجلة العلماء المذكورين كالشيخ ابن باز أو العثيمين أو الألباني عليهم رحمة الله أجمعين ,إذ لو أدرك الشيخ ابن باديس زمن هؤلاء لكان في صفهم كلمة واحدة.
*ولعل مما يعتذر به عن ابن باديس أنه وجد شيوخه من أهل العلم يستغلون هذه المناسبة ويحيونها بتدريس سيرته صلى الله عليه وسلم وحث الناس على اتباع هديه عليه السلام, فقد كان شيخه شيخ الحديث بالمسجد النبوي العلامة محمد بن اسماعيل البرزنجي يفعل ذلك وله رسالة في المولد وقفت عليها مخطوطة ذكر فيها أن الاحتفال بمولده هو بإحياء سيرته والاهتداء بهديه.
... هذا كان على وجه التقريب وأما على وجه التفصيل فإن الشيخ ابن باديس هو علم الجزائر الذي تفتخر به وتذكره إذا ذكرت البلاد والأصقاع رجالها وهاهي العقود من السنين شاهدة على فضله وسابقته وما قدمه للأمة ومنذ وفاته
لم تتقدم منزلته في القلوب ومكانته في العلم منزلة أحد من العلماء الأفاضل الذين جاؤا من بعده كائنا من كان وإن زعم زاعم وادعى مدعي ,فكم من عالم جليل أقبر بأرض الجزائر يكاد لا يذكره الا خاصة القوم, وأما الشيخ ابن باديس فأشهر من نار على علم ولا ينازع فيه إلا مغمور أو مغرور أو من فيه شيء!
(والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا
ربنا إنك رءوف رحيم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/230)
ـ[سمير زمال]ــــــــ[04 - 06 - 08, 09:14 م]ـ
fجزاك الله خيرا اخواي أبو حذيفة و إبن عبد السلام فقد أرحتما وأشفيتما فزادكما الله علما نافعا و عملا متقبلا.
وللإضافة هذه مقالة بعنوان.
الأدلّة النقلية على أنّ دعوة
جمعية العلماء الجزائريين
كانت دعوة
سلفية
1) الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى:
· قال في رسالته المباركة: ((العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية)) (ص17 دار البعث ط1 سنة 1406 هـ):
القرآن هو كتاب الإسلام، السنّة القولية والفعلية -الصحيحة- تفسير وبيان للقرآن، سلوك السلف الصالح –الصحابة والتابعين وأتباع التابعين- تطبيق صحيح لهدي الإسلام.
فهوم أئمة السلف الصالح أصدق الفهوم لحقائق الإسلام ونصوص الكتاب والسنّة. اهـ
· وقال رحمه الله في كلمته التي ألقاها في حفل ختم تفسير القرآن الكريم بالجامع الأخضر بقسنطينة: (الشهاب: ج4، م14. ربيع الثاني- جمادى الأولى 1357)
((فإنّنا والحمد لله نربي تلامذتنا على القرآن من أوّل يوم، ونوّجه نفوسهم إلى القرآن في كلّ يوم، وغايتنا التي ستتحقق أن يُكوّن القرآن منهم رجالا كرجال سلفهم)) اهـ
· وجاء في جريدة ((الفتح)) التي كان يشرف عليها الشيخ العلامة محب الدين الخطيب رحمه الله تعالى: ((جاءتنا من المغرب الأوسط (الجزائر) رسالة نافعة –إن شاء الله- ألّفها العلامة السلفي الأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس من كبار العلماء المصلحين في الديار المغربية.)) نشر في مجلّة الشهاب في العدد87 بتاريخ 6 رمضان 1345 هـ (صراع بين السنّة والبدعة للشيخ أحمد حمّاني رحمه الله 1/ 110 دار البعث سنة 1405هـ)
· وكتب الشيخ محمّد القرّي رحمه الله تعالى -من فاس المغرب- قصيدة من البحر الوافي -إثر الاعتداء الأثيم من طرف أحد أتباع الطريقة الصوفية الخرافية القبورية المعروفة بالطريقة العليوية ومحاولة قتل الإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى- وأرسلها إلى ((الشهاب)) عدد 82 الصادر يوم الخميس 30 رجب 1345هـ، 3 أبريل 1927م وقال في مقدّمة الرسالة الملحقة بالقصيدة:
جناب مدير مجلّة الشهاب المحترم.
تحيّة وسلاما.
الرجاء منكم أن تنشروا على صفحات –الشهاب- الأغّر القصيدة التالية بمناسبة نجاة العلامة السلفي المصلح السيّد عبد الحميد بن باديس من ضربة الشقي الأثيم ولكم مزيد الشكر.
وقاك الله كيد الخائنينا **** وأخزى المبلسين الملحدينا.
إلى آخر تلك القصيدة.
1) الإمام البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى:
قال في كلمته التي ألقاها في حفل ختم الشيخ ابن باديس تفسير القرآن:
((هذا هو اليوم الذي يختم فيه إمام سلفي تفسير كتاب الله تفسيرا سلفيا ليرجع المسلمون إلى فهمه فهما سلفيا ... )) (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ص467 من منشورات وزارة الشؤون الدينية)
وقال في مقال له حول الحفل نفسه:
((وأراد الله فحقق للأستاذ أمنيته من ختم التفسير، وللأمّة رجاءها في تسجيل هذه المفخرة للجزائر، ولأنصار السلفية غرضهم من تثبيت أركانهم بمدارسة كتاب الله كاملا ... )) (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ص453)
وقال في موضع آخر:
((أتمّ الله نعمته على القطر الجزائري بختم الأستاذ عبد الحميد بن باديس لتفسير الكتاب الكريم درساً على الطريقة السلفية ... ولا معنى لذلك كلّه إلا أنّ إحياء القرآن على الطريقة السلفية إحياء للأمّة التي تدين لله به.)) (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ص15)
2) الإمام العلامة أبو يعلى الزواوي رحمه الله تعالى:
قال في مقاله الذي نشر في جريدة الشهاب في عددها 90 الصادر في 1شوال 1345هـ تحت عنوان: تكرّر الاعتداء على أصحاب الشهاب:
(( ... وساءني كثيرا إذ فشلت في سعي في الصلح والهدنة والاتفاق على قواعد نجري عليها نحن معشر السلفيين)) ثمّ أمضى هذا المقال: ((الزواوي السلفي إمام مسجد سيدي رمضان)) (صراع بين السنّة والبدعة 1/ 135 - 138)
وقال في ((الشهاب)) عدد 81، 27 يناير 1927م: ((لما كنت كثير الكتابة في جريدة ((الشهاب)) الثاقب وعرفت بظهر الغيب الأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس المشرف على ((الشهاب)) أنّه قطب دائرتنا السلفية.))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/231)
وقال ((ثمّ بقي أن أقول: أنّه لا ينبغي بحال ونحن سلفيون إسلاميون شرعيون مقيدون بالقوانين الإلهية والدولية أن تكون أعمالنا من قبيل الرجم بالغيب أو التشفّي والإنتقام ممن عسى أن يكونوا برءاء))
وقال رحمه الله تعالى في رسالته إلى الكاتب السلاوي الفاسي: ((لأننا سلفيون دعاة الإصلاح العام في الدّين وما ألصق به وفي الجنس وما هو فيه ... ونخصّ –نحن السلفيّون- بشيء أدقّ مما يكون، وما هو هذا الشيء؟ وهو التدقيق والتحقيق في الأقوال والأفعال، والحذر من الخطأ والخطل في القول والعمل)) (الصراع 2/ 67).
وقال كذلك في مقال له نشر في ((الشهاب)) العدد 90، 31 مارس 1927م: ((فالجواب عنه أنّي أعلنت عن نفسي أنّي سلفي، وأعلنتُ أنّي تبرّأتُ ممّا يخالف الكتاب والسنّة ورجعت عن كلّ قولة قلتها لم يقلها السلف الصالح))
3) الإمام الشيخ الطيّب العقبي رحمه الله تعالى:
قال سماحة الشيخ أحمد حمّاني رحمه الله تعالى (مفتي الجزائر الأسبق) في كتابه الحافل (صراع بين السنّة والبدعة 2/ 174):
((كان الشيخ العقبي في دروسه وخطبه ومقالاته ينهج نهج السلفيين في إحياء السنّة وإماتة البدعة والهجوم بشدّة على البدع والضلالات والأوهام والخرافات)) اهـ
وجاء في جريدة الشهاب في عددها 83 الصادر في 7شعبان هـ، 10فيفري 1927م:
((في ذمّة التاريخ، أفظع حادث. (القصيدة من البحر الكامل)
لشاعر السلفيين وخطيبهم العلامة الأستاذ الشيخ الطيّب العقبي:
عبد الحميد النّصر قد وافاكا **** رغم المنافس والذي عاداكا
واصلت سيرك مرشدا ومعلّما **** ولسوف تَحمَدُ بعدها مسراكا.))
القصيدة ..
وقال الشيخ الطيّب العقبي طيّب الله ثراه في قصيدته المباركة: (إلى الدّين الخالص) وهي منشورة في المنتديات السلفية.
أيها السائل عن معتقدي **** يبتغي مني ما يحوي الفؤاد
إنني لست ببدعي ولا **** خارجي دأبه طول العناد
يحدث البدعة في أقوامه **** فتعم الرض نجداً ووهاد
ليس يرضى الله من ذي بدعة **** عملا إلا إذا تاب وهاد
لست ممّن يرتضي في دينه **** ما يقول الناس زيدٌ وزياد
بل أنا متبع نهج الألى **** صدعوا بالحق في طرق الرشاد
حجتي القرآن فيما قلته **** ليس لي إلا على ذاك استناد
وكذا ما سنّه خير الورى **** عدتي وهو سلاحي والعتاد
وبذا أدعوا إلى الله ولي **** أجر مشكور على ذاك الجهاد
منكمو لاأسأل الأجر و لا**** ابتغي شكركم بله الوداد
مذهبي شرع النبي المصطفى**** واعتقادي سلفيٌ ذو سداد
خطتي علم وفكر نظر **** في شؤون الكون بحث واجتهاد
وطريق الحق عندي واحد **** مشربي مشرب قرب لا ابتعاد.
4) الإمام الفقيه الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي رحمه الله تعالى:
قال هذا الشيخ العلامة الجليل في رسالته المباركة ((بدعة الطرائق في الإسلام)) (ص25 دار البعث ط1 سنة 1982 إعداد د. أحمد الرفاعي الشرفي):
((وبعون الله سأجعل كلّ حجّة من حجج الطرائق التي اشتهرت بها، وذاعت بيننا منفردة ببحث وأقيسها بعصر السلف.
فإن وُجد لها أصلٌ بينهم (أي السلف الصالح) قبلناها وعملنا بها، وعززناها.
وما لم نجد له أصلا في أيامهم، وعرف بينهم اعتقدنا أنّه بدعة محدثة)).
وقال في (ص28 من نفس الرسالة):
((ونحن نعرض عملهم هذا ونقيسه بالهدي النبوي وعمل السلف، فذلك الدّين، وما لم يعرف في تلك الأيّام بعموم أو خصوص فليس من الدّين، فإنكاره قربة، والاعتراف به بدعة.)) اهـ
5) الإمام المؤرّخ الكبير الشيخ العلامة مبارك بن محمد الميلي رحمه الله تعالى:
قال في مقال له بعنوان ((المصلحون و المرجفون)): من أين فهمتم إنكارنا الولاية الثابة بالكتاب الذي دعوناكم و لا نزال ندعوكم إلىطرح ما يخالفه؟ و في أيّ جملة رأيتم عدم الإعتراف بالكرامة، و هي عقيدة السلف ونحن سلفيّون نرجو أن نلقى الله كذلك" ((جريدة المنتقد/ العدد 14)).
و في كتابه القيّم ((رسالة الشرك ومظاهره)) يقول بملء فيه: ((فنحن بالعقيدة السّلفية قائلون، ولما مات عليه الأشعري موافقون)) ص26 شركة الشهاب.
6) الأستاذ الشيخ الجيلاني بن محمّد رحمه الله تعالى:
قال في الاحتفال بختم شرح الإمام ابن باديس لموطأ الإمام مالك رضي الله عنه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/232)
((فانزاحت دياجي الجهل وشبه الضلال وعوارض الغفلة وعوامل الجمود واستفاقت الأمّة من سباتها العميق على ضوء السنّة الوهّاج فاندفعت تعمل لصالح الدارين ورائدها كتاب الله وسنّة رسول الله وهدي السلف الصالح.)) اهـ (مجالس التذكير من حديث البشير النّذير ص329 من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية).
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[05 - 06 - 08, 06:39 م]ـ
اخواني في الله اريد ممن له اطلاع ان يدلني علي من علق او تكلم في رسالة الدرك لمسالة الترك للغماري
قرأت قديماً كلاما على هذه الرسالة في كتاب " علم أصول البدع " للشيخ علي الحلبي، فراجعه بارك الله فيك ...
ـ[أبو حذيفة الجزائري]ــــــــ[05 - 06 - 08, 07:57 م]ـ
الشيخ الفاضل أبو سلمى رشيد: سلّمكم الله من كل شر و أقرّ أعينكم في الدنيا و الآخرة
و أقول لا تجزع أيها الفاضل فإن هذه سنّة الدفع ((و لو لا دفع الله النّاس بعضهم ببعض لفسدت الأرض .... ))
الأخ الفاضل أبو عبد السلام جزاكم الله خيرا على ما أضفتموه بتدخلكم الطيب و أحسن إليكم
أخانا الحبيب سمير بارك الله فيك على نقلك الطيّب فقد نقلت مواقف لا يعمى عن دلالتها إلا من (ضربت عليه العنكبوت بنسجها)
و أقول لكم أيها الإخوة الأفاضل: أنظروا كيف عطّل الخارجون عن منهج أهل الحق في هذه الجزئية (الجرح و التعديل و تقويم الرجال) أنظروا كيف عطّلوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و كيف عطلوا قمع البدعة تماما كما عطّل الخوارج الحقيقيون هذا الباب العظيم
و لأخي فريد المرادي أقول جزاك الله خيرا و أنا لم أطلع على كتاب الشيخ الحلبي و لكني أحسب كتاب الشيخ عابدين بن حنفية (درء الشكوك عن أحكام التروك) كافيا في بابه لأني أعتقد أنّ أخانا السوفي يهمه أن يعرف حكم الترك و منزلته في التشريع (و قد سبق مناقشة هذا الموضوع في هذا الملتقى)
و هذا الآن ما وعدت به أخانا السّوفي:
حكم الإحتفال بالمولد النبويّ لعالم الجزائر و شمال إفريقيا: والدنا و حبيبنا العلأمة الأصولي المتقن ابو عبد المعز محمد علي فركوس:
http://www.ferkous.com/rep/M7.php
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[06 - 06 - 08, 01:28 ص]ـ
أخي الجزائري. . . ممكن توضح لنا مقصودك من هذه العبارة
أنظروا كيف عطّل الخارجون عن منهج أهل الحق في هذه الجزئية (الجرح و التعديل و تقويم الرجال) أنظروا كيف عطّلوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و كيف عطلوا قمع البدعة تماما كما عطّل الخوارج الحقيقيون هذا الباب العظيم.
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[06 - 06 - 08, 02:27 ص]ـ
حتى لو كان أشعريا صرفا-جدلا- .. فالرجل عالم ماجد .. وله آثار ومناقب جمة .. وجهاد رفيع العماد
رحمه الله تعالى ورفع قدره
ـ[ابو البراء]ــــــــ[06 - 06 - 08, 03:19 ص]ـ
بعض الجوانب العلمية عند الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
شعبة بلوزداد
"نتعلم لنكون في أنفسنا مهتدين ولغيرنا هادين"
محاضرة بعنوان "الجانب العلمي عند الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله"
مسجد خالد بن الوليد ـ الأحد 7 ربيع الأول 1429 بين المغرب والعشاء
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساء لون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا،
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/233)
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا
وإن من نعم الله العظيمة أن الله يقيض للناس في رأس كل مائة من يعلمهم السنن وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب.
وإن من المجدّدين في عصرنا الظاهرين على الحق بمغربنا الآمرين بالتوحيد بجزائرنا، رجالا حباهم الله بمضاء ذكاء قطعوا به قيود الجمود، وأنعم عليهم بعزائم ثابتة زلزلوا بها راسيات الخرافات وميزهم بهمم عالية فضحت أطماع المتزهدين. فسيماهم علم في مضاء ذكاء، وعمل في ثبات عزيمة، وسيرة في علو همة. تلك صفات رجال الإصلاح الديني بوطن الجزائر، الذين ظهروا في ميدان الدعوة إلى التوحيد وترك الشرك والتنديد و والعلم و العمل بالكتاب والسنة، منذ سنة 1343، وهي من أوائل المئة الرابعة عشرة بعد عصري النبوة والخلافة.
وعلى تلك الصفات الثلاث تكسرّت نبال الأذى، ونبت شباة الشتيمة، وفلّ سلاح المعارضة من رؤساء في الدين جهال به، يزهدون الأتباع، ويحرصون على الابتلاع، ومن شيعة لهم طامعة في دينارهم، أو مغرورة بدثارهم، ومن سادة لهم هم المعمرون، الذين يشبهونهم في شرب عرق الخدامين.
وتحت لواء تلك الصفات اجتمع كل نقي اللب، تقي القلب، فكانت قوة اتحاد إلى قوة الحق والإعراب عنه، حققت شيئا من الآمال وقضت على أنواع من الضلال، وتجلت تلك القوة في تأسيس "جمعية العلماء المسلمين الجزائرين" والمحافظة عليها، وتخليصها من عناصر الضعف والدجل.
فنجحت نجاها جليا ظهرت آثاره للعيان، ولَمَسَه الموافق والمخالف والمعتدل والمتجانف، في تصحيح عقائد الأمة الجزائرية، وتطهيرها من شوائب الشرك القولي والعملي التي شابتها. فصحت العقائد وصحت لصحتها الإرادات والعزائم. فجمعت طوائف عظيمة من الأمة الجزائرية على الحق بعد أن كانت متفرقة على الباطل.
أصبح المنتسبون إلى الإصلاح ولو من العامة يخلصون لله في عباداتهم وإيمانهم ونذورهم وأدعيتهم، ونبذوا كل ما كانوا عليه من عقد فاسد أو قول مفترى أو عمل مبتدع في هذه الأبواب كلها وأصبحوا يفرقون بين التوحيد والشرك وبين الإيمان والإلحاد وبين السنة والبدعة والمشروع وغير المشروع.
وليست هذه النتيجة بالأمر اليسير لولا عون الله لهم لما بذلوه من مجهود وجهاد وأعمال في هذا السبيل.
والحق أن هذه الآثار الجلية كلها راجعة إلى المقالات التي نشرتها صحف الإصلاح والدروس والمحاضرات والكتب المؤلفة المبثوثة بين الناس.
أيها الإخوة الأعزاء: إن الكتابة عن العلماء المصلحين الأئمة العاملين والعناية بنشر أخبارهم وبث علومهم بين الأنام من الواجبات المحتمات على كل من رزقه الله تعالى القدرة على الكتابة.
