الكلامي- أنه باطل، وليس الأمر كذلك كما ذكر شيخ الإسلام بل هو يقول بحسب ما توافقه الأدلة العقلية في نظره وبحثه. فهذا معنى أنه لا يتعمد الباطل، بهذا التقييد فلينتبه.
لكن هو يتعمد نصر الباطل-الذي خالف قول أهل السنة فيه- والذي لم يستطع الرازي الدفاع عنه وأورد عليه شبه قوية بردود ضعيفة، أو نقضه في بعض كتبه الأخرى.
وقد نقل الأخ عيد كلاماً يحتاج لتعقيب وهو:
((قال تقي الدين ابن دقيق العيد: فخر الدين، وإن كان قد أكثر من إيراد شبه الفلاسفة وملأ بها كتبه، فإنه قد زلزل قواعدهم.، قال الصفدي: الأمر كما قال؛ لأنه إذا ذكر للفلاسفة أو غيرهم من خصومه شبهة ثم أخذ في نقضها؛ فإما أن يهدمها ويمحوها ويمحقها، وإما أن يزلزل أركانها، .. ))
أقول: هذا تهويل لا يشك من ينصف في بطلانه بل كثير من ردوده واهية بدليل أنه بإمكان المتفلسف نقض حجج الرازي بكلام الرازي نفسه!! بحيث يكفيه أن يكون معه بعض كتبة الأخرى!!، ثم الرازي نفسه في تصانيفه الفلسفية-كالمباحث وغيرها- نصر قول الفلاسفة في قدم العالم ونصر القول بالفيض-على تفصيل اختص به- ونصر أباطيل كثيرة لا يصدق الكثير أنها يقول بها ولا داعي في الإطالة بذكرها فلينظر لكتاب "فخر الدين الرازي" للزركان للمزيد.
((من ذلك أنه أتى إلى شبهة الفلاسفة في أن وجود الله -تعالى- عين ذاته، ولهم في ذلك شبه وحجج قوية مبنية على أصولهم التي قرأها .. ))
أقول: القول بأن وجود الله عين ذاته هو قول الأشعري شيخ المذهب وقول جماعة كبيرة من أصحابة بل نقل البغدادي الإجماع عليه!! وقال القرطبي: ((ووجود الله تعالى عن نفس ذاته وقد عده بعض المتكلمين صفة، وأكثر المحققين منهم على أنه عين الذات)) وهو قول الجويني في الشامل وغيره.
فتأمل صنيع الصفدي ونسبته هذا القول للفلاسفة فقط!! مع أنه قول عامة متقدميهم، وتعجب من هذا!!!
أما النقض الذي فرح به الصفدي فلم يشفي حال الرازي بل تجده يتناقض ويقول تارة بذاك القول وتارة بهذا وتارة يتوقف وهو القائل في آواخر عمره في كتابه أقسام اللذات: ((أن العلم بالذات عليه عقدة وهي هل الوجود هو الماهية أو زائد عليه؟ ... إلى أن قال ... من الذي وصل إلى هذا الباب أو ذاق من هذا الشراب؟؟))
والله الموفق
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[28 - 02 - 08, 04:17 م]ـ
وقد نقل الأخ عيد كلاماً يحتاج لتعقيب وهو:
((قال تقي الدين ابن دقيق العيد: فخر الدين، وإن كان قد أكثر من إيراد شبه الفلاسفة وملأ بها كتبه، فإنه قد زلزل قواعدهم.، قال الصفدي: الأمر كما قال؛ لأنه إذا ذكر للفلاسفة أو غيرهم من خصومه شبهة ثم أخذ في نقضها؛ فإما أن يهدمها ويمحوها ويمحقها، وإما أن يزلزل أركانها، .. ))
أقول: هذا تهويل لا يشك من ينصف في بطلانه بل كثير من ردوده واهية بدليل أنه بإمكان المتفلسف نقض حجج الرازي بكلام الرازي نفسه!! بحيث يكفيه أن يكون معه بعض كتبة الأخرى!!، ثم الرازي نفسه في تصانيفه الفلسفية-كالمباحث وغيرها- نصر قول الفلاسفة في قدم العالم ونصر القول بالفيض-على تفصيل اختص به- ونصر أباطيل كثيرة لا يصدق الكثير أنها يقول بها ولا داعي في الإطالة بذكرها فلينظر لكتاب "فخر الدين الرازي" للزركان للمزيد.
((من ذلك أنه أتى إلى شبهة الفلاسفة في أن وجود الله -تعالى- عين ذاته، ولهم في ذلك شبه وحجج قوية مبنية على أصولهم التي قرأها .. ))
أقول: القول بأن وجود الله عين ذاته هو قول الأشعري شيخ المذهب وقول جماعة كبيرة من أصحابة بل نقل البغدادي الإجماع عليه!! وقال القرطبي: ((ووجود الله تعالى عن نفس ذاته وقد عده بعض المتكلمين صفة، وأكثر المحققين منهم على أنه عين الذات)) وهو قول الجويني في الشامل وغيره.
فتأمل صنيع الصفدي ونسبته هذا القول للفلاسفة فقط!! مع أنه قول عامة متقدميهم، وتعجب من هذا!!!
و لكن ألا ترى شيخنا أن ما قاله الامام ابن دقيق العيد يبقى متوجها .... اذ أن كثيرا من ردود الامام الرازي و اشكالاته التي يوردها على الفلاسفة و ان ناقضت أقواله في كتب و مواضع أخرى و مذهب الأشاعرة الا أنها تبقى في الصميم و ملزمة للفلاسفة الزاما لا فكاك لهم منه لخبرته بمقاصدهم و أصول مذاهبهم ... و يتبين ذلك في شبهة الذات و الوجود هذه و في شبهة الاستدلال بقدم العلة على قدم المعلول و غيرها من ايراداتهم على دليل الحدوث .... فان نظرت اليها بغض النظر عن المذهب الأشعري و عن أقوال الرازي في كتبه الأخرى تجدها قوية و متجهة و هذا ما لمسه أيضا شيخ الاسلام ابن تيمية في كثير من المواضع التي وقف فيها صفا واحدا مع الامام الرازي ضدهم ....
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[28 - 02 - 08, 04:38 م]ـ
إن كنت ناقلا فالصحة.
قال فيصل: ثم الرازي نفسه في تصانيفه الفلسفية-كالمباحث وغيرها- نصر قول الفلاسفة في قدم العالم.
هل يمكنك نقلا كلامه في نصر القول بقدم العالم؟؟؟؟
أما إذا لم تنقل نص كلامه، فلا يوثق بشيء من كلامك بعد ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/338)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[28 - 02 - 08, 04:43 م]ـ
أحسن الله إليكم.
لخليل بن أيبك الفاري، غمزات ولمزات في حق شيخه النميري ينبغي أن يحذرها القاري، وقد شرح كثيرا من فَرْيِه وفِرَاه أخونا القونوي في كتاب مفرد، وقد رجعت إليه صباح اليوم فوجدته ذكر ص77 البيتين السابقين، لكن ما استظهره في سبيل تعيين الفاضل الذكي وشيخه بحاجة إلى تأمل وإعادة نظر.
يبدو أن العباقرة ممن يحسنون الكلام في شتى العلوم و تكون لهم شجاعة خاصة و جراة في التجديد تكون للناس شهوة في انتقادهم مع الحب و الاعجاب بهم .... كما قال الامام ابن حجر أن الناس حبب اليهم القيام عليه .... فانتقاد أصحابه له و غمزهم له كصنيع الذهبي و الصفدي خير دليل على هذا ... مع أنهم لم يتركوا مجالا للشك في حبهم له و اعترافهم بتقدمه على بني عصره ...
لو تدلنا شيخنا على كتاب القونوي و ان كان موجودا على الشبكة وفقكم الله
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 03 - 08, 02:20 ص]ـ
متى يستوفى لعنوان الموضع حقه؟ لقد طال بنا الانتظار. .
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 10:09 ص]ـ
متى يستوفى لعنوان الموضع حقه؟ لقد طال بنا الانتظار. .دقائق الانتظار اشغلها بالاستغفار
ـ[فيصل]ــــــــ[06 - 03 - 08, 02:31 م]ـ
و لكن ألا ترى شيخنا أن ما قاله الامام ابن دقيق العيد يبقى متوجها .... اذ أن كثيرا من ردود الامام الرازي و اشكالاته التي يوردها على الفلاسفة و ان ناقضت أقواله في كتب و مواضع أخرى و مذهب الأشاعرة الا أنها تبقى في الصميم و ملزمة للفلاسفة الزاما لا فكاك لهم منه لخبرته بمقاصدهم و أصول مذاهبهم ... و يتبين ذلك في شبهة الذات و الوجود هذه و في شبهة الاستدلال بقدم العلة على قدم المعلول و غيرها من ايراداتهم على دليل الحدوث .... فان نظرت اليها بغض النظر عن المذهب الأشعري و عن أقوال الرازي في كتبه الأخرى تجدها قوية و متجهة و هذا ما لمسه أيضا شيخ الاسلام ابن تيمية في كثير من المواضع التي وقف فيها صفا واحدا مع الامام الرازي ضدهم ....
ما ذكره ابن دقيق العيد غير متوجه والصحيح أن الرازي وأمثاله في باب حدوث العالم وفي باب الصفات وغيره لا للإسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا بل فتحوا الباب للفلاسفة الملاحدة بكلامهم الباطل ليتسلطوا عليهم وليس هذا من محض فهمي بل هذا أيضاً ما قرأته لشيخ الإسلام أكثر من مرة، هذا في بيان عامة أمرهم في هذه الأبواب وأما أنه يقع لهم رد أو ردود صحيحة في شبهة أو جزء شبهة أو مقدمة من كلام المتفلسفة فهذا لا نمنعنه ولكن الممنوع أن يكون هذا هو عامة أمرهم ومنهجهم فما بالك بمن يقول أن الرازي وأمثاله قد أبطلوا قواعدهم!! هذا والله لا أشك في بطلانه، أما رده على المتفلسفة في مسألة الوجود غير الماهية وأن الوجود مغاير للماهية فرده غير صحيح وفيه خلط بين الوجود الذهني والوجود الخارجي وقد رد عليه ابن تيميه في مواضع كثيرة فقال:
((فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة وعامة العقلاء أن الماهيات مجعولة وأن ماهية كل شيء عين وجوده، وأنه ليس وجود الشيء قدراً زائداً على ماهيته، بل ليس في الخارج إلا الشيء الذي هو الشيء وهو عينه ونفسه وماهيته وحقيقته، وليس وجوده وثبوته في الخارج زائداً على ذلك .... وشبهة هؤلاء ما تقدم من أن الإنسان قد يعلم ماهية الشيء ولا يعلم وجوده، وأن الوجود مشترك بين الموجودات وماهية كل شيء مختصة به.
ومن تدبر تبين له حقيقة الأمر فإنا قد قدمنا الفرق بين الوجود العلمي والعيني. وهذا الفرق ثابت في الوجود والعين والثبوت والماهية وغير ذلك. فثبوت هذه الأمور في العلم والكتاب والكلام ليس هو ثبوتها في الخارج عن ذلك وهو ثبوت حقيقتها وماهيتها التي هي هي، والإنسان إذا تصور ماهية فقد علم وجودها الذهني، ولا يلزم من ذلك الوجود الحقيقي الخارجي. فقول القائل: قد تصورت حقيقة الشيء وعينه ونفسه وماهيته وما علمت وجوده حصل وجوده العلمي، وما حصل وجوده العيني الحقيقي ولم يعلم ماهيته الحقيقية ولا عينه الحقيقية ولا نفسه الحقيقية الخارجية فلا فرق بين لفظ وجوده ولفظ ماهيته إلا أن اللفظين قد يعبر به عن الذهني والآخر عن الخارجي فجاء الفرق من جهة المحل لا من جهة الماهية والوجود ... )) وقال: ((وقد تنازع الناس في الماهيات هل هي مجعولة أم لا؟ وهل ماهية كل شيء زائدة على وجوده؟ كما قد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/339)
بسط هذا في غير هذا الموضع وبين الصواب في ذلك وأنه ليس إلا ما يتصور في الذهن ويوجد في الخارج. فإن أريد الماهية ما يتصور في الذهن. وبالوجود ما في الخارج أو بالعكس فالماهية غير الوجود إذا كان ما في الأعيان مغايرا لما في الأذهان. وإن أريد بالماهية ما في الذهن أو الخارج أو كلاهما وكذلك بالوجود فالذي في الخارج من الوجود هو الماهية الموجودة في الخارج وكذلك ما في الذهن من هذا هو هذا ليس في الخارج شيئان ... )) والمواضع كثيرة جداً فليراجعها من أحب.
إن كنت ناقلا فالصحة.
قال فيصل: ثم الرازي نفسه في تصانيفه الفلسفية-كالمباحث وغيرها- نصر قول الفلاسفة في قدم العالم.
هل يمكنك نقلا كلامه في نصر القول بقدم العالم؟؟؟؟
أما إذا لم تنقل نص كلامه، فلا يوثق بشيء من كلامك بعد ذلك.
دع عنك كلامي والثقة فيه وهاك كلام الثقة الحافظ العالم شيخ الإسلام ابن تيمية وقد نقل نص كلام الرازي وعلق عليه قبل أن تولد يا أحمد بسبعة قرون في أحد أشهر كتبة وهو درء التعارض وأنا أنقل من كلامه ما يفي بالغرض
نقل ابن تيمية في الدرء 9/ 268 كلاماً للرازي من شرح إشارات ابن سينا
قال الرازي معلقاً على كلام ابن سينا: (("فاعلم أن الغرض منه-أي كلام ابن سينا- الوصية بالتصلب في مسألة التوحيد ولكنه يكون كلاما أجنبيا عن مسألة القدم والحدوث وإن كان الغرض منه إنما هي المقدمة التي منها ما يظهر الحق في مسألة القدم والحدوث فهو ضعيف لأن القول بوحدة واجب الوجود لا تأثير له في ذلك أصلا لأن القائلين بالقدم يقولون ثبت إسناد الممكنات بأسرها إلى الواجب بذاته فسواء كان الواجب واحدا أو أكثر من واحد لزم من كونه واجبا دوام آثاره وأفعاله وأما القائلون بالحدوث فلا يتعلق شيء من أدلتهم بالتوحيد والتثنية فثبت أنه لا تعلق لمسألة القدم والحدوث بمسألة التوحيد"
قلت -القائل ابن تيمية-: لقائل أن يقول بل ابن سينا عرف أن قوله لا يتم إلا بما ادعاه من التوحيد الذي مضمونه نفي صفات الرب وأفعاله القائمة بنفسه كما وافقه على ذلك من وافقه من المعتزلة وبموافقتهم له على ذلك استطال عليهم وظهر تناقض أقوالهم وإن كان قوله أشد تناقضا من وجه آخر لكنه صار يحتج على بطلان قولهم بما اشتركوا هم وهو فيه من نفي صفات الله الذي هو أصل الجهمية وهكذا هو الأمر فإن حجة القائلين بقدم العالم التي اعتمدها أرسطو طاليس وأتباعه كالفارابي وابن سينا وأمثالهما لا تتم إلا بنفي أفعال الرب القائمة بنفسه بل وتبقى صفاته وإلا فإذا نوزعوا في هذا الأصل بطلت حجتهم وإذا سلم لهم هذا الأصل صار لهم حجة على من سلمه لهم كما أن عليهم حجة من جهة أخرى ولهذا كان مآل القائلين بنفي أفعال الرب الاختيارية القائمة به في مسألة قدم العالم إما إلى الحيرة والتوقف وإما إلى المعاندة والسفسطة فيكونون إما في الشك وإما في الإفك ولهذا كان الرازي يظهر منه التوقف في هذه المسألة في منتهى بحثه ونظره كما يظهر في "المطالب العالية" أو يرجح هذا القول تارة كما رجح القدم في "المباحث الشرقية" وهذا تارة كما يرجح الحدوث في الكتب الكلامية وابن سينا وصى بالأصل المتضمن نفي صفات الرب وأفعاله القائمة به ثم ذكر القولين في قدم العالم وحدوثه مع ترجيحه القدم مفوضا إلى الناظر الاختيار بعد إن يسلم الأصل الذي به يحتج على القائلين بالحدوث))
وسأرجع لمسألة توقف الرازي بعد قليل.
وقد نقل نص كلام الرازي قبل هذا فقال في 9/ 188 - 191: ((ولهذا كان الذين اتبعوا هؤلاء المتأخرين كالرازي والآمدي وغيرهما قد يتبين لهم ضعف هذا الأصل الذي بنوا عليه حدوث الأجسام ويترجح عندهم حجة من يقول بدوام فاعلية الباري تعالى وهم يعلمون أن دين المسلمين واليهود والنصارى أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام وأن الله خالق كل شيء لكن قد لا يجمعون بين ذلك وبين دوام فاعلية الباري لك [و] نهم لم يبنوا [هذا] على ثبوت الأفعال القائمة به المقدورة المرادة له فيبقون دائرين بين مذهب الفلاسفة الدهرية القائلين بقدم الأفلاك معظمين لأرسطو وأتباعه كابن سينا، وبين مذهب أهل الكلام القائلين بتناهي الحدوث وربما رجحوا هذا تارة وهذا تارة حتى قد يصير الأمر عندهم كأن دين المسلمين ودين الملاحدة عدلا جهل، أو ربما مالوا أحيانا إلى دين الملاحدة حتى قد يصنفون في الشرك والسحر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/340)
كعبادة الكواكب والأصنام، وأصل ذلك نفيهم لما يجب إثباته من فعل الرب تعالى كما دل عليه المنقول والمعقول فإن هؤلاء قد يثبتون أن الذين نفوا قيام الأمور الاختيارية بذات الله تعالى وسموا ذلك نفي حلول الحوادث به ليس لهم على ذلك حجة صحيحة لا عقلية ولا سمعية بل الذين نفوا ذلك من جميع الطوائف يلزمهم القول به فإذا كان هذا الأصل في المعقول ولزومه للطوائف ودلالة الشرع عليه بهذه القوة وبتقدير إبطاله يلزم ترجيح مذهب الملاحدة المبطلين شرعا وعقلا على أقوال المرسلين الثابتة شرعا وعقلا أو تكافي المسلمين أهل الإيمان وأهل الإلحاد تبين ما ترتب على إنكار ذلك من الضلال والفساد.
ومصداق ذلك أن الرازي مثلا إذا قرر في مثل نهاية العقول وأمثالها من كتبه الكلامية تناهي الحوادث واستوعبت ما ذكره أهل الكلام في ذلك من الحجج عارضه إخوانه المتكلمون فقدحوا فيها واحدة واحدة ثم هو نفسه يقدح فيها في مواضع من كتبه مثل المباحث المشرقية والمطالب العالية وغير ذلك ويبين أن دوام فاعلية الرب مما يجب القول به كما ذكره في المباحث المشرقية فإنه قال في بيان دوام فاعلية الباري:
اعلم أنا بينا أن واجب الوجود لذاته كما أنه واجب الوجود لذاته فهو واجب الوجود من جميع جهاته وإذا كان كذلك وجب أن تدوم أفعاله بدوامه وبينا أيضا أن سبق العدم ليس بشرط في احتياج الفعل إلى الفاعل وبينا في باب الزمان أن الزمان لا يمكن أن يكون له مبدأ زماني وحللنا فيه الشكوك والشبه.
قال: وأيضا العالم غير ممتنع أن يكون دائم الوجود وما لا يمتنع أن يكون دائم الوجود يجب أن يكون دائم الوجود فالعالم يجب أن يكون دائم الوجود أما الصغرى فقد مضى تقريرها وأما الكبرى فهي أن الذي لا يمتنع أن يكون موجودا دائما لو كان جائز العدم لكان إما أن يكون عدمه ممكنا دائما أو لا يكون دائما فإن لم يكن له إمكان العدم دائما كان ذلك الإمكان محدودا وإذا تعدى ذلك الحد وجب فيه وجوده وامتنع عدمه مع أن الأحوال واحدة وهذا محال يبقى أنه إن كان عدمه ممكنا فهو ممكن العدم دائما وكل ما كان ممكنا فإنه إذا فرض موجودا أمكن أن يعرض منه كذب وأما المحال فلا يعرض ألبتة إذا فرض معدوما لكن فرض هذا العدم يعرض منه محال وبيانه هو أنا نفرض أن أحد طرفي الممكن وهو الوجود الدائم وجد وهو مع ذلك يقوى على عدم الصورة دائما فلا يمتنع أن يقع ذلك الممكن فإن استحال وقوعه لم يكن ذلك ممكنا لكنه يستحيل مع فرض وجوده دائما عدمه دائما وإلا لكان الشيء في زمان غير متناه معدوما وموجودا معا وهو محال نعم يمكن فرض عدمه بعد وجوده ولكن ذلك العدم غير دائم بل هو عدم متجدد وإذا كان هذا محالا بالوضع ليس بكذب غير محال بل هو محال فالحكم على ما يمكن وجوده دائما بأنه جائز العدم محال فإذا وجوده واجب وهو المطلوب))
وهو في المطبوع من المباحث 2/ 542 - 543
ثم قال ابن تيمية بعد كلام: (( .. ولما ذكر الرازي هذه الحجة قال "عمدة المنكرين لهذا امتناع حوادث لا أول لها وقد مضى القول فيه في باب الزمان فلا نطول بذكره تطويلاتهم الخارجة عن الأصول"، والموضع الذي أحال فيه ذكر فيه الحجج التي احتج بها هو وغيره على حدوث الزمان ولوازم ذلك من حدوث الحركة والجسم وأبطل ذلك كله فذكر ما احتج به المعتزلة والأشعرية وما ذكره هو في الأربعين ونهاية العقول في مسألة حدوث العالم وأبطل ذلك كله فركب لهم سبع حجج أولها .. ونقلها ثم قال: ... ثم قال: قالت الفلاسفة الجواب عما ذكروه أولا من وجوه ثلاثة ... الثاني أنا بينا في باب تناهي الأجسام أن الشيء ... الثالث معارضة ذلك بأمور أربعة أولها صحة حدوث ..... قال والجواب عما ذكروه ثانيا يعني الحجة الثانية أنه إما ... والجواب عما ذكروه ثالثا أنه لا يلزم من ثبوت الأول لكل واحد ثبوت الأول للكل ... قال والجواب عما ذكروه رابعا أن انتهاء الحوادث .. والذي يحسم مادة هذا الوهم معارضته بالصحة فنقول صحة حدوث الحوادث هل كانت حاصلة في الأزل أم لا فإن كانت حاصلة في الأزل أمكن حدوث حادث أزلي وذلك محال وإن لم تكن فللصحة مبدأ أول وهو محال ولما لم يكن هذا الكلام قادحا في أن الصحة لا بداية لها لم يكن قادحا في هذه المسألة قال والجواب عما ذكروه سادسا وهو أن ما دخل في الوجود فقد حصره ... قال: هذا جملة ما قيل في هذه المسألة"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/341)
قلت-القائل ابن تيميه-: فهذا كلام الرازي في هذا مع أنه من عادته في الكتاب المذكور الذي صنفه في الفلسفة وهو أكبر كتبه في ذلك إذا تمكن من القدح فيما يورده الفلاسفة قدح فيه كما قدح في قولهم الواحد لا يصدر عنه إلا واحد والشيء الواحد لا يكون قابلا وفاعلا ونحو ذلك مما يتوجه له القدح فيه وكما قرر ما ذكره بزيادات وتكميلات لم يذكروها هم إذا توجه له تقرير ذلك فإنه بحسب ما يتوجه له من البحث والنظر .. )) انتهى المطلوب
وقال ابن تيمية في الدرء 8/ 273: ((وهؤلاء لما كانت مناظرتهم مع المتكلمين الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم على أصلهم في الاستدلال على حدوث الأجسام أو حدوث العالم بامتناع حوادث لا أول لها ورأى هؤلاء أن هذه قضية كاذبة ولهذا كان أئمة أهل الكلام كالرازي وغيره يوافقونهم على فسادها فإن الرازي وإن قرر في كتبه الكلامية كالأربعين و نهاية العقول وغيرهما امتناع حوادث لا أول لها كما تقدم تقريره واعتراض إخوانه عليه فهو نفسه في كتب أخرى يقدح في هذه الأدلة ويقرر وجوب دوام الفاعلية وامتناع حدوث الحوادث بلا سبب وامتناع حدوثها في غير زمان ويجيب عن كل ما يحتج به في هذه الكتب كما فعل ذلك في كتاب المباحث المشرقية وغيره ولعل الذين قدحوا في أدلته هذه كالآمدي والأبهري والأرموي صاحب لباب الأربعين وغيرهم أخذوا ذلك أو بعضه من كلامه أو أخذوه هم من حيث أخذه هو وهذا قد رأيته فإني كنت قد أرى اعتراض هؤلاء عليه أو بعض أجوبته ثم انظر بعد ذلك في كلام آخر له فأجدهم قد أخذوا ذلك الاعتراض أو الجواب أخذوه من كلامه كما في الجواب الباهر الذي ذكره الأرموي فإنه أخذه من المطالب العالية والاعتراضات التي ذكرها هو وغيره على تقريره لامتناع حوادث لا أول لها قد ذكرها الرازي في المباحث المشرقية وذكرها الآمدي أيضا ولهذا أرأيت من يغتر بكلام هؤلاء من طلبة العلم حقيقة أمرهم وأن هذا التقرير الذي وافقوا فيه شيوخهم المتكلمين من المعتزلة والأشعرية هم بعينهم قد قدحوا فيه في موضع آخر قدحا لم يجيبوا عنه فلا يظن الظان أن ما ذكروه مما ينصر دين الإسلام بل هذا مما يقوي معرفة المسلمين بذم الكلام الذي ذمه السلف والأئمة وأنه جهل لا علم))
وحيرة الرازي التي في المطالب العالية إنما هي في حدوث العالم الجسماني لكنه مال في بعض قوله لمقالة شنيعة وهي مقالة من قال بالقدماء الخمسة وهو لم يوافقهم تماماً وبينه وبين مذهبهم فرق تكلم عليه وبينه ابن تيميه في المجموع 6/ 304 - 309 وبين تأثره به أيضاً في شرح الأصبهانية 1/ 238 - 245 ونقل من محصله كلاماً مهماً ولولا ضيق الوقت لنقلت كلامه فليراجع وينقله من أحب وله جزيل الشكر، وقد صرح بهذه المقالة السراج الأرموي في مختصره لأربعين الرازي وغيره أنظر نص كلام الأرموي في الدرء 1/ 334 وبعدها وينظر للصفدية ص390 - 391 ط أضواء السلف.
وينظر كذلك في المطالب العالية 5/ 44 وبعدها و 4/ 51 و4/ 260 - 261 و7/ 17 وينظر عند الزركان "فخر الدين الرازي" (في معنى الزمان عند الرازي) ص465 - 457 وغيره.
ولعل للحديث بقية.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 03:01 م]ـ
الحمد لله وحده ...
جزاك الله خيرا، وبارك فيك، يا شيخ فيصل.
ـ[فيصل]ــــــــ[06 - 03 - 08, 05:56 م]ـ
ولكم بالمثل شيخنا الفاضل، ولقد نسيت نصاً مهماً عن المباحث المشرقية يبين أكثر موقفه من مسألة قدم العالم قال الرازي في المباحث2/ 535:
((والحق عندي أنه لا مانع من استناد كل الممكنات إلى الله، لكنها على قسمين:
(1) منها ما امكانه اللازم لماهيته كاف في صدوره عن الباري، فلا جرم أن يكون وجوده فائضاً عن الباري من غير شرط.
(2) ومنها ما لا يكفي في فيضانها عن الباري تعالى إمكانها بل لا بد من حدوث أمور قبل حدوثها لتكون الأمور السالفة مقدمة للعلل الفياضة إلى الأمور اللاحقة وذلك إنما ينتظم بحركة سرمدية دورية ثم إن تلك الممكنات متى استعدت للوجود استعداداً تاماً صدرت عن الباري تعالى ووجدت عنه ولا تأثير للوسائط أصلاً في الإيجاد بل في الإعداد))
وقد نقل هذا النص الباحث الزركان في كتابه وذكر اضطراب بعض الأشاعرة المتأخرين من هذا النص وناقشهم فلينظر في كتابه ص349 وبعدها.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 03:47 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/342)
ما ذكره ابن دقيق العيد غير متوجه والصحيح أن الرازي وأمثاله في باب حدوث العالم وفي باب الصفات وغيره لا للإسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا بل فتحوا الباب للفلاسفة الملاحدة بكلامهم الباطل ليتسلطوا عليهم وليس هذا من محض فهمي بل هذا أيضاً ما قرأته لشيخ الإسلام أكثر من مرة، هذا في بيان عامة أمرهم في هذه الأبواب وأما أنه يقع لهم رد أو ردود صحيحة في شبهة أو جزء شبهة أو مقدمة من كلام المتفلسفة فهذا لا نمنعنه ولكن الممنوع أن يكون هذا هو عامة أمرهم ومنهجهم فما بالك بمن يقول أن الرازي وأمثاله قد أبطلوا قواعدهم!! هذا والله لا أشك في بطلانه
.
بارك الله فيكم شيخنا لكن ألا ترى أن الخلاف ليس كبيرا بين ما قلتم و بين قول الامام ابن دقيق العيد فلا مانع من أن يكون الانسان مطية للفلاسفة و أن يكون في الوقت نفسه من أفضل من رد عليهم و لا يلزم ان زلزل قواعدهم أن لا يكون قال ببعضها أو روج لها فمثلا رده على الفلاسفة في ترجيح أحد الطرفين بلا مرجح رد ملزم محطم ناسف لقاعدتهم فيها و التي بنوا عليها كل صروحهم في نظرية الخلق و العقول الفعالة و فيضان العالم عنها مع أنه في مواضع أخرى قد روج لقاعدتهم هذه و احتج لها أفضل مما فعله بعض الفلاسفة ... فلا يلزم ان كان المرء يحسن هدم قواعد الباطل أن يكون محقا من اهل الحق قادرا على بيان الحق و ان كان ذلك مساعدا على نصر الحق و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم "وإن الله تعالى ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر، وبأقوامٍ لا خلاق لهم! " (و قد قال الله تعالى في اليهود و النصارى ما قال مع أنهم من أكثر الناس تناقضا) فلا يكون كسرهم لبعض قواعد أهل الباطل كسرا لهم في الجملة و لانصرا للحق في الجملة بل و لا انه اهتدى للحق بالرد عليهم و هذا حجة الاسلام الغزالي قبله لا يعرف من المتكلمين من رد على المنهج العرفاني الغنوصي الأفلوطيني مثله في تهافت الفلاسفة و الرد على الباطنية و نجاح مهمته في الرد عليهم مردها الى خبرته العميقة بأصولهم كما نوه بذلك شيخ الاسلام مع أنه لم يهتدي للحق المتوارث عن الأنبياء و لم يخرج من الحيرة بردوده تلك بل و قال بنفس ما انكره و زلزله من بعض قواعد الباطنية و الفلاسفة الغنوصيين ... فالباطل و قواعده لا تنحصر و لاتنضبط و بالتالي فهي لا تؤمن و لهذا أمرنا بطلب الهداية في أهم أمورنا
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[فيصل]ــــــــ[20 - 03 - 08, 05:21 ص]ـ
ثمة شبهة تحتاج لرد وهي:
ألم يقل الرازي في الأربعين بأن الدلائل نقلية تفيد اليقين سيما إذا دلت على ذلك القرائن؟؟؟ ...
ثم قال:
وليت الإخوة يستحضرون الإنصاف سيما عند الكلام على أقطاب أعلام المسلمين
أقول: لم يجهل أهل السنة كلام الرازي هذا كما تظن، وأهل السنة يا أحمد من أشد الناس إنصافاً، ووالله لو كان الرازي رجع عن كلامه الباطل هذا أو استدركه بكلام يصح معه الاعتذار عنه لتسابقنا لنقله، لكن هذا الاستدراك من الرازي فهم أهل السنة جيداً أنه لا يغني فتيلاً ومن كلامه هو نفسه فأنظر لنقل ابن تيميه هذا عنه في درء التعارض 5/ 328 - 335 وأعرف مذهب الرازي جيداً قبل أن تتكلم فيما لا تعلم فتغلط يا أحمد وتغالط وحتى أوفر عليك أقول:
الرازي في كثير من كتبه لم يذكر تقييداً على قانون الزنادقة الملاحدة هذا ولكن في بعضها ذكر أنه من الممكن إفادة الأدلة اللفظية لليقين إذا اقترنت بأمور عرف وجودها بالتواتر والمشاهدة، وهذا التقييد سواء قيل بأنه قول ثالث في المسألة أو لا، فلا يخفف عن هذا المذهب بطلانه، ولا يحل موطن النزاع، فلاحظ الآن الكلام السابق الملون جيداً وافتح ذهنك على الآخر:
التواتر عند الرازي شرطه أن يكون المخبر عنه محسوساً كما في معالمه مع الشرح ص142 ونفائس الأصول 3/ 486 وغيرها أما المشاهدة فهي مدرك حسي بالطبع، فرجعت الأمور المقترنة بالخبر عنده إلى الأمور الحسية، ففرق -عند من قال بالتقييد- بين:
1 - الخبر المقترن بأمر حسي-عرف وجوده بالتواتر والمشاهدة - وهو الذي قيده الرازي وعنه تنتفي عند الرازي المقدمات العشر التي ذكرها، ومثاله: أدلة وجوب الصلاة ونحوها.
2 - وبين ما يجوز أن يكون للعقل-بزعمهم- طريق إلى نفيه أو طريق إلى إثباته وهي غالب المسائل العقدية الغيبية التي وقع بيننا وبين الخصوم النزاع فيها،أنظر حاشية السيالكوتي على شرح المواقف 2/ 55 وبعدها وكذا كلام الجرجاني هناك.
ولا شك بتناقضه وبطلان كلامه هذا، لكن المقصود بيان مراده وأن الحاصل أن الخبر الذي يتكلم عن أمر غيبي ويجوز أن يكون للعقل طريق إلى نفيه أو إثباته يستحيل أن يفيد اليقين عند الرازي، وتذكر وتنبه مع هذا إلى كلامه عن عدم المعارض العقلي وأنه لا يلزم من تزييف أدلة الخصوم العقلية عدم وجود غيرها مما يعارض النقل، فلا يلزم عدم علمنا بالمعارض العقلي أن لا يكون هناك معارض عقلي!! ((وعدم العلم لا يفيد العلم بالعدم)) على حد تعبيره، وهذا المعارض العقلي علمه المتكلم واعتمده كقرينة على عدم إرادته للمعنى!!! وقد عارض هذا السعد التفتازاني وغيره.
ولا شك أن الرازي يتناقض في التزامه هذا القانون كتناقضه في كثير من أباطيله التي يقررها ينظر كلام ابن تيميه في المجموع 4/ 104 - 105 وكلام الزركان في بحثه ص 320 زغيرهم والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/343)
ـ[فيصل]ــــــــ[18 - 02 - 09, 10:52 ص]ـ
تذكرت هذه الفائدة حين احتجتها:
وهذا الثالث هو أعدل أقوالهم، وأول من أعرفه فعل ذلك هو إمامهم المقدَّم، ومتكلمهم المعظّم أبو المعالي الجويني.
وكم فرحتُ بعد أن وقفت على كلامه هذا، لأنه حجة على أصحاب القولين الأوليين، فهو يصرّح أن هذه الطريقة مذمومة وليست طريقة السلف، ولكن اضطّر إليها.
فما بقي إلا أن نبيّن أن في الكتاب والسنة كفاية بلا اضطرار ولا اختيار في غيرهما.
هلا ذكرت أخي الحبيب موضعها، ودمتم لنا مفيداً
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - 02 - 09, 04:27 ص]ـ
من أقوال أبي الحسن الأشعري في (رسالة إلى أهل الثغر):
(وكان ما يستدل به من أخباره على ذلك أوضح دلالة من دلالة الأعراض التي اعتمد على الاستدلال بها الفلاسفة ومن اتبعها من القدرية وأهل البدع المنحرفين عن الرسل عليهم السلام، من قبل أن الأعراض لا يصح الاستدلال بها إلا بعد رتب كثيرة يطول الخلاف فيها ويدق الكلام عليها فمنها ما يحتاج إليه في الاستدلال على وجودها والمعرفة بفساد شبه المنكرين لها والمعرفة بمخالفتها للجواهر في كونها لا تقوم بنفسها ولا يجوز ذلك على شيء منها والمعرفة بأنها لا تبقى والمعرفة بإختلاف أجناسها وأنه لا يصح انتقالها من محالها والمعرفة بأن ما لا ينفك منها فحكمه في الحدث حكمها ومعرفة ما يوجب ذلك من الأدلة وما يفسد به شبه المخالفين في جميع ذلك حتى يمكن الاستدلال بها على ما هي أدلة عليه عند مخالفينا الذين يعتمدون في الاستدلال على ما ذكرناه بها لأن العلم بذلك لا يصح عندهم إلا بعد المعرفة بسائر ما ذكرناه آنفا وفي كل مرتبة مما ذكرنا فرق تخالف فيها ويطول الكلام معهم عليها.
وليس يحتاج أرشدكم الله في الاستدلال بخبر الرسول على ما ذكرناه من المعرفة بالأمر الغائب عن حواسنا إلى مثل ذلك لأن آياته والأدلة الدالة على صدقه محسوسة مشاهدة قد أزعجت القلوب وبعثت الخواطر على النظر في صحة ما يدعو إليه وتأمل ما استشهد به على صدقه والمعرفة بأن آياته من قبل الله تدرك بيسير الفكر فيها وانها لا يصح أن تكون من البشر لوضوح الطرق إلى ذلك، ولا سيما مع إزعاج الله تعالى قلوب سائر من أرسل إليه النبي على النظر في آياته بخرق عوائدهم له وحلول ما يعدهم من النقم عند إعراضهم عنه ومخالفتهم له على ما ذكرنا مما كان من ذلك عند عودة موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام.
وإذا كان ذلك على ما وصفنا بان لكم أرشدكم الله أن طريق الاستدلال بأخبارهم عليهم السلام على سائر ما دعينا إلى معرفته مما لا يدرك بالحواس أوضح من الاستدلال بالأعراض إذ كانت أقرب إلى البيان على حكم ما شوهد من أدلتهم المحسوسة مما اعتمدت عليه الفلاسفة ومن اتبعهم من أهل الأهواء واغتروا بها، لبعدها عن الشبه كما ذكرنا وقرب من أخلد ممن ذكرنا إلى الاستدلال به من الشبه ولذلك ما منع الله رسله من الاعتماد عليه لغموض ذلك على كثير ممن أمروا بدعائهم وكلفوا عليهم السلام إلزامهم فرضه.
فأخلد سلفنا رضي الله عنهم ومن اتبعهم من الخلف الصالح بعد ما عرفوه من صدق النبي فيما دعاهم إليه من العلم بحدثهم ووجود المحدث لهم بما نبههم عليه من الأدلة إلى التمسك بالكتاب والسنة وطلب الحق في سائر ما دعوا إلى معرفته منها والعدول عن كل ما خالفها لثبوت نبوته عندهم ونبههم بصدقه فيما أخبرهم به عن ربهم لما وثقته الدلالة لهم فيه وكفتهم العبرة بما ذكرناه له، وأعرضوا عما صارت إليه الفلاسفة ومن اتبعهم من القدرية وغيرهم من أهل البدع من الاستدلال بذلك على ما كلفوا معرفته لاستغنائهم بالأدلة الواضحة في ذلك عنه وإنما صار من أثبت حدث العالم والمحدث له من الفلاسفة إلى الاستدلال بالأعراض والجواهر لدفعهم الرسل وإنكارهم لجواز مجيئهم).(46/344)
بحوث مهمة في عقيدة التوحيد
ـ[عبد الله بهاء]ــــــــ[25 - 01 - 08, 11:20 م]ـ
بعض المواضيع المهمة بالنسبة للتوحيد
الولاء والبراء في سورة الممتَحَنة
http://saaid.net/bahoth/53.zip (http://saaid.net/bahoth/53.zip)
الآثار المروية في صفة المعية
http://saaid.net/bahoth/1.zip (http://saaid.net/bahoth/1.zip)
وقوع الشرك في الأمة
http://saaid.net/bahoth/20.zip (http://saaid.net/bahoth/20.zip)
13 شبهة للقبوريين والجواب عليها
http://saaid.net/bahoth/38.zip (http://saaid.net/bahoth/38.zip)
التوسل حقائق وشبهات
http://saaid.net/bahoth/35.zip (http://saaid.net/bahoth/35.zip)
تنبيه الحذاق على بطلان ما شاع بين الأنام من حديث النور المنسوب لمصنف عبد الرزاق
http://saaid.net/bahoth/40.zip (http://saaid.net/bahoth/40.zip)
ـ[عبد الله بهاء]ــــــــ[26 - 01 - 08, 02:56 م]ـ
للرفع
بارك الله فيكم
ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 03:28 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الله بهاء]ــــــــ[02 - 02 - 08, 01:28 ص]ـ
شيخنا الفاضل/أبو فراس الخزاعي
جزاك الله خيرا لمرورك
الله أسأل أن ينفع بنا ويستعملنا ولا يستبدلنا ...
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[03 - 02 - 08, 01:26 ص]ـ
مواضيع عظيمة الفائدة بارك الله فيك
ـ[فريد ناصر]ــــــــ[04 - 02 - 08, 01:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[06 - 02 - 08, 07:19 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[03 - 03 - 08, 12:13 ص]ـ
جزاك الله خيراً(46/345)
نص بحث اللجنة الدائمة حول الفرقة التيجانية
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 12:51 ص]ـ
إليكموه:
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[28 - 01 - 08, 08:05 ص]ـ
ي1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فع
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[29 - 01 - 08, 05:09 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[29 - 01 - 08, 10:48 م]ـ
و فيكم بارك الله.
ـ[عبد الله الشمالي]ــــــــ[30 - 01 - 08, 02:22 ص]ـ
ألف العلامة الهلالي رحمه الله كتاب قيم فضح فيه التيجانيين الاغرار سماه:: الهدية الهادية للفرقة التيجانية ..
وذكر بعضا من طوامهم وكفرياتهم في كتاب:: الدعوة إلى الله في أقطار المختلفة. هذا للفائدة
ـ[احمد السعد]ــــــــ[31 - 01 - 08, 04:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 02:20 ص]ـ
للرفع رفع الله السنة و دحض ملل الكفر(46/346)
فوائد من كتاب قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني للشيخ العباد
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 01 - 08, 03:35 م]ـ
فوائد من كتاب
قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني
للشيخ عبد المحسن العباد
من المقدمة
قال أبو المظفّر السمعاني في بيان فساد طريقة المتكلِّمين: "وكان مِمَّا أمر بتبليغه التوحيد، بل هو أصلُ ما أمرَ به فلم يترك شيئاً من أمور الدِّين أصولَه وقواعدَه وشرائعَه إلاَّ بلَّغه، ثمَّ لَم يَدْعُ إلى الاستدلال بما تَمسَّكوا به من الجوهر والعرض، ولا يوجد عنه ولا عن أحد من أصحابه من ذلك حرفٌ واحدٌ فما فوقه، فعُرف بذلك أنَّهم ذهبوا خلافَ مذهبهم وسلكوا غيرَ سبيلهم بطريق مُحدَث مُخترَع لم يكن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابُه رضي الله عنهم، ويلزم من سلوكه العودُ على السلف بالطعن والقَدْح، ونسبتهم إلى قلَّة المعرفة واشتباه الطرق، فالحذر من الاشتغال بكلامهم والاكتراث بمقالاتهم؛ فإنَّها سريعةُ التهافت كثيرةُ التناقض"، وقولُ أبي المظفّر السمعاني هذا أورده الحافظ ابن حجر في كتاب فتح الباري في شرح قول البخاري: "باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}، ونقل فيه (13/ 504) عن الحسن البصري قال: "لو كان ما يقول الجعد حقاًّ لبلّغه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم".
وقال الشيخ: وقد أوضح ما كان عليه الصحابةُ في صفات الله عزَّ وجلَّ الشيخ أبو العباس أحمد بن علي المقريزي المتوفى سنة (845 ه) في كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (2/ 356)، فقال: "ذِكْرُ الحال في عقائد أهل الإسلام منذ ابتداء الملَّة الإسلامية إلى أن انتشر مذهب الأشعرية: اعلم أنَّ الله تعالى لَمَّا بعث من العرب نبيَّه محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى الناس جميعاً وصف لهم ربَّهم سبحانه وتعالى بما وصف به نفسَه الكريمة في كتابه العزيز الذي نزل به على قلبه صلى الله عليه وسلم الروحُ الأمين، وبما أوحى إليه ربُّه تعالى، فلم يسأله صلى الله عليه وسلم أحدٌ من العرب بأسرهم قرَويُّهم وبَدويُّهم عن معنى شيء من ذلك، كما كانوا يسألونه صلى الله عليه وسلم عن أمر الصلاة والزكاة والصيام والحجِّ وغير ذلك مِمَّا لله فيه سبحانه أمرٌ ونهيٌ، وكما سألوه صلى الله عليه وسلم عن أحوال القيامة والجنَّة والنار؛ إذ لو سأله إنسانٌ منهم عن شيء من الصفات الإلهية لنُقل كما نُقلت الأحاديث الواردة عنه صلى الله عليه وسلم في أحكام الحلال والحرام، وفي الترغيب والترهيب وأحوال القيامة والملاحم والفتن ونحو ذلك مِمَّا تضمَّنته كتبُ الحديث، معاجمها ومسانيدها وجوامعها، ومَن أمعن النَّظر في دواوين الحديث النَّبوي ووقف على الآثار السلفية، عَلِم أنَّه لَم يَرد قطُّ من طريق صحيح ولا سقيم عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم - على اختلاف طبقاتهم وكثرة عددهم – أنَّه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معنى شيء مِمَّا وصف الربُّ سبحانه به نفسَه الكريمة في القرآن الكريم وعلى لسان نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم، بل كلُّهم فهموا معنى ذلك، وسكتوا عن الكلام في الصفات، نعم! ولا فرَّق أحدٌ منهم بين كونها صفةَ ذات أو صفةَ فعل، وإنَّما أثبتوا له تعالى صفات أزليَّة: من العلم والقدرة والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام والجلال والإكرام والجود والإنعام والعز والعظمة، وساقوا الكلام سوقاً واحداً، وهكذا أثبتوا – رضي الله عنهم – ما أطلقه الله سبحانه على نفسه الكريمة: من الوجه واليد ونحو ذلك، مع نفي مماثلة المخلوقين، فأثبتوا – رضي الله عنهم – بلا تشبيه، ونزَّهوا من غير تعطيل، ولم يتعرَّض مع ذلك أحدٌ منهم إلى تأويل شيء من هذا، ورأوا بأجمعهم إجراء الصفات كما وردت، ولم يكن عند أحد منهم ما يستدلُّ به على وحدانية الله تعالى وعلى إثبات نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم سوى كتاب الله، ولا عرف أحدٌ منهم شيئاً من الطرق الكلامية ولا مسائل الفلسفة، فمضى عصرُ الصحابة رضي الله عنهم على هذا، إلى أن حدث في زمنهم القولُ بالقدر، وأنَّ الأمرَ أنفة، أي: أنَّ الله تعالى لم يُقدِّر على خلقه شيئاً مِمَّا هم عليه. . . ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/347)
وقال الشيخ: وما جاء في كلام أبي المظفر من ذِكر خلق العقل فيه نظر؛ قال ابن القيم في كتابه المنار المنيف (ص: 50): "ونحن ننبِّه على أمور كليَّة يُعرف بها كون الحديث موضوعاً" إلى أن قال (ص: 66): "ومنها أحاديث العقل، كلُّها كذب. . . وقال أبو الفتح الأزدي: لا يصحُّ في العقل حديث، قاله أبو جعفر العقيلي وأبو حاتم ابن حبان، والله أعلم".
وقال الشيخ: قال ابن عبد البر في التمهيد (7/ 145): "وأمَّا أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلُّها والخوارج، فكلُّهم يُنكرها، ولا يحمل شيئاً منها على الحقيقة، ويزعمون أنَّ من أقرَّ بها مشبِّه، وهم عند من أثبتها نافون للمعبود".
ونقله عنه الذهبي في العلو (ص: 1326)، وعلَّق عليه قائلاً: "صدق والله! فإنَّ من تأوَّل سائر الصفات وحمل ما ورد منها على مجاز الكلام، أدَّاه ذلك السَّلب إلى تعطيل الربِّ، وأن يشابه المعدوم، كما نُقل عن حماد بن زيد أنَّه قال: مَثل الجهمية كقوم قالوا: في دارنا نخلة، قيل: لها سَعَف؟ قالوا: لا، قيل: فلها كَرَب؟ قالوا: لا، قيل: لها رُطَب وقِنو؟ قالوا: لا، قيل: فلها ساق؟ قالوا: لا، قيل: فما في داركم نخلة! ".
والمعنى أنَّ من نفى عن الله الصفات، فإنَّ حقيقةَ أمره نفيُ المعبود؛ إذ لا يُتصوَّرُ وجود ذات مجرَّدة من جميع الصفات.
ولهذا قال ابن القيم في المقدمة التي بين يدي قصيدته النونية: "فالمشبِّه يعبدُ صنماً، والمعطِّلُ يعبدُ عدماً، والموحِّد يعبدُ إلَهاً واحداً صمداً، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
وقال أيضاً: "قلبُ المعطِّل متعلِّقٌ بالعدم، فهو أحقرُ الحقير، وقلبُ المشبِّه عابدٌ للصنم الذي قد نُحت بالتصوير والتقدير، والموحِّد قلبُه متعبِّدٌ لِمَن ليس كمثله شيء وهو السَّميع البصير".
وقال الشيخ: وقد جاء عن بعض المتكلمين وغيرهم عباراتٌ تدلُّ على أنَّ السلامةَ والنجاةَ إنَّما هي في عقيدة العجائز المطابقة للفطرة، وقد نقل شارحُ الطحاوية عن أبي المعالي الجوينِي كلاماً ذمَّ فيه علمَ الكلام، وقال فيه عند موته: "وهَا أنا ذا أموت على عقيدة أمِّي، أو قال: على عقيدة عجائز نيسابور".
وفي ترجمة الرازي - وهو من كبار المتكلِّمين - في لسان الميزان (4/ 427): "وكان مع تبحُّره في الأصول يقول: من التزم دينَ العجائز فهو الفائز".
وقال أبو محمد الجويني والد إمام الحرمين في نصيحته لمشايخه من الأشاعرة (1/ 185 – مجموعة الرسائل المنيرية): "فمن تكون الراعية أعلم بالله منه لكونه لا يعرف وجهة معبوده، فإنَّه لا يزال مظلمَ القلب، لا يستنيرُ بأنوار المعرفة والإيمان".
وروى ابن سعد في الطبقات بإسناد صحيح على شرط مسلم (5/ 374) عن جعفر بن بُرقان قال: "جاء رجلٌ إلى عمر بن عبد العزيز فسأله عن شيء من الأهواء، فقال: الزَم دينَ الصبِيِّ في الكُتَّاب والأعرابيِّ، والْهُ عمَّا سوى ذلك"، وعزاه إليه النووي في تهذيب الأسماء واللغات (2/ 22).
الشرح
قال الشيخ: عقد ابنُ أبي زيد القيرواني – رحمه الله – هذا البابَ في مقدِّمة رسالته بالفقه؛ لأنَّه لَم يجعل التأليف في العقيدة مستقلاًّ، بل أتى به تحت هذا الباب في مقدِّمة رسالته، فصارت رسالتُه في الفقه، جمعت بين الفقهين: الفقه الأكبر، وهو ما يتعلَّق بالعقيدة التي لا مجال فيها للاجتهاد، وفقه الفروع، الذي فيه مجال للاجتهاد.
وقال الشيخ:وهذا التقسيم لأنواع التوحيد عُرف بالاستقراء من نصوص الكتاب والسُّنَّة، ويتَّضح ذلك بأوَّل سورة في القرآن، وآخر سورة؛ فإنَّ كلاًّ منهما مشتملةٌ على أنواع التوحيد الثلاثة. فأمَّا سورة الفاتحة، فإنَّ الآيةَ الأولى فيها، وهي: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} مشتملةٌ على هذه الأنواع؛ فإنَّ {الْحَمْدُ لِلَّهِ} فيها توح يد الألوهية؛ لأنَّ إضافةَ الحمد إليه من العباد عبادةٌ، وفي قوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} إثبات توحيد الربوبيَّة، وهو كون الله عزَّ وجلَّ ربَّ العالمين، والعالَمون هم كلُّ مَن سوى الله؛ فإنَّه ليس في الوجود إلاَّ خالقٌ ومخلوق، والله الخالقُ، وكلُّ مَن سواه مخلوق، ومن أسماء الله الرب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/348)
وقوله: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} مشتملٌ على توحيد الأسماء والصفات، والرحمن الرحيم اسمان من أسماء الله يدُلاَّن على صفة من صفات الله، وهي الرَّحمة، وأسماءُ الله كلُّها مشتقَّةٌ، وليس فيها اسم جامد، وكلُّ اسم من الأسماء يدلُّ على صفة من صفاته.
و {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فيه إثبات توحيد الربوبيَّة، وهو سبحانه مالك الدنيا والآخرة، وإنَّما خصَّ يوم الدِّين بأنَّ اللهَ مالكُه؛ لأنَّ ذلك اليوم يخضعُ فيه الجميعُ لربِّ العالَمين، بخلاف الدنيا، فإنَّه وُجد فيها من عتا وتَجبَّر، وقال: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى}
وقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فيه إثباتُ توحيد الألوهية، وتقديمُ المفعول وهو {إِيَّاكَ} يُفيد الحصرَ، والمعنى: نخصُّكَ بالعبادة والاستعانة، ولا نشرك معك أحداً.
وقوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فيه إثبات توحيد الألوهية؛ فإنَّ طلبَ الهداية من الله دعاءٌ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاءُ هو العبادة"، فيسأل العبدُ ربَّه في هذا الدعاء أن يَهديَه الصرطَ المستقيمَ الذي سلكه النبيُّون والصدِّيقون والشهداء والصالِحون، الذين هم أهل التوحيد، ويسأله أن يُجنِّبَه طريقَ المغضوب عليهم والضالِّين، الذين لَم يحصل منهم التوحيدُ، بل حصل منهم الشِّركُ بالله وعبادةُ غيره معه.
وأمَّا سورة الناس، فقوله: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فيه إثباتُ أنواع التوحيد الثلاثة؛ فإنَّ الاستعاذةَ بالله من توحيد الألوهيَّة.
و {بِرَبِّ النَّاسِ} فيه إثبات توحيد الربوبيَّة وتوحيد الأسماء والصفات، وهو مثل قول الله عزَّ وجلَّ في أول الفاتحة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
وقوله: {بِرَبِّ النَّاسِ} فيه إثباتُ الربوبيَّة والأسماء والصفات.
و {إِلَهِ النَّاسِ} فيه إثبات الألوهية والأسماء والصفات.
وقال الشيخ:النسبةُ بين أنواع التوحيد الثلاثة هذه أن يُقال: إنَّ توحيدَ الربوبيَّة وتوحيدَ الأسماء والصفات مستلزمان لتوحيد الألوهية، وتوحيد الألوهيَّة متضمِّنٌ لهما، والمعنى أنَّ مَن أقرَّ بالألوهيَّة فإنَّه يكونُ مُقرًّا بتوحيد الربوبيَّة وبتوحيد الأسماء والصفات؛ لأنَّ مَن أقرَّ بأنَّ اللهَ هو المعبودُ وحده فخصَّه بالعبادة ولم يجعل له شريكاً فيها، لا يكون منكراً بأنَّ اللهَ هو الخالقُ الرازقُ المُحيي المميتُ، وأنَّ له الأسماء الحسنى والصفات العُلَى.
وأمَّا مَن أقرَّ بتوحيد الربوبيَّة وتوحيد الأسماء والصفات، فإنَّه يلزمه أن يُقرَّ بتوحيد الألوهيَّة.
وقال الشيخ:ولا يُقال: إنَّ العملَ إذا كان خالصاً لله، ولم يكن مبنيًّا على سُنَّة، وكان قَصدُ صاحبه حسناً أنَّه محمودٌ ونافعٌ لصاحبه، ومِمَّا يدلُّ على ذلك أنَّ الرَّسولَ الكريم صلى الله عليه وسلم قال للصحابيِّ الذي ذبح أُضحيتَه قبل صلاة العيد: "شاتُك شاةُ لَحم"، فلَم يعتبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أُضحيةً؛ لأنَّها ذُبحَت قبل ابتداء وقت الذَّبح الذي يبدأ بعد صلاة العيد، والحديثُ أخرجه البخاري (5556)، ومسلم (1961)، وقد قال الحافظ في شرحه في الفتح (10/ 17): "قال الشيخ أبو محمد بن أبي جَمرة: وفيه أنَّ العملَ وإن وافق نيَّةً حسنةً لَم يصحَّ، إلاَّ إذا وقع على وفق الشَّرع".
وفي سنن الدارمي (1/ 68 69) أنَّ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وقف على أناس في المسجد مُتحلِّقين وبأيديهم حصًى، يقول أحدهم: كبِّروا مائة، فيُكبِّرون مائة، فيقول: هلِّلوا مائة، فيُهلِّلون مائة، ويقول: سبِّحوا مائة، فيُسبِّحون مائة، فقال: "ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن! حصى نعدُّ به التكبيرَ والتهليلَ والتسبيحَ، قال: فعُدوا سيِّئاتكم فأنا ضامنٌ أن لا يَضيعَ من حسناتكم شيءٌ، وَيْحَكم يا أمّة محمد! ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابةُ نبيِّكم صلى الله عليه وسلم متوافرون، وهذه ثيابُه لم تَبْلَ، وآنيتُه لم تُكسر، والذي نفسي بيده إنَّكم لَعلَى مِلَّةٍ هي أهدى من مِلَّة محمد صلى الله عليه وسلم أو مفتتحو باب ضلالة؟! قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن! ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه". وهذا الأثر أورده الألباني في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/349)
السلسلة الصحيحة (رقم: 2005).
وقال الشيخ:وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه موضع القَدَمين، كما في المستدرك للحاكم (2/ 282)، وقال: "إنَّه على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ولم يتعقبه الذهبي، وفي إسناده عمَّار الدُّهْنِي، وهو من رجال مسلم دون البخاري.
وانظر تخريجه في السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني (906)، والضعيف فيه هو المرفوع، وأمَّا الأثر الذي جاء عن ابن عباس من تفسير الكرسي بالعلم، ففي إسناده جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال فيه الحافظ في التقريب: "صدوق يهم"، وقال ابن منده في كتاب الرد على الجهمية (ص: 45): "لم يُتابَع عليه جعفر، وليس بالقوي في سعيد بن جُبَير"، وأورده الذهبي في ترجمة جعفر في الميزان (1/ 417) وقال: "وذكره ابن أبي حاتم وما نقل توثيقه، بل سكت"، ونقل ما تقدَّم عن ابن منده.
وقال الشيخ:وقد بيَّن ابن القيم بطلانَ تفسير الاستواء بالاستيلاء من اثنين وأربعين وجهاً في كتابه الصواعق المرسلة كما في مختصره لمحمد بن الموصلي (2/ 126 152).
وقال الشيخ:وليس في أسماء الله اسمٌ جامد، وما ذكره بعضُ أهل العلم من أنَّ من أسماء الله "الدَّهر" فغيرُ صحيح؛ فإنَّ الحديثَ القدسي: "يُؤذينِي ابنُ آدم يَسبُّ الدَّهر، وأنا الدَّهر، بيدي الأمر، أُقلِّب اللَّيلَ والنَّهار" رواه البخاري (4826) ومسلم (2246)، لا يدلُّ على أنَّ من أسماء الله الدَّهر؛ لأنَّ الدَّهرَ هو الزمان، والله تعالى هو الذي يُقلِّبُ اللَّيل والنهار، فمَن سبَّ المقلَّب (بفتح اللاَّم وتشديدها) وهو الدَّهر، رجعت مسبَّتُه إلى المقلِّب (بكسر اللاَّم وتشديدها) وهو الله، وقد بيَّن الله ذلك بقوله: "بيدي الأمر، أقلِّب الليل والنهار".
وأمَّا الصفات فليس كلُّ صفة يُشتقُّ منها اسم؛ فإنَّ من صفات الله الذاتية الوجه واليد والقَدَم، ولا يُؤخذ منها أسماء، ومن صفاته الفعلية الاستهزاء والكيد والمَكر، ولا يُشتقُّ منها أسماء، فلا يُسمَّى بالماكر والمستهزئ والكائد.
وأقول والشيء بالشيء يُذكر: إنَّ أسماءَ الرسول صلى الله عليه وسلم الثابتة مُشتقَّةٌ، تدلُّ على معان، وليس فيها اسم جامد، وليس من أسمائه صلى الله عليه وسلم: طه ويس، قال ابن القيم – رحمه الله – في تحفة المودود (ص: 127): "ومِمَّا يُمنع منه التسمية بأسماء القرآن وسُوَره، مثل: طه، ويس، وحم، وقد نصَّ مالكٌ على كراهة التسمية ب: يس، ذكره السُّهيلي، وأمَّا ما يذكره العوام أنَّ يس وطه من أسماء النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فغيرُ صحيح، ليس ذلك في حديث صحيح ولا حسن ولا مرسل، ولا أثر عن صاحب، وإنَّما هذه الحروف مثل: الم، وحم، والر، ونحوها".
ولعلَّ مَن توهَّم التسمية ب (طه) و (يس) من العوامّ أخذه من الخطاب للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعد ذكر الحروف المقطَّعة في سورتَي طه ويس، ظانًّا أنَّ هذين من أسمائه صلى الله عليه وسلم؛ فإنَّ خطابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جاء أيضاً بعد الحروف المقطَّعة في سورتَي الأعراف وإبراهيم مثلاً، ولا يُقال: إنَّ من أسمائه صلى الله عليه وسلم لذلك: (المص)، و (الر).
وقال الشيخ:وأسرُدُ فيما يلي تسعة وتسعين من أسماء الله الحسنَى، مرتَّبَةً على حروف الهجاء، ومع كلِّ اسم دليلَه من الكتاب أو السُّنَّة، وفيها زيادة على ما في الكتب الثلاثة اسْمَا: (الستِّير، والديَّان).
1 - الله: يُطلق على هذا الاسم لفظ الجلالة، ويأتي مراداً به المسمَّى مبتدأ، ويُخبر عنه بالأسماء، مثل: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، {وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} وتُنسبُ له الأسماء، كما قال الله عزَّ وجلَّ: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}، وقال: {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.
2 - الآخر: دليلُه {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ}.
3 - الأحد: دليله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.
4 - الأعلى: دليله {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}.
5 - الأكرم: دليله {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ}.
6 - الإله: دليله {وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}.
7 - الأول: دليله {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ}
8 - البارئ، دليله {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/350)
ص -86 - 9 - الباطن: دليله {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ}.
10 - البَرُّ: دليله {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}.
11 - البصير: دليله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
12 - التَّوَّاب: دليله {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}.
13 - الجَبَّار: دليله. {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ}.
14 - الجميل: دليله حديث: "إنَّ اللهَ جميلٌ يُحبُّ الجمالَ" رواه مسلم (147).
15 - الحافظ: دليله {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.
16 - الحسيب: دليله {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً}.
17 - الحفيظ: دليله {إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}.
18 - الحق دليله {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}
19 - الحَكَم: دليله حديث: "إنَّ اللهَ هو الحَكَم، وإليه الحُكم" رواه أبو داود (4955) وغيره، وإسناده حسن.
20 - الحكيم: دليله {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
21 - الحليم: دليله {وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ}.
22 - الحميد: دليله {وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}.
23 - الحيُّ: دليله {هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}.
24 - الحَيِيُّ: دليله حديث: "إنَّ الله عزَّ وجلَّ حَيِيٌّ سِتِّير، يُحبُّ الحياءَ والسّتر" رواه أبو داود (4012) وغيرُه، وإسناده حسن.
25 - الخالق: دليله {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ}.
26 - الخبير: دليله {قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ}.
27 - الخلاَّق: دليله {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ}
28 - الديَّان: دليله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَحشرُ اللهُ العبادَ أو قال: الناس عُراةً غُرْلاً بُهماً، قال: قلنا: ما بُهماً؟ قال: ليس معهم شيء، ثمَّ يُناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديَّان" الحديث، أخرجه الحاكم في المستدرك في موضعين (2/ 438)،
(4/ 574)، وصحَّحه وأقرَّه الذهبي، وحسَّنه الحافظ في الفتح (1/ 174)، والألباني في صحيح الأدب المفرد (746).
29 - الرَّبُّ: دليله {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}
30 - الرَّحمن: دليله {لْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
31 - الرحيم: دليله {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}.
32 - الرزاق: دليله {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}.
33 - الرَّفيق: دليله حديث: "إنَّ الله رفيقٌ يُحبُّ الرِّفق" رواه البخاري (6927)، ومسلم (2593).
34 - الرقيب: دليله {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً}.
35 - الرؤوف: دليله {إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.
36 - السُّبُّوح: دليله حديث: "سبُّوح قدُّوس ربُّ الملائكة والرُّوح" رواه مسلم (487).
37 - الستِّير: دليله مرَّ عند اسم الحَيي.
38 - السلام: دليله {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ}.
39 - السَّميع: دليله {وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}
40 - السيِّد: دليله حديث: "السيِّد اللهُ تبارك وتعالَى" رواه أبو داود (4806) وإسناده صحيح.
41 - الشافي: دليله حديث: "اشف أنت الشافي لا شافي إلاَّ أنت" رواه البخاري (5742)، ومسلم (2191).
42 - الشاكر: دليله {وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً}.
43 - الشَّكور: دليله {إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ}.
44 - الشهيد: دليله {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}
45 - الصَّمد: دليله. {اللَّهُ الصَّمَدُ}
46 - الطيِّب: دليله حديث: "إنَّ اللهَ طيِّبٌ ولا يقبل إلاَّ طيِّباً" رواه مسلم (1015).
47 - الظاهر: دليله. {{هُوَ الأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/351)
48 - العزيز: دليله {يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
49 - العظيم: دليله {وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}
50 - العفوُّ: دليله {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ}.
51 - العليم: دليله {وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}
52 - العليُّ: دليله {إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}.
53 - الغالب: دليله {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}.
54 - الغفَّار: دليله {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً}
55 - الغفور: دليله {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
56 - الغنِيُّ: دليله {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ}.
57 - الفتَّاح: دليله {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ}
58 - القادر: دليله {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}.
59 - القاهر: دليله {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}
60 - القدُّوس: دليله {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}
61 - القدير: دليله {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
62 - القريب: دليله {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ}
63 - القهَّار: دليله {وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}
64 - القويُّ: دليله {يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}
65 القيُّوم: دليله {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}.
66 - الكبير: دليله {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}
67 - الكريم: دليله {يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}.
68 - الكفيل: دليله {وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً}، وحديث قصَّة الإسرائيليِّ الذي قال لِمَن أَسْلَفه: "كفى بالله كفيلاً" رواه البخاري (2291).
69 - اللطيف: دليله {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
70 - المبين: دليله {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ}
71 - المتَعال: دليله {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}.
72 - المتكبِّر: دليله {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ}
73 - المَتين: دليله {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}
74 - المُجيب: دليله {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ}
75 - المجيد: دليله {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ}
76 - المُحسن: دليله حديث: "إنَّ الله مُحسنٌ يُحبُّ المُحسنين" رواه ابن أبي عاصم في الديَّات (ص: 56)، وابن عدي في الكامل (6/ 2145)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 113)، وإسناده حسن كما ذكر الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (470)، وانظر صحيح الجامع الصغير (1819) و (1820).
77 - المُحيط: دليله {أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ}
78 - المصوِّر: دليله {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ}
79 - المُعطي: دليله حديث: "والله المُعطِي وأنا القاسم" رواه البخاري (3116).
80 - المُقتدر: دليله {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً}
81 - المقدِّم: دليله حديث "أنتَ المُقدِّمُ، وأنتَ المُؤخِّرُ" رواه البُخاري (1120) ومسلم (771).
82 - المُقيت: دليله {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً}
83 - المَلِك: دليله {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/352)
84 - المَليك: دليله {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ}
85 - المَنَّان: دليله حديث: "اللهمَّ إنِّي أسألك بأنَّ لك الحمد لا إله إلاَّ أنت المَنَّان" رواه أبو داود (1495)، وإسناده حسن.
86 - المُهيمن: {هوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ}
87 - المؤخِّر: دليله، مرَّ عند اسم المقدِّم.
88 - المولَى: دليله {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}
89 - المؤمن: دليله {هوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ}
90 - النَّصير: دليله {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً}.
91 - الهادي: دليله {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً}
92 - الواحد: دليله {قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}
93 - الوارث: دليله {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ}
94 - الواسع: دليله {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
95 - الوتر: دليله حديث: "إنَّ الله وِترٌ يُحبُّ الوتر" رواه البخاري (6410)، ومسلم (2677).
96 - الوَدود: دليله {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ}
97 - الوكيل: دليله {فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}
98 - الولِيُّ: دليله {فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى}
99 - الوهَّاب: دليله {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}.
من أسماء الله ما يُطلق على غيره، كما قال الله عزَّ وجلَّ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}، وقال: {إِنَّا خَلَقْنَا الأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً}، والمعاني التي تدلُّ عليها الأسماء لا يشبه فيها الخالقُ المخلوقَ، ولا المخلوقُ الخالقَ.
وقال الشيخ:ومنها ما لا يُطلق إلاَّ على الله، ولا يُطلق على غيره، مثل: الله، والرحمن، والخالق، والبارئ، والرزاق، والصمد، قال ابن كثير: في تفسيره عند تفسير البسملة في أول سورة الفاتحة: "والحاصلُ أنَّ من أسمائه تعالى ما يُسمَّى به غيره، ومنها ما لا يُسمَّى به غيرُه، كاسم الله، والرحمن، والخالق، والرزاق، ونحو ذلك".
وقال الشيخ:وقد عقد ابن القيم في كتابه شفاء العليل البابَ الثالث للكلام عن هذا الحديث، فذكر ما قيل في معناه من أقوال باطلة، وذَكَرَ الآيات التي فيها احتجاجُ المشركين على شركهم بالقدر، وأنَّ الله أَكذَبَهم؛ لأنَّهم باقون على شركهم وكفرهم، وما قالوه هو من الحقِّ الذي أُريد به باطل، ثم ذكر توجيهَين لمعنى الحديث، أوَّلهما لشيخه شيخ الإسلام ابن تيمية، والثاني من فهمه واستنباطه، فقال (ص: 35 36): "إذا عرفتَ هذا، فموسى أعرفُ بالله وأسمائه وصفاته من أن يَلومَ على ذنب قد تاب منه فاعلُه، فاجتباه ربُّه بعده وهداه واصطفاه، وآدمُ أعرفُ بربِّه من أن يحتجَّ بقضائه وقدَره عل معصيته، بل إنَّما لامَ موسى آدمَ على المصيبة التي نالت الذريَّة بخروجهم من الجنَّة، ونزولهم إلى دار الابتلاء والمحنة، بسبب خطيئة أبيهم، فذكر الخطيئةَ تنبيهاً على سبب المصيبة والمحنة التي نالت الذريَّةَ، ولهذا قال له: أخرجتَنا ونفسَك من الجنة، وفي لفظ (خيَّبتنَا)، فاحتجَّ آدمُ بالقدر على المصيبة، وقال: إنَّ هذه المصيبةَ التي نالت الذريَّة بسبب خطيئتِي كانت مكتوبةً بقدره قبل خلْقي، والقدرُ يُحتجُّ به في المصائب دون المعائب، أي: أتلومُنِي على مصيبة قُدِّرت عليَّ وعليكم قبل خلْقي بكذا وكذا سنة، هذا جوابُ شيخنا رحمه الله، وقد يتوجَّه جوابٌ آخر، وهو أنَّ الاحتجاجَ بالقدر على الذنب ينفعُ في موضع ويضرُّ في موضع؛ فينفع إذا احتجَّ به بعد وقوعه والتوبة منه وترك مُعاودته، كما فعل آدمُ، فيكون في ذِكر القدر إذ ذاك من التوحيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/353)
ومعرفة أسماء الربِّ وصفاته وذكرها ما ينتفع به الذَّاكر والسامع؛ لأنَّه لا يدفعُ بالقدر أمراً ولا نَهياً، ولا يُبطل به شريعةً، بل يُخبر بالحقِّ المحض على وجه التوحيد والبراءة من الحول والقوَّة، يوضحه أنَّ آدمَ قال لموسى: أتلومُنِي على أن عملتُ عملاً كان مكتوباً عليَّ قبل أن أُخلَق، فإذا أذنب الرَّجلُ ذنباً ثم تاب منه توبةً وزال أمرُه حتى كأن لم يكن، فأنَّبَه مُؤَنِّبٌ عليه ولاَمَه، حسُنَ منه أن يَحتجَّ بالقدر بعد ذلك، ويقول: هذا أمرٌ كان قد قُدِّر عليَّ قبل أن أُخلق، فإنَّه لم يَدفع بالقدر حقًّا، ولا ذكر حجَّةً له على باطل، ولا محذورَ في الاحتجاج به، وأمَّا الموضع الذي يضُرُّ الاحتجاجُ به ففي الحال والمستقبل، بأن يرتكبَ فعلاً محرَّماً أو يتركَ واجباً، فيلُومُه عليه لائمٌ، فيحتجَّ بالقدر على إقامته عليه وإصراره، فيُبطلُ بالاحتجاج به حقًّا ويرتكبُ باطلاً، كما احتجَّ به المُصِرُّون على شركهم وعبادتهم غير الله، فقالوا: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا}، {لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ}، فاحتجُّوا به مُصَوِّبين لِمَا هم عليه، وأنَّهم لم يَندموا على فعله، ولم يعزموا على تركه، ولَم يُقرُّوا بفساده، فهذا ضدُّ احتجاج مَن تبيَّن له خطأُ نفسه وندم وعزَم كلَّ العزم على أن لا يعودَ، فإذا لاَمَه لائمٌ بعد ذلك قال: كان ما كان بقدر الله، ونُكتة المسألة أنَّ اللَّومَ إذا ارتفع صحَّ الاحتجاجُ بالقدر، وإذا كان اللَّومُ واقعاً فالاحتجاجُ بالقدر باطلٌ. . . ".
وقال الشيخ:والفرق بين المشيئة والإرادة أنَّ المشيئة لَم تأت في الكتاب والسُّنَّة إلاَّ لمعنى كونيٍّ قدَري، وأمَّا الإرادة فإنَّها تأتي لمعنى كونِيٍّ ومعنى دينِيٍّ شرعيٍّ، ومن مجيئها لمعنى كونيٍّ قدَري قوله تعالى: {وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، وقوله {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً}
ومن مجيء الإرادة لمعنى شرعيٍّ قول الله عزَّ وجلَّ: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}، وقوله: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، والفرقُ بين الإرادَتَين أنَّ الإرادةَ الكونيَّة تكون عامَّةً فيما يُحبُّه الله ويَسخطُه، وأمَّا الإرادةَ الشرعيَّة فلا تكون إلاَّ فيما يُحبُّه الله ويرضاه، والكونيَّة لا بدَّ من وقوعها، والدينيَّة تقع في حقِّ مَن وفَّقه الله، وتتخلَّف في حقِّ مَن لم يحصل له التوفيقُ من الله، وهناك كلماتٌ تأتي لمعنى كونيٍّ وشرعي، منها القضاء، والتحريم، والإذن، والكلمات، والأمر وغيرها، ذكرها ابن القيم وذكر ما يشهد لها من القرآن والسنَّة في كتابه شفاء العليل، في الباب التاسع والعشرين منه.
وقال الشيخ:وأمَّا الفرق بين النَّبِيِّ والرسول فقد اشتهر أنَّ النَّبِيَّ هو مَن أُوحي إليه بشرع ولم يُؤمَر بتبليغه، والرسولَ هو مَن أُوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه، لكن هذا التفريق قد جاء في بعض الأدلَّة ما يدلُّ على عدم صحَّته، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الأَوَّلِينَ}، وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}، وذلك يدلُّ على أنَّ النَّبِيَّ مرسَلٌ مأمورٌ بالتبليغ، وقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ} الآية، فهذه الآيةُ تدلُّ على أنَّ أنبياءَ بنِي إسرائيل من بعد موسى يَحكمون بالتوراة ويدعون إليها، وعلى هذا فيُمكن أن يُقال في الفرق بين الرسول والنَّبِيِّ: إنَّ الرَّسولَ مَن أُوحي إليه بشرع وأُنزل عليه كتاب، والنَّبِيَّ هو الذي أُوحي إليه بأن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/354)
يُبلِّغ رسالةً سابقة، وهذا هو المتَّفق مع الأدلَّة، لكن يبقى عليه إشكال، وهو أنَّ من المرسَلين مَن وُصف بأنَّه نبِيٌّ رسول، كما قال الله عزَّ وجلَّ في نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}، وقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ}، وقال في موسى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً}، وقال في إسماعيل: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً}، ونبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم نَزَل عليه الوحيُ أوَّلاً ولم يُؤمَر بالتبليغ، ثم أُمر بعد ذلك بالتبليغ بقوله: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ} ولهذا قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – في الأصول الثلاثة: "نُبِّئ ب {اقْرَأْ}، وأُرسل ب {الْمُدَّثِّرُ}، وعلى هذا فيُقال: النَّبِيُّ مَن أُوحي إليه ولم يُؤمَر بالتبليغ في وقت ما، أو أُمر بأن يبلِّغ شريعة سابقة.
وقال الشيخ:وقد نبت في هذا الزمان نابتةٌ يزعم أنَّه من أهل السُّنَّة وهو ليس منهم، بل هو على طريقة الرافضة الحاقدين على الصحابة، وهو حسن بن فرحان المالكي، نسبة إلى بنِي مالك في أقصَى جنوب المملكة، وقد كتب رسالة سيِّئة بعنوان: "الصحابةُ بين الصحبة اللغوية والصُّحبة الشرعية" زعم فيها أنَّ الصحابةَ هم المهاجرون والأنصار قبل الحُديبية فقط، وأنَّ كلَّ مَن أسلَمَ وهاجر بعد الحُديبية أنَّه ليس له نصيبٌ في الصحبة الشرعية، وأنَّ صحبتَهم كصحبة المنافقين والكفار، فأخرج بذلك الكثيرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي مقدِّمتهم العباس بنُ عبد المطلب عمُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابنُه عبد الله بن عباس حبر الأمَّة وترجمان القرآن، رضي الله تعالى عنه وعن أبيه وعن الصحابة أجمعين، كما أخرج أبا موسى الأشعريِّ وأبا هريرة وخالد ابن الوليد وغيرَهم مِمَّن لا يُحصون، وهو قولٌ مُحدَث في القرن الخامس عشر، لَم يسبقه إليه إلاَّ شابٌّ حديث السِّنِّ مثله اسمه عبد الرحمن بن محمد الحكمي، ومِمَّا جاء في كتابه السيِّء إنكارُ القول بعدالة الصحابة، وزعمُه أنَّ أكثرَ الصحابة يُذادون عن حوض الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنَّه يُؤمَرُ بهم إلى النار، وأنَّه لا ينجو منهم إلاَّ القليل مثل همل النعم، وبهذا يتبيَّن مُماثلتُه للرافضة الحاقدين على الصحابة، وقد رددتُ عليه في كتاب بعنوان: "الانتصار للصحابة الأخيار في ردِّ أباطيل حسن المالكي".
وقال الشيخ:ومِمَّا جاء في الكتاب مِمَّا يتعلَّق بالذَّود عن الحوض ما يلي:
السابع: (أي من وجوه الردِّ عليه في إنكاره عدالة الصحابة) قوله (ص: 63): "ومن الأحاديث في الذمِّ العامِّ: قول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في أحاديث الحوض في ذهاب أفواجٍ من أصحابه إلى النَّار، فيقول النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (أصحابي! أصحابي! فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك)، الحديث متفق عليه، وفي بعض ألفاظه في البخاري: (فلا أرى ينجو منكم إلاَّ مثل هَمَل النَّعَم).
فيأتي المعارِض للثناء العام بهذا الذمِّ العامِّ، ويقول: كيف تجعلون للصحابة ميزةً وقد أخبر النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّه لا ينجو منهم إلاَّ القليلُ، وأنَّ البقيَّةَ يؤخذون إلى النَّار؟! ".
وقال عن هذا الحديث أيضاً (ص: 64): "كما أخبر النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّه لا ينجو من أصحابه يوم القيامة إلاَّ القليلُ (مثل همل النعم)، كما ثبت في صحيح البخاري كتاب الرقاق".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/355)
ويُجابُ عنه بأنَّ لفظَ الحديث في صحيح البخاري في كتاب الرقاق (6587) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائمٌ فإذا زمرةٌ، حتى إذا عرفتُهم خرج رجلٌ من بيني وبينهم، فقال: هلمَّ، فقلتُ: أين؟ قال: إلى النار والله! قلت: وماشأنُهم؟ قال: إنَّهم ارتدُّوا بعدك على أدبارهم القهقرى، ثمَّ إذا زمرةٌ، حتى إذا عرفتُهم خرج رجلٌ من بيني وبينهم، فقال: هلمَّ، قلتُ: أين؟ قال: إلى النار والله! قلت: ماشأنُهم؟ قال: إنَّهم ارتدُّوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أُراه يخْلُصُ منهم إلاَّ مثل همل النعم".
قال الحافظ في شرحه: "قوله: (بينا أنا نائمٌ) كذا بالنون للأكثر، وللكشميهني (قائم) بالقاف، وهو أوجه، والمراد به قيامُه على الحوض يوم القيامة، وتوجه الأولى بأنَّه رأى في المنام في الدنيا ما سيقع له في الآخرة"، وقال أيضاً: "قوله: (فلا أُراه يخْلُصُ منهم إلاَّ مثل همل النعم) يعني من هؤلاء الذين دَنَوْا من الحوض وكادوا يَرِدونه فصُدُّوا عنه"، وقال أيضاً: "والمعنى أنَّه لا يرِدُه منهم إلاَّ القليل؛ لأنَّ الهمل في الإبل قليلٌ بالنسبة لغيره".
واللفظُ الذي ورد في الحديث: "فلا أُراه يخْلُصُ منهم إلاَّ مثل همل النعم" أي من الزمرتين المذكورتين في الحديث، وهو لا يدلُّ على أنَّ الذين عُرضوا عليه هاتان الزمرتان فقط، والمالكي أورد لفظ الحديث على لفظ خاطئ لَم يرد في الحديث، وبناءً عليه حكم على الصحابة حكماً عاماًّ خاطئاً، فقال فيه: "وفي بعض ألفاظه في البخاري: (فلا أرى ينجو منكم إلاَّ مثل همل النعم)، فجاء بلفظ "منكم" على الخطاب بدل "منهم"، وبناءً عليه قال: "كيف تجعلون للصحابة ميزة وقد أخبر النَّبِيُّ.
الذين أخرجوا الأعمال من أن تكون داخلةً في مسمَّى الإيمان طائفتان: المرجئة الغلاة، الذين يقولون: إنَّ كلَّ مؤمن كاملُ الإيمان، وأنَّه لا يضرُّ مع الإيمان ذنبٌ، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وهذا القول من أبطل الباطل، بل هو كفر.
وقال الشيخ:ومرجئة الفقهاء من أهل الكوفة وغيرهم كأبي حنيفة، الذين قالوا بعدم دخول الأعمال في مسمَّى الإيمان، مع مخالفتهم للمرجئة الغلاة في أنَّ المعاصي تضرُّ فاعلَها، وأنَّه يُؤاخذُ على ذلك ويُعاقَب، وقولُهم غيرُ صحيح؛ لأنَّه ذريعةٌ إلى بدع أهل الكلام المذموم من أهل الإرجاء ونحوهم، وإلى ظهور الفسق والمعاصي، كما في شرح الطحاوية (ص: 470).
وقال الشيخ:لا بدَّ في الإيمان من اجتماع الأمور الثلاثة: الاعتقادُ والقول والعمل، فلا يكفي الاعتقاد والقول دون العمل، وكلُّ قول وعمل لا بدَّ أن يكون بنيَّة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "إنَّما الأعمالُ بالنيَّات، وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى" أخرجه البخاري (1) ومسلم (1907).
وقال الشيخ:واجتماع القول والعمل والنيَّة لا يكون نافعاً إلاَّ إذا كان على السُّنَّة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ" متفق عليه، وفي لفظ لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ".
وقال الشيخ:وهذه الأمور الثلاثة التي يُسأل عنها في القبر ورد ذكرُها مجتمعة في حديث العباس بن عبد المطلب في صحيح مسلم (56) أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ذاق طعمَ الإيمان مَن رضي بالله ربًّا وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً"، وجاء ذكرُها أيضاً في أدعية الصباح والمساء، والدعاء عند الأذان، وقد بنَى عليها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – رسالتَه النفيسة التي لا يستغنِي عنها عاميٌّ ولا طالب علم: "الأصول الثلاثة وأدلَّتُها"، فإنَّ مرادَه بالأصول الثلاثة: معرفة العبد ربّه ودينه ونبيّه صلى الله عليه وسلم.
وقال الشيخ:أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم هم كلُّ مَن لقي الرسول صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام، ذكر هذا التعريف الحافظُ ابنُ حجر في مقدمة كتابه الإصابة في تمييز الصحابة (ص: 10)، فقال: "وأصحُّ ما وقفتُ عليه من ذلك أنَّ الصحابيَّ مَن لقيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام"، وقال في (ص: 12): "وهذا التعريف مبنِيٌّ على الأصحِّ المختار عند المحققين كالبخاري وشيخه أحمد بن حنبل ومَن تبعهما".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/356)
وقد شرح هذا التعريف، فقال: "فيدخل في (مَن لقيَه) مَن طالت مجالستُه له أو قصُرت، ومَن رَوى عنه أو لَم يَرو، ومَن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومَن لَم يره لعارض كالعمى.
ويخرج بقيد (الإيمان) من لقيه كافراً ولو أسلم بعد ذلك إذا لم يجتمع به مرَّة أخرى.
وقولنا (به) يخرج من لقيه مؤمناً بغيره، كمَن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبل البعثة، وهل يدخل من لقيه منهم وآمن بأنَّه سيُبعث أو لا يدخل؟ محلُّ احتمال، ومن هؤلاء بَحيرا الراهب ونظراؤه.
ويدخل في قولنا: (مؤمناً به) كلُّ مكلَّف من الجنِّ والإنس".
إلى أن قال: "وخرج بقولنا (ومات على الإسلام) من لقيه مؤمناً به، ثمَّ ارتدَّ ومات على ردَّته والعياذ بالله، وقد وُجد من ذلك عددٌ يسير كعُبيد الله بن جحش الذي كان زوجَ أمِّ حبيبة، فإنَّه أسلَم معها وهاجر إلى الحبشة، فتنصَّر هو ومات على نصرانيته، وكعبد الله بن خطل الذي قُتل وهو متعلِّق بأستار الكعبة، وكربيعة بن أميَّة بن خلف على ما سأشرحُ خبَرَه في ترجمته في القسم الرابع من حرف الراء، ويدخل فيه مَن ارتدَّ وعاد إلى الإسلام قبل أن يموت، سواء اجتمع به صلى الله عليه وآله وسلم مرَّة أخرى أم لا، وهذا هو الصحيح المعتمَد، والشِّقُّ الأول لا خلاف في دخوله، وأبدا بعضُهم في الشِّقِّ الثاني احتمالاً وهو مردودٌ؛ لإطباق أهل الحديث على عدِّ الأشعث بن قيس في الصحابة، وعلى تخريج أحاديثه في الصحاح والمسانيد، وهو مِمَّن ارتدَّ ثم عاد إلى الإسلام في خلافة أبي بكر".
وقال الشيخ:وقال ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية (ص: 469): "فمن أضلُّ مِمَّن يكون في قلبه غلٌّ على خيار المؤمنين وسادات أولياء الله تعالى بعد النبيِّين، بل قد فضَلهم اليهودُ والنصارى بخصلة، قيل لليهود مَن خيرُ أهل ملَّتكم؟ قالوا: أصحابُ موسى، وقيل للنصارى: من خير أهل ملَّتكم؟ فقالوا: أصحابُ عيسى، وقيل للرافضة: من شرُّ أهل ملَّتكم؟ فقالوا: أصحابُ محمد، ولم يستثنوا منهم إلاَّ القليل، وفيمن سبّوهم من هو خير مِمَّن استثنوهم بأضعافٍ مضاعفةٍ".
وهذا المعنى جاء في شعر أحد علمائهم بين القرن الثاني عشر والثالث عشر الهجري، وهو كاظم الأزري، فقال:
أهم خير أمة أخرجت للنَّا س هيهات ذاك بل أشقاها
وقفتُ عليه في نقد الأستاذ محمود الملاح لقصيدته الأزرية المطبوع بعنوان: "الرزيّة في القصيدة الأزرية" (ص: 51).
وما جاء في هذا البيت غايةٌ في الجفاء والخبث، وهو مُصادمٌ للقرآن لقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.
وقال الشيخ:وفي تفسير القرطبي (5/ 259) أنَّ سهلَ بن عبد الله التستري قال: "إذا نهى السلطانُ العالمَ أن يُفتِيَ فليس له أن يُفتي، فإن أفتى فهو عاصٍ، وإنْ كان أميراً جائراً"، ويدلُّ لذلك حديثُ عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقصُّ إلاَّ أميرٌ أو مأمورٌ أو مختالٌ" رواه الإمام أحمد (24005) وأبو داود (3665) وهو حديثٌ صحيحٌ بطرقه، وانظر تعليقَ الألباني على المشكاة على حديث رقم (240).
وكان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يُفتي بالتَّمتُّع في الحجِّ، فبلغه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه يأمر بالإفراد، فقال: "يا أيها الناس! مَن كنَّا أفتيناه فُتيا فلْيتَّئِدْ؛ فإنَّ أميرَ المؤمنين قادمٌ عليكم، فبه فائْتمُّوا"، أخرجه مسلم في صحيحه (1221).
وفي سنن البيهقي (3/ 144) عن عبد الرحمن بن يزيد قال: "كنَّا مع عبد الله بن مسعود بجمع، فلمَّا دخل مسجد منى قال: كم صلّى أميرُ المؤمنين؟ قالوا: أربعاً، فصلّى أربعاً، قال: فقلنا: ألم تُحدِّثْنا أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صلّى ركعتين، وأبا بكر صلّى ركعتين، فقال: بلى! وأنا أُحدِّثكموها الآن، ولكنَّ عثمان كان إماماً فما أخالفه، والخلافُ شرٌّ".
وهو عند أبي داود (1960)، ورواه البيهقي مِن طريقه (3/ 143)، وفي إسناده مَن أُبهم، وعند البيهقي من طريقٍ أخرى فيها مَن أُبهم، وفيها: "قال: إنِّي أكرهُ الخلافَ". وإتمامُ الصلاة في السّفر خلافُ الأَوْلى، قد فعله ابنُ مسعود تركاً لمخالفة عثمان.
وفي صحيح البخاري (956) ومسلم (889) في قصَّة بَدْء مرْوان بالخُطبة يومَ العيد قبل الصلاة، وإنكارِ أبي سعيد الخدري عليه ذلك، ذكر الحافظ في الفتح (2/ 450) مِن فوائد الحديث: "جوازُ عمل العالم بخلاف الأَوْلى إذا لم يوافقْه الحاكمُ على الأَوْلى؛ لأنَّ أبا سعيد حضر الخطبةَ ولم ينصرفْ، فيُستدلُّ به على أنَّ البداءة بالصلاة فيها ليس بشرطٍ في صحَّتِها، والله أعلم".
وقال الشيخ:ومِن قواعد الشريعة ارتكابُ أخفِّ الضررين في سبيل التخلُّص مِن أشدِّهما، قال ابنُ القيّم في كتاب إعلامُ الموقِّعين (3/ 15): "إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم شرع لأمَّته إيجاب إنكار المنكر ليحصل بإنكاره مِن المعروف ما يحبُّه اللهُ ورسولُه، فإذا كان إنكارُ المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله، فإنَّه لا يسوغ إنكارُه، وإن كان اللهُ يُبغضُه ويمقتُ أهلَه، وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم؛ فإنَّه أساسُ كلِّ شرٍّ وفتنةٍ إلى آخر الدهر".
وما أحسنَ وأجملَ قولَ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "تكون أمورٌ مشتبهاتٌ، فعليكم بالتؤدة؛ فإنَّ أحدَكم أن يكون تابعاً في الخير خيرٌ مِن أن يكون رأساً في الشرِّ" رواه البيهقي في الشعب (7/ 297)
الفوائد في الكتاب كثيرة إن شاء الله وهذا ما اقتصرنا عليه , وقد اعتمدت النسخة المعروضة في موقع روح الإسلام(46/357)
مهم جداًّ: وصف الآل و الصحب بالطاهرين؟
ـ[أبو يونس العجماوي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 04:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام، عندي إشكال في الاستفتاح –في المجالس أو الكتب أو ... - بالصيغة التالية:
(الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على نبيه الكريم، و على آله الطيبين الطاهرين).
(الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على نبيه الكريم، و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين).
و الإشكال:
أولا: في إفراد الآل دون الصحب، هل في ذلك كراهة أو نهي؟
ثانيا: و صف الآل بـ (الطيبين) و (الطاهرين)، هل في ذلك محظور؟
إذ قال لي أحد الإخوة أن صفة (الطاهرين) يطلقها الروافض، و هم يعنون أنها صفة كونية –إن صح هذا التعبير – أي أن الآل مطهرون كوناً.و الله تعالى أعلم.
أفيدونا جزاكم الله تعالى خيرا.
ـ[الجهشياري]ــــــــ[27 - 01 - 08, 09:25 م]ـ
الحمد لله العليّ الجبّار، والصلاة والسلام على محمد النبي المختار، وعلى آله الطيبين الأطهار.
وبعد:
قال الله تعالى، وقوله الحق: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).
والمراد بالطهارة هنا: الطهارة من الشرك ومن السوء. والإرادة هنا تشريعية، بدليل سياق الآية، وبدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلَّم كان يوقظ عليًّا وفاطمة (عليهما السلام) لصلاة الفجر ثم يتلو هذه الآية.
ثم إن طهارة أهل البيت طهارة تغليبية، كما أن خيرية القرون الأولى خيرية تغليبية. وبهذا نخرج من الجدل حول كونها تكوينية أو تشريعية.
وكون الشيعة يتلفظون بالعبارة التي ذكرتها على اعتقاد أن الطهارة تكوينية، ليس مبررا للتحفظ أو الاحتراز منها. وهبهم قالوا عند ذكر الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "صلّى الله عليه وسلَّم"، وفي ذهنهم اعتقاد خاطئ حول هذه الصيغة؛ فهل هذا مبرر للتحفظ من الصلاة على الرسول صلّى الله عليه وسلّم؟! وهب أن معتزليا قال: "قال الله تعالى"، وفي ذهنه تعطيل الصفات؛ فهل سنتحفظ من استعمال عبارات التنزيه في حق الله تعالى لأن معتزليا استعملها؟!
أمّا إفراد "آل البيت" دون "الصحابة"، فلقربهم من منبع الطهر: خير البرية صلَّى الله عليه وسلَّم. وهذا من فضل الله عليهم، والله يؤتي فضله مَن يشاء. ولكلٍّ مقامه ...
وقد استعمل العبارة نفسها عدد من علماء السلف والخلف، ومنهم: ابن حبان في "الثقات"، والعقيلي في "الضعفاء"، وابن عبد البر في "الاستيعاب"، وصاحب "العقود الدرية" نقلا عن غيره، وأبو فضل المقرئ. وفي آخر كتابه "قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر"، قال محمد صديق حسن خان:
"وآخر كلامي كأوله أن الحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وشفيع المذنبين، وآله الطيبين الطاهرين، وصحبه الراشدين المهديين إلى يوم الدين".
وجاء في "الكافي" لابن قدامة:
" ... ومنَّ علينا بالنبي المختار، محمد سيد الأبرار، المبعوث من أطهر بيت في مضر بن نزار، صلى الله عليه و على آله الأطهار، وصحابته المصطفين الأخيار".
فيا أخي: أين موضع الكراهة، أو النهي؟ أو الحظر؟ والأمر حاصله الدعاء. فما الذي يمنعني مِن أن أخصَّ أهل البيت بالدعاء؟ وما الذي يمنعني مِن أن أخصَّ الصحابة بالدعاء؟ وما الموجب الذي بمقتضاه يصبح المسلم ملزَما بالجمع بينهما في الدعاء؟
فلْنتق الله في أهل بيت الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم تقوانا في صحابته! (ولا يجرمنَّكم شنآن قومٍ على ألاَّ تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى. واتقوا الله؛ إنَّ الله خبير بما تعملون).
وبارك الله فيك.
ـ[توبة]ــــــــ[28 - 01 - 08, 09:26 م]ـ
جازاكم الله خيرا.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - 01 - 08, 02:51 م]ـ
جزاك الله خيرا
الآية الكريمة {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}
إنشاء وليس خبر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:وقال لما ذكر ما أمر به أزواج النبى صلى الله عليه وسلم وما نهاهم عنه {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} والمعنى أنه أمركم بما يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فمن اطاع أمره كان مطهرا قد أذهب عنه الرجس بخلاف من عصاه.
مجموع الفتاوى (11|267)
وقد أشار شيخ الإسلام إلى ذلك في أكثر من موضع.
ـ[السعيدي]ــــــــ[31 - 01 - 08, 08:49 ص]ـ
أخي الحبيب
ذكرت في سياق المقال: وجاء في "الكافي" لابن قدامة
والصحيح " المغني " وليس الكافي
ـ[الجهشياري]ــــــــ[31 - 01 - 08, 09:16 ص]ـ
أخي الحبيب
ذكرت في سياق المقال: وجاء في "الكافي" لابن قدامة
والصحيح " المغني " وليس الكافي
الحمد لله وحده.
بل في مقدمة "الكافي"، أخي الكريم. جزاك الله خيرا على اهتمامك وتدقيقك. ولا تنسنا من دعائك.
وديباجة "المغني" أطول، ولم ترد فيها عبارة "الطيبين الأطهار" عقب الصلاة والسلام على الرسول وآله.
وإن تبين لك خلاف ذلك، عرِّج على المشاركة للتصويب. بارك الله فيك.(46/358)
أطلب منكم طلب من من الفرق المخالفة لاهل السنة لم يثبت الميزان والصراط والحوض
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[26 - 01 - 08, 05:40 م]ـ
إخواني أهل العلم وطلبة العلم من من الفرق المخالفة لاهل السنة لم يثبت الميزان والصراط والحوض
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[26 - 01 - 08, 08:17 م]ـ
ايوة يا إخوة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[27 - 01 - 08, 10:59 ص]ـ
يا إخوة أين طلاب العلم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 01 - 08, 08:47 ص]ـ
أين طلبة العلم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[29 - 01 - 08, 05:09 م]ـ
ممكن مساعدة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[03 - 02 - 08, 07:11 ص]ـ
أحبائي
ـ[أبو فيصل الودعاني]ــــــــ[09 - 02 - 08, 02:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
راجع أخي كتاب دليل المكتبة العقدية للشيخ محمد بن عبد العزيز الشايع فقد ذكر بعض المؤلفات فيما ذكرت
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[13 - 02 - 08, 07:49 ص]ـ
لا يوجد الكتاب عندي يا اخي ولا على الانترنت
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[13 - 02 - 08, 02:08 م]ـ
أنكرت الجهمية وبعض المعتزلة الميزان، وأولوا النصوص الواردة في ذلك؛ بناء على القاعدة العامة عندهم؛ عرض نصوص الوحيين على عقولهم، وزعموا أن الميزان لا يحتاج إليه إلا -تعالى الله عن ذلك- إلا البقال ونحو ذلك. قال العلماء: لو لم يكن في إثبات الميزان إلا إظهار عدل الله - عز وجل - للخلق ـ شرح الفتوى الحموية
والميزان حقيقةً وليس هو العدل كما تقوله المعتزلة؛ لأنَّ المعتزلة أنكروا حقيقة الميزان -كما سيأتي-، وقالوا: الميزان هو العدل مطلقاً، الله يحاسبهم بالعدل0
والمعتزلة كما هو معلوم في قاعدتهم يُؤَوِّلُونَ الغيبيات: فأنكروا الصراط وأوّلوا الميزان وأوّلوا الصحف وأوّلوا الحوض إلى غير ذلك، على أساس قاعدتهم من تسليط العقل على النّقل ـ انظر شرح الطحاوية للشيخ العلامة صالح آل الشيخ0
تأويل الميزان هو قول البغداديين من المعتزلة دون البصريين، والبغداديون أعظم ابتداعاً وأشد غلواً من البصريين ـ انظر (درء التعارض) 5/ 348 و (مجموع الفتاوى) 6/ 320،13/ 300، (الفتاوى الكبرى) 6/ 553.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 02 - 08, 05:27 م]ـ
كل من أنكر الأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة: فهو لا يؤمن بالحوض والميزان والصراط
ذكر ذلك شيخنا الشيخ عمر الأشقر في كتابه " أصل الاعتقاد " ص 75 فما فوق
حمله هنا:
http://www.waqfeya.net/open.php?cat=10&book=1618
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[30 - 03 - 08, 07:39 ص]ـ
بارك الله فيكم(46/359)
أسئله عن الشيعه
ـ[أم قتيبه]ــــــــ[27 - 01 - 08, 02:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي في الله هناك موضوع أتمنى ان تساعدوني في معرفة الاجابه عليه وأكون شاكره لكم ولكن بصراحة لا أدري هل هذا هو القسم المناسب له أم لا
أسئلتي هي عن الشيعه:
السؤال الأول: أنا أعلم أن الشيعه طوائف وسمعت ان هناك من هو قريب من عقيدة أهل السنه والجماعه ولا أدري إذا كان هذا الكلام صحيح أم لا سؤالي هو هل الشيعه كافرون أم مسلمون على اختلاف الطوائف وأرجوا ذكر الدليل إن وجد
السؤال الثاني: هل استطيع مناداة الشيعه باخواننا الشيعه أم لا وهل يوجد دليل على ذلك؟
السؤال الثالث: هل أستطيع أن أكتب موضوع للتضامن معهم (أي تضامن أهل السنه مع الشيعه) أم لا ولماذا وهل يوجد دليل؟
السؤال الرابع: هل أستطيع أن أودهم وأحبهم وأتعامل معهم كما أتعامل مع المسلمين من اهل السنه والجماعه؟
أرجو اجابتي على هذه الاسئله فانا قد بحثت ولكن لم أجد اجابه كافيه عن هذه المواضيع
وأعتذر عن هذه الاسئله ولكن أنا لا أعلم الكثير عن الشيعه ولذلك أردت منكم مساعدتي بعد أن رأيت فيكم العلم والمعرفه بأمور الدين،ولست أنا الوحيده التي أتساءل ولكن نحن مجموعه من الاخوات كنا نبحث عن الاجابه ولكن لم نجدها، فأرجوا منكم الاجابه
بارك الله فيكم ووفقنا الله الى مايحب ويرضى
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[01 - 02 - 08, 03:34 م]ـ
بسم الله
السؤال الأول: أنا أعلم أن الشيعه طوائف وسمعت ان هناك من هو قريب من عقيدة أهل السنه والجماعه ولا أدري إذا كان هذا الكلام صحيح أم لا سؤالي هو هل الشيعه كافرون أم مسلمون على اختلاف الطوائف وأرجوا ذكر الدليل إن وجد؟
الجواب: هناك طوائف عدة من الشيعة والذي يهمنا اليوم هم الطوائف الأربعة الرافضة الإثنا عشرية، واللإسماعيلية، والزيدية، والبهرة، وهؤلاء كلهم يدخل في مفهوم الشيعة لأنهم افترقوا بعد وفاة كل إمام، واخطرهم الرافضة الإثنا عشرية مع قبح وشناعة معتدقات الإسماعيلية والبهرة، لكن خطر الاثنا عشرية اشد واعظم، وافضل الشيعة مرتبة من ناحية المعتقد هم الزيدية خاصة فيما يخص الصحابة والغلو في الأئمة وآل البيت رضي الله عنهم
ومفهوم الكفر يطلق على معتقدات هؤلاء بأنها معتقدات كفرية مثل الطعن في الصحابة وتكفيرهم والغلوا في آل البيت وتقديسهم.
لكن تكفير منتسبي هذه الفرق يدخل في مبحث شروط التكفير وموانعه مع اعتقداي الجازم بكفر بل زندقة علماء الرفضة قبحهم الله والأدلة على كفر هؤلاء كثيرة ويكفي منها اعتقادهم أن الإمام يحيي ويميت ويعلم الغيب ويشفي المرضى واسباغ صفات الألوهية للإمام تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
السؤال الثاني: هل استطيع مناداة الشيعه باخواننا الشيعه أم لا وهل يوجد دليل على ذلك؟
الجواب: إذا لم يعلم من هذا الشخص الشيعي سب للصحابة واعتقاد بتقديس الإئمة وتحريف القرآن فينادى ويناصح والدين النصيحة، لأن حسب استقراء بعض أحوال عوام الشيعة أنهم لا يعتقدون ببغض الصحابة وتقديس الأئمة فكل شخص ينزل منزلته وهذا من تأليف القلوب والدعوة إلى الله بالحكمة.
السؤال الثالث: هل أستطيع أن أكتب موضوع للتضامن معهم (أي تضامن أهل السنه مع الشيعه) أم لا ولماذا وهل يوجد دليل؟
الجواب: لا يجوز وعلى ماذا يتضام السنة مع الشيعة على سبهم للصحابة أم تكفيرهم لعموم المسلمين، وإذا كان السؤال عن التضامن مع حزب الله فهذا اشد من غيره لأن حزب الله حزب صفوي يندرج تحت اجندة الفرس ومخططاتهم للسطرة على بلاد الإسلام والمسلمين ويمكنكم الدخول على هذا الموقع لمعرفة مخططات وتاريخ هذا الحزب البغيض
http://www.d-sunnah.net/hizballah/
ويمكنكم الدخول على هذا الموقع لمعرفة بعض الحقائق عن الشيعة
http://www.alburhan.com/
http://www.alrased.net/
http://alserdaab.org/
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[02 - 02 - 08, 08:51 ص]ـ
أختاه كيف تحبين و تودين من يكفر الصديق و الفاروق - رضى الله عنهما- بل و يلعنهما و يقذف السيدة عائشة بالزنا
ـ[أم قتيبه]ــــــــ[05 - 02 - 08, 06:45 ص]ـ
أخوتي بالله جزاكم الله خير الجزاء وفعلا كنت محتاجه للاجابه بارك الله بكم
وأنا لا أحبهم ولكن أتمنى لهم الهدايه لأنني أشفق عليهم فقط
شكرا لكم
ـ[أبو عائشة التميمي]ــــــــ[05 - 02 - 08, 06:57 ص]ـ
الحمد لله وحده , ...
اعلمي أختي أني كنت على عقيدة الإثنا عشرية!
و عقيدتهم فيها من الكفر مافيها من الدعاء لغير الله و الإستغاثة بالقبور و بالأدلة و البراهين , ... و هذا لا ينكره الشيعة أصلاً!
و لدي أسئلة كذلك
هل يجوز أن يرث السني الرافضي؟
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[05 - 02 - 08, 12:24 م]ـ
أبو عائشة بشرك الله كما بشرتنا بهذا الخبر الطيب ونسأل الله لك الثبات والتوفيق والسداد
وأنت ممن يتعين عليهم أكثر من غيرهم طلب العلم وتحصيله لأن المنفعة المتوقعة منك تكون اعظم واجدى لقربك من القوم مع استحضار الإخلاص والسنة في الطلب والدعوة.
بخصوص سؤالكم الكريم
هل يجوز أن يرث السني الرافضي؟
نقول: نعم يرث لأن الأصل أنه مسلم مالم يحكم القاضي بردته وبأنه لا يرث ولا يورث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/360)
ـ[أم حنان]ــــــــ[05 - 02 - 08, 04:33 م]ـ
أختي الفاضلة أم قتيبة، لعل هذا الرابط يفيدك في معرفة الرافضة وبدعهم وكلام العلماء فيهم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36954&highlight=%C7%E1%CA%D1%CD%E3+%DA%E1%EC+%C3%E5%E1+% C7%E1%C8%CF%DA
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[05 - 02 - 08, 04:48 م]ـ
أختاه كيف تحبين و تودين من يكفر الصديق و الفاروق - رضى الله عنهما- بل و يلعنهما و يقذف السيدة عائشة بالزنا
ما هذا؟ فالشيعة يعتقدون براءة السيدة عائشة رضي الله عنها وقد برأها الله في كتابه الكريم ‘ وكل من يخالف ذلك فهو ليس بسلم أصلا.
والشيعة معنا في الامارات يعيشون معنا معايشة سلمية تامة،وفي دبي أوقافان:
أوقاف لأهل السنة.
وأوقاف للجعفرية.
وتوجد مساجد خاصة بالامامية في دبي والشارقة بدون أي مشاكل، وأظن أن الشيعة الزيدية أحسن حالا من الامامية ومنهم علماء نعرف قدرهم كالامير الصنعاني والشوكاني.
ـ[أم قتيبه]ــــــــ[05 - 02 - 08, 05:18 م]ـ
بارك الله بكم اخوتي
وجزاكِ الله الجنه أخيتي أم حنان على الرابط
وأرجو من الله أن يوفقنا الى مايحب ويرضى ويثبتنا على الدين
ـ[أبو عائشة التميمي]ــــــــ[05 - 02 - 08, 05:44 م]ـ
الحمد لله وحده , ...
جزاك الله خيراً يا ابن دحيان , ...
و أخي في الله (منصور الكعبي) الأمر على خلاف بين علماء الرافضة الزنادقة فالمجلسي استبعده و بعضهم لمح إلى ذلك و هم كثيراً ما يلمحون و بعضهم قالها صراحةً!
يقول شيخهم مقبول أحمد في ترجمته لمعاني القرآن بالأردوية (جنك جمل مين أفواج بصره كي جزل كما نئنك حضرت عائشه اس آيت كي روسى فاحشه مبينه كي مرتكب هين)، (المرجع: ترجمة القرآن بالأردية لمقبول أحمد ص840،سورة الأحزاب.)
وترجمته بالعربية:
(أن قائدة جيوش البصرة في وقعة الجمل عائشة قد ارتكبت فاحشة مبينة حسب هذه الآية).
و قال ابن رجب البرسي (إن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة) (مشارف أنوار اليقين 86).
ويقول محمد الباقر المجلسي (أحد أكبر علماءهم) في "حياة القلوب" بالفارسية (ابن بابويه در علل الشارئع روايت كرده است از حضرت امام محمد باقر عليه السلام كه جون قائم ما ظاهر شود عائشه را زنده كند نابراو حد نبراد وانتقام فاطمه ازاو بكشد) (المرجع: حق اليقين، لمحمد الباقر المجلسي ص378، وأيضا (حياة القلوب) المجلد الثاني ص854)
وترجمته بالعربية:
(يروي ابن بابويه في –علل الشرائع- أنه قال الإمام محمد الباقر عليه السلام: إذا ظهر الإمام المهدي فإنه سيحيي عائشة ويقيم عليها الحد انتقاما لفاطمة).
و يقول محمد الباقر المجلسي في حق اليقين بالفارسية: (اعتقاد ما دربرات آنست كه بيزاري جويند ازبت هائي جهار كانه يعنى أبوبكر عمر عثمان ومعاوية وزنان جهار كامه يعنى عائشه وحفصه وهند وأم الحكم واز جميع أشياع وأتباع ايشان وآنكه ايشان بدترين خلق خدايند. وآنكه تمام نمى شود اقرار بخدا ورسول وأئمه مكر به بيزارى ازدشمنان ايشان)، (المرجع: حق اليقين، لمحمد الباقر المجلسي ص519.)
ما ترجمته بالعربية:
(وعقيدتنا (الشيعة) في التبرؤ: أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، والنساء الأربع: عائشة وحفصة وهند وأم الحكم، ومن جميع أتباعهم وأشياعهم، وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض، وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم).
و صرح بذلك ياسر الحبيب و إن كان ياسر الحبيب على خلاف مع بعض علماء الرافضة و منشق عنهم إلا أن له أتباع!
http://www.almanhaj.net/vb/showthread.php?t=7375
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[05 - 02 - 08, 06:15 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا وامامنا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعلى اله وصحبه والتابعين
امابعد:
اما عن سؤال اختنا الكريمه -جزاها الله خيرا- عن الرافضه فهم بلا شك طوائف كما هو موثق في كتب الفرق وهو أمر معلوم لا داعي للنقولات بخصوص ذلك وهذا لاينكره الرافضه بل ألف عالمهم النوبختي كتابه المشهور (فرق الشيعه) وبين الفرق الشيعيه التي ظهرت عبر التاريخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/361)
اما عن اقرب الفرق الشيعيه الى اهل السنه فالذي أعلمهم في عصرنا هم الزيديه فبدعة التشيع عندهم أخف من بدع الفرق الشيعيه الاخرى الموجوده اليوم.
واما ان قصدتي عموم فرق التشيع قديما وحديثا فهناك من هم اخف بدعة من الزيديه وهم من قدم علي على عثمان ونحو ذلك والذي ينظر في كتب التراجم يجد ان اصحاب كتب السنه قد خرجوا لشيعه كثيرين هم بلا شك اقرب للسنه من الزيديه بل وكثير منهم ثقات خرج لهم في الصحيحين.
واما عن تكفير الشيعه فالذي يتبادر الى ذهني انك تسألين عن الشيعه الاماميه الاثنا عشريه فأنا في العراق من اكثر الناس احتكاكا بهم والذي اراه والله تبارك وتعالى اعلم (ان علمائم مرتدون عن الاسلام وذلك انهم مطلعون على كتب القوم ويدعون الناس اليها بل عندنا في العراق تعصبهم لمذهب التشيع اكثر من غير مكان اخر - والله المستعان-
واما عن العوام فالذي اراه انهم على قسمين
قسم تبع العلماء على أرائهم و وكفرياتهم وناصروهم وأزروهم فهؤلاء عندي مرتدون عن الاسلام وذلك ان القول بالتحريف وتكفير الصحابه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والطعن بعرض عائشه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ونحو ذلك من الشرك الصريح كفر باجماع الامه ودليلي على هذا القسم قول الله تبارك وتعالى {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا .. الايه} قال ابن كثير، عند تفسير هذه الآية: قال طاوس: سادتنا يعني أمراءنا، وكبراءنا يعني علماءنا.
واما القسم الثاني فهم الذين لم يتابعوا العلماء ولم يناصروهم على هذه المعتقدات بل اني اجد ان هؤلاء القوم يوالون الصحابه ويحبون عائشه واذا بينت لم السخافات الشيعيه تبرأوا منها ولكن هم منتسبون الى التشيع دون ان يعتقدوا عقيدة العلماء فهؤلاء عندي مسلمون قد يتلبسون ببعض البدع كالتوسل بالجاه والبراء من يزيد واتخاذ الموقف من بني اميه ونحو ذلك وقد يعتقدون بعض المسائل الخرافيه كالمهدويه وبعض الانحرافات الخفيه فهذا لايوجب تكفيرهم.
اما عن منادات الشيعه باخواننا فهذا يرجع الى ماقسمته الى قسمين
فأما العلماء ومن تبعهم ليسوا باخواننا أبدا وكيف يكونون اخوانا والاخوه لاتكون الا اسلاميه وعلى هذا يجب تحذير الناس من العلماء وبيان حالهم ودعوة العوام الذين تبعوهم الى الاسلام وفضح عقائد الترفض فأن اهتدوا فخير وان تعصبوا ولم يقبلو الحق فهذا شأنهم وعدل الله عليهم أت إن ماتوا على هذه المله الشنيعه
وأما القسم الثاني فالذي اراه لابأس بمناداتهم اخواننا وذلك ان الاصل فيهم الاسلام والاخوه باقيه على ماهو عليه ويجب دعوتهم الى منهج اهل السنه والحق وبيان قبح البدع التي يقعون بها وتنفيرهم منها وغير ذلك من وسائل الدعوه
اما عن التضامن فالذي يظهر لي ان التضامن لا يكون إلا على حق وما يفعه الشيعه اليوم من الافعال غالبا على غير الجاده
والصواب في ذلك عدم التضامن معهم مطلقا سواء كان من القسم الاول او من القسم الثاني دفعا للأغترار الذي قد يقع به العوام من اهل السنه فيلتبس عليهم الامر فيتضامنون مع القسم الاول على كفريات وقد يتضامنون مع القسم الثاني على بدع
اما بالنسبة لود وحب الشيعه والتعامل معهم كالتعامل مع اهل السنه والجماعه
فالقسم الاول لانحبهم ولا نودهم ولا نعاملهم معاملة اهل السنه والجماعه
واما القسم الثاني فحبهم بقدر قربهم للحق وبغضهم بقدر بعدهم عن الحق ولا شك أن معاملت من تلبس ببدعه ليست كمن سلك الجاده فالاول قد يهجر بحسب المصلحه اذا كان هجره يرده الى الصواب وغير ذلك.
هذا ماوصلت اليه من خلال استقرائي البسيط الذي قد يكون مبناه على واقع يجب اعتباره فأن اصبت فبتسديد الله عز وجل وإن اخطأة فمني والتقصر تقصيري والله تبارك وتعالى اعلم(46/362)
أقل من خمسة عشر عاماً يهزم الرافضة على البالتوك
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[27 - 01 - 08, 12:52 م]ـ
http://www.ansaaar.com/vb/showthread.php?t=8967
رضي الله عنك يا حفيد الصحابة
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[11 - 02 - 08, 02:02 ص]ـ
من هو حفيد الصحابة جزاه الله عن الإسلام خيرا
لكن يظهر من صوته أنه أكبر من ذلك وما مكانته العلمية.(46/363)
هل جاء حديث يذكر صفة الصراط على أن العبور على متنه مسيرة كذا؟
ـ[سل بابكر]ــــــــ[27 - 01 - 08, 07:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
هل جاء حديث يذكر صفة الصراط على أن العبور على متنه مسيرة كذا؟(46/364)
إشكال حول وصف صفة الله " سلطانه "بالقديم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:23 م]ـ
إشكال حول وصف صفة الله " سلطانه "بالقديم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد أشكل علي ما جاء في الحديث " أعوذ بالله العظيم وبجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم "
وصف صفة الله " سلطانه " بالقديم
ووجه الإشكال أن صفات الله ملازمة لله تعالى غير منفكة عنه سبحانه وتعالى
والعلماء عندما فسروا لفظة "القديم " أنكروا تسمية الله به لأنه:
أولا: لم يأت به النص؛ فأسماء الله توقيفية.
وثانيا: أن هذه اللفظة تحتمل معنى غير صحيح
قال الشيخ سفر الحوالي في شرحه للطحاوية: وقد أدخل المتكلمون في أسماء الله تعالى " القديم " وليس هو من الأسماء الحسنى فإن " القديم " في لغة العرب التي نزل بها القرآن: هو المتقدم على غيره، فيقال: هذا قديم للعتيق وهذا حديث للجديد، ولم يستعملوا هذا الاسم إلا في المتقدم على غيره، لا فيما لم يسبقه عدم كما قال تعالى: حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ [يس:39]. والعرجون القديم: الذي يبقى إلى حين وجود العرجون الثاني، فإذا وجد الجديد قيل للأول: قديم، وقال تعالى:وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيم [الأحقاف:11]. أي: متقدم في الزمان وقال تعالى: قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ [الشعراء:76،75]. فالأقدم مبالغة في القديم، ومنه: القول القديم والجديد للشافعي رحمه الله، وقال تعالى: يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّار [هود:98]، أي: يتقدمهم، ويستعمل منه الفعل لازماً ومتعدياً كما يقال: أخذني ما قدم وما حدث ويقال: هذا قدم هذا وهو يقدمه، ومنه سميت القدم قدماً لأنها تقدم بقية بدن الإنسان، وأما إدخال "القديم" في أسماء الله تعالى فهو المشهور عند أكثرأهل الكلام وقد أنكر ذلك كثير من السلف والخلف منهم ابن حزم ولا ريب أنه إذا كان مستعملاً في نفس التقدم، فإن ما تقدم على الحوادث كلها، فهو أحق بالتقدم من غيره، لكن أسماء الله تعالى هي الأسماء الحسنى التي تدل على خصوص ما يمدح به، والتقدم في اللغة مطلق لا يختص بالتقدم على الحوادث كلها، فلا يكون من الأسماء الحسنى، وجاء الشرع باسمه" الأول ". وهو أحسن من "القديم"، لأنه يشعر بأن ما بعده آيلٌ إليه وتابع له بخلاف "القديم"، والله تعالى له الأسماء الحسنى لا الحسنة] اهـ
وقال أيضا حفظه الله: لأن القديم في كلام العرب هو الشيء المتقادم البعيد وإن كان له بداية، فكلام الإمام الطحاوي هنا هو مجرد إخبار ولم يسم الله تعالى قديماً، وإنما أخبر فقط، قال: [قديم بلا ابتداء] حتى لا يدخل في الوهم أن القديم في اللغة العربية الذي يكون له بداية.
وقال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للطحاوية: ولفظ أو اسم القديم أو الوصف بالقدم لم يأتِ في الكتاب والسنة، فيكون في إثباته تعدٍّ على النص.
- الأمر الثاني:
أنّ اسم القديم منقسم إلى ما يُمدح به، وإلى ما لا يمدح به، فإنّ أسماء الله - عز وجل - أسماء مدح؛ لأنها أسماء حسنى واسم القديم لا يمدح به؛ لأن الله وصف به العرجون، والقديم هذا قد يكون صفة مدح وقد يكون صفة ذم.
إذا علم ذلك فكيف نجيب على الحديث المتقدم في وصف سلطان الله بالقديم
وقد قدمت أن صفات الله ملازمة لله تعالى وإذا كان من أسباب رد العلماء لهذا الاسم لما تضمنه هذا المعنى من معنى لا يليق بالله تعالى فالأمر كذلك في صفاته؟
وقد وقفت في جواب العلماء على هذا الإشكال من وجهين:
الأول: أن القديم في لغة العرب يراد به معنيان
1 - هو الشيء المتقادم البعيد وإن كان له بداية
2 - القديم الذي لم تسبقه بداية وهو بمعنى الأول الذي ليس قبله شيء – وإن كان في كلام الشيخ سفر رد لهذا القول –
جاء في شرح الواسطية – قسم العقيدة – عن الموسوعة الشاملة - لم يسم الشارح –
ما نصه: وذلك أن اسم القديم يطلق في العربية ـ وجاء استعماله أيضا في القرآن ـ على نحوين:
- الأول: أن يكون مطلقا، يعني من الزمن، يعني قِدم على جميع الأشياء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/365)
- ومنها أن يكون قدما نسبيا، يعني أن يكون قديم - يعني إطلاق اللفظ - قديم على بعض الأشياء
الأول واضح، والثاني كقوله تعالى ?حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ? قال ?أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ? وهذا فيه قِدم نسبي، ولهذا لما احتمل هذا اللفظ أن يكون فيه المعنيان ـ معنى القِدم المطلق والقِدم النسبي - لم يصح أن يطلق في أسماء الله جل وعلا وأن يقال إن من أسمائه القديم، وذلك للاحتمال.
فأسماء الله جل وعلا كلها حسنى، كلها أسماء كمال، وأما الاسم الذي يحتمل شيئين فإنه لا يطلق في أسماء الله جل وعلا وليس من أسماء الله الحسنى وهذا مثل (الصانع) ومثل (المريد) وأشباه ذلك.
وهذا الذي الذي ذكره الشارح أشار إليه الشيخ علوي السقاف
قال حفظه الله: الْقِدَمُ
يُخْبَرُ عن الله عَزَّ وجلَّ بأنه قديم، لا صفةً له، والقديم ليس اسماً له.
قال الحافظ ابن القيم في ((بدائع الفوائد)) (1/ 162): ((000 ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيَّاَ؛ كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه)). اهـ.
قال قوَّام السُّنَّة في ((الحجة)) (1/ 93): ((000 فبيَّن (أي: النبي صلى الله عليه وسلم) مراد الله تعالى فيما أخبر عن نفسه، وبيَّن أن نفسه قديم غير فانٍ، وأن ذاته لا يوصف إلا بما وصف، ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم 000)) اهـ
وفي الحديث الصحيح: ((أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم؛ من الشيطان الرجيم)). رواه أبو داود، وقال النووي في ((الأذكار)) (86): ((حديث حسن، رواه أبو داود بإسناد جيد)) اهـ. وانظر: (صحيح سنن أبي داود / 441).
وفيه وصف سلطان الله عَزَّ وجلَّ بالقِدَم.
وقد وصف شيخ الإسلام ابن تيمية عِلْمَ الله بالقِدَم في ((الواسطية)) (ص 20)، فقال: ((والإيمان بالقدر على درجتين، كل درجة تتضمن شيئين، فالدرجة الأولى: الإيمان بأن الله عليمٌ بالخلق وهم عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوفٌ به أزلاً وأبداً 000)).
وقال في ((مجموع الفتاوى)) (9/ 300و301): ((والناس متنازعون؛ هل يسمى الله بما صح معناه في اللغة والعقل والشرع، وإن لم يرد بإطلاقه نصٌ ولا إجماعٌ، أم لا يطلق إلا ما أطلق نص أو إجماع؟ على قولين مشهورين، وعامة النظار يطلقون ما لا نص في إطلاقه ولا إجماع؛ كلفظ (القديم) و (الذات) 000 ونحو ذلك، ومن الناس من يفصل بين الأسماء التي يدعى بها، وبين ما يخبر به عند الحاجة؛ فهو سبحانه إنما يدعى بالأسماء الحسنى؛ كما قال: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}، وأما إذا احتيج إلى الإخبار عنه؛ مثل أن يُقال: ليس هو بقديم، ولا موجود، ولا ذات قائمة بنفسها 000 ونحو ذلك؛ فقيل في تحقيق الإثبات: بل هو سبحانه قديم، موجود، وهو ذات قائمة بنفسها، وقيل: ليس بشيء، فقيل: بل هو شيء؛ فهذا سائغ 000)) اهـ.
وقال البيهقي في ((الاعتقاد)) (ص 68): ((القديم هو الموجود لم يزل، وهذه صفة يستحقها بذاته)).
وقد عَدَّه السفاريني في ((لوامع الأنوار)) (1/ 38) صفة لله تعالى، بل اسماً له، وعلق عليه الشيخ عبد الله بابطين بقوله: ((قوله: ((إن القديم اسم من أسمائه تعالى)): فيه نظر من وجهين 000))، إلى أن قال: ((وبذلك لا يصح إطلاق القديم على الله باعتبار أنه من أسمائه، وإن كان يصح الإخبار به عنه؛ كما قلنا: إنَّ باب الإخبار أوسع من باب الإنشاء، والله أعلم)).
قلت: وهذا قد يفهم ضمنا من كلام الشيخ , وعلى هذا القول فلا إشكال في إطلاق وصف القديم على سلطان الله لأننا نحمله على القول الثاني وهو بمعنى الأولية الغير مسبوقة بالابتداء.
القول الثاني: أن المراد بسلطان الله هي الصفة المتعلقة بالخلق " الملكوت "
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للطحاوية:السلطان هنا المقصود به الخَلْقْ؛ يعني الملكوت أو يُقْصَدْ به الصفة المتعلقة بذلك، وهذا فيه بحث زيادة على ما ذكرت، ولكن هذه الكلمة لا تعني أن القديم من أسماء الله - عز وجل -، أو أنه من صفاته سبحانه؛ لأنه وُصِفَ به سلطانه سبحانه «أَعُوذُ بِوَجْهِ الله الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ» سلطان الله القديم الذي هو صفة تدبيره سبحانه، وهذه ليست راجعة إلى الاسم القديم الذي يدل على الذات، كما هو معلوم أن الأسماء تدل على الذات وتدل على الصفات.
وقال الشيخ أحمد النقيب في شرح رسالة ابن أبي زيد: والقدم هنا متعلق بسلطان الله - عز وجل- السلطان أي الملك.انتهى
هذا ما وقفت عليه في الجواب على هذا الإشكال وإن كان القول الثاني يحتاج إلى مزيد تحرير وبيان.
والله أعلم
ـ[فيصل]ــــــــ[30 - 01 - 08, 12:07 ص]ـ
بارك الله فيك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=532360&postcount=8
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/366)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - 01 - 08, 02:23 م]ـ
وفيكم بارك الله
ولكن البحث في وصف هذه الصفة " سلطان الله بالقدم " وليس في الاسم القديم
فالقديم ليس من أسماء الله عند أهل السنة كما قدمت ولكن البحث في وصف الصفة " السلطان " بالقديم ومعلوم أن الصفات ملازمة للذات
والإشكال أن لفظة القديم تتضمن معنى لا يليق بالله تعالى كما قدمنا فكيف الجواب على وصف هذه الصفة بالقديم.
ـ[سعد السويلم]ــــــــ[31 - 01 - 08, 05:01 ص]ـ
أحسنت السؤال يا عبد الباسط، وأتمنى أن يقوم أحد الإخوة بعرض السؤال على بعض كبار العلماء؛ لنستفيد جميعا.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 05 - 08, 03:43 م]ـ
وهذا جواب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقوي القول الثاني الذي ذكره العلماء أن المقصود بالسلطان في الحديث الخَلْقْ؛ يعني الملكوت أو يُقْصَدْ به الصفة المتعلقة بذلك.
قال رحمه الله:وليس الأمر كذلك فبينت فى بعض رسائلى أن الأمر وغيره من الصفات يطلق على الصفة تارة وعلى متعلقها أخرى فالرحمة صفة لله ويسمى ما خلق رحمة والقدرة من صفات الله تعالى ويسمى المقدور قدرة ويسمى تعلقها بالمقدور قدرة والخلق من صفات الله تعالى ويسمى خلقا والعلم من صفات الله ويسمى المعلوم أو المتعلق علما فتارة يراد الصفة وتارة يراد متعلقها وتارة يراد نفس التعلق.
و الأمر مصدر فالمأمور به يسمى أمرا ومن هذا الباب سمى عيسى صلى الله عليه وسلم كلمة لأنه مفعول بالكلمة وكائن بالكلمة وهذا هو الجواب عن سؤال الجهمية لما قالوا عيسى كلمة الله فهو مخلوق والقرآن إذا كان كلام الله لم يكن إلا مخلوقا فان عيسى ليس هو نفس كلمة الله وإنما سمى بذلك لأنه خلق بالكلمة على خلاف سنة المخلوقين فخرقت فيه العادة وقيل له كن فكان والقرآن نفس كلام الله
فمن تدبر ما ورد فى باب أسماء الله تعالى وصفاته وأن دلالة ذلك فى بعض المواضع على ذات الله او بعض صفات ذاته لا يوجب ان يكون ذلك هو مدلول اللفظ حيث ورد حتى يكون ذلك طردا للمثبت ونقضا للنافى بل ينظر فى كل آية وحديث بخصوصه وسياقه وما يبين معناه من القرآن والدلالات فهذا أصل عظيم مهم نافع فى باب فهم الكتاب والسنة والاستدلال بهما مطلقا ونافع فى معرفة الاستدلال والاعتراض والجواب وطرد الدليل ونقضه ...
مجموع الفتاوى (6|18)
والله أعلم
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[13 - 05 - 08, 11:26 م]ـ
والحديث أخرجه ابن مردويهْ وأبو الشيخ في التفسير وأبو نُعيم في الأسماء وابن ماجَهْ والحديث رواه والحاكم وقال:
" هذا حديث محفوظ من حديث أيوب و هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مختصراً دون الأسامي الزائدة فيها كلها في القرآن و عبد العزيز ابن الحصين بن الترجمان: ثقة و إن لم يخرجاه و إنما جعلته شاهداً للحديث الأول.
قال الإمام الذهبي في التلخيص: بل ضعفوه يعني عبدالعزيز بن حصين الترجمان".
وقد تداول العلماء في كتبهم اسم (القديم) كالأئمة:
1 - الطحاوي.
2 - الطبري.
3 - ابن حجر.
4 - العيني.
5 - ابن كثير.
6 - الكلاباذي.
7 - المباركفوري.
... وقد أكثر الإمامان: ابن تيميَّة وابن القيم من ذكره في أغلب كتبهما.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - 05 - 08, 12:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للطحاوية
[المسألة الثانية]:
ما ضابط كون الاسم من الأسماء الحسنى؟
الاسم يكون من أسماء الله الحسنى إذا اجتمعت فيه ثلاثة شروط، أو اجتمعت فيه ثلاثة أمور:
- الأول: أن يكون قد جاء في الكتاب والسنة، يعني نُصَّ عليه في الكتاب والسنة، نُصَّ عليه بالاسم لا بالفعل، ولا بالمصدر.
- الثاني: أن يكون مما يُدْعَى الله - عز وجل - به.
- الثالث: أن يكون متضمِّنا لمدحٍ كاملٍ مطلقٍ غير مخصوص.
وهذا ينبني على فهم قاعدة أخرى من القواعد في منهج أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات وهي:
أنَّ باب الأسماء الحسنى أو باب الأسماء أضيق من باب الصفات، وباب الصفات أضيق من باب الأفعال، وباب الأفعال أضيق من باب الإخبار. واعكس ذلك.
فتقول: باب الإخبار عن الله - عز وجل - أوسع، وباب الأفعال أوسع من باب الصفات، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء الحسنى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/367)
وهذه القاعدة نفهم منها أنَّ الإخبار عن الله - عز وجل - بأنه (قَديمٌ بلا ابتدَاء) لا بأس به لأنه مشتمل على معنى صحيح، فلما قال (قَديمٌ بلا ابتدَاء) انتفى المحذور فصار المعنى حقا، ولكن من جهة الإخبار.
أما من جهة الوصف، وصف الله بالقدم فهذا أضيق لأنه لا بد فيه من دليل.
وكذلك باب الأسماء وهو تسمية الله بالقديم هذا أضيق فلا بد فيه من اجتماع الشروط الثلاثة التي ذَكَرْتُ لك.
والشروط الثلاثة غير منطبقة على اسم القديم، وعلى نظائره كالصانع والمتكلم والمريد وأشباههم لـ:
- أولا:
لم تَرِدْ في النصوص فليس في النصوص اسم القديم، ولا اسم الصانع، ولا اسم المريد، ولا اسم المتكلم، ولا المريد، ولا القديم، أما الصانع فله بحث يأتي إن شاء الله.
- ثانياً:
اسم القديم لا يدعا الله - عز وجل - به؛ يعني لا يُتوسل إلى الله به؛ لأنه في ذاته لا يحمل معنىً متعلقا بالعبد فيسأل الله - عز وجل - به، فلا يقول يا قديم أعطني، لأنه لا يتوسل إلى الله بهذا الاسم، كما هي القاعدة في الآية {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180]، فثَمَّ فرق ما بين التّوسل بالأسماء والتّوسل بالصفات.
- ثالثاً:
من الشروط: الذي ذكرناه هو أن تكون متضمنةً على مدحٍ كاملٍ مطلق غير مختص.
وهذا نعني به أنّ المدح، أنَّ أسماء الله - عز وجل - هي متضمنة لصفات.
وهذه الأسماء لابد أن تكون متضمنةً للصفات الممدوحة على الإطلاق.
غير الممدوحة في حال والتي قد تذم في حال، أو ممدوحة في حال وغير ممدوحة في حال أو مسكوت عنها في حال.
وذلك يرجع إلى أنَّ أسماء الله - عز وجل - حسنى؛ يعني أنها بالغة في الحسن نهايتَه.
ومعلوم أن حُسن الأسماء راجع إلى ما اشتملت عليه من المعنى؛ ما اشتملت عليه من الصفة.
والصفة التي في الأسماء الحسنى والمعنى الذي فيها لا بد أنْ يكون دالا على الكمال مطلقا بلا تقييد وبلا تخصيص.
فمثل اسم القديم، هذا لا يدلّ على مدحٍ كامل مطلق، ولذلك لما أراد المصنف أنْ يجعل اسم القديم أو صفة القِدم مدحا قال (قَديمٌ بلا ابتدَاء)، وحتى الدائم هنا قال (دَائمٌ بلا انْتهاء).
لكن لفظ القديم قيّده بكونه (بلا ابتدَاء) وهذا يدل على أن اسم القديم بحاجة إلى إضافة كلام حتى يُجعل حقا وحسنا ووصفا مشتملا على مدح حق.
لهذا نقول إنّ هذا الأسماء التي تُطلق على أنها من الأسماء الحسنى يجب أن تكون مثل ما قلنا صفات مدح وكمال ومطلقة غير مختصة، وأمّا ما كان مقيَّدا أو ما كان مختصا المدح فيه بحال دون حال، فإنه لا يجوز أن يطلق في أسماء الله.(46/368)
(التعليقات السَّنِيَّة على العقيدة الواسطية) للعلامة فيصل المبارك "منقول".
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:32 م]ـ
عودة إلى كتاب «العقيدة الواسطية» لابن تيمية
في ظل تزايد ظاهرة المتلاعبين بالنصوص لتحقيق مكاسب سياسية أو شخصية
http://www.asharqalawsat.com/2006/06/14/images/art.368146.jpg
د. إبراهيم بن عبدالله السماري
نحن بحاجة إلى جهود علمية موثقة تناقش وتحاور الفكر بأسلوب علمي حضاري يستمد أصوله من ثوابت العقيدة الصحيحة ومنهج العلماء المحققين، ويصاغ قالبها في إطار عصري لئلا يستأثر المفسدون بالميدان في ظل غفلة المصلحين أو تكاسلهم، وهو ما يشجع عليه مثل هذا الكتاب.
تظل العقيدة حارسةً للفكر في مختلف العصور، ومن هنا اهتم بتأسيسها على الحق والصواب الأنبياءُ والمصلحون، كما أصبحت مرمى سهام من يريد التأثير في الناس وجلب عقولهم وقلوبهم إليه بالباطل، ذلك أن علم العقيدة يحتاج إلى تقرير ذوي العلم والبصيرة، ولا يستطيع غالب الناس الاستقلال بفهمه استغناءً عن الشرح والتوضيح والتقرير الصحيح، فوجد أولئك مداخل كثيرة إلى فكر عوام الناس ورعاعهم، بل وضعيفي العلم منهم. وفي العصر الحاضر وبعد تطور التقنيات، ولاسيما في مجال سرعة نقل المعلومة والدقة في تزويرها، ظهر المتلاعبون بالنصوص والملبسون على العامة بتحليلها وفق الأهواء مستغلين نتفاً من الحقيقة، لكن بوضعها في غير موضعها الصحيح والعادل. وفي هذا السياق ظهرت أفكار خطيرة تخدم توجهات فكرية معينة تهدف إلى تحقيق مكاسب شخصية أو سياسية.
ولم يكن من حل إلا الرجوع للنبع الصافي في تراث أئمة العلم، وهنا لا بد أن يستوقفنا الشيخ ابن تيمية (ت728هـ) بجهوده الجبارة لتقرير العقيدة الصحيحة ومحاورة ومجابهة المبتدعة والضُّلاَّل. وسنجد مربط الفرس الأصيل في كتابه النفيس (العقيدة الواسطية) حيث سارت به ركبان العلماء في الآفاق ثناء وشرحاً وتعليقاً واحتفاءً، ومنهم الإمام الذهبي (ت 748هـ) والإمام ابن رجب (ت 795هـ) والشيخ محمد خليل هراس (ت 1395هـ) والشيخ ابن باز (ت 1420هـ) والشيخ ابن عثيمين (ت1421هـ) وغيرهم.
ويجيء العلامة فيصل المبارك (ت 1376هـ) في رأس من شرح (العقيدة الواسطية) بكتابه الثمين (التعليقات السَّنِيَّة على العقيدة الواسطية) يضاف إلى ذلك: تنبيهات الشيخ ابن سعدي (ت1376هـ) وتعليقات الشيخ محمد بن مانع (ت1385هـ) وثمار الشيخ هراس (ت1395هـ) وأجوبة الشيخ عبدالرحمن الجطيلي (ت1404هـ) وروضة الشيخ زيد بن فياض (ت1406هـ) وغيرها كثير.
كتاب (التعليقات السَّنِيَّة على العقيدة الواسطية) للشيخ فيصل بن عبد العزيز المبارك، الذي صدرت طبعته الأولى عام 1427هـ عن دار الصميعي بالرياض بتحقيق الشيخ عبد الإله ابن عثمان الشايع، الذي ترجم للمؤلف ترجمة ضافية متناولاً نسبه وجهوده في نشر العقيدة الصحيحة وجهوده في التأليف حيث ذكر ثلاثين مؤلفاً، أشار إلى البيانات المكتبية للمطبوع وإلى أماكن المخطوط منها. كما أبرز أهمية الكتاب ووصف النسخة الخطية الوحيدة له وعرض صور بعض صفحاتها.
وبرزت في التحقيق بشكل لافت جهود المحقق في تخريج الأحاديث الشريفة تخريجاً استوفى شروطه العلمية، وفي عزو الأقوال والنقول إلى أصحابها والكتب المنقول منها، وشرح بعض الكلمات الغامضة أو تلك التي قد تستشكل على القارئ كما في الهامش الثاني ص67، وإكمال النصوص الناقصة من مصادرها الأصيلة كما في الهامش الثاني ص84 والهامش الثالث ص87، وتصحيح ما يلزم تصحيحه مع إشارته في الهامش إلى النص الأصلي وموجب التصحيح كما في الهامش الثاني ص 122، والحرص على إدراج بعض الفوائد المختصرة من كتب العلماء إذا كان سياق النص يستلزمها كما في ص 125، ولفت النظر إلى سبق قلم الشارح حيث نسب كلاماً للعز بن عبد السلام وهو لابن تيمية ـ الهامش الثاني ص 126.
وبالجملة فإن كتاب «التعليقات السَّنِيَّة على العقيدة الواسطية» يعدُّ عملاً علمياً مفيداً، ولا سيما في هذا العصر بصراعاته الفكرية المتضاربة والمتجنية أحياناً، التي تصل إلى حد تصنيف الخصوم بل تفسيقهم وتكفيرهم لمجرد الخصومة أو لخطل الفهم بدون سند شرعي صحيح، ما يؤكد الضرورة إلى كل عمل علمي موثق في تقرير العقيدة من خلال طرحٍ فكري مؤسس على الثوابت وعلى منهجية شرعية صحيحة تستمد مادتها من فهم ومنهج السلف الصالح، ولا سيما في القضايا العقدية العصرية المائجة بالرؤى المتناقضة كحكم مرتكب الكبيرة والعصاة والموقف من كرامات الأولياء وغير ذلك، وهو ما تناوله الكتاب برؤية شرعية صحيحة مؤسسة على العدل والوسطية الحقيقية.
وبدون ريب فإن ضرورات العصر تجعل التطلعات تشرئب نحو جهود علمية متميزة في هذا الميدان، وبشكل أدق نحن بحاجة إلى جهود علمية موثقة تناقش وتحاور الفكر بأسلوب علمي حضاري يستمد أصوله من ثوابت العقيدة الصحيحة ومنهج العلماء المحققين، ويصاغ قالبها في إطار عصري يستطيع منافسة الجواذب والإغراءات الفكرية المتعددة والمتنوعة في الأرض والفضاء، لئلا يستأثر المفسدون بالميدان في ظل غفلة المصلحين أو تكاسلهم. وهو ما يشجع عليه مثل هذا الكتاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/369)
ـ[معاوية بن عبدالمحسن]ــــــــ[01 - 02 - 08, 09:13 م]ـ
محمد المبارك
كتب الله لك الاجر
وبارك الله فيك
واسمح لي ابنقل الموضوع لمن يستفيد منه
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - 02 - 08, 06:09 م]ـ
حياكم الله اخي الكريم
و الموضوع منقول
وما وضع الا ليستفاد منه فافعل
بارك الله فيك.(46/370)
ماهو معتقد رابعة العدويه
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 01 - 08, 02:22 م]ـ
ماهو معتقد رابعة العدوية
وأذكر أني سمعت مقولة عن ابن أبي داوود (رابعه رابعتهم في الزندقة)
ماصحة هذه المقوله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكثر أطراءها
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[28 - 01 - 08, 08:23 م]ـ
الظاهر براءتها مما نسبه إليها الصوفية
هاك الرابط
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1525&page_id=0&page_size=15&links=False
قال الإمام الذهبي في السير: ((قال أبو سعيد بن الأعرابي: أما رابعة فقد حمل الناس عنها حكمة كثيرة، وحكى عنها سفيان وشعبة وغيرهما ما يدل على بطلان ما قيل عنها)).
قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية: ((وأما ما ذُكر عن رابعة العدوية من قولها عن البيت: إنه الصنم المعبود في الأرض، فهو كذب على رابعة، ولو قال هذا من قاله لكان كافراً يستتاب فإن تاب وإلا قُتِل، وهو كذب فإن البيت لا يعبده المسلمون، ولكن يعبدون رب البيت بالطواف به والصلاة إليه، وكذلك ما نقل من قولها: و الله ما ولجه الله ولا خلا منه، كلام باطل عليها)).
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[29 - 01 - 08, 05:26 م]ـ
وهذا رابط آخر في هذا الملتقى المبارك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124441
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[30 - 01 - 08, 11:15 ص]ـ
أحسنتم جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - 01 - 08, 06:01 م]ـ
في شريطين للشيخ سمير مصطفى على طريق الإسلام، ذكر من سيرتها وذب عنها. الشريطان باسمها.(46/371)
حكم منكر الدجال
ـ[أبو أحمد الصافوطي]ــــــــ[28 - 01 - 08, 08:05 م]ـ
الأخوة في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود معرفة حكم منكر الدجال وفي أي المراجع أجد الحكم وجزاكم الله خيرا
إن استطعت أن لا تنطق إلا بخير فافعل(46/372)
ما الحِكَم الملموسة من الإيمان بالملائكة؟
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[29 - 01 - 08, 01:23 ص]ـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
والصلاة والسلام على الشاهد المبشر النذير
وبعد
الإبمان بالملائكة شرط في صحته، لا يستقيم إسلام المرء إلا به، فهم الرسل المبشرين، والعباد المكرمين، والواسطة بين الآدمي ورب العالمين، منهم الروح الأمين، وميكائيل وإسرافيل، عليهم السلام
ثم إنهم الحفظة الكتبة، الكرام البررة، حملة السفرة، قوتهم التسبيح، دينهم الطاعة، حظهم القرب من رب البيت المعمور
كما أنهم منكر ونكير، ونافخ الصور، وقابض الأرواح، وخزنة الجنة والنار، قواد الغر المحجلين، والفجرة الكافرين يوم يبعث الفريقان ليوم معلوم
عن الحياة الدنيا انقطع الوحي بموت المصطفى، وشهد قرننا نهضة العلم وشدة ارتباط الانسان بالمادة، فمن حين لآخر يسأل أحدهم: لماذا الملائكة؟
الله أعلم بأحوالنا، وعلى كلٍّ قدير
فالجواب الأول: إنها صنعة الله وهوأعلم بمصالح الانسان وما يليق بحاله ومآله
ثم إن الملائكة مخلوقات لطيفة شفافة، وعلى قولٍ لا تدفع عن الانسان ولا شيء
فما من الأمور التي يحسها الانسان ويلمسها من تواجد الملائكة في كل مكان؟ وما الحكمة؟
كان أحدهم يقول إذا سب أو شتم - أعزكم الله -: حاش الملائكة
وآخر يستدل لحرمة الأفلام الدينية التي فيها سب النبي والصحابة م بقوله: إذا كان يسب ويقول إنه يمثل فالملائكة الكتبة لا تمثل
ومن هذا نظير كثير، أرجو التعداد ولكم من الله خير الجزاء يوم المعاد.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[01 - 02 - 08, 01:41 ص]ـ
ثُم
* من الحكَم أن الملائكة مخلوقات كريمة، قال تعالى: {بل عباد مكرمون لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون} والإنسان مدعو للتشبه بكل كريم والاقتداء به.
* ومنها أن الله عز وجل قال: {كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون} وقال مالك في حق الآية: هي بمنزلة قوله تعالى: {في كتب مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة} وذهب المالكية تبعا لإمامهم في وجوب الطهارة لمن مسَّ المصحف عملا بدليل الأحروية؛ إذ نحن المخاطبون بالكتاب فنحن أولى بالتقديس من الملائكة.
* ومنها أن الملائكة أشرف من الإنسان عموما وهم في ذلك محسنون له؛ يبشرونه، يدفعون عنه، يستغفرون له، يصلون عليه .. ، فلزم الإنسان الإحسانَ إلى من هو دونه منزلة كالحيوان، كقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إن الله كتب الإحسان في كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليُرح ذبيحته ".
ـ[توبة]ــــــــ[02 - 02 - 08, 12:34 ص]ـ
جزاكم المولى خيرا.
ومن حكمة الإيمان بالملائكة:
* أن يعلم الإنسان سعة علم الله تعالى وعظم قدرته وبديع حكمته، وذلك أنه سبحانه خلق ملائكة كراماً لا يحصيهم الإنسان كثرة ولا يبلغهم قوة وأعطاهم قوة التشكل بأشكال مختلفة حسبما تقتضيه مناسبات الحال.
* الإيمان بالملائكة عليهم السلام هو ابتلاء للإنسان بالإيمان بمخلوقات غيبية عنه، وفي ذلك تسليم مطلق لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* أن يعلم الإنسان أن الله تعالى خلق ملائكة أنقياء أقوياء لكلٍ منهم له وظيفة بأمر من الله تعالى إظهاراً لسلطان ربوبيته وعظمة ملكه، وأنه الملك المليك الذي تصدر عنه الأوامر، من الوظائف التي أمروا بها: نفخ الروح في الأجنة ومراقبة أعمال البشر، والمحافظة عليها وقبض الأرواح وغير ذلك ... .
* أن يعلم الإنسان ما يجب عليه تجاه مواقف الملائكة معه وعلاقة وظائفهم المتعلقة به، فيرعاها حق رعايتها ويعمل بمقتضاها وموجبها.
مثال ذلك: أن الإنسان إذا علم أن عليه ملكاً رقيباً يراقبه وعتيداً حاضراً لا يتركه، متلقياً عنه ما يصدر منه، فعليه أن يحسن الإلقاء والإملاء لهذا الملك المتلقي عنه والمستملي عنه الذي يدون على الإنسان كتابه ويجمعه ثم يبسطه له يوم القيامة وينشره ليقرأه قال الله تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 14].
* وقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يجعل ملائكة كراماً وسطاء سفرة بينه وبين أنبيائه ورسله عليهم السلام قال الله تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاتَّقُونِي} [النحل: 2].
وفي ذلك تنبيه إلى عظم النبوة والرسالة، ورفعة منزلة الشرائع الإلهية وشرف العلوم الربانية الموحاة إلى الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، وإن شرائع الله تعالى مجيدة كريمة، لأن الذي شرعها هو العليم الحكيم الذي أحكم للناس أحكامها ووضع لهم نظامها على وجه يضمن مصالح العباد وسعادتهم وعزتهم الإنسانية وكرامتهم الآدمية.
منقول للفائدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/373)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[02 - 02 - 08, 01:13 ص]ـ
بورك فيك* ومنها من التشبه قوله تعالى: {سلام عليكم طبتم} الآية، والمؤمن تحيته السلام في الدنيا والآخرة.
* ومنها قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إذا أمن الإمام فأمّنوا، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه " فجعل لمغفرة الذنوب شروطا أربعة: - تأمين الإمام - تأمين من خلفه - تأمين الملائكة - موافقة التأمين، وفي ذلك نخالف مذهب مالك إلى مذهب الشافعي رحمة الله عليهم في تأمين الإمام وجهره وتأمين المأموم مجهورا وهو صحيح النقل.
ـ[توبة]ــــــــ[02 - 02 - 08, 01:26 ص]ـ
* ومنها من التشبه قوله تعالى: {سلام عليكم طبتم} الآية، والمؤمن تحيته السلام في الدنيا والآخرة. بارك الله فيكم،
فائدة:
* قال النووي: (وأفضل السلام أن يقول: (السلام عليكم) فإن كان المُسلم عليه واحداً فأقله (السلام عليك) والأفضل أن يقول: (السلام عليكم) ليتناوله وملكيه، وأكمل منه أن يزيد (ورحمة الله) وأيضاً (وبركاته)، ولو قال: (سلام عليكم) أجزأه.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[04 - 02 - 08, 09:19 ص]ـ
بارك الله فيكم،
فائدة:
* قال النووي: (وأفضل السلام أن يقول: (السلام عليكم) فإن كان المُسلم عليه واحداً فأقله (السلام عليك) والأفضل أن يقول: (السلام عليكم) ليتناوله وملكيه، وأكمل منه أن يزيد (ورحمة الله) وأيضاً (وبركاته)، ولو قال: (سلام عليكم) أجزأه.
بارك الله فيك، أصبت صلب الموضوع.
أما سلام عليك فلقوله تعالى في حق نبي الله يحيى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {وسلامٌ عليه يوم ولد ويوم يموت ويم يبعث حيا}
أما السلام عليك فلقوله تعالى حاكيا قول نبي الله عيسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {والسلام عليَّ يوم ولدت ويم أموت ويوم أبعث حيا}.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[04 - 02 - 08, 06:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ما الحِكَم الملموسة من الإيمان بالملائكة؟
الشعور بالحياء.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[12 - 02 - 08, 12:08 ص]ـ
بارك الله فيك أخانا أبا الأشبال
* ومنها قوله تعالى: {وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت} وما روي في تأويل الآية من أخبار باطلة، أحدها أن الملكين ابتلاهما المولى عز وجل بالشهوات بطلب من الملائكة وأنزلهما إلى الأرض فوقعا في المعصية، وكما قال حكيم علماء الأندلس الإمام ابن العربي أن الخبر على فساد سنده فإنه جائز في العقول وأن من عبره: " الخشية من سوء العاقبة والخاتمة، وعدم الثقة بظاهر الحالة، والخوف من مكر الله تعالى "
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[28 - 02 - 08, 01:02 ص]ـ
* ومنها قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} وفي الآية الأخرى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}
فظهر من خلال الآية أن رابطة الإيمان هي سبب نصرة الملائكة وولائهم لبني آدم، والروابط على أقل تقدير خمس:
1 - رابطة قبلية بلغة المغاربة العروش وهي الأضيق - والعياذ بالله - مثالها: هلالي، شريف، علوي، فهري، كندي ...
2 - رابطة وطنية قطرية، استحدثت أخيرا وهي إرث استدماري مقيت، حدودها وهمية، مثالها: مصري، جزائري، فلسطيني، عراقي ...
3 - رابطة قومية، وهي الأقدم، نعتها النبي الأكرم عليه صلوات الله وسلم بدعوى الجاهلية، مثالها: عربي، بربري، كردي، عبراني ...
4 - رابطة دينية، وهي رابطة أممية ترتقي بالإنسان عن مرتبة الحيوانية، قال تعالى: {يا أهل الكتاب}، مثالها: مسيحي، يهودي، مجوسي ...
4 - رابطة انسانية، وهي رابطة حضارية يلتقي فيها جميع البشر أبناءَ آدم عليه السلام وحواء نادى باسمها القرآن حيث يقول: {يا أيها الناس} وقال: {يا بني آدم} وهي الأوسع على سطح المعمورة.
5 - وأعظم من هذا وذاك رابطة الإيمان يلتقي فيها بني البشر مع الملائكة وجميع المخلوقات، وهي رابطة روحانية تفوق كل رابطة، والنداء باسمها نداء الحق الذي يتعين على الكل تلبيته، ويتفاوت الخلق في الأخذ به من مقصر ومقتصد ومجتهد، قال تعالى: {إنما المومنون إخوة} فلا أخوة غيرها معتبرة، إلا في حدود شرعية مضبوطة. والله أعلم
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[28 - 02 - 08, 02:59 ص]ـ
ومنها أن الملائكة تحظر حلق الذكر والعلم، فيظفي ذلك على الحلقة هيبة ووقارا للظيوف الحاظرين من الملأ الأعلى ,ويرفع من شأن الحاظرين وأنهم يجالسون الملائكة.
لما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مااجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده)
وفي صحيح مسلم في خبر تلاوة أسيد ابن حضير لسورة الكهف بالليل وأنه
رأى على هيئةالسحابة تتنزل من السماء فخاف على نفسه فتوقف ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال له تلك السكينة نزلت تستمع القرآن والذي نفسي بيده لو أكملت قراءتك لأصبحت والناس يرونها في الطرقات)
ولما ثبت أن قارئ القرآن لايزال يقرأ والملك يتنزل ليسمع منه حتى يلاصق فيه بفيه
وغيرها من الآثار كثير
فهذا فيه شرف حلق الذكر وفي كتاب اذكار للنووي كثير منها
جعلنا الله ممن تحفهم الملائكة على طاعته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/374)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[24 - 03 - 08, 01:13 م]ـ
عذرا ...
الأخ ابن عبد السلام؛ من بركة هذا الموضوع مشاركتكم الميمونة
وفقنا الله وإياكم
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 04:37 م]ـ
للفائدة أرجو التكرم بالنظر في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=128322
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[24 - 03 - 08, 04:44 م]ـ
عذرا ...
الأخ ابن عبد السلام؛ من بركة هذا الموضوع مشاركتكم الميمونة
وفقنا الله وإياكم
جزاك الله خيرا على كرم الطباع, ولطف الكلام.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[24 - 03 - 08, 06:28 م]ـ
للفائدة:
كتب مهمة عن الملائكة.
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=10&book=507
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=10&book=1327
كتاب: حتى الملائكة تسأل - رحلة إلى الإسلام في أمريكا - د. جيفري لانغ، ترجمة د. منذر العبسي.
يعرض هذا الكتاب لموضوع دقيق جداً، يتناول مسألة التفكير المستمر بأمر الله تعالى والكون والنفس، ويتحدث عن أسئلة جوهرية تطلب الملائكة من الله تعالى الإجابة عنها، على الرغم من أنهم لا يعصون الله ما أمرهم. ويستدل بذلك على أن الإسلام دين التفكير ..
