أقامه في هذا المقام و أوصله إليه و أنه لا خير عنده من نفسه بوجه من الوجوه بل ذلك محض فضل الله و صدقته عليه و أنه لا نجاة له مما هو فيه إلا بمجرد العفو و التجاوز عن حقه فنفسه أولى بكل ذم و عيب و نقص و ربه تعالى أولى بكل حمد و كمال و مدح فلو أن أهل الجحيم شهدوا نعمته سبحانه و رحمته و كماله و حمده الذي أوجب لهم ذلك فطلبوا مرضاته و لو بدوامهم في تلك الحال و قالوا أن كان ما نحن فيه رضاك فرضاك الذي نريد وما أوصلنا الى هذه الحال إلا طلب مالا يرضيك فأما إذا أرضاك هذا منا فرضاك غاية ما نقصده و ما لجرح إذا أرضاك من ألم و أنت ارحم بنا من أنفسنا و أعلم بمصالحنا و لك الحمد كله عاقبت أو عفوت لانقلبت النار عليهم بردا و سلاما و قد روى الإمام احمد في مسنده من حديث الأسود بن سريع أن النبي قال يأتي أربعة يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئا و رجل أحمق و رجل هرم و رجل مات في فترة فأما الأصم فيقول رب لقد جاء الإسلام و ما أسمع شيئا و أما الأحمق فيقول رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر وأما الهرم فيقول ربى لقد جاء الاسلام و ما أعقل شيئا و أما الذي مات في الفترة فيقول رب ما أتاني لك من رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار قال فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا و سلاما و في المسند أيضا من حديث قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة مثله و قال فمن دخلها كانت عليه بردا و سلاما و من لم يدخلها يسحب إليها فهؤلاء لما رضوا بتعذيبهم و بادروا إليه لما علموا أن فيه رضى ربهم و موافقة أمره و محبته انقلب في حقهم نعيما .... .
الوجه الثاني عشر: أن النعيم و الثواب من مقتضى رحمته و مغفرته وبره كرمه و لذلك يضيف ذلك إلى نفسه و أما العذاب و العقوبة فإنما هو من مخلوقاته و لذلك لا يسمى بالمعاقب و المعذب بل يفرق بينهما فيجعل ذلك من أوصافه و هذا من مفعولاته حتى في الآية الواحدة كقوله تعالى {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم} و قال تعالى {اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم} {إن ربك لسريع العقاب و إنه لغفور رحيم} و مثلها في آخر الأنعام فما كان مقتضى أسمائه و صفاته فإنه يدوم بدوامها و لا سيما إذا كان محبوبا له و هو غاية مطلوبة في نفسها و أما الشر الذي هو العذاب فلا يدخل في أسمائه و صفاته إن أدخل في مفعولاته لحكمة إذا حصلت زال وفني بخلاف الخير فإنه سبحانه و تعالى دائم المعروف لا ينقطع معروفه أبدا و هو قديم الإحسان أبدي الإحسان فلم يزل و لا يزال معاقبا على الدوام غضبان على الدوام منتقما على الدوام فتأمل هذا الوجه تأمل ففيه في باب أسماء الله و صفاته يفتح لك باب من أبواب معرفته و محبته يوضحه
الوجه الثالث عشر: و هو قول أعلم خلقه به و أعرفهم بأسمائه و صفاته و الشر ليس إليك و لم يقف على المعنى المقصود من قال الشر لا يتقرب به إليك بل الشر لا يضاف إليه سبحانه بوجه لا في ذاته و لا في صفاته و لا في أفعاله و لا في أسمائه فان ذاته لها الكمال المطلق من جميع الوجوه و صفاته كلها صفات كمال و يحمد عليها و يثنى عليه بها و أفعاله كلها خير و رحمة و عدل و حكمة لا شر فيها بوجه ما و أسماؤه كلها حسنى فكيف يضاف الشر إليه بل الشر في مفعولاته و مخلوقاته و هو منفصل عنه إذ فعله غير مفعول ففعله خير كله و أما المخلوق المفعول ففيه الخير و الشر و إذا كان الشر مخلوقا منفصلا غير قائم بالرب سبحانه فهو لا يضاف إليه و هو لم يقل أنت لا تخلق الشر حتى يطلب تأويل قوله و إنما نفى إضافته إليه وصفا و فعلا و أسماء و إذا عرف هذا فالشر ليس إلا الذنوب و موجباتها و أما الآخر فهو الإيمان و الطاعات و موجباتها و الإيمان و الطاعات متعلقة به سبحانه و لأجلها خلق الله خلقه و أرسل رسله و أنزل كتبه و هي ثناء على الرب تبارك و تعالى و إجلاله و تعظيمه و عبوديته و هذه لها آثار تطلبها و تقتضيها فتدوم آثارها بدوام متعلقها و أما الشرور فليس مقصودة لذاتها و لا هي الغاية التي خلق لها الخلق فهي مفعولات قدرت لامر محبوب و جعلت وسيلة إليه فإذا حصل ما قدرت له اضمحلت و تلاشت و عاد الأمر إلى الخير المحض .......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/141)
فالبلاء و العقوبة قدرته لإزالة أدواء لا تزول إلا بها و النار هي الدواء الأكبر فمن تداوى في الدنيا أغناه ذلك عن الدواء في الآخرة و إلا فلا بدله من الدواء بحسب دائه و من عرف الرب تبارك و تعالى بصفات جلاله و نعوت كماله من حكمته و رحمته وبره و إحسانه و غناه و جوده و تحببه إلى عباده و إرادة الأنعام عليهم و سبق رحمته لهم يبادر لا إنكار ذلك إن لم يبادر إلى قبوله يوضحه.
الوجه الخامس عشر: إن أفعاله سبحانه لا تخرج عن الحكمة و الرحمة و المصلحة و العدل فلا يفعل عبثا و لا جورا و لا باطلا بل هو المنزه عن ذلك كما ينزه عن سائر العيوب و النقائص و إذا ثبت ذلك فتعذيبهم إن كان رحمة بهم حتى يزول ذلك الخبث و تكمل الطهارة فظاهر و إن كان لحكمة فإذا حصلت تلك الحكمة المطلوبة زال العذاب و ليس في الحكمة دوام العذاب أبدا الآباد بحيث يكون دائما بدوام الرب تبارك و تعالى و إن كان لمصلحة تعود إلى أوليائه فإن ذلك أكمل في نعيمهم فهذا لا يقتضي تأبيد العذاب و ليس نعيم أوليائه و كماله موقوفا على بقاء آبائهم و أبنائهم و أزواجهم في العذاب السرمد فإن قلتم إن ذلك موجب الرحمة و الحكمة و المصلحة قلتم ما لا يعقل و إن قلتم إن ذلك عائد إلى محض المشيئة و لا تطلب له حكمة و لا غاية فجوابه من وجهين أحدهما إن ذلك محال على أحكم الحاكمين و أعلم العالمين أن تكون أفعاله معطلة عن الحكم و المصالح و الغايات المحمودة و القرآن و السنة و أدلة العقول و الفطر و الآيات المشهودة شاهدة ببطلان ذلك.
و الثاني أنه لو كان الأمر كذلك لكان بقاؤهم في العذاب و انقطاعه عنهم بالنسبة إلى مشيئته سواء و لم يكن في انقضائه ما ينافي كماله و هو سبحانه لم يخبر بأبدية العذاب و أنه لا نهاية له و غاية الأمر على هذا التقدير أن يكون من الجائزات الممكنات الموقوف على حكمها على خبر الصادق فإن سلكت طريق التعليل بالحكمة و الرحمة و المصلحة لم يقتض الدوام و إن سلكت طريق المشيئة المحضة التي لا تعلل لم تقتضه أيضا و إن وقف الأمر على مجرد السمع فليس فيه متن يقتضيه الوجه السادس عشر: أن رحمته سبحانه سبقت غضبه في المعذبين فإنه أنشأهم برحمته و رباهم برحمته و رزقهم و عافاهم برحمته و أرسل إليهم الرسل برحمته و أسباب النقمة و العذاب متأخر عن أسباب الرحمة طارئة عليها فرحمته سبقت غضبه فيهم و خلقهم على خلقة تكون رحمته إليهم أقرب من غضبه و عقوبته و لهذا ترى الأطفال الكفار قد آلت عليهم رحمته فمن رآهم رحمهم و لهذا نهى عن قتلهم فرحمته سبقت غضبه فيهم فكانت هي السابقة إليهم ففي كل حال هم في رحمته في حال معافاتهم و ابتلائهم و إذا كانت الرحمة هي السابقة فيهم لم يبطل أثرها بالكلية وإن عارضها أثر الغضب و السخط فذلك لسبب منهم و أما أثر الرحمة فسببه منه سبحانه و تعالى فما منه يقتضي رحمتهم و ما منهم يقتض عقوبتهم و الذي منه سابق و غالب و إذا كانت رحمته تغلب غضبه فلان يغلب اثر الرحمة اثر الغضب أولى و أحرى.
الوجه السابع عشر: أنه سبحانه و تعالى يخبر عن العذاب أنه عذاب يوم عقيم و عذاب يوم عظيم و عذاب يوم اليم و لا يخبر عن النعيم أنه نعيم يوم و لا في موضع واحد و قد ثبت في الصحيح تقدير يوم القيامة بخمسين ألف سنة و المعذبون متفاوتون في مدة لبثهم في العذاب بحسب جرائمهم و الله سبحانه جعل العذاب على ما كان في الدنيا و أسبابها و ما أريد به الدنيا ولم ولك يرد به الله فالعذاب على ذلك و أما إن كان للآخرة و أريد به وجه الله فلا عذاب و الدنيا قد جعل لها اجل تنتهي إليه فما انتقل منها إلى تلك الدار مما ليس لله فهو المعذب به و أما ما أريد به وجه الله و الدار الآخرة فقد أريد به ما لا يفنى و لا يزول فيدوم بدوام المراد به فإن الغاية المطلوبة إذا كانت دائمة لا تزول ما لم يزل ما تعلق بها بخلاف الغاية المضمحلة الفانية فما أريد به غير الله يضمحل و يزول بزوال مراده و مطلوبه وما أريد به وجه الله يبقى ببقاء المطلوب المراد فإذا اضمحلت الدنيا و انقطعت أسبابها و انتقل ما كان فيها لغير الله من الأعمال و الذوات و انقلب عذابا و آلاما لم يكن له متعلق يدوم بدوامه بخلاف النعيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/142)
الوجه الثامن عشر:أنه ليس في حكمة أحكم الحاكمين أن يخلق خلقا يعذبهم أبد الآباد عذابا سرمدا لا نهاية له و لا انقطاع أبدا و قد دلت الأدلة السمعية و العقلية و الفطرية على انه سبحانه و تعالى حكيم و أنه احكم الحاكمين فإذا عذب خلقه عذبهم بحكمة كما يوجد التعذيب و العقوبة في الدنيا في شرعه و قدره فإن فيه من الحكم و المصالح و تطهير العبد ومداواته و إخراج المواد الردية عنه بتلك الآلام ما تشهده العقول الصحيحة و في ذلك من تزكية النفوس و صلاحها و زجرها و ردع نظائرها و توقيفها على فقرها و ضرورتها الى ربها و غير ذلك من الحكم و الغايات الحميدة ما لا يعلمه إلا الله و لا ريب إن الجنة طيبة لا يدخلها إلا طيب و لهذا يحاسبون إذا قطعوا الصراط على قنطرة بين الجنة و النار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا ذهبوا و نفوا أذن لهم في دخول الجنة و معلوم إن النفوس الشريرة الخبيثة المظلمة التي لو ردت إلى الدنيا قبل العذاب لعادت لما نهيت عنه لا يصلح إن تسكن دار السلام في جوار رب العالمين فإذا عذبوا في النار عذابا تخلص نفوسهم من ذلك الخبث و الوسخ و الدرن كان ذلك من حكمة أحكم الحاكمين و رحمته و لا يتنافى الحكمة خلق نفوس فيها شر يزول بالبلاء الطويل و النار كما يزول بها خبث الذهب و الفضة و الحديد فهذا معقول في الحكمة و هو من لوازم العالم المخلوق على هذه الصفة أما خلق نفوس لا يزول شرها أبدا و عذابها لا انتهاء له فلا يظهر في الحكمة و الرحمة و في وجود مثل هذا النوع نزاع بين العقلاء أعنى ذواتا هي شر من كل وجه ليس فيها شيء من خير أصلا و على تقدير دخوله في الوجود فالرب تبارك و تعالى قادر على قلب الأعيان و إحالتها و إحالة صفاتها فإذا وجدت الحكمة المطلوبة من خلق هذه النفوس و الحكمة المطلوبة من تعذيبها فالله سبحانه قادر إن ينشئها نشأة أخرى غير تلك النشأة و يرحمها في النشأة الثانية نوعا آخر من الرحمة يوضحه.
الوجه التاسع عشر: و هو أنه قد ثبت إن الله سبحانه و تعالى ينشئ للجنة خلقا آخر يسكنهم إياها و لم يعملوا خيرا قط تكون الجنة جزاء لهم عليه فإذا أخذ العذاب من هذه النفوس مأخذه و بلغت العقوبة مبلغها فانكسرت تلك النفوس و خضعت و ذلت و اعترفت لربها و فاطرها بالحمد و أنه عدل فيها كل العدل و إنها في هذه الحال كانت في تخفيف منه و لو شاء إن يكون عذابهم اشد من ذلك لفعل و شاء كتب العقوبة طلبا لموافقة رضاه و محبته و علم إن العذاب أولى بها و أنه لا يليق بها سواه و لا تصلح إلا له فذابت منها تلك الخبائث كلها و تلاشت و تبدلت بذل و انكسار و حمد و ثناء الرب تبارك و تعالى لم يكن في حكمته إن يستمر بها في العذاب بعد ذلك إذ قد تبدل شرها بخيرها و شركها بتوحيدها و كبرها بخضوعها و ذلها و لا ينتقض هذا بقول الله عز و جل و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه فإن هذا قبل مباشرة العذاب الذي يزيل تلك الخبائث و إنما هو عند المعاينة قبل الدخول فإنه سبحانه و تعالى قال {و لو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد و لا نكذب بآيات ربنا و نكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه و إنهم لكاذبون} فهذا إنما قالوه قبل إن يستخرج العذاب منهم تلك الخبائث فأما إذا لبثوا في العذاب أحقابا و الحقب كما رواه الطبراني في معجمه من حديث أبي امامة رضي الله عنه عن النبي انه قال الحقب خمسون ألف سنة فانه من الممتع أن يبقى ذا الكبر و الشرك و الخبث بعد هذه المدد المتطاولة في العذاب ....
الوجه الرابع و العشرون إن جانب الرحمة أغلب في هذه الدار من الباطلة الفانية الزائلة عن قرب من جانب العقوبة و الغضب و لولا ذلك لما عمرت و لا قام لها وجود كما قال تعالى {و لو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا} {ما ترك عليها من دابة} فلولا سعة رحمته و مغفرته و عفوه لما قام العالم و مع هذا فالذي أظهره من الرحمة في هذه الدار وأنزله بين الخلائق جزء من مائة جزء من الرحمة فإذا كان جانب الرحمة قد غلب في هذه الدار و نالت البر و الفاجر و المؤمن و الكافر مع قيام مقتضى العقوبة به و مباشرته له و تمكنه من إغضاب ربه و السعي في مساخطته فكيف لا يغلب جانب الرحمة في دار تكون الرحمة فيها مضاعفة على ما في هذه الدار تسعة و تسعين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/143)
ضعفا و قد اخذ العذاب من الكفار مأخذه و انكسرت تلك النفوس و نهكها العذاب و أذاب منها خبثا و شرا لم يكن يحول بينها و بين رحمته لها في الدنيا بل كان يرحمها مع قيام مقتضى العقوبة و الغضب بها فكيف إذا زال مقتضى الغضب و العقوبة و قوى جانب الرحمة أضعاف اضعاف الرحمة في هذه الدار و اضمحل الشر و الخبث الذي فيها فأذابته النار و أكلته و سر الأمر أن أسماء الرحمة والإحسان أغلب و أظهر و أكثر من أسماء الانتقام و فعل الرحمة اكثر من فعل الانتقام و ظهور آثار الرحمة اعظم من ظهور آثار الانتقام و الرحمة احب إليه من الانتقام و بالرحمة خلق خلقه و لها خلقهم و هي التي سبقت غضبه و غلبته و كتبها على نفسه و وسعت كل شيء وما خلق بها فمطلوب لذاته وما خلق بالغضب فمراد لغيره كما تقدم تقرير ذلك و العقوبة تأديب و تطهير و الرحمة إحسان و كرم و جود و العقوبة مداواة و الرحمة عطاء و بذل الوجه الخامس و العشرون انه سبحانه و تعالى لا بد إن يظهر لخلقه جميعهم يوم القيامة صدقه و صدق رسله و إن أعداؤه كانوا هم الكاذبين المفترين و يظهر لهم حكمه الذي هو اعدل حكم في أعدائه و انه حكم فيهم حكما يحمدونه هم عليه فضلا عن أوليائه و ملائكته و رسله بحيث ينطق الكون كله بالحمد لله رب العالمين و لذلك قال تعالى {و قضى بينهم بالحق و قيل الحمد لله رب العالمين} فحذف فاعل القول لإرادة الإطلاق وأن ذلك جار على لسان كل ناطق و قلبه قال الحسن لقد دخلوا النار و إن قلوبهم لممتلئة من حمده ما وجدوا عليه سبيلا و هذا هو الذي حسن حذف الفاعل من قوله {قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها} حتى كان الكون كله قائل ذلك لهم إذ هو حكمه العدل فيهم و مقتضى حكمته و حمده و أما أهل الجنة فقال تعالى {و قال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} فهم لم يستحقوها بأعمالهم و إنما استحقوها بعفوه و رحمته و فضله فإذا اشهد سبحانه وتعالى ملائكته و خلقه كلهم حكمه العدل و حكمته الباهرة و ضعه العقوبة حيث تشهد العقول و الفطر و الخليقة أنه أولى المواضع و أحقها بها و إن ذلك من كمال حمده الذي هو مقتضى أسمائه و صفاته و إن هذه النفوس الخبيثة الظالمة الفاجرة لا يليق بها غير ذلك و لا يحسن بها سواه بحيث تعترف بها هي من ذواتها بأنها أهل ذلك و إنها أولى به حصلت الحكمة التي لأجلها وجد الشر و موجباته في هذه الدار و تلك الدار و ليس في الحكمة الإلهية إن الشرور تبقى دائما لا نهاية لها و لا انقطاع أبدا فتكون هي و الخيرات في ذلك على حد سواء فهذا نهاية أقدام الفريقين في هذه المسئلة .. .
عن الشاملة
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 05:45 م]ـ
جزاك الله خيرا
وهذا شرح لابن القيم رحمه الله تعالى لمقولته بالتفصيل -إن شاء الله- في كتابه "حادي الأرواح" بتصرف يسير - أرجو التنبه لما كتب بالأزرق-
قال رحمه الله:و قد دل السمع دلالة قاطعة على دوام ثواب المطيعين و أما عقاب العصاة فقد دل السمع أيضا دلالة قاطعة على انقطاعه في حق الموحدين و أما دوامه و انقطاعه في حق الكفار فهذا معترك النزال فمن كان السمع من جانبه فهو أسعد بالصواب وبالله التوفيق
فصل
و نحن نذكر الفرق بين دوام الجنة و النار شرعا و عقلا و ذلك يظهر من وجوه:
أحدها: أن الله سبحانه و تعالى أخبر ببقاء نعيم أهل الجنة ودوامه و أنه لا نفاد له و لا انقطاع و أنه غير مجذوذ و أما النار فلم يخبر عنها بأكثر من خلود أهلها فيها و عدم خروجهم منها و أنهم لا يموتون فيها و لا يحيون و أنها مؤصدة عليهم و أنهم كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها و أن عذابها لازم لهم و أنه مقيم عليهم لا يفتر عنهم و الفرق بين الخبرين ظاهر
الوجه الثاني: أن النار قد أخبر سبحانه و تعالى في ثلاث آيات عنها بما يدل على عدم أبديتها الأولى قوله سبحانه و تعالى {قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم} و الثانية قوله {خالدين فيها ما دامت السموات و الأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد} الثالثة قوله {لابثين فيها أحقابا}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/144)
و لولا الأدلة القطعية الدالة على أبدية الجنة و دوامها لكان حكم الاستثنائين في الموضعين واحدا كيف وفي الايتين من السياق ما يفرق بين الاستثنائين فإنه قال في أهل النار {إن ربك فعال لما يريد} فعلمنا أنه الله سبحانه و تعالى يريد أن يفعل فعلا لم يخبرنا به و قال في أهل الجنة {عطاء غير مجذوذ} فعلمنا أن هذا العطاء و النعيم غير مقطوع عنهم أبدا فالعذاب موقت معلق و النعيم ليس بموقت و لا معلق.
الوجه الثالث: أنه قد ثبت أن الجنة لم يدخلها من لم يعمل خيرا قط من المعذبين الذين يخرجهم الله من النار و أما النار فلم يدخلها من لم يعمل سوءا قط و لا يعذب إلا من عصاه.
الوجه الرابع: أنه قد ثبت أن الله سبحانه و تعالى ينشئ للجنة خلقا آخر يوم القيامة يسكنهم إياها و لا يفعل ذلك بالنار و أما الحديث الذي قد ورد في صحيح البخاري من قوله: و أما النار فينشئ الله لها خلقا آخرين فغلط وقع من بعض الرواة انقلب عليه الحديث و إنما هو ما ساقه البخاري في الباب نفسه و أما الجنة فينشئ الله لها خلقا آخرين ذكره البخاري رحمه الله مبينا أن الحديث انقلب لفظه على من رواه بخلاف هذا و هذا.
والمقصود أنه لا تقاس النار بالجنة في التأبيد مع هذه الفروق يوضحه.
الوجه الخامس أن الجنة من موجب رحمته و رضاه و النار من غضبه و سخطه و رحمته سبحانه تغلب غضبه و تسبقه كما جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة عنه أنه قال كلما قضى الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده موضوع على العرش أن رحمتي تغلب غضبي.
و إذا كان رضاه قد سبق غضبه وهو يغلبه كان التسوية بين ما هو من موجب رضاه و ما هو من موجب غضبه ممتنعا يوضحه.
الوجه السادس: أن ما كان بالرحمة و للرحمة فهو مقصود لذاته قصد الغايات و ما كان من موجب الغضب و السخط فهو مقصود لغيره قصد الوسائل فهو مسبوق مغلوب مراد لغيره و ما كان بالرحمة فغالب سابق مراد لنفسه يوضحه.
الوجه السابع:و هو أنه سبحانه و تعالى قال للجنة أنت رحمتي ارحم بك من أشاء و قال للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء و عذابه مفعول منفصل و هو ناشئ عن غضبه و رحمته ههنا هي الجنة وهي رحمة مخلوقة ناشئة عن الرحمة التي هي صفة الرحمن فههنا أربعة أمور رحمة هي وصفه سبحانه وثواب منفصل هو ناشىء عن رحمة وغضب يقوم به سبحانه و عقاب منفصل ينشأ عنه فإذا غلبت صفة الرحمة صفة الغضب فلأن يغلب ما كان بالرحمة لما كان بالغضب أولى و أحرى فلا تقاوم النار التي نشأت عن الغضب الجنة التي نشأت عن الرحمة يوضحه.
الوجه الثامن: أن النار خلقت تخويفا للمؤمنين و تطهيرا للخاطئين و المجرمين فهي طهرة من الخبث الذي اكتسبته النفس في هذا العالم فان تطهرت ههنا بالتوبة النصوح و الحسنات الماحية و المصائب المكفرة لم يحتج إلى تطهير هناك و قيل لها مع جملة الطيبين {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} و إن لم تتطهر في هذه الدار و وافت الدار الأخرى بدرنها و نجاستها و خبثها أدخلت النار طهرة لها و يكون مكثها في النار بحسب زوال ذلك الدرن و الخبث و النجاسة التي لا يغسلها الماء فإذا تطهرت الطهر التام أخرجت من النار و الله سبحانه خلق عباده حنفاء و هي فطرة الله التي فطر الناس عليها فلو خلوا و فطرهم لما نشؤا إلا على التوحيد و لكن عرض لأ كثر الفطر ما غيرها و لهذا كان نصيب النار أكثر من نصيب الجنة و كان هذا التغيير مراتب لا يحصيها إلا الله فأرسل الله رسله و أنزل كتبه يذكر عباده بفطرته التي فطرهم عليها فعرف الموفقون الذين سبقت لهم من الله الحسنى صحة ما جاءت به الرسل و نزلت به الكتب بالفطرة الأولى فتوافق عندهم شرع الله و دينه الذي أرسل به رسله و فطرته التي فطرهم عليها فمنعتهم الشرعة المنزلة و الفطرة المكملة أن تكتسب نفوسهم خبثا و نجاسة و درنا يعلق بها و لا يفارقها بل كلما ألم بهم شيء من ذلك و مسهم طائف من الشيطان أغاروا عليه بالشرعة و الفطرة فأزالوا موجبه و أثره و كمل لهم الرب تعالى ذلك باقضية يقضيها لهم مما يحبون أو يكرهون تمحص عنهم تلك الآثار التي شوشت الفطرة فجاء مقتضى الرحمة فصادف مكانا قابلا مستعدا لها ليس فيه شيء يدافعه فقال ههنا أمرت و ليس لله سبحانه غرض في تعذيب عباده بغير موجب كما قال تعالى {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم و آمنتم و كان الله شاكرا عليما} و استمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/145)
الأشقياء مع تغيير الفطرة و نقلها مما خلقت عليه إلى ضده حتى استحكم الفساد و تم التغيير فاحتاجوا في إزالة ذلك إلى تغيير آخر و تطهير ينقلهم إلى الصحة حيث لم تنقلهم آيات الله المتلوة و المخلوقة و أقداره المحبوبة و المكروهة في هذه الدار فأتاح لهم آيات آخر وأقضية و عقوبات فوق التي كانت في الدنيا تستخرج ذلك الخبث و النجاسة التي لا تزول بغير النار فإذا زال موجب العذاب و سببه زال العذاب و بقي مقتضى الرحمة لا معارض له فإن قيل هذا حق و لكن سبب التعذيب لا يزول إلا إذا كان السبب عارضا كمعاصي الموحدين أما إذا كان لازما كالكفر و الشرك فإن أثره لا يزول كما لا يزول السبب و قد أشار سبحانه إلى هذه المعنى بعينه في مواضع من كتابه منها قوله تعالى {و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه} فهذا إخبار بان نفوسهم و طبائعهم لا تقتضي غير الكفر و الشرك و إنها غير قابلة للإيمان أصلا ومنها قوله تعالى {و من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى و أضل سبيلا} فأخبر سبحانه أن ضلالهم و عماهم عن الهدى دائم لا يزول حتى مع معاينة الحقائق التي أخبرت بها الرسل و إذا كان العمى و الضلال لا يفارقهم فإن موجبه وأثره و مقتضاه لا يفارقهم ومنها قوله تعالى {و لو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم و لو أسمعهم لتولوا و هم معرضون} و هذا يدل على أنه ليس فيهم خير يقتضي الرحمة و لو كان فيهم خير لما ضيع عليهم أثره و يدل على أنهم لا خير فيهم هناك أيضا قوله أخرجوا من النار من كان في قلبه أدنى مثقال ذرة من خير.
فلو كان عند هؤلاء أدنى أدنى مثقال ذرة من خير لخرجوا منها مع الخارجين قيل لعمر الله أن هذا لمن أقوى ما يتمسك به في المسئلة و أن الأمر لكما قلتم و أن العذاب يدوم بدوام موجبه و سببه و لا ريب أنهم في الآخرة في عمى و ضلال كما كانوا في الدنيا و وبواطنهم خبيثة كما كانت في الدنيا و العذاب مستمر عليهم دائم ما داموا كذلك و لكن هل هذا الكفر والتكذيب و الخبث أمر ذاتي لهم زواله مستحيل أم هو أمر عارض طارئ على الفطرة قابل للزوال هذا حرف المسئلة و ليس بأيديكم ما يدل على استحالة زواله و أنه أمر ذاتي و قد أخبر سبحانه و تعالى أنه فطر عباده على الحنيفية و أن الشياطين اجتالتهم عنها فلم يفطرهم سبحانه على الكفر و التكذيب كما فطر الحيوان البهيم على طبيعته و إنما فطرهم على الإقرار بخالقهم و محبته و توحيده فإذا كان هذا الحق الذي قد فطروا عليه وقد خلقوا عليه قد أمكن زواله بالكفر و الشرك الباطل فإمكان زوال الكفر و الشرك الباطل بضده من الحق أولى و أحرى و لا ريب أنهم لو ردوا على تلك الحال التي هم عليها لعادوا لما نهوا عنه و لكن من أين لكم أن تلك الحال لا تزول و لا تتبدل بنشأة أخرى ينشئهم فيها تبارك و تعالى إذا أخذت النار مأخذها منهم و حصلت الحكمة المطلوبة من عذابهم فإن العذاب لم يكن سدى و إنما كان لحكمة مطلوبة فإذا حصلت تلك الحكمة لم يبق في التعذيب أمر يطلب و لا غرض يقصد و الله سبحانه ليس يشتفي بعذاب عباده كما يشتفى المظلوم من ظالمه و هو لا يعذب عبده لهذا الغرض و إنما يعذبه طهرة له و رحمة به فعذابه مصلحة له و أن تألم به غاية الألم كما أن عذابه بالحدود في الدنيا مصلحة لأربابها و قد سمى الله سبحانه و تعالى الحد عذابا و قد اقتضت حكمته سبحانه أن جعل لكل داء دواء يناسبه و دواء الضال يكون من اشق الأدوية و الطبيب الشفيق يكون المريض بالنار كيا بعد كي ليخرج منه المادة الرديئة الطارئة على الطبيعة المستقيمة و إن رأى قطع العضو أصلح للعليل قطعه و أذاقه اشد الألم فهذا قضاء الرب و قدره في إزالة مادة غريبة طرأت على الطبيعة المستقيمة بغير اختيار العبد فكيف إذا طرا على الفطرة السليمة مواد فاسدة باختيار العبد و اراداته و إذا تأمل اللبيب شرع الله تبارك و تعالى و قدره في الدنيا و ثوابه و عقابه في الآخرة وجد ذلك في غاية التناسب و التوافق و ارتباط ذلك ببعضه البعض فإن مصدر الجميع عن علم تام وحكمة بالغة و رحمة سابغة و هو سبحانه و الملك الحق المبين و ملكه ملك رحمة و إحسان و عدل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/146)
الوجه التاسع أن عقوبته للعبد ليست لحاجته إلى عقوبته لا لمنفعة تعود إليه و لا لدفع مضرة و ألم يزول عنه بالعقوبة بل يتعالى عن ذلك و يتنزه كما يتعالى عن سائر العيوب و النقائص و لا هي عبث محض خال عن الحكمة و الغاية الحميدة فانه أيضا يتنزه عن ذلك و تعالى عنه فإما أن يكون من تمام نعيم أوليائه و أحبابه و إما أن يكون من مصلحة الأشقياء و مداواتهم أو لهذا ولهذا و على التقادير الثلاث فالتعذيب أمر مقصود لغيره قصد الوسائل لا قصد الغايات و المراد أن الوسيلة إذا حصل على الوجه المطلوب زال حكمها و نعيم أوليائه ليس متوقفا في أصله و لا في كماله على استمرار عذاب أعدائه و دوامه مصلحة الأشقياء ليست في الدوام و الاستمرار و إن كان في أصل التعذيب مصلحة لهم.
الوجه العاشر: أن رضى الرب تبارك و تعالى و رحمته صفتان ذاتيتان له فلا منتهى لرضاه بل كما قال أعلم الخلق به سبحان الله وبحمده عدد خلقه و رضى نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته فإذا كانت رحمته غلبت غضبه فان رضى نفسه أعلى و أعظم فان رضوانه أكثر من الجنات و نعيمها و كل ما فيها و قد اخبر أهل الجنة أنه يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا و أما غضبه تبارك و تعالى و سخطه فليس من صفاته الذاتية التي يستحيل انفكاكه عنها بحيث لم يزل و لا يزال غضبان و الناس لهم في صفة الغضب قولان أحدهما أنه من صفاته الفعلية القائمة به كسائر أفعاله و الثاني أنه صفة فعل منفصل عنه غير قائم به وعلى القوانين فليس كالحياة و العلم و القدرة التي يستحيل مفارقتها له و العذاب إنما ينشأ من صفة غضبه وما سعرت النار إلا بغضبه ... فمخلوقاته سبحانه نوعان نوع مخلوق من الرحمة و بالرحمة و نوع مخلوق من الغضب وبالغضب فإنه سبحانه له الكمال المطلق من جميع الوجوه الذي يتنزه عن تقدير خلافه و منها أنه يرضى و يغضب و يثيب و يعاقب و يعطي و يمنع و يعز و يذل و ينتقم و يعفو بل هذا موجب ملكه الحق و حقيقة الملك المقرون بالحكمة و الرحمة و الحمد فإذا زال غضبه سبحانه و تعالى و تبدل برضاه زالت عقوبته و تبدلت برحمته فانقلبت العقوبة إلى رحمة بل لم تزل رحمة و أن تنوعت صفتها و صورتها كما كان عقوبة العصاة رحمة و إخراجهم من النار رحمة فتقلبوا في رحمته في الدنيا و تقلبوا فيها في الآخرة لكن تلك الرحمة يحبونها و توافق طبائعهم و هذه رحمة يكرهونها و تشق عليهم كرحمة الطبيب الذي يضع لحم المريض و يلقي عليه المكاوي ليستخرج منه المواد الرديئة الفاسدة فإن قيل هذا اعتبار غير صحيح فإن الطبيب يفعل ذلك بالعليل و هو يحبه و هو راض عنه و لم ينشأ فعله به عن غضبه بغضبه عليه و لهذا لا يسمى عقوبة و أما عذاب هؤلاء فانه إنما حصل بغضبه سبحانه عليهم و هو عقوبة محضة قيل هذا حق و لكن لا ينافي كونه رحمة بهم و إن كان عقوبة لهم و هذا كإقامة الحدود عليهم في الدنيا فإنه عقوبة و رحمة و تخفيف و طهرة فالحدود طهرة لأهلها و عقوبة و هم لما أغضبوا الرب تعالى و قابلوه بما لا يليق أن يقابل به و عاملوه أقبح المعاملة و كذبوه و كذبوا رسله و جعلوا أقل خلقه و أخبثهم و أمقتهم له ندا له و آلهة معه و آثروا رضاهم على رضاه و طاعتهم على طاعته و هو ولي الإنعام عليهم و هو خالقهم و رازقهم و مولاهم الحق اشتد مقته لهم و غضبه عليهم و ذلك يوجب كمال أسمائه و صفاته التي يستحيل عيله تقدير خلافها و يستحيل عليه تخلف آثارها و مقتضاها عنها بل ذلك تعطيل لأحكامها كما أن نفيها عنه تعطيل لحقائقها و كلا التعطيلين محال عليه سبحانه و تعالى فالمعطلون نوعان أحدهما عطل صفاته والثاني عطل أحكامها و موجباتها و كان هذا العذاب عقوبة لهم من هذا الوجه و دواء لهم من جهة الرحمة السابقة للغضب فاجتمع فيه الأمران فإذا زال الغضب بزوال المادة الفاسدة بتغيير الطبيعة المقتضية لها في الجحيم بمرور الاحقاب عليها وحصلت الحكمة التي أوجبت العقوبة عملت الرحمة عملها و طلبت أثرها من غير معارض يوضحه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/147)
الوجه الحادي عشر: و هو أن العفو أحب إليه سبحانه من الانتقام و الرحمة أحب إليه من العقوبة و الرضا أحب إليه من الغضب و الفضل احب إليه من العدل و لهذا ظهرت آثار هذه المحبة في شرعه و قدره و يظهر كل الظهور لعباده في ثوابه و عقابه و إذا كان ذلك أحب الأمرين إليه و له خلق الخلق و أنزل الكتب و شرع الشرائع و قدرته سبحانه صالحة لكل شيء لا قصور فيها بوجه ما وتلك المواد الردية الفاسدة مرض من الأمراض و بيده سبحانه و تعالى الشفاء التام و الأدوية الموافقة لكل داء و له القدرة التامة و الرحمة السابغة و الغنى المطلق بالعبد أعظم حاجة إلى من يداوي علته التي بلغت به غاية الضرر و المشقة و قد عرف العبد أنه عليل و أن دواءه بيد الغني الحميد فتضرع إليه و دخل به عليه و استكان له و انكسر قلبه بين يديه و ذل لعزته و عرف أن الحمد كله له و أن الحق كله له و أنه هو الظلوم الجهول وأن ربه تبارك و تعالى عامله بكل عدله لا ببعض عدله و أن له غاية الحمد فيما فعل به و أن حمده هو الذي أقامه في هذا المقام و أوصله إليه و أنه لا خير عنده من نفسه بوجه من الوجوه بل ذلك محض فضل الله و صدقته عليه و أنه لا نجاة له مما هو فيه إلا بمجرد العفو و التجاوز عن حقه فنفسه أولى بكل ذم و عيب و نقص و ربه تعالى أولى بكل حمد و كمال و مدح فلو أن أهل الجحيم شهدوا نعمته سبحانه و رحمته و كماله و حمده الذي أوجب لهم ذلك فطلبوا مرضاته و لو بدوامهم في تلك الحال و قالوا أن كان ما نحن فيه رضاك فرضاك الذي نريد وما أوصلنا الى هذه الحال إلا طلب مالا يرضيك فأما إذا أرضاك هذا منا فرضاك غاية ما نقصده و ما لجرح إذا أرضاك من ألم و أنت ارحم بنا من أنفسنا و أعلم بمصالحنا و لك الحمد كله عاقبت أو عفوت لانقلبت النار عليهم بردا و سلاما و قد روى الإمام احمد في مسنده من حديث الأسود بن سريع أن النبي قال يأتي أربعة يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئا و رجل أحمق و رجل هرم و رجل مات في فترة فأما الأصم فيقول رب لقد جاء الإسلام و ما أسمع شيئا و أما الأحمق فيقول رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر وأما الهرم فيقول ربى لقد جاء الاسلام و ما أعقل شيئا و أما الذي مات في الفترة فيقول رب ما أتاني لك من رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار قال فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا و سلاما و في المسند أيضا من حديث قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة مثله و قال فمن دخلها كانت عليه بردا و سلاما و من لم يدخلها يسحب إليها فهؤلاء لما رضوا بتعذيبهم و بادروا إليه لما علموا أن فيه رضى ربهم و موافقة أمره و محبته انقلب في حقهم نعيما .... .
الوجه الثاني عشر: أن النعيم و الثواب من مقتضى رحمته و مغفرته وبره كرمه و لذلك يضيف ذلك إلى نفسه و أما العذاب و العقوبة فإنما هو من مخلوقاته و لذلك لا يسمى بالمعاقب و المعذب بل يفرق بينهما فيجعل ذلك من أوصافه و هذا من مفعولاته حتى في الآية الواحدة كقوله تعالى {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم} و قال تعالى {اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم} {إن ربك لسريع العقاب و إنه لغفور رحيم} و مثلها في آخر الأنعام فما كان مقتضى أسمائه و صفاته فإنه يدوم بدوامها و لا سيما إذا كان محبوبا له و هو غاية مطلوبة في نفسها و أما الشر الذي هو العذاب فلا يدخل في أسمائه و صفاته إن أدخل في مفعولاته لحكمة إذا حصلت زال وفني بخلاف الخير فإنه سبحانه و تعالى دائم المعروف لا ينقطع معروفه أبدا و هو قديم الإحسان أبدي الإحسان فلم يزل و لا يزال معاقبا على الدوام غضبان على الدوام منتقما على الدوام فتأمل هذا الوجه تأمل ففيه في باب أسماء الله و صفاته يفتح لك باب من أبواب معرفته و محبته يوضحه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/148)
الوجه الثالث عشر: و هو قول أعلم خلقه به و أعرفهم بأسمائه و صفاته و الشر ليس إليك و لم يقف على المعنى المقصود من قال الشر لا يتقرب به إليك بل الشر لا يضاف إليه سبحانه بوجه لا في ذاته و لا في صفاته و لا في أفعاله و لا في أسمائه فان ذاته لها الكمال المطلق من جميع الوجوه و صفاته كلها صفات كمال و يحمد عليها و يثنى عليه بها و أفعاله كلها خير و رحمة و عدل و حكمة لا شر فيها بوجه ما و أسماؤه كلها حسنى فكيف يضاف الشر إليه بل الشر في مفعولاته و مخلوقاته و هو منفصل عنه إذ فعله غير مفعول ففعله خير كله و أما المخلوق المفعول ففيه الخير و الشر و إذا كان الشر مخلوقا منفصلا غير قائم بالرب سبحانه فهو لا يضاف إليه و هو لم يقل أنت لا تخلق الشر حتى يطلب تأويل قوله و إنما نفى إضافته إليه وصفا و فعلا و أسماء و إذا عرف هذا فالشر ليس إلا الذنوب و موجباتها و أما الآخر فهو الإيمان و الطاعات و موجباتها و الإيمان و الطاعات متعلقة به سبحانه و لأجلها خلق الله خلقه و أرسل رسله و أنزل كتبه و هي ثناء على الرب تبارك و تعالى و إجلاله و تعظيمه و عبوديته و هذه لها آثار تطلبها و تقتضيها فتدوم آثارها بدوام متعلقها و أما الشرور فليس مقصودة لذاتها و لا هي الغاية التي خلق لها الخلق فهي مفعولات قدرت لامر محبوب و جعلت وسيلة إليه فإذا حصل ما قدرت له اضمحلت و تلاشت و عاد الأمر إلى الخير المحض .......
فالبلاء و العقوبة قدرته لإزالة أدواء لا تزول إلا بها و النار هي الدواء الأكبر فمن تداوى في الدنيا أغناه ذلك عن الدواء في الآخرة و إلا فلا بدله من الدواء بحسب دائه و من عرف الرب تبارك و تعالى بصفات جلاله و نعوت كماله من حكمته و رحمته وبره و إحسانه و غناه و جوده و تحببه إلى عباده و إرادة الأنعام عليهم و سبق رحمته لهم يبادر لا إنكار ذلك إن لم يبادر إلى قبوله يوضحه.
الوجه الخامس عشر: إن أفعاله سبحانه لا تخرج عن الحكمة و الرحمة و المصلحة و العدل فلا يفعل عبثا و لا جورا و لا باطلا بل هو المنزه عن ذلك كما ينزه عن سائر العيوب و النقائص و إذا ثبت ذلك فتعذيبهم إن كان رحمة بهم حتى يزول ذلك الخبث و تكمل الطهارة فظاهر و إن كان لحكمة فإذا حصلت تلك الحكمة المطلوبة زال العذاب و ليس في الحكمة دوام العذاب أبدا الآباد بحيث يكون دائما بدوام الرب تبارك و تعالى و إن كان لمصلحة تعود إلى أوليائه فإن ذلك أكمل في نعيمهم فهذا لا يقتضي تأبيد العذاب و ليس نعيم أوليائه و كماله موقوفا على بقاء آبائهم و أبنائهم و أزواجهم في العذاب السرمد فإن قلتم إن ذلك موجب الرحمة و الحكمة و المصلحة قلتم ما لا يعقل و إن قلتم إن ذلك عائد إلى محض المشيئة و لا تطلب له حكمة و لا غاية فجوابه من وجهين أحدهما إن ذلك محال على أحكم الحاكمين و أعلم العالمين أن تكون أفعاله معطلة عن الحكم و المصالح و الغايات المحمودة و القرآن و السنة و أدلة العقول و الفطر و الآيات المشهودة شاهدة ببطلان ذلك.
و الثاني أنه لو كان الأمر كذلك لكان بقاؤهم في العذاب و انقطاعه عنهم بالنسبة إلى مشيئته سواء و لم يكن في انقضائه ما ينافي كماله و هو سبحانه لم يخبر بأبدية العذاب و أنه لا نهاية له و غاية الأمر على هذا التقدير أن يكون من الجائزات الممكنات الموقوف على حكمها على خبر الصادق فإن سلكت طريق التعليل بالحكمة و الرحمة و المصلحة لم يقتض الدوام و إن سلكت طريق المشيئة المحضة التي لا تعلل لم تقتضه أيضا و إن وقف الأمر على مجرد السمع فليس فيه متن يقتضيه الوجه السادس عشر: أن رحمته سبحانه سبقت غضبه في المعذبين فإنه أنشأهم برحمته و رباهم برحمته و رزقهم و عافاهم برحمته و أرسل إليهم الرسل برحمته و أسباب النقمة و العذاب متأخر عن أسباب الرحمة طارئة عليها فرحمته سبقت غضبه فيهم و خلقهم على خلقة تكون رحمته إليهم أقرب من غضبه و عقوبته و لهذا ترى الأطفال الكفار قد آلت عليهم رحمته فمن رآهم رحمهم و لهذا نهى عن قتلهم فرحمته سبقت غضبه فيهم فكانت هي السابقة إليهم ففي كل حال هم في رحمته في حال معافاتهم و ابتلائهم و إذا كانت الرحمة هي السابقة فيهم لم يبطل أثرها بالكلية وإن عارضها أثر الغضب و السخط فذلك لسبب منهم و أما أثر الرحمة فسببه منه سبحانه و تعالى فما منه يقتضي رحمتهم و ما منهم يقتض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/149)
عقوبتهم و الذي منه سابق و غالب و إذا كانت رحمته تغلب غضبه فلان يغلب اثر الرحمة اثر الغضب أولى و أحرى.
الوجه السابع عشر: أنه سبحانه و تعالى يخبر عن العذاب أنه عذاب يوم عقيم و عذاب يوم عظيم و عذاب يوم اليم و لا يخبر عن النعيم أنه نعيم يوم و لا في موضع واحد و قد ثبت في الصحيح تقدير يوم القيامة بخمسين ألف سنة و المعذبون متفاوتون في مدة لبثهم في العذاب بحسب جرائمهم و الله سبحانه جعل العذاب على ما كان في الدنيا و أسبابها و ما أريد به الدنيا ولم ولك يرد به الله فالعذاب على ذلك و أما إن كان للآخرة و أريد به وجه الله فلا عذاب و الدنيا قد جعل لها اجل تنتهي إليه فما انتقل منها إلى تلك الدار مما ليس لله فهو المعذب به و أما ما أريد به وجه الله و الدار الآخرة فقد أريد به ما لا يفنى و لا يزول فيدوم بدوام المراد به فإن الغاية المطلوبة إذا كانت دائمة لا تزول ما لم يزل ما تعلق بها بخلاف الغاية المضمحلة الفانية فما أريد به غير الله يضمحل و يزول بزوال مراده و مطلوبه وما أريد به وجه الله يبقى ببقاء المطلوب المراد فإذا اضمحلت الدنيا و انقطعت أسبابها و انتقل ما كان فيها لغير الله من الأعمال و الذوات و انقلب عذابا و آلاما لم يكن له متعلق يدوم بدوامه بخلاف النعيم.
الوجه الثامن عشر:أنه ليس في حكمة أحكم الحاكمين أن يخلق خلقا يعذبهم أبد الآباد عذابا سرمدا لا نهاية له و لا انقطاع أبدا و قد دلت الأدلة السمعية و العقلية و الفطرية على انه سبحانه و تعالى حكيم و أنه احكم الحاكمين فإذا عذب خلقه عذبهم بحكمة كما يوجد التعذيب و العقوبة في الدنيا في شرعه و قدره فإن فيه من الحكم و المصالح و تطهير العبد ومداواته و إخراج المواد الردية عنه بتلك الآلام ما تشهده العقول الصحيحة و في ذلك من تزكية النفوس و صلاحها و زجرها و ردع نظائرها و توقيفها على فقرها و ضرورتها الى ربها و غير ذلك من الحكم و الغايات الحميدة ما لا يعلمه إلا الله و لا ريب إن الجنة طيبة لا يدخلها إلا طيب و لهذا يحاسبون إذا قطعوا الصراط على قنطرة بين الجنة و النار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا ذهبوا و نفوا أذن لهم في دخول الجنة و معلوم إن النفوس الشريرة الخبيثة المظلمة التي لو ردت إلى الدنيا قبل العذاب لعادت لما نهيت عنه لا يصلح إن تسكن دار السلام في جوار رب العالمين فإذا عذبوا في النار عذابا تخلص نفوسهم من ذلك الخبث و الوسخ و الدرن كان ذلك من حكمة أحكم الحاكمين و رحمته و لا يتنافى الحكمة خلق نفوس فيها شر يزول بالبلاء الطويل و النار كما يزول بها خبث الذهب و الفضة و الحديد فهذا معقول في الحكمة و هو من لوازم العالم المخلوق على هذه الصفة أما خلق نفوس لا يزول شرها أبدا و عذابها لا انتهاء له فلا يظهر في الحكمة و الرحمة و في وجود مثل هذا النوع نزاع بين العقلاء أعنى ذواتا هي شر من كل وجه ليس فيها شيء من خير أصلا و على تقدير دخوله في الوجود فالرب تبارك و تعالى قادر على قلب الأعيان و إحالتها و إحالة صفاتها فإذا وجدت الحكمة المطلوبة من خلق هذه النفوس و الحكمة المطلوبة من تعذيبها فالله سبحانه قادر إن ينشئها نشأة أخرى غير تلك النشأة و يرحمها في النشأة الثانية نوعا آخر من الرحمة يوضحه.
الوجه التاسع عشر: و هو أنه قد ثبت إن الله سبحانه و تعالى ينشئ للجنة خلقا آخر يسكنهم إياها و لم يعملوا خيرا قط تكون الجنة جزاء لهم عليه فإذا أخذ العذاب من هذه النفوس مأخذه و بلغت العقوبة مبلغها فانكسرت تلك النفوس و خضعت و ذلت و اعترفت لربها و فاطرها بالحمد و أنه عدل فيها كل العدل و إنها في هذه الحال كانت في تخفيف منه و لو شاء إن يكون عذابهم اشد من ذلك لفعل و شاء كتب العقوبة طلبا لموافقة رضاه و محبته و علم إن العذاب أولى بها و أنه لا يليق بها سواه و لا تصلح إلا له فذابت منها تلك الخبائث كلها و تلاشت و تبدلت بذل و انكسار و حمد و ثناء الرب تبارك و تعالى لم يكن في حكمته إن يستمر بها في العذاب بعد ذلك إذ قد تبدل شرها بخيرها و شركها بتوحيدها و كبرها بخضوعها و ذلها و لا ينتقض هذا بقول الله عز و جل و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه فإن هذا قبل مباشرة العذاب الذي يزيل تلك الخبائث و إنما هو عند المعاينة قبل الدخول فإنه سبحانه و تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/150)
قال {و لو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد و لا نكذب بآيات ربنا و نكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه و إنهم لكاذبون} فهذا إنما قالوه قبل إن يستخرج العذاب منهم تلك الخبائث فأما إذا لبثوا في العذاب أحقابا و الحقب كما رواه الطبراني في معجمه من حديث أبي امامة رضي الله عنه عن النبي انه قال الحقب خمسون ألف سنة فانه من الممتع أن يبقى ذا الكبر و الشرك و الخبث بعد هذه المدد المتطاولة في العذاب ....
الوجه الرابع و العشرون إن جانب الرحمة أغلب في هذه الدار من الباطلة الفانية الزائلة عن قرب من جانب العقوبة و الغضب و لولا ذلك لما عمرت و لا قام لها وجود كما قال تعالى {و لو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا} {ما ترك عليها من دابة} فلولا سعة رحمته و مغفرته و عفوه لما قام العالم و مع هذا فالذي أظهره من الرحمة في هذه الدار وأنزله بين الخلائق جزء من مائة جزء من الرحمة فإذا كان جانب الرحمة قد غلب في هذه الدار و نالت البر و الفاجر و المؤمن و الكافر مع قيام مقتضى العقوبة به و مباشرته له و تمكنه من إغضاب ربه و السعي في مساخطته فكيف لا يغلب جانب الرحمة في دار تكون الرحمة فيها مضاعفة على ما في هذه الدار تسعة و تسعين ضعفا و قد اخذ العذاب من الكفار مأخذه و انكسرت تلك النفوس و نهكها العذاب و أذاب منها خبثا و شرا لم يكن يحول بينها و بين رحمته لها في الدنيا بل كان يرحمها مع قيام مقتضى العقوبة و الغضب بها فكيف إذا زال مقتضى الغضب و العقوبة و قوى جانب الرحمة أضعاف اضعاف الرحمة في هذه الدار و اضمحل الشر و الخبث الذي فيها فأذابته النار و أكلته و سر الأمر أن أسماء الرحمة والإحسان أغلب و أظهر و أكثر من أسماء الانتقام و فعل الرحمة اكثر من فعل الانتقام و ظهور آثار الرحمة اعظم من ظهور آثار الانتقام و الرحمة احب إليه من الانتقام و بالرحمة خلق خلقه و لها خلقهم و هي التي سبقت غضبه و غلبته و كتبها على نفسه و وسعت كل شيء وما خلق بها فمطلوب لذاته وما خلق بالغضب فمراد لغيره كما تقدم تقرير ذلك و العقوبة تأديب و تطهير و الرحمة إحسان و كرم و جود و العقوبة مداواة و الرحمة عطاء و بذل الوجه الخامس و العشرون انه سبحانه و تعالى لا بد إن يظهر لخلقه جميعهم يوم القيامة صدقه و صدق رسله و إن أعداؤه كانوا هم الكاذبين المفترين و يظهر لهم حكمه الذي هو اعدل حكم في أعدائه و انه حكم فيهم حكما يحمدونه هم عليه فضلا عن أوليائه و ملائكته و رسله بحيث ينطق الكون كله بالحمد لله رب العالمين و لذلك قال تعالى {و قضى بينهم بالحق و قيل الحمد لله رب العالمين} فحذف فاعل القول لإرادة الإطلاق وأن ذلك جار على لسان كل ناطق و قلبه قال الحسن لقد دخلوا النار و إن قلوبهم لممتلئة من حمده ما وجدوا عليه سبيلا و هذا هو الذي حسن حذف الفاعل من قوله {قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها} حتى كان الكون كله قائل ذلك لهم إذ هو حكمه العدل فيهم و مقتضى حكمته و حمده و أما أهل الجنة فقال تعالى {و قال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} فهم لم يستحقوها بأعمالهم و إنما استحقوها بعفوه و رحمته و فضله فإذا اشهد سبحانه وتعالى ملائكته و خلقه كلهم حكمه العدل و حكمته الباهرة و ضعه العقوبة حيث تشهد العقول و الفطر و الخليقة أنه أولى المواضع و أحقها بها و إن ذلك من كمال حمده الذي هو مقتضى أسمائه و صفاته و إن هذه النفوس الخبيثة الظالمة الفاجرة لا يليق بها غير ذلك و لا يحسن بها سواه بحيث تعترف بها هي من ذواتها بأنها أهل ذلك و إنها أولى به حصلت الحكمة التي لأجلها وجد الشر و موجباته في هذه الدار و تلك الدار و ليس في الحكمة الإلهية إن الشرور تبقى دائما لا نهاية لها و لا انقطاع أبدا فتكون هي و الخيرات في ذلك على حد سواء فهذا نهاية أقدام الفريقين في هذه المسئلة .. .
عن الشاملةأصلحك الله
كلام الإمام ابن القيم رحمه الله الذي نقلتَه فيه مؤاخذات كثيرة وقد تناوله أهل العلم بالأخذ والرد قبل ذلك
وقد قصرتُ موضوعي على كلمة معينة وطرحتُها للنقاش
أما لو فتحنا الباب لمناقشة جميع ما نقلتَه من كلام الإمام ابن القيم لطال الأمر وانقطعت دونه الأنفاس
والله ولي التوفيق
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[05 - 03 - 08, 07:53 م]ـ
أحسن الله إليك
ليس السؤال عن بقاء شرهم بعد فنائهم فهذا لا يعقل
وإنما السؤال عن زوال شرهم قبل فنائهم فهذا هو المقصود
وإلا فلو كانوا سيفنون مع بقاء شر في نفوسهم يفنى معهم فما معنى عذابهم من البداية ولماذا لم يُفنوا مع شرهم بغير عذاب؟
فإن قيل: إنما عُذبوا مقابلة لما اقترفوا من الشر فإذا زال هذا الشر تم إفناؤهم عاد السؤال كما هو فتأمل.
ولماذا يُفنَون بعد زوال شرهم!!
وهل هناك موت وفناء بعد الموت؟!
يعني لو مات شخص في " الدنيا " فهل سيموت مرة أخرى في " الآخرة "؟!
ولعل ابن القيم رحمه الله يتكلم عن النفوس البشرية.
أما ابليس فيُفنى مع النار لأنه من نار والشر لا يزول عنه كما أنه ليس من جنس البشر " طبعا هذا حسب الرأي القائل بفناء النار ".
وحتى لو أن ابن القيم رحمه الله كان يقصد النفوس البشرية والغير بشرية،
فإذا أطلقنا حكما وقاعدة عامة فالشاذ لا حكم له، وابليس من الشواذ.
والله أعلم.
حفظكم الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/151)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 08:55 م]ـ
أما ابليس فيُفنى مع النار لأنه من نارلكن هذا الوصف ليس خاصا بإبليس بل يشمل جميع الجن قال تعالى: {وخلق الجان من مارج من نار}
فإذا أطلقنا حكما وقاعدة عامة فالشاذ لا حكم له، وابليس من الشواذ.
والله أعلم. أولا: قد بينا أن هذا الوصف يشمل جميع الجن وهم نصف المكلفين وصفا وليس عددا فكيف يحكم على النصف بالشذوذ؟
ثانيا: لقد ربط ابن القيم ذلك بمقتضى الحكمة والرحمة وهما لا يشذ عنهما شيء مطلقا كما قال تعالى {ورحمتي وسعت كل شيء} وهذه القاعدة لا شذوذ لها مطلقا(47/152)
ما معنى الرحمة المدخرة الى يوم القيامة
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 04:38 م]ـ
الاخوة الفضلاء من المعلوم ان رحمة الله تنقسم الى قسمين الرحمة التي هي صفته
والرحمه المخلوقة كما في حديث (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مئة رحمة فأرسل واحدة بين خلق وادخر تسعة وتسعين رحمة الى يوم القيامة) الحديث بمعهناه
السؤال ما معنى الرحمة المدخرة الى يوم القيامة(47/153)
سؤال يريد إجابة فورية ... لو قال رجل لرجل آخر يلقبه (ياملك الثواني) فما الحكم؟
ـ[ابونادين]ــــــــ[20 - 02 - 08, 02:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا سؤال أود من الأخوة الأعضاء أو من عنده سابق علم بذلك أن يخبرنا بإجابته في أقرب وقت ممكن؟
س/لو قال رجل لرجل آخر يلقبه (ياملك الثواني) فما الحكم؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو السها]ــــــــ[21 - 02 - 08, 05:42 م]ـ
ماذا تعني يا أ خي بملك الثواني حتى نفهم معنى اللفظ.؟؛ و يبدو أن حرف"يا" لا معنى له في سؤالك ..
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[21 - 02 - 08, 07:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا سؤال أود من الأخوة الأعضاء أو من عنده سابق علم بذلك أن يخبرنا بإجابته في أقرب وقت ممكن؟
س/لو قال رجل لرجل آخر يلقبه (ياملك الثواني) فما الحكم؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا ..
ماذا يقصد بقوله ملك الثوانى(47/154)
مقطع من منظومة في العقيدة ((يرجى الملاحظات))
ـ[أبو يعلى]ــــــــ[20 - 02 - 08, 06:58 ص]ـ
إخوتي في الله أنا كنتُ نظمتُ منظومةً جميلةً في أصول الدين بلغَتْ ستمائة بيت وإنشاءالله سأضعها على المنتدى بعد الانتهاء من عرضها على بعض أهل العلم وقد وضعت هنأ بعض أبيات منها تتعلق بذكر الأزلام وحكم القرعة وكل المنظومة على هذا النسق نرجو الملاحظة وجزيتم خيراً
*********************************************
وَإِن تُرِد مَعرِفَةَ الأَزلامِ ****وَماتَدُلُّ كِلمَةُ استِقسامِ
فَالزَّلَمُ قِدحٌ بِغَيرِ ريشِ ****مِثلُ سِهامٍ لِرُماةِ الجَيشِ
ثَلاثَةٌ قَد عَمَدوا إِليها **** إِذ كَتَبوا حُظُوظَهُم عَلَيها
الأَوَّلُ عَليهِ يُكتَبُ افعَلِ **** يَليهِ غَفلٌ بَعدَهُ لا تَفعَلِ
فَإِن أَرادوا غَزوَةً أَو سَفَرا **** سَهماً أَطاعوا إِن نَهى أَو أَمرا
وَعَلَّقوا أَفعالَهُم بِقِدْحِ ****ديناً أَرادوا فَابتُلوا بِقُبْحِ
وَقِس عَلى تِلكَ السِّهامِ حَجَرا ****أَو ذَهَباً أَو فِضَّةً أَو مَدَرا
وَلَيسَ مِن ذا ماأَتى في القُرعَةْ ****فَاقبَلْ مِنَ الرَّبِّ الحَكيمِ شَرعَهْ
لأَنَّها مُلزِمَةٌ لا آمِرَةْ ****وَلا مَلاذٌ لِنُّفوسِ الحائِرَةْ
وَلا بِها تَفاؤلُ الأُمورِ **** مُغَيَّباتِ الخَيرِ وَالشُّرورِ
وَقُل إِذا تَساوَتِ الحُقوقُ **** فَحَكِّمَنَّ حاكِماً يَفوقُ
يُرضِى بِها النُّفوسَ في التَّحاكُمِ ****فَلا يُسيءُ ظَنُّها بِحاكِمِ
فَعِ حُفِظتَ هذِهِ الإِشارَة ****وَأَبدِلَنْ بِالزَّلَمِ استِخارَة
فَقَد رَوى رُواتُهَا عَن جابِرِ ****بَأَنَّهُ بِها مَلاذُ الحائِرِ
أرجو التقييم وإمدادي بالملاحظات
ـ[الخزرجي]ــــــــ[21 - 02 - 08, 02:43 ص]ـ
فَالزَّلَمُ قِدحٌ بِغَيرِ ريشِ ****مِثلُ سِهامٍ لِرُماةِ الجَيشِ
الأَوَّلُ عَليهِ يُكتَبُ افعَلِ **** يَليهِ غَفلٌ بَعدَهُ لا تَفعَلِ
هذه الأبيات مكسورة فيبدو أن كتابتها ليست كذلك.
وأتمنى منكم ياشيخنا أن تصوبني أو تصوبها.
ـ[أبو يعلى]ــــــــ[21 - 02 - 08, 11:53 ص]ـ
أخي الخزرجي: أنا كتبت المشاركة عن طريق النسخ واللصق وربما لأن الخط غير واضح لذلك هاهي المشاركة معدلة وأرجو توضيح موضع الكسر لأتفاداه بالتعديل وشكراً على مرورك الكريم:
فَالزَّلَمُ قِدحٌ بِغَيرِ ريشِ ****** مِثلُ سِهامٍ لِرُماةِ الجَيشِ
ثَلاثَةٌٍِ قَد عَمَدوا إِليها ****** إِذ كَتَبوا حُظُوظَهُم عَلَيها
الأَوَّلُ عَليهِ يُكتَبُ افعَلِ****** يَليهِ غَفلٌ بَعدَهُ لا تَفعَلِ
فَإِن أَرادوا غَزوَةً أَو سَفَرا ***** سَهماً أَطاعوا إِن نَهى أَو أَمرا
وَعَلَّقوا أَفعالَهُم بِقِدْحِ ديناً **** أَرادوا فَابتُلوا بِقُبْحِ
وَقِس عَلى تِلكَ السِّهامِ حَجَرا**** أَو ذَهَباً أَو فِضَّةً أَو مَدَرا
وَلَيسَ مِن ذا ماأَتى في القُرعَةْ ***** فَاقبَلْ مِنَ الرَّبِّ الحَكيمِ شَرعَهْ
لأَنَّها مُلزِمَةٌ لا آمِرَةْ ******* وَلا مَلاذٌ لِنُّفوسِ الحائِرَةْ
وَلا بِها تَفاؤلُ الأُمورِ ****** مُغَيَّباتِ الخَيرِ وَالشُّرورِ
وَكُن إِذا تَساوَتِ الحُقوقُ ***** مُحكّماً لحاكِمٍ يَفوقُ
يُرضِى بِها النُّفوسَ في التَّحاكُمِ ***** فَلا يُسيءُ ظَنُّها بِحاكِمِ
فَعِ حُفِظتَ هذِهِ الإِشارَة ******* وَأَبدِلَنْ بِالزَّلَمِ استِخارَة
فَقَد رَوى رُواتُهَا عَن جابِرِ ****** بَأَنَّهُ بِها مَلاذُ الحائِرِ
*************************************************
ـ[الخزرجي]ــــــــ[21 - 02 - 08, 05:57 م]ـ
أخي الخزرجي: أنا كتبت المشاركة عن طريق النسخ واللصق وربما لأن الخط غير واضح لذلك هاهي المشاركة معدلة وأرجو توضيح موضع الكسر لأتفاداه بالتعديل وشكراً على مرورك الكريم:
فَالزَّلَمُ قِدحٌ بِغَيرِ ريشِ ****** مِثلُ سِهامٍ لِرُماةِ الجَيشِ
الأَوَّلُ عَليهِ يُكتَبُ افعَلِ****** يَليهِ غَفلٌ بَعدَهُ لا تَفعَلِ
هذان البيتاه هما اللذان بهما الكسر.
والكسر في الشطر الأول وهو قولك " فالزلم قدح بغير ريش " وتقطيعه هكذا:
فزْزلم قدحن بغي رريشي
متفعل مستفعلن متفعل
فالتفعيلة الأولى ينقصها ساكن زائد.
وأيضا وقع كسر في قولك "الأَوَّلُ عَليهِ يُكتَبُ افعَلِ****** يَليهِ غَفلٌ بَعدَهُ لا تَفعَلِ ".
وتقطيعه:
الأوول عليهيك تبفعلي ... يليه غ فلن بع دهلا تفعلي
مستفعل متفعلن متفعلن متفعل متفعل متعل متفعل
فالتفعيلة الأولى من الشطر الأول والشطر الثاني كلها غير سليمة.
ـ[أبو يعلى]ــــــــ[22 - 02 - 08, 10:02 م]ـ
أخي الخزرجي:
فالزلمُ قِدحٌ بغير ريش **************
تقطيعه هكذا:
فَزَّلَمو قِدحُنبِغَي رِريشي
مفتعلن مستفعلن فعولن
والثاني:
الأَوَّلُ عَليهِ يُكتَبُ افعَلِ****** يَليهِ غَفلٌ بَعدَهُ لا تَفعَلِ
فتقطيعه هكذا:
أَلأَوَّلو عَلَيهِيُك تَبُفعَلي ******* يَليهِغَف لُنبَعدَهو لاتَفعَلي
مُستَفعِلُن مَفاعِلُن مَفاعِلُن **** مَفاعِلُن مُستَفعِلُن مُستَفعِلُن
وإثبات الواوين في الكلمتين هو إشباع جائز وله نظائر والله أعلم. فهل كلامي صحيح أم يجب التعديل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/155)
ـ[الخزرجي]ــــــــ[22 - 02 - 08, 11:26 م]ـ
أخي الخزرجي:
فالزلمُ قِدحٌ بغير ريش **************
تقطيعه هكذا:
فَزَّلَمو قِدحُنبِغَي رِريشي
مفتعلن مستفعلن فعولن
والثاني:
الأَوَّلُ عَليهِ يُكتَبُ افعَلِ****** يَليهِ غَفلٌ بَعدَهُ لا تَفعَلِ
فتقطيعه هكذا:
أَلأَوَّلو عَلَيهِيُك تَبُفعَلي ******* يَليهِغَف لُنبَعدَهو لاتَفعَلي
مُستَفعِلُن مَفاعِلُن مَفاعِلُن **** مَفاعِلُن مُستَفعِلُن مُستَفعِلُن
وإثبات الواوين في الكلمتين هو إشباع جائز وله نظائر والله أعلم. فهل كلامي صحيح أم يجب التعديل؟
أين نظائر هذا الذي ذكرت؟
المعروف أن ميم الجمع وهاء الكناية هي التي توصل , كقولك:
أجبتكمو و قولك: نص عليهي ومررت بهي ... إلخ
أما ذكرت فلا أعرف أن له نظائر.
وأما بالنسبة للتقطيع فليس هناك أي بحر على هذا التقطيع على قطعتَه؟!!
وأيضا لا يستقيم أن يكون بيت من المنظومة على بحر والآخر على بحر آخر.
ومنظومتك هذه أرجوزة فلا بد أن يكون كل بيت فيها على ست تفعيلات من تفعيلة ((مستفعلن)) وما يجوز عليها من زحاف وعلل.
ـ[أبو يعلى]ــــــــ[23 - 02 - 08, 06:51 ص]ـ
أخي الخزرجي لا أوصيك بالصبر عليَّ وأنا أعرض بضاعتي فأنا سأحاول ترويجها ولكن إذا رأيتَ أنه لابد من استبدالها فعلتُ ولك شكري
أما بالنسبة للتفعيلة الأولى من قولي:
الأوَّلُ عليهِ يكتبُ افعلِ *****************
فإما أن نشبع الواو لتصير مستفعلن وسأذكر لك النظائر عند الحاجة اليها.
وإما أن يحذف ساكنها فتبقى مستفعلُ فتكون أحد فروع مستفعلن الإحدى عشر وإسقاط السابع الساكن من التفعيله هو الكفُّ وهو من الزحاف المفرد البسيط.
وأما قولك أنها ليست على بحر الرجز فلعله سبق لسان منك ولا أدري كيف أقول ولكن:
مستفعلن مفاعلن مفاعلن
هي نفسها
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
غير أن التفعيلة الثانية والثالثة دخل عليها الخبن وهو حذف الثاني الساكن
فصارت مُتَفعِلُن فقلبت الى مفاعلن وهو فرع لمستفعلن.
ثم هل عند قرآة البيت تشعر بكسر فيه أم تشعر بزحاف؟
وأسأل الله أن يوفقني وإياك لمرضاته وأرجو السماح حين أكثرت من مناقشتك ولكني أطلب العلم.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[23 - 02 - 08, 03:26 م]ـ
مافيه شيء, والله أعلم
ـ[أبو يعلى]ــــــــ[23 - 02 - 08, 04:22 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبو العباس لكن أخونا الخزرجي عنده حق من وجه وهو:
أن الكف لا يدخل على الرجز وذلك للتفريق بين مستفع لن ومستفعلن فيحتاج أن نسبر المسألة سبراً جيداً وحينئذ ليس لدي إلا أحد أمرين إما التعديل وإما الإبقاء آخذاً بجواز إشباع الحركات فأفيدونا والله أعلم.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[23 - 02 - 08, 09:15 م]ـ
وحينئذ ليس لدي إلا أحد أمرين إما التعديل وإما الإبقاء آخذاً بجواز إشباع الحركات فأفيدونا والله أعلم.
أخي الكريم
لا بد من التعديل، والضرورة المذكورة ليست بالمقبولة.
وأيضا ففي البيت الأول (فالزلم قدح .. ) سناد الحذو، وهو ثقيل في الذوق.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[23 - 02 - 08, 09:27 م]ـ
أما بالنسبة للتفعيلة الأولى من قولي:
الأوَّلُ عليهِ يكتبُ افعلِ *****************
فإما أن نشبع الواو لتصير مستفعلن وسأذكر لك النظائر عند الحاجة اليها.
وإما أن يحذف ساكنها فتبقى مستفعلُ فتكون أحد فروع مستفعلن الإحدى عشر وإسقاط السابع الساكن من التفعيله هو الكفُّ وهو من الزحاف المفرد البسيط.
أما بالنسبة للإشباع، فأنا أحتاج إلى النظائر التي ذكرت؛ فإني أكاد أجزم بأنه لا يصلح الإشباع في مثل هذا الموضع.
أما بالنسبة للكف، فما أعرفه أنه لا يدخل إلا على تفعيلة ((فاعلاتن)) فتصبح ((فاعلاتُ)) وتفعيلة ((مفاعيلن)) فتصبح ((مفاعيلُ)) وتفعيلة ((مستفع لن)) فتصبح ((مستفع لُ)).
هذا حد علمي المحدود وإن كان مخالفا للصواب فأنا بانتظار التعديل.
وأما قولك أنها ليست على بحر الرجز فلعله سبق لسان منك ولا أدري كيف أقول ولكن:
مستفعلن مفاعلن مفاعلن
هي نفسها
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
غير أن التفعيلة الثانية والثالثة دخل عليها الخبن وهو حذف الثاني الساكن
فصارت مُتَفعِلُن فقلبت الى مفاعلن وهو فرع لمستفعلن.
أحسنت.
ثم هل عند قرآة البيت تشعر بكسر فيه أم تشعر بزحاف؟
بالنسبة لي فأشعر بكسر ظاهر، ولو عدلت البيت _ ولا أظن أن هذا سيعجزك _ لكان أولى وأجمل.
وأسأل الله أن يوفقني وإياك لمرضاته وأرجو السماح حين أكثرت من مناقشتك ولكني أطلب العلم.
بل أنا الذي أرجو منك السماح بالتنزل لي.
ـ[أبو يعلى]ــــــــ[23 - 02 - 08, 10:34 م]ـ
أخي الخزرجي:
أما عن التعديل فكما قلتَ فليس بمعجز والبديل قد يكون بقولي
فَواحِدٌ عَليهِ يُكتَبُ افعَلِ ***** يَليهِ غَفلٌ بَعدَهُ لاتَفعلِ
ولكني متطلع الى العلم بما أترك وقد أفدتني كثيراً
وهل الأخ الذي شاركنا باسم عصام البشير هو نفسه الشيخ الاستاذ (المراكشي) أو غيره فإن كان هو؛ إذاً شرفي لكبير.
أما عن ضرورة الاشباع للحركات فذلك كما في قول إبراهيم بن هِرمَة
وَإِنَّني حيثُما يَثني الهَوى بَصَري ****** مِن حَيث ُما سَلَكوا أَدنو فَأَنظُورُ
يريد فأنظرُ فأشبع حركة الواو فصارت واواً
وكما في قول عنتر:
يَنباعُ مِن ذِفرى غَضوبٍ جَسرَةٍ ****** زَيّافَةٍ مِثلَ الفَنيقِ المُكدَمِ
يريد ينبع فأشبع الفتحةَ فصارت ألفاً
ذكر ذلك القزاز القيرواني في كتابه المفيد (مايجوز للشاعر في الضرورة)
والعدول عن هذه الضرورة يسير لكني أحاول معرفة ما أُنَبَّهُ عليه من خطإٍ أين مكانه في النقد وأسأل الله أن يرفع قدرك ويطيل في طاعته عمرك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/156)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[23 - 02 - 08, 11:45 م]ـ
أما عن ضرورة الاشباع للحركات فذلك كما في قول إبراهيم بن هِرمَة
وَإِنَّني حيثُما يَثني الهَوى بَصَري ****** مِن حَيث ُما سَلَكوا أَدنو فَأَنظُورُ
يريد فأنظرُ فأشبع حركة الواو فصارت واواً
وكما في قول عنتر:
يَنباعُ مِن ذِفرى غَضوبٍ جَسرَةٍ ****** زَيّافَةٍ مِثلَ الفَنيقِ المُكدَمِ
يريد ينبع فأشبع الفتحةَ فصارت ألفاً
ذكر ذلك القزاز القيرواني في كتابه المفيد (مايجوز للشاعر في الضرورة)
.
بارك الله فيك
الكلام على الضرورات يكون من وجهين:
- أولهما معرفة ما يجوز وما لا يجوز. وهذا سبيله تتبع ما ذكره المؤلفون في باب ضرائر الشعر.
- والثاني تمييز حسنها من قبيحها. وهذا سبيله النظر في تصرفات الشعراء، لتكوين ذوق شعري سليم.
والشاعر في الأعصار المتأخرة لا يقبل منه ما كان يقبل من المتقدمين.
واعتبر بالإقواء مثلا، فإنك لن تجده في شعر المتأخرين قط، مع أنه في أشعار الجاهليين موجود. وقس على ذلك غيره.
وإشباع الحركات حتى تتولد منها حروف - في غير ضمير الغائب - ضرورة قبيحة بلا ريب. ولذلك لن تجدها في شعر الفحول المتأخرين، فهي ضرورة مهجورة لقبحها.
وقد قال حازم في منهاج البلغاء (نقله الألوسي في الضرائر - ص 15): (أقبح ضرائر الزيادة المؤدية لما ليس أصلا في كلامهم كقوله: ... وحوثما سلكوا أدنو فأنظور)
ومعناه أنه ليس في كلامهم (أفعول).
قلت: ومثله (الأولو) فليس في كلامهم كما ترى، فهو قبيح.
والله أعلم.
ـ[أبو يعلى]ــــــــ[24 - 02 - 08, 02:07 م]ـ
زادك الله من فضله ياشيخ أزلتَ مافي نفسي من الوقوع في الضرورات ولذلك سأتتبع كل ما قد نظمت من نظم لأصلح ما قد يقع من ذلك , ولي عندك طلب ياشيخ وهو أن عندنا هنأ كثر الكلام من قبل متطفلين على العلوم فتكلموا في كثير من مشائخ العلم وأكثروا ولذلك بادرت الى الرد عليهم بقصيدتين وجدتا قبولاً عند محبي الشعر فياليت تسمح لي بإرفاقها الخاص لك فنقدك يهمني ويهم الكثير , كذلك ياشيخ - وإن أسأتُ - هل لك أن تلاحظ قصيدتي في مدح الشيخ عائض القرني وهي في منتدى اللغة العربية وكان سبب قولي لتلك القصيدة هو كلام أولئك في الشيخ عائض وأسأل اللهَ كما آتاك حِلماً أن يجزيك عنا خير الجزاء.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[24 - 02 - 08, 09:02 م]ـ
فياليت تسمح لي بإرفاقها الخاص لك فنقدك يهمني ويهم الكثير
تفضل بذلك أخي الكريم.(47/157)
نقد ابن تيمية لاراء الفلاسفة والمتكلمين ف
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[20 - 02 - 08, 05:18 م]ـ
نقد ابن تيمية لاراء الفلاسفة والمتكلمين في بدء الخلق والبحث في صحة مانسبه الى السلف
لطف الله عبد العظيم خوجه
مجلة جامعة أم القرى
لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها
المجلد (19) العدد (43)
ذو الحجة 1428هـ || ديسمبر (كانون1) 2007م
http://www.uqu.edu.sa/magazin.php
-----------------
جامعة أم القرى، كلية الدعوة، قسم العقيدة
ابن تيمية
و
قدم العالم
أعده:
لطف الله بن عبد العظيم خوجه
أستاذ مساعد بقسم العقيدة بجامعة أم القرى
1425هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- تمهيد:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول رب العالمين، وبعد:
نشأت قضية قدم العالم، في أذهان الفلاسفة، من محاولتهم تفسير علاقة الله تعالى بالعالم؛ فافترضوا أن العالم وجد مع الله تعالى، من غير تأخر، فحكموا بقدم العالم .. !!.
ولما سئلوا عن الفرق حينئذ بين الله تعالى والعالم، أجابوا: أن الله تعالى قديم بالرتبة والذات، متساوٍ مع العالم في الزمان.
وقد بنوا كلامهم على أن العلة التامة تستلزم معلولها، فلا تتأخر عنه، فالله تعالى عندهم: علة تامة، موجبة، فلا بد من وجود معلولها معها، وإلا انتفى كونه كذلك، وذلك نقص في حقه، فعلاقة العالم بالله تعالى كعلاقة ضوء الشمس بالشمس، يوجد معها موازيا في الزمان.
فمحصل كلام الفلاسفة ما يلي:
1 - العالم قديم قدم الإله تعالى، من غير فرق في الزمان، ولكن في الرتبة والذات.
2 - العالم صدر عن الله تعالى، لم يخلقه، بل كصدور الضوء عن مصدره.
3 - العالم مقارن للخالق تعالى.
ولما كان صريح هذا المذهب نفي صفة الخلق عن الله تعالى، تصدى المتكلمون له، وظنوا أنه لا يمكن إثبات الخالقية إلا بنفي قدم شيء مع الله تعالى بإطلاق، واعتبروا هذا لازما لهذا، فكان من مذهبهم:
- أن الله تعالى ابتدء خلق العالم من نقطة زمن معينة، ما قبلها لم يكن يخلق، ولا يفعل، ولا يتكلم .. إلخ، وأوجبوا منعه من ذلك، حتى يستقيم إثبات الخالقية.
جاء ابن تيمية بعد الفريقين، فنقدهما جميعا، كل من جهة غير جهة الأخرى:
- فرفض قول الفلاسفة في دعواهم: اقتران العالم بالله تعالى بالزمان، وصدوره عنه.
- ورفض قول المتكلمين في دعواهم: أنه تعالى كان معطلا من الفعل زمنا وجوبا، ثم صار فاعلا، فانقلب بعد العجز قادرا، من غير تجدد سبب أصلا.
واختار رأيا رجح أنه وسط بين الفريقين، وكان فحواه:
أن الله تعالى لم يكن معطلا من الخلق، أو الفعل، والكلام زمنا، بل يفعل ما يشاء، متى شاء، من غير تحديد بنقطة زمن معينة، هي البداية، وقرر أن هذا هو مقتضى القدرة الإلهية الكاملة، وأنه ما من زمن يقع فرضا لبداية الخلق، إلا وصح وقوعه قبله، إذ لا مرجح يحدد البداية في نقطة معينة، ومن ثم فلا مانع من بدء الخلق معه، لكن بشرط التراخي في الزمان، ويكون هذا الخلق متعلقا بالنوع لا بالأفراد، واستحسن هذا الرأي، وذهب لأجله إلى أن الحوادث لا أولها، فأجرى التسلسل في المفعولات الإلهية في الأزل (= الماضي)، كما أجراه في الأبد (= المستقبل)، ونسب هذا القول إلى السلف، وفسروا نصوصهم على هذا المعنى، وقرر أن المتكلمين خرجوا عن طريقة السلف ونصوص الوحي في تقريرهم، فضلا عن الفلاسفة، الذين كفرهم العلماء، كالغزالي، بسبب مقالتهم بقدم العالم.
ولما كان هذه مذهبه: أساء الظن به طائفة من الناس، بعضهم خصومه، وحكموا أنه على مذهب الفلاسفة، وكاد أن يلحقه التكفير لأجل ذلك.
لكن لمن أراد الإنصاف، فإن التأمل والفحص في رأيه ينتج حقيقة هي: أنه مذهبه متميز على الفلاسفة، في عدة أمور، توجز فيما يلي:
1 - ابن تيمية يقرر بأن الله تعالى خالق العالم، بينما مذهب الفلاسفة أنه صادر عن الله تعالى.
2 - يقرر بأن العالم وجد بعد الله تعالى في الزمان، بينما الفلاسفة يقولون: وجد معه.
3 - يقول أن الله تعالى متقدم على العالم بالرتبة والزمان، أما هؤلاء فيقولون: متقدم بالرتبة.
وهذه الفروق جوهرية، وأصلية، ومنها نستنتج أنه ليس من العلم ولا الحقيقة في شيء: التشبيه بينهما. وأن يلحق به الحكم الذي لحق بالفلاسفة من تضليل وتكفير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/158)
ولقد اعتاص على هؤلاء أن يفرقوا بين شيئين، القدرة على التفريق بينهما: فيصل في فهم مقالة ابن تيمية وإعذاره. هو الفرق بين النوع والأفراد، فأفراد الخلق حادث، أما القديم فهو النوع. فادعوا بطلان هذا الفرق .. !!، والواقع والمثال يؤيد الفرق، فلو نظرنا في الأعداد، لوجدنا فرقا بين أفراده ونوعه، فكل رقم له بداية ونهاية، فالواحد (=1) يبدء من بعد الصفر (= 0)، وينتهي قبل بداية الرقم اثنين (=2)، وهكذا في 2،3،4، 5 .. إلخ، فأفراد الأعداد لها بداية ونهاية.
لكن لو نظرنا إلى العدد من جهة نوعه أو جنسه: فلا بداية ولا نهاية، فمهما افترضنا عددا، فقبله عدد، ومهما افترضنا عددا، فبعده عدد، وهكذا.
فهذا دليل واضح، وبرهان كلي، على صحة التفريق بين الفرد والنوع، فالفرد حادث، أما النوع فقديم، لا بداية له، ولا نهاية.
ثم إن هذا القديم، وهو النوع، ليس مقارنا مع ذلك، بل هو متراخٍ، فمفعولاته سبحانه وتعالى تقع بعد فعله، وفعله متأخر عن ذاته، فهو خالق، وقد خلق، ثم حدث المخلوق، ومثَله:
- الطلاق .. يقع بعد التطليق، والتطليق متأخر عن المطلق.
- والانكسار .. يقع بعد الكسر، وهو متأخر عن الكاسر ..
- فترتيتبه: القاطع، ثم القطع، ثم الانقطاع، فهي أمور متتالية، ليست مقترنة.
فلم يلزم إذن من القول بقدم النوع: قدم العالم. وثبت بذلك أن قول ابن تيمية ليس كقول الفلاسفة.
* * *
تلك هي صورة المسألة بإيجاز، وقد استند المتكلمون على حديث عمران بن حصين رضي الله عنه المشهور: (كان الله ولم يكن شيء قبله)، في تأييد رأيهم: أن للخلق ابتداء. حيث جاء الإخبار فيه:
- عن وجود: العرش، والماء، قبل خلق السموات والأرض.
- وأنهما أول هذا العالم المشهود.
- وأن الله عز وجل قبل كل شيء.
وقد اعترض ابن تيمية على هذا الاستدلال، ورأى فيه خروجا عن معنى الحديث إلى معنى غير مراد، فكتب لأجله مؤلفا مستقلا عنوانه: "شرح حديث عمران"، نقد فيه المعنى الذي رجحه المتكلمون من ناحية: حديثية، وعقدية. ولأجله اضطر للدخول في مسألة: "تسلسل الحوادث"، وما يترتب عليها من البحث في قضية قدم العالم، فكان له فيها رأي خاص، كما تقدم آنفا، تشابه ظاهرا مع رأي الفلاسفة القائلين بقدم العالم، مما فتح الباب للطعن في عقيدته .. !!.
وفي هذا البحث نعرض لهذه المسألة، ونرى ما يمكن أن يكون مقارنا للحق، وقد تضمن ما يلي:
أولاُ: سرد طائفة من روايات الحديث، للاستفادة من الزيادات الواردة لتجلية المعنى.
ثانيا: الترجيح بين الألفاظ، لتحديد اللفظ الأصوب، لما فيه من حسم لمادة الخلاف.
ثالثا: التعرض للمسائل العقدية في الحديث، وهما مسألتان مهمتان، هما:
- المسألة الأولى: معنى قوله: (جئناك لنسألك عن أول هذا الأمر، ما كان؟).
- المسألة الثانية: معنى قوله: (كان الله ولم يكن شيء قبله).
وقد تعرضت فيها لقول الفلاسفة والمتكلمين وابن تيمية، وبحثت في صحة ما نسبه ابن تيمية إلى السلف من رأي في هذه المسألة الكبيرة .. وأشكر الله تعالى أن وفق إلى ذلك.
* * *
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 02 - 08, 12:55 م]ـ
الحمد لله وحده ..
جزاك الله خيرا
بانتظار إكمال الموضوع فلا أريد أن أستفسر عن شيء قبل إتمامه.
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[22 - 02 - 08, 01:14 م]ـ
الأستاذ لطف الله:
قولك في شرح مذهب المتكلمين في بدأ الخلق: - أن الله تعالى ابتدء خلق العالم من نقطة زمن معينة، ما قبلها لم يكن يخلق، ولا يفعل، ولا يتكلم .. إلخ، وأوجبوا منعه من ذلك، حتى يستقيم إثبات الخالقية.
قولك هذا يقتضي أنهم أثبتوا وجود الزمن مع الله تعالى في الأزل، وأنه الله تعالى اختار نقطة معينة من ذلك الزمن لبدأ الخلق، فهل من توثيق لهذا المدعَى؟ أم هو لازم لهم؟ وإذا كان لازما لهم فهل من بيان لذلك اللزوم؟
يتبع ...
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[28 - 02 - 08, 04:52 م]ـ
السلام عليكم جميعا ..
وبعد:
فمن أراد الموضوع كاملا، فهو في الرابط، يرجع إلى صفحة مجلة الجامعة، بالعدد المذكور، ثم يحمله في الجهاز ..
الأخ أحمد أبو العباس ..
ما نقلته في المقدمة هو من تعبيري للإفهام والتقريب، وليس قولا وقفت عليه للمتكلمين ..
وأنبه الإخوة الفضلاء، من أراد أن ينظر في الموضوع ويدلي برأي نافع بعون الله تعالى: أن تعليقي ونظري يتردد بين مدد ليست بالقصيرة ..
والله مع الجميع ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 03 - 08, 02:31 ص]ـ
نحسب أن المقال جيد نسبيا، لكن تنقصه الدقة في فهم صنيع شيخ الإسلام. ويظهر ذلك في هذه الفقرة:
" أن الله تعالى لم يكن معطلا من الخلق، أو الفعل، والكلام زمنا، بل يفعل ما يشاء، متى شاء، من غير تحديد بنقطة زمن معينة، هي البداية، وقرر أن هذا هو مقتضى القدرة الإلهية الكاملة، وأنه ما من زمن يقع فرضا لبداية الخلق، إلا وصح وقوعه قبله، إذ لا مرجح يحدد البداية في نقطة معينة، ومن ثم فلا مانع من بدء الخلق معه، لكن بشرط التراخي في الزمان، ويكون هذا الخلق متعلقا بالنوع لا بالأفراد، واستحسن هذا الرأي، وذهب لأجله إلى أن الحوادث لا أولها، فأجرى التسلسل في المفعولات الإلهية في الأزل (= الماضي)، كما أجراه في الأبد (= المستقبل)، ونسب هذا القول إلى السلف، وفسروا نصوصهم على هذا المعنى، وقرر أن المتكلمين خرجوا عن طريقة السلف ونصوص الوحي في تقريرهم، فضلا عن الفلاسفة، الذين كفرهم العلماء، كالغزالي، بسبب مقالتهم بقدم العالم. "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/159)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 09:36 م]ـ
الحمد لله وحده ...
يا شيخ نضال؛ هل تمعّنتَ في المقالة كلّها؟
هل رأيتَ الموضع الذي فيه النقولات عن السلف؟
وهل ترى أنّ ما أورد الشيخ لطف الله هو كل ما يمكن الاعتماد عليه من أقوال السلف في هذه المسألة؟ أم أنّه أغفل بعض النصوص الجوهريّة المهمّة؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - 03 - 08, 05:21 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخ أزهري. . .
أنا لم أقرأ المقالة (ولم أستطع بعد تحميلها)،
وإنما حكمت على ما ظهر من المقدمة (المشاركة الأولى من صاحب الموضوع).
وقولي: (جيد نسبيا)، أي بالنسبة إلى ما يشاع عند بعض الناس (الأزهريون مثلا) من القيل والقال.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 12:13 م]ـ
الحمد لله وحده ...
الأزاهرة الذين يتكلمون في مثل هذه المسائل أكثرهم أشاعرة متأخرون = جهمية.
ولا ينتظر منهم غير ذلك، وكون شيء من المقالات بعتبر جيدا بالنسبة لما يقوله الأزهريون الأشاعرة=ذمًا.
مع أنني لم أفهم جيدا المراد بـ (ما يشاع) و (القيل والقال)
ومقال الشيخ لطف الله رأيي فيه أنه غير مستوفى من جهة البحث والتنقيب والتدقيق في المنقول عن السلف، وكذلك في فهم كلام شيخ الإسلام.
(حسب فهمي وعقلي) فإني أقطع أن المقال عليه عدّة انتقادات جوهرية.
وحتى الجزء المنشور بأعلاه، كنت قد أخبرت بعض إخواني أنه لم يعجبني، قبل أن أقرأ التتمّة.
ثم أوقفني الأخ المذكور على البحث كاملا فوجدت ما كنت أستشرف إليه ..
ويمكنك تحميل البحث كاملا من هنا:
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag43/5.pdf
ولعل الله يرزقني من الوقت ما أعود به إلى هذا الموضوع.
ـ[أم حنان]ــــــــ[26 - 02 - 10, 09:29 م]ـ
نرجو الإفادة لمن لديه علم في التعليق على المقال، وهل يؤخذ بالكلام الذي جاء فيه وخاصة هذه العبارة (وقرر -ابن تيمية-أن هذا هو مقتضى القدرة الإلهية الكاملة، وأنه ما من زمن يقع فرضا لبداية الخلق، إلا وصح وقوعه قبله، إذ لا مرجح يحدد البداية في نقطة معينة، ومن ثم فلا مانع من بدء الخلق معه، لكن بشرط التراخي في الزمان)
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[26 - 02 - 10, 10:24 م]ـ
مقال الكاتب جيد وعبارته في حكاية مذهب ابن تيمية صحيحة وإن كان يتعقب عليه خطأه في حكاية مذهب الفلاسفة وكذلك استدلاله بمسالة الأعداد على مسألة النوع والأفراد وهذا استدلال نظري غير واقعي ...
والله أعلم.(47/160)
هل الخطابي والبغوي من الخوارج؟!
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[20 - 02 - 08, 06:10 م]ـ
قال البخاري: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا حُرِمَهَا فِي الْآخِرَةِ.
قال ابن حجر:
قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَالْبَغْوِيّ فِي " شَرْح السُّنَّة ": مَعْنَى الْحَدِيث لَا يَدْخُل الْجَنَّة , لِأَنَّ الْخَمْر شَرَاب أَهْل الْجَنَّة , فَإِذَا حُرِّمَ شُرْبهَا دَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا يَدْخُل الْجَنَّة , وَقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ: هَذَا وَعِيد شَدِيد يَدُلّ عَلَى حِرْمَان دُخُول الْجَنَّة , لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّ فِي الْجَنَّة أَنْهَار الْخَمْر لَذَّة لِلشَّارِبِينَ , وَأَنَّهُمْ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ. فَلَوْ دَخَلَهَا - وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ فِيهَا خَمْرًا أَوْ أَنَّهُ حُرِمَهَا عُقُوبَة لَهُ - لَزِمَ وُقُوع الْهَمّ وَالْحُزْن فِي الْجَنَّة , وَلَا هَمَّ فِيهَا وَلَا حُزْن , وَإِنْ لَمْ يَعْلَم بِوُجُودِهَا فِي الْجَنَّة وَلَا أَنَّهُ حُرِمَهَا عُقُوبَة لَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ فِي فَقْدهَا أَلَم , فَلِهَذَا قَالَ بَعْض مَنْ تَقَدَّمَ: إِنَّهُ لَا يَدْخُل الْجَنَّة أَصْلًا , قَالَ: وَهُوَ مَذْهَب غَيْر مَرْضِيّ .... اهـ
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 - 02 - 08, 07:11 م]ـ
ربما كان قوله: "ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا " يعني أنه أدى به ذلك إلى الكفر، لأن الإصرار على المعصية وعدم التوبة منها يؤدي إلى الكفر، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ?فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ? [النور:63]. قَالَ ابنُ جَرِيرٍ: "الفِتْنَةُ هَاهُنَا: الكُفْرُ".
وقَالَ تَعَالَى: ?كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ? [المطففين:14]. قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ: "إن استَمَرَّ العَبْدُ عَلَى الذُّنُوبِ وَأصَرَّ عَلَيهَا خِيفَ عَلَيهِ أن يَرِينَ عَلَى قَلْبِهِ فَتُخْرِجَهُ عَنِ الإسْلامِ بِالكُلِّيَّةِ، وَمِن هُنَا أشتَدَّ خَوفُ السَّلَفَ، كَمَا قَالَ بَعضُهُم: أنتُم تَخَافُونَ الذُّنُوبَ وَأنَا أَخَافُ الكُفْرَ"
وقال الإمام البخاري في صحيحه: "بَاب خَوْفِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إِلَّا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَيُذْكَرُ عَنْ الْحَسَنِ مَا خَافَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا أَمِنَهُ إِلَّا مُنَافِقٌ وَمَا يُحْذَرُ مِنْ الْإِصْرَارِ عَلَى النِّفَاقِ وَالْعِصْيَانِ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
{وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ".
قَالَ الإمَامُ زَينُ الدِّينِ ابنُ رَجَبٍ الحَنبَلِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في شَرْحِهِ:" مُرَادُهُ أنَّ الإصْرَارَ عَلى المَعَاصِي وَشُعَبِ النِّفَاقِ مِنْ غَيرِ تَوْبَةٍ يُخشَى مِنْهَا أنْ يُعَاقَبَ صَاحِبُهَا بِسَلْبِ الإيمَانِ بِالكُلِّيَّةِ، وَبِالوُصُولِ إلى النِّفَاقِ الخَالِصِ وإلى سُوءِ الخَاتمَةِ، نَعُوذُ بِالله مِنْ ذَلِكَ"
وَقَالَ الإمَامُ أبُو حَفْصٍ عَمرُو بنُ سَلَمَةَ النَّيسَابُورِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: "المَعَاصِي بَريدُ الكُفْرِ، كَمَا أنَّ الحُمَّى بَرِيدُ المَوتِ" [أخَرَجَهُ أبِو نُعَيْمٍ (10/ 229) والبَيهَقِيُّ في «الشُّعَبِ» (7223)].
وعلى هذا يحمل كلام الإمامين الجليلين ناصر السنة البغوي وأبي سليمان الخطابي رحمهما الله تعالى. والله اعلم.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 07:39 م]ـ
هم قصدوا أنه لا يدخل الجنة ابتداءً
وإلا لو قرأت كلاهما في الوعد والوعيد لعلمت مخالفتهما للخوارج
وكلام أبي الحسنات بعيد وضعيف
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[20 - 02 - 08, 08:35 م]ـ
هم قصدوا أنه لا يدخل الجنة ابتداءً
إذا كان هذا مقصدهما فلماذا يعقب عليه ابن عبد البر أنه مذهب غير مرضي؟!!!
وعندما نراجع الكلام من مصدره نجد أن ابن حجر ختم بهذا المذهب الوسط، أنه لا يدخل الجنة ابتداء، ولم ينسبه لهما.
فكلامك أخي عبد الله ايضاً بعيد.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[20 - 02 - 08, 08:39 م]ـ
ربما كان قوله: "ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا " يعني أنه أدى به ذلك إلى الكفر، لأن الإصرار على المعصية وعدم التوبة منها يؤدي إلى الكفر ...... وعلى هذا يحمل كلام الإمامين الجليلين ناصر السنة البغوي وأبي سليمان الخطابي رحمهما الله تعالى. والله اعلم.
وهل العبد إذا أصر على المعصية بدون توبة لا يدخل الجنة؟!!
ثم إذا كان هذا مرادهما فلماذا يعقب عليه ابن عبد البر أنه مذهب غير مرضى.
يا جمااااااااااعة نرجو الإنصاف، والرجوع للمصدر وقراءة الكلام مرة أخرى من الفتح قبل أي رد. رجااااااااااء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/161)
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[20 - 02 - 08, 09:16 م]ـ
الذي استظهره - والعلم عند الله - أنَّ الخطابي والبغوي قد قالا هنا بقول الخوارج اللذين يكفرون بالكبيرة، وهما ليسا من الخوارج؛ وذلك لأن مذهبهما معروف لدى أهل السنة.
ومن فوائد ذلك أننا إذا وقفنا على قول أحد يصرح فيه بقول أهل البدع والضلال فلا ينبغي أن ننسبه إليهم حتى نقابل مقولته بباقي كلامه المعروف، مع نسبة الكلام الضال إليه وعدم تبرأته منه، وعدم نسبته هو لأهل الضلال لمجرد مقوله قالها لا تتناسب مع مذهبه المعروف.
ومن الفوائد أيضاً: أن من أهل السنة من يقول بقول أهل البدع، ويصرح به وينقل عنه، ومع ذلك لا يصح أن نطلق عليه أنه منهم لمعرفة مذهبه.
ومن الفوائد: أن من الغلو والإفراط في حق العلماء أن نتأول لكلامهم ملا يحتمله كلامهم حتى يتوافق مع ما نعتقده فيهم من صلاح وتقوى، متناسين أن العالم مهما كان فإن له كبوه.
ومن الفوائد: أن اهل الجرح والتجريج يأخذون القول من العالم فيبنون عليه أساطيل، وينسبونه لأهل البدع والضلال، وهو منهم بريء، مع أنه قد يكون قال بقول أهل الضلال وصرح به.
والعلم عند الله
والعلم عند الله.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 02 - 08, 10:54 م]ـ
أستاذي الفاضل
سامحك الله
لو قال لك شخص ما
هل فلان ..... من الشيوخ الذين تحبهم من الخوارج؟!
لغضبت أشد الغضب
ولقلت كيف تقول عنه كذا؟ ولو قال لك:سؤال (مجرد استفهام انكاري)
لقلت له: حتى وإن أردت ما هكذا يكون كلامك عن شيخي
ذكرت لك هذا المثال لتعرف خطأ العنوان الذي كتبته
فالخطأ في العنوان
ثم أخطأت وبنيت
على الخطأ
واستخرجت فوائد
وكما يقال اثبت العرش ثم انقش
ثم طالبت الإخوة
مراجعة
فتح الباري
وما راجعت كلام الخطابي وكلام البغوي
هلا راجعت كلام الخطابي وكلام البغوي
ثم ابن عبد البر على أي شيء تعقب؟
لعلك تراجع كلام ابن عبد البر
وأعتذر إن كان في الكلام نوع قسوة
ولكن هي نصيحة للجميع وأنا أولهم
ومن قال لك أن البغوي قال بقول الخوارج؟
أخوك
ابن وهب
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[20 - 02 - 08, 11:14 م]ـ
شيخنا الحبيب ابن وهب، ألا تثبت لنا العرش؟
بارك الله فيك
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 02 - 08, 01:43 ص]ـ
أستاذي الفاضل
حياك الله
تأمل معي - رعاك الله -
(قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَالْبَغْوِيّ فِي " شَرْح السُّنَّة ": مَعْنَى الْحَدِيث لَا يَدْخُل الْجَنَّة , لِأَنَّ الْخَمْر شَرَاب أَهْل الْجَنَّة , فَإِذَا حُرِّمَ شُرْبهَا دَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا يَدْخُل الْجَنَّة)
انتهى
ثم تأمل
(قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ: هَذَا وَعِيد شَدِيد يَدُلّ عَلَى حِرْمَان دُخُول الْجَنَّة , لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّ فِي الْجَنَّة أَنْهَار الْخَمْر لَذَّة لِلشَّارِبِينَ , وَأَنَّهُمْ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ. فَلَوْ دَخَلَهَا - وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ فِيهَا خَمْرًا أَوْ أَنَّهُ حُرِمَهَا عُقُوبَة لَهُ - لَزِمَ وُقُوع الْهَمّ وَالْحُزْن فِي الْجَنَّة , وَلَا هَمَّ فِيهَا وَلَا حُزْن , وَإِنْ لَمْ يَعْلَم بِوُجُودِهَا فِي الْجَنَّة وَلَا أَنَّهُ حُرِمَهَا عُقُوبَة لَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ فِي فَقْدهَا أَلَم , فَلِهَذَا قَالَ بَعْض مَنْ تَقَدَّمَ: إِنَّهُ لَا يَدْخُل الْجَنَّة أَصْلًا , قَالَ: وَهُوَ مَذْهَب غَيْر مَرْضِيّ)
انتهى
تعقب ابن عبد البر ليس على كلام من قال مثل قول الخطابي والبغوي
وقلت (مثل) للفائدة
تعقب ابن عبد البر على
(فَلِهَذَا قَالَ بَعْض مَنْ تَقَدَّمَ: إِنَّهُ لَا يَدْخُل الْجَنَّة أَصْلًا , قَالَ: وَهُوَ مَذْهَب غَيْر مَرْضِي)
هذا ما يفهم من ظاهر النص
وتعقب ابن عبد البر على من قال
هذا ما يفهم من الفتح
بل ابن عبد البر يقول (هَذَا وَعِيد شَدِيد يَدُلّ عَلَى حِرْمَان دُخُول الْجَنَّة)
نذهب الآن إلى التمهيد لمعرفة رأي ابن عبد البر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/162)
(حديث خامس وأربعون لنافع عن ابن عمر مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر في الدنيا فلم يتب منها حرمها في الآخرة في هذا الحديث دليل على تحريم الخمر وعلى أن شربها من الكبائر لأن هذا وعيد شديد يدل على حرمان دخول الجنة لأن الله عز وجل أخبر أن الجنة فيها أنهار من خمر لذة للشاربين لا يصدعون عنها ولا ينزفون والظاهر أن من دخل الجنة لا بد له من شرب
خمرها ولا يخلو من حرم الخمر في الجنة ولم يشربها فيها وهو قد دخلها من أن يكون يعلم أن فيها خمرا لذة للشاربين وأنه حرمها عقوبة أو لا يكون يعمل بها فإن يكن لا يعلم بها فليس في هذا شيء من الوعيد لأنه إذا لم يعلم بها ولم يذكرها ولا رآها لم يجد ألم فقدها فأي عقوبة في هذا ويستحيل أن يخاطب الله ورسوله بما لا معنى له وأن يكن عالما بها وبموضعها ثم يحرمها عقوبة لشربه لها في الدنيا إذ لم يتب منها قبل الموت وعلى هذا جاء الحديث فإن كان هذا هكذا فقد لحقه حينئذ حزن وهم وغم لما حرم من شربها (هو) ويرى غيره يشربها والجنة دار لا حزن فيها ولا غم قال الله عز وجل لا يمسهم فيها نصب
وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن
وقال
وفيها ما تشتهيه الأنفس
ولهذا والله أعلم قال بعض من تقدم أن من شرب الخمر ولم يتب منها لم يدخل الجنة لهذا الحديث ومثله
وهذا مذهب غير مرضي عندنا إذا كان على القطع في إنفاذ الوعيد ومحمله عندنا أنه لا يدخل الجنة إلا أن يغفر له إذا مات غير تائب عنها كسائر الكبائر وكذلك قوله لم يشربها في الآخرة معناه عندنا إلا أن يغفر له فيدخل الجنة ويشربها وهو عندنا في مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه بذنبه فإن عذبه بذنبه ثم دخل الجنة برحمته لم يحرمها إن شاء الله ومن غفر له فهو أحرى أن لا يحرمها والله أعلم وعلى هذا التأويل يكون معنى قوله عليه السلام حرمها في الآخرة أي جزاؤه وعقوبته أن يحرمها في الآخرة ولله أن يجازي عبده المذنب على ذنبه وله أن يعفو عنه فهو أهل العفو وأهل المغفرة لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وهذا الذي عليه عقد أهل السنة أن الله يغفر لمن يشاء ما خلا الشرك ولا ينفذ الوعيد على أحد من أهل القبلة وبالله التوفيق وجائز أن يدخل الجنة إذا غفر الله له فلا يشرب فيها خمرا ولا يذكرها ولا يراها ولا تشتهيها نفسه والله أعلم)
انتهى
من الشاملة 1
ولمزيد توضيح
كلام الخطابي والبغوي هو أن الحرمان = مثل الوعيد بعدم دخول الجنة
قال البغوي
(باب وعيد شارب الخمر
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الشِّيرَزِيُّ، أَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيُّ، أَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَن ّرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ هذا حدِيثٌ مُتّفقٌ على صِحّتِهِ، أخْرجهُ مُحمّد، عنْ عبْد اللّه بْن يُوسُف، وأخرجه مُسْلِم، عنْ يحْيى بْن يحْيى، كلاهما عنْ مالِك)
وعيد يعني مثل حديث
(باب وعيد النمام
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِي أَبُو عَقِيلٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَعْقِلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مُحَمَّد، عن أَبِي نعيم، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، وأخرجه مسلم، عن علي بْن حجر، وإِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، عن جرير، عن مَنْصُور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/163)
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّالِحِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ صحيح)
انتهى
أرأيت
المقصود أن الحرمان = مثل الوعيد بعدم الدخول
فهو من أحاديث الوعيد
تامل معي
قال النسائي - رحمه الله
(بس الحرير (9582) أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا إسماعيل بن علية عن عبد العزيز عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة (9583) أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا حماد عن ثابت قال سمعت عبد الله بن الزبير وهو على المنبر يخطب ويقول قال محمد صلى الله عليه وسلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة (9584) أخبرنا عمرو بن يزيد بصري قال ثنا بن أبي عدي وأخبرنا محمد بن عباد بن آدم قال ثنا بن أبي عدي عن جعفر بن ميمون عن خليفة بن كعب قال خطبنا بن الزبير فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ومن لم يلبسه في الآخرة لم يدخل الجنة قال الله ولباسهم فيها حرير خالفه شعبة رواه عن بن ذبيان عن بن الزبير عن عمه (9585) أخبرنا محمود بن غيلان قال ثنا النضر بن شميل قال أنا شعبة قال ثنا خليفة قال سمعت عبد الله بن الزبير يخطب يقول لا تلبسوا نساءكم الحرير فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة قال بن الزبير إنه من لبسه في الدنيا لم يدخل الجنة قال الله تعالى ولباسهم فيها حرير وقفته حفصة بنت سيرين (9586) أخبرنا أحمد بن سليمان قال ثنا يزيد بن هارون قال أنا هشام عن حفصة عن أبي ذبيان قال خطبنا بن الزبير فقال لا تلبسوا الحرير فإن من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة
قال بن عمر إذا والله لا يدخل الجنة قال الله تعالى ولباسهم فيها حرير (9587) أخبرني عبيد الله بن فضالة قال أنا أبو معمر قال ثنا عبد الوارث قال ثنا يزيد القسم وهو يزيد الرشك قال قالت معاذة أخبرتني أم عمرو بنت عبد الله بن الزبير أنها سمعت من عبد الله بن الزبير يقول في خطبته إنه سمع من عمر يقول إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من لبس الحرير في الدنيا فإنه لا يكساه في الآخره (9588) أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم قال أنا يعلى بن عبيد الطنافسي قال ثنا عبد الملك يعني بن أبي سليمان عن عبد الله مولى أسماء أن عبد الله بن عمر قال إن عمر حدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة (9589) أخبرنا محمد بن أبان البلخي قال ثنا عبدة بن سليمان وهو كوفي عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عبد الله مولى أسماء عن بن عمر عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة (9590) أخبرنا عمرو بن منصور قال ثنا عبد الله بن رجاء قال أنا حرب بن شداد بن يحيى بن أبي كثير قال حدثني عمران بن حطان أنه سأل عبد الله بن عباس عن لبس الحرير فقال سل عنه عائشة فسألت عائشة فقالت سل عبد الله بن عمر فقال حدثني أبو حفص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لبس الحرير في الدنيا فلاخلاق له في الآخرة خالفهم بكر بن عبد الله المزني رواه عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم (9591) أخبرنا عمرو بن علي قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا همام عن قتادة عن بكر بن عبد الله وبشر بن عائذ عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انما يلبس الحرير من لا خلاق له
)
انتهى
وليس الكلام هنا على درجة الحديث واختلاف الراوة
والوجه الصحيح والعلل
ولكن الكلام على الحرف المروي عن ابن الزبير وابن عمر رضي الله عنهم
(قال ابن الزبير إنه من لبسه في الدنيا لم يدخل الجنة قال الله تعالى ولباسهم فيها حرير)
(قال ابن عمر إذا والله لا يدخل الجنة قال الله تعالى ولباسهم فيها حرير)
تأمل رعاك الله في هذا المنقول واحكم رفع الله قدرك وبارك فيك
فالمقصود أن الخطابي والخطابي من أوائل من شرح الأحاديث أو شرح كتب السنن على المنهج الذي سار عليه من بعده فسر الحديث وشرحه
وقال أن الوعيد بالحرمان = الوعيد بعدم الدخول
وتبعه عليه غيره
هذا هو المقصود
فإذا ليس في كلام الخطابي ولا البغوي أي مشابهة لقول الخوارج
بل هو تفسير الوعيد بالحرمان = بالوعيد بعدم الدخول
وهم على منهج السنة في الوعيد والمشيئة ووو دخول أهل الإسلام الجنة بما فيهم شارب الخمر
وخلودهم فيها وأنه لن يخلد في النار إلا كافر
الخ
هل تبين لك المقصود - رعاك الله
تنبيه: كلامنا هو في شرح كلام الخطابي والبغوي رحمهما الله ورضي عنهما
لا في شرح الحديث
فالحديث الكلام عليه يطول
والمقصود أن أهل السنة لا يختلف قولهم في المشيئة والوعيد ودخول المسلمين الجنة بما فيهم شارب الخمر ومن يلبس الحرير في الدنيا
وهولاء أعلام السنة
وفي شرح منظومة الآداب
(وفي الصحيحين وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {كل مسكر خمر , وكل مسكر حرام. ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو مدمنها لم يشربها في الآخرة}. وفي رواية {من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب لم يشربها في الآخرة وإن دخل الجنة} هذه الرواية للبيهقي. [ص: 254] وفي رواية لمسلم {من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة}
قال الخطابي ثم البغوي في شرح السنة وغيرهما: وفي قوله حرمها في الآخرة وعيد بأنه لا يدخل الجنة , لأن شراب أهل الجنة خمر إلا أنهم {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} ومن دخل الجنة لا يحرم شرابها. انتهى.
قلت: ومثله يقال فيمن لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة لقوله تعالى عن أهل الجنة {ولباسهم فيها حرير} بل أولى. وقد أشبعت الكلام على هذا في شرح منظومة الكبائر.)
انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/164)
ـ[محمد براء]ــــــــ[21 - 02 - 08, 01:51 ص]ـ
وهل العبد إذا أصر على المعصية بدون توبة لا يدخل الجنة؟!!
لا، لكن ربما أدى به الإصرار على المعصية إلى الكفر وعندها لا يدخل الجنة، وعلى هذا يمكن حمل الحديث - وإن كان يمكن حمله على غيره - بأنه في المصر على شرب الخمر الذي أدى به ذلك إلى الكفر. والله أعلم.
ويؤيد ما ذكرته ما نقله شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (7/ 303) - وإن كان ذكره في سياق آخر - عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رضي الله عنهما قال: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ مُمْسِيًا أَصْبَحَ مُشْرِكًا وَمَنْ شَرِبَهُ مُصْبِحًا أَمْسَى مُشْرِكًا فَقِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ النخعي: كَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ يَتْرُكُ الصَّلَاةَ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَخْنَسُ فِي كِتَابِهِ: مَنْ شَرِبَ الْمُسْكِرَ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِتَرْكِ الصَّلَاةِ وَمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ فَقَدْ خَرَجَ مِنْ الْإِيمَانِ.
ثم إذا كان هذا مرادهما فلماذا يعقب عليه ابن عبد البر أنه مذهب غير مرضى
لم يعقب ابن عبد البر على كلامهما، وابن عبد البر رحمه الله تعالى مات سنة 463 والبغوي ولد سنة 436 وهذا في الغرب وهذا في الشرق .. فكيف يقول عنه: " بَعْض مَنْ تَقَدَّمَ "؟.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 02 - 08, 02:04 ص]ـ
تصحيح
بما = بمن
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[21 - 02 - 08, 02:17 ص]ـ
هل تبين لك المقصود - رعاك الله
نعم بارك الله فيك، ونفع بك، جزاك الله خيرا.(47/165)
قانون الرازي يصعب عليه التوصل الى صدق جبريل
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 09:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الرازي في تفسير سورة النحل عند قوله تعالى " أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون "
"وإذا عرفت هذا فنقول: لا نعلم كون جبريل عليه السلام صادقا معصوما عن الكذب والتلبيس إلا بالدلائل السمعية ,وصحة الدلائل السمعيه موقوفة على أن محمدا صلى الله عليه وسلم صادق, وصدقه يتوقف على أن هذا القرآن معجز من قبل الله تعالى, لا من قبل شيطان خبيث , والعلم بذلك يتوقف على العلم بأن جبريل صادق محق مبرأ عن التلبيس وعن أفعال الشيطان, وحينئذ يلزم الدور, فهذا مقام صعب. أما إذا عرفنا حقيقة النبوة وعرفنا حقيقة الوحي زالت هذه الشبهة بالكلية, والله اعلم. "
وهذه من نتائج القانون الكلي , وارجو ان ترجع في توضيح هذا القانون وتبيينه الى كتاب الدرء.(47/166)
((قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ))
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[20 - 02 - 08, 10:08 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فقد ظهرت ظاهرة سيئة في هذا الوقت وهي الإرجاف والإخبار عن الحوادث المستقبلة من المطر والبرد استناداً إلى ظن وتخمين: ((إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)) ((فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ)) والإخبار عن المستقبل لا يخلو من أحوال إما أن يكون صادراً عن نبي من أنبياء الله أطلعه الله على شيء من الغيب معجزة له ولأجل مصلحة البشر كما قال تعالى: ((عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ)) فالنبي لا يعلم من الغيب إلا ما أطلعه الله عليه. قال سبحانه عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ((وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ)) وإما أن يكون الإخبار عن المستقبل صادراً عن كاهن يعتمد على إخبار الشياطين له فيما يطلعون عليه مما لا يطلع عليه البشر من الأشياء الغائبة عن الناس أو يعتمد على استراق السمع من السماء ويكذب معه كذباً كثيراً كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن إتيان الكهان وتصديقهم قال صلى الله عليه وسلم: (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم).
وإما أن يكون الإخبار عن المستقبل صادر عن التنجيم الذي هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهذا من عمل أهل الجاهلية وقد جاء الإسلام بإبطاله والنهي عنه ومن ذلك ما ينشر في بعض المجلات من معرفة الحظ والنحس استدلالاً بما يقع في الأبراج من ولادة أو سفر أو نحو ذلك من الأكاذيب والشعوذات.
وعلم الفلك إنما يباح منه ما يتعلق بالحساب ومعرفة المواقيت فقط وهو ما يسمى بعلم التسيير والنوع الأول يسمى علم التأثير وهو محرم لأنه من إدعاء علم الغيب ومن ادعى علم الغيب فقد ارتد عن الإسلام كما ذكر ذلك أهل العلم الذين ألفوا في بيان نواقض الإسلام، وأما توقع حصول المطر أو حصول البرد بناء على علامات تظهر في الجو وتدرك بآلات الرصد المعروفة لا بالحساب وعلم الفلك فهذا إذا كان يخبر به على سبيل الجزم فهو لا يجوز وأما إذا كان يخبر به على سبيل التوقع من غير جزم فلا بأس به وتركه أحسن وأسلم لئلا يوهم العوام أنه من علم الغيب وقد حصل أن أناساً يدعون معرفة علم الفلك والحساب أرهبوا الناس بقولهم إنه سيحصل مطر وغرق أو سيحصل برد شديد وصقيع على سبيل الجزم فلم يحصل شيء من ذلك وتكرر هذا مراراً وأكذب الله ظنهم فالواجب الحذر من هذه الظاهرة الخطيرة حماية لعقائد المسلمين من الخلل والاهتزاز.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=86
وكتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
13/ 2/1429(47/167)
من لهذا التصحيف في مجموع الفتاوى؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[20 - 02 - 08, 10:14 م]ـ
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى 4/ 370:
" فان قيل هذه الأخبار رواها آحاد غير مشهورين ولا هى بتلك الشهرة فلا توجب علما والمسألة علمية قلنا أولا من قال ان المطلق فى هذه القضية اليقين الذى لا يمكن نقيضه بل يكفى فيها الظن الغالب وهو حاصل , ثم ما المراد بقوله علمية أتريد أنه لا علم فهذا مسلم ولكن كل عقل راجح يستند الى دليل فإنه علم وان كان فرقة من الناس لا يسمون علما الا ما كان يقينا لايقبل الانتقاض "
واضح أن مراد ابن تيمية واضح لكن بهذه الفقرة تصحيف واحد أو أكثر
فكلمة " المطلق" صوابها: المطلوب!!
أما عبارة: "ثم ما المراد بقوله علمية أتريد أنه لا علم فهذا مسلم " فيغلب على ظني تصحيفها لكن ما الصواب فمن له؟؟؟ .... ابتسامة
أعلم أن هناك كتاب صدر تقريبا من مكتبة أضواء اسلف عن التصحيفات والسقط في مجموع الفتاوى فهل ذكر هذا الموضع أم لا؟؟
وإن لم يذكره فمن له؟؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد]ــــــــ[21 - 02 - 08, 12:31 ص]ـ
هذه الرسالة أخي الكريم (4/ 350 - 390) منذ أن قرأتها وفي نفسي من ثبوتها عن شيخ الإسلام شيء .. وصاحب كتاب: صيانة مجموع الفتاوى من السقط والتصحيف شكك أيضا في نسبتها إليه .. وذكر ثلاثة أسباب لهذا مقنعة؛ وهي: 1 - أنه ذكر فيها عبارات وجمل لم يعهد من شيخ الإسلام استعمالها.
2 - وصف المخالفين بما لم يعهد عنه.
3 - استعمال ألفاظ كان ينكرها في كتبه الأخرى كالأقطاب والأوتاد والأغواث ...
ثم أشار إلى وقوع تصحيفات يسيرة في الرسالة لكنه لم يشر إلى ما أثرته بارك الله فيك.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[21 - 02 - 08, 12:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن أظن كلام شيخ الإسلام في الفقرة التي ذكرتها من كلامه لأنه قال كلاما مشابها لذلك
انظر مجموع الفتاوى 20/ 257:261
درء التعارض 3/ 383 , 384
وما يريد من الكلام واضح لكن حتى نستطيع ذكره لا بد من تيقنه ما قاله نصا لنعزوه إليه لا ذكره مصحفا فواضح أن صواب "المطلق" "المطلوب " أم التصحيف الآخر وهو الذي أسأل عنه: "ثم ما المراد بقوله علمية أتريد أنه لا علم فهذا مسلم " فأتمنى أن أجد ما يحله
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو إبراهيم الحنبلي]ــــــــ[21 - 02 - 08, 09:11 ص]ـ
لعل الصواب: (ثم ما المراد بقوله علمية أتريد أنه لا علم فهذا [غير] مسلم [لأن=أو: فإن] كل عقل راجح يستند الى دليل فإنه علم) ... ويبقى إشكال.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[21 - 02 - 08, 09:48 ص]ـ
فتح الله عليك تصويب يقتضيه السياق بالفعل ... ابتسامة
لكن ما الإشكال أخي الفاضل الذي تعنيه!!
بارك الله فيك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - 02 - 08, 11:02 ص]ـ
فتح الله عليك تصويب يقتضيه السياق بالفعل ... ابتسامة
لكن ما الإشكال أخي الفاضل الذي تعنيه!!
بارك الله فيك
بارك الله فيكم، الظاهر أن الإشكال الذي يعنيه الأخ هو قوله بعدُ: " وإن كان فرقة من الناس لا يسمون علما الا ما كان يقينا لايقبل الانتقاض ".
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[21 - 02 - 08, 11:54 ص]ـ
وما الإشكال في هذا؟؟
فقد يصطلح على أن العلم أنه لا يقبل الانتقاض البتة
وقد يصطلح على أن العلم ما لا يقبل الانتقاض ويدخل فيه كذلك الاعتقاد الراجح
فهي مصطلحات فما الإشكال؟؟
بارك الله فيكم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[21 - 02 - 08, 04:13 م]ـ
لينظر هذا الرابط للإفادة والتعلم فهو متعلق بنفس الموضوع
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=90692&posted=1#post90692
ـ[همام بن همام]ــــــــ[25 - 02 - 08, 04:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
أما بعد:
لعل الأقرب في تصحيح كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن يقال: "ثم ما المراد بقوله علمية أتريد أنه لابد من علم؟ فهذا مسلم، ولكن كل عقل راجح يستند الى دليل فإنه علم، وان كان فرقة من الناس لا يسمون علما الا ما كان يقينا لايقبل الانتقاض".
ولم يظهر لي تصحيح أخينا أبي إبراهيم حفظه الله، إذ كيف يخبر أن المسألة علمية ثم يكون مراده "أنه لا علم"، فصحيح أنه غير مسلم، ولكنه بعيد أن يفهم من قول القائل مسألة علمية أنه أراد "لا علم".
والله أعلم.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[25 - 02 - 08, 10:12 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا(47/168)
ماالفرق بين الأذكار الصوفية والأوراد الصوفية
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[22 - 02 - 08, 01:41 ص]ـ
السلام عليكم
إخوتي هل هناك فرق بين الأذكار الصوفية والأوراد الصوفية؟ وإن كان هناك فرق أرجو توضيحه بارك الله فيكم
ـ[خالد أبو أيمن]ــــــــ[24 - 02 - 08, 02:03 ص]ـ
الفرق بين الأذكار والأوراد فيما قال بعض العلماء أن الورد هو ما يداوم عليه وهو الثابت بأصله ووصفه عن النبي صلى الله عليه وسلم كأذكار الصباح والمساء وأما الأذكار فهي كلمة عامة يندرج فيها ما يذكر بالله ويوقظ القلب من غفلته ويعالج أمراضه أو يتعلق بحال مؤقتة يمر بها العبد ولو لم يكن ثابتا بوصفه عن النبي صلى اله عليه وسلم كأن يكون شخص يشعر بالغم فيكثر فترة من قول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
هذا ما سمعت وفهمت من بعض العلماء مع التنبه إلى ترك ما يلاحظ على كثير من الصوفية(47/169)
سؤال مهم هل هذه الفتاة علمانية؟
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[22 - 02 - 08, 02:17 ص]ـ
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من تقول أن اللحية ليست بواجبة ولا تقصير الثوب وأن هذا لا يواكب العصر وليس هناك جهاد بل هذا نقص في العقل والأعمال جميعها بالنية فلا داعي للبس العباءة وغيرها ... أهم شئ العلم والطموح المناصب
هل هي علمانية؟ قد فجعت بهذا الكلام من أحد القريبات.
وهل يحق لي هجرانها لأنها دائما تثير الفتنة بعقول من حولي؟ وتضيق عليّ كثيرا
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[22 - 02 - 08, 03:29 ص]ـ
اختى الكريمة
واضح انها مخدوعة بما تسمعه من الآلة الاعلامية الرهيبة فهى مفتونة وربما سمعت هذه الأفكار الهدامة ممن ينتسبون للعلم ويرددونها حتى يقال تنويريين او عصرانيين وهنا تكون الفتنة أشد
اما هجرانها وقطيعتها فلا يقبل هذا منك فلو كانت فتاة ضعيفة علميا ليس عندها الحجة والقدرة على البيان لقلنا لها ابتعدى عنها اما مثلك يا اختاه (نحسبك ولانزكى على الله احدا) قادرة بعون الله ان تدحضى شبهاتها وليكن رائدك كتاب الله تعالى (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى احسن) 00 الاية
ولاتتعجلى قطف الثمرة (إن عليك إلا البلاغ)
وفقنا الله جميعا لما فيه رضاه
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[22 - 02 - 08, 10:32 ص]ـ
أوافق على ما قاله الأخ ابن عبد الغنى وان واجهتك شبهة لا تقدرين على ردها استعينى باخوانك المتخصصين فى الرد على هذه الفئة، مثل منتدى التوحيد:
http://www.eltwhed.com/vb
وفقك الله لما فيه الخير
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[22 - 02 - 08, 11:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن هذه المرأة تكبرني كثيرا ولا أستطيع الرد عليها فالوالدة ترفض ذلك بسبب أنها من خاصة الأقارب وكم مرة حاولت دعوتها ولكن سبحان الله تلحق بي الضرر أخوها رجل سياسي معروف وكل ما أنصحها تذهب وتخبره فيملئ رأسها من الأفكار الباطلة. حتى أنهم يتهموني بالتشدد وغيره ولكن غفر الله لهم.
وحشى لله أن أهجر أخت مسلمة ولكن تعلمون أن من نواقض الإسلام العشرة:
الإستهزاء بحديث رسول الله وسنته. ورد أحاديثه.
وما دفعني لذلك إلا غيرة عليه بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه. وأنا أرها دائما تستهزئ
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[23 - 02 - 08, 12:01 ص]ـ
وكم مرة حاولت دعوتها ولكن سبحان الله تلحق بي الضرر أخوها رجل سياسي معروف وكل ما أنصحها تذهب وتخبره.
{إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين}.
{الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}
من كان على الحق لا يخشى تهديداً يا أختي.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[23 - 02 - 08, 12:25 ص]ـ
لا يا أخي حفظك الله لست خائفة ولله الحمد ولكن أقصد أن أخوها رجل سياسي ينتمي للفكر العلماني والله أعلم فهو ذو تأثير قوي عليها.
راجع العبارة السابقة فضلا ..
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[23 - 02 - 08, 12:43 ص]ـ
لا يا أخي حفظك الله لست خائفة ولله الحمد ولكن أقصد أن أخوها رجل سياسي ينتمي للفكر العلماني والله أعلم فهو ذو تأثير قوي عليها.
راجع العبارة السابقة فضلا ..
{ولا يستخفنك الذين لا يوقنون.}
هؤلاء إلا من رحم الله أتباع كل زاعق وناعق ..
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[23 - 02 - 08, 12:44 ص]ـ
معاذ الله
استهزاء؟
وبالمصطفى صلى الله عليه وسلم
وهل يفعل ذلك مسلم؟
(وقد نزل عليكم فى الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزىء بها فلاتقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين إلى جهنم جميعا)
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[23 - 02 - 08, 12:44 ص]ـ
ولو أني بليت بهاشمي ..
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[23 - 02 - 08, 12:48 ص]ـ
يارعاكم الله قد حيرتموني
ما الحكم في ذالك هل يجوز هجرانها؟
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[23 - 02 - 08, 12:51 ص]ـ
تسألين عن امرأة تستهزيء بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم وترد أحاديثه؟!!!!!!
تحتاج إلى خمسٍ شداد.
أو درّة ذات أوتاد.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[23 - 02 - 08, 01:02 ص]ـ
يارعاكم الله قد حيرتموني
ما الحكم في ذالك هل يجوز هجرانها؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/170)
كنت اظنها عندها شبهات فمثلها تحتاج الصبر وطول البال وكل المشاركات كانت فى هذا المنوال اما وقد وضح انها ليست طالبة حق بل وصل الامر للاستهزاء فطبعا ينبغى هجرانها غضبا لله وقد وردت روايات كثيرة عن السلف انهم هجروا فيما دون ذلك (وسوف آتى ببعض الامثلة ان شاء الله)
اختى الكريمة عاودى تدبر الآية التى ذكرتها فى مداخلتى السابقة
حفظكم الله تعالى وباعد بينكم وبين من ارادكم بسوء
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[23 - 02 - 08, 01:20 ص]ـ
شكر الله لكم
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[23 - 02 - 08, 01:57 ص]ـ
تكلم العلماء عن ترك السلام وهجر اهل البدع ومن عرف بفسقه فروى الامام البخارى فى صحيحه تحت باب سماه (من لم يسلم على من اقترف ذنبا ومن لم يرد سلامه حتى تتبين توبته) ثم ذكر اثرا عن عبد الله بن عمرو قال لاتسلموا على شربة الخمر وقال الحافظ ابن حجر فى شرح الباب
وقد ذهب الجمهور الى انه لايسلم على الفاسق ولا المبتدع قال الووى فى شرح مسلم فإن اضطر الى السلام بأن خاف ترتب مفسدة فى دين او دنيا ان لم يسلم سلم وكذا قال ابن العربى وزاد وينوى ان السلام من اسماء الله تعالى فكأنه قال الله رقيب عليكم وقال المهلب ترك السلام على اهل المعاصى سنة ماضية وبه قال كثير من اهل العلم فى اهل البدع وألحق بعض الحنفية بأهل المعاصى من يتعاطى خوارم المروءة ككثرة المزاح واللهو وفحش القول والجلوس فى الأسواق لرؤية من يمر من النساء ونحو ذلك
وحكى ابن رشد قال قال مالك لايسلم على اهل الأهواء قال ابن دقيق العيد وذلك على سبيل التبرى منهم
قال النووى واما المبتدع ومن اقترف ذنبا عظيما ولم يتب منه فلايسلم عليهم ولايرد عليهم السلام كما قال جماعة من اهل العلم واحتج البخارى بقصة كعب ابن مالك 00 انتهى كلام النووى رحمه الله
قال ابن عبد الغنى
واستدل بعض اهل العلم بما رواه ابو داوود فى سننه عن عمار ابن ياسر قال قدمت على اهلى وقد تشققت يداى فخلقونى بزعفران (وفيه نهى) فقدمت على النبى صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فلم يرد علىّ وقال (اذهب فاغسل هذا عنك) رواه ابو داوود كتاب السنة باب ترك السلام على اهل الاهواء
وللموضوع بقية ان شاء الله تعالى(47/171)
مسائل في المجاز (8) الردُّ على قول المطعن إن أبا زيد القرشيِّ سبق إلى لفظ المجاز
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - 02 - 08, 03:20 م]ـ
مسائل في المجاز (8) الردُّ على قول الدكتور عبد العزيز المطعني إن أبا زيد القرشيِّ سبق أبا عبيدة التيمي إلى ذكر المجاز
زعم د. المطعني في كتابه الذي طار به جل مثبتة المجاز كل مطار = أن أبا زيد القرشي سبق أبا عبيدة التيمي إلى القول بالمجاز؛ وأن قول ابن تيمية إن المجاز حدث بعد القرون الثلاثة الأولى خطأ , وقال د. المطعني: ولم نعثر على ترجمة لأبي زيد القرشي ولم يعثر غيرنا من قبل , ويبدو أنه لا طريق لمعرفته سوى كتابه ((جمهرة أشعار العرب)) , وقد اختلف المحدثون في عصره؛ فجرحى زيدان يرى أنه من أعلام القرن الثالث الهجري؛ ويرى سليمان البستاني مترجم إلياذة هوميروس أنه توفي عام 170هـ؛ ويقاربه في هذا الرأي بطرس البستاني؛ ومن اليقين أن أبا زيد من رجال القرن الثاني الهجري؛ لأن أبا زيد نفسه قد صرح في مقدمة كتابه المذكور بأنه سمع من المفضل بن محمد الضبِّي , والضبَّيُّ من رجال القرن الثاني بلا نزاع (1).
وقال: وأبو زيد هذا توفي عام 170 هـ , على الصحيح؛ لأنه تحديد قام عليه الدليل؛ ومؤدى هذا أن المجاز بمعناه الفني الاصطلاحي قد عرف خلال القرن الثاني عرف بلفظه , وعرف بمعناه؛ وهذا يقدح في صحة ما ذهب إليه الإمام ابن تيمية من أنه لم يعرف إلا بعد القرون الثلاثة الأولى (2) ,
وقال د. المطعني: تقدم أن أبا زيد القرشي فضلاً عن أنه تعرض لذكر المجاز بلفظه ومعناه؛ فإنه صرف كثيراً من النصوص عن ظواهرها؛ والمرجح أن أبا زيد توفي عام 170 هـ (3).
وقال: فأبو زيد القرشي , والرجح أنه توفي عام 170 هـ , ورد مصطلح المجاز عنده أكثر من مرة مضافاً إلى المعاني , ((مجاز المعاني)) ,والذي يرجح لدى الباحث أنه كان يقصد التصوير المجازي الذي استقر مفهومه فيما بعد (4).
وقال د. المطعني اشتهر بين الباحثين أن أول من استعمل كلمة المجاز هو أبو عبيدة؛ وهذا القول غير مسلَّمٍ به على إطلاقه؛ لأن أبا زيد القرشي , وهو أسبق وجوداً من أبي عبيدة , كان قد استعمل كلمة المجاز قبل أبي عبيدة؛ فأبو زيد على المرجح عام 170 هـ؛ وأبو عبيدة توفي عام 208 هـ فالذي ينسب إلى أبي عبيدة اشتهار المجاز , وليس أسبقية القول به , وإن كان استعمال أبي زيد لكلمة المجاز أدق من استعمال أبي عبيدة , فأبو زيد أطلقه على ما هو مجاز فعلاً , وأبو عبيدة أطلقه على غير ما هو مجازٌ إلا في النادر؛ وترجع أسباب الشهرة لأبي عبيدة؛ لأنه جعل المجاز عنواناً لكتاب وأكثر من ذكره عند شرحه للآيات كثيرة بلغت حدّ الاستفاضة؛ أما أبو زيد فلم يذكره إلا مرتين , فنسبت الشهرة للمكثر , وسلبت عن المقل (5) اهـ بلفظه.
وهذا أوان الفحص عن هذا الكلام وبيان خطأه وخطله:
1 - أبو زيد القرشي هو محمد بن أبي الخطاب , وكتابه جمهرة أشعار العرب هو كل ما بلغنا أحداً من المتقدمين روى عنه (6) , ولا ذكر من أنبائه شيئاً , ونقل أبو زيد القرشي عن أبي عبيدة التيمي بغير إسنادٍ في عشرة مواضع من جمهرة أشعار العرب (7) , وروى عنه بإسناده إليه في ثلاثة مواضع أخرى قال في أحدها: حدَّثنا سنيد , عن حزام بن أرطأة , عن أبي عبيدة (8) , وقال في الثاني: حدثنا سنيد عن أبي عبد الله الجهمي من ولد جهم بن حذيفة , عن أبي عبيدة , وذلك الموضع في بعض نسخ الجمهرة دون بعض (9) , وقال في الثالث: أخبرنا المفضل , عن علي بن طاهر الذهلي , عن أبي عبيدة (10) , وذكر أبو زيد القرشي في أول ((جمهرة أشعار العرب)) باباً في اللفظ ومجاز المعاني , وقال: وفي القرآن مثل ما في الكلام العربي من اللفظ المختلف ومجاز المعاني (11) , وذكر قبل تلك الكلمة كلاماً هو كله في أول مجاز القرآن لأبي عبيدة , وذكر بعدها أمثلة قريبة الشبه بالأمثلة التي ذكرت في خطبة مجاز القرآن لأبي عبيدة , بل منها أمثلة هي نفسها في مجاز القرآن لأبي عبيدة , وتلك الكلمة التي ذكرها أبو عبيدة في خطبة ((مجاز القرآن)) , أو كأنها هي , وقد أملى أبو عبيدة ((مجاز القرآن)) عدة مرات , فتعددت رواياته واختلفت نسخه (12) , فلعل تلك الكلمة كانت كذلك في نسخة أبي زيد القرشي من ((مجاز القرآن)) , أو لعل أبا زيد أدَّى تلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/172)
الكلمة من حفظه فغيَّرها شيئاً قليلاً.
2 - وأبو زيد يروي في تلك ((الجمهرة)) كذلك , عن محمد بن عثمان الجعفري , عن مطرِّف الكناني , عن ابن دأب (13) , وعن أبي العباس الوراق الكاتب , عن أبي طلحة موسى بن عبد الله الخزاعي , عن بكر بن سليمان , عن محمد بن إسحاق (14) , وعن المفضِّل بن عبد الله المحبري , عن أبيه , عن جدِّه عن محمد بن إسحاق كذلك (15) , وذلك المفضل ورد اسمه في بعض نسخ ((الجمهرة)): المفضل بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن المحبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب (16) , وفي نسخة المفضل بن محمد الضبِّي , وهو خطأٌ بينٌ , والمفضل الضبي صاحب المفضليات كان معاصراً لمحمد بن إسحاق صاحب السيرة , لا يحتاج إلى الرواية عنه بواسطة أبيه عن جده , وأولئك الأربعة: سنيد , والمفضل بن عبد الله المحبري , ومحمد بن عثمان الجعفري , وأبو العباس الوراق الكاتب , هم كل من روى أبو زيد في جمهرته عنهم , ولم أجد من أنبائهم شيئاً , ولا عثرت لأحدهم على ترجمة فأبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي مجهول , يروي عن نفر من المجاهيل , وأشعار تلك الجمهرة أكثرها مشهورة تناقلها الرواة غيره , وبينه وبين أبي عبيدة التيمي وابن دأب رجلان , وبينه وبين محمد بن إسحاق ثلاثة رجال , وتلك حجة بيِّنةٌ على أنه كان يعيش في الشطر الآخر من المائة الثالثة من الهجرة , ولا يبعد أن يكون أدرك أول الرابعة.
هذا , وذكر جورجي زيدان أبا زيد القرشي في كتابه ((تاريخ آداب اللغة العربية)) في العصر العباسي الأول , ولكنه قال: إنه يغلب على ظنه أنه عاش في أواسط القرن الثالث للهجرة أو في القرن الرابع (17) اهـ , والذي غلب على ظنه هو الصواب إن شاء الله , وقد مضت الحجة على ذلك , ولو أنه عمل بظنه وأخر ذكره إلى العصر العباسي الثاني لكان أحسن؛ وقال بطرس البستاني في كتابه ((أدباء العرب في الأعصر العباسية)): إن أبا زيد من أهل العصر العباسي الأول , لا من أهل العصر العباسي الثاني , ذاك لأنه أورد في كتابه الجمهرة روايات سمعها من المفضل الضبي , والمفضل الضبي توفي سنة 171 هـ أو نحو ذلك , وذلك يدل على أنه عاصره (18) اهـ , وقد مضى أن المفضل الذي يروي عنه أبو زيد ليس هو المفضل الضبي , وإنما هو المفضل المحبري , وأن ذكر الضبي هو خطأٌ في موضع واحد من إحدى نسخ الجمهرة , وليس في روايات كما زعم البستاني ,
وقال البغدادي في ((هدية العارفين)) و ((إيضاح المكنون)): إن أبا زيد القرشي توفي سنة سبعين ومائة 170 هـ (19) , وكذلك ذكر في ((فهرست الخديويَّة)) (20) , ثم ((فهرست دار الكتب المصرية)) (21) , ((فهرست الأزهرية)) (22) , و ((معجم سركيس)) (23) , وكذلك ذكره سليمان البستاني في مقدمة ((الإلياذة)) (24) , والزركلي في ((الأعلام)) (25) , وكحالة في ((معجم المؤلفين)) (26) ,ولم يأت أحدهم عليه برواية صادقة , ولا حجَّة بينة , ولا أسنده لمتقدم , وهو خطأٌ نقله بعضهم عن بعض , وتلقفه عنهم د. المطعني في كتابه ((المجاز)) , وفرح به ورضيه , ولم يطلب له إسناداً , ولا سأل عليه برهاناً , ونسي ثورته على التلقي الفجِّ (27) , ومزاعم التحقيق العالمي التي ما انفكَّ يبثها في أرجاء كتابه , واتخذه حجة على أن أبا زيد القرشي سبق أبا عبيدة إلى القول بالمجاز , وأن أبا العباس ابن تيمية كان مخطأ لما قال: إن أبا عبيدة التيمي هو أول من عرف بالقول بالمجاز , وطفق د. المطعني يكرر ذلك في مواضع من كتابه , ويحسبه سبقاً بعيداً , وفتحاً مبيناً , ونصراً على ابن تيمية وأصحابه مؤزراً , وهو قول ساقطٌ لا حجَّة له ولا شاهد , وما قاله ابن تيمية صوابٌ بين.
وقوله: ومن اليقين أن أبا زيد من رجال القرن الثاني الهجري , هو كلام المطعني نفسه؛ وهو قول باطلٌ؛ وقد ذكر من قبل أن أبا زيد القرشي نقل في مقدمة كتابه عن أبي عبيدة التيمي , وروى عنه بإسناده إليه , وأن بينه وبين أبي عبيدة رجلان؛ وقد يدل ذلك على أنه مات في آخر المائة الثالثة من الهجرة , ولعله أدرك الرابعة , كما قال جورجي زيدان؛ وأن المفضل الذي يروي عنه أبو زيد القرشي هو المفضل المحبري؛ وهو مجهول مثله؛ وليس المفضل الضبي؛ وأن الضبي هو تصحيف في نسخة واحدة من نسخ الجمهرة؛ وقوله: لأن أبا زيد نفسه قد صرَّح في مقدمة كتابه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/173)
المذكور بأنه سمع من المفضل بن محمد الضبي. ونقلها عنه محقق الجمهرة طبعة دار صادر؛ وهي الطبعة التي كان د المطعني يرجع إليها , فأخذ د. المطعني تلك الكلمة , فادَّعاها لنفسه , ووصلها بكلامه , ولم يردَّها إلى قائلها , وأوهم أنه نقل أقوالهم , ثم رجَّح بينها بذلك؛ وقوله: وأبو زيد هذا توفي عام 170هـ على الصحيح؛ لأنه تحديد قام عليه الدليل اهـ هو أفحش خطأ من قوله إنه من أهل القرن الثاني , ولو كان أبو زيد سمع من المفضَّل الضبي؛ وقيل: مات المفضل سنة إحدى وسبعين ومائة (171هـ) (28). كما زعم بطرس البستاني , فما الدليل على أن أبا زيد مات قبله أو مات في نفس السنة التي مات فيها؟! وأبوزيد القرشي نقل كلمة أبي عبيدة؛ فالمجاز عند أبي زيد القرشي هو المجاز عند أبي عبيدة التيمي؛ والمجاز عند أبي عبيدة ليس هو المجاز الذي تكلم فيه بعد ذلك أبو عبد الله البصري المعتزلي وغيره؛ ولا هو المجاز الذي سماه د. المطعني المجاز الفني الاصطلاحي؛ وابن تيمية – رحمه الله لم ينكر أن يكون القول بالمجاز ظهر في آخر المائة الثانية , بل أقر به؛ وقوله إنه اصطلاحٌ حادث بعد القرون الثلاثة الأولى , أراد به الصحابة والتابعين وتابعيهم؛ فهو يريد بالقرن الجيل من الناس؛ وبين من كلام ابن تيمية أنه يفرِّق بين القرن من الناس , والمائة من السنين , فهو قال إن تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز حدث بعد القرون الثلاثة الأولى؛ وقال: إن أوائله ظهرت في المائة الثالثة؛ فالقرن في كلامه هو الجيل من الناس , وليس المائة من السنين؛ والقرون الفاضلة عنده , هم الصحابة والتابعون وتابعيهم؛ وهو يأخذ في ذلك بحديث: ((خير القرون قرني , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم , ثم يفشو الكذب .. )) الحديث؛ والقرن في ذلك الحديث هو الجيل من الناس؛ وليس المائة من السنين.
فذلك القول الذي فرح به د. المطعني وأصرَّ عليه , وذكره في خمسة مواضع من كتابه , وحسب أنه سبق به الناس , كله خطأ باطل , وأبو زيد القرشي لم يمت عام 170هـ , لا على الصحيح , ولا على المرجَّح , ولا على شيء , ولا كان يومئذ شيئاً مذكوراً , وعلى الصحيح , وعلى المرجح هي من ألفاظ النووي رحمه الله في نقله لمذهب الشافعية , وعنه شاعت تلك الألفاظ في المتأخرين منهم؛ فأخذ د. المطعني تلك الألفاظ من فقهاء الشافعية؛ أو لعلها عقلت بلسانه من كتب الأزهرية؛ فخلطها بكلامه في المجاز , ووضعها غير مواضعها؛ وعلى الصحيح يدل على أن غيره باطلٌ , وعلى المرجَّح يدل على أن غيره ليس باطلاً , ولكنه أرجح منه وأقوى؛ وكذلك الاستفاضة من ألفاظ المحدثين أخذها د. المطعني ,ووضعها غير موضعها؛ وتكرار لفظة واحدة في كتاب واحد مائة ألف مرة أو أكثر منها , ليس عند المحدثين من الاستفاضة؛ بل لعل رواة كتاب المجاز عن أبي عبيدة كلهم لا تبلغ عدتهم حدَّ الاستفاضة؛ بل لعل رواة كتاب المجاز عن أبي عبيدة كلهم لا تبلغ عدتهم حد الاستفاضة عند كثير من القائلين بها , والكتاب يروى عن أبي عبيدة رواية آحاد؛ وإذا كان د. المطعني يعلم أن أبا زيد لم يذكر لفظ المجاز إلا مرتين اثنتين لا ثالث لهما , وأنه ذكر مضافاً إلى المعاني وليس إلى الألفاظ , فلم قال: ورد مصطلح المجاز عنده أكثر من مرة! ولم يقل: ورد مرتين اثنتين؟! ولفظ أكثر من مرة يوهم أنها مرات كثيرة وليست اثنتين وليس الأمر كذلك وليس ذلك من صدق النصيحة ...
=======
الحواشي:
(1) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (ص 147)
(2) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (ص 649)
(3) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (1054)
(4) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (1074)
(5) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (ص 1080 - 1081)
(6) أريد روى عنه بالسماع منه , أو الإسناد المتصل إليه , ولكن نقل بعضهم من تلك الجمهرة بغير إسناد ولا زاوية.
(7) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 55, 56, 58 , 80 - 81 - فيها موضعان , 82 - فيها ثلاثة مواضع)
(8) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 45)
(9) ((جمهرة أشعار العرب)) (57)
(10) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 67)
(11) ((جمهرة أشعار العرب)) ص (10)
(12) انظر ما كتبه د. محمد بن فؤاد سزكين في مقدمة تحقيقه لـ ((مجاز القرآن))
(13) ((جمهرة أشعار العرب)) ص (30, 33, 57, 59)
(14) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص29, 31, 37)
(15) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 26, 27, 34,47)
(16) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص10 هامش رقم 1)
(17) ((تاريخ آداب اللغة العربية)) 2/ 110 , رقم (6) , وهامش رقم (2) من نفس الصفحة.
(18) ((مقدمة جمهرة أشعار العرب)) ص 5 , ط. دار صادر بيروت
(19) ((هدية العارفين)) 2/ 8 , و ((إيضاح المكنون)) 1/ 368
(20) ((فهرست الكبتخانة الخديوية)) 4/ 224
(21) ((فهرت دار الكتب المصرية)) 3/ 76 نقلاً عن فهرست الخديوية
(22) ((فهرست المكتبة الأزهرية)) 5/ 64
(23) ((معجم المطبوعات العربية والمعربة)) , يوسف أليان سركس 1/ 313
(24) مقدمة ((جمهرة أشعار العرب)) ط. دار بيروت بيروت
(25) ((الأعلام)) 6/ 114
(26) ((معجم المؤلفين)) 9/ 281
(27) لفظ التلقي الفجِّ هو لفظ المطعني نفسه في خطبة كتاب ((المجاز))
(28) قال الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) و ((ميزان الاعتدال)): توفي المفضل سنة 168هـ , وتبعه ابن الجوزيِّ في ((طبقات القراء)) , وقال ابن تغري بردي في ((النجوم الزاهرة)) ,توفي سنة 171هـ وبه أخذ بطرس البستاني , وقال أحمد شاكر , وعبد السلام هارون في مقدِّمة ((ديوان المفضليات)) إن كلا هذين القولين خطأ , ولعل الصواب أنه توفي سنة 178 هـ(47/174)
مسائل في المجاز (9) مسابقة ندعو إليها مثبتة المجاز ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - 02 - 08, 03:29 م]ـ
السادة مثبتة المجاز .. من الغني عن البيان أن لفظ أسد هو عندكم حقيقة في الأسد الحيوان مجاز في غيره .. وأن لفظ الأسد يكون حقيقة في الحيوان إن جاء خلواً من القرينة اللفظية ..
وإنا نطالب سعادتكم بأن تأتونا بشواهد من كلام العرب ذكروا فيها الأسد يريدون به الحيوان وكان كلامهم عارياً عن القرينة اللفظية الدالة على إرادتهم للأسد الذي هو الحيوان ...
يا سادة أنتم تتكلمون عن العرب وعربية العرب وأن كلام العرب تأتي فيه لفظة الأسد عارية عن القرينة اللفظية وحينها يُراد به الأسد الذي هو الحيوان ..
ونحن نطلب منكم أمثلة لهذا من كلام من يُحتج بعربيته ...
ـ[أبو البركات]ــــــــ[28 - 04 - 09, 09:18 م]ـ
لماذا لايوجد متسابقين؟؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[05 - 05 - 09, 08:23 م]ـ
أحسب أن مراد أبى فهر أن يقول لهم إذا أتوا ببيت شعر، من قال لكم أن المراد ها هنا هو الأسد الحيوان؟
فيلزمهم بالاستدلال لقولهم، ولا يستدلون حينها إلا بقرينة فى الكلام ظهرت أو خفت.
وحينها يكون الحامل لللفظ على الأسد الحيوان هو القرينة.
أهذا ما تريد يا أبا فهر؟
ـ[هيثم ابن أبي حُسبان]ــــــــ[06 - 05 - 09, 05:30 م]ـ
ولماذا الأسد بعينه؟!!
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[06 - 05 - 09, 06:42 م]ـ
عرّف المجاز، وأظهِر صوَره ثم تسابق ... بارك الله فيكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 04:27 ص]ـ
أحسب أن مراد أبى فهر أن يقول لهم إذا أتوا ببيت شعر، من قال لكم أن المراد ها هنا هو الأسد الحيوان؟
فيلزمهم بالاستدلال لقولهم، ولا يستدلون حينها إلا بقرينة فى الكلام ظهرت أو خفت.
وحينها يكون الحامل لللفظ على الأسد الحيوان هو القرينة.
أهذا ما تريد يا أبا فهر؟
تقريباً ..
وأنا لن أسألهم عن الدليل على أن المراد هاهنا هو الحيوان ..
بل لا يوجد بيت عربي فيه لفظة الأسد يراد بها الحيوان إلا ومعها بالفعل ما يدل عليها ...
وقد ذكرت شواهد ذلك في نسخة هذا الموضوع على الألوكة ..
والأسد للتمثيل فحسب ..
وليس هذا الموضوع لتعليم الناس المجاز وصوره
ولا بأس علي من مسابقة أخرى ...
قال البصري أبو الحسين أن من تجوزهم: (الحمار) في الرجل البليد ..
من وجد بيت شعر عربي فيه الحمار أريد بها الرجل البليد فله هدية ...
ـ[هيثم ابن أبي حُسبان]ــــــــ[08 - 05 - 09, 11:49 ص]ـ
غالبًا يكون السياق هو القرينة
ـ[هيثم ابن أبي حُسبان]ــــــــ[09 - 05 - 09, 11:11 ص]ـ
وخلاصة الأمر بين المنفي والمثبت هو خلاف لفظي فقط
وإلا فالكل يتفق على أنك لو قلت رأيت أسدًا فصافحني وقال لي كذا وكذا!!
فلا شك أن المقصود بهذا الأسد هو الرجل الشجاع مثلًا
ولكن المنفي للمجاز يقال نعم هو الرجل الشجاع حقيقة،، والمثبت يقول هو الرجل الشجاع بل مجازًا
والكل متفق أنه ليس الحيوان
وإذا أخرج المنفي مسألة الصفات والتأويل من ذهنه استقام له اقول، لأننا نتكلم في اللغة لا في العقيدة
ويوجد عشرات الأمثال من كلا شيخ الإسلام نفسه!! وغيره يقول بالمجاز (طبعًا لا تصريحًا) لأنه لا يقول به تصريحًا بل يمنعه.
والكلام يطول
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 05 - 09, 12:18 م]ـ
هذا توهم محض ...
وليس الخلاف لفظياً ..
وليس هو مسألة الصفات ..
و ... قد بينتُ هذا مراراً في مواضيع كثيرة ...
وهذه أهمها ... وأنسبها لما ذكرتَه أنت ...
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13420
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19279
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23970
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[09 - 05 - 09, 07:39 م]ـ
وخلاصة الأمر بين المنفي والمثبت هو خلاف لفظي فقط
وإلا فالكل يتفق على أنك لو قلت رأيت أسدًا فصافحني وقال لي كذا وكذا!!
فلا شك أن المقصود بهذا الأسد هو الرجل الشجاع مثلًا
ولكن المنفي للمجاز يقال نعم هو الرجل الشجاع حقيقة،، والمثبت يقول هو الرجل الشجاع بل مجازًا
والكل متفق أنه ليس الحيوان
وإذا أخرج المنفي مسألة الصفات والتأويل من ذهنه استقام له اقول، لأننا نتكلم في اللغة لا في العقيدة
ويوجد عشرات الأمثال من كلا شيخ الإسلام نفسه!! وغيره يقول بالمجاز (طبعًا لا تصريحًا) لأنه لا يقول به تصريحًا بل يمنعه.
والكلام يطول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/175)
هذا هو الكلام الصحيح ... بارك الله فيكم
ـ[هيثم ابن أبي حُسبان]ــــــــ[10 - 05 - 09, 05:39 ص]ـ
أضحك الله سنك يا أبا فهر ...
جزاكم الله خيرًا أخي ابراهيم الجزائري
ـ[هيثم ابن أبي حُسبان]ــــــــ[10 - 05 - 09, 05:43 ص]ـ
قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- في ذيل طبقات الحنابلة، وهو يترجم لابن الفاعوس
قال:
علي بن المبارك بن علي بن الفاعُوس، البغدادي، الأسكاف، المقرىء، الزاهِد أبو الحسن:
سمع من القاضي أبي يعلى، وأبي منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب العَطار وغيرهما. وصَحِب الشريف أبا جعفر. وكان مشهورًا بالزهدِ والورع والتقشف وحسن الطريقة، للخلق فيه اعتقاد عظيم.
وذكر ابن ناصر: أنه كان أزهد الناس في عصره. وكان يقرأ يوم الجمعة على الناس أحاديث قد جمعها بغير أسانيد.
قال ابن الجوزي: حدثني أبو حكيم النهرواني قال: كان ابن الفاعُوس إذا صلى الجمعة جلس يقرأ على أصحابه الحديث، فيأتي ساقي الماء، فيأخذ منه فيشرب ليريهم أنه مفطر، وربما صامها في بعض الأيام.
وكان ابن الفاعوس يتورع عن الرواية. وحدَّث وسمع منه أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عساكر الحافظ.
وقال: كان أبو القاسم بن السمرقندي يقول: إن أبا بكر بن الخاضبة كان يسمى ابن الفاعوس الحجري لأنه كان يقول: الحجر الأسود يمين اللّه حقيقة.
قلتُ: إنْ صحَّ عن ابن الفاعوس أنه كان يقول: الحجر الأسود يمين الله حقيقة فأصل ذلك: أن طائفة من أصحابنا وغيرهم نَفَوْا وُقوع المجاز في القرآن، ولكن لا يعلم منهم من نفى المجاز في اللغة، كقول أبي إسحاق الإسفرايني. ولكن قد يسمع بعض صالحيهم إنكار المجاز في القران، فيعتقدُ إنكارهُ مطلقًا.
ويؤيد ذلك: أن المتبادر إلى فهم كثر الناس من لفظ الحقيقة والمجاز: المعاني والحقائق دون الألفاظ.
فإذا قيل: إنَّ هذا مجاز فهموا أنه ليس تحته معنى، ولا له حقيقة، فينكرون ذلك، وينفرون منه. ومن أنكر المجاز من العلماء فقد ينكر إطلاق اسم المجازة لئلا يوهم هذا المعنى الفاسد، ويصير ذريعة لمن يريد جحد حقائق الكتاب والسنة ومدلولاتهما.
ويقول: غالب من تكلم بالحقيقة والمجاز هم المعتزلة ونحوهم من أهل البدع، وتطرفوا بذلك إلى تحريف الكلم عن مواضعه، فيمنع من التسمية بالمجاز، ويجعل جميع الألفاظ حقائق، ويقول: اللفظ إنْ دل بنفسه فهو حقيقة لذلك المعنى، وإن دلّ بقرينة فدلالته بالقرينة حقيقة للمعنى الآخر، فهو حقيقة في الحالين. وإن كان المعنى المدلول عليه مختلفًا فحينئذ يقالُ: لفظ اليمين في قوله سبحانه وتعالى: " والسّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمينهِ " 39: 67، حقيقة. وهو دَالٌ على الصفة الذاتية. ولفظ اليمين في الحديث المعروف: " الحَجَرُ الأسوَدُ يَمِينُ اللهِ في الأَرْضِ. فَمَنْ صَافَحَهُ فَكَأَنما صَافَح اللهَ عز وَجلَّ ".
وقيل: يمينه يُرادُ به - مع هذه القرائن المحتفة به - محل الاستلام والتقبيل. وهو حقيقة في هذا المعنى في هذه الصورة، وليس فيه ما يوهم الصفة الذاتية أصلاً، بل دلالته على معناه الخاص قطعية لا تحتمل النقيض بوجهٍ، ولا تحتاج إلى تأويل ولا غيره.
وإذا قيل: فابن الفاعوس لم يكن من أهل هذا الشأن - أعني: البحث عن مدلولات الألفاظ؟ قيل: ولا ابن الخاضبة كان من أهله، وإن كان محدثاً. وإنما سمع من ابن الفاعوس، أو بلغه عنه إنكار أن يكون هذا مجازًا، لما سمعه من إنكار لفظ المجاز فحمله السامع لقصوره أو لهواه على أنه إذا كان حقيقة لزم أن يكون هو يد الرب عزَّ جل، التي هي صفته. وهذا باطل. واللّه أعلم.
ـ[هيثم ابن أبي حُسبان]ــــــــ[10 - 05 - 09, 05:45 ص]ـ
قال ابن قدامة في الروضة عى من منع المجاز:
ومن منع فقد كابر ومن سلَّم وقال لا أسميه مجازا فهو نزاع في عبارة لا فائدة في المشاحة فيه والله اعلم(47/176)
سمعت كلمة لأحد الإخوة في احد المساجد، وكان إذا أراد الاستشهاد بآية قرآنية
ـ[الهمداني]ــــــــ[22 - 02 - 08, 07:44 م]ـ
إخواني رعاكم الله وسددكم
سمعت كلمة لأحد الإخوة في احد المساجد، وكان إذا أراد الاستشهاد بآية قرآنية يقول:قال القرآن بدل قال الله تعالى
فهل يصح أن يقول احدنا قال القرآن؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[23 - 02 - 08, 01:04 ص]ـ
الأصل أن يقول: قال الله تعالى؛ أو جاء في القرآن، لأن القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود،
فمن يقول: قال القرآن بدل قال الله تعالى فكأنما قال: قال كلام الله وهذا معنى فاسد،
زد على هذا كون النصارى إذا أراد أحدهم أن يورد آية من كتاب الله صدرها بهذا التعبير لأنه لا يؤمن بأن هذا كلام الله عز وجل، فيجب الابتعاد عن مثل هذه الألفاظ الموهمة؛ والله أعلم.(47/177)
نقد نظرية الجوهر والعرض
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[22 - 02 - 08, 10:16 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
فقد وقفت خلال بحثي في النت على هذه المقالة لم أعرف كاتبها وقد وجدت فيها فوائد إن شاء الله في نقض أصل من أصول الأشاعرة فجزى الله كاتبها خيرا.
نقد نظرية الجوهر والعرض:
1ـ العلم الحديث أبطل نظرية الجوهر والعرض، وذلك بتفجير الذرة، الذي يطلق عليه أصحاب هذه النظرية الجزء الذي لا يتجزأ، وبالتالي انهارت هذه النظرية تماماً، قال د. الزنيدي «ثم انهارت نظرية الجوهر الفرد، وتجزأ الجزء الذي لا يتجزأ إلى طاقة، حينما فجرت الذرة، وكان هذا انهياراً لعلم الكلام القائم على هذه النظرية، ولو كان علم الكلام هو الحامل للواء الإسلام حينما فجرت الذرة لكان ذلك سلاحاً بيد أعداء الإسلام، لتأكيد بطلانه نتيجة هذا الفساد لأساسه»، وبهذا بطلت مزاعمهم أن «إثبات الجوهر الفرد نجاة عن كثير من ظلمات الفلاسفة، مثل إثبات الهيولى والصورة، المؤدي إلى قدم العالم، ونفي حشر الأجساد، وكثير من أصول الهندسة، المبني عليها دوام حركة السموات، وامتناع الخرق والإلتئام عليها».
وهذا ما كان يرد به أهل السنة على هؤلاء، فإن إثبات الجوهر الذي لا يقبل القسمة دعوى باطلة، لأنه ما من موجود إلا ويتميز منه شيء عن شيء، وإثبات انقسامات لاتتناهى فيما هو محصور ممتنع، لامتناع وجود ما لايتناهى فيما يتناهى، وعلى سبيل المثال: الماء يقبل انقسامات متناهية إلى أن تتصاغر أجزاؤه، فإن تصاغرت استحالت إلى جسم آخر.
2ـ زعم القائلون بهذه النظرية أن المنكر لها أو بعضها من الملاحدة، قال الجويني: «أما الأصل الأول فقد أنكرته طوائف من الملحدة، وهو إثبات العرض»، وقال: «وجوزت الملحدة خلو الجواهر عن جميع الأعراض».
قال القحطاني في نونيته:
«هذا الجويهر والعريض بزعمكم أهما لمعرفة الهدى أصلان؟
من عاش في الدنيا ولم يعرفهما وأقر بالإسلام والفرقان
أفمسلم هو عندكم أم كافر أم عاقل أم جاهل أم واني».
2ـ دعوى تركيب الموجودات من الجواهر المنفردة والأعراض، لم يقله أحد من السلف ولا أئمة المسلمين، وترفض هذه النظرية معظم المدارس الفلسفية من اليونان وغيرهم، وأكثر طوائف أهل الكلام كالنجارية والضرارية والهشامية والكلابية والسالمية وكثير من الكرامية مع أكثر الفلاسفة، ولم يقل به إلا طائفة من أهل الكلام، قال د. حسن الشافعي: «تعرضت فكرة الجوهر والعرض لألوان من النقد من كثير من المفكرين»، ونقل إجماع السلف جماعة، قال قوام السنة الأصبهاني (ت 535هـ): «أنكر السلف الكلام في الجواهر والأعراض، وقالوا: لم يكن على عهد الصحابة والتابعين»، وقال ابن عقيل (ت513هـ): «أنا أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا الجوهر والعرض، فإن رضيت أن تكون مثلهم فكن، وإن رأيت أن طريقة المتكلمين أولي من طريقة أبي بكر وعمر فبئس ما رأيت».
3ـ اتصاف المخلوقات بصفاتها لايقال عنه تركيب، وزعمهم أن الأشياء تتركب من جوهر وعرض؛ وإطلاقهم لفظ التركيب على هذا المعنى لايعرف لا في لغة العرب ولا لغة أمة من الأمم، فلا يعرف في اللغة إطلاق اسم المركب على ماله لون وطعم ورائحة، فالتفاحة مثلاً لها لون وطعم ورائحة، ولا تسمى في اللغة المعروفة مركبة، ولا يسمى ذلك أجزاءاً لها.
4ـ اهتزاز فكرة الجوهر الفرد عند القائلين به مما أدي بهم إلى الشك في أخر أعمارهم مثل الرازي والآمدي وغيرهم، فالرازي مثلاً أنكرها وتوقف فيها وأثبتها، فقد أثبتها في أول كتبه وأوسطها و آخرها "المطالب العالية"، وحار فيها بين ذلك، ونقدها الآمدي نقداً تفصيلاً، ولم يذكرها جماعة من الباحثين في المنطق إطلاقاً.
5ـ يستحيل البرهنة على هذه النظرية، وتعمم دون حجة علمية، ولا توجد قاعدة ولا دليل معتبر لها، ولذا ذهب الآمدي ـ وهو من أساطين الفلاسفة ـ إلى أن المقولات العشر مدخولة، ويرى د. حسن الشافعي أن هذا الدليل: «يقوم على فروض ليس من السهل البرهنة عليها، ولأنه يعمد إلى التعميم دون حجة علمية».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/178)
6ـ الاختلاف بين المناطقة في أقسام كل من الجوهر والعرض، والتفاوت الكبير بين هذه الأقسام، واختلافهم في تعريف الجوهر والعرض، قال الإيجي: «ولم يأتوا في الحصر بما يصلح للاعتماد عليه»، وقد تقدم تشكيك الغزالي وغيره في أقسام الجوهر والعرض.
7ـ الجوهر دون صفات هو العدم، وهو من اختلاق خيال الفلاسفة أهل المنطق، ولاوجود له في الأعيان، وممتنعة الوجود في الخارج، ومحلها الذهن فقط، ولذا قالوا في صفاته: إنه ليس للجوهر لون ولا طعم ولا رائحة ولا صوت ولا برودة ولا غيرها من صفات الموجودات.
وبناء على هذه النظرية يخيل للناظر أنه إذا ما جرد الصفات عن حاملها واحدة بعد واحدة بقي الحامل (الجوهر) خالصاً من صفاته، أو جوهراً صافياً، وهذا لا يكون.
8ـ هذه النظرية تتضمن ما يخالف العقل والحس والفطرة، كإنكار الأسباب، وزعمهم أن الأجسام متماثلة في الجواهر مختلفة في الأعراض فقط، فمثلاً الثلج مماثل للنار من كل وجه، وأبطل بعضهم علم الهندسة كله لأجلها، قال التفتازاني: «إن الأجسام متماثلة، أي متحدة الحقيقة، وإنما الاختلاف بالعوارض، وهذا أصل يبتني عليه كثير من قواعد الإسلام، كإثبات القادر المختار، وكثير من أحوال النبوة والمعاد».
أخطار نظرية الجوهر والعرض:
1ـ هذه النظرية تثير الشكوك والشبهات في العقائد الكلامية، لذلك لا تخفى حالة القائلين بها في آخر حياتهم من الشك والحسرة والندم، ولذلك يرى د. حسن الشافعي: «إبعاد هذا الدليل عن المجال العقائدي، ... لأنه يثير شكوكاً من الأفضل تجنب العقائد أخطارها».
2ـ هذه النظرية مرتبطة عند الفلاسفة الأوائل ـ أبيقور ومن وافقه ـ بالإلحاد وإنكار الخالق سبحانه وتعالى.
3ـ هذه النظرية وما تولد منها سبب في تسلط الملاحدة على أهل الكلام، وصولتهم عليهم، وقدحهم فيما جاءت به الرسل عليهم السلام، فهم كما قيل: لا الإسلام نصروا، ولا الفلاسفة كسروا، لأنها تهدم قواعد الشريعة، وعلى سبيل المثال صار ماذكره هؤلاء في المعاد مما قوى شبهة المتفلسفة في إنكار المعاد.
4ـ العرض في اللغة يجب تنزيه الله تعالى عنه، أما تسمية الصفات أعراضاً ثم نفيها فهذا باطل وتلبيس، والواجب التوقف والاستفصال عن هذه المعاني الباطلة.
4ـ «من تدبر عامة بدع الجهمية ونحوهم وجدها ناشئة عن مباحث هذه الدعوى والحجة، ولهذا كان السلف والأئمة يذمون كلامهم في الجواهر والأعراض، وبناءهم علم الدين على ما ذكروه من هذه المقدمات.