وعلى هذا سارت جمعية العلماء المسلمين ـ شعبة بلدية بلوزدادـ بالتعاون مع جماعة من حملة الشريعة لبعث أسبوع الإمام المجدد عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى، فعطرت هذه الأيام بمحاضرات علمية يستفيد منها المسلم ويعلم ما لم يكن يعلم من الجوانب العلمية والعملية من حياة الإمام رحمه الله تعالى،
فجاءت محاضرة الأمس في هذا المسجد تزيل الغبار عن الجانب الإصلاحي عند الإمام ألقاها أخونا الشيخ شهاب بولرباح إمام وخطيب المسجد، وفي مسجد أحمد حفيظ ألقى أخونا الشيخ عبد الحق شطاب إمام وخطيب مسجد أحمد حفيظ محاضرة استهلها بترجمة مستفيضة للإمام رحمه الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/234)
ويوم الاثنين في هذا المسجد يلقي الشيخ عبد الحق شطاب محاضرة بعنوان" الجانب التربوي الدعوي عند الإمام" وفي مسجد أحمد حفيظ يلقي أخونا الشيخ عبد القادر سناتي إمام وخطيب مسجد الشيخ الإبراهيمي محاضرة بعنوان" العلاقات الخارجية عند الإمام" ويوم الثلاثاء في هذا المسجد يلقي أخي وصديقي الفاضل عبد الحميد روشاي محاضرة بعنوان " أصول الدعوة السلفية عند الإمام"
ويوم الخميس حفل الختام في مسجد أحمد حفيظ بعد صلاة العصر ويشتمل على محاضرة للشيخ المربي يوسف تتطواح يلخص فيها الجوانب العامة العلمية والعملية عند الإمام " وكلمة بعث بها أخي وصديقي الشيخ عبد العزيز بورحلة نزيل المدينة النبوية تقرأ على الجمع المبارك بعنوان النواحي الإصلاحية عند الإمام.
أيها الإخوة الأعزاء
لقد مضى على موت الإمام إمام الدعوة سبعين سنة وتسعة وعشرين يوما وكأنه حي لم يمت لأن العالم لا يموت وإنما يموت الجسد ويبقى ما نشره من العلوم منشورا بين الناس ينهلون من علمه. ولا عجب فإن الإمام رحمه الله تعالى نشر علوما لم يعط بعضها حقه من البيان فانصرفت همة الباحثين وإلى داخل القطر الجزائري وخارجها لدراسة هذه الجوانب التي أحيت ذكره وخلدت اسمه.
ومحاضرة اليوم معشر المسلمين تبرز جوانب علمية تميز بها الإمام رحمه الله تعالى قد تخفى على كثير من المسلمين، فإن الإمام كان مفسرا حافظا محدثا فقيها مفتيا أصوليا نظارا ناقدا رحلة.
صحيح أن المراجع التي بين أيدينا قليلة ولكنها اشتملت على أكثر ما يفي بالمقصود وأكثر هذه المصادر "آثار الإمام" التي جمعتها لجنة إحياء التراث التي كان يرأسها الأستاذ الشيخ محمد الصالح الصديق حفظه الله تعالى ومن أعضائها الشيخ الجليل الرئيس عبد الرحمن شيبان حفظه الله.وآثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي"التي جمعها ولده الدكتور أحمد طالب.
وكذلك الفوائد التي أخذتها من بعض طلبة الإمام.
فأقول وبالله التوفيق. الإمام المجدد المجتهد العلامة الحافظ المحدث الناقد الفقيه المفتي الأصولي النظارا الخطيب الرُحلة باني النهضتين العلمية والفكرية بالجزائر، وواضع أسسها على صخرة الحق، وقائد زحوفها المغيرة إلى الغايات العليا، وإمام الحركة السلفية، ومنشئ مجلة"الشهاب" مرآة الإصلاح وسيف المصلحين، ومربي جيلين كاملين على الهداية القرآنية والهدي المحمدي وعلى التفكير الصحيح، ومحي دوارس العلم بدروسه الحية، ومفسر كلام على الطريقة السلفية في مجالس انتظمت ربع قرن، وغارس بذور الوطنية الصحيحة وملقّن مباديها، علم البيان وفارس المنابر، الأستاذ الرئيس الشيخ عبد الحميد ابن باديس، أول رئيس لجمعية العلماء المسلمين الجزائرين، وأول مؤسس لنوادي العلم والأدب وجمعيات التربية والتعليم رحمه الله ورضي عنه.
أحيا أمة تعاقبت عليها الأحداث والغير، ودينا لابسته المحدثات والبدع، ولسانا أكلته الرطانات الأجنبية وتاريخا غطى عليه النسيان ومجدا أضاعه ورثة سوء وفضائل قتلتها رذائل الغرب.10
فصل: ترجمة مختصرة للإمام وبيان بعض الميزات في حياته.
ولد الإمام بقسنطينة سنة 1307 وهو الموافق لليوم الذي مات فيه الإمام صديق حسن خان رحمه الله صحب التأليف الممتعة فأفل نجم وبزغ نجم لئلا تخلو الأرض من قائم لله بحجة، فحفظ القرآن وأتمه وعمره ثلاث عشرة سنة على يد الشيخ محمد المداسي وأخذ العلوم على شيخه العلامة حمدان الونيسي المهاجر إلى طيبة والمدفون بها الرجل العظيم. وتوفي مساء الثلاثاء 8 ربيع الأول 1359 ودفن بقسنطينة.
ولما بلغ العشرين من عمره سنة 1327 رحل إلى تونس لطلب العلم فالتحق بجامع الزيتونة العامر، وجسد الإمام قول الإمام الخطيب البغدادي من لم تكن له رحلة لن تكون رُحلة"روى رحمه الله في الرحلة في طلب الحديث عن كثير بن قيس، قال: كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق، فأتاه رجل، فقال: يا أبا الدرداء جئتك من المدينة مدينة الرسول لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ولا جئت لحاجة، قال: لا، قال: ولا لتجارة؟ قال: لا، قال: ولا جئت إلا لهذا الحديث؟ قال: لا قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن فضل العالم على العابد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/235)
كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، وكل شيء حتى الحيتان في جوف الماء، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا، ولا درهما، وأورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر» وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي رحمه الله عمن طلب العلم ترى له أن يلزم رجلا عنده علم، فيكتب عنه أو ترى أن يرحل إلى المواضع التي فيها العلم فيسمع منهم؟، قال: يرحل يكتب عن الكوفيين والبصريين، وأهل المدينة ومكة يشام الناس يسمع منهم.
وعن عبد الرحمن بن محمد بن حاتم، قال بلغني أن إبراهيم بن أدهم، قال: إن الله تعالى يرفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث. وعن الشعبي، قال: «لو أن رجلا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن فحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبله من عمره رأيت أن سفره لا يضيع»
فالرحلة لطلب العلم سنة الأنبياء والصحابة والتابعين تظهر قدر العلم في نفس الطالب وتحمل المشاق من أجله ومكابدة طول الغربة والبعد عن الأهل والأحباب فهذا مما يبرز قيمة العلم عند الإمام مما له الأثر البالغ في حياته رحمه الله في سعيه الحثيث لبناء المساجد والمدارس ونشر العلم بين الناس مدة خمسا وعشرين سنة والتكفل بطلبة العلم والبعثات العلمية إلى تونس و مصر والشام والحجاز. وبلغ عدد الطلبة 161 طالب والصراع المستميت مع الحكومة الصليبية المحتلة للمطالبة بحرية التدريس والتعليم.
قال رحمه الله:" .. ولن يرجى لهم أي المسلمين ـ شيء من السعادة الإسلامية إلا إذا أقبلوا على التعليم الديني فأقاموه في مساجدهم كما يقيمون الصلاة وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل من إقامتها بمسجده .. لما كانت الحاجة إليه عامة فوجوب إقامته وجوب عام على الأمة بجميع طبقاتها، ولا يسقط الوجوب عن أحد إلا إذا قام بالتعليم أهله فكفوا الباقين، ومن الواجب على المتولي أمر العامة أن يبعث فيها من يعلمها أمر دينها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، فإذا قصر ذلك المتولي كان على الجماعة أن تقوم به، فإن قصرت لحق الإثم كل فرد .. لابد للجزائر من كلية دينية يتخرج منها فقهاء بالدين، يعلمون الأمة أمر دينها ..
وقال:" .. لا بقاء للإسلام إلا ببقاء علومه ولا بقاء لعلومه إلا بوجود من يتعلمها ويعلمها.
فرحل الإمام فلقي فحول الرجال أئمة الإسلام كالعلامة محمد النخلي القيرواني ت 1342 والعلامة الملقب بشيخ الإسلام محمد الطاهر بن عاشور ت 1393 وتخرج من الزيتونة بشهادة التطويع العالمية ولم يكتف بما سمعه من الزيتونة فاستزاد من العلم بما فتح الله عليه حتى بلغ من العلم على ما أبداه على طرق التعليم في الزيتونة كما سيأتي بحول الله.
وطار به الشوق إلى حج بيت الله الحرام فحجّ وبعد الحج اتصل بعلماء الحرمين فسمع منهم وأجازوه منهم العلامة المحدث حسين الهندي، وذات الوقت كان الإمام يلقي دروسا بالمسجد النبوي
يا ليتنا نقف على أسماء طلبة الشيخ بالمدينة وبعد عودته إلى الجزائر عملا بنصيحة العلامة المحدث حسين الهندي رحمه الله تعالى مر بالقاهرة فاجتمع بالعلامة المحدث محمد بخيث المطيعي رحمه الله وسلمه كتابا من شيخه العلامة حمدان فكتب له الشيخ بخيث إجازة بخط يده موجودة في دفتر إجازات الإمام
ولما رجع إلى الجزائر جلس للتدريس فأولى عنايته بالقرآن والحديث والتوحيد والأصول والآداب وعلوم العربية.
فأملى تفسير القرآن العظيم في خمس وعشرين سنة بالجامع الأخضر بقسنطينة فأتمه في الثالث عشر من ربيع الثاني عام 1357، تتجلى بوضوح شخصية المفسر البصير بكلام الله تعالى أملاه إملاء ليس بين يديه كتاب غير كتاب الله تعالى. يقول صاحبه العلامة الإمام محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى:"أتم الله نعمته على القطر الجزائري بختم الأستاذ عبد الحميد بن باديس لتفسير كتاب الله الكريم درسا على الطريقة السلفية، وكان إكماله إياه على هذه الطريقة في خمس وعشرين سنة متواليات مفخرة مدخرة لهذا القطر وبشرى عامة لدعاة الإصلاح الديني في العالم الإسلامي كله .. وإذا كان من دواعي الغبطة ختم تفسير القرآن على هذه الطريقة في القطر الجزائري، فإن من دواعي الأسف أنه لم ينتدب من مستمعي هذه الدروس من يقيدها ولو وجد من يفعل ذلك لربحت هذه الأمة ذخرا لا يقوم بمال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/236)
ولاضطلع هذا الجيل بعمل يباهي به جميع الأجيال، ولتمخض لنا ربع قرن من تفسير يكون حجة هذا القرن على القرون الآتية، ومن قرأ تلك النماذج القليلة المنشورة في الشهاب باسم مجالس التذكير علم أي علم ضاع وأي كنز غطى عليه الإهمال".
وأملى مجالس في شرح الموطأ فأكمله في خمسة عشر سنة 12 ربيع الثاني 1358 يروي الحديث بسنده المتصل إلى الإمام أبي عبد الله مالك بن أنس رضي الله عنه، فيذكر الحديث ثم يشرع في بيان ما اشتمل عليه الحديث فيتكلم على سنده فيذكر كل ما قيل في رجاله جرحا وتعديلا وتخريجه ومن خرجه غير مالك ويذكر لطائف الإسناد ثم يذكر المتن فيطيل الشرح ويذكر الفوائد الحديثية والفقهية وغيرها والمناسبة بين الأحاديث ولكنك ترى فيه ابن عبد البر. تتجلى فيه شخصية المحدث الناقد.
قال الشيخ الجيلالي بن محمد رحمه الله تعالى:" فإن من دواعي الغبطة والسرور وبواعث البهجة والارتياح أن أزف إلى المسلمين كافة وإلى أبناء الوطن العزيز خاصة هذه البشرى الجليلة والمفخرة الخالدة بختم الأستاذ عبد الحميد بن باديس لموطأ إمام الأئمة ومستودع الشريعة مالك بن أنس بعدما قضى في خدمته وهداية الأمة به درسا بضع عشرة سنة بعمل متواصل وجد جاد يحرر أسانيده ويعزز مسانيده ويرفع مراسله ويستجلي أسراره ويكتسح به غيوم البدع وضلال العقائد فهذب العقول وطهر النفوس .. وكان ختم الأستاذ الجليل حفظه الله للموطأ لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الثاني عام 1358 الموافق لفاتح جوان 1939 وكان الاحتفال به رائعا وطيب حديثه في الحواضر والبوادي ذائعا."
والأروع منه كله لو قيد ما أملاه الإمام فهذا والله ضياع العلم وجهل بقدر الإمام وعقوق في حقه وحق الأمة من بعده، فكل هذا العلم ذهب مع الإمام بذهابه ولقد سألت بعضا ممن عاصر تلك الحقبة هل عندهم شيء منه مكتوبا فكان جوابهم يدفع في النفس الأسى والحزن، وما ضياع العالم إلا إذا ضيعه أصحابه، فلو رزق الإمام أصحابا قاموا به ودون علمه لوصل إلينا اليوم من العلوم الغزيرة ما نستغني به عن تقليد غيرنا ولكانت الجزائر رحلة كما كان الإمام رحلة يرحل إليه من أقطار الغرب الإسلامي لينهلوا من علمه ويستفيدوا من أدبه فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وأذكر لك طرفا من القواعد الحديثية التي وقفت عليها مما نشره في الشهاب ونشره الشيخ عبد الرحمن شيبان بعنوان " مجالس التذكير من مجالس البشير النذير".
فائدة: وكثيرا ما يروي مالك الحديث مسندا ومرسلا، ولا يرسل مالك ولا يأتي ببلاغ في الغالب إلا وهو على علم بمن يترك من السند، أنه محل الثقة والقبول والاعتماد، فأما إذا شك فإنه يصرح بشكه، وتصريحه بالشك حين يشك يدلنا على ما عنده من العلم واليقين عندما يسكت دون أن يصرح بالراوي.
فائدة: إن هذا الموطأ هو أقدم كتاب لنا ألفه إمام عظيم من أتباع التابعين، وهو كتاب يعلمنا العلم والعمل، ويعرفنا كيف نفهم وكيف نستنبط وكيف نبني الفروع على الأصول، يعطينا هذا كله وأكثر منه بصريح بيانه وبأسلوب ترتيبه للأحاديث والآثار والمسائل، وإن شراح هذا الكتاب الجليل لم يوفوه في نظري القاصر ـ من هذه الناحية وهي من أعظم نواحيه. ومما هو مشهور من ابتكار مالك في كتابه هذا الكتاب الجامع الذي ختم به الموطأ فإنه نظر إلى مسائل عديدة من أمهات الشريعة في العقائد والأخلاق والآداب والأحكام وغيرها فنظمها في سلك واحد وسماها بالكتاب الجامع وهذه الأصول التي نظمها في هذا الباب بنى عليها من جاء بعده فروعا وعقد عليها أبوابا كالبخاري وغيره. وإن مالكا لم يذكر في موطئه كتابا خاصا بالسيرة النبوية كما فصل ذلك غيره ممن جاء بعده، ولكنه ذكر أسماءه الشريفة صلى الله عليه وسلم فكفاه، وذكر أسمائه متضمن لسيرته صلى الله عليه وسلم، فكفاه في ذكر حياته صلى الله عليه وسلم أن يذكر أسماءه.
ولما كانت سيرته من بدايتها إلى نهايتها هي المثال الصادق للشريعة كلها والسفر الجامع للدين الإسلامي كله، ختم بهذا الحديث المشتمل على هذه الأسماء المتضمنة لها وهو كالتحصيل بعد التفصيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/237)
ونكثة أخرى وهو أن كل ما نأخذه من الشريعة المطهرة علما وعملا نأخذه لنبلغ به ما نستطيع من كمال في حياتنا الفردية والاجتماعية، والمثال الكامل لذلك كله هو حياة محمد صلى الله عليه وسلم في سيرته الطيبة، فهذا الحديث بعدما تقدمه من الكتاب كله مثل الغاية من الوسيلة، فسيرته صلى الله عليه وسلم هي الجامعة لمحاسن الإسلام والغاية لكل كمال.
ومن أبدع المناسبة لختم الكتاب أن كان آخر هذه الأسماء الشريفة هو العاقب، والعاقب هو الخاتم.
فائدة: فالصحيح ما رواه العدل الضابط عن مثله إلى آخر سنده سالما من العلة والشذوذ فإذا خف الضبط في بعض رواته فهو الحسن.
فائدة: وما يقول فيه أبو عيسى الترمذي حسن صحيح أقوى مما قال يقول فيه حسن فقط لأن وصفه بالصحة مع الحسن يفيدان خفة الضبط في بعض رجاله تكاد لا تؤثر عليه حتى كأنها لم تحطه عن رتبة الصحيح التام.
فائدة: وأما الغريب فهو ما انفرد بروايته راو فقط، وإذا كان ذلك المنفرد ثقة فذلك الانفراد لا يضر، فالغرابة لا تنافي الصحة والحسن.
فائدة: وتصحيح هؤلاء الأئمة ـ النسائي والترمذي وابن حبان وابن خزيمة والبيهقي ـ له للحديث حصل لنا العلم الكافي ـ وهو الظن الغالب ـ بثبوته، وحيث كان بهذه المنزلة من الثبوت فإنه صالح لاستنباط الأحكام العملية منه.
فائدة: استهل الأستاذ الدرس بعد الاستعاذة والتسمية بالتحميد الماثور: الحمد لله إن الحمد لله ... ثم عقب بما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبدأ به خطبه، وجرت عادة المحدثين والمفسرين أن يفتتحوا به مجالس التحديث والتفسير .. "
فائدة قال أبو بكر الأبهري: جملة ما في الموطأ من الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين ألف وسبعمائة وعشرون حديثا، المسند منها ستمائة حديث والمرسل مائتان واثنان وعشرون حديثا والموقوف ستمائة وثلاثة عشر، ومن قول التابعين مائتان وخمسة وثمانون.
وعدة رجال مالك الذين روى عنهم في هذا المسند وسماهم خمس وتسعون رجلا.
قال القاضي: وعدة من روى له فيه من رجال الصحابة خمسة وثمانون رجلا، ومن نسائهم ثلاث وعشرون امرأة، ومن التابعين ثمانية وأربعون رجلا، كلهم من أهل المدينة إلا ستة رجال، أبو الزبير من أهل مكة، وحميد الطويل، وأيوب السختياني من أهل البصرة، وعطاء بن عبد الله من أهل خراسان، وعبد الكريم من أهل الجزيرة، وإبراهيم بن أبي عبلة من أهل الجزيرة، وإبراهيم بن أبي عبلة من أهل الشام، هذا كله كلام القاضي.
فقد تكلم الإمام رحمه الله على هذه الأحاديث والآثار والمراسيل والرجال المذكورين في السند من حفظه يدل على قوة الحفظ وسرعة الاستحضار فحق بوصف الحافظ المحدث رحمه الله.
وعقد مجالس أملى فيها مختصرا في أصول الفقه، جمعه في رسالة الدكتور عمار طالبي وطبع بعنايته، ثم انبرى لشرحه ونشره بين الناس شيخنا العلامة شيخ الأصول ببلدنا الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله تعالى أملاه شيئا فشيئا في مسجد الفتح في باب الواد ثم طبع الشرح بعنوان " الفتح المأمول في شرح مبادئ الأصول" وللإمام اختيارات أصوله ذكرها في أماليه الأصولية وبعدها منشور فيما طبع من آثاره تدل على تمرسه في علم أصول الفقه وعلى طول نفس وتبحر فيه.
وعقد مجالس أملى مختصرا في التوحيد ضمنه جملة من القواعد في التوحيد على الطريقة السلفية.
قال الإمام البشير رحمه الله: كان يلقي دروسا في أصول العقائد الإسلامية وأدلتها من القرآن على الطريقة السلفية التي اتخذتها جمعية علماء المسلمين الجزائرين منهاجا بعد ذلك، وبنت عليها جميع مبادئها ومنهاجها في الإصلاح الديني.
ورسالته الشهيرة " العقائد الإسلامية" وقد انبرى لشرحها ونشرها شيخنا العلامة أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله تعالى.