نقلا عن موقع دار الفكر.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[29 - 03 - 08, 02:01 م]ـ
للفائدة أرجو التكرم بالنظر في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=128322
بارك الله فيكم
محاضرة قيمة، وموضوع متكامل يغني عن كثير
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[29 - 03 - 08, 02:03 م]ـ
للفائدة:
كتب مهمة عن الملائكة.
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=10&book=507
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=10&book=1327
كتاب: حتى الملائكة تسأل - رحلة إلى الإسلام في أمريكا - د. جيفري لانغ، ترجمة د. منذر العبسي.
يعرض هذا الكتاب لموضوع دقيق جداً، يتناول مسألة التفكير المستمر بأمر الله تعالى والكون والنفس، ويتحدث عن أسئلة جوهرية تطلب الملائكة من الله تعالى الإجابة عنها، على الرغم من أنهم لا يعصون الله ما أمرهم. ويستدل بذلك على أن الإسلام دين التفكير ..
نقلا عن موقع دار الفكر.
بارك الله فيك أخانا أبا الأشبال
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 10:38 ص]ـ
ومن فوائد معرفة الملائكة والإيمان بها:
1 - التشبه بهم، فتسمو النفس عن الصغائر وتسمو الروح إلى المعالي، ولفعل الخيرات.
2 - التعاون معهم على الخير.
3 - كما أن الإيمان بهم يدعو إلى اليقظة والوعي الكامل.(46/375)
سئل العلامة ابن عثيمين عن النسيان هل يوصف به الله تعالى فماذا أجاب؟
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[29 - 01 - 08, 11:09 م]ـ
سئل الشيخ هل يوصف الله تعالى بالنسيان؟
فأجاب بقوله
النسيان له معنيان
احدهما
الذهول عن شىء معلوم مثل قوله تعالى (ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) ومثل قوله تعالى (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما) ومثل قوله صلى الله عليه وسلم إنما انا بشر مثلكم انسى كما تنسون فاذا نسيت فذكرونى وقوله صلى الله عليه وسلم من نام عن صلاة او نسيها فليصلها اذا ذكرها
وهذا المعنى من النسيان منتف عن الله عز وجل بالدليلين السمعى والعقلى
اما السمعى فقوله تعالى (يعلم مابين أيديهم وماخلفهم) وقوله عن موسى (قال علمها عند ربى فى كتاب لايضل ربى ولاينسى) فقوله يعلم مابين ايديهم 00 اى مستقبلهم يدل على انتفاء الجهل عن الله تعالى وقوله تعالى (وماخلفهم) اى ماضيهم يدل على انتفاء النسيان عنه والاية الثانية دلالتها عن ذلك ظاهرة
واما الدليل العقلى
فان النسيان نقص والله تعالى منزه عن النقص موصوف بالكمال كما قال تعالى (ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم)
وعلى هذا فلايجوز وصف الله بالنسيان بهذا المعنى على كل حال
والمعنى الثانى للنسيان بمعنى الترك عن علم وعمد مثل قوله تعالى (فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شىء) ومثل قوله صلى الله عليه وسلم فى الخيل (ورجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق الله فى رقابها وظهورها فهى له كذلك ستر)
وهذا المعنى ثابت لله تعالى قال تعالى (فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم) وقوله فى المنافقين (نسوا الله فنسيهم) وفى صحيح مسلم فى كتاب الزهد عن ابى هريرة قال قالوا يارسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فذكر الحديث وفيه ان الله تعالى يلقى العبد فيقول 00 افظننت انك ملاقى فيقول لا فيقول فانى انساك كما نسيتنى
وتركه سبحانه للشىء صفة من صفاته الفعلية الواقعة بمشيئته التابعة لحكمته قال تعالى
وتركهم فى ظلمات لايبصرون
وقال سبحانه
وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض
وقال سبحانه
ولقد تركنا منها آية بينه
والنصوص فى ثبوت الترك وغيره من افعاله المتعلقة بمشيئته كثيرة معلومة وهى دالة على كمال قدرته وسلطانه وقيام هذه الافعال به سبحانه لايماثل قيامها بالمخلوقين وان شاركه فى اصل المعنى كما هو معلوم عند اهل السنة
رحم الله العلامة ابن عثيمين ونفعنا بعلمه وسائر العلماء العاملين
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[29 - 01 - 08, 11:11 م]ـ
المصدر كتاب
فتاوى العقيدة
وفقنا الله تعالى لما يحب ويرضى
ـ[عدنان القاهرى]ــــــــ[02 - 02 - 08, 01:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ورحم الله الشيخ
ـ[محمود المصري]ــــــــ[03 - 02 - 08, 06:55 م]ـ
بارك الله في الشيخ ابن عبد الغني - أغناه الله من فضله -
وقد جمعهما الشيخ وليد السعيدان حفظه الله في نونيته فقال:
والله يعجب من خروج الشيء عن ** حكم النظائر لا خفاء معاني
والله ينسى والمراد به هنا ** ترك الإله لفاعل العصيان
علما وعمدا لا ذهولا يا فتى ** فاعرف هنا المقصود بالنسيان
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[04 - 02 - 08, 03:01 ص]ـ
الاخ القاهرى شكرا للمرور
اخى الحبيب محمود المصرى وفيك بارك اخى الكريم
اين انت اخى لك وحشة والله
كم تبلغ درجة الحرارة فى كندا الان كان الله فى عونك
ياريت ينفع ارسل لك شوية شمس على الخاص (ابتسامة دفيان)
ـ[ابو انس المصراوي]ــــــــ[06 - 02 - 08, 09:03 م]ـ
جزاك الله خيرا ورحم الله بن العثيمين
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 08:45 م]ـ
لماذا أول النسيان ها هنا؟؟؟ هل إذا احتجنا إلى التأويل أولنا؟
أم أنه تعارض نصين؟
النص الأول: قال علمها عند ربى فى كتاب لايضل ربى ولاينسى
النص الثاني: نسوا الله فنسيهم
فوجب علينا هاهنا التأويل
ـ[أبو مسلم التكسبتي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 10:29 م]ـ
أخي ربيع المغربي: ليس هناك تأويل على الإطلاق حتّى تدّعيه، وذلك لأنّ النسيان في اللّغة التي بها خوطبنا له معنيان:
أ) بمعنى الذهول وغياب العلم أي ترك بلا علم.
ب) بمعنى الترك عن علم لا عن غيابه ولا عن ذهول فيه.
فوجب تعيين أحدهما لأنّهما معنيان متضادّان، وباتّباع القرائن المرجّحة يتبيّن ما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/376)
1 - ما كان بمعنى الذهول وغياب العلم يستحيل أن يتّصف به الباري.
2 - ما كان بمعنى الترك عن علم يمكن أن يتّصف به الباري وليس مستحيلا.
3 - أنّ اللّه عدل منزّه عن الضدّ في القول والفعل فلا يجتمع الترك بعلم وبدون علم.
4 - أنّ صفة العلم صفة قائمة به سبحانه على الدوام.
5 - أنّ سياق الآية تحدّد المقصود، وذلك أنّ قوله تعالى:) قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى (طه 52 ينفي الضلال وهو الذهول وغياب العلم وتأكّد ذلك بالكتاب المقيّد للعلم فكيف يقع النسيان الذي هو بمعنى يتّصف به العاجز؟! فتعيّن من دلالة السياق أنّ المراد بنفي النّسيان هنا هو نفي نسيان العلم لأنّه ضلالة وجهل يتنزّه الباري عنه، وبالمقابل من ذلك إثبات العلم وإثبات كماله تعالى وقيوميته.
6 - أنّ قوله تعالى:) نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (التوبة 67 صريح في كون النّسيان هنا بمعنى التّرك من الوجهين ذلك لأنّ نسيانهم للّه تعالى لا بمعنى الذهول عنه وذهاب العلم بالباري جلّ وعلا فإنّ الفطرة قائمة فيهم وهي تناديهم للإيمان بربّهم ومعلنة فيهم بفقرهم الإضطراري لخالقهم جلّ وعلا، ولكنّهم تركوا نداء الفطرة ونداء الرسل:) وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ (فاطر 24، فتركهم اللّه جزاء وعدلا ما أعظم حِلمه وأشدّ بأسه، وقد يكون بمعنى أخصّ كما جاء عن وصف المنافقين تحديدا وأنّهم تركوا ذكر اللّه عمدا وعن علم فلم يذكروه خيرا بغضا وكرها، فتركهم اللّه ولم يذكرهم بخير بغضا لهم وكرها سبحانه العدل الحكم.
هذا ما عنّ لي على وجه العجالة وأنا أتصفّح الموقع من هذا الموضوع فتعيّن عليّ البيان حبّا للّه وفيه، لطف بنا في الدّارين) إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (يوسف 100.(46/377)
هل هذا صحيح عن مالك
ـ[الديولي]ــــــــ[30 - 01 - 08, 05:19 م]ـ
السلام عليكم
هل ثبت بأن الإمام مالك يقول إن عليا رضي الله عنه ليس من الخلفاء الراشدين
وهل يوجد مخطوطا لعبد الحي بن الصديق الغماري في الرد على الإمام مالك بهذا(46/378)
وصف الله بالجلوس .. و تفسير الاستواء به.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[31 - 01 - 08, 08:09 ص]ـ
مسألتان:
الأولى: هل فسر أحد من السلف أو قال أحد العلماء بتفسير الاستواء بالجلوس؟ و هل هناك من تعرض للمسألة و أنكرها؟ نرجوا ذكر الموضع.
الثانية: هل ورد وصف الله بالجلوس من غير أن يكون تفسيرا للاستواء؟
ـ[يوسف العابد]ــــــــ[31 - 01 - 08, 10:29 م]ـ
السلام عليكم , مسألتك تعود للمعنى اللغوي لكلمة استوى , وهذا ما عناه الإمام مالك بقوله (الاستواء معلوم) أي في اللغة , فإن ورد بمعنى الجلوس فالحمد لله , أما سؤالك الثاني فلا أعرف حسب علمي بورود الجلوس في الكتاب أو في السنة لكي نحكم فيما بعد بتفسيره أو مرادفته للاستواء وبارك الله فيكم.
ـ[المقدادي]ــــــــ[31 - 01 - 08, 11:26 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تم مناقشة هذا الموضوع في الملتقى من قبل فليُراجع
و قد وردت آثار في ذلك فيها مقال و احتج بها جماعة من الأئمة الأجلاء , فقد ورد لفظ الجلوس دون تفسيره في أثر فيه مقال حدّث به الإمام وكيع بن الجراح - شيخ الإمام الشافعي - فاقشعر رجل عند الإمام وكيع فغضب رحمه الله وقال: أدركنا الأعمش والثوري يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها
و خلاصة الأمر هو ما قاله الشيخ عبدالرحمن البراك في جواب له على سؤال مماثل حيث قال حفظه الله:
" الحمد لله، لقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن نفسه بأنه استوى على العرش في سبعة مواضع من القرآن، وجاء في السنة وصفه بأنه فوق العرش، قال سبحانه وتعالى ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى? [(5) سورة طه] وقال صلى الله عليه وسلم:" والعرش فوق الماء والله فوق العرش، ويعلم ما أنتم عليه ".
وجاء عن السلف تفسير الاستواء بأربع عبارات:
علا، وارتفع، واستقر، وصعد، أشار إليها ابن القيم في الكافية الشافية [1/ 440 مع شرح ابن عيسى] بقوله:
فلهم عبارات عليها أربع ** قد حصلت للفارس الطعان
وهي "استقر"، وقد "علا"، وكذلك "ار ** تفع" الذي ما فيه من نكران
وكذاك قد "صعد" الذي هو رابع ** وأبو عبيدة صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره ** أدرى من الجهمي بالقرآن.
ولم يذكر لفظ الجلوس، ولكن أهل السنة لا ينكرون ذلك بل المبتدعة هم الذين ينكرونه، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة التدمرية [ص238]:
فيظن هذا المتوهم أنه تعالى إذا كان مستويا على العرش كان استواؤه مثل استواء المخلوق، فيريد أن ينفي ذلك الذي فهمه فيقول: إن استواءه ليس بقعود، ولا استقرار. اهـ بتصرف واختصار.
وقد جاءت آثار فيها ذكر القعود، والجلوس، وذكرها الأئمة في كتب السنة بمعرض الرد على نفاة العلو، والاستواء كالأثر الذي جاء عن مجاهد في تفسير المقام المحمود: بإقعاد النبي صلى الله عليه وسلم على العرش.
وإن كانت هذه الآثار لا تخلوا عن مقال، فذكر فذكر الأئمة لها للاستشهاد، والاعتضاد، لا للاعتماد، وقد حكى غير واحد إجماع أهل السنة على صحة تفسير المقام المحمود بإقعاده صلى الله عليه وسلم على العرش، وأنه لا ينكر ذلك إلا جهمي؛ فظهر أن لفظ القعود، والجلوس لا يجوز نفيه عن الله سبحانه، وأما إثباته، ووصف الله به، فينبني على صحة ما ورد من الآثار في ذلك، والله أعلم. " اهـ
ـ[أم فراس]ــــــــ[31 - 01 - 08, 11:43 م]ـ
السلام عليكم
ما الفرق بين الإستشهاد والاعتماد؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[01 - 02 - 08, 01:35 ص]ـ
وقد حكى غير واحد إجماع أهل السنة على صحة تفسير المقام المحمود بإقعاده صلى الله عليه وسلم على العرش، وأنه لا ينكر ذلك إلا جهمي؛ فظهر أن لفظ القعود، والجلوس لا يجوز نفيه عن الله سبحانه،
لا أدرى أهذا وهم من الشيخ البراك أم الخطأ عندى إذ الوارد إقعاده صلى الله عليه و سلم على الكرسى لا العرش كما ذكر الشيخ.
ثم إنى لا أفهم ما الرابط بين إقعاده صلى الله عليه و سلم و بين جلوس الله على عرشه أخى المقدادى.
و استفسارى الأخير بعد ما أشكل عاليه، هل الأثار الواردة بصفة الجلوس هى أحاديث المقام المحمود فقط؟
فإن لم تكن هى فهل وردت تفسيرا للفظ الاستواء أم جاءت منفصلة عنها. فيكون الاستواء هو العلو و الاستقرار كما فسره السلف و الجلوس صفة أخرى ليس لها شأن بها؟
فى أحد دروس الشيخ أبى إسحاق الحوينى منذ سنوات و بعدما أنهى الشيخ درسه و جئنا لننصرف فاستوقف كل من فى المسجد وقال: دقيقة يا إخوان. قلت الخطبة الماضية كلمة على المنبر ما صدقت أنى قلتها حتى أسمعنيها الأخ بصوتى، قلت أن الاستواء بمعنى الجلوس، فأنا لم أقصد هذا أبدا و لا أعرف كيف خرجت من لسانى و لم أصدق و الله أنى قلتها حتى سمعتها، فأنا لا أحل لأحد أن ينشر هذه الخطبة إلا بعد أن يقتطع هذا الجزء منها.
و سمعت أحد المشايخ يذكر فى أن الاستواء بمعنى الجلوس فلا أعرف كيف أرد عليه، ثم وجدت كلام البراك على الشاملة فاشتبه على الأمر هل هو بمعنى الجلوس فعلا أم لا؟
أفيدونا مشكورين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/379)
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - 02 - 08, 02:15 ص]ـ
أخي الفاضل محمد البيلي:
راجع هذا الرابط:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85773&highlight=%C7%E1%CC%E1%E6%D3
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[01 - 02 - 08, 02:45 ص]ـ
• التصريح باستوائه على العرش
• الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
• من درس: الأسماء والصفات (الحلقة التاسعة عشرة)
قال المصنف: [العاشر: التصريح بالاستواء مقروناً بأداة (على) مختصاً بالعرش، الذي هو أعلى المخلوقات، مصاحباً في الأكثر لأداة (ثم) الدالة على الترتيب والمهلة].
نجد هذا في قوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54].
والاستواء ورد في سبعة مواضع، منها ما ذكره المصنف ومثلنا له، ومنها قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5].
وهذه الآية مثلاً لا تقبل التأويل بأي شكل من الأشكال؛ لأن (على) تدل على الفوقية، وهذا هو الأصل في دلالتها، والعرش باتفاق المسلمين أكبر المخلوقات وأعظمها، وهو فوقها، حتى أنك تجد الأشعرية المؤوّلة وأهل البدع لا يخالفوننا في أن العرش فوق كل المخلوقات، فقد قالوا: إن الفطر كلها تتجه العلو فهم يقرون أن العرش فوق المخلوقات، لكنهم يقولون: إن الخلق يتوجهون في دعائهم إلى العرش؛ لأن العرش قبلة الدعاء، مع أنه لا أحد من الذين يدعون الله عز وجل خطر على باله أن يتجه إلى الأعلى، لأن العرش قد جعله الله قبلة الدعاء، بل هم يتوجهون إلى الله ويدعونه سبحانه وتعالى، وبعضهم لا يدري أين هو العرش، لكنه يتوجه إلى الأعلى لاعتقاده بالفطرة أن الله عز وجل في العلو.
قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] فابتدأ بقوله: (الرحمن)، فالذي استوى هو الرحمن، فلم يقل: ملكه ولا سلطانه ولا عذابه ولا ملائكته سبحانه وتعالى، الرحمن الذي من يكفر به فهو ككفار قريش حين قالوا: وما الرحمن؟! أي: لا وجود للرحمن أصلاً، ثم قال: (على) وهذا الحرف أصل دلالته أصل دلالته في اللغة العربية: العلو والفوقية، ثم قال: (العرش) وهو المخلوق الذي يتفق كل من يؤمن به على أنه فوق المخلوقات، ثم قال: (استوى) والاستواء في كلام العرب معروف لا يجهله أحد منهم، وهو العلو والارتفاع والصعود .. إلى آخر ما تعرفه العرب، وقد ذكره الله سبحانه وتعالى في شأن الدواب وغيرها إذا استوى عليها الإنسان، فالاستواء معروف؛ فالآية بهذا اللفظ لا يمكن أن تؤول، فإذا أراد المؤول أن يؤوِّلها فلابد أن يؤول كلمة الرحمن، فيقول: معنى (الرحمن) هنا: الملك (جبريل أو غيره) وهذا باطل واضح البطلان، ويؤول (على) فيقول: لا داخل ولا خارج، ولا فوق ولا تحت، ويؤول العرش، ويؤول (استوى) بأنه استولى، وهذا كلام في غاية البطلان، وهذا يدل على أن قول المنكرين لعلو الله واستوائه على عرشه في غاية الفساد والبطلان.
ومن عجائب هذا القرآن التي يدركها من تفكر وتدبر وتأمل فيه: أن العلو لما كان ثابتاً بالفطرة، جاءت الأدلة فيه عامة: بأسماء الله المتضمنة للعو كقوله تعالى:: وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255] وبتخصيص الصعود إليه؛ كقوله تعالى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ [فاطر:10] وهي أدلة عامة، وأما الاستواء فلأنه لا يدرك إلا بالنص، فقد جاء مؤكداً بما لا يحتمل غيره.
ولذلك نجدهم يقولون في العلو: علو القدر وعلو المكانة، أما في الاستواء فلا يمكن أن يقولوا: استواء مكانة واستواء قَدْر، فقد جاء الدليل في الشيء الأخص -الذي لا تدركه العقول ولا يثبت إلا بالنص- قطعي الدلالة.
وكل ما ورد في الاستواء أو في العلو هو بين الدلالة، ولكنه في إثبات الاستواء آكد وأوضح.
ثم قال: "مصاحباً في الأكثر لأداة (ثم) الدالة على الترتيب والمهلة" وذلك كقوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54] ثم: حرف عطف يفيد الترتيب، ويدل على أن الفعل وقع بعد أن لم يكن، فإذا قلنا مثلاً: دخل زيد ثم خرج، فالخروج وقع بعد الدخول، فالله تعالى خلق السماوات والأرض، ثم استوى على العرش، فاستوى على العرش بعد خلق السماوات والأرض، فهل يقال: إن المقصود بالاستواء استواء عذابه أو استواء ملكه أو سلطانه؟! كلا! بل هو استواؤه بذاته سبحانه وتعالى، و (على) لا تحتمل (تحت) ولا غيرها، والعرش لا يحتمل غير هذا المخلوق.
فالحرف (ثم) مع الفعل والفاعل، ومع أداة الفوقية (على)، ومع العرش المجرور بأداة الفوقية (على)؛ لا يمكن أن يحتمل غير استوائه -جل وعلا- على العرش بذاته، وكل هذا مما ينفي تأويل المؤولين، ويدل دلالة قطعية على أنه سبحانه وتعالى استوى كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى، فتثبت له هذه الصفة ويبطل كل ما عدا ذلك.(46/380)
هل يرى الله في البرزخ
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[01 - 02 - 08, 02:29 ص]ـ
هل أحد يرى الله سبحانه وتعالى في البرزخ غير عبد الله بن حرام رضي الله عنه؟
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[14 - 02 - 08, 03:21 ص]ـ
لماذا لاأحد يجيب؟؟؟
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[17 - 02 - 08, 03:05 م]ـ
أخي سليمان بن عبد الرحمن إن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله يرى في المحشر وفي الجنة أما في القبر فإن كان عند الإخوة دليل على ذلك فليفيدنا به فإنا نثبت ما ثبت في الكتاب والسنة.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 04:03 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي سليمان .. والحقيقة لا اعلم أحدا قال أن عبد الله بن حرام رأى الله في البرزخ .. وليتك ترشدنا إلى من قاله!! والمعلوم اتفاقا ما ذكره الأخ أبي انس بارك الله فيكما .. فان كان هذا القول فهما من لفظة كفاحا الواردة في قصة عبد الله بن حرام .. فقد روى الإمام الداراقطني في كتاب رؤية الله (1/ 142) بسنده إلى عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله يرويه عن ربه عز وجل قال: نحلت إبراهيم خلتى، وكلمت موسى تكليما، وأعطيت محمدا كفاحا، قال رجل من القوم: ما الكفاح؟ قال: ياسبحان الله يخفى الكفاح على رجل عربي! الكفاح: المشافهه. الحديث .. ولم أتفرغ للبحث عن صحته وأظنه ضعيفا لعدم استشهاد من قال برؤية النبي لربه بهذا الحديث .. وجاء في شرح سنن ابن ماجة للسيوطي: قوله: وكلم أباك كفاحا: أي مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول وفي الحديث إشكال وهو أن الله تعالى قال: ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بأذنه ما يشاء .. فالجواب أن الآية مخصوصة بدار الدنيا فلا يتصور في الدنيا كلام الله تعالى مع عبده مواجهة لان أجساد الدنيا كثيفة لا يليق بها التجلي الذاتي لأن الله تعالى لما تجلى للجبل (جعله دكا وخر موسى صعقا) وأما في الآخرة فالتجليات تحصل للأرواح أو للأجساد المثالية لاجساد الجنة .. كذاوفي حديث إشكال آخر وهو أن روح المديون محبوس بدينه لا يعرج في السماء كما جاء في الأحاديث ولكن هذا محمول على ما إذا لم يترك الميت وفاء دينه وكان عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر ترك لدينه وفاء واهتمام جابر وانكساره كان بسبب استيفاء الدين بالتركة ولهذا قال استشهد أبي وترك عيالا ودينا .. ويمكن أن يجاب عنه بأن عدم كون روحه محبوسا لأن شهادته سبب لعفو حقوق العباد .. الخ من شرح السيوطي والله اعلم. قلت: أفاد هذا الكلام أن قصة ابن حرام والد جابر ما ذكر فيها غير الكلام .. والنص لم يذكر الرؤيا البصرية .. هذا ومن الممكن أن يقال: كلم الله موسى كفاحا بلا حجاب ومنع الرؤية .. فيقال مثله لابن حرام .. وهذه منقبة عظيمة لهذا الصحابي الجليل ولهذه الأمة وفيها من فضل الشهادة ما هو معلوم .. والله أعلى واعلم .. واستغفر الله من الخطأ والزلل.
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[24 - 02 - 08, 03:48 ص]ـ
قال ابن القيم في الصواعق المرسلة 4|1247 (فلما أخبر أنه يكلم البشر من وراء حجاب دل على أنه قد يكلم غيرهم مع رفع ذلك الحجاب كما قال النبي لجابر بن عبدالله إن الله ما كلم أحدا إلا من وراء حجاب وإنه أحيا أباك وكلمه كفاحا وكما في الحديث ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه حجاب يحجبه ولا ترجمان فلا يناقض هذا ما دلت عليه الآية فإن هذا في الدنيا وما دلت عليه السنة في دار الآخرة وتكليم عبدالله بن حرام والد جابر كان بعد الموت لم يكن في الدنيا)
وفي غريب الحديث الابي عبيد القاسم بن سلام4|186 (وقد روي عن أبي هريرة في حديث آخر: أنه سئل أتقبّل وأنت صائم؟ فقال: نعم وأكفحها وبعضهم يرويه: نعم وأقحَفها. فمن قال: أكفَحها أراد بالكفح اللقاء والمباشرة للجلد وكل من واجهته ولقيته كفّةَ كفّةَ فقد كافحته كِفاحا ومكافحة).
وفي النهاية في غريب الحديث لابن الاثير4|339
(المُكافَحة: المُضَارَبَة والمُدافَعة تِلْقاء الوَجْه
ويُروَى [نافَحْتَ] وهو بمعناه
(ه) ومنه حديث جابر [إن اللّه كَلَّم أباك كِفاحاً] أي مُواجَهةً ليس بينهما حِجابٌ ولا رَسُولٌ)
وقال ابن الجوزي في غريب الحد يث2 |295
( ... وقال لجابر إِنَّ الله كَلَّمَ أَبَاكِ كِفَاحاً. قال الأزهريُّ المعنى كَلَّمَهُ مواجهة وليس بينهما حجابٌ
قيل لأبي هريرة أَتُقَبِّلُ وأنت صائِمٌ قال نعم وأَكْفَحُها أي أَلْقَاها مباشراً لِجَلْدِها قال الأزهريُّ يقال كَفَحَها يَكْفَحُها أي قَبَّلها وعانقها)
فكماهومعلوم الدور ثلاثه الدنيا والبرزخ والاخرة
اما في الدنيا فلن يرى أحد ربه
اما في البرزخ فتثبت لمن ورد فيه النص ولأعلم غيرعبدالله بن حرام رضي الله عنه
اما في الاخره فيراه المؤمنون دون غيرهم
والله أعلم(46/381)
هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه
ـ[إياد أبو ربيع]ــــــــ[01 - 02 - 08, 06:09 ص]ـ
أرجو من الإخوة بارك الله فيهم أن يشاركوني في توجيه هذا الحديث الشريف
وقوله تعالى: "لا إكراه في الدين"
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - 02 - 08, 03:42 م]ـ
اخي الكريم اليك هذه الفتوى في هذا الموضوع
ما مدى صحة الحديث القائل: (من بدل دينه فاقتلوه) [رواه الإمام البخاري في " صحيحه " من حديث ابن عباس رضي الله عنهما] وما معناه وكيف نجمع بينه وبين قوله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [سورة البقرة: آية 256] وبين قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} [سورة يونس: آية 99] وبين الحديث القائل: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل) وهل يفهم أن اعتناق الدين بالاختيار لا بالإكراه؟
اجاب سماحة العلامة الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله فقال
أولاً الحديث (من بدل دينه فاقتلوه) حديث صحيح رواه البخاري وغيره من أهل السنة بهذا اللفظ: (من بدل دينه فاقتلوه). وأما الجمع بينه وبين ما ذكر من الأدلة فلا تعارض بين الأدلة ولله الحمد. لأن قوله صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه) [رواه الإمام البخاري في " صحيحه " من حديث ابن عباس رضي الله عنهما] في المرتد الذي يكفر بعد إسلامه فيجب قتله بعد أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، وأما قوله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [سورة البقرة: آية 256] وقول تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ} [سورة يونس: آية 99] فلا تعارض بين هذه الأدلة؛ لأن الدخول في الإسلام لا يمكن الإكراه عليه؛ لأنه شيء في القلب واقتناع في القلب، ولا يمكن أن نتصرف في القلوب، وأن نجعلها مؤمنة، هذا بيد الله عز وجل هو مقلب القلوب، وهو الذي يهدي من يشاء، ويضل من يشاء.
لكن واجبنا الدعوة إلى الله عز وجل والبيان والجهاد في سبيل الله لمن عاند بعد أن عرف الحق، وعاند بعد معرفته، فهذا يجب علينا أن نجاهده، وأما أننا نكرهه على الدخول في الإسلام، ونجعل الإيمان في قلبه هذا ليس لنا، وإنما هو راجع إلى الله سبحانه وتعالى لكن نحن، أولاً: ندعو إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة ونبيّن للناس هذا الدين.
وثانيًا: نجاهد أهل العناد وأهل الكفر والجحود حتى يكون الدين لله وحده، عز وجل، حتى لا تكون فتنة. أما المرتد فهذا يقتل، لأنه كفر بعد إسلامه، وترك الحق بعد معرفته، فهو عضو فاسد يجب بتره، وإراحة المجتمع منه؛ لأنه فاسد العقيدة ويخشى أن يفسد عقائد الباقين، لأنه ترك الحق لا عن جهل، وإنما عن عناد بعد معرفة الحق، فلذلك صار لا يصلح للبقاء فيجب قتله، فلا تعارض بين قوله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [سورة البقرة: آية 256] وبين قتل المرتد، لأن الإكراه في الدين هنا عند الدخول في الإسلام، وأما قتل المرتد فهو عند الخروج من الإسلام بعد معرفته وبعد الدخول فيه.
على أن الآية قوله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [سورة التوبة: آية 5] فيها أقوال للمفسرين منهم من يقول: إنها خاصة بأهل الكتاب، وأن أهل الكتاب لا يكرهون، وإنما يطلب منهم الإيمان أو دفع الجزية فيقرون على دينهم إذا دفعوا الجزية، وخضعوا لحكم الإسلام، وليست عامة في كل كافر، ومن العلماء من يرى أنها منسوخة بقوله تعالى: {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} [سورة التوبة: آية 5] فهي منسوخة بهذه الآية.
ولكن الصحيح أنها ليست منسوخة، وأنها ليست خاصة بأهل الكتاب، وإنما معناها أن هذا الدين بيِّن واضح تقبله الفطر والعقول، وأن أحدًا لا يدخله عن كراهية، وإنما يدخله عن اقتناع وعن محبة ورغبة. هذا هو الصحيح.
ـ[إياد أبو ربيع]ــــــــ[02 - 02 - 08, 02:34 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الغامدي
لكني بالعودة إلى كتاب الله لم أجد من يُحل دمه إلا اثنين: النفس بالنفس، والمفسد في الأرض، قال تعالى: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ".
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا إحدى ثلاث: النفس بالنفس (وهذا ورد في الآية)، والمحصن الزاني (وهذا يُعتبر إفسادًا، والإفساد ورد في الآية)، والتارك لدينه المفارق للجماعة (وهذا يدخل في الإفساد الوادر في الآية الكريمة).
وعليه فهل يمكن للآية أن تخصص حديث: "من بدل دينه فاقتلوه". بحيث يصبح مفهوم الحديث: من بدل دينه فأفسد في الأرض فاقتلوه. بأن التخصيص اعتمد على دليل صحيح وواضح (التراك لدينه المفارق للجماعة)
وهذا الفهم إنما جاء بقراءة الأحاديث في ضوء القرآن الكريم، وتتبع الجزئيات إلى الكليات ..
هداكم الله وهداني ..
الأخ الغامدي أرجو منك تبيين لي الأمر على نحو يرضي الله تعالى. والسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/382)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - 02 - 08, 07:10 ص]ـ
اخي الكريم ((حديث من بدل دينه فاقتلوه.))
ومثله الحديث الاخر ((التارك لدينه المفارق للجماعة)) احاديث واضحة وهي عامة في من ترك دينه الى دين اخرولايجوز ان نقيد النص من عند انفسنا بانه اذا ترك دينه وافسد لانه يصبح كاننا استدركنا على الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا لايجوز
وقتله فيه حكمة لان المرتد كفر بعد إسلامه، وترك الحق بعد معرفته، فهو عضو فاسد يجب بتره، وإراحة المجتمع منه؛ لأنه فاسد العقيدة ويخشى أن يفسد عقائد الباقين
والسنة تاتي باحكام زائدة على مافي القران ومنه ماذكرت في الحديث من قتل الثيب الزاني حيث ورد في القران فقط جلد الزاني البكر والزاني مفسد سواء محصن اوبكر
ومثاله من ان السنة تاتي باحكام زائده على مافي القران المحرمات من النساء حيث ورد في القران النهي عن الجمع بين الاختين وورد في السنة النهي عن الجمع بين المراة وعمتها والمراة وخالتها عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها). رواه البخاري
ارجو ان تكون المسالة واضحة وفقنا الله واياك
ـ[صالح الهميمي]ــــــــ[02 - 02 - 08, 10:12 م]ـ
إتمام لما سبق: يقول الخطابي رحمه الله: ولا أعلم خلافاُ في أن المرتد يقتل
وجزاكم الله خير
ـ[إياد أبو ربيع]ــــــــ[03 - 02 - 08, 01:13 ص]ـ
أخوتي في الله ..
زادكم الله حرصًا على دينكم ..
ولكني اتساءل ..
هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل مرتدًا؟
والمرتدون الذين امر بقتلهم، إنما كان لأحد سببين: إما لأنه قتل نفسًا أو أنفس.
وإما أنه أفسد في الأرض، بأن حرّض ضد المسلمين، أو كشف بعض أسرارهم.
فما المانع من تخصيص قوله صلى الله عليه وسلم (بدل دينه) بالإفساد. مع أن المخصص صحيح، والقاعدة يبقى العموم على عمومه حتى يأتي الدليل على تخصيصه. والدليل الذي خصصنا به الحديث صحيح وصريح. فما المانع؟؟
أما قضية الشنة الزائدة على القرآن فأظن أن المسألة بحاجة إلى مزيد دراسة وتمحيص، حيث كل سنة صحيحة راجعة إلى أصل عام في القرآن، وما ذكرته أخي (الغامدي) ليس من السنة الزائدة في شيء، بل هو اجتهاد من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو باب (القياس) حيث حصر القرآن المحرمات، ثم ختهما بقوله تعالى: "وأحل لكم ما وراء ذلكم". والنلب صلى الله عليه وسلم ما زاد بل قاس، لأن العلة واضحة، من ضمنها تقطيع الأوصال والأرحام، لذلك عقّب بعد تحريم الجمع اذي ذكرت بقوله: "إنكم إذا فعلتم ذلك قطعتم أرحامكم".
أتساءل هل من مانع من تخصيص حديث قتل المرتد، بالمرتد المفسد؟
بمعنى ان المرتد غير المفسد (بحاله وباله) لا يُقتل!!
بالله عليكم أسعفوني بالإجابة
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[03 - 02 - 08, 01:50 ص]ـ
كلام إياد واضح أنه متأثر بالعصرانيين المنحرفين الذين ينكرون حد الردة؟؟؟؟ و~آخر مثال لهم السويدان!!!!!!!!!!!!!
ينكرون الإجماع ويردون السنة بطريقة غير مباشرة؟؟؟؟؟؟ سحقا لهم
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[03 - 02 - 08, 01:53 ص]ـ
حدُّ الردَّة
هو السِّياج المنيع والحصن الحصين لحماية هذا الدِّين والحفاظ على المسلمين
تمهيد ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm# تمهيد)
تعريف الردة ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm# تعريف الردة)
أدلة كفر المرتد ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm# أدلة كفر المرتد)
كيفية توبة المرتد ردة مجردة ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm# كيفية توبة المرتد ردة مجردة)
أدلة قتل المرتد ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm# أدلة قتل المرتد)
لا فرق بين الرجل والمرأة في إقامة حد الردة ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm# لا فرق بين الرجل والمرأة في إقامة حد الردة)
أنواع الردة ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm# أنواع الردة)
أقوال أهل العلم في ذلك ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm# أقوال أهل العلم في ذلك)
نماذج للفرق المعاصرة المرتدة عن الإسلام ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm# نماذج للفرق المعاصرة المرتدة عن الإسلام)
أسباب الوقوع في الردة ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm# أسباب الوقوع في الردة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/383)
حكم من أباح الردة وأنكر حدها ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm# حكم من أباح الردة وأنكر حدها)
تمهيد
الحمد لله الذي جعل الدَِّين قواماً، ومحمد بن عبد الله للمتقين إماماً صلى الله عليه وآله وسلم، والحدود الشرعية حافظاً وسياجاً، والعلماء العاملين ردءاً لدين الله عز وجل، ينفون عنه تحريف الغالين، وتأويل المبطلين، وشبه وتشكيك الشاكين، ودعاوى المارقين، فجزى الله الإسلام وجزاهم عنه خير الجزاء، وأمدَّهم بعونه وتوفيقه، وحفظهم وكلأهم بعين رعايته، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ولا حول ولا قوة إلا به.
لقد رفع المنافقون ـ نفاق الاعتقاد ـ في الآونة الأخيرة عقيرتهم، وأبانوا عن سوأتهم، وكشفوا عن قبيح معتقداتهم، وناصبوا الأمة الإسلامة بعداوتهم، وحاربوها بالتشكيك والطعن في الثوابت والمسلمات، بل بلغت بهم الجرأة والوقاحة أن أباحوا الردة وأنكروا حدها، وساووا بين دين الحق والأديان الباطلة، فازدادوا كفراً ونفاقاً إلى كفرهم ونفاقهم، لردهم لآي القرآن، وصحيح السنة، ودفعهم لما هو معلوم من الدين ضرورة، وذلك كله لسكوت العلماء، ولإحجام الحكام عن حماية شرع الله، فمن لم يردعه القرآن أخافه السلطان، فالله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن: "من أمن العقوبة أساء الأدب"، ورحم الله الإمام أبا بكر بن العربي المالكي عندما وصف كفر غلاة الشيعة بأنه "كفر بارد لا تسخنه إلا حرارة السيف، أما دفء المناظرة فلا يؤثر فيه".1 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn1)
فما الذي يردع هؤلاء؟ وهم يرون من سبقهم من الزنادقة أمثال سلمان رشدي، ونصر أبي زيد، والبغدادي، وغيرهم كثير لا كثر الله من أمثالهم، يسرحون ويمرحون ويُحمون، وينادي بعض المنهزمين من العلماء بعدم إقامة الحد على بعضهم بدعوى أنهم تابوا!!
ترى ما الذي منع بشر المريسي من إظهار بدعة الاعتزال وكان يعتقدها ويخفيها منذ عهد الرشيد؟ سوى خوفه من الرشيد، ولما أمن العقوبة في عهد المأمون أساء الأدب وأظهر ما كان يخفيه.
وبعد ..
فهذا بحث عن تعريف الردة، وحدها، وأقسامها، وأدلة ذلك، والأسباب الداعية لها، وهل للمرتد من توبة؟ وعن أحكام المرتد، وعمن قتله ولاة أمر المسلمين من المرتدين قديماً وحديثاً، كتبت ذلك نصحاً للأمة، ومعذرة إلى ربي، ولعلهم يرجعون، ورداً على ما سطر ويسطر في الصحف هذه الأيام من المتطفلين الجرآء الجاهلين، وتهجمهم على الدين، وتشكيكهم في هذا الحد الذي جعله الله حماية للدين، وزجراً للزنادقة المارقين، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فإنه لو لم يقتل ذلك المرتد لكان الداخل في الدين يخرج منه، فقتله حفظ لأهل الدين وللدين، فإن ذلك يمنع من النقص، ويمنعهم من الخروج عنه).2 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn2)
إذ لا يحل تأخير البيان عن وقت الحاجة، وقد تأخر، مما حدى بهؤلاء الورَّاقين السفهاء أن ينادوا بإسقاط حد الردة، ويعتبروا إقامة حدها جريمة لا تغتفر: "كبُرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً"، ونبشر هؤلاء أن حد الردة قائم ما قامت السموات والأرض، ولو اجتمع من في الأرض جميعاً لما استطاعوا أن يسقطوا حداً من حدود الله، دعك عن مجموعة الوراقين، ونذكرهم بأن دين الله منصور، وعليهم أن لا يغتروا بغلبة إخوانهم أهل الكفر والفجور، فالأيام دول، والحرب سجال، والله غالب على أمره، ونذكرهم كذلك بأن إقامة الحد عليهم في الدنيا أفضل لهم من إقامته عليهم يوم يقوم الأشهاد.
على المسؤولين أن يتقوا الله في دينه، ويعملوا على إيقاف هذه الحملات الكفرية التي يقودها الشيوعيون والمنافقون في الصحف، وفي بعض الجامعات؛ في الصحف الحائطية، وأركان النقاش، وليعلموا أن ذلك من أوجب واجباتهم، فليس هناك شيء أوجب على الحاكم من حماية الدين وردع الزنادقة المارقين بعد أن خرجوا من أجحارهم، ويمّموا نحو "الإمبريالية العالمية"، بعد سقوط روسيا الشيوعية، عجباً لهؤلاء الذين لم يرضوا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً ورسولاً، واستعاضوا عن ذلك بالعبودية لغير الله، والعمالة لكل من يحادّ الله ورسوله والمؤمنين: "ومن يهن الله فما له من مكرم"3 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn3)، لا غرو في ذلك فقد أصبحت روسيا نفسها عميلة لأمريكا، فالعقوق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/384)
سمة من سمات هؤلاء القوم، ومن قبل عقوا لدين آبائهم وأجدادهم.
والله أسأل أن يوفق ولاة الأمر من الحكام والعلماء للقيام بدورهم، وتحمل مسؤولياتهم، وأداء واجباتهم على الوجه الذي يرضيه، وأن ينتقم من الكفار والمنافقين، وأن يخالف بين قلوبهم، ويجعل كيدهم في نحورهم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على حامي حمى الدين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
تعريف الردة
الرِّدَّة هي الرجوع عن الإسلام كلياً أوجزئياً بإنكار ما هو معلوم من الدين ضرورة، بنفي ما أثبته الله ورسوله، أوإثبات ما نفاه الله ورسوله، وتكون بالفعل، والترك، والنطق، والاعتقاد، والشك، جاداً كان المرتد أم هازلاً.
وبلفظ آخر أن يرتكب الإنسان ناقضاً من نواقض الإسلام.
قال الكاساني الحنفي المتوفي 587هـ في بدائع الصنائع4 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn4): ( أما ركن الردة فهو إجراء كلمة الكفر على اللسان بعد وجود الإيمان، إذ الردة عبارة عن الرجوع عن الإيمان).
وقال الصاوي المالكي المتوفى 1241هـ في "الشرح الصغير"5 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn5): ( الردة كفر مسلم بصريح من القول، أوقول يقتضي الكفر، أوفعل يتضمن الكفر).
وقال الشربيني الشافعي المتوفى 977هـ في "مغني المحتاج"6 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn6): ( الردة هي قطع الإسلام بنية أوفعل، سواء قاله استهزاءً أوعناداً أواعتقاداً).
وقال البهوتي الحنبلي المتوفى 1050هـ في "كشَّاف القناع"7 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn7): ( المرتد شرعاً الذي يكفر بعد إسلامه نطقاً، أواعتقاداً، أوشكاً، أوفعلاً).
أدلة كفر المرتد
كثيرة جداً، منها:
< LI dir=rtl> قوله تعالى: "ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون".8 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn8)
<LI dir=rtl> قوله تعالى: "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم".9 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn9)
<LI dir=rtl> وقوله: "إن الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".10 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn10)
<LI dir=rtl> وقوله: "إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلاً".11 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn11)
<LI dir=rtl> وقوله: "ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين".12 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn12)
<LI dir=rtl> وقوله: "من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم. ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين"13 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn13)، فلم يستثن إلا المكره من الكفر.
< LI dir=rtl> وقال عن كفر المنافقين الذين يتظاهرون بالإسلام ويبطنون الكفر: "ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون".14 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn14)
<LI dir=rtl> وقال مميزاً المنافقين على إخوانهم الكافرين لعظيم ضررهم على الإسلام والمسلمين: "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً".15 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn15)
<LI dir=rtl> وقوله تعالى: "كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق .. أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".16 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn16)
<LI dir=rtl> وقال عن كفر تاركي الصلاة: "ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين. ولم نك17 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn17) نطعم المسكين. وكنا نخوض مع الخائضين18 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn18). وكنا نكذب بيوم الدين".19 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn19)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/385)
وقال عن المنافقين: "ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون".20 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn20)
حكم المرتد
(أ) في الدنيا
1. يُفرَّق بينه وبين زوجته، فإن تاب قبل انقضاء عدتها رجعت إليه، وإن انقضت عدتها قبل أن يتوب تبيَّن فسخ النكاح منذ ارتداده، سواء كانت ردته قبل الدخول بها أوبعد الدخول.
2. يُمنع من التصرف في ماله، وينفق منه على عياله، وتقضى ديونه.
3. لا يرث، ولا يورث، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يرث المسلمُ الكافرَ ولا الكافرُ المسلمَ"21 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn21)، ويكون ما تركه فيئاً لبيت مال المسلمين، ومن أهل العلم من قال لورثته.
قال القرطبي عن ميراث المرتد: (قال علي بن أبي طالب، والحسن، والشعبي، والحَكَم، والليث، وأبوحنيفة، وإسحاق بن رَاهَوَيْه: ميراث المرتد لورثته من المسلمين، وقال مالك، وربيعة، وابن أبي ليلى، والشافعي، وأبو ثور: ميراثه في بيت المال).22 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn22)
والراجح ما ذهب إليه مالك والشافعي ومن وافقهما أن ميراثه لبيت مال المسلمين، للحديث: "لا يرث المسلمُ الكافرَ .. "، وينفق على عياله من بيت مال المسلمين.
4. يُقتل المرتد من غير استتابة إن قُدِر عليه، إذا كانت ردته مغلظة، لأن الردة تنقسم إلى قسمين:
< LI dir=rtl> مغلظة، وهي ما تكون مصحوبة بمحاربة الله، ورسوله، وأوليائه من العلماء العاملين، وعداوتهم، والمبالغة في الطعن في الدين، والتشكيك في الثوابت.
ومجردة، وهي التي لم تصحب بمحاربة ولا عداوة ولا طعن وتشكيك في الدين، وكل الآثار التي وردت في استتابة المرتد متعلقة بالردة المجردة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن الردة على قسمين: ردة مجردة، وردة مغلظة شرع القتل على خصوصها، وكلاهما قد قام الدليل على وجوب قتل صاحبها، والأدلة الدالة على سقوط القتل بالتوبة لا تعمُّ القسمين، بل إنما تدل على القسم الأول ـ الردة المجردة ـ كما يظهر ذلك لمن تأمل الأدلة على قبول توبة المرتد، فيبقى القسم الثاني ـ الردة المغلظة ـ وقد قام الدليل على وجوب قتل صاحبها، ولم يأت نص ولا إجماع على سقوط القتل عنه، والقياس متعذر مع وجود الفرق الجلي، فانقطع الإلحاق، والذي يحقق هذه الطريقة أنه لم يأت في كتاب ولا سنة ولا إجماع أن كل من ارتد بأي قول أوبأي فعل كان فإنه يسقط عنه القتل إذا تاب بعد القدرة عليه، بل الكتاب والسنة والإجماع قد فرَّق بين أنواع المرتدين).23 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn23)
قال في "نيل المآرب في تهذيب عمدة الطالب"24 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn24): ( ولا تقبل في الدنيا توبة من سبَّ الله تعالى، أورسوله، سباً صريحاً، أوتنقصه، ولا توبة من تكررت ردته، بل يقتل بكل حال، لأن هذه الأشياء تدل على فساد عقيدته).
5. يتولى قتله الإمامُ أومن ينوب عنه.
6. لا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين.
7. يبطل عمله، نحو حجة الإسلام، وهذا مذهب مالك ومن وافقه، لقوله تعالى: "لئن أشركتَ ليحبطنَّ عملك ولتكونن من الخاسرين"25 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn25)، وذهب الشافعي وأحمد إلى أن: (من ارتد ثم عاد إلى الإسلام لم يحبط عمله ولا حجه الذي فرغ منه، بل إن مات على الردة فحينئذ تحبط أعماله، وقال مالك: تحبط بنفس الردة، ويظهر الخلاف في المسلم إذا حجَّ ثم ارتد ثم أسلم، فقال مالك: يلزمه الحج لأن الأول قد حبط بالردة).26 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn26)
( ب) في الآخرة
إن تاب وصدق في توبته قبلت منه إن شاء الله، وإن لم يتب ولو قتل في الدنيا فهو من أهل النار خالداً مخلداً فيها.
كيفية توبة المرتد ردة مجردة
1. أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.
2. أن يعلن رجوعه عما كان يعتقده، أويقوله، أويفعله بالتفصيل على العامة، قال تعالى: "إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا" الآية، بأن يقول: كنتُ أعتقدُ كذا وكذا، أوكنتُ أقولُ كذا وكذا، أوكنتُ أفعلُ كذا وكذا، وأنا راجع عن كل ذلك؛ ويُكتب ويُختم ويشهد على ذلك، وإلا لا تقبل توبته.
أدلة قتل المرتد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/386)
حد المرتد ثبت بالسنة القولية، والفعلية، والتقريرية، وبما صحَّ عن الخلفاء الراشدين وحكام المسلمين، وإليك الأدلة:
(أ) من السنة القولية، والفعلية، والتقريرية
1. خرَّج البخاري في صحيحه بسنده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح، وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاءه رجل فقال: ابن أخطل متعلق بأستار الكعبة؛ فقال: اقتله".27 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn27)
وفي رواية للدارقطني كما قال الحافظ في الفتح28 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn28): " من رأى منكم ابن أخطل فليقتله"، ومن رواية زيد بن الحباب عن مالك بهذا الإسناد: "وكان ابن أخطل يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشعر".
وقال الحافظ ابن حجر: (وأخرج عمر بن شبة في "كتاب مكة" من حديث السائب بن يزيد قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استخرج من تحت أستار الكعبة عبد الله بن أخطل فضربت عنقه صبراً بين زمزم ومقام إبراهيم، وقال: "لا يقتلن قرشي بعد هذا صبراً"، ورجاله ثقات، إلا أن في أبي معشر مقالاً، والله أعلم.
وقال29 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn29): وروى الطبراني من حديث ابن عباس .. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أمراءه أن لا يقتلوا إلا من قاتلهم، غير أنه أهدر دم نفر سمَّاهم، وقد جمعت أسماءهم من مفرقات الأخبار، وهم: عبدالعزى بن أخطل، وعبد الله بن أبي السرح، وعكرمة بن أبي جهل، والحويرث بن نُقَيد بنون وقاف مصغَّر، ومقيس بن صَبَابة بمهملة مضمومة وموحدتين الأولى خفيفة، وهبار بن الأسود، وقينتان كانتا لابن أخطل كانتا تغنيان بهجو النبي صلى الله عليه وسلم، وسارة مولاة بني عبد المطلب وهي التي وُجِدَ معها كتاب حاطب، فأما ابن أبي السرح فكان أسلم ثم ارتد فشفع فيه عثمان يوم الفتح إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحقن دمه وقبل إسلامه .. وأما مقيس بن صَبَابة فكان أسلم ثم عدا على رجل من الأنصار فقتله، وكان الأنصاري قتل أخاه هشاماً خطأ، فجاء مقيس فأخذ الدية ثم قتل الأنصاري ثم ارتد، فقتله نميلة بن عبد الله يوم الفتح).
وشاهدنا من هؤلاء في إهدار دم وقتل من أسلم ثم ارتد وهم: عبد الله بن أبي السرح، ومقيس بن صبابة، وسارة.
2. ما صحَّ عن ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قال: "من بدَّل دينه فاقتلوه".30 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn30)
3. وما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يحلُّ دمُ امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث"، وذكر منهم: "التارك لدينه المفارق للجماعة".31 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn31)
( ب) قتل الخلفاء الراشدين والصحابة المهديين للمرتدين
قتل أبي موسى ومعاذ رضي الله عنهما ليهودي أسلم ثم تهوَّد
خرَّج البخاري في صحيحه بسنده إلى أبي موسى عندما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ثم أتبعه بمعاذ، فلما قدم معاذ على أبي موسى ألقى له وسادة، قال: انزل، فإذا رجل عنده موثق، قال: ما هذا؟ قال: كان يهودياً فأسلم ثم تهود؛ قال: اجلس؛ قال: لا أجلس حتى يُقتل قضاء الله ورسوله، ثلاث مرات؛ فأمر به فقتل".32 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn32)
إقناع أبي بكر لعمر وغيره بقتال المترتدين، وإجماع الصحابة على قتلهم بعدُ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر، وكفر من كفر من العرب، قال عمر: يا أبا بكر، كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله؛ قال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها؛ قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيتُ أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفتُ أنه الحق".33 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn33)
الذين قاتلهم الصديقُ ثلاث طوائف كما قال ابن حزم رحمه الله في الملل والنحل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/387)
< LI dir=rtl> طائفة أعلنت الكفر وارتدت، واتبعت المتنبئين مسيلمة، وطليحة، والأسود، وسجاح.
< LI dir=rtl> وطائفة بقيت على إسلامها ولكن منعوا الزكاة.
وطائفة تربصت حتى ترى لمن الغلبة.
فقُتل الأسود العنسي، ومسيلمة، وعاد طليحة إلى الإسلام وكذا سجاح، ورجع غالب من كان ارتد إلى الإسلام، ولم يحل الحول إلا والجميع قد راجعوا دين الإسلام ولله الحمد كما قال الحافظ ابن حجر34 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn34)، وذلك بفضل الله، ثم عزيمة وشجاعة أبي بكر وإقامة هذا الحد على المرتدين، الذي لولاه لضاع الدين ولتهدمت أركانه.
قتل عليّ وحرقه لجماعة من الرافضة ألَّهوه وعبدوه
خرَّج البخاري في صحيحه عن عكرمة قال: أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لو كنتُ أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تعذبوا بعذاب الله"، ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بدَّل دينه فاقتلوه".35 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn35)
خرج علي يوماً من المسجد بالكوفة بباب كندة فإذا جماعة من الرافضة المخذولين سجدوا له، فقال لهم: ما هذا؟ قالوا له: أنت خالقنا ورازقنا؛ فقال لهم: سبحان الله إنما أنا بشر مثلكم إن شاء رحمني، وإن شاء عذبني؛ فاستتابهم عليٌّ ثلاثة أيام، وتهددهم إن لم يتوبوا بالإحراق بالنار، فلم يفد، فأمر بحفر الأخاديد وملأها بالحطب وأشعلها ناراً، ثم ألقاهم فيها، وقال مرتجزاً:
لما رأيتُ الأمر أمراً منكراً أججت ناري ودعوتُ قنبرا36 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn36)
فهؤلاء الزنادقة لم يقاتلوا ولم يحاربوا علياً، بل عبدوه، ومع ذلك قتلهم ثم حرقهم بالنار بعد قتلهم تعزيراً، مما يدل على أنه لا فرق بين الردة الفكرية أوالمصحوبة بمحاربة في العقوبة، بل كانت عقوبة هؤلاء الزنادقة أشد، لاتخاذهم علياً رضي الله عنه إلهاً.
قتل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لشيخ نصراني أسلم ثم ارتد عن الإسلام
فقال له علي: لعلك إنما ارتددت لأن تصيب ميراثاً37 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn37) ثم ترجع إلى الإسلام؟ قال: لا؛ قال: فلعلك خطبت امرأة فأبوا أن يزوجوكها، فأردت أن يزوجوكها ثم تعود إلى الإسلام؟ قال: لا؛ قال: فارجع إلى الإسلام؛ قال: لا، حتى ألقى المسيح؛ قال: فأمر به عليّ فضربت عنقه، ودفع ميراثه إلى ولده من المسلمين.38 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn38)
أكملوا من الرابط
http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[03 - 02 - 08, 01:55 ص]ـ
وعن أبي عمرو الشيباني أن المِسْوَر العجلي تنصَّر بعد إسلامه
فبعث به عتيبة بن أبي وقاص إلى علي فاستتابه، فلم يتب، فقتله، فسأله النصارى جيفته بثلاثين ألفاً، فأبى عليٌّ وأحرقه.39 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn39)
قتل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لستة نفر من بكر بن وائل كانوا قد ارتدوا عن الإسلام40 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn40)
أخذ ابن مسعود رضي الله عنه قوماً ارتدوا عن الإسلام من أهل العراق
فكتب فيهم إلى عثمان رضي الله عنه، فردّ عليه عثمان: أن اعرض عليهم دين الحق، وشه، ادة أن لا إله إلا الله، فإن قبلوها فخلِّ عنهم، فإن لم يقبلوها فاقتلهم، فقبلها بعضهم فتركهم، ولم يقبلها بعضهم فقتلهم. 41 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn41)
( ج) الإجماع
لهذا أجمعت الأمة من لدن الصحابة ومن بعدهم على قتل المرتد.
(د) قتل ولاة أمر المسلمين للزنادقة والمرتدين
قتل عبد الملك بن مروان رحمه الله لمعبد الجهني، لأنه أول من تكلم في القدر
قال ابن كثير: (وقد كانت لمعبد عبادة وفيه زهادة .. وقال الحسن البصري: إياكم ومعبداً فإنه ضال مضل .. صلبه عبد الملك بن مروان في سنة ثمانين بدمشق ثم قتله) 42 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn42)، جزاه الله خيراً.
قتل عبد الملك بن مروان للحارث الكذاب
وكانت له علاقة بالشياطين، فأضلته، فقتله عبد الملك بن مروان بدمشق.43 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn43)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/388)
قتل الأمير خالد بن عبد الله القسري للجعد بن درهم، لإنكاره لصفتين من صفات الله عز وجل
عن حبيب بن أبي حبيب قال: (خطبنا خالد بن عبد الله القسري بواسط يوم الأضحى فقال: أيها الناس ارجعوا فضحوا تقبل الله منا ومنكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله تبارك وتعالى لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً، سبحانه وتعالى عما يقوله الجعد بن درهم علواً كبيراً؛ ثم نزل فذبحه، وكان ذلك في سنة 124ه).44 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn44)
قتل أسلم بن أحوز للجهم بن صفوان لإنكاره لصفات الله عز وجل متوهماً تنزيهه بذلك
قال الذهبي رحمه الله: (إن أسلم بن أحوز قتل جهمَ بن صفوان لإنكاره أن الله كلم موسى) 45 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn45)، وكان ذلك في سنة 128ه.
قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله: (وكان الجعد يسأل وهباً عن صفات الله عز وجل، فقال له وهب يوماً: ويلك يا جعد، أقصر المسألة عن ذلك، إني لأظنك من الهالكين، لو لم يخبرنا الله في كتابه أن له يداً ما قلنا ذلك، وأن له عيناً ما قلنا ذلك، وأن له سمعاً ما قلنا ذلك).46 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn46)
هذه السلسلة الشيطانية الخبيثة: الجهم بن صفوان، عن الجعد بن درهم، عن معبد الجهني، ثمرة خبيثة من ثمار علم الكلام والجدل.
وروى الدارمي عثمان بن سعيد في كتابه "الرد على الجهمية"47 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn47)
( أتى خالد بن عبد الله القسري برجل قد عارض القرآن، فقال: قال الله في كتابه: "إنا أعطيناك الكوثر. فصلِّ لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر"، وقلت أنا: إنا أعطيناك الجماهر، فصل لربك وجاهر، ولا تطع كل سافه وكافر؛ فضرب خالد عنقه، وصلبه، فمرَّ به خلف بن خليفة وهو مصلوب، فضرب بيده على خشبته فقال: إنا أعطيناك العمود، فصل لربك على عود، فأنا ضامن لك ألا تعود).
روى الذهبي بسنده إلى أبي بكر بن عياش
قال: "رأيتُ خالداً القسري حين أتى بالمغيرة بن سعيد وأصحابه، وكان يريهم ـ أي المغيرة ـ أنه يحيي الموتى، فقتل خالد واحداً منهم، ثم قال للمغيرة: أحيه؛ فقال: والله ما أحيي الموتى؛ قال: لتحيينه أولأضربن عنقك؛ ثم أمر بطَنٍّ من قصب فأضرموه، فقال: اعتنقه فأبى؛ فعدا رجل من أتباعه فاعتنقه، قال أبو بكر: فرأيتُ النار تأكله وهو يشير بالسبابة، فقال خالد: هذا والله أحق بالرئاسة منك؛ ثم قتله وقتل أصحابه.
قال الذهبي عن المغيرة هذا: (كان رافضياً، خبيثاً، كذاباً، ساحراً، ادعى النبوة، وفضَّل علياً على الأنبياء، وكان مجسماً، سقت أخباره في "ميزان الاعتدال"48 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn48) 49 (http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn49) )
ثم ذكر الذهبي قتل خالد للجعد بن درهم، ثم قال: (هذه من حسناته، هي وقتله مغيرة الكذاب).50 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn50)
قلتُ: كان خالد القسري شجاعاً كريماً، ولكنه كان رقيق الدين مبيراً كالحجاج بن يوسف، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر"، لأن فجوره لنفسه، وقتله لهذين المرتدين من حسناته التي نسأل الله أن يكفر بها سيئاته.
قتل هشام بن عبد الملك لغيلان القدري لإنكاره القدر، بعد أن تهدده عمر بن عبد العزيز بالقتل من قبل، ولكنه تظاهر بالتوبة.
تتبع الخليفة المهدي العباسي للمرتدين والزنادقة وقتله لهم
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله وهو يؤرخ لعام ست وسبعين ومائة: (وفيها تتبع المهدي جماعة من الزنادقة في سائر الآفاق فاستحضرهم وقتلهم صبراً بين يديه، وكان المتولي أمر الزنادقة عمر الكلواذي).51 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn51)
وقال الذهبي في ترجمة المهدي: (كان جواداً، ممداحاً، معطاءً، محبباً إلى الرعية، قصاباً في الزنادقة، باحثاً عنهم).52 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn52)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/389)
وقال ابن الجوزي في كتابه "المنتَظَم في تاريخ الملوك والأمم"53 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn53) وهو يؤرخ لعام سبع وستين بعد المائة: (وفيها جدَّ المهدي في طلب الزنادقة والبحث عنهم في الآفاق وقتلهم، فولى أمرهم عمر الكلواذيّ، فأخذ يزيد بن الفيض كاتب المنصور، فأقر فحبس فهرب من الحبس.
ثم روى بسنده قائلاً: اتهم المهدي صالحَ بن عبد القدوس البصري بالزندقة، فأمر بحمله إليه فأحضر.
إلى أن قال: قال ابن ثابت: وقيل إنه بلغه عنه أبيات يعرِّض فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال: ويقال إنه كان مشهوراً بالزندقة، وله مع أبي الهذيل العلاف مناظرات).
قتل الخليفة موسى الهادي العباسي لبعض الزنادقة والمرتدين
روى ابن الجوزي بسنده إلى المطلب بن عكاشة المزني قال: (قدمنا على أمير المؤمنين الهادي شهوداً على رجل منا شتم قريشاً وتخطى إلى ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، فجلس لنا مجلساً أحضر فيه فقهاء أهل زمانه، ومن كان بالحضرة على بابه، وأحضر الرجل وأحضرنا، فشهدنا عليه بما سمعنا منه، فتغير وجه الهادي ثم نكس رأسه ثم رفعه فقال: إني سمعت أبي المهدي يحدث عن أبي المنصور، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن عباس قال: من أراد هوان قريش أهانه الله، وأنت يا عدو الله لم ترض بأن أردت ذلك من قريش حتى تخطيتَ إلى ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، اضربوا عنقه؛ فما برحنا حتى قتل).54 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn54)
وقال ابن الجوزي وهو يؤرخ لسنة تسع وستين ومائة55 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn55): ( وفيها اشتدّ طلب موسى للزنادقة، فقتل منهم جماعة، فكان فيمن قتل كاتب يقطين وابنه علي بن يقطين، وكان علي قد حج فنظر إلى الناس في الطواف يهرولون، فقال: ما أشبههم ببقر يدور في البيدر؛ فقال شاعر:
قل لأمين الله في خلقه وارث الكعبة و المنبر
ماذا ترى في رجل كافر يشبِّه الكعبة بالبيدر؟
ويجعل الناس إذا ما سعوا حُمْراً يَدُوس البُرَّ والدَّوسر؟
فقتله موسى ثم صلبه.
إلى أن قال: وقتل من بني هاشم يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان المهدي أتى به وبابن لداود بن علي فحبسهما لما أقرّا بالزندقة، وقال ليعقوب: لولا محمد رسول الله من كنتَ! أما والله لولا أني كنت جعلتُ على الله عهداً إن ولاني أن لا أقتل هاشمياً لما ناظرتك؛ ثم التفت إلى الهادي، فقال: يا موسى، أقسمتُ عليك بحقي إن وليتَ هذا الأمر من بعدي أن لا تناظرهما ساعة واحدة، فمات ابن داود بن علي في الحبس قبل وفاة المهدي، فلما قدم الهادي من جرجان ذكر وصية المهدي، فأرسل إلى يعقوب وألقى عليه فراشاً وأقعِدت عليه الرجال حتى مات، ولها عنه).
قتل أبي منصور الحلاج وصلبه لادعائه الألوهية، والقول بالحلول، وقوله: "أنا الحق"، مع تمسكه في الظاهر بالشريعة
قال القاضي عياض رحمه الله: (وقد أحرق علي بن أبي طالب رضي الله عنه من ادعى الألوهية، وقد قتل عبد الملك بن مروان الحارث المتنبئ وصلبه وفعل ذلك غير واحد من الخلفاء والملوك بأشباههم، وأجمع علماء وقتهم على صواب فعلهم .. والمخالف في ذلك في كفرهم كافر.
وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر (توفي 320ه) من المالكية ـ وغيرهم ـ وقاضي قضاتها أبو عمر56 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn56) المالكي على قتل الحلاج وصلبه لدعواه الألوهية، والقول بالحلول، وقوله: "أنا الحق"، مع تمسكه في الظاهر بالشريعة، ولم يقبلوا توبته).57 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn57)
وقال الذهبي عن الحلاج: (فهو صوفي الزي والظاهر، متستر بالنسب إلى العارفين، وفي الباطن فهو من صوفية الفلاسفة أعداء الرسل، كما كان جماعة في أيام النبي منتسبون إلى صحبته وإلى ملته وهم في الباطن من مردة المنافقين، قد لايعرفهم النبي ولا علم بهم، قال تعالى: "ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم"، فإذا جاز على سيد البشر أن لا يعلم ببعض المنافقين وهم معه في المدينة سنوات فبالأولى أن يخفى حال جماعة من المنافقين الفارغين عن دين الإسلام بعده عليه السلام على العلماء من أمته). 58 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn58)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/390)
روى الحافظ ابن كثير عن الخطيب البغدادي بسنده عن أبي عمر بن حيوة قال: (لما أُخرج الحسين بن منصور الحلاج للقتل، مضيت في جملة الناس، ولم أزل أزاحم حتى رأيته فدنوت منه فقال لأصحابه: لا يهولنكم هذا الأمر، فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً؛ ثم قتل فما عاد، وذكر الخطيب أنه قال وهو يُضرب لمحمد بن عبد الصمد والي الشرطة: ادع بي إليك فإن عندي نصيحة تعدل فتح القسطنطينية؛ فقال له: قد قيل لي إنك ستقول مثل هذا، وليس إلى رفع الضرب عنك سبيل؛ ثم قطعت يداه ورجلاه، وحز رأسه، وأحرقت جثته، وألقي رمادها في دجلة، ونصب الرأس يومين ببغداد على الجسر، ثم حمل إلى خرسان، وطيف به في تلك النواحي، وجعل أصحابه يَعِدُون أنفسهم برجوعه إليهم بعد ثلاثين يوماً، وزعم بعضهم أنه رأى الحلاج من آخر ذلك اليوم وهو راكب على حمار في طريق النهروان59 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn59)، فقال: لعلك من هؤلاء النفر الذين ظنوا أني أنا هو المضروب المقتول، إني لست به، وإنما ألقي شبهي على رجل ففعل به ما رأيتم (!!)؛ وكانوا بجهلهم يقولون: إنما قتل عدو من أعداء الحلاج؛ فذكر هذا لبعض علماء ذلك الزمان، فقال: إن كان هذا الرائي صادقاً، فقد تبدى له شيطان على صورة الحلاج ليضل الناس به، كما ضلت فرقة النصارى بالمصلوب.
إلى أن قال الخطيب: ونودي ببغداد أن لا تشترى كتب الحلاج ولا تباع، وكان قتله لست بقين من ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة ببغداد).60 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn60)
ابن أبي الفراقيد قتل بسبب ادعائه الألوهية سنة 322ه
قال القاضي عياض: (وكذلك حكموا ـ أي العلماء ـ في ابن أبي الفراقيد وكان على نحو مذهب الحلاج بعد هذا أيام الراضي بالله ـ العباسي المتوفي 329هـ وقاضي قضاة بغداد يومئذ أبو الحسين بن أبي عمر المالكي).61 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn61)
قال محقق الشفا: (هو محمد بن علي بن أبي الفراقيد، شاع أمره في بغداد، وادعى الألوهية، وأنه يحيي الموتى، فطلبه الراضي فهرب سنين، ثم عاد فهجم عليه ابن مقلة وأمسكه فأثبت كفره وكتب عليه القضاة، وأفتوا بقتله، وأحرقت جثته سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة).62 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn62)
ابن أبي عون، وكان على طريقة الحلاج فقتل
قال محقق الشفا: (وتبعه ـ أي ابن أبي الفراقيد ـ على حاله ابن أبي عون صاحب "كتاب التنبيه" فقتل معه).63 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn63)
قتل الأمير عبد الرحمن بن الحكم رحمه الله "لابن أخي عَجَب" لتعرضه بساقط القول وسخيفه للرب جل جلاله
قال القاضي عياض رحمه الله: (وأما من تكلم من سقط وسخف اللفظ ممن لم يضبط كلامه، وأهمل لسانه، بما يقتضي الاستخفاف بعظمة ربه، وجلالة مولاه .. أوتمثل في بعض الأشياء ببعض ما عظم الله من ملكوته، أونزع من الكلام لمخلوق بما لا يليق إلا حق خالقه غير قاصد للكفر والاستخفاف ولا عامد للإلحاد، فإن تكرر هذا منه، وعرف به، دلّ على تلاعبه بدينه، واستخفافه بحرمة ربه، وجهله بعظيم عزته وكبريائه، هذا كفر لا مرية فيه، وكذلك إن كان ما أورده يوجب الاستخفاف والتنقص لربه.
وقد أفتى ابن حبيب64 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn64) وأصْبَغ65 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn65) بن خليل من فقهاء قرطبة بقتل المعروف بابن أخي عَجَب66 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn66)، وكان خرج يوماً فأخذه المطر، فقال: "بدأ الخراز يرش جلوده"67 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn67)، وكان بعض الفقهاء بها .. أبو زيد صاحب الثمانية68 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn68)، وعبد الأعلى بن وهب، وأبان بن عيسى، وقد توقفوا عن سفك دمه، وأشاروا إلى أنه عبث بالقول، ويكفي فيه الأدب، وأفتى بمثله القاضي حينئذ موسى بن زياد، فقال ابن حبيب: دمه في غيض .. أيشتم رباً عبدناه ثم لا ننتصر له؟! إنا إذاً لعبيد سوء، ما نحن له بعابدين؛ وبكى، ورُفِع المجلس إلى الأمير بها عبدالرحمن بن الحكم الأموي، وكانت عَجَب عمة هذا المطلوب من حظاياه، وأعلِم باختلاف الفقهاء69 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn69)، فخرج
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/391)
الإذن من عنده بالأخذ بقول ابن حبيب وصاحبه، وأمر بقتله، فقتل وصلب بحضرة الفقيهين، وعزل القاضي بالمداهنة في هذه القضية، ووبخ بقية الفقهاء وسبهم).70 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn70)
جزى الله الأمير عبد الرحمن بن الحكم ومن قبل الإمامين ابن حبيب وأصبغ على غيرتهما على الدين، وحمايتهما لجناب رب العالمين، ولأخذهما بالعزيمة، وعدم التفاتهما للأقوال الضعيفة، والهفوات، والزلات التي ليس فيها نصر للإسلام، ولا للسفهاء اللئام من الأنام.
قتل ابن الهيثي لكفره واستهانته بآيات الله 626ه
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله وهو يؤرخ لسنة 626ه: (وفي يوم الثلاثاء حادي عشرين ربيع أول ضربت عنق ناصر بن الشرف أبي الفضل بن إسماعيل بن الهيثي بسوق الخيل على كفره واستهانته واستهتاره بآيات الله، وصحبته الزنادقة، كالنجم بن خلكان، والشمس محمد الباجريقي، وابن المعمار البغدادي، وكل فيه انحلال وزندقة مشهور بها بين الناس.
قال الشيخ علم الدين البرزالي: وربما زاد هذا المذكور المضروب العنق عليهم بالكفر والتلاعب بدين الإسلام، والاستهانة بالنبوة والقرآن71 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn71)، قال: وحضر قتله العلماء والأكابر وأعيان الدولة، قال: وكان هذا الرجل في أول امره قد حفظ التنبيه، وكان يقرأ في الختم بصوت حسن، وعنده نباهة وفهم، وكان منزلاً في المدارس والترب، ثم إنه انسلخ من ذلك جميعه، وكان قتله عزاً للإسلام وذلاً للزنادقة وأهل البدع).72 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn72)
قتل الرئيس نميري للزنديق المرتد الصوفي الباطني محمود73 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn73) محمد طه في 1985م
لتركه للصلاة وادعائه الرسالة ثم الألوهية، وفتنته للعامة والدهماء، ونشره الضلال والكفر، وكان أتباعه يعتقدون أنه لن يموت، فقد مات شر مِيتة، وقتل شر قِتلة.
لا فرق بين الرجل والمرأة في إقامة حد الردة
يدعي البعضُ أن حد الردة لا يقام على المرأة، وتمسكوا ببعض النصوص التي وردت عن بعض السلف، وهي خاصة بالكافرة الأصلية، أما من دخلت في الإسلام ولو نفاقاً، ثم انسلخت منه قتلت، وإليك الأدلة:
1. أمره صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة بقتل أربعة نفر وامرأتين، إحداهما مرتدة عن الإسلام وهي سارة مولاة بني عبد المطلب، ولو وُجِدوا متعلقين بأستار الكعبة.
2. ما صح عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن أم ولد لرجل سبَّت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلها، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دمها هدر".
وفي رواية للدارقطني74 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn74) عن ابن عباس: "أن رجلاً أعمى كانت له أم ولد له منها ابنان مثل اللؤلؤتين، فكانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فينهاها فلم تنته، ويزجرها فلم تنزجر، فلما كان ذات ليلة ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم فما صبر سيدها أن قام إلى معول فوضعه في بطنها، ثم اتكأ عليها حتى أنفذه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أشهد أن دمها هدر"، وفي رواية قال لرسول الله: "وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك، فقتلتها".
3. سبَّت امرأة النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقتلها خالد بن الوليد رضي الله عنه.
4. وعن محمد بن المنكدر عن جابر قال: "ارتدت امرأة عن الإسلام فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُعرض عليها الإسلام، فإن قبلت وإلا قتلت؛ فعرضوا عليها الإسلام فأبت إلا أن تقتل فقتلت".75 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn75)
5. وفي رواية عن جابر: "أن امرأة يقال لها أم مروان ارتدت عن الإسلام فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُعرض عليها الإسلام فإن رجعت وإلا قتلت".76 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn76)
6 . وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ارتدت امرأة يوم أحد، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تستتاب فإن تابت وإلا قتلت".77 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn77)
7. قتل أبي بكر الصديق رضي الله عنه لامرأة يقال لها أم قرفة في الردة.
أما ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "لا يُقتل النساء إذا ارتددن"، فضعيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/392)
روى البيهقي بسنده إلى عبد الرحمن بن مهدي معلقاً على حديث ابن عباس هذا، قال: (سألتُ سفيان عن حديث عاصم78 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn78) في المرتدة؟ فقال: أما عن ثقة فلا؛ ثم نقل عن الزهري في المرأة أن تكفر بعد إسلامها قال: تستتاب، فإن تابت وإلا قتلت، وعن إبراهيم النخعي مثل ذلك).
ومن العجيب أن القائلين بعدم قتل المرتدة هم منكرون لجميع الحدود، وداعون لتسوية المرأة بالرجل في الميراث وفي الحقوق السياسية ونحوها، مخالفين بذلك كتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأمة، مما يدل على جهلهم الفاضح وتناقضهم، وأنهم في الحقيقة متبعون لأهوائهم.
أنواع الردة
نواقض الإسلام لا تحصى كثرة، ولكن سنذكر أخطرها، وهي:
1. الشرك الأكبر، وهوأن يتخذ الإنسان مع الله نداً أوشريكاً يصرف إليه شيئاً من العبادة، كالدعاء، والاستغاثة، والذبح، والنذر، واتخاذ الوسائط.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم ويتوكل عليهم كفر إجماعاً).
2. نفي ما أثبته الله ورسوله، أوإثبات ما نفاه الله ورسوله.
3. من ادعى النبوة أوصدَّق من يدعيها، كالإخوان الجمهوريين.
4. التحاكم لغير شرع الله أوالرضا به.
5. السخرية والاستهزاء بالله ورسوله وآياته.
6. من لم يكفِّر الكفار، كاليهود والنصارى والمشركين، أوشكَّ في كفرهم، أوصحَّّح مذاهبهم.
7. تعلم السحر والكهانة والاشتغال بذلك.
8. استحلال ما حرَّم الله أوتحليل ما حرَّم الله.
9. اعتقاد أن بعض المشايخ تُرفع عنهم التكاليف الشرعية.
10. تضليل وتكفير جل الصحابة أوالخلفاء الراشدين.
11. اتهام عائشة بما برَّأها الله منه.
12. السجود لصنم.
13. الاستخفاف بالمصحف، أوالقرآن، أو بنبي من الأنبياء، أومَلَك من الملائكة، أوبأي أمر من الدين.
14. سبُّ الدين.
15. الدعوة إلى توحيد الأديان أوالتقارب بين دين الحق وغيره من الأديان المنسوخة.
16. اعتقاد أن أحداً من الثقلين يمكنه الاستغناء عن شرع محمد صلى الله عليه وسلم.
أقوال أهل العلم في ذلك79 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn79)
1. قال ابن عبد الحكم في المبسوط: "من تنبَّأ قُتل".
2. وقال أبو حنيفة وأصحابه: "من جحد أن الله خالقه أوربه، أوقال: ليس لي رب، فهو مرتد"، كالشيوعيين ونحوهم.
3. وقال مالك في كتاب ابن حبيب ومحمد، وقال ابن القاسم، وابن الماجشون، وابن عبد الحكم، وأصبغ، وسُحنون، فيمن شتم الأنبياء أوأحداً منهم أوتنقصه80 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn80): قتل ولم يستتب، ومن سبهم من أهل الذمة قتل إلا أن يسلم.
4. وفي النوادر عن مالك، فيمن قال: إن جبريل أخطأ81 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn81) بالوحي، وإنما كان النبي علي بن أبي طالب، استتيب فإن تاب وإلا قتل.
5. وقال أبو الحسن القابسي في الذي قال لآخر: "كأنه وجه مالك الغضبان"، لوعرف أنه قصد ذم المَلَك ـ خازن النار عليه السلام ـ قتل.
6. وقال ابن القاسم: من قال إن الله تعالى لم يكلم موسى تكليماً قتل؛ وقاله عبد الرحمن بن مهدي.
7. وقال محمد بن سُحنون فيمن قال: "المعوذتان ليستا من كتاب الله": يضرب عنقه إلا أن يتوب، وكذلك كل من كذَّب بحرف منه.
8. وقال عبد الله بن مسعود: "من كفر بآية من القرآن فقد كفر به كله.
9. روي عن مالك: من سبّ أبا بكر ـ بغير تضليل ولا تكفير ـ جُلد، ومن سبّ عائشة قتل؛ قيل له: لِمَ؟ قال: من رماها فقد خالف القرآن.
10. وقال الفوزان: ومن حكّم القوانين الوضعية بدل الشريعة الإسلامية، يرى أنها أصلح82 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn82) من الشريعة الإسلامية، أواعتنق فكرة الشيوعية، أوالقومية العربية بديلاً عن الإسلام، فلا شك في ردته.
وأنواع الردة كثيرة، مثل من ادّعى علم الغيب، ومثل من لم يكفِّر المشركين أويشك في كفرهم أويصحح ما هم عليه.83 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn83)
11. وقال محمد بن عبد الوهاب، ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل، والجاد، والخائف، إلا المكره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/393)
12. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من لعن أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كمعاوية، وعمرو بن العاص، أومن هو أفضل من هؤلاء كأبي موسى، وأبي هريرة، أومن هو أفضل من هؤلاء كطلحة، والزبير، أوعثمان، أوعلي، أوأبي بكر، أوعمر، أوعائشة، أونحو هؤلاء من الصحابة فإنه يستحق العقوبة البليغة باتفاق المسلمين، وتنازعوا هل يعاقب بالقتل أوما دون ذلك؛ وقد ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا أصحابي"، وعموم الصحبة يندرج فيها كل من رآه مؤمناً به).
نماذج للفرق المعاصرة المرتدة عن الإسلام84 ( http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#_ftn84)
من أمثلة الفرق المرتدة عن الإسلام على سبيل التمثيل لا الحصر ما يأتي:
1.النصيرية
قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية: (هم أكفر من كثير من المشركين، وفيهم من جنس دين البراهيمة، والوثنيين، والملحدين).
2. الماسونية
قال مجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي عنها: (يقرر المجمع الفقهي اعتبار الماسونية من أخطر المنظمات الهدامة على الإسلام والمسلمين، وأن من ينتسب إليها على علم بحقيقتها وأهدافها فهو كافر بالإسلام ومجانب لأهله).
3. الشيوعية
قال عنها مجمع الفقه الإسلامي بالرابطة: ( .. من المُسَلَّم به يقيناً أن الشيوعية منافية للإسلام، وأن اعتناقها كفر بالدين الذي ارتضاه الله لعباده، وهي هدم للمثل الإنسانية، والقيم الأخلاقية، وانحلال للمجتعات البشرية، والشريعة الإسلامية المحمدية التي هي خاتمة الأديان السماوية .. كذا فإن المجلس يوصي الدول والشعوب الإسلامية أن تنتبه إلى وجوب مكافحة هذا الخطر الداهم بالوسائل المختلفة.
والحمد لله فالآن عام 1412هـ انتهى هذا المبدأ الخبيث في عقر داره، وتبرأ منه وحاربه أبناء وأحفاد الذين أسسوه، بعدما جرّ عليهم الفقر والخراب والدمار).
4. البهائية والبابية
جاء في قرار المجمع الفقهي بمكة المكرمة عن البهائية والبابية: (أن البهائية دين جديد مخترع قام على أساس البابية التي هي أيضاً دين جديد مخترع.
يقرر المجمع الفقهي بالإجماع خروج البهائية والبابية عن شريعة الإسلام، واعتبارها حرباً عليه، وكفر أتباعها كفراً بواحاً سافراً لا تأويل فيه، وإن المجمع ليحذر المسلمين في جميع بقاع الأرض من هذه الفئة المجرمة الكافرة، ويهيب بهم أن يقاوموها، ويأخذوا حذرهم منها، لا سيما أنه قد ثبت مساندة الدول الاستعمارية لها لتمزيق الإسلام والمسلمين، والله الموفق).
5. القاديانية ـ الأحمدية
جاء في قرار المجمع الفقهي بمكة المكرمة عن القاديانية ـ الأحمدية: (قرر المجلس بالإجماع اعتبار العقيدة القاديانية ـ المسماة أيضاً بالأحمدية ـ عقيدة خارجة عن الإسلام خروجاً كاملاً، وأن معتنقيها كفار مرتدون عن الإسلام، وإن تظاهر أهلها بالإسلام، وإنما هو للتضليل والخداع، ويعلن المجلس الفقهي أنه يجب على المسلمين حكومات وعلماء وكتاباً ومفكرين ودعاة وغيرهم مكافحة هذه النحلة الضالة وأهلها في كل مكان من العالم، وبالله التوفيق.
6. الأخوان الجمهوريون
وهم أتباع الزنديق الصوفي الباطني السوداني المرتد المقتول محمود "مذموم" محمد طه، الذي ادعى الرسالة ثم الألوهية، وزعم أن الصلاة رفعت عنه، والذي حكم العلماء في السودان بكفره وردته، وقتل في عهد الرئيس نميري، جزاه الله خيراً على ذلك.
لقد رحل كثير من أتباعه إلى أمريكا وكندا، واحتضنهم الكفار، وقاموا بترجمة كفرياته في أمريكا وكندا مكافأة له على تحريفه لدين الله وتضليله لفئة من أبناء المسلمين، وانتحل بعض اتباعه الشيوعية ووجدوا فرصة في الإعلام السوداني، وما فتئ الجميع يعمل على تحريف الدين والتدليس والتضليل والخداع على السذج من الناس.
& atilde; (http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm# بداية الصفحة)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[03 - 02 - 08, 01:59 ص]ـ
أسباب الوقوع في الردة
أسباب الوقوع في الردة كثيرة، ولكن أهمها ما يأتي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/394)
1. الجهل بدين الإسلام، فمن جهل شيئاً عاداه، يكاد أن يكون هذا السبب الرئيس لارتداد المرتدين ورجوعهم عن الإسلام، ومن يطلع على مقالاتهم وأقوالهم يتضح له جهل هؤلاء بالإسلام جهلاً فاضحاً، إذ لا يعرفون عن القرآن إلا رسمه، ولا عن الإسلام إلا اسمه، والشبهات التي أثارها أعداء الدين من المستشرقين وتلاميذهم من المنتسبين إلى الإسلام.
2. ردود الأفعال: الدافع لكثير من المرتدين عن الإسلام هو عبارة عن ردة فعل للبيئات والظروف التي عاشوا وتربوا فيها، ولبعض الممارسات الخاطئة والتصرفات المشينة التي لامسوها، والتي لا يقرها الإسلام، نحو الممارسات الشركية والعقائد الخرافية، وكثير من مظاهر الشعوذة والدجل.
3. تأثير الفكر الإرجائي عبر العقيدة الأشعرية والماتريدية التي تدرس في كثير من المعاهد والمدارس والجامعات الإسلامية، الذي تولد كردة فعل للغلو والخروج في بداية الأمر، من غير انتساب إلى هذه المذاهب.
إذ الإيمان عند بعض طوائف المرجئة عبارة عن النطق بالشهادتين، وعند بعضهم عبارة عن المعرفة، ولا يدخلون الأعمال في مسمى الإيمان، مما أعطى الفرصة لكثير من المنافقين المتظاهرين بالإسلام أن يعيثوا في الأرض الفساد، حيث جعلوا التلفظ بالشهادتين عبارة عن جواز سفر لترك الواجبات واقتراف المحرمات، إذ لا يكون الشخص مرتداً في شرع هؤلاء إلا إذا كان مكذباً جاحداً، أما الاستهزاء بالله، ودينه، ورسوله، والسجود إلى الصنم، والطواف بالقبور، والاستغاثة بالأموات، والتحاكم إلى الطواغيت، فليس من أسباب الردة، إذ الردة لا تقع بقول ولا عمل.
وثمة شيء آخر كان سبباً في ارتداد البعض عن الإسلام، وهو التوسع في التأويل غير المستساغ الذي تميزت به العقيدتان الأشعرية والماتريدية، حيث وجد المتفلتون عن الإسلام في ذلك بغيتهم، حيث قسموا المسلمين إلى مدرستين، مدرسة الحَرْفيين أو النصوصيين المتحجرين الذين لا يجاوزون النصوص الشرعية، ومدرسة المستنيرين ـ في زعمهم ـ الذين اكتفوا من الإسلام بروحه ومزاجه، ومعلوم في شرع الله أن التأويل منه ما هو محمود وهو الذي يقوم على الدليل، ومنه ما هو مذموم محرم وهو الذي يعتمد على الهوى.
4. التحاكم إلى القوانين الوضعية، وتنحية القوانين والأحكام الشرعية مكَّن كثيراً من المتظاهرين بالإسلام من إعلان ردتهم وزندقتهم والتبجح بها، وأمنهم من إقامة حد الردة عليهم، أوتعزيرهم وتأديبهم جعلهم لا يترددون فيما يريدون قوله أوفعله أواعتقاده، "فمن أمِنَ العقوبة أساء الأدب".
5. التسيب الفكري، فقد اختلت المفاهيم وتغيرت الموازين، وضعف الوازع الديني.
6. تقليد الكفار والتشبه بهم وبدينهم، فطالما أن الكفار نبذوا الدين وحصروه في الذهاب إلى الكنيسة ساعة يوم الأحد للاستماع للموسيقى، وقد نتج عن ذلك تقدمهم الحضاري والعسكري، فما بالنا نحن متمسكون بديننا مطالبون بتحكيمه في كل مناحي الحياة؟!
7. تقصير العلماء في القيام بدورهم في توعية المسلمين وتبصيرهم بأمر دينهم، ومنافقتهم الناس فيما يعتقدون ويمارسون، من أقوى أسباب تفشي ظاهرة الارتداد عن دين الله.
8. الفتاوى الانهزامية التي تصدر من بعض المنتسبين إلى العلم من العصرانيين وغيرهم.
9. التشبث بالزلات والهفوات التي صدرت أونسبت لبعض أهل العلم، ومعلوم أن من تتبع زلات العلماء وهفواتهم تزندق أوكاد، وتجمع فيه الشر كله.
10. توهم البعض واستغلال أهل الأهواء للدعوى الباطلة، وهي أن أحاديث الآحاد لا يعمل بها في العقائد والأحكام
تقسيم الأحاديث إلى متواتر وآحادي تقسيم حادث، وهو نتيجة خبيثة وأثر سيئ لعلم الكلام، وما تبع ذلك من أن أحاديث الآحاد ظنية الثبوت ولهذا لا يعمل بها في العقائد والأحكام، وقد رد على هذه الشبهة القذرة الأئمة الكبار أمثال الشافعي في "الرسالة" وابن حزم في "الإحكام لأصول الأحكام"، حتى أصبحت هذه المسالة هي الفارق بين السُّنِّي والبدعي.
فكل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حجة بنفسه من غير قيد ولا شرط: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"، ويفيد العلم والعمل في العقائد، والأحكام، والعبادات، والسلوك، والآداب سواء، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/395)
ويكفي في رد هذه الشبهة القذرة أن حديث: "إنما الأعمال بالنيات" الذي يعتبر ثلث الدين حديث آحاد، مشهور، عزيز، إذ لم يروه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن عمر ولا عن راويه عن عمر إلا واحد، فلماذا يقبله أهل الأهواء المتزيين بالإسلام، وينكرون حدَّ الردة، ورجمَ الزاني المحصن، وكلها أحاديث آحاد؟ لولا مرض القلوب.
& atilde;
حكم من أباح الردة وأنكر حدها
من أباح الردة وأنكر حدها فهو كافر مُهدَر الدم ما لم يتب عن ذلك ويراجع الإسلام، لأن ذلك إنكار لما هو معلوم من الدين ضرورة، وطعن وتشكيك في الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، والحكام الغيورين الذين حكموا بردة المرتدين، وأقاموا عليهم حدها.
يتشبث المبيحون للردة الداعون لإنكار حدها ببعض الزلات والهفوات، نحو ما نسب للشيخ شلتوت رحمه الله أنه قال: (يتغير وجه النظر في المسألة إذا لوحظ أن كثيراً من العلماء يرى أن الحدود لا تثبت بأحاديث الآحاد، وأن الكفر نفسه ليس مبيحاً للدم، وإنما المبيح للدم هو محاربة المسلمين والعدوان عليهم، ومحاولة فتنتهم عن دينهم، وأن ظواهر القرآن في صمته عن عقوبة المرتد تؤيد هذا)، مما يدل على خطورة الزلات والهفوات وتلقف أهل الأهواء لها.
يردُّ هذا الزعم الباطل قتل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لتلك الطائفة المخذولة من الرافضة وحرقه لهم، الذين لم يحاربوا علياً ولم يخرجوا عليه، بل ألّهوه، فالمرتد مفارق لجماعة المسلمين ومحارب لهم ولعقيدتهم.
وإذا لم يكن الكفر بعد الإيمان مبيحاً للدم فما الذي يبيح الدم ياترى؟! إذا كان الراجع عن الماسونية والشيوعية ونحوهما، وهي فرق كافرة، يُقتل أويُضيَّق عليه، وقد يكون رجوعه إلى الحق، إلى الإسلام، وكذلك التارك لجماعة من الجماعات الإسلامية يُهجر، ويُضيَّق عليه، ويوصف بالخيانة والخروج والعمالة، وقد يكون محقاً في خروجه وتمرده على التسلط والجبروت والمخالفات الشرعية، فكيف بالراجع عن الإسلام، وهو الدين الخاتم لجميع الأديان؟ فمالِ هؤلاء القوم لا يستحون؟!
السنة حجة بنفسها، فقد حرمت السنة الجمع بين المرأة وعمتها أوخالتها، ونهت عن الوصية للوارث، ومنعت كذلك أن يرث المسلمُ الكافرَ والكافرُ المسلمَ.
وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم لها شقان؛ البلاغ والبيان، فهو المبيِّن لمراد الله عز وجل، ولهذا يقول بعض العلماء: "القرآن أحوج إلى السنة"، لأن السنة مبينة لكثير مما أجمل في كتاب الله عز وجل.
وهب أن مسألة قتل المرتد ليس فيها نص، فهل نترك فعل أبي بكر، وعمر، وعلي، ومعاذ، وأبي موسى رضي الله عنهم، وقول أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وغيرهم من الأئمة رحمهم الله لهذه الزلات والهفوات، ولما تهواه نفوس المنافقين وأعداء الملة والدين؟!
وأخيراً أرجو من دعاة إباحة الردة وإنكار حدها والداعين لتوحيد الأديان أن يراجعوا إسلامهم قبل أن تبلغ الروح الحلقوم، ويُحال بينهم وبين ما يشتهون، وإلا فليعلموا أنهم لن يضرُّوا الله شيئاً، ومن إخواني المسلمين أن ينتبهوا لخطورة المنافقين من الشيوعيين، والجمهوريين، والقوميين، والمتزيين بالدين، وغيرهم، (فإن بلية الإسلام بالمنافين شديدة جداً، لأنهم منتسبون إليه، وهم أعداؤه في الحقيقة، يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وصلاح، وهو غاية الجهل والفساد.
فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه؟ وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه، وكم من عَلَم له قد طمسوه؟ وكم من لواء له مرفوع قد وضعوه؟ وكم ضربوا بمعاول الشبه85 في أصول غراسه ليقلعوها، فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية، يزعمون أنهم بذلك مصلحون، ألا إنهم المفسدون ولكن لا يشعرون).86
لذلك حذر القرآن من المنافقين وبين صفاتهم: (فكان الحديث عن النفاق والمنافقين في القرآن في سبع عشرة سورة مدنية من ثلاثين سورة، واستغرق ذلك قرابة ثلاثمائة وأربعين آية، حتى قال ابن القيم رحمه الله: "كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم").87
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/396)
ومن إخواني الصحفيين الإسلاميين، السودانيين وغيرالسودانيين، أمثال الاستاذ صادق عبد الله عبدالماجد، والدكتور الطيب زين العابدين، والأستاذ موسى يعقوب، والدكتور حسن مكي، والاستاذ مهدي البوني، والأستاذ علي إسماعيل العتباني، والأستاذ محجوب عروة، والأستاذ محمد أحمد شاموق، والأستاذ عادل الباز، والأستاذ عثمان ميرغني، والأستاذ حسين خوجلي، والأستاذ محمد طه محمد أحمد، وغيرهم ممن لم أذكر، أن يقوموا بواجبهم خير قيام، فهم على ثغرة، والحذر كل الحذر أن يؤتى الإسلام من قبلهم، وعليهم أن يدعوا الحياد الذي تميزت به كتاباتهم، فالمسلم لا يليق به أن يكون محايداً أومستقلاً، وفي الحقيقة "مُسْتَغَلاً"، بينما نجد مِلل العلمانيين متحدة متضافرة جهودها، على الرغم من أنها لا يجمعها شيء سوى محاربة الإسلام والكيد له، وليعلموا أنهم لن تزول أقدامهم عن الصراط حتى يُسألوا عن تفريطهم في هذا الجانب الذي تعين عليهم، ولا يُمكّن منه غيرُهم.
من العجيب أن يتشاغل هؤلاء الإخوة بالدفاع عن الديمقراطية ـ صنم العصر ـ، والمحاماة عن الشيوعيين والعلمانيين، والتحليلات السياسية، والهنات العادية، ومدح بعض أهل الأهواء والمبتدعة88، ويتخلوا عن الدفاع عن الدين، وقد أصيب في عقر داره!!
ولا يفوتني في هذا المقام أن أتوجه بالشكر الجزيل وبالدعاء الكثير للأخ الأستاذ إسحاق فضل الله لقيامه بالواجب خير قيام، ولثباته على المبادئ، وتفرده، وعدم مجاملته لمن تعتبر مجاملتهم مداهنة ونفاق، نسأل الله أن يوفقه ويزيده من فضله، وأن يثبت أجره ويبارك فيما يكتب، كما أرجو من إخواننا المسؤولين أن يراقبوا ما يدور في الصحف من كفريات وضلالات.
اللهم إنا نشكو إليك ضعف التقيَّ واستكانته، وجلد الفاجر وجرأته، واللهَ أسألُ أن يؤلف بين قلوب المسلمين، وأن يهديهم سبل الرشاد، وأن يهيئ للأمة الإسلامية أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعصية، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلىآله وصحبه أجمعين.
& atilde;
المراجع
البداية والنهاية للحافظ ابن كثير.
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
الرد القويم للأمين الحاج.
سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي.
الشفا بتعريف أحوال المصطفى للقاضي عياض.
فتح الباري للحافظ ابن حجر.
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
مقالات في عقيدة أهل السنة للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف.
الملخص الفقهي للشيخ الفوزان.
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم للحافظ ابن حجر.
نيل المآرب في تهذيب شرح عمدة الطالب، ومعه الاختيارات الجلية في المسائل الخلافية ـ تهذيب الشيخ عبد الله البسَّام.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=52244
ـ[إياد أبو ربيع]ــــــــ[03 - 02 - 08, 03:05 ص]ـ
أخي عبد الله بن خميس
أرجوك لا تتسرع في الحكم على الأشخاص
فكلنا مسلمون، لكن ما عرضته في هذا الملتقى، لا يدعو إلى حد الطعن فيّ ..
نحن هنا لنتناقش ونتحاور لا لنتساجل ونتعارك أو لنكفّر بعض
فأرجوك بارك الله فيّ وفيك ..
أن تتأمل ما أقول .......
1 - المرتد يُقتل نعم، لكن ليس كل مرتد، بل المفسد الذي يقتل مسلمًا، أو يكشف سرا من أسرار المسلمين، أو يخذل هذا الدين.
2 - المرتد كافر وهذا لا شك فيه.
3 - الكافر لا يُقتل بمجرد كفرته، بل يُقتل لمحاربته الإسلام والمسلمين.
4 - لا يوجد دليل في القرآن الكريم يقطع بأن يٌقتل المرتد. بل رتّب على المرتد العذاب الأليم في الآخرة، بالخلود في النار.
5 - استتابة المرتد، هي من باب الحرص عليه ورد شبهاته، فهي من باب الموعظة الحسنة.
6 - المرتد كافر، تنطبق عليه أحكام الكفار، لكن دون قتله، كالكافر غير المحارب. فالكافر المحارب والمرتد المفسد هم من يُقتلوا بعد الاستتابة.
7 - تقسيم الردة إلى نوعين: مخففة، ومغلظة، تقسيم بلا طائل ولا فائدة، طالما أنهما يقتلان. بل تقسيم الردة إلى نوعين: مرتد مفسد يُقتل، ومرتد غير مفسد لا يُقتل هو الأولى.
8 - الأحاديث التي تدل على قتله صلى الله عليه وسلم للمرتدين لها مناسبتها وملابساتها.
أ فالخطل كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم وهذا نوع من التحريض على النبي ودعوته، وهذا باب كبير من الإفساد.
ب- حديث من بدل دينه .. حديث مخصوص بالمرتد المفسد المحارب.
ج- حديث لا يحل دم امرئ .. التارك لدينه المفارق للجماعة .. المقصود المرتد المحارب المفسد بمنطوق الحديث.
د- قتال الخلفاء للمرتدين إنما بسبب محاربة المرتدين للإسلام والمسلمين، لا لمجرد ردتهم ..
هـ- أما مسألة قتل علي للنصراني الذي أسلم ثم ارتد فهي بحاجة إلى تخريج، وحتى إن ثبتت فهي اجتهاد منه كما فعل بالزنادقة بأن حرقهم، واجتهاده غير ملزم.
والله الموفق
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - 02 - 08, 07:27 ص]ـ
اخي الكريم تقول حديث من بدل دينه .. حديث مخصوص بالمرتد المفسد المحارب
اذكر من خصصه من علماء الامة السابقين ولاتجادل بعد وضوح الادلة وتلوي اعناق النصوص لتوافق رايك
فالاخ الكريم عبدالله بن خميس ذكر لك من النصوص مافيه الكفاية ان اردت الحق هداك الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/397)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[03 - 02 - 08, 07:30 ص]ـ
أخي عبد الله بن خميس
أرجوك لا تتسرع في الحكم على الأشخاص
فكلنا مسلمون، لكن ما عرضته في هذا الملتقى، لا يدعو إلى حد الطعن فيّ ..
نحن هنا لنتناقش ونتحاور لا لنتساجل ونتعارك أو لنكفّر بعض
فأرجوك بارك الله فيّ وفيك ..
أن تتأمل ما أقول .......
1 - المرتد يُقتل نعم، لكن ليس كل مرتد، بل المفسد الذي يقتل مسلمًا، أو يكشف سرا من أسرار المسلمين، أو يخذل هذا الدين.
2 - المرتد كافر وهذا لا شك فيه.
3 - الكافر لا يُقتل بمجرد كفرته، بل يُقتل لمحاربته الإسلام والمسلمين.
4 - لا يوجد دليل في القرآن الكريم يقطع بأن يٌقتل المرتد. بل رتّب على المرتد العذاب الأليم في الآخرة، بالخلود في النار.
5 - استتابة المرتد، هي من باب الحرص عليه ورد شبهاته، فهي من باب الموعظة الحسنة.
6 - المرتد كافر، تنطبق عليه أحكام الكفار، لكن دون قتله، كالكافر غير المحارب. فالكافر المحارب والمرتد المفسد هم من يُقتلوا بعد الاستتابة.
7 - تقسيم الردة إلى نوعين: مخففة، ومغلظة، تقسيم بلا طائل ولا فائدة، طالما أنهما يقتلان. بل تقسيم الردة إلى نوعين: مرتد مفسد يُقتل، ومرتد غير مفسد لا يُقتل هو الأولى.
8 - الأحاديث التي تدل على قتله صلى الله عليه وسلم للمرتدين لها مناسبتها وملابساتها.
أ فالخطل كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم وهذا نوع من التحريض على النبي ودعوته، وهذا باب كبير من الإفساد.
ب- حديث من بدل دينه .. حديث مخصوص بالمرتد المفسد المحارب.
ج- حديث لا يحل دم امرئ .. التارك لدينه المفارق للجماعة .. المقصود المرتد المحارب المفسد بمنطوق الحديث.
د- قتال الخلفاء للمرتدين إنما بسبب محاربة المرتدين للإسلام والمسلمين، لا لمجرد ردتهم ..
هـ- أما مسألة قتل علي للنصراني الذي أسلم ثم ارتد فهي بحاجة إلى تخريج، وحتى إن ثبتت فهي اجتهاد منه كما فعل بالزنادقة بأن حرقهم، واجتهاده غير ملزم.
والله الموفق
ما شاء الله أحكام من رأسك!!! يعني أنت ما تعتد بالرجوع لعلماء المسلمين وتجيب أحكام من دماغك!!!! كلامك مردود عليك وما فيه علماء مسلمين قالوا بنفس كلامك إلا الزنادقة والعلمانيين وأشباههم @@@@@@
فلا تتبع الزنادقة واتبع المسلمين إن كنت تريد الخير لنفسك؟؟؟؟؟
مين سبقك للهراء اللي قاعد تقرره!!!!
جيب لي واحد فقط يسمى عالم قال إن حديث (من بدل دينه فاقتلوه) خاص!!! قبل حضرتك طبعا؟؟؟
لاتتكلم في الدين في شي ما حد سبقك له من أهل العلم
قال ابن فرحون في كتابه تبصرة الحكام في باب
حكم الردة قال: قال المتيطي وأجمع أهل العلم فيما علمت أن المسلم إذا ارتد أنه يستتاب ثلاثا فإن تاب وإلا قتل اهـ
قال ابن قدامة: (وأجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتد)
ـ[إياد أبو ربيع]ــــــــ[03 - 02 - 08, 07:53 ص]ـ
كثيرا ما هم من شاكلتك ..
يطبلون لكل قديم ..
ويستهجنون كل مبدع جديد ..
تقول جيب لي عالم واحد قال بهذا الكلام ..
لا تأتي بقول لم يأت به عالم سابق ..
بأمثالك وُئد الدين ..
سامحك الله ...
ترد اجتهادي .. لا لشيء إلا أنه محدث جديد ..
ولم تسمع قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: "رب حامل فقه إلى من هو افقه منه".
إليك يا أخي فقد سمعت وقرأت عالمًا من علماء المسلمين يقول بعدم قتل المرتد الذي لا يدعو إلى ردته ...
وذاك العالم هو الشيخ العلامة ييوسف القرضاوي ..
وأما تخصيص الحديث فهذا تطبيق لمنهج انتهجته في دراستي الجامعية وهو رد الحديث الصحيح وقراءته في ضوء القرآن الكريم ..
فيا أخي الحبيب ..
هل في هذا المنهج خطأ .. لأصوبه ..
فالذي نفسي بيده إني أريد الحق .. فلا تلحقني بالزنادقة .. وخفف قذف بالمجانيق إياي ..
ولكني أسألك بالله أن توصب منهجي إن أردت لي هداية وخيرا ..
وبارك الله فيك
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[03 - 02 - 08, 10:17 ص]ـ
وذاك العالم هو الشيخ العلامة ييوسف القرضاوي ..
الأخ يطلب منك عالما من علماء المسلمين من السلف أما بعض المعاصرين فالناس يختلفون حول أمرهم ولايؤمن عليهم الفتنة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=594113
ومن عجيب أمرك أنك ترى المطالبة بمن سبقك _ إلى هذا التلاعب بأحكام الدين _ من وئد الدين!
حسبك من شر سماعه، فكيف إذا أبصرت من يأتي ليجادل عنه.
والعجيب أنك لم تكتف برمي أقوال العلماء حتى وصلت إلى فعل علي رضي الله عنه ورددته بأنه اجتهاد منه لا يُلزمك
ما هذا؟!
أجمع أهل العلم على أن المُرتدَّ يُقتل، وهذه نقول عن بعضهم حتى لا يطول الكلام.
قَالَ الإمام الشَّافعي رَحِمَهُ اللهُ في الأمِّ: ومتى أقام على الكفر في أيِّ هذه الأحوال كان، وإلى أيِّ هذه الأديان صار؛ استتيب، فإن أظهر التَّوبة حكم له حكم الإسلام، وإن امتنع منها وأقام على الكفر، قُتِل مكانه ساعة يأبى إظهار الإيمان.
وقَالَ الإمام التِّرمذي في جامعه بعد أن ساق رواية ابن عبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ((مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ)): وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ فِي الْمُرْتَدِّ.
وقَالَ الإمام ابن عبد البَرِّ رَحِمَهُ اللهُ في التمهيد: وفقه الحديث أن من ارتدَّ عن دينه حلَّ دمه، وضُربتْ عُنُقُه، والأمَّة مجتمعة على ذلك.
وقال الإمام البغوي في شرح السُّنَّة: والعمل على هَذَا عند أهل العلم أنَّ المسلم إذا ارتدَّ عن دينه يُقْتَل.
وقال ابن قدامة في المغني: وَأَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى وُجُوبِ قَتْلِ الْمُرْتَدِّ.
واستمع إلى كلام الشيخ محمد المنجد حفظه الله عن السويدان الذي عرض حد الردة للتصويت
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=117439&highlight=%C7%E1%D3%E6%ED%CF%C7%E4
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/398)
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[03 - 02 - 08, 02:43 م]ـ
الأخ إياد أبو ربيع ..
ألهمني الله وإيَّاك الهداية والسداد في القول والعمل ..
دعني أناقشك - إن رُمتَ حقّاً - حولَ مسائلَ مشكلة أرى أنَّك من قِبَلِها أُتيتَ؛ لا من قبل نيتك - إن شاء الله -؛ لكن: كم من مريدٍ للخير لم يُصبه؟!
يظهر - والله أعلم - عدم تحقيقك لمسائل جوهريَّة ينبني عليها أصل العلم والتفقّه .. إذا لم تحقِّقها أصبحَ علمُك حيص بيص وشذَرَ مذرَ؛ فتدارك الأمرَ - نفع اللهُ بك - ..
وأعني بذلك الأبواب الأصوليَّة، وعلى رأسها: " بابُ الإجماع "
لا تؤاخذني إن قلتُ: من يقولُ هذا الكلام لا ينبغي له أبداً أن يحول حول هذه المسائل؛ لكِبَرِها عليه! - وليس في هذا تسفيهٌ بل فيه حثٌّ للتعلّم! - حيثُ قلتَ:
يطبِّلُون لكل قديم ..
ويستهجنون كل مبدع جديد ..
تقول جيب لي عالم واحد قال بهذا الكلام ..
لا تأتي بقول لم يأت به عالم سابق ..
بأمثالك وُئد الدين ..
سامحك الله ...
ترد اجتهادي .. لا لشيء إلا أنه محدث جديد ..
ولم تسمع قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: "رب حامل فقه إلى من هو افقه منه".
عفا الله عنك .. أصلٌ من أصول المسلمين، وهو الإجماع تتحدثُ عنه بهذه الطريقة؟
وتستهجن القديم الذي حقيقته: {ويتَّبع غير سبيل المؤمنين}
وتصبو للجديد الذي حقيقته: (وإيَّاكم ومحدثات الأمور)
وتقول: احتهادي .. ؟!!
ثمَّ تقول: بمثلك وُئدَ الدِّين؟!!
أبّشِّركَ؛ فالدينُ لم ولن يكون في يومٍ ما طفلاً برئياً وديعاً يقتله رجلٌ فاجرٌ؛ فهو محفوظٌ إلى أن يرثَ اللهُ الأرضَ ومن عليها فـ (لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي على الحقِّ ظاهرين لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم ... ) ..
فأحذِّرُ نفسي وإيَّاك أن نخذلهم، أو أن نخالفهم؛ فذلك لا يضرُّهم ..
وأوَّلُ الضَّارين بهم من يتجنَّى عليهم!
وتقول - أصلحَ الله الجميع -:
ترد اجتهادي .. لا لشيء إلا أنه محدث جديد ..
أقول سبحان الله!
وهل تخفى هذه المسألة - أعني ردَّ الاجتهاد المحدث إذا خالف إجماعاً معقوداً - على طالب علمٍ صغيرٍ، يحملُ بين يديه متنَ الورقات؛ ليذهبِ إلى درسٍ لأحد طلاب العلم؛ لا لعالمٍ نحرير؟!!
فضلاً عن أن يكون كاتباً في المنتديات، ويناقشُ مسألةً كبيرةً .. ؟!
لن أناقشك في مقولتك التي كتبتها؛ فو الله لا أشك - ليس علماً للغيب ولكنَّ كلامَك دليلٌ لا قرينة فحسب - أنَّك تحتاج لدراسة مبادئ الأصول، وحينها توجَّه لأي منتدى لتسألَ عمَّا أشكل عليك، ولازم العلماء الربَّانيين، وخذ من حيثُ أخذوا .. ودع عنك مناطحةِ الكبار؛ فقرونُك لا تقوى!
وتسَلِّي نفسك بحديثِ رسول الله؛ فتقول:
ولم تسمع قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: "رب حامل فقه إلى من هو افقه منه".
هل تفهم من ذلك أنَّ الله سيبعثُك؛ لتكونَ أفقهَ من الشافعي وأحمد والترمذي وابن عبد البر والخطابي والبغوي وابن قدامة وابن تيمة ....... ؟!
خاصَّة فيما أجمع عليه علماء الأمَّة .. !
[ولا بدَّ أن تعلم وأنت تستصحبُ القراءة الآن أنني لا أحمل عصاً تأديبيَّة؛ لكنَّك جازفتَ - عفا الله عن الجميع؛ فبعضُ الشدَّةِ نافعةٌ - فهذه شُدَّةُ راجٍ للخير لك!]
أمَّا هذه الفاقرة:
وأما تخصيص الحديث فهذا تطبيق لمنهج انتهجته في دراستي الجامعية وهو رد الحديث الصحيح وقراءته في ضوء القرآن الكريم ..
فيا ليتَ شعري!!
لن أناقشِكَ فيها أبداً؛ لكنني أنصحُك - حبّاً واللهِ - أن تتجه للعلماء الربَّانيين، وتتفقه في علوم الإسلام على قانونِ سلفِ الأمَّة؛ فإن أبيتَ؛ فدونك صحيح البخاري اقرأه كيف شئتَ وضعِّف ما شئتَ إذا عارضت هذه الأحاديث ذوقك القرآنيّ - عفواً - تفسيرك للقرآن!!
وحينها:
لا تسلْ كيف ستمضي ** في البرايا من جديد؟
وتعيدُ المجدَ حقّاً ** وتناضلْ وتُعِيد!
لكن تذكَّر!
[وإنَّ الاجماعَ لأصلٌ متَّبعْ ** في كُلِّ حينٍ وبحيثُ ما وقع]
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - 02 - 08, 03:07 م]ـ
اخي الكريم اجمعت الامة قبل ان يولد القرضاوي على قتل المرتد عملا بالنصوص الثابتة في السنة
وعملا باقوال الصحابة كماذكرها الاخوة الكرام وانه يستتاب من ردته والايقتل
ومنهجك الذي درسته خاطي لانك اماتلتزمه كليا اوتاخذبه احيانا وتتركه احيانا وكلاهما خطير لانه يؤدي الى انكار السنة الثابته وهي وحي من الله فاين في القران الصلوات انها خمس مفروضة وبعضها سرية وبعضها جهريةواين في القران غسل اعضاء الوضوء ثلاثاو اين رمي الجمار في القران واين في القران الطواف بالكعبة وبالصفا والمروة سبعة اشواط في الحج والعمرة
وممايبين خطا منهجك هذا هذا الحديث
عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله: ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه،وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله .. ))
خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4604
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/399)
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[03 - 02 - 08, 05:03 م]ـ
الأخ إياد أبو ربيع ..
اتق الله
اتق الله
اتق الله
وبإذن الله سوف تعرف الحق والحق واضح مثل الشمس
بارك الله في الاخوة
عندي سؤال
بخصوص نساء المرتدين
هل يسبون ام لا؟
وما صحة سبي الخليفة الراشد ابي بكر رضي الله عنه لنساء المرتدين؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - 02 - 08, 05:30 م]ـ
جواب على سؤالك اخي الكريم نايف
وسئل ابن تيمية رحمه الله
عن طائفة من رعية البلاد كانوا يرون مذهب النصيرية ثم أجمعوا على رجل واختلفت أقوالهم فيه. فمنهم من يزعم أنه إله ومنهم من يزعم أنه نبي مرسل ومنهم من ادعى أنه محمد بن الحسن - يعنون المهدي - وأمروا من وجده بالسجود له وأعلنوا بالكفر بذلك وسب الصحابة وأظهروا الخروج عن الطاعة وعزموا على المحاربة. فهل يجب قتالهم وقتل مقاتلتهم؟ وهل تباح ذراريهم وأموالهم أم لا؟
الحاشية رقم: 1
فأجاب: الحمد لله. هؤلاء يجب قتالهم ما داموا ممتنعين حتى يلتزموا شرائع الإسلام ; فإن النصيرية من أعظم الناس كفرا بدون اتباعهم لمثل هذا الدجال فكيف إذا اتبعوا مثل هذا الدجال. وهم مرتدون من أسوأ الناس ردة: تقتل مقاتلتهم وتغنم أموالهم. وسبي الذرية فيه نزاع ; لكن أكثر العلماء على أنه تسبى الصغار من أولاد المرتدين وهذا هو الذي دلت عليه سيرة الصديق في قتال المرتدين. وكذلك قد تنازع العلماء في استرقاق المرتد: فطائفة تقول: إنها تسترق كقول أبي حنيفة. وطائفة تقول لا تسترق كقول الشافعي وأحمد. والمعروف عن الصحابة هو الأول وأنه تسترق منه المرتدات نساء المرتدين ; فإن الحنفية التي تسرى بها علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أم ابنه محمد بن الحنفية
من سبي بني حنيفة المرتدين الذين قاتلهم أبو بكر الصديق - رضي الله عنه. والله أعلم.
ـ[حجر]ــــــــ[04 - 02 - 08, 09:07 ص]ـ
الإخوة الكرام الرادين على الأخ إياد: أدلتكم تغني عن التشنج في محاورته، وهو متأول، والأصل في المسلم سلامة القصد وحسن النية، وما كان الرفق في شيء إلا زانه .. ، واستحضروا أن المكتوب يقرأه غير إياد حفظكم الله ورعاكم وسدد على الخير خطاكم.
الأخ الكريم إياد، من ارتد فما الذي يدعوه إلى إعلان ردته؟ ألا يسعه كتمانها فيسلم من إراقة دمه؟ الذي يظهر أن إعلان الردة لا وجه له إلا الطعن في الإسلام وفتنة أهله على طريقة {آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون}، وهذا من أعظم الإفساد في الأرض، وبهذا ينحل الإشكال لديك من أصله؛ لأنك سلمت بأن المرتد المفسد يُقتل.
لكن يبقى إشكالات سمعتها من البعض أرجو من الإخوة الفضلاء حلها، منها أن حد الردة قد يضطر الزائغين إلى النفاق، والنفاق أضر على الأمة، خصوصا إذا كان جماعيا.
وإشكال آخر، وهو أن المرتد يكون أحيانا حديث عهد بكفر أصلا، ولم يكن يدري قبل إسلامه بحد المرتد، وقد يأتيه من يشبه عليه ويغير قناعته الهشة أصلا بالإسلام، ومعلوم أن القناعة الباطنة أمر غير إرادي، وفي هذا ما قد يقتضي التفريق بين من ولد في الإسلام أو دخل فيه دخول عقد ورسوخ، وبين من دخله بادي الرأي غير مدرك أنه عقد يترتب على نقضه سفك دمه.
وإشكال ثالث وهو أن إعلان حد الردة للمدعوين للإسلام قد يكون مزعجا منفرا لهم، خصوصا في هذا الزمان الذي تشبع العالم فيه بتشويه الإسلام، كما أن كتمانه عنهم يترتب عليه الإشكال السابق.
أرجو من الإخوة جميعا الإفادة والله الموفق.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[04 - 02 - 08, 09:46 ص]ـ
الإخوة الكرام الرادين على الأخ إياد: أدلتكم تغني عن التشنج في محاورته، وهو متأول، والأصل في المسلم سلامة القصد وحسن النية، وما كان الرفق في شيء إلا زانه .. ، واستحضروا أن المكتوب يقرأه غير إياد حفظكم الله ورعاكم وسدد على الخير خطاكم.
الأخ الكريم إياد، من ارتد فما الذي يدعوه إلى إعلان ردته؟ ألا يسعه كتمانها فيسلم من إراقة دمه؟ الذي يظهر أن إعلان الردة لا وجه له إلا الطعن في الإسلام وفتنة أهله على طريقة {آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون}، وهذا من أعظم الإفساد في الأرض، وبهذا ينحل الإشكال لديك من أصله؛ لأنك سلمت بأن المرتد المفسد يُقتل.
لكن يبقى إشكالات سمعتها من البعض أرجو من الإخوة الفضلاء حلها، منها أن حد الردة قد يضطر الزائغين إلى النفاق، والنفاق أضر على الأمة، خصوصا إذا كان جماعيا.
وإشكال آخر، وهو أن المرتد يكون أحيانا حديث عهد بكفر أصلا، ولم يكن يدري قبل إسلامه بحد المرتد، وقد يأتيه من يشبه عليه ويغير قناعته الهشة أصلا بالإسلام، ومعلوم أن القناعة الباطنة أمر غير إرادي، وفي هذا ما قد يقتضي التفريق بين من ولد في الإسلام أو دخل فيه دخول عقد ورسوخ، وبين من دخله بادي الرأي غير مدرك أنه عقد يترتب على نقضه سفك دمه.
وإشكال ثالث وهو أن إعلان حد الردة للمدعوين للإسلام قد يكون مزعجا منفرا لهم، خصوصا في هذا الزمان الذي تشبع العالم فيه بتشويه الإسلام، كما أن كتمانه عنهم يترتب عليه الإشكال السابق.
أرجو من الإخوة جميعا الإفادة والله الموفق.
بارك الله فيك، هذا الذي يجب أن يناقش
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/400)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 - 02 - 08, 10:10 ص]ـ
قوله صلى الله عليه وسلم: {التارك لدينه المفارق للجماعة} صفة كاشفة غير مقيدة إذ إن من ترك دينه فقد سلك غير سبيل المؤمنين وفارق جماعتهم باعتقاده وعمله.
فلهذا معلن الترك للدين يجب قتله بإجماع المسلمين، هذا من جهة أصل المسألة.
وأشكر أخانا حجر على بيانه فكلامه سديد وجيه.
وأما تنفيذ الحد وإقامته على من وجب عليه فهو راجع إلى تحقيق المصلحة الشرعية وقدرة الحاكم على تنفيذ الحد
فإن كان الحاكم لا يستطيع إقامة الحد أو علم أن إقامة الحد سيترتب عليه مفسدة أعظم؛ فإن المفسدة تدرأ
كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم إقامة الحد على بعض من كفر بعد إيمانه
مع نزول القرآن بذلك، ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم بأشخاص بعضهم
ولكن منعه من ذلك أن لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه فينفر الناس بذلك عن الدخول في الإسلام
وهذا هو النظر الحكيم والهدى المستقيم، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأنا لا أؤيد الإخوة على شدتهم مع أخينا إياد
وأقول لهم: استوصوا بطلبة العلم خيراً
وليكتسبوا منكم الأدب قبل العلم
أعلم أن ما دفعكم إلى ذلك إلا الغيرة على الدين، ولكن الغيرة لها ضوابطها التي لا يحسن تعديها
بارك الله في الجميع.
والذي يظهر أن أخانا إياد طالب علم يريد الحق، ولذلك تباحث معكم هذه المسألة وأورد الموضوع بصيغة السؤال
وصاحب الحق لا يتبرم من المناقشة والمناظرة بل يقدم عليها لأنه سيجلي الحق بأدلته بإذن الله تعالى ويجيب عن الاعتراضات بالحجة والبيان
لا بالحدة والشدة
وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح
وأصلح ذات بيننا
وجعلنا بنعمته إخواناً متحابين فيه
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 02 - 08, 11:16 ص]ـ
الإخوة الكرام الرادين على الأخ إياد: أدلتكم تغني عن التشنج في محاورته، وهو متأول، والأصل في المسلم سلامة القصد وحسن النية، وما كان الرفق في شيء إلا زانه .. ، واستحضروا أن المكتوب يقرأه غير إياد حفظكم الله ورعاكم وسدد على الخير خطاكم.
الأخ الكريم إياد، من ارتد فما الذي يدعوه إلى إعلان ردته؟ ألا يسعه كتمانها فيسلم من إراقة دمه؟ الذي يظهر أن إعلان الردة لا وجه له إلا الطعن في الإسلام وفتنة أهله على طريقة {آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون}، وهذا من أعظم الإفساد في الأرض، وبهذا ينحل الإشكال لديك من أصله؛ لأنك سلمت بأن المرتد المفسد يُقتل.
لكن يبقى إشكالات سمعتها من البعض أرجو من الإخوة الفضلاء حلها، منها أن حد الردة قد يضطر الزائغين إلى النفاق، والنفاق أضر على الأمة، خصوصا إذا كان جماعيا. (1)
وإشكال آخر، وهو أن المرتد يكون أحيانا حديث عهد بكفر أصلا، ولم يكن يدري قبل إسلامه بحد المرتد، وقد يأتيه من يشبه عليه ويغير قناعته الهشة أصلا بالإسلام، ومعلوم أن القناعة الباطنة أمر غير إرادي، وفي هذا ما قد يقتضي التفريق بين من ولد في الإسلام أو دخل فيه دخول عقد ورسوخ، وبين من دخله بادي الرأي غير مدرك أنه عقد يترتب على نقضه سفك دمه. (2)
وإشكال ثالث وهو أن إعلان حد الردة للمدعوين للإسلام قد يكون مزعجا منفرا لهم، خصوصا في هذا الزمان الذي تشبع العالم فيه بتشويه الإسلام، كما أن كتمانه عنهم يترتب عليه الإشكال السابق. (3)
أرجو من الإخوة جميعا الإفادة والله الموفق.
التلطف مع من يثير الشبهات بعقله، ويرد الأحكام الشرعية أو يخصصها بدون بينة ليس واجبا، وليته اكتفى بذلك بل تمادى في غيِّه واتهم من يطالبه بأقوال من سبقة إلى هذا الفهم السمج أنهم يئدون الدين، فهذا لا بد أن يردع ويزجر، وقد حرر المشرف بعض العبارات اللائقة بالكاتب في مشاركتي السابقة، ولا أحب أن أعيدها احتراما لمن حررها، وليس احتراما للكاتب الذي تفوه بها.
أخرج الإمام مسلم في كتاب الإيمان من صحيحه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/401)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ إِسْحَقَ وَهُوَ ابْنُ سُوَيْدٍ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ حَدَّثَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فِي رَهْطٍ مِنَّا وَفِينَا بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ فَحَدَّثَنَا عِمْرَانُ يَوْمَئِذٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ قَالَ أَوْ قَالَ الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ
فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ إِنَّا لَنَجِدُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَوْ الْحِكْمَةِ أَنَّ مِنْهُ سَكِينَةً وَوَقَارًا لِلَّهِ وَمِنْهُ ضَعْفٌ
قَالَ فَغَضِبَ عِمْرَانُ حَتَّى احْمَرَّتَا عَيْنَاهُ وَقَالَ أَلَا أَرَانِي أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُعَارِضُ فِيهِ
قَالَ فَأَعَادَ عِمْرَانُ الْحَدِيثَ
قَالَ فَأَعَادَ بُشَيْرٌ فَغَضِبَ عِمْرَانُ
قَالَ فَمَا زِلْنَا نَقُولُ فِيهِ إِنَّهُ مِنَّا يَا أَبَا نُجَيْدٍ إِنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ.
فكيف لو رأى مثل هذا الكاتب؟!
(1) قولك: (قد يضطر) هذا توهم، والأوهام لا تبنى عليها الأحكام، ولو فتحنا المجال لهذه التوهمات لأبطلنا كثيرا من أحكام الشريعة التي قد يحدث بسببها العصيان الجماعي.
فلو أن بعض المنتسبين إلى الإسلام يتضايقون من الصيام، وقلنا إنهم (قد يأكلون) في السر، فهل نراعي حالتهم هذه وننظر فيها بحجَّة أنه (قد .. ، وقد .. )
والزائغون من أعداء الدين موجودن بيننا وهم يكرهون الدين ويكيدون له، لكنهم لا يستطيعون المجاهرة بكفرهم، مثل بعض الكتاب في الصحف أو غيرها من المنابر التي تفتح الأبواب لأعداء الدين وتقفلها في وجه أهل الصلاح.
(2) لو وقعت مثل هذه الحوادث فلها حكمها والنظر الخاص إليها، من ولي الأمر المسلم الذي تعرض عليه، أمَّا أن نتخذ أمثال هذه الحوادث الشاذة الخارجة عن الأصل أساسا، ثم نطعن في الأحكام لأجلها، أو نجعلها إشكالات نشك في الأحكام وصلاحيتها من أجلها، فهذا فهم منكوس للشَّريعة، وما أُتي الدين إلا من أصحاب هذا الفهم المنكوس من العقلانيين وأشباههم.
ومن دخل في الإسلام دون فهم لمبادئه، ولا فهم لأصوله، فأي إسلام هذا الذي اعتنقه؟
ولماذا نجعل هذا الشاذ أصلا
(3) الحدود الشرعية من أساس ديننا الذي أنزله الله في كتابه وأخبر به النبي صلى الله عليه وسلَّم، ولو استخدمنا هذه الطريقة مع كثير من الأحكام الشرعية المفروضة علينا، فإنا سنلغي تلك الأحكام مراعاة لأمثال هؤلاء، والدين عزيز وسيبقى عزيزا، فمن أراد أن يدخله فالباب مفتوح أمامه، ومن أراد أن يبقى على كفره، فهذا لم يرد الله هدايته، ولو فتحنا المجال لكل من يتضايق من شيء من أحكام الدين فسنبقى بدين لا أحكام فيه.
أرأيت لو أن كافرا أراد الإسلام، لكنه يتضايق من حدِّ الزِّنا، هل سنلغي ذلك الحد أو نسكت عنه حتى لا ينفر من الدين؟!
وقس غيره من الأحكام التي لا ترضي هؤلاء الذين يريدون الدخول في الإسلام.
===
وكثير من الذين يخوضون في هذه الأمور، ويحومون حولها، سواء من الشيوخ المفتونين، أو من المتعالمين، إنما يقودهم إليه، ما يسمى بفقه المصالح _ زعموا _، الذي يهدمون الدين من خلاله، فيبحثون عن كل شبهة يستطيعون من خلالها التحايل على الأحكام الشَّرعيَّة بحجَّة المصالح، ونهاية أمر هؤلاء تجريد الدين من روحه وشعائره، والإبقاء على دين يساير العصر، ولا يتضايق منه أحد، بحجَّة أن الإسلام دين السَّماحة والمودة والعطف، ثم يتفاجأ الداخل في الإسلام من تحت مضلة هؤلاء الملبسين، أن الإسلام فيه تكاليف وأحكام وحدود تخالف ما تهواه نفسه، ولو أنهم دعوا الناس إلى دين الله الصحيح، وتركوا التمييع والخداع لمن يدعونه إلى الإسلام، لانتهت هذه المشكلة التي أتيت تبحث لها عن حلول.
ومن كان عنده غيرة على الدين، فلن يرضى عن هؤلاء، ولا عن منهجهم، فكل مدة تجد منهم أو من أذنابهم الذين يُسَيِّرونهم في وسائل الإعلام باسم الإسلام، الطعن في ثوابت المسلمين التي يعرفونها، فمرة يطعنون في حد الردة، ومرة في حد الرجم، ومرة في قتال المسلمين تحت راية الصليبيين بحجة الوطنية، ومرة في التعايش مع الكافرين وعدم وصفهم بالكفر لأنهم يؤمنون بالله، وكل مدَّة يخرجون على الإسلام بمعول هدم جديد، يرضون به من يريدون أن يحصلوا منه على وصف الاعتدال، ووصف الإسلام الحضاري، حتى قادهم منهجهم المرذول وتخبطهم إلى تهنئة النَّصارى بأعيادهم، نعوذ بالله من الخذلان.
وما خرجت كلمات هذا الكاتب للموضوع الذي يصف المطالب بأقوال العلماء السابقين، إلا من هذه المدرسة التمييعية المرذولة، التي لا يرضى عن تصرفاتها إلا من قل الولاء للدين وأحكامه في قلبه.
أسأل الله أن يكبتهم وأن يكفي المسلمين شرَّهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/402)
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[04 - 02 - 08, 11:53 ص]ـ
الحمدُ لله وحدَه ..
إن أعجب من شيءٍ عجبتُ من اختلال موازين النَّقد، وآليات الحوار .. !
إنَّ القارئَ لكلام الأخ إياد؛ ليُدركَ التعالمَ الموجود!
فالشَّأنُ - بارك الله فيكم - ليس: هل إياد يريد الحقَّ أو لا .. ؟
فهو - عفا الله عنا وعنه - يرى نفسه مجتهداً - ولو اجتهاداً جزئياً -؛ فقد قال:
ترد اجتهادي .. لا لشيء إلا أنه محدث جديد ..
فهو مجتهدٌ لكنَّه لم يحز شروط الاجتهاد عند الأصوليين؛ فلذلك يرى أن لا بأس بإخراقِ الإجماع!
وهو كذلك - عفا الله عنا وعنه - يردُّ الأحاديث الصحيحة إذا عرضها على قراءته للقرآن!؛ فيقول:
وأما تخصيص الحديث فهذا تطبيق لمنهج انتهجته في دراستي الجامعية وهو رد الحديث الصحيح وقراءته في ضوء القرآن الكريم ..
فعلامَ التخوُّف مما قد يصيبه؟!
فهو من المجتهدين المحرِّرين؛ فدعوا طلاب العلم المبتدئن يناقشونه فيما رأوا أنَّه خالفَ الإجماع .. !
والرَّدعُ ليسَ شرّاً كلّه ..
فالقائل لمُعاذٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (والله إني لأحبُّك) هو القائل له أيضاً: (أفتَّانٌ أنت يا مُعاذ)؟ - بأبي هو وأمِّي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - ..
وفَّق الله الجميع.
ـ[عبد الرحمن معاذ]ــــــــ[04 - 02 - 08, 02:23 م]ـ
الأخ إباد عليك بطلب العلم من مضانه ولاتتعجل بتقرير قضايا علمية لم تسبق إليها من أحد من السلف والخير كل الخير في اتباع السلف
واعلم اخي الكريم ان الكثير من المناهج الدراسية في الجامعات لاتكفي لإخراج طالب العلم الجيد حتى يجلس بين يدي العلماء المعروفين باتباع السلف او يدرس على كتبهم ممن كان على هذا المنهج قديما وحديثا
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - 02 - 08, 03:14 م]ـ
الأخ إياد يستفتي:
هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه
أرجو من الإخوة بارك الله فيهم أن يشاركوني في توجيه هذا الحديث الشريف
وقوله تعالى: "لا إكراه في الدين"
فإذا أفتاه الإخوان ظهر بصورة المجتهد:
ترد اجتهادي .. لا لشيء إلا أنه محدث جديد ..
ولم تسمع قول النبي يقول: "رب حامل فقه إلى من هو افقه منه".
"
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[04 - 02 - 08, 04:32 م]ـ
الإخوان والمشايخ الأفضال (أبو محمد الغامدي وعبد الله بن خميس وخالد بن عمر وخليل الفائدة) وغيرهم ممن شارك في هذا الموضوع
بارك الله فيكم جميعا
قد أحسنتم الردّ وأفدتم لكنكم أخطأتم في توصيف مَن تردّون عليه فلا علاقة له بالعلمانيين وإن تشابه معهم في النتيجة بل هو ينتهج فكر ((منكري السنة)) الذين يسمون أنفسهم بـ ((القرآنيين)) ولو كان صادقا في ابتغائه للحق لأيد كلامي ذلك.
فالحمد لله كل ما ذكره ((إياد أبو ربيع)) مدوّن عندي بنصه في مذكرة أعدّها واحد ممن ينتمون إلى هذه الجماعة التي تسم نفسها بالـ ((قرآنيين)) وينعتهم أهل السنة بـ ((منكري السنة))
وقد تناظرنا معهم وكان في المناظرة شيوخ أفاضل على رأسهم شيخنا وحبيبنا محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله والشيخ الدكتور بدران العياري حفظه الله.
وقد رجع هؤلاء -بحسب ما أخبرني به الشيخ محمد عمرو رحمه الله قبل وفاته بشهرين- عن قولهم بإنكار السنة
وعندي وقائع المناظرة مسجلة على شرائط ويمكنني تفريغ ما يتعلق بهذه القضية هنا
لكن لا بد قبل ذلك من سؤال لـ ((إياد أبو ربيع)):
هل تريد الهداية إلى الحق فعلا أم تريد الجدل لمجرد الجدل؟
بحسب الإجابة سيكون جوابي إن شاء الله تبارك وتعالى.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - 02 - 08, 06:55 م]ـ
الاخ عيد فهمي بارك الله فيكم ذكرتني انا أبو محمد الغامدي فيمن وصف الاخ إياد أبو ربيع بالعلمانيين
وانا لم اصفه بذلك غفرالله لناولك
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[04 - 02 - 08, 07:05 م]ـ
الاخ عيد فهمي بارك الله فيكم ذكرتني انا أبو محمد الغامدي فيمن وصف الاخ إياد أبو ربيع بالعلمانيين
وانا لم اصفه بذلك غفرالله لناولك
بارك الله أخي عيد ..
بل لم يصفه به أحدٌ ..
بل قال شخصٌ: متأثرٌ بالعصرانيين ..
أما أن يكونَ هذا الكلام خاصاً بالقرآنيين؛ فغير صحيح ..
فالعصرانيون العقلانيون يتلبَّسون بهذا السِّتر، وهو " معارضة الحديث بالقرآن "!
فليتنبَّه.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[04 - 02 - 08, 07:08 م]ـ
هل يمكن تنسيق بحث الشيخ الحاج، وإنزاله على (وورد)؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/403)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[04 - 02 - 08, 07:16 م]ـ
أكرمكم الله
ما قصدتُ تخطئتكم والله ولعل اللفظ خانني
وإنما قصدتُ بيان حقيقة صاحب الموضوع لأن كلامه كما قلت هو نص كلام المناظَرين من القرآنيين.
فكلامهم وكلام العقلانيين يخرج من مشكاة واحدة لا أخالفكم في ذلك.
ولكن إيراد الكلام بهذه الصورة التي أوردها يدل على أنه من منكري السنة
وأعتذر إن فُهم كلامي على غير مراده لتقصيري في التعبير
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[04 - 02 - 08, 07:37 م]ـ
من الواضح أن الأخ إياد لا يسأل سؤال مسترشد بل يحاول نشر فكر معين بطريقة ملتوية .. ومن وضع نفسه موضع الشبهات وسلك مواطن الريب فلا يلومن من أساء به الظن، كيف والأمر لم يعد ظنا بعد رد الأخ إياد على ما تفضل به إخوانه المتبعون سبيل المؤمنين والعلماء الراسخين، وماذا مع الأخ إياد ومن يدعو إلى مثل هذه الأفكار؟!
لاشيء سوى شبهات! ومن سلفهم في هذه الأمور؟! الجواب: المعتزلة ومن على شاكلتهم، وقد صرح من استدل به الأخ إياد في كلامه مرات لما خالف الإجماع وسئل من قال بذلك من العلماء؟ فبماذا أجاب؟!
قال: الأصم، وابن علية، ومن له أدنى اشتغال بالعلم يعلم من هؤلأ وهل يعتد بهم في الخلاف والإجماع!!!
والرفق مطلوب، إلا إذا ظهر العناد والتشبث بالباطل واحتقار إجماع الأمة وعدم الالتفات لقطعيات الشريعة وجعلها من الظنيات، وكل هذه الصفات وغيرها الكثير السيء منتشر في العصرانيين وقد تسموا حديثا بالوسطيين وتيارهم الإفسادي: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ).
وهؤلأ من أضر الناس على الإسلام في وقتنا هذا، قال المعلمي رحمه الله تعالى في (الأنوار الكاشفة) ص 25:
"إن أضرّ الناس على الإسلام والمسلمين هم (المحامون الاستسلاميون)، يطعن الأعداء في عقيدة من عقائد الإسلام، أو حكم من أحكامه، ونحو ذلك، فلا يكون عند أولئك المحامين من الإيمان واليقين والعلم الراسخ بالدين والاستحقاق لعون الله وتأييده ما يثبتهم على الحق ويهديهم إلى دفع الشبهة، فيلجأون إلى الاستسلام بـ (نظام):
1 - ونظام المتقدمين: (التحريف).
2 - ونظام المتوسطين: زعم أن النصوص النقلية لا تفيد اليقين، والمطلوب في أصول الدين اليقين، فعزلوا كتاب الله، وسنة رسوله عن أصول الدين.
3 - ونظام بعض العصريين: (التشذيب). "انتهى.
و من أقوى الدوافع لهم على ذلك ما ذكره الدكتور محمد محمد حسين رحمه الله في (الإسلام والحضارة الغربية) ص 47:
"أما الوسيلة الأخرى التي اتخذها الاستعمار لإيجاد هذا التفاهم المفقود [بين المسلمين والمستعمرين] وعمل على تنفيذها فهي أبطأ ثماراً من الوسيلة الأولى [تربية العلمانيين]، ولكنها أبقى آثاراً، كما لاحظ اللورد لويد، وهي تتلخص في: تطوير الإسلام نفسه، وإعادة تفسيره؛ بحيث يبدو متفقاً مع الحضارة الغربية، أو قريباً منها، وغير متعارض معها على الأقل، بدل أن يبدو عدواً لها، أو معارضاً لقيمها وأساليبها."انتهى.
وقد ذكرت ما ذكرتُ حتى لا يتدخل بعض الأخوة في الموضوع دون خلفية علمية مسبقة عن منهج هؤلأ وطريقة نشره بين المسلمين، فهؤلأ من أشد الناس على منهج أهل السنة والجماعة، السلف الصالح وعلى المتمسكين به، وقد سلم منهم الطواغيت والظلمة والمنحرفون من شتى الفرق الضالة حتى الشيعة الإمامية الذين لا يشك في أمرهم إلا جاهل أو خائن، ولم يسلم منهم المتمسكون بمنهج السلف.
ويحاولون تصحيح المفاهيم - بزعمهم- فيغيرون على الثوابت، ثم يطلبون منا ألا نتكلم إلا في المتفق عليه ونعذر الغير في الباقي مهما كان خلافه وهذا في مصطلحهم- تكتيك- حتى يعرفوا وينطلي أمرهم على الجماهير ثم يكشرون عن أنيابهم وتظهر حقيقتهم – والتي هي ظاهرة أصلا للعلماء من بداية أمرهم ولكنها تظهر لبعض السذج- ولكن الجماهير تكون قد تعلقت بهم.
وفي ختام كلامي أنصح الأخ إياد بالرجوع إلى الحق إن كان قد أتى إلى ملتقى أهل الحديث سائلا مسترشدا، أما إن كان قد أتى غازيا كما فعل بعضهم من قبل فأقول له: لن تجد مكانا في هذا الملتقى لنشر أي فكرة من هذه الأفكار، ولا تلومن إلا نفسك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/404)
وأنصحه وغيره من إخواننا بالرجوع لرسالة: "التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين: دراسة أصولية فكرية معاصرة" رسالة ماجستيرمقدمة من الشيخ ابراهيم محمد طه بويداين.
وهذا ملخص البحث
تكمن أهمية البحث في انه يعالج أهم قضية في تاريخ الفكر الإسلامي قديما وحديثا، ألا وهي العلاقة بين العقل والنقل، ودور العقل في فهم النص الشرعي، وهي القضية التي لا تزال مطروحة للسجال والمناقشة منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا.
ويمثل التأويل أخطر وأهم السبل في التعاطي مع النص الشرعي، إذ ضل بسبب الإفراط فيه خلق كثير وفرق يصعب حصرها. بدءً من الخوارج والمعتزلة والشيعة والمرجئة والباطنية وصولا إلى مدارس الحداثة والمعاصرة في العصر الحاضر.
والتأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره الراجح إلى معنى مرجوح لوجود دليل مقتض لذلك، فهو خلاف الأصل، إذ الأصل الأخذ بظاهر اللفظ " النص" حسبما يدل عليه لسان العرب.
ويكون إما تخصيصا للعام أو تقييدا للمطلق، أو صرفا للفظ من الحقيقة إلى المجاز وللأمر من الوجوب إلى الندب أو الإرشاد، وللنهي من الحرمة إلى الكراهة ... الخ.
وكل نوع منها قد يكون قريبا أو بعيدا بحسب قوة دليل التأويل وضعفه. وبينت فيه أن التأويل – بإجماع أهل العلم لا بد له من شروط حتى يكون سائغا مقبولا أهمها: أن يكون اللفظ – النص – المراد تأويله قابلا للتأويل أصلا، بان يكون محتملا لعدة معان، فإن كان اللفظ غير محتمل للتأويل، بأن كان له معنى واحد محتم، لم يجز حمله على غيره، فإن حمل كان تأويلا باطلا مردودا.
ومن شرطه أن يكون المعنى المرجوح الذي يراد حمل اللفظ – النص – عليه مقبولا شرعا، بان لا يعارض نصا آخر مثله في القوة، أو يزيد عليه، ثبوتا أو دلالة.
فإن كان هذا المعنى يعارض نصا، أو حكما شرعيا مثله، أو أقوى منه كان أيضا تأويلا باطلا مردودا. فما الظن إذا كان يعارض نصوصا قطعية لا تحصر، أو أحكاما شرعية ثابتة مبرمة مجمعا عليها؟.
وهذا الشرط يستتبع شرطا آخر، وهو أن يقترن التأويل بدليل يقوي ويعضد هذا المعنى المرجوح على دلالة الظاهر، فإن عدم الدليل أو كان مساويا لدلالة ذلك الظاهر، أو لم يكن حجة كان تأويلا باطلا مردودا أيضا.
وهذا الدليل إما أن يكون نصا من القرآن، أو السنة، أو إجماعاً، أو قياساً، علتْه منصوصة، أو قاعدة شرعية ثبتت بأدلة شرعية، أو بحكمة تشريع ظاهرة منضبطة.
فإن كان تأويلا بغير دليل شرعي معتبر – شبهات وأوهام وأحاديث ضعيفة أو مقاصد وكليات متخيلة مدعاة كما هو حال معظم التأويلات المعاصرة - كان تأويلا فاسدا مردودا.
ثم لا بد للمؤول أن يكون مجتهدا امتلك ناصية الاجتهاد والترجيح لأن هذا هو حقيقة التأويل، فإن عالجه من لم يحصل آلة الاجتهاد اللازمة كان باطلا أيضا، لأنه صادر من غير ذي صفة.
كما وبينت أن كل الموضوعات التي ركز المعاصرون جهود التأويل، والتي عالجتها قراءة وتحليلا وردا وتفنيدا، داخلة في نطاق ما لا يجوز الاختلاف فيه أو تأويله بحال من الأحوال. أي في دائرة القطعيات المحكمات، بل المعلومة من الدين بالضرورة. ككفر اليهود والنصارى، وحجية السنة في شؤون الحياة وأمور المعاملات، وحجية الإجماع، وحرمة الردة، وبطلان مفهوم المواطنة كما هو في الوعي المعاصر، وبطلان شرعية أي نظام سياسي لا يحكم الشريعة الإسلامية في كل شؤون الحياة، وحرمة الربا بكل أصنافه، ربا الفضل، وربا الديون ... الخ.
كما وبينت أن الأدلة المستخدمة من قبل المؤولين لا تعدو أن تكون شبهات وأوهاما وخيالات، وأن المؤولين في غالبهم ليسوا من اهل العلم العلم الشرعي، والنظر الفقهي، فلا يجوز لهم الاجتهاد أو التأويل، وبينت أن المعاني التي استنبطوها باطلة لمناقضتها للقطعيات المحكمات.
وبينت أن الحامل على التأويل لدى أولئك المؤولين هو رغبتهم الجامحة في التوفيق بين مفاهيم الإسلام، وأحكامه، وعقائده الثابتة بوحي الله، وبين ما استحدثه الفكر الغربي من مبادئ وقيم، ومفاهيم بعد الثورة الصناعية التي قامت عليها الحضارة الغربية.
وبينت أن ذلك يعبر عن الانهزام النفسي والفكري الذي يربأ عنه من يعتز بعقيدته ويفاخر بشريعة ربه. وبينت أن الحامل لهم على التأويل لم يكن تحقق التعارض الأصولي الذي يستدعي الترجيح أو التأويل تخصيصا، أو تقييدا، وهو المسوغ الشرعي الوحيد للتأويل. بل كان ما ذكرت تأثراً بالثقافة الغربية وسعيا إلى تأصيل مفاهيمها أو ما يدعونه بـ" أسلمة المعرفة ".
وبينت أخيرا أن تأويل قواطع الإسلام، ومحكمات نصوصه التي أجمعت عليها الأمة هو إبطال للشرع ونسخ له، وأن ذلك لا يجوز بحال، بل هو كفر بواح. والله الهادي والموفق للسداد والصواب
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[04 - 02 - 08, 07:51 م]ـ
وأنصحه وغيره من إخواننا بالرجوع لرسالة: "التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين: دراسة أصولية فكرية معاصرة" رسالة ماجستيرمقدمة من الشيخ ابراهيم محمد طه بويداين.
أين طبعت؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/405)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[06 - 02 - 08, 01:25 ص]ـ
لا أعلم أين طبعت ويوجد منها نسخة الكترونية في هذا الرابط:
www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33503
ـ[إياد أبو ربيع]ــــــــ[09 - 02 - 08, 01:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على النبي الامين
السلام عليكم
الاخوة الأكارم المشاركون والمتصفحون
بارك الله فيكم
ونفع بكم
آسف على التأخير فقد كنت مشغولا ببعض أمري، فها أنا عُدت، فقرأت الردود .. فبارك الله في من نصح .. وجزاه الله خيرا. أما الردود
.. فأعجبني بعضها .. وساءني بعضها ..
وليس الضابط في ذلك موافقته رأيي أو بل هو سوء الأدب في الرد، وتعجل الحكم على الآخر.
لكني أقول اللهم اعفُ عني وعنهم.
فقد قيل عني بأني متعالم .. ولست أدري هل التعلم والعلم والاجتهاد حكر على أحد .. ؟؟ ولست أدري إن أغلق بعضهم باب الاجتهاد الكلي أو الجزئي!!!
وقيل عني بأني قرآني وبعضهم دافع عني ونفى ذلك وقال بل هو عصراني!!
أقول الإخوة الأكارم أنا لست أنكر الأحاديث الصحيحة ..
ولكني أرجع بالحديث الصحيح إلى القرآن الكريم فأقرأه على ضوءه.
وأنا أظن بل أجزم أن هذا المنهج هو منهج الصحابة رضوان الله عليهم من مثل عائشة وغيرها ..
فيا إخوتي هل في هذا المنهج مخالفة؟؟
صوبوني
فوالله الذي لا إله إلا هو ما جئتُ إلا طالب علم وفقه. وحق ..
الاخ السائل عن سبي نساء المرتدين. لا يصح سبيهنّ .. ولا ذراريهنّ
الأخ حجر بارك الله فيك ..
حينما نقول إن حد الردة لا يكون إلا في المرتد المفسد، فإن ذلك يقطع الطريق على المنافقين. ولا يضطرهم إليه ..
وحتى من ارتد فإننا سنناقشه في شبهاته ونجليها له، ثم غن أفسد قتلناه وإلا تركناه ..
أما الأخ أبو عمرو المصري فقد قولني ما أقله، والله المستعان
وقد صرح من استدل به الأخ إياد في كلامه مرات لما خالف الإجماع وسئل من قال بذلك منالعلماء؟ فبماذا أجاب؟!
قال: الأصم، وابن علية، ومن له أدنى اشتغال بالعلميعلم من هؤلأ وهل يعتد بهم في الخلاف والإجماع!!!
إخوتي في الله ما أريده هو أن نناقش هذا في إرجاع الاحاديث الصحيحة وقراءتها في ضوء القرىن الكريم مخالفة؟؟
بارك الله فيكم
إخوكم المحب
أبو إياس المقدسي (إياد أبو ربيع)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 02 - 08, 02:19 م]ـ
الأخ الكريم إياد
هل أنت من أتباع (صلاح الدين أبو عرفة)
؟
الجواب
نعم
لا
ـ[إياد أبو ربيع]ــــــــ[09 - 02 - 08, 02:28 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
أعرف صلاح الدين أبو عرفة ولكني لست من أتباعه، بل لي ردودا على تفسيراته المعتمدة على الرأي المحض.
لكني يا أخي الفاضل انتهج منهج إرجاع السنة الصحيحة الى القرآن الكريم وقراءتها في ضوءه فهل هذا المنهج فيه مخالفة؟؟
أخي في الله محتاج إلى رأيك .. لعلي في خطأ فصوبه!!
وبارك الله فيك
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 02 - 08, 02:34 م]ـ
أنت ذكرت أن أبا عمرو المصري قد قولك ما لم تقل
الأخ الكريم والشيخ الفاضل أبو عمرو المصري يقول
(وقد صرح من استدل به الأخ إياد في كلامه مرات لما خالف الإجماع وسئل من قال بذلك من العلماء؟ فبماذا أجاب؟!
قال: الأصم، وابن علية، ومن له أدنى اشتغال بالعلم يعلم من هؤلأ وهل يعتد بهم في الخلاف والإجماع!!!)
أنت لم تفهم عبارة من رجل معاصر وهو يخاطبك
كيف بالله تجتهد وتنظر في الأحاديث في ضوء القرآن الكريم - حسب زعمك -
أخي الكريم
الحياة قصيرة فلا تضيع وقتك
وستندم و لات ساعة مندم
وكل شخص ميسر لما خلق له
فلا تضيع وقتك
أخي الكريم عندك هذا المنتدى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forumdisplay.php?f=27
ستجد فيه فوائد
واتبع الخطوات خطوة خطوة
وما أشكل عليك فالإخوة ما أظن أنهم يقصرون معك
ما عليك سوى النية الصادقة والعمل
وإياك ودعوى أني مجتهد
فمن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه
وكلنا في مرحلة الطلب
وكل يوم نودع
فالحياة قصيرة
(أعمار أمتي بين الستين والسبعين)
فإياك وتضيع العمر فيما لا ينفع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 02 - 08, 02:46 م]ـ
وإن كان فيه خروج عن الموضوع
الشيخ الكريم أبو عمرو المصري - وفقه الله ونفع به
ذكرتم
((وقد صرح من استدل به الأخ إياد في كلامه مرات لما خالف الإجماع وسئل من قال بذلك من العلماء؟ فبماذا أجاب؟!
قال: الأصم، وابن علية، ومن له أدنى اشتغال بالعلم يعلم من هؤلأ وهل يعتد بهم في الخلاف والإجماع!!!)
انتهى
تنبيه:
ولكنه أول فقال المراد بابن علية إسماعيل لا ابنه وبالأصم صاحب الربيع لا المعتزلي
وهو كلام باطل ولا شك ولكن المقصود أن هذا كلامه
نبهت عليه للفائدة
ـ[إياد أبو ربيع]ــــــــ[09 - 02 - 08, 03:03 م]ـ
السلام عليكم
أخي ابن وهب ..
اخي الفاضل ..
أنا لم أفهم ما قاله المصري؟!
سامحك الله .. أعرف أنه يقصد القرضاوي ..
لكن هذا قوله .. أما انا فلا استدل بما يستدل به القرضاوي ..
فالأصلح للمصري ألا يجعلني معه في الاستدلال ..
اما أنت لم تجبني عني سؤال كنت قد طرحت:
هل منهج إرجاع السنة الصحيحة وقراءتها في ضوء القرآن الكريم سديد أم ماذا؟؟
وفقك الله يا أخي ابن وهب
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/406)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 02 - 08, 03:17 م]ـ
أخي الفاضل
وعليكم السلام
نعم لم تفهم وها أنت تؤكد أنك لم تفهم
تأمل عبارة الشيخ أبي عمرو المصري
((وقد صرح من استدل به الأخ إياد في كلامه مرات لما خالف الإجماع وسئل من قال بذلك من العلماء؟ فبماذا أجاب؟!
قال: الأصم، وابن علية، ومن له أدنى اشتغال بالعلم يعلم من هؤلأ وهل يعتد بهم في الخلاف والإجماع!!!)
انتهى
هل قال لك الشيخ أبو عمرو المصري أنك قلت ذلك
أجبني بنعم أولا
لأن جواب هل
نعم
أو
لا
ـ[إياد أبو ربيع]ــــــــ[09 - 02 - 08, 03:30 م]ـ
لا
لكنك لم تجني عن سؤالي يا اخي الفاضل ..
دعك من هذا الذي تناقش ..
فأنت تناقش ما لا فائدة فيه ..
وأنا أسألك عن منهج.؟؟؟؟؟
يبدو أنك لم تفهم ما رددت عليك ..
أنا لا استدل إلى عدم قتل المرتد بقول القرضاوي إذ أنه قال بذلك.
لا يقتل المرتد الذي لا يدعو إلى ردته.
بل أنا استدل بتخصيص الآيات للحديث الصحيح، واقرؤه بناء على القرآن.
على أن المرتد المفسد فقط هو الذي يقتل.
وما لي وماللقرضاوي إن قال أن سلفه في استدلاله الأصم وغيره ممن ذكر المصري .. فأنا لم آتِ بذكرهم من قريب أو بعيد ..
أخي ابن وهب دع عنك هذي .. وأجبني بالمهم.
ـ[سيف 1]ــــــــ[09 - 02 - 08, 03:31 م]ـ
كلام إياد واضح أنه متأثر بالعصرانيين المنحرفين الذين ينكرون حد الردة؟؟؟؟ و~آخر مثال لهم السويدان!!!!!!!!!!!!!
ينكرون الإجماع ويردون السنة بطريقة غير مباشرة؟؟؟؟؟؟ سحقا لهم
بل هم عبدة الغرب الذين يستحون من دينهم و يلعقون احذية الغرب استرضاء لأبناء الزنى والعهر والقتلة والملحدين
يضربون بالقرآن والسنة والاجماع المحكم الحائط ويميعون الكلام والأحكام ابتغاء رضاهم ورضى الحكام
لا وجود لحد الردة , لا جهاد طلب, المرأة تتولى الولاية العامة (والصحابي الجليل ابو بكرة مردودة كل أحاديثه!) ,والكنائس تبنى في ارض الجزيرة , والحكم بغير ما انزل الله غير مكفر , ولا قوامة للرجل على زوجته , ..........
ان هذة الأمة أتيت من قبل شيوخ الظلام فلا تلوموا حكاما أو محكومين
ـ[إياد أبو ربيع]ــــــــ[09 - 02 - 08, 03:42 م]ـ
أخي طبيب بامتياز
ليت رددت بآية أو حديث شريف صحيح
لكنك نثرت كلام ذي العاطفة الطيبة ..