:
1ـ العلم الحديث أبطل نظرية الجوهر والعرض، وذلك بتفجير الذرة، الذي يطلق عليه أصحاب هذه النظرية الجزء الذي لا يتجزأ، وبالتالي انهارت هذه النظرية تماماً، قال د. الزنيدي «ثم انهارت نظرية الجوهر الفرد، وتجزأ الجزء الذي لا يتجزأ إلى طاقة، حينما فجرت الذرة، وكان هذا انهياراً لعلم الكلام القائم على هذه النظرية، ولو كان علم الكلام هو الحامل للواء الإسلام حينما فجرت الذرة لكان ذلك سلاحاً بيد أعداء الإسلام، لتأكيد بطلانه نتيجة هذا الفساد لأساسه»، وبهذا بطلت مزاعمهم أن «إثبات الجوهر الفرد نجاة عن كثير من ظلمات الفلاسفة، مثل إثبات الهيولى والصورة، المؤدي إلى قدم العالم، ونفي حشر الأجساد، وكثير من أصول الهندسة، المبني عليها دوام حركة السموات، وامتناع الخرق والإلتئام عليها».
وهذا ما كان يرد به أهل السنة على هؤلاء، فإن إثبات الجوهر الذي لا يقبل القسمة دعوى باطلة، لأنه ما من موجود إلا ويتميز منه شيء عن شيء، وإثبات انقسامات لاتتناهى فيما هو محصور ممتنع، لامتناع وجود ما لايتناهى فيما يتناهى، وعلى سبيل المثال: الماء يقبل انقسامات متناهية إلى أن تتصاغر أجزاؤه، فإن تصاغرت استحالت إلى جسم آخر.
2ـ زعم القائلون بهذه النظرية أن المنكر لها أو بعضها من الملاحدة، قال الجويني: «أما الأصل الأول فقد أنكرته طوائف من الملحدة، وهو إثبات العرض»، وقال: «وجوزت الملحدة خلو الجواهر عن جميع الأعراض».
قال القحطاني في نونيته:
«هذا الجويهر والعريض بزعمكم أهما لمعرفة الهدى أصلان؟
من عاش في الدنيا ولم يعرفهما وأقر بالإسلام والفرقان
أفمسلم هو عندكم أم كافر أم عاقل أم جاهل أم واني».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/179)
2ـ دعوى تركيب الموجودات من الجواهر المنفردة والأعراض، لم يقله أحد من السلف ولا أئمة المسلمين، وترفض هذه النظرية معظم المدارس الفلسفية من اليونان وغيرهم، وأكثر طوائف أهل الكلام كالنجارية والضرارية والهشامية والكلابية والسالمية وكثير من الكرامية مع أكثر الفلاسفة، ولم يقل به إلا طائفة من أهل الكلام، قال د. حسن الشافعي: «تعرضت فكرة الجوهر والعرض لألوان من النقد من كثير من المفكرين»، ونقل إجماع السلف جماعة، قال قوام السنة الأصبهاني (ت 535هـ): «أنكر السلف الكلام في الجواهر والأعراض، وقالوا: لم يكن على عهد الصحابة والتابعين»، وقال ابن عقيل (ت513هـ): «أنا أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا الجوهر والعرض، فإن رضيت أن تكون مثلهم فكن، وإن رأيت أن طريقة المتكلمين أولي من طريقة أبي بكر وعمر فبئس ما رأيت».
3ـ اتصاف المخلوقات بصفاتها لايقال عنه تركيب، وزعمهم أن الأشياء تتركب من جوهر وعرض؛ وإطلاقهم لفظ التركيب على هذا المعنى لايعرف لا في لغة العرب ولا لغة أمة من الأمم، فلا يعرف في اللغة إطلاق اسم المركب على ماله لون وطعم ورائحة، فالتفاحة مثلاً لها لون وطعم ورائحة، ولا تسمى في اللغة المعروفة مركبة، ولا يسمى ذلك أجزاءاً لها.
4ـ اهتزاز فكرة الجوهر الفرد عند القائلين به مما أدي بهم إلى الشك في أخر أعمارهم مثل الرازي والآمدي وغيرهم، فالرازي مثلاً أنكرها وتوقف فيها وأثبتها، فقد أثبتها في أول كتبه وأوسطها و آخرها "المطالب العالية"، وحار فيها بين ذلك، ونقدها الآمدي نقداً تفصيلاً، ولم يذكرها جماعة من الباحثين في المنطق إطلاقاً.
5ـ يستحيل البرهنة على هذه النظرية، وتعمم دون حجة علمية، ولا توجد قاعدة ولا دليل معتبر لها، ولذا ذهب الآمدي ـ وهو من أساطين الفلاسفة ـ إلى أن المقولات العشر مدخولة، ويرى د. حسن الشافعي أن هذا الدليل: «يقوم على فروض ليس من السهل البرهنة عليها، ولأنه يعمد إلى التعميم دون حجة علمية».
6ـ الاختلاف بين المناطقة في أقسام كل من الجوهر والعرض، والتفاوت الكبير بين هذه الأقسام، واختلافهم في تعريف الجوهر والعرض، قال الإيجي: «ولم يأتوا في الحصر بما يصلح للاعتماد عليه»، وقد تقدم تشكيك الغزالي وغيره في أقسام الجوهر والعرض.
7ـ الجوهر دون صفات هو العدم، وهو من اختلاق خيال الفلاسفة أهل المنطق، ولاوجود له في الأعيان، وممتنعة الوجود في الخارج، ومحلها الذهن فقط، ولذا قالوا في صفاته: إنه ليس للجوهر لون ولا طعم ولا رائحة ولا صوت ولا برودة ولا غيرها من صفات الموجودات.
وبناء على هذه النظرية يخيل للناظر أنه إذا ما جرد الصفات عن حاملها واحدة بعد واحدة بقي الحامل (الجوهر) خالصاً من صفاته، أو جوهراً صافياً، وهذا لا يكون.
8ـ هذه النظرية تتضمن ما يخالف العقل والحس والفطرة، كإنكار الأسباب، وزعمهم أن الأجسام متماثلة في الجواهر مختلفة في الأعراض فقط، فمثلاً الثلج مماثل للنار من كل وجه، وأبطل بعضهم علم الهندسة كله لأجلها، قال التفتازاني: «إن الأجسام متماثلة، أي متحدة الحقيقة، وإنما الاختلاف بالعوارض، وهذا أصل يبتني عليه كثير من قواعد الإسلام، كإثبات القادر المختار، وكثير من أحوال النبوة والمعاد».
أخطار نظرية الجوهر والعرض:
1ـ هذه النظرية تثير الشكوك والشبهات في العقائد الكلامية، لذلك لا تخفى حالة القائلين بها في آخر حياتهم من الشك والحسرة والندم، ولذلك يرى د. حسن الشافعي: «إبعاد هذا الدليل عن المجال العقائدي، ... لأنه يثير شكوكاً من الأفضل تجنب العقائد أخطارها».
2ـ هذه النظرية مرتبطة عند الفلاسفة الأوائل ـ أبيقور ومن وافقه ـ بالإلحاد وإنكار الخالق سبحانه وتعالى.
3ـ هذه النظرية وما تولد منها سبب في تسلط الملاحدة على أهل الكلام، وصولتهم عليهم، وقدحهم فيما جاءت به الرسل عليهم السلام، فهم كما قيل: لا الإسلام نصروا، ولا الفلاسفة كسروا، لأنها تهدم قواعد الشريعة، وعلى سبيل المثال صار ماذكره هؤلاء في المعاد مما قوى شبهة المتفلسفة في إنكار المعاد.
4ـ العرض في اللغة يجب تنزيه الله تعالى عنه، أما تسمية الصفات أعراضاً ثم نفيها فهذا باطل وتلبيس، والواجب التوقف والاستفصال عن هذه المعاني الباطلة.
4ـ «من تدبر عامة بدع الجهمية ونحوهم وجدها ناشئة عن مباحث هذه الدعوى والحجة، ولهذا كان السلف والأئمة يذمون كلامهم في الجواهر والأعراض، وبناءهم علم الدين على ما ذكروه من هذه المقدمات. انتهى
وهذا رابط لموضوع تقدم في هذه المسألة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108632&highlight=%E4%DE%CF+%E4%D9%D1%ED%C9+%C7%E1%CC%E6%E 5%D1+%E6%C7%E1%DA%D1%D6 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108632&highlight=%E4%DE%CF+%E4%D9%D1%ED%C9+%C7%E1%CC%E6%E 5%D1+%E6%C7%E1%DA%D1%D6)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[18 - 11 - 08, 08:26 م]ـ
لأخي عبد الله العلي تنبه أني صدرت المقال بما يلي:
فقد وقفت خلال بحثي في النت على هذه المقالة لم أعرف كاتبها وقد وجدت فيها فوائد إن شاء الله في نقض أصل من أصول الأشاعرة فجزى الله كاتبها خيرا.(47/180)
القلب ييبس إذا خلا من توحيد الله
ـ[أبو هاجر المغربي]ــــــــ[23 - 02 - 08, 03:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
فالقلب، إنما يَيبس إذا خلا من توحيد الله و حبه و معرفته و ذكره و دعائه، فتصيبه حرارة النفس، و نار الشهوات، فتمتنع أغصان الجوارح من الامتداد إذا مددتها، و الانقياد إذا قُدتها، فلا تصلح بعدُ هي و الشجرة إلا للنَّار {فويلٌ للقاسية قُلوبهم مِّن ذكر الله أولئك في ضلال مُّبين} [الزمر:22]، فإذا كان القلب ممطورا بمطر الرحمة، كانت الأغصان ليِّنة مُنقادة رطبة، فإذا مددتها إلى أمر الله انقادت معك، و أقبلت سريعة لينة وادعة، فجنيت منها من ثمار العبودية ما يحمله كل غصن من تلك الأغصان و مادتها من رطوبة القلب و ريِّه، فالمادة تعمل عملها في القلب و الجوارح، و إذا يبس القلب تعطلت الأغصان من أعمال البِّر؛ لأن مادة القلب و حياته قد انقطعت منه فلم تنتشر في الجوارح، فتحمل كل جارحة ثمرها من العبودية، و لله في كل جارحة من جوارح العبد عبودية تخُصُّه، و طاعة مطلوبة منها، خلقت لأجلها و هيئت لها.
الناس ثلاثة أقسام في استعمال جوارحهم
و الناس بعد ذلك ثلاثة أقسام:
أحدهما: من استعمل تلك الجوارح فيما خلقت له، و أريد منها، فهذا هو الذي تاجر الله بأربح التجارة، و باع نفسه لله بأربح البيع.
و الصلاة وُضعت لاستعمال الجوارح جميعها في العبودية تبعاً لقيام القلب بها و هذا رجلٌ عرَف نعمة الله فيما خُلق له من الجوارح و ما أنعم عليه من الآلاء، و النعم، فقام بعبوديته ظاهراً و باطناً و استعمل جوارحه في طاعة ربِّه، و حفظ نفسه و جوارحه عمَّا يُغضب ربه و يشينه عنده.
و الثاني: من استعمل جوارحه فيما لم تُخلق له، بل حبسها على المخالفات و المعاصي، و لم يطلقها، فهذا هو الذي خابَ سعيه، و خسرت تجارته، و فاته رضا ربَّه عزَّ و جل عنه، و جَزيل ثوابه، و حصل على سخطه و أليم عقابه.
و الثالث: مَن عطَّل جوارحه، و أماتها بالبطالة و الجهالة، فهذا أيضا خاسر بائر أعظم خسارة من الذي قبله،فإن العبد إنما خُلق للعبادة و الطاعة لا للبطالة.
و أبغض الخلق إلى الله العبد البطَّال الذي لا في شغل الدنيا و لا في سعي الآخرة.
بل هو كلّ على الدنيا و الدين، بل لو سعى للدنيا و لم يسع للآخرة كان مذموماً مخذولاً، و كيف إذا عطّل الأمرين، و إنَّ امرء يسعى لدنياه دائما، و يذهل عن أُخراه، لا شكَّ خاسر.
تمثيل لهذه الأصناف الثلاثة
فالرجل الأول، كرجل أُقطع أرضا واسعة، و أعين على عمارتها بآلات الحرث، و البذر و أعطي ما يكفيها لسقيها و حرثها، فحرثها و هيَّأها للزراعة، و بذر فيها من أنواع الغلات، و غرس فيها من أنواع الأشجار و الفواكه المختلفة الألوان ثم أحاطها بحائط، و لم يهملها بل أقام عليها الحرس، و حصنها من الفساد و المفسدين، و جعل يتعاهدها كل يوم فيُصلح ما فسد منه، و يغرس فيها عوض ما يبس، و ينقي دغلها و يقطع شوكها، و يستعين بغلَّتها على عمارتها.
و الثاني: بمنزلة رجل أخذ تلك الأرض، و جعلها مأوى السباع و الهوام، و موضعاً للجيف و الأنتان، و جعلها معقلا يأوي إليه فيها كل مفسد و مؤذٍ و لصٍّ، و أخذ ما أعين به من حرثتها و بذارها و صلاحها، فصرفه و جعله معونة و معيشة لمن فيها، من أهل الشرِّ و الفساد.
و الثالث: بمنزلة رجل عطَّلها و أهملها و أرسل الماء ضائعاً في القفار و الصحارى فقعد مذموماً محسوراً.
فهذا مثال أهل اليقظة، و أهل الغفلة، و أهل الخيانة.
أهل اليقظة و الغفلة الخيانة
فالأول: مثال أهل اليقظة، والاستعداد لما خلقوا له.
و الثاني: مثال أهل الخيانة.
و الثالث: مثال لأهل الغفلة.
فالأول: إذا تحرّك أو سَكَن، أو قام أو قعد، أو أكل أو شرب، أو نام، أو لبس، أو نطق، أو سكت كان كلِّه له لا عليه، و كان في ذكر و طاعةٍ و قربة و مزيد.
و الثاني: إذا فعل ذلك كان عليه لا له، و كان في طردٍ و إبعادٍ و خُسران.
و الثالث: إذا فعل ذلك كان في غفلة و بطالةٍ و تفريطٍ.
فالأول: يتقلَّب فيما يتقلب فيه بحكم الطاعة و القربة.
و الثاني: يتقلب في ذلك بحكم الخيانة و التعدِّي، فإن الله لم يملِّكه ما ملّكه ليستعين به على مخالفته، فهو جانٍ متعد خائن لله تعالى في نعمه عليه معاقبٌ على التنعُّم بها في غير طاعته.
و الثالث: يتقلب في ذلك و يتناوله بحكم الغفلة و الهوى و نهمة النفس و طبعها، لم يتمتع بذلك ابتغاء رضوان الله تعالى و التقرب إليه، فهذا خسرانه بيَّن واضح، إذ عطّل أوقات عمره التي لا قيمة لها عن أفضل الأرباح و التجارات.
فدعا الله عباده المؤمنين الموحدين إلى هذه الصلوات الخمس، رحمة منه بهم، و هيأ لهم فيها أنواع العبادة؛ لينال العبد من كلِّ قول و فعل و حركة و سكون حظه من عطاياه.
من كتاب أسرار الصلاة لابن قيم الجوزية رحمه الله.(47/181)
قواعد مهمة في باب الأسماء والصفات
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[23 - 02 - 08, 07:22 ص]ـ
الحمد لله
أرفقت لكم ملفاً جمعت فيه قواعد مهمة في باب الأسماء والصفات من كتب ابن القيم رحمه الله تعالى بلغت ستا وثلاثين قاعدة وفائدة، ألفت بينها، ورتبتها ورقمتها، ليسهل الانتفاع بها، وعزوت كل قاعدة إلى موضعها من كتبه رحمه الله تعالى.
فلا تجهل لها قدراً وخذها .... شكوراً للذي يحيي الأناما
ومن يتمكن من الإخوة من إدراج الملف في الأصل حتى تسهل مطالعته فليفعل مشكوراً مأجوراً
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[21 - 08 - 08, 03:55 ص]ـ
كانت هذه الحاشية قد سقطت من الملف السابق فأحببت إضافتها إليه
ملحق: وهاهنا قواعد مهمة , أشار إليها ابن القيم –رحمه الله تعالى- ولم يجتمع لي من كلامه ما يكفي لصياغتها، وقد عنونتها بما أرجو أن يوضح المراد منه:
1 - قال - رحمه الله تعالى – في شفاء العليل (1/ 58): ([التعبد لله تعالى بمقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العلى]
أن الله سبحانه ... يحب مقتضى أسمائه وصفاته وما يوافقها , فهو القوي , ويحب المؤمن القوي , وهو وتر ويحب الوتر , وجميل يحب الجمال , وعليم يحب العلماء , ونظيف يحب النظافة , ومؤمن يحب المؤمنين , ومحسن يحب المحسنين , وصابر يحب الصابرين , وشاكر يحب الشاكرين).
2 - وقال –رحمه الله – في القصيدة النونية (80): [أنواع ما يضاف إلى الله عز وجل]
ونظير ذا أيضاً سواء ما يضا = فُ إليه من صفة ومن أعيان
فإضافة الأوصاف ثابتة لمن = قامت به كإرادة الرحمن
وإضافة الأعيان ثابتة له = ملكاً وخلقاً ما هما سيان
فانظر إلى بيت الإله وعلمه = لما أضيفا كيف يفترقان
وكلامه كحياته وكعلمه في ذي = الإضافة إذ هما وصفان
لكن ناقته وبيت إلهنا = فكعبده أيضاً هما ذاتان
فانظر إلى الجهمي لما فاته الـ = ـحق المبين وواضح الفرقان
كان الجميع لديه باباً واحداً = والصبح لاح لمن له عينان).
[ومقصوده –رحمه الله-: أن ما يضاف إلى الله - جل وعلا -إما أن يكون صفة أو عيناً قائمة بذاتها. فالأول إضافته إلى الله عز وجل من باب إضافة الصفة إلى المتصف بها. والثاني من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، والمملوك إلى مالكه].
قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ـ بعد ذكر بعض هذه القواعد في بدائع الفوائد (1/ 170): فهذه عشرون فائدة مضافة إلى القاعدة التي بدأنا بها في أقسام ما يوصف به الرب تبارك وتعالى فعليك بمعرفتها ومراعاتها ثم اشرح الأسماء الحسنى إن وجدت قلبا عاقلا ولسانا قائلا ومحلا قابلا, وإلا فالسكوت أولى بك فجناب الربوبية أجل وأعز مما يخطر بالبال أو يعبر عنه المقال، وفوق كل ذي علم عليم حتى ينتهي العلم إلى من أحاط بكل شيء علما.
وعسى الله أن يعين بفضله على تعليق شرح الأسماء الحسنى مراعيا فيه أحكام هذه القواعد بريئا من الإلحاد في أسمائه وتعطيل صفاته فهو المان بفضله والله ذو الفضل العظيم).
والحمد لله تعالى على ما يسر من جمع هذه الفوائد والقواعد المتفرقة في كتب هذا العالم الجليل، وقد جمعتها لك في موضع واحد لتكون أسهل تناولا وأقرب إلى الفهم إذا ما قرنت بنظائرها، وأيسر في الرجوع إليها، وقد ذكرت لك موضع كل قاعدة في كتبه - رحمه الله تعالى –
ـ[تيمية]ــــــــ[21 - 08 - 08, 03:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[21 - 08 - 08, 06:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
وإياكم
ـ[أبو أيوب العامري]ــــــــ[28 - 08 - 08, 02:43 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[29 - 08 - 08, 11:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وإياك
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[06 - 09 - 08, 12:26 م]ـ
بارك الله فيك وزادك الله علما
ـ[أبو ربيعة السلفيّ]ــــــــ[06 - 12 - 08, 01:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالعزيز أبو عبدالله]ــــــــ[07 - 12 - 08, 05:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[احمدالانصارى]ــــــــ[21 - 12 - 09, 05:27 م]ـ
رعاك الله
حفظك الله
ـــــــ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[22 - 12 - 09, 09:10 ص]ـ
جزيت خيرا" وبارك الله في جهدك وعملك اللهم امين(47/182)
هل كان الشيخ المجموعي على عقيدة أهل السنة؟
ـ[سارة أم محمد]ــــــــ[24 - 02 - 08, 03:15 م]ـ
هل كان الشيخ محمد المجموعي البصري شيخ شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على عقيدة أهل السنة والجماعة؟
ـ[العوضي]ــــــــ[24 - 02 - 08, 05:51 م]ـ
(ولازم في البصرة عالماً من علمائها الأجلاء وهو الشيخ محمد المجموعي البصري وأخذ الشيخ مدة إقامته في البصرة يدعو إلى توحيد الله جل وعلا ونبذ الإشراك وهجر البدع وأخذ يصرح بذلك ويظهره لكثير من جلسائه بالبصرة قائلا لهم: إن العبادة كلها لله ولا يجوز صرف شيء منها لسواه وقد استحسن شيخه المجموعي ذلك فأحذ الشيخ محمد يقرر له توحيد العبادة ويوضح له ص -18 - معنى لا اله إلا الله فقبل منه شيخه وانتفع به غير أن أعداء التوحيد وأنصار البدع والتقليد من علماء السوء وأحبار الضلال سعوا فيه عند ملإ البصرة وأعيانها فأخرجوه منها وقت الهاجرة في يوم صائف شديد الحر فخرج _رحمه الله- ماشياً على قدميه)
http://www.alagidah.com/vb/archive/index.php/t-258.html
ـ[حجر]ــــــــ[25 - 02 - 08, 07:28 م]ـ
ذكر ابن بشر (عنوان المجد1/ 36) أن شيخه ابن منصور حدثه عن رجل من أهل البصرة أن أولاد الشيخ محمد المجموعي هم أحسن أهل بلدهم صلاحا ومعرفة بالتوحيد، وأن ذلك والله أعلم ببركة اجتماع الشيخ محمد بن عبدالوهاب بوالدهم. نقلا عن فتح الحميد لابن منصور 1/ 36 قسم الدراسة(47/183)
عزيز علي ينكر النسخ، ويرى بصحة تأويل الأسماء والصفات، فماذا أفعل؟
ـ[الطالبة الصغيرة]ــــــــ[25 - 02 - 08, 12:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم، لي شخص عزيز علي عربي مسلم يعيش في بلاد الغرب و قد أراه قريبا, محب للقراءة جدا, يقرأ كل ما يقع عليه من كتب ... و نتيجة لذلك وقع في نفسه إنكار مسألة النسخ (الناسخ و المنسوخ) في القرآن الكريم.
و كذلك فهو يرى قبول منهج الأشعرية في أسماء الله تعالى و صفاته العليا, مع إنكاره للمذاهب الأخرى من المعتزلة و غيرهم ...
و أريد أن أهديه كتبا في هاتين المسألتين, مع مراعاة الإختصار في الكتاب قدر الإمكان, و الوضوح, و لين الأسلوب, و حبذا ان يكون المؤلف معاصرا، و من خارج المملكة فهو ممن يظن ـ وللأسف ـ أن "علماء المملكة" يتصفون بالتشدد و التكفير لكل من عارضهم و خالف رأيهم.
أرجو أن أحظى بإجابة على سؤالي في أقرب فرصة.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله.(47/184)
سؤال: حول إشتقاق أسماء الله من صفاته؟
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[25 - 02 - 08, 12:22 ص]ـ
اتسأل فى ما هو موطن الخلاف فى اشتقاق اسماء الله من صفاته؟؟؟
هل هو على رأيين
الاول: بعدم جواز الاشتقاق مطلقا
الثانى: بجواز الاشتقاق فى باب الاخبار ولا نقول انه من اسماء الله ولا يجوز الدعاء به ولا التسمى به
ام الخلاف على هذين الرأيين
الاول:بجواز الاشتقاق مطلقا فى الصفات التى لم تأتى مرتبطه مثل {والكاره والغاضب}
والثانى: بجواز الاشتقاق فى باب الاخبار ولا نقول انه من اسماء الله ولا يجوز الدعاء به ولا التسمى به
ومن القائلين بكل رأى
وهل اسم الحنان من اسماء الله؟
ام ماذا؟
افتونا وجزاكم الله خيرا فالامر التبس على وزادكم الله علما
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[25 - 02 - 08, 02:02 ص]ـ
أخي محمود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سؤال في غاية الأهمية، و أنتظر معكم أقوال أهل العلم المؤصلين
فبارك الله فيك وفيهم
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[25 - 02 - 08, 05:07 ص]ـ
أخي الكريم محمود حفظه الله
اشتقاق أسماء لم يسم الله بها نفسه ولم يسمه بها رسوله صلى الله عليه وسلم
غير جائز، لأن هذا سبيله التوقيف
والله أخبر عن نفسه بأن له الأسماء الحسنى، فإدخال أسماء من غيرها واعتبارها من الأسماء الحسنى تقول على الله، وتعظيم أسماء الله عز وجل من تعظيم الله جل وعلا.
وأما الإخبار فبابه أوسع، فيخبر عن الله بما يوافق الأدلة في سياق ينفي إرداة ما يتضمنه الوصف المطلق من معاني لا تليق بالله تعالى عند الإفراد
مثال: (نسوا الله فنسيهم)
لا يجوز أن تقول إن من أسماء الله: الناسي
ويجوز أن تخبر بأنه ينسى من نسيه، ولو ذكرت ذلك بصيغة اسم الفاعل في السياق فلا حرج، إنما المحذور أن يطلق هذا الوصف بصيغة الاسم في حال الإفراد، بل في أي سياق لا ينفي المعنى الباطل الذي لا يليق بالله جل وعلا
وضاق بي الوقت
ولكن أحيلك على موضوع لي تجده في هذا الملتقى بعنوان (قواعد مهمة في باب الأسماء والصفات) جمعت هذه القواعد المهمة من كتب ابن القيم رحمه الله تعالى
المطبوعة، وقد استقرأتها كلها بحمد الله تعالى، وجمعت منها ما يتعلق بباب الأسماء والصفات وقسمته على ثلاثين باباً
منها هذا الباب
وفي القواعد الأولى منه تجد إجابة شافية لسؤالك
ولعل أحد الإخوة يتفضل بوضع الرابط هنا
أو يدرج من الملف ما له تعلق بهذه المسألة
بارك الله فيكم
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[25 - 02 - 08, 02:41 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد العزيز
ولعلك تقصد هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=127760
لكن هلا وضحتم ما سألت عنه؟
هل المسأله فيها خلاف مع العلم انى لا اقصد الصفات التى اذا جاءت مفرده فهم من معنها نقص
انما اقصد مثلا الستار وهكذا
ثم اسأل عن الحنان هل هو اسم من اسماء الله
ارجوا ان توضحوا لنا كل ما سألنا عنه وجزاكم الله خيرا
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[25 - 02 - 08, 03:20 م]ـ
هذا قول لابن جماعة وقفت عليه أثناء نسخي لمخطوط في شرح الأربعين له يسر الله إتمامه
وكذلك اختلفوا في أسمائه تعالى، فمنعت طائفة من الاشتقاق في أسمائه تعالى، وأجازته طائفة.
مستند الأول: أن المشتق يتقدمه أصله المشتق منه. قالوا: وأسماء الله تعالى قديمة،
والقديم لا يُقدَّم عليه شيء، إذ لا أول فلا اشتقاق لأسمائه بقدمها.
ومستند الثاني: أن الاشتقاق إنما هو في العبارات واللغات، وهي حادثة، والمعاني التي هي
مفهومة من المسمَّيات هي أسماؤه دون العبارات.
والقائلون بالاشتقاق اختلفوا في ذلك على وجوه كثيرة، والذي قالوه لا أصل له إلا القياس،
وأسماء الله تعالى لا تثبت قياساً، وكما لا تثبت بالقياس فكذلك لا تتصرف، فهذا بالقياس،
والقياس النحوي لا يعتد به في إثارة حكم شرعي فضلاً عن أن يعتد به في شرح تصريف
اسم من أسمائه؛ إذ المعتمد في اللغة السمع دون قياس العقل.
انتهى من كلام ابن جماعة في شرحه للأربعين (ورقة 3/ و) مخطوط
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[25 - 02 - 08, 09:55 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ اشرف ويسر لك اتمام تحقيق هذه المخطوطه
ونفع المسلمين بعلمكم , ورفع قدركم , وزاد فضلكم , ورفع بعلمكم جهل الجاهلين , وجعلكم عونا للسائلين والمحتاجين , وغفر لاهلك اجمعين
واسمح لى ان اكرر كلامك فضيلتكم لتروا هل افهمه ام ماذا
فان كنت افهمه فالحمد لله وجزاكم الله خيرا. , وان كان غير ذلك فارحموا جاهل قليل الفهم جاء يسأل أهل العلم وطلبته لعله يزيل بهذا جهله , ويدعوا لمن علمه.
{اختلف اهل العلم على قولين بين قائل بعدم جواز الاشتقاق (وهو الراجح وعليه الاكثرون)
وبين قائل بجواز الاشتقاق
فعند القائلين بالقول الاول لا يجوزون اطلاق مثل هذه الاسماء - كاسماء وليس من باب الإخبار - الستار والمنعم والحنان - حيث لم يصح فى الاخير حديث
وعند القائلين بالقول الثانى يجوز عندهم اطلاق هذه الاسماء فى الدعاء او فى التسمى بـ {عبد .... } هل انا فهمت فاحمد الله على ذلك ام ماذا؟؟؟؟
وهل لى ان اسأل عن من هم القائلين- او على الاقل اعلامهم - بكل قول؟؟؟}
ودمتهم فى حفظ الله وعونه والله فى عون العبد ما دام العبد فى عون اخيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/185)
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[26 - 02 - 08, 11:02 م]ـ
للرفع يا اهل العقيده
ـ[أبو مصعب السكندري]ــــــــ[02 - 03 - 08, 12:30 ص]ـ
يرفع
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[02 - 03 - 08, 08:24 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على ما لانبي بعده وعلى آله وصحبه ... أما بعد
اشتقاق الأسماء الحسنى دار الكلام فيها بين اهل العلم على وجهين:
اولاً:من جهة اللغة
ثاثياً: من جهة الصفات ومايليق بالله عز وجل
اولاً: من جهة اللغة:
في مسئلة اشتقاق الأسماء الحسنى قول بديع للإمام ابن القيم رحمه الله عند رده على من قال بعدم اشتقاق لفظ الجلالة (الله) واليك نصه عسى أن ينفع الله به (زعم السهيلي وشيخه أبو بكر بن العربي أن اسم الله غير مشتق،لان الاشتقاق يستلزم مادة يشتق منها الاسم واسمه تعالى قديم والقديم لا مادة له، و لا ريب انه إن أريد بالاشتقاق هذا المعنى وانه مستمد من أصل أخر فهو باطل، و لكن الذين قالوا بالاشتقاق لم يريدوا هذا المعنى و لا ألم بقلوبهم، وإنما أرادوا انه دال على صفة له تعالى وهى الإلهية كسائر أسمائه الحسنى كالعليم والقدير والغفور والرحيم السميع والبصير، فان هذه الأسماء مشتقة من مصادرها بلا ريب وهى قديمة، والقديم لا مادة له،فما جوابكم عن هذه الأسماء؟ فهو جواب القائلين باشتقاق اسمه الله، ثم الجواب عن الجميع: إننا لا نعني بالاشتقاق إلا إنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعني) بدائع الفوائد ج1 ص23:22
ويلحق بهذا النوع كلام ابن جماعة رحمه الله
ثاثياً: من جهة الصفات ومايليق بالله عز وجل
يقول د/ التميمي حفظه الله في كتابه (معتقد اهل السنة فى اسماء الله الحسنى):
(المبحث الثالث: مناهح الناس في تعيين الأسماء الحسنى
وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: منهج المعتمدين على العد الوارد في بعض روايات حديث أيي هريرة رضي الله عنه
المطلب الثاني: منهج المقتصرين على ما ورد بصورة الاسم فقط
المطلب الثالث: منهج المتوسعين
المطلب الرابع: منهج المتوسطين)
فمن اصحاب المنهج الأول هم أكثر شراح الأسماء الحسني كالغزالي (المقصد الاسنى) والرازي (لوامع البينات) وزروق والدريني.
من اصحاب المنهج الثاني ابن حزم رحمه الله
من اصحاب المنهج الثالث ابوبكر ابن العربي (أحكام القران)
أحكام القرآن لابن العربي - (ج 4 / ص 38)
وَاَلَّذِي يُعَضِّدُ ذَلِكَ أَنَّ الصَّحَابَةَ وَعُلَمَاءَ الْإِسْلَامِ حِينَ عَدَّدُوا الْأَسْمَاءَ ذَكَرُوا الْمُشْتَقَّ وَالْمُضَافَ وَالْمُطْلَقَ فِي مَسَاقٍ وَاحِدٍ إجْرَاءً عَلَى الْأَصْلِ.أحكام القرآن لابن العربي - (ج 4 / ص 43)
سُورَةُ الْكَهْفِ فِيهَا ثَلَاثَةُ أَسْمَاءٍ: مُقْتَدِرٌ، ذُو الرَّحْمَةِ، الْمَوْئِلُ.
سُورَةُ طَه فِيهَا اسْمَانِ: الْمَلِكُ، خَيْرٌ وَأَبْقَى.
سُورَةُ اقْتَرَبَ فِيهَا ثَلَاثَةُ أَسْمَاءٍ: الْحَاسِبُ، خَيْرُ الْوَارِثِينَ، الْفَاعِلُ.
أحكام القرآن لابن العربي - (ج 4 / ص 44)
سُورَةُ الْمُجَادَلَةِ فِيهَا اسْمَانِ: رَابِعُ ثَلَاثَةٍ، سَادِسُ خَمْسَةٍ.
وَقَدْ زَادَ بَعْضُ عُلَمَائِنَا فِيهَا: شَيْءٌ، مَوْجُودٌ، كَائِنٌ، ثَابِتٌ، نَفْسٌ، عَيْنٌ، ذَاتٌ، دَاعٍ، مُسْتَجِيبٌ، مُمْلِي، قَائِمٌ، مُتَكَلِّمٌ، مُبْقٍ، مُغْنٍ، غَيُورٌ، قَاضٍ، مُقَدِّرٌ، فَرْدٌ، مُبْلٍ، جَاعِلٌ، مُوجِدٌ، مُبْدِعٌ، دَارِئٌ.
قالَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: وَمِنْ هَذَا مَا جَاءَ عَلَى لَفْظِهِ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَمِنْهَا مَا أُخِذَ مِنْ فِعْلٍ، وَمِنْهَا مَا جَاءَ مُضَافًا فَذَكَرَهُ مُجَرَّدًا عَنْ الْإِضَافَةِ، وَكَذَلِكَ وَجَدْنَاهُ فِي سَائِرِ الْأَسْمَاءِ الْمُتَقَدِّمَةِ؛ فَهَذِهِ هِيَ الْأَسْمَاءُ الْمَعْدُودَةُ بِصِفَاتِهَا قُرْآنًا وَسُنَّةً القرطبي
وكذلك صنع القرطبي في كتابه الأسنى بل وزاد على ذلك (الممتحن - المبتلي- الفاتن - الراشد - الرشيد - المرشد -الخفي - المبقي - المعذب) وغيرها.
وقد رد ابن القيم رحمه الله على هذا فى اكثر من موضع في كتبه منها ما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/186)
"إن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمالٍ ونقصٍ لم تدخل بمطلقها في أسمائه، بل يطلق عليه منها كمالها، وهذا كالمريد والفاعل والصانع، فإن هذه الألفاط لا تدخل في أسمائه، ولهذا غلط من سمّاه بالصانع عند ا لإطلاق ... ".
وقال في موضع آخر: "وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتقّ له من كل فعل اسما، وبلغ بأسمائه زيا دة على الألف فسمّاه " الماكرُ والمخادعُ والفاتنُ والكائدُ".
وقال رحمه الله: "إن الله لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع والاستهزاء مطلقا، ولا ذلك داخلٌ في أسمائه الحسنى، ومن ظنّ من جهّال المصتفين في شرح الأسماء الحسنى أن من أسمائه الماكر، والمخادع، والمستهزىء فقد فاه بأمير عظيم تقشعرّ منه الجلود وتكاد الأسماع تُصمّ عند سماعه، وغرّ هذا الجاهل أنه سبحانه وتعالى، أطلق على نفسه هذه الأفعال، فاشتق له منها أسماء، وأسماؤه كلّها حسنى، فأدخلها في الأسماء الحسنى وقرنها بالرحيم، الودود، الحكيم، الكريم، وهذا جهل عظيم، فإن هذه الأفعال ليست ممدوحة مطلقا، بل تمدح في مواضع وتُذمّ في مواضع، فلا يجوز إطلاق أفعالها على الله تعالى مطلقا فلايُقال: إنّه تعالى يمكُرُ ويُخَادع ويستهزىء ويُسمَّى بها، بل إذا كان لم يأت في أسمائه الحسنى المريد والمتكلِّم ولا الفاعل ولا الصانع لأن مسمّياتها تنقسم إلى ممدوع ومذموم، وإنّما يوصف با لأنواع المحمودة منها كالحليم والحكيم والعزيز والفعّال لما يريد، فكيف يكون منها الماكرُ والمخادعُ والمستهزىء.
ثم يلزم هذا الغالط أن يجعَل من أسمائه الحسنى الدّاعي، والآتي، والجائي، وا لذاهب، والرائد، وا لنّاسي، والقاسم، والساخط، والغضبان، واللاعن، إلى أضعاف ذلك من التي أطلق تعالى على نفسه أفعالها من القرآن، وهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل".
وقال الشيخ حافظ حكمي- بعد أن نقل كلام ابن القيِّم السابق ذكره-: "ومن هنا يتبيّن لك خطأ ما عدّة بعضهم ومنهم ابن العربى المالكيّ في كتابه أحكام القرآن حيث سمّاه بالفاعل والزّارع، فإن الفاعل والزّارع إذا أُطلقا بدون متعلِّق ولا سياق يدلّ على وصف الكمال فيهما فلا يفيدان مدحا، أمّا في سياقها من الآيات التي ذُكِرت فيها فهي صفات كمالٍ ومدحٍ وتوحُّدٍكما قال تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} الآيات، بخلاف ماإذاعت مجردة عن متعلقاتها وماسيقت فيه وله، وأكبر مصيبة أن عدَّ في الأسماء رابعَ ثلاثة، وسادسَ خمسة مصرِّحا قبل ذلك بقوله: وفي سورة المجادلة اسمان فذكرهما. وهذا خطأ فاحش ... ".
وهذا هو رابط كتاب الدكتور التميمي معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى ( http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1737)
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[02 - 03 - 08, 08:55 ص]ـ
وهذه روابط قد تثري الموضوع
مسئلة:الإخبار عن الله عزوجل و بعض ضوابطه
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120026)
موضوع في الأسماء الحسنى يحتاج إلى بحث.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120026)
" المذري " هل هو من أسماء الله تعالى؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26606)
ـ[أبوعبيدةالسلفى]ــــــــ[02 - 03 - 08, 09:58 م]ـ
فمثلا اشتقاق اسم القريب من صفة القرب فهل هذا يدخل فى اشتقاق الأسماء من الصفات
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[02 - 03 - 08, 11:15 م]ـ
فمثلا اشتقاق اسم القريب من صفة القرب فهل هذا يدخل فى اشتقاق الأسماء من الصفات
لا ياأخي الحبيب بل على العكس تماما وإليك هذا التفصيل من كتاب الشيخ علوي السقاف حفظه الله تعالى من كتابه الفرد القيم (صفات الله تعالى)
معنى الاسم والصفة والفرق بينهما
الاسم: ((هو ما دل على معنى في نفسه)) ([1])، و ((أسماء الأشياء هي الألفاظ الدالة عليها)) ([2])، ((وقيل: الاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل)) ([3]).
الصفة: ((هي الاسم الدال على بعض أحوال الذات000وهي الأمارة اللازمة بذات الموصوف الذي يُعرف بها)) ([4])، ((وهي ما وقع الوصف مشتقاً منها، وهو دالٌ عليها، وذلك مثل العلم والقدرة ونحوه)) ([5]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/187)
وقال ابن فارس: ((الصفة: الأمارة اللازمة للشيء)) ([6])، وقال: ((النعت: وصفك الشيء بما فيه من حسن)) ([7]).
الفرق بين الاسم والصفة:
سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية عن الفرق بين الاسم والصفة؟ فأجابت بما يلي:
((أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به؛ مثل: القادر، العليم، الحكيم، السميع، البصير؛ فإن هذه الأسماء دلَّت على ذات الله، وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر، أما الصفات؛ فهي نعوت الكمال القائمة بالذات؛ كالعلم والحكمة والسمع والبصر؛ فالاسم دل على أمرين، والصفة دلت على أمر واحد، ويقال: الاسم متضمن للصفة، والصفة مستلزمة للاسم…)) ([8]).
ولمعرفة ما يُميِّز الاسم عن الصفة، والصفة عن الاسم أمور، منها:
أولاً: ((أن الأسماء يشتق منها صفات، أما الصفات؛ فلا يشتق منها أسماء، فنشتق من أسماء الله الرحيم والقادر والعظيم، صفات الرحمة والقدرة والعظمة، لكن لا نشتق من صفات الإرادة والمجيء والمكر اسم المريد والجائي والماكر)) ([9]).
فأسماؤه سبحانه وتعالى أوصاف؛ كما قال ابن القيم في ((النونية)):
مُشْتَقَّةٌ قَدْ حُمِّلَتْ لِمَعان
ِ
*****
أسماؤُهُ أوْصافُ مَدْحٍ كُلُّها
ثانياً: ((أن الاسم لا يُشتق من أفعال الله؛ فلا نشتق من كونه يحب ويكره ويغضب اسم المحب والكاره والغاضب، أما صفاته؛ فتشتق من أفعاله فنثبت له صفة المحبة والكره والغضب ونحوها من تلك الأفعال، لذلك قيل: باب الصفات أوسع من باب الأسماء)) ([10]).
ثالثاً: أن أسماء الله عَزَّ وجَلَّ وصفاته تشترك في الاستعاذة بها والحلف بها (11)، لكن تختلف في التعبد والدعاء، فيتعبد الله بأسمائه، فنقول: عبدالكريم، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، لكن لا يُتعبد بصفاته؛ فلا نقول: عبد الكرم، وعبد الرحمة، وعبد العزة؛ كما أنه يُدعى اللهُ بأسمائه، فنقول: يا رحيم! ارحمنا، ويا كريم! أكرمنا، ويا لطيف! الطف بنا، لكن لا ندعو صفاته فنقول: يا رحمة الله! ارحمينا، أو: يا كرم الله! أو:يا لطف الله! ذلك أن الصفة ليست هي الموصوف؛ فالرحمة ليست هي الله، بل هي صفةٌ لله، وكذلك العزة، وغيرها؛ فهذه صفات لله، وليست هي الله، ولا يجوز التعبد إلا لله، ولا يجوز دعاء إلا الله؛ لقوله تعالى:) يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ([النور: 55]، وقوله تعالى) ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ([غافر:60] وغيرها من الآيات ([12]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ((التعريفات)) للجرجاني (ص24).
([2]) ((مجموع الفتاوى)) (6/ 195).
([3]) ((الكليات)) لأبي البقاء الكفوي (ص 83).
([4]) ((التعريفات)) (ص 133).
([5]) ((الكليات)) (ص546) ويعنى بالوصف هنا الاسم؛ فالعلم صفة، والعالم وصف دال عليها، والقدرة صفة، والقادر وصف دال عليها.
([6]) ((معجم مقاييس اللغة)) (5/ 448).
([7]) المصدر السابق (6/ 115).
([8]) ((فتاوى اللجنة الدائمة)) (3/ 116 - فتوى رقم 8942).
([9]) انظر: القاعدة الثامنة.
([10]) انظر: ((مدارج السالكين)) (3/ 415).
([11]) انظر: القاعدة الثانية عشرة
([12]) انظر: ((فتاوى الشيخ ابن عثيمين)) (1/ 26 - ترتيب أشرف عبد المقصود)، وقد نسب هذا القول لشيخ الإسلام ابن تيمية، لكن ينبغي هنا أن نفرق بين دعاء الصفة كما سبق وبين دعاء الله بصفة من صفاته؛ كأن تقول: اللهم ارحمنا برحمتك، فهذا لا بأس به. والله أعلم.
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[03 - 03 - 08, 12:12 ص]ـ
يا شيخ ابوالمنذر هل هناك تناقض بين المشاركه الاولى لفضيلتكم والثانيه
فى المشاركه الاولى نقل فضيلتكم كلام ابن العربى فى جواز الاشتقاق ولم تردوا عليه
وَاَلَّذِي يُعَضِّدُ ذَلِكَ أَنَّ الصَّحَابَةَ وَعُلَمَاءَ الْإِسْلَامِ حِينَ عَدَّدُوا الْأَسْمَاءَ ذَكَرُوا الْمُشْتَقَّ وَالْمُضَافَ وَالْمُطْلَقَ فِي مَسَاقٍ وَاحِدٍ إجْرَاءً عَلَى الْأَصْلِ
وفى المشاركه الثانيه قلتم بعدم جواز الاشتقاق اصلا
((أن الأسماء يشتق منها صفات، أما الصفات؛ فلا يشتق منها أسماء، فنشتق من أسماء الله الرحيم والقادر والعظيم، صفات الرحمة والقدرة والعظمة، لكن لا نشتق من صفات الإرادة والمجيء والمكر اسم المريد والجائي والماكر)) ([
يا شيخ اعزكم الله وزادكم علما وزادكم حلما
سؤالى هل فى مسأله الاشتقاق خلاف بين قائل بجوازه وبين قائل بعدم جوازه
فى التعبد , والدعاء؟؟
وانا لا اقصد هذا عبد الكرم، وعبد الرحمة، وعبد العزة؛ كما أنه يُدعى اللهُ بأسمائه، فنقول: يا رحيم! ارحمنا، ويا كريم! أكرمنا، ويا لطيف! الطف بنا، لكن لا ندعو صفاته فنقول: يا رحمة الله! ارحمينا، أو: يا كرم الله! أو:يا لطف الله!
لكن اقصد لو عندنا صفه ثابته فاشتققنا منها اسم هل يجوز لنا ان نتعبد بهذ الاسم وندعو به؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/188)
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[03 - 03 - 08, 06:19 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
لا يوجد أي تناقض فيما قلت لإنى نقلت عبارة ابن العربي رحمه الله هذه لكى تعرف مذهبه، وما نقلته إنما هو قوله، وهو عارٍ عن الدليل وإلا أين آثار السلف في هذا؟.
وكذلك لطلبكم أسماء بعض الأعلام القائلين بهذا.
وإن كان الأمر الصحيح عدم صحة الاشتقاق كما المنقول فى المشاركة الثانية
أما عدم نقل رد العلماء فهذا بعيد أين أنت من نقولات ابن القيم بعدها
وقد رد ابن القيم رحمه الله على هذا فى اكثر من موضع في كتبه منها ما يلي:
"إن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمالٍ ونقصٍ لم تدخل بمطلقها في أسمائه، بل يطلق عليه منها كمالها، وهذا كالمريد والفاعل والصانع، فإن هذه الألفاط لا تدخل في أسمائه، ولهذا غلط من سمّاه بالصانع عند ا لإطلاق ... ".
وقال في موضع آخر: "وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتقّ له من كل فعل اسما، وبلغ بأسمائه زيادة على الألف فسمّاه " الماكرُ والمخادعُ والفاتنُ والكائدُ".
وقال رحمه الله: "إن الله لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع والاستهزاء مطلقا، ولا ذلك داخلٌ في أسمائه الحسنى، ومن ظنّ من جهّال المصتفين في شرح الأسماء الحسنى أن من أسمائه الماكر، والمخادع، والمستهزىء فقد فاه بأمير عظيم تقشعرّ منه الجلود وتكاد الأسماع تُصمّ عند سماعه، وغرّ هذا الجاهل أنه سبحانه وتعالى، أطلق على نفسه هذه الأفعال، فاشتق له منها أسماء، وأسماؤه كلّها حسنى، فأدخلها في الأسماء الحسنى وقرنها بالرحيم، الودود، الحكيم، الكريم، وهذا جهل عظيم، فإن هذه الأفعال ليست ممدوحة مطلقا، بل تمدح في مواضع وتُذمّ في مواضع، فلا يجوز إطلاق أفعالها على الله تعالى مطلقا فلايُقال: إنّه تعالى يمكُرُ ويُخَادع ويستهزىء ويُسمَّى بها، بل إذا كان لم يأت في أسمائه الحسنى المريد والمتكلِّم ولا الفاعل ولا الصانع لأن مسمّياتها تنقسم إلى ممدوع ومذموم، وإنّما يوصف با لأنواع المحمودة منها كالحليم والحكيم والعزيز والفعّال لما يريد، فكيف يكون منها الماكرُ والمخادعُ والمستهزىء.
ثم يلزم هذا الغالط أن يجعَل من أسمائه الحسنى الدّاعي، والآتي، والجائي، وا لذاهب، والرائد، وا لنّاسي، والقاسم، والساخط، والغضبان، واللاعن، إلى أضعاف ذلك من التي أطلق تعالى على نفسه أفعالها من القرآن، وهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل".
وقال الشيخ حافظ حكمي- بعد أن نقل كلام ابن القيِّم السابق ذكره-: "ومن هنا يتبيّن لك خطأ ما عدّة بعضهم ومنهم ابن العربى المالكيّ في كتابه أحكام القرآن حيث سمّاه بالفاعل والزّارع، فإن الفاعل والزّارع إذا أُطلقا بدون متعلِّق ولا سياق يدلّ على وصف الكمال فيهما فلا يفيدان مدحا، أمّا في سياقها من الآيات التي ذُكِرت فيها فهي صفات كمالٍ ومدحٍ وتوحُّدٍكما قال تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} الآيات، بخلاف ماإذاعت مجردة عن متعلقاتها وماسيقت فيه وله، وأكبر مصيبة أن عدَّ في الأسماء رابعَ ثلاثة، وسادسَ خمسة مصرِّحا قبل ذلك بقوله: وفي سورة المجادلة اسمان فذكرهما. وهذا خطأ فاحش ... ".
وهذا هو رابط كتاب الدكتور التميمي معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى ( http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1737)
.
أما الموضوع الثاني:
فإليك بعض القواعد في الصفات من كتاب (صفات الله تعالى) للشيخ علوى السقاف
قواعد عامَّة في الصفات
القاعدة الثامنة:
((كل اسم ثبت لله عَزَّ وجَلَّ؛ فهو متضمن لصفة، ولا عكس)) ([8]).
مثاله: اسم الرحمن متضمن صفة الرحمة، والكريم يتضمن صفة الكرم، واللطيف يتضمن صفة اللطف … وهكذا، لكن صفاته: الإرادة، والإتيان، والاستواء، لا نشتق منها أسماء، فنقول: المريد، والآتي، والمستوي 00 وهكذا
القاعدة الثانية عشرة:
((صفات الله عَزَّ وجَلَّ يستعاذ بها ويُحلف بها)) ([12]).
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: ((أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك .. )). رواه مسلم (486)، ولذلك بوب البخاري في كتاب الأيمان والنذور: ((باب: الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/189)
فى الفتوى المذكورة فى المشاركة الثانية:
ثانياً: ((أن الاسم لا يُشتق من أفعال الله؛ فلا نشتق من كونه يحب ويكره ويغضب اسم المحب والكاره والغاضب، أما صفاته؛ فتشتق من أفعاله فنثبت له صفة المحبة والكره والغضب ونحوها من تلك الأفعال، لذلك قيل: باب الصفات أوسع من باب الأسماء)) ([10]).
فالتعبيد لايكون إلا الاسماء الصريح الواردة أما الدعاء فيجوز بالاسم والصفة وبما حملتا عليه من معاني
وهذا سؤال أجاب عنه الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عزوجل:
السؤال: ما حكم قول بعض الناس: يا ساتر؟
الجواب: هم لو أخبروا خبراً لقلنا صحيح، لكن إذا قالوا: يا ساتر دعاء، فالله عزوجل يقول (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (لأعراف: من الآية180) فلا يُدعى الله تعالى إلا بأسمائه الحسنى أو بالصفات التي لا يتصف بها إلا هو.السؤال: كيف يخبروا بها؟
الجواب: ما قصدهم الخبر، لو قالوا: إن الله ساتر فهذا صحيح لأن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال " من ستر مسلماً ستره الله "، فأضاف الستر إلى الله، لكن إذا دعوه بها فإنه لا يُدعى إلا بأسمائه أو صفاته التي لا يتصف بها إلا هو.
مثل قول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (اللهم مُنزل الكتاب ومُجرى السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم)، فدعا الله عزوجل بالصفات التى لا يتصف بها إلا هو.
مما سبق من نقل الإخوة من كلام شيخ الإسلام وتلميذه رحمهما الله تتضح لنا بعض الضوابط والقواعد في الإخبار عن الله عزوجل ومنها ما يلي:
1 - الأخبار تشتق من الأسماء والصفات والأفعال الثابتة لله عزوجل وغيرها، ويُخبر عن الله بها ولا تجرى كأسماء عليها.
2 - باب الأخبار أوسع الأبواب، فهو أوسع من باب الأسماء ومن باب الصفات لأنه احتواها وزاد عليها.
3 - باب الأخبار توفيقياً، غير باب الأسماء والصفات فإنهما توقيفيان.
4 - باب الإخبار عن لا يكون باسم سيء لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ وان لم يحكم بحسنه مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت وكذلك المريد والمتكلم فان الإرادة والكلام تنقسم إلى محمود ومذموم.
5 - بناءاً على السابق فانه لا يجوز الدعاء بكل ما ورد بالأخبار لأن الله أمر بدعائه بأسمائه الحسنى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (الأعراف: من الآية180)، ولأن الأخبار فيها الحسنى فيها أو الخبر المجرد كقولنا الموجود و المتكلم والصانع وغيرها.
ومن الأفضل التزام الوارد فى الكتاب والسنة كما قال الشيخ الأشقر حفظه الله (أقول والأفضل في باب الإخبار أن يُصار إلي اللفظ الوارد في الكتاب والسنة عند وجود مثل هذا اللفظ، فنقول: الأول بدل القديم، ونقول القيوم بدل القيام بالنفس، ونقول الآخر بدل الأزلي والأبدي، فالتعبير بالمنصوص أولى و أحري) أسماء الله وصفاته في معتقد أهل السنة والجماعة صـ133أ. هـ
وأيضا ههنا الأفضل ما ورد فى القرآن على لسان يعقوب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فى قوله تعالى (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [يوسف/18]
وقوله عز وجل (قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [الأنبياء/112]
تقسيم حصري مختصر (مستفاد من منتدى التوحيد -مشاركة الاخ علي أبو عبد الله)
--------------------------------------------------------------------------------
ما يطلق على الله تعالى خبرا يقسم إلى ما يلي:
1/ ما يجوز الإخبار به فقط.
2/ ما يجوز الإخبار به والوصف.
3/ ما يجوز الإخبار به والوصف والتسمية.
4/ ما لا يجوز الإخبار به وما يكون كذلك لا يجوز الصف به والتسمية به إذ هي تابعة له.
ما يطلق على الله تعالى على سبيل التسمية والوصف يقسم إلى ما يلي:
1/ ما يجوز الوصف به مع التسمية والإخبار.
2/ ما يجوز الوصف به والإخبار دون التسمية.
3/ ما لا يجوز الوصف به أصلا والتسمية تابعة له.
وليس هناك قسم يسمى الله به ولا يوصف إذ أن أسماء الله في ذاتها أوصاف والوصف أحد دلالاتها فلا تنفك عنه أبدا، فالوصفية ملازمة للتسمية تنتفي بانتفائها دون العكس فتوجد الوصفية دون الاسمية.
قال ابن القيم " ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته، فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا ".
و الله عزوجل أعلى وأعلم
__________________
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[03 - 03 - 08, 11:02 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ ابا المنذر
اللهم انى اسألك ان تغفر للشيخ وترحمه وتعلمه كما علمنى وتزيد من فضله
اللهم ان اسألك ان تغفر له ولوالديه , اللهم تقبل منه صالح اعماله واصلح له نواياه , اللهم انى اشهدك انى احبه فى الله اللهم اجعلنا تحت ظلك يوم لا ظل الا ظل
يا شيخ والله انى عاجز عن شكرك لكن جزاك الله كل خير
ولو اوضحتم هذه التقطه ايضا فما زلت لم افهمها رغم انه الحمد لله زال اللبس فى النقاط السابقه وبقيت هذه
ما يطلق على الله تعالى خبرا يقسم إلى ما يلي:
ما يطلق على الله تعالى على سبيل التسمية والوصف يقسم إلى ما يلي:
هل هناك امثله؟ لو زدموتنا وجعلتم على كل قسم من الاقسام السبعه امثله فكأنك وجدتنى عبدا فى السوق فاشتريتنى واعتقتنى
وجزاكم الله خيرا وادخلكم الجنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/190)
ـ[أبوعبيدةالسلفى]ــــــــ[04 - 03 - 08, 12:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ أبو المنذر ولى سؤال آخر هل يلزم ورود الاسم معرفا فى الكتاب أو السنة فمثلا اسم القريب والمجيب لم يردا معرفين
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[04 - 03 - 08, 07:04 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والأخرين وعلى آله وصحبه والتابعين ... أما بعد
ما يطلق على الله تعالى خبرا يقسم إلى ما يلي:
1/ ما يجوز الإخبار به فقط. وقال ابن القيم رحمه الله عزوجل:
ويجب أن تعلم هنا أمور
أحدها أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا (بدائع الفوائد جـ1 صـ170،169)
2/ ما يجوز الإخبار به والوصف. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الأصفهانية ص 5: (وأما تسميته سبحانه بأنه مريد وأنه متكلم فإن هذين الاسمين لم يردا في القرآن ولا في الأسماء الحسنى المعروفة، ومعناهما حق، ..... وأما الكلام والإرادة فلما كان جنسه ينقسم إلى محمود كالصدق والعدل وإلى مذموم كالظلم والكذب والله تعالى لا يوصف إلا بالمحمود دون المذموم جاء ما يوصف به من الكلام والإرادة فلهذا لم يجىء في أسمائه الحسنى المأثورة المتكلم المريد ا0هـ باختصار المُجلى د كاملة الكوارى0
3/ ما يجوز الإخبار به والوصف والتسمية.قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الأصفهانية ص 5: (ولكن الأسماء الحسنى المعروفة هى التي يدعى الله بها وهي التي جاءت في الكتاب والسنة وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها) - (كالعليم والقدير والرحيم) والصفات منها العلم والقدرة والرحمة - (ونحو ذلك هي في نفسها صفات مدح والأسماء الدالة عليها أسماء مدح) فنخبر بها فنقول يعلم ويقدر ويرحم وهو عزوجل العالم وأعلم وقادر و أقدر وهو راحم وأرحم
4/ ما لا يجوز الإخبار به وما يكون كذلك لا يجوزالتسمية به و الوصف به إذ هي تابعة له.وهو ما يحمل النقص أو ما إلى ذلك كنسبة الجهل أو النوم أو الاعياء أو ما إلى ذلك.
ما يطلق على الله تعالى على سبيل التسمية والوصف يقسم إلى ما يلي:
1/ ما يجوز التسمية مع الوصف به والإخبار. (كالعليم والقدير والرحيم) والصفات منها العلم والقدرة والرحمة -فنخبر بها فنقول يعلم ويقدر ويرحم وهو عزوجل العالم وأعلم وقادر و أقدر وهو راحم وأرحم
2/ ما يجوز الوصف به والإخبار دون التسمية.كالارادة والكلام وسائر الصفات الخبرية.كاليد والوجه وغيرها فلا نسمى المريد ولا المتكلم وإن جاز أن نخبر بهما.
3/ما لا يجوزالتسمية أصلا والوصف به تابعة له.ك (جاهل) الجهل أو (النائم) النوم أو (العييّ) الاعياء أو ما إلى ذلك. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
و الله عزوجل أعلى وأعلم
__________________
جزاك الله خيرا يا شيخ ابا المنذر
اللهم انى اسألك ان تغفر للشيخ وترحمه وتعلمه كما علمنى وتزيد من فضله
اللهم ان اسألك ان تغفر له ولوالديه , اللهم تقبل منه صالح اعماله واصلح له نواياه , اللهم انى اشهدك انى احبه فى الله اللهم اجعلنا تحت ظلك يوم لا ظل الا ظل
وجزاكم الله خيرا وادخلكم الجنه
ولكم بالمثل
اللهم آمين
وأحبكم الله الذى أحببتمونى فيه وأسال لى ولكم التوفيق والسداد وأن يغفر لنا ويرحمنا ويلهمنا رشدنا
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[04 - 03 - 08, 07:30 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد
جزاك الله خيرا يا شيخ أبو المنذر ولى سؤال آخر هل يلزم ورود الاسم معرفا فى الكتاب أو السنة فمثلا اسم القريب والمجيب لم يردا معرفين
راجع هذا الرابط
أسماء الله الحسنى الواردة فى الكتاب وماصح من الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14124)
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[05 - 03 - 08, 02:57 ص]ـ
ولكم بالمثل
اللهم آمين
وأحبكم الله الذى أحببتمونى فيه وأسال لى ولكم التوفيق والسداد وأن يغفر لنا ويرحمنا ويلهمنا رشدنا
جزاكم الله خيرا يا شيخ ابا المنذر ولسانى عاجز مره اخرى عن شكركم لكن جزاك الله خيرا ووفقكم وسدد خطاكم
ـ[محمد عبد المنعم السلفي]ــــــــ[15 - 12 - 09, 04:10 ص]ـ
نريد نقولا وردودا علمية وترجيحا للمسائل بارك الله فيكم
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[20 - 01 - 10, 11:14 م]ـ
نريد نقولا وردودا علمية وترجيحا للمسائل بارك الله فيكم
للرفع(47/191)
منهج شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه التدمرية
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[25 - 02 - 08, 03:04 ص]ـ
منهج شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه التدمرية --------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وأشرف المرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .... أما بعد:
فهذا بحث مختصر لدراسة منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم الرسالة التدمرية اسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعني بها وإخواني ... وأهدي هذا البحث لمشرفي وأعضاء ورواد هذا الملتقى المبارك.
·
ترجمة موجزة لشيخ الإسلام ابن تيمية:
1ـ اسمه ونسبه:
هو شيخ الإسلام، تقي الدين، أبو العباس، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبدالله بن أبي القاسم بن الخضر بن محمد بن الخضر بن على بن تيمية النميري، الحراني ثم الدمشقي. [1]
وتيمية يقال: إنها أم جده،وكانت واعظة، فنسب إليها، وعرف بها، ولهذا أطلق على هذه الأسرة (آل تيمية) [2]
2ـ مولده وموطنه:
ولد شيخ الإسلام في السنة الحادية والستين بعد الستمائة 661 هـ في شهر ربيع الأول في اليوم العاشر أو الثاني عشر منه، في حران. [3]
ثم انتقل مع والده وإخوته إلى دمشق في السنة السابعة والستين بعد الستمائة 667هـ، بعد أن هجم التتار على بلده وعاثوا فيها فسادا ً.
3ـ مكانته العلمية:
من الصعب بمكان أن نتكلم في سطور عن علم هذا الإمام، فقد بلغ في العلم مبلغاً قلّ من بلغه في أمة الإسلام،وقد فتح الله على شيخ الإسلام ابن تيمية في فنون كثيرة نبغ فيها حتى وصل إلى الاجتهاد، قال الحافظ أبو الفتح اليعمري يصف علم شيخ الإسلام: (إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته، وإن أفتى في الفقه فهو مدرك غايته، أو ذاكر بالحديث فهو صاحب علمه وذو روايته، أو حاضر بالنِّحل والملل لم يُرَ أوسع من نحلته، ولا أرفع من درايته، برز في كل فن على أبناء جنسه). [4] وقال الذهبي ـ رحمه الله ـ عن شيخ الإسلام: (وصار من أكابر العلماء في حياة شيوخه، وله المصنفات الكبار التي سارت بها الركبان، ولعل تصانيفه في هذا الوقت تكون أربعة آلاف كراس وأكثر، وفسَّر كتاب الله تعالى مدة سنين من صدره في أيام الجمع، وكان يتوقد ذكاءً، وسماعاته من الحديث كثيرة، وشيوخه أكثر من مائتي شيخ، ومعرفته بالتفسير إليها المنتهى، وحفظه للحديث ورجاله وصحته وسقمه، فما يلحق فيه، وأما نقله للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين ـ فضلا ً عن المذاهب الأربعة ـ فليس له فيه نظير، وأما معرفته بالملل والنحل، والأصول والكلام فلا أعلم له فيه نظيراً ... )
وقال أيضاً: (كان آية في الذكاء وسرعة الإدراك، رأسا ً في معرفة الكتاب والسنة والاختلاف، بحراً في النقليات ... ) إلى أن قال: (فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه،وإن عُدّ الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق، وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا، وسرد وأُبلسوا، واستغنى وأفلسوا، وإن سمي المتكلمون فهو فردهم، وإليه مرجعهم .... وله يد طولى في معرفته بالعربية والصرف واللغة.
وهو أعظم من أن يصفه كلمي، أو ينبه على شأوه قلمي ... ) [5]
4 ـ وفاته:
توفي شيخ الإسلام ابن تيمية ليلة الأثنين في العشرين من شهر ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة 728 هـ، مسجوناً بالقلعة في دمشق [6] بعد أن خلّف تراثا ً علميا ً عظيماً نفع الله به الإسلام والمسلمين، فرحمه الله رحمة واسعة. [7]
·
سبب تأليف الكتاب:
أبان شيخ الإسلام رحمه الله عن سبب تأليف الكتاب في مقدمته، فقال: (أما بعد فقد سألني من تعينت إجابتهم أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه مني في بعض المجالس، من الكلام في التوحيد والصفات، وفي الشرع والقدر،لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين، وكثرة الاضطراب فيهما، فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما، ومع أن أهل النظر والعلم، والإرادة والعبادة، لا بد أن يخطر لهم ي ذلك من الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال، لاسيما من كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة،وبالباطل تارات، وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي يوقعها في أنواع الضلالات. [8]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/192)
ومن هذا يتضح أن سبب تأليفه للرسالة في الأسباب التالية:
1ـ إجابة على سؤال.
2ـ مسيس الحاجة إلى تحقيق الأصلين: التوحيد والصفات، والشرع والقدر.
3 ـ كثرة الاضطراب في هذين الأصلين،حيث خاض كثير من الناس في الحق تارة،
وفي الباطل تارات.
4 ـ أن الطوائف المختلفة ـ أهل النظر، والعلم والإرادة والعبادة ـ لهم من الأقوال والأصول في هذين الأصلين ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال.
5 ـ ما يعتري القلوب من الشبه والخواطر.
·
موضوعات الكتاب:
الكتاب في مجمله يقرر الأصلين:
الأول: التوحيد والأسماء والصفات.
الثاني: الشرع والقدر.
وجاء هذا بأسلوب مفصل مشتمل على عدة موضوعات واستطرادات بين من خلالها شيخ الإسلام ما قصده من أسباب تأليفه للكتاب.
هذا وقد جاءت تلك الموضوعات على النحو التالي:
أولا ً: المقدمة
وقد جاء فيها: موضوع الكتاب، وسبب تأليفه، والفرق بين الشرع والقدر.
ثانياً: تكلم شيخ الإسلام عن قاعدة السلف في النفي والإثبات وهي:
أن الله سبحانه وتعالى يوصف بالإثبات المفصل والنفي المجمل.
ثم استدل لهذه القاعدة بأدلة كثيرة من القرآن الكريم.
ثالثا ً: ذكر الفرق التي ضلت في النفي والإثبات وبين مذاهبهم اجمالاً ثم رد عليهم.
رابعا ً: تحدث عن المسميات واتفاقها في المعنى العام دون التخصيص والإضافة، وأن الاتفاق العام يكون في الذهن لا خارجه، وإذا انسحب للخارج فلا بد من القطع والإضافة، وبين أن المعاني المختصة لا يمكن إثباتها وفهمها إلا بعد إثبات الاتفاق في المعنى العام، لأنه أصل المعنى، ونفيه تعطيل للمعنى كله، العام والخاص، واستشهد لهذا بأدلة كثيرة من القرآن الكريم.
خامسا ً: عقد فصلا ً جعل فيه أصلين لمناقشة المخالفين في الأسماء والصفات.
الأصل الأول: أن القول في الصفات كالقول في البعض الآخر.
الأصل الثاني: أن القول في الصفات كالقول في الذات.
وضرب لكل من الأصلين أمثلة مُوضحة لهما.
سادسا ً: ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ مثلين، أراد أن يبين من خلالهما أن الاتفاق في الاسم والمعنى العام بين صفات الخالق والمخلوقين لا يستلزم التماثل والمشابهة في المعنى الخاص عند القطع والتخصيص، هذان المثلان:
المثل الأول:
ضرب المثل بالعلاقة اللغوية بين ما في الدنيا وما في الجنة من الموجودات، مثل المآكل والمساكن والمراكب وغيرها، وأنها متفقة المعنى العام من الوجود، ومختلفة في الكنه والحقيقة بعضها عن بعض.
المثل الثاني:
ضرب المثل بالروح وأن لها صفات، فهي تروح وتجيء وتقبل وتدبر وتصعد وتنزل ويتوفاها الله، وكل واحد منا له روح، ومع ذلك لم يلزم من اشتراكها في هذه الصفات كون كل روح هي الأخرى.
ووضح أيضا ً أن ما دام أن هذه الروح موجودة ومتصفة بصفات لا تعلم حقيقتها، فالله سبحانه وتعالى ـ ولله المثل الأعلى ـ له صفات حقيقية تليق بجلاله وعظمته، ولاكن لا نعلم كيفيتها.
سابعا ً:
ثم ختم شيخ الإسلام الأصل الأول (التوحيد والأسماء والصفات) بذكر سبع قواعد لمناقشة أهل التعطيل، والتفويض، والتمثيل والتشبيه، وهي:
القاعدة الأولى: أن الله سبحانه موصوف بالإثبات خلافاً للمعطلة، وموصوف بالنفي خلافاً للمشبهة الممثلة.
وبين أن نفي الصفة يستلزم ثبوت كمال الضد، مثل نفي الظلم يستلزم كمال العدل.
القاعدة الثانية: أن ما أخبر به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ربه فإنه يجب الإيمان به، سواء عرفنا معناه أو لم نعرف.
ثم بين أن الألفاظ المجملة، مثل: الحيز، والجهة لا بد من الاستفصال عنها، فإن أريد بها التشبيه رد المعنى واللفظ، وإن أريد أن الله متصف بصفات قبل المعنى ورد اللفظ، لأنه لفظ حادث لم يرد في القرآن ولا في السنة.
القاعدة الثالثة:
إذا قال القائل: ظاهر النصوص مراد أو ظاهرها ليس بمراد؟
فإنه يقال: لفظ (الظاهر) فيه إجمال واشتراك، فإن كان القائل يعتقد أن معنى الظاهر هو أن الله متصف بصفات هذا حق.
وإن كان القائل يعتقد أن ظاهرها التمثيل بصفات المخلوقين أو ما هو من خصائصهم، فلا ريب أن هذا غير مراد.
ثم بين رحمه الله وجه غلط من جعل ظاهر نصوص الصفات التمثيل.
القاعدة الرابعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/193)
أن كثيراً من الناس يتوهم في بعض الصفات، أو في كثير منها، أو أكثرها، أو كلها أنها تماثل صفات المخلوقين، ثم يريد أن ينفي ذلك الذي فهمه، فيقع في أربعة محاذير:
1ـ كونه مثل ما فهمه من النصوص.
2ـ أنه إذا جعل ذلك هو مفهومها وعطّله بقيت النصوص معطلة عما دلت عليه من إثبات الصفات اللائقة بالله.
3ـ أنه ينفي تلك الصفات عن الله بغير علم.
4 ـ أنه يصف الرب بنقيض تلك الصفات، من صفات الموات والجمادات، أو صفات المعدومات.
وقد مثل لذلك بصفة العلو والإستواء.
القاعدة الخامسة:
أنا نعلم ما أخبرنا به من وجه دون وجه.
ومدار هذه القاعدة على أن الصفات معلومة المعنى مجهولة الكيفية.
وبين ـ رحمه لله ـ في هذه القاعدة معنى المحكم والمتشابه والتأويل.
القاعدة السادسة:
في بيان الضابط الذي تعرف به الطرق الصحيحة والباطلة في النفي والإثبات.
وبين تحت هذه القاعدة خطأ الاعتماد في النفي على مجرد ادعاء التشبيه فيما ينفى، كما أورد تعض شبهات المعتزلة في نفي الصفات وأجاب عنها.
ثم بين أن الطريق السليم في النفي هو نفي النقص،ونفي المثل في صفات الكمال.
بعد هذا عاد مرة أخرى في بيان المعنى العام والقدر المشترك في الأسماء دون القطع والإضافة.
ثم عقد فصلاً بين فيه أن الاحتجاج على نفي النقائص بنفي التجسيم أو التحيز لا يحصل به المقصود، لوجوه أربعة ذكرها.
وعقد بعد هذا الفصل فصل ٌ بين فيه خطأ الاكتفاء في الإثبات بمجرد نفي التشبيه فيما يثبت، وخطأ الاعتماد في النفي على عدم مجيء السمع، وبين فيه أن السمع والعقل يثبتان لله صفات الكمال، وينفيان عنه ما ضاد صفات كماله، أو أن يكون له مثل أو كفؤ في مخلوقاته.
القاعدة السابعة:
أن كثيراً مما دل عليه السمع يُعلم بالعقل أيضاً، والقرآن يثبت ما يستدل به العقل ويرشد إليه.
وبين أيضاً في هذه القاعدة فساد دلائل المتكلمين وبين طريقة السلف ومنهجهم في هذا، وبين أن العقل السليم لا يخالف النقل الصحيح.
ثامنا ً:
الأصل الثاني: حقيقة الجمع بين القدر والشرع.
وهذا الأصل يدور حول توحيد العبادة، والقضاء والقدر من توحيد الربوبية.
وخلاصة ما جاء في هذا الأصل:
ـ في توحيد العبادة:
1ـ الواجب في شرع الله وقدره اعتقاداً.
2 ـ ما تتضمنه العبادة.
3ـ بيان الإسلام العام الذي هو دين جميع الأنبياء، والإسلام الخاص الذي جاء به نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
4 ـ تلازم الإيمان بالرسل ووجوب الإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
5ـ التوحيد الذي جاءت به الرسل.
6ـ التوحيد عند المتكلمين.
7ـ التوحيد عند الجهمية من المعتزلة.
8ـ التوحيد عند الصوفية.
9ـ بعض الرجال والفرق وقربهم وبعدهم من الحق.
10 ـ معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
ـ في القدر:
1ـ مذاهب الفرق الضالة في القدر.
2ـ مذهب أهل السنة في القدر.
3ـ تكلم عن الأسباب والمذاهب فيها.
4 ـ التحسين والقبيح والمذاهب فيها، ووجه الحق في المسألة.
5 ـ مخالفة فيمن ينظر إلى القدر ويعرض عن الشرع لدين الله.
6 ـ بين ضلالات الصوفية، ومنها لفظ الفناء، وبين أنه من الألفاظ المجملة، وله عدة معاني.
7 ـ ثم بين علاقة القدر بالتوحيد.
8 ـ بعد ذلك بين أقسام الناس في عبادة الله.
9ـ ختم الكتاب بخاتمة بين فيها فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والوصية بإتباعهم.
·
مصادر المؤلف في كتابه:
في الحقيقة أن الرسالة التدمرية هي خلاصة ما فصّله شيخ الإسلام وقرره في كتبه الأخرى، لذلك فإن معرفة مصادر شيخ الإسلام في التدمرية يحتاج إلى الرجوع إلى كتبه الموسعة في المسألة [9]، مثل: درء تعارض العقل والنقل، ومنهاج السنة النبوية، ونقض أساس التقديس أو: بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، والفتوى الحموية، والجواب الصحيح، والتسعينية، وبغية المرتاد، والصفدية، إلى غير ذلك من رسائله وكتبه رحمه الله.
لذ سيكون الكلام في مصادر شيخ الإسلام في التدمرية بشكل عام [10]
أولا ً: المصادر العامة:
1 ـ القرآن الكريم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/194)
" وهو مصدر المصادر لدى ابن تيمية، وحجر الزاوية في فكره، فحوله يدور، وعليه يشير، وإليه يتجه، نحوه ينحو، ولقد أثر في تكوين فكره تأثيرا ً ما بعده تأثير، إذ كان الشغل الشاغل لحياته لكها: حفظا ً، ومدارسة، وتفسيرا ً، حتى ليعتبر نتاج ابن تيمية الفكري كله عملا ً من أعمال التفسير، فهو يتسائل دائما ً عن المقتضيات اللغوية، أو التاريخية، أو النفسية، لكل نص قرآني، لأنه إنما يريد أن يتوصل إلى معرفة حقيقة الهداية النبوية، مما يسوغ لنا أن نلقبه بالرجل القرآني.
ولا عجب من هذه المكانة التي تبوأها القرآن لدى الإمام، فهو حبل الله المتين، وكتابه المبين، ما فرّط الله ـ تبارك وتعالى ـ فيه من شيء، فما من مسألة من المسائل الكلامية والفلسفية والعقائدية خاض فيها الخائضون إلا وكان القرآن قد أوضحها كما يرى ابن تيمية ". [11]
ومن طالع كتاب التدمرية لشيخ الإسلام يعرف هذا ضرورة، فما من مسألة كبيرة أو صغيرة إلا وقد استدل لها من كتاب الله تعالى.
2 ـ السنة النبوية:
" وهي المادة الخصبة التي بنى عليها ابن تيمية أبحاثه، واستخرج منها الأدلة ووجوه الاستنباط، إذ صدرت عن النبي صلى الله عليه وسلم لتبين القرآن، فهي مبثابة المذكرة التفسيرية للقرآن.
لذلك يقوم نهج الإمام في المعرفة، والبحث في أصول الدين، وفي المناظرات والجدل، على الاعتماد على القرآن، وعلى ما صح عنده من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته ...
وهو يقطع بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين الدين كله: أصوله وفروعه، باطنه وظاهره، علمه وعمله، ويعتبر هذا الأصل هو أصول العلم والإيمان، وكل من كان أعظم اعتصاما ً بهذا الأصل، كان أولى بالحق علما ً وعلما ً" [12].
فلا تعجب أن ترى العمدة لدى شيخ الإسلام الكتاب والسنة، وقد امتلئ كتابه بهما، فهما الأصلان اللذان فيها العصمة لا فيما سواهما.
ثانيا ً: المصادر الخاصة:
1 ـ كتب المخالفين:
وذلك لنقله عنهم وحكايته لمعتقداتهم على وجه فيه نوع من التفصيل، وهذا يبعد ألا يكون رجع لها واطلع عليها، لا سيما وأنه صرح في بعض كتبه بالنقل عنهم مثل كتابه درء تعارض العقل والنقل، فكثيرا ً ما يورد نقولا ً لأئمة الأشاعرة مثل الباقلاني، والجويني، والرازي، وغيرهم.
وأيضا ً في كتبه الأخرى نقولا ً عن المعتزلة لا سيما القاضي عبد الجبار وهو إمام لهم.
وكذلك نقولاته رحمه عن الفلاسفة و الباطنية كما في بغية المرتاد، والإستقامة، والصفدية وغيرها.
ففي كل هذه الكتب السابقة جاء التصريح بالنقل عنهم مباشرة.
2 ـ كتب السلف المتقدمة في الاعتقاد:
وذلك على سبيل المثال شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، وأيضا ً الأسماء والصفات للبيهقي، وغيرهما.
وهذا في عدة أمثلة، منها على سبيل المثال: الأثر المشهور المستفيض عن ربيعة الرأي، وتلميذه الإمام مالك بن أنس رحمهما الله لما سئلوا عن الاستواء فكان الجواب أن " الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عن الكيفية بدعة ". [13]
3 ـ كتب التفسير المسندة:
مثل تفسير ابن جرير الطبري، فعلى سبيل المثال أورد شيخ الإسلام حديثا ً موقوفا ً على ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء) وهذا الأثر أخرجه ابن جرير في جامع البيان، وأورده السيوطي كذلك في الدر المنثور، وغيرهما من أصحاب التفاسير المسندة التي اعتمدت التفسير بالمأثور. [14]
ومن الأمثلة أيضا ً لكتب التفسير قال شيخ الإسلام:
وجمهور سلف الأمة وخلوفها على أن الوقف عن قوله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله) وهذا هو المأثور عن أبي بن كعب، وابن مسعود، وابن عباس، وغيرهم.
وروي عن ابن عباس أنه قال: التفسير على أربعة أوجه، تفسير تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله من ادعى علمه فهو كاذب.
وقد روي عن مجاهد وطائفة أن الراسخين في العلم يعلمون تأويله، وقد قال مجاهد: عرضت المصحف على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته، أقف عند كل آية وأسأله عن تفسيرها.
فهذان الأثران أخرجهما ابن جرير في تفسيره، كما أورد الأثر الأول ابن كثير في تفسيره. [15]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/195)
وكذلك من الأمثلة على رجوع شيخ الإسلام لكتب التفسير، قال:
وقال الله تعالى: (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) أي: حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين هو الله، فهو كافيكم كلكم.
وليس المراد أن الله والمؤمنين حسبك، كما يظنه بعض الغالطين، إذ هو وحده كاف نبيه وهو حسبه، ليس معه من يكون هو وإياه حسبا للرسول.
وهذا في اللغة كقول الشاعر:
فحسبك والضحاك سيف مهند ...
وتقول العرب: حسبك وزيدا ً درهم، أي يكفيك وزيدا ً جميعا ً درهم. [16]
4 ـ كتب اللغة وفقه اللغة:
وهذا يظهر جليا ً في القاعدة الرابعة من القواعد السبع في الأصل الأول من الرسالة [17]، وذلك عندما بين معنى حرف الخفض (في) ودلالاته، وأيضا ً بين معنى كلمة " السماء " وأن المراد بها مطلق العلو وليس الطباق المبنية.
قال شيخ الإسلام: وكذلك قوله (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور) من توهم أن مقتضى هذه الآية أن يكون الله تعالى في داخل السماوات، فهو جاهل ضال بالإتفاق، وإن كنا إذا قلنا: إن الشمس والقمر في السماء يقتضي ذلك، فإن حرف (في) متعلق بما قبله وبما بعده، فهو بحسب المضاف والمضاف إليه ... [18]
5 ـ كتاب الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله، للإمام أحمد بن حنبل:
فقد صرح شيخ الإسلام ابن تيمية بهذا الكتاب، فقال: ولهذا كان الأئمة كالإمام أحمد وغيره ينكرون على الجهمية وأمثالهم من الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ـ تأويل ما تشابه عليهم من القرآن على غير تأويله، كما قال الإمام أحمد في كتابه الذي صنفه في " الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله "
وإنما ذمهم لكونهم تأوّلوه على غير تأويله، وذكر في ذلك ما يشتبه عليهم معناه، وإن كان لا يشتبه على غيرهم ... [19]
6ـ الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد، لأبي المعالي الجويني:
قال شيخ الإسلام: فلهذا تجد هؤلاء يسمون من أثبت العلو ونحوه مشبها ً، ولا يسمون من أثبت السمع والبصر والكلام ونحوه مشبها ً كما يقوله صاحب" الإرشاد" وأمثاله. [20]
7 ـ أبكار الأفكار للآمدي:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقد اعترض طائفة من النفاة على هذه الطريقة باعتراض مشهور لبسوا به على الناس حتى صار كثير من أهل الإثبات يظن صحته ويضعف الإثبات به، مثل ما فعل من فعل ذلك من النظار حتى الآمدي وأمثاله، مع أنه أصل قول القرامطة وأمثالهم من الجهمية ...
ثم نقل قول الآمدي فقال الآمدي: القول بأن لو لم يكن متصفا ً بهذه الصفات كالسمع والبصر والكلام مع كونه حيا ً، لكان متصفا ً بما يقابلها، فالتحقيق فيه متوقف على بيان حقيقة المتقابلين وبيان أقسامها ... وهذا الكلام نقل من أبكار الأفكار للآمدي كما أفاده محقق الكتاب. [21]
· منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في التدمرية:
أولا ً: القواعد المنهجية:
1ـ استخدام منهج المقارنة، ومنهج التحليل والنقد في تناول قضايا الكتاب:
فقد قارن شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في أكثر من موضع بين الأشاعرة والمعتزلة، وبين الأشاعرة والمعتزلة مع الفلاسفة والباطنية، وقارن أيضاً هذه المذاهب مع مذهب السلف.
وكذلك فقد عرض المذاهب ونقدها، مثل عرضه لمذهب الأشاعرة في إثبات الصفات السبع [22] وتأويل الباقي منها، ورد عليهم وألزمهم بأشياء فيما نفوه من الصفات بما أثبتوه فيها.
وأيضا ً فقد عرض التوحيد عند المتكلمين وفصلّه، ثم ناقشه، ثم قارنه مع التوحيد الذي جاءت به الأنبياء والرسل ... إلى غير ذلك.
وفيما يلي ذكر بعض الأمثلة مع التفصيل:
المثال الأول:
بين شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ طريقة الرسل في إثبات الصفات ونفيها [23]، وأوضح أن هذه هي طريقة السلف، ثم شرع يبين مذاهب المخالفين للرسل.
وفي عرضها إجمالاً هي مقارنة مع طريقة الرسل.
ثم بدأ يفصل ويحلل هذا المذاهب ويرد عليها.
بدأ شيخ الإسلام بعرض مذهب الباطنية، ثم رد عليه [24]، وبعدها عرض مذهب الفلاسفة وناقشه [25]، ثم انتقل إلى مذهب المعتزلة ورد عليه. [26]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/196)
بعد هذا ناقش جمع هذه الطوائف في نفيهم الصفات وأورد مسألة اتفاق الأسماء لا يوجب تماثل المسميات، وهذا جواب عن شبهتهم في نفي الصفات، وهي التشبيه، فبين أن إثبات الصفات لا يستلزم التشبيه، وأسهب المصنف في بيان هذا الأصل.
وبعد هذا الإستدلال والمناقشة يذكر ـ رحمه الله ـ النتيجة، وهي: إثبات ما أثبته الله لنفسه، ونفي مماثلته لخلقه.
المثال الثاني:
وبعد هذه المقارنة والتحليل والمناقشة وذكر النتيجة في المثال الأول، ذكر شيخ الإسلام أصلان لتقريب ما استدل إليه.
وفي هذين الأصلين تحليل ونقد أيضاً:
جاء في الأصل الأول [27] عرض وتحليل مذهب الأشاعرة بإثباتهم الصفات السبع ثم اتبعه مناقشة لهم في نفيهم بعض الصفات، ثم ذكر اعتراضات الأشاعرة بالتفصيل، ثم ناقش كل جزئية اعترضوا عليها. [28]
وفي نهاية رد شيخ الإسلام على الأشاعرة عقد مقارنة بين الأشاعرة والمعتزلة بذكر عرض ٍ لرد المعتزلة على الأشاعرة ورد الأشاعرة على المعتزلة [29] ثم يلزم الأشاعرة في باقي الصفات بما ألزموا به المعتزلة في الصفات السبع.
ثم يتابع شيخ الإسلام الرد على الأشاعرة بأن الصفات السبع إن كان دل عليها العقل فإن باقي الصفات يدل عليها العقل أيضا ً، وأن لم يكن العقل دل عليها، فإن السمع دل عليها وهو وحده كاف ٍ لإثباتها، كذلك ما لم يدل العقل على إثباته، لا يدل على أن العقل ينفيه.
بعد هذا بدأ شيخ الإسلام بعرض مذهب الباطنية الذين ينفون النفي والإثبات ورد عليهم. [30]
وفي عرض شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ هذا منهج مقارنة بديع بين الحق من الباطل.
فقد بين طريقة الرسل في بالنفي والإثبات ومنهج القرآن في هذا، هي طريقة السلف، ثم بعد هذا رتب المخالفين بالأخف فالأشد منه، فبدأ بطريقة الأشاعرة وبين مذهبهم، هو إثبات شيء من الصفات، ثم ثنى بالمعتزلة، وهو إثبات الأسماء دون الصفات ـ هذه مقارنة بلاشك ـ، ثم ذكر بعد المعتزلة الجهمية المنكرون للأسماء والصفات، ثم الباطنية المنكرون للنفي والإثبات مثل قولهم: لا عليم ولا ليس بعليم.
ففي عرض شيخ الإسلام هذه المذاهب على هذا الترتيب بعد أن أصل المسألة بذكر طريقة الرسل منهج مقارنة بديع بين الحق فيه ونبه على الخطأ والضلال، مع تخلل الردود والمناقشات في هذه المقارنة بعد ذكر قول كل مذهب.
المثال الثالث:
ذكر شيخ الإسلام في الأصل الثاني (في النفي والإثبات):
أن القول في الذات كالقول في الصفات. [31]
وفي هذا الأصل ذكر مذهب الأشاعرة في الصفات، وحلل أجزاءه ثم ناقشه، فبين أولا ً التأصيل والقاعدة في المسألة وهو أننا نثبت لله ذاتا ً لا تشبه الذوات فكذلك الصفات، نثبت لله صفاتا ً لا تشبه الصفات.
فإذا تبين هذا فإن هذا الكلام لازم في العقليات وفي تأويل السمعيات (أي تفسيرها).
ثم قسم مذهب الأشاعرة وتكلم عن طريقتهم في الإثبات، ثم طريقتهم في النفي.
وبعد هذا ناقشهم وألزمهم فيما يثبتونه بإلزامات تثبت لما نفوه فيما أثبتوه، وأن الصفات السبع التي دل عليها العقل فإن باقي الصفات أيضا ً يدل عليها العقل، ثم حجهم بأن ليس في تأويلهم لباقي الصفات قانون مستقيم.
المثال الرابع:
في المثلين اللذين ضربهما شيخ الإسلام لبيان التباين بين صفات الخالق عن المخلوقين [32] كان المثل الأول عن الدلالة اللغوية بين الموجودات في الجنة والدنيا، استطرد وذكر مذاهب الناس فيما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر بمنهج مقارنة بين المذاهب، فذكر أولاً مذهب السلف والأئمة وأنهم أثبتوا ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر، ثم ذكر الفريق الثاني وهم الذين أثبتوا ما أخبر الله به في الآخرة من الثواب والعقاب، ونفوا كثيرا ً مما أخبر به من الصفات، ثم ذكر الفريق الثالث وهم الذين نفوا الأمرين كالقرامطة الباطنية والفلاسفة.
وهذا منهج مقارنة بين ثلاث طوائف فذكر منهج السلف، ثم ثنى بأهل الكلام، وبين مدى قربهم وبعدهم من مذهب السلف، ثم ذكر مذهب الفلاسفة والباطنية وبعدهم كل البعد عن الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
المثال الخامس:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/197)
في الخاتمة التي ختم بها شيخ الإسلام الأصل الأول بسبع قواعد، جاء في القاعدة الأولى مقارنة بين السلف وبين المخالفين لهم اجمالا ً، ثم قارن بين المخالفين بعضهم ببعض. [33]
ذكر شيخ الإسلام أصلٌ للسلف في النفي، وهو أنهم لا يثبتون النفي المحض، بل يثبتون النفي المستلزم ثبوت كمال الضد، فنفي العجز يدل على كمال القدرة ... وهكذا.
ثم احتج لهذه الطريقة من القرآن وبأنها تفيد الكمال، وقابلها بطريقة المخالفين الذين ليس لديهم إلا النفي والسلب، ووصف طريقتهم بأنهم لم يثبتوا في الحقيقة إلها ً محمودا، بل ولا موجودا.
وفي هذه المقارنة رد للباطل باللازم، وهذا من أبدع الطرق في بيان الحق، فبعد أن أطال في تقرير الحق ذكر المذهب المخالف، وكما قيل: وبضدها تتبين الأشياء.
ثم بعد هذا عقد مقارنة ـ على ضوء القاعدة ـ بين الذين ينفون الصفات وبين من ينفون عن الله النقيضين.
قال شيخ الإسلام: (واعلم أن الجهمية المحضة كالقرامطة ومن ضاهاهم ينفون عنه تعالى اتصافه بالنقيضين، حتى يقولوا: ليس بموجود ولا ليس بموجود، ولا حي ولا ليس بحي.
ومعلوم أن الخلو عن النقيضين ممتنع في بدائه العقول، كالجمع بين النقيضين.
وآخرون وصفوه بالنفي فقط، فقالوا: ليس بحي، ولا سميع، ولا بصير.
وهؤلاء [34] أعظم كفراً من أولئك [35] من وجه، وأولئك أعظم كفراً من هؤلاء من وجه).
وبيان هذه المقارنة:
أما في الوجه الأول:
هو أن النفاة بالنفي نفوا صفة الكمال عن الله، كالقدرة، فيلزم اتصافه بنقيضها، أما النفاة للنقيضين فإنهم نفوا عن المعبود صفة النقص كما نفوا صفة الكمال، فصاروا أخف من النفاة بالنفي.
أما الوجه الثاني:
هو أن النفاة بالنفي سلبوا أحد النقيضين، أما النفاة للنقيضين سلبوا النقيضان عن المعبود فشبهوه بالممتنعات، أما النفاة بالنفي فسلبوا وصفا ً واحدا ً فشبهوه بالجمادات والمعدومات، والتشبيه بالممتنع أقبح من التشبيه بالموجودات والمعدومات.
وهذا معنى قول شيخ الإسلام: وهؤلاء أعظم كفراً من أولئك من وجه، وأولئك أعظم كفرا ً من هؤلاء من وجه.
المثال السادس:
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في القاعدة الثالثة قول القائل: ظاهر النصوص مراد أو غير مراد؟ [36]
ثم استخدم لهذا الاعتراض منهج التحليل والنقد، فقد أفرد أجزاء هذا القول وبين أن الظاهر لفظ فيه إجمال واشتراك، فإذا كان يريد أن ظاهر الصفات تفيد التشبيه بالمخلوقات، فهذا غير مراد، ونقد هذا القول وبين غلطه.
قال شيخ الإسلام: (ولكن السلف والأئمة لم يكونوا يسمون هذا ظاهراً، ولا يرتضون أن يكون ظاهر القرآن والحديث كفرا ً وباطلا ً، والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم من أن يكون كلامه الذي وصف به نفسه لا يظهر منه إلا ما هو كفر وضلال) [37].
ثم انتقل إلى الجزء الآخر من المذهب وبين إن كان المراد بظاهر نصوص الصفات هي المعاني الحقة اللائقة بالله فهذا لا شك أنه مراد.
ثم في نهاية القاعدة الثالثة عقد مقارنة بين السلف والأشاعرة والمعتزلة بجعله افتراضا ً ثالثا ً للفظ الظاهر، وهو:
أنه إن كان يعتقد أن ظاهر النصوص المتنازع فيها ـ عدا السبع ـ غير مراد رجع إلى الحالة الأولى.
وإن كان يعتقد أن ظاهر النصوص المتنازع في معناها مثل ظاهر النصوص المتفق في معناها فهذا مراد وحق، ويكون رجع إلى مذهب السلف.
وهذه مقارنة في غاية الحسن والجمال من شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ بين السلف والمعتزلة ووضع بينهم الأشاعرة، بعد أن عرض مذهبهم ونقده.
المثال السابع:
في الأصل الثاني ذكر شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ توحيد العبادة، ثم عقد مقارنة بين التوحيد الذي جاءت به الرسل مع التوحيد عند المتكلمين وناقشهم فيه وهو أن غاية التوحيد الذي عندهم هو توحيد الربوبية، ثم ذكر التوحيد عند أصناف الجهمية وبين أن التوحيد عندهم هو نفي الصفات، بعد ذلك ذكر التوحيد عند الصوفية وهو أن يشهد بأن الله رب كل شيء ومليكه.
وفي أثناء كلامه عن التوحيد عند كل طائفة ذكر شيخ الإسلام التوحيد الذي أقر به مشركوا العرب، وهو توحيد الربوبية وأن الله هو الخالق الرازق المدبر، ولم يقروا بأن الله هو المعبود وحده لا معبود سواه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/198)
وهذه المقارنة تبين الباطل الذي عند المخالفين بإثبات الحق الذي جاءت به الرسل.
وفي هذه الأمثلة ما يغني لبيان منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في التدمرية، ولو أردنا الحصر لاحتجنا الوقوف عند كل مسألة من مسائل الكتاب.
فالخلاصة أن شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كان يستخدم منهج المقارنة تارة، ومنهج التحليل والنقد تارة أخرى، ويجمع بين المنهجين في أغلب الأحوال، فيذكر المنهج الحق ثم يقارنه ببقية المذاهب بشكل مرتب لكي تتضح المقارنة، ولا يتجاوز المذهب المخالف إلا بعد هدم بنيانه بالحجج والبراهين وإظهار ما فيه من الاضطراب.
2ـ نفي التعارض بين العقل والنقل، وتقديم النقل حال توهم المعارضة:
وهذا لم يتكلم أحد في الدنيا مثلما تكلم به شيخ الإسلام ابن تيمية، ولا أوضح من كتابه درء التعارض بين العقل والنقل.
3ـ وضع القواعد العامة التي تنبّه عن الوقوع في الخطأ:
وهذا مثل بيانه أن الاتفاق في المسميات لا يوجب التشابه في الصفات.
4 ـ إلتزامه التمثيل للقواعد التي يذكرها:
مثل تمثيله للجهة والحيز في القاعدة الثانية، وتمثيله للعلو والاستواء في القاعدة الرابعة.
5ـ مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم:
مثل استخدامه مصطلح: واجب الوجود، شهود السوى، وحدة الوجود، وحدة الشهود ... وغيرها.
وهذا منهج دائم لشيخ الإسلام رحمه لأن المتكلم إذا خوطب بغير اصطلاحه قد تتخلف المصلحة، وقد صرح بهذا في كتابه درء تعارض العقل والنقل، فقال: وأما مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ولغتهم فليس بمكروه إذا احتيج لذلك وكانت المعاني صحيحة، كمخاطبة العجم من الروم والفرس والترك بلغتهم وعرفهم فإن هذا جائز حسب الحاجة. [38]
6ـ تقويم بعض المسائل التي فيها خلط أو خطأ:
وهذا في موضع كثيرة مثل مسألة التحسين والتقبيح العقليين، وكذلك توحيد العبادة عند المتكلمين والصوفية في الأصل الثاني، ومعنى الشهادة أيضا ً عند بعض الفرق.
7 ـ الجمع بين نصوص الكتاب والسنة:
وهذا مبني على القاعدة الثانية، فشيخ الإسلام دائما ً يجمع بين النصوص وينفي عنها التدافع والتعارض.
8 ـ ترك الألفاظ المجملة والتزام الألفاظ الشرعية:
وهذا مثل لفظ الظاهر والجهة وغيرها عندما قال شيخ الإسلام: لفظ الظاهر فيه إجمال واشتراك.
9 ـ الأخذ بظواهر النصوص:
وقد نافح عنها ودائما ما يتكلم عن هذا الأصل العظيم عندما يناقش مسألة العقل والنقل.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: ولكن السلف والأئمة لم يكونوا يسمون هذا ظاهرا ً، ولا يرتضون أن يكون ظاهر القرآن والحديث كفرا ً وباطلا ً، والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم من أن يكون كلامه الذي وصف به نفسه لا يظهر من إلا ما هو كفر وضلال .... [39]
10 ـ الاعتماد على الصحيح من السنة:
فحال شيخ الإسلام كحال السلف لا يعتمدون على الضعيف أبدا ً، وإن أوردوه فهو للإعتضاد لأنهم أوردوا قبله الصحاح.
11 ـ العمل بخبر الآحاد في العقيدة:
فقد أبطل وفند شيخ الإسلام ابن تيمية من زعم عدم الأخذ بالآحاد أو أنها ظنية لا تفيد الثبوت مطلقا ً، ويطهر هذا في كتابه العظيم درء التعارض بين العقل والنقل.
12ـ الاستشهاد بالأدلة العقلية مع الأدلة النقلية:
فكم من مرة يقول فيها شيخ الإسلام فهذا لم يدل عليه عقل ولا نقل صحيح، وكذلك مناقشته للأشاعرة فيما نفوه من الصفات الخبرية بالعقل، بأدلة عقلية مثل أدلتهم.
13 ـ رفضه التأويل الكلامي:
وتكاد هذه القاعدة أن تكون من أعظم القواعد التي بينها شيخ الإسلام ابن تيمية في جل ِّ كتبه، فقد بين في رسالته التدمرية معنى التأويل في اللغة، وفي القرآن، وعند السلف، وعند الخلف، وفصل فيه أيما تفصيل. [40]
14 ـ الأسلوب العلمي في إقناع الخصم من وذلك بإيراد الاحتمالات على دليل المخالف حتى يسقط دليله أما الاحتمالات، ثم يجهز بدليله بعد إسقاط دليل المخالف.
ثانيا ً: السمات العامة:
1ـ كثرة الاستدلال في القرآن الكريم، وهذا واضح عندما ذكر طريقة الأنبياء والرسل في الإثبات والنفي للصفات.
2ـ الدقة في الحكم على الألفاظ:
مثل ما في القاعدة الثالثة: إن قال قائل: ظاهر النصوص مراد أو غير مراد؟ ومثل ما في القاعدة الثانية من الحكم على لفظ الجهة والحيز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/199)
3ـ ابتعاده عن الألفاظ البذيئة والشتم، واستخدامه الألفاظ الحسنة اللينة التي تدل على أدبه وحسن خلقه.
4ـ أظهر البناء العقلي لمذهب السلف على وجه الدقة، وبين الاستعمالات الصحيحة له.
وذلك مثل مناقشة الأشاعرة في إثباتهم سبع صفات، وتأويلهم للباقي، وأيضا ً مثل ما جاء في القاعدة السادسة في بيان الضابط الذي تعرف به الطرق الصحيحة والباطلة في النفي والإثبات، فقد بين استخدام العقل الصحيح، وأيضا ً مثل ما جاء في القاعدة السابعة وهو أن كثيراً مما جاء به السمع يُعلم بالعقل أيضا ً.
5ـ النقد الموضوعي لجميع ما ذكره من آراء.
وهذا واضح من المنهج الذي سلكه في كتابه، وأيضا ً فإن شيخ الإسلام لا ينقد إلا وهو مدعّم ٌ نقده بالدليل.
6ـ العدالة في حكمه على الأقوال والفرق، حيث يذكر الطوائف ويميز بينها وبين الغلاة منها.
7 ـ سعة اطلاع شيخ الإسلام بشكل لا يختلف عليه اثنان:
فغالبا ً على يتجاوز المسألة إلا ويذكر أصناف الناس فيها ومذاهبهم من مسلمين ومشركين.
· الآراء الاعتقادية في هذا المنهج:
بتطبيق هذا المنهج يحصل على أثره جملة من الآراء الاعتقادية، وسأقتصر على ما جاء في التدمرية من ناحية، ومن ناحية أخرى سأترك الكلام فيها، لأن دراستها تحتاج إلى رسالة، لذا سأسردها سردا كما يأتي:
1 ـ إثبات ما جاء في القرآن الكريم من نصوص الصفات الذاتية أو الفعلية، أو الخبرية، أو الخبرية العقلية، من دون تشبيه، أو تمثيل، أو تكييف، أو تحريف، أو تعطيل.
2 ـ الإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالجنة والنار.
3 ـ التأكيد على الصفات الخبرية مثل: الاستواء والأصبع، والوجه .... وعدم نفيها، أو الخوض في الكيفية.
4 ـ ترك الألفاظ التي لم تأت ِ بها الشريعة، خصوصا ً في باب الأسماء والصفات.
5 ـ التوقف فيما لم يرد نفيه أو إثباته من صفات لله سبحانه وتعالى.
6 ـ إثبات قياس الأولى لله سبحانه وتعالى:
وهو أن كل كمال يثبت للمخلوق من كل وجه لا عيب فيه بحال، فالخالق أولى به، مع عدم التمثيل.
وأي عيب ينزه عنه المخلوق، فالخالق أولى بالتنزه.
7 ـ العقل ليس مصدرا ً للتشريع، وإنما أداة فهم للنصوص.
8 ـ أن معنى لا آله إلا الله: لا معبود حق إلا الله.
وأن محمدا ً رسول الله: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
9 ـ اتفاق الرسل في أصول الدين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]ـ العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية لابن عبد الهادي ص 3 تحقيق على صبح مدني نشر: مطبعة المدني بمصر، الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب (4/ 491) رقم الترجمة:531. تحقيق: د. عبدالرحمن العثيمين.ط.1 عام 1425هـ مكتبة العبيكان
[2]ـ العقود الدرية ص 4.
[3]ـ المرجع السابق، الصفحة ذاتها.
[4]ـ الذيل على طبقات الحنابلة (4/ 493).
[5]ـ العقود الدرية ص 22ـ 25.
[6]ـ العقود الدرية ص 246
[7]ـ ألف في ترجمة شيخ الإسلام مؤلفات كثيرة جداً، وللمزيد انظر:
ـ العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية لابن عبد الهادي.
ـ الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون جمع: محمد عزيز شمس و علي بن محمد العمران.
ـ أوراق مجموعة من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية لمحمد بن إبراهيم الشيباني، فقد حاول استقصاء ما كتب عن شيخ الإسلام من تراجم فبلغ عنده ما يزيد عن المائة.
[8]ـ التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق د. محمد عودة السعوي. الطبعة 8 عام 1424 هـ نشر: مكتبة العبيكان.
[9]ـ انظر لإحالات المسائل في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية كتاب: تقريرات ابن تيمية في كتابه التدمرية د. عبد العزيز العبد اللطيف.
[10]ـ للنظر في مصادر شيخ الإسلام رحمه الله في كتبه، انظر على سبيل المثال:
أ ـ مقدمة تحقيق منهاج السنة ودرء تعارض العقل والنقل ـ كلاهما ـ للدكتور: محمد رشاد سالم رحمه الله. طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود.
ب ـ مقدمة تحقيق الفتوى الحموية لشيخ الإسلام للدكتور: حمد بن عبد المحسن التويجري ص: 64، ط. دار الصميعي الثانية 1425هـ.
ج ـ منهج أهل السنة والجماعة في الرد على النصارى دراسة علمية من خلال جهود شيخ الإسلام ابن تيمية للدكتور: عبد الراضي بن محمد عبد المحسن، ط. دار الفاروق الحديثة الثانية 1415هـ.
[11]ـ منهج أهل السنة والجماعة في الرد على النصارى ص 39 ـ 40.
[12]ـ منهج أهل السنة والجماعة في الرد على النصارى، ص: 42
[13]ـ وأورده شيخ الإسلام في التدمرية ص: 43.
[14]ـ انظر التدمرية ص 47.
[15]ـ انطر التدمرية ص 290 - 291. وانظر تفسير ابن جرير (1/ 75)، وتفسير ابن كثير (1/ 15)
[16]ـ التدمرية ص 201. وانظر تفسير ابن جرير (14/ 48) وتفسير ابن كثير (4/ 91).
[17]ـ من ص 79 - 89
[18]ـ التدمرية ص: 85
[19]ـ التدمرية ص 112.
[20]ـ التدمرية ص 120.
[21]ـ انظر التدمرية ص 151 – 152.
[22]ـ وهي: الحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام، والإرادة. انظر التدمرية ص 31
[23]ـ التدمرية ص 8
[24]ـ التدمرية ص 16
[25]ـ التدمرية ص 17
[26]ـ التدمرية ص 18
[27]ـالتدمرية ص 30
[28]ـ التدمرية انظر ص 32
[29]ـ التدمرية انظر ص 33
[30]ـ التدمرية انظر ص 36
[31]ـ التدمرية ص 43 ـ 46.
[32]ـ التدمرية ص 47 ـ 48.
[33]ـ انظر ص 57 ـ 65 من التدمرية
[34]ـ أي النفاة بالنفي فقط، لأن الضمير عائد إليهم.
[35]ـ أي النفاة بالنقيضين.
[36]ـ 69. من التدمرية
[37]ـ الصفحة السابقة.
[38]ـ درء تعارض العقل والنقل (1/ 43)
[39]ـ التدمرية ص 69.
[40]ـ انظر التدمرية ص 91 - 98
http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?t=597
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/200)
ـ[أبو إبراهيم الحنبلي]ــــــــ[25 - 02 - 08, 10:56 م]ـ
جزيت خيرًا ..
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[26 - 02 - 08, 11:29 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو ابراهيم
ـ[بن عفان]ــــــــ[27 - 02 - 08, 12:31 ص]ـ
جزاك الله خيراً كثيرا
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[29 - 02 - 08, 03:42 م]ـ
وخيرا جزاك وبارك الله فيك(47/201)
هل وردَ أثرٌ صحيحٌ أو قولٌ لأحد السلف أنَّ اللهَ كتب (الألواحَ) بيده؟
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[25 - 02 - 08, 05:47 ص]ـ
فقد بحثتُ ولم أجد شيئاً ..
سببُ التساؤل أنني وجدتُ كلاماً في شروحات أحد العلماء المُقتدى بهم علماً وديانةً واقتفاءً لهدي سلف الأمة قال بالنصِّ:
(لأنَّ الله كتبَ الألواح - أي الألواح التي أنزلها على موسى عليه السلام - بيده)
فاستغربتُ هذا القول ...
وهو قال قالته بعد ذكره للآية: {وكتبنا له في الألواح ... }
والآية لا توجبُ هذا الفهم ..
وقد قال الله: {وأغرقنا آل فرعون}
فهل من مفيد؟
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[25 - 02 - 08, 03:32 م]ـ
الأخ الكريم .. الأمر كما عنونت لك: إذا حضر الماء بطل التيمم .. فقد نطق النص النبوي بهذا .. كما في الحديث الصحيح: قال له آدم أنت موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده تلومني على امر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة فحج آدم موسى .. أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عيينة .. ومع ذلك فقد جاء عن بعض السلف فورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثا خلق آدم بيده وغرس جنة الفردوس بيده وكتب التوراة بيده .. (انظر التحفة المدنية في العقائد السلفية 1/ 65 للشيخ حمد بن ناصر).وعن عكرمة كما في التنبيه والرد 1/ 133 للملطي قال إن الله تعالى خلق آدم بيده كرامة لابن آدم و غرس الجنة بيده كرامة لابن آدم وكتب التوراة بيده وخلق السموات والأرضين وكل شيء خلقه في ستة أيام .. وفي كتاب الرد على من يقول القرآن مخلوق لأبي بكر النجاد 1/ 66 قال: حدثنا احمد قال ثنا عبد اله بن احمد قال حدثني ابي قال ثنا يزيد بن هارون قال أنبأ الجريري عن ابي عطاف قال كتب الله عزوجل التوراة لموسى بيده في الالواح من در يسمع صريف القلم ليس بينه وبينه الا الحجاب. وقال: حدثنا احمد قال ثنا عبد الله بن احمد قال حدثني عبد الرزاق قال ثنا معمر عن قتادة قال قال كعب كتب الله التوراة بيده. ثم نقل مثله بسنده عن سعيد بن جبير وحكيم بن جابر وعكرمة وخالد بن معدان وزيد بن اسلم وغيره .. وفي مختصر العلو صحح الألباني حديث حكيم بن جابر .. فقال: حديث حكيم ابن جابر قال: (أخبرت أن ربكم عز وجل لم يمس بيده إلا ثلاثة أشياء غرس الجنة بيده وخلق آدم بيده وكتب التوراة بيده) قال: (صحيح لكن ليس فيه ذكر المس وغرس الجنة) والله اعلم
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[25 - 02 - 08, 03:46 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم ..
قد بطل التيمم، وأعدتُ الصلاة؛ لأنَّه الماء حضر في وقت الصلاة .. فأعدتُ؛ خروجاً من الخلاف:)
بارك الله فيك أخي الكريم.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[25 - 02 - 08, 03:58 م]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك وحياك وبياكوما أجمل أدبك .. ولكن أردت أن أنبه أن المقال السابق طبع مني سهوا ولم يكتمل أثناء تجهيزه .. فخذه الآن كاملا بارك الله فيك: الأخ الكريم .. الأمر كما عنونت لك: إذا حضر الماء بطل التيمم .. وهاهنا مسألتان: الأولى: أنه قد نطق النص النبوي بأصل هذا .. كما في الحديث الصحيح: قال له آدم أنت موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده تلومني على امر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة فحج آدم موسى .. أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عيينة .. ومع ذلك فقد جاء عن بعض السلف فورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثا خلق آدم بيده وغرس جنة الفردوس بيده وكتب التوراة بيده .. (انظر التحفة المدنية في العقائد السلفية 1/ 65 للشيخ حمد بن ناصر).وعن عكرمة كما في التنبيه والرد 1/ 133 للملطي قال إن الله تعالى خلق آدم بيده كرامة لابن آدم و غرس الجنة بيده كرامة لابن آدم وكتب التوراة بيده وخلق السموات والأرضين وكل شيء خلقه في ستة أيام .. وفي كتاب الرد على من يقول القرآن مخلوق لأبي بكر النجاد 1/ 66 قال: حدثنا احمد قال ثنا عبد اله بن احمد قال حدثني ابي قال ثنا يزيد بن هارون قال أنبأ الجريري عن ابي عطاف قال كتب الله عزوجل التوراة لموسى بيده في الالواح من در يسمع صريف القلم ليس بينه وبينه الا الحجاب. وقال: حدثنا احمد قال ثنا عبد الله بن احمد قال حدثني عبد الرزاق قال ثنا معمر عن قتادة قال قال كعب كتب الله التوراة بيده. ثم نقل مثله بسنده عن سعيد بن جبير وحكيم بن جابر وعكرمة وخالد بن معدان وزيد بن اسلم وغيره .. وفي مختصر العلو صحح الألباني حديث حكيم بن جابر .. فقال: حديث حكيم ابن جابر قال: (أخبرت أن ربكم عز وجل لم يمس بيده إلا ثلاثة أشياء غرس الجنة بيده وخلق آدم بيده وكتب التوراة بيده) قال: (صحيح لكن ليس فيه ذكر المس وغرس الجنة) الثانية: وهي عن تغاير اللفظ الوارد (التوراة) عن اللفظ الوارد في سؤالك (الألواح) فد نسب إلى موسى عليه السلام في القرآن الصحف والألواح والكتاب والفرقان، ولم تنسب إليه لفظة التوراة، بل نسبت لليهود من أهل الكتاب ولنبي الله عيسى عليه السلام لأنها لم تكن هي الرسالة كلها التي كانت في عهد موسى، وإنما هذا الاسم ومعناه (التعليم والأحكام والشريعة) أطلقه اليهود لما ورثوا البقية مما تركه آل موسى وهارون، ولذلك يصفهم بأنهم حرفوا كتاب الله وكتبوه بأيديهم ليشتروا به ثمناً قليلا .. أما الذي أوتيه موسى مثل الألواح فقال فيها: (وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلاً لكل شيء .. ) الأعراف. وقد ذكر لفظ التوراة ثماني عشرة مرة في ستة عشر آية من القرآن، ولم تنسب لموسى عليه السلام، واليهود اصطلحوا على تسمية الكتاب الذي ورثوه عن موسى بـ "التوراة" بعدما حرفوه ودخل بعضه في التيه والضياع، فخاطبهم القرآن بما اصطلحوا عليه من تسمية كتاب موسى بالتوراة، وكذلك في السنة النبوية، ولا يعنى ذلك أن التوراة ليست هي كتاب موسى! ولكن لتغاير اللفظ سر كما أشرنا من قبل .. قال الفيروزابادى في البصائر: " التوراة .. الكتاب الذي ورثوه عن موسى عليه السلام" بصائر ذوى التمييز (5/ 201) والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/202)
ـ[كامل الدمياطي]ــــــــ[25 - 02 - 08, 05:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخى الكريم قال تعالى فى سورة الاعراف
" وكتبنا له فى الالواح موعظة وتفصيلا لكل شيئ "
ـ[حجر]ــــــــ[25 - 02 - 08, 07:32 م]ـ
صواب الآية: .. الألواح من كل شيء موعظة ..(47/203)
الشيطان على رأس الموتى
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[25 - 02 - 08, 04:52 م]ـ
الشيطان على رأس الموتىفيه أحاديث ضعيفة عند القرطبي في تذكرته والسيوطي في شرح الصدور والبدور السافرة .. ولكن يستفاد من الحديث الصحيح الذي دعا فيه رسول الله ? بقوله: أعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً وأعوذ بك أن أموت لديغاًً ... الحديث. (رواه أحمد في المسند رقم 8652 عن أبي هريرة وأبي اليسر الأنصاري واسمه كعب بن عمرو ومثله عند أبي داود 1549 والنسائي 5546 وسنده صحيح) وهو بمفهومه يدل على أن الشيطان يتخبط الإنسان عند الموت فيحاول جاهداً أن يصده عن السبيل، وأن يختم له بسوء في ختام عمره .. قال في عون المعبود: (يتخبطني الشيطان عند الموت) هو إبليس أو أحد أعوانه .. وقيل التخبط الإفساد والمراد إفساد العقل والدين، وتخصيصه بقوله (عند الموت) لأن المدار على الخاتمة. وقال القاضي: أي من أن يمسني الشيطان بنزعاته التي تزل الأقدام وتصارع العقول والأوهام. وأصل التخبط أن يضرب البعير الشيء بخف يده فيسقط. قال الخطابي استعاذته عليه السلام من تخبط الشيطان عند الموت هو أن يستولي عليه الشيطان عند مفارقته الدنيا فيضله ويحول بينه وبين التوبة أو يعوقه عن إصلاح شأنه والخروج من مظلمة تكون قبله أو يؤيسه من رحمة الله تعالى أو يكره الموت ويتأسف على حياة الدنيا فلا يرضى بما قضاه الله من الفناء والنقلة إلى دار الآخرة فيختم له بسوء ويلقى الله وهو ساخط عليه. وقد روي أن الشيطان لا يكون في حال أشد على ابن ادم منه في حال الموت يقول لأعوانه دونكم هذا فإنه إن فاتكم اليوم لم تلحقوه بعد اليوم (لم يصح حديث في هذا المعنى وقد ذكره ابن الجوزي في الثبات عند الممات وأشار إلى رفعه) نعوذ بالله من شره ونسأله أن يبارك لنا في ذلك المصرع وأن يختم لنا ولكافة المسلمين بخير .. اهـ من عون المعبودوقال المناوي في فيض القدير: وهذا تعليم للأمة فإن شيطانه (أي شيطان النبي صلى الله عليه وسلم) أسلم (قيل في معناها: أسلم الشيطان وقيل: يسلم النبي من شره) ولا تسلط له ولا لغيره عليه بحال وسائر الأنبياء على هذا المنوال. اهوقال الذهبي في السير: وفي جزء محمد بن عبد الله بن علم الدين سمعناه قال: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: لما حضرت أبي الوفاة جلست عنده وبيدي الخرقة لأشد بها لحييه فجعل يغرق ثم يفيق ثم يفتح عينيه ويقول بيده هكذا: لا بعد، لا بعد ثلاث مرات فلما كان في الثالثة قلت يا أبت أي شيء هذا الذي لهجت به في هذا الوقت؟ فقال يا بني ما تدري؟ قلت: لا، قال: إبليس لعنه الله قائم بحذائي وهو عاض على أنامله يقول يا أحمد فتني؟ وأنا أقول: لا بعد حتى أموت. ثم عقب الإمام الذهبي قائلاً: فهذه حكاية غريبة تفرد بها ابن علم فالله أعلم. (انظر سير النبلاء للذهبي 9/ 559 ترجمة رقم 1876 فصل مرض الإمام أحمد، وفي ترجمة ابن علم (محمد بن عبد الله بن عمورية) راوي القصة قال: حكايته- هذه- لا تعد منكرة) فالواجب على المرء أن يجاهد الشيطان ما استطاع اليه سبيلا إذ إنه واجب أمر به الله عزوجل .. فلا يجعل نفسه طائعة للشيطان بل عليه ان يضعف الملعون حتى إذا دنا الأجل واقترب الرحيل قوي ايمان المؤمن وثبت على الايمان عند الممات .. وقد جاء في المسند 2/ 380 قال الإمام أحمد: حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن المؤمن لينضي شياطينه كما ينضى أحدكم بعيره في السفر. (الحديث ضعفه الأرنؤوط في تعليقه على المسند والهيثمي في المجمع من أجل أن ابن لهيعة سيء الحفظ مع أن رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة صالحة ... ولذلك حسنه الألباني في الصحيحة رقم 3586 فالله أعلم) قال في فيض القدير: (إن المؤمن ينضي شيطانه) أي يهزله ويجعله نضوا أي مهزولا لكثرة إذلاله له وجعله أسيرا تحت قهره وتصرفه ومن أعز سلطان الله أعزه الله وسلطه على عدوه فظهر أن المؤمن لا يزال ينضي شيطانه (كما ينضي أحدكم بعيره في السفر) لأنه إذا عرض لقلبه احترز عنه بمعرفة ربه وإذا اعترض لنفسه وهي شهواته احترز بذكر الله فهو أبدا ينضوه فالبعير يتجشم في سفره أثقال حمولته فيصير نضوا لذلك وشيطان المؤمن يتجشم أثقال غيظه منه لما يراه من الطاعة والوفاء لله فوقف منه بمزجر الكلب في ناحية وأشار بتعبيره (لينضي) دون (يهلك) ونحوه إلى أنه لا يتخلص أحد من شيطانه ما دام حيا فإنه لا يزال يجاهد القلب وينازعه والعبد لا يزال يجاهده مجاهدة لا آخر لها إلى الموت .. لكن المؤمن الكامل يقوي عليه ولا ينقاد له ومع ذلك لا يستغني قط عن الجهاد والمدافعة ما دام الدم يجري في بدنه فإنه ما دام حيا فأبواب الشياطين مفتوحة إلى قلبه لا تنغلق وهي الشهوة والغضب والحدة والطمع وغيرها .. قال رجل للحسن يا أبا سعيد أينام إبليس فتبتسم وقال لو نام لوجدنا راحة .. فلا خلاص للمؤمن منه لكنه بسبيل من دفعه وتضعيف قوته وذلك على قدر قوة إيمانه ومقدار إيقانه .. قال قيس بن الحجاج قال لي شيطان دخلت فيك وأنا مثل الجزور وأنا الآن كالعصفور قلت ولم ذا؟ قال أذبتني بكتاب الله. وأهل التقوى لا يتعذر عليهم سد أبواب الشياطين وحفظها بحراسة الأبواب الظاهرة والطرق الخلية التي تفضي إلي المعاصي الظاهرة وإنما يتعثرون في طرقه الغامضة .. اهـ من فيض القدير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/204)
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 08:14 م]ـ
كلام طيب وقد وعظت فابلغت جزاكم الله خيرا(47/205)
أريد من الإخوة أن يساعدوني بمقال حول (التوفيق بين الفلسفة والدين)
ـ[أحمدولفيلح]ــــــــ[25 - 02 - 08, 09:53 م]ـ
أريد من الإخوة أن يساعدوني بمقال حول (التوفيق بين الفلسفة والدين)
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[26 - 02 - 08, 12:25 ص]ـ
انظر بغية المرتاد لشيخ الإسلام ابن تيمية (المعروفة بالسبعينية) وانظر مقدمة التحقيق لموسى الدويش.
ـ[الديولي]ــــــــ[28 - 02 - 08, 05:34 م]ـ
فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال لإبن رشد(47/206)
طه جابر علواني - بين عقل البدعة وبدعة العقل
ـ[كتبي]ــــــــ[26 - 02 - 08, 06:36 ص]ـ
طه جابر علواني - بين عقل البدعة وبدعة العقل
للشيخ الفاضل: طارق عبد الحليم
ـ[كتبي]ــــــــ[26 - 02 - 08, 06:38 ص]ـ
(1)
آخر من الآخرين، ومثال من التائهين، وعََلَمَ من البدعيين مشين، تسمع لكلامه وتطالع كتاباته فتظن للوهلة الأولى أنك أمام رجل ينافح عن الإسلام وينصر دين الله الذي أرسل به محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن زيف نقده ظاهر للصيرفيّ العليم بمضارب البدعة ومذاهب الضلال ومناحي الإنحراف، يُقدم سُمّه مخلوط بدسم التجديد والشمولية والإستدلال وما إلى ذلك من معانٍ لا تغنى من جوع إلا إن عُرّفت حدودها وقُيدت مطلقاتها. طه جابر علواني، مدير معهد الفكر الإسلامي "الإعتزالي" بواشنطن.
والرجل، ومعهده، من أركان الإعتزال وناشطى البدعة في عصرنا الحاضر. والحديث عن البدعة، كما ذكرنا في مقدمة كتابنا عن المعتزلة [1]، ليس ترفا فكرياً أو أثراً من آثار الماضى، بل هو واقع نعيشه ونتجرّعُ غُصَصَه ونعاني من آثاره من رجالات الإعتزال كمحمد عابد الجابري ومحمد عمارة وطه علواني.
وقد بدأ موقع "إسلام اون لاين [2] " نشر لقاءات مع طه يتحدث فيها عن معالم نظرية فكرية جديدة لمراجعة التراث الإسلامي! وهذا هو ديدن هؤلاء، يدْعون إلى المراجعة والتبديل والتغيير وكأن دين الله وحكمه وشرعه قام في أرضنا، وثبت بالتجربة عدم صلاحيته وضرورة تجديده ومراجعة عناصره!
وقد اتضح من الحلقتين الصادرتين أن الرجل لم يغيّر منهجه الإعتزاليّ في الإعتداء على السنة وإنكار حجيتها والتعدى على مكانتها من التشريع الإسلاميّ، وهو، كبقية البدعيين، يرى في نفسه عالماً مجدِداً رافعا لشعار العصرية في زمنه، وأنّ الإسلام الذي استقر عليه المسلمون عامتهم وعلمائهم من أهل السنة والجماعة يحتاج إلى عقله الواعي المجدد ليقرر ما يقرر وينفي ما ينفى ويمحو ما يشاء ويثبت من ثوابت العقيدة أو مقررات الشريعة وأصولها. والرجل لا يعلم أن دعوته قديمة قدم الدولة الأموية، فليس لها بالتجديد والجدّة نصيب، وأن أسلافه ومشايخه الذين سبقوه وانقطع بهم الطريق من أمثال واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وثمامة بن الأشرس وغيرهم من رجالات الإعتزال لم يكن لهم نصيب من الشهرة إلا في دائرة من هم على طريقهم قديما وحديثاً.
وسنبين في هذا السلسلة من المقالات خطل ما ذهب اليه طه في حديثه، فالرجل يتخبط فيما يحاوله تخبط التائه الحائر، فمن جهة يحاول جاهدا أن ينكر أنه منكر للسنة أو جاحد لحجيتها، ومن جهة أخرى يردّ السنة رداً صريحاً بل ويخلو استشهاده من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما يدل على مذهبه الأعوج بجهة العموم. والرجل يستشهد بالشافعي وينسى أن الشافعي هو ناصر السنة ومؤسس أصول الفقه التي يبغي الخروج من حدودها. كذلك سنوضح بطريق مجمل ما بيناه من قبل من أصول مذهب الإعتزال ليعلم القارئ أن منهج هؤلاء واحد وأنهم وأسلافهم ضالون حائدون عن الجادة التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلا يغرّنك قوله "نعم .. السنة حجة لا يمكن الاستغناء عنها .. كيف يمكن الاستغناء عنها؟ "! إذ يبين بعدها – بخبث معهود – أنّ الأمر يتعلق بمفهوم السنة التي يعتبرها حجة!! إذن فالسنة كما نعرفها وعرفها المسلمون على مدى تاريخنا ليست هي الحجة التي لا يمكن الإستغناء عنها!! بهذا الإلتواء يعالج هؤلاء السمّ الذي يخلطونه بالدسم وكأنهم فاتحون في مجال الفكر الإسلاميّ!!
وأول ما سنبدأ به ما جاء في الحديث عن " مشروع مراجعة التراث الإسلامي" ومفردات ما ذكر من:
قضية ختم النبوة ونزول المهديّ والمسيح عليه السلام.
مفهوم تداخل الأديان
مفهوم السنة وإنكار استقلاليتها بمحاولة إدخالها تحت القرآن وإنكار أنها الحكمة.
وإلى تكملة إن شاء الله تعالى.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] المعتزلة بين القديم والحديث، مقدمة ص5: http://www.tariqabdelhaleem.com/book.php?cat=1
[2] ولا نعلم الفائدة التي يرجوها "إسلام اون لين" من نشر هذه الترهات الخبيثة!
ـ[كتبي]ــــــــ[26 - 02 - 08, 06:39 ص]ـ
(2)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/207)
وبادئ ذي بدء، نقرر أنّنا لا نعترض على أن يناقش الرجل موضوع المهديّ من الوجهة الحديثية، أو أن يضعّف أو يصحح ما جاء فيه طالما أنه يسير على طريق منهجيّ في هذا الأمر، وطالما أن لديه الأدوات اللازمة لهذا اللون من النقد. لو أنه تحدث عن زيدٍ أبا الحوارى (أو بن الحوارى)، المعروف بزيد العَميّ، أحد رواه حديث أبي داود المعروف عن المهدي، وتضعيف بعض أئمة الحديث له لكان خيراً له ولما أثار حنقاً أو إعتراضاً، ولكن الرجل لا يأبه بضعف سند أو صحته، ولا بما أورد البخاري أو مسلم، بل لا يأبه بمنهج أهل السنة والمحدثين في نقد الحديث جملة وتفصيلاً، إنما هو يَِقْدُم إلى هذا المجال بمنهج قديم جديد كما ذكرنا، يضعه تحت عنوان "مراجعة التراث"، ويخرج بتعريف جديد للسنة ويسميها "السنة القرآنية". وهو عرض جديد لمذهب الإعتزال القديم الذي ينكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ورد بطريق الآحاد.
ويتلخص مذهب هؤلاء فيما أطلقوا عليه الأصول الخمسة وهي "العدل" ويعنى نفي القدر وأنّ العبادَ خالقون لأفعالهم دون الله سبحانه،، و"التوحيد" ويعنون به نفي صفات الله سبحانه الثابتة، و"المنزلة بين المنزلتين" وتعنى أنّ العاصى ليس بمسلم ولا بكافر!، "ومبدأ "الوعد والوعيد" وهو أن الله سينفذ وعده ووعيده، ونظرية "الصالح والأصلح" وتعنى أن الله سبحانه لا يفعل إلا الصالح لعباده ولا يفعل الشر بل ولا يقدر علي فعله! ثم قاعدة "التحسين والتقبيح العقلي" وتعنى أنّ الأشياء بها حسن وقبح ذاتيين لا تحتاج إلى تشريع لإثبات حسنها أو قبحها.
وهذه القواعد الإعتزالية قد قضت على أصحابها نهجاً معيّناً في النظر إلى نصوص الشريعة ليمكن لهم إثباتها، ومن هذا النهج إنكار غالب ما ورد من حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوى أنها أحاديث آحاد [1]، ولهذا لم يقيموا وزناً لما رواه البخاري أو مسلم أو ما سحّ من سند أو ضعف كما ذكرنا، إذ إن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة لا تقرّ لهم بما أرادوا، فما كان منهم إلا أن ردّوها بزعم معارضتها للعقل، ولا نعلم عقل من بالذات، إذ العقل ليس بكائن خارجيّ متفرد يقبع على رفّ من الرفوف في برج عاجيّ يقبل ويرفض، بل هو عقل من يتحدث ويقبل ويرفض، لا أكثر ولا أقلّ. فإسباغ صفة القدسية عليه بتجريده عن حامله أولا وبإطلاقه عن الموجودات ثانيا خطأ منهجي وقع فيه الكثيرون على مدار القرون. ومنهم، وأرى أنّ صاحبنا طه من هؤلاء رغم إنكاره لذاك، من أنكر حدبث رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوى أنها تعارض القرآن، وأنّ المصدر الأصلي للتشريع والعقائد هو النصّ القرآني وحده، ولم يخطر لهم أن القرآن قد نص على ضرورة إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتداءاً في قوله تعالى: "ومن يطع الرسول فقد أطاع الله" إذ إن ذلك يقتضى طاعة مستقلة لله سبحانه وللرسول صلى الله عليه وسلم وإلا كانت الآية تقول أن من أطاع الرسول فيما أمر الله فقد أطاع الله! وهو معنى مفروغ منه لا يستدعى نصّاً قرآنياً لمن عنده عقل! ولم نرد إلى الإشارة إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي وأبي داود وأحمد: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَابِرٍ اللَّخْمِيِّ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " اَلاَ هَلْ عَسَى رَجُلٌ يَبْلُغُهُ الْحَدِيثُ عَنِّي وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أريكته فَيَقُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَلاَلاً اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَرَامًا حَرَّمْنَاهُ وَاِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ " الرواية للترمذي. [2]
وهذا النهج في النظر إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وردهّ بما يُظن أنه معارض له من كتاب الله هو ما سنتحدث عنه فيما يأتي من مقال إن شاء الله تعالى.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] حديث الآحاد في مصطلح الحديث هو الذى رواه آحاد الرواة الذين لم يبلغ عددهم حدّ التواتر، ولا يعنى كما يظن البعض أنه روى عن واحد فقط. ومما يجب أن يذكر هنا أن مفردات حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت كلها تشريع وهو ما يستحيل عقلاً أن يجعل كلّ أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم معروضة على جمع وفير يصل حدّ التواتر وإلا كان يلزمه صلى الله عليه وسلم أن يحيا حياته معروضة على الناس أجمعين بل هو كما صح عن عائشة رضى الله عنها فيما رواه الترمذي: أنها قيل لها: ماذا كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؟ قالت: كان بشرا من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه،وهو حديث صالح الإسناد، أخرجه الترمذي في كتاب "الشمائل"! ولمّا كان العقل – ذات العقل الذي يدعيه هؤلاء نبراساً لهم – يقرّ أنّ خبر الآحاد مقبول صحيح إن صدق رواته ودقتهم في النقل.
[2] والحديث حسن لغيره وله شاهد عند أبي داود إذ الحسن بن جابر اللخمي وعبد الرحمن بن أبي عوف مستورى الحال. والحديث عند أحمد بسند صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/208)
ـ[كتبي]ــــــــ[26 - 02 - 08, 06:41 ص]ـ
(3)
ونبدأ بذكرٍ مختصرٍ لما يراه أهل السنة في تلك الأصول الخمسة التي يدندن حولها من يدّعى العقل والعقلانية. فمبدأ "العدل" لا يعنى عند السنة إنكار القدر الإلهي، بل يعنى أن الله سبحانه حين يقدّر، يقع قدَرُه وفق العدل المطلق وإن لم نتمكن من رؤيته آنياً. والله سبحانه "خالق كلّ شيئ" خيره وشرّه، حُلوه ومرّه، وخلقه فتنة للناس خيره وشره، حُلوه ومرّه حسب قدره الشرعيّ سبحانه، وأفعال العباد هي من قدره الكونيّ الذي لا يهيمن علي كلّ موجودات الكون بما فيها أفعال العباد، فلا يفعل عبد فعلاً إلا ضدّ إرادة الله سبحانه، وإن كان شراً فالله لا يرضاه كما قال "ولا يرضى لعباده الكفر" وإن ترك العبد يفعله كان قد وقع تحت المشيئة الكونية لا خارجها. أما عن "التوحيد" فيعنى عند أهل السنة توحيد الله في ربوبيته بلا شريك ولا ولد، وتوحيده في العبودية له فلا حكم إلا حكمه ولا ولاء ولا نسك إلا له سبحانه. أمّا عن أسمائه وصفاته فهي ثابتة على ما وصفه سبحانه على لسان رسله نثبت منها ما أثبت كالعلم والسمع والبصر والحياة واليد والوجه والغضب والرضا، وننفي عنه ما نفاه عن نفسه كالشريك والنظير ونسب البنات والجن والملائكة. أما عن "المنزلة بين المنزلتين" فلا أصل لها إذ إن العاصي المسلم لا يكفر ولا يخلد في النار خلود الكافر المشرك، بل هو في نار الموحدين إلى أن يأذن الله بدخوله الجنة إن كان على التوحيد. والله سبحانه يفعل الصالح لعباده وإن كان قادراً على كلّ شيئ بلا استثناء. أما عن "التحسين والتقبيح" فإن أهل السنة يؤمنون بأنّ الله سبحانه قد خلق في الشياء حسنا وقبحا أصلياً ولكنّ هذا الحسن والقبح قد لا يُدْرَك في بعض الأحيان بمجرد العقل والفطرة، وإنما الشرع هو الحاكم في هذا الأمر، فيؤكد ما استقرت عليه الفطر وما هدى اليه العقل. ذلك هو ما ذهب اليه أهل السنة في تلك الأصول البدعية التي تناسب أغراض المعتزلة.
ثم، عودة إلى ما قال طه علواني، فقد ورد الحديث بمعناه عن مسلم وأبي داود وأحمد. ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ يَقْسِمُ الْمَالَ وَلَا يَعُدُّهُ
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ قَالَ زَائِدَةُ فِي حَدِيثِهِ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ثُمَّ اتَّفَقُوا حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي زَادَ فِي حَدِيثِ فِطْرٍ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا وَقَالَ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ لَا تَذْهَبُ أَوْ لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي. رواه أَبُو دَاوُد
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَهْدِيُّ مِنِّي أَجْلَى الْجَبْهَةِ أَقْنَى الْأَنْفِ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ - رواه أبو داود
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ مِنْ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ فَإِنْ طَالَ عُمْرُهُ أَوْ قَصُرَ عُمْرُهُ عَاشَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا وَتُمْطِرُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا - رواه أحمد
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تُمْلَأُ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي يَمْلِكُ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا - رواه أحمد
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَمْتَلِئَ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا قَالَ ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا - رواه أحمد
وما جاء في مسلم، وهو مقطوع له بالصحة عند أهل السنة حسب قواعد الحجيث التي لا يأبه بها طه وأمثاله، وإن لم يصرّح فيه بالمهديّ إلا إنه يعضد ما رواه ابو داود وأحمد بلا خلاف.
وقد صحّح حديث الخليفة المهديّ جهابزة علماء السنة كابن القيم في "المنار المنيف" والجلال السيوطي في "الحاوى للفتاوى" وبن كثير في "النهاية" وبن حجر في "الصواعق المرسلة" والآلوسي في "غالية المواعظ" والشوكاني في " التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح"، كما وردت أحاديثه عن مسلم وأبي داود والترمذي وأحمد وبن ماجة والطبراني وبن أبي شيبة وغيرهم.
والخليفة المهدي عند أهل السنة ليس هو مهديّ الشيعة الذي يتمحك بذكره طه العلواني ليلفت السنة عن صحيحها، كما سنبين فيما يأتي من قول إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/209)
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[06 - 03 - 08, 05:54 ص]ـ
انا وضعت سؤال ولم يصلني الرد
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=12425&highlight=%CC%C7%C8%D1(47/210)
دلالة العقل على ثبوت الأسماء والصفات (ابن القيم)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[26 - 02 - 08, 09:40 ص]ـ
البابُ العاشرُ: في بيانِ دَلالةِ العقلِ على ثبوتِ الأسماءِ والصِّفَاتِ
(إنَّهُ ليسَ في القرآنِ صفةٌ إلاَّ وقدْ دلَّ العقلُ الصريحُ على إثباتِها للَّهِ، فقدْ توَاطَأَ عليها دليلُ العقلِ ودليلُ السمعِ، فلا يمكنُ أنْ يُعَارَضَ بثُبُوتِها دليلٌ صحيحٌ البتَّةَ, لا عقليٌّ ولا سمعيٌّ، بلْ إنْ كانَ المعارِضُ سمعيًّا كانَ كذباً مُفْتَرًى أوْ ممَّا أخطأَ المعارِضُ في فهمِهِ، وإنْ كانَ عقلِيًّا فهوَ شُبَهٌ خياليَّةٌ وهميَّةٌ , لا دليلٌ عقليٌّ برهانيٌّ.
واعلمْ أنَّ هذهِ دعوى عظيمةٌ يُنكرُها كلُّ جهميٍّ ونافٍ وفيلسوفٍ وقُرْمُطِيٍّ وباطنيٍّ، ويعرفُها مَنْ نَوَّرَ اللَّهُ قلبَهُ بنورِ الإيمانِ، وباشرَ قلبُهُ معرفةَ الذي دعَتْ إليهِ الرسلُ، وأقَرَّتْ بهِ الفِطَرُ، وشَهِدَتْ بهِ العقولُ الصحيحةُ المستقيمةُ لا المنْكُوسَةُ الموْكُوسَةُ التي نَكَّسَتْ قلوبَ أصحابِها، فرَأَت الحقَّ باطلاً والباطلَ حقًّا والهُدَى ضلالةً، والضلالةَ هُدًى، وقدْ نبَّهَ اللَّهُ سُبحانَهُ في كتابِهِ على ذلكَ، وأرشدَ إليهِ، ودلَّ عليهِ في غيرِ موضعٍ منهُ، وبيَّنَ أنَّ ما وصَفَ بهِ نفسَهُ هوَ الكمالُ الذي لا يَسْتَحِقُّهُ سواهُ، فجاحِدُهُ جاحدٌ لكمالِ الربِّ، فإنَّهُ يُمْدَحُ بكلِّ صفةٍ وصفَ بها نفسَهُ، وأثنى بها على نفسِهِ، ومجَّدَ بها نفسَهُ، وحَمِدَ بها نفسَهُ، فذَكَرَها سُبحانَهُ على وَجْهِ المِدْحَةِ لهُ والتعظيمِ والتمجيدِ، وتعَرَّفَ بها إلى عبادِهِ، ليعرِفُوا كمالَهُ وعظمتَهُ ومجدَهُ وجلالَهُ، وكثيراً ما يذْكُرُها عندَ ذِكْرِ آلهتِهِم التي عبدُوها منْ دونِهِ، وجعلُوها شركاءَ لهُ، فيذكرُ سُبحانَهُ منْ صفاتِ كمالِهِ، وعُلُوِّهِ على عرشِهِ، وتكَلُّمِهِ، وتكليمِهِ، وإحاطةِ علمِهِ، ونفوذِ مشيئتِهِ ما هوَ مُنْتَفٍ عنْ آلهتِهم، فيكونُ ذلكَ منْ أدلِّ الدليلِ على بُطلانِ إلهيَّتِها وفسادِ عبادَتِها منْ دُونِهِ، ويذكرُ ذلكَ عندَ دعوَتِهِ عبادَهُ إلى ذكرِهِ وشكرِهِ وعبادتِهِ.
فيَذْكُرُ لهم منْ أوصافِ كمالِهِ، ونعوتِ جلالِهِ ما يجْذِبُ قلوبَهُم إلى المبادرةِ إلى دعوتِهِ، والمسارعةِ إلى طاعتِهِ، والتنافسِ في القربِ منهُ، ويذْكُرُ صفاتِهِ أيضاً عندَ ترغيبِهِ لهم، وترهيبِهِ، وتخويفِهِ، ليُعَرِّفَ القلوبَ مَنْ تخافُهُ وترجُوهُ، وترْغَبُ إليهِ، وترهَبُ منهُ، ويذكرُ صفاتِهِ أيضاً عندَ أحكامِهِ وأوامرِهِ ونواهِيهِ، فقلَّ أنْ تجدَ آيَةَ حُكْمٍ منْ أحكامِ المكلَّفِينَ إلاَّ وهيَ مُخْتَتَمَةٌ بصفةٍ منْ صفاتِهِ أوْ صفتيْنِ.
وقدْ يَذْكُرُ الصفةَ في أوَّلِ الآيَةِ ووسَطِها وآخرِها، كقولِهِ:
(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)
[المجادلة: 1].
فيذْكُرُ صفاتِهِ عندَ سؤالِ عبادِهِ لرسولِهِ عنهُ، ويذْكُرُها عندَ سؤالِهم لهُ عنْ أحكامِهِ، حتَّى إنَّ الصلاةَ لا تنعقدُ إلاَّ بذِكْرِ أسمائِهِ وصفاتِهِ، فذِكْرُ أسمائِهِ وصفاتِهِ رُوحُها وسِرُّها، يصْحَبُها منْ أوَّلِها إلى آخرِها، وإنَّما أمرَ بإقامَتِها ليُذْكَرَ بأسمائِهِ وصفاتِهِ، وأمرَ عبادَهُ أنْ يسأَلُوهُ بأسمائِهِ وصفاتِهِ، ففتحَ لهم بابَ الدعاءِ رَغَباً ورَهَباً ليَذْكُرَهُ الداعي بأسمائِهِ وصفاتِهِ، فيتوسَّلَ إليهِ بها، ولهذا كانَ أفضلَ الدعاءِ وأجوَبَهُ ما توَسَّلَ فيهِ الداعي إليهِ بأسمائِهِ وصفاتِهِ، قالَ اللَّهُ تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف: 180].
وكانَ اسمُ اللَّهِ الأعظمُ في هاتيْنِ الآيتيْنِ: آيَةِ الكرسيِّ، وفاتحةِ آلِ عمرانَ ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1))؛ لاشتمالِهما على صفةِ الحياةِ المُصَحِّحَةِ لجميعِ الصِّفَاتِ، وصفةِ القَيُّوميَّةِ المتضمِّنَةِ لجميعِ الأفعالِ، ولهذا كانتْ سَيِّدَةَ آيِ القرآنِ وأفضلَها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/211)
ولهذا كانتْ سورةُ الإخلاصِ تعْدِلُ ثلثَ القرآنِ ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2))؛ لأنَّها أُخْلِصَتْ للخبرِ عن الربِّ تعالى، وصفاتِهِ دونَ خلقِهِ، وأحكامِهِ، وثوابِهِ، وعقابِهِ.
وسمِعَ النبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رَجُلاً يدْعُو: (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّكَ أنتَ اللَّهُ الذي لا إلهَ إلاَّ أنتَ المنَّانُ، بديعُ السماواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ يا حيُّ يا قيُّومُ)، وسَمِعَ آخرَ يدْعُو: (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنِّي أشهدُ أنَّكَ أنتَ اللَّهُ الذي لا إلهَ إلاَّ أنتَ الأحدُ الصمدُ الذي لمْ يلِدْ ولمْ يُولَدْ ولمْ يكُنْ لهُ كُفُواً أحدٌ)، فقالَ لأحدِهِما: ((لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى)) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3))، وقالَ للآخرِ: ((سَلْ تُعْطَهْ)) ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4))، وذلكَ لما تضمَّنَهُ هذا الدعاءُ منْ أسماءِ الربِّ وصفاتِهِ.
وأحبُّ ما دعاهُ الداعي بهِ أسماؤُهُ وصفاتُهُ، وفي الحديثِ الصحيحِ عنهُ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- أنَّهُ قالَ: ((مَا أَصَابَ عَبْداً قَطُّ هَمٌّ وَلا حُزْنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي وَغَمِّي إِلاَّ أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحاً “، قالُوا: أَفَلا نَتَعَلَّمُهُنَّ يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: “ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ يَسْمَعُهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ)) ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn5)).
وقدْ نبَّهَ سُبحانَهُ على إثباتِ صفاتِهِ وأفعالِهِ بطريقِ المعقولِ، فاستيْقَظَتْ لتنبيهِهِ العقولُ الحيَّةُ، واستمرَّتْ على رِقْدَتِها العقولُ المَيْتَةُ، فقالَ اللَّهُ تعالى في صفةِ العلمِ: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) [الملك: 14]؛ فتأمَّلْ صحَّةَ هذا الدليلِ، معَ غايَةِ إيجازِ لفظِهِ واختصارِهِ.
وقالَ سُبحانَهُ: (أفمن يخلق كمن لا يخلق) [النحل: 17]. فما أصحَّ هذا الدليلَ، وما أوْجَزَهُ!!
وقالَ تعالى: في صفةِ الكلامِ: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا) [الأعراف: 148]. نبَّهَ بهذا الدليلِ على أنَّ مَنْ لا يُكَلِّمُ ولا يَهْدِي لا يَصْلُحُ أنْ يكونَ إلهاً، وكذلكَ قولُهُ في الآيَةِ الأخرى عن العجلِ: (أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا) [طه: 89]. فجعلَ امتناعَ صفةِ الكلامِ والتكليمِ، وعدمَ ملكِ الضرِّ والنفعِ دليلاً على عدمِ الإلهيَّةِ، وهذا دليلٌ عقليٌّ سمعيٌّعلى أنَّ الإلهَ لا بُدَّ أنْ يُكَلِّمَ ويتكلَّمَ ويملكَ لعابدِهِ الضرَّ والنفعَ، وإلاَّ لمْ يكُنْ إلهاً.
وقالَ: (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) [البلد: 8 - 10]. نبَّهَكَ بهذا الدليلِ العقليِّ القاطعِ أنَّ الذي جعلَكَ تُبْصِرُ وتتكلَّمُ وتعلَمُ أوْلَى أنْ يكونَ بصيراً متكلِّماً عالماً، فأيُّ دليلٍ عقليٍّ قطعيٍّ أقوى منْ هذا وأبينُ وأقربُ إلى المعقولِ؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/212)
وقالَ تعالى في آلهةِ المشركينَ المعطِّلينَ: (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا) [الأعراف: 195]، فجعلَ سُبحانَهُ عدمَ البطشِ والمشيِ والسمعِ والبصرِ دليلاً على عدمِ إلهيَّةِ مَنْ عُدِمَتْ فيهِ هذهِ الصِّفَاتُ، فالبطشُ والمشيُ منْ أنواعِ الأفعالِ، والسمعُ والبصرُ منْ أنواعِ الصِّفَاتِ.
وقدْ وصَفَ نفسَهُ سُبحانَهُ بضدِّ صفةِ أربابِهم، وبضدِّ ما وصَفَهُ بهِ المُعَطِّلَةُ والجهمِيَّةُ، فوصفَ نفسَهُ بالسمعِ والبصرِ والفعلِ باليدَيْنِ والمجيءِ والإتيانِ، وذلكَ ضدُّ صفاتِ الأصنامِ التي جعلَ امتناعَ هذهِ الصِّفَاتِ عليها مُنافياً لإلهيَّتِها.
فتأمَّلْ آياتِ التوحيدِ والصِّفَاتِ في القرآنِ على كثْرَتِها وتفنُّنِها واتِّسَاعِها وتنوُّعِها كيفَ تجدُها كلَّها قدْ أثبتَت الكمالَ للموصوفِ بها، وأنَّهُ المتفرِّدُ بذلكَ الكمالِ؟ فليسَ لهُ فيهِ شَبَهٌ ولا مثالٌ، وأيُّ دليلٍ في العقلِ أوضحُ منْ إثباتِ الكمالِ المُطْلَقِ لخالقِ هذا العالمِ ومُدَبِّرِهِ، وملكِ السَّماوَاتِ والأرضِ وقيُّومِها، فإِذَا لمْ يكُنْ في العقلِ إثباتُ جميعِ أنواعِ الكمالِ لهُ فأيُّ قَضِيَّةٍ تَصِحُّ في العقلِ بعدَ هذا، ومَنْ شَكَّ في أنَّ صفةَ السمعِ، والبصرِ، والكلامِ، والحياةِ، والإرادةِ، والقدرةِ، والغضبِ، والرضا، والفرحِ، والرحمةِ، والرأفةِ كمالٌ، فهوَ مِمَّنْ سُلِبَ خاصَّةَ الإنسانيَّةِ، وانسلخَ من العقلِ، بلْ مَنْ شَكَّ أنَّ إثباتَ الوجهِ واليدَيْنِ وما أثبَتَهُ لنفْسِهِ معهما كمالٌ، فهوَ موؤُوفٌ مُصَابٌ في عقلِهِ، ومَنْ شكَّ أنَّ كونَهُ يفعلُ باختيارِهِ ما يشاءُ، ويتكَلَّمُ إذا شاءَ وينزلُ إلى حيثُ شاءَ ويجيءُ إلى حيثُ شاءَ كمالٌ، فهوَ جاهلٌ بالكمالِ، والجامدُ عندَهُ أكملُ من الحيِّ الذي تقومُ بهِ الأفعالُ الاختياريَّةُ.
- كما أنَّ عندَ شقيقِهِ الجهميِّأنَّ الفاقدَ لصفاتِ الكمالِ أكملُ من الموصوفِ بها.
- كما أنَّ عندَ أُسْتَاذِهِما وشيخِهِما الفيلسوفِ أنَّ مَنْ لا يسمعُ، ولا يُبصرُ ولا يعلمُ، ولا لهُ حياةٌ، ولا قدرةٌ، ولا إرادةٌ، ولا فعلٌ، ولا كلامٌ، ولا يُرسِلُ رسولاً، ولا يُنزِلُ كتاباً، ولا يتصرَّفُ في هذا العالمِ بتحويلٍ وتغييرٍ، وإزالةٍ ونقلٍ، وإماتةٍ وإحياءٍ أكملُ ممَّنْ يتَّصِفُ بذلكَ.
فهؤلاءِ كلُّهم قدْ خالَفُوا صريحَ المعقولِ، وسلَبُوا الكمالَ عمَّنْ هوَ أحقُّ بالكمالِ منْ كلِّ ما سواهُ، ولمْ يكْفِهم ذلكَ حتَّى جعلوا الكمالَ نقصاً، وعدَمَهُ كمالاً، فعكَسُوا الأمرَ، وقلَبُوا الفِطَرَ، وأفسدُوا العقولَ.
فتأمَّلْ شُبَهَهم الباطلةَ، وخيالاتِهِم الفاسدةَ التي عارَضُوا بها الوحيَ هلْ تُقَاوِمُ هذا الدليلَ الدَّالَّ على إثباتِ الصِّفَاتِ والأفعالِ للربِّ سُبحانَهُ؟ ثمَّ اخْتَرْ لنفسِكَ بعدُ ما شِئْتَ.
وهذا قطرةٌ منْ بحرٍ نبَّهْنَا بهِ تنبيهاً يَعلمُ بهِ اللبيبُ ما وراءَهُ وإلاَّ فلوْ أعطَيْنَا هذا الموضعَ حقَّهُ –وهيهاتَ أنْ يَصِلَ إلى ذلكَ عِلْمُنا أوْ قُدْرَتُنا – لكتَبْنَا فيهِ عِدَّةَ أسفارٍ ... واللَّهُ المستعانُ، وبهِ التوفيقُ) ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn6)).
([1]) إشارة إلى حديث رواه الإمام أحمد (27064): قال: حدثنا محمد بن بكر , أخبرنا عبيد اللَّه بن أبي زياد , قال: حدثنا شهر بن حوشب , عن أسماء بنت يزيد , قالت: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول في هاتين الآيتين: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) و (الم (1) الله لا إله إلا هو الحي القيوم) إن فيهما اسم اللَّه الأعظم.
وفيه شهر بن حوشب مختلف فيه؛ تركه يحيى بن سعيد القطان , وشعبة , وابن عون , وطعنا فيه.
ووثقه يحيى بن معين، وقال البخاري: حسن الحديث. وقال الإمام أحمد وأبو زرعة: ليس به بأس. على أن للحديث شاهداً عند ابن ماجه (3899) في كتاب الدعاء/ باب اسم اللَّه الأعظم , من حديث القاسم , عن أبي أمامة مقطوعاً ومرفوعاً.
وعند الدارمي في كتاب فضائل القرآن (3393) من طريق جابر عن أبي الضحى , عن مسروق , عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه مرفوعاً.
([2]) إشارة إلى حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه , وقد أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن / باب فضل (قل هو الله أحد) (5014) والنسائي في كتاب الافتتاح / باب الفضل في قراءة (قل هو الله أحد) (994) , وأبو داود في كتاب الصلاة / باب في سورة الصمد (1461).
وفي الباب أحاديث أخر عن أبي هريرة , وأنس بن مالك , وأبي أيوب الأنصاري , وأبي مسعود , وأبي الدرداء , وغيرهم رضي اللَّه عنهم.
([3]) رواه الإمام أحمد (11795) , والترمذي في كتاب الدعوات / باب خلق اللَّه مائة رحمة (3544) , وأبو داود في كتاب الصلاة / باب الدعاء (1492) , وابن ماجه في كتاب الدعاء / باب اسم اللَّه الأعظم (3858) , من طرق عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، وزيادة: " يا حي يا قيوم " عند أبي داود فقط.
([4]) رواه الترمذي في كتاب الدعوات / باب جامع الدعوات عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم (3475) , وابن ماجه في كتاب الدعاء / باب اسم اللَّه الأعظم (3857) من حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي اللَّه عنه.
([5]) سبق تخريجه.
([6]) الصواعق المرسلة (909 - 917).(47/213)
ينسبون الحافظ ابن رجب إلى مذهب التفويض؟ ما أريكم؟
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[26 - 02 - 08, 04:11 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن بعض المبتدعة ينسب الحافظ ابن رجب إلى مذهب التفويض، ويستدلون بهذا النقل من شرحه على صحيح البخاري:
" وأما طريقة أئمة أهل الحديث وسلف الامة: فهي الكف عن الكلام في ذلك من الطرفين، وإقرار النصوص وإمرارها كما جاءت، ونفي الكيفية عنها والتمثيل.
وقد قال الخطابي في ((الأعلام)): مذهب السلف في أحاديث الصفات:
الإيمان، وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية عنها.
ومن قال: الظاهر منها غير مراد، قيل له: الظاهر ظاهران: ظاهر يليق ببالمخلوقين ويختص بهم، فهو غير مراد، وظاهر يليق بذي الجلال والإكرام، فهو مراد، ونفيه تعطيل.
ولقد قال بعض أئمة الكلام والفلسفة من شيوخ الصوفية، الذي يحسن به الظن المتكلمون: إن المتكلمين بالغوا في تنزيه الله عن مشابهة الأجسام، فوقعوا في تشبيهه بالمعاني، والمعاني محدثة كالأجسام، فلم يخرجوا عن تشبيهه بالمخلوقات.
وهذا كله إنما أتى من ظن أن تفاصيل معرفة الجائز على الله والمستحيل عليه يؤخذ من أدلة العقول، ولا يؤخذ مما جاء به الرسول. "
فما رأي مشايخنا في ذلك؟
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[26 - 02 - 08, 04:14 م]ـ
العجيب أنه قال قبل هذا النقل - السالف الذكر - بسطور:
"ولم ينه علماء السلف الصالح وأئمة الإسلام كالشافعي وأحمد وغيرهما عن الكلام وحذروا عنه، إلا خوفاً من الوقوع في مثل ذلك، ولو علم هؤلاء الأئمة أن حمل النصوص على ظاهرها كفر لوجب عليهم تبيين ذلك وتحذير الأمة منه؛ فإن ذلك من تمام نصيحة المسلمين، فكيف كان ينصحون الأمة فيما يتعلق بالاحكام العملية ويدعون نصيحتمهم فيما يتعلق بأصول الاعتقادات، هذا من أبطل الباطل. "
وقال قبل هذا: "وزعموا أن ظاهر ما يدل عليه الكتاب والسنة تشبيه وتجسيم وضلال، واشتقوا من ذلك لمن آمن بما أنزل الله على رسوله اسماء ما أنزل الله بها من سلطان، بل هي افتراء على الله، ينفرون بها عن الإيمان بالله ورسوله."
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[26 - 02 - 08, 04:19 م]ـ
لعلَّك أخي الفاضل تُراجع رسالة الدكتور / أحمد القاضي - حفظه الله - في التفويض.
وهي نافعةٌ جداً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 02 - 08, 05:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ورد سؤال من أحد الإخوة يقول فيه:
سؤال عن الحافظ ابن رجب ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شيخنا عبد الرحمن، وفقه الله ..
أشكل علي كلام للحافظ ابن رجب الحنبلي هذا نصّه:
[والصواب: ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها ولا تكييف ولا تمثيل، ولا يصح عن أحد منهم خلاف ذلك البتة، خصوصا الإمام أحمد، ولا خوض في معانيها ولا ضرب مثل من الأمثال لها.]
انتهى من رسالته "فضل علم السلف على علم الخلف"
أليس هذا تعطيلا .. ؟
وجزاكم الله خيرا.
رد: سؤال عن الحافظ ابن رجب ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ليس في هذا تعطيل
فالتعطيل هو جحد صفات الله تعالى كما فعلت الجهمية والمعتزلة
أما ما جاء في كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله فهو إثبات الصفات على منهج السلف الصالح
وله في شرح البخاري مواضع مهمة في إثبات الصفات والرد على أهل البدع فلعلك ترجع إليها
فالقصد حفظك الله أن هذا الكلام الذي ذكره كلام صحيح
فالسلف كانوا يمرون آيات وأحاديث الصفات كما هي دون تعرض لها فقراءتها تفسيرها
فأنت لما تقرأ (ينزل الله إلى السماء الدنيا) فأنت تمره كما جاء فلا تتعرض له بتحريف يخالف معناه الظاهر
وهذا ما يقصده ابن رجب رحمه الله بقوله (من غير تفسير لها ... وخوض في معانيها ... ) فلا نسأل عن كيفيتها ولانخوض في ذلك بل نؤمن بها كما قرأناها في الكتاب والسنة التي جاءت باللغة العربية.
وقد ذكر ابن رجب قبل ذلك الرد على الجهمية والمعتزلة وغيرهم ممن خالفوا في العقيدة.
وهذا النقل عن ابن رجب في شرحه للبخاري
وما أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في متشابه الكتاب، أنه يرد إلى عالمه، والله يقول الحق ويهدي السبيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/214)
وكلمة السلف وأئمة أهل الحديث متفقة على أن آيات الصفات وأحاديثها الصحيحة كلها تمر كما جاءت، من غير تشبيه ولا تمثيل، ولا تحريف ولا تعطيل.
قال أبو هلال: سأل رجل الحسن عن شيء من صفة الرب عز وجل، فقال: أمروها بلا مثال.
وقال وكيع: أدركت إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومسعراً يحدثون بهذه الأحاديث، ولا يفسرون شيئاً.
وقال الأوزاعي: سُئل مكحول والزهري عن تفسير هذه الأحاديث، فقالا: أمرها على ما جاءت.
وقال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي ومالكاً وسفيان وليثاً عن هذه الأحاديث التي فيها الصفة والقرآن،فقالوا: أمروها بلا كيف.
وقال ابن عيينة: ما وصف الله به نفسه فقراءته تفسيره، ليس لأحد أن يفسره إلا الله عز وجل.
وكلام السلف في مثل هذا كثير جداً.
وقال أشهب: سمعت مالكاً يقول: إياكم وأهل البدع.
فقيل: يا أبا عبد الله: وما البدع؟
قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وعلمه وقدرته، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان.
خرّجه أبو عبد الرحمن السُلمي الصوفي في كتاب ((ذم الكلام)).
وروى - أيضاً - بأسانيده ذم الكلام وأهله عن مالك، وأبي حنيفة، وأبي يوسف، ومحمد،وابن مهدي، وأبي عبيد، والشافعي، والمزني، وابن خزيمة.
وذكر ابن خزيمة النهي عنه عن مالك والثوري و الأوزاعي والشافعي وأبي حنيفة وصاحبيه وأحمد وإسحاق وابن المبارك ويحيى بن يحيى ومحمد بن يحيى الذهلي.
وروى -أيضاً - السلمي النهي عن الكلام وذمه عن الجنيد وإبراهيم الخواص.
فتبين بذلك أن النهي عن الكلام إجماع من جميع أئمة الدين من المتقدمين من الفقهاء وأهل الحديث والصوفية، وأنه قول أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد وغيرهم من أئمة المسلمين.
ومن جملة صفات الله التي نؤمن بها، وتمر كما جاءت عندهم: قوله تعالى:
{وَجَاءَ رَبُّكَ والْمَلَكُ صَفاًّ صَفاًّ} [الفجر:22] ونحو ذلك مما دل على إتيانه ومجيئه يوم القيامة.
وقد نص على ذلك أحمد وإسحاق وغيرهما.
وعندهما: أن ذلك من أفعال الله الاختيارية التي يفعلها بمشيئته واختياره.
وكذلك قاله الفضيل بن عياض وغيره من مشايخ الصوفية أهل المعرفة.
وقد ذكر حرب الكرماني أنه أدرك على هذا القول كل من أخذ عنه العلم في البلدان، سمى منهم: أحمد وإسحاق والحميدي وسعيد بن منصور.
وكذلك ذكره أبو الحسن الأشعري في كتابه المسمى بـ - الإبانة -، وهو من أجل كتبه، وعليه يعتمد العلماء وينقلون منه، كالبيهقي وأبي عثمان الصابوني وأبي القاسم ابن عساكر وغيرهم.
وقد شرحه القاضي أبو بكر ابن الباقلاني.
وقد ذكر الأشعري في بعض كتبه أن طريقة المتكلمين في الاستدلال على قدم الصانع وحدوث العالم بالجواهر والأجسام والأعراض محرمة عند علماء المسلمين.
وقد روي ذم ذلك وإنكاره ونسبته إلى الفلاسفة عن أبي حنيفة.
وقال ابن سريج: توحيد أهل العلم وجماعة المسلمين: الشهادتان، وتوحيد أهل الباطن من المسلمين: الخوض في الأعراض والأجسام، وإنما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بإنكار ذلك. خرّجه أبو عبد الرحمن السلمي.
وكذلك ذكره الخطابي في رسالته في - الغنية عن الكلام وأهله -.
وهذا يدل على أن ما يؤخذ من كلامه في كثير من كتبه مما يخالف ذلك ويوافق طريقة المتكلمين فقد رجع عنه، فإن نفي كثير من الصفات إنما هو مبني على ثبوت هذه الطريقة.
قال الخطابي في هذه الرسالة في هذه الطريقة في إثبات الصانع: إنما هو شيء أخذه المتكلمون عن الفلاسفة، وإنما سلكت الفلاسفة هذه الطريقة لأنهم لا يثبتون النبوات ولا يرون لها حقيقة، فكان أقوى شيء عندهم في الدلالة على إثبات هذه الأمور ما تعلقوا به من الاستدلال بهذه الأشياء، فأما مثبتوا النبوات، فقد أغناهم الله عن ذلك، وكفاهم كلفة المؤنة في ركوب هذه الطريقة المتعرجة التي لا يؤمن العنت على من ركبها، والإبداع والانقطاع على سالكها.
ثم ذكر أن الطريق الصحيحة في ذلك: الاستدلال بالصنعة على صانعها، كما تضمنه القرآن، وندب إلى الاستدلال به في مواضع، وبه تشهد الفطر السليمة
المستقيمة.
ثم ذكر طريقتهم التي استدلوا بها، وما فيها من الاضطراب والفساد والتناقض والاختلاف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/215)
ثم قال: فلا تشغل -رحمك الله- بكلامهم، ولا تغتر بكثرة مقالاتهم؛ فأنها سريعة التهافت، كثيرة التناقض، وما من كلام تسمعه لفرقة منهم إلا ولخصومهم عليه كلام يوازيه ويفارقه، فكل بكل معارض، وبعضهم ببعض مقابل.
قال: وإنما يكون تقدم الواحد منهم وفلجه على خصمه بقدر حظه من الثبات والحذق في صنعة الجدل والكلام، وأكثر ما يظهر به بعضهم على بعض إنما هو إلزام من طريق الجدل على أصول مؤصلة لهم، ومناقضات على مقالات حفظوها عليهم [ ... ] تقودها وطردها، فمن تقاعد عن شيء منها سموه من طريق [ ... ] وه مبطلاً، وحكموا بالفلج لخصمه عليه، والجدل لا يقوم به حق [ ... ] به حجة.
وقد يكون الخصمان على مقالتين مختلفتين، كلاهما باطل، ويكون الحق في ثالث غيرهما، فمناقضة أحدهما صاحبة غير مصحح مذهبه، وإن كان مفسداً به قول خصمه؛ لأنهما مجتمعان معاً في الخطأ، مشتركان فيهِ، كقول الشاعر:
حجج تهافتت كالزجاج تخالها ... حقاً، وكلٌ واهن مكسور
ومتى كان الأمر كذلك، فإن أحدا من الفريقين لا يعتمد في مقالته التي نصرها أصلاً صحيحاً، وإنما هو أوضاع وآراء تتكافأ وتتقابل، فيكثر المقال، ويدوم الاختلاف، ويقل الصواب، كما قال تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [النساء:82]، فأخبر تعالى أن ما كثر فيه الاختلاف فليس من عنده، وهو من أدل الدليل على أن مذاهب المتكلمين مذاهب فاسدة؛ لكثرة ما يوجد فيها من الاختلاف المفضي بهم إلى التكفير والتضليل.
وذكر بقية الرسالة، وهي حسنة متضمنة لفوائد جليلة، وإنما ذكرنا هذا القدر منها ليتبين به أن القواعد العقلية التي يدعي أهلها أنها قطعيات لا تقبل الاحتمال، فترد لأجلها -بزعمهم -نصوص الكتاب والسنة، وتصرف عن مدلولاتها، إنما هي عند الراسخين شبهات جهليات، لا تساوي سماعها، ولا قراءتها، فضلا عن أن يرد لأجلها ما جاء عن الله ورسوله، أو يحرف شيء من ذلك عن مواضعه.
وإنما القطعيات ما جاء عن الله ورسوله من الآيات المحكمات البينات، والنصوص الواضحات، فترد إليها المتشبهات، وجميع كتب الله المنزلة متفقة على معنى واحد، وإن ما فيها محكمات ومتشابهات، فالراسخون في العلم يؤمنون بذلك كله، ويردون المتشابهة إلى المحكم، ويكلون ما أشكل عليهم فهمه إلى عالمه، والذين في قلوبهم ريع يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، فيضربون كتاب الله بعضه ببعض، ويردون المحكم، ويتمسكون بالمتشابه ابتغاء الفتنة، ويحرفون المحكم عن مواضعه، ويعتمدون على شبهات وخيالات لا حقيقة لها، بل هي من وسواس الشيطان وخيالاته، يقذفها في القلوب.
فأهل العلم وإلايمان يمتثلون في هذه الشبهات ما أمروا به من الاستعاذة بالله، والانتهاء عما ألقاه الشيطان، وقد جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك من علامات الأيمان، وغيرهم فيصغون إلى تلك الشبهات، ويعبرون عنها بألفاظ مشتبهات، لا حرمة لها في نفسها، وليس لها معنىً يصح، فيجعلون تلك الألفاظ محكمة لا تقبل التأويل، فيردون كلام الله ورسوله إليها، ويعرضونه عليها، ويحرفونه عن مواضعه لأجلها.
هذه طريقة طوائف أهل البدع المحضة من الجهمية والخوارج والروافض والمعتزلة ومن أشبههم، وقد وقع في شيء من ذلك كثير من المتأخرين المنتسبين إلى السنة من أهل الحديث والفقه والتصوف من أصحابنا وغيرهم في بعض الأشياء دون بعض.
وأما السلف وأئمة أهل الحديث، فعلى الطريقة الأولى، وهي الأيمان بجميع ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه أثبته له، مع نفي التمثيل والكيفية عنه، كما قاله ربيعة ومالك وغيرهما من أئمة الهدى في الاستواء، وروي عن أم سلمة أم المؤمنين، وقال مثل ذلك غيرهم من العلماء في النزول، وكذلك القول في سائر الصفات، والله سبحانه وتعالى الموفق.
وينظر كذلك
173 - ابن رجب الحنبلي وأثره في توضيح عقيدة السلف
عبد الله بن سليمان الغفيلي
دار المسير
2 مجلد
الطبعة الأولى
1418 هـ - 1998 م
870 صفحة
أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراة من الجامعة الإسلامية
الحجم: 13 ميجا
صفحة الكتاب:
http://www.archive.org/details/irhatasirhatas
رابط مباشر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/216)
http://ia341029.us.archive.org/3/items/irhatasirhatas/irhatas.pdf
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=757634&postcount=330
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[26 - 02 - 08, 05:21 م]ـ
أخي الكريم خليل الفائدة، جزاك الله خيرًا.