ومن أقواله طيب الله تراه:"يعلم العلماء أن التوحيد هو الأساس الذي تنبني أعمال الإيمان: أعمال القلوب وأعمال الجوارح، وأن الله لا يقبل شيئا منها إذا انبنى على الشرك، وقد قال تعالى {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}.
وكان سيفا صقيلا على رقاب الدجالين من الطرقيين والقبوريين. ونلمس ذلك في مقالات ضمتها آثاره المطبوعة بعناية الشيخ العلامة عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائرين الحالي حفظه الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/238)
وأما عنايته بالفقه فقد أملى شرحا لمختصر خليل رحمه الله على طلابه وللأسف لم يصلنا منه شيء.
واعتنى رحمه الله بالإفتاء فكان يجيب على أسئلة الناس فتأتيه الأسئلة من الجزائر ومن تونس ومن فرنسا ومن المغرب، فيجيب على أسئلتهم ويكشف عن المسائل الغامضة ويبين خطأ الخاطئين من المفتين كرده على شيخه الشيخ طاهر بن عاشور رحمه الله
وعقد مجالس لعلوم العربية كالنحو والصرف فشرح ألفية ابن مالك والبلاغة كالجوهر المكنون.
وأما عنايته بالطلاب فقد كان الإمام رحلة يرحل إليه الطلاب من أقطار المغرب الإسلامي لطلب العلم والإجازة، فكان رحمه الله يرعى شؤونهم ويتكفل بمعاشهم وتعليمهم وإرسالهم إلى مصر وتونس للاستزادة من العلوم، على شكل بعثات، البعثة المصرية وكان يرأسها الشيخ الفضيل الورتلاني بالتعاون مع المشايخ إسماعيل أعراب ومحمد الغسيري وأحمد حماني ومصعب بن سعد الجيجلي. أما البعثة الشامية فكانت من جمعية التربية والتعليم بقسنطينة بالتنسيق مع أعضاء اللجنة المكلفة بالبعثة المصرية. واعتنى ببناء المدارس وجعل من المساجد مدارس يفد إليها طلاب العلم ويتكفل بمعاشهم ونفقاتهم.
أيها الإخوة الأعزاء:
فهذه قطرة من بحر جهود إمام علماء الجزائر في دعوة الأمة إلى العلم والعمل بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم والسير على منهاج سلفهم الصالح في أخلاقهم وعباداتهم القولية والاعتقادية والعملية، وتطبيق ماهم عليه اليوم من عقائد وأعمال وآداب على ما كان في عهد السلف الصالح. ولمحات مقتضبة من آثاره قصصناها عليكم لتعرفوا قدره فتجلوه وأخبارهم فتنشروها بين الناس، واستنهض همم حملة الشريعة وسائر الباحثين إلى السعي الحثيث لاستخراج علوم الإمام وكتابة دراسات تبرز الجوانب الخفية من شخصية الإمام كونه مفتي ومحدث وفقيه وحافظ وأصولي وناقد. اللهم اغفر لنا وله و لعلمائنا واجزهم خير الجزاء، ولا تجعل في قلوبنا غلاّ عليهم، ووفقنا للسير على منهجهم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين.
كتبه محمد بن علي خربوش
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1700
ـ[ابو البراء]ــــــــ[06 - 06 - 08, 03:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نبذة عن تضحيات العلامة ابن باديس رحمه الله
الحمد لله عظيم المنة، مكن للدين بأهل السنة، وصلى الله وسلم على النبي الذي جاءنا من عند الله بأكمل نعمة، ثم أما بعد: إن من الوفاء بالعهد لمشايخنا بعد وفاتهم: نشر علمهم، والتحدث عن مآثرهم، والترويج لمناقبهم، والتعريف بشخصياتهم، والمساهمة في إصلاحاتهم، والدعوة إلى دعوتهم الصحيحة، لأن توقير العلماء من السنة والدين، كما جاء عن بعض السلف فيما نقله ابن عبد البر في الجامع (1/ 14)، كما قال طاووس: "إن من السنة أن توقر العالم"، إذا فمن الواجب علينا نشر مؤلفاتهم بعدهم، والترويج لمنهجهم، والحث على اتباع سيرهم، لأنهم كانوا على السنة والهدي المستقيم، قال الشيخ البشير الإبراهيمي عن الشيخ عبد الحميد بن باديس:" إمام النهضة الدينية، والعربية، والسياسية في الجزائر"، وقال: "كان يدرس في أصول العقائد الإسلامية بدلائلها من الكتاب والسنة التي يلقيها في الجامع الأخضر بمدينة قسنطينة (مدينته الأصلية الأصيل) ينشرها اليوم الأستاذ محمد صالح رمضان أحد طلابه، فجاءت عقيدة مثلى يتحملها الطالب، فيأتي منه مسلم سلفي موحد لربه بدلائل القرآن، كأحسن ما يكون المسلم السلفي، يستدل على ما يعتقد في ربه بآية من كلام ربه، فكان (رحمه الله) على الطريقة السلفية التي اتخذتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منهاجا لها بعد ذلك، وبنت عليها جميع مبادئها، ومنهجها في الإصلاح الديني، مسترشدة بتلك الأصول التي كان الإمام رحمه الله يأخذ بها تلامذته قبل تأسيس الجمعية وإن كانت الجمعية قد توسعت في ذلك ... "، فهذه يا عباد الله من الشهادات الكثيرة التي يثني بها مشايخ السنة على إمام الجزائر، ومجدد الدعوة، وقائد الإصلاح، فالشيخ عبد الحميد بن باديس كان يدرس العقيدة السنية ويدعو إليها بعلمه وعمله، ولا يفتر عن نشرها، وحمل الشعب عليها، لأنه كان بمثابة الوالد العاقل الذي يدعو أهله إلى أمر رشاد، وعزيمة صلاح، فكان سبابا رحمه من جديد لتجديد مذهب السنة في المغرب العربي، والشمال الإفريقي، فلقد أتت عليه زلازل مروعة، وفتن مهولة، و اضطرابات متكررة، وتقلبات مبعثرة، لولا لطف الله تعالى به، وبإخوانه العلماء العاملين ما بقيت السنة في الجزائر، ولطغى منهج عباد القبور من عمار المشاهد والأضرحة، على مذهب أهل السنة والجماعة الذي كانت تدعو إليه الجمعية السنية المباركة، ولقد كان رحمه الله تعالى كالجبال الرواسي، والركائز الشامخات في وجه عواصف الشرك، وأعاصير الفتن البدعية، التي كانت تدعو إليها فرنسا وأنصارها ..
و كتبه
عبد الفتاح زراوي حمداش
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1631
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/239)
ـ[قيس بن سعد]ــــــــ[07 - 06 - 08, 12:40 ص]ـ
ربنا يجعله فى ميزان حسناتك
ـ[أبو حذيفة الجزائري]ــــــــ[08 - 06 - 08, 10:14 م]ـ
أخي الجزائري. . . ممكن توضح لنا مقصودك من هذه العبارة
الأستاذ الفاضل "أبو سلمى": سمعا و طاعة
قد أرسلت إليكم التّوضيح بما اتمنّى أن يزيل الالتباس و الله الموفق لا إله غيره
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 06 - 08, 10:17 م]ـ
............ "أبو سلمى": سمعا و طاعة
قد أرسلت إليكم التّوضيح بما اتمنّى أن يزيل الالتباس و الله الموفق لا إله غيره
حفظكم المولى
وزادكم أدبا على أدب(48/240)
شيخ بعد ان تاب من السحر والطريقة التجانية يفضح الطريقة
ـ[عمر الحيدي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 03:51 ص]ـ
اترككم مع الرابط والسلام عليكم ونسالكم الدعاء
http://sihr.blip.tv/#794281
ـ[عمر الحيدي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 02:05 ص]ـ
المرجوا من الاخوة الاستفادة من هذه المحاضرات حيث يمكن مشاهدتها مباشرة ودون حاجة لتحميل
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 03:48 ص]ـ
بارك الله فيكم و لكن هل يصح شرعا ما ذكره الشيخ آدم من أن الساحر بامكانه معرفة ما توسوس به الأنفس مع أنه يؤكد صحته واقعا لخبرته الطويلة بالأمر؟؟
ـ[عمر الحيدي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 07:15 م]ـ
المرجوا من الاخوة الاستفادة من هذه المحاضرات حيث يمكن مشاهدتها مباشرة ودون حاجة لتحميل(48/241)
هل تعلم بأن الملائكة تفارقك إذا دخلت الخلاء
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[21 - 04 - 08, 10:30 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد ذكر أحد المشايخ في تفسير قوله تعالى {إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى} عقيدةَ أهل السنة و الجماعة في باب الايمان بالملائكة و كان مما ذكره أن الملائكة الحفظة لا يفارقون العبد في كل أحواله و في كل حركاته و سكناته إلا في موضع واحد ألا و هو بيت الخلاء0فوقع في نفسي شيئ وهو أنه إذا كانت الملائكة الحفظة تفارق العبد في بيت الخلاء فإن أعماله داخل بيت الخلاء لا تكتب فحاولت الاتصال بالشيخ بعد الدرس ولكن لم يتيسر لي ذلك لأن الشيخ انصرف دون ذلك، و هذا في نظري أنا معارض لقوله تعالى {إنا كنا نستنسخ ماكنتم تعنلون} لأن ما مصدرية فهي عامة لكل عمل وكذلك قوله تعالى {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} لأن قول نكرة جاءت في سياق النفي فهي عامة لكل قول0
و لهذا الأمر أطلب من الإخوة الأفاضل من كان له علم في المسألة فليتفضل علي و لا يبخل علي 0لأني لا أعلم نصا في إخراج بيت الخلاء من العموم السابق ذكره0و بارك الله في الجميع0(48/242)
كيف الرد على من استدل بفعل عائشة رضي الله عنها .. ؟ ..
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 02:14 م]ـ
حينما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم دفن في حجرته وكانت عائشة رضي الله عنها تسكن في تلك الحجرة لانها حجرتها فكيف كانت تصلي مع وجود القبر. وكيف الرد على من استدل بالصلاة عند القبر بفعل عائشة ضي الله عنها
مع ان النبي قال كما هو عند البخاري
(قاتل الله اليهود اتخذوا قبور انبيائهم مساجد) وفي رواية (لعن الله اليهود والنصارى) ..
فكيف الاجابة عن هذا الاشكال؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 04 - 08, 04:12 م]ـ
حجرة عائشة رضي الله عنها لم تكن مكونة من قسم واحد فقط بل تحتوي على أقسام، فقبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر في قسم مستقل عن قسم المعيشة في حجرة عائشة رضي الله عنها.
جاء في صحيح البخاري وغيره عَن عائشة، قالت: كانَ النبي (يُصلي مِن الليل في حجرته، وجدار الحجرة قَصير، فرأى الناس شَخْص النبي (، فقام أُناسٌ يُصلونَ بصلاته، فأصبحوا فتحدثوا بذلك، فقام ليلته الثَّانية، فقام معه أُناسٌ يصلون بصلاته، صنعوا ذَلِكَ ليلتين - أو ثلاثاً -، حتى إذا كانَ بعد ذَلِكَ جلس رسول الله (فلم يخرج، فلما أصبح ذكر ذَلِكَ الناس، فقالَ:
((إنِّي خَشيت أن تكتبُ عليكم صلاةُ الليلِ)).
وجاء في فتح الباري ـ لابن رجب - (ج 4 / ص 281)
معنى ((يحتجره)) - أي: يتخذه كالحجرة، فيقيمه ويصلي وراءه.
وهذا هوَ المراد بالحجرة المذكورة في الحديث الذي قبله، ليسَ المراد حجرة عائشة التي كانَ يسكن فيها هوَ وأهلهُ؛ فإنَّ حجر أزواج النبي (كانت لها جدرات تحجب مِن كانَ خارجاً منها أن يرى مِن في داخلها.
ليسَ المراد حجرة عائشة التي كانَ يسكن فيها هوَ وأهلهُ؛ فإنَّ حجر أزواج النبي (كانت لها جدرات تحجب مِن كانَ خارجاً منها أن يرى مِن في داخلها.
يتبع إن شاء الله تعالى ...
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 04 - 08, 05:36 م]ـ
أخرج الحاكم في مستدركه (4/ 7) بإسناده الصحيح
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، رضي الله عنها قالت: «كنت أدخل البيت الذي دفن معهما عمر، والله ما دخلت إلا وأنا مشدود علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه» «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه».
فهذا دليل على اختلاف المكان الذي كانت تعيش فيه عن مكان القبر في نفس الحجرة.
يتبع إن شاء الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 04 - 08, 06:02 م]ـ
في صحيح البخاري حدثنا (عبد الله بن يوسف) قال أخبرنا (مالك) عن (هشام بن عروة) عن أبيه عن (عائشة) أم المؤمنين أنها قالت صلى رسول الله في بيته وهو شاك فصلى جالسا وصلى وراءه قوم قياما فأشار إليهم أن اجلسوا فلما انصرف قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون
قال ابن حجر في فتح الباري -
-قوله في بيته أي في المشربة التي فى حجرة عائشة كما بينه أبو سفيان عن جابر وهو دال على أن تلك الصلاة لم تكن في المسجد وكأنه صلى الله عليه و سلم عجز عن الصلاة بالناس في المسجد فكان يصلي في بيته بمن حضر لكنه لم ينقل أنه استخلف ومن ثم قال عياض أن الظاهر أنه صلى في حجرة عائشة وائتم به من حضر عنده ومن كان في المسجد وهذا الذي قاله محتمل. انتهى.
و قال أبو داود:حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن أبي فديك أخبرني عمرو بن عثمان بن هانئ عن القاسم قال
دخلت على عائشة فقلت يا أمه اكشفي لي عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء
فهذا دليل على كونها معزولة عن مكان معيشتها وصلاتها ونحو ذلك.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 06:19 م]ـ
الحمد لله وحده ..
أحسنتم؛ بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.
ـ[سلطان بن زايد التميمي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 06:47 م]ـ
احسن الله اليكم
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 12:13 ص]ـ
بحث هذه المسألة شيخنا الشيخ عبد الله بن مانع الروقي صاحب كتاب (الحلل الإبريزية)
في كتاب له بعنوان (نفح العبير 3/ 60) عبارة عن عدد من البحوث الفقهية و الحديثية قرأ منها أجزاء على شيخه الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله -.
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 09:44 ص]ـ
................................ جزيتم خيرا
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 01:59 م]ـ
بَعْضُهُم رَدَّ عَلَى هَذَا بِقَوْلِهِ: أَثْبِتُوا أَنَّهَا كَانَت تُصَلِّي بِالبَيْتِ بَعْدَ وُجُودِ القَبْرِ فِيْهِ، فَقِيَامُهَا بِالبَيْتِ لَيْسَ بِلاَزِمٍ.
فَالجَوابُ بِنَفْيِ مَا لَيْسَ بِلاَزِمٍ فِي السُّؤَالِ أَرَاهُ مُقَدَّمٌ عَلَى مَا اسْتَفَدْتُ بِهِ مِنْ إِجَابَاتِ الشَّيْخِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَقِيْهُِ -زَادَهُ اللهُ تَوْفِيْقًا-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/243)
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 02:56 م]ـ
الاخ الفاضل محمد المروزي
ماهو الدليل على عدم قيامها في المنزل فنحتاج الى دليل كي ننفي عدم قيامها في المنزل.
لان هذه المسالة سالت عنها كثير من العلماء الافاضل امثال شيخنا البراك والمحمود الهويسين و خليل المديفر وسعد الخثلان .. وجميع هولاء.منهم من قال انها من المتشابه ومنهم من قال كما قلت ومنهم من ذكر انه القبور محجوبه عن مكان اقامتها.
واما اجابات الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله كانت موفقه.
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[22 - 04 - 08, 04:21 م]ـ
في حجرة عائشة، وكانت - رضي الله عنها - قد أقامت جدارا بينها وبين القبور، فكانت غرفة عائشة فيها قسمان قسم فيه القبر، وقسم هي فيه.
وكذلك لما توفي أبو بكر رضي الله عنه، ودفن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الشمال، كانت أيضا في ذلك الجزء من الحجرة، ولما دفن عمر - رضي الله عنه - تركت الحجرة رضي الله عنها، ثم أغلقت الحجرة، فلم يكن ثم باب فيها يدخل منه إليها، وإنما كانت فيها نافذة صغيرة
مسند أحمد - (ج 52 / ص 137)
24480 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
كُنْتُ أَدْخُلُ بَيْتِي الَّذِي دُفِنَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي فَأَضَعُ ثَوْبِي فَأَقُولُ إِنَّمَا هُوَ زَوْجِي وَأَبِي فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ مَعَهُمْ فَوَاللَّهِ مَا دَخَلْتُ إِلَّا وَأَنَا مَشْدُودَةٌ عَلَيَّ ثِيَابِي حَيَاءً مِنْ عُمَرَ
المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 10 / ص 191)
4375 - أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا حماد بن أسامة، أنبأ هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإني واضع ثوبي وأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه» «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»
الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 3 / ص 364)
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال: حدثني أبي عن يحيى بن سعيد وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وغيرهما عن عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية عن عائشة قالت: ما زلت أضع خماري وأتفضل في ثيابي في بيتي حتى دفن عمر بن الخطاب فيه، فلم أزل متحفظة في ثيابي حتى بنيت بيني وبين القبور جدارا فتفضلت بعد. قالا: ووصفت لنا قبر النبي، صلى الله عليه وسلم، وقبر أبي بكر وقبر عمر، وهذه القبور في سهوة بيت عائشة.
الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 2 / ص 294)
أخبرنا موسى بن داود: سمعت مالك بن أنس يقول: قسم بيت عائشة باثنين: قسم كان فيه القبر، وقسم كان تكون فيه عائشة، وبينهما حائط، فكانت عائشة ربما دخلت حيث القبر فضلا، فلما دفن عمر لم تدخله إلا وهي جامعة عليها ثيابها.
أخبرنا سعيد بن سليمان، أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم قال: سمعت أبي يذكر قال: كانت عائشة تكشف قناعها حيث دفن أبوها مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلما دفن عمر تقنعت فلم تطرح القناع.
فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 498)
وَلِهَذَا كَانَتْ تَقُول بَعْد أَنْ دُفِنَ عُمَر " لَمْ أَضَع ثِيَابِي عَنِّي مُنْذُ دُفِنَ عُمَر فِي بَيْتِي " أَخْرَجَهُ اِبْن سَعْد وَغَيْره
مشكاة المصابيح - (ج 1 / ص 398)
1771 - [10] (صحيح)
وعن عائشة قالت: كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني واضع ثوبي وأقول: إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر رضي الله عنه معهم فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر. رواه أحمد
الإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة
السابعة و الثلاثون شدة ورعها في صحيح مسلم أن شريحا لما سألها عن المسح على الخفين فقالت إيت عليا فإنه أعلم بذلك مني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/244)
68 و ذكر هل المغازي منهم سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي أن عائشة رضي الله عنها لما دفن عمر بن الخطاب في حجرتها صارت تحتجب من القبر فرضي الله عنها و أسند الحاكم في مستدركه ثنا أبو أسامة عن هشام و الله ما دخلت إلا و أنا مشدود علي ثيابي حياء من عمر و قال صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه
قال شيخنا الحافظ عماد الدين بن كثير ووجه هذا ما قاله شيخنا الإمام أبو الحجاج المزي أن الشهداء كالأحياء في قبورهم و هذه أرفع درجة فيهم
وفي طبقات إبن سعد
أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي، أخبرنا مسلم بن خالد، حدثني إبراهيم بن نوفل بن سعيد بن المغيرة الهاشمي عن أبيه قال: انهدم الجدار الذي على قبر النبي، صلى الله عليه وسلم، في زمان عمر بن عبد العزيز فأمر عمر بعمارته، قال: فإنه لجالس وهو يبنى إذ قال لعلي بن حسين: قم يا علي فقم البيت، يعني بيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقام إليه القاسم بن محمد فقال: وأنا أصلحك الله! قال: نعم وأنت فقم، ثم قال له سالم بن عبد الله: وأنا أصلحك الله! قال: اجلسوا جميعا وقم يا مزاحم فقمه، فقام مزاحم فقمه، قال مسلم: وقد أثبت لي بالمدينة أن البيت الذي فيه قبر النبي، صلى الله عليه وسلم، بيت عائشة وأن بابه وباب حجرته تجاه الشام وأن البيت كما هو سقفه على حاله وأن في البيت جرة وخلق رحاله.