لكن لا بأس
فكثير أمثالك .. يردون الحجة بالكلام المتعاطف مع السلف ..
لا لشيء إلا لأنهم يشعرون أن عدوا سيسلبهم تراثهم ..
إخواني ارجوكم لا تجعلوني مع المميعين لأحكام الدين ..
عاملوني بإحسانكم .. أنا أرجع الأحاديث الصحيحة إلى القرآن وأفهمها على ضوءه. لا أنكرها .. ولا أتأولها دونما دليل صحيح.
بارك الله فيكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 02 - 08, 04:16 م]ـ
أخي إياد
لو جاءك طفل ما يعرف القراءة والكتابة
وقال لك
متى يقدم المفعول به على الفاعل وجوبا
ماذا ستقول له
؟
أخي الكريم
لا بد من التدرج
اعلم أنه لا تعارض بين القرآن والسنة
هل علمت
فقضية في ضوء القرآن مع أن تعبير في ضوء كذا هو تعبير مترجم
لا يقوم به إلا العالم
وهو
الذي يجمع بين النصوص
أما الجاهل فهذا واجبه التعلم والتعلم
أخي أنا نصحتك وأنت المستفيد
يا أخي جرب سنة البرنامج الذي وصفته لك وانظر
مقدار التقدم
جرب برنامج مكثف في طلب العلم وفق منهج أهل السنة
لمدة سنة كاملة
ثم أخبرني بالنتائج
ستجد أنك تجهل أشياء وأشياء وستحاول معرفة المزيد وتوقن أننا نحتاج سنين وسنين
جرب فقط
برنامج في القرآن أول شيء
وفي التوحيد وفي الفقه وفي الحديث وفي التفسير وفي النحو
ـ[إياد أبو ربيع]ــــــــ[09 - 02 - 08, 04:29 م]ـ
أخي في الله ابن وهب
بارك الله فيك
فقد أجزلت لي في النصح.
وحسبك أجرك عند الله والثواب الجزيل
وأخيرا ..
أبث شكري إلى كل من شاركني الرأي .. وأسامح من تعرض لي
وأرجو ممن آذيته ليس قصدا مني أن يسامحني
فالدنيا دنية .. والآخرة خير وأبقى
إخواني في الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[09 - 02 - 08, 05:33 م]ـ
أخي ابن وهب وهبه الله العلم النافع والفقه في الدين جزاك الله خيرا على فائدتك التي ذكرتها، وهذه عادة هذا الرجل يبث أفكاره فإذا مضت وإلا فإنه يتهرب منها بل وينكرها أحيانا وأذكرك بمقولة الخيمة السوداء التي سألتني عن موضعها منذ مدة وكيف أنك بارك الله فيك تعجبت من كلامه في كل مكان بما يستهوي أصحاب المكان ولو كان فيه ما فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/407)
الأخ إياد/ لا داعي لكثرة الكلام وما دمت مجتهدا فاعلم أن من شروط المجتهد أن يكون عالما بمواطن الإجماع حتى لا يخالفها ويحدث في الدين ما ليس منه وحدثك هذا وكلامك هو من نوع الحدث الأكبر!!
والدندنة حول الاجتهاد والتجديد وقراءة السنة في ضوء القرآن ورمي من يتمسك باتباع سبيل المؤمنين الذين أمرنا الله باتباعهم بأنه عاطفي ... إلخ هذا الهراء هذا أيضا كله من كلام من أشرت إليه ومأخوذ من كتبه وكتب من على شاكلته.
والخلاصة: أن للاجتهاد شروط ومنهجك الذي ذكرته منهج فاسد ليس فيه تعظيم للقرآن ولا للسنة بل فيه تحريف لهما ولن تجد أحدا يوافقك عليه إلا المعتزلة الجدد، ولن تجد عالما من العلماء السابقين أو المعاصرين ممن يسيرون على هدي الصحابة فعلا يوافقك عليه فترفق بنفسك وانصح لها واعمل بنصيحة الشيخ الفاضل ابن وهب وفقه الله وحاول أن تراجع نفسك وتتهمها ولا تنظر إليها بعين الإكبار هكذا وتحشرها في زمرة المجتهدين فإن المجتهد حقا والعالم صدقا لا يفعل ولا يقول بكلامك.
وأخيرا ... لا تخرج عن الموضوع ولو أردت الاستمرار في النقاش فلا بأس ولكن نقاش مستفيد لا مجادل واخرج عن فلك من تسير في فلكهم واعلم بأن طريقة فهم السنة في ضوء القرآن التي تزعمها هي في الحقيقة عرض السنة على القرآن ولكنك تلطفت في العبارة ومن اتبع هذا المنهج فليشفق على نفسه فهذه مشاقة للرسول صلى الله عليه وسلم واتباع لغير سبيل المؤمنين وقد حذر الله من فعل ذلك بقوله عز وجل: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:115)
وليعمل بنصيحة الله له -ودع عنك نصيحتنا- كما في قوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور: من الآية63).
وتذكر أن الهداية التي تطلبها هي في قوله تعالى: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (النور:54).
ولسنا نتكلم هنا ونناقش لأمور شخصية وتذكر أننا نناقش الأفكار ولا علم لي بشخصك وأنت لا تعلم عني شيئا كذلك فلا تجعل النقاش شخصيا والله يوفقنا وإياكم وجميع المسلمين لطاعته سبحانه والتأسي برسوله صلى الله عليه وسلم واتباع سبيل المؤمنين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 02 - 08, 05:41 م]ـ
الأخ إياد
أسأل الله الذي لاإله غيره أن يهديك لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأن يعافيك من البدع والضلالات.
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 08:33 م]ـ
حُذف
## المشرف ##
ـ[أبو عبدالرحمن العمري]ــــــــ[10 - 03 - 08, 11:09 م]ـ
أحيي الإخوة المشاركين في الرد على إياد أبو ربيع ويبدو لي والله أعلم أنه ينتهج منهج الخوارج الذين يردون كل حديث يزيد حكماً ليس في القرآن قال الحافظ في الفتح (رقم الحديث4819) في الكلام على الجمع بين المرأة وعمتها ((فإن عمدتهم التمسك بأدلة القرآن لا يخلفونها البتة وإنما يردون الأحاديث لاعتقادهم عدم الثقة بنقلتها)) ومن الاحكام التي انكروها حكم الرجم لأنه ليس في المصحف
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[11 - 03 - 08, 02:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الأحبة:
الذي بدا لي من بعض ما قرأته أن الإشكال قد وقع عند الأخ وفقه الله لطاعته لما قال: (بارك الله فيك أخي الغامدي
لكني بالعودة إلى كتاب الله لم أجد من يُحل دمه إلا اثنين: النفس بالنفس، والمفسد في الأرض، قال تعالى: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ".
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا إحدى ثلاث: النفس بالنفس (وهذا ورد في الآية)، والمحصن الزاني (وهذا يُعتبر إفسادًا، والإفساد ورد في الآية)، والتارك لدينه المفارق للجماعة (وهذا يدخل في الإفساد الوادر في الآية الكريمة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/408)
وعليه فهل يمكن للآية أن تخصص حديث: "من بدل دينه فاقتلوه". بحيث يصبح مفهوم الحديث: من بدل دينه فأفسد في الأرض فاقتلوه. بأن التخصيص اعتمد على دليل صحيح وواضح (التراك لدينه المفارق للجماعة)
وهذا الفهم إنما جاء بقراءة الأحاديث في ضوء القرآن الكريم، وتتبع الجزئيات إلى الكليات ..
هداكم الله وهداني .. ).
ونا لا أرى أي تعارض بين الحديث والآيات ولا بين الحديث والحديث بل لم يرد مثل هذا الإشكال عند أحد من أهل العلم الساقين المعتبرين، وغاية ما فيها عدم إدراك المقاصد الشرعية للأحكام الربانية فيالوحيين.
ولو نظر أخونا إلى وجه اعتراضه الذي نقلته عنه لبان له بعض الحكم ولزال عنه الإشكال وما بدا له انه تعارض.
إذ لو أدخل حديث (من بدل دينه فاقتلوه) تحت قوله تعالى ({مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} (32) سورة المائدة.
إذ أي فساد أعظم من الكفر وقد قال الله تعالى {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} (90) سورة مريم.
إن الكافر والمرتد سبب فتنة عظيمة لأهل التوحيد وهو من أكبر معاول الهدم الداخلي، بل هو أحد لبنات وأركان العدو في محاربة الإسلام، وآثاره على المجتمع والاستهانة بالدين لا تخفى على العقلاء.
ومن وجه آخر: من ذا الذي زعم أو قال من أهل السنة أن الحديث النبوي لا يرد فيه زيادة أحكام لم تأت بالقرآن.
إذا تجاوزنا أن يكون الحديث مبينا للآية الكريمة ومفسرا لها من بعض أوجهها.
ثم أضف حفظك الله بعض ما ذكره الاخوة فيما له تعلق في المسألة.
أما التعراض: فقد سبق نقل قول اليخ ابن جبرين فيه.
وخلاصة الامر: أن الإكراه منهي عنه في ابتداء الدخول. إذ لا يستقيم إكراه وإيمان وإكره وإسلام، لأن الإكراه يود النفاق، والصدق يرتقي بصاحبه إلى الإحسان.
ومن المعلوم أن من دخل الإسلام طوعا رضي بشروطه وأحكامه، فمن نقضها عرّض نفسه للعقوبة المنصوص عليها في دين الله تبارك وتعالى.
وهي على باب التقريب في السياسات المعاصرة تتنزل على باب الخيانة العظمى، علما بأن خيانة الدين أعظم، والردة منها في دين الله تبارك وتعالى، مع مراعاة سائر أحكام الردة من استتابة وغيرها، خلافا لقوانين أهل الدنيا الذين لا يعدلون مع غيرهم.
وأخيرا قوله: (وهذا الفهم إنما جاء بقراءة الأحاديث في ضوء القرآن الكريم، وتتبع الجزئيات إلى الكليات .. ).
أقول: إن مسألة الكليات والجزئيات تحتاج إلى معرفة قصد صاحبها، وبكل حال: إن الأحكام الشرعية التفصيلة كليات يرجع في تطبيق الشريعة اليها وما يقاس عليها من أحكام جزئية _ على ما سماه الأخ _ لا بد من وجود علة جامعة بوجه معها لتأخذ حكمها.
ـ[أبو عبدالرحمن العمري]ــــــــ[11 - 03 - 08, 04:00 م]ـ
إضافة إلى ما سبق أقول: قد بين شيخ الإسلام أن الخوارج يردون كل حديث يخالف ظاهر القرآن وهذا نصه ((والخوارج لا يتمسكون من السنة إلاما فسر مجمله دون ماخالف ظاهر القرآن عندهم فلا يرجمون الزاني ولايرون للسرقة نصاباً وحينئدٍ يقولون ليس في القرآن قتل المرتد فقد يكون المرتد عندهم نوعين 13/ 48 - 49))
وقال أيضاً ((وأهل البدع ذنوبهم ترك ما أمروا به من اتاع السنة وحماعة المؤمنين فإن الخوارج أصل بدعنهم أنهم لا يرون طاعة الرسول واتباعه فيما خالف ظاهر القرآن عندهم وهذا ترك واجب 20/ 104))
وعليه فإن الأخ إياد أبوربيع متأثر بالخوارج أو منهم
ـ[إياد أبو ربيع]ــــــــ[15 - 03 - 08, 03:45 ص]ـ
الأخوة الكرام
لم أجد أحدًا بيّن لي بوضوح
بل وجدت كثيرا منكم بالشتم يبوح
أنا لست إلا طالب علم نصوح
فهل العلم الا بالتعلم والسبوح؟!
لكنكم جعلتموه جامدًا كاللوح
سامحكم الباري فهل لي أن أبوح
إنكم سلف تركتكم سلف سفينة نوح
فنصحي لكم أسفًا لكني عليكم لن أنوح!!
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 03 - 08, 04:12 ص]ـ
الأخوة الكرام
لم أجد أحدًا بيّن لي بوضوح
بل وجدت كثيرا منكم بالشتم يبوح
أنا لست إلا طالب علم نصوح
فهل العلم الا بالتعلم والسبوح؟!
لكنكم جعلتموه جامدًا كاللوح
سامحكم الباري فهل لي أن أبوح
إنكم سلف تركتكم سلف سفينة نوح
فنصحي لكم أسفًا لكني عليكم لن أنوح!!
سجع كسجع الكهان، نهاية مؤسفة للمتلاعبين بأحكام الدين، فالعجز عن الفهم مع قصور العقل، يورد صاحبه الموارد
ونحن نحمد الله على هدايتنا للكتاب والسُّنَّة، وكتاب الله سيبقى محفوظا، وسنة رسوله ستبقى محفوظة
وقد حاول أسلافك تعطيلها والنيل منها، لكنهم لم يجدوا إلا الثبور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/409)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[15 - 03 - 08, 01:32 م]ـ
الأخ إياد
أسأل الله الذي لاإله غيره أن يهديك لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأن يعافيك من البدع والضلالات.
وأسف لنفسك فهي أحق بالأسف والأسى، وصدق من قال:
عجبت لمن يبكي على موت غيره دموعا ولا يبكي على موته دما
وأعجب من ذا أن يرى عيب غيره عظيما وفي عينيه عن عيبه عمى
وأقول لك كما قال الأول:
لك الخير لم نفسا عليك ذنوبها ودع لوم نفس ما عليك تليم
وكيف ترى في عين صاحبك القذى ويخفى قذى عينيك وهو عظيم
وإذا راجعت بإنصاف ردودك وردود الأخوة الأفاضل ستعلم من هو الذي تخلف عن سفينة نوح،
وقد قال بعض السلف:" السنة كسفينة نوح من ركبها نجا"- أو كما قال-.
والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[17 - 03 - 08, 09:31 م]ـ
حُذف
## المشرف ##(46/410)
أسئلة هامة في التوحيد، أرجو الإجابة عنها بالدليل
ـ[سعيد بن خليل]ــــــــ[01 - 02 - 08, 09:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني الكرام،
لديّ بضعة أسئلة في التوحيد، وأرجو منكم بشدة الإجابة عنها، حيث إنني قرأت الكثير في هذه المسائل ولم يرتو غليلي مما يختلج في عقلي ..
هذه المسائل هي ..
أولاً: ما العلة في كون اتخاذ الشفيع عند الله من قبل الرافضة والصوفية عبادة لغير الله؟ .. قرأت لابن قيّم الجوزية - رحمه الله - في إغاثة اللهفان أن المشركين اتخذوا أصنامهم شفعاء كما يتخذون حاشية السلطان وخواصه شفعاء عنده .. فهؤلاء الخواص والحاشية مشاركون للسلطان في سلطانه، وبهم يعتضد ويسود ..
وكذلك قال ابن تيمة - رحمه الله - في الفتاوى عندما أتى على ذكر الشفاعة التي كان يفعلها مشركو قريش.
هذه الأمور لا أجادل في كونها شركاً أكبر ..
لكن ما أشكل عليّ هو وصم المنتسبين للإسلام من الرافضة والصوفية القبورية بالشرك الأكبر عند استشفاعهم بالمقبورين .. مع أنهم لا يرون ما يراه مشركو قريش .. بل هم يقولون إن هذا المقبور عبد لله، لا سلطان له على الله، بل لا يملك شيئاً في سلطان الله .. ولا يستطيع الشفاعة لأحد إلا بإذن الله .. ونحن نستشفع بهم في موتهم كما استشفعنا بهم في حياتهم ..
فإن كان الاستشفاع بالحيّ جائزاً، ولا يعتبر إشراكاً لله في سلطانه .. فلأي شيء يكون الاستشفاع بالميت شركاً أكبر وإشراكاً لله في سلطانه؟؟
أرجو الملاحظة أنني هنا أتكلم عن مسألة الشفاعة مستقلة عن مسألة دعاء غير الله تعالى .. فأرجو عدم الخلط، والاستدلال بالثانية على الأولى.
ثانياً: هل ذهاب الرجل إلى القبر وقوله: يا وليّ الله اشفع لي عند ربك يوم الحساب، أو يا وليّ الله ادع الله لي أن يرزقني .. هل هذا من الشرك الأكبر؟ وإن كان كذلك، فما العلة في ذلك؟ .. وإن كان ذلك شركاً أكبر، لماذا إن طلبنا نفس الشيء من الحيّ لكان جائزاً ولا حرج فيه؟؟ ..
ثالثاً: هل النذر لغير الله شرك أكبر، حتى وإن لم يتضمن مسألة غير الله تعالى؟ مثل أن يقول أحدهم لصاحب القبر: نذرت لك أن أتزوج امرأتك إن رزقني الله مالاً .. لأي شيء يكون هذا شركاً أكبر؟؟ وهل إذا قلت لأحد الأحياء نفس الشيء أكون قد أشركت بالله؟؟
رابعاً: هل التبرك بآثار الصالحين من الشرك الأكبر؟ وما العلة في ذلك؟
أرجو أن تتحملوني يا إخواني، فهذه أمور أوقعتني في حيرة كبيرة ولم أجد منها مخرجاً.
مع العلم أنني أرى أن جميع هذه الأمور حرام، ومن الشرك الأصغر .. ولكنني عندما بدأت بدراسة كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -، وقعت في حيرة كبيرة.
وجزاكم الله كلّ خير.
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[04 - 02 - 08, 07:09 م]ـ
ما حكم طلب الدعاء من صاحب القبر؟!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16527&highlight=%CD%DF%E3+%D8%E1%C8+%C7%E1%CF%DA%C7%C1+% D5%C7%CD%C8+%C7%E1%DE%C8%D1
ـ[ابو انس المصراوي]ــــــــ[06 - 02 - 08, 08:58 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي(46/411)
سؤال مهم: هل علم الكلام هو علم المنطق أم هناك فرق؟
ـ[أبو عمار الرقي]ــــــــ[01 - 02 - 08, 11:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخوتي في هذا الملتقى الماتع بلغكم الله مرادكم الدنيوي والأخروي ونفع بكم آمين
طال البعد عنكم وها أنا أعود على استحياء وسرعة أسأل هذا السؤال:
هل علم الكلام المعروف هو علم المنطق أم هناك فرق بينهما؟
أجيبوني بسرعة وُفقتم لكل خير
أخوكم أبو عمار الرقي
ـ[توبة]ــــــــ[01 - 02 - 08, 11:29 م]ـ
طال البعد عنكم وها أنا أعود على استحياء وسرعة أسأل هذا السؤال:
هل علم الكلام المعروف هو علم المنطق أم هناك فرق بينهما؟
أجيبوني بسرعة وُفقتم لكل خير
عودا محمودا و التأني " أحمد ..
قد سبق و طرحت سؤالا مشابها هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=711306&postcount=1) في انتظار جوابه معكم.
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[02 - 02 - 08, 05:26 م]ـ
إجابة بديعة تجدها على هذا الرابط:
http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?t=889(46/412)
أبحث عن موضوع لرسالتي الدكتوراه
ـ[تلميذ ابن تيمية]ــــــــ[02 - 02 - 08, 05:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من إخواني الكرام الإشارة علي بموضوع لرسالتي الدكتوراه من قسم العقيدة ..
جزاكم الله خيراً.
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[02 - 02 - 08, 08:29 ص]ـ
اعانك الله وفرج همك في الدارين
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[04 - 02 - 08, 06:26 م]ـ
عقيدة حزب التحرير الإسلامي
الموضوع بحاجة إلى إثراء
مجمل الانحرافات العقدية عند الحزب كما يلي:
1 - النزعة الاعتزالية في إثبات العقيدة، وادعاؤهم أننا لا نستطيع لإقامة الحجة على الكافرين من القرآن لأنهم لا يؤمنون بأنه منزل من عند الله تعالى مع أنّ الله تعالى يقول {وجاهدهم به جهادً كبيراً} وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم شاهد على ذلك ودخول الكافرين في الإسلام لسماعهم أو قراءتهم كتاب الله دليلٌ على مدى سخافة هذه المقالة.
2 - تقديم العقل على النقل من قرآن وسنة عند التعارض بين العقل والنقل كما صرّح بذلك الشيخ النبهاني – وكل فرقة من فرق الضلال تزعم تعارضاً مختلفاً من جماعة لأخرى!! ثم أي عقل يريدون منا الرجوع إليه وعقولهم تتفاوت تفاوتاً عظيماً!! -.
3 - عدم التطرق لتوحيد الألوهية وصور الشرك الواقعة في الأمة في كتب الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله تعالى.
4 - التأويل في صفات الله عز وجل عند الشيخ النبهاني، وأنا أعرف أشخاصاً من الحزب لا يؤمنون بأن الله على العرش بذاته سبحانه وتعالى مخالفين صريح القرآن والسنة والإجماع كما في قوله تعالى: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور) سورة الملك.
5 - مرجئة في الإيمان.
6 - اشتراطهم التواتر في الأحاديث لتكون حجّة يجب الإيمان بها في العقيدة من صفات الله تعالى وغيبيات كمنكر ونكير والإيمان بالصراط ... الخ ما جاء بحديث آحاد صحيحة.
7 - إنكار الشيخ النبهاني صحبة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في كتاب الشخصية الإسلامية.
8 - الانحراف في مفهوم القضاء والقدر وخصوصاً مبحث الهداية والضلال.
9 - لم يبال حزب التحرير بالكفر والشرك عند الشيعة الرافضة لأن التحذير من الشرك ليس من أولويات عمله فان الأولوية للسياسة والخلافة فقال التحريريون: (أهم عمل سياسي قام به الإمام الخميني هو تأليفه كتاب {الحكومة الأسلامية} وملاحقته هذا الأمر حتى ألف الحكومة نفسها ... وقد أطلق الخميني شعار: لا شرقية ولا غربية بل اسلامية ... وهذا لا يعني أن الخميني لم تكن له أخطاء ولكن ليس الآن وقتها) مجلة الوعي التحريرية عدد 26 السنة الثالثة ذو القعدة 1409 حزيران 1989. وامتدحت مجلة (الوعي) التحريرية كتاب الخميني (الحكومة الأسلامية) الذي صرح فيه بأن الأئمة أفضل من الملآئكة المقربين والأنبياء المرسلين.) الحكومة الأسلامية ص 52. ولقد نقل العلامة ابن حجر الهيتمي عن العلماء تكفير من قال (الأئمة أفضل من الأنبياء) الإعلام بقواطع الأسلام ص 75 ط: دار الكتب العلمية.
ونقول إن لم يكن الوقت الآن مناسباً للتحدث عن أخطاء الشيعة في سبّ الصحابة واتهامهم بتحريف القرآن والردة عن الأسلام فمتى يحين؟؟.لماذا عندهم متّسع من الوقت للتحدّث عن غيره من حكام المسلمين ولا وقت لديهم للتحدّث عن هذا الرجل؟؟.أليس هذا دليلاً على غياب العقيدة عند هذا الحزب لجهله أن من عقائد الشيعة القول بتحريف القرآن والحج الى مقابر الأئمة والأستغاثة بهم من دون الله – وهو الشرك الأكبر- وسبّ أصحاب رسول الله وأزواجه والغلو في الأئمة والقول بعصمتهم حتى فضّلوهم على الأنبياء والملآئكة.
9 - أحد المشرفين في منتدى العقاب قال بأن السحر لا يتجاوز التخييل وقد حاورته وأصر على موقفه وهذا قول المعتزلة.
- أنبّه أنه قد يكون الحزب تراجع عن إنكار صحبة معاوية رضي الله عنه ولا أقول أن الشيخ النبهاني تراجع.
- وأنبه أيضاً أن طبعات كتب الشيخ النهاني يجري عليها تصحيحات من الحزب فعلى من أراد التأكد من نسبة الأقوال للشيخ تقي أن ينظر في الطبعات الأولى من كتبه.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[04 - 02 - 08, 08:54 م]ـ
يا أخي لقد كتب في هذا الموضوع بالجامعة الإسلامية في غزة رسالة ماجستير
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[04 - 02 - 08, 09:32 م]ـ
لابأس أن يكتب فيه مرة أخري بأسلوب أو من منظور آخر فهو فعلا يحتاج إلى إثراء
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[05 - 02 - 08, 12:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم تلميذ ابن تيمية وفقني الله وإياك
أقترح عليك أن تكتب في (النقض والتناقض عند المخالفين لأهل السنة والجماعة في أبواب العقيدة) والمقصود منه:
1 - بيان حصول التناقض بين الطوائف المخالفة لأهل السنة.
2 - التناقض داخل الطائفة الواحدة.
3 - التناقض في الأقوال والأصول (تناقض الأصول للطائفة الواحدة والتناقض داخل الأصل الواحد).
4 - التناقض في الأدلة التي يعتمدون عليها.
5 - الوقوع في نقيض المقصود عند هؤلاء الطوائف.
وهذا يحتاج إلى:
1 - ذكر مقدمة في بيان المراد بالنقض والتناقض وشروطه وأركانه وقواعده والمؤلفات في هذا الباب في مختلف الفنون وفي أبواب العقيدة خاصة.
2 - بيان سلامة منهج أهل السنة والجماعة من التناقض في أصولهم وبيان سبب هذا الاطراد والتوافق وعدم حصول التناقض في أصولهم.
3 - كذلك يشمل الكلام على آثار حصول التناقض ونتائجه على هذه الطوائف فيما بينها وفي الطائفة الواحدة وعند الأفراد.
4 - كما يشمل الوسائل والسبل والمخارج التي يهربون إليها للتخلص من التناقض في أصولهم واقوالهم.
5 - الأسباب التي أدت بالمخالفين للوقوع في التناقض وهذا يشمل دراسة منهجهم في الاستدلال والفهم ومصادر التلقي عندهم وموقفهم من الأدلة النقلية ودراسة لمنهجهم في الأدلة العقلية.
إلى غير ذلك من المسائل التي ربما تظهر مع البحث في الموضوع بشكل أوسع وأدق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/413)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[06 - 02 - 08, 02:19 ص]ـ
رابط مفيد جدا
http://www.alaqida.net/vb/forumdisplay.php?f=25
ـ[أبو نظيفة]ــــــــ[09 - 02 - 08, 12:17 ص]ـ
هذا اقتراح انظر فيه: ضوابط نقد العقائد. إما مطلقا أو تقيده بشخصية من العلماء.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[13 - 02 - 08, 07:50 ص]ـ
يسر الله لك ووفقك لما فيه الخير للأمة
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[13 - 02 - 08, 02:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقك الله تعالى والإخوة لإخراج درر وخرائد الإمام ابن تيميَّة
ـ[أبو محمد]ــــــــ[13 - 02 - 08, 09:23 م]ـ
موضوع حزب التحرير فيه رسالة علمية مطبوعة في مجلدين ..
وموضوع تناقض أهل البدع فيه رسالة علمية مطبوعة في جلدين أيضا .. أظنها لإحدى الأخوات .. وأنا الآن بعيد عن مكتبتي
ليس هذا وأدا لفكرة الكتابة في الموضوعين .. ولكن من باب الفائدة.(46/414)
(أثر الفكر الاعتزالي في عقائد الأشاعرة) .. رسالة قيّمة تنتظر همة دار نشر
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 02 - 08, 02:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه رسالة علمية قيمة، تقع في أربعة مجلدات، للأخ / منيف بن عايش العتيبي - حفظه الله -، من جامعة أم القرى - كلية الدعوة وأصول الدين - قسم العقيدة - دكتوراة.
أعرض فهرسها؛ لعل دار نشرٍ تجتهد في نقلها إلى عالم المطبوعات، قريبًا - إن شاء الله -.
فهرس الموضوعاتالموضوع الصفحة
الجزء الأول
صفحة العنوان ........................................... ...............................
صفحة البسملة ........................................... ...............................
شكر وتقدير ............................................ ...............
أ – د
المقدمة ........................................... .....................
1 - 27
الأغراض والأفكار التي تشتمل عليها المقدمة .............................. 1
ابتداء واستهلال .......................................... ..............
2 - 3
تحديد عنوان البحث وموضوعه ..........................................
3
أسباب اختيار الموضوع ........................................... ......
3 - 10
أهمية الكتابة في هذا الموضوع ...........................................
10 - 13
الصعوبات التي واجهتني في البحث ......................................
13 - 14
الدراسات السابقة؛ وما أضافه البحث عليها ..............................
14 - 15
منهجي في البحث ............................................. .........
16 - 19
تنظيم البحث، وتبويبه ........................................... .......
19 - 26
ختام وانتهاء ........................................... ................
26 - 27
الباب الأول: في المعرفة ........................................... .....
1 - 373
- الفصل الأول: في النظر وأحكامه ....................................
2 - 73
- المبحث الأول: تعريف النظر ..........................................
3 - 22
- تعريف النظر لغة ............................................... .....
3
- تعريف النظر اصطلاحاً .......................................... .....
3 - 7
- أولاً: تعريف النظر عند المعتزلة ........................................
3 - 5
- ثانياً: تعريف النظر عند الأشاعرة .....................................
5 - 7
- ثالثاً: جوانب التأثير في تعريف النظر ..................................
7
- المبحث الثاني: النظر عند المعتزلة ..................................... 7 - 22
- حكم النظر عند المعتزلة .......................................... .... 7 - 13
- طريق وجوبه (طريق وجوب النظر عند المعتزلة) ....................... 13 - 14
- رد المعتزلة على القائلين بوجوب النظر بالسمع ......................... 14
- القول بطاعة لا يراد بها الله ........................................... 15 - 17
موضوع النظر ............................................. ............ 17 - 22
- المبحث الثاني: النظر عند الأشاعرة .................................... 23 - 33
حكم النظر عند الأشعرية .......................................... ..... 23 - 33
- القول الأول: القول بوجوبه .......................................... 23 - 28
- القول الثاني: القول بعدم وجوب النظر ................................ 28 - 30
- القول الثالث: التفصيل ........................................... .... 30 - 33
- المبحث الثالث: جوانب التأثير في مسألة النظر .......................... 34 - 47
طريق وجوب النظر عند الأشعرية ....................................... 36 - 42
- المسلك النقلي ............................................ ........... 36 - 39
- المسلك العقلي ............................................ ........... 40 - 42
جوانب التأثير ........................................... ............... 42
أول واجب يجب على المكلف عند الأشاعرة ............................. 42 - 47
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/415)
- المبحث الرابع: النقد ............................................. .... 48 - 73
الأدلة على أن معرفة الله فطرية ضرورية .................................. 49 - 55
- أولاً: الأدلة من القرآن الكريم ....................................... 49 - 51
- ثانياً: الأدلة من السنة ............................................. .. 51 - 55
الفصل الثاني: التقليد في أصول الدين ................................... 74 - 115
- المبحث الأول: تعريف أصول الدين ................................... 75 - 82
- أصول الدين عند المعتزلة .......................................... ... 77
- أصول الدين عند الأشاعرة .......................................... 78
- أثر المعتزلة على الأشاعرة .......................................... .. 79 - 80
تعقيب ابن تيمية على تقسيم الدين إلى: أصل، وفرع ...................... 80 - 82
- المبحث الثاني: تعريق المُقَلِّدْ ....................................... ... 83 - 86
- تعريف التقليد عند المعتزلة .......................................... . 83 - 84
- تعريف التقليد عند الأشاعرة .......................................... 84 - 86
- المبحث الثالث: حكم إيمان المقلد عند المعتزلة .......................... 87 - 93
- المبحث الرابع: حكم إيمان المقلد عند الأشاعرة ........................ 94 - 99
اختلفوا إلى ثلاثة أقوال:
- الفريق الأول: .................................................. ... 95 - 96
- الفريق الثاني: .................................................. .... 97 - 98
- الفريق الثالث: .................................................. ... 98 - 99
- المبحث الخامس: جوانب التأثير في مسألة إيمان المقلد ................... 100 - 101
- المبحث السادس: النقد ............................................. . 102 - 105
- الفصل الثالث: معرفة الله – سبحانه وتعالى - ........................ 116 - 159
- المبحث الأول: معرفة الله –تعالى- عند المعتزلة ......................... 117 - 124
- تعريف المعرفة ........................................... ........... 118
- طريق وجوبها هو: العقل ............................................ 120
- منهج المعرفة عند المعتزلة .......................................... .. 123 - 124
- المبحث الثاني: معرفة الله عند الأشعرية ................................ 125 - 127
- المبحث الثالث: جوانب التأثير في مسألة: معرفة الله –تعالى- ............ 128
- المبحث الرابع: النقد ............................................. ... 129 - 159
الأدلة على أن الفطرة المراد بها الإسلام .................................. 129 - 141
الأحاديث الدالة على أن معرفة الله فطرية ضرورية ....................... 142 - 145
- الفصل الرابع: الدليل الموصل إلى المطلوب ............................ 160 - 196
- المبحث الأول: تقسيم المعتزلة الدليل إلى عقلي، ونقلي، ومركب منهما ... 161 - 166
تعريف الدليل عند المعتزلة .......................................... .... 161 - 166
- المبحث الثاني: تقسيم الأشعرية الدليل إلى عقلي، ونقلي، ومركب منهما 167 - 175
تعريف الدليل عند الأشاعرة .......................................... .. 167
- المبحث الثالث: جوانب التأثير في مسألة الدليل ......................... 176 - 177
- المبحث الرابع: النقد ............................................. ... 178 - 196
- المبحث الخامس: العقل ودوره في الاستدلال ........................... 197 - 253
- المطلب الأول: مكانة العقل عند المعتزلة ................................ 198 - 208
- أولاً: تأثر المعتزلة بالفلسفة اليونانية ................................... 199 - 200
- ثانياً: تقديم العقل على النقل .......................................... 200
- ثالثاً: تأويل الآية والحديث المتواتر إذا خالف عقولهم .................... 200
- رابعاً: رد الأحاديث التي تخالف عقولهم ................................ 202
- خامساً: المسائل التي يحكم فيها العقل ................................. 203
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/416)
- سادساً: مبررات تقديم العقل على النقل عند المعتزلة .................... 205 - 208
- المطلب الثاني: مكانة العقل عند الأشعرية .............................. 209
- أولاً: تأثر الأشعرية بالفلسفة اليونانية ................................. 210
- ثانياً: تقديم العقل على النقل .......................................... 212
- ثالثاً: تأويل الآية والحديث المتواتر إذا خالف عقولهم .................... 214
- رابعاً: رد الأحاديث التي تخالف عقولهم ............................... 219
- خامساً: المسائل التي يحكم فيها العقل .................................. 221
- سادساً: مبررات تقديم العقل على النقل عند الأشعرية ................... 224
- المطلب الثالث: جوانب التأثير في مسألة مكانة العقل ودوره في الاستدلال 226 - 239
- أولاً: التأثر بالفلسفة اليونانية ......................................... . 226
- ثانياً: تأثر الأشعرية بالمعتزلة في تقديم العقل على النقل ................... 227
- ثالثاً: تأثر الأشعرية بالمعتزلة في تأويل الآية والحديث المتواتر إذا خالف عقولهم ............................................ .................... 229
- رابعاً: تأثر الأشعرية بالمعتزلة في رد الأحاديث التي تخالف عقولهم ........ 230
- خامساً: تأثر الأشعرية بالمعتزلة في المسائل التي يحكم فيها العقل ......... 232
- سادساً: تأثير المعتزلة على الأشعرية في مبررات تقديم العقل على النقل .... 236
- المطلب الرابع: النقد ............................................. .... 240 - 253
- المبحث السادس: شبهة التعارض بين الأدلة النقلية والعقلية .............. 254 - 274
- المطلب الأول: شبهة التعارض بين الأدلة النقلية والعقلية عند المعتزلة ...... 255 - 261
- المطلب الثاني: شبهة التعارض بين الأدلة النقلية والعقلية عند الأشاعرة .... 262 - 264
- المطلب الثالث: جوانب التأثير في مسألة التعارض بين الدليل النقلي، والعقلي ........................................... .................... 265 - 269
- المطلب الرابع: النقد ............................................. .... 270 - 274
- المبحث السابع: خبر الآحاد، وحجيته ................................. 275 - 306
- تمهيد: تعريف خبر الآحاد ............................................ 276 - 279
- تعريف الخبر لغة، واصطلاحاً ......................................... 276
- أقسام الخبر باعتبار وصوله إلينا ....................................... 276
- تعريف الخبر المتواتر لغة، واصطلاحاً ................................... 276 - 277
- خبر الآحاد ............................................ ............. 277
- تعريفه: لغة، واصطلاحاً ......................................... ..... 277
- أقسامه: .................................................. .......... 278 - 279
- المطلب الأول: رأي المعتزلة في حكم الاحتجاج بخبر الآحاد في العقيدة ... 280 - 283
- المطلب الثاني: رأي الأشعرية في حكم الاحتجاج بخبر الآحاد في العقيدة .. 284 - 292
- المطلب الثالث: جوانب التأثير في حكم الاحتجاج بخبر الآحاد في العقيدة 293 - 296
- المطلب الرابع: النقد ............................................. .... 297 - 306
- الأدلة من القرآن والسنة على أن خبر الواحد حجة .................... 300 - 304
- أولاً: الأدلة من القرآن ............................................ ... 301
- ثانياً: الأدلة من السنة ............................................. ... 302
الفصل الخامس: التأويل ........................................... ..... 307 - 344
- تمهيد ............................................. .................. 308
- المبحث الأول: التأويل عند المعتزلة ................................... 309 - 314
- المبحث الثاني: التأويل عند الأشعرية .................................. 315 - 322
- المبحث الثالث: جوانب التأثر في مسألة التأويل ........................ 323 - 327
- المبحث الرابع: النقد ............................................. .... 328 - 344
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/417)
- أولاً: معنى التأويل في المعاجم اللغوية ................................. 328
- ثانياً: التأويل في القرون الثلاثة الأولى ................................. 329
- ثالثاً: ظهور المعنى الجديد للتأويل ..................................... 330
إيراد نماذج من كلام أهل السنة والجماعة لمعنى التأويل ..................... 333
فساد مذهب المتكلمين ......................................... ........ 335
الفصل السادس: المحكم والمتشابه ........................................ 345 - 373
- تمهيد ............................................. .................. 346
- تعريف المحكم والمتشابه في اللغة، وفي الاصطلاح ...................... 346
- المبحث الأول: المراد بالمحكم والمتشابه عند المعتزلة ..................... 347 - 350
- المبحث الثاني: المراد بالمحكم والمتشابه عند الأشعرية ..................... 351 - 357
- حاصل أقوالهم في تحديد المحكم والمتشابه ثلاثة أقوال: .................. 352
- القول الأول: .................................................. ..... 352
- القول الثاني: .................................................. ..... 352
- القول الثالث: .................................................. .... 353
عرض أقوالهم ........................................... ............... 353 - 357
- المبحث الثالث: جوانب التأثير في مسألة المراد بالمحكم، والمتشابه ......... 358 - 359
- المبحث الرابع: النقد ............................................. .... 360 - 373
- أنواع التشابه:
- أولاً: التشابه العام ............................................. ...... 361
- ثانياً: التشابه الخاص ............................................. .... 361 - 365
- ثالثاً: التشابه النسبي الإضافي .......................................... 365
- الباب الثاني: منهج إثبات حدوث العالم؛ وأدلته ....................... 374 - 472
- الفصل الأول: منهج إثبات حدوث العالم ............................ 375 - 422
- المبحث الأول: منهج المعتزلة في إثبات حدوث العالم .................... 376 - 380
- تعريف الجوهر الفرد (الجزء الذي لا يتجزأ أو الذَّرَّة) عند أبي الهذيل العلاف ............................................ ................... 377 - 378
- المبحث الثاني: منهج الأشاعرة في إثبات حدوث العالم .................. 381 - 395
- تعريف بعض المصطلحات الكلامية؛ مثل: العالم، القديم، المحدث، الجسم، الجوهر، الجوهر الفرد، العرض ........................................... 384 - 387
- نظرية الجوهر الفرد (أو الجزء الذي لا يتجزأ) عند الأشاعرة ............ 387 - 389
- دليل الحدوث (الجواهر، والأعراض) .................................. 390 - 395
- المبحث الثالث: جوانب التأثير في منهج إثبات حدوث العالم ............ 396 - 404
- المبحث الرابع: النقد ............................................. ... 405 - 422
- نقد الجانب الأول: نظرية الجوهر الفرد؛ ودليل الجواهر والأعراض ....... 405 - 414
- أولاً: نقد نظرية الجوهر الفرد ......................................... 406 - 410
أ – الشكوك والشبه والإلزامات حول الجوهر الفرد ....................... 406 - 410
ب – نقد بعض المسائل التي ترتبت على هذا المنهج ....................... 410 - 414
- ثانياً: نقد الجانب الثاني؛ وهو: المقدمات التي قام عليها دليل الحدوث ..... 415 - 422
- نقد المقدمة الأولى: القائلة بإثبات الأعراض ........................... 415 - 416
- نقد المقدمة الثانية: القائلة بأن الأعراض حادثة ......................... 416 - 417
- نقد المقدمة الثالثة: القائلة بأن الجواهر لا تخلو من الأعراض .............. 417
- نقد المقدمة الرابعة: القائلة: إن ما لا يخلو عن الحوادث – حادث ........ 417 - 419
- نقد المقدمة الخامسة: القائلة باستحالة حوادث لا أول لها ............... 419 - 422
- الفصل الثاني: أدلة حدوث العالم ..................................... 423 - 472
- المبحث الأول: أدلة حدوث العالم عند المعتزلة ......................... 424 - 427
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/418)
- دليل الحدوث ............................................ .......... 424
- الطريقة الأولى: الاستدلال بالأعراض على وجود الله –تعالى- ........... 424
- الطريقة الثانية: الاستدلال بالأجسام على وجود الله –تعالى- ............ 425 - 527
- المبحث الثاني: أدلة حدوث العالم عند الأشاعرة ....................... 428 - 438
- المطلب الأول: دليل الحدوث (الجواهر والأعراض) .................... 429 - 434
- تمهيد ............................................. .................. 430
- دليل الحدوث ............................................ ........... 431 - 434
- المطلب الثاني: دليل الجواز ............................................ 435 - 438
- المبحث الثالث: جوانب التأثير في الأدلة على حدوث العالم ............. 439 - 443
الجزء الثاني
- المبحث الرابع: نقد أدلة المعتزلة والأشاعرة على حدوث العالم ........... 444 - 472
- المطلب الأول: نقد دليل الحدوث .................................... 445 - 463
- فساد زعم المتكلمين أن هذه الطريقة (دليل الحدوث) هي طريقة نبي الله إبراهيم – عليه السلام – في الاستدلال على وجود الخالق من ستة أوجه .... 457 - 462
- المطلب الثاني: نقد دليل الجواز ........................................ 464 - 472
- الباب الثالث: التوحيد ........................................... ... 473 - 581
- الفصل الأول: مفهوم التوحيد ....................................... 474 - 536
- تمهيد ............................................. .................. 475 - 478
- التوحيد لغة ............................................... .......... 475
- التوحيد اصطلاحاً .......................................... ......... 476 - 478
- المبحث الأول: مفهوم التوحيد عند المعتزلة ............................. 479 - 502
- تعريف التوحيد عند المعتزلة .......................................... . 480
- المبحث الثاني: مفهوم التوحيد عند الأشاعرة ........................... 503 - 510
- المبحث الثالث: جوانب التأثير في مفهوم التوحيد ....................... 511 - 520
- المبحث الرابع: النقد ............................................. .... 521 - 536
- أنواع التوحيد – باعتبار متعلق التوحيد - ............................. 523
- النوع الأول: توحيد الربوبية .......................................... 523
- النوع الثاني: توحيد الألوهية .......................................... 524
- النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات ................................ 527
- الفصل الثاني: الاستدلال على التوحيد ................................ 537 - 581
- المبحث الأول: منهج المعتزلة في الاستدلال على التوحيد ................ 538 - 542
- المبحث الثاني: منهج الأشعرية في الاستدلال على التوحيد .............. 543 - 552
- المبحث الثالث: جوانب التأثير في منهج الاستدلال على التوحيد ......... 553 - 558
- المبحث الرابع: نقد منهجيهما في الاستدلال على التوحيد؛ وتقرير الأدلة على إثباته ............................................ ................. 559 - 581
- الباب الرابع: الأسماء والصفات ..................................... 582 - 1265
- الفصل الأول: أسماء الله –تعالى- .................................... 583 - 730
- المبحث الأول: تعريف الأسماء الحسنى لغة، واصطلاحاً .................. 584 - 590
- معنى الاسم لغة، واصطلاحاً ......................................... . 585 - 586
- معنى الحسنى لغة، واصطلاحاً ......................................... 587 - 590
- المبحث الثاني: مذهب المعتزلة في أسماء الله –تعالى- ..................... 591 - 618
- ويتناول هذا المبحث المسائل التالية:
1 - الأسماء التي أثبتها المعتزلة .......................................... 592 - 596
2 - الأسماء التي نفاها المعتزلة .......................................... 596 - 598
3 - الأسماء التي أوَّلَ المعتزلة معانيها .................................... 598 - 603
4 – إنكار المعتزلة لما دلت عليه الأسماء الحسنى من الصفات ............... 603 - 609
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/419)
5 – أسماء الله – تعالى – عند المعتزلة ليست توقيفية؛ بل قياسية، وطريق ثبوتها هو: اللغة، أو العقل ............................................. .. 609 - 615
6 – معنى الإلحاد في أسماء الله – تعالى – عند المعتزلة ..................... 615 - 617
7 – الاسم غير المسمَّى عند المعتزلة ..................................... 617 - 618
- المبحث الثالث: مذهب الأشعرية في أسماء الله – تعالى - ................ 619 - 654
- الفرع الأول: ما وافق فيه جمهور الأشاعرة أهل السنة والجماعة .......... 620 - 637
وتحته ثلاث مسائل:
1 – المسألة الأولى: .................................................. 620 - 633
إن أسماء الله – تعالى – الحسنى توقيفية ................................... 620
وقد اختلفوا إلى أربعة أقوال:
- القول الأول: ذهب جم غفير من الأشاعرة إلى أنها توقيفية .............. 621 - 627
- القول الثاني: أنها ليست توقيفية ....................................... 627 - 629
- القول الثالث: التوقف ............................................ ... 629 - 630
- القول الرابع: التفصيل ........................................... .... 630 - 633
3 – المسألة الثالثة:
1 – المسألة الأولى: .................................................. . 637 - 638
مسألة هل الاسم هو المسمى؟ أو غيره؟.
وقد اختلف الأشاعرة فيها إلى ثلاثة أقوال: .............................. 638
أ – القول الأول: .................................................. ... 638 - 640
ب – القول الثاني: .................................................. .. 641 - 645
ج – القول الثالث: .................................................. . 645 - 646
3 – المسألة الثالثة:
الأسماء الحسنى التي أول الأشاعرة معناها ................................. 647 - 654
- المبحث الرابع: جوانب التأثير في مسألة أسماء الله – تعالى - ............. 655 - 676
تأثر الأشاعرة بالمعتزلة في ثلاث مسائل:
1 – المسألة الأولى: .................................................. . 656 - 663
2 – المسألة الثانية: .................................................. .. 663 - 665
3 – المسألة الثالثة: .................................................. .. 665 - 676
المبحث الخامس: النقد ............................................. ..... 677 - 730
- الأدلة على إثبات الأسماء الحسنى لله - تعالى - ......................... 678
- أولاً: الأدلة من القرآن الكريم ........................................ 678
- ثانياً: الأدلة من الحديث الشريف ...................................... 679 - 680
وقد تركز النقد على ثلاث مسائل؛ وهي ................................. 680
- تحرير القول في هذه المسألة ........................................... 681
- اختلاف العلماء في معنى قوله – ? - من أحصاها دخل الجنة .......... 693 - 703
2 – المسألة الثانية:
نقد قولهم: بأن الاسم غير المسمى ....................................... 703 - 706
3 – المسألة الثالثة:
نقد تأويلهم لبعض معاني أسماء الله – تعالى – الحسنى ..................... 707 - 730
- الفصل الثاني: صفات الله – تعالى - ................................. 731 - 1002
- المبحث الأول: مذهب المعتزلة في صفات الله – تعالى - ................ 732 - 744
- المبحث الثاني: مذهب الأشعرية في صفات الله – تعالى - ............... 745 - 768
- تقسيم الصفات عند الأشاعرة ........................................ 746
1 – الصفات النفسية ........................................... ....... 746 - 747
2 – الصفات السلبية ........................................... ....... 747 - 751
3 – صفات المعاني ........................................... .......... 751 - 754
- اختلاف الأشاعرة في مسألة اثبات صفات الله – تعالى -
إلى ثلاثة أقوال: .................................................. ..... 754
- القسم الأول ............................................. ........... 755 - 756
- القسم الثاني ............................................ ............. 756
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/420)
- القسم الثالث ............................................ ............ 756
4 – الصفات المعنوية (الأحوال) ...................................... 764 - 768
- المبحث الثالث: جوانب التأثير في مسألة الصفات ....................... 769 - 777
- المبحث الرابع: النقد ............................................. .... 778 - 785
- المبحث الخامس: صفة الكلام ........................................ 786 - 1002
- تمهيد ............................................. .................. 787 - 791
- المطلب الأول: صفة الكلام عند المعتزلة ................................ 792 - 823
- أولاً: تعريف المتكلم عند المعتزلة ...................................... 794
- ثانياً: تعريف الكلام عند المعتزلة ...................................... 795
- ثالثاً: سبب نشأة بدعة المعتزلة في كلام الله – تعالى - .................. 798
- رابعاً: رأي المعتزلة في كلام الله – تعالى – عامة ........................ 805
- خامساً: رأي المعتزلة في القرآن خاصة ................................. 811
- سادساً: حكم من أنكر خلق القرآن عند المعتزلة ........................ 817
- سابعاً: كيفية نزول القرآن الكريم عند المعتزلة .......................... 820
- ثامناً: شبه المعتزلة النقلية على حدوث القرآن ........................... 821
- المطلب الثاني: صفة الكلام عند الأشاعرة .............................. 824 - 879
اختلف الأشاعرة في كلام الله – تعالى – إلى ثلاثة أقوال: ................. 826
- القول الأول: مذهب أي الحسن الأشعري ............................. 827 - 831
- القول الثاني: مذهب جمهور الأشاعرة ................................. 831
- القول الثالث: .................................................. .... 850 - 853
- تعريف المتكلم عند الأشاعرة ......................................... 832
- تعريف الكلام عند الأشاعرة .......................................... 832
- أدلة الأشاعرة – من القرآن – على إثبات الكلام النفسي ............... 839 - 840
- أحكام تتعلق بكلام الله – تعالى – عند الأشاعرة؛ وهي: ............... 853 - 879
1 – كلام الله – تعالى – عند الأشاعرة معنى، واحد، أزلي، هو: أمر، ونهي، وخبر، واستفهام، ووعد، ووعيد، ونداء ........................... 853
2 – كيف سمع نبي الله موسى – عليه السلام – كلام الله – تعالى - ...... 863 - 866
3 – معنى نزول كلام الله – تعالى – عند الأشاعرة ....................... 866
4 – ما بين دفتي المصحف هل هو كلام الله – حقيقة -؟ أم لا؟ .......... 871 - 875
- القول الأول: .................................................. ..... 871 - 875
- القول الثاني: .................................................. ..... 875
5 – الفرق بين المقروء، والقراءة والقرآن، والمكتوب، والكتابة والكتاب .... 876 - 879
- المطلب الثالث: جوانب التأثير في مسألة كلام الله – تعالى - ............ 880 - 890
الجزء الثالث
- المطلب الرابع: نقد مذهب المعتزلة والأشاعرة في كلام الله – تعالى - .... 891 - 989
- أولاً: نقد مذهب المعتزلة في كلام الله – تعالى - ....................... 892 - 902
- حكم من قال بخلق القرآن؛ هل يكفر؟؛ أم لا؟ ......................... 899 - 902
- ثانياً: نقد مذهب الأشاعرة في كلام الله – تعالى - ..................... 902 - 989
أ – نقد قولهم بالكلام النفسي .......................................... 902 - 932
ب – نقد قولهم بنفي الحرف والصوت في كلام الله – تعالى - ............ 932 - 953
ج – نقد قول الأشاعرة بأن الحروف، والألفاظ مخلوقة؛ وأنها حكاية، أو عبارة عن المعنى القديم ............................................ ...... 954 - 967
د – نقد قولهم بأن الكلام النفسي لا يتعلق بالمشيئة ....................... 967 - 983
هـ - نقد قولهم بأن كلام الله – تعالى – معنى واحد .................... 983 - 989
- ثالثاً: توضيح مذهب السلف في كلام الله – تعالى - ................... 989 - 1002
- الأدلة من القرآن الكريم على إثبات صفة الكلام لله – تعالى - ........... 989 - 991
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/421)
- الأدلة من الحديث الشريف على إثبات صفة الكلام لله – تعالى - ....... 991
- الفصل الثالث: صفات الجلال (التنزيه) ............................... 1003 - 1137
- المبحث الأول: معنى التنزيه في اللغة، والشرع .......................... 1004 - 1022
- المبحث الثاني: مفهوم التنزيه عند المعتزلة ............................... 1023 - 1053
مذهب المعتزلة في التنزيه يتجلى في أمرين:
- تنزيه صحيح دل عليه القرآن والسنة ................................... 1025 - 1028
- الثاني: تنزيه مبتدع ............................................. ...... 1028 - 1053
- المبحث الثالث: مفهوم التنزيه عند الأشاعرة ............................ 1054 - 1079
- تعريف التنزيه عند الأشاعرة .......................................... 1056 - 1057
الكلام عن مذهب الأشاعرة في التنزيه ينحصر في جانبين .................. 1055
- الأول: تنزيه صحيح .............................................. ... 1058 - 1061
- الثاني: تنزيه مبتدع باطل ............................................. 1061 - 1079
- المبحث الرابع: جوانب التأثير في مسألة التنزيه .......................... 1080 - 1097
- المبحث الخامس: نقد مذهب المعتزلة والأشعرية في التنزيه ................ 1098 - 1137
1 – نقد قولهم: بأن الله – تعالى – ليس بجسم، ولا جوهر، ولا عرض ..... 1099
2 – نقد قولهم: بأن الله – تعالى – ليس في جهة من الجهات الست للكون 1104
- أولاً: الأدلة من الكتاب والسنة على إثبات صفة العلو 1104
- ثانياً: الأدلة من الحديث النبوي الشريف ............................... 1105
3 – نقد قولهم: بأن الله – تعالى – ليس في مكان ........................ 1114 - 1120
الأدلة على إثبات الاستواء، والعرش ...................................... 1115
- أولاً: الأدلة من القرآن ............................................ ... 1115 - 1117
- ثانياً: الأدلة من الحديث ............................................ .. 1118 - 1119
4 – نقد قولهم: بأن الله – تعالى – منزه عن الحلول والاتحاد (وهذه كلمة حق أريد بها باطل) .................................................. .. 1121 - 1128
5 – نقد قولهم: بأن الله – تعالى – لا يقوم بذاته حادث؛ أو لا تحله الحوادث ........................................... ................... 1128 - 1132
6 – نقد قول المعتزلة: بأن من التنزيه إنكار القدر، وإنكار خلق الله – تعالى – لأفعال العباد ............................................ ............ 1132 - 1136
الأدلة على وجوب الإيمان بالقضاء والقدر من الكتاب، والسنة ............. 1133 - 1135
- أولاً: الأدلة من القرآن ............................................ ... 1133 - 1134
- ثانياً: الأدلة من السنة ............................................. ... 1134 - 1135
- الفصل الرابع: رؤية الله – تعالى - .................................... 1138 - 1265
- المبحث الأول: مذهب المعتزلة في رؤية الله – تعالى - .................. 1139 - 1166
- أدلة المعتزلة النقلية على إنكار الرؤية ................................... 1142 - 1155
- موقفهم من الآيات القرآنية .......................................... . 1142 - 1152
- موقفهم من الأحاديث النبوية الشريفة التي دلت على إثبات الرؤية ....... 1152 - 1155
- أدلة المعتزلة العقلية على إنكار الرؤية .................................. 1155 - 1164
- أولاً: دلالة المقابلة .......................................... ......... 1155 - 1158
- ثانياً: دلالة الموانع ........................................... ......... 1158 - 1164
- حكم من أنكر رؤية الله – تعالى – بالأبصار عند المعتزلة ............... 1164 - 1166
- المبحث الثاني: مذهب الأشاعرة في رؤية الله – تعالى - ................. 1167 - 1208
- القول الأول: .................................................. ..... 1168 - 1202
- المراد بالرؤية عند الأشاعرة، وتحصيل معناها على التحقيق ............... 1174 - 1177
- أدلة الأشاعرة على رؤية الباري – سبحانه وتعالى - .................... 1177 - 1202
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/422)
- أولاً: الأدلة العقلية ........................................... ........ 1177 - 1184
1 – دليل الوجود ............................................ ......... 1177 - 1180
2 – دليل مفهوم الرؤية ............................................ .... 1180 - 1184
- ثانياً: الأدلة النقلية ........................................... ........ 1184 - 1202
- المسلك الأول: الاستدلال بالآيات القرآنية ............................. 1185 - 1190
- المسلك الثاني: الاستدلال بالأحاديث النبوية الشريفة .................... 1190 - 1193
- المسلك الثالث: الاستدلال بالاجماع ................................... 1193 - 1194
- القول الثاني: -من أقوال الأشاعرة- في رؤية الله – تعالى - ............. 1202 - 1208
- المبحث الثالث: جوانب التأثير في مسألة رؤية الله – تعالى - ............ 1209 - 1220
- المبحث الرابع: النقد ............................................. .... 1221 - 1265
- أولاً: بيان مذهب أهل السنة والجماعة في الرؤية ........................ 1222 - 1227
- أدلتهم على جوازها، ووقوعها ........................................ 1222 - 1242
- الأدلة على جواز الرؤية ............................................ .. 1228 - 1235
- الدليل الأول ............................................. ........... 1228 - 1234
- الدليل الثاني ............................................ ............. 1234–1235
- الأدلة على وقوع الرؤية ............................................ .. 1235 - 1242
- الدليل الأول ............................................. ........... 1235 - 1238
- الدليل الثاني ............................................ ............. 1239
- الدليل الثالث ............................................ ............ 1239
- الدليل الرابع ............................................ ............. 1239
- الدليل الخامس ............................................ ........... 1240
- الدليل السادس ............................................ .......... 1240
- الدليل السابع ............................................ ............ 1241
- الدليل الثامن ............................................ ............ 1241 - 1242
- ثانياً: نقد مذهب المعتزلة في الرؤية .................................... 1242 - 1252
- ثالثاً: نقد مذهب الأشاعرة في الرؤية .................................. 1252 - 1265
الجزء الرابع
- الباب الخامس: البعث ............................................. . 1266 - 1494
- الفصل الأول: البعث عند المعتزلة والأشاعرة ......................... 1267 - 1452
- تمهيد ............................................. .................. 1268 - 1274
- تعريف البعث ............................................. .......... 1268
- تعريف النشور ............................................ .......... 1268
- تعريف الحشر ............................................. .......... 1269
- تعريف المعاد ............................................ ............ 1270
- تعريف الإعادة ........................................... ........... 1271 - 1273
- تعريف الخلود ............................................ ........... 1273 - 1274
- المبحث الأول: مذهب المعتزلة في البعث، وأدلتهم على جوازه، ووقوعه .. 1275 - 1314
أولاً: مذهب المعتزلة في الفناء ........................................... 1278
أدلتهم على فناء الجواهر ........................................... ..... 1278 - 1282
أ – الدليل العقلي ............................................ .......... 1279 - 1280
ب – أدلة المعتزلة النقلية على أن الله – تعالى – يفني الجواهر .............. 1280 - 1281
ج – استدلوا على أن الله يفني الجواهر بالإجماع .......................... 1282
ثانياً: مذهب المعتزلة في الإعادة .......................................... 1282 - 1297
- مذهب المعتزلة في إعادة الجواهر ....................................... 1282
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/423)
- مذهب المعتزلة في إعادة الأعراض ..................................... 1283
- مذهب المعتزلة في صفة الإعادة؛ وكيفية إعادة الإنسان بعد موته ......... 1283 - 1297
أدلة المعتزلة على البعث ............................................. .... 1298 - 1314
- أولاً: الأدلة العقلية ........................................... ........ 1298 - 1305
1 – قياس الأولى ............................................ .......... 1298 - 1302
2 – قياس التمثيل ........................................... .......... 1302 - 1304
3 – الاستدلال بقدرة الله، ولطف عمله ................................. 1304 - 1305
- ثانياً: الأدلة النقلية ........................................... ........ 1305 - 1314
- الأدلة على البعث من القرآن .......................................... 1305 - 1310
- الأدلة على البعث من الحديث الشريف ................................ 1310 - 1314
- المبحث الثاني: مذهب الأشعرية في البعث؛ وأدلتهم على جوازه، ووقوعه. 1315 - 1391
- تعريف المعاد عند الأشاعرة .......................................... . 1316
- مواقف الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام، والأشاعرة، وغيرهم من المعاد الجسماني .......................................... .................... 1320
- الموقف الأول: موقف الإنكار للمعاد الجسماني ......................... 1320
- الموقف الثاني: موقف الاثبات والجزم بوقوع المعاد الجسماني ............. 1320
- الموقف الثالث: موقف وسط بين الموقفين السابقين ..................... 1322
وهؤلاء اختاروا القول بجواز المعاد الجسماني؛ ثم اختلفوا في صفته؛ وعلى أي وجه يكون؛ وذلك على النحو التالي ..................................... 1322
1 – منهم من قال: بأن الجسد المعاد مثل البدن الذي عدم ................ 1323 - 1327
2 – ومنهم من قال: إن البدن المعاد، هو عين الذي عدم؛ وقد اختلفوا في صفة الإعادة، وكيفيتها على أربعة أقوال ................................. 1327
- القول الأول: قول من قال: إن الله – تعالى – يعيد البدن المعدوم بعينه ... 1327 - 1328
- القول الثاني: ذهب بعضهم إلى: أن الله – تعالى – يفرق أجزاء البدن بالموت، ويفني الله – تعالى – أجزاء الجسم بحيث لا يبقى فيه جوهران فردان على الاتصال، ويوم البعث يعيد الباري جمعها، وتركيبها؛ وهو قول جمهور المتكلمين: معتزلة وأشاعرة ........................................... ... 1328 - 1329
- القول الثالث: قول فخر الدين الرازي ................................. 1330 - 1345
- القول الرابع: التوقف ............................................ .... 1345
- أدلة الأشاعرة على البعث ............................................ 1381 - 1391
- أولاً: الأدلة العقلية ........................................... ........ 1381 - 1389
1 – الاستدلال بصحة الشيء على صحة مثله ............................ 1381 - 1387
2 – دليل المساواة .......................................... ........... 1387
3 – دليل قياس إمكان وجود الأقل، والأصغر، والأسهل على خروج الأعظم، والأكبر، والأصعب ........................................... . 1388 - 1389
ثانياً: الأدلة النقلية ........................................... ........... 1389 - 1391
- المبحث الثالث: جوانب التأثير في منهج إثبات البعث، وصفة الإعادة ..... 1392 - 1417
- المبحث الرابع: نقد أهل السنة والجماعة لمنهج المعتزلة والأشاعرة في الاستدلال على البعث؛ ونقدهم في صفته ................................. 1418 - 1452
- البعث مما اتفقت عليه الملل ........................................... 1420
- نقد أهل السنة والجماعة للمتكلمين الذين بنوا البعث على دليل الحدوث (الجوهر والعرض) .................................................. ... 1423
- نظرية الجوهر الفرد التي اعتنقها المتكلمون لا تفسر لنا صفة البعث ....... 1433
الفصل الثاني: البعث عند أهل السنة والجماعة ............................ 1453 - 1494
- المبحث الأول: منهج أهل السنة والجماعة في الاستدلال على البعث ...... 1454 - 1479
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/424)
- الأدلة على البعث ............................................. ....... 1455
- أولاً: الأدلة على البعث من القرآن الكريم .............................. 1455 - 1475
- القرآن الكريم عرض عقيدة البعث من ثلاثة جوانب متكاملة ............. 1455
- الجانب الأول: إثبات المعاد الجسماني، وأن الله –جلت قدرته- يحيي الموتى، ويبعث من في القبور ............................................ 1456 - 1458
- الجانب الثاني: إقامة الحجج، والأدلة على إثبات البعث بطريقين: ......... 1458
- أحدهما: طريق الوجود والعيان ........................................ 1459 - 1464
- الثاني: طريق الاعتبار والبرهان ........................................ 1464 - 1471
1 – الاستدلال بطريق الأولى ........................................... 1465
2 – الاستدلال بخلق السموات والأرض؛ فإن خلقهما أعظم من إعادة الإنسان ........................................... .................... 1466 - 1467
3 – الاستدلال بالنشأة الأولى، وبيان أن الإعادة أهون من الابتداء ......... 1467 - 1468
4 – الاستدلال على المعاد بخلق الإنسان ................................. 1468 - 1469
5 – الاستدلال على المعاد بإخراج النبات من الأرض بعد إنزال المطر عليها. 1469 - 1471
6 – الاستدلال على إثبات المعاد بخلق الحيوان ............................ 1471
- الجانب الثالث: الرد على الجاحدين للبعث، وبيان فساد شبههم .......... 1472 - 1475
- ثانياً: الأدلة على البعث من الحديث النبوي الشريف .................... 1476 - 1479
- المبحث الثاني: صفة البعث ........................................... 1480 - 1494
- الخاتمة ........................................... ................... 1495 - 1502
- فهرس المصادر والمراجع .......................................... .... 1503 - 1610
- فهرس الموضوعات ......................................... .......... 1611 - 1631
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - 02 - 08, 02:45 م]ـ
ما شاءالله تبارك الله
رسالة وافية و كافية كما يتضح من فهرسها
جزاكم الله خيرا يا شيخ سليمان على عرض فهرس هذا الكتاب القيّم و إن شاءالله تبادر إحدى دور النشر لنشر هذا الكتاب
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[02 - 02 - 08, 03:16 م]ـ
أحسن الله إليكم وإلى عمِّ طارق بن إحسان.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[04 - 02 - 08, 11:16 ص]ـ
أحسن اللهُ إليك أخي الشيخ / سليمان ..
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[04 - 02 - 08, 05:34 م]ـ
هذه رسالة غاية في الأهمية، ويجب الأسراع بنشرها، ولو ذهب صاحبها لدار الرشد أو ابن الجوزي لطبعها له فورا، وياليت صاحب الرسالة ينقل لنا خلاصة مباحثها الهامة للغاية.
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[09 - 08 - 08, 01:53 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 08 - 08, 07:14 م]ـ
هذه موسوعة لا رسالة، ماشاء الله!!
يجب طبعها.
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 04 - 09, 11:42 م]ـ
هذه هي الرسالة:
الجزء الأول ( http://ia311208.us.archive.org/1/items/alashaera/alashaera1.pdf)
الجزء الثاني ( http://ia311208.us.archive.org/1/items/alashaera/alashaera2.pdf)
الجزء الثالث ( http://ia311208.us.archive.org/1/ite...alashaera3.pdf)
من مرفوعات الأخ أبي يوسف السلفي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14240)
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[30 - 04 - 09, 02:11 ص]ـ
و نوقشت في دار العلوم منذ عام تقريبا رسالة بعنوان: أثر الفلسفة اليونانية على الفكر الأشعري
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[30 - 04 - 09, 02:11 ص]ـ
هذه هي الرسالة:
الجزء الأول ( http://ia311208.us.archive.org/1/items/alashaera/alashaera1.pdf)
الجزء الثاني ( http://ia311208.us.archive.org/1/items/alashaera/alashaera2.pdf)
الجزء الثالث ( http://ia311208.us.archive.org/1/ite...alashaera3.pdf)
من مرفوعات الأخ أبي يوسف السلفي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14240)
بارك الله فيك على هذا النقل المهم
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[30 - 04 - 09, 02:21 ص]ـ
أبا الحسنات بارك الله فيك
رابط الجزء الثالث لا يعمل
ـ[حسام الدين قاسم]ــــــــ[30 - 04 - 09, 03:54 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سليمان
ـ[مصلح بن سالم]ــــــــ[01 - 05 - 09, 12:01 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير
الرابط الثالث لا يعمل
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 12:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الرابط الصحيح للجزء الثالث:
http://ia311208.us.archive.org/1/items/alashaera/alashaera3.pdf
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[04 - 05 - 09, 08:46 ص]ـ
ننتظر طباعها
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 05 - 09, 12:25 ص]ـ
لو تكملون رفع الرسالة بارك الله فيكم إذ أنها ناقصة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/425)
ـ[هيثم ابن أبي حُسبان]ــــــــ[13 - 05 - 09, 01:11 ص]ـ
أخي عنده دار نشر، وعرضت عليه الأمر ورحَّب به
وقال أنه موافق بطبعها، ولكن يجب إذن المؤلف كتابة
ولكن هل هو سيأخذ مقابل أم لا؟!
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[14 - 05 - 09, 08:14 م]ـ
نهاية الرسالة صفحة 1631 ونهاية البي دي اف صفحة 1265 رجاء اكمال رفع الجزء الناقص حتي تتم الفائدة
ـ[أبو محمّد الإدريسي]ــــــــ[17 - 05 - 09, 04:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[20 - 05 - 09, 06:49 م]ـ
كتاب قيم
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[محمد آل جندى]ــــــــ[04 - 06 - 09, 12:57 م]ـ
يرفع للأهمية
ـ[أبويحيى السلفي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 10:12 ص]ـ
ما رأيت أفضل منها موسوعة
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 04:37 م]ـ
جزى الله خيرا الشيخ الفاضل منيف على ما قدم وجعل عمله وعلمه خالصا لووجهه الكريم
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[23 - 07 - 09, 06:31 م]ـ
وفق الله الشيخ منيف لما يحبه ويرضاه
نسأل الله أن ييسر طباعتها
=============
يا إخوان من يسعى لنا في تصوير الجزء الرابع عن البعث وأحوال الآخرة فهو يبحث في موضوع قلما تجد من يناقشه عن الكلام عن مذهب الأشاعرة
بوركتم
ـ[محمد كمال فؤاد]ــــــــ[29 - 07 - 09, 02:21 ص]ـ
بارك الله فيكم
أين الجزء الرابع(46/426)
من يدلني على منظومة في أسماء الله الحسنى؟
ـ[ابن الصالح]ــــــــ[02 - 02 - 08, 09:28 م]ـ
من يتفضل من الإخوة ليدلنا على منظومة أو أرجوزة صالحة للحفظ في أسماء الله الحسنى على أن تكون على منهج أهل السنة والجماعة.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[06 - 02 - 08, 06:03 م]ـ
أسماء الله الحسنى تحقيق شيخنا الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني. نظم الشيخ أبي يزن حمزة بن فايع الفتحي, حفظ الله الجميع:
اللؤلؤة الفضلى في أسماء الله الحسنى
الله ربنا هو الإلهُ ... له من الأسماء ما اصطفاهُ
الواحدُ الحي كذا المليكُ ... والملكُ المالكُ لا شريكُ
والصمدُ السيدُ والمبينُ ... والأحدُ العظيمُ والمتينُ
وإنه الحق العلي الأعلى ... المتعالي الوتر قد تجلى
وإنه المجيدُ والعليمُ ... والقادرُ القديرُ والحليمُ
وإنه السميعُ والبصيرُ ... والأولُ الآخرُ والستيرُ
والظاهرُ الباطنُ والكبيرُ ... والوارثُ الرقيبُ والنصيرُ
سبحانه البارئُ والمصورُ ... والقابضُ الباسطُ والمسعرُ
المؤمنُ المهيمنُ الجبارُ ... والقاهرُ القهارُ والغفارُ
والأكرمُ الوهابُ والديانُ ... العفو والوكيل والرحمنُ
وإنه العزيزُ والحكيمُ ... والطيبُ المحسنُ والكريمُ
وإنه الغني والشكورُ ... والشاكرُ المجيبُ والغفورُ
والرازقُ التوابُ والرزاقُ ... والخالقُ الفتاحُ والخلاقُ
والمعطي والجوادُ والقريبُ ... والشافي والمنانُ والحسيبُ
وربنا الحفيظُ والشهيدُ ... والواسعُ السبوحُ والحميدُ
وإنه المولى الولي البر ... الحكم ُ المقدمُ المؤخرُ
تبارك السلامُ والرؤءفُ ... القوي والقدوسُ واللطيفُ
وربنا الودودُ والقيومُ ... الرفيقُ والحيي والرحيمُ
وربنا الجميلُ فانظر واعتبرْ ... وإنه المقيتُ والمتكبرْ
وإنه المقتدرُ الخبيرُ ... يعلمُ ما كانَ وما يصيرُ
ثم هنا قد تمت الأسماءُ ... تسع وتسعون ولا افتراءُ
فخذها بالقبولِ والتسليمِ ... فإنها من مصدرٍ عليمِ
قد حدها بالقيد والشرائطِ ... محصورةً في خمسةِ الضوابطِ
النص محفوظٌ بلا إقحامِ ... وكونُه اسماً من الأعلامِ
وإنه يجري على الإطلاقِ ... يحمل ذا الوصف بلا شقاقِ
في غاية الجمالِ والكمالِ ... ليس بمقسومٍ ولا انفصالِ
تلك هي الشروط باستيفاءِ ... فطبقن من غير ما هباء
ينأى بها البديع والعلام ... والمكر والدهر كذا القيام
فحل ذا النفس بذي الأسماء ... وزنها بالإخلاص والرجاء
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[06 - 02 - 08, 06:21 م]ـ
(مكرر للفائدة)
غفر الله للجميع
هذا نظم الاسماء الحسنى في أقل من 20 بيت للفاضلة:كاملة الكواري من نظمها للقواعد المثلى لابن عثيمين -غفر الله له- ورزق الناظمة الحسنى وزيادة
وقد جربتها لاطفالي وغيرهم ووجدت فيها الخير الكثير من تعريف الآبناء باعظم الأسماء
وكم نحن بحاجة لربط الناشئة باسماء ذي الجلال والإكرام
الأسماء الحسنى
1. يا اللهُ يا رحمنُ يا رحيمُ **** أنتَ الحليمُ العالمُ العليمُ
2. أنتَ الحفيظُ الحافظُ الأعلىَ العليْ **** أنتَ المليكُ الملكُ المولىَ الوليْ
3. الأكرمُ الكريمُ و الرزاقُ **** والبارئُ الخالقُ و الخلاقُ
4. القادرُ المقتدر القدير **** المؤمن السميع و البصير
5. ياحي يا قيوم يا وهاب **** يا بر يا لطيف يا تواب
6. أنتَ العفو الشاكر الشكور **** الطيب الغفار و الغفور
7. أنتَ المتين القاهر القهار ****أنت الكبير الواسع الجبار
8. والمتكبر السلام والحميدْ ****والمتعالي و المحيط والشهيدْ
9. والحكم الحكيم والحسيب **** و الحق والمقيت والرقيب
10. والأحد القدوس و الخبير **** و الواحد السبوح والنصير
11. والأول العظيم والقوي **** و الآخر المبين والغني
12. والظاهر الإله والحفي **** و الباطن الودود والحيي
13. والباسط المنان والمصور **** و القابض المقدم المؤخر
14. والوارث الفتاح والمهيمن **** أنتَ العزيز و المجيد المحسن
15. والشافيْ والرفيق والوكيل **** و المعطي والجواد والجميل
16. أنتَ القريب والمجيب الصمد **** و الوتر والرب الرؤف السيد
17. ندعوكَ رَبِّ بالاساميّ الحسنىَ **** وما حوتَه من جمالِ المعنى
18. لتُعْطِيَنِّا اكملَ المرَامِ **** ولْتَمْحُ عَنّا جُملةَ الآثامِ
19. وَرَقِناَ في درجاتِ الخيرِ **** وَجَنِبَنَّا دركاتِ الضيرِ
ـ[ابن الصالح]ــــــــ[08 - 02 - 08, 12:22 ص]ـ
أخي الكريم أبو داوود القاهري ويوسف التميمي!
أشكركما شكراً جزيلاً وأسأل المولى الكريم أن يجعل ما قدمتاه في ميزان حسناتكم.
ـ[عبدالله السندي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 10:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ينبغي لكل مسلم ان يدعوا الله سبحانه باسمائه الحسنى إمتثالاً لأمرالله سبحانه في كتابه الحكيم "ولله الأسماءالحسنى فادعوا بها" ولايتكلف ولايتسجع بل يدعوالله بالقلب والاخلاص فان الله لايقبل دعاء قلب غافل(46/427)
ما رأيكم في قول الشيخ العثيمين رحمه الله في عبارة (الإنسان مسير مخير)
ـ[صالح الهميمي]ــــــــ[03 - 02 - 08, 05:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أما بعد:في شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله من تسجيل الاستقامة الإسلامية ذكر الشيخ أن عبارة (الإنسان مسير مخير هي بدعة) فما رأيكم وكيف يخلص الإنسان من هذا الإشكال الذي قد يأتي بعض الناس وجزاكم الله خيراًـ ــــــــــــــــــــــــــــــ تواجهني مشكلة في أي كتابة اكتبها ألا وهي العشوائية ,, فتظهر عندي مرتبه ولكن بعد اعتمادها كموضوع تصبح عشوائية في الكتابة وكتابتي هذه خير دليل وكما ترون أصبحت كلها في سطر واحد ومتلاصقة وعندي لم تظهر كذلك ,,,لمساعدتي في حل هذه المشكلة http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125394
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[03 - 02 - 08, 08:52 ص]ـ
سئل رحمه الله تعالى أسئلةً تتعلق بهذه المسألة وأجاب عنها إجابة شافية, فهاكها علها تفيدك:
1 - فضيلة الشيخ سؤالي هو أنه وقع بيني وبين أخي خلافٌ عقائدي حيث قلت له إن الإنسان مسير وليس مخير فقال هذا ليس بصحيح بل الإنسان مسير ومخير أيضاً وطال الجدال فما هو القول الفصل في هذه المسألة وجزيتم خيرا؟
الجواب:
القول الفصل في هذه المسألة أن الإنسان مخير وأن له اختياراً كما يريد كما قال الله تعالى (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفِ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون) وقال عز وجل (لمن شاء منكم أن يستقيم) وهذا أمرٌ معلوم بالضرورة فأنت الآن عندما قدمت لنا هذا الكتاب هل قدمته على وجه الإكراه وأنك تشعر بأن أحداً أكرهك على تقديمه أو أنك قدمته على سبيل الاختيار فأخذت الورقة وكتبت وأرسلت الخطاب أو أرسلت الكتاب لا شك في أن هذا هو الواقع.
ولكننا نقول:
كل ما نقوم به من الأفعال فإنه مكتوبٌ عند الله عز وجل معلومٌ عنده.
أما بالنسبة لنا فإننا لا نعلم ما كتب عند الله إلا بعد أن يقع ولكننا مأمورون بأن نسعى إلى فعل الخير وأن نهرب عن فعل الشر وليس في هذا إشكالٌ أبداً.
نجد الطلبة يتجهون إلى الكلية مثلاً أو إلى الجامعة فمنهم من يختار كلية الشريعة ومنهم من يختار كليه أصول الدين ومنهم من يختار كلية السنة ومنهم من يختار كلية اللغة ومنهم من يختار كلية الطب المهم أن كلاً منهم يختار شيئاً ولا يرى أن أحداً يكرهه على هذا الاختيار كيف نقول مسير ومخير لو كان الإنسان مجبراً على عمله لفاتت الحكمة من الشرائع ولكان تعذيب الإنسان على معصيته ظلماً والله عز وجل منزهٌ عن الظلم بلا شك.
فالإنسان يفعل باختياره بلا شك لكن إذا فعل فإنه يجب عليه أن يؤمن بأن هذا الشيء مقدر عليه من قبل لكنه لم يعلم بأنه مقدر إلا بعد وقوعه.
ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار) قالوا يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب قال (اعملوا) فأثبت لهم عملاً مراداً فكلٌ ميسرٌ لما خلق له أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ قوله تعالى (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)
فالصواب مع أخيك أن الإنسان مسيرٌ مخير ومعنى مخير أن له الاختيار فيما يفعل ويذر لكن هذا الذي اختاره أمرٌ مكتوبٌ عند الله وهو لا يعلم ما كتبه الله عليه إلا بعد أن يقع فيعرف أن هذا مكتوب وإذا ترك الشيء علم أنه ليس بمكتوب نعم.
2 - فضيلة الشيخ حصل بيني وبين صديق لي نقاش حول مسألة هل الإنسان مخير أم مسير ولكن لم نصل إلى إجابة شافية فأفيدونا بذلك مأجورين
الجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/428)
الإفادة في ذلك أن نقول للإنسان أرجع إلى نفسك لا تسأل أحد غيرك هل أنت تفعل ما تفعله مكرها عليه أم تفعل ما تفعله باختيارك هل إذا توضأت في بيتك وخرجت إلى الصلاة وصليت مع الجماعة هل أنت مكره على هذا أو فعلته باختيارك هل أنت إذا خرجت إلى سوقك وفتحت متجرك وبعت اشتريت هل أنت مجبر على ذلك أو فاعله باختيارك هل أنت إذا أردت أن تقرأ في مدرسة معينة ابتدائية أو متوسطة أو ثانوية أو جامعية أو أعلى من ذلك دراسات عليا هل أنت تفعل ذلك باختيارك أو تفعله مجبرا على هذا أني أتعجب أن يرد هذا السؤال من شخص يعلم نفسه ويعلم تصرفه ثم يقول عل هو مسير أو مخير كل يعلم الفرق بين ما يفعله الإنسان باختياره وأرادته وطوعه وبين ما يكره عليه والمكره على الفعل لا ينسب إليه الفعل ولا يلحقه به إثم كما قال الله تعالى (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ولو كان الإنسان مكرها على عمله لكانت عقوبة العاصي ظلما لأنه يقول يا رب أنا مكره ليس لي باختيار ولو كان الإنسان على عمله لكانت كتابة أخطائه عبثا لأنه يثاب على شيء ليس من فعله ولما من اختياره فعلى أخي السائل وغيرة من المسلمين أن يفكروا في هذا الأمر وأن يعلموا أنهم غير مجبرين على الفعل بل هم يفعلون الشيء باختيارهم من غير أن يكرهوا عليه ولكن من يعلم إنما يقع منا من فعل فأنه بقضاء وقدر سابق من الله عز وجل وبمشيئة الله سبحانه وتعالى واقع فالقدر قدر الله ومشيئته لا يعلم تحققهما إلا بعد فعل العبد هذا وقد ذكر علماء أهل السنة أن للقدر مراتب أولها العلم بأن تؤمن بأن الله سبحانه وتعالى عالم بكل شي جملة وتفصيلا أزلا وأبدا فلا يضل ربي ولا ينسى ولا يخفى عليه شي في الأرض ولا في السماء والثاني الكتابة أن تؤمن بأن الله تعالى قد كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شي إلى يوم القيامة والثالث المشيئة أن تؤمن بأن ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن و أنه ما من شي واقع في السماء والأرض إلا بمشيئة الله سبحانه وتعالى والرابع المرتبة الرابعة الخلق أن تؤمن بأن الله تعالى خالق كل شي وأنه ما من شيء في السماوات ولا الأرض إلا الله خالقه جلى وعلى والإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة التي أجاب بها رسول الله صلى عليه وآله وسلم جبريل حين سأله عن الإيمان فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر وتؤمن بالقدر خيره وشره).
3 - فضيلة الشيخ ورد لفظ الهدى في القرآن الكريم كثيراً مثلاً في قوله تعالى (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا) والأسئلة هل الإنسان مخير أم مسير وهل للإنسان إرادة أن يكون طيباً أو خبيثاً أرجو بهذا توجيه مأجورين؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين
هذا السؤال هامٌ جداً وذلك لأنه سأل عن الهداية المذكورة في قوله تعالى (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً) وسأل هل الإنسان مخير أو مسير وهل له إرادة أن يفعل أو لا يفعل والجواب على الأول أن الهداية المذكورة في القرآن تنقسم إلى قسمين:
هداية دلالة وبيان
وهداية توفيق وإرشاد
فأما الهداية الأولى فهي مثل الآية التي ساقها السائل وهي قوله تعالى (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا) يعني إنا بينا للإنسان السبيل والطريق سواءٌ كان شاكراً أو كان كفوراً فالكل بين له الحق لكن من الناس من منّ الله عليه فشكر والتزم بالحق ومن الناس من كان على خلاف ذلك ومن أمثلة الهداية التي يراد بها الدلالة قوله تبارك وتعالى عن نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم (وإنك لتهدي على صراطٍ مستقيم) أي لتدل إلى الصراط المستقيم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين وعلم أمته الصراط المستقيم وترك أمته على محجةٍ بيضاء ليلها كنهارها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/429)
أما النوع الثاني من الهداية فهو هداية التوفيق والإرشاد ومن أمثلتها قوله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) فالمراد بهذه الهداية هداية التوفيق فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يملك أن يهدي أحداً هداية توفيق يوفقه بها إلى الإيمان والعمل الصالح وهذه الآية نزلت في شأن أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الهدى ولكن لم يوفق لذلك فأنزل الله هذه الآية تسليةً لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).
وقد يراد بالهداية الهدايتان جميعاً أي هداية العلم والبيان وهداية التوفيق والإرشاد ومن ذلك قوله تبارك وتعالى في سورة الفاتحة (اهدنا الصراط المستقيم) فإن هذه الآية تشمل هداية العلم والبيان وهداية التوفيق والإرشاد والقارئ إذا قال اهدنا الصراط المستقيم يريد بذلك المعنين جميعاً يريد أن يعلمه الله عز وجل ويريد أن يوفقه الله تعالى لسلوك الحق هذا هو الجواب عن الجزء الأول في سؤاله.
أما الجزء الثاني وهو هل الإنسان مسير أو مخير وهل له إرادة أو ليس له إرادة فنقول:
الإنسان مخير إن شاء آمن وإن شاء كفر بمعنى أن له الاختيار وإن كان ليس سواءً لا يستوي الكفر والإيمان لكن له اختيار أن يختار الإيمان أو أن يختار الكفر وهذا أمرٌ مشاهدٌ معلوم فليس أحدٌ أجبر الكافر على أن يكفر وليس أحدٌ أجبر المؤمن على أن يؤمن بل الكافر كفر باختياره والمؤمن آمن باختياره كما أن الإنسان يخرج من بيته باختياره ويرجع إليه باختياره وكما أن الإنسان يدخل المدرسة الفلانية باختياره ويدخل الجامعة الفلانية باختياره وكما أن الإنسان يسافر باختياره إلى مكة أو إلى المدينة أو ما أشبه ذلك وهذا أمرٌ لا إشكال فيه ولا جدال فيه ولا يمكن أن يجادل فيه إلا مكابر نعم هناك أشياء لا يمكن أن تكون باختيار الإنسان كحوادث تحدث للإنسان من انقلاب سيارة أو صدم أو سقوط بيتٍ عليه أو احتراق أو ما أشبه هذا هذا لا شك أن لا اختيار للإنسان فيه بل هو قضاءٌ وقدر ممن له الأمر ولهذا عاقب الله سبحانه وتعالى الكافرين على كفرهم لأنهم كفروا باختيارهم ولو كان بغير اختيارٍ منهم ما عوقبوا لا ترى أن الإنسان إذا أكره على الفعل ولو كان كفراً أو على القول ولو كان كفراً فإنه لا يعاقب عليه لأنه بغير اختيارٍ منه ألا ترى أن النائم قد يتكلم وهو نائم بالكفر وقد يرى نفسه ساجداً لصنم وهو نائم ولا يؤاخذ بهذا لأن ذلك بغير اختياره فالشيء الذي لا اختيار للإنسان فيه لا يعاقب عليه فإذا عاقب الله الإنسان على فعله السيئ دل ذلك على أنه عوقب بحقٍ وعدل لأنه فعل السيئ باختياره.
وأما توهم بعض الناس أن الإنسان مسير لا مخير من كون الله سبحانه وتعالى قد قضى ما أراد في علمه الأزلي بأن هذا الإنسان من أهل الشقاء وهذا الإنسان من أهل السعادة فإن هذا لا حجة فيه وذلك لأن الإنسان ليس عنده علمٌ بما قدر الله سبحانه وتعالى إذ أن هذا سرٌ مكتوم لا يعلمه الخلق فلا تعلم نفسٌ ماذا تكسب غداً وهو حين يقدم على المخالفة بترك الواجب أو فعل المحرم يقدم على غير أساس وعلى غير علم لأنه لا يعلم ماذا كتب عليه إلا إذا وقع منه فعلاً فالإنسان الذي يصلي لا يعلم أن الله كتب له أن يصلي إلا إذا صلى والإنسان السارق لا يعلم أن الله كتب عليه أن يسرق إلا إذا سرق وهو لم يجبر على السرقة ولم يجبر المصلي على الصلاة بل صلى باختياره والسارق سرق باختياره ولما حدث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بأنه ما من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا يا رسول الله ألا ندع العمل ونتكل قال لا اعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له فأمر بالعمل والعمل اختياري وليس اضطرارياً ولا إجبارياً فإذا كان يقول عليه الصلاة والسلام اعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له نقول للإنسان اعمل يا أخي صالح اعمل صالحاً حتى يتبين أنك ميسر لعمل أهل السعادة وكلٌ بلا شك إن شاء عمل عملاً صالحاً وإن شاء عمل عملاً سيئاً ولا يجوز للإنسان أن يحتج بالقدر على الشرع فيعصي الله ويقول هذا أمرٌ مكتوب علي يترك الصلاة مع الجماعة ويقول هذا أمر مكتوب علي يشرب الخمر ويقول هذا أمر كتب علي يطلق نظره في النساء الأجنبيات ويقول هذا أمرٌ مكتوبٌ علي ما الذي أعلمك أنه مكتوبٌ عليك فعملته أنت لم تعلم أنه كتب إلا بعد أن تعمل لماذا لم تقدر أن الله كتبك من أهل السعادة فتعمل بعمل أهل السعادة وأما قول السائل هل للإنسان إرادة نقول نعم له إرادة بلا شك قال الله تبارك وتعالى (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) وقال تعالى (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن) وقال تعالى (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب) والآيات في هذا معروفة وكذلك الأحاديث معروفة في أن الإنسان يعمل باختيار وإرادة ولهذا إذا وقع العمل الذي فيه المخالفة من غير إرادة ولا اختيار عفي عنه قال الله تعالى (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) فقال الله قد فعلت وقال تعالى (وليس عليكم جناحٌ فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم) وهذا أمرٌ ولله الحمد ظاهر ولا إشكال فيه إلا على سبيل المنازعة والمخاصمة والمنازعة والمخاصمة منهيٌ عنهما إذا لم يكن المقصود بذلك الوصول على الحق وقد خرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذات يوم على أصحابه وهم يتنازعون في القدر فتأثر من ذلك عليه الصلاة والسلام لأن هذا النزاع لا يؤدي إلى شيء إلا إلى خصومة وتطاول كلام وغير ذلك وإلا فالأمر واضح ولله الحمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/430)
ـ[صالح الهميمي]ــــــــ[03 - 02 - 08, 07:06 م]ـ
جزاك الله خير , ولكن أردت قوله رحمه الله بدعة , لأن الآن بعض الناس متعلق بهذه الكلمة مسير مخير ,
ـ[أحمد عبد المعبود]ــــــــ[09 - 02 - 08, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ميسر لما خلق له
فلو استخدمنا كلمة ميسر بدلاً من مسير ومخير لكان أفضل
وشكراً
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 10:46 ص]ـ
ثم هذه العبارات مسير أم مخير من العبارات المجملة و المجملات مما ينبغي أن يترك في التعبير عن العقائد و الأسلم التعبير بما دلت عليه النصوص كما أفادنا به الشيخ ابراهيم الرحيلي حفظه الله تعالى.
ـ[صالح الهميمي]ــــــــ[14 - 02 - 08, 06:52 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ام عثمان الاثرية]ــــــــ[26 - 10 - 09, 01:04 م]ـ
يرفع
كيف نوفق اونجمع بين كلام الشيخ رحمه الله قوله الاول انها بدعة وجوابه ان الانسان مخير ومسير
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[26 - 10 - 09, 04:58 م]ـ
(13344)
سؤال: هل الإنسان مخير أم مسير؟ وهل الله يعلم الغيب الحاضر بمعنى الأمور التي سأفعلها؟ نرجو الجواب بنص يقنع هذا الشخص لأنه يقع في نفس الواقعة التي وقعت فيها الفرقة القدرية التي تقول إن الله لا يعلم الغيب ولا يعلم ما سيفعله الإنسان حتى يفعله فيعلمه؟
الجواب: الإنسان مخير ومسير، ومعنى ذلك أن الله أعطاه قدرة يزاول بها الأعمال، ويختار بها الخير أو الشر، وتنسب إليه ويستحق الجزاء عليها، فالعباد فاعلون حقيقة، فالعبد هو المؤمن والكافر، والبر والفاجر، والمصلي والصائم، وللعباد قدرة على أفعالهم، ولهم إرادة، ومع ذلك فإن الله خالقهم وخالق أفعالهم، ولو شاء الله ما حصلت منهم تلك الأفعال، فقد أثبت الله لهم مشيئة، ثم جعل تلك المشيئة مرتبطة بمشيئة الله تعالى، قال الله تعالى: {كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}، وقال تعالى: إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ، وقال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، فالله تعالى هو الذي يهدي من يشاء، نعمة منه وفضلاً، ويضل من يشاء حكمة وعدلاً، ولا يظلم ربك أحدًا.
والله تعالى يعلم الأشياء قبل وقوعها، فيعلم الغيب الحاضر والمستقبل، والأمور التي سيفعلها العباد، وقد كتب كل ما يحصل وما هو كائن إلى يوم القيامة، قال الله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}، وقال تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، وقال الله تعالى: وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}، وقال الله تعالى {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.
وقد خالفت القدرية الغلاة وقالوا: (إن الله لا يعلم الغيب، ولا يعلم ما سيفعله الإنسان)، قال الشافعي رحمه الله: (ناظروهم بالعلم، فإن أقروا به خصموا، وإن جحدوه كفروا)، وذلك لأن الله وصف نفسه بأنه {بكل شيء عليم}، ولا فرق بين علم ما مضى وعلم المستقبل، فكلهم خلقه، قال الله تعالى: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}، وهكذا الذين ينكرون قدرة الله، فقد أخبر الله أنه {على كل شيء قدير}، وأنه خالق كل شيء، فتدخل في ذلك أفعال العباد، كما قال تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}، قال الإمام أحمد رحمه الله: (القدر قدرة الله).
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
17/ 2/1426هـ
ـ[ام عثمان الاثرية]ــــــــ[26 - 10 - 09, 07:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا
كيف نوفق اونجمع بين كلام الشيخ رحمه الله قوله أن عبارة (الإنسان مسير مخير هي بدعة)
وبين اقراره لها في عدة اشرطته رحمه الله
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا
كيف نوفق اونجمع بين كلام الشيخ رحمه الله قوله أن عبارة (الإنسان مسير مخير هي بدعة)
وبين اقراره لها في عدة اشرطته رحمه الله
قول الشيخ عن هذه العبارة: (بدعة)، يريد به العبارة نفسها، أي: إن هذا السؤال محدث لم يكن عند السلف، و أما الجواب عنها فهذا أمر معروف في الجواب عن كل الشبه التي تورد على قدر الله تعالى.
و قد جمع الشيخ بين الجواب عنها، و بين قوله إنها لم تكن عند السلف، في (فتاوى الحرم المكي) 1408 هـ شريط (20) وجه ب.
و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/431)
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[29 - 10 - 09, 03:07 م]ـ
الانسان مخير باعتبار دخول الفعل تحت قدرته واختياره ومسير باعتبار سبق الكتابة
السعيدان
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 03:55 م]ـ
الانسان مخير باعتبار دخول الفعل تحت قدرته واختياره ومسير باعتبار سبق الكتابة
السعيدان
أخي المكرم:
من قال هذه العبارة، إنما قالها باعتبار فعل الإنسان نفسه لا باعتبار فعل الله تعالى.
فهي شبهة على قدر الله تعالى في أفعال العباد أنفسهم.
و الله أعلم.
ـ[معاذ الجلال]ــــــــ[29 - 10 - 09, 10:22 م]ـ
بارك الله في الجميع ...
ـ[ام عثمان الاثرية]ــــــــ[04 - 11 - 09, 12:44 ص]ـ
قول الشيخ عن هذه العبارة: (بدعة)، يريد به العبارة نفسها، أي: إن هذا السؤال محدث لم يكن عند السلف، و أما الجواب عنها فهذا أمر معروف في الجواب عن كل الشبه التي تورد على قدر الله تعالى.
جزاك الله خيرا
ـ[سائرة بعزم]ــــــــ[04 - 11 - 09, 04:32 م]ـ
الأنسان مخير في الأمور الأختيارية،،،
مسير في الأمور القهرية،،،
هذا بإختصار معنى مخير ميسر.
ـ[سفيان ابو شيماء]ــــــــ[06 - 11 - 09, 11:07 ص]ـ
ما يقصده العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله و الله اعلم بان هدا القول البدعة
ان اطلاق القول بان الانسان مخير بدعة لانه يوافق قول القدرية وهو ان الله لا يعلم الشيء الا بعد وقوعه
و اطلاق القول بان الانسان مسير يوافق قول الجبرية
و البحث في المسالة ان اهل السنة وسط بين بين قول الغالي و الجافي وهو ان المسالة لا بد فيها من تفصيل الانسان مخير في فعله مع سابق علم الله و هدا القيد الاخير مهم
و مسير من ناحية علم الله و ان كل شيء مسطر في ام الكتاب
و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[06 - 11 - 09, 02:00 م]ـ
ما يقصده العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله و الله اعلم بان هدا القول البدعة
ان اطلاق القول بان الانسان مخير بدعة لانه يوافق قول القدرية وهو ان الله لا يعلم الشيء الا بعد وقوعه
و اطلاق القول بان الانسان مسير يوافق قول الجبرية
و البحث في المسالة ان اهل السنة وسط بين بين قول الغالي و الجافي وهو ان المسالة لا بد فيها من تفصيل الانسان مخير في فعله مع سابق علم الله و هدا القيد الاخير مهم
و مسير من ناحية علم الله و ان كل شيء مسطر في ام الكتاب
و جزاكم الله خيرا.
(عيني) أبو الشيماء:
هذا التوجيه ظن منك و تخمين، أم أنه قول الشيخ؟!!
فكلف نفسك -حفظك الله- بالرجوع للشريط الذي أحلت له، لتعرف خطأ توجيهك.
ـ[سفيان ابو شيماء]ــــــــ[09 - 11 - 09, 10:35 ص]ـ
اخي الحبيب ابو مريم ما نحن الا اهل اتباع و ليس لمثلي ان يطلق باحكام ظنية او يحمن في امور عقائدية و لكن كل ما قمت به هو ربط كلام الشيخ في هده المسالة بكلام غيره من المشائخ حتى تتضح المسالة.
و على فكرة اخي ما قلته للاخ صحيح و راجع شرح العقيدة الطحاوية للشيخ عبد الرحمان البراك
و ختاما اسال الله ان يبارك فيك و ينفع بك(46/432)
سؤال فى قول شيخ الاسلام .. فى بعض الأدعيه يا دهر يا ديهور ياديهار
ـ[أبو معتصم الأندلسى]ــــــــ[03 - 02 - 08, 10:05 م]ـ
يقول شيخ الإسلام فى الفتاوى الكبرى ص291 (ورووا فى بعض الأدعيه يا دهر يا ديهور ياديهار وهذا المعنى صحيح ............... ) فما معنى هذا الدعاء بارك الله فيكم؟
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[05 - 02 - 08, 08:57 ص]ـ
با أخى قول شيخ الإسلام "وهذا المعنى صحيح " لا يعود على الأدعية
بل يعود على قول نعيم بن حماد
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[14 - 02 - 08, 11:36 م]ـ
أخي الحبيب ما قاله الأخ عبد الله هو عين الصواب؛ ويؤكد هذا نص الفتوى للإمام ابن تيميَّة حيث يقول كما في مجموع الفتاوى ج 2 ص 494: ((والقول الثانى قول نُعيم بن حماد وطائفة معه من أهل الحديث والصوفية أن الدهرمن أسماء الله تعالى ومعناه القديم الأزلى
ورووا فى بعض الأدعية يادهر ياديهور ياديهار وهذا المعنى صحيح لأن الله سبحانه هو الأول ليس قبله شئ وهو الآخر ليس بعده شئ فهذا المعنى صحيح إنما النزاع فى كونه يسمى دهراً بكل حال ... )) أهـ(46/433)
في رؤية المؤمنين الله تعالى يوم القيامة
ـ[آل عياش]ــــــــ[03 - 02 - 08, 11:50 م]ـ
السؤال:
نحن شبابٌ من مدينة غرداية المنتحلة –كما هو معروف- للمذهب الإباضي، أحببنا أن نسأل فضيلتَكم عن قول من ينكر رؤيةَ اللهِ تعالى يومَ القيامة، كما نرجو من السادةِ العلماءِ أن يوضِّحوا هذه المسألة ويُبيِّنوا الحقَّ فيها؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فالمعتقدُ الصحيحُ ما أجمعَ عليه أهلُ الحقِّ واتفقَ عليه أهلُ التوحيد والصِّدْقِ أنّ اللهَ تعالى يراه المؤمنون بأبصارهم كما يرون القمرَ ليلةَ البَدْرِ، ويرونه كما يرون الشّمسَ ليس دونها سحاب، وقد تضافرت على مسألةِ رُؤيةِ اللهِ تعالى يومَ القيامة نصوصٌ من الكتابِ والسُّنَّة وإجماعِ السلف، قال تعالى: ?وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ? [القيامة: 22 - 23]، وإضافةُ النظر إلى الوجهِ الذي هو محلّه في الآية، وتعديته بأداة «إلى» صريحةٌ في نظر العين التي في الوجه إلى نفس الربّ جلّ جلاله، وبقوله تعالى: ?لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ? [يونس: 26]، وفسّر النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم «الحُسْنَى» بأنها الجنَّة، وفسّر «الزِّيَادَة» بأنها النظرُ إلى وجهِ اللهِ الكريمِ، وهو ثابتٌ في صحيح مسلم (1 - أخرجه مسلم في «الإيمان»، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه: (450)، والترمذي في «صفة الجنة»، باب ما جاء في رؤية الله: (2558)، من حديث صهيب رضي الله عنه. (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_1')))، ولقوله تعالى في أصحاب الجنّة: ?لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ? [ق: 35]، وفُسِّر «المزيد» بالنظر إلى وجه الله تعالى، وبقوله تعالى عن الكفار: ?كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ? [المطففين: 15]، فالآية دلّت بمفهومها على أنّ المؤمنين ليسوا محجوبين عن الله يوم القيامة، وأنهم يرونه بالنظر إليه يوم القيامة.
أمّا الأحاديثُ المثبِتَةُ لرؤيةِ الله سبحانه يومَ القيامة فكثيرةٌ جدًّا حتى بلغت حدَّ التواتُرِ كما جَزَمَ به جَمْعٌ من الأئمّة، وقد أفردها بعضُهم لكثرتها بمصنّفات خاصّة كالدارقطني والآجري، وأبي نعيم الأصفهانيِّ والبيهقيِّ، ومن هذه الأحاديث: ما اتفق عليه الشيخان من حديث جريرِ بن عبد الله البَجَلي رضي الله عنه قال: «كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذْ نَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، قَالَ: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلاَةٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَافْعَلُوا» (2 - أخرجه البخاري في «مواقيت الصلاة»، باب فضل صلاة العصر: (529)، ومسلم في «المساجد»، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما: (1434)، وأبو داود في «7429»، باب في الرؤية: (7429)، والترمذي في «صفة الجنة»، باب ما جاء في رؤية الله: (2551)، وابن ماجه في «المقدمة»، باب فيما أنكرت الجهمية: (177)، وأحمد: (18766)، من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه. (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_2'))).
وعن أَبي سعيدٍ الخدريِّ قال: «قُلْنَا: يا رسول اللهِ هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارُّون في رؤية الشمس والقَمر إذا كان صَحوًا؟ قلنا: لا، قال: فإِنكم لا تضارُّون في رؤية ربِّكم يومئذٍ إلا كما تضارُّون في رؤيتهما» (3 - أخرجه البخاري في «التوحيد»، باب قول الله تعالى وجوه يومئذ ناظرة: (7886)، ومسلم في «الإيمان»، باب معرفة طريق الرؤية: (454)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_3')))، أي: لا تزدحمون على رؤية الله تعالى، كلٌّ يراه وهو في مكانه؛ لأنّ الناسَ كما يرون الشمسَ والقمرَ من غير زحام وهما مخلوقان فكيف بالخالق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/434)
قال ابن أبي العزّ الحنفي –رحمه الله-: «ليس تشبيهُ رؤيةِ الله برؤية الشّمس والقمر تشبيهًا لله، بل هو تشبيهُ الرؤية بالرؤية، لا تشبيهُ المَرئي بالمرئي، ولكن فيه دليلٌ على علوِّ الله على خلقه، وإلاّ فهل تعقل رؤية بلا مقابلة؟! ومن قال: يُرى لا في جهةٍ فليراجِعْ عقلَه!! فإمَّا أن يكون مكابِرًا لعقله أو في عقله شيءٌ، وإلاّ فإذا قال: يُرى لا أمامَ الرائي ولا خلفَه ولا عن يمينه ولا عن يساره، ولا فوقه ولا تحته رَدَّ عليه كلُّ من سمعه بفطرته السليمة» (4 - «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز: (1/ 219). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_4'))).
هذا، ولم ينكر الرؤيةَ إلاّ أهلُ البدع كالجهميةِ والمعتزلة، وتلتقي الإباضية –وهي إحدى فِرق الخوارج- إلى حدّ كبيرٍ مع المعتزلة في تأويل الصفات وفي إنكار رؤية الله تعالى في الآخرة وفي غيرها من المعتقدات، مجانبةً لعقيدة أهلِ الحقّ والإيمانِ. ومن شُبَهِهِم العقليةِ في إنكار الرؤية أنه يلزم من إثبات الرؤيةِ أن يكون اللهُ تعالى في جهةٍ، واللهُ تعالى في مُعتقدهم ليس في جهة، و هو عندهم لا داخلَ العالَم ولا خارجَه، ولا فوقَ ولا تحتَ ولا يَمنةً ولا يسرةً، لذلك نَفَوْا الرؤيةَ؛ لأنّ الله تعالى ليس في جهة، وهذا من أبطل الباطل؛ لأنّ هذه الأوصاف تقتضي أن يكون عَدَمًا لا وجودَ له سبحانه، ولهذا قال بعض العلماء الممثل أعشى والمعطل أعمى، فالمعطّل يعبد عدمًا والممثل يعبد صنمًا والموحِّد يعبد واحدًا صمدًا (5 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (5/ 196 - 261)، «الصواعق المرسلة» لابن القيم: (1/ 148)، «شرح قصيدة ابن القيم» لأحمد بن إبراهيم: (1/ 28). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_5'))).
أمّا شُبهتُهم الشرعيةُ فيستدلُّون بقوله تعالى: ?لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ? [الأنعام: 103]، على أنه لا تراه الأبصار، وبقوله تعالى عن موسى: ?رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي? [الأعراف: 143]، دليل على نفي الرؤية. ولا يخفى أنّ نفيَ الرؤيةِ في الآيتين إنّما يفيدُ نفيَهما عنه سبحانه في الدنيا، والأدلةُ السابقةُ تدلّ على إثباتها في الآخرة، ولا تعارضَ بينها، كما أنّ الإدراكَ المنفيَّ في الآية معناه الإحاطة، وهو قدرٌ زائدٌ على الرؤية، والمراد أنّ العيونَ لا تحيطُ به لكِبره وعظمته وإن رأته، فالسماءُ نراها بالعيون ولا نحيطُ بها، فاللهُ أعظم وأكبر، والدليلُ على الفَرْقِ بين الرؤية والإحاطة قوله تعالى في أصحاب موسى وقومِ فرعون: ?فَلَمَّا تَرَاءى الجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ? [الشعراء: 61 - 62]، فالآية نفتِ الإدراكَ ولم تنفِ الرؤيةَ، «فالرؤية والإدراك كل منهما يوجد مع الآخر وبدونه، فالرب تعالى يُرى ولا يُدرك، كما يُعلم ولا يُحاط به علما، بل الشَّمس المخلوقة يراها ولا يتمكن رائيها من إدراكها» (6 - «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز: (1/ 215). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_6'))).
أمّا سؤال موسى رؤية اللهِ فدليلٌ على جواز الرؤية وإمكانها، واللهُ تعالى أخبره أنه لا يُرى في الدنيا، فقال: ?لَنْ تَرَانِي? ولم يقل: «إني لا أُرى»، وقد ثبت في الصحيح: «أَنَّ أَحَدًا مِنَّا لاَ يَرَاهُ حَتَّى يَمُوتَ» (7 - أخرجه مسلم في «الفتن وأشراط الساعة»، باب ذكر ابن صياد: (7356)، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_7')))، وعليه فالله يُرى في الآخرة، وأولى الناس بهذه الرؤية الأنبياء، وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ رِدَاءُ الكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ» (8 - أخرجه البخاري في «التفسير»، باب قوله ومن دونهما جنتان: (4597)، وابن حبان في «صحيحه»: (7386)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_8'))).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/435)
هذا، ولإجماع السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأئمّة أهل السُّنَّة على إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وكثرة ما ورد في إثباتها من الأدلَّة من نصوص الكتاب والسُّنَّة، وهي ممَّا استفاضت وتواترتْ، ولا يجحَدُها أو يردّ أخبارَها إلاّ مارق عن الدِّين خارج عن مِلَّتِهِ. قال الآجري: «وقد قال الله عزّ وجلّ لنبيِّه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: ?وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ? [النحل: 44]، وكان ممّا بيّنه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لأمّته في هذه الآيات أنه: أعلمَهم في غير حديث: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ»، رواه جماعةٌ من صحابته رضي الله عنهم، وقَبِلها العلماءُ عنهم أحسن القَبول، كما قَبِلوا عنهم عِلمَ الطهارة والزكاة والصيام والحجّ والجهادِ، وعلمَ الحلال والحرام، كذا قَبِلوا منهم الأخبارَ: أنّ المؤمنين يرون اللهَ عزّ وجلّ لا يشكّون في ذلك، ثمّ قالوا: من ردّ هذه الأخبار فقد كفر» (9 - «الشريعة» للآجري: (253). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_9'))).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «والذي عليه جمهور السلف أنّ من جَحَدَ رؤيةَ الله في الدار الآخرة فهو كافرٌ، فإن كان ممّن لم يبلغه العلمُ في ذلك عُرِّف ذلك، كما يُعَرَّف من لم تبلغه شرائع الإسلام، فإن أصرّ على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر» (10 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (6/ 486). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_10'))).
ورؤيةُ الله تعالى في الآخرة –فضلاً عن ثبوتها- فإنها أعزّ ما يطلبه أهلُ الإيمان والعبوديةِ، وأقصى الغايات التي يتسابق عليها المتسابقون، وفي معرض وصف هذا المطلب العظيم يقول ابن القيم-رحمه الله-: «وهي العناية التي شمر إليها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وتسابق إليها المتسابقون، ولمثلها فليعمل العاملون، إذا ناله أهل الجنّة نسوا ما هم فيه من النعيم، وحُرمانه والحجاب عنه لأهل الجحيم أشدّ عليهم من عذاب الجحيم، اتفق عليها الأنبياء والمرسلون، وجميعُ الصحابة والتابعون، وأئمّة الإسلام على تتابُعِ القرون، وأنكرها أهلُ البدع المارقون» (11 - «حادي الأرواح» لابن القيم: (204). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_11'))).
نسألُ اللهَ تعالى أن يرزقَنَا لذّةَ النظرِ إلى وجهه الكريم، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 1 جمادى الثانية 1428ه
الموافق ل: 17 جوان 2007م
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[11 - 02 - 08, 12:32 ص]ـ
جزيت خيرا أخي آل عياش لكن من المجيب على السؤال؟
وهل يوجد أباضية في الجزائر؟
فإذا كان نعم فهل هم كثيرون لاكثرهم الله؟
ـ[آل عياش]ــــــــ[11 - 02 - 08, 12:55 ص]ـ
وعليكم السلام أخي الشهري أولا المجيب هو الشيخ فركوس حفظه الله أما سؤالك الثاني نعم الإباضية عندهم منطقة في الجزائر تسمى غرداية ويعرفون عندنا ببني مزاب لكن هذه ا لبلدة وبرغم من ذالك فيها من رجع إلى المنهج السلفي ويخفي ذالك خشية الإذاء منهم وعلى كل حال أبشرك أن دعوتهم فيما بينهم لأن عامة الناس لا يحبونهم لما يسمعونه من تحذير العلاماءمنهم كالشيخ الألباني وبن باز و بن عثيمين و الشيخ فركوس خاصة لما لهم من محبة وتعظيم www,farkous.com
ـ[آل جارالله]ــــــــ[11 - 02 - 08, 01:17 ص]ـ
مذهب الإباضية انتقل إلى المغرب العربي في النصف الأول من القرن الثاتي الهجري في آخر الدولة الأموية وكان أول انتشارها بين قبائل البربر.
وهم موجودون اليوم في مناطق من المغرب العربي منها:
جبل نفوسة، وزوارة ودمَّر، ونفزاوة بطرابلس في ليبيا.
في جنوب الجزائر خاصة وادي ميزاب غرب مدينة الجزائر العاصمة على بعد 400 كم ولهم تمسك قوي بالإباضية.
في تونس خاصة جزيرة جربة.
في واحات الصحراء المغربية لا يزال لهم وجود الآن.
ذكر هذا الشيخ الموفق ناصر بن عبدالكريم العقل في كتابه المفيد رسائل ودراسات في الأهواء والافتراق والبدع وموقف السلف منها (2/ 80).
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[11 - 02 - 08, 02:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم إخواني معتقد أهل السنة والجماعة في رؤية الله تعالى في الآخرة مسموعاً
اسمع هنا:
http://www.tahhansite.com/pages/17.htm
ـ[ياسمى]ــــــــ[11 - 10 - 08, 09:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خير الجزاء على هذا النقل القيم
أسأل الله أن رزقني وإياكم لذة النظر إلى وجهه الكريم اللهم آمين(46/436)
حاجة الله
ـ[حجر]ــــــــ[04 - 02 - 08, 07:45 ص]ـ
وردت هذه الإضافة في بعض الأحاديث والآثار كما في سنن الترمذي ج5/ص626 وأبي داود وغيرهما (إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله)
وفي حلية الأولياء ج2/ص154 عن الحسن أن شابا مر به وعليه بردة له فدعاه فقال إيه ابن آدم معجب بشبابه معجب بجماله معجب بثيابه كأن القبر قد وارى بدنك وكأنك قد لاقيت عملك فداو قلبك فإن حاجة الله إلى عباده صلاح قلوبهم
وفي مرآة الجنان ج1/ص337 أن عمرو بن عبيد قال للمنصور: تكتب اليهم في حاجة نفسك فينفذونها وتكتب اليهم في حاجة الله فلا تنفذ
وفي الإمامة والسياسة ج2/ص282
من قول بعضهم: من كان في حاجة الله كان الله في حاجته
ولا شك أن الحاجة بمعنى الاحتياج والافتقار ليست مرادة في هذه الإضافة، وأن المقصود بالحاجة هنا الطلبة والمأربة، أي الأمر المقصود والمراد، كما في قوله تعالى: {إلا حاجة في نفس يعقوب}، لكن يبقى السؤال: هل هذا المعنى متأول أم هو ضمن مدلول اللفظ بالأساس، بمعنى هل الممتنع على الرب جل وعلا الذي هو الاحتياج هو الأصل في دلالة لفظ الحاجة ثم اندفع بالإضافة إلى الغني سبحانه إلى معنى المراد والمقصود، فيكون نظيرا لقوله تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم}، أم أن لفظ الحاجة أعم مما يلازم الاحتياج إلى الغير؟ هذا الثاني هو الذي يبدو لي، وقد قال شيخ الإسلام كما في شرح العمدة ج2/ص73 وهو يتكلم عن الحج: (ومنه في الاشتقاق الأكبر الحاجة و [هي] ما يقصد ويطلب للمنفعة به سواء قصده القاصد لمصلحته أو لمصلحة غيره ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) وقوله (في حاجة الله وحاجة رسوله)
والله أعلم.(46/437)
الاستدلال بأسماء الله الحسنى على بطلان أقوال الضالين
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 - 02 - 08, 09:40 ص]ـ
الحمدُ لِلَّهِ الذي لا إلهَ إلاَّ هوَ، لهُ الأسماءُ الحسنَى، والصفاتُ العُلَى، الكاملِ في ذاتِهِ وأسمائِهِ وصفاتِهِ وأفعالِهِ العظمَى، المُتَنزهِ عن النقائِصِ، والمعايِبِ، وسائرِ ما لا يليقُ بكمالِهِ الأعلَى، المتقدِّسِ عنْ أنْ يكونَ لهُ شريكٌ، أوْ نظيرٌ، أوْ شبيهٌ يُسَامِيهِ في المقامِ الأَسمَى، المستحقِّ لكمالِ الحُبِّ، والحمدِ، والتعظيمِ، والإجلالِ على الوجهِ الأوفَى.
فلهُ الحمدُ كلُّهُ، وبيَدِهِ الخيرُ كلُّهُ، وإليهِ يرجعُ الأمرُ كلُّهُ، لا إلهَ إلاَّ هوَ وَحدَهُ لا شريكَ لهُ في الآخرةِ والأُولَى.
خلقَ الخلقَ من العدَمِ، وأسبغَ عليهم النِّعَمَ، وتعرَّفَ إليهم بأسمائِهِ وصفاتِهِ، وأظهرَ آثارَها في أوامرِهِ ومخلوقاتِهِ؛ ليستدِلَّ بها الموفَّقُونَ على وحدانيَّتِهِ وصِدْقِ رُسُلِهِ وآياتِهِ، ويعرِفوا بها كمالَ ربِّهِم وجلالَهُ وجمالَهُ.
والصلاةُ والسلامُ على المبعوثِ رحمةً للعالمينَ، وهدايَةً للسالكينَ، وحُجَّةً على الناكبينَ، نبيِّنَا محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ.
أمَّا بعْدُ:
فإنَّ أشرفَ العلومِ وأفضَلَها، وأجَلَّهَا وأَنْبَلَها: عِلْمُ العبدِ برَبِّهِ تعالى وأسمائِهِ وصفاتِهِ وأحكامِهِ.
فهوَ العلمُ الجديرُ بأنْ تُصْرَفَ نفائسُ الأوقاتِ في تحصيلِهِ، وتُقَدَّمَ أعظمُ التضحياتِ في سبيلِ بلوغِهِ؛ فإنَّ ثمرَتَهُ لا تعدِلُها ثمرَةٌ، وحسرةَ حرمانِها لا تعدِلُها حسرةٌ، والحاجةَ إليهِ لا تعدِلُها حاجةٌ.
بلْ كلُّ علمٍ لا يُوصِلُ إليهِ ولا يُعِينُ عليهِ مَضْيَعةُ وقْتٍ، ومَجْلَبَةُ مقْتٍ.
وهلْ أشرفُ مِنْ عِلْمٍ: معلومُهُ بارئُ البَرِيَّاتِ، ومُبدعُ الكائناتِ، الذي لهُ الخلقُ والأمْرُ، بَهَرَ العقولَ ببديعِ خلقِهِ، وحارَت الألبابُ في حِكَمِ شَرْعِهِ، وأَنِسَت القلوبُ بلذيذِ مُناجاتِهِ، واستنارتْ بمعرفةِ أسمائِهِ وصفاتِهِ، وشَرُفَتْ بعلمِ أحكامِهِ وتشريعاتِهِ، مَنْ ذِكْرُهُ أُنْسٌ، وطاعتُهُ غُنْمٌ، والزُّلْفَى لديهِ أغلى الأمنياتِ.
وهلْ أفضلُ مِنْ علْمٍ: منْ ثمراتِهِ رؤيَةُ الملكِ العلاَّمِ، ومرافقةُ خِيرةِ الأنامِ، في جَنَّةٍ قدْ زُيِّنَتْ بما تشتهيهِ الأنفسُ وتَلَذُّ الأعينُ، لا يخالطُ نعيمَها بؤْسٌ، ولا يُكَدِّرُ صفوَها شائبةُ كَدَرٍ، موضعُ سَوْطٍ فيها خيرٌ من الدنيا وما فيها من الحُطامِ.
وهلْ أجلُّ مِنْ علْمٍ: هوَ أساسُ الإيمانِ، ومعقدُ الامتحانِ، ومِضْمارُ تسابُقِ الفُرْسانِ، السابقُ فيهِ هوَ السَّبَّاقُ ((مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً))، والحائدُ عنهُ هوَ المُعَذَّبُ الملهوفُ، المنقطِعُ الموقوفُ، قدْ خسِرَ خَسارةَ مَنْ لا يُسْتَصْلَحُ أمرُهُ، ولا يَنْجَبِرُ كسرُهُ، نعوذُ باللَّهِ العظيمِ من الخسرانِ.
وهلْ أَنْبَلُ مِنْ عِلْمٍ: يحملُ النفسَ على مكارمِ الأخلاقِ، ومحاسنِ الآدابِ، ويُخَلِّصُها منْ شَبَهِ الأنعامِ، وأخلاقِ سَفَلَةِ الأنامِ، يُهَذِّبُ النفسَ فَتَزْكُو، ويُطَهِّرُ القلبَ فيسْمُو، ويُنَقِّي السَّريرةَ فتصْفُو، ويُنِيرُ البصيرةَ، ويَشْحَذُ الهِمَّةَ، بهِ يَسْلَمُ القلبُ، ويصحُّ العلْمُ، ويصلحُ العملُ، و تُحمدُ السيرةُ، وتَحسُنُ العاقبةُ، ويَجْمُلُ الذكرُ.
فلا جَرَمَ كانَ الاشتغالُ بهِ عُنوانَ السعادةِ والفلاحِ، والاشتغالُ عنهُ آيَةَ الشقاوةِ والهلاكِ.
قالَ ابنُ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ تعالى في نُونِيَّتِهِ المُباركةِ:
والعلْمُ أقسامٌ ثلاثٌ ما لها = مِنْ رابعٍ والحقُّ ذُو تبيانِ
علمٌ بأوصافِ الإلهِ وفعلِهِ = وكذلكَ الأسماءُ للرَّحْمَنِ
والأمرُ والنهيُ الذي هوَ دينُهُ = وجزاؤُهُ يومَ المعادِ الثانِي
والكلُّ في القرآنِ والسُّنَنِ التي = جاءَتْ عن المبعوثِ بالفُرْقَانِ
فعلى قدرِ علمِ العبدِ بربِّهِ وعملِهِ بما يقتضيهِ ذلكَ العلمُ ترتفعُ درجتُهُ، وتسْمُو هِمَّتُهُ، وتزْكُو نفسُهُ، ويُثْمِرُ غرسُهُ؛ فإنَّ الدنيا مزرعةُ الآخرةِ، وإنَّما صلاحُ العبادةِ بصلاحِ العلْمِ؛ فالعلمُ باللَّهِ أصلُ الدينِ كلِّهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/438)
ومنْ هنا يتبيَّنُ خَطَرُ الضلالِ في هذا البابِ؛ فإنَّهُ مَوْرِدُ هَلَكَةٍ، وَشَرَكُ شَبَكةٍ نصَبها الشيطانُ فاصطادَ بها مَنْ سبقَتْ لهم الشقاوَةُ، وحَقَّتْ عليهم الكلمَةُ؛ فاجْتالَهم عن الصراطِ المستقيمِ فَتَنَكَّبُوهُ، وأعْمَاهُم ـ بما زَيَّنَ لهُمْ ـ عن الحقِّ فلمْ يُبْصِرُوهُ.
وإذا تأمَّلْتَ جميعَ أبوابِ الدينِ التي ضلَّ فيها الضَّالُّونَ ـ منْ هذهِ الأُمَّةِ وغيرِها ـ وجَدْتَ أصلَ ضلالِهم الجهلَ باللَّهِ تعالى وأسمائِهِ وصفاتِهِ وأحكامِهِ، وما يجبُ لهُ وما يتنزه عنه.
تعالى الله عما يقول الظالمون، ويأتفك المؤتفكون.
فمنهم من يزعم أن الله اتخذاً ولداً.
ومنهم من يدعي أن الله ثالث ثلاثة.
ومنهم من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله.
ومنهم من يفتري الكذب على الله ليضل الناس بغير علم، يتخذون دينهم لهواً ولعباً، فيحلون ما حرم الله، ويحرمون ما أحل الله، ويأكلون أموال الناس بالإثم وهم يعلمون.
ومنهم من يحادد الله ورسوله، ويستنكف ويستكبر عن عبادته، ويدأب في محاربة الله ورسوله، ومحاربة دينه وأوليائه، فبئس ما اختار لنفسه أن جرَّعها ذلَّ الخزي في الحياة الدنيا، ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون.
ومنهم من يخادع الله ورسوله والذين آمنوا، ويحسبون أنهم على شيء، والله محيط بما يعملون، ومجازيهم بما يقترفون.
ومنهم من جعل إلهه هواه، لا يطيع إلا إياه، ولا يبالي بأوامر الله ونواهيه.
وما ذاك إلا لسوء جهلهم بعظمة الله عز وجلَّ، وما يجب له من العبادة، والمحبة والتعظيم والإجلال والانقياد التام.
{وما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز}
{وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون}
وإذا تأمَّلَ العبدُ المؤمنُ أسماءَ اللَّهِ الحُسنَى وفَقِهَ معانِيَها ولوَازِمَها وآثارَها، واستقرَّ ذلكَ في قلْبِهِ وجدَ أسماءَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ تُنَادِي أبينَ النداءِ: سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)
وكانَ مُجَرَّدُ تصوُّرِهِ لأقوالِ أهلِ الضلالِ ومذاهبهم كافياً في ردِّهِ ومعرفةِ بُطلانِهِ؛ لِمَا ترسَّخَ في قلْبِهِ منْ معْرِفَتِهِ بمُنَافَاتِهَا لحقائقِ أسماءِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ وصفاتِهِ وما يليقُ بهِ تعالى ذِكْرُهُ.
ولسانُ حالِهِ يقولُ كُلَّمَا بلَغَتْهُ مقالةٌ ضالَّةٌ منْ مَقَالاتِهِم: سُبْحَانَكَ هذا بهتانٌ عظيمٌ!
وقدْ أشارَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إلى هذا المنهجِ؛ الذي هوَ الاستدلالُ بأسماءِ اللَّهِ الحسنى وصفاتِهِ العُلَى على بُطلانِ أقوالِ الضَّالِّينَ في آياتٍ كثيرة من الكتاب العزيز تصريحاً وتعريضاً.
وهوَ منْ أعظمِ المناهجِ نفعاً، وأحسَنِها وَقْعاً، وأسْلَمِها وألْصَقِها بالإيمانِ واليقينِ لمَنْ كانتْ لهُ بصيرةٌ ومعرفةٌ بأسماءِ اللَّهِ الحسنَى:
قالَ اللَّهُ تعالى: {قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} [يونُس: 68 - 69].
فكونُه هو الغنيُّ ينفي أن يكونَ له ولدٌ، فإنَّ الاحتياجَ إلى الولدِ ينافي كمالَ الغِنَى، واللهُ عزَّ وجلَّ هو الغنيُّ الذي له الغنى الكامل المطلق من جميع الوجوه عن كل أحد بكل اعتبار فلا يمكن أن يحتاجُ إلى غيرهِ أبداً.
بل له كل ما في السماوات من خلائق لا يحصيهم إلا هو، ومن خزائن لا يعلم قدرها غيره، وله كل ما في الأرض من خلائق وخزائن، وكل شيء تحت ملكه وتصرفه وتدبيره، ولوشاء أن يخلق أضعافها وأضعاف أضعافها لم يعجزه ذلك وهو العليم القدير.
وتأمل قوله تعالى: {هو الغني} فهذا الأسلوب يسمى أسلوب الحصر في لسان العرب، أي هو وحده الغني الذي له كمال الغنى عن كل أحد من جميع الوجوه.
وفي ضمن ذلك غناه تعالى عن الصاحبة إذ لا يوجد ولد بلا صاحبة وإلا كان خلقاً من سائر الخلق كما قال تعالى: {أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/439)
فمن آمنَ بهذا الاسمِ وعرفَ معناهُ حقَّ المعرفةِ علمَ أنَّ ادِّعاءَ أولئكَ المدَّعينَ مِنْ أعظمِ الزُّورِ والبهتانِ، تعالى الله عمَّا يفترونَ علوًّا عظيماً، بل واستنكرها كل عضوٍ من أعضائه فيقف شعر رأسه، ويقشعر جلده، ويتمعر وجهه، ويشمئز قلبه، وينبو سمعه، وتحملق عيناه من هول هذه الدعوى العظيمة.
وهذا الإنكار في قلب المؤمن وجسده متلازم مع قوة المعرفة بالله تعالى وبأسمائه وصفاته، وشدة النفرة من هذه الدعوى الباطلة الظالمة.
وهذا نظير ما بينه الله لنا -في تصوير عظيم ترتجف له القلوب- من أثر هذا الافتراء على السماوات والأرض والجبال حتى كادت أن تتغير معالم الكون لولا لطف الله عز وجل وحلمه ورأفته بعباده المؤمنين الذين يستنكرون هذه المقالة الجائرة
قال الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)
وقالَ تعالى: {لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاء سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الزُّمَر: 4].
فالواحد هو الذي لا مثيل له من جنسه، ولو كان له ولد لم يكن واحداً، وكونه القهار الذي له القهر المطلق ينفي أن يكون له ولد.
فتأمل أثر الإيمان بهذه الأسماء الحسنى في رد هذا القول الباطل الضال، ثم تأمل أثره في زيادة الإيمان في قلب المؤمن.
وقالَ تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يُوسُف: 39].
فكوْنُهُ الواحد القهَّار ينفي أنْ يكونَ لهُ شريكٌ، فمن آمن بأن الله هو الواحد القهار علم أنه لا يمكن أن يكون له شريك، ولا ينبغي أن يكون له يكون شريك.
وقالَ تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم} [المائدَة: 18].
فبَيَّنَ بُطلانَ زعْمِهِم بفِعْلٍ منْ أفعالِهِ ـ جلَّ وعَلا ـ وهوَ منْ آثارِ اسْمِهِ ((المَلِكِ)).
وقالَ في قارونَ: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا} [القَصَص: 78].
وقالَ: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)} [النَّحْل: 52 - 53]؛
فأنكرَ عليهم عبادةَ غيرِهِ مُدَلِّلاً على ذلكَ بكونِهِ المُنْعِمَ المُغِيثَ؛ فهوَ الذي يَجْلُبُ لهم النعمَ، ويكشفُ عنهم الضرَّ، وغيرُهُ لا يملكُ لهم ضرًّا ولا نفعاً.
وقبلَ هذا قولُهُ تعالى: {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ} [النحل: 51 - 52].
وقالَ: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38) لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39) إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل: 38 - 40]؛ فأنكرَ عليهم مقالَتَهُم مُبَيِّناً لهم أنَّ حكمتَهُ تأْبَى أنْ يتركَ بيانَ الحقِّ الذي اختلفوا فيهِ وبيانَ كذبِ الكفارِ عليهِ؛ وهذا منْ آثارِ اسْمِهِ ((الحكيمِ))، وأرْدَفَ ذلكَ ببيانِ قُدْرَتِهِ تعالى على بعْثِهِم، وأنَّ ذلكَ لا يُعْجِزُهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/440)
وقالَ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون: 115 - 116].
وفي هذا المعنى قولُهُ تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35)} [الدخان: 34 - 35] إلى قوْلِهِ تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39)} [الدخان: 38 - 39].
وهذا منْ آثارِ اسْمِهِ ((الحكيمِ)).
وكذلكَ قولُهُ تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} [ص: 27 - 28].
وقالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)}
فانظرْ كيفَ اقتلعَ جذورَ الرَّيْبِ من القلبِ بهذا البيانِ الذي أساسُهُ أسماؤُهُ الحسنى وآثارُها.
ونظيرُ هذا قولُهُ تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)} [يس: 77 - 83].
وممَّا لا يكادُ ينقضي منهُ العجبُ قولُهُ تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [المائدة: 73 - 76].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/441)
فانظُرْ إلى جلالةِ هذهِ الآياتِ وما تضمَّنَتْهُ من الحُجَجِ البليغةِ والآياتِ البَيِّنَاتِ، ثمَّ تأمَّلْ سَعَةَ رحمةِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ وعظيمَ حِلْمِهِ كيفَ دعَاهُم - وقدْ قالُوا هذهِ المقالةَ الشنيعةَ - إلى التوبةِ بأجملِ عرضٍ وألطفِهِ: {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ} ثمَّ ذكرَ ما يُرَغِّبُهُمْ في ذلكَ ويُزِيلُ اليَأْسَ والقنوطَ منْ قلُوبِهِم: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} كثيرُ المغفرَةِ، واسعُ المغفرَةِ، لا يستعظِمُهُ ذنبٌ أنْ يغفرَهُ، ورَحْمَتُهُ وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ، وعَمَّتْ كلَّ حَيٍّ، وفي ضِمْنِ ذلكَ وَعْدُهُم بالمغفرةِ والرحمةِ والعفوِ عمَّا بدرَ منهم إنْ همْ تابوا إليهِ واستغفَرُوهُ؛ فإذا عَلِمَ العبدُ ذلكَ تحرَّكَتْ دواعي الرجوعِ إلى اللَّهِ في قلْبِهِ , ولمْ يقْنَطْ منْ رحمةِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ مهما بلغت ذنوبه.
ثمَّ دَعَاهُم إلى عبادتِهِ وتوحيدِهِ، وبيَّنَ لهُم الأدلَّةَ القاطعةَ على بُطْلانِ زَعْمِهِمْ إِلَهِيَّةَ عِيسَى وأُمِّهِ -دُونَ أنْ يهْضِمَهُما منزلَتَهُما أوْ يُنْقِصَ قدْرَهُما، بلْ أثبتَ لعِيسى الرسالةَ ولأُمِّهِ الصِّدِّيقِيَّةَ- وذلكَ منْ وُجُوهٍ:
أوَّلُها: قولُهُ تعالى: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ}؛ فإنَّ الإلهَ الحقَّ لا يكونُ إلاَّ واحداً، وَ {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}، وهذا يُبْطِلُ التثليثَ.
الثانِي: قولُهُ تعالى: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}، فهوَ رسولٌ منْ جُمْلَةِ رُسُلٍ ماتُوا وهوَ على إثْرِهِم سيموت، والإلهُ الحقُّ إنَّما هوَ الحيُّ الذي لا يموتُ.
الثالثُ: قولُهُ: {وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ}، وفي هذا عِدَّةُ أدلَّةٍ:
أوَّلُها: أنَّهُ مخلوقٌ كائنٌ بعدَ أنْ لمْ يكُنْ، فلمْ يُوجدْ إلاَّ بعدَ وِلادَةِ أُمِّهِ لهُ؛ ومثلُ هذا لا يصلحُ أنْ يكونَ إلهاً؛ فإنَّ الإلهَ الحقَّ إنَّما هوَ الأَوَّلُ والآخرُ والظاهرُ والباطِنُ.
الثاني: أنَّهُ محتاجٌ في أصلِ حياتِهِ إلى غيرِهِ فوُجُودُهُ إنَّما كانَ بواسطةِ أُمِّهِ؛ والإلهُ الحقُّ إنَّما هوَ الحيُّ القَيُّومُ الذي قيامُ كلِّ شيءٍ بهِ، الغنيُّ الحميدُ الذي لا يحتاجُ إلى أحدٍ سواهُ طَرْفَةَ عيْنٍ.
الثالثُ: أنَّهُ مولودٌ؛ والإلهُ الحقُّ إنَّما هوَ الصَّمَدُ الذي لمْ يلِدْ ولمْ يُولَدْ.
الرابِعُ: أنَّهُ خارجٌ من المكانِ الذي قدْ علِمُوا؛ ومثلُ هذا لا يصلحُ أنْ يكونَ إلهاً؛ فالإلهُ الحقُّ إنَّما هوَ القُدُّوسُ السلامُ المُتَنزهُ عمَّا لا يليقُ بجلالِهِ وعظمتِهِ.
الخامِسُ: أنَّ أُمَّهُ صِدِّيقَةٌ؛ فهيَ أَمَةٌ عابدةٌ فقيرةٌ إلى مَنْ تعبدُهُ، والفقيرُ لا يُنْتِجُ إلاَّ فقيراً.
الوجهُ الرابِعُ: قولُهُ: {كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ} وفي هذا عِدَّةُ أدلَّةٍ:
الأوَّلُ: أنَّ كونَهُما يأْكُلانِ الطعامَ دليلٌ على حاجَتِهما وفقْرِهما إليهِ، والفقيرُ المحتاجُ لا يصلحُ أنْ يكونَ إلهاً.
الثانِي: أنَّ العقلاءَ قدْ علموا أنَّ الذي يأكلُ الطعامَ لهُ جوفٌ وآلاتٌ تهضمُ الطعامَ، وقنواتٌ يسيرُ فيها الطعامُ، والإلهُ الحقُّ إنَّما هوَ الصمدُ الذي لا جوفَ لهُ، ولا يحتاجُ إلى ما يحتاجُ إليهِ البشرُ.
الثالثُ: أنَّ الذي لا يستطيعُ تصريفَ الطعامِ داخلَ جسدِهِ وتسْيِيرَهُ في قنواتِهِ، وإيصالَ كلِّ موضعٍ منْ جسمِهِ ما يحتاجُ إليهِ من الغذاءِ؛ وإنَّما الذي يُسَيِّرُهُ ويُصَرِّفُهُ فيهِ غيرُهُ كيفَ يستطيعُ أنْ يُدَبِّرَ شُئُونَ الخلائقِ، ويجيبَ دعَوَاتِهِم، ويعْلَمَ سرائرَهُم وأحوالَهُم؟!!
إنَّما إلَهُهُم المَلِكُ القُدُّوسُ الذي قامَ بشُؤُونِهِم وَوَسِعَهُم عِلْمُهُ وحِفْظُهُ ورَحْمَتُهُ.
الرابعُ: أنَّ العقلاءَ قدْ علِمُوا أنَّ الذي يأكلُ الطعامَ لا بُدَّ لهُ منْ إخراجِهِ بعدَ هضْمِهِ، والذي تخرجُ منهُ هذهِ الفضلاتُ المُسْتَقْذَرَةُ لا يصلحُ أنْ يكونَ إلهاً؛ بل الإلهُ الحقُّ إنَّما هوَ القُدُّوسُ السلامُ المُتَنزهُ عنْ مثلِ هذا وسائرِ ما لا يليقُ بجلالِهِ وقُدْسِيَّتِهِ.
الخامِسُ: أنَّ الذي يأكلُ الطعامَ عُرْضَةٌ لأنْ يأكلَ ما يضُرُّهُ أوْ يُسِيءَ أكلَ ما فيه نفع فيَمْرَضُ ويَسْقَمُ؛ ومثلُ هذا لا يصلحُ أنْ يكونَ إلهاً.
ثمَّ قالَ تعالى بعدَ هذا البيانِ: {انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}
-الوَجْهُ الخامِسُ: قولُهُ تعالى: {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا}؛ فإنَّ العبدَ العاقلَ إنَّما يَعْبُدُ مَنْ يَجْلُبُ لهُ النفعَ ويدْفَعُ عنهُ الضرَّ، وليسَ هذا لغيرِ اللَّهِ تعالى؛ فهوَ النافعُ الضارُّ، وغيرُهُ إنَّما ضرَرُهُ ونفعُهُ بمشيئةِ اللَّهِ تعالى، وهوَ مَرْبُوبٌ مُدَبَّرٌ، ناصِيَتُهُ بيدِ ربِّهِ لا يستقلُّ بنفعٍ ولا ضرٍّ؛ فَمِن الحماقةِ عِبَادَةُ مَنْ هذا شأْنُهُ!!
-الوجهُ السادسُ: قولُهُ تعالى: {وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، يسمعُ دُعاءَهُم ويعلمُ أحوالَهُم، ولا يخفى عليهِ شيءٌ منْ أمْرِهِم؛ وهذا هوَ الإلهُ الحقُّ، ليسَ الذي لا يسمعُ دُعَاءَ عابدِيهِ ولا يعْلَمُ أحوَالَهُم.
فاستبدالُ عبادةِ اللَّهِ تعالى الذي بيَدِهِ النفعُ والضرُّ وهوَ السميعُ العليمُ بعبادةِ مَنْ لا يَمْلِكُ لهُمْ ضرًّا ولا نفعاً، ولا يسمعُ دُعاءَهُم ولا يَعْلَمُ أحوالَهُم منْ أعظمِ الجهلِ والسفَهِ.
فانْظُرْ كيفَ اجتذبَ القلوبَ إلى عبادَتِهِ وتوحيدِهِ بما لَهُ من الأسماءِ الحسنى والصفاتِ العُلَى
والآياتُ في هذا البابِ كثيرةٌ، والمقصودُ التنبيهُ عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/442)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[14 - 02 - 08, 08:52 م]ـ
إيضاحُ هذا المنهج يستدعي أسْفَاراً؛ وحَسْبُكَ في هذا المقامِ مثالٌ مُخْتَصَرٌ في بابٍ واحدٍ تستجلِي فيهِ هذهِ الحقيقةَ، وتقيسُ عليهِ بقِيَّةَ الأبوابِ:
فمِمَّا حدثَ فيهِ الاختلافُ: أفعالُ العبادِ وما يترتَّبُ عليهَا:
فالقَدَرِيَّةُ يقولونَ: إنَّ العبدَ خالقٌ فعلَ نفسِهِ، وهوَ الذي يجعلُ نفسَهُ مهتدياً أوْ ضالاًّ، ويجبُ على اللَّهِ ـ تعالى اللَّهُ عمَّا يقولونَ ـ أنْ يُثِيبَ العبدَ إذا أطاعَهُ كما يُثَابُ الأجيرُ، وأنْ يُخْلِدَهُ في النارِ إذا ارتكبَ كبيرةً من الكبائرِ.
والجَبْرِيَّةُ يقولونَ: إنَّ العبدَ مجبورٌ على فعلِهِ؛ ليسَ لهُ مشيئةٌ ولا اختيارٌ؛ كالسِّكِّينِ في يدِ القاطِعِ. وغُلاتُهُمْ يقولونَ: كالرِّيشَةِ في مهبِّ الريحِ. ويجوزُ على اللَّهِ أنْ يُعَذِّبَ المؤمنَ الطائعَ بأشدِّ العذابِ ويُخْلِدَهُ في النارِ بغيرِ جُرْمٍ ارتكَبَهُ ولوْ قضى عُمُرَهُ كلَّهُ في طاعةِ اللَّهِ؛ كما يجوزُ عليهِ أنْ يُثِيبَ الكافرَ المُعَانِدَ بأعظمِ أنواعِ الثوابِ.
وكلا الطائفتَيْنِ جاهلتانِ باللَّهِ تعالى جهلاً عظيماً، لمْ تعْرِفَاهُ المعرفةَ الحقَّ التي تُنْجِي من الضلالَةِ، وتُنَالُ بها السعادةُ.
فأَمَّا ضَلالُ القَدَرِيَّةِ فمنْشَؤُهُ الجهلُ بعمومِ خلقِ اللَّهِ تعالى للأشياءِ، ونفوذِ مشيئتِهِ، وعمومِ تصرُّفِهِ الذي هوَ مقتضى مُلْكِهِ؛ فهوَ الذي يخلقُ ويرزُقُ، ويُعَافِي ويبتَلِي، ويهدي ويُثِيبُ فضلاً، ويُضِلُّ ويُعاقبُ عدْلاً، ويَخْفِضُ ويرفَعُ، ويُعطِي ويمنَعُ، ويَصِلُ ويقطَعُ، ويقبضُ ويبسُطُ، ويفعلُ ما يريدُ.
فإذا علِمَ العبدُ معنى اسمِ ((الخالِقِ)) واسمِ ((المالِكِ)) و ((العليمِ)) و ((القديرِ)) و ((المُعْطِي المانِعِ))، ونحْوِها من الأسماءِ التي تدلُّ على عمومِ تصرُّفِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ في خلقِهِ، وتأمَّلَ آثارَها ولوازِمَها وفَقِهَ ذلكَ حقَّ الفقْهِ: تبيَّنَ لهُ ضلالُ القدَرِيَّةِ في هذا البابِ، وأنكرَ قلْبُهُ ما سَطَّرُوهُ، ولمْ يَغُرَّهُ ما شَبَّهُوا بهِ عَلَى مَنْ لا علمَ عندَهُ.
فكيفَ يكونُ خالقاً لكلِّ شيءٍ مَنْ أفعالُ العبادِ كلِّهِم ليستْ منْ خلقِهِ؟!
وكيفَ يكونُ قادراً على كلِّ شيءٍ مَنْ لا يستطيعُ هدايَةَ عبدٍ منْ عبادِهِ أوْ إضلالَهُ؟!
وكيفَ يكونُ فعَّالاً لما يُرِيدُ مَنْ إذا شاءَ مِنْ عبدِهِ أنْ يعملَ عملاً وشاءَ العبدُ خِلافَهُ نفَذَتْ مشيئةُ العبدِ ولمْ تنْفُذْ مشيئةُ ربِّهِ؟!
وكيفَ يكونُ مَلِكاً حقًّا مَنْ لا يقدِرُ أنْ يَهْدِيَ ولا يُضِلَّ حقيقةً، ويخلُقُ عبادَهُ خلقاً بغيرِ إذنِهِ ومشيئتِهِ، بلْ يجعلونَ لهُ شريعةً يُوجِبُونَها عليْهِ؛ فيوجبونَ عليهِ أنْ يُثِيبَ الطائعَ ويُخْلِدَ صاحبَ الكبيرةِ المُوَحِّدَ في العذابِ الشديدِ كالمشركينَ؟!
إلى غيرِ هذهِ الأسماءِ التي يَسْتَدِلُّ بها المؤمنُ المُوَفَّقُ على ضلالِ هذهِ الطائفةِ وبُطْلانِ قولِهِم.
وأمَّا ضلالُ الجبْرِيَّةِ فمنشؤُهُ الجهلُ بحكمةِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ وحمْدِهِ وعدْلِهِ ورحمَتِهِ وإحسانِهِ:
فكيفَ يكونُ حكيماً مَنْ يُنْزِلُ الشرائعَ المُتَضَمِّنَةَ للأوامرِ والنواهِي المُفَصَّلةِ على عبادٍ لا يستطيعونَ امتثالَها، بلْ همْ مجْبُورونَ على مُخالفَتِها، لا اختيارَ لهم ولا مشيئةَ، فسَوَاءٌ أنزلَ الشريعةَ أمْ لمْ يُنْزِلْهَا ليسَ لهمْ إلاَّ فعلُ ما أُجْبِرُوا عليْهِ؟!
وما هيَ فائدةُ إرسالِ الرُّسُلِ وإنزالِ الكُتُبِ وتصريفِ الآياتِ؟!
وكيفَ يكونُ عَدْلاً حَمِيداً مَنْ يأْمُرُ العبدَ بأَمْرٍ ويُجْبِرُهُ على مخالفتِهِ، ثمَّ يُعاقِبُهُ على تلكَ المخالفةِ أشدَّ العقابِ؟!
وكيفَ يكونُ رحْمَاناً رحيماً مَنْ يُخْرِجُ عبدَهُ المؤمنَ المُخْبِتَ منْ قَرَارَةِ مُتَعَبَّدِهِ ومحلِّ سُجُودِهِ فَيُخْلِدُهُ في النارِ بلا جُرْمٍ ارتكَبَهُ ولا ذَنْبٍ اقترفَهُ؟!
وكيفَ يكونُ إلهاً وَدُوداً حميداً يستحقُّ الحُبَّ والودَّ والحمدَ كلَّهُ مَنْ هذا شَأْنُهُ؟!
وهكذا سائرُ الأسماءِ الدالَّةِ على ضلالِ هذهِ الطائفَةِ؛ يَسْتَدِلُّ بها مَنْ نَوَّرَ اللَّهُ قلْبَهُ على بُطْلانِ قولِهِم.(46/443)
مفهوم الاتباع
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[04 - 02 - 08, 11:19 ص]ـ
الحمد الله مُبْدِى الكواكب اللوامع، ومنشىء السحائب الهوامع، ومُعْلِى السُّنَّة الشريفة وأربابها فى مجامع الصدور، وصدور المجامع. باعث النبى العربى بالكَلِم الجوامع، والحكم الروائع، ومؤيده بالدلائل القواطع، والبراهين السواطع، فَشَنَّفَ بحديثه المسامع، وسَيَّفَ من عانده فى معارك المعامع، ووعدهم فى المآب بالحميم من الشراب، وألوان العذاب، ولهم من الحديد مقامع.صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه ما أُنْهِلَتْ المنابع، وانهملت عند ذكر حديثه المدامع، وسَلَّمَ تسليماً.
إن الحديث عن الاتباع وأهله أمر ذو شجون، لاسيما في ذلك الزمن، الذي تنكب أهله الطريق وحاربوا فيه أهل الإيمان ووالوا أهل الكفران فضيعت الأمانة ووسد الأمر لغير أهله ونطق الرويبضة وتشابكت الفتن وانتكست القلوب فأضحى الحليم حيران ...
الله أكبر .. تلك زفرات مهموم، وأنات مكلوم، فاللهم اقبضني إليك غير مفرط ولا مفتون
إخوتي .. لعلي أحزنت حين كتبت، وما بذلك أخطأت، فالحزن على سوء الحال نهج الأنبياء وسبيل الأتقياء {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} (الكهف/6). بيد أنه لا يأس ولا قنوط
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[06 - 02 - 08, 03:00 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد
نستكمل ما بدأناه من الحديث عن مفهوم الاتباع
إن الاتباع اليوم بات عند أكثرهم مشوها فارغا من مضمونه وحقيقته، ممسوخا لا حلاوة فيه ولاطلاوة عليه ولا ثمرة له
الكل يتمسح بالاتباع على ما هو عليه من الهوى والزيغ. والاتباع منهم براء.
لكن ترى .. هل ترك الوحي هؤلاء وهؤلاء يعيثون في مفهوم الاتباع فسادا لا رقيب ولا حسيب؟!
كلا، بل أنزل عليهم ما يفضحهم ويبين زيغهم وحيدتهم عن السبيل، قديما وحديثا
{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (53)
وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (20) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (21)
وساق الآجرّي بسنده عن أبي عبيدة الناجي أنه سمع الحسن يقول: قال قوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لنحب ربنا. فأنزل الله تعالى بذلك قرآنا: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ (31) فجعل اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم عَلمًا لحبه، وكذَّب من خَالفه، ثمَّ جعل على كل قول دليلا: مِن عملٍ يُصدّقُه، ومِن عَملٍ يُكذّبُه. وإذا قال قولا حسنا، وعمل عملا حسنا، رفع الله قولَه بعملِه، وإذا قال قولا حسنا، وعمل عملا سيئا، ردَّ الله القولَ على العملِ، وَذلكَ في كتابه تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}
وللحديث بقية إن شاء الله
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[07 - 02 - 08, 12:25 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
لا يزال الحديث موصلا حول مفهوم الاتباع في محاولة لتجلية حقيقته أمام البصائر والأبصار
إن مفهوم الاتباع السلفيين مفهوم ضيق لا يسع لكل صادرة وواردة، إلا بضوابط وقيود معلومة وواضحة، الاتباع عند السلفيين يعني التقيد بالوحيين بفهم السلف. وهو بيت القصيد في هذه السلسلة.
أما عند أهل الزيغ والهوى فالأمر واسع هلامي لا يكاد يحد بحد. ولا يقيد بنص، لذلك تراهم متخبطين ومتناقضين بل ومتحاربين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/444)
يقول شيخ الإسلام: الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْحَدِيثُ صَحِيحٌ مَشْهُورٌ فِي السُّنَنِ وَالْمَسَانِدِ؛ كَسُنَنِ أَبِي دَاوُد وَالتِّرْمِذِي وَالنِّسَائِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَلَفْظُهُ {افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إلَّا وَاحِدَةً وَافْتَرَقَتْ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إلَّا وَاحِدَةً وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إلَّا وَاحِدَةً} وَفِي لَفْظٍ {عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً} وَفِي رِوَايَةٍ {قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ الْفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ؟ قَالَ: مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي} وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ {هِيَ الْجَمَاعَةُ يَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ}.
وَلِهَذَا وَصَفَ الْفِرْقَةَ النَّاجِيَةَ بِأَنَّهَا أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَهُمْ الْجُمْهُورُ الْأَكْبَرُ وَالسَّوَادُ الْأَعْظَمُ.
وَأَمَّا الْفِرَقُ الْبَاقِيَةُ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الشُّذُوذِ وَالتَّفَرُّقِ وَالْبِدَعِ وَالْأَهْوَاءِ وَلَا تَبْلُغُ الْفِرْقَةُ مِنْ هَؤُلَاءِ قَرِيبًا مِنْ مَبْلَغِ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ فَضْلًا عَنْ أَنْ تَكُونَ بِقَدْرِهَا بَلْ قَدْ تَكُونُ الْفِرْقَةُ مِنْهَا فِي غَايَةِ الْقِلَّةِ.
وَشِعَارُ هَذِهِ الْفِرَقِ مُفَارَقَةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ. فَمَنْ قَالَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ كَانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ.
وَأَمَّا تَعْيِينُ هَذِهِ الْفِرَقِ فَقَدْ صَنَّفَ النَّاسُ فِيهِمْ مُصَنَّفَاتٍ وَذَكَرُوهُمْ فِي كُتُبِ الْمَقَالَاتِ؛ لَكِنَّ الْجَزْمَ بِأَنَّ هَذِهِ الْفِرْقَةَ الْمَوْصُوفَةَ. . . هِيَ إحْدَى الثِّنْتَيْنِ وَالسَّبْعِينَ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ دَلِيلٍ فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْقَوْلَ بِلَا عِلْمٍ عُمُومًا؛ وَحَرَّمَ الْقَوْلَ عَلَيْهِ بِلَا عِلْمٍ خُصُوصًا؛ فَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} {إنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}
وَأَيْضًا فَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ يُخْبِرُ عَنْ هَذِهِ الْفِرَقِ بِحُكْمِ الظَّنِّ وَالْهَوَى فَيَجْعَلُ طَائِفَتَهُ -وَالْمُنْتَسِبَةَ إلَى مَتْبُوعِهِ الْمُوَالِيَةَ لَهُ - هُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ؛ وَيَجْعَلُ مَنْ خَالَفَهَا أَهْلَ الْبِدَعِ. وَهَذَا ضَلَالٌ مُبِينٌ.
فَإِنَّ أَهْلَ الْحَقِّ وَالسُّنَّةِ لَا يَكُونُ مَتْبُوعُهُمْ إلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي لَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى إنْ هُوَ إلَّا وَحْيٌ يُوحَى فَهُوَ الَّذِي يَجِبُ تَصْدِيقُهُ فِي كُلِّ مَا أَخْبَرَ؛ وَطَاعَتُهُ فِي كُلِّ مَا أَمَرَ وَلَيْسَتْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةُ لِغَيْرِهِ مِنْ الْأَئِمَّةِ بَلْ كُلُّ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ إلَّا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَمَنْ جَعَلَ شَخْصًا مِنْ الْأَشْخَاصِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَحَبَّهُ وَوَافَقَهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَمَنْ خَالَفَهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ وَالْفُرْقَةِ - كَمَا يُوجَدُ ذَلِكَ فِي الطَّوَائِفِ مِنْ اتِّبَاعِ أَئِمَّةٍ فِي الْكَلَامِ فِي الدِّينِ وَغَيْرِ ذَلِكَ - كَانَ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالضَّلَالِ وَالتَّفَرُّقِ.
وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِأَنْ تَكُونَ هِيَ الْفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ أَهْلُ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ؛ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ مَتْبُوعٌ يَتَعَصَّبُونَ لَهُ إلَّا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهْم أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَقْوَالِهِ وَأَحْوَالِهِ وَأَعْظَمُهُمْ تَمْيِيزًا بَيْنَ صَحِيحِهَا وَسَقِيمِهَا وَأَئِمَّتُهُمْ فُقَهَاءُ فِيهَا وَأَهْلُ مَعْرِفَةٍ بِمَعَانِيهَا وَاتِّبَاعًا لَهَا: تَصْدِيقًا وَعَمَلًا وَحُبًّا وَمُوَالَاةً لِمَنْ وَالَاهَا وَمُعَادَاةً لِمَنْ عَادَاهَا
الَّذِينَ يَرْوُونَ الْمَقَالَاتِ الْمُجْمَلَةَ إلَى مَا جَاءَ بِهِ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ؛ فَلَا يُنَصِّبُونَ مَقَالَةً وَيَجْعَلُونَهَا مِنْ أُصُولِ دِينِهِمْ وَجُمَلِ كَلَامِهِمْ إنْ لَمْ تَكُنْ ثَابِتَةً فِيمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ بَلْ يَجْعَلُونَ مَا بُعِثَ بِهِ الرَّسُولُ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ هُوَ الْأَصْلُ الَّذِي يَعْتَقِدُونَهُ وَيَعْتَمِدُونَهُ.
وللحديث بقية إن قدر بقاء ولقاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/445)
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[09 - 02 - 08, 12:20 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وبعد
نستكمل الحديث حول مفهوم الاتباع. ونقول مستعينين بالله:
سبق أن ذكرنا أن الاتباع عند أهل السنة يختلف مفهوما عن أهل الهوى. كما بينا قبل ذلك أن الله ما ترك الاتباع هكذا ينتحله كل أحد بل بينه وحدده ووضحه { ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (المائدة/3). حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تاركا أمته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك. {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} (الأنعام/55). إذن .. فلا حجة لأحد على الله بعد الرسل.
وفيما يلي إن شاء الله نورد أدلة على وجوب الاتباع وذم الابتداع في صورة تأصيلية. ثم نتبع ذلك بصورة عملية توضح الفرق بين تطبيق السلفيين وغيرهم من أهل الهوى، وذلك بدءا بالتوحيد وانتهاء بإماطة الأذى عن الطريق. والله المستعان وعليه التكلان.