شيخنا الكريم عبد الرحمن الفقيه، بارك الله فيك وجزاك عني خيرًا.
المبتدعة يبترون كلام العلماء بترًا لتمرير بدعهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[26 - 02 - 08, 05:45 م]ـ
أخي الفاضل: أبا شهاب ..
هذا الرَّابط مفيدٌ من حيث العموم:
مَذْهَبُ السَّلَفِ إِثْبَاتُ المَعْنَى وَتَفْوِيضُ الكَيْفِ
المراد بالسلف: من كان على طريقة الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ والتابعين في الاعتقاد: في توحيد الله وأسمائه وصفاته وأفعال العباد وغيرها من مسائل الاعتقاد.
ومذهب السلف في الأسماء والصفات يقوم على أساسين: الإثبات والتنزيه، وهما مستفادان من قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.
وللمنهج السلفي قواعد يقوم عليها، من أهمها:
ـ موافقة الشرع الصحيح للعقل الصريح.
ـ رفض التأويل الفاسد غير المعتمد على قرينة صحيحة.
ـ الاحتجاج بخبر الآحاد في العقيدة.
ـ اتباع السلف الصالح في تفسير النصوص.
ـ الكتاب والسنة هما مصدر العقيدة في المسائل والدلائل.
ـ إثبات الأسماء والصفات مع الإقرار بمعناها وعدم التعرض لكيفيتها.
وانظر في منهج السلف: لوامع الأنوار البهية 1/ 20، قواعد المنهج السلفي: 185، مقدمة نظريات شيخ الإسلام 1/ 31 ـ 32، منهج الأشاعرة والماتريدية في علم الكلام د. محمد حسن: 212 رسالة دكتوراه بكلية أصول الدين بالقاهرة.
من هنا نعلم: أن مذهب السلف إثبات الصفات على ظاهر معناها دون التفويض لكيف المعنى، بل مع تفويض كَيْفِها، ولو كان مذهبهم التفويض لمعاني النصوص لما صح منهم الإثبات؛ إذ كيف يثبتون ما لا يعقل معناه؟!
قال الإمام أحمد: ((لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث، ونعلم أن ما وصف الله به من ذلك فهو حق، ليس فيه لغز ولا أحاجي، بَلْ مَعْنَاهُ يُعْرَفُ مِنْ حَيْثُ يُعْرَفُ مَقْصُودُ المُتَكَلِّمِ بِكَلاَمِهِ)) انظر: الفتوى الحموية الكبرى ضمن مجموعة الرسائل الكبرى: 1/ 438، وانظر: عقيدة الإمام أحمد لأبي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمي ضمن طبقات الحنابلة لأبي يعلى الفراء: 2/ 294.
يقول شيخ الإسلام: ((وقد فسّر الإمام أحمد النصوص التى تسمِّيها الجهمية متشابهات، فبيّن معانيها آية آية، وحديثًا حديثًا، ولم يتوقف فى شيء منها هو والأئمة قبله؛ مما يدل على أن التوقف عن بيان معاني آيات الصفات وصرف الألفاظ عن ظواهرها لم يكن مذهبًا لأئمة السنة، وهم أعرف بمذهب السلف، وإنما مذهب السلف إجراء معاني آيات الصفات على ظاهرها بإثبات الصفات له حقيقة، وعندهم قراءة الآية والحديث تفسيرها، وتمر كما جاءت دالة على المعاني لا تحرف، ولا يلحد فيها))، انظر رسالة الإكليل ضمن مجموعة الرسائل الكبرى 2/ 22 23، تفسير سورة الإخلاص: 134ـ135.
ومما ينقض تفسير مذهب السلف بالتفويض: ما ورد عن السلف ـ رضي الله عنهم ـ من تفسير لمعاني نصوص الأسماء والصفات، وبيان لموقفهم مع نصوص الأسماء والصفات، ومن ذلك:
يقول أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث: 10ـ12: ((أصحاب الحديث ـ حفظ الله أحياءهم ورحم أمواتهم ـ يشهدون لله تعالى بالوحدانية،،، ويثبتون له ـ جل جلاله ـ ما أثبته لنفسه في كتابه وعلى لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ،،، وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والعزة والعظمة والإرادة والمشيئة والقول والكلام والرضا والسخط والحياة واليقظة (كذا) والفرح الضحك وغيرها من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى وقاله رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غير زيادة عليه، ولا إضافة إليه، ولا تكييف له ولا تشبيه، ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب وتضعه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/217)
عليه،،،)).
وقال الذهبي في كتاب العلو في تقرير مذهب السلف: ((فإن أحببت يا عبد الله الإنصاف فقف مع نصوص القرآن والسنة، ثم انظر ما قاله الصحابة والتابعون وأئمة التفسير في هذه الاَيات وما حكوه من مذاهب السلف،،، إلى أن قال: فإننا على اعتقاد صحيح وعقد متين من أن الله تعالى تقدس اسمه لا مثل له، وأن إيماننا بما ثبت من نعوته كإيماننا بذاته المقدسة؛ إذ الصفات تابعة للموصوف، فنعقل وجود الباري ونميز ذاته المقدسة عن الأشباه من غير أن نعقل الماهية، فكذلك القول في صفاته نؤمن بها ونتعقل وجودها ونعلمها في الجملة من غير أن نتعقلها أو نكيفها أو نمثلها بصفات خلقه تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. فالاستواء ـ كما قال مالكٌ الإمامُ وجماعةٌ ـ معلوم، والكيف مجهول)).
وانظر في تقرير مذهب السلف: اعتقاد أئمة الحديث للإسماعيلي: 50، مقالات الإسلاميين 1/ 345ـ350، الاعتقاد للبيهقي: 88، النصيحة في صفات الرب للواسطي: 8.
وقد اشتهر عند كثير من متأخري النظار والمتكلمين تفسير مذهب السلف بالتفويض المطلق لنصوص الأسماء والصفات دون إثبات لمعناها، بل اعتبارها من المتشابه لفظا ومعنى، ومن أقدم من فسر مذهب السلف بالتفويض إمام الحرمين الجويني في العقيدة النظامية: 32 حيث قال في ظواهر نصوص الأسماء والصفات: ((وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها ... وقد درج صحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم ـ على ترك التعرض لمعانيها ودرك ما فيها،،،)).
وكذلك الغزالي انظر: إلجام العوام للغزالي: 62 ضمن القصور العوالي، الملل والنحل للشَّهْرَسْتَانِيِّ: 44، والرازي في أساس التقديس: 236؛ حيث قرر أن حاصل مذهب السلف في آيات الصفات أنه ((يجب القطع فيها بأن مراد الله تعالى منها شيء غير ظاهرها، ثم يجب تفويض معناها إلى الله تعالى، ولا يجوز الخوض في تفسيرها))، وإيضاح الدليل لابن جماعة: 92.
والسيوطي في الإتقان: 3/ 14؛ حيث يقول: ((وجمهور أهل السنة ـ منهم السلف وأهل الحديث ـ على الإيمان بها وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى، ولا نفسرها مع تنزيهنا له عن حقيقتها)).
وقد تابع عدد من الباحثين المعاصرين المتكلمين في تفسير مذهب السلف بالتفويض؛ انظر: الشنقيطي: استحالة المعية بالذات: 70، محمود خَطَّاب السبكي: إتحاف الكائنات: 5، الزرقاني: مناهل العرفان: 2/ 287؛ حيث زعم أن مذهب السلف يُسمَّى مذهبَ المفوِّضَة، محمد البهيُّ: الجانب الإلهي من التفكير الإسلامي: 37 وما بعدها، عبد الحليم محمود: التفكير الفلسفي: 98 وما بعدها، والتوحيد الخالص له: 143؛ حيث استدل بتفسير الرازي لمذهب السلف في أساس التقديس، ود/ عوض الله حجازي في كتابه: ابن القيم وموقفه من التفكير الإسلامي؛ فقد صرح بأن ((السلف لم يكونوا يفهمون معاني الآيات المتشابهة، وأنهم فوضوا معناها إلى الله تعالى))، ودراسات في العقيدة الإسلامية له: 194، البوطي في كبرى اليقينيات الكونية: 114 وقد أسرف ـ عفا الله عنه ـ في المنع من حمل النصوص على الظاهر ونفى أن يكون مذهبَ سلفٍ ولا خَلَفٍ!!
وانظر في الجواب عن هذا التفسير لمذهب السلف: درء التعارض: 1/ 116ـ120، الإكليل في المتشابه والتأويل ضمن مجموعة الرسائل الكبرى: 2/ 8 وما بعدها وفيها فصل حافل ماتع عن المتشابه حقيقته وأقسامه وهل الأسماء والصفات منه أم لا؟ وتفسير سورة الإخلاص: 239.
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=9558
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[26 - 02 - 08, 06:01 م]ـ
سؤال آخر:
"ومن قال: الظاهر منها غير مراد، قيل له: الظاهر ظاهران: ظاهر يليق ببالمخلوقين ويختص بهم، فهو غير مراد، وظاهر يليق بذي الجلال والإكرام، فهو مراد، ونفيه تعطيل" هل هذا الكلام كلام ابن رجب أم الخطابي؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 02 - 08, 07:01 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/218)
وذكر بقية الرسالة، وهي حسنة متضمنة لفوائد جليلة، وإنما ذكرنا هذا القدر منها ليتبين به أن القواعد العقلية التي يدعي أهلها أنها قطعيات لا تقبل الاحتمال، فترد لأجلها -بزعمهم -نصوص الكتاب والسنة، وتصرف عن مدلولاتها، إنما هي عند الراسخين شبهات جهليات، لا تساوي سماعها، ولا قراءتها، فضلا عن أن يرد لأجلها ما جاء عن الله ورسوله، أو يحرف شيء من ذلك عن مواضعه.
وإنما القطعيات ما جاء عن الله ورسوله من الآيات المحكمات البينات، والنصوص الواضحات، فترد إليها المتشبهات، وجميع كتب الله المنزلة متفقة على معنى واحد، وإن ما فيها محكمات ومتشابهات، فالراسخون في العلم يؤمنون بذلك كله، ويردون المتشابهة إلى المحكم، ويكلون ما أشكل عليهم فهمه إلى عالمه، والذين في قلوبهم ريع يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، فيضربون كتاب الله بعضه ببعض، ويردون
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل عبدالرحمن على هذا النقل المفيد و كلام الحافظ ابن رجب - رحمه الله - هنا واضح في تقريره ان نصوص الكتاب و السنة لها مدلولات لا تصرف إلى غير ما دلت عليه , و هذا مخالف لمنهج أهل التفويض
و قد قال رحمه الله في ترجمة الحافظ عبدالغني المقدسي في ذيل طبقات الحنابلة:
(وأما قوله: " ولا أنزهه تنزيهاً ينفي حقيقة النزول " فإن صح هذا عنه، فهو حق، وهو كقول القائل: لا أنزهه تنزيهاً ينفي حقيقة وجوده، أو حقيقة كلامه، أو حقيقة علمه، أو سمعه وبصره، ونحو ذلك.) اهـ
و المفوض لا يُثبت حقيقة النزول أصلاً! بل هي كلمة أعجمية عنده لا يعرف مدلولها و معناها و حقيقتها
أما الحافظ ابن رجب فهو يقول ان هذا الكلام حق! فكيف يُنسب للتفويض؟ و من المفيد ذكره هنا أنه لا يفرق بين صفة و أخرى عند الحكم عليها فالسمع و البصر و الكلام و العلم و النزول لها حقائق عندها لا ينزه الله تعالى عنها بل يثبتها لله سبحانه و تعالى و هذا مخالف لمنهج المفوضة
و قال في ترجمة شيخه أبي عبدالله ابن القيم رحمه الله:
وسمعت عليه " قصيدته النونية الطويلة " في السنة " اهـ
فهذا وصفه لقصيدة شيخه و انها قصيدة سنية
و من المعلوم ان الإمام ابن القيم رد على جميع طوائف المبتدعة من المؤولة و المفوضة و غيرهم في هذه القصيدة فليتأمل المنصف وصف ابن رجب لقصيدة شيخه و ليحكم بعدها!
و قال أيضا في شرحه على البخاري عند ذكره لمسألة الإيمان:
" وحكى القاضي - في " المعتمد " - وابن عقيل في المسألة روايتان عن أحمد، وتأولا رواية أنه لا يزيد ولا ينقص. وتفسر زيادة المعرفة بمعنيين:
أحدهما: زيادة المعرفة بتفاصيل أسماء الله وصفاته وأفعاله وأسماء الملائكة والنبيين والكتب المنزلة عليهم وتفاصيل اليوم الآخر. وهذا ظاهر لا يقبل نزاعا. " اهـ كلامه
أما المفوض فهو يقرأ هذه الكلمات الأعجمية - عنده لأن يصبح أعجميا عندما يقرأ نصوص الصفات فينسى عربيته متناسياً ان كلام الله تعالى أُنزل بلسان عربي - و لا يعرف شيئا من تفاصيل صفات الله تعالى و أفعاله!!!
بل أن زيادة المعرفة بالتفاصيل عنده مؤداه الى التجسيم و التشبيه!
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[26 - 02 - 08, 09:55 م]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذه المداخلة النافعة
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[03 - 03 - 08, 02:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
من باب الفائدة:
للشيخ علي الشبل رسالة ماجستير او دكتوراة باسم منهج الحافظ ابن رجب في العقيدة.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[13 - 03 - 08, 12:47 ص]ـ
كل الكلمات التالية يفهمها الأشاعرة على أنها تعني "المعنى"، فإذا رأوا احد الأئمة ينفي علمها يقولون بأنه مفوض للمعنى
- العلم (مثال: نفوض علمها إلى الله)
- المراد (مثال: الله أعلم بمراده)
- التفسير (لا نفسرها)
- حقيقة الصفة (مثال: الله أعلم بحقيقتها)
- المعنى (مثال: لا يعلم معناها إلا الله)
وكل هذه الألفاظ تعني الكيفية أيضا
- العلم = علم الكيفية
تفسير الصفة بالحديث عن كيفيتها
حقيقة الصفة = كيفيتها = حقيقة الكيفية
المعنى = المعنى التفصيلي الذي هو الكيفية
ونعلم إذا كان العالم يقصد المعنى العام أو الكيفية بالنظر في كل كلامه فيما يتعلق بصفات الله عز وجل.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 12 - 08, 08:03 م]ـ
قال الحافظ ابن رجب في كتابه المفيد (جامع العلوم والحكم) في شرحه للحديث الثامن:
((وأصعبُ من ذلك ما أُحدِثَ مِنَ الكلام في ذات الله وصفاته، ممَّا سكت عنهُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتَّابعونَ لهم بإحسّانٍ، فقومٌ نَفَوا كثيراً ممَّا ورَدَ في الكتاب والسُّنة من ذلك، وزعموا أنَّهم فعلوه تنْزيهاً لله عمَّا تقتضي العقولُ تنْزيهه عنه، وزعموا أنَّ لازِمَ ذلك مستحيلٌ على الله - عز وجل -،
وقومٌ لم يكتفوا بإثباته، حتى أثبتوا بإثباتهِ ما يُظَنُّ أنَّه لازمٌ له بالنسبة إلى المخلوقين، وهذه اللَّوازم نفياً وإثباتاً دَرَجَ صدْرُ الأمَّة على السُّكوت عنها.))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/219)
ـ[مسدد2]ــــــــ[07 - 12 - 08, 11:26 م]ـ
الكلام المنقول اخيراً من جامع ابن رجب كلام جميل ومنصف اجمالا لكنه عملياً إنشائيٌ لا يقدم ولا يؤخر. فقوله ((حتى أثبتوا بإثباتهِ ما يُظَنُّ أنَّه لازمٌ له بالنسبة إلى المخلوقين)) معناه انه بعد الاثبات لا ينفى من لوازم الصفات الا ما يفضي الى اثبات ما هو مختص بالمخلوق فقط ومستحيل على الله عز وجل .. لكن ما هو ضابطه؟؟ نعود نقطة الصفر. فلا نستطيع بناءاً عليه ان نستخلص ما هو موقف ابن رجب.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[08 - 12 - 08, 08:46 ص]ـ
الكلام المنقول اخيراً من جامع ابن رجب كلام جميل ومنصف اجمالا لكنه عملياً إنشائيٌ لا يقدم ولا يؤخر. فقوله ((حتى أثبتوا بإثباتهِ ما يُظَنُّ أنَّه لازمٌ له بالنسبة إلى المخلوقين)) معناه انه بعد الاثبات لا ينفى من لوازم الصفات الا ما يفضي الى اثبات ما هو مختص بالمخلوق فقط ومستحيل على الله عز وجل .. لكن ما هو ضابطه؟؟ نعود نقطة الصفر. فلا نستطيع بناءاً عليه ان نستخلص ما هو موقف ابن رجب.
جزاك الله خيرا
هذا ليس ما فهمته من كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله
ما فهمته هو أنه يقول بأن البعض أثبت ما ظنه لازما للصفة وهو ليس بلازم للصفة لكنه لازم في المخلوق.
أو شيء بهذا المعنى
فكلامه ليس على ما يجب نفيه بالإتفاق، ولكن ما يجب السكوت عنه فهو لم يرد لا في نص ولا في كلام السلف رحمهم الله
والله أعلم
فحصل أن أثبت بعض المسلمين ما ظنوه لازما، والسلف لم يثبتوها ولا تكلموا فيها
فقط أثبتوا الصفة كما تليق بجلال الله عز وجل
بدون الخوض فيها
وقد أعطى الحافظ ابن رجب رحمه الله مثالا في كلام له في كتابه (فضل علم السلف على الخلف):
((ومن ذلك أعني محدثات الأمور ما أحدثه المعتزلة ومن حذا حذوهم من الكلام في ذات الله تعالى وصفاته بأدلة العقول وهو أشد خطراً من الكلام في القدر لأن الكلام في القدر كلام في أفعاله وهذا كلام في ذاته وصفاته.
وينقسم هؤلاء إلى قسمين أحدهما من نفى كثيراً مما ورد به الكتاب والسنة من ذلك لاستلزامه عنده للتشبيه بالمخلوقين كقول المعتزلة لو رؤي لكان جسما لأنه لا يرى إلا في جهة: وقولهم لو كان له كلام يسمع لكان جسما ووافقهم من نفى الاستواء فنفوه لهذه الشبهة: وهذا طريق المعتزلة والجهمية وقد اتفق السلف على تبديعهم وتضليلهم وقد سلك سبيلهم في بعض الأمور كثير ممن انتسب إلى السنة والحديث من المتأخرين.
والثاني من رام إثبات ذلك بأدلة العقول التي لم يرد بها الأثر ورد على أولئك مقالتهم كما هي طريقة مقاتل بن سليمان ومن تابعه كنوح بن أبي مريم وتابعهم طائفة من المحدثين قديماً وحديثاً. وهو أيضاً مسلك الكرامية فمنهم من أثبت لإثبات هذه الصفات الجسم إما لفظا وإما معنى. ومنهم من أثبت للَّه صفات لم يأت بها الكتاب والسنة كالحركة وغير ذلك مما هي عنده لازم الصفات الثابتة.
وقد أنكر السلف على مقاتل قوله في رده على جهم بأدلة العقل وبالغوا في الطعن عليه. ومنهم من استحل قتله، منهم مكي بن إبراهيم شيخ البخاري وغيره.
والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها ولا تكييف ولا تمثيل: ولا يصح من أحد منهم خلاف ذلك البتة خصوصاً الإمام أحمد ولا خوض في معانيها ولا ضرب مثل من الأمثال لها: وإن كان بعض من كان قريباً من زمن الإمام أحمد فيهم من فعل شيئاً من ذلك اتباعاً لطريقة مقاتل فلا يقتدى به في ذلك إنما الإقتداء بأئمة الإسلام كابن المبارك. ومالك. والثوري والأوزاعي. والشافعي. وأحمد. واسحق. وأبي عبيد. ونحوهم.))
ـ[مسدد2]ــــــــ[09 - 12 - 08, 04:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا
هذا ليس ما فهمته من كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله
ما فهمته هو أنه يقول بأن البعض أثبت ما ظنه لازما للصفة وهو ليس بلازم للصفة لكنه لازم في المخلوق.
أو شيء بهذا المعنى
وقد أعطى الحافظ ابن رجب رحمه الله مثالا في كلام له في كتابه (فضل علم السلف على الخلف):
((فمنهم من أثبت لإثبات هذه الصفات الجسم إما لفظا وإما معنى. ومنهم من أثبت للَّه صفات لم يأت بها الكتاب والسنة كالحركة وغير ذلك مما هي عنده لازم الصفات الثابتة.
وقد أنكر السلف على مقاتل قوله في رده على جهم بأدلة العقل وبالغوا في الطعن عليه. ومنهم.))
يبدو لي ان ما أراده هو أن البعض تعدّى حيث أنه مِن بعد إثبات الصفات التي يجب الايمان بها، تجاوز المسموح فتكلم وأثبت الجسمية - مثلاً، كما قال ابن رجب أعلاه - إما لفظاً أو معنى.
يعني: لا ينبغي بعد اثبات الصفة ان نزيد عليها بما تستخلصه عقولنا، بل نقف عند العبارة ولا نتعداها.
وكلامكم حيث قلتم:
((ما فهمته هو أنه يقول بأن البعض أثبت ما ظنه لازما للصفة وهو ليس بلازم للصفة لكنه لازم في المخلوق))
هنا بيت القصيد، كما يقولون ..
فحيث ان اللغة قد تواضعها البشر فيما بينهم وليس لصفات الله، إنما تُفهم بما لها من لوازم للمخلوقات. وحينما ورد اللفظ ذاته من هذه اللغه في وصف ذات الله عز وجل، أصبح شيء من هذه اللوازم (ليس بلازم للصفة، ولكنه لازم في المخلوق) - وأنا هنا أستعملت وادرجتُ كلامكم.
فمن يحدد، وكيف نحدد ما هو القدر من الصفة الذي هو خاص ولازم للمخلوق والله عنه منزه، وما هو القدر الذي يليق بالله عز وجل؟ هذا سؤالي الاول، ويبقى سؤالي هنا ..
فحينما حكّم قوم عقولهم لضبط هذه الحدود، وقعوا في تعطيل للنص. وآخرون حينما قالوا بأن ليس فيها لوازم المخلوقات أعيوا العقول.
ولا شك ان التعبير الذي يتفق عليه الجميع، معروف وهو الاثبات مع التنزيه اجمالاً .. لكن بيان ما حدود هذا التنزيه وكيف يشترك الخالق والمخلوق في لفظ واحد مع تباين الصفات تبايناً تاما، تبقى لغزاً والسلامة في السكوت والتسليم ..
مسدد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/220)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - 12 - 08, 11:11 ص]ـ
ولا شك ان التعبير الذي يتفق عليه الجميع، معروف وهو الاثبات مع التنزيه اجمالاً .. لكن بيان ما حدود هذا التنزيه وكيف يشترك الخالق والمخلوق في لفظ واحد مع تباين الصفات تبايناً تاما، تبقى لغزاً والسلامة في السكوت والتسليم ..
مسدد
هذا هو خلاصته.
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو البركات]ــــــــ[10 - 12 - 08, 08:47 ص]ـ
هل نقد الحافظ بن رجب شيخ الإسلام بن تيمية في بعض المسائل؟ وأين هو هذا النقد؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[10 - 12 - 08, 05:44 م]ـ
وقومٌ لم يكتفوا بإثباته، حتى أثبتوا بإثباتهِ ما يُظَنُّ أنَّه لازمٌ له بالنسبة إلى المخلوقين، وهذه اللَّوازم نفياً وإثباتاً دَرَجَ صدْرُ الأمَّة على السُّكوت عنها.))
المزيد من كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله فيما يتعلق باللوازم
في (ذيل طبقات الحنابلة) في ترجمة الحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله:
وأما قوله: " ولا أنزهه تنزيهاً ينفي حقيقة النزول " فإن صح هذا عنه، فهو حق، وهو كقول القائل: لا أنزهه تنزيهاً ينفي حقيقة وجوده، أو حقيقة كلامه، أو حقيقة علمه، أو سمعه وبصره، ونحو ذلك.
وأما المكان: ففيه نزاع وتفصيل. وفي الصحيحين: إثبات لفظ المكان.
وأما الانتقال: ففيه جوابان.
أحدهما: لا نسلم لزومه، فإن نزوله ليس كنزول المخلوقين، ولهذا نقل عن جماعة من الأئمة: أنه ينزل، ولا يحلو منه العرش.
الثاني: أن هذا مبني على إثبات الأفعال الاختيارية، وقيامها بالذات. وفيها قولان لأهل الحديث المتأخرين من أصحابنا وغيرهم(47/221)
المستفاد من محاضرة الإيمان بالملائكة بجامع العطير بالرياض للشيخ /عبد الكريم الخضير
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[27 - 02 - 08, 09:56 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإني أنبه الإخوة إلى أني كتبت هذه الأسطر بمعناها حيث كنت أختصر كلام الشيخ في جُمل أكتبها بسرعة وعليه فلا يحملْني الأحبة تبعة ما لا أطيق وكلُّ خطإ أو سقط أو زلل فالشيخ منه براءٌ وأنا ربُّه ووليُّه.
والمحاضرة كانت بين عشائي هذه الليلة ليلة الخميس 20/ 2/1429هـ
1 - ابتدأ الشيخُ المحاضرة بالحديث الصحيح عند مسلم عن عمر بن الخطاب قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن أمارتها قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم.
2 - ثم قال حفظه الله: في الحديث دلالة قولية وفعلية على الملائكة الذين جاء ذأكرمهم وأشرفهم وهو جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث السابق: فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله أعلم قال صلى الله عليه وسلم: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم.
3 - الدلالة الفعلية كائنة في مجيئ جبريل بنفسه , والقولية في إجابة النبي صلى الله عليه وسلم له عن الإيمان حيث ذكر من جملته الإيمان بالملائكة.
4 - الإيمان بالملائكة ركنٌ من أركان الإيمان إجماعاً , وجاحده كافرٌ إجماعاً.
5 - أثبت الكفارُ وجود الملائكة , ولكنهم ضلوا يوم جعلوهم بنات لله تعالى الله عن ذلك.
6 - الإيمان بالملائكة هو ثاني أركان الإيمان ويلي الركن الأعظم منها وهو الإيمان بالله تعالى كما في نصوص كثيرة منها:
(آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ) و حديث جبريل هذا (قال أن تؤمن بالله وملائكته).
7 - الإيمان بهم هو من ضمن الإيمان بالغيب , لأنهم غائبون عن أبصارنا , والمشاهداتُ لا ينكرها إلا من في عقله خلل , والنافعُ من الإيمان هو ما كانَ غيبا , أمَّا إذا زالت الحجُب , فلا ينفع حينئذ مؤمناً إيمانُه.
كحال الغرغرة التي يعاين المحتضر فيها الملائكة
وحال طلوع الشمس من مغربها
وحال خروج الدابة
فبحصول هذه المشاهد لا يكون الإيمان غيباً , بل يصبح شهادةً , والمدح من الله إنما جاء فيمن آمن بالغيب.
8 - ولا يطلبُ من أحد أن يؤمنَ بمشاهَدٍ من حيثُ وجودُه , ولكن يطلب به الإيمانُ بمشاهَد من حيث ما جاء به , كالإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم , فليس المراد منه وجودُه لنه ظاهر لكل عاقل , لكن المطلوب تصديقه فيما جاء به عن الله.
9 - أطال الشيخ بعد ذلك النفَسَ –كعادته حفظه الله- في اشتقاق اسم (الملائكة) فقال: المَلأَكُ والمَلأَكَةُ: الرِّسالَةُ. وألِكْنِي إلى فُلانٍ: أبْلِغْهُ عَنِّي أصْلُهُ: ألْئِكْنِي حُذِفَتِ الهَمْزَةُ.
وذكر عن الراغب –إن لم أهم وأخلط- أنه قال: إن الملَك لا يقال له ملَكٌ إلا إذا ولي أمراً من وحي أو إنزال قطر أو غيره , كالمدبرات والذاريات والزاجرات , أمّضا من لمْ يكَلف بشيء فلا يسمى ملَكاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/222)
قال الشيخ: وفي هذا الكلام غرابة , لأن البيت المعمور يطوف به كل يوم 70 ألف ملك, وكذلك حديث الأطيط (أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله) وإن كان لبعض أهل العلم فيه كلامٌ لكنه يرد هذا الكلامَ الغريب من ان مفرد الملائكة إذا لم يكلفه الله بعمل فلا يُسمَّى ملكاً.
10 - قال الشيخُ: قال القرطبي: قال ابن كيسان وغيره: وزن ملك فعل من الملك وقال أبو عبيدة وهو مفعل من لأك إذا أرسل والألوكة والمأكلة والمألكة: الرسالة قال لبيد:
وغلام أرسلته أمه ... بألوك فبذلنا ما سأل
وقال آخر:
أبلغ النعمان عني مألكا ... إنني قد طال حبسي وانتظاري
ويقال: ألكني أي أرسلني فأصله على هذا مألك الهمزة فاء الفعل فإنهم قلبوها إلى عينه فقالوا: ملأك ثم سهلوه فقالوا ملك وقيل أصله ملأك من ملك يملك نحو شمال من شمل فالهمزة زائدة عن ابن كيسان ايضا وقد تأتي في الشعر على الأصل قال الشاعر
فلست لإنسي ولكن لملأك ... تنزل من جو السماء يصوب
وقال النضر بن شميل: لا اشتقاق للملك عند العرب والهاء في الملائكة تأكيد لتأنيث الجمع ومثله الصلادمة والصلادم: الخيل الشداد واحدها ثلدم وقيل: هي للمبالغة كعلامة ونسابة.
11 - ثم قال حفظه الله: الكلامُ الكثير في الاشتقاق , يُتعِبُ طالبَ العلم من حيثُ البحثُ في معاجم اللغة.
والمعاجمُ التي ترتب الكلماتِ على آخرها يسهل البحث فيها , لأنك تَتَبَّع الحرف الاخير من الكلمة وتجدها, أمَّا التي التي رُتِّبت على أوائل الكلمات فهي متعبة لأن الباحث فيها يحتاج إلى معرفة أصل اللفظ حتى يهتدي لمعنى الكلمة التي يريد البحث عنها.
وهناك معاجمٌ أصعب من هذه وهي المرتبة على مخارج الحروف كتهذيب اللغة , والمحكم لابن سيدة , وهذه لا يمكن الاستفادة منها والبحث فيها إلا عن طريق الفهارس.
وبعض الناس يرى أن البحثَ في المعاجم مضيَعة للوقت , وليس الأمرُ كذلك , بل البحث فيها من أهم المهمات.
12 - قال الشيخ: قال ابن حجر: قال جمهور أهل الكلام من المسلمين الملائكة أجسام لطيفة أعطيت قدرة على التشكل بأشكال مختلفة ومسكنها السماوات.
لطيفةٌ: من حيثُ خفتُها والسرعة في التنزل حيث ينزل الملك بالوحي من عند الله من فوق سبع سماوات إلى رسُل الله في لحظة.!!
مع أن المسافة كبيرة جدا , وكأنَّ الشيخ –إن لمْ أهم أو أخلط - أراد الحديث الذي جاء فيه:
أتدرون ما هذه فوقكم قلنا الله ورسوله أعلم قال: الرقيع موج مكفوف وسقف محفوظ أتدرون كم بينكم وبينها قلنا الله ورسوله أعلم قال: مسيرة خمسمائة عام قال أتدرون ما التي فوقها قلنا الله ورسوله أعلم قال: سماء أخرى أتدرون كم بينكم وبينها قلنا الله ورسوله أعلم قال: مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع سماوات. الحديث
لأنه قال حفظه الله:
وأهل الفلك يقولون إن أسرع شيء هو الضوء ويحتاجُ إلى 186 مليون سنة ضوئية للوصول إلى أدنى الكواكب.!!
وأنا أستغربُ إطلاقهم لمثل هذه الأرقام التي لا تبلغها الأعمارُ , وعندهم أشياء تصديقُها قد يكون من تصديق الخيال كقولهم هذا الجبل له 10 ملايين سنة , وهذا له مليون سنة , وهذا الحجر له كذا وهذا الحصى له كذا وغير ذلك.
ونحن عندنا نصوص تبين أن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عامٍ , لأن هذه الأمورَ مما لا يدركه البشر , ولا بد فيها من نص يعتَمَد عليه , لا أن يكون إثباتها عن أناسٍ أخذوا علومهم من غير المسلمين.
وهذه الأشياء لا بد فيها من نصٍ عمن لا ينطق عن الهوى.
13 - لطافة هذه الأجسام النورانية أيضاً يكون باعتبار قدرتها على التشكل , فجبريلُ عليه السلامُ كما في حديث عمرَ رضي الله عنه السابق معنا جاء على شكل رجلٍ شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر , وكثيراً ما كان يأتي على شكل دحية الكلبي , وقد رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين على هيئته الحقيقية وله ستمائة جناح , واحد هذه الأجنحة سدَّ الأفقَ , وهذه أمورٌ مهولةٌ تدل على عظمة الخالق وقدرته.
14 - مسكن الملائكة: السماوات , وينزلون في مناسبات للقيام بأمور وكلت إليهم منها:
أ- نزول ليلة القدر (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ)
ب- القتال مع المؤمنين كما حصل في غزة بدر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/223)
جـ- النزول على رسل الله بالوحي كما كان جبريل ينزل.
وإلا فالأصلُ أن مسكنهم السماوات.
15 - الملائكة هم السفرة بين الخلق والخالق , وهم كرامٌ خَلْقاً وخُلُقاً , وهم بررةٌ مطيعون لله , خلقوا من النور كما في الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم).
ليسوا ببناتٍ لله ولا أولاد ولا شركاء – تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً- بل هم كما قال الله:
(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) وقال سبحانه (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ)
وفي حكم هؤلاء المشركين الذين ستكتب شهادتهم كلُّ من يتكلَّمُ في المغيبات بلا علم
فسيُسْألون عن هذه الشهادة.
16 - خلْقُ الملائكة يتفاوت فمنهم من له ستمائة جناح كما في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام له ستمائة جناح.
وقد رآه مرتين:
مرة بالأبطح في مكة
ومرة ليلة المعراج.
ومنهم من له جناحان أو ثلاثة أو أربعة أو غير ذلك كما في أول فاطر (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
17 - لا يعلمُ عدد الملائكة إلا الله تعالى (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ).
18 - من الملائكة من جاءت تسميته في الوحي, ومنهم من جاء الوحيُ بالعمل الموكل إليه دون تسميته باسمٍ معيَّن , ومنهم من جاء الإخبار به إجمالاً وبقي في الغيب.
والإيمان بهم يكون على حسب ذلك , فمن جاء خبره مفصلاً وجب الإيمان به مفصَّلا ومن جاء وصفُ عمله وجب الإيمانُ به كذلك ,ومن جاء مجملاً وجب الإيمان به كذلك أيضاً.
مثل الرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم.
19 - من أعمالهم تبليغ الوحي والمبلغ عن الله فيه هو جبريل عليه السلام كما قال الله (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) وقال (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)
ومن أعمالهم إنزال القطر وتصريفه حيث أمر الله وهذا عمل ميكائيل , فإن له منزلةً رفيعةً , وله أعوانٌ يأمرهم بأمر الله , وفي الآثار (ما من قطرة تنزل إلا ومعها ملَك يقررها في موقعها في الأرض) وجاء في الآثار (اسق حديقة فلان).
والبشر لا قدرة لهم على إنزال المطر , وكونهم يتطاولون عبثا على الاستمطار وأنهم يصنعون شيئا من ذلك فهذا من مُحَادَّة الله , قال الله (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ)
وجاء أن ميكائيل يكيل المطر (وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ)
20 - المطرُ آية من آيات الله وجوداً وعدماً.
فوجوده تحيا به الأرضُ وتخرج خيرها
وزيادة وجوده تكون فيضانات يبتلي اللهُ بها
وعدمُه يحصل به القحط والجدبُ.
21 - تنبيه: بعضُ الناس يستخف بالاستسقاء ولا يحضر صلاتَه وقد يرى ألاَّ حاجة بالناس إلى المطر , فالبحار موجودة وتحلية المياه المستخرجة منها متوفرة , ولكنَّ المطر شأنه عظيمٌ جداً فبه حياة كل شيء وقلته تتسبب في نضوب المياه وغورها (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)
ومن قال قديماً: تأتي به الفؤوس والمعاول غارت عيناه.
22 - ومن الملائكة من ينفخ في الصور وهو إسرافيل , واختُلف هل ينفخُ نفختين أو ثلاثة.
فمن قال إنها ثلاثة استدل بالقرآن , فجعل الأولى نفخة الفزع (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ)
والثانية نفخة الصعق (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/224)
والثالثة التي قال الله فيها (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ)
ومن قال أنهما اثنتين فقط , جعل نفخة الفزع والصعق واحدة , ولكن الناس تفزع في أول هذه النفخة وتصعق في آخرها حيث هي نفخة طويلة.
والصحيح أنها ثلاثة بدلالة الآيات , وهذه النفخة تورث فزعا عظيماً فطوبى لمن عمل خيراً.
قال الله تعالى (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) وقد كان زرارة بن أوفى رحمه الله مع الناس في الصلاة فقرأ الإمام هذه الآية فسقط ميتاً رحمه الله.
وبعضُ الناس يشكك في هذه الخبار لأنه لا يتأثر بالقرآن , وليس التشكيك بجديد , فقد كان ابن سيرين رحمه الله ينفي ذلك.
وشيخ الإسلام رحمه الله لا يرى مانعاً من وصول استشعار عظمة الله بالإنسان لهذا الحد.
واعترض المانعون من ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابتُه الكرامُ لم يكن يحصل منهم ذلك وهم أتقى لله وأصلح قلوباً , فكيف حصل ذلك لمن بعدهم.؟
والجواب: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان قوي القلب ومع ذلك كان يصيبه التأثر عند نزول الوحي عليه و وتذرف عيناه الدمع حينَ يُقرَأ عليه القرآن كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه ,والصحابة ذكلك كان أثبت وأقوى قلوبا ممن بعدهم , لكن ضعُفت قلوب التابعين فأصاب التابعين ما أصابهم من استشعار عظمة الله , حتى خلف بعد ذلك خلوفٌ لا ضعف لهم ولا استشعار , يقرأ أحدهم القرآن كما يقرأ الجريدة.!!!
23 – ربَّما يستشكل البعض حجم التأثر هذا كما حصل لزرارة رحمه الله ويقول: هل هو لأول مرة يسمع هذه الآية حتى يتأثر كل هذا التأثر.؟
والجواب:
أن هذا الإشكال صحيحٌ ولكن على مذهب من لايرى زيادة الإيمان ولا نقصه , أما من يعتقد أن الإيمان يزيد وينقص فلا يَرِد عليه هذا الإشكال لأنه يعتقد أن التأثر صادف زيادة إيمان عند السامع فكان منه ما كان.
24 - جاءت السنة بتسمية بعض الملائكة كجبريل ومياكائيل وإسرافيل كما في حديث قيام الليل أنه صلى الله عليه وسلم كان يستفتح صلاته بقوله: صلاته " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك أنت تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
وجاء في بعض الآثار تسمية ملك الموت بعزرائيل والحافظ ابن كثير في البداية نفى وجود الدليل الثابت على تسميته بذلك بل الوارد في القرآن وصفه بملك الموت (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[28 - 02 - 08, 03:24 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[28 - 02 - 08, 03:25 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[أم معين]ــــــــ[28 - 02 - 08, 04:02 م]ـ
لا حرمكم الله الأجر ..
ـ[لولو12]ــــــــ[28 - 02 - 08, 09:04 م]ـ
نفع الله بكم
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 10:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أبا زيد وجميع الأخوة الفضلاء(47/225)
أحفظ " الطحاوية " أم " الواسطيّة "؟؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[28 - 02 - 08, 06:50 م]ـ
حفظت ولله الحمد الأصول الثلاثة، وكشف الشبهات لم أحفظه تماما ولكن أستحضر كثيرا منه ولله الحمد من كثرة قراءتي له.
وعزمت أن أحفظ أحد المتنين:
إما الطحاوية أو الواسطية.
فبماذا تنصحوني؟؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[28 - 02 - 08, 07:30 م]ـ
أنصحك بحفظ الواسطية لأنه يقرن بيان المسائل بالدليل
ولخلوها من الانتقادات، ولإمامة كاتبها وكثرة اشتغاله بهذا العلم
ولتضمنها مباحث مهمة لم تذكر في الطحاوية
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[28 - 02 - 08, 07:35 م]ـ
أظن أنك صممت على الواسطية لشيخ الاسلام رحمه الله وإلا لما طلبت قراءة صوتية ... ابتسامة
وفقك الله
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[28 - 02 - 08, 08:13 م]ـ
أخي الكريم
إذا أنهيت من الكتب التي تعصمك من الوقوع في شرك القبور فلا تنسى شرك القصور.
ـ[ولد محمد]ــــــــ[29 - 02 - 08, 01:29 ص]ـ
سألت الشيخ الغنيمان حفظه الله السؤال نفسه
فقال احفظ الواسطية
قلت لكن يقولون الطحاوية أوسع
قال لا الواسطية أوسع
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[29 - 02 - 08, 11:55 ص]ـ
أخي الكريم
إذا أنهيت من الكتب التي تعصمك من الوقوع في شرك القبور فلا تنسى شرك القصور.
أخي ماذا تقصد بشرك القصور، ومن ذكره من اهل العلم في مصنفاته أو شروحه ...
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[29 - 02 - 08, 05:28 م]ـ
غفر الله لك
سألت ابن باز-رحمه الله- فقال: احفظ كتاب التوحيد والبلوغ
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[29 - 02 - 08, 05:45 م]ـ
أخي الكريم
إذا أنهيت من الكتب التي تعصمك من الوقوع في شرك القبور فلا تنسى شرك القصور.
راقب الله في كلماتك
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[29 - 02 - 08, 06:40 م]ـ
أخي الكريم
إذا أنهيت من الكتب التي تعصمك من الوقوع في شرك القبور فلا تنسى شرك القصور.
بارك الله فيك ..
ونعوذ بالله من أصحاب القصور ممن أصبحوا لأعداء الدين مطيّة.
أنصحك بحفظ الواسطية لأنه يقرن بيان المسائل بالدليل
ولخلوها من الانتقادات، ولإمامة كاتبها وكثرة اشتغاله بهذا العلم
ولتضمنها مباحث مهمة لم تذكر في الطحاوية
بارك الله فيك ..
ما هي الإنتقادات التي على الطحاوية؟
حفظك الله.
سألت الشيخ الغنيمان حفظه الله السؤال نفسه
فقال احفظ الواسطية
قلت لكن يقولون الطحاوية أوسع
قال لا الواسطية أوسع
بارك الله فيك وفي شيخنا الغنيمان ..
وليس بعد قول الشيخ قول.
غفر الله لك
سألت ابن باز-رحمه الله- فقال: احفظ كتاب التوحيد والبلوغ
بارك الله فيك، ونسأل الله أن يرحم شيخنا ابن باز.
جعلتنا في حيرة الله يحفظك.
الآن نعيد السؤال وبصيغة أخرى:
أحفظ متن التوحيد أم الواسطية؟؟
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[01 - 03 - 08, 07:04 ص]ـ
.
بارك الله فيك، ونسأل الله أن يرحم شيخنا ابن باز.
جعلتنا في حيرة الله يحفظك.
الآن نعيد السؤال وبصيغة أخرى:
أحفظ متن التوحيد أم الواسطية؟؟
لما لا تحفظ المتنين
متن التوحيد ومتن الواسطية
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[01 - 03 - 08, 11:09 ص]ـ
^^
أخي محمد ..
بماذا أبدأ؟؟
هنا السؤال.
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[01 - 03 - 08, 11:34 ص]ـ
^^
أخي محمد ..
بماذا أبدأ؟؟
هنا السؤال.
لاشك أن علينا أن نبدأ بمتن التوحيد
وهل حفظت نواقض الاسلام؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[01 - 03 - 08, 11:35 ص]ـ
الطحاوي انتقد عليه بعض الأشياء في عقيدته
ولذلك كان بعض علمائنا يقول: قولوا هي عقيدة الطحاوي، ولا تقولوا: عقيدة أهل السنة والجماعة.
لكن جرى عمل غالب علمائنا على شرحها وتدريسها وإذا مروا بالمواضع المنتقدة نبهوا عليها، وسبب عنايتهم بالعقيدة الطحاوية أنها متلقاة بالقبول على الإجمال في المذاهب الأربعة، بخلاف كتب ابن تيمية فمن أصحاب المذاهب الأخرى من يتشدد في قراءتها فضلاً عن إقرائها وتدريسها.
ومما انتقدت به العقيدة الطحاوية:
1: اعتماده تعبيرات كثيرة من عنده عبر بها عن عقيدة أهل السنة فيها إجمال، وفيها سجع متكلف، فتحتاج إلى شرح وتبيين حتى لا تفسر بما يخالف معتقد أهل السنة والجماعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/226)
2: مخالفته في بعض المسائل لمعتقد أهل السنة، وهي قليلة، منها ما يسمى بإرجاء الفقهاء، وقوله: إن الله قديم، وقوله في نزول القرآن بلا كيفية، وأن المكلفين لا يطيقون إلا ما كلفوا به.
3: التكفير بعبارات إجمالية كبيرة تحتاج إلى تفصيل وتأصيل.
4: تفريق بعض المباحث فيها، وضعف ترتيبها، فالإيمان بالقدر على سبيل المثال فرقه في ثلاثة مواضع.
وسأذكر لك بعض عباراته التي انتقدت مع بعض التعليقات عليها لسماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله، وبعضها علقت عليه باقتضاب
وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح.
قال الطحاوي: (قَديمٌ بلا ابتدَاء)
قال شيخنا ابن باز رحمه الله: (قوله (قَديمٌ بلا ابتدَاء):
هذا اللفظ لم يرد في أسماء الله الحسنى، كما نبه عليه الشارح رحمه الله وغيره، وإنما ذكره كثير من علاء الكلام، ليثبتوا به وجوده قبل كل شيء، وأسماء الله توقيفية لا يجوز إثبات شيء منها إلا بالنص من الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة، ولا يجوز إثبات شيء منها بالرأي، كما نص على ذلك أئمة السلف الصالح ولفظ القديم لا يدل على المعنى الذي أراده أصحاب الكلام لأنه يقصد به في اللغة العربية المتقدم على غيره وإن كان مسبوقا بالعدم، كما في قوله ?حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ? [يس:39] وإنما يدل على المعنى الحق بالزيادة التي ذكرها المؤلف وهو قوله (قَديمٌ بلا ابتدَاء) ولكن لا ينبغي عده في أسماء الله الحسنى؛ لعدم ثبوته من جهة النقل، ويغني عنه اسمه سبحانه الأول، كما قال عز وجل ?هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ? [الحديد:3] الآية. والله ولي التوفيق).
قال الطحاوي: (وأَنَّ القرآنَ كَلامُ الله، منْهُ بَدَأ بلاَ كَيْفِيَّة قَوْلاً)
قلت: فقوله: (بلا كيفية) باطل، فله كيفية لكنا لا نعلمها.
كما قال أئمة أهل السنة: (والكيف غير معلوم) ولم يقولوا: غير موجود، ومن قال منهم: (غير معقول) أي: لا نعقله ولا نتصوره بعقولنا.
فالمنفي علمنا بالكيفية، لا الكيفية نفسها.
قال الطحاوي: (وتَعالَى عَنِ الحدُودِ والغَاياتِ، والأرْكانِ والأعْضَاءِ والأدَواتِ، لا تَحويهِ الجِهَاتُ السِّتُّ كسَائِرِ المُبْتَدَعَاتِ)
قال شيخنا ابن باز رحمه الله: (هذا الكلام فيه إجمال قد يستغله أهل التأويل والإلحاد في أسماء الله وصفاته، وليس لهم بذلك حجة؛ لأن مراده –رحمه الله- تنزيه البارئ سبحانه عن مشابهة المخلوقات؛ لكنه أتى بعبارة مجملة تحتاج إلى تفصيل، حتى يزول الاشتباه، فمراده بالحدود يعني التي يعلمها البشر، فهو سبحانه لا يعلم حدوده إلا هو سبحانه؛ لأن الخلق لا يحيطون به علما كما قال عز وجل في سورة طه ? يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا? [طه:110] ومن قال من السلف فإثبات الحد في الاستواء أو غيره فمراده حد يعلمه الله سبحانه ولا يعلمه العباد.
وأما (والغَاياتِ، والأرْكانِ والأعْضَاءِ) فمراده –رحمه الله- تنزيهه عن مشابهة المخلوقات في حكمته وصفاته الذاتية من الوجه واليد والقدم ونحو ذلك، فهو سبحانه موصوف بذلك؛ لكن ذلك ليست صفاته مثل صفات الخلق، ولا يعلم كيفيتها إلا هو سبحانه، وأهل البدع يطيقون مثل هذه الألفاظ؛ لينفوا بها الصفات بغير الألفاظ التي تكلم الله بها وأثبتها لنفسه حتى لا يفتضحوا وحتى لا يشنع عليهم أهل الحق، والمؤلف الطحاوي –رحمه الله- لم يقصد هذا المقصد؛ لكونه من أهل السنة المثبتين لصفات الله.
وكلامه في هذه العقيدة يفسر بعضه بعضا، ويصدق بعضه بعضا ويفسر مشتبهه بمحكمه.
وهكذا قوله (لا تَحويهِ الجِهَاتُ السِّتُّ كسَائِرِ المُبْتَدَعَاتِ) مراده: الجهات الست المخلوقة، وليس مراده نفي علو الله واستوائه على عرشه؛ لأن ذلك ليس داخلا في الجهات الست، بل هو فوق العالم ومحيط به، وقد فطر الله عبادة على الإيمان بعلوه سبحانه، وأنه في جهة العلو، وأجمع أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأتباعهم بإحسان على ذلك، والأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة المتواترة كلها تدل على أنه في العلو سبحانه؛ فتنبه لهذا الأمر العظيم أيها القارئ الكريم، واعلم أنه الحق، وما سواه باطل. والله ولي التوفيق.
قال الطحاوي: (ونُسمِّي أَهْلَ قِبْلَتِنَا مُسْلِمينَ مؤمِنينَ، مَا دَامُوا بِمَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم مُعْتَرِفينَ، ولهُ بِكُلِّ ما قالَ وأَخْبَرَ مُصَدِّقِين).
قال الطحاوي: (ولا يَخْرُجُ العبْدُ مِنَ الإيمَانِ إلا بجُحُودِ ما أَدْخَلَهُ فيه).
قال الطحاوي: (والإيمانُ: هو الإقْرارُ باللِّسانِ، والتصديقُ بالجَنَانِ).
قال الطحاوي: (وَالإيمانُ وَاحِدٌ، وأهْلُهُ في أَصْلِهِ سَواءٌ، والتَّفَاضُلُ بَيْنَهُم بالخَشْيَةِ والتُّقَى، ومُخَالَفَةِ الهَوَى، ومُلازَمَةِ الأُولى).
قال شيخنا ابن باز رحمه الله: (هذا فيه نظر؛ بل هو باطل، فليس أهل الإيمان فيه سواء؛ بل هم متفاوتون تفاوتا عظيما، فليس إيمان الرسل كإيمان غيرهم، كما أنه ليس إيمان الخلفاء الراشدين وبقية الصحابة رضي الله عنهم مثل إيمان غيرهم، وهذا التفاوت بحسب ما في القلب من العلم بالله وأسمائه وصفاته وما شرعه لعباده، وهو قول أهل السنة والجماعة؛ خلافا للمرجئة ومن قال بقولهم. والله المستعان).
قال الطحاوي: (ولمْ يُكَلِّفْهُم اللهُ تعالى إِلاَّ مَا يُطِيقُون، وَلا يُطيقُونَ إِلاَّ مَا كَلَّفَهُمْ)
قال شيخنا ابن باز رحمه الله: (هذا غير صحيح؛ بل المكلفون يطيقون أكثر مما كلفهم به سبحانه، ولكنه عز وجل لطف بعباده ويسَّر عليهم، ولم يجعل عليهم في دينهم حرجا، فضلا منه وإحسانا. والله ولي والتوفيق.
ومما انتقد فيه إطلاقه حكم التكفير بأوصاف مجملة تحتاج إلى تبيين وتقييد.
ومنها قوله: (والأمْنُ والإياسُ يَنْقُلاَنِ عَنْ مِلَّةِ الإسْلاَمِ)
وقوله: (وَمَنِ اسْتَغْنَى عَنِ اللهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، فَقَدْ كَفَرَ وَصَارَ مِنْ أَهْلِ الحَيْنِ).
وأما بالنسبة لكتاب التوحيد فحفظه سهل إذا اقتصرت على أسماء الأبواب والآيات والأحاديث، وبعض الآثار القصيرة
ولا ترهق نفسك في البداية بحفظ المسائل والنقول الطويلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/227)
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[04 - 03 - 08, 11:04 م]ـ
شرك القصور ................. ؟؟
عجيب و الله
و هل الدخول على الحكام و إن كان فيه ما فيه يعد من الشرك؟؟؟؟؟!!!!!
آخر زمن و الله
ـ[مهداوي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 11:24 م]ـ
ترتيب مقترح للحفظ:
1. ثلاثة الأصول
2. التوحيد
3. الواسطية
4. سلم الوصول
أخي الكريم
إذا أنهيت من الكتب التي تعصمك من الوقوع في شرك القبور فلا تنسى شرك القصور.
أحسنت وبوركت
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 09:14 م]ـ
أحسنت وبوركت
أحسنت على ماذا؟!!!!!!!
العلم يبني بيوتا لا عماد لها .........................
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[06 - 03 - 08, 12:09 ص]ـ
شرك القصور ................. ؟؟
عجيب و الله
و هل الدخول على الحكام و إن كان فيه ما فيه يعد من الشرك؟؟؟؟؟!!!!!
آخر زمن و الله
ومن قال لك أنه يقصد قضية الدخول على الحكام!!!!!!!
عموما، أتمنى أن لا تجرّوا الموضوع لمناقشات جانبية ..
سؤالي في العنوان واضح ..
ولا أريد للموضوع أن يُغلق رجاءا.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[06 - 03 - 08, 12:10 ص]ـ
ترتيب مقترح للحفظ:
1. ثلاثة الأصول
2. التوحيد
3. الواسطية
4. سلم الوصول
بارك الله فيك أخي الحبيب ..
بما أنني قد حفظت الأصول الثلاثة، إذن أبدأ بكتاب التوحيد.
ـ[مهداوي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 12:46 ص]ـ
أحسنت على ماذا؟!!!!!!!
على ما قال
بارك الله فيك أخي الحبيب ..
بما أنني قد حفظت الأصول الثلاثة، إذن أبدأ بكتاب التوحيد.
وفقك الله وطرح في علمك البركة
ـ[محمد براء]ــــــــ[06 - 03 - 08, 02:19 ص]ـ
حفظت ولله الحمد الأصول الثلاثة، وكشف الشبهات لم أحفظه تماما ولكن أستحضر كثيرا منه ولله الحمد من كثرة قراءتي له.
وعزمت أن أحفظ أحد المتنين:
إما الطحاوية أو الواسطية.
فبماذا تنصحوني؟؟
لماذا لا تحفظهما معا؟
أو - على الاقل - لا بد من ان تعتني بهما معاً.
ـ[ابن أبي ناصر]ــــــــ[06 - 03 - 08, 12:22 م]ـ
إن المتتبع لسنن أهل العلم التي جرى عليها أكثر علماء عصرنا وفضلاء دهرنا في التدرج في سلم علم التوحيد وحق الله تعالى على العبيد على النحو التالي:
1/ الأصول الثلاثة
2/ القواعد الأربع.
3/ كشف الشبهات
4/ كتاب التوحيد
5/ الواسطية
6/ التدمرية
7/ الطحاوية.
ومن فتح الله عليه في الحفظ فليبدأ على حسب البرنامج الذي ذكر وقد عمل به أكثر العلماء في بداية الطلب كما هو مثبت في سجل تراجمهم وبالله تعالى التوفيق.
وعند التأمل في البرنامج تجد المناسبة القوية الواضحة بين الكتب المذكورة واله أعلم ونسبة العلم إليه أسلم.
ـ[صالح الخلف]ــــــــ[08 - 03 - 08, 10:10 م]ـ
اقترح عليك حفظ الواسطية
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[10 - 03 - 08, 09:08 ص]ـ
الواسطية تقدّم على الطحاوية من أوجه:
1 - أنها مرتبة على أصول أهل السنة و الجماعة.
2 - أن مؤلفها محقق في مذهب السلف جمع في هذه العقيدة زبدة أفهامهم و صاغها بصياغة واحدة و بيّن المجملات من كلام السلف و مراداتهم بذلك.
3 - أنها سلّم و مرقاة للولوج إلى تراث شيخ الإسلام العقدي.
4 - أنها سالمة من العبارات المجملة التي نهى السلف عن الخوض فيها من عبارات المتكلمين و هذا وجد بعضه في الطحاوية.
5 - أنها اعتنت بمنهج التأصيل و الرد عند أهل السنة و هذا واضح في تقرير شيخ الإسلام في المسائل و تقريره للحجاج على أهل البدع في بيان معتقد أهل السنة.
5 - أنها سالمة من تكرار بعض المسائل كما صنع الطحاوي رحمه الله تعالى.
و الله الموفق.
ـ[محمد الفردي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 11:50 ص]ـ
لم يتكلم شيخ الإسلام في الواسطية في توحيد الألوهية أو نواقض التوحيد،
و جلها عن صفات الله عزوجل وبيان مذهب أهل السنة فيها .....
ومع هذا فالطحاوية في طياتها بعض الاستدراكات كالتي ببه عليها الأخ عبدالعزيز .....
وشارحها لم يتكلم في توحيد الألوهية بما فيه الكفاية وإنما أشار إليه إشارة موجزة في أوله ......
وعلي ما سبق فنصيحتي أنه لا بد لك
من دراسة كتاب (التوحيد) لمحمد بن عبدالوهاب مع شرحه (فتح المجيد) لحفيده عبدالرحمن بن حسن؛
لجبر هذا النقص ................
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[13 - 03 - 08, 03:38 م]ـ
غفر الله لك
سالت ابن باز -رحمه الله- لماذا كتاب التوحيد؟
فقال لانه قال الله قال رسوله وغيره (من كلام البشر)
اعتذر عن التاخير= والسؤلان كانا في مجلس واحد=(47/228)
الرد على قضية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة .. للشيخ المقدم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - 02 - 08, 08:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=66380
وهو يرد على كتاب مفتي مصر.
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[29 - 02 - 08, 09:13 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[26 - 10 - 08, 08:00 ص]ـ
بارك الله فيك
وفيكم بارك أخي الكريم(47/229)
من ثمرات الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[29 - 02 - 08, 09:40 ص]ـ
من الثمرات العظيمة للإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى، بلوغ مرتبة الإحسان العظيمة فيعبد الله كأنه يراه، ويجتهد في التقرب إليه بما يحب، ويجتنب ما يكرهه جل وعلا ويبغضه، فيحب ما يحبه الله، ويبغض ما يبغضه الله، ويعظم ما يعظمه الله، ويحقر ما يحقره الله، فيكون من أولياء الله المخبتين الذين يحبهم ويحبونه، ويقذف الله في قلبه نوراً عظيماً، ويجد من حلاوة الإيمان وبرد اليقين وطمأنينة القلب والراحة النفسية وانشراح الصدر والحياة الطيبة ما يعتبر بحق أعظم نعيم يمكن أن يناله أحد في هذه الحياة الدنيا
كما قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)
فمَنْ عَلِمَ أنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يرى مكانَهُ، ويسمعُ كلامَهُ، ويعلمُ سريرَتَهُ وعلانيتَهُ،،،
وعَلِمَ أنَّهُ ذو الفضلِ العظيمِ، والإحسانِ العميمِ، والكرمِ الجزيلِ،،،
وأنَّهُ قريبٌ مجيبٌ، رحيم ودود، شاكرٌ عليمٌ، حفيظ لأعمال عباده،،،
وأنه مع من ذكره، وآمن به واتقاه، وصبر ابتغاء وجه وطلب رضاه،،،
وأنه يحب المحسنين، ويحب المتوكلين، ويحب التوابين، ويحب المتطهرين،،،
وأنه لا يُضيعُ عملَ عاملٍ منْ ذكرٍ أوْ أُنْثَى وهوَ مؤمنٌ، بلْ يَقْبَلُهُ ويُنَمِّيهِ، ويُباركُ لعاملِهِ فيهِ، ويضاعف له المثوبة والأجر في الدنيا والآخرة،،،
واستقرَّ هذا العلمُ في قلْبِهِ، وضربَ بجُذُورِهِ فيهِ، آتَى أُكُلَهُ كلَّ حينٍ بإذنِ ربِّهِ عملاً صالحاً وحالاً مُرْضِياً؛ ذلكَ فضلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يشاءُ واللَّهُ واسعٌ عليمٌ.
فيبذُلُ العبدُ جُهْدَهُ، ويستفرغُ وُسْعَهُ في التقرُّبِ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ بأنواعِ القُرُباتِ، وتخليصِ العملِ من الشوائبِ والمُحْبِطَاتِ.
وإنَّما يضْعُفُ عزمُهُ، وتفْتُرُ هِمَّتُهُ إذا ضَعُفَ عندَهُ هذا النورُ الإيمانيُّ.
وهذا المعنى كثيرٌ جدًّا في القرآنِ العظيمِ:
قالَ اللَّهُ تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الشعراء: 217 - 220].
وقالَ: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].
وقالَ: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 110].
وقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18].
وقالَ: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: 215]
وقالَ: {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 115]
وقالَ: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف: 30].
وقالَ: {وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمَّد: 35]
وقالَ: {كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا} [مريم: 1 - 3]
ومِنْ ألطفِ ما وردَ في ذلكَ قولُهُ تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} [آل عمرانَ: 38]. وذلكَ بعدَ قولِهِ جلَّ وعلا في سياقِ قِصَّةِ مريمَ الصِّدِّيقَةِ: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمرانَ: 37].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/230)
وقالَ تعالى: {وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 102 - 105].
فانظر كيف يرغبهم في التوبة والتصدق بقوله: (ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة ويأخذ الصدقات) فالله هو الذي يقبل توبة عبده ويفرح بها جل وعلا محبة لعبده المؤمن، وإلا فإن الله غني عن عباده لا يحتاج إلى أحد طرفة عين.
والله هو الذي يأخذ الصدقات ويتقبلها من عبده الذي أخرجها إيماناً واحتساباً من كسب طيب فينميها لعبده المؤمن ويضاعفها له أضعافاً كثيرة.
ألا يحرك ذلك في نفس العبد المذنب الضعيف دواعي الرجوع إلى الله والانطراح بين يديه والفرار إليه؟!!
فهو البر الرحيم، والتواب الحليم، والعفو الغفور، يفرح بتوبة التائبين، ويغفر ذنوب المذنبين، ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره، بل يغفر الذنوب لمن آمن به ودعاه ورجاه مهما بلغت ولا يبالي كما جاء في الحديث القدسي العظيم: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي) رواه الترمذي وحسنه الألباني
ألا يحثه قوله: (ويأخذ الصدقات) على التصدق ابتغاء فضل الله والتقرب إليه؟!! لعلمه بأنه الله هو الذي يأخذها، وإذا كان الله هو الذي يأخذها فلن يضيعها، بل ينميها لعبده المؤمن، ويضاعفها له، ويخلف عليه ما أنفق كما قال تعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين)
فيؤمن بأن الله يأخذها ويبارك فيها، ويؤمن بأن الله يخلف عليه ما أنفق ويرزقه رزقاً حسناً، فما الذي يمنعه بعد من التصدق؟
لذلك كان الإنفاق في سبيل الله وإيتاء الزكاة والتصدق من أعظم صفات المؤمنين التي ورد ذكرها كثيراً في القرآن الكريم.
ومن الأدلة أيضاً قول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 54].
وقوله: {وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ} الآيَةَ [آل عمرانَ: 15 - 17].
وقوله: {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18].
...
بل ما ارتكبَ عبدٌ معصيَةً ولا قَصَّرَ في طاعةٍ إلاَّ بسببِ جهلِهِ باللَّهِ تعالى وبما يستحِقُّهُ من التعَبُّدِ بمقتضى أسمائِهِ الحسنى وصفاتِهِ العُلَى، والناسُ في هذا العلمِ على مراتبَ كثيرةٍ لا يُحْصِيهم إلاَّ مَنْ خلقَهُم:
فَمَنْ عَلِمَ أنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ عليمٌ سميعٌ بصيرٌ، وأنَّهُ شديدُ العقابِ والبطْشِ، يَغَارُ إذا انْتُهِكَتْ محارِمُهُ، ولا يُعْجِزُهُ شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، ولا يخافُ عاقبةَ فعلِهِ، وأن عذابه أليم، وعقابه شديد، واستقرَّ ذلكَ في قلبِهِ ارتعَدَتْ فرائِصُهُ قبلَ أنْ يُفَكِّرَ في الإقدامِ على المعصيَةِ، فكانَ في هذا العلمِ خيرُ زاجرٍ لهُ عنْ فعلِ المعاصِي.
فلا يُقْدِمُ على المعصيَةِ إلاَّ حينَ يغيبُ عنهُ ذلكَ النورُ الإيمانيُّ أوْ يَضْعُفُ، وقدْ ذكرَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ هذا المعنى في الكتابِ العزيزِ في غيرِ ما آيَةٍ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/231)
فقالَ تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14)} [العلق: 9 - 14].
وقالَ: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)} [البروج: 4 - 9].
وقالَ: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [التوبة: 75 - 78].
وقالَ: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} [النساء: 108].
وقال: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76) أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [البقرة: 76 - 77]
وقالَ: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف: 80].
وقالَ: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30]
وقالَ: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49 - 50].
وقالَ: {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [المائده: 28].
ومِنْ ألطفِ ما وردَ في ذلكَ قولُهُ تعالى: {تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ} [الممتحنة: 1].
والآياتُ في هذا المعنى كثيرةٌ
...
والمقصودُ أنَّ العبدَ إذا عَلِمَ معانيَ أسماءِ اللَّهِ الحسنى وَفَقِهَ لَوَازِمَها وآثارَها دَعَاهُ ذلكَ إلى التعَبُّدِ للَّهِ تعالى بمُقْتَضَاهَا، فيجتنبُ المُنْكَرَاتِ، ويُسَارعُ في الخيراتِ.
ولا يزالُ بهِ الأمرُ حتَّى يتَزَكَّى في ضوءِ هذهِ الأسماءِ الحسنى التزكيَةَ الإيمانيَّةَ الطيبةَ؛ فيتحلَّى بمكارمِ الأخلاقِ ومحاسنِ الآدابِ، ويتركُ ما لا يليقُ بأمثالِهِ منْ مَعَايبِ القولِ والعملِ.
وكُلَّمَا عَلِمَ أنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أمراً سارعَ في أنْ يكونَ منْ أهلِ ذلكَ الأمْرِ.
وإذا علمَ أنَّ اللَّهَ يكرهُ أمراً سارعَ في اجتنابِهِ والتحَرُّزِ منْهُ.
وهذا هوَ اتِّبَاعُ رضوانِ اللَّهِ تعالى، نسألُ اللَّهَ منْ فضلِهِ.(47/232)
ماذا يحدث لزيدية اليمن؟!!!!!
ـ[ابو الزبير المكي]ــــــــ[29 - 02 - 08, 03:00 م]ـ
سمعت وشاهدت وقرأت عن تحول كبير لزيدية اليمن نحو الرفض والرافضة
زيارات متعددة ومتبادلة بين صنعاء وطهران لعلية القوم من رؤوس المذهب!!
منح دراسية للكثير من طلبة اليمن للدراسة في حوزيات قم والنتيجة (زواج شرعي أو غير شرعي) وترفض كامل و الأدهى أنهم يتحولون إلى حاخامات للرافضة في اليمن ونشر الرفض فيه!!
لو قدر لك الدخول إلى بعض منتديات الزيدية لرأيت عجبا ما بين نقل لأئمتهم في ذم الرفض و أهله لكن حال القوم ومن داخل المنتديات يخالف تلك الأقوال!
مسائل كثيرة مشتركة بين زيدية اليمن والرافضة على سبيل المثال:
لعن معاوية رضي الله عنه.
القدح في عثمان رضي الله عنه.
القدح في الفاروق رضي الله عنه.
القدح في الصديق رضي الله عنه.
(القدح في الخلفاء الثلاثة رضوان الله عليهم يأخذ طرقا مختلفة مابين تصريح وتلميح)!
لعن يزيد بن معاوية غفر الله له.
القدح في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله واتهامه بالنصب.
الخوض في مسائل الفتنة مع الأخذ بالآراء الضعيفة والواهية.
إلى غير ذلك .....
فهل سيكون اليمن مركزا ثالثا للرفض بعد طهران و لبنان؟!!!
اللهم احفظ اليمن وأهله من شر الأشرار وكيد الفجار وسائر بلاد المسلمين
اللهم رد كيد الكائدين في نحورهم. آمين
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[01 - 03 - 08, 12:05 ص]ـ
لا لا لن يكون فأهل السنة في اليمن أقوياء
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 03 - 08, 01:18 ص]ـ
الله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله
ولن يزال أهل السنة ظاهرين إن شاء الله
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[01 - 03 - 08, 03:14 ص]ـ
من المؤسف أن هذا المد الصفوي الخبيث لا يقتصر على لبنان واليمن فقط
فهنا في مصر بدأنا نسمع أصواتهم، وقد استغلوا الأحداث في العراق للخروج والانتشار في العالم العربي الإسلامي، مع العلم أنهم لا يوجد أي أذي أو ضرر عليهم في داخل العراق كما هو معروف
وقد أخبرني أخ عراقي سني، أن الشيعة يلاحقون أهل السنة العراقيين في مصر، وذلك بأن يجمعوا بياناتهم الشخصية، بل أخبرني أنه امرأة رافضية كانت تصورهم بالتليفون المحمول ...
وبالمناسبة هذا الأخ كان إمام مسجد في العراق، وأخبرني أن حارس ذلك المسجد - وكان مصريا - حرق الرافضة وجهه بمادة حارقة ... فما بالكم بالدعاة
ـ[أبو يعلى]ــــــــ[01 - 03 - 08, 07:46 ص]ـ
لا لا لن يكون فأهل السنة في اليمن أقوياء
لا ليس كما تقول يا الخليفي وأسأل الله أن يقوي أهل السنة في اليمن وفي غير اليمن ولكن الحال أن أهل السنة في اليمن كثير ولكن (بأسهم بينهم شديد) وللأسف منشغلون بأنفسهم عن غيرهم يتكلم بعضهم على بعض فهل من ينقذهم من شر الفتنة هذه.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - 03 - 08, 10:42 ص]ـ
أرجو نشر هذا الموقع المتخصص في مناصحة الزيدية:
http://www.edharalhaq.com/vb/index.php
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[01 - 03 - 08, 10:48 ص]ـ
-- ينظر احدكم القذاة في عين اخيه ويدع الجذل في عينه --
اين نحن من تحركات الرافضة
في بلاد الحرمين!!!!!!!!
خصوصا في الحرمين!!!!!!!!
ـ[أبو عروة]ــــــــ[01 - 03 - 08, 02:07 م]ـ
كفانا الله شرهم وجعل مايكيدون وبالا عليهم ولا حول ولا قوة الا بالله
ـ[أبوقتادة السعدي الأثري]ــــــــ[01 - 03 - 08, 03:29 م]ـ
الحمد لله على نور الكتاب والسنة أسأل الله الثبات لي ولإخواني على الحق إلى الممات
كنت أصلي في الحرم النبوي وجلس بجواري أحدهم ورأيت معه كتاب عجيب دعاء يوم الأربعاء للإمام المرتضى استغفار يوم الأربعاء لمولانا علي ثم اعتمرت وأمام الكعبة جلس آخر وصار يقرأ من نفس الكتاب والله يإخوان لساعتين ما أمسك كتاب الله فحمدت الله على الهدى أسأل الله أن يهديهم وأن يرزقنا شكر نعمة النور والهدى
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[02 - 03 - 08, 09:27 ص]ـ
الادهى من ذلك
حدثني احد الاخوة من طلاب العلم وهو ثقة (انه راى أحد الروافض أخذ مصحفا فجلس عليه)!!
في وسط المسجد النبوي!!!!!!!!!
------------- لكنه آمن من العقوبة ---------
وقد أنكر أحد الغيورين على الرافضة في المدينة فكان مصيره -؟؟
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 11:36 م]ـ
لا ليس كما تقول يا الخليفي وأسأل الله أن يقوي أهل السنة في اليمن وفي غير اليمن ولكن الحال أن أهل السنة في اليمن كثير ولكن (بأسهم بينهم شديد) وللأسف منشغلون بأنفسهم عن غيرهم يتكلم بعضهم على بعض فهل من ينقذهم من شر الفتنة هذه.
ها أنت قد قلتها
إذا كانوا لم يحتملوا أخطاء بعضهم
أفتراهم سيحتملون كفر الروافض
المعاهد العلمية قائمة ويدرس فيها التوحيد والعقيدة وشتى العلوم
وهذا من شأنه أن يحجم انتشار الرفض بشكل كبير
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 09:22 ص]ـ
الادهى من ذلك
حدثني احد الاخوة من طلاب العلم وهو ثقة (انه راى أحد الروافض أخذ مصحفا فجلس عليه)!!
في وسط المسجد النبوي!!!!!!!!!
------------- لكنه آمن من العقوبة ---------
وقد أنكر أحد الغيورين على الرافضة في المدينة فكان مصيره -؟؟
أي ثقة هذا التي تصف بها من يسكت على ذلك يا أبا العز أليس الأولى به لطم هذا الخبيث يومَ رآه فعل فعلته , وهذا الذي ذكره لك الأخ بعيد جداً (إلا أن يكون في جهة خالية من المصلين أو في ساعات فتح الحرم الأولى قبل الفجر أو ساعت قفله الأخيرة بعد العشاء) , وإن حدث فو الذي نفسي بيده ليطأنَّه الناس بأعقابهم قبل أن يمكن مقعدته من كلام الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/233)
ـ[أبو يعلى]ــــــــ[04 - 03 - 08, 11:43 ص]ـ
ها أنت قد قلتها
إذا كانوا لم يحتملوا أخطاء بعضهم
أفتراهم سيحتملون كفر الروافض
المعاهد العلمية قائمة ويدرس فيها التوحيد والعقيدة وشتى العلوم
وهذا من شأنه أن يحجم انتشار الرفض بشكل كبير
الله يوحد جهودهم ويلم شعثم.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 01:14 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابا زيد على غيرتك
كذلك الذي اخبرني عن ذلك هو غيور ومن الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر لكن منعه من الانكار الخوف
على نفسه فان المسجد مملوء بكميرات المراقبة فخشي ان انكر ان يكون مصيره السجن والاهانة كما حصل
لأحد الأخوة هذا اولا
ثانيا -- المسجد مملوء بالرافضة الذين يدعون غير الله جهارا!!!!!!!!
والحسينيات تقام عند اسوار المسجد!!!!!!!!!!
والمقبرة فيها منكرات عظيمة منها تعمد الرافضة وطء قبور الصحابة كما سمعت!!!!!!!
---------- فاين انت ايها الغيور واظنك من اهل المدينة او من غيرها فهلا تفرغت للانكار -------------
او تخاف على نفسك كما حدث لاخينا!!
علما ان فعل هذا الرافضي حدث عصر يوم الجمعة والمسلمون متواجدن لكن لم يره الا اخونا ((لا كما ظننت))
فالله المستعان
جعلنا الله وايك من حماة هذا الدين
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 12:54 ص]ـ
الله يوحد جهودهم ويلم شعثم.
آمين
ونسأل الله عز وجل أن يرد كيد الروافض في نحورهم(47/234)
أينما تولوا فثم "جهة" الله؟؟؟
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[29 - 02 - 08, 07:23 م]ـ
جاء في مجموع الفتاوى في قوله تعالى {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله}: والوجه هو الجهة: يقال: أي وجه تريد؟ أي: أي جهة. وأنا اريد هذا الوجه، أي: هذه الجهة، كما قال تعالى: {ولكل وجهة هو موليها} [البقرة: 148]، (ج3/ص 124)
هذا وقد أنكر الشيخ ابن تيمية تأويل البيهقي للوجه بالقبلة، فهل يصح تأويل الوجه بالجهة هنا؟ وهل في هذا التأويل نفي اختصاص للجهة بالفوق كما هو مقرر الشيخ ابن تيمية؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 02 - 08, 07:44 م]ـ
هذه الآية أخي الكريم ليست من آيات الصفات كما قال شيخ الاسلام.
قولك: " وقد أنكر الشيخ ابن تيمية تأويل البيهقي للوجه بالقبلة ".
لا أظنه صحيحا، وليتك توثقه، فقد قال شيخ الإسلام في آخر المناظرة في الواسطية - وهو المكان الذي اجتزأت منه النقل الذي تقلته -: " فَأَحْضَرَ بَعْضُ أَكَابِرِهِمْ - أي مناظريه - " كِتَابَ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ " للبيهقي - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - فَقَالَ: هَذَا فِيهِ تَأْوِيلُ الْوَجْهِ عَنْ السَّلَفِ فَقُلْت: لَعَلَّك تَعْنِي قَوْله تَعَالَى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} فَقَالَ: نَعَمْ. قَدْ قَالَ مُجَاهِدٌ وَالشَّافِعِيُّ يَعْنِي قِبْلَةَ اللَّهِ. فَقُلْت: نَعَمْ: هَذَا صَحِيحٌ عَنْ مُجَاهِدٍ وَالشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَهَذَا حَقٌّ وَلَيْسَتْ هَذِهِ الْآيَةُ مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ. وَمَنْ عَدَّهَا فِي الصِّفَاتِ فَقَدْ غَلِطَ كَمَا فَعَلَ طَائِفَةٌ؛ فَإِنَّ سِيَاقَ الْكَلَامِ يَدُلُّ عَلَى الْمُرَادِ حَيْثُ قَالَ: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} وَالْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ الْجِهَاتُ. وَالْوَجْهُ هُوَ الْجِهَةُ؛ يُقَالُ أَيُّ وَجْهٍ تُرِيدُهُ؟ أَيْ أَيُّ جِهَةٍ وَأَنَا أُرِيدُ هَذَا الْوَجْهَ أَيْ هَذِهِ الْجِهَةَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} وَلِهَذَا قَالَ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أَيْ تَسْتَقْبِلُوا وَتَتَوَجَّهُوا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ".
قولك: " فهل يصح تأويل الوجه بالجهة هنا؟ ".
نعم، وليس هذا من التأويل الذي عند المتأخرين والذي هو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى معنى مرجوح لدليل يقترن به، بل هو من التفسير والبيان.
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[29 - 02 - 08, 08:11 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
لكن ما هو موجب هذا الصرف من المعنى الراجح الذي هو القبلة إلى المعنى المرجوح الذي هو الجهة؟؟
والحال أن الفرق بينهما واضح؛ فالقبلة لا يراد منها سوى توجه العبادة، والجهة يراد بها معاني أخرى لا تثبت هنا لأن من توجه إلى جهة فوق يقال ـ بحسب ما يقرر الشيخ ـ أنه توجه إلى جهة الله، وأما من توجه إلى السفل مثلا فلا يقال إنه توجه إلى جهة الله، فقوله تعالى: أينما تولوا فثم وجه الله، لا يناسب ذلك المعنى المرجوح وهو الجهة، فما سبب العدول إلى ذلك المعنى المرجوح في هذه الآية؟؟ هذا ما اردت معرفته.
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 02 - 08, 08:38 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
لكن ما هو موجب هذا الصرف من المعنى الراجح الذي هو القبلة إلى المعنى المرجوح الذي هو الجهة؟؟
والحال أن الفرق بينهما واضح؛ فالقبلة لا يراد منها سوى توجه العبادة، والجهة يراد بها معاني أخرى لا تثبت هنا لأن من توجه إلى جهة فوق يقال ـ بحسب ما يقرر الشيخ ـ أنه توجه إلى جهة الله، وأما من توجه إلى السفل مثلا فلا يقال إنه توجه إلى جهة الله، فقوله تعالى: أينما تولوا فثم وجه الله، لا يناسب ذلك المعنى المرجوح وهو الجهة، فما سبب العدول إلى ذلك المعنى المرجوح في هذه الآية؟؟ هذا ما اردت معرفته.
كيف فهمت عكس كلامي؟!
ليس هذا من التأويل الذي عند المتأخرين والذي هو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى معنى مرجوح لدليل يقترن به، بل هو من التفسير والبيان.
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[01 - 03 - 08, 09:18 ص]ـ
أترى في هذا التفسير بيانا؟ أم عدولا عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح؟
ـ[معتز]ــــــــ[01 - 03 - 08, 09:35 ص]ـ
هناك تفصيل متوسط للشيخ الفوزان في هذا الموضوع في كتابه شرح الواسطية فراجعه غير مأمور
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[01 - 03 - 08, 04:12 م]ـ
حبذا أخي الكريم لو جلبته.
فإني لا أرى الداعي لتفسير تلك الآية بنحو: أينما تولوا فثم جهة قبلة الله.
وعلى قولنا: فثم جهة الله، يختلف التفسير.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[02 - 03 - 08, 02:13 م]ـ
هذه الآية من آيات الصفات، والواجب الإيمان بها كغيرها من آيات الصفات من غير تحريف ولا تمثيل ومن غير تكييف ولا تعطيل
وتأويل شيخ الإسلام لها غير مقبول
وما نقل عن مجاهد والشافعي لا يعدو أن يكون تفسيرا باللازم، فلا ينفي كونها من آيات الصفات.
والشيخ حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا من الشيخ رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/235)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[02 - 03 - 08, 02:35 م]ـ
قال السعدى رحمه الله:
{115} {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
أي: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} خصهما بالذكر، لأنهما محل الآيات العظيمة، فهما مطالع الأنوار ومغاربها، فإذا كان مالكا لها، كان مالكا لكل الجهات.
{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا} وجوهكم من الجهات، إذا كان توليكم إياها بأمره، إما أن يأمركم باستقبال الكعبة بعد أن كنتم مأمورين باستقبال بيت المقدس، أو تؤمرون بالصلاة في السفر على الراحلة ونحوها، فإن القبلة حيثما توجه العبد أو تشتبه القبلة، فيتحرى الصلاة إليها، ثم يتبين له الخطأ، أو يكون معذورا بصلب أو مرض ونحو ذلك، فهذه الأمور، إما أن يكون العبد فيها معذورا أو مأمورا.
وبكل حال، فما استقبل جهة من الجهات، خارجة عن ملك ربه.
{فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} فيه [ص 64] إثبات الوجه لله تعالى، على الوجه اللائق به تعالى، وأن لله وجها لا تشبهه الوجوه، وهو - تعالى - واسع الفضل والصفات عظيمها، عليم بسرائركم ونياتكم.
فمن سعته وعلمه، وسع لكم الأمر، وقبل منكم المأمور، فله الحمد والشكر.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[02 - 03 - 08, 02:40 م]ـ
وقال الشيخ بن عثيمين رحمه الله
فإن قلت: هل كل ما جاء من كلمة الوجه مضافاً إلى الله يراد به وجه الله الذي هو صفته. الجواب: هذا هو الأصل كما في قوله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} الأنعام / 52، {وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى} الليل / 19 – 21، وما أشبهها من الآيات.
فالأصل: أن المراد بالوجه وجه الله عز وجل الذي هو صفة من صفاته، لكن هناك آية اختلف المفسرون فيها وهي قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} البقرة / 115 ..... فمنهم من قال: إن الوجه بمعنى الجهة لقوله تعالى: {ولكل وجهة هو موليها} البقرة / 148.
فالمراد بالوجه: الجهة، أي: فثمَّ جهة الله أي فثم الجهة التي يقبل الله صلاتكم إليها.
قالوا: لأنها في حال السفر إذا صلى الإنسان النافلة فإنه يصلي حيث كان وجهه.
ولكن الصحيح أن المراد بالوجه هنا: وجه الله الحقيقي، إلى أي جهة تتجهون فثم وجه الله سبحانه وتعالى؛ لأن الله محيط بكل شيء، ولأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المصلي إذا قام يصلي فإن الله قبل وجهه، ولهذا نهى أن يبصق أمام وجهه؛ لأن الله قِبَل وجهه فإذا صليت في مكان لا تدري أين القبلة واجتهدت وتحريت وصليت وصارت القبلة في الواقع خلفك فالله يكون قبل وجهه حتى في هذه الحالة.
وهذا معنى صحيح موافق لظاهر الآية والمعنى الأول لا يخالفه في الواقع.
وحينئذ يكون المعنيان لا يتنافيان.
واعلم أن هذا الوجه العظيم الموصوف بالجلال والإكرام وجه لا يمكن الإحاطة به وصفاً، ولا يمكن الإحاطة به تصوراً، بل كل شيء تُقَدره فإن الله تعالى فوق ذلك وأعظم. {ولا يحيطون به علماً} طه /110.
وأما قوله تعالى: {كل شيءٍ هالكٌ إلا وجهه} القصص / 88، فالمعنى: " كل شيء هالك إلا ذاته المتصفة بالوجه "
شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين (1/ 243 – 245)
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[02 - 03 - 08, 06:53 م]ـ
وأما قوله تعالى: {كل شيءٍ هالكٌ إلا وجهه} القصص / 88، فالمعنى: " كل شيء هالك إلا ذاته المتصفة بالوجه "
شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين (1/ 243 – 245)
يعني أن الشيخ أضاف كلمة ذاته، وكلمة المتصفة، وهذا التأويل فيه من العدول عن الظاهر ما لا يخفى.
فأرشدوني رحمكم الله كيف يبقى الشيخ الآية الأولى على ظاهرها ويكون معناها أن لله تعالى وجها حقيقيا زائدا على بقية ذاته التي أثبت لها اليدان والجنب والعينان والضحك و، و،و، و ... ثم يأتي ويأول هذه الآية بغضافة مضافين تقديرهما: ذاته، والمتصفة؟؟
فما الذي جعله يبقي الآية الأولى على ظاهرها دون الثانية، بحيث يصير قوله تعالى: كل شيء هالك إلا وجهه، عام يدخل فيه ما عدى وجهه الحقيقي الذي هو غير يداه وساقه وعيناه و، و،و ... فتفنى هذه كلها باختياره ولا يبقى إلا وجهه الحقيقي؟؟
إذا قيل بأن إبقاء قوله تعالى: كل شيء هالك إلا وجهه على ظاهره مستحيل، فما وجه الاستحالة؟؟
إن وجه الاستحالة عقلي، فللخصم ان يحيل حمل الوجه الوارد في الاية على الوجه الحقيقي الذي هو غير الساق واليدان وغير ذلك لاستحالته.
فما هو الضابط في كل ذلك لكي لا نعبث بآيات ربنا؟؟؟؟
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[02 - 03 - 08, 06:55 م]ـ
هذه الآية من آيات الصفات، والواجب الإيمان بها كغيرها من آيات الصفات من غير تحريف ولا تمثيل ومن غير تكييف ولا تعطيل
وتأويل شيخ الإسلام لها غير مقبول
وما نقل عن مجاهد والشافعي لا يعدو أن يكون تفسيرا باللازم، فلا ينفي كونها من آيات الصفات.
والشيخ حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا من الشيخ رحمه الله
كيف خطأت شيخ الإسلام وهو اصلا من يقرر القواعد التي تعتمد عليها في إثبات الوجه الحقيقي؟؟؟
ثم ألم يكن حريا بالشافعي والبيهقي إثبات الوجه الحقيقي إن كانا يعتقدان ذلك قبل إثبات اللازم كما قلت؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/236)
ـ[أبو منة الله]ــــــــ[02 - 03 - 08, 08:12 م]ـ
يعني أن الشيخ أضاف كلمة ذاته، وكلمة المتصفة، وهذا التأويل فيه من العدول عن الظاهر ما لا يخفى.
فأرشدوني رحمكم الله كيف يبقى الشيخ الآية الأولى على ظاهرها ويكون معناها أن لله تعالى وجها حقيقيا زائدا على بقية ذاته التي أثبت لها اليدان والجنب والعينان والضحك و، و،و، و ... ثم يأتي ويأول هذه الآية بغضافة مضافين تقديرهما: ذاته، والمتصفة؟؟
فما الذي جعله يبقي الآية الأولى على ظاهرها دون الثانية، بحيث يصير قوله تعالى: كل شيء هالك إلا وجهه، عام يدخل فيه ما عدى وجهه الحقيقي الذي هو غير يداه وساقه وعيناه و، و،و ... فتفنى هذه كلها باختياره ولا يبقى إلا وجهه الحقيقي؟؟
إذا قيل بأن إبقاء قوله تعالى: كل شيء هالك إلا وجهه على ظاهره مستحيل، فما وجه الاستحالة؟؟
إن وجه الاستحالة عقلي، فللخصم ان يحيل حمل الوجه الوارد في الاية على الوجه الحقيقي الذي هو غير الساق واليدان وغير ذلك لاستحالته.
فما هو الضابط في كل ذلك لكي لا نعبث بآيات ربنا؟؟؟؟
أريد أن أعلم أين أثبت الشيخ ابن عثيمين الجنب؟
و شكرا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[02 - 03 - 08, 08:17 م]ـ
كيف خطأت شيخ الإسلام وهو اصلا من يقرر القواعد التي تعتمد عليها في إثبات الوجه الحقيقي؟؟؟
الأخ أحمد أبو العباس
أعلم أنك أشعري المعتقد -وأدعو الله أن يشرح صدرك لمنهج السلف الصالح- ولذلك تحاشيت الكلام معك في هذه المسائل أكثر من مرة لتنبيه المشرفين الأفاضل على تجنب المناقشات فيما يخالف معتقد أهل السنة لحين فتح قسم المناظرات المخصص لذلك.
لكن قولك السابق لا يمكن السكوت عليه لأنه لمز صريح لأهل السنة -وليس لي وحدي-، وتحويلهم لمجرد جماعة مقلدة لشخص واحد تقليدا أعمى وهو الذي يضع لهم القواعد ويقررها
وهذا تشويه لمنهج أهل السنة الذي هو منهج الحق
فما شيخ الإسلام إلا إمام من أئمة أهل السنة له احترامه وتوقيره أما قواعد هذا المنهج فهي مستقرة من عصر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأصحابه إلى عصرنا هذا
وقد قيل لشيخ الإسلام مثل ما قلته لي حيث قال له بعض الفضلاء أثناء مناظرته على العقيدة الواسطية:
أنت صنفت اعتقاد الإمام أحمد فنقول هذا اعتقاد أحمد، يعنى والرجل يصنف على مذهبه فلا يعترض عليه، فإن هذا مذهب متبوع.
فأجابه شيخ الإسلام بقوله:
ما جمعت إلا عقيدة السلف الصالح جميعهم ليس للإمام أحمد اختصاص بهذا والإمام أحمد إنما هو مبلغ العلم الذى جاء به النبى صلى الله عليه وسلم ولو قال أحمد من تلقاء نفسه ما لم يجئ به الرسول لم نقبله وهذه عقيدة محمد صلى الله عليه وسلم
وأنت تقول لي الآن: كيف خطأت شيخ الإسلام وهو اصلا من يقرر القواعد التي تعتمد عليها في إثبات الوجه الحقيقيفأقول لك -مقتبسا رد شيخ الإسلام مع التصرف فيه بما يناسب المقام-:
ما تكلمت إلا بعقيدة السلف الصالح جميعهم ليس لشيخ الإسلام اختصاص بهذا وشيخ الإسلام إنما هو مبلغ العلم الذى جاء به النبى صلى الله عليه وسلم ولو قال ابن تيمية من تلقاء نفسه ما لم يجئ به الرسول لم نقبله وهذه عقيدة محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 01:34 ص]ـ
أما أن تقول بلسان حالك بأنك أعلم من شيخ الإسلام بعقيدة السلف الصالح. والله الذي لا إله غيره ... إن جميع من يعرفني أو قرأ لي في هذا الملتقى أو غيره يعلم أني من أكثر الناس تعظيما لشيخ الإسلام وغيره من أئمة السلف
{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}
ولكن منهجنا: الشيخ حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا من الشيخ رحمه الله
وشيخ الإسلام من أهل الاجتهاد وأئمة الدين -وإن كره أهل الأهواء والبدع- فإن اجتهد فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر، ولا ينقص ذلك من فضله ومكانته
ولكن الوزر على من يلبّس الحق بالباطل ليضل الناس وهو نفسه من الضالين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/237)
وأما قولك: فهذا ما أنت ملزم بإقامة الدليل عليه، إما ان تأتي بنص صريح للسلف الصالح في عد تلك الآية من آيات الصفات وإثبات الوجه الحقيقي من خلال تفسيرها. فالتزاما مني للمنهج العلمي في الحوار -رغم ما لمزتني به من قبل- وامتثالا للأمر بالمجادلة بالتي هي أحسن فسوف أنقل أقوال مَن عدّ هذه الآية من آيات الصفات من أئمة أهل السنة قبل شيخ الإسلام وهم كثير، لتعلم أني متبع للدليل ولست مبتدعا للقول بغير علم، وأني منتصر للحق ولست منتقصا لشيخ الإسلام، فمنهم:
1 - الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله
قال ابنه عبد الله بن أحمد في كتاب السنة (2/ 512):
1202 - وجدت في كتاب أبي بخط يده مما يحتج به على الجهمية من القرآن الكريم .... وفي البقرة {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم}
2 - الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله
قال في نقضه على بشر المريسي (2/ 709):
وسنذكر في ذكر الوجه آيات وآثارا مسندة ليعرضها أهل المعرفة بالله على تفسيرك هل يحتمل شيئا منها شيء منه فإن كنت لا تؤمن بها فخير منك وأطيب من عباد الله المؤنين من قد آمن بها وأيقن، قال الله تعالى {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} {كل شيء هالك إلا وجهه} {إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى} {فأينما تولوا فثم وجه الله} {إنما نطعمكم لوجه الله} فالخيبة لمن كفر بهذه الآيات كلها أنها ليست بوجه الله نفسه
3 - الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله
قال في كتاب التوحيد (1/ 25):
وقال {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} فأثبت الله لنفسه وجها
وقال في (1/ 38):
ونبينا قد أعلم أمته ما أمر الله عز و جل به يحيى بن زكريا عليهما السلام أن يأمر به بني إسرائيل لتعلم وتستيقن أمته أن لله وجها يقبل به على وجه المصلي له كما أوحى إليه فيما أنزل عليه من الفرقان {فأينما تولوا} -أى بصلاتكم- {فثم وجه الله}
4 - الإمام عبيد الله بن محمد بن بطة
قال في كتاب الإبانة (3/ 319):
الله عز و جل وصف نفسه بما شاء ثم وصف خلقه بمثل تلك الصفات في الأسماء والصفات واحدة وليس الموصوف بها مثله، قال الله عز وجل {فأينما تولوا فثم وجه الله} و {كل شيء هالك إلا وجهه} وقال {فولوا وجوهكم شطره} فذكر لنفسه وجها وذكر لخلقه وجوها
..........
وهناك غيرهم كثير، وقد تابعهم أئمة أهل السنة بعد شيخ الإسلام أيضا وسأقتصر على ذكر كلام واحد منهم فقط لشدّة صلته بابن تيمية ألا وهو خريجه وحامل علمه وناشر أقواله الإمام ابن القيم؛ لتعلم أن أئمة السلفية هم أكثر الناس حرصا على اتباع الحق وليس تقليد الرجال، وأن الحق أحب إلينا من كل أحد، وأن منهجنا أن كلا يؤخذ منه ويترك إلا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
{وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
فقد نقل صاحب شرح قصيدة ابن القيم (2/ 303 - 307) كلام الإمام ابن القيم في الصواعق -وهو أوعب ما وجدته في الكلام على هذه الآية-:
الصحيح في قوله {فثم وجه الله} أنه كقوله في سائر الآيات التي فيها ذكر الوجه فإنه قد اطرد مجيئة في القرآن والسنة مضافا الى الرب تعالى على طريقة واحدة ومعنى واحد فليس فيه معنيان مختلفان في جميع المواضع غير الموضع الذي ذكره في سورة البقرة وهو قوله {فثم وجه الله} وهذا لا يتعين حمله على القبلة أو الجهة ولا يمنع أن يراد به وجه الرب حقيقة فحمله على موارده ونظائره كلها أولى
ومنها أنه لا يعرف إطلاق وجه الله على القبلة لغة ولا شرعا ولا عرفا بل القبلة لها اسم يخصها والوجه له اسم يخصه فلا يدخل أحدهما على الآخر ولا يستعار اسمه له نعم القبلة تسمى وجهة كما قال تعالى {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا} وقد تسمى "جهة" وأصلها "وجهة" لكن أُعلَّت بحذف "فائها" كـ "زنة" و "عدة" وإنما سميت قبلة و وجهة؛ لأن الرجل يقابلها ويواجهها بوجهه، وأما تسميتها وجها فلا عهد به فكيف إذا أضيف إلى الله تعالى مع أنه لا يعرف تسمية القبلة وجهة الله في شيء من الكلام مع أنها تسمى وجهة فكيف يطلق عليها وجه الله ولا يعرف تسميتها وجها، وايضا فمن المعلوم أن قبلة الله التي نصبها لعباده هي قبلة واحدة وهي القبلة التي أمر الله عباده أن يتوجهوا اليها حيث كانوا لا كل جهة يولي وجهه اليها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/238)
فإنه يولي وجهه الى المشرق والمغرب والشمال وما بين ذلك وليست تلك الجهات قبلة الله فكيف يقال أي وجهة وجهتموها واستقبلتموها فهي قبلة الله
فإن قيل هذا عند اشتباه القبلة على المصلي وعند صلاته النافلة في السفر قيل اللفظ لا شعار له بذلك البتة بل هو عام مطلق في الحضر والسفر وحال العلم والاشتباه والقدرة والعجز
يوضحه أن إخراج الاستقبال المفروض والاستقبال في الحضر وعند العلم والقدرة وهو أكثر أحوال المستقبل وحمل الآية على استقبال المسافر في التنقل على الراحلة وحال الغيم ونحوه بعيد جدا عن ظاهر الآية وإطلاقها وعمومها وما قصد بها فإن "أين" من أدوات العموم وقد أكد عمومها بما أراده لتحقيق العموم كقوله {وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} والآية صريحة في أنه أينما ولى العبد فثم وجه الله من حضر أو سفر في صلاة وغيرها
وذلك أن الآية لا تعرض فيها للقبلة ولا لحكم الاستقبال بل سياقها لمعنى آخر وهو بيان عظمة الرب تعالى وسعته وأنه أكبر من كل شيء وأعظم منه وأنه محيط بالعالم العلوي والسفلي فذكر في أول الآية إحاطة ملكه في قوله {ولله المشرق والمغرب} منبها بذلك على ملكه لما ابينهما ثم ذكر عظمته سبحانه وأنه أكبر وأعظم من كل شئ فأينما ولى العبد وجهه فثم وجه الله ثم ختم باسمين دالين على السعة والاحاطة فقال {إن الله واسع عليم} فذكر اسمه الواسع عقيب قوله {فأينما تولوا فثم وجه الله} كالتفسير والبيان والتقرير له فتأمله
فهذا السياق لم يقصد به الاستقبال في الصلاة بخصوصه وإن دخل في عموم الخطاب حضرا وسفرا بالنسبة الى الفرض والنفل والقدرة والعجز وعلى هذا فالآية باقية على عمومها وأحكامها ليس منسوخة ولا مخصوصة بل لا يصح دخول النسخ فيها لأنها خبر عن ملكه للمشرق والمغرب وأنه أينما ولى الرجل وجهه فثم وجه الله وعن سعته وعلمه فكيف يمكن دخول النسخ والتخصيص في ذلك
وأيضا هذه الآية ذكرت ما بعدها لبيان عظمة الرب والرد على من جعل له عدلا من خلقه الشركة معه في العبادة ولهذا ذكرها بعد الرد على من جعل له ولدا فقال تعالى {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض} إلى قوله {كن فيكون} فهذا السياق لا تعرض فيه للقبلة ولا سيق الكلام لأجلها وإنما سيق لذكر عظمة الرب وبيان سعة علمه وحلمه والواسع من أسمائه فكيف تجعلون له شريكا بسببه وتمنعون بيوته ومساجده ان يذكر فيها اسمه تسعون في خرابها فهذا للمشركين
ثم ذكر ما نسبه اليه النصارى من اتخاذ الولد ووسط بين كفر هؤلاء وقوله تعالى {ولله المشرق والمغرب} فالمقام مقام تقرير لأصول التوحيد والايمان والرد على المشركين لا بيان فرع معين جزئي
ومنها انه لو أريد بالوجه في الآية الجهة والقبلة لكان وجه الكلام أن يقال فأينما تولوا فهو وجه الله لأنه إذا كان المراد بالوجه الجهة فهي التي تولي نفسها وإنما يقال ثم كذا اذا كان أمران كقوله تعالى {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا} فالنعيم والملك ثَمَّ، لا إنه نفس الظرف.
والوجه لو كان المراد به الجهة نفسها لم يكن ظرفا لنفسها فإن الشيء لا يكون ظرفا لنفسه فتأمله
ألا ترى أنك إذا أشرت الى جهة الشرق والغرب لا يصح أن تقول ثم جهة الشرق، ثم جهة الغرب، بل تقول هذه جهة الشرق، وهذه جهة الغرب، ولو قلت هناك جهة الشرق والغرب لكان ذكر الظرف لغوا وذلك لأن "ثَمَّ" إشارة الى المكان البعيد فلا يشار بها الى قريب والجهة والوجهة مما يحاذيك الى آخرها فجهة الشرق والغرب وجهة القبلة مما يتصل الى حيث ينتهي فكيف يقال فيها "ثَمَّ" اشارة الى البعيد؟ بخلاف الاشارة الى وجه الرب تبارك وتعالى فإنه يشار الى ذاته ولهذا قال غير واحد من السلف فثم الله تحقيقا لان المراد وجهه الذي هو من صفات ذاته والاشارة اليه بأنه "ثَمَّ" كالإشارة اليه بأنه فوق سمواته وعلى العرش وفوق العالم
ومنها أن تفسير القرآن بالقرآن هو أولى التفاسير ما وجد اليه السبيل ولهذا كان يعتمده الصحابة والتابعون والأئمة بعدهم والله تعالى ذكر في القرآن القبلة باسم القبلة والوجهة وذكر وجهه الكريم باسم الوجه المضاف اليه فتفسيره في هذه الآية بنظائره هو المتعين
ومنها أنك إذا تأملت الأحاديث الصحيحة وجدتها مفسرة للآية مشتقة منها:
كقوله صلى الله عليه و سلم "إذا قام أحدكم الى الصلاة فانما يستقبل ربه"
وقوله: "فإن الله يقبل إليه بوجهه عنه"
وقوله: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصقن قبل وجهه" وقوله: "فان الله بينه وبين القبلة"
وقوله: "ان الله يأمركم بالصلاة فاذا صليتم فلا تلتفتوا فان الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت" رواه ابن حبان في صحيحه والترمذي
وقال: "ان العبد اذا توضأ فأحسن الوضوء ثم قام الى الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فلا ينصرف عنه حتى ينصرف أو يحدث حدث سوء"
وقال جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم: "إذا قام العبد يصلي أقبل الله عليه بوجهه فاذا التفت أعرض الله عنه وقال: يا ابن آدم أنا خير ممن تلتفت اليه فاذا أقبل على صلاته أقبل الله عليه فاذا التفت أعرض الله عنه"
....................
هذا بعض ما وقفت عليه من الحق في هذه المسألة
{فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَال}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/239)
ـ[محمد براء]ــــــــ[03 - 03 - 08, 11:20 ص]ـ
[هذا بعض ما وقفت عليه من الحق في هذه المسألة
{فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَال}
جزاك الله خيرا على هذه النقول.
لكن لي ملاحظة: كون هذه الآية من آيات الصفات أو لا مسألة يسيرة، وذكرك هذه الآية: "فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَال " في مثل هذه المسألة مشكل، وأظنك عنيت بها إثبات صفة الوجه أصلا لا هذه المسألة بذاتها.
وبالنسبة لما ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في الصواعق، فقد ضعف فيه أقوالا قيلت في تفسير الآية منها ما هو منقول عن بعض السلف، لكن هناك قول في تفسير هذه الآية - على أنها ليست من آيات الصفات - لم يشر إليه، وربما لا يرد عليه ما ذكره، قال ابن جرير: " فإن قال: فكيف خص المشارق والمغارب بالخبر عنها أنها له في هذا الموضع، دون سائر الأشياء غيرها؟
قيل: قد اختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله خص الله ذكر ذلك بما خصه به في هذا الموضع. ونحن مبينو الذي هو أولى بتأويل الآية بعد ذكرنا أقوالهم في ذلك. فقال بعضهم: خص الله جل ثناؤه ذلك بالخبر، من أجل أن اليهود كانت توجه في صلاتها وجوهها قبل بيت المقدس، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك مدة، ثم حولوا إلى الكعبة. فاستنكرت اليهود ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فقال الله تبارك وتعالى لهم: المشارق والمغارب كلها لي، أصرف وجوه عبادي كيف أشاء منها، فحيثما تُوَلوا فثم وجه الله.
* ذكر من قال ذلك:
1833 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي، عن ابن عباس قال، كان أول ما نسخ من القرآن القبلة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة، وكان أكثر أهلها اليهود، أمره الله عز وجل أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود. فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهرا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم عليه السلام، فكان يدعو وينظر إلى السماء، فأنزل الله تبارك وتعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ) [سورة البقرة: 144] إلى قوله: (فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) [سورة البقرة: 144 - 150]، فارتاب من ذلك اليهود، وقالوا: (مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا) [سورة البقرة: 142]، فأنزل الله عز وجل: (قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ)، وقال: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ). [قال الشيخ أحمد شاكر: [علي: هو ابن أبي طلحة الهاشمي: ثقة، تكلموا فيه. والراجح أن كلامهم فيه من أجل تشيعه. ولكن لم يسمع من ابن عباس، فروى ابن أبي حاتم في المراسيل، ص: 52، عن دحيم قال:"إن علي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس التفسير". وروي عن أبيه أبي حاتم مثل ذلك. وفي التهذيب أنه ذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"روى عن ابن عباس، ولم يره". فهذا إسناد ضعيف، لانقطاعه.
ولكن معناه ثابت عن ابن عباس، من وجه صحيح. فرواه أبو عبيد القاسم بن سلام، في كتاب الناسخ والمنسوخ - فيما نقل ابن كثير 1: 288 - "أخبرنا حجاج بن محمد، أخبرنا ابن جريج، وعثمان بن عطاء، عن عطاء، عن ابن عباس .. " فذكر نحوه. وهذا إسناد صحيح، من جهة رواية ابن جريج عن عطاء، وهو ابن أبي رباح. وأما"عثمان ابن عطاء"، فإنه"الخراساني". وهو ضعيف. وحجاج بن محمد: سمعه منهما، من ثقة ومن ضعيف، فلا بأس. ورواه الحاكم 2: 267 - 268، من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس. وقال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة". ووافقه الذهبي. وهو كما قالا. وذكره السيوطي 1: 108، ونسبه لأبي عبيد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، والبيهقي في سننه]
1834 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي نحوه".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/240)
وقال البيهقي في أحكام القرآن: "قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الْمُخْتَصَرِ الْكَبِيرِ فِيمَا رَوَاهُ أَبُو إبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيّ عَنْ الشَّافِعِيِّ (رَحِمَهُ اللَّهُ) أَنَّهُ قَالَ، {أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرْضَ الْقِبْلَةِ بِمَكَّةَ، فَكَانَ يُصَلِّي فِي نَاحِيَةٍ يَسْتَقْبِلُ مِنْهَا الْبَيْتَ الْحَرَامَ، وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ، فَلَمَّا هَاجَرَ إلَى الْمَدِينَةِ، اسْتَقْبَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، مُوَلِّيًا عَنْ الْبَيْتِ الْحَرَامِ؛ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا وَهُوَ يُحِبُّ: لَوْ قَضَى اللَّهُ إلَيْهِ بِاسْتِقْبَالِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ؛ لِأَنَّ فِيهِ مَقَامُ أَبِيهِ إبْرَاهِيمَ، وَإِسْمَاعِيلَ وَهُوَ: الْمَثَابَةُ لِلنَّاسِ وَالْأَمْنُ، وَإِلَيْهِ الْحَجُّ، وَهُوَ الْمَأْمُورُ بِهِ أَنْ يُطَهَّرَ لِلطَّائِفِينَ، وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ مَعَ كَرَاهِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا، وَافَقَ الْيَهُودَ، فَقَالَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَوَدِدْتُ أَنَّ رَبِّي صَرَفَنِي عَنْ قِبْلَةِ الْيَهُودِ إلَى غَيْرِهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} يَعْنِي - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ -: فَثَمَّ الْوَجْهُ الَّذِي وَجَّهَكُمْ اللَّهُ إلَيْهِ فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مُحَمَّدُ أَنَا عَبْدٌ مَأْمُورٌ مِثْلُكَ، لَا أَمْلِكُ شَيْئًا، فَسَلْ اللَّهَ فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ أَنْ يُوَجِّهَهُ إلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ وَصَعِدَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إلَى السَّمَاءِ؛ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدِيمُ طَرَفَهُ إلَى السَّمَاءِ: رَجَاءَ أَنْ يَأْتِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمَا سَأَلَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِك فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} إلَى قَوْلِهِ: {فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي} ".
=-=====================
وتتميما لما نقلته عن شيخ الإسلام: فإنه قال في مجموع الفتاوى (6/ 15 - 17) - وقد ذكر قبله كلاما مهما فراجعه -: "قَوْله تَعَالَى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}. أَدْخَلَهَا فِي آيَاتِ الصِّفَاتِ طَوَائِفُ مِنْ الْمُثْبِتَةِ والْنُّفَاةِ حَتَّى عَدَّهَا " أُولَئِكَ " كَابْنِ خُزَيْمَة مِمَّا يُقَرِّرُ إثْبَاتَ الصِّفَةِ وَجَعَلَ " النَّافِيَةَ " تَفْسِيرَهَا بِغَيْرِ الصِّفَةِ حُجَّةً لَهُمْ فِي مَوَارِدِ النِّزَاعِ. وَلِهَذَا لَمَّا اجْتَمَعْنَا فِي الْمَجْلِسِ الْمَعْقُودِ وَكُنْت قَدْ قُلْت: أَمْهَلْت كُلَّ مَنْ خَالَفَنِي ثَلَاثَ سِنِينَ إنْ جَاءَ بِحَرْفِ وَاحِدٍ عَنْ السَّلَفِ يُخَالِفُ شَيْئًا مِمَّا ذَكَرْته كَانَتْ لَهُ الْحُجَّةُ وَفَعَلْت وَفَعَلْت وَجَعَلَ الْمُعَارِضُونَ يُفَتِّشُونَ الْكُتُبَ فَظَفِرُوا بِمَا ذَكَرَهُ البيهقي فِي كِتَابِ " الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ " فِي قَوْله تَعَالَى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} فَإِنَّهُ ذَكَرَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَالشَّافِعِيِّ أَنَّ الْمُرَادَ قِبْلَةُ اللَّهِ فَقَالَ أَحَدُ كُبَرَائِهِمْ - فِي الْمَجْلِسِ الثَّانِي - قَدْ أَحْضَرْت نَقْلًا عَنْ السَّلَفِ بِالتَّأْوِيلِ فَوَقَعَ فِي قَلْبِي مَا أَعَدَّ فَقُلْت: لَعَلَّك قَدْ ذَكَرْت مَا رُوِيَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/241)
فِي قَوْله تَعَالَى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} قَالَ: نَعَمْ. قُلْت: الْمُرَادُ بِهَا قِبْلَةُ اللَّهِ فَقَالَ: قَدْ تَأَوَّلَهَا مُجَاهِدٌ وَالشَّافِعِيُّ وَهُمَا مِنْ السَّلَفِ. وَلَمْ يَكُنْ هَذَا السُّؤَالُ يَرِدُ عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا نَاظَرُونِي فِيهِ صِفَةَ الْوَجْهِ وَلَا أُثْبِتُهَا لَكِنْ طَلَبُوهَا مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ وَكَلَامِي كَانَ مُقَيَّدًا كَمَا فِي الْأَجْوِبَةِ فَلَمْ أَرَ إحْقَاقَهُمْ فِي هَذَا الْمَقَامِ بَلْ قُلْت هَذِهِ الْآيَةُ لَيْسَتْ مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ أَصْلًا وَلَا تَنْدَرِجُ فِي عُمُومِ قَوْلِ مَنْ يَقُولُ: لَا تُؤَوَّلُ آيَاتُ الصِّفَاتِ. قَالَ: أَلَيْسَ فِيهَا ذِكْرُ الْوَجْهِ فَلَمَّا قُلْت: الْمُرَادُ بِهَا قِبْلَةُ اللَّهِ. قَالَ: أَلَيْسَتْ هَذِهِ مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ؟ قُلْت: لَا. لَيْسَتْ مِنْ مَوَارِدِ النِّزَاعِ فَإِنِّي إنَّمَا أُسَلِّمُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْوَجْهِ - هُنَا - الْقِبْلَةُ فَإِنَّ " الْوَجْهَ " هُوَ الْجِهَةُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ يُقَالُ: قَصَدْت هَذَا الْوَجْهَ وَسَافَرْت إلَى هَذَا " الْوَجْهِ " أَيْ: إلَى هَذِهِ الْجِهَةِ وَهَذَا كَثِيرٌ مَشْهُورٌ فَالْوَجْهُ هُوَ الْجِهَةُ. وَهُوَ الْوَجْهُ: كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} أَيْ مُتَوَلِّيهَا فَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} كَقَوْلِهِ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} كِلْتَا الْآيَتَيْنِ فِي اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبَتَانِ وَكِلَاهُمَا فِي شَأْنِ الْقِبْلَةِ وَالْوَجْهِ وَالْجِهَةِ هُوَ الَّذِي ذُكِرَ فِي الْآيَتَيْنِ: أَنَّا نُوَلِّيهِ: نَسْتَقْبِلُهُ. قُلْت: وَالسِّيَاقُ يَدُلُّ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ قَالَ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا} وَأَيْنَ مِنْ الظُّرُوفِ وَتُوَلُّوا أَيْ تَسْتَقْبِلُوا. فَالْمَعْنَى: أَيُّ مَوْضِعٍ اسْتَقْبَلْتُمُوهُ فَهُنَالِكَ وَجْهُ اللَّهِ فَقَدْ جَعَلَ وَجْهَ اللَّهِ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَسْتَقْبِلُهُ هَذَا بَعْدَ قَوْلِهِ: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} وَهِيَ الْجِهَاتُ كُلُّهَا كَمَا فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
فَأَخْبَرَ أَنَّ الْجِهَاتِ لَهُ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْإِضَافَةَ إضَافَةُ تَخْصِيصٍ وَتَشْرِيفٍ؛ كَأَنَّهُ قَالَ جِهَةُ اللَّهِ وَقِبْلَةُ اللَّهِ. وَلَكِنْ مِنْ النَّاسِ مَنْ يُسَلِّمُ أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ جِهَةُ اللَّهِ أَيْ قِبْلَةُ اللَّهِ وَلَكِنْ يَقُولُ: هَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى الصِّفَةِ وَعَلَى أَنَّ الْعَبْدَ يَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: {إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ} وَكَمَا فِي قَوْلِهِ: {لَا يَزَالُ اللَّهُ مُقْبِلًا عَلَى عَبْدِهِ بِوَجْهِهِ مَا دَامَ مُقْبِلًا عَلَيْهِ فَإِذَا انْصَرَفَ صَرَفَ وَجْهَهُ عَنْهُ} وَيَقُولُ: إنَّ الْآيَةَ دَلَّتْ عَلَى الْمَعْنَيَيْنِ. فَهَذَا شَيْءٌ آخَرُ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ. وَالْغَرَضُ أَنَّهُ إذَا قِيلَ: " فَثَمَّ قِبْلَةُ اللَّهِ " لَمْ يَكُنْ هَذَا مِنْ التَّأْوِيلِ الْمُتَنَازَعِ فِيهِ؛ الَّذِي يُنْكِرُهُ مُنْكِرُو تَأْوِيلِ آيَاتِ الصِّفَاتِ؛ وَلَا هُوَ مِمَّا يَسْتَدِلُّ بِهِ عَلَيْهِمْ الْمُثْبِتَةُ فَإِنَّ هَذَا الْمَعْنَى صَحِيحٌ فِي نَفْسِهِ وَالْآيَةُ دَالَّةٌ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ دَالَّةً عَلَى ثُبُوتِ صِفَةٍ فَذَاكَ شَيْءٌ آخَرُ وَيَبْقَى دَلَالَةُ قَوْلِهِمْ: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} عَلَى فَثَمَّ قِبْلَةُ اللَّهِ هَلْ هُوَ مِنْ بَابِ تَسْمِيَةِ الْقِبْلَةِ وَجْهًا بِاعْتِبَارِ أَنَّ الْوَجْهَ وَالْجِهَةَ وَاحِدٌ؟ أَوْ بِاعْتِبَارِ أَنَّ مَنْ اسْتَقْبَلَ وَجْهَ اللَّهِ فَقَدْ اسْتَقْبَلَ قِبْلَةَ اللَّهِ؟ فَهَذَا فِيهِ بُحُوثٌ لَيْسَ هَذَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/242)
مَوْضِعَهَا ".
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[03 - 03 - 08, 10:43 م]ـ
المقصود والله أعلم ان المراد بالايه هي القبله لان سياق الايه يدل على ذلك ولكن لوأستدل بها علي صفة الوجه لله تبارك وتعالى لصح ذلك
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 03 - 08, 02:00 ص]ـ
هذه الآية من آيات الصفات، والواجب الإيمان بها كغيرها من آيات الصفات من غير تحريف ولا تمثيل ومن غير تكييف ولا تعطيل
وتأويل شيخ الإسلام لها غير مقبول
وما نقل عن مجاهد والشافعي لا يعدو أن يكون تفسيرا باللازم، فلا ينفي كونها من آيات الصفات.
والشيخ حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا من الشيخ رحمه الله
بل الأظهر يا شيخنا. . . أنها لا تدل على صفة الوجه إلا اقتضاءً أو لزومًا.
والشيخ عيد فهمي حبيب إلينا، ولكن الحق والعدل أحب إلينا من الشيخ حفظه الله.
ثم إن تخطئة الشيخ عيد شيخَ الإسلام ليس بأولى من تخطئة شيخ الإسلام إياه.
قال رحمه الله:
(ومن عدها فى الصفات فقد غلط، كما فعل طائفة. فإن سياق الكلام يدل على المراد، حيث قال: ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله والمشرق والمغرب الجهات. والوجه هو الجهة يقال أى وجه تريده أى أى جهة وأنا أريد هذا الوجه أى هذه الجهة كما قال تعالى ولكل وجهة هو موليها ولهذا قال فأينما تولوا فثم وجه الله أى تستقبلوا وتتوجهوا)
فتأويل الشيخ عيد فهمي غير مقبول عند شيخ الإسلام وعند من اقتنع بأدلته وحججه رحمه الله.
بل لقد قال شيخ الإسلام - قدس الله سره -:
(يقال أردت هذا الوجه أى هذه الجهة والناحية ومنه قوله ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله. أى: قبلة الله ووجهة الله. هكذا قال جمهور السلف، وإن عدها بعضهم فى الصفات. وقد يدل على الصفة بوجه فيه نظر).
قلت: وعلى كل حال، هذه المسألة سهلة.
فإن الآية تدل على صفة الوجه كيفما تفسر.
فإذا فسر الوجه بالصفة، فدلالته عليها بين ظاهر.
وإن فسر بالجهة والقبلة للمصلي، فقد ورد في الحديث أن الله قبل وجه المصلي.
ومثلها قوله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه)،
حيث إن الراجح من التفاسير: كل شيء من الأعمال هالك إلا ما قصد به وجه الله.
وأولى بنا معاشر محبي أهل السنة أن نثبت صفة الوجه لله تعالى بقوله المحكم البيِّن:
{ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}
والله أعلى وأعلم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 11:46 ص]ـ
إن تخطئة الشيخ عيد شيخَ الإسلام ليس بأولى من تخطئة شيخ الإسلام إياه.
سأتناوب الرد هنا مع تلميذ الشيخ رحمه الله:
قال ابن تيمية:"والوجه هو الجهة يقال أى وجه تريده أى أى جهة وأنا أريد هذا الوجه أى هذه الجهة كما قال تعالى ولكل وجهة هو موليها"قال ابن القيم:
لا يعرف إطلاق وجه الله على القبلة لغة ولا شرعا ولا عرفا بل القبلة لها اسم يخصها والوجه له اسم يخصه فلا يدخل أحدهما على الآخر ولا يستعار اسمه له نعم القبلة تسمى وجهة كما قال تعالى {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا} وقد تسمى "جهة" وأصلها "وجهة" لكن أُعلَّت بحذف "فائها" كـ "زنة" و "عدة" وإنما سميت قبلة و وجهة؛ لأن الرجل يقابلها ويواجهها بوجهه، وأما تسميتها وجها فلا عهد به فكيف إذا أضيف إلى الله تعالى مع أنه لا يعرف تسمية القبلة وجهة الله في شيء من الكلام مع أنها تسمى وجهة فكيف يطلق عليها وجه الله ولا يعرف تسميتها وجها، وايضا فمن المعلوم أن قبلة الله التي نصبها لعباده هي قبلة واحدة وهي القبلة التي أمر الله عباده أن يتوجهوا اليها حيث كانوا لا كل جهة يولي وجهه اليها فإنه يولي وجهه الى المشرق والمغرب والشمال وما بين ذلك وليست تلك الجهات قبلة الله فكيف يقال أي وجهة وجهتموها واستقبلتموها فهي قبلة الله
ومنها انه لو أريد بالوجه في الآية الجهة والقبلة لكان وجه الكلام أن يقال فأينما تولوا فهو وجه الله لأنه إذا كان المراد بالوجه الجهة فهي التي تولي نفسها وإنما يقال ثم كذا اذا كان أمران كقوله تعالى {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا} فالنعيم والملك ثَمَّ، لا إنه نفس الظرف.
والوجه لو كان المراد به الجهة نفسها لم يكن ظرفا لنفسها فإن الشيء لا يكون ظرفا لنفسه فتأمله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/243)
ألا ترى أنك إذا أشرت الى جهة الشرق والغرب لا يصح أن تقول ثم جهة الشرق، ثم جهة الغرب، بل تقول هذه جهة الشرق، وهذه جهة الغرب، ولو قلت هناك جهة الشرق والغرب لكان ذكر الظرف لغوا وذلك لأن "ثَمَّ" إشارة الى المكان البعيد فلا يشار بها الى قريب والجهة والوجهة مما يحاذيك الى آخرها فجهة الشرق والغرب وجهة القبلة مما يتصل الى حيث ينتهي فكيف يقال فيها "ثَمَّ" اشارة الى البعيد؟ بخلاف الاشارة الى وجه الرب تبارك وتعالى فإنه يشار الى ذاته ولهذا قال غير واحد من السلف فثم الله تحقيقا لان المراد وجهه الذي هو من صفات ذاته والاشارة اليه بأنه "ثَمَّ" كالإشارة اليه بأنه فوق سمواته وعلى العرش وفوق العالم
ومنها أن تفسير القرآن بالقرآن هو أولى التفاسير ما وجد اليه السبيل ولهذا كان يعتمده الصحابة والتابعون والأئمة بعدهم والله تعالى ذكر في القرآن القبلة باسم القبلة والوجهة وذكر وجهه الكريم باسم الوجه المضاف اليه فتفسيره في هذه الآية بنظائره هو المتعين
ومنها أنك إذا تأملت الأحاديث الصحيحة وجدتها مفسرة للآية مشتقة منها:
كقوله صلى الله عليه و سلم "إذا قام أحدكم الى الصلاة فانما يستقبل ربه"
وقوله: "فإن الله يقبل إليه بوجهه عنه"
وقوله: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصقن قبل وجهه" وقوله: "فان الله بينه وبين القبلة"
وقوله: "ان الله يأمركم بالصلاة فاذا صليتم فلا تلتفتوا فان الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت" رواه ابن حبان في صحيحه والترمذي
وقال: "ان العبد اذا توضأ فأحسن الوضوء ثم قام الى الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فلا ينصرف عنه حتى ينصرف أو يحدث حدث سوء"
وقال جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم: "إذا قام العبد يصلي أقبل الله عليه بوجهه فاذا التفت أعرض الله عنه وقال: يا ابن آدم أنا خير ممن تلتفت اليه فاذا أقبل على صلاته أقبل الله عليه فاذا التفت أعرض الله عنه"
قال ابن تيمية: ومن عدها فى الصفات فقد غلط، كما فعل طائفة قال عيد فهمي:
قد عدها في الصفات الإمام أحمد وابنه الإمام عبد الله بن أحمد والإمام عثمان بن سعيد الدارمي والإمام ابن خزيمة والإمام ابن بطة والإمام اللالكائي والإمام البربهاري والإمام الطبري والإمام ابن عبد البر والإمام ابن القيم والإمام السعدي وغيرهم كثير
فهل كل هؤلاء غلطوا؟
قال ابن تيمية: هكذا قال جمهور السلفقال عيد فهمي:
بل جعلها جمهور السلف من آيات الصفات كما ذكرتُ وإنما قال بما قاله الشيخ رحمه الله جمهور المتكلمين وكتبهم شاهدة بذلك
وإنما يُروى ذلك عن مجاهد ومقاتل وهو من باب التفسير باللازم ولو جعلناه تأويلا للزمنا تأويل أكثر آيات الصفات حيث يرد تفسيرها باللازم عن بعض السلف
وأما ما جاء عن الشافعي فهو وجادة للبيهقي بغير إسناد ومن أنعم النظر في الكلمة المنقولة عنه أيقن أنها ليست من كلامه وهي قوله: "فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} يَعْنِي -وَاَللَّهُ أَعْلَمُ-: فَثَمَّ الْوَجْهُ الَّذِي وَجَّهَكُمْ اللَّهُ إلَيْهِ" فما هذا بأسلوب الشافعي وكتبه شاهدة بذلك ولعلها مدرجة بين ثنايا كلامه ممن روى عن المزني هذه النسخة أو مِن بعض مَن امتلكها فلا حجة فيها
وعلى فرض ثبوتها -وهو بعيد- فالأولى حملها على التفسير باللازم لموافقة جمهور السلف الذين عدوها من آيات الصفات. والله أعلم
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[05 - 03 - 08, 01:16 م]ـ
شيخنا نضال:
ومثلها قوله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه)،
حيث إن الراجح من التفاسير: كل شيء من الأعمال هالك إلا ما قصد به وجه الله.
لو تأتينا بمصدر كلامك لكان افضل ..... وبوركت
شيخنا عيد فهمى:
قال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي على راحلته في السفر حيثما توجهت به قال وكان عبد الله بن عمر يصنع ذلك
ولو كانت الايه تفسر بغير بالوجه اى الجهه ... فكيف تفسر فعل النبى عليه الصلاة والسلام ...
وهذا اشكال ... نتمنى من مشايخنا الاجابه عليه ....
بوركتم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 02:05 م]ـ
شيخنا عيد فهمى:
قال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي على راحلته في السفر حيثما توجهت به قال وكان عبد الله بن عمر يصنع ذلك
ولو كانت الايه تفسر بغير بالوجه اى الجهه ... فكيف تفسر فعل النبى عليه الصلاة والسلام ...
وهذا اشكال ... نتمنى من مشايخنا الاجابه عليه ....
بوركتمليس هناك إشكال إن شاء الله
فمعنى الآية:
فَأَيْنَمَا تُوَلُّواوُجُوهَكُمْ فِي الصَّلَاةِ فثَمَّ وجهُ اللهِ؛ لَأَنَّ الْمُصَلِّي إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ
وهذا يتفق مع الحديث الذي في الصحيح:
إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدٌ قِبَلَ وَجْهِهِ فِي الصَّلَاةِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/244)
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 - 03 - 08, 09:40 م]ـ
بل جعلها جمهور السلف من آيات الصفات [ COLOR="Red"] كما ذكرتُ
قد عدها في الصفات الإمام أحمد وابنه الإمام عبد الله بن أحمد والإمام عثمان بن سعيد الدارمي والإمام ابن خزيمة والإمام ابن بطة والإمام اللالكائي والإمام البربهاري والإمام الطبري والإمام ابن عبد البر والإمام ابن القيم والإمام السعدي وغيرهم
هل عنى شيخ الإسلام بهؤلاء جمهور السلف؟!
فكون هؤلاء العلماء وكلهم بعد المئة الثانية بل منهم من هو بعد ابن تيمية لا يرد نسبة شيخ الإسلام ذلك لجمهور السلف بأي وجه!.
أما ما يتعلق بإنكارك مقالة الإمام الشافعي كونها وجادة فقد قالَ ابنُ الصلاحِ: قطعَ بعضُ المحقِّقِينَ من أصحاب الشافعي في أُصولِ الفِقْهِ بوجوبِ العملِ بالوجادة عندَ حصولِ الثقةِ بهِ، وقالَ: لو عُرِضَ ما ذكرناهُ على جُملةِ المحدِّثينَ لأَبَوْهُ. قالَ ابنُ الصلاحِ: وما قطعَ بهِ هوَ الذي لا يَتَّجِهُ غيرُهُ في الأعصارِ المتأخِّرةِ، وقالَ النوويُّ: هذا هو الصحيحُ.
أما كونها لا تشبه كلام الشافعي فلم أدر ما وجه ذلك فليتك تبين.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - 03 - 08, 05:04 ص]ـ
================================================== =======
المشاركة الأصلية بواسطة نضال مشهود مشاهدة المشاركات
إن تخطئة الشيخ عيد شيخَ الإسلام ليس بأولى من تخطئة شيخ الإسلام إياه.
================================================== =======
سأتناوب الرد هنا مع تلميذ الشيخ رحمه الله:
وسأتناوب الرد هنا مع شيخ ابن القيم الذي أخطأ ما ذهب إليه تلميذه رحمهما الله:
قال ابن تيمية:
================================================== =======
"والوجه هو الجهة يقال أى وجه تريده أى أى جهة وأنا أريد هذا الوجه أى هذه الجهة كما قال تعالى ولكل وجهة هو موليها"
================================================== =======
قال ابن القيم:
لا يعرف إطلاق وجه الله على القبلة لغة ولا شرعا ولا عرفا بل القبلة لها اسم يخصها والوجه له اسم يخصه فلا يدخل أحدهما على الآخر ولا يستعار اسمه له نعم القبلة تسمى وجهة كما قال تعالى {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا} وقد تسمى "جهة" وأصلها "وجهة" لكن أُعلَّت بحذف "فائها" كـ "زنة" و "عدة" وإنما سميت قبلة و وجهة؛ لأن الرجل يقابلها ويواجهها بوجهه، وأما تسميتها وجها فلا عهد به فكيف إذا أضيف إلى الله تعالى مع أنه لا يعرف تسمية القبلة وجهة الله في شيء من الكلام مع أنها تسمى وجهة فكيف يطلق عليها وجه الله ولا يعرف تسميتها وجها،
قال شيخ الإسلام:
(. . ليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أن يكون المضاف إلى الله صفة له بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها ما ليس بصفة له باتفاق الخلق كقوله تعالى بيت الله و ناقة الله و عباد الله بل وكذلك روح الله عند سلف المسلمين وأئمتهم وجمهورهم).
قال:
(. . فان الوجه هو الجهة فى لغة العرب. يقال: قصدت هذا الوجه وسافرت الى هذا الوجه، أى الى هذه الجهة وهذا كثير مشهور فالوجه هو الجهة وهو الوجه كما فى قوله تعالى ولكل وجهة هو موليها أى متوليها فقوله تعالى وجهة هو موليها كقوله فأينما تولوا فثم وجه الله كلا الآيتين فى اللفظ والمعنى متقاربتان وكلاهما فى شأن القبلة والوجه والجهة هو الذى ذكر فى الآيتين أنا نوليه نستقبله).
وقال: (والسياق يدل عليه. لأنه قال: أينما تولوا. وأين من الظروف، وتولوا أى تستقبلوا. فالمعنى: أى موضع استقبلتموه، فهنالك وجه الله. فقد جعل وجه الله فى المكان الذى يستقبله. هذا بعد قوله: ولله المشرق والمغرب، وهى الجهات كلها كما فى الآية الأخرى: قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء الى صراط مستقيم. فأخبر أن الجهات له فدل على ان الإضافة اضافة تخصيص وتشريف كأنه قال جهة الله وقبلة الله).
قلت: وفي الحديث:
(بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث أصحابه إذ قال: يطلع عليكم من هذا الوجه ركب من خير أهل المشرق. فقام عمر بن الخطاب، فتوجه في ذلك الوجه فلقي ثلاثة عشر راكبا، فرحب وقرب). - المعجم الكبير ومسند أب يعلى -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/245)
وقال شيخ الإسلام: (ويبقى دلالة قولهم فثم وجه الله على فثم قبلة الله هل هو من باب تسمية القبلة وجها باعتبار أن الوجه والجهة واحد أو باعتبار أن من استقبل وجه الله فقد استقبل قبلة الله فهذا فيه بحوث ليس هذا موضعها).
وايضا فمن المعلوم أن قبلة الله التي نصبها لعباده هي قبلة واحدة وهي القبلة التي أمر الله عباده أن يتوجهوا اليها حيث كانوا لا كل جهة يولي وجهه اليها فإنه يولي وجهه الى المشرق والمغرب والشمال وما بين ذلك وليست تلك الجهات قبلة الله فكيف يقال أي وجهة وجهتموها واستقبلتموها فهي قبلة الله
قلت: ليس فيه "فهي قبلة الله"، بل فيه "فهناك قبلة الله"، فهو خاص بما استقبله المرء في صلاته المشروعة كما في حديث ابن عمر، فلا يعم كا ما يولى العبد وجهه من الجهات، بل خاص بما نصبه الله لعباده من القبلة (المسجد الأقصى أو المسجد الحرام أو غيرهما على ما هو مشروع). والآية تبين أن القبلة للمسافر الذي يريد الصلاة لا تختص بمكان دون مكان ولا بجهة دون جهة، بل أينما يولى فثم قبلة الله.
قال شيخ الإسلام: (وهو الوجه الذى لله والذى أمر الله أن نستقبل فان قوله ولله المشرق والمغرب يدل على أن وجه الله هناك من المشرق والمغرب الذى هو لله).
قال شيخ الإسلام: (فأخبر ان العبد حيث استقبل فقد استقبل قبلة الله ليبين انه حيث أمر العبد الاستقبال والتولية فقد استقبل وولي قبلة الله ووجهته ولهذا ذكروا أن هذه الاية فيما لا يتعين فيه استقبال الكعبة كالمتطوع الراكب في السفر فانه يصلي حيث توجهت به راحلته والعاجز الذي لا يعلم جهة الكعبة أو لا يقدر على استقبال الكعبة فانه يصلي بحسب امكانه الى أي جهة امكن).
ثم إن معنى الوجه والجهة ليس هو تمام معنى الوجهة. قال شيخ الإسلام:
(وأما لفظ وجهة مثل قوله ولكل وجهة هو موليها فقد يظن أيضا أنه مصدر كالوجه، كالوعدة مع الوعد، وأنها تركت صحيحة فلم تحذف فاؤها. وليس كذلك، لأنه لو كان مصدرا لحذفت واوه، وهو الجهة، وكان يقال: ولكل جهة أو وجه. وإنما الفعلة هنا بمعنى المفعول، كالقبلة والبدعة والذبحة ونحو ذلك. فالقبلة ما استقبل والوجهة ما توجه اليه والبدعة ما ابتدع والذبحة ما ذبح. ولهذا صح ولم تحذف فاؤه، لأن الحذف إنما هو من المصدر لا من بقية الأسماء كالصفات وما يشبهها مثل أسماء الأمكنة والأزمنة والآلات والمفاعيل وغير ذلك).
ومنها انه لو أريد بالوجه في الآية الجهة والقبلة لكان وجه الكلام أن يقال فأينما تولوا فهو وجه الله لأنه إذا كان المراد بالوجه الجهة فهي التي تولي نفسها وإنما يقال ثم كذا اذا كان أمران كقوله تعالى {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا} فالنعيم والملك ثَمَّ، لا إنه نفس الظرف.
والوجه لو كان المراد به الجهة نفسها لم يكن ظرفا لنفسها فإن الشيء لا يكون ظرفا لنفسه فتأمله
ألا ترى أنك إذا أشرت الى جهة الشرق والغرب لا يصح أن تقول ثم جهة الشرق، ثم جهة الغرب، بل تقول هذه جهة الشرق، وهذه جهة الغرب، ولو قلت هناك جهة الشرق والغرب لكان ذكر الظرف لغوا وذلك لأن "ثَمَّ" إشارة الى المكان البعيد فلا يشار بها الى قريب والجهة والوجهة مما يحاذيك الى آخرها فجهة الشرق والغرب وجهة القبلة مما يتصل الى حيث ينتهي فكيف يقال فيها "ثَمَّ" اشارة الى البعيد؟ بخلاف الاشارة الى وجه الرب تبارك وتعالى فإنه يشار الى ذاته ولهذا قال غير واحد من السلف فثم الله تحقيقا لان المراد وجهه الذي هو من صفات ذاته والاشارة اليه بأنه "ثَمَّ" كالإشارة اليه بأنه فوق سمواته وعلى العرش وفوق العالم
قلت: القبلة ليست نفس الظرف، بل القبلة في الظرف. فإن الكعبة في هذه الجهة أو في تلك، وليست الكعبة نفس الجهة.
وفي الحديث السابق: (فقام عمر بن الخطاب، فتوجه في ذلك الوجه). لأن المراد ما قصده القاصد في تلك الجهة، لا نفس الجهة. أو هي شيء مخصوص من تلك الجهة في ذلك الوقت، لا تلك الجهة بأسرها في كل وقت. وهذا ظاهر، والله أعلم.
وقد مر من كلام شيخ الإسلام: (وهو الوجه الذى لله والذى أمر الله أن نستقبل فان قوله ولله المشرق والمغرب يدل على أن وجه الله هناك من المشرق والمغرب الذى هو لله).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/246)
روى الباغندي و الحسن بن علي المعمري و غيرهما عن احمد ابن عبيد الله بن الحسن العنبري قال وجدت في كتاب أبي ثنا عبد الملك ابن أبي سليمان العرزمي عن عطاء بن أبي رباح عن جابر قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية كنت فيها فاصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة فقالت طائفة منا القبلة ههنا قبل الشمال فصلوا و خطوا خطا وقال بعضنا القبلة ها هنا قبل الجنوب و خطوا خطا فلما اصبحنا و طلعت الشمس اصبحت تلك الخطوط لغير القبلة فقدمنا من سفرنا فاتينا النبي صلى الله عليه و سلم فسالناه عن ذلك فسكت و انزل الله عز و جل و لله المشرق و المغرب فاينما تولوا فثم وجه الله.
قال شيخ الإسلام: (و هو اسناد مقارب، و بعض هذه الطرق مما يغلب على القلب ان الحديث له اصل و هو محفوظ فان المحدث إذا كان إنما يخاف عليه من سوء حفظه لا من جهة التهمة بالكذب فاذا عضده محدث اخر أو محدثان من جنسه قويت روايته حتى يكاد احيانا يعلم أنه قد حفظ ذلك الحديث لا سيما إذا جاء به محدث اخر عن صحابي اخر فان تطرق سوء الحفظ في مثل ذلك إلى جماعة بعيد لا يلتفت اليه الا ان يعارض حديثهم ما هو اصح منه).
ومنها أن تفسير القرآن بالقرآن هو أولى التفاسير ما وجد اليه السبيل ولهذا كان يعتمده الصحابة والتابعون والأئمة بعدهم والله تعالى ذكر في القرآن القبلة باسم القبلة والوجهة وذكر وجهه الكريم باسم الوجه المضاف اليه فتفسيره في هذه الآية بنظائره هو المتعين
قلت: ما ذهب إليه شيخ الإسلام هو بعينه تفسير القرآن بالقرآن، حيث جمع بين هذه الآية وما شابهها من الآيات، كقوله تعالى: (ولله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)، وقوله تعالى: (ولكل وجهة هو موليها)، وقوله تعالى: (ورحمتى وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون) الذي يجانس تلك الآية في ورود الخاص بعد العام مباشرة من غير العطف.
ومنها أنك إذا تأملت الأحاديث الصحيحة وجدتها مفسرة للآية مشتقة منها:
كقوله صلى الله عليه و سلم "إذا قام أحدكم الى الصلاة فانما يستقبل ربه"
وقوله: "فإن الله يقبل إليه بوجهه عنه"
وقوله: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصقن قبل وجهه" وقوله: "فان الله بينه وبين القبلة"
وقوله: "ان الله يأمركم بالصلاة فاذا صليتم فلا تلتفتوا فان الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت" رواه ابن حبان في صحيحه والترمذي
وقال: "ان العبد اذا توضأ فأحسن الوضوء ثم قام الى الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فلا ينصرف عنه حتى ينصرف أو يحدث حدث سوء"
وقال جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم: "إذا قام العبد يصلي أقبل الله عليه بوجهه فاذا التفت أعرض الله عنه وقال: يا ابن آدم أنا خير ممن تلتفت اليه فاذا أقبل على صلاته أقبل الله عليه فاذا التفت أعرض الله عنه"
قلت: بل في هذه الأحاديث - على قول شيخ الإسلام السابق - علم زائد على ما في الآية. ليست هي مشتقة منها. أو أن يقال: إن الآية إنما تدل على صفة الوجه من خلال معرفتنا بهذه الأحاديث. وقد قال شيخ الإسلام:
(ولكن من الناس من يسلم ان المراد بذلك جهة الله اى قبلة الله ولكن يقول هذه الآية تدل على الصفة وعلى أن العبد يستقبل ربه كما جاء فى الحديث اذا قام أحدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهه وكما فى قوله لا يزال الله مقبلا على عبده بوجهه ما دام مقبلا عليه فاذا انصرف صرف وجهه عنه ويقول ان الاية دلت على المعنيين. . . . . . . والغرض انه اذا قيل فثم قبلة الله لم يكن هذا من التأويل المتنازع فيه الذى ينكره منكروا تأويل آيات الصفات ولا هو مما يستدل به عليهم المثبتة فان هذا المعنى صحيح فى نفسه والاية دالة عليه -- وإن كانت دالة على ثبوت صفة، فذاك شىء آخر).
وقد عرفنا قول الشيخ أيضا: (وقد يدل على الصفة بوجه فيه نظر).
قال ابن تيمية:
================================================== =======
هكذا قال جمهور السلف
ومن عدها فى الصفات فقد غلط، كما فعل طائفة
================================================== =======
قال عيد فهمي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/247)
قد عدها في الصفات الإمام أحمد وابنه الإمام عبد الله بن أحمد والإمام عثمان بن سعيد الدارمي والإمام ابن خزيمة والإمام ابن بطة والإمام اللالكائي والإمام البربهاري والإمام الطبري والإمام ابن عبد البر والإمام ابن القيم والإمام السعدي وغيرهم كثير
فهل كل هؤلاء غلطوا؟
نعم، غلط هؤلاء كلهم - عند شيخ الإسلام ومن تبعه - إذا ثبت هذا الرأي عنهم.
لكن السعدي وابن القيم وأمثالهما رحمهم الله متأخرون عن شيخ الإسلام.
وأما ابن بطة واللالكائي والبربهاري وابن عبد البر فليسوا من السلف، بل هم أتباع السلف. وأقوال هؤلاء ليس عليها اعتماد الشيخ في المسائل الدقيقة، بل قد انتقد الشيخ أمثالهم - رحمهم الله - في مواضع كما لا يخفى عليكم.
وأما ابن خزيمة وعثمان الدارمي رحمهما الله، فمثل هذا التفسير الذي هو الزيادة في الإثبات ليس ببعيد وجوده في كتب الدارمي. وشيخ الإسلام بالفعل قد خطأ ابن خزيمة في هذا الموضع بالذات. فاعتراضكم بمخالفته لشيخ الإسلام لا وجه له، لأن الكلام إنما يقع فيها.
وأما أبو جعفر الطبري، فوالله لا أدري من أين هذا الاستنباط منكم؟؟ ألم يقل رحمه الله في تفسيره بالحرف الواحد:
{والصواب من القول في ذلك: أن الله تعالى ذكره إنما خص الخبر عن المشرق والمغرب في هذه الآية بأنهما له ملكا، وإن كان لا شيء إلا وهو له ملك - إعلاما منه عباده المؤمنين أن له ملكهما وملك ما بينهما من الخلق، وأن على جميعهم - إذ كان له ملكهم - طاعته فيما أمرهم ونهاهم، وفيما فرض عليهم من الفرائض، والتوجه نحو الوجه الذي وجهوا إليه، إذ كان من حكم المماليك طاعة مالكهم. فأخرج الخبر عن المشرق والمغرب، والمراد به من بينهما من الخلق، على النحو الذي قد بينت من الاكتفاء بالخبر عن سبب الشيء من ذكره والخبر عنه، كما قيل: (وأشربوا في قلوبهم العجل)، وما أشبه ذلك. ومعنى الآية إذا: ولله ملك الخلق الذي بين المشرق والمغرب يتعبدهم بما شاء، ويحكم فيهم ما يريد عليهم طاعته، فولوا وجوهكم - أيها المؤمنون - نحو وجهي، فإنكم أينما تولوا وجوهكم فهنالك وجهي. فأما القول في هذه الآية ناسخة أم منسوخة، أم لا هي ناسخة ولا منسوخة؟ فالصواب فيه من القول أن يقال: إنها جاءت مجيء العموم، والمراد الخاص، وذلك أن قوله: (فأينما تولوا فثم وجه الله)، محتمل: أينما تولوا - في حال سيركم في أسفاركم، في صلاتكم التطوع، وفي حال مسايفتكم عدوكم، في تطوعكم ومكتوبتكم، فثم وجه الله، كما قال ابن عمر والنخعي، ومن قال ذلك ممن ذكرنا عنه آنفا. ومحتمل: فأينما تولوا - من أرض الله فتكونوا بها - فثم قبلة الله التي توجهون وجوهكم إليها، لأن الكعبة ممكن لكم التوجه إليها منها. كما قال أبو كريب: حدثنا وكيع، عن أبي سنان، عن الضحاك، والنضر بن عربي، عن مجاهد في قول الله عز وجل: (فأينما تولوا فثم وجه الله)، قال: قبلة الله، فأينما كنت من شرق أو غرب فاستقبلها. حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج، عن ابن جريج قال، أخبرني إبراهيم، عن ابن أبي بكر، عن مجاهد قال، حيثما كنتم فلكم قبلة تستقبلونها قال، الكعبة. ومحتمل: فأينما تولوا وجوهكم في دعائكم فهنالك وجهي أستجيب لكم دعاءكم، كما حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج، قال مجاهد: لما نزلت: (ادعوني أستجب لكم)، قالوا: إلى أين؟ فنزلت: (فأينما تولوا فثم وجه الله).}
قلت: فأين اختيار أبي جعفر من بين هذه الأقوال يا ترى ....... ؟؟
وقلت: ما نسبه الطبري إلى ابن عمر رضي الله عنه استنباط من عند نفسه، لا موجود مصرحا في كلام ابن عمر، بل هو على عكسه أدل. ولعل ذلك الفهم منه رحمه الله لاعتباره أن اسم القبلة لا تشمل المدينة في كلام ابن عمر رضي الله عنه.
وأما الإمام أحمد، فذلك الذي يرويه ابنه رحمهما الله عنه وجادةً: ليس بالبين ولا بالصريح في أن معنى الوجه في الآية صفة لله بالمطابقة. وبقدر إرادة الإمام أحمد ذلك، فهو داخل في عموم كلام الشيخ رحمهما الله، ولا محذور في ذلك.
قال ابن تيمية: [/
================================================== =======
هكذا قال جمهور السلف
================================================== =======
COLOR] قال عيد فهمي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/248)
بل جعلها جمهور السلف من آيات الصفات كما ذكرتُ وإنما قال بما قاله الشيخ رحمه الله [ COLOR=red] جمهور المتكلمين وكتبهم شاهدة بذلك
وإنما يُروى ذلك عن مجاهد ومقاتل وهو من باب التفسير باللازم ولو جعلناه تأويلا للزمنا تأويل أكثر آيات الصفات حيث يرد تفسيرها باللازم عن بعض السلف
قلت: بل لم تذكروا شيئا يعارض ادعاء شيخ الإسلام.
وها هو أبو جعفر الطبري قد ذكر في تفسيره قول قتادة: (هي القبلة)، وقول مجاهد: (قبلة الله، فأينما كنت من شرق أو غرب فاستقبلها). بل قال: (الكعبة)، لانه يجعلها خاصا بها. وابن كثير أيضا سكت عن تفسير مجاهد.
وما دام أنه تفسير بالمطابقة، فلا داعى أصلا لأن نجعله (تأويلا) أو (تفسيرا باللازم). يماثل هذه القضية تفسير قوله تعالى: (أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله) وقوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق ويدعون الي السجود فلا يستطيعون)، حيث عدهما بعض الناس من آيات الصفات، فيجعلون ما ورد عن السلف من التفسير مما يخالف رأيهم: تفسيرا باللزوم!
وأما ما جاء عن الشافعي فهو وجادة للبيهقي بغير إسناد ومن أنعم النظر في الكلمة المنقولة عنه أيقن أنها ليست من كلامه وهي قوله: "فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} يَعْنِي -وَاَللَّهُ أَعْلَمُ-: فَثَمَّ الْوَجْهُ الَّذِي وَجَّهَكُمْ اللَّهُ إلَيْهِ" فما هذا بأسلوب الشافعي وكتبه شاهدة بذلك ولعلها مدرجة بين ثنايا كلامه ممن روى عن المزني هذه النسخة أو مِن بعض مَن امتلكها فلا حجة فيها
وعلى فرض ثبوتها -وهو بعيد- فالأولى حملها على التفسير باللازم لموافقة جمهور السلف الذين عدوها من آيات الصفات. والله أعلم
لكن شيخ الإسلام يقول: (هذا صحيح عن مجاهد والشافعى وغيرهما).
فلا أدري. . . . أيهما أقوى: تصحيح شيخ الإسلام الذي حفظ أكثر كتب الشافعي عن ظهر قلب، أم استبعاد الشيخ عيد ثبوت ذلك منه؟؟؟
وأخيرا أقول: المسألة فيها سعة، والحمد لله رب العالمين.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - 03 - 08, 05:28 ص]ـ
ومما يبطل التسليم بالاطراد الذي ادعاه ابن القيم قول شيخ الإسلام رحمهما الله:
(. . فقوله كل شىء هالك الا وجهه أى دينه وارادته وعبادته والمصدر يضاف الى الفاعل تارة والى المفعول أخرى وهو قولهم ما أريد به وجهه وهو نظير قوله لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا فكل معبود دون الله باطل وكل ما لا يكون لوجهه فهو هالك فاسد باطل وسياق الآية يدل عليه).(47/249)
الفرح بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[عبدالرحمن الخطيب]ــــــــ[01 - 03 - 08, 11:42 ص]ـ
قال لي أحد الأصدقاء أن أبا لهب يخفف عنه العذاب في جهنم كل يوم اثنين ونوع هذا التخفيف بأن يخرج من يده ماء ليشرب منه ويدفع بعض عطشه وسبب هذا التخفيف أنه فرح بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فهل هذا صحيح؟
وإن كان كذلك فهل في هذا مخرج لمن يفرح بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم والفرح يتشكل بعدة أشكال كما تعلمون من ذلك دعوة الأصدقاء أو إقامة وليمة.
أرجو الإفادة ولكم عظيم الأجر من الله و جزيل الشكر مني.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 03 - 08, 12:12 م]ـ
لاشك أن المسلمين فرحوا بوجود النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان مختارا من الله تعالى للنبوة والرسالة، وأنقذهم الله به من النار، فهو نبي عظيم ورحمة للعالمين.
وأما ما جاء في في رواية أبي لهب والتخفيف عنه فغير صحيح.
وأما الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم فليس من الإسلام في شيء
فلم يرد في دين الإسلام الاحتفال بولادة أحد من الأنبياء أو المعظمين، فليس هناك احتفال بولادة إبراهيم عليه السلام ولا موسى عليه السلام ولاعيسى ولا غيرهم من الأنبياء.
وكذلك لايوجد في الإسلام احتفال بولادة الصديقين والأولياء، فليس هناك احتفال بولادة أبي بكر ولا عمر ولاغيرهم.
ويوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم غير محدد بوجه صحيح، وإنما كان في عام الفيل، ولم يشرع لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بيوم ولادته ولافعله كبار محبي النبي صلى الله عليه وسلم كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من السلف الصالح.
وهذه الإحتفالات إنما حصلت عند بعض المتأخرين تشبها بالنصارى وابتداعا في دين الله، فلا يجوز للمسلم أن يفعل هذه الإحتفالات ولايشارك فيها، بل عليه أن ينكرها ويبين بدعيتها ومخالفتها للسنة وعمل السلف.
ومن أراد التعبير عن فرحه بمولد النبي صلى الله عليه وسلم فعليه بصيام يوم الإثنين من كل أسبوع ففيه ولد وفيه أنزل الوحي.
ـ[عبدالرحمن الخطيب]ــــــــ[02 - 03 - 08, 08:19 م]ـ
[ quote= عبدالرحمن الخطيب;770564] إن أبا لهب يخفف عنه العذاب في جهنم كل يوم اثنين ونوع هذا التخفيف بأن يخرج من يده ماء ليشرب منه ويدفع بعض عطشه وسبب هذا التخفيف أنه فرح بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم.
قيل لي أن هذا مذكور في صحيح البخاري فهل هذا صحيح؟
أرجو الإفادة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 03 - 08, 10:15 م]ـ
نعم ما قيل لك أنها مذكورة في البخاري فهو صحيح ولكنها غير صحيحة
فتأمل حفظك الله في سياق البخاري للحديث لتعلم ضعفها
صحيح البخاري - (7/ 9)
5101 - حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنة أبي سلمة أخبرته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها أنها قالت يا رسول الله انكح أختي بنت أبي سفيان فقال أوتحبين ذلك فقلت نعم لست لك بمخلية وأحب من شاركني في خير أختي فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن ذلك لا يحل لي قلت فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة قال بنت أم سلمة قلت نعم فقال لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها لابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن قال عروة وثويبة مولاة لأبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة قال له ماذا لقيت قال أبو لهب (لم ألق بعدكم خيرا غير) أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة
فتأمل ما جاء في الرواية من قوله: قال عروة ...
فهذا عند أهل العلم يسمى مرسلا، فعروة لم يدرك القصة.
والثاني أنها مجرد رؤيا
والثالث أن البخاري لم يقصد تخريج هذه القصة وإنما ذكرها تبعا لرواية الحديث، وهذا أمر يفعله البخاري وغيره
وفي هذا الرابط توضيح للمسألة
(يثبت تبعا مالا يثبت استقلالا) عند المحدثين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=59117#post59117 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=59117#post59117)
ـ[عبدالرحمن الخطيب]ــــــــ[03 - 03 - 08, 09:14 ص]ـ
شكرا لك أخي عبد الرحمن، وجزاك الله خيرا، وبارك لك في علمك وزادك.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 04:22 م]ـ
سبحان الذي قلب بعض مفاهيم البشر خاصة من المبتدعة
يريدون أن يتعبدوا لله على أهوائهم وبما يزينه الشيطان لهم
فلو سلم لهم أنه يندب للفرح بمولده صلى الله عليه وسلم
لقيل ويندب الحزن في يوم وفاته وكانت وفاته عليه الصلاة
والسلام على قول كثير من المؤرخين في يوم الإثنين من
ربيع الثاني لذا يقال تنزلا أنه يوم يفرح فيه ويحزن فيه ولا أجتماع
,,,,
بما أن هناك قلب في المفاهيم فإن الردود تأتي عندي في الصفحة مقلوبة
بحيث يكون الموضوع الأصل في أسفل الصفحة والردود تأتي فوقه بحسب
قرب الرد فما الحل في هذا المشكلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/250)
ـ[توبة]ــــــــ[06 - 03 - 08, 04:31 م]ـ
بما أن هناك قلبًا في المفاهيم فإن الردود تأتي عندي في الصفحة مقلوبة
بحيث يكون الموضوع الأصل في أسفل الصفحة والردود تأتي فوقه بحسب
قرب الرد فما الحل في هذا المشكلة.
لوحة التحكم ـــ تحرير الخيارات ــ خيارات عرض المواضيع (الموضوعات) ـــ نمط عرض المواضيع ــ خطي- الأقدم أوّلاً(47/251)
هل يوجد دروس خاصة فى العقيدة
ـ[أبو أنس أحمد عبد اللطيف]ــــــــ[02 - 03 - 08, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أسأل أيها الأخوة هل يوجد دروس خاصة فى العقيدة فى مصر ولو بالمال
دلونى جزاكم الله خيرا(47/252)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني
ـ[الشويمان]ــــــــ[02 - 03 - 08, 03:18 ص]ـ
من يتكرم ويشرح لى هذا الحديث
قال رسول الله صلى الله علية وسلم (إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك عدته لوجدتني عنده).
وجزاكم الله كل خير .........
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[06 - 03 - 08, 06:51 م]ـ
..........................
ـ[محمود صلاح محمد]ــــــــ[17 - 07 - 09, 02:47 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد كمال فؤاد]ــــــــ[19 - 07 - 09, 08:45 م]ـ
الحديث مؤول (فيه شروط التأويل الجائز) والله أعلم
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 11:17 م]ـ
راجع
كلام شرح التدمريه ونقض التاسيس
وراجع القواعد المثلى لابن عثيمين
وراجع احدايث العقيده المتوهم اشكالها في الصحيحين للدكتور سليمان الدبيخي
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[22 - 07 - 09, 10:44 ص]ـ
أخي الفاضل
الله جل وعلا له الكمال المطلق، فهو كامل في ذاته، كامل في صفاته، تنزه عن العيوب والنقائص.
ومعنى الحديث واضح لا يحتاج إلى تأويل (تحريف).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة التدمرية: " وهذا صريح في أن الله سبحانه لم يمرض ولا يجوع ولكن مَرِضَ عبدُهُ وجَاعَ عبده فجعل جوعَه جوعه ومرضه مرضه، مفسرا ذلك بأنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ولو عُدته لوجدتني عنده ; فلم يبق في الحديث لفظ يحتاج إلى تأويل ". أهـ
وقال الشيخ ابن عثيمين في تقريب التدمرية: " ... فقد جاء مفسراً بقول الله تعالى في الحديث نفسه: (أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، واستسقاك عبدي فلان فلم تسقه) وهذا صريح في أن الله سبحانه لم يمرض، ولم يجع، ولم يعطش، وإنما حصل المرض والجوع والعطش من عبد من عباده ". أهـ
الحديث مؤول (فيه شروط التأويل الجائز) والله أعلم
الحديث ليس مؤولا ولا يحتاج لذلك كما مر سابقا.(47/253)
أريد مناظرات وحوارات الشيخ ديدات
ـ[سيد المرصفي]ــــــــ[02 - 03 - 08, 11:04 ص]ـ
هل أجد على الشبكة روابط لمناظرة الشيخ ديدات المختلفة؟ من يتحفنا بها وله الأجر
ـ[ابو هبة]ــــــــ[02 - 03 - 08, 12:08 م]ـ
ربما تجد منها على موقع يوتيوب مع التحذير الشديد مما فيه من المنكرات. ثم إنه لا يسمح بالتحميل ولكن لذلك طرق يعرفها الحذاق.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[02 - 03 - 08, 05:25 م]ـ
لا يا اخي لا تلج اليوتيوب هدى الله من دلك إليه ..
http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=2924
http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=1765
ولو بحثت في منتديات أخرى ستجد بإذن الله ..
ضابط لنشر مناظرات الشيخ أحمد ديدات، وما شابه ذلك من مناظرات أهل البدع والأهواء
http://www.elforkan.com/7ewar/showthread.php?t=7997
ـ[ابو هبة]ــــــــ[02 - 03 - 08, 09:03 م]ـ
لا يا اخي لا تلج اليوتيوب هدى الله من دلك إليه ..
................................
آمين, جزاك الله خيراً, أحسنتَ.(47/254)
هل رد عليه أحد من العلماء كتاب "كف من شبه وتمرد ونسب ذلك للامام احمد
ـ[سعدسعود]ــــــــ[02 - 03 - 08, 05:15 م]ـ
الاخوه في المنتدى بارك الله فيهم
تقى الدين الحصني المتقدم وصاحب كتاب "كف من شبه وتمرد ونسب ذلك للامام احمد " والذي تهجم فيه على اهل السنه و على شيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم هل رد عليه احد من العلماء
ومن هو؟ وما كتابه؟
أرجو الافاده
ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 03 - 08, 05:20 م]ـ
تجد ردوداً عليه غير مباشرة في كتابين
1 - جلاء العينين للألوسي
2 - دعاوى المناوئين للغصن طبع دار ابن الجوزي
ـ[سعدسعود]ــــــــ[03 - 03 - 08, 05:58 م]ـ
أبو فهر
جزاك الله خيرا
ولكن سؤالي ردود خاصه بالكتاب
حيث ان الكتاب به شبه لم ترد فيما ذكرته من الكتابين
ـ[المقدادي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 06:11 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
يظهر ان الحافظ جمال الدين يوسف بن عبدالهادي رد عليه بكتابه " الصارم المغني في الرد على الحصني " و الله أعلم
راجع:
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=104901&highlight=%C7%E1%D5%C7%D1%E3+%C7%E1%E3%DB%E4%ED
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showpost.php?p=521992&postcount=14
أما كتاب الحصني هذا ففيه من الأكاذيب و الإفتراءات ما الله به عليم
و لو لم يكن فيه الا تلك الكذبة الشنيعة حين زعم ان شيخ الإسلام إزدرى بالنبي صلى الله عليه وسلم والشيخين و كفّر عبد الله بن عباس رضي الله عنه وجعل عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما من المجرمين في كتابه الصراط المستقيم " لكفى في بيان تجنيه و كذبه العجيب على شيخ الإسلام و أنه إما قرأ كتاب الصراط المستقيم و كذب على الشيخ أو لم يطالعه أصلا إنما تلقفه من كلام من لا يخاف الله تعالى
ـ[سعدسعود]ــــــــ[07 - 03 - 08, 10:29 م]ـ
المقدادي
بارك الله فيك
وجعل ما ذكرت في ميزان حسناتك
ـ[أبو محمدالنجدي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 07:12 م]ـ
تجد ردوداً عليه غير مباشرة في كتابين
1 - جلاء العينين للألوسي
2 - دعاوى المناوئين للغصن طبع دار ابن الجوزي
أليس الثاني هو للشيخ الدكتور عبدالعزيز آل العبداللطيف .. ؟
ـ[سعدسعود]ــــــــ[16 - 03 - 08, 05:15 م]ـ
ابو محمد
بلى هو للشيخ عبد العزيز آل العبد اللطيف
لعله سهو من ابو فهر
شكرا لتنبيهك
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 12:40 ص]ـ
لعل مراد الشيخ أبي فهر
كتاب دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية عرض ونقد
عبد الله الغصن رسالة جامعية
وملحظ الشيخ أبي فهر فيه إلماحة إلى أن أغلب شبهات أهل البدع قد رد عليها وبين زيفها ولكنها مفرقة في كتب أهل السنة ولو ينشط طالب علم نجيب إلى تقريب هذه الردود وفهرستها بذكر طرف الشبهة ومن ذكرها من أهل الأهواء والمخالفين لأهل السنة ومواطن الرد عليها من كتب أهل السنة وينتقى من الردود ماكان مستوعباً متيناً
لكان هذا العمل من أنفس مايخدم به عقيدة أهل السنة
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[21 - 03 - 08, 12:47 ص]ـ
كتاب دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية .. للشيخ عبد الله الغصن
وكتاب دعاوى المناوئين للشيخ محمد بن عبد الوهاب .. للشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف(47/255)
يوم الخميس، وما أدراك ما يوم الخميس. لولاعمر لهلكت الأمة
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[02 - 03 - 08, 10:01 م]ـ
جاءني صابىء صبأ الى الرفض سرا، ووجهه يتهلل بشرا، وقلبه يقطر شرا، ولسانه ينفث مرا، يقول لقد جئتك بما يدين عمر، ويسمه بميسم الكفر، ويثبت لك أن القوم غدر، وكلهم فجر، إذ نسبوا الى النبي المعصوم أنه هجر، فلا يوثق بشيء عنه صدر،وتلك لعمري كبرى الكبر. فتركته ينفض مذرويه ويهدر، ويبدي ما كان يسرولايظهر. حتى إذا فرغ من سبه وثلبه، وملأمن ذلك ذنوب ذنوبه، أقبلت عليه اقبال النهارعلى الليل"فمحونا آية الليل"وصمدت إليه صمد الحق الى الباطل"فإذا هو زاهق "ونظر الى نفسه ـ خلسة ــ فإذا هوهو الأحمق المائق ـ وقدقلت له في جملة ما قلت:
1/ هذا حديث لم ينفرد بنقله مناكيد الروافض،بل نقله الثقات الأثبات من أهل السنة، من الذين يتولون عمر، الكوكب الزهر، وفلتة الدهروفي نقلهم وفهمهم كفاية لمن رشد واستبصر."في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل"وما فهموامنه ـ وهم اهل الفهوم والأحلام ـ هذا الذي فهمته الرافضة الطغام.
2/قلت له:دعني اصور لك المشهد كأنك تراه رأي العين،معتمدا في ذلك على ما صح من الأخبار في مرض موته صلى الله عليه وآله وسلم:فلقد ابتدأه المرض ـ بأبي هو وأمي والناس أجمعين ـ ليلة السبت لاثنتين وعشرين ليلة خلت من صفر، وتمادى به الوجع وهوفي ذلك يتحامل على نفسه ويدور على نسائه،فأشفقن عليه وأذن له أن يمرض في بيت أحب أزواجه اليه، الصديقة بنت الصديق ـ رضي الله عنهاوعن أبيهاوصلى الله على زوجها ونبيها ـ واشتد وجعه وحماه حتى أن الرجل منهم كان لايطيق ان يضع يده على جسده الشريف الطاهر الطيب.
ولما كان يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام قال ـ وقد اشتد به الوجع: (هلموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده) ـ وفي البيت رجال فيهم عمر ـ فقال عمر: قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبكم كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قوموا عني).وفي رواية "قالوا ما شأنه أهجر؟ استفهموه"وفي أخرى"قالواان رسول الله يهجر"
والثابت أنه عليه الصلاة والسلام صلى بهم صلاة مغرب ذلك اليوم ثم أراد ان يخرج الى العشاء فأغمي عليه مرارافلما رأى من نفسه الضعف أمر أن يصلي أبو بكر بالناس وحاولت عائشة أن تحول دون ذلك ولكن النبي كان حازما صارمافي أمره ذاك.وانت الآن ايها الرافضي مسوم بخطتي خسف،إما أن تأخذ بألفاظ الحديث كلها أو تردها كلها، أما أن تأخذ منها ما يوافق هواك وتترك منها ما يبطل دعواك فتلك خطة لايوافقك عليها ذو دين ولا سلف لك فيها من العالمين الامن بكتهم رب المشرقين بقوله"أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "
فإن اخترت الثانية فقد استرحت وأرحت،وإن اخترت الأولى فإنا نقول لك:أين فيها أن عمر ـ رضي الله عنه ـ هو الذي قال كلمة "أهجر"؟ وحقيقة الحال أن النبي عليه السلام أفاق من اغماءته فقال الذي قال ولما رأى الناس ما يلقاه من فيح الحمى قال بعض من سمع مقالته "ماشأنه أهجر؟ "وقال بعضهم "إن رسول الله يهجر"وقال البعض"استفهموه" وقال آخرون"قربوا يكتب لكم رسول الله "فلما رأى عمر اختلافهم ومالحق النبي من مشقة استفهامهم وهو من الحمى لايكاد يبين وعلم ـ وهو المحدث الملهم الذي ضرب الله الحق على لسانه "قال:"ان رسول الله قد غلبه الوجع ـ فكفوا عنه ـ حسبنا كتاب الله " وبالله احلف ثلاثا غير حانث أن لو قدر لذلك الكتاب أن يكتب لاختلفوا فيه فقبلته فرقة وردته أخرى مدعية أن النبي كان يهجر من الحمى ولهووا في باب التأويل والتكذيب كل مهوى، ولكفروا بذلك دون مين.ولكن الله عصمهم بفقه عمر فتأمل هذا فإن فيه لأهل الإفك مزجر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/256)
3/ثم قلت له:أخبرني عن هذا الذي كان رسول الله سيكتبه أهو من الدين الذي أوجب الله عليه تبليغه أم هو شيء آخر؟ فإن كان الأول فقد نسبت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وحاشاه حاشاه حاشاه ـ الى خيانة الأمانة وترك تبليغ الرسالة وربه يقول له:
"يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "
ويقول جل وعلا:"الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّاالله"أفيواجه العالم عمره الشريف كله لايخيس ولا يلين ولايهادن ولايداهن ولايجبن ثم يكون عاقبة أمره أن يكتم أمرا من الدين أمر بتبليغه؟؟ هذا لعمري في القياس شنيع. وأشياعك الأفاكون المفترون يزعمون أن التبي عليه الصلاة والسلام أرادأن يكتب عهده بالخلافة لعلي رضي الله عنه فحيل بينه وبين ذلك.وهذا فهم لايصدرالا من فدم،وفقاهةلا تجيء الا من ذي سخافة وسفاهة، ويلزمهم ايضا القول بأحد امرين إما نسبة الخيانة والعجز الى النبي وذلك كفر ظاهر جلي،أوالقول بأن الإمامة ليست من أصول الدين ولو لاذلك ما ترك النبي الكتابة بها، فيعودون على مذهبهم بالنقض" كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا".
4/ثم قلت له: ألستم تزعمون أن النبي قد ولى عليا على المسلمين يوم غدير خم؟ فإن قلتم نعم.نسبتم النبي الى التخليط والوهم إذ كيف يختار خليفته ثم لا يوليه شيئا من مهامه أيام مرضه،والعادة أن الملك اذا عجز عن ادارة شؤون الحكم فوضها لولي العهد من بعده وهو ـ والله ـ الذي من أجله ولى عليه الصلاة والسلام أبا بكرالصديق أمر الصلاة التي هي من أخص خصائص الإمام وقال للتي وعدها العطية إذقالت "فإن لم أجدك؟ تعني الموت."إئئت أبابكر."بل ان في هذا الحديث تكذيب دعواكم يوم الغدير إذ لوكان عهد اليهم بذلك لما احتاج الى كتابته عند موته. بل نحن أسعد بدعوى أنه عليه السلام أراد أن يعهد بالخلافة الى أبي بكر. ولئن حملتم بغدير خم صددناكم بسد "يأبى الله ورسوله والمؤمنون الا أبابكر ....