وفي طبقات إبن سعد
أخبرنا سريج بن النعمان عن هشيم، أخبرني رجل من قريش من أهل المدينة يقال له محمد بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سقط حائط قبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في زمن عمر بن عبد العزيز وهو يومئذ على المدينة في ولاية الوليد، وكنت أول من نهض فنظرت إلى قبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإذا ليس بينه وبين حائط عائشة إلا نحو من شبر، فعرفت أنهم لم يدخلوه من قبل القبلة.
سبل الهدى والرشاد - (ج 12 / ص 50)
قال محمد بن عمر: فحدثت هذا الحديث معاذ بن محمد الأنصاري فقال: سمعت عطاء الخرساني في مجلس فيه عمر بن أبي أنس يقول وهو فيما بين القبر الشريف والمنبر: أدركت حجر أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من جريد النخل على أبوابها المسوح، شعر أسود فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يقرأ، يأمر بإدخال حجر أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما رأيت أكثر باكيا من ذلك اليوم فقال عطاء: فسمعت سعيد بن المسيب يقول يومئذ: والله لوددت أنهم (1) تركوها على حالها ينشأ ناشئ من أهل المدينة، ويقدم القادم من الأفق فيرى ما اكتفى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياته فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والتفاخر.
وتجده أيضاً في طبقات إبن سعد
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 06:04 م]ـ
أَخِي الحَبِيْبُ فَيْصَلٌ الحَرْبِيُّ -وَفَّقَهُ اللهُ لِكُلِّ خَيْرٍ-
الجوابُ على الشُّبَهِ و المُشْكلاتِ قد يكون من عِدَّةِ أوجُهٍ لبَيانِ عِلَلِها فمن اتَّسَعَ علمُهُ حَلَّ اللُّغْزَ بجوابٍ عن مَسْؤُولٍ و من التَهَبَت فِطْنَتُهُ أوْضَحَ عِلَّةَ السُّؤالِ أو المسؤولِ عَنْهُ أو كِلَيْهِما (وَ كُتُبُ ابْنِ القَيِّمِ نَضَّاخَةٌ بِالنَّوْعَيْنِ جَمِيْعًا)، و هذا النَّوْعُ من الجوابِ -طَالَ عُمُرُكَ علَى الخَيْرِ- ليس مُنَاقِضًا و لا مُخالِفًا للنَّوْعِ الأوَّلَ ِمن الإِجَابَاتِ.
إذا فَهَمْتَ هذا، يكون قَدِ اتَّضحَ لكَ خَطَأ عدِّكَ لجوابِ بَعْضِهِم بقَوْلِهِم نَقْلاً من كلامِكَ:
" .... منهم من قال انها من المتشابه ..... "
مُبَايِنًا لجوابٍ آخرَ عند قولِكَ:
" ..... ومنهم من قال كما قلت ... "
و قَوْلُ من قالَ كما قُلْتُ (و صوابُهُ:كما نَقَلْتُ) هو عَيْنُ قَوْلِ مَنْ قَالَ بأنَّهُ من المُتَشَابِهِ إلاَّ أنَّ الثَّاني أَعْرَبَ عن عَيْنِ التَّشَابُهِ في السُّؤالِ و قد يكون للسُّؤالِ أوجُهٌ أُخْرَى من وُجُوهِ التَّشابُهِ -اللهُ أعلمُ بها-
فإذا عِلمتَ هذا كلَّهُ يكون بدا لكَ تَقْصِيرُكَ في حقِّ علمائِكَ بحصْرِكَ التَّوفيقَ في دائرةِ إجاباتِ الشَّيخِ الأستاذِ عبدِ الرَّحمنِ الفَقِيهِ -باركَ اللهُ لنا فيهِ و نفعنا بعلْمِهِ-
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 06:13 م]ـ
بَعْضُهُم رَدَّ عَلَى هَذَا بِقَوْلِهِ: أَثْبِتُوا أَنَّهَا كَانَت تُصَلِّي بِالبَيْتِ بَعْدَ وُجُودِ القَبْرِ فِيْهِ، فَقِيَامُهَا بِالبَيْتِ لَيْسَ بِلاَزِمٍ.
فَالجَوابُ بِنَفْيِ مَا لَيْسَ بِلاَزِمٍ فِي السُّؤَالِ أَرَاهُ مُقَدَّمٌ عَلَى مَا اسْتَفَدْتُ بِهِ مِنْ إِجَابَاتِ الشَّيْخِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَقِيْهُِ -زَادَهُ اللهُ تَوْفِيْقًا-.
كما قلتً لكم: أجاب الشيخ عبد الله بن مانع عن هذا كلِّه، و في أقرب فرصة ألتقي فيها أخي فيصل سأعطيه كتابَ الشيخِ و سيرفعه لكم بإذن الله لأنه ليس لدي ماسح ضوئي، و الله يرعاكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/245)
ـ[أبو السها]ــــــــ[24 - 04 - 08, 02:32 ص]ـ
وأما ما جاء في السؤال من قول السائل: أين كانت عائشة رضي الله عنها تصلي بعد أن دفن في بيتها رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره , في داخل بيتها أم خارجه؟
ج: إن عائشة رضي الله عنها ممن روى الأحاديث الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في النهي عن اتخاذ القبور مساجد , وهذا من حكمة الله جل وعلا. وبهذا يعلم أنها ما كانت تصلي في الحجرة التي فيها القبور , لأنها لو كانت تصلي فيها لكانت مخالفة للأحاديث التي روتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يليق بها , وإنما تصلي في بقية بيتها.
وبما ذكرنا يعلم أنه صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد , وإنما دفن في بيته , ولكن لما وسع الوليد بن عبد الملك مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أدخل الحجرة في المسجد فظن بعض الناس ممن أتى بعد ذلك أنه صلى الله عليه وسلم دفن في المسجد , وليس الأمر كذلك , والصحابة رضي الله عنهم أعلم الناس بسنته صلى الله عليه وسلم، فلهذا لم يدفنوه بمسجده وإنما دفنوه في بيته صلى الله عليه وسلم لئلا يتخذ مسجدا.
وأما كون هاجر مدفونة بالمسجد الحرام أو غيرها من الأنبياء فلا نعلم دليلا يدل على ذلك , وأما من زعم ذلك من المؤرخين فلا يعتمد قوله , لعدم الدليل الدال على صحته.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 02:41 ص]ـ
أخي فيصل - بارك الله فيك - عجِّل برفع البحث، حتى يكون الفيصل!
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 02:44 ص]ـ
التقيتُ أخي فيصل اليوم مغرباً، و أعطيتُه الكتاب بأجزائه الأربعة، و من أسند فقد برئ:)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 04 - 08, 09:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا، ونحن ننتظر إجابة الشيخ الفاضل عبدالله بن مانع الروقي حفظه الله.
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 12:26 م]ـ
اعتذر عن عدم ارسال المشاركة لان المكان الذي يوجد فيه الماسح الضوئي حالياً منقطع عنه الاتصال
فنرجوا ان تتحملونا قليلاً ...
ـ[أنس بن محمد]ــــــــ[26 - 04 - 08, 12:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا،
على القول بأن القبر كان في حجرة منفصلة، فهل تجوز الصلاة في مسجد به قبر في حجرة منفصلة عن مكان الصلاة. وفقكم الله
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[27 - 04 - 08, 01:20 ص]ـ
الأخ الكريم أنس بن محمد وفقه الله
سُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن حكم الصلاة في مسجد فيه قبر؟
فأجاب:
" الصلاة في مسجد فيه قبر على نوعين:
الأول: أن يكون القبر سابقاً على المسجد، بحيث يبنى المسجد على القبر، فالواجب هجر هذا المسجد وعدم الصلاة فيه، وعلى من بناه أن يهدمه، فإن لم يفعل وجب على ولي أمر المسلمين أن يهدمه.
والنوع الثاني: أن يكون المسجد سابقاً على القبر، بحيث يدفن الميت فيه بعد بناء المسجد، فالواجب نبش القبر، وإخراج الميت منه، ودفنه مع الناس.
وأما المسجد فتجوز الصلاة فيه بشرط أن لا يكون القبر أمام المصلي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة إلى القبور.
أ. "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (12/السؤال رقم 292)
ـ[عبدالعزيز فؤاد]ــــــــ[27 - 04 - 08, 02:02 ص]ـ
بارك الله في الشيخ عبد الرحمن الفقيه وزاده الله علماً وعملاً
ونرجوا من الأخ فيصل رفع الكتاب سريعاً حتى تزيد الفائدة
ـ[أنس بن محمد]ــــــــ[27 - 04 - 08, 02:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم على النقل الطيب،
قال الشيخ الألباني في تحذير الساجد:
الذي يمكن أن يفهم من هذا الاتخاذ -اتخاذ القبور مساجد-، إنما هو ثلاث معان:
الأول: الصلاة على القبور، بمعنى السجود عليها.
الثاني: السجود إليها واستقبالها بالصلاة والدعاء.
الثالث: بناء المساجد عليها، وقصد الصلاة فيها.
و وجه التفريق بين بناء المسجد على القبر أو إدخاله فيه لم يتبين عندي و في الحديث فقالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان واضعاً رأسه في حجري إذ قال: قاتل الله أقواماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، واجتمع رأيهم أن يدفنوه حيث قبض في بيت عائشة.
قال الشيخ رحمه الله:
قلت: هذه الرواية ـ على إرسالها ـ تدل على أمرين اثنين:
أحدهما: أن السيدة عائشة فهمت من الاتخاذ المذكور في الحديث انه يشمل المسجد الذي قد يدخل فيه القبر، فبالأحرى أن يشمل المسجد الذي بني على القبر.
الثاني: أن الصحابة أقروها على هذا الفهم، ولذلك رجعوا إلى رأيها فدفنوه صلى الله عليه وسلم في بيتها.
فهذا يدل على أنه لا فرق بين بناء المسجد على القبر، أو إدخال القبر في المسجد، فالكل حرام لأن المحذور واحد، ولذلك قال الحافظ العراقي:
" فلو بنى مسجداً يقصد أن يدفن في بعضه دخل في اللعنة، بل يحرم الدفن في المسجد، وإن شرط ان يدفن فيه لم يصح الشرط لمخالفة وقفه مسجداً.
قلت: وفي هذا إشارة إلى أن المسجد والقبر لا يجتمعان في دين الإسلام.
فإن كان ذلك كذلك، فلا يزال الإشكال قائما في سؤالي الذي أوردته بناءا على ما أجاد به الشيخ عبد الرحمان الفقيه جزاه الله خيرا من أن القبر كان منفصلا عن الغرفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/246)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 04 - 08, 03:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
النهي إنما جاء عن الصلاة إلى القبور وعن اتخاذها مساجد
ففي صحيح مسلم -عن أبي مرثد الغنوي قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها.
وفي لفظ مسند أحمد لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا عليها. وهذا اللفظ وهم مخالف للروايات الأخرى.
فالمنهي عنه هو الصلاة إلى القبور.
يبقى معتى قوله تعالى عن الفتية (لنتخذن عليهم مسجدا)
فالآية تدل على أن الاتخاذ هو بناء مسجد على قبورهم
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم (اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) قد يقصد بها بناء المساجد عليها للصلاة إليها أو الصلاة إليها بدون بناء مساجد عليها. يعني أن الناس يقصدون بذلك الصلاة عندها.
وأما إدخال حجرة عائشة رضي الله عنها في المسجد النبوي فهو أمر محدث، ولم يقصد به اتخاذ القبر مسجدا،ولا الصلاة إليه
فإذا كان إدخالها لمصلحة التوسعة للمسجد بدون قصد اتخاذها مسجدا للصلاة إليها فهذا الأمر الذي حصل من الوليد وبين العلماء هذا الخطأ الحاصل منه وقالوا لو وسعه من الجهات الأخرى لكان أولى.
فقبر النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد إدخاله لذاته للصلاة إليه ولم يقصد أن يتخذ مسجدا يصلى إليه، وإنما حصل إدخال حجرة عائشة رضي الله عنها بما فيها لتوسعة المسجد.
فالحاصل مما سبق أن القبر إذا أدخل إلى المسجد للصلاة إليه أو للبركة ونحو ذلك فهذا يكون من اتخاذ القبور مساجد.
أما إذا أدخل لتوسعة المسجد للحاجة وكان منفصلا ولم يقصد منه الصلاة إليه أو التبرك ونحو ذلك فهذا أمره يختلف ولايعتبر من اتخاذ القبور مساجد.
فلذلك لم يكن أحد بعد إدخاله في عهد السلف يأتي إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي إليه أو يتخذه مسجدا.
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 07:18 ص]ـ
هل ممكن شيخنا عبد الرحمن الفقيه بارك الله فيك ان نقول بالاضافة الى ردكم الماتع
ان دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته هذا خاص والامر بعدم اتخاذ القبور مساجدد عام
والخاص مقدم على العام ,
وهذا لا يدخل فى الاتخاذ المذكور في الحديث, حيث ان هذا خاص بالانبياء
ما رايكم
ـ[أنس بن محمد]ــــــــ[28 - 04 - 08, 12:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا عبد الرحمن و بارك فيكم
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[11 - 05 - 08, 02:40 م]ـ
ومما يستأنس به على ان الحجرة التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم منفصلة عن حجرة عائشة رضي الله عنها ما روي في المسند:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنِ امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمَارَةَ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ قَالَتْ
مَا عَلِمْنَا بِدَفْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَمِعْنَا صَوْتَ الْمَسَاحِي مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ
قَالَ مَحَمَّدٌ وَقَدْ حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِهَذَا الْحَدِيثِ(48/247)
عصف الذهن (3) .. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة .. والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 03:30 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
أما بعد ..
فصورة القضية تتلخص في إيراد أورده الأشاعرة المتأخرون على أهل السنة السلفيين، وكان مفاده: كيف تزعمون أنكم على الحق ونحن معنا قرينة لائحة متضحة على أن الحق معنا وهي: أننا أكثر الأمة ..
فغالب علماء الأمة، المفسرون والمحدثون والفقهاء واللغويون والأصوليون =أشاعرة وماتريدية ..
وهذه قرينة ظاهرة ليس معكم مثلها .. ولو كنتم على الحق لكنتم أكثر الأمة ..
فكان أن رد عليهم أهل السنة بجواب صورته:
((ليس الرأيُ ما ذهبت إليه، من أن جمهورَ الأمةِ من الأشعرية وانظر حولك في محيطك الذي تعيش فيه، هل عوام الأمة يعرفون الأشعري والماتريدي، وماذا يقولون في علو الله تبارك وتعالى على عرشه، وماذا يعتقد العوام في ((الإسراء والمعراج))، حتى مَنْ يقول منهم إن الله في كل مكان فإذا باحثته لم يكن يريد إلا السلطان والعلم والجبروت وما أشبه ذلك من المعاني الصحيحة ولم يُرِدْ أحدٌ منهم الحلولَ أو الاتحادَ قط، ولا خطر بقلب أحدهم ((لا خارجَ العالم ولا داخلَهُ)) وكذلك قُلْ في أفعال العباد، فكل العوام يثبتون عموم الإرادة والخلق، فكل شيء بإرادة الله وخلقه، ويثبتون مع ذلك اكتسابَ العبدِ لأفعاله، فالله خالقٌ مريدٌ حقيقةً، والعبدُ فاعلٌ حقيقةً ولا تَنافِىَ في شيء من ذلك عندهم ولا يناقضون بين هذا وهذا، ولا يقولون بجبرٍ أو كسبٍ أو نحو ذلك، كما لا يتوقف أحد من العوام عن إثبات شيء من صفات الله تعالى على ما يليق به، لا يمنعه ((حلول حوادث)) ولا ((حوادث لا أول لها)) عن ذلك، وسَلْ يا دكتور عمر أيَّ عاميٍّ هل ربُّنا سبحانه يُوصَفُ برحمةٍ ورضا وغضب، أم المراد ((إرادة الثواب وإرادة العقاب)) وأن الرحمة خور والغضب غليان ... الخ من التأويلات الأشعرية الغريبة البعيدة.
فكل هؤلاء ليسوا من الأشاعرة، وإثباتهم ليس متلقىً عن أحد بل بفطرتهم النقية التي لم تتلوث بترهات علم الكلام الذي غرسه المتكلمون ومنهم الأشاعرة، وهؤلاء هم جمهور الأمة قبل ((القرن السابع)) وبعده)).
هذا مثال على الرد ولم أر ممن حاولوا الرد على إيراد الأشاعرة من خرج عن هذا النسق في الرد ..
الآن نلاحظ أن أهل السنة لما حاولوا الرد على هذا الإيراد =فزعوا إلى ذكر العوام وأنهم على الفطرة وعقيدة العجائز، ولا شك أن العوام هم دائماً أكثر الأمة ... وفرحوا بردهم هذا وركنوا إليه وصارت الحجة تُقلب على الأشاعرة فيقال: بل نحن أهل السنة أكثر الأمة ....
والآن نبدأ التعليق على ما تقدم مضمنين هذا التعليق الرأي الذي نرتضيه في هذه المسألة ...
1 - هذا الولوع بالكثرة والحرص على وصف المذهب بها وجعلها قرينة على إصابة الحق = لا ينبغي أبداً وفيه غفلة عن النصوص الكثيرة الموضحة والمبينة أن أهل الحق قلة دائماً:
والله يقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}
والله يقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
والله يقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}
والله يقول: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}
والله يقول: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورً}
والداخلون النار أكثر بكثير من أهل الجنة ....
والمحصلون لأعلى رتب الأعمال القلبية والجوارحية السابقون السابقون أقل بكثير من غيرهم ..
والقائمون على نصرة الحق إلى قيام الساعة طائفة قليلة .....
والفرقة الناجية واحدة من ثلاثة وسبعين فرقة ....
والسؤال الذي يبرز بعد كل هذا: لم هذا الولوع بالكثرة والانتساب إليها (؟؟؟)
2 - هذه المسألة أكثر منها ومن ذكرها الأشاعرة المعاصرون وجابههم بهذا الرد أهل السنة المعاصرون ... وإلا فالكلام فيها قديم تجد له أصولاً سابقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/248)
3 - الذي في كلام السلف: الجماعة ما كان على الحق ولو كنت وحدك ... ولم يك عندهم هذا الولوع بالكثرة .... غاية الأمر أن يعددوا العلماء المنتسبين لأهل السنة أما الوصف بالكثرة في الأمة فلا .. وشيخ الإسلام وتلاميذه كانوا وحدهم في خضم هائل من المخالفين؛ورأينا في كلامهم كثرة الحديث عن الغربة والاغتراب ولم نر حديث الكثرة هذا، والإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب كان وحده في قاموس من المخالفين الشانئين ولم نر منه ذاك الولوع بالاستكثار ... بل ذكر أن الاحتجاج بالكثرة من سيما أهل الجاهلية ... والشيخ الألباني كان كدوحة الخير في صحراء قاحلة من الأعداء والمناوئين فلم نر منه هذا الولوع بالاستكثار بل لعلي رأيت في كلامه وكلام الإمام المجدد التمدح بالقلة وأنها شعار أهل الحق ..
فلم جارى أولئك الباحثون تلك الشبهة الأشعرية وحاولو الركض في مضمار التكثر البغيض هذا (؟؟؟؟)
وإذاً فهبنا قلنا الأشاعرة أكثر الأمة ..