عذرا فهذه الكلمات أقرب إلى الخواطر منها على التصنيف، فلربما أترك شيئا من التخريج لضيق الوقت أو شيئا من الترتيب أيضا لكن بصورة لا تؤثر في المادة العلمية إن شاء الله تعالى.
ومهما يكن من أمر فأنا بشر أصيب وأخطئ فإن أصبت فمن الله الرحمن وإن أخطأت فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء. ومرحبا بتصويبات وآراء إخواني.
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[10 - 02 - 08, 02:00 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وآله وصحابته ومن تبع هداه وبعد
لا يزال الحديث موصولا حول مفهوم الاتباع وحقيقته، وكما وعدتكم سنبدأ بالتأصيل أولا ثم نثني بالتطبيق العملي {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} (الأنعام/55). ولا أزعم أني سأستوعب فمن رأى خلال أو نقصا فليبادر رحمه الله بالتذكير والنصح والتتميم
الأصل الأول
وجوب الأخذ بنصوص الوحيين ودلالاتها بإطلاق
هذا الأصل عند السلفيين أصيل، وركن عند المؤمنين ركين، لا محيد عنه ولا عدول. ولا استثناء ولا محاباة، وقد تواتر على ذلك الأدلة وتضافرت الدلالات
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)} واعلم -رحمني الله وإياك-أن طاعة الله ورسوله تتمثل في الأخذ بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
يقول جل جلاله {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170) ويقول تعالى ((وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) [النحل:64] ويقول تعالى (( ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) [الحشر:7] ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنْ السَّبُعِ وَلَا لُقَطَةُ مُعَاهِدٍ إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُ فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُ فَلَهُ أَنْ يُعْقِبَهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُ. [أبو داود]
وهذا الأصل عام لا ينبغي -ولا يجوز-تخصيصه بشيء من الشبه التي يتمسك بها المبتدعة، يقول الله عز وجل {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام/162).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/446)
وبنصوص الوحيين تكون كل مفردات الحياة ومتعلقاتها منتظمة في نظامها المتين. أكتفي بهذا القدر اليوم لضيق الوقت مع وعد باللقاء إن قدر بقاء ولقاء.
ـ[أبو مسلم الأثري]ــــــــ[11 - 02 - 08, 03:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الكلمات القيمة
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[11 - 02 - 08, 02:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو مسلم، ولكم سعادتي بمشاركتك، مما يحدو بي إلى إسباغ الموضوع
حياك الله وبياك وجعل الفردوس مأواك
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[14 - 02 - 08, 10:51 ص]ـ
أحمد الله تعالى وأصلي على أحمد وآله وصحبه وأسلم تسليما كثيرا وبعد
لا يزال الحديث موصلا حول مفهوم الاتباع، واستكمالا للحديث أستعين بالله وأقول
إن وجوب الأخذ بالنصوص ودلالتها بإطلاق يكون في العبادات كما يكون في المعاملات أيضا، أقول هذا لأن الناس اليوم-إلا من رحم ربي-يفصلون بين هذا وذاك، وهذه بدعة في الدين ذميمة لاسيما أنها قد صادمت عموم الأدلة وإطلاقها.
وقد كان الصحابة يأتون النبي -ومن بعدهم إلى العلماء-في أمور الدين والدنيا
على أية حال، فقد وردت أدلة عامة وأخرى خاصة
يقول تعالى "قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) "
فالله عز وجل أنزل آدم وزجه إلى الدنيا وأمره باتباع أمره ونهاه عن اتباع الشيطان كما أمر ذريته بذلك فمن امتثل لشرائع الله فلن يضل ولن يشقى وتأتيه الدنيا راغمة، ومن خالف ذلك صارت (معيشته) هما وبوارا. وهنا ارتباط بين الوحي والمعيشة، وعليه نفسر تقهقر المسلمين في أمور المعاش؛ إنه الخروج عن شرعته، أو بعضها، ولذلك قال تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)}
ومن تيك الأدلة مناقشة القرآن الكريم أمورا كثيرا من أمور المعاملات، أوَ ننسى أو نتغافل عن أطول آية في القرآن، وغيرها من الآيات التي تناقش أمورالحرب والسلم والعلاقات الفردية والدولية والعسكرية وغير ذلك كثير
وهذا ما طبقه الصحابة رضي الله عنهم فقد اختصم الزبير وجاره الأنصاري إلى النبي في سقي الماء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ حَدَّثَهُ
أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ سَرِّحْ الْمَاءَ يَمُرُّ فَأَبَى عَلَيْهِ فَاخْتَصَمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلزُّبَيْرِ أَسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ أَرْسِلْ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ احْبِسْ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ فَقَالَ الزُّبَيْرُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَحْسِبُ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ
{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}
وعَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ
كُنَّا نُحَاقِلُ الْأَرْضَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُكْرِيهَا بِالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَالطَّعَامِ الْمُسَمَّى فَجَاءَنَا ذَاتَ يَوْمٍ رَجُلٌ مَنْ عُمُومَتِي فَقَالَ نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَمْرٍ كَانَ لَنَا نَافِعًا وَطَوَاعِيَةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أَنْفَعُ لَنَا نَهَانَا أَنْ نُحَاقِلَ بِالْأَرْضِ فَنُكْرِيَهَا عَلَى الثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَالطَّعَامِ الْمُسَمَّى وَأَمَرَ رَبَّ الْأَرْضِ أَنْ يَزْرَعَهَا أَوْ يُزْرِعَهَا وَكَرِهَ كِرَاءَهَا وَمَا سِوَى ذَلِكَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/447)
وأكتفي بهذا القدر الآن، وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[28 - 02 - 08, 12:06 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي محمد الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين وبعدُ
لا يزال الحديث موصولا عن مفهوم الاتباع، ذلك الذي انتحله كل من هب ودب، فكان لزاما أن نحرر مفهومه قدر الطاقة، من خلال نصوص القرآن والسنة وأقوال العدول من الأئمة.
ما زلنا نتحدث عن الأصل الأول لمعنى الاتباع ألا إنه "وجوب الأخذ بدلالات الكتاب والسنة بإطلاق"
وقديما ابتدع منتحلو الاتباع قاعدة فاسدة، إنها رد كثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في العقائد وفي غيرها أحيانا بناء على أنها ظنية وقد نهانا الله عز وجل عن اتباع الظن في غير آية.
ولست هنا بصدد تفنيد هذه الشبهة وإنما ندلل على هذا الأصل من القرآن والسنة تاركين وراءنا كل ناعق، مراعاة لهذا المقام.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل البعوث والدعاة آحادا وجماعات تبلغ دين الله، وأشهر حادثة لهذا حادثة إرسال معاذ إلى اليمن معلما دين الله عز وجل
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ ادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ.
يضاف إلى ذلك تفرق الصحابة وحدانا في البلاد يبلغون دين الله عقيدة وعملا.
فالصحابة رضي الله عنهم قد أجمعوا على ذلك وعلى رأسهم الخلفاء فها هو عمر يأخذ بحديث الطاعون من عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه على الرغم من انفراده به في هذا الموطن
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أَهْلُ الْأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ عُمَرُ ادْعُ لِي الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ فَاخْتَلَفُوا فَقَالَ بَعْضُهُمْ قَدْ خَرَجْتَ لِأَمْرٍ وَلَا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ فَقَالَ ارْتَفِعُوا عَنِّي ثُمَّ قَالَ ادْعُ لِي الْأَنْصَارِ فَدَعَوْتُهُمْ لَهُ فَاسْتَشَارَهُمْ فَسَلَكُوا سَبِيلَ الْمُهَاجِرِينَ وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلَافِهِمْ فَقَالَ ارْتَفِعُوا عَنِّي ثُمَّ قَالَ ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْفَتْحِ فَدَعَوْتُهُمْ فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ رَجُلَانِ فَقَالُوا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلَا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ إِنِّي مُصْبِحٌ عَلَى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ فَقَالَ عُمَرُ لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُ خِلَافَهُ نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَتْ لَكَ إِبِلٌ فَهَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ إِحْدَاهُمَا خَصْبَةٌ وَالْأُخْرَى جَدْبَةٌ أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ
رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ قَالَ فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ فَقَالَ إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ قَالَ فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ثُمَّ انْصَرَفَ
فهذا -وغيره- محكم صريح واضح فلا ينبغي الإتيان ببعض النصوص والأفعال من بعض السلف والنظر إليها بمعزل عن غيرها من النصوص ثم يقال هذه أدلة على كذا وكذا، فهذا يصدق عليه قول الحق {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}
وللحديث بقية إن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/448)
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[15 - 03 - 08, 07:51 م]ـ
أحمد ربي وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
نستكمل الحديث الذي بدأناه. وقد توقف بنا القلم عند صورة من صور رد نصوص القرآن والسنة ودلالاتها، وهي بدعةُ ردِّ الأحاديث الظنية أو الآحاد.
والآن أتوقف بقارئنا الكريم عند صورة آخرى من تلك الصور الخطيرة، إنها آفة تقديم العقل على النقل.
وكما ذكرت قبلُ أنني لا أتوقف عند الشبهة لأفندها أو أرد عليها بقدر ما أتفرغ للتأصيل النقي البعيد عن كدر البدع والمبتدعة، تاركين وراءنا دنس الشبهات إلى مروج القرآن والسنة الفيحاء.
وقبل الولوج إلى صلب الحديث أقدم بين يديه مقالة مهمة:
إن الآفات التي أشير إليها ليست مجرد أفكار وطئها التاريخ بكلكله، أو أنها صارت مبتوتة عن عصرنا وواقعنا. كلا، بل لها من الجذور ما غار في قلب الأمة اليوم بصورة مخيفة.
فإذا نظرت إلى أفكار الخوارج وجدتها قد تناثرت في أفكار الإخوان وجماعة الجهاد والجماعة الإسلامية والتكفير وغيرهم.
وإذا نظرت إلى المرجئة أو الأشعرية وجدتها قد تغلغلت في العامة، بل وأكثر علماء الأزهر.
وإذا نظرت إلى المعتزلة وجدت العلمانيين قد كفوا غيرهم مئونة إحياء أفكارهم.
وغيرهم وغيرهم ...
إذن نحن نعيش أزمة حقيقية، أزمة بدأت مع ظهور فجر الإسلام ولا تزال، ولا أراها تزول إلى قيام الساعة.
لكن ذلك لا يعني الاستسلام إزاءها، بل وجودها وبقاؤها أمر قدري وردها ودفعها أمر شرعي وهذا الأخير هو الذي نخاطب به وعليه نحاسب.
يبدو أن المقدمة قد طالت؛ لذلك أرجئ الحديث إلى اللقاء القادم. إن قدر بقاء ولقاء.(46/449)
أفيدوني في هذه الأسئلة؟
ـ[أبو عبدالله البلوشي]ــــــــ[04 - 02 - 08, 02:41 م]ـ
السلام عليكم
إخواني، عندي أربعة أسئلة:
1. هل يحتج الخوارج بالسنة؟
2. هل يحتج الشيعة بالسنة؟
3. ما موقف المستشرقين من الإمام الزُهري؟
4. ما هو موقف أعداء الإسلام من أبي هريرة رضي الله عنه؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 02 - 08, 06:08 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الخوارج لايحتجون بالسنة في الجملة ولذلك ينكرون الشفاعة في أهل الكبائر وحد الرجم والمسح على الخفين وقطعوا يد السارق في القليل والكثير وغير ذلك من مخالفاتهم
إلا أن بعضهم يحتج ببعض المرويات الواردة في بعض مصنفاتهم كمسند الربيع وهو مسند موضوع ..
والشيعة لايحتجون بالسنة كذلك ولهم كتب خاصة بهم للمرويات وهي كتب متهالكة.
أما موقف المستشرقين من أبي هريرة رضي الله عنه ومن الزهري وغيرهم من رواة الحديث فهم يطعنون فيهم ويشككون فيهم.
ويمكنك مراجعة هذا الرابط ففيه ذكر مراجع متعددة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=663855#post663855(46/450)
عبارة: (السلام عليك يا فلان)، هل تصح مع وجود الغير؟
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[04 - 02 - 08, 06:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
بعض الناس يدخل إلى مكان يوجد فيه كذا شخص، فيخص أحدهم بالسلام، فيقول: (السلام عليكم يا فلان).
أولا: هل يجوز ذلك.؟
ثانيا: هل يلزم الحضور رد السلام.؟
جزاكم الله كل خير.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[08 - 05 - 08, 06:22 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو السها]ــــــــ[08 - 05 - 08, 06:38 م]ـ
أخرجه أحمد (1/ 407 - 408): حدثنا أبو أحمد الزبيري , حدثنا بشير ابن سلمان عن سيار , عن طارق بن شهاب قال: " كنا عند عبد الله- ابن مسعود- جلوسا , فجاء رجل فقال: قد أقيمت الصلاة , فقام , و قمنا معه , فلما دخلنا المسجد , رأينا الناس ركوعا في مقدم المسجد , فكبر , و ركع , و ركعنا , ثم مشينا , و صنعنا مثل الذي صنع , فمر رجل يسرع فقال: عليك السلام يا أبا عبد الرحمن , فقال: صدق الله و رسوله , فلما صلينا و رجعنا , دخل إلى أهله , جلسنا , فقال بعضنا لبعض: أما سمعتم رده على الرجل: صدق الله , و بلغت رسله , أيكم يسأله ? فقال طارق: أنا أسأله , فسأله حين خرج , فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم "
" إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة و فشو التجارة , حتى تعين المرأة زوجها على التجارة و قطع الأرحام وشهادة الزور و كتمان شهادة الحق و ظهور القلم "
السلسلة الصحيحة" 2/ 250
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[08 - 05 - 08, 07:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل أبو السها، قد ظهر ذلك، ويحتار المرء هل يرد السلام أم لا، وهذا ما أريد أن أعرفه أيضا؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[09 - 05 - 08, 01:59 ص]ـ
ظاهر صنيع ابن مسعود أنه لم يرد السلام، وإنما اكتفى بأن قال:"صدق الله و رسوله " كالمستنكر، فإن قلت: لا يرد على مثل هذا تأديبا له، فله وجه من الشرع، وإن قلت: يرد مخافة الفتنة فله وجه أيضا، والأمور بمقاصدها. والله أعلم
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[09 - 05 - 08, 05:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل أبو السها وزادكم من فضله.
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 02:27 م]ـ
تفصيل طيب من الأخ أبو السها جزاه الله خيراًَ
ـ[الأرزيوي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 03:43 م]ـ
يقول ((شرح بلوغ المرام)) لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن عبد الله الزامل:
من آداب السلام
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ليسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير)) متفق عليه، في رواية لمسلم: ((والراكب على الماشي)).
--------------------------------------------------------------------------------
نعم، حديث أبي هريرة فيه أدب من آداب السلام، يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير، واللفظ الذي ذكره هنا موجود في صحيح البخاري، "والراكب على الماشي" وفيه دلالة على أن هؤلاء الأربعة يقدم منهم مَن الحقُّ عليه، الصغير على الكبير، يسلم الصغير لأن الحق للكبير، والمار على القاعد.
والصغير قد تقرر في الأدلة الكثيرة تقديم الكبير في أمور كثيرة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال: الكبر الكبر وقال -عليه الصلاة والسلام-: البركة مع أكابركم في حديث جيد رواه ابن حبان وغيره، وقال: ليس منا من لم يوقر كبيرنا وأحاديث في هذا المعنى كثيرة، عنه -عليه الصلاة والسلام- في حديث السواك، قال: أمرني أن أبدأ بالأكبر والأحاديث في هذا كثيرة، وهو تسليم الصغير على الكبير.
"والمار على القاعد، والقليل على الكثير، والراكب على الماشي" المار على القاعد كذلك؛ لأن القاعد له حق من جهة أن الماشي هو الذي يسلم، ولأن الماشي بمثابة الداخل، والداخل عليه أن يسلم: إذا جاء أحدكم المجلس فليسلم كما روى أبو داود في حديث أبي هريرة: إذا جاء أحدكم المجلس فليسلم فإن بدا له أن يقوم فليسلم، فليست الأولى أحق من الآخرة فالمار بمثابة الداخل، والداخل هو الذي يسلم ليس الجالس، وكذلك القليل على الكثير؛ لأن العدد الكثير لهم الحق، والقليل هم الذين يسلمون. وكذلك الراكب على الماشي، كما قلنا، كما في المار على القاعد؛ ولأن هذا فيه دفع زهو الراكب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/451)
ثم اختلف العلماء فيما إذا كان الجالس صغيرا والمار كبيرا أو الجالس قليلا والمار كثيرا، فهل يسلم القاعد؛ لأنه صغير، أو لأن عددهم قليل، فيه خلاف. والأظهر والله أعلم أن المار يسلم مطلقا هذا الأظهر، سواء كان قليلا أم كثيرا، سواء كان صغيرا أو كبيرا، هذا هو الظاهر؛ لأن وصف المرور يشمله، وأنه ماش ومار وداخل، فعموم النصوص تشمله، كما تقدم.
ثم أيضا القاعد لو أمر بأن يراعي الذين يمرون عليه لشق عليه ذلك، والشارع يدفع المشقة، فلهذا كان الحق للقاعد، والمراعاة تكون للماشي؛ لأنه لا مشقة عليه في ذلك فهو يمشي أو يركب، فيسلم على من مر عليه من قاعد ومن ماشٍ إذا كان راكبا وكذلك إذا كان صغيرا وهو كبير فيسلم، هذا هو الأقرب كما تقدم، نعم.
ما يجزئ عن الجماعة في السلام والرد
وعن علي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم، ويجزئ عن الجماعة أن يرد أحدهم)) رواه أحمد والبيهقي.
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا حديث لا بأس به، وله شاهد من حديث الحسن بن علي، وقوله: يُجزئ ويقال يَجزي. يعني يكفي، أو يُجزئُ يعني من الإجزاء من أجزأ يُجزئ أو من جزى يجزي، من الرباعي يُجزئ، أو من الثلاثي من جزى يجزي، يعني يكفي إذا مروا أن يسلم أحدهم.
وهذا الحديث رواه أبو داود أيضا، و"أن يسلم أحدهم". وعن الجماعة أن يرد أحدهم؛ لأن هذا سنة كفاية، يعني المعنى أنه واجب كفاية واجب كفائي، في السلام في الرد، هذا واجب كفائي بلا شك، وكذلك أيضا القول الصحيح: أنه واجب كفائي على المسلم؛ لعموم النصوص المتقدمة، فإذا قام به البعض سقط عن الباقين، إذا مر أحدهم أن يسلم.
فإذا مر جمع على جمع فسلم الجمع، سلم بعضهم أجزأ، وإذا رد بعضهم أجزأ، لكن لو كان الذي رد صغيرا وفيه مكلف هل يجزئ أو لا يجزئ، فيه خلاف، والأظهر والله أعلم أنه يجزئ.
فلو سلم مثلا على اثنين أحدهما قد بلغ والآخر صغير، فرد الصغير، فالأظهر، والله أعلم، أنه يجزئ وإن كان الرد في حق الصغير ليس واجبا لأنه ليس مكلفا، وذلك أن فعله صحيح، ولهذا يجزئ فعله الذي هو سنة بإسقاط الواجب عن المكلفين، كما لو كان إماما فإنه يصلي وصلاته سنة، ولو كان صبيا إذا أحسن الصلاة وميزها، فيجوز أن يؤم على الصحيح، ولو كان خلفه مكلفون، فلا بأس، ويسقط الواجب عنهم بذلك، نعم.
أقول: أن الجواب ما ذكره الشيخ أعلاه إجمالا وتفصيلا، ففيه ما يكفي ويشفي، وعلى الله التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[10 - 05 - 08, 07:39 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل الأرزيوي.
ـ[الأرزيوي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 05:14 م]ـ
وإياك إن شاء الله؛ ونرجو أننا استوفينا الموضوع بما يكفي ويشفي، والله الموفق!!!
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[12 - 05 - 08, 06:01 م]ـ
إذا ورد في الحديث (في آخر الزمان أناس يفعلون كذا كذا) أو (بين يدي الساعة أناس يصنعون كذا وكذا) ..
هل يدل ذلك على التحريم أم الكراهة؟؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[13 - 05 - 08, 06:12 م]ـ
إذا ورد في الحديث (في آخر الزمان أناس يفعلون كذا كذا) أو (بين يدي الساعة أناس يصنعون كذا وكذا) ..
هل يدل ذلك على التحريم أم الكراهة؟؟
ليس الأمر على إطلاقه، فكل ما أخبر به الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بظهوره آخر الزمان منه ما يقتضي الذم، مثل: قطع الأرحام وفشو شهادة الزور والهرج والزنا والتكالب على الدنيا، ومنه ما يقتضي المدح من وجه والذم من وجه آخر، مثل: فشو التجارة، فإذا كان المقصود من ورائها التكالب على الدنيا والإيثار بحطامها، فهذا مذموم، وإن كان طلبها من أجل إعمال المال في دين الله وتقوية شوكة المسلمين فهذا مما ليس به بأس، بل قد يكون مطلوبا لجماعة المسلمين.
مثال آخر مما ذكر في حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - " أن تعين الورأة زوجها في التجارة، فهذا لا بأس به إن كان بضوابطه الشرعية، كما كان نساء السلف يعن أزواجهن على ذلك، وإن كان خروج المرأة الآن إلى التجارة بهذه الصورة التي نراها اليوم لا يقرها الشرع، لقنضي الذم وتنبيه المسلم على الاحتراز من هذا الأمر.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[13 - 05 - 08, 08:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل أبو السها.
ـ[أبو السها]ــــــــ[14 - 05 - 08, 06:02 م]ـ
خيرا جزاكم أخي أبا الأشبال،
واعلم أني طالب علم، ولست شيخا (لا أزال كهلا ولم أشخ بعد - ابتسامة)(46/452)
الفرق بين النبي والرسول ... هذا هو الأقرب!!
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[05 - 02 - 08, 11:16 ص]ـ
اختلف أهل العلم في التفريق بين النبي والرسول .... وألخص بمفهومي بما يسره الله بما هو الصواب في نظري والله أعلم ..
قال بعضهم أن النبي هو من أوحي إليه بشرع ولم يأمر بتبليغه والرسول هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه .. !!
فأحدث هذا القول إشكال عند بعض أهل العلم إذ إن ذلك التفريق ليس بصواب على إطلاقه
بدليل قولهم (أن النبي أوحي إليه بشرع ولم يأمر بتبليغه) والتبليغ مطلوب والأنبياء من باب أولى ..
وقال بعضهم أن النبي أوحي إليه ولم يأمر بشرع ويكون على شريعة من قبله كبعض أنبياء بني إسرائيل والرسول أوحي إليه وأمر بشرع جديد ...
الخلاصة أن الصواب والله أعلم هو أن نقول
أن النبي هو من أوحي إليه ولم يأمر بتشريع جديد
والرسول هو من أوحي إليه بتشريع جديد وأمر بتبليغه ..
والاستدلال على أن النبي لم يأمر بشرع جديد وإنما على شرع من قبله صلى الله عليه وسلم قال (من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة و إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع و إن العالم ليستغفر له من في السموات و من في الأرض و الحيتان في جوف الماء و إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب و إن العلماء ورثة الأنبياء و إن الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر.) رواه أحمد وابن ماجة وابن حبان وغيرهم وقال الألباني صحيح
قوله صلى الله عليه وسلم (العلماء ورثة الأنبياء) وجه الدلالة في ذلك:
أن العلماء يأخذون من شريعة رسول ويدعون إليها ولا يشرعون وكذلك الأنبياء يأخذون من شريعة رسول ويدعون إليها إلا أن العلماء لا يوحى إليهم والأنبياء يوحى إليهم ..
والدليل على أن الرسول هو من أمر بتشريع جديد (قال تعالى في محكم التنزيل () وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50)
وجه الدلالة على ذلك قوله عز وجل فيما أخبر به عن عيسى (ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم) فهذا تشريع جديد جاء به عيسى عليه السلام بوحي من الله
أيضا رسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم جاء بتشريع جديد ناسخ للأديان السابقة
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)
هذا ما ترجح لدي والله أعلم ..
ـ[مسلم2003]ــــــــ[05 - 02 - 08, 11:44 ص]ـ
هل جاء سيدنا هارون عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بتشريع جديد؟
إن كان نعم، فهو رسول ..
وإن كان لا، فهو نبي ..
لكن القرآن نص على رسالته، في الوقت الذي كان تابعاً لسيدنا موسى ولم يأت بشريعة أخرى ..
فما قولك؟
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[06 - 02 - 08, 12:28 م]ـ
هل جاء سيدنا هارون عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بتشريع جديد؟
إن كان نعم، فهو رسول ..
وإن كان لا، فهو نبي ..
لكن القرآن نص على رسالته، في الوقت الذي كان تابعاً لسيدنا موسى ولم يأت بشريعة أخرى ..
فما قولك؟
جزاك الله خير أخي الكريم وزادك علما .. ونفع بك
أولا أن هارون عليه السلام مرسل مع موسى عليه وجاءوا بتشريع جديد أنزله الله على موسى كما في قوله تعالى (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)
قال أبي السعود في تفسيره ({اشدد بِهِ أَزْرِى * وَأَشْرِكْهُ فِى أَمْرِى} كلاهما على صيغة الدعاءِ أي أحكِمْ به قوتي واجعله شريكي في أمرالرسالةِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/453)
وكما في قوله تعالى: َلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنْ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمْ الْغَالِبِينَ (116) وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117
وكما قال عز وجل:) ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ (
فقول الله عز وجل ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا .. دليل على أن هارون رسول إذ أمر مع أخيه تبليغ الرسالة وهو التشريع (التوراة) الذي جاء به موسى من رب العالمين. فقد أرسله الله وأتاه الآيات ..
قال السعدي رحمه الله في تفسيره ({وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ} إلى آخر القصة.
يذكر تعالى مِنَّتهُ على عبديه ورسوليه، موسى، وهارون ابني عمران، بالنبوة والرسالة، والدعوة إلى اللّه تعالى، ونجاتهما وقومهما من عدوهما فرعون، ونصرهما عليه، حتى أغرقه اللّه وهم ينظرون، وإنزال اللّه عليهما الكتاب المستبين، وهو التوراة التي فيها الأحكام والمواعظ وتفصيل كل شيء، وأن اللّه هداهما الصراط المستقيم، بأن شرع لهما دينا ذا أحكام وشرائع مستقيمة موصلة إلى اللّه، ومَنَّ عليهما بسلوكه.
وفي كتاب التفسير الميسر: ({وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الآخِرِينَ (119)}
وآتيناهما التوراة البينة، وهديناهما الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، وهو الإسلام دين الله الذي ابتعث به أنبياءه، وأبقينا لهما ثناءً حسنًا وذكرًا جميلا فيمن بعدهما.
قال أبو بكر الجزائري
{أشركه في أمري} وذلك بتنبئته وإرساله ليكون هارون نبياً رسولاً
ثانيا قد قال الله عن موسى وهارون أنه آتاهما الفرقان كما في قوله تعالى:
) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ (48)
الخلاصة أن موسى وهارون أمرا من الله عز وجل بتبليغ شرع جديد جاءوا به من رب العالمين
اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى
وقد اشرك الله عز وجل هارون مع موسى في أمره كما قال تعالى ((وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)
وقال
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ
وقال
أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[06 - 02 - 08, 02:20 م]ـ
سألني أحدهم في أيام الصبا عن الفرق بين الني والرسول، في مجلس حافل، ولم يحضرني الجواب، فقلت: أحدهما يبدأ بحرف النون والآخر بالراء!
فجلجل المجلس من الضحك!
وأعتقد أن كلمة (رسول) كافية لبيان الفرق، فالرسول هو المأمور بحمل رسالة إلى الآخرين. ولا أظن أن الرسالة يجب أن تكون تشريعاً، لأن أعظم ما يحمله الرسل إلى أقوامهم دعوتهم إلى التوحيد.
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[08 - 02 - 08, 03:28 م]ـ
أخي خزانة الأدب:
جزاك الله خيرا، وأضحك الله سنك. وهذا من أدبك الجم. فأهل الأدب لهم طلعات.
وجزاء الله راعي القصيم أبو البراء خيرا على التفريق. ونفع به.
وحياك الله عضوا جديدا.
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[09 - 02 - 08, 12:34 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله في الاخوة الأفاضل
لكن السؤال هو
كيف يستقيم هذا التعريف بالرسول والنبي مع نبي الله أدم عليه السلام فهو نبي لا رسول وأول الرسل كما تعرفون هو نوح عليه السلام كما جاء مصرحا به في حديث الشفاعة، فمن الرسول الذي أتى آدم عليه السلام بتشريعه؟
وجزيتم خيرا(46/454)
من أين أخذ السفاريني هذا البيت؟ (معنى معرفة الله عند المتكلمين)
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 - 02 - 08, 03:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ محمد السفاريني رحمه الله في الدرة المضية:
وبعدُ: فاعلَمْ أنَّ كُلَّ العِلمِ=كَالفَرعِ للتَّوحيدِ فَاسْمَعْ نَظمِي
لأنَّهُ العِلمُ الَّذي لا يَنبَغي=لِعاقِلٍ لِفَهمِهِ لَم يَبْتَغِ
فَيُعلَمُ: الواجِبُ وَالْمُحالا=كَجائِزٍ في حَقِّهِ تَعالَى
قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم في حاشيته على البيت الثاني: " لأن علم التوحيد هو العلم العظيم القدر الذي ينبغي ويجمل بل يجب لكل شخص عاقل من ذكر وأنثى أن يدأب في تحصيله، وإدراك معرفته، والاتصاف به، ليكون في دينه على بصيرة.
وصرح المصنف - عفا الله عنه - في شرحه بأن مراده بعلم التوحيد هنا: التمييز بين الجواهر والأجسام والأعراض، والواجب، والممكن، والممتنع، وغيرها، وليس هذا من التوحيد في شيء، ولا مذهبا لأهل السنة والجماعة ومعرفة الخالق - جل وعلا -، ضرورية فطرية والمهاجرون والأنصار وسائر السلف يعرفون الله عز وجل بتصديق الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأعلام الرسالة، ودلائلها، لا من باب النظر في الوجود، والأجسام، والأعراض، والحركة، والسكون، وكان، ويكون، ولو كان واجبًا عليهم لما أضاعوه، ولو أضاعوا الواجب ما نطق القرآن بتزكيتهم، وإنما التوحيد الذي أرسلت به الرسل، وأنزلت به الكتب، وتجب معرفته، هو: إفراد الله بالعبادة، ونفي عبادة ما سواه الذي هو مدلول شهادة أن لا إله إلا الله، قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19] ومن شهد أن لا إله إلا الله خالصا من قبله، فلا بد أن يثبت الصفات والأفعال لله تعالى ".
وفي حاشيته على البيت الأخير قال:" أي: يجب على كل مكلف أن يعرف ما يجب لله تعالى، ويأتي.
وقال المصنف: وهو ما لا يتصور في العقل عدمه كوجوده تعالى، ووجوب قدمه، ويعلم المحال وهو: ما لا يتصور في العقل وجوده كالشريك له تعالى. ا هـ.
ووجوده تعالى، ووجوب قدمه، ونفي الشريك عنه معلوم بالضرورة من الشرع والعقل الفطرة، وقد أقر به المشركون قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزخرف: 87]. وإنما الخلاف بينهم وبين الرسل في توحيد العبادة.
وقال المصنف كما يجب أن يعلم كل جائز في حقه - تعالى وتقدس -، وهو ما يصلح في نظر العقل وجوده وعدمه على السواء، كإرسال الرسل. اهـ. ولله في إرسالهم حكم ومصالح، وعواقب حميدة، وكون العقل أصلا يعتمد في المطالب الإلهية قدح في الشرع، وإنما العقل تابع مصدق للشرع، ودلالته مشروطة بعدم معارضة الشرع.
وتحت هذا البيت من الاحتمالات على أصول المتكلمين ما ينبغي إن يتنبه له، كقول بعضهم: يجب أن يعلم أن ذات الرب وجوده أو غير وجوده، أو أنه الوجود المطلق، بشرط سلب كل ماهية عنه تعالى، أو أن لا ينعت بنعت، أو أنه علة تامة أزلية، فيلزم أن لا يحدث عنه حادث، لا بواسطة ولا بغير واسطة، كما هو قال ملاحدة الفلاسفة المعلوم البطلان.
فإن واجب الوجود تعالى هو الفعل لكل ما سواه، الذي لا يتوقف فعله على أمر آخر من غيره، بل نفسه هي المستلزمة لفعله، ليس علة تامة أزلية، بل لا بد أن يكون متصفا بأفعال اختيارية تقوم به، يحدث بها ما يحدث على مقتضى إرادته وحكمته ".
والبيت الأخير أخذه الناظم من الخريدة البهية حيث يقول:
وواجب شرعا على المكلف = معرفة الله العليِّ فاعرفِ
أي يعرف الواجب والمحالا = مع جائز في حقه تعالى
ومثل ذا في حق رسْلِ الله = عليهم تحية الإلهِ
وقريب منه قول صاحب الجوهرة:
فَكُلُّ مَنْ كُلَّفَ شَرْعًا وَجَبَا = عَلَيْهِ أَنْ يَعْرِفَ: مَا قَدْ وَجَبَا
لِلّهِ وَالجَائزََ وَالمُمْتَنِعَا = وَمِثْلَ ذَا لِرُسْلِهِ فَاسْتَمِعَا(46/455)
الأشاعرة ليسوا من أهل السنة والجماعة
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[06 - 02 - 08, 12:45 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فهذه أربع مقالات علمية متميزة للشيخ فلاح إسماعيل مندكار خفظه الله تعالى يبين فيها أن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة والجماعة فجزاه الله خيرا ونفع الله بماكتب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كثير من الناس وخاصة طلبة العلم الناشئين من يغلط في نسبة الأشاعرة إلى حيز أهل السنة والجماعة وفي الحقيقة هي نسبة باطلة.
فإن مصطلح أهل السنة له إطلاقان.
الإطلاق الأول في مقابل الشيعة و المعتزلة.
والإطلاق الثاني أعم من الأول فهو في مقابل اهل الأهواء عموما من الطوائف أمثال الأشاعرة والماتريدية وأضراب هؤلاء.
أما ماجرى على لسان شيخ الإسلام وكثير من العلماء إطلاق لفظ أهل السنة على من تلبس ببدعة الأشاعرة أو نسب إليهم فقد يوجه إلى إلى جهة أنهم ممن يعتنون بالحديث و الأثر كالبيهقي و النووي وابن حجر وغيرهم من لهم الفضل في حماية السنة و الأثر والإعتناء بهما, أما أنهم من الطائفة الناجية المنصورة أهل السنة و الجماعة فهم ليسوا كذلك لمخالفتهم في جانب من جوانب الإعتقاد.
فالأشاعرة هم من جملة أهل الأهواء و الضلال ولهم الدور البارز والنصيب الأكبر في تحريف عقيدة المسلمين بتأويلات باطلة وفلسفات إغريقية ضالة تأثروا بها.
والأشاعرة لهم عدت تسميات من هذه التسميات: المتكلمين و الماتريدية لما وافقوهم في عديد من قضاياهم ويسمونهم الكلابية نسبة إلى عبد الله بن سعيد بن كُلاب المعروف بالقطان، وقد ذكر عقيدته أبو الحسن الأشعري في آخر كتابه المقالات، وذكر أنه رجل أوتي جدلاً، وكان له باع طويل في النظر، ومن مآثره: أنه رد عَلَى المعتزلة والفلاسفة رداً قوياً، وأفحم كثيراً منهم وألزمهم, لكن تبقى عقيدته باطلة في الجملة.
ومذهب الأشعري قائم على دعائم علم الكلام و المنطق و الفلسفة وينسب إلى أبو الحسن الأشعري عاش ردحا من الزمن على عقيدة الإعتزال ثم رجع عنها وكانت ردة فعل عنيفة ضد المعتزلة لكنه للأسف رجع عن النقيض فوجد النقيض الأخر في مذهب الجهمية.فرد أبو الحسن على المعتزلة في المنزلة بين المنزلتين بما قالته الجهمية من أن الإيمان يكفي فيه التصديق وقال بالعديد من عقائد جهم لكنه رجع عن غالب هذه الضلالات في كتبه الأخيرة كمقلات الإسلامين و الإبانة عن أصول الديانة.
وأعظم شيئ خاصم فيه الأشعرية أهل السنة وبها ذموا أهل الحق من طرف الأشعرية ولقبوا بسببها بالحشوية هي مسألة كلام الله _تعالى_ وقالو: أن كلام الله نفسي وليس حقيقة بمعنى صوت وحروف.
وعلماء الأشعرية هم كثر من رؤوسهم ويعدون أيضا المدافعون و المنظرون عن عقيدة الأشعري هم القاضي الباقلاني المالكي المشهور بالنظر و الأصول من كتبه الإرشاد و التقريب الصغير في أصول الفقه و الجويني المتكلم الأصولي النظار من كتبه في الكلام مايعرف ب الإرشاد إلى قواطع الإدلة في أصول الإعتقاد كذلك الغزالي أبو حامد الملقب بحجة الإسلام من كتبه في الإعتقاد المنقض من الضلال والإقتصاد في الإعتقاد وكتاب الإحياء له مقدمة في الإعتقاد وما يتضل به كذلك الأمدي النظار الأصولي المتكلم من كتبه في الإعتقاد أفكار الأبكار و النسفي الحنفي.
وأما المتأخرون من الأشاعرة فهم ليعدلون مقدارة أنملة فيما يعرفون بالمتكلمين مما سبق ذكرهم فهم سذج إمعة زوامل وحشوية أيضا ينقلب اللقب عليهم وممن نصر المذهب الأشعري في هذا الزمان في نظري هم أصحاب المدرسة العقلانية العصرية في الأزهر أمثال الشعراوي عبد العالي الطنطاوي و الغزالي السقا وغيرهم كثير.
هذا ماتهيأ لي إعداده وهي عبارة عن إطلالة علمية على عقيدة الأشاعرة وأن نسبتهم إلى حيز الحق مطلقا نسبة باطلة ومن أراد شيء من التفصيل يرجع إلى شرح الواسطية للشيخ صالح أل الشيبخ الشريط الأول.
والله المستعان.
من له أدنى استدراك فلا يبخل علي.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.
-----------------------------------------------
ومن أراد أن يتجلى له الحق وينجلي عنه اللبس في هذه المسألة عليه بالمقارنة بين الطائفتين الأشعرية و السلفية في مجال العقيدة وينظر في أثار السلف من الصحابة و التابعين و تابعيهم.
و الله المستعان.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[06 - 02 - 08, 02:10 ص]ـ
ومن أراد أن يتجلى له الحق وينجلي عنه اللبس في هذه المسألة عليه بالمقارنة بين الطائفتين الأشعرية و السلفية في مجال العقيدة وينظر في أثار السلف من الصحابة و التابعين و تابعيهم.
و الله المستعان.
الفروق في العقيدة بين أهل السنة والأشاعرة –دراسة مقارنة-
إعداد: صادق عبده سيف حسن السفياني
(رسالة علمية ماجستير لم تذكر الجامعة المانحة لها؟!)
نشر دار القمة ودار الإيمان الإسكندرية – مصر
الطبعة الأولى عام 2005م
http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?p=6493#post6493
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/456)
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[08 - 02 - 08, 12:16 ص]ـ
الفروق في العقيدة بين أهل السنة والأشاعرة –دراسة مقارنة-
إعداد: صادق عبده سيف حسن السفياني
(رسالة علمية ماجستير لم تذكر الجامعة المانحة لها؟!)
نشر دار القمة ودار الإيمان الإسكندرية – مصر
الطبعة الأولى عام 2005م
http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?p=6493#post6493
بارك الله فيك أخي المحب أبو ناصر المكي على هذه الدلالة.
ممكن تعطينا نبذة يسيرة عن سيرة الكتاب و خلاصته -يحفظك الله -(46/457)
هل إيمان الملائكه يزيد وينقص؟
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[06 - 02 - 08, 04:04 م]ـ
السلام عليكم أخوتي اصحاب الملتقى
هذه سؤال طالما أردت ان أجد له بدايه لابحث عنه فلم أجد له شي فيما قرأت
(هل إيمان الملائكه يزيد وينقص؟) وما الادله على ذلك؟ بارك الله فيكم
لاني وقفت على كلام لأبي حنيفه في مسألة الايمان وهي قوله (إيمان اهل السماء والأرض سواء) او كما قال غفر الله له ذلك فاستوقفني هذا السؤال وهل يتفاضل اهل السماء في إيمانهم؟
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[06 - 02 - 08, 05:25 م]ـ
على علمي أن إيمان الملائكة لا يزيد ولا ينقص
بعكس عقيدة ((اهل السنة والجماعة)) في المسلمين ..
فإيمان المسلمين يزيد وينقص ...
وهناك أيضاً إيمان الأنبياء والرسل ... فهو يزيد ولا ينقص ...
ولعلنا نهتم بالعلم الذي ينفعنا أخي رحمك الله .....
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[06 - 02 - 08, 06:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أضحك الله سنك أخي.
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 05:09 م]ـ
بارك الله لك اخي احمد ابن شبيب على هذه المشاركه وارجو الله ان ينفعنا بهذه المعلومات القيمه
إلان قولك اخي (ولعلنا نهتم بالعلم الذي ينفعنا أخي رحمك الله ... ) فهل هذا السؤال الذي طرحته على الملتقى من العلم الذي لاينفع؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 05:54 م]ـ
وهناك أيضاً إيمان الأنبياء والرسل ... فهو يزيد ولا ينقص .... مَن قال هذا؟
ـ[البتيري]ــــــــ[07 - 02 - 08, 08:40 م]ـ
ارجو توضيح المعنى الاصطلاحي لزيادة الايمان ونقصانه ..
فلقد سمعت احدهم يقول ان معنى الزيادة - في الايمان - هو القوة ومعنى النقص هو الضعف.
اي ليست زيادة حدية.
ارجو التوضيح وجزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[07 - 02 - 08, 08:44 م]ـ
دليل إيمان الملائكة أنه يزيد ولا ينقص: هو قوله تعالى. لا يعصون الله ماأمرهم ويفعلون مايؤمرون.سورة التحريم.
وأما دليل إيمان الأنبياء أنه يزيد و لاينقص: هو عصمتهم من الوقوع في المعاصي والذنوب.
ودليل زيادة إيمان عامة المسلمين ونقصه هو قوله تعالى "فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون".سورة التوبة. . والله تعالى أعلم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 09:17 م]ـ
وأما دليل إيمان الأنبياء أنه يزيد و لاينقص: هو عصمتهم من الوقوع في المعاصي والذنوب.
عصمة الأنبياء ليست مطلقة، قال شيخ الاسلام ابن تيمية: ((القول بأن الأنبياء معصومون من الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر أهل العلم , و جميع الطوائف, حتى أنه قول أكثر أهل الكلام, كما ذكر أبو الحسن الأمدى أن هذا قول أكثر الأشعرية , و هو أيضاً قول أهل التفسير و الفقهاء , بل لم ينقل عن السلف و الأئمة و الصحابة و التابعين و تلبعيهم إلا ما يوافق هذا القول ... ))
فهل يزيد إيمانهم وأحدهم - صلاة الله وسلامه عليهم - يقع في ذنب؟ أم ينقص؟ يصح القول أن إيمانهم يزيد على الغالب، لا أنه يزيد مطلقا.
[ما قول الأكارم]؟
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[08 - 02 - 08, 04:54 م]ـ
الحمد لله الذي يسر لي مبدأ هذا البحث
وأرجوا الله (جل وعز) أن يفقهنا في دينه لنصرة كتابه وسنة نبيه
وكذا أدعو إخوتي أعضاء الملتقى أن لا يبخلوا علي بفائده أو نصيحه حتى في طرح ذات السؤال كما فعل اخي ابن الشبيب بارك الله فيه وإن كنت لا أرى في طرحي لهذا السؤال شي مستنكر فان لطرح الاسئله وخصوصا الشرعيه حد معين ولله در الامام مالك حينما سئله ذلك المبتدع عن كيفية إستواء الله عزوجل فما كان جواب الامام مالك-رحمه الله- إلا الانكار ولكن هذا مشروط بكون السؤال في ذاته منكر
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[08 - 02 - 08, 09:42 م]ـ
أقصد أخي رحمك الله أن تجهد نفسك في البحث بالكتب وتقليب المراجع والصفحات عن موضوع لن يعود عليك بعائد كبير -إذا كان هناك عائد- وهناك من الأمور ما لم يُحكمها أحدنا وهي أولى بالبحث والمراجعة ..
وهذا من باب النصح لا أكثر ..
إذا لو قلنا أن الجواب ((إيمان الملائكة يزيد)) فما النفع الذي عاد عليك بهذه المعلومة .. ولماذا نناقش إيمان جبريل عليه السلام مثلاً أو إيمان ميكائيل أو حتى إيمان ملك الموت -فكلهم ملائكة- .. وهناك ما هو أولى وأهم ...
هذا رأيي الشخصي ولا أُلزمك به ... ولعل هناك من الأعضاء من يخالفني ..
وحياك الله مع اخوانك في هذا الصرح العلمي المبارك ...
ولعل المسألة التي فيها كلام هو قول أبو حنيفة الذي اقتبست وليس عنوان الموضوع ..
إذ أن أبا حنيفة يقول: أكره أن يقول الرجل إيماني كإيمان جبريل، ولكن يقول: آمنت بما آمن به جبريل.
وما اقتبست انت (إيمان اهل السماء والأرض سواء) ... يعني والله اعلم اننا نحن والملائكة آمنا بالله وبالوحدانية وبالربوبية وبالإلوهية وأقررنا وصدقنا مثل ما أقرت وصدقت الملائكة ... فمن هذا المنطلق نحن متشابهون.
وكما يقال أخي رحمك الله أن إيمان الملائكة مطبوع, فهي خلقت مجبولة على الإيمان ...
نحبكم في الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/458)
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[09 - 02 - 08, 05:10 م]ـ
أحبك الله الذي احببتني من أجله
وإما قولي بحث فأقصد بالبحث ان أجد قول لأهل السنه في إيمان الملائكه
دون ان أخصص له وقت أوجهد فأن وقتي مخصص لأصول العلوم هذا امر لابد لكل طالب علم ان يفعله
وأما مافائدة معرفة إيمان الملائكه فهذا أمر قد تخفى علينا فائدة اليوم وتظهر فيما بعد. المهم هو سؤال طرأ على بالي أظن انه قد حصل لي به فائده أستدلاليه
والله أعلم
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[10 - 02 - 08, 01:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أخي أحمد بن شبيب رزقه الله علما نافعا آمين: لعل هذا العلم إن لم ينفع فلن يظر.
وأقول لأخي الحبيب أبا حذيفة: أما كون إيمان الملائكة يزيد، فلا أعلم له نصا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة. وأما كونه ينقص، فهذا ليمكن إذ الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهم {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} (التحريم: 6). ومع هذا فليسوا سواء في الأفضلية، فالموكل بالوحي وهو جبريل عليه السلام أفضل من الموكل بالموت، وهو ملك الموت عليه السلام، وهكذا ... ويبقى أن الملائكة من عالم الغيب، فما بلغنا عنهم فهو الذي يجب الإيمان به، وما لم يبلغنا، فهو الذين يجب أن نعتقد أنه من عالم الغيبيات.
والله تعالى أعلم.
ـ[عبد الرحمن معاذ]ــــــــ[12 - 02 - 08, 11:29 ص]ـ
أرى ان كل علم لم يشغل السلف أنه لاخير فيه فلم لا نشغل انفسنا بالنافع من العلم، أليست هذه المسألة من ترف العلم في الوقت الذي عندي تقصير في ضبط أصوله وقواعده
نفعنا الله وإياكم بالعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[12 - 02 - 08, 01:37 م]ـ
لعل هذا العلم إن لم ينفع فلن يظر.
بارك الله فيك أخي أبا عائش ورفع قدرك وأحسن الله إليك,
الظاهر أنك ((اردني كُح)) ... :)
لأن اخواننا في الأردن يلفظون الذال والضاد ((ظا)) ..
هذا = هاظا , يضر = يظر ...
وهذا فقط من باب الممازحة ... بارك الله فيك ..
نحبكم في الله ...(46/459)
ما الجمع بين قوله: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[06 - 02 - 08, 08:21 م]ـ
السلام عليكم
قال العلامة أبو عبدالرحمن سفر الحوالي:
السؤال: ما الجمع بين قوله: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم}، وبين قوله: {أمتي كالغيث لا يدرى أوله خير أم آخره}؟
الجواب: {خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم} هذا من حيث الطبقة العامة لا من حيث كل فرد بذاته، ولا شك أن أفراد الصحابة جيل متميز لن يبلغ مثله أحد، أي: الطبقة العامة من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فهم أفضل الأمة جميعها، والطبقة التي تليهم وهم التابعون هم أفضل وخير من الطبقة التي بعدهم من هذه الأمة، ولكنك تجد أن في التابعين من هو خير وأكثر إيماناً ممن له مجرد صحبة، لأن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كما دل عليه حديث: {لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه} يدل على أن الصحابة كانوا طبقتين أيضاً، لأن المخاطب كان من الصحابة، وممن لهم صحبة، فالصحابة بمعنى أخص وهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار هؤلاء درجة، ومن أسلم وجاهد من بعد الفتح أيضاً درجة.
فنقول: إن بعض أفراد التابعين، أي: كبار التابعين المجاهدين هم خير من آخر الطبقة الثانية، وهذا لا شك فيه، كما أن أفراداً من جيل تابعي التابعين من هو خير من أفراد التابعين ... وهكذا، فهذا كطبقات.
أما الأمة في مجموعها فإن الخير فيها إلى قيام الساعة، وإذا كانت الطائفة المنصورة كما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تزال ظاهرة على الحق إلى قيام الساعة، فإنها قد تأتي مرحلة من المراحل فيها من الاستضعاف ومن الشر والظلم والكفر وما يكون عمل الواحد كخمسين، كما أخبر بذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الآخر، فيكون حالها أعظم ممن كان في الأجيال أو القرون الثلاثة؛ بسبب ما حف به من المحن والبلاء وقلة المعين والنصير، لا أن هؤلاء في ذواتهم أو كأفراد فيهم من هو أفضل، لكن أيضاً بحسب الأحوال، فالخير في هذه الأمة باقٍ إلى قيام الساعة، والطائفة المنصورة لا تزال قائمة، وإن ضعفت في بلد فهي قوية في بلد آخر، فمن هنا ينبغي أن نعتقد أمرين:
أولاً: أن نعتقد أفضلية الثلاثة القرون الأولى على غيرها.
ثانياً: أن نعتقد أن هذه الأمة أمة مباركة خيرة، وأن الخير لا ينقطع فيها، وأن علينا أن نجاهد لكي نكون إن شاء الله ممن ينال شرف صحبة هؤلاء الكرام في الجنة، فيلحق بهم وإن لم يكن منهم، وإن لم يدركهم.
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[06 - 02 - 08, 08:36 م]ـ
اللهم اشف شيخنا
جزى الله الناقل والقائل الخير
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 02 - 08, 09:21 م]ـ
{خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم}،
لكن لابد من التنبيه على أن الحديث بهذا اللفظ لا أصل له!
قال الشيخ العلامة المحدِّث الألباني:
[ .. وبهذه المناسبة لابد لي من وقفة أو جملة معترضة قصيرة، وهي: أن الشائع اليوم على ألسنة المحاضرين، والمرشدين، والواعظين، رواية الحديث بلفظ: (خير القرون قرني)، هذا اللفظ لا نعرف له أصلا في كتب السنة، مع أن هذا الحديث دخل في زمرة الأحاديث المتواترة لكثرتها، وإنما اللفظ الصحيح الذي جاء في الصحيحين وغيرهما، إنما هو بلفظ: (خير الناس قرني)، ليس: (خير القرون قرني)، إنما هو: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ... ) إلى آخر الحديث.].
" سلسلة الهدى والنور " شريط (396).
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[06 - 02 - 08, 11:24 م]ـ
بارك الله فيك
و هنا الشيخ الالباني ذكره باللفظ السابق في الجزء الآخير
http://www.alalbany.net/misc/misc008.php
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 07:01 ص]ـ
بارك الله فيك
و هنا الشيخ الالباني ذكره باللفظ السابق في الجزء الآخير
هل سمعت بمن حدث حديثا ثم نسيه؟!!
هل سمعت بسبق اللسان؟!!
هل سمعت بأن الحق ضالة المؤمن؟!
هل سمعت أو رأيت مصدرا حديثيا ساق هذا اللفظ بالسند الصحيح؟! دلنا - رحم الله والديك -.
ورحم الله من قال: " التأصيل أصيل "!.
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[08 - 02 - 08, 07:43 م]ـ
بارك الله فيك
و هنا الشيخ الالباني ذكره باللفظ السابق في الجزء الآخير
http://www.alalbany.net/misc/misc008.php
لم يذكر الإمام الألباني إلا لفظ "خير الناس قرني " ولم أجد قوله "خير القرون قرني "(46/460)
ماهي عقيدة الشيخ محمد الخضر حسين
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[06 - 02 - 08, 08:57 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
ماهي عقيدة الشيخ محمد الخضر حسين التونسي المولد و شيخ الأزهر في فترة من الفترات، هل هو أشعري أم صوفي أم سلفي، و جزاكم الله خيرا.
ـ[الباريكي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 03:04 م]ـ
ممن يرى أنه سلفي: بكر أبو زيد حفظه الله
وممن يرى أنه أشعري: *.* جميع الزيتونيين الأشاعرة "طلبة ومدرسين"
وكذا الأشاعرة الجزائريون في الملتقى الذي عقد باسمه في مدينة بسكرة قبل أشهر
ولا يرى أحد أنه صوفي!!! في اعتقادي لا قطعا
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[07 - 02 - 08, 03:53 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا أخي
هل من الممكن الاتيان بدليل قاطع من كتب و رسائل الشيخ و شكرا.
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[10 - 07 - 08, 11:41 م]ـ
ممن يرى أنه سلفي: بكر أبو زيد حفظه الله
وممن يرى أنه أشعري: *.* جميع الزيتونيين الأشاعرة "طلبة ومدرسين"
ولا يرى أحد أنه صوفي!!! في اعتقادي لا قطعا
بل فيه من الصوفية كما وُجد من الزيتونيين كذلك.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[12 - 07 - 08, 07:36 م]ـ
رحمه الله وجزاه خيرا عما قدمه لهذا الدين.
وتجاوز عن أخطائه وتقصيره.
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[12 - 07 - 08, 08:09 م]ـ
فعلا فقد كانت أزهى أيام الأزهر في زمانه ... وبعدها لم يعد يُعرف الأزهر.
ـ[أبو السها]ــــــــ[15 - 07 - 08, 10:47 ص]ـ
يقول الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد:
الشيخ العلامة محمد الخضر حسين
أولاً: نبذة في سيرته:
قبل الحديث عن جانب الصداقة عند الشيخ - رحمه الله - يحسن الوقوف على شيء من سيرته.
1 - ولد - رحمه الله - في بلدة (نفطة) بتونس عام 1293هـ - 1873م من أسرة علم، وصلاح، وتقوى.
2 - يتصل نسبه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وجده للأب علي بن عمر، وجده لأمه مصطفى بن عزوز، وخاله العلامة الشيخ محمد المكي بن عزوز، وشقيقاه العلامة اللغوي محمد المكي بن الحسين، والعلامة زين العابدين بن الحسين.
3 - لما بلغ الثانية عشرة من عمره انتقل مع والده إلى العاصمة تونس، والتحق بطلاب العلم بجامعة الزيتونة أرقى المعاهد الدينية وأعظمها شأناً في المغرب، وحصل منها على الشهادة العالمية في العلوم الدينية والعربية.
4 - أوتي بياناً ساحراً، وقلماً سيالاً قلما يوجد له نظير في العصور المتأخرة، بل إنه يضارع أرباب البيان الأوائل.
5 - كان ذا همة عالية، ونفس كريمة، وغيرة إسلامية.
6 - كان هادئ الطبع، حسن المعشر، لَيِّن العريكة، جم التواضع، ذا زهد وقناعة.
7 - كان متفنناً في علوم الشريعة من أصول، وتفسير، وفقه، ونحو ذلك.
8 - كان إماماً من أئمة العربية في العصور المتأخرة، وفذاً من أفذاذ علماء الإسلام كما قال عنه العلامة محمد الطاهر بن عاشور - رحمهما الله -.
9 - أصدر مجلة (السعادة العظمى) عام 1321 هـ، وهي أول مجلة ظهرت في المغرب ثم أغلقتها سلطات الاستعمار الفرنسي.
10 - تولى القضاء في مدينة بنزرت عام 1906م، ولم يرقْهُ ميدان القضاء؛ إذ حال بينه وبين الدعوة إلى الإصلاح والجهاد، فتركه إلى التدريس في جامع الزيتونة أستاذاً للعلوم الشرعية والعربية، كما تولى التدريس في مدرسة الصادقية بتونس.
11 - حكم عليه بالإعدام - إبان الاستعمار الفرنسي لتونس - لاشتغاله بالسياسة ودعوته إلى التحرير، فهاجر إلى دمشق مع أسرته عام 1331هـ، وأقام فيها مدة طويلة تولى في مطلعها التدريس وأعاض الله به أهل الشام بعد رحيل علامة الشام الشيخ جمال الدين القاسمي - رحمه الله - فكان الخضر من أسباب النهضة العلمية في بلاد الشام.
12 - رحل رحلات عديدة، حيث رحل إلى الآستانة، وألمانيا، وقد أتقن اللغة الألمانية وكتب عن مشاهداته في برلين.
وبعد ذلك عاد إلى دمشق، فلحقته سلطات الاحتلال الفرنسي، فرحل إلى مصر لاجئاً سياسياً عام 1920م، والتقى كبار علمائها ورجالها.
13 - قام بتأسيس جمعية الهداية الإسلامية، وأصدر مجلة تحمل نفس الاسم، واشترك في تأسيس جمعية الشبان المسلمين، واستلم رئاسة تحرير مجلة (نور الإسلام) التي يصدرها الأزهر، والمعروفة اليوم باسم مجلة (الأزهر).
14 - انضم إلى علماء الأزهر، وعين مدرساً للفقه في كلية أصول الدين، ثم أستاذاً في التخصص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/461)
15 - عين عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة أول إنشائه، كما عين عضواً في المجمع العلمي بدمشق، واختير عضواً في جماعة كبار العلماء بعد أن قدم رسالته العلمية (القياس في اللغة العربية).
16 - استلم رئاسة تحرير مجلة (لواء الإسلام) كما ترأس جمعية (جبهة الدفاع عن أفريقيا الشمالية).
17 - اختير عام 1952م إماماً لمشيخة الأزهر، فقام بالأزهر خير قيام، وهو آخر عالم تولى الأزهر بترشيح العلماء، ثم أصبح بعد ذلك يعين من قبل الدولة.
18 - توفي عام 1377هـ، 1958م، ودفن في المقبرة التيمورية إلى جانب صديقه العلامة أحمد تيمور باشا - رحمهما الله - بناءً على وصيته.
19 - قد خلف آثاراً علمية عديدةً منها الحرية في الإسلام، ورسائل الإصلاح، والسعادة العظمى، والهداية الإسلامية، ومحاضرات إسلامية، والدعوة إلى الإصلاح، ونقض كتاب الشعر الجاهلي، ونقض كتاب الإسلام وأصول الحكم، والرحلات، وتراجم الرجال، وأسرار التنزيل، والخيال في الشعر، ودراسات في الشريعة الإسلامية، وبلاغة القران، وله ديوان شعر جمعه بعض محبيه واسمه (خواطر الحياة).
وقد اعتنى ابن أخيه الأستاذ علي الرضا الحسيني بتلك الكتب، وبالترجمة للشيخ الخضر.
20 - لقد كان لتلك الآثار أثرها البالغ في حياة الشيخ، وبعد وفاته، ولا زال الناس يفيدون منها، ويقبسون من نورها.
ولا زالت حياته، وآراؤه، ومؤلفاته، موضع الدراسة، والتحليل.
ولازال العلماء يتلقون كتبه بالعناية، والقبول، والثناء.
وإليك بعض ما قاله الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - في بيان رأيه في كتب ستة قرأها للشيخ الخضر، وهي: تونس وجامعة الزيتونة، وبلاغة القرآن، ورسائل الإصلاح، والشريعة صالحة لكل زمان ومكان، ومحمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين، والخيال في الشعر الجاهلي.
قال الشيخ عبد الرزاق - رحمه الله -:
((بيان عن هذه الكتب جملة في أمور مشتركة بينها:
أ. تشترك هذه الكتب الستة في قوة الأسلوب، وعلوه، مع سلاسة العبارة، ووضوحها، وسمو المعاني، ودقتها، وإصابة الهدف من قرب بلا تكلف فيها، ولا غموض، ولا حشو، ولا تكرار.
ب. تشترك في الدلالة على سعة علم المؤلف، وتضلعه في العلوم العربية، والاجتماعية، والدينية، واستقصائه في بحثه، وفي نقاشه لآراء مخالفيه، وأدلتهم، واعتداله في حكمه، وفتاويه.
ج. يتمثل فيها نزاهة قلم المؤلف، وحسن أدبه، ونبل أخلاقه.
لكن لم يمنعه ذلك أن ينقد الملحدين، ومَنْ انحرفَ به هواه عن الجادة، والصراط المستقيم نقداً لاذعاً لا يخرج به عن الإنصاف، ولا يتجاوز حد الأدب في المناقشة؛ رعاية لحق مخالفيه، وصيانة لعلمه ولسانه عما يشينه، وسيراً مع الكتاب والسنة وآدابهما في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة؛ فلا جهل، ولا سفاهة، إنما يقابل سيئة خصمه وسبَّه بالحسنة، وغض الطرف عنها.
د. ويتمثل فيها الصدع بالحق، والكفاح عنه بحسن البيان، وقوة الحجة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، لا يخشى في ذلك لَومة لائم، عماده في ذلك كتاب الله، وسنة رسوله، ودليل العقل، وشاهد الحس، والواقع مع ذكر الشواهد من اللغة، والقضايا التي جرت في العالم))
ثم شرع الشيخ عبدالرزاق - رحمه الله - في الأمر الثاني، وهو بيان ما جاء في تلك الكتب على وجه التفصيل.
وقال عنه تلميذه علامة الشام الشيخ محمد بهجة البيطار - رحمه الله -:
((أستاذنا الجليل الشيخ محمد الخضر حسين، عَلَمٌ من أعلام الإسلام هاجر إلى دمشق في عهد علامتي الشام المرحومين: جدي عبدالرزاق البيطار، وأستاذي الشيخ جمال الدين القاسمي؛ فاغتبطا بلقائه، واغتبط بلقائهما، وكنا نلقاه، ونزوره معهما، ونحضر مجالسه عندهما، فَأُحْكِمَتْ بيننا روابط الصحبة والألفة والود من ذلك العهد.
ولما توفي شيخنا القاسمي - تغمده المولى برضوانه - أوائل سنة 1332 هـ لم نجد نحن معشر تلاميذه مَنْ نقرأ عليه أحب إلينا ولا آثر عندنا من الأستاذ الخضر؛ لما هو متصف به من الرسوخ في العلم، والتواضع في الخلق، واللطف في الحديث، والرقة في الطبع، والإخلاص في المحبة، والبر بالإخوان، والإحسان إلى الناس، فكان مصداق قول الشاعر:
كأنك من كل الطباع مركبٌ * فأنت إلى كلِّ النفوس محبَّبُ
وأخذنا من ذلك الحين نقتطف ثمار العلوم والآداب من تلكم الروضة الأُنُف، ونرتشف كؤوس الأخلاق من سلسبيل الهدى والتقوى، ولم يكن طلاب المدارس العالية في دمشق بأقل رغبة في دروسه، وإجلالا لمقامه، وإعجاباً بأخلاقه من إخوانهم طلاب العلوم الشرعية، بل كانوا كلهم مغتبطين في هذه المحبة والصحبة، مجتمعين حول هذا البدر المنير
وقد قرأنا عليه في المعقول والمنقول، والفروع والأصول، طائفة من أفضل ما صنف في موضوعه، وهي لعمر الحق دالة على حسن اختياره، وسلامة ذوقه، وقوة علمه، وشدة حرصه على النهوض بطلابه، وإعدادهم للنهوض بأمتهم.
وقد كنت نظمت أبياتاً جمعت فيها بين ذكر هذه الكتب، ووصف دروس الأستاذ، وجعلتها ذكرى لنفسي ولمن شاركوني في الطلب والتحصيل، عند أستاذنا الجليل، فقلت:
يا سائلي عَنْ درسِ ii ر * بِّ الفضْل مولانا ii الإمام
ابن الحسين ii التونسيِّ * محمد الخضر ii الهمام
سَلْ عنهُ مُسْتصفى الأص * ول لليث معترك ii الزحام
أعني الغزالي ii الحكي * م رئيس أعلام ii الكلام
وكذاك في فن ii الخلا * ف بداية العالي ii المقام
أعني ابن رشد من ii غدا * بطل الفلاسفة العظام
وكذا صحيح أبي ii حسي * ن مسلم حَبْر ii الأنام
وكذلك المغني ii إلى * شيخ النحاة ابن ii الهشام
وكذا كتاب أبي يزي * د ابن المبرّد في الختام
تلك الدروس كما الشمو * س تنير أفلاك ii الظلام
يدني إليك بها ii حقا * ئق كل علم ii بانسجام
فتكون منك دقائق ii ال * معنى على طرف ii الثمام
فالحق عوضنا ii به * من شيخنا شيخ ii الشآم
فعليه ما ذرّ الغزا * لة رحمة الملك ii السلام
أبقى الله - تعالى - أستاذنا الخضر الجليل للدين والعلم والأدب ركناً ركيناً، وحصناً حصيناً.))
http://www.toislam.net/files.asp?order=3&num=1058&per=1050&kkk
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/462)
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[15 - 07 - 08, 12:12 م]ـ
بل فيه من الصوفية كما وُجد من الزيتونيين كذلك.
أخي محمّد بارك اللهُ فيكَ و نفع بكَ،
هلّا بيّنتَ لنا ذلك؟
أنتَ أوّلُ من رأيتُ ينسب للشّيخِ شيئًا من التّصوّفِ،
فلعلّ عندكَ زيادة علمٍ تتحفنا بها.
وفّقكَ المولى.
و جزى اللهُ خيرًا أخانا صاحبَ الموضوع و جميع الإخوة،
و أخصّ منهم أخانا أبا السّها حفظه الله.
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[15 - 07 - 08, 04:52 م]ـ
أنتَ أوّلُ من رأيتُ ينسب للشّيخِ شيئًا من التّصوّفِ،
فلعلّ عندكَ زيادة علمٍ تتحفنا بها.
وفقك الله اخي ابا محمد
الحقيقة فاجئتني بهذه الجملة!!! وكما قلت ً لَا خَيْرَ فِي عِلْم أوْرَث كِبْرًاً
فبعض تلامذة الزيتونة أنفسهم لا يُنكرون تصوفهم ... والشيخ الخضر حسين-رحمه الله- منتسب للزيتونة في تعليمه وقد تغلغل بعض المتأثرين بالصوفية فيه منذ زمانه لزماننا هذا وهذا تفسير قولي بان فيه من الصوفية شيء ولا يشترط في ذلك ان يكون ضاهر عليه فالتلميذ يتأثر بمعلميه غن يكن في الكثير ففالقليل لابد ... والله اعلم.
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[15 - 07 - 08, 06:07 م]ـ
وفقك الله اخي ابا محمد
الحقيقة فاجئتني بهذه الجملة!!! وكما قلت ً لَا خَيْرَ فِي عِلْم أوْرَث كِبْرًاً
عفا اللهُ عنكَ أخي الحبيب.
علم اللهُ أنّي لم أقصد من سؤالي إلّا الإستفسارَ، و لا شيء غيرَه.
فإن خانتني العبارةُ، فرأيتَ في كلامي شيئًا من كبرٍ،
فاقبلْ من أخيكَ اعتذارَهُ.
وفّقني اللهُ و إيّاكَ لما يحبُّ و يرضى،
وجمع بيننا في حياض الجنّة،
اللّهمّ آمين.
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[15 - 07 - 08, 06:52 م]ـ
(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)
... من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف ...
اعوذ بالله من الشيطان وغمزه ولمزه ... أضن ان العبارة كانت هي الخائنة فكتبتها أنت عن سهو وتقبلتُها أنا عن سوء فهم وجهل. والحمد الله الذي جعل بيننا مودة ورحمة وجمع بيننا.على خير في هذا الملتقى المبارك
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[15 - 07 - 08, 06:59 م]ـ
أحسنتَ أخي المفضالَ أبا عمرَ،
أحسن اللهُ إليكَ.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[15 - 07 - 08, 07:25 م]ـ
رحمه الله ورحم أولئك العلماء رحمة واسعة وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[15 - 07 - 08, 08:23 م]ـ
توضيح
عندما قلت أن الشيخ الخضر حسين -رحمه الله- فيه من التصوف لم أقصد الفعل بل عدم إنكار بعض ما يأتي به بعض المتصوفة وما ينبع هذا إلا من قناعة بالشيء إن لم يكن بكثيره فبقليله كان ... ولكن كان ربيع الأزهر على يدي الخضر حسين وصار ما صار من بعده ... والله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[16 - 07 - 08, 12:26 ص]ـ
أين أجد مؤلفات الشيخ الخضر في المملكة؟؟ وكذا الإبراهيمي؟
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[16 - 07 - 08, 01:04 ص]ـ
اخي أبا محمد
تستطيع تحميلهم من النات
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[17 - 07 - 08, 12:25 ص]ـ
هل معنى هذا أنها نادرة في المكتبات؟
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[17 - 07 - 08, 09:55 ص]ـ
هل معنى هذا أنها نادرة في المكتبات؟
لا بل بالعكس ... لكن أشرت عليك بأسهل الأمور وأقلها تكلفة.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[28 - 08 - 08, 01:34 ص]ـ
ذكر الشيخ العلامة محمد الخضر رحمه الله في بعض مؤلفاته - ولعله في كتاب الرحلات - أنه زار قبر ابن عربي - النكرة الهالك المشهور - وترضى عليه!
فهل هذا مما يُستأنس به؟
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[28 - 08 - 08, 01:35 ص]ـ
اخي أبا محمد
تستطيع تحميلهم من النات
وجدتُ كثيراً من مؤلفاته في الكويت عند مكتبة ابن كثير.
ـ[العوضي]ــــــــ[28 - 08 - 08, 05:31 ص]ـ
أين أجد مؤلفات الشيخ الخضر في المملكة؟؟ وكذا الإبراهيمي؟
بالنسبة لآثار الشيخ الإبراهيمي
فربما يغنيك ما جمعه نجله:
آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي
جمع وتقديم نجله
الدكتور / أحمد طالب الإبراهيمي
5 أجزاء - دار الغرب الإسلامي - 1997
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[28 - 08 - 08, 03:51 م]ـ
ذكر الشيخ العلامة محمد الخضر رحمه الله في بعض مؤلفاته - ولعله في كتاب الرحلات - أنه زار قبر ابن عربي - النكرة الهالك المشهور - وترضى عليه!
فهل هذا مما يُستأنس به؟
وهذا ما يعزز كلامي أن فيه شيئا من الصوفية (إن ثبت الخبر)
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[28 - 08 - 08, 04:06 م]ـ
وهذا ما يعزز كلامي أن فيه شيئا من الصوفية (إن ثبت الخبر)
الخبر ثابت أخي الكريم
والشك مني ليس في أصل الخبر وإنما في موضعه من كتبه فقط
وإن تيسر نقلت منه قريبا بإذن الله ...
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[28 - 08 - 08, 11:38 م]ـ
جزاك الله خيرا على التوضيح اخي أبا محمد
ويا حبذا تأتي لنا بنقل للخبر ليكون مرجعا للجميع حول الشيخ الخضر حسين خصوصا وهو من المشهورين من أهل العلم -رحمه الله وغفر له-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/463)
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[29 - 08 - 08, 05:13 م]ـ
الحمد لله وبعد:
بالنسبة للتصوف، فهذه بعض النصوص التي وقفت عليها من كتبه مما يُستأنس به فقط ولا أحكم على الشيخ العلامة محمد الخضر رحمه الله بها، والأمر يحتاج إلى مزيد بحث ولكن هذه نظرة سريعة في كتبه القيمة رحمه الله.
قال رحمه الله في كتابه (الرحلات) ص65 بتصرف:
((وقصدتُ إلى مقام الأستاذ الشهير الشيخ محي الدين ابن عربي رضي الله عنه في بناءات تسمى (الصالحية) تتصل بطرف (دمشق) وقرأت على ضريحه رسماً به بيتان يحتوي على تاريخ وفاته ... ويرى الزائر بجانب منه ضريح الأمير عبد القادر الجزائري ... وكان لهذا الأمير صبابة بفتوحات الشيخ ابن عربي حتى أنه أرسل عالمين من علماء دمشق إلى (قونية) لتصحيح نسخة الفتوحات ومقابلتها على النسخة التي حفظت هناك وعليها خط يد المؤلف نفسه)) انتهى.
قال أبو محمد – ستره الله -:
هاهنا أمران:
الأول: لا شك أن الترضي على أمثال ابن عربي هفوة من الشيخ العلامة الخضر رحمه الله، فالرجل إن لم نقل بكفره فلا أقل من التوقف فيه، والله المستعان.
الثاني: هذا النص في ظني – والعلم عند الله – لا يكفي في الحكم على الشيخ الخضر أنه فيه نزعة صوفية، ولكنه مما يستأنس به كما تقدم فلا يشغبن شاغبٌ عليّ!
وقال ص101 المصدر نفسه:
((من الناس من ينسب القول بالاتحاد والحلول إلى الصوفية بل إلى الكل منهم، كما وقع ذلك للشيخ أبي حامد في كتبه أخذاً من ظاهر كلام الأشياخ كأبي يزيد البسطامي وهذا إنما يتوهمه فيهم من ليس له اطلاع على أحوالهم، على أنه لم يرد في اصطلاح القوم شيء من إطلاق الحلول والاتحاد إلا ما وقع في اصطلاح المتأخرين كالشيخ ابن فارض ومن معه من إطلاق لفظ الاتحاد، وأما الحلول فلم يطلقه أحد، ومراد الشيخ ابن فارض من بالاتحاد ما ذكره بعض المتأخرين في الاصطلاح، وهو شهود اتحاد تعلق الموجودات كلها به جلّ وعلا، إذ هي به موجودة لا بنفسها، وهذا هو المسمى عندهم بالفناء في التوحيد، كما صرح به الشيخ أبو حامد الغزالي في كتاب الصبر في إحيائه.
ولا يبعد أن تكون طائفة قد انتمت إلى الإسلام ظاهراً واستعارت لباس الصوفية لما علمت من مكانتهم في معتقد الأمة، وأخذت تبث هذه المقالات الناقضة لأساس الدين، وهذا الشيخ ابن عربي الذي هو أبعد الصوفية مرمى في هذا المقام يقول في فتوحاته ص39 ((تعالى الله أن تحله الحوادث أو يحل في الحوداث))! انتهى
قال أبو محمد – ستره الله -:
لا تفهم من هذا الكلام أنه يدافع عن ابن عربي أو عن الصوفية جملة، بل له كلام آخر يوضح مراده ستأتي الإشارة إليه.
وله محاضرة مطبوعة بعنوان (التصوف في القديم والحديث) نشرت ضمن (محاضرات إسلامية) أنقل منها بعض ما تيسر:
قال رحمه الله في كتابه المذكور ص85 وهو يتحدث عن محدثات وبدع الصوفية:
((وشاع يومئذ الغلو في الزهد وراج ما توهموه في معنى التوكل من أنه نزع اليد من الأسباب جملة، ذلك التوهم الذي حاربه النبي صلى الله عليه وسلم بأقواله وأفعاله قبل أن يحاربه العلماء ...
ومما حدث في مذهب الصوفية الأناشيد التي يسمونها الزهديات ... وليس في مثل هذه الأناشيد من بأس فقد يكون فيها تذكرة لبعض النفوس الغافلة، وإنما تدخل في قبيل اللهو إذا كانت توضع في ألحان الغناء حتى تكون اللذة في طيب أنغامها لا فيما احتوته من حكمة أو موعظة، وأما السماع الذي ننكره على الصوفية فهي الأناشيد التي تحوي من وصف الغزل مانسمعه في شعر عمر بن أبي ربيعة ... وحاشا لفضلاء الصوفية أن يكونوا قد شهدوا هذا النوع من السماع وهم يحسبون أنهم في طاعة.
واتصل بالتصوف بعض البدع عملية كالرقص في حال الذكر وكاستعمال الآلات المطربة في المساجد.
وظهر من ناحية الصوفية تأويل بعض الآيات والأحاديث على وجوه توافق أذواقهم ... وارتكبوا من التأويل ما يتبرأ منه العقل واللغة ...
وبُلي التصوف بنفر من المنتسبين إليه يذهب إلى القول بوحدة الوجود، ومما جرى على هذا القول الحلاج ((ما في الجبة إلا الله)) ومن أجل هذه المقالة أفتى الفقهاء والصوفية المستقيمون بخروجه عن الإسلام وقُتل))
ثم قال بعد ذلك عن ابن عربي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/464)
((وممن ذهب مذهباً وسطاً ولي الدين العراقي حيث قال في كتابه الأجوبة المرضية ((أما ابن ا لعربي فلا شك في اشتمال الفصوص المشهورة عنه على الكفر الصريح الذي لا شك فيه وكذلك فتوحاته المكية، وينبغي عندي أن لا يحكم على ابن عربي في نفسه بشيء فإني لست على يقين من صدور هذا الكلام منه ولا من استمراره عليه إلى وفاته ولكنا نحكم على هذا الكلام بأنه كفر) ثم قال في خلاصة البحث:
((وخلاصة البحث أن التصوف نشأ طاهراً نقياً، فلبسه قوم على جهالة وابتغاه آخرون ليقضوا به مأرباً أولئك يحدثون فيه بدعاً وهؤلاء يدسون فيه أقوالا غاوية، وقد وقف العلماء تجاه هذا كله موقف من لا تأخذه في الله لومة لائم ... )) وتكلم بكلام جيد وجهه إلى زعماء الطرق الصوفية ص92 ومما قاله فيها:
((لم ينقل عن السلف أنهم احتفلوا في المساجد بالنفخ في المزامير والنقر على الدفوف ... ندعو مشايخ الطرق أن يستضيئوا بسيرة أصحاب رسول الله ... ))
وله كلمة أخرى مطولة في كتابه (الشرعية الإسلامية صالحة لكل زمان مكان) ص274 وكلامه فيما يظهر سليم لا غبار عليه، والله أعلم.
قال أبو محمد – ستره الله -:
أخلصُ من كلامه ما يلي:
1 - العلامة محمد حسين أنكر على من يقول بسقوط التكاليف ونقل عن الغزالي وجوب قتله ص285.
2 - أقر العراقي على أن في كلام ابن عربي ما هو كفر صريح، ولم يتأول له، ص300.
3 - أنكر الكثير من البدع العملية والعتقادية عندهم كالرقص والسماع الممنوع والدف والحلول والاتحاد والأوراد والغلو في الزهد وغير ذلك.
قال أبو محمد – عفا الله عنه -:
أثناء بحثي في كتبه عن كلام له في التصوف مرت بي كلمات له ومباحث في العقيدة فقيدتها وهذه هي للفائدة:
1 - تكلم عن حياة الخضر عليه السلام في (رحلاته) ص113 وناقش فيها ابن عزوز عندما قال بحياته.
2 - تكلم عن توحيد العبادة ومعنى الحنيفية في كتابه ((نقض كتاب في الشعر الجاهلي)) ص211.
3 - وتكلم عن علم الكلام في الأندلس في كتابه (محاضرات إسلامية) ومما قاله فيه ص66:
((كان أهل الأندلس على سنة السلف حتى اتسع البحث في العقائد وحثت فيها مذاهب فاقتدوا بأصول أبي الحسن الأشعري ... ))
4 - وتكلم في ص177 من (المحاضرات) عن المعتزلة وأهل السنة ويعني بهم الأشعرية والماتردية وأهل الحديث كما صرح به في ص183، وأثنى على أهل الحديث وتكلم بكلام جيد ص189، وله كلام سليم في الجملة عن الأسماء والصفات ص184.
5 - تكلم عن مسألة خلود الكفار في النار وعن آية هود ص184
6 - تكلم عن المهدي وأثبت ظهوره ورد على القائلين بعدم ذلك، كما في كتابه (الشرعية الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان) ص205.
7 - وتكلم عن العدوى والطيرة في كتابه (دراسات إسلامية) ص115.
8 - وعن عصمة الأنبياء بكلام مختصر جداً في ص271 نفسه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبوعبدالرحمن المكي التميمي]ــــــــ[30 - 08 - 08, 01:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا محمد القحطاني على هذه النبذة الجيدة ...
ورحم الله الشيخ العلامة محمد الخضر حسين وغفر لنا وله ....
ـ[أبوخالد]ــــــــ[22 - 10 - 10, 02:46 ص]ـ
ممن يرى أنه سلفي: بكر أبو زيد حفظه الله
قال الشيخ رحمه الله في كتابه التعالم ص 81:
"وقد رأينا هنا لدى جملة من علماء السلف المعاصرين منهم:
العلامة الداعية اللغوي الشيخ/ محمد الخضر حسين المتوفى سنة 1377هـ - رحمه الله تعالى -.والعلامية الداعية اللغوي الشيخ/ محمد البشير الإبراهيمي المتوفى سنة 1385 هـ - رحمه الله تعالى -.والعلامة المحدث اللغوي الشيخ/ أحمد بن محمد شاكر المتوفى سنة 1377هـ - رحمه الله تعالى -.في آخرين.
وقد استفدت من كتب هؤلاء الثلاثة الأعلام، وتأثرت بإسلوبهم البياني الفريد" ا. هـ.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 10 - 10, 02:59 م]ـ
وصدر مؤخرا عن دار النوادر بدمشق موسوعة الأعمال الكاملة له في خمسة عشر مجلدا
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[22 - 10 - 10, 06:25 م]ـ
جزاك الله خيرا على التوضيح اخي أبا محمد
ويا حبذا تأتي لنا بنقل للخبر ليكون مرجعا للجميع حول الشيخ الخضر حسين خصوصا وهو من المشهورين من أهل العلم -رحمه الله وغفر له-
هداك الله يا اخي تطلق الاحكام على الرجال ثم تبحث عن الشواهد التي تؤيد هذه الاحكام
والله ان هاذا ليس بمنهج ان تاخذ الحكم على شخص من خلال عمومات فارغة
ان تحكم عليه من خلال الحكم على اقرانه انه قرء في الزيتونة فهو مثلهم ............... لا يا اخي انها اعراض العلماء فتكلم بعلم ونقل عن العلماء الذين هم اهل النقد والا اسكت بحلم
سمعت الشيخ عبد الرحمان الكوني في مقدمة شرحه على قطر الندى لابن هشام اثنى على الشيخ الخضر حسين ونسبه لاهل السنة والجماعة وذكر علاقته بالشيخ طاهر ابن عاشور وكان من اقرانه الا ان الشيخ خضر رحل الى المشرق وتلقى عن الاشياخ هناك وتلقى العقيدة السلفية
وسمعت شيخنا عبد الحكيم ناصري انه ذكر نسبه الى الجزائر الحبيبة ثم انتقل الى الزيتونة لطلب العلم فنسب اليها
والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/465)
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[22 - 10 - 10, 08:03 م]ـ
أبا مهند الجزائري -وفقه الله-
=> راجع الخاص <=
ـ[منير العطاوي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 12:53 ص]ـ
عجبا عجبت للشيخ بكر أبي زيد! كيف نسب الخضر حسين إلى السلفية , و إلى علماء السلف , وهو أشد شيء بعدا عنها وعنهم.
وعجبا عجبت لمن يزعم أن فترة الخضر حسين كانت من أفضل فترات الجامع الأزهر!!
ولو رجعنا إلى الفترة التي كان فيها الخضر شيخا للأزهر؛ لوجدناها من أسوأ المراحل التي مرت على دعاة التوحيد في مصر , فقد فتح الخضر مجلة الأزهر (نور الإسلام!!) للهالك الشيخ يوسف الدجوي , يكتب فيها مايشاء , من كل قول قبيح , وكفر صريخ , يهاجم فيها الوهابيين , ويدعو فيها إلى الشرك , و إلى عبادة الموتى و أصحاب القبور , في أعداد متتابعة من هذه المجلة , عددا بعد عدد , وشهرا بعد شهر , والخضر ساكت عن كل ذلك , وهو شيخ الأزهر ,و رئيس تخرير المجلة , والأمانة على عاتقه , والإثم حائق به , فإن كان عاجزا فليعتزل كما قد اعتزل بعد ذلك (غيرة على الإسلام كما قيل) ولكنه لم يفعل شيئا , فلا عذر له عند الله ولا عند عباده المؤمنين , و كيف نعذره و المسألة مسألة توحيد وشرك , و كفر وإيمان!! والله المستعان
ها قد مدحه الشيخ بكر أبو زيد فماذا كان!! هل يمكن أن تتغير سيرة رجل عاش طويلا بكلمة قيلت في ساعة غفلة!! نعم يمكن هذا , وقد حصل , لأن أكثر طلبة العلم يأخذون الأقوال تقليدا ثم يوهمونك أنها من اجتهادهم الشخصي. كما ترى في ردود كثير ممن يثنون على الخضر تقليدا لأبي زيد عفا الله عنا وعنه , وكما ترى في ترديدهم القول: إن فترة مشيخته كانت خير ما مر على الأزهر!! كلا والله بل هي كغيرها في السوء.
لو أن كل إنسان أراد أن يكتب ردا تأمله بحهده الشخصي وبحثه بنفسه لاستفاد وأفاد.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 06:28 ص]ـ
... فقد فتح الخضر مجلة الأزهر (نور الإسلام!!) للهالك الشيخ يوسف الدجوي , يكتب فيها مايشاء , من كل قول قبيح , وكفر صريخ , يهاجم فيها الوهابيين , ويدعو فيها إلى الشرك , و إلى عبادة الموتى و أصحاب القبور , في أعداد متتابعة من هذه المجلة , عددا بعد عدد , وشهرا بعد شهر , والخضر ساكت عن كل ذلك , وهو شيخ الأزهر ,و رئيس تخرير المجلة , والأمانة على عاتقه , والإثم حائق به , فإن كان عاجزا فليعتزل كما قد اعتزل بعد ذلك (غيرة على الإسلام كما قيل) ولكنه لم يفعل شيئا , فلا عذر له عند الله ولا عند عباده المؤمنين , و كيف نعذره و المسألة مسألة توحيد وشرك , و كفر وإيمان!! والله المستعان
الرجاء تحرير هذه الدعوى ...
فالشيخ يوسف الدجوي توفي عام 1948، بينما الشيخ محمد الخضر حسين تولى مشيخة الزهر عام 1952!
ـ[منير العطاوي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 07:09 ص]ـ
كان رئيسا لتحرير مجلة (ظلمات الشرك) التي يصدرها الأزهر باسم (نور الإسلام) ثم تولى مشيخة الأزهر بعد ذلك.
والخطب في هذا يسير , وأيا ما كان , فإن هذا لا يغير من حقيقة الرجل شيئا ولا مثقال ذرة
رجل يتولى تحرير مجلة تحاد الله ورسوله , وتدعو إلى عبادة غير الله , كيف يتصور أن يكون من علماء السلف!!
رجل يغضب لأجل قرار دمج المحاكم ويستقيل احتجاجا عليه , و يؤيد أو يسكت عن المقلات التي تكتب في مجلته , وهي داعية إلي الشرك. منابذة لدين محمد صلى الله عليه وسلم , ماذا تظن بهذا الرجل!! و كيف ترى فهمه للإسلام!!
رجل يغضب لأجل مشاهد عري من النساء , و لا يغضب على ما يراه من كفر و شرك وعبادة للقبور و الموتى في مصر وفي غيرها .. كيف تتصور أن يكون حاله!!
أعد نظرا يا عبد شمس فربما!!!!
ورحم الله بكرا أبا زيد , ماذا رأى في الخضر حتى جعله من علماء السلف!!!!!! تلك وهلة ما أعظمها من الشيخ بكر
هذه حال الخضر حسين كانت , فهل تجددت له توبة قبل موته؟ وهل تغيرت حاله بعد ذلك؟؟ العلم عند الله , وإلى أن تثبت توبته فهو عندنا من المضادين لدعوة التوحيد, التي هي دعوة الرسل.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 09:19 ص]ـ
أخي الفاضل،
ما أراك إلا متحاملا على الشيخ الإمام محمد الخضر حسين رحمه الله ... وما أظنك قرأت له شيئا ... فما يقرأ له طالب علم ويرى تجرّده للحق واجتهاده فيه وبعده عن التبعية والتقليد إلا ويقع حبه في قلبه ...
ثم إن الشيخ رحمه الله تولى رئاسة تحرير مجلة نور الإسلام بداية إصدارها عام 1931، وبقي فيها ما يقارب الثلاث سنوات فقط ثم تركها ... فهل تتبعت خطته وسيرته في رئاسة التحرير؟ وهل تتبعت مواقفه من المسائل التي تطرحها في مؤلفاته ومقالاته التي كتبها في أكثر من مجلة؟
ـ[منير العطاوي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 12:05 م]ـ
أخي المفضال الشامي
إن كان الذي يحول بينك وبين قبول قولي في الشيخ الإمام الخضر , هو ظنك أني متحامل عليه بلا قراءة مني لشيء من كتبه , فأبشرك أني لست كذلك , فلتقر عينك بقبول الحق إذن
وكيف!! ولماذا أتحامل على رجل مات قبل أن أولد بسنين عددا , ولم يكن له في بلدنا رسيس ذكر , و لا أدنى صيت!!
ولكن الحق ثقيل على النفس إيما ثقل , لا يقبله إلا الندرة من الرجال , و الواحد بعد الواحد , والله يعينك و يعينني
هب أني متحامل على الشيخ , فما شأن هذا التحامل وقد ذكرت لك صنيعه في مجلته!!!
فأنت إما أن تبين لي وللمؤمنين أنه لم يكن راضيا عما يكتب فيها , و أن اسمه كان يوضع قسرا على المجلة , و إما أن تقر لي أنه كان ظهيرا للمجرمين!!(46/466)
ما عقيدة الشيخ حمد راتب النابلسي
ـ[أبو عمرو المغربي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 03:54 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإخوة الأفاضل
أشاهد حلقات اسماء الله الحسنى للشيخ النابلسي و لكنني لا أعرفه عقيدته
و هل هناك ملاحظات أو انتقادات على هذه الحلقات و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[25 - 04 - 08, 04:08 م]ـ
السلام عليكم:
أعتقد أنك تقصد: د. محمد راتب النابلسي
في الحقيقة أنا لست متأكدا من عقيدته و لكن إليك هذه الفتوى من موقعه على الإنترنيت:
هل يكفر من قال إن الله في السماء؟
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد. الأخ الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي: كيف يكفر والله يقول (أأمنتم من في السماء). والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء). فمن هو الموصوف بأنه في السماء في الآية والحديث ... ؟ ومثل هذه النصوص عشرات. بل أكون أكثر صراحة فأقول: أخشى أن يقع في الكفر من يستدرك على منزل القرآن، وعلى من عليه أنزل القرآن ويقول الله ليس في السماء ... أأنتم أعلم أم الله .... ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي
أين الله؟ هل هو في السماء حسب ما ورد في الأثر؟
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد. الأخ الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي: ما دمت عرفت الحق فالزمه ... وهل الحق إلا في آية كريمة ,أو حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,صحيح.والله تبارك وتعالى يقول: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) (الملك:16) فمن هو الذي في السماء؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).وفي البخاري ومسلم (والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها) وعن معاوية بن الحكم السلمي قال: قلت: يارسول الله جارية لي صككتها صكة، فعظم ذلك علي، فقلت: أفلا أعتقها؟ قال: "" ائتني بها "" قال: فجئت بها، قال: "" أين الله؟ "" قالت: في السماء، قال: "" من أنا؟ "" قالت: أنت رسول الله، قال: "" أعتقها فإنها مؤمنة).ومثل هذه النصوص كثير ..... فهل ترد دلالات تلك النصوص القطعية ,بفلسفات لفظية , أومماحكات عقلية ,استجابة لعلم الكلام , ومقولاته , وأصحابه ... ؟ أم أن الاستجابة يجب أن تكون لله ورسوله وحسب ... ؟ ففي لا تعني الظرفية فقط بل تعني فيما تعني العلو بدليل قوله تعالى: لأصلبنكم في جذوع النخل، وقوله أيضاً: قل سيروا في الأرض، وقوله: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
الدكتور محمد راتب النابلسي
بالإضافة إلى أنه يدرس في مسجده العقيدة الطحاوية وهي موجودة على موقعه كدروس صوتية
و لكن في مسجده قبر جده عبد الغني النابلسي وقد بلغني و العهدة على الناقل أنه كان يريد إزالته و لكن وزارة الآثار أو الأوقاف _الشك مني_ منعته من ذلك وهو يصلي فه و يخطب فيه يوم الجعمة ...
وله شعبية كبيرة في دمشق في الآونة الأخيرة و دروسه تنقل على الإذاعة و الصندوق (تلفزيون)
وهذا رابط موقعه على الإنترنيت:
http://www.nabulsi.com
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 09:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا على التوضيح
وأسأل الله أن يثبت الشيخ الفاضل على عقيدة أهل السلف.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 04 - 08, 06:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[03 - 05 - 08, 05:02 م]ـ
وسمعته يقول ذات مرة لا اله الا الله معناها لا معبود بحق الا الله فلعله على العقيدة السلفية
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[03 - 05 - 08, 07:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده00
أمَّا بعد:
أمَّا الدكتور محمد راتب النابلسي فنحسبه على خير، وهو لا يستطيع أن يجاهر بعقيدته لأنَّه قد يحترق من كيد المشايخ في بلده00والله أعلم0
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 10:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده00
أمَّا بعد:
أمَّا الدكتور محمد راتب النابلسي فنحسبه على خير، وهو لا يستطيع أن يجاهر بعقيدته لأنَّه قد يحترق من كيد المشايخ في بلده00والله أعلم0
أصبت الجرح بارك الله فيك
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[04 - 05 - 08, 11:10 م]ـ
أصبت الجرح بارك الله فيك
وفيكم بارك أخي أبو أحمد
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 01:53 ص]ـ
بارك الله فيكم وسددكم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 06 - 08, 07:02 ص]ـ
قبل قليل استمعت له في شرح اسمه تعالى " الخالق "
وقال عن " صفات الله تعالى " إنها تدور بين " التأويل " و " التفويض "!
وصرَّح بأن التفويض هو " تفويض المعنى "
وقال: " إن التفويض هو الأكمل "!
وأنه لا مانع من التأويل لمن يكون ضعيف الفهم ويُخشى عليه من الخلل في الفهم!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/467)
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[13 - 06 - 08, 07:10 ص]ـ
http://www.nabulsi.com/
هذا موقع الدكتور محمد راتب النابلسي
وجزاكم الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 06 - 08, 07:37 ص]ـ
وينظر ما كتبه الأخ أبو ممدوح هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=122432
ونص كلامه:
الرجل أشعري
والدليل التالي:
"والعقيدة لا تؤخذ إلا من كتاب الله، القطعي الثبوت، القطعي الدلالة، ولا تؤخذ إلا مما تواتر من حديث رسول الله، العقيدة فقط، والأحكام الشرعية تؤخذ من الأحاديث الآحاد"
"، أما من أنكر شيئاً ورد في السنة المطهرة، ولكن رواه الآحاد، أي روى حديثاً قطعي الثبوت ظني الدلالة، أو ظني الثبوت قطعي الدلالة، أو ظني الثبوت ظني الدلالة، فهذا لا يكفّر جاحده، لأن هذا الشيء ظني، وليس قطعياً، وما دام ظنياً فلا يكفّر جاحده، وقد جاء الحديث الشريف عن طريق الآحاد.
مثلاً، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ)).
(صحيح مسلم)
وأنا لست ملزماً أن آخذ هذا الحديث على ظاهره، أي إذا لم تذنب أهلكك الله عز وجل، وأنا عندئذ أضطر إلى التأويل، حتى ينسجم هذا الأثر النبوي مع روح الدين، ومع روح الآيات القرآنية،"
"في الآيات التي تتحَدَّث عن ذات الله عز وجل في القرآن الكريم، فهناك من أنْكر الصِّفات، وعُرفوا بالمُعَطِّلة، وهناك من جَسَّدها وهم المُشَبِّهَة، وهناك من فَوَّضَ تفْسيرها إلى الله عزوجل، وهناك من أوَّلها تأويلاً يليق بِكَماله.
في الحقيقة نحن مع الفريقين الأخِيريْن، الذين فَوَّضوا، والذين أوَّلوا وربَّما كُنَّا بِحاجَة إلى التأويل، فإذا قلنا: إنّ الله سميعٌ، أي يعْلم ما تقول، وبصير يعلم ما تفْعل، وإذا قلنا يدُ الله، أي قُدْرَتُه، وإذا قلنا: وجاء ربّك، أي وجاء أمْر ربِّك، وهكذا نُؤوِّل بما يليق بِكمال الله تعالى، أو نُفَوِّض حيث نقول: هذه الآية نُفَوِّضُ تأويلها إلى الله تعالى، نحن آمنَّا بالله عز وجل، والله تعالى أخْبَرَنا أنَّ لهُ سمْعاً وبَصَراً، نُفَوِّض إلى الله آية السَّمْع والبصر، أو أنَّنا نُفَسِّرهما بما يليق بالله عز وجل."
واستشهد بكلام من متن الجوهرة
و الله المستعان
ـ[صخر]ــــــــ[13 - 06 - 08, 02:16 م]ـ
هل قوله ذاك او زلله في بعض القضايا العقدية يخرجه من منهج أهل السنة والجماعة .. سؤال للاستفسار ..
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 06 - 08, 04:50 م]ـ
كل من رضي طريقا غير طريق أهل السنة والجماعة فلسنا نحن الذين أخرجناه منهم، بل هو الذي رضي بذلك، واختار من تلقاء نفسه طريقا آخر.
=
وبخصوص ما نقلته عنه:
فإنه كان في اسم الله " المصور "، وها هو بنصه من موقعه:
قال:
فالصفات المتعلقة بالذات الإلهية ممنوع أن تلغيها، وممنوع أن تجسدها، وينبغي أن تفوض، أو أن تؤوّل، التأويل: موقف مقبول أحياناً، أما التفويض: فأكمل، أنا أفوض الله في معنى سمعه، ومعنى بصره، ومعنى:
? وَجَاءَ رَبُّكَ ?
(سورة الفجر الآية: 22)
كيف يجيء؟
ومعنى:
? يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ?
(سورة الفتح الآية: 10)
أنا أفوض معاني هذه الصفات التي وصف الله بها نفسه إلى ذات الله، وهو أكمل موقف إيماني، حينما أريد أن أوضح لأناس إيمانهم ليس كما ينبغي: أؤول!!، لكن ممنوع أن ألغي، وأن أنفي، فإذا نفيت عطلت صفات الله، وممنوع أن تمثِّل، لأنك جسّدت هذه الصفات كصفات الإنسان.
انتهى
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[14 - 06 - 08, 01:10 ص]ـ
حضرت عنده مرة أو أكثر منذ أعوام مضت في زمان عزّ فيه أن تجد مسجدا سنيا في دمشق!
والله المستعان.
ومحاور النابلسي على قناة اقرأ في (موسوعة الأخلاق الإسلامية) هو أخ أحسبه على عقيدة طيبة إن شاء الله واسمه أحمد السعيدان.
http://nabulsi.com/video/nadwat/mawsoa/mawsoa-akhlak.php
والرجل ما دام غير متخصص في علوم الشريعة فهو أسلم من غيره بالجملة.
ـ[الصايلي الحربي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 01:43 م]ـ
حديث الرجل ينشرح له الصدر
ـ[بسام قاروت]ــــــــ[22 - 06 - 08, 09:21 م]ـ
أشكر صاحب الموضوع ..
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[23 - 06 - 08, 12:38 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
الحق أني لا أعرفه ولكن
أولا: الذي يحكم على عقيدة الرجال هم أهل العلم من أهل السنة والجماعة حفظهم الله ورعاهم وهم من يؤخذ منهم الجرح والتعديل
ثانيا:هذا الذي ذكر أخونا الفاضل أبو ممدوح و حكم به شيخنا إحسان العتيبي أين مصدره فيراجع
أرجو من الإخوة سؤال العلماء من أهل السنة عن عقيدة الرجل ومن وقف على قول فليوافنا لأهمية الأمر حيث أن الرجل يبث منهجه عبر آذان العوام إلى قلوبهم، فهو -منهجه - إما حق ندعوا إليه وإما غير ذلك نحذر منه
مأجورين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/468)
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[27 - 06 - 08, 11:38 م]ـ
أخي أبا تراب نعم الذين يحكمون هم العلماء.
ولكن لو كان أشعريا فهل تتنتظر أحدا يحكم عليه, كيف وهو يحكم على نفسه بذلك, الرجل يقول التفويض أكمل ثم نقول لا ليس مفوضا بل ننتظر حتى يتكلم فيه أحد.
إذا كان ثمة رجل يدرس منهج أهل البدع ويدعو إلى البدعة والتفويض والتأويل ويعترف بأن هذا هو الحق والصواب, ماذا نقول؟ هل ننتظر التبيين أم نعرفه بما درسنا وتعلمنا.
ولا أقصد الشيخ المذكور لأني لا أعرفه وإنما كلامي على العموم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 12:27 ص]ـ
مثلُ هذا في عدم وضوح حاله، وعِظم البلية على السني في بلده=ممن يحسن السكوت عنه مالم يكثر في كلامه مخالفة السلفية كمثال ما ذكره الشيخ إحسان ..
فليُنبه على خطأه وليُسكت عنه فيما سوى ذلك لعله ممن تجوز لهم المداراة .. ومثله يُستمال ولا يُنفر ...
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 06:47 م]ـ
الطريقة المثلى هي مناصحته وتبيين الحق له بالحكمة والموعظة الحسنة, فإن أطاع فالحمد لله وإن أبى فيجب التحذير منه, مادام له منبر وله دعوة, فمثل هذا يلبس على الناس ويعلمهم الباطل, وأي باطل أعظم من القول في صفات الباري جل وعلا بالتأويل والتعطيل والتفويض.
أذكر أني سمعت الشيخ ابن باز رحمه الله حينما سئل عن رجل يصاحب صاحب بدعة مالموقف منه, فأجاب رحمه الله: بأنه يناصح ويعرف بصاحبه فإن انتصح فالحمد لله وإن أبى فإنه يلحق به. أو كما قال رحمه الله وهو في شريط شرح كتاب فضل الإسلام.
فهذا من يماشي صاحب البدعة فكيف بالمبتدع نفسه, والله المستعان.
قال عاصم الأحول: جلست إلى قتادة, فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه, فقلت: لا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض, فقال يا أحول أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع فينبغي أن يذكر حتى يُحذر.
وقال يحيى بن سعيد القطان سألت سفيان الثوري وشعبة ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة عن الرجل تكون فيه تهمة أو ضعف, أسكت أم أبين؟ قالوا بين"
والنصيحة واجبة لعامة المسلمين في تحذيرهم من أهل البدع, إذ بحضورهم يقعون فيما حذر منه الصحابة رضوان الله عليهم وتابعيهم وأئمتهم, ولو سقت أقوال السلف في النهي عن حضور ومجالست أهل البدع لما انتهيت.
والله الموفق
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 06 - 08, 03:53 م]ـ
هداك الله يا أبا تراب
نقلت لك ما سمعته، وما يوجد في موقعه، ولا زلت تشكك، وتذكر احتمالات؟! مع قولك إنك لم تسمعه ولا مرة!
وهل تتوقع أنه لو كان سلفي العقيدة سيتركه البوطي وحسونة يدرس في الشام؟!!!
وهل تتوقع أن نتوقف في عقيدة ابن قدامة والطحاوي وابن القيم والذهبي ... الخ إذا خالف الواحد منهم اعتقاد السلف في كلية اعتقادية؟
وهل سنقدم الأسماء على الحق في الاعتقاد؟
ولباقي المدافعين عن الرجل:
دعوكم من العاطفة، ولا يغرنكم الأسلوب الحسن عنده، فبمثل هذا سُوِّق للسويدان، والجفري، وعمرو خالد
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[29 - 06 - 08, 04:35 م]ـ
فبمثل هذا سُوِّق للسويدان، والجفري، وعمرو خالد
وبمثل هذا يُفتتن العوام
وهل كانت قناتي إقرأ-رسالة الجهل ستفتحان له الأبواب لو كان على منهج السلف الصالح
والله المستعان
ـ[المنادي]ــــــــ[09 - 08 - 08, 07:20 ص]ـ
الإخوة الأفاضل .... ما رأيكم بكلامه هذا في موضوع (صفة البصير)
يقول ((بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
البصير
مع الدرس السادس والخمسين من دروس أسماء الله الحُسنى والاسم اليوم البصير، البصير كما ورد في الحديث الصحيح اسمٌ من أسماء الله الحُسنى، ومعنى هذا الاسم في اللغة:
البصر: هو العين، أو حاسة الرؤية، وقيل البصر: هو النور الذي تدرك به المبصرات، وكلكم يعلم أن العين مهما تكن حادة النظر ومهما يكن الشيء واضحاً لا بد من وسيط من النور يتيح للعين أن ترى هذا الشيء، ويمكن أن تُسحب هذه الحقيقة على العقل، فالعقل مهما كان حاد الذكاء، ومهما كانت الأمور واضحة وضوح الشمس، لابد من نور إلهي يكشف لهذا العقل حقيقة الأشياء، لذلك قال تعالى:
(سورة الأنفال)
(سورة الحديد)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/469)
والعقل من دون هداية الله، من دون وحي السماء، من دون خطاب الله للبشر، العقل يَضل ويُضل، وينحرف ويُحرف، فالبصير من البصر، والبصر هي العين، والبصر حاسة الرؤية، والبصر النور الذي تُدرك به المبصَرات، هذه المعاني وردت في معاجم اللغة.
والبصر نفاذ الحقيقة في القلب، والبصيرة قوة القلب المدركة للحقائق، نقول فلان ذو بصيرة أي في قلبه قدرة على كشف الحقائق، والمبصر هو العالم والحاذق، والتبصر هو التأمل والتعرف والثبات في الدين.
قبل أن نمضي في التعرّف على هذا الاسم العظيم ينبغي أن نضع بين أيديكم هذه الحقيقة، هذه الحقيقة، هي أن مشكلة الناس جميعاً هي في انحراف الرؤية وفي خطأ الرؤية، لأن الإنسان في الأصل مفطور على حب ذاته وحب وجوده، يحب ذاته، يحب سلامة وجوده، يحب كمال وجوده يحب استمرار وجوده، فكيف يسلك طريقاً فيه هلاكه، فكيف يقترف المعاصي والآثام، فكيف يهلك نفسه بمعصية ربه؟ لأنه رأى خطأً أن المعصية مغنماً لا مغرماً، لأنه رأى خطأً أن كسب هذا المال ربح له الإنسان يحب ذاته فحرصه على سلامة وجوده، وحرصه على كمال وجوده، وحرصه على استمرار وجوده، يقتضي أن يحفظ طاعة الله عز وجل.
هؤلاء الذين يقترفون المعاصي والآثام، هؤلاء الذين يرتادون الأماكن المحرمة لماذا ارتادوها لماذا أقبلوا على المعصية؟ لأنهم توهموا أنها تسعدهم، ولو عرفوا أن طاعة الله عز وجل هي وحدها التي تسعدهم وأن الإقبال عليه هو الذي يطمئنهم لما سلكوا هذا الطريق.
فما الفرق بين مؤمن مستقيم على أمر الله، وبين عاص متفلت من أمر الله؟ .. هناك فرق بينهما، الرؤية.
سيدنا يوسف حينما دعته امرأة ذات من منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين، ما الذي جعله يحجم عن اقتراف هذه المعصية رؤيته لما تنطوي عليه من هلاك ومن بعد عن الله عز وجل، هذا الذي إذا دعته امرأة ذات منصب جمال أقبل على هذه المعصية ما الفرق بينه وبين هذا الطائع؟ .. الرؤية فقط .. إن صحت رؤيتك صح عملك وإن صح عملك سعدت في الدنيا والآخرة، وإن انحرفت رؤيتك فسد عملك وإن فسد عملك هلكت في الدنيا والآخرة، أكاد أقول إن الفرق الوحيد بين الشقي والسعيد، بين المستقيم والمنحرف، صحة الرؤية أو خطأ الرؤية.
لذلك ماذا كان يدعو النبي؟ كان يدعو ويقول " اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ".
لذلك أحدنا حينما يرى أن المعصية مهلكة له، وأن الطاعة مغنماً له هذه نعمة والله الذي لا إله إلا هو لا تُقّدَّر بثمن، لا تُقدر بثمن أن ترى الحق حقاً، لأن هناك من يرى الباطل حقاً، وأن هناك من يرى الحق باطلاً، أما أن ترى الحق حقاً، أما أن ترى الباطل باطلاً.
شيء آخر إن رأيت الحق حقاً، وإن رأيت الباطل باطلاً، الآن أنت بحاجة إلى إرادة قوية تحملك على اتباع الحق وترك الباطل، رؤية وإرادة، أرنا الحق حقاً، والباطل باطلاً.
والله آلاف مؤلفة، والله ملايين مملينة ترى الحق باطلاً، وترى الباطل حقاً، فإذا جاءت رؤيتك مطابقة لمنهج الله، إن رأيت الحق حقاً إن رأيت الباطل باطلاً، هذه نعمة لا تُقدر بثمن.
أيها الإخوة من عادتي أنني إذا رأيت شاباً مؤمناً مستقيماً، أقول له دائماً أعظم نعمة أنت فيها هي نعمة الهدى، نعمة أن رؤيتك صحيحة نعمة أن في قلبك نوراً يريك الحق حقاً والباطل باطلاً، الإنسان إذا اتصل بالله ولاذ بالله، وانطلق لتنفيذ أمر الله، الله يلقي في قلبه النور.
ففي اللغة إذاً؛ البصر هي العين، والبصر حاسة الرؤية، والبصر نور يقذفه الله في القلب، والبصر هو النور الذي يتوسط بيننا وبين المبصَرات، والبصر قوة القلب في كشف الحقيقة، والبصير والمبصر والبصير هو العالم الحاذق، والتبصر هو التأمل والتعرف والثبات على الدين، هذا ما جاء في قواميس اللغة حول كلمة البصير.
أما البصير بمعنى المبصر فهو فعيل بمعنى مفعول، كأن تقول جريح بمعنى مجروح، وقتيل بمعنى مقتول، البصير؛ بمعنى المبصر، في اللغة يأتي هذا المعنى.
الآن اسم البصير من أسماء الله الحُسنى، وهو المبصر لجميع المبصَرات كل ما في الكون إذا أمكن أن يبصر فالله سبحانه وتعالى يبصره، كل المبصَرات ربنا عز وجل بصير بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/470)
البصير؛ هو الذي يشاهد الأشياء كلها، ظاهرها وخفيها من دون جارحة، في الدرس الماضي تحدثت عن السميع، وبيّنت لكم أن الله عز وجل عز وجل سبحانه وتعالى يسمع من دون أداة ومن دون جارحة تغير في ذاته، نحن إذا استمعنا إلى شيء لابد من أن يهتز غشاء الطبل حتى نسمع من دون آلة من دون جارحة من دون تغير في ذات الله عز وجل، والبصر في حق الله تعالى عبارة عن الصفة التي ينكشف بها كمال نعوت المبصَرات؛ الشيء إذا انكشف لك انكشافاً تاماً فقد أبصرته، قد ينكشف لك ظاهره، إذا انكشف لك ظاهره فأنت لم تدرك كمال صفته.
قد تأتي أنت بقطعة ماس ثمنها نصف مليون ليرة تضعها في الوحل ثم تضعها في الشمس تبدو لك كَدَرة، فإذا رأيت ظاهرها ظننتها كدرة، لذلك كمال الإبصار أن ترى حقيقة الشيء.
لذلك قالوا هي الصفة التي ينكشف بها كمال نعوت الأشياء، هذه الماسة التي يزيد ثمنها عن نصف مليون ليرة، إذا غمستها في وحل ثمَّ جففتها تبدو لهذه العين كدَرَة، ما معنى اسم البصير؟ معنى اسم البصير هو الذي تنكشف له كمال صفات الأشياء؛ يعني أنت كإنسان بهذه العين تراها كدرة، لكن كمال اسم البصير يراها ماسة، فرق كبير.
يعني الله عز وجل يعرف كل شيء، لا يخفى عليه شيء، أما نحن فنرى ظاهر الأشياء، أما باطنها، أما حقيقتها فمحجوبة عنا، وقد ورد هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم: " نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر ".
الفكرة دقيقة، يعني اسم البصير؛ هي الصفة التي ينكشف بها كمال صفة المبصرات، لو فرضنا إنسان قصير القامة أسمر اللون أحنف الرجل ناتئ الوجنتين غائر العينين مائل الذقن، وقد يكون أعلم علماء الأرض في علم من العلوم، فأنت إذا نظرت إلى شكله رأيته شيئاً عادياً، لكن لو علمت ما ينطوي عليه من علم لأكبرْته أعظم إكبار فإذا نظرت بعينك إليه فأنت لم تكشف كمال صفات هذا الإنسان، أما إذا أدركت علمه وأخلاقه، طبعاً هذا ورد في التاريخ عن أحد التابعين وهو الأحنف بن قيس وصفه من وصفه فقال: كان قصير القامة أسمر اللون مائل الذقن أحنف الرجل، غائر العينين، ناتئ الوجنتين، ليس شيء من قبح المنظر إلا آخذ منه بنصيب، وكان مع ذلك سيد قومه، إذا غضب غضب لغضبته مائة ألف سيف لا يسألونه فيمَ غضب
لو أن واحداً من الناس نظر إلى الأحنف بن قيس، فرأى فيه هذه الصفات التي لا تُرضي، فظن أنه شخصاً عادياً، هل أدرك بعينه هذه كمال صفات هذا التابعي الجليل؟ لا.
معنى اسم البصير؛ صفة لله عز وجل تنكشف بها كمالات نعوت الأشياء، بصير يعلم كل شيء، يبصر كل شيء، ظاهر الشيء وباطنه وخلفيته، وما ينطوي عليه)) انتهى
ـ[أبو موسى الأردني]ــــــــ[09 - 08 - 08, 09:57 ص]ـ
هذا شرح له على العقيدة الطحاوية ويتبين لكل ذي لب عقيدة الرجل وإليكموها بحروفها كما هي في موقعه:
الدرس 04/ 20 من العقيدة الطحاوية لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي.
موضوع الدرس: لا شيء كمثله.
تفريغ: السيد عماد علان.
تدقيق لغوي: الأستاذ غازي القدسي والأستاذ أحمد مالك.
التنقيح النهائي: المهندس غسان السراقبي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه، وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة المؤمنون، لا زلنا في درْس العقيدة، وننتقل إلى قول الإمام الطحاوي: "ولا شيء مثله".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/471)
في الحقيقة نُعيدُ ونُكَرِّر أنَّ العقيدة الصحيحة ينبغي أن تنطلق من كتاب الله وسنَّة رسول الله، وكلام الله سبحانه وتعالى في أعلى المُسْتويات من حيث المضْمونُ، ومن حيث الشَّكْلُ، فقد اتَّفق أهْل السنَّة على أنَّ الله تعالى "ليس كمثله شيء"، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، وإنّ الله جلَّ جلاله، له ذات، وله صِفات، وله أفعال، والذين أنكروا صِفاته فقد عَطَّلوها، والذين جَسَّدوها انْحرفوا، والذين فَوَّضوا تفْسيرها إلى الله عز وجل اِتَّبعوا، والذين أوَّلوها أرادوا أن يُقْنِعوا مَن جاء بعدهم مِمَّن حَكَّم عقْله، في الآيات التي تتحَدَّث عن ذات الله عز وجل في القرآن الكريم، فهناك من أنْكر الصِّفات، وعُرفوا بالمُعَطِّلة، وهناك من جَسَّدها وهم المُشَبِّهَة، وهناك من فَوَّضَ تفْسيرها إلى الله عزوجل، وهناك من أوَّلها تأويلاً يليق بِكَماله.
في الحقيقة نحن مع الفريقين الأخِيريْن، الذين فَوَّضوا، والذين أوَّلوا وربَّما كُنَّا بِحاجَة إلى التأويل، فإذا قلنا: إنّ الله سميعٌ، أي يعْلم ما تقول، وبصير يعلم ما تفْعل، وإذا قلنا يدُ الله، أي قُدْرَتُه، وإذا قلنا: وجاء ربّك، أي وجاء أمْر ربِّك، وهكذا نُؤوِّل بما يليق بِكمال الله تعالى، أو نُفَوِّض حيث نقول: هذه الآية نُفَوِّضُ تأويلها إلى الله تعالى، نحن آمنَّا بالله عز وجل، والله تعالى أخْبَرَنا أنَّ لهُ سمْعاً وبَصَراً، نُفَوِّض إلى الله آية السَّمْع والبصر، أو أنَّنا نُفَسِّرهما بما يليق بالله عز وجل.
يا أيها الإخوة، أنا مُضْطَرّ أن أعيد حقيقةً أساسِيَّة مُهِمَّة جداً، وهي أنّ العقل البشري حينما خلقه الله عزوجل جعل له حُدوداً لا يتَعَدَّاها، وهذا مِن كمال الصَّنْعة، فقد تصْنع ميزاناً وتكتب عليه: هذا الميزان يعْمل في دِقَّة بالغة إلى خمْسين كيلوًا، فإذا حَمَّلْتَهُ فوق طاقته، فهذا الميزان يصاب بِالعَطَب، هل تتَّهِمُ الميزان أو صانِعَهُ؟ لا، بل أتَّهِمُ نفسي، فلو أنَّني حَمَّلْتُ عقلي قَضِيَّةً فوق العقْل، فلا أتَّهِمُ العقل بالقُصور، ولا أتَّهِمُ الصانِعَ بِصَنْعَتِه، ولكن أتَّهِمُ نفسي أنَّني كلَّفْتُهُ لِغَيْر ما خُلِقَ له، هذه فِكْرة دقيقة جداً، فالعقْل البشري لما أوْدعه الله في الإنسان أوْدعه من أجل أن نصِلَ به إلى الله، وفرقٌ كبير بين أن نَصِل به إلى الله وبين أن نُحيطَ بالله، الإحاطة بالله عز وجل من سابِع المُسْتحيلات! ..... إلخ.
فهل بعد الهدى إلا الضلال المبين
وكتب
أبو موسى الأردني
ـ[امين حمدان]ــــــــ[10 - 08 - 08, 07:38 م]ـ
يا أيها الإخوة، أنا مُضْطَرّ أن أعيد حقيقةً أساسِيَّة مُهِمَّة جداً، وهي أنّ العقل البشري حينما خلقه الله عزوجل جعل له حُدوداً لا يتَعَدَّاها، وهذا مِن كمال الصَّنْعة، فقد تصْنع ميزاناً وتكتب عليه: هذا الميزان يعْمل في دِقَّة بالغة إلى خمْسين كيلوًا، فإذا حَمَّلْتَهُ فوق طاقته، فهذا الميزان يصاب بِالعَطَب، هل تتَّهِمُ الميزان أو صانِعَهُ؟ لا، بل أتَّهِمُ نفسي، فلو أنَّني حَمَّلْتُ عقلي قَضِيَّةً فوق العقْل، فلا أتَّهِمُ العقل بالقُصور، ولا أتَّهِمُ الصانِعَ بِصَنْعَتِه، ولكن أتَّهِمُ نفسي أنَّني كلَّفْتُهُ لِغَيْر ما خُلِقَ له، هذه فِكْرة دقيقة جداً، فالعقْل البشري لما أوْدعه الله في الإنسان أوْدعه من أجل أن نصِلَ به إلى الله، وفرقٌ كبير بين أن نَصِل به إلى الله وبين أن نُحيطَ بالله، الإحاطة بالله عز وجل من سابِع المُسْتحيلات! ..... إلخ.
لا فض فوك ابا موسى الأردني
ـ[السنفراوي]ــــــــ[11 - 08 - 08, 07:26 م]ـ
مثلُ هذا في عدم وضوح حاله، وعِظم البلية على السني في بلده=ممن يحسن السكوت عنه مالم يكثر في كلامه مخالفة السلفية كمثال ما ذكره الشيخ إحسان ..
فليُنبه على خطأه وليُسكت عنه فيما سوى ذلك لعله ممن تجوز لهم المداراة .. ومثله يُستمال ولا يُنفر ...
أشكرك أخي العزيز على هذا التوضيح
ولنلتمس للرجل العذر حتى يتجحلى لنا أمره
أسأل الله العظيم أن يوفقنا والشيخ إلى صراط المستقيم
ـ[محمد بن أبي أحمد]ــــــــ[12 - 08 - 08, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم:
بالإضافة إلى أنه يدرس في مسجده العقيدة الطحاوية وهي موجودة على موقعه كدروس صوتية
اعلم أخي بارك الله فيك أن الأشاعرة يعدّون "العقيدة الطحاوية" من كتبهم ويحسبون الإمام الطحاوي من أئمتهم.
فتدريس "العقيدة الطحاوية" لا يدل على سلفية المدرس. والله أعلم
ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[12 - 08 - 08, 01:54 ص]ـ
- إن صح ما نقله الأخوة - ....
أرجو الله أن يوفقه لتصويب عقيدته في الأسماء والصفات، وأن يثبته على ما يعتقده من الحق، فالحقيقة أن قوليه "الله في السماء"، وأن "لا إله إلا الله" تعني "لا معبود بحق إلا الله" قولان يندر أن تسمع أحد يقول بهما في بلده!!!
اللهم أرنا الحق وارزقنا اتباعه ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/472)
ـ[أبو شهاب الشامي]ــــــــ[18 - 10 - 08, 03:38 م]ـ
السلام عليكم
لا ينتهي عجبي من حال محمد راتب النابلسي، فهو لا يحمل شهادة علمية شرعية معتبرة (اخصاصه الأصلي في التربية واللغة العربية)، ورغم ذلك يتصدر للتدريس بل وللفتوى!! .. فلا حول ولا قوة بالا بالله.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[18 - 10 - 08, 05:16 م]ـ
مثلُ هذا في عدم وضوح حاله، وعِظم البلية على السني في بلده=ممن يحسن السكوت عنه مالم يكثر في كلامه مخالفة السلفية كمثال ما ذكره الشيخ إحسان ..
فليُنبه على خطأه وليُسكت عنه فيما سوى ذلك لعله ممن تجوز لهم المداراة .. ومثله يُستمال ولا يُنفر ...
أصبتم كبد الحقيقة حفظكم الله تعالى
وعلى كل حال فهو وكثير من علماء الشام حرسها الله تعالى يثبتون العلو للعلي الغفار ويتبرؤون من الشرك ومظاهره وينكرونها ولكنهم متأثرون بالأشاعرة ينهجون ما تعلموا.
والله المستعان
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[22 - 10 - 08, 06:25 م]ـ
هداك الله يا أبا تراب
نقلت لك ما سمعته، وما يوجد في موقعه، ولا زلت تشكك، وتذكر احتمالات؟! مع قولك إنك لم تسمعه ولا مرة!
وهل تتوقع أنه لو كان سلفي العقيدة سيتركه البوطي وحسونة يدرس في الشام؟!!!
وهل تتوقع أن نتوقف في عقيدة ابن قدامة والطحاوي وابن القيم والذهبي ... الخ إذا خالف الواحد منهم اعتقاد السلف في كلية اعتقادية؟
وهل سنقدم الأسماء على الحق في الاعتقاد؟
ولباقي المدافعين عن الرجل:
دعوكم من العاطفة، ولا يغرنكم الأسلوب الحسن عنده، فبمثل هذا سُوِّق للسويدان، والجفري، وعمرو خالد
اي والله , وكم من عاطفة اهلكة اصحبها
جزاكم الله خير , ورفع قدركم, إستمرو وفقكم الله.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 05:18 م]ـ
ليس قول عامة الأشاعرة بل قوله تجاوز بمراحل قول الشيخ البوطي وفقه الله فهو يصرح بصريح قول المعتزلة و الجهمية في الصفات و الملاحظ أن الغزو الاعتزالي لبلاد الشام من جهة التشيع و من جهة العقلانية المتطرفة لبعض الاخوان يزداد وتيرة كما و كيفا
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[23 - 10 - 08, 06:18 م]ـ
ها هم الأشاعرة يدعون انهم على العقيدة الصحيحة وان الإمام الطحاوي على عقيدتهم وان أهل السنة السلفيون قد حرّفوا النصوص التي قال بها الإمام الطحاوي وينطبق عليهم المثل السائر رمتني بدائها وانسلّت
عاملهم الله بما يستحقون ولهم عليها شروحات لا داعي لذكرها
ـ[أم ديالى]ــــــــ[30 - 11 - 08, 12:58 م]ـ
سؤال يهمني ارجو منكم الاجابة عليه
كيف تقولون انه اشعري والاشاعرة لا يثبتون الا 7 صفات، والنابلسي شرح 99 اسما لله تعالى؟؟؟
انا استمعت اليه - ولست طالبة علم متمرسة - واعجبني اسلوبه في الشرح، واحببت ان اقوم بتحميله وتوزيعه على صديقاتي - عوام - ولكن بعد انتقاداتكم هنا لم افعل .. فما رأيكم .. هناك الكثير لا يعرفون معاني اسماء الله الحسنى ولم اجد شرحا مميزا ولا غير مميز، وشرح النابلسي رائع بحق ..
أرد الجواب بارك الله فيكم ..
ـ[أم ديالى]ــــــــ[01 - 12 - 08, 12:07 م]ـ
اريد ردا على سؤالي بارك الله فيكم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 01:05 م]ـ
الأخت الكريمة أم ديالى
بعض الأشاعرة ليسوا على حالٍ واحد في إثبات الصفات. أما الأسماء فهم يُثبتون لله أسماءه لا ينكرون منها شيء حتى وإن كان إثباتهم لفظًا مجردًا عن معاني الصفات غير السبع.
فقد يكون عنده إنكار لبعض الصفات لكن من يثبت العلو والاستواء ويتأوّل الرضى والغضب والضحك، خير ممن ينكر ويتأول كل ذلك.
..
والبارحة كنت أقرأ في منتدى صوفي فتوى له نقلها أحد الأعضاء في أن والدي الرسول صلى الله عليه وسلم في النار، موافقاً بذلك للنص وهو على خلاف ما عليه الأشاعرة والمتصوفة.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[01 - 12 - 08, 11:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الكريم ابو ابراهيم الحائلي ..
استفدت مما ذكرتم ..
وسؤالي ايضا هل تنصحون بنسخ شرحه على اقراص وتوزيعها على العوام .. فأسلوبه الهاديء المفعم بالفوائد المتنوعة والقصص الجميلة يجعلني الح بهذا السؤال لعل هناك من يشير علي بما ينفعني وينفع اخواتي ..
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 11:16 م]ـ
أنصحكِ ألا تفعلي.
إلا إذا أنتِ متأكدة 100% أن المادة في هذا القرص موافقة للعقيدة السليمة عقيدة أهل السنة.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[02 - 12 - 08, 03:39 م]ـ
أخي الكريم أبو ابراهيم
هناك من سيقول لك ابن حجر رحمه الله كانت لديه اخطاء في الاسماء والصفات .. فلا يمنع ان نستفيد من الخير الذي لدى النابلسي طالما ان الاخطاء قليلة ..
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[02 - 12 - 08, 04:01 م]ـ
لا تفعلي أخي أم ديالي
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[02 - 12 - 08, 05:13 م]ـ
أخي الكريم أبو ابراهيم
هناك من سيقول لك ابن حجر رحمه الله كانت لديه اخطاء في الاسماء والصفات .. فلا يمنع ان نستفيد من الخير الذي لدى النابلسي طالما ان الاخطاء قليلة ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
هذا ليس عذر لنا في نشر عقيدة الإشاعرة - وإن كنت اعتقد في الرجل أنَّه ليس على عقيدتهم في كل الأسماء والصفات وأنا أعرفه شخصياً - فالأمر مختلف هنا، وذلك لأمرين:
الأول: أنه لا يمكننا الاستغتاء عن كتب الحافظ ابن حجر رحمه الله، وخصوصاً الفتح، حتى قيل:" لا هجرة بعد القتح "0 *بخلاف الأمر هنا، إذ يمكن الاستغتاء عن هذه الدروس، واستبدالها بخير منها، فالدروس الصوتية لأهل العلم الثقات متوفرة بكثرة على الشبكة ولله الحمد والمنة0
الثاني: أنَّ هناك قاعدة أصولية شرعية، تفيد بأنَّ درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، لذا أقول إن كان هناك فوائد في هذه الدروس - واعتقد أنَّ فيها مثل هذه الفوائد أقول ذلك للإنصاف - بيد أنَّ ما فيها من موافقة الأشاعرة في بعض مسائلهم، يعدم تلك الفائدة بالنسبة للعوام0
* - قال ذلك الحافظ الشوكاني رحمه الله عندما قيل له لو تشرح لنا صحيح البخاري، فقال هذه الجملة التي تعبر عن مكانة هذا الشرج الحافل بين العلماء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/473)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[02 - 12 - 08, 05:58 م]ـ
أخي الكريم أبو ابراهيم
هناك من سيقول لك ابن حجر رحمه الله كانت لديه اخطاء في الاسماء والصفات .. فلا يمنع ان نستفيد من الخير الذي لدى النابلسي طالما ان الاخطاء قليلة ..
باختصار شديد أختنا الكريمة
أنتِ ذكرتِ أن من ستوزعين عليهن من العوام، والعامي لا يميز بين ماهو على عقيدة صحيحة أو خلافه.
أما ابن حجر فلا يقرأ له إلا طالب علم، ومع هذا يبنغي أن يحترز طالب العلم عندما يقرأ في مسائل الاعتقاد.
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[02 - 12 - 08, 06:32 م]ـ
الحقيقة لقد احترت فيه
وانقل لكم كلامه في حكم المولد
"أيها الإخوة الكرام، هناك لغط كبير حول حكم الاحتفال بعيد المولد، هناك من يرى أن الاحتفال بعيد المولد بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، صاحبنا هذا أوصلنا بالاحتفال إلى النار، وهناك من يرى أنه لابد من أن نحتفل بعيد المولد، فهو عبادة من العبادات، وكلا الرأيين خاطئ، والحق وسط بين طرفين ".
http://www.nabulsi.com/text/08islam/islami-19.php
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[02 - 12 - 08, 09:29 م]ـ
لا أنصحك بأن توزعِ على أحد شرائط هذا الرجل ..
العقيدة أمر هام، لايُتهاون فيه، وربما يسمع له أحد من تهدين، فيتشبث بعقيدة الرجل، فانتبهى رحمك الله.
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[02 - 12 - 08, 10:17 م]ـ
اعلم أخي بارك الله فيك أن الأشاعرة يعدّون "العقيدة الطحاوية" من كتبهم ويحسبون الإمام الطحاوي من أئمتهم.
فتدريس "العقيدة الطحاوية" لا يدل على سلفية المدرس. والله أعلم
أصبت أخي محمد ها هم الماتريدية قد شرحوا عقيدة الإمام أبي جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى
فهي ليست معيارا على صحة معتقد من يدرّسها نعم لو كانت العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام لجاز لنا الإستئناس - أقول: الإستئناس و أنا أعني ما أقول - بذلك على سلامة عقيدة من يدرّسها.
ملاحظة: قلت: الإستئناس و لم أقل الإستدلال لأننا شاهدنا الكثير ممن يدرّس كتب السلف و هو ممن ينضح بالتكفير في عقيدته.
و الله المستعان.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[03 - 12 - 08, 09:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا ونفع بكم
ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[11 - 12 - 08, 06:15 م]ـ
السلام عليكم
سأكون ممتنا للأخ الذي يرسل لنا عنوان النابلسي،فسأوافيكم بجوابه بعد أن أنظر بما أذاعه لأحد الأخوة وأتأكد هل هو قوله بالفعل أم؟؟؟؟،ولا بد من التأكد ... أحبتنا
لا تقولوا ولا تأخذوا بأي قول ما لم يصرح صاحبه به خاصة في مثل هذا الزمان.
هذا رأينا
ومن جاءني بالعنوان سأضع بين يديه ما رآه البعض عن الرجل.
شكرا لكم
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[19 - 12 - 08, 04:48 ص]ـ
أصدق الأقوال ما قاله أبو فهر .. سدده الله تعالى
وعده أشعريا هكذا بالمجان لا يصح ..
وقد سمعته يستشهد بابن تيمية كثيرا ..
ولا يذكر اسمه ويقول: قال بعض العلماء .. بعض أهل العلم
وكذلك ابن القيم .. ولا يذكره أيضا ..
فادعوا للرجل .. يكاد أمثاله أن يكونوا وحدهم في الميدان
في وسط ركام الباطل .. وآخره الرفض المتفشي!
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[19 - 12 - 08, 11:31 ص]ـ
أصدق الأقوال ما قاله أبو فهر .. سدده الله تعالى
وعده أشعريا هكذا بالمجان لا يصح ..
وقد سمعته يستشهد بابن تيمية كثيرا ..
ولا يذكر اسمه ويقول: قال بعض العلماء .. بعض أهل العلم
وكذلك ابن القيم .. ولا يذكره أيضا ..
فادعوا للرجل .. يكاد أمثاله أن يكونوا وحدهم في الميدان
في وسط ركام الباطل .. وآخره الرفض المتفشي!
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد
لقد أصبت كبد الحقيقة - كما يقولون - فالرجل أنظف بكثير من مشايخ بلدي من الناحية الاعتقادية والسلوكية، و أمَّا مافيه من لوثة أشعرية - إن صح التعبير - فيعود ذلك إلى أمرين هامين:
الأول: إنَّ المذهب الأشعري هو السائد في سوريا، فلا يوجد - وهذا على سبيل الجزم والتأكيد - أي معهد شرعي أو كلية شرعية تدرس مذهب السلف، وذلك في طول البلاد وعرضها، والله المستعان0
فالرجل - وكما قلت سابقاَ - ليس أشعريا في جميع الآيات والصفات، بل تجده قد وافق منهج السلف في كثير من المواطن0
الأمر الثاني: كما أنَّ المرء لا يستطيع أن يجاهر بعقيدته في البلد - وخصوصاً إذا كان مشهوراً - فإنه يحترق، إذا مشايخ المذهب الأشعري له بالمرصاد، و تهمة الوهابية جاهزة على كل من ينهج نهج الكتاب والسنة، و هؤلاء المسايخ غرروا بالأمن وأفهموهم بأنَّ السلفية مذهب مستورد و أنَّه مذهب تكفري00وأنَّه00وأنَّه00إلى غير ذلك من التهم الباطلة، لذلك أحبتي أرجوا أن تعذروا الرجل إذا تلكم ببعض المسائل ووافق فيها الأشاعرة، وسبب ذلك هو: إمَّا عن جهل - كما بينت في السبب الأول - أو عن خوف - كما بينت في السبب الثاني - والله أسأل أن يفرج الكرب ويرفع هذا البلاء00اللهم آمين00
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/474)
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[19 - 12 - 08, 12:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للفائدة العقيدة الطحاوية وكذلك رسالة ابن أبي زيد القيرواني تعرض لها بالشرح علماء سنيون وآخرون أشاعرة وأنا ذكرت هذا حتى يتنبه كل ذي لب ويفهم أنه ليس كل من شرح كتابا من كتب أهل السنة فهو سني بل تجده خلفيا إما خارجيا أو أشعريا أو غير هذا ويؤول كلام الماتن بما يوافق هواه والله المستعان
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[19 - 12 - 08, 06:11 م]ـ
قيل لعالم الجزيرة محمد بن إبراهيم: لم لا تشكو ابن حمدان وهو يشنع عليك ويطعن فيك؟
قال: أشكو عليه وهو يشرح التوحيد؟!
فتأمل فقهه .. وكان ابن حمدان عالم مكة .. وبينه وبين الشيخ محمد بن إبراهيم ما يقع بين الأقران أحيانا
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[25 - 02 - 09, 02:57 م]ـ
هل من مزيد كلام ....
ـ[نبيل العمري]ــــــــ[28 - 02 - 09, 09:34 ص]ـ
قيل لعالم الجزيرة محمد بن إبراهيم: لم لا تشكو ابن حمدان وهو يشنع عليك ويطعن فيك؟
قال: أشكو عليه وهو يشرح التوحيد؟!
فتأمل فقهه .. وكان ابن حمدان عالم مكة .. وبينه وبين الشيخ محمد بن إبراهيم ما يقع بين الأقران أحيانا
سلمت أيها الحبيب هذا فيما لو كان التوحيد المشروح توحيدا صافيا وخيّرا على كتاب وسنة وسيرة خلف سلف.
أما لو كان توحيد الأشاعرة ومن شاببهم فلا.
ومسألة توزيع أشرطة من له مخالفات وكتبه ولو كانت صافية في نفسها تنازعك فيها مسألة تكثير سواد أهل البدع فليس شرطا أو ليس مسوغا لك أن تشترط خلو الشريط الموزع من المخالفة الصريحة لتوزعه.
بل لعل السامع له من بعد يقع في حبه والميل للاستماع له في غير ما خلص من المخالفة والعامي خاصة والمبتدئ من طلاب العلك لا يميزان الصحيح من السقيم والغث من السمين.
فالأصل في معاملة كتب وأشرطة أهل البدع أن تهمل ولو كان أحسن الناس أسلوبا وبراعة في الحديث.
وليعلم كا منا أن الحق أبلج والباطل لجلج وكم رأينا من دعاة الضلال والزيغ والقصاص رأينا منهم حسن العبارة فيما يظهر - إذ لا حسن إلا ما كان حقا - ولكن ضل بسببهم أقوام وفئام من الناس جرتهم العواطف وحب الأشخاص , ومن بعد لا تلبث تسمع عن هؤلاء كما كنت تسمع من ذي قبل لأفول نجمهم وضمور صيتهم لمّا كان ما عندهم باطل.
وبالمقابل ترى كثيرا من أهل العلم الراسخين لا يحسن ما أحسن هؤلاء القوم من زخرفة القول وسجع الكهان , ولكن الله يقذف كلامهم في قلوب طالبي الحق وتجد سيرتهم عطرة و آثارهم باقية حتى بعد موتهم ودعوتهم عريضة لمّا كانوا على المنهج السلفي القويم علما وعملا ودعوة.
فالعبرة بالحق والصواب وموافقة الوحيين , و ((أنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحيوة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)) و ((ولينصرن الله من ينصره)) و تأمل في قول الصالحة هاجر أم إسماعيل عليهم السلام ((آلله أمرك بهذا .... إذا لن يضيعنا الله)).
هذا ما بدا لي والله أعلم بالصواب.
مع بيان أني لا أنسب النابلسي للبدعة أو لشيء مما ذكرت في كلامي لأني لا أعرفه فقط عند مابعتي للموضوع رأيت ما كان لزاما التعليق عليه والله المستعان.
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 04:45 م]ـ
أهل العلم لا يخرجون عن
إما أن يكونوا من أهل السنة والجماعة .... فهؤلاء يجب الاستماع لهم والترغيب فيهم ونشر علمهم بين طلاب العلم والعوام.
وإما أن يكونوا من أهل البدعة والإحداث ..... فهؤلاء يجب الحذر منهم وعدم الإستماع لهم إلا للرد عليهم.
وإما أن يكونوا من أهل البدعة وعندهم علم وتأثر بأهل السنة .... فهؤلاء لا يرغب العوام فيهم مخافة الإلتباس بل ويحذر منهم, ويستفيد طالب العلم منهم.
وإما أن يكونوا مستورين أو غير واضح أمرهم ..... فهؤلاء يجب الحذر منهم وعدم ترغيب العامة فيهم, ويجب على أهل العلم معرفتهم لإزالة اللبس
وغالب هؤلاء يعرفون بالألفة وغيرها من القرائن
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[05 - 03 - 09, 02:16 ص]ـ
الدكتور جزاه الله خيرا
في دروسه يركز جداً على توحيد الألوحية ويحذر من الشرك بكل صوره بشكل ملفت
وهو لا يتكلم في الصفات _ إلا ما ندر ... ربما في سلسلة الاسماء الحسنى _
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[08 - 03 - 10, 10:53 م]ـ
لمن يسأل عن الشرح البديل لأسماء الله الحسنى
هذه سلسلة حلقات للشيخ الدكتور إبراهيم الحماحمى على قناة الرحمة وهو شرح ممتع وسهل
يتكلم عن الاسم والآثار الإيمانية له
http://www.way2allah.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=366
البرنامج يذاع السبت، السادسة بتوقيت القاهرة
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[08 - 03 - 10, 11:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولعل الدكتور محمد راتب النابلسي سيزور طرابلس - لبنان ليلقي فيها محاضرة يوم الأربعاء في جامعة طرابلس بمناسبة ذكرى المولد وسيقام بعدها احتفال انشادي في الجامعة ولعله بعدها سيقيم عدة أيام لعلي ألتقي به وأحاول قدر الإمكان أن أسأله وأستوضح منه إن شاء الله تعالى والله الموفق .....
أخوكم من لبنان طرابلس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/475)
ـ[أبو عبيدة التونسي السلفي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 12:25 ص]ـ
عجبا كيف يخفى على مثل الإخوة حال هذا الرجل؟؟؟
فالرجل صوفي أشعري , أضف إليهما جهله ...
كيف لا والرجل يقول كما قال أغبياء الصوفية -وإن كانوا كلهم أغبياء- بأن "هو" من أسماء الله الحسنى
وهذا كلام الرجل بصرح العبارة من موقعه استمعوا له بأنفسكم حتى لا يظن ظانّ بأننا نفتري عليه أو نحمل كلامه ما لا يحتمله
من هنا ( http://nabulsi2.com/sound/02akida/3names/Nam91100/Names95.mp3)
وهذا تفريغ لكلامه , قال:
(أيّها الإخوة الكرام؛ مع الدرس الخامس والتسعين من دروس أسماء الله الحُسنى والاسم اليوم هو الله وهو من الأسماء الحُسنى الزائدة عن الأسماء التِّسْعة والتِّسْعين والتي وردت في الأحاديث الصحيحة.
و " هو " ضمير عائِد على الله جل جلاله ولِشِدَّة ظهوره فإذا قلت: "هو " أيْ هو الله وتقريباً لِهذا المعنى من أذْهانِكم نضرب مثلاً قد يكون في بيْتٍ أو في معْمَل أو في مدْرسة، أو في مُسْتَشْفى أو في مؤسسة شخْصٌ كبير هو كلُّ شيء فَلَوْ تتَبَّعْت أقْوال من هم دونَهُ تجدهم يقولون ذهب جاء وما أراد فكلُّ الأفْعال التي يُغْفَل فاعِلها يُقْصَد منها هذا المدير العام الذي هو كلُّ شيءٍ في هذه الدائرة، "هو" من أسْماء الله الحُسنى وهو ضمير غائبٍ يعود على الله عز وجل)
وفي نفس الدرس نقل القول بانه اسم الله الاعظم (وبعض العلماء يقولون: "هو" اسم الله الأعظم وإذا دَعَوْت به أجابك وهناك أشياء كثيرة حول هذا الاسم "؛ قبل أن نَمْضي في الحديث عن تفاصيلِها يجب أنْ أَضَع بين أيْديكم الآيات الكثيرة التي وردت فيها كلِمة "هو" أو التي ورد فيها اسم الله الأعظم "هو")
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 02:12 م]ـ
عجبا كيف يخفى على مثل الإخوة حال هذا الرجل؟؟؟
فالرجل صوفي أشعري , أضف إليهما جهله ...
كيف لا والرجل يقول كما قال أغبياء الصوفية -وإن كانوا كلهم أغبياء- بأن "هو" من أسماء الله الحسنى
وهذا كلام الرجل بصرح العبارة من موقعه استمعوا له بأنفسكم حتى لا يظن ظانّ بأننا نفتري عليه أو نحمل كلامه ما لا يحتمله
من هنا ( http://nabulsi2.com/sound/02akida/3names/Nam91100/Names95.mp3)
وهذا تفريغ لكلامه , قال:
(أيّها الإخوة الكرام؛ مع الدرس الخامس والتسعين من دروس أسماء الله الحُسنى والاسم اليوم هو الله وهو من الأسماء الحُسنى الزائدة عن الأسماء التِّسْعة والتِّسْعين والتي وردت في الأحاديث الصحيحة.
و " هو " ضمير عائِد على الله جل جلاله ولِشِدَّة ظهوره فإذا قلت: "هو " أيْ هو الله وتقريباً لِهذا المعنى من أذْهانِكم نضرب مثلاً قد يكون في بيْتٍ أو في معْمَل أو في مدْرسة، أو في مُسْتَشْفى أو في مؤسسة شخْصٌ كبير هو كلُّ شيء فَلَوْ تتَبَّعْت أقْوال من هم دونَهُ تجدهم يقولون ذهب جاء وما أراد فكلُّ الأفْعال التي يُغْفَل فاعِلها يُقْصَد منها هذا المدير العام الذي هو كلُّ شيءٍ في هذه الدائرة، "هو" من أسْماء الله الحُسنى وهو ضمير غائبٍ يعود على الله عز وجل)
وفي نفس الدرس نقل القول بانه اسم الله الاعظم (وبعض العلماء يقولون: "هو" اسم الله الأعظم وإذا دَعَوْت به أجابك وهناك أشياء كثيرة حول هذا الاسم "؛ قبل أن نَمْضي في الحديث عن تفاصيلِها يجب أنْ أَضَع بين أيْديكم الآيات الكثيرة التي وردت فيها كلِمة "هو" أو التي ورد فيها اسم الله الأعظم "هو")
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
أسأل الله له الهداية إلى الحق ..
جزاك الله خيرا أخي التونسي
ـ[ابولينا]ــــــــ[09 - 03 - 10, 07:59 م]ـ
كشف صوفية محمد راتب النابلسي
الحمد لله رب العالمين رب السموات السبع وما بينهن رب العرش العظيم
والصلاة والسلام على من أرسل رحمة للعالمين: محمد، وعلى آله وصحبة أجمعين
سألني العديد من الأخوة عن الأستاذ (محمد راتب النابلسي) عن عقيدته ومذهبه، وقد كان ردنا – حسب معرفتنا الشخصية بالرجل - أن الرجل هو عالم وفيلسوف صوفي أشعري مع ملامح اعتزال!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/476)
ولكني بعد الجدل حول الموضوع قررت أن أنقل لمن اعترض عليَّ شئٌ من كتاباته وعبر موقع الانترنت خاصته والمسمى (موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية) وفي باب العقيدة بالذات، شروحاته (دروس) على العقيدة التي يسميها (إسلامية)! وسأخص بعجالتي هذه درسين في العقيدة:
الدرس السادس وعنوانه: (المسلك الرابع في العقيدة: الإشراقة الروحية)!
الرابط:
http://www.nabulsi.com/########/02akida/1akida/akida01-10/akida06.doc
والدرس الثامن عشر وعنوانه: (أسماء الله الحسنى: اسم الله الأعظم)!
الرابط:
http://www.nabulsi.com/########/02akida/1akida/akida11-20/Akida18.doc
وسنقتطف من هذان الدرسان في عقيدة الأستاذ النابلسي ولن نحتاج إلى أكثر منهما لتوضيح لب عقيدته الصوفية.
يقول النابلسي في درسه السادس ما نصه: (و إن الإنسان إذا صفت نفسه واقترب من الله عز وجل، إذا أقبل على الله، ففي هذا الإقبال يتجلّى الله بنوره فيكشف له بعض الحقائق، قال صلى الله عليه وسلم: " عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأانِ أَوْ تَمْلأ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالصَّلاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا " (صحيح مسلم (هذه رؤية القلب وهذه الرؤية لا تحتاج إلى اليقين الحسي و إلى اليقين الاستدلالي " العقلي "، وإلى الخبر الصحيح إنما هي إشراقة روحية إنها نور الله يقذفه في قلب المؤمن، ويقول " الإمام الغزالي " التقوى نور يقذفه الله في القلب، وبهذا النور ترى الحق حقاً والباطل باطلاً)!!
قلت: سبحان الله! نحن لا نحتاج للخبر الصحيح (القرآن والسنّة) بل نحتاج للإشراق!!
والله سبحانه يتجلى (!!!) بنوره فيكشف للشخص المقبل من غير كتاب ولا سنة ولا عقل ولا يقين ... بعض الحقائق!
ونحن بحاجة لنور الله الخيالي حسب التفسير الصوفي الإشراقي المزعوم لمعرفة الحق! أما قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأوُلي الأمر منكم) فهذه الآية غير مهمة ولا نحتاج لها لأن المقبل على الله يحتاج الى النور والتجلي فقط!!
أخي القارئ! النور الذي نسبة الله لنفسه كقوله (يهدي الله لنوره من يشاء) هو الحق الذي أنزله سبحانه على رسله وخاتمهم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وهو الإسلام دين الحق.
وقال تعالى: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) فالذين آمنوا يخرجوا من الظلمات والتي رأسها الإشراك الى النور الذي رأسه التوحيد.
ثم يؤكد النابلسي وبأنه متقن متمرس للعبارة الصوفية: (إذاً إضاءة فطرية أو إشراق روحي، أو نور الله عز وجل يُلقى في قلب المؤمن فيكشف له الحقائق، وهذا عبر عنه علماء التصوّف بمرتبة الكشف)!
و (إذا قال لك رجل في ساعة صفاء إنه سلك ... )!
و (والقناعة هي مرتبة الإسلام، والذوق مرتبة إلى الإيمان، والرؤية مرتبة التقوى، فإذا انتقل الإنسان إلى مرتبة التقوى فأنى له أن يخالف رؤيته، قد يخالف الإنسان قناعته)!
ثم يؤكد على عقيدة كتم السر الصوفية ويضع خط الرجعة بين أسطر كتاباته فيقول: ( ..... لكن هناك أناساً قليلين أصحاب مواهب عالية جداً وقد يكشفون رؤية ليس من السهل فهمها، فكبار الصوفيين وكبار العارفين هؤلاء لهم شطحات و هؤلاء لا ينبغي لهم أن يجعلوا هذه الرؤية في متناول أيدي عامة الناس، ولو جعلوا رؤيتهم ونظراتهم وإشراقاتهم في متناول عامة الناس لكذبوهم، قال صلى الله عليه وسلم: " أتريدون أن يكذب الله ورسوله خاطبوا الناس بما يفهمون " قال أحد العارفين بالله في ساعات إشراقاته العالية قال "يارب لو عرفوك ماعبدوك " وأحياناً يستهين الابن بأمر أمه لا لشيء إلا لطمعه في رحمتها، ولو عرف العباد ما عند الله من رحمة لتهاونوا في طاعته: " لو عرفوا مقدار الرحمة التي عند الله لتهاونوا في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/477)
عبادته لكن الله سبحانه وتعالى رحمة بهم يريهم بعض الشد وبعض الطمأنينة من أجل أن يبقى العبد مشدوداً إلى الله عز وجل، كي يعبدوه رغباً ورهباً "
قال الحلاج: " ليس في الجبة إلا الله " – (أي الكون بما فيه كله هو الله – إبراهيم) - فأعدموه ومعهم الحق أن يعدموه لأن هذا الكلام في ظاهره زندقة أما هو فيقصد بأن الله هو الحي القيوم وكل شيء يقوم به وهذا معنى دقيق جداً لا يفهمه عامة الناس لذلك دفع حياته ثمن هذه الإشراقة: (هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوي علي العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير))!!!!
قلت: لا أعلم ما علاقة الآية الكريمة بعقيدة النابلسي! ولا أعرف كيف يفسر الآيات كيفما اتفقت مع هواه وعقيدته الاشراقية الاشراكية!
ولكني أعرف أن الرجل حرّف وزور تفسير حديث الرسول (أتريدون أن يكذب الله ورسوله خاطبوا الناس بما يفهمون) فجعل معنى الحديث: كتم سر الإشراق والرؤى الصوفية عن الناس! وهو ما ينطبق على الحديث الثاني أيضا.
أخي القارئ! كتم السر رأس من رؤوس العقيدة عندهم!
فقد قال الجنيد أحد كبار الصوفية: (الصوفية أهل بيت واحد لا يدخل فيه غيرهم)!
و الإسلام هو الدين الوحيد من بين أديان العالم الذي لا أسرار فيه ولا كتمان اشراقات العارفين!
أما ردنا على تفسيره لأقوال الحلاج، فنرد عليه مما قاله الحلاج في ديوانه:
كفرت بدين الله والكفر واجب علي وعند المسلمين قبيح!
ولنلاحظ قول النابلسي: (قال أحد العارفين بالله في ساعات إشراقاته العالية) أي الجذبة!
وقوله: (قال الحلاج: " ليس في الجبة إلا الله ") وقوله: (قال الغزالي) من قبل ....
فعلماء النابلسي هم الواصلين العارفين بدين الإشراق وعقيدة الصوفية ومذهب الإشراك! ودفاعه عن الحلاج واضح لا جدال فيه من خلال كلماته المنقولة.
ثم يتابع النابلسي: (فليس المعية معية اتحاد بل معية وجود، فهذا الذي قاله الشيخ محي الدين بن عربي عن وحدة الوجود شيء دقيق جداً فلا يجوز أن يكون هذا الكلام في متناول العامة، والإنسان الحكيميتكلم ما يفهم عامة الناس.)!
أخي القارئ! هذه الكلمات تدل وبوضوح على أن النابلسي يؤمن بعقيدة محي الدين ابن عربي والتي هي عقيدة (وحدة الوجود) والتي تعني: كل ما في الكون هو الله! والقرآن يجعل من يؤمن بهذه العقيدة كافرا، قال تعالى: (وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين).
ويرفض النابلسي عقيدة الاتحاد مع الله – تعالى ربي – أو ما يسمى أحيانا بالحلول والاتحاد ومعناها أن يحل الله بشئ من خلقة، كعقيدة متصوفة النصارى الذين يرون أن الله حل بالمسيح أو بأُمه البتول الطاهرة.
أما معنى قوله (المعية) فهي معية الانسان بربه أي جعلهما شيئا واحدا!
ثم يقول النابلسي متابعا: (والحقيقة: هذه الرؤية الرفيعة ليست عقيدة تصلح للنشر لأنه ليس لها براهين، فلو أن إنساناً رأى في يقظته شيئاً لا يصدق، مثلاً رسول الله رأى من آيات ربه الكبرى فكذبه قومه في الإسراء والمعراج، فيقولون في أنفسهم كيف تجاوزتهذه المسافات الشاسعة وانتقلت إلى بيت المقدس ثم عرجت إلى السماء ورأيت أهل الجنة وأهل النار ورأيت الملائكة والنبيين واحداً واحداً وكلمتهم)!!
أخي القارئ! كيف تكون الرؤية حقيقةً ... ثم ليس لها براهين؟؟؟!!!!
لاحظ التفسير الصوفي وعقلية الجذبة والإشراق والمعية والطيران والكشف وجبل قاف .... لقصة الإسراء والمعراج! لقد جعل النابلسي مثال الإسراء والمعراج دليلا على أنه لا يجوز أن يقال سر الجذبة والإشراق للعامة لأنهم لن يفهمون ما تقول!!
مع أن الآيات كانت واضحة تنبئ عن الإسراء والمعراج! والطريف أن النابلسي يسرد آيات الإسراء والمعراج ثم يقول عنها: (رؤية خاصة غير عامة)! أي أن الإسراء والمعراج رؤية اشراقية كشفية خاصة بالرسول فيقولها ولا يكتمها! ولا يجوز للعارفين ممن اتبع مذهبة أن يكشف عن رؤيته الاشراقية!
يقول النابلسي في درسه الثامن عشر ما نصه: (فهذا الاسم كما قال علماء التوحيد عَلَمٌ على الذات، أو عَلَمٌ على واجب الوجودوأن أعظم الأسماء هي قولنا [الله] واحتج القائلون بأن كلمة [الله] هي اسم [الله] الأعظم)!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/478)
قلت: سبحان الله أليست هي نفسها عقيدة النصارى والمعتزلة؟!
يقول النابلسي: (خصص هذين الاسمين بالذكر " قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ " وذلك يدل على أنهما أشرف من غيرهما. ثم إن اسم الله أشرف من اسم الرحمن والدليل بأنه قدمه في الذكر " قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ "، وأما ثانياً .. فلأن اسم الرحمن يدل على كمال الرحمة ولا يدل على كمال القهر والغلبة والعظمة والقدس والعزة. بينما اسم الله سبحانه وتعالى يدل على كل هذه المعاني .. اسم الذات الأعظم .. الجامع لكل الأسماء الحسنى.)!
من أين أتانا النابلسي بأن لله سبحانه أسماء شريفة وأسماء أشرف من أسماء؟!
ثم يقول النابلسي عن اسم الله: (هذا الاسم .. من عجائبه .. أنه كلما أسقطت منه حرفاً ... فالحروف الباقية اسم من أسماء الله ... )!!
ويكمل: (أما لفظ الجلالة [الله] .. كلما حذفت منه حرفاً الباقي اسم من أسماء الله الحسنى .. كيف؟ لو حذفت الهمزة .. قال تعالى: (ولله ملك السموات والأرض والله على كل شئ قدير) ...
فإن أسقطت اللام الأولى .. بقي [اله] .. وهو أيضاً من صفات الله تعالى: (لله مقاليد السموات والأرض والذين كفروا بآيات الله فأولئك هم الخاسرون) ...
فإن أسقطت اللام .. (قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد)
هو .. يعني إن حذفت الهمزة بقي (لله) .. وإن حذفت الهمزة واللام الأولى بقي (له) إن حذفت الهمزة واللام الأولى واللام الثانية بقيت الـ (هـ) .. هذه من خصائص هذا الاسم العظيم.)!!