ـ[توبة]ــــــــ[02 - 03 - 08, 11:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل الهلالي، ليس فقط الرافضة أخزاهم الله من يفترون هذا الافتراء الكاذب،بل هناك أيضا "القرآنيون"-زعموا، و قرآن ربي منهم براء-من يتخذون هذا الحديث و غيره حجة لترقيع دعواهم - الخاسرة - لمحو سنة نبينا صلى الله عليه و سلم.
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 12:45 ص]ـ
نعم ياأختاه.فقد زعموا ــ خابوا وخسروا ــ أن في قول عمر "حسبنا كتاب ربنا "دليلا على أنه يستغنى بالكتاب الكريم عن سنة النبي العظيم،ولوفقهوا القرآن لوجدوا فيه ما يكذبهم ويسقط دعواهم ولذلك مقام غيرهذا.(47/257)
هل مات أبو الحسن الأشعري على مذهب الأشاعرة؟
ـ[أبو أنس أحمد عبد اللطيف]ــــــــ[03 - 03 - 08, 12:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد.
فهذا سؤال هام أريد أن أوجهه إلى الأشاعرة وهو.
هل مات أبو الحسن الأشعرى على عقيدة الأشاعرة أم على عقيدة السلف؟
وحتى نجيب على هذا السؤال فعلينا أن نعلم أولا أن السبب فى هذا السؤال أن لأبى الحسن الأشعرى كتابين أحدهما قال فيه بالتأويل وهو اللمعة والآخر قال فيه بالإثبات على مذهب السلف وهو مقلات الإسلاميين والإبانة فى أصول الديانة.
فالخلاف على أيهما كان أولا؟ وإيهما مات عليه؟ وإيهما كان اعتقاده الغالب عليه؟.
وحتى نجيب على هذه الأسئلة فالننظر ماذا قال كل فريق منهم وما أدلته على قوله.
أولا: قالت الأشاعرة أنه مات على قول الأشعرية وأنهم إليه ينسبون واستدلوا على ذلك بما يلى.
1: بأن الإمام أبي الحسن الأشعري ألف كتابه (الإبانة) مداراة للحنابلة وتقية، وخوفا منهم على نفسه.
وهذا قول لا يليق وليس عليه دليل ولو أن كل إمام قال بقول لا نحبه منه قلنا أنه قاله تقية ما ثبت عندنا قول أحد ..
ثم إن الإمام كان معتزليا ثم أعلن توبته فى المسجد الجامع فلو كان يعمل بالتقية لكان أولى أن يخفى توبته عن المعتزلة حتى لا يؤذنه.
ثم إن الحنابلة لم يكن لديهم سلطة وقوة بل كان هناك كثير من المبتدعة فى ذلك العصر ولم يمسهم أذى من أحد.
وعلى ما سبق فلا يمكن الاستدلال بمثل هذا الكلام.
2: كما أنكر البعض منهم نسبة كتاب الإبانة إليه.
ولكن هذا مردود بما نقله عنه علماء الأشاعرة أنفسهم ومترجميهم وغيرهم من المعتمدين فى نقل أخبار الرجال يقول الإمام الذهبى حاكيا لنا قصة كتاب الإبانة " فقيل: إن الاشعري لما قدم بغداد جاء إلى أبي محمد البربهاري، فجعل يقول: رددت على الجبائي، رددت على المجوس، وعلى النصارى.
فقال أبو محمد: لا أدري ما تقول، ولا نعرف إلا ما قاله الامام أحمد.
فخرج وصنف " الابانة " أ. هـ[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)
وقد ذكر ابن عساكر فى كتابه " تبين كذب المفتري على الإمام أبي الحسن الأشعري " أن أخر ما ألفه الإمام هو كتاب الإبانة
كما أقر بنسبة الكتاب إلي الإمام الكثير من أهل العلم [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2)...
وإن فرضنا عدم نسبة كتاب الإبانة فنسبة كتاب مقالات الإسلاميين له مجمع عليها
3: ومنهم من قال إن للإمام أبى الحسن الأشعرى مذهبين مذهب التأويل ومذهب التفويض وهذان المذهبان هما الذين ذهب إليهما فى كتبه وإن ما ذكره فى كتاب الإبانة وغيره هو التفويض.
يقال إن هذا معارض فإن الإمام لم يقل بالتفويض فى أى كتاب من كتبه وإنما قال بالإثبات كما قال السلف على طريقة المحدثين.
ففى كتابه مقالات الإسلاميين يقول " وأن الله سبحانه على عرشه كما قال: " الرحمن على العرش استوى [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3)" وأن له يدين بلا كيف كما قال: " خلقت بيدي [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4)" وكما قال: " بل يداه مبسوطتان [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn5)" وأن له عينين بلا كيف كما قال: " تجري بأعيننا [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn6)" وأن له وجهاً كما قال: " ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn7)"[8] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn8) فهذا إثبات محض لصفات الله تعالى على طريقة أهل الحديث.
وبعد ما ذكره وذكر جميع أقوال أهل الحديث قال " فهذه جملة ما يأمرون به ويستعملونه ويرونه وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn9)" .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/258)
وفى كتاب الإبانة يقول " فإن قال قائل قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة فعرفونا قولكم الذى تقولون وديانتكم التى تدينون.
قيل له قولنا الذى نقول ودينتنا التى نتدين بها هى التمسك بكتاب الله وسنة نبيه وما روى عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn10)" وهذا الكلام بعد ما أنكر على المعتزلة إنكارهم آيات الصفات وتأويلهم لها قائلا " وأنكروا أن يكون لله يدان مع قوله " لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn11)" [12] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn12)" .
فمع بيان هذا يكون قول الأشعرى الثانى لم يكن التفويض وإنما كان الإثبات ولم يصح ما نقلوه عنه أنه قال بالتفويض.
4: إنه قال ذلك نفورا من أقاويل المعتزلة ثم رجع إلى التأويل.
أما القول بأنه قال ذلك نفورا من أقاويل المعتزلة فقد يقبل إذا كان هذا القول قد قاله أبو الحسن الأشعرى مرة أو مرتين على منبر أو فى درس أما أن يكون كتبه فى كتاب وعادتا لا يكتب المرء وخاصة العلماء إلا بعد التمحيص فلا يقبل مثل هذا الكلام وخاصة أن أبا الحسن قد كتبه فى كتابين فإن اندفع بالقول فى كتاب فما شأن الآخر فهذا هراء لا يقبل من قائله.
وأما القول بأنه رجع إلى التأويل بعد هذا الرأى فهذا واقفا على أيهما قال أولا؟ أقال بالتأويل ثم قال بالإثبات أم قال بالإثبات ثم قال بالأويل؟
لقد قال الأشعرى بالتأويل فى كتابه اللمع وقال بالإثبات فى كتابه مقالات الإسلاميين والإبانة ولكن الإبانة هو آخر مؤلفاته كما حقق هذا ابن عساكر فى كتابه [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn13) وهو من علماء الأشاعرة ومن المأكد أن الأخير هو الذى استقر عليه الشيخ فيكون إذا الشيخ قد رجع من التأويل إلى الإثبات على مذهب الصحابة والتابعين والسلف الصالح من أهل الحديث.
فهذا ما وصل إلى من أدلة أصحاب هذا الرأى لا أعلم لهم دليلا غير هذا وقد بطل كل دليل لهم عند التمحيص والمراجعة فبطل ذلك القول بطلانا شديدا.
ولكن هذا لا يعنى أن أبا الحسن قد مات على مذهب السلف ولابد من أصحاب الرأى الآخر أن يأتوا بأدلتهم ونتبين من صحتها.
ثانيا: أدلة من قال أن أبا الحسن الأشعرى قد مات على قول السلف.
قالوا: كان أبو الحسن معتزليا أصلا ثم مر بعقيدة ابن كلاب [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn14) وهى ما عليه الأشاعرة الآن ثم تاب وأعلن توبته من كل هذا وهذا متبين من كتابيه مقالات الإسلامين والإبانة فى أصول الديان [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn15) وأقر بعقيدة السلف على طريقة أهل الحديث وهى الإثبات وأنكر ما عداها ورد على المعتزلة والكلابية فى كتابه مقالات الإسلاميين والإبانة فى أصول الديانة.
فبما أن آخر ما كتبه أبو الحسن هو الإبانة وهو على مذهب السلف وأنه رد على المعتزلة والكلابية فى كتابه المقالات فإن هذا يدعونى أن أجيب على السؤال بأن أبا الحسن قد مات على عقيدة السلف فى الجملة وخاصة فى مسألة الأسماء والصفات وأنه بريئ مما عداها.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1) " سير أعلام النبلاء للذهبى ج 15 ص 90
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref2) راجع ترجمة الشيخ فى تبين كذب المفترى فيما نسب للشيخ أبى الحسن الأشعرى والأشاعرة فى تاريخ المذاهب الإسلامية للشيخ أبو ذهرة وكتب التراجم.
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref3) : طه 5
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref4) : ص 75
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref5) : المائدة 64
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref6) : القمر 14
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref7) : الرحمن 27
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref8) : مقالات الإسلاميين لأبى الحسن الأشعرى ج 1 ص 72
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref9) : المرجع السابق
[10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref10) : الإبانة فى أصول الديانة لأبى الحسن الأشعرى فى المقدمة
[11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref11) : ص 75
[12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref12) : المرجع السابق
[13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref13) : تبين كذب المفترى فيما نسب للشيخ أ [ى الحسن الأشعرى ص 34
[14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref14) : راجع طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة ج 1 ص 4
[15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref15) : وقد تبين لنا أنه آخر ما ألفه أبو الحسن الأشعرى ومات عليه كما حقق ذلك ابن عساكر فى كتابه تبين كذب المفترى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/259)
ـ[فيصل]ــــــــ[03 - 03 - 08, 01:10 ص]ـ
بارك الله فيك: لا يوجد في اللمع قول بالتأويل أصلاً وليس للأشعري -والكلابية عموماً- بعد رجوعه عن الإعتزال في الصفات الخبرية القرآنية إلا قول واحد وهو الإثبات
ـ[أبو أنس أحمد عبد اللطيف]ــــــــ[03 - 03 - 08, 07:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى الحبيب
ولكن هذا ما ورد فى الموسوعة الميسرة
ـ المرحلة الثانية: ثار فيه على مذهب الاعتزال الذي كان ينافح عنه، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه، وأعلن البراءة من الاعتزال وخط لنفسه منهجاً جديداً يلجأ فيه إلى تأويل النصوص بما ظن أنه يتفق مع أحكام العقل (*) وفيها اتبع طريقة عبد الله بن سعيد بن كلاب في إثبات الصفات السبع عن طريق العقل: الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فتأولها على ما ظن أنها تتفق مع أحكام العقل وهذه هي المرحلة التي ما زال الأشاعرة عليها.
وراجع فى ذلك العقل والنقل لابن تيمية ج2 ص5 ط حامد فقي
ـ[أبو أنس أحمد عبد اللطيف]ــــــــ[03 - 03 - 08, 11:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى الصلاة على النبى المصطفى وصحبه المستكملين الشرف.
أما بعد ..
فيبقى سؤال لابد أن نسأله إلى أنفسنا: لماذا يتمسك الأشاعرة بنسبتهم إلى الإمام أبي الحسن الأشعري مع بطلان تلك الدعوى؟
والإجابة على هذا السؤال تعلمها حينما ترجع إلى ترجمة الشيخ فى كتب أهل السنة فتجدهم يثنون عليه خيرا حتى إنه مما نقل عند موته أنهم قالوا قد مات الذى كان يدافع عن السنة وأنه من أهل السنة والجماعة بلا ريب عندهم فهم حريصون على نسبة أنفسهم إليه حتى يقولوا أنهم هم أهل السنة والجماعة - سبحانك هذا أفك مبين - وقد تبين مخالفتهم له وتبرؤه منهم.
وتتضح أيضا حينما تقرأ ردود العلماء على الكلابية الذين هم أصل مذهب الأشاعرة حتى إن أبا الحسن نفسه رد عليهم فى كتبه.
وبهذا يكون الأمر قد وضح لدى الجميع فمن يرضى أن يكون مذهبه قد رجع عنه إمام المذهب ورد عليه وأثبت بطلانه ورفض مذهب الصحابة والتابعين والعلماء الربانيين.
ـ[مهداوي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 09:58 م]ـ
بارك الله فيك
ولكن ما الذي رده أبو الحسن الأشعري على الكلابية؟
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 02:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى الحبيب
ولكن هذا ما ورد فى الموسوعة الميسرة
ـ المرحلة الثانية: ثار فيه على مذهب الاعتزال الذي كان ينافح عنه، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه، وأعلن البراءة من الاعتزال وخط لنفسه منهجاً جديداً يلجأ فيه إلى تأويل النصوص بما ظن أنه يتفق مع أحكام العقل (*) وفيها اتبع طريقة عبد الله بن سعيد بن كلاب في إثبات الصفات السبع عن طريق العقل: الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فتأولها على ما ظن أنها تتفق مع أحكام العقل وهذه هي المرحلة التي ما زال الأشاعرة عليها.
وراجع فى ذلك العقل والنقل لابن تيمية ج2 ص5 ط حامد فقي
هنا تجد بعض النقول عن شيخ الاسلام يرد فيها ما اشتهر عن الجويني رحمه الله من ان للأشعري قولين بعد توبته من الاعتزال
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=623791&postcount=3
ـ[أبو أنس أحمد عبد اللطيف]ــــــــ[05 - 03 - 08, 12:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
راجع يا أخ مهداوى كتاب مقالات الإسلاميين عند كلامه فى شرح قول ابن كلاب ستجده يقول " وقال أهل الحق والإثبات " ثم يذكر بعض الردود على بعض المعتقدات
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو أنس أحمد عبد اللطيف]ــــــــ[05 - 03 - 08, 12:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما رد أن للأشعرى قولين وهما التفويض والتأويل كما يقول الأشاعرة فنعم هذا كلام مردود ولم يكن للأشعرى التفويض فى مرحلة من المراحل
وأما رد أن للأشعرى قول بالتأويل قبل الإثبات فراجع كتابه اللمع فى ذلك
وجزاك الله خيرا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 03 - 08, 12:59 ص]ـ
الأشعري بعد الاعتزال قريب جدا من السنة في الصفات الذاتية الخبرية،
وأما في قيام الأفعال الاختيارية، فهو على مذهب ابن كلاب، ولم يصل إلى السنة المحضة.
وكذلك في مسألة الجبر والاستطاعة، ومسألة الأسماء والأحكام - رحمه الله رحمة واسعة.
وأما ما ذكره البعض - ومنه ابن كثير رحمه الله - أن له ثلاثة مراحل، ففيه نظر كبير؛ والله أعلم.
ـ[فيصل]ــــــــ[06 - 03 - 08, 02:41 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى الحبيب
ولكن هذا ما ورد فى الموسوعة الميسرة
ـ المرحلة الثانية: ثار فيه على مذهب الاعتزال الذي كان ينافح عنه، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه، وأعلن البراءة من الاعتزال وخط لنفسه منهجاً جديداً يلجأ فيه إلى تأويل النصوص بما ظن أنه يتفق مع أحكام العقل (*) وفيها اتبع طريقة عبد الله بن سعيد بن كلاب في إثبات الصفات السبع عن طريق العقل: الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فتأولها على ما ظن أنها تتفق مع أحكام العقل وهذه هي المرحلة التي ما زال الأشاعرة عليها.
وراجع فى ذلك العقل والنقل لابن تيمية ج2 ص5 ط حامد فقي
ما جاء في الموسوعة باطل شاع للآسف وابن كلاب وأئمة أصحابة والأشعري-بعد التوبة- ليس لهم في هذه الصفات إلا قول واحد ومن عنده إعتراض فلينقل عنهم نص كلامهم في غير هذا
أما إحالتك للعقل والنقل ط حامد فقي فأرجو أن تنقل نص ما فيها فليست عندي هذه الطبعة وقولك راجع كتاب اللمع فأرجو كذلك أن تنقل منه تأويله للصفات الخبرية فإني مع المراجعة لم أجد ما ذكرتم بارك الله فيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/260)
ـ[أبو أنس أحمد عبد اللطيف]ــــــــ[20 - 03 - 08, 01:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل اتبع أبو الحسن الأشعرى ابن كلاب؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وابو الحسن الاشعري لما رجع عن مذهب المعتزلة سلك طريقة ابن كلاب. (درأ تعارض العقل والنقل)
ولا شك عندى فى هذا.
ولكن: ...
هل مذهب ابن كلاب يخالف مذهب أهل السنة والجماعة حتى يصبح مرحلة مستقلة؟
هل قال أبو الحسن الأشعري بما يقول به الأشاعرة فى مرحلة من مراحل حياته كما نقل عنه الشيخ أبو زهرة هذا فى كتابه تاريخ المذاهب الإسلامية؟
انتظروا الإجابة(47/261)
أريد موقع يجمع كل او أكثر كتب الأشاعرة
ـ[أبو همام السلفي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 10:55 ص]ـ
أيها الكرام أريد كل كتب الأشاعرة فأرجوا المساعدة
بصيغو ورد(47/262)
مختارات من ردود السلف على الجهمية سلف الأشاعرة في التأويل من السنن وغيرها
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 05:46 م]ـ
سنن الترمذي
661 - حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن سعيد بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمنيه وإن كانت تمرة تربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله قال وفي الباب عن عائشة و عدي بن حاتم و أنس و عبد الله بن أبي أوفي و حارثة بن وهب و عبد الرحمن بن عوف و بريدة
قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح
(قال الشيخ الألباني: صحيح)
662 - حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا وكيع حدثنا عبادة بن منصور حدثنا القاسم بن محمد: قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد وتصديق ذلك في كتاب الله عز و جل ** ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات} و ** يمحق الله الربا ويربي الصدقات}
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم نحو هذا وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ولا يؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف؟ هكذا روي عن مالك و سفيان بن عيينة و عبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز و جل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد ههنا القوة وقال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ** ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
(قال الشيخ الألباني: منكر بزيادة وتصديق ذلك)
سنن أبي داود
أختار بعض ما جاء في كتاب السنة.
قال (باب في الجهمية):
4730 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ نَصْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ النَّسَائِىُّ - الْمَعْنَى - قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ - يَعْنِى ابْنَ عِمْرَانَ - حَدَّثَنِى أَبُو يُونُسَ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى (سَمِيعًا بَصِيرًا) قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ وَالَّتِى تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ. رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَؤُهَا وَيَضَعُ إِصْبَعَيْهِ قَالَ ابْنُ يُونُسَ قَالَ الْمُقْرِئُ يَعْنِى (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) يَعْنِى أَنَّ لِلَّهِ سَمْعًا وَبَصَرًا. قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَهَذَا رَدٌّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ.
ثم قال 20 - باب فِى الرُّؤْيَةِ ...
ثم قال 21 - باب فِى الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ.
4734 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ أَنَّ أَبَا أُسَامَةَ أَخْبَرَهُمْ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ قَالَ سَالِمٌ أَخْبَرَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «يَطْوِى اللَّهُ السَّمَوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ثُمَّ يَطْوِى الأَرَضِينَ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ». قَالَ ابْنُ الْعَلاَءِ «بِيَدِهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/263)
الأُخْرَى ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ».
قال الألباني: صحيح.
4735 - حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِىُّ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَنْ أَبِى عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِى فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِى فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِى فَأَغْفِرَ لَهُ».
قال الألباني: صحيح.
صحيح البخاري
قال الإمام البخاري في كتاب التوحيد15 - باب قول الله تعالى ** ويحذركم الله نفسه} / آل عمران 28
وقوله جل ذكره ** تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} / المائدة 116
6968 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (ما من أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش وما أحد أحب إليه المدح من الله)
6969 - حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (لما خلق الله الخلق كتب في كتابه وهو يكتب على نفسه وهو وضع عنده على العرش إن رحمتي تغلب غضبي)
6970 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم (يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)
16 - باب قول الله تعالى ** كل شيء هالك إلا وجهه} / القصص 88 /
6971 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية ** قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم}. قال النبي صلى الله عليه و سلم (أعوذ بوجهك). فقال ** أو من تحت أرجلكم}. فقال النبي صلى الله عليه و سلم (أعوذ بوجهك). قال ** أو يلبسكم شيعا}. فقال النبي صلى الله عليه و سلم (هذا أيسر)
17 - باب قول الله تعالى ** ولتصنع على عيني} / طه 39 / تغذى. وقوله جل ذكره ** تجري بأعيننا} / القمر 14 /
6972 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله قال
: ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال (إن الله لا يخفى عليكم إن الله ليس بأعور - وأشار بيده إلى عينه - وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية)
6973 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة أخبرنا قتادة قال سمعت أنسا رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر)
19 - باب قول الله تعالى ** لما خلقت بيدي} / ص 75 /
- حدثني معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن قتادة عن أنس: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال (يحمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون يا آدم أما ترى الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناك ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطاياه التي أصابها ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه تكليما فيأتون موسى فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه و سلم عبدا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتونني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/264)
فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ربي ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود). قال النبي صلى الله عليه و سلم (يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة)
6976 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار. وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يده. وقال وكان عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع)
6977 - حدثنا مقدم بن محمد قال حدثني عمي القاسم بن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال (إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك). رواه سعيد عن مالك وقال عمر بن حمزة سمعت سالما سمعت ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذا
وقال أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (يقبض الله الأرض)
6978 - حدثنا مسدد سمع يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني منصور وسليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله: أن يهوديا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والشجر على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك. فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه ثم قرأ ** وما قدروا الله حق قدره}
قال يحيى بن سعيد وزاد فيه فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم تعجبا وتصديقا له
6979 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت إبراهيم قال سمعت علقمة يقول قال عبد الله: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم من أهل الكتاب فقال يا أبا القاسم إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر والثرى على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك أنا الملك. فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قرأ ** وما قدروا الله حق قدره}
سنن ابن ماجة
(13) باب فيما أنكرت الجهيمة.
177 - حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. حدثنا أبي ووكيع. ح وحدثنا علي بن محمد. حدثنا خالي يعلى ووكيع وأبو معاوية. قالوا حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله
: - قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم. فنظر إلى القمر ليلة البدر. قال (أنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر. لا تضامون في رؤيته. فأن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا). ثم قرأ ** وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}
قال الشيخ الألباني: صحيح
181 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يزيد بن هارون. أنبأنا حماد بن سلمة عن يعلي بن عطاء عن وكيع عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين قال
: - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره) قال قلت يا رسول الله أو يضحك ربنا؟ قال (نعم) قلت لن نعدم من رب يضحك خيرا
في الزوائد وكيع ذكره ابن حيأن في الثقات. وباقي رجاله احتج بهم مسلم
قال الشيخ الألباني: ضعيف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/265)
183 - حدثنا حميدة بن مسعدة. حدثنا خالد بن الحرث. حدثنا سعيد عن قتادة عن صفوأن ابن محرز المازني قال: - بينما نحن مع عبد الله بن عمر وهو يطوف بالبيت إذ عرض له رجل فقال يا ابن عمر كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر في النجوى؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول (يدنى المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه. ثم يقرره بذنوبه فيقول هل تعرف؟ فيقول يا رب أعرف. حتى إذا بلغ منه ما شاء الله أن يبلغ قال أني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم. قال ثم يعطى صحيفة حسنلته أو كتابه بيمينه. قال وأما الكافر أو المنافق فينادى على رؤس الأشهاد)
قال خالد في " الأشهاد " شيء من أنقطاع
** هؤلاء الذين كذبوا على ربهم. إلا لعنة الله على الظالمين}. (11 / سورة هود / الآية 18)
قال الشيخ الألباني: صحيح
186 - حدثنا محمد بن بشار. حدثنا أبو عبد الصمد عبد العزير بن عبد الصمد. حدثنا أبو عمرأن الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس الأشعري عن أبيه قال: - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (جنتان من فضة أنيتهما وما فيهما. وجنتان من ذهب أنيتهما وما فيهما. وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن)
قال الشيخ الألباني: صحيح
191 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعراج عن أبي هريرة قال: - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إن الله يضحك إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر. كلاهما دخل الجنة. يقاتل هذا في سبيل الله فيستشهد. ثم يتوب الله على قاتله فيسلم فيقاتل في سبيل الله فيستشهد).
قال الشيخ الألباني: صحيح
192 - حدثنا حرملة بن يحيى ويونس بن عبد الأعلى. قالا حدثنا عبد الله بن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب. حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة كان يقول: - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوى السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك. أين ملوك الأرض)
قال الشيخ الألباني: صحيح
195 - حدثنا على بن محمد. حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال: - قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بخمس كلمات. فقال (إن الله لا ينام. ولا ينبغي له أن ينام. يخفض القسط ويرفعه. يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل. حجابه النور. لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)
قال الشيخ الألباني: صحيح
196 - حدثنا علي بن محمد. حدثنا وكيع. حدثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال: - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه. حجابه النور. لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره)
ثم قرأ أبو عبيدة ** أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين}. (27 / سورة النمل / الآية 8)
قال الشيخ الألباني: صحيح
197 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يزيد بن هارون. أنبأنا محمد بن إسحاق عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة: - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (يمين الله ملأى. لا يغيضها شيء. سحاء الليل والنهار. وبيده الأخرى الميزان. يرفع القسط ويخفض. قال أرأيت ما أنفق منذ خلق الله السموات والأرض؟ فإنه لم ينقص مما في يديه شيئا)
قال الشيخ الألباني: صحيح
198 - حدثنا هشام بن عمار ومحمد بن الصباح. قالا حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. حدثني أبي عن عبيد الله بن مقسم عن عبد الله بن عمر أنه قال: - سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو على المنبر يقول (يأخذ الجبار سماواته وأرضه بيده " وقبض بيده فجعل يقبضها ويبسطها " ثم يقول أنا الجبار أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟) قل ويتميل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن يمينه وعن يساره حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه. حتى إني أقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه و سلم؟
قال الشيخ الألباني: صحيح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/266)
[ش قال البغوى في شرح السنة كل ما جاء في الكتاب والسنة من هذا القبيل في صفاته تعالى كالنفس والوجه والعين والإصبع واليد والرجل. والإيتان والمجيء والنزول إلى السماء والاستواء على العرش والضحك والفرح فهذه ونظائرها صفات الله تعالى عز و جل ورد بها السمع. فيجب الإيمان بها وإبقاؤها على ظاهرها معرضا فيها عن التأويل مجتنبا عن التشبيه. معتقدا أن الباري سبحان وتعالى لا تشبه صفاته صفات الخلق كما لا تشبه ذواته ذوات الخلق. قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وعلى هذا مضى سلف الأمة وعلماء السنة. تلقوها جميعا بالقبول وتجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل. ووكلوا العلم فيها الله تعالى كما أخبر سبحانه عن الراسخين في العلم. فقال عز و جل ** والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا}. قال سفيان بن عيينة كل ما وصف الله سبحانه وتعالى به نفسه في كتابه فتفسيره قراءته والسكوت عليه. ليس لأخذ أن يفسره إلا الله عز و جل ورسله. وسأل رجل مالك بن أنس عن قوله تعالى ** الرحمن على العرش استوى} كيف استوى؟ فقال الاستواء غير المجهولز والكيف غير معقول. والإيمان به واجب. والسؤال عنه بدعة. وما ادرك إلا ضالا. وأمر به أن يخرج من المجلس. وقال الوليد بن مسلم سألت الأوزاعي وسفيان بن عيينة ومالكا عن الأحاديث في الصفات والرؤية فقال أقروها كما جاءت بلا كيف].
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والنرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
فهذه مختارات من كلام السلف في الرد على الجهمية لبيان سلف الأشاعرة في تأويل صفات الله تعالى.
الرد على الجهمية والزنادقة
الإمام أحمد بن حنبل
قال عن جهم: وزعم أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه في كتابه أو حدث عنه رسوله كان كافرا وكان من المشبهة فأضل بكلامه بشرا كثيرا وتبعه على قوله رجال من أصحاب أبي حنيفة وأصحاب عمرو بن عبيد بالصرة ووضع دين الجهمية.
- قالوا لم يتكلم ولا يكلم لأن الكلام لا يكون إلا بجارحة والجوارح عن الله منفية فإذا سمع الجاهل قولهم يظن أنهم من أشد الناس تعظيما لله ولا يعلم أنهم إنما يعود قولهم إلى ضلالة وكفر ولا يشعر أنهم لا يقولون قولهم إلا فرية في الله.ثم قال: مسألة خلق القرآن ...
- قوله تعالى " الرحمن على العرش استوى " وإثبات البينونة لله جل شأنه. فقلنا لهم أنكرتم أن يكون الله على العرش ...
إذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان فقل أليس الله كان ولا شيء فيقول نعم فقل له حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجا من نفسه فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال لا بد له من واحد منها إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه، وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم كان هذا كفرا أيضا حين زعم أنه دخل في مكان وحش قذر رديء، وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله أجمع وهو قول أهل السنة.
الرد على الجهمية لابن مندة
- باب في قوله عز وجل " يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد " وذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله جل وعز يضع رجله في النار فتقول قط قط ".
- خبر آخر يدل على ما تقدم من ذكر القدمين.
- باب في قوله جل وعز وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين وذكر ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم في معنى صفة خلقهم وإقرارهم وإشهادهم على أنفسهم. [وفيه إثبات صفة اليدين والكلام لله سبحانه وتعالى].
- ذكر ما يستدل به من كلام النبي صلى الله عليه وسلم على أن الله جل وعز خلق آدم عليه السلام بيدين حقيقة.
- باب في ذكر ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على معنى قول الله جل وعز وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء.
- ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم إن الصدقة تربو في كف الرحمن عز وجل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/267)
- باب قول الله جل وعز " كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون " القصص 88 وقال الله عز وجل " ويبقى وجه ربك ذو الجلال " وذكر ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على حقيقة ذلك.
الرد على الجهمية
لأبي سعيد عثمان بن سعيد الدارمي
- الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات و لا في الأرض يعلم سر خلقه وجهرهم ويعلم ما يكسبون، نحمده بجميع محامده ونصفه بما وصف به نفسه ووصفه به الرسول فهو الله الرحمن الرحيم، قريب مجيب، متكلم قائل، وشاء مريد، فعال لما يريد، الأول قبل كل شيء والآخر بعد كل شيء، له الأمر من قبل ومن بعد، وله الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين، وله الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم، يقبض ويبسط ويتكلم ويرضى ويسخط ويغضب ويحب ويبغض ويكره ويضحك ويأمر وينهى ذو الوجه الكريم والسمع السميع والبصر البصير والكلام المبين واليدين والقبضتين والقدرة والسلطان والعظمة والعلم الأزلي لم يزل كذلك ولا يزال استوى على عرشه فبان من خلقه لا تخفى عليه منهم خافية علمه بهم محيط وبصره فيهم نافذ " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " الشورى: 11 فبهذا الرب نؤمن، وإياه نعبد وله نصلي ونسجد، فمن قصد بعبادته إلى إله بخلاف هذه الصفات فإنما يعبد غير الله، وليس معبوده بإله كفرانه لا غفرانه ...
- وكان أول من أظهر شيئا منه [الكفر] بعد كفار قريش الجعد بن درهم بالبصرة وجهم بخراسان اقتداء بكفار قريش فقتل الله جهما شر قتلة وأما الجعد فأخذه خالد بن عبد الله القسري فذبحه ذبحا بواسط في يوم الأضحى على رؤوس من شهد العيد معه من المسلمين لا يعيبه به عائب ولا يطعن عليه طاعن بل استحسنوا ذلك من فعله وصوبوه من رأيه ...
- باب استواء الرب تبارك وتعالى على العرش وارتفاعه إلى السماء وبينونته من الخلق وهو أيضا مما أنكروه.
- باب النزول.
- قال: فقال قائل منهم معنى إتيانه في ظلل من الغمام ومجيئه والملك صفا صفا كمعنى كذا وكذا، قلت هذا التكذيب بالآية صراحا تلك معناها بيّن للأمة لا اختلاف بيننا وبينكم وبين المسلمين في معناها المفهوم المعقول عند جميع المسلمين، فأما مجيئه يوم القيامة وإتيانه في ظلل من الغمام والملائكة فلا اختلاف بين الأمة أنه إنما يأتيهم يومئذ كذلك لمحاسبتهم وليصدع بين خلقه ويقررهم بأعمالهم ويجزيهم بها ولينصف المظلوم منهم من الظالم لا يتولى ذلك أحد غيره تبارك اسمه وتعالى جده، فمن لم يؤمن بذلك لم يؤمن بيوم الحساب، ولكن إن كنتم محقين في تأويلكم هذا وما ادعيتم من باطلكم ولستم كذلك فأتوا بحديث يقوي مذهبكم فيه عن رسول الله أو بتفسير تأثرونه صحيحا عن أحد من الصحابة أو التابعين كما أتيناكم به عنهم نحن لمذهبنا، وإلا فمتى نزلت الجهمية من العلم بكتاب الله وبتفسيره المنزلة التي يجب على الناس قبول قولهم فيه وترك ما يؤثر من خلافهم عن رسول الله وعن أصحابه وعن التابعين بعدهم، هذا حدث كبير في الإسلام وظلم عظيم أن يتبع تفسيركم كتاب الله بلا أثر ويترك المأثور فيه الصحيح من قول رسول الله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان رضي الله عنهم ومتى ما قدرتم أن تجامعوا أهل العلم في مجالسهم أو تنتحلوا شيئا من العلم في آباد الدهر إلا منافقة واستتارا حتى تتقلدوا اليوم من تفسير كتاب الله ما كان يتوقى أوضح منه أصحاب رسول الله لقد عدوتم طوركم وأنزلتم أنفسكم المنزلة التي بعدكم الله منها ثم المسلمون ولو لم يوجد فيها عن رسول الله ولا عن أصحابه خبر ولا أثر لم تكونوا مؤتمنين على كتاب الله وتفسيره أن يلتفت إلى شيء من أقاويلكم أو يعتمد على شيء من تفسيركم كتاب الله لما ظهر للأمة من إلحادكم فكيف إذا هم خالفوكم قال أبو سعيد رحمه الله ومما يرد هذا ويبطله قوله تعالى هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك الآية الأنعام: 158 فهذا مما يحقق دعوانا ويبطل دعواكم التي تخرصتموها عدوا بغير علم في إتيان الله تعالى ومجيئه يوم القيامة والملك صفا صفا فإن أبيتم إلا لزوما لتفسيركم هذا ومخالفة لما احتججنا به من كتاب الله وآثار رسول الله وأصحاب رسول الله فإنه ليس لكم من الرسوخ في العلم والمعرفة بالكتاب والسنة ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/268)
يعتمد فيه على تفسيركم لو قد أصبتم الحق فكيف إذا أنتم أخطأتموه ولكن بيننا وبينكم حجة واضحة يعقلها من شاء الله من النساء والولدان ألستم تعلمون أنا قد أتيناكم بهذه الروايات عن رسول الله وعن أصحابه والتابعين منصوصة صحيحة عنهم أن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا وقد علمتم يقينا أنا لم نخترع هذه الروايات ولم نفتعلها بل رويناها عن الأئمة الهادية الذين نقلوا أصول الدين وفروعه إلى الأنام وكانت مستفيضة في أيديهم يتنافسون فيها ويتزينون بروايتها ويحتجون بها على من خالفها قد علمتم ذلك ورويتموها كما رويناها إن شاء الله فائتوا ببعضها أنه لا ينزل منصوصا كما روينا عنهم النزول منصوصا حتى يكون بعض ما تأتون به ضدا لبعض ما أتيناكم به وإلا لم يدفع إجماع الأمة وما ثبت عنهم في النزول منصوصا بلا ضد منصوص من قولهم أو من قول نظرائهم ولم يدفع شيء بلا شيء لأن أقاويلهم ورواياتهم شيء لازم وأصل منيع وأقاويلكم ريح ليست بشيء ولا يلزم أحدا منها شيء إلا أن تأتوا فيها بأثر ثابت مستفيض في الأمة كاستفاضة ما روينا عنهم ولن تأتوا به أبدا هذا واضح بين يعقله كثير من ضعفاء الرجال والنساء وتعقلونه أنتم إن شاء الله فإنه ليس لكم من الغفلة كل ما لا تعلمون أن هذه الحجج آخذه بحلوقكم غير أنكم تقصدون قصد شيء لا ينقاد إلا بدفع هذه الحجج والآثار كلها تزعمون أن إلهكم الذي كنتم تعبدون في كل مكان واقع على كل شيء لا حد له ولا منتهى عندكم ولا يخلو منه مكان بزعمكم ...
- باب الاحتجاج على الواقفة
قال أبو سعيد رحمه الله ثم إن ناسا ممن كتبوا العلم بزعمهم وادعوا معرفته وقفوا في القرآن فقالوا: لا نقول مخلوق هو ولا غير مخلوق، ومع وقوفهم هذا لم يرضوا حتى ادعوا أنهم ينسبون إلى البدعة من خالفهم وقال بأحد هذين القولين، فقلنا لهذه العصابة أما قولكم: مبتدع، فظلم وحيف في دعواكم حتى تفهموا الأمر وتعقلوه لأنكم جهلتم أي الفريقين أصابوا السنة والحق فيكون من خالفهم مبتدعة عندكم والبدعة أمرها شديد والمنسوب إليها سيء الحال بين أظهر المسلمين فلا تعجلوا بالبدعة حتى تستيقنوا وتعلموا أحقا قال أحد الفريقين أم باطلا وكيف تستعجلون ان تنسبوا إلى البدعة أقواما في قول قالوه ولا تدرون أنهم أصابوا الحق في قولهم ذلك أم أخطؤوه، ولا يمكنكم في مذهبكم أن تقولوا لواحد من الفريقين لم تصب الحق بقولك وليس كما قلت، فمن أسفه في مذهبه وأجهل ممن ينسب إلى البدعة أقواما يقول لا ندري أهو كما قالوا أم ليس كذلك، ولا يأمن في مذهبه أن يكون أحد الفريقين أصابوا الحق والسنة فسماهم مبتدعة ولا يأمن في دعواه أن يكون الحق باطلا والسنة بدعة، هذا ضلال بين وجهل غير صغير. وأما قولكم لا ندري مخلوق هو أم غير مخلوق فإن كان ذلك منكم قلة علم به وفهم فإن بيننا وبينكم فيه النظر بما يدل عليه الكتاب والسنة ويحتمل بالعقول، وجدنا الأشياء كلها شيئين الخالق بجميع صفاته والمخلوقين بجميع صفاتهم فالخالق بجميع صفاته غير مخلوق والمخلوق بجميع صفاته مخلوق فانظروا في هذا القرآن فإن كان عندكم صفة المخلوقين فلا ينبغي أن تشكوا في المخلوقين وفي كلامهم وصفاتهم أنها مخلوقة كلها لا شك فيها، فيلزمكم في دعواكم حينئذ أن تقولوا كما قالت الجهمية فلتستريحوا من القال والقيل فيه وتغيروا عن ضمائركم، وإن كان عندكم هو صفة الخالق وكلامه حقا ومنه خرج فلا ينبغي لمصل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يشك في شيء من صفات الله وكلامه الذي خرج منه أنه غير مخلوق هذا واضح لا لبس فيه إلا على من جهل العلم أمثالكم، وما فرق بينكم وبين من قال هو مخلوق إلا يسير يزعم أولئك أنه كلام الله مضاف إليه مخلوق وزعمتم أنتم أنه كلام الله و لا تدرون مخلوق هو أو غير مخلوق، فإذا لم تدروا لم تأمنوا في مذهبكم أن يكون أولئك الذين قالوا مخلوق قد أصابوا من قولكم فكيف تنسبونهم إلى البدعة وأنتم في شك من أمرهم فلا يجوز لرجل أن ينسب رجلا إلى بدعة بقول أو فعل حتى يستيقن أن قوله ذلك وفعله باطل ليس كما يقول فلذلك قلنا إن فرق ما بينكم يسير لأن أولئك ادعوا أنه مخلوق وزعمتم أنتم أنه كلام الله ومن زعم أنه غير مخلوق فقد ابتدع وضل في دعواكم فإن كان الذي يزعم أنه غير مخلوق مبتدعا عندكم لا تشكون فيه أنه لمخلوق عندكم حقا لا شك فيه ولكن تستترون من الافتضاح به مخافة التشنيع وجعلتم أنفسكم جنة ودلسة للجهمية عند الناس تصوبون آراءهم وتحسنون أمرهم وتنسبون إلى البدعة من خالفهم، والحجة على هذه العصابة أيضا جميع ما احتججنا به من كتاب الله في تحقيق كلام الله وما روينا فيه من آثار رسول الله فمن بعده أن القرآن نفس كلام الله وأنه غير مخلوق فهي كلها داخلة عليهم كما تدخل على الجهمية ...
- باب الاحتجاج في إكفار الجهمية.(47/269)
من خصائص أهل الحديث
ـ[سعدسعود]ــــــــ[03 - 03 - 08, 06:00 م]ـ
من خصائص أهل الحديث
((لم يجتمع قط أهل الحديث على خلاف قوله في كلمة واحدة،والحق لا يخرج عنهم قط،وكل ما اجتمعوا عليه فهو مما جاء به الرسول،وكل من خالفهم من خارجي ورافضي ومعتزلي وجهمي وغيرهم من أهل البدع فإنما يخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم،بل من خالف مذاهبهم في الشرائع العملية كان مخالفاً للسنة الثابتة، وكل من هؤلاء يوافقهم فيما خالف فيه الآخر،فأهل الأهواء معهم بمنزلة أهل الملل مع المسلمين،فإن أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام في الملل كما قد بسط في موضعه.
فإن قيل: فإذا كان الحق لا يخرج عن أهل الحديث فلم لم يذكر في أصول الفقه أن إجماعهم حجة،وذكر الخلاف في ذلك كما تكلم على إجماع أهل المدينة وإجماع العترة؟
قيل لأن أهل الحديث لا يتفقون إلا على ما جاء عن الله ورسوله وما هو منقول عن الصحابة،فيكون الاستدلال بالكتاب والسنة وبإجماع الصحابة مغنياً عن دعوى إجماع ينازع في كونه حجة بعض الناس،وهذا بخلاف من يدعي إجماع المتأخرين من أهل المدينة إجماعاً، فإنهم يذكرون ذلك في مسائل لا نص فيها،بل النص على خلافها،وكذلك المدعون إجماع العترة يدعون ذلك في مسائل لا نص معهم فيها،بل النص على خلافها،فاحتاج هؤلاء إلى دعوى ما يدعونه من الإجماع الذي يزعمون أنه حجة.
وأما أهل الحديث:فالنصوص الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هي عمدتهم، وعليها يجمعون إذا أجمعوا،لا سيما وأئمتهم يقولون لا يكون قط إجماع صحيح على خلاف نص إلا ومع الإجماع نص ظاهر معلوم يعرف أنه معارض لذلك النص الآخر،فإذا كانوا لا يسوغون أن تعارض النصوص بما يدعى من إجماع الأمة لبطلان تعارض النص والإجماع عندهم،فكيف إذا عورضت النصوص بما يدعى من إجماع العترة أو أهل المدينة؟ وكل من سوى أهل السنة والحديث من الفرق فلا ينفرد عن أئمة الحديث بقول صحيح،بل لا بد أن يكون معه من دين الإسلام ما هو حق، وبسب ذلك وقعت الشبهة،وإلا فالباطل المحض لا يشتبه على أحد،ولهذا سمي أهل البدع أهل الشبهات وقيل فيهم إنهم يلبسون الحق بالباطل)).
من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنة 5/ 166)(47/270)
الإيمان ينقص بالمباحات والمعاصي!
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[04 - 03 - 08, 06:01 م]ـ
المعلوم والمشهور عند أهل السنة والجماعة أن الإيمان ينقص بالمعاصي، غير أني ثمة نصا عند البخاري وغيره يفيد بأن ممارسة المباحات هي أيضا تنقص من الإيمان،
حديث حنظلة قَالَ وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ قَالَ قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا تَقُولُ قَالَ قُلْتُ نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ فَنَسِينَا كَثِيرًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا ذَاكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
يقول عبد الرحمن ابن الجوزي
وقوله عافسنا الأزواج قال أبو الحسن علي بن الحسن الهنائي اللغوي العفس الوطء والمعفوس الموطوء وعفسه إذا ضرب به الأرض والرجل يعفس المرأة برجله إذا ضربها برجله على عجيزتها يعافسها وتعافسه وقوله مه قال بعضهم المعنى ما الخبر والهاء للوقف ويحتمل المعنى اسكت عن هذا والله أعلم وقوله ساعة وساعة معناه ساعة لقوة اليقظة وساعة للمباح وإن أوجبت بعض الغفلة وهذا لأن الإنسان لو حقق مع نفسه ما بقي فلا بد للمتيقظ من التعرض لأسباب الغفلة ليعدل ما عنده ومن أين يقدر على
الأكل والشرب والجماع من يرى الأمر كأنه معاين وإن من الغفلة لنعمة عظيمة إلا أنها إذا زادت أفسدت إنما ينبغي أن تكون بمقدار ما يعدل
فهل من تعليق(47/271)
تتمة على ما فاتني
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[06 - 03 - 08, 02:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
لقد سبق أن طرح أحد الاخوة الأفاضل سؤالا نصه (حديث «كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس» كيف نأخذ من قوله صلى الله عليه وسلم صفة لله تعالى؟ وهل الثوب الأبيض في الحديث جنس الثياب أو أنه ثوب خاص؟).
فأجبت فيما بدا لي أنه منهج أهل السنة أصحاب الحديث، وما اعتقد صوابه في مثل هذا الموطن وما شاكله من النصوص.
وكنت أتوقع جوابا علميا منهجيا في صلب الموضوع، بيد أني لما نظرت الساعة _ أعني في هذا الوقت، إذ فاتني قراءته من قبل، بل لم اكن اعلم وجود هذا التعقب أصلا _ إلى بعض من أجاب على ما كتبت تعجبت واستغربت، وكانت على النحو التالي.
الاول: ما كتبه الأخ الفاضل عبد الباسط الغريب: والذي قام مشكورا بتفصيل مختصر بين فيه تعلق الصفات الإلهية بالذات العلية ولخص القول في آخر ما كتب فقال: (والصفات الفعليَّة من حيث قيامها بالذات تسمى صفات ذات، ومن حيث تعلقها بما ينشأ عنها من الأقوال والأفعال تسمى صفات أفعال، ومن أمثلة ذلك صفة الكلام؛ فكلام الله عَزَّ وجَلَّ باعتبار أصله ونوعه صفة ذات، وباعتبار آحاد الكلام وأفراده صفة فعل.).
وهو بهذا الجهد المشكور لم يبين لنا على وجه الخصوص موضع جواز الاشتقاق، وطريقة تطبيقه على السؤال المطروح، بل ابقى الأمر معلقا لذكاء القاريء وقدرته على الاستنتاج والقياس.
وليس غرضي التباحث فيما كتب، بل المراد التنبيه على أن الغرض لم يتحقق فيما بدا لي مما كتب جوابا على السؤال تفصيلا واستدلالا بقول من سبق من أهل العلم في هذا الموضع على وجه الخصوص.
الثاني: الاخ راشد السمعاني: والذي تفضل مشكورا بتخليتي _ من باب رفع الريبة والتهمة عني _ من الأشعرية فقال: (لا يا أخي الحبيب! هذا الكلام الذي تكلمت به هو من جنس كلام الأشعرية (لا أتهمك بالأشعرية، لكن الكلامين توافقا)، فتكلم بعلم أو دع.).
وأقول له: جزاك الله خيرا أولا على حسن ظنك بي،
ثانيا: نصيحتك لي أن لا اتكلم بغير علم.
لكن يا أخي الحبيب ألا ترى أن ما كتبت في الموضعين فيه نظر.
أما قولك الأول أن هذا يشبه كلام الأشاعرة، فعجيب غريب، لأن المستقريء لكلام السلف في الاسماء والصفات المطلع عليه، لا يلقي مثل هذه الكلمة جزافا، بل يتمهل ويقيس القول بالقول والمثل بالمثل، ول نظرت حفظك الله إلى بعض أمثلة أسوقها لك تنظرها كان من سبق من اهل العلم والفضل تكلموا فيها بل وفي أغلبها إجماع عندهم على تأويلها، لأن تأويلها الصحيح هو ما تضمنه لفظها من معناها، ومن ذلك قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (7) سورة المجادلة.
وفيما روى مسلم في صحيحه من حديث أبي أمامة الباهلي سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: اقرأوا القرآن ... اقرأوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان ... .
ومن باب التذكير انظر ما قاله الامام احمد ونقله شيخ الاسلام في الفتاوى (5\ 38).
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا في الحديث القدسي ( ... ومن أتاني يمشي أتيته هرولة) رواه البخاري.
ومن باب التذكير: اما قال الإمام ابن قتيبة السلفي في تأويل مختلف الحديث: (قال أبو محمد: ونحن نقول إن هذا تمثيل وتشبيه وإنما أراد من أتاني مسرعاً بالطاعة أتيته بالثواب أسرع من إتيانه فكنى عن ذلك بالمشي وبالهرولة كما يقال فلان موضع في الضلال والإيضاع سير سريع لا يراد به أنه يسير ذلك السير وإنما يراد أنه يسرع إلى الضلال فكنى بالوضع عن الإسراع. وكذلك قوله: " والذين سعوا في آياتنا معاجزين " والسعي الإسراع في المشي وليس يراد أنهم مشوا دائماً وإنما يراد أنهم أسرعوا بنياتهم وأعمالهم والله أعلم).
وغيرها من النصوص، لو تتبعه المرء لجمع شيئا كثيرا، ولا بد من التنبيه هنا أنه لا يخفى علي ولا على مثلكم مذهب شيخي الإمامين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله.
أما الثانية: فهي نصيحة غالية اقبلها وهي لكم كما هي لي، وفقني الله وإياك لطاعته.
وأخيرا لي سؤال انتظر منكم جوابه وهو في قول الله تبارك وتعالى: ({أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} (64) سورة الواقعة.
هل يجوز القول عن الله _ على باب الاشتقاق للصفات الفعلية _ أنه مزارع؟.
واعلموا حفظكم الله أني طالب حق، لا متبع هوى، والحجة الشرعية فوق كل قول.(47/272)
:: فائدة لغوية في معاني الكلمة في اللسان العربي، اليد مثالاً::
ـ[ابو البدر الالمعي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 09:44 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
احببت ان اقيد هذه الفائدة المتعلقة بفقه اللغة ذات الصلة بماحث عقدية، يرد بها على اهل الاهواء والبدع الذين دلسوا على الناس بادعائهم تحكيم لغة العرب في مواطن النزاع في فهم المعاني، وهذه الفائدة ترى امثلتها في كتب العقائد الاثرية لأئمة الهدى رحمهم الله، واكتفيت بذكر مثالين عن اثنين من علمائنا الكرام .... كتبتها على عجالة من غير مزيد بحث وتنقيب، ولعل الاخوة يفيدوني بزيادة كلام لاهل العلم في هذا الخصوص .. اقول وعلى الله السداد والقبول:
يرد للكلمة العربية في لسان العرب معان عدة، كما هو ظاهر في المعاجم
- كاللسان ونحوه-، وينبغي أن يعلم أن تلك المعاني لا تفسر الكلمة بها، إلا أن يعلم الاستعمال الذي جاءت به على لسان العرب وأريد به ذلك المعنى، وتنبه لقولنا الاستعمال الذي جاءت به .... وبالمثال يتضح المقال إن شاء الله ...
مثلاً كلمة اليد: جاء في معاجم اللغة –كاللسان وغيره- أنه يراد بها النعمة والقدرة والجارحة ..
فتنبه ههنا إلى أنه لا يجوز أن تفسر كلمة اليد بأحد هذه المعاني الثلاث إلا أن يعلم كيف استعملت العرب كلمة اليد وأرادو بها ذلك المعنى -من أحد تلك المعاني المذكورة- ... وفي هذا رد لشبه أهل البدع الذين قالوا: يا أهل السنة أن ابيتم تأويل اليد بالنعمة أو القدرة، لم يبق لكم إلا الجارحة فصرتم بذلك مشبهة؟!!
فنقول: قال الشيخ صالح آل الشيخ –سدد الله على الخير خطاه ونفع به- في شرح الواسطية في معرض رده على الاعترضات الذي اوردت على اثبات صفة اليد لله سبحانه وتعالى:
(ومنهم من قال إن ذلك يُأَوَّل والمراد لازم ذلك ومما استدلوا به أن العرب تقول (لفلان عليّ يد) يعني نعمة وفضل.
فنقول هذا الكلام صحيح فإن العرب تقول (لفلان عليّ يد) وتريد النعمة يعني له علي نعمة، لكن العرب لا تستعمل ذلك إذا أرادت النعمة إلا على وجه واحد فقط ألا وهو القطع عن الإضافة ما تقول (يد فلان علي) (يد محمد علي) إذا صار لمحمد فضل عليه هذا لحن ولم تستعمله العرب قط، وإنما تقول (لمحمد عليّ يد) بالقطع عن الإضافة لأنه بالقطع خرجت إرادة الصفة.
(يد) هنا ليست يد محمد لكن يد بمعنى النعمة.
فإذن استعمال يد بمعنى النعمة صحيح في لسان العرب والشواهد عليه معروفة ولكن هذا جاء على نحو واحد وهو أن يقطع عن الإضافة.
أما إذا أضيفت اليد إلى الذات فإنه يراد الذات المتصفة باليد.) ا. هـ[عن شرح الشيخ المفرغ في المكتبة الشاملة]
والمثال الثاني وهو معلوم للجميع يستند إليه المعتزلة ومن على خطاهم كالاباضية ممن ينكر رؤية المولى سبحانه، وههنا قبس من مناظرة الشيخ خالد فوزي مع الخليلي –كما رواها الشيخ نفع الله به- قال الشيخ:
(طلب الشيخ أحمد الخليلي الدليل على الرؤية فأجبته بأن من الأدلة قوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة).
فقال: إن النظر يأتي في اللغة بمعنى الانتظار كقوله: (هل ينظرون) الآية ونحوها.
فأجبته: أن النظر في الآية متعدى بحرف (إلى) [ههنا اشارة الشيخ الى انه لا يراد بالنظر الانتظار في استعمال اذا عدي بـ (إلى)] ومضاف إلى الوجه وقد دلت الأحاديث على ذلك تواتراً.
فقال: قد ورد في اللغة أن النظر يتعدى بإلي ويضاف للوجه وانشد ما نسب لحسان بن ثابت وفيه: وجوه يوم بدر ناظرات إلى الرحمن .. ).
فقلت: أسْنِد.
فقال: الشعر لا يُسْند.) إلى آخر تلك المناظرة المفيدة هنا ( http://http://alabadyah.com/showthread1.php?id=4)
قلت: ويرد على هذا امثلة عديدة خصوصا عند النزاع في مواطن المعاني مع اهل الاهواء والبدع .. والله الموفق
واعود قائلا لا تبخلوا عليّ اخواني بمزيد فائدة في هذا الباب .. اسال الله ان ينفع بكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[18 - 03 - 08, 04:43 ص]ـ
أين مناظرة الخليلي المذكورة، إذ الرابط لا يعمل.
ـ[ابو البدر الالمعي]ــــــــ[19 - 03 - 08, 04:06 م]ـ
هنا المناظرة إن شاء الله
http://alabadyah.com/showthread1.php?id=4(47/273)
ماذا عن الدكتور / عمر عبد الكافي؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[06 - 03 - 08, 08:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكلم بعض إخواني في شأن الدكتور / عمر عبد الكافي، فمنهم المُقِل ومنهم المكثر بشأن هذا الرجل.
فهل نجد (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) بهذا الخصوص؟
أرجو ممن يتكلم أن يضع بين أيدينا "إحالات" على الأماكن التي يستقي منها رأيه.
جزاكم الله خيرًا
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[06 - 03 - 08, 09:46 م]ـ
عمر عبد الكافي لا يومن بالمهدي
عمر عبد الكافي ومسلسل الأخطاء (1ـ3)
عندما نشرت مقالتي (كفى يا عمر عبد الكافي) و (عمر عبد الكافي وبرص 2006) في شهر ديسمبر 2006 تطرقت الى بعض الأخطاء التي ارتكبها الدكتور عمر عبد الكافي في إحدى حلقات برنامج صفوة الصفوة الذي تبثه قناة الشارقة الاعلامية والمخصص لسرد قصص الأنبياء ومن هذه الأخطاء استهزاء الدكتور بحديث قتل الوزغ (البرص) وطرق نقل الأحاديث الشريفة بالعنعنة مثل قول الراوي حدثنا عبد الله عن أبيه عن فلان الى أن يصل الى النبي صلى الله عليه وسلم وقد قام بعض القراء بعدم التصديق وانكارهم أن يقول الدكتور مثل ذلك القول دون أن يرجعوا الى نص الحلقة الموجود على موقع الدكتور الالكتروني على شبكة الانترنت. وعلى الرغم من مرور وقت طويل على نشر المقالتين وعدم رد الدكتور عليها بالنفي فقد استمر هداه الله في سلسلة الأخطاء التي يقع فيها والتي لا نعلم هل هي بجهل منه أو بسبب عدم الاستعداد الكافي لموضوع الحلقات التلفزيونية التي يشارك فيها أو بسبب محاولته بث روح الحماس والاثارة في حديثه فيقول أشياء غير دقيقة تاريخياً ولا شرعياً لشد انتباه المشاهد أو أن هناك أسبابا أخرى لا نعلمها أو قد يكون هو شخصياً لا يعلمها. فمن سلسلة الأخطاء التي وقع الدكتور عمر عبد الكافي فيها والتي أرسلها لي بعض القراء الغيورين على شريعتهم الصافية ما قاله في حلقة برنامج صفوة الصفوة التي بثت بتاريخ 2007/ 7/13 وذكر فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان راكباً على ناقته فرأى أمه حليمة السعدية التي أرضعته فقفز من الناقة وأسرع اليها ووضع رأسه على صدرها وقال: هذا الصدر الحنون طالما أرضعني! فهذه الرواية ليس لها وجود في كتب السيرة أو التاريخ كما أن بعض العلماء والمؤرخين لم يثبتوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد التقى بأمه من الرضاعة حليمة السعدية بعد البعثة، وهناك آخرون من العلماء يقولون بأن اللقيا قد تمت ولكن في وقت متأخر جداً من بعثته في منطقة الجعرانة بعد الفتح وكان سن رسول الله صلى الله عليه وسلم 61 عاماً حيث كان جالساً فجاء الحارث زوج حليمة السعدية فبسط له صلى الله عليه وسلم رداءه ثم جاءت أمه من الرضاع حليمة فبسط لها رداءه من الجهة الأخرى. فأين جاء عمر عبد الكافي بقصة قفزه صلى الله عليه وسلم من الناقة ووضع رأسه على صدرها؟ هل أراد من سرد مثل هذا المشهد اضافة عنصر التشويق القصصي في كلامه؟ كذلك ذكر بأن أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تصر على الخروج معه في كل غزوة وكان صلى الله عليه وسلم يأخذها معه! والسيرة النبوية والتاريخ الاسلامي لم تثبتا أن أم أيمن خرجت مع الرسول صلى الله عليه وسلم الا في غزوة أحد كما أنها شهدت خيبر فقط وقد أراد الدكتور عمر عبد الكافي سرد هذه المعلومة من أجل التدليل على أن الاسلام يحترم المرأة ولهذا كان من المفترض أن يسرد معلومة أكيدة هي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرع بين نسائه عند خروجه للغزو. ولم يتوقف الدكتور عن ارتكاب الأخطاء بل استمر فيها كقوله أن إحدى بنات الامام أحمد بن حنبل سألت الشافعي عن جواز الغزل على ضوء مشاعل حراس القرية، وعلق بالقول: على شدة الورع والتقوى! وكما هو معلوم بأن الامام أحمد بن حنبل ولد سنة 164 هجرية وتوفي سنة 204 ولم يتزوج الا في سن الأربعين أي في سنة وفاة الامام الشافعي فكيف اذاً التقت ابنة الامام أحمد بن حنبل بالامام الشافعي؟ أما القصة الصحيحة فهي أن إحدى أخوات بشر الحافي سألن أحمد بن حنبل عن جواز الغزل على ضوء مشاعل حراس القرية فسأل الامام أحمد عنهن، فلما أخبر بأنهن أخوات بشر الحافي مدحهن قائلاً: من بيتكم خرج الورع. فهذا الخلط الذي أبداه الدكتور عمر عبد الكافي لا مبرر له الا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/274)
أنه ينقصه الكثير من المعلومات التاريخية التي من المفترض أن يجهزها قبل خروجه أمام الملأ في الفضائيات الاعلامية.
hmrri@alwatan.com.kw
تاريخ النشر: الجمعة 9/ 11/2007
عمر عبد الكافي ومسلسل الأخطاء (2ـ3)
في المقال السابق تطرقنا لبعض أخطاء الدكتور عمر عبد الكافي التي ارتكبها قولاً في برنامجه صفوة الصفوة وفي هذا المقال نكمل مسلسل هذه الأخطاء ففي حلقة تاريخ 2007/ 8/17 ارتكب خطأ فادحا يمس العقيدة الصحيحة تمثل في قوله بأن الله جل جلاله قال لعبد الله ولد جابر الذي استشهد في معركة أحد: قد أبحت لك وجهي تنظر إليه صباحاً ومساءً أو غدوة وعشياً! فهذا الكلام وقعه كبير جداً لأن جميع الأنبياء والرسل وهم صفوة الخلق لم يشاهدوا وجه الله تعالى حتى رسولنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم عند معراجه للسماء السابعة ووقوفه عند سدرة المنتهى لم يشاهد وجه الله فقد قال صلى الله عليه وسلم عندما سأل: هل رأيت ربك؟ قال نور أنى أراه. فالنظر إلى وجه الله تعالى هي أكبر النعم التي اختصها الله تعالى لعباده الصالحين يوم القيامة حيث يتجلى وقتها ليتلذذوا برؤية وجهه الكريم فكيف إذاً يقول الدكتور مثل هذا الكلام المخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة والتي يعرفها الصغير الجاهل قبل الكبير العاقل؟ بل وقد سخر من الصحابة رضي الله عنهم عندما سخر من اسم الصحابي الأقرع بن حابس بقوله: حتى اسمه أقرع وحابس! ومع ذلك ذكر خطأً بأن هذا الصحابي دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحمل الحسن والحسين رضي الله عنهما على ظهره يلعب معهما، فهذه الحادثة منسوبة في الحديث لجابر ولأبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين حينما نظر أبو بكر لهذا المشهد قال: نعم الجمل جملكما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ونعم الراكبان هما. أما الأقرع بن حابس رضي الله عنه فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن والحسين فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحداً منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من لا يرحم لا يرحم. وكذلك زاد الدكتور من عنصر التشويق في سرد قصصه وأحاديثه فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للمرأة التي ترضع الحسن: أرضعيه ولو بماء عينيك! فهل يعقل أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم مثل هذا الكلام المبالغ فيه؟ فأين الحديث الصحيح الذي يثبت ذلك؟. وفي الحلقة المنشورة بتاريخ 2007/ 8/24 لم يكف الدكتور عمر عبدالكافي عن الأخطاء التي يقع فيها فقد نسب إلى الحسن البصري رحمه الله قوله في أحداث معركة صفين: هذه دماء قد طهر الله بها يدي فلا أخضب بها لساني. فهذا القول لعمر عبدالعزيز رحمه الله وليس للبصري الذي قال في معركة صفين: قتال شهده أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وغبنا، وعلموا وجهلنا، واجتمعوا فاتبعنا، واختلفوا فوقفنا. فهذه الأخطاء وغيرها من أخطاء جسيمة لا نعلم لماذا يقع فيها الدكتور عمر عبدالكافي وهو يقول بأنه متخصص في العلوم الشرعية؟
hmrri@alwatan.com.kw
تاريخ النشر: الخميس 15/ 11/2007
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=569801&pageId=163
عمر عبد الكافي ومسلسل الأخطاء (3ـ3)
لم يكتف الدكتور عمر عبد الكافي بسلسلة الأخطاء التي قالها في برنامجه صفوة الصفوة بل زاد من هذه الأخطاء في برنامج (معالم الهدى) ففي الحلقة الأولى من البرنامج التي نشرت أول أيام شهر رمضان المبارك 1428 قال الدكتور عمر عبد الكافي بأن الحسن البصري رحمه الله كان يسمع القرآن من ابن مسعود فيقول: أقرأ القرآن كأني أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم وكأني أسمعه من جبريل، ثم كأني أقرأه من اللوح المحفوظ ثم وكأنني أسمعه من الله! فهذه الرواية غير صحيحة إطلاقاً حيث ان الدكتور عمر نسب كلاماً للحسن البصري لم يقله، فهذه الرواية جاءت في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي غير منسوبة لأحد بل لأحد الحكماء فقد قال البصري ما نصه «ولذلك قال أحد بعض الحكماء: كنت أقرأ القرآن فلا أجد له حلاوة حتى تلوته كأني أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو على صحابته ... » فلماذا نسبها الدكتور عمر عبد الكافي للحسن البصري ولابن مسعود دون دليل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/275)
وكذلك فسر قول الله تعالى في سورة (المجادلة) الآية (11) (يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا ...... ) بأن رجلاً دخل على مجلس النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجد مكاناً فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لو كان له مكان في قلوبهم لكان له مكان على الأرض!!! فمن أين جاء الدكتور بهذا التفسير العجيب الذي يشبه تفسير الباطنية؟
أما في الحلقة الثالثة من برنامج (معالم الهدى) فقد خالف الدكتور عمر عبد الكافي التاريخ الإسلامي الصحيح المطابق لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة وذلك بقوله ان الصحابي الجليل سواد بن عبد الله رضي الله عنه كان بادياً بطنه عن الصف في غزوة أحد فوكزه النبي صلى الله عليه وسلم فقال رضي الله عنه: القصاص يا رسول الله، فكشف صلى الله عليه وسلم له عن ظهره فقبل خاتم النبوة لأنه من رأى خاتم النبوة دخل الجنة!!!! فهذه الرواية غير صحيحة إطلاقاً بل فيها نوع من الخدعة للمستمع لأن الرواية الصحيحة حدثت للصحابي الجليل سواد بن غزيو بن عبد الله وقد كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم له بطنه وليس ظهره كما أن الرواية الصحيحة لم يذكر فيها خاتم النبوة فمن أين جاء الدكتور عمر بهذه المعلومات؟
وفي الحلقة الرابعة للبرنامج قال الدكتور بأن في جهنم وادياً يسمى (حسرات) يوضع فيه من يدخلون الهم على المسلمين، وذكر آية (وكذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم) وهذا الكلام غير صحيح لأن معنى حسرات في هذه الآية فسروها جميع المفسرين بأنها تعني الندم على شيء فائت فمن أين جاء بهذا التفسير الغريب الذي لم يفسره نبي الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته من بعده! هل أراد من هذا التفسير ترهيب من يبث الهم في نفوس المسلمين كعنصر تشويق وإثارة لبرنامجه.
وهذه الأخطاء التي ارتكبها الدكتور على المستوى الإعلامي المرئي
أما على المستوى الإعلامي المطبوع
فقد ارتكب عدة أخطاء في بعض الكتب التي ألفها ونشرها ومن هذه الكتب كتاب (قطار الزمن) المطبوع في دار الإصلاح للطباعة والنشر ففي صفحة 12 كتب أن بعض المفسرين تأول في صفة الملائكة «أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع» صلاة الصبح وركعتي التهجد أو القيام أو السنة النفل، كأن المصلي صار ملكاً له جناحان، فإذا صليت المغرب صرت كالملك له ثلاثة أجنحة، وإن صليت الرباعية صرت كالملك له أربعة أجنحة .. هذا في الصلاة، لكن الله عز وجل من كرمه بأمة محمد أنه يريد أن يجعلك ملكاً شهراً كاملاً «فهل يعقل هذا الكلام؟ إنا لله وإنا إليه راجعون.
وفي كتاب (هذا ديننا) المطبوع في أريج للنشر والتوزيع ارتكب أخطاء من المفترض أن لا يقع فيها طالب علم مبتدأ في التاريخ الإسلامي فقد جاء في كاتبه صفحة 43 ما نصه «والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ليس الإيمان بالأماني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل» فهذا الحديث لم يحدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم بل الذي قاله هو الحسن البصري رحمه الله وقد قال «ليس الإيمان بالتمني» وليس كما جاء في كتاب الدكتور عمر «بالأماني»
وفي صفحة 47 قال في الصحابة الراشدين ما لا يليق بوقارهم رضي الله عنهم أجمعين فقد جاء في كتابه ما نصه «وعمر زاره علي ـ بن أبي طالب ـ في يوم شديد البرودة فوجد جسده عرياناً إلا عورته مغطاة قال له ماذا تفعل يا أمير المؤمنين؟ قال هذا يوم شديد البرودة وعندما لم أجد ما أعطيه لإخواننا الفقراء أحببت أن أشاركهم العراء!!!» فهذه القصة لم تصح إطلاقاً عن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هي منسوبة لأحد أئمة الصوفية.
فهذه الأخطاء نرجو من فضيلة الدكتور أن يصححها إن أراد الخير للمسلمين فهو شخصية إعلامية بارزة في الحوارات والقصص الإسلامية، كما أننا نرجو من العلماء الربانيين المشهود لهم بملازمة السنة والذود عنها وكذلك طلبة العلم الشرعي الصحيح أن يراجعوا كافة ما قاله الدكتور عمر عبد الكافي وما كتبه للوقوف على أخطائه وتصويبها والتحذير منها لأن في هذه الأخطاء تشويها للتاريخ الإسلامي والسيرة النبوية العطرة والشريعة الإسلامية السمحة كما جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده والتابعين وتابع التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اتهمني البعض بتصيد أخطاء العلماء والتشهير بها عندما تطرقت لأخطاء الدكتور عمر عبد الكافي، ونحن نقول بأننا لا نتصيد أخطاء العلماء، فلو أن (الدكتور عمر عبد الكافي) قال مثل هذه الأقاويل التي فيها ما يمس العقيدة الصحيحة وما يمس المنهج الرباني ويشوه حقائق التاريخ الإسلامي للصحابة والتابعين في مجتمع مغلق لما تصيدنا أخطاءه علانية، أما قوله مثل هذه الأقاويل غير الصحيحة عبر القنوات الفضائية يشاهدها ملايين البشر فلا بد أن نبين أخطاءه وننكرها ليراها العامة.
hmrri@alwatan.com.kw
حمد سالم المري
تاريخ النشر: الجمعة 23/ 11/2007
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/276)
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[06 - 03 - 08, 09:56 م]ـ
انا سمعت له اشرطه كثيره جدا وهى جيده وهو كان في السابق يستخدم احاديث ضعيفه ولكنه عدل عن ذلك
وقد شرح احد كتب الصوفيه لكن شرحه لها خلا من اباطيلهم - شرح الحِكَم العطّائية -
وهو من الشيوخ الجيدين الامناء على حد علمي به والله اعلم
وانا لم اسمع له اي شروح في العقيده ومن اراد ان يقيمه لنا بامانه يسمع شرحه للدار الاخره
الأستاذ الدكتور عمر عبد الكافى شحاتة أحد الدعاة إلى الله فى العصر الحديث من مواليد محافظة (المنيا) بصعيد مصر، نشأ فضيلته فى أسرة طيبة ملتزمة تتكون من أب وهو أحد أعيان الوجه القبلى بمصر وأم تحفظ -بفضل الله- أغلب القرآن الكريم وثلاثة إخوة وبنتين.
حفظ القرآن الكريم وهو فى العاشرة من عمره والتحق بالتعليم العام وسار فيه بتفوق واضح وظل ينتقل فى مراحل التعليم حتى تخرج من كلية الزراعة وعين معيدا بها وحصل على الماجستير والدكتوراة فى العلوم الزراعية، وعمل فضيلته كذلك باحثا بالمركز القومى للبحوث وأستاذا بأكاديمية البحث العلمى.
تنقل فضيلته وهو صغير بين أيدى أساتذة وعلماء فى شتى العلوم الشرعية من فقه وتوحيد وتفسير وسيرة وأصول فقه وعلوم حديث، وحفظ على يد أساتذته صحيحى البخارى ومسلم بالأسانيد عن ظهر قلب وكان لهذا الحفظ أثره الواضح فى تلقيه العلم طوال سنوات عمره.
وتزوج فضيلته من حفيدة العلامة الإسلامى الشيخ محب الدين الخطيب وله من الأبناء خمسة هم أحمد وبلال وعمار وهدى وندى، وبعد تخرجه من كلية الزراعة انتسب فضيلته إلى كلية الدراسات العربية والإسلامية وحصل منها على الليسانس ثم الماجستير فى الفقه المقارن.
والشيخ عاشق للغة العربية وآدابها وعلومها لذا فقد درس البلاغة والنحو والصرف وحفظ كثيرا من المتون كألفية بن مالك وغيرها، ولم يترك كتابا كتب عن الإسلام بالعربية أو الإنجليزية وقع في يده إلا قرأه واستوعبه ودون عليه ملاحظات فى مذكراته.
تأثر كثيرا بشخصية أبى حنيفة وابن تيمية والحسن البصرى وأبى حامد الغزالى وفى السنوات التى كان فيها عضوا بالهيئة العالمية للإعجاز العلمى برابطة العالم الإسلامى عاصر وعايش كثيرا من علماء العالم الإسلامى فى شتى العلوم والثقافات.
- أسهم فضيلته بنصيب وافر فى مجال الدعوة إلى الله عز وجل - فقد بدأ يخطب الجمعة ويلقى دروس العلم فور تخرجه من الجامعة عام 1972 م، وكان له درسان يومى الاثنين والخميس طيلة عشرين عاما، له دروس علم ومجموعات منتظمة ألقيت على مدى فترات طويلة منها: الدار الآخرة، وشرح صحيح البخارى، والسيرة النبوية، وقصص الأنبياء، عدا خطب الجمعة التى تربو على (1200) خطبة، كذلك فقد بلغت دروسه قرابة الـ (3000) درس مدة كل درس ساعة ونصف.
تفرغ فضيلته لأبحاثه العلمية الخاصة منذ عام 1994 م، ويعكف الآن على تأليف (موسوعة الفقه الميسر) و (موسوعة الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة) و (موسوعة أنبياء الله)، وكتاب عن (فقه الغربة)، وهو كتاب يخص المسلمين المغتربين الذين يعيشون خارج بلاد الإسلام.
يوصى فضيلته كل مسلم أن يكون على ثغرة من ثغور الإسلام وأن يحمل كل مسلم هم الإسلام وهموم الأمة وأن يثق أن السباحة ضد التيار أمر ليس بالسهل ولا اليسير ويوصى الدعاة والعلماء بأن يخلصوا النية فى عملهم فهم ورثة الأنبياء، وأن يعطوا الدعوة كل وقتهم لا فضول أوقاتهم وأن لا يهنوا ولا يحزنوا إن حوربوا فهم دعاة الحق.
صفحة الشيخ على الإنترنت www.abdelkafy.com
نقلا عن Islamway
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=info&scholar_id=48
وانا من خلال شرحه اقول ان ذلك يدل على عميق فهمه وهو متخصص في الرقائق
وانا لا اعرف عقيدته حتى احكم عليه
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[06 - 03 - 08, 10:27 م]ـ
اخ فادي
جزاك الله خيرا على هذه المعلومات
بخصوص المهدي انا سمعت له اشرطه اثبت فيها المهدى ونزول عيسى وانا متأكد من ذلك ولكن لا يحضرنى الرابط الان
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[06 - 03 - 08, 11:51 م]ـ
أخواي الكريمان
جزاكما الله خيرًا
بانتظار المزيد، حيث سمعتُ له منذ فترة طويلة بعض الأشرطة - نسيتُ بيانها - لم أطمئن له فيها.
نسيتُ الموضوع بكامله، لعل الأجوبة التالية يكون بها مزيد من إرواء الغليل.
أما قولك أخي / فادي
"وكما هو معلوم بأن الامام أحمد بن حنبل ولد سنة 164 هجرية وتوفي سنة 204 "
لعل هذا سهو منكم، فالإمام أحمد عليه رحمة الله تعالى توفي سنة241 هـ، أما الإمام الشافعي عليه رحمة الله تعالى هو المتوغى سنة 204 هـ.
بارك الله فيك.
أخي / أحمد
جزاك الله خيرًا
و لكنني لم أكن أرغب في الترجمة فهي متوفرة، ولكن المطلوب البيان العملي من واقع الدعوة المسموعة للداعية.
بارك الله فيك
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[07 - 03 - 08, 01:08 ص]ـ
وجهة نظر احب من الاخوة تاملها/
[مقارنة الخيار الاخر]
اذا نظرنا الى الحضور الاعلامي والرسمي الذي حظي به الضال (الجفري) سابقا في دولة الامارات!
واثره السيء في ديار المسلمين من حيث الاعتقاد
فيعتبر الانتشار الدعوي للشيخ عمر عبد الكافي اليوم خير واحب الينا من ذاك البدعي، حيث سحب البساط من تحته الى حد كبير، واصبح يخاطب في الناس فطرتهم السلمية .. حاثا لهم على التعبد واكتساب الفضائل
ومع ما للرجل من قصور في علم الحديث مثلا .. الا انه يعتبر اقل مفسدة من سابقيه في تلك الديار من الطرقية والصوفية واضرابهم من المفسدين.
ولا ينس الاخوة ان البلاد هناك خالية من العلماء فاصبحت مع مرور الزمن وكراً للمخرفين الحاقدين على السنة واهلها، فاذا وجد لدينا مفسدتان كبرى وصغرى .. فايهما نختار؟
الداعية السني مع تقصير فيه، ام الداعية المبتدع الى بدعته وضلالته.
هكذا اقرا الواقع هناك .. نسال الله ان يصلح الامور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/277)
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[07 - 03 - 08, 01:13 ص]ـ
اقتباس:
(وحفظ على يد أساتذته صحيحى البخارى ومسلم بالأسانيد عن ظهر قلب وكان لهذا الحفظ أثره الواضح فى تلقيه العلم طوال سنوات عمره).
*قد رأت عيني من يحفظ الصحيحين المتون فقط وربما توقف في المتن ونحوه حتى يفتح عليه.
*وقد رأيت كذلك من يحفظ الأحاديث اللتي هي أصل في الباب بالأسانيد
*ولازلت أسأل الله أن يفتح علي فأرى بعيني أو أجالس من يحفظ أحد الصحيحين كاملا بالأسانيد.
*ومسألة حفظ الصحيح الأسانيد ليست بالسهلة وقد عانيت في حفظ أسانيد
الأحاديث اللتي هي أصل في الباب منذ سنينن ولازلت والطريق طويل ولابد من المراجعة والمراجعة لتثبيث الحفظ ,وأما قولهم فلان يحفظ الصحيحن بالأسانيد
فلا يخفى أن هذا من مدح المحب وإن شئت قل من مدح العوام, فهذا أمر لم يكن يخفى حتى على كبار الحفاظ وكبار العلماء وفي زمن الحافظ ابن كثير شاع ذكر خبر شاب يحفظ صحيح البخاري كاملا بالأسانيد واستغرب ذلك العلماء والحفاظ وعقدوا لهذا الشاب مجلس اختبار بحظور الفقهاء والمحدثين والقضاة والأعيان وامتحن الشاب وأجاب في كل ماسألوه ودهش من حظر وأكرم الشاب ورفع من شأنه ..... ذكر هذا ابن كثير في البداية والنهاية والعبرة من هذه القصة واضحة لا تحتاج إلى تعليق
*والشيخ الدكتور عمر عبد الكافي ممن أحبه وأسأل الله له التوفيق.
*مسألة: لعله من باب الأمانة العلمية إذا كان لداعية شهادة دكتوراه في غير التخصص الشرعي أن لا يدعى (لاسيما في المجالس العلمية) بوصفها أعني" الدكتور" وليدعى مثلا بالشيخ الداعية الكبير ونحوها لأن ذكر هذه الكلمة بدون بيان نوعها قد يكون من التدليس والله أعلم ومنذ سنين انخدع الناس بكلمة دكتور في المحقق القلعجي! حتى و بعد مذة تبين أنه تخصص جراحة فعلق على ذلك شيخنا حماد الأنصاري رحمه الله بأنه ((جزار المخطوطات))!
ـ[توبة]ــــــــ[07 - 03 - 08, 01:39 ص]ـ
فهل نجد (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) بهذا الخصوص؟
الدواء الشافي من أي داء-عافاكم المولى-؟
بانتظار المزيد، حيث سمعتُ له منذ فترة طويلة بعض الأشرطة - نسيتُ بيانها - لم أطمئن له فيها.
نسيتُ الموضوع بكامله، لعل الأجوبة التالية يكون بها مزيد من إرواء الغليل.
و لكنني لم أكن أرغب في الترجمة فهي متوفرة، ولكن المطلوب البيان العملي من واقع الدعوة المسموعة للداعية.
جعلنا الله و إياكم من {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[07 - 03 - 08, 05:12 ص]ـ
اخ ابو يوسف اصبت وجزاك الله خيرا
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[07 - 03 - 08, 05:41 ص]ـ
اخ ابو يوسف اصبت وجزاك الله خيرا
واياك ايها الفاضل
انما هي دعوة للتامل؛ فهل من اضافة ..
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[07 - 03 - 08, 05:43 ص]ـ
.... مكرر(47/278)
هل ورد ما يدل على أن من صفات الله أن له لسان
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[07 - 03 - 08, 01:46 م]ـ
السلام عليكم
حتى لو وجد أثر ضعيف نرجو اتحافنا به
ـ[العدناني]ــــــــ[07 - 03 - 08, 03:07 م]ـ
الذين ينفون عن الله صفة الكلام ينفونه لأسباب منها أنه يلزم من اثبات صفة الكلام اثبات صفة الصوت + اثبات صفة الحرف + اثبات صفة اللسان
فينفون صفة الكلام لهذه اللوازم بزعمهم وشبيه بها مسألة اثبات صفة الفم
ولا أعلم أثر في المسألة الا الاضراس واللهاه ففيها أثار ضعيفة
والله أعلم
ـ[العدناني]ــــــــ[07 - 03 - 08, 03:13 م]ـ
هنا ستجد الكلام عن صفة الفم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42570&highlight=%C7%E1%DD%E3
وهنا ستجد الكلام عن روايتها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37002
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[07 - 03 - 08, 03:33 م]ـ
رعاك الله و بيض الله و جهك
وهل هنالك من ألف في ذلك
ـ[العدناني]ــــــــ[08 - 03 - 08, 07:57 ص]ـ
أنصحك بكتاب إن لم تكن قرأته فبادر بإقتنائه وقرائته
الكتاب يتكلم عن كيفية الاستدلال على مسألة ما اعتقادية
اسمه منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة
تأليف عثمان بن علي حسن
اصدار مكتبة الرشد
وهذا الكتاب وإن كان عاما الا أنه يتكلم عن لب المسألة وأصلها
والله أعلم
ـ[العدناني]ــــــــ[08 - 03 - 08, 08:01 ص]ـ
وهذا رابط تحميل الكتاب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74743&highlight=%CD%D3%E4+%DA%CB%E3%C7%E4
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[10 - 03 - 08, 11:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على دربه إلى يوم الدين وبعد.
الأخوة الأحبة:
إن كثيرا من الناس عندما يتكلمون عن أسماء الله تبارك وتعالى وصفاته لا يراعون ما ورد في الكتاب والسنة بل ترى أسالتهم عن اللوازم البشرية المعهودة وينظمونها على باب المطابقة في إثبات الصفة لله تبارك وتعالى.
أو يتراهم يتناولن المسألة على باب النظر والافتراض العقلي أو القياس الشمولي مما لم يصح أصلا أن يكون مفهوما ولا لازما في إثبات الصفات الإلهية.
إن من أسس معرفة العقيدة السلفية في الأسماء والصفات.
1 - الوقف على ما جاء في الكتاب والسنة وعدم تجاوزهما.
2 - عدم الخوض فيما لم يرد نفيا ولا إثباتا.
3 - أن ما كان من من لوازم إثبات الصفة البشرية لا تقاس عليه الصفات الإلهية.
4 - إن البحث عن نصوص لا تثبت في هذا المجال سواء كانت ضعيفة أو موضوعة، لا يجوز الارتقاء بها إلى موطن الاحتجاج ماعرفت علتها وبان عوارها.
وأخيرا اقول: إن التندر في الحديث عن صفات الله تبارك وتعالى والبحث فيما لم يثبت والتنازل مع الطارح بهدوء ورورية خشية المساس بشعوره لقسمة ضيزى من حيث عدم نصرة منهج األأهل السنة ومقارنة من جرح الشعور.
وعليه نسال: هل يحتاج مثل هذا السؤال عند طلاب العلم الجادين أو العلماء إلى إحالة ‘لى تأصيل عام في إثبات معتقد اهل السنة والجماعة.
أم الواجب علينا أن نبين الحق وأن نذب عن صحيح المعتقد في هذا الجانب؟؟!!!.
إن مثل هذا الطرح ممن يعلم ويبرر، أو لا يعلم، ويترك لاجتهاده وخياله، ليوصل إلى آفات عظيمة يعلمها أهل العلم في مثل هذا الجانب.
وأرى أن مثل هذا الطرح لا أساس له في دين الله تبارك وتعالى، ولا يحنتاج مثله إلى تأصيل، وتبرير.
والله الموفق.
ـ[توبة]ــــــــ[10 - 03 - 08, 11:57 م]ـ
ومن أسس معرفة العقيدة السلفية في الأسماء والصفات.
1 - الوقف على ما جاء في الكتاب والسنة وعدم تجاوزهما.2 - عدم الخوض فيما لم يرد نفيا ولا إثباتا.
3 - أن ما كان من من لوازم إثبات الصفة البشرية لا تقاس عليه الصفات الإلهية.
4 - إن البحث عن نصوص لا تثبت في هذا المجال سواء كانت ضعيفة أو موضوعة، لا يجوز الارتقاء بها إلى موطن الاحتجاج ماعرفت علتها وبان عوارها.
وأخيرا اقول: إن التندر في الحديث عن صفات الله تبارك وتعالى والبحث فيما لم يثبت والتنازل مع الطارح بهدوء ورورية خشية المساس بشعوره لقسمة ضيزى من حيث عدم نصرة منهج األأهل السنة ومقارنة من جرح الشعور.
وعليه نسال: هل يحتاج مثل هذا السؤال عند طلاب العلم الجادين أو العلماء إلى إحالة ‘لى تأصيل عام في إثبات معتقد اهل السنة والجماعة.
أم الواجب علينا أن نبين الحق وأن نذب عن صحيح المعتقد في هذا الجانب؟؟!!!.
إن مثل هذا الطرح ممن يعلم ويبرر، أو لا يعلم، ويترك لاجتهاده وخياله، ليوصل إلى آفات عظيمة يعلمها أهل العلم في مثل هذا الجانب.
وأرى أن مثل هذا الطرح لا أساس له في دين الله تبارك وتعالى، ولا يحنتاج مثله إلى تأصيل، وتبرير.والله الموفق.
جزاكم الله الفردوس،وقد حررت رد ابهذا الخصوص لتنبيه اخواني فور اطلاعي عليه، لكنه حذف ...
(وما قدروا الله حق قدره)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/279)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 03 - 08, 12:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
ولاشك أن الخوض في بعض المسائل التي لم ترد منهي عنه والأصل هو الكف عن ذلك
ولكن السؤال عن هذا الأمر للفائدة والعلم إذا ظهر من يقول به أو ينفيه ليس فيه بأس لأن طالب العلم يحتاج إلى معرفة هذه المسألة وبيان الحق فيها.
ولأن هذه المسألة مذكورة في كلام الفرق في العقيدة
فيحتاج طالب العلم إلى معرفة هذا الأمر وهل ورد فيه آثار صحيحة أم لم يرد؟ وإن وردت فما صحتها؟
ويحتاج لكلام علماء أهل السنة حول هذا الأمر.
فهناك فرق بين العامي الذي يسأل وبين طالب العلم الذي سمع بمسألة ويريد البحث والتقصي عنها
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 03 - 08, 12:58 ص]ـ
ينظر هذا الحديث في مستخرج أبي عوانة
حدثنا عباس الدوري قال: ثنا يحيى بن معين قال: ثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج ح، وحدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد أخي قالا: ثنا إسحاق بن منصور قال: ثنا روح قال: ثنا ابن جريج قال: ثنا أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن الورود فقال: نحن يوم القيامة - فذكر مثله - فيقولون حتى ننظر إليك «فيتجلى لهم يضحك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:» حتى يبدو لهواته أو أضراسه فينطلق ربهم فيتبعونه ويعطى كل إنسان منهم منافق أو مؤمن نورا وتغشى - أو كلمة نحوها - ثم يتبعونه وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله، ثم يطفأ نور المنافقين، ثم ينجو المؤمنون، فينجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفا لا يحاسبون، ثم الذين يلونهم كأضوأ نجم في السماء ثم كذلك، ثم تحل الشفاعة فيشفعون حتى يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، فيجعلون بفناء الجنة ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء، ثم ينبتون نبات الشيء في السيل فيذهب حراقه، ثم يسئل حتى يجعل لهم الدنيا وعشرة أمثالها «هذا لفظ حديث روح
ـ[توبة]ــــــــ[11 - 03 - 08, 01:35 ص]ـ
الشيخ الفقيه بارك الله فيكم، قلتم:
"فيحتاج طالب العلم إلى معرفة هذا الأمر وهل ورد فيه آثار صحيحة أم لم يرد؟ وإن وردت فما صحتها؟ "
هذا مقبول بل مطلوب من طالب العلم، لكن أن يتكلف البحث عن نص "ولو ضعيف" لاثبات صفة من الصفات،،فهذا مما نهى عنه الشرع.
ثم ما علاقة اللهاة و الأضراس باثبات صفة الكلام؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 03 - 08, 01:50 ص]ـ
السائل يسأل هل ورد أم لا؟ وقد يرد على طالب العلم سؤالا ويطلب منه البحث كما أنه قد يسمع كلاما لأهل البدع ويريد التحقق من ذلك
وليس هدف السائل إثبات هذه الصفة بل يريد التحقق والتثبت.
وقد ثبت أن لله تعالى عينان وله يدان وغير ذلك
فما الذي يستغرب من وجود اللسان لو ثبت
والقاعدة في كل هذا إثبات ما صح منها من غير تكييف ولاتشبيه ولا تعطيل.
وأما سؤالك عن علاقة هذا بصفة الكلام فليس في الكلام السابق ما يشير إلى صفة الكلام وفقك الله.
ـ[توبة]ــــــــ[11 - 03 - 08, 01:56 ص]ـ
يا شيخنا ليس لنا إلا النصوص الصريحة،و ما سكت عنه الشارع نسكت عنه و لا نخوض فيه،و يعظم الخطب إن كان الأمر متعلقا بالله عز و جل،
هذا الذي قصدته بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 03 - 08, 02:02 ص]ـ
كلامك صحيح لاغبار عليه
ولكن السائل لايريد السؤال عن هذا الأمر من باب العبث
فهذه المسألة ذكرها الناس في كلامهم
وقد كان السلف لايتكلمون في مسائل حتى حدثت وتكلم الناس فيها فبينها العلماء وردوا على الشبهات حولها.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[11 - 03 - 08, 03:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة
الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه حفظه الله ونفع به.
لم يسبق لبناني أن خط مخالفا لكثير مما تذكرون بيد أن الموضع يحتاج هنا إلى إعادة نظر وذلك من وجوه، ولا يخرج ما أكتبه عن باب المذاكرة، ونصرة لما اره حقا.
الوجه الأول: قولكم: (ولأن هذه المسألة مذكورة في كلام الفرق في العقيدة).
ليس كل ما ورد في كتب الفرق وما نقل من كلامهم يصلح ذكره ونشره خاصة إذا ما كان هذا القول قد اندثر وذهب بذهاب أهله ومات بموتهم.
فإن قيل: أن هناك من يتكلم بهذه المسائل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/280)
فالاصل بالجواب البت في هذا على باب الايجاز، حتى لا يجتهد السائل في المسألة ويخرج بنتيجة امكان اثبات مثل هذا الكلام لله بلا بينة وحجة.
الوجه الثاني: قولكم حفظكم الله (فيحتاج طالب العلم إلى معرفة هذا الأمر وهل ورد فيه آثار صحيحة أم لم يرد؟ وإن وردت فما صحتها؟).
إن طالب العلم المذكور كان يمكن تنبيهه على الأصول والقاعد في هذا، والتي تقوم على أصل المعتقد من التزيه وبيان عدم ثبوت شيء من ذلك في السنة.
الوجه الثالث:قولكم (ينظر هذا الحديث في مستخرج أبي عوانة
حدثنا عباس الدوري قال: ثنا يحيى بن معين قال: ثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج ح، وحدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد أخي قالا: ثنا إسحاق بن منصور قال: ثنا روح قال: ثنا ابن جريج قال: ثنا أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن الورود فقال: نحن يوم القيامة - فذكر مثله - فيقولون حتى ننظر إليك «فيتجلى لهم يضحك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:» حتى يبدو لهواته أو أضراسه فينطلق ربهم فيتبعونه ويعطى كل إنسان منهم منافق أو مؤمن نورا وتغشى - أو كلمة نحوها - ثم يتبعونه وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله، ثم يطفأ نور المنافقين، ثم ينجو المؤمنون، فينجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفا لا يحاسبون، ثم الذين يلونهم كأضوأ نجم في السماء ثم كذلك، ثم تحل الشفاعة فيشفعون حتى يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، فيجعلون بفناء الجنة ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء، ثم ينبتون نبات الشيء في السيل فيذهب حراقه، ثم يسئل حتى يجعل لهم الدنيا وعشرة أمثالها «هذا لفظ حديث روح).
لي عليه ثلاث ملاحظات سريعة:
الأولى: أن هذا النص ليس فيه لفظ (اللسان).
الثانية قول المصنف هذا (لفظ حديث روح).فقد رواه مسلم في صحيحه (191) فقال حدثني عبيد الله بن سعيد وإسحاق بن منصور كلاهما عن روح قال عبيد الله حدثنا روح بن عبادة القيسي حدثثنا ابن جريج قال اخبرني ابو الزبير أنه سمع جابر وذكر مثله إلا أنه لم يذكر هذه اللفظة (حتى تبدو لهواته وأضراسه).
ورواه ابن مندة (850) وعبد الله بن أحمد في السنة (457) من طريق أحمد بن حنبل ثنا روح بن عبادة مثله به ولم يذكر اللفظة كذلك.
الثالثة: أن الإمام ابن مندة نبه على عدم ذكر عامة أهل العلم لها في كتاب الإيمان: (2\ 825) فقال: (ولم يذكر من تقدم هذا، وقال: نحن يوم القيامة على كذا وكذا صح).
وسرد رحمه الله اللفظ الذي رواه الأئمة في ذلك لبيان نكارتها وغرابتها في الرواية.
وبعد كل هذا: فإن الرواية ليس فيها ما يدل على موضع السؤال، والله أعلم.
ـ[توبة]ــــــــ[11 - 03 - 08, 10:27 ص]ـ
بارك الله فيكم.
وقد ثبت أن لله تعالى عينان وله يدان وغير ذلك
فما الذي يستغرب من وجود اللسان لو ثبت
والقاعدة في كل هذا إثبات ما صح منها من غير تكييف ولاتشبيه ولا تعطيل.
الشيخ الفاضل الفقيه، وفقنا الله و اياكم للحق
ما ثبت من الصفات قد علمناه،و ما سوى ذلك فالخوض فيه تجاوز و شبهة بل هوفتنة عظيمة.
وإن أتى مبتدع بمثل هذا فهو المطالب بالاتيان بالدليل المثبت لصحة دعواه و ليس نحن،
ولنا في سلفناالصالح أسوة: قف حيث وقف القوم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، ولهم على كشفها كانوا أقوى، وبالفضل لو كان فيها أحرى؛ فلئن قلتم: حدث بعدهم؟ فما أحدثه إلا من خالف هديهم، ورغب عن سنتهم، وقد وصفوا منه ما يشفي، وتكلموا منه بما يكفي، فما فوقهم محسر، وما دونهم مقصر، لقد قصر عنهم قوم فجفوا، وتجاوزهم آخرون فغلوا، وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 03 - 08, 10:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وما ذكره الشيخ الفاضل العاروري ففيه خير كثير فبارك الله فيه على ما أفاد
والأمر يبقى أن السائل يجاب عن سؤاله على ما يتبين من حاله
ومدارسة المسائل التي تشكل على طالب العلم أو على غيره مشروعة كما قال تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون)
.
وقد تكلم أهل العلم في مسائل كثيرة في باب الصفات بناء على الحاجة لها سواء كان للرد على أهل البدع أو غير ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/281)
وأما إجابة السائل فقد يتفاوت الناس في الإجابة على ما يرونه مناسبا للحال.
والحديث الوارد ذكرته من باب الفائدة مع العلم بحاله.
وأما ما ذكرته الكاتبة توبه وفقها الله فوجهة نظر لاتفيد في هذا الموضوع المسؤول عنه.
فقد يقصر علم الشخص عن بعض المسائل وذكر العلماء لها فينكر ذلك، والأفضل ترك هذا الأمر لمن لم يستطع فهمه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 03 - 08, 10:59 ص]ـ
في اللقاء الشهري -للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
[السؤال] فضيلة الشيخ: في موضوع العقيدة نسمع بعض الأشخاص يقولون إذا أرادوا أن يستدلوا بآية: كما ورد على لسان الحق جل وعلا، السؤال: هل لهذا أصل في السنة أو دليل بأن نثبت هذا الوصف بأن نقول: على لسان الحق ونحو ذلك، وما هي عقيدة المسلم الحق في أسماء الله وصفاته التي لم تُذكر؟
الجواب: من المعلوم أن الكلام في أسماء الله وصفاته موقوف على ما جاء به الوحي، فإن أسماء الله وصفاته توقيفية؛ لأنها خبر عن مغيب والخبر عن المغيب لا يجوز للإنسان أن يتفوه به إلا بدليل؛ لقول الله تعالى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً [الإسراء:36] ولقوله تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33] فلا يجوز أن نقول: بلسان الحق أي: بلسان الله. من قال: إن لله لساناً؟! ولهذا يعتبر من قال ذلك قائلاً بغير علم، والقرآن الكريم ليس فيه أنه بلسان الله بل فيه: أنه بلسان عربي مبين. واللسان يطلق ويراد به اللغة، أي: بلغة عربية، وإنما أطلق اللسان على اللغة؛ لأن المتكلم باللغة يتكلم بلسان، أما الرب عز وجل فلا يجوز أن نثبت له اللسان ولا ننفيه عنه؛ لأنه لا علم لنا بذلك،
وقد قال العلماء: إن صفات الله تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: قسم وصف الله به نفسه فيجب علينا إثباته، كالسمع والبصر وما أشبه ذلك.
الثاني: قسم نفاه الله عن نفسه فيجب علينا نفيه كالظلم والغفلة والتعب والإعياء وما أشبه ذلك.
الثالث: قسم سكت الله عنه فلا يجوز لنا نفيه ولا إثباته إلا إذا كان دالاً على نقص محض فيجب علينا نفيه؛ لأن الله منزه عن كل نقص.
وفي شرح العقيدة الطحاوية للحوالي:
وقد يشكل عَلَى بعض النَّاس أن المُصْنِّف رَحِمَهُ اللَّهُ ذكر في مقدمة الكلام ما نصه [وليس لنا أن نصف تَعَالَى الله بما لم يصف به نفسه ولا وصفه به رسوله نفياً ولا إثباتاً وإنما تحن متبعون لا مبتدعون].
فقوله: [ليس لنا أن نصف] أي: -نفياً ولا إثباتاً- فإذا نفى أحد -مثلاً- اللسان لله فإنه قد نفى ما لم ينفه الله عن نفسه، وخالف كلام المُصْنِّف في قوله: [ليس لنا] ثُمَّ قوله: [نفياً ولا إثباتاً] فيُقَالُ: ننفي ذلك لأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لم يثبت ذلك لنفسه في القُرْآن ولم يصح بذلك حديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،.
ـ[توبة]ــــــــ[11 - 03 - 08, 11:25 ص]ـ
.
وأما ما ذكرته الكاتبة توبه وفقها الله فوجهة نظر لاتفيد في هذا الموضوع المسؤول عنه.
فقد يقصر علم الشخص عن بعض المسائل وذكر العلماء لها فينكر ذلك، والأفضل ترك هذا الأمر لمن لم يستطع فهمه.
لا بأس أيها الشيخ الفقيه، ويعلم الله أن ليس لي فيما كتبته حظ نفس.
ويكفيني ما نقلتموههنا من كلام العلماء:
"" الثالث: قسم سكت الله عنه فلا يجوز لنا نفيه ولا إثباته إلا إذا كان دالاً على نقص محض فيجب علينا نفيه؛ لأن الله منزه عن كل نقص.""
ففيه ما هو شفاء للعي و غيره.
بارك الله فيكم ووفقنا لما فيه خير ..
ـ[أبو السها]ــــــــ[11 - 03 - 08, 11:36 ص]ـ
تعقيبا على حديث روح:
فقد جاء في السلسلة الصحيحة:6/ 574، رقم الحديث:2751
... الزيادة منكرة أو شاذة (يعني: حتى يبدو لهواته أو أضراسه) على الأقل لتفرد علي بن محمد بها , و هو علي بن محمد بن
نصر , فإنه فيه بعض اللين كما في " تاريخ بغداد " (12/ 76) و " الميزان "
لاسيما و قد زادها على الحافظ ابن الأخرم , و قد أشار صاحبنا الدكتور علي بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/282)
محمد بن ناصر الفقيهي في تعليقه على " الإيمان " إلى تفرد علي بن محمد بن نصر
هذا بهذه الزيادة , و إلى ما فيه من اللين , و لكنه قد فاته أنه قد توبع , فقال
أبو عوانة (1/ 139): و حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل و أحمد أخي قالا:
حدثنا إسحاق بن منصور به , إلا أنه قال: " أو أضراسه ". قلت: أحمد أخو أبي
عوانة لم أعرفه , لكن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثقة مشهور , و بذلك تبرأ ذمة
ابن نصر من مسؤولية هذه الزيادة , و يتبين أنها محفوظة عن إسحاق بن منصور ,
برواية عبد الله بن أحمد و قرينه عنه , لكن ذلك مما لا يجعل النفس تطمئن لكونها
محفوظة في الحديث , و ذلك لما يأتي: أولا: أن مسلما رواه عن إسحاق بدون
الزيادة كما تقدم. ثانيا: أنه قد خالفه الإمام أحمد و عبيد الله بن سعيد
فروياه عن روح بن عبادة دون الزيادة كما سبق , و اثنان أحفظ من واحد , لاسيما و
أحدهما أحمد , و هو جبل في الحفظ , و بخاصة أن إسحاق قد وافقهما في رواية مسلم
عنه. ثالثا: أننا لو سلمنا أن إسحاق قد حفظها عن روح بن عبادة , و لم تكن
وهما منه عليه , فإن مما لا شك فيه , أن رواية من رواه عن روح بدونها أرجح ,
لموافقتها لرواية الثقتين الأولين أبي عاصم و حجاج بن محمد الخالية من الزيادة
. رابعا: أنني وجدت للحديث طريقا أخرى عن جابر فيها بيان أن هذه الزيادة
موقوفة منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم من فعله , فقد أخرج الآجري في "
الشريعة " (ص 282) من طريق وهب بن منبه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم في قصة الورود قال: " فيتجلى لهم ربهم عز وجل يضحك ". قال
جابر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك حتى تبدو لهواته. قلت: و
إسناده حسن , و فيه بيان خطأ رواية من روى عن إسحاق رفع بدو اللهوات , و أن
الصواب فيه الوقف يقينا. و الله سبحانه و تعالى أعلم. هذا و للحديث شاهد من
حديث أبي هريرة نحوه مضى تخريجه برقم (756) و لجملة تجليه تعالى ضاحكا شواهد
, منها عن أبي موسى الأشعري تقدم أيضا برقم (755). و قد أخرجها الدارقطني في
" النزول " (48/ 33) من طريق يحيى بن إسحاق أبي زكريا السيلحيني: حدثنا ابن
لهيعة عن أبي الزبير بسنده المتقدم. و يحيى هذا قال الحافظ: (2/ 420): "
هو من قدماء أصحاب ابن لهيعة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 03 - 08, 11:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا وكلنا نتفق على عدم إثبات صفة لله تعالى لم تثبت في الكتاب والسنة الصحيحة، ولكن الخلاف في جواز النقاش والسؤال في مثل هذه الأمور.
ولذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رد على السائل وبين له وجه الصواب ولم ينكر عليه سؤاله عن هذا الأمر، فليتنبه لذلك.
للمدارسة:
تفسير ابن أبى حاتم ـ (ج 4 / ص 1119)
قوله تعالى: وكلم الله موسى تكليما
6286 حدثنا أبي، ثنا عمرو بن الصلت، ثنا علي بن عاصم، عن الفضل بن عيسى الرقاشي، حدثني محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: لما كلم الله تعالى موسى يوم الطور، كلمه بغير الكلام الذي كلمه يوم ناداه، فقال له موسى: يا رب هذا كلامك الذي كلمتني به؟ قال لا يا موسى، انما كلمتك بقوة عشرة الاف لسان ولي قوة الالسنة كلها وانا اقوى من ذلك، فلما رجع موسى إلى بني اسرائيل قالوا: يا موسى، صف لنا كلام الرحمن، فقال: لا استطيعه. قالوا فشبه. قال: الم تروا إلى صوت الصواعق فانها قريب منه وليس به.
6287 حدثنا أحمد بن منصور بن بشار الرمادي، ثنا عبد الرزاق، انبا معمر عن الزهري، عن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن جزئ بن جابر الخثعمي عن كعب قال: ان الله تعالى لما كلم موسى بالالسنة كلها سوى كلامه، فقال له موسى: اي رب هذا كلامك؟ قال: لا، ولو كلمتك بكلامي لم تستقم له. قال: اي رب فهل من خلقك شيء يشبه كلامك؟ قال: لا. قال: واشد خلقي شبها بكلامي اشد ما تسمعون من الصواعق.
تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/283)
عن معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، قال: أخبرني جزء بن جابر الخثعمي أنه سمع كعب الأحبار، يقول: «لما كلم الله موسى كلمه بالألسنة كلها قبل لسانه، وطفق موسى، يقول: والله يا رب ما أفقه هذا حتى كلمه آخر ذلك بلسانه مثل صوته، فقال: يا رب هذا كلامك، قال الله: لو كلمتك كلامي لم تك شيئا، أو قال: لم تستقم له، قال: يا رب هل من خلقك شيء يشبه كلامك؟، قال: لا، وأقرب خلقي شبها لكلامي أشد ما يسمع الناس من الصواعق.
هذا تخريج الحديث:
الحديث رواه حديث عبد الله بن معاذ وأبو سفيان المعمري.
أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (541).
وابن المبارك كما في تفسير الطبري (6/ 29).
كلهم عن معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام عن جزء بن جابر الخثعمي انه سمع كعب الاحبار ... قوله.
ورواه بمثل هذا الوجه عن معمر: محمد بن عبدالله ابن أخي الزهري كما في حلية أبي نعيم (6/ 92).
ويحيى بن سعيد الأنصاري كما في معجم الطبراني الأوسط (987) من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري.
كلاهما: عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن جزء بن جابر أنه سمع كعب الأحبار قوله.
ورواه يونس، ومحمد بن أبي عتيق، ويحيى ثلاثتهم عن عن الزهري فجعله أيضا من قول كعب.
أخرجه الطبري في تفسيره (6/ 29).
وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (539) من حديث عبد الرزاق.
وفي (540) من حديث محمد بن ثور - يعني الصنعاني - كلاهما عن معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام أنه أخبره جزء بن جابر الخثعمي أنه سمع كعب الاحبار قال قال عبدالله ... قوله.
وهذه مخالفة لما تقدم عن معمر والزهري، وعبد الله هو ابن عباس.
ولم أر هذا الوجه عن ابن عباس إلا في السنة لعبد الله بن أحمد وأخشى أن يكون حدث تحريف ما في النسخة، أو أن محقق النسخة جزاه الله خيرا أخطأ فيها فأضاف عبد الله بن عباس وليس ثم، فقد أخرج الحديث الخلال في كتاب الرد على من يقول القرآن مخلوق (8 - 9) الحديث من رواية عبد الله بن أحمد عن عبد الرزاق ومحمد بن ثور كلاهما عن الزهري فجعله من قول كعب الأحبار فقط مثل رواية معمر والجماعة عن الزهري.
فإن كان ما في السنة لعبد الله زيادة ليس لها محل فالحديث ليس فيه اختلاف، وإلا فيثبت هذا الإختلاف، وليست معي مخطوط السنة لعبد الله حتى أنظر فيه.
وعلى أي حال فسواء بإثبات عبد الله بن عباس أو بإسقاطه فالحديث حيثما دار فعلى جزء بن جابر، ويقال: جرير بن جابر كما عند الخلال، وقيل غير ذلك، والرجل كالمجهول لم أر أحدا وثقه، ولم أره إلا في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم.
قال ابن أبي حاتم في الجرح (2274) جزء بن جابر الخثعمي روى عن كعب روى عنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام في رواية شعيب بن أبى حمزة عن الزهرى وفى رواية معمر جزى بن جابر وهو وهم وتابعه الزبيدي ويقال حزن بن جابر سمعت أبى يقول ذلك.
فالحديث من الجهة الثبوتية عن كعب الأحبار لا يصح.
أما عن الجهة الإستدلالية ففيه وقفة كذلك والمروي في السنة في مسألة الصوت هو حديث الصلصلة الذي علقه البخاري (13/ 452فتح)، وقد صححه الشيخ الألباني - ولم أنشط للنظر فيه -، أما غير ذلك - فعلى فرض الصحة عن كعب الأحبار - فيحتاج إلى متابعة ثابتة في السنة لهذه الألفاظ مثل الصواعق .. الخ، وإلا فهو مما لا يصدق ولا يكذب على قاعدة أهل السنة والجماعة المستنبطة من حديث النبي صلى الله عليه وسلم " لا تصدقوهم ولاتكذبوهم ".
وقد ذكر ابن كثير الحديث في تفسيره (3/ 428) وقال:
هذا موقوف على كعب الأحبار وهو يحكي عن الكتب المتقدمة المشتملة على أخبار بني إسرائيل وفيها الغث والسمين.
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 03 - 08, 11:58 ص]ـ
تعقيبا على حديث روح:
فقد جاء في السلسلة الصحيحة:6/ 574، رقم الحديث:2751
... الزيادة منكرة أو شاذة (يعني: حتى يبدو لهواته أو أضراسه) على الأقل لتفرد علي بن محمد بها , و هو علي بن محمد بن
نصر , فإنه فيه بعض اللين كما في " تاريخ بغداد " (12/ 76) و " الميزان "
لاسيما و قد زادها على الحافظ ابن الأخرم , و قد أشار صاحبنا الدكتور علي بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/284)
محمد بن ناصر الفقيهي في تعليقه على " الإيمان " إلى تفرد علي بن محمد بن نصر
هذا بهذه الزيادة , و إلى ما فيه من اللين , و لكنه قد فاته أنه قد توبع , فقال
أبو عوانة (1/ 139): و حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل و أحمد أخي قالا:
حدثنا إسحاق بن منصور به , إلا أنه قال: " أو أضراسه ". قلت: أحمد أخو أبي
عوانة لم أعرفه , لكن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثقة مشهور , و بذلك تبرأ ذمة
ابن نصر من مسؤولية هذه الزيادة , و يتبين أنها محفوظة عن إسحاق بن منصور ,
برواية عبد الله بن أحمد و قرينه عنه , لكن ذلك مما لا يجعل النفس تطمئن لكونها
محفوظة في الحديث , و ذلك لما يأتي: أولا: أن مسلما رواه عن إسحاق بدون
الزيادة كما تقدم. ثانيا: أنه قد خالفه الإمام أحمد و عبيد الله بن سعيد
فروياه عن روح بن عبادة دون الزيادة كما سبق , و اثنان أحفظ من واحد , لاسيما و
أحدهما أحمد , و هو جبل في الحفظ , و بخاصة أن إسحاق قد وافقهما في رواية مسلم
عنه. ثالثا: أننا لو سلمنا أن إسحاق قد حفظها عن روح بن عبادة , و لم تكن
وهما منه عليه , فإن مما لا شك فيه , أن رواية من رواه عن روح بدونها أرجح ,
لموافقتها لرواية الثقتين الأولين أبي عاصم و حجاج بن محمد الخالية من الزيادة
. رابعا: أنني وجدت للحديث طريقا أخرى عن جابر فيها بيان أن هذه الزيادة
موقوفة منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم من فعله , فقد أخرج الآجري في "
الشريعة " (ص 282) من طريق وهب بن منبه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم في قصة الورود قال: " فيتجلى لهم ربهم عز وجل يضحك ". قال
جابر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك حتى تبدو لهواته. قلت: و
إسناده حسن , و فيه بيان خطأ رواية من روى عن إسحاق رفع بدو اللهوات , و أن
الصواب فيه الوقف يقينا. و الله سبحانه و تعالى أعلم. هذا و للحديث شاهد من
حديث أبي هريرة نحوه مضى تخريجه برقم (756) و لجملة تجليه تعالى ضاحكا شواهد
, منها عن أبي موسى الأشعري تقدم أيضا برقم (755). و قد أخرجها الدارقطني في
" النزول " (48/ 33) من طريق يحيى بن إسحاق أبي زكريا السيلحيني: حدثنا ابن
لهيعة عن أبي الزبير بسنده المتقدم. و يحيى هذا قال الحافظ: (2/ 420): "
هو من قدماء أصحاب ابن لهيعة.
جزاك الله خيرا على هذا النقل
وقد اشرت سابقا لحال الحديث والقصد أن السائل طلب ما ورد في ذلك حتى لو كان ضعيفا.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[11 - 03 - 08, 07:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكر الله للجميع غيرتهم و دفاعهم و حسن إيرادهم
المقصد من السؤال- و حاشا لله أن نصف الله بغير ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم فيما صح عنه - أن أحد الإخوة في درس الشيخ محمد البطيح بجده و كنت حاضراً و كان يغلب على السائل التصوف قال للشيخ أن الله ما دام يتكلم و تقولون بذاك يعني أن له لسان و قام بتأويل قوله تعالى ((بلسان عربي مبين)) و أن المراد بها الله فرد الشيخ عليه أن الأسماء والصفات توقيفية، فلا يوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم. و بين له تأويل الآية السابقة الذكر ثم عرج الشيخ إلى أن الصوفية في بعض عقائدهم يريدون بذلك أن الله يتكلم مع الولي و يتخاطب معه و بين بطلان هذا فأخذ هذا الأخ يورد الأدلة و يشغب و يصرخ و الشيخ يذكر عدم صحتها و وعد الأخ أن يحضر للشيخ بعض الأدلة و لكن لم يحضر الأخ
فأحببت أن أتبين ما ورد حول هذا الأمر من صحيح و ضعيف حتى أعرف من أين دُخِل على هذا الأخ هداه الله(47/285)
إسم الهادي و ماحكم صحة نسبته للباري؟
ـ[ذات النطاقين]ــــــــ[07 - 03 - 08, 06:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأخوات الكرام ..
سلام الله عليكم ورحمة وبركات وبعد .. لدي مسألة بسيطة وأود منكم إفداتي فيها, وهي تتعلق بشأن إسم الهادي وعن مدى صحة ثبوته لله تبارك وتعالى فقد سمعت أدلة ظاهرها التعارض إلا أن نتيجتها النهائية كانت مغيرة .. مما أحدث لدي ضجة فكرية ,وبت في حيرة من أمري.
فأرجو منكم التوضيح لحسم أمر الإختلاف الذي أنا بصدده.
وأتمنى منكم رعاكم الله إن تكرمتم أن تتطرقو لهذة المحاور ..
1 - أدلة التعارض أو الإثبات.مع ذكر الضد.
2 - ذكر أقوال السلف أوبعض العلماء وتعقيباتهم حول المسأله إن وجد ذالك.
3 - و هل هذة الأية. (هادي العمي عن ضلالتهم) تعني ثبوت الإسم لله أم لا؟ ..
4 - حكم التسمي بهذا الإسم؟
والله ولي التوفيق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[07 - 03 - 08, 06:32 م]ـ
قال القرطبى رحمه الله فى الأسنى فى شرح أسماء الله الحسنى
ورد الهادى فى قوله (وإن الله لهاد الذين آمنوا)
وقوله تعالى (وكفى بربك هاديا ونصيرا)
وفى الموطأ عن عبد الله بن الزبير أنه كان يقول إن الله هو الهادى والفاتن قال محققه هو خبر صحيح اخرجه مالك فى الموطأ 1729 وعنه اورده ابن عبد البر فى التمهيد
ونسب القرطبى عن ابن العربى قوله بعد ذكر الأثر
ذلك لتعلموا ان السلف كانوا يشتقون الأفعال من الأسماء والأسماء من الأفعال فاقتدوا بهم ترشدوا 000 انتهى
قال العبد الضعيف الفقير
يجوز التسمى بإسم هاد منكرا لأن الهداية نوعان هداية الدلالة والبيان وهى للأنبياء كما فى قوله تعالى مخاطبا نبيه (وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم) وهى ايضا للعلماء والمصلحين ونحوهم (ولكل قوم هاد)
وجه الدلالة ان لفظ هاد اطلقه الله على مخلوق فيجوز التسمى به
والنوع الثانى من الهداية هى هداية التوفيق وهى هداية يختص به الله وحده وهى التى نفاها الله عن نبيه حين قال (إنك لاتهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء) وفى اكثر من موضع (يهدى من يشاء) اى يوفق للهداية من يشاء
والله تعالى اعلم
ـ[ذات النطاقين]ــــــــ[08 - 03 - 08, 05:58 م]ـ
أخي ابن عبد الغني
بارك الله فيك .. أشكر لك إثارتك للموضوع ..
ولكن لدي بعض التعقبات على كلامك ..
أنت في بادئ الأمر إستشهدت بقول القرطبي وإبن العربي .. وهما على ملة الأشاعرة ..
ثم أردفت هذا القول الذي نسبه القرطبي إلى لإبن العربي على حد ما فهمته منك:
ذلك لتعلموا ان السلف كانوا يشتقون الأفعال من الأسماء والأسماء من الأفعال فاقتدوا بهم ترشدوا 000 انتهى
فهذة هي عقيدة الأشاعرة بعينها ..
أما عن أهل السنه والجماعة فإنهم يرون أن كل إسم صفه وليس كل صفة إسم
وعليك أخي الفاضل أن تتبع هدي السنة والجماعه لأنهم سائرون على النهج القويم الذي إستقوه من كتاب الله عز وجل ومن تعاليم المصطفى صلى الله عليه وسلم.
أما عن حكم جواز التسمي بهذا الإسم .. هل تورد لي قول أحد ممن سبقك من العلماء ممن قالو بالجواز؟
إن إستطعت ذالك وإلا فلاحرج
ـ[أبو محمد]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:03 ص]ـ
أثبت الاسم لله تعالى: شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى 2/ 18 حيث قال: (ومن أسمائه: الهادي).
وأثبته كذلك: الشيخ السعدي رحمه الله ..
وأيضا الشيخ سعيد القحطاني في جمعه للأسماء .. وقد أقر جميع ما فيه من الأسماء الشيخ ابن باز رحمه الله.
ومن باب الفائدة: وقد ورد الاسم في حديث سرد الأسماء -الضعيف- من طرقه الثلاث: طريق الوليد بن مسلم، وعبد الملك الصنعاني، وعبد العزيز بن الحصين.
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[09 - 03 - 08, 10:28 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على ما لا نبي بعده .. أما بعد
3 - و هل هذه الآية. (هادي العمي عن ضلالتهم) تعني ثبوت الاسم لله أم لا؟ ..
الآية المذكورة بعيدة عن كل البعد عن الاستدلال بها في هذا المقام، وهو إثبات اسم الله الهادي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/286)
أما قوله تعالى (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)) [النمل/79 - 81]
(يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ففوِّض إلى الله يا محمد أمورك، وثق به فيها، فإنه كافيك. (إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) لمن تأمَّله، وفكر ما فيه بعقل، وتدبره بفهم، أنه الحقّ، دون ما عليه اليهود والنصارى، المختلفون من بني إسرائيل، ودون ما عليه أهل الأوثان، المكذّبوك فيما أتيتهم به من الحقّ، يقول: فلا يحزنك تكذيب من كذّبك، وخلاف من خالفك، وامض لأمر ربك الذي بعثك به ..... (وَمَا أَنْتَ) يا محمد (بِهادِي) من أعماه الله عن الهدى والرشاد فجعل على بصره غشاوة أن يتبين سبيل الرشاد عن ضلالته التي هو فيها إلى طريق الرشاد وسبيل الرشاد. تفسير الطبري - (ج 19 / ص 495) - بتصرف)، وكذلك في قوله تعالى (فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53)) [الروم/52، 53]
- أما الاستدلال فهو بقوله تعالى (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54)) [الحج/54]
وقوله عز وجل (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31)) [الفرقان/31، 32]
ومن أثبته من السلف: أثر عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما وهذا كما جاء
موطأ مالك - (ج 5 / ص 299) في باب النَّهْىِ عَنِ الْقَوْلِ بِالْقَدَرِ.
وَحَدَّثَنِى مَالِكٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ فِى خُطْبَتِهِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْهَادِى وَالْفَاتِنُ.
وابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير ومجاهد والضحاك رحمهم الله تعالى وهذا كما جاء في تفسير الطبري - (ج 16 / ص 354)
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ وقال آخرون: عنى بـ"الهادي" في هذا الموضع: الله.
*ذكر من قال ذلك:
20142 - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) قال: محمد"المنذر"، والله"الهادي".
20143 - حدثنا ابن بشار قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير: (وإنما أنت منذر ولكل قوم هاد) قال محمد"المنذر"، والله"الهادي".
20144 - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا الأشجعي، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير: (إنما أنت منذر) قال: أنت يا محمد منذر، والله"الهادي".
20145 - حدثني المثنى قال: حدثنا عمرو بن عون قال: أخبرنا هشيم، عن عبد الملك، عن قيس، عن مجاهد في قوله: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)، قال:"المنذر"، النبي صلى الله عليه وسلم= (ولكل قوم هاد) قال: الله هادي كل قوم.
- حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) يقول: أنت يا محمد منذر، وأنا هادي كل قوم.
20147 - حدثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضحاك يقول: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)،"المنذر": محمد صلى الله عليه وسلم، و"الهادي": الله عز وجل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/287)
ومن العلماء والمحدثين الإمام مالك بإيراده هذا الأثر، ورواة حديث سرد الأسماء، والخطابي (شأن الدعاء)، ابن خزيمة في كتاب التوحيد وإثبات الصفات (وهو يفسر اسم الله النور) قال: ربنا جل وعلا الهادى وقد سمى بعض خلقه هاديا فقال عز و جل لنبيه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد فسمى نبيه هاديا وإن كان الهادى اسما لله عز و جل) والدارمي في نقضه على بشر المريسي،والبيهقي في (الأسماء والصفات والاعتقاد)
واللالكائي - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة
وابن بطة العكبري الحنبلي - الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة
أبو المظفر منصور بن محمد بن عبدالجبار بن أحمد التميمي- الانتصار لأصحاب الحديث
وابن تيمية وابن القيم وابن حجر وغيرهم
فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 215)
وَهَذَا سَرْدهَا لِتُحْفَظ وَلَوْ كَانَ فِي ذَلِكَ إِعَادَة لَكِنَّهُ يُغْتَفَر لِهَذَا الْقَصْد " اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم الْمَلِك الْقُدُّوس السَّلَام الْمُؤْمِن الْمُهَيْمِن الْعَزِيز الْجَبَّار الْمُتَكَبِّر الْخَالِق الْبَارِئ الْمُصَوِّر الْغَفَّار الْقَهَّار التَّوَّاب الْوَهَّاب الْخَلَّاق الرَّزَّاق الْفَتَّاح الْعَلِيم الْحَلِيم الْعَظِيم الْوَاسِع الْحَكِيم الْحَيّ الْقَيُّوم السَّمِيع الْبَصِير اللَّطِيف الْخَبِير الْعَلِيّ الْكَبِير الْمُحِيط الْقَدِير الْمَوْلَى النَّصِير الْكَرِيم الرَّقِيب الْقَرِيب الْمُجِيب الْوَكِيل الْحَسِيب الْحَفِيظ الْمُقِيت الْوَدُود الْمَجِيد الْوَارِث الشَّهِيد الْوَلِيّ الْحَمِيد الْحَقّ الْمُبِين الْقَوِيّ الْمَتِين الْغَنِيّ الْمَالِك الشَّدِيد الْقَادِر الْمُقْتَدِر الْقَاهِر الْكَافِي الشَّاكِر الْمُسْتَعَان الْفَاطِر الْبَدِيع الْغَافِر الْأَوَّل الْآخِر الظَّاهِر الْبَاطِن الْكَفِيل الْغَالِب الْحَكَم الْعَالِم الرَّفِيع الْحَافِظ الْمُنْتَقِم الْقَائِم الْمُحْيِي الْجَامِع الْمَلِيك الْمُتَعَالِي النُّور الْهَادِي الْغَفُور الشَّكُور الْعَفُوّ الرَّءُوف الْأَكْرَم الْأَعْلَى الْبَرّ الْحَفِيّ الرَّبّ الْإِلَه الْوَاحِد الْأَحَد الصَّمَد الَّذِي لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد ".
ومن المتأخرين:
ابن الوزير اليماني
إيثار الحق على الخلق - (ج 1 / ص 169)
فالهداية من الله تعالى وهو الهادي بإجماع المسلمين
السعدي
تفسير أسماء الله الحسنى - (ج 1 / ص 87)
ص -242 - 99 - الهادي1:
قال رحمه الله تعالى: "الهادي أي الذي يهدي ويرشد عباده إلى جميع المنافع وإلى دفع المضار، ويعلمهم ما لا يعلمون ويهديهم بهداية التوفيق والتسديد ويلهمهم التقوى ويجعل قلوبهم منيبة إليه منقادة لأمره"2.
وابن عيسى في شرح النونية
أحمد حافظ حكمي (معارج القبول) - (ج 1 / ص 54)
الهادي الذي بيده الهداية والإضلال فلا هادي لمن أضل ولا مضل لمن هدى من يهد الله فهو المهتد.
والشيخ ابن باز في من كتبه ورسائل وفتاويه واللجنة الدائمة فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 14 / ص 55)
الفتوى رقم (3538)
س: إنني اسم هادي، والهادي الله سبحانه وتعالى، فهل يجوز لي أن أبقى على هذا الاسم، أو أغيره إلى اسم آخر؟
ج: إن بقيت على اسمك الأول فلا حرج؛ لأن لفظ الهادي اسم مشترك مطلق على الله وعلى غيره من الناس الذين يهدون غيرهم إلى ما ينفعهم، كالرسل، كما قال تعالى: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} ومن المعلوم بأن وصف الله سبحانه بأنه الهادي لا يشابه وصف المخلوقين، وإن غيرت اسمك إلى عبد الهادي فلا بأس بذلك شرعًا.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
والشيخ هراس في شرح النونية والشيخ الجبرين (وقد راجع كتاب 0شرح أسماء الله الحسنى – للدكتور / سعيد بن وهف القحطاني وقد شرحه فيه)
والشيخ الأشقر في كتابيه (أسماء الله وصفاته في معتقد أهل السنة والجماعة – وشرح الأسماء الحسنى)
- ممن اثبت هذا الاسم الأشاعرة فمنهم الغزالي (المقصد الأسنى) والرازي (لوامع البينات) وابن العربي المالكي (أحكام القرآن) والقرطبي (الأسنى) وغيرهم كثير ممن شرح حديث سرد الأسماء.
أما الشيخ العثيمين رحمه الله فلم يذكره في سرده الأسماء في القواعد المثلى (القاعدة السادسة) والواضح أنه عنده من باب الصفات والله أعلم وفي سؤال التالي:
- مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - (ج 1 / ص 108)
- (72) سئل فضيلة الشيخ: هل من أسماء الله عز وجل " المنان"، " المنتقم"، " الهادي"، "المعين"؟
- فأجاب بقوله: أما المنان فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- وأما المنتقم فليس من أسماء الله، لأن الله تعالى لم يذكر هذا الوصف لنفسه إلا مقيداً، وكل وصف جاء مقيداً فهو ليس من أسماء الله، لأن أسماء الله كمال على الإطلاق لا تحتاج إلى تقييد، والله سبحانه وتعالى إنما ذكر المنتقم في مقابلة الإجرام فقال: (إنا من المجرمين منتقمون) سورة السجدة، الآية "22".وحينئذ لا يكون المنتقم من أسماء الله.
- أما" الهادي" فبعض العلماء أثبته من أسماء الله وبعضهم قال: بل هذا من أوصاف الله وليس اسماً.
- أما الدكتور الرضواني فلم يدخله في إحصائه للأسماء لأنه اشتراط فيه عدم التقيد وهو عنده مقيد بالباء.
- وأشهر من نعرفه بهذا الاسم احد تلاميذ ابن تيمية
هو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة. المشهور بابن عبد الهادي وهو علم عليه وإن لم يكن اسم له صاحب كتاب (الصارم المنكي في الرد على السبكي).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/288)
ـ[فيصل المزني]ــــــــ[09 - 03 - 08, 09:57 م]ـ
في المجلد الحادي عشر من فتاوى اللجنة الدائمة تكلمت عن هذه المسألة بعد فتاوى الحج و العمرة
ـ[ذات النطاقين]ــــــــ[11 - 03 - 08, 07:31 م]ـ
بارك الله فيكم, ونفع بعلمكم.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[12 - 03 - 08, 11:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
من باب الفائدة, توجد بعض الكتب مهمة في هذا الباب:
1 - كتاب معتقد اهل السنة والجماعة في اسماء الله الحسنى للشيخ محمد بن خليفة التميمي.
2 - كتاب الشيخ عبدالله الغصن واسمه اسماء الله الحسنى (رسالة ماجستير).
والكتابين مهمين في هذا الباب.
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 08:59 م]ـ
ما شاء الله على هذا ا البحث الطيب والعلم الغزير يا اخ ابو المنذر نفع الله بك وأرجو أن أفوز بدعائك في صلواتك و في السجود أحبكم في الله لهذا العمل الجليل(47/289)
الإسناد الإسناد أيها الرافضي
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 08:28 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
فقد خطر لي أن أقلب النظر في بعض تصانيف الروافض فإن فيها طرافةً وظرفاً يعرفهما من يميز صدقهم من كذبهم _ وما أكثر الثاني _
فوقع نظري على كتاب ((أبو طالب حامي الرسول)) لنجم الدين العسكري
وهذا الكتاب أنموذج فريد من نماذج (الكوميديا) الرافضية
فهو يأتي بالروايات الساقطة ثم يفرع عليها التفريعات العجيبة
وإليك مثالاً لكي يصدق الخبر الخبر
قال الرافضي في ص4 إلى ص6 (((خرج) العلامة شيخ الاسلام الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه (يبابيع المودة ص 255 طبع اسلامبول سنة 1301 ه) من المودة الثامنة من كتاب مودة القربى تأليف العلامة السيد علي بن شهاب الهمداني الشافعي وقد نقل جميع ذلك الكتاب في ينابيع المودة (من ص 242 إلى ص 266)
فقال ما هذا لفظه (عن) عباس بن عبد المطلب (عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم) قال لما ولدت فاطمة بنت أسد عليا (عليه السلام) (في بيت الله الحرام) سمته باسم أبيها أسد، فلم يرض أبو طالب بهذا الاسم فقال (لها) هلم حتى نعلو أبا قبيس ليلا وندعو خالق الخضراء فلعله أن ينبئنا في اسمه فلما أمسيا خرجا وصعدا أبا قبيس، ودعيا الله تعالى فانشأ يقول أبو طالب: يا رب هذا الغسق الدجي * والفلق المبتلج المضي بين لنا عن أمرك المقضي * بما نسمي ذلك الصبي فإذا خشخشة من السماء، فرفع أبو طالب طرفه، فإذا لوح مثل الزبرجد الاخضر فيه أربعة أسطر فاخذه بكلتا يديه وضمه إلى صدره ضما شديدا فإذا مكتوب (قيه). خصصتما بالولد الزكي * والطاهر المنتجب الرضي وإسمه من قاهر علي * علي اشتق من العلي فسر أبو طالب سرورا عظيما، وخر ساجدا لله تبارك وتعالى وعق بعشرة من الابل، وكان اللوح معلقا في بيت الله الحرام يفتخر به بنو هاشم على قريش حتى غاب زمان قتال الحجاج بن الزبير. (قال المؤلف) لم يغب بل سرق وستعرف سارقه فيما يأتي وقد نقل الابيات الكنجي الشافعي محمد ين يوسف بن محمد في كتابه كفاية الطالب (ص 260) طبع النجف الاشرف، وفيها اختلاف في بعض الكلمات وهذا نص الفاظه: يا رب هذا الغسق الدجي * والقمر المنبلج المضي بين لنا من أمرك الخفي * ماذا ترى في اسم ذا الصبي
قال فسمع صوت هاتف يقول: يا أهل بيت المصطفى النبي * خصصتم بالولد الزكي إن اسمه من شامخ علي * علي اشتق من العلي))
قال أبو جعفر: الرافضي يحتج على أهل السنة لهذا يورد الروايات من كتبهم
القندوزي الحنفي المذكور هو الشيخ سليمان بن خواجه كلان القندوزى البلخى نزيل القسطنطينية المتوفى بها سنة 1293
ذكر هذا صاحب إيضاح المكنون وكتابه المذكور ليس مسنداً وعلى هذا تكون روايته معضلة إعضالاً شديداً
وأما علي بن شهاب الهمذاني السافعي فقد توفي سنة 786 ذكر ذلك صاحب كشف الظنون
ولقد جهدت في البحث عن هذه الرواية في مصادر فلم أجد
وعلى هذا لا يصح إلزام أهل السنة بهذا ولا حتى الروافض إذ أهل السنة لا يلتزمون إلا بالصحيح والإخباريون إنما يقبلون الذي في كتبهم والأصوليون لا يقبلون في مثل هذا فالإنقطاع فيه شديد وهو مروي من غير طريق الإمامية
وليس العسكري وحده من أورد هذه الرواية من الروافض صاحب كتاب ((معرفة الإمام)) تحت قسم ((روايات علماء أهل السنّة المشهورين في مقام أميرالمؤمنين عليه السّلام))
وتأمل قول العسكري ((لم يغب بل سرق وستعرف سارقه فيما يأتي))
وقد صرح أن السارق في ص6 أن السارق هو هشام بن عبدالملك
وهذه عجيبة فالرواية المذكورة تقول بأن اللوح قد غاب في زمن قتال الحجاج لعبدالله بن الزبير ومعلوم أن هذا قد حصل في زمن عبدالملك بن مروان أي قبل استلام هشام لمقاليد الحكم
فتأمل رحمني الله وإياك بلادة هذا الرافضي وقد اعتمد على رواية أخرى ساقطة كمثل روايته الأولى تقول بأن اللوح المزعوم ما زال معلقاً بالكعبة حتى اخذه هشام بن عبدالملك
ولنسأل سؤالاً
كيف صبر الصحابة المغتصبون للخلافة _ على زعم الروافض _ على بقاء هذا اللوح على الكعبة وفيه فضيلة عظيمة لعلي_ رضي الله عنه _ الذي كانوا يبغضونه؟
بل كيف صبر حكام بني أمية_ قبل هشام _ على وجود هذا اللوح على الكعبة؟
تنبيه: كتات ينابيع المودة طبع بتحقيق رافضي يدعى علي جمال اشرف الحسيني وقبله حققه رافضي يدعى محمد مهدي السيد حسن الخرسان
وقد ذكر الأول في تحقيقه للكتاب أن سليمان القندوزي كان صوفياً نقشبدياً ونقل من ترجمته ما يدل على تأثره بابن عربي وحرصه على نسخ كتبه
والطيور على أشكالها تقع
وقد ذكر هذا الصوفي في كتابه المذكور _ الذي فرح به الروافض وحققوه _ حديث ((أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر))
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم(47/290)
تعدد الزوجات والسراري في الكتاب المقدس عند النصارى
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 08:31 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
فقد أصابتنا بالصداع تلك الصيحات من هنا وهناك حول ما يسمى ب (حقوق المرأة) ودعوى أن الإسلام قد ظلم المرأة
والفاجرات من هذه الأمة_ كفانا الله شرور سمومهن_ كن وما زلن من أهم عوامل الهزيمة الأخلاقية في هذه الأمة
فهن سدنة الإنحراف الأخلاقي وبؤرته
واعلم رحمك الله أن هذه الدعاوى إنما وليدة الحركات الصهونية والتنصيرية وما بنو جلدتنا إلا ببغاوات
ولكي نسقط الرؤوس فتنزل الذيول جمعت نصوص تعدد الزوجات في الكتاب المقدس عند النصارى
جاء في سفر أخبار الأيام الإصحاح الثاني الفقرات من 2 إلى 4 ((وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى شَمْعِيَا رَجُلِ اللهِ قَائِلاً:
«كَلِّمْ رَحُبْعَامَ بْنَ سُلَيْمَانَ مَلِكَ يَهُوذَا وَكُلَّ إِسْرَائِيلَ فِي يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ قَائِلاً:
هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ تَصْعَدُوا وَلاَ تُحَارِبُوا إِخْوَتَكُمْ. ارْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ، لأَنَّهُ مِنْ قِبَلِي صَارَ هذَا الأَمْرُ». فَسَمِعُوا لِكَلاَمِ الرَّبِّ وَرَجَعُوا عَنِ الذَّهَابِ ضِدَّ يَرُبْعَامَ))
رحبعام هذا هو ابن النبي سليمان وهو ملك صالح كما ترى يخضع لأمر الرب
ولكنه كان يهضم حقوق المرأة كمثل بدو الصحراء (المسلمين)
فقد في نفس السفر والإصحاح الفقرات من 18 إلى 21 ((وَاتَّخَذَ رَحُبْعَامُ لِنَفْسِهِ امْرَأَةً: مَحْلَةَ بِنْتَ يَرِيمُوثَ بْنِ دَاوُدَ، وَأَبِيحَايِلَ بِنْتَ أَلِيآبَ بْنِ يَسَّى.
فَوَلَدَتْ لَهُ بَنِينَ: يَعُوشَ وَشَمَرْيَا وَزَاهَمَ.
ثُمَّ بَعْدَهَا أَخَذَ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ، فَوَلَدَتْ لَهُ: أَبِيَّا وَعَتَّايَ وَزِيزَا وَشَلُومِيثَ.
وَأَحَبَّ رَحُبْعَامُ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ وَسَرَارِيهِ، لأَنَّهُ اتَّخَذَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ امْرَأَةً وَسِتِّينَ سُرِّيَّةً، وَوَلَدَ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ ابْنًا وَسِتِّينَ ابْنَةً))
قلت ليت زكريا بطرس ينظر إلى هذا الملك الفحل الذي كان يتمتع بالإماء اللواتي بلغن 60 أمة وهو الذي ينكر التمتع بالإماء على المسلمين
وجاء في سفر التكوين الإصحاح 28 الفقرة 9 ((فَذَهَبَ عِيسُو إِلَى إِسْمَاعِيلَ وَأَخَذَ مَحْلَةَ بِنْتَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أُخْتَ نَبَايُوتَ، زَوْجَةً لَهُ عَلَى نِسَائِهِ))
عيسو هذا هو ابن إسحاق النبي ومعنى ((على نسائه)) أي ((على زوجاته)) وقد أقره والده على صنيعه
زجاء في سفر أخبار الأيام الأول الإصحاح الثالث الفقرة التاسعة ((الْكُلُّ بَنُو دَاوُدَ مَا عَدَا بَنِي السَّرَارِيِّ. وَثَامَارُ هِيَ أُخْتُهُمْ))
قلت إذن كان لداود أبناء من السراري
وأصرح منه ما جاء سفر صموئيل الثاني الإصحاح الخامس الفقرة 13 ((وَأَخَذَ دَاوُدُ أَيْضًا سَرَارِيَ وَنِسَاءً مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَجِيئِهِ مِنْ حَبْرُونَ، فَوُلِدَ أَيْضًا لِدَاوُدَ بَنُونَ وَبَنَاتٌ))
وجاء في التكوين في الإصحاح 25 الفقرة 6 ((وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا، وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقًا إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ، وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ))
وجاء في التكوين الإصحاح 35 الفقرات من 23إلى 26 ((وَكَانَ بَنُو يَعْقُوبَ اثْنَيْ عَشَرَ:
بَنُو لَيْئَةَ: رَأُوبَيْنُ بِكْرُ يَعْقُوبَ، وَشِمْعُونُ وَلاَوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ.
وَابْنَا رَاحِيلَ: يُوسُفُ وَبَنْيَامِينُ.
وَابْنَا بِلْهَةَ جَارِيَةِ رَاحِيلَ: دَانُ وَنَفْتَالِي.
وَابْنَا زِلْفَةَ جَارِيَةِ لَيْئَةَ: جَادُ وَأَشِيرُ. هؤُلاَءِ بَنُو يَعْقُوبَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي فَدَّانَِ أَرَامَ))
وفي هذا كفاية لمن أنصف
وأما البهائم البشرية فلم تكتب المقالة لهم أصلاً
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[بن عفان]ــــــــ[07 - 03 - 08, 09:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[12 - 03 - 08, 12:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخانا الحبيب:
جزاك الله خيرا على جهدك فهلا تفضلت علينا بذكر زوجات سليمان عليه السلام وسراريه وكذا داود عليه السلام. بل وابو الأنبياء إبراهيم على ما هو موجود في العهد القديم.(47/291)
موقف بولس من المرأة
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 08:39 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
فما زال يحيرني موقف النصارى من بولس!!!!
إذ أنهم يطبعون رسائله مع الكتاب المقدس على أنها جزء منه
ويكتبون ((رسائل بولس الرسول))
نعم هو رسول عندهم لا أعرف له دليلاً واحداً على نبوته
ومع ذلك يصدقونه ويكذبون محمداً
ومعظم الطعونات في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم تنعكس بشكل أقوى على رسالة بولس
غير أن بولس لم يكن قبل رسالته المزعومة صادقاً أميناً مثل محمد صلى الله عليه وسلم
بل يصف نفسه قبل الرسالة!!!! في رسالته الأولى لتيموثاوس الإصحاح الأول فقرة رقم 13
بقوله ((انا الذي كنت قبلا مجدفا ومضطهدا ومفتريا. ولكنني رحمت لاني فعلت بجهل في عدم ايمان))
وسأتعرض هنا إلى بعض مواقف بولس من المرأة في رسالته المذكورة
يقول بولس ففي الإصحاح الثاني من هذه الرسالة فقرة رقم 9
((وكذلك ان النساء يزيّنّ ذواتهنّ بلباس الحشمة مع ورع وتعقل لا بضفائر او ذهب او لآلىء او ملابس كثيرة الثمن))
هنا يحث على الحشمة وهذا غير موجود في واقع الكثير من النصرانيات بل منهن من يدعون نساء المسلمين إلى السفور في الحملات التنصيرية
ويتابع بولس قائلاً ف\في الإصحاح الثاني من الرسالة المذكورة الفقرات من 11 إلى 14
((لتتعلّم المرأة بسكوت في كل خضوع.
ولكن لست آذن للمرأة ان تعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت.
لان آدم جبل اولا ثم حواء.
وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي))
هنا ينهى بولس عن أن تكون المرأة معلمة ويحملها مسؤولية خروج آدم من الجنة
ويقول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس رسالته الأولى الإصحاح السابع الفقرتان الأولى والثانية ((واما من جهة الامور التي كتبتم لي عنها فحسن للرجل ان لا يمسّ امرأة.
ولكن لسبب الزنى ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها))
قلت يستفاد من هذا تحريم مصافحة المرأة الأجنبية فهل يعمل النصارى بهذا؟
ويقول في نفس الرسالة الإصحاح السابع الفقرتان 11 و12
((واما المتزوجون فاوصيهم لا انا بل الرب ان لا تفارق المرأة رجلها.
وان فارقته فلتلبث غير متزوجة او لتصالح رجلها. ولا يترك الرجل امرأته))
قلت إذن يحرم على المطلقة أن تتزوج رجلاً آخر!!!!!
ويقول في نفس الرسالة الإصحاح السابع من الرسالة المذكورة فقرة رقم 25
((واما العذارى فليس عندي امر من الرب فيهنّ ولكنني اعطي رأيا كمن رحمه الرب ان يكون امينا.
فاظن ان هذا حسن لسبب الضيق الحاضر انه حسن للانسان ان يكون هكذا))
هكذا يشرع من عند نفسه للعذارى أن يبقين كما هن ولعله تشريع مرحلي
ويقول بعدها مباشرةً ((انت مرتبط بامرأة فلا تطلب الانفصال. انت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة))
قلت يستفاد من هذا تحريم طلب الإنفصال!!!
وقال في لرسالة المذكورة الإصحاح 11 فقرة رقم 3
((ولكن اريد ان تعلموا ان راس كل رجل هو المسيح. واما راس المرأة فهو الرجل. وراس المسيح هو الله))
قلت تفضيل الرجل هنا واضح
ويقول في نفس الرسالة ونفس الإصحاح الفقرات من 5 إلى 10 ((كل رجل يصلّي او يتنبأ وله على راسه شيء يشين راسه.
واما كل امرأة تصلّي او تتنبأ وراسها غير مغطى فتشين راسها لانها والمحلوقة شيء واحد بعينه.
اذ المرأة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها. وان كان قبيحا بالمرأة ان تقص او تحلق فلتتغط.
فان الرجل لا ينبغي ان يغطي راسه لكونه صورة الله ومجده. واما المرأة فهي مجد الرجل.
لان الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل.
ولان الرجل لم يخلق من اجل المرأة بل المرأة من اجل الرجل.
لهذا ينبغي للمرأة ان يكون لها سلطان على راسها من اجل الملائكة.
غير ان الرجل ليس من دون المراة ولا المرأة من دون الرجل في الرب.
لانه كما ان المرأة هي من الرجل هكذا الرجل ايضا هو بالمرأة. ولكن جميع الاشياء هي من الله.
احكموا في انفسكم. هل يليق بالمرأة ان تصلّي الى الله وهي غير مغطاة.
أم ليست الطبيعة نفسها تعلّمكم ان الرجل ان كان يرخي شعره فهو عيب له))
قلت في هذا النص فوائد عظيمة
الأولى وجوب تغطية المرأة لرأسها عند الصلاة وإنها إن لم تفعل كانت كالصلعاء
الثانية أن المرأة خلقت من أجل الرجل
الثالثة أن المرأة خلقت من الرجل
ويقولالرسالة نفسها الإصحاح 14 فقرة رقم 34
((لتصمت نساؤكم في الكنائس لانه ليس مأذونا لهنّ ان يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس ايضا.
ولكن ان كنّ يردن ان يتعلمن شيئا فليسألن رجالهنّ في البيت لانه قبيح بالنساء ان تتكلم في كنيسة))
قلت أما اليوم فهن لا يتكلمن فقط بل يعظن ويترنمن مخالفاتٍ في ذلك أمر الرسول المزعوم بولس
و يقول في رسالته إلى تيطس الإصحاح الثاني فقرة4وفقرة رقم 5 ((لكي ينصحن الحدثات ان يكنّ محبات لرجالهنّ ويحببن اولادهنّ
متعقلات عفيفات ملازمات بيوتهنّ صالحات خاضعات لرجالهنّ لكي لا يجدف على كلمة الله))
هنا يأمر بولس النساء بأن يكن خاضعات للرجال فهو يؤمن بقوامة الرجل على المرأة وينصح المرأة أن تلازم بيتها وهذا متجانس تماماً مع الأوامر في الكتاب والسنة
ويقول في رسالته إلى أهل أفسس الإصحاح 5 الفقرات من 22 إلى 24 ((ايها النساء اخضعن لرجالكنّ كما للرب.
لان الرجل هو راس المرأة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة. وهو مخلّص الجسد.
ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهنّ في كل شيء))
قلت هذا النص خطير فيه أن خضوع المرأة لزوجها ينبغي أن يكون كخضوعها للرب!!!
ويؤكد هذا المعنى في رسالته إلى أهل كولوسي الإصحاح الثالث فقرة رقم 18 فيقول ((ايتها النساء اخضعن لرجالكنّ كما يليق في الرب))
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم(47/292)
براءة ياقوت الحموي من تهمة النصب
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 08:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله معز الإسلام بنصره، ومؤيد جنود التوحيد بقهره، والصلاة والسلام على المبعوث بأمره، وعلى آله وصحبه المقتفين على أثره
ثم أما بعد:
لا يجهل أحدٌ من طلبة العلم ياقوت الحموي، تلك الموسوعة المعرفية المتنقلة، صاحب معجم الأدباء ومعجم البلدان وغيرها من المصنفات النافعة _ على هناتٍ فيها _
وقد اتهم ياقوت الحموي بالإنحراف عن علي بن أبي طالب _ رضي الله عنه _
ولهذا أورده الحافظ ابن حجر في لسان الميزان
نقل الحافظ في لسان الميزان (7/ 307) عن ابن خلكان قوله ((ووقع بينه _ يعني ياقوت _ وبين شخص بغدادي في دمشق منازعة في علي بن أبي طالب _ رضي الله عنه _، فبدت من ياقوت ما لزم منه أنه نسب إلى رأي الخوارج في علي))
وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان (3/ 267) ((وكان متعصباً على علي))
غير أن الحافظ ابن حجر لم يقتنع بهذه الدعوى فقال ((ولم أرَ في شيء من تصانيفه التصريح بالنصب بل يحكي فضائل علي على ما يتفق))
قلت بل إنه صرح بلعن ابن ملجم في معجم البلدان (1/ 83) طبعة دار احياء التراث العربي
وقال في (2/ 245) ((فيها قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه))
فوصفه بالإمامة وترضى عليه وعلى أبنائه
وقال في (3/ 183) ((ومن عجيب ما تأملته في أمر حمص فساد هوائها وترتبها اللذين يفسدان العقل حتى يضرب بحماقتهم المثل، إن أشد على علي رضي الله عنه مع معاوية كان أهل حمص وأكثرهم تحريضاً عليه وجداً في حربه فلما انقضت تلك الحروب ومضى ذلك صاروا من غلاة الشيعة حتى إن (في) أهلها كثيراً ممن رأى مذهب النصيرية وأصلهم الإمامية الذين يسبون السلف فقد التزموا الضلال أولاً وأخيراً))
قلت في المقوسمة كان مكانها بعض ولم يستقم المعنى عندي فغيرتها وليعذرنا اخواننا أهل السنة من أهل حمص على نقل هذا النص فنحن لا نوافق ياقوت على ذم أهل حمص مطلقاً
وبهذا تظهر براءة ياقوت من تهمة النصب إلى أنه بقي عندنا القصة التي أوردها ابن خلكان
وهي في الواقع منقطعة لأن ابن خلكان لم يلتقي ياقوتاً كما صرح بذلك في وفيات الأعيان (3/ 273) حيث قال ((ولم يقدر لي الإجتماع به))
هذا وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 01:52 ص]ـ
فائدة نفيسة شيخنا أعانك الله على تحريرها
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 08:16 م]ـ
قولي ((وصلي اللهم))
خطأ نحوي وقعت فيه كثيراً
وصوابه ((وصل اللهم))
وأقول للأخ الحبيب محب
لعل الإخوة يعينوني على تحريرها(47/293)
بيان أنواع التوحيد الثلاثة من القرآن
ـ[بن عفان]ــــــــ[07 - 03 - 08, 10:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
----
بيان أنواع التوحيد الثلاثة من القرآن
أقسام التوحيد الثلاثة مستقرأة من القرآن الكريم. والآيات التي تؤخذ منها أنواع التوحيد الثلاثة كثيرة، منها:
سورة الفاتحة – وهي أول سورة في المصحف – فيها أنواع التوحيد الثلاثة: فقوله: ? الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ? فيه توحيد الربوبية؛ لأن الآية أثبتت ربوبية الله لجميع العالمين- وهم كل ما سوى الله – والرب هو المالك المدبر.
وقوله: ? الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مَالِكِ يَومِ الدِّينِ ? فيه توحيد الأسماء والصفات؛ لإثبات وصف الله في الآيتين بالرحمة والملك، وإثبات أسمائه: الرحمن، الرحيم، المالك، وقوله: ? إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ? فيه توحيد الألوهية؛ لدلالة الآية على وجوب إفراد الله تعالى بالعبادة والاستعانة.
كذلك سورة الناس –وهي آخر سورة في المصحف- فيها أنواع التوحيد الثلاثة:
فقوله: ? قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ? هذا توحيد الربوبية. ? مَلِكِ النَّاسِ ? هذا توحيد الأسماء والصفات. ? إِلَهِ النَّاسِ ? هذا توحيد الألوهية.
كذلك أول نداء في المصحف هو في نوعي التوحيد، وذلك في قوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ والَّذِينَ مِن قَبْلِكُم لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً والسَّمَاءَ بِنَاءً وأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ? [البقرة: 21 - 22].
لما ذكر سبحانه وتعالى أقسام الناس الثلاثة (المؤمنين والكافرين والمنافقين) وجه عباده نحو الاهتداء بهداية القرآن، فعقب ذلك بقوله: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ ? وهو نداء عام لكافة الخلق لأمرهم جميعًا بإفراد الله بالعبادة وعدم إشراك أي أحد معه. وهذا هو توحيد الألوهية.
ثم جاء بتوحيد الربوبية دليلاً عليه، فقال: ? الَّذِي خَلَقَكُمْ والَّذِينَ مِن قَبْلِكُم لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً والسَّمَاءَ بِنَاءً وأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ ?
أليست هذه أفعال الله جل وعلا؟ هذا توحيد الربوبية، ذكره سبحانه وتعالى دليلاً على توحيد الألوهية وبرهانًا عليه. فكما أنه يفعل هذه الأشياء وحده فإنه لا يستحق العبادة أحد غيره؛ بل هي حق خالص له سبحانه.
ذكر في هذه الآية نوعي التوحيد: توحيد الألوهية؛ لأنه المقصود الأعظم، وذكر توحيد الربوبية دليلاً على الألوهية ومستلزمًا له، وأمر بذلك جميع الناس كما قال في آية أخرى: ? ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ? [الذاريات: 56] فأخبر أن هذين العالمين العظيمين (عالم الجن وعالم الإنس) لم يخلقا إلا للقيام بعبادة الله وإفراده بها وتوحيده في ألوهيته.
ثم نهى عن الشرك في آخرها فقال: ? فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ?: ? أَندَاداً ?: أي: شركاء تصرفون لهم شيئًا من العبادة ? وأَنتُمْ تَعْلَمُون ? أنه لا شريك له في ربوبيته يشاركه في هذه الأمور: خلق السموات والأرض وإنزال المطر وإنبات النبات. أنتم تعلمون أنه لا أحد يشارك الله في هذه الأمور، فكيف تشركون معه غيره في العبادة؟!
وقال سبحانه وتعالى: ? وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ? [البقرة: 163] هذا في توحيد الألوهية، والإله معناه: المعبود، والألوهية: العبادة والحب.
ومعنى الآية: ومعبودكم بحق معبود واحد، ? لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُو ?، أي: لا معبود بحق سواه.
وقوله: ? الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ? هذا داخل في توحيد الأسماء والصفات؛ إذ فيه إثبات اسمين لله، وإثبات صفة الرحمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/294)
وقوله: ? إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَواتِ والأَرْضِ واخْتِلافِ الَليْلِ والنَّهَارِ والْفُلْكِ الَتِي تَجْرِي فِي البَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ ومَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوتِهَا وبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ والسَّحَابِ المُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَومٍ يَعْقِلُونَ ? [البقرة: 164] هذا في توحيد الربوبية، ذكره الله دليلاً وبرهانًا على توحيد الألوهية؛ ولذا أخبر أن في ذلك آيات، أي دلالات وبراهين على استحقاق الله للعبادة دون غيره.
ففي هذه الآية أقسام التوحيد الثلاثة، وهكذا تجدها متجاورة في القرآن الكريم.
الحكمة من تقرير القرآن لتوحيد الربوبية
والقرآن إنما يذكر توحيد الربوبية –مع أن الكفار مقرون به – من أجل أن يبين دلالته ويقيمه برهانًا على توحيد الألوهية، فيحتج عليهم بما أقروا به من باب الإلزام لهم:
كيف تقرون لله بالربوبية، ولا تقرون له بالألوهية والعبودية؟!
كيف تصرفون العبادة لمن لا يشارك الله في شيء من مخلوقاته؟! هذا من التناقض.
? قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَواتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَو أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ? [الأحقاف: 4]، ? هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ? [لقمان: 11]، ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً ولَو اجْتَمَعُوا لَهُ وإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ والْمَطْلُوبُ ? [الحج: 73] لو سلط الله عليهم الذباب ما استطاعوا أن ينتصروا لأنفسهم منه، والذباب أضعف شيء، فلو سلط الله الذباب والبعوض على الناس ما استطاعوا أن يتخلصوا منه، يقتلون منه ما يقتلون ثم يكثر عليهم ويغمرهم.
وقيل: المعنى لو أن الذباب أخذ شيئًا مما على الصنم من الطيب والزينات التي يجعلونها عليه، فإن الصنم لا يستطيع أن يسترد ما أخذه الذباب منه.
? ضَعُفَ الطَّالِبُ والْمَطْلُوبُ ?: ? ضَعُفَ الطَّالِبُ ?: هو المشرك، ? والْمَطْلُوبُ ?: هو الصنم، وقيل الذباب.
إذا كان كذلك فكيف تُجعل هذه شركاء الله الخالق الرازق المحي المميت القوي العزيز الذي لا يعجزه شيء، سبحانه وتعالى؟! أين العقول؟! وأين الأفهام؟! نسأل الله العافية.
- التوحيد في آية الكرسي:
آية الكرسي: ? اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو الحَيُّ القَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ولاَ نَومٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَواتِ ومَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ومَا خَلْفَهُمْ ولاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَواتِ والأَرْضَ ولاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وهُو العَلِيُّ العَظِيمُ ?: [البقرة: 255]
هذه أعظم آية في كتاب الله عز وجل، تشتمل على ربوبية الله وعبادته وعلى أسماء الله وصفاته، جمع الله فيها بين النفي والإثبات: نفي النقائص والعيوب عنه، وإثبات الكمال له سبحانه وتعالى.
وفي أولها توحيد الألوهية: ? اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو ? أي: لا معبود بحق إلا هو. ثم ذكر توحيد الربوبية بقوله: ? الحَيُّ القَيُّومُ ? وهذا فيه إثبات الحياة والقيومية لله.
وقوله: ? لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ولاَ نَومٌ ?: هذا نفي، نفى الله عن نفسه النقص والعيب، من صفات النقص المنفية (النوم والسِّنة).
قوله: ? لَّهُ مَا فِي السَّمَواتِ ومَا فِي الأَرْضِ ?: هذا إثبات لربوبيته، فهو مالك السماوات والأرض ومن فيهن.
وقوله: ? مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ?: هذا نفي، نفى أن يشفع أحد عنده إلا بإذنه؛ وذلك لكمال عظمته سبحانه وتعالى. وأن أحدًا لا يجرؤ أن يشفع عنده إلا بعد إذنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/295)
قوله: ? يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ومَا خَلْفَهُمْ ?: هذا إثبات، فيه إثبات كمال العلم لله عز وجل، يعلم كل شيء: الماضي والحاضر والمستقبل، لا يخفى عليه شيء، علمه شامل محيط.
قوله: ? ولاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ ?: هذا نفي، نفى عن الخلق أن يعلموا شيئًا من علم الله، إلا بما أطلعهم الله عليه، وإلا فإنهم لا يعلمون الغيب، لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه.
وقوله: ? وسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَواتِ والأَرْضَ ?: الكرسي مخلوق من مخلوقات الله، وهو مخلوق عظيم، السماوات والأرض بالنسبة إليه كسبعة دراهم ألقيت في فلاة –وهي الصحراء الواسعة- أو في ترس –وهو صحن كبير- ما تكون سبعة دراهم في فلاة أو في ترس؟! فكرسي الله جل وعلا أكبر من السماوات والأرض، وهو غير العرش، والعرش أعظم من الكرسي.
وما الكرسي في العرش إلا كحلقة حديد ألقيت في أرض فلاة.
هذا الكرسي، فكيف بعرش الرحمن سبحانه وتعالى؟!
إذن فالمخلوقات بالنسبة لله صغيرة جدًا وليست بشيء. وإذا كان مخلوق من مخلوقات الله -وهو الكرسي- وسع السماوات والأرض وهو دون العرش، فالله جل وعلا أعظم من كل شيء.
وقوله: ? ولاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ? أي: لا يشق عليه سبحانه ولا يثقله، ولا يكرثه حفظ السماوات والأرض، وحمايتهما من الفساد والتغير، وإمساكهما ? وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ? [الحج: 65]، ? رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ? [الرعد: 2] ? إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَواتِ والأَرْضَ أَن تَزُولا. . ? [فاطر: 41] والله سبحانه ليس محتاجًا إلى السماوات والأرض، ولا إلى العرش، ولا إلى الكرسي، وليس محتاجًا إلى المخلوقات، وإنما مخلوقاته هي المحتاجة إليه سبحانه وتعالى.
وقوله: ? وهُو العَلِيُّ ? بذاته وقدره وقهره فوق عباده ? العَظِيمُ ? الجامع لصفات العظمة والكبرياء.
فهذه الآية اشتملت على أنواع التوحيد الثلاثة.
- التوحيد في سورة الكافرون والإخلاص:
في القرآن الكريم سور اختصت بتوحيد الألوهية مثل: ? قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ. لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ. ولاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ. ولاَ أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ. ولاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ. لَكُمْ دِينُكُمْ ولِيَ دِينِ ? هذه السورة مخصصة لتوحيد الألوهية، توحيد العبادة.
وسبب نزولها هو: أن المشركين طلبوا من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعبدوا ربه سنة، وهو يعبد آلهتهم سنة فأنزل الله هذه السورة في البراءة من عبادة الأوثان وتخصيص الله جل وعلا بالعبادة.
وقوله: ? لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ? كرر هذه الجمل للتأكيد.
وقوله: ? لَكُمْ دِينُكُمْ ولِيَ دِينِ ? هذا من باب البراءة وتيئيس المشركين من هذا المطمع.
وفي القرآن أيضًا سورة خاصة بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات، هي: سورة الإخلاص ? قُلْ هُو اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ. ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ?، فيها نفي وفيها إثبات، نفي النقائص عن الله، وإثبات صفات الكمال له سبحانه وتعالى، كما في آية الكرسي. وهذه السورة خالصة في صفات الله عز وجل، ولهذا جاء أن صحابيًا كان يكثر قراءة هذه السورة، فسئل عن ذلك؟ فقال: إني أحبها؛ لأنها صفة الرحمن، فبلغ ذلك النبي -: salla: فقال: (أخبروه أن الله تعالى يحبه). [متفق عليه من حديث عائشة: البخاري: كتاب التوحيد، باب (1) رقم (7375)، [13/ 425] ومسلم: كتاب صلاة المسافرين، رقم (813).]
- أنواع التوحيد في سورة الزمر:
سورة الزمر من أولها إلى آخرها تدور على التوحيد بأنواعه الثلاثة: توحد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. وأنت إذا تأملت السورة من أولها إلى آخرها وجدتها كذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/296)
فقوله: ? تَنزِيلُ الكِتَابِ مِنَ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ. إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ. أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الخَالِصُ ? [الزمر: 1 - 3] وقوله: ? قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ. وأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَولَ المُسْلِمِينَ. قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَومٍ عَظِيمٍ. قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي ? [11 - 14] هذا ونحوه في توحيد الألوهية، فالسورة كلها تضمنت أنواع التوحيد الثلاثة.
وكذلك غيرها من سور القرآن وآياته متضمنة أنواع التوحيد الثلاثة فلا تكاد تجد سورة من القرآن تخلو من ذكر التوحيد، وبعض السور خالصة في نوع واحد أو أكثر من أنواع التوحيد. وأكثر السور المكية في بيان التوحيد، والدعوة إليه.
وهذا يدل على أهمية التوحيد ومكانته من الدين، وأنه يجب على المسلمين العناية به تعلمًا وتعليمًا وعملاً؛ قال تعالى: ? فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ولِلْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ ? [محمد: 19] وهذا خطاب لرسول الله: salla: وكل واحد من أمته، أمرهم بالتعلم قبل العمل، تعلم العلم، ولا سيما علم التوحيد؛ لأن العمل إذا لم يؤسس على علم! فإنه لا يكون صحيحًا.
فلا بد أن يتعلم الإنسان أولاً ثم يعمل، ولا يعمل بدون علم.
ولذا قال سبحانه: ? إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وهُمْ يَعْلَمُونَ ? [الزخرف: 86] ? شَهِدَ بِالْحَقِّ ? يعني: نطق بلسانه وقال: لا إله إلا الله، ? وهُمْ يَعْلَمُونَ ? ما يشهدون به من معنى هذه الكلمة ومقتضاها وما تدل عليه، ويعملون بها بعد العلم والمعرفة.
فلا بد من ثلاثة أمور: النطق بلا إله إلا الله وإعلان ذلك ومعرفة معناها، والعمل بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا.
فالقرآن إذن كله في التوحيد وأنواعه، وحقوقه ومكملاته، وجزاء من عمل به وجزاء من أعرض عنه، كله يدور على هذه المعاني.
هذا هو التوحيد الذي يجب على المسلمين أن يهتموا به قبل كل شيء؛ حتى يتحقق لهم النصر والعز والتمكين في الأرض، فهذه الأمور لا تتحقق إلا بتحقيق التوحيد الذي خلق الله الخلق من أجله وأمرهم به من أولهم إلى آخرهم.
فكيف يهون من شأن التوحيد؟! فيقال: الناس الآن في مشكلات! المسلمون في ضيق وفي مضايقة من الأعداء!
يجب أن يعلم أن أعظم قضايا المسلمين هو الإتيان بالتوحيد، فتجب العناية به قبل كل شيء، وأن نخلص الناس من الجهل بالتوحيد، ونخلصهم من الشرك، والبدع والخرافات؛ حتى يتحقق لهم النصر كما تحقق لمن كان قبلهم من قرون هذه الأمة الذين حققوا التوحيد قولاً وعلمًا وعملاً، فمكن الله لهم في الأرض، كما في قوله تعالى: ? وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ولَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوفِهِمْ أَمْناً ? لكن بشرط: ? يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ? ? ومَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ ? [النور: 55] أي: الخارجون عن طاعة الله عز وجل.
والله المستعان
http://al7ekma.info/vb/showthread.php?p=674#post674 (http://al7ekma.info/vb/showthread.php?p=674#post674)
ـ[أبو لقمان المصري]ــــــــ[18 - 03 - 09, 05:01 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله .. والله إن هذا لهو من أروع ما قرأت، فجزاك الله خيراً
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 03 - 09, 12:40 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 02:28 م]ـ
اجتمعت أنواع التوحيد الثلاثة: الألوهية، والربوبية، والأسماء والصفات في الآية: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65] (قاله الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -)
ـ[بن عفان]ــــــــ[18 - 03 - 09, 10:37 م]ـ
وفيكم بارك الله، وجزاكم خيراً(47/297)
يقول الحافظ الحكمي وأول ما يجب على العبد معرفة الأمر الذي خلقهم الله له
ـ[أبوسامر]ــــــــ[07 - 03 - 08, 11:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أمابعد ....
يقول الحافظ الحكمي - رحمه الله -:
وأول ما يجب على العبد معرفة الأمر الذي خلقهم الله له , وأخذ عليهم الميثاق به وأرسل إليهم رسله ووو ... إلخ وعلى حسبه تقسم الأنوار ....
وقول الله تعالى: {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور}
والأمر الذي خلقنا إليه هو ما ذكر في بعض الآيات منها قوله تعالى: {وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لعبين , ما خلقنهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون}
ومنها قوله تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} وهنا وقفة استطراد بين الله سبحانه وتعالى أن سبب خلقنا العبادة. ويلزمنا أن نقف وقفة فيها ولا نفهم فهم خاطئ , أن اللام للتعليل كلنا متفقون لكن ينبغي أن تفرق بين أن الله خلقنا لسبب عبادته ... وبين أن الله خلقنا يرجو منا أن نعبده كما يرضى سبحانه وتعالى ...... ولكن سبب معيشتنا هو عبادة الله .... لكن هناك أناس ينكرون وجود الله أقصد لم يتصفوا بصفات العبودية .... أقول: سبب خلقنا جميعا هو عبادة الله سبحانه وتعالى , لكن قد يقدر الله أن فلان من الناس ما يعبده حق عبادته ......
ومعنى العبد: إن كان المُعبَّد والمُذلَّل والمسخر , فهذا عام لجميع المخلوقات. وإذا كان العابد المحب المتذلل خص بذلك المؤمنين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ...
والعبادة: اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة , والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده.
قواعد العبادة:
قال المقريزي: في تجريد التوحيد المفيد {واعلم أن العبادة أربع قواعد هي: التحقيق بما يحب الله ورسوله ويرضاه , وقيام ذلك بالقلب , واللسان , والجوارح , فالعبودية اسم جامع لهذه المراتب الأربع. فأصحاب العبادة حقًا هم أصحابه} اهـ
س: ومتى يكون العمل عبادة:
جـ: إذا كمل في شيئان:
1 - كمال الحب. {والذين ءامنوا أشد حبا لله}
2 - مع كمال الذل. {إنهم كانوا يسرعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خشعين}
وعلامة محبة الربَّ عبدُه هو أنه يحب ما يحبه الله , ويبغض ما يسخطه ,ويمتثل أوامره , ويجتنب نواهيه. ويوالي أولياءه , ويعادي أعداءه .. إلخ ...
آخر حاجة: عرف العباد ما يحبه الله ويرضاه بإرسال الرسل وإقامة الحجج عليهم حيث قال الله عز وجل {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}
اللهَ اسألُ أن يلجمنا الصبر إلجاما في الحياة كلها , واسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح .....