فكان ماذا (؟؟)
وهل يُعدُ هذا مدحاً إلا على سنن أهل الجاهلية المتمدحين بالكثرة (؟؟!)
4 - إدخال العوام في هذا التعداد والاستقواء بهم خطأ ظاهر ... خطأ من جهة أصول المناظرة والاستدلال فالأشاعرة يتكلمون عن العلماء ولأمة في كلامهم هم العلماء فهم معيار الأمة وهم الذين ينعقد بهم الإجماع ويحصل بخلافهم الخلاف .. فإدخال العوام حيدة ظاهرة ....
وإدخال العوام خطأ في نفس الأمر فالعوام ليسوا معياراً تُقاس به الأمة، والعامي إن وافق الحق فليس ذلك عن استدلال-في الغالب- ولذا يسهل إدارته عما هو عليه من الرأي من أقرب طريق ... بل لو شئنا أن نقيس الأمور بميزانها الصحيح لقلنا: إن الغالب على العوام عدم الخلو من الاعتقاد الفاسد ولو في وجه من الوجوه فخرجوا بذلك عن أن يكونوا من أهل السنة الخلص ... فالعامي حين يصيب أو حين يخطئ فهو لا يرتكز في صوابه وخطأه على علم وحجة وإنما هو التقليد والجهل لا غير ...
4 - كلام الأشاعرة صحيح في أن المنتسبين لمذهبهم كثر أما أنهم أكثر الأمة عبر الألف وخمسمائة عام .. فباطل وتزيد محض.
5 - ثم الأشاعرة ليسوا أكثر الأمة ولا حتى إذا جعلنا العلماء هم الميزان ... وبرهان ذلك فيما يلي:
1 - منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عام تحول الأشعري إلى طريقة ابن كلاب زهاء أربعة قرون،ليس فيها أشعري ولا مذهب أشعري ... والقول بإن هذه القرون كانت على طريقة الأشعري لأنها هي الحق =هو استدلال بمحل النزاع فالسلفيون يدعون نفس الدعوى ... فخرجت هذه القرون الأربعة عن أن يستدل بها على الكثرة ..
2 - من القرن الرابع الهجري إلى الآن وبلاد الهند ودول الاتحاد السوفيتي كلها على مذهب الماتريدية وليس هو مذهب الأشاعرة ومجرد الاختلاف في الأصول وفي النسبة يمنع جعلهم والأشاعرة واحداً ... فخرج هذا الفصيل بأكمله عن أن يستدل به على الكثرة ...
3 - مذهب الأشاعرة منذ أبي الحسن وحتى ما قبل الرازي شئ ومذهب الأشاعرة بعد الرازي شئ آخر .... والخلاف بين المذهبين يشق الصف الأشعري ويمنع وصفه بأنه مذهب واحد ... ولذلك كان أهل الفطنة من الأشاعرة المتكلمين عن الكثرة يُركزون على القرن السابع فما بعده ...
4 - كان المذهب الأشعري من القرن الرابع للسابع موجوداً. هذا صحيح .. أما أنه هو الأكثر فلا وكلا بل لعل القرنين الرابع والخامس شهدا سيطرة وانتشاراً كاملين للحنابلة السلفيين ....
5 - وإذاً فالوجود الحقيقي الذي يمكن وصفه بالكثرة للأشاعرة هو وجودهم بعد القرن السابع ... وقد ألمحنا إلى مفارقة طريقتهم لطريقة الأشعري وأتباعه الأول: الاسفراييني والباقلاني ...
6 - الآن علماء الأشاعرة من القرن السابع إلى الثالث عشر من هم (؟؟؟)
من هم في أنفسهم (؟؟)
ومن هم قياساً إلى القرون السابقة (؟؟؟)
أما العدد فهم أقل عدداً ولا شك .... فالخير في تناقص والإقبال في تناقص ... ونهمة الناس للعلم وفراغهم له وجمعهم أنفسهم له في القرون السابقة كان أكثر وأكبر ...
أما الفضل فهم أقل فضلاً ولا شك ....
أما الاجتهاد ... فعلماء ما بعد القرن السابع –بشهادتهم على أنفسهم-ليس فيهم مجتهد واحد؛فباب الاجتهاد مغلق،والفقه تبع لإمام تقليداً ودوراناً، والاعتقاد تبع لإمام تقليداً ودوراناً، والسلوك تبع لإمام تقليداً ودوراناً ...
أما النظر الحر، والاستدلال الخالص، والاجتهاد غير المتقيد بمذهب وإمام فلم يك موجوداًَ ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/249)
فبأي شئ صار أولئك علماء الأمة الذين تُقاس بهم الكثرة والغلبة (؟؟؟)
دع عنك أن علماء ما بعد القرن السابع متنازعون في مسائل الاعتقاد بين سلفي وأشعري وخارجي ومعتزلي وإباضي ومرجئي ... فوصف إحدى طوائفهم بالجمهور متعذر ... نعم قد يصح هذا الوصف في مكان دون آخر أما كحكم عام على التاريخ الإسلامي أو حتى على حقبة واسعة منه=فهذا تعميم غير مرضي ..
وخلاصة القول:
1 - ليس الأشاعرة هم الأكثر ولا نحتاج في تعضيد هذا لأكثر مما ذكر ...
2 - ليس أهل السنة هم الأكثر عبر القرون السابقة كلهاوالبراهين على تلك والتي قبلها واحدة،وإدخال العوام في هذا ليس بحسن.
3 - التمدح بالكثرة خطأ ظاهر، والأدلة ظاهرة في أن أهل الحق والفرقة الناجية والطائفة المنصورة يكونون أقل من غيرهم. فلم الولوع بالكثرة على هذا النحو العجيب ... وفي المعتز بالكثرة المعير بالقلة شبه من القائل: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ}.
وأختم بهذا النص الشريف ..... الذي يُظهر لك أن علماء السلف لم يردوا تلك الشبهة الأشعرية بأن يجاروهم في دعوى الكثرة ... وإنما ردوا عليهم بسنن القرآن ...
قال ابن قدامة في كتابه: ((المناظرة في القرآن)):
((ومن العجب [أن] أهل البدع يستدلون على كونهم أهل الحق بكثرتهم وكثرة أموالهم وجاههم وظهورهم. ويستدلون على بطلان السنة بقلة أهلها وغربتهم وضعفهم.
[فصل مهم في الرد على ما ادعوه]
فيجعلون ما جعله النبي صلى الله عليه وسلم دليل الحق وعلامة السنة دليلاً على الباطل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقلة أهل الحق في آخر الزمان وغربتهم وظهور أهل البدع وكثرتهم.
ولكنهم سلكوا سبيل الأمم في استدلالهم على أنبيائهم وأصحاب أنبيائهم بكثرة أموالهم وأولادهم وضعف أهل الحق، فقال قوم نوح له {ما نراك إلا بشراً مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين} وقال قوم صالح فيما أخبرنا الله عنهم بقوله {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحاً مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون * قال الذين استكبروا إنا بالذي أمنتم به كافرون} وقال قوم نبينا صلى الله عليه وسلم {وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين} وقال الله عز وجل {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا} {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه} ونسوا قول الله عز وجل {وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع} وقوله سبحانه {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} وقوله سبحانه {واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب ...... } وقوله سبحانه {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجهاً منهم} وقوله تعالى {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ... } إلى قوله تعالى {وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين}.
وقد كان قيصر ملك الروم وهو كافر أهدى منهم، فإنه حين بلغه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم سأل عنه أبا سفيان فقال: يتعبه ضعفاء الناس أو أقوياؤهم؟ فقال بل ضعفاؤهم فكان مما استدل به على أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنهم أتباع الرسل في كل عصر وزمان.
وفي الآثار: أن موسى عليه السلام لما كلمه ربه تعالى قال له: يا موسى لا يغرنكما زينة فرعون هولا ما متع به فإنني لو شئت أن أريكما [زينة] أن مقدرته تعجز عن أقل مما أوتيتما لفعلت ولكنني أظن بكما عن ذلك وأزويه عنكما وكذلك أفعل بأوليائي وقديماً ما خرت لهم أني لأذوهم عن الدنيا كما يذود الراعي الشفيق إبله عن مبارك العرة، وإني لأجبنهم سلوتها ونعيمها كما يجنب الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة وما ذلك لهوانهم علي ولكن ليستكملوا نصيبهم من الآخرة سالماً موفراً لم تكله الدنيا ولم يطعه الهوى. [صحيح من قول وهب بن منبه]
وقد روي عن عمر ـ رضي الله عنه ـ:
" إنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم مشربة له فرفع رأسه في البيت فلم يرى فيه إلا أهبة ثلاثة، والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ على رمال حصير، ما بينه وبينه شيء قد اثر في جنبه فقلت يا رسول الله وأنت على هذه الحال وفارس والروم وهم لا يعبدون الله لهم الدنيا، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم محمراً وجهه ثم قال: " أفي شك أنت يا ابن الخطاب، أما أرضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة " [حديث صحيح]
هذا معنى الخبر.
ثبتنا الله وإياكم على الإسلام والسنة، وجنبنا الكفر والبدعة، وحبب إلينا الإيمان وزبنه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وجعلنا من الراشدين)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/250)
ـ[محمد براء]ــــــــ[30 - 07 - 08, 11:27 م]ـ
6 - الآن علماء الأشاعرة من القرن السابع إلى الثالث عشر من هم (؟؟؟)
من هم في أنفسهم (؟؟)
ومن هم قياساً إلى القرون السابقة (؟؟؟)
أما العدد فهم أقل عدداً ولا شك .... فالخير في تناقص والإقبال في تناقص ... ونهمة الناس للعلم وفراغهم له وجمعهم أنفسهم له في القرون السابقة كان أكثر وأكبر ...
أما الفضل فهم أقل فضلاً ولا شك ....
أما الاجتهاد ... فعلماء ما بعد القرن السابع –بشهادتهم على أنفسهم-ليس فيهم مجتهد واحد؛فباب الاجتهاد مغلق،والفقه تبع لإمام تقليداً ودوراناً، والاعتقاد تبع لإمام تقليداً ودوراناً، والسلوك
خذ هذه الأخرى:
يقولون: " إن محمد بن مراد العثماني فاتح القسطنطينية قد أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو كان على مذهب الأشعري، فهذا كالثناء على أهل القرون الفاضلة التي تدعون الناس للسير على نهجهم! ".
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[31 - 07 - 08, 01:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا فهر
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[31 - 07 - 08, 02:51 ص]ـ
خذ هذه الأخرى:
يقولون: " إن محمد بن مراد العثماني فاتح القسطنطينية قد أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو كان على مذهب الأشعري، فهذا كالثناء على أهل القرون الفاضلة التي تدعون الناس للسير على نهجهم! ".
الرد على شبهة صحة مذهب الاشاعرة و الصوفية كون ان محمد الفاتح منهم
http://sd-sunnah.com/ivt/details.php?linkid=9
*******************
ما العقيدة الأكثر انتشاراً في العالم الإسلامي؟
http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?t=451
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[31 - 07 - 08, 12:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من باب المنقاشة والمذاكرة, ذكرت شيخنا الحبيب أبا فهر أن الجماعة ليسوا بالضرورة هم عامة الأمة, بل الجماعة هم العلماء.
وذكرت حفظك الله بعض الآيات التي تدل على أن الكثرة لا تدل الحق كما بينت سابقاً, ومثل هذه النصوص جاءت في الحديث عن الكفار لا الحديث عن المسلمين فلا يصح الاستدلال بها في مقامنا هذا.
الرسول عليه الصلاة والسلام أوصى المسلمين بلزوم جماعة المسلمين, ولو كانت الجماعة هي عامة العملاء في عصر معين, لكان لزوم المذهب الأشعري أو رأي المعتزلة حق, ولا يخفى على فاضل مثلكم مجاكم شيخ الاسلام وغيره وما كانت الماهب السائدة في عصرهم.
وما ذكرت حفظك الله من كلام السلف أن الجماعة ما كان على الحق ولو كان واحداً, وهذه المقولة يستطيع أن يدعيها أي أحد ... فالمعتزلي يقول أنا على الحق ولو كنت واحداً, والشيعي يقول أنا على الحق ولو كنت واحداً ... وهكذا ...
فمثل هذه المقولة لا تعطي معالم واضحة للحق ولصاحبه.
... الاعتقاد هو اعتقاد جماعة المسلمين - والله أعلم -
والسلام عليكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - 07 - 08, 02:52 م]ـ
بارك الله فيكم ...
جماعة المسلمين في كلام النبي (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) هي جماعة المسلمين المجتمعين على إمام واحد ..
وليس للمسلمين في العقائد جماعة وإنما هم فيها فرق كما نص النبي (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) ..
ولذا كان من لسان السلف فيها أن الجماعة هم من كانوا على ما كان عليه النبي (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) ولو كانوا واحداً ..
وليست كل الفرق تدعي ذلك بل أكثرهم يصرح بمخالفته للصحابة .. لا يستثنى من ذلك إلا الأشاعرة وأشباههم .. وهبهم ادعوا .. فليدعوا .. وتفضحهم شواهد الامتحان ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[31 - 07 - 08, 05:18 م]ـ
لا يستثنى من ذلك إلا الأشاعرة وأشباههم .. وهبهم ادعوا .. فليدعوا .. وتفضحهم شواهد الامتحان ..
الأشاعرة يصرحون أن مذهب السلف التفويض - بصرف النظر عن صحة نسبة ذلك لهم- مع ذلك يخالفونهم ويؤولون!.
وهذا يدل أنهم ليسوا حريصين على موافقة ما يقولونه لما قاله السلف.
قال الأُبِّيُّ في «شرح صحيح مسلم» (2/ 241): "مَا نَسب - يعني القاضي عياض - من القول بالجهة إلى الدهماء ومن بعدَهم لا يصحُّ، ولم يقع إلا لابنِ عبد البر وابنِ أبي زيد وهو عنهما مُتأوَّلٌ، وما يوجَدُ من تلطيخِهِما وبعضِ السَّلَفِ فاسدٌ لا يُلتَفَتُ إليهِ .... "
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[25 - 08 - 10, 05:59 ص]ـ
للفائدة .....
ـ[محمد اسامه الصيرفى]ــــــــ[27 - 08 - 10, 03:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم على هذا الشرح(48/251)
نظم الدرر في بيان مفهوم القضاء والقدر
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 03:43 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو تعريف عامة المسلمين بمعتقد القضاء والقدر بأسلوب مبسط مختصر.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 03:44 م]ـ
أخوتاه القضاء لغة: الحكم والفصل،وشرعاً: هو ما قضى به الله سبحانه وتعالى في خلقه من إيجاد أو إعدام أو تغيير، والقدر: مصدر قدرت الشيء أقدره إذا أحطت بمقداره، والقدر في الشرع: هو ما قدره الله تعالى في الأزل، أن يكون في خلقه بناء على علمه السابق بذلك، والفرق بين القضاء والقدر أن القدر: هو تقدير لشيء قبل قضائه. والقضاء هو الفراغ من الشيء فالقدر بمنزلة تقدير الخياط للثوب فهو قبل أن يفصله يقدره فيزيد وينقص فإذا فصله فقد قضاه وفرغ منه وفاته التقدير، وعلى هذا يكون القدر سابقاً للقضاء
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 03:44 م]ـ
والقضاء والقدر أمران متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر؛ لأن أحدهما بمنزلة الأساس وهو القدر، والآخر بمنزلة البناء، وهو القضاء فمن رام الفصل بينهما فقد رام هدم البناء ونقضه، والله قد قدر الأشياء في الأزل، وعلم أنها ستقع في أوقات معلومة، وعلى صفات مخصوصة، وقد كتب الله تلك المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكل ما كتبه الله قد أراده وشاءه، وكل شيء خلقه الله على ما قدره وشاءه فلا يكون في ملك الله إلا ما أراد،والله قد خلق الإنسان وجعل فيه إرادة وقدرة لكي يستطيع فعل الأشياء، والمعاصي والطاعات تصدر عن إرادة الإنسان وقدرته،وما صدر عن المخلوق فهو مخلوق فالمعاصي مخلوقة، والطاعات مخلوقة فلا يحتج أحد بالقدر على فعل المعاصي،فمعني أن الله قد قدر المعصية أن الله علم في الأزل أن هذا الإنسان سيقع منه هذه المعصية التي صدرت عن إرادته فكتب ذلك وأراد ذلك فالله قدر وقوع المعصية أي علم علم غيب بوقوع المعصية من الإنسان فكتب ذلك وأراد ذلك فليس في ذلك جبر على فعل المعصية ففعل الإنسان المعصية فعل باختياره لم يجبره أحد على فعلها،وهي صادرة عن إرادته فلماذا أراد المعصية؟
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 03:45 م]ـ
والتسجيل الشامل للأشياء والأحداث قبل وقوعها لا ينافي الاجتهاد في العمل واتخاذ الأسباب فإن الله كما كتب المسببات كتب الأسباب، وكما قدر النتائج، قدر المقدمات فالأخذ بالأسباب لا ينافي القدر بل هو من القدر أيضاً،ولا حجة لأحد على المعصية بأن الله قدرها عليه؛ لأن الله لم يجبره على المعصية، والإنسان حين أقدم على المعصية لم يكن لديه العلم بأنها مقدرة عليه؛ لأن الإنسان لا يعلم بالمقدر إلا بعد وقوع الشيء، فلماذا لم يقدر قبل أن يفعل المعصية أن الله قدر له الطاعة فيقوم بطاعته؟! وكما أنه في أمور الدنيا يسعى لما يرى أن فيه خيراً ويهرب مما يرى فيه شراً، فمن المعلوم أنه لو عرض على الإنسان من أعمال الدنيا مشروعان أحدهما يرى لنفسه الخير فيه، والثاني يرى لنفسه الشر فيه، من المعلوم أنه يختار المشروع الأول الذي هو مشروع الخير ولا يمكن أبداً بأي حال من الأحوال أن يختار المشروع الثاني،وهو مشروع الشر، فلماذا لا يعامل الإنسان نفسه هذه المعاملة في عمل الآخرة؟!
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 03:45 م]ـ
ونقول لمن يحتج بالقدر على فعل المعاصي ألا تعلم أن الله قد قدر لك الحياة؟ يقول بلى نقول له إذا مادام الله قدر لك الحياة فلم تأكل؟ يقول حتى لا أموت نقول له إذاً إيمانك بأن الله قد كتب لك الحياة لم يجعلك تتخلف عن فعل ما يكون سببا في بقائها،وإذا قلت له مادام الله قد قدر أن يولد لك ولد فسوف يكون لك ولد فلا داعي للزواج يقول أنت مجنون إن الزواج سبب في إنجاب الولد إذا الإيمان بالقدر لا يمنع الإتيان بالأسباب للحصول على النتائج فإذا كتب الله الجنة على العبد فلابد للعبد من الإتيان بأسباب دخول الجنة،ومن أراد الجنة سعى إلى ما يكون سببا في دخولها،وإذا لم يرد العبد النار سعى إلى ما يمنعه من دخولها
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 03:46 م]ـ
فالله جعل العبد مختاراً ليس مجبوراً، فالقول بالجبر لا يستقيم مع الإيمان بالقدر؛ لأن الإيمان بالقدر إيمان معه الإيمان بأن العبد مختار،وليس بمجبر فكيف يكلف الله المجبر؟!!! فالقول بالجبر قدح في الله،ومن ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر الرضا واليقين فمادام كل شيء بقدر الله فلابد من الرضا واليقين؛ لأن الله لا يقدر إلا خيراً، فإذا قدر الله على العبد مصيبة فهو يريد منه الصبر فإذا كان مؤمناً بقضاء الله وقدره فليصبر على أقدار الله المؤلمة فالصبر من الإيمان فإن لم يصبر فكيف يقول أنه مؤمن؟ فمن حكم تقدير الله للمصائب والمحن إظهار صادق التوكل ومحسن التفويض من المتسخط الذي لا يكف جوارحه عن الوقوع فيما حرم الله كرفع الصوت عند المصيبة وشكوى الله إلى الناس،ومن ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر الاستغناء بالخالق عن المخلوق؛ لأن كل شيء يصيبك من خير وشر إنما هو تقدير الله،والمخلوق ليس إلا واسطة هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وكتب ربيع أحمد طب عين شمس الثلاثاء 23/ 1/ 2007 م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/252)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 03:47 م]ـ
اضغط و حمل نظم الدرر في بيان مفهوم القضاء والقدر على ملف ورد ( http://www.keepmyfile.com/download/857d6f2213230)
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[06 - 04 - 09, 11:09 م]ـ
جزاك الله خيراً
وحبذا لو جعلت الملف في قسم خزانة الكتب
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[07 - 04 - 09, 10:02 م]ـ
كأن الرابط معطل
عسى أن يتم إصلاحه في أسرع وقت للأهمية
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[09 - 04 - 09, 06:26 م]ـ
هل لأحد الإخوة الذين حملوا هذا الملف من قبل أن يعيد رفعه مأجوراً عند الله مشكوراً(48/253)
أسئلة وأريد اجابة عاجله .......