قلت: الله سبحانه يقول (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) والنابلسي يخترع اسما لله أسمه: الـ (هـ) وحسب العقيدة الصوفية فان مفردة (هو) هي اسم الله السري الأعظم الحقيقية!
أخي القارئ! نحن المسلمين أتباع سلف الأمة نثبت لله ما أثبت لنفسه في القرآن أو في صحيح السنة! فالله الخالق الرازق المصور المحيط القديم ... ولم يقل عن نفسه بأنه واجب الوجود! ولم يقل عن نفسه بأنه (هو)!
انظر كيف فسّر كلمة (هو) في أول سورة الإخلاص بأنها اسم من أسماء الله تعالى أو صفة له!!!!
وأخيرا أسأل النابلسي وكل الصوفية في العالم: بما أن الله سبحانه وتعالى قال كما أسلفنا (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) فكيف سأدعو الله سبحانه بالاسم المزعوم (هو)؟؟!! يا هو أنقذني؟! يا هو أطعمني؟! يا هو أرزقني؟!
ثم يقول النابلسي مؤكدا هذا الاعتقاد: (الآن .. لو أنّ الكافر قال .. " لا إله إلا هو" لم يصح إسلامه. لا يصح إسلامه إلا إذا قال " لا إله إلا الله" .. لأنه إذا قال الأولى. قد يُضمر معبوده الوثني، فيجب أن يقول " لا إله إلا الله " إذن)!
قلت: فإسم (هو) اسم لله حسب النابلسي ولكن لا يصح التشهد به! ولا دخول الإسلام به لأنه قد يضمر في نفسه اسم معبوده الأول بقوله (هو)!
أيها القارئ! لا تنبهر بما قرأت وهو قيض من فيض! رؤوس أقلام من بحر من الكفر والشرك بالله والتحريف لكتاب الله وسنة رسوله وتفسيره لهما!
ألم يقل رسولك الكريم: (يأتي على الناس سنوات خداعات)؟ والأستاذ محمد راتب النابلسي اليوم أصبح علما في عالم الإعلام والفن فنراه عبر الفضائيات الإسلامية يصفق له ويمدح ويستمع لكلامه على أساس أنه عالم فقيه مفسر لآيات الله!!
وحقيقته أنه عالم فيلسوف في علم الصوفية والإشراق الاشراكي!
فاحذر أخي أن تأخذ دين الحق من أصحاب عقائد عبّاد القبور و الإشراق والصوفية أصحاب عقيدة سرية وجماعة باطنية؟
إنتهى النقل
http://209.85.129.132/search?q=cache:2fyrqnkJIyQJ:www.alsoufia.org/vb/t6744-2/+%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9+%D9%85%D8%AD%D9%85 %D8%AF+%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D9%86 %D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%B3%D9%8A&cd=6&hl=ar&ct=clnk&gl=sa
ـ[أم البراء السلفية]ــــــــ[12 - 03 - 10, 03:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ صوفي معتزلي من جماعة الشيخ عبد الهادي الباني معروف عندنا في دمشق
نهل منه وتعلم على يديه ثم ادعى أنه ترك الجماعة لكنه ينشر أفكار الشيخ الباني في دروسه
هذا مانعرف عنه
كنا قدحضرنا دروسه وتسجيلاته عن أسماء الله الحسنى في عام 1991 لكننا أتلفناها لما فيها من خلط وبُعد عن عقيدة السلف الصالح في الأسماء والصفات وللأسف تعتبر كتبه وأشرطته هنا في عمان - الأردن مرجعاً حتى تنشر دروسه على قناة حياة اف ام وكذلك زار الأردن أكثر من مرة وأعطى في مدارس الرضوان، وقد تأثر به الكثير من شباب الاخوان المسلمين ..
الشيخ عبدالهادي الباني من كبار أسياد الصوفية عندنا في الشام
وهو:
رئيس الطائفة البانية الموجودة في حي المهاجرين
هو من ائمة التصوف الحالي واهم ماعنده انه يرفض اخذ العلم كما اعتاد المسلمين وانما يقول حرفيا (حدثني قلبي عن ربي) هكذا بالحرف وكانه يوحى اليه والعياذ بالله
وأنه يرى الرسول صلى الله عليه وسلم ويعلمه الحلال والحرام والمريدين عنده يتعلمون منه ويسألونه عن الفتوى فيجيبهم من خلال الرؤيا
لا عجب إذاً مما أسمع من زملائي الشاميين من طوام أقول من أين يأتون بهذا الكم من البدع
مع أن مستواهم العلمي الدنيوي كبير لكن سبحان الله! نسأل الله لهم الهداية
صدقَ الأخ الفاضل وهذا مايعاني منه أغلب الشاميين الملتزمين بنهج السلف الصالح
لدينا في الشام بدع ماسمعتهم بها من قبل ولاسيما الحضرة ودقة الزار والخلوات وزيارات القبور
ولاحول ولاقوة إلا بالله والسبب في ذلك سيطرة مشايخة الصوفية على الشام ومحاربة السلفيين أو أي منكر للبدع والمبتدعين ... والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/479)
ـ[آمنة طويلبة علم]ــــــــ[01 - 06 - 10, 04:47 م]ـ
بارك الله فيكم استفدت كثيراً من كلامكم والشواهد التي ذكرتموها،
أنا أيضا اقترحت علي أخت أن تمدني بشرحه لسماء الله الحسنى، لكن قلت لها حتى اتأكد من عقيدته
والحمد لله تبين الآن لي الامر، نسأل الله له الهداية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 01:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أطرح سؤالاً على الأخوة الأفاضل وهم يجيبون فيفدون
سئل سائل الدكتور محمد النابلسي على موقعه وهذا نص السؤال:
" سؤال: ما رأيكم بعقيدة ابن قدامة و ابن تيمية و ابن القيم و ابن رجب؟ و هل هم من أهل السنة؟ وجزاكم الله عنا كل خير
الأخ الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي: هم من أئمة أهل السنة والجماعة. الدكتور محمد راتب النابلسي "
أيها الأحبة هل رأيتم أو سمعتم بأشعري يجيب بهذا الجواب على مثل هذا السؤال؟!
ويقول عن ابن تيمية وابن قيم الجوزية أنهم أئمة من أئئمة أهل السنة ..
وقد قال المتصوفة والأشاعرة ثالوث الكفر: ابن تيمية وابن قيم الجوزية و ابن عبد الوهاب
المصدر موقع الدكتور النابلسي: http://www.nabulsi.com/14fatawa/06osool/mazaheb.php
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 03:23 م]ـ
أختي الفاضلة أم البراء السلفية ..
نعم الشيخ كان من جماعة الباني المعتزلي الصوفي .. وهذا معلوم عندنا في دمشق
لكن الشيخ واضح من كلامه و كلام المرء خير شاهد عليه واضح من كلامه منهجه قريب من منهج أهل السنة
أسألك أختي الفاضلة:: هذه أسئلة للشيخ في موقعه إليك ,,,
1: هل يكفر من قال إن الله في السماء؟
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد. الأخ الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي: كيف يكفر والله يقول (أأمنتم من في السماء). والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء). فمن هو الموصوف بأنه في السماء في الآية والحديث ... ؟ ومثل هذه النصوص عشرات. بل أكون أكثر صراحة فأقول: أخشى أن يقع في الكفر من يستدرك على منزل القرآن، وعلى من عليه أنزل القرآن ويقول الله ليس في السماء ... أأنتم أعلم أم الله .... ؟ الدكتور محمد راتب النابلسي
2: أين الله؟ هل هو في السماء حسب ما ورد في الأثر؟
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد. الأخ الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي: ما دمت عرفت الحق فالزمه ... وهل الحق إلا في آية كريمة ,أو حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,صحيح.والله تبارك وتعالى يقول: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) (الملك:16) فمن هو الذي في السماء؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).وفي البخاري ومسلم (والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها) وعن معاوية بن الحكم السلمي قال: قلت: يارسول الله جارية لي صككتها صكة، فعظم ذلك علي، فقلت: أفلا أعتقها؟ قال: "" ائتني بها "" قال: فجئت بها، قال: "" أين الله؟ "" قالت: في السماء، قال: "" من أنا؟ "" قالت: أنت رسول الله، قال: "" أعتقها فإنها مؤمنة).ومثل هذه النصوص كثير ..... فهل ترد دلالات تلك النصوص القطعية ,بفلسفات لفظية , أومماحكات عقلية ,استجابة لعلم الكلام , ومقولاته , وأصحابه ... ؟ أم أن الاستجابة يجب أن تكون لله ورسوله وحسب ... ؟ ففي لا تعني الظرفية فقط بل تعني فيما تعني العلو بدليل قوله تعالى: لأصلبنكم في جذوع النخل، وقوله أيضاً: قل سيروا في الأرض، وقوله: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء الدكتور محمد راتب النابلسي
3: سؤال: أود أن أسالك يا شيخنا عن صحة قول أن الله تعالى موجود في كل مكان علما باني سالت عدة مشايخ وكانت أقوالهم متباينة حتى أن بعضهم عدوها جملة كفر هدامة للدين وأصوله. وجزاكم الله عنا كل خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/480)
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد. الأخ الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي: مسائل الدين كلها وبخاصة مسائل العقيدة توقيفية، أي يتوقف الكلام فيها على ما جاء من أدلة الوحيين، القرآن والسنة الصحيحة ... وكل خوض فيها خارج إطار الوحيين فهو من القول على الله بغير علم، وهو من كبائر الذنوب وأعظمها ... وفي الكتاب والسنة نصوص كثيرة تجيب عن هذا التساؤل، أقتصر على الآتي تجنبا للإطالة: ـ قول الله تعالى: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض
ـ قول النبي صلى الله عليه وسلم: إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
ـ وقوله: ألا تأمنوني و أنا أمين من في السماء؟ يأتيني خبر السماء صباحا و مساء
ـ وقوله في حديث معاوية بن الحكم السلمي قال: كانت لي غنم بين أحد والجوانية فيها جارية لي، فاطلعتها ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة، وأنا رجل من بني آدم فأسفت فصككتها، فأتيت النبي فذكرت ذلك له فعظم ذلك علي فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا أعتقها؟ قال: (ادعها) فدعوتها فقال لها: (أين الله) قالت: في السماء، قال: (من أنا؟) قالت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (أعتقها فإنها مؤمنة ـ وقوله: والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها " فلا يعدل عما جاء في الوحيين إلى استحسانات العقل، وتهويمات الفلسفة، ومقولات اللغة. الدكتور محمد راتب النابلسي
المصدر:: http://www.nabulsi.com/14fatawa/01akida/iman.php
هل علمنا عادة أن تكون إجابة المعتزلي بهذا الشكل؟!
الواجب على المعتزلي حين يسأل عن مثل هذه الأسئلة .. أن ينتفض ويزبد ويرعد .. قائلاً::
هذا كلام حشوية .. كلام مجسمة .. هذا يعبد وثن ..
أختي الفاضلة .. الشيخ لا يستطيع أن يظهر عقيدته لما تعلمين من تربص المتربصين وكيد الكائدي
... وفقنا الله لما يحب ويرضى
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 03:24 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون!
لا عجب إذاً مما أسمع من زملائي الشاميين من طوام أقول من أين يأتون بهذا الكم من البدع
نعم أخي إسلام الطابع العام للشام عامة ودمشق خاصة ... انتشار البدع بشكل واضح .. يلاحظه الآتي لأول وهلة من دخوله دمشق او لمجرد صلاته صلاة واحدة في أحد مساجد دمشق ..
فالبدع لها النصيب الأكبر والأوفر من دين الناس عندنا في الشام .. والذين يتربعون على عرش المشيخة الغالب الغالب صوفية أشعرية مع جهل بهذه الصوفية الأشعرية .. إلا ما يكون من بعضهم!
ـ[أم البراء السلفية]ــــــــ[06 - 07 - 10, 12:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله أخي الفاصل أبو عبد الرحمن
بارك الله فيكم
ياريت تدخلوا لهذا الرابط لتتعرفوا أكثر عن المعتزلة
http://www.dorar.net/enc/firq/654
ولاسيما رابط العقل عندهم
http://www.dorar.net/enc/firq/803
المسألة عندهم ليست فقط مسألة العلو
على كلٍّ كل واحد مؤتمن أخي الفاضل بما لديه من شهادة
ونحن قد تتلمذنا فترة لابأس بها عنده في جامع النابلسي، كنا نحضر خطبه وسجلنا أبناءنا في معهد التحفيظ عنده ونعرفه جيداً أخي الفاضل
وهو متصوف وكذلك زوجته متصوفة قبيسية والمدرسة الشرعية التي فتحها الشيخ في جامع النابلسي هي مدرسة صوفية، لذلك الحذر من دروسه واجب، يعني لانسمع دون أن نبحث عن صحة مانسمع، فالمتصوفة يدسون سمومهم بالعسل بحيث من الصعب إدراكها، خاصة أنهم يتميزون بروحانية عالية في دروسهم ربما لانجدها أحياناً عند مشايخة السنة .. والله أعلم
الشيخ لا يستطيع أن يظهر عقيدته لما تعلمين من تربص المتربصين وكيد الكائدي
نزيدكم علماً
الشيخ له علاقة وطيدة بالحكومة (مرضي عنه) وليس لديه لامتربص ولاكائد به
اطمئنوا
حفظكم المولى ورعاكم
جزاكم الله خيراً كثيراً على مداخلتكم الطيبة
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 01:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله أخي الفاصل أبو عبد الرحمن
بارك الله فيكم
حي الله بكم أختنا الفاضلة أم البراء
وفيكم بارك الرحمن
المسألة عندهم ليست فقط مسألة العلو
الأخت الفاضلة: بل مسألة العلو من أعظم ما وقع به الخلاف بين السلف والمعتزلة ..
المعتزلي والأشعري لما يسمع السني السلفي يقول: الله فوق السماء مستو على عرشه .. اقشعر بدنه وارتدعت فرائصه كأنما أحد سب الإله أمامه
ومعلوم عندكم أن عقيدة المعتزلة أن الله موجود في كل مكان عياذاً بالله
ونحن قد تتلمذنا فترة لابأس بها عنده في جامع النابلسي، كنا نحضر خطبه وسجلنا أبناءنا في معهد التحفيظ عنده ونعرفه جيداً أخي الفاضل
أختي علمكم الحجة بارك الله فيكم أم ما يقول في كتبه وموقعه؟!
وهو متصوف وكذلك زوجته متصوفة قبيسية
نعم بارك الله فيكم كان متصوفاً بل معتزلياً .. لكن الآن لا أظن هذا من خلال استقراء أجوبته
مع الإمكان بقاء آثار التصوف ورجوعه عن كثير من الأمور الي تقربه من أهل السنة .. والكمال لله جل علاه
أما زوجته بارك فيكم ما لنا ولها؟ نحن يخصنا الدكتور بعينه
خاصة أنهم يتميزون بروحانية عالية في دروسهم ربما لانجدها أحياناً عند مشايخة السنة .. والله أعلم
نعم .. هذه أوافقك بها .. فاللهجة الشامية جذابة للكثير من الأخوة في الحجاز
نزيدكم علماً
الشيخ له علاقة وطيدة بالحكومة (مرضي عنه) وليس لديه لامتربص ولاكائد به
ربما؟
الله أعلم
==============
للعلم: أنا لا أسمع دروسه ولا محاضراته إلا مرة أومرتين في مسجده و لم أعدها أخرى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/481)
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 01:02 ص]ـ
هذا الرجل مخلط وضائع أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يهديه وكل علماء الشام إلى ما يحب ويرضى ..
ومن الإجحاف والبعد عن الإنصاف وضعه في نفس خانة كبار المبتدعة في الشام كرجب ديب وأبو النور والبوطي وحسون وغيرهم وكذلك من التفريط نسبته إلى السنة فهو في منأىً عنها ..
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 01:14 ص]ـ
هذا الرجل مخلط وضائع أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يهديه وكل علماء الشام إلى ما يحب ويرضى ..
..
نعم أخي أبا حمزة .. لعل هذا أبسط شيء يقال في حقه .. هدانا الله وإياه لما يحبه ويرضاه(46/482)
التواب جل جلاله (1و2)
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[07 - 02 - 08, 05:56 ص]ـ
التواب جل جلاله (1)
* بقلم / خالد بن محمد السليم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أكرم خلقه أجمعين وبعد:
فالتواب من أسمائه سبحانه الشريفه فهو الذي يسر أسباب التوبة لعباده مرة بعد أخرى بما يظهر لهم من العبر والآيات , وبما يقذف في قلوبهم من محبة الإنابة إليه , وبما يريهم من غوائل المعاصي, وآثار السيئات , فتنكسر حينئذ قلوبهم , وتندم له أفئدتهم , وتذل جوارحهم , وتستغيث ألسنتهم بربها مناديةً له بما ناده به نبيه وكليمه موسى - عليه السلام-: {سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمين}
فيقبل التواب منهم توبتهم كلما عادوا إليه ولا يستكثر ذنباً أن يغفره ولا سوءاًً أن يمحوه ,ولا يستعظمه جرم أن يتجاوز عنه مهما بلغ الجرم مداه , وكل هذا يحصل لمن عصاه وفرط في جنبه.
قال ابن القيم:" إن توبة العبد إلى ربه محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها وتوبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من الله سابقة ولاحقة، فإنه تاب عليه أولا إذنا وتوفيقاوإلهاما، فتاب العبد فتاب الله عليه ثانيا قبولا وإثابة، قال تعالى: {وَعَلَى الثلاثَةِ الذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِن اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة:118]، فأخبر سبحانه أن توبته عليهم سبقت توبتهم، وأنها هي التي جعلتهم تائبين، فكانت سببا ومقتضيا لتوبتهم، فدل على أنهم ما تابوا حتى تاب الله عليهم، فالعبد تواب والله تواب، فتوبة العبد رجوعه إلى سيده بعد الإباق، وتوبة الله نوعان: إذن وتوفيق، وقبول وإمداد [1]، قال ابن القيم:
وكذلك التواب من أوصافه: والتوب في أوصافه نوعان
إذن بتوبة عبده وقبولها: بعد المتاب بمنة المنان [2].
فوالله إنه لكرم بالغ ومنة متناهية أن يبادر الربُّ عبده بالتوبة والغفران وهو من هو غنى وسؤددا , ولو اكتفى ربنا بهذا لكان شرفا بالغا لا يتطلع العبد المقصر إلى سواه ,فكيف إذا انضم إلى ذلك فرح شديد من الرب بتوبة عبده وإنابته إليه , بل إن هذا الفرح منه سبحانه لعبده المقصر الذي جاء مسرعا خائفا أشد فرحا من عبد أيس من الحياة , في أرض فلاة , فقد جميع المقومات, فاضطجع تحت الشجرة موقنا الممات؛ فانتبه فإذا دابته فوق رأسه فيها طعامه وشرابه , فهل هناك عبارة تصف فرحته بحياته بعد أن رأى الموت؟! ففَرَحُ ربنا سبحانه بنا إذا عدنا إليه أشد من هذا بحياته. يا سبحان الله أكل هذا ينتظر التائبين؟! نعم بل وزيادة .. أن يبدل للتائب عدد ما فات من السيئات بنفس أعدادها حسنات، قال تعالى: {فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ الله غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان:71].
فلم البعد والتواني , ولم الصدود والرضا بالفاني , فهذا وقت التوبة وعما قليل سنرحل , ويعاين أحدنا في قبره منزله الذي أعد له ويأتيه من روحه وريحه إن كان من أهل السعادة وإن كان من أهل الشقاوة فتح له منزله من النار فرآه وآته من سمومه وهواه.
فأعيذك بالله أن تكون ممن يقول حين يرى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين.
فمن يحول بين العبد وبين التوبة إذن؟ فليس هناك ما يحول يين العبد وبين توبته إلا عدوه , وهو يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير , فاطمع في رجاء ربك وأسلم قلبك ووجهه إليه , وانظر إلى من لم يعمل خيرا قط , ونشأ في الضلال والعدوان على الدماء البريئة , ودأبت نفسه الاستهتار بالنفوس المعصومة سفكا وقتلا , يوما بعد يوم حتى أكمل المائة. فلم يتردد في التوبة بعد كل هذا ولم يصده ذلك أن يعود إلى مولاه التواب, فهل ردت توبته وأغلق في وجهه الباب؟ كلا وربي. وانظر ماذا جرى من فم المصطفى فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا , فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ , فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ: "إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/483)
؟ فَقَالَ: "لَا " , فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً. ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ , فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ: "إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ , فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ"؟ فَقَالَ: "نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدْ اللَّهَ مَعَهُمْ وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ". فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ , فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ:" جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ". وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ:" إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ " , فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ:" قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ" , فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ. فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ)) [3].
وروى الترمذي وحسنه الألباني من حديث أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: (قَالَ الله: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً) [4].
وعند البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي قال لها: (يَا عَائِشَةُ إِنَّهُ بلغني عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ الله، وَإِنْ كُنْتِ أَلمَمْتِ بِذَنْبٍ، فاستغفري الله وتوبي إِلَيْهِ، فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ ثُمَّ تَابَ، تَابَ الله عَلَيْهِ) [5].
و لا زلنا في زمن الإمهال وستغلق الأبواب بعد أيام محدودة وآجال عند المولى معلومة وأخبر عنها أنها قريبة , وقد مد الله التوبة للعبد إلى حضور أجله ما لم تغرغر نفسه , قال سبحانه: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [النساء:17/ 18]
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أن رَسُولَ اللَّهِ قال: (إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ) [6]،
أو تطلع الشمس من مغربها، فعن أَبِي مُوسَى رضي الله عنه مرفوعا: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا) [7]. وعند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: (مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ الله عَلَيْهِ) [8].
وليس بعد التوبة وعفو الله إلا العذاب وكل ذلك متعلق بمشيئته سبحانه راجع إلى علمه وحكمته لقوله تعالى: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ الله إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَالله عَلِيمٌ حَكِيم ٌ} [التوبة/106]
قال المزني: دخلت على الشافعي في علته التي مات فيها فقلت له:" كيف أصبحت؟ " فقال:أصبحت من الدنيا راحلاً , ولأخواني مفارقاً , ولكأس المنية شارباً ,ولسوء أعمالي ملاقياً وعلى الله وارداً , فلا أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشد:
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت رجائي نحو عفوك سلما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/484)
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما
وما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجود وتعفو منة وتكرما
ولولاك لم يغوى بإبليس عابد ... فكيف وقد أغوى صفيك آدما
فإن تعف عني تعف عن متهتك ... ظلوم غشوم لا يزايل مأثما
وإن تنتقم مني فلست بآيس ... ولو دخلت نفسي بجرمي جهنما
قال الذهبي إسناده ثابت عنه [9]، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
وللحديث بقية بإذن الله.
*/ عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم. قسم السنة
13/ 11/1428
[1] مدارج السالكين1/ 312.
[2] شرح قصيدة ابن القيم 2/ 231.
[3] متفق عليه واللفظ لمسلم
[4] الترمذي في الدعوات، باب في فضل التوبة والاستغفار ح 3540
[5] البخاري في المغازي، باب حديث الإفك 4/ 1521 (3910).
[6] الترمذي في الدعوات، باب في فضل التوبة والاستغفار5/ 547 (3537)، وانظر حكم الشيخ الألباني على الحديث في صحيح الجامع (4338).
[7] مسلم في التوبة، باب قبول التوبة 4/ 2113 (2759)
[8] مسلم في الذكر والدعاء والتوبة، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه 4/ 2076 (2703). انظر الأسماء الحسنى للرضواني 3/ 103
[9] الوافي بالوفيات 1/ 225 تاريخ دمشق 50/ 332 سير أعلام النبلاء 10/ 76
_______________
التواب جل جلاله (2)
* بقلم / خالد بن محمد السليم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أكرم خلقه أجمعين وبعد:
فمن أعظم آثار هذا الاسم الشريف أن يصبح الإنسان ويمسي معترفا بذنبه مشفقا منه خائفا من ربه تائبا إليه فلا يتناسى ذنبه مهما طال عهده به فالتناسي شأن من لم يعبأ بالذنب ولم يكترث منه (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ) بل يجدد توبته كلما ذكر الذنب ولا يتهاون به وإن صغر فلعل في تعظيم حق الله وإجلاله ما يكفر به خطاياه.
ملحا على مولاه بالتوبة راجيا قبوله لها فلا يكون آخر عهده بالتوبة بُعيد معصيته فلعل قبول التوبة لم يحن بعد , ولربما أخرت توبته ليعلم الله صدقه فيها؛ فهؤلاء الثلاثة الذين لهم من الحسنات والصحبة والجهاد والنصرة وتمام الطواعية لله ورسوله. حين تخلفوا عن غزوة واحدة فقط , ثم اعترفوا بذنبهم وأنابوا إلى ربهم , وبلغ بهم من عظيم الندم؛أن ضاق عليهم كل شيء حتى أنفسهم لم يبق فيها متسع لهم , في حال رهيبة من الحزن , مع صدق الالتجاء إلى الله أن يتجاوز عنهم؛أتراهم تيب عليهم في يومهم أو في أسبوعهم أو في شهرهم؟! إنها خمسين ليلة من التضرع والبكاء وأحدهم لم يزل باكيا منذ يومه ذاك ليس به حراك إلى شيء , وهم في وجلأن ترد توبتهم؛ ليعلم العبد بعد ذلك كله أن توبة الله لا تكون إلا للصادقين وحدهم (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)) [التوبة]
قال الحسن رضي الله عنه:" يا سبحان الله! والله ما أكلوا مالا حراما ولا أصابوا دما حراما ولا أفسدوا في الأرض غير أنهم أبطأوا عن شيء من الخير والجهاد في سبيل الله وقد - والله - جاهدوا وجاهدوا وجاهدوا فبلغ منهم ما سمعتم فهكذا يبلغ الذنب من المؤمن" [1]
فليست التوبة كلمات تقال ولا مشاعر عابرة بل هي حال تخالط القلب فتجعله في كل أحواله منيبا أوابا أواها عندئذ ينال ما وعده الله للمنيبين (وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)) [سورة ق]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/485)
ومن أراد صدق توبته فليعمل على البعد عن كل ما يعيده إلى معصيته , وليحرس توبته من أن تطولها يد تفسدها عليه.جاعلا من معصيته حافزا للمسارعة في الخيرات وعمل الصالحات والإكثار من الحسنات فإنهن مذهبات للسيئات؛فالله سبحانه ذكر أخذ الزكاة من أموالهم في ثنايا الحديث عن التائبين ونبه في معرض كلامه عن قبوله للتوبة أنه يأخذ الصدقات؛ وفي هذا إشارة ـ والله أعلم ـ أن مما يعين على قبولها أن يبذل معها العبد شيئا من حر ماله برهانا على الصدق فيها (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104)) , وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ (كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ قَالَ لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ... ثُمَّ قَالَ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ)) [2]
وتوبة الصادقين ليست عن ذنوب جنتها أيديهم فقط بل هم يتعاهدونها كلما عرضت لقلوبهم غفلة طلبا لنقائها وحرصا على صفائها ومن ذلك قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي , وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِر اللَّه فِي الْيَوْم مِائَة مَرَّة) [3] ,وتراهم يتوبون من طاعاتهم يا سبحان الله! أطاعة يتاب منها كيف يحصل ذلك؟ نعم .. لأن طاعتهم لا تليق في نظرهم لمقام ربهم فهم أحقر في نفوسهم من أن يبلغوا كمال مراده فهاهم بعد ليل قضوه سجدا وقياما يستغفرونكأنهم أسلفوا في ليلهم الجرائم (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون)
" فمن عجز عن مسابقة المحبين في ميدان مضمارهم فلا يعجز عن مشاركة المذنبين في استغفارهم و اعتذارهم. صحائف التائبين خدودهم , و مدادهم دموعهم قال بعضهم: إذا بكى الخائفون فقد كاتبوا الله بدموعهم" [4] وأشرف أوقاتها عند نزول التواب إلى السماء الدنيا ((ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له هل من داع فأجيب دعوته إلى أن ينفجر الفجر)) [5]
"نحن الذين إذا أتانا سائل ... نوليه إحسانا و حسن تكرم
و نقول في الأسحار هل من تائب ... مستغفر لينال خير المغنم
كان بعض الصالحين يقوم الليل فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته يا أيها الركب المعرسون أكل هذا الليل ترقدون ألا تقومون فترحلون فإذا سمع الناس صوته و ثبوا من فرشهم فيسمع من هنا باك , و من هنا داع, و من هنا تال , و من هنا متوضىء فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته عند الصباح يحمد القوم السرى
يا نفس قومي فقد نام الورى ... إن تصنعي الخير فذو العرش يرى
و أنت يا عين دعي عنك الكرى ... عند الصباح يحمد القوم السرى" [6]
قال الأحنف بن قيس: عرضت نفسي على القرآن فلم أجدني بآية أشبه مني بهذه الآية (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم) [7]
ومن صدقت توبته عظمت عند الله محبته (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) وكان ساعة إذ من المفلحين (فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمُفْلِحِينَ (67)) ونال دعوات المقربين من الملائكة وحملة العرش (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/486)
وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمْ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)) [غافر].فأصبح من أهل الجنة الفائزين (إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (60))
(رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة:128]
(اللهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلاَمِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَبَارِكْ لَنَا في أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ مُثْنِينَ بِهَا قَابِلِيهَا وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا) [8].
*/ عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم. قسم السنة
16/ 1/1429
[1] الدر المنثور 4/ 315
[2] الترمذي في الإيمان ح 2541 قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
[3] وَالْمُرَاد هُنَا مَا يَتَغَشَّى الْقَلْب , قَالَ الْقَاضِي: قِيلَ: الْمُرَاد الْفَتَرَات وَالْغَفَلَات عَنْ الذِّكْر الَّذِي كَانَ شَأْنه الدَّوَام عَلَيْهِ , فَإِذَا أَفْتَرَ عَنْهُ أَوْ غَفَلَ عَدَّ ذَلِكَ ذَنْبًا , وَاسْتَغْفَرَ مِنْهُ
[4] لطائف المعارف:43
[5] متفق عليه واللفظ لمسلم
[6] لطائف المعارف:43
[7] الدر المنثور 4/ 278
[8] أبو داود في الصلاة، باب التشهد 1/ 254 (969)، تمام المنة ص225
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[08 - 02 - 08, 03:13 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[17 - 03 - 08, 06:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا
واياك(46/487)
مالفرق بين الأسم والصفة
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[07 - 02 - 08, 09:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إخواني أهل الحديث مالفرق بين الإسمِ والصفة؟
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[07 - 02 - 08, 12:52 م]ـ
عفواً
وقع في العنوانِ خطاء والصواب (الإِسم)
ـ[آل عياش]ــــــــ[07 - 02 - 08, 01:57 م]ـ
الفرق أن الاسم أعم من الصفة فكل اسم صفةو ليس كل صفة اسم
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[08 - 02 - 08, 03:05 م]ـ
الفرق أن الاسم أعم من الصفة فكل اسم صفةو ليس كل صفة اسم
المكرم آل عياش ..
لعله سبق قلم, و إلا فباب الصفات أوسع, كما تفضلت بأن كل اسم يدل على صفة, و ليس كل صفة يشتق منها اسم.
فالصواب أن الصفة أعم من الاسم و ليس العكس.
ـ[آل عياش]ــــــــ[10 - 02 - 08, 11:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله بارك الله فيك أخي على التنبيه وهو سبق قلم مني
ـ[آل جارالله]ــــــــ[11 - 02 - 08, 01:01 ص]ـ
سُئلت اللجنة الدائمة عن الفرق بين الاسم والصفة فأجابت بما يلي:
((أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به؛ مثل: القادر، العليم، الحكيم، السميع، البصير؛ فإن هذه الأسماء دلَّت على ذات الله، وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر، أما الصفات؛ فهي نعوت الكمال القائمة بالذات؛ كالعلم والحكمة والسمع والبصر؛ فالاسم دل على أمرين، والصفة دلت على أمر واحد، ويقال: الاسم متضمن للصفة، والصفة مستلزمة للاسم…)).
ولمعرفة ما يُميِّز الاسم عن الصفة، والصفة عن الاسم أمور، منها:
أولاً: ((أن الأسماء يشتق منها صفات، أما الصفات؛ فلا يشتق منها أسماء، فنشتق من أسماء الله الرحيم والقادر والعظيم، صفات الرحمة والقدرة والعظمة، لكن لا نشتق من صفات الإرادة والمجيء والمكر اسم المريد والجائي والماكر)).
فأسماؤه سبحانه وتعالى أوصاف؛ كما قال ابن القيم في ((النونية)):
مُشْتَقَّةٌ قَدْ حُمِّلَتْ لِمَعان
ِ
*****
أسماؤُهُ أوْصافُ مَدْحٍ كُلُّها
ثانياً: ((أن الاسم لا يُشتق من أفعال الله؛ فلا نشتق من كونه يحب ويكره ويغضب اسم المحب والكاره والغاضب، أما صفاته؛ فتشتق من أفعاله فنثبت له صفة المحبة والكره والغضب ونحوها من تلك الأفعال، لذلك قيل: باب الصفات أوسع من باب الأسماء)).
ثالثاً: أن أسماء الله عَزَّ وجَلَّ وصفاته تشترك في الاستعاذة بها والحلف بها، لكن تختلف في التعبد والدعاء، فيتعبد الله بأسمائه، فنقول: عبدالكريم، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، لكن لا يُتعبد بصفاته؛ فلا نقول: عبد الكرم، وعبد الرحمة، وعبد العزة؛ كما أنه يُدعى اللهُ بأسمائه، فنقول: يا رحيم! ارحمنا، ويا كريم! أكرمنا، ويا لطيف! الطف بنا، لكن لا ندعو صفاته فنقول: يا رحمة الله! ارحمينا، أو: يا كرم الله! أو:يا لطف الله! ذلك أن الصفة ليست هي الموصوف؛ فالرحمة ليست هي الله، بل هي صفةٌ لله، وكذلك العزة، وغيرها؛ فهذه صفات لله، وليست هي الله، ولا يجوز التعبد إلا لله، ولا يجوز دعاء إلا الله؛ لقوله تعالى:) يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ([النور: 55]، وقوله تعالى) ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ([غافر:60] وغيرها من الآيات.
ـ[آل جارالله]ــــــــ[11 - 02 - 08, 01:03 ص]ـ
تصحيح كتابة البيت:
أسماؤه أوصاف مدح كلها مشتقة قد حملت لمعاني
ـ[آل جارالله]ــــــــ[24 - 02 - 08, 07:12 ص]ـ
فائدة:
الأسماء والصفات يشتركان في أمرين ويفترقان في أمرين:
أما الأمران اللذان يشتركان فيهما فهما:
1_ الاستعاذة؛ بالصفات نحو حديث:" أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك"
وبالاسم أعوذ بالله ...
2_ الحلف بها؛ بالصفة كقوله تعالى:" فبعزتك" وما أخرجه البخاري عن ابن عمر قال: كانت يمين النبي لا ومقلب القلوب.
الاسم: والله العظيم.
ويفترقان في:
1_ التعبد؛ فيقال عبدالكريم ولا يقال عبدالكرم ... إلخ.
2_ الدعاء فيقال يا سميع يارحيم ولا يقال ياسمع الله ويارحمة الله؛ لأن الصفة ليست هي الموصوف فالرحمة ليست هي الله ولا يجوز دعاء إلا الله.(46/488)
سؤال (أدلة وجود الله)
ـ[الباريكي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 12:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرجاء من الإخوة من لديه معلومات عن
الشواهد العقلية على وجود الله
يقول المؤلف:
" إن هناك قواعد وحقائق مقررة اتفق عليها جميع العقلاء من بني آدم وهذه القواعد هي:
1 - بطلان الرجحان بدون مرجح.
2 - بطلان التسلسل.
3 - بطلان الدور.
4 - قانون العلية. "
من كتاب "العقيدة"
مصدر الكتاب: موقع الإسلام
http://www.al-islam.com
المملكة العربية السعودية
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
وتستخدم هذه القوانين العقلية في إثبات وجود الله "للملاحدة والمنكرين"
فمن هو أول من استخدم هذه الأدلة في مجال العقيدة؟
هل هو ابن رشد؟
وهل الاستدلال بها صحيح؟ يعني هل هي أدلة عقلية يرخص الشرع في استعمالها؟
وأين ظهرت أول مرة؟
وهي مذكورة دائما عند المتكلمين خاصة الاشاعرة منهم كمدخل للعقيدة أو كمسلمات يُتفق عليها قبل الخوض في المسائل
جزاكم الله خيرا(46/489)
توجيه تأول ابن عباس رضي الله عنه لصفة (الساق9
ـ[آل عياش]ــــــــ[07 - 02 - 08, 01:44 م]ـ
السؤال: ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد في تفسير آية: ?يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ? [القلم: 42]، بشدَّة الهول والأمر، ألا يُعدُّ هذا من تأويل الصفات؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
الجواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإنّ الآية يختلف تفسيرها عند السلف باختلاف إطلاق لفظة «الساق» من غير إضافتها إلى الله تعالى، أو مع إضافتها إليه سبحانه وتعالى، وبناءً عليه فإنّ لفظة: «الساق» تحتمل معنيين:
- المعنى الأول: فمن فسَّر الآيةَ بمفردها من غير إضافة «الساق» إلى الله تعالى حملها على المعنى اللغوي وهو شدَّة الهول والأمر العظيم، ولا يلزم من هذا التفسير تأويل الصفات، لأنّ الآية ليست بهذا الوجه من آيات الصفات أي: أنّها ليست دالَّة على صفة -عنده- أصلاً لأنّها لم تضف «الساق» إلى الله تعالى، وعلى هذا يحمل تفسير ابن عباس رضي الله عنهما.
- المعنى الثاني: ومن فسَّر الآية على أنّ «الساق» مضافة إلى الله تعالى، وتجريدها عن الإضافة من باب التعظيم واحتجَّ لها بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا» (1 - أخرجه البخاري في التفسير (4919)، وفي التوحيد (7439)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_1')))، كانت الآية في هذه الحالة من جملة آيات الصفات التي يجب إثباتها من غير تأويلها بشدَّة الهول وعظم الأمر خلافًا للمعطِّلة الذين حَمَلوا الآية على شدَّة الأمر مع نفيهم لصفة «الساق» مطلقًا ولا يثبتونها لا بالقرآن ولا بالسُّنة.
هذا، وعلى التفسير الثاني فلا يقتضي منافاة بين الآية والحديث، لأنّه يوم يكشف ربُّنا عن ساقه حقيقةً من غير تأويلٍ ولا تعطيلٍ ولا تشبيهٍ ولا تمثيلٍ ولا تحريفٍ، فإنّ ذلك اليوم أمر عظيم ويوم شدَّة وهول على المنافقين والكافرين لعجزهم عن السجود لربّ العالمين.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
هذه الفائدة من موقع الشيخ فركوس حفظه الله
ـ[المقدادي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 01:53 م]ـ
بارك الله فيك و في الشيخ فركوس
و لكن العنوان غير صحيح فسيدنا ابن عباس رضي الله عنهما لم يتأول أصلاً صفة الساق لله تعالى ليقال: " توجيه تأويل ابن عباس لصفة الساق "
ـ[آل عياش]ــــــــ[07 - 02 - 08, 02:02 م]ـ
فهذا العنوان من عندي والتأ ويل هنا بمعنى التفسير و بارك الله فيك على التنبيه(46/490)
العقبة الكؤود في باب الإيمان بالقدر
ـ[ذات النطاقين]ــــــــ[08 - 02 - 08, 04:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
نحمد الله المتعالي عن كل عيب ونقص.الممتن علينا بالهداية والرشد.من له العظمة والكبرياء أبداً ... وبعد.
كم نشاهد ونسمع الأطفال ممن هم دون سن الرشد أو ربما دون سن العاشرة .. وهم يرددون معنى الإيمان بصوت غض طري .. تتكشف من بين ثناياه تللك الفطر السليمة.والقلوب الطاهرة البريئه.
الإيمان هو (أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر وبالقدر خيرة وشره).
تلك الألسن النواعم تنطق بعقيدتنا الراسخة. ومذهبنا الحق.وديننا القويم.لتكون حربة في نحر كل ضال ومرتد.
إن الإيمان في مجملهُ غذاءٌ روحيٌ ذو طعم عذب المذاق .. والقدر على وجه الخصوص من أشد أبواب الإيمان غضاوةً وحلاوةً.ولكن .. من الفرق الضالة من حاد عن الصواب في هذا الباب لدرجةٍ مفرطة ينكرها العقل والشرع والحس والفطرة معاً!
إبتدائاً: لنعرف القدر لدى السلف.
(هو ماسبق به العلم القديم وجرى به القلم العظيم مما هو كائن ويكون إلى الأبد ,وأنه عز وجل قدر مقادير الخلائق ,ومايكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل ,وعلم تعالى أنها ستقع في أوقات معلومه عنده, وعلى صفات مخصوصة ,فهي تقع حسب ماقدرها وأرادها).
ثانياً: ماهية العقبه الركود.
إن أعظم ريبة وشك قد تدخل بين قلوب الناس, ولاسيما العامة منهم هي خلق أفعال العباد.
لأن مدخلها بسيط.وطريقها سهل سلس.
فالجبرية.يرون بأن الإنسان كالريشة في مهب الريح تصرفه المقادير كيفما شائت. ولا خيار له ولا إرادة وأسندو قولهم الجائر هذا.إلى أن الإنسان مجبر على أفعاله لامخير!
فهم بذالك نسبو الظلم إلى الله عز وجل! وأجازو التكليف بما لايستطاع!
والله تعالى يقول في كتابه الكريم (لايكلف الله نفساً إلا وسعها).
أما المعتزلة.
فهم يرون بأن الإنسان خالق لأفعاله وجميع تصرفاته وذالك تنزيهاً لله عز وجل عن الظلم والإجحاف.لذا قالو بتعدد الخالقين وأن كل إنسان خالق لأفعاله ,ويبنى على هذا أن الله تعالى لايعلم بالفعل إلا بعد وقوعه .. تعالى الله عما يقولون علواً عظيما ..
والصواب بأن الله تعالى خالق لنا ولأفعالنا جميعها بأن خلق لنا القوة والطاقة التي نعمل بها
والعبد إستخدمها بمطلق حريته وبما يراه مناسباً ,وموافقاً لرغباته ونزواته.
فالإنسان فاعل وليس خالق, والخير يأتي من عند الله أما الشر فمن مفعولات خلقه
وهذا كله مصداقاً لقوله تعالى (وهديناه النجدين).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(46/491)
حملة على كتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[08 - 02 - 08, 09:44 م]ـ
في بلد عربي الآن حملة كبيرة لمصادرة كتب شيخ الإسلام وابن القيم رحمه الله حتى من بيوت طلبة العلم الشرعي ادعو لهم برفع الظلم والنجاة منه فالأمر أصبح في وضح النهار وعين الشمس طالعة
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[08 - 02 - 08, 11:05 م]ـ
حدد البد لكي يأخذ الإخوان حذرهم ..
بسأل الله أن يفرج الله عنهم ..
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[16 - 02 - 08, 06:43 م]ـ
في سوريا
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[16 - 02 - 08, 08:44 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
هل هذا الخبر صحيح يا أخي، أأنت متأكد.
وأيضا ً فما السبب المزعوم لمنع كتبهما رحمهما الله.
وأعلم أخي أن الله سبحانه ناصر ٌ لدينه ومتم ٌ لنوره ولو كره المشركون والمغرضون، والله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظ دينه وإعلاء كلمته وتوفيقه للطائفة المنصورة إلى قيام الساعة.
ـ[أبومجاهد المقدسي]ــــــــ[17 - 02 - 08, 10:55 م]ـ
شئ طبيعي اخي الكريم بارك الله فيك هي فعلا حرب مسعورة على الاسلام والمسلمين
يريدون جمع كتب الامامين الجليلين ابن القيم وابن تيمية لإنها من الكتب التي ترسخ وتربي الشخصية المسلمة على العقيدة الاسلامية الواضحة النقية تربي الجيل على حب الجهاد والتضحية وبذل النفس والمال في سبيل الله عزوجل ولأنها من الكتب التي تشحن الهمم وتزيدنا حبا ولوعة للقاء الله عزوجل باختصار جديد هذه الكتب وخصوصا الامامين ابن القيم وابن تيمية رحمهما الله من الكتب الرائعة فعلا والكتب الروحانية والايمانية لا يسعنا الا ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل ........
ـ[عبدالله الغالبي]ــــــــ[18 - 02 - 08, 11:34 ص]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
هم يتهمون كتب الإمامين بأنها تغذي الفكر التكفيري المتطرف كما يزعمون!
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 06:29 م]ـ
بارك الله بكم جميعاً وما ذكرته لكم حقيقة شهودها عدول ولكن ضوء الشمس لا يطفئه الغربال أخلصوا لإخوانكم الدعاء
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[20 - 02 - 08, 07:46 ص]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[أبو السها]ــــــــ[20 - 02 - 08, 07:11 م]ـ
وكذا في بلد جامعة الزيتونة حيث أصبحت كتب شيخ الإسلام وابن القيم والألباني وابن باز وغيرهم ممنوعة , أنا شخصيا صادروا من مكتبتي عشرة مجلدات من فتاوى شيخ الإسلام وكتبا للشيخ الألباني بعد أن أراد العون مصادرتها كلها ..
زعموا أنها تؤسس للإرهاب .. ولو علموا مافيها لسارعوا في نشرها .. هداهم الله.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[21 - 02 - 08, 05:45 م]ـ
بل هم يعلمون ما فيها جيدا أخي الفاضل , و لهذا قاموا بمصادرتها!
هل تعتقد أن حكام تونس (الذين أفتى بكفرهم العلامة / ابن باز و الشيخ / مقبل بن هادي و غيرهم) ستطيب أنفسهم الخبيثة بترك الناس لتقرأ في كتب شيخ الإسلام و الألباني؟
و الله لو استطاعوا لنزعوا القرآن من صدور العباد , و لكن هيهات , فالله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون.(46/492)
+*+ألو العزم من الرسل+*+
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[08 - 02 - 08, 11:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لقد أشكل عليّ تسمية ألو العزم من الرسل
فقد ذكر أحد أئمة المساجد بجدة أن سبب تسميتهم أنّ دعوتهم كانت للناس كافة!!!
وهذا هو محل الإشكال عندي
فعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة. متفق عليه
فهلا تفضلتم يا مشياخنا بذكر سبب تسمية الأنبياء بأولي العزم من الرسل.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[09 - 02 - 08, 09:43 ص]ـ
الحمد لله
ما دام ذلك الإمام قد قال هذا، فهو المطالب بالدليل، ولا إشكال يكون عندك أبدا إلا إذا أظهر لك دليلا؛ ولو أنه كلما قال قائل شيئا أشكلت عليك الأمور لصار الأمر صعبا جدا .. ارجو أن تعي هذه النقطة أخي الكريم.
ملحوظة صغيرة: ضايقتني علامة (+) في عنوانك!
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[09 - 02 - 08, 03:34 م]ـ
بارك الله في يا أخي عبدالملك
وملحوظتك تمت وصولها وجزاك الله خيرًا
ولكن أريد معرفة سبب تسيمية أولو العزم من الرسل بهذا الاسم .... وجزاكم الله خيرًا
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 10:42 ص]ـ
إرجع إلى التفاسير في قوله تعالى: " فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل " آخر آية من سورة الأحقاف.(46/493)
قول الشيخ العثيمين (رحمه الله) في مسألة " العذر بالجهل "
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[08 - 02 - 08, 11:52 م]ـ
قول الشيخ العثيمين في مسألة " العذر بالجهل "
سؤال:
ما قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في " العذر بالجهل " في الشرك الأكبر؟ فقد سمعت وقرأت له قولين مختلفين، فقد ردَّ على سائل في " نور على الدرب " عندما سأله عن مسلمين يعبدون القبور قائلاً: هذا جهل من السائل تسميته لهم بمسلمين، وقولٌ آخر يقول فيه يبقى لهم حكم الإسلام لجهلهم، وعدم وجود من ينبههم. فهل للشيخ قولان أحدهما قديم والآخر جديد تبين له الحق فيه؟ وأي القولين هو الصحيح الذي تدعمه الأدلة الشرعية؟
الجواب:
الحمد لله
لم نستطع الوقوف على كلام الشيخ العثيمين رحمه الله الذي أشار السائل إلى وجوده في فتاوى " نور على الدرب "، ووقفنا على كلامه في أكثر كتبه المطبوعة، وفتاواه الصوتية، ولم نجد تعارضاً ولا تناقضاً في كلامه، وليس هناك تراجع عن شيء قاله.
ويمكننا تلخيص كلام الشيخ رحمه الله في مسألة العذر بالجهل في النقاط التالية:
1. الأصل عند الشيخ رحمه الله هو العذر بالجهل، بل يرى أنه لا يستطيع أحد أن يأتي بدليل على أن الجاهل ليس بمعذور، ويرى أنه " لولا العذر بالجهل: لم يكن للرسل فائدة، ولكان الناس يُلزمون بمقتضى الفطرة، ولا حاجة لإرسال الرسل! ".
2. لا فرق في العذر بالجهل بين مسائل الاعتقاد ومسائل العمل.
3. لا فرق في العذر بالجهل بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية؛ لأن الظهور والخفاء أمرٌ نسبي يختلف من بيئة لأخرى، ومن شخص لآخر.
4. الكفر المخرج من الملة قد يكون بالاعتقاد أو القول أو الفعل أو الترك، والشيخ لا يخالف في كون ذلك مخرجاً من الملة، ولكن الخلاف في تنزيل وصف الكفر على الشخص المعيَّن، فقد يكون معذوراً فلا يكون كافراً.
5. لا يكون الشخص الفاعل للكفر كافراً إذا كان جاهلاً، ولا يعلم حكم الشرع في فعله، أو سأل أحد العلماء فأفتاه بجواز فعله.
ويكون كافراً إذا أقيمت عليه الحجة، وأزيل عنه الوهم والإشكال.
6. ليس كل من يدَّعي الجهل يُقبل منه، فقد يكون عنده تفريط في التعلم، وتهاون في السؤال، وقد يكون فيه عناد لا يقبل الحق ولا يسعى لطلبه: فكل هؤلاء غير معذورين عند الشيخ رحمه الله، ويسستثنى من حال المقصِّرين: إذا كان لم يطرأ على باله أن هذا الفعل محرم، وليس عنده من ينبهه من العلماء، ففي هذه الحال يكون معذوراً.
7. الجاهل من الكفار الأصليين: تطبَّق عليه أحكام الكفر في الدنيا وأمره إلى الله في الآخرة، والصحيح أنه يُمتحن.
والجاهل من المنتسبين للإسلام ممن وقعوا في الكفر المخرج من الملة: تطبَّق عليهم أحكام الإسلام في الظاهر، وأمرهم إلى الله في الآخرة.
8. ذكر الشيخ رحمه الله نصوصاً من القرآن والسنَّة وكلام أهل العلم على ما رجَّح في هذه المسألة، وبيَّن أن هذا هو مذهب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، خلافاً لمن فهم عنه غير ذلك.
وإلى ذكر تفصيل ما لخصناه من كلام الشيخ رحمه الله، وقد نختصر فيما ننقله، ومن أراد الفائدة مكتملة فليرجع إلى ما نحيله عليه.
1. سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن العذر بالجهل فيما يتعلق بالعقيدة؟
فأجاب:
الاختلاف في مسألة العذر بالجهل كغيره من الاختلافات الفقهية الاجتهادية، وربما يكون اختلافاً لفظيّاً في بعض الأحيان من أجل تطبيق الحكم على الشخص المعين، أي: إن الجميع يتفقون على أن هذا القول كفر، أو هذا الفعل كفر، أو هذا الترك كفر، ولكن هل يصدق الحكم على هذا الشخص المعين لقيام المقتضي في حقه وانتفاء المانع أو لا ينطبق لفوات بعض المقتضيات، أو وجود بعض الموانع.
وذلك أن الجهل بالمكفر على نوعين:
الأول: أن يكون من شخص يدين بغير الإسلام، أو لا يدين بشيء، ولم يكن يخطر بباله أن ديناً يخالف ما هو عليه: فهذا تجري عليه أحكام الظاهر في الدنيا، وأما في الآخرة: فأمره إلى الله تعالى، والقول الراجح: أنه يمتحن في الآخرة بما يشاء الله عز وجل، والله أعلم بما كانوا عاملين، لكننا نعلم أنه لن يدخل النار إلا بذنب لقوله تعالى: (ولا يظلم ربك أحداً).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/494)
وإنما قلنا: تُجرى عليه أحكام الظاهر في الدنيا - وهي أحكام الكفر -: لأنه لا يدين بالإسلام، فلا يمكن أن يُعطى حكمه، وإنما قلنا بأن الراجح أنه يمتحن في الآخرة: لأنه جاء في ذلك آثار كثيرة ذكرها ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه: " طريق الهجرتين " عند كلامه على المذهب الثامن في أطفال المشركين تحت الكلام على الطبقة الرابعة عشرة.
النوع الثاني: أن يكون من شخص يدين بالإسلام، ولكنه عاش على هذا المكفِّر، ولم يكن يخطر بباله أنه مخالف للإسلام، ولا نبَّهه أحدٌ على ذلك: فهذا تُجرى عليه أحكام الإسلام ظاهراً، أما في الآخرة: فأمره إلى الله عز وجل، وقد دلَّ على ذلك الكتاب، والسنَّة، وأقوال أهل العلم.
فمن أدلة الكتاب: قوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) وقوله: (وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون). وقوله: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) وقوله: (وما أرسلنا رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء) وقوله: (وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) وقوله: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون. أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين. أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة).
إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الحجة لا تقوم إلا بعد العلم والبيان.
وأما السنة: ففي صحيح مسلم1/ 134 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة - يعني: أمة الدعوة - يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار).
وأما كلام أهل العلم: فقال في " المغني " (8/ 131): " فإن كان ممن لا يعرف الوجوب كحديث الإسلام، والناشئ بغير دار الإسلام، أو بادية بعيدة عن الأمصار وأهل العلم: لم يحكم بكفره "، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " (3/ 229) مجموع ابن قاسم: " إني دائماً - ومن جالسني يعلم ذلك مني - من أعظم الناس نهياً عن أن يُنسب معيَّن إلى تكفير، وتفسيق، ومعصية إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة، وفاسقاً أخرى، وعاصياً أخرى، وإني أقرر أن الله تعالى قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية، والمسائل العملية، وما زال السلف يتنازعون في كثير من المسائل، ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر، ولا بفسق، ولا بمعصية "
إلى أن قال: " وكنت أبيِّن أن ما نُقل عن السلف والأئمَّة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا: فهو أيضاً حقٌّ، لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين ".
إلى أن قال: " والتكفير هو من الوعيد، فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لكن الرجل قد يكون حديث عهد بإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص، أو سمعها ولم تثبت عنده، أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً ".
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب (1/ 56) من " الدرر السنية ": " وأما التكفير: فأنا أكفِّر مَن عرف دين الرسول، ثم بعدما عرفه سبَّه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره ". وفي (ص 66): " وأما الكذب والبهتان فقولهم: إنا نكفر بالعموم ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ويقاتل؟! ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/495)
وإذا كان هذا مقتضى نصوص الكتاب، والسنة، وكلام أهل العلم فهو مقتضى حكمة الله تعالى، ولطفه، ورأفته، فلن يعذب أحداً حتى يعذر إليه، والعقول لا تستقل بمعرفة ما يجب لله تعالى من الحقوق، ولو كانت تستقل بذلك لم تتوقف الحجة على إرسال الرسل.
فالأصل فيمن ينتسب للإسلام: بقاء إسلامه حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي .... .
فالواجب قبل الحكم بالتكفير أن ينظر في أمرين:
الأمر الأول: دلالة الكتاب والسنة على أن هذا مكفر لئلا يفتري على الله الكذب.
الأمر الثاني: انطباق الحكم على الشخص المعين بحيث تتم شروط التكفير في حقه، وتنتفي الموانع.
ومن أهم الشروط أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت كفره لقوله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً)، فاشترط للعقوبة بالنار أن تكون المشاقة للرسول من بعد أن يتبين الهدى له، ولكن هل يشترط أن يكون عالماً بما يترتب على مخالفته من كفر أو غيره أو يكفي أن يكون عالماً بالمخالفة وإن كان جاهلاً بما يترتب عليها؟.
الجواب: الظاهر الثاني؛ أي إن مجرد علمه بالمخالفة كاف في الحكم بما تقتضيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوجب الكفارة على المجامع في نهار رمضان لعلمه بالمخالفة مع جهله بالكفارة؛ ولأن الزاني المحصن العالم بتحريم الزنى يرجم وإن كان جاهلاً بما يترتب على زناه، وربما لو كان عالماً ما زنى. .. .
والحاصل أن الجاهل معذور بما يقوله أو يفعله مما يكون كفراً، كما يكون معذوراً بما يقوله أو يفعله مما يكون فسقاً، وذلك بالأدلة من الكتاب والسنة، والاعتبار، وأقوال أهل العلم.
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " (2 / جواب السؤال 224).
2. وسئل الشيخ رحمه الله:
قرأنا لك جواباً عن " العذر بالجهل " فيما يكفر، ولكن نجد في كتاب " كشف الشبهات " للشيخ محمد بن عبد الوهاب عدم العذر بالجهل، وكذلك في كتاب " التوحيد " له، مع أنك ذكرت في جوابك أقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكذلك ابن تيمية في " الفتاوى "، وابن قدامة في " المغني "، نرجو التوضيح.
فأجاب:
شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قد ذكر في رسائله أنه لا يكفِّر أحداً مع الجهل، وإذا كان قد ذكر في " كشف الشبهات " أنه لا عذر بالجهل: فيحمَل على أن المراد بذلك الجهل الذي كان من صاحبه تفريط في عدم التعلم، مثل أن يعرف أن هناك شيئاً يخالِف ما هو عليه، ولكن يفرِّط، ويتهاون: فحينئذٍ لا يُعذر بالجهل.
" دروس وفتاوى الحرم المكي " (عام 1411هـ، شريط 9، وجه أ).
3. وسئل الشيخ رحمه الله هل يعذر الإنسان بالجهل فيما يتعلق بالتوحيد؟
فأجاب:
العذر بالجهل ثابت في كل ما يدين به العبد ربه؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده) حتى قال عز وجل: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)؛ ولقوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)؛ ولقوله تعالى: (وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون)؛ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار)، والنصوص في هذا كثيرة، فمن كان جاهلاً: فإنه لا يؤاخذ بجهله في أي شيء كان من أمور الدين، ولكن يجب أن نعلم أن من الجهلة من يكون عنده نوع من العناد، أي: إنه يُذكر له الحق، ولكنه لا يبحث عنه، ولا يتبعه، بل يكون على ما كان عليه أشياخه، ومن يعظمهم، ويتبعهم، وهذا في الحقيقة ليس بمعذور؛ لأنه قد بلغه من الحجة ما أدنى أحواله أن يكون شبهة يحتاج أن يبحث ليتبين له الحق، وهذا الذي يعظم من يعظم من متبوعيه شأنه شأن من قال الله عنهم: (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون)، وفي الآية الثانية: (وإنا على آثارهم مقتدون)، فالمهم: أن الجهل الذي يُعذر به الإنسان بحيث لا يعلم عن الحق، ولا يذكر له: هو رافع للإثم، والحكم على صاحبه بما يقتضيه عمله، ثم إن كان ينتسب إلى المسلمين، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمَّداً رسول الله: فإنه يعتبر منهم، وإن كان لا ينتسب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/496)
إلى المسلمين: فإن حكمه حكم أهل الدين الذي ينتسب إليه في الدنيا، وأما في الآخرة: فإن شأنه شأن أهل الفترة، يكون أمره إلى الله عز وجل يوم القيامة، وأصح الأقوال فيهم: أنهم يمتحنون بما شاء الله، فمن أطاع منهم دخل الجنة، ومن عصى منهم دخل النار، ولكن ليعلم أننا اليوم في عصر لا يكاد مكان في الأرض إلا وقد بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، بواسطة وسائل الإعلام المتنوعة، واختلاط الناس بعضهم ببعض، وغالباً ما يكون الكفر عن عناد.
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " (2 / جواب السؤال رقم 222).
4. وسئل الشيخ رحمه الله:
ما حكم من يصف الذين يعذرون بالجهل بأنهم دخلوا مع المرجئة في مذهبهم؟.
فأجاب:
وأما العذر بالجهل: فهذا مقتضى عموم النصوص، ولا يستطيع أحد أن يأتي بدليل يدل على أن الإنسان لا يعذر بالجهل، قال الله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) الإسراء/ 15، وقال تعالى: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) النساء/ 165، ولولا العذر بالجهل: لم يكن للرسل فائدة، ولكان الناس يلزمون بمقتضى الفطرة ولا حاجة لإرسال الرسل، فالعذر بالجهل هو مقتضى أدلة الكتاب والسنة، وقد نص على ذلك أئمة أهل العلم: كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، لكن قد يكون الإنسان مفرطاً في طلب العلم فيأثم من هذه الناحية أي: أنه قد يتيسر له أن يتعلم؛ لكن لا يهتم، أو يقال له: هذا حرام؛ ولكن لا يهتم، فهنا يكون مقصراً من هذه الناحية، ويأثم بذلك، أما رجل عاش بين أناس يفعلون المعصية ولا يرون إلا أنها مباحة ثم نقول: هذا يأثم، وهو لم تبلغه الرسالة: هذا بعيد، ونحن في الحقيقة - يا إخواني- لسنا نحكم بمقتضى عواطفنا، إنما نحكم بما تقتضيه الشريعة، والرب عز وجل يقول: (إن رحمتي سبقت غضبي) فكيف نؤاخذ إنساناً بجهله وهو لم يطرأ على باله أن هذا حرام؟ بل إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال: " نحن لا نكفر الذين وضعوا صنماً على قبر عبد القادر الجيلاني وعلى قبر البدوي لجهلهم وعدم تنبيههم ".
" لقاءات الباب المفتوح " (33 / السؤال رقم 12).
5. وقال الشيخ رحمه الله:
ولكن يبقى النظر إذا فرَّط الإنسان في طلب الحق، بأن كان متهاوناً، ورأى ما عليه الناس ففعله دون أن يبحث: فهذا قد يكون آثماً، بل هو آثم بالتقصير في طلب الحق، وقد يكون غير معذور في هذه الحال، وقد يكون معذوراً إذا كان لم يطرأ على باله أن هذا الفعل مخالفة، وليس عنده من ينبهه من العلماء، ففي هذه الحال يكون معذوراً، ولهذا كان القول الراجح: أنه لو عاش أحدٌ في البادية بعيداً عن المدن، وكان لا يصوم رمضان ظنّاً منه أنه ليس بواجب، أو كان يجامع زوجته في رمضان ظنّاً منه أن الجماع حلال: فإنه ليس عليه قضاء؛ لأنه جاهل، ومن شرط التكليف بالشريعة أن تبلغ المكلف فيعلمها.
فالخلاصة إذاً: أن الإنسان يعذر بالجهل، لكن لا يعذر في تقصيره في طلب الحق.
" لقاءات الباب المفتوح " (39 / السؤال رقم 3).
6. وسئل الشيخ رحمه الله:
ما رأي فضيلتكم بمن يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ثم يذبح لغير الله، فهل يكون مسلماً؟ مع العلم أنه نشأ في بلاد الإسلام؟.
الشيخ:
الذي يتقرب إلى غير الله بالذبح له: مشرك شركاً أكبر، ولا ينفعه قول " لا إله إلا الله "، ولا صلاة، ولا غيرها، اللهم إلا إذا كان ناشئاً في بلاد بعيدة، لا يدرون عن هذا الحكم، فهذا معذور بالجهل، لكن يعلَّم، كمن يعيش في بلاد بعيدة يذبحون لغير الله، ويذبحون للقبور، ويذبحون للأولياء، وليس عندهم في هذا بأس، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام: فهذا يُعذر بجهله، أما إنسان يقال له: هذا كفر، فيقول: لا، ولا أترك الذبح للولي: فهذا قامت عليه الحجة، فيكون كافراً.
السائل:
فإذا نُصح وقيل له: إن هذا شرك، فهل أُطلق عليه إنه " مشرك " و " كافر "؟.
الشيخ:
نعم، مشرك، كافر، مرتد، يستتاب، فإن تاب وإلا قتل.
السائل:
وهل هناك فرق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية؟.
الشيخ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/497)
الخفية تُبيَّن، مثل هذه المسألة، لو فرضنا أنه يقول: أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء، ولا أعلم أن هذا حرام: فهذه تكون خفية؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي، قد يكون ظاهراً عندي ما هو خفيٌ عليك، وظاهرٌ عندك ما هو خفيٌّ عليَّ.
السائل:
وكيف أقيم الحجة عليه؟ وما هي الحجة التي أقيمها عليه؟.
الشيخ:
الحجة عليه ما جاء في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ) الأنعام/ 162، 163، وقال تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) الكوثر/ 1، 2، فهذا دليل على أن النحر للتقرب والتعظيم عبادة، ومن صرف عبادة لغير الله: فهو مشرك ....
فإذا بلغت الحجة وقيل له: هذا الفعل الذي تفعله شرك، فَفَعَلَه: لم يُعذر.
السائل:
إذن يعرَّف؟.
الشيخ:
نعم، لا بدَّ أن يُعرَّف.
السائل:
هناك شبهة وهي أنه يقال: إن فعله شرك وهو ليس بمشرك! فكيف نرد؟.
الشيخ:
هذا صحيح، ليس بمشرك إذا لم تقم عليه الحجة، أليس الذي قال: (اللهم أنت عبدي وأنا ربك) قال كفراً؟ ومع ذلك لم يكفر؛ لأنه أخطأ من شدة الفرح، وأليس المُكره يُكره على الكفر فيكفر ظاهراً لا في قلبه، وقلبه مطمئن بالإيمان؟ والعلماء الذين يقولون: " كلمة كفر دون صاحبها "، هذا إذا لم تقم عليه الحجة، ولم نعلم عن حاله، أما إذا علمنا عن حاله: فما الذي يبقى؟ نقول: لا يكفر؟ معناه: لا أحد يكون كافراً؟ أي: لا يبقى أحد يكفر، حتى المصلي الذي لا يصلي نقول: لا يكفر؟ حتى ابن تيمية يقول: إذا بلغته الحجة: قامت عليه الحجة ... ولا يكفي مجرد بلوغ الحجة حتى يفهمها؛ لأنه لو فرضنا أن إنساناً أعجميّاً وقرأنا عليه القرآن صباحا ومساء لكن لا يدري ما معناها: فهل قامت عليه الحجة؟ قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) إبراهيم/4.
" لقاءات الباب المفتوح " (48 / السؤال رقم 15):
ونرجو أن يكون الأمر قد وضح، وأن تكون قد تبيَّنتَ حقيقة كلام الشيخ العثيمين رحمه الله، وأنه يرى أن الأصل هو العذر بالجهل، ويتأكد هذا في حال من يسلم حديثاً، أو من يعيش بعيداً عن أماكن العلم، أو من يعيش بين قوم لم يخطر ببالهم أنهم يخالفون الشرع، وهم في الواقع واقعون بأفعالهم في الشرك الأكبر.
والله أعلم
http://www.islam-qa.com/index.php?pg=print&ref=111362&ln=ara
الإسلام سؤال وجواب(46/498)
اريد ان افهم قول ابن تيمية و هي ...
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[09 - 02 - 08, 10:15 ص]ـ
السلام عليكم
ذكر ابن تيمية في قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة عبارة:
وكل بدعة ليست واجبة ولامستحبة فهي بدعة سيئة، وهي ضلالة باتفاق المسلمين
صفحة 44 من طبعة رئاسة ادارة البحوث العلمية و الافتاء
اريد من حضرتكم مساعدة و هي:
1 - هل هناك علاقة بين ما يقال ببدعة حسنة و بدعة سيئة؟
2 - من جاء بهذا التقسيم؟
3 - ما مراد ببدعة واجبة و مستحبة؟
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[09 - 02 - 08, 12:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أخي بارك الله فيك, انظر كتاب الشيخ ابراهيم الرحيلي (موقف اهل السنة والجماعة من اهل الاهواء والبدع) , وكتاب الشيخ سعيد الغامدي (حقيقة البدعة واحكامها) , وكتاب (الاعتصام) للشاطبي وهو الكتاب الاصل في هذا الباب ,فقد تكلمو في هذا الموضوع وفصلو فيه.
وللفائدة فان طبعة الرئاسة التي بتحقيق الشيخ عبدالقادر الارنؤوط فيها بعض الأخطاء, فمن الافضل الرجوع الى طبعة مكتبة الفرقان بتحقيق الشيخ ربيع المدخلي.
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[09 - 02 - 08, 12:14 م]ـ
بارك الله فيك على الملاحظة القيمة
الان
هل اجد المراجع مذكورة في النت؟
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 10:22 ص]ـ
إليك كتاب الإعتصام:
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[11 - 02 - 08, 12:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
قول الشيخ رحمه الله:
"وكل بدعة ليست واجبة ولامستحبة فهي بدعة سيئة، وهي ضلالة باتفاق المسلمين"
إنما هو مثل قولنا: وكل شيء جديد مبدع ليس من الواجبات ولا المستحبات فهو بدعة سيئة وهي ضلالة باتفاق المسلمين.
فاستعمال شيخ الإسلام رحمه الله للفظ البدعة في بداية كلامه المذكور مراده به المعنى اللغوي للكلمة، والدليل على هذا أن شيخ الإسلام رحمه الله قال في آخر كلامه المذكور "فهي بدعة سيئة" ولم يقل "فهي بدعة مكروهة أو محرمة.
أما تقسيم البدعة إلى واجبة ومستحبة وكروهة ومحرمة: فهو بدعة متأخرة لم تعرف عن القرون المفضلة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نص على أن "كل بدعة ضلالة"، فالقول بغير ذلك استدراك على الشارع وافتئات عليه.
ومن استدل بأثر عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح، وبكلام شيخ الإسلام هذا، وبأمثالهما من كلام أهل العلم أخبرناه بأن كلامهم محمول على المعنى اللغوي لكلمة "بدعة"، لأنهم رحمهم الله ورضي عنهم لا يمكن أن يكونوا ممن يتقدمون بين يدي الله ورسوله بأمر، حاشاهم من هذه الفظيعة التي اجترأ عليها غيرهم ممن يحق أن يقول فيهم القائل: رمتني بدائها وانسلّت.
ولنتذكر المعنى اللغوي للبدعة مرة أخرى في معجمنا اللفظي العصري، بدعة= شيء جديد، مبتكر، مبدع ...
هذا مجمل معنى ماذكره أهل العلم رحمنا الله وإياهم.
وجزاكم الله خيرا ..(46/499)
متى يجوز الحلف بالله كاذبا؟؟؟
ـ[أبو عبيد السلفي]ــــــــ[09 - 02 - 08, 12:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
متى يجوز الحلف بالله كاذبا
وعلى القول بالجواز هل ينبغي التعريض في ذلك؟؟ فإن تعذر التعريض فما الحل؟؟
بارك الله فيكم ....(46/500)
البيان المختصر لحكم التشاؤم بصفر
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[09 - 02 - 08, 08:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
’’ البيان المختصر لحكم التشاؤم بصفر ‘‘
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و على آله و صحبه، و بعد:
فهذا مقال مختصر، و بحث معتصر في بيان معنى صفر الوارد في الأثر، و اعتقاد أهل الجاهلية فيه؛ للعلم و الحذر، و الله أسأل توفيقه و سداده، وأن ينفع به من شاء من عباده، إن ربي لسميع الدعاء.
توطئة:
اعلم أيها الأخ الصفي ـ رحمني الله و إياك ـ أن (الطيرة هي التشاؤم بالطيور أو الأسماء أو الألفاظ أو البقاع أو غيرها فجاء الشارع بالتحذير منها و ذمها و ذم المتطيرين، و كان ـ صلى الله عليه و سلم ـ يحب الفأل و يكره الطيرة، لأن الفأل لا يخل بعقيدة الإنسان و لا بعقله، و ليس فيه تعليق للقلب بغير الله، بل فيه من المصلحة إدخال النشاط و السرور على القلب، و تقوية العزائم و الهمم، و شحذ النفوس للسعي في تحقيق المقاصد النافعة و الغايات الحميدة، بخلاف النظرة المتشائمة فإنها نظرة متعثرة تخلخل التفكير و تعوق القلب و تقطع النفس و تثبط الهمم و تجلب لصاحبها التواني و الكسل، فلا غرو أن يأتي الدين الحنيف بذم هذه النظرة القاتمة و محاربة هذا التفكير المظلم) [1].
نص الحديث:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((لا عدوى، و لا طيرة، ولا هامة، و لا صفر)).
رواه البخاري (5707) و مسلم (2220).
قال العلامة محمد العثيمين ـ رحمه الله ـ في (القول المفيد على كتاب التوحيد ص 361): ((النفي في هذه الأمور الأربعة ليس نفيا للوجود؛ لأنها موجودة و لكنه نفي للتأثير، فالمؤثر هو الله، فما كان منها سببا معلوما؛ فهو سبب صحيح، و ما كان منها سببا موهوما؛ فهو سبب باطل، و يكون نفيا لتأثيره بنفسه إن كان صحيحا، و لكونها سببا إن كان باطلا)) اهـ.
و قال معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ في (التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص 339):
((من المعلوم أن المنفي هنا ليس هو وجود الطيرة؛ لأن الطيرة موجودة من جهة اعتقاد الناس، و من جهة استعمالها، و كذلك العدوى موجودة من جهة الوقوع، و لهذا قال العلماء: النفي هنا راجع إلى ما تعتقده العرب و يعتقده أهل الجاهلية؛ لأن (لا) هنا نافية للجنس و اسمها مذكور، و خبرها محذوف لأجل العلم به، فإن الجاهليين يؤمنون بوجود هذه الأشياء، و يؤمنون أيضا بتأثيرها، فالمنفي ليس هو وجودها و إنما هو تأثيرها، فيكون التقدير هنا: لا عدوى مؤثرة بطبعها و نفسها و إنما تنتقل العدوى بإذن الله ـ جل و علا ـ، و كان أهل الجاهلية يعتقدون أن العدوى تنتقل بنفسها، فأبطل الله ذلك الاعتقاد، فقال ـ عليه الصلاة و السلام ـ: " لا عدوى "، يعني: مؤثرة بنفسها، " و لا طيرة " أي: مؤثرة أيضا، فإن الطيرة شيء وهمي يكون في القلب، لا أثر له في قضاء الله و قدره، فحركة السانح، أو البارح، أو النطيح، أو القعيد [2]، لا أثر لها في حكم الله و في ملكوته، و في قضائه و قدره، فخبر (لا) النافية للجنس تقديره (مؤثرة) أي: لا طيرة مؤثرة، بل الطيرة شيء وهمي، و كذلك قوله: " و لا هامة و لا صفر .. " إلخ الحديث، و قد سبق بيان أن خبر (لا) النافية للجنس يحذف كثيرا في لغة العرب إذا كان معلوما، كما قال ابن مالك في آخر باب (لا) النافية للجنس في الألفية:
و شاع في ذا الباب إسقاط الخبر ** إذا المراد مع سقوطه ظهر)) اهـ.
و نقتصر في هذا المقال على إيضاح معنى قوله ـ عليه الصلاة و السلام ـ: " لا صفر "، و أقوال أهل العلم في شرحه، مع بيان الراجح منها، و من أراد الإطلاع على معاني الألفاظ الأخرى فما عليه إلا الرجوع إلى مضان هذا الموضوع مثل شروح (كتاب التوحيد) و غيرها.
أقوال العلماء في معنى " لا صفر ":
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/1)
اعلم أيها المحب ـ علمني الله و إياك ما لا نعلم ـ أن للعلماء ثلاثة أقوال في معنى قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: " و لا صفر "، أقربها إلى الصواب من قال أن المراد به إبطال التشاؤم بشهر صفر [3] نبذا لاعتقاد أهل الجاهلية فيه، و هذا حماية لجناب التوحيد من دنس الشرك، فالتشاؤم هو من جنس الطيرة المنهي عنها في هذا الحديث و في غيره من الأحاديث الثابتة.
1 - قال الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي (ت 795 هـ) ـ رحمه الله ـ في كتابه (لطائف المعارف ص 74 ط دار ابن حزم):
((و أما قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: " و لا صفر "، فاختلف في تفسيره، فقال كثير من المتقدمين: الصفر داء في البطن يقال إنه دود فيه كبار كالحيات، وكانوا يعتقدون أنه يعدي فنفى ذلك النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ، و ممن قال هذا من العلماء: ابن عيينة و الإمام أحمد و غيرهما. و لكن لو كان كذلك لكان داخلا في قوله: " لا عدوى "، و قد يقال: هو من باب عطف الخاص على العام، و خصه بالذكر لاشتهاره عندهم بالعدوى.
و قالت طائفة: بل المارد بصفر شهر صفر، ثم اختلفوا في تفسيره على قولين:
أحدهما: أن المراد نفي ما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء، فكانوا يحلون المحرم و يحرمون صفر مكانه، و هذا قول مالك [4].
و الثاني: أن المراد أن أهل الجاهلية كانوا يستشئمون بصفر و يقولون: إنه شهر مشؤوم، فأبطل النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ذلك، و هذا حكاه أبو داود عن محمد بن راشد المكحولي عمن سمعه يقول ذلك [5].
و لعل هذا القول أشبه الأقوال، و كثير من الجهال يتشاءم بصفر، و ربما ينهى عن السفر فيه، و التشاؤم بصفر هو من جنس الطيرة المنهي عنها.
و كذلك التشاؤم بالأيام كيوم الأربعاء، و قد روي أنه: "يوم نحس مستمر " في حديث لا يصح، بل في المسند عن جابر ـ رضي الله عنه ـ: " أن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ دعا على الأحزاب يوم الاثنين و الثلاثاء و الأربعاء، فاستجيب له يوم الأربعاء بين الظهر و العصر "، قال جابر: فما نزل بي أمر مهم غائظ إلا توخيت ذلك الوقت فدعوت الله فيه فرأيت الإجابة [6]، أو كما قال. و كذلك تشاؤم أهل الجاهلية بشوال في النكاح فيه خاصة ... )).
ثم قال ـ رحمه الله ـ (ص 75 - 76):
((و أما تخصيص الشؤم بزمان دون زمان كشهر صفر أو غيره فغير صحيح، و إنما الزمان كله خلق الله ـ تعالى ـ، و فيه تقع أفعال بني آدم، فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه، و كل زمان شغله العبد بمعصية الله فهو مشؤوم عليه، فالشؤم في الحقيقة هو معصية الله ـ تعالى ـ كما قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: " إذا كان الشؤم في شيء ففيما بين اللحيين "؛ يعني اللسان ... ))، ثم أطال ـ رحمه الله ـ في هذا المعنى و الاستدلال له بما ورد عن السلف الصالح، فانظره فإنه نفيس.
قال الشيخ إبراهيم الحقيل ـ حفظه الله ـ: ((وما ذكره الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله تعالى ـ يقع فيه بعض الناس؛ فيمتنعون عن السفر في صفر، أو الزواج فيه، أو الخطبة، أو إجراء العقد. وبعض التجار لا يمضي فيه صفقة؛ تشاؤما به. وهذا كله من الطيرة المنهي عنها، وهو قادح في التوحيد)).
2 - قال العلاّمة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ت 1285هـ) ـ رحمه الله ـ في كتابه (فتح المجيد ص 324):
((قوله: "و لا صفر" بفتح الفاء، روى أبو عبيدة في غريب الحديث عن رؤبة أنه قال: هي حية تكون في البطن تصيب الماشية و الناس، و هي أعدى من الجرب عند العرب. و على هذا فالمراد بنفيه ما كانوا يعتقدونه من العدوى، و ممن قال بهذا سفيان بن عيينة والإمام أحمد و البخاري و ابن جرير.
و قال آخرون: المراد به شهر صفر، و النفي لما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء و كانوا يحلون المحرم و يحرمون صفر مكانه، و هو قول مالك.
و روى أبو داود عن محمد بن راشد عمن سمعه يقول: أن أهل الجاهلية يتشاءمون بصفر، ويقولون إنه شهر مشؤوم، فأبطل النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ذلك.
قال ابن رجب: و لعل هذا القول أشبه الأقوال، و التشاؤم بصفر هو من جنس الطيرة المنهي عنها، و كذلك التشاؤم بيوم من الأيام كيوم الأربعاء و تشاؤم أهل الجاهلية بشوال في النكاح فيه خاصة)) اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/2)
3 - قال العلاّمة صديق حسن خان القنوجي (ت 1307هـ) ـ رحمه الله ـ في كتابه (الموعظة الحسنة ص 141 ط دار الكتب العلمية):
((قد وقع نفي صفر، و النهي عن التطير به في أحاديث كثيرة بطرق متعددة ثابتة، و اختلف أهل العلم في المراد بصفر.
فقيل: هو حية في البطن تعض إذا جاع، و قيل: دود فيه.
و قيل: هو الشهر المعروف، زعموا أن فيه تكثر الدواهي و الفتن، فنفاه الشارع، و أبطله الإسلام.
و قيل المراد به: النسيء، و هو تأخير المحرم إلى صفر، و جعل صفر هو الشهر الحرام، و بنحوه قال القاضي عياض، و قيل غير ذلك.
و حاصل الأقوال يرجع إلى ثلاثة: الشهر المعروف، أو الدود في البطن، أو النسيء، و لم أقف على حديث في فضل شهر صفر و لا ذمه)) اهـ.
4 - قال العلاّمة المفسر مفتي الديار التونسية محمد الطاهر بن عاشور (ت 1393هـ) ـ رحمه الله ـ في مقال له نشر في (المجلة الزيتونية) [7] بعد مقدمة عن اعتقادات أهل الجاهلية و إبطال الإسلام لها:
((و من الضلالات التي اعتقدها العرب اعتقاد أن شهر صفر شهر مشؤوم، وأصل هذا الاعتقاد نشأ من استخراج معنى مما يقارن هذا الشهر من الأحوال في الغالب عندهم و هو ما يكثر فيه من الرزايا بالقتال و القتل، ذلك أن شهر صفر يقع بعد ثلاثة أشهر حرما نسقا و هي ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم، و كان العرب يتجنبون القتال و القتل في الأشهر الحرم؛ لأنها أشهر أمن، قال الله ـ تعالى ـ: " جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس و الشهر الحرام " الآية. فكانوا يقضون الأشهر الحرم على إحن من تطلب الثارات و الغزوات، و تشتت حاجتهم في تلك الأشهر، فإذا جاء صفر بادر كل من في نفسه حنق على عدوه فثاوره، فيكثر القتل و القتال، و لذلك قيل: إنه سمي صفرا؛ لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوه صفرا من المتاع و المال، أي خلواً منهما [8].
قال الذبياني يحذر قومه من التعرض لبلاد النعمان بن الحارث ملك الشام في شهر صفر:
لقد نهيت بني ذبيان عن أُقر ** و عن تربعهم في كل أصفار
و لذلك كان من يريد العمرة منهم لا يعتمر في صفر إذ لا يأمن على نفسه، فكان من قواعدهم في العمرة أن يقولوا: " إذا برأ الدبر و عفا الأثر و انسلخ صفر؛ حلت العمرة لمن اعتمر " على أحد تفسيرين في المراد من صفر و هو التأويل الظاهر. و قيل: أرادوا به شهر المحرم، و أنه كان في الجاهلية يسمى صفر الأول، و أن تسميته محرما من اصطلاح الإسلام، و قد ذهب إلى هذا بعض أئمة اللغة [9]، و أحسب أنه اشتباه، لأن تغيير الأسماء في الأمور العامة يدخل على الناس تلبيسا لا يقصده الشارع، ألا ترى أن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ لما خطب حجة الوداع فقال: " أي شهر هذا؟ "، قال الراوي: فسكتنا حتى طننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال: " أليس ذا الحجة؟ "، ثم ذكر في أثناء الخطبة الأشهر الحرم، فقال: ذو القعدة، و ذو الحجة، و المحرم، و رجب مضر الذي بين جمادى و شعبان. فلو كان اسم المحرم اسما جديدا؛ لوضحه للحاضرين الواردين من الآفاق القاصية. على أن حادثا مثل هذا لو حدث؛ لتناقله الناس، و إنما كانوا يطلقون عليه و صفر لفظ " الصفرين" تغليبا.
فنهى النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ عن التشاؤم بصفر .. )).
ـ ثم ذكر حديث الباب، و قال بعد ذلك ـ:
((و قد اختلف العلماء في المراد من صفر في هذا الحديث، فقيل: أراد الشهر، و هو الصحيح وبه قال مالك و أبو عبيدة معمر بن المثنى، و قيل: أراد مرضا في البطن سمي الصفر؛ كانت العرب يعتقدونه معديا، و به قال ابن وهب و مطرف و أبو عبيد القاسم بن سلام، و فيه بعد؛ لأن قوله: " لا عدوى " يغني عن قوله: " و لا صفر ".
و على أنه أراد الشهر فقيل: أراد إبطال النسيء، و قيل: أراد إبطال التشاؤم بشهر صفر، و هذا الأخير هو الظاهر عندي.
و وجه الدلالة فيه أنه قد علم من استعمال العرب أنه إذا نفي اسم الجنس و لم يذكر الخبر أن يقدر الخبر بما يدل عليه المقام، فالمعنى هنا: لا صفر مشؤوم، إذ هذا الوصف هو الوصف الذي يختص به صفر من بين الأشهر، و هكذا يقدر لكل منفي في هذا الحديث على اختلاف رواياته بما يناسب معتقد أهل الجاهلية فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/3)
و سواء كان هذا هو المراد من هذا الحديث أم غيره؛ فقد اتفق علماء الإسلام على أن اعتقاد نحس هذا الشهر: اعتقاد باطل في نظر الإسلام، و أنه من بقايا الجاهلية التي أنقذ [نا] الله منها بنعمة الإسلام.
قد أبطل الإسلام عوائد الجاهلية فزالت من عقول جمهور المؤمنين، و بقيت بقاياها في عقول الجهلة من الأعراب البعداء عن التوغل في تعاليم الإسلام، فلصقت تلك العقائد بالمسلمين شيئا فشيئاً مع تخييم الجهل بالدين بينهم، ومنها التشاؤم بشهر صفر، حتى صار كثير من الناس يتجنب السفر في شهر صفر اقتباسا من حذر الجاهلية السفر فيه خوفا من تعرض الأعداء، و يتجنبون فيه ابتداء الأعمال خشية أن لا تكون مباركة، و قد شاع بين المسلمين أن يصفوا شهر صفر بقولهم: صفر الخير، فلا أدري: هل أرادوا به الرد على من يتشاءم به، أو أرادوا التفاؤل لتلطيف شره كما يقال للملدوغ: سليم؟ و أيًّا ما كان فذلك الوصف مؤذن بتأصل عقيدة التشاؤم بهذا الشهر عندهم.
و لأهل تونس حظ عظيم من اعتقاد التشاؤم بصفر، لاسيما النساء و ضعاف النفوس، فالنساء يسمينه " ربيب العاشوراء " ليجعلوا له حظا من الحزن فيه و تجنب الأعراس و التنقلات.
و من الناس من يزيد ضغثا على إبالة فيضم إلى عقيدة الجاهلية عقيدة أجهل منها، و هي اعتقاد أن يوم الأربعاء الأخير من صفر هو أنحس أيام العام، ومن العجب أنهم ينسبون ذلك إلى الدين الذي أوصاهم بإبطال عقائد الجاهلية، فتكون هذه النسبة ضلالة مضاعفة، يستندون إلى حديث موضوع يروى عن ابن عباس أن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال: " آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر "، و قد نص الأئمة على أن هذا حديث موضوع، فإذا ضم ذلك إلى التشاؤم بشهر صفر من بين الأشهر؛ أنتجت هذه المقدمات الباطلة نتيجة مثلها، و هي أن آخر أربعاء من شهر صفر أشأم أيام العام، و أهل تونس يسمونها " الأربعاء الكحلاء " أي السوداء، كناية عن نحسها؛ لأن السواد شعار الحزن و المصائب، عكس البياض [10].
قال أبو الطيب في الشيب:
أبعِد بعُدت بياضاً لا بياض له ** لأنت أسود في عيني من الظُلَمِ
و هو اعتقاد باطل إذ ليس في الأيام نحس، قال مالك ـ رحمه الله ـ: " الأيام كلها أيام الله، و إنما يفضل بعض الأيام بعضا بما جعل الله له من الفضل فيما أخبر بذلك رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ".
و لأجل هذا الاعتقاد الباطل قد اخترع بعض الجهلة المركبين صلاة تصلى صباح يوم الأربعاء الأخير من صفر، و هي صلاة ذات أربع ركعات متواليات تقرأ في كل ركعة سور من القرآن مكررة متعددة، و تعاد في كل ركعة، و يدعى عقب الصلاة بدعاء معين. و هي بدعة و ضلالة إذ لا تُتلقى الصلوات ذوات الهيئات الخاصة إلا من قبل الشرع، و لم يرد في هذه الصلاة من جهة الشرع أثر قوي و لا ضعيف فهي موضوعة. و ليست من قبيل مطلق النوافل؛ لأنها غير جارية على صفات الصلوات النوافل، فليحذر المسلمون من فعلها، و لاسيما من لهم حظ من العلم، و نعوذ بالله من علم لا ينفع وهوى متبع)) اهـ.
5 - قال الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين (ت1421هـ) ـ رحمه الله ـ في كتابه (القول المفيد ص 361):
((قوله: " و لا صفر "؛ قيل إنه شهر صفر، كانت العرب يتشاءمون به، و لاسيما في النكاح.
و قيل: إنه داء في البطن يصيب الإبل، و ينتقل من بعير إلى آخر؛ و على هذا فيكون عطفه على العدوى من باب عطف الخاص على العام.
وقيل: إنه نهي عن النسيئة، و كانوا في الجاهلية يُنسئون، فإذا أرادوا القتال في شهر المحرم استحلوه، و أخروا الحرمة إلى شهر صفر، و هذه النسيئة التي ذكرها الله بقوله ـ تعالى ـ: " فيحلوا ما حرم الله " [التوبة:37]، و هذا القول ضعيف، و يضعفه أن الحديث في سياق التطير، و ليس في سياق التغيير.
و الأقرب أن صفر يعني الشهر، و أن المراد كونه مشؤوما؛ أي: لا شؤم فيه، و هو كغيره من الأزمان يقدر فيه الخير، و يقدر فيه الشر)).
ثم قال ـ رحمه الله ـ (ص 361 - 362):
((و قوله: " و لا صفر " فيه ثلاثة أقوال سبقت، و بيان الراجح منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/4)
و الأزمنة لا دخل لها في التأثير و في تقدير الله ـ عز وجل ـ؛ فصفر كغيره من الأزمنة يقدَّر فيه الخير و الشر، و بعض الناس إذا انتهى من شيء في صفر أرَّخ ذلك و قال: انتهى في صفر الخير، و هذا من باب مداواة البدعة ببدعة، و الجهل بالجهل؛ فهو ليس شهر خير، و لا شهر شر.
أما شهر رمضان، و قولنا: إنه شهر خير؛ فالمراد بالخير العبادة، و لا شك أنه شهر خير، و قولهم: رجب المعظم؛ بناءً على أنه من الأشهر الحرم. و لهذا أنكر بعض السلف على من إذا سمع البومة تنعق قال: خيرا إن شاء الله، فلا يقال: خير و لا شر، بل هي تنعق كبقية الطيور)) اهـ.
6 - قال الشيخ العلامة المتفنن بكر بن عبد الله أبو زيد (ت 1429هـ) ـ رحمه الله ـ في كتابه (معجم المناهي اللفظية ص339 - 340):
((و في معنى " لا صفر " أقوال ثلاثة:
أنه داء في البطن يعدي؛ و لهذا فهو من باب عطف الخاص " و لا صفر " على العام " لا عدوى ".
أو أنه نهي عن النَّسَأ، الذي كانت تعمله العرب في جاهليتها و ذلك حينما يريدون استباحة الأشهر الحرم فإنهم يؤخرونه إلى شهر صفر.
و الثالث: أنه شهر صفر؛ إذ كانت العرب تتشاءم به. و لهذا نعته بعض بقوله: " صفر الخير " منابذةً لما كانت تعتقده العرب في جاهليتها ...
و بعض يقول: " صفر الخير " تفاؤلاً يرد ما يقع في نفسه من اعتقاد التشاؤم فيه، و هذه لوثة جاهليةٌ من نفس لم يصقلها التوحيد بنوره)).
ثمَّ قال ـ رحمه الله ـ (ص658 / فوائد في الألفاظ):
((للعرب مواسم في الشهور و الأيام في بعضها التشاؤم، وفي بعضها التيامن و التفاؤل بها منها:
شهر صفر وكان لهم فيه نوع تشاؤم، فكان يلقَّب بشهر صفر الخير؛ منابذةً للجاهلية في اعتقادها. فكان يتسمَّح في هذا الفظ لمنابذة الاعتقاد و التشاؤم.
و الإسلام محى هذه، و ثبَّت الاعتقاد و الإيمان، و محى معالم التعلُّق بغيره)) اهـ.
7 - قال معالي الشيخ العلامة صالح آل الشيخ ـ وفقه المولى ـ في إحدى خطبه: ((ذهب أكثر أهل العلم إلى أن معنى قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ: " ولا صفر " يعني لا تشاؤم بصفر و هو الشهر المعروف الذي نستقبل أيامه.
ثم لما قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: " لا صفر "؛ دلنا على إبطال كل ما كانت تعتقده الجاهلية في شهر صفر، فإنهم كانوا يتشاءمون بصفر و يعتقدون أنه شهر فيه حلول المكاره و حلول المصائب، فلا يتزوج من أراد الزواج في شهر صفر لاعتقاده أنه لا يوفق، و من أراد تجارة فإنه لا يمضي صفقته في شهر صفر لاعتقاده أنه لا يربح، و من أراد التحرك والمضي في شئونه البعيدة عن بلده فإنه لا يذهب في ذلك الشهر لاعتقاده أنه شهر تحصل فيه المكاره و الموبقات، و لهذا أبطل ـ عليه الصلاة و السلام ـ هذا الاعتقاد الزائف فشهر صفر شهر من أشهر الله، و زمان من أزمنة الله؛ لا يحصل الأمر فيه إلا بقضاء الله و قدره، ولم يختص الله ـ جل و علا ـ هذا الشهر بوقوع مكاره و لا بوقوع مصائب، بل حصلت في هذا الشهر في تاريخ المسلمين فتوحات كبرى و حصل للمؤمنين فيه مكاسب كبيرة يعلمها من يعلمها، و لهذا يجب علينا أن ننتبه لهذه الأصول التي مردها إلى الاعتقاد، فإن التشاؤم بالأزمنة و التشاؤم بالأشهر و ببعض الأيام أمر يبطله الإسلام، لأننا يجب علينا أن نعتقد الاعتقاد الصحيح المبَّرأ من كل ما كان عليه أهل الجاهلية، و قد بين ذلك ـ عليه الصلاة و السلام ـ في أحاديث كثيرة ضرورة تخلص القلب من ظن السوء بربه و من الاعتقاد السيئ في الأمكنة أو في الأشهر و الأزمنة، كما أن بعض الناس يعتقد أن يوم الأربعاء يوم يحصل فيه ما يحصل من السوء، و ربما صرفهم ذلك عن أن يمضوا في شئونهم.
و لهذا ينبغي علينا أيها المؤمنون أن ننبه إلى هذه الأصول و إلى الاعتقاد الصحيح و أن لا يدخل علينا اعتقادات باطلة و لا تشاؤم بأزمنة و لا بأمكنة، لأن هذا مخالف لما أمر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ و للاعتقاد الناصع السليم الذي جاء به دين الإسلام)) اهـ عن (موقع المنبر).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/5)
8 - قال الشيخ الأمين الحاج محمد ـ حفظه الله ـ في مقال له بعنوان (مرحبا بصفر الخير!!): ((بمناسبة حلول صفر الخير [11]، أحببت أن أحذر إخواني المسلمين من صنيع الجاهليين، و اعتقاد المشعوذين، و أوهام المنجمين و الدجالين، و ادعاءات الكذابين، و أذكرهم بسلوك المؤمنين الموحدين الموقنين؛ بأن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم، و ما أخطأهم لم يكن ليصيبهم، عملا بقول الناصح الأمين و الرسول الكريم، و من قبل قال ربنا ـ سبحانه وتعالى ـ: " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا "، و قال في الحديث القدسي: " و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، و لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك "، أو كما قال)).
ثم ذكر حديث الباب، و قال: ((ذهب أهل العلم في تفسير ذلك مذاهب، هي:
أ- ذهب كثير منهم إلى أن المراد بصفر هو داء في البطن بسبب دود كبار كالحيات، و كانوا يعتقدون أنه معدٍ، و ممن ذهب إلى ذلك سفيان بن عيينة و الإمام أحمد ـ رحمهما الله ـ.
و يرد على ذلك أنه لو كان كذلك لكان داخلا في قوله: " لا عدوى "، و قد يقال: إنه من باب عطف الخاص على العام.
ب- أن المراد بصفر شهر صفر، الذي يسميه العوام في السودان " الويحيد "، ثم اختلفوا في تفسيره على قولين:
أحدهما: أن المراد نفي ما كان الجاهليون يفعلونه في النسيء، فكانوا يحلون المحرم، و يحرمون صفر مكانه، و هذا قول مالك ـ رحمه الله ـ.
و الثاني: أن المراد أن الجاهليين كانوا يتشاءمون بصفر، و يقولون: إنه شهر مشؤوم.
و الذي يترجح لدي أن هذا التفسير هو المراد؛ لأن الجاهليين كانوا يتشاءمون به، و لا يزال البعض يتشاءم به إلى يومنا هذا، بحيث: لا يتزوجون فيه، و لا يسافرون فيه، و لا يحاربون فيه.
و قد أبطل الله كل ذلك على لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
ج- الصفر وجع في البطن بسبب الجوع، و من اجتماع الماء الذي يكون من الاستسقاء)) اهـ عن (موقع الدين النصيحة).
لا تقل: (صفر الخير)
بعد هذه الجولة العلمية في رحاب أقوال أهل العلم، والتي ازددنا منها علما و فهما و بصيرة في مسألة مهمة من مسائل التوحيد، لا يخفى عليك أن مسألة الطيرة و التشاؤم مسألة طويلة الذيل عظيمة النيل ليس هذا موضع بسطها، فانظرها في شروح (كتاب التوحيد) حرصا على تحقيق التوحيد، و تخليصه من أن تشوبه شائبة من شوائب الشرك ـ عياذا بالله ـ.
و تنبَّه ـ أخي الصفي ـ أنه يتعين علينا اجتناب التعبير بـ: " صفر الخير "؛ لأن الباطل لا يرد بباطل آخر، فصفر ـ كما مرَّ معنا ـ كغيره من الشهور لا يقال فيه: صفر الشر و لا صفر الخير، و من جهة أخرى هو من الفضول في الكلام، و من التطويل الذي لا طائل تحته، و لا هو مأثور عن السلف الصالح. و مثله أو قريب منه قولهم: " رجب الأصم "؛ لأنه لا تُسمع فيه قعقعة السلاح للقتال، أو " رجب الفرد "؛ لأنه شهر حرام فرد بين أشهر حلال [12].
قال الشيخ إبراهيم الحقيل في خطبة له عن (التشاؤم بصفر): ((و ليس من العلاج الصحيح مداواة البدعة ببدعة أخرى، كما يفعله بعض الناس ردا على التشاؤم بشهر صفر؛ فإذا أخبر عن شيء حصل في شهر صفر، قال: حدث في صفر الخير، أو أرَّخ تاريخا قال: انتهى في صفر الخير، و نحو ذلك؛ فإن شهر صفر لا يوصف لا بالخير و لا بالشر فهو ظرف لما يقع فيه، و ليس له تأثير فيما يقع فيه سواء كان خيرا أم شرا؛ و لهذا أنكر بعض السلف على من إذا سمع البومة تنعق قال: خيرا إن شاء الله، فلا يقال: خير و لا شر، بل هي تنعق كبقية الطيور)) اهـ عن (موقع الألوكة).
و في الأخير تذكر ـ أخي المحب ـ أن (التشاؤم و التطير من الصفات الذميمة، و الأخلاق اللئيمة، و لا يصدر إلا من النفوس المستكينة، لمنافاة ذلك للتوكل و اليقين، فهو من سمات الكسالى و البطالين، و لهذا نهى الإسلام أتباعه عن التشاؤم و التطير، و كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحب التفاؤل لما يبعثه في النفس من الأمل و الاطمئنان، و يكره التشاؤم لما يحدثه في النفس من الاستكانة، و الضعف و العجز و الهوان) [13].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/6)
هذا و الله أعلى و أعلم، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم، و الحمد لله رب العالمين.
فريد المرادي.
الجزائر ـ حرسها الله ـ: ضحى السبت 30 من شهر صفر 1426هـ.
تمت مراجعة هذه المقالة، و إضافة بعض الزيادات على عجالة: عصر يوم السبت 2 صفر 1429هـ.
الهوامش:
[1] (الفوائد المنثورة ص28 - 29) للشيخ الدكتور عبد الرزاق العباد ـ حفظه الله ـ.
[2] السانح: هو ما تيامن من الطير عند الزجر، و البارح: هو ما تياسر، و الناطح (أو النطيح): هو ما استقبل المرء و جاء من قدَّامه، و القعيد: هو ما جاء من خلفه.
[3] قال العلامة اللغوي الفيروز آبادي في (القاموس المحيط ص 450 ط دار الكتب العليمة): ((و الصفر، بالتحريك: داء في البطن يصفر الوجه، و تأخير المحرم إلى صفر، و منه: " لا صفر "، أو من الأول لزعمهم أنه يعدي))، و لم يذكر ـ رحمه الله ـ القول الثالث.
[4] راجع ـ زيادة في العلم ـ كتب التفسير عند قول الله ـ تعالى ـ: " إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا " الآية [التوبة:37].
[5] (سنن أبي داود 3915).
[6] (صحيح الأدب المفرد 542).
[7] (الجزء 5، المجلد 1، شهر صفر عام 1356هـ، ص381 - 385)، بواسطة (معجم المناهي اللفظية ص 342 - 346).
[8] و قيل: سمي بذلك لإصفار مكة من أهلها؛ أي خلوها من أهلها إذا سافروا فيه.
[9] منهم الفيروز آبادي؛ حيث قال في (القاموس المحيط ص 450): ((الصفران: شهران من السنة، سمي أحدهما في الإسلام المحرم)).
[10] انظر للفائدة (السنن و المبتدعات ص 159 ط دار الآثار) للشيخ محمد الشقيري ـ رحمه الله ـ.
[11] مر في كلام الشيخ ابن عاشور و الشيخ العثيمين و الشيخ بكر أبو زيد ـ رحمهم الله ـ أن الواجب اجتناب مثل هذا التعبير لما فيه من المحاذير، فتنبه!.
[12] انظر (معجم المناهي اللفظية ص 281).
[13] من كلام الأستاذ الأمين الحاج محمد في مقاله المذكور.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[13 - 02 - 08, 09:55 م]ـ
شهر صفر: الآثار الواردة فيه وبدعة التشاؤم به ((عبدالله التويجري))
بعض الآثار الواردة فيه:
1. عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا عدوى ولاصفر ولا هامة))، فقال أعرابي: يا رسول الله! فما بال إبلي تكون في الرمل كأنها الظباء، فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها يجربها؟ فقال: ((فمن أعدى الأول)) متفق عليه
2. عن أبي هريرة -رضي الله عنه-عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولاصفر)) متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى، ولا غول، ولا صفر)).
3. عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((لا يعدي شيء شيئاً))، فقال أعرابي: يا رسول الله! البعير أجرب الحشفة ندبنه فيجرب الإبل كلها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فمن أجرب الأول؟ لا عدوى ولا صفر، خلق الله كل نفس فكتب حياتها ورزقها ومصائبها)).
4. عن ابن عباس- رضي الله عنهما – قال: ((كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرم صفر، ويقولون: إذا برأ الدبر، وعفا الأثر، وانسخ صفر، حلَّت العمرة لمن اعتمر. قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبيحة رابعة مهلين بالحج فأمرهم أن يجعلوها عمرة، فتعاظم ذلك عندهم، فقالوا: يا رسول الله! أي الحل؟. قال: ((حل كله)).
5. قال أبو داود: قُرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد: أخبركم أشهب، قال سُئل مالك عن قوله: ((لا صفر)) قال: إن أهل الجاهلية كانوا يُحلُّون صفر، يُحلونه عاماً ويُحرمونه عاماً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا صفر)).
6. قال البخاري في صحيحه: باب ((لا صفر))، (وهو داء يأخذ البطن).
بدعة التشاؤم بصفر:
ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولاصفر)).
واختلف العلماء في قوله ((لا عدوى))، فهل المراد النهي أو النفي؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/7)
قال ابن قيم الجوزية: (هذا يحتمل أن يكون نفياً، أو يكون نهياً، أي:لا تتطيروا، ولكن قوله في الحديث: ((لا عدوى ولاصفر ولا هامة)) يدل على أن المراد النفي،وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تعانيها، والنفي في هذا أبلغ من النهي؛لأن النفي يدل على بطلان ذلك، وعدم تأثيره،والنهي إنما يدل على المنع منه) ا. هـ.
وقال ابن رجب: (اختلفوا في معنى قوله: ((لا عدوى))، وأظهر ما قيل في ذلك: أنه نفي لما كان يعتقده أهل الجاهلية، من أن هذه الأمراض تعدي بطبعها، من غير اعتقاد تقدير الله لذلك، ويدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: ((فمن أعدى الأول))، يشير إلى الأول إنما جرب بقضاء الله وقدره،فكذلك الثاني وما بعده) ا. هـ.
قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ........ }.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ((ولا صفر))، فاختلف في تفسيره:
أولاً: قال كثير من المتقدمين: الصفر داء في البطن. يقال: أنه دود فيه كبار كالحيات، وهو أعدى من الجرب عند العرب، فنفى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وممن قال بهذا من العلماء: (ابن عيينة، والإمام أحمد، والإمام البخاري، والطبري).
وقيل: المراد بالصفر: الحية، لكن المراد بالنفي نفي ما كانوا يعتقدون أن من أصابه قتله، فردّ الشارع ذلك بأن الموت لا يكون إلا إذا فرغ الأجل.
وقد جاء هذا التفسير عن جابر وهو أحد رواة حديث: ((ولاصفر)).
ثانياً: وقالت طائفة: بل المراد بصفر هو شهر صفر. ثم اختلفوا في تفسيره على قولين:
أ - أن المراد نفي ما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء فكانوا يحلون المحرم، ويحرمون صفر مكانه، وهذا قول الإمام مالك
ب - أن المراد أهل الجاهلية كانوا يستشئمون بصفر ويقولون أنه شهر مشئوم، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. ورجَّح هذا القول ابن رجب الحنبلي.
ويجوز أن يكون المراد هو الدواب التي في البطن، والتي هي أعدى من الجرب بزعمهم، وأن يكون المراد تأخير الحرم إلى صفر وهو ما يسمى بالنسيء، وأن الصفرين جميعاً باطلان لا أصل لهما، ولا تصريح على واحد منهما.
وكذلك يجوز أن يكون المراد هو نفي التشاؤم بصفر؛لأن التشاؤم صفر من الطيرة المنهي عنها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا طيرة)). لقوله صلى الله عليه وسلم: ((طيرة شرك، طيرة شرك)). ويكون قوله: ((ولا صفر)) من باب عطف الخاص على العام، وخصَّه بالذكر لاشتهاره.
فالنفي- والله أعلم- يشمل جميع المعاني التي فسر العلماء بها قوله صلى الله عليه وسلم ((لا صفر)) والتي ذكرتها؛ لأنها جميعاً باطلة لا أصل لها ولا تصريح على واحد منها.
فكثير من الجهال يتشاءم بصفر، وربما ينهى عن السفر فيه، وقد قال بعض هؤلاء الجهال: ذكر بعض العارفين أنه ينزل في كل سنة ثلاثمائة وعشرون ألفاً من البليات،وكل ذلك في يوم الأربعاء الأخير من صفر، فيكون ذلك اليوم أصعب أيام السنة كلها، فمن صلى في ذلك اليوم أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وسورة الكوثر سبع عشرة مرة والإخلاص خمس عشرة مرة، والمعوذتين مرة، ويدعو بعد السلام بهذا الدعاء، حفظه الله بكرمه من جميع البليات التي تنزل في ذلك اليوم ولم تحم حوله بلية في تلك السنة، وهذا هو الدعاء:
((بعد البسملة ....... اللهم يا شديد القوة، ويا شديد المحال، يا عزيز، يا من ذلت لعزتك جميع خلقك. اكنفني من شر خلقك، يا محسن يا مجمل يا متفضل، يا منعم يا متكرم، يا من لا إله إلا أنت، ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم بسر الحسن وأخيه وجده وأبيه وأمه وبنيه، اكفني شر هذا اليوم وما ينزل فيه يا كافي المهمات ويا دافع البليات، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين)).
وكذلك ما يفعله بعض الناس في اجتماعهم في آخر أربعاء من شهر صفر بين العشاءين في بعض المساجد، ويتحلقون إلى كاتب يرقم لهم على أوراق آيات السلام السبعة على الأنبياء؛ كقوله تعالى: {سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/8)
ثم يضعونها في الأواني، ويشربون من مائها، ويعتقدون أن سر كتابتها في هذا الوقت، ثم يتهادونها إلى البيوت.
ونظير هذا تشاؤم بعض الناس في بعض الأقطار الإسلامية من عيادة المريض يوم الأربعاء وتطيرهم منه. ولا شك التشاؤم بصفر أو بيوم من أيامه هو من جنس الطيرة المنهي عنها: فقد قال صلى الله عليه وسلم ((لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولاصفر)).
وقال صلى الله عليه وسلم ((لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل)) قالوا: وما الفأل؟ قال: ((كلمة طيبة)).
وقال عليه الصلاة والسلام ((طيرة شرك، طيرة شرك)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك))، قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: ((أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك)) ....... إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في النهي عن الطيرة.
وتخصيص الشؤم بزمان دون زمان؛ كشهر صفر وغيره، غير صحيح، لأن الزمان كله خلق الله تعالى، وفيه تقع أفعال بني آدم، فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه، وكل زمان شغله العبد بمعصية الله فهو مشؤم عليه.
فالشؤم في الحقيقة هو معصية الله تعالى، واقتراف الذنوب، فإنها تسخط الله عز وجل، فإذا سخط على عبده، شقي في الدنيا والآخرة، كما أنه إذا رضي عن عبده سعد في الدنيا والآخرة.
فالعاصي مشؤم على نفسه، وعلى غيره، فإنه لا يؤمن أن ينزل عليه عذاب فيعم الناس، خصوصاً من لم ينكر عليه عمله، فالبُعد عنه متعين.
أما قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى، ولا طيرة، والشؤم في ثلاث: المرأة، والدار، والدابة))، فقد اختلف العلماء فيه:
أ - فروي عن عائشة – رضي الله عنها – أنها أنكرت هذا الحديث أن يكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم: إنما قال: ((كان أهل الجاهلية يقولون: الطيرة في المرأة والدار والدابة))، ثم قرأت عائشة: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.
وقال معمر: سمعت من يفسر هذا الحديث يقول: (شؤم المرأة إذا كانت غير ولود، وشؤم الفرس إذا لم يغز عليه في سبيل الله، وشؤم الدار جار السوء)
ب - ومنهم من قال: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا شؤم، وقد يكون اليمن في الدار والمرأة والفرس)).
والتحقيق: أن يقال في إثبات الشؤم في هذه الثلاث ما ورد في النهي عن إيراد المريض على الصحيح، والفرار من المجذوم، ومن أرض الطاعون: أن هذه الثلاث أسباب يقدر الله تعالى بها الشؤم واليمن ويقرنه.
والشؤم بهذه الثلاثة إنما يلحق من تشاءم بها، فسيكون شؤمها عليه، ومن توكل على الله ولم يتشاءم ولم يتطير، لم يكن مشؤومة عليه، ويدلُّ على ذلك حديث أنس – رضي الله عنه -: ((الطيرة على من تطير)).
وقد يجعل الله سبحانه وتعالى تطير العبد، وتشاؤمه سبباً لحلول المكروه، كما يجعل الثقة به، والتوكُّل عليه وإفراده بالخوف والرجاء من أعظم الأسباب التي يدفع بها الشر المتطير به، وسر هذا أن الطيرة إنما تتضمن الشرك بالله تعالى، والخوف من غيره،وعدم التوكل عليه والثقة به،فكان صاحبها غرضاً لسهام الشر والبلاء، فيتسرع نفوذها؛ لأنّه لم يتدرع بالتوحيد والتوكل، والنفس لابد أن تتطير، ولكن المؤمن القوي الإيمان يدفع موجب تطيره بالتوكل على الله، فإن من توكل على الله وحده كفاه من غيره، قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ *إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}. .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/9)
قال ابن الجوزية: (فإخباره صلى الله عليه وسلم بالشؤم أنه يكون في هذه الثلاثة، ليس فيه إثبات الطيرة التي نفاها، وإنما غايته أن الله سبحانه، قد يخلق منها أعياناً مشؤمة على من قاربها وسكنها وأعياناً مباركة لا يلحق من قاربها منها شؤم ولا شر،وهذا كما يعطي سبحانه الوالدين ولداً مباركاً،يريان الخير على وجهه، ويعطي غيرهما ولداً فكذلك الدار والمرأة والفرس. والله سبحانه خالق الخير والشر من قارنها، وحصول اليمن له والبركة، ويخلق بعض ذلك نحوساً يتنحس بها من قارنها، وكل ذلك بقضائه وقدره،كما خلق سائر الأسباب، وربطها بمسبباتها المتضادة والمختلفة، فكما خلق المسك وغيره من حامل الأرواح الطيبة، ولذذ بها من قارنها من الناس، وخلق ضدها وجعلها سبباً لإيذاء من قارنها من الناس، والفرق بين هذين النوعين يدرك بالحس، فكذلك في الديار والنساء والخيل، فهذا لون والطيرة الشركية لون آخر.
ولهذا يشرع لمن استفاد زوجة أو أمة أو دابة، أن يسأل الله تعالى من خيرها، وخير ما جبلت عليه، ويستعيذ به من شرها وشر ما جبلت عليه،كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك ينبغي لمن سكن داراً أن يفعل ذلك، وقد أمر صلى الله عليه وسلم قوماً سكنوا داراً فقلَّ عددهم، وقلَّ مالهم أن يتركوها ذميمة.
فترك ما لا يجد الإنسان فيه بركة، من دار أو زوجة أو دابة، منهي عنه، وكذلك من اتّجر في شيء فلم يربح فيه، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان لأحدكم رزق في شيء فلا يدعه حتى يتغير له أو يتنكر له)). فالتطير والتشاؤم بوقت أو شخص أو دار أو غير ذلك، من الشرك كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث السابق ذكرها.
والتشاؤم من الاعتقادات الجاهلية التي انتشرت – وللأسف الشديد – بين كثير من جهال المسلمين، نتيجة جهلهم بالدين عموماً، وضعف عقيدة التوحيد فيهم خصوصاً، وسبب ذلك الجهل،ونقص التوحيد، وضعف الإيمان، هو عدم انتشار الوعي الصحيح فيهم، ومخالطة أهل البدع والضلال، وقلة من يرشدهم ويبين لهم الطريق المستقيم، وما يجب اعتقاده، وما لا يجوز اعتقاده، وما هو شرك أكبر يخرج المسلم عن الملة الإسلامية وما هو شرك أصغر،وما هو ذريعة إلى الشرك ينافي كمال التوحيد، ويوصل الفاعل في النهاية إلى الشرك الأكبر، الذي لا يغفر الله لصاحبه إن مات ولم يتب، ويكون مخلداً في النار، وتحبط جميع أعماله الصالحة، كما قال تعالى: { ..... إنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}. وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً}. .
ومع ذلك لا زال كثير من الناس يتشاءمون من شهر صفر، ومن السفر فيه،فلا يقيمون فيه مناسبة ولا فرحاً، فإذا جاء في نهاية الشهر، احتفلوا في الأربعاء الأخير، احتفالاً كبيراً،فأقاموا الولائم والأطعمة المخصوصة والحلوى، خارج القرى والمدن، وجعلوا يمشون على الأعشاب للشفاء من الأمراض.
وهذا لا شك أنه من الجهل الموقع في الشرك – والعياذ بالله – ومن البدع الشركية، ويتوقف بالدرجة الأولى على سلامة العقيدة. فهذه الأمور لا تصدر إلا ممن يشوب اعتقاده بعض الأمور الشركية، التي يجر بعضها بعضاً كالتوسلات الشركية، والتبرك بالمخلوقين، والاستغاثة بهم.
أما من أنعم الله عليه بسلامة العقيدة، وصحتها، فإنه دائماً متوكِّل على الله، معتمدٌ عليه، موقنٌ بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن التشاؤم والطيرة، واعتقاد النفع أو الضر في غير الله، ونحو ذلك كله من الشرك الذي هو من أشد الظلم، قال تعالى: { ........ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
والتشاؤم مما ينافي تحقيق التوحيد، وتحقيق التوحيد منه ما يكون واجباً، ومنه ما يكون مندوباً.
فالواجب: تخليصه وتصفيته عن شوائب الشرك والبدع والمعاصي، فالشرك ينافيه بالكلية، والبدع تنافي كماله الواجب، والمعاصي تقدح فيه وتنقص ثوابه.
فلا يكون العبد محققاً التوحيد حتى يسلم من الشرك بنوعيه ويسلم من البدع والمعاصي.
والمندوب: تحقيق المقربين، وهو انجذاب الروح إلى الله محبة وخوفاً، وإنابة وتوكلاً، ودعاءً وإخلاصاً وإجلالاً وهيبة، وتعظيماً وعبادةً، فلا يكون في قلبه شيء لغير الله، ولا إرادة لما حرَّم الله، ولا كراهة لما أمر الله، وذلك هو حقيقة لا إله إلا الله.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد – باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب، وذكر فيه حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عرضت على الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، و النبي يمر معه العشرة، و النبي يمر معه الخمسة،النبي يمر وحده، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل! هؤلاء أمتي؟ قال:لا ولكن انظر إلى الأفق،فنظرت فإذا سواد كثير قال: هؤلاء أمتك قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدّامهم لا حساب عليهم ولا عذاب. قلت: ولِم؟ قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيِّرون، وعلى ربهم يتوكلون ........ )) الحديث.
فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم من صفات الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، الذين لا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، والتوكل على الله هو الأصل الجامع الذي تفرعت عنه هذه الأفعال.
فخلاصة الكلام أن التشاؤم بصفر وغيره من الأزمنة ونحو ذلك، من البدع الشركية، التي يجب تركها والابتعاد عنها، لما ورد في ذلك من الترغيب والترهيب. والله أعلم.
--------------
الهوامش والتعليقات يراجع كتاب (البدع الحولية)
http://saaid.net/mktarat/12/2-2.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/10)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[13 - 02 - 08, 09:58 م]ـ
ملف مفيد عن شهر صفر:
http://saaid.net/mktarat/12/2.htm
ـ[ابواويس]ــــــــ[26 - 02 - 08, 12:09 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - 02 - 08, 10:24 م]ـ
و إياك أخي الفاضل، بوركت ...
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[04 - 06 - 08, 06:03 ص]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك وفيما قدّمت وكتبت
وجعله لك ذخرًا مذخورًا وأجرًا موفورًا يوم تلقاه.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[05 - 06 - 08, 06:32 م]ـ
ولك بمثله أخي أبا عبد الله، وبورك فيك ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 06:03 م]ـ
يرفع للفائدة ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[04 - 02 - 09, 03:11 م]ـ
ملخص المقال هنا:
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=2036
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 03:31 م]ـ
تحريم التشاؤم بشهر صفر وغيره
خطبة لمعالي الشيخ/ د. صالح بن فوزان الفوزان
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=145(47/11)
أيرضى النبي أن تكون أمه في النار؟؟؟
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 02:00 ص]ـ
تنبيه من المشرف:
الذي أخبرنا أن أمه مشركة هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن نؤمن بقوله ولانرد حديثه.
راجع هذا الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35656&highlight=%E6%C7%E1%CF%ED (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35656&highlight=%E6%C7%E1%CF%ED)
## المشرف ##
ـ[أبو عبدالله الخليفة]ــــــــ[10 - 02 - 08, 03:28 ص]ـ
حُذف
## المشرف ##(47/12)
هل طبع شرح الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ على مقدمة نونية ابن القيم
ـ[أحمد عبدالله السني]ــــــــ[10 - 02 - 08, 12:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الشيخ ابن مانع أن للشيخ عبداللطيف شرحاً على مقدمة نونية ابن القيم
فهل هو مطبوع، وكيف يمكن الحصول عليه؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 01:22 م]ـ
نعم طبعته دار أطلس الخضراء .... ولو تم هذا الشرح لكان عجباً هو أشد من العجب ...
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 12:19 ص]ـ
في كم مجلد ,و إلى أين وصل في الشرح؟
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 07:52 ص]ـ
طبع في خلاف صغير عند أطلس الخضراء بتحقيق فضيلة الدكتور يوسف السعيد
ـ[عبد الله آل صالح]ــــــــ[11 - 02 - 08, 11:48 م]ـ
نعم طبعته دار أطلس الخضراء .... ولو تم هذا الشرح لكان عجباً هو أشد من العجب ...
صدقت وبررت ولو كمل لكان من العجائب رحم الله الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[12 - 02 - 08, 08:09 ص]ـ
طبع شرح الشيخ عبد الرحمن بن حسن وكذلك شرح الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن، فشرح الشيخ عبد الرحمن بن حسن طبعه مكتب الدعوة وتوعية الجاليات بحوطة سدير، وشرح الشيخ عبد اللطيف طبعته دار أطلس الخضراء بالرياض، وكلاهما بتحقيق شيخنا الأستاذ الدكتور يوسف بن محمد السعيد حفظه المولى، وذكر لي الشيخ نفسه أنه يجمع الآن تعليقات أئمة الدعوة على نونية ابن القيم وستخرج قريبا بحول الله.(47/13)
من يرشدنا لنص ابن رشد على إثبات الصفات الخبرية في البيان والتحصيل؟
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[10 - 02 - 08, 08:19 م]ـ
السلام عليكم
من يرشدنا لنص ابن رشد على إثبات الصفات الخبرية في البيان والتحصيل؟
ـ[محمد عزام]ــــــــ[11 - 02 - 08, 07:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي احمد ابو العباس
اعلم اولا ان الامام ابن رشد الجد على معتقد اهل السنة في باب الاسماء والصفات
ثانيا كتابه البيان والتحصيل كتاب فقهي والمالكية عادتهم ترك الخوض في مسائل الاعتقاد
اما كلام ابن رشد رحمه الله فستجده في كتابه المقدمات الممهدات في الصفحات السبعين الاولى فقد تحدث فيها عن اثبات الصفات وخطأ من أولها. وغيرها من مباحث الاعتقاد واصول الفقه
والكتاب طبعته دار الغرب الاسلامي ولا وجود له على النت
والله اعلم
ـ[فيصل]ــــــــ[13 - 02 - 08, 01:49 ص]ـ
ابن رشد الجد لم يسلم من بلايا الكلابية أقول هذا بعد بحث في أقواله في البيان وفي المقدمات وفي مسائله وفتاواه المطبوعة ولا أجد الآن الوقت الكافي لنقل كلامه الذي تريد في الصفات الخبرية وأنظر للفائدة هنا:
http://www.muslm.net/vb/showthread-t_252210.html
ـ[طارق علي محمد]ــــــــ[14 - 02 - 08, 05:16 م]ـ
انا لله وانا اليه راجعون .. الاخ محمد عزام لديك كل الجرأة لتقول ان كتاب البيان والتحصيل هو كتاب فقهي واشرت في طي كلامك ان الفقيه ابن رشد الجد لم يتطرق الى مسائل الاعتقاد .. لا عذر لك الا انك قلدت في هذا ولم تقرأ الكتاب وانما اكتفيت بمطالعة نبذة عنه .. الاخ احمد ابو العباس تجد ضالتك ان شاء الله في كتاب الجامع من اخر كتاب البيان والتحصيل.
ـ[محمد عزام]ــــــــ[16 - 02 - 08, 01:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله للاخ كلامه في واظنه تكلم بكلام لا اظنه يقصده
وانا لم اقلد احدا في هذا الذي قلته
وانما هي مطالعتي البسيطة للكتابين
وكتاب الجامع عند فقهاء المالكية يجمعون فيه كل الامور التي لا تنضبط تحت باب معين واغلبها في الفضائل والعقائد والتصوف
وان رجعت الى كتاب البيان والتحصيل وقارنته بما في المقدمات تجده فصل واصل لما يعتقده
اما انه لم يسلم من اراء الكلابية فالذي اراه انه كان عالما باراء ابن كلاب والاشعري وغيره وكان يتبع ما يرى ان الدليل يوافقه ولم يكن رحمه الله مقلدا
على سبيل المثال
قال في كلامه على الاستواء:وذهب البعض الى القول بان الاستواء هو الاستيلاء وهذا خطأ ورجح مذهب السلف في الاستواء والوجه واليد وغيرها تجدها في كتابه المقدمات
والدي يظهر لي والله اعلم انه لم يزل الافي باب اول واجب على العبيد وقال بانه النظر جريا على طريقة المتكلمين وفي مسالة الايمان
وهذا ما حصلته من مطالعةدتي الاولية للكتابين
واخشى ان يقع الاخوة في الخلط بين الحفيد والجد
والله تعالى اعلم
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[16 - 02 - 08, 12:00 م]ـ
أشكرك أخي الكريم طارق.
سأبحث فيما أرشدت
ـ[طارق علي محمد]ــــــــ[17 - 02 - 08, 05:20 م]ـ
البيان والتحصيل شرح للسماعات الواردة في العتبية ولم يلتزم ابن رشد الفقه او الاصول او امور الفقه الاكبر وانما كان التزامه بيان الاشكال وايراد تحصيله للطلبة في الفرع .. كون البيان اخر كتب الامام ابن رشد هو قاضي على كلامه في المقدمات .. المقدمات يشبه تلخيصا للمدونة والبيان والتحصيل هو شرح للعتبية وما تضمنته من سماعات ليست موجودة في المدونة او امات الذهب الاخرى. قلت تصفحت الكتاب تصفحا بسيطا وكان الاحرى بك ان تعقول تصفحته تصفح المقل .. وكان الاحرى بك ايضا ان ترفق هذا القيد على مشا ركتك الاولى .. لان كل قيد يفيد اخي محمد عزام .. ثم اعتذر اليك من كلام بدر مني ربما جلب الضيق على صدرك حزنا فانا اعتذر اليك(47/14)
أريد موضوع للدكتوراة
ـ[حمدي عبد الحميد]ــــــــ[11 - 02 - 08, 01:58 ص]ـ
هل توجد مواضيع جديرة في المنتدى؟؟؟!!!!
...
أريد من يساعدني على الحصول على موضوع مناسب ليكون رسالة دكتوراه في العقيدة؟؟
ولكم جزيل الشكر والتقدير والعرفان(47/15)
أريد فتوى حكم الصلاة على من يسب الدين عن جهل
ـ[أيمن فتحى يونس]ــــــــ[11 - 02 - 08, 02:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أريد فتوى حكم الصلاة على من يسب الدين عن جهل
وبصراحة انا لا أعلم انه يقصد الإستهزاء ام لا كذلك فهو لا يعلم شىء فى الدين
بحكم انه لم يتعلم وبطبيعة مهنته والوسط الذى يعيش فيه كعامل بسيط
كذلك كان يصلى الجمعة فقط
أفيدونى لأن الجنازة غداً
أرجوا الرد سريعاً
ـ[أيمن فتحى يونس]ــــــــ[11 - 02 - 08, 02:32 ص]ـ
أرجو الإهتمام يا إخوة
تانى طلب ليه فى المنتدى ومفيش اى اهتمام خالص
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[11 - 02 - 08, 07:32 ص]ـ
سئل العلامة عبد الله بن عبد العزيز العقيل
رجل ركب مع جماعة في سيارة، فسمعهم يتهكمون بالعلماء وأهل الدين، ويضحكون منهم حال صلاتهم، ويشيرون إلى لحاهم، وهيئاتهم، واستعمالهم المسواك، وأفاضوا في أشياء من هذا، قال: فأنكرتُ عليهم ذلك؛ فلم يقبلوا مني، وتكلموا بكلام قبيح، وقالوا لي: أنت ما تفهم الكلام، ونحن نمزح مع بعضنا.
ويسأل عن حكم هؤلاء، ومن يتكلم بمثل هذا الكلام، ويستهزئ بأهل العلم والدين وأئمة المسلمين؟
الإجابة:
الذي يهزل ويستهزئ بعلماء المسلمين، وأهل الدين والصلاح، ويتهكم بهم، ويضحك منهم -لاسيما حال أدائهم عباداتهم التي شرعها اللَّه لهم- فهو كافر، سواء كان جادا، أو هازلا، أو مازحا، ومما يستدل به لما ذكرنا قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} ()، وقوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَءَايَاتِهِ و َرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} ().
قال المفسرون () في تفسير هذه الآية عن ابن عمر، ومحمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة- دَخَل حديثُ بَعضهم في بعض-: إن رجلاً قال في غزوة تبوك: ما رَأَينا مثل قرّائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء- يعني رسولَ اللَّه صلى الله عليه و سلم و أصحابه- فذهب عَوْفٌ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليخبره؛ فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجلُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول اللَّه، إنما كنا نخوض ونتحدث حديثَ الركْبِ نقطع به عنا الطريق.
قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقا بنِسْعَةِ ناقة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وإن الحجارة تَنْكُبُ رجليه، وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب، فيقول له رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم: {أَبِاللَّهِ وَ ءَايَاتِهِ و َرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} ما يَلتفت إليه، وما يَزيده عليه. انتهى. وكذا ذكره المحدثون، والمؤرخون.
ففي هذا دليل على أن هذا الصنيع منافٍ للإيمان بالكلية، ومخرجٌ من الدين؛ لأن أصل الدين الإيمان باللَّه وكتبه ورسله، ومن الإيمان تعظيم ذلك، ومن المعلوم أن الاستهزاء والهزل بشيء من هذه أشد من الكفر المجرد؛ لأن هذا كفرٌ وزيادةُ احتقارٍ، فإن الكفارَ إما مُعْرِضون أو معارِضون، فالمُعْرِضُ معروفٌ، وأما المُعارِض فهو المحاربُ لله، ورسوله، القادحُ باللَّه، وبدينه، ورسوله، وهو أغلظ كفرا، أو أعظم فسادا من الأول، والهازل بشيء مما ذُكِر داخل في هذا النوع.
قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحرَّاني الحنبلي المتوفى سنة 728 هـ - رحمه اللَّه-: وفي قولهم: {إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} ما يدل على أنهم اعترفوا واعتذروا؛ ولهذا قيل لهم: {لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً} فدلّ على أنهم لم يكونوا عند أنفسهم قد أتَوا كفرا، بل ظنوا أن ذلك ليس بكفر، فبيّن اللَّه تعالى أن الاستهزاء بآيات اللَّه ورسوله كفرٌ يكْفر به صاحبه بعد إيمانه، فدل على أنه كان عندهم إيمان ضعيف، ففعلوا هذا المحرَّم الذي عَرَفُوا أنه محرَّم، ولكن لم يظنوه كفرا، مع أنه في الحقيقة كفر، فإنهم لم يعتقدوا جوازه ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/16)
قال: وفي الآية دليل على أن الرجل إذا فعل الكفر ولم يعلم أنه كفر لا يُعذر بذلك بل يَكفر، وعلى أن السابَّ كافر بطريقِ الأَوْلى.
وقوله: أرغب بطونا، أي: أوسع، يريد كثرة الأكل، فكثرة الأكل وإن كانت مذمومة لكن هذا ذكروه في معرِض الاستهزاء.
وقد كذب هذا الرجل، فإن الصحابة -رضي اللَّه عنهم- أحسن الناس اقتصادا في الأكل وغيره، بل المنافقون والكفار -من أضراب هذا- أوسع بطونا وأكثر أكلا -كما صحت بذلك الأحاديث- وهم -أيضا- أشد الناس جبنا، وأكذب خَلْقِ اللَّه حديثا -كما وصفهم اللَّه بذلك في كتابه- ولهذا قال له عوف: كذبت، ولكنك منافق.
وفي قوله تعالى: {أَبِاللَّهِ وَ ءَايَاتِهِ و َرَسُولِهِ ... } الآية، اعتبار المقاصد؛ لأنهم لم يذكروا اللَّه ولا رسوله ولا كتابه بشيء، وإنما فُهم هذا من مقصدهم الخبيث، فإن قيل: كيف لم يقتلهم؟ قيل: مخافةَ أن يتحدث الناس أن محمدا يقتلُ أصحابَه، كما علّل بذلك صلى الله عليه و سلم.
ويُلحق بذلك: الاستهزاءُ بالأفعال والإشارات، مثل مد الشفة، أو الشفتين، وإخراج اللسان، والرمز بالعين بإغضائها، وغير ذلك من كل ما عده الناس احتقارا واستهزاء.
من هذا يتبين أن بعض الاعتذارات لا ينبغي أن تقبل؛ لأن هذه الأشياء لا تأتي إلا ممن انشرح صدره لها، ولو كان الإيمان قد وقر في قلبه لمنعه من التفوه بذلك لدى الناس، ولكفه عما يضادّه ويخالفه، فإيمانُ القلب يستلزم العملَ الظاهر بمقتضاه؛ ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى: {وَيَقُولُونَ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} ()، فنفى سبحانه وتعالى الإيمان عمن يتولى عن طاعة الرسول ... إلى آخر كلامه - رحمه اللَّه -.
وفي هذا دليل على أن الإنسان قد يكفر - بكلمة يتكلم بها، أو عمل يسيرٍ يعمله- وهو لا يشعر، كما قال تعالى في آية آخرى: { ... أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ} ()، وفي الحديث: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط اللَّه لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفا» (). أو كما قال صلى الله عليه وسلم. ومن أشد ذلك خطرا إرادات القلوب، فهي كالبحر الذي لا ساحل له.
وفي هذا دليل على الخوف من النفاق الأكبر، فإن اللَّه تعالى أثبت لهؤلاء إيمانا قبل أن يقولوا ما قالوه، كما قال ابن أبي مُلَيْكَة: أدركت ثلاثين من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه. نسأل اللَّه العفو والعافية.
فعلى الإنسانِ الحذر من هذه الأقوال والأفعال القبيحة، ولْيكفَّ نفسَه ولسانَه عن الانطلاق في هذا الميدان، فقد ورد في الحديث: «وهل يَكُبُّ الناسَ على مناخرهم في النار إلا حصائدُ ألسنتهم» (). اللَّهم عفوا وغَفْرا، ربنا لا تُحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا، واغفر لنا، وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. وصلى اللَّه على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[11 - 02 - 08, 07:34 ص]ـ
السؤال الثالث من الفتوى رقم (4876)
س3: ما حكم الصلاة خلف من يتكلم بكلام فاحش باستمرار؟
ج 3: تصح الصلاة خلفه إذا كان الكلام الذى يصدر منه لايبلغ حد الكفر، أما إن بلغ حد الكفر، كسبِّ الله ورسوله والاستهزاء بالدين ونحو ذلك، فإنه لا يصلى خلفه، ولا تصح الصلاة خلفه لكفره.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[11 - 02 - 08, 07:36 ص]ـ
سئل العلامة بن باز رحمه الله
السؤال السابع:
ظهر في كثير من المجتمعات الإسلامية الاستهزاء بشعائر الدين الظاهرة كإعفاء اللحى وتقصير الثياب ونحوهما - فهل مثل هذا الاستهزاء بالدين الذي يخرج من الملة؟ وبماذا تنصحون من وقع في مثل هذا الأمر وفقكم الله؟
الجواب لا ريب أن الاستهزاء بالله ورسوله وبآياته وبشرعه وأحكامه من جملة أنواع الكفر لقول الله عز وجل: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ الآية من سورة التوبة.
ويدخل في ذلك الاستهزاء بالتوحيد أو بالصلاة أو بالزكاة أو الصيام أو الحج أو غير ذلك من أحكام الدين المتفق عليها.
أما الاستهزاء بمن يعفي لحيته، أو يقصر ثيابه ويحذر الإسبال، أو نحو ذلك من الأمور التي قد تخفى أحكامها، فهذا فيه تفصيل، والواجب الحذر من ذلك، ونصيحة من يعرف منه شيء من ذلك حتى يتوب إلى الله سبحانه ويلتزم بشرعه، ويحذر الاستهزاء بمن تمسك بالشرع في ذلك، طاعة لله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، وحذرا من غضب الله وعقابه، والردة عن دينه وهو لا يشعر، نسأل الله لنا وللمسلمين جميعا العافية من كل سوء إنه خير مسئول.
والله ولي التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/17)
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[11 - 02 - 08, 07:38 ص]ـ
وسئل أيضا
س: الأخ: م. ص من جمهورية مصر العربية يقول في سؤاله: من هم الذين يعذرون بالجهل؟ وهل يعذر الإنسان بجهله في الأمور الفقهية؟ أم في أمور العقيدة والتوحيد؟ وما هو واجب العلماء نحو هذا الأمر؟
ج: دعوى الجهل والعذر به فيه تفصيل، وليس كل واحد يعذر بالجهل، فالأمور التي جاء بها الإسلام وبينها الرسول للناس وأوضحها كتاب الله وانتشرت بين المسلمين لا تقبل فيها دعوى الجهل، ولا سيما ما يتعلق بالعقيدة وأصل الدين. فإن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم ليوضح للناس دينهم ويشرحه لهم وقد بلغ البلاغ المبين وأوضح للأمة حقيقة دينها وشرح لها كل شيء وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، وفي كتاب الله الهدى والنور فإذا ادعى بعض الناس الجهل فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، وقد انتشر بين المسلمين، كدعوى الجهل بالشرك وعبادة غير الله عز وجل، أو دعوى أن الصلاة غير واجبة، أو أن صيام رمضان غير واجب أو أن الزكاة غير واجبة، أو أن الحج مع الاستطاعة غير واجب فهذا وأمثاله لا تقبل فيه دعوى الجهل ممن هو بين المسلمين لأنها أمور معلومة بين المسلمين. وقد علمت بالضرورة من دين الإسلام وانتشرت بين المسلمين فلا تقبل دعوى الجهل في ذلك، وهكذا إذا ادعى أحد بأنه يجهل ما يفعله المشركون عند القبور أو عند الأصنام من دعوة الأموات والاستغاثة بهم والذبح لهم والنذر لهم، أو الذبح للأصنام أو الكواكب أو الأشجار أو الأحجار، أو طلب الشفاء أو النصر على الأعداء من الأموات أو الأصنام أو الجن أو الملائكة أو الأنبياء. . فكل هذا أمر معلوم من الدين بالضرورة وأنه شرك كبير، وقد أوضح الله ذلك في كتابه الكريم وأوضحه رسوله صلى الله عليه وسلم وبقي ثلاث عشرة سنة في مكة وهو ينذر الناس هذا الشرك وهكذا في المدينة عشر سنين، يوضح لهم وجوب إخلاص العبادة لله وحده ويتلو عليهم كتاب الله مثل قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وقوله سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وقوله عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وقوله سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وقوله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ وبقوله سبحانه مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ وبقوله سبحانه وتعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا وبقوله سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ وهكذا الاستهزاء بالدين والطعن فيه والسخرية به والسب كل هذا من الكفر الأكبر ومما لا يعذر فيه أحد بدعوى الجهل، لأنه معلوم من الدين بالضرورة أن سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم من الكفر الأكبر وهكذا الاستهزاء والسخرية، قال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
فالواجب على أهل العلم في أي مكان أن ينشروا هذا بين الناس وأن يظهروه حتى لا يبقى للعامة عذر وحتى ينتشر بينهم هذا الأمر العظيم، وحتى يتركوا التعلق بالأموات والاستعانة بهم في أي مكان في مصر أو الشام أو العراق أو في المدينة عند قبر النبي أو في مكة أو غير ذلك وحتى ينتبه الحجيج وينتبه الناس ويعلموا شرع الله ودينه، فسكوت العلماء من أسباب هلاك العامة وجهلهم، فيجب على أهل العلم أينما كانوا أن يبلغوا الناس دين الله وأن يعلموهم توحيد الله وأنواع الشرك بالله حتى يدعوا الشرك على بصيرة وحتى يعبدوا الله وحده على بصيرة وهكذا ما يقع عند قبر البدوي أو الحسين رضي الله عنه أو عند قبر الشيخ عبد القادر الجيلاني أو عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة أو عند غيرهم يجب التنبيه على هذا الأمر وأن يعلم الناس أن العبادة حق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/18)
لله وحده ليس لأحد فيها حق كما قال الله عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وقال سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وقال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ يعنى أمر ربك، فالواجب على أهل العلم في جميع البلاد الإسلامية وفي مناطق الأقليات الإسلامية وفي كل مكان أن يعلموا الناس توحيد الله وأن يبصروهم بمعنى عبادة الله وأن يحذروهم من الشرك بالله عز وجل الذي هو أعظم الذنوب وقد خلق الله الثقلين ليعبدوه وأمرهم بذلك. لقوله سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ وعبادته هي: طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وإخلاص العبادة له وتوجيه القلوب إليه، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
أما المسائل التي قد تخفى مثل بعض مسائل المعاملات وبعض شؤون الصلاة وبعض شؤون الصيام فقد يعذر فيها الجاهل؟ عذر النبي علي الذي أحرم في جبة وتلطخ بالطين فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اخلع عنك الجبة واغسل عنك هذا الطيب واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجتك ولم يأمره بفدية لجهله، وهكذا بعض المسائل التي قد تخفى يعلم فيها الجاهل ويبصر فيها، أما أصول العقيدة وأركان الإسلام والمحرمات الظاهرة فلا يقبل في ذلك دعوى الجهل من أي أحد بين المسلمين فلو قال أحد، وهو بين المسلمين، إنني ما أعرف أن الزنا حرام فلا يعذر، أو قال ما أعرف أن عقوق الوالدين حرام فلا يعذر بل يضرب ويؤدب، أو قال ما أعرف أن اللواط حرام فلا يعذر، لأن هذه أمور ظاهرة معروفة بين المسلمين في الإسلام.
لكن لو كان في بعض البلاد البعيدة عن الإسلام أو في مجاهل أفريقيا التي لا يوجد حولها مسلمون قد يقبل منه دعوى الجهل وإذا مات على ذلك يكون أمره إلى الله ويكون حكمه حكم أهل الفترة والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة، فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة وإن عصوا دخلوا النار، أما الذي بين المسلمين ويقوم بأعمال الكفر بالله ويترك الواجبات المعلومة، فهذا لا يعذر؛ لأن الأمر واضح والمسلمون بحمد الله موجودون، ويصومون ويحجون ويعرفون أن الزنا حرام وأن الخمر حرام وأن العقوق حرام وكل هذا معروف بين المسلمين وفالق بينهم فدعوى الجهل في ذلك دعوى باطلة والله المستعان.
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[11 - 02 - 08, 07:39 ص]ـ
وسئل سماحته
سؤال:
هل تارك الصلاة يكون معذورا إذا لم يكن يدري بأن عقوبة تارك الصلاة الكفر الأكبر الناقل عن الملة؟ وهل علي إثم أن أصل رحمي الذي لا يصلي أو أتناول معهم الأطعمة، وما حكم من يصر على عدم تكفير تارك الصلاة، أو تكفير من يأتي بأفعال شركية مثل: (الذبح، النذر، المدد) ويقول: إن هذا العمل شرك ولكن فاعله لا يجوز أن نطلق عليه كلمة الكفر بعينه؟ جواب. ت. ر مصري مقيم في الخرج
حكم من ترك الصلاة من المكلفين الكفر الأكبر في أصح قولي العلماء وإن لم يعتقد ذلك هو؛ لأن الاعتبار في الأحكام بالأدلة الشرعية لا بعقيدة المحكوم عليه.
وهكذا من تعاطى مكفرا من المكفرات كالاستهزاء بالدين، والذبح لغير الله، والنذر لغير الله، والاستغاثة بالأموات وطلبهم النصر على الأعداء أو شفاء المرض ونحو ذلك لقول الله عز وجل: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ وقوله سبحانه:
قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ وقوله سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ وقوله عز وجل: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ومعلوم أن من دعا الأموات، أو استغاث بهم، أو نذر لهم، أو ذبح لهم قد اتخذهم آلهة مع الله وإن لم يسمهم آلهة.
وقال عز وجل في سورة فاطر: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ
فسمى دعاءهم غير الله شركا به سبحانه، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة خرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وقال صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، والأدلة في ذلك من الكتاب والسنة كثيرة. . ومن لم يكفر الكافر فهو مثله إذا أقيمت عليه الحجة وأبين له الدليل فأصر على عدم التكفير، كمن لا يكفر اليهود أو النصارى أو الشيوعيين أو نحوهم ممن كفره لا يلتبس على من له أدنى بصيرة وعلم.
وليس للمسلم أن يتخذ من ترك الصلاة أو فعل شيئا من أنواع الكفر صديقا، ولا أن يجيب دعوته، ولا أن يدعوه إلى بيته بل الواجب هجره مع النصيحة والدعوة حتى يتوب إلى الله سبحانه مما هو عليه من الكفر إلا إذا دعت المصلحة الشرعية لعدم الهجر، ليتمكن من دعوته ويتابعها لعله يستجيب للحق ويدع ما هو عليه من الباطل من دون اتخاذه صديقا أو جليسا، وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم هجر عبد الله بن أبي رأس المنافقين من أجل المصلحة العامة، وهجر الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك من غير عذر لعدم ما يقتضي عدم هجرهم.
فالواجب على ولاة الأمور وعلى العلماء والدعاة إلى الله سبحانه أن يراعوا في هذه الأمور ما تقتضيه القواعد الشرعية، والمصلحة العامة للمدعو وللمسلمين والله ولي التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/19)
ـ[أيمن فتحى يونس]ــــــــ[12 - 02 - 08, 05:24 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أخ محمد حماصه
كنت اعلم انه لايجوز صلاة الجنازة عليه
ولكن كنت اريد من يؤكد ليه هذا بفتاوى
والحمد لله لم أذهب ولم أشارك فى مراسم الدفن
بارك الله فيك
ـ[عبد الرحمن معاذ]ــــــــ[12 - 02 - 08, 11:16 ص]ـ
الأ خ محمد حماصه
جزاك الله خيرا على النقولات ولكن عليك بتوثيق النقل عن العلماء، بارك الله فيك وليكن هذا سبيلك ودأبك.
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[12 - 02 - 08, 06:34 م]ـ
الاخ الفاضل عبد الرحمن معاذ
جزاك الله خيرا على التنبيه
بارك الله فيك
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[14 - 02 - 08, 09:10 م]ـ
حكم من سب الله سبحانه وتعالى أو سب الدين أو سب النبي صلى الله عليه وسلم وهل يعذر بالجهل؟
للشيخ ابي إسحق الحويني
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=66223(47/20)
اشكال في معاني بعض الصفات الذاتية الالهية
ـ[محمد عزام]ــــــــ[11 - 02 - 08, 06:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الكريم وعلى اله وصحبه اجمعين
اما بعد
مشايخنا الاجلاء وطلبة العلم وقع لي اشكال في معاني بعض الصفات الالهية
ذلك ان معتقد اهل السنة والجماعة اثبات معاني الصفات وتفويض الكيف
فنقول مثلا:
استوى على بمعنى علا و ارتفع ... وغيرها ونفوض كيف علا وارتفع ...
ولكن ماذا نقول في معنى اليد والوجه والقدم والساق وغيرها من صفات ذات الباري جل في علاه
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم
ـ[آل عياش]ــــــــ[11 - 02 - 08, 08:16 م]ـ
و عليكم السلام أخي الحبييب نقول فيها أن لله يد ليست كأيدينا وكيفيتها لا يعلمها إلا الله مع أن لها كيفية التي يقول عنها العلماء والكيف مجهول با لنسبة لنا ألم ترى (ولله المثل الأعلى) أن للإنسان رأس و للقط رأس فهما يتفقان في الاسم و يختلفان فى الصفة والله أسأل أن أكون قد وفقت في توضيح الإشكال
ـ[آل عياش]ــــــــ[11 - 02 - 08, 08:23 م]ـ
السؤال: كيف الجمع بين هذين الحديثين: «إِنَّ المُقْسِطِينَ عَلَى مَنَابِرَ عَلَى يَمِينِ الرَّحْمَنِ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ» أخرجه مسلم، وجاء في صحيح مسلم لفظة الشمال: «ثُمَّ يَطْوِي الأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ»، ويندرج تحت هذا السؤال: هل يقال للرحمن جلّ وعلا: يمين وشمال؟
الجواب: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يومِ الدِّين، أمّا بعدُ:
فإنّ منهجَ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ إثباتُ ما أثبته اللهُ لنفسه من الأسماء الحسنى والصفات العُلَى وما أثبته له رسولُه صَلَّى اللهُ عليه وآلِه وَسَلَّم الذي لا ينطق عن الهوى، إثباتًا بلا تكييفٍ ولا تمثيلٍ، وتَنْزيهُهُ سبحانه عن مشابهة خلقه تَنْزيهًا بلا تَأويلٍ ولا تعطيل، وهذا من الأمور التي أَجْمَعُوا عليها واتفقت عليها كلمتهم، فَيَدَا الله سبحانه اثنتان بلا ريب كما وردت فيه النصوص الشرعية من ذلك قوله صَلَّى اللهُ عليه وآلِه وَسَلَّم: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَبَضَ قَبْضَةًَ بِيَمِينِهِ فَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ وَلاَ أُبَالِي، وَقَبَضَ قَبْضَةً أُخْرَى -يعني بيده الأخرى- فَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ وَلاَ أُبَالِي» (1 - أخرجه أحمد: (18060)، والبزار: (3/ 20)، من حديث أبي عبد الله رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عليه وآلِه وَسَلَّم، وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (50))، وأنّ كلمة «بشماله» الثابتة في رواية مسلم في صحيحه: «ثُمَّ يَطْوِي الأَرَاضِينَ السَّبْعَ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِشِمَالِهِ» (2 - أخرجه مسلم في «صفة القيامة والجنة والنار»: (7228)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما)، فإن كانت محفوظةً فالواجب إثباتها ولا تعارض يحصل مع قوله صَلَّى اللهُ عليه وآلِه وَسَلَّم: «كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ» (3 - أخرجه مسلم في «الإمارة»: (4825)، والنسائي في «آداب القضاة»: (5396)، وأحمد: (6648)، والحميدي: (616)، والبيهقي: (20657)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما)؛ لأنَّ المراد أنّ شماله سبحانه ليست بأَنْقَصَ عن يمينه كما هو شأن المخلوق بل إنّ كِلْتَا يديه يمين فقوله صَلَّى اللهُ عليه وآلِه وَسَلَّم واصِفًا المقسطين أنّهم على منابر من نور لبيان فضلهم أنّهم على يمين الرحمن، وليست يمينه سبحانه بأفضل من شماله ولا شماله سبحانه بأنقص عن يمينه بل كِلْتَا يديه يمين.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصَحْبِه وإخوانِه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
من فتاوى الشيخ الأصولي محمد فركوس متعنا الله به
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 11:11 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم:
راجع هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104183&highlight=%D4%C8%E5%C7%CA+%C7%E1%CA%DD%E6%ED%D6+%C 7%E1%C8%D1%C7%DF(47/21)
إتحاد الصوفية أشر من كفر أهل الكتاب.
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[12 - 02 - 08, 12:25 ص]ـ
إتحاد الصوفية أشر من كفر أهل الكتاب.
لشيخ الأسلام ابن تيمية الحراني -رحمة الله-
فهذه المقالات وأمثالها من اعظم الباطل وقد نبهنا على ذلك مابه يعرف معناها وأنه باطل و الواجب إنكارها فإن إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين أولى من إنكار دين اليهود و النصارى ومن عرف معناها واعتقدها كان من المنافقين الذي أمر الله بجهادهم بقوله {جاهد الكفار و المنافقين واغلظ عليه}.
و النفاق إذا عظم كان صاحبه شرا من كفار أهل الكتاب وكان في الدرك الأسفل من النار.
وليس لأصحاب هذه المقالات وجه سائغ ولو قدر أن بعضها يحتمل في اللغة معنى صحيحا فإن مايحمل عليها إذا لم يعرف مقصود صاحبها وهؤلاء قد عرف مقصودهم كما عرف دين اليهود و النصارى و الرافظة وله في ذلك كتب مصنفة وأشعار مؤلفة وكلام يفسر بعضه بعضا وقد علم مقصودهم بالضرورة فلا ينازع في ذلك إلا جاهل لا يلتفت إليه ويجب بيان معناها وكشف مغزاها لمن أحسن الظن بها أو خيف عليه أن يحسن الظن بها وأن يضل فإن ضرر هذه على المسلمين أعظم من ضرر السموم التي يأكلونها ولا يعرفون أنه سموم وأعظم من ضرر السراق و الخونة و الذين لا يعرفون أنهم سراق وخونة فإن هؤلاء غاية ضررهم موت الإنسان أو ذهاب ماله وهذه مصيبة في دنياه وقد تكون سببا لرحمته في الأخرة وأما هؤلاء فيسقون الناس شراب الكفر و الإلحاد في آنية أنبياء الله وأوليائه ويلبسون ثياب المجاهدين في سبيل الله وهم فيالباطن من المحاربين لله و رسوله ويظهرون كلام الكفار و المنافقين في قوالب ألفاظ اولياء الله المحققين فيدخل الرجل معهم على أن يصير مؤمنا وليا لله فيصير منافقا عدوا لله. ولقد ضربت لهم مرة مثلا بقوم أخذوا طائفة من الحاج ليحجوا بهم فذهبوا بهم إلى قبرص.
فقال لي بعض من كان قد انكشف له ضلالهم من اتباعهم " لو كانوا يذهبون بنا إلى قبرص لكانوا يجعلوننا نصارى على هؤلاء يجعلوننا أشر من النصارى.
والأمر كما قال هؤلاء.
والله المستعان.
مجموع الرسائل و المسائل " لشيخ الإسلام ابن تيمية [1/ 130].
دار الكتب العلمية.ط. الثانية بدون تاريخ.
ـ[محمد مبارك]ــــــــ[12 - 02 - 08, 12:55 ص]ـ
إتحاد الصوفية أشر من كفر أهل الكتاب.
عفواً ماهو المقصود بهذا الكلام قرأته مرتين فلم أفهم؟؟
هل معناه هو تكفير الصوفية وانهم اشر من اليهود والنصارى؟؟
أم هو تحذير من عدم التسرع في تكفير المسلين وعدم التعميم في التكفير؟؟
بسط العبارات فهي صعبة الفهم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[12 - 02 - 08, 01:37 ص]ـ
عفواً ماهو المقصود بهذا الكلام قرأته مرتين فلم أفهم؟؟
هل معناه هو تكفير الصوفية وانهم اشر من اليهود والنصارى؟؟
أم هو تحذير من عدم التسرع في تكفير المسلين وعدم التعميم في التكفير؟؟
بسط العبارات فهي صعبة الفهم
أي طائفة الصوفية الاتحادية لعنهم الله وأصلاهم جهنم وساءت مصيرا الذين مذهبهم ((أن عين المخلوقات حتى الكلاب والخنازير والنجاسات والشياطين الكفار هي ذات الله، أو هي وذات الله متحدتان، أو ذات الله حالة فيها
وهذا الكفر أعظم من كفر الذين قالوا ((إن الله هو المسيح بن مريم)) ((وإن الله هو ثالث ثلاثة)) وإن الله يلد ويولد، وأن له بنين وبنات))
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[12 - 02 - 08, 01:59 ص]ـ
عفواً ماهو المقصود بهذا الكلام قرأته مرتين فلم أفهم؟؟
هل معناه هو تكفير الصوفية وانهم اشر من اليهود والنصارى؟؟
أم هو تحذير من عدم التسرع في تكفير المسلين وعدم التعميم في التكفير؟؟
بسط العبارات فهي صعبة الفهم
أخي الفاضل إقرأ كلام الشيخ حتى يتبين لك الغموض.
المقصود ليس كل الصوفية بل طائفة غلة في الوجود و الإتحاد حتى جعلت الخالق هو كل كائن وموجود في الأكوان ..... قد يكون على قاعدتهم هو الريح و السحاب و الحجر و الشجر و و و و و.
و الله المستعان.
وابن تيمية يقسم الصوفية إلى قسمين.الصوفية الزنادقة المنافقون والمبتدعة العاديون.
ـ[محمد مبارك]ــــــــ[12 - 02 - 08, 02:45 ص]ـ
إتحاد الصوفية أشر من كفر أهل الكتاب.
فهذه المقالات وأمثالها من اعظم الباطل .... إلخ
جزاكم الله خيراً على التوضيح الآن فهمت الموضوع
لقد ذهبي فكري بعيداً جداً جداً، ظننت ان الموقصود من اتحاد الصوفية بمعنى تجمعهم واتحادهم كما نقول الامارات العربية المتحدة، فربطت كلمة اتحاد باتحاد الامارات ولم يخطر على بالي ماذكرتم.
على العموم قد يكون كلامي مضحكاً لكن ليست الافهام متساوية، فأنتم طلاب علم ماشاء الله متعمقين، لذا لوتضعون مقدمات قبل النقل أو تعليقات بسيطة زيادة توضيح يكون أفضل للعوام أمثالنا.