والله أعلم(47/298)
الحسن افضل ام الحسين (رضي الله عنهما)
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[08 - 03 - 08, 12:57 ص]ـ
ان مما لاشك فيه ان الحسن والحسين هما سيدا شباب اهل الجنه وقد اثار احد الاخوه مسألة الافضليه وهل الافضل الحسن ام الحسين فارجو الاجابه لمن عنده كلام لاهل العلم في هذه المسأله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 03 - 08, 10:30 م]ـ
قال الإمام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة 4/ 47: .. ثم لماذا كان إبراهيم فداء الحسين ولم يكن فداء الحسن والأحاديث الصحيحة تدل على أن الحسن كان أفضلهما وهو كذلك باتفاق أهل السنة والشيعة.
ـ[رافع]ــــــــ[28 - 03 - 08, 01:27 ص]ـ
للرفع
ـ[عبد الغفور ميمون]ــــــــ[28 - 03 - 08, 08:29 ص]ـ
أظن أن هذا من فضول القول .. فما الفائدة في معرفة أي منهما هو الأفضل ..(47/299)
ما هو ضابط التفريق بين الردة المجردة والردة المغلظة؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 12:43 م]ـ
السلام عليكم
ما هو ضابط التفريق بين الردة المجردة والردة المغلظة؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 03 - 08, 02:59 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125113
ـ[أبو السها]ــــــــ[08 - 03 - 08, 04:52 م]ـ
ـ الردة المجردة: هي ردة لا يتبعها فساد، ولا أذى ولا طعن، ولاحرب للإسلام والمسلمين .. ومن كانت ردته هذا وصفها، فالسنة فيه أن يستتاب قبل أن يقتل فإن تاب وعاد عن كفره قُبل منه وكان خيراً له، وإلا قتل ولا بد
ـ الردة المغلظة: هي ردة يتبعها إفساد، وأذى، وكيد، وقتل، وشتم للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ومرتد هذا وصفه لا يستتاب ولا تقبل توبته بعد القدرة عليه، ولا يصح أن يُعامل معاملة من كانت ردته مجردة، بهذا قضت السنة ومضى عليه فعل السلف.
عن أنس -رضي الله عنه- قال: قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- نفر من عكل فأسلموا، فاجتووا المدينة فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها، ففعلوا فصحوا، فارتدوا، فقتلوا رعاتهم واستاقوا الإبل. فبعث في آثارهم فأتى بهم، فقطع أيديَهم وأرجلهم وسمل أعينهم ثم لم يحسمهم حتى ماتوا. وفي رواية: ثم ألقوا في الحرة يستسقون فما سقوا حتى ماتوا.
وفي رواية عند مسلم:" فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم، وسمرت أعينهم ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا " والحديث متفق عليه.
وتقدير حكم الردة يرجع إلى الوالي أو من يقوم مقامه من القضاة والفقهاء،
وقد يجري القاضي أحيانا حكم الردة المغلظة على من لم يصدر منه إفساد، وأذى، وكيد للمسلمين لاعتبارات أخرى يراها القاضي. ومن هذا الباب ما قصه لنا القاضي عياض في -الشفا قال:
، (وقد أفتى ابن حبيب وأصبغ بن خليل من فقهاء قرطبة بقتل المعروف بـ (ابن أخي عَجَب)، وكان خرج يوماً، فأخذه المطر، فقال: بدأ الخرّاز يرش جلوده.
وكان بعض الفقهاء بها (أي بقرطبة): (أبو زيد)، و (عبد الأعلى بن وهب)، و (ابن عيسى)، قد توقفوا عن سفك دمه، وأشاروا إلى أنه عبث من القول يكفي فيه الأدب، وأفتى بمثله القاضي حينئذ (موسى بن زياد)، فقال (ابن حبيب): دمه في عنقي، أيشتمُ رباً عبدناه، ولا ننصر له؟ إنا إذاً لعبيد سوء، وما نحن له بعابدين، وبكى، ورفع المجلس إلى الأمير بها (عبد الرحمن بن الحكم) الأموي (ت282هـ).
وكانت عجَب عمة هذا المطلوب من حظاياه (أي من أحب الزوجات لعبد الرحمن بن الحكم)، وأُعلم باختلاف الفقهاء، فخرج الإذن من عنده بالأخذ بقول (ابن حبيب وصاحبه)، وأمر بقتله، فقُتل وصُلب بحضرة الفقيهين: (ابن حبيب وأصبغ)، وعزل القاضي لتهمته بالمداهنة في هذه القصة، ووبّخ بقية الفقهاء وسبّهم).(47/300)
قال بعض العلماء من أهل السنة في عقائدهم: إنَّ الميزان له كفتان وله لسان.
ـ[العدناني]ــــــــ[08 - 03 - 08, 12:48 م]ـ
قال بعض العلماء من أهل السنة في عقائدهم: إنَّ الميزان له كفتان وله لسان.
وكون الميزان له لسان كما ذكره ابن قدامة في اللمعة وذكره غيره، هذا لا أحفظ فيه دليلاً واضحاً -أو ما اطَّلَعْتُ فيه على دليل واضح-؛ لكن أخذوه من أنَّ ظاهر الوزن في الرُّجْحَان يتبين باللسان، فأَعْمَلُوا ظاهر اللفظ وجعلوا ذلك مثبتاً لوجود اللسان، فينبغي أن تكون محل بحث. صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية
- - - - - - -
فمن ينبري لمحل البحث هذا؟؟؟
- - - - -
ـ[سيد المصري]ــــــــ[08 - 03 - 08, 07:04 م]ـ
أخي العدناني سبقك بها سيد المصري:
سألت هذا السؤال من قبل وهذا هو الرابط وادع الله لي بالتوفيق:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=121063&highlight=%E1%D3%C7%E4+%C7%E1%E3%ED%D2%C7%E4(47/301)
أسماء الله الحسنى ربيع قلوب المؤمنين
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[08 - 03 - 08, 12:51 م]ـ
إنَّ أسماءَ اللَّهِ الحسنى وصفاتِهِ العُلَى لهي قُرَّةُ عينِ العابدِ المستقيمِ، وسَلْوَةُ خاطرِ المُحْزَنِ المُسْتَضِيمِ، ونُصْرَةُ المسلم المظلومِ، وفرجُ المهمومِ والمغموم، ومُتَنَفَّسُ البائسِ المكروبِ، إذا تكَالَبَتْ عليهِ الكروبُ، وتَعَاوَرَتْهُ الخطوبُ، وضاقتْ عليهِ الأرضُ بما رَحُبَتْ، والنفسُ بما اسْتَجْلَبَتْ؛ عَلِمَ أنَّ لهُ رَبًّا يرى مكَانَهُ ويسمعُ كلامَهُ، ويعلمُ حالَهُ؛ يُحبِيبُ دعوةَ المُضْطَرِّ، ويكشف الضر، وينصرُ المظلومَ.
وهوَ المستعانُ يُعِينُ مَن استعانَ بهِ.
وهوَ المُغِيثُ يُغِيثُ مَن استغاثَ بهِ.
وهوَ الرحمنُ الرحيمُ، والوهَّابُ الكريمُ، و الغنيُّ الحميدُ.
وعلم أنَّهُ عزيزٌ ذُو انتقامٍ ينتقمُ لعبدِهِ المؤمنِ ممَّنْ كادَهُ وآذَاهُ.
وأنه ولي المؤمنين، وخير الناصرين، وخير الحافظين، وأرحم الراحمين.
وأنه مع من ذكره، وآمن به وشكره، وتاب إليه واستغفره.
فيفْزَعُ قلبُهُ إلى إلهه العظيم، ومولاه الكريم، يعتصمُ بهِ، ويلوذُ بجَنَابِهِ، ويستمْسِكُ بحَبْلِهِ المتينِ؛ ويعلمُ أنَّ ما هوَ فيهِ من الكربِ والضيقِ إنَّما هوَ بعلْمِهِ ومشيئتِهِ، وأنَّهُ لمْ يُقَدِّرْهُ عليهِ إلاَّ لما لهُ في ذلكَ من الحِكَم البالغةِ، والنِّعَمِ السابغةِ التي يستحقُّ عليها الحمدَ والحبَّ كُلَّهُ:
- فإمَّا مذنبٌ آبِقٌ يريدُ أنْ يَرْجِعَهُ إلى روضةِ الطاعةِ، ويُذِيقَهُ مرارةَ العصيانِ، وعاقبةَ الطغيانِ؛ فيَرْجعُ و يَسْتَعْتِبُ.
- وإمَّا مؤمنٌ صالحٌ يريدُ أنْ يرفعَ درجاتِهِ، ويُكَفِّرَ سيئاتِهِ، ويُعْلِيَ منزلتَهُ، ويبتليَ في الإيمانِ والصبرِ قُوَّتَهُ، ويُبَاهِيَ بهِ ملائكتَهُ.
فتهدأُ بذلكَ نفسُهُ، وتَقَرُّ عينُهُ، ويَسْكُنُ جأْشُهُ، ويطْمَئِنُّ قلْبُهُ {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28] وهذا من السكينةِ التي يُنزلُها اللَّهُ تعالى على قلوبِ عبادِهِ المؤمنينَ.
انظرْ إلى قولِ اللَّهِ تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}
[الحجر: 97 - 99].
وتأمل أثرها على قلب نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد آذاه المشركون بأنواع الكلام السيء، والاتهامات الباطلة المتناقضة التي لا غاية منها إلا الإيذاء والصد عنه بأي وسيلة كانت.
فقالوا عنه: ساحر، وقالوا: {إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً}، فاعجب: كيف يجتمع الاتهامان؟!!
وقالوا: هو كاهن، وقالوا: {إنما يعلمه بشر}، فاعجب أيضاً كيف يجتمعان؟!!
وقالوا عنه مجنون، وقالوا: يريد الملك والرئاسة، فاعجب كيف يمكن لمجنون أن يكون أهلاً لطلب الملك والرياسة؟!!
حتى إنهم من فرط ولَعِهِم بالاتهامات الباطلة قالوا عنه: شاعر، وهم يعرفون الشعر وبحوره وهزجه ورجزه، ويعرفون أن القرآن لا يلتئم مع الشعر ولا يشبهه أي شعر.
ويعرفون أنه لم يقل قصيدة قط وقد لبث فيهم عمراً قبل بعثته لا يقيم وزن بيت من الشعر.
فانظر إلى اتهاماتهم الباطلة المتناقضة التي تدل على أنهم إنما يريدون أذيته والصد عنه، ويعرفون أنهم مبطلون أفاكون فيما يقولون.
وتأمل كونها صادرة من قومه وقرابته الذين نشأ بينهم فعرفه صغيرهم وكبيرهم، وذكرهم وأنثاهم، بصدقه وأمانته، وحسن خلقه وسيرته، وإحسانه إليهم وصلته لهم.
ثم هو يدعوهم لما فيه عزهم وخيرهم ونجاتهم ومجدهم في الدنيا والآخرة فيقابلونه بهذه الأقوال السيئة والاتهامات الباطلة
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة = على النفس من وقع الحسام المهند
فانتقل بذهنك إلى تلك البقاع، وإلى ذلك الزمان، وتفكر في نفسك كيف أثر تلك الاتهامات الباطلة، والحرب النفسية، وذلك التآمر البغيض من كبراء القوم وسفهائهم على نفس الرسول الكريم الذي جاء ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وليأخذ بحجزهم عن النار.
بل تعدى الأمر إلى السخرية به والاستهزاء المقيت.
{وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا}
يقول له أحد المستهزئين: أمرطُ ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك!
ويقول له آخر: أما وجد الله أحداً يرسله غيرك؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/302)
والحظ معنى الاستهزاء والاستخفاف والاحتقار بشخص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، في قولهم: {لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم}
إلى غير ذلك من أقوالهم السيئة المشينة، التي تنمّ عما تنمّ عنه.
ثم تأمل تثبيت الله عز وجل لنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون) تجد فيه من التسلية والتثبيت ما يطمئن القلب، ويذهب الهم والغم، ويجلي الخوف والحزن، ويسلي النبي صلى الله عليه وسلم تسلية عظيمة لا مثيل لها.
ويكفي أن تتأمل ما وراء هذه النون العظيمة في قوله تعالى: (نعلم) من الأسرار التي تحار لها الألباب، فتقف مبهوتة أمام عظمة دلائلها، حيث تجدها تشعر بأن الملكوت الأعلى على علم بما أعلمهم الله به من أذية قومه له، وأنهم من جند الله الناصرين له، وأن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير، وأن لله جنود السموات والأرض وكان الله قوياً عزيزاً، فقوته لا تضاهيها ولا تدانيها قوة، وعزته لا يمكن أن تنخرم أو تشوبها أية شائبة، وأنه قد كتب العزة لنفسه ولرسوله وللمؤمنين.
فتضمحل أمام عظمة مدلولات هذه الآية العظيمة جميع معاني الخوف والحزن والضيق، ويتضاءل أمامها كيد أولئك الكافرين الحاقدين، حيث بدوا في معايير الإيمان واليقين لا يساوون شيئاً يذكر أمام عظمة ملكوت الله تعالى، بل لا يساوون شيئاً يستحق أن يؤبه له.
فيخف ما كان على النفس ثقيلاً، وتتبدد المخاوف، ويذهب الهم والغم، وينجلي الحزن، وتنزل السكينة، ويحل الأمن، وتغمر القلب مشاعر الأنس بالله، والثقة بحفظه ونصره، والطمأنينة بذكره، والتصديق بوعده، فينشغل بالأنس به تعالى عن الوحشة منهم، والفرح به جل وعلا عن الخوف منهم.
وتأمل أيضاً: ما تفيده حروف الواو اللام و (قد)
التي تؤكد تحقق علم الله بما يقولون، وهو علم له لوازمه ومقتضياته وآثاره، ليس مجرد علم، وليس علمه كأي علم، بل هو علم الذي لا يخفى عليه شيء، ولا يعجزه شيء، ولا يمكن أن يقر الظلم على رسوله ووليه، ولا يمكن أن يهمله ويتخلى عنه، سبحانه وبحمده، فهو يتعالى ويتنزه عن أن يخذل رسوله ووليه الذي يسعى في مرضاته، ويبلغ رسالاته، وهذا من أسرار الأمر بالتسبيح بحمده جل وعلا في الآية التي تليها قال تعالى: (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)
فأرشده إلى الإعراض عنهم، والاستئناس بعبادة الله وحده، وملازمة عبادته والسجود له، وكلما كان العبد أكثر ذلاً وخضوعاً وانقياداً لله جل وعلا كان نصيبه من العزة والرفعة والحفظ أكمل وأعظم، وفتحت له تلك العبادة أنواعاً من العلم والمعرفة والإيمان واليقين، الذي جد حلاوته وبرده، وأثره عليه ثمرته، دليلاً عظيماً على عناية الله تعالى بعبده، وحسن كفايته ووقايته وحفظه.
فيكتسب القلب ثقة وطمأنينة ويقيناً تضمحل معه جميع أنواع الأذى، وتتلاشى معه صور الرهبة والخوف مما يقولون.
وتأمل على هذا النحو قوله تعالى: {فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [يس: 76].
وقوله: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [الطور: 48].
وقوله: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} [الأنبياء: 83 - 84].
ولا يفوتنك مدلول قوله تعالى: {وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} حيث جعل الله قصة أيوب عليه السلام ذكرى لكل عابد مؤمن، إذا مسه الضر لجأ إلى الله ودعاه فيفرج الله عنه، ويكشف ما به من ضر، ويعوضه خيراً مما فاته.
وكذلك قوله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87 - 89].
وقلَّ من يتفطن لمعنى قوله تعالى قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}
وقال تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 61 - 62].
فتأملْ -نوَّرَ الله قلبَك بالإيمانِ-عظمةَ اليقينِ بالله عزَّ وجلَّ، كيف لم يتزعزع إيمانه ويقينه بالله في هذه اللحظات الحرجة، فالعدو خلفه يراه، والبحر أمامه، فتوقفت الأسباب المادية، وبقي أعظم سبب لم ينقطع، وهو الإيمان واليقين بالله تعالى وحسن الظن به، فلا جرم م يخذل الله من آمنَ بهِ وتوكلَ عليهِ.
وقال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمرانَ: 173 - 174].
وقال لموسى وهارونَ: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46].
وقال في محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40].
والآياتُ في هذا المعنى كثيرةٌ.
وللحديث بقية ... وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(47/303)
الإغاثة بأدلة الاستغاثة لأحد القبوريين.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 01:43 م]ـ
هناك كتاب لأحد القبوريين بعنوان (الإغاثة بأدلة الاستغاثة) ذكر فيها أدلة جواز الاستغاثة عنده، فهل هناك رد على هذا الكتاب.
ـ[المقدادي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 01:50 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
راجع هذا الرابط:
" الإسعاف من إغاثة السقاف "
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=121667
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 02:41 م]ـ
الحمدلله.
جزاك الله خيراً أخي المقدادي
وجزى الله الشيخ عبدالله الخليفي على إسعافه
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 08:14 م]ـ
وإياك أخي الحضرمي
ولست شيخاً
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[08 - 03 - 08, 08:35 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك يا اخى المقدادى سرعتك و اخونا العضو المخضرم عبد الله الخليفى عمى الاسعاف و هذا الموضوع هام جدا و يجب التركيز عليه فان القبوريين صوتهم عال فى هذه الايام
و جزاكم الله خيرا(47/304)
هل السلف الصالح رضوان الله عليهم يلزم منا متابعتهم في أفهامهم؟
ـ[إياد أبو ربيع]ــــــــ[10 - 03 - 08, 04:49 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
الأخوة الكرام
هل السلف الصالح رضوان الله عليهم يلزم منا متابعتهم في أفهامهم؟
أم أن هناك ثمة مساحة برزت من بعدهم تبعا لتغير الأحوال الظروف وتقدم في بعض العلوم؟
بناء على ما سبق فهل يجدر بنا أن نأخذ تفسيرات الصحابة والتابعين للنصوص الشرعية دون أي تأملات وفحصها على الواقع ومعطيات العلم الحديث؟
نحن نجل السلف الصالح، لكن نأخذ من فهمم ما يفيد واقعنا المعاصر .. أليس كذلك؟؟؟
بارك الله فيكم ألهموني الرشاد بعد الله تعالى ...
ـ[العدناني]ــــــــ[10 - 03 - 08, 07:12 ص]ـ
أعانك الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=127326&highlight=%C7%D3%E3%DA+%E1%E3%CD%C7%D6%D1%C9
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[10 - 03 - 08, 02:43 م]ـ
باركَ الله فيك أخي إياد ..
وسبق أن ذكرتَ في مشاركةٍ سابقة أنك تحبُّ النصح ..
وقد نصح الإخوة هناك نصائحَ منهجيَّة في التلقي، ومعالم أهل السنَّة في التلقي والاستدلال ..
وقد بيَّنتُ لك أخي - واعذرني على التَّكرار - أنك بحاجةٍ لفهم باب الإجماع فهماً صحيحاً؛ وذلك من خلال:
* حجيَّة الإجماع
* الإجماع السكوتي
* الإجماع بعد الخلاف
* إحداث قول جديد
* مخالفة من لم يبلغه الدليل، وهل يعدُّ ناقضاً للإجماع ..
...... إلخ ..
انظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125113
ـ[أبو عبدالرحمن العمري]ــــــــ[12 - 03 - 08, 08:18 م]ـ
الأخ أبو ربيع ربما أنت متأثر بالخوارج فإنهم لا يعنبرون فهم السلف عليك بمنهج السلف وتب إلى الله واسأل الله الهداية
ـ[الخزرجي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 10:50 م]ـ
فهل يجدر بنا أن نأخذ وفحصها على الواقع ومعطيات العلم الحديث؟
لا، لا يجدر بنا أن نأخذ بتفسيرات الصحابة والتابعين للنصوص الشرعية دون أي تأملات.
لكن ما معنى فحصها على الواقع ومعطيات العلم الحديث؟!
ـ[سعدسعود]ــــــــ[16 - 03 - 08, 05:27 م]ـ
الاخ ابو اياد
بارك الله فيك
العلم في الكتاب والسنه هو النافع وهو ما يقرب الى الله تعالى، فكثرة الكلام ليست علماً
ولاشك ان السلف الصالح اصح واسلم عقولا وقلوبا من الخلف
ففهمهم فيه النجاه لمن ارادها، وهم اعلم بالطريق ........
وفقنا الله واياك لكل خير
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[16 - 03 - 08, 05:56 م]ـ
لا شك أن هدي الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أكمل الهدي وأتمه،يلزمنا الإقتداء بهم ومتابعتهم لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديّين، عضّوا عليها بالنواجذ. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وأن السلف الصالح يقصد بهم الصحابة الكرام وتابعوهم ومن تبعهم بإحسان، لأن النبي صلى الله عليه سلم خص قرنه وقرنين بعده بالخيرية فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم - ثم قال عمران راوي الحديث: فلا أدري بعد قرنيه قرنين أو ثلاثة - ثم يكون بعد ذلك قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن" أخرجاه في الصحيحين. فمن حاد عن منهج الصحابة وعقيدتهم،ومنهجهم، وفهمهم للنصوص الشرعية فقد ضل وزاغ لأن خيرية الأمة منوطة باتباعهم
وهم نقلة الوحي إالينا وهم السند المعتمد لدى الأمة وإن كنا لانقول بعصمتهم. رضوان الله عليهم وأرضاهم. وقال الضحاك عند قوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران: 110] هم أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والدعاة الذين أمر الله المسلمين بطاعتهم.
ـ[ابو عبد الرحمن المكي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 05:37 م]ـ
اخي اذا كنت نريد فهم الكتاب والسنة على مراد الله تبارك وتعالى فلا شك ان من خاطبهم الله بكتابه هم افهم لمراد الله منا ولذلك هم الاعلم فهم لا يحتاجون الى تعلم النحو والصرف والبلاغة والاصول وما نحتاج الى تعلمه من مفردات اللغة والى الخلافات الفقهية التي حذثت بعدهم والى علم الرجال بالاضافة الى ان حياة البداوة تصفي الذهن فتجد ان من في البادية قل ان يسمع شيئا الا حفظه اما نحن اهل المدن فالى الله المشتكى فكان علمهم متوقفا على حفظ القران والسنة فقط اما نحن فتحتاج الى كل هذه المقدمات حتى تجتهد وحتى اذا ادركت ذلك كله فلن تصل الى علم الصحابة ولا يخفاك ان النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم تلك الخطبة الطويلة التي اخبرهم فيها بما هوكائن الى قيام الساعة واما اذا كنت تريد التفسير الذي يعتمد على ما وصل اليه الغرب في شتى المجالات فهذا ليس تفسيرا وانما هو لي لاعناق الادلة حتى تصير على ما نريد وهو صرف لكلام الله تعالى عنما اراده وانما ذكرت هذا الكلام لان قولك أم أن هناك ثمة مساحة برزت من بعدهم تبعا لتغير الأحوال الظروف وتقدم في بعض العلوم؟ توحي بان من بعدهم صاروا اقدر على فهم مراد الله اكثر منهم واما الاجابة على سؤالك فيلزم منا متابعتهم في منهج الفهم الذي هو قائم على ان السنة وحي من الله قد تفسر ما في القران وقد تزيد عليه وان مرد الاستنباط منهما الى فهم كلام العرب والى علم اصول الفقه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/305)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[21 - 03 - 08, 02:26 ص]ـ
رحم الله الشيخ الألباني الذي كثيراً ما كان يردد - إن لم أكن مخطئاً [منهج السلف أسلم وأعلم وأحكم](47/306)
أرجو مساعدتي في هذه المسألة
ـ[أبو بشرى الغامدي]ــــــــ[10 - 03 - 08, 10:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أورد الشيخ بهرام بن عبد الله بن عبد العزيز الدميري المالكي رحمه الله، في شرحه لمختصر ابن الحاجب
مقولةً في معرض شرحه لمسألة التحسين والتقبيح العقلي، وذلك في بداية مسالة الحكم، حيث قال:
ولهذا قيل: مَنْ تَنَزَّهَ عَنْ الأَغرَاضِ، جلّ عَنْ الاِعتِرَاضِ.
أرجوا من الإخوة الفضلاء مساعدتي في ضبط هذه المقولة أولاً،
ثم نسبتها إلى قائلها إن أمكن
ثم بيانها وشرحها
ووقع قبلها ما قوله: (فَأَفعَالُ اللهِ تَعَالىْ قَبْلَ وُرُودِ الشَّرعِ كُلُّها حَسَنةٌ بِالنَّظرِ إِلىْ الاِعتِبَارَينِ الآخِرَينِ دُونَ الأَوَّلِ
أَمَّا حُسْنُهَا بِاعتِبَارِ الثَّانيْ، فَلأَنَّهُ تَعَالىْ فَاعِلٌ كُلَّ مُمكِنٍ، وَنَحنُ مَأمُورُونَ بِمَا لنَا عَلَيهِ، سَوَاءٌ وَافَقَ فِعلُهُ تَعَالىْ غَرَضَنَا أَو خَالَفَهُ.
وَأَمَّا بِاعتِبَارِ الثَّالِثِ، فَلأَنَّهُ تَعَالىْ لا حَرَجَ عَلَيهِ، لأَنَّهُ مَالِكُ المُلكِ، فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ قَادِرٌ عَلىْ ما يَشَاءُ، لا مُعَقِِّبَ لحُكْمِهِ،
وَلا رَآدَّ لِفِعلِهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَأَمَّا نَفيُ الحُسَنِ عَنهَا بِاعتِبَارِ الأَوَّلِ، فَلأَنَّهُ تَعَالىْ يُنَزَّهُ عَنْ الأَغرَاضِ، وَلِهَذَا قِيلَ: 0000000000 الخ
(كتب الله أجركم، وسددكم ووفقكم)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 03 - 08, 01:16 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في "الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة": ويقولون نحن ننزه الله تعالى عن الأعراض والأغراض والأبعاض والحدود والجهات وحلول الحوادث، فيسمع الغر المخدوع هذه الألفاظ فيتوهم منها أنهم ينزهون الله عما يفهم من معانيها عند الإطلاق من العيوب والنقائص والحاجة، فلا يشك أنهم يمدحونه ويمجدونه ويعظمونه، ويكشف الناقد البصير ما تحت هذه الألفاظ فيرى تحتها الإلحاد وتكذيب الرسل وتعطيل الرب تعالى عما يستحقه من كماله - فتنزيههم عن الأعراض هو جحد صفاته كسمعه وبصره وحياته وعلمه وكلامه وإرادته، فإن هذه أعراض له عندهم لا تقوم إلا بجسم، فلو كان متصفا بها، لكان جسما، وكانت أعراضا له، وهو منزه عن الأعراض.
وأما الأغراض فهي الغاية والحكمة التي لأجلها يخلق ويفعل ويأمر وينهى ويثيب ويعاقب، وهي الغايات المحمودة المطلوبة من أمره ونهيه وفعله، فيسمونها أغراضا منه وعللا ينزهونه عنها. انتهى.
فالقصد أنهم ينفون الحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى.
ويراجع كتاب شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل لابن القيم رحمه الله
وكذلك رسالة منهج ابن تيمية في الرد على الأشاعرة للمحمود
وينظر هذه الروابط للفائدة حول التحسين والتقبيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=99374#post99374
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=610540#post610540
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 03 - 08, 01:20 ص]ـ
الإعلام بمخالفات الموافقات والاعتصام -
قال ابن القيم رحمه الله تعالى (1): (الأصل الخامس: أنه سبحانه حكيم لا يفعل شيئاً عبثاً ولا لغير معنى ومصلحة وحكمة هي الغاية المقصودة بالفعل، بل أفعاله سبحانه صادرة عن حكمة بالغة لأجلها فعل، كما هي ناشئة عن أسباب بها فعل، وقد دل كلامه وكلام رسوله على هذا وهذا في مواضع لا تكاد تحصى، ولا سبيل إلى استيعاب أفرادها فنذكر بعض أنواعها - ثم ذكر اثنين وعشرين نوعاً وذكر في كل نوع بعض الأدلة عليه -) اهـ
.
الوجه الثالث: أما قوله (ومنزه عن الافتقار في صنع ما يصنع إلى الأسباب والوسائط)
فالجواب عليه ماقاله ابن القيم رحمه الله تعالى (2): (أنه سبحانه إذا كان قادراً على تحصيل ذلك بدون الوسائط وهو قادر على تحصيله بها كان فعل النوعين أكمل وأبلغ في القدرة، وأعظم في ملكه وربوبيته من كونه لا يفعل إلا بأحد النوعين، والرب تعالى تتنوع أفعاله لكمال قدرته وحكمته وربوبيته، فهو سبحانه قادر على تحصيل تلك الحكمة بواسطة إحداث مخلوق منفصل وبدون إحداثه، بل ربما (3) يقوم به من أفعاله اللازمة وكلماته وثنائه على نفسه وحمده لنفسه، فمحبوبه يحصل بهذا وبهذا، وذلك أكمل ممن لا يحصل محبوبه إلا بأحد النوعين) اهـ.
(1) شفاء العليل) ص 319 - 346.
(2) شفاء العليل) ص360، وانظر (الفتاوى) 8/ 389.
(3) كذا في الأصل ولعل الصواب: وبما.
ـ[أبو بشرى الغامدي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 01:36 ص]ـ
ثبتك الله يوم تزل الأقدام
وأزال عنك الغمه اخي الفاضل
كل الشكر والتقدير على جهدك المبارك، وتوجيهك السديد
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 04:57 ص]ـ
الإعلام بمخالفات الموافقات والاعتصام -
قال ابن القيم رحمه الله تعالى (1): (الأصل الخامس: أنه سبحانه حكيم لا يفعل شيئاً عبثاً ولا لغير معنى ومصلحةوحكمة هي الغاية المقصودة بالفعل، بل أفعاله سبحانه صادرة عن حكمة بالغة لأجلها فعل، كما هي ناشئة عن أسباب بها فعل، وقد دل كلامه وكلام رسوله على هذا وهذا في مواضع لا تكاد تحصى، ولا سبيل إلى استيعاب أفرادها فنذكر بعض أنواعها - ثم ذكر اثنين وعشرين نوعاً وذكر في كل نوع بعض الأدلة عليه -) اهـ
الصواب:
وحكمته هي الغاية المقصودة بالفعل ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/307)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 07 - 09, 04:00 م]ـ
أحسنت، بارك الله فيك وجزاك خيرا.(47/308)
سؤال لفرسان ملتقى أهل الحديث أصحاب الخبرة للفرق وأصحاب المقالات.
ـ[أبو عبدالرحمن العمري]ــــــــ[10 - 03 - 08, 12:59 م]ـ
السؤال: هل هناك من صرح أو ذكر قبل شيخ الإسلام بأن جهماً بن صفوان أول من قال بهذه المقالات المخزية.
1. "إنكار الحكمة والتعليل في أفعال الرب" مجموع الفتاوى (8/ 38و 466) منهاج السنة (1/ 141 - 143) الجواب الصحيح (2/ 40 6/ 522).
2. "نفي التحسين والتقبيح العقليين" مجموع الفتاوى (4/ 192 و 11/ 676) الجواب الصحيح (2/ 308).
3. "إنكار الأسباب والطبائع" جامع الرسائل (1/ 88) مجموع الفتاوى (14/ 143و192) الصفدية (2/ 330).
4. "نفي الاستطاعة عن العبد فبل الفعل ومعه" الاستغاثة في الرد على البكري (1/ 175).
5. "جواز التكليف بما لا يطاق" درء التعارض العقل والنقل (1/ 65) ومجموع الفتاوى (8/ 469و 297و 19/ 216).
6. "تفسير الظلم بأنه المنزه عن الله أو الممتنع لذاته" مجموعة الرسائل المنيرية (3/ 211) ومجموع الفتاوى (11/ 686) ومنهاج السنة (2/ 304) وجامع الرسائل (1/ 120 - 142).
7. "الإدارة الإلهية تستلزم الرضا والمحبة" مجموع الفتاوى (13/ 37و8/ 342و 8/ 345)
أفيدوني باركم الله فيكم
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[10 - 03 - 08, 04:31 م]ـ
هناك رسالة ماجستير مطبوعة في مجلدين باسم: مقالات الجهم بن صفوان وأثرها على الفرق الإسلامية لياسر قاضي، أرجع لها قد تجد فيها ما تريد.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[10 - 03 - 08, 09:08 م]ـ
جزاك الله خيرا
جميع المسائل التي أشرت إليها لها تعلق بالقدر ومعلوم أن الجهمية في باب القدر جبرية
فيترتب على القول بالجبر أو الأصح أن نقول انبثق عن القول بالجبر كل هذه المسائل
إنكار الحكمة والتعليل في أفعال الرب
ونفي التحسين والتقبيح العقليين
وإنكار الأسباب والطبائع
وجواز التكليف بما لا يطاق
وتفسير الظلم بأنه المنزه عن الله أو الممتنع لذاته
إلخ
فمن هذا الباب نسبت إلى الجهم
فكل المقولات الباطلة التي خرجت من القول بالجبر نسبت إلى مبدعها ومؤسسها.
ومثال ذلك أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان يسمي المعتزلة والأشاعرة جهمية
وذلك باعتبار أن الجهم هو أول من حرف وأنكر الصفات مع أن الأشاعرة والمعتزلة تحريفهم وتعطيلهم جزئي والجهمي كان تعطيله كلي.
وكما كان السلف يسمون دين الروافض بدين اليهود باعتبار مؤسسه.
والله أعلم
هذا ربما يكون جوابا لمن أنكر أن تكون هذه الأقوال من أقوال الجهم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[10 - 03 - 08, 09:32 م]ـ
وقوله بالجبر معلوم مشتهر كما أشار إلى ذلك ابن حزم في الفصل والبغدادي في الفرق بين الفرق والأشعري في المقالات
كما ذكر ذلك الشيخ ياسر قاضي في كتابه مقالات الجهم (2|713)
ـ[أبو عبدالرحمن العمري]ــــــــ[10 - 03 - 08, 09:56 م]ـ
أخي عبد الاسط جزاك الله خيراً أعرف بأن جهماً أصل للتعطيل ونفي القدر وأنه من هذه الناحية ينسب إليه هذه المخازي ولكن الذي أريده إذا كان هناك من نسب إليه هذه الأقوال ماشرة قبل شيخ الإسلام بنتيمية
ثانيا: هل كتاب الشيخ ياسر قاضي متوفر في معرض الرياض للكتاب
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[10 - 03 - 08, 10:21 م]ـ
جزاك الله خيرا
مطبوع في مكتبة أضواء السلف
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[12 - 03 - 08, 11:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, توجد رسالة دكتوراة باسم (المسائل المشتركة بين اصول الفقه واصول الدين) للعلامة الاصولي د. محمد العروسي عبدالقادر, وقد تطرق لهذه المواضيع, والكتاب مهم جدا.
ـ[هشام محمد عواد الشويكي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 08:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفي أثناء تصفحي في سير النجوم الأوائل من الصحابة الكرام استوقفني إسلام الصحابي الجليل (ثمامة بن النعمان بن مسلمة بن عبيد بن يربوع بن الدؤل بن حنيفة) فارس بني حنيفة بلا مدافع وقائدها بلا منازع الذي وقف في وجه المرتدين من قومه، له كلام سائر،وشعر رائق، فيه معنى فائق يدل على ثباته على الحق، يقول، بعد أَنْ جمع بني حنيفة:
فقال: يا بني حنيفة إني أرى فيكم بغياً ولجاجة، والبغي هلاك، واللجاج نكد، في كلام قال فيه: وإنكم والله لو قاتلتم أمثالكم لما خفت أن يغلبوكم ولكنكم تقاتلون النبوة بالكهانة، والقرآن بالشعر، والأنصار بالكفار، والمهاجرين بالأعراب، فلو كان لنادم إقالة أو لشاك بقاء، لم نكره أن تذوقوا عواقب ما أنتم فيه ولكنه هلاك الأبد.
فأعظمه القوم أن يجيبوه وثبتوا على أمرهم فرجع مغضباً وقال: - من الطويل -
أهم بترك القول ثم يردني إلى القول إنعام النبيّ محمد
شكرت له فكي من الغل بعدما رأيت خيالاً في حسام مهند
وقال: - من الطويل أيضاً -
دعانا إلى ترك الديانة والهدى مسيلمة الكذاب إذ جاء يسجع
فيا عجباً من معشرٍ قد تتابعوا له في سبيل الغي والغي أشنع
منها:
وفي البعد عن دار وقد ضل أهلها هدىً واجتماع، كل ذلك مهيع(47/309)
جهود علماء حضرموت في مواجهة القبوريين.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[10 - 03 - 08, 05:17 م]ـ
هذا جزء من بحث العلامة أحمد المعلم من كتابه الماتع (القبورية).
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 06:15 م]ـ
بارك الله فيك
ابو عائشة
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 09:44 م]ـ
وفيك الله بارك أخي عمار.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 11:18 م]ـ
تسلم أبا عائشة على النقل، ولله در الشيخ الفاضل أحمدبن حسن المعلم، ونفع به أهل اليمن.(47/310)
الحسن البصري ومعجزة انشقاق القمر
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 09:02 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
فقد كنت أقرأ في كتاب ((المعجزة القرآنية)) للأشعري محمد حسن هيتو
فوجدته قد ذكر أن الحسن البصري أنكر انشقاق القمر في مكة
ثم ذكر اعتراضاً عقلياً لا يتناسب مع النفس السلفي في التعامل مع النصوص ناسباً إياه للحسن البصري
فحرصت على أن أتأكد من ثبوت هذا عن الحسن
فعمدت إلى الدر المنثور في التفسير المأثور للسيوطي فلم أجد للأثر أثراً!!
فقلت لعل السيوطي قد فاته هذا الأثر
فراجعت ما وقع بين من بيدي من التفاسير المأثورة
وهي تفسير الطبري وتفسير ابن أبي حاتم وتفسير البغوي فلم أجد هذا الأثر
ثم راجعت التفاسير الأخرى فوجدت جميع من يذكر هذا الأثر يعزوه إلى تفسير الماوردي
وتفسير الماوردي ليس مسنداً
لذا لا يصلح أن يكون عمدةً في إثبات الأثر عن الحسن البصري وخصوصاً أن التفاسير قد خلت من هذا الأثر
ولفظ هذا الأثر ((وقال الحسن: اقتربت الساعة فإذا جاءت انشق القمر بعد النفخة الثانية))
لفظ الأثر كما تشاهد لا يحتوي على أي اعتراضات عقلية والخبر حكمه حكم المرسل لأنه لا يقال بمجرد الرأي
ولكنه لا أصل له كما ترى
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - 03 - 08, 01:35 ص]ـ
أظن والله اعلم أن القرطبي ذكر ذلك أيضا عن الحسن.
ولست متأكدا والكتاب ليس قريبا مني.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:52 م]ـ
نعم لقد فعل ولكنه نقل عن الماوردي
فعاد الأمر على ما قلت(47/311)
توبة الشيخ محمد تقي الدين الهلالي من التيجانية
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 01:13 ص]ـ
المناظرة التي تاب على إثرها الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله
--------------------------------------------------
موضوع المناظرة: إثبات بطلان أوصحة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما
طرفي المناظرة: الشيخ محمد تقي الدين الهلالي و الشيخ محمد بن العربي العلوي القاضي بمحكمة فاس الجديدة بالمغرب
مكان المناظرة: بيت الشيخ محمد بن العربي العلوي بفاس (المغرب)
ابن العربي العلوي:أريد أن أناظرك في مسألة واحدة إن ثبتت ثبتَت الطريقة كلها- أي الطريقة التيجانية -
تقي الدين الهلالي: ما هي؟
ابن العربي العلوي: ادعاء التجاني أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما وأعطاه هذه الطريقة بما فيها من الفضائل فإن ثبتت رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم يقظة وأخْذه منه الطريقة فأنت على حق وأنا على باطل والرجوع إلى الحق حق وإن بَطُل ادعاؤه ذلك فأنا على حق وأنت على باطل فيجب عليك أن تترك الباطل وتتمسك بالحق ... تبدأ أو أبدأ أنا؟
تقي الدين الهلالي: ابدأ أنت.
ابن العربي العلوي: عندي أدلة كل واحد منها كاف في إبطال دعوى التجاني.
تقي الدين الهلالي: هات ما عندك وعليَّ الجواب.
ابن العربي العلوي:
الأول: إن أول خلاف وقع بين الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان بسبب الخلافة قالت الأنصار للمهاجرين منا أمير ومنكم أمير وقال المهاجرون إن العرب لا تذعن إلا لهذا الحي من قريش ووقع نزاع شديد بين الفريقين حتى شغلهم عن دفن النبي صلى الله عليه وسلم فبقي ثلاثة أيام بلا دفن صلاة الله وسلامه عليه فكيف لم يظهر لأصحابه ويفصِل النزاع بينهم ويقول الخليفة فلان فينتهي النزاع كيف يترك هذا الأمر العظيم لو كان يُكلِّم أحدا يقظة بعد موته لكلَّم أصحابه وأصلح بينهم وذلك أهم من ظهوره للشيخ التجاني بعد مضي ألف ومائتي سنة ولماذا ظهر؟ ليقول له أنت من الآمنين ومن أحبك من الآمنين ومن أخذ وردك يدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب هو ووالداه وأولاده وأزواجه لا الحفدة فكيف يترك النبي صلى الله عليه وسلم الظهور يقظة والكلام لأفضل الناس بعده في أهم الأمور ويظهر لرجل لا يساويهم في الفضل ولا يقاربهم لأمر غير مهم.
تقي الدين الهلالي: إن الشيخ رضي الله عنه قد أجاب عن هذا الاعتراض في حياته فقال أن النبي صلى الله عليه وسلم يلقى الخاص للخاص والعام للعام في حياته أما بعد موته فقد انقطع اللقاء العام للعام وبقي اللقاء الخاص للخاص لم ينقطع بوفاته وهذا الذي ألقاه على شيخنا من إعطاء الوِرد والفضائل هو من الخاص للخاص.
ابن العربي العلوي: أنا لا أُسلِّم أن في الشريعة خاصا وعاما لأن أحكام الشرع خمسة وهذا الورد وفضائله إن كان من الدين فلابد أن يدخل في الأحكام الخمسة لأنه عمل أعد الله لعامله ثوابا فهو إما واجب أو مستحب ولم ينتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى حتى بين لأمته جميع الواجبات والمستحبات وفي صحيح البخاري عن علي ابن أبى طالب أنه قيل له هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم معشر أهل البيت بشيء فقال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء إلا فهما يعطاه الرجل في كتاب الله وإلا ما في هذه الصحيفة ففتحوها فإذا فيها العقل، وفكاك الأسير وألا يقتل مسلم بكافر فكيف لا يخص النبي صلى الله عليه وسلم أهل بيته وخلفاؤه بشيء ثم يخص رجلا في آخر الزمان بما يتنافى مع أحكام الكتاب والسنة.
تقي الدين الهلالي: إن الشيخ عالم بالكتاب والسنة وفي جوابه مقنع لمن أراد أن يقنع.
ابن العربي العلوي: احفظ هذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/312)
الأمر الثاني: اختلاف أبى بكر مع فاطمة رضي الله عنهما على الميراث فلا يخفى أن فاطمة طلبت من أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه حقها من ميراث أبيها واحتجت عليه أنه إذا مات هو يرثه أبناؤه، فلماذا يمنعها من ميراث أبيها، فأجابها أبو بكر الصدِّيق بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نحن معشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا صدقة)، وقد حضر ذلك جماعة من الصحابة فبقيت فاطمة الزهراء مغاضبة لأبي بكر حتى ماتت بعد ستة أشهر بعد وفاة أبيها صلى الله عليه وسلم فهذان حبيبان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال فاطمة بضعة مني يسوءني ما ساءاها أو كما قال عليه الصلاة والسلام وصرح أن أبا بكر أحب الناس إليه، وقال: (ما أحد أمن علي في نفس ولا مال من أبي بكر الصدِّيق) رواه البخاري. وهذه المغاضَبة التي وقعت بين أبى بكر وفاطمة، تسوء النبي صلى الله عليه وسلم، فلو كان يظهر لأحد بعد وفاته لغرض من الأغراض لظهر لأبي بكر الصديق وقال له: إني رجعت عما قلته في حياتي فأعطها حقها من الميراث، أو لظهر لفاطمة وقال لها يا ابنتي لا تغضبي على أبي بكر فإنه لم يفعل إلا ما أمرته به.
تقي الدين الهلالي: ليس عندي من الجواب إلا ما سمعتَ
ابن العربي العلوي: احفظ هذا.
الأمر الثالث: الذي وقع بين طلحة والزبير وعائشة من جهة، وعلي بن أبى طالب من جهة أخرى واشتد النزاع بينهم حتى وقعت حرب الجمل، في البصرة فقتل فيها خلق كثير من الصحابة والتابعين وعقر جمل عائشة فكيف يهون على النبي صلى الله عليه وسلم سفك هذه الدماء ووقوع هذا الشر بين المسلمين بل بين أخص الناس به، وهو يستطيع أن يحقن هذه الدماء بكلمة واحدة وقد أخبر الله سبحانه في آخر سورة التوبة برأفته ورحمته بالمؤمنين وأنه يشق عليه كل ما يصيبهم من العنت وذلك قوله تعالى: ** لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (12)
تقي الدين الهلالي: ليس عندي من الجواب إلا ما سمعت وظهوره وكلامه للشيخ التجاني فضل من الله، والله يؤتي فضله من يشاء.
ابن العربي العلوي: احفظ هذا وفكِّر فيه.
الأمر الرابع: خلاف علي مع الخوارج، وقد سفكت فيه دماء كثيرة، ولو ظهر النبي صلى الله عليه وسلم لرئيس الخوارج وأمره بطاعة أمامه لحقنت تلك الدماء،
تقي الدين الهلالي: الجواب هو ما سمعت.
ابن العربي العلوي: احفظ هذا وفكر فيه، فإني أرجو أنك بعد التفكير ترجع إلى الحق ...
والأمر الخامس: النزاع الذي وقع بين علي ومعاوية، وقد قُتل في الحرب التي وقعت بينهما خلق كثير، منهم عمار بن ياسر، فكيف يترك النبي صلى الله عليه وسلم الظهور لأفضل الناس بعده وفي ظهوره هذه المصالح المهمة من جمع كلمة المسلمين وإصلاح ذات بينهم وحقن دمائهم، وهو خير المصلحين العاملين بقوله تعالى: {وَأَصْلِحُوا ** ذَاتَ بَيْنِكُمْ} وقوله تعالى: {** إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} ثم يظهر للشيخ التجاني في آخر الزمان لغرض غير مهم وهو في نفسه غير معقول لأنه مضاد لنصوص الكتاب والسنة.
قال الشيخ محمد تقي الدين الهلالي: فلم يجد عندي جوابا غير ما تقدم ولكني لم أُسلِّم له بن العربي العلوي: فكِّر في هذه الأدلة وسنتباحث في المجلس الآخر.
وقد تم بعد هذا المجلس عقد سبعة مجالس كل منها كان يستمر من بعد صلاة المغرب إلى ما بعد صلاة العشاء بكثير قال الشيخ محمد تقي الدين الهلالي: وحينئذ أيقنت أنني كنت على ضلال، ولكن أردت أن أزداد يقينا فقلت له: من معك من العلماء هنا في المغرب على هذه العقيدة؟ وهي أن كل مسألة في العقائد أو في الفروع يجب أن نعرضها مع قصر باعنا وقلة اطلاعنا على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ظهر لنا أنه موافق لهما قبلناه وما ظهر لنا أنه مخالف رددناه محمد بن العربي العلوي: يوافقني على هذا أكبر مُقدِّم للطريقة التجانية في المغرب كله وهو الشيخ الفاطمي الشرادي و بعد هذه المناظرة ذهب الشيخ تقي الدين الهلالي إلى الشيخ الفاطمي فعرض عليه ما قال له الشيخ محمد بن العربي العلوي فأقره على ذالك وأثبت صواب ما قال الشيخ العلوي وأنه هو الحق الذي لا شك فيه ,وأن هذه الطرق الصوفية لا فائدة فيها
ــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب الهدية الهادية للفرقة التجانية للشيخ محمد تقي الدين الهلالي.
و جعلته على شكل حوار حتى تتضح المحاضرة أكثر.
رحم الله الشيخين رحمة واسعة و رزقنا الثباث على هدي نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و الحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو أويس البيضاوي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 12:56 ص]ـ
رحمةالله العلامة فخر المغرب الشيخ تقي الدين الهلالي (الحق واضحًا أبلج وبدا الباطل ضعيف الحجة لجلجًا)، وارجو من الله ان يتبتني واياكم على الحق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/313)
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[15 - 03 - 08, 01:27 ص]ـ
والأمر الخامس: النزاع الذي وقع بين علي ومعاوية، وقد قُتل في الحرب التي وقعت بينهما خلق كثير، منهم عمار بن ياسر، فكيف يترك النبي صلى الله عليه وسلم الظهور لأفضل الناس بعده وفي ظهوره هذه المصالح المهمة من جمع كلمة المسلمين وإصلاح ذات بينهم وحقن دمائهم
يرجى التنبه إلى ما علّم بالأحمر،
فأفضل الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان رضي الله عنهم جميعا [كما جاء في الآثار الصحيحة عن الصحابة، وأنهم كانوا يقولون ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكر عليهم] ثم علي بن أبي طالب ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عن الجميع.
...
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 01:49 ص]ـ
يرجى التنبه إلى ما علّم بالأحمر،
فأفضل الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان رضي الله عنهم جميعا [كما جاء في الآثار الصحيحة عن الصحابة، وأنهم كانوا يقولون ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكر عليهم] ثم علي بن أبي طالب ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عن الجميع.
...
الظاهر انه يقصد العموم
اي الصحابة عامة ً
والله اعلم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 01:24 م]ـ
صدقت أخي عمار المقصود.
خصوصا أن الشيخ بن العربي ذكر عموم الصحابة ليقارنهم مع التيجاني.
و الله تعالى أعلم.
ـ[أبو أنس التيبازي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 04:49 م]ـ
بارك الله فيك أخي على ماقدمت ولمزيد من الفائدة
فالشيخ مشهور حسن ترجمة للشيخ تقي الدين ترجمة ماتعة للغاية حري أن تسمع وهي موجودة على موقع الشيخ(47/314)
صلاح الدين الأيوبي ـ رحمه الله ـ والمذهب الأشعري
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[12 - 03 - 08, 07:45 م]ـ
انظر كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة1/ 149ـ150 لـ د.عبدالرحمن بن صالح بن صالح المحمود
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 03 - 08, 11:13 م]ـ
نسأل الله أن يهدي الأشاعرة لاتباع السلف الصالح وترك تحريف صفات الله تعالى.
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[12 - 03 - 08, 11:40 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
أما المذهب الأشعري فإنما فرض رغبة ورهبة وكان هذا سبب انتشاره .. ولا يفوتنكم خبر امتحان ابن تومرت وأتباعه -الخارجي الذي ادعى المهدية- الناس على عقيدته الأشعرية التي أسماها المرشدة، فكم سفك من دم حرام هو وأتباعه، فقتلاهم مئات ألوف، بل ملايين هكذا نشر المذهب الأشعري بالمغرب،،
والذي يينبغي أن يناقش هو ما يدعيه هؤلاء الأشاعرة من أن كون صلاح الدين رحمه الله الذي هزم الصليبين أشعريا، وكون محمد الفاتح رحمه الله فاتح القسطنطينية ماتريديا؛ يدل على أن الأشاعرة والماتريدية على الحق!!
ولي إن شاء الله عودة .. بارك الله فيكم ..
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 02:42 ص]ـ
نسأل الله أن يهدي الأشاعرة لاتباع السلف الصالح وترك تحريف صفات الله تعالى.
آمين و بارك الله فيكم أجمعين.
ـ[ابو حفص الجزائري]ــــــــ[13 - 03 - 08, 04:28 م]ـ
يا أخ لماذا حشرت ابن أبي زيد القيرواني مع الأشاعرة كونه دافع عن الأشعري لكن ليس هو من الأشاعرة بل بعض الأشاعرة أنكروا على مخالفته لهم كقوله في الإستواء وبارك الله فيك
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 11:02 م]ـ
يقول الشيخ دمشقية حفظه الله:
جاء في كلام الشيخ عبد القادر أرناؤوط حفظه الله "وكان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله أشعري متعصبًا كما هو معروف من سيرته، فلذلك أصبحت للأشاعرة قوة عظيمة في مصر والشام» [سير أعلام النبلاء 1/ 13].
قلت:
وقد ابتلي صلاح الدين بمشايخ قمة في التعصب أمثال الخبوشاني.
قال السبكي:
«دخل يومًا القاضي الفاضل وزير السلطان لزيارة الشافعي، فوجده – الخبوشاني شيخ صلاح الدين – يلقي الدرس على كرسي ضيق، فجلس وجنبه إلى القبر، فصاح الشيخ فيه، قم، قم، ظهرك إلى الإمام؟ فقال الفاضل: إن كنت مستدبره بقالبي فأنا مستقبله بقلبي، فصاح فيه أخرى وقال: ما تُعُبِّدنا بهذا. فخرج وهو لا يعقل» [طبقات السبكي 7/ 15 – 17 محققة].
يجب نبش قبور مثبتي صفات الله
قال السبكي:
«وأخذ الخبوشاني في بناء الضريح الشريف (ضريح الشافعي) وكان ابن الكيزاني رجل من المشبهة مدفونًا عند الشافعي رضي الله عنه فقال الخبوشاني: لا يكون صديق وزنديق في موضع واحد. وجعل ينبش جثته ويرمي عظامه وعظام الموتى الذين حوله من أتباعه، وتعصبت المشبهة عليهم، ولم يبال بهم» [طبقات السبكي 7/ 15 – 17 محققة].
التعليق: نسأل اله العافية والسلامة.
ثم ليس كل من انتصر في معركة دل انتصاره على صحة عقيدته.
فقد انتصر علينا مبتدعة وكفار.
وكان المعتزلة ظاهرين على أهل الحديث في عهد المأمون.
وحكم الباطنبون العالم الاسلامي لفترة طويلة.
واستولى القرامطة على مكة واقتلعوا الحجر الأسود.
واليوم كلا الحرمين بأيدي السلفيين حماهما الله من أهل البدعة والكفر والشرك.
فلماذا لا تتبعوا أئمة الحرمين وهم سلفيو العقيدة ويحذرون من المذهب الأشعري؟
إن أي تجيير للانتصار كدليل على صحة التدين والمذهب سوف يجير عند اليهود مثلا كدليل على صحة دينهم.
إذ يقولون كيف تستدلون بالنصر على صحة الدين ولا يجوز لنا نحن أن نستدل على ذلك ونحن قد سلبناكم فلسطين طيلة ما يقارب القرن الآن؟
وليس لنا إلا أن نقول لهم: فلنقارعكم الحجة بالحجة ونقول لكم: إفتحوا كتابكم وسوف تجدون الدليل على بطلان دينكم.
وهكذا نقول للمذهب الأشعري الذي وافق في كثير من تحريفاته تحريفات المعتزلة بل وافقهم على أصل علم الكلام الذي اتفق أئمة الاسلام على ذمه والطعن في كل من اتبعه ودعا الى اتباعه.
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[14 - 03 - 08, 12:04 ص]ـ
قال عمار احمد المغربي:
يقول الشيخ دمشقية حفظه الله:
جاء في كلام الشيخ عبد القادر أرناؤوط حفظه الله "وكان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله أشعري متعصبًا كما هو معروف من سيرته، فلذلك أصبحت للأشاعرة قوة عظيمة في مصر والشام» [سير أعلام النبلاء 1/ 13]. انتهى
ـــــــــــــــــــ
استغراب؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
اخي:
محققا كتاب سير اعلام النبلاء للذهبي ـ رحمه الله ـ بمؤسسة الرسالة
هما: شعيب الأرناؤؤط ود. بشار عواد وليس الشيخ عبدالقادر الأرناؤؤط رحمه الله
والكلام المنقول مذكور في مقدمة دراسة الكتاب عن بيئة الذهبي حياته ونشأته لمحققي الكتاب في المقدمة وحواشيها
كما ذكرته لك اعلاه في المشاركة السابقة
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 01:50 ص]ـ
يجب فهم الوضع التاريخي للمرحلة واحسن من بينها الصلابي في كتابه عن السلجوقيين، وقد سيطر الشيعة البويهيون على العراق والدولة العباسية ولم يواجهوا إلا من قبل الأشاعرة لأنهم هم من تمكن.
وكان مذهب السلف أضعف لذا من حكمة الباري أن يهيأ من يرد ويذود عن دينه فكانوا الأشاعرة في ذلك الوقت وهم من أوقف زحف الشيعة من الشرق من البويهين ومن الغرب الفاطميين.
فتنبه ولا تسقط واقعا تفهمه عقديا مجردا على واقعا تاريخيا.
وصلاح الدين هو من أدخل بدعة الصلاة على النبي في الآذان ولكنه كان يريد ابطال بدعة ذكر الحكام الفاطميين في الآذان فكانردا لباطل بباطل أخف فتنبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/315)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - 03 - 08, 03:34 م]ـ
قال عمار احمد المغربي:
يقول الشيخ دمشقية حفظه الله:
جاء في كلام الشيخ عبد القادر أرناؤوط حفظه الله "وكان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله أشعري متعصبًا كما هو معروف من سيرته، فلذلك أصبحت للأشاعرة قوة عظيمة في مصر والشام» [سير أعلام النبلاء 1/ 13]. انتهى
ـــــــــــــــــــ
استغراب؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
اخي:
محققا كتاب سير اعلام النبلاء للذهبي ـ رحمه الله ـ بمؤسسة الرسالة
هما: شعيب الأرناؤؤط ود. بشار عواد وليس الشيخ عبدالقادر الأرناؤؤط رحمه الله
والكلام المنقول مذكور في مقدمة دراسة الكتاب عن بيئة الذهبي حياته ونشأته لمحققي الكتاب في المقدمة وحواشيها
كما ذكرته لك اعلاه في المشاركة السابقة
كان بالإمكان تصحيح الخطأ بدون استغراب
فهو فقط سهو أو ربما كتبه الشيخ حفظه الله من غير انتبهاه، حيث ان اسماءهم متشابهة (الأرنؤوط)
وهذا يحصل
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[15 - 03 - 08, 10:55 ص]ـ
والشيء الذي يجهله الكثير من الناس أن في زمن صلاح الدين بدأ التمكين للصوفية حتى بلغ ذكروته في عهد المماليك فصار المجذوب صاحب الكلمة عند أمراء المماليك فجاءت الدولة العثمانية فزادت هذا التمكين، حتى صار الاسلام غريبا في أرض المسلمين، والله المستعان
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[19 - 03 - 08, 02:00 ص]ـ
التاريخ لا ينكر و لا يمكن ان يغير، و لكن أعتقد من الظلم و الإجحاف أن يحمل بطل و قائد ناصر للإسلام كصلاح الدين و غيره مذهبا كان سائدا في زمن من الأزمان وتأثر به جمع من علماء الإسلام الكبار الذين تدور بعض العلوم عليهم و هؤلاء على فضلهم و علمهم لم يسلموا من الزلل و التأثر بما كان سائدا في ذلك الزمن فكيف صلاح الذي تحقق على يده ما لم يتحقق على يد غيره و كشف عن المسلمين كرب ضل جاثما على الأمة لأكثر من ثمانين سنة!!
و ارتقع اسم الله سبحانه في المسجد الأقصى في عهده بعد غياب لاكثر من 80 سنة!!
اقول هذا لاني قرأت لبعض الفضلاء تهجما شديدا على القائد الفاتح صلاح الدين لهذا السبب الذي لم يسلم منه كبار أهل الفضل و العلم.
ـ[فيصل]ــــــــ[20 - 03 - 08, 01:59 ص]ـ
ولما تولى صلاح الدين حكم مصر ولى على القضاء صاحبه صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس الماراني، الذي ألف "رسالة في الذبعن أبى الحسن الأشعري ".
هذه فائدة مهمة فصاحب صلاح الدين هذا ليس بأشعري على المعنى المتبادر عند الكثير بل هو أشعري على ما جاء في الإبانة!! كما جاء في رسالته المذكورة يعني حشوي عند كثير من الأشعرية!!(47/316)
مسائل في المجاز (11) أنموذج لسطحية نفر من الباحثين في معالجة قضية المجاز ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 11:02 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ....
فمن أشد ما يثير العجب ويحرك الدهشة في نفسي =تلكم السطحية التي يتناول بها جل الباحثين قضية المجاز وإثباته ونفيه ....
فمن مظاهر تلك السطحية محاولة تصوير الخلاف على أنه قضية الصفات وإثباتها وحسب؛ فمن أثبت الصفات على ما كان عليه النبي (ص) وأصحابه= فقد جاز القنطرة، وليقل بعد ذلك في اللسان والشرع وأصول الاستدلال والفهم ما شاء وليخبط كيف شاء تحت مظلة المجاز ...
أما أشد ما تظهر فيه هذه السطحية فهو محاولة تصوير القضية على أنها مجرد خلاف في تلقيب أسلوب من أساليب العرب وطريقة من طرائقها ...
ولا أدري ماذا أُسمي تلك الشناعة؛فلفظ التسطيح هين عليها ....
ولبيان مدى الغفلة والتسطيح المسيطرين على هذا القول أقول:
العرب استعملت اللفظة الواحدة وأرادت بها أكثر من معنى ... إلى هنا وهذا قدر متفق عليه لا نزاع فيه ...
الآن: لنتصور أن باحثاً سمى هذا الأسلوب من أساليب العرب= توسعاً
وسماه آخر: تجوزاً
وسماه ثالث: فخامة
وسماه رابع: اتساعاً
إلى هنا وهنا فقط يمكننا تسمية ذلك خلافاً لفظياً ويمكننا عد الخلاف هنا من بابة الخلاف في التلقيب فحسب ....
طيب .... هل هذه هي حقيقة الحال في مسألة المجاز والنزاع فيه (؟؟؟)
الجواب: لا وكلا وكلا ولا .......
فواقع الحال: أن لدينا تياراً كبيراً نحن نتنازع معه.هذا التيار مارس من أنواع التألي والادعاء على العرب والعربية والشرع ما لا يمكن وصفه ووصف خطورته إلا بوصف واحد وهو: الجناية.
زعموا ولبئس ما زعموا:
1 - إن أحد هذه المعاني التي تكلمت العرب بهذا اللفظ تريدها هو المعنى الحقيقي وهو الذي ينبغي حمل الكلام عليه إذا خلا الكلام من القرائن ... ومعنى حمل الكلام: أنك تقول: إن المتكلم الذي بيني وبينه قرون قد أراد هذا المعنى بالذات.
2 - ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن هذا المعنى الحقيقي هو الذي وضع له اللفظ منذ نشأة اللسان ... يا سلام
3 - ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن المعاني الأخرى غير هذا المعنى الحقيقي مجاز وإنه لا يجوز أن يقال إن المتكلم أراد معنى منها إلا مع وجود القرينة ... ومش بس كده حتى لو وجدت القرينة فمادام الحمل على المعنى الأول الحقيقي ممكن فإنه يمتنع الحمل على المجاز ...
وزادوا وعادوا وكرروا وفرعوا وزادوا ونقصوا وبنوا وهدموا واشترطوا وأجازوا ومنعوا ...
ولو جئت تسأل من أنبأكم بهذا عن العرب ... ومن أين لكم هذه الحدود والقوانين ومن أخبركم أن اللغة موضوعة ومن أعلمكم أن هذا المعنى بالذات حقيقي وأن الآخر مجاز ... حاروا وأبلسوا وصارت الألسنة مضغ لحم تُلاك في الفم لا تدري ما البيان ....
ما علينا ....
الآن مع كل هذه الأحكام التي رتبها من وصف طريقة العرب آنفة الذكر هل لا يزال يسوغ أن نقول: إن الخلاف خلاف في التلقيب وما الفرق بين أن نسميه حقيقة ومجازاً وبين أن نسميه اتساعاً وتوسع،أو حقيقة مفردة وحقيقة تركيبية و ... و ... (؟؟؟)
لا لا يجوز أبداً ... بل هذا لعب بالعقول وسخرية باللسان وأهله ...
بل مذهب المجاز مذهب تام قائم له أحكام وقوانين وتبعات وليس مجرد تلقيب ...
ولا والله ما جرت أحكامه وقوانينه على أمة العرب والإسلام إلا الفساد =فساد الدين وفساد اللسان ...
ـ[توبة]ــــــــ[13 - 03 - 08, 10:14 م]ـ
((وإنما يلزم الناس قبول الحق ممن جاء به على الإطلاق)) [القاسمي]
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 02:01 ص]ـ
للفائدة ..
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:03 م]ـ
للفائدة
وشفى الله زوجك أخي الحبيب
ـ[أحمد الرشيد]ــــــــ[03 - 10 - 09, 01:08 ص]ـ
أسعدك المولى
موضوع جيد قصير واضح.
وظاهرة التسطيح هذه تهون لو خلت من التعالي وتجهيل المخالف ورميه بأقذع الألفاظ.(47/317)
مقدمات في مسائل الإمامة - فضيلة د. عبدالعزيز آل عبداللطيف
ـ[الرايه]ــــــــ[12 - 03 - 08, 11:36 م]ـ
مقدمات في مسائل الإمامة
د. عبدالعزيز آل عبداللطيف
الأستاذ المشارك
بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية
3/ 3/1429هـ
1 - مقصود الولايات أن يكون الدين كله لله تعالى:
إن مقصود جميع الولايات في الإسلام أن يكون الدين كله لله عز وجل، وإصلاح دين الخلق، فالولاة إنما نصبوا من أجل إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد قرر ذلك غير واحد من أهل العلم والتحقيق.
يقول الماوردي: «الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا» (1).
وقال الطيي في شرحه لحديث: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .. »، في هذا الحديث أن الراعي ليس مطلوبا لذاته، وإنما أقيم لحفظ ما استرعاه المالك فينبغي أن لا يتصرف إلا بما أذن الشارع فيه (2).
وقال القرطبي مبيناً مقصود الإمامة: «والإمامة منصب لدفع العدو وحماية البيضة وسد الخلل واستخراج الحقوق وإقامة الحدود وجباية الأموال لبيت المسلمين وقسمتها على أهلها» (3).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «فالمقصود الواجب بالولايات إصلاح دين الخلق الذي متى فاتهم خسروا خسراناً مبيناً، ولم ينفعهم ما نعموا به في الدنيا، وإصلاح ما لا يقوم الدين إلا به من أمر دنياهم» (4).
وقد بسط ابن تيمية الرد على ابن المطهر الحلي الرافضي في دعواه أن الإمامة أهم مطالب الدين وأشرف مسائل المسلمين (5).
وقال ابن القيم - رحمه الله -: «وجميع الولاية الإسلامية مقصودها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» (6).
2 - شروط الإمام:
أورد العلماء جملة من الشروط التي يشترط توفرها في الإمام، وبينوا أدلتهم على تلك الشروط، وهذه الشروط منها ما هو محل اتفاق، ومنها ما هو نزاع وخلاف، كما أن هذه الشروط معتبرة ومتعينة في حال الاختيار، وقد يتعذر استيفاؤها كما في حال الولاية المتغلب عليها مثلاً (7).
ونظراً لعظم شأن الإمامة وعلو قدرها، فقد كثرت شروطها، وكما يقول القرافي: «وهو دأب صاحب الشرع، متى عظُم أمر شروطه، ألا ترى أن النكاح لما كان أعظم خطراً من البيع اشترط فيه ما لم يشترط في البيع الشهادة والصداق وغير ذلك؟
فكذلك الإمامة لما عظم خطرها اشترط الشارع فيها ما لم يشترطه في غيرها، ولا عز شيء وعلا شرفه إلا عز الوصول إليه» (8).
وسنوجز هذه الشروط، وكما قررها القاضي أبو يعلى بقوله: «وأما أهل الإمامة فيعتبر فيهم أربع شروط:
أحدها: أن يكون قريشاً من الصميم، وقال أحمد في رواية منها: لا يكون من غير قريش خليفة.
الثاني: أن يكون على صفة من يصلح أن يكون قاضياً: من الحرية والبلوغ والعقل والعلم والعدالة.
والثالث: أن يكون قيما بأمر الحرب والسياسة وإقامة الحدود لا تأخذه رأفة في ذلك والذب عن الأمة.
الرابع: أن يكون من أفضلهم في العلم والدين وقد روي عن الإمام أحمد رحمه الله ألفاظ تقتضي إسقاط اعتبار العدالة والعلم والفضل .. وروى عنه – أيضاً – ما يعارض هذا .. ويمكن أن يحمل كلامه الأول على أنه إذا كان هناك عارض يمنع من نصبه العدل العالم الفاضل وهو أن تكون النفوس قد سكنت إليهم وكلمتهم عليه أجمع، وفي العدول عنهم يكثر الهرج» (9).
واشترط الماوردي والجويني سلامة الحواس من السمع والبصر واللسان ليصبح معها مباشرة ما يدرك بها (10).
كما اشترط سلامة الأعضاء من نقص يمنع استيفاء الحركة وسرعة النهوض، أما ما لا يؤثر عدمه في رأي ولا عمل من أعمال الإمامة، ولا يؤدي إلى شين ظاهر في المنظر فلا يضر فقده (11).
والمقصود إيراد هذه الشروط بإيجاز، وأما بسطها وما يلحق بها من التفصيل والاختلاف فليس هذا موضعه.
3_ واجبات الإمام وحقوقه:
يتعين على الإمام القيام بحملة من الواجبات والتبعات، فإذا فعل ذلك كان حقاً على المسلمين أن يطيعوه وينصروه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/318)
وقد جاءت واجبات الإمام وحقوقه في قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" (النساء: 58، 59).
قال العلماء: نزلت الآية الأولى في ولاة الأمور عليهم أن يؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكموا بين الناس أن يحكموا بالعدل.
ونزلت الثانية في الرعية من الجيوش وغيرهم عليهم أن يطيعوا أولي الأمر الفاعلين لذلك في قسمهم وحكمهم ومغازيهم وغير ذلك، إلا أن يأمروا بمعصية الله، فإذا أمروا بمعصية الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق (12).
وقد أشار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – إلى تلك الواجبات والحقوق بقوله: «حق على الإمام أن يحكم بما أنزل الله وأن يؤدي الأمانة فإذا فعل ذلك كان حقاً على المسلمين أن يسمعوا وأن يطيعوا ويجيبوا إذا دعوا» (13).
وقال أيضاً: «لا بد للناس من إمارة بره كانت أو فاجرة، فقيل يا أمير المؤمنين هذه البرة قد عرفناها، فما بال الفاجرة؟
فقال: يقام بها الحدود وتأمن بها السبل، ويجاهد بها العدو ويقسم بها الفيء» (14).
وقد وضح الماوردي ما على الإمام من واجبات وما له من حقوق فقال: «والذي يلزمه من الأمور العامة عشرة أشياء:
أحدها: حفظ الدين على أصوله المستقرة وما أجمع عليه سلف الأمة، فإذا نجم مبتدع أو زاغ ذو شبهة أوضح له الحجة وبيّن له الصواب وأخذه بما يلزمه من الحقوق والحدود، ليكون الدين محروساً من خلل والأمة ممنوعة من زلل.
والثاني: تنفيذ الأحكام بين المتشاجرين وقطع الخصام بين المتنازعين حتى تعم النصف فلا يتعدى ظالم ولا يضعف مظلوم.
والثالث: حماية البيضة والذب عن الحريم ليتصرف الناس في المعايش وينتشروا في الأسفار آمنين من تغرير بنفس أو مال.
والرابع: إقامة الحدود لتصون محارم الله تعالى عن الانتهاك وتحفظ حقوق عباده من إتلاف واستهلاك.
والخامس: تحصين الثغور بالعدة المانعة والقوة الدافعة حتى لا تظفر الأعداء بغرة ..
والسادس: جهاد من عاند الإسلام بعد الدعوة حتى يسلم أو يدخل في الذمة ..
والسابع: جباية الفيء والصدقات على ما أوجبه الشرع من غير خوف أو عسف.
والثامن: تقدير العطايا وما يستحق في بيت المال من غير سرف ولا تقتير ودفعة في وقت لا تقديم فيه ولا تأخير.
والتاسع: استكفاء الأمناء وتقليد النصحاء فيما يفوض إليهم من الأعمال ويكله إليهم من الأموال.
والعاشر: أن يباشر بنفسه مشارفة الأمور وتصفح الأحوال؛ لينهض بسياسة الأمة وحراسة الملة، ولا يعول على التفويض تشاغلاً بلذة أو عبادة، فقد يخون الأمين ويغش الناصح.
وإذا قام الإمام بما ذكرناه من حقوق الأمة فقد أدى حق الله تعالى فيما لهم وعليهم، ووجب له عليهم حقان الطاعة والنصرة ما لم يتغير حاله، والذي يتغير به حاله فيخرج عن الإمامة شيئان: أحدهما في عدالته، والثاني: نقص الدين .. » (15).
ومما يحسن ذكره هنا ما سطره شيخ الإسلام ابن تيمية عند حديثه عما يجب على الإمام من أداء الأمانات في الولايات والأموال، حيث قال: «فيجب على كل من ولي شيئاً من أمر المسلمين، من هؤلاء وغيرهم، أن يستعمل فيما تحت يده في كل موضع أصلح من يقدر عليه، ولا يقدم الرجل لكونه طلب الولاية، أو سبق في الطلب، بل يكون ذلك سبباً للمنع ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/319)
فإن عدل عن الأحق الأصلح إلى غيره لأجل قرابة بينهما أو الرشوة يأخذها من مال أو منفعة فقد خان الله ورسوله والمؤمنين .. – إلى أن قال: - ثم إن المؤدي للأمانة مع مخالفته هواه يثبته الله فيحفظه في أهله وماله بعده والمطيع لهواه يعاقبه الله بنقيض قصده فيذل أهله، أو يذهب ماله، وفي ذلك الحكاية المشهورة: أن بعض خلفاء بني العباس سأل بعض العلماء أن يحدثه عما أدرك، فقال أدركت عمر بن عبد العزيز، قيل له: يا أمير المؤمنين أفقرت أفواه بنيك من هذا المال، وتركتهم فقراء لا شيء لهم – وكان في مرض موته – فقال أدخلوهم عليّ، فأدخلوهم وهم بضعة عشر ذكراً ليس فيهم بالغ، فلما رآهم ذرفت عيناه، ثم قال لهم: لا بني والله ما منعتكم حقا هو لكم، ولم أكن بالذي آخذ أموال الناس فأدفعها إليكم، وإنما أنتم أحد رجلين إما صالح فالله يتولى الصالحين، وإما غير صالح، فلا أخلف له ما يستعين به على معصية الله، قوموا عني، فقال: فلقد رأيت بعض بنيه حمل على مائة فرس في سبيل الله، يعني أعطاها لمن يغزو عليها.
قلت – ابن تيمية -: هذا وقد كان خليفة المسلمين، من أقصى المشرق – بلاد الترك – إلى أقصى المغرب – بلاد الأندلس -، ومن جزائر قبرص وثغور الشام إلى أقصى اليمن، وإنما أخذ كل واحد من أولاده من تركته شيئاً يسيراً يقال: أقل من عشرين درهماً.
قال: وحضرت بعض الخلفاء وقد اقتسم تركته بنوه، فأخذ كل واحد منهم ستمائة ألف دينار، ولقد رأيت بعضهم يتكفف الناس – أي يسألهم بكفه -.
وفي هذا الباب من الحكايات والوقائع المشاهدة في الزمان والمسموعة عما قبله، ما فيه عبرة لكل ذي لب (16).
4_ طرق ثبوت الإمامة:
تنعقد الإمامة بثلاثة طرق:
أحدها: اختيار أهل الحل والعقد:
يقول أبو يعلى الفراء عن هذه الطريقة: «فأما انعقادها باختيار أهل الحل والعقد فلا تنعقد إلا بجمهور أهل الحل والعقد» (17)، وقال أحمد في رواية إسحاق بن إبراهيم: «الإمام الذي يجتمع قول أهل السنة والجماعة عليه كلهم يقول هذا الإمام» (18).
وقال النووي عن هذا المسلك: «البيعة كما بايعت الصحابة أبا بكر رضي الله عنه، وفي العدد الذي تنعقد الإمامة ببيعتهم ستة أوجه ... أصحها أن المعتبر بيعة أهل الحل والعقد من العلماء والرؤساء وسائر وجوه الناس الذي يتيسر حضورهم» (19).
الطريق الثاني: الاستخلاف، وهو يعقد له في حياته الخلافة بعده:
قال أبو يعلى: «ويجوز أن يعهد إلى إمام بعده، ولا يحتاج في ذلك إلى شهادة أهل الحل والعقد، وذلك لأن أبا بكر عهد إلى عمر - رضي الله عنهما -، وعمر عهد إلى ستة من الصحابة - رضي الله عنهم -، ولم يعتبر في حال العهد شهادة أهل الحل والعقد .. » (20).
الطريق الثالث: القهر والغلبة:
قال الإمام أحمد – رحمه الله – في رسالة عبدوس بن مالك: «والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البر والفاجر ممن ولي الخلافة واجتمع الناس عليه ورضوا به، ومن خر جعليهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين» (21).
وقال ابن بطال: «وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء؟؟» (22).
وقال النووي: «وأما الطريق الثالث: فهو القهر والاستيلاء: فإذا مات الإمام فتصدى للإمامة من جمع شرائطها من غير استخلاف ولا بيعة، وقهر الناس بشوكته وجنوده، انعقدت خلافته لينتظم شمل المسلمين، فإن لم يكن جامعاً للشرائط بأن كان فاسقاً، أو جاهلاً فوجهان: أصحها: انعقادها لما ذكرناه، وإن كان عاصياً بفعله» (23).
__________________
الهوامش
__________________
(1) انظر: «الأحكام السلطانية» (ص: 5).
(2) انظر: «فتح الباري» (13/ 13).
(3) انظر: «تفسير القرطبي» (1/ 271)، و «الغياثي» للجويني (ص: 183، 22).
(4) انظر: «مجموع الفتاوى» (28/ 262)، و (28/ 61، 390).
(5) انظر: «منهاج السنة» (1/ 75 - 123).
(6) انظر: «الطرق الحكمية» (ص: 217).
(7) انظر تفصيل ذلك في كتاب الإمامة الكبرى للدميجي (ص: 233) وكتاب مفهوم الطاعة والعصيان للطريقي (ص: 10 – 12) (عنوان الكتاب – في الأصل – مفهوم العصيان والخروج في ضوء منهج أهل السنة والجماعة، لكنه طبع بهذا العنوان مفهوم الطاعة والعصيان).
(8) انظر: «الإحكام» (ص: 56 - 57) باختصار.
(9) انظر: «الأحكام السلطانية» (ص: 20) باختصار.
(10) انظر: «الأحكام السلطانية للماوردي» (ص: 6)، و «الغياثي للجويني» (ص: 77).
(11) المرجع السابق.
(12) انظر: «مجموع الفتاوى» (28/ 245).
(13) أخرجه الخلال في السنة (1/ 109).
(14) انظر: «مجموع الفتاوى» (28/ 297) [لكن في مثل هذه الأزمنة لا تكاد تعرف الإمارة الفاجرة فضلاً عن البرة والله المستعان].
(15) انظر: «الأحكام السلطانية» (ص: 15 – 17) باختصار. وانظر: «الأحكام السلطانية لأبي يعلى» (ص: 27 – 28)، و «الغياثي» (ص: 180 – 290)، و «شرح منتهى الإرادات للبهوتي» (3/ 382)، و «رسالة السياسة لابن تيمية».
(16) انظر: «مجموع الفتاوى» (28/ 247 – 250) باختصار.
(17) انظر: «الأحكام السلطانية» (ص: 23).
(18) جاءت مقالة الإمام أحمد مسندة في السنة للخلال لما سئل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية» ما معناه؟ قال أبو عبد الله: تدري ما الإمام؟ الإمام الذي يجمع المسلمون عليه كلهم، يقول هذا إمام .. انظر: «السنة للخلال» (1/ 81).
(19) انظر: «روضة الطالبين» (10/ 43) باختصار يسير.
(20) انظر: «الأحكام السلطانية» (ص: 25)، وانظر تفصيل ذلك في المعتمد في أصول الدين لأبي يعلى (ص: 251 – 252).
(21) انظر: «طبقات الحنابلة» (1/ 144).
(22) انظر: «فتح الباري» (13/ 7).
(23) انظر: «روضة الطالبين» (10/ 46).
* المصدر: موقع المسلم
http://www.almoslim.net/articles/show_article_main.cfm?id=2658
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/320)
ـ[فيصل]ــــــــ[20 - 03 - 08, 02:03 ص]ـ
بارك الله به وبك
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 02:18 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الراية ...
وبارك الله في الشيخ على كتاباته المتميزة حقاً ...
ـ[الرايه]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:00 م]ـ
شكر الله لكم
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 10:19 ص]ـ
الشيخ عبدالعزيز وفقه الله، من خيرة الأساتذة الذين تلقيت عليهم علم العقيدة، بارك الله فيه ونفع به(47/321)
ما هي المخالفات في إحياء علوم الدين
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 12:46 ص]ـ
السلام عليكم
أيها الكرام أردت السؤال عن ما وقفتم عليه من المخالفات في إحياء علوم الدين، لو تنقلوها لنا للأهمية بارك الله فيكم، و لو كان بذكر الصفحة لكان خيرا و أفضل.
ـ[فيصل الصاعدي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 02:21 ص]ـ
أخي الكريم هذه ترجمة ابن كثير في البداية والنهاية عن ابي حامد الغزالي ربما تفيدك
أبو حامد الغزالي (1)
محمد بن محمد بن محمد أبو حامد الغزالي، ولد سنة خمسين وأربعمائة، وتفقه على إمام الحرمين، وبرع في علوم كثيرة، وله مصنفات منتشرة في فنون متعددة، فكان من أذكياء العالم في كل ما يتكلم فيه، وساد في
شبيبته حتى أنه درس بالنظامية ببغداد، في سنة اربع وثمانين، وله أربع وثلاثون سنة، فحضر عنده رؤس العلماء، وكان ممن حضر عنده أبو الخطاب وابن عقيل، وهما من رؤس الحنابلة، فتعجبوا من فصاحته واطلاعه، قال ابن الجوزي: وكتبوا كلامه في مصنفاتهم، ثم إنه خرج عن الدنيا بالكلية وأقبل على العبادة وأعمال الآخرة، وكان يرتزق من النسخ، ورحل إلى الشام فأقام بها بدمشق وبيت المقدس مدة، وصنف في هذه المدة كتابه إحياء علوم الدين، وهو كتاب عجيب، يشتمل على علوم كثيرة من الشرعيات، وممزوج بأشياء لطيفة من التصوف وأعمال القلوب، لكن فيه أحاديث كثيرة غرائب ومنكرات وموضوعات، كما يوجد في غيره من كتب الفروع التي يستدل بها على الحلال والحرام، فالكتاب الموضوع للرقائق والترغيب والترهيب أسهل أمرا من غيره، وقد شنع عليه أبو الفرج بن الجوزي، ثم ابن الصلاح، في ذلك تشنيعا كثيرا، وأراد المازري أن يحرق كتابه إحياء علوم الدين، وكذلك غيره من المغاربة، وقالوا: هذا كتاب إحياء علوم دينه، وأما ديننا فإحياء علومه كتاب الله وسنة رسوله، كما قد حكيت ذلك في ترجمته في الطبقات، وقد زيف ابن شكر مواضع إحياء علوم الدين، وبين زيفها في مصنف مفيد، وقد كان الغزالي يقول: أنا مزجي البضاعة في الحديث، ويقال إنه مال في آخر عمره إلى سماع الحديث والتحفظ للصحيحين، وقد صنف ابن الجوزي كتابا على الاحياء وسماه علوم الاحيا بأغاليط الاحيا، قال ابن الجوزي: ثم ألزمه بعض الوزراء بالخروج إلى نيسابور فدرس بنظاميتها، ثم عاد إلى بلده طوس فأقام بها، وابتنى رباطا واتخذ دارا حسنة، وغرس فيها بستانا أنيقا، وأقبل على تلاوة القرآن وحفظ الاحاديث الصحاح، وكانت وفاته في يوم الاثنين الرابع عشر من جمادى الآخرة من هذه السنة، ودفن بطوس رحمه الله تعالى، وقد سأله بعض أصحابه وهو في السياق فقال: أوصني، فقال: عليك
بالاخلاص، ولم يزل يكررها حتى مات رحمه الله.
-----------------
(1) أبو حامد الغزالي رحمه الله تأثر بشيخه
أبي المعالي الجويني ودخل في تناقضات فكرية أثرت في عقيدته مما جعلته يتنقل بين الفلسفة والكلام والباطنية والتصوف بحثاعن اليقين ليدفع الشكوك والضنون التي تحيط به حتى ألف كتابا اسماه المنقذ من الضلال وسبقه كتاب الرد على الباطنية وكتاب رد فيه على فكر الفلاسفة اسماه تهافت الفلاسفة وألف كتاب إلجام العوام عن علم الكلام وفي آخر حياته لجا لكتب اهل الحديثر ومات وصحيح البخاري على صدره رحمه الله.
وذكر الذهبي في سير اعلام النبلاء عند ترجمة الغزالي كلاما كثيرا ومما ذكر قول:
الطوسي يحلف بالله أنه أبصر في نومه كأنه ينظر في كتب الغزالي رحمه الله، فإذا هي كلها تصاوير.
قلت: الغزالي إمام كبير، وما من شرط العالم أنه لا يخطئ.
وقال محمد بن الوليد الطرطوشي في رسالة له إلى ابن مظفر: فأما ما ذكرت من أبي حامد، فقد رأيته، وكلمته، فرأيته جليلا من أهل العلم، واجتمع فيه العقل والفهم، ومارس العلوم طول عمره، وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا له عن طريق العلماء، ودخل في غمار العمال، ثم تصوف، وهجر العلوم وأهلها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب القلوب، ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة، ورموز الحلاج، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين، فلما عمل " الاحياء "، عمد يتكلم في علوم الاحوال، ومرامز الصوفية، وكان غير أنيس بها، ولا خبير بمعرفتها، فسقط على أم رأسه، وشحن كتابه بالموضوعات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/322)
قلت: أما " الاحياء " ففيه من الاحاديث الباطلة جملة وفيه خير كثير لولا ما فيه من آداب ورسوم وزهد من طرائق الحكماء ومنحرفي الصوفية، نسأل الله علما نافعا، تدري ما العلم النافع؟ هو ما نزل به القرآن، وفسره الرسول صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا، ولم يأت نهي عنه، قال عليه السلام: " من رغب عن سنتي، فليس مني "، فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله، وبإدمان النظر في " الصحيحين "، وسنن النسائي، ورياض النواوي وأذكاره، تفلح وتنجح، وإياك وآراء عباد الفلاسفة، ووظائف أهل الرياضات، وجوع الرهبان، وخطاب طيش رؤوس أصحاب الخلوات، فكل الخير في متابعة الحنيفية السمحة، فواغوثاه بالله، اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم.
وللامام محمد بن علي المازري الصقلي كلام على " الاحياء " يدل على إمامته، يقول: وقد تكررت مكاتبتكم في استعلام مذهبنا في الكتاب المترجم ب " إحياء علوم الدين "، وذكرتم أن آراء الناس فيه قد اختلفت، فطائفة انتصرت وتعصبت لاشهاره، وطائفة حذرت منه ونفرت، وطائفة لكتبه أحرقت، وكاتبني أهل المشرق أيضا يسألوني، ولم يتقدم لي قراءة هذا الكتاب سوى نبذ منه، فإن نفس الله في العمر، مددت فيه الانفاس، وأزلت عن القلوب الالتباس: اعلموا أن هذا رأيت تلامذته، فكل منهم حكى لي نوعا من حاله ما قام مقام العيان، فأنا أقتصر على ذكر حاله، وحال كتابه، وذكر جمل من مذاهب الموحدين والمتصوفة، وأصحاب الاشارات، والفلاسفة، فإن كتابه متردد بين هذه الطرائق.
قال أبو الفرج ابن الجوزي: صنف أبو حامد " الاحياء "، وملاه بالاحاديث الباطلة، ولم يعلم بطلانها، وتكلم على الكشف، وخرج عن قانون الفقه، وقال: إن المراد بالكوكب والقمر والشمس اللواتي رآهن
إبراهيم، أنوار هي حجب الله عزوجل، ولم يرد هذه المعروفات، وهذا من جنس كلام الباطنية، وقد رد ابن الجوزي على أبي حامد في كتاب " الاحياء "، وبين خطأه في مجلدات، سماه كتاب " الاحياء ".
ولابي الحسن ابن سكر رد على الغزالي في مجلد سماه: " إحياء ميت الاحياء في الرد على كتاب الاحياء ".
انتهى كلام الذهبي
وقد جمع الامام السبكي في طبقاته: 6/ 287 - 388 الاحاديث الواقعة في كتاب الاحياء التي لم يجد لها إسنادا، وعدتها 943 حديثا تقريبا.
وقد خرج أحاديث الاحياء كلها الحافظ أبو الفضل بعد الرحيم العراقي المتوفى سنة 806 ه في كتاب سماه " المغني عن حمل الاسفار في الاسفار في تخريج ما في الاحياء من الاخبار " وهو مطبوع مع الاحياء، وقد عزا كل حديث إلى مصدره، وأبان عن درجة كل واحد منها، وكثير منها حكم عليه بالضعف أو الوضع، أو أنه لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليحذر الكتاب والخطباء والمدرسون والوعاظ من تناول ما في الاحياء من الاحاديث، والاستشهاد بها ما لم يتبينوا صحتها من تخريجات الحافظ العراقي،
وفي مجموع الفتاوى لشيخ الاسم ابن تيمية رحمه الله
سئل عن:
" إحياء علوم الدين " و " قوت القلوب " إلخ
فأجاب:
أما (كتاب قوت القلوب) و (كتاب الإحياء) تبع له فيما يذكره من أعمال القلوب: مثل الصبر والشكر والحب والتوكل والتوحيد ونحو ذلك. وأبو طالب أعلم بالحديث، والأثر وكلام أهل علوم القلوب من الصوفية وغيرهم من أبي حامد الغزالي وكلامه أسد وأجود تحقيقا وأبعد عن البدعة مع أن في " قوت القلوب " أحاديث ضعيفة وموضوعة وأشياء كثيرة مردودة. وأما ما في (الإحياء) من الكلام في " المهلكات " مثل الكلام على الكبر والعجب والرياء والحسد ونحو ذلك فغالبه منقول من كلام الحارث المحاسبي في الرعاية ومنه ما هو مقبول ومنه ما هو مردود ومنه ما هو متنازع فيه. و " الإحياء " فيه فوائد كثيرة؛ لكن فيه مواد مذمومة فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدوا للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين. وقد أنكر أئمة الدين على " أبي حامد " هذا في كتبه. وقالوا: مرضه " الشفاء " يعني شفاء ابن سينا في الفلسفة. وفيه أحاديث وآثار ضعيفة؛ بل موضوعة كثيرة. وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وترهاتهم. وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة، ومن غير ذلك من العبادات والأدب ما هو موافق للكتاب والسنة ما هو أكثر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/323)
مما يرد منه فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس وتنازعوا فيه.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 03 - 08, 02:32 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78741
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[15 - 03 - 08, 11:01 ص]ـ
بارك الله فيك كثيرة جدا
ولعلك أهمها اقرار وحدة الوجود راجع باب التوحيد في المجلد الرابع المرتبة الرابعة من مراتب التوحيد، والله المستعان
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - 03 - 08, 11:29 ص]ـ
من سير أعلام النبلاء في ترجمة الإمام أبو بكر الطرطوشي
(ج19 ص494)
أنبأنا ابن علان عن الخشوعي عن الطرطوشي أنه كتب هذه الرسالة جوابا عن سائل سأله من الاندلس عن حقيقة أمر مؤلف " الاحياء "، فكتب إلى عبدالله بن مظفر:
سلام عليك، فإني رأيت أبا حامد، وكلمته، فوجدته امرءا وافر الفهم والعقل، وممارسة للعلوم، وكان ذلك معظم زمانه، ثم خالف عن طريق العلماء، ودخل في غمار العمال،
ثم تصوف، فهجر العلوم وأهلها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب القلوب، ووساوس الشيطان، ثم سابها، وجعل يطعن على الفقهاء بمذاهب الفلاسفة، ورموز الحلاج، وجعل ينتحي عن الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين.
قال الحافظ أبو محمد: إن محمد بن الوليد هذا ذكر في غير هذه الرسالة كتاب " الاحياء ".
قال: وهو - لعمرو الله - أشبه بإماتة علوم الدين، ثم رجعنا إلى تمام الرسالة.
قال فلما عمل كتابه " الاحياء "، عمد فتكلم في علوم الاحوال، ومرامز الصوفية، وكان غير أنيس بها، ولا خبير بمعرفتها، فسقط على أم رأسه، فلا في علماء المسلمين قر، ولا في أحوال الزاهدين استقر، ثم شحن كتابه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أعلم كتابا على وجه
بسيط الارض أكثر كذبا على الرسول منه، ثم شبكه بمذاهب الفلاسفة، ورموز الحلاج، ومعاني رسائل إخوان الصفا، وهم يرون النبوة اكتسابا، فليس النبي عندهم أكثر من شخص فاضل، تخلق بمحاسن الاخلاق، وجانب سفسافها، وساس نفسه حتى لا تغلبه شهوة، ثم ساق الخلق بتلك الاخلاق، وأنكروا أن يكون الله يبعث إلى الخلق رسولا، وزعموا أن المعجزات حيل ومخاريق، ولقد شرف الله الاسلام، وأوضح حججه، وقطع العذر بالادلة، وما [مثل] من نصر الاسلام بمذاهب الفلاسفة، والآراء المنطقية، إلا كمن يغسل الثوب بالبول، ثم يسوق الكلام سوقا يرعد فيه ويبرق، ويمني ويشوق، حتى إذا تشوفت له النفوس، قال: هذا من علم المعاملة، وما وراءه من علم المكاشفة لا يجوز تسطيره في الكتب، ويقول: هذا من سر الصدر الذي نهينا عن إفشائه.
وهذا فعل الباطنية وأهل الدغل والدخل في الدين يستقل الموجود ويعلق النفوس بالمفقود، وهو تشويش لعقائد القلوب، وتوهين لما عليه كلمة الجماعة، فلئن كان الرجل يعتقد ما سطره، لم يبعد تكفيره، وإن كان لا يعتقده، فما أقرب تضليله.
وأما ما ذكرت من إحراق الكتاب، فلعمري إذا انتشر بين من لا معرفة له بسمومه القاتلة، خيف عليهم أن يعتقدوا إذا صحة ما فيه، فكان تحريقه في معنى ما حرقته الصحابة من صحف المصاحف التي تخالف المصحف العثماني، وذكر تمام الرسالة.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[17 - 03 - 08, 12:36 ص]ـ
لقد تتبع أئمة الدعوة كتاب الغزالي فنظر تجد مايشفي العليل في ((الدرر السنية))(47/324)
هل يجوز مخاطبة الله تعالى بميم الجمع؟
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[13 - 03 - 08, 03:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
هل يجوز مخاطبة الله تعالى بميم الجمع؟
وهل يوجد من العلماء من تحدث في هذا؟
وأقصد بميم الجمع أن يقول قائلا مثلا:
اللهم إنكم قلتم في كتابكم كدا وكدا، فاللهم ...
أو يقول: اللهم اغفروا لي إنكم أنتم من يغفر الذنوب ...
وغير ذلك ...
وسبب استخدامه لهذا الأسلوب هو تعظيم الله، فإن ميم الجماعة أوقر من تاء المخاطب.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[30 - 03 - 08, 05:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
هل من مجيب، ولو بإحالة؟
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 11:32 ص]ـ
اما العبارة الاولى
---اللهم انكم قلتم ------ فلا مانع منها فان الجمع للتعظيم وهو كثير في القران كقوله تعالى
((تجري باعيننا)) وقوله ((انا نحن نزلنا الذكر)) وقوله ((انا لا نضيع أجر المحسنين)) وهذا كثير في الخطاب في القران وغيره من مخاطبات العرب
اما قوله -- اللهم اغفروا لي --- فلا يجوز لأن الجمع هنا للتعدد وهو لايجوز بحق الله تعالى ولانه لايغفر الذنوب غيره ولا أعلم دعاء جاء في السنة بصيغة الجمع -- حسب اطلاعي القاصر--
والله اعلم واحكم
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[30 - 03 - 08, 04:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
جزاك لله خيرا، وهل قرأت لأحد العلماء يتحدث عن هذه المسألة؟
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 02:01 ص]ـ
اما العبارة الاولى
---اللهم انكم قلتم ------ فلا مانع منها فان الجمع للتعظيم وهو كثير في القران كقوله تعالى
((تجري باعيننا)) وقوله ((انا نحن نزلنا الذكر)) وقوله ((انا لا نضيع أجر المحسنين)) وهذا كثير في الخطاب في القران وغيره من مخاطبات العرب
الكلام في صيغةالتعظيم للمخاطب الذي هو الباري عزوجل، أما المتكلم فلا اشكال للآيات التي أوردتها. وقداختلفوا في جواز مخاطبة الله ودعائه بصيغة الجمع،وممن ذهب الى الجواز الألوسي في تفسيره، حيث قال في قوله تعالى:
{رَبّ ارجعون} أي ردني إلى الدنيا، والواو لتعظيم المخاطب وهو الله تعالى كما قوله:
ألا فارحموني يا إله محمد ... فإن لم أكن أهلاً فأنت له أهل .....
والحق أن التعظيم يكون في ضمير المتكلم والمخاطب بل والغائب والاسم الظاهر وإنكار ذلك غير رضي.
والإنكار الذي أشار اليه هو انكار جمال الدين بن مالك لذلك، حيث قال: إنه لايعلم أحداً أجاز للداعي أن يقول: يَا "رحيمون "قال: لئّلا يُوهم خلاف التوحيد. والله
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 02:08 ص]ـ
ألا فارحموني يا إله محمد * * ***** فإن لم اكن اهلا فأنتم له أهل(47/325)
رداً على الزيدية المعاصرين: موقفُ الآل من قَتْل عثمان وقَتَلَته
ـ[أبو خولة اليماني]ــــــــ[13 - 03 - 08, 07:57 ص]ـ
موقفُ الآل من قَتْل عثمان وقَتَلَته
الكاتب: ابن الوزير.
منتدى إظهار الحق
لبيان بطلان كتاب مقتل عثمان المنسوب إلى الإمام زيد.
على هذا الرابط:
http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?p=1388&posted=1#post1388
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 11:28 ص]ـ
بورك فيكم ..
ـ[أبو خولة اليماني]ــــــــ[13 - 03 - 08, 04:33 م]ـ
وفيكم بارك الله
وشكراً لمروركم شيخنا الكريم.(47/326)
هل تصح عبارة عليك أن تخدم الله
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[13 - 03 - 08, 06:39 م]ـ
السلام عليكم
و جدتها في إحدى المقالات السيارة
أليس أصلها نصراني(47/327)
تاريخ الصراع بين أهل السنة و الأشاعرة
ـ[أبو نوح]ــــــــ[13 - 03 - 08, 06:43 م]ـ
هل يستطيع أحدكم أن يدلني على كلام المؤرخين المعتمدين عليهم في تاريخ الصراع بين أهل السنة (الحنابلة خصوصاً) و الأشاعرة؟
و كذلك، تاريخ الجهمية و المعتزلة.
جزاكم الله خيراً.
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[13 - 03 - 08, 09:18 م]ـ
تقصد الصراع الحنبلي الأشعري وأثره في إفتراق الأمة الإسلامية
ربما هذا البحث على هذا الرابط يفيدك:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=3797
الأزمة العقيدية بين الأشاعرة و أهل الحديث - خلال القرنين:5 - 6 الهجريين- مظاهرها، آثارها، أسبابها، و الحلول المقترحة لها
ويقصد بأهل الحديث الحنابلة
مقدمة الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين،و على آله و صحبه و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، و بعد: خصصتُ هذا البحث لدراسة الأزمة العقيدية التي عصفت بالمذهب السني، في القرنين الخامس و السادس الهجريين بالمشرق الإسلامي و مغربه، تناولت فيه جذور الأزمة و مظاهرها الاجتماعية و المذهبية و العلمية و السياسية، ثم أردفتُ ذلك بفصل خصصته لآثار الأزمة و أسبابها، و الحلول المقترحة لها بحكم إنها- أي الأزمة – ما تزال قائمة إلى يومنا هذا.
و أقصد بمصطلح الأزمة العقيدية، ذلك الخلاف العقيدي الذي حدث بين أهل السنة، في مسألة صفات الله تعالي،و أدى إلى تفجير نزاع تحوّل إلى صراع عنيف شمل مختلف جوانب الحياة، و ترك آثارا سلبية كثيرة على السنيين، ما زلنا نعاني من بعضها في وقتنا الحاضر.
و أما طرفا النزاع في هذه الأزمة، فهما: أهل الحديث، و يُعرفون بالسلف،
و الأشاعرة، و يُعرفون بالخلف، و يُضاف إليهم الماتريدية، و هم أتباع المتكلم أبي منصور الماتريدي (ت قرن: 4ه)،و لم أركز عليهم في بحثنا هذا، لأنني لم أعثر لهم على نشاط يُذكر في القرنين الخامس و السادس الهجريين.
و هدفي من هذا البحث هو التعرف على حقيقة هذه الأزمة –التي ما يزال السنيون يُعانون منها – من حيث بداياتها و مظاهرها و تأثيراتها، قصد السعي لوضع حل صحيح لها، و الاستفادة من سلبياتها و الاعتبار بها، لتتجنب الأمة شرورها، و تسترجع وحدتها و انسجامها الفكري و الروحي معا.
و أنا و إن كنتُ قد تشددتُ في انتقاد طرف دون آخر-في مواضع كثيرة- فذلك ليس تعصبا لطائفة على حساب الأخرى، و إنما هو عمل يُوجبه الشرع الحكيم و يقتضيه البحث العلمي، انتصارا للحق، و تحقيقا للمسائل العلمية المختلف فيها و تحريرا لها.
و أخيرا أرجو أن يكون عملي هذا خطوة إيجابية بناءة، نحو حل الأزمة العقيدية التي قسّمت أهل السنة إلى سلف و خلف،و جرّتهم إلى التنازع و التناحر و المصادمات. و الله تعالى أسأل التوفيق و السداد،و الإخلاص في القول و العمل، و أن ينفع بكتابي هذا قارئه و ناشره،و كل من سعي في إخراجه و توزيعه، إنه تعالى سميع مجيب،و على كل شيء قدير.
د/ خالد كبير علال
أولا، ما رواه المؤرخ عبد الرحمن بن الجوزي (ت597ه)، من إن أبا الحسن الأشعري عندما خالف أهل السنة في موقفه من كلام الله تعالى، أصبح خائفا على نفسه،يبحث لها عن مجير يستجير به، خوفا من القتل [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn1) . و عندما لُعنت الرافضة و المعتزلة زمن الخليفة العباسي القادر بالله (381 - 422ه)، رُفع أمر أبي بكر الباقلاني الأشعري إلى الخليفة فهمّ به ثم تركه،و كان –أي الباقلاني –يختفي و يتستر بمذهب الإمام أحمد، و يُظهر موافقته له [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn2) .
و ثانيا إنه كان على رأس المعارضين للأشعري ببغداد طائفة من الحنابلة بزعامة شيخها أبي محمد الحسن البربهاري (ت 329ه)، فهي لم تعترف به عندما أعلن انتسابه لإمامهم أحمد بن حنبل، و رفضته و أبغضته و ضللته و شتمته و بدّعته و كذّبته،و حاولت قتله [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn3).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/328)
و ثالثا إن الحنابلة المعارضين للأشعري حاولوا مرارا نبش قبره و طمسه نهائيا، لكن شرطة بغداد منعتهم من هدمه،و روى الحافظ ابن عساكر أن جماعة من الحنابلة مرت يوما بقبره –أي الأشعري- فتخلّف أحدهم و بال عليه، فعاتبه فقيه سمع بفعلته، فرد عليه بقوله: ((لو قدرت على عظامه لنبشتها،و أحرقتها)) [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn4) .
و رابعا إن إمام الشافعية أبا حامد الإسفراييني (ت406ه)،و شيخ الجنابلة أبا عبد الله بن حامد، قاما على أبي بكر الباقلاني الأشعري، و أنكرا عليه ما كان ينشره من فكر الأشعري المخالف لمذهب أهل السنة [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn5) . و كان الإسفراييني يُطارده -أي الباقلاني-، في مجالسه العلمية،و شوارع بغداد، حتى أصبح يخرج إلى الحمام متنكرا خوفا من الإسفراييني، بسبب مذهبه في كلام الله تعالى [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn6) .
و عندما كان جماعة من الغرباء يحضرون مجالس الباقلاني خفية، ليأخذوا عنه مذهبه، كان الإسفراييني يخاف أن يزعم هؤلاء الغرباء، أنهم تعلّموا ذلك منه إذا رجعوا إلى بلدانهم، فيُعلن أمام الناس إنه بريء من مذهب الباقلاني في كلام الله تعالى.و قد نهى بعض أصحابه عن الدخول على الباقلاني لدراسة علم الكلام، و قال له: ((إياك، فإنه مبتدع، يدعو الناس إلى الضلالة، و إلا فلا تحضر مجلسي)) [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn7) .
و أما معارضتهم الفكرية له –أي للأشعري-، فمنها أولا إنهم أنكروا عليه مقالته في كلام الله،عندما قال إنه أزلي قائم بذاته تعالى،و إن القرآن ليس كلامه حقيقة،و إنما هو عبارة عنه، و هو نفسه معنى التوراة و الإنجيل و القرآن، فأنكروا عليه ذلك،و نسبوه إلى التأثر ببقايا البدعة و الاعتزال، التي كان عليها قبل توبته [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn8) .
و ثانيا إن ثلاثة من كبار علماء الحنابلة – في القرن الرابع الهجري- كانوا من بين علماء أهل السنة الذين عارضوا الأشعري و خالفوه في موقفه من كلام الله تعالى، و هم: إبراهيم بن شاقلا البغدادي، و عبد الله بن بطة العُكبري،و أبو عبد الله بن حامد البغدادي، و للأول رد موسع على الكلابية و الأشعرية في مسألة الصفات،و كلام الله، ردّ به على المتكلّم أبي سليمان الدمشقي [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn9) .
و لكي يُعبر علماء الحنابلة عن رفضهم لأبي الحسن الأشعري، و مقاومتهم له و لمذهبه، أقصوه من جماعتهم، فهو رغم انتسابه إلى إمامهم أحمد بن حنبل، و صداقته الحميمة مع أسرة التميميين الحنبلية [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn10) ، فإنهم لم يُترجموا له في طبقاتهم، فليس له ترجمة في كتاب طبقات الحنابلة، لأبي الحسين بن أبي يعلى (ت 526ه)،و لا في كتاب المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد، لأبي اليمن العليمي (ت928ه).
و ثالثا إن شيخ الشافعية أبا حامد الإسفراييني، كان يُعلن أمام الناس صراحة، إن مذهبه في القرآن الكريم، هو كلام الله حقيقة بحروفه و معانيه، و يُنكر على الأشاعرة مقالتهم في كلام الله، و يتبرأ أمامهم مما يقوله أبو بكر الباقلاني و أصحابه في كلام الله تعالى؛ و كان يقول أيضا، إن مذهب الأشعري في كلام الله ليس هو مذهب الشافعي، و لشدته على الأشاعرة ميّز أصول فقه الشافعي، عن أصول أبي الحسن الأشعري، و لم يعدهم –أي الأشاعرة- من أصحاب الشافعي، الذين استنكفوا من الانتماء إليهم و إلى مذهبهم في أصول الفقه، فضلا عن أصول الدين [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn11) .
و رغم تلك المعارضة الشديدة، فإن الأشعري و أصحابه الأوائل، وجدوا ببغداد جماعة من أهل السنة احتموا بها،و انتسبوا إليها، و تستّروا بها، و كانت بينهم و بينها المؤانسة و الموافقة،و الصداقة و الضيافة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/329)
فمن ذلك أولا، إن الأشعري لما خاف على نفسه القتل ببغداد، استجار ببيت أبي الحسن عبد العزيز التميمي الحنبلي [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn1) . و عندما رُفع أمر الباقلاني إلى الخليفة القادر بالله، و كاد أن يبطش به، تستر بمذهب أحمد بن حنبل، و أظهر موافقته له [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn2) .
و ثانيا إنه كانت هناك تأثيرات فكرية متبادلة، بين بعض متكلمي الحنابلة و متكلمي الأشاعرة، في مجال أصول الدين، و كانت لأسرة التميميين الحنبلية، أقوال متقاربة مع أقوال أبي بكر الباقلاني،، الذي كان يكتب في بعض جواباته اسمه هكذا: محمد بن الطيب الحنبلي، و قد يكتبه هكذا: محمد بن الطيب الأشعري [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn3) . و كان الحنبليان البغداديان أبو بكر غلام الخلال،و أبو الحسن التميمي يعدان أبا الحسن الأشعري من متكلمة أهل السنة الموافقين لمذهب السلف في الجملة [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn4) .
و ثالثا إن الأشاعرة الأوائل احتموا و تستروا بانتسابهم للحنابلة، و إظهار موافقتهم لمذهبهم –أي لمذهب الحنابلة-، و في هذا الشأن يقول شيخ الشافعية أبو إسحاق الشيرازي (ت476ه): ((إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة)) [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn5) ؛ و كان الباقلاني يكتب في بعض جواباته: محمد بن الطيب الحنبلي، و عندما رُفع أمره إلى الخليفة القادر بالله، و ضاق عليه الحال، تستر بالانتساب إلى الإمام أحمد بن حنبل، و أظهر موافقته له،و كان –أي الباقلاني- أحيإا ينتسب إلى الأئمة الثلاثة: مالك و الشافعي و احمد [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn6) .
[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref1) ابن الجوزي: المنتظم، ط1، دار صادر، 1358ه،ج 6 ص: 332 - 333.
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref2) ابن تيمية: مجموع الفتاوى، ج 4 ص: 16.
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref3) انظر: ابن الجوزي: المنتظم، ج 6 ص: 332.و ابن الوردي: تتمة المختصر في أخبار البشر، ج1 ص: 410.و الذهبي: السيّر، ج 15ص: 86. ابن تيمية: مجموع الفتاوى، ج 3 ص: 228.و نقض المنطق، ص: 12.و منهاج السنة النبوية، حققه رشاد سالم، ط1، مؤسسة قرطبة، 1406ه، ج 2 ص: 165.
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref4) ابن عساكر: تبيين كذب المفتري، ص: 68. و ابن الوردي: المصدر السابق، ج ج3 ص: 113.
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref5) ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية، ط1، مكة، مطبعة الحكومة، 1392، ج 2 ص: 333.
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref6) ابن تيمية: العقيدة الاصفهانية،ط1، الرياض، مكتبة الرشد، 1415ه، ص: 58.
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref7) ابن تيمية: درء التعارض، ج 2 ص: 96. و نفسه، ص: 58.
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref8) ابن تيمية: دقائق التفسير، ج 2 ص: 187. و درء تعارض العقل و النقل، ج2 ص: 18.
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref9) ابن تيمية: درء التعارض، ج 2 ص: 16 - 17.و أبو الحسين بن أبي يعلى: طبفات الحنابلة، ج 2 ص: 128 و ما بعدها.
[10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref10) سنتطرّق لها قريبا إن شاء الله.
[11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref11) ابن تيمية: العقيدة الأصفهانية، ص: 58 .. و مجموع الفتاوى، ج 12 ص: 558.و درء التعارض، ج 2 ص: 96.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref1) ابن الجوزي: المنتظم، ج 6 ص: 332.
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref2) ابن تيمية: مجموع الفتاوى، ج 4 ص: 16. ابن القيم الجوزية: اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو الجهمية و المعطلة، ص: 137. و ابن تيمية: موافقة صحيح المنقول، حققه محمد محي الدين، ط2، القاهرة، مطبعة السنة المحمدية، 1950 ج 2 ص: 10.
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref3) ابن تيمية: مجموع الفتاوى، ج 6 ص: 53. و درء التعارض، ج 2 ص: 16، 17.
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref4) ابن القيم الجوزية: اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو الجهمية و المعطلة، مصر، مطبعة الإمام، دت، ص: 137. و ابن تيمية: موافقة صحيح ج 2 ص: 10.
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref5) ابن تيمية: مجموع الفتاوى ج 3 ص: 228.
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref6) نفس المصدر، ج 4 ص: 16. و درء التعارض، ج 1ص: 270، ج 2 ص: 100.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/330)
ـ[أبو نوح]ــــــــ[13 - 03 - 08, 11:36 م]ـ
ما شاء الله، الله يجزيك.(47/331)
هل يعد هذا غلوا في النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[14 - 03 - 08, 08:43 م]ـ
خلقت مبرءًا من كل عيب ... كأنك قد خلقت كما تشاء
إلى من ينسب هذا البيت؟ وهل يعدُّ غلوًا في حق النبي صلى الله عليه وسلم؟
حبذا لو توثق الإجابة.
ـ[اسمير]ــــــــ[14 - 03 - 08, 09:05 م]ـ
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=59218
ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[16 - 03 - 08, 02:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي وسددك(47/332)
عقيدة ابن حزم؟
ـ[أبو أويس البيضاوي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 10:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حيا الله اخواني المشايخ وطلبة العلم الافاضل سمعت في احد الدروس ان ابن حزم كان من غلاة المرجئة واريذ التاكذ افادني الله و اياكم بالعلم النافع والعمل به.
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[15 - 03 - 08, 12:42 ص]ـ
قال الامام ابن تيمية رحمه الله:
وكذلك أبو محمد بن حزم فيما صنفه من الملل والنحل إنما يستحمد بموافقة السنة والحديث مثل ما ذكره في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك بخلاف ما انفرد به من قوله في التفضيل بين الصحابة وكذلك ما ذكره في باب الصفات فإنه يستحمد فيه بموافقة أهل السنة والحديث لكونه يثبت الأحاديث الصحيحة ويعظم السلف وأئمة الحديث ويقول إنه موافق للإمام أحمد في مسألة القرآن وغيرها ولا ريب أنه موافق له ولهم في بعض ذلك
لكن الأشعري ونحوه أعظم موافقة للإمام أحمد بن حنبل ومن قبله من الأئمة في القرآن والصفات وإن كان أبو محمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث وأكثر تعظيما له ولأهله من غيره لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى وبمثل هذا صار يذمه من يذمه من الفقهاء والمتكلمين وعلماء الحديث باتباعه لظاهر لا باطن له كما نفى المعاني في الأمر والنهي والاشتقاق وكما نفى خرق العادات ونحوه من عبادات القلوب مضموما إلى ما في كلامه من الوقيعة في الأكابر والإسراف في نفي المعاني ودعوى متابعة الظواهر وإن كان له من الإيمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه إلا مكابر ويوجد في كتبه من كثرة الاطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره فالمسألة التي يكون فيها حديث يكون جانبه فيها ظاهر الترجيح وله من التمييز بين الصحيح والضعيف والمعرفة بأقوال السلف ما لا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء0مجموع الفتاوى 4/ 18ـ19
ـ[أبو أويس البيضاوي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 01:06 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل محمد الأخضراني ,وهذا لا ينقص من قيمته العلمية وفوائذه الجمة لعلم الحديث.
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 06:20 ص]ـ
لو رجعت لبداية المحلى لابن حزم لوجدته يقرر الإيمان على طريقة أهل الحديث، ومن بحث ابن حزم وجدته موافقا ً لأهل السنة في الاعتقاد، عدا الأسماء والصفات، فهو جهمي فيها كما وصفه شيخ الإسلام ابن تيمية ... ومن العجيب أن ابن حزم كان ينكر حتى لفظة (صفة) لله عز وجل.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:27 م]ـ
للفائدة:
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=2185
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[19 - 03 - 08, 08:14 م]ـ
من مخالفات ابن حزم لمذهب اهل السنة
عبد الرحمن بن صالح السديس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله فالقِ الإصباحِ، وجاعلِ الليلِ سكنا، والشمسِ، والقمرِ حسبانا، والصلاة، والسلام، على المبعوثِ للخلقِ بشيراً، ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا، منيرا أما بعد:
فهناك بعض الشباب، والمبتدئين في الطلب من يطالع كتب العلامة ابن حزم، وقد يخفى عليهم ما فيها من مخالفات متعددة لمنهج السلف في عدد من الجوانب أهمها العقيدة، فأحببت من باب النصيحة للمسلمين تبيين بعض الأمور التي يُحذر منها في أقواله، وكتبه، وذلك بذكر النقول عن أئمة المحققين من العلماء
وقبل الشروع في النقل أحب أن أبين أمرا قد يكون بيّنا وهو:
المذكور هنا من كلام أئمة العلماء في ابن حزم ـ رحمه الله ـ ليس انتقاصا منه، ولا تقليلا لشأنه، ولكن ليحذر الجاهل من تقليده فيما غلط فيه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة 4/ 543:
ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم، والدين من الصحابة، والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة أهل البيت، وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن، ونوع من الهوى الخفي، فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي اتباعه فيه، وإن كان من أولياء الله المتقين، ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين: طائفة تعظمه، فتريد تصويب ذلك الفعل، وابتاعه عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/333)
وطائفة تذمه، فتجعل ذلك قادحا في ولايته، وتقواه، بل في بره، وكونه من أهل الجنة، بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان، وكلا هذين الطرفين فاسد.
والخوارج، والروافض، وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا، ومن سلك طريق الاعتدال عظم من يستحق التعظيم، وأحبه، ووالاه، وأعطى الحق حقه، فيعظم الحق، ويرحم الخلق، ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنان، وسيئات؛ فيحمد، ويذم، ويثاب، ويعاقب، ويحب من وجه، ويبغض من وجه، هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج، والمعتزلة ومن وافقهم.
وقال ابن القيم في أعلام الموقعين 3/ 220:
فصل: ولابد من أمرين أحدهما أعظم من الآخر، وهو النصيحة لله، ولرسوله، وكتابه، ودينه، وتنزيهه عن الأقوال الباطلة المناقضة لما بعث الله به رسوله من الهدى، والبينات التي هي خلاف الحكمة والمصلحة والرحمة والعدل وبيان نفيها عن الدين وإخراجها منه وإن أدخلها فيه من أدخلها بنوع تأويل، والثاني معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم وأن فضلهم وعلمهم ونصحهم لله ورسوله لا يوجب قبول كل ما قالوه، وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول، فقالوا بمبلغ علمهم والحق في خلافها لا يوجب اطراح أقوالهم جملة، وتنقصهم والوقيعة فيهم فهذان طرفان جائران عن القصد، وقصد السبيل بينهما فلا نؤثم، ولا نعصم، ـ إلى أن قال ـ ولا منافاة بين هذين الأمرين لمن شرح الله صدره للإسلام، وإنما يتنافيان عند أحد رجلين جاهل بمقدار الأئمة، وفضلهم، أو جاهل بحقيقة الشريعة التي بعث الله بها رسوله، ومن له علم بالشرع، والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح، وآثار حسنة، وهو من الإسلام، وأهله بمكان، قد تكون منه الهفوة، والزلة هو فيها معذور، بل ومأجور لاجتهاده فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته، وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين.
ونحوه في كلام شيخ الإسلام في بيان الدليل على بطلان التحليل ص152.
وقال ابن رجب في الحكم الجديرة بالإذاعة [المجموع] 1/ 244:
فأما مخالفة بعض أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم خطأ من غير عمد، مع الاجتهاد على متابعته، فهذا يقع فيه كثير من أعيان الأمة من علمائها، وصلحائها، ولا إثم فيه، بل صاحبه إذا اجتهد فله أجر على اجتهاده، وخطأه موضوع عنه، ومع هذا فلم يمنع ذلك من عَلِمَ أمر الرسول الذي خالفه هذا أن يبين للأمة أن هذا مخالف لأمر الرسول، نصيحة لله، ولرسوله ولعامة المسلمين، وهب أن هذا المخالف عظيم له قدر وجلالة، وهو محبوب للمؤمنين إلا أن حق الرسول مقدم على حقه وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم.
فالواجب على كل من بلغه أمر الرسول، وعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم، ويأمرهم باتباع أمره، وإن خالف ذلك رأي عظيم من الأمة، فإن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم، ويقتدي به من رأي مُعَظّّم قد خالف أمره في بعض الأشياء خطأ.
ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم من العلماء على كل من خالف سنة صحيحة، وربما أغلظوا في الرد لا بغضاً له بل هو محبوب عندهم، معظم في نفوسهم لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليهم، وأمره فوق كل أمر مخلوق.
فإذا تعارض أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمر غيره فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أولى أن يقدم ويتبع، ولا يمنع من ذلك تعظيم من خالف أمره، وإن كان مغفوراً له، بل ذلك المخالف المغفور له لا يكره أن يخالف أمره إذا ظهر أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بخلافه ـ إلى أن قال ـ
فههنا أمران أحدهما: أن من خالف أمر الرسول في شيء خطأ مع اجتهاده في طاعته، ومتابعة أوامره فإنه مغفور له لا تنقص درجته بذلك.
والثاني: أنه لا يمنعنا تعظيمه، ومحبته من تبين مخالفة قوله لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ونصيحة الأمة تبيين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لهم، ونفس ذلك الرجل المحبوب المعظم لو علم أن قوله مخالف لأمر الرسول فإنه لأحب من يبين ذلك للأمة ذلك، ويرشدهم إلى أمر الرسول، ويردهم في قوله في نفسه، وهذه النكتة تخفى على كثير من الجهال بسبب غلوهم في التقليد، وظنهم أن الرد على معظم من عالم، وصالح تنقص به، وليس كذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/334)
وقال العلامة المعلمي في التنكيل1/ 6: من أوسع أودية الباطل الغلو في الأفاضل، ومن أمضى أسلحته أن يرمي الغالي كل من يحاول رده إلى الحق ببغض أولئك الأفاضل ومعاداتهم، يرى بعض أهل العلم أن النصارى أول ما غلوا في عيسى عليه السلام كان الغلاة يرمون كل من أنكر عليهم بأنه يبغض عيسى ويحقره ونحو ذلك فكان هذا من أعظم ما ساعد على أن انتشار الغلو لأن بقايا أهل الحق كانوا يرون أنهم إذا أنكروا على الغلاة نسبوا إلى ما هم أشد الناس كراهية له من بغض عيسى وتحقيره، ومقتهم الجمهور، وأوذوا فثبطهم هذا عن الإنكار، وخلا الجو للشيطان، وقريب من هذا حال الغلاة الروافض وحال القبوريين، وحال غلاة المقلدين اهـ.
فليحذر غلاة ومقلدة الظاهرية من التغاظي عن هذه الأمور، أو محاولات الترقيع السمجة؛ تعصبا لابن حزم؛ فالحق أحق أن ينتصر له.
وهذه بعض النقول المقصودة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل 5/ 249:
وكذلك أبو محمد بن حزم ـ مع معرفته بالحديث، وانتصاره لطريقة داود، وأمثاله من نفاة القياس أصحاب الظاهر ـ قد بالغ في نفي الصفات، وردها إلى العلم مع أنه لا يثبت علما هو صفة، ويزعم أن أسماء الله كالعليم والقدير، ونحوهما لا تدل على العلم، والقدرة، وينتسب إلى الإمام أحمد وأمثاله من أئمة السنة، ويدعي أن قوله هو: قول أهل السنة، والحديث، ويذم الأشعري، وأصحابه ذما عظيما، ويدعي أنهم خرجوا عن مذهب السنة، والحديث في الصفات، ومن المعلوم الذي لا يمكن مدافعته أن مذهب الأشعري، وأصحابه في مسائل الصفات أقرب إلى مذهب أهل السنة والحديث من مذهب ابن حزم وأمثاله في ذلك.
وقال في منهاج السنة 2/ 583: وزعم ابن حزم أن أسماء الله تعالى الحسنى لا تدل على المعاني فلا يدل عليم على علم ولا قدير على قدرة بل هي أعلام محضة! وهذا يشبه قول من يقول: بأنها تقال بالاشتراك اللفظي. وأصل غلط هؤلاء شيئان: إما نفي الصفات والغلو في نفي التشبيه، وإما ظن ثبوت الكليات المشتركة في الخارج.
فالأول هو مأخذ الجهمية، ومن وافقهم على نفي الصفات، قالوا: إذا قلنا عليم يدل على علم، وقدير يدل على قدرة لزم من إثبات الأسماء إثبات الصفات، وهذا مأخذ ابن حزم فإنه من نفاة الصفات، مع تعظيمه للحديث، والسنة والإمام أحمد، ودعواه أن الذي يقوله في ذلك هو مذهب أحمد وغيره.
وغلطه في ذلك بسبب أنه أخذ أشياء من أقوال الفلاسفة، والمعتزلة عن بعض شيوخه، ولم يتفق له من يبين له خطأهم، ونقل المنطق بالإسناد عن متى الترجمان، وكذلك قالوا: إذا قلنا: موجود وموجود، وحي وحي لزم التشبيه فهذا أصل غلط هؤلاء.
وانظر نحوه في كتاب: الرد على المنطقيين ص131 - 132.
وقال في العقيدة الأصفهانية ص 106 - 108:
.. وبهذا يتبين أن الحي القابل للسمع والبصر والكلام؛ إما أن يتصف بذلك، وإما أن يتصف بضده، وهو الصمم، والبكم، والخرس، ومن قدر خلوه عنهما فهو مشابه للقرامطة الذين قالوا: لا يوصف بأنه حي ولا ميت، ولا عالم ولا جاهل، ولا قادر ولا عاجز، بل قالوا: لا يوصف بالإيجاب، ولا بالسلب؛ فلا يقال: هو حي عالم، ولا يقال: ليس بحي عالم، ولا يقال: هو عليم قدير، ولا يقال: ليس بقدير عليم، ولا يقال: هو متكلم مريد، ولا يقال: ليس بمتكلم مريد، قالوا: لأن في الإثبات تشبيها بما تثبت له هذه الصفات، وفي النفي تشبيه له بما ينفي عنه هذه الصفات، وقد قاربهم في ذلك من قال من متكلمة الظاهرية كابن حزم: أن أسماءه الحسنى كالحي والعليم، والقدير بمنزلة أسماء الأعلام التي لا تدل على حياة، ولا علم، ولا قدرة، وقال: لا فرق بين الحي، وبين العليم، وبين القدير في المعنى أصلا!
ومعلوم أن مثل هذه المقالات سفسطة في العقليات، وقرمطة في السمعيات، فإنا نعلم بالاضطرار الفرق بين الحي، والقدير، والعليم، والملك، والقدوس، والغفور .. ـ إلى أن قال ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/335)
ولم يكن المشركون يمتنعون عن تسمية الله بكثير من أسمائه، وإنما امتنعوا عن بعضها، وأيضا: فالله له الأسماء الحسنى دون السوأى، وإنما يتميز الاسم الحسن عن الاسم السيء بمعناه، فلو كانت كلها بمنزلة الأعلام الجامدات التي لا تدل على معنى لا تنقسم إلى حسنى وسوأى، بل هذا القائل لو سمى معبوده: بالميت والعاجز والجاهل، بدل الحي والعالم والقادر = لجاز ذلك عنده! فهذا، ونحوه قرمطة ظاهرة من هؤلاء الظاهرية الذين يدعون الوقوف مع الظاهر، وقد قالوا بنحو مقالة القرامطة الباطنية في باب توحيد الله وأسمائه وصفاته، مع ادعائهم الحديث، ومذهب السلف، وإنكارهم على الأشعري، وأصحابه أعظم إنكار، ومعلوم أن الأشعري، وأصحابه أقرب إلى السلف، والأئمة، ومذهب أهل الحديث في هذا الباب من هؤلاء بكثير.
وأيضا: فهم يدعون أنهم يوافقون أحمد بن حنبل، ونحوه من الأئمة في مسائل القرآن، والصفات، وينكرون على الأشعري وأصحابه، والأشعري وأصحابه أقرب إلى أحمد بن حنبل، ونحوه من الأئمة في مسائل القرآن والصفات منهم تحقيقا، وانتسابا،
أما تحقيقا: فمن عرف مذهب الأشعري وأصحابه، ومذهب ابن حزم، وأمثاله من الظاهرية في باب الصفات = تبين له ذلك، وعلم هو، وكل من فهم المقالتين أن هؤلاء الظاهرية الباطنية أقرب إلى المعتزلة، بل إلى الفلاسفة من الأشعرية، وأن الأشعرية أقرب إلى السلف، والأئمة، وأهل الحديث منهم.
وأيضا: فإن إمامهم داود، وأكابر أصحابه كانوا من المثبتين للصفات على مذهب أهل السنة والحديث، ولكن من أصحابه طائفة سلكت مسلك المعتزلة، وهؤلاء وافقوا المعتزلة في مسائل الصفات، وإن خالفوهم في القدر والوعيد.
وفي ص109 - 110: وهذه الجمل نافعة فإن كثيرا من الناس ينتسب إلى السنة، أو الحديث، أو اتباع مذهب السلف، أو الأئمة، أو مذهب الإمام أحمد، أو غيره من الأئمة، أو قول الأشعري، أو غيره، ويكون في أقواله ما ليس بموافق لقول من انتسب إليهم، فمعرفة ذلك نافعة جدا كما تقدم في الظاهرية الذين ينتسبون إلى الحديث، والسنة حتى أنكروا القياس الشرعي المأثور عن السلف، والأئمة ودخلوا في الكلام الذي ذمه السلف، والأئمة حتى نفوا حقيقة أسماء الله، وصفاته وصاروا مشابهين للقرامطة الباطنية بحيث تكون مقالة المعتزلة في أسماء الله أحسن من مقالتهم، فهم مع دعوى الظاهر يقرمطون في توحيد الله وأسمائه.
وقال الإمام ابن تيمية كما في جامع الرسائل 1/ 170 - 171: [بعد ذكره لأقوال ابن عربي، وأصحابه، ثم الغزالي في كتابَيه المضنون بهما على غير أهلهما، والفلاسفة] .. وقد يقرب من هؤلاء ابن حزم حيث رد الكلام، والسمع، والبصر، وغير ذلك إلى: العلم، مع أنه لا يثبت صفة لله هي: العلم، ويجعل أسماءه الحسنى إنما هي أعلام محضة! فالحي، والعالم، والقادر، والسميع، والبصير، ونحوه كلها أسماء أعلام لا تدل على الحياة، والعلم، والقدرة، وهذا يؤول إلى قول القرامطة الباطنية ونحوهم نفاة أسماء الله تعالى الذين يقولون:
لا يقال حي ولا عالم ولا قادر، وهذا كله من الإلحاد في أسماء الله، وآياته قال تعالى {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ} .. الخ. اهـ
وكلام ابن حزم المشار إليه في الفصل 3/ 124و128.
وقال في الرد على الأخنائي ص15: وقال ابن حزم الظاهري: السفر إلى مسجد غير المساجد الثلاثة حرام، وأما السفر إلى آثار الأنبياء فذلك مستحب، ولأنه ظاهري لا يقول بفحوى الخطاب، وهو إحدى الروايتين عن داود الظاهري، فلا يقول إن قوله (فلا تقل لهما أف) يدل على النهي عن الضرب والشتم ولا إن قوله تعالى (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق) يدل على تحريم القتل مع الغنى واليسار، وأمثال ذلك مما يخالفه فيه عامة علماء المسلمين، ويقطعون بخطأ من قال مثل ذلك، فينسبونه إلى عدم الفهم، ونقص العقل.
وانظر نحوه في الفتاوي 27/ 250.
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى4/ 395:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/336)
فصل: وأما نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقل إنهن أفضل من العشرة إلا أبو محمد بن حزم، وهو قول شاذ لم يسبقه إليه أحد وأنكره عليه من بلغه من أعيان العلماء، ونصوص الكتاب، والسنة تبطل هذا القول وحجته التي احتج بها فاسدة .. ـ ذكر حجته ورد عليها ثم قال ـ: وبالجملة فهذا قول شاذ لم يسبق إليه أحد من السلف، وأبو محمد مع كثرة علمه وتبحره، وما يأتي به من الفوائد العظيمة له من الأقوال المنكرة الشاذة ما يعجب منه، كما يعجب مما يأتي من الأقوال الحسنة الفائقة، وهذا كقوله إن مريم نبية، وإن آسية نبية، وإن أم موسى نبية .. اهـ[ .. ثم رد عليه].
وانظر كلام ابن تيمية في الصفدية 1/ 198: على هذه المسألة، والرد على ابن حزم.
وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوي 21/ 207:
ومن لم يلحظ المعاني من خطاب الله ورسوله، ولا يفهم تنبيه الخطاب، وفحواه من أهل الظاهر كالذين يقولون: إن قوله ولا تقل لهما أف لا يفيد النهي عن الضرب، وهو إحدى الروايتين عن داود، واختاره ابن حزم وهذا في غاية الضعف، بل وكذلك قياس الأولى، وإن لم يدل عليه الخطاب لكن عرف أنه أولى بالحكم من المنطوق بهذا؛ فإنكاره من بدع الظاهرية التي لم يسبقهم بها أحد من السلف فما زال السلف يحتجون بمثل هذا وهذا.
وقال في درء تعارض العقل والنقل 8/ 61: [في كلامه على ابن عقيل]
فيوجد في كلامه من الكلام الحسن البليغ = ما هو معظم مشكور، ومن الكلام المخالف للسنة والحق = ما هو مذموم مدحور، وكذلك يوجد هذا، وهذا في كلام كثير من المشهورين بالعلم مثل أبي محمد بن حزم، ومثل أبي حامد الغزالي، ومثل أبي عبد الله الرازي وغيرهم.
قال شيخ الإسلام في الصفدية 2/ 178: .. ابن حزم، وهو ممن يعظم الفلاسفة.
في الفتاوي 9/ 274: .. وهي الفلسفة الأولى، والحكمة العليا عندهم وهم يقسمون الوجود إلى: جوهر وعرض.
والأعراض يجعلونها تسعة أنواع، هذا هو الذي ذكره أرسطو وأتباعه يجعلون هذا من جملة المنطق لأن فيه المفردات التي تنتهي إليها الحدود المؤلفة، وكذلك من سلك سبيلهم ممن صنف في هذا الباب كابن حزم وغيره
وفي الفتاوي 5/ 282: [ذكر أن ابن حزم]: ينفي الصفات.
وفي الفتاوي 4/ 262
فصل: مذهب سائر المسلمين بل وسائر أهل الملل إثبات القيامة الكبرى وقيام الناس من قبورهم والثواب والعقاب هناك وإثبات الثواب والعقاب في البرزخ ما بين الموت إلى يوم القيامة هذا قول السلف قاطبة وأهل السنة والجماعة وإنما أنكر ذلك في البرزخ قليل من أهل البدع، لكن من أهل الكلام من يقول هذا إنما يكون على البدن فقط، كأنه ليس عنده نفس تفارق البدن كقول من يقول ذلك من المعتزلة والأشعرية.
ومنهم من يقول بل هو على النفس فقط بناء على أنه ليس في البرزخ عذاب على البدن، ولا نعيم كما يقول ذلك ابن ميسرة وابن حزم .. وانظر ما بعده.
وانظر: 5/ 446، و525: وفيه: ولهذا صار بعض الناس إلى أن عذاب القبر إنما هو على الروح فقط كما يقوله ابن ميسره وابن حزم، وهذا قول منكر عند عامة أهل السنة والجماعة.
وانظر: الروح لابن القيم ص42 فقد استفاض في المسألة ورد على أبي محمد ابن حزم.
وفي الفتاوي 8/ 8:
في مسألة كون الرب قادرا مختارا، وما وقع فيها من التقصير الكثير مما ليس هذا موضعه، والمقصود هنا الكلام بين أهل الملل الذين يصدقون الرسل فنقول هنا مسائل:
المسألة الأولى: قد أخبر الله أنه على كل شئ قدير، والناس في هذا على ثلاثة أقوال:
طائفة تقول هذا عام يدخل فيه الممتنع لذاته من الجمع بين الضدين، وكذلك دخل في المقدور، كما قال ذلك: طائفة منهم ابن حزم.
وطائفة تقول هذا عام مخصوص يخص منه الممتنع لذاته؛ فإنه و إن كان شيئا فإنه لا يدخل في المقدور كما ذكر ذلك ابن عطية، و غيره، وكلا القولين خطأ.
و الصواب هو:القول الثالث الذي عليه عامة النظار، وهو: أن الممتنع لذاته ليس شيئا ألبتة ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي 4/ 18:
.. كَذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ فِيمَا صَنَّفَهُ مِنْ الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ إنَّمَا يُسْتَحْمَدُ بِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ، وَالْحَدِيثِ مِثْلَ مَا ذَكَرَهُ فِي مَسَائِلِ " الْقَدَرِ " وَ "الْإِرْجَاءِ " وَنَحْوِ ذَلِكَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/337)
بِخِلَافِ مَا انْفَرَدَ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ فِي التَّفْضِيلِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ.
وَكَذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ فِي " بَابِ الصِّفَاتِ"
فَإِنَّهُ يُسْتَحْمَدُ فِيهِ بِمُوَافَقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ لِكَوْنِهِ يَثْبُتُ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ، وَيُعَظِّمُ السَّلَفَ، وَأَئِمَّةَ الْحَدِيثِ، وَيَقُولُ: إنَّهُ مُوَافِقٌ لِلْإِمَامِ أَحْمَد فِي مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ، وَغَيْرِهَا، وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ مُوَافِقٌ لَهُ، وَلَهُمْ فِي بَعْضِ ذَلِكَ.
لَكِنَّ الْأَشْعَرِيَّ، وَنَحْوَهُ أَعْظَمُ مُوَافَقَةً لِلْإِمَامِ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ، وَمَنْ قَبْلَهُ مِنْ الْأَئِمَّةِ فِي الْقُرْآنِ وَالصِّفَاتِ، وَإِنْ كَانَ " أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ " فِي مَسَائِلِ الْإِيمَانِ وَالْقَدَرِ أَقْوَمَ مِنْ غَيْرِهِ، وَأَعْلَمَ بِالْحَدِيثِ، وَأَكْثَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، وَلِأَهْلِهِ مَنْ غَيْرِهِ، لَكِنْ قَدْ خَالَطَ مِنْ أَقْوَالِ الْفَلَاسِفَةِ، وَالْمُعْتَزِلَةِ فِي مَسَائِلِ الصِّفَاتِ مَا صَرَفَهُ عَنْ مُوَافَقَةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِي مَعَانِي مَذْهَبِهِمْ فِي ذَلِكَ، فَوَافَقَ هَؤُلَاءِ فِي اللَّفْظِ، وَهَؤُلَاءِ فِي الْمَعْنَى.
وَبِمِثْلِ هَذَا صَارَ يَذُمُّهُ مَنْ يَذُمُّهُ مِنْ الْفُقَهَاءِ، والمتكلمين، وَعُلَمَاءِ الْحَدِيثِ بِاتِّبَاعِهِ لِظَاهِرِ لَا بَاطِنَ لَهُ، كَمَا نَفَى الْمَعَانِيَ فِي الْأَمْرِ، وَالنَّهْيِ، وَالِاشْتِقَاقِ، وَكَمَا نَفَى خَرْقَ الْعَادَاتِ، وَنَحْوَهُ مِنْ عِبَادَاتِ الْقُلُوبِ.
مَضْمُومًا إلَى مَا فِي كَلَامِهِ مِنْ الْوَقِيعَةِ فِي الْأَكَابِرِ، وَالْإِسْرَافِ فِي نَفْيِ الْمَعَانِي، وَدَعْوَى مُتَابَعَةِ الظَّوَاهِرِ.
وَإِنْ كَانَ لَهُ مِنْ الْإِيمَانِ، وَالدِّينِ، وَالْعُلُومِ الْوَاسِعَةِ الْكَثِيرَةِ مَا لَا يَدْفَعُهُ إلَّا مُكَابِرٌ ; وَيُوجَدُ فِي كُتُبِهِ مِنْ كَثْرَةِ الإطلاع عَلَى الْأَقْوَالِ، وَالْمَعْرِفَةِ بِالْأَحْوَالِ ; وَالتَّعْظِيمِ لِدَعَائِمِ الْإِسْلَامِ، وَلِجَانِبِ الرِّسَالَةِ مَا لَا يَجْتَمِعُ مِثْلُهُ لِغَيْرِهِ.
فَالْمَسْأَلَةُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا حَدِيثٌ يَكُونُ جَانِبُهُ فِيهَا ظَاهِرَ التَّرْجِيحِ.
وَلَهُ مِنْ التَّمْيِيزِ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالضَّعِيفِ وَالْمَعْرِفَةِ بِأَقْوَالِ السَّلَفِ مَا لَا يَكَادُ يَقَعُ مِثْلُهُ لِغَيْرِهِ مِنْ الْفُقَهَاءِ.اهـ
قلت: يضاف على كلام الإمام ابن تيمية قيدين مهمين أعملها هو كثيرا، وكذا، وغيره من العلماء هما:
1 - أن يكون كلامه في التصحيح، والتضعيف، والكلام على الرواة موافقا لمنهج المحدثين لا مما شذ به عنهم.
2 - موافقته للسلف فيما يفهم من النص لا مما تفرد به من الغرائب.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل 2/ 32
وأهل العلم بالحديث أخص الناس بمعرفة ما جاء به الرسول ومعرفة أقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان فإليهم المرجع في هذا الباب لا إلى من هو أجنبي عن معرفته ليس له معرفة بذلك ولولا أنه قلد في الفقه لبعض الأئمة لكان في الشرع مثل آحاد الجهال من العامة.
فإن قيل: قلت: إن أكثر أئمة النفاة من الجهمية والمعتزلة كانوا قليلي المعرفة بما جاء عن الرسول وأقوال السلف في تفسير القرآن، وأصول الدين وما بلغوه عن الرسول ففي النفاة كثير ممن له معرفة بذلك، قيل هؤلاء أنواع:
نوع ليس لهم خبرة بالعقليات، بل هم يأخذون ما قاله النفاة عن الحكم والدليل ويعتقدونها براهين قطعية وليس لهم قوة على الاستقلال بها بل هم في الحقيقة مقلدون فيها وقد اعتقد أقوال أولئك فجميع ما يسمعونه من القرآن، والحديث، وأقوال السلف لا يحملونه على ما يخالف ذلك بل إما أن يظنوه موافقا لهم، وإما أن يعرضوا عنه مفوضين لمعناه، وهذه حال مثل أبي حاتم البستي، وأبي سعد السمان المعتزلي، ومثل أبي ذر الهروي، وأبي بكر البيهقي، والقاضي عياض، وأبي الفرج ابن الجوزي، وأبي الحسن علي بن المفضل المقدسي وأمثالهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/338)
والثاني من يسلك في العقليات مسلك الاجتهاد ويغلط فيها كما غلط غيره، فيشارك الجهمية في بعض أصولهم الفاسدة مع أنه لا يكون له من الخبرة بكلام السلف، والأئمة في هذا الباب ما كان لأئمة السنة، وإن كان يعرف متون الصحيحين وغيرهما، وهذه حال أبي محمد بن حزم، وأبي الوليد الباجي، والقاضي أبي بكر بن العربي وأمثالهم، ومن هذا النوع بشر المريسي، ومحمد بن شجاع الثلجي، وأمثالهما.
ونوع ثالث سمعوا الأحاديث والآثار وعظموا مذهب السلف وشاركوا المتكلمين الجهمية في بعض أصولهم الباقية، ولم يكن لهم من الخبرة بالقرآن، والحديث والآثار ما لأئمة السنة والحديث لا من جهة المعرفة والتمييز بين صحيحها وضعيفها، ولا من جهة الفهم لمعانيها، وقد ظنوا صحة بعض الأصول العقلية للنفاة الجهمية ورأوا ما بينهما من التعارض، وهذا حال أبي بكر بن فورك، والقاضي أبي يعلى، وابن عقيل، وأمثالهم.
وقال في درء تعارض العقل 7/ 263
وهذا قول ابن حزم، وأمثاله ممن وافقوا الجهمية على نفي الصفات وإن كانوا منتسبين إلى الحديث والسنة.
وقال في النبوات 1/ 129: فقالت طائفة: لا تخرق العادة إلا لنبي. وكذّبوا بما يذكر من خوارق السحرة والكهان، وبكرامات الصالحين. وهذه طريقة أكثر المعتزلة وغيرهم كأبي محمد بن حزم، وغيره.
وفي الفتاوي 22/ 482
الحمد لله هذا القول [ليس لله إلا تسعة وتسعين اسما]، وإن كان قد قاله طائفة من المتأخرين كأبي محمد ابن حزم وغيره، فإن جمهور العلماء على خلافه، وعلى ذلك مضى سلف الأمة، وأئمتها وهو الصواب لوجوه.
قال ابن حزم في مراتب الإجماع ص12 - 15:
وإنما نعني بقولنا العلماء من حفظ عنه الفتيا من الصحابة والتابعين وتابعيهم وعلماء الأمصار وأئمة أهل الحديث ومن تبعهم رضي الله عنهم أجمعين.
ولسنا نعني أبا الهذيل ولا ابن الأصم ولا بشر بن المعتمر ولا إبراهيم بن سيار ولا جعفر بن حرب ولا جعفر بن مبشر ولا ثمامة ولا أبا [عفان] ولا الرقاشي ولا الأزارقة والصفرية ولا جهال الإباضية ولا أهل الرفض فإن هؤلاء لم يتعنوا من تثقيف الآثار ومعرفة صحيحها من سقيمها ولا البحث عن أحكام القرآن لتمييز حق الفتيا من باطلها بطرف محمود بل اشتغلوا عن ذلك بالجدال في أصول الاعتقادات ولكل قوم علمهم
ونحن وإن كنا لا نكفر كثيرا ممن ذكرنا ولا نفسق كثيرا منهم بل نتولى جميعهم حاشا من أجمعت الأمة على تكفيره منهم.
قلت: الحقيقة تعجب من كلامه رحمه الله لا تكفير، ولا تفسيق، وتولي لجميعهم ما هذه الرقة لأهل البدع، أين تلك الشدة المعهودة؟!
إلى أن قال:
ولسنا نخرج من جملة العلماء من ثبتت عدالته وبحثه عن حدود الفتيا، وإن كان مخالفا لنحلتنا بل نعتد بخلافه كسائر العلماء ولا فرق كعمرو بن عبيد ومحمد بن إسحاق وقتادة بن دعامة السدوسي وشبابة بن سوار والحسن بن حيي وجابر بن زيد ونظرائهم وان كان فيهم القدري والشيعي والإباضي والمرجيء؛ لأنهم كانوا أهل علم وفضل وخير واجتهاد ـ رحمهم الله ـ وغلط هؤلاء بما خالفونا فيه كغلط سائر العلماء في التحريم والتحليل ولا فرق.
قلت: وهذا خلط بين من نسب لبدعة هو منها بريء، وبين من تاب ورجع، وبين من هو من رؤوس الاعتزال.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله في شرح كتاب التوحيد 1/ 546
[في شرحه لحديث يؤذيني ابن آدم يسب الدهر .. وراجعه هناك]
فقد تبين بهذا خطا ابن حزم في عده الدهر من أسماء الله الحسنى، وهذا غلط فاحش، ولو كان كذلك لكان الذين قالوا: (وما يهلكنا إلا الدهر) مصيبين!
قال العلامة ابن عبد الهادي في طبقات علماء الحديث 3/ 349: [بعد أن أثنى عليه بما يستحق نقلا، وإنشاء]
أبو محمد ابن حزم من بحور العلم له اختيارات كثيرة حسنة وافق عليها غيره من الأئمة، وله اختيارات انفرد بها في الأصول، والفروع وجميع ما انفرد به خطأ، وهو كثير الوهم في الكلام على تصحيح الحديث، وتضعيفه، وعلى أحوال الرواة.اهـ
وثم قال ابن عبد الهادي أيضا 3/ 350:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/339)
وقد طالعت أكثر كتاب " الملل والنحل" لابن حزم، فرأيته قد ذكر فيه عجائب كثيرة، ونقول غريبة، وهو يدل على قوة ذكاء مؤلفه، وكثرة اطلاعه، لكن تبين لي أنه جهمي جلد لا يثبت من معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل كالخالق، والحق، وسائر الأسماء عنده لا تدل على معنى أصلا كالرحيم، والعليم، والقدير، ونحوها، بل العلم عنده هو: القدرة، والقدرة هي العلم، وهما عين الذات، ولا يدل العلم على معنى زائد على الذات المجردة أصلا، وهذا عين السفسطة، والمكابرة.
وكان ابن حزم في صغره قد اشتغل في المنطق، والفلسفة، وأخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي، وأمعن في ذلك فتقرر في ذهنه بهذا السبب معاني باطلة، ثم نظر في الكتاب، والسنة، ووجد ما فيها من المعاني المخالفة لما تقرر في ذهنه، فصار في الحقيقة حائرا في تلك المعاني الموجودة في الكتاب، والسنة، فروغ في ردها روغان الثعلب، فتارة يحمل اللفظ على غير معناه اللغوي، ومرة يحمل ويقول: هذا اللفظ لا معنى له أصلا، بل هو بمنزلة الأعلام، وتارة يرد ما ثبت عن المصدوق كرده الحديث المتفق على صحته في إطلاق لفظ الصفات، وقول الذي كان يلزم قراءة قل هو الله أحد لأنها صفة الرحمن عز وجل فأنا أحب أن أقرأ بها، ومرة يخالف إجماع المسلمين في إطلاق بعض الأسماء على الله عز وجل، وفي كلامه على اليهود والنصارى، ومذاهبهم، وتناقضهم فوائد كثيرة، وتخليط كثير، وهجوم عظيم، فإنه رد كثيرا من باطلهم بباطل مثله، كما رد على النصارى في التثليث بما يتضمن نفي الصفات، وكثيرا ما يلعن، ويكفر، ويشتم جماعة ممن نقل كتبهم كمتَّى، ولوقا، ويوحنا، وغيرهم، ويقذع في القدح فيهم إقذاعا بليغا.
وهو في الجملة: لون غريب، وشيء عجيب، وقد تكلم على نقل القرآن، والمعجزات، وهيئة العالم بكلام أكثره مليح حسن. ومما عيب على ابن حزم فجاجة عبارته، وكلامه في الكبار. اهـ
وقال ابن كثير في البداية والنهاية 12/ 92: [بعد ما وصفه بـ: الإمام الحافظ العلامة .. ]
وكان ابن حزم كثير الوقيعة في العلماء بلسانه، وقلمه فأورثه ذلك حقدا في قلوب أهل زمانه، ـ إلى أن قال ـ والعجب كل العجب منه أنه كان ظاهريا حائرا في الفروع لا يقول بشئ من القياس لا الجلي، ولا غيره، وهذا الذي وضعه عند العلماء، وأدخل عليه خطأ كبيرا في نظره، وتصرفه.
وكان مع هذا من أشد الناس تأويلا في باب الأصول، وآيات الصفات، وأحاديث الصفات، لأنه كان أولا قد تضلع من علم المنطق أخذه عن محمد بن الحسن ... = ففسد بذلك حاله في باب الصفات.
وقال ابن القيم في أقسام القرآن ص152: وههنا أمر يجب التنبيه عليه غلط فيه أبو محمد بن حزم أقبح غلط فذكر في أسماء الرب تعالى الهوي بفتح الهاء، واحتج بما في الصحيح من حديث عائشة أن رسوله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده سبحان ربي الأعلى الهوي فظن أبو محمد أن الهوي صفة للرب! وهذا من غلطه رحمه الله، وإنما الهوي على وزن فعيل اسم لقطعة من الليل، يقال: مضى هوي من الليل على وزن فعيل، ومضى هزيع منه أي طرف وجانب، وكان يقول سبحان ربي الأعلى في قطعة من الليل وجانب منه، وقد صرحت بذلك في اللفظ الآخر فقالت: كان يقول سبحان ربي الأعلى الهوي من الليل".
قال أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ـ عن ابن حزم: إنه غير موفق في كثير من مسائل الأسماء والصفات. ابن حزم خلال ألف عام 2/ 153.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 03 - 08, 07:28 ص]ـ
من مخالفات ابن حزم لمذهب اهل السنة
عبد الرحمن بن صالح السديس
قال ابن حزم في مراتب الإجماع ص12 - 15:
وإنما نعني بقولنا العلماء من حفظ عنه الفتيا من الصحابة والتابعين وتابعيهم وعلماء الأمصار وأئمة أهل الحديث ومن تبعهم رضي الله عنهم أجمعين.
ولسنا نعني أبا الهذيل ولا ابن الأصم ولا بشر بن المعتمر ولا إبراهيم بن سيار ولا جعفر بن حرب ولا جعفر بن مبشر ولا ثمامة ولا أبا [عفان] ولا الرقاشي ولا الأزارقة والصفرية ولا جهال الإباضية ولا أهل الرفض فإن هؤلاء لم يتعنوا من تثقيف الآثار ومعرفة صحيحها من سقيمها ولا البحث عن أحكام القرآن لتمييز حق الفتيا من باطلها بطرف محمود بل اشتغلوا عن ذلك بالجدال في أصول الاعتقادات ولكل قوم علمهم
ونحن وإن كنا لا نكفر كثيرا ممن ذكرنا ولا نفسق كثيرا منهم بل نتولى جميعهم حاشا من أجمعت الأمة على تكفيره منهم.
قلت: الحقيقة تعجب من كلامه رحمه الله لا تكفير، ولا تفسيق، وتولي لجميعهم ما هذه الرقة لأهل البدع، أين تلك الشدة المعهودة؟!
إلى أن قال:
ولسنا نخرج من جملة العلماء من ثبتت عدالته وبحثه عن حدود الفتيا، وإن كان مخالفا لنحلتنا بل نعتد بخلافه كسائر العلماء ولا فرق كعمرو بن عبيد ومحمد بن إسحاق وقتادة بن دعامة السدوسي وشبابة بن سوار والحسن بن حيي وجابر بن زيد ونظرائهم وان كان فيهم القدري والشيعي والإباضي والمرجيء؛ لأنهم كانوا أهل علم وفضل وخير واجتهاد ـ رحمهم الله ـ وغلط هؤلاء بما خالفونا فيه كغلط سائر العلماء في التحريم والتحليل ولا فرق.
قلت: وهذا خلط بين من نسب لبدعة هو منها بريء، وبين من تاب ورجع، وبين من هو من رؤوس الاعتزال.
هذا بسبب أن ابن حزم عنده نوع خاص من الإرجاء ليس عند غيره. فكما في باب الصفات يوافق أهل السنة في الظاهر ويوافق الجهمية في الباطن، فهو في باب الإيمان يوافق أهل السنة في الظاهر ويوافق المرجئة في الباطن. مع أنه شديد على المرجئة لكن بعض (وأقول بعض) خلافه معهم ظاهري فقط. وشيخ الإسلام قد مدحه بأنه أقرب من الأشعري في مسألة الإرجاء، وهذا لا يعني أنه سني فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/340)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:39 م]ـ
جزاك الله خيرا,,
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[26 - 03 - 08, 05:42 ص]ـ
بارك الله في الشيخ الفاضل / عبد الرحمن السديس ..
وليتَه يعدِّل في صفحته هذا السَّبْقَ:
قلت: يضاف على كلام الإمام ابن تيمية قيدين مهمين أعملها هو كثيرا، وكذا، وغيره من العلماء هما:
1 - أن يكون كلامه في التصحيح، والتضعيف، والكلام على الرواة موافقا لمنهج المحدثين لا مما شذ به عنهم.
2 - موافقته للسلف فيما يفهم من النص لا مما تفرد به من الغرائب.
ولا يخفاه أنَّ الصوابَ: (قيدان مهمَّان) ..
وقد أحببتُ تنبيهه على هذا السبق على خاصِّهِ؛ لكنه غيرُ مضيفٍ لهذه الخاصيَّة ..
والله أعلم.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 03:38 م]ـ
بارك الله في الشيخ عبد الرحمن ونفع به
وثم قال ابن عبد الهادي أيضا 3/ 350:
وقد طالعت أكثر كتاب " الملل والنحل" لابن حزم، فرأيته قد ذكر فيه عجائب كثيرة، ونقول غريبة، وهو يدل على قوة ذكاء مؤلفه، وكثرة اطلاعه، لكن تبين لي أنه جهمي جلد لا يثبت من معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل كالخالق، والحق، وسائر الأسماء عنده لا تدل على معنى أصلا كالرحيم، والعليم، والقدير، ونحوها،
:
:
قال أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ـ عن ابن حزم: إنه غير موفق في كثير من مسائل الأسماء والصفات. ابن حزم خلال ألف عام 2/ 153.
ـ[جمال العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 04:45 م]ـ
صدر حديثًا كتاب: " إعلام البريَّة بنفي انتساب ابن حزم إلى الجهميَّة "، تأليف: أبي أُسامة الأثري
دار العقيدة - مصر
فيه القول الفصل في اعتقاد ابن حزم، ما له وما عليه
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[19 - 05 - 08, 06:23 م]ـ
صدر حديثًا كتاب: " إعلام البريَّة بنفي انتساب ابن حزم إلى الجهميَّة "، تأليف: أبي أُسامة الأثري
دار العقيدة - مصر
فيه القول الفصل في اعتقاد ابن حزم، ما له وما عليه
أخى الفاضل.
هل يمكن أن تنقل لنا خلاصة البحث؟
ـ[عبدالرزاق العنزي]ــــــــ[19 - 05 - 08, 07:26 م]ـ
رحم الله ابا محمد ورضي عنه
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 05 - 08, 05:28 م]ـ
صدر حديثًا كتاب: " إعلام البريَّة بنفي انتساب ابن حزم إلى الجهميَّة "، تأليف: أبي أُسامة الأثري
دار العقيدة - مصر
فيه القول الفصل في اعتقاد ابن حزم، ما له وما عليه
نعم ابن حزم لم ينتسب للجهمية، لكنه وقع في بلايا كثيرة في الاعتقاد، وكثير من الظاهرية اليوم لفرط تعصبهم له يحاولن نفي ذلك ويزعمون أن سليم العقيدة لم يقع في أغلاط، وهذا باطل وتلبيس.
ـ[أبو تسنيم محمد]ــــــــ[23 - 05 - 08, 11:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مسلم التكسبتي]ــــــــ[24 - 05 - 08, 12:58 ص]ـ
إنّ الخطأ في الأصول غير الخطأ في الفروع وأعني بالأصول ما ينبني عليها من أحكام ومسائل، والفروع هي الأحكام والمسائل نفسها المبنيّة على غيرها، فالأصول هي المنهج المقرّر المحكم بالأدلّة، والفروع هي التطبيق العلمي والعملي على المنهج، والخطأ إن كان من جهة إسقاط الحكم مع صحّة المنهج يُحتسب هيّنا وصاحبه لا يُعدّ من أهل البدعة بل هو من أهل السنّة، وإن كان الخطأ ناتجا عن إعمال قواعد وأصول ضالّة مخالفة لمنهج أهل السنّة والجماعة فصاحبه لا يُعدّ من أهل السنّة بل هو من أهل البدعة شئنا أم أبينا ولا مجال للحكم العاطفي في هذا الأمر، وابن حزم رحمه اللّه جاء خطأه في فروع مبنيّة على أصول خاطئة قرّرها باجتهاده الخاص هروبا من التقليد المحرّم عنده ولو كان هذا التقليد لخير البريّة ومن زكّاهم ربّ البريّة أعني بهم صحابة الرّسول معدن الإيمان وكنز العرفان، فجرى خطأ ابن حزم رحمه اللّه خطأً مركّبا ومن تتبّع الفصل ومقدّمة المحلّى عرف ذلك، واللّه يغفر له إن شاء، لكن علينا الحكم بالظاهر واللّه يتولّى السرائر، وما وافق فيه ابن حزم أهل السنّة من وجه فهو من إلتقاء إجتهاده بما قرّره السّلف ولا يعني هذا أنّه منهم، وسأذكر مثالين
أمّا أولاهما فمن المحلّى ولعلّه ممّا إنخدع به الإخوة فذكروه على وجه التصويب وهو قوله عن الإسلام والإيمان في المسألة 76 من المحلّى:" كلّ ذلك عقد بالقلب وقول باللّسان وعمل بالجوارح يزيد بالطّاعة وينقص بالمعصية " وظاهر هذا القول موافق لقول أهل السنّة والجماعة، فإن كان هذا فحقيق أن يضيفوا ما قال في المسألة 79 من المحلّى:" ومن ضيّع الأعمال كلّها فهو مؤمن عاص ناقص الإيمان لا يكفر ". ليظهر الصبح لذي عينين وأنّ ابن حزم رحمه اللّه لا يقول بأنّ العمل شرط صحّة بل هو عنده شرط كمال فقط، أمّا إستدلاله في ذلك بحديث " يخرج من النار من يقول لا إله إلاّ اللّه " فهو من أعجب الإستدلال إذ يلزمه بالظّاهر أنّ من لم يقل بالشّطر الثاني من الشهادة أعني " محمّد رسول اللّه " أنّه ناجٍ لأنّه على حسب أصوله الضالّة مؤمن عاصٍ، فإن قال: هذا لا بدّ منه لأنّه ركن في الشهادة وفيه دليل، قيل: والعمل لا بدّ منه في الإيمان لأنّه ركن فيه وفيه دليل، وباللّه التوفيق.
أمّا المثال الثاني فمن الفصل 4/ 35، قال رحمه اللّه:" وقال سائر أهل الإسلام كلّ من إعتقد بقلبه إعتقادا لا يشكّ فيه وقال بلسانه لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه وأنّ كلّ ما جاء به حقّ وبرئ من كلّ دين سوى دين محمّد صلّى الله عليه وسلّم فإنّه مسلم مؤمن ليس عليه غير ذلك ". فهذا كلام على ما يبدو ظاهره صحيح، لكن من تأمّل عجز كلامه وهو قوله:" فإنّه مسلم مؤمن ليس عليه غير ذلك "، أدرك أنّه لا يفرّق بين الإسلام والإيمان من جهة، وأنّه لا يشترط العمل لصحّة التّوحيد وكلاهما غريبان عن مذهب أهل السّنّة فتدبّره.
هذا ما يجدر التنبيه عليه في هذه العجالة، والحكم للّه العليّ الكبير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/341)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 05 - 08, 07:22 م]ـ
مداخلة مهمة، بارك الله فيك!
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[24 - 05 - 08, 11:04 م]ـ
س: أراك يا شيخ متحاملا على ابن حزم رحمه الله تعالى فلماذا؟
ج: أولا ابن حزم كما هو معروف تحامل على الأئمة ولا أعرف أني متحامل عليه في غير مسائل الاعتقاد التي دونها بقلمه وضطبها حتى إنه ترحم عليه في درس الشيخ ابن باز فأنكر ذلك الشيخ، وعنده في مسائل الاعتقاد طوام شابه الجهمية في بعض المسائل فليس على المنهج الصحيح ولا الهدي السليم في مسائل الاعتقاد، أما في مسائل الفروع جمد فيها وتبع ظاهر اللفظ وأنكر القياس الذي هو أحد أركان الاجتهاد كما هو معروف عند عامة أهل العلم.
والإنصاف مطلوب يعني اطلاعه على الآثار وشدة عمله بالسنة التي أوقعته في الاكتفاء بالظاهر وترك القياس ونبذه، لكن يبقى أن تحامله على الأئمة أيضا غير مقبول وفي مسائل الاعتقاد غير مقبول إطلاقا، على كل حال على طالب العلم أن ينصف، يعني إذا كان ابن حزم يقول وبهذا قال مالك فأين الدين، وبهذا قال أبو حنيفة ولا يساوي رجيع الكلب، هذه مشكلة، تربية طلاب العلم على مثل هذه الأساليب تحدث خلل عندهم.
المقصود أن ابن حزم من باب الإنصاف يعني في مسائل الاعتقاد عنده ضلال كبير، في مسائل الفروع جمد على النص وألغى القياس، ولا مفر ولا محيض على القياس، شاء أم أبى، ولذا يقول النووي وغيره ولا يعتد بقول داود لأنه لا يرى القياس الذي هو أحد أركان الاجتهاد، فعلى كل حال هو له عناية بالسنة وله عناية بالأثر ومن شدة عنايته بالأثر ألغى الرأي والقياس مع أنه استعمله في مسائل الاعتقاد والأولى به أن يستعمله في الفروع دون مسائل الاعتقاد، وشطحاته في مسائل الاعتقاد كبيرة جدا حتى إنه ارتكب بعض البدع المغلظة في هذا الباب شابه الجهمية في بعض المسائل، أم القول إني أتحامل عليه لم أتحامل، ما قلت أكثر مما قال، هو في القرآن يقول: ما عندنا قرآن ولا واحد ولا اثنين ولا ثلاثة عندنا أربعة قرآن كل واحد يختلف عن الثاني، وهذا الكلام نقله ابن القيم في نونيته، والذي له العناية بالنونية يسمع كلام ابن القيم في ابن حزم في هذه المسألة وغيرها من المسائل.
أما عنايته بالسنة والأثر هذا أمر لا يختلف فيه أحد، لكن يبقى أنه كيف اعتنى بالسنة والأثر لابد أن ننظر إلى عنايته بالسنة والأثر هل هي جادة أو على غير جادة، وأيضا له مواقف من أهل العلم وأهل التحقيق مواقف مشينة ووقع الناس فيه بسبب ذلك، عوقب بأن يقع الناس في حظه جزاء وفاقا، والذي يذكر عن الشخص ما وقع فيه من خطأ لا يتحامل عليه إلا أن يكون قوله ما لم يقل، إذا نقل كلامه بحروفه ما تحامل عليه.
وكيف يرى القرآن أربعة؟ هو يرى أن المكتوب غير المسلوب والمتن غير المحفوظ، يراه أربعة: مكتوب، محفوظ، ومثله، ومسموع، كل واحد يختلف عن الثاني قول لم يسبق إليه ولم يوافق عليه.
******************************
شرح لامية شيخ الاسلام ابن تيمية للشيخ عبدالكريم الخضير (الشريط الثالث) السؤال الثاني
ـ[أبو تسنيم محمد]ــــــــ[24 - 05 - 08, 11:44 م]ـ
هل كل من كان الخطأ عنده ناتجا عن إعمال قواعد وأصول ضالّة مخالفة لمنهج أهل السنّة والجماعة لا يُعدّ من أهل السنة ولا يعتبر شيئا آخر
آلايعتبر خطأ المجتهد والذي يشهد منهجه في الاستدلال
وآلا يعتبر حرصه على النص
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 05 - 08, 12:03 م]ـ
وكيف يرى القرآن أربعة؟ هو يرى أن المكتوب غير المسلوب والمتن غير المحفوظ، يراه أربعة: مكتوب، محفوظ، ومثله (كذا والصواب: متلو)، ومسموع، كل واحد يختلف عن الثاني قول لم يسبق إليه ولم يوافق عليه.
كلام ابن القيم في النونية:
وأتَى ابنُ حزمٍ بَعدَ ذَاكَ فَقَالَ مَا * لِلنَّاسِ قُرآنٌ وَلاَ إثنَانِ
بَل أربَعٌ كًلٌّ يُسمَّى بِالقُرآ * نِ وذَاكَ قَولٌ بَيِّنُ البُطلاَنِ
هَذَا الذِي يُتلَى وآخرُ ثَابِتٌ * فِي الرَّسمِ يُدعَى المُصحَفَ العُثمَانِي
والثَّالِثُ المحفوظُ بَينَ صُدُورنَا * هَذِي الثَّلاَثُ خَلِيقَةُ الرَّحمَنِ
والرَّابِعُ المعنَى القَدِيمُ كعِلمِهِ * كُلٌّ يُعَبَّرُ عَنهُ بِالقُرآنِ
وأظنُّهُ قَد رَامَ شَيئاً لَم يَجِد * عَنهُ عِبَارَةَ نَاطِقٍ بِبَيَانِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/342)
إنَّ المُعَيَّنَ ذُو مَرَاتِبَ أربَعٍ * عُقِلت فَلاَ تَخفَى عَلَى إنسَانِ
فِي العينِ ثمَّ الذِّهنِ ثُمَّ اللَّفظِ ثُ * مَّ الرَّسمِ حِينَ تَخُطُّهُ بِبَنَانِ
وَعَلَى الجمِيعِ الإِسمُ يُطلَقُ لَكِنِ ال * أولَى بِهِ الموجُودُ فِي الأعيَانِ
بِخِلاَفِ قَولِ ابنِ الخَطِيبِ فَإنَّهُ * قَد قَالَ إنَّ الوَضعَ لِلأذهَانِ
فَالشَّيءُ شَيءٌ وَاحِدٌ لاَ أربَعٌ فَدَهَى ابنَ حَزمٍ قِلَّةُ العِرفَانِ (1)
----------
(1) في بعض النسخ: الفرقان.
ـ[أبو مسلم التكسبتي]ــــــــ[29 - 05 - 08, 02:26 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
الحرص على النص والمسارعة إلى الخير ونصرة ما يجب نصرته، كلّ ذلك لا يُخرِج صاحبه من دائرة أهل البدعة إذا كانت أصوله بدعيّة، فالعبرة بتحقيق الأصول لا التمسّك بنصرة الفروع، عن عائشة رضي الله عنها قالت:" قلت: يا رسول الله! ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المساكين، فهل ذاك نافعه؟ قال: لا يا عائشة! إنّه لم يقل يوما: ربّ اغفر لي خطيئتي يوم الدّين" (رواه مسلم) لم يكن مصدّقا بالأصول تصديق قول وعمل فلقد جدّ في تحقيق الفروع وضيّع في مقابله الأصول ومن حُرِم الأصول مُنع الوصول، وإلاّ فلو كلّ من إلتقى مع الحقّ من وجه كان من أهل الحقّ لاختلط الميزان بالموزون ولم نفرّق المسلم من المشرك ولا ميّزنا السنّي من البدعي ولصارت الفرق الضالّة من أهل الفرقة الناجية وما الإختلاف إلاّ وهْما في الوجود الخارجي وهذا باطل فالملزوم مثله، وابن حزم رحمه اللّه وإن أصاب في بعض الفروع فقد أخطأ في الأصول التي أسّسها لنفسه، أمّا من حاول نفي نسبة التجهّم لابن حزم رحمه اللّه فلا أدري ماذا يريد من وراء هذا الصنيع؟! ولعلّه يأتي علينا زمان فيُخرِج لنا أثريّ آخر كتابا بعنوان:" الأدلّة اللّمّاعة في أنّ ابن حزم من أهل السنّة والجماعة، وما أخطاؤه إلاّ مغفورة بنصّ حديث الشفاعة "!! أقول هذا والمطابع تسوّد بالمداد حُزما وتُخرِج كلّ يوم رزما وذو الرويبضة لا يزال يزوّق وينمّق ويشكك فيما حققه الأسلاف، وإلى ذلك العهد يبقى السؤال مطروحا: إلى أيّ فرقة يا ترى ينتمي ابن حزم رحمه اللّه؟! وقد نفينا عنه التجهّم وأبطلنا دعاوي العلماء رحمهم اللّه قديما وحديثا من ابن عبد الهادي إلى الألباني، ومن لديه أيّ معلومات فليتّصل بالأثري لأنّي في الحقيقة لا أؤمن بأثريّة هذا الزمان أوّلا، ولا أشكّ في أنّ ابن حزم ضال في الأصول ثانيا، أقول هذا مع كلّ مرارة لأنّي أحبّ هذا العالم بقدر ما نصر الحقّ وربط النّاس بالدّليل وكسّر صنميّة العلماء وعلّم النّاس الإستدلال بالنصوص الصحيحة، وكم ... وكم .... ولكنّ بعد هذا الكم يوجد الحقّ الذي قامت به السّموات والأرض وهو أحقّ أن يتّبع،) قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ([يونس: 35].