ـ[سلوى العتيبي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 06:24 م]ـ
*ماالفناء الذي يقصده أهل التصوف أرجو توضيحه لي؟
*ماثمرة الأعتقاد بنبوته رسول الله محمد علية افضل الصلاة والسلام؟
* مامذهب المعتزلة في صفة الكلام لله ومالدليلهم العقلي لهذة الصفة مع التوضيح؟
*ماشبة المعطلة في نفس صفة الكلام ومالرد عليها وماالجواب عند استدلالهم بقولة تعالى (لاتدركه الأبصار) بأيجاز؟
أرجو المساعده في فهم ذلك.
وشكرا. </ b>
ـ[سلوى العتيبي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 06:55 م]ـ
ياطلبة العلم هل من مجيب على أسئلتي ....
ـ[سلوى العتيبي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 07:23 م]ـ
أرجوكم اريد أجابة ولو على واحده منها .......
ـ[المقدادي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 08:17 م]ـ
- ماالفناء الذي يقصده أهل التصوف أرجو توضيحه لي؟
هو توحيد خاصة الخاصة عندهم و بإختصار أن لا يري العبد شيئا في هذا الوجود إلا الله , ثم يعتقد انه لا شئ إلا هو فيظن نفسه الرب ,فيقول أنا الحق .. الخ و هو درب خطر يفضي الى الإتحاد كما قال الإمام ابن أبي العز في شرحه على الطحاوية
- ماثمرة الأعتقاد بنبوته رسول الله محمد علية افضل الصلاة والسلام؟
ثمرة الإيمان بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم كثيرة و لعل أهم ما يظهر لي منها:
1 - الهداية من الغواية و هداية الله تعالى للعبد بالتمسك بالصراط المستقيم
2 - جنة عرضها السموات و الأرض
- مامذهب المعتزلة في صفة الكلام لله ومالدليلهم العقلي لهذة الصفة مع التوضيح؟
مذهبهم أن كلام الله تعالى مخلوق ,أما دليل المعتزلة العقلي في هذه الصفة فلا أعرفه إلا أن يكون دليلهم ان هذا يقتضي التشبيه و التجسيم و الله أعلم
- وماالجواب عند استدلالهم بقولة تعالى (لاتدركه الأبصار) بأيجاز؟
قال الإمام ابن أبي العز في شرحه على الطحاوية:
فَقَوْلُهُ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}، يَدُلُّ عَلَى كَمَالِ عَظَمَتِهِ، وَأَنَّهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنَّهُ لِكَمَالِ عَظَمَتِهِ لَا يُدْرَكُ بِحَيْثُ يُحَاطُ بِهِ، فَإِنَّ الْإِدْرَاكَ هُوَ الْإِحَاطَةُ بِالشَّيْءِ، وَهُوَ قَدْرٌ زَائِدٌ عَلَى الرُّؤْيَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} {قَالَ كَلَّا} (2)، فَلَمْ يَنْفِ مُوسَى الرُّؤْيَةَ، وَإِنَّمَا نَفَى الْإِدْرَاكَ، فَالرُّؤْيَةُ وَالْإِدْرَاكُ كُلٌّ مِنْهُمَا يُوجَدُ مَعَ الْآخَرِ وَبِدُونِهِ، فَالرَّبُّ تَعَالَى يُرَى وَلَا يُدْرَكُ، كَمَا يُعْلَمُ وَلَا يُحَاطُ بِهِ عِلْمًا، وَهَذَا هُوَ الَّذِي فَهِمَهُ الصَّحَابَةُ وَالْأَئِمَّةُ مِنَ الْآيَةِ، كَمَا ذُكِرَتْ أَقْوَالُهُمْ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ. بَلْ هَذِهِ الشَّمْسُ الْمَخْلُوقَةُ لَا يَتَمَكَنُّ رَائِيهَا مِنْ إِدْرَاكِهَا عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ.)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 11:40 م]ـ
- ماالفناء الذي يقصده أهل التصوف أرجو توضيحه لي؟
هو توحيد خاصة الخاصة عندهم و بإختصار أن لا يري العبد شيئا في هذا الوجود إلا الله , ثم يعتقد انه لا شئ إلا هو فيظن نفسه الرب ,فيقول أنا الحق .. الخ و هو درب خطر يفضي الى الإتحاد كما قال الإمام ابن أبي العز في شرحه على الطحاوية
أحسن الله إليك، وكثر الله فوائدكم.
أليس القول بوحدة الوجود هو عين الاتحاد؟
- مامذهب المعتزلة في صفة الكلام لله ومالدليلهم العقلي لهذة الصفة مع التوضيح؟
مذهبهم أن كلام الله تعالى مخلوق ,أما دليل المعتزلة العقلي في هذه الصفة فلا أعرفه إلا أن يكون دليلهم ان هذا يقتضي التشبيه و التجسيم و الله أعلم
أظن -ومنكم نستفيد- أنَّ دليلهم في ذلك أن الكلام يتألف ويتبعض ومنه حرف وصوت وما كان كذلك فينفى عن الله فقالوا هو مخلوق منفصل بائنٌ عنه سبحانه.
ـ[المقدادي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 12:40 ص]ـ
أحسن الله إليك، وكثر الله فوائدكم.
أليس القول بوحدة الوجود هو عين الاتحاد؟
. [/ COLOR]
و أحسن الله إليك و بارك فيك
هناك فرق بين وحدة الوجود و الإتحاد
راجع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134155
و بإختصار:
فالإتحاد عندهم: إتحاد الذوات مع الذات الإلهية و العياذ بالله
أما وحدة الوجود: فيعني ان لا يوجد شيء في هذا الكون إلا الله تعالى فلا يوجد خالق و مخلوق , فالله تعالى - بزعمهم - موجود ضمن مخلوقاته و العياذ بالله حتى قال قائلهم
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا ... الخ كلامهم الكفري
أظن -ومنكم نستفيد- أنَّ دليلهم في ذلك أن الكلام يتألف ويتبعض ومنه حرف وصوت وما كان كذلك فينفى عن الله فقالوا هو مخلوق منفصل بائنٌ عنه سبحانه
هذه شبهة الأشاعرة في الكلام - و قد رد عليهم أئمة السنة قديما و حديثا - و ربما يقول بها المعتزلة
و قد رجعت قبل قليل الى كتاب " المعتزلة بين القديم و الحديث " لمحمد العبده و طارق عبدالحليم فوجدت أنهما ساقا دليلا للمعتزلة و هو انه إن كان القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق لكان قديما مع الله و هذا قول بإلهين ,,,, و معلوم فساد قولهم بالضرورة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/254)
ـ[سلوى العتيبي]ــــــــ[25 - 04 - 08, 08:23 م]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 09:29 ص]ـ
و أحسن الله إليك و بارك فيك
هناك فرق بين وحدة الوجود و الإتحاد
و بإختصار:
فالإتحاد عندهم: إتحاد الذوات مع الذات الإلهية و العياذ بالله
أما وحدة الوجود: فيعني ان لا يوجد شيء في هذا الكون إلا الله تعالى فلا يوجد خالق و مخلوق , فالله تعالى - بزعمهم - موجود ضمن مخلوقاته و العياذ بالله حتى قال قائلهم
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا ... الخ كلامهم الكفري
بارك الله فيكم ..
مما يشكل في الأمر أن أقوال الاتحاد قريبة إلى أقوال وحدة الوجود فتكاد ترى أن الحكم واحد.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 09:39 ص]ـ
من أدلة المعتزلة في أن الكلام مخلوق:
1 - دليل التركيب السابق.
2 - دليل حدوث الأعراض والأجسام.
3 - أدلة سمعية حرفوا معناها إلى القول بخلق القرآن:
-كقوله تعالى (إنا جعلناه قرآنا عربيًا)
-وقوله (الله خالق كل شيء)
وغيرها ..
أما الأشاعرة فاستدلوا بدليل التركيب على إثبات الكلام النفسي وخلق الكلام اللفظي -فالكلام عندهم على نوعين- وهم يشتركون في هذا الأخير مع المعتزلة، وقد نص عليه الأشاعرة المتأخرون كالبيجوري ومحمد عبده والبوطي.(48/255)
ميراث المرأة في الإسلام
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[21 - 04 - 08, 09:26 م]ـ
ميراث المرأة في الإسلام **
الحمد لله الذي هدانا لدينه القويم، وبين لنا شرائعه وأحكامه في كتابه وعلى لسان نبيه الأمين، والصلاة والسلام على رسوله الله المبعوث هدىً ورحمة للعالمين، أما بعد:
فإن الشبهات التي أثارها أعداء دين الله عز و جل حول ميراث المرأة، وادعائهم أن الإسلام قد هضمها حقها حين فرض لها نصف ما فرض للذكر، ينمُّ عن جهل عظيم من هؤلاء المتعالمين، الذين أرادوا أن يطعنوا في الإسلام بما هو ميزة فيه، و إليك بيان ذلك.
* ميراث المرأة قبل الإسلام، وفي بعض المجتمعات المعاصرة:
أولاً: ميراث المرأة عند اليهود:
يتميز نظام الميراث عند اليهود بحرمان الإناث من الميراث، سواء كانت أماً أو أختاً أو ابنة أو غير ذلك إلا عند فقد الذكور، فلا ترث البنت مثلاً إلا في حال انعدام الابن.
فيه تكلم نبي إسرائيل قائلاً: أيما رجل مات وليس له ابن تنقلون ملكه إلى ابنته.سفر العدد إصحاح 27: 1 - 11
أما الزوجة فلا ترث من زوجها شيئاً مطلقاً.
ثانياً: ميراث المرأة عند الرومان
إن المرأة عند الرومان كانت تساوي الرجل فيما تأخذه من التركة مهما كانت درجتها، أما الزوجة، فلم تكن ترث من زوجها المتوفى، فالزوجية عندهم لم تكن سبباً من أسباب الإرث، حتى لا ينتقل الميراث إلى أسرة أخرى، إذ كان الميراث عندهم يقوم على استبقاء الثروة في العائلات وحفظها من التفتت، ولو ماتت الأم فميراثها الذي ورثته من أبيها يعود إلى أخوتها، ولا يرثها أبناؤها ولو ترك الميت أولاداً ذكوراً وإناثاً، ورثوه بالتساوي.
ثالثاً: الميراث عند الأمم السامية أو الأمم الشرقية القديمة:
ونعني بهم الطورانيين والكلدانيين والسريانيين والفنيقيين والسوريين والأشوريين واليونانيين وغيرهم ممن سكن الشرق بعد الطوفان الذي كانت أحداثه جارية قبل ميلاد المسيح عليه السلام فقد كان الميراث عندهم يقوم على إحلال الابن الأكبر محل أبيه، فإن لم يكن موجوداً فأرشد الذكور، ثم الأخوة ثم الأعمام .... وهكذا إلى أن يدخل الأصهار وسائر العشيرة وتميز نظام الميراث عندهم فضلاً عما ذكرنا بحرمان النساء والأطفال من الميراث.
رابعاً: الميراث عند قدماء المصريين:
أما المصريون القدماء، فقد بينت الآثار المصرية، أن نظام الميراث عندهم كان يجمع بين كل قرابة الميت من آباء وأمهات، وأبناء وبنات، وأخوة وأخوات، وأعمام، وأخوال وخالات، وزوجة، فكلهم يتقاسمون التركة بالتساوي لا فرق بين كبير وصغير ولا بين ذكر وأنثى.
خامساً: الميراث عند العرب في الجاهلية:
نستطيع القول: إن العرب في الجاهلية، لم يكن لهم نظام ارث مستقل أو خاص بهم،إنما ساروا على نهج الأمم الشرقية.
فالميراث عندهم خاص بالذكور القادرين على حمل السلاح والذود دون النساء و الأطفال، ذلك لأنهم أهل غارا ت وحروب، بل أكثر من ذلك كانوا يرثون النساء كرها، بأن يأتي الوارث،ويلقي ثوبه على أرملة أبيه ثم يقول: ورثتها كما ورثت مال أبي.فإذا أراد أن يتزوجها تزوجها بدون مهر، أو زوجها من أراد، وتسلم مهرها ممن يتزوجها أو حجر عليها لا يزوجها ولا يتزوجها.فمنعت الشريعة الإسلامية هذا الظلم حين نزل قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آَتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)) [النساء/19]، و في حالات قليلة كان منهم من يورث الإناث ويسويهن بالذكور في النصيب كما هو الحال عند قدماء المصريين والرومانيين.
* ميراث المرأة في الإسلام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/256)
بعد أن اطلعنا على ما كان عليه حال ميراث المرأة قبل الإسلام ومبلغ الظلم الذي لحق بها من جراء تلك التشريعات والأنظمة الفاسدة، والتي كان للطمع والهوى فيها دور كبير، جاء الإسلام بنوره وعدله ليرفع عنها ما لحق بها من البغي والإجحاف، وليقرر أنها إنسان كالرجل، لها من الحقوق ما لا يجوز المساس به أو نقصانه، كما عليها من الواجبات ما لا ينبغي التفريط أو التهاون به، وبمقارنة سريعة بين نظام الإسلام في توريث المرأة وبين الشرائع والأنظمة القديمة والحديثة نجد:
1 - أن الذي تولى أمر تقسيم التركات في الإسلام هو الله تعالى وليس البشر، فكانت بذلك من النظام والدقة والعدالة في التوزيع ما يستحيل على البشر أن يهتدوا إليه لولا أن هداهم الله، قال تعالى: ((آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)) [النساء/11]
2 - الإسلام نظر إلى الحاجة فأعطى الأكثر احتياجا نصيباً أكبر من الأقل احتياجا ولذلك كان حظ الأبناء أكبر من حظ الآباء، لأن الأبناء مقبلون على الحياة والآباء مدبرون عنها؛
ولذلك كان للذكر مثل حظ الأنثيين في معظم الأحيان فلا شك أن الابن الذي سيصير زوجاً باذلا لمهر زوجته، منفقا عليها وعلى أولاده منها أكثر احتياجا من أخته التي ستصير زوجة تقبض
مهرها، ويرعاها وينفق عليها زوجها.
3 - إن الإسلام قد حصر الإرث في المال ولم يتعداه إلى الزوجة كما كان في الجاهلية، بل كرم رابطة الزوجية، وجعل ما بين الزوجين من مودة ورحمة حال الحياة سبباً للتوارث عند الوفاة، فلم يهملها كما فعلت بعض الشرائع.
4 - الإسلام لم يهمل حق القرابة كسبب من أسباب التوارث كما فعل القانون الروماني واليوناني بل إعتبر أن قرابة الرجل من الروابط الوثيقة بينه وبين أسرته، ولها حق طبيعي من الشعور الخالص والصلة الموفورة، والمرء يقوى بقرابته، ويأنس بها في حياته، ويبذل في سبيلها ما يمكنه من عطاء وخدمة ونصرة، ويجعلها في الدرجة الأولى من الرعاية.
5 - أما المساواة بين الأقارب في القانون المصري القديم فأمر يرفضه الإسلام أيضاً لتعلق توارث الأقارب بمفهوم القرب والبعد من المورث، وعليه فالبنوة مقدمة على الأبوة وهذه مقدمة على الأخوة وهكذا ... كما لم يقر الإسلام المساواة في الإرث بين الأخوة بالشكل الذي ذهب إليه القانون الفرنسي والروماني بل جعل الأخوة على درجات ثلاث (لأبوين، للأب،لأم) وقد راعى تلك الدرجات وورث الأقوى والأقرب.
6 - إيثار أرشد الذكور وتمييزه عن باقي أخوته في النصيب الإرثي مبدأ لم يقره الإسلام كما درجت عليه شرائع الأمم الشرقية القديمة والعرب في الجاهلية.
7 - ليس للابن كونه بكراً أية أفضلية على باقي الأبناء في الإسلام، على النحو الذي ذهبت إليه الشريعة اليهودية، حيث خصت البكر بنصيب اثنين من أخوته.
8 - لقد ضمن الإسلام حق مشاركة البنات للأبناء في الإرث من والدهن ولم يحجبهن بالأبناء كما ذهبت إليه الشريعة اليهودية، قال تعالى ((لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا)) [النساء/7].
و بعد هذه المقارنة يتبين لنا حقيقة ساطعة وهي أن نظام الإسلام في الميراث عامة وما يتعلق منه بالمرأة خاصةً هو النظام الوحيد الذي يوافق حركة السعي والنشاط في الجماعات البشرية، ولا يعوقها عن التقدم الذي تستحقه بسعيها ونشاطها.
*حكمة مشروعية ميراث المرأة:
إن المتأمل في مسألة تشريع الميراث للمرأة يجد لذلك حكماً كثيرة نورد منها:
1 - التأكيد على إنسانية المرأة وأنها شق الرجل، وأنها أهلاً لاستحقاق والتملك والتصرف كالرجل تماماً، وفي هذا من التكريم للمرأة ما فيه
2 - ثم إن الله عز وجل قد جعل الإنسان في الأرض خليفة، وشرفه فوكل إليه مهمة عمارتها واستنباط خيراتها، وزوده بقدرات تمكنه من القيام برسالته، ولفظ الإنسان عام يشمل الذكر والأنثى على حدٍٍّ سواء.
3 - تلبيةً لنداء الفطرة التي فطر الله الناس عليها ذكوراً وإناثا من حب التملك للمال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/257)
قال تعالى: ((إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)) [العاديات/6 - 8]
وقال تعالى: ((وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا)) [الفجر/19، 20].
4 - تمليك الإسلام للمرأة فيه عون لها على قضاء حوائجها.
5 - وفيه إعطاء المرأة فرصة لتتعبد الله عز وجل بمالها كالرجل عن طريق إنفاقه في وجوه الخير المختلفة.
6 - إن حصر الميراث بالذكور قد يؤدي بهم أو ببعضهم إلى الشعور بالعظمة، ويربي لديهم الإحساس بالأنانية والتسلط فيقعون في ظلم النساء، إما بإنقاصهن حقوقهن أو بحرمانهن مم لهن مطلقاً.
7 - التنصيص على حق المرأة في الميراث - كبيرةً كانت أو صغيرة - في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم يشكل رادعاً للمسلم يمنعه من التهاون في إعطائها ما لها من حق في مال المتوفى.
8 - القضاء بتوريث النساء مع الرجال كل حسب درجته من المتوفى، فيه تفتيت للثروة، وتوزيع لها على أكبر عدد ممكن من الذرية، وهذا يوسع دائرة الانتفاع بها، ويمنع تكديسها وحصرها في يد فرد أو أفراد معدودين.
9 - كما ويحقق معنى التكافل العائلي، فلا يحرم ذكراً ولا أنثى، لأنه مع رعايته للمصالح العملية يراعي مبدأ الوحدة في النفس الواحدة، فلا يميز جنساً على جنس إلا بقدر أعبائه.