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[13 - 02 - 08, 11:20 م]ـ
جزاكم الله خيراً على التوضيح الآن فهمت الموضوع
لقد ذهبي فكري بعيداً جداً جداً، ظننت ان الموقصود من اتحاد الصوفية بمعنى تجمعهم واتحادهم كما نقول الامارات العربية المتحدة، فربطت كلمة اتحاد باتحاد الامارات ولم يخطر على بالي ماذكرتم.
على العموم قد يكون كلامي مضحكاً لكن ليست الافهام متساوية، فأنتم طلاب علم ماشاء الله متعمقين، لذا لوتضعون مقدمات قبل النقل أو تعليقات بسيطة زيادة توضيح يكون أفضل للعوام أمثالنا.
الله المستعان.
ياأخي لا تنزل منزلتك إلى هذا الحد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/22)
ـ[أبو القعاع]ــــــــ[14 - 02 - 08, 12:54 ص]ـ
قال أحدهم ناظما:
ومن دعا لوحدة الوجود * إذ كل ما تراه من موجود
وجوده عين وجود ربه * واحكم بكفران الذي أتى به
إذ لازم القول صلاح من عبد * اللات والعزى ومن لها سجد
وعابد الصليب والأبقار * وعابد القبور والأحجار
فقائل بوحدة الوجود * أشد في الكفر من اليهود
وعابد المسيح والأوثان * نص عليه أحمد الحراني
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[17 - 02 - 08, 02:11 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو القعقاع.(47/23)
رأي ابن تيمية في ابن عربي.
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[12 - 02 - 08, 12:38 ص]ـ
رأي ابن تيمية في ابن عربي.
وهؤلاء موهوا على السالكين التوحيد الذي أنزل الله -تعالى - به الكتب وبعث به الرسل و الإتحاد الذي سموه توحيدا وحقيقته تعطيل الصانع وجحود الخالق وإنما كنت قديما ممن يحسن الظن بابن عربي ويعظمه مارأيت في كتبه من الفوائد مثل كلامه في كثير من الفتوحات و الكنة و المحكم و المربوط و الدرة الفاخرة ومطالع النجوم ونحو ذلك ولم نكن بعد اطلعنا على حقيقة مقصوده ولم نطالع الفصوص ونحو ذلك وكنا مع إخواننا في الله نطلب الحق ونتبعه ونكشف حقيقة الطريق فلما تبين الأمر عرفنا مايجب علينا." انتهى.
مجموع الرسائل و المسائل " ابن تيمية الحراني [1/ 179].
دار الكتب العلمية ط: الثانية. بدون تاريخ
ـ[عمار شلبي]ــــــــ[16 - 02 - 08, 08:28 م]ـ
شكر الله لك
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[16 - 02 - 08, 10:08 م]ـ
وإياك أخي الفاضل شلبي.
ـ[زياد عبده]ــــــــ[17 - 02 - 08, 05:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[29 - 02 - 08, 12:12 ص]ـ
جزاك الله خيراً وهدى المخدوعين والمفتونين بابن عربي
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 03 - 08, 02:28 ص]ـ
نقل مفيد، فجزاكم الله خيرا.
وليت صورة الصفحة مرفقة.(47/24)
هل صحيح هذا القول وما معناه
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[12 - 02 - 08, 02:41 ص]ـ
هل صحيح ان شيخ الاسلام ابن تيميه قال في ابن رشد انه اقرب الى الاسلام من ابن سينا ,واذا كان صحيح فهل يرى شيخ السلام رحمه الله كفر ابن رشد.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:39 ص]ـ
وصف ابن تيمية ابن سينا بالزندقة والمروق من الدين غير مرة، وحكى في نقض المنطق إماع فقهاء بخارى على كفر ابن سينا - غضب الله عليه -، وذكر عن ابن رشد مقالات مكفرة منها القول بقدم الأفلاك ولكنه لم يكفره ولا يُعلم أحد كفر ابن رشد من أهل العلم ...(47/25)
مقولة السماء قبلة الدعاء
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[12 - 02 - 08, 11:55 ص]ـ
الحمد لله أود من الأخوة الكرام بحثا حول قول أهل البدع السماء قبلة الدعاء بحثا مفصلا مفندا لإيراداتهم فيها مؤيّدا بالأدلة الشرعية معزّزا بأقوال أئمّة أهل السنة والجماعة بارك الله فيكم.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[13 - 02 - 08, 09:26 م]ـ
ممن أثرى الموضوع ابن أبي العز فيما أورده في شرح الطحاوية.(47/26)
حكم استعمال يا الدعائية في الأبيات الشعرية.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[12 - 02 - 08, 12:00 م]ـ
الحمد لله ما حكم استعمال يا الدعائية في الأبيات الشعرية مثلا حينما يقول قائل في الثناء على شيخ الإسلام:
يا عالم الآفاق ....... يا ...
ـ[توبة]ــــــــ[12 - 02 - 08, 12:33 م]ـ
بارك الله فيكم.
وما الذي يجعلها (يا الدعائية) لم لا تكون "ياءً" ندائية (للنداء)؟(47/27)
نقد وتوضيح اهل الصلاح وسبب تفرق الامةلشيخنا محمد على فركوس-حفظه الله-
ـ[سمير زمال]ــــــــ[12 - 02 - 08, 05:04 م]ـ
سؤل الشيخ فركوس حفظه الله
«السلام عليكم ورحمة الله وبعد،
أعزّكم اللهُ وحفظكم من كلّ مكروه آمين.
اعلموا أستاذي الجليل أني أحبكم فيما يحب المؤمن أخاه المؤمن.
لقد اطلعتُ على الكلمة الشهرية التي تؤكِّدون في ثناياها أنّ صلاحَ الأمَّة يكون بصلاح أفرادها، وكأنكم تتبَّنَوْنَ النظريةَ الغشتالتية ( Gueshctalt thérie) الألمانية، وهذا ما أراه غير مناسب في قضية إصلاح الأمّة الإسلامية. فلو سلّمنا فَرَضًا أنّ صلاحَ الأفرادِ يُؤدِّي إلى صلاح الأُمَّة، فهذا يعني أنَّنا نتطرَّق للنتيجة دون تقديم منهجيةٍ لبلوغ الهدف, ومن ثمَّ السؤال: من يقوم بإصلاح الفرد؟ سيكون الجواب بكلّ ارتجال: العلماء طبعًا. والسؤال الذي يليه كيف يستمع الفرد إلى علمائه وهم متفرِّقون ولم يستطيعوا تحديد الأولويات. دماء المسلمين تسفك، وأعراضهم تستباح، ويهان أعزّ ما يحبُّون وعلماؤنا في غير ذلك يفتون. هذا يفتي في الحيض وذاك في النفاس والآخر في جواز قتل النمل والذباب من عدمه. بل ذهب بعضهم من علماء البَلاط الذين ينتسبون إلى الوهابية، إلى القول بأنّ الله سخّر أمريكا للدفاع عن المملكة لإضفاء الشرعية على تدنيس البقاع الشريفة من طرف حفدة القردة والخنازير.
أستسمحكم سيدي على شرود مشاعري وضعفي على مقاومة ثورانها، إنه غضب في سبيل الله وليس إلا. وسوف تكون لي اتصالات أخرى لاحقًا إذا ما لم أكن قد أزعجتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله».
فاجاب
فأقول -وبالله التوفيق وعليه التكلان-:
لا يخفى على مُتَبَصِّرٍ بالفِرَقِ والمناهجِ الدَّعويةِ أنّ أهلَ السُّنَّة والجماعةِ يتَّفقون على الاستدلال بالكتاب والسُّنَّة في كافَّةِ أمورهم وجميعِ مسائل وقضايا الاعتقاد والتشريعِ والسلوكِ، ويسترشدون بفهم السلف الصالح لنصوص القرآن والسنّة، من الصحابة والتابعين ومن التزم بمنهجهم واقتفى أثرَهم، وموضوع مقالة «الإصلاح النفسي للفرد أساسُ استقامته وصلاح أُمَّته» جاءت وَفق هذا المعنى من الاقتصار في مصدر التلقِّي على الاستدلال بالآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة، ذلك النَّبْعُ الصافي الذي نَهِلَ منه السلف عقائدهم وتصوّراتهم، واستقَوْا عبادتَهم ومعاملاتِهم، وسلوكَهم وأخلاقَهم، بل هم في منأى عمّا التزم به أهلُ الأهواء والبدعِ من جعل مصدر التلقي العقلَ الذي أفسدته ترهات الفلاسفة، وخزعبلاتُ المناطقة وتمحّلات المتكلِّمين، فكيف يلجأ أهل الإيمان إلى الاستناد على نظرياتٍ فلسفية غربية، وتَبَنِّي أفكارِها؟! والله تعالى أتمّ هذا الدِّينَ فلا ينقصُه، ورضيه فلا يَسْخَطُه أبدًا، قال تعالى: ?اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا? [المائدة: 3]، وقال تعالى: ?وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ? [النحل: 89]، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «وَأَيْمُ اللهِ لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ» (1 - أخرجه ابن ماجه في «المقدمة» باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (5)، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، والحديث حسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (688)، وفي «صحيح الجامع»: (9) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_1')))، وقد حفظ الله تعالى هذا الدِّينَ، وصانه من الضياعِ، وهيَّأَ له من الأسباب والعواملِ التي يسّرت نقلَه وبقاءَه، قال تعالى: ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر: 9]، وقيّضَ اللهُ تعالى لهذه الأمّةِ رجالاً من أهل السُّنَّةِ والجماعة حفظ بهم ذِكْرَهُ، وصان رسالتَه، فلم يتركوا ساعةً من ليلٍ أو نهارٍ إلاّ أمضوها بالإيمان والعلم والاستنباط، وملؤوا بعلومهم ومصنّفاتهم شتَّى الفنونِ ومختلفَ المعارف من قواعد مصطلح الحديث وأصول الدِّين والفقه وقواعد اللغة والتفسير وغيرها، حتى وُصِفُوا بنَقَلَةِ الدِّين وحَفَظَتِهِ، وحَمَلَةِ الشريعة، ودعامة الدعوة، وأركانُ الرسالة التي وصلتنا كاملةً غيرَ منقوصةٍ كما أنزلها الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/28)
سبحانه لا اعوجاج فيها ولا انحراف، واستندت دعوتهم إلى الله تعالى وتبليغ الرسالة –في تقرير مشروعيتها- إلى وجوب موافقتها للنصوص الشرعية العامّة أو الخاصّة أو لقواعد شرعية كلية، وعلى منهجهم هذا يتمّ الإصلاح النفسي للفرد لكونه اللبِنَةَ الأولى للأمّة وذلك بالاستدلال على ما فُطرت عليه النفوسُ من الإيمان بالمشاهد المحسوس، وتطهير عقيدته من كلّ ما يدنّسها للمحافظة عليها سالمة على الفطرة التي فَطَرَ اللهُ الناسَ عليها، وتصحيح عبادته ومعاملاته بالتوجيه والإرشاد والدعوة بالتي هي أحسن، مع تقرير الحجج الصحيحة وإبطال الشُّبَه الفاسدة بما يشفي ويكفي. فكانوا مثل ما أمر به تعالى: ?وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ? [آل عمران: 79]، كيف لا؟! وهذا المنهج قائم على الصحيح المنقول الثابت بالكتاب والسُّنَّة والآثار السلفية الواردة عن الصحابة والتابعين من أئمّة الهدى ومصابيح الدُّجَى، والذين سلكوا طريقهم قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» (2 - أخرجه البخاري في «الشهادات» باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)، ومسلم في «فضائل الصحابة» باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين ... : (6472)، والترمذي في «المناقب» باب ما جاء في فضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد: (5383)، والبزار في «مسنده»: (1777)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_2')))، وقال عليه الصلاة والسلام: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» (3 - أخرجه مسلم في «الإمارة» باب قوله لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق .. : (4920)، والترمذي في «الفتن» باب ما جاء في الأئمة المضلين: (2229)، وأحمد: (21889)، وسعيد بن منصور في «سننه»: (2372)، من حديث ثوبان رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_3')))، فسبيل المؤمنين هو الالتزام بالكتاب والسُّنَّة من غير تقديم عليهما، والعمل بهما والدعوة إليهما، قال تعالى: ?وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا? [النساء: 115]، فهؤلاء هم أُمَّة الإجابة الذين عناهم النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بقوله: «وَسَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً وَاحِدَةً، قَالوا: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» (4 - أخرجه الترمذي في «الإيمان» باب ما جاء في افتراق هذه الأمة: (2641)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه. قال العراقي في «تخريج الإحياء» (3/ 284): «أسانيدها جياد»، والحديث حسنه الألباني في «صحيح الجامع»: (5343) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_4')))، فالفرقةُ الناجيةُ والطائفة المنصورة كما جاء في الحديثين إنما هي المتمسّكة بالشريعة اعتقادًا وقولاً وعملاً، ومن بلغ منهم درجة الفتيا في الدِّين فإنه يفتي في الحيض والنفاس وقتل النملة وإعفاء اللحية وتقصير الثوب والجلباب والجهاد وسائر العبادات والمعاملات، إذ كلّها من مسائل الدِّين والإيمان من الحلال والحرام ومسائل الاعتقاد وغيرها، والحمد لله ليس فيها لبّ وقشور فكلّ ما جاء به الإسلام فهو لباب، فهم لا يهدرون من الشرع شيئًا ولا يهونون من السُّنَّة مهما كانت، كما هي دعاوى الذين فرَّقوا دينهم ولم يعتصموا بحبل الله ولم يمتثلوا أمر الله تعالى في قوله: ?وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ? [الروم: 31 - 32]، وقوله تعالى: ?وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ? [آل عمران: 105]، وقوله تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/29)
وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ? [الأنعام: 159]، فكلّ ما جاء به الوحي حقّ وكلّه لباب، ولا يصدر من الساخر من السنن ومحييها إلاّ الكذب والبهتان، قال تعالى: ?كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا? [الكهف: 5]، فكيف نأخذ عن العلماء مسائلَ عينيةً خاصّةً، ونأخذ عن الجهلة المسائلَ المصيريةَ العامّةَ؟! إنَّ هذا لشيء عُجاب؟
إنّ أهل السُّنَّة والجماعة السائرين على منهج السلف الصالح غيرُ مختلفين، وآمالهم وآلامهم واحدة نابعة من عقيدتهم التي هي مبدأ دعوتهم، يركِّزون على إخلاص العبادة لله تعالى، والتحذير من الشرك وأسبابه ووسائله المؤدّية إليه بُغية إصلاح عقائد المسلمين وإزالة عوامل الانحرافات الاعتقادية والسلوكية المتفشّية بينهم، تجتمع كلمتهم وتتوحّد صفوفهم تحت راية التوحيد، إذ مبنى التضامن الإسلامي لا يتمُّ إلاّ على عقيدة التوحيد، وهو مبدأ الانطلاق مع التركيز على الإخلاص ومتابعة النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، إذ لا وحدة إلاّ بالتوحيد، ولا اجتماع إلاّ باتباع، وعلى ضوئهما يفهمون الواقع ويهتمون بقضايا الأُمَّة المصيرية، وعقيدتهم جازمة في أنّ مصيرَهم المستقبلي بيد الله تعالى، وقد تكفّل به إذا ما حقّقنا التغيير في أنفسنا على وَفق ما أمر اللهُ به ورسولُه ونهى عنه وزجر؛ لأنّ الجزاءَ من جنس العمل، وحَسْبُهُم قوله تعالى: ?إنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ? [الرعد: 11]، وقال تعالى: ?إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ? [محمّد: 7]، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إذَا تَبَايَعْتُمْ بالْعِينَةِ وَأخَذْتُمْ أذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ، سَلَّطَ الله عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إلَى دِينِكُمْ» (5 - أخرجه أبو داود في «الإجارة» باب في النهي عن العينة: (3462)، وأحمد: (4987)، وأبو يعلى الموصلي في «مسنده»: (5659)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (10844)، والطبراني في «المعجم الكبير»: (13410)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (11) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_5')))، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «وَاللهِ لَيُتِمَنَّ اللهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَ مَوْتَ لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» (6 - أخرجه البخاري في «الإكراه» باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر (6544)، وابن حبان في «صحيحه»: (6698)، وأحمد في «مسنده»: (20568)، والطبراني في «الكبير»: (4/ 62)، من حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_6'))).
أمّا أمّة الدعوة فثِنْتَانِ وسبعون فِرقة يرجع سبب تفرّقها إلى فساد الاعتقاد نتيجةَ البُعد عن الكتاب والسُّنَّة، وما كان عليه سلف الأُمَّة من اعتقاد صحيح وإخلاص ومتابعة، بخلاف أهل السُّنَّة فهي الفرقة الوحيدة التي استنَّت بسُنَّة النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم والتزمت ما كان عليه هو وأصحابُه، وأعني بالمصلحين الذين يصلحون نفسية الأفراد، وإنما هم أولئك الذين التزموا هذا المنهج الرباني في الدعوة إلى الله تعالى بالتخلية والتحلية والتطهير والإصلاح، فإنَّهم «الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ» (7 - أخرجه الطبراني في «الأوسط»: (219)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وأخرجه أبو عمرو الداني في «الفتن»: (25/ 1)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وصححه الألباني «السلسلة الصحيحة»: (3/ 267) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_7'))) كما جاء في السُّنَّة، وكلّ دعوة لا تنطلق من هذا المبدأ فهي دعوة يكتسيها الضلال والإضلال، ومحكوم عليها بالفشل والهوان عاجلاً أو آجلاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/30)
أمّا لفظة «الوهابية» فهي من إطلاق خصوم دعوة الحقّ من أهل الأهواء والبدع يريدون بذلك نبزَ الشيخِ محمّد بن عبد الوهاب –رحمه الله- والتنقّص من دعوته الإصلاحية إلى تجريد التوحيد من الشركيات، ونبذ جميع السبل إلاّ سبيل محمّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وما دعوته -رحمه الله- إلاّ امتداد لدعوة المتبعين لمحمّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من السلف الصالح ومن سار على نهجهم من أهل السنّة والجماعة، التي لا تخرج عن أصولهم ولا على مسلكهم في الدعوة إلى الله بالحجّة والبرهان قال تعالى: ?قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ? [يوسف: 108]، وقد كانت دعوتُه ودعوةُ أئمّةِ الهدى والدِّين قائمةً على محاربة البدعِ والتعصّبِ المذهبيِّ والتفرّقِ، وعلى منع وقوعِ الفتن بين المذاهب والانتصار لها بالأحاديث الضعيفة والآراء الفاسدة، وترك ما صحّ عن النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من السُّنن والآثار، كما حاربت دعوته تَنْزيل الإمام المتبوع في أتباعه مَنْزلة النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في أُمَّته، والإعراض عن الوحي والاستغناء عنه بأقوال الرجال، فمثل هذا الالتزام بمذهب واحد اتخِذَ سبيلاً لجعل المذهب دعوة يُدعى إليها يوالى ويعادى عليها، الأمر الذي أدّى إلى الخروج عن جماعة المسلمين، وتفريق صفّهم، وتشتيتِ وحدتهم، وقد حصل بسبب ذلك تسليط الأعداء عليهم واستحلال بيضتهم، فأهل السُّنَّة والجماعة إنما يدعون إلى التمسّك بوصية رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم المتمثّلة في الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة وما اتفقت عليه الأُمَّة، فهذه أصول معصومة دون ما سواها، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِنِّي قَدْ خَلَّفْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا مَا أَخَذْتُمْ بِهِمَا, أَوْ عَمِلْتُمْ بِهِمَا, كِتَابَ اللهِ, وَسُنَّتِي, وَلَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ» (8 - أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (319)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (20918)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.، قال ابن عبد البر في «التمهيد» (24/ 331): «وهذا أيضًا محفوظ معروف مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم شهرة يكاد يستغني بها عن الإسناد». وصححه الألباني في «صحيح الجامع»: (2937) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_8')))، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ مِن بَعْدِي عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» (9 - أخرجه أبو داود في «السنة» باب في لزوم السنة: (4607)، والترمذي في «العلم» باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع: (2676)، وابن ماجه في «المقدمة» باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين: (42)، والدارمي في «سننه»: (95)، والحاكم في «المستدرك»: (329)، وأحمد: (16629)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. والحديث حسنه البغوي في «شرح السنة»: (1/ 181)، وصححه ابن الملقن في «البدر المنير»: (9/ 582)، والألباني في «صحيح الجامع»: (2549)، وفي «السلسلة الصحيحة»: (937) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_9'))).
إنّ استصغار أهلِ السُّنَّة والجماعة والتنقصَ من قدرهم بنبزهم «بالوهابية» تارة، و «بعلماء البَلاط» تارة، و «بالحشوية» تارة، و «بأصحاب حواشٍ وفروع» تارة، وب «علماء الحيض والنفاس» تارة، وب «جهلة فقه الواقع» تارة، وب «تَلَفِيُّون أتباع ذنب بغلة السلطان» تارة، وب «العُملاء» تارة، وب «علماء السلاطين»، ما هي إلاّ سُنَّة المبطلين الطاعنين في أهل السُّنَّة السلفيين، ولا تزال سلسلة الفساد متصلة لا تنقطع يجترُّها المرضى بفساد الاعتقاد، يطلقون عباراتهم الفَجَّة في حقّ أهل السُّنَّة والجماعة، ويلصقون التهم الكاذبة بأهل الهدى والبصيرة، لإبعاد الناس عن دعوتهم، وتنفيرهم عنها وصدِّهم عمّا دعوا إليه، والنظر إليهم بعين الاحتقار والسخط والاستصغار، وهذا ليس بغريب ولا بعيد على أهل الباطل في التجاسر على العلماء وما يحملونه من علم ودين باللمز والغمز والتنقّص، فقد طُعن في النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بألقاب كاذبة ووصف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/31)
بأوصاف خاطئة، قال تعالى: ?كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ، أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ? [الذاريات: 53]، وقد جاء هذا الخُلُق الذميم على لسان رجلٍ من الخوارج في قوله للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «اعْدِلْ» (10 - أخرجه البخاري في «أبواب الخمس» باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين: (2969)، ومسلم في «الزكاة» باب ذكر الخوارج وصفاتهم: (2449)، وابن ماجه في «المقدمة» باب في ذكر الخوارج: (172)، وابن حبان في «صحيحه»: (4819)، وأحمد: (14405)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_10')))، وقال آخر منهم لعثمان رضي الله عنه - عندما دخل عليه ليقتله -: «نعثل» (11 - أخرجه ابن الجعد في «مسنده»: (2239)، وابن سعد في «الطبقات الكبرى»: (3/ 58)، من حديث كنانة مولى صفية قال: «رأيت قاتل عثمان في الدار رجلا أسود من أهل مصر يقال له: جبلة باسط يديه أو قال رافع يديه يقول: أنا قاتل نعثل» (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_11'))). قال: الشاطبي: «ورُوِي أنَّ زعيمًا من زعماء أهلِ البدعِ كان يريد تفضيلَ الكلام على الفِقه، فكان يقول: إنَّ عِلم الشافعيِّ وأبي حنيفةَ جُملته لا يخرج من سراويل امرأة» فعلّق عليه قائلاً: «هذا كلامُ هؤلاء الزائغين، قاتلهم الله» (12 - «الاعتصام» للشاطبي: (2/ 239) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_12'))). والطعن في ورثة الأنبياء بريد المروق من الدِّين، ?فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ? [النور: 63]، ومتى وُجدت أُمّةٌ ترمي علماءَها وصفوتَهَا بالجهل والتنقّص فاعلم أنهم على بابِ فتنةٍ وهَلَكةٍ، وأيّ سعادة تدخل على أعداء الإسلام بمثل هذا الأذى والبهتان.
هذا، وأهل السُّنَّة والجماعة لا ينازعون الحاكمَ الأمرَ ولا يَنْزِعون عنه يدًا إلاّ مع ظهور كُفْرٍ بَوَاحٍ توفّرت شروطُهُ وانتفَتْ موانعُه، بل يدعون له بالصلاح والهداية، ويطيعونه في العُسر واليُسْرِ، والمنشطِ والمَكْرهِ وفي المعروف دون المعصية، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ، [قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ اليَمَانِ]: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ الأَمِيرَ وَإِنْ ضَرَبَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ» (13 - أخرجه مسلم في «الإمارة» باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن: (4785)، والحاكم في «المستدرك»: (8673)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (17084)، من حديث حذيفة رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_13')))، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلاَّ أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ» (14 - أخرجه البخاري في «الأحكام» باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية: (6725)، ومسلم في «الإمارة» بَابُ وجوب طاعةِ الْأُمراءِ فِي غَير معصِيةٍ، وتحريمِهَا فِي الْمعصِيةِ: (4763)، وأبو داود في «الجهاد» باب في الطاعة: (2626)، والترمذي في «الجهاد» باب ما جاء لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق: (1707)، والنسائي في «البيعة» باب جزاء من أمر بمعصية فأطاع: (4206)، وابن ماجه في «الجهاد» باب لا طاعة في معصية الله (2864)، وأحمد: (6242)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_14'))).
ومن لوازم طاعتهم: متابعتهم في الصوم والفطر، والتضحية، فيصومُ بصيامهم في رمضان، ويفطر بفطرهم في شوال، ويضحي بتضحيتهم في عيد الأضحى.
ومن لوازم طاعتهم أيضًا: عدم إهانتهم، وتركُ سبّهم ولعنهم، والامتناعُ عن التشهير بعيوبهم لئلاَّ يُفتحَ بابُ التأليب عليهم وما يجرّ ذلك من الفساد يعود على الناس بالشرّ المستطير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/32)
بل أهل السُّنَّة والجماعة عُرفوا بالصدق في مناصحة الحكام والصدع بالحقّ بأسلوب الحكمة والموعظة الحسنة، من غير تعنيف ولا غلظة ولا فَظَاظَة، ولا تحريض على التكفير والتفجير ولا أسلوب الفجاجة وكلمات السوء والمنكر؛ لأنّ مناصحة أئمِّة المسلمين منافية للغلّ والغِشّ كما أخبر النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بقوله: «ثَلاَثٌ لاَ يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ المُؤْمِنِ: إِخْلاَصُ العَمَلِ، وَالنَّصِيحَةُ لِوَلِيِّ الأَمْرِ -وفي لفظ: طَاعَةُ ذَوِي الأَمْرِ (15 - أخرجه أحمد: (16312)، من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_15')))- وَلُزُومُ الجَمَاعَةِ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ» (16 - أخرجه الترمذي في «العلم» باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع: (2658)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وابن ماجه في «المقدمة»: (230)، وابن حبان: (680)، من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، وأخرجه ابن ماجه في «المناسك» باب الخطبة يوم النحر: (3056)، والدارمي في «سننه»: (232)، والحاكم في «المستدرك»: (294)، وأحمد: (16296)، من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه. قال ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (1/ 217): «إسناده جيّد»، وصححه ابن حجر في «موافقة الخبر الخبر»: (1/ 364)، والألباني في «صحيح الجامع»: (6766) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_16'))).
إنّ أهل السُّنَّة والجماعة يَزْهَدون في المناصب والولايات، ولا يطمحون فيما عند الحكام من الدنيا والجاه، ولا يداهنونهم بدينهم، ولا يتاجرون بعلمهم، ولا ينافقون غيرهم، ويعلمون أنّ «مَنْ أَتَى السُّلْطَانَ افْتُتِنَ» (17 - أخرجه أبو داود في «الصيد» باب في اتباع الصيد: (2859)، والترمذي في «الفتن»: (2256)، والنسائي في «الصيد» باب في اتباع الصيد (4309)، وأحمد: (3352)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (20834)، والطبراني في «الكبير»: (11030)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (6296) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_17')))، سالكين معهم منهجَ الإسلامِ في الاعتدال والتوسّط في الحبِّ والبُغض في الله من غير إفراط ولا تفريط.
وهم يفرِّقون بين النظام الذي تتبنَّى فيه الدولةُ الإسلامَ وتحكم به، وبين من تتنكّر له وتتحاكم إلى غيره، لذلك لا يتسابقون إلى مقاعد البرلمان، ولا يزاحمون غيرهم على المجالس النيابية لعلمهم بأنها اعتداءٌ على حقِّ الله تعالى في الحكم، فيمنعون أنفسَهم أن يكونوا مطية للقوانين الوضعية، وسبيلاً إلى تشريكها مع حكم الله تعالى، قال تعالى: ?وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا? [الكهف: 26]، وقال تعالى: ?إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ للهِ? [الأنعام: 57]، وقال تعالى: ?وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ? [الشورى: 10].
كما لا يتَّخذون الحزبيةَ المتناحرةَ والمتصارعةَ التي يعقدون عليها الولاءَ والبراءَ ليصلوا بها إلى الحقّ بالباطل، وفاقًا لنظريات فكرية غربية، فأهل البدع والأهواء أسرع الناس تطبيقًا لهذه القاعدة الميكافيلية «الغاية تبرر الوسيلة»، لذلك كانت المطالبُ الدنيويةُ حَكْرًا عليهم، يداهنون الحكام ويمدحونهم على ما هم عليه من الباطل، ويزيِّنونه لهم، ويتاجرون بعِلمهم، ويشاركونهم في كلّ ما نهى الله عنه وزجر: من بناءِ القبور، وتشييدِ الأضرحة للعكوف عندها والذبح لها، والاحتفالِ بالمواسم البدعية، وتسهيلِ الدعوات التنصيرية، وفتحِ مجالات الرِّبا ويسمّونه بغير اسمه، ومجالاتِ الزِّنا والخَنَا والفسوقِ والفجورِ وكلِّ ما يضادُّ شريعةَ الإسلامِ وأحكامَهِ بدعوى مسايرة الغرب في أخلاقه وتقدّمه؟! وينسبون كلّ البلايا والرزايا لأهل الحقّ والإيمان والسُّنَّة: من سفك دماء المسلمين، واغتصاب أموالهم، وهتكِ أعراضهم، ثمّ يضيِّقون عليهم مجالاتِ الدعوةِ: من مساجد ومراكز وقاعات وغيرها، ويعدّون ذلك انتصارًا مؤزّرًا وفتحًا مُبينًا، ويؤلِّبون الحاكمَ وأعوانَه عليهم، ويظنّ بعضُهم أنه لو طرد خطيبًا سلفيًّا من مسجدٍ أنه استردّ بذلك المسجدَ الأقصى من أيدي اليهود، ويجادل قُرَّاؤُهم ومُفكِّرُوهم ومثقَّفوهم مسائلَ معلومةً من الدِّين بالباطل ليدحضوا به الحقَّ،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/33)
ليس لهم علمٌ ولا تقوى ولا رسوخُ قَدَمٍ في مواطنِ الشُّبَه، واتخذوا المناصبَ وطريقَ التعيينِ الإداريِّ دليلاً على العلم وسبيلاً إلى صدّ الناس عن دعوة الحقّ، وصدق رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إذا يقول: «وَلَكِنْ يُقْبَضُ العِلْمُ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» (18 - أخرجه البخاري في «العلم» باب كيف يقبض العلم: (100)، ومسلم في «العلم» باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان: (6796)، والترمذي في «العلم» باب ما جاء في ذهاب العلم: (2652)، وابن ماجه في «المقدمة» باب اجتناب الرأي والقياس: (52)، والدارمي في «سننه»: (243)، وابن حبان في «صحيحه»: (4571)، وأحمد: (6475)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_18')))، وفي مضمون دلالة هذا الحديث يقول عبدُ الله بن مسعودٍ رضي الله عنه: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُ فِيهَا الكَبِيرُ، وَيَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُ سُنَّةً فَإِذَا غُيِّرَتْ قَالُوا: غُيِّرَتِ السُّنَّةُ؟ قِيلَ: مَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ أَمْوَالُكُمْ، وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ» (19 - أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (8620)، والدارمي في «سننه»: (190)، وابن أبي شيبة في «المصنف»: (32945)، والبيهقي في «شعب الإيمان»: (6951) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه موقوفًا. قال الألباني في «تحريم آلات الطرب»: (16): «وهو موقوف في حكم المرفوع؛ لأنه من أمور الغيب التي لا تُدرك بالرأي ولا سيما وقد وقع كلّ ما فيه من التنبؤات»، وصحّحه في «صحيح الترغيب»: (111). وقد ورد مرفوعا ولكنه لا يصح بلفظ: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تكْثُرُ فِيهِ القُرَّاءُ، وَتقِلُّ الفُقَهَاءُ، وَيُقْبَضُ العِلْمُ، وَيَكْثُرُ الهَرْجُ، قَالُوا وَمَا الهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: القَتْلُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ زَمَانٌ يَقْرَأُ القُرْآنَ رِجَالٌ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ زَمَانٌ يُجَادِلُ المُنَافِقُ وَالكَافِرُ وَالمُشْرِكُ بِاللهِ المُؤْمَنَ بِمِثْلِ مَا يَقُولُ»، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد»: (1/ 446): «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه: ابن لهيعة، وهو ضعيف»، وضعّفه الألباني في «السلسلة الضعيفة»: (8/ 191) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_19'))).
قال الشاعر:
مَتَى يَبْلُغُ البُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ إِذَا كُنْتَ تَبْنِي وَغَيْرُكَ يَهْدِمُ
فالمفكِّرون وأربابُ الثقافة معدودون من جمهور المسلمين وعوامِّهم، بل هم أشبَهُ بأهل الكلام الذين ليس لهم من العلم إلاّ عباراتٍ وشقائقَ المسائلِ وتفريعَهَا، فيظنُّهم الجاهلُ علماءَ وما هم بعلماء، إذ معرفة شقائقِ المسائل لا تعكس حقيقةَ العلم وليست دليلاً عليه، وقد قال مالك –رحمه الله-: «الحكمة والعلم نور يهدي به الله من يشاء وليس بكثرة المسائل» (20 - أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» باب قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا حسد إلا ... »: (1/ 83) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_20')))، وذكر ابن عبد البر: «إجماع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أنّ أهل الكلام أهلُ بدع وزيغ، ولا يُعَدُّون عند الجميع في جميع الأمصار في طبقات العلماء، وإنما العلماء أهل الأثر والفقه، ويتفاضلون فيه بالإتقان والمَيْزِ والفهم» (21 - جامع بيان العلم وفضله: (2/ 942) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_21'))).
فهل طرأ على السمع ذكرٌ -في دولة لا تتبنى الإسلام كنظام حكم- أن اعتلى أهل السُّنَّة من السلفيين فيها أعلى المناصب في الرئاسة والوزارات أو سعوا إلى توليها في دولة من الدول الإسلامية؟! كلاَّ، وإنما هي حَكْر على غيرهم منذ زمن بعيد ولا يزالون… واللهُ المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/34)
أمّا من شذّ من أهل السُّنَّة فداهن حاكمًا بباطل، أو مدحه على معصية بنفاق، فإنه لا يمثِّل فيه سوى نفسه، وأهل السُّنَّة برآء من شذوذه ومخالفته للحقّ والدِّين، فلا يقبلون صنيعَهُ ولا يرضون سلوكه، ومع ذلك يتعقَّبونه بالنصح والتذكير حتى يتبيَّن خطؤه، ثمّ الهجر والتحذير إذا أصرّ على بدعته أو معصيته وأعلن عنها وجاهر بها؛ لأنّ الهجر عقوبة وتأديب، وظهور العقوبة متعلِّق بظهور المعصية. وهجر المجاهر بمعصيته هو هجر للسيِّئات، وما نُهِيَ عنه، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «المُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ» (22 - أخرجه ابن حبان في «صحيحه»: (196)، وعبد بن حميد في «مسنده»: (338)، والعدَني في «الإيمان»: (26)، وابن منده في «الإيمان»: (318)، والمروزي في «تعظيم قدر الصلاة»: (545)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. وصححه الألباني في تحقيق كتاب «الإيمان» لابن تيمية (3) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_22')))، ولا يخفى أنّ الهجر يخضعُ لضوابطَ شرعيةٍ تُراعى قبل الإقدام عليه ليكون وَسَطًا بين الإفراط والتفريط، لاندارج مسألةِ الهجر تحت أصلٍ عظيمٍ وهو: «الولاء والبراء» يعادى المبتدع ويبغض بحَسَب ما معه من البدعة والمعصية إذا كانت بدعته غيرَ مكفِّرة، ويوالى ويُحبُّ على ما معه من الإيمان والتقوى، ولا يجوز أن يعادى من كلِّ وجه كالكافر.
هذا، ومن السُّنَّة توقيرُ العلماء وتقديرُهم واحترامُهم، وأنهم بَشَرٌ يخطئون، والواجبُ على المسلم أن يضع ثقتَه فيهم، ويَصُونَ لسانَهُ عن تجريحهم أو ذمّهم، فإنّ ذلك يفقدهم الهيبة ويجعلُهم محلَّ تهمةٍ، وإذا كان الواجب على المسلم أن يتعامل مع الناس بالإحسان مصداقًا، لقوله تعالى: ?وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا? [البقرة: 83]، وقوله تعالى: ?إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ? [النحل: 90]، فيعترف بحقوقهم، ويكفّ الأذى عنهم بعدم ارتكاب ما يضرُّهم أو فعل ما يؤذيهم، فإنّ أهل العلم والإيمان أولى بالبرِّ وإيصال الخير لهم، وكفّ الأذى عنهم والدعاء والاستغفار لهم، وإنفاذ عهدهم فإنّ ذلك من الإحسان، والإحسانُ جزءٌ من عقيدة المسلم وشِقصٌ كبير من إسلامه.
قال الشاعر:
عَوِّدْ لِسَانَكَ قَوْلَ الخَيْرِ تَحْظَ بِه ِ إِنَّ اللِّسَانَ لِمَا عَوَّدْتَ مُعْتَادُ
مُوَكَّلٌ بِتَقَاضِي مَا سَنَنْتَ لَهُفِي الخَيْرِ وَالشَّرِّ فَانْظُرْ كَيْفَ تَرْتَادُ (23 - «أدب الدنيا والدِّين» للماوردي: (263) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_23')))
وعلى المرء أن يتبصّر في شؤون دينه ودنياه، ورحم الله امْرَءًا عَرَف قدره، ووقف فيما استشكل عليه عند حدود مستواه، وقيمة كُلِّ امرئ ما يحسنُ، ومِن حُسن إسلامِ المرءِ تركه ما لا يعنيه.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى الله على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلّم تسليمًا.
المصدر http://www.ferkous.com/rep/M21.php
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[14 - 02 - 08, 06:54 م]ـ
بارك الله في الشيخ وجزاه خير الجزاء(47/35)
وآسفاه يا /صالح الأسمري. فالموقع دليل على مايتبناه أصحابه
ـ[نصر]ــــــــ[12 - 02 - 08, 05:29 م]ـ
عجبت عند تصفحي لموقع / صالح الأسمري
حيث وجدت في موقعه مقالا لأحد مشايخة التصوف في السعودية
وهو / عمر عبدالله كامل
وقد لا يكون الأمر مشكلا إن كان المقال نافعا مفيدا.
لكن المقال كان لأجل تبني أحد معتقدات الصوفية والموضوع هو:
كلمة هادئة في التبرك ..
حيث يقول:
النصوص في إثبات التبرك كثيرة جداً وفهم منها السادة الفقهاء الحفاظ الأعلام جواز التبرك بالسادة الصالحين قدس الله سرهم.
وقد ذهب قوم لا تقوم بمذهبهم الحجة إلى أن التبرك خاص برسول الله r وخاص بحياته!.
وهذا التخصيص بنوعيه: باطل بدعة، لم يقل به أحد من السلف، ولا المعتبرون من الخلف، وذلك لأن نصوص التبرك بالنبي r عامة ولا يجوز تخصيصها إلا بدليل من الكتاب أو السنة، ومن زعم أنها مخصوصة ولم يأت بدليل مخصص فقد أخطأ ..................
أنني أدعو /صالح الأسمري لدري الشبة عنه وحذف تلك المقالة.
هذا ماأردت بيانه
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 02 - 08, 06:01 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هو موافق له في هذه المسائل فلا عجب أصلاً
و اقرأ الفتوى الخاصة بالأشاعرة و الماتريدية في موقعه و أنهم أهل السنة و الجماعة , و قد أقر باطلهم و لم يذيّل اسمه فيها و لكن يكفي عرضها في موقعه دليلاً على موافقته لما جاء فيها
اسأل الله له الهداية
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[12 - 02 - 08, 07:13 م]ـ
لاتتعجب كثير راجع هذا لو تكرمت
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34698
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87069
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2527
ـ[أبو إبراهيم السلفي]ــــــــ[12 - 02 - 08, 07:27 م]ـ
لم يعد خافيا أن الرجل أشعري متصوف
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[12 - 02 - 08, 08:29 م]ـ
الله المستعان ....
أدعو لأخيكم في ظهر الغيب
......................................
الدعاء لهذا الرجل أفضل وسيلة للعودة
إلى طريق الحق وطريق السلف الصالح
....................................
الرجل يحتاج دعائكم
واسال الله رب العرش العظيم
أن يرينا الحق ويرزقنا أتباعه
وأان يرينا الباطل ويرزقنا أجتنابه
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[13 - 02 - 08, 12:52 ص]ـ
لم يكن السلف يدعون لأهل البدع، بل كانوا يدعون عليهم.
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[13 - 02 - 08, 06:19 م]ـ
و هل الدعاء لهم خطأ؟
لربما هداه الله
و سمعت أن طلبته لهم تأويلات لهذه المواضيع
و منها أن المكالمة التى سجلت له قالوا أنه كان يستدرجها
ملحوظة::::::::::::: """ هذا ليس قولى"""
ادعوا له
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[13 - 02 - 08, 07:14 م]ـ
الأسمري حنبلي مفوض مقلد متعصب لذلك .. ويرى صحة اعتقاد الماتريدية والأشاعرة ..
وهو متعصب على شيخ الإسلام ابن تيمية لردوده على المؤولة والمفوضة ..
وعلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب لجهوده الحثيثة لرد الأمة إلى الجادة في توحيد العبادة ..
وعلى الشيخ عبد العزيز بن باز لكونه أهم من اعتنى باتباع الدليل في المعاصرين وقد أخرج الله به كثيرا من الناس عن التقليد ... إلخ
وقد بث هذا الرجل البحاثة تلامذته في البلاد لنشر هذا بين طلاب العلم بصورة تدريجية وتسلسل، كفعل الباطنية ..
على أنهم يدرسون كتب الأئمة المذكورة أسماؤهم في البداية ويظهرون إجلالهم، ومتى سنحت الفرصة لدغوا غافلا بليدا، أو ذكيا جاهلا وأوغروا صدره .. في بلاياً من أمثال هذا ..
ولأحد تلامذته من منطقة عسير ردود خبيثة على أئمة الدعوة وعلماء السلفية، وهو يكتب باسم غيث بن عبد الله الغالبي .. فهو مغلوب لا غالب بإذن الله فقد ابتدر بالظلم وادعى الغلبة ..
وقد كنت أحسن الظن في الأسمري، وأظن كل كلام فيه حملة من حملات الجامية، حتى رأيت ثماره المرة بعيني، وقال لي أحدهم بملء فيه: أنتم الوهابية على ضلال، أضلكم ابن تيمية وابن عبد الوهاب ..
وحتى رأيت كتابات بعضهم هاهنا تفوح أنتانها _كمن تسمى بالعسبلي وغيره_ وهم من رواد منتدى الأصلين والرياحين وغيرهما، ودوما يدسون السم في عسل بلا طعم، هنا، وفي منتدى أهل التفسير، وغيرها من منتديات أهل السنة يمرون مرور اللئام.
وهم _غالبا_ الذين يدافعون عن الأسمري باستماتة، ويؤولون ما ثبت عليه من كلام ولا عجب، فإنهم يرون من أول كلام الله عن مواضعه مصيبا، وقد سئمت من كثرة قراءة كلامهم وتتبع كذباتهم ونقولهم _تقليدا_، لأنهم كحمر موكفة بكتب أهل الشبهات القديمة والمعاصرة، وما أثار الشبهات مثلهم أحد قط، فهم سبكيون حصنيون كوثريون أحباش في هذا، مع مسحة باطنية في الأسلوب والطريقة.
ولا تغرنكم إخواني حلاوة كلماتهم، ونضارة ردودهم ومناظراتهم، فإن تحتها السم القاتل، وهم على صنفين:
- صنف هم حمقى في بداية الطلب _عندهم_ متهورون يبدون ما تعلموه للناس.
- وصنف متقدمون متقنون، أصحاب تقية ناجحة _عندهم_.
وقد رأيت الصنفين وخبرتهم، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ووالله ما يثقل عليهم وينغص حياتهم أحد مثل:
-طالب علم ..
-قوي الحجة ..
-متسع الفهم ..
-شجاع القلب ..
-حسن الفراسة ..
-ليس بغر ينخدع بالظواهر ..
وهؤلاء هم جنود السنة في كل زمان ومكان .. كثرهم الله وقواهم.
وأما أولئك فالله يفصل بيننا وبينهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/36)
ـ[صالح الهميمي]ــــــــ[14 - 02 - 08, 06:45 ص]ـ
اللهم اكفنا شرورهم ,, يا أخوة واجبنا أن نقف جميعاً سداً منعياً لمثل هذه الأفكار المنحرفة وجزى الله كاتب الموضوع الذي نبهني عن هذا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[14 - 02 - 08, 10:13 م]ـ
قد تضرر المجتمع كثيرا بهم وأولهم قريتي أصبح المستقيمين قسمين من السنة و من المفوضة وهم يحقدون على ابن تيمية و محمد بن عبد الوهاب وبدون مبالغة (أشد من حقدهم على الشيعة) وهذا ما رأيته وسمعته فيصرحون تارة ويستعملون التقية تارة.
ولا نقول إلا هداهم الله للحق.
وللمعلومية:- منهم قضاة ومعيدون في الجامعات كجامعة الإمام و الملك خالد ويكثرون فيها ومنهم مدرسون في المعاهد في مثل جدة و المجاردة.
وبدؤوا بالإنتشار في تبوك والشرقية.
ولو سمحت لي إدارة الملتقى لكتبت أسمائهم و المسؤولين ورؤوسهم الكبار.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[14 - 02 - 08, 10:43 م]ـ
الله الله يا أهل المملكة .. لا تسمحوا لهم بل اخنقوهم حتى يعودوا أو يختفوا.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[15 - 02 - 08, 01:36 ص]ـ
وقد أخبرني أحد الإخوة من طلاب العلم: أن أحد طلابه عين مدرسا في جامعة أم القرى , والله المستعان.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[15 - 02 - 08, 01:55 ص]ـ
إلي اخي ابي انس الشهري
مجرد سؤال اخواني هل تقولون ان صالح الأسمري أثر في القضاة
والمدرسين ومدرسوا الجامعات
كيف؟
نعم افهم الطلبة والعوام لكن كيف قضاة!!! دكتاترة الجامعة الإمام والجامعات الدينية
قضاة هم من بلغو في العلم منزلة كبيره
اوافقكم ان صالح الأسمري له منهج يخالف منهج علماء السعودية
لكن كيف يصل تأثير رجل واحد إلي مختلف مستويات من القضاة الي المدرسين في الجامعة
عقلي لا يقتنع ...
ـ[مصعب الخضير]ــــــــ[15 - 02 - 08, 02:02 ص]ـ
من هم مشائخه .. ؟
عجيب أمره كنت اسمع اشرطته سلسلة لماذا وكيف. ولم أعلم انه بهذا الخبث ..
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[15 - 02 - 08, 02:11 ص]ـ
أخي أبو حمزة صالح الأسمري كان يدرس كتب العقيدة وله دروس وصار بعدها له تلاميذ يدرسون عليه وبعدها نشر بينهم الفكر الصوفي وطلابه واصلوا درساتهم ودرسوا في الجامعات وسار بعضهم مدرسين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
طبعا هو يظهر للناس العقيدة والتوحيد وعند اللي يثق فيهم ينشرلهم البدع يعني زي الشاة العائرة بين الغنمين
وطبعا هو شديد الخوف وجبان ما يقدر يصرح بمعتقده؟؟؟؟؟ ولكن الحمد لله عرفه الكثير من طلابه وصار بعض طلابه من أشد الناس عليه وحذروا منه وبقي معه ناس قليل وكل فترة تسمع عن توبتهم ورجوعهم عن كلام الأسمري فلا تخاف أخي أبو حمزة فالناس اللي تربوا على العقيدة الصحيحة ما يقبلون الفكر الصوفي وحتى لو انخدع واحد منهم تحصل الناس تنكر عليه ويعود لرشده وحتى الأسمري اتوقع يرجع عن فكره
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[15 - 02 - 08, 06:50 ص]ـ
أخي/ أبا حمزة
الذين ذكرهم الأخ الشهري هم تلامذة الأسمري وتلامذة تلامذته، وقد فخم أمرهم لاكتوائه وإخوانه بنار أولئك، ولا يهولنك أمرهم، فإنما هم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، لكن لهم والله حمية عن شيخهم وعن مذهبهم، ولهم همة في نشر التفويض والتأويل، ومهاجمة رموز أهل السنة، وملء قلوب الغافلين بالحقد عليهم، وعند التحقيق ترى دمى عوارها كثير، وهذرها أكثر، إن نوصحوا لجوا، وإن نوظروا سدوا آذانهنم وفجوا، وإن ألزموا تملصوا، نقلهم بتر وتلفيق، واستدلالهم على غير طريق، لهم في العلم دعوى عريضة، وتبجح وتعالم، ينظرون لأهل السنة شزرا، ولأهل الأهواء إعظاما وحفاوة.
لا بارك الله في رأس يموج بما ... قد قاله شانيء للخير والدينِ
قد كنت أحسبهم قوما على شرف ... فبان لي حينها فعل الشياطينِ
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[15 - 02 - 08, 08:34 ص]ـ
ياإخوة أريد أن أعرف قصة هذا الرجل هل كان سلفي ثم انتكس؟
و هل طلب العلم في بلاد التوحيد أم عند أهل البدع فأثروا عليه؟
و كيف يسمح له بإلقاء الدروس العلمية وهو منحرف في العقيدة و المنهج؟؟!!!
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 02 - 08, 04:34 م]ـ
هذه عاقبة التمييع
كنا نحذر من الأسمري قديماً
وكان المميعون المخذلون يقفون لنا بالمرصاد
فانظر من كان المحق آنذاك
وقد أبدت لك الأيام ما كنت جاهلاً
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[15 - 02 - 08, 05:29 م]ـ
لم يكن السلف يدعون لأهل البدع، بل كانوا يدعون عليهم.
من أين جئت بهذا؟؟؟!!!! هذا محض افتراء وتقول على السلف رحمهم الله!!
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[15 - 02 - 08, 06:10 م]ـ
إلي اخي ابي انس الشهري
مجرد سؤال اخواني هل تقولون ان صالح الأسمري أثر في القضاة
والمدرسين ومدرسوا الجامعات
كيف؟
نعم افهم الطلبة والعوام لكن كيف قضاة!!! دكتاترة الجامعة الإمام والجامعات الدينية
قضاة هم من بلغو في العلم منزلة كبيره
اوافقكم ان صالح الأسمري له منهج يخالف منهج علماء السعودية
لكن كيف يصل تأثير رجل واحد إلي مختلف مستويات من القضاة الي المدرسين في الجامعة
عقلي لا يقتنع ...
من حقك أخي أن تستغرب فالذي فعله أن أنتقى الطلاب المتفوقين من بعض المعاهد العلمية وبدأ معهم شيئا فشيئا عن طريق طلبته الكبار المنتشرين في المناطق حتى اصبح عندهم عداء قد لا يتصوره إلا من رآهم فلا ينظر إلى كلام العلماء ويرون كلام شيخهم الأسمري إلا كأنه قرآن منزل ثم التحقوا بالجامعات والكليات الشرعية فحصل ما حصل.
ويقولون كلام عجيب منه:-
ابن تيمية و ابن باز ضال وخبيث
ابن عثيمين غير مؤصل علميا
وغير هذا كثير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/37)
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[15 - 02 - 08, 06:12 م]ـ
من هم مشائخه .. ؟
ث ..
كان شيخه كتابه.
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[15 - 02 - 08, 06:15 م]ـ
أخي/ أبا حمزة
ولا يهولنك أمرهم، فإنما هم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، لكن لهم والله حمية عن شيخهم وعن مذهبهم، ولهم همة في نشر التفويض والتأويل، ومهاجمة رموز أهل السنة، وملء قلوب الغافلين بالحقد عليهم، وعند التحقيق ترى دمى عوارها كثير، وهذرها أكثر، إن نوصحوا لجوا، وإن نوظروا سدوا آذانهنم وفجوا، وإن ألزموا تملصوا، نقلهم بتر وتلفيق، واستدلالهم على غير طريق، لهم في العلم دعوى عريضة، وتبجح وتعالم، ينظرون لأهل السنة شزرا، ولأهل الأهواء إعظاما وحفاوة.
لا بارك الله في رأس يموج بما ... قد قاله شانيء للخير والدينِ
قد كنت أحسبهم قوما على شرف ... فبان لي حينها فعل الشياطينِ
هذا وصف من رآهم وعلم حالهم والله ما تجاوزت وصفهم والعجيب أنهم بلا استثناء تجد فيهم هذه الأوصاف.
ـ[أبوسهل العتيبي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 12:02 ص]ـ
وقد تناقشت مرة مع أحد طلابه ومن خلال المناقشة جاء بعظيمتين الأولى دفاعه عن المولدوعن شيخه والأخرى التلميح بعدم غزارة علم شيخ الأسلام والتصريح بأنه ليس مجتهدا وفهمت من خلالي المناقشة لومه على أعتماد علم هولاء يقصد وقدصرح بهم شيخ الأسلام محمد بن عبد الوهاب وابن باز وابن عيثيمين ووجدت أنه لايعنى بالدليل وأثر التقليد واضح عليه
كم تمنيت في نفسي أن يعرف حقيقة شيخه وقدحرصت أن أفهمه الحقيقة بدون تنفير وبالعقل ولكني قد وجدت أن شيخه أستحوذ عليه وعلى مجموعة من الشباب الذين نظم لهم دروس خاصة بهم التي حرصت منه أن أعرف مكانها منه ولكنه ابى أن يخبرني وقال غنها دروس على منتداه وكنت ياأخوان أسمع عن الأسمري ولاأبالي بل كنت أظن أنها من الأحاديث المنتشرة عن المشايخ فكنت أصد عنها مع عدم إغفالها حتى وجدت هذا الشخص المقرب منه فرأيت بنفسي فيه بعض ماقالوه في الاسمري وليس من رأى كمن سمع نسأل الله الهداية لنا ولجميع أخواننا واسألوا الله يأخوان الثبات على الحق فوالله إنه لأمر عزيز
ـ[صخر]ــــــــ[19 - 02 - 08, 12:56 ص]ـ
الاسمري جاء للمغرب وبالضبط إلى مدينة كلميم وأقام دورة علمية في منزل أحد الاخوان وسجل اللقاء الاخير على شكل فيديو
وكان يعتبر الدعوة إلى الاخذ والعمل بالقران والسنة بدعة لم يعرفها السلف بل هي من احداث الظاهرية وتلقفها منهم ابن حزم والشاطبي وابن تيمية وابن القيم و و وو واستدل بكلام الكوثري واثنى عليه وأتى بمصائب عظمى والله حتى متعصبة المالكية عندنا لايقولونها
والشريط عندي ولكن حجمه ثقيل والله صدمت جدا خاصة لما أخبروه ان في احدى فروع المالكية القول بالسدل وانه المنتشر في البلد فقال للسائلين عليكم ان تسدلوا عملا بقول أئمتكم والله كلام تشيب له الرؤوس
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[19 - 02 - 08, 12:57 ص]ـ
إلي اخي ابي انس الشهري
مجرد سؤال اخواني هل تقولون ان صالح الأسمري أثر في القضاة
والمدرسين ومدرسوا الجامعات
كيف؟
نعم افهم الطلبة والعوام لكن كيف قضاة!!! دكتاترة الجامعة الإمام والجامعات الدينية
قضاة هم من بلغو في العلم منزلة كبيره
اوافقكم ان صالح الأسمري له منهج يخالف منهج علماء السعودية
لكن كيف يصل تأثير رجل واحد إلي مختلف مستويات من القضاة الي المدرسين في الجامعة
عقلي لا يقتنع ...
بل بعضهم بلغ من الجهل درجة أكبر!!!!
ـ[أبو السها]ــــــــ[23 - 02 - 08, 10:35 ص]ـ
أحور بعد كور يا بلاد التوحيد.؟.
ارفعوا أمرأه إلى السلطان أو القضاة الشرعيين , لا تستصغروا شأنه فمعظم النار من مستصغر الشرر
ـ[الطائفي]ــــــــ[23 - 02 - 08, 11:24 ص]ـ
أقول سألت أحد أكبر طلابه عن ما يقوله الناس
مع العلم أني قابلته أكثر من مره ولم أرى منه شيئ وكان هذا قديما
فسألت أحد طلابه عن مايروج فقال لي ادخل موقع الشيخ وستجد الجواب فقلت: أريد منك أنت الجواب بحكم معرفتك به فقال ستجد الجواب في الموقع فدخلت الموقع قديما ولم أجد لا نفي ولا إثبات للقصص المذكورة عنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/38)
فسألت طالبا آخر وكل ذلك والله لكي أتثبت حتى لا أقع في أعراض المسلمين فقال لي: خذ هذه المذكرة فيها نفي للشيخ لبعض _ وليس كل _ ما قيل عن الشيخ فقرأتها كامله فلم أجد بغيتي فتوقفت عن أمره حتى يثبت لدي فيه شيئ والكلام المذكور عنه إن صح خطير
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 02 - 08, 12:42 م]ـ
أما كونه مقلد فهو غير مقلد
مثال
قال الشيخ صالح الأسمري
(هل الطِّيْب المُسْكر كـ (كولانيا) ونحوها: نجس؟
هذه المسألة مَبْنِيَّة على مسألة مشهورة ألا وهي: نجاسة عَيْن الخمر وكلِّ مُسْكِر. وقد قَرَّر ذلك العلامة الشنقيطي – رحمه الله – في: ((أضواء البيان)) (2/ 129).
والراجح: أن الخمر وما إليه ليس نَجِسَ العَيْن، ودَلَّ على ذلك دليلان:
? الأول: أن الأصل طهارة الأشياء حتى يقوم الدليل على خِلاف ذلك، ولا دليل يصح على نجاسة عين الخمر.
? والثاني: لَمَّا حُرِّمتْ الخمر أُرِيْقَت في طُرُق المدينة من أَوَانيها، ولم يأمر الرسول ? أصحابه باجتناب تلك الطُرق والأواني، وتأخير بيان الحكم عن وقت الحاجة لا يجوز كما قَرَّره الفقهاء والأصوليون، فدَلَّ ذلك على عدم نجاسة عين الخمر، فعن أنس رضي الله عنه: ((أن الخمر لما حُرِّمت خرج الناس وأراقوها في الأسواق)). أخرجه البخاري (1/ 196).
وعن سَلَمة بن الأكوع رضي الله عنه: ((أن رجلاً جاء براوية خمر فأهداها للنبي ?، فقال: (أما علمت أنها حُرَّمتْ؟) فَسَارَّهُ رَجُل أنْ بِعْها، فقال النبي ?: (إن الله إذا حَرَّم شيئاً حَرَّم ثمنه)، ففَكَّ الرجل الراوية، ثم أراقها بحضرة النبي ?)) أخرجه البخاري (برقم: 6331).
وبطهارة عين الخمر قال جمعٌ من المتقدمين والمتأخرين، فمن المتقدمين: ربيعة الرَّأي واللَّيْث بن سعد وإسماعيل المُزَني. قاله القرطبي في: ((التفسير)) (6/ 288). ومن المتأخرين: النووي في ((المجموع)) (2/ 517) والصنعاني في: ((السبل)) (1/ 61) والشوكاني في: ((وبل الغمام)) (1/ 181) وصديق القِنُّوجي في: ((الروضة الندية)) (1/ 86) وغيرهم.
? وعليه فالـ (كولانيا) ونحوها ليستْ نجسة العَيْن، بل هي طاهرة. والله أعلم.
)
انتهى
فهنا رجح (: أن الخمر وما إليه ليس نَجِسَ العَيْن)
تنبيه أخطأ في فهم كلام النووي فالنووي ممن يقول بنجاسة الخمر
وكنت قد أشرت إلى هذا الخطأ في موضع آخر
----
وكثيرا ما يخالف مشهور المذهب
فالقول بأنه مقلد غير ظاهر
وفي الحقيقة بعض ما نقل عنه من نقد للمخالفين لمشهور المذهب أو للمذاهب الأربعة المشهورة
- إن صح عنه - ينقلب عليه في مثل هذه المسائل
فهنا خالف جماهير العلماء والمذاهب الأربعة
فكيف جاز له المخالفة ولم يجز لمثل الإمام ابن تيمية النميري - رحمه الله
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 02 - 08, 12:45 م]ـ
الاسمري جاء للمغرب وبالضبط إلى مدينة كلميم وأقام دورة علمية في منزل أحد الاخوان وسجل اللقاء الاخير على شكل فيديو
وكان يعتبر الدعوة إلى الاخذ والعمل بالقران والسنة بدعة لم يعرفها السلف بل هي من احداث الظاهرية وتلقفها منهم ابن حزم والشاطبي وابن تيمية وابن القيم و و وو واستدل بكلام الكوثري واثنى عليه وأتى بمصائب عظمى والله حتى متعصبة المالكية عندنا لايقولونها
والشريط عندي ولكن حجمه ثقيل والله صدمت جدا خاصة لما أخبروه ان في احدى فروع المالكية القول بالسدل وانه المنتشر في البلد فقال للسائلين عليكم ان تسدلوا عملا بقول أئمتكم والله كلام تشيب له الرؤوس
الأمر يسير سجله صوتيا فحسب وارفعه في أي موقع من مواقع التحميل
ولكن لو الشريط خاص ما وصلك
إلا بنوع سرية أو بغير علم الشخص
وسجل بغير علمه
فليراجع ولينظر قبل رفعه
أما إذا كان بعلمه فهنا لك أن ترفعه
هذا ما عندي والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 02 - 08, 01:07 م]ـ
(فكيف جاز له المخالفة ولم يجز لمثل الإمام ابن تيمية النميري - رحمه الله)
فأقل أحوال أبي العباس النميري أنه اطلع على 100 تفسير مسند
يعني رجل مطلع على أقوال السلف
أقول هذا أقل أحواله
مثل هذا لم يجز له مخالفة مشهور المذهب!!
وجاز
لرجل لم يحسن فهم كلام النووي في المجموع!
والله ما أحب هذه الطريقة ولكن إذا صح عنه طعن في مثل ابن تيمية النميري - رحمه الله -
جاز لنا أن نرد عليه بمثل هذا
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[24 - 02 - 08, 02:09 م]ـ
ومن مخازي صالح الأسمري أنه عمل في موقعه النخبة لقاء مع مؤلفي كتاب
أهل السنة الأشاعرة
شهادة علماء الأمة وأدلتهم
جمع وإعداد
حمد السنان و فوزي العنجري؟؟؟؟؟؟ بعد ما رد عليهم أهل السنة السلفيين؟؟؟؟؟؟؟ وهو يحاول يدافع عنهم بعد ما جتهم ضربة قوية طيحتهم بالأرض!!!!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84578&highlight=%C7%E1%C3%D4%C7%DA%D1%C9
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - 02 - 08, 06:47 م]ـ
الأخ الكريم: صخر: ليتكم تتفضلون برفع الشريط هنا أو في الألوكة، لعله يزيد في بيان حقيقة هذا الرجل - هداه الله -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/39)
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[24 - 02 - 08, 07:47 م]ـ
أسأل الله أن يهدينا وإياه سواء الصراط.
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[24 - 02 - 08, 09:40 م]ـ
آمين (على دعاء الأخ الشبل).
ـ[صخر]ــــــــ[25 - 02 - 08, 12:20 ص]ـ
أبشروا إن شاء الله تعالى أتحفكم به مسموعا
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[25 - 02 - 08, 02:19 ص]ـ
اللهُ المستعان!
= أيُّها الأحبَّة: أكثروا من الدُّعاءِ له بالهداية؛ فلعلَّ الله ينفع به إن سلك الطريق.
= أخي الحبيب الغالي (ابن وهب) ..
للشيخ صالح مخالفاتٌ في تحقيق الصحيح من مذهب الحنابلة؛ مع أنه ينصُّ على أنه يعتمد على كُتب المتأخرين؛ كالمنتهى والإقناع!
= الشيخ - هداه الله - نصَّ - والله المستعان - على أن المفتين بسجن شيخ الإسلام وتعزيره قد أصابوا؛ لأن الشيخ قد خالف ما استقرَّ عليه أرباب المذاهبِ الأربعة!
= إنني أوقنُ أن أكثر الذين أُعجبوا (وذابوا!) في الشيَّخ شدَّهم فصاحةُ لسانه، وتنميقُ عباراته، وسعة اطّلاعه - مع إغرابٍ عنده في كثيرٍ من النُّقولات -؛ فعباراتُه:
قال ابنُ عبد البرّ عليه رحماتُ ربنا البرّ!
قال ابنُ تيمية عليه رحماتُ ربِّ البريَّة!
قال ابنُ بدران عليه من الله الرضوان!
وليس في هذا ما يَشين؛ فلا غروَ أن تُعجبَ به عقول كثيرٍ من طلاب العلم - خاصَّة لمن لم يعتد ذلك -!
مع تحريرٍ في مسائل .. لكنَّ تحريره لكثيرٍ من المسائل يُثير عَجَباً من إبعاده للنجعة!
أسألُ الله أن يشرح صدورنا وصدره لاتّباع الحقّ ..
(تنبيه مهم):
أيها الأحبَّة مع أننا نوقنُ بمخالفته في كثيرٍ من المسائل إلاَّ أن الكلام عنه وعن غيره ممن خالف لابد أن يكون بعلمٍ وعدل، وأن يكون للهِ، لا لحظِّ النَّفس!
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[25 - 02 - 08, 06:16 ص]ـ
اللهُ المستعان!
= أيُّها الأحبَّة: أكثروا من الدُّعاءِ له بالهداية؛ فلعلَّ الله ينفع به إن سلك الطريق.
= أخي الحبيب الغالي (ابن وهب) ..
للشيخ صالح مخالفاتٌ في تحقيق الصحيح من مذهب الحنابلة؛ مع أنه ينصُّ على أنه يعتمد على كُتب المتأخرين؛ كالمنتهى والإقناع!
= الشيخ - هداه الله - نصَّ - والله المستعان - على أن المفتين بسجن شيخ الإسلام وتعزيره قد أصابوا؛ لأن الشيخ قد خالف ما استقرَّ عليه أرباب المذاهبِ الأربعة!
= إنني أوقنُ أن أكثر الذين أُعجبوا (وذابوا!) في الشيَّخ شدَّهم فصاحةُ لسانه، وتنميقُ عباراته، وسعة اطّلاعه - مع إغرابٍ عنده في كثيرٍ من النُّقولات -؛ فعباراتُه:
قال ابنُ عبد البرّ عليه رحماتُ ربنا البرّ!
قال ابنُ تيمية عليه رحماتُ ربِّ البريَّة!
قال ابنُ بدران عليه من الله الرضوان!
وليس في هذا ما يَشين؛ فلا غروَ أن تُعجبَ به عقول كثيرٍ من طلاب العلم - خاصَّة لمن لم يعتد ذلك -!
مع تحريرٍ في مسائل .. لكنَّ تحريره لكثيرٍ من المسائل يُثير عَجَباً من إبعاده للنجعة!
أسألُ الله أن يشرح صدورنا وصدره لاتّباع الحقّ ..
(تنبيه مهم):
أيها الأحبَّة مع أننا نوقنُ بمخالفته في كثيرٍ من المسائل إلاَّ أن الكلام عنه وعن غيره ممن خالف لابد أن يكون بعلمٍ وعدل، وأن يكون للهِ، لا لحظِّ النَّفس!
احسنت يا اخي خليل
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[26 - 02 - 08, 07:53 ص]ـ
من أين جئت بهذا؟؟؟!!!! هذا محض افتراء وتقول على السلف رحمهم الله!!
جئت به من كلام إمام أهل السنة وقامع البدعة أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله
ولو أنك سألتني عن الدليل لكان أفضل من أن تتهمني بالإفتراء والكذب على السلف رحمهم الله:
قال عبدالله بن أحمد:
سمعت أبي يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق هذا كلام سوء رديء وهو كلام الجهمية، قال له أن الكرابيسي يقول هذا، فقال: كذب هتكه الله الخبيث وقال قد خلف هذا بشرا المريسي ..
السنة (1/ 165).
وقال علي بن أبي خالد:
قلت لأحمد: إن هذا الشيخ ـ لشيخ حضر معنا ـ هو جاري، وقد نهيته عن رجل، ويحب أن يسمع قولك فيه: حارث القصير ـ يعني حارثاً المحاسبي ـ وكنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة، فقلت لي: لا تجالسه، ولا تكلمه. فلم أكلمه حتى الساعة، وهذا الشيخ يجالسه، فما تقول فيه؟ فرأيت أحمد قد احمر لونه، وانتفخت أوداجه وعينيه، وما رأيته هكذا قط، ثم جعل ينتفض ويقول: ذاك؟ فعل الله به وفعل، ليس يعرف ذاك إلا من خبره وعرفه، أويه، أويه، أويه، ذاك لا يعرفه إلا من قد خبره وعرفه، ذاك جالسه المغازلي، ويعقوب، وفلان، فأخرجهم إلى رأي جهم، هلكوا بسببه، فقال له الشيخ: يا أبا عبدالله، يروى الحديث، ساكن خاشع، من قصته، فغضب أبو عبدالله، وجعل يحكي: لا يغرك خشوعه ولينه، ويقول: لا تغتروا ينكيس رأسه، فإنه رجل سوء، ذاك لا يعرفه إلا من قد خبره، لا تكلمه، ولا كرامة له، كل من حدث بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مبتدعاً تجلس إليه؟ لا، ولا كرامة ولا نعمة عين. وجعل يقول: ذاك، ذاك.
طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (2/ 149ـ150).
يقول صاحب عون المعبود (14/ 43) في معنى:
فعل الله به: دعاء سوء.
وقال عبدالله بن أحمد:
حدثني ابراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي قال: سمعت شاذ بن يحيى يناظر يزيد بن هارون في شيء من أمر المريسي وهو يدعو عليه وجعل شاذ يلعن المريسي ..
السنة (1/ 170).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/40)
ـ[صخر]ــــــــ[26 - 02 - 08, 03:07 م]ـ
هل من العدل تشبيه صالح الأسمري بالمريسي؟
وهل كلام الإمام أحمد بن حنبل قدس الله روحه وحي من الله تعالى؟ عجبا والله
ـ[ابو عبد الرحمن المكي]ــــــــ[26 - 02 - 08, 06:47 م]ـ
اخي ابن وهب اما قولك انه غير مقلد فغير صحيح والدليل ما قاله احد طلابه في مقدمة كتابه تقرير الاجوبة الجلية على اسئلة الاحكام الحنبلية عن منهج شيخه [واما ان كان في الاخذ بمعتمد المذهب مشقة وعنت فان الشارح حفظه الله يذكر شيئين جوز الفقهاء الصيرورة اليهما اذ المشقة تجلب التيسير:اولهما الروايات والاوجة في المذهب نفسه والثاني قول معتبر محفوظ من مذهب من المذاهب الاربعة المجتهدين] فانت ترى حفظك الله انه لم يتعرض للدليل في المسالة لا من قريب ولا من بعيد ولعل هذا هو التفسير لما ذكره الاخ خليل حفظه الله من مخالفته للمعتمد واما قول الاخ صخر حفظه الله فقول الامام احمد ليس وحيا ولكنه اعني الامام كما تعلم من اشد الناس تمسكا به ولا اظن اننا نختلف على ذلك لكن مانقل عنه لا يعتبر دليلا حتى لو قلنا ان كلامه وحي لان قصارى مايؤخد من دعائه عليهم ان المبتدعة يجوز الدعاء عليهم وانهم لا يجالسون ولا يؤخذ منه انه لا يجوز الدعاء لهم بالهداية نسال الله ان يهدينا جميعا والاسمري لما يحبه ويرضاه
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[27 - 02 - 08, 12:16 ص]ـ
واما قول الاخ صخر حفظه الله فقول الامام احمد ليس وحيا ولكنه اعني الامام كما تعلم من اشد الناس تمسكا به ولا اظن اننا نختلف على ذلك لكن مانقل عنه لا يعتبر دليلا حتى لو قلنا ان كلامه وحي لان قصارى مايؤخد من دعائه عليهم ان المبتدعة يجوز الدعاء عليهم وانهم لا يجالسون ولا يؤخذ منه انه لا يجوز الدعاء لهم بالهداية نسال الله ان يهدينا جميعا والاسمري لما يحبه ويرضاه
أخي المكي جزاك الله خيرا على المرور وبارك فيك على النصح.
وأقوال على عجالة:
هل قرأت أخي تعليقي، هل أنا قلت لا يجوز الدعاء للمبتدعة، أما قلت: لم يكن السلف يدعون لأهل البدع، بل كانوا يدعون عليهم. (وهذا حسب ما علمت لأنني ما وقفت على آثر فيه دعاء لمبتدع).
لكن القاهري رماني بالافتراء والكذب بقوله (تقول على السلف) لقد كان بإمكانه أن يسألني بلطف وعدم تهجم وإذا كنت مخطئاً فلينصحني (كما قال صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة) لا أن يتهجم علي، وأعتقد كان منك أخي التعقيب عليه بسبب شدته وحدت كلمه إلي، والرفق مهم هنا كما قال صلى الله عليه وسلم: من يحرم الرفق يحرم الخير (وفي رواية) أن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف ومالا يعطي على سواه (وفي رواية) لا يكون الرفق في شئ إلا زانه ولا ينزع من شئ إلا شانه).
كذلك هذا الاسمري رأس من رؤوس المبتدعة فهلا أخي نقلت لي آثار تبين أن السلف الصالح رحمهم الله كانوا يدعون فيه لأحد من رؤوس المبتدعة بالهداية (ولك مني الدعاء).
كذلك أخي كان كلامي أن السلف يدعون على أهل البدع لذلك نقلت عنهم بعض الآثار في ذلك، وهذا ما أعنيه بالدليل ليس كما فهمه صخر هدنا الله وإياه إلى الحق.
هذا بإختصار وعجالة، وإلا الموضوع يحتاج تحرير أكثر .. (وصدري مفتوح للنصح ان كنت مخطئاً)
أما ما ذكره الأخ صخر في حق الإمام أحمد رحمه الله فلعل المشايخ الكرام في هذا المنتدى المبارك يعلقون عليه.
والله ولي التوفيق
ـ[بشر بن ناصر الرشيد]ــــــــ[27 - 02 - 08, 12:30 ص]ـ
الحمد لله حمداً هو لهُ أهلٌ، والصلاة والسلامُ على نبينا محمدٍ وعلى الصحب والأهل وبعدُ / فغيُر خافٍ على ذوي الحجى، وأولي النُهى أنَّ الرجلُ _ هداهُ اللهُ للهدى _ متشبعٌ بما لم يُعطَ، ومقتفٍ للبدعةٍ، ومُبتغٍ للفتنةِ، ويريدُ أن يُعيدها جذعةً على السنةِ وأهلها، تقليداً وضيق عطنٍ، وسوء فهمٍ واستيعابٍ لما يقرأهُ، وصدق الله القائل: ( ... َمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) "المائدة:41 " عياذاً باللهِ من الارتكاسِ في الضلالةِ، والتقلبِ في الفتنةِ، والرجلُ صاحبُ دعوى عريضةٍ في طلبِ العلمِ على الأكابرِ، والإحاطةِ بما في الطروسِ والدفاترِ، على ضعفٍ ظاهرٍ، وخلطٍ سافرٍ، ومن عرفهُ وخالطهُ أدركَ أنَّ التلونَ عادته، والتقيةَ جادته، فثناؤهُ على الدعوة السلفيةِ على رؤوسِ الأشهادِ، وتقريرهُ لكتبِ أئمتها، وتصويبهُ لاختياراتهم، ولهجهُ بذكرهم والترحمِ عليهم معلومٌ عند كلِ من يسمعُ لهُ ظاهراً، مع إيغالهِ الطعنِ عليهم، والقدح فيهم، وشن الغاراتِ على أنصارهم، ونسبتهم لمخالفة الأئمةِ، والتنصل من مذاهبِ الأمة، وكل ذلك بين خواصهِ والمتأثرينَ بهِ، وطريقتهُ في ذلك الاتيانُ بالمتشابهِ من القولِ، والواسعِ من اللفظِ، وكل ما يحتملُ أكثر من وجهٍ للحيدةِ عند المناقشةِ والمناظرةِ عن المعنى المتبادرِ إلى معانٍ أُخر ترفعُ الشبهةَ عنهُ وعن أنصارهِ، ولو أَنهُ أحسن إلى نفسهِ، واتقى الله فيها وفي سائر صحبهِ لما استحيى من ثني الرُكب للطلبِ على أولي العلمِ والفضلِ، والسؤالِ عما يستشكلهُ، وتركِ التصدرِ قبلَ أوانهِ، وصيانةِ اللسانِ عن الطعنِ والثلبِ، والانشغالِ والاقبال على حفظ كتابِ الله وسنة نبيهِ صلى الله عليه وآله وسلم وفهمهما بفهومِ الأئمة المتقدمين والسلفِ الصالحين، وضبطِ ما يستأهلُ الضبط من علوم الآلةِ، مع خلعِ ربقةِ التقليدِ، ووزنِ كل قولٍ بميزانِ الكتاب والسنةِ، وتركِ البدعةِ والفتنةِ، نسألُ الله له وللجميع الهداية، وأن يرزقنا الصدق والإخلاص فيما نقوله ونفعله وهو حسبنا ونعم الوكيل، والله من وراء القصدِ، والحمدُ للهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/41)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[27 - 02 - 08, 03:32 ص]ـ
لم يكن السلف يدعون لأهل البدع، بل كانوا يدعون عليهم.
قال البخاري رحمه الله في "الصحيح": بَابُ الدُّعَاءِ لِلْمُشْرِكِينَ بِالْهُدَى لِيَتَأَلَّفَهُمْ. ثم ذكر حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ دَوْسًا قَدْ عَصَتْ وَأَبَتْ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ. رواه البخاري (2937) ومسلم (2524).
قال الحافظ في "فتح الباري":
ذَكَرَ البخاري حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة فِي قُدُومِ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرو الدَّوسِيِّ وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "اللَّهُمَّ اِهْدِ دَوسًا" وَهُوَ ظَاهِرٌ فِيمَا تَرْجَمَ لَهُ. وَقَوْلُه: "لِيَتَأَلَّفَهُمْ" مِنْ تَفَقُّهِ الْمُصَنِّفَ إِشَارَة مِنْهُ إِلَى الْفَرْقِ بَيْنَ الْمَقَامَيْنِ، وَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ تَارَةً يَدْعُو عَلَيْهِمْ، وَتَارَةً يَدْعُو لَهُمْ، فَالْحَالَة الأُولَى حَيْثُ تَشْتَدُّ شَوْكَتُهُمْ، وَيَكْثُرُ أَذَاهُمْ، وَالْحَالَةُ الثَّانِيَةُ حَيْثُ تُؤْمَنُ غَائِلَتُهُمْ، وَيُرْجَى تَأَلُّفُهُمْ كَمَا فِي قِصَّةِ دَوْسٍ اهـ.
وروى الترمذي (2739) عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري قَالَ: كَانَ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُونَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: يَرْحَمُكُمْ اللَّهُ، فَيَقُولُ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ. صححه الألباني في صحيح الترمذي.
نقلا عن: الاسلام سؤال و جواب بتصرف
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[27 - 02 - 08, 06:41 ص]ـ
قال البخاري رحمه الله في "الصحيح": بَابُ الدُّعَاءِ لِلْمُشْرِكِينَ بِالْهُدَى لِيَتَأَلَّفَهُمْ. ثم ذكر حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ دَوْسًا قَدْ عَصَتْ وَأَبَتْ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ. رواه البخاري (2937) ومسلم (2524).
قال الحافظ في "فتح الباري":
ذَكَرَ البخاري حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة فِي قُدُومِ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرو الدَّوسِيِّ وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "اللَّهُمَّ اِهْدِ دَوسًا" وَهُوَ ظَاهِرٌ فِيمَا تَرْجَمَ لَهُ. وَقَوْلُه: "لِيَتَأَلَّفَهُمْ" مِنْ تَفَقُّهِ الْمُصَنِّفَ إِشَارَة مِنْهُ إِلَى الْفَرْقِ بَيْنَ الْمَقَامَيْنِ، وَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ تَارَةً يَدْعُو عَلَيْهِمْ، وَتَارَةً يَدْعُو لَهُمْ، فَالْحَالَة الأُولَى حَيْثُ تَشْتَدُّ شَوْكَتُهُمْ، وَيَكْثُرُ أَذَاهُمْ، وَالْحَالَةُ الثَّانِيَةُ حَيْثُ تُؤْمَنُ غَائِلَتُهُمْ، وَيُرْجَى تَأَلُّفُهُمْ كَمَا فِي قِصَّةِ دَوْسٍ اهـ.
وروى الترمذي (2739) عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري قَالَ: كَانَ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُونَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: يَرْحَمُكُمْ اللَّهُ، فَيَقُولُ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ. صححه الألباني في صحيح الترمذي.
نقلا عن: الاسلام سؤال و جواب بتصرف
هذا ليس موضوع النقاش يا هذا، وهذا مما لا خلاف فيه، ولكن أحب أن تنقل لي آثار السلف الصالح رحمهم الله رحمة واسعة في الدعاء لرؤوس المبتدعة بالهداية!!!!
ـ[صخر]ــــــــ[27 - 02 - 08, 03:32 م]ـ
الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوا للمشركين بالهداية
وأنت تدعي أن السلف الصالح يدعوا على اهل البدع بالهلاك
أبوفاطمة أتريد ان اخذ بدعواك وأترك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[27 - 02 - 08, 03:56 م]ـ
قد علمت عبارة "تفقه المصنف" .... فهدئ من روعك:)
ـ[صخر]ــــــــ[27 - 02 - 08, 04:24 م]ـ
تفضلوا
ـ[ابو عبد الرحمن المكي]ــــــــ[27 - 02 - 08, 04:52 م]ـ
صدقت اخي ابا فاطمة وقد كان فهمي لكلامك خاطئا وصدقت بان الاخ رماك نسال الله ان يغفر له ويرفع قدرك واما قولك لي ان آتي بنقول للسلف فلم اطلع على نقل في ذلك وانا يا اخي طالب علم مبتدى ولكن يا اخوة الا ترون ان الاولى من اختلافنا هل السلف كانوا يدعون للمبتدعة ام لا مع اتفاقنا ان ذلك ليس محرما لان النبي صلى الله عليه وسلم دعا للكفار بالهداية ان يقوم احد الاخوة اويتشارك عدد في جمع ضلالات هذا الرجل ويرد عليه احد طلبة العلم من هذا الملتقى او غيره ويقدم له عدد من علمائنا في المملكة لقمع هذه الدعوة البدعية في مهدها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/42)
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[27 - 02 - 08, 05:23 م]ـ
والله الذي لا إله غيره لقد ألحّ علي بعض الإخوة الذين سمعوه أيام وجوده في قطر أن اسمع له .. فاستمعت له ـ إكراماً لصاحبي ـ فما استطعت أن أكمل نصف الوجه الأول ..
تكلّف .. وتفيهق .. وباختصار: لم أبلعه ولا بكوبين من ماء سائغ!!
نعم .. قلبي ليس علامةً على صدق أحدٍ أو عدمه .. ولكن سبحان من يضع القبول ويرفعه ..
اللهم اهد عبدك الأسمري،ورده إلى الحق رداً جميلاً ..
ـ[صخر]ــــــــ[27 - 02 - 08, 06:22 م]ـ
http://file7.9q9q.net/Download/55354732/-------.WMV.html
رابط بديل ( http://www.ahlalhdeeth.net/farj/asmar.rar)
حملوا الشريط من هنا ثم أرجوا رفعه في موقع اخر لو تكرمتم لجهلي بهذه الأمور
ووالله يااخوان هذا الشريط صدمني جدا
-أول من دعى إلى الكتاب والسنة هو الإمام داود الظاهري ثم تبعه في ذلك الإمام ابن حزم ثم الشاطبي وابن تيمية وابن القيم (سماها مدرسة بن تيمية) ثم تلاشت هذه الدعوى حتى ظهر رجل شيعي في اليمن هو ابن الوزير اليماني وألف كتبا وامر بالأخذ من الكتاب والسنة وترك المذاهب ثم تبعه المقبلي ثم الشوكاني
وقام صديق حسن خان القنوجي بطبع كتب الشوكاني ونشرها
الشوكاني دسيسة رافضية على الاسلام والدليل؟؟ قالها الامام الكوثري
-الاختلاف رحمة الدليل مارواه الطبراني وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اختلاف أمتي رحمة صححه المناوي والسيوطي
-صحة كلام الكرخي الحنفي كل آية تخالف ما عليه أصحابنا، فهي مؤولة أو منسوخة،
-صحة كلام الصاوي (قال عبارة مثل عبارة الكرخي)
-على المغاربة لزوم القول المعتمد والراجح في المذهب المالكي في مسألة القبض وأن السدل هو الصواب.
و و و و
أردت تفريغ الشريط لكن كنت متعبا وشغلت بأمور
أسال الله تعالى أن يهدي الشيخ الأسمري للحق
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[27 - 02 - 08, 08:02 م]ـ
سلوا الله له الهداية , فإن دعوة المسلم لأخيه المبتلى واجبة.
فكم من أخ فقد صوابه , وكم من أخ ضل طريقه , وكم من أخ متخبط ....... وكم وكم وكم.
فلماذا لا نجعل من أو في دعائنا نصيباً لهم ......
فلعل دعوة المخلصين أن تلحق بهم، فيتوب الله عليهم ويهديهم صراطاً مستقيماً.
ـ[عمر رحال]ــــــــ[27 - 02 - 08, 08:40 م]ـ
سلوا الله له الهداية , فإن دعوة المسلم لأخيه المبتلى واجبة.
فكم من أخ فقد صوابه , وكم من أخ ضل طريقه , وكم من أخ متخبط ....... وكم وكم وكم.
فلماذا لا نجعل من أو في دعائنا نصيباً لهم ......
فلعل دعوة المخلصين أن تلحق بهم، فيتوب الله عليهم ويهديهم صراطاً مستقيماً.
وفقتم يا شيخنا.
راجع البريد من فضلك.
ـ[صخر]ــــــــ[27 - 02 - 08, 09:05 م]ـ
عنوان الشريط (وجوب التمذهب)
في محضرة بمدينة كلميم
وكانت بعد انتهاء الدورة العلمية التي اجراها للطلاب هناك في شرح الطحاوية
اسأل الله أن يرده إلى الحق ردا جميلا
ـ[صخر]ــــــــ[27 - 02 - 08, 09:06 م]ـ
هل يفتح عندكم الرابط؟
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[27 - 02 - 08, 09:07 م]ـ
قال عمر رضي الله عنه: يا رسول دعني أقطع لسانه ...
قال: لعله يكون في موقف تحمده عليه ..
أو كما قال صلى الله عليه وسلم ..
ـ[صخر]ــــــــ[27 - 02 - 08, 09:24 م]ـ
.....
ـ[العدناني]ــــــــ[27 - 02 - 08, 11:54 م]ـ
الخبيث يقدح في صحيح البخاري
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[28 - 02 - 08, 12:11 ص]ـ
صدقت اخي ابا فاطمة وقد كان فهمي لكلامك خاطئا وصدقت بان الاخ رماك نسال الله ان يغفر له ويرفع قدرك واما قولك لي ان آتي بنقول للسلف فلم اطلع على نقل في ذلك وانا يا اخي طالب علم مبتدى ولكن يا اخوة الا ترون ان الاولى من اختلافنا هل السلف كانوا يدعون للمبتدعة ام لا مع اتفاقنا ان ذلك ليس محرما لان النبي صلى الله عليه وسلم دعا للكفار بالهداية ان يقوم احد الاخوة اويتشارك عدد في جمع ضلالات هذا الرجل ويرد عليه احد طلبة العلم من هذا الملتقى او غيره ويقدم له عدد من علمائنا في المملكة لقمع هذه الدعوة البدعية في مهدها
جزاك الله خيراً يا أبا عبدالرحمن وهذا اقتراح موفق وفقك الله في الدنيا والآخرة، وهذا أفضل من القيل والقال مع فلان وعلان!!.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[28 - 02 - 08, 12:59 ص]ـ
أنا لم يفتح معي الشريط، الرجاء وفقك الله إعادة تحميله على موقع آخر.
رابط بديل ( http://www.ahlalhdeeth.net/farj/asmar.rar)
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[28 - 02 - 08, 02:28 ص]ـ
الرابط يعمل عندي
رابط بديل ( http://www.ahlalhdeeth.net/farj/asmar.rar)
ـ[محمد بشري]ــــــــ[28 - 02 - 08, 02:43 ص]ـ
فتح معي جزاك الله خيرا.
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[28 - 02 - 08, 02:45 ص]ـ
ليت اخونا صخر يحمل الملف مرة أخرى بصيغة أعلى وأوضح ..
جزاكم الله خيرا
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[28 - 02 - 08, 05:02 ص]ـ
سلوا الله له الهداية , فإن دعوة المسلم لأخيه المبتلى واجبة.
فكم من أخ فقد صوابه , وكم من أخ ضل طريقه , وكم من أخ متخبط ....... وكم وكم وكم.
فلماذا لا نجعل من أو في دعائنا نصيباً لهم ......
فلعل دعوة المخلصين أن تلحق بهم، فيتوب الله عليهم ويهديهم صراطاً مستقيماً.
نعم الكلام ... مع أن أهل الحق لا يزالون في أمة محمد صلى الله عليه و سلم هكذا بين قلب قوي الشكيمة غيور على حدود الله غضوب لغضبه ينافح من زاغ عنها و يدعو عليه و بين قلب لين عطوف رحيم يرجو لمن زاغ الرجوع و يحب لأخيه ما يحبه لنفسه فيتألفه و يدعو له .... و كلاهما يسد ثغرا لا يسده غيره كلزوم البنزين و الزيت لحركة محرك السيارة أحدهما يعطي القوة و الآخر يخفف من حدة الاصطدام و الحرارة ... فسبحان من وافق شرعه قدره و خلقه ...
اشتقنا لكم شيخ خالد و لردودكم الماتعة بعد وعكتكم الصحية عافاكم الله و سلمكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/43)
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[28 - 02 - 08, 12:07 م]ـ
قطعت جهيزة قول كل خطيب ..
فلم صالح الأسمري في المغرب الذي نزله الأخ صخر بارك الله في عمره وعمله، يبين بما لا يدع مجالا للشك:
- دعوة الأسمري للتعصب المذهبي ..
- لسانته في الاحتجاج للبدع ونشرها ..
- استيعابه كلام المبتدعة وترتيبه وتهذيبه بطريقة مقنعه لكل غر مبتديء في العلم ..
- خطر هذا الرجل في عمله لنشر البدع بطريقة سرية باطنية ينفرد عندها في الميدان ..
- ضرورة الأخذ على يده وأمثاله بحزم ..
- ضرورة بذل الجهد في الرد على شبهه بجمعها وتفصيل الرد عليها:
بطريقة مجملة- وأخرى مفصلة ..
- الحذر الحذر من أذنابه والمخدوعين به .. والتحذير منه بكل جدية ..
ألا هل بلغت اللهم فاشهد، وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
ـ[ابو عبد الرحمن المكي]ــــــــ[28 - 02 - 08, 01:44 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي صخر سمعته وقد ساءني والله جدا لان المشكلة اني لم ار من اهل العلم من رد عليه ردا مفصلا يبين ما عليه من باطل
ـ[عبدالحميد الشريف]ــــــــ[28 - 02 - 08, 04:09 م]ـ
عنوان الشريط (وجوب التمذهب)
في محضرة بمدينة كلميم
وكانت بعد انتهاء الدورة العلمية التي اجراها للطلاب هناك في شرح الطحاوية
اسأل الله أن يرده إلى الحق ردا جميلا
لا أجد الشريط
هل حذف الرابط من قبل المشرفين؟
أرسله لى على الخاص أخى صخر لو سمحت
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[28 - 02 - 08, 04:43 م]ـ
رابط الشريط في نهاية الصفحة الاولى وكرر تحميله في اوقات مختلفة حتى تنجح ..
ـ[صخر]ــــــــ[28 - 02 - 08, 06:07 م]ـ
ارأيتم شبهه حول كتب الحديث؟ وانها لم تصل إلينا بكل رواياتها
الذي يبعث على القلق تأثر الشباب الاغرار به ولعلكم تلاحظون ذلك عند طرحهم الاسئلة
فيقولون له مارأيك في شبهة كذا وكذا
سبحان الله صار الحق عندهم هو الشبهات والتقليد والتعصب هو الحق الذي لامحيد عنه
أسأل الله تعالى أن يهديه
ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[28 - 02 - 08, 09:23 م]ـ
أسأل الله أن يهدي الأسمري للحق ..
الحقيقة أن عجبي لا ينقضي من شدة حرصه على التخفي، وعدم الإفصاح عن مذهبه!
فلو أفصح لكان خيراً له ..
ولن يضره ذلك، فلن يُسجن، فأهل الانحراف يكتبون في الصحف، ويؤلفون الكتب ..
ووالله إني أجد شفقةً في قلبي عليه، وكأنه لم يخطر بباله أن أسراره تظهر، فالمكالمة لم يتوقعها، وقد استأمن المرأة ..
وكلامه في المغرب كأنه - والله أعلم - لا يدري أنه ستبلغ الملتقى!!
أسأل الله أن يرده للحق، فقد جازف!
ـ[ابو همام]ــــــــ[28 - 02 - 08, 09:51 م]ـ
يا ليت تعيد تحميله في موقع اخر
رابط بديل ( http://www.ahlalhdeeth.net/farj/asmar.rar)
ـ[صخر]ــــــــ[29 - 02 - 08, 01:43 ص]ـ
أرجوا من استطاع تحميل الشريط أن يعيده تنزيلها بارك الله فيكم
ـ[توبة]ــــــــ[29 - 02 - 08, 02:11 ص]ـ
ما هذا الاهتمام" المبالغ فيه" بترصد أخطاء الرجل،أمن أجل النصح؟ و هو متيسر -خاصة في مثل أيامنا هذه،لمن أراد-،أم هو دافع الفضول و تتبع الزلات؟
لا يليق هذا بطالب العلم، وما أراك يا أخي صخر إلا قد فتحت بابا للفتنة من حيث لا تقصد.
و حري بالموضوع أن يُغلق،و الاتصال بصاحب الأمر أو بالشيوخ لنصحه و تنبيهه إلى أخطائه، عناؤه أيسر من رفع الأشرطة و تحميلها!!
هدانا الله و إياكم إلى الطيب من القول و الصالح من العمل.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[29 - 02 - 08, 06:10 ص]ـ
ان كان قد خرج منه هفوة او زله قد يتستر على الرجل لعله يتوب ...
اما ان كان قد اعلن ذلك واجهر ببدعته .. فلا كرامه
التحذير منه واجب ...
انا والله لا اعرفه ولا اعرف ماقال ... ولكن الاخوة جزاهم الله خيرا قد بينو لنا ذلك
فتخيلى اختى توبه ان كنت طويلب علم فى بدايه طريقى ولم اعرف الاسمرى ودرست عليه .. فاين سوف يكون طريقى بعدها؟؟؟؟؟
اللهم اصلحه واصلحنا
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[29 - 02 - 08, 06:18 ص]ـ
المسألة لم تعد مجرد أخطاء ..
إنه منهج بدعي متكامل ..
ومشروع بدعي له واقعه وله ثمراته المرة، وآثاره السيئة ..
والرجل يتهرب من مناظرة غيره خصوصا المؤهلين لذلك ..
وإن نوصح نفى عن نفسه ما نوصح لأجله بطريقة موهمة ماكرة ..
أما الآن فإنها جريمة واضحة مع سبق الإصرار والترصد والتخطيط الواضح ..
وأما الأخ صخر بارك الله فيه فقد سد باب الفتنة بما جاءنا به ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/44)
الفتنة كانت سابقا عندما لم يكن أحد يصدق ما كان يقال في الأسمري هداه الله، وهو كما يقال "آخذ راحته في نشر فتنه" ..
والله المستعان .. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[29 - 02 - 08, 10:41 ص]ـ
هل أنا قلت لا يجوز الدعاء للمبتدعة، أما قلت: لم يكن السلف يدعون لأهل البدع، بل كانوا يدعون عليهم. (وهذا حسب ما علمت لأنني ما وقفت على آثر فيه دعاء لمبتدع).
لكن القاهري رماني بالافتراء والكذب بقوله (تقول على السلف) لقد كان بإمكانه أن يسألني بلطف وعدم تهجم وإذا كنت مخطئاً فلينصحني (كما قال صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة) لا أن يتهجم علي، وأعتقد كان منك أخي التعقيب عليه بسبب شدته وحدت كلمه إلي، والرفق مهم هنا كما قال صلى الله عليه وسلم: من يحرم الرفق يحرم الخير (وفي رواية) أن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف ومالا يعطي على سواه (وفي رواية) لا يكون الرفق في شئ إلا زانه ولا ينزع من شئ إلا شانه).
أخي أبا فاطمة, أصلحنا الله وإياك ...
أنت قلتَ:
لم يكن السلف يدعون لأهل البدع، بل كانوا يدعون عليهم.
ولو أنك اقتصرت على الشطر الثاني لأمضيناها (على مضض) , أما نفي الدعاء لهم؟! من أين جئت بهذا التقرير الخطير؟! هل استقرأت تراجم السلف وآثارهم استقراءً كاملاً ووصلت منه لهذه النتيجة؟ هل وقفت على نقل للإجماع على هذا؟ إن كان هذا لقبلناه حتى نقف على مخالف له, ولكنك لا تزعم أن هذا هو الحال! وهذا هو محل إنكاري. ولاحظ أني لم أقل -معاذ الله- إنك كاذب ولا متقول ولا مفترٍ, بل قلت "هذا [أي الكلام] محض افتراء وتقول على السلف", وقد تعمدت الإتيان بهذا اللفظ خروجاً من وصفك أنت.
قال البربهاري في "شرح السنة" [ص. 113]: "وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى, وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله". وساق بسنده عن الفضيل: "لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في سلطان". والسلاطين على مر الأزمان كان منهم المبتدع ومنهم الفاسق. وطالما أنه ولي أمر شرعي مستوف للشروط محافظ عليها فلا ينبغي الدعاء عليه بل الدعاء له.
وما رمت الخروج عن الموضوع, ولكن هذا أمر ينبغي أن يُتنبه له, وهو أنه لا يصح لكل من تبنى قولاً أو ظن رأياً أن ينسبه إلى السلف هكذا إرسالاً للكلام على عواهنه, بل ينبغي إسناد الكلام لمن يعول على كلامه (ولست أنا ولا أنت منهم). واعلم رحمني الله وإياك أننا مسؤولون عما نطقت أفواهنا وخطت أيماننا فلنتق الله في ما نقول ونكتب.
والله أعلم
ومعذرة على الإطالة.
ـ[ابو همام]ــــــــ[29 - 02 - 08, 11:52 ص]ـ
لقد تم إلغاء الرابط، ولم نستطع التحميل نرجوا ممن لديه الملف إعادة تحميله.
ـ[صخر]ــــــــ[29 - 02 - 08, 02:40 م]ـ
ما هذا الاهتمام" المبالغ فيه" بترصد أخطاء الرجل،أمن أجل النصح؟ و هو متيسر -خاصة في مثل أيامنا هذه،لمن أراد-،أم هو دافع الفضول و تتبع الزلات؟
لا يليق هذا بطالب العلم، وما أراك يا أخي صخر إلا قد فتحت بابا للفتنة من حيث لا تقصد.
و حري بالموضوع أن يُغلق،و الاتصال بصاحب الأمر أو بالشيوخ لنصحه و تنبيهه إلى أخطائه، عناؤه أيسر من رفع الأشرطة و تحميلها!!
هدانا الله و إياكم إلى الطيب من القول و الصالح من العمل.
قال تعالى "وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين"
الأسمري له كتب ومؤلفات وأشرطة عبارة عن محاضرات أو دورات علمية اجاد في الكثير منها وأفاد بأسلوبه البديع في ايصال المعلومة
وعليه فإنه قد يفتتن به الكثير من الشباب وطلبة العلم خاصة من لاينتبهون لشبهاته التي يمررها بأسلوب خبيث جدا
ويعلم الله أن هذا الشريط عندي من حوالي سنة تقريبا وكنت أقدم رجلا وأؤخر أخرى هل أنشره وأفضحه أم لا
فَلُهيتَ بشواغل ومشاغل حبستني عن ذلك حتى فُتح هذا الموضوع ولم أكن أعلم أن الاسمري قد تمادى في غيه وضلاله
بل والله تصفحت موقعه البارحة فصدمت لما فيه من الشبهات والأباطيل (في مسائل التبرك/التصوف/المولد النبوي/الانتساب لطرق صوفية/مسائل التكفير (على مذهب المرجئة) وو و و)
هذا الشيخ ينبغي أن يحذر منه بكل ماأوتينا من حجة وبرهان خاصة لما علمنا ان له أتباع كثر ومريدون منتشرون والله المستعان
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[29 - 02 - 08, 08:08 م]ـ
أخي صخر إن الشريط يقطع فجأة فهل لديك تكملة التسجيل جزيت خيرا.
ـ[صخر]ــــــــ[29 - 02 - 08, 08:25 م]ـ
الشريط يبدأ من عند حديثه عن الاجتهاد وتجزئه
وينتهي بكلامه عن دعاة اتباع السنة (غير المتمذهبين) وأيضا عند تكلمه عن محمد عبده والافغاني
ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[01 - 03 - 08, 11:17 ص]ـ
ما هذا الاهتمام" المبالغ فيه" بترصد أخطاء الرجل.
غفر الله لك أختي توبة .. صالح الأسمري أخرجنا جميعاً من الفرقة الناجية!
لأنه نص أن الفرقة الناجية: الأشاعرة، والماتريدية، وأهل الحديث ..
وأهل الحديث لا يدخل فيهم الوهابية!!
وأهل العلم في عصر الإمام المجد قد أفتوا بضلاله وجهله!
وابن باز على العقيدة الوهابية!!
وهم ضُلال!
ليت الأسمري ترك جهاد السلفيين أهل السنة، واشتغل بجهاد المنافقين لما آتاه الله من منطق وتكلف في العبارات!!
ولا أراه - والله - إلا مخذول يزدري الآخرين - من أيام سلفيته -!
ألا استشعر هذا الرجل حديث رسول الله الذي لطالما ردده أهل التصوف، وأضافوا إليه ما ليس منه، وهو حديث (من عادى لي ولياً) .. ؟!!
وإذا لم يكن ابن بازٍ ولياً، فمن؟
اللهم اهد الأسمري، فإنه لا يعلم!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/45)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[01 - 03 - 08, 10:38 م]ـ
الرابط لا يعمل
رابط بديل ( http://www.ahlalhdeeth.net/farj/asmar.rar)
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 03 - 08, 01:55 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم عمرو بسيوني
ـ[ابو همام]ــــــــ[02 - 03 - 08, 03:37 م]ـ
جزاكما الله خيرا يا صخر و عمرو بسيوني
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[06 - 03 - 08, 03:07 م]ـ
نتمنى من طلاب العلم الرد على شريطه المصور؟ مصيبة حتى كتب السنة بدأ يشكك فيها!!!
ـ[أبو هياء]ــــــــ[09 - 03 - 08, 09:43 م]ـ
الله يهديه ويكف بلاه عن المسلمين.
هل لا زال يلقي دروس؟ فاذكر أنه كان له دروس بحي القدس بالرياض.
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[09 - 03 - 08, 10:01 م]ـ
إتصل على سماحة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله و أخبره بحال الأسمري المذكور أعلاه، وستجد ما يسرك بإذن الله سبحانه وتعالى
ـ[نواف البكري]ــــــــ[14 - 03 - 08, 09:40 م]ـ
نعم .. قلبي ليس علامةً على صدق أحدٍ أو عدمه .. ولكن سبحان من يضع القبول ويرفعه ..
..
نفس الحال ونفس المقال من أول ظهور الأسمري
ولكن لا تعجلوا
سوف تظهر الأيام العجائب من هذا الرجل
وستذكرون
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[15 - 03 - 08, 01:22 م]ـ
نعم الكلام ... مع أن أهل الحق لا يزالون في أمة محمد صلى الله عليه و سلم هكذا بين قلب قوي الشكيمة غيور على حدود الله غضوب لغضبه ينافح من زاغ عنها و يدعو عليه و بين قلب لين عطوف رحيم يرجو لمن زاغ الرجوع و يحب لأخيه ما يحبه لنفسه فيتألفه و يدعو له .... و كلاهما يسد ثغرا لا يسده غيره كلزوم البنزين و الزيت لحركة محرك السيارة أحدهما يعطي القوة و الآخر يخفف من حدة الاصطدام و الحرارة ... فسبحان من وافق شرعه قدره و خلقه ...
اشتقنا لكم شيخ خالد و لردودكم الماتعة بعد وعكتكم الصحية عافاكم الله و سلمكم
جزاك الله خيراً أخي الحبيب , وأنا أيضاً مشتاق إليكم وسامحوني إن كنت قد قصرت معكم.
الداعي لكم / أبومحمد.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[16 - 03 - 08, 02:46 ص]ـ
لا جديد عند الأسمري .. فهو معروف من قديم .. وما خفي من أمره أعظم .. والأيام حبلى .. عجل الله بفيئته، وكفى الله المسلمين فتنته وفتنة كل مفتون عليم اللسان.
استمعت الشريط وشاهدته كاملا .. وخلاصته: تزويق للكلام، وتفخيم وتضخيم، وطرحٌ له ما وراءه ..
ولو أقسمت لا أحنث أن مسألة التمذهب عنده ما هي إلا قنطرة إلى شيء آخر .. أطم وأعظم .. ولسنا -أهل الحديث- بحال الأسمري وطرحه وتلاميذه وثمرات دعوته بجاهلين.
يا إخوتاه .. احتساب الأجر في فضح هذا الرجل وأمثاله قربة إلى الله .. ولكن الحكمة الحكمة ..
نشر هذا الشريط على الملأ نشر لباطله وبث لشبهاته .. والشبه خطافة، وليس الدين لمن غلب .. وأنتم لا تعلمون من الذي سيستمع له ..
هبوا أنه استمع له غر جاهل ففُتن به .. فمن المسئول عن هذا حينئذ؟
فآمل حذف الرابط وعدم تكرار إنزاله، وفي المشايخ الكرام من عنده الأهلية لرد طرحه الذي شبّه فيه وخلّط.
ومن كان عنده حاجة ماسة إلى الشريط وهو من المتأهلين راسل أحد إخوانه على البريد الخاص .. أما نشر الباطل على الملأ فليس من الحكمة في شيء .. ولا أراه من منهج السلف.
ويا إخوتاه ..
اعتبروا من حال الرجل .. وسلوا الله الثبات ..
الأسمري خريج جامعة هي من أصفى جامعات العالم عقيدة ومنهجا (الجامعة الإسلامية بالمدينة) .. وهذه حاله اليوم ...
فيارب ثبتني وتوفني وإخواني على التوحيد والسنة غير مبدلين ولا مغيرين ...
وما أبلغ أبيات ابن القيم في نونيته:
لكنما أخشى انسلاخ القلب عن **** تحكيم هذا الوحي والقرآن
ورضا بآراء الرجال وخرصها **** لا كان ذاك بمنة الرحمن.
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[20 - 03 - 08, 12:12 م]ـ
إني لأرجو الله عز وجل أن يكون هؤلاء الذين قرأوا الموضوع خير منذرين لقومهم من هذا الرجل وأصحابه ..
والحذر الحذر فهم متقنون للتقية ..
ـ[ابو عبد الرحمن المكي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 03:43 ص]ـ
نريد من احد المشايخ في الملتقى الرد على الشبه التي في الشريط
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[27 - 03 - 08, 12:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لقد عانيينا منه أبان وجوده في قطر
واين كان يدرس
في مركز الدعوة والارشاد السعودي
يوزعون كتب شيخي الاسلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب
والرجل اهل السنة وفيهما
وقد ضل بسببه كثير حتى خرج شريط الاخت المصرية ورد الى السعودية وله اتباع هنا يترددون على موقعه
بس بصراحة لا اعرف في اي موقع يكتب
حتى نحذر الشباب منها ولما جاء الشيخ عبد الله الزامل لين قطر اطلعته على كل شي حوله وحذر منه وقال هذا منهجه معروف ويراجع الشيخ وياحبدا يطلع المشايخ على كلامه ويحذر منه باسمه فاظن هذا الامر سيجعله يترك التقية ويظهر ماعنده
وشكرا
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[27 - 03 - 08, 06:00 ص]ـ
اللهم انك قد اتيت الاسمري وطلابه بيانا وتلبسا في الحياة الدنيا صدوا به عن الحق القويم, وضلوا به عن السراط المستقيم
فافضح امره واكشف ستره, وان كان سبق في علمك هدايته فاللهم لا تجعل له اتباع في بدايته ولا نهايته,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/46)
ـ[أبو أيوب العامري]ــــــــ[27 - 03 - 08, 08:09 ص]ـ
لم يعد شيئا غريبا
فأنا سمعت له مقطع صوتي عندما اتصلت به المرأة المصرية وهي تستفتيه وهو يتكلم على الوهابية
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:43 ص]ـ
وأزيدكم من الشعر بيت
الشيخ الأسمري يقيم للنساء دورات سرية في البيوت على منهج معين تترأس تنظيم هذه الدورات أمرأة معينة من قبله. ولهم اختبارات فيها. وهذا مما وقفت عليه أنا ولم أسمعه من أحد. فالله المستعان.
ـ[ابو محمد العتيبي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 10:03 م]ـ
عجبااااااااااااااااااااا لكثير من ارادين هنا في هذا الموضوع
فأنا اشكرهم لردهم على هذا الاشعري كما قال فضيلة الشيخ عبدالرحمن المحمود حفظه الله انه اشعري يدعوا لاشعريته
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[04 - 05 - 08, 07:47 م]ـ
شوفوا هذي الطامة للأسمري أحد الصوفية تاب ورجع للسلفية ثم أغواه الأسمري ورده للصوفية؟؟؟؟؟؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=810117&postcount=56
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: اعتذر للإخوة الكرام عن تأخر مشاركتي فلم أسجل بالملتقى إلا قريباً
لقد قرأت أكثر الردود وأود أن أحيط الإخوة الكرام علماً بأنني من أسرة هاشمية لها في التصوف باع طويل، ولم أكن أعرف حينها معنى التصوف، نشأت في أكنافهم، وربيت على أعينهم، وكانت مجالسنا واحتفالاتنا قلما تنقضي من غير مولد يقام أو بردة تقرأ، بل إن الحبيب علي الجفري وعمر بن حفيظ حضرا إلى بعض الاحتفالات التي كانت تقام بمنزلنا.والله شهيد على صدق ما أقول.
وكنت أجادل دفاعاً عن بعض القصص التي يرويها لنا كبارنا، بما فيها من النكارة الشديدة، وكنت أتحمس لها وأرويها، لكنني – علم الله – كنت أجد في نفسي نفوراً داخلياً عن تصديقها.
وكم سمعت من علية القوم قدحاً في المشايخ الكرام كالشيخين بن باز وابن عثيمين – رحمهما الله - واتهاماً لهم بالعمالة ومحاباة السلاطين، والركض وراء الدنيا وذلك في مجالسهم الخاصة التي كنت أحضرها، ناهيك عما يقولونه في ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب – رحمهما الله -
وقد جالست علماءهم وقرأت كتبهم وسافرت إلى اليمن،ورأت القباب على القبور، واطلعت على ما يفعلونه هناك وشاهدت فلماً لزيارة قبر نبي الله هود.
ومن الأمور التي كانت تلفت نظري هو أن بعضهم يميل إلى بعض علماء الشيعة من الإيرانيين!!.
بل صرح لي بعض كبار السن من القرابة – وهو من أهونهم – أن عدد الشباب من السادة الحضارم قد انتحلوا المذهب الشيعي؟! وكان يقول: إن من يحذر من الشيعة والتشيع في هذه الفترة له الأجر العظيم عند الله.
وقد من الله تعالى علي بأن جعلني من أهل العقيدة الصافية عقيدة أهل السنة والجماعة، ولا أخفيكم أنني عوديت من أقرب الناس إليَّ معاداة شديدة غير أني كنت مستعيناً بالله تعالى، رؤوفاً بمن لهم حق عليَّ، ناصحاً لهم.
وحاولت أن أكسب في صفي بعض أهلي ونجحت في بداية الأمر بتوفيق الله تعالى غير أن بعضهم أصبح من طلاب صالح الأسمري فعاد إلى التصوف والميل إلى عقائد الأشاعرة بعد أن درس كتب شيخ الإسلام!!.
وقد حدثني أحد إخواني ذات مرة أنه كان في مجلس بمكة فقام أحدهم وقال ((الله يلعن كل سيد ما يلعن معاوية))، إي والله، هكذا نقل لي أخي.
رضي الله عن معاوية وأرضاه ولعن كل من يلعنه أو يلعن أحداً من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
ـ[العوضي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 08:07 م]ـ
حقيقة استغرب لما لا تخرج فيه اللجنة الدائمة فتوى تبين منهجه وتحذر منه كما فعلت مع الصابوني وكتبه
ـ[الميقاتي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 05:10 ص]ـ
لعل الله تعالى يوفق بعض أهل العلم لمناقشته حتى ينقطع عن دعوته لهذه البدع، وحتى يُنْصح لمن حوله من الطلاب اذ ليسوا على درجة واحدة في تبني أفكاره .. فقد يوجد فيهم المبتدى أوالمغرر به أوالمعتدل،، لاسيماوأنهناك والحمد لله عدد من الطلاب الذين انصرفو عن الدراسة على هذا الرجل، وصاروا يحذرون من أخطائه كما ينقل عن طالب علم بجامعة أم القرى وغيره، ولهذا من المهم الاجتهاد في المناصحة لعلها تجف المنابع ان شاء الله،
ـ[ابن الحسين الوائلي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 06:59 ص]ـ
الحمدلله رب العالمين أما بعد:
باختصار شديد قد درست على الشيخ صالح الأسمري منذ زمن وطول دراستي ما سمعته قال شيئا مما قلتم ربما أن الخلل ليس منه وإنما عدم حسن فهمه سواء من طلابه أو غيرهم
قد سألته مرة عن الأشاعرة فقال أنهم لا يسمون أهل السنة إلا إن كانوا في بلد اهله اهل بدع
وسألته عن التشبه بالكفار فقال المذهب على الكراهه ولكن أفتي بالتحريم لحديث ابن عمر
أو ليس الناس في بلد يجتمعون على فتوى مذهب معين خير لهم من عشرين رجلا وكل واحد يفتي بالراجح عنده
فبيته معلوم والنصح أفضل من القيل و القال
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/47)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[06 - 05 - 08, 07:36 ص]ـ
أخي ابن الحسين الوائلي اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك إذا كنت لاتعلم عن تخبطات الأسمري فاظن انك بعيد عنه أو عن تلاميذه المقربين وهو لو انه أظهر الخرافات من أول مرة كان حذر العلماء منه وبينوا حاله لكن مشكلته كان يدرس كتب العقيدة والتوحيد في المساجد وفي دروسه الخاصة في قطر وبعدها يحارب السلفية!!! فأفق يا أخي ولاتغتر بأهل البدع
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[06 - 05 - 08, 07:38 ص]ـ
مكرر!!!!!!!!!
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[06 - 05 - 08, 08:45 ص]ـ
اللهم سلم سلم.
إخواني، لقد حذرتم من الرجل هنا، فهل قام أحد الإخوة، وطلاب العلم بإبلاغ مشايخ السعودية، وعلمائها عن الرجل، وحاله للتحذير منه، والبحث عن سبيل لاستخراج بيان رسمي من اللجنة الدائمة للإفتاء ـ مثلا ـ تبين حال الرجل فيه، وتحذر من منهجه؟، أم اكتفيتم بالكلام وفقط هنا؟
سؤال أرجو الإجابة من كل من شارك هنا، خاصة من أهل السعودية؟
هذا وقت الجد، فأين الرجال؟؟؟
ـ[أبو محمد الحبشي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:36 م]ـ
أسأل الله أن يهديه للحق
الرجل صاحب علم ولسان، وله اطلاع واسع، وقد أسر طلابه بحلاوة منطقه، وقد تركه طلاب العلم الذين لهم استقلالية في شخصياتهم وتفكيرهم، أما السذج منهم الذين بهرهم بشخصيته فاستمروا معه وإن كان بعضهم من حملة الشهادات العليا. وقد علمت أنه نوصح، لا سيما بعد الشريط المسجل الذي كشفه، وبلغني أيضاً أنه مكفوف عن إلقاء الدروس بقرار رسمي
والله لا أرغب في الوقيعة في عرض أحد من عامة المسلمين، فكيف بطلبة العلم؟! لكن إذا وصل الإمر إلى التلبيس على الناس وإفساد العقائد فالواجب التحذير منه، أسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم على الحق وأن يهديه وطلابه إلى الصواب
ـ[المناوي الشافعي]ــــــــ[08 - 05 - 08, 12:21 ص]ـ
حُذف
## المشرف ##
ـ[ابن الحسين الوائلي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 08:31 ص]ـ
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وإنما قلت الذي رأيته وشاهدته وليس لي حق أن أقول ما لم أره وأشاهده. والتناقل الذي يحدث بين الناس ربما من عدم فهم طلابه له أقول ربما والعلم عند الله
وسألت بعض أهل العلم قالوا لم يفضحه إلا طلابه.
فتعلم يا أخي أن فهم الطلاب يختلف من طالب لآخر
فبعض الطلاب يأخذه التعصب وحب الشيخ إلى نشر كلامه والحقيقة أنه ينشره على فهمه السقيم ولا يفهم مقصد الشيخ
أنا لا أدافع عن الشيخ الأسمري ولا غيره وإنما أذكر الذي شاهدته عيني وسمعته أذني ومالي بأقوال الناس وأفهامهم السقيمة
ـ[فوزي الحربي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 10:15 ص]ـ
بيض الله وجوهكم وسدد خطاكم ..
وجزاكم عن أهل السنة خير الجزاء ..
وأقترح أن يُثبت هذا الموضوع لأن فيه نفعا كبيرا بإذن الله تعالى.
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 12:30 م]ـ
نا لم أسمع هذا الرجل لكن هالني وجوده في أرض الحجاز وسرعة جريانه في البلدان فأين الهيئة والمحاسبة قبل أن يبيض ويفرخ ويعني حال الرجل معكم حال المثل الشامي ((قاعد بحضنا وينتف بدقنا)) ولكن لست أخاف منه ففرسان السنةفي الرباط
ـ[أبو محمد الحبشي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 02:01 م]ـ
لقد جالست أحد طلابه، بل من أخصهم، عينه الأسمري رئيساً لمجموعه، وأطلعني على برنامج علمي مدته أربع سنوات قال عنه إن من ينتهي منه يكون مؤهلاً للفتوى!!، هذا ما قاله تلميذه لي.
وقد كان تلميذه هذا يشدد في مسألة التقليد، وأنه هو السبيل الصحيح وأن الخروج عن المذاهب الأربعة محرم وعزا هذا القول لابن تيمية، وأنه لا يجوز تقليد حتى الصحابة لأن مذاهبهم لم تحفظ.
وهو ممن يحضر حفلات المولد النبوي، بل قال لي إن ابن تيمية قال: أجمع أهل الصلاح أن الله تعالى يترك مكاناً لنبيه صلى الله عليه وسلم على العرش فيجلسه معه، أو قريباً من هذه العبارات وقال بأنه راجع هذا النقل بنفسه، وطلبت منه المصدر فقال لي: لا أذكر الآن
وأرجو من الإخوة من كان له علم بهذا النقل أن يتفضل به
ويبدو أن في الفترة الأخيرة خبت جذوة الشغف بالأسمري، حتى إن تلميذه هذا لم يعد يرغب أن يشاع عنه أن له علاقة بالأسمرى، وهذا أمر مستغرب
نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يهدينا لما يحب ويرضى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/48)
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[11 - 05 - 08, 02:26 ص]ـ
لقد جالست أحد طلابه، بل من أخصهم، عينه الأسمري رئيساً لمجموعه، وأطلعني على برنامج علمي مدته أربع سنوات قال عنه إن من ينتهي منه يكون مؤهلاً للفتوى!!، هذا ما قاله تلميذه لي.
هذا البرنامج وهذه المجموعات هي حبائلهم التي أوقعوا الأغرار من خلالها، ويقولون للمسكين الصغير -في عقله أو سنه-: هذا البرنامج للمتميزين فقط في هذه المدينة وأنت منهم، فيغتر وينتفخ رأسه، ويظن أنه وحيد دهره، وها أنذا فاعرفوني، ويتأبى على النقد والنصح .. وهذا أول الطريق فما الحال بعد ذلك ..
مفتي للأنام وشيخ للإسلام بعد أربع سنوات؟!؟! غنيمة باردة ..
وللفائدة هم يقولون لزبونهم: والشيخ له أعداء وحُسّاد .. ششششـ لا تخبر بالبرنامج أحدا .. انتبه .. أنت .. نحن .. الشيخ العلامة .. الوهابية .. احذر ..
وقد كان تلميذه هذا يشدد في مسألة التقليد، وأنه هو السبيل الصحيح وأن الخروج عن المذاهب الأربعة محرم وعزا هذا القول لابن تيمية، وأنه لا يجوز تقليد حتى الصحابة لأن مذاهبهم لم تحفظ.
وهذا خندقهم الذي يتترسون فيه، وما لم تسمعه أكثر كـ: مخالفة المذهب -وهذا أمر بدأت أرى وأسمع الضرب على وتره كثيرا؟!؟!؟ - وكـ: بدعة الإجتهاد!!.
فابتعد عن المبتدعة، لا تجالسهم ولا تخالطهم ..
وهو ممن يحضر حفلات المولد النبوي
وقعت على الجرح أخي العزيز، وبانت فتنة الأحمق وله غيرها كثير بلا شك ..
بل قال لي إن ابن تيمية قال: أجمع أهل الصلاح أن الله تعالى يترك مكاناً لنبيه صلى الله عليه وسلم على العرش فيجلسه معه، أو قريباً من هذه العبارات وقال بأنه راجع هذا النقل بنفسه، وطلبت منه المصدر فقال لي: لا أذكر الآن
أحسنت عندما طالبته بالنقل ولن يأتي به، وإن جاء به فسيأتي به مبتورا كأنه من كلام شيخ الإسلام، والشيخ رحمه الله ينقل كلاما لغيره يكون أحيانا في عشر صفحات وأكثر، ومن ينط من هنا إلى هناك يظن أن الكلام كله للشيخ رحمه الله وليس كذلك ..
وللفائدة: كيف يحتجون بالشيخ وهم يضللونه، بل ويكفرو ... ؟ سمعت ذا ورأيت ..
وأرجو من الإخوة من كان له علم بهذا النقل أن يتفضل به
لا لسنا نحن المطالبون هو المطالب، فإنه متهم بالكذب أو بتر النقل فليخل ساحته إن قدر ..
ويبدو أن في الفترة الأخيرة خبت جذوة الشغف بالأسمري، حتى إن تلميذه هذا لم يعد يرغب أن يشاع عنه أن له علاقة بالأسمرى، وهذا أمر مستغرب
تقيّة إبليسية، اشتهر أمر الأسمري، واشتهر أنه موقوف من قبل وزارة الأوقاف، فلمَ لا يخفون علاقتهم به حتى تستمر دعوتهم البدعية؟؟ حتى تستمر الدعوة لبرنامج [المفتين الشيوخ بالجملة] ..
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
الدعاء الدعاء ..
ـ[أبو محمد الحبشي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 04:51 م]ـ
أشكر لك مرورك المفيد أخي الكريم عبد الله بن سالم
وجزاك الله خيراً على التوضيح.
وصلتني رسالة جميلة على الجوال من زاد طالب العلم، ونصها:
(اعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي حقيقة ولا يظهر له أسرار العلم من غيب المعرفة وفي قلبه بدعة أو إصرار على ذنب، أو في قلبه كبر أوهوى، أو حب الدنيا، أو يكون غير متحقق الإيمان، أو ضعيف التحقيق، أو معتمداً على قول مفسر ليس عنده إلا علم بظاهر [أي بظاهر من القول لا بظاهر القول / انظر: فتاوى ابن تيمية 7/ 393]. وهذه كلها حجب وموانع) البرهان للزركشي 2/ 197.
ومن علمي ببعض هؤلاء الطلاب أنهم ليسوا من المحبين للحياة الدنيا، بل إن بعضهم له دأب وجلد في العبادة أحسبهم كذلك ولا أزكي على الله أحداً، غير أنهم وقعوا في هذه الشراك وأضلهم الله على علم، ومالوا إلى عقائد الأشاعره، وطعنوا في العلماء المخالفين لهم، ولقد سمعت أحدهم يقول: الألباني لا يفقه شيئاً في علم الأصول. والله سمعته بنفسي ولم أصبر على هذا التطاول الفج
ولم أسمع منهم من الأدلة ألا: قال فلان من المالكية، وفلان من الشافعية و ... ولا يجوز الإنكار على من قال كذا أو فعل كذا لورود روايات على الإمام فلان وفلان.
نسأل الله لنا ولهم الهداية.
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 04:26 م]ـ
يااخوااان مايحدث يبين لنا اهمية العقيدة فالنقبل عليها ولكن من العلماء ولنحذر من قول التوحيد عرفناه
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 05 - 08, 11:07 م]ـ
بل قال لي إن ابن تيمية قال: أجمع أهل الصلاح أن الله تعالى يترك مكاناً لنبيه صلى الله عليه وسلم على العرش فيجلسه معه، أو قريباً من هذه العبارات وقال بأنه راجع هذا النقل بنفسه، وطلبت منه المصدر فقال لي: لا أذكر الآن
وأرجو من الإخوة من كان له علم بهذا النقل أن يتفضل به
مسألة إجلاس النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على العرش مسألة مشهورة في كتب أهل السنة ككتب التفسير والعقائد المسندة وغيرها، وأشار لذلك العلامة ابن القيم في النونية، وللإمام الدارقطني نظم في ذلك، وقد فسر جمع من العلماء المقام المحمود بهذا وألف فيه الإمام أبو بكر المروذي كتابه المقام المحمود.
راجع ـ مثلا ـ كتاب السنة للخلال 1/ 209 وما بعدها ففيه نقول كثيرة عن أئمة السنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/49)
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[15 - 05 - 08, 02:21 ص]ـ
يا شيخ عبد الرحمن رفع الله قدرك وبارك فيك .. ما ذكرته صحيح ..
ولكن هل قال شيخ الاسلام ابن تيمية: " أجمع أهل الصلاح أن الله تعالى يترك مكاناً لنبيه صلى الله عليه وسلم على العرش فيجلسه معه "، هل هذا من كلام شيخ الإسلام؟؟ ولو كان قد ورد في كلامه فهل: هو من مقوله أو من منقوله؟؟ هذا الذي ندور حواليه ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 05 - 08, 02:35 ص]ـ
ولكن هل قال شيخ الاسلام ابن تيمية: " أجمع أهل الصلاح أن الله تعالى يترك مكاناً لنبيه صلى الله عليه وسلم على العرش فيجلسه معه "، هل هذا من كلام شيخ الإسلام؟؟ ولو كان قد ورد في كلامه فهل: هو من مقوله أو من منقوله؟؟ هذا الذي ندور حواليه ..
رابط قد يفيد:
جلوس النبي صلى الله عليه وسلم على الكرسي مع الله جل وعلا.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85773)
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[15 - 05 - 08, 02:57 ص]ـ
يا شيخ جزاك الله خيرا .. ليس كلامنا هنا عن ما ذكرت فقد أشبعت بحثا في الرابط الذي نقلته ..
لكن هل شيخ الاسلام رحمه الله قال العبارة التي نقلها الأخ الحبشي أو لم يقلها ..
ومناسبة هذا الأمر للموضوع الأصل: هي ما حدث من بعض تلامذة الأسمري هداهم الله .. وهم الآن سوس مفسد كفانا الله شرهم ونعوذ بالله منهم ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 05 - 08, 12:38 م]ـ
يا شيخ عبد الرحمن رفع الله قدرك وبارك فيك .. ما ذكرته صحيح ..
ولكن هل قال شيخ الاسلام ابن تيمية
سياق كلام الأخ يشعر بأنه استبعد وقوع الأمر، لا أنه استغرب النقل.
وإن كان ما ذُكر صحيح = يبقى مسألة هل قاله شيخ الإسلام له أو لا = يسير،
فهب أنه أخطأ في النقل، أو كذب فيه، أليس هو موافق لمذهب أهل السنة؟
وإنما كتبت ما كتبت ليعلم قول أهل السنة لا من أجل الدفاع عن هؤلاء المفتونين.
ـ[أحمد عبد المعبود]ــــــــ[23 - 05 - 08, 07:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من تتحدثون عنه صاحب هذا الرابط
#####
وشكراً
ـ[أبو تسنيم محمد]ــــــــ[23 - 05 - 08, 11:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا عى هذا الشريط
ـ[الزبيدي]ــــــــ[24 - 05 - 08, 01:47 ص]ـ
لنحذر ايها الاخوة من اتباع بولس اليهودي وعبد الله بن سبأ فما أشبه من تتحدثون عنه بهم
وعلامتهم التقية ..
ـ[حماد السلفي]ــــــــ[24 - 05 - 08, 11:59 م]ـ
لم يكن السلف يدعون لأهل البدع، بل كانوا يدعون عليهم.
كان النبي صلي الله عليه وسلم يدعوللكفار فما بالك اخي باهل البدع الذين هم من اهل القبله
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[12 - 06 - 08, 01:00 ص]ـ
#####
ـ[أبو سلمان الفريجي]ــــــــ[12 - 06 - 08, 03:45 ص]ـ
أين أهل الحديث!!!
لماذا لا يردون على الشبه التي ألقاه الاسمري في محاضرته التي في المغرب
وكلامه على الاحايث والروايات وأنه لم يأت الينا من الاحايث الا رواية واحدة .... الخ كلامه
ـ[أبو العباس الحضرمي]ــــــــ[17 - 06 - 08, 09:40 ص]ـ
في قصة صالح الأسمري عظة ومعتبر، كم في الساحة ممن هم على شاكلته
والسلام عليكم
ـ[بدر الصحفي]ــــــــ[22 - 06 - 08, 07:35 ص]ـ
لكن صفحته مازالت على موقع صيد الفوائد
ـ[ابو صهيب العنزي]ــــــــ[23 - 06 - 08, 12:33 م]ـ
الرجال مولي -بتسكين الميم و كسر اللام المشددة- ..
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ..
اللهم اهدنا فيمن هديت ..
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[08 - 07 - 08, 07:03 ص]ـ
رسالة وصلتنا عبر بريد الموقع من أحد الإخوة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسولِ الله، وعلى آله وصحبِه ومن والاه.
إلى المشايخِ الفضلاء المشرفين على (منتدى عقيدةِ أهل السنة والجماعة) بالموقعِ المباركِ (ملتقى أهل الحديث) ...... وفقهم الله لكلِّ خير.
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ..... أما بعد:
فمن الموضوعات النافعة التي طُرِحت بهذا المنتدى، ما يتعلَّق بأخطاءِ (الأسمري) ومنهجِه البدعي، وذلك من خلال موضوع (وا أسفاه يا صالح الأسمري)، وموضوع (الأسمري) من كتابة أبي ريم وفقه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/50)
وقد كان لهذين الموضوعين حسناتٌ عظيمةٌ في التحذير مما عند (الأسمري) من بدعٍ وأخطاء، لا سيما تلك الكتابات التي تميزت بالإشارةِ إلى المسائل والأفكار التي يتبناها هذا الرجل، وبيانِ وجهِ الخطأ والخطرِ فيها. أسألُ الله أن يجزيَ كتبتَها خيرَ الجزاء.
إلا أنَّ الذي شاهدته في بعض الكتابات، وهي ذات عدد: تعميمَ الكلام حولَ طلابِ هذا الرجل ومَن درس عليه، مما أفهم في بعض الأحيان: تبني جميع الطلاب لهذه الأفكار، وتمسكهم بها، وحرصهم على نشرها.
والحق الذي أُشهد الله عليه، وعلمته عن عدد ممن طالت دراسته على هذا الرجل: أنهم يتبرؤون من هذه الأفكار، وقد قاطعوا دروس الأسمري كافة، ونفضوا أيديهم من العلاقة به، واتصلوا بأهل العلمِ الثقات للأخذ عنهم والاستفادةِ منهم، ومَنْ عثر منهم بالتأثر ببعض المسائلِ لجهلِه وللثقةِ المذمومة، ثاب عنها عندما ظهر وانكشف له منهج هذا الرجل كاملا.
كما أُأَكد للمشايخ الفضلاء ـ حفظهم الله ـ أن اجتماع عدد من الطلاب حول هذا الرجل للدراسة عليه، لم يكن ـ والله ـ طلبا للبدع، وخروجًا عن منهج علمائنا الأجلاء، وإنما كان في بداية الأمر: عن كبير تأثر بشروح هذا الرجل، ووجود برنامج شبه متكامل لطالب العلم، ورضا الساحة العلمية عن نتاجه ونشاطه.
واستمر هذا الوضع إلى عام (1425هـ) تقريبا، والدارسون يتلقون كتب شيخي الإسلام: ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب ـ رحمهما الله ـ وغيرها من كتب أهل السنة، وتُشرف على هذه اللقاءات بعضُ المندوبيات، وينصح بها بعض أهل العلم.
ولكنه بعد ذلك ظهرت بعض الإشارات الواضحة وغير الواضحة تارة من الأسمري وتارة من طلابه القدامى: مما انقسم معه بعضُ الدارسين والمشرفين على اللقاءات إلى متأثر وعددٌ منهم رجع عن ذلك والحمد لله، وآخرين محايدين يستفيدون من البرنامج المنشور ودروس الأسمري في المساجد لارتباطهم بها من قديم دون الخوض في هذه الأفكار، وعدد كبير من الطلاب في معزل عن ذلك.
وفي آخر عام (1426 هـ) تفجر الوضع بين خواص طلابه، وظهر منهج الرجل في بعض مواقعه، وتكلم أهل العلم عن ذلك: مما حمل كثيرا من الإخوان على مقاطعة هذا الرجل، وحمل آخرين ـ بعد توفيق الله ـ على الرجوع عن منهجه لما تبينت تفاصيله، وهذا من لطف الله وكرمه. ولم يبق معه إلا ثلة يسيرة، وآخرون غلوا على منهجه.
وهذا الذي أثبته هنا ـ وقد أشهدت الله عليه ـ أريد أن أبين فيه للمشايخ الفضلاء بعض الحقائق عن بعض طلاب هذا الرجل، والتي معها تصبح بعض مشاركات الإخوان في منتداكم المبارك: قد تناولت من دَرَسَ على هذا الرجل بكثير من التعميم، حتى إني في بعض الأحيان أفهم منها: أن كل من كان من طلاب الأسمري فهو على منهجه، ويدعو إلى أفكاره، وإذا خالف شيئًا من ذلك فهو كاذب يستعمل التقية ويداهن.
وقد حدثني بعض الإخوة الفضلاء ممن درسوا على هذا الرجل ولطف الله به، أنه بعد إثارة (ملتقى أهل الحديث) لهذا الموضوع: تناولته ألسنة طلاب العلم وغيرهم في حيه ومسجده ومدرسته، وما ذلك إلا أنه من طلاب الأسمري، حتى إنه ـ والله ـ لا ينام الليل من الهم العظيم الذي لحق أعز ما يملك وهو عقيدته، وأصبح يتخلف عن بعض دروس أهل العلم من شدة ما يجد من حديث الطلاب.
كما تناولت بعض المشاركات تعيين بعض طلاب هذا الرجل، بالإشارةِ إلى أماكنهم أو أعمالهم، وأُشهد الله الذي لا إله إلا هو أن هذا التعيين تناول بعضَ مَنْ يتبرأ من هذا المنهج، وله جهود في المناصحة والتحذير من الأسمري، وهو من كبار طلاب علمائنا الثقات، وليس ذلك إلا أنه درس على الأسمري.
وبعض المشاركات ـ مشايخنا الفضلاء ـ توهم القراء أن طلاب الأسمري تقوم لقاءاتُهم على تنظيم مشبوه، وتُدرس فيها كتب البدعة، وهي ذات قاعدة عريضة في المملكة. والذي أقطع به عن خبر يقين أن لقاءات المناطق كانت على البرنامج العام، وبعضها تحت إشراف المندوبيات، ولم يكن للأسمري نشاطٌ في نشر أفكاره بين صفوف المنتسبين إليها، إلا ما كان من اجتهاد خاص من بعض المشرفين المتأثرين بأفكار الأسمري، وإنما كان نشاطه في لقاءات كبار طلابه. وبعد ظهور أفكاره أغلق الغيورون هذه اللقاءات، وانصرف الطلاب، وقد عاينتُ هذا عند القائمين على لقاء طلاب مكة وفقهم الله، ولم يبق إلا من فتن بهذه الأفكار، فاتصل بالأسمري مباشرة، وتحلَّقوا حولَه.
ومثل هذه الحقيقة ـ مشايخنا الفضلاء ـ تنقذ شيئا كثيرا من أعراض إخواننا التي شملها عموم الوصف بـ (دراسة كتب المبتدعة)، و (القاعدة العريضة)، وغيرها.
وأخيرا: فإن التنبيه على هذه المشاركات، لا يُقلل من خطر دعوة هذا الرجل وأتباعه، بل يكشف عن وجهٍ آخر هو عضدٌ للتحذير منه، وذلك عندما ننصف إخوانا لنا هم برآء من أفكارِ الأسمري، أو ثائبون عنها. لا سيما وأن نشاط هذا الرجل انحسر في ثلة يسيرة ومجالات مفضوحة، وفي نفس الوقت تبصر طلابه وغيرهم بحقيقة ما هو عليه، وقد رأيت بعيني عددًا ممَّن درسوا عليه، يتلقون العلم ـ الآن ـ عن علماء ثقات، ويترددون على مجالسهم المباركة. والحمد لله الذي هدى لهذا.
وهذه المشاركات التي أشرت إليها أحسن الظن بمن كتبها، وأن داعي الغيرة والنصح هو الباعث عليها، ولكن بعضها فيه نقص أو زيادة، أو تعميم وإبهام، أو ما يقارب التعيين لأشخاص، أو جهلٌ ببعض التفاصيل.
والذي نعرفه عن هذا الملتقى المبارك، ومشايخه الفضلاء ـ ولا نزكي على الله أحدا ـ تتبع سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنهج السلف الصالح في التثبت والإنصاف، والحرص على النصح والبيان في غير فضح وتشهير؛ لأنه ـ ويعلم الله ذلك ـ قد ظُلم وتأذى بعضُ إخواننا بنحو الأخطاء السابقة التي جاءت في بعض المشاركات، والتي يمكن أن تتكرر بنفسِ الضرر أو أزيد.
وفقكم الله لما يحبُّ ويرضى، ونصر بكم الحقَّ وأهلَه، والحمد للهِ ربِّ العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/51)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 - 07 - 08, 10:54 ص]ـ
بارك الله فيك (أهل الحديث) توضيح مهم ومنصف
ـ[صخر]ــــــــ[08 - 07 - 08, 04:53 م]ـ
بارك الله فيك اخي المشرف اهل الحديث ..
..
بعض الاخوة الأفاضل .. لما وضعت موضوعا عن حزني وكربتي ..
ظن أن هذا بسبب نشري عن الأسمري ذلك الشريط ..
ويعلم الله أني ماكان قصدي من ذلك إلا التحذير من منهجه البدعي .. والله المستعان ..
ولست من الذين يقتاتون على لحوم العلماء ..
والله المستعان
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[01 - 08 - 08, 12:57 ص]ـ
سبحان الله!!
نسأل الله أن يهديه.
يا أخي "صخر"، الأسمري من علماء السوء ..
والتحذير من علماء السوء من أقرب القربات وفيه انقاذ كثير من الناس البسطاء من شِراك هؤلاء.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[03 - 09 - 08, 06:27 م]ـ
للأسف أحد ضحايا صالح الأسمري يتبنى أفكاره وهو عمر السلمي
وهو على هذا الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=890507#post890507
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[04 - 09 - 08, 01:51 ص]ـ
قد تضرر المجتمع كثيرا بهم وأولهم قريتي أصبح المستقيمين قسمين من السنة و من المفوضة وهم يحقدون على ابن تيمية و محمد بن عبد الوهاب وبدون مبالغة (أشد من حقدهم على الشيعة) وهذا ما رأيته وسمعته فيصرحون تارة ويستعملون التقية تارة.
ولا نقول إلا هداهم الله للحق.
وللمعلومية:- منهم قضاة ومعيدون في الجامعات كجامعة الإمام و الملك خالد ويكثرون فيها ومنهم مدرسون في المعاهد في مثل جدة و المجاردة.
وبدؤوا بالإنتشار في تبوك والشرقية.
ولو سمحت لي إدارة الملتقى لكتبت أسمائهم و المسؤولين ورؤوسهم الكبار.
سبحان الله!!
والعجب لازال عندنا من يدافع عن هذا ..
ـ[أبوالشيخ]ــــــــ[01 - 05 - 10, 02:10 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
عنايةٌ بزخرف القول
وأسجاعٌ منمقة
في باطنٍ مخادع
طعمٌ لكل غرٍّ
تقيَّة فاقت تقيَّة الرافضة!!
تأمل ما نُشرَ عنه:
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد فهذه لمحةٌ مختصرةٌ عن منهج صالح بن عبدالله الأسمري وأتباعه، أكتبها بحكم تجربتي السابقة مع بعض تلاميذه، بياناً للحقّ، وتحذيراً من الباطل، والله الهادي إلى سواء السبيل.
(المنهج العقدي):
يحاول الأسمري وطلابه تقرير عدة أمورٍ في باب العقيدة:
أولها: أن مصطلح أهل السنة والجماعة يشمل الأشاعرة والماتردية وأهل الحديث، ويعتمدون في هذا التقرير على عدة ركائز:
1 - ما ذكره بعض متأخري الحنابلة في شمول مصطلح أهل السنة للأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث (ويقصدون بأهل الحديث: مفوّضة الحنابلة)، كالسفاريني، والكرمي، وعبد الباقي المواهبي وغيرهم، ويمكن معرفة نقولاتهم عن هؤلاء وغيرهم في مقال لعبد الفتاح اليافعي (أحد طلاب الأسمري) حول التعليق على فتوى الغنيمان الأولى في أن الأشاعرة من أهل السنة.
2 - أن شدة الخلاف الذي حصل بين الأشاعرة وغيرهم وتعدد مواطنه إنما حصل بسبب آراء ابن تيمية التي خالف بها الحنابلة وأهل الحديث، ونسبها لأهل السنة، وفارق بها الأشاعرة أيضاً.
في حين أنهم يحصرون الخلاف بين أهل الحديث أو الحنابلة وبين الأشاعرة في مسألة جواز التأويل، وإثبات الحرف والصوت، والعلو، وما عدا ذلك من مسائل الاعتقاد فهم متفقون معهم، على أن هذه الثلاث المسائل بعد تفصيل الكلام عنها؛ يؤول الخلاف إلى وفاقٍ أو خلاف شكليّ لا ينبني عليه تضليل ولا تبديع.
فمع نهي أهل الحديث عن التأويل إلا أنه يجوز للحاجة، ومقابلة إنما هو التفويض لا الإثبات. والحرف والصوت إنما هو إثبات صفة للكلام من جنس الصفات المتشابهة (كاليد والوجه ... ) لا يُعلم معناها، بل يجري فيها التفويض كما يجري في الصفات الأخرى.
وكذلك العلو يدخله التفويض، مع وجوب نفي الجهة، وعدم النفور من قول الأشاعرة أنه لا داخل ولا خارج؛ إذ أنهم يعنون بذلك نفي المكان فقط.
3 - أن مدرسة ابن تيمية أو السلفية أو الوهابية ليسوا من أهل السنة والجماعة، بل منهجهم هو منهج المجسّمة المتّفق على ضلالهم وخروجهم عن مسمى الطائفة الناجية،إلا أن تجسيمهم في الغالب غير صريح، ولذلك لا يحكم عليهم بالكفر، بل بالضلال والبدعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/52)
ثانيها: أن تقسيم التوحيد إلى أقسامه الثلاثة بدعةٌ أدّت بالوهابية إلى تكفير المسلمين واستحلال دماء المستغيثين بالأنبياء والأولياء والصالحين، والعلم بحقيقة العبادة ومفهومها في الشرع وأنها التقرب إلى المعبود على جهة استحقاقه للعبادة لكونه إلهاً، هو المنطلق الصحيح لفهم هذا الباب، وينبني على هذا: جواز الاستغاثة بالنبي أو الولي إما على جهة التسبب والتشفع، أو حتى على جهة اعتقاد النفع والضر منه تبعاً بالكرامة لا استقلالاً، والمحظور هو اعتقاد استقلال الولي بالنفع والضر أو التصرف دون إذن الله تعالى له، وعلى هذا فإعطاء الله نبيَّه أو وليًّه ملك النفع والضر للعباد إما مطلقاً، وإما في جهة مخصوصة كالرزق، أو الشفاء أوإعطاء الولد، أو التصرف في الكون؛ كلّ هذا مما تدخله الكرامة، وبالتالي يجوز طلبه من الولي.
ومعرفة كون هذا الولي مكرماً من الله تعالى بتلك الكرامة المعيّنة المراد طلبها منها، يحصل إما بإخباره عن نفسه بذلك إن كان حيّاً، أو بالكشف بعد موته، أو حتى بالتجربة والاشتهار.
وكرامة الولي ساريةٌ في حياته، وبعد موته،فيجوز طلبها منه في حال حياته وبعد وفاته.
ويرون أن هذا مما اتفقت عليه كلمة المعتمَدين في المذاهب الأربعة، وأن مخالفة الوهابية في هذه المسائل شذوذٌ لا يعتد به.
ودعوة محمد بن عبد الوهاب دعوة ضلال، وأتباعه أشبه شيءٍ بالخوارج، ولذلك لما أتى الأسمري الرياضَ بعد عودته من قطر، وأقام محاضرة بعنوان (مزايا دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب)، استنكر عليه تلامذته ذلك، فقال: أنا قلت: الإمام، وهو يطلق على إمام الهدى والضلال، فلما استنكروا تعداده لمزايا دعوته، قال ما معناه أنه لابد من التدرج معهم (أي السلفيين).
ثالثها: أن التصوف هو في حقيقته: الإحسان الذي يمثّل المرتبة العليا في الدين، وجرى اصطلاح العلماء على تسميته بالتصوف على مرّ القرون، فلا وجه لإنكاره من حيث التسمية، لأنه لا مشاحّة في الاصطلاح، كما أن ما استحدثه الصوفية من طرق ومناهج في السلوك، وهيئاتٍ في العبادة هي من باب البدع الإضافية التي دعت إليها الحاجة، تماماً كما استحدث العلماء طرقاً في التعليم والتأليف والتبويب والترتيب في مجال العلم، فلا إنكار على كلا الطريقين.
وعليه فالمولد، والذكر الجماعي، والذكر بالاسم المفرد، والمدائح النبوية، والطرق الصوفية، والأذكار المستحدثة، كلّها من البدع الإضافية الجائزة.
كما أنهم يقفون مع الصوفية في مسائل التوسل بالجاه، والتبرك بالصالحين، وشد الرحل لزيارة القبور، والتبرك بها، وغير ذلك.
(المنهج الفقهي):
- يرون وجوب التقليد لأحد المذاهب الأربعة، وعدم الخروج عنها إلا بشروطٍ لا تتحقق في الغالب.
- لا يجيزون الاجتهاد في هذا العصر إلا بشروطٍ يعلمون أنه لا يحقّقها أحدٌ.
- يجيزون التنقل بين المذاهب للحاجة، أو حتى لمطلق الترخص، ما دام القول معتمداً في المذهب الذي انتقل إليه.
- يرون أن السلفية في مسلكها الفقهي ذات منهج فوضوي مخالف للفقهاء،خصوصاً في مسألة عدم التزام تدريس مذهب معيّن، وفي مسألة الترجيح بين المذاهب، وأخذ الأحكام من أدلتها لعدم أهليّة أحدٍ منهم، لا كبار العلماء ولا طلبة العلم.
- كثيرٌ من آرائهم في هذا الباب موجودةٌ في كتاب (أحكام التمذهب) لعبد الفتاح اليافعي، وهو مطبوعٌ الآن بتقديم مصطفى الخنّ، والعمراني!!.
يحاول الأسمري في كثيرٍ من فتاويه الفقهية مخالفة المشهور عند أهل العلم عن طريق تضخيم الخلاف في المسألة أو إبراز أو تقوية القول الآخر حيث يكون كلامه أو فتواه مشهورةٌ معلنة، وأما في مجالسة الخاصة، فيصرّح أكثر، ويضعّف مآخذ أهل العلم من أهل السنة في هذا العصر في المشهور من المسائل الفقهية، ومن أهمّ فتاويه في هذا الباب:
* قوله بأن تارك الصلاة لا يكفر في المذهب الحنبلي إلا إذا عرض على السيف من قبل وليّ الأمر فقط فلم يصلّ، وما سوى ذلك فليس بكافر.
* قوله بأن الوجه واليدين ليسا بعورة، وأن هذا معتمد المذاهب الأربعة.
* قوله بأنه لا يجري الربا في الأوراق النقدية، وليس فيها زكاة، وأن هذا معتمد المذاهب أيضاً.
* قوله بجواز خروج المرأة بالبنطال المعروف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/53)
* أن الزنا لا يتحقق مع وجود عازل غليظٍ.
* أن النظر المحرم لا يكون إلا في الحقيقة أما الصورة غير الحقيقية كالتلفاز أو النت أو الجريدة ونحو ذلك، فلا يحرم إلا إذا أدى إلى الفتنة.
هذه نماذج يسيرة من فتاويه، ويمكن مراجعة فتاويه الأخرى، من موقعين في النت:
الأول: موقع منارة الشريعة، وهو صاحب الموقع، ويكتب فيه اسمه الحقيقي.
الثاني: موقع ملتقى النخبة، ويكتب فيه بأسماء مستعارة، الغالب على الظن منها اسمان:
(الأستاذ) و (كاتب)، واحتمال أن يكون أيضاً هو (الحريص) والله أعلم.
ومن خلال جمع مقالات ومداخلات وفتاوى الأسمري من هذين الموقعين، سوف تتضح الرؤية الكاملة لمنهجية الرجل وحقيقة دعوته.
(الموقف من السلفية):
- لا يرونهم من أهل السنة.
- يصرّح الأسمري لطلابه أن التعامل معهم يقوم على ثلاث مراحل: المداهنة، المحايدة، المفاصلة. على الترتيب.
- يركزون جهودهم في الرد والتأليف والكتابة في النت لمواجهة السلفية، وهذا ظاهرٌ في موقع ملتقى النخبة التابع لهم.
- يبني طلاب الأسمري في اليمن مسجداً في صنعاء - شارع المطار على نفقة بعض أهل الخير من قطر، وهم في المراحل الأخيرة منه.
- يعتزمون إقامة مؤسسة علمية في صنعاء، يعملون من خلالها على نشر أفكارهم ودعوتهم، ويرأسها اليافعي.
- لعبد الفتاح اليافعي علاقة حميمة بعمر بن حفيظ، وتواصل كبير معه، وعن طريقه تمّ التواصل مع علي الجفري لدعم المؤسسة وتبنيها.
- يركزون في اليمن على طلاب جامعة الإيمان خاصةً لنشر أفكارهم، وعرض دعوتهم.
- يستخدمون التورية بشكلٍ كبيرٍ جداً عند الكلام مع الآخرين في هذه القضايا.
- يعملون على نشر كتب سعيد فودة التي يتناول فيها السلفية، وابن تيمية، خصوصاً كتابة الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية.
- يظهرون للناس في كثيرٍ من خطاباتهم الدعوة إلى التسامح والتعايش وفهم الآخر واحترام آراء المخالفين، ونشر الكتب والمقالات والفتاوى التي ترى أن الأشاعرة من أهل السنة والجماعة، وغرضهم في ذلك تهوين أخطاء أهل البدع وضلالاتهم، وتوطين طلاب العلم السلفيين على قبول التصوف والتمشعر، أو حتى الإغضاء عن الكلام فيهم، في حين أنهم يتعاملون مع السلفية على النقيض من ذلك تماماً، فهم لا يقبلون أن يكون السلفيون من أهل السنة والجماعة، ويعملون ليل نهار على التحذير منهم، ونشر الكتب التي ترد عليهم، ويتكلمون على علمائهم في المجالس الخاصة بالتحقير والتنقيص، بل والتضليل والتبديع.
لهم منهجية في مواجهة السلفية تقوم على عدة ركائز:
الأولى: التركيز على المسائل الخلافية التي يتبنّى السلفيون أحد الأقوال فيها، ومن ثَمّ تقوية أقوال المخالفين، وسرد أدلتهم، وتضخيم المخالف، وأن السلفية في كثيرٍ من تلك المسائل مخالفة لجمهور العلماء والفقهاء، وغرضهم من ذلك مايعبرون عنه بـ: زعزعة المنهج السلفي، ومثال ذلك يجده المتتبع في كتاب: التبرك لعبد الفتاح اليافعي، والبدعة لسيف العصري، والتفويض له أيضاً، حيث يذكرون في مقدمة كتبهم أنهم جمعوا مئات الأقوال، أو مئات الآثار، أو مئات العلماء، وهكذا ..
ويستخدمون ما يدعونه من أنه قول (جمهور العلماء) في معظم المسائل التي يرونها وسيلةً لإرهاب بعض طلبة العلم، أو اقتناصاً لهم.
كما أنهم يصوّرون لصغار طلبة العلم أن الأشاعرة هم علماء الأمة، وأهل الحديث والتفسير والفقه ... الخ، وأن معظم الأمة على المذهب الأشعري، ونحو تلك الدعاوي التي يتخذونها تكأةً لبث أفكارهم.
الثانية: إسقاط الرموز، وهي المرحلة الثانية عندهم، وأهم الرموز: ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، فيهتمون بذكر الفتنة التي حصلت بين ابن تيمية وأشاعرة عصره، ويعدّدون من كفّره أو ضلّله، وينشرون الكتب التي تطعن فيه أو ترد عليه، ويصورون موقفه بأنه سبب الفتن والخلافات بين الفرق الإسلامية ... الخ.
كما أنهم يضربون على وتر الحروب التي قامت في عهد محمد بن عبد الوهاب، وآثارها، وكلام العلماء فيها، وينشرون الكتب المهتمة بالرد عليه، خصوصاً كتاب (داعية وليس نبياً) لحسن فرحان المالكي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/54)
وللعلم فإنهم لا يقتصرون على الكلام في ابن تيمية، وابن عبد الوهاب ونحوهم، بل يتعدون إلى متقدمي السلف وأهل الحديث، أمثال الإمام الدارمي، وابن خزيمة، والسجزي، والهروي، وغيرهم، كما يشكّكون في كثيرٍ من النقولات الواردة عن السلف التي فيها رد صريح على معتقداتهم، كالنقول الواردة عن يزيد بن هارون، والإمام أحمد وككتاب الصفات للدار قطني، والنزول له، والرؤية , والرد على الجهمية للإمام أحمد وغير ذلك.
الثالثة: إقناع المستمع أن السلفية خلف المجسمة، وأن التجسيم لازمٌ لمذهبهم مهما تبرءوا منه، وأنهم ثلة قليلة انتشرت بالمال، في حين ضعف دعوة أهل الحق، وأن السلامة في مذهب جمهور الأمة الأشاعرة ويركزون على تبني التفويض لا التأويل، لنفور الكثير من التأويل في الوقت الذي هم يجيزون فيه التأويل، ويعترفون أنه أضبط وأحكم.
(بين الأسمري وطلابه):
يسلك الأسمري في تعامله مع طلابه مسالك جعلت الكثير منهم ينفر عنه، فهو ابتداءً شديد الحيطة في التعامل، وفي إظهار حقيقة ما يعتقده من هذه المسائل، ثم يماطل في التعاون معهم في أيّ عملٍ أو مشروع خيري أو علمي يخدم دعوتهم، ومع كون بعض طلبته أعطاه أموالاً كثيرةً إلا أنه لا يعتمد على أحد في مثل هذه الأعمال.
ثم إنه بعد أن أوصى الكثير منهم بالأخذ والسلوك على بعض مشايخ الصوفية، فسلك السعوديون منهم على يد طارق السعدي الذي في لبنان، واليافعي على يد عمر بن حفيظ وآخرون على مشايخ في الشام لا أعرفهم، تعلّق طلابه القدامى (السعوديون) بالسعدي تعليقاً شديداً، وصاروا أشاعرة خلصاً، وتبنوا القول بقول شيخهم في إمكان رؤية الولي لله - تعالى - في الدنيا يقظةً، الأمر الذي أدى إلى خلاف شديد بينهم وبين الأسمري الذي طلب منهم أن ينخلعوا من السلوك على يد السعدي، وضلّلهم في قولهم بجواز الرؤية، ولعله كفر شيخهم والله أعلم،لكنهم رفضوا، واشتد بينهم الخلاف، وحاول طلابه من اليمن الإصلاح بينهم في قطر، وفي السعودية فما نجحوا في ذلك فاضطر الأسمري أن يسافر إلى الرياض حيث انفض عنه أكثر طلابه في الطائف، وصار تواصله مع اليمنيين نادراً، وبدأ يهتم. بموقعة منارة الشريعة، ودروسه في البالتوك.
ومن أبرز طلابه اليمنيين في قطر:
1 - سيف العصري (من خريجي جامعة الإيمان)، له كتاب في التفويض قدم له القرضاوي ولم يطبع بعد.
2 - عبد الفتاح اليافعي (كان مسئولاً في جمعية الإحسان فرع يافع قبل سفره إلى قطر، وتغيير منهجه) له رسائل عديدة، ومقالات كثيرة موجودةٌ أغلبها في موقع منارة الشريعة.