ـ[السيد زكي]ــــــــ[01 - 06 - 08, 03:14 م]ـ
هل ذكر لابن حزم رجعة لمنهج اهل السنة(47/343)
من لديه كتاب المجموع المفيد في نقض القبورية ونصرة التوحيد للخميس
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 02:26 م]ـ
لدي نص أريد توثيقه ممن لديه الكتاب مشكورا
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[19 - 03 - 08, 02:22 ص]ـ
الكتاب ليس لدي و لكن يمكنني مساعدتك , فتفضل
ـ[عبد الله الكتبي]ــــــــ[28 - 10 - 08, 01:42 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=150943&highlight=%C3%CD%C7%CF%ED%CB+%C7%E1%D4%ED%E6%CE+%C 7%E1%CB%DE%C7%CA+%C7%E1%D4%E5%ED%D1+%C7%E1%E3%D4%E D%CE%C9+%C7%E1%DF%C8%D1%EC&page=3
في الإسطوانة 45
الحمد لله رب العالمين
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[28 - 10 - 08, 11:40 ص]ـ
شكر الله لك وبارك فيك(47/344)
شبهة حول أرض فدك وعدم وراثة الأنبياء أرجو الجواب عليها
ـ[الباحث]ــــــــ[15 - 03 - 08, 07:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن المعلوم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لم يعطِ فاطمة رضي الله عنه أرض فدك عندما طالبته بذلك، عملاً بحديث النبي عليه الصلاة والسلام: (إنا معاشر الأنبياء لا نورث).
فهل يُعقل أن فاطمة رضي الله عنها لا تعرف هذا الحديث وهو مختص بها ولا يخبرها أبوها عليه الصلاة والسلام وهي من المقصودين بهذا الحديث؟
وإذا كانت تعلم بهذا الحديث، فهل يُعقل أن تخالف كلام النبي عليه الصلاة والسلام؟
أرجو الرد على هذه الشبهة بأجوبة شافية كافية.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 08, 09:57 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم تتفرد فاطمة عليها السلام بهذا الطلب، بل طلبه كذلك أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري وغيره. وكذلك طلبه العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم.
ولم يكن طلبهم في جميع الإرث وإنما طلبوا شيئا محددا وهو مال الفيء.ففاطمة رضي الله عنها لم تأت تسأل إرثها من كل ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم وإنما جاءت تسأل عن مال فدك والسهم من خيبر
فهذا يدل على علمهم بالحديث في العموم لأنهم لم يطلبوا كل الإرث.
فلعلهم فهموا أن سهم الفيء يكون لهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفق منه على نفسه وعلى أهله.
فلما سمعوا كلام أبي بكر رضي الله عنه وفهمه للحديث على عمومه أقروا بذلك.
ولهذا قال أبو بكر رضي الله عنه "وإني والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه إلا صنعته"
وقالت له فاطمة رضي الله عنها: "فأنت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم،رواه الإمام أحمد في مسنده 1/ 10.
ا روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن فاطمة عليها السلام والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان أرضه من فدك وسهمه من خيبر، فقال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال"
وروى البخاري عن عروة بن الزبير أنه قال: سمعت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثمنهن مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، فكنت أنا أردهن، فقلت لهن: ألا تتقين الله ألم تعلمن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "لا نورث ما تركنا صدقة" يريد بذلك نفسه، إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال، فانتهى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما أخبرتهن"
فعند التأمل نجد أنهم اقتصروا على مال الفيء فقط، وهذا دليل على معرفتهم بالحديث، ولكنهم تأولوا في مال الفيء فبين لكم الصديق الأكبر رضي الله عنه وأرضاه أن ذلك من شأن من يتولى الأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يقوم فيه ويصرفه على المصارف التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصرفه فيها.
ـ[هشام بن عبد الوهاب المصري]ــــــــ[16 - 03 - 08, 10:27 م]ـ
سؤال للشيخ الكريم
وهل كان يمتلك غيرها صلى الله عليه وسلم؟؟
وهناك سؤال آخر: ماذا فعل بسيف النبي صلى الله عليه وسلم , ودرعه , وبغلته , وبيوته بعد موته؟؟
رجاء الإفادة بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 03 - 08, 12:46 ص]ـ
بارك الله فيك
منها بيوت أزواجه رضي الله عنهم ومنها الفرس والسرير والغنم والثياب وغيرها، تجد تفصيل ذلك في كتاب
تركة النبي صلى الله عليه وسلم لحماد بن إسحاق.
فلم يطلب أحد من ورثته صلى الله عليه وسلم شيئا منها وبقيت كل زوجة من أمهات المؤمنين في بيتها.
ـ[هشام بن عبد الوهاب المصري]ــــــــ[17 - 03 - 08, 09:15 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الكريم ونفعنا الله بعلمك
ـ[الباحث]ــــــــ[18 - 03 - 08, 04:55 م]ـ
الشيخ / عبد الرحمن الفقيه
جزاك الله خير الجزاء على الرد هذه الشبهة بهذا الرد النافع.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:49 م]ـ
وهذا الحديث لم ينفرد به الصديق
بل إن عمر استشهد الزبير وطلحة وسعد وسألهم عن هذا الحديث فشهدوا أنهم سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم
روى ذلك أحمد في المسند بسندٍ صحيح
والطريف أن هذا الحديث موجود في كتاب الكافي للكليني
ـ[محمد سمير]ــــــــ[19 - 03 - 08, 12:37 ص]ـ
وهذا الحديث لم ينفرد به الصديق
بل إن عمر استشهد الزبير وطلحة وسعد وسألهم عن هذا الحديث فشهدوا أنهم سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم
روى ذلك أحمد في المسند بسندٍ صحيح
جزاك الله خيرا
هلا ذكرت الاحاديث لحاجتي لها ووفقك الله(47/345)
جديد شخصيات (الكاشف): أبوغدة - طاهر الجزائري - الكواكبي - تابع السنهوري
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 10:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - أبوغدة:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6539
2- الشيخ طاهر الجزائري:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6540
3- عبدالرحمن الكواكبي:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6542
4- تابع: السنهوري:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6541
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 - 03 - 08, 11:53 م]ـ
نظرت في ما نقلته عن الشيخ عبد الفتاح رحمه الله تعالى وفي أوله: " اشتهر بتحقيق الكتب، وتحقيقاته – على دقتها - تتمحور حول بعث كتب متعصبة الأحناف – من علماء الهند خاصة –، في كتب أئمة الحديث غنية عنها ".
هل الشيخ أبو الحسنات اللكنوي رحمه الله تعالى من متعصبة الأحناف؟ هات نماذج على ذلك.
وهل جميع كتب الشيخ أبو غدة تتمحور حول بعث كتب اللكنوي؟ من قال ذلك فهو لا يعرف مؤلفات الشيخ فأنصحه بمراجعة قائمة مؤلفات الشيخ التي يلحقها بآخر كتبه.
لم أشعر بأن هناك فائدة لهذا المقال، - إن كان هناك فائدة ليتك تبينها - فما بين الشيخ الألباني وأبوغدة من خلاف معروف مشهور،فلا فائدة لإشاعته الآن وقد أفضيا إلى ما قدَّما رحمهما الله تعالى، ولو اشتغل طالب العلم بغيره لكان أنفع، والله أعلم.
ـ[أبو حفص الشامي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 12:38 ص]ـ
رحمك الله أخي الفاضل أبو الحسنات على هذه المشاركة الطيبة
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[16 - 03 - 08, 01:17 ص]ـ
بارك الله في الشيخ سليمان ونفع به وجزاه خيرا
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[16 - 03 - 08, 09:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا
و لابد من كشف أقنعة كثير من الشخصيات المعظمة، و بيان آرائها بإنصاف
و إن كنت أحب للشيخ سليمان - حفظه الله - أن يلطف عبارته خاصة مع الشيخ أبوغدة، فالرجل نحسبه ممن كان يجتهد في تحري الحق، و قد عافاه الله من كثير من زلات جهمي العصر و مجنون أبي حنيفة الكوثري، و الرجل معروف بجودة تحقيقه إلا في تعليقاته على تراجم الحنفية أو بعض المسائل العقدية، كما يتبين من رد الشيخ بكر -رحمه الله رحمة واسعة -.
و من الشخصيات التي أرى إضافتها إلى الكاشف محمد كرد علي، فهو من أبرز طلاب طاهر الجزائري، و ذو نفس قومية مقيتة، و داعية للسفور ... ، و قد أشرت إلى شيء من ذلك في الملتقى في موضوع: نظرات في تخبطات كرد علي في المذكرات، ينتظر زيادتكم و تنقيحكم.
والله الموفق.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 09:45 م]ـ
- الأخ أباالحسنات: جزاك الله خيرًا. كتب أبي غدة قرأتها كلها، وهي تتمحور حول ماذكرت؛ سواءً تحقيق كتب اللكنوي أو غيرها، ولو تأملتها، لوجدتَ هذا المقصد واضحًا فيها. وفائدة المقال أن يجد القارئ (السني) تقويمًا لشخصيات شهيرة تمر به؛ فيعرف ما يأخذ منها مما يذر. وفقك الباري.
- الأخ أباحفص: رحم الله أهل السنة.
- الأخ الكريم: خالد بن عمر: وبارك ربي فيك، ونفع.
- الأخ الكريم: أبامشاري: وجزاك ربي مثله، ونصيحة مقدرة.
قلتم: (و قد عافاه الله من كثير من زلات جهمي العصر و مجنون أبي حنيفة الكوثري). لكنه لم يتبرأ منه رغم هذه الجهميات والانحرافات!
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 03 - 08, 12:34 ص]ـ
هذه النقول لا تصلح أن تكون تقويماً لشخص الشيخ، ولا تقويماً لكتبه.
فالذي يقوم شخصا يذكر ما له وما عليه. لقوله تعالى: " من أهل الكتاب أمة قائمة ".
ويتحرى في اختيار ألفاظه، ويبتعد عن الكلام المجمل الموهم لأكثر من معنى، فهو كمن يسير في حقل ألغام، لا يدري لعل حتفه لكون بتقدمه أو تأخره خطوة.
وإن كان من أهل العلم وقد مات لا بأس أن يترحم عليه ولو مرة واحدة كما هو دأب أهل العلم، سيما حينما يخصه بمقال.
وإن كان لا يحسن تقويم الرجال ومؤلفاتهم - وهو يجد في نفسه غيرة على السنة وأهلها - فليظهر غيرته فيما يحسنه من أنواع التأليف الأخرى.
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 03 - 08, 01:27 ص]ـ
شدني قول الفاضل: " نشره لرسالة أحد رؤوس الصوفيه (الحارث المحاسبي) الذي حذر منه الإمام أحمد – رحمه الله -، موافقًا قول مقدم رسالته القائل (ص 8): (والتصوف الإسلامي تربية علمية وعملية للنفوس، وعلاج لأمراض القلوب ... – الخ مديحه -). ولا أظن مسلمًا الآن يجهل انحراف الصوفية – جميعًا – غاليهم ومعتدلهم – عن السنة، فلماذا إحياء هذه الكتب التي تؤصل البدع في الناس؟ إن كان مافي التصوف قد جاء به الإسلام، فنحن في غنىً عنه، وإن كان لم يأتِ به، فلا خير لنا فيه! والله الموفق ".
فهلا عرفتنا بالبدع التي (تؤصلها) رسالة المسترشدين حتى نجتنبها؟
أما بالنسبة لما كان بين الإمام أحمد وغيره من أهل الحديث وبين الحارث المحاسبي رحمهم الله تعالى فيراجع فيه مقدمة الشيخ للرسالة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/346)
ـ[عبد العزيز بن سعد]ــــــــ[17 - 03 - 08, 02:06 م]ـ
هل كان الحارث المحاسبي أحد رؤوس الصوفية فعلا؟
الذي يظهر أن الإمام أحمد رحمه الله أنكر عليه بعض الآراء العقدية، ومخالفته للسلف في طريقتهم في التعبد
أما أن يكون من رؤوس المتصوفة ففيه نظر
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 04:12 م]ـ
الأخ الكريم: أباالحسنات:
- قلتم: (هذه النقول لا تصلح أن تكون تقويماً لشخص الشيخ، ولا تقويماً لكتبه).
أقول: هذه النقول هي خلاصة رأي علماء أهل السنة في المذكور. فلا عبرة عندنا بغيرهم.
- قلتم: (وإن كان لا يحسن تقويم الرجال ومؤلفاتهم - وهو يجد في نفسه غيرة على السنة وأهلها - فليظهر غيرته فيما يحسنه من أنواع التأليف الأخرى).
أقول: لا أحسنها على طريقتك. أما على طريقة أهل السنة - فلله الحمد والمنة -، لدينا الميزان الصحيح للتقويم. ولستَ من يحدد لي ما أكتب.
- قلتم: (فهلا عرفتنا بالبدع التي (تؤصلها) رسالة المسترشدين حتى نجتنبها؟). المقصد: ربط المذكور المسلمين بالتصوف، من خلال بعث كتبهم. وفيها ما لايخفى (أهل السنة) من البدع والانحرافات.
=================
الأخ الكريم: عبدالعزيز:
رؤوس = مشاهير
والحمد لله أنك اعترفت أن عند الرجل (مخالفات) عقدية.
- وقال الإمام أحمد بن حنبل عن الحارث المحاسبي: ((جالسه المغازلي ويعقوب وفلان فأخرجهم إلى رأي جهم هلكوا بسببه. فقيل له: يا أبا عبد الله يروي الحديث وهو ساكن خاشع من قصته، فغضب الإمام أحمد وجعل يحكي ولا يعدل خشوعه ولينه ويقول: لا تغتروا بنكس رأسه فإنه رجل سوء، لا يعرفه إلا من قد خبره، لا تكلمه ولا كرامة له)).
(الفروع للمقدسي: 2 ـ149) (تلبيس إبليس: 163).
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله معللا كره الأمام أحمد لصحبة الناس للمحاسبي: ((بل إنما كره ذلك لأن في كلامهم من التقشف وشدة السلوك التي لم يرد بها الشرع , والتدقيق والمحاسبة الدقيقة البليغة ما لم يأت بها أمر , ولهذا لما وقف أبو زرعة الرازي على كتابه (الرعاية) قال: هذا بدعة. ثم قال للرجل الذي جاء بالكتاب: عليك بما كان عليه مالك والثوري والأوزاعي والليث, ودع عنك هذا فإنه بدعة)) (البداية والنهاية:10ـ330).
قال ابن الجوزي رحمه الله: ((كان الإمام أحمد بن حنبل ينكر على الحارث المحاسبي خوضه في الكلام ويصد الناس عنه فهجره أحمد فاختفى في داره ببغداد ومات فيها ولم يصل عليه إلا أربعة نفر)). (المنتظم لابن الجوزي:11 ـ309)
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 03 - 08, 04:33 م]ـ
" أقول: لا أحسنها على طريقتك. أما على طريقة أهل السنة - فلله الحمد والمنة -، لدينا الميزان الصحيح للتقويم ".
هذه تكفيني كي أسكت.
فبهذه العجلة وهذا التسرع حكمت على (طريقتي) أنها غير طريقة أهل السنة.
وهذا أكبر دليل على دقة تَحرِّيك وحسن اختيارك لما تقوله وتحكم به على الناس.
ـ[ابن عايض]ــــــــ[05 - 04 - 08, 06:07 ص]ـ
جزاك الله خيررا اخي ابا الحسنات
اتيت على بعض ما في نفسي
ولقد اسسفت عندما اختصر الخراشي سسيرة ابي غدة في ان كتبه تتمحور!! حول بعث كتب متعصبة الأحناف ....
هكذا نسف لجهود علامة محقق لاجل انه زل
والادهى والامر يجب وجوبا شرعيا ان يتبرا من الكوثري
من اوجب هذا
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[05 - 04 - 08, 06:51 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الخراشي على فضحك لمن يخالف ومنهج عقيدة أهل السنة ..(47/347)
هل هذا الكلام يعني: أنه ينفي صفة الكلام؟
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 02:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال صاحبي - وكان يذكر أسانيده في علم القراءات -: (( ... وسند الشاطبي مذكور في كثير من كتب القراءات، مشهور عند أهل الفن، متَّصل بالنبي صلى الله عليه وسلم، والنبي عليه الصلاة والسلام قد قرأ على جبريل عليه السلام عن اللوح المحفوظ عن رب العزة والعظمة، جل جلاله وعز سلطانه، وعظم شأنه، وتقدست ذاته، وعمت بركاته ما تُليت آياته)) اهـ
فأنا فهمتُ من قوله: ((عن اللوح المحفوظ)) أنه لا يثبت صفة الكلام للرب جل وعلا.
وفي بادئ الأمر ظننتُ أنه يقول (بالكلام النفسي)، ولكن قوله: (عن اللوح المحفوظ) وكأنه ينفي ظني ...
فما رأيكم بهذا الكلام؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[16 - 03 - 08, 05:19 م]ـ
هل سألت صاحبك عن قوله هذا؟
وما يعتقده؟
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 05:45 م]ـ
أضحك الله سن العقيدة ....
صاحبي تَوفَّى أجله في العقد الخامس من القرن الثاني عشر الهجري
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[16 - 03 - 08, 08:54 م]ـ
المعذرة
ظننت أنك تقصد صديقا لك
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[16 - 03 - 08, 10:10 م]ـ
الله أعلم فكللامه عام, يحتمل ويحتمل, ولو حملتها على الوجه الصحيح فخير, ونحسن الظن فيه ...
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[16 - 03 - 08, 11:26 م]ـ
هناك رسالة كاملة لشيخ مشايخنا الامام العلامة الفقيه محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحمه الله واسمها
الجواب الواضح المستقيم في التحقيق في كيفية انزال القرآن الكريم
(أَو)
((نقد قول السيوطي في الاتقان: أن جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ وجاء به إلى محمد))
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
الحمد لله الذي أَرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على كل دين، وأَشهد أَن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأَشهد أَن محمدًا عبده ورسوله وخليله وخيرته من بريته أَجمعين، اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأَصحابه ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أَما بعد: فقد سأَلني من تعينت اجابته عن ما وقع في ((كتاب الاتقان للسيوطي)) في بحث كيفية انزال القرآن الكريم حاكيًا له في جملة أَقوال من غير رد له ولا انكار من أَن جبريل عليه السلام أَخذه من اللوح المحفوظ وجاءَ به إلى محمد صلى الله عليه وسلم: هل هذا من أَقوال أَهل السنة والجماعة، ومما ثبت عن سلف هذه الأُمة وأَئمتها، أَو هو من أَقوال أَهل البدع، وما حقيقة ذلك، وأَي شيء ترجع إليه هذه المقالة. فأقول ومن الله أَستمد الصواب، وهو حسبي ونعم الوكيل:
هذه ((المقالة)) اغتر بها كثير من الجهلة وراجت عليهم. والسيوطي رحمه الله مع طول باعه وسعة اطلاعه وكثرة مؤلفاته ليس ممن يعتمد عليه في مثل هذه الأصول العظيمة. وهذه ((المقالة)) مبنية على أَصل فاسد، وهو القول بخلق القرآن، وهذه هي مقالة الجمهمية والمعتزلة ومن نحى نحوهم. وهذه المقالة الخاطئة حقيقتها انكار أَن يكون الله متكلمًا حقيقة، ويلزم هذه المقالة من الكفر والالحاد والزندقة وانكار الرسالة ووصف الله تعالى بالخرس وتشبيهه بآلهة المشركين الأصنام التي لا تنطق وغير ذلك من المحاذير الكفرية ما يعرفه أَهل العلم فان الذي عليه أَهل السنة والجماعة قاطبة أَن الله تعالى لم يزل متكلمًا إذا شاءَ ومتى شاءَ وكيف شاءَ، وأن جبريل عليه السلام سمع القرآن الكريم من الله تعالى، وبلغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
والقائلون بخلق القرآن منهم من يقول: خلقه في اللوح المحفوظ، وأَخذ جبريل ذلك المخلوق من اللوح المحفوظ، وجاءَ به إلى محمد صلى الله عليه وسلم. ومنهم من يقول: خلقه في جبريل. ومنهم من يقول: خلقه في محمد، إلى غير ذلك من أَقوالهم .......
الى آخر الرسالة وهي في مجموع الفتاوى (1/ 214 - 239 - العقيدة)
وقد طبعت مستقلة عن دار الرشد 1426هـ اعتنى بها عبدالقادر الغامدي المدرس بمعهد الحرم
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 11:38 م]ـ
بارك الله فيك، وغفر لك(47/348)
القبورية .. نشأتها .. آثارها وموقف العلماء منها
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[16 - 03 - 08, 04:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القبورية لغة: جمع قبوري، وهو مصدر صناعي صيغ بإضافة اسم مجموع >قبور< إلى ياء النسبة المردوفة بالتاء .. وقد سوغ نسبته للجمع - مع أن له واحداً مستعملاً من لفظه - أنه صار جاريا مجرى العلم لاختصاصه بطائفة بأعيانهم. وبذلك يكون إطلاق هذا اللفظ على مقدسي القبور والغلاة فيها سائغاً، لأنه قد صار كالعلم عليهم، وأصل القبورية مأخوذ من >القبر< وهو مدفن الإنسان إذا مات، وجمعها قبور، والمقبرة: موضع القبور، وجمعها مقابر، وقبرت الميت قبراً، إذا دفنته، وأقبرته >بالألف< أمرت أن يقبر أو جعلت له قبراً.
أما في الاصطلاح فقد دأب العلماء - رحمهم الله تعالى - على إطلاق وصف >القبورية< على الغلاة في تعظيم القبور وتقديسها والاعتقاد فيها ما لا يجوز اعتقاده إلا في الله تعالى، وقصدها بأنواع العبادات والقربات ودعاء أربابها من دون الله تعالى.
القبورية والشرك
إن أعظم انحراف وقع في تاريخ البشرية هو الإشراك بالله، وعبادة غيره معه، ولذلك كانت أعظم غاية من إرسال الرسل هي إزالة الشرك، وإعادة الناس إلى التوحيد،
قال تعالى: -ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت- >النحل: 36<، وقال تعالى: -وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون- >الأنبياء: 2 5<،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: >بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبدالله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم<، فهذه النصوص صريحة في أن أعظم غاية من إرسال الرسل هي إزالة الشرك، وإعادة الناس إلى التوحيد وماذاك إلا لقبح الشرك، وعظيم خطره على العباد في دنياهم وآخرتهم. مخاطر القبورية
وتظهر تلك الخطورة من أوجه عدة: -
الوجه الأول:
أنه سبب هلاك كثير من الأمم في الدنيا كما قال تعالى: -قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين- >الروم: 42<، فقد ختمت الآية بقوله تعالى: -كان أكثرهم مشركين- لبيان السبب الذي أورد تلك الأمم هذه العاقبة السيئة.
وقال ابن الجوزي: -كان أكثرهم مشركين- المعنى فأهلكوا بشركهم.
- الوجه الثاني: أنه السبب في تردي الإنسان من منزلة التكريم إلى منزلة الإهانة والتحقير، وإلى الاتصاف بأخبث الأوصاف، وهو وصف النجس
، قال تعالى: -يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم- >التوبة: 28<.
قال السيد رشيد رضا - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: أي ليس المشركون كما تعرفون من حالهم إلا أنجاسا فاسدي الاعتقاد، يشركون بالله ما لا ينفع ولا يضر، فيعبدون الرجس من الأوثان والأصنام ويدينون بالخرافات والأوهام ولا يتنزهون عن النجاسات ولا الأوثان، ويأكلون الميتة والدم من الأقذار الحسية، ويستحلون القمار والزنى من الأرجاس المعنوية ويستبيحون الأشهر الحرم، وقد تمكنت صفات النجس منهم حساً ومعنى، حتى كأنهم عينه وحقيقته، فلا تمكنوهم بعد العام أن يقربوا المسجد الحرام .. إلخ.
الوجه الثالث:
أنه يحبط الأعمال، قال تعالى:-ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون- >الأنعام: 88<،
لقد جاءت هذه الآية في سياق ذكر الأنبياء. والرسل الذين اجتباهم الله واصطفاهم، فبين أن تلك الهداية وذلك الاصطفاء إنما هو بتوفيق الله تعالى، ولو لم يصاحبهم ذلك التوفيق فوقعوا في الشرك لحبطت أعمالهم.
قال ابن كثير - رحمه الله: ثم قال تعالى: -ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده- أي إنما حصل لهم ذلك بتوفيق الله، وهدايته لهم -ولو أشركوا لحبط عنهم ما كان يعملون- تشديداً لأمر الشرك وتغليظاً لشأنه وتعظيماً لملابسته.
- الوجه الرابع: أنه يحول دون المغفرة، قال تعالى: -إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء- >النساء: 116.48<.
- الوجه الخامس: أنه يحرم العبد من الاستفادة من شفاعة الشافعين يوم القيامة، الشفاعة الموجبة للجنة والمنجية من النار،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/349)
ففي البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قلت يارسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: >لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قبل نفسه<، قال الحافظ: قوله: >من قال: لا إله إلا الله< احتراز من الشرك.
- الوجه السادس: إنه أعظم الموانع من دخول الجنة وأعظم أسباب الخلود في النار، قال تعالى: -لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار- >المائدة: 2<.
قال السيد رشيد رضا - رحمه الله: أمرهم - عليه السلام - بالتوحيد الخالص، وقفي عليه بالتحذير من الشرك، والوعيد عليه ببيان أن الحال والشأن الثابت عند الله تعالى هو أن كل من يشرك بالله شيئاً ما من ملك أو بشر أو كوكب أو حجر أو غير ذلك بأن يجعله نداً له أو متحداً به، أو يدعوه لجلب نفع أو دفع ضر، أو يزعم أنه يقربه إلى الله زلفى فيتخذه شفيعاً زاعماً أنه يؤثر في إرادة الله تعالى أو علمه فيحمله على شيء غير ما سبق به علمه وخصصته إرادته في الأول - من يشرك هذا الشرك ونحوه - فإن الله يحرم عليه الجنة في الآخرة، بل هو قد حرمها عليه في سابق علمه وبمقتضى دينه الذي أوحاه إلى جميع رسله، فلا يكون له مأوى ولا ملجأ يأوي إليه إلا النار دار العذاب والهوان، وما لهؤلاء الظالمين لأنفسهم بالشرك من نصير ينصرهم ولا شفيع ينقذهم -من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه- >البقرة: 552<، -ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون- >الأنبياء: 28<، فالنافع رضاه: -ولا يرضى لعباده الكفر- >الزمر: 7<، وشر أنواعه الشرك ..
الوثنية هي الوعاء الذي يحوي الشرك: إذا عرفت الشرك وخطورته في الدنيا والآخرة، فاعلم أن الوثنية هي الوعاء الذي يحوي الشرك، والجسم الذي يتجسد وتسري فيه تلك الروح الخبيثة- الشرك - فالأصنام والأوثان والهياكل ما هي إلا مظاهر يتجسد فيها الشرك الذي يتعلق في الحقيقة بمخلوقات أخرى اعتقدها المشركون، وتعلقت بها قلوبهم ومنحوها صفات الآلهة، يقول الفخر الرازي - رحمه الله تعالى - في تفسيره عند قوله تعالى في سورة يونس: -ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبؤون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون- >18< .. وأما النوع الثاني .. ما حكاه الله تعالى عنهم في هذه الآية، وهو قولهم: -هؤلاء شفعاؤنا عند الله- فاعلم أن من الناس من قال: إن أولئك الكفار توهموا أن عبادة الأصنام أشد في تعظيم الله من عبادة الله سبحانه وتعالى، فقالوا: ليست لنا أهلية أن نشتغل بعبادة الله تعالى، بل نحن نشتغل بعبادة هذه الأصنام، وأنها تكون شفعاء لما عند الله، ثم اختلفوا في أنهم كيف قالوا في الأصنام أنها شفعاؤنا عند الله؟ وذكروا فيه أقوالا كثيرة.
الغلو في الصالحين هو أصل الوثنية إذا كان منهج القبورية هو الغلو في أرباب القبور الذين يظن أنهم أولياء لله ومقربون لديه، فإن ذلك المنهج هو نفسه أصل الوثنية وعبادة الأصنام
كما جاء في البخاري في كتاب >التفسير< عند قوله تعالى: -وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا- >نوح: 23<،
قال ابن عباس - رضي الله عنهما: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت ..
ـ[عبدالله آل أبو راجح]ــــــــ[19 - 03 - 08, 02:49 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا المقال المفيد
و جعلنا الله و أياكم ممن ينشر التوحيد و يحارب البدع شركية كانت أو كفرية أو أقل من ذلك ..
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[19 - 03 - 08, 03:01 م]ـ
القبورية وتعظيم الأضرحة نشأت إبان حكم العبيديين لبلاد مصر وبعض دول أفريقيا العربية وقدسموا أنفسهم الفاطمين كذبا وزورا وهم في الأصل شيعة
ولذلك نشروا فكرة القبورية وتعظيمها.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[13 - 04 - 08, 07:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا المقال المفيد
و جعلنا الله و أياكم ممن ينشر التوحيد و يحارب البدع شركية كانت أو كفرية أو أقل من ذلك ..
آمين ..(47/350)
كرامات الأولياء <<< الشيخ/ ناصر بن محمد الأحمد
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 04:33 م]ـ
كرامات الأولياء
الشيخ/ ناصر بن محمد الأحمد
المصدر ( http://www.alahmad.com/node/692)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن العقيدة التي أمرنا الله بها، هي التي جاءت في كتابه، والعقيدة التي جاء بها رسولنا -صلى الله عليه وسلم- والتي أمرنا بإتباعه وإلا هلكنا، هي التي نطقت بها أحاديثه الصحيحة الثابتة عنه -صلى الله عليه وسلم-، سواء كانت متواترة أو آحاداً، فنحن أهل السنة والجماعة نأخذ بها كلها، خلافاً لبعض المبتدعة الذين لا يأخذون مسائل الاعتقاد من أحاديث الآحاد.
ومن جمله ما أمرنا باعتباره وأخذه، مسألة الكرامات التي هي محل بحثنا هذا. كرامات الصالحين وأولياء الله -عز وجل-. وقد عد علماء السلف هذه المسألة، من جمله ما يعتقده أهل السنة والجماعة، قال شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله- تعالى في العقيدة الواسطية، ومن أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء وما يجرى الله على أيديهم من خوارق العادات" (1).
وقال الإمام الطحاوي -رحمه الله- تعالى في عقيدته المشهورة بالطحاوية "ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات من رواياتهم" (2).
وقال السفاريني -رحمه الله- تعالى في منظومته:
وكل خارق أتى عند صالح ... من تابع لشرعنا وناصح
فإنها من الكرامات التي ... بها نقول فاقف للأدلة
ومن نفاها من ذوى الضلال ... فقد أتى في ذاك بالمحال
فإنها شهيرة ولم تزل ... في كل عصر يا شقا أهل الزلل (3)
إلى غير ذلك من أقوال السلف في هذا الباب، وقد خصص الإمام اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة جزءاً خاصاً بكرامات الأولياء نقل فيها من الأحاديث والآثار أمراً عجباً، وقبله وبعده فمن كتب في عقيدة السلف أو في الرد على من خالفهم.
فأهل السنة والجماعة يؤمنون بأن الكرامات والخوارق قد تحصل بأمر الله -جل وتعالى- لبعض أولياءه ولبعض عباده الصالحين لحكم جليلة سنبينها بالتفصيل إن شاء الله تعالى في هذا البحث المتواضع.
وبعد هذا الإجمال فقد آن الشروع في التفصيل.
كرامات الأولياء:
وقبل الشروع في ذكر تفاصيل هذه المسألة، كان لزاماً أن نبدأ بتعريف كلٍ من الكرامة ثم الولاية لتتضح الصورة تماماً.
أولاً: الكرامة:
قال ابن منظور: الكريم من صفات الله وأسمائه وهو الكثير الخير الجواد المعطي الذي لا ينفذ عطاؤه (4).
أما الكرامة فتعريفها أنها: أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح ملتزم المتابعة لنبي كلف بشريعته مصحوباً بصحة الاعتقاد والعمل الصالح علم بها أو لم يعلم ولا تدل على غيره لجواز سلبها وأن تكون استدراجاً. (5).
وقال السفارينى " الكرامة وهى أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة ولا هو مقدمة يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح علم بها ذلك العبد الصالح أم لم يعلم " (6).
ثانياً: الولاية:
إنه لا تعريف للأولياء أحسن من قول الله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [(62 - 64) سورة يونس] " فالولاية مرتبة في الدين عظيمة لا يبلغها إلا من قام بالدين ظاهراً وباطناً" فالولاية لها جانبان:
- جانب يتعلق بالعبد: وهو القيام بالأوامر واجتناب النواهي ثم التدرج في مراقي العبودية بالنوافل.
- وجانب يتعلق بالرب -سبحانه وتعالى-: وهو محبة هذا العبد ونصرته وتثبيته على الاستقامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/351)
فالولي هو ذلك العبد الذي آمن بالله -عز وجل-: أي صدق به وبما جاء عنه سبحانه في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- والتزم بشرعه ظاهراً وباطناً ثم داوم على ذلك بمراقبة الله سبحانه وملازمة التقوى والحذر من الوقوع فيما يسخطه عليه من تقصير في واجب أو ارتكاب لمحرم هذا العبد هو ولي الله -سبحانه وتعالى- يحبه وينصره ويبشره برضوانه وجنته. وعند فراقه للدنيا يرتفع عنه الخوف والحزن لما يكشف له من رحمة الله وبشارته.
وهذا المعنى يؤكده الحديث القدسي الذي أورده البخاري في صحيحه: ((من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه)).
فهذا الحديث تضمن المعاني التي في الآية الكريمة:
جانب العبد: وهو أداء الفرائض ثم التقرب بالنوافل، وجانب الرب -عز وجل-: وهو محبته لذلك العبد ونصرته وتأييده ورعايته له في كل موقف وحفظه لجوارحه فيصبح عبداً محفوظاً في جميع جوارحه، وهذا معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما-، ((يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك .. )) (7).
إن كرامات الأولياء:
- قد تكون تأييداً وتثبيتاً للشخص.
- وقد تكون تأييداً للحق.
ولهذا كانت الكرامات في التابعيين ومن جاء بعدهم أكثر من الصحابة، لأن الصحابة عندهم من التثبيت ما يستغنون به عن الكرامات.
فالعاقل الذي يطلب الاستقامة لا الكرامة.
قال أبو علي الجوزجانى: "كن طالباً للاستقامة لا طالباً للكرامة، فإن نفسك منجبلة على طلب الكرامة، وربك يطلب منك الاستقامة".
قال الشيخ السهروردي فى عوارفه: "وهذا الذي ذكره أصل عظيم كبير في الباب، وسر غفل عن حقيقته كثير من أهل السلوك والطلاب، وذلك أن المجتهدين والمتعبدين سمعوا عن سلف الصالحين المتقدمين وما منحوا به من الكرامات وخوارق العادات فأبداً نفوسهم لا تزال تتطلع إلى شيء من ذلك، ويحبون أن يرزقوا شيئاً من ذلك، ولعل أحدهم يبقى منكسر القلب متهماً لنفسه في صحة عمله حيث لم يكاشف بشيء من ذلك ولو علموا سر ذلك لهان عليهم الأمر، فيعلم أن الله يفتح على بعض المجاهدين الصادقين من ذلك باباً، والحكمة فيه أن يزداد بما يرى من خوارق العادات وآثار القدرة تفننا، فيقوى عزمه على هذا الزهد في الدنيا والخروج من دواعي الهوى وقد يكون بعض عباده يكاشف بصدق اليقين ويرفع عن قلبه الحجاب ومن كوشف بصدق اليقين أغنى بذلك عن رؤية خرق العادات، لأن المراد منها كان حصول اليقين، وقد حصل اليقين فلو كوشف هذا المرزوق صدق اليقين بشيء من ذلك لازداد يقيناً، فلا تقتضي الحكمة كشف القدرة بخوارق العادات لهذا الموضوع استغناء به وتقتضي الحكمة كشف ذلك الآخر لموضع حاجته، وكان هذا الثاني يكون أتم استعداداً وأهلية من الأول، فسبيل الصادق مطالبة النفس بالاستقامة، فهي كل الكرامة ثم إذا وقع في طريقه شيء خارق كان كأن لم يقع فما يبالي ولا ينقص بذلك.
وإنما ينقص بالإخلال بواجب حق الاستقامة" (8).
الكرامة قسمان:-"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- تعالى في العقيدة الواسطية: "ومن أصول أهل السنة والجماعة التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات ... "
أثبت شيخ الإسلام -رحمه الله- في هذا المقطع من عقيدته أن الكرامة قسمان:
1 - قسم يتعلق بالعلوم والمكاشفات.
2 - قسم يتعلق بالقدرة والتأثيرات.
أما القسم الأول فهو أن يحصل للإنسان من العلوم ما لا يحصل لغيره، والمكاشفات أن يكشف له من الأمور مالا يحصل لغيره.
مثال الأول: وهو أن يحصل للإنسان من العلوم ما لا يحصل لغيره: ما ورد عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن الله أطلعه على ما في بطن زوجته من الحمل، أعلمه الله بأنه أنثى.
ومثال الثاني: وهو أن يحصل للإنسان من الكشف ما لا يحصل لغيره: ما حصل للفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في قصته المشهورة: "يا سارية الجبل".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/352)
وما حصل للرسول -صلى الله عليه وسلم- من المكاشفات في غزوة مؤتة عندما أخبر وهو في المدينة بمقتل القواد الثلاثة، وأنه تسلم الراية بعد جعفر خالد بن الوليد.
أما القسم الثاني من أقسام الكرامات، وهو ما يتعلق بالقدرة والتأثيرات، فهو كما قال العلماء عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- تعالى رحمة واسعة، وما أعطي من قوة في المناظرة والتأثير على الخصم من العلوم العقلية والنقلية، حتى قالوا أنه لم ينقطع -رحمه الله- يوماً من الدهر وهو يناظر خصمه. حتى أنه كان يخصم الذي أمامه من أقواله ومذهبه، ولاشك أن هذا مما فتح الله به على شيخ الإسلام من الكرامات.
وهذا القسم من الكرامات، ينال شيئاً منه الواحد منا والله المستعان في بعض المناسبات ونحن الضعاف المهازيل فأحياناً تقوم وتتكلم في مناسبةٍ ما، دون ما إعداد فتتكلم بكلام رصين متين قوي، وتأتي بالأدلة والشواهد حتى أنك أنت تستغرب من نفسك كيف خرج منك مثل هذا الكلام، الذي لو أعددت له ما كان بهذه القوة والرصانة والمتانة. لاشك بأن هذا مما يفتح الله به على العبد، وليس هو بحول العبد ولا بقوته. وإن حصل شيء من هذا لأحدنا في بعض الأحايين فأيضاً ينبغي له ألا يغتر بنفسه فربما يكون استدراجاً له، وربما يكون هذا من تأييد الله -جل وتعالى- للحق لا للشخص.
فوائد الكرامات:
إن الكرامات لا تحصل عبثاً دون حكم وفوائد، وقد لخص العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي فوائد الكرامات في ثلاث قضايا، ذكرها -رحمه الله- في تعليقه على العقيدة الواسطية فقال -رحمه الله-: " أعظمها الدلالة على كمال قدرة الله ونفوذ مشيئته وكما أن لله سنناً وأسباباً تقتضى مسبباتها الموضوعة لها شرعاً وقدراً فإن لله أيضاً سنناً أخرى لا يقع عليها علم البشر ولا تدركها أعمالهم وأسبابهم. فمعجزات الأنبياء وكرامات الأوليات بل وأيام الله وعقوباته في أعدائه الخارقة للعادة كلها تدل دلالة واضحة أن الأمر كله لله والتقدير والتدبير كله لله، وأن لله سنناً لا يعلمها بشر ولا ملك. فمن ذلك قصة أصحاب الكهف والنوم الذي أوقعه الله بهم تلك المدة العظيمة وقيض أسباباً متنوعة لحفظ دينهم وأبدانهم كما ذكر الله في قصتهم. ومنها ما أكرم الله به مريم بنت عمران وأنه {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} [(37) سورة آل عمران]،. وكذلك حملها وولادتها بعيسى على ذلك الوصف الذي ذكر الله، وكلامه في المهد هذا فيه كرامة لمريم ومعجزة لعيسى -عليه السلام-. وكذلك هبته تعالى الولد لإبراهيم من سارة وهى عجوز عقيم على كبره، كما وهب لزكريا يحيى على كبره وعقم زوجته، وهذه معجزة للنبي وكرامة لزوجته. وقد أطال شيخ الإسلام -رحمه الله- النفس وبسط الكلام في هذا الموضوع في كتابه - الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، وذكر قصصاً كثيرة متوافرة تدل على هذه القضية الثانية: أن وقوع الكرامات للأولياء في الحقيقة معجزات للأنبياء لأن تلك الكرامات لم تحصل لهم إلا ببركة متابعة نبيهم الذي نالوا به خيراً كثيراً من جملتها الكرامات.
الثالثة: أن كرامات الأولياء هي من البشرى المعجلة في الحياة الدنيا كما قال تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا} [(64) سورة يونس] وهى على قول بعض المفسرين: كل أمر يدل على ولايتهم وحسن عاقبتهم، ومن ذلك الكرامات، ولم تزل الكرامات موجودة لم تنقطع في أي وقت وفي أي زمن وقد رأى الناس منها العجائب والأمور الكثيرة" (9).
وهناك تعليق نفيس للشيخ/ ابن عثيمين على الواسطية ذكرها في أشرطته تتعلق بالنقطة الثانية وهو أن الكرامة للولي معجزة للنبي، قال حفظه الله: "كل كرامة لولي فهي آية للنبي الذي اتبعه، ولهذا قال بعض العلماء إن ما جرى من كرامات للأولياء من هذه الأمة فهي آيات للرسول -صلى الله عليه وسلم-" وقال بعض العلماء أنه ما من آية لنبي من الأنبياء السابقين إلا ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثلها، فالرسول مثلاً لم يلق في النار فيخرج حياً كما حصل لإبراهيم -عليه السلام- فقالوا جرى ذلك لأتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- كذلك فلق البحر لموسى -عليه السلام-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/353)
حصل لأتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمور في البحر أعظم مما حصل لموسى -عليه السلام- وهو المشي على الماء، كذلك إحياء الموتى لعيسى -عليه السلام- حصل لأتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- مثلها، كذلك الرجل الذي أحيا الله له فرسه حتى بلغ أهله، كذلك إبراء الأكمه وإعادة البصر حصل للرسول -صلى الله عليه وسلم- نفسه.
ضوابط الكرامة:
ليس كل ما يظهر على أيدي الصالحين أو غيرهم يكون كرامة، بل قد تكون غواية من الشيطان أو إضلالاً من بعض الجن، ولذا فقد وضع الدكتور أحمد بن سعد حمدان محقق كتاب اللالكائي - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة- مقدمة في الجزء التاسع منه خاصة بموضوع الكرامات فوضع حفظه الله أربعة ضوابط مهمة:
1 - أن يكون صاحبها مؤمناً متقياً:
وهو الوصف الذي ذكره الله -عز وجل- في كتابه بقوله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [(62 - 63) سورة يونس].
فيؤدى ما افترضه الله -عز وجل- عليه من الفروض والواجبات ويجتنب ما نهاه الله -عز وجل- عنه من المحرمات ثم يترقي في سلم العبودية بعمل المستحبات وترك المكروهات حتى يحقق معنى الولاية.
قال شيخ الإسلام: وليس لله ولي إلا من اتبعه باطناً وظاهراً فصدقه فيما أخبر به من الغيوب والتزم طاعته فيما فرض على الخلق من أداء الواجبات وترك المحرمات.
2 - أن لا يدعي صاحبها الولاية:
الولاية هي درجة تتعلق بفعل الرب -عز وجل- وفعل العبد، والعبد كما ذكرنا يترقي في سلم العبودية بنقل الطاعات وترك المخالفات، وهو لا يعلم عن الله -عز وجل- وهل قبل الله من العبد عمله فرفعه به أم لم يقبله منه.
فدعوى الولاية هي دعوى علم الغيب أولاً، ثم إنها تزكية للنفس ثانياً، وقد قال الله -عز وجل-: {فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [(32) سورة النجم].
3 - أن لا تكون سبباً في ترك شيء من الواجبات:
الكرامة يحصل عليها الولي بسبب طاعته لله -عز وجل- بإيمانه وتقواه، ويلزم من ذلك أن لا تخالف ما كان سبباً في حصولها.
4 - أن لا تخالف أمراً من أمور الدين:
فلو رأى في المنام أو في اليقظة أن شخصاً في صورة نبي أو ملك أو صالح يقول له: قد أبحت لك الحرام، أو حرمت عليك الحلال، أو أسقطت عنك التكاليف، أو نحو ذلك لم يصدقه. فإن ذلك من الشيطان إذ أن شريعة الله -عز وجل- باقية إلى يوم القيامة من غير نسخ فما رأى الإنسان يقظةً أو مناماً يخالف ذلك فينبغي أن يعرف أنه من الشيطان (10).
الأشخاص الذين تظهر على أيديهم الخوارق: (11).
ليس كل من ظهر على يديه أمر خارق للعادة كان ولياً، ولذا فيمكن تصنيف أصحاب الخوارق إلى عدة أقسام على النحو التالي:
1 - أناس صالحون ملتزمون بالشريعة الإسلامية ظاهراً وباطناً قد آمنوا بالله -عز وجل- وبما أمرهم أن يؤمنوا به وعملوا بما أمروا أن يعملوه ويعبدون الله -عز وجل- على وجل وخشية أن لا يتقبل منهم.
قد اتخذوا من حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدوة يسيرون على منهاجها، ولا يدعون لأنفسهم مكانة زائدة على أفراد الأمة ولا يزكون أنفسهم، فهؤلاء هم أهل كرامة الله -عز وجل- وأهل توفيقه وليس فوق هداية العبد لطاعة الله -عز وجل- منزلة يتطلع إليها الإنسان المسلم.
2 - قسم فاسق استخدموا الشياطين واستخدمتهم الشياطين إما عن طريق السحر أو ما شابه ذلك من الوسائل المحرمة. فهؤلاء قد اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله -عز وجل- وباعوا دينهم بما تقدمه لهم الشياطين مخاريق وبما تعينهم عليه من أعمال.
وهذا الصنف قد يظهر على حقيقته أمام الناس ويهمل الواجبات الشرعية ويرتكب المحذورات المحرمة وهذا كاف في بيان حاله وأنه ليس أهلاً للكرامة ولا للولاية لمخالفة سلوكه لسلوك أولياء الله -عز وجل-.
3 - قسم كفار، استعملوا وسائل متعددة كالقسم السابق إلا أن هؤلاء يعملون ما يعملون لإفساد عقائد المسلمين فيظهرون لهم في مظهر الزهاد الصالحين ويظهرون لهم من السحر والشعوذة، ما يخدعونهم به ثم يبثون فيهم عقائد الشرك والضلال تحت ستار "الولاية" والناس ينخدعون بما يرونه يظهر على يديه من الأعمال الغريبة والمخاريق العجيبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/354)
4 - وقسم عباد جهلة، أغواهم الشيطان، وهؤلاء ليس لديهم من العلم الشيء الذي يجعلهم يميزون فهؤلاء لا يفرقون بين ما هو كرامة، وما هو من خداع الشيطان.
فإذا رأوا أمراً غريباً أو سمعوا صوتاً ظنوا أن هذا ملك يخاطبهم، وما علموا بأن الشيطان قد يتمثل في صورة دابة، وكل هذا من مكر الشيطان بعباد الكرامات والذين ليس لديهم من العلم الشرعي ما يفرقون به بين الحق والباطل.
بين المعجزة والكرامة:
اسم المعجزة يعم كل خارق للعادة في اللغة وأيضاً في عرف الأئمة المتقدمين كالإمام أحمد وغيره، ويسمونها الآيات لكن كثيراً من المتأخرين يفرق في اللفظ بينهما، فيجعل المعجزة للنبي والكرامة للولي. وجماعهما الأمر الخارق للعادة.
فالمعجزة، أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم من المعارضة والمعجزة تكون حسية وتكون معنوية.
فالحسية هي المشاهدة بالبصر، كخروج الناقة، وانقلاب عصى موسى حية.
أما المعنوية، كمعجزة القرآن.
وقد أوتي نبينا -صلى الله عليه وسلم- من كل ذلك، فمن المحسوسات: انشقاق القمر، وحنين الجذع، ونبع الماء من بين أصابعه، وتسبيح الطعام، وغيرها.
ومن المعنويات. المعجزة الباقية الخالدة وهو القرآن.
أما الكرامات، فهي للأنبياء وللأولياء، وثبوتها للأولياء حق، وهو ظهور الأمر الخارق للعادة على أيديهم، وإن لم يعلموا كقصة أصحاب الكهف وأصحاب الصخرة، وكلها معجزات لأنبيائهم وكنداء عمر لسارية وككتابته إلى نيل مصر، وكخيل العلاء بن الحضرمي، وسيأتي تفصيل هذه بعد قليل بزيادة إيضاح وأمثله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- "فما كان من الخوارق من باب العلم، فتارة بأن يسمع العبد ما لا يسمعه غيره وتارة بأن يرى ما لا يراه غيره يقظة ومناماً، وتارة بأن يعلم ما لا يعلم غيره وحياً وإلهاماً أو إنزال علم ضروري أو فراسة صادقه، ويسمى كشفاً ومشاهدات ومكاشفات ومخاطبات، فالسماع مخاطبات والرؤية مشاهدات والعلم مكاشفة، وما كان من باب القدرة فهو التأثير، وقد يكون همة وصدقاً ودعوة مجابة، وقد يكون من فعل الله الذي لا تأثير له فيه بحال، مثل هلاك عدوه بغير أثر فيه كقوله: ((من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة)) (12). ومثل تذليل النفوس له ومحبتها إياه ونحو ذلك. وكذلك ما كان من باب العلم والكشف قد يكشف لغيره من حاله بعض أمور، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في المبشرات: ((هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له)) (13). وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أنتم شهداء الله في الأرض)) (14).
وقد جمع لنبينا -صلى الله عليه وسلم- جميع أنواع المعجزات والخوارق أما العلم والأخبار الغيبية والسماع والرؤية فمثل إخبار نبينا -صلى الله عليه وسلم- عن الأنبياء المتقدمين وأممهم ومخاطباته لهم وأحواله معهم، وكذلك إخباره عن أمور الربوبية والملائكة والجنة والنار بما يوافق الأنبياء قبله من غير تعلم منهم، فإخباره عن الأمور الغائبة ماضيها وحاضرها هو من باب العلم الخارق، وكذلك إخباره عن الأمور المستقبلة مثل: مملكة أمته وزوال مملكة فارس والروم، وقتال الترك وألوف مؤلفة من الأخبار التي أخبر بها مذكور بعضها في كتب دلائل النبوة لأبي نعيم والبيهقي" انتهى (15).
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى وأطال في عمره: " الفرق بين المعجزة والكرامة والأحوال الشيطانية الخارقة للعادة على يد السحرة والمشعوذين: أن المعجزة هي ما يجري الله على أيدي الرسل والأنبياء من خوارق العادات التي يتحدَّون بها العباد ويختبرون بها ويخبرون بها عن الله لتصديق ما بعثهم به ويؤيدهم بها سبحانه كانشقاق القمر ونزول القرآن فإن القرآن هو أعظم معجزة لرسولٍ على الإطلاق ولحنين الجذع ونبوع الماء من بين أصابعه وغير ذلك من المعجزات الكثيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/355)
وأما الكرامة فهي ما يجري الله على أيدي أوليائه المؤمنين من خوارق العادات كالعلم والقدرة وغير ذلك كالظلة التي وقعت على أسيد بن الحضير حين قراءته القرآن وكإضاءة النور لعباد بن بشر وأسيد بن حضير حين انصرفا من عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما افترقا أضاء لكل واحد منهما طرف سوطه، وشرط كونها كرامة أن يكون من جرت على يده هذه الكرامة مستقيماً على الإيمان ومتابعة الشريعة فإن كان خلاف ذلك فالجاري على يده من الخوارق يكون من الأحوال الشيطانية ثم ليعلم أن عدم حصول الكرامة لبعض المسلمين لا يدل على نقص إيمانهم لأن الكرامة إنما تقع لأسباب:
منها: تقوية إيمان العبد وتثبيته ولهذا لم ير كثير من الصحابة شيئاً من الكرامات لقوة إيمانهم وكمال يقينهم. ومنها: إقامة الحجة على العدو كما حصل لخالد لما أكل السم وكان قد حاصر حصناً فامتنعوا عليه حتى يأكله، فأكله وفتح الحصن، ومثل ذلك ما جرى لأبي مسلم الخراسانى لما ألقاه الأسود العنسي في النار فأنجاه الله من ذلك لحاجته إلى تلك الكرامة، وكقصة أم أيمن لما خرجت مهاجرة واشتد بها العطش سمعت حساً من فوقها فرفعت رأسها فإذا هي بدلو من ماء فشربت منها ثم رفعت.
وقد تكون الكرامة ابتلاء فيسعد بها قوم ويشقى بها آخرون، وقد يسعد بها صاحبها إن شكر، وقد يهلك إن أعجب ولم يستقم" (16). انتهى كلامه حفظه الله.
وقال الشيخ/ عبد العزيز السلمان: "ويفرق بينها وبين المعجزة بأن المعجزة تكون مقرونة بدعوى النبوة بخلاف الكرامة". (17).
صور من المعجزات والكرامات:
فأولاً هذه بعض معجزات رسولنا -صلى الله عليه وسلم-:
- روى مسلم في صحيحه من حديث جابر -رضي الله عنه- قال: سرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى نزلنا وادياً أفيح فذهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقضي حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم ير شيئاً يستتر فإذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى إحداهما، فأخذ بغصنين من أغصانها فقال: ((انقادي عليَّ بإذن الله)) فانقادت معه كالبعير المخشوم الذى يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بعض أغصانها، فقال: ((انقادي عليَّ بإذن الله)) فانقادت كذلك حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لأَم بينهما حتى جمع بينهما، فقال: ((التئما عليَّ بإذن الله)) فالتأمتا عليه فخرجت أحضر مخافة أن يحس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقربى فتباعدت فجلست أحدث نفس فحانت مني لفتة فإذا أنا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقبلاً وإذا الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق".
- ولما انكسرت رجل عبد الله بن عتيك -رضي الله عنه- بعد ما قتل أبا رافع الذي يؤذي النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فانتهيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فحدثته فقال لي: ((أبسط رجلك)) فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط.
- وفى الترمذى عن علي -رضي الله عنه- قال: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله شجر ولا جبل إلا وهو يقول السلام عليك يا رسول الله.
- وجاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: بم أعرف أنك نبي؟ قال: ((إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله؟)) قال نعم، فدعاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجعل ينزل من النخلة حتى سقط إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: ((ارجع)) فعاد، فأسلم الأعرابي.
- وقصة ارتجاف أحد: وذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صعد أحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان)).
- وقصة ماء الركوة: وهى ما ورد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: عطش الناس يوم الحديبية والنبي -صلى الله عليه وسلم- بين يديه ركوة فتوضأ فجهش الناس نحوه فقال: ((ما لكم؟)) قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك، قال جابر: فوضع النبي -صلى الله عليه وسلم- يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا، قال سالم: قلت لجابر: كم كنتم قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/356)
- وقصة عكاشة بن محصن بن حرشان الأسدي حينما اندفع يقاتل المشركين يوم بدر ويحصد فيهم حصدا حتى انكسر سيفه فلم يثنه ذلك عن خوض المعركة ولم يتخذ من كسر سيفه فلم يثنه ذلك عن خوض المعركة ولم يتخذ من كسر سيفه معذرة عند القتال فجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يخبره بكسر سيفه وإرادة غيره فدفع -صلى الله عليه وسلم- جذلاً من حطب فقال له: ((قاتل بهذا يا عكاشة)) فلما أخذه عكاشة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هزه فعاد في يده سيفاً صارماً طويل القامة شديد المتن أبيض الحديدة فقاتل به -رضي الله عنه- حتى فتح الله تعالى على المسلمين ولم يزل عنده ذلك السيف يشهد به المشاهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى استشهد في قتال الردة في خلافة أبى بكر الصديق -رضي الله عنه-.
- وقصة حنين الجذع: ما ورد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه فإن لي غلاماً نجاراً قال: ((إن شئت)) قال فعملت له المنبر، فلما كان يوم الجمعة وقف النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنبر الذي صنع، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق فنزل النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أخذها فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت.
- وقصة قتادة بن النعمان: فعن أبى سعيد الخدري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج ذاك ليلة لصلاة العشاء وهاجت الظلماء من السماء وبرقت برقة فرأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قتادة بن النعمان فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((قتادة؟)) قال: نعم يا رسول الله، علمت أن شاهد الصلاة الليلة قليل فأحببت أن أشهدها، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا انصرفت فأتني)) فلما انصرف أعطاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عرجوناً وقال: ((خذه فسيضيء أمامك عشراً وخلفك عشراً)).
- وقصة أبى جابر: وهى ما ورد عند جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: توفى أبي شهيداً في أحد وعليه دين فاستعنت النبي -صلى الله عليه وسلم- على غرمائه أن يضعوا من دينه فطلب النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يفعلوا فقال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((اذهب فصنف تمرك أصنافاً، العجوة على حدة وعذق زيد على حدة -أنواع التمر- ثم أرسل إلي)) قال جابر: ففعلت ثم أرسلت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلس على أعلاه أو في وسطه ثم قال: ((كِلْ للقوم)) قال جابر: فكلتهم حتى أوفيتهم الذي لهم وبقي تمري كأن لم ينقص منه شيء.
- ومن ذلك مجيء المطر في مسيره -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إلى بدر وكان للمسلمين نعمة وقوة وعلى الكفار بلاء ونقمه.
- ورميه -صلى الله عليه وسلم- المشركين بالحصى والتراب حتى عمت رميته الجمع وتقليل المشركين في أعين المؤمنين، وإشارة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مصارع المشركين بقوله: ((هذا مصرع فلان هذا مصرع فلان)) فرأى المسلمون ذلك على ما أشار إليه وذكره.
- وقصه لبن أهل الصفة، وذلك أن أبا هريرة قعد يوماً على الطريق فمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتبسم حين رآه وعرف ما في نفسه وما في وجهه ثم قال: ((يا أبا هريرة)) قلت: لبيك يا رسول الله قال: ((الحقْ)) ومضى فتبعته فاستأذن فأذن لي فدخل فوجد لبناً في قدح، فقال: ((من أين هذا اللبن؟)) قالوا: من فلان أو فلانة قال: ((أبا هر)) قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ((الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي)) قال أبو هريرة: فساءني ذلك فقلت وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاؤوا أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن قال فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت فقال: ((يا أبا هريرة)) قلت: لبيك يا رسول الله قال: ((خذ فأعطهم)) قال فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد على القدح، حتى انتهيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد روي القوم كلهم فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال: ((يا أبا هر)) قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ((بقيت أنا وأنت)) قلت: صدقت يا رسول الله، قال: ((أقعد فاشرب)) فقعدت فشربت، فقال: ((اشرب)) فشربت. فما زال يقول اشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا، قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/357)
((فأرني)) فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة -صلى الله عليه وسلم-.
- ومن ذلك رد عين قتادة بن النعمان فقد أصيبت عينه في غزوة أحد حتى وقعت على وجنته فردها النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت أحسن عينيه وأحدَّهما نظراً وفى ذلك يقول ابنه:
أنا ابن الذي سالت على الخد عينه ... فردت بكف المصطفى أحسن الرد
فعادت كما كانت لأول أمرها ... فيا حسن ما عين ويا حسن ما خد
- وقال رفاعة بن رافع رميت بسهم يوم بدر ففقئت عيني فبصق فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعا لي فما آذاني منها شيء بعد.
- ومن ذلك استسقاؤه واستصحاؤه -صلى الله عليه وسلم-ففي الصحيحين عن أنس أنه -صلى الله عليه وسلم- رفع يديه ثم قال: ((اللهم أغثنا اللهم أغثنا)) قال أنس: والله ما نرى في السماء من سحاب ولا من قزعة وإن السماء مثل الزجاجة وما بيننا وبين سلع من دار، فو الذي نفسي بيده ما وضع يديه حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل من منبره حتى رأيت المطر يتحدر عن لحيته.
- ومن ذلك ما في غزوة خيبر من أنه -صلى الله عليه وسلم- أرسل إلى علي وهو أرمد فبصق في عينيه فبرئ كأن لم يكن به وجع.
- وقصة طعام جابر -رضي الله عنه- معروفه مشهورة.
ولقد صدق من قال:
محمد المبعوث للناس رحمة ... يشيد ما أوهى الضلال ويصلحُ
لئن سبَّحت صمُّ الجبال مجيبة ... لداود أو لان الحديد المصفحُ
فإن الصخور الصمَّ لانت لكفه ... وإن الحصا في كفه ليسبحُ
وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا ... فمن كفه قد أصبح الماء يطفحُ
وإن كانت الريح الرخاء مطيعة ... سليمان لا تألو تروح وتسرحُ
فإن الصبا كانت لنصر نبينا ... برعبٍ على شهرٍ به الخصم يكدحُ
وإن أوتي الملك العظيم وسخرت ... له الجن تشفي مارضيه وتلدحُ
وإن كان إبراهيم أعطي خلة ... وموسى بتكليم على الطور يمنحُ
فهذا حبيب بل خليل مكلم ... وخصص بالرؤيا وبالحق أشرحُ
وخصص بالحوض العظيم وباللوا ... ويشفع للعاصين والنار تلفحُ
وبالمقعد الأعلى المقرب عنده ... عطاء ببشراه أقر وأفرحُ
وبالرتبة العليا الأسيلة دونها ... مراتب أرباب المواهب تلمحُ
وفى جنة الفردوس أول داخل ... له سائر الأبواب بالخار تفتحُ
ثانياً: نماذج من كرامات الأولياء:
- قصة سفينة مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ركبنا البحر في سفينة فانكسرت السفينة فركبت لوحاً من ألواحها فطرحني في أجمة فيها أسد، فلم يرعني إلا به فقلت: يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فطأطأ رأسه وغمز بمنكبه شقي، فما زال يغمزني ويهديني الطريق حتى وضعني على الطريق وهمهم فظننت أنه يودعني.
- ومنها قصة أبي مسلم الخولاني فإنه لما قال له الأسود العنسي المتنبي: أتشهد أني رسول الله، قال: "ما أسمع"، قال أتشهد أن محمداً رسول الله، قال: "نعم"، فأمر بنار فأوقدت له، وألقي فيها فجاؤوا إليه فوجدوه يصلي فيها، وقد صارت عليه برداً وسلاماً، فقدم المدينة بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأجلسه عمر بينه وبين أبي بكر، وقال: "الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من فعل به كما فعل بإبراهيم".
- والعلاء بن الحضرمي كان عامل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على البحرين، وكان يقول في دعائه "يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم فيستجاب له، ودعا الله بأن يسقوا ويتوضئوا لما عدموا الماء والسقاء فأجيب، ودعا الله لما اعترضهم البحر ولم يقدروا على المرور بخيولهم فمروا كلهم على الماء ما ابتلت سروج خيولهم، ودعا الله أن لا يروا جسمه إذا مات فلم يجدوه في اللحد.
- ولما مات أويس القرني وجدوا في ثيابه أكفاناً لم تكن معه من قبل ووجدوا له قبراً محفوراً في لحد من صخر فدفنوه فيه وكفنوه في تلك الأثواب.
- وأسيد بن حضير كان يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيها أمثال السرج وهي الملائكة نزلت لقراءته.
- وكانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين.
- وعباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة مظلمة فأضاء لهما نور مثل طرف السوط فلما افترقا افترق الضوء معهما. رواه البخاري وغيره.
- وقصه الصديق في الصحيحين لما ذهب بثلاثة أضياف معه إلى بيته وجعل لا يأكل لقمة إلا ربى من أسفلها أكثر منها فشبعوا وصارت أكثر مما هي قبل ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/358)
- وخبيب بن عدى كان أسيراً عند المشركين بمكة، وكان يؤتى بعنب يأكله وليس بمكة عنبة.
- وعامر بن فهيرة قتل شهيداً فالتمسوا جسده فلم يقدروا عليه، وكان لما قتل رفع فرآه عامر بن الطفيل وقد رفع. وقال عروة فيرون الملائكة رفعته.
- وخرجت أم أيمن مهاجرة وليس معها زاد ولا ماء فكادت تموت عطشاً فلما كان وقت الفطر وكانت صائمة سمعت حساً على رأسها فرفعته فإذا دلو معلق فشربت منه حتى رويت وما عطشت بقية عمرها.
- والبراء بن مالك كان إذا أقسم على الله أبر قسمه، وكانت الحرب إذا اشتد على المسلمين في الجهاد يقولون يا براء اقسم على ربك فيقول: يا رب أقسمت عليك لما منحتنا أكتافهم ينهزم العدو، فلما كان يوم القادسية قال: أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وجعلتني أول شهيد، فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيداً.
- وخالد بن الوليد حاصر حصناً منيعاً فقالوا: لا نسلم حتى تشرب السم فشربه فلم يضره.
- وسعد بن أبي وقاص كان مستجاب الدعوة ما دعا قط إلا استجيب له وهو الذي هزم كسرى وفتح العراق وذلك أنه لما وقف أمام المدائن ولم يجد شيئاً من السفن وتعذر عليه تحصيل شيء منها بالكلية، وقد ازدادت دجلة زيادة عظيمة واسود ماؤها ورمت بالزبد من كثرة مائها فخطب سعد الناس على الشاطئ وقال "ألا إني قد عزمت على قطع هذا البحر إليهم" فقالوا جميعاً: "عزم الله لنا ولك على الرشد، فافعل" ثم اقتحم بفرسه دجلة واقتحم الناس لم يتخلف عنه أحد، فساروا فيها كأنما يسيرون على وجه الأرض حتى ملؤوا ما بين الجانبين فلا يرى وجه الماء من الفرسان والرجال وجعل الناس يتحدثون على وجه الماء كما يتحدثون على وجه الأرض.
- ولما عذبت الزنيرة على الإسلام في الله فأبت إلا الإسلام وذهب بصرها، قال المشركون: أصاب بصرها اللات والعزى قالت: "كلا والله" فرد الله بصرها.
- ودعا سعيد بن زيد على أروى بنت الحكم فأعمى الله بصرها لما كذبت عليه فقال: "اللهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها واقتلها في أرضها" فعميت ووقعت فى حفرة من أرضها فماتت.
- وتغيب الحسن البصري عن الحجاج الظالم المشهور فدخلوا عليه ست مرات فدعا الله -عز وجل- فلم يروه، ودعا على بعض الخوارج كان يؤذيه فخر ميتاً.
- وصلة بن أشيم مات فرسه وهو في الغزو فقال: "اللهم لا تجعل لمخلوق عليَّ منة"، ودعا الله -عز وجل- فأحيا فرسه، فلما وصل إلى بيته قال: يا بني خذ سرجه فإنه عارية فأخذ سرجه فمات الفرس.
إلى غير ذلك كثير من الكرامات التي حصلت لصالحي هذه الأمة، وقد ذكر أضعاف هذا بكثير الإمام أبو القاسم اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، الجزء التاسع منه، فقد خصه بكرامات الأولياء، فمن أراد المزيد رجع إلى ذلك السفر العظيم.
آراء الفرق المخالفة لأهل السنة والرد عليها:
تبين لنا مما سبق أن قول أهل السنة والجماعة في باب الكرامات هو جواز وقوعها على أيدي الصالحين وأنها أمر خارق للعادة غير مقرونة بدعوى النبوة، وأنها لا تصل إلى الخوارق التي أظهرها الله -عز وجل- على أيدي أنبيائه ورسله.
فظهر هناك بعض الفرق المخالفة لمعتقد أهل السنة في هذا الباب، من هذه الفرق الأشاعرة والمعتزلة، وكل فرقه من هاتين الفرقتين غلت في جانب كما سيظهر بعد قليل من عرض آرائهم ثم الرد عليها.
مذهب الأشاعرة:
تعتقد الأشاعرة جواز الكرامات بدون حد، وما جاز وقوعه لنبي جاز وقوعه لولي، بل الخارق للعادة يقع من النبي والولي والساحر، ولا فرق إلا دعوى النبوة من النبي والصلاح من الولي.
يقول الجويني في كتاب الإرشاد صـ 269: "فإن قيل فما الفرق بين الكرامة والمعجزة قلنا: لا يفترقان في جواز العقل إلا بوقوع المعجزة على حسب دعوى النبوة ".
وكما نلاحظ من هذا المذهب أنه لا يخص الأنبياء بمعجزات زائدة على ما يحدث على أيدي الأولياء.
فيرد عليهم:
بأن الخوارق التي تقع على أيدي الأنبياء أظهرها الله -عز وجل- لتأييد دعوى النبوة لإقناع جماعات كافرة جاحدة، أما ما يظهر على أيدي الأولياء فإنه خاص بالولي نفسه جزاء له على عبادته أو لتقوية إيمانه أو نحو ذلك. ولا يستوي ما كان الغرض منه الإقناع لجماعات متعددة متنوعة الثقافة ومختلفة العقول تعاند الحق وتحاربه وما كان الغرض منه فردياً لشخص مؤمن في الأصل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/359)
قال شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله-: "ثم هؤلاء جوزوا كرامات الصالحين ولم يذكروا بين جنسها وجنس كرامات الأنبياء فرقاً، بل صرح أئمتهم أن كل ما خرق لنبي يجوز أن يخرق للأولياء حتى معراج محمد -صلى الله عليه وسلم- وفرق البحر لموسى -عليه السلام- وناقة صالح -عليه السلام- وغير ذلك، ولم يذكروا بين المعجزة والسحر فرقاً معقولاً بل قد يجوزون أن يأتي الساحر بمثل ذلك لكن بينهما فرق دعوى النبوة وبين الصالح والساحر والبر والفجور ... إلى أن قال -رحمه الله-: ومع هذا فالأولياء دون الأنبياء والمرسلين فلا تبلغ كرامات أحد قط إلى مثل معجزات المرسلين كما أنهم لا يبلغون في الفضيلة والثواب إلى درجاتهم ولكن قد يشاركونهم في بعضها كما قد يشاركونهم في بعض أعمالهم" (18).
مذهب المعتزلة:
يرى المعتزلة أن خوارق العادات لا يمكن أن تقع لغير الأنبياء، ولذا فقد ذهبوا إلى منع وقوع الكرامات للأولياء والصالحين، وقد قال بهذا القول أيضاً الإمام محمد بن حزم -رحمه الله- تعالى. قال شيخ الإسلام: "فقالت طائفة لا تخرق العادة إلا لنبي وكذبوا بما يذكر من خوارق السحرة والكهان وبكرامات الصالحين وهذه طريقة أكثر المعتزلة وغيرهم كأبي محمد بن حزم وغيره" (19).
وحجة المعتزلة فيما ذهبوا إليه أنه بالقول بالكرامات يشتبه النبي بالولي والنبي بالسحر وغيره.
ولا شك بأن هذه الحجة كما هي واضحة حجة عقليه فالمعتزلة كعادتهم يردون مسائل الاعتقاد إلى عقولهم فما وافقهم آخذوا به، وما خالف ردوه.
الرد عليهم:
يكفي في نقض كلام المعتزلة هذه النصوص الصحيحة الواردة في الكتاب والسنة والتي سقنا طرفاً منها في ثنايا هذا البحث والتي تثبت الكرامة لأولياء الله -جل وتعالى-. ولا شك أن نتاج العقل يجب أن يضرب به عرض الحائط إذا خالف نصاً من كتاب أو سنه.
وقد أورد شيخ الإسلام -رحمه الله- تعالى قول المعتزلة ثم رد عليهم بأن هذه الخوارق قد تواترت وشاهدها الناس وهذا كاف في الرد عليهم فقال: "والمنازع لهم -أي للمعتزلة- يقول هي أي الخوارق موجودة مشهودة لمن شهدها متواترة عند كثير من الناس أعظم مما تواترت عندهم بعض معجزات الأنبياء وقد شهدها خلق كثير لم يشهدوا معجزات الأنبياء فكيف يكذبون بما شهدوه ويصدقون بما غاب عنهم ويكذبون بما تواتر عندهم أعظم مما تواتر غيره" (20).
وقال الشيخ السعدي -رحمه الله-: "وقد أنكرها أيضاً طائفة من أهل الكلام ظناً منهم أن في إثباتها إبطالاً لمعجزات الأنبياء وهذا وهم باطل أبطله المؤلف -يعنى شيخ الإسلام - في كتابه النبوات وغيره من كتبه" (21).
__________________________
(1) - شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام - لمحمد خليل هراس صـ 176 - طبعة دار الإفتاء 1402هـ.
(2) - شرح العقيدة الطحاوية - طبعة المكتب الإسلامي صـ 558.
(3) - لوامع الأنوار البهية - للعلامة السفاريني جـ 2 صـ392.
(4) - لسان العرب: 12/ 510
(5) - الكواشف الجلية عن معاني الواسطية - عبد العزيز السلمان صـ 717.
(6) - لوامع الأنوار البهية 2/ 392.
(7) - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - كرامات أولياء الله عز وجل للالكائي 9/ 7.
(8) - المعجزات والكرامات - ابن تيمية صـ17.
(9) - التنبيهات اللطيفة - للشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي صـ 99.
(10) - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - اللالكائي 9/ 34.
(11) - من بحث الدكتور أحمد حمدان في مقدمة كتاب اللالكائي صـ23.
(12) - أصله في البخاري بلفظ: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) كتاب الرقاق - باب التواضع.
(13) - رواه الإمام أحمد من حديث عبادة بن الصامت، ورواه أبو داود.
(14) - رواه ابن ماجه والإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر.
(15) - بتصرف من رسالة شيخ الإسلام - المعجزات والكرامات وأنواع خوارق العادات صـ11.
(16) - التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة تأليف العلامة الشيخ/ عبد الرحمن بن ناصر السعدي. علق عليها العلامة الشيخ/ عبد العزيز بن باز صـ97.
(17) - الكواشف الجلية عن معاني الواسطية صـ 717.
(18) - النبوات - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله صـ3.
(19) - النبوات صـ 2.
(20) - النبوات صـ2.
(21) - التنبيهات اللطيفة - للسعدى صـ 100.
ـ[السعيدي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 12:16 ص]ـ
ومنها قصة أبي مسلم الخولاني فإنه لما قال له الأسود العنسي المتنبي: أتشهد أني رسول الله، قال: "ما أسمع"، قال أتشهد أن محمداً رسول الله، قال: "نعم"، فأمر بنار فأوقدت له، وألقي فيها فجاؤوا إليه فوجدوه يصلي فيها، وقد صارت عليه برداً وسلاماً، فقدم المدينة بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأجلسه عمر بينه وبين أبي بكر، وقال: "الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من فعل به كما فعل بإبراهيم".
ما مصدر هذه القصة؟ وما الذي يثبت صحتها؟(47/360)
كتاب صراع مع الملاحدة حتى العظم ..
ـ[النعيمية]ــــــــ[16 - 03 - 08, 09:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إليكم كتاب صراع مع الملاحدة حتى العظم .. للدكتور عبد الرحمن حنبكة الميداني. على ملف وورد
إلى كل مفتون بهؤلاء .. إلى كل من يبحث عن الحقيقة ..
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=21&book=2432
ـ[صخر]ــــــــ[17 - 03 - 08, 03:19 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 11:10 م]ـ
جزاك الله كل خير
جاء بوقته(47/361)
أريد المساعدة: ما هي أفضل الكتب والأشرطة التي يستعان بها في محاورة ملحد جديد؟
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[16 - 03 - 08, 11:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد ...
فقد دعاني أحد أصدقائي لكي أحاور أحد أقاربه لكي نساعده على الرجوع الى رشده بعدما عرف صديقي أنه ألحد عياذا بالله تعالى
هذا الملحد الجديد في السنة الرابعة من كلية الطب
كان يحفظ القرآن
كان لا يترك صلاة في المسجد طيلة حياته
حتى صلاة الفجر كان يصليها في المسجد
للآسف الشديد دخل على غرف الدردشة وهناك تتابعت النكتات السوداء على قلبه فأنتكس القلب عياذا بالله تعالى حدث ذلك منذ 5 شهور وهو لا يعلن هذا لأحد إلا لشخص واحد.
فاستعان صديقي بي ونحن الأن نستعين بالله تعالى أن يهدنا وإياه وأن يملأ قلوبنا إيمانا ويقينا
ثم نستعين بإخواننا الأحباب الذين لهم سابق خبره بهذه الأمور
أن يدلونا ويرشدونا إلى كيفية التعامل معه وماذا نقرأ هذه الأيام قبل أن نحاوره
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 08:40 ص]ـ
http://www.eltwhed.com/vb/index.php?
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 12:35 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
هناك كتاب للشيخ ابو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري بعنوان لن تلحد اعتقد انه جيد
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[19 - 03 - 08, 01:40 ص]ـ
هناك كتاب رائع جدا و عميق للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني رحمه الله
(صراع مع الملاحدة حتى العظم!!) و هو رد على أحد الملاحده (يوسف العظم)
و الشيخ محمد العوضي (و هو متخصص في الرد عليهم) يثني عليه كثيرا و يقول إنه أفضل ما كتب في هذا الباب
و لو راسلت الشيخ ستسفيد كثيرا
و له حلقة في المجد في ساعة حوار مع السنيدي حول هذا الموضوع فلعلك ترجع لها
ـ[أبو غندر]ــــــــ[19 - 03 - 08, 02:07 ص]ـ
الأخ الفاضل عبد الرحمن
كتاب (صراع مع الملاحدة حتى العظم) يرد على (صادق جلال العظم) وليس (يوسف العظم)
وهذا هو الكتاب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95434
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[19 - 03 - 08, 02:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا على التعديل و بارك فيك
زلة ذاكرة:)
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[19 - 03 - 08, 02:45 ص]ـ
عليك بمنتدى التوحيد يا أخى الحبيب، فله فى ذلك بركات.
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[19 - 03 - 08, 08:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[سعد بن مزيد الحسيني]ــــــــ[20 - 03 - 08, 01:11 ص]ـ
يا أخي أشرف المصرى؛ عليك بمحاورة بين مؤمن وملحد , في كتاب الشيخ /عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله - تعالى -.
فهي مفيدة جدا جدا!
فائدة رقم /138
صفحة/237
في كتابه:مجموع الفوائد واقتناص الأوابد.
اعتنى به: الشيخ / سعد الصّميل -حفظه الله -.
تقديم: الشيخ /عبد الله البسام -رحمة الله عليه -.
طبعة دار ابن الجوزي
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[20 - 03 - 08, 04:12 م]ـ
اشترك بمنتدى التوحيد واكتب موضوعك هناك، فالأخوة هناك متخصصون.
فمن أهم الأسلحة التي يجب التسلح بها في مواجهة ملحدي اليوم بجانب المنطق والكلام، هو الإلمام بشيء من علم الأحياء والطب للرد على التطوريين والكثير من الفيزياء النظرية والرياضيات للرد على من يتخذ العلم ستارا للإلحاد،
وكل هذا بحمد الله تجده عند الأخوة بمنتدى التوحيد، أسأل الله أن يبارك فيهم ويجري الحق على ألسنتهم،
وأسأل الله الهداية لهذا الإنسان وأن يعود أفضل مما كان، فقد رأيت في ذلك المنتدى ملاحدة عتاة قضوا في الكفر عمرهم كله، رأيتهم يشهرون إسلامهم وينضمون إلى كتيبة المنتدى مجاهدين بالحجة والبرهان.
...
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[21 - 03 - 08, 12:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وللإفادة هناك أيضا كتاب بعنوان الفيزياء ووجود الخالق تأليف الأستاذ الدكتور جعفر شيخ إدريس جيد في باب الرد على الملحدين والأفكار الإلحادية عموما وفي إبطال النظرية الدارونية الخبيثة خصوصا
ـ[خلف حمزة]ــــــــ[22 - 03 - 08, 10:13 م]ـ
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: " يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك، قلت: يا رسول الله إنك تدعو بهذا الدعاء قال: يا عائشة! أو ما علمت أن قلب ابن آدم بين أصابع الله، إذا شاء أن يقلبه إلى الهدى قلبه، وإن شاء أن يقلبه إلى الضلالة قلبه ".
يا مقلب القلوب، ثبت قلوبنا على دينك
يا مقلب القلوب، ثبت قلوبنا على دينك
يا مقلب القلوب، ثبت قلوبنا على دينك
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وللإفادة هناك أيضا كتاب بعنوان الفيزياء ووجود الخالق تأليف الأستاذ الدكتور جعفر شيخ إدريس جيد في باب الرد على الملحدين والأفكار الإلحادية عموما وفي إبطال النظرية الدارونية الخبيثة خصوصا
أين أجد هذا الكتاب - بارك الله فيك -؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/362)
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[02 - 05 - 08, 11:58 م]ـ
ارجوا المعذرة فلم ارى طلبك اخي الكريم الا الان فقط
وتفضل رابط لتحميل كتاب الفيزياء ووجود الخالق إن لم تكن حملته بعد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37232
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[03 - 05 - 08, 01:05 ص]ـ
وهناك كتاب صغير في حجمه, كبير في نفعه للدكتور حسن هويدي اسمه الوجود الحق من منشورات المكتب الاسلامي. ارجو ان تستفيد منه.
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[03 - 05 - 08, 01:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وللإفادة هناك أيضا كتاب بعنوان الفيزياء ووجود الخالق تأليف الأستاذ الدكتور جعفر شيخ إدريس جيد في باب الرد على الملحدين والأفكار الإلحادية عموما وفي إبطال النظرية الدارونية الخبيثة خصوصا
- حيّاك الله يا شيخ أشرف،
- كتاب الشيخ جعفر إدريس غاية في الروعة، وهو كما ينبيك عنوانه ينقض حجج من تستّر بنظريات الفيزياء الحديثة واتخذها مطية لإلحاده،
- بل الكتاب يبين أن تلك النظريات تثبت وجود الخالق، وقد اعترف كثير من علماءهم بذلك منهم كبيرهم الذي يُطلق عليه "نيوتن القرن العشرين" البروفيسور ستيفين هوكينج صاحب نظرية الانفجار الكبير التي أثبتت أن الكون حدث بعد أن لم يكن، وعارضها الملاحدة أدعياء العلم أولا، لأنها تهدم مذهبهم ثم اضطروا إلى التسليم بعد الدلائل المتتالية على صحة النظرية، ورغم ذلك مازالوا ملاحدة، مما يدلّك أن الأمر ليس علما ولا فيزياء، وإنما الأمر (وجدنا آباءنا كذلك يفعلون) فهم قد نشأوا على الإلحاد ومعاداة الدين (الكنيسة).
- حتى أن هوكينج رغم علمه بأن الكون مخلوق لا يقول أن الله خلقه، لأن في أوساطهم العلمية فضيحة وهرطقة فكرية، فتجده يلف ويدور ويسأل السؤال الشيطاني المعروف، إذا قلنا أن الله خلق الكون فمن خلق الله!
سبحن ربك رب العزة عمّا يصفون
- أراني أطلت عليك، كنت أريد أن أنبهك أن الكتاب لا يناقش قضية التطور أصلا، وإن أردت كتبا في هذا الشأن فعليك بكتب هارون يحيى.
***** ***** *****
ومن الكتب المفيدة جدا، والممتعة في قراءتها، كتاب العلم في منظوره الجديد، وهو في نظري من أفضل ما ألف في هذا المجال، وفد وضعته في منتدى التوحيد على هذا الرابط:
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=12719
***** ***** *****
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[04 - 05 - 08, 05:40 ص]ـ
حياكم الله يا شيخ وائل
وجزاكم الله خيرا على التصحيح وعلى النصيحة وعلى كتاب العلم في منظوره الجديد -ولكن الرابط لا يعمل-
واتمنى أن تدلنا على كتب مترجمة لهارون يحيى واين نجدها
وبالنسبة لكتاب الفيزياء ووجود الخالق هو فعلا ليس للرد على النظرية الدارونية خصوصا ولكن الكاتب كان يرد على العقلانيين والطبيعيين وعلى نظريات الالحاد عموما وذكر النظرية الدارونية تحديدا في عدة مواضع منها مثلا ص 35 ,38 , 39
والفصل الثالث الفيزياء وأصل الكون يبطل النظرية الدارونية
وأيضا نظرية الانفجار العظيم التي افردها الكاتب في الفصل الرابع تبطل النظرية الدارونية.
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[04 - 05 - 08, 04:00 م]ـ
ها رابط الكتاب:
http://www.archive.org/download/aalam_almaarifa/134.pdf
وهذه صفحة كتب هارون يحيى:
http://www.harunyahya.com/m_download_api.php
وأرشح لك العناوين التالية:
خديعة التطور
المعجزات الموجودة في أجسادنا
هدم نظرية التطور في عشرين سؤالا
التّضحية عند الكائنات الحية
السلوك الواعي لدى الخلية
.. وهناك بعض الكتب المخالفة، وهي لا تخفى عليك.
...
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[04 - 05 - 08, 06:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وجعل كل اعمالكم في كفة حسناتكم
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[04 - 05 - 08, 06:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وجعل كل اعمالكم في كفة حسناتكم(47/363)
نسف عقيدة الصلب والفداء عند النصارى
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[17 - 03 - 08, 12:07 ص]ـ
المقصود بعقيدة الصلب والفداء الإعتقاد أن المسيح صُلب من أجل تكفير خطيئة البشر التى
توارثوها عن أبيهم آدم فيزعمون أن آدم حين عصى ربه وأكل من الشجرة غضب الله عليه وطرده
ومات آدم وحملت ذريته تبعات المعصية التى ارتكبها ابوهم وصار الجنس البشرى ملعونا ومن مات
يسجن فى جهنم وهذا هو العدل (فى زعمهم) أن يعاقب الله ذرية آدم بذنب أبيهم ولما كانت
الرحمة أيضا من صفات الله صار هناك صراعا بين صفتى العدل والرحمة
لأن من العدل عقاب آدم وذريته
ومن الرحمة أن يغفر سيئات البشر
فإن غفر ورحم فأين العدل وإن عاقب وعذب فأين الرحمة (فهى إشكالية معضلة فكيف تُحل)
ولم يكن هناك من طريق للجمع بين العدل والرحمة إلا بتوسط إبن الله وحيده وقبوله أن يظهر فى
شكل إنسان وأن يعيش كما يعيش الإنسان ثم يُصلب ظلما ليكون قتله كفارة لخطيئة البشر
وبهذه الطريقة جمع الرب بين صفتى العدل والرحمة فالقصاص من البشر عدل ولو كان الضحية ابنه
وبهذا الصلب غفر للبشر خطيئاتهم التى تحملوها وراثة عن أبيهم آدم
يقول أحد علماء اللاهوت شارحا ماسبق
إن المسيحية تعلم أن الله لكى يجمع بين عدله ورحمته فى تصرفه مع الإنسان دبر طريقة فدائه
بتجسيد ابنه الحبيب وموته على الصليب نيابة عنا وبهذا أخذ العدل حقه واكتملت الرحمة فنال
البشر العفو والغفران 000 وهذه نظرية الفداء فلايكون المرء نصرانيا إلا اذا إعتقدها ويخرج من
النصرانية إن أنكرها وكذبها
0000 الرد على هذه الفرية والعقيدة الباطلة 000
صورت الأناجيل عملية الصلب صورة بشعة ذاق المسيح خلالها الآلام والعذاب والهوان ومن أوتى
قدرا من الفكر ليتساءل ودعونا نتساءل بأسئلة لمن يعتنق ويروج لهذه العقيدة الباطلة
أولا
ادعى النصارى أن صلب المسيح كان لتحقيق العدل والرحمة وأى عدل وأى رحمة فى تعذيب برىء
غير مذنب وصلبه قد يقولون هو الذى قبل بهذا نقول إن من يقطع يده أو يعذب بدنه أو ينتحر هو
مذنب ولو كان يريد ذلك
ثانيا
إذا كان المسيح ابن الله وحيده فأين كانت عاطفة الأبوة وأين كانت الرحمة حينما كان الإبن الوحيد
يلاقى دون ذنب الوان التعذيب والسخرية ثم الصلب مع دق المسامير فى يديه
ثالثا
ماهو تصور النصارى عن الله الذى لايرضى إلا بأن ينزل العذاب المهين ببرىء والعهد بالله الذين
يسمونه الآب الرحمة والمحبة الا يقولون الله محبة
رابعا
من هذا الذى ألزم الله وجعل عليه أن يبحث عن طريقة يجمع بها بين العدل والرحمة
خامسا
يدعى النصارى أن ذرية آدم لزمهم العقاب بسبب خطيئة ابيهم ففى أى شرع يلتزم الأحفاد
بأخطاء الأجداد وخاصة أن كتابهم المقدس يقول فى العهد القديم (لايقتل الآباء عن الأولاد ولايقتل
الأولاد عن الآباء كل إنسان بخطيئته يُقتل) سفر التثنية 24 |16
سادسا
إذا كان صلب المسيح تم بتدبير الرب وبرضا المسيح فلماذا يكرهون اليهود والرومان الذين صلبوه
ويرونهم معتدين آثمين اليسوا هؤلاء قد فعلوا شيئا يرضى عنه الرب فقد فعل من صلب مارضيه
الرب لابنه بل والعجيب ان المسيح وهو من يفترض انه يعلم الدور المرسوم له نراه فى الأناجيل
يصلى للرب حتى يصرف عنه هذا الأمر يقول بولس فى رسالته للعبرانيين 5 | 7
(المسيح الذى قبل ان يضحى بنفسه من اجل البشر هو الذى عندما قُبض عليه واتجهوا به للصلب
قدُم بصراخ شديد ودموع وتضرعات لعل أحدا يستطيع أن يخلصه من الموت)
بل ونراه وهو على الصليب ينادى الرب قائلا (ايلى ايلى لم شبقتنى) وترجمته الهى الهى لما
تركتنى 000 فإذا كان المسيح نزل لهذه الغاية فلماذا يبكى ويتضرع ويرجو النجاة
سابعا
الم تكن هناك وسيلة أخرى يغفر الله بها للبشر بدلا من هذه المأساة هل لابد من الصلب ولماذا لم
يفعل الصلب بالفاعل الأصلى (ادم) بل وما المانع ان يغفر الله لآدم وذريته بدون هذه المأساة
يقولون ان الله افتدى بابنه اعز مايملك نقول (ليس من الحكمة ان نفتدى بألف جنيه مايمكن ان
نفتديه بجنيه) ولنا ان نتأمل فى التصور الاسلامى لخطيئة ادم وهو انه تاب فغفر الله له
ثامنا
ما العمل فى خطايا المستقبل 00 بمعنى 00
اذا كان المسيح صُلب من اجل خطيئة ادم حتى يخلص البشرية من ذنب اقترفه ابوهم هنا نسال
ما العمل فى الخطايا التى احدثها الناس بعد الصلب 00 يقول احد القساوسة اذا عاد الناس الى
اقتراف الخطايا فالذنب ذنبهم لانهم تركوا النور مؤثرين الظلمة بإرادتهم 000 ويقال له
ماهذا الهراء والسذاجة خطيئة واحدة من ادم غضب الله لها وتجسد ابنه فى صورة بشر وذاق ماذاق
من العذاب والآلام فلماذا هذه الخطيئة البشرية التى غضب الله لها هكذا وقد فعل البشر بعدها
ولازالوا معاصى اكبر وابشع من خطيئة ابيهم قتلوا وزنوا وسرقوا وظلموا بل امتد ذلك الى الكفر بالله
وانكار وجوده وسخروا من البعث والجنة والنار (فلماذا كان التجسد والفداء لخطيئة واحدة وتركت
خطايا لاتُعد هى ابشع واكبر)
تاسعا
يلزم فى جميع الشرائع ان تناسب العقوبة الذنب فهل هناك توازن بين خطيئة ادم وصلب المسيح
عاشرا
فى الكتاب المقدس عندهم وفى عهد نوح هلك غرقا الكثيرون بالطوفان ولم ينج الا من آمن بنوح
وركب معه السفينة فهؤلاء رضى الله عنهم فكيف بعد ذلك تبقى كراهية وضغينة تحتاجان لان
يضحى المسيح بنفسه فداء للبشرية
حادى عشر
يعتقد النصارى ان البشر من عهد آدم كانوا مدنسين بالخطيئة حتى كان صلب المسيح
فنسألهم هنا
هل كان الأنبياء جميعا الذين كانوا قبل يسوع وماتوا قبله مدنسين ايضا بالخطيئة وهل كان الله
غاضبا عليهم ايضا؟ اذن فكيف اختارهم لهداية البشر وهم فى مغضوب عليهم لدنسهم بالخطيئة
ثانى عشر
أين كان عدل الله ورحمته منذ خطيئة ادم حتى حادث الصلب هل كان الله (حاشاه) مترددا وحائرا
بين صفتى العدل والرحمة وظلت الحيرة آلاف السنين حتى فطن لطريقة جمع بها بين الصفتين
منذ الفى عام فقط حين قبل يسوع ان يُصلب للتكفير عن خطيئة آدم 00 انتهى
والى اللقاء مع نسف عقيدة اخرى للنصارى بتوفيق الله تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/364)
ـ[عدنان القاهرى]ــــــــ[21 - 03 - 08, 07:05 ص]ـ
مهم جدا التعرف على ضلال النصارى بارك الله فيكم(47/365)
كلام الامام احمد رحمه الله فى الرافضة
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 06:05 ص]ـ
رويت عنه روايات عديدة في تكفيرهم ..
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟
قال: ما أراه على الإسلام.وقال الخلال: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد قال: سمعت أبا عبد الله قال:
من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض، ثم قال: من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين). السنة للخلال (2/ 557 - 558).
وقال أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أراه على الإسلام.
وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله عن الرافضة:
(هم الذين يتبرأون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم ويكفرون الأئمة إلا أربعة: علي وعمار والمقداد وسلمان وليست الرافضة من الإسلام في شيء). السنة للإمام أحمد ص 82.
قال ابن عبد القوي: (وكان الإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم (أي الصحابة) ومن سب عائشة أم المؤمنين ورماها مما برأها الله منه وكان يقرأ (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنت مؤمنين). كتاب ما يذهب إليه الإمام أحمد ص 21(47/366)
هل هذه العبارة شركية؟
ـ[خالد الحماد]ــــــــ[17 - 03 - 08, 09:58 ص]ـ
سمعت ناظماً ينشد في قصيدة مدح للنبي صلى الله عليه وسلم هذا البيت
يا رسول الله كن لي شفيعاً يوم نشوري ******** يوم لا ينفع مالٌ في نجاة من سعيري
فما الحكم؟
البعض يقول أن الشعر يتجوز فيه ما لا يتجوز في غيره! فليس شرطاً أن يكون مقصود الشاعر هو الاستغاثة وطلب الشفاعة
فما رأيكم
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[17 - 03 - 08, 11:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
إلتماس الأعذار باب تُوُّسِّعَ فيه كثيرا حتى إنهم تأولوا بردة البصيري غفر الله له، وقالوا الضمير عائد على الله لا على النبي صلى الله عليه وسلم، في بيته المشهور.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 03 - 08, 04:24 م]ـ
الظاهر أنه يطلب شفاعة النبي صلى الله عليه يوم القيامة
فهو يقول "يوم نشوري"
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[17 - 03 - 08, 04:49 م]ـ
سؤال
في البيت التالي هل هو شركي
مولاي قد نامت عيون ... وتيقظت ايضا عيون
نامت عيون الخائنين ... وعين نجمك لا تخون
وهو يقصد الله في مولاي ولكن السؤال هل يجوز التعبير عن الذات الالهية بالنجم
ـ[ابو عبد الرحمن المكي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 05:44 م]ـ
اخي احمد حفظك الله اظنه انما عنى بالنجم نفسه وانه مازال يقظانا
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:48 م]ـ
لا ان انه تكلم عن نفسه بدلالة البيت الاول
والله اعلم
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[25 - 03 - 08, 02:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
اقول للسائل اقرأ اولا كتاب كشف الشبهات للامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله, وستعرف هل هذا شرك ام لا؟ وان اردت المزيد فلا عليك الا ان تطلب.
ـ[أبو تراب الشامي الظاهري]ــــــــ[27 - 03 - 08, 11:20 ص]ـ
العبارة يا أبنائي تحتاج للتجزئة قبل الحكم عليها
فأقول: ملخصة طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم في غير الدنيا.
2 - قد بينت شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وقتها ومكانها.
3 - هل المنشر يدخل في مكان شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لامته.
أحتاج لبحث مطول بعض الشيء لكي أسترسل لكم في الحديث عن البيت أعلاه ولكن أراكم لاحقا لضيق ذات اليد
وأترككم مع تقسيماتي أو تجزئتي للبيت
أخوكم أبو تراب الظاهعري الشامي(47/367)
أرجو الجواب إذا أصيب شخص بعين يؤخذ من وضوء العائن ثم يستعمله؟
ـ[أبو مازن العوضي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 09:28 م]ـ
هل ورد في السنة أنه إذا أصيب شخص بعين يؤخذ من وضوء العائن ثم يستعمله؟ إذا كان الجواب نعم ما هو الدليل على ذلك؟ جزاكم الله خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 06:50 ص]ـ
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال: رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل، فقال: والله ما رأيت كاليوم، ولا جلد مخبأة!!، قال: فلُبط سهل، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: يا رسول الله! هل لك في سهل بن حنيف؟ والله ما يرفع رأسه، فقال: ((هل تتهمون له أحدا؟)).
فقالوا: نتهم عامر بن ربيعة.
قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا، فتغلظ عليه، وقال:
((علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا بركت؟ اغتسل له)).
فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح، ثم صب عليه، فراح مع الناس ليس له بأس. رواه في شرح السنة، ورواه مالك، وفي روايته: قال: ((إن العين حق، توضأ له)).
ورواه ابن ماجة أيضا.
وصححه العلامة المُحَدِّث الألباني- رحمه الله تعالى -.
ورواية ابن ماجة، قال:
حدثنا هشام بن عمار حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل، فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة، فما لبث أن لبط به، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقيل له: أدرك سهلا صريعا.
قال: ((من تتهمون به؟)).
قالوا: عامر بن ربيعة.
قال: ((علام يقتل أحدكم أخاه؟!!، إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة.
ثم دعا بماء فأمر عامرا أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، وركبتيه وداخلة إزاره، وأمره أن يصب عليه)).
قال سفيان: قال معمر عن الزهري: ((وأمره أن يكفأ الإناء من خلفه)).
ـ[أبو مازن العوضي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 01:24 م]ـ
جزاك الله عنا خيرا الشيخ علي
ـ[الصابرة]ــــــــ[03 - 07 - 09, 12:05 ص]ـ
مامعنى يغسل داخلة إزاره؟ بارك الله فيكم
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 02:55 ص]ـ
مامعنى يغسل داخلة إزاره؟ بارك الله فيكم
قال البغوي في شرح السنة (12/ 166):
[واختلفوا في غسل داخلة الإزار، ذهب بعضهم إلى المذاكير،
وبعضهم إلى الأفخاذ والورك. قال أبو عبيد: إنما أراد بداخلة إزاره،
طرف إزاره الذي يلي جسده، مما يلي جانب الأيمن، فهو الذي يغسل
قال: ولا أعلمه إلا جاء مفسرا في بعض الحديث هكذا] ا. هـ
وقال الزرقاني في شرحه للموطأ:
[(وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره) هي الحقو تجعل من تحت الإزار في طرفه ثم يشد عليه الإزرة قاله ابن وهب عن مالك ونحوه قول ابن حبيب هي الطرف المتدلي الذي يضعه المؤتزر أولا على حقوه الأيمن
وقال الأخفش هي الجانب الأيسر من الإزار الذي تعطفه إلى يمينك ثم يشد الإزار قاله ابن عبد البر
وقال المازري ظن بعضهم أنه كناية عن الفرج والجمهور أنه الطرف المتدلي الذي يلي حقوه الأيمن
وقال عياض المراد بداخلة الإزار ما يلي الجسد من المئزر وقيل موضعه من الجسد وقيل مذاكيره كما يقال عفيف الإزار أي الفرج وقيل وركه إذ هو معقد الإزار] ا. هـ
ـ[الصابرة]ــــــــ[03 - 07 - 09, 03:23 م]ـ
والجمهور أنه الطرف المتدلي الذي يلي حقوه الأيمن
جزاكم الله خيرا لكن لم افهمها ايضا , من يوضح لنا اكثر؟
ـ[الصابرة]ــــــــ[10 - 07 - 09, 12:38 ص]ـ
للرفع بارك الله فيكم
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[11 - 07 - 09, 02:03 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم،،،
أما بخصوص حول الطريقة الصحيحة لغسل العائن، فقد ذكرت ذلك مفصلاً في كتابي الموسوم (المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين على النحو التالي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/368)
من طرق علاج العين وأهمها وأنفعها هيَّ (الغسل للعائن وبعض المسائل المتعلقة به)، والدليل على ذلك حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال: (مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل، فقال: لم أر كاليوم، ولا جلد مخبأة 0 فما لبث أن لبط به 0 فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: أدرك سهلا صريعا قال: (من تتهمون به؟) قالوا عامر بن ربيعة 0 قال: (علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه، فليدع له بالبركة) ثم دعا بماء 0 فأمر عامرا أن يتوضأ 0 فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين 0 وركبتيه وداخله إزاره 0 وأمره أن يصب عليه 0 قال سفيان: قال معمر عن الزهري: وأمره أن يكفأ الإناء من خلفه) (صحيح الجامع 556) 0
قال المناوي: (" إذا رأى " أي علم " أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه " من النسب أو الإسلام " ما يعجبه " أي ما يستحسنه ويرضاه من أعجبه الشيء رضيه " فليدع له بالبركة " ندبا بأن يقول اللهم بارك فيه ولا تضره ويندب أن يقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ولا شبهة في تأثير العين في النفوس فضلا عن الأموال وذلك لأن بعض النفوس الإنسانية يثبت لها قوة هي مبدأ الأفعال الغريبة ويكون ذلك إما حاصلا بالكسب كالرياضة وتجريد الباطن عن العلائق وتذكيته فإنه إذا اشتد الصفاء والذكاء حصلت القوة المذكورة كما يحصل للأولياء أو بالمزاج والإصابة بالعين يكون من الأول والثاني فالمبدأ فيها حالة نفسانية معجبة تنهك المتعجب منه بخاصية خلق الله في ذلك المزاج على ذلك الوجه ابتلاء من الله تعالى للعباد ليتميز المحق من غيره) (فيض القدير - 1/ 351) 0
أما عن طريقة كيفية وأماكن الغسل فهي على النحو التالي:
أ - غسل وجه العائن 0
ب - غسل يديه إلى المرفقين 0
ج - غسل ركبتيه 0
د - غسل داخل إزاره 0
هـ- أن يكفأ المصاب بالعين الإناء من خلفه بغتة ويغتسل به 0
* قال شمس الحق العظيم أبادي: (" ثم يغتسل منه المعين " هو الذي أصابه العين 0 قال في فتح الودود: هو أن يغسل العائن داخل إزاره ووجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه في قدح ثم يصب على من أصابه العين وهو المراد بالمعين اسم مفعول كمبيع 0 انتهى) (عون المعبود في شرح سنن أبي داوود – 10/ 260) 0
* سئل الإمام أحمد عن داخله الإزار قال: (الذي يلي لجسده من الإزار) (نقلا عن طريق الهداية في درء مخاطر الجن والشياطين للمؤلف عبدالعزيز القحطاني – ص 72) 0
* قال محمد بن مفلح: (وهذا من الطب الشرعي المتلقى بالقبول عند أهل الإيمان 0 وقد تكلم بعضهم في حكمة ذلك، ومعلوم أن ثم خواص استأثر الله بعلمها فلا يبعد مثل هذا ولا يعارضه شيء، ولا ينفع مثل هذا إلا من أخذه بالقبول واعتقاد حسن، لا مع شك وتجربة) (الآداب الشرعية - 3/ 58) 0
* قال البغوي - رحمه الله - في باب ما رخص فيه من الرقى: (وروي عن عائشة أنها كانت لا ترى بأسا أن يعوذ في الماء، ثم يعالج به المريض) (شرح السنة - 12/ 166) 0
* قال ابن القيم - رحمه الله -: (ومنها: أن يؤمر العائن بغسل مغابنه وأطرافه وداخله إزاره، وفيه قولان 0 أحدهما: أنه فرجه 0 والثاني: أنه طرف إزاره الداخل الذي يلي جسده من الجانب الأيمن، ثم يصب على رأس المعين من خلفه بغتة، وهذا مما لا يناله علاج الأطباء، ولا ينتفع به من أنكره، أو سخر منه، أو شك فيه، أو فعله مجربا لا يعتقد أن ذلك ينفعه) (الطب النبوي – ص 171) 0
وقال – رحمه الله -: (قد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغسل العائن مغابنه ومواضع القذارة منه ثم يصب ذلك الماء على المعين، فإنه يزيل عنه تأثير نفسه 0 والعائن الذي أصاب الشخص بالعين، ومغابنه: قال أهل اللغة بواطن الأفخاذ عند الحوالب) (الروح – ص 214) 0
* قال القاضي ابن العربي: (الظاهر والأقوى بل الحق أنه ما يلي الجسد من الإزار) (عارضة الأحوذي شرح صحيح الترمذي – 8/ 217) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/369)
* قال البيهقي: (قال ابن شهاب الزهري - رحمه الله- تعالى: الغسل الذي أدركنا علماءنا يصفونه: أن يؤتى للرجل العائن بقدح فيدخل كفه فيه فيمضمض، ثم يمجه في القدح، ثم يغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على كفه اليمنى في القدح، ثم يدخل يده اليمنى فيصب بها على كفه اليسرى صبه واحدة ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفقه الأيمن، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على مرفقه الأيسر، ثم يدخل يده اليسرى فيصب بها على قدمه اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب بها على قدمه الأيسر، ثم يدخل يده اليسرى فيصب بها على ركبته اليمنى ثم يدخل يده اليمنى ويصب بها على ركبته اليسرى، كل ذلك في قدح ثم يدخل داخله إزاره في القدح ولا يوضع القدح في الأرض، فيصب على رأس الرجل الذي أصيب بالعين من خلفه صبه واحدة) (ذكره البيهقي في " السنن " - 9/ 352) 0
* قال النووي - رحمه الله -: (قال القاضي عياض: الجمهور على ما فسره الزهري وأخبر أنه إدراك العلماء يصفونه واستحسنه علماؤنا وخص به العمل 0 وإن غسل العائن وجهه إنما هو صبه وأخذه بيمينه وكذلك باقي الأعضاء إنما صبه صبة ليس على صفة غسل الأعضاء في الوضوء وغيره 0
وكذلك غسل داخله الإزار: إنما هو إدخاله وغمسه في القدح ثم يكفأ القدح وراءه على ظهر الأرض 0
واختلف في داخلة الإزار: فقيل المراد موضعه من الجسد وقيل المراد مذاكيره أي فرجه، وقيل المراد وركه إذ هو معقد الإزار) (صحيح مسلم بشرح النووي – 13، 14، 15/ 344) 0
* قال الحافظ بن حجر في الفتح: (قال المازري: هذا المعنى مما لا يمكن تعليله ومعرفة وجهه من جهة العقل، فلا يرد لكونه لا يعقل معناه، وقال ابن العربي: " إن توقف فيه متشرع قلنا له: الله ورسوله أعلم، وقد عضدته التجربة وصدقته المعاينة ") (فتح الباري - 10/ 215) 0
* قال المناوي: (قال القرطبي: وصفته عند العلماء أن يؤتى بقدح من ماء ولا يوضع القدح بالأرض فيأخذ منه غرفة فيتمضمض بها ثم يمجها في القدح ثم يأخذ منه ما يغسل به وجهه ثم يأخذ بشماله يغسل به كفه الصحيحة ثم بيمينه ما يغسل كفه اليسرى وبشماله ما يغسل مرفقه الأيمن ثم بيمينه ما يغسل مرفقه الأيسر ولا يغسل ما بين المرفقين والكفين ثم قدمه اليمنى ثم اليسرى ثم شق رأسه اليمنى فاليسرى على الصفة والترتيب المتقدم وكل ذلك في القدح ثم داخله الإزار وهو الطرف الذي على حقوه الأيمن وذكر بعضهم أن داخله الإزار يكنى به على الفرج وجمهور العلماء على ما قلناه فإذا استكمل هذا صبه من خلفه من على رأسه كذا نقله المازري وقال إنه تعبدي قال عياض وبه قال الزهري وأخبر أنه أدرك العلماء يصفونه ومضى به العمل وذلك أن غسل وجهه إنما هو صبه واحدة بيده اليمنى وكذا سائر أعضائه وليس على صفة غسل الأعضاء في الوضوء وغسل داخله الإزار إدخاله وغمسه في القدح ثم يقوم الذي يأخذ القدح فيصبه على رأس المعين من ورائه على جميع بدنه ثم يكفأ الإناء على ظهر الأرض) (فيض القدير – 4/ 324) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين في صفة الغسل من العائن وصب مائه على المعين، حيث قال بعض العلماء: إن الوعاء لا يوضع على الأرض حال الغسل أو بعده، إنما يمسك باليد إلى نهاية الغسل، ثم يصب على المعين من الخلف، وممن أورد ذلك: ابن عبد البر في " التمهيد " (6/ 243)، وابن حجر 000 وغيرهما، فما مستندهم الذي استندوا إليه في عدم وضع الإناء على الأرض؟ وما صحة قولهم أيضاً: إن الإناء يكفى على الأرض؟؟؟
فأجاب – حفظه الله -: (لا أذكر دليلاً، ولعله بالتجربة العملية، وذلك أن الإصابة بالعين أمر خفي له خصائصه وصفاته، فيعرف بالتجربة كيف يعالج، وما ذكر من الصفات تعتبر أمثلة لما يُعالج به مع ما يماثلها، والواقع أن تأثير العين يحدث في المعين في بدنه، أو في بعض أجزاء بدنه، وأنه يزول إذا برك العائن عليه، وكذا إذا أخذ له من فضلاته، حتى من ريقه أو بوله أو عرقه، أو غسالة جزء من بدنه، حتى ولو لم يعلم بذلك، كما أن المشاهد عدم الاختصاص بما ذكر، بل يضعون الإناء على الأرض، وقد يصبون عليه مراراً، وقد يشرب منه جرعات فيبرأ بإذن الله، ولو لم يستعمله إلا بعد حين، كما أن من التجربة أن موت العائن سبب لبراءة المعين، ولعل ذلك أن نفسه الحاقدة إذا انقصلت عن البدن بطل أثرها فيبرأ المعين في حينه، ويعرف السبب في ذلك) (المنهل المعين في إثبا حقيقة الحسد والعين) 0
* ومما قاله – حفظه الله – فيمن يتهم بالإصابة بالعين: (فإنه إذا اتهم إنسان بأنه أصابه بالعين، فيطلب منه أن يغسل له ثوبه أو نحو ذلك، لقوله في الحديث: " 000 وإذا استغسلتم فاغسلوا " " السلسلة الصحيحة 1252 ") (الكنز الثمين – 1/ 233) 0
مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية:
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/370)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 02:23 م]ـ
يا طويلبة. وابن اللبون إذا ما لز في قرن ــ القرن محركة ـ وليست ساكنة فأصلحي ذلك من توقيعك بارك الله فيك.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 03:13 م]ـ
في الصحيح من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المسلم إذا أراد النوم ان ينزع داخلة ازاره فينفض بها فراشه وقال: (فإنه لا يدري ما خلفه على فراشه) وفي هذا فائدتان:
الاولى: فساد قول من زعم انه كنى بداخلة الازار عن الفرج.
الثانية: أن في داخلة الازار خاصية روحانية تطرد الارواح الخبيثة.
ـ[الصابرة]ــــــــ[11 - 07 - 09, 07:32 م]ـ
طيب بعد الحصول على ماء وضوء من اتهمناه.
كيف استخدم الماء هل فقط أصبه من الخلف؟
أم أن هناك قراءة بعض الآيات؟
وهناك من يقول يصب الماء على المعين بغتة فهل هذا صحيح؟
وهل ورد ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم؟
أفيدوني مأجورين وجزاكم الله خيرا
ـ[الشريف عبد المنعم]ــــــــ[22 - 07 - 09, 05:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا لكن لم افهمها ايضا , من يوضح لنا اكثر؟(47/371)
المالكية وتوحيد الأسماء والصفات .... ؟؟؟؟
ـ[أبو عبدالله المزني]ــــــــ[18 - 03 - 08, 11:55 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .........
وبعد فقد كلفني بعض الاخوة بوضع هذا الموضوع أمام طلبة العلم ليدلوا بدلوهم .. حيث أنه لايملك معرفا بهذا الموقع المتميز .. وجزاكم الله خيرا ...
الموضوع: ((جهود علماء المالكية في تقرير توحيد الأسماء والصفات))
فمن كان يعرف أي معلومات عن هذا الموضوع فلا يبخل وجزاه الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 02:25 م]ـ
أخي الكريم هناك كتاب بعنوان:
جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة
دراسة في الصراع العقدي في المغرب العربي من الفتح الإسلامي إلى نهاية القرن الخامس
إعداد الدكتور: إبراهيم التهامي
دكتوراة دولة في العقيدة الإسلامية مع جامعة ام القرى بمكة المكرمة
وأستاذ بجامعة الأمير عبدالقادر بالجزائر
مؤسسة الرسالة ناشرون - الطبعة الأولى 1426 - 2005
واعتقد أن الكتاب مفيد ولو استطعت الوصول إلى المؤلف فبكل تأكيد سيفيدك
ـ[أبو عبدالله المزني]ــــــــ[20 - 03 - 08, 02:53 م]ـ
أخي الكريم (العوضي) جزاك الله خيرا، وأعظم أجرك، ورفع قدرك ....
ـ[أبو عبدالله المزني]ــــــــ[21 - 03 - 08, 02:38 م]ـ
للرفع ......... لعله يطلع على الموضوع زائر جديد فيزيدنا فائدة وجزاكم الله خيرا
ـ[المقدادي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 07:03 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يمكن ذكر نماذج من علماء المالكية ممن قرروا العقيدة السلفية مع ذكر كلامهم أو مواقف لهم في تقرير العقيدة السلفية
كالإمام ابن أبي زيد في مقدمته الشهيرة و القاضي عبد الوهاب بن نصر المالكي في شرحه لهذه العقيدة
و الإمام ابن أبي زمنين المالكي
و الحافظ ابن عبدالبر المالكي و كلامه كثير في الإستذكار و التمهيد
و الشيخ الجليل العلامة المحقق أحمد بن مشرف المالكي الإحسائي - ت 1285 هـ - صاحب نظم العقيدة القيروانية و صاحب الشهب المرمية على المعطلة و الجهمية التي قال فيها:
نفيتم صفات الله فالله أكمل ... وسبحانه عما يقول المعطل
زعمتم بأن الله ليس بمستو ... على عرشه والاستوا ليس يجهل
فقد جاء في الأخبار في غير موضع ... بلفظ استوى غير متؤول
وقد جاء في إثباته عن نبينا ... من الخبر المأثور ما ليس يشكل
و تلميذه العلامة ابن عكاس المالكي - ت 1338 هـ - و راجع هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7884
و كذا عقد فصل خاص بإعترافات أشاعرة المالكية أن مذهب مخالفيهم في جملة من مسائل العقيدة - كمسألة الإستواء - هو مذهب السلف و المحدّثين كإعتراف القاضي عياض و القرطبي في آخرين و راجع هذا الرابط:
http://www.muslm.net/vb/showpost-p_1635590-postcount_14.html
ـ[أبو عبدالله المزني]ــــــــ[25 - 03 - 08, 01:20 م]ـ
الأخ (المقدادي) جزاك الله خيرا، وأعظم أجرك، ورفع قدرك، وزادك علما .....
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[26 - 03 - 08, 12:02 ص]ـ
أخي الكريم هناك كتاب بعنوان:
جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة
دراسة في الصراع العقدي في المغرب العربي من الفتح الإسلامي إلى نهاية القرن الخامس
إعداد الدكتور: إبراهيم التهامي
دكتوراة دولة في العقيدة الإسلامية مع جامعة ام القرى بمكة المكرمة
وأستاذ بجامعة الأمير عبدالقادر بالجزائر
مؤسسة الرسالة ناشرون - الطبعة الأولى 1426 - 2005
واعتقد أن الكتاب مفيد ولو استطعت الوصول إلى المؤلف فبكل تأكيد سيفيدك
جزاك الله خيرا
هل يمكن رفعها على النت؟
ـ[أبو عبدالله المزني]ــــــــ[03 - 04 - 08, 01:31 م]ـ
للرفع والتذكير
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 12:03 ص]ـ
http://www.ala7ebah.com/upload/imgcache/83c3dfe8f885ea8978f5a3d1c0feb962.gif
http://www.tntup.com/photo/img7/e6ef3d0af814c11e425326bbea14fe04/3olamaa-maghrib.jpg
المَالِكيَّةُ وَالمَذْهَبُ الأَشْعَرِيٌّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/372)
كان الأئمة المتقدمون المعتبرون من أصحاب مالك على عقيدة السلف القائمة على الإثبات كعبد الرحمن بن القاسم وعبدالله بن وهب، وعبد العزيز بن الماجشون وتلاميذ تلامذته كسحنون وأصبغ بن الفرج، وأتباع مذهبه كأبي عمر ابن عبد البر، وابن أبي زيد القيرواني، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي بكر محمد بن موهب، وعبدالعزيز بن يحيى الكناني، ورزين بن معاوية صاحب "تجريد الصحاح"، والأصيلي، وأبي الوليد الفرضي، وأبي عمرو الداني، ومكي القيسي، وابن أبي زمنين، وغيرهم.
قال الذهبي في السير (17/ 557) عن أبي ذر الهروني: " أخذ الكلام ورأي أبي الحسن عن القاضي أبي بكر بن الطيب، وبث ذلك بمكة وحمله عنه المغاربة إلى المغرب والأندلس، وقبل ذلك كانت علماء المغرب لا يدخلون في الكلام، بل يُتقنون الفقه والحديث أو العربية، ولا يخوضون في المعقولات، وعلى ذلك كان الأصيلي وأبي الوليد بن الفرضي وأبو عمر الطلمنكي ومكي القيسي وأبو عمر الداني، وأبو عمر بن عبد البر والعلماء ". انتهى.
وأبو ذر الهروي المالكي مع كونه معروفا بالميل إلى المذهب الأشعري إلا أنه كثيرُ الإنتصار لِعَقائد السَّلَفِ في أمور كثيرة.
قال الذهبيُّ في السير (17/ 558) في ترجمة أبي الحسن الأشعري: وقد ألف كتاباً سماهُ الإبانة ويقول فيه: فإن قيلَ فما الدليل على أن لله وجها ويدا؟ قال: قوله: {ويبقى وجه ربك} وقوله: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ}. فأثبت تعالى لنفسه وجهاً ويداً. إلى أن قال: فإن قيل: فهل تقولون إنه في كل مكان؟ قيل: معاذ الله، بل هو مستوٍ على عرشه، كما أخبر في كتابه. إلى أن قال: وصفات ذاته التي لم يزل ولا يزال موصوفا بها: الحياء والعلم والقدرة والسمع والبصرة والكلام والإرادة والوجه واليدان والعينان والغضب والرضى. فهذا نص كلامه. وقال نحوه في كتاب التمهيد له، وفي كتاب الذب عن الأشعري، وقال: قد بينا دين الأمة وأهل السنة أن هذه الصفات تمر كما جائت بغير تكييف ولا تحديث ولا تجنيس ولا تصوير. قلتُ (أي الذهبي): فهذا المنهج هو طريقة السلف وهو الذي أوضحه أبو الحسن وأصحابه، وهو التسليم لنصوص الكتاب والسنة، وبه قال ابن الباقلاني وابن فورك والكبار إلى زمن أبي المعالي، ثم زمن أبي حامد، فوقع اختلاف وألون، نسأل الله العفو. انتهى.
ومن أشهر المالكية معارضة لمذاهب الأشاعرة: الحافظ الكبير والإمام بدون منازع: أبو عمر ابن عبد البر، وكلامه في إثبات الصفات التي ينفيها الأشعرية مشهور، اقتصر منه على نقل واحد، قال رحمه الله في كتاب التمهيد (7/ 145): أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها، وجملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم يكيفون شيئا من ذلك ولا يجدون فيه صفة محصورة. اهـ
وهذا الإعتقاد الذي نقله ابن عبدالبر يخالف عقائد الأشعرية جملة وتفصيلاً، فقد اتفق جميع الأشعرية على حمل نصور الصفات على المجاز لا على الحقيقة، إلا صفات سبع، يؤول أمرها عند التحقيق إلى المجاز كذلك، بل عند كثير منهم مَن حمل نصوص الصفات على الحقيقة كفر، وقال آخرون: فسق فقط.
وقال ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله (1/ 117): حدثنا إسماعيل بن عبدالرحمن ثنا إبراهيم بن بكر، قال: سمعت أبا عبدالله محمد بن أحمد بن إسحاق بن خويزمنداد المصري المالكي في كتاب الإجارات من كتابه في الخلاف: قال مالك: لا تجوز الإجارات في شئ من كتب أهل الأهواء والبدع والتنجيم، وذكر كتباً ثم قال: وكتب أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هي كتب أصحاب الكلام من المعتزلة وغيرهم، وتفسخ الأجارة في ذلك، قال: وكذلك كتب القضاء بالنجوم وعزائم الجن وما أشبه ذلك.
وقال في كتاب الشهادات في تأويل فول مالك: لا تجوز شهادة أهل البدع وأهل الأهواء قال: أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته، فإن تمادى عليها استتيب منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/373)
قال أبو عمر: ليس في الإعتقد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصاً في كتاب الله أو صح عن رسول الله أو أجمعت عليه الأمة، وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه، فتأمل كيف يحكي هذا الإمام ابن خويزمنداد المصري المالكي أن أهل الكلام أهلُ بدع، وأن الأشعرية منهم، وقد ساق ابن عبد البر هذا الكلام ولم يرده بشيء، ولو كان لا يرتضيه لرده وأبطله.
وقال ابن عبد البر في التمهيد (129/ 7): وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سماوات، كما قالت الجماعة، وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم: إن الله عز وجل في كل مكان، وليس على العرش. والدليل على صحة ما قالوه أهل الحق في ذلك قول الله عز وجل: {الرحمن على العرش استوى} (طه:5) وقوله عز وجل: {ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع} (السجدة:4) وقوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} (فصلت:11)، وقوله: وذكر آيات كثيرة دالة على العلو. إلى أن قال (131/ 7): وهذه الآيات كلها واضحات في إبطال قولي المعتزلة، وأما ادعاؤهم المجاز في الإستواء، وقولهم في تأويل استوى: استولى، فلا معنى له لأنه غير ظاهر في اللغة. ومعنى الإستيلاء في اللغة المغالبة، والله لا يغالبه ولا يعلوه أحد، وهو الواحد الصمد، ومن حق الكلام أن يحمل على حقيقته حتى تتفق الأمة أنه أريد به المجاز، إذ لا سبيل الى اتباع ما أنزل إلينا من ربنا إلا على ذلك، وإنا يوجه كلام الله عز وجل إلى الأشهر والأظهر من وجوهه، ما لم يمنع من ذلك ما يجب له التسليم، ولو ساغ ادعاء المجاز لكل مدع ماثبت شيء من العبارات، وجل الله عز وجل عن أن يخاطب إلا بما تفهمه العرب في معهود مخاطباتها مما يصح معناه عند السامعين. والإستواء معلوم في اللغة ومفهوم، وهو العلو والإرتفاع على الشيء والإستقرار والتمكن فيه، قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {استوى} قال: علا. قال: وتقول العرب: استويت فوق الدابة، واستويت فوق البيت. وقال غيره: استوى أي: انتهى شبابه واستقر، فلم يكن في شبابه مزيد.
قال أبو عمر: الإستواء الإستقرار في العلو، وبهذا خاطبنا الله عز وجل وقال: {لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة الله ربكم إذا استويتم عليه} (الزخرف:13). وقال: {واستوت على الجودي} (هود:44). وقال: {فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك} (المؤمنون:28) ... إلى آخر كلامه.
قلت: وهذا المذهب الذي أبطله ابن عبد البر أي: تأويل استوى باستولى، هو مذهب أكثر الأشعرية. وقد أكثر الأشعرية من الإحتجاج لهذا التأويل، والرد على من خالفه.
إلى أن قال: (134/ 7): ومن الحجة أيضا في أنه عز وجل على العرش فوق السماوات السبع أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى. وهذا اشتهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى أكثر من حكايته، لأنه اصطرار لم يؤنبهم عليه أحد، ولا أنكره عليهم مسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم للأمة التي أراد مولاها عتقها إن كانت مؤمنة فاختبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن قال لها: أين الله؟ فأشارت إلى السماء. ثم قال لها: من أنا؟ قالت: رسول الله. قال: أعتقها فإنها مؤمنة. فاكتفى رسول الله صلى الله وعليه وسلم منها برفعها رأسها إلى السماء، واستغنى بذلك عما سواه. انتهى.
فأثبت رحمه الله علو الله على خلقه، خلافا لأكثر الأشعرية، بل صرح بعضهم بأن من موجبات الكفر اعتقاد جهة العلو! كما ستقف على ذلك في رسالتي:"عقائد الأشاعرة". وهي على وشك التمام إن شاء الله.
ومن المالكية المشهورين بإثبات عقيدة السلف أبو عمر الطلمنكي، قال في كتابه "الأصول": أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله استوى على عرشه بذاته. وقال في هذا الكتاب أيضا: أجمع أهل السنة على أنه تعالى استوى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز، ثم ساق بسنده عن مالك قوله: الله في السماء وعلمه في كل مكان، ثم قال في هذا الكتاب: وأجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله تعالى: {هو معكم أينما كنتم} ونحو ذلك من القرآن بأن ذلك علمه، وأن الله فوقا السماوات بذاته مستو على عرشه، كيف شاء. ذكره ابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية" (76) وابن تيمية في "الفتاوى" (219/ 3).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/374)
وقال أصبغ: وهو مستو على عرشه وبكل مكان علمه وإحاطته. ذكره ابن القيم في "اجتماع الجيوش" (76).
ومنهم كذلك: ابن أبي زيد القيرواني قال في مقدمة الرسالة (10): وأنه فوق عرشه المجيد بذاته وهو في كل مكان بعلمه.
قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء (17/ 12): قلت: وكان رحمه الله على طريقة السلف في الأصول، ولا يدري الكلام، ولا يتأول.
وقال ابن القيم في اجتماع الجيوش (82): عن ابن أبي زيد القيرواني: وكذلك ذكر مثل هذا في نوادره وغيرها من كتبه، وذكر في كتابه المفرد في السنة تقرير العلو واستواء الرب تعالى على عرشه بذاته أتم تقرير.
ثم نقله عنه كلاماً طويلاً الشاهد منه قوله: وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه، وأنه في كل مكان بعلمه ... إلى أن قال: وكل ما قدمنا ذكره فهو قول أهل السنة وأئمة الناس في الفقه والحديث على ما بيناه، وكله قول مالك، فمنه منصوص من قوله، ومنه معلوم على مذهبه.
ومنهم كذلك: ابن أبي زمنين أبو عبدالله محمد بن عبدالله المالكي المتوفي سنة (399هـ) له كتاب "أصول السنة" قرر فيه عقيدة السلف، ومما قال فيه (88): ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والإرتفاع فوق جميع ماخلق ثم استوى عليه كيف شاء. انتهى.
وإثبات العلو والإستواء ينافي المعتقد الأشعري من كل الوجوه، بل عد بعضهم إثباته من أصول الكفر.
وقال أبو القاسم عبدالله بن خلف المقري الأندلسي المالكي في الجزء الأول من كتاب الإهتداء لأهل الحق والإقتداء من نصتيفة من شرح المخلص للشيخ أبي الحسن القابسي رحمه الله تعالى في شرح حديث النزول: في هذا الحديث دليل على أنه تعالى في السماء على العرش فوق سماوات من غير مماسة ولا تكييف كما قال أهل العلم. ثم سرد نصوصاً تدل على ذلك، وأبطل تأويل استوى باستولى. كذا في "اجتماع الجيوش الإسلامية" (89).
ومن متأخري أصحاب مالك ممن أثبت لله الإستواء وفسره بالعلو، وردّ من فسره بالإستيلاء: أبو الوليد بن رشد في "البيان والتحصيل" (16/ 368 - 369).
وقال ابن القيم في الصواعق المرسلة (357 - مختصره): الوجه الرابع عشر: إن الجهمية لما قالوا: إن الإستواء مجاز، صرح أهل السنة بأنه مستو بذاته على عرشه، وأكثر من صرح بذلك أئمة المالكية، فصرح به الإمام أبو محمد بن أبي زيد في ثلاثة مواضع من كتبه، أشهرها الرسالة، وفي كتاب جامع النوادر، وفي كتاب الآداب، فمن أراد الوقوف على ذلك فهذه كتبه.
وصرح بذلك القاضي عبد الوهاب، وقال وكان مالكيا، حكاه عنه القاضي عبد الوهاب أيضا.
وصرج به عبدالله القرطبي في كتاب شرح أسماء الله الحسنى، فقال: ذكر أبو بكر الحضرمي من قول الطبري يعني محمد بن جرير وأبي محمد بن أبي زيد جماعة من شيوخ الفقه والحديث، وهو ظاهر كتاب القاضي عبد الوهابي عن القاضي أبي بكر وأبي الحسن الأشعري، وحكاه القاضي عبد الوهاب عن القاضي أبي بكر نصا، وهو أنه سبحانه مستو على عرشه بذاته، وأطلقوا في بعض الأماكن فوق خلقه، قال: وهذا قول القاضي أبي بكر في تمهيد الأوائل له وهو قول أبي عمر بن عبد البر والطلمنكي وغيرهما من الأندلسيين، وقول الخطابي في شعار الدين.
وقال أبو بكر محمد بن موهب المالكي في شرح رسالة ابن أبي زيد قوله: (إنه فوق عرشه المجيد بذاته) ... فتبين أن علوه عل عرشه وفوقه إما هو بذاته، إلا أنه باين من جميع خلقه بلا كيف، وهو في كل مكان من الأمكنة المخلوقة بعلمه لا بذاته .... انتهى.
ومن المغاربة الذين اشتهروا بالإنتصار لمذهب السلف ومعارضة مذهب الأشاعرة: الإمام أبو عبدالله محمد بن أحمد المسناوي الدلائي الفاسي (ت 1136 هـ) ألف "جهد المقل القاصر في نصرة الشيخ عبدالقادر".
وقد اطلعت على نسخة الخزانة العامة، وقد قرر فيه عقيدة السلف، ورد على الأشاعرة والسبكي.
ومن علماء المغرب المتأخرين الذين عرفوا بمعارضة المذهب الأشعري: السلطان العلوي محمد بن عبدالله، وكان أحد المنصفين وقد طبعت له عدة كتب، ولا زالت أخرى في عداد المخطوطات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/375)
قال السلطان محمد بن عبدالله في طبق الأرطاب (ص 41 - القرويين -748) وأنا في نفسي أتبع الأئمة الأربعة في أبواب العبادة، ولا نفرق بين واحد فيها ... وأما في غير أبواب العبادة كالنكاح والطلاق والبيوع وحبس والهبة والعتق وغير ذلك، فلا أتبع إلا مذهب مالك رحمه الله، لأني مالكي المذهب حنبلي الإعتقاد، مع أني مؤمن بأن الإمام أحمد على اعتقاد الأئمة الثلاثة، وأنهم كلهم على هدى من ربهم.
وكان من عادة السلطان محمد بن عبد الله افتتاح كتبه بقوله: المالكي مذهبا الحنبلي اعتقادا.
وعقد فصلين في أواخر كثير من كتبه لبيان مقصوده بذلك.
فقال في كتابه الجامع الصحيح الأسانيد المستخرج من ستة مسانيد (92): "فصل في بيان قولي في الترجمة: المالكي مذهبا الحنبلي اعتقادا.
والأئمة رضي الله عنهم اعتقادهم واحد، فأردت أن أشرح قولي المالكي مذهبا الحنبلي اعتقادا، وأبين المقصود بذلك والمراد، لئلا يفهمه بعض الناس على غير وجهه.
وذلك أن الإمام أحمد، ثبت الله المسلمين بثبوته، سد طريق الخوض في علم الكلام، وقال: لا يفلح صاحب الكلام أبداً، ولا ترى أحدا ينظر في علم الكلام (إلا) وفي قلبه مرض، ( .... ) وإلى ذلك ذهب الشافعي ومالك وسفيان الثوري وأهل الحديث قاطبة حتى قال الشافعي رضي الله عنه: لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خير له من أن يلقاه بشيء من الكلام، فلزم الناس السكوت عن الخوض في علم الكلام.
في الإعتقاد سهلة المرام:: منزهة عن التخيلات والأوهام
موافقة لاعتقاد الائمة:: كما سبق من الصالح من الأنام
أعاشنا الله على مِلَّتهم ما عاشوا عليه، وأماتنا على ما ماتوا عليه بجاه النبي وآله وصحبه."
ثم عقد فصلاً ثانيا لبيان أن اعتقاد الأئمة الأربعة واحد.
وقال الناصري في الإستقصاء (68/ 3): وكان السلطان سيدي محمد بن عبدالله رحمه الله، ينهي عن قراءة كتب التوحيد المؤسسة على القواعد الكلامية المحرر على مذهب الأشعرية رضي الله عنهم، وكان يحض الناس على مذهب السلف من الإكتفاء بالإعتقاد المأخوذ من ظاهر الكتاب والسنة بلا تأويل.
وقال المشرفي في الحلل البهية في ملوك الدولية العلوية (ص 159): وكان أيضا ينهى عن قراءة كتب التوحيد المؤسسة على القواعد الكلامية المحررة من مذهب الأشعري (ض)، وكان يحض الناس على مذهب السلف من الإكتفاء بالإعتقاد المأخوذ من ظاهر الكتاب والسنة بلا تأويل.
وقال محمد بن عبد الله في فاتحة كتاب له غير مسمى: اِعلم أرشدنا الله وإياك أنه يجب على معلم صبيان المسلمين، لأنه خليفة آبائهم عليهم، أن يقتصر لمن أتاه منهم على حفظه لحزب سبح، فإن صعب عليه فليقتصر على ربعه الأخير (والعاديات) فإذا حفظه، فليعلمه عقيدة ابن أبي زيد، حتى يحفظها وترسخ في ذهنه فهي الأصل الأصيل.
وقال الأستاذ إبراهيم حركات في التيارات السياسية والفكرية بالمغرب (117 - مطبعة الدار البيضاء): ومن جهة ثانية ظهرت الدعوة السلفية من قمة الحكم على يد السلطان محمد الثالث.
وقال الأستاذ حسن العبادي في الملك الصالح (99 - مؤسسة بنشرة- البيضاء): ولم يقتصر سيدي محمد بن عبدالله على إعلان رأيه هذا وكفى، بل نشره في الأمة المغربية محاولاً بذلك إصلاح عقيدتها بإرجاعها إلى العقيدة السلفية، فكان ينهى عن قراءةكتب التوحيد المؤسسة على القواعد الكلامية المحرر على المذهب الأشعري، ويحض الناس ويحملهم على مذهب السلف من الإكتفاء بالإعتقاد المأخوذ من ظاهر الكتاب والسنة بلا تأويل، ولذلك افتتح جميع مؤلفاته الحديثية والفقهية بعقيدة الشيخ ابن أبي زيد القيرواني كمثال للعقيدة السلفية التي رضيها واستمسك بها .... ونص في المرسوم الذي أصدر لإصلاح حالة التعليم على أن العقيدة يجب ان يكتفى فيها بعقيدة ابن أبي زيد، ومن أراد دراسة علم الكلام فليتعاطاه في داره لا في المسجد.
وقال الأستاذ أحمد العمراني في الحركة الفقهية (1/ 312 - نشر وزارة الأوقاف المغربية): فهو أول ملك علوي بل مغربي بعد سقوط الدولة الموحدية دعا إلى العودة للعقيدة السلفية التي اعتنقها المغاربة منذ الفتح الإسلامي إلى نهاية عصر المرابطين مخالفا الإتجاه العقدي الذي ركزه الموحدون، وهو العقيدة الأشعرية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/376)
ومن علماء المغرب المتأخرين الذين عرفوا باعتقاد السلف ونبذ ما خالفها من العقائد: العلامة الفقيه عبدالله بن إدريس السنوسي الفاسي (ت 1350 هـ).
قال عبد الحفيظ الفاسي في رياض الجنة في ترجمته (2/ 81): نزيل طنجة الآن العالم العلامة المحدث الأثري السلفي الرحال المعمر أبو سالم.
وقال كذلك (82/ 2): سلفي العقيدة أثري المذهب عاملاً بظاهر الكتاب والسنة، نابذا لما سواهما من الآراء والفروع المستنبطة، منفرا من التقليد، متظاهرا بمذهبه قائما بنصرته داعيا إليه، مجاهرا بذلك على الرؤوس، لا يهاب فيه ذا سلطة، شديداً على خصماه من العلماء الجامدين وعلى المبتدعة والمتصوفة الكاذبين، مقرعا لهم، مسفا أحلامهم، مبطلا آراءهم، مبالغا في تقريعهم، ولم يرجع ن ذلك منذ اعتقده، ولا قل من عزمه كثرة معادتهم له، وتلك عادة من ذاق حلاوة العمل بظاهر الكتاب والسنة.
وقال (2/ 85 - 84) بعد أن ذكر أن عبدالله السنوسي كان يحضر مجلس السلطان مولاي الحسن: وكان يحضر فيه جمع من أعيان علماء فاس كشيخنا العلامة المحقق أبي أحمد بن الطالب بن سودة، وشيخنا العلامة الحافظ أبي سالم عبدالله الكامل الأمراني الحسني، فأعلن في ذلك الجمع بما تحمله في الشرق عن شيوخه الأعلام من الرجوع إلى الكتاب والسنة والعمل بهما دون الأقيسة والآراء والفروع المستنبطة، ومن رفض التأويل في آيات وأحاديث الصفات والمتشابهات وإبقائها على ظاهرها كما وردت، ولاد علم المراد إلى الله تعالى مع اعتقاد التنزيه، كما كان عليه سلف الأمة وغير لك من المسائل، فقام بينه وبين أؤلئك العلماء خلاف كبير من أجل ذلك، وتناظروا في مجلس السلطان، ولمزوه بالإعتزال، والتمذهب بعقائد أهل البدع والأهواء، وإنكار الولاية والكرامات، وألف فيه بعضهم المؤلفات المحشوة بالسب والسخافات الخارجة عن الأدب، مع لمزه بنزعة الإعتزال، ونقل ما قال الناس في المعتزلو والخوارج وما طعنوا به من الأقوال البعيدة عن الإنصاف في الإمام ابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله تعالى، إلا أن مولاي الحسن لم يكن متعصبا ولا ذا أذن، فيسمح الوشايات فلم ينحز لفريق منهما، بل ألقى حبلهما على غاربهما، ولعل ذلك كان يريده باطنا ليظهر كل فريق ماعنده من العلم ويتمحص المحق من المبطل والجاهل من العالم ...
وقال (95/ 2): ولازمته مدة إقامته بفاس وتمكنت الرابطة بيني وبينه وأدركت عنده منزلة عظيمة لما كان يرى من حرصي على سماع الحديث وروايته ....
ويسبب هذا الإتصال أمكن لي أن أحقق كل مانسب إليه من الإعتزال والبدع والأهواء، فوجدته مباينا للمعتزلة في كل شيء وبريئا من كل ما نسب إليه، بل عقيدته سالمة، على أن ما خالف فيه الفقهاء من الرجوع للكتاب والسنة، ونبذ التأويل في آيات الصفات شيء لم يبتكره، ولا اختص به من دون سائر الناس، بل ذلك هو مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ومن بعدهم من الهداء المهتدين، وأما اتهامه بإنكار الولاية والكرامات، فمعاذ الله أن يصدر منه ذلك، وإنما هو من مفترياتهم إلا أنه ينكر على المُدعين الذين جعلوا التصوف حبالا وشباكا يصطادون بها أموال الناس ويدعون المقامات العالية كذبا وزورا، ويبشرون من أخذ عنهم بفضائل وأجور تغنيهم عن تحمل أعباء العبادات والعزائم الشرعية. اهـ.
وقال عنه العلامة أبو جعفر النتيفي في نظر الأكياس (6 - مخطوط): وكان رحمه الله سلفي المذهب.
وانتصر الشيخ عبدالحفيظ الفاسي في الآيات البينات في شرح وتخريج الأحاديث المسلسلات (15) لعقيدة السلف بكلام طويل، حاصله أن إثبات الصفات على ظاهرها هو مذهب السلف وعليه إجماع العلماء وأنه لا يستلزم التجسيم والتشبيه كما يزعم المؤولة.
ثم ذكر كلاماً طويلاً في أن أهل المغرب كانوا على عقيدة السلف كما جرى عليه الإمام ابن أبي زيد القيرواني في عقيدته، واستمر الحال على ذلك إلى أن ظهر محمد بن تومرت المُلقب بالمهدي في صدر المائة السادسة فانتصر للعقائد الأشعرية ثم صار العلماء بعد المُوَّحدين يحكون المذهبَين مع ترجيح مذهب الأشعرية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/377)
إلى أن قال: واستمر الحال على ذلك إلى هذا القرن حيث انتشرت مؤلفات السلف ومستقلي الفكر وزعماء الإصلاح الديني من الخلف وأهل العصر بسبب كثرة المطابع، وكثر اختلاط أهل المغرب بأهل المشرق بسبب تسهيل المواصلات البرية والبحرية، وظهرت هذه النهضة الدينية المباركة الميمونة، واستقلت الأفكار وطمحت إلى الإصلاح الديني في كافة الممالك الإسلامية فأخذ المغرب حظه منها، وقامت اليوم فئة من علمائه ناصرة لمذهب السلف ومؤيدة له، وداعية إليه في مؤلفاتها ودرسوها يلقنونه بحُجَجِه الناصعة وأدلته القاطعة وصار حديث الناس في أنديتهم ومحافلهم وظعنهم وإقامتهم مما يبشر بمستقبل زاهر بحول الله.
وقال في أواخر كتابه الآيات البينات (301 - 302): ذكرنا في مبحث سير مذهب السلف في العقائد في المغرب عند الكلام على حديث الأولية أن الموحدين كانوا حملوا الناس بالسيف على مذهب المؤولة وأن الناس بعد ذهاب دولتهم، رجعوا لمذهب السلف مع تمسكهم بالمذهب الثاني، وأن العلماء صاروا يحكون القولين، وأن الحال استمر على ذلك إلى هذا القرن حسبما كل ذلك مبين في ص 15 - 16، وفاتنا أن نبين هناك أن الإمام أبا عبدالله محمد بن أحمد المسناوي الدلائي ثم الفاسي من علماء القرن الحادي عشر والثاني قام بنصرة مذهب السلف وألف كتابه: جهد المقل القاصر في نصرة الشيخ عبدالقادر، لطعن الناس في عقيدته الحنبلية وتتبع ماقيل فيه وفي شيخ الإسلام ابن تيمية، ونصرهما بما يعلم بالوقوف على تأليفه المذكور.
ولما جلس على عرش مملكة المغرب السلطان المعظم أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن إسماعيل العلوي قام في أوائل القرن الثالث عشر بنصرة هذا المذهب.
وصرح في أول كتابه الفتوحات الكبرى بكونه مالكي المذهب حنبلي العقيدة، وافتتح كتابه بعقيدة الرسالة لكونها على مذهب السلف، وعقد في آخره بابا بين فيه وجه كونه حنبلي العقيدة، ونصره، ولم يزل مُعلناً بذلك في مؤلفاته ورسائله ومجالسه العلمية.
وقد نقل عنه أبو القاسم الزياني أنه كان يطعن في الرحالة ابن بطوطة ويَلمزه في عقيدته ويُكذبه فيما ذكر في رحلته من أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان يقرر يوما حديث النزول فنزل عن كرسيه، وقال، كنزول هذا.
ويُبرئ ابن تيمية من عقيدة التجسيم التي تفيدها هذه القضية، ويقرر أن ابن بطوطة كان يعتقد ذلك فأراد أن يظهره بنسبته إلى ابن تيمية.
ولما أفضت الخلافة إلى ولده أبي الربيع سليمان نهج منهجه في ذلك، واتصلت المكاتبة بينه وبين الأمير سعود ناصر المذهب الوهابي الحنبلي حين افتتح الحجاز، وطهره مما كان فيه من البدع، وأرسل وفدا مؤلفاً من أولاده وبعض علماء حضرته، ووجه له قصيدة من إنشاء شاعر حضرته العلامة المحدث الصوفي الأديب أبي الفيض حمدون بن الحاج مجيبا له عن كتابه ومادحا له، ولمذهبهم السني السلفي، ولم يقتصرعلى ذلك بل تعداه إلى إنكار ما أدخله أرباب الزوايا في التصوف من البدع مع أنه كان ناصري الطريقة.
وأمر بقطع المواسم التي هي كعبة المبتدعة والفاسقين، وكتب رسالته المشهورة وأمر سائر خطباء إيالته بالخطبة بها على سائر المنابر، إرشادا للناس لاتباع السنن ومجانبة البدع.
ولولا مقاومة مشايخ الزوايا من أهل عصره له وبثهم الفتنة في كافة المغرب، وتعضيد من خرج عليه من قرابته وغيرهم، واشتغاله بمقابلتهم وانكساره أمامهم، لولا كل ذلك لعمت دعوته الإصلاحية كافة المغرب، ولكن بوجودهم ذهبت مساعيه أدراج الرياح، فذهبت فكرة الإصلاح ونصرة مذهب السلف بموته.
ولما حج شيخنا أبو سالم عبدالله بن إدريس السنوسي، ورجع إلى المغرب محدثا بما تحمله عمن لقي من أهل الحديث والأثر كمحمد نذير حسين الهندي المحدث الأثري المشهور وأضرابه، ووفد على السلطان المقدس المولى الحسن رحمه الله تعالى قربه وأدناه وأمره بحضور مجالسه الحديثية، فأعلن بمحضره وجوب الرجوع للكتاب والسنة، ونبذ ما سواهما من الآراء والأقيسة، ونصر مذهب السلف في العقائد، واشتد الجدال بينه وبين من كان يحضر من العلماء في ذلك المجلس، كل فريق يؤيد مذهبه ومعتقده.
إلا أن السلطان لم يكن يعمل بأقوال العلماء فيه، ككونه معتزليا وخارجيا وبدعيا، بل كان في الحقيقة ناصراً له بما كان يخصه به من العطايا والصلات زيادة على سهمه معهم في جوائزه المعتادة.
وبسبب تعضيد السلطان له بعطاياه ثابر على مذهبه طول حياته، فنشره في كافة أنحاء المغرب وتلقاه عنه كثير من مستقلي الأفكار منذ أوائل هذا القرن، إلى أن توفي منتصفه رحمة الله تعالى، حسبما استوفينا الكلام على ذلك في ترجمته من المعجم (ص71 ج 2).
هكذا تقلب هذا المذهب في المغرب وهو اليوم شائع منصور بفضل القائمين به وتأييده بالأدلة الصحيحة، وسيزداد اليوم ظهورا. انتهى.
ورجح مذهب السلف في الصفات في الآيات البينات (173) وضعف تأويلهم لصفة القَدَم، ومما قال:
ولا يخفى أن كل ذلك تكلف وتقدم بين يدي الله ورسوله وغفلة عن كون النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله، مع فصاحته وبيانه وإرشاده للأمة ونصحه في تبليغه يمتنغ عليه أن يريد بكلامه خلاف ظاهره أو يخاطب الأمة بما يوقعها في التشبيه، وهو ما بعثه الله تعالى إلا للتوحيد وهادية البشر من الشرك.
إلى أن قال وإذا كان الأمر كما ذكر فلا حاجة إلى تأويل شيء من المتشابهات مما ورد في القرآن والسنة الصحيحة، بل يؤمن بها كما وردت ويرد علم الراد منها إلى الله تعالى.
(كتاب: علماء المغرب ومقاومتهم للبدع والتصوف والقبورية والمواسم للشيخ مصطفى باحو، فصل: المالكية والمذهب الأشعري، صـ:141 - 162، طبعة منشورات السبيل 1428 - 2007)
المصدر:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=103163&posted=1#post103163
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/378)
ـ[العوضي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 07:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا
هل يمكن رفعها على النت؟
وإياك أخي الكريم , حقيقة لا أعرف كيفية رفع الكتاب على الشبكة ولكن لو من تعرف من يعرف فأنا مستعد لإرسال الكتاب إليه
ـ[أبو عبدالله المزني]ــــــــ[27 - 04 - 08, 03:27 م]ـ
الأخ الفاضل (المقدادي) جزاك الله خيرا على منقولك المفيد، وجزى الله خيرا أبا عبيدالله الأثري على إفادته، وعذرا أخي فقد تأخرت في الرد حيث تعطل جهاز الحاسوب عندي فلم أتمكن من الرد ولكن أود إبلاغك أخي الكريم بأن صاحب الموضوع ممتن لك ويدعو لك بالتوفيق والسداد في ظهر الغيب
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 09:15 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو عبدالله المزني و في صاحبك , و جزاكما الله خيرا
و اسأل الله أن يوفق صاحب الموضوع في موضوعه عن جهود المالكية في توحيد الأسماء و الصفات
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[27 - 04 - 08, 09:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض علماء المالكية الذين هم على عقيدة السلف
1ـ عبد الرحمن بن القاسم ذكره ابن القيم في الصواعق /2/ 502
2ـ عبد الله بن وهب
3ـ عبد العزيز بن الماجشون ذكره الذهبي في السير 7/ 311/ـ312
4ـ سحنون ذكره الذهبي في السير /12/ 67
5ـاصبغ بن الفرج ذكره ابن القيم في "اجتماع الجيوش "76.
6ـ أبو عمر الطلمكني ذكره ابن القيم"الصواعق المرسلة "2/ 357.
7ـ أبوبكر بن محمد موهب "الصواعق المرسلة "2/ 358.
8ـ عبد العزيز بن يحيى الكناني " الصواغق"
وغيرهم كثير كلهم كانوا على عقيدة السلف كما قرروا ذلك في كتبهم.
ـ[أبو عبدالله المزني]ــــــــ[29 - 04 - 08, 04:09 ص]ـ
الأخ الفاضل (أحمد يخلف) جزاك الله خيرا، وأعظم أجرك، والله أسأل أن يحقق لك أمنيتك عاجلا غير آجل
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[30 - 04 - 08, 10:36 ص]ـ
وإياك أخي الكريم الفاضل
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[19 - 05 - 08, 07:43 م]ـ
يبدو لي أن من ذكر من أصحاب العقيدة السلفية من المالكية هم أقلية وأن جمهور المالكية أشعريون ولا ننسى بالطبع القاضى أبو بكر ابن العربي صاحب آيات الأحكام فهو من الأشاعرة المبرزين.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 05 - 08, 08:00 م]ـ
يبدو لي أن من ذكر من أصحاب العقيدة السلفية من المالكية هم أقلية وأن جمهور المالكية أشعريون ولا ننسى بالطبع القاضى أبو بكر ابن العربي صاحب آيات الأحكام فهو من الأشاعرة المبرزين.
ربما غالبية خلفهم وليس غالبية سلفهم
خاصة إمام المذهب وتلاميذه رحمهم الله
وكبار علماء المذهب المتقدمين
بريئون من اعتقاد الأشاعرة خاصة اعتقاد المتأخرين منهم
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[19 - 05 - 08, 10:25 م]ـ
ربما غالبية خلفهم وليس غالبية سلفهم
خاصة إمام المذهب وتلاميذه رحمهم الله
وكبار علماء المذهب المتقدمين
بريئون من اعتقاد الأشاعرة خاصة اعتقاد المتأخرين منهم
نعم أخى ... لا أقصد بكلامى الإمام مالك ومتقدمى أصحابه بارك الله فيك.
ويبدو لي أن التمشعر انتشر بين المالكية من زمن الباجى وابن العربي.
ـ[أبو عبدالله المزني]ــــــــ[23 - 05 - 08, 04:06 م]ـ
الأخ الفاضل (أبو الفضل المصري)، والأخت الفاضلة (العقيدة) جزاكما الله خيرا، وأعظم أجركما، وأسأل الله أن يبصر المسلمين في دينهم، ويردهم إليه ردا جميلا، وأن يظهر السنة ويعز أهلها في كل مكان وزمان.
ـ[الخريبكي]ــــــــ[14 - 06 - 08, 03:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. وكما قال المؤرخون فان التمشعر دخل المغرب أولا بسبب احتكاك بعض الطلبة المغاربة الذين رحلوا الى المشرق بزعيم الفكر الأشعري أبي الطيب الباقلاني.
وببعض أساطين الفكر الأشعري كما وقع لأبي بكر بن العربي المالكي الذي تأثر بالغزالي ووبعض علماء الكلام في كل من العراق وبيت المقدس ومصر وجلب كثيرا من كتب علم الكلام كالإرشاد للجويني.
وثانيا قيام الدجال محمد المهدي بن تومرت بفرض هذا المذهب على الناس بالسيف.
ومن العلماء المالكية الذين حافظوا على العقيدة السلفية هناك ابن أبي زمنين وابن حمدين القرطبي والحافظ أبو عبد الله بن الفخار الأندلسي وأبو عمرو الداني وأبو عمر الطلمنكي والقحطاني صاحب النونية.
وهناك بعض المالكية الأندلسيين والمغاربة عندهم خلط بين العقيدة السلفية والعقيدة الأشعرية فلا هم من أهل السنة ولا هم من الأشاعرة.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[16 - 06 - 08, 12:32 م]ـ
أخي الكريم هناك كتاب بعنوان:
جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة
دراسة في الصراع العقدي في المغرب العربي من الفتح الإسلامي إلى نهاية القرن الخامس
إعداد الدكتور: إبراهيم التهامي
دكتوراة دولة في العقيدة الإسلامية مع جامعة ام القرى بمكة المكرمة
وأستاذ بجامعة الأمير عبدالقادر بالجزائر
مؤسسة الرسالة ناشرون - الطبعة الأولى 1426 - 2005
واعتقد أن الكتاب مفيد ولو استطعت الوصول إلى المؤلف فبكل تأكيد سيفيدك
بارك الله فيك أخي العوضي: كيف الوصول إلى الكتاب؟
وهل الكتاب موافق للعقيدة السلفية؟
لأني في الحقيقة عندي بعض الرسائل المطبوعة لهذا الدكتور لا تبشر بخير - خاصة في مسألة توحيد الأسماء والصفات - ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/379)
ـ[توفيق الصائغ]ــــــــ[18 - 06 - 08, 10:59 ص]ـ
للرفع والتذكير بتصوير الكتاب على طريقة ال ( pdf)(47/380)
نصيحة الإمام الذهبي رحمه الله لشيعي
ـ[محمد بن سحنون]ــــــــ[18 - 03 - 08, 05:43 م]ـ
جاء في ترجمة الحسن بن علي رحمه الله تعالى من سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي رحمه الله تعالى (3/ 279)
ما نصه: (أعاذنا الله من الفتن، ورضي عن جميع الصحابة، فترض عنهم يا شيعي تفلح، ولا تدخل بينهم، فالله حكم عدل يفعل فيهم سابق علمه، ورحمته وسعت كل شيء، وهو القائل (إن رحمتي سبقت غضبي) (ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون) فنسأل الله أن يعفو عنا وأن يثبثنا بالقول الثابت آمين.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:42 م]ـ
بارك الله فيك,,
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[27 - 04 - 08, 02:34 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابوبنان]ــــــــ[27 - 04 - 08, 11:40 ص]ـ
جميل جدا بارك الله فيك
ـ[سمير السكندرى]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:42 ص]ـ
بارك الله فيك,,
ـ[أبوعبدالرحمن السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 10:18 ص]ـ
بارك الله فيك(47/381)
عمل دعوي: أريد أقوال علماء الحنفية في التمائم
ـ[سائل]ــــــــ[19 - 03 - 08, 01:27 م]ـ
أرجو منكم العناية بهذا الطلب.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 11:09 م]ـ
هكذ وجدت هذا النقل عن مذهب الأحناف وبامكانك اخي التاكد بمراجعة الكتب المذكورة في النقل:
(قوله التميمة المكروهة) أقول: الذي رأيته في المجتبى التميمة المكروهة ما كان بغير القرآن، وقيل: هي الخرزة التي تعلقها الجاهلية ا هـ فلتراجع نسخة أخرى. وفي المغرب وبعضهم يتوهم أن المعاذات هي التمائم وليس كذلك إنما التميمة الخرزة، ولا بأس بالمعاذات إذا كتب فيها القرآن، أو أسماء الله تعالى، ويقال رقاه الراقي رقيا ورقية إذا عوذه ونفث في عوذته قالوا: إنما تكره العوذة إذا كانت بغير لسان العرب، ولا يدرى ما هو ولعله يدخله سحر أو كفر أو غير ذلك، وأما ما كان من القرآن أو شيء من الدعوات فلا بأس به ا هـ قال الزيلعي: ثم الرتيمة قد تشتبه بالتميمة على بعض الناس: وهي خيط كان يربط في العنق أو في اليد في الجاهلية لدفع المضرة عن أنفسهم على زعمهم، وهو منهي عنه وذكر في حدود الإيمان أنه كفر ا هـ. وفي الشلبي عن ابن الأثير: التمائم جمع تميمة وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم، فأبطلها الإسلام، والحديث الآخر " {من علق تميمة فلا أتم الله له} " لأنهم يعتقدون أنه تمام الدواء والشفاء، بل جعلوها شركاء لأنهم أرادوا بها دفع المقادير المكتوبة عليهم وطلبوا دفع الأذى من غير الله تعالى الذي هو دافعه ا هـ ط (رد المحتار على الدر المختار)
التميمة في إصطلاح الفقهاء تطلق على معنيين: الأول: خرزات كان العرب يعلقونها على أولادهم , يتقون بها العين في زعمهم. [حاشية ابن عابدين 6/ 363]. الثاني: ورقة يكتب فيها شيء من القرآن أو غيره من الأدعية المأثورة , وتعلق على الرأس للتبرك مثلاً. [حاشية الجمل 1/ 76]. أما التميمة بالمعنى الأول فهناك اتفاق بين العلماء على عدم جوازها , لأنها من أفعال الجاهلية , حيث كانوا يعلقون خرزة على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم. أنظر: [حاشية ابن عابدين 3/ 364 , الفتاوى الهندية 5/ 356 , القوانين الفقهية – ابن جزي ص486 , الشرح الصغير – للدردير 4/ 769 , الفتاوى الحديثية – ابن حجر ص90 , المجموع – للنووي 9/ 56 , الآداب الشرعية – ابن مفلح 2/ 455 – 459
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[25 - 03 - 08, 02:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
انظر في كتاب:
جهود علماء الحنفية في ابطال عقائد القبورية- لشمس الدين السلفي الافغاني, وللزيادة انظر في مراجعه.
وتوجد رسالة ماجستير للشيخ فهد السحيمي في احكام الرقى والتمائم.
ـ[سائل]ــــــــ[27 - 03 - 08, 06:32 ص]ـ
أرجو النقل فأنا ليس حولي شئ من المراجع
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:48 ص]ـ
هذا كتاب جهود علماء الحنفية في ابطال عقائد القبورية(47/382)
قراءة العقول وفهم الدوافع والخلفيات
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[19 - 03 - 08, 01:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
قراءة العقول
محمد جلال القصاص
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. اللهم لا حول ولا قوة إلا بك.
مقدمة:
قراءة العقول وفهم الدوافع والخلفيات التي ينطلق منها المتكلم وكذا الأهداف التي يرمي إليها أمر في غاية الأهمية، فأقل ما فيه هو أنه يجنبك إصدار حكم ظالم على من وقع في ذلل، أو قبول من نطق بالحق مصادفة أو لغرض ما.
وهذا الأمر مشاهد بين المنتسبين للعمل الإسلامي اليوم، فكثيرون يستمسكون بخطأ فرد معين ـــ أو جماعة ـــ في مسألة من مسائل العقيدة ويشتدون في ذلك، ولا يرون للشخص ــ أو الجماعة إلا هذا الخطأ، علما بأنهم لو أخذوا هذا الفرد ــ أو هذه الجماعة ــ بكليته لتَغيرَ قولهم، وكثيرون على النقيض يقبلون المغرضين كونهم تكلموا مرة ـــ في مقال أو لقاء ــ بكلام حسن مقبول.!
وكله ميل وانحراف. وحسبك بهذا سببا لتهتم بقراء العقول وفهم الدوافع والخلفيات.
وإذا عرفت المرض وعرفت أعراضه التي تبدوا على المصاب به، سهل عليك أن تعرف المريض من أعراض المرض الخارجية التي تبدوا عليه في كتاباته أو محاضراته أو فتاويه.
وبحول الله وقوته أحاول أن أعرض حالة (العقلانيون) كنموذج لضرورة فهم خلفية المتكلم ومعرفة دوافعه وأهدافه.
أقول: كثير من دعاة الفكر الشاذ المنحرف ـــ بإفراط أو تفريط ـــ أذكياء أعطاهم الله قدرة على البيان والمجادلة مع قلة في العلم.
ومَن هذا حاله تعظم عنده نفسه في الغالب، ويتعامل من منطلق أنه يعرف كل شيء، وأن العلم عنده كاملا غير منقوص، فحين يُستفتى في شيء يُفتي بما عنده ــ وهو قليل لا يصلح للفتوى أصلا ــ ولا يرجع إلى العلماء الراسخين ليستبين منهم، بل ربما يتهمهم ويُشَكِكْ في علمهم إن خالف رأيه حقهم.
تجده قد تصدر للفتوى والتوجيه في القضايا المصيرية؛ ولو أنصف نفسه من نفسه لأمسك قلما وقرطاسا وتربع بين يدي العلماء. . . يسمع ويذاكر.
وحتى يتضح المقال أضرب الأمثال.
الجهم بن صفوان نموذجا لهذه النوعية من الضالين.
كان ذكيا لسنا مجادلا ... مجبولا على الاعتراض والمراء ــ هذه كل ثروته ــ لم يكن يُعرف بعباده حتى قيل أنه لم يحج البيت، ولم يكن يجلس إلى العلماء بل إلى أصحاب البدع والمتفلسفة من الكفرة.
اتصل ذات يوم بطائفة من الزنادقة الهنود، يقال لهم: "السمنية" وراح يجادلهم وهو صِفْرٌ من العلم معتمدا فقط على عقله.
وابتدئوا الكلام معه بالسؤال عن مصدر المعرفة (وهي أكبر قضية فلسفية على الإطلاق، وأصل كل بحث ونظر عندهم) وكانت فلسفتهم تقوم على أن المصدر للمعرفة هو الحواس الخمس.
ونحن نقول أن المصدر اليقيني في المعرفة هو الوحي، وصدق الخبر نستدل عليه بصدق المُخْبر إنْ كتابا وإنْ سنة، ونقول أن الحواس لا تدرك الأشياء على حقيقتها أحيانا بل غالبا، فللعين مدى في الرؤيا لا تتجاوزه، وللأذن مدى في السمع لا تتجاوزه ... وهكذا، وقد يبدوا للعين الشيء على غير حقيقته كما في ظاهرة السراب، والنجوم في السماء فمما يقال أن ما نراه في السماء بأعيننا ارتحل منذ خمسين عاما.!!
والعلم التجريبي نظريات يكذب بعضها بعضا، فنظريات اليوم تعدل أو تكذب نظريات الأمس، في الكمياء وفي الصيدلة وفي الطب وفي الفلك ... الخ. فكيف نضع ثقتنا في من يتغير كلامه أو يتعدل؟!
ولما كان الجهم جاهلا سلم لهم بأصلهم الفاسد هذا، فسألوه سؤالا آخر مبنيا على هذا الأصل، وهو: صف لنا ربك يا جهم؟ بأي حاسة أدركته من الحواس، أرأيته أم لمسته - أم سمعته … الخ؟!
وسقط في يد هذا الضال المسكين ــ كما يقول الدكتور سفر الحوالي في الإرجاء ــ، وطلب منهم مهلة ليفكر في الأمر.
ولم يستطع أن يستلهم حجة، ولم يسأل العلماء فيداووه ويلقنوه. بل راح يبحث في عقله عن جواب ... وأنى!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/383)
وقادته الحيرة إلى الشك في دينه، فترك الصلاة مدة، ثم استغرق في التفكير والتأمل، حتى انقدح في ذهنه جوابا خرج به عليهم قائلا: " هو هذا الهواء مع كل شيء وفي كل شيء ولا يخلو من شيء ". وهذا الجواب الذي هو أساس نفي الصفات. فمن يبحث يجد أن نفي الصفات هو من قول طائفة من زنادقة الهند.
ثم خطا الجهم خطوة أخرى وهي أنه نصَّب نفسه عالما وراح يُدلي بدلوه في القضايا التي كان الجدال محتدما حولها ومنها قضية الإيمان، واعتمادا على عقله أخذ يفكر ثم خرج بما قاله في الإيمان، وهو أن الإيمان المعرفة والكفر هو الجهل، فمن عرف الله بقلبه فهو مؤمن، دونما حاجة إلى قول باللسان ولا عمل بالجوارح ــ على حد قول الجهم وهو مخطأ ــ.
ثم خطا جهم خطوة أخرى أسوء من هذا كله، وهي أنه تعصب لمذهبه، وأخذ يبحث في الشاذ والغريب من أقول العلماء، ولوازم الأقوال ليثبت مذهبه.
فهاتان خطوتان رئيستان:
الأولى: التكلم عن جهل، أو أن يعتقد الرجل أن العلم كله عنده فحين يُسأل يجيب بما عنده وهو قليل ولا يراجع أهل العلم، أو يعتمد على عقلة ويُنشأ أقيسه مَغْلوطة.
والثانية: وهي التعصب لهذا الرأي المنبثق أساسا من الجهل. ويذهب صاحبة للنصوص الشرعية ليحملها على القول بهذا الباطل.
وواصل بن عطاء ورؤوس علم الكلام وكذا الفلاسفة، وكثير من المعاصرين الذين يدّعون (العقلانية) و (الحداثة)، ليسوا ببعيدين عن هذا التشخيص.
ووجه الشبه بين هؤلاء جميعا ــ مع اختلاف ما يخرج منهم من دعاوى ــ هو: قلة العلم الشرعي مع القناعة الداخلية عند الشخص بأنه ليس في حاجة أن يراجع قبل الفتوى أو حين التفكير في أمر ما.
فتجد اليوم مثلا من يتصدر لقضايا الأمة المصيرية وهو لا يستطيع أن يقرأ كتاب الله بصورة صحيحة، ولا يحفظ كثيرا ولا قليلا من سنة رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ، ومع ذلك يتكلم في الولاء والبراء، وأحكام الديار، ومصادر الأدلة ... الخ مما أحسب أنه لا يفهمه إن شُرح له.
ويقع نفر ممن نحسن الظن بهم في شيء من هذا ــ وأرجو أن تتسع الصدور فما أردت إلا الخير ـــ فمثلا شيخٌ ما. . . ممن لا نعلم عنه إلا الخير ــ ولا أعني أحدا بعينه علم الله ــ يشتهر بالكلام في الوعظ أو الأدب أو في فرع ما من فروع العلم، ويكون فيه متخصصا ثم بعد أن يشتهر ويعرفه الناس، يتصدر للكلام في غير تخصصه، ويزدادُ الطين بله إذا ركب رأسه وتعصب لرأيه.
وهؤلاء بالتأكيد ليسوا مُضلين، بل هم كرام أفاضل، ولكن هو نوع من الخطأ يشترك في أُسِّه مع خطأ هذا النوع من المضلين الذي أتكلم عنه لذا وجب التنبيه عليه هنا. و " الدين النصيحة ".
الحالة الثانية: التوفيقيون.
حدث أن تأثر الفكر الإسلامي عدة مرات بالأفكار الوافدة عليه، حين قوته في العصور الأولى، وحين ضعفه في العصور المتأخرة مع الموجة الثانية من الحملات الصليبية المسماة تاريخيا بالاستعمار الأوربي للعالم الإسلامي.
في العصور الأولى حين التقى الفكر الإسلامي بالفكر الفلسفي الشرقي ـ اليوناني ـ خرج التوفيقيون علينا وحاولوا التوفيق بين الفلسفة والفكر الإسلامي وانتهى الأمر بما عرف بعلم الكلام، والفلسفة الإسلامية.
وفي العصر الحديث ــ بعد أن اجتاح الصليبيون البلاد الإسلامية فيما عرف بالاستعمار الأوربي للعالم الإسلامي ــ برز فريق من المنهزمين للذّود عن الدين والنهوض بالأمة .. نهضوا بروح منهزمة منبهرة بعدوها، فالتفتوا إلى عدوهم ينظرون حاله .. ثم التفوا حول النصوص وحملوها وساروا بها على هوى الغرب تارة وعلى هوى الشرق تارة أخرى.
هالَهم هجوم الغرب الكافر والشرق الملحد على شرائع الإسلام وشعائره فراحوا يعيدون قراءة الدين من جديد كي يستقيم ومفاهيم القوم، وواضح هذا جدا في كتابات رفاعة الطهطاوي حيث قارن بين الدستور الفرنسي وقواعد الأحكام الشرعية عندنا وقال: إنهما سواء!؛ وليسوا سواء.
وقارن بين الولاء والبراء عندنا وحب الوطن عند القوم وقال: إنهما سواء؛ وليسوا سواء. ... الخ ما كتبه في رسائله.
ومن بعده جاء من (المنهزمين) من قال بأن الاشتراكية من الإسلام. وأن أول اشتراكيي عرفه التاريخ كان من الصحابة رضوان الله عليهم ـ يعني أبا ذر رضي الله عنه!! ــ وقال بوحدة الأديان وتكاملها!!