* حالات ميراث المرأة:
من المعلوم من خلال النصوص الواردة في حق ميراث الأنثى في الإسلام أن ميراثها يختلف باختلاف حالها و لهذا سنتعرض في هذا الجزء إن شاء الله تعالى حالات ميراث المرأة باختلاف أنواعها.
* الحالات التي تتساوى فيها المرأة مع الرجل في الميراث:
1 - ميراث الأبوين (الأم، ولأب) مع وجود الفرع الوارث المذكر أو المؤنث كالابن وابن الابن وإن نزل ذكراً كان ابن الابن أو أنثى، قلا الله تعالى: ((وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ)) [النساء/11].
2 - ميراث الأخوة لأم اثنان فأكثر، سواء كانوا ذكوراً فقط أو ذكوراً أو إناثا فقط أو ذكوراً وإناثاً، فإنهم يشتركون في الثلث، يقسم بينهم بالتساوي للذكر مثل الأنثى.
قال الله عز و جل: ((وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ)) [النساء/12]، و تظهر الحكمة في ذلك أن المورث ليس له من أخيه لأمه من عاطفة التراحم الناشئة من صلة الأمومة أكثر مما له من أخته لأمه.
3 - ميراث الجدة الصحيحة مع الجد الصحيح السدس في بعض الحالات، كما لو مات شخص عن أم أم، أب أب، وابن، فإن لأم الأم السدس فرضا، ولأب الأب السدس أيضاً، والباقي للابن.
* حالات ترث فيها الأنثى أقل من الذكر:
إن المتأمل في ميراث المرأة يجد أنه بشكل عام يقل عن ميراث الرجل، فأحياناً نجدها ترث نصف ما يرث، وأحياناً أخرى يقل ميراثها أو يزيد قليلاً عن النصف.
ويكون للذكر مثل الأنثيين في الأصناف التالية:
1 - صنف يكون ذلك في كل درجة من الدرجات منه مهما نزلت، بشرط أن لا يدلي الفرد منهم بأنثى، وهم الأبناء مع البنات، وبنات الابن مع ابن الابن فأكثر، وهكذا ...
فلو كان الإدلاء بأنثى فلا ترث، مثل بنت البنت، وابن البنت.
2 - وصنف كذلك يكون في الدرجة الأولى منه فقط، مثل الشقيقة فأكثر مع الشقيق، والأخت لأب مع الأخ لأب منفردين أو متعددين.
ولا يكون في أولادهم، مثل ابن الأخت الشقيقة أو لأب مع ابن الأخ الشقيق أو لأب، لأنهم من ذوي الأرحام.
3 - وصنف يكون كذلك في درجة الأبوة، مثل الأب مع الأم بشرط انفرادهما في الإرث، وخلوهما من الفرع الوارث المذكر والمؤنث)، ومن عدد من الأخوة (اثنين فصاعداً)، فيكون للأب في هذه الحالة مثلي ما للأنثى. قال تعالى: ((فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ)) [النساء/11] ((أي وللأب الثلثان الباقيان)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/258)
4 - وصنف يكون في الزوجية، بشرط موت أحدهما والميراث من تركته فالزوج يأخذ من تركة الزوجة المتوفاة قبله مثلي ما تأخذه من تركته إذا مات قبلها، فإذا توفيت الزوجة ولم يكن لها فرع وارث فإنه يأخذ من تركتها النصف، وإذا كان لها فرع وارث فإنه يأخذ الربع، والزوجة على النصف من ذلك، فإذا مات ولم يكن له فرع وارث، أخذت الربع وهو نصف النصف، وإذا كان له فرع وارث أخذت الثمن وهو نصف الربع.
* حالات ترث فيها الأنثى أكثر من الذكر:
قد يستغرب البعض ويستبعد وجود حالات ترث فيها الأنثى أكثر من الذكر، و لكن الأمثلة تشهد لذلك فمنها:
1 - فلو مات رجل عن: زوجة، بنت، أم، أختين لأم، أخ شقيق.
لوجدنا أن للزوجة ثلاثة أسهم من أصل أربعة وعشرين سهماً، وللأم أربعة، وللأخ الشقيق خمسة أسهم،وتحجب الأختين لأم بالبنت.
فالبنت ترث في هذه المسألة أكثر من الأخ الشقيق. وكذلك الأمر لو حلّ محل البنت، بنت ابن وإن نزل؛ أو كان محل الأخ الشقيق أب، أو أخ لأب، أو عم شقيق، أو عم لأب.
فالبنوة مقدمة على الأبوة وعلى الأخوة.
2 - ولو ماتت امرأة عن: زوج، بنت، أخت شقيقة، أخت لأب.
فإن للزوج سهم واحد من أصل أربعة أسهم، وللبنت سهمان، وللأخت الشقيقة سهم واحد، وأما الأخت لأب فمحجوبة بالشقيقة.
فالزوج هنا يرث نصف ما ترثه البنت، وكذلك الأمر لو حلّ محل البنت، بنت ابن وإن نزل، أو أخت شقيقة أو لأب، منفردات ودون وجود فرع وارث مذكر أو مؤنث، مع العم الشقيق أو لأب فإنهن يرثن في مثل هذه الحالة أكثر من الزوج وأكثر من العم.
3 - ولو ماتت امرأة عن: زوج، ابنتي ابن، ابن ابن ابن.
فإن للزوج ثلاثة أسهم من أصل اثنا عشر سهماً، ولبنتي الابن ثمانية، لكل واحدة منهما أربعة أسهم، ولابن الابن الباقي وهو سهم واحد.
فنصيب كل واحدة من بنات الابن في تركة المورث أكبر من نصيب ابن ابن الابن، ذلك لأنها أعلى درجة منه، وأكبر من نصيب الزوج.
* حالات ترث فيها الأنثى دون الذكر:
1/ وذلك كما لو مات شخص عن: أم بنتين، أختين لأب، أخ لأم.
فإن للأم سهمان من أصل ثمانية، ولكل واحدة من البنتين أربعة أسهم، ويبقى للأختين لأب سهمان، لكل منهما سهم، بينما يحجب الأخ لأم بالأخوات لأب.
فجميع الإناث في هذه المسألة يرثن باستثناء الأخ لأم.
2/ وكما في مسألة العاصب الشؤم.
فلو ماتت امرأة عن: زوج، بنت، ابن ابن، بنت ابن، أب وأم.
فإن للزوج ثلاثة أسهم من أصل اثنا عشر سهماً، وللبنت ستة، ولا يبق لابن الابن، وبنت الابن شيء.
فالبنت ورثت أكثر من الزوج وأكثر من الأب، وورثت ولم يرث ابن الابن، وورثت الأم أيضاً ولم يرث ابن الابن.
3/ وكذلك لا يرث أي من ذوي الأرحام الذكور مع وجود إناث صاحبات فرض باستثناء الزوجة، ولا مع وارثات بطريق التعصيب.
4/ هذا فضلاً عن الحالات التي ترث فيها الأنثى المستحقة للميراث ويحرم فيها الذكر ولو كان صاحب فرض أو وارث بطريق التعصيب، وذلك إذا قام بحقه أحد موانع الإرث، كالقتل العمد وشبه العمد والارتداد.
وبالمحصّلة فإن ما سقناه من الأمثلة ليثبت بالدليل القاطع الذي لا يحتمل الشك أن شريعة الله في الميراث لا تحابي جنساً على جنس، إنما هي اعتبارات في كل من الذكر والأنثى يقتضي الحق والمنطق والعدل مراعاتها.
• الشبهة المثارة حول ميراث المرأة والرد عليها.
إن من الشبهات التي أثيرت حول الإسلام وعدالته، مسألة إنصاف المرأة في الميراث وإحقاقها حقها أسوةً بالرجل.
حيث أخذ على الإسلام من قبل المستشرقين غير المنصفين، وأعداء الإسلام المشككين محاباته للرجل على حساب المرأة، وانحيازه له دونها، وذلك حين جعل نصيبها من مال المورث على النصف من نصيب الذكر. وظنوا أنهم بهذه الفرية قد أصابوا من الإسلام مقتلا، وما دروا أنهم إنّما سفهوا بذلك عقولهم، وعابوا على أنفسهم وما يدّعون من العلم والمعرفة والعدالة.
وليس التحقق علمياً وموضوعياً من مسألة إنصاف الإسلام لكل من الرجل والمرأة في كل مجالات الحياة، وعلى رأسها ما يتعلق منها بأمر الأموال وقسمة التركات بالأمر العسير لمن أراد لحق أو ألقى السمع وهو شهيد؛ فمزية الإسلام الكبرى أنه واضح وواقعي بكل ما فيه، ويراعي الفطرة دائماً ولا يصادمها أو يحيد عنها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/259)
وهو في الوقت الذي يدعوا الناس فيه لتهذيب طبائعهم والارتقاء بها، ويصل بهم إلى نماذج تقرب من الخيالات والأحلام، لا يدعو لتغيير الطبائع، ولا يضع في حسابه أن هذا التغيير ممكن، أو مفيد لحياة البشرية حتى إذا أمكن.
إنما يؤمن بأن أفضل ما يستطيع أن تصل البشرية إليه من الخير، ما يجيء متمشياً مع الفطرة بعد تهذيبها، وهو كذلك يسير في مسألة الرجل والمرأة على طريقته الواقعية تلك، فيسوي بينهما حيث تكون المساواة هي منطق الفطرة الصحيح، ويفرق بينهما حيث تكون التفرقة أيضاً هي منطق الفطرة الصحيح.
ومن أهم مواضع التفرقة هذه تقسيم الإرث.
فالإسلام يقول في الميراث: ((لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ)) [النساء/11]، فلماذا كانت هذه القسمة؟ وما وجه العدالة فيها؟ وهل دوماً كان للذكر مثل حظ الأنثيين؟
وللرد على هذه الشبهة وهذه الاستفسارات نقول وبالله التوفيق:
* إن نظام الإسلام في الميراث نظام حكيم فضلاً عن كونه عادلاً، وضّح من هم الورثة الشرعيون، وأنزلهم منازلهم في تركة المورَّث حسب قرابتهم منه، وحسب وضعهم الاجتماعي في الحياة وما تفرض عليهم هذه الأوضاع من تبعات وأعباء يتلقونها عن المورث كما تلقوا عنه تركته أو بعض تركته.
وهذه التهمة التي رمى بها مفكروا الغرب ومن نهج نهجهم الشريعة الإسلامية والتي من أجلها اعتبروا الشريعة متخلفة لا تساير المدنية ولا تصلح للسير معها في المستويات العليا للحياة تهمة باطلة وظالمة في أكثر من وجه:
* فهذه المساواة التي يقال إن المرأة قد وقفت فيها مع الرجل جنباً إلى جنب في الأمم المتمدنة، إن صحت هذه الدعوى على إطلاقها - وهي غير صحيحة- فإنها ما زالت في طور التجربة ولم تصدر الحياة بعد حكمها على هذا الوضع للمرأة، أهو خير أم شر؟، صالح للبقاء و الاستمرار أم لا؟، بل إن الدلائل تشير إلى أن هذا الوضع للمرأة وضع شاذ قلب حياتها، ومسخ طبيعتها،وأن بوادر الضيق قد أخذت تسري في محيط المرأة نفسها، وإن المستقبل القريب سيكشف عن ذلك، خصوصاً أنهم حين قرروا مساواتها بالذكور في الميراث قالوا أيضاً بمساواتها لهم في العمل وفي الإنفاق، فحملوها فوق ما تحتمل، فهي فوق أنها تعمل في البيت ولا يعمل، وتربي النشىء ولا يربي تعمل أيضاً في الخارج، وتنفق على نفسها وعلى من تعول؛ وفي هذا من الظلم والقهر للمرأة ما فيه، عدا عما قد تتعرض له في خروجها إلى العمل من الأذى و الاستغلال والشواهد على هذا الواقع للمرأة عندهم كثير.
* إن الإسلام حين قرر إعطاءها نصف ما أعطى الذكر، رفع عنها عبء الإنفاق، ومشقة العمل، ولم يكلفها شيئاً من ذلك بحال من الأحوال، حتى ولو كانت تملك المال، بل جعلها مكفية المؤنة والحاجة، سواء كانت بنتاً أو أختاً فنفقتها واجبة على أبيها أو أخيها أو من يعولها من الذكور، أو أماً فنفقتها واجبة على زوجها أو أولادها.
فالإسلام إذن قد أعفى الأنثى من كثير من الأعباء المادية و الإلتزامات الاجتماعية في الوقت الذي حمّل الرجل كثيراً من هذه الأعباء و الإلتزامات.
وباختصار فإن الرجل يدفع والمرأة تأخذ، وشتان بين من يُعطي ومن يأخذ؛ والعدل والإنصاف يقتضي أنّ من كانت أعباؤه المادية أكبر أن يُعطى أكثر. والأمر إنما هو أمر توازن بين أعباء الذكر وأعباء الأنثى في الحياة لا أمر محاباة لحساب جنس على جنس آخر، على أن تفضيل الرجل على المرأة في الميراث ليس مطرداً في جميع الحالات- كما رأينا -، فقد تتساوى معه كما في ميراث الأخوة والأخوات لأم، وكما في ميراث الأب والأم في بعض الحالات والجد والجدة في بعض أحوالهم.
قال تعالى في ميراث الإخوة لأم: ((وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ)) [النساء/12] وقال عز وجل في ميراث الأبوين:
((وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ)) [النساء/11]، وبالتالي فإننا نعتبر هذه الشبهة التي أثيرت على الإسلام من قبل أعدائه المتربصين، وتناقلها بعض الجهلة والمقلدين من المسلمين لا تعدو كونها زوبعة
الخلاصة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/260)
1 - أنه ما من مبدأ أو قانون حرص على إعطاء المرأة حقها في مال مورثها بالقدر وبالتفصيل وبالإنصاف الذي حرص عليه الإسلام.
وتمثل ذلك الحرص بالنص على ميراثها في معظم حالات إرثها وبيان الكم الذي تستحقه في كل حالة في القرآن الكريم أولاً، وهو العلم الوحيد الذي حرص القرآن الكريم على تفصيله على نحو ما فصل وعدم تركه للبشر، لتعلقه بقضية من أخطر القضايا التي تستذل الإنسان فتوقعه في شباك هواه ونفسه الأمارة بالسوء، وهي قضية المال سيما وأن الإنسان مفطور على حبه، ثم هو مع البنون زينة الحياة الدنيا، ومن ثم بيّنت السنة النبوية الشريفة ما لم يتم توضيحه في القرآن الكريم وهو قليل جداً.
2 - بالنظر في ميراث المرأة في جميع حالاتها يتبين لنا أن تحقيق العدالة الاجتماعية هي الأساس في تحديد نصيب المرأة أو تلك، وأنه لم يتوقف أمر توريثها على القاعدة الشائعة للذكر مثل حظ الأنثيين وحدها، وأن المسألة إنما هي مسألة حساب لا مسألة عواطف ولا ادعاء، والعدل يقتضي أن يعطى كل حسب حاجته، والأمثلة الكثيرة التي أوردناها تؤكد هذه الحقيقة وفي ذلك رد قاطع على كل من حاول أن يصور الإسلام بأنه ميز الرجل وخصه بالمزيد من مال المورث على حساب المرأة فأوقع بها الظلم لا لشيء سوى أنها أنثى.
فالإسلام نبذ وحارب مبدأ حرمان المرأة من الميراث لمجرد كونها أنثى أو للأسباب التي ذكرناها في معرض الحديث عن ميراث المرأة عند العرب في الجاهلية وغيرهم.بل فرض لها نصيبها في جميع حالات ميراثها ومنع من حرمانها إلا في الحالات التي فصَّلها كالردة والقتل، وهي ذاتها التي تمنع الرجل أيضا من الميراث، وتوعد من يحرمها لغير تلك الأسباب بالعذاب الشديد في الآخرة
كما رفض الإسلام مبدأ المساواة المطلقة بينها وبين الرجل في مقدار ما يأخذونه من الميراث كما فعل القانون الروماني ومن نهج نهجه لأن ذلك يخالف العدالة التي تحدثنا عنها.
كما رفض الإسلام مبدأ إيثار الذكور بالميراث إذا كان معهن إناث كما هو الحال في اليهودية المحرفة.
ورفض أيضاً أن يحوز الذكور دوما على نصيب أكبر من الإناث فجعل للميراث قواعد وأصولاً
واعتبارات لا يجوز الخروج عنها.
* اختصرته بتصرف من أحكامِ ميراث المرأة ِ في الفقه الإسلامي، رسالة ماجستير، للباحثة / ورود عادل إبراهيم عَورتاني، بإشراف الدُكتور مُحَمَّد الصُلَيبي، جامعةُ النَّجاحِ الوطنية 1419 – 1998.
ـ[ابو كريم]ــــــــ[22 - 04 - 08, 02:35 ص]ـ
موضوع رائع بارك الله فيكم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[22 - 04 - 08, 06:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[28 - 06 - 08, 09:02 م]ـ
و إياكما اللهم آمين(48/261)
إغاثة الملهوف
ـ[محمد عمر المكتبي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 03:40 م]ـ
أحب أن أُبشر إخواننا الكرام أنني بفضل الله سأرفع على الموقع مبحثا باسم مبادىء ومقدمات في العقيدة رواية و دراية بعد الانتهاء من قدر كبير منه ويرجى من الأحباب التعليق وبذل النصح وجزاكم الله(48/262)
(وحدة الوجود عند الصوفية) حقيقتها وآثارها وأبرز رجالها ... من لها؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 05:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فيما يلي ملخص وفهرس لرسالة جامعية قيمة - لم تُطبع بعد -، عنوانها " وحدة الوجود عند الصوفية - حقيقتها وآثارها - عرض ونقد " للأستاذ أحمد القصيِّر، بإشراف الدكتور: ناصر الجديع - وفقهما الله -، تمت مناقشتها في جامعة الإمام، عام 1420هـ.
والذي دعاني لعرض موجزها؛ تحفيز دور النشر إلى طبعها، وتمكين المهتمين من الاطلاع عليها؛ خاصة في هذا الزمن الذي أراد فيه البعض - على اختلاف مصالحهم - بعث عقائد المتصوفة، وترويجها بين المسلمين، أو الدفاع عن حامليها؛ من أمثال ابن عربي.
========================
قال المؤلف:
المؤلفات في الرد على وحدة الوجود
لما ظهر أصحاب وحدة الوجود في العالم الإسلامي، ذاعت آراؤهم، وكثر أتباعهم، قام العلماء بالرّد عليهم، فألفوا الكتب، وكتبوا الرسائل، كشفوا فيها شبهات الصوفية، وعرّوا مذهبهم، وأوردوا النصوص الشرعية من كتاب الله تعالى، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم المبطلة لمذهبهم، وحذروا الأمة من هذا المعتقد الكفري، وبينوا لهم الواجب تجاه أصحابه، وأوضحوا مناقضة وحدة الوجود لأصول الإسلام.
ومن هذه المؤلفات ما يلي:
1 – رسالة في ذم ابن عربي، لمحمد الكاملي.
مخطوط، بدار الكتب المصرية 816 مجاميع طلعت.
2 – كتاب الارتباط، لقطب الدين القسطلاني.
3 – نصيحة صريحة، لقطب الدين القسطلاني.
4 – أشعة النصوص في هتك أستار الفصوص، لأحمد الواسطي.
مخطوط، معهد المخطوطات العربية 193 تصوف.
5 – البيان المفيد في الفرق بين الإلحاد والتوحيد، لأحمد الواسطي.
6 – حقيقة مذهب الاتحادية، لابن تيمية.
طبع ضمن مجموع الفتاوى 2/ 134 – 285، وطبع مفرداً.
7 – الحجج النقلية والعقلية فيما ينافي الإسلام من بدع الجهمية والصوفية، لابن تيمية.