3 - عبدالله الجنيد، يكتب في منارة الشريعة في أحكام التمذهب، وبعض المسائل الفقهية.
لذلك صار طلاب الأسمري لا يعتمدون عليه في كثيرٍ من أعمالهم ودعوتهم، لعدم تجاوبه في الغالب لهم، فيلجأون إلى الصوفية والأشاعرة في اليمن أو الحجاز.
مع العلم أن للأسمري تواصلاً مع بعض فقهاء الحجاز المتصوّفة والمقلّدة، وقد وعدوه بأن يتبنوا دعوته كما أخبرني بعض تلامذته.
تنبيه:
أكثر المعلومات الواردة أعلاه هي من خلال طلاب الأسمري المقربين منه في اليمن.
******************************
وهنا مقالةٌ للشيخ د عبدالعزيز العبداللطيف وفقه الله ونفع به:
عثار (القول التمام)
سوّد سيف العصري كتاباً أسماه (القول التمام بإثبات التفويض مذهباً للسلف الكرام) , وقد طالعتُ الكتاب فإذا هو حافل بالمزالق والمغالطات والتلبيسات - كما سيأتي الإشارة إلى بعضها - وقدّم له نخبة من الأساتذة الأشياخ , وعلى رأسهم الشيخ د. يوسف القرضاوي.
ـ عندما تطالع مقدمة د. القرضاوي فإن وَهْم التشبيه والتجسيم عالق في ذهنية القرضاوي منذ كان صغيراً في ابتدائية الأزهر حتى ساعة كتابة المقدمة (1428هـ) , وهذا الوهم الجاثم هو امتداد لما كان عليه أسلافه (الأشاعرة) كما في جوهرة اللقاني والنسفية وموقف الإيجي ونحوها .. إذ انقدح في أذهانهم أن في إثبات أكثر الصفات الإلهية تمثيلاً وتشبيهاً , فدفعوه بالتأويل الفاسد أو التفويض والتضليل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/55)
وليت الشيخ القرضاوي ـ وهو في معترك المنايا ـ أن يتحرر من هذا التقليد للأشاعرة والتسويغ لمقالة الداعية الكبير حسن البنا ـ رحمه الله ـ في تصوير مذهب التفويض (التجهيل) , لاسيما وأن الأشاعرة يوجبون "النظر" , ويجعلونه أول واجب , فغاية الإيمان هو العلم بحدوث العالم وقدم الصانع!! ويجعلون المقلد في التوحيد كافراً كما في الأقوال التي قررها البيجوري في شرح جوهرة اللقاني , والتي عَوّل عليها القرضاوي في دراسته ومقدمته.
ـ وقد حكى القرضاوي انفتاحه الكبير على مذهب السلف ـ أو مدرسة ابن تيمية وابن القيم على حدّ تعبيره ـ لكن هذا الانفتاح المرتقب بعد هذا العمر المديد سرعان ما تقشع بعد هذه الدعوى بسطور! فالقرضاوي يقول: " قال ابن تيمية بصريح العبارة ... لله جنب ولكن ليس كجنبنا "
وهذه كذبة صلعاء على شيخ الإسلام , فإنه قد قال - رحمه الله -: " لا يعرف عالم مشهور عند المسلمين ولا طائفة مشهورة من طوائف المسلمين أثبتوا لله جنباً , نظير جنب الإنسان , وهذا اللفظ جاء في القرآن في قوله: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} الزمر56 , فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أن يكون المضاف إلى الله صفة له , بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة كبيت الله , وناقة الله .. والتفريط ليس في شيء من صفات الله عز وجل .. بل يراد به أنه فرّط في جهته وفي حقه .. " الجواب الصحيح 3/ 145, 146 باختصار (طبعة المدني).
وهذا ما قرره الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على بشر (ص184) , وكذا الإمام ابن القيم في الصواعق المرسلة 1/ 250.
ولو تكرم الشيخ القرضاوي بالتفاتة عابرة على تراث ابن تيمية لما أوقع نفسه في هذه العثرة.
ـ الانفتاح " المنتظر " من الشيخ القرضاوي مع أهل السنة والجماعة قد صيّره بعيد المنال , لما عَرّض بأهل السنة ولمزهم بالإرهاب الفكري , وأن انتشار هذه المدرسة (السلفية) لأجل قوة سياسية أو اقتصادية.
ولو نطق بهذا اللمز غير القرضاوي من الأغمار وأشباههم لكان أمراً مكروراً! لكن أن يصدر هذا الطعن من أشهر الشخصيات الإسلامية في العالم , وأبرز علماء العصر! فهذا مردود شرعاً وعقلاً وفطرة وواقعاً.
أفيقال: إن ظهور مذهب السلف في أرض الكنانة مثلاً لأجل نصرة النظام المصري لمذهب السلف الصالح!!! إن مذهب السلف الصالح يكابد أنواعاً من المكر الكبّار - خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر - ومع ذلك فمذهب السلف له الظهور والقبول والانتشار , إذ هو في غاية الاطراد والوضوح , وهو المذهب الذي تقبله العقول والفِطَر , والقائم على الرسوخ واليقين والتسليم للشرع والاستدلال به .. وكما قال ابن تيمية: " وإذا تأمل اللبيب الفاضل تبيّن له أن مذهب السلف والأئمة في غاية الاستقامة والسداد , والصحة والاطراد , وأنه مقتضى المعقول الصريح , والمنقول الصحيح , وأن من خالفه كان مع تناقض قوله المختلف الذي يؤفك عنه من أُفك خارجاً عن موجب العقل والسمع , مخالفاً للفطرة والسمع .. " الفتاوى 5/ 212, 213.
والمأمول من الشيخ القرضاوي أن يفتح قلبه ويشرح صدره لإخوانه أهل السنة والجماعة , وأن يطالع تراثهم بموضوعية وبلا مقررات سابقة , فالشيخ القرضاوي قد خاض غمار حياة حافلة بالمكتسبات والابتلاءات والتجارب , وأعقب ذلك مرونة ظاهرة , وانفتاحاً في غاية الاتساع , كما في مواقفه من الأنظمة والغرب .. وإخوان القرضاوي وأبناؤه من أهل السنة والجماعة هم أحق وأولى بهذا الانفتاح والتواصل!
ـ ويقرر الشيخ القرضاوي أن منهج القرآن عدم تجميع نصوص الصفات في نسق واحد , إذ قد يوهم التركيب والتجسيم - على حدّ دعواه - .. وهكذا فإن " كابوس " التشبيه قد استحوذ على القرضاوي , فظن أن هذا الإثبات يعدّ تجسيماً .. وما أجمل ما قاله أبو الحسن الأشعري لأبي علي الجبائي (المعتزلي): كأن القرآن قد نزل بلغة جبّاء! والقرضاوي يريد أن يجعل القرآن وفق " مقررات " الأزهر وعقائد البنا! وكما قال ابن تيمية: المعتزلي يجعل القرآن معتزلياً , والرافضي يجعله رافضياً .. وهكذا.
وهل إذا تمّ التفريق - بناء على قاعدة القرضاوي - يزول محذور الشبيه؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/56)
ها أنتم تزعمون التمثيل والتشبيه في أكثر نصوص الصفات وهي مفرّقة في القرآن ومع ذلك أعملتم التأويل المذموم , والتفويض والتجهيل!
وهاهو صاحبكم البيهقي - رحمه الله - جمع ما يتعلق بالصفات في كتابه الشهير (الأسماء والصفات) ثم أعقبها بتأويلات المتكلمين كابن فورك وأشباهه والمقصود أن محذور (الجمع) و (التفريق) ليس مؤثراً عندكم , فأنتم عازمون وماضون في التأويل أو التجهيل سواء اجتمعت النصوص أو افترقت!
وبالجملة فهذه القاعدة المتهافتة من " جراب " القرضاوي فلا دليل عليها , وليس له سلف في ذلك.
والمقصود أن حشد نصوص الصفات الثابتة والصريحة يحقق إقراراً بمعانيها , وفهماً لدلالتها , وهذا لا يروق لأرباب التفويض والتأويل! وكذا فإن نَفَس التفويض قد أحكم قبضته على القرضاوي حتى أنه أورد نقلاً جلياً في إثبات الصفات لعثمان الدارمي , فزعم أنه تفويض!!
ومن تقريرات السلف الصالح في بيان أن معاني الصفات معلومة وليس مجرد مذهب ابن تيمية وابن القيم كما يظن القرضاوي , ماقاله شيخ الإسلام الصابوني (ت449هـ): " ينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها , فيعظموا الله حق عظمته , ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً طلب أن يعرف أسمه وكنيته , واسم أبيه وجدّه , وسأل عن صغير أمره وكبيره , فالله الذي خلقنا ورزقنا ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها " الحجة في بيان المحجة 1/ 22.
ـ وأما مقدمة وهبي غاوجي , فهي تحكي إفلاس المذكور , فما جدوى مقدمة يكتبها " الشيخ العلامة .. " وهي مجرد استلال نقول من مريده سيف (العصر)؟! فهل (القول التمام) ألحق بغاوجي عيّاً فاقتصر على الترداد والنقل الحرفي عن التلميذ , اللهم إلا أن غاوجي زعم قائلاً: " لقد أخطأ رجل من القرن السابع تصور التفويض"؟!
وهل بلغ بغاوجي الحنق على ابن تيمية فلا يذكر اسمه! وإنما " رجل في القرن السابع "!! فهل هذا من الإلغاز والتعمية والذي يتفق مع مذهب القوم وما فيه من تلوّن وتجهيل!
أم هو الاحتقار والازدراء لإمام الدنيا , وناصر السنة , و وارث علم النبوة شيخ الإسلام ابن تيمية؟! ومع ذلك فغاوجي ينقل عن السبكي, ما ظاهرة تكفير ابن تيمية , ويؤيده! كما في كتابه أركان الإيمان ص298 (انظر منهج الأشاعرة في العقيدة ص135).
إنها حماقة مكشوفة ومكابرة للبديهيات لا تسترعي تطويلاً .. لكنه النَفَس البدعي والذي يحاكي سبيل الباطنية , حيث يقول أبو حاتم الباطني " إن من جملة المجسِّمة قوماً يقال لهم المالكية , ينسبون إلى رجل يقال له: مالك بن أنس , وقوماً يقال لهم الشافعية , ينسبون إلى رجل يقال له: محمد بن إدريس " انظر: منهاج السنة 2/ 106, وشرح الطحاوية 1/ 86.
ـ وأما مقدمة أ. د. حسن الأهدل ففيها تناقض فاضح , إذ يردد صاحبها أن التفويض هو عين مذهب السلف ثم ينقض ترداده قائلاً " وما يسعنا في هذا الباب إلا أن نقول مثل ما قال سلفنا الصالح " الاستواء معلوم , والكيف مجهول ... " " فالمذكور يحتج بما يبطل مذهبه! قال تعالى: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} الزخرف18 قالوا: هي المرأة لا تتكلم بحجة لها إلا كانت عليها.
ـ وأما تقديم (الشاعر) د. هنداوي فهي عبارة عن أبيات نظمها في محاولة يائسة في تلميع مسلك التأويل الفاسد والتفويض والتجهيل , ونفض الغبار عن هذا المذهب المتناقض وترداد ما قاله الأشاعرة ـ في ترويج التحريف والتجهيل .. ويأتي تقديم د. أبي حسان فإذا أغلبه في واد , وموضوع الكتاب في واد آخر!
ـ و قبل الشروع في أهم مزالق الكتاب نذكِّر بأن مذهب السلف الصالح في صفات الله تعالى هو الوسط والعدل بين تحريفات المتأولين وجهالات المفوِّضين وعماياتهم , فمعاني الصفات معلومة , وهذا متقرر في كتاب الله – تعالى - , حيث أمر الله – تعالى - بتدبّر الكتاب كلّه أي عقله وفهم معانية , وآيات الصفات تدخل في ذلك دخولاً أوليّاً , قال - عز وجل -: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} ص29, والتعرّف على الله – تعالى - وفهم أسمائه وصفاته أمر فطري ضروري , فأعظم ما تتوق له النفس , وأحوج ما تكون إليه هو العلم بالله وعَقْل أسمائه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/57)
وصفاته والتعبّد بها فلا تتحقق عبادة الله – تعالى - إلا بفقه أسماء الله – تعالى - وصفاته , وتحريك القلوب بالدعاء بها , قال – تعالى -: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} الأعراف180.
وأما كيفية صفات الله – تعالى - وحقائقها فإنها مجهولة كما في قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ} آل عمران7.
قال ابن تيمية - رادّا على أهل التأويل والتفويض -: " فمن كان يرى أن الذي أمر الله به إما أن تكون الأمةُ كلها أمّيةً لا تعقل معاني الكتاب , وإما أن تكون فيها من يُحرِّفه بالتأويلات المبتدعة , فهو ممن يدعو إلى الإعراض عن معاني كتاب الله ونسيانها , ولهذا صار هؤلاء يَنْسَون معانية حقيقة , فلا يخطر بقلوبهم المعنى الذي أراده الله ولا يتفكرونه , وهذا نسيان حقيقي لمعاني كتاب الله .. " جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية ص25.
وخلاصة الكتاب المذكور: هو التسويق لمذهب الأشاعرة والقائم على التلفيق والتناقض , و التأويل الفاسد , والتفويض الجاهل , وإسقاط حرمة النصوص الشرعية ومن هذا التمشعر ما حواه الكتاب من تقرير مذهب التفويض وهو عندهم (أن لنصوص الصفات معان لا يعلمها إلا الله) وإلصاق ذلك بسلف الأمة .. وهذا المذهب الرديء , من طرائق الأشاعرة , وهو من شر أقوال أهل البدع والأهواء , وقد تولى سلفنا الصالح الردّ على هذا المذهب وكشف عواره وتناقضه , كما في الفتوى الحموية والرسالة التدمرية والقاعدة المراكشية وجواب الاعتراضات المصرية لابن تيمية والصواعق المرسلة لابن القيم (2).
وسيف العصر يعمد في هذا الكتاب إلى نبش هذه الجهالات - مذهب التضليل والتفويض - وبعث رميمها .. وطباعة وتوزيع " القول التمام " (3) مؤذنٌ بالعثار والمحاق , وظهور بدعة التفويض يعقبه زوالها ومزيد ظهور وقبول لمذهب السلف الصالح , وكما قال سحنون - رحمه الله -: " أما علمت أن الله إذا أراد قطع بدعة أظهرها " ترتيب المدارك لعياض 1/ 611.
وقال ابن تيمية: " ومن أعظم أسباب ظهور الإيمان والدين , وبيان حقيقة أنباء المرسلين: ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك المبين .. وذلك أن الحق إذا جحد وعورض بالشبهات , أقام الله - تعالى - مما يحقّ به الحق , ويبطل به الباطل من الآيات والبينات بما يظهره من أدلة الحق , الجواب الصحيح 1/ 13.
ـ إن آفة (السيف العصري) في عموم كتابه هو أن وَهْم التمثيل في سائر الصفات الإلهية قد استولى على عقله وتقريراته .. ففرّ من هذا الوهم إلى عمايات التفويض والتجهيل , فإثبات الصفات ـ التي لا يروق له إثباتها ـ تستلزم التجسيم (ص43) , ولا يفهم المسكين من إثبات اليد لله - تعالى - إلا الجارحة (ص44) , والافتقار و الاحتياج (ص56).
وهذا سبيل الزائغين في باب الصفات , إذ توهموا التمثيل في نصوص الصفات فدفعوه بالتحريف أو التجهيل. وإمعاناً في (الوصاية) و إتباعاً للأسلاف: جهم السمرقندي وبشر اليهودي وأضرابهما .. فإن سيفاً يريد أن يحشرك في مسائل وفق عقله الكليل وتمثيله المبطن , فصاحب (المقال) يردد: لو كان لله – تعالى - يد حقيقة فإما أن تمثِّلها بالمخلوقات وإلا ففوِّض (ص57) , وهذا مسلك الجهمية القائلين مثلاً لو كان الله فوق العرش للزم أن يكون العرش أكبر أو أصغر أو مساوياً .. (ينظر: الحموية ص274 , وبيان تلبيس الجهمية 3/ 683 , الدرء 6/ 290).
والمقصود أن داء التشبيه قد أغرق القوم , واستحوذ على أذهانهم وسيطر على أدمغتهم , فعالجوه بالولوج في دهاليز التجهيل والتفويض.
والأسطوانة التي يكررها سيف و نابتة التفويض عموماً هي أن يُخْضِع ويطوِّع السلفي لآراءه , فإما أن تكون ممثلاً أو مفوضاً , ولا سبيل غيرهما!! فقياس التمثيل جاثم عليه , كما كان جاثماً على أسلافه الجهمية.
فقاسوا الخالق على المخلوق قياس تمثيل , فنفوا العلو والاستواء عن الله – تعالى - , إذ انقدح في ذهنهم التمثيل فقالوا: لو كان الله فوق العرش للزم أن يكون العرش أكبر أو أصغر أو مساوياً .. أو على حدّ جواب امرأة جهم: محدود على محدود! لما قيل لها: الله – تعالى - على عرشه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/58)
ـ واللُهاث في سراب التجهيل لا طائل من وراءه , ويوقع صاحبه في أنواع من السفسطة والمكابرات , فالعلامة العصري يتفاصح ويطالب بتعريف النزول واليد والمحبة والرضا .. كلّ ذلك من أجل أن يوقع غيره في (الشراك) الذي تخبط فيه من (تمثيل عالق) إلى (تفويض واقع) , فلا يعقل السيف المذكور آنفاً من إثبات (اليد) - على سبيل المثال - إلا الافتقار والحاجة! لأن اليد - عند المخلوق - لحاجته وافتقاره , فلازم الاحتياج والافتقار في صفات المخلوق نقله إلى الله تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً ولو انعتق عقله من أَسْر التمثيل وأثبت ما يختص به الربّ من جميع صفات الكمال الواردة في نصوص الوحيين لاستراح وأراح.
ـ والنصوص الشرعية التي جاء فيها وصف الله باليد - مثلاً - قد جاء فيها إضافة تلك الصفات إلى الله – تعالى - , وما أضيف من الصفات إلى شيء فإنه يكون لائقاً بما أضيف إليه , فإذا قيل: يد الفيل , فهم السامع لهذا الكلام من (اليد) معنى مناسباً لذات من أضيفت إليه , أي الفيل , ولم يفهم منه ما يناسب قولنا ـ مثلاً ـ يد النملة.
والنصوص الشرعية قد جاء فيها إضافة اليد إلى الله – تعالى - , ففهمنا أن ظاهر تلك النصوص يدل على أن تلك الصفات لائقة بالذات التي أضيفت إليها وذات الله ليست كذات المخلوق , فكذا صفاته كصفة اليدّ ليست كصفات المخلوق.
ـ ولما كان مذهب التفويض لسائر الصفات قائماً على تحكم وترجيح بلا مرجح , وتفريق بين نصوص الصفات , فالصفات السبع يثبتونها , وسائر الصفات يعتريها التفويض والتجهيل .. عندئذ شَرِقوا بقاعدة شرعية عقلية متينة تنسف مذهب أرباب التجهيل والتلفيق , وهي أن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر , فعمد المسفسط إلى تسطير هذا العنوان: (بطلان مقولة القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر) وقد أشار بعضهم إلى هذه القاعدة كالأشعري في الإبانة (ص89) وابن الزاغوني في (الإيضاح في أصول الدين) ص284 , والباقلاني في الإبانة (انظر الفتوى الحموية لابن تيمية ص508) وابن قدامة في (تحريم النظر في كتاب الكلام) ص57ـ64 , فليست مقولة لابن تيمية وابن القيم فحسب كما ظن العصري.
ـ ويقال لهؤلاء الحيارى ها أنتم تثبتون صفة العلم لله – تعالى - , وتنكرون اليدين والساق لله - عز وجل - , بحجة أن في إثبات اليدين والساق افتقاراً وحاجة , فشبهة الحاجة والافتقار تنقلب على هؤلاء الأشاعرة (أرباب التجهيل) , فإن المعتزلة - نفاة العلم - يقولون: (لو كان لا يعلم إلا بعلم لكان محتاجاً في كونه عالِماً إلى ذلك .. وقد ثبت أنه غنيّ من كل الوجوه , ولا تجوز عليه الحاجة) المختصر في أصول الدين ضمن رسائل العدل والتوحيد لعبدالجبار المعتزلي 1/ 182.
فإن كان ثبوت اليدين يستلزم الحاجة , فكذا ثبوت العلم , وإن قلتم ثبوت الصفات لا يستلزم الحاجة , فقد بطلت دعواكم.
كما أن الافتقار المنفي عن الله - عز وجل - , هو افتقار إلى ما هو خارج عن نفسه , وأما ما هو داخل في مسمى نفسه المقدسة كالصفات - ومنها اليدين - فليس هو شيئاً خارجاً عن نفسه (4).
ومن أوجه .. تناقض واضطراب القوم , أنهم يثبتون الإرادة لله – تعالى - , ولا يَرِد عارض التمثيل عليهم ها هنا , فإذا جاء إثبات الصفات الخبرية توهموا التمثيل فركنوا إلى التفويض والتجهيل.
فيقال لهم: وهم التمثيل يلاحقكم ويلازمكم فيما أثبتم , فالإرادة هي ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة , فإن قالوا هذه إرادة المخلوق , وإرادة الله تليق به , فكذا يقال: إن يد الافتقار والحاجة هي يد المخلوق , ويد الله تليق به سبحانه.
ـ هرع العصري والغرسي والكبيسي - ومن ورائهم القرضاوي - ففرقوا من غير هدى ولا كتاب منير , فزعموا أن إثبات الصفات الخبرية يوهم التركيب .. بخلاف الصفات السبع , فيقال: هذا التركيب - مع ما فيه من إجمال - يلزمكم فيما أثبتموه من الصفات كالحياة والسمع والبصر .. ! كما بسطه ابن تيمية في مجموعة الفتاوى 13/ 305.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/59)
ويقال لهؤلاء كما قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي - رحمه الله - منكراً أصل تلك العبارات المبتدعة - والتي يرددها العصري وأصحابه -: (وهذا الذي تكرر مرة بعد مرة - جارح , وعضو , وما أشبهه - حشو وخرفات , وتشنيع لا يقوله أحد من العالمين , وقد روينا روايات السمع والبصر والعين في صدر هذا الكتاب بأسانيدها وألفاظها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنقول كما قال , ونعني بها كما عنى , والتكييف عنا مرفوع , وذكر الجوارح والأعضاء تكلف منك وتشنيع)) الرد على بشر 2/ 689.
يأبى العصري - وكذا صاحبه أحمد الكبيسي ومن قبلهم البوطي وغاوجي وآخرون - إلاّ اللحوق بذيل هذا القافلة المتنكبة: سبيل القرون الثلاثة المفضلة , فيقلد الأشاعرةَ في الغلو في المعقولات , وتقديمها على المقولات , وإن كانت هذه المعقولات في الحقيقة والواقع مجهولات وكسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً .. إذ افتعل الأشاعرة تعارضاً بين العقل والنقل , ثم قدّموا عقولهم .. فالعصري وشركاؤه قد أهدروا حرمة النصوص الشرعية , فالصفات الخبرية التي تثبت بالسمع لهم أن يعبثوا بها عبر تأويلات متعسفة وجهالات مضللة .. وهكذا يمتهن القوم النصوص القرآنية والأحاديث النبوية , ويجوّزون لعقولهم الكاسدة الاستدراك والتعقيب على نصوص الوحيين , وهكذا كان أسلافهم فالرازي يزعم أن الأدلة اللفظية لا تفيد اليقين ـ وهذا من مقدمات الزندقة التي يشركه فيها فئام من ملاحدة هذا العصر ـ وصاحبهم (السنوسي) في أم البراهين يتفوّه قائلاً: من أصول الكفر التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة!!
قال ابن القيّم (فالقوم على شركهم وشدة عداوتهم لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - كانوا أصح أفهاماً من الجهمية الذين نسبوا ظاهر القرآن إلى هذه الصفة القبيحة ولكن الأذهان الغُلف , والقلوب العمي , والبصائر الخفاشية لا يكثر عليها أن تفهم هذا من ظاهر القرآن) الصواعق المرسلة 1/ 242.
وأحسب أن ما دُوِّنَ آنفنا هو الأهم في ... بيان عوار الكتاب , وأختزل المآخذ الباقية على النسق الآتي:-
تصنّع المؤلفُ الترفق والاقترابَ من مذهب السلف الصالح , وتظاهر بأن الخلاف بين مذهبه وبين مذهب السلف لفظي تارةً , أو أنه مجرد خلاف لغوي لا عقائدي!!
كما جاء في مطلع الكتاب. فهذا التلوّن والمداهنة جادة مطروقة قررها بشر المريسي كما قال الإمام عثمان الدارمي: (بلغنا أن بعض أصحاب المريسي قال: كيف بهذه الأسانيد التي يحتجون بها علينا في ردّ مذهبنا مما لا يمكن التكذيب بها؟ قال: لا تردوه فتفضحوا ولكن غالطوهم بالتأويل , فتكونوا قد رددتموها بلطف إذا لم يمكنكم ردّها بعنف) الردّ على بشر ص556.
لكن النَفَس البدعي قد طغى على الكتاب! والطعن في علماء السلف الصالح ظاهر مكشوف , فيتهم ابن تيمية بالاضطراب (ص49) , ويفتري على الشيخين ابن باز والشيخ صالح الفوزان , فيزعم أنهم لا ينفون النقص عن الله إلا بورود نصّ خاص (ص53) , وينبز السلف الصالح بالتجسيم والتشبيه ويحتج بالمتشابه من الكلام .. ويعرض عن المحكمات .. ويتتبع الزلات .. ويتدثر بالألفاظ المجملات .. وما حال المذكور وأسلافه إلا كما وصفهم الإمام أحمد قائلاً: (يتكلمون بالمتشابه من الكلام , ويخدعون جهال الناس بما يشبِّهون عليهم) الرد على الزنادقة ص172.
وصاحبنا (العصري) مصاب بداء الوصاية ـ كما سبق ـ ومتلبِّس بـ (المصادرة) , إذ يستدل على قوله بنفس دعواه! وهو مفتون ومسحور بالفخر الرازي , ولا غرر فإن الرازي صاحب (السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم)!
ويتعمّد المؤلفُ التفاصحَ في عباراته , والتشدّق في تقريراته , والتشبّع والتطويل بالنقول وأنواع التقاسيم .. وهذه العبارات العسيرة وما فيها من غثاثة تشبه الجعجعة والضجيج الذي يُخوّف به الصبيان وأشباههم!
وأخيراً ففي الكتاب من الجفاء والوحشة والرعونة في حق الله - عز وجل - ما هو ظاهر بيِّن , وحشد أنواع التأويلات الفاسدة المتعسفة , والركون و اللياذ عقب إيراد هذه التحريفات إلى الجهالات والعمايات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/60)
قال ابن تيمية: " وأكثر هذه التأويلات المخالفة لمذهب السلف وأهل الحديث تتضمن من عيب كلام الله ورسوله والطعن فيه ما هو من جنس الذين يلمزون النبي من المنافقين , لما فيها من دعوى أن ظاهر كلامه إفك ومحال وكفر وضلال , ثم صرفها إلى معان يُعلم أن إرادتها بتلك الألفاظ من الفهاهة و العِيِّ وسبيل أهل الضلال والغَيِّ , فالمدافعة عن الله ورسوله من سبيل المؤمنين و المجاهدين كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (جاهدوا المشركين بألسنتكم وأيديكم وأموالكم) أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي.
ومن ذلك بيان سخافة عقول هؤلاء المنحرفين , وكونهم من أهل الضلال المبين , كالذين ذمّهم الله من الذين يحرِّفون الكلم عن مواضعه , والذين لا يفقهون , ولا يتدبرون القول , وشبّههم بالأنعام , والحُمُر المستنفرة , والحمار الذي يحمل أسفاراً " جواب الإعتراضات المصرية ص104.
وإذا كانت سائر الصفات لا تُعلم معانيها مطلقاً , فهل يتحقق التعبد بصفات الله عند أقوام لا يعلمون آيات الصفات إلا أمانيّ؟! وهل يحصل الأنس بالله - تعالى - , وتمام التعلق به , وتحقيق مقصده وتألهه إلا بالعلم بمعاني أسمائه وصفاته , والتفقه في هذا الباب الجليل والمطلب النفيس.
فأعظم الناس علماً بصفات الله , وأكملهم فقهاً لمعاني أسمائه الحسنى وصفاته العلا هو أتمّ الناس عبادة لله تعالى , وأشدهم حباً وخشية ورجاء لله - عز وجل -.
وإذا كان أهل الإسلام بفطرهم الوجدية يخافون الله ويرجونه , ويدعونه رغبا ورهباً , لما قام في قلوبهم من إثبات أسمائه وصفاته الدالة على كمال رحمته وإحسانه وبرّه , وعظيم بطشه وشديد غضبه وانتقامه. فهل يعي أهل التفويض هذا الأمر الفطري الضروري؟ أم ينكرون ما يجدون في أنفسهم من إقرار ومعرفة بمعاني الصفات؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سيف العصري من أهل اليمن وهو من تلاميذ صالح الأسمري ـ داعية بوزارة الشؤون الإسلامية بالرياض! ـ ومدرسة صالح الأسمري تتقصد الطعن بمنهج السلف الصالح وعقائده واستدلالاته.
للاستزادة راجع هذا الرابط
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=300483
(2) كتب د. أحمد القاضي رسالة علمية رصينة بعنوان (مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات عرض ونقد) كما كتب د. رضا معطي كتيباً بعنوان (علاقة الإثبات بالتفويض).
(3) أخبرني من أثق به أن الكتاب وُزِّع مجاناً في المدينة النبوية .. وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المدينة حرام ما بين عير إلى ثور , فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى فيها محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .. )) أخرجه خ م.
(4) كتب الباحث المحقق تميم القاضي رسالة علمية فريدة قوية بعنوان (قلب الأدلة على الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات) وقد انتفعت بها , وستطبع قريباً بإذن الله وفيها من الحجج والبراهين ما يحقق (الخنق) و (الطحن) و (الإجهاز) على شبهات المتكلمين والفلاسفة.
أ. هـ
**********************
وهذه مقالة له أخرى:
هل التمشعر سنَّة؟
لا نزاع أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، والحديث عن المذهب الأشعري بعلم وعدل كافٍ في تحقيق الجواب، وزوال الإشكال، ومن طوامِّ هذا العصر أن يتصدَّر أقوام للخوض في هذه المسألة، فيبعثوا أحكاماً جزافاً وفق ظنون كاذبة أو أهواء جامحة؛ فإطلاق القول بأن الأشاعرة هم أهل السُّنة والجماعة، قد يكون ناشئاً عن قصورٍ بمعرفة السُّنة النبوية وسبيلِ الاعتصام بها، وربما كان باعثه الجهل بحقيقة مذهب الأشاعرة؛ وأسوأ من ذلك كله إن كان جهلاً بسبيل السُّنة والاتباع وسبيل التمشعر والابتداع!
وقد ينفر بعضهم من تلك القضايا، ويبدي امتعاضه وأسفه، ويتعلل بأنّ في ذلك إذكاءً للطائفة المذهبية، وتوهيناً من وحدة المسلمين، واجتراراً للخلافات القديمة!
وما عَلِمَ هؤلاء المتدثرون بوحدة المسلمين أن الاجتماع الصحيح لا يتحقق بقلب الحقائق ومجانبة الصراط المستقيم، وتهوين المحْدَثات في الدين، ومصانعة أرباب البدع ومداهنتهم، ولمَّا قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه -: يا خليفة رسول الله! تألّف الناس! أجابه الصديّق الأكبر: علامَ أتألَّفهم: أعلى حديث مفترى أم على شعر مفتعل [1]؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/61)
بل إن ترك السُّنة وتنكُّب الصراط المستقيم في العقائد والشرائع يوقع تفرقاً وتشرذماً، ومتى آمنوا بالكتاب كله واعتصموا بالسُّنة تحقق الاجتماع والوئام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وهذا التفريق الذي حصل من الأمة: علمائها ومشائخها، وأمرائها وكبرائها هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها، وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله، كما قال - تعالى -: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} [المائدة: 41] فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء، وإذا تفرّق القوم هلكوا، وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب، وجِماع ذلك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. » [2].
وقال أيضاً: «متى تركوا الاعتصام بالكتاب والسُّنة فلا بد أن يختلفوا؛ فإن الناس لا يفصل بينهم إلا كتاب منزَّل من السماء، كما قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {201} وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 201 - 301]» [3].
وقال في موضع ثالث: «أَتْبَعُ الناس للرسول أقلُّ اختلافاً من جميع الطوائف المنتسبة للسُّنة، وكل من قَرُبَ للسنة كان أقل اختلافاً ممن بَعُد عنها، كالمعتزلة والرافضة، فنجدهم أكثر الطوائف اختلافاً» [4].
والمقصود أن موجبِ الاجتماع هو الاعتصام بالكتاب والسُّنة ولزوم الشرع المنزَّل، وأما الاجتماع على إهدار أصول مذهب السلف في المسائل والدلائل، فليس مشروعاً، بل هو إجماع هش على جرفٍ هار سرعان ما يعتريه التعثر والسقوط.
ومع تأكيد أهل السُّنة على لزوم السُّنة النبوية واتِّباعها، إلا أنهم يرحمون الخلق، كما يعلمون الحق، حتى إن أهل السُّنة لكل طائفة ومن أهل البدع خير من بعضهم لبعض، بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض [5].
وكان ابن تيمية يقول: «والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة، وأنا كنت من أعظم الناس تأليفاً لقلوب المسلمين، وطلباً لاتفاق كلمتهم، واتباعاً لما أُمرنا به من الاعتصام بحبل الله، وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة .. » [6].
وإذا انتقلنا إلى مفارقة الأشاعرة للسُّنة، ومجانبتهم سبيل الشرع والعقل والفطرة، فإن هذه المفارقة في قضايا رئيسة وعديدة، ومبسوطة في مواضعها، وقد أجاد الشيخ سفر الحوالي - شفاه الله وعافاه - في تحرير ذلك، بأسلوب بليغ، وتقرير متين، كما في رسالته «منهج الأشاعرة في العقيدة» [7].
ومن هذه المفارقات أن السُّنة تُقرر أن أول واجب هو توحيد الله - عز وجل - وعبادته وحده كما في حديث معاذ مرفوعاً «فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله» أخرجه البخاري ومسلم، وأما أول واجب عند الأشاعرة؛ فهو النظر أو القصد إلى النظر [8].
ودلالة القرآن لا تفيد اليقين، كذا وخبر الآحاد لا يفيد العلم عند جمهور الأشاعرة [9]!
فإن كان القرآن - وهو الهدى والنور والرحمة والشفاء - لا يُحقق بَرْدَ اليقين، ولا يحصل بالسُّنة العلم والرسوخ .. أفيظن أن العلم واليقين متحقق بفلسفة اليونان الوثنية أو زندقة المعتزلة الكلامية؟
ولذا حلّ بالقوم الوحشة والقلق، والحَيرة والشكوك؛ فالآمدي حائر واقف في المسائل الكبار، والرازي يستوحش من روحه التي بين جنبيه! وتلميذه الخسروشاهي يبكي قائلاً: والله ما أدري ما أعتقد .. (قالها ثلاثاً!) [10].
وافتعل الأشاعرة تعارضاً بين النقل والعقل، كما في «القانون الكلي» للرازي وسَلفه، فقدموا ما ظنوه معقولاً - وهو في الحقيقة وهمٌ ومجهول - على نصوص الوحيين، وأعملوا التأويل الفاسد في المنقولات [11]، أو سلكوا سبيل التجهيل والتفويض والتضليل! بدعوى التوفيق والتلفيق بين النقل والعقل!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/62)
والحق أن النقل الصحيح يتفق تماماً مع العقل الصريح، كما بسطه ابن تيمية في كتابه النفيس «درء تعارض النقل والعقل» .. ولا عجب أن يجعل ابن القيم هذا القانون الكلي طاغوتاً يتعيّن كسره وإبطاله، كما فعل - رحمه الله - في كتابه (الصواعق المرسلة).
ومن نماذج المفارقات أن القوم يثبتون سبعاً من الصفات الإلهية، وينفون سائرها، مع أن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر، والقول في الصفات كالقول في الذات. وفارقَ الأشاعرة السُّنَة في القَدَر، فمالوا إلى الجبر، ونفوا الحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى، وأنكروا الصفات الاختيارية، ونفوا التحسين والتقبيح العقليين. وأما في الإيمان فقد نصروا قول الجهم بن صفوان، فجعلوا الإيمان مجرد تصديق، فأخرجوا أعمال القلوب والجوارح وقول اللسان من تعريف الإيمان! وحجَّروا دلائل النبوة - والتي هي أكثر من أن تُذكر وأشهر من أن تحصر - وضيقوا ما وسَّع الله، فزعموا أن النبوة لا تثبت إلا بالمعجزة ..
والمقصود أن مفارقات الأشاعرة للسُّنة كثيرة وشنيعة، حتى قال بعضهم: إن الأشاعرة خالفوا أهل السُّنة في جُلّ مسائل الاعتقاد إلا الصحابة والإمامة ..
والحقيقة أن الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - لم يسْلَموا من لمزٍ وتعريض .. إذ زعم الأشاعرة أن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم «فيصفون إخوانهم بالفضيلة في العلم والبيان والتحقيق، والسلفَ بالنقص في ذلك والتقصير فيه، ولا ريب أن هذا شعبة من الرفض» [12].
أفبعد هذه المفارقات والضلالات يقال: إن الاشاعرة أرباب سُّنة واتباع؟! إن بين هذا التمشعر المتهافت وبين السُّنة النبوية مفاوز بعيدة وشاسعة تنقطع فيها أعناق المطي!
إن من دواعي الانخداع بالمذهب الأشعري أن التمشعر مذهب تلفيقي توفيقي بين الوحي والعقل - على حدّ زعمهم - فهو يختار التلوّن والمصانعة للفريقين (أهل السُّنة والجماعة وأهل الاعتزال)، وعند التحقيق وتجلية الأمور، فهو إلى المعتزلة أقرب وألصق، لكنهم يكتمون ذلك! حتى قال ابن قدامة: «ولا نعرف في أهل البدع طائفة يكتمون مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة والأشعرية» [13]، وقال الإمام السجزي (ت 444هـ): «والمعتزلة مع سوء مذهبهم أقل ضرراً على عوام أهل السُّنة من هؤلاء؛ لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تموِّه .. وكثير من مذهب الأشعري يقول في الظاهر بقول أهل السُّنة مجملاً، ثم عند التفسير والتفصيل يرجع إلى قول المعتزلة، فالجاهل يقبله بما يظهره، والعالِم يكشفه لما منه يخبره، والضرر بهم أكثر منه بالمعتزلة لإظهار أولئك ومجانبتهم أهل السُّنة، وإخفاء هؤلاء ومخالطتهم أهل الحق. نسأل الله السلامة من كلٍّ برحمته» [14].
والمذهب الأشعري لا يزيده تصرّم الأيام إلا انحرافاً وانحداراً، حتى أفضوا للتسول باليهود في إنكار الصفات، وكما يقال: طافوا بأخس المذاهب ونالوا أخبث المطالب والمكاسب، ومن ذلك أن موسى بن ميمون (ت 601هـ) من ملاحدة اليهود وفلاسفتهم [15]، ألّف «دلالةَ الحائرين» وهو طافح بتعطيل الصفات الإلهية وإنكارها، وقام التبريزي - أحد تلاميذ الفخر الرازي - بشرحه والتعليق عليه، ثم نشره محمد زاهد الكوثري - أشهر دعاة البدع والضلال في هذا العصر - سنة 1369هـ[16]، واحتفى به! وفي الوقت نفسه كان الكوثري المأبون في دينه ونقله يدَّعي أن أهل الحديث في الهند أضر على الإسلام من اليهود [17]!
وأخيراً: فمع شناعات المذهب الأشعري وكثرة عواره وتناقضاته، إلا أننا نستصحب في نفس الوقت مراتب الشرور، وأن في أهل الأهواء من هو شر منهم كالرافضة والخوارج ونحوهم، كما أن الحديث ها هنا عن التمشعر مذهباً ومعتقداً، وأما أربابه فقد يعتريهم ويلحقهم من عوارض الأهلية كالجهل والتأوّل ما قد يُعذَرون به عند الله تعالى، والله - تعالى - يغفر لنا ولهم، والواجب أن نكون أكثر شجاعة وبذلاً في سبيل إظهار السُّنة ونشرها، ومدافعة البدعة وإزهاقها. فاللهم أحينا على الإسلام والسُّنة حتى نلقاك.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية 2/ 24.
[2] مجموع الفتاوى 3/ 421.
[3] الدرء 5/ 248.
[4] مجموع الفتاوى 9/ 230، وانظر مجموع الفتاوى 13/ 227.
[5] انظر منهاج السُّنة 5/ 157، 4/ 121.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/63)
[6] مجموع الفتاوى 3/ 227.
[7] طبعت الرسالة مختصرة قبل أكثر من عشرين سنة، ثم ألحق الشيخ مسائل جليلة وزيادات نفيسة، فبلغت أكثر من مائتي صفحة، وهي من مطبوعات دار الحجاز للنشر بالقاهرة.
[8] انظر: الإنصاف للباقلاني الأشعري ص 22، وإرشاد الجويني ص 3.
[9] انظر: نقض المنطق لابن تيمية ص 88، والمواقف للإيجي الأشعري ص 272.
[10] انظر: الدرء 1/ 159، وشرح الطحاوية لابن أبي العز 1/ 243.
[11] جملة من تأويلات الأشاعرة كابن فورك والفخر الرازي وأشباههما هي عين تأويلات بشر المريسي «اليهودي»! انظر: مقدمة الحموية لابن تيمية.
[12] التسعينية لابن تيمية (ضمن الفتاوى الكبرى) 5/ 305.
[13] رسالة المناظرة في القرآن مع بعض أهل البدع.
[14] الرد على من أنكر الحرف والصوت ص 177 - 181 = بتصرف يسير.
[15] انظر: الدرء 1/ 131 - 7/ 94.
[16] قال د. سفر الحوالي: «نشره سنة 1369هـ وهي السُّنة التي قامت فيها دولة إسرائيل بفلسطين ولسان حال الكوثري يقول: إذا لم تكن هذه الدولة على مذهب الحشوية فلتكن ما تكون» منهج الأشاعرة في العقيدة ص 179.
[17] انظر: منهج الأشاعرة في العقيدة ص 183.
وهذ ا مقالٌ ثالث له وفقه الله، ولعل الناظر في الواقع أنَّ هناك دعوة للتمشعر!
التفويض .. الجهل والجفاء
قرر السلف الصالح أن صفات الله - تعالى - معلومة المعنى ومجهولة الكيفية، كما قال الإمام مالك بن أنس - وكذا شيخه ربيعة الرأي -: «الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة» 1.
وبيَّن ذلك شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني (ت 449هـ) قائلاً: «وقد أعاذ الله - تعالى - أهل السُّنة من التحريف والتشبيه والتكييف، ومَنَّ عليهم بالتعريف والتفهيم، حتى سلكوا سبيل التوحيد والتنزيه ... » 2.
فأفصح في هذه العبارة عن مجانبة السلف طرائق التحريف والتمثيل والتكييف، ولزوم سبيل التعريف والتفهيم خلافاً لأرباب التجهيل والتفويض.
وقال قِوام السُّنة الأصفهاني (ت 535هـ): «ينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها؛ فيعظموا الله حق عظمته، ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً طلب أن يعرف اسمه وكُنْيَتَه، واسم أبيه وجدِّه، وسأل عن صغير أمره وكبيره؛ فالله الذي خلقنا ورزقنا، ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أَوْلَى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها» 3.
فمعاني الصفات الإلهية معلومة؛ إذ إن الله أمر بتدبُّر القرآن كله في عدَّة آيات، فقال - سبحانه -: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص: 92] وقال - تعالى -: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 42].
والتدبُّر هو: أن يفهم آيات القرآن ويعقِلها ويعلم معانيها، وأشرَفُ ذلك آيات الصفات ... «وإذا كان الله قد حَضَّ الكفار والمنافقين على تدبُّره، عُلِمَ أن معانيه مما يمكن للكفار والمنافقين فهمها ومعرفتها؛ فكيف لا يكون ذلك ممكناً للمؤمنين؟ وهذا يبيِّن أن معانيه كانت معروفة بيِّنةً لهم» 4.
وأما أهل التفويض5 والتجهيل؛ فهم القائلون بأن نصوص الصفات ألفاظ لا تُعْقَل معانيها، ولا ندري ما أراد الله ورسوله منها، ولكن نقرؤها ألفاظاً لا معاني لها؛ فجعلوا أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يُفهم6!
ومذهب التجهيل والتضليل وإن كان مقابلاً لمذهب أهل التحريف والتأويل المذموم، إلاَّ أن منشأ الاشتباه واحد؛ إذ إن طائفتَيِّ التفويض والتحريف قد انقدح في أذهانهم أن في إثبات نصوص الصفات تمثيلاً وتشبيهاً7؛ فنفوا الصفات الإلهية التي دلَّت عليها نصوص الوحيين، واستروحوا إلى التفويض تارةً، والتحريف تارةً أخرى8، كما في جوهرة (الأشاعرة):
وكل نصٍّ أوْهَمَ التشبيها أوِّلْه أو فوِّض ورُمْ تنزيها
ومن ذلك أن أبا المعالي الجويني سلك التعطيل والتحريف، كما في كتابه (الإرشاد) ثم أعقب ذلك بالتفويض والتجهيل في (الرسالة النظامية) 9.
ولئن كان الأشاعرة والماتريدية ونحوهم يترنَّحون بين تأويل مذموم وتفويض مجهول؛ فيسوِّغون المذهبَيْن بدعوى: «أن مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم!»
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/64)
والمصيبة أن متسنِّنَةً في هذا العصر قد غشيتهم هذه اللوثة؛ فتوثبوا على عقيدة السلف الصالح، وتنكَّبُوا الهدى والنور، والعلم والبصيرة، ولَحِقهم الولع والهوس بمذهب التجهيل والتفويض، فنعوذ بالله من الحور بعد الكور10.
ولئن كان التفويض ناشئاً عن جهل بمذهب السلف، أو ضلال بتصويب طريقة الخلف، فربما كان باعث ذلك الشهوة وحظوظ النفس، والتفلُّت من لزوم الصراط المستقيم: «إن النفوس فيها نوع من الكِبر؛ فتحبُّ أن تخرج من العبودية والاتباع بحسب الإمكان، كما قال أبو عثمان النيسابوري - رحمه الله -: ما ترك أحد شيئاً من السُّنة إلا لِكِبْر في نفسه، ثم هذا مظنَّة لغيره؛ فينسلخ القلب عن حقيقة اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويصير فيه من الكِبْر وضعف الإيمان بالله ما يفسد عليه دينه» 11.
ويقال لهؤلاء المفوِّضة: ها أنتم تثبتون أن الله - تعالى - ذاتاً - تليق به سبحانه - تعقلونها وتعْلَمونها، فكذا أسماؤه وصفاته - عز وجل - تُعلم وتُعْقَل؛ فالقول في الصفات كالقول في الذات12.
«ويقال أيضاً: أتقولون بهذا التجهيل في جميع أسماء الله - تعالى - وصفاته؟ فإن قالوا: هذا في الجميع كان هذا عناداً ظاهراً وجحداً لما يُعلم بالاضطرار من دين الإسلام، بل كُفْر صريح؛ فإنا نفهم من قوله - تعالى -: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 651] معنىً، ونفهم من قوله - تعالى -: {إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} [إبراهيم: 74] معنىً، وصبيان المسلمين بل وكل عاقل يفهم هذا.
ويقال لهذا المعاند: فهل هذه الأسماء دالة على الإله المعبود أم لا؟ فإن قال: لا، كان معطِّلاً محضاً، وما أعلم مسلماً يقول: هذا، وإن قال: نعم، قيل له: فلم فهمت منها دلالتها على نفس الرب، ولم تفهم دلالتها على ما فيها من المعاني من الرحمة والعلم، وكلاهما في الدلالة سواء؟» 13.
ومن أَوْجُه فساد مذهب التفويض: «أن هذا قدح في القرآن والأنبياء؛ إذ كان الله أنزل القرآن وأخبر أنه جعله هدىً وبياناً للناس، وأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يبلغ البلاغ المبين، وأن يبيِّن للناس ما نُزِّل إليهم، وأمر بتدبُّر القرآن وعَقْلِه، ومع هذا؛ فأشرف ما فيه - وهو ما أخبر الربُّ عن صفاته - لا يعلم أحد معناه؛ فلا يُعْقَل ولا يُتَدبَّر! ولا يكون الرسول بلَّغ البلاغ المبين ... فتبيَّن أن قول أهل التفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاد».14
«إن من أعظم أبواب الصدِّ عن سبيل الله وإطفاء نور الله، والإلحاد في آيات الله وإبطال رسالة الله، دعوى أن القرآن لا يُفهم معناه، ولا طريق لنا إلى العلم بمعناه ... فمن كان يرى أن الذي أمر الله به، أن تكون الأمة كلها لا تعقل معاني الكتاب، فهو ممن يدعو إلى الإعراض عن معاني كتاب الله ونسيانها، ولهذا صار هؤلاء ينسون معانيه حقيقة؛ فلا يخطر بقلوبهم المعنى الذي أراده الله ولا يتفكرونه ... » 15.
ومن الأجوبة العقلية والضرورية في ردِّ هذا التجهيل؛ أن من قرأ مصنَّفات الناس في الطب والنحو والفقه والأصول ... لكان من أحرص الناس على فَهْم معنى ذلك، ولكان من أثقل الأمور عليه قراءة كلام لا يفهمه، فإذا كان السابقون - رضي الله عنهم - يعلمون أن هذا كلام الله وكتابه الذي أنزله إليهم وهداهم به، أفلا يكونون أحرص الناس على فهمه ومعرفة معناه؟ بل ومن المعلوم أن رغبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تعريفهم معاني القرآن أعظم من رغبته من تعريفهم حروفه16 ...
وها هنا ضرورة فطرية، وأمر وَجْديٌّ لا انفكاك عنه؛ وهو أن التعرف على الله بأسمائه وصفاته وما يستلزم ذلك من محبته وعبادته لهو أكبر المقاصد وأجلُّ المطالب؛ فمعرفة هذا، أصل الدين، وأساس الهداية، وأفضل ما اكتسبته القلوب، وأدركته العقول؛ فلا يُتَصوَّر أن يكون السلف الصالح كلهم كانوا مُعْرِضين عن هذا؛ لا يسألون عنه، ولا يشتاقون إلى معرفته، ولا تطلب قلوبهم الحق فيه، وهم - ليلاً ونهاراً - يتوجهون بقلوبهم إليه - سبحانه - ويدعونه تضرعاً وخفية، ورغبةً ورهباً. والقلوب مجبولة مفطورة على طلب العلم بهذا، ومعرفة الحق فيه، وهي مشتاقة إليه أكثر من شوقها إلى كثير الأمور17.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/65)
ويتعذر على هؤلاء المفوِّضة أن ينكروا ما يجدونه في قلوبهم من محبة الله - تعالى - لما له - سبحانه وتعالى - من صفات الكمال والجلال والجمال، ولعظيم نِعَمِه وكثرة آلائه ...
وكذا استصحاب الخوف من ملك الملوك، ومالك يوم الدين، هو ناشئ عن ظهور آثار أسمائه وصفاته الدالة على بطشه، وقهره، وعدله، وانتقامه ... كما يمتنع أن يجحدوا ما في أنفسهم من الطمع برحمة الله ورأفته؛ إذ يرجون رحمته ويرغبون إليه.
إن التعرُّف على الله - تعالى - والعلم بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا والتفقه في فهم معانيها يحقق عبادة الله - تعالى - ومحبته وخشيته ورجاءه؛ فكلما ازداد العبد معرفة بربِّه ازداد إيماناً وتوحيداً18.
قال ابن القيِّم: «لا يستقر للعبد قَدَم في المعرفة - بل ولا في الإيمان حتى يؤمن بصفات الربِّ - جل جلاله - ويعرفها معرفة تخرج عن حدِّ الجهل بربِّه؛ فالإيمان بالصفات وتعرُّفُها هو أساس الإسلام، وقاعدة الإيمان، وثمرة شجرة الإحسان» 19.
والمقصود أن مذهب التفويض بلوازمه الفاسدة وما يؤول إليه، من شر المذاهب؛ لِمَا فيه من الطعن في حكمة الله - تعالى - ورحمته وعلمه ... ونفي صفاته، وانتقاص القرآن في هدايته وبيانه وشفائه، والقدح في سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - من جهة عِلْمِه وبيانه ونُصْحه؛ إذ هو - صلى الله عليه وسلم - أعلم الناس بربه - سبحانه وتعالى - وأفصح الناس وأنصح الناس ... واستجهالِ السابقين الأولين، ولَمْزِ الصحابة - رضي الله عنهم - بقلَّة العلم وضعف الحكمة ..
وما كان لمذهب التجهيل والتضليل أن يروج على فئام من المسلمين، لولا تقصير علماء ودعاة أهل السُّنة والجماعة عن تبليغ رسالات الله ومدافعة شبهات المبطلين، لا سيما وأن مذهب التفويض قد ينشأ عن ضعفٍ وقعودٍ عن مجالدة أرباب التأويل الفاسد؛ فقد يعلم بعضهم فساد تأويلات المحرِّفين لآيات الصفات، لكنه يضعف عن تحقيق الإيمان بمعاني القرآن؛ فيركن إلى الجهل، ويخلد إلى التفويض، ويُعْرِض عن معاني القرآن ولا حول ولا قوة إلا بالله20.
أخرجه اللالكائي في شرح أصول السُّنة: 2/ 398، والصابوني في عقيدة السلف: ص 181، والذهبي في العلو: ص 98 وغيرهم.
2 عقيدة السلف أصحاب الحديث: ص 63.
3 الحجة في بيان المحجة: 1/ 22.
4 القاعدة المراكشية لابن تيمية: ص 30.
5 كتب د. أحمد القاضي رسالة علمية متينة بعنوان: «مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات عرض ونقد» تزيد على ستمائة صفحة، وهي مطبوعة متداولة؛ بيَّن حقيقة هذا المذهب مع الرد على شبهاتهم، وقد انتفعتُ بها.
6 انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية: 13/ 295، والصواعق المرسلة لابن القيم: 2/ 422.
7 انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية: 5/ 476.
8 الحموية لابن تيمية: ص 205، 206.
9 انظر: الدرء: 3/ 381.
10 مثل يُضرب لمن أصابه نقصٌ بعد زيادة.
11 اقتضاء الصراط المستقيم: 2/ 612.
12 هذا الأصل الكبير «القول في الصفات كالقول في الذات» قرره جمع من المحققين: كالخطابي، والخطيب البغدادي، وابن الزاغوني، وأبي عثمان الصابوني، وابن عبد البر، وابن تيمية رحمهم الله.
13 مجموع الفتاوى: 13/ 297،298 (بتصرف يسير).
14 الدرء: 1/ 205،204 (باختصار).
15 جواب الاعتراضات المصرية لابن تيمية: ص 24، 25 (باختصار).
16 انظر: جواب الاعتراضات المصرية: ص 14، والقاعدة المراكشية: ص 29.
17 انظر: الحَمَوية: ص 196، والقاعدة المراكشية: ص 47، 48.
18 انظر: تفسير السعدي: 1/ 24.
19 مدارج السالكين: 3/ 347.
20 انظر: تفصيل ذلك في: جواب الاعتراضات المصرية لابن تيمية: ص 26 - 31.
ختاماً:
القضية أكبر من خلاف بسيط وسوء فهم قد شط
بل تبني للبدع ... ودعوة له
ـ[أبوالشيخ]ــــــــ[01 - 05 - 10, 02:40 م]ـ
سبحان الله
الرجل له دعاة ((تلامذته)) يحيون البدع ويقومون بنشر ضلالات وجهالات المدلس سعيد فودة: ففي موقع صوفية حضرموت كتب أحد الإخوة الكرام بالوثائق إفتراء ابن فودة على شيخ الإسلام
وعدم أمانته فقد استبطن حقداً أعماه عن الحق ...
فعلق أحد الأعضاء قائلاً: رد: (وثيقة) الخيانات العلمية للكذاب سعيد فودة
----------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/66)
جزاك الله خيراً .. وهل يوجد من رد على كتاب " الكاشف الصغير ... " لسعيد فودة رداً كاملاً فقد ابتلي به الكثير، وينشط تلامذة الأسمري في نشره سراً بين الناس عندنا في الحجاز
أ. هـ
ووجدتُ أن الرجل يُحتفى به في مواقع أهل البدع كالأحباش والمتصوفة كموقع بوابة الأسمري وغيرها؟؟؟؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 06:27 م]ـ
هذه عاقبة التمييع
كنا نحذر من الأسمري قديماً
وكان المميعون المخذلون يقفون لنا بالمرصاد
فانظر من كان المحق آنذاك
وقد أبدت لك الأيام ما كنت جاهلاً
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الله
لست بطالب علم لكن عن تجربة شخصية رأيت أمامي من سقط في التمشعر أمام تلبيسات احد الاشاعرة المؤولين ولان هذا الغر درس كتاب التوحيد وبعض المتون فيعرف شيئا عن الصفات ضحك عليه الاشعري المؤول بابن الجوزي رحمه الله فمال الى التفويض ولا ادري هل عاد أم بقى حائرا. والحمد لله أن له بقية من فطرة تعجب بسببها من قبورية ذاك الاشعري اللئيم. لانه لم يعلم بأن الاشعري قبوري أيضا يخفي قبوريته!!!
فالاشعري لا يظهر حقيقته كاملة .................... بعد فترة يظهر لك أنه عبد للبدوي ولغيره من الاموات ... لعنة الله على عباد القبور.
لقد فوجئت بأن التائه ممن نشأ على "حب" الشيخ الشعراوي مثلا فلا يعرف عقيدته وهذا بسبب الدعاة الذين يثنون عليه. وأرى والله اعلم أن هذا من أهم الاسباب. المسكين غير محصن بشكل كاف. ما لم يكن طالب علم يسقط بسهولة عندما يقع فريسة لمبتدع كبير.
===
أغلب أهل السنة (عوام طلبة العلم) في صراع مع الروافض. والكثير لا يعرف عن الاشاعرة شيئا بل لم يسمع بهم أصلا رغم أنهم حوله أمام عينيه.
الصوفي ينشأ يعلم أن اهل السنة "وهابية" + "مجسمة"
والسلفي ينشأ يعلم أن الصوفية: قبورية + فقط!!!
لا يعلم أن الصوفية = أشاعرة (او ماتريدية) جهمية معطلة ............. (نعم ليس كل أشعري صوفي لكن كل صوفي أشعري أو ماتريدي)
الحل:
ينبغي التركيز على دراسة المذهب الاشعري وكشف الوجه الاخر له!!! ( http://www.asha3ira.co.cc/)
ـ[أبوسعيد الزهيري]ــــــــ[01 - 05 - 10, 09:08 م]ـ
أيها الإخوة الكرام, أفيدكم أنه قد رد عليه الشيخ بدر العتيبي في كتابه تنبيه الممتري في فساد عقيدة الجاهل المفتري صالح الأسمري, دار المعراج, الطبعة الأولى 1430, وقد قرأه الشيخ العلامة المحدث
عبد المحسن العباد وأيده. وقد أهدى لي الشيخ بدر نسخة منه, فأفيته وافيا شافيا.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 10:24 م]ـ
أيها الإخوة الكرام, أفيدكم أنه قد رد عليه الشيخ بدر العتيبي في كتابه تنبيه الممتري في فساد عقيدة الجاهل المفتري صالح الأسمري, دار المعراج, الطبعة الأولى 1430, وقد قرأه الشيخ العلامة المحدث
عبد المحسن العباد وأيده. وقد أهدى لي الشيخ بدر نسخة منه, فأفيته وافيا شافيا.
جزاك الله خيرا - حمل الكتاب من هنا
http://kabah.info/uploaders/norh/mmtre.pdf
http://www.4shared.com/document/wi2WN7Y1/_________-_______.html(47/67)
أفضل شرح مسموع لكتاب التوحيد؟؟؟؟
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[12 - 02 - 08, 06:02 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...... أطلب من الاخوة ان يدلوني على أفضل شرح مسموع لكتاب التوحيد -من حيث التركيز على جانب تطبيق المعتقد لا من حيث كثرة المسائل -؟؟ و جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[12 - 02 - 08, 06:32 م]ـ
عليك بشرح الفوزان على كتاب التوحيد
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[12 - 02 - 08, 09:43 م]ـ
يوجد شرح للشيخة / أناهيد السميري وهي من طلاب الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله بحثت عن شرح أفضل من شرحها فلم أجد فقد وهبها الله أسلوب في الشرح والتقسيم وسبر المسائل وتوضيحها وتهتم من الناحية العملية وسمعت أنها بصدد كتابة شرح أوسع من الذي كتبته
مع العلم أن الشرح غير مطبوع بل هو في مذكرات عند طالباتها في (جدة) في -معهد أناهيد السميري -
ومن أجود الشروح شرح الشيخ عبدالله الغنيمان
ـ[ابو معاذ العمري]ــــــــ[12 - 02 - 08, 10:25 م]ـ
أفضل شرح مختصر شرح الشيخ صالح آل الشيخ في 16 شريط
ثم إنتقل الي شرح الشيخ الغنيمان في 32 شريط
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[13 - 02 - 08, 12:10 ص]ـ
لا تنسوا من
شرح الشيخ خليل المديفر
و شرح الشيخ عمر العيد
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[13 - 02 - 08, 12:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا على الفوائد لكن هل شرح الشيخ خليل المديفر موجود على الشبكة؟؟؟ و أرجو من الاخوة أن يضعول لنا الروابط
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[13 - 02 - 08, 02:24 م]ـ
معي في سيديهات شرح الشيخ خليل المديفر.
لكن ما غرفت كيف ارفعه في الملتقى
اذا احد يريد ان يعلمني فاهلا و سهلا.
نشارك في الخير
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[13 - 02 - 08, 10:45 م]ـ
معي في سيديهات شرح الشيخ خليل المديفر.
لكن ما غرفت كيف ارفعه في الملتقى
اذا احد يريد ان يعلمني فاهلا و سهلا.
نشارك في الخير
جزاك الله خيرا .... أما انا فضعيف في مجال البرمجيات و لعل اخواننا يفيدوننا؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[14 - 02 - 08, 12:49 ص]ـ
من افضل الشروح
شرح شيخنا الامام العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله
وهو على هذا الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=164
تنبيه: عدد الاشرطة 10 لكن العاشر هو لقراءة المتن فقط
فيكون الشرح في تسعة اشرطة
فائدة: يقوم بعض طلبة العلم بتفريغ هذا الشرح وفقهم الله ويسر أمرهم.
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[14 - 02 - 08, 09:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على الفوائد لكن هل شرح الشيخ خليل المديفر موجود على الشبكة؟؟؟ و أرجو من الاخوة أن يضعول لنا الروابط
هنا لكن لا أدري أمكتمل هو أم لا؟
http://www.grajhi.com/inc/ListbySpeakers.asp?id=9
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[14 - 02 - 08, 09:29 ص]ـ
من افضل الشروح
شرح شيخنا الامام العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله
وهو على هذا الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=164
تنبيه: عدد الاشرطة 10 لكن العاشر هو لقراءة المتن فقط
فيكون الشرح في تسعة اشرطة
فائدة: يقوم بعض طلبة العلم بتفريغ هذا الشرح وفقهم الله ويسر أمرهم.
هو مفرغ ومطبوع مع ثلاثة شروح في مجلدين (شرح ابن عثيمين والفوزان وابن باز والسعدي)
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[14 - 02 - 08, 03:54 م]ـ
تجدون شرح الغنيمان المكتوب على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=126773
في المشاركة التاسعة للأخ محمد عامر ياسين
ـ[معاذ المزحم]ــــــــ[14 - 02 - 08, 07:15 م]ـ
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Media/tabid/55/Default.aspx?View=Tree&NodeID=21&PageNo=1
هذا رابط موقع الشيخ العلامة صالح الفوزان وهو الذي عليه المعول الآن من الأحياء وأوصى به الشيخ ابن باز قبل موته وأعلم أن البركة مع الأكابر،،،
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[14 - 02 - 08, 10:58 م]ـ
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Media/tabid/55/Default.aspx?View=Tree&NodeID=21&PageNo=1
هذا رابط موقع الشيخ العلامة صالح الفوزان وهو الذي عليه المعول الآن من الأحياء وأوصى به الشيخ ابن باز قبل موته وأعلم أن البركة مع الأكابر،،،
بارك الله فيك
ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[15 - 02 - 08, 01:53 ص]ـ
أظن الأخ السائل قد أطيل عليه في الإجابة ولكني أنصحه بشرح الشيخ صالح آل الشيخ فهو يتميز بالإختصار مع التقعيد لأصول المسائل كذلك شرح العلامة الفوزان نفيس في بابه والله الموفق
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[15 - 02 - 08, 06:10 ص]ـ
هو مفرغ ومطبوع مع ثلاثة شروح في مجلدين (شرح ابن عثيمين والفوزان وابن باز والسعدي)
هذا الشرح لم يسبق له التفريغ او الطبع (حسب علمي) وما تقصده انما هو تعليقات بسيطة للشيخ رحمه الله ((تجدها ضمن مؤلفات الشيخ في توقيعي))
اما هذا فهو شرح نفيس اقدر حجمه ب 400 ورقة تقريبا.
أسأل الله الاعانة والتوفيق للجميع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/68)
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[15 - 02 - 08, 06:24 م]ـ
هذا الشرح لم يسبق له التفريغ او الطبع (حسب علمي) وما تقصده انما هو تعليقات بسيطة للشيخ رحمه الله ((تجدها ضمن مؤلفات الشيخ في توقيعي))
اما هذا فهو شرح نفيس اقدر حجمه ب 400 ورقة تقريبا.
أسأل الله الاعانة والتوفيق للجميع.
لم أجده على الرابط ولو دللتني عليه أكون لك من الشاكرين.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[16 - 02 - 08, 01:59 م]ـ
التعليقات البازية على كتاب التوحيد
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1735
اما الشرح الصوتي فهو هنا
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=164
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[16 - 02 - 08, 10:58 م]ـ
بارك الله فيكم لكن ما رأي الاخوة في شرح الشيخ محمد المختار الشنقيطي الموجود في صفحته في موقع طريق الاسلام؟ وهل هو مكتمل؟؟
ـ[صخر]ــــــــ[16 - 02 - 08, 11:32 م]ـ
ليس بمكتمل
ـ[ولد محمد]ــــــــ[17 - 02 - 08, 01:35 ص]ـ
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Media/tabid/55/Default.aspx?View=Tree&NodeID=21&PageNo=1
هذا رابط موقع الشيخ العلامة صالح الفوزان وهو الذي عليه المعول الآن من الأحياء وأوصى به الشيخ ابن باز قبل موته وأعلم أن البركة مع الأكابر،،،
قد حجرت واسعا يا أخي معاذ
وهضمت حق إخوانه من العلماء
ولا يزال في الأمة ولله الحمد والمنة من العلماء الراسخين ممن هم في عمر الشيخ وأكبر.
.................................................. ..........
أما عن سؤال الأخ فأوصيك بشرح الشيخ البراك وإن كان لم يكتمل إلا أنه سيخرج شرح آخر كامل بإذن الله قريبا
علما أن الشرح الموجود على الشبكة الآن فيه من الفوائد المتعلقة بالتوحيد مالا تجده في غيره من الشروح المكتوبة, على سبيل المثال حكم التبرك هل هو شرك أكبر أو أصغر وكذلك في الكلام على مسائل الكتاب
والشيخ حفظه الله له عناية بكتاب التوحيد وقد شرحه مرات عديدة
ويميز شرحه حفظه الله أنه لا يخرج عن موضوع الكتاب
وجرب يا أخي سماع شرح باب واحد وستعرف قيمة ما قلته لك
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[17 - 02 - 08, 11:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا لكن يا حبدا لو تضعون الروابط .....
ـ[ولد محمد]ــــــــ[19 - 02 - 08, 04:54 م]ـ
أخي الكريم سأرفع لك جزء من شرح الشيخ البراك على أحد الأبواب حتى تتعرف على طريقة الشيخ
قريبا بإذن الله
وإلا فالشرح موجود في موقع طريق الإسلام
www.islamway.com(47/69)
سؤال لأهل العلم (والله: علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد)
ـ[أم خلاد]ــــــــ[12 - 02 - 08, 06:42 م]ـ
جاء في أحد الكتب
(والله: علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد)
أريد تبيين معاني هذه المصطلحات الكلامية, وماهي أقوال العلماء في اطلاق هذه المصطلحات على الله تعالى؟
ـ[أم خلاد]ــــــــ[18 - 02 - 08, 09:15 م]ـ
للرفع
هل يجوز قول (الواجب الوجود) على الله تعالى؟؟
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[18 - 02 - 08, 09:37 م]ـ
الفلاسفة ينظرون إلى الوجود من حيث إنه ثلاثة أقسام:
(1) واجب الوجود
(2) أو ممتنع الوجود
(3) أو ممكن الوجود
فيقولون: إن هذه الأقسام الثلاثة، تحوي كل متعلقات الوجود، فإن الأشياء:
إما واجبة الوجود لذاتها
وإما ممتنعة الوجود لذاتها
وإما ممكنة الوجود والعدم
وذكر المصنف: أن هذه المخلوقات المشاهدة لا شك أن لوجودها بداية بدليل أننا نراها وجدت قبل أن لم تكن موجودة، فنحن -مثلاً- جئنا والأرض موجودة لكننا نرى السحاب كيف يوجد، ونرى الشجرة كيف تنمو وتوجد، فكثير من الأشياء توجد بعد أن لم تكن موجودة، إذاً هذه الأشياء لا نقول ممتنعت الوجود لأنها موجودة، ولا نقول: إنها واجبة الوجود لأنها كانت من قبل في العدم، إذاً فهي من القسم الآخر وهو ممكن الوجود، وأنتم متفقون معنا أي: الفلاسفة والمتكلمون على أن ممكن الوجود يفتقر إلى واجب وجود أوجده.
إذاً فواجب الوجود هذا لا بد أن يكون أزلياً يعني: لا أول لوجوده، لأنه إذا كان لوجوده أول أصبح من جملة الموجودات الممكنات التي تحتمل الوجود والعدم، إذاً ثبت بالدليل العقلي من كلامكم ومن نظرياتكم أن الله -سبحانه وتعالى- لا أول لوجوده أو لا بداية له وهذا مثل ما قطعه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: {لا يزال الشيطان يأتي أحدكم فيقول: هذا خلق الله حتى يقول له: من خلق الله فإذا وجد ذلك فليستعذ بالله http://www.alhawali.com/tips.gif } ونحن نشاهد هذا الكلام لا ميزان له في العقل، هذا الشعور أو هذا الخاطر أو الهاجس لا وجود له ولا صحة له في نظر العقل السليم حتى عقول الفلاسفة أنفسهم نجد -على كلامهم هذا- أن الممكنات أو المحدثات لا بد لها من محدث فهي مفتقرة إلى واجب الوجود، ولو قلنا: إن واجب الوجود مثلها مخلوق أو ممكن أو محدث لاحتاج إلى واجب يوجده وهكذا يتسلسل الأمر إلى ما لا نهاية، إذاً لا بد أن نقول هناك موجودات وجدت ولوجودها بداية، وهناك خالق مُوجِدٌ أوجدها ولا أول لوجوده ولا بداية له.
شرح (شرح عقيدة الطحاوي ـ لابن أبي العز) للشيخ سفر بن عبدالرحمن الحوالي
انظر رابط الموضوع بموقع الشيخ:
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.show*******&*******id=4432(47/70)
شيخ المعتزلة: طه جابر العلواني، وإنكار السنة المتواترة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 02 - 08, 09:50 ص]ـ
مع إنكاره لنزول عيسى بن مريم عليه السلام وميله لفكرة الصلب، فلا يقف الأمر هنا فحسب. لكن الجرءة العظيمة على رد الحديث الصحيح المتواتر برأي سفيه من غير دليل. انظر مقابلته مع موقع نفاق أون لاين:
* لكن البعض يعتقد أن البخاري ومسلم وعلماء الحديث على مر العصور قد كفوا الناس مؤنة هذا البحث، ووضعوا من القواعد ما ضمن صحة ما رووه .. فما تعقيبكم .. ؟
- يا سيدي أنا بوصفي طالب علم من حقي ألا أقبل أحاديث ما، قديكون صح سندها عند غيري، لكني اكتشفت في السند عيبا، أو صح متنها عند آخرين ونقدت المتن واكتشفت به عيباً، وفقاً للمنهج الأصولي، كما فعلت في حديث الردة حديث (من بدل دينه فاقتلوه) درست جميع طرقه وكما درست طرق حديث (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث) وكما درسنا حديث (ستفترق أمتي على بضع وسبعين شعبة).
هذه الأحاديث مشتهرة على الألسن وصححها كثيرون، لكن وجدنا فيها عيوباً وفقاً لمناهج المحدثين، فما العيب أن يقوم طالب عالم أو شخص مختص بدراسة وفق المناهج التي وضعها المحدثون، ليثبت لنا أن هذا الحديث فيه عيب لم يكتشف ويكتشفه، {كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك} أنا لا أدعي لنفسي أي شيء فيها أنا مجرد طالب علم أخطئ وأصيب.
وكل العلماء متفقون على أن الحديث إذا خالف القرآن يُنحى، القرآن هو الذي يؤخذ به، هو الحاكم على الحديث، هو المصدق والمهيمن على تراث النبيين كافة، فلم أفعل أنا شيئا غير هذا، ولم أتجاوز الحدود المرسومة لدى المحدثين ولدى أهل العلم.
إلى آخر هراءه أراحنا الله منه
ومن أقواله:
"بداية .. عيسى لم يصلب إلا وهو كهل "
يعني هو يثبت الصلب!!
"وللأسف النصوص الإسلامية الواردة في هذا من بعض الأحاديث هي أيضا إلى صف النصارى في هذا، يعني لو سلمنا فيما يقولون، لماذا يأتي السيد المسيح بعد خاتم النبيين، إلا لإزالة صفة الختامية عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفتح أبواب المتنبئين."
هكذا هي مكانة الأحاديث الصحيحة عند المعتزلة
###
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[13 - 02 - 08, 06:07 م]ـ
هي نتيجة البقاء في ديار غير ديار الاسلام.
والاختلاط بثقافات الأمم.
وضغط الواقع كما يقال.
وتحكيم العقل.
ولا يخفى على الجميع موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من وجود التوارة بيد عمر رضي الله عنه.
ولا يخفى على الجميع أثر الترجمة في العصر العباسي على العلوم الاسلامية.بل وعلى العلماء إلا من رحم
وخاصة علم الكلام والفلسفة وأثره في العقائد وعلم الأصول و لا زلنا إلى اليوم ويتجرع الناس مرراة المعتزلة والأشاعرة ........
نسأل الله السلامة والعافية.
وأن يثبتنا بالقول الثابت.
ـ[أبو عبدالله بن محمد]ــــــــ[13 - 02 - 08, 08:47 م]ـ
أراحنا الله سبحانه من شر كل خبيث كذاب أفاك مدسوس ومحسوب على أهل العلم
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[14 - 02 - 08, 03:14 ص]ـ
ان حسبته شيخنا على المعتزلة فقد شرفته .... فهم أقل جرأة على دين الله منه و من عصابته في معهد الفكر الاسلامي بواشنطن .... ان قرأت بعضا من النشرات و الكتب التي يصدرها المعهد بموافقته و تحت اشرافه و فيها من التلاعب بتفسير القرآن دع عنك السنة باستخدام "المشاريط" البنيوية لعلمت ان الرجل و أتباعه باطنية جدد بعيدون ليس فقط عن مناهج أهل السنة بل عن مناهج المتكلمين
و الله اعلم بالحال و المآل
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - 02 - 08, 11:27 ص]ـ
بارك الله فيك ..
وهنا اعترافان مهمان له:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/a.htm
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[15 - 02 - 08, 03:28 م]ـ
بارك الله فيك ..
وهنا اعترافان مهمان له:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/a.htm
مداخلة مفيدة نفعنا الله بها وهذا عهدنا بك شيخنا الكريم لاحرمنا الله منك
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 - 02 - 08, 03:36 م]ـ
فما العيب أن يقوم طالب عالم أو شخص مختص بدراسة وفق المناهج التي وضعها المحدثون، ليثبت لنا أن هذا الحديث فيه عيب لم يكتشف ويكتشفه، {كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك}
لا عيب في ذلك ..
لكن التزم الشرط الذي وضعته: " وفق المناهج التي وضعها المحدثون " ولا أظنك ستخرج بهذه النتائج!.
أما إن سلكت مناهج أخرى فلا غرابة في أن تخرج بهذه النتائج البائسة!.
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 01:58 م]ـ
فضيلة الدكتور .. إذا كان تعليل فضيلتكم أساسه فهم النص القرآني، فمسألة نزول المسيح عليه السلام فيها نص قرآني حسب فهم البعض بعيدا عن الأحاديث ومدى صحتها متنا وسندا .. يعني قوله تعالى عن المسيح عليه السلام: {وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها} وقوله عنه أيضا: {ويكلم الناس في المهد وكهلا} حسب فهم البعض للمقصود بالكهولة حين عودته مرة أخرى .. وقوله تعالى: {إني متوفيك ورافعك .. } فكيف تحلون هذا الإشكال؟
- بداية .. عيسى لم يتعرض لما قيل إنه "صلب" إلا وهو كهل .. الكهولة تبدأ من سن الثلاثين، يعني إذا كان هؤلاء يفهمون اللغة العربية فاللغة العربية تقسم مراحل حياة الإنسان العمرية إلى مرحلة طفولة وهي من سنتين لأربعة، مرحلة تتميز وهي بعد سن الخامسة، مرحلة مراهقة وهي لحين البلوغ مرحلة شباب وهي مرحلة ما بعد الرابع والعشرين، مرحلة رجولة وهي من 24 إلى 30، مرحلة كهولة وهي من 30 فما فوق، مرحلة شيخوخة من 50 فما فوق، وهذه لغة عربية يستطيع أي واحد أن يرجع إلى قواميس اللغة، ويرى كيف تعامل العرب مع كلمة صبي وطفل وصبية وطفلة ومراهق وبالغ وشاب وشايب ورجل وكهل وإلى آخره.
http://www.islamonline.net/servlet/S...ah%2FSRALayout
حسب ما أذكر، لم تكن كذلك، فالظاهر أن الخطأ من الموقع، وأنه تم تعديله
ليس دفاعا عنه، ولكن لننسب كل قول إلى قائله كما قاله(47/71)
مسألة عذاب القبر دائم أم منقطع
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[13 - 02 - 08, 10:23 م]ـ
مسألة: عذاب القبر دائم أم منقطع
قال ابن القيم في كتاب الروح في المسألة الرابعة عشرة وهي قوله عذاب القبر دائم أم منقطع فجوابها: أنه نوعان: نوع دائم سوى ما ورد في بعض الأحاديث أنه يخفف عنهم ما بين النفختين فإذا قاموا من قبورهم قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ويدل على دوامه قوله تعالى النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويدل عليه أيضا ما تقدم في حديث سمرة الذي رواه البخاري في رؤيا النبي وفيه فهو يفعل به ذلك إلى يوم القيامة .. وفي حديث ابن عباس في قصة الجريدتين لعله يخفف عنهما ما لم تيبسا فجعل التخفيف مقيدا برطوبتهما فقط .. وفي حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي هريرة ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت لا يفتر عنهم من ذلك شيء وقد تقدم وفي الصحيح في قصة الذي لبس بردين وجعل يمشي يتبختر فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة
وفي حديث البراء بن عازب في قصة الكافر ثم يفتح له باب إلى النار فينظر إلى مقعده فيها حتى تقوم الساعة رواه الإمام أحمد وفي بعض طرقه ثم يخرق له خرقا إلى النار فيأتيه من غمها ودخانها إلى القيامة ..
- النوع الثاني إلى مدة ثم ينقطع وهو عذاب بعض العصاة الذين خفت جرائمهم فيعذب بحسب جرمه ثم يخفف عنه كما يعذب في النار مدة ثم يزول عنه العذاب
وقد ينقطع عنه العذاب بدعاء أو صدقة أو استغفار أو ثواب حج أو قراءة تصل إليه من بعض أقاربه أو غيرهم وهذا كما يشفع الشافع في المعذب في الدنيا فيخلص من العذاب بشفاعته .. الخ
ونقل ابن القيم أيضاً في البدائع من فوائد شتى منقولة من خط القاضي أبي يعلي رحمه الله تعالى فقال: ومن خطه أيضا من تعاليقه عذاب القبر حق وقد قيل لا بد من انقطاعه لأنه من عذاب الدنيا والدنيا وما فيها فان منقطع فلا بد أن يلحقهم الفناء والبلاء ولا يعرف مقدار مدة ذلك .. اهـ
قلت: استدل ابن القيم كثيرا في كتابه الروح بما رواه ابن أبي الدنيا من رؤى ومنامات عن بعض السلف .. ولا يصح الاعتماد عليها كدليل شرعي على مسألة غيبية من مسائل العقيدة ..
وكذلك ما نقله عن القاضي أبي يعلى والمنقول بصيغة قيل كما أن قياسه غير مستقيم .. وقوله أن عذاب القبر من عذاب الدنيا مشكل جداً فالله أعلم بقصده ..
فإن القبر وما فيه برزخ غيبي لا يعلم ما فيه على حقيقته إلا بما نقل في الشرع ..
ونرى والله اعلم أن غالب الأدلة تثبت دوام عذاب القبر وإن كان هناك بعض الأدلة التي تثبت انقطاع عذاب القبر أو تخفيفه عن المسلمون فأقربها ما ذكره ابن رجب في الأهوال عندما قال: وقد يرفع عذاب القبر في بعض الأشهر الشريفة فقد روي بإسناد ضعيف عن أنس بن مالك أن عذاب القبر يرفع عن الموتى في شهر رمضان .. وكذلك فتنة القبر ترفع عمن مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة لحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي r قال: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر. . والله أعلم.
حديث رمضان ضعفه ابن رجب كما ترى أما حديث ابن عمر فقد رواه احمد 6582 والترمذي 1076 وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم 5773.(47/72)
من ينفخ في الصور
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[14 - 02 - 08, 12:25 ص]ـ
اشتهر أن الملك الذي ينفخ في الصور هو اسرافيل ..
والحق أنه لم تصح الروايات أن ملك الصور هو اسرافيل عليه السلام، فقد جاءت بذلك روايات ضعيفة، وبعضها منكر .. قال ابن حجر العسقلاني:
تسمية الملك بإسرافيل من حديث إسماعيل بن رافع وهو ضعيف.
قال ابن حجر في التقريب 442: ضعيف الحفظ وقال الذهبي في الكاشف: ضعيف واهٍ.
ولكن السؤال الحقيقي:
هل هو ملك واحد مخصص بالنفخ في الصور؟ أم هما ملكان؟
الأول فيه غالب الأحاديث .. فصح عنه r أنه قال: صاحب الصور واضع الصور على فيه منذ خلق، ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فيه فينفخ.
راجع صحيح الجامع 3752 للألباني.
وقال r : كيف أنعم وصاحب الصور قد إلتقمه وأصغى سمعه وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر بالنفخ .. فقالوا يا رسول الله: وما تأمرنا؟
قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل.
رواه أحمد في المسند عن أبي سعيد الخدري11054 و 11719 وزيد بن أرقم 19560 وابن عباس 3010 ورواه الترمذي 2431 وصححه الألباني.
وقال r : إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، كأن عينيه كوكبان.
راجع السلسلة الصحيحة للألباني 1078.
وقد روى أحمد للثاني بسنده عن أبي مرية عن النبي r - أو عن عبد الله ابن عمرو عن النبي r - قال: النفاخان في السماء الثانية رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب – أو قال رأس أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق- ينتظران متى ينفخان في الصور فينفخان.
رواه أحمد 6804 بالشك كما هو مذكور. وسند رواته ثقات إلى عبد الله بن عمرو كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح. وجود إسناده المنذري في الترغيب على الشك في إرساله واتصاله. وضعفه الألباني كما سيأتي.
وفي سنن ابن ماجة من طريق حجاج عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله r : إن صاحبي الصور بأيديهما - أو في أيديهما- قرنان يلاحظان النظر متى يؤمران ..
رواه ابن ماجة 4273 وسنده ضعيف لتدليس حجاج بن أرطأة وضعف العوفي. وذكر الألباني حديث أحمد في الصحيحة تحت الحديث رقم 1080 واستنكره جداً .. ووجه استنكاره يرجع لأمرين:- الأول أن في طريق أحمد: عن أبي مراية أو ابن عمرو .. وارتضى كلام الهيثمي في إرسال رواية أبو مراية ووصل رواية ابن عمرو .. وقال الألباني: وأبو مراية لا يعرف!
الثاني: مخالفة جميع الرواة الذين رووه على الإفراد بلفظ: صاحب الصور.
وأقول أولاً:- أبو مرية هو أبو مراية عبد الله بن عمرو العجلي روى عن سلمان وعمران ابن حصين وروى عنه قتادة وأسلم العجلي. كما في (الكنى والأسماء 1/ 827 للإمام مسلم والمقتنى في سرد الكنى 2/ 68 للإمام الذهبي والتاريخ الكبير 5/ 154 للإمام البخاري والجرح والتعديل 5/ 118 لابن أبي حاتم). وفي ثقات ابن حبان 6/ 57 في ترجمة أيوب بن عبد الرحمن قال ابن حبان: شيخ يروى عن مالك بن أوس روى عنه أبو مراية العجلي .. ولم يتكلم عليه كما نقله الذهبي في لسان الميزان 1/ 485 برمته عنه. وما ترجم له فيما أعلم إلا ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 236 فقال: أبو مراية العجلي واسمه عبد الله بن عمرو وكان قليل الحديث .. فأولاً: الرجل تابعي معروف بالرواية كما ذكرنا من المراجع السابقة، وذكروا اثنان من شيوخه هما الصحابيان سلمان وعمران بن حصين رضي الله عنهما، واثنان من الرواة عنه وهما قتادة وأسلم العجلي وهذا على الإجمال لا التفصيل .. وبهذا تعرف دقة قول ابن كثير في النهاية عن أبي مراية هذا: ليس بالمشهور، فهي أدق من قول الألباني: لا يعرف .. والفرق بين واضح.
وثانياً: أنه لم يشار إليه بجرح ولا تعديل، اللهم إلا قول ابن سعد: وكان قليل الحديث، وهو يثبت أنه محدث مع قلته في ذلك .. وفي هذه الحالة لا يجب أن يطرح حديثه بلا حجة ..
وأقول على الأمر الثاني: أنه لا شك في صحة أحاديث الرواة الذين رووها على الإفراد، كما أن رواية الذين رووه على أنهما ملكان – إن صحت - لا تخالف الروايات الأخرى بداهة، وتعليل ذلك بوجوه منها: لما كان عدد النفخات أكثر من واحدة جاز أن يكون النفخ من اثنين .. ومنها: أنه يجوز أن يكون لأحدهما النفخ وللآخر الأمر به .. كما روى الطبراني في المعجم الأوسط (9/ 114 رقم 9283 وحسن إسناده الهيثمي في المجمع 10/ 331 والمنذري في الترغيب والترهيب كتاب البعث واستنكره الألباني في ضعيف الترغيب) عن كعب الأحبار في وجود عائشة أم المؤمنين قال في كلام له عن اسرافيل: وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصبت الأخرى فالتقم الصور محني ظهره شاخص بصره إلى اسرافيل وقد أمر إذا رأى اسرافيل قد ضم جناحه أن ينفخ في الصور، فقالت عائشة هكذا سمعت رسول الله r يقول.
وقد دل هذا الأثر – إن صح - أن النفخ في الصور ليس من الفعل المباشر لاسرافيل وإن كان بأمره، كما دل صراحة أن عملية النفخ في الصور من فعل ملكين أحدهما آمر وهو اسرافيل والآخر النافخ وهو الملك المبهم ..
أما عن صحة الرواية في أنهما ملكان فقد جاء في المسند من طريق أبو مراية، وعند ابن ماجة من طريق العوفي، وأخرجه الحاكم 8679 – 4/ 604 عن أبي سعيد مرفوعا بلفظ:
وملكان موكلان بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان .. وتفرد به خارجة بن مصعب وهو متروك .. وفي الزهد لهناد: عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة قال: ما من صباح إلا وملكان موكلان يقولان: يا طالب الخير أقبل ويا طالب الشر أقصر، وملكان موكلان يقولان سبحان القدوس، وملكان موكلان بالصور. وبسند هناد وابن المبارك في الزهد لهما عن كعب قال: ما من صباح إلا وملكان يناديان اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا وملكان يناديان ياباغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر وملكان يناديان سبحان الملك القدوس وملكان موكلان بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان. رواهما هناد السري في كتاب الزهد له 1/ 339 وسندهما صحيح كما قال ابن حجر في الفتح. ورواية كعب في زهد ابن المبارك 1/ 378 أيضاً .. فجميع هذه الروايات يثبت أن لها أصلاٍ .. والعلم عند الله تعالى.
وبهذه الشواهد مجموعة يمكن أن يكون النفخ في الصور على الأكثر من فعل ملكين اثنين إن صحت الأحاديث المذكورة فيه، والله أعلم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/73)
ـ[صالح الهميمي]ــــــــ[14 - 02 - 08, 06:37 ص]ـ
جزاك الله خير
والمسألة محل بحث
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[14 - 02 - 08, 08:58 ص]ـ
استدراك: في ترجمة أبو مراية العجلي عبد الله بن عمرو البصري:
اسمه:
جاء اسمه أبو مرية وأبو مراية بالألف .. وجاء في العلل ومعرفة الرجال 2/ 52 لعبد الله بن الإمام احمد: سمعت أبي يقول بن علية يقول عن التيمي عن أبي مريةقال وقتادة يقول أبو مراية.
وقال إبراهيم بن موسى بن أيوب البرهان الأبناسي في كتابه الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح 2/ 587: أبو مراية العجلي عرفناه بضم الميم وبعد الألف ياء مثناة من تحت واسمه عبد الله بن عمرو تابعي روى عنه قتادة .. كذا قال ابن الصلاح في المقدمة وابن جماعة في كتابه المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي 1/ 134. والسيوطي في تدريب الراوي 2/ 277 .. وكلهم على أن اسمه عبد الله بن عمرو كما في التاريخ الكبير5/ 154 للإمام البخاري والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 5/ 118 وترجم له ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 236 فقال: أبو مراية العجلي واسمه عبد الله بن عمرو وكان قليل الحديث .. وانظر الكنى والأسماء 1/ 827 للإمام مسلم والمقتنى في سرد الكنى 2/ 68 للإمام الذهبي ..
وخالفهم جميعا خليفة بن خياط فسماه في طبقاته عبد الرحمن بن عمرو .. وهو قول شاذ أو تحريف .. والله أعلم
وقال الحافظ ابن حجر في كتابه تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة 1/ 519: أبو المراية العجلي البصري عن عمران بن حصين وعنه قتادة قال ابن سعد اسمه عبد الله بن عمرو كان قليل الحديث .. قلت (ابن حجر): وذكره بن حبان في الثقات. اهـ
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 100: أبو مراية لم أجد من وثقه ولا جرحه.
قلت: صدق ابن حجر فقد وثقه ابن حبان ترجمة 3698 وقال: عبد الله بن عمرو أبو مرايه العجلي يروى عن عمران بن حصين وسلمان عداده في أهل البصرة روى عنه قتادة وأسلم العجلي.
وجاء في طبقات ابن خياط 1/ 209: أن أبو مراية العجلي قتل مع بن الأشعث.
شيوخه والرواة عنه:
في الجرح والتعديل 5/ 118: روى عن سلمان وأبى موسى الأشعري وعمران بن حصين روى عنه قتادة واسلم العجلي.
وزاد ابن حبان في الثقات 6/ 57 وعنه الذهبي في اللسان 1/ 485 من شيوخه أيوب بن عبد الرحمن.
وقد يقال: رواية الإمام أحمد فيها عن أبي مرية عن عبد الله بن عمرو بالشك فلعله روى عنه والله اعلم.
فإن كان روى عن عبد الله بن عمرو فإسناد الحديث متصل وإلا فمرسل سنده صحيح.
ويضاف إليه الروايات والآثار الأخرى لتقويته .. والله أعلى وأعلم وهو حسبي ونعم الوكيل .. وأستغفر الله من الخطأ والزلل.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[14 - 02 - 08, 07:53 م]ـ
استدراك لما قلته آنفا في السطر قبل الأخير: فإن كان روى عن عبد الله بن عمرو فإسناد الحديث متصل وإلا فمرسل سنده صحيح ..
جاء موافقا لما قاله الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 590: رواه أحمد على الشك فإن كان عن أبي مرية فهو مرسل ورجاله ثقات وإن كان عن عبد الله بن عمرو فهو متصل مسند ورجاله ثقات
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[28 - 02 - 08, 08:18 م]ـ
تذييلقلت أخيرا: وقد يقال: رواية الإمام أحمد فيها عن أبي مرية عن عبد الله بن عمرو بالشك فلعله روى عنه والله اعلم. فإن كان روى عن عبد الله بن عمرو فإسناد الحديث متصل وإلا فمرسل سنده صحيح .. وهذا ما قاله الهيثمي .. أقول الآن باحتمال أن يكون الشك الوارد في سند أحمد بقوله: عن أبي مرية عن النبي ? أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي ? قال: النفاخان .. الحديث أقول باحتمال أن يكون عبد الله بن عمرو المذكور هو أبي مراية نفسه فذكره أحمد بكنيته واسمه .. كما جاء على الشك .. ويؤيده أمور: الأول: اسم أبي مراية عبد الله بن عمرو كما مر في ترجمته. الثاني: أن أبو مراية لم يذكر له لقاء أو رواية عن ابن عمرو. الثالث: أن الرواي عن أبي مراية هو أسلم العجلي الثقة وأبو مراية من شيوخ أسلم يقينا كما في تهذيب الكمال .. فان كان الشك عمن رواه اسلم العجلي فالصحيح انه رواه عن أبي مراية لأنه لم يسمع من ابن عمرو .. وبهذا نرجح أن هذا الحديث صوابه مرسل وليس مرفوعا وانه من رواية أبي مراية العجلي وليس من مسند عبد الله بن عمرو .. والله اعلم
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[02 - 08 - 10, 06:01 ص]ـ
المسألة مطروحة أيضا على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78842
و http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1308171(47/74)
هل يجوز الدعاء لمن مات وهو لا يصلى؟
ـ[أحمد بن الحارث]ــــــــ[14 - 02 - 08, 02:47 ص]ـ
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[ابو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[21 - 02 - 08, 09:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال شيخ الاسلام في مجموع الفتاوي ج20/ 97
وتكفير تارك الصلاة هو المشهور المأثور عن جمهور السلف من الصحابة والتابعين ا. ه
قلت. والأدلة من الكتاب والسنة واقوال السلف كثيرة علي كفر
تارك الصلاة (كفر اكبر)
ومع ذلك ففي الامر سعة لمن قال بخلاف ذلك معتقدا صحته
(وهو قول –أقل ما يقال أنه قول-مرجوح) مخالف للأدلة
والله اعلم
ـ[أبو هاجر المغربي]ــــــــ[22 - 02 - 08, 03:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
< H5 dir=rtl> حكم تارك الصلاة للشسخ العثيمين رحمه الله
إن هذه المسألة من مسائل العلم الكبرى، وقد تنازع فيها أهل العلم سلفاً وخلفاً، فقال الإمام أحمد بن حنبل: "تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً من الملة، يقتل إذا لم يتب ويصل".وقال أبو حنيفة ومالك والشافعي: "فاسق ولا يكفَّر".
ثم اختلفوا فقال مالك والشافعي: "يقتل حداً" وقال أبو حنيفة: "يعزر ولا يقتل".
وإذا كانت هذه المسألة من مسائل النزاع، فالواجب ردها إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّه) (الشورى: الآية 10). وقوله: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: الآية 59).
ولأن كل واحد من المختلفين لا يكون قوله حجة على الآخر؛ لأن كل واحد يرى أن الصواب معه، وليس أحدهما أولى بالقبول من الآخر، فوجب الرجوع في ذلك إلى حكم بينهما وهو كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وإذا رددنا هذا النزاع إلى الكتاب والسنة، وجدنا أن الكتاب والسنة كلاهما يدل على كفر تارك الصلاة، الكفر الأكبر المخرج عن الملة.
أولاً: من الكتاب:
قال تعالى في سورة التوبة: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّين) (التوبة: الآية 11).
وقال في سورة مريم: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً) (مريم: 59 - 60).
فوجه الدلالة من الآية الثانية – آية سورة مريم – أن الله قال في المضيعين للصلاة، المتبعين للشهوات: (إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ) فدل على أنهم حين إضاعتهم للصلاة واتباع الشهوات غير مؤمنين.
ووجه الدلالة من الآية الأولى – آية سورة التوبة – أن الله تعالى اشترط لثبوت الأخوة بيننا وبين المشركين ثلاثة شروط:
* أن يتوبوا من الشرك.
* أن يقيموا الصلاة.
* أن يؤتوا الزكاة.
فإن تابوا من الشرك، ولم يقيموا الصلاة، ولم يؤتوا الزكاة، فليسوا بإخوة لنا. وإن أقاموا الصلاة، ولم يؤتوا الزكاة، فليسوا بإخوة لنا.
والأخوّة في الدين لا تنتفي إلا حيث يخرج المرء من الدين بالكلية، فلا تنتفي بالفسوق والكفر دون الكفر.
ألا ترى إلى قوله تعالى في آية القتل: (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ) (البقرة: الآية 178). فجعل الله القاتل عمداً أخاً للمقتول، مع أن القتل عمداً من أكبر الكبائر، لقول الله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء: 93).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/75)
ثم ألا تنظر إلى قوله تعالى في الطائفتين من المؤمنين إذا اقتتلوا: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)، إلى قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُم) (الحجرات: 9 - 10). فأثبت الله تعالى الأخوة بين الطائفة المصلحة والطائفتين المقتتلتين، مع أن قتال المؤمن من الكفر، كما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر" (1) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn1). لكنه كفر لا يخرج من الملة، إذ لو كان مخرجاً من الملة ما بقيت الأخوة الإيمانية معه. والآية الكريمة قد دلت على بقاء الأخوة الإيمانية مع الاقتتال.
وبهذا علم أن ترك الصلاة كفر مخرج عن الملة، إذ لو كان فسقاً أو كفراً دون كفر، ما انتفت الأخوة الدينية به، كما لم تنتف بقتل المؤمن وقتاله.
فإن قال قائل: هل ترون كفر تارك إيتاء الزكاة كما دل عليه مفهوم آية التوبة؟
قلنا: كفر تارك إيتاء الزكاة قال به بعض أهل العلم، وهو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
ولكن الراجح عندنا أنه لا يكفر، لكنه يعاقب بعقوبة عظيمة، ذكرها الله تعالى في كتابه، وذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته، ومنها ما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه و سلم ذكر عقوبة مانع الزكاة، وفي آخره: "ثم يرى سبيله، إما إلى الجنة وإما إلى النار". وقد رواه مسلم بطوله في: باب "إثم مانع الزكاة" (2) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn2) ، وهو دليل على أنه لا يكفّر، إذ لو كان كافراً ما كان له سبيل إلى الجنة.
فيكون منطوق هذا الحديث مقدماً على مفهوم آية التوبة؛ لأن المنطوق مقدم على المفهوم كما هو معلوم في أصول الفقه.
ثانياً: من السنة:
1 - قال صلى الله عليه وسلم: "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ".
رواه مسلم في كتاب الإيمان عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم (3) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn3).
2- وعن بريده بن الحصيب رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم، يقول: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر". رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه (4) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn4).
والمراد بالكفر هنا: الكفر المخرج عن الملة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الصلاة فصلاً بين المؤمنين والكافرين، ومن المعلوم أن ملة الكفر غير ملة الإسلام، فمن لم يأت بهذا العهد فهو من الكافرين.
3 - وفي صحيح مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "ستكون أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع. قالوا: "أفلا نقاتلهم؟ قال: "لا ما صلوا" (5) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn5).
4- وفي صحيح مسلم أيضاً من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويعلنونكم". قيل: يا رسول الله، أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: "لا ما أقاموا فيكم الصلاة" (6) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn6).
ففي هذين الحديثين الأخيرين دليل على منابذة الولاة وقتالهم بالسيف إذا لم يقيموا الصلاة، ولا تجوز منازعة الولاة وقتالهم إلا إذا أتوا كفراً صريحاً، عندنا فيه برهان من الله تعالى، لقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه: "دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فكان فيما أخذ علينا، أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرةٍ علينا، وألا ننازع الأمر أهله ". قال: " إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان" (7) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn7).
وعلى هذا فيكون تركهم للصلاة الذي علق عليه النبي صلى الله عليه وسلم، منابذتهم وقتالهم بالسيف كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/76)
ولم يرد في الكتاب والسنة أن تارك الصلاة ليس بكافر أو أنه مؤمن، وغاية ما ورد في ذلك نصوص تدل على فضل التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وثواب ذلك، وهي إما مقيدة بقيود في النص نفسه يمتنع معها أن يترك الصلاة، وإما واردة في أحوال معينة يعذر الإنسان فيها بترك الصلاة، وإما عامة فتحمل على أدلة كفر تارك الصلاة؛ لأن أدلة كفر تارك الصلاة خاصة، والخاص مقدَّم على العام.
فإن قال قائل: ألا يجوز أن تحمل النصوص الدالة على كفر تارك الصلاة على من تركها جاحداً لوجوبها؟
قلنا: لا يجوز ذلك لأن فيه محذورين:
الأول: إلغاء الوصف الذي اعتبره الشارع وعلق الحكم به.
فإن الشارع علق الحكم بالكفر على الترك دون الجحود ورتب الأخوة في الدين على إقام الصلاة، دون الإقرار بوجوبها، فلم يقل الله تعالى: فإن تابوا وأقروا بوجوب الصلاة، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: بين الرجل وبين الشرك والكفر جحد وجوب الصلاة. أوالعهد الذي بيننا وبينهم الإقرار بوجوب الصلاة، فمن جحد وجوبها فقد كفر.
ولو كان هذا مراد الله تعالى ورسوله لكان العدول عنه خلاف البيان الذي جاء به القرآن الكريم، قال الله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ) (النحل الآية 89). وقال تعالى مخاطباً نبيه: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِم) (النحل: الآية 44).
الثاني: اعتبار وصف لم يجعله الشارع مناطاً للحكم:
فإن جحود وجوب الصلوات الخمس موجب لكفر من لا يعذر بجهله فيه سواء صلى أم ترك.
فلوا صلى شخص الصلوات الخمس وأتى بكل ما يعتبر لها من شروط، وأركان، وواجبات، ومستحبات، لكنه جاحد لوجوبها بدون عذر له فيه لكان كافراً مع أنه لم يتركها.
فتبين بذلك أن حمل النصوص على من ترك الصلاة جاحداً لوجوبها غير صحيح، وأن الحق أن تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً عن الملة، كما جاء ذلك صريحاً فيما رواه ابن أبي حاتم في سننه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تتركوا الصلاة عمداً، فمن تركها عمداً متعمداً فقد خرج من الملة ".
وأيضاً فإننا لو حملناه على ترك الجحود لم يكن لتخصيص الصلاة في النصوص فائدة، فإن هذا الحكم عام في الزكاة، والصيام، والحج، فمن ترك منها واحداً جاحداً لوجوبه كفر إن كان غير معذور بجهل.
وكما أن كفر تارك الصلاة مقتضى الدليل السمعي الأثري، فهو مقتضى الدليل العقلي النظري.
فكيف يكون عند الشخص إيمان مع تركه للصلاة التي هي عمود الدين، والتي جاء من الترغيب في فعلها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يقوم بها ويبادر إلى فعلها. وجاء من الوعيد على تركها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يحذر من تركها وإضاعتها؟ فتركها مع قيام هذا المقتضى لا يبقي إيماناً مع التارك.
فإن قال قائل: ألا يحتمل أن يراد بالكفر في تارك الصلاة كفر النعمة لا كفر الملة؟ أو أن المراد به كفر دون الكفر الأكبر؟ فيكون كقوله صلى الله عليه وسلم: "اثنتان بالناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت" (8) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn8). وقوله: "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر (9) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn9)" ونحو ذلك.
قلنا: هذا الاحتمال والتنظير له لا يصح لوجوه:
الأول: أن النبي صلى الله عليه و سلم جعل الصلاة حداً فاصلاً بين الكفر والإيمان، وبين المؤمنين والكفار. والحد يميز المحدود ويخرجه عن غيره، فالمحدودان متغايران لا يدخل أحدهما في الآخر.
الثانى: أن الصلاة ركن من أركان الإسلام، فوصف تاركها بالكفر يقتضي أنه الكفر المخرج من الإسلام؛ لأنه هَدَم ركناً من أركان الإسلام، بخلاف إطلاق الكفر على من فعل فعلاً من أفعال الكفر.
الثالث: أن هناك نصوصاً أخرى دلت على كفر تارك الصلاة كفراً مخرجاً من الملة؛ فيجب حمل الكفر على ما دلت عليه لتتلاءم النصوص وتتفق.
الرابع: أن التعبير بالكفر مختلف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/77)
ففي ترك الصلاة قال: "بين الرجل وبين الشرك والكفر (10) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn10)" فعبر بـ "أل" الدالة على أن المراد بالكفر حقيقة الكفر بخلاف كلمة "كفر" منكراً أو كلمة "كفر" بلفظ الفعل، فإنه دال على أن هذا من الكفر، أو أنه كفر في هذه الفعلة وليس هو الكفر المطلق المخرج عن الإسلام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم" (ص70 طبعة السنة المحمدية) على قوله صلى الله عليه وسلم: "اثنتان في الناس هما بهم كفر" (11) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn11) .
قال: "فقوله: "هما بهم كفر" أي هاتان الخصلتان هما كفر قائم بالناس، فنفس الخصلتين كفر حيث كانتا من أعمال الكفر، وهما قائمتان بالناس، لكن ليس كل من قام به شعبة من شعب الكفر يصير بها كافراً الكفر المطلق، حتى تقوم به حقيقة الكفر. كما أنه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير بها مؤمناً حتى يقوم به أصل الإيمان وحقيقته. وفرق بين الكفر المعرف باللام كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "ليس بين العبد وبين الكفر أو الشرك إلا ترك الصلاة (12) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn12)" وبين كفر منكر في الإثبات انتهى كلامه.
فإذا تبين أن تارك الصلاة بلا عذر كافر كفراً مخرجاً من الملة بمقتضى هذه الأدلة، كان الصواب فيما ذهب إليه الإمام أحمد بن حنبل وهو أحد قولي الشافعي كما ذكره ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَات) (مريم: الآية 59). وذكر ابن القيم في "كتاب الصلاة" أنه أحد الوجهين في مذهب الشافعي، وأن الطحاوى نقله عن الشافعي نفسه.
وعلى هذا القول جمهور الصحابة، بل حكى غير واحد إجماعهم عليه.
قال عبد الله بن شقيق: "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة". رواه الترمذي والحاكم وصححه على شرطهما (13) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn13).
وقال إسحاق بن راهويه الإمام المعروف: "صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة كافر، وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، أن تارك الصلاة عمداً من غير عذر حتى يخرج وقتها كافر".
وذكر ابن حزم أنه قد جاء عن عمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة، قال: "ولا نعلم لهؤلاء مخالفاً من الصحابة". نقله عنه المنذري في (الترغيب والترهيب) (14) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn14) وزاد من الصحابة: عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وأبا الدرداء رضي الله عنهم. قال: "ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله بن المبارك، والنخعي، والحكم بن عتيبة، وأيوب السختياني، وأبو داود الطيالسي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب وغيرهم". أ. هـ.
فإن قال قائل: ما هو الجواب عن الأدلة التي استدل بها من لا يرى كفر تارك الصلاة؟
قلنا: الجواب: أن هذه الأدلة لم يأت فيها أن تارك الصلاة لا يكفَّر، أو أنه مؤمن، أو أنه لا يدخل النار، أو أنه في الجنة. ونحو ذلك.
ومن تأملها وجدها لا تخرج عن خمسة أقسام كلها لا تعارض أدلة القائلين بأنه كافر.
القسم الأول: أحاديث ضعيفة غير صريحة حاول موردها أن يتعلق بها ولم يأت بطائل.
القسم الثاني: ما لا دليل فيه أصلاً للمسألة.
مثل استدلال بعضهم بقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء) (النساء: الآية 48). فإن معنى قوله تعالى: (مَا دُونَ ذَلِكَ) ما هو أقل من ذلك، وليس معناه ما سوى ذلك، بدليل أن من كذَّب بما أخبر الله به ورسوله، فهو كافر كفراً لا يغفر وليس ذنبه من الشرك.
ولو سلمنا أن معنى (مَا دُونَ ذَلِكَ) ما سوى ذلك، لكان هذا من باب العام المخصوص بالنصوص الدالة على الكفر بما سوى الشرك، والكفر المخرج عن الملة من الذنب الذي لا يغفر وإن لم يكن شركاً.
القسم الثالث: عام مخصوص بالأحاديث الدالة على كفر تارك الصلاة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/78)
مثل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ بن جبل: "ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار" (15) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn15) وهذا أحد ألفاظه، وورد نحوه من حديث أبي هريرة (16) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn16) وعبادة بن الصامت (17) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn17) وعتبان بن مالك (18) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn18) رضي الله عنهم.
القسم الرابع: عام مقيد بما لا يمكن معه ترك الصلاة.
مثل قوله صلى الله عليه و سلم في حديث عتبان بن مالك: "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" رواه البخاري (19) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn19) .
وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ: "ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار" رواه البخاري (20) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn20) .
فتقييد الإتيان بالشهادتين بإخلاص القصد وصدق القلب يمنعه من ترك الصلاة، إذ ما من شخص يصدق في ذلك ويخلص إلا حمله صدقه وإخلاصه على فعل الصلاة ولابد، فإن الصلاة عمود الإسلام، وهي الصلة بين العبد وربه، فإذا كان صادقاً في ابتغاء وجه الله، فلابد أن يفعل ما يوصله إلى ذلك، ويتجنب ما يحول بينه وبينه، وكذلك من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه، فلابد أن يحمله ذلك الصدق على أداء الصلاة مخلصاً بها لله تعالى متبعاً فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ لأن ذلك من مستلزمات تلك الشهادة الصادقة.
القسم الخامس: ما ورد مقيداً بحال يعذر فيها بترك الصلاة.
كالحديث الذي رواه ابن ماجه (21) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftn21) عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب" الحديث. وفيه: "وتبقى طوائف من الناس، الشيخ الكبير والعجوز يقولون: "أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها" فقال له صلة: "ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون لا صلاة، ولا صيام، ولا نسك، ولا صدقة " فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثاً، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: " يا صلة، تنجيهم من النار" ثلاثاً.
فإن هؤلاء الذين أنجتهم الكلمة من النار كانوا معذورين بترك شرائع الإسلام؛ لأنهم لا يدرون عنها، فما قاموا به هو غاية ما يقدرون عليه، وحالهم تشبه حال من ماتوا قبل فرض الشرائع، أو قبل أن يتمكنوا من فعلها، كمن مات عقب شهادته قبل أن يتمكن من فعل الشرائع، أو أسلم في دار الكفر فمات قبل أن يتمكن من العلم بالشرائع.
والحاصل أن ما استدل به من لا يرى كفر تارك الصلاة لا يقاوم ما استدل به من يرى كفره، لأن ما استدل به أولئك: إما أن يكون ضعيفاً غير صريح، وإما ألا يكون فيه دلالة أصلاً، وإما أن يكون مقيداً بوصف لا يتأتى معه ترك الصلاة، أو مقيداً بحال يعذر فيها بترك الصلاة، أو عاماً مخصوصاً بأدلة تكفيره!.
فإذا تبين كفره بالدليل القائم السالم عن المعارض المقاوم، وجب أن تترتب أحكام الكفر والردة عليه، ضرورة أن الحكم يدور مع علته وجوداً أو عدماً.
(1) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref1) رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، رقم (48) ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان قول النبي صلى الله عليه و سلم: "سباب المسلم فسوق" رقم (64).
(2) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref2) رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب إثم مانع الزكاة، رقم (987).
(3) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref3) رواه مسلم، كتاب الأيمان، باب إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة، رقم (82).
(4) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref4) رواه أحمد (5/ 346) والترمذي، كتاب الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة، رقم (2621) وقال: حديث حسن صحيح غريب. والنسائي، كتاب الصلاة، باب الحكم في تارك الصلاة رقم (463) وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء فيمن ترك الصلاة رقم (1079).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/79)
(5) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref5) رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب وجوب الإنكار على الأمراء فيما يخالف الشرع، رقم (1854).
(6) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref6) رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب خيار الأئمة وشرارهم رقم (1855).
(7) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref7) رواه البخاري، كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه و سلم: "سترون بعدي أموراً تنكرونها" رقم (7055 - 7056) ومسلم، كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، رقم (1709م).
(8) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref8) رواه مسلم، كتاب الأيمان، باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب رقم (67).
(9) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref9) سبق تخريجه.
(10) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref10) سبق تخريجه.
(11) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref11) سبق تخريجه
(12) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref12) سبق تخريجه.
(13) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref13) رواه الترمذي، كتاب الأيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة، رقم (2622) والحاكم (1/ 7).
(14) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref14) الترغيب والترهيب (1/ 445 - 446).
(15) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref15) رواه البخاري، كتاب العلم، باب من خص بالعلم قوماً دون قوم، رقم (128) ومسلم، كتاب الأيمان، باب من لقي الله بالأيمان وهو غير شاك فيه دخل الجنة، رقم (33).
(16) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref16) أخرجه مسلم رقم (27).
(17) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref17) أخرجه مسلم رقم (29).
(18) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref18) سيأتي تخريجه.
(19) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref19) أخرجه البخاري، كتاب الصلاة، باب المساجد في البيوت، رقم (425) ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر رقم (33م).
(20) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref20) سبق تخريجه.
(21) ( http://ebook/binothaimeen_com-03.htm#_ftnref21) رواه ابن ماجه، كتاب الفتن، باب ذهاب القرءان والعلم، رقم (4049) والحاكم (4/ 473) وقال البوصيري في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
</ SPAN>
</SPAN></H5>
ـ[أبو هاجر المغربي]ــــــــ[22 - 02 - 08, 03:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
الفصل الثاني: فيما يترتب على الردة بترك الصلاة أو غيره
يترتب على الردة أحكام دنيوية وأخروية.
أولاً: من الأحكام الدنيويه:
1 - سقوط ولايته: فلا يجوز أن يولى شيئاً يشترط في الولاية عليه الإسلام، وعلى هذا فلا يولّى على القاصرين من أولاده وغيرهم، ولا يزوِّج أحداً من مولياته من بناته وغيرهن.
وقد صرح فقهاؤنا رحمهم الله تعالى في كتبهم المختصرة والمطولة: أنه يشترط في الولي الإسلام إذا زوَّج مسلمة، وقالوا: " لا ولاية لكافر على مسلمة ".
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: " لا نكاح إلا بولي مرشد "، وأعظم الرشد وأعلاه دين الإسلام، وأسفه السفه وأدناه الكفر والردة عن الإسلام. قال الله تعالى: (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) (البقرة: الآية 130).
2 - سقوط إرثه من أقاربه: لأن الكافر لا يرث المسلم، والمسلم لا يرث الكافر، لحديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم". أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما (22) ( http://ebook/binothaimeen_com-04.htm#_ftn1) .
3- تحريم دخوله مكة وحرمها: لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا) (التوبة: الآية 28).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/80)
4 - تحريم ما ذكاه من بهيمة الأنعام: (الإبل والبقر والغنم) وغيرها مما يشترط لحله الذكاة؛ لأن من شروط الذكاة: أن يكون المذكي مسلماً أو كتابياً (يهودياً أو نصرانياً)، فأما المرتد والوثني والمجوسي ونحوهم فلا يحل ما ذكاه.
قال الخازن في تفسيره: " أجمعوا على تحريم ذبائح المجوس وسائر أهل الشرك من مشركي العرب وعبدة الأصنام ومن لا كتاب له".
وقال الإمام أحمد: "لا أعلم أحداً قال بخلافه إلا أن يكون صاحب بدعة ".
5 - تحريم الصلاة عليه بعد موته، وتحريم الدعاء له بالمغفرة والرحمة؛ لقوله تعالى: (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ) (التوبة: 84). وقوله تعالى: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيم وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) (التوبة: 113 - 114).
ودعاء الإنسان بالمغفرة والرحمة لمن مات على الكفر بأي سبب كان كفره اعتداء في الدعاء، ونوع من الاستهزاء بالله، وخروج عن سبيل النبي والمؤمنين.
وكيف يمكن لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدعو بالمغفرة والرحمة لمن مات على الكفر وهو عدو لله تعالى؟! كما قال عز وجل: (مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ) (البقرة: 98). فبين الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن الله تعالى عدو لكل الكافرين.
والواجب على المؤمن أن يتبرأ من كل كافر؛ لقوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَِبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) (الزخرف:26 - 27).
وقوله تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرءاؤ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) (الممتحنة: الآية4). وليتحقق له بذلك متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله تعالى: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) (التوبة: الآية 3).
ومن أوثق عرى الإيمان: أن تحب في الله، وتكره في الله، وتوالي في الله، وتعادي في الله، لتكون في محبتك، وكراهيتك، وولايتك، وعداوتك، تابعاً لمرضاة الله عز وجل.
6 - تحريم نكاحة المرأة المسلمة: لأنه كافر، والكافر لا تحل له المرأة المسلمة بالنص والإجماع. قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنّ) (الممتحنة: الآية 10).
قال في المغني (6/ 592): "وسائر الكفار غير أهل الكتاب لا خلاف بين أهل العلم في تحريم نسائهم وذبائحهم ". قال: "والمرتدة يحرم نكاحها على أي دين كانت، لأنه لم يثبت لها حكم أهل الدين الذي انتقلت إليه في إقرارها عليه، ففي حلها أولى".
وقال في باب المرتد (8/ 130): "وإن تزوج لم يصح تزوُّجه؛ لأنه لا يقر على النكاح، وما منع الإقرار على النكاح منع انعقاده كنكاح الكافر المسلمة" (23) ( http://ebook/binothaimeen_com-04.htm#_ftn2).
فأنت ترى أنه صرح بتحريم نكاح المرتدة، وأن نكاح المرتد غير صحيح، فماذا يكون لو حصلت الردة بعد العقد؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/81)
قال في المغني (6/ 298):"إذا ارتد أحد الزوجين قبل الدخول انفسخ النكاح في الحال، ولم يرث أحدهما الآخر، وإن كانت ردته بعد الدخول ففيه روايتان: إحداهما: تتعجل الفرقة. والثانى: تقف على انقضاء العدة".
وفي المغني (6/ 639):" أن انفساخ النكاح بالردة قبل الدخول قول عامة أهل العلم، واستدل له. وفيه أيضاً أن انفساخه في الحال إذا كان بعد الدخول قول مالك وأبي حنيفة، وتوقفه على انقضاء العدة قول الشافعي.
وهذا يقتضى أن الأئمة الأربعة متفقون على انفساخ النكاح بردة أحد الزوجين، لكن إن كانت الردة قبل الدخول انفسخ النكاح في الحال، وإن كانت بعد الدخول فمذهب مالك وأبي حنيفة الانفساخ في الحال، ومذهب الشافعي الانتظار إلى انقضاء العدة، وعن أحمد روايتان كالمذهبين.
وفي ص (640) منه: "وإن ارتد الزوجان معاً، فحكمهما حكم ما لو ارتد أحدهما، إن كان قبل الدخول تعجلت الفرقة، وإن كان بعده فهل تتعجل أو تقف على انقضاء العدة على روايتين. وهذا مذهب الشافعي" ثم نقل عن أبي حنيفة أن النكاح لا ينفسخ استحساناً، لأنه لم يختلف بهما الدين، فأشبه ما لو أسلما، ثم نقض صاحب المغني قياسه طرداً وعكساً.
وإذ تبين أن نكاح المرتد لا يصح من مسلم سواء كان أنثى أم رجلاً، وأن هذا مقتضى دلالة الكتاب والسنة، وتبين أن تارك الصلاة كافر بمقتضى دلالة الكتاب والسنة وقول عامة الصحابة؛ تبين أن الرجل إذا كان لا يصلي وتزوج امرأة مسلمة، فإن زواجه غير صحيح، ولا تحل له المرأة بهذا العقد، وأنه إذا تاب إلى الله تعالى ورجع إلى الإسلام وجب عليه تجديد العقد. وكذلك الحكم لو كانت المرأة هي التي لا تصلي.
وهذا بخلاف أنكحة الكفار حال كفرهم، مثل أن يتزوج كافر بكافرة، ثم تسلم الزوجة فهذا إن كان إسلامها قبل الدخول انفسخ النكاح، وإن كان إسلامها بعده لم ينفسخ النكاح، ولكن ينتظر فإن أسلم الزوج قبل انقضاء العدة فهي زوجته، وإن انقضت العدة قبل إسلامه فلا حق له فيها، لأنه تبين أن النكاح قد انفسخ منذ أن أسلمت.
وقد كان الكفار في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يسلمون مع زوجاتهم، ويقرهم النبي صلى الله عليه و سلم على أنكحتهم، إلا أن يكون سبب التحريم قائماً، مثل أن يكون الزوجان مجوسيين وبينهما رحم محرم، فإذا أسلما حينئذ فرق بينهما لقيام سبب التحريم.
وهذه المسالة ليست كمسألة المسلم الذي كفر بترك الصلاة، ثم تزوج مسلمة، فإن المسلمة لا تحل للكافر بالنص والإجماع كما سبق ولو كان الكافر أصلياً غير مرتد، ولهذا لو تزوج كافر مسلمة فالنكاح باطل، ويجب التفريق بينهما، ولو أسلم وأراد أن يرجع إليها لم يكن له ذلك إلا بعقد جديد.
7 - حكم أولاد تارك الصلاة من مسلمة تزوج بها:
فأما بالنسبة للأم فهم أولاد لها بكل حال.
وإما بالنسبة للزوج فعلى قول من لا يرى كفر تارك الصلاة فهم أولاده يلحقون به بكل حال؛ لأن نكاحه صحيح. وأما على قول من يرى كفر تارك الصلاة وهو الصواب على ما سبق تحقيقه في الفصل الأول فإننا ننظر:
* فإن كان الزوج لا يعلم أن نكاحه باطل، أو لا يعتقد ذلك، فالأولاد أولاده يلحقون به، لأن وطأه في هذه الحال مباح في اعتقاده، فيكون وطء شبهة، ووطء الشبهة يلحق به النسب.
* وإن كان الزوج يعلم أن نكاحه باطل ويعتقد ذلك، فإن أولاده لا يلحقون به، لأنهم خلقوا من ماء من يرى أن جماعه محرم لوقوعه في امرأة لا تحل له.
ثانياً: الأحكام الأخروية المترتبة على الردة:
1 - أن الملائكة توبخه وتقرعه، بل تضرب وجوههم وأدبارهم، قال الله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ) (الأنفال: 50 - 51).
2 - أنه يحشر مع أهل الكفر والشرك لأنه منهم، قال الله تعالى: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ) (الصافات:22 - 23). والأزواج جمع (زوج) وهو (الصنف) أي احشروا الذين ظلموا ومن كان من أصنافهم من أهل الكفر والظلم.
3 - الخلود في النار أبد الآبدين؛ لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا) (الأحزاب: الآيات 64 – 66).
وإلى هنا انتهى ما أردنا القول فيه في هذه المسألة العظيمة التي ابتلي بها كثير من الناس.
* وباب التوبة مفتوح لمن أراد أن يتوب. فبادر أخي المسلم إلى التوبة إلى الله عز وجل مخلصاً لله تعالى، نادماً على ما مضى، عازماً على ألا تعود، مكثراً من الطاعات، فـ (مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً) (الفرقان: الآيتان 70 – 71).
أسأل الله تعالى أن يهيئ لنا من أمرنا رشداً، وأن يهدينا جميعاً صراطه المستقيم، صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين، والصديقين والشهداء، والصالحين، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
تم بقلم الفقير إلى الله تعالى
محمد الصالح العثيمين
في 23/ 2/1407هـ
(22) ( http://ebook/binothaimeen_com-04.htm#_ftnref1) رواه البخاري، كتاب الفرائض، باب "لا يرث المسلم الكافر" رقم (6764) ومسلم، كتاب الفرائض، باب لا يرث المسلم الكافر، ولا يرث الكافر المسلم رقم (1614).
(23) ( http://ebook/binothaimeen_com-04.htm#_ftnref2) وفي مجمع الأنهر للحنفية آخر باب نكاح الكافر (1/ 202): (ولا يصح تزوج المرتد ولا المرتدة أحداً) لإجماع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/82)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 - 02 - 08, 05:21 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم ...
وللتوضيح فإن المذهب الذي استقر عليه المتأخرون من الحنابلة - أو أغلبهم - أن تارك الصلاة لا يكفر حتى يدعوَه الإمامُ ويصرَّ على الترك، أما قبل الدعوة فلا قتال و لا تكفير ..
فعلى هذا فجمهور تاركي الصلاة في هذا العصر - إن لم يكن كلهم - ليسوا بكفار عند الحنابلة ..
وأيضًا فإن ما رجحه العلامة العثيمين رحمه الله أن تارك الصلاة الكافر هو من يغلب عليه تركها، أما من يصلي أحيانًا ويترك أحيانًا فليس بكافر ..
إذن الأمر لا بد أن يكون فيه بعض التروي وجزاكم الله خيرًا ..
ـ[أبو هاجر المغربي]ــــــــ[22 - 02 - 08, 06:39 ص]ـ
: الذي دل عليه الكتاب والسنة أن الإيمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح يزيد وينقص وهذا الذي اتفق عليه الصحابة والتابعون وأهل السنة، والمقصود من قول القلب هو اعتقاده، وعمل القلب هو نيته وإخلاصه، وقد حكى الإمام الشافعي إجماع الصحابة y والتابعين ومن بعدهم ممن أدركهم أن الإيمان قول وعمل ونية لا يجزئ واحد من الثلاثة عن الآخر.
ـ وقال البغوي رحمه الله: "اتفق الصحابة y والتابعون ومن بعدهم من علماء السنة على أن الأعمال من الإيمان وقالوا: إن الإيمان قول وعمل وعقيدة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية على ما نطق به القرآن في الزيادة وجاء في الحديث بالنقصان في وصف النساء، وقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن تارك جنس العمل مطلقاً كافر والمراد بجنس العمل أعمال الجوارح فلا يجزئ التصديق بالقلب والنطق باللسان حتى يكون عمل الجوارح.
ـ وقال الآجري رحمه الله في كتابه الشريعة: "اعلموا أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقاً ولا يجزئ معرفة بالقلب ونطق باللسان حتى يكون عمل بالجوارح فإذا كملت فيه هذه الخصال الثلاث كان مؤمناً دل على ذلك القرآن والسنة وقول علماء المسلمين".
ـ وقال رحمه الله: "فالأعمال بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان فمن لم يصدق الإيمان بعمله بجوارحه مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وأشباه لهذه ورضي من نفسه بالمعرفة والقول لم يكن مؤمناً ولم تنفعه المعرفة والقول وكان تركه للعمل تكذيباً لإيمانه وكان العمل بما ذكرناه تصديقاً منه لإيمانه"، وقد حكى إسحاق بن راهويه: "إجماع الصحابة y على كفر تارك الصلاة" فقد قال تعالى: ?وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ?،
وقال r: ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) رواه مسلم من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر t ومن طريق ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير عن جابر t.
ـ وقال سفيان بن عينية: "المرجئة سموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم، وليسا سواء لأن ركوب المحارم متعمداً من غير استحلال معصية".
ـ وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر هو كفر وبيان ذلك في أمر آدم u وإبليس وعلماء اليهود الذين أقروا ببعث النبي r بلسانهم ولم يعملوا بشرائعه.
ـ وقال إسحاق: "غلت المرجئة حتى صار من قولهم إن قوماً يقولون: من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضان والزكاة والحج وعامة الفرائض من غير جحود لها لا نكفره يرجى أمره إلى الله بعد إذ هو مقر، فهؤلاء الذين لا شك فيهم أنهم مرجئة.
ـ وذكر الخلال في السنة عن الإمام الحميدي عبد الله بن الزبير t أنه قال: أخبرت أن قوماً يقولون إن من أقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت أو يصلي مسند ظهره مستدبر القبلة حتى يموت فهو مؤمن ما لم يكن جاحداً إذا علم أن تركه ذلك في إيمانه إذا كان يقر بالفروض واستقبال القبلة، فقلت هذا الكفر بالله الصراح وخلاف كتاب الله وسنة رسوله r وفعل المسلمين قال الله U: ? حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ?، قال حنبل قال أبو عبد الله أحمد أو سمعته يقول من قال هذا فقد كفر بالله ورد على الله أمره وعلى الرسول ما جاء به، وهذا قول كل أهل السنة والجماعة فهم متفقون على ما جاء في الكتاب والسنة أن تارك أعمال الجوارح مطلقاً كافر بالله خارج عن الإسلام، قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في آخر رسالته كشف الشبهات: "ولا خلاف أن التوحيد لا بد أن يكون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/83)
بالقلب واللسان والعمل فإن اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلماً"، وخالف في ذلك غلاة الجهمية والمرجئة فزعموا أنه لا يكفر تارك جنس العمل مطلقاً وقد تقدم بيان فساده ومخالفته للكتاب والسنة والإجماع.
ـ وزعموا أن من قال أو فعل ما هو كفر صريح لا يكفر حتى يجحد أو يستحل، وهذا باطل ليس عليه أثارة من علم، فمناط الكفر هو مجرد القول الذي تكلموا به
وقال تعالى: ?يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ? وقد دل الكتاب والسنة على فساد هذا القول فقال تعالى: ?وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونِ لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيْمَانِكُم?.
ـ فقد أجمع أهل العلم على أن سب الرسول r كفر دون اشتراط البغض أو الاستحلال.
ـ وأجمع العلماء أن السجود للأصنام أو الطواف على القبور كفر دون ربط ذلك بالاستحلال.
ـ وأجمع العلماء على أن تعمد إلقاء المصحف بالقاذورات كفر دون اشتراط الاستحلال.
وهذا كله ينقض أصول الجهمية والمرجئة ويبطل قولهم في مسألة الإيمان.
وقد جاء في سؤال الأخ طلب بيان نواقض أصل الإيمان وهي كثيرة وقد تقدمت الإشارة إلى شيء منها:
· كترك جنس العمل مطلقاً.
· وترك الصلاة بالكلية.
· و الطواف على القبور والسجود للأصنام.
· وإلقاء المصحف في القاذورات.
· ودعاء غير الله U.
· والتقرب بالذبح لغير الله.
· والنذر للأولياء.
· وسب الله U أو سب رسوله r.
· والاستهزاء بالدين.
·وتبديل شرع الله ووضع القوانين الوضعية وإقامتها مقام حكم الله U وحكم رسوله r وقد قال تعالى: ?وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أنزل اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ?، فمناط الكفر في هذه الآية هو ترك حكم الله والإعراض عنه وسبب نزول الآية يقضي بكفر من ترك حكم الله واعتاض عنه بغيره من أحكام البشر.
· والكفر إذا عرف باللام فيراد به الكفر الأكبر، وما روي عن ابن عباس t من كونه كفراً دون كفر فلا يثبت عنه وقد بينت نكارته في غير موضع وأبنت أن المحفوظ عنه إطلاق الكفر على من حكم بغير ما أنزل الله، وقد سئل ابن مسعود t عن الرشوة فقال: "من السحت فقيل له أفي الحكم قال ذاك الكفر ثم تلا هذه الآية ?وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أنزل اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ?" وهذا أثر صحيح رواه ابن جرير في تفسيره ورواه أبو يعلى في مسنده و البيهقي ووكيع في أخبار القضاة.
· فمن حكم بهذه القوانين الوضعية والتشريعات الجاهلية أو قننها أو شارك في تشريعها أو فرضها على العباد وألزم بالتحاكم إليها وأعرض عن شرع الله والتحاكم إليه أو استخف بمن ينادي بتحكيم الكتاب والسنة فإنه كافر بالله العظيم وأي كفر أكبر من الإعراض عن شرع الله والصد عنه ومحاكمة من دعا إليه ولمزه بالرجعية والتخلف عن الحضارة والمناداة عليه بالجهل وسوء الفهم.
· ومن عظيم نفاق هؤلاء المشرّعين أنهم إذا دعوا إلى حكم الله تعالى وحكم رسوله r أعرضوا عن ذلك وصدّوا واستكبروا استكباراً وقد صرح أحدهم بأن حكم الله غير مناسب لمثل عصرنا فنحن في عصر التطور والحضارة ومجاراة الدول الأوربية بينما تحكيمُ الشريعة يعود بنا إلى الوراء والتخلف، وهذا لسان حال الجميع من محكمي القوانين وإن لم يتكلم به أكثرهم والأفعال شاهدة على القلوب والأقوال ولا أدل من ذلك محاربتهم للناصحين وإقصاؤهم شرع رب العالمين، وإعطاؤهم المخلوق حق التشريع بحيث تعرض الأحكام الشرعية القطعية على البرلمان فما أجازه فهو نظام الدولة وما حضره فهو ممنوع، وهذا الصنيع إعتداء كبير على التشريع الإلهي وتطاول على الأحكام القطعية ولا ريب أن هذا منازعة لله في حكمه وحكمته وإلاهيته.
· وتقييد الكفر بالجحود أو الاستحلال لا أصل له فإن الجحود أو الاستحلال كفر ولو لم يكن معه تحكيم القوانين.
· قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المجلد الثالث من الفتاوى: "متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدّل الشرع المجمع عليه كان كافراً مرتداً باتفاق الفقهاء".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/84)
·وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية في ترجمة جنكيز خان: "من ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله r خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه من فعل هذا كفر بإجماع المسلمين"، قال تعالى: ?فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً?، وقال تعالى: ?أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أنزل إِلَيْكَ وَمَا أنزل مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً?، فإن قيل إن الحاكم بغير ما أنزل الله لا يفضل القانون على حكم الله بل يعتقد أنه باطل، فيقال: هذا ليس بشيء ولا يغير من الحكم شيئاً فان عابد الوثن مشرك ومرتد عن الدين وإن زعم أنه يعتقد أن الشرك باطل ولكنه يفعله من أجل مصالح دنيوية قال تعالى: ?وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً?، والاعتذار عن هؤلاء المشرعين المعرضين عن الدين بأنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، يقال عنه: بأنّ المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار يشهدون الشهادتين ويصلون ويصومون ويحجون وليس هذا بنافع لهم، والذين يطوفون حول القبور ولها يصلون وينذرون ويذبحون يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وقد قال تعالى: ?إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ?.
· والذين قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء يعنون رسول الله r وأصحابه y ونزل القرآن ببيان كفرهم، مع أنهم كانوا يتكلمون بالشهادتين ويصلون ويصومون ويجاهدون.
· والرافضة الإثنا عشرية الذين يسبون الصحابة y ويزعمون بردة أبي بكر وعمر وعثمان y ويقذفون عائشة رضي الله عنها بالإفك يتكلمون بالشهادتين.
· والسحرة والكهان والمنجمون يلفظون بالشهادتين.
· وبنو عبيد القداح كانوا يتكلمون بالشهادتين ويصلون ويبنون المساجد وقد أجمعت الأمة على كفرهم وردتهم عن الإسلام.
· وهذا أمر يعرفه صغار طلبة العلم ناهيك عن كبارهم وقد صنف أهل العلم كتباً كثيرة في الردة و نوا قض الإسلام يمكن مراجعتها في مضانها.
· وأهل العلم والسنة يفرقون بين ذنب ينافي أصل الإيمان وبين ذنب ينافي كماله الواجب فلا يكفرون بكل ذنب، وقد أجمعوا على أنه لا يكفر صاحب الكبيرة ما لم يستحلها فلا يكفر المسلم بفعل الزنا وشرب الخمر وأكل الربا لأنه هذه المحرمات لا تنافي أصل الإيمان.
· والحديث عن هذه المسألة يطول ذكره وقد تحدثت عن هذه القضية في غير موضع وبينت كفر تارك أعمال الجوارح مطلقاً وردة المبدّلين لشرع الله المعرضين عمّا جاء به رسول الله r بيد أني أقول إن الحديث عن هذه المسألة وغيرها من النواقض هو حديث عن النوع دون العين بمعنى أن من قال أو فعل ما هو كفر صريح كفر وهذا ليس بلازم منه تكفير المعين، لأنه لا يحكم على العين بالكفر حتى تقام عليه الحجة وتنتفي عنه الشبهة لاحتمال أن يكون جاهلاً جهلاً معتبراً أو متأولاً تأويلاً سائغاً أو مكرها، وحين تقوم عليه الحجة وتنتفي عنه موانع التكفير يصبح حينئذ مرتداً عن الدين ويجب على ولىّ أمر المسلمين تطبيق حكم الله فيه، ويمتنع على آحاد الناس إقامة الحدود والأحكام دون السلطان فإن هذا يسبب فوضى في المجتمع ولا يحقق المصلحة المطلوبة، وللحديث بقية
لعلي أتحدث عنه في جلسة أخرى، وأشير إلى أسباب الضلال في هذا الباب ومواطن الزلل في كلام كثير من المعاصرين، فقد زلّ في هذه المسألة الكبيرة طائفتان:
1. الخوارج حيث أخرجوا عصاه الموحدين من الإسلام وجعلوا ذنباً ما ليس بذنب ورتبوا على ذلك أحكام الكفر ولم يراعوا في ذلك الأحكام الشرعية ولا المطلق من المقيد ولا موانع التكفير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/85)
2. وقابلهم في هذا الضلال أهل الإرجاء حيث زعموا أنه لا يكفر أحد بذنب مهما كان ذنبه حتى يستحل أو يجحد، وقد دل الكتاب والسنة والإجماع على فساد هذين المذهبين وعلى ضلال تلك الطائفتين.
*ـ* وأختم بمسألة مهمة وأنبه على أنه ليس كل من شابه المرجئة بقول واحد أصبح مرجئاً، ولا كل من دان برأي من آراء الخوارج صار خارجياً، فلا يحكم على الرجل بالإرجاء المطلق أو أنه من الخوارج حتى تكون أصوله هي أصول المرجئة أو أصول الخوارج.
ـ وقد يقال عن الرجل فيه شيء من الإرجاء في هذه المسألة وذاك فيه شيء من مذاهب الخوارج، وحذار حذار من الظلم والبغي حين الحديث عن الآخرين من العلماء والدعاة والمصلحين وغيرهم، فالعدل في القول والفعل من صفات المؤمنين وهو مما يحبه الله ويأمر به قال تعالى: ?وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا?، وقال تعالى: ?إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان?، وقد اتفق الخلق كلهم مؤمنهم وكافرهم إنسهم وجنهم على حب العدل، واتفق الناس كلهم على بغض الظلم وذمه وبغض أهله وذمهم ومهما كانت منزلة عدوك من الانحراف والضلال فهذا لا يسّوغ لك ظلمه وبهته، فكن من خير الناس للناس ولا تتحدث عن الآخرين إلا بعلم وعدل واجعل قصدك نصرة الحق والنصيحة للآخرين، وقد قال النبي r: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) متفق عليه من حديث أبي هريرة t.
^ السؤال الثاني: ما هي عقيدة السلف في ترك جنس العمل؟
الجواب: إن تارك جنس العمل أي أعمال الجوارح مطلقاً كافر باتفاق المسلمين ولا ينفعه حينئذٍ قوله ولا اعتقاده فإن ذلك لا يصح بدون عمل، وترى هذا مبيناً بطولٍ في الشريعة للآجري والإبانة لابن بطة وكتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية وأوائل المجلد الأول من فتح الباري للحافظ ابن رجب، وليس هذا بلازم لتكفير أصحاب الكبائر كما يقوله أهل الإرجاء فإن السلف متفقون على أن من الأعمال أركاناً للإيمان يكفر تاركها ومنها واجبات لا يكفر تاركها.
ـ وفي فتح الباري لابن رجب قال سفيان بن عيينة: "المرجئة سمّوا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم، وليسا سواء، لأن ركوب المحارم متعمداً من غير استحلال معصية وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر هو كفر".
ـ وبيان ذلك في أمر آدم u وإبليس وعلماء اليهود الذين أقرّوا ببعث النبي صلى الله عليه وسلم بلسانهم ولم يعملوا بشرائعه.
ـ ونقل حرب عن إسحاق قال: "غلت المرجئة حتى صار من قولهم إن قوماً يقولون من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضان والزكاة والحج وعامة الفرائض من غير جحود لها لا نكفره، يُرْجى أمرُه إلى الله بعد، إذ هو مُقر، فهؤلاء الذين لا شك فيهم يعني أنهم مرجئة"، ومن دعاوى أهل الإرجاء أنه لا يكفر أحد بالفعل ما لم يستحل أو يكذب أو يعاند الحق ويبغضه ويستكبر عنه، وهذا قول غلاة الجهمية وهو خلاف الكتاب والسنة والإجماع فإن ساب الرسول r كافرُ بالاتفاق دون اشتراط البغض أو الاستحلال.
ـ وأجمع العلماء على كفر المستهزئ بالدين دون ربط ذلك بالاعتقاد بل يكفر بمجرد الاستهزاء الصريح ولو كان هازلاً أو مازحاً قال تعالى: ?قل أبا الله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم? فمناط الكفر هو مجرد القول.
ـ وكذلك أجمع العلماء على كفر الحاكم المبدل لشرع الله الذي يضع القوانين الوضعية ويجعلها قائمة مقام حكم الله وحكم رسول الله r.
وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتاب البداية والنهاية في ترجمة جنكيز خان، قال رحمه الله: من ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه من فعل هذا كفر بإجماع المسلمين.
وقول ابن عباس في قوله تعالى ?ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون? كفر دون كفر. لا يصح عنه رواه الحاكم في مستدركه من طريق هشام بن حجير عن طاوس عن ابن عباس وهشام بن حجير ضعيف الحديث قاله الأئمة يحي بن معين وأحمد بن حنبل والعقيلي وغيرهم وقال الإمام سفيان بن عيينة. لم نكن نأخذ عن هشام بن حجير مالا نجده عند غيره.
والمحفوظ عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال (هي كفر) رواه عبد الرزاق في تفسيره من طريق عبد الله عن طاوس عن أبيه عن ابن عباس وسنده صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/86)
وهذا المنقول عن أكابر الصحابة. ولا أعلم عن أحد منهم خلافاً في ذلك.
فأصحاب القوانين الوضعية والأنظمة الجاهلية والتشريعات المخالفة لحكم الله كفار:
1. بترك الحكم بما أنزل الله.
2. وكفار بتبديل شرع الله.
3. وكفار في حكمهم بهذا التشريع الجاهلي، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المجلد الثالث من الفتاوى: والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرّم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافراً مرتداً باتفاق الفقهاء.
والاعتذار عن هؤلاء المشرّعين بأنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .. يقال عنه.
* بأن المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار يشهدون هذه الشهادة ويصومون ويصلون وليس هذا بنافع لهم.
* والذين قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء. يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونزل القرآن بكفرهم، كانوا يتكلمون بالشهادتين ويصلون ويصومون ويجاهدون.
* والذين يطوفون حول القبور ولها يصلون وينذرون يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
* والرافضة الإثنا عشرية يتكلمون بالشهادتين.
* والسحرة والكهان والمنجمون يلفظون بهما.
* وبنو عبيد القداح كانوا يتكلمون بالشهادتين ويصلون ويبنون المساجد. وقد أجمعت الأمة على كفرهم وردتهم عن الإسلام.
وهذا أمر يعرفه صغار طلبة العلم ناهيك عن كبارهم.
فالاعتذار عن تكفير المبدّلين لشرع الله من أجل التكلم بالشهادتين مجرد تلبيس وتعمية للحقائق ومساهمة في استمرار الشرك في الأرض ونفوذ سلطان البشر مكان شرع الله.
وقد اعتذر عنهم آخرون بأنهم لا يفضلون القانون على الشرع ويعتقدون أنه باطل!! وهذا ليس بشيء ولا أثر له على الحكم فعابد الوثن مشرك ومرتد عن الدين وإن قال أنا أعتقد أن الشرك باطل.
^ السؤال الثالث: فضيلة الشيخ هل يعذرون بالجهل؟
الجواب: الذي منشأ ضلاله وكفره الإعراض عن العلم والعلماء والصدود عن الحق والتفريط الواضح في البحث عن سبيل الأنبياء والمرسلين فهذا غير معذور قال تعالى: ?والذين كفروا عما أنذروا معرضون? وقال تعالى: ?ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون?.
والذي منشأ ضلاله وتلبسه بالشرك أو الكفر الجهل المعتبّر مثل عدم بلوغ العلم أو التأويل الذي له وجه في العلم ونحو ذلك فإنه لا يُكفَّر حتى تقوم عليه الحجة.
وذلك أنَّ الجهل نوعان:
· الأول مقبول/ وهذا مانع من ثبوت الأحكام الشرعية فإن الحكم لا يترتب إلا على من توفرت فيه الشروط وانتفت عنه الموانع.
· الثاني غير مقبول/ وقد بينت ذلك في غير موضع وفصلت في المسألة وذكرت الأدلة على ذلك ومذاهب أهل العلم والله أعلم.
^ السؤال الرابع/ فضيلة الشيخ هل يكفر ساب الرسول r بمجرد السب أم يشترط في ذلك الاستحلال؟
الجواب: أجمع الصحابة y والتابعون ومن جاء بعدهم من أهل السنة أن من قال أو فعل ما هو كفر صريح كفر دون تقييد ذلك بالاستحلال، واتفق أهل العلم على أن الكفر قد يكون بالجحد أو التكذيب أو الإعراض، وقد يكون بالقول كسب الله U وسب رسوله r والاستهزاء بالدين وأحكامه، ويكون بالفعل كالسجود للأصنام والطواف على القبور والذبح للجن والأوثان، وقد يكون بالترك كترك جنس العمل مطلقاً، وحكى إسحاق بن راهويه وغيره إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة عمداً وقد جاء في صحيح مسلم من طريق ابن جريج عن أبي الزبير المكي عن جابر t أن النبي r: قال (بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة)، والكفر المعرف بالألف واللام يدل على الكفر الأكبر غير أنه قد جاء في كفر تارك الصلاة خلاف بين أئمة المذاهب فقالت طائفة لا يكفر مطلقاً ما لم يجحد وجوبها، وقالت طائفة يكفر كفراً أكبر لإجماع الصحابة y على ذلك على خلاف بينهم في القدر الذي يكفر بتركه فقالت طائفة يكفر بترك صلاة واحدة حتى يخرج وقتها وقالت أخرى لا يكفر إلا بالترك الكلي، وبالجملة فأهل السنة لا يكفرون بمطلق الذنوب ولا بكل ذنب كما تفعل الخوارج والمعتزلة حيث يكفرون بكبائر الذنوب ويعتقدون ذنباً ما ليس بذنب ويرتبون عليه أحكام الكفر وتارة يأخذون الناس بلازم أقوالهم وهذا كثير في المتأخرين ولا يفرقون في إطلاق الأحكام بين النوع والعين ولا بين مسألة وأخرى وقد يكفّرون من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/87)
لا يوافقهم على هذه الانحرافات وقد جاء نعتهم على لسان رسول الله r: ( أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان) رواه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد t، فأهل السنة وسط بين الخوارج والمرجئة فلا يكفرون أهل الكبائر ما لم يستحلوا ذلك ولا يقولون بقول المرجئة لا يضر مع الإيمان ذنب أو لا يكفر من أتى بمكفر حتى يستحل فهذا باطل بالكتاب والسنة والإجماع فمن سب الله U أو سب رسوله r فقد كفر دون تقييد ذلك بالاستحلال وقد حكى الإجماع على ذلك غير واحد قال إسحاق بن راهويه، وقد أجمع العلماء على أن من سب الله U أو سب رسوله r أو دفع شيئاً أنزله الله أو قتل نبياً من أنبياء الله وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله أنه كافر.
الحكم بغير ما أنزل الله
قال تعالى: ?يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ?، والمراد بالطاغوت في هذه الآية الحاكم بغير شرع الله الذي جعل نفسه مشرَّعاً مع الله أو دون الله وقد سمّاه الله مشركاً في قوله: ?وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا?، وقال تعالى: ?وإن أطعتموهم إنكم لمشركون?، و سمّاه كافراً في قوله تعالى: ?وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أنزل اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ?، والكفر إذا أُطلق وعرّف بالألف واللام فيراد به الأكبر، وما قيل عن ابن عباس t أنه قال: (كفر دون كفر) لا يثبت عنه، فقد رواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 521) والحاكم في مستدركه (2/ 313) من طريق هشام بن حُجَير عن طاووس عن ابن عباس به، وهشام ضعفه الإمام أحمد ويحي بن معين والعقيلي وجماعة، وقال علي بن المديني: "قرأت على يحي بن سعيد حدثنا ابن جريج عن هشام ابن حجير فقال يحي بن سعيد خليق أن أدعه قلت أضربُ على حديثه؟ قال نعم" وقال ابن عيينة لم نكن نأخذ عن هشام بن حجير ما لا نجده عند غيره، وهذا تفرد به هشام وزيادة على ذلك فقد خالف غيره من الثقات، فذكره عبد الله بن طاووس عن أبيه قال سئل ابن عباس t عن قوله تعالى: ?وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أنزل اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ? قال هي كفر وفي لفظ (هي به كفر) وآخر (كفى به كُفْره) رواه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 191) وابن جرير (6/ 256) ووكيع في أخبار القضاة (1/ 41) وغيرهم بسند صحيح وهذا هو الثابت عن ابن عباس رضي الله عنه، فقد أطلق اللفظ ولم يقيّد، وطريق هشام بن حجير منكر من وجهين:
· الوجه الأول: تفرد هشام به.
· الوجه الثاني: مخالفته من هو أوثق منه.
ـ وقوله (هي كفر) واللفظ الآخر (هي به كفر) يريد أن الآية على إطلاقها والأصل في الكفر إذا عرّف باللام أنه الكفر الأكبر كما قرر هذا شيخ الإسلام رحمه الله في الاقتضاء (1/ 208) إلا إذا قيد أو جاءت قرينة تصرفه عن ذلك.
ـ وقول امرأة ثابت بن قيس (ولكني أكره الكفر في الإسلام) رواه البخاري (5273) عن ابن عباس t، لا يخالف هذه القاعدة ولا ينقض الأصل المقرر في هذا الباب فقد قالت، (في الإسلام) وهذه قرينة بينة على أن المراد بالكفر هنا مادون الأكبر، ولا يصح أن يقال عن الكفر الأكبر في الإسلام ولو أطلقت الكفر مُعَرفاً باللام دون تقييده لتبادر إلى الأذهان حقيقة اللفظ وما وضع له فنفت هذا التوهم بتقييدها وهذا واضح للمتأمل.
ـ وقد قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (13/ 119) (من ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدَّمها عليه من فعل هذا كفر بإجماع المسلمين)، وهذا حق لا خلاف فيه، وأعظم منه وأولى بنقل الإجماع على كفره من صدَّ عن شرع الله وبدَّل أحكام الدين وفرض على قومه تشريعات يتحاكمون إليها في أموالهم ودمائهم وأعراضهم زيادة على هذا حماية هذه التشريعات وتفريغ الجهود والطاقات في تقنينها والمجادلة عنها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/88)
ـ وقول بعض المعاصرين عن هذا الإجماع الذي نقله ابن كثير رحمه الله بأنه (خاص بملوك التتار ومن تلبس بمثل ما تلبسوا به من نواقض الإسلام والتي منها الجحود والاستحلال للحكم بغير ما أنزل الرحمن) هو مجرد ظن لم تسانده حقائق علمية ولا حجج قائمة، على أن الحافظ لم يتفرد بقوله ولا بنقله للإجماع. فخلق كثير من المتقدمين والمتأخرين يذكرون مثل هذا وأعظم، وكيف لا يحكم بكفر من عطل الشريعة ونصب نفسه محللاً محرّماً محسناً مقبحاً وجعل محاكم قانونية لها المرجعية في الحكم والقضاء ولا يمكن مُساءَلتها أو التعقيب والاعتراض على أحكامها، وحملُ الكاتب كفر التتار على الجحود والاستحلال ليس له وجه سوى تأثره بأهل الإرجاء من جعل مناط الكفر هو الاستحلال أو الجحود وهذا باطل في الشرع والعقل فالاستحلال كفر ولو لم يكن معه حكم بغير ما أنزل الله والآية صريحة في أنّ مناط الكفر هو الامتناع عن الحكم بما أنزل الله.
ـ وكثير من المتأخرين متأثرون بمذاهب أهل الإرجاء الذين يقولون كل من أتى بمكفر من قول أو عمل فإنه كافر ولكنّ كفره ليس لذات العمل لكنه متضمن للكفر ودلالة على انتفاء التصديق بالقلب وعلامة على التكذيب، وآخرون من غلاة المرجئة يمنعون من التكفير بالعمل مطلقاً ما لم يثبت عنه الجحود أو الاستحلال، وهذا خلاف كتاب الله U وسنة رسوله r وإجماع المسلمين، وقد اتفق أهل العلم على أن سبّ الله U وسب الرسول r كفرٌ ولم يشترط واحد منهم الاستحلال أو الاعتقاد بل يكفي في كفره مجرد ثبوت السب الصريح.
ـ واتفقوا على كفر المستهزئ بالدين بدون شرط الاعتقاد أو الاستحلال بل يكفر ولو كان مازحاً أو هازلاًَ، واتفقوا أيضاً على أن التقرب للأموات بالسجود لهم أو الطواف على قبورهم كفر، واتفقوا على أن إلقاء المصحف في القاذورات كفر، وهذا قول كل من يقول بأن الإيمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
ـ وقد اتفق أهل السنة على أن الكفر يكون بالقول كالاستهزاء الصريح بالدين ويكون بالفعل كالسجود للأصنام والشمس والقمر والذبح لغير الله، والأدلة من الكتاب والسنة صريحة في كفر من أتى بمكفر وذلك بمجرد القول أو الفعل دون ربط ذلك بالجحود أو الاستحلال فإن هذا فاسد لم يقل به أحد من الصحابة والتابعين ولا الأئمة المعروفين بالسنة.
ـ قال الله تعالى: ?وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَءَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ # لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ? ومناط الكفر هو مجرد القول الذي تكلموا به.
ـ وقال تعالى: ?يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلاّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأْرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ?.
ـ وبالجملة فكل من قال أو فعل ما هو كفر صريح كفر ما لم يمنع من ذلك مانع من الإكراه أو التأويل أو الخطأ كسبق اللسان أو الجهل المعتبر.
ـ ومن الكفر المستبين ترك جنس العمل مطلقاً دون ربط ذلك بأعمال القلوب فمجرد الترك المطلق لجنس العمل كفر أكبر ولكن يستدل بانتفاء اللازم الباطن دون جعله شرطاً للحكم وهذا صريح الكتاب والسنة فالحكم واقع على أعمال الجوارح وليس على ما في القلوب فهذا لعلاّم الغيوب، وقد ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله في فتح الباري (1/ 23) عن سفيان بن عيينة أنه قال: المرجئة سموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم وليسا سواء لأن ركوب المحارم متعمداًَ من غير استحلال معصية وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر هو كفر، وبيان ذلك في أمر آدم u وإبليس وعلماء اليهود الذين أقروا ببعث النبي r بلسانهم ولم يعملوا بشرائعه.
* من كلام الشيخ سليمان العلوان.
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[22 - 02 - 08, 07:24 ص]ـ
حُذف
## المشرف ##
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/89)
ـ[أبو هاجر المغربي]ــــــــ[22 - 02 - 08, 05:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين
1 - منزلة الصلاة في الاسلام:
للصلاة في الاسلام منزلة لا تعدلها منزلة اي عبادة اخرى فهي عماد الدين الذي لا يقوم الا به قال صلى الله عليه وسلم راس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله
رواه الترمذي وقال حسن صحيح
وهي اول ما اوجبه الله تعالى من العبادات وتولى ايجابها بمخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة ليلة المعراج.