وكله جهل وكذب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/384)
ثم جاء من رفع راية الإصلاح، وصاحبَ المحتل، وأحل الربا في شكل صناديق التوفير، وأباح التشبه بالكفار في الفتوى الترنسفالية المشهورة، وهاجم الأزهر. وساهم في إنشاء جمعية مشبوهة للحوار بين الأديان، كل هذا بدعوى الإصلاح.
ثم في العقود الوسطى من القرن العشرين جاء بعض المنهزمين .. المنبهرين وعمد إلى كتاب الله يفسره بما يتفق مع (العلم الحديث) فزعم أن الطير الأبابيل التي ترمي بحجارة من سجيل هي الطاعون، وأن آية الدم التي أرسلت على فرعون وقومه هي البلهارسيا!!
وبعد ما عرف تاريخيا بحقبة الثورات وظهور (القومية العربية) عاد المنهزمون ثانية ليكتبوا عن (اشتراكية الإسلام) وأن (الوطنية) من الإسلام.!!
وهم اليوم كُثر. وفقط أريد تشخيص الداء ولا يعنيني الأشخاص في هذا المقام.
قضيتهم الأولى هي تحسين صورة الإسلام أمام (الآخر) و (تيسير) الأحكام الشرعية ليتقبلها الناس، وذلك بتبني خطاب (ليبرالي) يتماشى ومتطلبات العصر بزعمهم،.
ولم أقصد هنا تتبع الخط التاريخي لهذا الفكر، وإنما أردت أن أشخص هذه الحالة لعلاجها أو كشفها ومن ثم عزلها. إن أبت تناول العلاج.
أنا لا أتكلم عن علماء السلطان، ولا مثقفي البلاط الذين يبحثون عن لقمة عيشهم في التحليل والتحريم بالتأويل للسلطان وتنتهي صلاحيتهم بمجرد خروجهم من البِلاط، وإنما عنيت من تصدوا لتوجيه الأمة وترشيدها بزعمهم. وظهروا للناس بمظهر الناصح الأمين، وظني أنهم صادقون، ولكن كم من مريد للخير لا يبلغه.
هي نفوس تريد الإصلاح وتريد الخير للأمة ـ كما يبدوا لي من تتبع أحوالهم ـــ إلا أنها نظرت إلى حال الأمة الإسلامية اليوم وكيف وهَنُهَا وانحرافها، ونظرت إلى حال العدو وكيف قوته وتقدمه المادي فراحت تقرب وتألف وتخط طريقا وسطا بين الطريقين.
وفي كل الأحوال فإن هذا الطريق الجديد ليس هو صراط الله المستقيم. إذ أن (حلول الوسط في خلاف بين حق محض صراح وباطل محض صراح هي بالبداهة ترجيح للباطل وهضم للحق).
وقل نفس الكلام على كتاب الصحف والمجلات اليوم الذين يدعون الاعتدال في الطرح فيتخذون خطا بين الصحوة والعلمانيين مدعين الاعتدال والحرص على مصلحة الناس، و (العقلانية) و (الليبرالية الإسلامية). .. الخ.
وقل مثل هذا على التجمعات (أو الجماعات) العاملة في مجال الدعوة التي تمسك العصى من المنتصف بدعوى السياسة والكياسة ... الخ.
أقول قد تكفي حسن النية لرفع العقوبة أو تخفيفها عن الفاعل، ولكنها لا تكفي أبدا لتبرير الخطأ وتمريره، فإذا سلمنا ـــ جدلا ـــ أن الأشخاص معذورون، وأنهم كانوا يريدون الخير لأمتهم فهذا لا يعني أبدا تحسين فعالهم، فمهما قيل من تأويلات فليس هناك ما يسمح لنا بزحزحة الشريعة ليتقبلها (الآخر) ويرضى عنا، وليس لنا أصلا أن ننظر للآخر ونرى ما يريد ثم ننظر للدين فهذا منطلق أهل الهوى. مهما قيل فليس لنا أن نُعْمِل مِشْرَط التأويل لتجميل الدين كي يتقبله المتفلتون من التكاليف المنشغلون بدنياهم.
وليس لنا أن ننزل على النصوص ونفهمها من تلقاء أنفسنا، فنحن ملزمون ليس فقط بالوحيين ــ القرآن والسنة ـــ وإنما أيضا بما فهمه الصحابة من الخطاب القرآني. " فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا " " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا "
وهذا النوع لا يقل خطورة عن النوع الأول ــ العقلانيين ــ، بل هو أشد خطرا منه، لأنه يرفع شعارات براقة تخدع العامة، ويدّعي التسامح والرفق بالناس. وهو في حقيقة الأمر يعدل المفاهيم الإسلامية نزولا على رغبة الجماهير أو استرضاءً للغير أو هروبا من تكاليف لا يحصيها لكسله وخوره، وهو خطير لأنه يتكلم من الداخل، والرد عليه يبدوا عند كثيرين نوع من (التشدد) والانشغال بالداخل على حساب الخارج.
لا أريد الاسترسال، فقط أردت لفت النظر إلى قراءة العقول وفهم الدوافع والخلفيات. والله أسأل أن يبارك لي في كلماتي، وأن ينفع بها.(47/385)
اشكال انتظر الجواب عنه؟ وهل يجوز ان يشتق الاسم من الفعل؟
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[19 - 03 - 08, 01:38 م]ـ
قال ابن رجب الحنبلي (رحمه الله) (واشتق سبحانه لنفسه أسماء من الفعل دون العمل قال تعالى (ان الله فعال لما بريدد)). (فتح الباري ج1ص25).فهل من اسماء الله (جل وعلا) (فعال لما يريد).وهل يجوز ان يشتق الاسم من الفعل؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 03 - 08, 07:34 م]ـ
ابن رجب يقصد الاشتقاق من المصدر (فِعْل) الذي هو من مادة (ف ع ل) بخلاف المصدر (عَمَل) الذي هو من مادة (ع م ل)، فلا يقال عن الله: عامل، أو عمال، ولكن يقال: فاعل وفعَّال.
والجواب عن إشكال اشتقاق أسماء الله عز وجل هنا:
· (مسألة - هل الأصل المعنوي أسبق أو الأصل المادي؟)
اختلف علماؤنا في اشتقاق الأصول المعنوية والمادية، ويسمون ذلك الجواهر والمصادر أو نحو ذلك، والأقرب للنظر العقلي أن الأصل المادي أسبق؛ لأن الوجود الخارجي أسبق من الوجود الذهني كما هو معروف.
قال د. صبحي الصالح: [86] «إلا أننا نرجح دائما أن الحسي أسبق في الوجود من المعنوي المجرد وهذا ما يجعلنا ننتصر للرأي القائل بأن أصل المشتقات هي الأسماء لا الأفعال ولا سيما أسماء الأعيان»
ولكن ظاهر كلام ابن دريد عكس ذلك فقد بنى كتابه كله على اشتقاق أسماء الأعلام من أصول معنوية، بل في أسماء الأجناس كذلك فقد قال: [87] «يقال: تنَّمر فلانٌ لفلانٍ، إذا أظهرَ تهدُّدًا؛ وأصلُه من شراسة الخُلق، وبه سمِّي النَّمِر السَّبُع المعروف»
وعكَسَ في اشتقاق المنافق فقال: [88] «والنَّفَق: السَّرَب في الأرض. ونافِقاء اليربوع من هذا، وهو سَرَبه الذي يدْخُل فيه. والمنافق من هذا اشتقاقه، لأنّه يدخل في الكفر وهو يظهر غيره»
وقال أيضا: [89] «وكلُّ شيء ضيَّقتَ عليه فقد أسرتَه. ومنه إسار القَتَب والمِحْمَل، وهو أن يُشَدَّ بالقِدّ. ومنه اشتقاق الأسير»
فجعل الإسار – وهو مادي – مشتقا من الأسْر – وهو معنوي، ثم جعل الأسير – وهو معنوي – مشتقا من الإسار – وهو مادي.
والخليل بن أحمد أيضا يدل كلامه على سبق الجواهر للمصادر كما قال: [90]
«الوعث من الرمل: ما غابت فيه القوائم، ومنه اشتق وعثاء السفر، يعني: المشقة»
وقال: [91] «يقال: تهزع فلان لفلان، واشتقاقه من هزيع الليل، وتلك ساعة وحشة»
ولكنه عكس في بعض المواضع كما قال: [92] «والخروف ..... واشتقاقه أنه يخرف من هنا وهنا وبه سمي الخريف، لأنه يخرف فيه كل شئ أي يؤخذ ويجتني في حينه»
وقال [93] «والسليقة: مخرج النسع في دف البعير، واشتقاقه من: سلقت الشئ بالماء الحار»
وقال [94] «والأكتل: من أسماء الشديدة من شدائد الدهر، اشتق من الكتال، وهو سوء العيش وضيقه»
فالذي يظهر – والله أعلم – أنهم يذهبون مذهب الأكثرين في الاشتقاق وهو أن المقصود رد أحد اللفظين إلى الآخر في المعنى لا على أن أحدهما سابق على الآخر في الزمان.
ويدل على ذلك أيضا ما قاله الحليمي: «فأصل قوله: أنا الرحمن وهي الرحم، شققت لها اسما من اسمي: أن (الرحمن) و (الرحم) اسمان مشتقان من الرحمة»
وقال ابن القيم أيضا: [95] «لا نعني بالاشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى لا أنها متولدة منها تولد الفرع من أصله ......... فالاشتقاق هنا ليس هو اشتقاق مادي وإنما هو اشتقاق تلازم سمي المتضمن بالكسر مشتقا والمتضمن بالفتح مشتقا منه ولا محذور في اشتقاق أسماء الله تعالى بهذا المعنى»
ومما يؤيد ذلك أن في الحديث القدسي المشهور «قال الله: أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي»، ومع ذلك تجد أهل العلم أحيانا يقولون: الرحمن مشتق من الرحمة!
وقال الزمخشري: «معنى الاشتقاق أن ينتظم الصيغتين فصاعدا معنًى واحدٌ».
وبهذا تفهم أن الزمخشري لا يقصد السبق في مثل قوله: [96]
«واشتقاق الإقلال من القلة لأن الرافع المطيق يرى الذي يرفعه قليلاً»
ومثل قوله: [97] «واشتقاق البرج من التبرج لظهوره»
لِمَا بين القولين من التناقض، فمقصوده انتظام المعنى الواحد لهما، كما هو صريح كلامه السابق.
وبهذا الجمع ينحل لك كثير من الإشكالات التي تجدها في كلام أهل العلم بأن كذا مشتق من كذا، فلا يلزم من ذلك أنهم يعنون سبق أحد اللفظين على الآخر، بل المراد أنه ينتظمهما معنى واحد كما أشار الزمخشري.
ولذلك تجد أهل العلم أحيانا يشيرون إلى أن اللفظ الحسي مشتق من المعنى العقلي، وأحيانا يشيرون إلى أن المعنى العقلي مشتق من اللفظ الحسي، ويشعر القارئ بدأة ذي بَدِيءٍ أن هذا من التناقض والتعارض.
- كما ذكروا مثلا أن اشتقاق آدم من أديم الأرض، مع أنهم ذكروا أن النار مشتقة من نار ينور إذا تحرك واضطرب.
- وكما ذكروا أن المراء مشتق من مري الناقة، مع أنهم ذكروا أن المشاجرة مشتقة من الشجرة لاشتجار أغصانها.
- وكما ذكروا أن البعوض مشتق من البَعْض وهو القطع، مع أنهم قالوا: قردوس (قبيلة) مشتق من القردسة وهي الصلابة!
فهذه الأقوال ظاهرها التعارض، ولكن يَجمَعُ بينها ما سبق ذكرُه، وهو أن المراد بالاشتقاق أن كلا اللفظين يرجع إلى أصل ومعنى ينتظمهما معا فيندرجان في سلك واحد.
وأما ابن جني فقد نصر القولَ بالسبق في الزمان؛ كما هو واضح من كلامه في الخصائص، ومن ذلك قوله: [98] «ألا ترى أن الاشتقاق تجد له أصولاً، ثم تجد لها فروعًا، ثم تجد لتلك الفروع فروعًا صاعدة عنها، نحو قولك: نبت؛ فهو الأصل؛ لأنه جوهر، ثم يشتق منه فرع هو النبات، وهو حدث، ثم يشتق من النبات الفعل، فتقول: نبت؛ فهذا أصل، وفرع، وفرع فرع»
وقال أيضا: [99] «فإذا رأيت بعض الأسماء مشتقًا من الفعل فكيف يجوزُ أن يعتقَد سبقُ الاسم للفعل في الزمان، وقد رأيت الاسم مشتقًا منه، ورتبةُ المشتق منه أن يكون أسبقَ من المشتق نفسه»
والبحث كاملا هنا:
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=142&aid=1566
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/386)
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[20 - 03 - 08, 06:00 ص]ـ
جزاك الله خير ياشيخنا على الجواب ولكن الاشكال لايزال قائم
اما لاني لم افهم الجواب او
ان جوابك _حفظكم الله_ ليس على سوالي
اما قولك:
(ابن رجب يقصد الاشتقاق من المصدر (فِعْل) الذي هو من مادة (ف ع ل) بخلاف المصدر (عَمَل) الذي هو من مادة (ع م ل)، فلا يقال عن الله: عامل، أو عمال، ولكن يقال: فاعل وفعَّال.)
فهل ياشيخ: يسمى الله (فعال) او (فعال لمايريد) واذا كان يسمى الله بهذه الاسماء فمن ذكر اسماء الله -عز وجل-
كالشيخ ابن عثيمين وغيره لم يذكروا هذين الاسمين.
واما قولك (ولكن يقال فاعل وفعال) فهذا من باب الاخبار وانا سوالي على التسمي بهذين الاسمين ولايخفى عليكم (ان باب الاخبار اوسع من باب الاسماء).فارجو التوضيح.
واما جواب السوال الثاني: فانا _حفظكم الله_لم اسال عن الاشتقاق بصوره عامه وانما سوالي عن اشتقاق اسماء الله خاص من افعاله (جل وعلا) والفرق بين الامرين واضح. فاذا جاز اشتقاق اسماء الله من افعاله جاز ان نسمي الله (عز وجل):الجائي, الاتي. الممسك, الباطش, المريد, النازل ,ونحو ذلك.
وعذرا على عدم فهم جوابك وانما اقول كما قال الشاعر:
وكم عائبا قولا سديدا وافته من الفهم السقيم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 06:07 ص]ـ
ذكر ابن حجر في الفتح (فعال لما يريد) في تعداد الأسماء عند شرح حديث (إن لله تسعة وتسعين اسما).
ويبدو أنني أخطأت في قولي (فاعل وفعال).
ـ[أبو أنس أحمد عبد اللطيف]ــــــــ[03 - 04 - 08, 01:08 ص]ـ
من الممكن أن يقاس هذا على حكم اشتقاق الاسم من الصفة فلا يشتق الاسم من الصفة بخلاف الصفة تشتق من الاسم فكذلك الأفعال لا يشتق الاسم منها ولكن تشتق الأفعال من الاسماء
والأصل فى الاسماء التوقف.
كما أن هذا معقول عام على كل شئ أن الفعل والصفة لا تدل على اسم وإن كان الاسم قد يدل على صفة أو فعل وبالنسبة لله تعالى يدل الاسم على ذلك يقينا
والله أعلم(47/387)
اعترافات دكتور كتب عن الكوثري (بحث منشور في غير مظانه)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - 03 - 08, 04:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم متابعةً للاعترافات المهمة التي أنشرها على هذا الرابط:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/a.htm
هذا اعتراف من باحث كتب عن ما يسميه " جهود الكوثري في الفكر الإسلامي "، إلا أنه لإنصافه، اعترف بتجاوزات الكوثري على الأئمة، ومخالفته لهم في المعتقد والأسلوب الوضيع.
عنوان البحث: (الشيخ زاهد الكوثري وجهوده في مجال الفكر الإسلامي) للدكتور محمد أحمد عبدالقادر، منشور ضمن الكتاب التذكاري المهدى للدكتور محمد عبدالهادي أبوريدة، 1993م. (ص 299 - 325).
- أنتقي منه مايلي:
- (خصومته الفكرية لأهل السلف:
يتأكد الذي يطالع كتابات الشيخ زاهد الكوثري لأول وهلة أن بينه وبين السلفيين خصومة فكرية شديدة، يفصح عنها في مواضع كثيرة ومتفرقة من مؤلفاته وشروحه وتعليقاته، ولا ندري سبباً منطقياً يبرر تلك الخصومة الفكرية لأهل السلف، إلى حد تصل معه إلى درجة العداوة! وليست هذه الخصومة الفكرية من جانب الكوثري فقط، بل يبادله السلفيون تلك الخصومة، وإن كانت هي من قبل الكوثري أشمل وأعنف).
- (كان هجومهم الأكبر ضد شخص أحد كبار الحنابلة في القرن الثامن الهجري، وهو شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728هـ)، فلقد كانت لابن تيمية فتاوى عدها الكوثري وأتباعه شططاً وبعداً عن جوهر الإسلام، كما اعتبروها تزيداً في الفتوى لم يقل به أحياناً الإمام أحمد بن حنبل نفسه، والحقيقة أن موقف الكوثري وتلاميذه من ابن تيمية خصوصاً قد جاء حاداً وصارماً، ومتضمناً الكثير من العبارات الخارجة، التي لا يمكن أن تصدر عن مسلم، فضلاً من كونها تصدر عن مفكر أو عالم).
- (والمستعرض لكتابات الكوثري يلاحظ أن هناك تعريضاً ولمزاً بأهم أعلام الاتجاه السلفي، واصفاً إياهم بالجهل تارة، وبضيق الأفق تارة ثانية، وبالطعن في دين بعضهم تارة ثالثة، وهكذا، ولعل ذلك هو الذي دفع بعض السلفيين المعاصرين لأن يتصدوا لهجوم الكوثري، وهجوم تلاميذه، على شخصيات سلفية جليلة، ولها مكانتها).
- (ويتأدى الكوثري من خلافه الفكري مع السلف بوصفهم بأقذع الأوصاف،كما يصف كلامهم وآراءهم بالسخف والتخريف، وأنه مما يضحك منه الأطفال وما إلى ذلك، ولقد جاوز الكوثري الحق فيما ذهب إليه من وصف السلفيين بالتشبيه والتجسيم، حيث إنهم ليسوا كذلك بحال من الأحوال، والمسألة في تصوري هي محاولة رمي السلف بما ليس فيهم، واتخاذ ذريعة من ذلك في التمادي في الخصومة، أو جعل هذه القاعدة المغلوطة مقدمة يتأدى منها الكوثري إلى مبرر يراه مقنعاً في تفسير الخلاف والخصومة الفكرية. فشتان ما بين موقف المشبهة والمجسمة، وموقف السلف، بصدد فهم صفات الله تعالى، ولا يمكن أن يكون موقف هؤلاء كأولئك. إن موقف السلف منزه إلى أبعد حدود التنزيه، في إطار مقولة التنزيه عندهم، وهي إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات، دون تكييف ولا تمثيل. فكيف يكون موقف من التزم النهج الإسلامي التوحيدي الصحيح المتمثل في كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، كيف يكون هذا الموقف المنزه حقيقة مجسماً أو مشبهاً؟!! إن تأويل الصفات أو بعضها عند السلف يتساوى مع النفي التام لها، فكيف ننفي صفات جاء ذكرها في كتاب الله ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم ربه تعالى. إن مجاوزة الحق هنا في تصوري في موقف من ينفي أو يعطل أو يؤول، وليس في موقف من يثبت الصفات على نحو تنزيهي. يقول تعالى: " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيُجزون ما كانوا يعملون ").
- (يؤخذ على الكوثري في إطار حماسه الزائد: اندفاعه إلى تخطئة غيره ممن لا يتفق معه إلى حد رميه بالكفر، أو يصف خصمه بأوصاف لا يليق أن تصدر عن عالم أو مفكر مثله، وهذه تمثل أبرز مثالب شخصية الكوثري). انتهى كلام الدكتور.
براءة من الكوثري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/388)
هذه البراءة نشرها الأستاذ حسام القدسي، الذي تورط بنشر شيئ من كتب الكوثري وتعليقاته، قبل أن يتبين له إسفافه مع السلف، وتعصبه، فلما تبين له ذلك أوقفه عند حده، وكتب براءة منه، نشرها في مقدمة طبعته لكتاب " الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء " للحافظ ابن عبدالبر – رحمه الله -، (ص 2 - 4) وهذا نصها:
(هذا وقد كان الشيخ محمد زاهد الكوثري يصحح الكتاب ويعلق عليه، ثم أوقفت ذلك في الصفحة 88؛ لما اطلعتُ عليه من دَخلةٍ في علمه وعمله دفعتني إلى النظر في تعليقاته على النزر من مطبوعاتي بغير العين التي كانت لا تأخذ منه إلا عالماً مخلصاً، فرأيته في بعضها باحثاً بمادة واسعة وتوجيه لم يُسبق إليه، وهو شطر السبب في إعجابي به بما تأتى إليه من عدم النفاذ إلى أغراضه، وفي بعضها يحاول الارتجال في التاريخ تعصباً واجتراءً، والباقي تعليق ككل تعليق، وكلام ككل كلام.
وخيفة أن أشاركه في الإثم إذا أنا سكتُ عن جهله بعد علمه؛ سقتُ هذه الكلمة الموجزة معلناً براءتي مما كان من هذا القبيل.
وأنا ضارب له مثلاً ليقاس عليه؛ فإنه قال في "ذيول الطبقات ص 300" عن الكلوتاتي: "شهدوا له بأنه أكثر معاصريه سماعاً، ملأ البلاد المصرية رواية"، ويقول الأستاذ المحقق السيد أحمد رافع الطهطاوي "وهذه الشهادة إنما نقلت عن الأمير تغري برمش، وفيها مجازفة، فكم من كتاب وجزء ومعجم ومشيخة قرأه أو سمعه الحافظ ابن حجر لعل الكلوتاتي ما رآه".
وقال الكوثري - أيضاً - في الذيول ص 137 وهو يدافع عن مُغلطاي في أمور إن لم يكن ثابتاً أكثرها فبعضها لا تتماسك في دفعه حجة: "ولبس هذا الكلام مما يحط من مقدار من تكون إمامته وعلو شأنه كما أشرنا إليه، كما لم يحط من مقدار ابن الجزري كلام من تكلم فيه" مع أنه قال في ترجمة ابن الجزري ص 377: "لما طلب منه الأمير الكبير ايتمش رفع حساب أوقافه التي كان جعلها تحت نظره أيام قضائه بالشام هرب إلى الروم، ولم يكن في قضائه محمود السيرة كما ذكره السخاوي وغيره"، وسكت! فلعله كان مبطلاً في النفاح عن مُغلطاي والوقيعة في الإمام ابن الجزري؛ فتناقض.
وهو يشد من عصبيته في الأكثر لكل من يحسب أن يتصل بدم جركسي، سواء أكان حنفياً أم غير حنفي، فيخلق لهم من المحاسن والدفاع ما لا يكون على تصديقه التاريخ، ويُعلن بمساوئ غيرهم، ولو قيلت للنيل منهم والوقيعة فيهم.
ولو أن ابن تيمية أو السيوطي أو غيرهما كان في محل مُغلطاي فيما قيل عنه لاستجمع ضروب القول ليثبت انتقاصه، ولو قالوا عن أحدهم ما قاله عن الكلوتاتي: "شهدوا له"؛ لسعى لنقده!
ولابد لي هنا من التصريح بما هوله مما لم يُعز إليه في موطنه، وإن كانت القرائن تنادي بأنه من قلمه ليس غير: مقدمة الاختلاف في اللفظ، ومقدمة وتعليقات بيان زغل العلم، وترجمة السبكي في الدرة المضيئة، وما يؤخذ به الخطيب البغدادي في ترجمته من التطفيل، ولا أعرض له الآن كما عرض لهم، و " وإنما يتذكر أولو الألباب "، وهو زاهد بن حسن بن علي بن خضوع بن باي بن قانبت بن قنصو الجركسي الكوثري، نسبة لقرية الكواثرة بضفة نهر شبز ببلاد القوقاز، المولود عام 1296 على ما يقول). انتهى كلام القدسي.
تنبيه:
حاول الأستاذ محمد الرشيد (المعجب بالكوثري) - هداه الله - في تعقبه على الأستاذ الفاضل أحمد العلاونة الذي ذكر البراءة في " ذيل الأعلام " للزركلي (ص 65): التشكيك في هذه البراءة السابقة! مدعيًا أن القدسي تراجع عنها، والدليل أن شيخه حدثه بهذا!!
فتأمل.
ـ[فيصل]ــــــــ[20 - 03 - 08, 01:53 ص]ـ
بارك الله فيك ياحامل الروائع!
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 04:41 ص]ـ
ولابد لي هنا من التصريح بما هوله مما لم يُعز إليه في موطنه، وإن كانت القرائن تنادي بأنه من قلمه ليس غير: مقدمة الاختلاف في اللفظ.
بالفعل كانت عندي طبعة دار الكتب بتعليقاته دون الاشارة الى كاتبها فظننته سنيا لأن الكتاب سني لا تستطيعه الجهمية فكانت المفاجأة ما بها من تجهم قوي و وقع في حدسي انها تعليقات الكوثري لكثرة ما بها من طعون في كبار الأئمة ....
بارك الله فيكم كما قال الشيخ فيصل أنها روائع
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:41 م]ـ
بارك الله بعلمك ياشيخ سليمان,,,
ـ[الأجهوري]ــــــــ[22 - 03 - 08, 01:58 ص]ـ
[ CENTER]
ولابد لي هنا من التصريح بما هو له [ COLOR="Red"] مما لم يُعز إليه في موطنه، وإن كانت القرائن تنادي بأنه من قلمه ليس غير
ضف لهذه القائمة التعليقات المطبوعة أسفل شروط الأئمة لابن طاهر المقدسي، لم تعز لأحد وطول ما أقرأ فيها أحس رائحة التحقيق والتدقيق حتى وصلت إلى طعنه على أحاديث الصحيحين وأنها ليست في الدرجة العليا من الصحة بل مرويات أبي حنيفة رحمه الله أعلى بكثير من ذلك، فقلت: لابد أن الكاتب الكوثري.
وأنا عن نفسي قرأت للكوثري كثيرا وهو بالفعل شخصية عجيبة جدا في الانتصار لكل ما هو حنفي، وله مقالات حسنة أمام الملحدين والعلمانيين, وفي الواقع هو شخصية تحتاج لدراسة وتأمل كثير كيف وظف إمكاناته الفكرية الهائلة طول عمره في أنبوب واحد فقط؟!!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/389)
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[22 - 03 - 08, 03:52 ص]ـ
لاحرمنا الله من تعليقاتكم شيخنا الخراشى
بارك الله فيكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - 03 - 08, 04:13 م]ـ
أخي المبارك: فيصل: وبارك ربي فيك، ومنكم استفدتُ الكثير.
أخي الكريم: محب البويحياوي: وبارك ربي في جهودك المشاهدة.
ـ[محمد مفلح]ــــــــ[24 - 03 - 08, 09:59 ص]ـ
قال الأستاذ الخراشي:
تنبيه:
حاول الأستاذ محمد الرشيد (المعجب بالكوثري - هداه الله - في تعقبه على الأستاذ الفاضل أحمد العلاونة الذي ذكر البراءة في " ذيل الأعلام " للزركلي (ص 65): التشكيك في هذه البراءة السابقة! مدعيًا أن القدسي تراجع عنها، والدليل أن شيخه حدثه بهذا!!
فتأمل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الرشيد في كتابه قراءة نقدية لذيل الأعلام ص15 الذي أحال إليه الشيخ سليمان الخراشي مايلي:
65: حسام الدين القدسي
قال في ترجمته: (أصدر كتاباً تبَّرأ به من مقالات الكوثري)
قلت: هذا الكتاب المزعوم إنما هو عبارة عن ورقة قدَّم بها لكتاب "الانتقاء" للحافظ ابن عبد البر الذي طبعه سنة 1350 انتقد بها شيخه الكوثري، ثم رجع عن ذلك وتاب فشفع له الشيخ يوسف الدجوي عند شيخه الكوثري، فعفى عنه وسامحه، فكان القدسي يمزِّق تلك الورقة عند بيعه للكتاب كما أفادني بذلك شيخنا عمر وجدي الكردي شيخ رواق الأكراد والأتراك والبغداديين.
وأكبر دليل على رجوعه عن هذه الورقة المزعومة أنها كتاب، قول السيد أحمد خَيْري في كتابه "الإمام الكوثري" (ص 71) لمَّا عدد تلامذته. قال عن القدسي: (اهتمَّ بعد موت الأستاذ – الكوثري – للقيام بجمع مقالاته، والمشاركة في نشرها).
فلعلَّ هذه المبالغة في الورقة - التي جعلها العلاونة كتاباً، وقد رجع عنها كاتبها وتاب منها - أن تكون مما دسَّه كاتب التنبيه المتقدم في (ص16) من كتاب العلاونة.
هذا ومما ينبغي بيانه أنَّ كاتب هذا التنبيه في مقدمة "ذيل الأعلام" (ص16) غير المؤلف، كما أفادني الناشر الأستاذ نادر حتاحت في مجلس والد زوجته الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله تعالى -. انتهى كلام الرشيد وقد رأيتُ نقله بتمامه لأن الأستاذ الخراشي صور للقراء المسألة في نظري بغير ما كتبه الرشيد من أدلة.
ورأيتُ في منتدى روض الرياحين موضوع للرشيد تحت عنوان (قالوا عن الإمام الكوثري) وفي هذا الموضوع ثناء للأستاذ حسام الدين القدسي على الكوثري وهذا نصه:
(وقال عنه تلميذه البار الأستاذ حسام الدين القدسي:
(الإمام العبقري المغفور له الشيخ محمد زاهد الكوثري.
شيعت جنازته في صباح الاثنين 20 من ذي القعدة سنة 1371، وذرت مرقده مع الحافظ أمين سراج في عيد الهجرة النبوية. استيقنت أنه مات ولكني لم أشعر قط أنه غاب.نعم سكن الكوثري وانطفأت عيناه، لكنه تحرك في تاريخه وأمسى ينظر بعين علمه المبصرة.
كان الكوثري - برد الله مضجعه- في حياته ذاتا تعمل فلما انتهت حياته غدت أعماله ذاتا يخلد هو فيها. كان على محياه سمات العبقريين يحس جليسه بشيءغير طبيعي يتصل منه بشيء طبيعي، فيبتهج ويثب في وجوده الروحي وثبة عالية تكون فرحا أو طربا أو اعجابا أو خشوعا أو كلها معا.
لقد كان يتعاظمك بنفسه القوية وبالمعنى الذي تحسه في العبقري ولاتدري ماهو. وذلك من سحر العبقريين وأثرهم في نفس من يجالسهم لاجرم كان أستاذنا نابغة عجيب الذاكرة قوي الالهام وإن الله لينعم على العلم بأفراد ممتازين في جمال أرواحهم وقوتها يجد العلم لذته فيهم وسموه بهم.
رجل العلوم الاسلامية والنفس الأبية الذي يشعر كل مسلم مخلص أنه يملك فيه ملكا من المجد ويخيل إلى دائما أن أستاذنا خلق للذب عن الاسلام ونشر التراث الاسلامي فهو ميسر لما خلق له من ذلك، حتى لأحسب أن روحا هناك يمده في ذلك.
ولقد سمعت القارىء في المذياع - والفقيد يجهز للدفن - يتلو قوله تعالى (الذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم مايشاءون عند ربهم)
ودفن بشارع رضوان بقرب ضريح أبي العباس الطوسي المتكلم بالبساتين بقرب الإمام الشافعي رضي الله عنهم.
شفيق أبو الفضل
هذا اسم مستعار للإستاذ القدسي والمقال منشور في مجلة الوسيلة العدد 57 يوم الخميس 19من محرم 1372.
وقال الرشيد: وتتمةً لما سبق ذكره في موضوع «قالوا عن الإمام الكوثري» فهذه مقالٌة جديدة لتلميذه البار الأستاذ حسام الدين القدسي كتبها بكنية أبي الفضل في مجلة الثقافة العدد 713 السنة 14 ص 34 بتاريخالاثنين 4 من ذي الحجة سنة 1371هـ = 25 من اغسطس 1952م
العلاَّمة الكوثري
في 19 من ذي القعدة سنة 1371 قُبض إلى رحمة الله أستاذنا الشيخ محمد زاه بن حسن الكوثري الجركسي عن 75 سنة.
ولد في الأناضول وتلقى العلوم على كبار شيوخ اصطنبول وتخرج من أغظم معاهدها الدينية حتى صار أستاذاً في جامع الفاتح ثم أستاذا في معهد التخصص والجامعة العثمانية وتولى وكالة المشيخة الاسلامية وهاجر من تركيا سنة 1340 وهبط مصر ثم سافر إلى سورية ثم عاد
إلى مصر وأقام بها فذاع صيته وطبقت شهرته بلاد الإسلام.
له في علوم القرآن والحديث والكلام والرجال والتاريخ والفقه نحو ثلاثين مؤلفا وحقق كتبا عديدة نشرت وعلق على مطبوعات كثيرة تعليقات ممتعة ونشرت له بعض المجلات زهاء مائة وعشرين مقالة في شتى الموضوعات.
وكان شديد الشغف بالمخطوطات متخصصا في معرفة أسماء الكتب ومؤلفيها وموضوعاتها قوي الذاكرة. وكانت الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية تستشيره فيما تختاره لمعهد المخطوطات من خزائن اصطنبول.
وامتاز رحمه الله بشمائل عزٍ ونفس أبية وعلم واسع شامل وطبع مستقيم وشكيمة قوية.
ودفن بشارع رضوان بقرافة الإمام الشافعي برد الله برضوانه ثراه.
أبو الفضل
ـــــــــــ
فمما تقدم يتبين أن الأستاذ القدسي رجع عن ما كان كتبه في الكوثري حسبما هو مقيد في التاريخ، فما أجمل أن يتثبت الباحث في مثل هذه الأمور وهذا ما أتمناه من الشيخ الخراشي. ثم إن رجوع القدسي أو عدمه لا يغير من سيرة الكوثري شيئاً سواءً بين قادحيه أو مادحيه.
ـــــــــــــــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/390)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 06:54 م]ـ
أخي الكريم: عبدالكريم: آمين، وأسأل الله أن يبارك فيك.
===========
أخي الكريم: أحمد الأجهوري: شكرًا لإضافتك. والكوثري تتمحور كتاباته - في نظري - حول أمرين:
1 - التعصب لحنفيته، مما سبب ردة فعل عند الآخرين؛ حتى من محبيه؛ (كما في براءة القدسي ورد الغماري .. )، فقد جاء تعصبه بنتيجة عكسية، ولو لزم العدل؛ لما كان هذا. واللوم - الآن - يقع على من يسير سيرته في التعصب، دون اعتبار.
2 - حقده - نظرًا لجهميته - على حاملي منهج السلف - خاصة شيخ الإسلام وتلميذه -، حيث تنضح كتاباته وتعليقاته بهذا الحقد والعداء، الذي لا أظنه يحمله تجاه أعداء الإسلام، ظانًا المسكين أنه يحجب ضياء هذا المنهج، وقد خاب ظنه، لأن هذا دين الله، فبُتر سعيه وخاب، وانتشر منهج السلف في الآفاق. (والآن - ولله الحمد - يشق طريقه في عقر دار الكوثري - تركيا).
============
- الأخ الكريم: ابن عبدالغني: ولا حرمنا الله من فوائدكم وجهودكم.
============
- الأخ الكريم (العضو الجديد): محمد مفلح: حياك الله بيننا في ملتقى أهل السنة، - جعلني الله وإياك والأستاذ الرشيد منهم -:
- براءة القدسي كتبها بيده، ونشرها في كتاب يقوم على طبعه. ولا يُنتقل عن هذا إلا ببينة مقبولة. أما (حدثني شيخي) و (رثاه بكنيته!) .. فلا تغني عند أهل العلم.
فماالذي منع القدسي مادام قد تراجع - كما يدعي الأستاذ الرشيد - أن يكتب هذا وينشره كما نشر البراءة؛ لكي لا تُستغل من خصوم الكوثري - وهم كُثُر في زمانه -، خاصة وقد كان في فسحة من الوقت؟!
- أيضًا: كيف يرثيه، ولا يذكر تراجعه، وهو أمر مهم في مثل تلك الحال، فلا يليق تأخير البيان عن وقت الحاجة.
- أيضًا: كيف يقول في رثائه: (وعلق على مطبوعات كثيرة تعليقات ممتعة)!! ألا يتناقض هذا مع ماقاله في براءته؟! (وفي بعضها يحاول الارتجال في التاريخ تعصباً واجتراءً، والباقي تعليق ككل تعليق، وكلام ككل كلام).
هل يليق بالقدسي أن لا يدفع هذا التناقض عن نفسه - على الأقل -؟
وفقكم الله لما يُحب ويرضى ..
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[24 - 03 - 08, 08:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل على هذه الاتحافات الرائقة ..
ايها الحبيب، الطامة العلمية والتربوية ان يتخذ كثير من الشباب (المنتسب للصحوة!) في بلدان المسلمين: كتب الكوثري واطروحاته منهاجا ووقودا لتغذية نار الاحقاد والغل -في الصدور- على السنة وكل من انتسب اليها [شكلا او مضمونا]
فيتواصون ان من اراد مناطحة السلفيين (طبعا بامِّ راسه لا بعلمه) فليقصد الى كتابات هؤلاء الشتّامين المتحدثين بسخط الله في لحوم العلماء؛ فتارة بنبز اهل الحديث، واخرى الحنابلة، ومرة شيخ الاسلام ابن تيمية او ابن حزم .. الخ
ولو قرانا مستقصين ما كتبه الزاهد في (الفقه) عن مخالفيه في المسائل العملية بالتصريح اوالتلويح .. ما اظن اننا نجده ترك شيئا من اصول العصبية و (الحمية المذهبية) فلم ينثره ويسطره.
فاين ما يدعونه ويرددونه -عابثين ومتعللين- بزعمهم:الخلاف رحمة!
فافيقوا يا طلبة كتب الكوثري .. فمن الصعب ان يخسر المرء نفسه.
والله المستعان
ـ[الأجهوري]ــــــــ[25 - 03 - 08, 12:06 ص]ـ
الشيخ سليمان الخراشي
جزاك الله خيرا
وأنا أستفيد بعلمكم دائما بارك الله فيك ونفع بك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 07:07 م]ـ
الأخ الكريم: أبايوسف العامري: بارك الله فيك.
قلتم: (فافيقوا يا طلبة كتب الكوثري .. فمن الصعب ان يخسر المرء نفسه).
بل يخسر دينه، عندما يتبع هذا (القبوري) (الجهمي).
====
والعجب أن بعض محبيه وطلابه من دعاة " التنور " و " العصرنة "! من أمثال سعود السرحان - هداه الله -، الذي كان في يومٍ ما (سلفيًا)! ولكنه لم يصبر على جادة الطريق؛ فانقلب مُشغبًا، ولو بالكتابة في منتديات (الصوفية) دعاة (اللاعقلنة)! أو مشاركًا في مؤتمر الكوثري!
فهو شبيه بحال صاحبه هنا:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/130.htm
وما علم وأمثاله أنهم إنما يضرون أنفسهم، ويحرمونها الفلاح الذي تبين وأضاء لهم، ولكنهم زهدوا فيه - لأسباب كثيرة ليس هنا مقام ذكرها -. وخيرٌ للمرء أن يكون في مؤخرة الحق، ولا يكون رأسًا في الباطل.
هدى الله السرحان وأمثاله إلى الرجوع للحق، وترك التمادي في الباطل.(47/391)
سمات المرجئة والخوارج وأهل الغلو
ـ[أم الليث]ــــــــ[20 - 03 - 08, 01:20 ص]ـ
((سمات المرجئة والخوارج وأهل الغلو))
لعلوي السقاف
• اعلم أن من قال بإحدى هذه العبارات فقد وقع في الإرجاء أو دخلت عليه شبهته:
1 - الإيمان تصديق بالقلب فقط. (جهمية)
2 - الإيمان نطق باللسان فقط. (كرَّامية)
3 - الإيمان تصديق بالقلب ونطق باللسان (مرجئة الفقهاء)
4 - الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالقلب دون الجوارح.
5 - الإيمان لا يزيد ولا ينقص والناس في أصله سواء.
6 - الكفر تكذيب فقط (جهمية)
7 - الكفر لا يكون إلا بالاعتقاد أوالجحود والاستحلال، ويستشهدون بقول الطحاوي رحمه الله في عقيدته: ((ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب، مالم يستحله)).
(والصواب أن يقال: الكفر يكون بالقول أو الفعل أو الاعتقاد، ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب –دون الشرك أو الكفر-، مالم يستحله).
8 - ترك جميع أعمال الجوارح (جنس الأعمال كما يسميه ابن تيمية) ليس كفراً مخرجاً من الملة.
(ووجه كونه إرجاءً لأنه يلزم منه أن أعمال الجوارح ليست ركناً في الإيمان بل و لا عمل القلب كذلك، وهذا باطل لارتباط الظاهر بالباطن فيمتنع وجود عمل القلب مع انتفاء عمل الجوارح).
9 - أعمال الجوارح شرط كمال في الإيمان وليست ركناً ولا شرط صحة.
(والصواب في هذا أن يقال: جنس أعمال الجوارح ركنٌ في الإيمان، وآحادها – عدا الصلاة– من مكملاته)
10 - الأقوال والأعمال الكفرية ليست كفراً ولكنها تدل على الكفر.
11 - المكفرات القولية والعملية المخرجة من الملة هي ما كان مضاداً للإيمان من كل وجه أو ما كانت دليلاً على الكفر، وجَعْلُ مناط التكفير كونها مضادةً للإيمان من كل وجه أو كونها تدل على ذلك.
(والصواب أن يقال: المكفرات القولية والعملية المخرجة من الملة هي ما دل الدليل على كونها كذلك، وهي مضادة للإيمان من كل وجه وتدل على كفر الباطن، ولا بد) فتأمل الفرق.
12 - جعلهم الشهوة وعدم القصد من موانع التكفير.
(ووجه كونه إرجاءً أن مآله إلى حصر الكفر في الاعتقاد، أما إن عُني بالقصد: العمد المقابل للخطأ فنعم، فالخطأ من موانع التكفير، لكن ليُعلم أنه يكفي أن يقصد (يتعمد) عمل الكفر، ولا يلزم منه أن يقصد الوقوع في الكفر)
13 - ترك الصلاة ليس كفراً لأنه من أعمال الجوارح، وعمل الجوارح شرط في كمال الإيمان.
(ووجه كونه إرجاءً أن قائله لا يكفِّر بالعمل وإنما الكفر عنده اعتقاد فقط، فمسألة الصلاة من أظهر المسائل التي أجمع الصحابة على كفر تاركها، أما لو رجَّح عدم كفر من يصلي تارة ويترك تارة لأدلة شرعية لديه –كما قد وقع من بعض السلف- أو أن الإجماع لم يبلغه، فهذا لا صلة له بالإرجاء).
ومن هنا يُعلم خطأ ما يردده البعض من مقولةٍ لبعض السلف: ((من قال إن الإيمان قول وعمل واعتقاد، وأنه يزيد وينقص، فقد بريء من الإرجاء كله، أوله وآخره)).
وهي مقولة حق ولا شك ولكن على فهم قائليها، وهو أنَّ العمل والقول والاعتقاد أركان في الإيمان لا يجزيء أحدها عن الآخر، وإلا فمن قال ذلك وهو لا يرى أعمال الجوارح ركناً في الإيمان، أو قال ذلك وهو يحصر الكفر في التكذيب والاستحلال فإنه قد نطق بما قاله السلف في تعريف الإيمان لكن لا على الوجه الذي أرادوه، وهذه العبارة شبيهة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة" فما يقول هؤلاء فيمن قالها ولم ينطق بشطر الشهادة الآخر –محمد رسول الله-، أو قالها وارتكب ناقضاً من نواقضها، فهذه كتلك. ولهذا حذَّر أهل العلم من بعض الكتب وأنها تدعو إلى مذهب الإرجاء، مع تبنيها أن الإيمان قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص. والله أعلم.
انظر: هامش شرح ((العقيدة الواسطية)) للعلامة محمد خليل هراس الطبعة الرابعة (ص263) تعليقاً على كلام شيخ الإسلام في مسائل الإيمان.
*******************
• و اعلم أن هناك سماتٍ من اتسم بها أو ببعضها فهو خارجي، أو وقع فيما وقعت فيه الخوارج من الغلو:
1 - تكفير صاحب الكبيرة
2 - تكفير من وقع في معصية وأصر عليها.
3 - القول بأن الإيمان شيء واحد لا ينقص، فإذا ذهب بعضه ذهب كله.
4 - جواز الخروج على الحاكم المسلم لجوره وظلمه، وإن لم يُرَ منه كفرٌ بواحٌ.
(ووجه كونه خارجية، أنه قد استقر رأي أهل السنة والجماعة على عدم جواز ذلك، وخالفت الخوارج))
5 - عدم العذر بالجهل مطلقاً.
((والصواب أنَّ الجهل قد يكون عذراً وقد لا يكون؛ ففيه تفصيل))
6 - تكفير كل من حكم بغير ما أنزل الله ولو في قضية معينة.
((والصواب: التفريق بين التشريع العام وجعله ديناً متبعاً وقانوناً ملزماً وبين جعل الشريعة الإسلامية هي الدين المُلْزِم، ومخالفتها وعدم الحكم بها في قضية أو قضايا معينة))
7 - التسرع في تكفير المعين دون مراعاةٍ لتحقق الشروط وانتفاء الموانع.
مقتبس من هامش شرح ((العقيدة الواسطية)) للعلامة محمد خليل هراس الطبعة الرابعة (ص267) تعليقاً على كلام شيخ الإسلام في مسائل الإيمان.(47/392)
وصليا لمن أراد تكوين مكتبة في العقيدة
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 02:19 ص]ـ
1.الإستشارة والسؤال عن الكتاب ومعتقد المؤلف.
2.البحث عن أهم الشروح للمتن.
3.الحرص على شراء كتب المتون أولا.
4.الحرص على أن يكون المحقق أو الناشر للكتاب صحيح المعتقد.
5.يقدم في الشراء الكتب التي يدرسها.
6.الحرص على الكتب المبسطة مثل: سلسلة الأشقر ومعارج القبول ...
7.البعد عن كتب أهل البدع.
8.الحرص على الرسائل الجامعية المحققة مثل: المسائل العقدية التي حكى فيها ابن تيمية الإجماع من إصدارات دار الفضيلة.
9.الحرص أولا على الإجمال ثم التفصيل.
10.الحرص على الكتب المحققة تحقيقا وافيا من عزو وتخريج وتعليق ...
11.الحرص على الكتب التي تربط العقيدة بالسلوك مثل: التعبد بالأسماء والصفات لمحات علمية إيمانية للشيخ فهد الودعان.
12.الحرص على كتب الفتاوى مثل: فتاوى ابن تيمية وابن ابراهيم وابن باز وابن عثيمين واللجنة الدائمة.
13.الحرص على الكتب التي بحثت مسألة بعينها مثل: ظاهرة الإرجاء لسفر الحوالي، بشرط معرفة معتقد المؤلف.
14.الحرص على الكتب التي تتكلم عن المخالفات الفكرية مثل: كتاب فرق معاصرة للعواجي، ومذاهب فكرية معاصرة لقطب، والعلمانية للحوالي، والليبرالية لشيخنا عبدالرحيم بن صمايل وسيطبع قريبا بإذن الله.
15.البعد عن شراء كتب الردود لمن كان في بداية الطلب.
16.الحرص على كتب العلماء المختصين في علم العقيدةوهم كثر بحمد الله.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[22 - 03 - 08, 04:43 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[23 - 03 - 08, 01:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 02:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
يرجى من الإشراف تصويب العنوان
واستبدال الألف باللام لتكون وصايا - لا وصليا - لمن أراد تكوين مكتبة في العقيدة(47/393)
إلقاء الضوء على كتاب (تحقيق الفرق) لابن عبيد السقاف (أشعري منصف) ت/علوي السقاف.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 11:43 ص]ـ
في هذا الكتاب يلقي الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف فيه الضوء على جوانب من شخصية ابن عبيد الله رحمه الله ومخالفته لما عليه قومه من مخالفة للشرع وغلو في شيوخهم .. !!
وكيف حاربه من يدعوهم ابن عبيد الله: أهل الدعاوي الكاذبة وأدعياء الولاية والمتاجرين بها وهواة الكرامات وعشاق الخرافات والمغرورين والخرافيين ويسمي ما هم عليه بالأضاليل .. !!
ويرد عليهم ابن عبيد الله رحمه الله في كتابه الديوان في القصيدة التاسعة بقوله:
وهذا جواب عن منظوم أرسله إليّ بعض الأخوان من جاوه بعدما تقوَّل عليّ المتاجرون بالولاية لأني كنت قذى عيونهم، وشجا حلوقهم، وما أدراك ما غاية ما وصموني به إذ ذاك، زعموا أنني خالفت طريقة السلف وأوهموا الأغبياء أنها ما هم عليه من التدليس والتلبيس "
ويعلق الشيخ علوي السقاف على ذلك قائلاً:
وما أشبه الليلة بالبارحة!
فكم وُصم الذين ينكرون عليهم الخرافات والخزعبلات بمخالفتهم لطريقة السلف، وهم يعنون بالسلف من بعد الفقيه المقدم، والمنكرون يعنون بالسلف من قبل الفقيه المقدم!
فسلف من أولى بالاتباع؟
يقول ابن عبيد الله في الديوان القصيدة الثانية والعشرين:
ندعو العباد إلى هدى الرشاد وما .......... بغير سُنة طه نخدم الدينا
وقد كشفنا بأنواع الأدلة ما ........ غطت به الحق أوهام المرائينا
فقوّض النصُ ما شادوه من كذب .......... ومن تمويههم عند المريدينا
وفي هذا الكتاب ينكر على أهل الطرق والبدع من القبوريين وأهل الأحوال الصوفية .. !!
بل أنه يُثني على ابن تيمية ويقول عنه شيخ الإسلام في معرض نقده لغلو الصوفية .. !!
وكثيراً ما يصف ابن تيمية وتلميذه ابن القيم بالعلاّمتان، وتجد على ذلك شواهد كثيرة أتى بها الشيخ علوي السقاف جزاه الله كل خير .. !!
ويقول الشيخ علوي السقاف عن رأي ابن عبيد الله بالشيخ محمد بن عبد الوهاب:
أنه بالرغم من اختلافه مع أئمة هذه الدعوة إلا أنه كان منصفاً في ذكر أثرها ومن تأثر بها من رجال حضرموت سواء من آل البيت العلويين أو غيرهم.
ومن إنصافه لهذه الدعوة وأهلها قوله في كتابه إدام القوت:
" وفي أيامه – يعني ناجي بن علي بن ناجي – جاءت الوهابية في خمس وعشرين سفينة تحت قيادة ابن قملة بأمر الملك عبد العزيز بن سعود الذي استفحل سلطانه لذلك العهد فافتتح نجداً والأحساء والعروض والقطيف والحجاز وغيرها فامتلكوا البلاد، ولم يؤذوا أحداً في حال أو مال، ولم يهلكوا حرثاً ولا نسلاً، وإنما خربوا القباب وأبعدوا التوابيت "
هذا موجز بسيط للكتاب بتحقيق الشيخ علوي عبد القادر السقاف مع ترجمة لعلاّمة حضرموت ومفتيها ابن عبيد الله رحمه الله .. !!
منقول
http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?t=622(47/394)
علماء في وسط صوفي تأثروا بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 12:29 م]ـ
أغلب هذه المشاركة من كتاب (تحقيق الفرق يبن العامل بعلمه وغيره، ومايتصل بذلك من حد الولاية وحكم الإلهام) للعلامة ابن عبيد السقاف،تحقيق الشيخ علوي السقاف حفظه الله تعالى (وقد سبق الكلام عنه في مشاركة سابقة. وانظر هذا الرابط:
http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?t=622
1) علوي بن سقاف الجفري: ت - 1273هـ قال ابن عبيد السقاف عنه في بضائع التابوت (ج2 ق 114) - إن سيدنا علوي بن سقاف الجفري كان من أكابر العلماء المختصين بسيدنا الإمام الحبيب حسن بن صالح البحر، وكان كثيراً ما ينزع إلى مشارب الوهابية، وكان أكثر العلويين إعظاماً لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وأوفرهم نظراً في كتبهم يترسم بذلك طريقة شيخه السيد أبو بكر بن عبد الله الهندوان والإمام محمد بن علي الشوكاني.
وقال في " إدام القوت " ص 351:
وكان الحق عنده فوق كل عاطفة، من ذلك أن بعض الوهابية أنكر على آل حضرموت جعلهم ختم المجالس بالفاتحة، على الكيفية المعلومة سنة مطردة، مع أن لادليل على ذلك.
فرد عليه سيدنا طاهر بن حسين برد خرج مخرج الخطابة والوعظ، فنقضه الحبيب علوي بن سقاف الجفري هذا، برسالة سماها " الدلائل الواضحة في الرد على رسالة الفاتحة" ترجم فيها: لابن تيمية ولتلميذه ابن القيم، وللشيخ محمد بن عبد الوهاب صحب الدعوة المشهورة وأطنب في الثناء عليهم، ولما اطلع عليها الحبيب عبد الله بن حسين كتب عليها بخطه:
علوي بن سقاف يقول الحق ولو كان مراً .... ) (وهذا الرسالة غُيِّبت من قبلهم وليس لها حسُّ ولاخبر)
يقول الشيخ علوي السقاف (ولا يُشكل - على هذا - ما في (بغية المسترشدين) - عن فتاوى الحبيب علوي بن سقاف الجفري هذا - من جواز التوسل لأنه يبيح منه ما لايوهم القدح في التوحيد.
ويشرح الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف ذلك بقولهوذلك لقوله كما في (بغية المسترشدين) " ينبغي تنبيه العوام على ألفاظ تصدر منهم تدل على القدح في توحيدهم، فيجب إرشادهم وإعلامهم بأن لا نافع ولا ضار إلا الله تعالى، ولا يملك غيره لنفسه ضراً ولا نفعاً إلا بإرادة الله تعالى، قال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: {قل إني لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً}.
قلت (أبوعائشة الحضرمي) وعندي مخطوطة لهذا الإمام البحر وهي شرح لعمدة السالك في مذهب الشافعية وقد جمعت بين دفتيها الفقه والحديث بغزارة ـ وهذا مايفتقده الصوفية عموماـ وقد خرجت بنقاط من هذه المخطوطة تثبت سلفيته.
وله في هذه المخطوطة إشادة بشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم والشوكاني، ونقل عنهم في عدة مواضع، إضافة إلى تعقباته وردوده على ابن حجر الهيتمي في بعض مسائل العقيدة.
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 01:10 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 11:26 م]ـ
بارك الله فيك أخي العوضي (أبا الخطاب)
2) السيدأبو بكر بن عبد الله الهندوان- توفي سنة 1248 هـ - مدحه ابن عبيد الله في إدام القوت ص 539 – حيث قال عنه:
"وحيد عصره، وفريد دهره، مقدم الجماعة وشيخ الصناعة الذي انتهتإليه رئاسة العلم بتريم العلامة الجليل السيد أبي بكر بن عبد اللهالهندوان"
ويقول عنه في إدام القوت أيضاً ص 351:أخذ الجماعة كلهم عن السيد أبي بكر بن عبدالله الهندوان، وهو " وهابي قُحّ "، تبينتُ أن عند مولانا شيخ الوادي الحسن بنصالح مسحة من تلك الآراء بغاية الاعتدال لموافقتها لما هو فيه من الاستغراق فيتجريد التوحيد وعدم التفاته إلى غير الحميد المجيد.
وقال عنه ص 539: " وقد اتهمه العلويونبأنه هو الذي يعلم عبد الله غرامة آراء الوهابية ويحثه على الالتزام بها ومؤاخذةالناس بمقتضاها،فتآمروا على قتله"
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 12:19 ص]ـ
3) ويقول عن: السيد شيخ الوادي الحسن بن صالح البحر الجفري، ت: 1273 هـ.
وقد ذكر في أكثر من مرة تأثرهبدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهابمن ذلك قوله: " تبينتُ أن عند مولانا شيخ الوادي الحسن بن صالح مسحة من تلك الآراء بغاية الاعتدال، لموافقتها لما هو فيه من الاستغراق في تجريد التوحيد "
[انظر إدام القوت ص 351]
ومن ذلك قوله: " ولو كان ذلك في عهد سيد الوادي الإمام البحر لوصل إليه لينصره - يعني السيد أحمد بن جعفر السقاف – "
4) السيد أحمد بن جعفر السقاف، ت: 1320 هـ.
قال عنه في إدام قوت القلوب ص 306: " وكان السيد أحمد بن جعفر يقوم من مجالس أصحابه ومدارسهم إذا سمع بما لا يوافق مشارب الوهابية، ثم صار ينكر عليهم أحياناً بلسانه، ولكنه لم يصبر حينأنشدوا الأذكار في المسجد على نغمات الدفوف، ولم يتمالك أن نهض لتكسيرها فلبجوه لبجاً شديداً، ذهب منه مغاضباً إلى (خشامر) عند آل الشيخ علي جابر الوهابيين، وما أدري أبقي بخشامر إلى أن مات أم راجعه قومه، ولو كان ذلك في عهد سيد الوادي الإمام البحر لوصل إليه لينصره ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/395)
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 02:00 ص]ـ
اللهم ارحمهم برحمتك الواسعة يا أرحم الراحمين
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 01:44 م]ـ
وانتظروا قريباً جداً بإذن الله عزوجل رسالة علمية للأخ الفاضل أمين السعدي بعنوان:
الصوفية في حضرموت
ـ[هاني الحارثي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 02:46 ص]ـ
قلت (أبوعائشة الحضرمي) وعندي مخطوطة لهذا الإمام البحر وهي شرح لعمدة السالك في مذهب الشافعية وقد جمعت بين دفتيها الفقه والحديث بغزارة ـ وهذا مايفتقده الصوفية عموماـ وقد خرجت بنقاط من هذه المخطوطة تثبت سلفيته.
وله في هذه المخطوطة إشادة بشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم والشوكاني، ونقل عنهم في عدة مواضع، إضافة إلى تعقباته وردوده على ابن حجر الهيتمي في بعض مسائل العقيدة.
أخي بارك الله فيك على جهدك هلا قمت بتحقيق هذه المخطوطة النافعة، أو دفعها لمن يقوم بتحقيقها.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 12:05 م]ـ
نعم أخي المخطوطة أخذها أحد الإخوان ليحققها ولكن لا أدري هل قُبل موضوعه أم لا، وأنا الأستطيع الوصول إليه لانقطاعه عني، ولكن أبشر المخطوطة على البال.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 12:29 م]ـ
تعديل (لا أستطيع ... ) بدل (الأستطيع)
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[26 - 03 - 08, 11:48 م]ـ
هل سينزل هذا الموضوع في رسالة مكتوبة ام انه قد طبع بالسوق
فهذه مسالة مهمة جدا
ولاسيما لاخواننا اهل حضرموت ومن ابتلي بقريب صوفي
فكم يطبعون كتب تنسب لاقارب شيخ الاسلام ابن عبد الوهاب في الرد عليه
ويفتخرون بها
ولو نشر شي من كتب علمائهم كان هذا انفع لهم والله اعلم
واحرص اخي على المخطوطة جدا فالاعتماد على شروح اهل السنة في المذهب خير ممن له الف مذهب ومشرب
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 09:12 م]ـ
بارك الله فيك أخي الذماري (كيف البرد عندكم) ابتسامة.
بالنسبة لكتاب (تحقيق الفرق يبن العامل بعلمه وغيره، ومايتصل بذلك من حد الولاية وحكم الإلهام) للعلامة ابن عبيد السقاف،تحقيق الشيخ علوي السقاف حفظه الله تعالى فهو مطبوع وموجود معي.
وهناك مباحث تجدها في كتاب شيخنا أحمد المعلم (القبورية) تتحدث عن هذا الشيء
وانا أطمح أن أتوسع في هذا الأمر فنسأل الله أن يعين على ذلك.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[26 - 04 - 08, 11:34 م]ـ
وانتظروا قريباً جداً بإذن الله عزوجل رسالة علمية للأخ الفاضل أمين السعدي بعنوان:
الصوفية في حضرموت
قد خرج الكتاب
وجدت كتابا جديدا في مكتبة الشنقيطي بجدة:
من إصدارات دار التوحيد بالرياض
الصوفية في حضرموت
نشأتها ,أصولها, آثارها
عرض ونقد تأليف/أمين السعدي
رسالة علمية حائزة على مرتبة الشرف الأولى. في مجلد 1135صفحة
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[03 - 05 - 08, 03:05 م]ـ
بارك الله فيكم
يا ليتكم تنقلون الموضوع الى منتدى التصوف العالم المجهول
http://almjhol.com/vb/index.php(47/396)
ما يقتضيه العلم بأسماء الله الحسنى من أنواع العبودية لله تعالى (ابن القيم)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[21 - 03 - 08, 01:20 ص]ـ
هذا الباب مجموع من كتب ابن القيم رحمه الله تعالى
ـ[هاني الحارثي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 02:52 ص]ـ
أحسنت بارك الله فيك، وهناك رسالة دكتوراة من الجامعة الاسلامية في ثلاث مجلدات حول: جهود ابن القيم في توحيد الأسماء والصفات للدكتور وليد العلي وهي نافعة جداً جداً وترتبها حسن
ـ[أبو شوق]ــــــــ[26 - 03 - 08, 06:00 ص]ـ
جزاكم الله خير(47/397)
في أي زمن بالضبط يحدث هذا؟؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[21 - 03 - 08, 02:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: [يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها]
في أي زمن بالظبط يحدث هذا؟؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[21 - 03 - 08, 08:31 م]ـ
روى الترمذى عن عمران بن حصين ان النبى صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية وكان فى سفر قال (اتدرون اى يوم ذلك فقالوا الله ورسوله اعلم قال
ذاك يوم يقول الله لآدم ابعث بعث النار قال يارب وما بعث النار قال تسعمائة وتسعة وتسعون الى النار وواحد الى الجنة 000 الحديث
وفى صحيح مسلم عن ابى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا آدم فيقول لبيك ربنا وسعديك والخير فى يديك قال يقول اخرج بعث النار قال ومابعث النار قال من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين قال فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد 000 الحديث
ظاهر الاحاديث ان ذلك فى عرصات يوم القيامة
ولكن فى القرطبى بعدما ذكر الاحاديث السابقة قال
قوله تعالى (إن زلزلة الساعة شىء عظيم)
الزلزلة شدة الحركة واصل الكلمة من زل عن الموضع وهذه اللفظة تستعمل فى تهويل الشىء
وقيل هى الزلزلة المعروفة التى تكون فى الدنيا قبل يوم القيامة (وهذا قول الجمهور)
قال ابن عبد الغنى غفر الله له
يمكن الجمع بأن يقال يحدث هذا عند الزلزلة قبل القيامة وهو قول الجمهور ولامانع من تكرار هذه الاحوال فى عرصات القيامة كما فى الاحاديث والله تعالى اعلم
اللهم الطف بعبدك صهر اخينا ابى سلمى
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[10 - 04 - 08, 01:46 م]ـ
جزاك الله خيراً(47/398)
هل هذه الألفاظ صحيحه؟؟
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[21 - 03 - 08, 04:38 م]ـ
هل هذه الألفاظ صحيحه عقائدياً؟؟
أحد الأناشيد تصف النبى بأنه ((بديع الزمان)) وما معناها؟
ويصفه بأنه ((برء العليل))
وجزكم الله خيرا(47/399)
إثباتُ أنّ الحَنَّان صفة من صفات الله
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[21 - 03 - 08, 10:43 م]ـ
السلام عليكم
إثباتُ أنّ الحَنَّان صفة من صفات الله
الشيخ- سلطان بن فهد الطبيشي
وصف الله أسماءه بأنها حسنى في عدة آيات منها: قال تعالى: ولله الأسماء الحسنى" فادعوه بها (180) {الأعراف: 180}.
فأسماؤه سبحانه وتعالى بالغة الحسن؛ لأنها تضمنت صفات الكمال المطلق، الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه.
قال ابن القيم: أسماؤه - أي الله سبحانه وتعالى -كلها أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد؛ ولذلك كانت حسنى، وصفاته كلها صفات كمال، ونعوته كلها نعوت جلال، وأفعاله كلها حكمة ورحمة ومصلحة وعدل (1).
لذا لا يجوز لأي أحد أن يسمي الله سبحانه وتعالى باسم لم يثبت في القرآن، ولا في السنة الصحيحة له، وهو مذهب الجمهور من أهل السنة والجماعة أن أسماء الله توقيفية لا يجوز تسميته بما لم يرد به السمع.
قال ابن القيم: أسماء الله تعالى توقيفية، ولم يسم نفسه إلا بأحسن الأسماء (2).
وقال ابن الوزير: فأسماء الله وصفاته توقيفية شرعية، وهو أعز من أن يطلق عليه عبيده الجهلة ما رأوا من ذلك؛ فلا يجوز تسميته: رب الكلاب والخنازير ونحو ذلك من غير إذن شرعي، وإنما يسمى بما سمى به نفسه ولله الأسماء الحسنى" فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه180 {الأعراف: 180} (3).
وقال السفاريني: لكنها أي الأسماء الحسنى في القول الحق المعتمد عند أهل الحق توقيفية بنص الشرع وورود السمع بها ... والتوقيفي: ما ورد به كتاب، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع؛ لأنه لا يخرج عنهما، وأما السنة الضعيفة، والقياس فلا يثبت بهما (4).
وهذا هو الحق في أسماء الله الحسنى أنه لا يثبت لله اسم إلاّ بقرآن، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع، وأمّا السنة الضعيفة فلا يجوز إثبات اسم لله بها.
ونرى البعض من الناس يسمون الله بأسماء لم تثبت في قرآن ولا سنة صحيحة، ولا إجماع.
وفي هذا البحث المختصر سوف أتعرض لاسم من هذه الأسماء وهو اسم الله (الحنان)، وسأجمع الأحاديث التي ورد فيها لنرى مدى ثبوتها حتى نثبت هذا الاسم لله، أو ننفيه عنه.
أخرج البخاري، ومسلم، وغيرهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلاّ واحداً؛ من أحصاها دخل الجنة" (5).
وقد جاء من طرق أخرى في غير الصحيحين ذكر أسماء الله الحسنى بعد ذكر الحديث، وسردها، وذكر من بين الأسماء اسم الله (الحنان)، وجاءت أحاديث فيها لفظ (الحنان) وهي:
1 - طريق عبد العزيز بن الحصين عن أيوب السختياني وهشام بن حسان جميعاً عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة.
2 - طريق مجاهد عن أبي هريرة.
3 - حديث أنس، وله سندان ومتنان مختلفان.
4 - حديث أبي ذر.
5 - حديث جابر.
6 - حديث حذيفة.
7 - أثر علي.
8 - أثر عروة بن الزبير.
9 - أثر زيد بن عمرو بن نفيل.
10 - أثر الأسود بن يزيد.
أولاً: طريق عبد العزيز بن الحصين، عن أيوب السختياني، وهشام ابن حسان جميعاً عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي {:
أخرجه الحاكم من هذا الطريق ولفظه: "إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة: الله، الرحمن، الرحيم، ألآله، الرب، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، الباريء، المصور، الحليم، العليم، السميع، البصير، الحي، القيوم، الواسع، اللطيف، الخبير، الحنان، المنان، البديع، الودود، الغفور، الشكور، المجيد، المبديء، المعيد، النور، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الغفار، الوهاب، القادر، الأحد، الصمد، الكافي، الباقي، الوكيل، المجيد، المغيث، الدائم، المتعال، ذو الجلال والإكرام، المولى، النصير، الحق، المبين، الباعث، المجيب، المحيي، المميت، الجميل، الصادق، الحفيظ، الكبير، القريب، الرقيب، الفتاح، التواب، القديم، الوتر، الفاطر، الرزاق، العلام، العلي، العظيم، الغني، المليك، المقتدر، الأكرم، الرؤوف، المدبر، المالك، القدير، الهادي، الشاكر، الرفيع، الشهيد، الواحد، ذو الطول، ذو المعارج، ذو الفضل، الخلاق، الكفيل، الجليل، الكريم" (6).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/400)
ثم قال الحاكم: هذا حديث محفوظ من حديث أيوب، وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مختصراً دون ذكر الأسامي الزائدة فيها كلها في القرآن، وعبد العزيز بن الحصين بن الترجمان ثقة وإن لم يخرجاه وإنما جعلته شاهداً للحديث الأول- أي حديث الوليد بن مسلم -.
وتعقبه الحافظ ابن حجر بقوله: وفي كلامه مناقشات:
1 - جزمه بأن عبد العزيز ثقة مخالف لمن قبله، فقد ضعفه يحيى بن معين، والبخاري، وأبو حاتم وغيرهم حتى قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات.
2 - شرط الشاهد أن يكون موافقاً في المعنى، وهذا شديد المخالفة في كثير من الأسماء.
3 - جزمه بأنها كلها في القرآن ليس كذلك؛ فإن بعضها لم يرد في القرآن أصلاً وبعضها لم يرد بذكر الاسم (7). انتهى.
وأخرج هذا الطريق البيهقي في الأسماء والصفات، ثم قال: "تفرد بهذه الرواية عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وهو ضعيف الحديث عند أهل النقل؛ ضعفه يحيى بن معين، ومحمد بن إسماعيل البخاري" (8).
وحديث عبد العزيز بن الحصين ضعيف لعدة أمور؛ منها ما ذكره الحافظ ابن حجر،
ومنها ما يلي:
1 - أن لفظة (الحنان) التي ذكرها عبد العزيز بن الحصين في هذا الحديث لا توجد إلاّ عنده، والرواية الأخرى وهي الأصح من هذه الرواية لا يوجد بها هذه الرواية فهي زيادة منكرة.
2 - تفرد عبد العزيز بن الحصين بذكر الأسماء عن أيوب، وهي زيادة منكرة؛ فقد روى معمر عن أيوب هذا الحديث ولم يذكر الأسماء الحسنى (9)، ومعمر أوثق وأجل من عبد العزيز بن الحصين.
وروى العقيلي هذا الحديث في الضعفاء في ترجمة عبد العزيز بن الحصين، حيث ذكر له حديثين: أحدهما هذا الحديث، ثم قال: فلا يتابع عليهما جميعاً ... وكلا الحديثين الرواية فيهما من غير هذا الوجه مضطربة؛ فيها لين، وأما الرواية في تسعة وتسعين اسماً مجملة بأسانيد جياد عن أبي هريرة عن النبي {(10).
وقال ابن كثير: والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج (11). وكذا قال ابن حجر (12).
ثانياً: طريق مجاهد عن أبي هريرة: قال الحكيم الترمذي: حدثنا صالح بن أحمد بن أبي محمد، حدثنا يعلى بن هلال، عن ليث، عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها ... إلى أن قال:ثم يدخلون الجنة فيكتب في جباههم عتقاء الله من النار إلا رجلاً واحداً فإنه يمكث فيها بعدهم ألف سنة ثم ينادي يا حنان يا منان فيبعث الله إليه ملكاً ليخرجه ... إلى آخر الحديث (13).
وهذا السند فيه علل هي:
1 - صالح بن أحمد بن أبي محمد لم أجد له ترجمة.
2 - يعلى بن هلال لم أجد له ترجمة، ولعله معلى بن هلال، وهو مكثر عن الليث، وقد اتفق النقاد على تكذيبه (14)، فإذا لم يكن هو فهو مجهول.
3 - ليث بن أبي سليم، قال ابن حجر: صدوق، اختلط جداً، ولم يتميز حديثه فترك (15).
فواحدة من هذه العلل تكفي لرد الحديث فما بالك بهذه الثلاثة مجتمعة.
ثالثاً: حديث أنس الأول:
أخرج هذا الحديث الإمام أحمد فقال: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا سلام بن مسكين حدثنا أبو ظلال، عن أنس بن مالك، عن النبي قال: "إن عبداً في جهنم لينادي ألف سنة: يا حنان يا منان. قال: فيقول الله لجبريل: اذهب فأتني بعبدي هذا. فينطلق جبريل فيجد أهل النار منكبين يبكون، فيرجع إلى ربه فيخبره، فيقول: ائتني به، فإنه في مكان كذا وكذا، فيجيء به، فيوقفه على ربه فيقول له: يا عبدي، كيف وجدت مكانك ومقيلك؟ فيقول: أي رب، شر مكان، وشر مقيل. فيقول ردوا عبدي. فيقول: يا رب، ما كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تردني فيها. فيقول: دعوا عبدي" (16).
ورواه أبو يعلى في مسنده (17)، والبيهقي في شعب الإيمان (18)، وفي الأسماء والصفات (19)، والبغوي في شرح السنة (20)، وابن خزيمة في التوحيد (21)، وابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله (22) كلهم من طريق سلام بن مسكين به نحوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/401)
قال ابن حجر في القول المسدد: أورده - أي هذا الحديث - ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند أيضاً، وقال: هذا حديث ليس بصحيح. قال ابن معين: أبو ظلال ليس بشيء، وقال ابن حبان: كان مغفلاً يروي عن أنس ما ليس من حديثه؛ لا يجوز الاحتجاج به بحال. قلت: قد أخرج له الترمذي، وحسن له بعض حديثه، وعلق له البخاري حديثاً، وأخرج هذا الحديث ابن خزيمة في كتاب التوحيد من صحيحه إلاّ أنه ساقه بطريقة له تدل على أنه ليس على شرطه في الصحة، وفي الجملة ليس هو موضوعاً. انتهى كلام ابن حجر (23).
وأبو ظلال قال الذهبي فيه: ضعفوه (24). وقال ابن حجر: ضعيف مشهور بكنيته (25). فالرجل كما ترى ضعيف، ولم يتابع في روايته لهذا الحديث عن أنس.
رابعاً: حديث أنس الثاني:
أخرجه ابن حبان فقال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا خلف بن خليفة، قال: حدثنا حفص بن أخي أنس بن مالك، عن أنس ابن مالك قال: "كنت مع رسول الله {جالساً في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع سجد وتشهد دعا فقال في دعائه: اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان، المنان بديع السماوات، والأرض يا ذا الجلال، والإكرام يا حي يا قيام اللهم إني أسألك فقال النبي: أتدرون بما دعا؟. قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: والذي نفسي بيده لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى" (26).
ورواه الضياء المقدسي في المختارة من طريق شيخ ابن حبان السراج (27).
وزيادة لفظة (الحنان) في هذا الحديث خطأ ولعل الخطأ فيها من السراج وذلك لأمرين:
1 - أن النسائي روى هذا الحديث عن شيخه قتيبة (28)، ولم يذكر هذه الزيادة، والنسائي أجل وأحفظ من السراج.
2 - تلاميذ خلف بن خليفة مثل: نوح بن الهيثم حديثه عند البغوي (29)، وكذلك عفان بن مسلم، والحسين بن محمد شيخا الإمام أحمد في المسند (30)، وكذلك سعيد بن منصور حديثه عند الطبراني (31)، وعبدالرحمن الحلبي حديثه عند أبي داود (32)، وعلي بن خلف بن خليفة حديثه عند البخاري في الأدب المفرد (33)، فهذا الجمع يدلك على شذوذ رواية السراج، وأن الزيادة غير صحيحة في هذا الحديث.
وأما طريق الإمام أحمد الذي قال فيه: حدثنا حسين بن محمد، وعفان قالا: ثنا خلف بن خليفة، ثنا حفص بن عمر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالساً مع رسول الله في الحلقة، ورجل قائم يصلي فلما ركع، وسجد جلس، وتشهد ثم دعا فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلاّ أنت الحنان بديع السماوات والأرض ... الحديث.
وهذه اللفظة في هذا الطريق خطأ لأمرين:
1 - أن الضياء المقدسي روى هذا الحديث في المختارة من طريق الإمام أحمد بنفس السند (34)، ولم يذكر هذه اللفظة بل ذكر المنان.
2 - أن تلاميذ خلف بن خليفة الذين ذكرناهم قبل قليل لم يذكروا هذه اللفظة بل ذكروا المنان. فلعلها خطأ من النساخ.
وتابع حفص ابن أخي أنس بن مالك: أنس بن سيرين، أخرج حديثه ابن حبان في المجروحين فقال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا محمد ابن يزيد الرفاعي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا يوسف أبو خزيمة، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك أن النبي {سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك أنت الحنان بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام من فضلك ورحمتك فإنهما بيدك لا يملكهما غيرك، فقال: "لقد سألت باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى" (35).
وهذا السند فيه: يوسف أبو خزيمة، وهو: ابن ميمون أيضاً، قال فيه البخاري: منكر الحديث جداً، و قال أحمد: قدري ضعيف. و قال النسائي: ليس بالقوي، و قال في موضع آخر: ليس بثقة، وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأساً، وقال ابن حبان: شيخ يروي عن أنس بن سيرين أشياء لا تشبه حديث الثقات عنه استحب مجانبة حديثه إذا انفرد. وقال الذهبي: ضعيف (36).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/402)
وتابع حفص ابن أخي أنس بن مالك أيضاً: عاصم الأحول وثابت، أخرج حديثهما ابن عدي في الكامل فقال: ثنا ابن أبي سفيان الموصلي، ثنا محمد بن حمزة بن زياد، ثنا أبي، ثنا أبو عبيدة، عن عاصم الأحول، وثابت، عن أنس، عن النبي سمع رجلاً يدعو اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام أن تغفر لي، قال رسول الله: "إنه دعا الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب" (37).
وهذا السند فيه: أبو عبيدة وهو: سعيد بن زربي قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: عنده عجائب، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: ضعيف (38).
واختم كلامي حول هذا الطريق بعدم ثبوت هذه اللفظة فيه.
خامساً: حديث أبي ذر:
أخرج الحاكم: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، قال: ثنا جدي، قال: ثنا كثير بن يحيى، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي قال: "فلان في النار ينادي يا حنان يا منان".
قال أبو عوانة: قلت للأعمش سمعت هذا من إبراهيم؟ قال: لا حدثني به حكيم بن جبير عنه (39).
وهذا السند فيه حكيم بن جبير: قال أحمد بن حنبل فيه: ضعيف الحديث مضطرب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال يعقوب بن شيبة: ضعيف الحديث، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: في رأيه شيء، قلت: ما محله قال: الصدق - إن شاء الله-، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث، له رأي غير محمود نسأل الله السلامة غال في التشيع، وقال البخاري: كان شعبة يتكلم فيه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك (40).
فهذا الراوي كما ترى الضعف بينٌ عليه من خلال كلام أهل العلم فيه.
وله شاهد من حديث سعيد بن جبير. قال أبو نعيم حدثنا أبي، ومحمد بن أحمد قالا: عن الحسن بن محمد، ثنا محمد بن حميد، عن يعقوب ابن عبدالله القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد قال: "إن في النار لرجلاً أظنه في شعب من شعبها ينادي مقدار ألف عام يا حنان يا منان فيقول رب العزة لجبريل يا جبريل اخرج عبدي من النار؛ فيأتيها فيجدها مطبقة فيرجع فيقول يا رب إنها عليهم موصدة، فيقول يا جبريل ارجع ففكها فاخرج عبدي من النار، فيفكها فيخرج مثل الخيال فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعراً ولحماً ودماً" (41).
ورواه ابن جرير الطبري في تفسيره فقال: حدثنا ابن حميد قال ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد قال في النار رجل في شعب من شعابها ينادي به نحوه (42).
وفي سند هذا الحديث: محمد بن حميد الرازي. قال فيه الذهبي: ضعيف لا من قبل الحفظ، قال يعقوب ابن شيبة: كثير المناكير، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو زرعة: يكذب،
وقال النسائي: ليس بثقة (43). انتهى. فالرجل ضعيف جداً.
سادساً: حديث جابر:
أخرج الخطيب البغدادي حديثه فقال: أخبرني محمد بن احمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ، حدثنا أبو جعفر أحمد بن حمدان العابد ببغداد، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم الضبي، حدثنا خالد بن يزيد العمرى، حدثنا بن أبي ذئب، حدثنا محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: عرض هذا الدعاء على رسول الله فقال: "لو دعي به على شيء بين المشرق والمغرب في ساعة من يوم الجمعة لاستجيب لصاحبه لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام" (44).
وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية بسنده ثم قال: هذا حديث لا يصح، قال يحيى- أي ابن معين-، وأبو حاتم الرازي: خالد بن يزيد كذاب (45).
سابعاً: حديث حذيفة:
أخرج الطبراني (46) فقال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني، قال: حدثنا أبو جعفر، قال حدثنا موسى بن أعين، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، عن النبي قال: "أنا سيد الناس يوم القيامة، يدعوني ربي عز وجل فأقول: لبيك، وسعديك، والخير في يديك، تباركت وتعاليت لبيك، وحنانيك، والمهدي من هديت، عبدك بين يديك، لا ملجأ ولا منجى منك إلاّ إليك تباركت وتعاليت". ثم قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ليث؛ إلا موسى. وأخرجه الحاكم (47)، وأبو نعيم (48). من طريق موسى بن أعين به.
وهذا السند فيه علتان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/403)
1 - ليث بن أبي سليم، قال ابن حجر: صدوق، اختلط جداً، ولم يتميز حديثه فترك (49).
2 - اختلف في رفعه ووقفه، والصواب وقفه. قال ابن رجب: يروى من حديث حذيفة مرفوعاً، وموقوفاً، وهو أصح (50).
ثامناً: أثر علي بن أبي طالب
أخرج الخطيب البغدادي هذا الأثر فقال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد ابن أكينة بن عبد الله التميمي من لفظه، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي ابن أبي طالب وقد سئل عن الحنان المنان فقال: الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال (51).
وفي هذا السند فيه علتان:
1 - عبد العزيز بن الحارث أبو الحسن التميمي الحنبلي قال فيه الذهبي: من رؤساء الحنابلة، وأكابر البغاددة إلاّ أنه آذى نفسه ووضع حديثاً أو حديثين في مسند الإمام أحمد قال ابن رزقويه الحافظ كتبوا عليه محضراً بما فعل كتب فيه الدارقطني وغيره نسأل الله السلامة. ثم ذكر له الذهبي حديثاً وقال: المتهم به أبو الحسن.
2 - أكثر أجداده لا ذكر لهم لا في تاريخ ولا في أسماء رجال. قاله الذهبي (52).
تاسعاً: أثر عروة بن الزبير
أخرج هذا الأثر أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه فقال: حديث عروة بن الزبير أنه كان يقول في تلبيته: لبيك ربنا وحنانيك. قال: حدثناه أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه (53).
وفي هذا السند أبو معاوية. قال فيه ابن حجر: ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره (54). انتهى. وهو هنا عن غير الأعمش، ومع ذلك فهو سند جيد.
عاشراً: أثر زيد بن عمرو بن نفيل ذكر ابن الجوزي في غريبه (55)، وأبو موسى المديني في الغريبين (56)، وابن الأثير في النهاية (57) كلهم بدون سند عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه قال: حنانيك يارب.
الحادي عشر: أثر الأسود بن يزيد أخرج أثره ابن سعد فقال: قال أخبرنا الفضل بن دكين، قال حدثنا شريك، عن الأعمش، عن خيثمة قال: كان الأسود يقول في تلبيته: لبيك وحنانيك (58).
وهذا السند فيه: شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي. قال فيه ابن حجر: صدوق يخطيء كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلاً فاضلاً عابداً شديداً على أهل البدع (59).
وخلاصة ما سبق: أن جميع الأحاديث السابقة، لا يصح منها شيء، وأمّا الآثار فأقواها أثر عروة بن الزبير، والأسود بن يزيد وهما من التابعين.
ولا يؤخذ مما سبق أن لفظ (الحنان) اسم لله تعالى.
وقد ذهب إلى أن لفظ (الحنان) من أسماء الله: السمرقندي في تفسيره (60)، والبيهقي في الأسماء والصفات (61)، وأبو نعيم في جزئه (62)، والغزالي (63)، وابن الجوزي (64)، وابن الأثير (65). والأدلة التي ذكرتها لا تؤيدهم.
وكثير ممن شرح أسماء الله الحسنى لم يذكر هذا الاسم، ولعلهم اعتمدوا على رواية الوليد ابن مسلم.
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام مالك أنه كره للداعي أن يقول: ياسيدى ياسيدي، وقال: قل كما قالت الأنبياء يا رب يارب يا كريم، وكره أيضاً أن يقول: يا حنان، يا منان. فإنه ليس بمأثور عنه (66).
وقال الخطابي: ومما يدعو به الناس خاصهم وعامهم، وإن لم يثبت به الرواية عن رسول الله: الحنان.
وقال القرطبي في شرحه لهذا الاسم: لم يرد في القرآن ولا في حديث صحيح، بل ورد في طرق لا يعول عليها (67).
وقد قرأت هذا البحث على شيخنا الشيخ عبدالله بن قعود فقال: الذي أدين الله به أنها صفة لله تعالى، والدليل قوله تعالى: وحنانا من لدنا 13 {مريم: 13}.
وكذا ذكر لي الشيخ محمد بن عثيمين عندما سألته عن هذه اللفظة فقال: إنها صفة لله تعالى.
وكذا ذهب الشيخ بكر أبو زيد فقال: ليس من أسماء الله - سبحانه- " الحنَّان" بتشديد النون، ومعناه: ذو الرحمة، لذا فلا يقال: "عبدالحنان" وإنما هو صفة لله تعالى معنى الرحيم، من الحنَان - بتخفيف النون - وهو الرحمة، قال تعالى: وحنانا من لدنا 13 {مريم: 13} أي رحمة منا (68).
وهذا الصواب في هذه اللفظة أنها صفة لله، ولا يمكن أن يؤخذ منها الاسم، كما هو مقرر عند أهل العلم أن كل اسم صفة، وليس كل صفة اسماً؛ لذا لا يسمى "عبدالحنان" والله أعلم.
الهوامش:
(1) مدارج السالكين: (1 - 125).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/404)
(2) شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل ص: (270).
(3) إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات ص: (308).
(4) لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية: (1 - 124 - 25).
(5) صحيح البخاري رقم الحديث (2736)، (6410)، وصحيح مسلم رقم الحديث (2677).
(6) الحاكم في المستدرك على الصحيحين (1 - 17).
(7) الأمالي المطلقة ص: (244).
(8) الأسماء والصفات ص: (7).
(9) أخرج طريق معمر الإمام أحمد في مسنده (2 - 267)، ومسلم في صحيحه رقم الحديث (2677).
(10) الضعفاء الكبير (3 - 15).
(11) تفسير القرآن العظيم (2 - 269).
(12) فتح الباري (11 - 215).
(13) نوادر الأصول في أحاديث الرسول (2 - 36) بدون سند حسب النسخة المطبوعة، وذكر الإسناد والحديث تاماً السيوطي في كتابه الكشف عن مجاوزة هذه الأمة، وهو في الحاوي للفتاوى 2 - 249.
(14) تقريب التهذيب ص: (541).
(15) تقريب التهذيب ص: (464).
(16) مسند أحمد (3 - 230).
(17) مسند أبي يعلى (7 - 214)، رقم الحديث: (4210).
(18) شعب الإيمان رقم الحديث: (315).
(19) الأسماء والصفات ص: (84).
(20) شرح السنة (7 - 525).
(21) التوحيد، رقم الحديث: (479).
(22) حسن الظن بالله، رقم الحديث: (108).
(23) القول المسدد ص: (35).
(24) المغني في الضعفاء (2 - 793).
(25) تقريب التهذيب ص: (576).
(26) صحيح ابن حبان، رقم الحديث: (890).
(27) الأحاديث المختارة، رقم الحديث: (1884).
(28) السنن الصغرى: (3 - 52).
(29) شرح السنة، رقم الحديث: (1258).
(30) مسند أحمد: (3 - 158 - 245).
(31) الدعاء، رقم الحديث: (116).
(32) سنن أبي داود، رقم الحديث: (1495).
(33) الأدب المفرد، رقم الحديث: (705).
(34) الأحاديث المختارة، رقم الحديث: (1885).
(35) المجروحين: (3 - 132).
(36) ميزان الاعتدال: (4 - 474 - 476).
(37) الكامل: (/3 368).
(38) ميزان الاعتدال: (2 - 136).
(39) معرفة علوم الحديث ص: (105).
(40) انظر تهذيب التهذيب لابن حجر: (2 - 383).
(41) حلية الأولياء: (4 - 285).
(42) جامع البيان: (30 - 190).
(43) المغني في الضعفاء: (2 - 573).
(44) تاريخ بغداد: (4 - 116).
(45) العلل المتناهية: (2 - 362).
(46) المعجم الأوسط: (2 - 9)، رقم الحديث: (1058).
(47) المستدرك على الصحيحين: (4 - 617).
(48) حلية الأولياء: (4 - 349).
(49) تقريب التهذيب ص: (464).
(50) في كتابه شرح حديث لبيك اللهم لبيك ص: (26).
(51) تاريخ بغداد: (11 - 32).
(52) ميزان الاعتدال: (2 - 624).
53) غريب الحديث: (4 - 400).
(54) تقريب التهذيب ص: (475).
(55) غريب الحديث: (1 - 248).
(56) المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث: (1 - 514).
(57) النهاية في غريب الحديث: (1 - 453).
(58) الطبقات الكبرى: (6 - 72).
(59) تقريب التهذيب ص: (266).
(60) تفسيره بحر العلوم: (1 - 584).
(61) الأسماء والصفات ص 84.
(62) جزء فيه طرق حديث "إن لله تسعة وتسعين اسما" مخطوط.
(63) في المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى ص: (172).
(64) غريب الحديث: (1 - 248).
(65) النهاية في غريب الحديث: (1 - 453).
(66) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: (1 - 224).
(67) الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلا: (1 - 265).
(68) معجم المناهي اللفظية ص: (240 - 241).
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[22 - 03 - 08, 03:42 م]ـ
شكرا لك .... جزاك الله خيرا
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[02 - 04 - 08, 07:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخ مختار
ولعلك - من باب تتميم الفائدة - تذكر لنا من عد هذا الاسم من أسماء الله تعالى من علماء الأمة السابقين
فإني أذكر -والعهد بذلك بعيد - أن من أهل العلم السابقين من عده من الأسماء
نعم، أتفق معك فيما ذكرت ونقلت - حفظك الله -، ولكن كلامي حول تتميم النقل
وجزاك الله خيرا على الإفادة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 04 - 08, 01:08 ص]ـ
سلمكم الله
وعافاكم
و سددكم و نفع بكم
ويرفع للمذاكرة
ـ[ابو مونيا]ــــــــ[03 - 05 - 10, 04:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخ مختار
ولعلك - من باب تتميم الفائدة - تذكر لنا من عد هذا الاسم من أسماء الله تعالى من علماء الأمة السابقين
فإني أذكر -والعهد بذلك بعيد - أن من أهل العلم السابقين من عده من الأسماء
نعم، أتفق معك فيما ذكرت ونقلت - حفظك الله -، ولكن كلامي حول تتميم النقل
وجزاك الله خيرا على الإفادة
قال هرم بن حيان [ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم]
ـ[أبو يوسف التخمارتي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 01:34 ص]ـ
بارك الله فيك أخي وجزاك الله خيرا
ـ[أم عمران السلفية]ــــــــ[05 - 05 - 10, 12:58 م]ـ
جزاكم الله خير على ماقدمتم
ـ[ابو ربا]ــــــــ[09 - 05 - 10, 07:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/405)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - 05 - 10, 02:54 م]ـ
قول الشيخ بكر - رحمه الله تعالى رحمة واسعة - فيما نقلت (ليس من أسماء الله - سبحانه- " الحنَّان" بتشديد النون) فيه نظر كبير كبير. . فليس كل ما لا يعرف ثبوته من الأسماء ينفى كونه منها! فإنه من المعلوم أن أسماء الله تعالى لا تنحصر في الوارد في الكتاب والسنة فقط. بل منها ما علمه الله أحدا من خلقه، ومنها ما استأثر الله في علم الغيب عنه. فالجزم بأن هذا الاسم ليس من أسماء الله الحسنى: جزم لا دليل عليه. والنافي عليه الدليل كما أن المثبت عليه الدليل.
بل الصحيح أن يقال: (لم يثبت بدليل صحيح أن الحنان - بتشديد النون - من أسماء الله تعالى). والله أعلم.(47/406)
مارأيكم بهذه الأبيات هل فيها قدح في العقيدة.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[22 - 03 - 08, 11:44 ص]ـ
إخواني الأفاضل:
قد سألني اثنان من رعايا التسجيلات الإسلامية عن قصيدة ستباع في الأسواق
هل فيها قدح في العقيدة لأننا نخاف أن يكون المقصود منها نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وهي لعبدالرحمن الحداد رحمه الله (متصوف) وهاكم القصيدة:
الا يالله بنظرة من العين الرحيمه. .. تداوي كل مابي من امراض سقيمة ..
الا يالله بنظرة من العين الرحيمه ... تداوي كل مابي من امراض سقيمة ..
الا ياصاح ياصاح لا تجزع وتضجر .. وسلم بالمقداير لكي تحمد وتؤجر ..
الا يالله بنظرة من العين الرحيمه ... تداوي كل مابي من امراض سقيمة ..
الا يالله بنظرة من العين الرحيمه ... تداوي كل مابي من امراض سقيمة ..
وكن صابر وشاكر .. الله يالله بنظرة ...
تكن فايز وظافر .. الله يالله بنظرة ..
ومن اهل السراير ... الله يالله بنظرة ..
.رجال الله من كل ذي قلب منور ...
مصفى من جميع الدنس طيب مطهر ..
الا يالله بنظرة من العين الرحيمه ... تداوي كل مابي من امراض سقيمة ..
الا يالله بنظرة من العين الرحيمه ... تداوي كل مابي من امراض سقيمة ..
وذي دنيا دنيه ..
حوادثتها كثيرة ..
.ومدتها قصيره ..
.وعيشتها حقيرة ..
الا يالله بنظرة من العين الرحيمه ... تداوي كل مابي من امراض سقيمة ..
الا يالله بنظرة من العين الرحيمه ... تداوي كل مابي من امراض سقيمة ..
تفكر في فناها .... الله يالله بنظرة ....
وفي كثره عناها ... الله يالله بنظرة ...
وفي قله غناها ... الله يالله بنظرة .....
فطوبي ثم طوبى لمن منها تحذر ..
وطلقها وفي طاعه الرحمن شمر ...
الا يالله بنظرة من العين الرحيمه ... تداوي كل مابي من امراض سقيمة ..
الا يالله بنظرة من العين الرحيمه ... تداوي كل مابي من امراض سقيمة ..
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[22 - 03 - 08, 01:22 م]ـ
اعتقد أن المشكلة في قراءة الأبيات، و تقرأ هكذا:
وكن صابر وشاكر الله يالله بنظرة ...
تكن فايز وظافر الله يالله بنظرة ..
ومن اهل السراير الله يالله بنظرة ..
تفكر في فناها الله يالله بنظرة ....
وفي كثره عناها الله يالله بنظرة ...
وفي قله غناها الله يالله بنظرة .....
فهكذا لن يتستقيم الجملة و لن يستقيم المعنى، و الله تعالى أعلم
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 10:20 م]ـ
الإشكال عندي ا أخي هو في أمرين:
1) قوله (ألا يالله بنظرة من العين الرحيمة ... ) فإذا كان المقصود منها المولى جل جلاله فالباء هل هي مناسبة في السياق .. إلا أن يكون لها معنى بلاغي لا أعرفه.
2) إذا قلنا المقصود المولى جل جلاله فهل الصوفية يطلقون لفظة العين وأيضا لفظة تداوي عليه سبحانه.
وبارك الله فيك أخي على التعليق.(47/407)
المذهب الحق في الأسماء والصفات ((نظمت ثلاثة أبيات في بيان مذهب أهل السنة والجماعة))
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[22 - 03 - 08, 07:24 م]ـ
نظمت ثلاثة أبيات في بيان مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات:
مذهبنا في الأسماوالصفاتِ ..... إمرارها من غيرتأويلاتِ
من غير تشبيهٍ ولا تمثيلِ ..... وغير تكييفٍ ولا تعطيلِ
هذا هو الحق الذي قد ضلاَّ ... أكثر من دان له وصلاَّ
فما رأيكم فيها؟؟؟؟
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[22 - 03 - 08, 08:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وثلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
جزاك الله خيرا أخي، لكن لو كانت تخضع للوزن والقافية لكان أفضل.
ـ[حمد الهاشمي]ــــــــ[22 - 03 - 08, 08:56 م]ـ
رجز الفقيه غاية في الحسنِ ... ضمّنها أصولَ أهل اليُمْنِ
في بابة الأسماء والصفات ... موصولة بالفوز والنجاة
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[23 - 03 - 08, 12:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وثلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
جزاك الله خيرا أخي، لكن لو كانت تخضع للوزن والقافية لكان أفضل.
أرجو التوضيح, ولك الشكر الجزيل ..
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[28 - 03 - 08, 12:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
قلت: يعني لو كان البيتان المذكوران في الأسماء والصفات لهما وزن (الأوزان الشعرية) مع القافية لكان أحسن لأنهما لا يخضعان للوزن.
إشارة فقط.
شكرا على جهدك.
ـ[أبو عبد الرحمن البعداني]ــــــــ[28 - 03 - 08, 12:37 ص]ـ
وفقكم الله ونفع بكم أما مضمون الأبيات فحق نؤمن به، وأما الأبيات فهي شيء يشبه الشعر! وهو إلى غيره أقرب
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[11 - 04 - 08, 07:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذه الأبيات التي نظمها الأخ الأستاذ الكريم سامي الفقيه الزهراني، وهي قوله:
نظمت ثلاثة أبيات في بيان مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات:
مذهبنا في الأسماوالصفاتِ ..... إمرارها من غيرتأويلاتِ
من غير تشبيهٍ ولا تمثيلِ ..... وغير تكييفٍ ولا تعطيلِ
هذا هو الحق الذي قد ضلاَّ ... أكثر من دان له وصلاَّ
فما رأيكم فيها؟؟؟؟ انتهى قوله حفظه الله.
قلت: قد كنت أوردت ردين عليها، قلت فيهما أنها لا تخضع للوزن الشعري العربي، وما ذلك إلا لِوَهَلٍ مني وغلط، ولم أبال بالخطأ إلا بعيد أن تحدث معي الأخ سامي نفسه (ناظم الأبيات) عبر البريد الاكتروني، وناقش معي ذلك فكنت على خطأ من أمري، وقد اعتذرت له شخصيا ولكن أمرني أن أكتب ذلك هنا.
فأنا أعتذر عن خطئي، ولا أحد يا إخواني يسلم من الزلل، حفظنا الله وإياكم، وقد قال الحريري رحمه الله في آخر أبيات الملحة:
إِن تجِدْ عَيْباً فسَددِ الخَلَلا ...... جَل منْ لا عيْبَ فيه وعَلا
ولذلك، لا يحقرن أحد أحدا لمجرد الغلط أو غيره، ولا يتيهن أحد عن الطريق تبعا لمن قبله، ولا يأخذن بقوله إلا بعد أن يسبره ويعيد النظر فيه.
فلقد رأيت أحد الإخوة وهو الأخ عبد الرحمن البعداني قد تابعني وقال (أما مضمون الأبيات فحق نؤمن به، وأما الأبيات فهي شيء يشبه الشعر! وهو إلى غيره أقرب).
قلت: وهو على خطإ يرحمه الله، وما قوله هذا إلا لأنه تابعني على خطئي، ولذلك أنا أنصح كل الاخوة الكرام إذا أخطأ أحدكم فليتعجل الاصلاح قبل أن تزل بقوله أفواه، فيصبح داعية للشر وفاتحا لبابه والعياذ بالله.
وأخيرا أيضا أعتذر للأخ الأستاذ سامي الفقيه الزهراني فإن أبياته تامة رائعة عقيدتها سالمة، تابعة لأهل السنة والجماعة، نظمها على بحر الرجز، الذي وزنه:
مستفعلن مستفعلن مستفعلن×2
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 02:01 ص]ـ
رجز الفقيه غاية في الحسنِ ... ضمّنها أصولَ أهل اليُمْنِ
في بابة الأسماء والصفات ... موصولة بالفوز والنجاة
وفقك الله أخي و زادك توفيقا آمين.(47/408)
من أوصاف الجاهلية
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[23 - 03 - 08, 12:24 م]ـ
من أوصاف الجاهلية.
بقلم / محمد جلال القصاص
كانت الجاهلية تحب الحبيب محمدا صلى الله عليه وسلم. . . تحبه وهو لا يعكف على أصنامهم، ولا يشهد مشاهدهم، ولا يستقسم بأزلامهم. . . تحبه وهو يفيض في الحج من عرفة لا المزدلفة مثلهم، تحبه وهو يتعبد الليالي ذوات العدد في غار حراء. و حين قال لهم " إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ". " قولوا لا إله إلى الله تفلحوا " سَبُّوه وآذوه وفي الشِّعْبِ حاصروه، ثم أخرجوه وقاتلوه.
وصالح عليه السلام يناديه قومُه (قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا) (هود: 62) ومعلوم أن صالحا ـ عليه السلام ــ لم يكن مرجوا لمشاكلته قومه وإنما لحسن سيرته بينهم. . . أحبو صدقه وأمانته وحسن فعاله، وحين تكلم بالرسالة راح رجاءهم وجاء تهديدهم وتكذيبهم.
وموسى عليه السلام تربى في قصر فرعون، وبالطبع لم يكن على دين فرعون، وما آذاه فرعون ولا سعي في قتله حتى تكلم بالرسالة فكان ما كان.
وهذا حال الأنبياء جميعهم، فالصحيح عند أهل العلم أن العصمة ثابتة لأنبياء الله قبل وبعد البعثة النبوية. ومع ذلك لم تبدأ العداوة بين نبي وقومه إلا بعد أن بدأ يتحرك لتغير واقع الجاهلية.
فالجاهلية ما كانت تعبأ بشخص صالح، وإنما بشخص مُصلح. بل هي تفرح بالصالحين المنشغلين بأنفسهم. . . تنظر إليهم بعين الاحترام والتوقير ... ترجوهم وتخلع عليهم أرفع الألقاب ــ الصدق والأمانة مثلا ــ أما حين يتحركون لتغير الأوضاع في المجتمع حينها تشتد الجاهلية وتتنكر لكل معروف عندها قبل غيرها. وتبذل كل جهدها في الحفاظ على مجتمعها.
فرعون ينادي في قومه " (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) (غافر: 26)
والدين هو الحال ُ التي يكون عليها القوم، يقول بن كثير في تفسير الآية: (يَخْشَى فِرْعَوْنُ أَنْ يُضِلّ مُوسَى النَّاس وَيُغَيِّرَ رُسُومَهُمْ وَعَادَاتهمْ).
فأخشى ما يخشاه فرعون هو أن تتغير عادات القوم وتقاليدهم.
وتدبر هذا الموقف من قوم نبي الله لوط ـ عليه السلام ـ حين أراد أن يغير مجتمعهم القذر أنظر بما أجابوه قال الله تعالى:
" وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ. أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ. فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ " [النمل: 54ــ 56]
ونبي الله شعيب لم يحمل سلاحا ولم يعلن جهادا على الكفر وأهله بل أخذ بمبدأ المسالمة والتغيير بالكلمة " وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وطائفة لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ [الأعراف: 87].
ولكن الجاهلية لا تطيق كل محاولات التغيير حتى التي لا تتبنى مبدأ القتال سبيلا للتغير: " قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ... " [الأعراف: 88].
فمنطق الجاهلية مع كل الحركات الإصلاحية الجادة: " لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا " هذا هو قول جميعهم كما يحكيه ربنا تبارك وتعالى على لسان كل الجاهليات من يوم كانوا إلى حين نزول القرآن: " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ... ) [إبراهيم: 13].
هذا هو منطقهم جميعهم ـــ قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم ــــ كما نصت الآية السابقة لهذه الآية. . . لم تستثن الآية أحدا.
والمقصود هو بيان أن:
ـــ أن الجاهلية مجتمع ذو عادات وسلوك، وهي تحافظ على مجتمعها وسلوكها ضد كل محاولات التغيير. وهي تتنكر لكل الأعراف والقوانين التي سنتها هي لتسير عليها حين ترى في الأفق بشائر التغيير. وفي هذا إشارة واضحة إلى أنه لا بد من المواجهة بين الجاهلية وكل حركات التغيير الجادة، وأن (القنوات الشرعية) ضيقة مسدودة لا يمكن الوصول منها إلى المجتمع الصالح الذي يريده الله ورسوله. فالجاهلية تقف غير بعيد تخاطب السائرين في (القنوات الشرعية) وغير (الشرعية) بما قالته كل الجاهليات من قبل " لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا " وحينها إما أن تسييس حركات (الدعوة السلمية) التي تسيير في قنوات الجاهلية الشرعية وبالتالي تسلك السبل التي تضلها عن الصراط المستقيم فتتبنى خطابا مَدَنِيّا، وتراعي حق (الآخر) الذي لا يرضى أبدا أن يكون مواطنا من (الدرجة الثانية) كما أمر الله ورسوله، والذي يطالب بمساحة واسعة من حرية إقامة الكنائس و (التبشير) بكفره بين أظهر المسلمين. وإما أن تتصادم مع الجاهلية وتقف في وجهها.
ـ هذا هو ما يقوله تاريخ الصراع بين الحق والباطل منذ تحرك ركب الإيمان ... من نوح إلى محمد عليهما الصلاة والسلام.
والحال اليوم هو هو بأم عينه، فالصالح في نفسه الذي أغلق عليه باب داره، وترك مال كسرى لكسرى ومال لله لله، تحمله الجاهلية على رأسها. و (المشاكس) الذي لا تتعدى مشاكسته (القنوات الشرعية) تتفهم الجاهلية أحواله ولا تصطدم معه إلا حين يخرج من (القنوات الشرعية)، وفقط يكون صدامها معه من أجل ضبطه وحمله على عدم الخروج من (القنوات الشرعية).
بل أحيانا ـ وتدبر معي ـــ تكون هذه النوعية من الصالحين في أنفسهم التاركين لغيرهم نوع من الدعامات أو قل من الحُلِي التي تتزين بها الجاهلية، فهي تدعي التسامح والحرية ومراعاة شعور (الآخر) وتستدل على ذلك بوجود هذا النوع من الطيبين بين أظهرها.
فهل يعقل قومنا؟!
محمد جلال القصاص
مساء الأحد 04/ 12 /2005
الموافق 2/ 11 / 1426هـ(47/409)
المؤول وخرطوم الفيل
ـ[أبو السها]ــــــــ[23 - 03 - 08, 02:00 م]ـ
يقول العلماء:
" مثل المؤول في باب الأسماء والصفات كمثل أعمى صار مبصرا ساعة من الزمان ثم عاد أعمى، ولم ير في تلك الساعة- من إبصاره - إلا خرطوم فيل، فكان إذا قيل له: هذه سفينة أقبلت من البحر، قال: كيف هي بالنسبة إلى خرطوم الفيل؟، أو إذا قيل له: هذا جمل أو ناقة، قال: كيف هما بالنسبة إلى خرطوم الفيل؟ ... وهكذا، لأنه لم ير في حياته إلا خرطوم الفيل.
وهكذا بالنسبة إلى المِِؤولين، فإنهم لما لم يروا إلا صفات النقص والعجز والضعف والوهن في المخلوقين فإنهم توهموا صفات الخالق العظيم مثلها فهربوا إلى التأويل تنزيها-زعموا-للخالق عز وجل، فأدى بهم إلى التعطيل في أبشع صوره"
استفدته من الشيخ علي بن حسن الحلبي- حفظه الله- الشريط:8، من شرح السنة للبربهاري
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 11:03 م]ـ
سمعتها من الشيخ الزنداني حفظه الله بلفظ ولم ير في تلك الساعة- من إبصاره - إلا راس ديك
فاذا قيل له: هذه سفينة أقبلت من البحر، قال: كيف هي بالنسبة إلى راس الديك(47/410)
فوائد عقدية تأصيلية من دروس الشيخ الحازْمي حفظه الله تعالى الحلقة 1 و 2و 3و 4
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:12 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صخحبه و من اتبع هداه أما بعد:
فمما لا شك فيه أن علم الإعتقاد من أعظم ما يتنافس فيه المتنافسون و لدراسته شمر ساعد الجد المشمرون و إن من أعظم أصوله توحيد الباري جل و علا و تحقيق العبودية له سبحانه و تعالى و التفقه فيه دليل على النباهة و عنوان على إرادة الله تعالى بعبده الخير و لست في مقام التنويه به و بفضله فقد أفاض أهل العلم في ذلك و لكن حسبي في هذا المقام أن أزبر ببناني مسائل من كتاب التوحيد من شرح لشيخ فاضل ألا و هو الشيخ أحمد بن عمر الحازْمي حفظه الله تعالى و هو شرح ابتدأ فيه الشيخ بُعَيْدَ رمضان الماضي و لا يزال حفظه الله تعالى و لما رأيت عنايتي فيه أحببت أن أشرك القراء بما استفدته من مسائل جليلة نفيسة و الله أسأل و عليه ثقتي و هو المعول أن يوفقني و القراء لما فيه رضاه و أن ينفّعنا بهذا الشرح الذي هو من زبد العلم و أصوله و لقد أفاض فيه الشيخ حفظه الله تعالى و حلّى الشرح بتأصيلات قلّ من يتنبّه لها و هذه الحلقة الأولى و فيها درسان و الحمد لله رب العالمين.
الدرس الأول:
1 - رفع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى راية العلم و الجهاد و ردّ على شبه أهل الشرك و العناد و محاسنه أكثر نمن أن تحصر و أشهر من أن تذكر.
2 - تمتاز رسائله رحمه الله تعالى بالسهولة لإنه أراد أن يخاطب بها الناس عامة و علماء لأن الشرك كان قد فشى عند العلماء فصلا عن العامة.
3 - كتاب التوحيد و فيه مسائل:
أ - اسمه: كتاب التوحيد.
ب - شبب تأليفه: ما فشى في نجد من الشرك و قد ذكر ذلك الشيخ عبد اللطيف رحمه الله تعالى في الدرر فالمجدد رحمه الله تعالى ألفه لدعوة الناس إلى توحيد الله عز وجل لأن عصره كان عصرا انطمست فيه معالم الدين الذي هو توحيد الله رب العالمين.
ت - موضوعه: من حيث التراجم ذكر المجدد جميع أقسام التوحيد لكنّ النصيب الأوفر كان لتوحيد العبادة و إن أكملنا العنوان اتّضح مراد المؤلّف من التأليف و إن اختصرنا العنوان فتكون أل للعهد الذهني و هو التوحيد الذي وقع النزاع فيه بين الرسل و أقوامهم.
ث - منهج الكتاب: إشتمل على 67 بابا على خلاف بين أهل العلم فمنهم من قال بأنه 66 بابا و الخلاف في الباب الأول هل هو ما صدّر به المؤلف كلامه أم أنه باب: " باب فضل التوحيد و ما يكفر من الذنوب " و الصواب و الأقرب أن المصنف اعتبره بابا خاصا و أن المقدمة هي الباب الأول و هي " باب وجوب التوحيد أو باب بيان حكم التوحيد " و ذلك لوجوه:
1 - ما ذكره رحمه الله تعالى كما في تاريخ نجد من تفاضل الناس في العلم و التوحيد حيث قال لبعض تلاميذه:" و هذه المسألة من أكثر ما يكرّر عليكم و هي التي بوّب لها الباب الثاني في كتاب التوحيد " فهذا نصّ لا يعدل عنه.
2 - أنه جعل لهذا الباب مسائل فعامله كغيره من الأبواب.
3 - نصّ الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله تعالى على ذلك لما ذكر وجه المناسبة بين المقدّمة و بين باب فضل التوحيد.
4 - أنه هو الذي يفهم عند المطابقة بينه و بين نصّ الإمام السابق المذكور في التاريخ.
4 - لم يأت المصنّف رحمه الله تعالى بالحمدلة مع ورود الأثر فيها و إن كانت هذه الآثار لا تخلو من مقال و يحتمل أن المصنّف رحمه الله تعالى قد نطق بالشهادة و الحمدلة و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم البداءة الواردة في الحديث تشتمل البداءة القولية و الخطيّة و اقتصر على البسملة لأنها من أبلغ الثناء و الذكر و كذلك للخبر و كان النبي صلى الله عليه و سلم يقتصر عليها في مراسلاته فهي سنّة فعلية ثابتة و هذا رواه البخاري في صحيحه و أحجرى كتابه مجرى الرسائل إلى أهل العلم و عادة المصنّف أنه يباشر الناس بالفائدة و هذا يعنون له البعض: ترك التشهد و الحمد تعجيلا للفائدة خاصة العوام و أشباه العوام لأنهم قد يملّون و قال حفيده الثاني وقع لي نسخة من خطّه رحمه الله بدأ فيها بالبسملة و ثنّى بالحمدلة و صلى فيها على النبي صلى الله عليه و سلم
-الأبواب الستّة تعتبر كالمقدمة لما بعدها من الأبواب.
الدرس الثاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/411)
1 - كتاب التوحيد: مركّب إضافي و هناك لطيفة عند أهل العلم و هي أن المركّب الإضافي لا تحصل به تمام الفائدة لأنه جزء و هنا هذه التراكيب حصلت بها الفائدة مع كونها لا يوجد معها فيما يظهر مسند لأن الكلام حتى يكون كلاما لا بد أن يكون فيه مسند و مسند إليه فكيف حصلت بهذه التراكيب الفائدة؟
و الجواب: أنه لا بدّ من تقدير محذوف و هذا المحذوف يقال عنه بأنه: جائز الحذف واجب التقدير: واجب التقدير من أجل تصحيح الكلام و جائز الحذف: لأن الفائدة لا تتخلف عن ذهن السامع إذا حذف.
2 - قاعدة بيانية تتعلق بما ذكر: إذا دار الأمر بين أن يكون المحذوف هو المبتدأ أو الخبر فالمرجّح عند البيانيين أن يكون المحذوف هو المبتدأ.
3 - كتاب من حيث الصناعة الصرفية: كتاب على وزن فعال بمعنى مفعول و المشهور عند أرباب التصنيف و الحواشي و الإعراب: أنه من باب إطلاق المصدر و إرادة المفعول و كتاب مصدر و هو من المصادر السيالة التي توجد شيئا فشيئا لأنها متعلقة بحدث متدرّج فمدلول كتاب لا يحصل دفعة واحدة و مادته تدور كيفما تصرفت على معنى واحد و هو الجمع و الضمّ.
4 - موضوع الكتاب: يقول الشيخ ابن قاسم رحمه الله تعالى في حاشيته: " هذا مكتوب جامع لخصائص التوحيد و مكملاته و ما ينافيه من الشرك الأكبر أو ينافي كماله الواجب من الشضرك الأصغر أو البدع القادحة في التوحيد أو المعاصي المنقصة للتوحيد و بيان الوسائل و الذرائع الموصلة إلى الشرك و المقرّبة منه بالبراهين القاطعة من الكتاب و السنة و أقوال سلف الأمة ".
5 - التوحيد مادته (و ح د) تدلّ على معنى و هو: الإنفراد
و التوحيد: جعل الشيء واحدا يقول الله تعالى: " أجعل الآلهة إلها واحدا " هذا ما فهمه المشركون لما سمعوا لا إله إلا الله.و معنى الآية: جعل الإله في اعتقاده واحدا.
6 - فائدة مهمّة: المقصود من وزن التفعيل:" توحيد " نسبة لا للجعل بمعنى: جعلتَ الله واحدا أي نسبته للوحدانية لا أنك جعلته واحدا لأن هذه صفة و لا تأثير للمخلوق فيها و الوحدانية صفة لا بجعل جاعل و لا بفعل و المراد بالجعل: الجعل القلبي فالإشراك جعل الأنداد مع الله إنما هو من جهة المكلف في قلبه و اعتقاده فالمراد بالتوحيد هنا: نسبة الله للوحدانية اعتقادا ثم العمل بمقتضى هذه الوحدانية و قد عرّج على هذا المعنى السفاريني رحمه الله تعالى و قول واضح و مقبول.
7 - معنى التوحيد لا يتحقق في لسان العرب إلا بركنين: الإثبات و النفي و هو إفراد الله بما يختص به من الربوبية و الألوهية و الأسماء و الصفات و قد ذكر شيخ الإسلام لفظ الإختصاص في فتاويه و متعلق الإفراد: الألوهية و الربوبية و الأسماء و الصفات.
8 - مادة (ع ق د) تدل على التأكيد و العزم و الإستيثاق.
9 - أقسام التوحيد: من العلماء من قسّم التوحيد إلى قسمين و منهم و هو الشائع من قسّمه إلى ثلاثة أقسام و لا تعارض بين القسمتين لأن مورد القسمة يختلف بالنظر إلى الرب جل و علا و بالنظر إلى فعل المكلّف.
10 - الصحيح و المعوّل عليه أن تقسيم التوحيد: حقيقة شرعية فلا يجوز فيها الخلاف و لا مدخل للإصطلاح فيها و دليل ذلك التتبع و الإستقراء من نصوص الوحيين و التنصيص على العدد لا يغيّر الحقيقة و قد نص على هاتين القسمتين جمع من السلف كابن بطة و الطبري و ابن منده و شيخ الإسلام و ابن القيم و غيرهم رحمة الله على الجميع و يتفرع على كونه حقيقة شرعية أنه لا يجوز إحداث قسم رابع للتوحيد و ليس مع من أنكر تقسيم التوحيد أي مستند شرعي و لا نقل سلفي.
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:13 ص]ـ
الدرس الثالث:
1 - هناك فروق بين توحيد الربوبية و توحيد الألوهية و هذا التفريق مهم لأنه يحتاج إليه في مقامين:
أ – مقام فهم النصوص.
ب- ردّ شبه المعارض لأن أهل البدع حصل منهم الخلط الشديد و النزاع الواضح في فهم معنى التوحيد.
2 - الفروق هي كالآتي: نجملها في ثمانية فروق:
الفرق الأول: الإختلاف في الإشتقاق فالربوبية من الرب و الألوهية من الإله و من أعظم الخطأ عند الأشاعرة بل هو أصل ضلالهم في هذا الباب تفسيرهم للإله بمعنى الرب و هذا باطل شاهده قول الله تعالى: " قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/412)
الفرق الثاني: متعلَّق الربوبية الأمور الكونية (الإحياء الإماتة الرزق ... إلخ) و متعلَّق الألوهية الأفعال و الأوامر لأن مردّه فعل المكلف.
الفرق الثالث: توحيد الربوبية أقرّ به المشركون غالبا و توحيد الألوهية أنكره المشركون أصلا و فرعا.
الفرق الرابع: أن توحيد الربوبية مدلوله علمي يقوم بالقلب قال شيخ الإسلام في خاتمة التدمرية: " .. هذا القسم العلمي الدائر بين التصديق و التكذيب من جهة المكلّف " و توحيد الألوهية مدلوله عملي فهو قسم عملي دائر بين التصديق و التكذيب من قبل فعل المكلف.
الفرق الخامس: توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية فهو خارج عنه لا يدخل فيه إلا من جهة المعنى الشرعي و توحيد الألوهية متضمّن لتوحيد الربوبية لأن الربوبية هي بعض الألوهية.
الفرق السادس: توحيد الربوبية يسمّى توحيد المعرفة و الإثبات فمبناه عليهما و توحيد الألوهية مبني على القصد و الطلب.
الفرق السابع: توحيد الربوبية لا يدخل من آمن به في الإسلام إجماعا بخلاف توحيد الألوهية.
الفرق الثامن: توحيد الربوبية يوجب توحيد الألوهية و طريقة القرآن في الإحتجاج به على الألوهية بيّنة واضحة.
2 - هل الرسل دعت إلى توحيد الربوبية؟ و الجواب: نعم الرسل عليهم الصلاة و السلام دعوا إلى جميع أنواع التوحيد و لكن الخصومة حصلت في توحيد الإلهية.
3 - الأصل في الإنسان التوحيد و الكفر و الشرك طارئ عليه و الدليل على ذلك:
أ*- أن أول زمرة من بني آدم هو أبوهم عليه الصلاة و السلام و هو نبيّ و النبيّ موحد و الشرك حصل بعده.
ب*- عموم الأدلة الدالة على منها قوله تعالى: " كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ... " الآية و في الآية محذوف أشارت إليه الفاء.
ت*- أن الله فطر الناس على التوحيد " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها " و قوله صلى الله عليه و سلم من حديث عياض بن حمار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: " خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم و حرّمت عليهم ما أحللت لهم و أمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا " و قوله صلى الله عليه و سلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه و فيه: " ما من مولود يولد على الفطرة ... " الحديث و تأمل أن الحديث دال نصا على ذلك لأن من بعد ما تفيد التأكيد في التنصيص كما هو مقرر عند الأصوليين و الله أعلم.
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:13 ص]ـ
الدرس الرابع:
1 - المسلم هو من وحّد الله في أفعاله و وحّد الله هو بأفعاله بنفسه و المشرك من أشرك بالله سبحانه في أفعاله و أشرك هو بأفعاله بنفسه هذا تفريق مهم.
2 - شرع المصنف رحمه الله تعالى في هذه المقدمة في بيان حكم التوحيد و و جوبه و اختاره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
3 - المصنف رحمه الله تعالى لم يذكر بابا في التكتيب و لكن عامله معاملة الباب كما سبق.
4 - ساق قوله سبحانه و تعالى " و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون " " ما " نافية و " إلا " إيجاب يعبّر عنه بأنه استثناء لأن إلا في الأصل هي للإستثناء و قد تخرج عنه لغيره و "ما إلا " من صيغ الحصر بل هو أعلى درجات الحصر: و أدوات الحصر إلا إنما 000 حصر و تقديم كما تقدّما و لهذا جاءت في أعظم كلمة و هي كلمة االتوحيد (لا إله إلا الله) هذا فيه نفي و إثبات ففي هذه الآية حصر حكمة خلق العباد في العبادة و القصر: إثبات الحكم في المذكور و نفيه عما عداه.
5 - ما هو المذكور؟: المذكور: هم الجن و الإنس و ماذا ذكر معه؟: علّة الخلق فيكون المعنى: ما خلق الجن و الإنس إلا لحال و إلا لحكمة واحدة هي العبادة و ما عداها من اللهو و اللعب فهو منفي إما بالمنطوق و إما بالمفهوم على الخلاف عند الأصوليين و الآية نص واضح بيّن أن الله لم يخلق هذين العلمين إلا لعلة واحدة و هي عبادته جل و علا.
6 - الإستثناء في الآية: استثناء مفرّغ من أعمّ الأحوال و تقديره حينئذ يكون: بذكر لفظ الحال أو الشيء: ما خلقت الجن و الإنس لأي حال من الأحوال أو لأي شيء من الأشياء أو لأي حكمة من الحكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/413)
7 - معنى الآية: اختلفت أقوال أهل العلم و عباراتهم فيها و استشكل بعضهم العموم الوارد فيها و هو في قوله: الجن و الإنس " فهي عامة في جميع الثقلين فهل التعليل الوارد فيها هو تعليل عقلي بحيث يلازم فيه االمعلول العلة أم يراد به التعليل الشرعي الذي لا يلازم فيه المعلول العلة؟ حصل نزاع مبناه على تفسير هذه اللامو هذا يجري على أصل عقدي عند أهل السنة و هو إثبات التعليل في أفعال الرب جل و علا.
8 - قيل في معنى الآية: " و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون " إذا جعلنا العبادة هنا لازمة بأن كل إنس لابد أن يعبد و كل جن لا بد أن يعبد فلا بدّ من تقدير و هو: و ما خلقت الجن و الإنس ممن علم الله عز و جل بسابق علمه أنه يعبده إلا ليعبدون فحينئذ يخرج الكافر و من لم يكن مكلفا من كونه قد خلق و وجد على الأرض و لم يعبد الله عز وجل فيستقيم بهذا الحمل المعنى و إلا كان بدون هذا التقدير مخالفا للآية في الظاهر فيكون ثمة تعارض في الذهن قال بعض المفسرين: هو خاص فيمن سبق في علم الله أنه يعبده فجاء بلفظ العموم و معناه الخصوص فهو عام أريد به خصوص من حقق العبودية فيكون المعنى: و ما خلقت أهل السعادة من الجن و الإنس إلا لتحقيق العبودية و قد قال الله جل و علا: " و لقد ذرأنا لجهنّم كثيرا من الجن و الإنس " و الذي خلق لجهنم لم يخلق قطعا للعبادة فلا تعارض حينئذ فالكافر من الجن و الإنس لم يدخل في النص أصلا.
9 - قرأ ابن مسعود رضي الله عنه: " و ما خلقت الجن و الإنس من المؤمنين " و هي تدلّ على هذا المعنى الآنف الذكر.
10 - و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " و ما خلقت الجن و الإنس " إلا لآمرهم أن يعبدوني فأبقى النص على عمومه و من صحح هذا القول من أهل العلم جنح إلى أدلة أخرى منها قوله تعالى: " و ما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون " و الكفار كما هو متقرر في الأصول: مأمورون بالإجماع بأصول الشريعة و هذا القول لعلي رضي الله عنه رجّحه شيخ الإسلام ابن تيمية و الزجّاج و هو من أئمة اللغة رحمهما الله تعالى.
11 - و قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: إلا ليقرّوا بالعبودية طوعا و كرها و رجّح هذا القول ابن جرير رحمه الله تعالى.
12 - و عن مجاهد رحمه الله: إلا ليعرفوني و عنه: إلا لآمرهم و أنهاهم و عن زيد بن أسلم: هو ما جبلوا عليه من الشقوة و السعادة و عن الكلبي: إلا ليوحّدون و الكافر موحد و المؤمن موحد إلا أن المؤمن موحد في الرخاء و الشدّة و الكافر موحّد في الشدة دون الرخاء و هذا القول لا يخلو من نظر [لدلالة الأدلة على خلافه] و قال عكرمة: إلا ليعبدون و يطيعون فأثيب العابد و أعاقب الجاحد أي: ليذلّوا و يخضعوا و يعبدوا. فهذه أقوال على جهة التفصيل في معنى الآية.
13 - الصحيح قول علي رضي الله عنه قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: و يدل على هذا قوله
تعالى: " أيحسب الإنسان أن يترك سدى " قال الشافعي رحمه الله: لا يؤمر و لا ينهى.
14 - و الظاهر من اللام أنها شرعية فالمراد بالتعليل هنا العلة الشرعية و شيخ الإسلام رحمه الله تعالى ردّ على من جعل اللام عقلية في الآية.
15 - قدّم الله تعالى الجن على الإنس لأنهم أول من خلق.
16 - المجدّد رحمه الله تعالى فسّر العبادة بما لا تتم إلا به و هو التوحيد.
17 - ذكر الطبري رحمه الله تعالى عن ابن عباس في قوله: " إياك نعبد " إياك نوحّد و نخاف و نرجو يا ربنا لا غيرك.
و الله أعلم.
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:16 ص]ـ
طريقتي معاشر الإخوان هي أني أفرغ الشريط ثم أنضد الفوائد على شكل نقاط فيمكن اعتبار هذه الطريقة كمذكرات لكل درس يستطيع طالب العلم أن يحفظها لأن العلم بالحفظ كما لا يخفى.
و بعد فالعلم إذا لم ينضبط 0000 بالحفظ لم ينفع و من مارى غلط
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 06:39 م]ـ
بارك الله فيك ....... إلى الأمام
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[04 - 04 - 08, 07:56 م]ـ
السلام عليكم
أخي جزاكم الله خيراً
وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان ينفعنا
بما نتعلم
وأن يحفظ الشيخ أحمد عمر الحازمي
ويبارك فيك أخي محمد الحنبلي
والسلام
ـ[أبي عبدالله المكي]ــــــــ[05 - 04 - 08, 02:48 ص]ـ
جزاك الله خير(47/414)
ملامح الفرقة الناجية الطائفة المنصورة
ـ[ابو البراء]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ملامح الفرقة الناجية الطائفة المنصورة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، ثم أما بعد: إن الطائفة المنصورة هم زبدة أهل السنة والجماعة اعتقادا وقولا وعلما وعملا وخلقا وهديا ودعوة وجهادا، فاعتقادهم أسلم ومنهجهم أقوم، وعلمهم أحكم، وفقههم أفهم، وإنهم صفوة الله من خلقه بعد الرسل والأنبياء، فهم أنصار الله ورسوله، وهم أتباع النبيين، هم أولياء الله الأخيار، دعوتهم الصلاح والإصلاح بالتوحيد والسنة ومنهج النبوة، هم أهل الحق والطاعة، ويبذلون النصيحة لكل مسلم مهما كانت منزلته بالضوابط الشرعية والقواعد السنية، والطائفة المنصورة هم في الحقيقة ملح البلاد لا يحلو العيش بدونهم لأنهم أهل الله تعالى وخاصته، أينما يحلون أو يرتحلون ينزل عليهم الخير وتحيط بهم وطلبتهم البركة، وتصحبهم السلامة، وتظلهم العافية، فهم العاملون بالكتاب والسنة فهم الأبرار حقا والأطهار صدقا، بهم تستنصر الأمة على الأعداء لأنهم أهل التوحيد والمعتقد الصحيح، وهم المقدمون في صلاة الاستسقاء عند القحط والبلاء، لأنهم أهل استقامة وتقوى، ودعاءهم مستجاب (كما قدم عمر العباس رضي الله عنهما)، فهم أعلم الناس بأسماء الله وصفاته وذاته وأفعاله وأقواله، وهم زينة المجالس، كلامهم يسطع منه نور العلم لأنه مقتبس من مشكاة النبوة، مازال الناس بخير ما صاحبوهم وكانوا معهم، وتعلموا منهم، وعرفوا منزلتهم ومكانتهم، وأخذوا عنهم في العلم والعمل والهدي والسمت، والطائفة المنصورة هم المستمسكون بالشرع القويم والقائمون بالحق المبين، فحجج الهدى منبعهم، والعلم النافع والعمل الصالح طريقهم، والدعوة إلى الله وحده سبيلهم، وتحكيم شرعه وإقامة أمره ونهيه سجيتهم، والأخذ بأيدي الخلق إلى الجنة هدفهم، و رضا الله مبتغاهم، يقولون الحق بالبرهان، ولا يخافون في الله لومة لائم، ويجاهدون الأعداء المحاربين للدين والملة، ويستبسلون في مواطن البلاء بعد علمهم أن الفتن ستنجلي، ولا يثبت في الختام إلا الحق، و ما سوى ذلك يذهب جفاء وهباء منثورا، فشجاعة الطائفة المنصورة لا يضاهيها مثيل في التضحية على الدين بالغالي والنفيس، فالنبي صلى الله عليه وسلم قدوتهم، والسنة منهجهم، والصحابة رضي الله عنهم أئمتهم، فهم سيوف الله المسلولة على الكفار والمنافقين والأعداء المحاربين، وهم أبطال الإسلام في مواطن النزال، ومقارعة الشجعان والأقران، فإصلاح الفساد وإزالة الظلم والعناد والعدوان بالحكمة سبيلهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعارهم، هم أسدُ الله المدافعون عن الملة بالعلم والعمل، و هم الحامون للبِيضة والديار الإسلامية، وهم الناصرون للمؤمنين المستضعفين المقهورين في الأرض بالدعاء والنصرة، هم بأكناف بيت المقدس وما حوله وغيرها من الديار، وأهل هم بأس الله الذي لا يرد عن القوم المجرمين (كما عقبة بن نافع رضي الله عنه: هم المجاهدون في سبيل الله)، فإذا نزلوا إلى ساحة الوغى ترى ما لا يخطر على بال من إقدام في غير إحجام ولا إدبار، هم في الصف الأول في كل محنة، فالعمل في سبيل الله قرة أعينهم والشهادة في سبيل الله بالنسبة لهم فضل وشرف منه سبحانه وخاتمة حسنة يتكرم بها الله جل جلاله عليهم بعد طول عمر في التمكين لدين الله بالعلم والعمل، فهم الفاتحون في كل زمان وعصر و دهر، وقد جعل الله ثناء الناس عليهم علامة الرضا والقبول في حياتهم قبل مماتهم، يموتون ويبقى ذكرهم كما قيل: " تمضي الرجال ويبقى الأثر"، لأن الله خلّد أعمالهم التي لا يمكن أن تنسى لكثرة حسناتهم، فمواقفهم النبيلة، وإصلاحاتهم الرفيعة و معاملاتهم الحميدة، وخصالهم الكريمة، فسرائرهم أصفى وأطهر وخير من علانيتهم، وحبهم للخير عظيم، لهم سهم في كل خير وعمل، وهم السابقون السبّاقون إلى كل خير، وهم المتنافسون من غير حقد على كل بر وتقوى وفلاح، فهم منارات العلم، ومنابر الهدى، منهم يقتبس نمط الحياة، هم أعلم الخلق بالنبي صلى الله عليه وسلم وسنته وهديه، فهم القوم لا يشقى جليسهم، سيمات الصلاح على وجوههم النيرة كالمصابيح في الظُلم ظاهرة، مثلهم في الأمة كالأعمدة الرواسي، والجبال الشامخات الثابتة، لا يقطع برأي دونهم، بهم يثبت كل بناء، ويستنير كل تائه، ويهتدي كل ضال، هم أولوا البصائر والألباب والرشاد والسداد، لا يقدمون على عمل حتى يعلموا حكم الشرع فيه، فاجتهادهم في القضايا أقرب إلى الحق من غيرهم، أقوالهم حميدة وأفعالهم حسنة وأخلاقهم مقبولة، ولا يداهنون أحدا في دين الله تعالى ولو كان ذا مال وسلطان، يقولون للمحق أصبت ولو كان عدوا، ويقولون للمبطل أخطئت و لو كان قريبا صديقا حميما، و لقد وعد الله الطائفة المنصورة بالنصر و الظفر على اليهود والنصارى والمجوس والمشركين كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم أهل الله وحزبه المنصور الفالح الغالب حتى لو اجتمع عليها العدو من داخل بلاد الإسلام وخارجها من بين أقطار الدنيا، فالأيام عندهم دول بين الناس، وللحق والباطل صولة، والعاقبة للأتقى والبقاء للأصلح، وأهل الحق والأثر يدركون تماما هذه السنن الربانية فيتعاملون معها وفق الشرع المبين، والحكمة العاقلة، فهم في الحقيقة أهل النفس العميق بفضل الله، لا تجزعهم الأحداث والقوة بالنسبة لهم لا تجعل الباطل حقا ولا الحق باطلا، فالباطل باطل عندهم ولو أشرقت الشمس الزور بين طرفي جبين مدعيه والحق حق بالنسبة لهم ولو وضع السيف على عنق أحدهم فعلماءهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة لا يقرون باطلا وإن جُعل أحدهم في غياهب السجون و ظلمتها تحت القمع والتعذيب فالسيرة مملوءة بقصص هؤلاء الأبطال، لا يضرهم انقلاب الناس عليهم لأنهم يعلمون إن العامة تدور مع القوة والمصلحة أينما كانت ومن كان صاحبها، أما الفرقة الناجية الطائفة المنصورة فهم لا يدورون إلا مع الحق الأبلج المبين [يتبع] ...
و كتبه
الشيخ عبد الفتاح زراوي
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1587
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/415)
ـ[بن عفان]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:33 م]ـ
جزاكم الله خيراً
نسأل الله أن يُثبتنا على الحق حتى نلقاه
ـ[مثنى الفلاحي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 12:15 ص]ـ
جزاك الله خير،،،
للجديع كتيب في الفرقة الناجية، هل تذكرون اسم هذا الكتيب؟ وهل يوجد على الشبكة العنكبوتية؟
ـ[ابو البراء]ــــــــ[19 - 04 - 08, 09:34 م]ـ
بارك الله فيكم على حسن التواصل(47/416)
منهج السلف في الإيمان بالكتب السماوية
ـ[بن عفان]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
ــــــــــــــــــ
منهج السلف
في الإيمان بالكتب السماوية
الإيمان بالكتب السماوية ركن من أركان عقيدة الإسلام، دل على ذلك قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا} (النساء:136) وقد أخبر صلى الله عليه وسلم - في حديث جبريل - أن الإيمان بالكتب السماوية، جزء من حقيقة الإيمان، وذلك بقوله: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه) رواه البخاري ومسلم.
ويتضمن الإيمان بالكتب عدة أمور نذكر منها:
1 - الإيمان بأنها كلام الله تعالى لا كلام غيره، وأن الله تعالى تكلم بها حقيقة كما شاء، وعلى الوجه الذي أراد.
2 - الإيمان بأنه كان واجباً على الأمم الذين نزلت عليهم تلك الكتب الانقياد لها، والحكم بما فيها كما قال تعالى بعد ذكر إنزال التوراة: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} (المائدة: 44)، وقال: {ولْيحْكُمْ أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأُولئك هم الفاسقون} (المائدة: 47) فدلت الآيتان على وجوب أن يحكم أهل كل ملة بما أنزل الله عليهم، وذلك قبل أن يطرأ النسخ على تلك الكتب.
3 - اعتقاد أن جميع الكتب السماوية يصدق بعضها بعضاً ولا يكذبه، فكلها من عند الله سبحانه، قال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} (النساء الآية:82). فالإنجيل مصدق لما تقدمه من كتب كالتوراة، قال تعالى {وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة} (المائدة:46) والقرآن مصدق لجميع الكتب السماوية السابقة قال تعالى: {والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير} (فاطر:31)، وإنما حصل الاختلاف في التوراة والإنجيل بسبب التحريف الذي دخلهما.
4 - اعتقاد أن كل من كذّب بها أو بشيء منها فقد كفر، كما قال تعالى: {والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (الأعراف:36).
5 - الإيمان بأَنَّ نسخ الكتب السماوية اللاحقة لغيرها من الكتب السابقة حق، كما نسخت بعض شرائع التوراة بالإنجيل، قال الله تعالى: في حق عيسى عليه السلام {ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون} (آل عمران:50)، وكما نسخ القرآن كثيرا من شرائع التوراة والإنجيل، قال تعالى: {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون} (الأعراف:157).
فهذا بعض ما يجب على المسلم اعتقاده في الكتب السماوية، التي أمرنا بالإيمان بها.
والله المستعان
http://al7ekma.info/vb/showthread.php?p=10#post10(47/417)
من يرد على الرازاى شبهته؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[26 - 03 - 08, 12:10 ص]ـ
قال رحمه الله:
"لو كان الله في السماء لوجب أن يكون مالكاً لنفسه وهذا محال"؟
فما الجواب؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 12:31 ص]ـ
الحمدلله و بعد
هذه ترهة و ليست شبهة أخي الفاضل
فالرزاي قال:" ولأنه تعالى قال: {قُلْ لمن ما في السموات والأرض قل لله} فلو كان الله في السماء لوجب أن يكون مالكاً لنفسه وهذا محال"
فمقدمته خاطئة و لهذا كانت نتيجته خاطئة في تقرير ما يظنه صواباً , فأهل السنة لا يقولون أن الله تعالى في جوف السماء - و العياذ بالله - كما يفهم هؤلاء الأشاعرة , فالله تعالى لا تحوزه المخلوقات، فالله أعظم وأكبر بل قد وسع كرسيه السموات والأرض , بل هو العالي على جميع مخلوقاته و المحيط بها فليس في ذاته شيء من خلقه و لا في خلقه شيء من ذاته تعالى الله عن كل ما يضاد كماله علوا كبيرا , و هو تعالى فوق سمواته على عرشه كما يليق بجلاله سبحانه و تعالى
و ما ذكره الرازي لا يلزم أهل السنة بل يلزمه أن يحاجج به من يقول بذلك القول الكفري و العياذ بالله
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[26 - 03 - 08, 04:12 ص]ـ
أخى المقدادى بارك الله فيك.
مازال الإشكال عندى قائما.
قوله تعالى "قُلْ لمن ما في السموات والأرض قل لله" ليس معناه " قل لمن ما بباطن السماوات و ما بباطن الأرض؟ "
إنما لمن ما على السماوات و ما على الأرض.
أليس كذلك؟
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[26 - 03 - 08, 02:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة حفظهم الله.
إن كلام الرازي _ كما استهل أخونا المقدادي كلامه _ من أن مقدمته خطأ إذ بنى عليها وألزم الغير بمآل مذهبه وهذا باطل، ولا أدل على بطلان هذه الدعوى بذكر ما يقابلها ويلزم الرازي بها، ومن ذلك قولنا إن المملوك لا بد له من مالك، وهذا الوصف لا يكون إلا على حادث، و كقولنا الله مالك كل شيء وخالق كل شيء كما في قول الله تعال: (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله) وقوله (الله خالق كل شيء).
فما كنت مقدمته باطلة على القاعدة الثانية كانت كذلك فيما قدم له الرازي من دعوى.
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[26 - 03 - 08, 06:13 م]ـ
الذي أشكل عليك -أخي البيلي- فيما يبدو هو: أن (في) في قوله تعالى: (قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله) بمعنى (على) وهو عين ما أراده الرازي بإلزامه لأهل السنة هذا الإلزام ..
والصحيح:
- أن (في) قد تأتي بمعنى (على) كما في قول الله تعالى: (أأمنتم من في السماء ... ) أي على السماء وقوله: (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض ... ) وقوله: (فسيحوا في الأرض ... ) أي على الأرض وقوله: ( ... ولأصلبنكم في جذوع النخل ... ) أي على جذوع النخل.
- وقد تأتي بمعنى (داخل) كما في هذه الآية: (قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله) أي ما في داخلهما وما اشتملتا عليه وكما في قوله تعالى: ( ... ولهم فيها أزواج مطهرة ... ) أي داخل الجنة.
فـ (في) إنما يكون معناها بحسب سياقها، وبهذا ينحل الإشكال، ويزول الإلزام.
على أني أسأل وأنا لا أعلم هل قول القائل: "الله مالك لنفسه" صحيح أم خطأ؟
ـ[إبراهيم العبسي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 10:07 م]ـ
أقول والله أعلم
من قال إن الله في السماء أي المعهودة المخلوقة
هذا لا يقوله مسلم فضلا عن سلفي
وأما مقصود أهل السنة بقولهو هو في السماء أي العلو فمن معاني السماء العلو كما هو مقرر
وأيضا من تدبر حديث الاسراء والمعراج يعلم ـن النبي صلى الله عليه وسلم للقائه ربه جل وعلا قد تجاوز السماوات السبع
والله أعلم
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[28 - 03 - 08, 03:35 ص]ـ
على أني أسأل وأنا لا أعلم هل قول القائل: "الله مالك لنفسه" صحيح أم خطأ؟
هذا هو الجواب المفحم ... و نظيره شبهة التركيب عندهم من أن الصفات ان كانت غير الذات لزم منه احتياجه الى صفاته ... فيكون محتاجا الى نفسه فكان ماذا؟؟؟؟ انما المنكر القول أنه محتاج الى غيره وهذا راجع الى المفاصلة المنهجية في دليل اتباث الصانع بين الجهمية و من تبعهم من المعتزلة و الأشاعرة و الفلاسفة و بين أهل السنة فهؤلاء يبنون دليل اتباث الصاتع على المباينة و لهذا اكتست عندهم أصول كالعلو و الكلام و توحيد القصد و الارادة الأهمية القصوى ... بينما الآخرون بنوه على الحدوث فقط .. فلم يكونوا ليقيموا لتلك الأصول وزنا ... فاستسهلوا تحريفها و انكارها ...
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[28 - 03 - 08, 05:05 م]ـ
نعوذ بالله من الضلال وسوء الفهم
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[28 - 03 - 08, 06:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
لو نظر الإنسان الى حال الصحابة هل تخللت عقديتهم هذه الشبه العقيمة؟ وهل سمعوا في إيمانهم هذه التراهات السخيفة؟ ونظر الى سبب نجاتهم لعلم أن سبب ذلك هو:
"تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازدننا به إيمانا، ثم سيأتي أقوام يتعلمون القرآن ثم يتعلمون الإيمان، يقيمون حروفه ولا يقيمون حدوده يشربونه كشرب الماء لا يتجاوز حناجرهم"، أو كما قال ابن عمر وجابر رضي الله عنهما.(47/418)
نظمي "المداوي نظم عقيدة الطحاوي"
ـ[الحامدي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 09:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشرت في موضوعات ومشاركات سابقة إلى هذا النظم، الذي كنت قد عملته منذ ست سنوات تقريبا.
ومن الموضوعات المذكورة:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93635
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=94686
وكنت رفعت من قبل مقدمته التي تتضمن المنهجية المتبعة في النظم (وهي في صفحتين فقط).
وأود أن أرفع النظم من جهازي لكن المشكلة أنه لا يوجد إلا في شكل صور من الماسح، حولتها إلى صيغة الـ PDF، مما لا يسمح لي بتعديل بعض الأخطاء القليلة التي تعود إلى الطباعة (علما أنني لست من تولى طباعته)، فهي نسخة طبعت على الحاسب قبل عدة سنوات.
ولذلك أنتظر إصلاح هذه الأخطاء الطباعية قبل رفع الملف إلى المنتدى؛ إما بإصلاحها بالقلم على صفحات النظم ثم إعادة تصويره وتحويله إلى صيغة الأكروبات، وإما بإعادة طباعة النظم على الجهاز، ثم رفعه على صيغة الوورد.
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[26 - 03 - 08, 03:16 م]ـ
جزاك الله خيرا
و نحن بانتظار النسخة المعدلة
وفقكم الله(47/419)
ما ضابط البدعة؟
ـ[البتيري]ــــــــ[26 - 03 - 08, 10:00 م]ـ
بسم الله
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله.
اخوتي
ما الضابط للبدعة؟
وارجو الرد على هذه الشبهة:
لماذا لا يعد الاذان الاول يوم الجمعة في عهد عثمان رضي الله عنه بدعة؟
حيث اجتمعت فيه مقومات البدعة - كما يدعي صاحب الشبهة - وانا لست الا ناقلا:
1 - عبادة،
2 - مخصصه في وقت معين،
3 - لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ارجو سرعة الافادة وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 10:41 م]ـ
نعم أحتاج لأعرف تعريف البدعة!!
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 11:51 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
أما بعد ...
فالأذان الأول يوم الجمعة في عهد عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بدعة بلا شك من الناحية اللغوية.
لكنه لا يعد بدعة شرعية للأسباب الآتية:
(1) أن عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ثالث الخلفاء الراشدين وفي الحديث: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين".
(2) أن الأذان الثاني له أصل في سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في صلاة الفجر.
(3) أن الناس على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكونوا في حاجة إلى هذا الأذان، لكن رأى عثمان أن الناس كثروا فكان الذين في أطراف المدينة إذا سمعوا النداء تركوا أعمالهم وعادوا إلى بيوتهم حتى يغتسلوا فإذا جاءوا إلى المسجد جاءوا متأخرين لبعدهم عن المسجد، فأمر عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالأذان الأول من دار الزوراء أعلى دار في المدينة يومئذ، فكان ذلك الأذان قبل الأذان الشرعي حتى يتنبه الناس ولا يتأخروا عن بداية الخطبة.
وعلى هذا
فيمكن أن نعرف البدعة بما يأتي:
* أن تكون في الأمور الدينية، فتخرج الأمور الدنيوية كالسيارات والطائرات وغيرها ..
* أن تكون الحاجة إليها موجودة على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
* أن تكون في استطاعة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يومئذ.
* أن يكون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يفعلها مع ما تقدم.
* ألا يكون فعلها واحد من الخلفاء الراشدين.
ولا تجد واحداً من الخلفاء الراشدين فعل ما يُظن بدعة إلا افتقد واحداً فأكثر مما سبق، لأنهم رضي الله عنهم لا يخالفون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 02:45 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
أما بعد ...
فالأذان الأول يوم الجمعة في عهد عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بدعة بلا شك من الناحية اللغوية.
لكنه لا يعد بدعة شرعية للأسباب الآتية:
(1) أن عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ثالث الخلفاء الراشدين وفي الحديث: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين".
(2) أن الأذان الثاني له أصل في سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في صلاة الفجر.
(3) أن الناس على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكونوا في حاجة إلى هذا الأذان، لكن رأى عثمان أن الناس كثروا فكان الذين في أطراف المدينة إذا سمعوا النداء تركوا أعمالهم وعادوا إلى بيوتهم حتى يغتسلوا فإذا جاءوا إلى المسجد جاءوا متأخرين لبعدهم عن المسجد، فأمر عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالأذان الأول من دار الزوراء أعلى دار في المدينة يومئذ، فكان ذلك الأذان قبل الأذان الشرعي حتى يتنبه الناس ولا يتأخروا عن بداية الخطبة.
وعلى هذا
فيمكن أن نعرف البدعة بما يأتي:
* أن تكون في الأمور الدينية، فتخرج الأمور الدنيوية كالسيارات والطائرات وغيرها ..
* أن تكون الحاجة إليها موجودة على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
* أن تكون في استطاعة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يومئذ.
* أن يكون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يفعلها مع ما تقدم.
* ألا يكون فعلها واحد من الخلفاء الراشدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/420)
ولا تجد واحداً من الخلفاء الراشدين فعل ما يُظن بدعة إلا افتقد واحداً فأكثر مما سبق، لأنهم رضي الله عنهم لا يخالفون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
والله تعالى أعلم
من عرفها بهذا من العلماء؟
ـ[عبد الجليل بن سليمان التواتي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 04:59 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
حد البدعة كما قال الإمام الشاطبي رحمه الله:
فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه، وهذا على رأي من لا يدخل العادات في معنى البدعة، وإنما يخصها بالعبادات، وأما على رأي من أدخل الأعمال العادية في معنى البدعة فيقول: البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية
وكلامه رحمه الله واضح في مسألة عدم بدعية أذان الزوراء كما قال:
وما قاله ابن حبيب من أن الأذان عند صعود الإمام على المنبر كان باقياً في زمان عثمان رضي الله عنه موافق لما نقله أرباب النقل الصحيح، وأن عثمان لم يزد على ما كان قبله إلا الأذان على الزوراء، فصار إذاً نقل هشام الأذان المشروع في المنار إلى ما بين يديه بدعة في ذلك المشروع.
فإن قيل: فكذلك أذان الزوراء محدث أيضاً، بل هو محدث من أصله غير منقول من موضعه، فالذي يقال هنا يقال مثله في أذان هشام، بل هو أخف منه.
فالجواب: أن أذان الزوراء وضع هنالك على أصله من الإعلام بوقت الصلاة وجعله بذلك الموضع لأنه لم يكن ليسمع إذا وضع بالمسجد كما كان في زمان من قبله، فصارت كائنة أخرى لم تكن فيما تقدم، فاجتهد لها كسائر مسائل الاجتهاد، وحين كان مقصوداً الأذان الإعلام فهو باق كما كان، فليس وضعه هنالك بمناف، إذ لم تخترع فيه أقاويل محدثة، ولا ثبت أن الأذان بالمنار أ وفي سطح المسجد تعبد غير معقول المعنى، فهو الملائم من أقسام المناسب، بخلاف نقله من المنار إلى ما بين يدي الإمام،فإنه قد أخرج بذلك أولاً عن أصله من الإعلام، إذ لم يشرع لأهل المسجد إعلام بالصلاة إلا بالإقامة، وأذان جمع الصلاتين موقوف على محله، ثم أذانهم على صوت واحد زيادة في الكيفية.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[28 - 03 - 08, 06:03 م]ـ
انظر كتاب الإعتصام للشاطبي
ـ[حمد الراشدي]ــــــــ[28 - 03 - 08, 08:31 م]ـ
شكر الله لكم أخوتي الكرام
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 03 - 08, 10:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[البتيري]ــــــــ[28 - 03 - 08, 10:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:33 ص]ـ
طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه
هل نفهم من هذا أن مثلا لو أن إماما يعقِد مجلسا للإفتاء بعد كل جمعة، هل هذا يعني أنه بدعة؟
علما بأن النبي لم يجلس للإفتاء بعد الجمعة!، و هذا الإمام يجلس في كل جمعة، لا يفوت جمعة إلا و يجلس فيها للإفتاء، و هذه عبادة، و خصص لها وقتا، و ما فعلها النبي صلى الله عليه!
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:37 ص]ـ
ضابطها قوله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}
كل فعل كان عملي أو علمي لم يرد في الشرع ولم تدل عليه القواعد الشرعية فهو بدعة.
أوبعبارة أخرى.
كل خارج عن حد الشرع فهو بدعة محدثة.
و الله اعلم.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:47 ص]ـ
ضابطها قوله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}
كل فعل كان عملي أو علمي لم يرد في الشرع ولم تدل عليه القواعد الشرعية فهو بدعة.
أوبعبارة أخرى.
كل خارج عن حد الشرع فهو بدعة محدثة.
و الله اعلم.
و جلوس الأئمة بعد كلِّ جمعة للإفتاء، بدعة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 03 - 08, 01:38 م]ـ
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تعليم الناس بعد الصلاة، فهذا يدل على مشروعية التعليم بعد الصلوات، ومن السنة أن يستغل العالم أو قات تجمع الناس فيفيدهم ويعلمهم، ولامدخل للبدعة هنا وفقك الله.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 04:48 م]ـ
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تعليم الناس بعد الصلاة، فهذا يدل على مشروعية التعليم بعد الصلوات، ومن السنة أن يستغل العالم أو قات تجمع الناس فيفيدهم ويعلمهم، ولامدخل للبدعة هنا وفقك الله.
كما كان علماؤنا من قديم الزمان بعد الصلوات يقرؤون في سيرة النبي صلى الله عليه و سلم، و على ذلك فيستغل المشايخ في يوم مولد النبي صلى الله عليه و سلم مستغلين معرفة الناس بأن هذا اليوم ولد فيه النبي (و إن كان في المسألة خلاف، و لكن الناس هذا ظنها)! فبدل أن يأتي الشيخ فيتكلم في أحكام الصلاة، يجعل من هذا اليوم فرصة ليعلمهم سيرة النبي صلى الله عليه و سلم!
فهل هنا يكون الفعل بدعة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/421)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 03 - 08, 05:00 م]ـ
نعم ممكن يحذرهم من إقامة المولد ويبين لهم بدعيته وضلالة من يفعله، فإذا انتشر عند الناس مخالفة شرعية في وقت معين فيشرع تنبيه الناس وتحذيرهم من الوقوع فيها، أما إذا قرأ لهم السيرة وحددها في هذا الوقت الذي يزعمون مولد النبي صلى الله عليه وسلم فيه فهذا يشاركهم في البدعة.
وفعل المشايخ المذكورين ليس بحجة شرعية.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 08:07 م]ـ
نعم ممكن يحذرهم من إقامة المولد ويبين لهم بدعيته وضلالة من يفعله، فإذا انتشر عند الناس مخالفة شرعية في وقت معين فيشرع تنبيه الناس وتحذيرهم من الوقوع فيها، أما إذا قرأ لهم السيرة وحددها في هذا الوقت الذي يزعمون مولد النبي صلى الله عليه وسلم فيه فهذا يشاركهم في البدعة.
وفعل المشايخ المذكورين ليس بحجة شرعية.
فما الفرق بين قراءة سيرة النبي صلى الله عليه و سلم في يوم مولده، و جلوس الإمام للإفتاء بعد كل جمعة؟!
كلاهما عبادتين لم يفعلهما النبي صلى الله عليه و سلم!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 09:24 م]ـ
الفرق بينهما أن جلوس الإمام للإفتاء يوم الجمعة ليس لفضيلة يعتقدها في هذا اليوم ولا في هذا الوقت، فلو قيل له مثلا: اجعل الإفتاء يوم الأحد لأنه أرفق بالناس، أو اجعله بعد العصر لأنه أيسر عليهم لما كان هناك إشكال.
أما تخصيص يوم مولد النبي بشيء من المظاهر الشرعية فإنه يكون لاعتقاد الفضيلة في هذا اليوم، وهذا هو سبب البدعة، فلو قيل له: اجعل هذه المظاهر في يوم آخر لأبى؛ لأنه يعتقد الفضيلة في اليوم نفسه، وهذا الاعتقاد باطل لا دليل عليه.
فمن خصص وقتا أو مكانا بعبادة أو خص عبادة بصفة لم ترد في الشرع فهذه بدعة إن كان يفعل هذه الصفة أو يخص هذا الوقت أو المكان معتقدا فيه الفضيلة، أما إن لم يكن يعتقد فيه الفضيلة فليست بدعة.
مثال ذلك: من اعتاد أن يصلي في ثوب معين أو في مسجد معين، أو اعتاد أن يقرأ القرآن في غرفة معينة، أو أن يقرأ حزبه بين الظهر والعصر، أو نحو ذلك مما يفعله الناس فليس ذلك ببدعة؛ لأنه لا يعتقد الفضيلة في شيء من ذلك، ولم يخصص هذا الوقت أو المكان لاعتقاد الفضيلة فيه، وإنما هي أفراد من عموم الجواز.
أما من اعتاد مثلا أن يقول: يا لطيف 1111 مرة بعد العشاء، أو أن يقرأ حزب البحر بعد الفجر، أو أن يدعو بدعاء معين بعد الأذان أو نحو ذلك، فكل هذه من البدع؛ لأنه يفعلها معتقدا فيها الفضيلة.
فهذا هو الفرق المؤثر في المسألة.
والله أعلم.
ـ[توبة]ــــــــ[29 - 03 - 08, 09:43 م]ـ
ولكن الأخ الكمالي يتحدث عن تخصيص الجمعة لاجتماع الناس،فهذا استغلال ذكي من الإمام كي يعلمهم في أحكام دينهم. وهذا يوافق تماما قول الشيخ الفقيه وفقه الله ومن السنة أن يستغل العالم أو قات تجمع الناس فيفيدهم ويعلمهم، ولامدخل للبدعة هنا وفقك الله.
و العامة أغلبهم يولون اهتماما بذكرى المولد النبوي فاستغلال الإمام لهذا الاقبال ليتحدث عن سيرة النبي بما جاء من نصوص صحيحة ثابتة هو أيضا " استغلال "حسن في موضعه، كالأول و لاأرى لاعتقاد الفضيلة سببا هنا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 03 - 08, 09:52 م]ـ
لاعبرة باهتمام العامة.
ـ[توبة]ــــــــ[29 - 03 - 08, 09:55 م]ـ
أو ليس هم أكثر من يأتي بهذه البدعة أقصد الاحتفال بالمولد النبوي اعتقادا بفضل هذا اليوم؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 03 - 08, 10:25 م]ـ
لو اعتقدوا بصحة أحاديث الرغائب واجتمعوا لها فهل يصح للإمام استغلال اجتماعهم والصلاة بهم صلاة الرغائب.
ـ[توبة]ــــــــ[29 - 03 - 08, 10:38 م]ـ
يا شيخنا الكريم، وما وجه استدلالكم؟!!
هنا الامام يستغل اجتماعهم و اقبالهم يوم المولد، للحديث عن السيرة النبوية و ليس لاشعال الشموع!!!
اللهم صل و سلم على سيدنا محمد عليه افضل الصلاة و السلام.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:22 م]ـ
اجتماعهم في طاعة كصلاة مفروضة يختلف عن اجتماعهم على معصية كالمولد.
ـ[توبة]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:27 م]ـ
هذا إذا كان اجتماعا كموالد الصوفية بما فيها!! وما قصدته أنا هو ماكتبته أعلاه:
(و العامة أغلبهم يولون اهتماما بذكرى المولد النبوي فاستغلال الإمام لهذا الاقبال ليتحدث عن سيرة النبي بما جاء من نصوص صحيحة ثابتة هو أيضا " استغلال "حسن في موضعه، كالأول و لاأرى لاعتقاد الفضيلة سببا هنا.)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:44 م]ـ
قياس مع الفارق ممن لايحسن القياس.
ـ[توبة]ــــــــ[30 - 03 - 08, 04:06 م]ـ
و عزوف النفس عن بعض ذلك أجملُ.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - 03 - 08, 08:19 م]ـ
أو ليس هم أكثر من يأتي بهذه البدعة أقصد الاحتفال بالمولد النبوي اعتقادا بفضل هذا اليوم؟
أختي العوام يعتقدون فضله لجهلهم
فلو استغل هؤلاء العلماء هذا اليوم لتوعية الناس ببدعية الإحتفال بالمولد لكان هو الصحيح وليس تأكيد تلك البدعة بإعطاءهم درسا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، فهنا هو يُعين على هذا المنكر.
فبفعله هذا هو يؤكد للعوام أن اعتقادهم صحيح (بأفضلية ذلك اليوم)، فلو كان خاطئا لصحح اعتقادهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/422)
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 09:46 م]ـ
لاعبرة باهتمام العامة.
فلماذا اعتبرنا باجتماع العامة في صلاة الجمعة لعقد مجلس للإفتاء؟
مع أن جلوس الإمام عبادة، و لم يفعلها النبي (أقصد تخصيص بعد صلاة الجمعة)!
###
حُذف النقل
## المشرف ##
ملاحظة: ليست فتوى مني ولا اجتهاد، و لكن سؤال يحتاج لجواب!
ـ[توبة]ــــــــ[30 - 03 - 08, 09:59 م]ـ
وفقني الله و إياك
ما كتبته كان ردا على قول الشيخ الفقيه أن لا عبرة للعوام،وأراهم أول المعنيين،
وليس إعطاء درس يوم المولد عن السيرة النبوية إعانة على البدعة من طرف الشيخ،بل فعل ذلك مع التنبيه على أن تلك المراسم الاحتفالية ليست من محبة النبي صلى الله عليه و سلم في شيء أفضل من الاكتفاء بذكر البدعة فقط فربما نفرهم ذلك من الاستماع إليه لأنهم في اعتقادهم أن احتفالهم ذاك تعبير عن محبة النبي عليه الصلاة و السلام و ليس لاعتقادهم بأنها عبادة مشروعة يثابون عليها.
تعديل:لم أطلع على رد الأخ الكمالي إلا الآن لانقطاع الاتصال عندي،
وكما نبهالأخ، فليست المسألة هنا بدعية الاحتفال بالمولد،و إنما عن ضابط البدعة عموما،، الذي يبدو أنه يحتاج إلى نظر قبل إطلاق الأحكام باسم الشرع.
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 10:41 م]ـ
[ quote= عبد الحميد الفيومي;786971] بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
أما بعد ...
فالأذان الأول يوم الجمعة في عهد عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بدعة بلا شك من الناحية اللغوية.
قال عبد الرشيد: الابتداع هو الاختراع على غير مثال سابق، وعليه فإن مازيد من أذان يوم الجمعة لايعتبر"بدعةبلاشك من الناحية اللغوية.
لكنه لا يعد بدعة شرعية للأسباب الآتية:
(1) أن عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ثالث الخلفاء الراشدين وفي الحديث: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين".
قال عبد الرشيد: ليس للخلفاء الرشدين حق التشريع بالزيادة أو الانقاص في دين الله، وقد كان للخلفاء الراشدين اجتهادات خالفوا فيها بعضهم بعضا، فبأي" سنة"من "سننهم "هذه نأخذ؟ فلولا السبب الذي يلي هذا الذي فعله عثمان بدعة بلا شك.
(2) أن الأذان الثاني له أصل في سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في صلاة الفجر.
قال عبد الرشيد:نعم. لهذا لايقال عنه بدعة لالغة ولا شرعا.
(3) أن الناس على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكونوا في حاجة إلى هذا الأذان، لكن رأى عثمان أن الناس كثروا فكان الذين في أطراف المدينة إذا سمعوا النداء تركوا أعمالهم وعادوا إلى بيوتهم حتى يغتسلوا فإذا جاءوا إلى المسجد جاءوا متأخرين لبعدهم عن المسجد، فأمر عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالأذان الأول من دار الزوراء أعلى دار في المدينة يومئذ، فكان ذلك الأذان قبل الأذان الشرعي حتى يتنبه الناس ولا يتأخروا عن بداية الخطبة.
قال عبد الرشيد:نعم. فهذا العمل موافق للحكمة التي لها شرع الاذان.
وعلى هذا
فيمكن أن نعرف البدعة بما يأتي:
* أن تكون في الأمور الدينية، فتخرج الأمور الدنيوية كالسيارات والطائرات وغيرها ..
* أن تكون الحاجة إليها موجودة على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
* أن تكون في استطاعة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يومئذ.
* أن يكون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يفعلها مع ما تقدم.
قال عبد الرشيد: ( ... وسكت عن اشياء رحمة بكم من غير نسيان ... ) تأمل هذا
* ألا يكون فعلها واحد من الخلفاء الراشدين.
[/ quot
قال عبد الرشيد: هذه ملاحظات على ما ذكره أخونا عبد الحميد، أما الذي اعتقده في تعريف البدعة فهو أن كل قربة شرعية لهاأصل في الدين تنمى اليه،ولاتعود بالنقض عليه، ففعلها لا حرج فيه. واعتبر ذلك في سائر ما "أحدثه "الخلفاءتجده يصدق عليه. والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 10:42 م]ـ
قد يفهم البعض أن كلامي دعوة للاحتفال أو تجويزا له، و لذلك سأحذف ردودي كلها مع الاعتذار للمشايخ.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - 03 - 08, 11:53 م]ـ
فربما نفرهم ذلك من الاستماع إليه لأنهم في اعتقادهم أن احتفالهم ذاك تعبير عن محبة النبي عليه الصلاة و السلام و ليس لاعتقادهم بأنها عبادة مشروعة يثابون عليها ..
أختي الكريمة
لا أعلم عن حال بلدكم لكن في بلدي وربما بلدان أخرى، الكثير من العوام يعتقدون أنها من أعياد الإسلام كعيد الفطر وعيد الأضحى ولا يعلمون أنها بدعة
يعني يعتقدون أنها جزء من الدين كالعيدين، وذلك لجهلهم وتقليدهم.
وهذا ما كنت اعتقده وأنا في سن الطفولة إلى أن دخلت الثانوية وسافرت للخارج مع أهلي وتعلمت ديني في أمريكا.
ثم علمنا أهلنا في البلد وتركوا الإحتفال بالمولد ولله الحمد.
ولكن إذا كان الشيخ يعلم من الناس الذين حوله بأنهم سينفرون منه لو كلمهم عن بدعية المولد فيمكنه أن يلقي لهم درسا عن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف تكون محبته الحقيقية، وهي بتباع سنته وقراءة سيرته ... الخ
ويجلب لهم آيات وأحاديث في محبته صلى الله عليه وسلم.
ثم بعد ذلك يذكر لهم كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الإبتداع في الدين وكيف أنه من معصية الله ورسوله وأنه لا يرضاه، ثم بعد مقدمته عن موضوع البدعة يذكر لهم المولد كمثال للبدع المحرمة.
وإذا كان الشيخ ممن يحبه الناس ويثقون فيه، فهو أدعى لأن يقبلوا منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/423)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[31 - 03 - 08, 12:01 ص]ـ
قد يفهم البعض أن كلامي دعوة للاحتفال أو تجويزا له، و لذلك سأحذف ردودي كلها مع الاعتذار للمشايخ.
لا اظن ذلك
فمن الواضح أنك لا تدعو للإحتفال بالمولد
فلا داعي لأن تحذف ردودك، ولنستفيد من مناقشة هذا الموضوع فهو مهم.
ـ[توبة]ــــــــ[31 - 03 - 08, 12:06 ص]ـ
ولكن إذا كان الشيخ يعلم من الناس الذين حوله بأنهم سينفرون منه لو كلمهم عن بدعية المولد فيمكنه أن يلقي لهم درسا عن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف تكون محبته الحقيقية، وهي بتباع سنته وقراءة سيرته ... الخ
ويجلب لهم آيات وأحاديث في محبته صلى الله عليه وسلم.
ثم بعد ذلك يذكر لهم كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الإبتداع في الدين وكيف أنه من معصية الله ورسوله وأنه لا يرضاه، ثم بعد مقدمته عن موضوع البدعة يذكر لهم المولد كمثال للبدع المحرمة.
وإذا كان الشيخ ممن يحبه الناس ويثقون فيه، فهو أدعى لأن يقبلوا منه. لم نختلف في هذا،
بارك الله فيك.
وكما قلت الغرض من النقاش هو فقط الوصول إلى الحق و معرفة الصواب،، لا غير.
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 01:01 ص]ـ
و جلوس الأئمة بعد كلِّ جمعة للإفتاء، بدعة؟
ماذا تقصد بكلامك هذا؟
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 01:07 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
أما بعد ...
فالأذان الأول يوم الجمعة في عهد عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بدعة بلا شك من الناحية اللغوية.
لكنه لا يعد بدعة شرعية للأسباب الآتية:
(1) أن عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ثالث الخلفاء الراشدين وفي الحديث: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين".
(2) أن الأذان الثاني له أصل في سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في صلاة الفجر.
(3) أن الناس على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكونوا في حاجة إلى هذا الأذان، لكن رأى عثمان أن الناس كثروا فكان الذين في أطراف المدينة إذا سمعوا النداء تركوا أعمالهم وعادوا إلى بيوتهم حتى يغتسلوا فإذا جاءوا إلى المسجد جاءوا متأخرين لبعدهم عن المسجد، فأمر عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالأذان الأول من دار الزوراء أعلى دار في المدينة يومئذ، فكان ذلك الأذان قبل الأذان الشرعي حتى يتنبه الناس ولا يتأخروا عن بداية الخطبة.
وعلى هذا
فيمكن أن نعرف البدعة بما يأتي:
* أن تكون في الأمور الدينية، فتخرج الأمور الدنيوية كالسيارات والطائرات وغيرها ..
* أن تكون الحاجة إليها موجودة على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
* أن تكون في استطاعة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يومئذ.
* أن يكون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يفعلها مع ما تقدم.
* ألا يكون فعلها واحد من الخلفاء الراشدين.
ولا تجد واحداً من الخلفاء الراشدين فعل ما يُظن بدعة إلا افتقد واحداً فأكثر مما سبق، لأنهم رضي الله عنهم لا يخالفون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
والله تعالى أعلم
أخي الكريم هذا ليس حدا ولا رسم.
هذه أشكال وضوابط سردتها بطريق اللف و النشر المشوش.
لعل الإخوة يوافقوني.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 02:16 ص]ـ
ماذا تقصد بكلامك هذا؟
أخي الكريم كلامي السابق اعتبره ملغي و قد أرسلت للإشراف أن احذفوا ردودي السابقة فأنا أتراجع عنها جميعا، و جزاك الله خيرا.
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 03:03 ص]ـ
أخي الكريم كلامي السابق اعتبره ملغي و قد أرسلت للإشراف أن احذفوا ردودي السابقة فأنا أتراجع عنها جميعا، و جزاك الله خيرا.