طبع ضمن مجموع الفتاوى/ 286 – 362.
8 – الرد الأقوم على مافي فصوص الحكم، لابن تيمية.
طبع ضمن مجموع الفتاوى 2/ 362 – 451.
9 – رسالة إلى نصر المَنْبجي، لابن تيمية.
طبعت ضمن مجموع الفتاوى 2/ 452 – 480.
10 – السبعينية، أو الرد على ابن سبعين وأهل الوحدة، أو بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية أهل الإلحاد من القائلين بالحلول والاتحاد، لابن تيمية.
طبعت ضمن الفتاوى الكبرى 5/ 301 – 443، وطبعت مفردة سنة 1408هـ، ونشرته مكتبة العلوم والحكم.
11 – القول المنبي عن ترجمة ابن عربي، لعبداللطيف السعودي.
12 – الغيث العارض في معارضة ابن القارض، لعبداللطيف السعودي.
13 – بيان حكم مافي الفصوص، لعبداللطيف السعودي.
14 – أباطيل الفصوص لسعد الدين التفتازاني.
مخطوط، معهد المخطوطات العربية 203 تصوف.
15 – الرد على أهل وحدة الوجود للتفتازاني.
طبع في إستانبول سنة 1294هـ.
16 – تسورات النصوص على تهورات الفصوص، لمحمد الغزِّي.
17 – كشف الظلمة عن هذه الأمة، لابن نور الدين الخطيب.
18 – تحذير النبيه والغبي من الافتتان باب عربي، لتقي الدين الفاسي.
مفقود، لكن الفاسي قد ترجم لابن عربي ترجمة طويلة في كتابه (العقد الثمين بأخبار البلد الأمين)، ونقل أقوال العلماء في ذمه وتكفيره.
19 – النصيحة، لابن المقري.
20 – الذريعة في نصرة الشريعة، لابن المقري.
21 – الحجة الدامغة لرجال الفصوص الزائغة لابن المقري.
22 – الرد على ابن سبعين وابن عربي، لمحمد البساطي.
23 – كشف الغطاء عن حقيقة التوحيد وبيان حال ابن عربي وأتباعه المارقين، للحسين الأهدل.
طبع في تونس سنة 1964م.
24 – تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي، للبقاعي.
طبع بمطبعة السنة المحمدية بالقاهرة سنة 1372هـ.
25 – تحذير العباد من أهل العناد، للبقاعي.
طبع بمطبعة السنة المحمدية بالقاهرة، سنة 1372هـ.
26 – الفارض في تكفير ابن الفارض، للبقاعي.
27 – القول المُنبي عن ترجمة ابن عربي، للسخاوي.
28 – تسفيه الغبي في تنزيه ابن عربي، لإبراهيم الحلبي.
نشر في مجلة الحكمة، العدد الحادي عشر، شوال عام 1417هـ.
29 – نعمة الذريعة في نصرة الشريعة لإبراهيم الحلبي.
طبع سنة 1419هـ، ونشرته دار المسير، بالرياض.
30 – الرد على القائلين بوحدة الوجود، لعلي القاري.
طبع سنة 1415هـ، ونشرته دار المأمون بدمشق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/263)
31 – رد الفصوص، لعلي القاري.
مخطوط، معهد المخطوطات العربية 199 تصوف.
32 – نصرة المعبود في الرد على أهل وحدة الوجود، للصنعاني.
وهو كتاب مفقود.
33 – الصوارم الحداد القاطعة لعلائق أرباب الاتحاد، لمحمد بن علي الشوكاني.
طبع سنة 1411هـ، ونشرته دار الهجرة بصنعاء.
34 – الفرق المبين بين مذهب السلف وابن سبعين، لحمد ابن عتيق.
طبع ضمن الدرر السنية في الأجوبة النجدية 3/ 346، وطبع مفرداً.
35 – هذه هي الصوفية، لعبدالرحمن الوكيل.
طبع سنة 1375هـ، ونشرته دار الكتب العلمية، ببيروت.
36 – الكشف عن حقيقة الصوفية لمحمود القاسم.
طبع سنة 1413هـ، ونشرته المكتبة الإسلامية بعمّان.
37 – ابن عربي الصوفي في ميزان البحث والتحقيق، لعبدالقادر السندي.
طبع سنة 1411هـ، ونشرته دار البخاري، ببريدة.
38 – نظرات في معتقدات ابن عربي، لكمال عيسى.
طبع سنة 1405هـ، ونشرته دار المجتمع بجدة.
39 – وحدة الوجود في ضوء العقيدة الإسلامية، لخضر سوندك.
هذه أهم المؤلفات التي خصصها العلماء للرد على وحدة الوجود.
ويلحظ أن أكثر هذه المؤلفات في الرّد على ابن عربي، لأنه حامل لواء هذا المذهب، وأشهر دعاته، والصوفية من بعده تبع له. وقد رد العلماء على هذه العقيدة ضمن مؤلفاتهم التي نقضوا بها الفكر الصوفي عموماً، أو مؤلفاتهم التي خصوا بها طريقة من الطرق الصوفية. كما رد كثير من أهل العلم على هذه الطائفة ضمن مؤلفاتهم في العلوم المختلفة، كالعقيدة، والحديث، والتاريخ، وإذا وردت مسألة لأصحاب وحدة الوجود فيها قول، أو نص لهم به استدلال، أو ترجمة لأحدهم.
وهذا كله يدل على إنكار أهل العلم لهذه العقيدة، وإدراكهم عظم خطرها على الأمة، وأنهم أبانوا – رحمهم الله – حقيقة هذه الطائفة، وكشفوا تلبيس دعاتها، وجلّوا مناقضتها لأصول الإسلام.
فجزى الله علماء الإسلام، وحماة الدين، أفضل الجزاء، لجهدهم في الدفاع عن الملة، وجهادهم للمبتدعة والزنادقة.
الخاتمة
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فمن خلال دراسة عقيدة وَحدة الوجود عند الصوفية تبين ما يلي:
1 – وحدة الوجود عندهم: اعتقاد أن الله هو الوجود المطلق الذي يظهر بصور الكائنات، والادعاء بأن الله تعالى والعالم شيء واحد، فليس هناك – بزعمهم – خالق ومخلوق، بل العالم – عندهم – هو مخلوق باعتبار ظاهره، وهو خالق باعتبار باطنه، والظاهر والباطن في الحقيقة شيء واحد، هو الله تعالى!
2 – أن وحدة الوجود انحراف قديم ظهر في العالم، فقد آمن بها الهندوس وبعض الصينيين واليونانيين.
3 – المعنى الحقيقي للتصوف هو: الرياضات التي يقوم بها السالك ليستشعر من خلالها وحدة الوجود، ويحس أنه والكون والله شيء واحد. وأقوال أئمة الصوفية – قديماً وحديثاً – في تعريف التصوف يدور جُلّها حول وحدة الوجود.
4 – نشأت وحدة الوجود – في الأمة الإسلامية – مقترنة بنشأة التصوف، فقد كان أئمة الصوفية المتقدمون معتقدين بوحدة الوجود، داعين لها، ومؤلفاتهم وأقوالهم تشهد على ذلك.
5 – الطرق الصوفية المتعددة مختلفة في بعض الشعارات والطقوس الظاهرة، ولكنها متفقة في الغاية والنهاية، وهي إيصال المريد إلى وحدة الوجود.
6 – أكد الصوفية أن وحدة الوجود أهم عقائدهم، وهي – عندهم – غاية الغايات، ومنتهى الطلبات، وأعلى من نعيم الجنات.
7 – أدرك أئمة الصوفية أن وحدة الوجود (كفر) في حكم الشريعة، ولذا تواصوا بكتمان هذه العقيدة عن المخالفين، واستخدام الأسلوب الإشاري حينما يريدون الكلام عن وحدة الوجود، وهذا الأسلوب يعتمد على الإيماء إلى المقصود، دون التصريح به.
8 – وضع أئمة التصوف طريقة ليوصلوا بها أتباعهم إلى الاعتقاد بوحدة الوجود، وهي – في مجملها – تعذيب النفس والبدن بالرياضات المختلفة – كالجوع، والسهر، والانعزال عن العالم، والصمت الطويل، وترديد الأذكار الصوفية آلاف المرات، ويكون ذلك كله بإشراف شيخ صوفي، واصل إلى الوحدة، يتدرج بالمريد المسكين عبر مقامات، بعضها أعلى – عندهم – من بعض، حتى يصل إلى مرتبة اليقين – بزعمهم – ببلوغ وحدة الوجود.
9 – كان لهذه العقيدة آثار خطيرة على دين من آمن بها، لأنها تتضمن جحد ربوبية الله، وألوهيته، وأسمائه وصفاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/264)
10 – أكد الصوفية على أن من آمن بوحدة الوجود، وسعى في الدعوة إليها – بالأسلوب المناسب – فهو: الشيخ الكامل، والصوفي الواصل، والولي العارف بالله، ولو كان من أجهل الناس وأفسقهم، وهذا ما يفسّر تعظيمهم لكثير من الجاهلين والمنحرفين، بل لكثير من الزنادقة الكافرين، لا لعلم نافع نشروه، ولا لعمل صالح عملوه، ولا لاعتقاد صحيح حققوه، بل لتحقيقهم وحدة الوجود وعملهم في ترويجها.
11 – اتبع الصوفية المذهب الباطني في تفسير النصوص الشرعية، لأنهم بحثوا في الكتاب والسنة، فلم يجدوا فيهما ما يوافق عقيدتهم، ويؤيد منهجهم، بل وجدوهما يدلان – دلالة ظاهرة واضحة – على بطلان مذهبهم، فزعموا أن للكتاب والسنة معاني باطنية لا تنكشف إلاّ لهم!
12 – أقر أئمة الصوفية أن وحدة الوجود عقيدة لا توافق الأدلة العقلية والنقلية، ومع ذلك فإنهم في معرض الترويج للمذهب، والخصومة مع المخالفين – يوردون شبهات عقلية وسمعية، زاعمين أنها تدل على وحدة الوجود، ولكنهم في الحقيقة يغالطون في العقليات، ويحرفون في السمعيات.
13 – اغتر بعض المسلمين بالصوفية، فانتسبوا إلى التصوف، ولبسوا الخرقة من شيوخ الصوفية، وتلقوا الأذكار منهم، ولكنهم لم يعلموا شيئاً عن عقيدة الصوفية السرية (وحدة الوجود)، وظنوا أن التصوف تقويم للأخلاق، وتهذيب للنفس، وتمرين على الزهد والعبادة.
مع العلم أن هؤلاء المخدوعين بالتصوف هم عند الصوفية في حكم العوام – لأنهم حُجبوا عن إدراك وحدة الوجود – ولو كان الواحد منهم إماماً في العلم والدين.
أما من سار في طريق التصوف إلى نهايته، وتعمق في أسرار العقيدة الصوفية، ووصل إلى مرتبة الكمال عندهم، فهو من أهل وحدة الوجود.
14 – وحدة الوجود عقيدة مناقضة للإسلام، هادمة لأصول الإيمان، مخالفة للمعلوم من الدين بالضرورة، وهي كفر وشرك بالله تعالى، في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته.
15 – وردت في ثنايا هذه الرسالة أسماء كثيرة لأئمة الصوفية، ممن صدرت عنهم أقوال تدل على إيمانهم بوحدة الوجود، ولكن هذا لا يعني تكفير هؤلاء بأعيانهم، والحكم عليهم بالخروج من الملة، لأن ذلك متوقف على توفر شروط التكفير، وانتفاء موانعه، كما هو معلوم، فقد يكون منهم من اغتر بهذه العقيدة، وهو لا يعلم بحقيقتها، وما تتضمنه من الكفر، أو أنه كان من المؤمنين بوحدة الوجود، ثم تاب عنها، وتبرأ منها.
16 – لما ظهرت عقيدة وحدة الوجود في الأمة الإسلامية أدرك أهل العلم ما تتضمنه من الكفر، وما تؤدي إليه من إفساد للعقيدة والشريعة، فقاموا بالتصدي لها، والوقوف في وجه أصحابها، والرد عليهم.
وأخيراً: فقد اتضح لنا من خلال هذه الرسالة أن وحدة الوجود لها في هذا العصر دعاة وأتباع، ولذا فإني في هذا الختام أوصي بما يلي:
- مناصحة دعاة وحدة الوجود، والرد عليهم، وكشف أباطيلهم، ومقارعتهم بالحجج والبراهين.
- بذل المزيد من الجهود في دعوة عوام الصوفية إلى العقيدة الصحيحة، والسعي – بجميع الوسائل الممكنة – لانتشالهم من البدع والضلالات التي أُسِّس مذهبهم عليها.
- دعوة المسلمين إلى التوحيد، وتعريفهم به، وتربيتهم عليه، وتحذيرهم مما يضاده.
- تحذير الناس من التصوف؛ لأنه الستار الذي اختبأ خلفه أهل وحدة الوجود، وكان هو المنبع لكثير من البدع المتفشية في الأمة.
- دعم المراكز والجمعيات الدعوية، المستقيمة على منهج السلف الصالح، أهل السنة والجماعة؛ لتقوم بدورها في نشر السنة، والرد على المبتدعة، والدعوة الصحيحة للإسلام، في شتى أنحاء العالم.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
فهرس الموضوعات
المقدمة
التعريف بالموضوع
أهميته وأسباب اختياره
منهج البحث
خطة البحث
شكر وتقدير
الباب الأول: التعريف بعقيدة وحدة الوجود
الفصل الأول: معنى وحدة الوجود والفرق بينها وبين الحلول والاتحاد ووحدة الشهود
المبحث الأول: معنى وحدة الوجود
المطلب الأول: معنى وحدة الوجود في اللغة
المطلب الثاني: معنى وحدة الوجود اصطلاحاً
إنكارهم ثنائية الوجود
اعتقادهم عدم الكائنات
اعتقادهم أن الكائنات هي الله تعالى
محاولتهم الجمع بين الكثرة والوحدة
الفصل الثاني: مصادر وحدة الوجود
المبحث الأول: وحدة الوجود في الهندوسية
المبحث الثاني: وحدة الوجود في الطاويّة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/265)
المبحث الثالث: وحدة الوجود في الفلسفة اليونانية
أولاً: الأيونيون
ثانياً: الإيليون
ثالثاً: الأفلاطونيون المحدثون
الفصل الثالث: نشأة وحدة الوجود عند الصوفية وأشهر دعاتها
المبحث الأول: نشأة وحدة الوجود عند الصوفية
وحدة الوجود نشأت مع نشأة الصوفية
التصوف ليس هو الزهد أو العبادة
المطلب الأول: معنى التصوف عند الصوفية الأوائل يدور على الاعتقاد بوحدة الوجود
التصوف هو الرياضات الموصلة إلى وحدة الوجود
أقوال الصوفية في ذلك
تأكيد عدد من الباحثين لذلك
نماذج من تعريفات الصوفية الأوائل للتصوف
المطلب الثاني: أصل لفظ التصوف يدل على اعتقاد أوائل الصوفية وحدة الوجود
الأقوال في تحديد أصل كلمة تصوف
القول المختار في ذلك
المطلب الثالث: موقف المجتمع الإسلامي من أوائل الصوفية يدل على سوء عقيدتهم
المطلب الرابع: اعتقاد أئمة التصوف الأوائل وحدة الوجود
1 - ذو النون المصري
2 - أبو يزيد البسطامي
3 - الخراز
4 - أبو الحسين النوري
5 - الجنيد
6 - الحلاج
7 - الشبلي
المبحث الثاني: أشهر دعاة وحدة الوجود
المطلب الأول: الغزالي
المطلب الثاني: ابن الفارض
المطلب الثالث: ابن عربي
المطلب الرابع: ابن سبعين
المطلب الخامس: الجيلي
المطلب السادس: النابلسي
الفصل الرابع: اتفاق الطرق الصوفية على الإيمان بوحدة الوجود
معنى الطرق الصوفية
أولاً: المعنى اللغوي
ثانياً: المعنى الاصطلاحي
التصوف مذهب واحد
ثناؤهم على من كتم الأسرار
سبب كتمانهم لمعتقدهم
المبحث الثاني: استخدامهم الأسلوب الإشاري
معنى الأسلوب الإشاري
استخدامهم الأسلوب الإشاري بحضرة المخالفين وفي المؤلفات
سبب لجوئهم إلى الأسلوب الإشاري
أشكال الأقوال الإشارية
أولاً: الأقوال المجملة
ثانياً: الأقوال الرمزية
أشكال الأقوال الرمزية
1 - الغزل
2 - الخمريات
3 - القصص
ثالثاً: الأقوال الغامضة
المبحث الثالث: تصريح بعضهم بوحدة الوجود
الفصل الثالث: طريقة الصوفية للوصول إلى وحدة الوجود
المبحث الأول: الخضوع لتربية شيخ صوفي
المطلب الأول: حقيقة الشيخ عندهم
شروط الشيخ المقبول عندهم
أولاً: العلم بالشريعة
ثانياً: العلم بالتصوف
ثالثاً: إتمامه سلوك الطريق الصوفي
رابعاً: الإذن له بالتسليك
المطلب الثاني: مكانة الشيخ عندهم
المطلب الثالث: أعمال الشيخ عندهم
أولاً: أمر المريد بالتوبة
ثانياً: المبايعة وأخذ العهد
ثالثاً: إلباس المريد الخرقة
رابعاً: تلقين المريد الذكر
خامساً: إدخال المريد الخلوة
سادساً: ترويض نفس المريد
سابعاً: متابعة تدرج المريد في المقامات
ثامناً: إعطاء التوجيهات الصوفية للمريد
المطلب الرابع: آداب المريد مع الشيخ
أولاً: الآداب الظاهرة
1 - الخشوع والذل له
2 - الاستسلام له
3 - دوام حضور مجلسه
4 - المبادرة إلى خدمته
5 - عدم اتخاذ أكثر من شيخ
ثانياً: الآداب الباطنة
1 - ألاّ يعترض عليه بقلبه
2 - اعتقاد كماله وعصمته
3 - الغلو في محبته
4 - دوام تخيله
5 - ألاّ يكتمه سراً
المبحث الثاني: مزاولة الرياضة الصوفية
المطلب الأول: تعريف الرياضة الصوفية
المطلب الثاني: مكانة الرياضة عند الصوفية
المطلب الثالث: أركان الرياضة عندهم
أولاً: الجوع
ثانياً: الخلوة
تعريف الخلوة
صفة مكان الخلوة
أهمية الخلوة عندهم
شروط الخلوة عندهم
نتائج الخلوة
ثالثاً: السهر
رابعاً: الصمت
المبحث الثالث: ملازمة الذكر الصوفي
المطلب الأول: مكانة الذكر عند الصوفية
المطلب الثاني: أثر الذكر الصوفي عليهم
المطلب الثالث: ألفاظ الذكر عند الصوفية
أولاً: الذكر بالاسم المفرد أو ضمير الغائب
ثانياً: الذكر بكلام يُعلِّم وحدة الوجود
ثالثاً: الذكر بألفاظ أعجمية
رابعاً: الذكر بكلام فيه دعاء لغير الله
خامساً: الذكر بكلام متكلف ركيك العبارة
سادساً: الذكر المكوَّن من آيات مقطعة
سابعاً: الذكر بأذكار شرعية تقال بصفة مبتدعة
ثامناً: الذكر بأذكار شرعية مع الموافقة ظاهراً للصفة الشرعية
المطلب الرابع: السماع الصوفي
تعريفه وصفته
مكانة السماع عندهم
أثر السماع عليهم
المبحث الرابع: التدرج في المقامات
المطلب الأول: التعريف بالمقامات
المطلب الثاني: شرح أهم المقامات
1 - مقام التوبة
2 - مقام الزهد
3 - مقام التوكل
4 - مقام المحبة
5 - مقام المعرفة
المطلب الثالث: الانتهاء من المقامات
الباب الثالث: آثار عقيدة وحدة الوجود
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(48/266)