لماذا اخي الكريم؟
ماهو السبب؟
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 03:21 ص]ـ
أحيانا لايوصل الى الحق الا بركوب بعض الباطل،والبدع مفاسد ومضار،ومقصود الشارع فيها الابطال أوالتقليل، و إذا لم يمكن نقض بنيانها جملةواحدة فانه ينقض سلة سلة، واعتبر ذلك بحديث معاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - اذ أرسله النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الى اليمن (انك تأتي قما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لااله الا الله ....... ) فإذا ظن العالم أن في حضوره هذه المواطن ما يعين على تقليل آثار البدعة، كأن يلقي عليهم درسا في السيرة النبوية فينقلهم به عن بعض المفاسد ويشغلهم عن ارتكاب بعض المنكرات، ويترفق بهم ويتلطف لإيصال الحق اليهم حتى تتشربه قلوبهم شيئا فشيئا، فهذا لاينبغي الاختلاف في جوازه وقد كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يحضر مواسم المشركين ومجالسهم داعيا ومعلما.وقد قال ابن تيمية: (إذا كان في البدعة نوع من الخير فعوض عنه من الخير المشروع بحسب الإمكان .... إذ النفوس لا تترك شيئا إلا بشيء) فالعبرة بالنية والقصد الصالح ولذلك قال ايضا: (فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعيظمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)
وقد يقال: ان حضور العالم وشهوده هذه المشاهد تعتبره العامة تزكية لهذا الفعل واقرارا، وهذا وارد وقد امرنا بالاعراض عن مجالس اللغو والبدع وترك الجلوس فيها (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) والجواب أن هذا فيمن يحضر ولاينكر،وليس الانكار بان يجبههم بالتبديع والتسفيه، ولكنه باستعمال الرفق واللين.والله تعالى اعلم واحكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/424)
ـ[عبد الجليل بن سليمان التواتي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 04:01 ص]ـ
فالعبرة بالنية والقصد الصالح ولذلك قال ايضا: (فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعيظمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)
.
ولكن هل يفهم من قولك اخي الكريم أن باب البدع في العبادات تحكمه النية ففاعله مثاب إن صدقت نيته، فكل من سألته عن أي عبادة مبتدعة كانت، إلا ولسانه بل حاله يقول أنه ما أراد غير الأجر، ولنرجع إلى كلام الشاطبي رحمه الله في الاعتصام إذيقول (المقصود بها الزيادة في التعبد) أي بنية حسنة طبعاً، فكيف يستقيم هذا وشرطا العمل كما قال غير واحد من السلف أن يكون خالصاً صواباً، فالإخلاص هو حسن النية، والصواب متابعة السنة وأين هذا للبدعة.
ملاحظة: الرجاء إن أمكن ذكر المصادر في النقول حتى يتسنى لنا ربط الكلام بسباقه ولحاقه. وفقكم الله
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 04:24 ص]ـ
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تعليم الناس بعد الصلاة، فهذا يدل على مشروعية التعليم بعد الصلوات، ومن السنة أن يستغل العالم أو قات تجمع الناس فيفيدهم ويعلمهم، ولامدخل للبدعة هنا وفقك الله.
أحسنت.
كيف يكون الجلوس دبر كل صلاة لتعليم الأنام وإرشادهم إلى طريق السلام من البدع الهيام.
أو جلوسهم بعد الجمعة للتدريس و التوجيه و التعليم من البدع.
نرجو التفصيل.
و الله المستعان.
ـ[أبوعبدالرحمن الإسماعيلي الأثري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 02:00 م]ـ
لماذا اخي الكريم؟
ماهو السبب؟
السبب جليٌّ واضح , فمن الجهل والتسرع إطلاق مسمى البدعة على تعليم الناس بعد الجمعة.
وأذكر كل من يكتب في هذا الموضوع بقول الله جل ثناؤه
"وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ "
ولنتحلى بشيم أئمتنا الأوائل.
كتبه
أبو عبدالرحمن الإسماعيلي الأثري
عامله الله بلطفه الخفي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 08, 03:39 م]ـ
ولكن هل يفهم من قولك اخي الكريم أن باب البدع في العبادات تحكمه النية ففاعله مثاب إن صدقت نيته، فكل من سألته عن أي عبادة مبتدعة كانت، إلا ولسانه بل حاله يقول أنه ما أراد غير الأجر، ولنرجع إلى كلام الشاطبي رحمه الله في الاعتصام إذيقول (المقصود بها الزيادة في التعبد) أي بنية حسنة طبعاً، فكيف يستقيم هذا وشرطا العمل كما قال غير واحد من السلف أن يكون خالصاً صواباً، فالإخلاص هو حسن النية، والصواب متابعة السنة وأين هذا للبدعة.
ملاحظة: الرجاء إن أمكن ذكر المصادر في النقول حتى يتسنى لنا ربط الكلام بسباقه ولحاقه. وفقكم الله
قال الشيخ سمير المالكي حفظه الله
- وقد يعذر المحتفلون بالمولد، والمؤيدون له من العلماء كذلك، إن اجتهدوا وأخطأوا، ظناً منهم أن هذا العمل يقرب إلى الله، إذا لم يقصدوا المحادة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا التعصب لأقوال المخالفين، كما نص على ذلك القرآن، في قوله تعالى {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفوراً رحيماً} الأحزاب [5].
قال ابن كثير " فإن الله تعالى قد وضع الحرج في الخطأ، ورفع إثمه، كما أرشد إليه في قوله تعالى آمراً عباده أن يقولوا {ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}. وثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: قد فعلت.
وفي صحيح البخاري عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر)). وفي الحديث الآخر ((إن الله تعالى رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما يكرهون عليه)) ". انتهى كلام ابن كثير.
قلت: فقد دلت النصوص، على رفع الإثم والحرج عن المخطئين من عامة الأمة، وعلى أجر المجتهدين منها خاصة.
ومرد ذلك كله إلى الله تعالى {هو أعلم بمن اتقى}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/425)
قال ابن تيمية، في معرض حديثه عن المبتدع، " قد يكون متأولاً في الشرع، فيغفر له لأجل تأويله، إذا كان مجتهداً الاجتهاد الذي يُعفى معه عن المخطئ، ويثاب أيضاً على اجتهاده، لكن لا يجوز اتباعه في ذلك، كما لايجوز اتباع سائر من قال أو عمل، قولاً أو عملاً، قد عُلم الصواب في خلافه، وإن كان القائل أو الفاعل، مأجوراً أو معذوراً " ا هـ. الاقتضاء [2/ 580].
وقال في موضع آخر " فإن قيل: إن هذه المواسم - مثلاً - فعلها قوم من أولي العلم والفضل، الصديقين فمن دونهم، وفيها فوائد ..
قلنا: لاريب أن من فعلها متأولاً مجتهداً، أو مقلداً، كان له أجر على حسن قصده، وعلى عمله، من حيث ما فيه من المشروع، وكان ما فيه من المبتدَع مغفوراً له " ا هـ. باختصار. الاقتضاء [2/ 608 - 609].
قلت: مراده أنه يؤجر على حسن قصده، ويؤجر كذلك، على ما تضمنته تلك المواسم المحدثة من عبادات مشروعة، كالذكر مثلاً، وأما ما فيها من الابتداع، فإنه يغفر له ذلك.
وقد نص شيخ الإسلام على احتمال إثابة المحتفلين " بالمولد " فقال " والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع ". الاقتضاء [2/ 615].
وقال أيضاً " فتعظيم المولد، واتخاذه موسماً، قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم، لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قدمته لك، أنه يحسن من بعض الناس، ما يُستقبَحُ من المؤمن المسدَّد " انظر الاقتضاء [2/ 617].
وقد ظن بعض من لا فقه له ولا نظر، أن ابن تيمية يؤيد الاحتفال بالمولد، بقوله ذاك، وليس الأمر كما ظنوا، فقد صرح ابن تيمية في كلامه بأن المولد بدعة، حيث قال " وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع، من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً، مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له، وعدم المانع فيه، لو كان خيراً.
ولو كان هذا خيراً محضاً، أو راجحاً، لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص.
وإنما كمال محبته وتعظيمه، في متابعته، وطاعته، واتباع أمره، وإحياء سنته، باطناً وظاهراً
إلى أن قال " وأكثر هؤلاء، الذين تجدهم حراصاً على أمثال هذه البدع، مع مالهم فيها من حسن القصد والاجتهاد، الذي يُرجى لهم بهما المثوبة، تجدهم فاترين في أمر الرسول عما أمروا بالنشاط فيه .. " ا هـ.
قلت: فهل في هذا الكلام تأييد " للمولد "، أم إنكار له؟.
وانظر كلامه رحمه الله في مجموع الفتاوى [23/ 133] و [25/ 298]، ففيه تصريح ببدعية " المولد ".
والمقصود: أن العذر، أو الأجر، لمن أخطأ من الناس، أو من العلماء، في مسألة " المولد "، قد دلت عليه نصوص الشرع، من الكتاب والسنة.
* ويدل على ذلك قصة الرجل الذي أسرف على نفسه بالمعاصي، ثم أمر بنيه أن يحرقوه بعد موته، ويذرّوا نصفه في البر ونصفه في البحر، ظناً منه أن الله تعالى لن يقدر على جمعه، حيث قال " لعلي أن أضل الله " فغفر الله له. انظر جامع الأصول [10/ 350] وفتح الباري [6/ 523].
* ويدل عليه أيضا قصة الرجل الآخر الذي ضلت راحلته، فلما وجدها قال " اللهم أنت عبدي وأنا ربك " أخطأ من شدة الفرح. انظر جامع الأصول [2/ 510].
ـ[ابو عبد المهيمن]ــــــــ[31 - 03 - 08, 04:22 م]ـ
السلام عليكم
اخي البدعة هي عبادة لم يجري عليها عمل السلف
لا كماقلت في الشرط 3 عمل الرسول اذ لوقيدتها بعمل الرسول لبدعت كثيرا من اعمال الصحابة ولهذا العلماء يقيدونها بما لم يجري عليها عمل السلف
وبهذا لا يدخل عمل الصحابة في البدعة وبالاخص اجماعهم لانه لمن ينقل انكار الصحابة على عثمان و هذا اجماع سكوتي والصحابة لا يسكتون على الياطل
وهم ادرى بهم النصوص لانهم 1 - اعلم الناس باللغة
2 - عايشو التنزيل
3 - لاتجتمع امتي على ضلالة واول من يدخل فيها الصحابة رضوان الله عليهم
اما درس الحمعة فهو بدعة بلا شك لانه منهي عنه والتعبد بامنهي عنه بدعة باجماع الامة
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 06:49 م]ـ
ولكن هل يفهم من قولك اخي الكريم أن باب البدع في العبادات تحكمه النية ففاعله مثاب إن صدقت نيته، فكل من سألته عن أي عبادة مبتدعة كانت، إلا ولسانه بل حاله يقول أنه ما أراد غير الأجر، ولنرجع إلى كلام الشاطبي رحمه الله في الاعتصام إذيقول (المقصود بها الزيادة في التعبد) أي بنية حسنة طبعاً، فكيف يستقيم هذا وشرطا العمل كما قال غير واحد من السلف أن يكون خالصاً صواباً، فالإخلاص هو حسن النية، والصواب متابعة السنة وأين هذا للبدعة.
. وفقكم الله
يا أخي ـ هداك الله ـ أنا أتكلم عمن يحضر مشاهد البدع ومواطنها لأجل التغيير، هذا الذي يوكل الى نيته وقصده،وأما المبتدعة فلا ينفعهم حسن نيتهم بعد أن يعذر اليهم باقامة الحجة طبعا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/426)
ـ[البتيري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 08:00 م]ـ
اخوتي: العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة.
كيف نرد على من يقول:
ان نية "المبتدع" هي ما فعل ما يحبه الله ويرضاه.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 12:24 ص]ـ
هل تنقلوا لنا تعريف العلماء للبدعة؟ مع ذكر المصدر! .. أحتاجه للضرورة
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 04 - 08, 06:16 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
أما بعد ...
فالأذان الأول يوم الجمعة في عهد عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بدعة بلا شك من الناحية اللغوية.
لكنه لا يعد بدعة شرعية للأسباب الآتية:
(1) أن عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ثالث الخلفاء الراشدين وفي الحديث: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين".
(2) أن الأذان الثاني له أصل في سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في صلاة الفجر.
(3) أن الناس على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكونوا في حاجة إلى هذا الأذان، لكن رأى عثمان أن الناس كثروا فكان الذين في أطراف المدينة إذا سمعوا النداء تركوا أعمالهم وعادوا إلى بيوتهم حتى يغتسلوا فإذا جاءوا إلى المسجد جاءوا متأخرين لبعدهم عن المسجد، فأمر عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالأذان الأول من دار الزوراء أعلى دار في المدينة يومئذ، فكان ذلك الأذان قبل الأذان الشرعي حتى يتنبه الناس ولا يتأخروا عن بداية الخطبة.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه للأربعين النووية - الحديث 28 - :
أن للخلفاء سنة متبعة بقول النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فما سنه الخلفاء الراشدون أُعتبر سنة للرسول صلى الله عليه وسلم بإقراره إياهم، ووجه كونه أقره أنه أوصى باتباع سنة الخلفاء الراشدين.
وبهذا نعرف سفه هؤلاء القوم الذين يدعون أنهم متبعون للسنة وهم منكرون لها، ومن أمثلة ذلك:
قالوا: إن الأذان الأول يوم الجمعة بدعة، لأنه ليس معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو من سنة عثمان رضي الله عنه، فيقال لهم: وسنة عثمان رضي الله عنه هل هي هدر أو يؤخذ بها مالم تخالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: الثاني لا شك، عثمان رضي الله عنه لم يخالف الرسول صلى الله عليه وسلم في إحداث الأذان الأول، لأن السبب الذي من أجله أحدثه عثمان رضي الله عنه ليس موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت المدينة صغيرة، متقاربة، لا تحتاج إلى أذان أول، أما في عهد عثمان رضي الله عنه اتسعت المدينة وكثر الناس وصار منهم شيء من التهاون فاحتيج إلى أذان آخر قبل الأذان الذي عند مجيء الإمام.
وهذا الذي فعله عثمان رضي الله عنه حق وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إن له أصلاً من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو أنه في رمضان كان يؤذن بلال وابن أم مكتوم رضي الله عنه، بلال رضي الله عنه يؤذن قبل الفجر،وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن أذانه لا لصلاة الفجر ولكن ليوقظ النائم، ويرجع القائم للسحور [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=786971#_ftn1)[197]، فعثمان رضي الله عنه زاد الأذان الأول من أجل أن يقبل الناس البعيدون إلى المسجد ويتأهبوا فهو إذاً سنة من وجهين:
من جهة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتباع سنة الخلفاء ورأي عثمان رضي الله عنه خير من رأينا.
ومن جهة أخرى أن له أصلاً في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=786971#_ftnref1)[197] أخرجه البخاري – كتاب: الأذان، باب: الأذان قبل الفجر، (622). ومسلم – كتاب: الصيام، باب: بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر، وأن له الأكل وغيره حتى يطلع الفجر، (1092)، (38)(47/427)
ماصحة مقولة ان الملائكة تموت وكذا ملك الموت؟
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[26 - 03 - 08, 11:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام
في كتاب ابن الجوزي رحمة الله
(بستان الواعظين ورياض السامعين)
صفحة 45
تكلم عن مسالة موت جبريل عليه السلام وجمع من الملائكة
هل المسالة فيها اخبار واردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ام اسرائيليات
وشكرا لكم
ـ[ابوعبدالله المغربي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 03:47 ص]ـ
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم ..
يُرجى النظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33245
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[27 - 03 - 08, 02:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراأخي الكريم على دلالة الخير التي دلتيني عليها
وأتمنى من الاخوة اثراء البحث بحكم الاثار الواردة في المسالة
وهل الاية كل شي هالك الا وجهه معناه ايضا انهم يموتون ثم اذا نفخ في الصور يقومون
اريد توضيحات لو امكن او مراجع وشكرا
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[27 - 03 - 08, 02:34 م]ـ
يعني هل نقل بعد هذا الموت حياة لهم؟
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[27 - 03 - 08, 02:42 م]ـ
أستغفر الله العظيم من جهلي وقلة علمي
الظاهر انه يتبع هذا الموت حياة للايات الكثيرة منها منها قوله تعالى:
(يوم يقوم الروح والملائكة صفا لايتكلمون الا من أذن له الرحمن وقال صوابا)
وغيرها
والله المستعان
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[29 - 03 - 08, 06:34 ص]ـ
يااخوان نريد نعرف صحة الاثر الوارد في قبض روح جبرئيل وغيره من الملائكة وشكرا(47/428)
منقوول: "تجري بأعيننا أي بعينينا" لفضيلة الشيخ أكرم زيادة الأثري حفظه الله
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[27 - 03 - 08, 11:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم أكرم بن محمد زيادة الفالوجي الأثري
من كتابي «الرياض الروية» في شرح «الفتوى الحموية»
إثبات العينين هنا من خلال قوله تعالى: تجري بأعيننا لم أقف عليه في شيء من كتب التفسير المعتبرة، وغاية ما فيها: «بمرأى منا ومنظر»، أو: «بأمرنا». كما في «تفسير الطبري» (11/ 553/ 32756 و32757) ـ على التوالي ـ وقد جمعهما ابن كثير في «تفسيره» (4/ 337) فقال:
«بأمرنا؛ بمرأى منا، وتحت حفظنا وكلاءتنا». انتهى. ولم تَخْرُجْ باقي التفاسير ـ المعتبرة ـ عن هذين القولين.
وقد أورد اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة .. » (3/ 411/691) عن ابن عباس في قوله ـ عز وجل ـ تجري بأعيننا قال: «أشار بيده إلى عينيه».
قلت: وفي هذا الأثر ـ إن صح الإسناد إليه، لأن اللالكائي ساقه من طريق (علي بن صدقة)، ولم يعرفه المحقق الغامدي ـ كفاية في إثبات العينين ـ كلتيهما ـ من خلال هذا النص.
وقد حاولت تتبع أقوال أهل العلم في إثبات «العينين كلتيهما» من خلال هذا النص، أو غيره، فوجدت الشيخ العثيمين في «فتح رب البرية بتلخيص الحموية» (ص: 61ـ62)، والشيخ صالح آل الشيخ في شرح «الحموية» (ص: 339و358) قد اثبتا «العينين كلتيهما» من خلال مفهوم الآية، ومن خلال مفهوم المخالفة في حديث صفة الدجال:
1ـ «إن ربكم ليس بأعور». رواه البخاري (4141) عن عمر بن محمد، أن أباه حدثه عن ابن عمر، وذكره، وأبوه هو محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، يروي عن جده ابن عمر.
ورواه البخاري (6712) عن أنس وقال: «فيه أبو هريرة، وابن عباس، عن النبي»
ورواه مرة أخرى برقم (6973)، ومسلم (2933) عن أنس مثله، دون التعليق.
2ـ «إن الله ليس بأعور». رواه البخاري (2892 و3159 و5821 و6708)، ومسلم (169) كلاهما، وغيرهما من طريق سالم، عن ابن عمر.
ورواه البخاري (3256 و6972)، ومسلم (169) من طريق نافع، عن ابن عمر، مثله. ولهما، ولغيرهما فيه طرق وألفاظ. اقتصرت منها على موضع الشاهد.
وإثبات العينين من خلال مفهوم الآية صحيح من حيث اللغة، بل هو الأفصح ـ كما قال ابن القيم ـ لأن جمع المفرد إذا أضيف إلى المثنى هو الأفصح في لغة العرب، كما قال تعالى: فقد صغت قلوبكما [التحريم: 4] فأضاف الجمع: «قلوبكما». إلى المثنى «عائشة وحفصة»، ولم يثنه «قلبيكما»، مع أنهما اثنتان، وقلباهما مثنى، وجائز أن يثني قلبيهما أيضاً.
وانظر للمزيد حول مسألة جمع المثنى: «مجموع الفتاوى» لشيخ الإسلام (6/ 365 و6/ 370)، و «بدائع الفوائد» (1/ 224)، و «الصواعق المرسلة» (1/ 266) لتلميذه ابن القيم.
وقد أفادني ببعض ذلك أخونا الفاضل أبو عبد الرحمن، عبد الله الموصلي حفظه الله.
وانظر للمزيد في إثبات صفة «العينين» ـ بالتثنية ـ: «إيضاح الدليل» (ص: 76 ـ76) لبدر الدين بن جماعة ـ نقل عن الشيخ العثيمين ـ و «الإبانة» للأشعري (ص: 14 و20)، و «التحفة المدنية» (ص: 122 و129)، و «العلو» للذهبي (ص: 221)، و «توضيح المقاصد وتصحيح القواعد .. » (2/ 417ـ420)، و «المواقف» للإيجي (3/ 145 و3/ 153).
وقد أثبتَ البعضُ له من خلال الآية (جنس العين) فأفردوها ولم يُثَنُّوها، ولم يجمعوها كما في «تبيين كذب المفتري .. » لابن عساكر (ص: 157 ـ158)، و «حجج القرآن» لأبي الفضائل الرازي ـ كان موجوداً سنة (631 هـ) ـ (ص: 50).
وقد تأول جمال الدين، عبد الرحمن بن المأمون، المتولي، الشافعي، أبو سعيد، النيسابوري، المتوفى سنة (478) ثمان وسبعين وأربعمائة، في كتابه «الغنية في أصول الدين» (ص: 114) قوله تعالى: تجري بأعيننا فقال: «فالمراد به الأعين التي انفجرت من الأرض وأضافته ـ كذا في الأصل ـ إلى الله ـ سبحانه ـ على سبيل الملك». وهو تأويل لم أقف عليه لغيره
وقد أغفل الكلام عن هذه المسألة الشيخ التويجري ـ عفا الله عنا وعنه ـ في شرحه للحموية ـ على غير عادته ـ مع تكرارها، وضرورة الحاجة لبيانها.
وقد حاول البعض التشغيب على أخينا الشيخ مشهور حسن ـ حفظه الله ـ قبل فترة بسبب كلامه في هذه المسألة التي رجع فيها إلى القول بإثبات صفة العينين لله تعالى مستدلا على ذلك بالإجماع، وهذا من الأسباب التي دفعتني لتحرير هذه المسألة على هذا النحو.
والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[27 - 03 - 08, 02:37 م]ـ
وصلني من فضيلة الشيخ أكرم زيادة حفظه الله فقرة معدلة بإضافة مهمة من قول الإمام الألباني رحمه الله، والتعديل باللون الأخضر:
وقد حاولت تتبع أقوال أهل العلم في إثبات «العينين كلتيهما» من خلال هذا النص، أو غيره، فوجدته قول ونقل شيخنا الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في بعض شريط مسجل له أفادني به الأخ أبو عبيدة الآجري ـ حفظه الله ـ ووجدت الشيخ العثيمين في «فتح رب البرية بتلخيص الحموية» (ص: 61ـ62)، والشيخ صالح آل الشيخ في شرح «الحموية» (ص: 339و358) قد اثبتا «العينين كلتيهما» من خلال مفهوم الآية، ومن خلال مفهوم المخالفة في حديث صفة الدجال: ...(47/429)
استدراكات وتعقيبات الشيخ الدكتور سفر الحوالي في كتابه ظاهرة الإرجاء ...
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[27 - 03 - 08, 11:37 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد،،،
فهذه مجموعة من الفوائد، التقطها ورتبتها من كتاب " ظاهرة الإرجاء في العالم الإسلامي "
لفضيلة الدكتور الشيخ / سفر بن عبد الرحمن الحوالي، (مجلدين، وأصله رسالة دكتوراة،
بإشراف الأستاذ محمد قطب، توزيع مكتبة الطيب، مصر، الطبعة الأولى).
وهو كتاب فريد في بابه، ونظرا لعدم توفره بين أيدي بعض طلبة العلم، ولخلوه من فهارس ترتب
معلوماته، وتجمع متماثلاته، وقد منّ الله علي بقراءته أكثر من مرة، قراءة تدقيق ونظر، وقد
قسمت الفوائد إلى ما يلي:
أـ الاستدركات: التي استدركها المؤلف حفظه الله على غيره.
ب ـ اللطائف التفسيرية: والتي يعلق بها المؤلف حفظه الله على بعض الآيات.
جـ أعلام ومناهج: فقد ذكر المؤلف جملة من الأعلام المعاصرين، إضافة لمناهج جديدة على الأمة.
د ـ فوائد في التكفير: نظرا لدقة مسائله، وصعوبة مسالكه، وضرورة التقعيد فيه، فأحببت إفرادها
هـ ـ فوائد عامة: مما لا يدخل في الأقسام السابقة.
وقبل أن أنقل لكم الفوائد أحب أن أنبه على ما يلي:
1ـ هذا الجمع قمت به (لي) شخصيا .. أدون الفوائد التي تمر علي في الكتاب.
2ـ الشيخ الدكتور سفر الحوالي لم يطلع عليها.
3ـ أنقل لفظ الشيخ بحروفه .. إلا أن عنوان الفقرة من عندي.
4ـ قسمت الفوائد التي مرت بي في الكتاب إلى أربعة أقسام، وهي:
استدراكات الشيخ على غيره - اللطائف التفسيرية - فوائد في باب التكفير - فوائد
والآن إلى بداية استدراكات وتعقيبات الشيخ على غيره، وهي (39) استدراك ... سأنقلها على
أجزاء:
أولا: استدراكه على نابليون ص 91:
ولقد قصر نابليون حين وصف هذه المدة الهائلة ـ الفتح الإسلامي ـ بقوله: " إن المسلمين فتحوا نصف العالم في نصف قرن " أ. هـ فما كان القسم الذي لم يفتح نصف العالم قط، وإنما كان حوشي الأرض التي إن لم تصلها جيوش الإسلام فقد غزتها ثقافته وحضارته، ولكن الأروبيين منذ عصر الإمبراطورية إلى الآن يعتبرون أوربا نصف الدنيا، وكم جمح بهم الغرور فاعتبروها محور العالم، وسائر الأمم حواشي وهوامش.
ثانيا: تعقيبه على كلام أبي هريرة رضي الله عنه ص 110:
وهذه العبارة النبوية ـ إن في الجسد مضغة ـ أبلغ من العبارة التي قالها أبو هريرة رضي الله عنه وهي: " القلب ملك، والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث الملك خبثت جنوده " لأن العلاقة بين القلب والأعضاء أقوى منها بين الملك والجنود، لاسيما والكلام في مورد الحديث عن الإيمان، وأصل محل الإيمان القلب، ويسري في الجوارح، بحسب قوته في الأصل، كالطاقة مع الآلة، والملك قد يفسد وبعض جنوده صالح، وبالعكس، بخلاف القلب، فإن الجسد تابع له لا يخرج عن إرادته، ولا يتحرك بدونه، فكلام النبي ? كشفٌ لعين الحقيقة، وكلام الصحابي رضي الله عنه تقريب وتمثيل.
ثالثا: تعقيبه على كلام ابن القيم رحمه الله ص 121:
قال ابن القيم رحمه الله: " ومنها ـ الأفكار الرديئة ـ الفكر في الصناعات الدقيقة التي لا تنفع بل تضر، كالفكر في الشطرنج، والموسيقى، وأنواع الأشكال والتصاوير " أ. هـ.
قال المؤلف (الشيخ سفر) في الحاشية: رحم الله ابن القيم، كم جد في الدنيا بعده من ملهيات فكرية قاتلة، يهون إزاءها ما ذكر فلو تأمل عاقل كم تستهلك الأفلام الخليعة، والألعاب الرياضية، والملاهي المسماة الفنون، من أعمار الناس، وأموالهم، وكم تبعدهم عن اليوم الآخر، لصعق عقله فالله المستعان.
رابعا: تعقيب آخر على كلام ابن القيم ص 121:
قال ابن القيم: ومنها ـ الأفكار الرديئة ـ الفكر في العلوم التي لو كانت صحيحة لم يعط الفكر فيها النفس كمالا ولا شرفا، كالفكر في دقائق المنطق، والعلم الرياضي والطبيعي " أ. هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/430)
قال المؤلف في الحاشية: وأعظم منها في حياتنا المعاصرة تلك النظريات الهدامة، التي استهلكت الأذهان والأموال، وأُنشئت لها الكليات والبعثات، مثل أكثر نظريات علم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم السياسة، والآداب، والفلسفة، ودراسة التاريخ الغابر، والحضارة المنقرضة، بعيداً عن هدي الله.
خامسا: تعقيب آخر على كلام ابن القيم رحمه الله ص 122:
قال ابن القيم: ومنها ـ الأفكار الرديئة ـ الفكر في أنواع الشعر وصروفه، وأفانينه في المدح والهجاء والغزل والمراثي ونحوها " أ. هـ.
قال المؤلف في الحاشية: ومنه ما شاع في المتأخرين من التشطير والتخميس والألغاز، وكذا تكلف المقامات، ثم ما في عصرنا من المسرحيات والقصص، والأعمال النقدية، والصحفية إلا قليل منها.
سادسا: استدراك على العلامة سليمان بن عبد الله في شارح كتاب التوحيد ص 151:
ورحم الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فقد عقد بابا خاصا في كتابه المبارك كتاب التوحيد بعنوان: باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا " أورد فيه قوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون " والحديث الصحيح " تعس عبد الدينار ... الحديث ومراده أوسع وأعمق مما ذكره حفيده العلامة سليمان بن عبد الله في قوله " إن المراد بهذا الباب " أن يعمل الإنسان عملاً صالحاً، يريد به الدنيا، كالذي يجاهد للقطيفة والخميلة ونحو ذلك " أ. هـ.
فهذا وإن كان داخلاً في المراد لكن تقييده به تضييق لمغزى أوسع، أحسب أن الشيخ المؤلف أراد إيضاحه، وهو أن أكثر الناس المسلمين وغيرهم جعلوا همهم وحرثهم وكدحهم وكبدهم للدنيا وحدها، فلا تتحرك قلوبهم ولا تنفعل إلا لها وبها، حتى أنهم لو دعوا الله وعبدوه فإنما يريدون بذلك زيادة الخير والبركة في الصحة والرزق، وهذا باب أوسع من باب فساد النية مع عمل صالح يفعله العبد المؤمن، فهذا الباب الأخير يصيب الصالحين ويعرض للمخلصين.
سابعا: استدراك على الحافظ ابن حجر رحمه الله في تعريف الإيمان ص 228:
وبيان ذلك يتضح من خلال تأمل كلام أحد علماء السنة المحققين، وهو الحافظ ابن حجر رحمه الله، وهو من هو علما وفهما وإحاطة بأقوال السلف، فانظر إليه حين يقول شارحا ترجمة البخاري: وهو قول وفعل يزيد وينقص " فأما القول فالمراد به النطق بالشهادتين، وأما العمل فالمراد به ما هو أعم من عمل القلب والجوارح، ليدخل الاعتقادات والعبادات، ومراد من أدخل ذلك في تعريف الإيمان هو بالنظر إلى ما عند الله، فالسلف قالوا: هو اعتقاد بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالأركان، وأرادوا بذلك أن الأعمال شرط في كماله، ومن هنا نشأ لهم القول بالزيادة والنقص كما سيأتي، والمرجئة قالوا: هو اعتقاد ونطق فقط، والكرامية قالوا: هو نطق فقط، والمعتزلة قالوا: هو العمل والنطق والاعتقاد، والفارق بينهم وبين السلف أنهم جعلوا الأعمال شرطا في صحته، والسلف جعلوها شرطا في كماله " أ. هـ.
قال المؤلف: فقارئ الكلام يفهم منه التناقض بين تعريفي السلف في موضوع العمل، فإنه في التعريف الأول: " قول وعمل " يعتبر ركنا، في حين أنه حسب التعريف الأخير: " اعتقاد وقول وعمل " ليس إلا شرط كمال فقط، ويفهم منه كذلك أن الفرق بين المرجئة والسلف أن السلف زادوا على تعريف المرجئة العمل، وجعلوه شرط كمال، وعليه فمن ترك العمل بالكلية فهو عند المرجئة مؤمن كامل الإيمان، وعند السلف مؤمن تارك لشرط الكمال فحسب، ويمكن أن يفهم منه أيضا أن تعريف المرجئة والمعتزلة أوجه من تعريف السلف، لأن المرجئة عرفوه بركنين، والمعتزلة بثلاثة، والسلف عرفوه حسب فهمه، بركنين وشرط كمال، والتعريفات إنما تذكر الأركان والشروط فضلا عن شروط الكمال.
والأهم من هذا ما سبقت الإشارة إليه من توهم انفصال الأجزاء الثلاثة، بحيث يتحقق الركنان: القول والاعتقاد، مع انتفاء العمل بالكلية، ولا يزيد صاحبه عن كونه ناقص الإيمان، مع أن السلف نصوا على أن تارك العمل بالكلية تارك لركن الإيمان.
ثامنا: استدراك على النووي رحمه الله في موقفه في القتال الدائر بين الصحابة، والذي تمسك به المستشرقون ص 258 أترك نقله لطوله.
تاسعا: تعقيب على كلام المستشرق " فان فلوتن " في ذكره مذهب جهم ص 270:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/431)
قال المستشرق في كلامه عن الثورات التي قامت بها الشعوب المفتوحة على المستعمرين: " على أن بعضهم أي الثوار، قد ذهب إلى أبعد من هذا، أي المطالبة بالعدالة الاجتماعية بزعمه، فضمنوا عقيدة التوحيد معنى أخلاقيا ودينيا " أ. هـ.
قال المؤلف: فما هو هذا المعنى الأخلاقي الذي لا تتضمنه عقيدة التوحيد، حتى أدخله فيها ثوار العجم؟ يشرحه قائلا ـ أي المستشرق فان فلوتن ـ: " وقد عزى جهم بن صفوان، أحد رؤوس المرجئة وكاتم سر الحارث بن سريج، هذه الكلمات: إن الإيمان عقد بالقلب، وإن أعلن الكفر بلسانه بلا تقية، وعبد الأوثان، أو ألزم اليهودية، أو النصرانية في دار الإسلام، وعبد الصليب، وأعلن التثليث في دار الإسلام ومات على ذلك، فهو مؤمن كامل الإيمان عند الله عز وجل، ومن أهل الجنة " أ. هـ.
قال المؤلف في الحاشية: يلاحظ أن هذا الكلام الذي نسبه ابن حزم لجهم (وللأشعري) هو لازم قوله، وليس من قوله أن اليهود والنصارى يعتبرون مؤمنين من أهل الجنة، ولكنه هوى هذا المستشرق لبني دينه، وأنهم كانوا محرومين من هذه الروح الأخلاقية الجهمية!!.
عاشرا: استدراك على المستشرق بروكلمان ص 278:
نقل المؤلف عن بروكلمان: " وفي تاريخ دمشق لابن عساكر ذكر عقيدة للمرجئة كان يدرسها محمد بن عشاقة الكرماني، في البصرة عن سفيان بن عيينة، عن وكيع بن الجراح، عن عبد الرزاق ن همام، عن أمية بن عثمان " أ. هـ.
قال المؤلف: لقد خان بروكلمان الأمانة العلمية حين أقحم كلمة المرجئة في نص مأثور من مصدر متداول مشهور، وخرج عن مهمته التي هي الوراقة والفهرسة، لينصب من نفسه حكما عقائديا في الخلاف بين فرق لا تنتمي إلى دينه، ولكن الحقيقة أنه متى سنحت الفرصة للدس على الإسلام فكل مستشرق أيا كان فنه، هو أستاذ متخصص.
وعذرا على الإطالة ... أخوكم / عقيل الشمري
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[27 - 03 - 08, 11:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
وجزى الله الشيخ العلامة سفر الحوالي كل خير وشافاه وعافاه وأبقاه ذخرا للإسلام والمسلمين.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 12:16 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وجزى الله الشيخ خير الجزاء وبارك فيه وأورثه الفردوس الأعلى
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 04:59 م]ـ
بارك الله فيك
ونفعنا بعلم الشيخ ومتع بصحته
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[01 - 04 - 08, 05:28 م]ـ
لماذا حذفتم مشاركتي_بارك الله فيكم
هل فيها شئ مخالف لقوانين الملتقى؟؟؟
وقد وضعت رابط الكتاب _من باب الإثراء العلمي والمساجلات العلمية المهذبة بين المشايخ حفظهم الله
وأنا لست مع أحد الطرفين،!
أرجوا منكم تفسير لحذف المشاركة!!
أتمنى ألا تحذف هذه أيضا
شكرا لكم .. ،،
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:12 ص]ـ
الأخوة جميعا .. شكرا لكم ألوف .... ولولا تفاعلكم لما شاركت ....
الأخ موسى الكاظم ... لم أطلع على مشاركتك ....
وننتظر رد الإدارة ...
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:14 ص]ـ
والآن أكمل بقية استدراكات الشيخ سفر ... حفظه الله:
الحادي عشر: استدراك على أبي الحسن الأشعري رحمه الله ص 310:
وفي الوقت نفسه على ما يبدوا خرجت طائفة لم يسمها الأشعري، لكن قولها مهم، " وهو أن ما كان من الأعمال عليه حد واقع , فلا يتعدى بأهله الاسم الذي لزمهم به الحد , وليس يكفر بشيء ليس أهله به كافرا , كالزنا والقذف وهم قذفة وزناة، وما كان من الأعمال ليس عليه حد , كترك الصلاة والصيام , فهو كافر وأزلوا اسم الإيمان في الوجهين جميعا.
وهذه الفرقة ينطبق عليها اسم الإرجاء، من حيث إنها لا تقول بإسلام ولا كفر، فيما كان دون الشرك والكفر، فهي إحدى فرق ما يسمى " مرجئة الخوراج " والله أعلم.
الثاني عشر: استدراك على الحافظ ابن حجر رحمه الله بشأن الحسن بن محمد بن الحنفية ص 348:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/432)
قال الحافظ في ترجمة الحسن بن محمد رحمه الله وكتابه الذي أَوصى أن يُقرأ على الناس: " ونوالي أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، ونجاهد فيهما، لأنهما لم تقتتل عليهما الأمة، ولم نشك في أمرهما، ونرجئ من بعدهما ممن دخل في الفتنة، فنكل أمرهم إلى الله " فمعنى الذي تكلم فيه الحسن، أنه كان يرى عدم القطع على إحدى الطائفتين المقتتلتين في الفتنة بكونه مخطئا أو مصيبا، وكان يرى أن يرجئ الأمر فيهما، وأما الإرجاء الذي يتعلق بالإيمان فلم يعرج عليه، فلا يلحقه بذلك عاب والله أعلم " أ. هـ.
قال المؤلف بعد ذلك بأسطر:
لكن ينبغي أن يستدرك على الحافظ رحمه الله قوله " فمعنى الذي تكلم فيه الحسن ... لا يلحقه بذلك عاب " فالحق أن العاب يلحق الحسن، من جهة أن كلامه أعم مما خصصه به الحافظ، بل إن الروايات غير رواية العدني مصرحة بقوله في عثمان وعلي: " فلا يتولوا ولا نتبرأ منهم " ونفي الولاية عن الخليفتين مما يعاب ويبدع صاحبه بلا ريب، كيف وقد ضربه أبوه، وقال: لا تتولى أباك؟ ولا يكون الندم إلا على خطأ أو خطيئة.
الثالث عشر: استدراك على كتاب الإيمان لأبي عبيد المطبوع ص 200:
قال ابن تيمية رحمه الله: " وقال أبو عبيد القاسم بن سلام الإمام، وله كتاب مصنف في الإيمان، قال: هذه تسمية من كان يقول: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص ... " ثم ذكر علماء الإسلام.
قال المؤلف في الحاشية: الإيمان لابن تيمية (ص 293ـ 295) وهو ليس في كتاب الإيمان المطبوع لأبي عبيد، فإما أنه طبع على نسخ غير كاملة، أو أن أبا عبيد ذكر هذا في مصنف غيره.
الرابع عشر: استدراك على محققي كتاب تفسير ابن كثير ص 202:
قال الحافظ ابن كثير: أن الإيمان إذا استعمل مطلقا، فالإيمان الشرعي المطلوب، لا يكون إلا اعتقادا وقولا وعملا، وهكذا ذهب أكثر الأئمة، بل حكاه الشافعي وأحمد بن حنبل، وأبو عبيد، وغير واحد إجماعا " أ. هـ
قال المؤلف في الحاشية: وقد علق المحققون على قوله " إجماعا " بقولهم: لعله إجماع الفقهاء والمحدثين، وإلا فإن جمهور علماء الكلام يرون أنه الاعتقاد فقط ".
وهذا التعليق لا وجه له، لأن علماء السنة ومنهم الأئمة الأربعة مجمعون على ذم الكلام وأهله وتعزير أصحابه، فلا يعتد بخلافهم فيما لم يجمع عليه فضلا عما هو أعظم منه، وإنما تذكر أقوالهم على سبيل الذم والإنكار.
الخامس عشر: تعقيب على كلام صاحبي فجر الإسلام ص 255:
وإليك رأي مؤلفي فجر الإسلام حين يتساءلون: " إلى أي حد تأثر العرب بالإسلام؟ وهل انمحت تعاليم الجاهلية، ونزعات الجاهلية بمجرد دخولهم في الإسلام؟ الحق أن ليس كذلك، وتاريخ الأديان، والآراء يأبى ذلك كل الإباء " أ. هـ
قال المؤلف في الحاشية: في ص 98 يطعنون في إسلام كل من أسلم يوم الفتح، وفي إسلام سكان البوادي جملة، فإذا كان الأمر كذلك، وكان تأثر الصفوة من أهل المدينة كما ذكروا ص 94، فماذا صنع الإسلام ونبيه ? إذن؟!!.
السادس عشر: تعقيب على المستشرق ويلهاوسن ص 271:
وأما ويلهاوسن فيبدأ من النقطة نفسها، لكنه أكثر وقاحة حين ينسب ذلك للنبي ? فيقول أخزاه الله: " كان محمد قد بدأ خطواته وهو مقتنع أن دينه في جوهره نفس الدين اليهودي والنصراني، فكان يتوقع أن يلقاه اليهود في المدينة وقد فتحوا ذارعهم لاستقباله، غير أنه خاب فأله منهم خيبة مريرة " أ. هـ
قال المؤلف في الحاشية: وأوقح منه من يعتمد على آرائه ممن ينتسب للإسلام، وقد جعلوا لكتابه من الأهمية أنهم ترجموه مرتين، إحداهما سورية " يوسف العش "، والأخرى مصرية " أبو ريدة " حتى يستدرك كل منهما ما قد يكون فات الآخر، من هذا الكلام العلمي الموضوعي!!.
السابع عشر: استدراك على المستشرق بروكلمان ص 278:
قال بروكلمان عن عقيدة عبد الله بن أباض إنها وهابية، مع قوله: إنه لم يظهر المذهب الوهابي قبل منتصف القرن السادس الهجري!! " أ. هـ
قال المؤلف: مع ملاحظة أن الصحيح وهبية لا وهابية، ولعل الخطأ من المترجم.
الثامن عشر: استدراك على محقق كتاب اللالكائي ص 279:
قال الأوزاعي: " وقد كان أهل الشام في غفلة عن هذه البدعة ـ الإرجاء ـ حتى قذفها إليهم بعض أهل العراق ممن دخل في تلك البدعة " أ. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/433)
قال المؤلف في الحاشية: اللالكائي (2/ 154) لكن في رواية الأخير ـ اللالكائي ـ سقطا لو تنبه له المحقق الأخ الدكتور / أحمد بن سعد بن حمدان لجزم بما ذكرنا ولم يتردد.
التاسع عشر: استدراك على بعض البعثيين والماركسيين في نشأة الخوارج ص 298:
ومن الآراء العصرية غير ذلك، ما ذهب إليه نفر من الماركسيين والبعثيين، والمتأثرين بالنظرة المادية الغربية، أو الناقلين نصا عن المستشرقين، من أن علة ظهور الخوارج هي بيئتهم الصحراوية المجدبة، وواقعهم المادي المسحوق بالمميزات الطبقية، التي كان الخلفاء ومن لف لفهم يتنعمون بها.
وليس الرد على هذا بأن الخوراج كانوا أزهد الناس في دنيا معروضة عليهم، مبذولة لهم فحسب، بل إن الحديث الصحيح في نشأة فكرهم ينقضه ويرده (ثم ذكر حديث ذي الخويصرة).
ثم قال: فهذا ما وقع قبل أن يوجد الظلم، وجور الحكام بالفعل، فليس الجور هو أصل النشأة، وإن كان مما يعزز الفكرة ويسوغها، ولكنها المثالية المجنحة التي لا تقيم للمصالح والملابسات أي اعتبار، وإنما تنطلق محلقة في الفضاء، ولكن سرعان ما يهوي بها الواقع في مكان سحيق.
العشرون: تعقيب على حديث ذي الخويصرة ص 299:
حديث ذي الخويصرة " اعدل يا رسول الله؟ ... الحديث "
قال المؤلف في الحاشية: وذلك أن هذا الرجل اعتبر إعطاء زعماء الأعراب، ومنع فقراء المهاجرين، والأنصار خروجا عن العدل دون نظر للمصالح والاعتبارات التي قسم النبي ? مراعيا إياها، ومن أدلة هذه المثالية ما تقدم مطالبتهم ـ أي الخوارج ـ بخليفة مثل عمر، فلما اختاروا هم إماما لم يكن سوى الأعرابي السالف الذكر.
الحادي والعشرون: استدراك على سامي النشار ص 349:
فقد عرض النشار تاريخ الفتنة ـ التي حدثت بين الصحابة ـ ونشؤ الفرق، عرضا لا يختلف عن عرض أي مؤلف رافضي، أو معتزلي، وقد كانت مصادره فعلا كذلك.
ثم ذكر جملة من الاستدراكات على النشار في ص 349 وما بعدها، وما قبلها.
الثاني العشرون: استدراك على الغزالي ص454:
أصل الخطأ في منهج الغزالي هو أنه دمج بين منهج القرآن ومنهج أرسطو، وأعتبر أن المراد بالقسطاس المستقيم في القرآن هو المنطق، وأن الأشكال المنطقية هي" الموازين الخمس" كما سماها وهي أساليب القرآن في الجدال، وقد فصل القول في ذلك بالأمثلة في كتابه الذي سماه بالقسطاس المستقيم، وهو مطبوع بأول الجزء الأول من مجموعة رسائله المسماة القصور العوالي، جمعها محمد مصطفى أبو العلا.
وبهذا انتهت الفهرسة الأولى ... لاستدراكات الشيخ سفر على غيره ...
وسأنقل لكم الفهرسة الثانية
ـ[اباصهيب احمد محمد الرشيدى]ــــــــ[05 - 04 - 08, 10:11 م]ـ
يااخي بارك الله فيك لقد نسيت استدراكة على الشيخ الالباني فهلا ذكرتة؟؟؟
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[05 - 04 - 08, 11:08 م]ـ
شكر الله للأخوة جميعا على هذا التفاعل الطيب ...
والذي يحمسني لأذكر فهرستي للكتاب كلها ... وسأجعلها على عدة حلقات ...
وأما ما ذكره أخي أبو صهيب الرشيدي ...
" فلم تقصر الصلاة ولم أنس " .... وسأكملها الآن ...
الثالث والعشرون: استدراك على الذهبي ص385:
قال الذهبي: " والنزاع على هذا – أي بين مرجئة الفقهاء والسلف في الإيمان - لفظي إن شاء الله ".
قال المؤلف في الحاشية معقبا: وقوله: النزاع لفظي، صحيح في حق من يقول: الإيمان يشمل عمل القلب كله، أما من خصصه بالتصديق، وهو المشهور عنهم وأخرج سائر الأعمال، فلا.
الرابع والعشرون: استدراك على الشيخ الألباني رحمه الله ص388:
ذكر المؤلف قصة معقل بن عبيد الله الجزري عندما قدم عليهم سالم الأفطس بالإرجاء، والتي أخرجها الطبري في تهذيب الآثار، وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة.
قال المؤلف: وما يجدر التنبيه إليه أن شيخ الإمام أحمد في هذا السند هو خالد بن حيان، وليس خلف بن حيان، كما في الإيمان لابن تيمية، وهذا يزيل الإشكال الذي وقع فيه مخرج أحاديثه الشيخ الألباني.
الخامس والعشرون: استدراك على ابن حجر والزبيدي في ذكرهم الإيمان عند الفرق ص406:
وقد وضع هذا الضابط نصا أو تلميحا بعض المؤلفين من العلماء، عوضا من استعراض الفرق الذي سارت عليه كتب الفرق والمقالات، ومنهم الإمام الطبري، وابن حزم، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن أبي العز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/434)
قال المؤلف في الحاشية: كما فعل قريبا من ذلك الحافظ في الفتح (1/ 46) لكن على كلامه ما يستدرك، وقد فعلنا ذلك هنا، وقد استوفى الزبيدي أصول المرجئة وغيرها عدا مذهب السلف فلم يذكره (إتحاف السادة 2/ 243).
السادس والعشرون: استدراك على كتاب التجسيم عند المسلمين ص410:
قال المؤلف في الحاشية: وانظر " التجسيم عند المسلمين د. بهير مختار، مع ملاحظة ما فيه من إجمال والتباس.
السابع والعشرون: استدراك على ابن حزم رحمه الله ص 411:
إلا إذا صح أن جهما التزم القول بأن من أعلن التثليث في دار الإسلام، وحمل الصليب بدون تقية أنه يكون مؤمنا إذا كان يعرف الله، على أن ابن حزم نسب هذا الالتزام للأشعري معه، ولا يصح هذا عن الأشعري.
الثامن والعشرون: استدراك على الإمام الطحاوي في قوله " وأهله فيه سواء " ص414:
وعبارة الطحاوي رحمه الله تدل على هذا – الاضطراب – فإنه قال: " والإيمان هو الإقرار باللسان، والتصديق بالجنان، وجميع ما صح عن رسول الله ? من الشرع والبيان كله حق، والإيمان واحد، وأهله في أصله سواء، والتفاضل بينهم بالخشية ومخالفة الهوى، وملازمة الأولى ".
فقوله " والإيمان واحد " شاهد من أن أصل الشبهة ومنطلقها هو هذا – أن الإيمان شيء واحد -.
وقوله " وأهله في أصله سواء، والتفاضل بينهم بالخشية والتقى ... " الخ مخالف لذلك، فاضطربت عبارته، لأن قوله " وأهله في أصله سواء " يدل على أن للإيمان أصلا وفرعا أو فروعا، هو أعمال الجوارح وأعمال القلب.
فيقال: إن كان الفرع داخلا في مسمى الأصل كما هو الشرع واللغة والعرف لم يعد الإيمان واحدا، بل متفاضلا، كإثباته التفاضل في الخشية والتقى، وإن كان غير داخل في مسماه فقوله " وأهله في أصله سواء " غير دقيق، فينبغي أن يقول وأهله فيه سواء، والذي دفعه رحمه الله إلى الوقوع في هذا هو محاولة الجمع بين مذهبي السلف وأبي حنيفة، لأن الرجل حنفي سلفي.
التاسع والعشرون: استدراك على ابن أبي العز شارح العقيدة الطحاوية ص 414:
وكذا شارح عقيدته – ابن أبي العز – فإنه حاول ذلك أيضا وأراده، ولهذا قال في شرح العبارة – وأهله في أصله سواء – " ولهذا والله أعلم قال الشيخ رحمه الله وأهله في أصله سواء، يشير إلى أن التساوي إنما هو في أصله، ولا يلزم منه التساوي من كل وجه ".
فيقال له: ما هذا الأصل من التصديق الذي يكون أهل الإيمان كلهم مشتركين فيه، ويكون ما فوقه زيادة عليه؟ ومن الذي وضعه؟
الثلاثون: استدراك آخر على شارح الطحاوية ص 418:
هذا ما أخطأ فيه شارح الطحاوية حين قال: " وقد أجمعوا أي السلف والحنفية، على أنه لو صدق بقلبه وأقر بلسانه، وامتنع عن العمل بجوارحه أنه عاص لله ورسوله، مستحق للوعيد "
واستدل بهذا على أن الخلاف – بين السلف والحنفية – صوري، والواقع أن مجرد الاتفاق على العقوبة لا يجعل الخلاف كذلك.
الحادي والثلاثون: استدراك على ابن حجر والطيبي والكرماني رحمهم الله في الإيمان ص 462:
إن الحافظ ابن حجر والطيبي والكرماني تأثروا بذلك، ربما بدون شعور حين استشكلوا: لماذا لم يجب النبي ? جبريل بأنه التصديق!! وخرّجوا ذلك بأنه سأله عن متعلقات الإيمان لا عن معنى لفظه! أو أن في الجواب تضمينا للمعنى اللغوي! أو أن المراد من المحدود الإيمان الشرعي، ومن الحد الإيمان اللغوي!
فالمتمنطقون من المتكلمين، وهم أكثر المتأخرين كما سبق افترضوا النبي ? بمنزلة أرسطوا أو فرفريوس وهو يناظر السفسطيين، والآخرون ومن تأثر بهم من الشراح افترضوه بمنزلة الخليل بن أحمد أو الأصمعي وهو يجيب الناس عن معاني الألفاظ اللغوية.
ثم قال المؤلف: فظهر أن النبي ? في مقام التعليم الشرعي أجاب الجواب الشرعي الكامل الذي لا يجوز العدول عنه.
الثاني والثلاثون: استدراكات على الجويني ص 437:
قال الجويني: " وقد يشهد لما ذكرناه إجماع العلماء على افتقار الصلوات ونحوها من العبادات إلى تقديم الإيمان، فلو كانت أجزاء من الإيمان لامتنع إطلاق ذلك، فإن استدل من سمى الطاعات إيمانا بقوله تعالى " وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم " قالوا: المراد بذلك أي الإيمان، الصلوات المؤادة إلى بيت المقدس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/435)
وربما يستدلون بما روى عن النبي ? " الإيمان بضع وتسعون خصلة، أولها شهادة أن لا إله إلا الله، وآخرها إماطة الأذى عن الطريق " قلنا: أما الإيمان في الآية التي استروحتم إليها فهو محمول على التصديق، والمراد: وما كان الله ليضيع تصديقكم لنبيكم فيما بلغكم من الصلاة إلى القبلتين ".
قال المؤلف في الحاشية: وهذا باطل، لأن الصحابة ? لم يخافوا ضياع تصديقهم فهو ثابت في الحالين، وإنما خافوا ضياع صلاتهم إلى القبلة الأولى.
قال الجويني: " وأما الحديث – الإيمان بضع – فهو من الآحاد ".
قال المؤلف في الحاشية: هذا أصل كبير من أصول الضلال ينبني عليه رد أكثر السنة، والجويني هنا وفي سائر كتبه ينقل عن الجهم والجبائي والفلاسفة، فهل وصل كلامهم تواترا أم أنه لا يشترط التواتر إلا في كلام رسول الله ? وكلام غيره مقبول آحاده ومتواتره؟!
الثالث والثلاثون: استدراك على الكمال بن الهمام في تقريره مذهب المرجئة في الإيمان ص437:
ذكر المؤلف جملة من النقول عن الكمال بن الهمام، من أئمة الحنفية المتأخرين قرر فيها مذهب المرجئة في الإيمان وعلق المؤلف تعليقات هامة على كلامه.
الرابع والثلاثون: استدراك على قاسم بن قطلوبغا في شرحه كلام أبي الحسن الأشعري رحمه لله ص 440:
وقد علق صاحب الحاشية " قاسم قطلوبغا " المتوفى 878هـ عليه – أى كلام ابن الهمام في تقريره الإيمان - قائلا: " قلت: لم يتكلم المصنف على قول الشيخ أبي الحسن: إن التصديق هو المعرفة بوجوده وإلهيته وقدمه، والظاهر أن الشيخ أبا الحسن أراد المعرفة النفسية المكتسبة بالاختيار، لأنها هي التي تكون تصديقا، لا المعرفة التي ذهب إليها جهم وبعض القدرية ... "
قال المؤلف في الحاشية: ويلاحظ أنه على كلا التفسيرين لم يخرجه عما في القلب، ومن هنا تظهر موافقته لقول جهم في الأصل، والمأخذ كما نص على ذلك شيخ الإسلام في الإيمان ص 113 على أن النقل عن الأشعري مضطرب في هذه المسألة خاصة، وإلى ذلك أشار شيخ الإسلام في الإيمان الأوسط، لكن لا خلاف في أن قول أكثر الصحابة المتقدمين وكل المتأخرين هو ما نقلناه أعلاه.
الخامس والثلاثون: استدراك على الغزالي والزبيدي شارح كلامه في تحريف كلام السلف ليوافق رأيهم في تقرير الإيمان ص454:
قال المؤلف: وأعجب من ذلك وأسوأ أن يقوم بعضهم بتحريف كلام السلف ليوافق رأيه ومذهبه كما فعل أبو حامد الغزالي وشارح كلامه الزبيدي ... "
السادس والثلاثون: استدراك على الشخ محمد محيي الدين عبد الحميد ص513:
ذكر المؤلف جملة من تعليقات الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد على كتاب " إتحاف المريد شرح جوهرة التوحيد " وتقريره لمذهب المرجئة في الإيمان، ثم قال المؤلف:
هذا الكلام الذي قرره المعلق هنا – الشيخ محمد محيي الدين – والذي سيأتي نقضه جملة بإذن الله هو ما ظل يقرره ويدرسه لطلاب كلية أصول الدين بالأزهر سنوات طويلة!!.
السابع والثلاثون: استدراك على الشيخ حسن أيوب ص513:
ذكر المؤلف جملة من النقول عن الشيخ حسن أيوب في كتابه " تبسيط العقائد " يقرر فيها مذهب المرجئة في الإيمان، ومن ذلك قوله: " بقي العمل بالتشريعات الإسلامية، مثل: إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وجميع الفرائض، والبعد عما حرم الله ونهى عنه، هل لا بد من تنفيذ الفرائض الإسلامية، وترك المحرمات مع الإذعان السابق ليصير المرء مسلما، أم يكفي الإذعان في إطلاق اسم الإسلام على الإنسان؟ هما رأيان للعلماء، فالجمهور على أن تنفي أوامر الإسلام، والعمل بما جاء ليس شرطا ولا ركنا في جواز إطلاق اسم الإسلام على الإنسان ... ".
الثامن والثلاثون: استدراكان على الشيخ محمد سعيد البوطي ص518:
الاستدراك الأول في انتهاجه منهج التوفيق بين منهج السلف والفلسفة: ص 427
قال المؤلف: هذا المنهج الذي انتهجه الأشاعرة والماتريدية يرى إمكان الجمع بين الوحي والفلسفة، بين منهج القرآن ومنهج اليونان.
ثم قال المؤلف في الحاشية: انظر مثالا حيا له كلام الدكتور البوطي في مقدماته كبرى اليقينيات.
الاستدراك الثاني في تقريره مذهب المرجئة في الإيمان: ص518
قال المؤلف نقلا عن الدكتور البوطي: " أما الإيمان: فهو التصديق القلبي بكل ذلك، بحيث لا يبقى أي شك في النفس يتعلق بشيء مما ذكرنا من حقائق الإسلام، ويتوقف عليه النجاة يوم القيامة بين يدي الله عز وجل ... ".
التاسع والثلاثون: استدراك على رسالة الشيخ الألباني رحمه الله في حكم تارك الصلاة وفيها محبة للشيخ وإنصاف له ص759.
وقد ذكر فيها أحد عشرا تنبيها، كما عقب على مقدم رسالة الشيخ الألباني رحمه الله.
" وأترك نقلها لطولها " ....
أخوكم /
أبو عمر ... عقيل الشمري(47/436)
أدلة الشيخ ابن عثيمين في الخضر
ـ[رائد محمد]ــــــــ[27 - 03 - 08, 01:23 م]ـ
يذكر الشيخ أن الخضر من الأولياء على الراجح عنده ... لكن في كل فتاويه يقول (ولكن هذا ليس موضع بسط الأدلة على) .... فهل يوقفنا أحد الفضلاء على تلك الأدلة من كلامه؟
ولكم جزيل الشكر.
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[30 - 03 - 08, 03:21 م]ـ
قوله تعالى: {رحمة من ربك وما فعلته عن أمري} أي هذا الذي فعلته في هذه الأحوال الثلاثة إنما هو من رحمة الله بمن ذكرنا من أصحاب السفينة ووالدي الغلام وولدي الرجل الصالح وما فعلته عن أمري أي لكني أمرت به ووقفت عليه وفيه دلالة لمن قال بنبوة الخضر عليه السلام هذا ذكره ابن كثير وهو الصحيح والله اعلم
ـ[رائد محمد]ــــــــ[31 - 03 - 08, 12:32 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي ... لكن لعلك لم تقرأ سؤالي جيدا ... أنا لا أبحث عن الراجح في المسألة ... أنا أبحث عن أدلة العلامة العثيمين فقط .... ولك مني جزيل الشكر.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 02:50 م]ـ
السؤال: فضيلة الشيخ! ما هو القول الراجح في الخضر عليه السلام هل هو نبي أو رسول؟ وما صحة ما القول بأنه حي إلى اليوم، ويظهر لبعض الناس أحياناً، فكثير من الناس قد اغتر بهذه القصة على أن الأولياء لهم مقام فوق مقام النبوة حتى قال قائلهم:
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي
أفتونا مشكورين؟
الجواب: قولك في السؤال عن الخضر هل هو نبي أو رسول هذا ليس هو الخلاف، الخلاف هل هو نبي أو ولي أي: ليس بنبي، والصحيح أنه ليس بنبي، وأن الله تعالى أعطاه علماً لا يعرفه موسى؛ من أجل الامتحان والاختبار؛ لأن موسى عليه الصلاة والسلام قال: لا أعلم أحداً على وجه الأرض أعلم مني، فأراد الله تعالى أن يبين له أن من أهل الأرض من هو أعلم منه، وهو أعلم من موسى بما علمه الله من قصة السفينة، والجدار، والنفس التي قتلها فقط، وليس أعلم منه بشريعة الله. ثم إن القول الراجح أنه ليس بحي، بل هو ميت في وقته كغيره من الناس، ولو كان حياً للزمه أن يأتي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويؤمن به، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أرسل إلى جميع الناس، ومن المعلوم أنه لم يأت إلى الرسول، ولم يقل أحد من الصحابة أنه أتى إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم إنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (إنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد) فلو قدر أنه موجود فإنه يكون قد مات. وعلى كل حال إن الصواب الذي لا شك فيه عندي أن الخضر قد مات، وأن موته كان مثلما يموت الناس في ذلك الوقت. وأيضاً الصحيح أنه ليس بنبي إنما هو رجل أعطاه الله علماً في أشياء معينة، ليتبين لموسى صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن في الأرض من هو أعلم منه في بعض الأمور. أما من زعم أن الولي أفضل من النبي فإنه كافر، لأن النبيين هم أعلى طبقة من طبقات بني آدم، ثم إن النبي جامع بين النبوة والولاية، والرسول جامع بين الرسالة والنبوة والولاية، والقائلون بأن مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي كاذبون في ذلك، فأفضل طبقات بني آدم هم النبيون وعلى رأسهم الرسل، وعلى رأس الرسل أولو العزم الخمسة، ثم بعد ذلك الصديقون، ثم الشهداء، ثم الصالحون ....... وهذه من تفسير الشيخ رحمه الله رحمة واسعة لسورة الكهف
) فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) (الكهف:65)
قوله تعالى: {) فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا} وهو الخضر كما صحَّ ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. [39]
وقوله: {) عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا} هل هو عبدٌ من عباد الله الصالحين أو من الأولياء الذين لهم كرامات أم من الأنبياء الموحى إليهم؟ كل ذلك ممكن، لكن النصوص تدل على أنه ليس برسول ولا نبي، إنما هو عبد صالح أعطاه الله تعالى كرامات؛ ليبين الله بذلك أن موسى لا يحيط بكل شيء علماً وأنه يفوته من العلم شيء كثير.
(آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا) أي: أن الله جلَّ وعلا جعله من أوليائه برحمته إياه.
(وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) يعني علماً لا يطَّلِع عليه الناس، وهو علم الغيب في هذه القصة المعينة وليس علم نبوة ولكنه علم خاص؛ لأن هذا العلم الذي اطَّلع عليه الخضر لا يمكن إدراكه وليس شيئاً مبنياً على المحسوس، فيبنى المستقبل على الحاضر، بل شيء من الغائب، فأطلعه الله تعالى على معلومات لا يطَّلع عليها البشر. فعلى ذلك يتبين أن الشيخ رحمه الله قد أخذ ظاهر النصوص كدليل والله أعلم
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 06:33 م]ـ
قرأت في فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله الجزء الثالث أن الخضر نبي واستدل رحمه الله بقوله تعالى ("وما فعلته عن أمري").
ـ[هنَّاد]ــــــــ[08 - 04 - 08, 01:35 ص]ـ
للألباني رحمه الله كلام نفيس
تراجع ترجمة الشيباني له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/437)
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 03:31 م]ـ
للألباني رحمه الله كلام نفيس
تراجع ترجمة الشيباني له.
هلا وضعته لنا أخي الكريم لتعم الفائدة
وجزاك الله كل خير
ـ[جمال العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 04:53 م]ـ
وقد رجَّح الحافظ ابن حجر نُبوَّة الخضر ,كذا رجَّحها العلَّامة عبد الرَّحمن بن ناصر السَّعدي في " تيسير الكريم الرحمن " عند تفسيره لقصة الخضر في سُورة الكهف راجعها فإنَّ لها في المسألة كلام قيِّم.
ـ[العوضي]ــــــــ[04 - 10 - 08, 02:12 م]ـ
وقد رجَّح الحافظ ابن حجر نُبوَّة الخضر ,كذا رجَّحها العلَّامة عبد الرَّحمن بن ناصر السَّعدي في " تيسير الكريم الرحمن " عند تفسيره لقصة الخضر في سُورة الكهف راجعها فإنَّ لها في المسألة كلام قيِّم.
ورجحه الشيخ عبدالعزيز الراجحي كذلك في شريط (الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الأسوة)
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[04 - 10 - 08, 03:11 م]ـ
وقد رجَّح الحافظ ابن حجر نُبوَّة الخضر ,كذا رجَّحها العلَّامة عبد الرَّحمن بن ناصر السَّعدي في " تيسير الكريم الرحمن " عند تفسيره لقصة الخضر في سُورة الكهف راجعها فإنَّ لها في المسألة كلام قيِّم.
جزاك الله خيرا
لم تصب في نقلك عن الشيخ السعدي رحمه الله فقد رجح كونه عبدا صالحا وليس بنبي وهذا نص كلامه:
{وجدا عبدا من عبادنا} وهو الخضر، وكان عبدا صالحا لا نبيا على الصحيح).
ثم قال في سياقه لفوائد هذه القصة: (ومنها: أن ذلك العبد الذي لقياه ليس نبيا بل عبدا صالحا لأنه وصفه بالعبودية وذكر منة الله عليه بالرحمة والعلم ولم يذكر رسالته ولا نبوته، ولو كان نبيا لذكر ذلك كما ذكر غيره. وأما قوله في آخر القصة: {وما فعلته عن أمري} فإنه لا يدل على أنه نبي، وإنما يدل على الإلهام والتحديث كما يكون لغير الأنبياء كما قال تعالى: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه} {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا}). انتهى كلامه رحمه الله.
وممن رجح كونه وليا وليس بنبي: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ونسب هذا القول للجمهور، وكلامه في جامع المسائل. (لا أعلم في أي مجلد لكنه مر علي والكتاب ليس بين يدي)
وجزاكم الله خيرا.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[04 - 10 - 08, 03:43 م]ـ
وقد رجَّح الحافظ ابن حجر نُبوَّة الخضر ,كذا رجَّحها العلَّامة عبد الرَّحمن بن ناصر السَّعدي في " تيسير الكريم الرحمن " عند تفسيره لقصة الخضر في سُورة الكهف راجعها فإنَّ لها في المسألة كلام قيِّم.
ليس بصحيح!!!
بل ان الشيخ عبد الرحمن السعدي رجح انه ولي وليس نبي. واليك نص كلامه في تفسيره:
ذكر الشيخ فوائد قصة موسى عليه السلام مع الخضر فقال بعد ذكره لعدد من الفوائد:
ومنها: أن ذلك العبد الذي لقياه، ليس نبيا، بل عبدا صالحا، لأنه وصفه بالعبودية، وذكر منة الله عليه بالرحمة والعلم، ولم يذكر رسالته ولا نبوته، ولو كان نبيا، لذكر ذلك كما ذكره غيره.
وأما قوله في آخر القصة: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} فإنه لا يدل على أنه نبي وإنما يدل على الإلهام والتحديث، كما يكون لغير الأنبياء، كما قال تعالى {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ} {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا}
ـ[ابودُجانه]ــــــــ[05 - 10 - 08, 04:27 م]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[26 - 02 - 10, 06:06 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[26 - 02 - 10, 07:18 م]ـ
قال الله تعالى
فوجدا عبدا من عبادنا ءاتينه رحمة من عندنا
وقالو لولا نزل هذا القرءان على رجل من القريتين عظيم اهم يقسمون رحمة ربك
استدل به الشيخ خالد الخليوي على نبوة الخضر وقال إن الرحمة في الزخرف هي النبوة
وقد تتبعت كثيرا من الايات في القرآن فوجدت أن الله لا ينسب عبدا معينا إليه إلا وهو نبي
سبحان الذي أسرى بعبده
واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب
واذكر عبدنا أيوب
كذالك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين
واذكر عبدنا داود
كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين
سلام على نوح في العالمين إنا كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين
وصدق الله [وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله]
ـ[أبو محمد المزيني]ــــــــ[26 - 02 - 10, 11:53 م]ـ
جزا الله الإخوة خير الجزاء .. وأخص أبوخالد الطيب .. على هذه المشاركة النفيسة ..
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[01 - 03 - 10, 05:33 م]ـ
بارك الله فيك(47/438)
موقف الشيخ محمد الحسن الددو في الأشاعرة
ـ[أبو نوح]ــــــــ[27 - 03 - 08, 05:50 م]ـ
قرأت مقالا نسب إليه و فيه أن الأشاعرة من أهل السنة و الجماعة. ما الذي يبني عليه هو هذا الرأي؟
و خصوصاً، أود أن أعرف كيف يجيب هو أو غيره ممن ليس من الأشاعرة لكن يعدهم من أهل السنة عما حدث بين الحنابلة و الأشاعرة في التاريخ من التبديع و السب و الاقتتتال؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[إبراهيم العبسي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 09:52 م]ـ
يا أخي بارك الله فيك
هم من أهل السنة بالنسبة للرافضة
وأما غير ذلك فلا واقرأ المجلد الأول من منهاج السنة لابن تيمية تعرف أن الشيخ يدخل المعتزلة والأشاعرة بل حتى الجهمية كل هذا لأنهم يوافقوننا في مسألة الأمامة بالجملة وأيضا بمقابل الرافضة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - 03 - 08, 12:18 ص]ـ
أخي الكريم إبراهيم:
شتان بين رأي شيخ الإسلام ورأي الددو - هداه الله -.
فالددو يُقسم أهل السنة إلى 3 أقسام: سلفية - أشاعرة - ماتريدية!
وما أتي من قلة علم، إنما أتي من منهجه " التجميعي ".
والواجب مناصحته، ورد خطئه.
وبيان أن التجميع الحقيقي للأمة يكون بجمعها على عقيدة أهل السنة، لا خلط الحق بالباطل. والنتيجة: (تحسبهم جميعًا .. ).
وفقكم الله ..
ـ[أبو محمد]ــــــــ[28 - 03 - 08, 01:10 ص]ـ
بوركت يا شيخ سليمان .. وجزاك الله خيرا على هذا الكلام الرصين.
لا يعد الأشاعرة من أهل السنة إلا جاهل بمذهب الأشاعرة .. أو جاهل بمذهب أهل السنة.
أصلح الله الشيخ الددو .. وهداه للصواب.
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[28 - 03 - 08, 01:13 ص]ـ
شيخنا الفاضل سليمان الخراشى جزاك الله خيرا
والحقيقة فقد شاهدت فى أحد البرامج الشيخ الددو وهو يدافع عن الأشاعرة بطريقه عجيبة
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 - 03 - 08, 01:35 ص]ـ
بإمكانك أن تسأل الشيخ
ثم إن مناصحة الشيخ لا تكون باللمز وبالاتهام بما لا ينبغي
الشيخ أحمد مزيد (البوني الشنقيطي) من أصدقاء الشيخ الددو وهو يكتب في هذا الملتقى وبإمكان من لديه رغبة في نصيحة الشيخ حفظه الله تعالى أن يبعث مع الشيخ أحمد رسالة للشيخ وأظنه سيقبل.
على أنني حين عقد لقاء في غرفة ظهور العيس مع الشيخ حفظه الله تعالى أرسلت له سؤالاً بهذا الخصوص لكن الأخوة يعروفون أن اللقاء لم يكتمل يومئذ بسبب رداءة الخطوط.
وهذه الدعوة للجادين في النصيحة فقط.
لا لمن يلذُّهم الكلام على الناس ..(47/439)
نسبة الكرسي إلى العرش ...
ـ[عبد الجليل بن سليمان التواتي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 09:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هل يصح عن ابن عباس موقوفا أن الكرسي بالنسبة للعرش كالمرقاة إليه
وهل هو قول غير واحدٍ من السلف.
أليس في ذلك نوع تشبيه فالكرسي والعرش لله، ولفظ المرقاة ينم عن الرقي
الرجاء من الإخوة الكرام التفصيل والتبسيط.
.
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[28 - 03 - 08, 02:04 ص]ـ
سائل يسأل عن العرش والكرسي: هل هما شيء واحد، أم أن الكرسي غير العرش، وما حقيقة كل منهما، وما الفرق بينهما؟
الإجابة:
أما العرش: فهو عرش الرحمن المعروف الذي ذكره اللَّه في كتابه، فقال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (). في سبع آيات من القرآن الكريم، وأخبر سبحانه أن له حَمَلة من الملائكة، وأنهم يكونون يوم القيامة ثمانية، فقال تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} ()، فيجب على العبد الإيمان بذلك كله.
وفي دعاء الكرب المروي في «الصحيح»: «لا إله إلا اللَّه العظيم الحليم، لا إله إلا اللَّه رب العرش العظيم، لا إله إلا اللَّه رب السموات و رب الأرض و رب العرش الكريم» ().
وفي «صحيح البخاري» عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا سألتم اللَّه الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وفوقه عرش الرحمن» ().
قال في «شرح الطحاوية» (): وقد ثبت في الشرع أن له قوائم، تحمله الملائكة كما قال صلى الله عليه وسلم: «فإن الناس يصعقون، فأكون أول من يُفيق، فإذا أنا بموسى آخذٌ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي، أم جوزي بصعقة الطور؟ ... » ().
وأما الكرسي، فقال تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ} ()، وقد قيل: هو العرش، والصحيح أنه غيره، نُقل ذلك عن ابن عباس- رضي اللَّه عنهما- وغيره.
روى ابن أبي شيبة في كتاب «صفة العرش» والحاكم في «مستدركه»، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ} أنه قال: الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يَقْدُرُ قدرَه إلا اللَّهُ تعالى ().
وقد روي مرفوعًا، والصواب أنه موقوف على ابن عباس.
وقال السُّدِّي: السموات والأرض في جوف الكرسي بين يدي العرش.
وقال ابن جرير: قال أبو ذر -رضي اللَّه عنه-: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: «ما الكرسي في العرش إلا كحلْقة من حديد ألقيتْ بين ظهرَي فلاة من الأرض» (). انتهى من «شرح الطحاوية». واللَّه أعلم.
مجموع فتاوى العلامة عبد الله بن عبد العزيز العقيل ص 8
ـ[عبد الجليل بن سليمان التواتي]ــــــــ[28 - 03 - 08, 12:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مشكور أخي محمد حماصة على الرد، غير أني ماقصدت السؤال عن ماهية العرش والكرسي، فعقيدتي فيهما مابينته بحمد الله، ولكن بمعنى آخر، هل يفهم من كلمة (الكرسي كالمرقاة إلى العرش) إن ثبتت في الأثر أن الله عز وجل يرقى إلى العرش رقياً، أي أن هذا الرقي يكون صفة له سبحانه وتعالى أو نوع تشبيه، أم تفسير آخر أرجوه عند الإخوة الكرام.
ـ[عبد الجليل بن سليمان التواتي]ــــــــ[28 - 03 - 08, 08:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ...
أما من مجيب ... جزاكم الله خيراً
ـ[عبد الجليل بن سليمان التواتي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 05:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الرجاء من المشائخ الكرام الاهتمام فالأمر عندي في غاية الأهمية .. جزاكم الله خيراً
..... وللتقديم والرفع أيضاً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 03 - 08, 05:49 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
والكرسي موضع القدمين كالمرقاة إلى العرش ولم يرد أن الله تعالى يرقى منه إلى العرش.
ولوثبت ذلك لكان تفسيره كتفسير النصوص الأخرى.
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 04:07 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
والكرسي موضع القدمين كالمرقاة إلى العرش ولم يرد أن الله تعالى يرقى منه إلى العرش.
ولوثبت ذلك لكان تفسيره كتفسير النصوص الأخرى.
ما ذكره أخينا الكريم من الأهمية بمكان ... وأجمل من الجميل ِ
لأن النص لا يلزم منه رقي الله كي يقع الإشكال
ولو لزم افتراضا لعاملناها معاملة باقي نصوص الأسماء عند أهل السنة
....
أكبر خلل يدخل عىل المسلمين في هذا الباب اعمال العقل واقحامه في النقل
ذلك أنهم نسوا أو تناسوا أن مسائل الغيب ... مغيبة عن العقل فوقع الإشكال
والله الموفق(47/440)
الأولياء و القبب للشيخ العلامة أبي طارق البويحياوي عبد الله حشروف حفظه الله
ـ[ابو البراء]ــــــــ[27 - 03 - 08, 11:58 م]ـ
الأولياء و القبب
للشيخ العلامة
أبي طارق البويحياوي عبد الله حشروف
حفظه الله
إعتنى بها تلميذه
نسيم الجزائري
تحدثت في مقال سابق عن الحجاج الذين يزورون القبب في منطقة القبائل قبل توجههم إلى البقاع المقدسة، و بينت أن هذا شرك و بدعة محرمة يجب أن تتضافر الجهود للقضاء عليها.
أما الآن فهذه رسالة عن مفهوم الولي و قبته المزركشة.
فالولي حينما يكون على قيد الحياة هو: العالم بالله تعالى، المواظب على طاعته، المخلص في عبادته المتمسك بفرائض الله، المداوم على نوافله، المنفذ لأوامر الله، المجتنب لنواهيه، المبتعد عن الشبهات التي تمس مروءته، المتصف بأخلاق إسلامية، متواضعا تقيا ورعا زاهدا، المتعامل مع المسلمين و غيرهم وفق الشريعة الإسلامية الغرّاء، و كل قول و عمل يصدر منه ينبغي أن يكون وفق ما في كتاب الله تعالى و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم. و ليس معنى هذا أن الولي – بهذه الصفات – معصوم من الأخطاء، فالعصمة للأنبياء و المرسلين، فالأولياء ليسوا أنبياء معصومين و لا بملائكة مطهرين، و إنما هم بشر يعيشون مع البشر يخطئون و يصيبون كما يخطئ و يصيب البشر.
و ربما قد تجري على أيديهم كرامات على أن تكون منسجمة مع ما في كتاب الله و سنة رسول الله عليه الصلاة و السلام، و هما المعيار الوحيد الذي يعرف به الولي الصالح من الولي الطالح. فمن كانت أعماله و كراماته على خلاف الشريعة الإسلامية المطهرة فهو من أولياء الشيطان حتى و لو ادعى الطيران في الهواء أو المشي على الماء و لا يصيبه بلل.
و مهما اتصف الولي بهذه الصفات المذكورة أو بعضها، فإنه لا يجوز له أن يدعى الولاية لنفسه أو ينيب من يقوم بالدعاية له، أو يبث أنصارا أو أتباعا عن عشيرته و أشياعه كما يفعل) الطرقيون [1] (خشية أن يؤول الأمر إلى مقاصد سيئة، كتمهيد لأداء الزيارات له فتكثر حوله المزاعم و تحاك حوله الأساطير. و عندما يذاع صيته و يعم خبره الآفاق، عندئذ تتبلور فكرة بناء القبة على ضريحه ضمانا و طعما في استمرار موارد الجباية على أهله و عشيرته.
فالولي الصالح لا ينشد زهرة الدنيا و لا تفتنه مباهجها، و لا يتكالب على زخارفها و لا يجعل أكبر همه دينارها و درهمها، و لا يرضى بأن يتقوّل عليه ما ليس له من خوارق فعمر بن الخطاب رضي الله عنه من كبار أولياء الله الصالحين بنص من حديث نبوي شريف، لم يدع الولاية لنفسه، فقد كان الصحابة يراجعونه و يراجعهم و يشاورهم و يأخذ برأيهم.
فإذا مات هذا الولي و فارق الدنيا فهو كبقية المتوفين من المسلمين، و مهما كانت منزلته عند الله و في قلوب أشياعه و أنصاره فإنه في حاجة إلى دعاء له بالرحمة و المغفرة من الإحياء و بالتصدق عليه من أهله و أولاده، فأعماله قد انقطعت بموته، "و بركاته" لمن يستنجد به في الحياة فقد تجمدت بجمود جثته، فهو و من حوتهم القبور من أهل القبلة في اشد الحاجة إلى من يستغفر لهم من الأحياء باستثناء الأنبياء و المرسلين اعتبارا لقوله تعالى:" ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلاّ للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم" [2].
أما ما يزعمه و يتشدق به عميان الجهل المركب بأن من استغاث بالولي الصالح أو استنجد بجاهه أو توسل ببركاته بتقبيل جدران قبته و التمسح بصندوقه و التمرغ على ضريحه أو يخصص النذر له إذا فاز بأمنيته، أو برزقه من حيث لا يحتسب، أو يخلصه من مأزق وقع فيه، أو يرفع عنه مصيبة حلت به، أو يحبب إليه من يشاء ... من اعتقد كل هذا فقد ضل ضلالا بعيدا، و جعل لله ندا، فكأن هذا الولي هو المتصرف في سنن الله الكونية نيابة عن الله و هي من اختلاق الدجالين المتواكلين و أصحاب العقول المريضة و العقيدة المغشوشة و ذوي الثقافة السطحية الهزيلة.
فالتوسل المشروع هو التوصل إلى تحصيل المرغوب و تحقيق المطلوب و ذلك عن طريق التقرب إلى الله تعالى بطاعته و العمل على مرضاته بصالح الأعمال و طيب الأقوال و لا يجعل بينه و بين الله وسيطا ليكون هو المترجم فيما بينه و بين ربه فيما يفعل و يترك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/441)
فالمؤمن العارف بدينه، إذا سأل فليسأل الله، و إذا دعا فليدع الله، و إذا استغفر فليستغفر الله، و إذا استغاث فليستغث بالله، و إذا مرض فليطلب الشفاء من الله، و إذا تضرع فليتضرع إلى الله، و إذا تذلل فليتذلل لله، و إذا عبد فليعبد الله، و إذا خلف فليحلف بالله، و إذا عزم فليتوكل على الله، و كل ما في الكون ملك لله، يتصرف في ملكه كيف يشاء حسب سننه و قوانينه التي وضعها أزلا. فهو الذي يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر، و يمنع و يمنح، و يشفي و يكفي، يهب لمن يشاء إناثا و يهب لمن يشاء الذكور، و يجعل من يشاء عقيما، لا رادّ لحكمه و لا مناقض لقضائه و كل شيء عنده بمقدار.
و كل من اعتقد أن الولي المقبور تتبخر) بركاته (من رمسه فتشق الأرض و تنال من استغاث به من الأحياء بالرزق أو النجاة أو الشفاء فهو على شفا جرف هار من الهلاك.
و كل من يزعم أن الولي يتصرف في قضاء الله و قدره بإصدار مرسوم من) المجلس الولائي (للأولياء بالتعديل أو النقض فهو من الكافرين المشركين.
و كل من يظن أن الولي يشفع لمن يشاء من الأحياء و هو في لحده فهو من الأغبياء.
إلى متى تبقى هذه الخرافات و الخزعبلات في الأذهان و لا يشمر المصلحون عن ساعدهم لمحاربتها و القضاء عليها تدريجيا و التنبيه عن خطورتها و هي تمس العقيدة الإسلامية في الصميم؟
الى متى نرى بعض الأئمة التقليدين يساقون إلى) زردات [3] (محرمة طائعين خاضعين ليتصدروا مجلس الدعوات و البركات في القبة، و المنكر يتكرر على مرأى منهم و مسمع و هم صامتون، طمعا في سمعة مزيفة و متعة زائلة.
و هل كل مدفونا في القبة من أولياء الله حقا؟
هل هو من سلالة آل البيت صدقا؟
و من الذي بنى له القبة؟
هذا ما سنجيب عنه في رسالة القادمة إن شاء الله
--------------------------------------------------------------------------------
[1] الطرقيون: هم أصحاب الطرق الصوفية و هو جمع طريقة
[2] سورة الحشر: الآية رقم 10
[3] الزردات: جمع زردة و هي عبارة عن حفلة غداء يجتمع فيها الناس من كل الأمصار و يذبح فيها لغير الله تعالى
ـ[ابو البراء]ــــــــ[02 - 04 - 08, 12:45 م]ـ
أما ما يزعمه و يتشدق به عميان الجهل المركب بأن من استغاث بالولي الصالح أو استنجد بجاهه أو توسل ببركاته بتقبيل جدران قبته و التمسح بصندوقه و التمرغ على ضريحه أو يخصص النذر له إذا فاز بأمنيته، أو برزقه من حيث لا يحتسب، أو يخلصه من مأزق وقع فيه، أو يرفع عنه مصيبة حلت به، أو يحبب إليه من يشاء ... من اعتقد كل هذا فقد ضل ضلالا بعيدا، و جعل لله ندا، فكأن هذا الولي هو المتصرف في سنن الله الكونية نيابة عن الله و هي من اختلاق الدجالين المتواكلين و أصحاب العقول المريضة و العقيدة المغشوشة و ذوي الثقافة السطحية الهزيلة.
فالمؤمن العارف بدينه، إذا سأل فليسأل الله، و إذا دعا فليدع الله، و إذا استغفر فليستغفر الله، و إذا استغاث فليستغث بالله، و إذا مرض فليطلب الشفاء من الله، و إذا تضرع فليتضرع إلى الله، و إذا تذلل فليتذلل لله، و إذا عبد فليعبد الله، و إذا خلف فليحلف بالله، و إذا عزم فليتوكل على الله،
ـ[ابو البراء]ــــــــ[19 - 04 - 08, 09:01 م]ـ
للفائدة(47/442)
هل الجحود لايكون الا بالقلب؟
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[28 - 03 - 08, 12:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال هل الجحود لايكون الا بالقلب؟
وكيف نفسر النصوص الاتية؟
(وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم)؟
(فأنهم لايكذبونك ولكن الظالمين بأيات الله يجحدون)؟
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[28 - 03 - 08, 12:56 ص]ـ
سؤال اخر هل الجحود المذكور في الايتين هو الجحود القلبي (انتفاء عمل القلب)؟ ام هو جحود الجوارح واللسان؟ ام كلاهما؟
يقول ابن القيم رحمه الله: (إن الإيمان قول وعمل، والقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب والجوارح، وبيان ذلك أن من عرف الله بقلبه ولم يقر بلسانه لم يكن مؤمنا كما قال عن فرعون: "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم" (26)، وكما قال عن قوم عاد وقوم صالح: "وعادًا وثمودًا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين" (27) وقال موسى لفرعون: "لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر" (28)، فهؤلاء حَصَل قول القلب وهو المعرفة والعلم، ولم يكونوا بذلك مؤمنين. وكذلك من قال بلسانه ما ليس بقلبه لم يكن بذلك مؤمنا بل كان من المنافقين، وكذلك من عرف بقلبه وأقر بلسانه لم يكن بمجرد ذلك مؤمنا حتى يأتي بعمل القلب من الحب والبغض والموالاة والمعاداة. فيحب الله ورسوله ويوالي أولياء الله ويعادي أعداءه، ويستسلم بقلبه لله وحده، وينقاد لمتابعة رسوله وطاعته والتزام شريعته ظاهرا وباطنا، وإذ فعل هذا لم يكف في كمال إيمانه حتى يفعل ما أمر به) اهـ (29)
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (فأما قول القلب فهو التصديق الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويدخل فيه الإيمان بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم الناس في هذا على أقسام: منهم من صدق به جملة ولم يعرف التفصيل، ومنهم من صدق جملة وتفصيلا، ثم منهم من يدوم استحضاره وذكره لهذا التصديق، ومنهم من يغفل عنه ويذهل، ومنهم من استبصر فيه بما قذف الله في قلبه من نور الإيمان، ومنهم من جزم به لدليل قد تعترض فيه شبهة أو تقليد جازم وهذا التصديق يتبعه عمل القلب، وهو حب الله ورسوله وتعظيم الله ورسوله، وتعزير الرسول وتوقيره وخشية الله والإنابة إليه والإخلاص له والتوكل عليه، إلى غير ذلك من الأحوال؛ ويتبع الاعتقاد قول اللسان، ويتبع القلب الجوارح من الصلاة والزكاة والصوم والحج ونحو ذلك)
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[28 - 03 - 08, 01:15 ص]ـ
بعض أهل العلم يسوي بين الجحود والاستحلال، ويجعلها بمعنى واحد، وهذا القول مقبول من وجه جعل الاستحلال جحودا، إذ أن المستحل (أي اعتقاد الحل لما هو محرم) هو جحود لحكم الله تعالى، ورد له، أما أن يكون الجحود هو عين الاستحلال فلا يستقيم من جهة اللغة والحال، فالجحود هو الرد لعدم الإقرار وهذا يدخل فيه تحليل الحرام كما فيه تحريم الحلال، كما فيه كذلك رد الأخبار وعدم تصديقها، وعلى هذا فالجحود هو أشمل من الاستحلال، والجحود في عبارات السلف لا يتقيد بالعمل القلبي فقط كما هو أمر الاستحلال، بل هو شامل للعمل مطلقا، ظاهرا وباطنا، فقد يجحد الرحل بقلبه، وقد يجحد بعمله، وقد يجحد بلسانه، وقد يجحد باجتماع اثنين منهما أو بهم جميعا، قال ابن حزم في تعريف الكفر: وهو في الدين صفة من جحد شيئا مما افترض الله تعالى الإيمان به، بعد قيام الحجة عليه ببلوغ الحق إليه بقلبه دون لسانه، أو بلسانه دون قلبه، أو بهما معا، أو عمل عملا جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان. ا. هـ. انظر الأحكام (1/ 45) وأما قول الراغب الأصفهاني في مفرداته (ص 122) في تعريف الجحد لغة: "إنكارك بلسانك ما تستيقنه نفسك"، فهو تعريف قاصر. فالتكذيب المنافي للتصديق، والامتناع والإباء المنافي للانقياد كلاهما في لفظ الأوائل يدخلان في مسمى الجح(47/443)
ضوابط في أسماء الله وصفاته للشيخ د. محمد القحطاني
ـ[تيمية]ــــــــ[28 - 03 - 08, 01:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ضوابط في أسماء الله وصفاته:
1. عدم تأويل شيء من نصوص الوحيين، إذ لو كان التأويل واجباً لنبه عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولسأل عنه صحابته الأخيار، ومعلوم أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.
2. تقديم الشرع على العقل، فالشرع مصدر معصوم لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والعقل له من الآفات ما له كالمرض، والغباء والجنون والهوى والهوس، ثم إن العقل لا يحكم إلا بواسطة الحواس بينما أمور العقيدة أمور غيبية، قد لا يدرك العقل الحكمة من وراء تشريعها، وصدق ربنا القائل (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)
3. إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبت له على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تكييف ولا تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه لأن: (ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه فإنه يجب الإيمان به سواء عرفنا معناه أولم نعرفه، لأنه الصادق المصدوق، فما جاء في الكتاب والسنة وجب على كل مؤمن الإيمان به وإن لم يفهم معناه) م/ التدمرية ص45
4. تنزيه الله عما نزه نفسه عنه في كتابه أو نزهه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم انطلاقاً من قاعدة:
الإثبات المفصل والنهي المجمل الذي يدل عليه قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
5. أسماء الله تبارك وتعالى كلها توقيفية وكلها حسنى، أي بالغة في الحسن لتضمنها صفات الكمال، ولا نقص فيها بوجه من الوجوه، لا احتمالاً و لا تقديراً.
م/ القواعد المثلى لابن عثيمين رحمه الله ص 6
6. عدم الاعتماد على علم الكلام في فهم نصوص العقيدة ولا في الدفاع عنها لأن أهل الكلام كما يقول الإمام ابن قتيبة: (يتهمون غيرهم في النقل ولا يتهمون آرائهم في التأويل)
م / تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص13
7. صفات الله حقيقية لا يدخلها المجاز وفي هذا يقول الحافظ ابن عبد البر: (أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة في الكتاب والسنة وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لم يكيفوا شيئاً من ذلك) م/ العلو للإمام الذهبي ص182
8. إجراء نصوص الصفات على ظاهرها مع اعتقاد أن هذا الظاهر يليق بجلال الله ولا يشبه صفات المخلوقات وفي هذا يقول الامام الخطابي: (إن مذهب السلف؛ إثباتها وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية والتشبيه عنها) م/ الحموية ص46
9. التقيد بالمصطلحات الشرعية العقدية خاصة في باب الصفات لأن من أدخل المصطلحات الأرسطية و الافلاطونية وغيرها في أمور العقيدة فهو كما يقول شيخ الإسلام بن تيمية: (يسقي الناس شراب الكفر في آنية الأنبياء) م/ ابن تيمية وقضية التأويل د. الجليند ص10
10. آيات الصفات الواردة في القرآن الكريم ليست من المتشابه والدليل على ذلك (إنا نفهم من قوله تعالى: (إن الله بكل شيء عليم) معنى، ونفهم من قوله (إن الله على كل شيء قدير) معنى ليس هو الأول) م / المصدر السابق ص 60 أما المتشابه فهو الذي لا يعلم معناه لنا.
11. الحذر من زخرفة أهل البدع و الأهواء الذين يخدعون الناس بالألفاظ المزخرفة ليصلوا إلى مرادهم المنحرف، حيث ينفرون الناس من المعاني الأصيلة للآيات القرآنية والأحاديث النبوية بتقبيحهم المعنى المراد من الآية إلى نفس السامع مثل تسميتهم العرش بالحيز، وإثبات الصفات تشبيهاً وتجسيماً، وتسمية الصفات أعراض، وأفعال الله الاختيارية بحلول الأعراض، فنفروا الناس بقولهم: إن ربكم منزه عن الأعراض والأبعاض والتركيب والتجسيم ومرادهم الوصول إلى التعطيل) م/ المصدر السابق ص178. أ. هـ
م /التعليقات على معارج القبول شرح سلم الوصول للشيخ د. محمد القحطاني/الشريط1
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[23 - 05 - 09, 09:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ليث بجيلة]ــــــــ[24 - 05 - 09, 02:41 م]ـ
أحسنت كتب الله أجرك(47/444)
الشيخ الفوزان معقباً على د. يماني: استعراض صفات الرسول صلى الله عليه وسلم للاقتداء به
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[28 - 03 - 08, 02:17 ص]ـ
الشيخ الفوزان معقباً على د. يماني: استعراض صفات الرسول صلى الله عليه وسلم للاقتداء به أمر طيب ولكن تخصيص ما ذكرت لا وجه له
نشرت جريدة الجزيرة في عددها الصادر في يوم الأربعاء 11 - 3 - 1429هـ مقالاً للدكتور محمد عبده يماني يحث فيه على الاحتفال بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - مجاراة للمبتدعة الذين أحدثوا هذا الاحتفال من غير دليل من كتاب الله ولا من سُنة رسول الله ولا من عمل الصحابة الكرام والقرون المفضلة. وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم: (مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وفي رواية: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، وقال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي. تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وفي رواية: (وكل ضلالة في النار).
قال الدكتور: كان يفرح بيوم مولده ويقول: (هذا يوم ولدت فيه) وكان صلى الله عليه وسلم يصوم هذا اليوم، وكذلك فعل الصحابة رضوان الله عليهم ومَن جاء بعدهم)، وأقول تعقيباً عليه:
أولاً: قوله: (كان يفرح بيوم مولده). من أين يثبت لنا الدكتور أن الرسول -صلى الله عليه وسلم - كان يفرح في هذا اليوم. فهذه اللفظة زيادة منه، وإنما الذي كان يفعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصيام فقط. ولكن كأن غرض الدكتور من هذه اللفظة تبرير الاحتفال في يوم المولد؛ لأن الرسول كان يفرح فيه بزعمه.
ثانياً: قوله: وكان - صلى الله عليه وسلم - يصوم هذا اليوم، ويقول: (هذا يوم ولدت فيه). لم يكمل الدكتور الحديث وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إنه يوم تعرض فيه الأعمال على الله وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم). والدكتور ذكر الصيام فقط وعلله بالولادة فقط؛ ليصل إلى غرضه وهو تبرير الاحتفال، الاحتفال المبتدع الذي لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله في هذا اليوم.
ثالثاً: قوله: (وكذلك فعل الصحابة ومَن جاء بعدهم). يوهم بأن الصحابة ومَن جاء بعدهم يحتفلون بيوم مولده، وليس الأمر كذلك. ما كانوا يقيمون حفلاً في هذا اليوم.
رابعاً: قوله: (وكان - صلى الله عليه وسلم - يصوم هذا اليوم). يريد الدكتور أن يستدل بصيام الرسول - صلى الله عليه وسلم - على مشروعية الاحتفال، ولا يتم له هذا الاستدلال؛ لأن الاحتفال بالمولد زيادة على ما كان يفعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - والزيادة بدعة محدثة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - اقتصر على الصوم.
ثم قال الدكتور: (ومن هنا فإن من واجبنا ونحن نقتفي سنته ونتبع سيرته أن نقتدي به ونفعل كما فعل ونحتفل بهذا اليوم بما يليق به وبالطريقة التي سنها عليه الصلاة والسلام وما يماثلها من أصل الدين). وتعقيبنا عليه نقول:
أولاً: (قوله: من واجبنا ونحن نقتفي سنته ونتبع سيرته أن نقتدي به ونفعل كما فعل). هذا الكلام حق، ولكن هل من سنته وسيرته إحياء بدعة الاحتفال بالمولد أو هي زيادة ما أنزل الله بها من سلطان؟ نعم هي زيادة مردودة.
ثانياً: (قوله: ونحتفل بهذا اليوم بما يليق به وبالطريقة التي سنها عليه الصلاة والسلام). نقول: ليس من سنته ولا من سيرته ولا الطريقة اللائقة به -صلى الله عليه وسلم - الاحتفال بهذه المناسبة، ونحن لا نُحدث شيئاً لم يفعله ولم يأمر به؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم: (مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، والاحتفال عمل ليس عليه أمره.
ثم قال الدكتور: (فدعونا في هذه المناسبة الطيبة نستعرض نماذج من تلك الأخلاق النبوية الشريفة والصفات الكريمة).
وعليه نقول للدكتور: استعراض صفات الرسول - صلى الله عليه وسلم - للاقتداء به أمر طيب، ولكن تخصيص ذلك بهذا اليوم الذي تعني لا وجه له؛ لأن الواجب أن نفعل ذلك في كل أيام حياتنا، وتخصيص ذلك بيوم معين من غير دليل على التخصيص يكون بدعة، وكل بدعة ضلالة. فعلى الدكتور - وفقه الله - أن يحث على اتباع السنة. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد وآله وصحبه.
د. صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=91
ـ[أبو محماس]ــــــــ[29 - 03 - 08, 09:48 ص]ـ
أسأل الله أن يوفق الشيخ صالح
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:04 ص]ـ
أسأل الله أن يوفق الشيخ صالح
امين
جزاك الله خيرا
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[30 - 03 - 08, 02:55 م]ـ
الشيخ صالح رجل نحسبه علي الخير وهو رجل يقف علي ثغر حمي الله به الدين ووفقه وايانا والمسلمين(47/445)
أريد كتاب لشرح كتاب ابن أبي العز للطحاوية، فشرحه صعب واحتاج إلى مايسهله.
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طلاب العلم، أريد كتاب لشرح كتاب ابن أبي العز للطحاوية، فشرحه صعب واحتاج إلى مايسهله.
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:57 ص]ـ
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...t&categoryID=1
هذا رابط شرح الطحاوية لفضيلة الشيخ الدكتور سفر الحوالي من على موقعه.
رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.
__________________
ـ[عبد الجليل بن سليمان التواتي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 01:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن كان قصدك تقريباً لشرح ابن أبي العز، فربما تفيدك تعليقات العلماء المحققين للكتاب كالألباني، وقد تفيدك بعض الشروح الأخرى لبعض العلماء كابن جبرين وصالح آل الشيخ والفوزان وغيرهم وهي موجودة على الشاملة:
على هذا الرابط ( http://www.shamela.ws/list.php?cat=6)
ـ[عمر باعلوي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 02:56 ص]ـ
السلام عليكم
تجد بالرابط المرفق تفريغ للدروس التي شرح فيها الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله
العقيدة الطحاوية.
وان كان شرح الشيخ على المتن نفسه وغير متتبع لعبارات ابن ابي العز رحمه الله الا اني اظن انه موضح للكثير مما قد يشكل في الشرح.
قال الشيخ حفظه الله:
"هذا الكتاب أو هذه الرسالة والنبذة؛ العقيدة الطحاوية فيها كما ذكرنا ذِكْرُ الاعتقاد بعامة ولكنَّهُ أُخِذَ عليه أنه لم يُرَتِّبْهُ، ولهذا وقع الكلام على الصفات مُفَرَّقاً، ووقع الكلام على القدر مُفَرَّقاً، ووقع الكلام على الإيمان مُفَرَّقاً، وهكذا في نظائر هذه المسائل.
فهي كانت شبيهةً بالإملاء على ما جاء في قلب المؤلف رحمه الله وأجزل له المثوبة - دون ترتيبٍ علميٍ يجمَعُ المسائلَ بعضَهَا إلى بعض؛ يجمع النظير إلى نظيره، والشبيه إلى شبيهه.
ولهذا وَقَعَ كلام الشارح علي بن علي بن أبي العز الحنفي وقَعَ كذلك تَبَعاً للأصل غير مرتَّبْ.
وذَكَرَ في أواخر شرحه أنه تَمَنَّى أنْ لو رَتَّبَ هذا الشرح على ترتيب أركان الإيمان، ثم ما يتصل بذلك من الكلام، ليكون أبلغ في الانتفاع؛ فيجعل الكلام في الألوهية مُتَتَابِعَاً، والكلام في الصفات مُتَتَابِعَاً، والكلام في الإيمان مُتَتَابِعَاً، وفي القدر مُتَتَابِعَاً، وفي النبوات مُتَتَابِعَاً إلى آخر ذلك.
وهذا لو حصل لكان أنفع وأدعى لاستحضار شرح تلك المسائل.
هذه العقيدة أيضا على جلالتها ووَجَازَةِ ألفاظها تحتملُ شرحاً طويلاً كما صنع الشارح ابن أبي العز الحنفي، وتَحْتَمِلُ شَرْحَاً متوسطاً، وتحتمل شرحاً مُخْتَصَرَاً، ولما كُنَّا قد شرحنا عدداً من كتب العقيدة في سِنِيِّنَا التي مَرَّتْ، رأيت -والتوفيق بيد الله عز و جل- أن أجعل الكلام عليها ليس على طريقة الشارح في الاستطراد في ذكر الشرح وإدخال المسائل بعضها في بعض، ولكن على طريقةٍ مرتبة متعلقة:
أولا: بألفاظ المُصَنِّفْ.
ثانياً: بالمسائل التي أورَدَهَا المُصَنِّفْ.
وثالثا: بتحقيق القول في أنَّ ما ذَكَرَهُ هو مذهب أهل السنة والجماعة.
ورابعا: في أدلة ما ذكره من المسألة.
خامسا: في ذِكرِ تفريعاتِ تلك المسألة على اعتقاد أهل الحديث والأثر.
وسادساً: في ذِكر الأقوال المخالفة؛ أقوال أهل الفِرَقْ، وأدلَّتِهَا والرد عليها.
وكما تنظر في هذا التقسيم يحتمل تطويلاً كبيراً، ويحتمل توسطاً، ويحتمل اختصاراً.
فأسأل الله عز و جل أن يوفقني لما ينفعكم وأن ينفعكم بما تسمعونه إن شاء الله وأرجوا أن يكون منكم الاجتهاد في متابعة الشرح والتَّفْرِيْعْ على هذه المسائل من جهة النظر في الشروح، وكلام شيخ الإسلام وابن القيم وأئمة الدعوة رحمهم الله تعالى جميعا؛ لأنَّ في بحثك بعد الدرس ومراجعتك للدرس ما يُؤَكِّدُ هذه المسائل ويُبَيِّنُهَا، لأنَّ التطويل والتفصيل قد يُذهِبُ بَعضُه بعضاً عند المبتدئ والمتوسط، لكن إذا راجعت وأكدت على نفسك بالمراجعة المستمرة الأسبوعية كان في ذلك إن شاء الله تعالى خير كثير واستحضارٌ لتلك المسائل."
الرابط من مكتبة صيد الفوائد:
إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل ( http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=2107)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/446)
عذرا على الاطالة.
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[29 - 03 - 08, 06:18 ص]ـ
هناك شرح صوتى لفضيلة الشيخ عبد الله بن عمر الدميجى
مازال الشيخ فى الشرح
ويبث الشرح عبر مقع البث الاسلامى
ـ[نبيل الجزائري]ــــــــ[29 - 03 - 08, 06:28 م]ـ
هناك شرح صوتي للشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار
و كذلك شرح صوتي للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف
ـ[أبو دجانة السوسي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 06:42 م]ـ
السلام عليكم
تجد بالرابط المرفق تفريغ للدروس التي شرح فيها الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله
العقيدة الطحاوية.
وان كان شرح الشيخ على المتن نفسه وغير متتبع لعبارات ابن ابي العز رحمه الله الا اني اظن انه موضح للكثير مما قد يشكل في الشرح.
قال الشيخ حفظه الله:
"هذا الكتاب أو هذه الرسالة والنبذة؛ العقيدة الطحاوية فيها كما ذكرنا ذِكْرُ الاعتقاد بعامة ولكنَّهُ أُخِذَ عليه أنه لم يُرَتِّبْهُ، ولهذا وقع الكلام على الصفات مُفَرَّقاً، ووقع الكلام على القدر مُفَرَّقاً، ووقع الكلام على الإيمان مُفَرَّقاً، وهكذا في نظائر هذه المسائل.
فهي كانت شبيهةً بالإملاء على ما جاء في قلب المؤلف رحمه الله وأجزل له المثوبة - دون ترتيبٍ علميٍ يجمَعُ المسائلَ بعضَهَا إلى بعض؛ يجمع النظير إلى نظيره، والشبيه إلى شبيهه.
ولهذا وَقَعَ كلام الشارح علي بن علي بن أبي العز الحنفي وقَعَ كذلك تَبَعاً للأصل غير مرتَّبْ.
وذَكَرَ في أواخر شرحه أنه تَمَنَّى أنْ لو رَتَّبَ هذا الشرح على ترتيب أركان الإيمان، ثم ما يتصل بذلك من الكلام، ليكون أبلغ في الانتفاع؛ فيجعل الكلام في الألوهية مُتَتَابِعَاً، والكلام في الصفات مُتَتَابِعَاً، والكلام في الإيمان مُتَتَابِعَاً، وفي القدر مُتَتَابِعَاً، وفي النبوات مُتَتَابِعَاً إلى آخر ذلك.
وهذا لو حصل لكان أنفع وأدعى لاستحضار شرح تلك المسائل.
ل."
الرابط من مكتبة صيد الفوائد:
إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل ( http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=2107)
عذرا على الاطالة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في جميع الاخوة، اما ترتيب كتاب شرح الطحاوية فقد رتبه فضيلة الشيخ عبد الاخر حماد الغنيمي حفظه الله على النحو الذي تمناه الشارح وسمى كتابه (المنحة الالهية في ترتيب الطحاوية) وقدم له العلامة الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله
ـ[محمد بن سعد ال شريف]ــــــــ[31 - 03 - 08, 05:56 م]ـ
هناك شرح لشيخى الشيخ هشام البيلى حفظه الله وهو موجود على موقعه وهو تعليقات على شرح سماحه الشيخ العلامه صالح ال الشيخ وهذا رابط الشرح http://albeyale.com/sound&video/index.php?act=showmaq&id=68&start=0 ارجوا ان اكون ساعدت
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 12:31 ص]ـ
عليك بشرح الخميس
ستنجزينه بيسر وسهولة وأقصر وقت مع فهم دقيق جداً
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 01:21 ص]ـ
كتاب:
تسهيل فهم شرح الطحاوية (ألف سؤال وجواب في شرح العقيدة الطحاوية) لابن أبي العز الحنفي.
تأليف: د. خالد بن ناصر بن سعيد آل حسين الغامدي
عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين
قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة
جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض
وهو موجود في مكتبة التدمريه بالرياض بسعر 29 ريال
وهو مجلد ويحتوي على 665 صفحة
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 03:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
من هو الخميس وما اسم كتابه؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 03:12 ص]ـ
الشيخ محمد الخميّس شرح الطحاوية بكتاب
ورتبها شرح ابن أبي العز بكتاب آخر على شكل أسئلة ..
ـ[عبدالسلام الأزدي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 03:27 ص]ـ
من الكتب المفيدة لدراسة شرح الطحاوية:
1. شرح الشرح للشيخ العلامة أبي عبدالرحمن سفر الحوالي - شفاه الله من كل سوء -
2. ترتيب وتهذيب شرح الطحاوية - خالد فوزي.
3. اختصار شرح الشيخ صالح آل الشيخ المسمى " الوافي" لمهدي عماش الشمري
4. شرح الشيخ صالح نفسه.
5. تعليقات الشيخ عبدالعزيز ال عبداللطيف (مطبوعة في مكتبة الرشد)
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[12 - 04 - 08, 04:13 ص]ـ
" تقريب وترتيب شرح العقيدة الطحاوية " لـ/ خالد فوزي عبد الحميد حمزة
ط. دار المجد ـ جدة
كتاب جيد استفاد منه الكثير(47/447)
مطوية لللتحذير من الصوفية (صالحة للنشر والتزيع))
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 02:52 ص]ـ
الصفحة الأولى
http://www.up7up.com/pics/m/27/1206645795.jpg (http://www.up7up.com/)
الصفحة الثانية
http://www.up7up.com/pics/m/27/1206612000.jpg (http://www.up7up.com/)
الصفحة الثالثة
http://www.up7up.com/pics/m/27/1206594671.jpg (http://www.up7up.com/)
الصفحة الرابعة
http://www.up7up.com/pics/m/27/1206621385.jpg (http://www.up7up.com/)
الصفحة الخامسة
http://www.up7up.com/pics/m/27/1206642091.jpg (http://www.up7up.com/)
الصفحة السادسة
http://www.up7up.com/pics/m/27/1206611658.jpg (http://www.up7up.com/)
الصفحة السابعة
http://www.up7up.com/pics/m/27/1206626926.jpg (http://www.up7up.com/)
الصفحة الثامنة
http://www.up7up.com/pics/m/27/1206605061.jpg (http://www.up7up.com/)
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 09:08 ص]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[29 - 03 - 08, 02:10 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 10:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وليتك تتحفنا بالمزيد عنهم وعن تفاصيلهم الكثير من خلال تلك المطويات الرائعة.
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[31 - 03 - 08, 01:01 م]ـ
من عجيب أمر هذه المطوية وضعها "الظاهرية" من ال73 فرقة الهالكة!
انظر رسم (الشجرة الخبيثة)! في الصفحة الخامسة.
...
ـ[عمران]ــــــــ[26 - 06 - 08, 03:38 م]ـ
الصور غير موجودة
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 03:44 م]ـ
الصور مرة ثانية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=57820&stc=1&d=1214480376
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=57816&stc=1&d=1214480376
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=57813&stc=1&d=1214480376
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=57817&stc=1&d=1214480376
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=57819&stc=1&d=1214480376
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=57815&stc=1&d=1214480376
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=57818&stc=1&d=1214480376
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=57814&stc=1&d=1214480376
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 03:46 م]ـ
وهنا في المرفق كاملة
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[26 - 06 - 08, 04:32 م]ـ
بل وضع الظاهرية والحشوية ((وتعلمون أن الحشوية مما يطلقه أهل البدع على أهل السنة, ولم تذكر في المطوية الأشاعرة والماتريدية, فهل يدل هذا على شيء؟؟)) ,,,(47/448)
من يوضح لي كلام شيخ الاسلام في اقتضاء الصراط المستقيم؟
ـ[تيمية]ــــــــ[29 - 03 - 08, 02:34 م]ـ
ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- في معرض حديثه عن ذم المواسم والأعياد المحدثة ما نصه:
[فمن ذلك أن من أحدث عملا في يوم كإحداث صوم أول خميس من رجب والصلاة في ليلة تلك الجمعة التي يسميها الجاهلون صلاة الرغائب مثلا وما يتبع ذلك من إحداث أطعمة وزينة وتوسيع في النفقة ونحو ذلك فلا بد أن يتبع هذا العمل اعتقاد في القلب.
وذلك لأنه لا بد أن يعتقد أن هذا اليوم أفضل من أمثاله وأن الصوم فيه مستحب فيه استحبابا زائدا على الخميس الذي قبله والذي بعده مثلا وأن هذه الليلة أفضل من غيرها من ليالي الجمع وأن الصلاة فيها أفضل من الصلاة في غيرها من ليالي الجمع خصوصا وسائر الليالي عموما إذ لولا قيام هذا الاعتقاد في قلبه أو في قلب متبوعه لما انبعث القلب لتخصيص هذا اليوم والليلة فإن الترجيح من غير مرجح ممتنع
وهذا المعنى قد شهد له الشرع بالاعتبار في هذا الحكم ونص على تأثيره فهو من معاني المناسبة المؤثرة فإن مجرد المناسبة مع الاقتران يدل على العلة عند من يقول بالمناسب القريب وهم كثير من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم ومن لا يقول إلا بالمؤثرة فلا يكتفى بمجرد المناسبة حتى يدل الشرع على أن مثل ذلك الوصف مؤثر في مثل ذلك الحكم وهو قول كثير من الفقهاء أيضا من أصحابنا وغيرهم وهؤلاء إذا رأوا أن في الحكم المنصوص معنى قد أثر في مثل ذلك الحكم في موضع آخر عللوا ذلك الحكم المنصوص به وهنا قول ثالث قاله كثير من أصحابنا وغيرهم أيضا وهو أن الحكم المنصوص لا يعلل إلا بوصف دل الشرع على أنه معلل به ولا يكتفى بكونه علل به نظير أو نوعه وتلخيص الفرق بين الأقوال الثلاثة أنا إذا رأينا الشارع قد نص على الحكم ودل على علته كما قال في الهرة إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات فهذه العلة تسمى المنصوصة أو المومى إليها علمت مناسبتها أو لم تعلم فيعمل بموجبها باتفاق الطوائف الثلاث وإن اختلفوا هل يسمى هذا قياسا أو لا يسمى؟ ومثاله في كلام الناس ما لو قال السيد لعبده لا تدخل داري فلانا فإنه مبتدع أو فإنه أسود ونحو ذلك فإنه يفهم منه أنه لا يدخل داره من كان مبتدعا أو من كان أسود وهو نظير أن يقول لا تدخل داري مبتدعا ولا أسود ولهذا نعمل نحن بمثل هذا في باب الإيمان فلو قال لا لبست هذا الثوب الذي يمن به علي فلان حنث بما كانت منته فيه مثل منته وهو ثمنه ونحو ذلك وأما إذا رأينا الشارع قد حكم بحكم ولم يذكر علته لكن قد ذكر علة نظيره أو نوعه مثل أنه جوز للأب أن يزوج ابنته الصغيرة البكر بلا إذنها وقد رأيناه جوز له الاستيلاء على مالها لكونها صغيرة فهل نعتقد أن علة ولاية النكاح هي الصغر مثلا كما أن ولاية المال كذلك أم نقول بل قد يكون لنكاح الصغيرة علة أخرى وهي البكارة مثلا فهذه العلة هي المؤثرة أي قد بين الشارع تأثيرها في حكم منصوص وسكت عن بيان تأثيرها في نظير ذلك الحكم فالفريقان الأولان يقولان بها وهو في الحقيقة إثبات للعلة بالقياس فإنه يقول كما أن هذا الوصف أثر في الحكم في ذلك المكان كذلك يؤثر فيه في هذا المكان والفريق الثالث لا يقول بها إلا بدلالة خاصة لجواز أن يكون النوع الواحد من الأحكام له علل مختلفة ومن هذا النوع أنه صلى الله عليه و سلم نهى عن أن يبيع الرجل على بيع أخيه أو أن يسوم الرجل على سوم أخيه أو يخطب الرجل على خطبة أخيه فيعلل ذلك بما فيه من فساد ذات البين كما علل به في قوله لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها فإنكم إذا فعلتم ذلك قطعتم أرحامكم وإن كان هذا المثال يظهر التعليل فيه مالا يظهر في الأول فإنما ذاك لأنه لا يظهر فيه وصف مناسب للنهي إلا هذا.
والسبر دليل خاص على العلة ونظيره من كلام الناس أن يقول لا تعط هذا الفقير فإنه مبتدع ثم يسأله فقير آخر مبتدع فيقول لا تعطه وقد يكون ذلك الفقير عدوا له فهل يحكم بأن العلة هي البدعة أم يتردد لجواز أن تكون العلة هي العداوة؟
وأما إذا رأينا الشارع قد حكم بحكم ورأينا فيه وصفا مناسبا له لكن الشارع لم يذكر تلك العلة ولا علل بها نظير ذلك الحكم في موضع آخر فهذا هو الوصف المناسب الغريب لأنه لا نظير له في الشرع ولا دل كلام الشارع وإيماؤه عليه فجوز الفريق الأول اتباعه ونفاه الآخران وهذا إدراك لعلة الشارع بنفس عقولنا من غير دلالة منه كما أن الذي قبله إدراك لعلته بنفس القياس على كلامه والأول إدراك لعلته بنفس كلامه ومع هذا فقد تعلم علة الحكم المعين بالصبر وبدلالات أخرى] ص604 - ص606
هل يمكن توضيح الأقول الثلاثة مع ضرب أمثلة غير التي ذكرها شيخ الاسلام رحمه الله؟
وعذراً على الإطالة في النقل
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[05 - 04 - 08, 03:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ يتكلم عن العله في الحكم اي سبب ذلك الحكم
باختصار الاحكام تنقسم الى ثلاثه انواع
1 - حكم ذكر مع ذكر علته اي سببه مثال ذلك ماذكره الشيخ ان الهره ليت نجسه وذكر الرسول العله فقال هي من الطوافين عليكم اذن هذا مجمع عليه
2 - حكم ذكر ولكن لم تذكر علته لكن ذكرت عله لنظيره (وهذا هو القياس) فلأن هذه العله اثرت في هذا الحكم اذا تؤثر في نظيره ومثال ذلك في الربا فقد ذكر الرسول الربا في التمر والشعير والقمح وذكر العله وهي الزياده اذا تم التبادل مع زياده يكون ربا (في المتماثلات) لكن لم يذكر كل انواع الاطعمه والاموال وغيره
لكن حكم كل هذه الاشياء الربا لان العله هي الزياده وقد ذكرت في نظيرها
3 - حكم لم تذكر علته وليس له نظير يقاس عليه لكن له مناسبه اي وصف مقترن به
فالاقوال الثلاثه هي
الفريق الاول يقول بالمناسبه
الفريق الثاني يقول لابد مع المناسبه ان تكون هناك عله مؤثره يحكم بها على نظيره
الفريق الثالث يقول لابد لكل حكم من عله مستقله
ففي الحكم الاول الذي ذكرته الاقوال الثلاثه مجمعه عليه
اماالحكم الثاني القولان الاول والثاني يقولان به
اما الحكم الثالث لا يقول به الا اصحاب القول الاول
هذا ما فهمته والله اعلم(47/449)
أبحث عن: (مجموعة التوحيد) و .. و .. و ..
ـ[علي أبو صفية]ــــــــ[30 - 03 - 08, 04:55 ص]ـ
السلام عليكم
أبحث عن:
- (مجموعة التوحيد) لشيخي الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب
- (تطهير الجنان والأركان عن درن الشرك والكفران) لأحمد بن حجر آل بوطامي
- (دعوة التوحيد) للشيخ محمد خليل هراس
- (سلسلة التوجيهات) للشيخ محمد بن جميل زينو
وجزاكم الله خيرا
ـ[علي أبو صفية]ــــــــ[31 - 03 - 08, 04:40 م]ـ
السلام عليكم
هل من الإخوة مساعد في بحثي؟؟(47/450)
الأسس المنهجية في دراسة العقيدة
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 07:38 ص]ـ
1.ضرورة اعتماد المنهج العلمي الصحيح في بناء العقيدة وأن مستنده القرآن وبيان بطلان مناهج المتكلمين وغيرهم.
2.أن الوحي (القرآن والسنة) هو مصدر العقائد في المسائل والدلائل ولايجوز معارضته ومزاحمته بغيره من المصادر.
3.أن دراسة العقيدة على نوعين:
-تصحيح.
-تعميق.
ولاغنى لأحدهما على الآخر.
4.أن العقيدة الصحيحة شاملة لفكر الإنسان وسلوكه فهي تدعو إلى تزكية النفوس وتحرير العقول فلا خير إلا دلت عليه ولاشر إلا حذرت منه.
5.أن توحيد العبادة أساس العقيدة وهو أول الواجبات.
6.أن الإيمان والكفر قول وعمل, والتكفير له ضوابط في النوع والمعين, والخلط فيها أساس الفتن.
المصدر: من دروس الشيخ الدكتور عبد الرحيم بن صمايل السلمي
عام 1425هجرية. جامع الأمير سلمان بجدة.
ـ[ taleb-ilm] ــــــــ[30 - 03 - 08, 02:22 م]ـ
جزاك الله خيرا(47/451)
هل يوجد كتاب معين يناقش قضية عدم خلود أهل الكبائر من المسلمين فى النار؟؟؟
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[30 - 03 - 08, 08:08 ص]ـ
هل يوجد كتاب معين يناقش قضية عدم خلود أهل الكبائر من المسلمين فى النار؟؟؟
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[علي أبو صفية]ــــــــ[31 - 03 - 08, 04:36 م]ـ
السلام عليكم
لو بحثت في فهرس المجلد السابع من مجموع الفتاوى لابن تيمية؟ ...
و إلا فالمسألة هي مما يترتب على مسألة حقيقة الإيمان ...
معذرة إن لم أفهم قصدك بالسؤال
والسلام عليكم
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[31 - 03 - 08, 06:26 م]ـ
السلام عليكم
لو بحثت في فهرس المجلد السابع من مجموع الفتاوى لابن تيمية؟ ...
و إلا فالمسألة هي مما يترتب على مسألة حقيقة الإيمان ...
معذرة إن لم أفهم قصدك بالسؤال
والسلام عليكم
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
أريد كتابا يناقش أدلة عدم خلود اهل الكبائر فى النار كما هو معتقد أهل السنة والجماعة
ويرد على شبهات المخالفين
بارك الله فيك
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[02 - 04 - 08, 12:02 م]ـ
أفيدنا بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد]ــــــــ[02 - 04 - 08, 03:19 م]ـ
ممن بحثها بحثا جيدا وأورد أدلتها وقسّمها تقسيما نافعا: د. محمد الوهيبي في كتابه: نواقض الإيمان الاعتقادية.(47/452)
ماهي الفرق التي تخالف أهل السنةو الجماعة في النظر في حقيقة الدنيا؟
ـ[معاذ بكر]ــــــــ[30 - 03 - 08, 05:45 م]ـ
الأخوة الأفاضل أردت أن أسأل سؤالا ..
و هو ..
من من الفرق يخالف أهل السنة و الجماعة في النظر إلى حقيقة الدنيا.
أقصد خلقها و أيضا كيفية التعامل معها؟
و أيضا أي المذاهب الفكرية التي لها نظرة مغاية للإسلام في الدنيا؟
و إ|ن كان هناك مراجع تعين في ذلك فدلوني مأجورين ..
جزيتم خيرا.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[12 - 04 - 08, 05:37 م]ـ
راجع هذه الروابط
http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=7&book=83&toc=5767&page=5156&subid=29315
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=4792
http://www.du3at.com/asmaawasefat/b38.htm
وانظر في المرفقات كتاب الهيئة السنية للسيوطي
والله أعلم(47/453)
ارجو الاجابة من طلاب العلم فقط
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره عند تفسير قوله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى): أن المن نوعان: من بالقلب ومن باللسان.
س / هناك ذنوب قلبية يقع فيها العبد ومنها المن بالقلب فهل نقول أن من منّ بقلبه ارتكب كبيرة وهل يحبط عمله الذي أحسن فيه؟
س/ إذا وجد العبد نكران وجحود لمن أحسن إليه فهل له أن يذكر له إحسانه إليه؟ وهل يكون واقع في المن؟
س/ في الآية ذكر الله أن المن يحبط العمل، إذا تاب العبد هل يرجع له ثواب عمله الذي أحبطه المن؟
ارجوا الإجابة ياطلبة العلم
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 01:56 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأسأل الله تعالى ان يوفقنا لما يحب ويرضى.
بالنسبة للسؤال الأول؛ فأقول -وبالله التوفيق: المنّ بالقلب الذي ذكره الشيخ رحمه الله هو المروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه، وهو المنّ على الله. وهل يدخل مَن منّ بقلبه في زمرة من ارتكب كبيرة؟ ظاهر السنة أنه غير داخل، والأصول والمقاصد تدخلُه تحتها، والله أعلم.
وهل يحبط عمله إذا منّ بقلبه؟ يحبط على قول ابن عباس رضي الله عنهما، وظاهر كلام الجمهور أنه لا يحبط ما لم يكن فعلاً أو قولاً.
وبالنسبة للسؤال الثاني: إن كان لمصلحةٍ دينيةٍ فنعم، وقد فعلها النبيّ صلى الله عليه وسلم مع الأنصار، وإن كان لحظٍّ دنيوي فلا أرى جوازَه؛ لقوله تعالى: ((إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا))، فالصدقة لأجر الاخرة لا الدنيا.
والنسبة للسؤال الثالث: لم يظهر لي نصٌّ -حسب علمي الضعيف- في هذه المسألة، ونرجو ذلك بفضل ورحمته الواسعة.
ولعل الشيوخ والأخوة يتحفونا بالأجوبة، والله تعالى أعلم.
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 03:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا
لكن ماهو الأثر المروي عن ابن عباس؟
وقلتم (إن كان لمصلحةٍ دينيةٍ فنعم، وقد فعلها النبيّ صلى الله عليه وسلم مع الأنصار، وإن كان لحظٍّ دنيوي فلا أرى جوازَه؛ لقوله تعالى: ((إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا))، فالصدقة لأجر الاخرة لا الدنيا.) أريد مزيد من الشرح لهذه النقطة.
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[01 - 04 - 08, 02:11 م]ـ
قال البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره: ((قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم) أي أجور صدقاتكم (بالمن) على السائل، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: بالمن على الله تعالى)).انتهى. والمنّ على الله يتصوّر بالقلب لا غير.
وبعد قراءتي لكلام الشيخ السعدي رحمه الله نبيّن لي أن مراد الشيخ المنُّ على السائل كما صرّح به في تفسيره؛ حيث قال رحمه الله: ((ولا يتبعونها بما ينقصها ويفسدها من المن بها على المنفق عليه بالقلب أو باللسان))، وبهذا يتبيّن أن كلام الشيخ واردٌ على غير مورد كلام ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما؛ وعلى هذا يبقى السؤال قائماً: هل يحبط العمل من منّ بقلبهِ؟ الذي يظهر لي أنه لا يحبط؛ ولكن ينافي كمال الإيمان؛ والذي قد نادى الله به في أول الآية، ويدخل في نوع آخر من الذنوب، والله أعلم.
وأما عن سند الرواية فلم أقفْ عليها.
وبالنسبة للجملة التي طلبتِ شرحها؛ فأقول -باختصار شديد- وبالله التوفيق:
جاء في الصحيح من حديث زيد بن عاصم قال: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصارَ شيئاً، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبْهم ما أصاب الناسً، فخطبهم فقال: يا معشر الأنصار؛ ألم أجدكم ضُلّالاً فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وعالةً فأغناكم الله بي، كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمنّ، قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث.
فانظري كيف امتنّ عليهم ونبههم على ما غفلوا عنه من عظيم ما اختصوا به منه بالنسبة إلى ما حصل عليه غيرُهم من عرض الدنيا الفانية، كا قال ابن حجر رحمه الله تعالى.
فهذه منةٌ لمصلحة دينيةٍ؛ لا دنيوية، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يردْ شهرةً، ولا سمعةً، ولا أذيّةً، ولا رفعةً، ولا منزلةً، هو بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/454)
وقد نبّه المولى جل وعلا على هذا في الآية الكريمة؛ فقال سبحانه وتعالى: ((ولا يؤمن بالله واليوم الآخر)) فالمنان هنا يريد المصلحة الدنيوية، بعكس الذي يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فإنه يريد الآخرة لا الدنيا.
وأعتذر إن الكلام مختصراً، فالوقت ضيق، ولعل الأخوة يتحفونا بالزيادة، والله تعالى أعلم.
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[20 - 05 - 08, 08:36 ص]ـ
وجدتُ كلاماً لابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه ((الوابل الصيب))؛ يقول فيه رحمه الله:
"فان قيل: فإذا تاب هذا هل يعود اليه ثواب العمل؟ قيل: إن كان قد عمله لغير الله تعالى وأوقعه بهذه النية فإنه لا ينقلب صالحا بالتوبة؛ بل حسب التوبة أن تمحو عنه عقابه؛ فيصير لا له ولا عليه، وأما إن عمله لله تعالى خالصا ثم عرض له عجب ورياء أو تحدث به ثم تاب من ذلك وندم فهذا قد يعود له ثواب عمله ولا يحبط، وقد يقال: إنه لا يعود إليه بل يستأنف العمل. والمسألة مبنية على أصل؛ وهو أن الردة هل تحبط العمل بمجردها أو لا يحبطه إلا الموت عليها؟ فيه للعلماء قولان مشهوران، وهما روايتان عن الإمام أحمد رضي الله عنه، فإن قلنا تحبط العمل بنفسها فمتى استلم استأنف العمل، وبطل ما كان قد عمل قبل الإسلام، وإن قلنا لا يحبط العمل الإ اذا مات مرتدا فمتى عاد الى الإسلام عاد إليه ثواب عمله وهكذا العبد إذا فعل حسنة ثم فعل سيئة تحبطها ثم تاب من تلك السيئة هل يعود إليه ثواب تلك الحسنة المتقدمة يخرج على هذا الاصل.
ولم يزل في نفسي من هذه المسألة ولم أزل حريصا على الصواب فيها وما رأيت أحدا شفي فيها، والذي يظهر - والله تعالى أعلم وبه المستعان ولا قوة الإ به- أن الحسنات والسيئات تتدافع وتتقابل ويكون الحكم فيها للغالب وهو يقهر المغلوبون ويكون الحكم له حتى كان المغلوب لم يكن فاذا غلبت على العبد الحسنات رفعت حسناته الكثيرة سيئاته ومتى تاب من السيئة ترتب على توبته منها حسنات كثيرة قد تربي وتزيد على الحسنة التي حبطت بالسيئة فإذا عزمت التوبة وصحت ونشأت من صميم القلب أحرقت ما مرت عليه من السيئات حتى كأنها لم تكن فان التائب من الذنب لا ذنب له، وقد سأل حكيم بن حزام رضي الله عنه النبي عن عتاقة وصلة وبر فعله في الشرك هل يثاب عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أسلمت على ما أسلفت من خير فهذا يقتضي أن الإسلام أعاد عليه ثواب تلك الحسنات التي كانت باطلة بالشرك فلما تاب من الشرك عاد إليه ثواب حسناته المتقدمة فهكذا إذا تاب العبد توبة نصوحا صادقة خالصة أحرقت ما كان قبلها من السيئات وأعادت عليه ثواب حسناته يوضح هذا أن السيئات والذنوب هي أمراض قلبية كما أن الحمى والأوجاع أمراض بدنية، والمريض إذا عوفي من مرضه عافية تامة عادت إليه قوته وأفضل منها؛ حتى كأنه لم يضعف قط فالقوة المتقدمة بمنزلة الحسنات والمرض بمنزلة الذنوب والصحة والعافية بمنزلة التوبة وكما أن المريض من لاتعود إليه صحته أبدا لضعف عافيته ومنهم من تعود صحته كما كانت لتقاوم الأسباب وتدافعها ويعود البدن إلى كماله الأول ومنهم من يعود أصح مما كان وأقوى وأنشط لقوة أسباب العافية وقهرها وغلبتها لأسباب الضعف والمرض حتى ربما كأن مرض هذا سببا لعافيته كما قال الشاعر: لعل عتبك محمود عواقبه % وربما صحت الاجسام بالعلل
فهكذا العبد بعد التوبة على هذه المنازل الثلاث والله الموفق لا اله غيره ولا رب سواه"(47/455)
مالحكم لو اهدى مسلم الانجيل لجاره النصرانى
ـ[عدنان القاهرى]ــــــــ[31 - 03 - 08, 11:33 ص]ـ
السلام عليكم
رجل مسلم اشترى نسخة من الانجيل ثم رأى انه لن يقرأ فيها لصغر حجم النسخة مع ضعف بصرة فخوفا من وقوعه فى يد احد من ابناءه اهدى النسخة لجاره النصرانى علما بأنه يعتقد فى الانجيل الموجود الآن التحريف والتبديل فهل ارتكب اثما بذلك علما بأنه شعر انه اخطأ فندم وعزم الايعود لمثلها
افيدونا بارك الله فيكم
ـ[عدنان القاهرى]ــــــــ[02 - 04 - 08, 08:06 ص]ـ
للرفع
رفع الله قدركم
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[07 - 04 - 08, 08:07 م]ـ
الحمد لله انه تاب ومن تاب تاب الله عليه.(47/456)
تم افتتاح موقع الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[31 - 03 - 08, 01:28 م]ـ
تم افتتاح موقع الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 05:49 م]ـ
أين هو؟
ـ[أبو محمد]ــــــــ[01 - 04 - 08, 10:31 م]ـ
http://www.aqeeda.org.sa/
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الرايه]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:36 ص]ـ
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سلمان الفريجي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 03:55 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[06 - 04 - 08, 09:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عمرو الأمير]ــــــــ[06 - 04 - 08, 05:28 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[جمال العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 04:55 م]ـ
جزاك الله خيرًا وبارك الله فيك.(47/457)
افتتاح موقع الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة
ـ[أبو محمد]ــــــــ[31 - 03 - 08, 02:51 م]ـ
تم اليوم -بحمد الله- افتتاح موقع الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب ..
جاء في التعريف بالجمعية -كما في الموقع-:
الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب جمعية علمية سعودية تعمل تحت إشراف الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - تعنى بعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب في ضوء الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح، تربط بين المختصين والمهتمين بها.
يؤمل -بتوفيق الله- أن يكون هذا الموقع رافدا جديدا في نصرة عقدية السلف والدعوة إليها والذب عنها .. وفق الله القائمين عليه وعلى الجمعية لكل خير.
رابط الموقع:
http://www.aqeeda.org.sa (http://www.aqeeda.org.sa)
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[31 - 03 - 08, 03:57 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[العوضي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 07:15 م]ـ
بارك الله فيك ...(47/458)
حزب التحرير .. الخلفيات والجذور
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[31 - 03 - 08, 08:07 م]ـ
حزب التحرير يعد من الأحزاب التي ظهرت بعد سقوط الخلافة الإسلامية، ويتبنى أطروحات وأفكار بعيدة عن الكتاب والسنة، وأفراده لا يهتمون بالعلم الشرعي، وليس لهم علماء، ويعلمون أفرادهم كره العلماء وعدم الأخذ منهم، بل ويشترطون على أعضائهم ألا يقولوا قولا ولا يتخذوا موقفاً يخالف موقف الحزب، ويقولون: >إن الحزب يتبنى ما تبناه الحزب، فصار ما تبناه الحزب هو وحده حكم الله في حقه .. < ولذلك فأغلب اتباع هذا الحزب يطبقون نشرات الحزب ولا يعرفون أكثر من الأوامر الحزبية، مما جعل ينطبق عليهم قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - الناس ثلاث: عالم ومتعلم وهمج رعاع اتباع كل ناعق، حيث إنهم يرددون الأقوال الحزبية، كإقامة الخلافة بوصفها فرض الفروض وغير ذلك من الشعارات، بينما نجدهم لا يهتمون بأبسط الفروض والواجبات، وسنحاول توضيح صورة هذا الحزب وجذوره السياسية والعقدية، حتى لا ننخدع بالشعارات البراقة، التي يرفعها أصحاب هذه الأفكار البدعية، الذين بدأوا الظهور إلى العلن في الآونة الأخيرة لتجميل صورتهم، حتى ولو بالإدعاءات الكاذبة، وأنهم يتبنون سياسة الغاية تبرر الوسيلة.
شهد القرن العشرين بعد نهاية الخلافة العثمانية بروز جماعات دينية >مسيسة< التوجه، ترى في دخول معترك السياسة أملا في النهضة بالأمة والعودة بها إلى ما كانت عليه من عز وقيادة، وقدم كل من هذه الأحزاب عملاً وطرح منهجاً كان لابد من دراسته لما فيه خير الأمة.
ومن هذه الجماعات >حزب التحرير< وهو حزب يحض المسلمين على العمل لاستعادة الخلافة التي سقطت في نظر الحزب منذ بداية هذا القرن ومنذ ذلك الوقت تراجعت الأمة وفقدت كيانها وهيبتها بين الأمم.
غير أن هذه الحركات تجاهلت تراجع الأمة في دينها والذي بسببه تراجعت في دنياها وفقدت من القوة والأرض السؤدد والكرامة بقدر ما فقدت من دينها، وتخلفت عن الدور الحضاري نتيجة طبيعية لتخلفها عن الدين، وأكمل الكفار طريق العلم الذي وقفت عنده هذه الأمة، وغدا ضعفها وتخلفها فتنة لأمم الكفر الذين وظفوا تقدمهم العلمي لصالح دينهم وجعلوه علامة على صحته.
وتأصلت هذه الحركات على أصول الحماس والعاطفة، وتقلد رايتها أشخاص تعلموا الرغبة والحماس ولم يتعلموا العلم، فتخبطوا وتخبط من ورائهم من تبعهم، واستفاد عدو المسلمين من هذا التخبط وهذه العشوائية، وغلب عليها اعتماد وسائل مرتجلة آلت بالمسلمين إلى زيادة ضعف ومنحت عدو المسلمين الذريعة وراء الذريعة.
وصار العمل الدعوي مرهوناً موقوفاً تعطله المواقف السياسية فلا دعوة عندهم حتى تعود الأرض وحتى يعود الحكم! ولكن لم تسترد الأرض ولم تسترد الخلافة، ومات كثيرون على ملل الكفر، وتحملت الأمة إثم تركهم بلا دعوة وخسر الإسلام أعداداً هائلة ممن ماتوا على غيره من الملل.
لماذا الكلام عن حزب التحرير؟
ولقد صار لحزب التحرير علامة بها يعرف وهي الطعن في خبر الواحد وعذاب القبر حتى غدت هاتان المسألتان من أهم وأول ما يجب اعتقاده، بل صار جدلهم حول خبر الواحد وعذاب القبر يفوق كلامهم عن الخلافة التي هي قضيتهم الأم وشغلهم الشاغل.
وكان اللائق بهم الابتعاد عن الخوض في هذه المسائل التي لا خبرة لهم بها بحكم انشغالهم بمسائل السياسة، ولكنهم لم يفعلوا، بل أخذوا يثيرون الشبهات ويتهمون مخالفيهم بمخالفة الدين وظهروا للناس بأنهم أكثر إصلاحاً وعلماً من أهل الحديث.
وينطلق رؤساء الحزب ومنظروه في هذه المسائل من منطلق المذهبين الأشعري والماتريدي، وهما مذهبان كلاميان ينطلقان من علم الجدل والكلام الذي اتفق أئمة أهل السنة على ذمه والتحذير منه.
مؤسس حزب التحرير
قبل الكلام عن الحزب نوجز ترجمة لمؤسسه، وهو: تقي الدين النبهاني - رحمه الله - حفيد يوسف بن إسماعيل النبهاني، الذي كان أحد غلاة التصوف وصاحب الكتاب الضخم المشهور >جامع كرامات الأولياء<.
ولد تقي الدين النبهاني سنة 1909 بقرية >إجزم< بقضاء حيفا، وحفظ القرآن ودرس الفقه على يد والده الشيخ إبراهيم النبهاني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/459)
والتحق بجامعة الأزهر ليحصل بعد ذلك على شهادة العالمية، ثم عاد إلى حيفا واشتغل بالتدريس، ثم انتقل منها إلى سلك القضاء حتى سنة 1948، حيث استقر في بيروت، ثم عاد إلى الأردن وعمل في الكلية الإسلامية إلى أن تفرغ بعد ذلك لإنشاء حزبه في الخمسينات متنقلاً بين الأردن وسورية ولبنان لتوسيع قاعدة حزبه حتى توفي في لبنان بتاريخ 10/ 12/1977.
وله كتب عديدة منها >رسالة العرب< التي تظهر توجهه القومي، حيث كان عضواً في كتلة القوميين العرب، ويظهر أنها من أوائل ما كتب قبل مرحلة تأسيس الحزب، ومنها كتاب >نظام الإسلام< و>نداء حار إلى العالم الإسلامي< و>التكتل الحزبي< و>نظام الحكم في الإسلام< و>أسس النهضة< و>الشخصية الإسلامية<.
عقيدته
هو في العقيدة ما تريدي أكثر منه أشعرياً، وإن كان يرى أن كلاهما هم علماء التوحيد، وربما أشار إلى بعض الخلافات التي حكاها بين الفرقتين حول التعليل والقدر، ولكنه عموماً يتبنى التأويل للصفات في مؤلفاته، مثال ذلك قوله في قوله تعالى: -يد الله فوق أيديهم- أي قدرة الله تعالى فوق قدرتهم .. وهذا التأويل وغيره شهد الإمام أبو الحسن الأشعري وشارح الفقه الأكبر الشيخ ملا علي قاري أن تأويل اليد بالقدرة والاستواء بالاستيلاء وإنكار علو الله في السماء هو عين تأويل المعتزلة وقولهم ومذهبهم.
وكذلك يقلد الرازي في تمجيد العقل وتقديمه على الأدلة الشرعية، فيصرح بأن أدلة القرآن والسنة تبقى ظنية ولا تفيد اليقين إلا بشروط عشرة، منها: عدم المعارض العقلي، بمعنى إذا عارض الدليل الشرعي العقل انقلب الدليل ظنياً ولو كان من القرآن والسنة، فخبر الآحاد ليس هو الدليل الظني عند القوم، بل حتى الدليل المتواتر فإنه ظني ولو كان آية في القرآن حتى تتفق مع العقل.
فالعقل مصدر للتلقي منفصل عن المصدر الشرعي والدليل على ذلك زعمه أنه يجوز عقلا عنده ما يجوز شرعاً، فيجوز عنده أن يجمع الصحابة على خطأ يظنونه حقاً، وهذه العقلانية مخالفة للشرع، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: >لا تجتمع أمتي على ضلالة< بل ويحرم التحريريون على الناس إيراد الأدلة من القرآن أو السنة على إثبات وجود الله ويؤكدون على ذلك في كل مناسبة، وأنه يجب حصر الدليل بالأدلة العقلية فقط.
وقد كنت ألاحظ تحير خصوم الحزب عند مناقشة التحريريين؛ لأنهم لا يعرفون شيئاً عن عقيدة الحزب ومؤسسه، ولكن بعد البحث والتنقيب تأكد أنهم أشاعرة وما تريدية، وربما كانوا يميلون أكثر مع الماتريدية، فمؤسسهم من مؤولة الصفات، ومثل هذا الموضوع أولى بالمناقشة معهم قبل الحديث عن خبر الواحد، وما خبر الواحد إلا واحدة من مسائل العقيدة التي يخالف فيها الأشاعرة والماتريدية أهل السنة والجماعة.
هل هو مجتهد مطلق؟
أتباعه يطلقون عليه هذا الوصف، ولكن ما عرفه مشايخ عصره بهذا الوصف، ولا تشهد له كتبه وآثاره بهذا الوصف، فهو ليس من أهل الحديث ولا من المناظرين في الفقه والمدونين فيه، وكيف يثبت الحزب له صفة الاجتهاد وينفونها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إذا كان الاجتهاد صفة مدح فليثبتوها من باب أولى إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا وقد بدأ تقي الدين النبهاني - رحمه الله - قبل فكرة إنشاء حزبه يتصل بجماعة الإخوان المسلمين في الأردن وساعده التوجه التسيسي السائد عند الإخوان المسلمين على تبني فكرة إنشاء حزبه، ومن ثم أعلن عن حزبه الذي أدهش جماعة الإخوان وأغضبهم؛ لأنهم رأوا ذلك خروجاً عن نطاق الشرعية المتمثلة بهم وحدهم وتفريقاً لوحدة المسلمين.
وقد قيل إن سبب هذا الانسلاخ عن جماعة الإخوان المسلمين هو حكمه عليهم بأن برنامجهم قد فشل، وأن عليهم أن يتيحوا الدور لغيرهم، فكان أول ظهور علني لهذا الانسلاخ في محاضرته التي ألقاها بالقدس والتي قرر فيها أن الأمم لا تنهض بالأخلاق، فحدثت مشاجرات وخصوم أدت إلى خروجه عنهم والتفرغ لبناء حزبه.
بداية نشأة الحزب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/460)
نشأ حزب التحرير على الطريقة التي نشأ عليها غيره من التأصيل الحماسي العاطفي، وجعل مسألة عودة الخلافة الإسلامية شعاراً، بل عقيدة تطغى على العقيدة، وبنى برنامجاً سياسياً زعم أنه يجب أن لا يزيد على ثلاث عشرة سنة وبعدها يتسلم الخلافة، لكنه لم يراع بناء المنهج على أساس تربوي أخلاقي، وإنما على بنيان سياسي بحت، وكادت كتب الحزب تخلو من الدعوة إلى الصدق والورع والتقوى والإخلاص، والتحذير من الشرك ووسائله ومداخله التي هي أكثر موضوع القرآن، وتخلو من التحذير من أصناف المعاصي التي هي بدورها من أسباب فقدان الخلافة.
ويبدو أن الحزب قد حدد مهمته فقط في نشر الأفكار دون تطبيقها، فتطبيق الأفكار موكول إلى الدولة التي يعمل الحزب لإقامتها .. من هنا لا يرى الحزب القيام بأي عمل من أعمال الدعوة إلى الصلاة أو الصيام لأن ذلك - حسب الدوسية - من مهام الخلافة الإسلامية التي لم تقم.
عزلة
- إن الحزب اليوم معزول عن الناس إلى درجة القطيعة، فإنه لا يمتلك مرجعيات علمية يلتف من حولها الناس، وإنما كل شؤون الدين معطلة مرهونة بقيام الخليفة واستعادة منصب الخلافة.
- ولا تكاد تجد آثار السنة ظاهرة على المنتمين للحزب، فإذا سئلوا عن تخليهم عن مظاهر السنة بادروك إلى أن الشيء المهم الآن هو العمل لعودة الإسلام إلى الحكم، وأنه لا مجال الآن للكلام عن محقرات السنن وقشور الإسلام!!
وكتبهم يغلب عليها القواعد الأصولية والنظريات السياسية وتمجيد العقل، ويلاحظ عليهم كثرة اهتمامهم بأصول الفقه بما يفوق اهتمامهم بأصول العقيدة.
- وإذا تكلموا في الدين مجدوا العقل وشككوا في نصوص الشريعة حتى قال أحد قادتهم: كل نص شرعي فهو غير قطعي، بل ظني الدلالة، وما من آية من آيات القرآن إلا وقد اختلف في تفسيرها .. ولما قيل له: -أفي الله شك؟ سكت ولم يجب بشيء.
فشل
ولقد فشل الحزب في الدول الإسلامية وعجز عن أن يحقق أهدافه ولم يعد ثم أمل من أن تقوم له قائمة بعد أن حدد مدة ثلاث عشرة سنة لإعادة الخلافة وفشل في إعادتها في المدة التي حددها، وكان قد أكد أن استعادة الخلافة يجب أن لا تحتاج إلى عشرات، بل لابد أن ينتج حتماً على يد الجيل نفسه الذي يقوم به هذا التثقيف.
فطبيعة الحزب التعجلية وعدم ربط نظرياته حول الخلاف بالواقع الصعب سارع في رصده وكيل الضربات المتتالية له حتى تسبب في اقتياد زهرة الشباب المخلص، إما إلى السجن أو النفي أو القتل، وهي نتيجة كل عمل يتأسس على بنيان العاطفة والحماس المستقل عن الانضباطية بضابط الشرع والمجرد من الصبر والتأني والحكمة، والآن يتخذ تحالفات مخالفة للمنهج مع طوائف تقف موقف العداء من السنة.
أضف إلى ذلك أن الحزب كان يفتقر إلى تطبيق النظريات والمبادئ الفكرية التي كان يدعو إليها، مما أسهم في انفضاض العديد من المنتمين إليه.
- وظن حزب التحرير أنه يمكنه الوصول إلى سدة الحكم عن طريق تغيير انقلاب فكري وحدد الفترة بربع قرن على الأكثر، ولكنه لم يحقق شيئاً من ذلك، فانسحب كثير من أعضائه وعلموا أنهم أضاعوا الوقت في أماني وفي وضع القوانين وإصدار التعليمات لدولة غير موجودة، بل وقد شكك آخرون بأهداف الحزب وغاياته، معتبرين أن قيامه كان مدبراً بغرض بلبلة أفكار المسلمين، حيث إن النتائج النفسية المقصودة هي تدمير نفسية هؤلاء الذين يجتذبهم الحزب لفترة من الزمن، ثم لا يلبث أن يلفظهم عناصر شوهاء معدومة الإنتاج مذبذبة التفكير صدمها الواقع المرير واحتارت بعد أن قام مبدأ حزبها على البحث عن النتيجة والتساهل في المحافظة على أسباب التمكين ووسائله، وهي إقامة الدين بتفاصيله ونشر العلم بالتعلم والتعليم.
وتلقت التنكيل والتعذيب لأسباب لا تتصل بالأسباب التي اضطهد من أجلها السلف الأوائل.
الحزب يتناقض مع مبادئه
وكان الطريق الأقرب منه في نظرهم الدخول في برلمانات لا تحكم الإسلام ولا تعتبره، فقد رشح الحزب نائباً عنه في مجلس البرلمان اللبناني وهو الأستاذ علي فخر الدين ليصبح عضواً في مجلس النواب اللبناني.
كذلك رشح الحزب الشيخ أحمد داعور >من قلقيلية بفلسطين وعالما من خريجي الأزهر< نائباً عنه في البرلمان الأردني في الخمسينات، ثم ما لبث أن حكم عليه بالإعدام بعد الكشف عن محاولة الحزب للاستيلاء على النظام الحاكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/461)
وهذه الخطوة تتناقض ومبدأ الحزب في تحريمه لأي انخراط في الأنظمة التي لا تحكم بدين الإسلام.
هجرة الحزب إلى بلاد الغرب
ثم قدر لهذا الحزب أن ينتقل بسلبياته ومنهجه المتعجل إلى بلد غربي شغلته المادية المعاصرة عن التعصب الصليبي القديم، حيث الحاجة إلى بعث التعصب الصليبي القديم ليقابل البعث الإسلامي المتنامي في كل مكان، وتضليل الجالية المسلمة هناك، والتي صارت جزءاً من المجتمع الغربي.
فقد قدم هذا الحزب خدمات جليلة لمن يريدون بعث هذا التعصب من حيث لا يريد، وصار تهوره وكلامه عن الخلافة مبرراً لإقفال مصليات الطلبة في الجامعات وتحجيم نشاطهم والمنع من إقامة المحاضرات والدروس بحجة سد ذرائع الشغب الذي قام به أتباع الحزب في الجامعات البريطانية، حيث وقعت حوادث عدة أسفر بعضها عن بعض حوادث القتل.
وهذا كمين شيطاني تسبب بالجمود في دعوة النصارى في بلاد النصارى بعد أن بقيت الفرصة الذهبية للدعوة سانحة قبل نشر الحديث عن الخلافة وتفاصيل المبادئ التي يديم الحزب النقاش حولها، كمسألة الخلافة، وخبر الواحد، وعذاب القبر.
وقد أدى هذا التهور والشغب دوره واستغلته أجهزة الإعلام أسوأ استغلال، حيث صدرت أصوات تنادي بين الصليبيين بإراقة دمهم بالسيف، وليس من الحكمة أن يسمع النصارى ضرورة قتلهم قبل أن يسمعوا دعوة التوحيد ممن طلب اللجوء إليهم للأمن من الاضطهاد الذي هرب منه في بلاده!
وهذا مخالف لحال السلف الذين هاجروا إلى الحبشة ليأمنوا على أنفسهم من ظلم قريش واضطهادها، فأحسنوا جوار من أحسن مجاورتهم وآمنهم من الفزع والملاحقة، كما قالت أم سلمة: لما نزلت أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي، وأمنا على ديننا وعبدنا الله تعالى لا نؤذى ولا نسمع شيئاً نكرهه.
إن الدور الذي لعبه الحزب كان له أثر سلبي في امتصاص طاقات الشباب المسلم المتطلع إلى قيام الإسلام، وإهدار هذه الطاقات بإشغالها في أمور تصرفهم عما يمكن أن يقوموا به من الدعوة بين مجتمع لا يحرم الدعوة إلى الإسلام، وتجعلهم يعيشون على أمل انتظار مجىء الخلافة بما يشبه انتظار الشيعة للمهدي المنتظر.
ثم المرحلة التي تلي ذلك إذا لم يتحقق الأمل .. الإحباط وهي أخطر مرحلة تؤدي إلى الشك في الحل الإسلامي.
هل لهذا الحزب طروحات عقدية؟
وليست للحزب أولويات عقدية واضحة ولا يطرح عقيدة محددة، بل مطلب الخلافة عنده هو العقيدة التي لها الأولوية على جميع جوانب العقيدة الأخرى، وكأن الله قال: -وما خلقت الجن والإنس إلا لإقامة الخلافة-، وكأنه قال: -إن الله لا يغفر أن لا تكون خلافة ويغفر مادون ذلك لمن يشاء-!!
وفاتهم أن منهج النبوة مخالف لذلك وأن أولويات هذا المنهج انقاذ ما أمكن من الناس من النار وتبليغ الرسالة، وإقامة الحجة سواء قامت الخلافة أم لم تقم، فكم من الأنبياء لم يمكن له وصبر على الدعوة وتبليغ الرسالة حتى مات، ومن الأنبياء من يأتي يوم القيامة وليس معه أحد، ولكنه بلغ هذا الدين وبرئت ذمته ولم يؤمن له أحد، لكن شأن الدعوة مؤجل عند الحزب إلى أن تقوم الخلاف
"منقول للفائدة"
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[31 - 03 - 08, 09:10 م]ـ
جزاك الله كل خير أخي الحبيب جهاد حلس
فحزب التحرير حزب فلسفي معتزلي أخذ تلك الرتبة بجدارة
و ما عزائهم للأمة بعماد مغنية ببعيد
و هذا كلام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في حزب التحرير
خطر حزب التحرير
http://www.alalbany.name/audio/643/643_a_03.rm
حزب التحرير أتباع المعتزلة في هذه العقيدة
http://www.alalbany.name/audio/740/740_11.rm
ما الجواب على من تأول حديث (لا طاعة لمخلوق في معصية الله) بأن المراد: لا طاعة له إذا كان المطاع يعتقد أن ما أمر به معصية ع ذكر الشيخ للنقاش الذي جرى له مع أحد أعضاء حزب التحرير في سجن سوريا
http://www.alalbany.name/audio/013/013_a_15.rm
يخبرنا الشيخ رحمه الله عن مناظرته مع حزب التحرير في الحديث المتواتر والآحاد
http://www.alalbany.name/audio/238/238_10.rm
كلام الشيخ الألباني على حزب التحرير وإنكاره لأحاديث الآحاد
http://www.alalbany.name/audio/310/310_10.rm
تكلم على فكرة حزب التحرير
http://www.alalbany.name/audio/663/663_05.rm
تكلم الشيخ على الأمور التي لا يؤمن بها حزب التحرير (حديث الفرق).
http://www.alalbany.name/audio/644/644_b_07.rm
َسأل الشيخ رجلاً من حزب التحرير: هل الفرق والأحزاب تتفق في التحاكم إلى الكتاب والسنة وفعل السلف أم لا.؟
http://www.alalbany.name/audio/644/644_b_03.rm
رد الشيخ الألباني على مقالة صدرت من حزب التحرير بتحريم تأجير الأراضي.؟ وكلامه على زعيمها تقي الدين النبهاني.؟
http://www.alalbany.name/audio/638/638_03.rm
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[31 - 03 - 08, 11:12 م]ـ
جزاك الله كل خير أخي الحبيب جهاد حلس
وخيرا جزاك الله أخي الكريم
لقد أثريت الموضوع باضافاتك القيمة
أسأل الله لك الجنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/462)
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[31 - 03 - 08, 11:33 م]ـ
بارك الله بك أخي الحبيب جهاد حلس وأحسن إليك على هذه الفوائد الجليلة .....
فحزب التحرير حزب هدام عياذا بالله ولهم أقوال شيطانية لا توصف منها الصد عن المساجد بدعوى أن الأنسان إذا كان لا يستطيع الخشوع وراء إمام معين فليصل في بيته ....... ومرة قام أحدهم في مسجد كبير يدعو الناس إلى ترك المسجد، وقمت بفضل الله وبينت للناس زيف هذه الدعوى الشيطانية ..
ومن مصائبهم إباحة النظر إلى صور النساء العاريات!!!!!!!
ومنهم من يقول يأن الصلاة كلها غير واجبة الآن لأننا في زمان يشبه العهد المكي قبل فرض الصلاة فيه ......
ويتخذون من الخلافة غطاء لنشر كل الضلالات والعياذ بالله .....
وتراهم ينتشرون في البلاد التي يطغى فيها الظلام الدامس مثل لبنان قديما وآسيا الوسطى .....
وهم كما قلت أخي معزولون عن المسلمين ... وكثير من أفكارهم سرية مثل فرق الرافضة والصوفية
فجزى الله كل الخير من نبه الى أفكارهم الشيطانية ....
والله الموفق والله أعلم
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[01 - 04 - 08, 08:51 م]ـ
أخي الحبيب جهاد حلس
و لك مثل ما دعوت لي و زيادة ....
بارك الله فيك و أطعمك لحم ديك محشي بالفريك تأكله على الريق
ابتسامة ... )
أخي الحبيب أبو عامر
جزاك الله كل خير على تعليقك
قلت في تعليقك (ومنهم من يقول يأن الصلاة كلها غير واجبة الآن لأننا في زمان يشبه العهد المكي قبل فرض الصلاة فيه .. )
فهل من الممكن أن تدلنا على مصدر لهذا الكلام
أو بالأحرى كيف بلغك هذا الكلام عنهم -و هو طبعاً ليس ببعيد -
و هل من الممكن تثبيت هذا الكلام بمصدر؟؟؟؟
و جزاكم ربي خير ما جزى به عباده
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[01 - 04 - 08, 09:25 م]ـ
بارك الله بك أخي الحبيب فادي بن ذيب وأحسن إليك وأطعمنا وإياك من لحم الطير في الدنيا والآخرة.
أخي العزيز: والله لا أذكر كيف حفظت هذا القول عنهم ربما منذ أكثر من 30 عاما .... وسوف أبحث لك عن مصدر ذلك إنشاء الله إن أمكن (وربما يكون في بعض منشوراتهم التي كانت توزع في السبعينات أو الثمانينات ...... قبل أن ينتشر العلم الحق في هذه البلاد المباركة ....
لكن أخي الحبيب: تعلم أن هؤلاء مثل باقي الفرق البعيدة الشاذة، ليس لهم منهج تفصيلي وكل من أئمتهم يعبر عن بنات أفكاره إلى حد بعيد. هم فقط متفقون على الجرأة على نصوص الكتاب والسنة وتحريف معانيها ...... ! تحت ذريعة معينة وهي إقامة الخلافة ...
تماما كما هو الحال (وهو أقبح وأشد) عند الرافضة .... وتحت ذريعة آل البيت ....
والصوفية وتحت ذريعة: ذكر الله ...
أما عدم حضورهم الصلاة في المسجد إلا (نادرا وربما للتشكيك) فهذا ثابت عنهم مشاهد في السبعينات والثمانينات والتسعينات) وقبل أن ينطمس ذكرهم تحت وطأة "الدليل" والحمد لله رب العالمين ......
وحينذاك لم يكن الكثير منهم يتورع عن مماشاة زوجته كاسية عارية متبرجة في الشارع - عياذا بالله ......
ومع ذلك أخي فادي: أبشر فسوف أبحث لك.
والله اعلم والله الموفق .....
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[01 - 04 - 08, 09:50 م]ـ
الله المستعان
في كتاب الطريق الى جماعة المسلمين بيان وافي
المعتزلة يا أخي لايحكمون باسلام الفاسق
هؤلاء اشبه بالمرجئة يبيحون الصور العارية
الى الله المشتكى
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[01 - 04 - 08, 10:09 م]ـ
بارك الله فيك و أطعمك لحم ديك محشي بالفريك تأكله على الريق
ابتسامة ... )
وفيك بارك أخي الكريمثم اني لا آكل شيئا لا اعرفه , أكتفي بالديك حتى توضح لي ما الفريك؟ (ابتسامة)
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[01 - 04 - 08, 10:18 م]ـ
أخي الحبيب أبو عامر صقر
بشرك الله بالخير أينما وجدت و أسأل الله عز و جل أن يمن علينا و عليكم بلقاء الحبيب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
بل إني أعرف أفراداً من حزب التحرير في مدينة القدس لا يؤدون زكاة مالهم بحجة عدم وجود الخليفة!
فهذا غير مستبعد على هؤلاء
لإن فساد الأصول يؤدي إلى فساد الفروع
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[01 - 04 - 08, 10:23 م]ـ
الله المستعان
في كتاب الطريق الى جماعة المسلمين بيان وافي
المعتزلة يا أخي لايحكمون باسلام الفاسق
هؤلاء اشبه بالمرجئة يبيحون الصور العارية
الى الله المشتكى
أزيدك أخي الحبيب أنهم أيضاً مرجئة في باب الإيمان فعندهم الإيمان لا يزيد و لا ينقص
ألف أحد الأخوة السلفيين من مدينة طولكرم في الرد على حزب التحرير (عون الحكيم الخبير بنقد حزب التحرير) في جزيئن 1/ 2
رد عليهم بفتواهم الشاذة و تقديمهم العقل على النقل و رد خبر الأحاد و غير ذلك ......
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[01 - 04 - 08, 10:27 م]ـ
وفيك بارك أخي الكريمثم اني لا آكل شيئا لا اعرفه , أكتفي بالديك حتى توضح لي ما الفريك؟ (ابتسامة)
أضحك الله سنك أخي الحبيب
الفريك هي الفريكة من البقوليات تؤكل غالباً شوربه
على كل حال إن أردت أرسل لك صحناً منها حتى تجربها ..... (ابتسامة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/463)
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[16 - 10 - 08, 08:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[16 - 10 - 08, 02:14 م]ـ
الحمد لله الآن سطعت شمس الحق
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[01 - 12 - 08, 07:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعا
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[01 - 12 - 08, 08:35 م]ـ
أفكارهم -مثل باقي الأحزاب والجماعات المعاصرة- أفكار خارجية مسمومة، وتجدهم أول ما يتحدثون في أية قضية يبدؤون بشتم العلماء والصالحين، ويزعمون -حاشى لله، أنهم السبب فيما فيه الأمة من الذل والدمار!!!
فما أشبه اليوم بالأمس، حيث بدأ أول قرون الخارج بشتم أكابر الصحابة، حيث قال ابن ملجم عن سيفه، لأقتل فيك شر الناس، يقصد علي رضي الله عنه، وكان أن قتل هو بنفس السيف فكان شر الناس ...
وهم كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم .....
والله أعلم والله الموفق.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[16 - 07 - 10, 10:56 م]ـ
هذا ملخّص يسير لأهم مباديء حزب التحرير من كتاب (حزب التحرير) لفضيلة الشيخ عبدالرحمن دمشقيّه ـ حفظه الله ـ الذي يقع في في 215 صفحه.
ـ مؤسس حزب التحرير: هو تقي الدين النبهاني حفيد يوسف بن اسماعيل النبهاني الذي كان أحد غلاة التصوف وصاحب الكتاب المشهور والمشحون بالكفريات (جامع كرامات الأولياء).
ولد سنة 1909 م بقرية (إجزم) بقضاء حيفا، وأنشأ الحزب سنة 1948م في بيروت وتوفي هناك سنة 1977م.
عقيدته: ماتردي أكثر مما هو أشعري وهو مقلد للرازي في تمجيد العقل وتقديمه على الأدلة الشرعيّه.
مؤخذات على الحزب:
1 ـ شغلهم الشاغل هو السياسة والدعوة إلى إقامة الخلافة الإسلامية لذلك لا تجدهم يدعون أتباعهم إلى تصحيح معتقداتهم أو إقامة صلاة وصيام وزكاة وغيرها من العبادات.
2 ـ هجرة الكثير من أعضاء الحزب ورؤوسه إلى بلاد الغرب.
3 ـ ليس للحزب عقيدة واضحة ينطلق منها ولا يطرحها، بل مطلب الخلافة عنده هو العقيده التي لها الأولويات، وكأنّ الله قال: (وما خلقت الجن والإنس إلاّ لإقامة الخلافة)!!.
4 ـ عرض حزب التحرير الخلافة على الهالك (الخميني) ـ لعنة الله ـ وهذا دليل على غياب العقيدة عند هذا الحزب وقد ذكر هذا في مجلة (الخلافة) التحريرية في العدد 18 تاريخ 4/ 8/1989 م، كما إمتدحت مجلة (الوعي) التحريرية كتاب الخميني (الحكومة الإسلاميّة) المملوء بالكفريات في عددها الـ 26 سنة 1989 م حيث قالت: (أهم عمل سياسي قام به الإمام الخميني هو تأليفه كتاب (الحكومة الإسلامية) ....... )
5 ـ الحزب لا يعالج الأسباب التي بسببها ضاعت الخلافة من شركيات وبدع ومعاصي، إنما يريدون من الله أن يغيّر ما بحالهم دون أن يغيروا ما بأنفسهم.
7 ـ خطباء ما يطلبه المستمعون: دائما ما يتكلّمون بالعواطف والسياسة ليستروا جهلهم وتقصيرهم بتعلم الدين وتعليمه ولا تجد لرؤوسهم حلق علم شرعي لأنّ فاقد الشيء لا يعطيه.
8 ـ محاربتهم لعقيدة التوحيد وتمييعها ودعوتهم للتعايش والتعاون مع الفرق الشركيّة كالروافض وغلاة المتصوفة وغيرها.
9 ـ يجوّز التحريريون أن يكون الكافر عضوا في البرلمان الإسلامي أو رئس دائرة أو قائد جيش في بلد مسلم. نشرة أجوبة وأسئلة ربيع الثاني 1390هـ الموافق 5/ 6/1970م للنبهاني.
10 ـ الغاية تبرر الوسيلة لديهم.
11 ـ إضطرابهم في مسألة (القضاء والقدر) وزعمهم أنّها لم تأتي في الكتاب ولا السنة: (مسألة القضاء والقدر لم تأتي في الكتاب ولا في السنة بهذين اللفظين مقرونتين) الدوسيه ص 18.
12 ـ العقل عند التحريريين أصل من أصول الدين وهذه لوثة من لوثات المعتزلة حيث قالوا: (وقد بنى الإسلام العقيدة على العقل) و قالوا: (لأنّ عقيدة الإسلام عقيدة عقلية وعقيدة سياسة) كتاب الإيمان ص 68 و حزب التحرير ص 26.
13 ـ الزيادة في الستر يعد عندهم من الإنهيار الأخلاقي وقد حمل مؤسسهم تقي الدين النبهاني على من يقول بأنّ المرأة كلها عورة وعتبر ذلك إنهيارا في الخلق، ويرى أنّه لابد من إجتماع المرأة بالرجل ولابد من تعاونهما. النظام الإجتماعي في الإسلام ص 10 و 128.
14 ـ لا فرق عندهم بين سنّي وشيعي ويحاربون من يفرّق بينهم: (وأمّا ما يثار من تفريق أو تمزيق بين سني وشيعي فإنّ وراءه قوى حاقدة على الإسلام يقف الحزب ضدها ويحاربها بكل ما يستطيع) مجلة الوعي التحريرية العدد 75 سنة 1993م.
15 ـ تعطيلهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى حين إقامة خلافتهم المزعومة: (إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس هو الطريق إلى إقامة الخلافة وإعادة الإسلام) منهج حزب التحرير من التغيير ص 21.
16 ـ تكفيرهم للمسلمين وزعمهم أديار المسلمين هي ديار كفر: (بلاد المسلمين تعتبر كلها دار كفر ولو كان أهلها مسلمين والمسلمون اليوم يعيشون في دار كفر). حزب التحرير ص 32، 103، بل حتى مكة والمدينة هي عندهم دار كفر وحرب وهذا ماذكره أحد أعضاء حزبهم عند مناقشته للشيخ دمشقيه وقد ذكر هذا الشيخ دمشقية في كتابه ص 47
17 ـ ولهم فتاوى فقية شاذة كثيره منها:
ـ جواز تقبيل المرأة الأجنبية ومصافحتها. نشرة جواب سؤال 29/ 5/1970م لشيخهم النبهاني.
ـ جواز النظر إلى الصور العارية.
ـ جواز لبس الباروكة والبنطلون والخروج لحظور مهرجان إنتخابي أو مؤتمر عام ولو منعها زوجها فلم تطعه لم تكن ناشزة. نشرة جواب وسؤال 2 محرم 17/ 2/1972م.
ـ ويجوز للمرأة أن تكون عضوا في البرلمان. مقدمة الدستورص 114 و ميثاق الأمة 72.
ـ ويجوز للمرأة أن تتولى القضاء. النظام الإجتماعي في الإسلام 89.
ـ زعم حزب التحرير أن المسلم يقتل بالكافر، وهذا رد على حديث النبي كما في البخاري (لا يقتل مسلم بكافر)
ـ يجوز عندهم طاعة خليفتهم وإن خالف صريح الكتاب والسنّة. الدولة الإسلامية 108.
18 ـ ردهم لخبر الآحاد وهو رد لجل السنة على طريقة أسلافهم المعتزله.
19 ـ إنكارهم لعذاب القبر.
20 ـ طعنهم بأحاديث المهدي.
وغير هذا من الأمور الخطيره التي ينطوي عليها حزب التحرير وتجدون هذا مفصلا في كتاب الشيخ دمشقيّه (حزب التحرير مناقشة لأهم مباديء الحزب).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/464)