قال انس فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة اسرى به خمسين ثم نقصت حتى جعلت خمسا ثم نودي يا محمد انه لا يبدل القول لدي وان لك بهذه الخمس خمسين
رواه البخاري
وهي اول ما يحاسب عليه العبد قال صلى الله عليه وسلم
" اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فان صلحت صلح سائر عمله وان فسدت فسد سائر عمله"
صحيح رواه الطبراني
وهي اخر وصية وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم امته عند مفارقة الدنيا جعل يقول وهو يلفظ انفاسه الاخيرة " الصلاة الصلاة وما ملكت ايمانكم"
صحيح رواه احمد
وهي اخر ما يفقد من الدين فان ضاعت ضاع الدين كله قال صلى الله عليه وسلم
" لتنقضن عرى الاسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فاولهن نقضا الحكم واخرهن الصلاة "
صحيح رواه احمد
وقد ذكرها الله تعالى من الاشراط الاساسية للهداية والتقوى فقال تعالى:
(الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)
سورة البقرة الايات 1 - 3
وقد استثنى تبارك وتعالى المحافظين على الصلوات من اصحاب الاخلاق الذميمة فقال:
(ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون
سورة المعارج الايات 21 - 23
وقال وهو يحكي عن اهل النار:
(ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين)
سورة المدثر الايات 42 - 43
2 - دوام التكليف بالصلاة:
وهي فريضة دائمة مطلقة على كل عبد وحر غني وفقير صحيح ومريض مقيم ومسافر رجل وامراة لا تسقط عمن بلغ الحلم في حال من الاحوال حتى امر بها في ساحة القتال وشرعت صلاة الخوف. قال تعالى:
(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فان خفتم فرجالا او ركبانا فاذا امنتم فاذكروا الله كما علمكم مالم تكونوا تعلمون)
سورة البقرة الايات 238 - 239
ولا تسقط هذه الفريضة عن نبي مرسل فضلا عن صالح او عارف او مجاهد قال تعالى:
(واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) (اليقين اي الموت)
سورة الحجر اية 99
فمن ترك الصلاة واستغنى عنها اعتمادا على وصوله الى الغايات والنتائج التي يعتقد ان الصلاة شرعت لها او بسبب شدة اشتغاله بعمل مثمر يعود على الامة بالفائدة والخير الكثير شأن كثير من العاملين في حقل الاجتماع والسياسة والتعليم وغير ذلك فانهم يستهينون بأمر الصلاة ومواقيتها ويعتذرون بأنهم في شغل شاغل في خدمة الامة وفي جهاد متصل لا يترك لهم وقتا لأداء الصلوات المكررة في اليوم والليلة فهؤلاء قد عرضوا انفسهم للهلاك واعمالهم للحبوط وايمانهم للضياع فقد قال تعالى:
(ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)
اي مفروضا ووقتا محددا
سورة النساء اية 103
3 - حكم تارك الصلاة:
ترك الصلاة ولمن تركها تكاسلا او تشاغلا عنها فقد قال صلى الله عليه وسلم
" بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"
رواه مسلم
قال صلى الله عليه وسلم
" أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله تعالى"
متفق عليه
4 - الجماعة واهميتها وفضلها:
وقد اوجب الله الصلاة المفروضة المشروعة في الاسلام ووضعها الصحيح قال تعالى:
(واركعوا مع الراكعين)
سورة البقرة اية 43
ولذلك داوم عليها الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه مداومة شديدة حتى كانها جزء من الصلاة ولم يتركها في السلم ولا في الحرب ولا في مرضه الذي مات فيه وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم شديد الانكار على من يتغيب عن الجماعة ولا يشهد الصلاة مع المسلمين فقد قال صلى الله عليه وسلم
" لقد هممت ان آمر رجلا يصلي بالناس ثم أخالف الى رجال يتخلفون عن الجماعة فآمر بهم فيحرقون عليهم رحالهم بحزم من الحطب"
متفق عليه
كما ان صلاة الجماعة افضل من صلاة الفذ (الفرد)
اضعافا مضاعفة فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" صلاة الجماعة افضل من صلاة الفذ (الفرد)
بسبع وعشرين درجة "
متفق عليه
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال
" من احب ان يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن (في المساجد) فان الله تعالى شرع لنبيكم سنن الهدى وانهن من سنن الهدى ولو انكم صليتم في رحالكم (بيوتكم) كما يصلي هذا المتخلف لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وانه كان يؤتى بالرجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يهادى يتكيء)
رواه مسلم
ها أنتم قد رأيتم إخوة الكرام منزلة ومكانة الصلاة في الإسلام.
وقد سبق الحديث: اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فان صلحت صلح سائر عمله وان فسدت فسد سائر عمله.
هذا بالنسبة لمن يصلي ويتهاون فيها. وأما الذي لا يصلي فقد مر حكمه كما ذكر سابقا.
ونسأل الله أن يوفقنا ويجعلنا من الذين يحافظون على الصلوات ومن الذين يداومون عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/90)
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[22 - 02 - 08, 10:40 م]ـ
المشرف يحذف اقوال العلماء التي لا تعجبه يالَ التعصب المضحك صدق شيخ الإسلام الألباني حين قال متعصبة عن بعض الحنابلة
وانا اجد مشرف المنتدى الشرعي العام يمسح ردودي على التكفير وحذفه ردودي مع العلم المسألة خلافية! لأنه لا يقدر يرد عليها الله اكبر ولله الحمد هروب مضحك من الحنبلي المتعصب انصحك أن لا تقول عن نفسك سلفي لأنك مكشوف بشكل يدعو للضحك
الحمد لله الذي جعلكم مفضوحين حتى عندي انا طالب العلم فما بالك بالعلماء!!! ولذلك نجد المتعصبين هؤلاء يصبحون بعد فترة تكفيريين من جماعة ابن لادن الذي شوه الإسلام وحذر منه الألباني وابن باز والعثيمين والعلماء العاملين المعروفين وبغلب على ظني أنك تكفيري متعصب جدا الله يهديك مما فيك من مرض التعصب آمين
لو كنت صاحب علم لقبلنا مشاركتك
لكنك جاهل تنسخ وتصلق دون فهم، ثم تبدع وتجرح، والموقع فتح المجال لأمثالك للاستفادة لا للتمشيخ
وبما أنه ثبت تعالمك ثم سوء أدبك فهذه آخر مشاركة لك في الموقع
## المشرف ##
ـ[أبو هاجر المغربي]ــــــــ[23 - 02 - 08, 02:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
يا من اتهم غيره بالتكفير قارع الحجة بالحجة وبالبيان، فنحن لا نتقول على الله ولاعلى رسوله، وها أن آتيك فتوى من كتاب المنتقى من فتاوى صالح بن فوزان.
ولقد سئل عن: هل يعد مسلما من نطق بالشهادتين فقط دون عمل؟ ( ada99:pg0001.htm)
فأجاب:
1 ـ شهادة أن لا إله إلا الله هي مفتاح دين الإسلام، وأصله الأصيل؛ فهل من نطق بها فقط؛ دخل في دائرة المسلمين؛ دون عمل يذكر؟ وهل الأديان السماوية - غير دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم - جاءت بنفس هذا الأصل الأصيل؟
* من نطق بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؛ حكم بإسلامه بادي ذي بدء، وحقن دمه:
فإن عمل بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا؛ فهذا مسلم حقًا، له البشرى في الحياة الدنيا والآخرة.
وإن عمل بمقتضاها ظاهرًا فقط؛ حكم بإسلامه في الظاهر، وعومل معاملة المسلمين، وفي الباطن هو منافق، يتولى الله حسابه.
وأما إذا لم يعمل بمقتضى لا إله إلا الله، واكتفى بمجرد النطق بها، أو عمل بخلافها؛ فإنه يحكم بردته، ويعامل معاملة المرتدين.
وإن عمل بمقتضاها في شيء دون شيء؛ فإنه يُنظَر: فإن كان هذا الذي تركه يقتضي تركه الردة؛ فإنه يحكم بردته، كمن ترك الصلاة متعمدًا، أو صرف شيئًا من أنواع العبادة لغير الله. وإن كان هذا الذي تركه لا يقتضي الردة؛ فإنه يُعتبر مؤمنًا ناقص الإيمان بحسب ما تركه؛ كأصحاب الذنوب التي هي دون الشرك.
وهذا الحكم التفصيلي جاءت به جميع الشرائع السماوية.
ـ[أبو هاجر المغربي]ــــــــ[23 - 02 - 08, 02:56 ص]ـ
ولقد سئل أيضا:
ما حكم زيارة تارك الصلاة في مرضه، أو محاولة علاجه والسعي لذلك، أو تشييع جنازته إذا مات؟ ( ada99:pg0051.htm)
فأجاب:
أما مسألة زيارته والسعي في علاجه؛ فإذا كان هذا سببًا لهدايته ودعوته إلى التَّوبة والرُّجوع عمَّا هو علي؛ فهذا شيء طيِّبٌ؛ فأنتم تزورونه، وتنصحونه، وتدعونه للتَّوبة، لعلَّ الله سبحانه وتعالى أن يمُنَّ عليه بها، وتكونون سببًا في ذلك، ويُختَم له بخير إن مات أو إن شفاه الله من مرضه.
وكذلك السَّعي في علاجه إذا كان هذا يترتَّبُ عليه أو يُرجى منه أو يؤثِّر ذلك على سلوكه وتوبته ورجوعه عمّا هو فيه؛ فهذا شيء طيِّبٌ.
أمَّا اتِّباع جنازته إذا مات، وأنتم تعلمون أنَّه لا يصلِّي أبدًا ويترك الصلاة ونهائيًّا متعمِّدًا؛ فهذا لا يجوز لكم اتِّباع جنازته؛ لأنه بذلك يكون كافرًا، ويكون مات على الكفر، والكافر لا يتَّبِعُ جنازته المسلم ولا يصلِّي عليه، بل ولا يُدفن في مقابر المسلمين، إذا ثبت أنه لا يصلِّي أبدًا، وأنه ترك الصلاة متعمِّدًا، ومات على ذلك؛ فإنَّه مات ميتة الكافر والعياذُ بالله؛ فلا يجوز اتِّباع جنازته.
هذا هو الراجح، ومن العلماء من يفصِّل بين من تركها جَحدًا لوجوبها؛ فإنه يكون كافرًا، وبين من يتركها كسلاً مع اعترافه بوجوبها؛ فلا يكفر.
ـ[أبو هاجر المغربي]ــــــــ[23 - 02 - 08, 03:01 ص]ـ
وسئل أيضا:
حكم تارك الصلاة وحكم دفنه في مقابر المسلمين، وهل الصلاة عليه مقبولة أم مردودة؟ ( ada99:pg0052.htm)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/91)
في هذا الوقت مع الأسف الشديد نرى كثيرًا من الناس يقولون كلمة التوحيد لا إله إلا الله، ولكنهم لا يحافظون على الصلوات إلا في يوم الجمعة أو في رمضان، والبعض منهم لا يصلي مطلقًا إلا مرة واحدة في العام كله، وهي صلاة عيد الفطر المبارك لكي يراه الناس، مع أن هذه الصلاة فرض كفاية أو سنة مؤكدة، والبعض لا يصلي أبدًا ولا يعرف القبلة أي هي؛ إلا أننا نراهم في ليلة السابع والعشرين من رمضان يذهبون إلى مكة لأداء العمرة، أو في الحج يذهبون مع الناس إلى الحج؛ فما حكم هؤلاء؟ وقد يموت أحدهم ويأتي أهلهم بجنائزهم فيصَلِّي عليهم المسلمون لأنهم يُحسنون الظن بهم، أليس في هذا غش للمسلمين يجعلهم يصلون عليه ويُدفَنَ في مقابرهم؟ وهل الصلاة عليه مقبولة أم مردودة؟ وهل أهل الميت آثمون بعملهم هذا أم لا؟
هذا وضع خطير وشر كبير يجب التنبه له، وقول السائل وفقه الله: إن هناك أناسًا يشهدون أن لا إله إلا الله ولكنهم لا يصلون إلا في أوقات معينة؛ كرمضان أو الجمعة أو العيد، هذا فيه تفصيل:
إن كان المراد أنهم لا يصلون مع الجماعة ويصلون في بيوتهم ولا يتركون الفرائض؛ فهؤلاء قد ارتكبوا أمرًا كبيرًا؛ لأن ترك صلاة الجماعة ترك لواجب عظيم يأثمون عليه، ويجب الأخذ على أيديهم وإلزامهم بصلاة الجماعة مع المسلمين، ولكن صلاتهم صحيحة، ولا يخرجون من الإسلام بهذا العمل الذي هو ترك صلاة الجماعة؛ لأن ترك صلاة الجماعة ترك لواجب لا يقتضي الردة.
أما إذا كان قصده من ذلك أنم لا يصلون أبدًا، بل يتركون الصلاة تركًا نهائيًا، فإن هذا ردة عن دين الإسلام، فإن كانوا تركوا الصلاة لأنهم لا يرَون وجوبها؛ فهذا ردة عن الإسلام بإجماع أهل العلم، وإن تركوها مع اعترافهم بوجوبها، ولكنهم تركوها تكاسلاً، وداوموا على تركها متعمدين لذلك؛ فهذا أيضًا ردة على الصحيح من قولي العلماء؛ لأن الصلاة هي عمود الإسلام، والأدلة على كفر تاركها بدون تفصيل أدلة كثيرة من الكتاب والسنة.
وعلى كل حال؛ من ترك الصلاة فأمره خطير، وهذا إذا مات على هذه الحالة؛ فإنه لا تجوز الصلاة عليه؛ لأنه مات على غير الإسلام، ومثل هذا يُدفَنُ بدون صلاة وبدون إجراءات جنائز المسلمين؛ لأنه يعتبر مرتدًا عن دين المسلمين، بل لا يُدفَنُ مع المسلمين في مقابرهم؛ لأنه ليس منهم.
وهذا أمر خطير، والصلاة لا تجب في رمضان فقط أو يوم العيد فقط أو يوم الجمعة فقط، بل الصلاة جعلها الله عز وجل خمس صلوات في اليوم والليلة، كما قال عليه الصلاة والسلام: (خمسُ صلواتٍ فَرَضَهُنَّ الله في اليوم والليلة) [رواه أبو داود في " سننه " (ج2 ص63)، ورواه النسائي في " سننه " (ج1 ص230)؛ كلاهما من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه.]، وكما في قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [النساء: 103.]، فالصلوات تجب المحافظة عليها في مواقيتها في اليوم والليلة في جماعات المسلمين في المساجد، هذا هو دين الإسلام، وما ذكره السائل من التغرير.
ـ[أحمد بن الحارث]ــــــــ[23 - 02 - 08, 05:49 ص]ـ
جزاك الله كل خير
وجزى الله جميع الأخوة على مداخلتهم الطيبة
لقد كنت سألت هذا السؤال لأتعلم ولأن لى أخ مات منذ فترةوكان لا يصلى وكنت أدعوا له بالمغفرة كثيراً.
لكن بعد ما قرأت فانى فى حيرة .. علماً بأنى قرأت أدلة القائلين بأن تارك الصلاة كافر كفر دون كفر فوجدتها أدلة قوية ولكن أدلة القائلين بأن تارك الصلاة كافر كفر أكبر أظنها أو أحس أنها أقرب دون يقين فى المسألة والله أعلم.
مع العلم أنى كنت أعلم من حال أخى أنه لم يترك الصلاة جحوداً ولكن تكاسلاً فأرشدونى بالله عليكم هل أدعوا له أم لا؟
اللهم أرشدنى وأخوانى الى الصواب(47/92)
الشعر المنسوب لشيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[14 - 02 - 08, 02:08 م]ـ
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَل
اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل
وأُقِرُّ بِالقُرآنِ ما جاءَتْ بِهً آياتُهُ فَهُوَ القَديمُ المُنْزَلُ
وجميعُ آياتِ الصِّفاتِ أُمِرُّها حَقاً كما نَقَلَ الطِّرازُ الأَوَّلُ
وأَرُدُّ عُقْبَتَها إلى نُقَّالِها وأصونُها عن كُلِّ ما يُتَخَيَّلُ
قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ الكِّتابَ وراءَهُ وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ
والمؤمنون يَرَوْنَ حقاً ربَّهُمْ وإلى السَّماءِ بِغَيْرِ كَيْفٍ يَنْزِلُ
وأُقِرُ بالميزانِ والحَوضِ الذي أَرجو بأنِّي مِنْهُ رَيّاً أَنْهَلُ
وكذا الصِّراطُ يُمَدُّ فوقَ جَهَنَّمٍ فَمُوَحِّدٌ نَاجٍ وآخَرَ مُهْمِلُ
والنَّارُ يَصْلاها الشَّقيُّ بِحِكْمَةٍ وكذا التَّقِيُّ إلى الجِنَانِ سَيَدْخُلُ
ولِكُلِّ حَيٍّ عاقلٍ في قَبرِهِ عَمَلٌ يُقارِنُهُ هناك وَيُسْأَلُ
هذا اعتقادُ الشافِعيِّ ومالكٍ وأبي حنيفةَ ثم أحمدَ يَنْقِلُ
فإِنِ اتَّبَعْتَ سبيلَهُمْ فَمُوَحِّدٌ وإنِ ابْتَدَعْتَ فَما عَلَيْكَ مُعَوَّلًًًً
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[14 - 02 - 08, 02:23 م]ـ
أخي الحبيب
الجواب موجود هنا في هذا المنتدى تحت هذا العنوان
الشيخ عبد الله الغنيمان يشكك بنسبة لامية شيخ الإسلام لشيخ الإسلام
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[14 - 02 - 08, 05:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن اليكم أخي الكريم
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[16 - 02 - 08, 12:18 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85166
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[17 - 02 - 08, 06:28 ص]ـ
للشيخ العلامة الدكتور عبد السلام بن برجس العبد الكريم رحمه الله كتاب بعنوان ((إبطال نسبة الديوان المنسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية)) وللشيع البرجس كتاب جمع فيه شعر شيخ الإسلام رحمه الله.(47/93)
الرازي يثبت اللذه وينكر العلو
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[14 - 02 - 08, 05:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .. اما بعد
فما زال الرازي يعتقد باعتقادات اهل الفلسفة والضلال والانحراف ويترك اعتقاد اهل السنه والجماعه ,فكم هو الفرق كبير بينهما ,فهذا متبع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم واخذ بالقران الكريم ,وذاك مقلد ومتبع لاهل العقول اليونانيه الكافره المنكره لوجود الله عز وجل.
ترك اليقين ومال الى الشك والوهم والحيرة فكان من الخاسرين الضائعين ,ترك الصراط المستقيم وذهب الى طريق اهل الجحيم الاعوج الملئ بالكفر والزندقة فكان من الضالين المضلين.
فهو يقول براي الفلاسفة في كتابه المباحث المشرقيه بان الله "ملتذ "
فهو يثبت لله عزوجل الصفات التي يجوزها العقل ويحكم بها كما يقولون ويترك ما قاله رب العالمين في كتابه العظيم القران الكريم من الصفات والاسماء الحسنى بحجة انها ظنيه غير قطعيه ,فقد ترك اثبات صفة العلو لله
عز وجل واثبت صفة اللذه ,ترك الصفه التي اثبتها القران والسنه والعقل الصحيح والفطرة السليمه واثبت بعقله
اليوناني صفة اللذه.
فاين الذي يسمونه تنزيها وتعظيما؟ اين الذي يسمونه خشية وخوفا من الله عزوجل؟
أهو في تعطيل الله عزوجل عن صفات الكمال واثبات النقص في حقه , تعالى الله عزوجل عن ذلك علوا كبيرا
والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به الرازي واتباعه.
ـ[أبو إبراهيم السلفي]ــــــــ[14 - 02 - 08, 07:54 م]ـ
حبذا لو نقلت نصه كاملا مع العزو إلى موضع الكلام في كتابه فهو كلام مهم جدا
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[16 - 02 - 08, 06:48 ص]ـ
المباحث المشرقيه المجلد الثاني في 494 حيدر اباد
ـ[أبو إبراهيم السلفي]ــــــــ[16 - 02 - 08, 01:50 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي
هلا ذكرت اسم الباب والفصل لمن ليست لديه هذه الطبعة؟
مع نص كلامه لمن ليس لديه الكتاب
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[16 - 02 - 08, 08:43 م]ـ
المعذرة فانه يصعب علي التعامل مع الكمبيوتر
كلام الرازي في اخر المجلد الثاني في الباب الثاني " احصاء صفاته تعالى "
والنص هو "واذا ثبت ذلك فنقول انه لا يمكن ان يكون جمال او بهاء فوق ان تكون الماهيه قد حصل كل ما من شانه ان يحصل لها فواجب الوجود له البهاء المحض والجمال المحض بل هو المفيض لكل بهاء وجمال والجمال محبوب لذاته وكل ما كانت القوة ادراكا للجمال كانت المحبة اكثر والعشق اتم واكمل فواجب الوجود اذا ادرك ذاته بادراكه الاقوى الاكمل وذاته في غاية الجمال والجلال فيكون قد ادرك اكمل الموجودات واجلها باتم ادراك فيلزم ان يكون ابتهاج ذاته بذاته اكمل انواع الابتهاج فتكون ذاته لذاته اعظم عاشق ومعشوق واعظم لاذ وملتذ به وليس لتلك المعاني عندنا اسامي غير هذه التي اطلقناها فمن انكرها استعمل غيرها.(47/94)
إعراب لاإله الا الله
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[15 - 02 - 08, 02:01 ص]ـ
قرأت في المنتدى أعراب لاإله إلاالله فبحثت عنه فالم أجده فمن يدلني عليه جزاه الله خيرا عاجل
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[15 - 02 - 08, 02:30 ص]ـ
هل تقصد هذا الموضوع؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31062
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[15 - 02 - 08, 06:48 ص]ـ
جزاااك الله خيرا
ـ[أبو إبراهيم السلفي]ــــــــ[15 - 02 - 08, 11:07 ص]ـ
هل يمكن ذكر إعرابها بشكل مختصر؟
ـ[أبو محمد]ــــــــ[19 - 02 - 08, 07:24 ص]ـ
أخي الكريم أبا عبد المعز .. سلمك الله ..
يبدو أن الموسوعة لم تنته بعد .. فهل تتمتها تكون عن قريب .. نفع الله بكم؟
وهل يمكن تنسيقها في ملف وورد؟
وما ذكره أخي أبو إبراهيم وجيه .. فحبذا لو ذكرت إعرابها مختصرا .. لا حرمك الله الأجر.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 - 02 - 08, 09:24 ص]ـ
إعراب كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)
لا: حرف نفي ونصب
إذا دخلت على النكرة المباشرة غير المكررة نصبتها وجوباً اسماً لها
ورفعت الخبر.
إله: اسم (لا) منصوب تحققت فيه شروط وجوب النصب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
وخبر (لا) محذوف لظهور العلم به وتقديره (حق)
قال ابن مالك:
وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر إذا المراد مع إسقاطه ظهر
وقدره بعض النحاة (موجود) وهو خطأ باعتبار وصحيح باعتبار آخر
والصحيح الذي لا خطأ فيه وتدل عليه الأدلة الأخرى تقديره بـ (حق)
فالذين قدروه بـ (موجود) إن كان مرادهم مطلق وجود ما يعبد من دون الله
فهذا خطأ؛ فإن الآلهة التي اتخذت من دون الله كثيرة، قال الله تعالى: (واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون)
وكم حطم النبي صلى الله عليه وسلم من صنم اتخذ إلها من دون الله؟!!
وإن كان مرادهم بالوجود: الوجود المعتبر شرعاً فهذا حق ويدل عليه قوله تعالى: (إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء)
وقال: (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل)
فهي آلهة باطلة ليست بشيء.
ولكن الله أرشدنا في التعبير أن نأخذ بالقول الذي لا يتذرع متذرع بتفسيره بالباطل على منهج: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا)
فتقديره بـ (حق) هو الصواب حينئذ،وهو مرادف للوجود الشرعي
وخبر (لا) يحذف كثيراً في كلام العرب ويقدر في كل مقام بحسبه
كما لو سئلت: من عندك؟ فقلت: لا أحد.
تريد: لا أحد عندي، فلو ذكرت خبر (لا) خالفت البلاغة في القول.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا هامة ولا طيرة ولا صفر)
فشهر صفر موجود ولكنَّ المنفي هو الوجود الشرعي لاعتقادهم فيه.
وكذلك الطيرة موجودة، ولكن المنفي هو الاعتبار الشرعي لها.
وهكذا يقدر الخبر في كل مقام بحسبه
ونظير هذا المعنى قوله تعالى: (ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون)
فالمنفي هنا هو الجعل الشرعي، وليس الجعل الكوني القدري
فهذه الاعتقادات كانت سائدة في الجاهلية وتعرفها العرب ويعمل بها بعضهم، ويجعلون من الأنعام بحيرة يشقون اذنها ويحرمونها، ويجعلون الوصيلة والجمل الحام ... إلخ
وكل هذه التصرفات منهم غير معتبرة شرعاً، وما أنزل الله بها من سلطان، وجاءت الشريعة بإبطالها ونفي اعتبارها شرعاً.
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)
المنفي ليس وجود الضرر الكوني، وإنما وجوده الشرعي فلا يقر الشرع ضرراً ولا ضراراً.
وتقدير الخبر المحذوف مرتبط بالمعنى المراد ارتباطا وثيقا.
ففي كلمة التوحيد:
(لا إله إلا الله) ليس المنفي الوجود الكوني للآلهة التي تعبد من دون الله بالباطل
وإنما المنفي هو الاعتبار الشرعي لها وأنها تستحق شيئاً من العبادة.
ولذلك كثرت الأدلة من الكتاب والسنة على إبطال استحقاق غير الله للعبادة
قال تعالى: (واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشورا).
وقال: (أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون)
وقال: (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[24 - 02 - 08, 12:03 ص]ـ
إليك أخي الحبيب إعراب لآ إله إلا الله للشيخ مُلاَّ علي القاري بصوت محمود داود على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107781(47/95)
سؤال حول كلام الشيخ ابن باز -رحمه الله-
ـ[أبو عائشة التميمي]ــــــــ[15 - 02 - 08, 12:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده
أشكل علي كلام من الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-
و هو من إملاءات الشيخ و عنوانه (نواقض الإسلام)
و الذي أشكل علي هو قوله:-
-----
الخامس: من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر؛ لقوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ [3] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8744#_ftn3).
-----
فماذا لو كان هنالك شخص يبغض الصوم لجوعه مثلاً؟
فهل يشرح لنا هذا الناقض أحد بارك الله فيكم؟
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[15 - 02 - 08, 05:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كلام الشيخ عبد العزيز الطريفى حفظه الله فى شرحه لهذا الناقض
قال الشيخ
مسألة:
والكره الذي لا يقع على ذات التشريع، مما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ككره الزوجة أن يُعدِّد عليها زوجها، وككره المؤمنين للقتال لما فيه من فقد النفس والمال قال تعالى: [البَقَرَة: 216] {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ}.
ونحوه كره المتوضئ الوضوء في اليوم البارد، قال عليه الصلاة والسلام: «وإسباغ الوضوء على المكاره».
وهذا أمر فطري لا يملكه العبد، فالزوجة لم يقع كرهها على ذات التشريع، والحكم العام في الإسلام، وإنما كرهت أن يتزوج زوجها زوجة أخرى، تكون قسيمة وضرة لها.
والمقاتل إنما كره القتال لما جبلت عليه النفس من حب الحياة وكراهية الموت لكنه مقر بفضل القتال في الإسلام، وقوله تعالى: ُ)، + ِ أي شديد عليكم ومشقة، فإن المجاهد إما أن يقتل أو يجرح مع مشقة السفر ومجالدة الأعداء. اهـ
((الاعلام شرح نواقض الاسلام)) ص 27(47/96)
في ناقض الإيمان القولي: سب الله عزّ وجلّ
ـ[آل عياش]ــــــــ[15 - 02 - 08, 04:34 م]ـ
نحن جماعةٌ من طلبة العلم، نسأل عن أمر عظيم يكثر فيه الجدال عندنا، ألا وهو مسألة سبّ الله عزّ وجلّ -والعياذ بالله- وقبل السؤال نطرح عليكم هذه المقدّمة:
هذا الجرم العظيم منتشرٌ عندنا بكثرة منذ زمن بعيد حيث شبّ عليه الصغير، وشاب عليه الكبير، وهَرِمَ عليه الشيخ -إلاّ من رحم ربي- فعموم الناس إذا ما وقع بينهم شجار يتلفّظون بألفاظ فيها سبّ لله بل منها ما هو أشدّ من سبّ الله عزّ وجلّ حتى ممّن هم مواظبون على الصلاة, وإذا سكن عنهم الغضب وسئلوا صرحوا بأنهم نادمون عمَّا قالوا، وأنهم ما كانوا يقصدون سبّ الله عزّ وجلّ، ولكنهم تربّوا على هذه الألفاظ منذ الصغر.
فنرجو منكم تفصيلاً شافيًا عن حكم سبّ الله عزّ وجلّ, وعن حكم هؤلاء الناس الذين يقولون: لم نكن نقصد سبّ الله عزّ وجلّ. وبارك الله فيكم.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فالسبُّ شتمٌ، وهو كلّ قبيح يستلزم الإهانةَ ويقتضي النَّقص، وضابطُهُ العُرْفُ، فما عَدَّه أهلُ العرف سَبًّا وانتقاصًا أو عيبًا أو طَعْنًا ونحو ذلك فهو من السَّبِّ، وحُكم ساب الله تعالى طوعًا من غير كره كافرٌ مرتدٌّ قولاً واحدًا لأهل العلم لا اختلاف فيه، سواء كان جادًَّا أو مازحًا، وهو من أقبح المكفرات القولية التي تناقض الإيمان، ويكفر ظاهرًا وباطنًا عند أهل السُّنَّة القائلين بأنّ الإيمان قول وعمل، وقد نقل ابن عبد البر المالكي في «التمهيد» عن إسحاق بن راهويه قولَه: «قد أجمع العلماءُ على أنَّ مَنْ سَبَّ اللهَ عزّ وجلَّ، أو سبَّ رسولَه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، أو دَفَعَ شيئًا أنزله اللهُ، أو قتل نبيًّا من أنبياء اللهِ، وهو مع ذلك مُقِرٌّ بما أنزل اللهُ أنه كافر» (1 - «التمهيد» لابن عبد البر: (4/ 226) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_1'))).
وقال القاضي عياض المالكي: «لا خلاف أنّ سابّ الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم، واختلفوا في استتابته» (2 - «الشفا» للقاضي عياض: (2/ 229) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_2')))، وقال ابن قدامة المقدسي الحنبلي: «ومَنْ سبَّ اللهَ تعالى كَفَرَ سواء كان مازحًا أو جادًّا» (3 - «المغني» لابن قدامة: (10/ 103) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_3')))، ومثله عن ابن تيمية قال: «إنّ من سبَّ الله أو سبَّ رسولَه كفر ظاهرًا وباطنًا، سواء كان السابُّ يعتقد أنّ ذلك محرّمٌ أو كان مستحلاًّ أو كان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهبُ الفقهاءِ وسائرِ أهلِ السُّنَّةِ القائلين بأنّ الإيمانَ قولٌ وعملٌ» (4 - «الصارم المسلول» لابن تيمية: (512) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_4'))).
ذلك، لأنّ في سبِّ الله تنقيصًا لله تعالى، واستخفافًا واستهانة به سبحانه، وانتهاكًا وتمرّدًا على ربِّ العالمين، ينبعث من نفس شيطانية ممتلئة من الغضب، أو من سفيه لا وقار لله عنده، فحاله أسوأ من حال الكافر، إذ السابّ مظهر للتنقّص ومفرط في العداوة ومبالغ في المحاداة بينما الكافر يعظّم الربّ، ويعتقد أنّ ما هو عليه من الدِّين الباطل ليس استهزاءً بالله ولا مسبّة له، وهو -أيضًا- من جهة أخرى أسوأ حالاً من المستهزئ؛ لأنّ الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر بنصِّ قوله تعالى: ?وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ? [التوبة: 65 - 66]، وإذا كان الاستهزاء كفرًا فالسبُّ المقصود من بابٍ أولى، والآية دلّت على مساواة الجِدّ واللعب في إظهار كلمة الكفر، وضمن هذا المعنى يقول ابنُ العربي المالكي: «لا يخلو ما قالوه -أي: المنافقون- من ذلك جِدًّا أو هزلاً، وهو كيفما كان كُفر، فإنّ الهزل بالكفر كُفر لا خلاف فيه بين الأمّة، فإنّ التحقيقَ أخو العلم والحقّ، والهزلَ أخو الجهل والباطل» (5 - «أحكام القرآن» لابن العربي: (2/ 976)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/97)
(**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_5'))).
فالحاصل، أنّ أصل الدين مبني على تعظيم الله تعالى وإجلاله، وتعظيم دينه ورسله، فإذا كان الاستهزاء بشيء من ذلك يناقض هذا الأصلَ وينافيه، فإنّ السبّ يناقضه أشدّ المناقضة، بل يتضمّن قدرًا زائدًا على الكفر؛ لأنّ الله تعالى نهى المسلمين أن يسبُّوا الأوثانَ لئلاَّ يسبّ المشركون اللهَ تعالى وهم على شركهم وتكذيبهم وعداوتهم لرسوله، في قوله تعالى: ?وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ? [الأنعام: 108]، فتبيّن أنّ سبّ الله تعالى أعظم من الشرك به وتكذيبِ رسوله ومعاداته، قال ابن تيمية في «الصارم المسلول»: «ألا ترى أنّ قريشًا كانت تقارُّه عليه الصلاة والسلام على ما كان يقوله من التوحيد وعبادة الله وحده، ولا يقارونه على عيب آلهتهم والطعن في دينهم وذمّ آبائهم، وقد نهى الله المسلمين أن يسبُّوا الأوثان لئلاَّ يسبّ المشركون اللهَ مع كونهم لم يزالوا على الشرك، فعُلِم أنّ محذورَ سبِّ اللهِ أغلظُ من محذورِ الكفرِ به» (6 - «الصارم المسلول» لابن تيمية: (557) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_6'))).
هذا، والمُخلِّص الوحيد الذي يمحو اللهُ تعالى به الكفرَ بعد ثُبوته هو توبة المذنِب، وذلك برجوع العبد إلى الله تعالى، ومفارقتِه لصراط المغضوب عليهم والضالِّين، واللهُ تعالى يقبل توبةَ العبدِ من جميع الذنوب: الشركِ فما دونه، لقوله تعالى: ?قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ? [الزمر: 53]، وقولِه تعالى: ?أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ? [المائدة: 74]، وقولِه تعالى: ?قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ? [الأنفال: 38]، ومِن شَرْطِ التوبة أن يخلصَها لله تعالى، ويتحسّرَ على فعله، ويندمَ على ما اقترفه، وأن يُقْلِعَ عنه ولا يُصِرَّ عليه، ويعزمَ أن لا يعودَ إليه في المستقبل، وأن تكونَ توبتُه في زمنٍ تنفع فيه التوبةُ (7 - يفوت وقت قبول التوبة فلا تنفع التوبة فيها في ثلاث حالات: الأولى: إذا بلغت الروح الحلقوم وحضر الأجل لقوله تعالى: ?وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّار? [النساء: 18]، وقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ». أخرجه الترمذي في «الدعوات»: (3537)، وابن حبان (628)، والحاكم (7659)، وأحمد (6372)، من حديث ابن عمر رضي الله عنه، وصححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (9/ 18)، وحسنه الألباني في «صحيح الجامع»: (6132). الثانية: إذا نزل العذاب، قال تعالى: ?فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ، فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ? [غافر: 84 - 85]. الثالثة: إذا طلعت الشمس من مغربها فلا تقبل فيها التوبة، لقوله تعالى: ?يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا? [الأنعام: 158]، وفي الحديث: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَى تَطْلٌعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ وَذَلِكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا. ثم قرأ الآية»، أخرجه البخاري في «التفسير»: (4360)، ومسلم في «الإيمان»: (396)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_7'))).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/98)
- أمّا إذا سبَّ اللهَ تعالى وهو مغلَقٌ على قلبه كمن تكلّم بكلمة الكفر وهو على غضبٍ شديد لا يدري ما يقول ولا يَعِي، وإذا ذُكِّرَ لا يتذكّر ولا يستحضره، أو صدرت منه كلمة الكفر وهو في حالة جنون أو إغماء أو غيبوبة أو نطق بها خطأ لم يقصدها فإنّ ذلك مانعٌ من تكفير المعيّن بسببها لفساد قلبه؛ لأنّ جميع الأقوال والتصرّفات مشروطة بوجود التمييز والعقل، فمن لا تمييز له ولا عقل ليس لكلامه في الشرع اعتبار كما قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ» (8 - أخرجه البخاري في «الإيمان» (52)، ومسلم في «المساقاة» (4178)، وأبو داود في «البيوع» (3330)، والترمذي في «البيوع» (1205)، وابن ماجه في «الفتن» (3984)، والدارمي (2436)، وأحمد (17970)، من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_8')))، ولقَوْلِ الرجل من شدّة الفرح: «اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي، وأَنَا رَبُّكَ» فقال النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الفَرَحِ» (9 - أخرجه مسلم في «التوبة»: (6960)، من حديث أنس رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_9')))، فإنّ هذا حصل له الكلام من غير قصدٍ منه ولا إرادةٍ، فهو غيرُ مؤاخَذ عليه، لقوله تعالى: ?لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ? [المائدة: 89]، وقولِه تعالى: ?وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا? [الأحزاب: 5].
فمن هنا يتقرّر أنّ مَنْ وَقَعَ في الكفر فلا يلزم وقوع الكُفرِ عليه لوجود مانعِ إلحاقِ الكفرِ به ابتداءً، بخلاف من وقع الكفر عليه لانتفاء المانع، فإنّ التوبة تمنع إطلاق الكفر عليه بعد رجوعه عنه.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 22 محرم 1428ه
الموافق ل: 10فبراير 2007م
www.farkous.com (http://www.farkous.com)(47/99)
هل هناك دليل على أن الوحي خاص بجريل و الأمور القدرية ليست خاصة به - عليه السلام -
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 02 - 08, 08:09 م]ـ
ذكر الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في القول المفيد
* اعتراض وجوابه: كيف يسمع المسترقون الكملة وعندما يسأل الملائكة جبريل يجابون بقال الحق فقط؟
والجواب: إن الوحي لا يعلمه أهل السماء , بل هو من الله إلى جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم , أما الأمور القدرية التي يتكلم الله بها , فليست خاصة بجبريل , بل ربما يعلمها أهل السماء مفصلة , ثم يسمعها مسترقو السمع.
القول المفيد على كتاب التوحيد 1/ 325 طبعة ابن الجوزي(47/100)
الوجه الاخر للرازي
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[15 - 02 - 08, 09:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلكم يعلم ان الرازي مر في مراحل فكريه بينها الاختلافات الكبيره ,ومن تلك المراحل ما يوضح تراجع الرازي عن الكثير من افكاره المنحرفه ورجوعه الى المنهج القرآني والسنه النبويه, وهذه تعتبر المرحله الاخيره من حياته والدليل ما قاله في اخر كتبه " واما الزام اللمس والشم والذوق والسمع فقد التزمه اصحابنا وذلك بالحقيقه لازم على من اعتمد في هذه المساله على الوجوه العقليه فاما من اعتمد على الوجوه السمعيه فله ان يقول لو دلت الدلاله السمعيه على كونه مشموما مذوقا ملموسا قلت به ولما لم تدل دلاله سمعيه على كونه مشموما مذوقا ملموسا فلا يلزمني ذلك "
وهناك ادله اخرى تدل على التعارض الكبير في اعتقاد الرازي.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته أجمعين.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[16 - 02 - 08, 01:10 ص]ـ
هل بالإمكان المصدر
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[16 - 02 - 08, 07:16 ص]ـ
نهاية العقول 2\ 25
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[16 - 02 - 08, 11:55 ص]ـ
هل نهاية العقول مطبوع؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[16 - 02 - 08, 01:39 م]ـ
الأخ أبو محمد التميمي
وضح أكثر -بارك الله فيك- وفصل القول في هذا الموضوع العريض ألا وهو رجوع الرازي إلى مذهب الكتاب والسنة.
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[17 - 02 - 08, 06:21 ص]ـ
هذا الكتاب مخطوط في دار الكتب المصريه
الاخ الحائلي اذا اطلعت على قانون الرازي وقارنته مع هذا الكلام سيتضح الامر
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[17 - 02 - 08, 11:39 ص]ـ
أظن أن هناك رسالة دكتوارة عن عقيدة الرازي لدكتور مصري اسمه إبراهيم: مسجلة بمصر و قد نوقشت قبل 15 عاما تقريبا(47/101)
الرازي ينكر رؤية الله عقلا
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[16 - 02 - 08, 07:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي تعلم جيدا ما قاله الرازي في الكثير من كتبه عن القانون الكلي ,وباختصار هو تقديم العقل على النقل حيث قال الرازي " ............. فلم يبق الا ان تصدق الدلائل العقليه ويشتغل بتاويل الظواهر النقليه اويفوض علمها الى الله وعلى التقديرين فانه يظهر ان الظواهر النقليه لا تصلح معارضة للقواطع العقليه "
وانت ترى مدى تاثر الرازي بهذا الكلام في كتبه وتعلم ما هي الاثار المترتبه على ذلك من الغاء لكثير من نصوص الشرع التي لا تتناسب مع المنطق الارسطي.
ورؤية الله من الامثله على تاثر الرازي بالعقل وتقديمه على النقل عند التعارض , فالرازي يقول في كتابه الاربعين في اصول الدين "مذهبنا في هذه المساله ما اختاره الشيخ ابو منصور الماتريدي السمر قندي وهو انا لا نثبت صحة رؤية الله تعالى بالدليل العقلي بل نتمسك في هذه المساله بظواهر القران والاحاديث فان اراد الخصم تعليل هذه الدلائل وصرفها عن ظواهرها بوجوه عقليه يتمسك بها في نفي الرؤيه:اعترضنا على دلائلهم وبينا ضعفهم ومنعناهم عن تاويل هذه الظواهر "
فالرازي لا يثبت الرؤيه عقلا وان اثبتها نقلا حيث انه يقول "ان جمهور الاصحاب عولوا في اثبات انه تعالى يصح ان يرى على دليل الوحود (الاشعري المقصود هنا) واما نحن فعاجزون عن تمشيه ونحن نذكر الدليل ثم نوجه عليه ماعندنا من الاعتراضات "
فالرازي اقام الادله العقليه والبراهين والحجج الارسطيه على ما يريد وهي طويله جدا.
وانت تعلم ان الادله السمعيه قال عنها الرازي انها ظنيه موقوفه على مقدمات ظنيه كنقل اللغه والنحو والتصريف وعدم المجاز والاشتراك وتكون قطعيه اذا سلمت من المعارض العقلي ,ومسالة رؤية الله هنا لم تسلم فهي ظنيه
وادلة الرازي العقليه هي اليقينيه ,ولا يقدم ظن على يقين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته أجمعين.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[17 - 02 - 08, 09:36 م]ـ
نسال الله السلامة ... لاشك أن علم الكلام مفسد للعقائد ...
أخي العزيز نقولك مهمة في توضيح ضلال الأشعرية وبيان حالهم ... ولدي سؤال:
1 - هل كان أبو منصور الماتريدي معروف لدى الرازي؟ وكذلك أتباعع من الأحناف (الماتريدون)؟
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 11:21 م]ـ
الاخ الفاضل
لقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيميه ان اطلاع الرازي على كتب المتقدمين في كثير من العلوم بسيط جدا ,فمثلا في الفلسفه يعتمد على كتب الفارابي في النقل عن الفلاسفه وكذلك يعتمد في فهم اقوالهم على الفارابي ,وكذلك في علم الكلام ,اما الحديث فلا يفهم منه كلمه وكذلك الفقه ,وام بالنسبه الى ابي منصور فانه قد ذكره اكثر من مرة في كتبه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 01:35 ص]ـ
أخي الكريم
لقد أخطأت في فهم كلام الرازي تماما، فهو يقول: إن المعول عليه في إثبات الرؤية هو النقل لا العقل، فالعقل في هذه المسألة عند الرازي لا يثبت ولا ينفي.
لعلك تراجع كلامك قبل أن تنسب لأهل العلم ما لم يقولوه.
ووقوع الخطأ من أهل العلم أو ضلالهم في بعض الأقوال لا يبيح لنا أن ننسب لهم ما لم يقولوه، أو يسوغ لنا أن نفهم كلامهم على ما يعن لنا بادي الرأي.
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 09:29 م]ـ
ارجو ان تطلع على كتب شيخ الاسلام ابن تيميه ,واخص المجلد الثالث من درء تعارض العقل والنقل
لتفهم حقيقة اقوال المبتدعه ومناهجهم الضاله وما يترتب عليها , وبعدها تحكم بما يوافق الواقع دون تسرع.
وما يتعلق بكلامي وفهمي للمسأله فهو واضح من العنوان والموضوع ,فانا من نقل كلام الرازي عندما اثبت الرؤيه نقلا , ولو رجعت للاربعين لعلمت باني قد انصفت الرجل ,فبين نفيه واثباته اكثر من صفحة وسطر ,
اقرأ في " قانون الرازي يصعب عليه التوصل الى صدق جبريل "
ومنكم نستفيد
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 09:31 م]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
ما معنى قولك (الرازي ينكر رؤية الله عقلا)؟
إن كنت تعني أنه يقول: العقل في هذه المسألة لا يثبت ولا ينفي، فهذا صواب.
وإن كنت تعني أنه يقول: العقل ينفي الرؤية، فهذا خطأ.
فإن كنت حقا تعني هذا القول فأرجو أن تتكرم بنقل نص كلام الرازي الذي أنكر فيه الرؤية عقلا.
لا تقل لي: (هذا لازم له بناء على قانونه)؛ فأنا لا أسألك عن اللوازم، لأن لازم المذهب ليس بمذهب.
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[21 - 02 - 08, 10:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي العوضي
الاشكاليه في قولك " في هذه المسأله " حيث انك لم تدرك بان هذه المساله مقدمة لدليل الرازي على نفي رؤية الله عزوجل , ففي هذه المقدمه انا لا اختلف معك في كون الرازي اظهر عجز العقل عن اثبات او نفي رؤية الله عزوجل , ولكن هذه المقدمه تندرج تحت مقدمة اخرى , وهي حقيقة مراد الرازي من القانون الكلي , ومن هاتين المقدمتين نتوصل الى القول بنفي الرؤية عن الله عزوجل عند الرازي.وهذا موضح في المقال الاول فانتبه وركز بارك الله فيك.
فحقيقة الاشكال يا اخي الفاضل في فهم قانون الرازي , وهل هو فعلا يصدق على ما ندعي اولا؟ ولفهم جانب من القانون
اسمع ماذا يقول الخبير في احوال المبتدعه "] "لا نسلم توقف العقل بعد التصور التام , بل لا يتوقف الا لعدم التصور , او لوجود ما يمنع من الحكم , لظن او هوى , كسائر المنازعين في القضايا الضروريه من اهل الجحود والتكذيب " [/ SIZE](47/102)
موقف الرازي من الاشاعره
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[16 - 02 - 08, 10:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين .. اما بعد فان الرازي خالف القران الكريم والسنه النبويه وفضل اعمال العقل على الامتثال لامر الله عزوجل ,
فضل استدلالات افراخ الفلاسفه المعتزله على الدين الاسلامي والمنهج القراني الفطري الذي فيه سعادة الدنيا والاخره ,فيه العزه والكرامه , فيه احترام الذات والعقل ,وفيه الصيانة من الخطأ والزلل, فقد جاء الرازي بالبدع
الكفريه وحاول ان يضع عقيده جديده للمسلمين وكانهم ما عرفوا الله او ما عبدوا الله حق العباده , فجاء الرازي بشبهات الفلاسفه وحاول ان يخدم بها عقيدة الاشاعره ولكنه بعد كل البعد عن الاعتقاد الاشعري ,بل انه تأثر باقوال الفلاسفه , فاصبح يهاجم رموز الاشاعره ,انظر في كتاب مناظرات الرازي في بلاد ما وراء النهر
تجد الرازي يستحقر الغزالي ويقلل من مكانته ,وقيمة اقواله, فعلى سبيل المثال يقول في صفحه 35 "فقلت الغزالي ليس بشئ وكلامه في هذا المبحث ضعيف جدا "
وتجده في صفحه 36 يعارض الغزالي الذي رد على الفلاسفه في كتابه تهافت الفلاسفه ويوافق الفلاسفه فهو يقول
"فظهر ان المعارضه التي اوردها الغزالي على دليل الفلاسفه غير واردة البته "
وقال في المسأله الحاديه عشر "جرى ذكر كتاب شفاء العليل للغزالي على لسان الشرف المسعودي فأطنب في الثناء عليه وفي تعظيمه فقلت له هل طالعته الى اخره؟ فتوقف فيه.فقلت ان فبه اشياء كثيره يجب البحث عنها وانا اذكر منها اثنين: .................................... هذا ما قاله الغزالي وهو عجيب "
ويقول في الصفحه 45 "فقلت اني في بعض الاوقات حضرت بطوس فانزلوني في صومعهة الغزالي واجتمعوا عندي ,فقلت انكم افنيتم اعماركم في قراءة كتاب المستصفى ,فكل من قدر على ان يذكر دليلا من الدلائل التي ذكرها الغزالي من اول كتاب المستصفى الى اخره ويقرره عندي بعين تقريره من غير ان يضم اليه كلاما اخر
اجنبيا عن ذلك الكلام اعطيته مائة دينار .............................................. فقلت له ان كلام الغزالي في هذه المساله في غاية الضعف "
ويرد هذا الرجل الفيلسوف المتكبر على الشهرستاني ويوضح حقيقة كتابه الملل والنحل ,ويطعن كذلك في كتاب الفرف بين الفرق ,وانا لا اهتم كثيرا بهؤلاء المبتدعه الضالين الا اني اريد ان
ابين حقيقة هذا المنحرف صاحب القلب الاسود المظلم
والحمد لله رب العالمين
ـ[مسلم2003]ــــــــ[16 - 02 - 08, 11:23 ص]ـ
للأسف فإن نصك المكتوب هذا فيه العديد من الأخطاء في التركيب اللغوي والكتابة .. فهلا أصلحتا رحمك الله قبل أن تعطي لنفسك الصلاحية للكتابة في مواضيع مهمة مثل هذا الموضوع!!!
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[16 - 02 - 08, 08:47 م]ـ
دردش مع واحد من مستواك الهابط
وان كان الكلام اوجعك فنحن في اول الطريق , واذا كنت تريد ان ارد عليك فحاول ان تاتي بما
يستحق الرد.
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[31 - 08 - 09, 04:04 م]ـ
الأخ مسلم 2003 احترم أخاك وتحلَّ بالأدب في النقد، ولم ألمس ما لمسته إلا شدة من أخينا التميمي أخالفه فيها ولا ألومه عليها
ـ[مسلم2003]ــــــــ[05 - 09 - 09, 04:28 م]ـ
صباح الخير
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 07:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين .. اما بعد فان الرازي خالف القران الكريم والسنه النبويه وفضل اعمال العقل على الامتثال لامر الله عزوجل ,
فضل استدلالات افراخ الفلاسفه المعتزله على الدين الاسلامي والمنهج القراني الفطري الذي فيه سعادة الدنيا والاخره ,فيه العزه والكرامه , فيه احترام الذات والعقل ,وفيه الصيانة من الخطأ والزلل, فقد جاء الرازي بالبدع
الكفريه وحاول ان يضع عقيده جديده للمسلمين وكانهم ما عرفوا الله او ما عبدوا الله حق العباده , فجاء الرازي بشبهات الفلاسفه وحاول ان يخدم بها عقيدة الاشاعره ولكنه بعد كل البعد عن الاعتقاد الاشعري ,بل انه تأثر باقوال الفلاسفه , فاصبح يهاجم رموز الاشاعره ,انظر في كتاب مناظرات الرازي في بلاد ما وراء النهر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/103)
تجد الرازي يستحقر الغزالي ويقلل من مكانته ,وقيمة اقواله, فعلى سبيل المثال يقول في صفحه 35 "فقلت الغزالي ليس بشئ وكلامه في هذا المبحث ضعيف جدا "
وتجده في صفحه 36 يعارض الغزالي الذي رد على الفلاسفه في كتابه تهافت الفلاسفه ويوافق الفلاسفه فهو يقول
"فظهر ان المعارضه التي اوردها الغزالي على دليل الفلاسفه غير واردة البته "
وقال في المسأله الحاديه عشر "جرى ذكر كتاب شفاء العليل للغزالي على لسان الشرف المسعودي فأطنب في الثناء عليه وفي تعظيمه فقلت له هل طالعته الى اخره؟ فتوقف فيه.فقلت ان فبه اشياء كثيره يجب البحث عنها وانا اذكر منها اثنين: .................................... هذا ما قاله الغزالي وهو عجيب "
ويقول في الصفحه 45 "فقلت اني في بعض الاوقات حضرت بطوس فانزلوني في صومعهة الغزالي واجتمعوا عندي ,فقلت انكم افنيتم اعماركم في قراءة كتاب المستصفى ,فكل من قدر على ان يذكر دليلا من الدلائل التي ذكرها الغزالي من اول كتاب المستصفى الى اخره ويقرره عندي بعين تقريره من غير ان يضم اليه كلاما اخر
اجنبيا عن ذلك الكلام اعطيته مائة دينار .............................................. فقلت له ان كلام الغزالي في هذه المساله في غاية الضعف "
ويرد هذا الرجل الفيلسوف المتكبر على الشهرستاني ويوضح حقيقة كتابه الملل والنحل ,ويطعن كذلك في كتاب الفرف بين الفرق ,وانا لا اهتم كثيرا بهؤلاء المبتدعه الضالين الا اني اريد ان
ابين حقيقة هذا المنحرف صاحب القلب الاسود المظلم
والحمد لله رب العالمين
أخي المبارك تقبل الله منا ومنك الصيام والقيام.
واللهِ - يا أخي- لا الرازي ولا الغزالي ولا الشهرستاني ولا الأشاعرة على حق في مذهبهم.
وإن كان بعضهم أشد ضلالاً من بعض فتخصيصنا له ليس لأن غيره على حق، وهو ما أردتُ به هنا.
لذا قد يحمل كلام الرازي هنا لمجرد أنَّه رآى من مقالات الغزالي من الحيرة والتردد فيما هو مقرر في مذهبهم؛ فنال منه، ليس أكثر من هذا.
أما الظلمة واسوِداد القلب فما الغزالي ومن معه ببعيدين عنه.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[06 - 09 - 09, 05:15 ص]ـ
[ SIZE=3][FONT=Times New Roman] ويرد هذا الرجل الفيلسوف المتكبر على الشهرستاني ويوضح حقيقة كتابه الملل والنحل ,ويطعن كذلك في كتاب الفرف بين الفرق ,وانا لا اهتم كثيرا بهؤلاء المبتدعه الضالين الا اني اريد ان
ابين حقيقة هذا المنحرف صاحب القلب الاسود المظلم
والحمد لله رب العالمين
أما الظلمة واسوِداد القلب فما الغزالي ومن معه ببعيدين عنه.
-------
!!!
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 07:36 ص]ـ
لا والله ما حجة الاسلام بمسود القلب .. و ان كان مثل هذا القلب الرقيق مظلما فما القلب المنور؟؟ قلوبنا نحن؟ مع ان مثل هذا الغمز لا يزيد في الحجة بيانا و لا ينتفع به المستمع
ـ[أسامة بن سعد الهادي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 02:34 م]ـ
ألم يرجع الرازي - رحمه الله - عن بدعه وضلالاته آخر حياته؟!
ويا أخي الكريم، قد رد بفضل الله علماءنا على هؤلاء وبينوا لنا وقد كانوا أهلا لأن يردوا وأن يبينوا!
ولست أطعن في شخصك معاذ الله أو أقول إنك لست أهلا، لكن مرامك شديد وأخشى أن تزل قدمك
ولست أرى في هذه إلا بداية لذلك:
إلا أني أريد أن ابين حقيقة هذا المنحرف صاحب القلب الاسود المظلم
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 06:30 م]ـ
لا والله ما حجة الاسلام بمسود القلب .. و ان كان مثل هذا القلب الرقيق مظلما فما القلب المنور؟؟ قلوبنا نحن؟ مع ان مثل هذا الغمز لا يزيد في الحجة بيانا و لا ينتفع به المستمع
وأنا أقول لا والله ليس هو بحجة الإسلام!
أيكون حجة الإسلام وهو الذي انحرف في باب الإيمان وباب الأسماء والصفات والقضاء والقدر والحكمة والتعليل وغيرها من الأبواب العقائد.
أيكون حجة الإسلام وهو الذي أخذ بأقوال الفلاسفة في النبوات، فلا هو الذي أخذ بقول أهل السنة ولا هو الذي أخذ بقول أرباب مذهبه.
من أين تأتيه الحجة وهو على هذا؟!
فعلامَ نفضّله على الرازي؟! ونخصِّصهُ من بين أهل المذهب بالثناء وكلهم على حدٍّ سواء في الاعتقاد، قد يزيد بعضهم ميلاً إلى أهل السنة، لكن لا يخرجه هذا عن معرّة المذهب.
ثم الحيرة والتردد والكلام الموهم بالرجوع عن مذهبهم ليس هو عودة حقيقية كإمام المذهب الذي قرّر اعتقاد أهل السنة في كتب مفردة.
لذا كان الغزالي والرازي وغيرهم ممن تحيروا آخر عمرهم ونبذوا الكلام وما كان يقررونه، ليس هذا إلا حيرة وترددًا وسلوك طريق العوام، وليس جزمًا بقول أهل السنة واعتقاد ما يعتقدونه.(47/104)
شرح نفيس لابن حبان لأثر أبي هريرة رضي الله عنه: أُرْسِلَ ملك الموت إلى موسى .....
ـ[الباحث]ــــــــ[16 - 02 - 08, 04:05 م]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أرسل ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صكه! فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لايريد الموت! فرد الله عز وجل عليه عينه وقال: إرجع فقل له يضع يده على متن ثور، فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. قال: فالأن. فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال قال رسول الله (ص) فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر.
أخرجه الشيخان وأحمد وغيرها موقوفاً ومرفوعاً، وهو في حكم المرفوع.
وصححه الشيخ أحمد شاكر والشيخ الألباني رحمهما الله.
قال الحافظ ابن حبان رحمه الله:
( ..... وهذا الخبر من الأخبار يدرك معناه من لم يُحرم التوفيق لإصابة الحق، وذلك: أن الله جل وعلا أرسل ملك الموت إلى موسى رسالة ابتلاء واختبار، وأمره أن يقول له: أجب ربك، أمر اختبار وابتلاء، لا أمراً يريد الله جل وعلا إمضاءه، كما أمر خليله - صلى الله على نبينا وعليه - بذبح ابنه، وتلَّه للجبين -: فداه بالذبح العظيم. وقد بعث الله جل وعلا الملائكة إلى رسله في صورٍ لا يعرفونها، كدخول الملائكة على إبراهيم ولم يعرفهم، حتى أوجس منهم خيفة، وكمجيء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسؤاله إياه عن الإيمان والإسلام، فلم يعرفه المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى ولَّى، فكان مجيء ملك الموت إلى موسى على غير الصورة التي يعرفه موسى عليه السلام عليها - وكان موسى غيوراً - فرأى في داره رجلاً لم يعرفه، فشال يده فلطمه، فأتت لطمته على فَقْئِ عينه التي في الصورة التي يتصور بها، لا الصورة التي خلقه الله عليها، ولما كان المصرَّح عن نبينا صلى الله عليه وسلم في خبر ابن عباس حيث قال: ((أمَّني جبريل عند البيت مرتين)) فذكر الخبر، وقال في آخره: ((هذا وقتك ووقت الأنبياء قبلك)) -: كان في هذا الخبر البيان الواضح أن شرعنا قد يتفق بعضَ شرائع من قبلنا من الأمم، ولما كان من شريعتنا أن من فقأ عين الداخل داره بغير إذنه أو الناظر في بيته بغير أمره من غير جناح على فاعله، ولا حرج على مرتكبه، للأخبار الجمة الواردة فيه، التي أمليناها في غير موضع من كتبنا -: كان جائزاً إتفاق هذه الشرعية شريعة موسى، بإسقاط الحرج عمن فقأ عين الداخل داره بغير إذنه، فكان استعمال موسى هذا الفعل مباحاً له، ولا حرج عليه في فعله، فلما رجع ملك الموت إلى ربه، وأخبره بما كان من موسى فيه، أمره ثانياً بأمرٍ آخر، أمر اختبار وابتلاء - كما ذكرنا قبلُ - إذ قال الله له: إن شئتَ فضع يدك على مَتْنِ ثور فلك بكل ما غَطَّتْ يدك بكل شعرةٍ سنة، فلما علم موسى - كليم الله، صلى الله على نبينا وعليه أنه ملك الموت، وأنه جاءه بالرسالة من عند الله، طابت نفسه بالموت ولم يستمهل، وقال: فالآن، فلو كانت المرة الأولى عرفه موسى أنه ملك الموت، لاستعمل ما استعمل في المرة الأخرى، عند تيقنه وعلمه به، ضد قول من زعم أن أصحاب الحديث حمَّالة الحطب ورعاة الليل يجمعون ما لا ينتفعون به، ويروون ما لا يُؤجرون عليه! ويقولون بما يبطله الإسلام!! جهلاً منه بمعاني الأخبار، وترك التفقه في الآثار، معتمداً في ذلك على رأيه المنكوس، وقياسه المعكوس).
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[17 - 02 - 08, 11:58 ص]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أرسل ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صكه! فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لايريد الموت! فرد الله عز وجل عليه عينه وقال: إرجع فقل له يضع يده على متن ثور، فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. قال: فالأن. فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال قال رسول الله (ص) فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر.
أخرجه الشيخان وأحمد وغيرها موقوفاً ومرفوعاً، وهو في حكم المرفوع.
وصححه الشيخ أحمد شاكر والشيخ الألباني رحمهما الله.
قال الحافظ ابن حبان رحمه الله:
( ..... ، فكان مجيء ملك الموت إلى موسى على غير الصورة التي يعرفه موسى عليه السلام عليها - وكان موسى غيوراً - فرأى في داره رجلاً لم يعرفه، فشال يده فلطمه، فأتت لطمته على فَقْئِ عينه التي في الصورة التي يتصور بها، لا الصورة التي خلقه الله عليها،).
هذا من التأويل المخالف لظاهر الحديث:
فليس في الحديث ما يدل على أن موسى لطم الملك غيرة؛ إنما لطمه لما عرف عنه صلى الله عليه و سلم من الحدة، و أيضا لما في مقتضى الفطرة من كراهية الموت.
و لهذا لم يشر الملك عندما رجع إلى الله بهذا العذر، إنما أخبر بالحقيقة وهي أن موسى إنما لطمه لكراهيته للموت.
و قد أقر الله الملك على ذلك الكلام و لذا أمره الله بالرجوع و تخيير موسى.
بل و أصلا ليس في الحديث ما يدل على أن الملك جاء بصورة بشرية لم يعرفها موسى، بل ظاهره يدل على أنه جاء موسى فعرفه بأنه ملك الموت.
و يا ليت من يجمع لنا طرق الحديث حتى نستفيد أكثر. و الله أعلم(47/105)
من يوضح لي معنى كلام أهل العلم (من باب المشاكلة أو المقابلة)
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[16 - 02 - 08, 05:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أرجو من المشايخ الكرام توضيح معنى هذه الكلمات التي نسمعها من بعض أهل العلم وهي: (من باب المشاكلة أو المقابلة).
وجزاكم الله خيرا
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[17 - 02 - 08, 06:25 ص]ـ
ارجع إلى بحث الأستاذ الدكتور يوسف بن محمد السعيد في مجلة جامعة الإمام بعنوان ((دراسة عقدية للصفات التي يدعى أنها من باب المشاكلة)) فهو يفيدك في هذا الباب، وفيه جواب عن سؤالك.
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[17 - 02 - 08, 08:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل سليمان البرجس.
لكن هل المجلة تباع أو موجودة على الشبكة العنكبوتية (بإختصار كيف الوصول إليها)؟
بارك الله فيك.
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[19 - 02 - 08, 12:21 ص]ـ
يرفع للتذكير جزاكم الله خيرا
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[20 - 02 - 08, 06:06 ص]ـ
أعرف أن هذه المجلات تقوم الجامعات بتوزيعها، فيمكنك مراسلة المجلة، وهي عادة تباع في المحلات الكبيرة مثل بنده وأسواق التميمي.
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[20 - 02 - 08, 06:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي مرة ثانية على المرور(47/106)
ذكرياتي مع الطريقة القادرية للشيخ نزيه العرميطي
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - 02 - 08, 11:13 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
فهذه رسالة كتبها أحد إخواننا طلبة العلم في الأردن سطر فيها ذكرياته في الطريقة القادرية
وهو إمام وخطيب مسجد عبد الله بن عمر في مدينة سحاب - الأردن
أسأل الله تعالى أن ينفع بها.
التحميل في المرفقات
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 12:11 م]ـ
جزاكم الله خيرًا ...
تكرمًا لو ترسل الرابط لصيد الفوائد و موقع الصوفية؛ ليضيفوها لما عندهم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[20 - 02 - 08, 08:52 م]ـ
جزاك الله خيرا وقد فعلت أرسلت الرابط إلى موقع صيد الفوائد بانتظار وضعه في الموقع
وبارك الله فيك على المرور.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 11:50 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[21 - 02 - 08, 03:36 م]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[المقدادي]ــــــــ[21 - 02 - 08, 05:43 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[21 - 02 - 08, 09:33 م]ـ
وجزاك مثله وبارك فيك أخي المقدادي(47/107)
هل ثبت عن الإمام أحمد رحمه الله تضليل مخالف الإجماع
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[17 - 02 - 08, 08:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سؤالي للمشايخ هو: هل ثبت أن الامام احمد رحمه الله يضلل مخالف الاجماع؟
بارك الله فيكم
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[19 - 02 - 08, 12:21 ص]ـ
يرفع للتذكير بارك الله فيكم(47/108)
حدود الحرية الدينية لغير المسلمين في البلد الإسلامي
ـ[محمد نائل]ــــــــ[17 - 02 - 08, 01:42 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام رسول الله.
وبعد: أرجو من إخواني المسلمين - خاصة العلماء وطلبة العلم - المساعدة على حلّ إشكال اعترضني وأنا بصدد دراسة طبيعة العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين (يهود، نصارى).
فوجدت أنّ الإسلام يكفل لهم جميع الحقوق التي تصون كرامتهم وحرياتهم. . . وفي مقدمة هذه الحريات حرية المعتقد والتدين.
ولكن من جهة أخرى يَحْضُر عليهم الدعوة إلى عقيدتهم وشريعتهم المحرفة ويعتبر ذلك مخالفة يستحق صاحبها العقوبة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يشرع للمسلمين الدعوة إلى دينهم في المجتمعات غير الإسلامية و الدّفاع عنها.
السؤال:
1) – هل هذه المقدمات صحيحة؟
2) – ألا يتنافى هذا مع العدل والإنصاف الذي جاء به الإسلام؟
3) – ألا يجوز لأهل الكتاب الدعوة إلى دينهم بشكل علني تحترم فيه أبجديات وآداب الحوار، بعيدا عن الإكراه والإجبار؟ قال الله تعالى: {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} وقال أيضا: {لا إكراه في الدين}.
أرجو المساهمة بما يزيل اللّبس في هذه القضية، مع الإشارة إلى الكتب والمؤلفات التي عالجت هذا الموضوع، بعيدا عن التّعصّب والتسليم للمورثات الخاطئة، والله ما طرحت هذه المشكلة إثارة للشبهات، ولكن المقصود معرفة الموقف الإسلام الصحيح المبني على الأصول والقواعد والمقاصد الشرعية.
والله من وراء القصد.
ـ[محمد نائل]ــــــــ[25 - 02 - 08, 02:06 ص]ـ
للمناقشة
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[25 - 02 - 08, 02:16 ص]ـ
الأخ محمد يرجى مراجعة هذا الرابط ففيه موضوع يتعلق بموضوعك:
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5204
و أخص بالذكر المداخلة رقم 16 للأخ متعلم ففيها شفاء العى إن شاء الله تعالى.
و هو موضوع على منتدى الجامع لمقارنة الأديان.
و على المنتدى أيضا موضوع " حوار أعضاء منتدى الجامع مع الشيخ رفاعى سرور"، يمكنك أن تسأل الشيخ فيه ما شئت فى خلال هذا الأسبوع و بعض الذى يليه.
تجد الموضوع الأخير فى توقيعى.
و التسجيل على المنتدى من أيسر ما يكون، فلا تحتاج إلا إلى كتابة بياناتك و دون أن تنتظر كود التفعيل أو رسالة للتفعيل.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[25 - 02 - 08, 02:20 ص]ـ
و قد جاءت مداخلة الأخ متعلم جوابا على سؤال من تاركة للنصرانية تقول فيه:
"انا لا ارا الى حال المسلمين و احكم عليه و لكن اقرأ القران و عندي اسإلة فيه فمنه اكتشف بان القران يعطي لنفسه حق فعل بعض الاشياء بينما هي حرام على الاخرين فمتلن لو انتم دهبتم الى مدينة غير مسلمة فقالت لكم هده المدينة بما انكم مسلمين يجب عليكم انتم فقط ان تعطونا المال لكي نترككم تعيشون في مدينتنا لو قال لكم هدا لغضبتم و صرختم و قلتم هده عنصرية
بينما انتم تسمحون لانفسكم لغير المسلمين الدين عيشون في ارضكم ان يعطوكم المال لكي تسمحو لهم بلعيش معكم فانتم هنا انانيين
عندما ياتي الناس لبلادكم تقولون لهم حتى ولو لم يكونو مسلمون يجب ن تلبسي الحجاب لانكي في مدينتنا و لكن عندما يقولون لكم الاخرين عندما تكونون في مدينتهم لا نريد ان تلبسو الحجاب تقولون هدا ضلم و تعدي على الحريات انا هنا لا افهم الاسلام كيف يفكر"
و كان جواب الأخ جزاه الله خيرا:
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على خاتم النبيين ..
جزى الله الأحبة الكرام خيرًا على إجاباتهم، فيها فوائد كثيرة، وأرجو أن تكون السائلة قد حصلت منها على ما ينفعها بإذن الله. وزيادة في كشف جوانب الموضوع أقول:
ليست مشكلة السائلة مع الجزية أو الحجاب بالدرجة الأولى، وإنما هي تمثل فقط لإشكالها الرئيسي، الذي عبرت عنه بقولها: «القران يعطي لنفسه حق فعل بعض الاشياء بينما هي حرام على الاخرين».
وبصرف النظر عن مثاليها، فالمبدأ الذي لاحظتْه السائلة واقع بالفعل. وسأمثل له بمثال أقوى من مثاليها، فإلإسلام مع أهل الكتاب: أباح أن ننكح نساءهم، ومنع أن نعطيهم نساءنا. فالسائلة قد تصف ذلك «بالأنانية»!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/109)
والحفرة التي قد يقع فيها المسلم في هذا المقام، هي أن يسارع إلى نفي تفضيل المسلم على غيره. والمعترضون - ومنهم السائلة وإن لم تقصد - يساعدون على وقوع المسلم في هذه الحفرة، إذا سموا الأشياء بغير اسمها، كإطلاق أوصاف «الأنانية» وأشباهها، فيهرب المسلم من المعنى الصحيح لأنهم وضعوا عليه اسمًا قبيحًا.
وقد عظمت البلية بهذه "الحفرة" في هذا العصر، بأن شاع فيه كثير من شعارات بني علمان وإلحاد، ومنها شعار المساواة بين الجميع ولو بين الإنسان والحيوان! .. حتى صار من أهم الخطوات لتكون "مفكرًا" و"مثقفًا" و"مستنيرًا" و"عقلانيًا" أن تنكر كل صور التفاضل والتفاوت والتنوع وإن ملأ الكون بها ناظريك أينما توجهت!
وساعد على انتشار هذا المبدأ العقيم: تأثر النصارى به، فإن الإلحاد قد ركب ظهر النصرانية لا سيما في الغرب، فكان أن النصارى غيّروا وبدلوا في قيمهم ومبادئهم، حتى لا يستنكرها هذا الغالب المنتصر. وهذا يشبه تبديلهم الأول لما حرفوا دين المسيح وأدخلوا عليه فلسفة أرسطو وغيره.
ثم تبعهم من المسلمين من تبعهم - مصداقًا لنبوءة محمد صلى الله عليه وسلم - حذو القذة بالقذة.
وأستطرد فأقول: من ذلك التأثر النصراني بالإلحاد، ما يعيب النصارى به المسلمين دومًا من أنهم "مُلَّاك الحقيقة"، وأنهم يحصرون الحق فيهم وحدهم. فهذا العيب الذي زعموا يلحقهم أيضًا، لأنهم يقولون بأن الملكوت محرم على من أنكر فداء المسيح الذي زعموا. وهذا حقيقته أنهم يحصرون الحق فيهم وحدهم. فهو نفس ما يعيبونه على المسلمين. ولكن النصارى تعودوا ترديد مبادئ بني علمان كالببغاوات دون فهم، يكفيهم أنها شيء يستحق أن يُقال في مواجهة المسلمين، تلك المواجهة الثقيلة التي تضطرهم إلى ترديد أي كلام والسلام.
فإذا جابهك النصراني بهذا "العيب"، تشعر أن عليك تعليمه حقيقة دينه أولاً، وأن دينه لا يعتبر ذلك عيبًا، فتحتار وتهتم: هل مهمتك أن تعلمه النصرانية؟! أم مهمتك أن تخرجه منها؟! .. وكل من عانى دعوة النصارى وجدالهم، يعلم أن عليه في أغلب الأحيان أن ينصر النصراني أولاً قبل أن يخرجه من دينه!!
وأرجع إلى كلامي فأقول: لا ينبغي للمسلم أن يقع في هذه الحفرة التي عمت بها البلية في هذا العصر، بل عليه أن يعرف الحق في نفسه وإن أنكره من أنكر، وألا يغتر بالعناوين القبيحة الموضوعة على معاني صحيحة.
نأتي الآن للمبدأ الذي لاحظته السائلة: هل هو صحيح في نفسه؟ .. هل الإسلام يسوي نفسه وأهله بغيره وغيرهم؟ أم لا؟
نقولها صراحة: الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه!
قال تعالى: {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.
قال الشيخ عبد الله السعد (شرح نواقض الإسلام 37): «وفيما رواه الدارقطني وحسنه الحافظ ابن حجر أن أحد الصحابة قال: كان أبو سفيان قبل أن يُسْلِم ومعه رجل آخر من الصحابة، فقال واحد من الصحابة: أبو سفيان وفلان ... جاء أبو سفيان وفلان، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: الإسلام يعلو ولا يعلى عليه. فنهاه أن يقدِّم فقط الاسم ... اسم الكافر على المسلم، نهاه أن يبدأ بالتقديم بالكافر قبل المسلم، وهذا أمر خطير جدا» اهـ.
قال ابن حجر (فتح الباري 9/ 421): «وأخرج الطحاوي من طريق أيوب عن عكرمة عن ابن عباس في اليهودية أو النصرانية تكون تحت اليهودي أو النصراني فتسلم، فقال: يفرق بينهما، الإسلام يعلو ولا يعلى عليه. وسنده صحيح» اهـ.
وقال الشيخ محمد صالح المنجد:
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=13759&ln=ara
« لقد أمرنا الإسلام أن نكون متراحمين فيما بيننا، وفي المقابل أن نكون أعزة على الكافرين أشداء عليهم فقال سبحانه في وصف أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم .. } الفتح.
وسمح لنا ديننا أن نتزوج من نساء اليهود والنصارى، ولكن لا يجوز لنا أن نزوجهم بناتنا لأن اليهود والنصارى أقل منزلةً منا ونساؤنا أعلى درجةً منهم، ولا يعلو السافل على العالي. والإسلام يعلو ولا يُعلى عليه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/110)
وقد أمرنا ديننا أن نُخرجهم من جزيرة العرب وأن لا نبقيهم فيها، لأن جزيرة العرب أرض الرسالة، فلا يجوز أن نلوثها بالكفار الأنجاس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" رواه البخاري (2932) ومسلم (3089).
وقد نهانا ديننا من الأكل من آنية اليهود والنصارى ... : "إِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَ آنِيَتِهِمْ فَلَا تَأْكُلُوا فِيهَا وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَاغْسِلُوهَا ثُمَّ كُلُوا فِيهَا" ...
وقد نهانا ديننا الحنيف أن نتشبه في لباسنا بالكفار، أو أن نقلدهم في طريقة الأكل أو العادات، لأننا نحن الأعلون والكفار هم الأدنون، والعالي لا يتشبه بالداني، بل توعد نبينا من تشبه بالكفار بأنه سوف يلقى مصيرهم في جهنم وبئس المصير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم" ...
وقد أمرنا نبينا أن نقاتل الكفار عند القدرة والاستطاعة، وأن نغزوهم في ديارهم، وأن نعطيهم ثلاث خيارات قبل أن ندخل أرضهم: إما أن يسلموا ويكونوا مثلنا لهم ما لنا, وعليهم ما علينا، أو يُعطوا الجزية وهم أذلة صاغرون، أو القتال فنستحل أموالهم ونسائهم وأولادهم وديارهم ويكونوا غنيمةً للمسلمين» اهـ كلام المنجد حفظه الله.
وقال بعض طلبة العلم:
http://saaid.net/Doat/abu_sarah/3.htm
" الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه" ..
مستند قرآني كريم .. ونص نبوي شريف .. وقاعدة شرعية ماضية .. وحقيقة فطرية .. وبرهان عقلي ..
== فأما من حيث المستند القرآني:
فيقول الله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} ..
ويقول: {فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى} ..
ويقول: {إن الأبرار لفى عليين} ..
== وأما من حيث النص النبوي:
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم:: (الإسلام يعلو ولا يعلى عليه). رواه البيهقي، وحسنه الألباني لغيره في الإرواء 5/ 106 - 108.
== وأما من حيث كونه قاعدة شرعية:
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "الإسلام يعلو ولا يعلى عليه". الفتح3/ 218
قال ابن عبد الهادي: " القاعدة الثلاثون: الإسلام يعلو ولا يعلى علي". مغني ذوي الأفهام 180
== وأما من حيث كونه حقيقة فطرية:
فإن النفس الإنسانية لا تساوي بين العالي والسافل، والشريف والوضيع، والخير والشر، فإن من طبعها التفريق بينهما، وتفضيل العالي والشريف والخير على السافل والوضيع والشر، وتنفر غاية النفور من ترفع الأراذل وخفض الأفاضل، وترى العدل كل العدل أن ينزل كل شيء منزلته، وبما أنها خلقت مفطورة على عبادة ربها: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله}، فهي لا تساوي قطعا بين عبادته، المتمثلة في الإسلام، وعبادة غيره، المتمثلة في سائر الديانات سوى الإسلام.
== وأما من حيث كونه برهانا عقليا:
فالبرهان العقلي يوجب إعلاء الإسلام على غيره، فهو الدين الذي لا يرفع البشر فوق مرتبتهم، بل ينهى عن ذلك، ويأمر بعبادة الله وحده، وينهى عن عبادة غيره، وهو الدين الذي يساوي بين الناس، إذ كانوا من أب وأم واحد، ليس لهم اختيار في خلقتهم، ويعلق تفاضلهم على التقوى، الذي هو من اختيارهم وكسبهم: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، وهو الدين الذي ينتصر للضعيف من القوي، وللفقير من الغني، وينهى عن الفواحش والآثام، فيأمر بالفضيلة علما وعملا، وينهى عن الرذيلة حقيقة وواقعا، ويأمر بالعدل وينهى عن الظلم، فكل البراهين العقلية تشهد بعلو الإسلام على غيره ...
== ... ومن ثم فهذا الحكم والأصل له تطبيقات في حياة المسلمين باطنة وظاهرة:
== فأما التطبيقات الباطنة، فهو من مثل ما خاطب الله به المؤمنين في معركة أحد بقوله تعالى:
{ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين} ...
== ... وأما التطبيقات الظاهرة لهذا الأصل، فقد اهتم بها علماء الفقه والأصول، فذكروا منها:
- منع أن يتولى الكافر على المسلم، أو يتزوج كافر مسلمة.
- منع استرقاق الكافر المسلم.
- منع مهادنة الكافرين على ما شاءوا، لما فيها تحكمهم في المسلمين، وفي ذلك علو لهم.
- منع أهل الذمة من مساواة المسلمين في البناء أو العلو عليهم، ومنعهم من صدور المجالس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/111)
- منع الكفار من الدعوة إلى دينهم في بلاد المسلمين.
- منع المساواة بين الإسلام واليهودية والنصرانية بدعوى: وحدة الأديان، زمالة الأديان.
- إذا اختلف دين الأبوين، تبع الولد المسلم منهما.
- لا يقتل مسلم بكافر.
- الإسلام شرط في القاضي، ولا يصح قضاء غير المسلم.
- لا تجوز مشاركة القاضي القانوني للقاضي الشرعي في الحكم.
- إبطال التحاكم إلى القوانين الوضعية وتقديمها على الشريعة ...
انتهى ما أردت نقله من المقال.
وهذا الرابط مفيد أيضًا بإذن الله:
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-008.htm
قاعدة: الإسلام يعلو ولا يُعلى - دراسة تأصيلية وتطبيقية، د. عابد بن محمد السفياني
إذا تثبت لدينا ما سبق، فنحاول مناقشة السائلة في كلامها ..
إقتباس
القران يعطي لنفسه حق فعل بعض الاشياء بينما هي حرام على الاخرين
بالحق قلتِ يا سائلة! .. وليس في ذلك أي ذم للإسلام.
ويكأنك تقولين: الإسلام يرى نفسه الحق وحده وغيره الباطل. فبالحق تقولين أيضًا! .. لأن الإسلام هو الحق، وليس بعد الحق إلا الضلال .. {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} (الحج 62).
فإن وصفتِ ذلك بالأنانية وما شابهها من الأوصاف المذمومة، قلنا لكِ:
سميت الأشياء بغير اسمها، ووصفتِ الأمور بغير صفتها.
أرأيتِ لو أن زيدًا مد يده إلى مال عمرو ليأخذه، أفيُلام عمرو ويُتهم بالأنانية إذا منعه وحفظ ماله؟!
ستقولين: ليس عمرو أنانيًا؛ لأن الحق معه.
ونحن لا نقول أكثر من قولك: ليس الإسلام أنانيًا؛ لأن الحق معه، بل هو الحق وغيره الباطل.
ليست الأنانية في ممارسة صاحب الحق لحقوقه، وإنما الأنانية في ظلم الآخرين ومنعهم حقوقهم.
فإذا منع الزوج عرض زوجته أن يناله أحد، لم يكن أنانيًا، لأنه لم يفعل أكثر من ممارسة حقه، وليس من حق الآخرين مس زوجته.
وإذا منع المرء نفسه أن يقتله قاتل بغير حق، لم يكن أنانيًا، لأنه لم يفعل أكثر من ممارسة حقه، وليس من حق الآخرين قتله بغير حق، لأن الذي خلقها هو الله، وهو وحده الذي يحدد متى تؤخذ.
والأرض أرض الله، والمال مال الله، وكلنا عبيد لله، فالله وحده هو الذي له حق التشريع في النفس والمال والأرض، وهو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء.
فإن قلتِ: ما زلت أرى تفضيل المسلمين على غيرهم .. قلنا لكِ:
فهذا مدح للإسلام لا ذم! .. لأن الحكمة وضع الشيء في موضعه، وتسوية المحسن مع الظالم قبيحة. فمن حكمة الإسلام أن فرّق بين المختلفين، وإنما يُلحقه الذم لو سوّى بينهما.
ونحن نحتج عليكِ بما في فطرتك وعقلك:
أرأيت لو أن لك ولدين: أحدهما مطيع والآخر عاصٍ شقي، أفتصرفين مدحك وثوابك لكليهما معًا؟ أم تحرمين العاصي بعض الحرمان لعله يرجع عن ظلمه لنفسه؟
ولله المثل الأعلى، والله أحق بكمال الحكمة من خلقه .. فالله لا يسوي بين المختلفين، وهو سبحانه أحكم من أن يسوي بين المطيع والعاصي، لا في أوامره الشرعية ولا في سننه الكونية ولا في جزائه الأخروي.
إقتباس
فمتلن لو انتم دهبتم الى مدينة غير مسلمة فقالت لكم هده المدينة بما انكم مسلمين يجب عليكم انتم فقط ان تعطونا المال لكي نترككم تعيشون في مدينتنا لو قال لكم هدا لغضبتم و صرختم و قلتم هده عنصرية
بينما انتم تسمحون لانفسكم لغير المسلمين الدين عيشون في ارضكم ان يعطوكم المال لكي تسمحو لهم بلعيش معكم فانتم هنا انانيين
أولاً: لسنا أنانيين، لأننا لم نفعل أكثر من ممارسة حقنا، ولم نتعدى على حق غيرنا.
فمن حقنا ألا نقر أهل الذمة في بلادنا إلا بالجزية، والأرض كلها لله، فمالك الأرض والعالمين هو الذي أعطانا هذا الحق، بعث إلينا رسولاً برسالة فيها هذا الحق، ومن شاء أثبتنا له كل ذلك بالأدلة الدامغة.
وليس من حق أهل الذمة العيش في بلادنا دون جزية، ومن زعم مثل هذا الحق منهم بينا له بطلان دعواه، فلا عدونا على حق لهم، ولا مارسنا أكثر من حقنا.
وكذلك الحال مع من هجم على بلاد المسلمين يطالبهم بالجزية أو الدخول في دينه، فليس معه سند من المالك الحقيقي (رب العالمين) على دعواه.
ثانيًا: نحتج على مخالفينا بما عندهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/112)
فإن كانوا نصارى، قلنا لهم: ليس لكم رفض الجزية، فكتابكم يحبذ دفعها. وقلنا لهم: ليس لكم مهاجمة بلاد المسلمين، لأن كتابكم يأمركم بعدم مقاومة الشر. فالنصارى كافرون بكتابهم إذا رفضوا الجزية أو هاجمونا.
وإن كانوا ملاحدة، قلنا لهم: ليس لكم مهاجمة المسلمين، لأنكم ترفعون شعار عدم التعدي على الحريات! .. وقلنا لهم: ليس لكم رفض الجزية أو المصالحة، لأنكم تزعمون احترام سلطة كل قانون على أرضه، فهذه أرضنا وهذا قانوننا.
فالمسلمون في غزوهم أو مطالبتهم بالجزية متوافقون مع دينهم، ومخالفوهم كافرون بمذاهبهم متناقضون مع أنفسهم إذا هاجموا المسلمين أو أرادوا منهم الجزية.
إقتباس
عندما ياتي الناس لبلادكم تقولون لهم حتى ولو لم يكونو مسلمون يجب ن تلبسي الحجاب لانكي في مدينتنا و لكن عندما يقولون لكم الاخرين عندما تكونون في مدينتهم لا نريد ان تلبسو الحجاب تقولون هدا ضلم و تعدي على الحريات
أولاً: من حقنا أن نأمر الناس بما شاء الله أن نأمرهم به، فالله خالق الكل، وهو يأمر بما يشاء سبحانه. ومن شاء أن نثبت له هذا الحق من الله أثبتناه.
وليس من حق الآخرين أن يأمروا المسلمين بشيء يزعمون أنه من الله، لأننا نثبت لهم أنهم كاذبون في دعواهم.
وثانيًا: نحتج على مخالفينا بما عندهم:
فإن كانوا نصارى قلنا لهم: ليس لكم رفض تحجب نسائكم لأن دينكم يأمر به. وقلنا لهم: ليس لكم أمر نساء المسلمين بخلع الحجاب، لأن دينكم يحبذه، ولأن دينكم لم يأمركم بفرض خلع الحجاب على أحد.
وإن كانوا ملاحدة قلنا لهم: ليس لكم رفض تحجب نسائكم، لأنكم تزعمون احترام سيادة قانون الدولة على أراضيها، فهذه دولتنا وهذا قانوننا، ولأنكم تزعمون ترك المسائل الشخصية كالحجاب وغيره إلى العادات والأعراف، وهذه عادتنا وهذا عرفنا إما الجاري وإما الناشئ. وقلنا لهم: ليس لكم أمر نساء المسلمين بخلع الحجاب، لأنكم ترفعون راية الحرية الشخصية وراية احترام الأديان اجتماعيًا أو مهادنتها.
فالمسلمون في أمرهم بالحجاب متفقون مع دينهم تمامًا، ومخالفوهم كافرون بمللهم متناقضون مع أنفسهم إذا رفضوا تحجب نسائهم أو أرادوا خلع حجاب المسلمات.
إقتباس
انا هنا لا افهم الاسلام كيف يفكر
{إن الدين عند الله الإسلام} ..
{ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه ..
وهو في الآخرة من الخاسرين}
ـ[محمد نائل]ــــــــ[25 - 02 - 08, 11:53 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد البيلى على هذه المشارك الطيبة
وأحيي فيك وفي الإخوة المشاركين سعة الصدر وروح التسامح بقَبُول طُرحَات الآخرين.
وإن كان هذا الأمر ليس غريبا على مسلم. . .
ولكنّه ندر في هذا الزّمان فأصبح البعض يضيق ذرعا
بمن يخالفه ولو كان موافقا في كثير من القضايا.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[25 - 02 - 08, 04:11 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى الكريم.
لكن أذكرك أن موقفك من المسألة - كما بينت فى مداخلتك الأولى - هو اللبس و الشبهة لا أنك أخذت فيها رأيا و اعتقدته.
و هكذا يجب أن يكون موقفك من الشبهات.
قال ابن القيم رحمه الله:
"وقال لي شيخ الاسلام رضى الله عنه وقد جعلت اورد عليه غيرادا بعد إيراد لات جعل قلبك للايرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح الا بها ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته وإلا فاذا اشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات او كما قال فما اعلم اني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك"
فانتفع بها كما انتفع ابن القيم.
ـ[محمد نائل]ــــــــ[29 - 02 - 08, 09:51 م]ـ
نفعني الله وإياك بذلك
- آمين -(47/113)
الاحتجاج بخبر الآحاد في مسائل الاعتقاد رسالة ماجستير
ـ[صهيب محمود]ــــــــ[18 - 02 - 08, 01:15 م]ـ
هذا رابط الباحث والرسالة في مكتبة الموقع
((لايسمح بوضع روابط لمواقع مخالفة لأهل السنة والجماعة))
ـ[المقدادي]ــــــــ[18 - 02 - 08, 11:37 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ملاحظة:
للباحث السقار رسائل في تقرير العقيدة الأشعرية - و هي موجودة في موقعه المذكور بأعلاه - و فيها نبز لشيخ الإسلام الأنصاري الهروي رحمه الله و أنه من المجسمة و تحميل لكلامه ما لا يحتمل حين نسب إليه إنه يقول بالأعضاء و الجوارح ..... الخ رغم ان الحافظ ابن حجر - و هو إمام مقبول عند الباحث - يسميه بـ "شيخ الإسلام " و قرأ في كتابه ذم الكلام على شيخة له , و لم ينازع رحمه الله في تلقيبه بهذا الإسم مع معرفته بأقوال الأشاعرة فيه بل و معرفته بعقيدته فقد قرأ في كتبه و يعلم عقيدته جيداً
هذا من حيث الإجمال , أما تفصيل ما في رسائل الدكتور السقار من الطعن على أهل السنة و إثارة الشبهات المستهلكة فهذا له موضع آخر إن شاءالله
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[19 - 02 - 08, 12:29 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ملاحظة:
للباحث السقار رسائل في تقرير العقيدة الأشعرية - و هي موجودة في موقعه المذكور بأعلاه - و فيها نبز لشيخ الإسلام الأنصاري الهروي رحمه الله و أنه من المجسمة و تحميل لكلامه ما لا يحتمل حين نسب إليه إنه يقول بالأعضاء و الجوارح ..... الخ رغم ان الحافظ ابن حجر - و هو إمام مقبول عند الباحث - يسميه بـ "شيخ الإسلام " و قرأ في كتابه ذم الكلام على شيخة له , و لم ينازع رحمه الله في تلقيبه بهذا الإسم مع معرفته بأقوال الأشاعرة فيه بل و معرفته بعقيدته فقد قرأ في كتبه و يعلم عقيدته جيداً
هذا من حيث الإجمال , أما تفصيل ما في رسائل الدكتور السقار من الطعن على أهل السنة و إثارة الشبهات المستهلكة فهذا له موضع آخر إن شاءالله
جزاك الله خيرا أخي على التنبيه
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[19 - 02 - 08, 10:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أخي بارك الله فيك, اي سقار تقصد؟ هل تقصد د. منقذ السقار؟ ارجو التوضيح مع الدليل لو سمحت, جزاك الله خيرا.
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 10:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أخي بارك الله فيك, اي سقار تقصد؟ هل تقصد د. منقذ السقار؟ ارجو التوضيح مع الدليل لو سمحت, جزاك الله خيرا.
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أقصد د. صهيب السقار كما هو مدون في موقعه
و يظهر أنه صاحب المعرف أعلاه
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 11:33 م]ـ
ويوجد كتاب للشيخ عبد الله السرحاني بعنوان (حديث الآحاد وحجيته في الإعتقاد).
ـ[خالد العامري]ــــــــ[24 - 02 - 08, 12:43 ص]ـ
ورسالة الشيخ ابن جبرين -حفظه الله- لنيل درجة الماجستير في حجية حديث الآحاد وهي مطبوعة في مجلدٍ صغير.
ـ[أبوعبدالعزيز الأثري]ــــــــ[24 - 02 - 08, 09:59 ص]ـ
قول: لا بأس لو يتكرم الأخ صهيب ويكتب لنا وصف الرسالة أو ينزلها إذا أمكن
ـ[خالد العامري]ــــــــ[11 - 05 - 08, 04:48 م]ـ
لن اجيب عن اتهامي بمخالفة منهج اهل السنة فإني بحمد الله تربيت في مدارس تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة ونشأت بحمد الله سلفيا ثم من الله علي فاطلعت على الرأي الآخر ويعلم الله أني اخترت موضوع رسالتي هذه لأثبت خطأ الأشاعرة في هذه المسألة ولكن العلم والانصاف ألزمني أن أغير رأيي المسبق
لذلك تقول في موقعك الشخصي:
" وإنه لمن دواعي الأسف الذي تكاد تبيض منه عيون الناصحين أن رفع الخلاف في هذه المسألة [يعني تأويل الصفات] لا يستدعي فهما ثاقبا ولا نقاشا طويلا، ولولا الإصرار على التقليد والتعصب لرفع الخلاف في ساعة. لأن أدلة العقل والنقل تتظاهر مع أساليب اللغة وفهم السلف الصالح والأئمة على تأييد مذهب الأشاعرة في هذه المسألة. ولا يبقى مع مخالفهم إلا شبه عقلية أثارها الإخلاد إلى الحس وأخبار منكرة مع أسانيد واهية ونصوص لُويت أعناقها واضطربت مناهج فهمها لتوظف في إثبات ما يسمى بالصفات الخبرية. "
يا دكتور صهيب: هل العلم والإنصاف الذي تدعيه هو ما أدى بك إلى القول بأن أصحاب العقيدة السلفية ليس لديهم إلا الشبه العقلية وآثارها والإخلاد إلى الحس والأخبار المنكرة! والأسانيد الواهية! ولي أعناق النصوص ... الخ من التهم؟
أي إنصافٍ وعلمٍ هذا؟!
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يردك إلى الحق رداً جميلاً.
ـ[صهيب محمود]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:50 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الأخ خالد العامري
أحسن الله إليك على أدب أظهرته يليق بأهل الحديث الشريف
وأنا باتظار جواب علمي مع عدم استغنائي عن صالح دعائك لي بالرد الجميل إلى الحق.
وأسأل الله لي ولك ولجميع المسلمين أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه(47/114)
موقف الكوثري من قانون الرازي
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[18 - 02 - 08, 10:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين ...... اما بعد
لقد كتب شيخ الاسلام ابن تيميه كتابا يعتبر من اهم واوسع الكتب وهو درء تعارض العقل والنقل ,والحقيقه ان هذا الكتاب يتضمن منهج الشيخ في الاستدلال وكذلك يرد فيه على المناهج الاخرى الضاله المنحرفه ,ولقد تناول الشيخ منهج الرازي الذي يعتبر احياء للفلسفه اليونانيه والارسطيه بالتحديد ,فالقانون الكلي الذي وضعه الرازي ما هو الا لتعطيل العمل بالقران الكريم واعمال الفكر والعقل الفلسفي المتذبذب المتناقض فهو يقول في قانونه الكلي "فاعلم ان ههنا قانونا كليا وهو انا اذا راينا الظواهر النقليه معارضه للدلائل العقليه ,فان صدفنا هما معا لزم الجمع بين النفي والاثبات ,وان كذبناهما معا , لزم رفع النفي والاثبات , وان صدقنا الظواهر النقليه ,وكذبنا الشواهد العقليه القطعيه , لزم الطعن في الظواهر النقليه ايضا , لان الدلائل العقليه اصل للظواهر النقليه.
فتكذيب الاصل لتصحيح الفرع يفضي الى تكذيب الاصل والفرع معا , فلم يبق الا ان تصدق الدلائل العقليه ويشتغل بتاويل الظواهر النقليه ,او يفوض علمها الى الله.وعلى التقديرين فانه يظهر ان الظواهر النقليه لا تصلح معارضة للقواطع العقليه.فهذا هو القانون الكلي في هذا الباب " انتهى ,ولقد رد هذا القانون كل اهل السنه والجماعه , ولا غرابه في ذلك ولكن الغريب ان الغبي الاخرق الاحمق الجهمي الكذاب الكوثري يرد هذا القانون
فهو يقول في كتابه نظره عابره "اما الدليل اللفظي فيفيد اليقين عند توارد الادله على معنى واحد بطرق متعدده وقرائن منضمه عند الماتريديه ,كما في اشارات المرام للبياضي وغيره. وعليه جرى المتقدمون من ائمة هذه الامه وجماهير اهل العلم من كل مذهب.بل الاشعري يقول ان معرفة الله لا تكون الا بالدليل السمعي ,ومن يقول هذا يكون بعيدا عن القول بان الدليل السمعي لا يفيد الا الظن.
والواقع ان القول بان الدليل اللفظي لا يفيد اليقين الا عند تيقن امور عشرة ودونه خرط القتاد ,تقعر من بعض المبتدعه , وقد تابعه بعض المتفلسفين من اهل الاصول , وجرى وراءه بعض المقلده من المتاخرين , وليس لهذا القول أي صلة باي امام من ائمة اهل الحق ,وحاشاهم ان يضعوا اصلا يهدم به الدين , ويتخذ معولا بايدي المشككين.انتهى كلامه ,والحمد لله رب العالمين
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 01:29 م]ـ
رمي موفق ... متابع لمجموعة مقالاتكم على حدتها
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 11:02 م]ـ
هذه رسالة اخ فاضل وصلتني على الخاص وله الشكر على الاسلوب والاخلاق الرفيعه
بارك الله فيك ..
لا مناسبة لهذه الاوصاف من الجهل والحمق والتجهم وغيرها .. فالكوثري هنا أصاب الحق ونحن نفرح أن يرجع إلى الحق كل ضال ومبتدع ...
الأولى أن تذكر تلك الصفات في المواضع التي زل فيها الكوثري-زما أكثرها- .. ولكن لكل مقام مقال .. فقد يظن من لا خبرة له أن قول الكوثري في الدليل السمعي هنا ناتج عن الحمق والكذب والتجهم فينبذه وراء ظهره مع أنه حق وموافق لمذهب أهل السنة.
وفقكم الله ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 01:38 ص]ـ
هذا القانون الذي وضعه الرازي لم يوافقه عليه أحد من أهل العلم.
بل إن بعضهم كفره بسبب هذا القانون؛ لأنه في الحقيقة يهدم الإسلام.
ـ[أحمد الشهاب]ــــــــ[20 - 02 - 08, 10:27 م]ـ
يبدو أن الأخ الكريم صاحب الموضوع اختلط عليه قضيتا كلام الرازي والكوثري.
فكلام الرازي في التعارض بين القطعيات العقلية والظواهر النقلية، وكلامه لا غبار عليه، فقضية المسألة تقديم القطعي أيا كان لا بخصوص كونه منسوبا إلى العقل، فالقطعي من النقلي إذا تعارض مع الظني من النقلي ولم يمكن التوفيق بينهما قُدّم الأول كما هو معلوم. فكذلك هنا إذا تعارض القطعي العقلي مع الظني النقلي ولم يمكن الجمع تعين التأويل فإن لم يمكن قدم الأول لخصوص كونه قطعيا.
أما قول الأخ صاحب الموضوع إنه لم يرتضه أحد من أهل السنة والجماعة فمحض خيال وتهويل.
أما كلام الكوثري فليس في قضية التعارض بين القاطع العقلي والنقل الظني، بل هو متعلق بما يعرف في علم أصول الفقه بقضية الاحتمالات العشرة وهي الاحتمالات العقلية التي يُتصور عقلا عروضها للفظ والتي تخل بفهم السامع لما أراده المتكلم، ومنها ما يرجع لعوارض الألفاظ. وهي خمسة: المجاز والاشتراك والنقل والإضمار والتخصيص. ومنها ما يرجع لغير ذلك إما للحكم كالنسخ، أو للتركيب كالتقديم والتأخير، أو للواقع كالمعارض العقلي، أو للغة كتغيير الإعراب.
فهل يقال في الدليل اللفظي إذا ورد أنه لا يمكن أن يفيد اليقين حتى يُتَحقق من هذه الاحتمالات؟
هذا هو قضية كلام الكوثري، والأصوليين من الحنفية هم أحسن من تعرض لهذه القضية في كتبهم كما تجده في التلويح على التوضيح 1/ 247، 248، وغيره من كتب أصول الحنفية حيث قرروا أن مجرد الاحتمال العقلي لا يقدح في قطعية الدليل. وللعلامة القرافي رسالة مفردة فيها.
وواضح لكل ذي فهم تباين المسألتين.
سارت مشرقة وسرت مغربا شتان بين مشرق ومغرب
وأمر أخير من باب النصيحة المجردة للأخ الكريم، وهو أنه لا داعي اطلاقا لصنبور الشتائم الذي فتحه على الشيخ الكوثري، فالسباب يحسنه كل أحد، والرجل بين يدي ربه، إن كان لديك اعتراض أو استشكال أو توجيه فسُقه بحلم وأدب، والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/115)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[21 - 02 - 08, 01:30 م]ـ
يبدو أن الأخ الكريم صاحب الموضوع اختلط عليه قضيتا كلام الرازي والكوثري.
فكلام الرازي في التعارض بين القطعيات العقلية والظواهر النقلية، وكلامه لا غبار عليه، فقضية المسألة تقديم القطعي أيا كان لا بخصوص كونه منسوبا إلى العقل، فالقطعي من النقلي إذا تعارض مع الظني من النقلي ولم يمكن التوفيق بينهما قُدّم الأول كما هو معلوم. فكذلك هنا إذا تعارض القطعي العقلي مع الظني النقلي ولم يمكن الجمع تعين التأويل فإن لم يمكن قدم الأول لخصوص كونه قطعيا.
لحظة لحظة ... هل تعني بقولك "كلامه لا غبار عليه" ان الامام الرازي يعني بقاعدته ما ذكرت من أنه يجب تقديم القطعي من الأدلة بغض النظر ان كان عقليا أم نقليا؟؟؟
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[21 - 02 - 08, 02:18 م]ـ
[قانون الرازي وشرحه]
الأشاعرة وأبناء عمومتهم الماتريدية رسم لهم الرازي منهجا ً ساروا عليه من بعده وقنن لهم استخدام النقل بقانون سماه القانون الكلي.
يقول الرازي:
اعلم أن الدلائل القطعية العقلية إذا قامت على ثبوت شيء ثم وجدنا أدلة نقلية يشعر ظاهرها بخلاف ذلك فهناك لا يخلو الحال من أمور أربعة: إما أن يصدق مقتضى العقل والنقل، فيلزم تصديق النقيضين، وهو محال، وإما أن تكذب الظواهر النقلية وتصدق الظواهر العقلية، وإما أن تصدق الظواهر النقلية وتكذب الظواهر العقلية، وذلك باطل؛ لأنه لا يمكننا أن نعرف صحة الظواهر النقلية إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية على إثبات الصانع، وصفاته، وكيفية دلائل المعجزة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وظهور المعجزات على يد محمد صلى الله عليه وسلم، ولو صار القدح في الدلائل العقلية القطعية، صار العقل متهما ً غير مقبول القول، ولو كان كذلك لخرج عن أن يكون مقبول القول في هذه الأصول، وإذا لم تثبت هذه الأصول، خرجت الدلائل النقلية عن كونها مفيدة.
فثبت أن القدح في العقل لتصحيح النقل يفضي إلى القدح في العقل والنقل معا ً، وأنه باطل.
ولما بطلت الأقسام الأربعة لم يبق إلا أن يقطع بمقتضى الدلائل العقلية القاطعة بأن هذه الدلائل النقلية إما أن يقال: إنها غير صحيحة، أو يقال: إنها صحيحة إلا أن المراد منها غير ظواهرها.
ثم إن جوزنا التأويل اشتغلنا على سبيل التبرع بذكر تلك التأويلات على التفصيل، وإن لم يجز التأويل فوضنا العلم بها إلى الله تعالى.
فهذا القانون الكلي المرجوع إليه في جميع المتشابهات وبالله التوفيق. [1] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3840D2000/#_ftn1)
ـ[شرح قانون الكلي للرازي] [2] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3840D2000/#_ftn2):
في حال تعارض الأدلة السمعية والعقلية، أو السمع والعقل، أو النقل والعقل، أو الظواهر النقلية والقواطع العقلية أو نحو ذلك من العبارات التي بعبر بها أهل الكلام، فإما أن يتعارضا تعارض النقيضين، أو تعارض الضدين:
فإن تعارضا تعارض النقيضين:
1 ـ فإما أن يجمع بين العقل والنقل، وهذا محال، لأنه جمع بين النقيضين.
2 ـ وإما أن يردّا جميعا ً، وهذا محال أيضا ً، لأن النقيضين لا يرتفعان معا ً.
3 ـ وإما أن يقدم السمع، وهو محال، لأن العقل أصل السمع
ـ كما زعموا ـ والقدح في أصل الشيء قدح فيه نفسه، فصار تقديم النقل قدحا ً في النقل والعقل جميعا ً.
4 ـ فوجب تقديم العقل.
5 ـ ثم النقل فالعمل به:
أ ـ إما أن يؤول.
ب ـ أو يفوض.
هذا هو القانون الكلي، وهو مبني على ثلاث مقدمات:
الأولى: ثبوت تعارض بين العقل والنقل.
الثانية:حصرهم التقسيم في أربعة أقسام:
1 ـ إما أن يجمع بين العقل والنقل، وهو محال
2 ـ أو يردا جميعا ً، وهو محال أيضا ً.
3 ـ أو يقدم النقل، وهذا باطل، لأن ذلك قدح في العقل الذي هو أصل النقل، فيكون ذلك قدحا ً في النقل نفسه، فلا يصار إلى تقديمه.
4 ـ أو يقدم العقل، وهو الذي يصار إليه بعد بطلان الأقسام الثلاثة الأولى.
الثالثة: تضعيف وبطلان الأقسام الثلاثة لتقوية وتعيين الوجه الرابع. [3] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3840D2000/#_ftn3)
هذا هو معنى القانون الكلي الذي يمثل موقف أهل الكلام من العقل مع النقل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/116)
[1] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3840D2000/#_ftnref1) ـ أساس التقديس للرازي ص 172 - 173.
[2] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3840D2000/#_ftnref2) ـ الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (1/ 137 - 140)
[3] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3840D2000/#_ftnref3) ـ انظر درء التعارض (1/ 78)
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[21 - 02 - 08, 02:51 م]ـ
ـ مناقشة المتكلمين في قانونهم الكلي وتقديم عقولهم على الوحي الإلهي [1] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn1) :
إن ما ذهب إليه المتكلمون من اعتبارهم الحجة في معقولاتهم ونفيهم اليقين عن صحيح المنقول وتركهم الاحتجاج به في معظم مسائل الاعتقاد باطل وطاغوت من الطواغيت التي منعتهم من الأخذ من الكتاب والسنة، وأدى بهم هذا إلى تحريف نصوص الصفات وتعطيل الله تعالى عن صفات الكمال، واعتقاد أن الشريعة جاءت بشيء يخالف العقول وجعلوا ظاهر النصوص كفراً لا بد أن تؤول ـ على حسب زعمهم ـ بما يوافق عقولهم الكليلة التي توهمت الضلال في ظاهر النصوص.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيمن توهم أن ظواهر نصوص الصفات التشبيه:
فإن كان القائل يعتقد أن ظاهرها ـ أي النصوص ـ التمثيل بصفات المخلوقين أو ما هو من خصائصهم، فلا ريب أن هذا غير مراد.
ولكن السلف والأئمة لم يكونوا يسمون هذا ظاهرا ً، ولا يرتضون أن يكون ظاهر القرآن والحديث كفرا ً وباطلا ً والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم من أن يكون الذي وصف به نفسه لا يظهر منه إلا ما هو كفر وضلال.
والذين يجعلون ظاهرها ذلك يغلطون من وجهين:
ـ تارة يجعلون المعنى الفاسد ظاهر اللفظ، حتى يجعلونه محتاجا ً إلى تأويل يخالف الظاهر، ولا يكون كذلك،
ـ وتارة يردون المعنى الحق الذي هو ظاهر اللفظ لإعتقادهم أنه باطل. [2] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn2)
وانحرافهم هذا في معاملتهم للنصوص بسبب قانونهم الفاسد الذي أملته أهواؤهم وأوهامهم عليهم، لذلك قسموا قانونهم بما يوافق هواهم، ولو أنهم تجردوا للحق ما عارضوا الشرع بعقولهم ولعلموا أن قسمتهم هذه ناقصة.
يقول الإمام ابن القيم:
إن هذا التقسيم باطل من أصله، والتقسيم الصحيح أن يقال: إذا تعارض دليلان سمعيان أو عقليان، أو سمعي وعقلي، فإما أن يكونا قطعيين، وإما أن يكونا ظنيين، وإما أن يكون أحدهما قطعيا ً والآخر ظنيا ً.
فأما القطعيان فلا يمكن تعارضها في الأقسام، لأن الدليل القطعي هو الذي يستلزم مدلوله قطعيا ً، ولو تعارضا لزم الجمع بين النقيضين، وهذا لا يشك فيه أحد من العقلاء، وإن كان أحدهما قطعيا ً والآخر ظنيا ً، تعين تقديم القطعي سواء كان عقليا ً أو سمعيا ً، وإن كانا ظنيين صرنا إلى الترجيح ووجب تقديم الراجح منهما.
وهذا تقسيم راجح متفق على مضمونه بين العقلاء.
فإما إثبات التعارض بين الدليل العقلي والسمعي والجزم بتقديم العقلي مطلقا ً فخطأ واضح معلوم الفساد. [3] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn3)
لكن تبقى الأدلة الشرعية ظنية لا تفيد اليقين عن الرازي ومن تبعه من المتكلمين.
والرازي يعد أول من ابتدع هذه البدعة. [4] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn4)
يقول الرازي:
الدليل اللفظي لا يفيد اليقين إلا عند تيقن أمور عشرة:
1 ـ عصمة رواة مفردات تلك الألفاظ،
2، 3 ـ وعصمة إعرابها، وتصريفها،
4، 5 ـ وعدم الاشتراك، والمجاز،
6 ـ والتخصيص بالأشخاص،
7 ـ والأمكنة،
8ـ وعدم الإضمار،
9ـ وعدم التقديم والتأخير،
10 ـ وعدم المعارض العقلي الذي لو كان لرجح؛ إذ ترجيح النقل على العقل يقتضي القدح في العقل المستلزم للقدح في النقل؛ لافتقاره إليه، وإذا كان المنتج ظنيا ً، فما ظنك بالنتيجة؟. [5] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn5)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/117)
وأما الرازي وأمثاله فقد زادوا في ذلك على المعتزلة، فإن المعتزلة لا تقول إن الأدلة السمعية لا تفيد اليقين، ويستدلون بها [6] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn6) أعظم مما يستدل به هؤلاء. [7] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn7)
ويلاحظ أن هذه الشروط التي اشترطها يستحيل تحقق بعضها منفردا ً، فكيف يتيقن حصول الأمور العشرة مجتمعة.
وهذه الشروط ما وضعها إلا لتأييد قانونه الكلي، وسبق [8] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn8) أن تقسيمه في هذا القانون ناقص ولا يشمل كل الاحتمالات.
ولا يسلم للرازي وأمثاله أيضا ً أن العقل أصل النقل، وإنما العقل دلنا على النقل، ودلنا على عصمة الشرع، ولا يدل العقل على عصمة نفسه، لذا لا بد أن يقلب دليل الرازي عليه،ويقال:
إن تقديم العقل على الشرع قدح في العقل نفسه، لأن العقل دلنا على عصمة الوحي ولم يدلنا على عصمة نفسه، فتقديم ما ليس بمعصوم ـ وهو العقل ـ على ما هو معصوم ـ وهو الوحي ـ طعن في الوحي والعقل جميعا ً.
يقول ابن أبي العز الحنفي:
وما أحسن المثل المضروب للنقل مع العقل، وهو: أن العقل مع النقل كالعامي المقلد مع العالم المجتهد، بل هو دون ذلك بكثير، فإن العامي يمكنه أن يصير عالما، ولا يمكن للعالم أن يصير نبيا رسولا، فإذا عرف العامي المقلد عالما، فدل عليه عاميا آخر. ثم اختلف المفتي والدال، فإن المستفتي يجب عليه قبول قول المفتي، دون الدال، فلو قال الدال: الصواب معي دون المفتي، لأني أنا الأصل في علمك بأنه مفت، فإذا قدمت قوله على قولي قدحت في الأصل الذي به عرفت أنه مفت، فلزم القدح في فرعه! فيقول له المستفتي: أنت لما شهدت له بأنه مفت، ودللت عليه، شهدت له بوجوب تقليده دونك، فموافقتي لك في هذا العلم المعين، لاتستلزم موافقتك في كل مسألة، وخطؤك فيما خالفت فيه المفتي الذي هو أعلم منك، لا يستلزم خطأك في علمك بأنه مفت، هذا مع علمه أن ذلك المفتي قد يخطئ.
والعاقل يعلم أن الرسول معصوم في خبره عن الله تعالى، لا يجوز عليه الخطأ، فيجب عليه التسليم له والانقياد لأمره، وقد علمنا بالاضطرار من دين الإسلام أن الرجل لو قال للرسول: هذا القرآن الذي تلقيه علينا، والحكمة التي جئتنا بها، قد تضمن كل منهما أشياء كثيرة تناقض ما علمناه بعقولنا، ونحن إنما علمنا صدقك بعقولنا، فلو قبلنا جميع ما تقوله مع أن عقولنا تناقض ذلك لكان قدحا في ما علمنا به صدقك، فنحن نعتقد موجب الأقوال المناقضة لما ظهر من كلامك، وكلامك نعرض عنه، لا نتلقى منه هديا ولا علما، لم يكن مثل هذا الرجل مؤمنا بما جاء به الرسول، ولم يرض منه الرسول بهذا، بل يعلم أن هذا لو ساغ لأمكن كل أحد أن لا يؤمن بشيء مما جاء به الرسول، إذ العقول متفاوتة، والشبهات كثيرة، والشياطين لا تزال تلقي الوساوس في النفوس، فيمكن كل أحد أن يقول مثل هذا في كل ما أخبر به الرسول وما أمر به!! وقد قال تعالى: {ما على الرسول إلا البلاغ} [9] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn9) وقال: {فهل على الرسل إلا البلاغ المبين} [10] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn10) وقال تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء} [11] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn11).
وقال تعالى: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين} [12] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn12). { حم والكتاب المبين} [13] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn13)
وقال تعالى: {تلك آيات الكتاب المبين} [14] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn14)
وقال الله تعالى: {ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} [15] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn15)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/118)
وقال تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين} [16] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn16) ونظائر ذلك كثيرة في القرآن. [17] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn17)
هذه بعض القواعد التي ترد أصل المتكلمين في قانون الرازي الذي يقدم فيه العقل عل الشرع:
القاعدة الأولى:
الثقة المطلقة، بكتاب الله تعالى، وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والاعتقاد الجازم أن فيهما الهدى والرشاد، وأن في الخروج عنهما البغي والضلال.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
ففي الجملة النصوص الثابتة في الكتاب والسنة لا يعارضها معقول قط، ولا يعارضها إلا ما فيه اشتباه واضطراب، وما علم أنه حق لا يعارضه ما فيه اضطراب واشتباه لم يعلم أنه حق.بل نقول قولا ً عاما ً كليا ً: إن النصوص الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعارضها قط صريح معقول، فضلا ً عن أن يكون مقدما ً عليها، وإنما الذي يعارضها شبه وخيالات مبناها على متشابهة وألفاظ مجملة. [18] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn18)
القاعدة الثانية:
الإيمان الحق يستلزم التسليم المطلق لله، ولرسوله صلى الله عليه وسلم. [19] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn19)
فيجب التسليم المطلق وأن لا يعارض الشرع برأي ولا هوى، بل يؤمن إيمانا ً جازما ً به، ويطيع كل ما أمر به الشرع وأوجبه، وينتهي عن ما حذر منه الشرع ونهى منه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
اتفق أهل العلم أهل الكتاب والسنة على أن كل شخص سوى الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يؤخذ من قوله ويترك إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه يجب تصديقه في كل ما أخبر، وطاعته في كل ما أمر، فإنه المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى. [20] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn20)
فلا بد من الانقياد التام المطلق للرسول صلى الله عليه وسلم دون السؤال والاعتراض، وقد أقسم الله جل وعلا أن لا نؤمن حتى نحكم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في جميع ما شجر بيننا، ثم نتقبل حكمه، ونوسع له صدورنا، ونسلم إليه تسليما، فلا نعارضه بعقل، ولا رأي، قال الله سبحانه وتعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). [21] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn21)
القاعدة الثالثة [22] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn22):
إن الرسل عليهم الصلاة والسلام جاؤوا بما يعجز العقل عن إدراكه؛ فأخبروا عن الغيب المطلق [23] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn23) الذي تعجز العقول عن معرفته. [24] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn24) وإن كانت لا تحيله أبدا ً.
فهم عليهم الصلاة والسلام قد أخبروا بمحارات العقول ولم يخبروا بمحالاتها.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
الرسل جاءت بما يعجز العقل عن دركه، لم تأت بما يعلم العقل امتناعه، لكن المسرفون فيه قضوا بوجوب أشياء وجوازها واقتناعها لحجج عقلية بزعمهم اعتقدوها حقا ً، وهي باطل، وعارضوا بها النبوات وما جاءت به، والمعرضون عنه صدقوا بأشياء باطلة، ودخلوا في أحوال وأعمال فاسدة، وخرجوا عن التمييز الذي فضل الله به بني آدم على غيرهم. [25] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn25)
القاعدة الرابعة [26] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn26) :
أن هذا القانون مخالف لما هو معلوم من أن مهمة الرسل البيان والهدى، ولذلك فهو من فعل المكذبين لهم، وهذا يتبين من الوجوه التالية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/119)
الوجه الأول: أن معارضة أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم بأقوال غيره هو من فعل الكفار، قال الله تعالى: (مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ). [27] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn27) وقال الله تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ). [28] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn28)
وقال الله تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ). [29] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn29)
الوجه الثاني: أن الله سبحانه وتعالى ذم من أهل الكفر من ذم منهم على أنهم يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا
كما قال الله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ، قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [30] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn30)
الوجه الثالث: أن الله أرسل رسوله بالهدى والبينات ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وقول هؤلاء مناقض لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنهم يزعمون أن في بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم معارض للعقول.
الوجه الرابع: أن الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه أنه ضمن الهدى و الفلاح لمن اتّبع الكتاب قال الله تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ). [31] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn31)
القاعدة الخامسة [32] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn32) :
أن يقال: لو تعارض الشرع والعقل لوجب تقديم الشرع، لأن العقل قد صدق الشرع، ومن ضرورة تصديقه له قبول خبره.
القاعدة السادسة:
أن المسائل التي يقال إنه قد تعارض فيها العقل والشرع، جميعها مما اضطربت فيه العقلاء ولم يتفقوا فيها على أن موجب العقل كذا، بل من يقول إن العقل أثبت أو أوجب أو سوغ كذا، يقول الآخر: إن العقل ينفي ويبطل ولا يستسيغ هذا.
بل قد آل الأمر بينهم إلى التنازع فيا يقولون إنه من العلوم الضرورية.
فلو قيل بتقديم العقل على الشرع ـ وليست العقول شيئا واحدا ً بيّنا ً بنفسه، ولا عليه دليل معلوم للناس، بل فيها هذا الاختلاف والاضطراب ـ لوجب أن يحال الناس على شيء لا سبيل إلى ثبوته ومعرفته ولا اتفاق الناس عليه، أما الشرع فهو في نفسه قول الصادق، وهذه صفة لازمة، لا تختلف باختلاف أحوال الناس، والعلم بذلك ممكن، ورد الناس إليه ممكن، وقد جاء الشرع برد الناس عند التنازع إلى الكتاب والسنة لا إلى آراء الرجال ومقاييسهم، كما قال الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا). [33] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn33)[34] (outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn34)
القاعدة السابعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/120)
أن يعارض دليلهم بنظير ما قالوه، فيقال: إذا تعارض العقل والنقل وجب تقديم النقل، لأن الجمع بين المدلولين جمع بين النقيضين، ورفعهما رفع للنقيضين، وتقديم العقل ممتنع، لأن العقل قد دل على صحة السمع ووجوب قبول ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم، فلو أبطلنا النقل لكنا قد أبطلنا دلالة العقل، وإذا أبطلنا دلالة العقل لم يصح أن يكون معارضا ً للنقل؛ لأن ما ليس بدليل لا يصلح لمعارضة شيء من الأشياء، فصار تقديم العقل على النقل قدحا ً في العقل بانتفاء لوازمه ومدلوله، وإذا كان تقديمه على النقل يستلزم القدح فيه، والقدح فيه يمنع دلالته، والقدح في دلالته يقدح في معارضته، كان تقديمه عن المعارضة مبطلا ً للمعارضة. [35] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn35)
ـ الآثار المترتبة على تقديم العقل على الشرع:
1 ـ أن في هذا قدح في وحي الله تعالى، لأن لازمه أن يكون الله تعالى قد أوحى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وحيا ً لا يفيد اليقين، بل يفيد الظن والظلال ـ على مذهبهم ـ، فكان ترك الناس في الجاهلية أفضل لهم من رسالة لا تفيد اليقين ولا تأتي إلا بالحيرة والشك.
2 ـ أن في هذا المذهب قدح في بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبليغيه الوحي عن الله، حيث جاء بما يخالف العقل، وظاهر ما أخبر به عن ربه عز وجل يلزم منه الكفر.
3 ـ أن هذا المذهب يؤدي إلى اسقاط حرمة النصوص الشرعية عن الكتاب والسنة، ويذهب هيبتها من قلوب الناس، وإذا سقطت هذه الهيبة لن تعظم النصوص، ولن يعمل بها، زد على هذا إذا كانت ظنية فلن يحتج بها أحد، ولن يتحاكم الناس إليها، ولن يحكم بشرع الله، ويلزم من هذا تسويغ الحكم بغير ما أنزل الله، وتقديم الدساتير والأنظمة الوضعية على الوحي الإلهي والشرعية المحمدية.
4 ـ إن هذا المذهب يؤدي إلى فتح الطريق أمام كل زنديق ومنافق ليطعن في شرع الله تعالى، فلا يحتج عليه، فلو احتجيت من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم للجأ إلى هذا الطاغوت الذي أسقط به المتكلمون حجية صحيح المنقول. [36] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn36)
5 ـ ومن لوازم هذا المذهب الباطل ألا يكون فيما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، علم ولا هدى، بل إنه يمرض ولا يشفي، ويضل ولا يهدي، ويضر ولا ينفع، ويفسد ولا يصلح. [37] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn37)
وبهذا تنسف أصول الإيمان نسفا ً، وينكر الغيب أيضا ً بهذا المنهج، فلا يؤمن بالملائكة ولا عذاب القبر، ولا بالجنة والنار، فلا يعبد الله تعالى ولا يستعد ليوم حسابه، ويصبح أتباع هذا المنهج الخبيث من عامتهم لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه.
6 ـ مآل هذا المذهب إلى تعطيل الله سبحانه وتعالى من أسماءه وصفاته، وهذا المعطل قبل أن يعطل شبّه الله بخلقه لأنه لما توهم المشابهة قام بالتعطيل. [38] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn38)
فالمشبه بعد صنما، والمعطل يعبد عدما.
7 ـ أن مآل هذا المذهب أيضا ً التفويض، وجعْلُ بعض نصوص الشريعة ألغازا ً لا يفهم معناها.
[1] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref1) ـ انظر درء تعارض العقل والنقل (1/ 17 وما بعدها)، مختصر الصواعق المرسلة ص 61 ومابعدها أيضا ً 83، 162. وانظر الأصول التي بنى المبتدعة مذهبهم في الصفات (1/ 125 - 296). وانظر موقف المتكلمين من الاستدلال بنصوص الكتاب والسنة (1/ 347). وانظر منهج السلف والمتكلمين في موافقة العقل للنقل (1/ 131).
وانظر موقف ابن تيمية من الأشاعرة د. عبدالرحمن المحمود (2/ 818 - 834) وانظر بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (نقض أساس التقديس) لشيخ الإسلام ابن تيمية (1/ 247) وانظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (6/ 452،643).
[2] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref2) ـ التدمرية ص 69
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/121)
[3] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref3) ـ مختصر الصواعق ص 83
[4] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref4) ـ انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (4/ 104)
[5] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref5) ـ المحصل للرازي ص 142، نقلا ً عن كتاب الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (1/ 130)
[6] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref6) ـ أي المعتزلة.
[7] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref7) ـ درء التعارض (7/ 257)
[8] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref8) ـ في صفحة 41
[9] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref9) ـ سورة المائدة آية رقم 99
[10] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref10) ـ سورة النحل آية رقم 35
[11] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref11) ـ سورة ابراهيم آية رقم 4
[12] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref12) ـ سورة المائدة آية رقم 15
[13] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref13) ـ سورة الزخرف الآيتان 1 - 2
[14] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref14) ـ سورة الشعراء آية رقم 2.
[15] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref15) ـ سورة يوسف آية رقم 111
[16] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref16) ـ سورة النحل آية رقم 89
[17] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref17) ـ شرح العقدية الطحاوية (1/ 231 - 232)، وانظر المثل الذي ضربه ابن أبي العز في درء التعارض لابن تيمية (1 - 138)
[18] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref18) ـ درء التعارض (1/ 155 - 156)
[19] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref19) ـ الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (1/ 138)
[20] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref20) ـ منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام (6/ 190 - 191)، وانظر درء التعارض (5/ 371)
[21] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref21) ـ سورة النساء آية رقم: 65
[22] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref22) ـ انظر الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (1/ 191)
[23] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref23) ـ الغيب نوعان: مطلق ونسبي.
[24] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref24) ـ انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (16/ 251)
[25] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref25) ـ مجموع الفتاوى (3/ 339)
[26] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref26) ـ انظر موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1/ 837)
[27] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref27) ـ سورة غافر آية رقم 4
[28] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref28) ـ سورة الأنعام الآيتان 48 - 49
[29] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref29) ـ سورة الكهف آية رقم 56
[30] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref30) ـ سورة آل عمران الآيتان 98 - 99
[31] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref31) ـ سورة البقرة آية رقم 2
[32] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref32) ـ انظر موقف المتكلمين من الاستدلال بنصوص الكتاب والسنة (1/ 351)
[33] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref33) ـ سورة النساء آية رقم 59
[34] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref34) ـ موقف المتكلمين من الاستدلال .. (1/ 352 - 353). وانظر إلى درء التعارض (1/ 144 - 146، 192 - 194)
[35] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref35) ـ المرجع السابق (1/ 355)
[36] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref36) ـ منهج السلف والمتكلمين (1/ 131 - 133).
[37] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref37) ـ انظر درء التعارض بين العقل والنقل (5/ 357 - 366)
[38] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftnref38) ـ انظر الرسالة التدمرية ص 79
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/122)
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[21 - 02 - 08, 03:09 م]ـ
فعلى عقولكم العفاء فإنكم عاديتم المعقول والمنقولا
وطلبتم أمرا ً محالا ً وهو إد راك الهدى لا تتبعون الرسولا
وزعمتم أن العقول كفيلة بالحق، أين العقل كان كفيلا
وهو الذي يقضي فينقض حكم عقل، ترون كليهما معلولا
وتراه يجزم بالقضاء وبعد ذا يلقي لديه باطلا معقولا
لا يستقل العقل دون هداية بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا
كالطرف دون النور ليس بمدرك حتى تراه بكرة وأصيلا
فإذا الظلام تلاطمت أمواجه وطمعت بالأبصار كنت محيلا
وإذا النبوة لم ينلك ضياؤها فالعقل لا يهديك قط سبيلا
نور النبوة مثل نور الشمس للعـ ـين البصيرة فاتخذه دليلا
طرق الهدى مسدودة إلا على من أمّ هذا الوحي والتنزيلا
فإذا عدلت عن الطريق تعمدا فاعلم بأنك ماأردت وصولا
يا طالبا ً درك الهدى بالعقل دو ن النقل لن نلقى دليلا
كم رام قبلك من متلدد حيران عاش مدى الزمان جهولا
ما زالت الشبهات تغزو قلبه حتى تشحط بينهن قتيلا
فتراه بالكلي والجزئي والـ ذاتي طول زمانه مشغولا
فإذا أتاه الوحي لن يأبه له ويقوم بين يدي عداه مثيلا
ويقول تلك أدلة لفظية معزولة أن تكون دليلا
وإذا تمر عليه قال لها اذهبي نحو المجسم أو خذي التأويلا
وإذا أبت إلا النزول عليه كا ن لها القرى التحريف والتبديلا
فيحل بالأعداء ماتلقاه من كيد يكون لحقها تعطيلا
واضرب لهم مثلا ً بعميان خلوا في ظلمة لا يهتدون سبيلا
فتصادموا بأكفهم وعصيهم ضربا ً يدير رحى القتال طويلا
حتى إذا ملّوا القتال رأيتهم مشجوج أو مبعوج أو مقتولا
وتسامح العميان حتى أقبلوا للصلح فازداد الصياح عويلا
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 - 02 - 08, 03:29 م]ـ
يبدو أن الأخ الكريم صاحب الموضوع اختلط عليه قضيتا كلام الرازي والكوثري.
فكلام الرازي في التعارض بين القطعيات العقلية والظواهر النقلية، وكلامه لا غبار عليه، فقضية المسألة تقديم القطعي أيا كان لا بخصوص كونه منسوبا إلى العقل، فالقطعي من النقلي إذا تعارض مع الظني من النقلي ولم يمكن التوفيق بينهما قُدّم الأول كما هو معلوم. فكذلك هنا إذا تعارض القطعي العقلي مع الظني النقلي ولم يمكن الجمع تعين التأويل فإن لم يمكن قدم الأول لخصوص كونه قطعيا.
أما قول الأخ صاحب الموضوع إنه لم يرتضه أحد من أهل السنة والجماعة فمحض خيال وتهويل.
أما كلام الكوثري فليس في قضية التعارض بين القاطع العقلي والنقل الظني، بل هو متعلق بما يعرف في علم أصول الفقه بقضية الاحتمالات العشرة وهي الاحتمالات العقلية التي يُتصور عقلا عروضها للفظ والتي تخل بفهم السامع لما أراده المتكلم، ومنها ما يرجع لعوارض الألفاظ. وهي خمسة: المجاز والاشتراك والنقل والإضمار والتخصيص. ومنها ما يرجع لغير ذلك إما للحكم كالنسخ، أو للتركيب كالتقديم والتأخير، أو للواقع كالمعارض العقلي، أو للغة كتغيير الإعراب.
فهل يقال في الدليل اللفظي إذا ورد أنه لا يمكن أن يفيد اليقين حتى يُتَحقق من هذه الاحتمالات؟
هذا هو قضية كلام الكوثري، والأصوليين من الحنفية هم أحسن من تعرض لهذه القضية في كتبهم كما تجده في التلويح على التوضيح 1/ 247، 248، وغيره من كتب أصول الحنفية حيث قرروا أن مجرد الاحتمال العقلي لا يقدح في قطعية الدليل. وللعلامة القرافي رسالة مفردة فيها.
وواضح لكل ذي فهم تباين المسألتين.
سارت مشرقة وسرت مغربا شتان بين مشرق ومغرب
وأمر أخير من باب النصيحة المجردة للأخ الكريم، وهو أنه لا داعي اطلاقا لصنبور الشتائم الذي فتحه على الشيخ الكوثري، فالسباب يحسنه كل أحد، والرجل بين يدي ربه، إن كان لديك اعتراض أو استشكال أو توجيه فسُقه بحلم وأدب، والله الموفق.
يبدو أن الأخ الكريم صاحب التعليق اختلط عليه قضيتا قانون الرازي وتنقيح ابن تيمية لذاك القانون ...
قانون الرازي في صيغته الرازية مكون فقط من طرفين هما النقل والعقل .. ومن علاقتين هما توافق وتعارض .. فتنشأ التركيبات التالية:
عقلي موافق للنقلي
عقلي معارض للنقلي ..
والرازي يرى تقديم العقلي على النقلي مطلقا لاعتقاده أن ما هو عقلي هو بالضرورة يقيني .. وأن النقلي هو ظني بالضرورة لأنه ظواهر لغوية والظاهر اللغوي يدخله الاحتمال ...
فجاء ابن تيمية فأدخل في القانون -لتصحيحه -ثنائية تقييدية هي:قطعي /ظني .. فنشأت التركيبات التالية:
عقلي قطعي
عقلي ظني
نقلي ظني
نقلي قطعي ..
هنا يقدم القطعي باعتباره قطعيا ... سواء أكان عقليا أم نقليا ..
وتعارض القطعي العقلي مع النقلي القطعي محال عند ابن تيمية ..
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[21 - 02 - 08, 05:36 م]ـ
متى يكون الدليل النقلي في العقائد ظنيا؟؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 - 02 - 08, 10:13 م]ـ
متى يكون الدليل النقلي في العقائد ظنيا؟؟
الظنية تعرض للدليل النقلي من جهة الثبوت ومن جهة الدلالة .. وليس لخصوص الاعتقاد اعتبار عند أهل السنة .. عكس خصومهم الذين أصلوا أصلا فاسدا كان وبالا على الدين كله .. وهو أن الدليل النقلي الظني لا وزن له في أبواب العقيدة ففتحوا المجال لعقولهم ....
الدليل الظني عند أهل السنة معتبر في العقائد وغيرها ... بشروط معروفة عندهم منها اقتران الدليل الظني بقرائن ترجحه وتقريه من اليقين ...
مثلا: إسقاط خير الآحاد -مبدئيا وجملة- هو ابتداع منهجي للمتكلمين ... لكن أهل السنة يعترفون أن خبر الآحاد ظني لكنهم يأخذون به عند انتصاب القرائن ... وهذا هو المنهج الحق العدل ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/123)
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[21 - 02 - 08, 11:02 م]ـ
الاخ احمد الشهاب
لن اقف عند ما ذكرت وقوفا جزئيا حيث ان الاخوه قاموا بالواجب واكثر فلهم الشكر , ولكن ارجو ان تنتبه الى هذه الاشارات السريعه.
عندما فرقت بين المسائل وحكمت بانها متباينه , كان هذا بمجرد وجودها في علم الاصول والعقائد ,وهذا خطأ كبير لا يقع فيه من كانت فيه مسحة من علم , فلا يلزم ان تكون كل المسائل في العلم من اعراضه الذاتيه , فهناك مسائل تعرض في بعض العلوم وهي من الاعراض الغريبه.
والامر الاخر عباره عن نصيحه , وهي انك لابد من ان تتعلم النحو والكلام والمنطق قبل ان تتكلم في علم الاصول ,
وهذه ليست بنصيحتي , وانت تعلم نصيحت من هذه يا اصولي ,فقد اخطأت يا اصولي في النحو وفي فهم المسأله وعندما اردت ان تتمنطق
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[22 - 02 - 08, 12:07 م]ـ
الظنية تعرض للدليل النقلي من جهة الثبوت ومن جهة الدلالة .. وليس لخصوص الاعتقاد اعتبار عند أهل السنة .. عكس خصومهم الذين أصلوا أصلا فاسدا كان وبالا على الدين كله .. وهو أن الدليل النقلي الظني لا وزن له في أبواب العقيدة ففتحوا المجال لعقولهم ....
الدليل الظني عند أهل السنة معتبر في العقائد وغيرها ... بشروط معروفة عندهم منها اقتران الدليل الظني بقرائن ترجحه وتقريه من اليقين ...
مثلا: إسقاط خير الآحاد -مبدئيا وجملة- هو ابتداع منهجي للمتكلمين ... لكن أهل السنة يعترفون أن خبر الآحاد ظني لكنهم يأخذون به عند انتصاب القرائن ... وهذا هو المنهج الحق العدل ..
هل من مثال على رفض المتكلمين الأشاعرة لحجية الدليل النقلي في العقائد جملة وتفصيلا، أيدته القرائن أم لا، كما تشير في مداخلتك؟
أرجو التوثيق من فضلك.
وأرجو أن لا تذكر كلام الرازي لأنه صرح في الأربعين بأن الدلائل النقلية تفيد اليقين بانضمام قرائن.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[22 - 02 - 08, 02:41 م]ـ
يبدو أن الأخ الكريم صاحب التعليق اختلط عليه قضيتا قانون الرازي وتنقيح ابن تيمية لذاك القانون ...
قانون الرازي في صيغته الرازية مكون فقط من طرفين هما النقل والعقل .. ومن علاقتين هما توافق وتعارض .. فتنشأ التركيبات التالية:
عقلي موافق للنقلي
عقلي معارض للنقلي ..
والرازي يرى تقديم العقلي على النقلي مطلقا لاعتقاده أن ما هو عقلي هو بالضرورة يقيني .. وأن النقلي هو ظني بالضرورة لأنه ظواهر لغوية والظاهر اللغوي يدخله الاحتمال ...
فجاء ابن تيمية فأدخل في القانون -لتصحيحه -ثنائية تقييدية هي:قطعي /ظني .. فنشأت التركيبات التالية:
عقلي قطعي
عقلي ظني
نقلي ظني
نقلي قطعي ..
هنا يقدم القطعي باعتباره قطعيا ... سواء أكان عقليا أم نقليا ..
وتعارض القطعي العقلي مع النقلي القطعي محال عند ابن تيمية ..
قطعت جهيرة ..... :)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[22 - 02 - 08, 04:49 م]ـ
هل من مثال على رفض المتكلمين الأشاعرة لحجية الدليل النقلي في العقائد جملة وتفصيلا، أيدته القرائن أم لا، كما تشير في مداخلتك؟
أرجو التوثيق من فضلك.
وأرجو أن لا تذكر كلام الرازي لأنه صرح في الأربعين بأن الدلائل النقلية تفيد اليقين بانضمام قرائن.
هل أخذ الأشاعرة عقيدة الاستواء والنزول من الدلائل النقلية؟
هم يقولون إن القاطع العقلي يحيل الاستواء والنزول .. فلا تنفع قرينة ولا شفاعة ..
نعم هم يأخذون بالدليل الخبري فقط وفقط عند عدم وجود العارض العقلي في زعمهم .. فإن وجد هذا العارض لا يلتفتون إلى قرآن أو سنة أو تواتر أو إجماع ....
وما نقلته عن الرازي يؤكد أن هذا الرجل كان مضطربا فيقرر في موضع شيئا وينقضه في موضع آخر .... أو لعله يقصد أن الدلائل النقلية تفيد اليقين بانضمام قرائن .. بشرط عدم المعارض العقلي ... وهذا محل النزاع بين أهل السنة والأشاعرة .. لذلك استنكر ابن القيم هذا الأمر واستعظمه حتى سمى العقل- في صيغته الأشعرية- طاغوتا ..
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[22 - 02 - 08, 05:57 م]ـ
ما هي القرينة النقلية التي تؤيد حمل الاستواء في حق الله تعالى على الجلوس أو الاستقرار مثلا؟
وورود استعمال الاستواء في تلك المعاني ليس بقرينة لوحده؛ لورود استعمالها في معاني أخر.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[22 - 02 - 08, 07:02 م]ـ
هذا موضوع مللنا من مناقشته مع الأشاعرة وغيرهم ...
نحن الآن في قانون الرازي وتقديم العقل على النقل .. فخر الدين الرازي يتحدث عن القواطع العقلية وعن الظواهر اللفظية .. ويرى وجوب خضوع الظواهر للقواطع ...
ولما كان القرآن ظواهر لفظية وجب أن يخضع للقواطع العقلية .. وما هي هذه القواطع غير فرضيات الفلاسفة ومسلمات المناطقة؟ عند الرازي وغيره يجب على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوافق أرسطو لكي يعتبر كلامه ... فإن خالفه أول كلام الرسول ليوافق أرسطو .. أما أن يؤول كلام أرسطو أو يرد إلى كلام الرسول فهذا ما يستنكره الرازي وإخوانه المتكلمون ... والرد على كل هذا الباطل مسطور ومزبور في" الدرء" و"الصواعق"لمن شاء الحق ..
وسبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/124)
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[22 - 02 - 08, 07:54 م]ـ
تتنبيه من المشرف:
هذا الكاتب من أهل البدع فلينتبه لكلامه.
هذا تهويل كبير منك أبا عبد المعز، وكأنك نسيت أن الرازي ألف المحصول في أصول الفقه، وهو مبني على الأدلة النقلية أساسا، وعندي أن كلامك خطابي لأنك لم تقم الدليل على أن الرازي لا يعتبر إفادة الأدلة النقلية مطلقا كما هي دعواك. نعم هو يقول بأنها لا تفيد اليقين إذا عريت عن القرائن المفيدة له أو عارضها دليل يقيني نقلي أقوى منها، فهو يرى مثلا أن قوله تعالى ليس كمثله شيء أقوى دلالة وأحكم من قوله تعالى على الرحمن استوى، وقوله تعالى ليس كمثله شيء دليل نقلي يقيني عنده، بقرائن عديدة منها الدليل العقلي الذي توصلنا به إلى قطعية ثبوت قوله تعالى ليس كمثل شيء، وقطعية دلالة قوله تعالى ليس كمثله شيء على نفي مماثلة الله تعالى لخلقه ذات وصفات.
فالقول بأن الرازي لا يعتبر إفادة الأدلة النقلية اليقين مطلقا محض افتراء عليه، على الأقل ما لم يثبت المخالف عكس ذلك.
ـ[ابو محمد التميمي]ــــــــ[23 - 02 - 08, 07:45 ص]ـ
اخ احمد
كلامك في غاية الركاكه والسطحيه , فماذا تعني ب " وهو مبني على الادله النقليه اساسا " فهذا كلام ما قال به احد , وانصحك ان تتقن الورقات قبل ان تتكلم بامر ليس من مستواك , والاغرب من ذلك انك جعلته دليلا على ما تريد!!!!
وانا اقطع يا اخي انك لا تستطيع ان تميز بين الاساليب في الكلام , او ان تحدد مقدماتها , فلا تتسرع في اطلاق الاحكام على الاخوه.
والدليل العقلي عندنا لا يقدم على الدليل النقلي نهائيا , والقسمه التي تكلم بها فخركم وامامكم , قسمه غير حقيقيه , وانت لا تميز بين القسمه الحقيقه والاعتباريه , وهذه القسمه فقط لتعطيل العمل بالقران الكريم , وانا اعلم تماما بماذا سوف ترد , واعلم ما هي الاشكاليات التي قد وردت على ذهنك الان , ولكي ابسط عليك المسأله التي تتكلم بها دون ان تطلع على الاقوال التي تتبنها والاخرى التي تعترض عليها , يجب عليك ان تحدد المعنى المراد من العقل , ولنسمع منكم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 03 - 08, 10:25 م]ـ
لم يوثق الكلام من كتاب الكوثري إذ ذلك ضروري في الحوارات الخاصة بذلك.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - 03 - 08, 01:39 ص]ـ
لم يوثق الكلام من كتاب الكوثري إذ ذلك ضروري في الحوارات الخاصة بذلك.
للرفع
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[18 - 03 - 08, 04:44 ص]ـ
نرجو توثيق كلام الكوثري بالصفحة
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 03 - 08, 11:11 م]ـ
نرجو توثيق كلام الكوثري بالصفحة
للرفع يا أخوة!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 03 - 08, 02:19 م]ـ
في انتظار التوثيق ...(47/125)
الشيخ حاتم العوني (حفظه الله) يرد على مي يماني
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[19 - 02 - 08, 12:54 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
فتعليقاً على ما نُشِر في موقع قناة الجزيرة في الإنترنت، يوم الخميس25/ 7/1425هـ، من عرضها لكتاب بعنوان: (مهد الإسلام: الحجاز، والسعي نحو هويَّة عربيَّة)، لمؤلفته: مي يماني، والمنشور في لندن.
وانطلاقاً من خلفيات الطرح الذي بُني الكتابُ عليه، حسب العرض المنشور عنه، وهو طرح له وجود ولا شك، ويقف وراءه ويتبناه أفراد وجماعات، ودُعم مؤخراً بقوة من جهات متعددة = أحببت أن أشارك في مناقشة هذا الموضوع، لا لكوني مسلماً ويهمني شأن مهد الإسلام (الحجاز) فقط، ولا لكوني من السعودية على وجه الخصوص؛ بل الأمر يخُصُّني أكثر؛ لكوني حجازياً، من أعرق أسرة في الحجاز، وهم الأشراف، ومن الأسرة الحاكمة في الحجاز سابقاً، وهم آل عون، والذين منهم حكام الأردن حالياً.
نعم .. فحديثي عن الحجاز لا يمكن أن يُدَّعى أنه كلام دخيل عليها، وحديثي عن تاريخها لا يمكن أن يُزعم أنه كلام معادٍ لتاريخها السياسي أو العقائدي؛ لأني كما ذكرت من الحجاز في ذروة السنام .. ولا فخر.
أهوى الحجازَ وطَلْحَه وسَيَالَه ########* وأراكَه وبَشَامَه وعَضَاه
فسقى الإله سهوله وحُزُونَه ########* ومروجَه ووهَادَه ورُبَاه
غيثاً يطبِّق بالفلاة فيستوي ########* بالروض منظرُ أرضِه وسماه
كما أني في تعليقي على الكتاب المشار إليه، حسب العرض الذي نُشر عنه، لا أقصد التعليق على كل النقاط التي تناولها ذلك العرض، ولا أريد أيضاً أن يُفهم عني أني أخالف كل ما تضمنه ذلك العرض.
فقد تضمن ذلك العرض حقائق ليس لأحد أن يخالف فيها، من مثل أن الحجاز متميز عن بقية مناطق المملكة. بل إني أقول: إنه متميز عن بقية مناطق الدنيا؛ لاحتضانه الحرمين الشريفين، ولكونه مهد الإسلام، ومهبط الوحي، وقبلة المسلمين، ومحجتهم من كل بقاع الأرض.
كما أني أوكد على صحة ما جاء في ذلك العرض، من أن أبناء الحجاز عموماً (قبائل وقاطنين) يتميزون باندماجهم القائم على سماحة الإسلام وبُعده عن العنصرية، وأنهم أكثر أبناء المناطق السعودية قبولاً للغريب عن منطقتهم، إلى غير ذلك من المميزات، التي أكسبتهم إياها المكانة الدينية والجغرافية للحجاز، والتي أثَّرت في أبنائها على مر القرون، والتي لم تكن وليدة عصر النفط في المملكة.
لكني أود التعليق على موضوع جاء في ذلك العرض، كثيراً ما يُطرح بنوع من المغالطة من جهة، وبمخالفة حقائق التاريخ الماضي وحقائق الحاضر والواقع الذي نعيشه من جهة أخرى. يتركز التعليق على قول صاحب العرض عن صاحبة الكتاب:
" إن المشروع السعودي التوحيدي القادم من نجد لم ينازع الحجاز الزعامة السياسية فحسب، بل نازعها أيضاً، وبصورة أكثر أهمية، حصرية التمثيل الديني، ونوعية التعامل مع الدين نفسه، مهمشاً التنوع الحجازي المذهبي المتسامح، وأنه أبرز عوضاً عن هذا التنوع المتسامح التطرُّفَ الوهابي في الدين والتفسير له، وأن ذلك أدى إلى اضمحلال سلطة الحجاز وصعود سلطة نجد".
بهذا الأسلوب عرضت الكاتبة لإحدى أهم موضوعات كتابها، حسب عرضه المنشور عنه، وهو عرض لا شك أنه يساعد على تأجيج نار الإقليمية والعنصرية، المؤدية إلى إثارة الفتن، وإلى المطالبة بتفكيك هذه الوحدة التي تنعم بها المنطقة، والتي هي (أعني الوحدة) مما تتفق عليها جميع التيارات الإسلامية والمشاريع الدينية بل والقومية الصادقة مع مبادئ القومية: على المطالبة لا بالحفاظ عليها كإنجاز وقد تم فقط، بل على توسيع دائرتها، ليشمل العالم الإسلامي كله.
ثم إن الكاتبة أرادت أن تضع حلاً لإعادة الهوية الحجازية، فكان الحل -حسب العرض- هو الاعتراف بالتنوع الديني والاجتماعي والثقافي.
ولكي يكون نقاشي لهذا الحل علمياً موضوعياً، وعميقاً بعيداً عن السطحية الصحفية التي تعودنا في العالم الثالث أن نعالج بها الأمور، أود أن أفهم المقصود من ذلك الحل، أو بصورة أوضح: ما هو التنوع الديني الذي تطالب الكاتبة به؟ وتعدّه الحل الأمثل لمنطقة الحجاز؟ وما هي صورة هذا التنوع؟ ومتى سيصل هذا التنوع الحد المرضي عندها؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/126)
أعترف أني لا أعرف ما هي أجوبة الكاتبة عن هذه الأسئلة؛ لأني لم أقرأ إلا عرضه المنشور عنه.
لكني أسمع وأقرأ دوماً مثل هذا الطرح، دون أن تكون لدى أصحابه أجوبة صريحة ومنطقية لتلك الأسئلة، في أكثر الأحيان.
فهل المقصود بالتنوع الديني المطالب به هو التنوع المذهبي الفقهي؟ كالمذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي؟
إن كان هذا هو التنوع المطلوب، فهو موجود دون أي قمع أو محاربة له في المملكة، قديماً وحديثاً. بل إن التيار السلفي الذي تتبناه المملكة والسلطة الدينية فيها هو أبعد التيارات عن التعصب لمذهب فقهي معين؛ لأنه يقوم على ترجيح ما دلت نصوص الكتاب والسنة عليه من أقوال فقهاء المسلمين من المذاهب الأربعة جميعها
وأما إن كان المقصود بالتنوع التنوع العقائدي، كالسلفية والصوفية والتشيع وغيرها، فهذا في حقيقته وواقعه ليس مجرد تنوع، بل الوصف الواقعي له أنه اختلاف، يصل في بعض نواحيه إلى اختلاف في أصول المعتقد.
أقول ذلك لا لغرض إقصاء الآخر أو إلغائه، ولا بسبب عدم قبول مبدأ التسامح مع المخالف؛ ولكني أقوله لأني صادق مع مبدأ التسامح، ولأني أريد حلاً صحيحاً لهذا الاختلاف، ولن يكون الحل صحيحاً إذا صورنا ذلك الاختلاف أنه مجرد تنوع، أو أنه أطياف جميلة لقوس قزح. وإن كان هذا قد يخدع البسطاء، وإن كان قادراً على تخدير المشاعر في لحظة من اللحظات، وإن كان نافعاً لواجهة صحفية إعلامية في العالم الثالث. لكن أن يكون هذا التصوير المخالف للواقع حلاً، فلا؛ لأنه ولسبب هيِّن: يخالف الواقع، وسيصطدم به حال نزوله إلى أرض الواقع.
ولكي أثبت أن هذا التنوع اختلاف وليس مجرد تنوع، لن أدخل في تفاصيل المسائل المختلف فيها، فهي معلومة عند كل مثقف عربي ومسلم؛ فضلاً عن العلماء والمتخصصين في العقائد، لكني أثبت ذلك بالواقع:
أما رأي السلفية في الصوفية والشيعة، وتعاملهم معهم، فالكاتبة ومن على رأيها، يصفونها بالتطرف والإلغاء للآخر؛ فلن أثبت هذا الواقع الذي يرونه هم واقعاً.
وأما موقف الصوفية من غيرهم، فكتبهم ومقالاتهم في ذلك معروفة، من اتهام السلفية ببغض النبي –صلى الله عليه وسلم-، وانتهاك حرمة الصالحين، بل إنهم دسيسة على الإسلام والمسلمين، إلى درجة التكفير الصريح، وما يستتبعه ذلك من استباحة الدماء والأعراض.
وها هي السلفية محاربة في كثير من بقاع العالم الإسلامي، من قبل الصوفية والشيعة، ولا دعوة فيهم إلى المطالبة بالتنوع الديني.
وأما موقف الشيعة من بقية المسلمين (سلفية وصوفية) فمعروف لا في بطون الكتب فقط، ولا على منابر الخطب فقط، ولا في الدروس اليومية فقط؛ بل في واقع تعاملهم معهم في عدد من بلاد العالم الإسلامي، التي يكون لهم فيها سلطة. فأين التنوع الديني عند هؤلاء؟
فلا داعي بعد ذلك كله أن نغالط أنفسنا، لنصف هذا الاختلاف بالتنوع.
ولا داعي لأن ندعي وبكل سذاجة أن مجرد وصف هذا الاختلاف بالتنوع، أن الواقع سيتغير، وأن الأمور ستنقلب رأساً على عقب، فيصبح الاختلاف ائتلافاً والافتراق اتفاقاً.
بل الاعتراف بالواقع، وبأن هذا التنوع هو في حقيقته اختلاف مبادئ وعقائد، وأن كل أصحاب معتقد يعدون مخالفيهم مخطئين، ويعدون أنفسهم أهل الحق = هذا الاعتراف هو أول طريق للحل الصحيح.
وهذا الاعتراف هو أول ناقض لذلك الحل الذي جاءت به الكاتبة؛ لأنه يناقض ذلك التصوير الخيالي لواقع الاختلاف الذي طرحته، وهو الدعوة إلى التنوع الديني.
وأنا أعلم أني بمجرد أن أطالب بالواقعية، سيحاول بعض أصحاب الأغراض الخفية، أن يصفوا هذا الطرح بأنه إقصائي، أو طائفي، وغير ذلك من التهم الجاهزة، لكل من يحاول إفساد مخططاتهم الخفية، القائمة على إقصائهم هم للآخرين، وعلى الطائفية التي ينتظرون معها ساعة تصفية الحسابات صباح مساء.
وبناء على ما سبق، يكون هناك اختلاف بين تلك التيارات: السلفية، والصوفية، والشيعية، وهذا الاختلاف لا يمكن أن يصبح بمجرد الدعوة إلى التعدّديّة ائتلافاً، بل سيبقى اختلافاً حتى مع حصول التعدّديّة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/127)
وعليه .. فالحل للإشكال في هذا الواقع يجب أن ينطلق منطلقاً واضحاً، ليس مبنياً على إلغاء الآخر، بل على تحديد معالم استيعاب المخالف واحتوائه، وعلى معرفة القدر الذي يكون فيه الاختلاف طبيعياً، وحدود خروجه عن القدر الطبيعي إلى العدوان من أحد المختلفَين على الآخر.
أقول: ما هو القدر؟ حيث إن المطالبة بالتعدّديّة والدعوة إلى التسامح الديني والمذهبي لا يمكن أن يكون بلا حدود ولا ضوابط يقتضيها الشرع والعقل. وهذا مما يتفق عليه العقلاء، ولا تخالف فيه الأنظمة التي تعد نفسها دول الحرية والتسامح.
إذن فالمطالبة بقدر تلك التعدّديّة، وما هو المقصود بها، وما هي حدودها المقبولة، ومتى تكون مرفوضة؟ كل ذلك هو الذي يجب أن يدرس ويطرح، قبل تلك الدعوة الجوفاء إلى مطلق التعدّديّة.
فمثلاً: قد يقال في هذا السياق: التعدّديّة المطلوبة هي التعدّديّة الدينية الموجودة في الغرب.
والذي يستبعد هذا الحل هو أن التعدّديّة الغربية لن تكون مقبولة عند المسلم الذي يرى في نصوص الدين ما يعارض هذا النوع من التعدّديّة، كما أن محاولة تطبيق تلك التعدّديّة بكل حذافيرها لا يمكن أن يتم إلا بعد أن تطبق التعدّديّة السياسية أيضاً؛ لأن نظام الحكم كله يجب أن يكون مستعداً لكل التغييرات التي تقتضيها التعدّديّة الغربية، وذلك ينبثق من دستور للدولة شامل لجميع شؤونها.
ثم إن المسلم في الغرب يُعاني من تناقض الحياة الغربية وحريتها مع مبادئه وعقائده وحريته، بل مع أبسط حقوقه (كالحجاب في فرنسا). فكيف سيكون في تطبيق تلك التعدّديّة تطبيق لمبادئ الحرية التي يريدها المسلم؟ وكيف سيسعى إلى تحقيقها في البلاد الإسلامية؟! هل سيرضى المسلمون أن يعيشوا حياة الاغتراب (كالتي يعيشونها في الغرب) في أوطانهم الإسلامية أيضاً؟!
ثم إن الغرب مع تطبيقه لتلك التعدّديّة، فإنه لم تزل للأقليات الدينية والعرقية فيه مطالبات قوية، تصل إلى درجة المواجهات العسكرية.
فإما أن تدل هذه المطالبات على فشل التعدّديّة الغربية في تحقيق الحرية والتسامح الديني والمذهبي، فكيف تطالبون بتطبيق هذا النمط الغربي، وإما أن مجرد وجود المطالبات لا يدل على انعدام الحريات وعلى التطرف الديني، فلم كان مجرد وجوده دليلاً على انعدامها وعلى التطرف في السعودية خاصة.
إذاً فنحن لا نلغي فكرة قبول التعدّديّة والتسامح من أساسها (بل ندعو إليها)، ولا نقبلها بلا ضوابط، كما أننا لا نقبلها معلبة مستوردة من الغرب؛ لسبب طبيعي وعادي: وهو أننا مسلمون، لنا دين وقيم وثقافة تختلف عن الغرب في دينه وقيمه وثقافته، وكما لا يقبل الغرب أن يحل ديننا وقيمنا وثقافتنا مكان دينه وقيمه وثقافته، فيحق لنا –من باب العدل والمساواة- أن نرفض نحن ذلك.
وإن وصلنا في نقاش هذه المسألة إلى هذا الحد، وإذا اتفقنا على هذا المنطلق في مناقشة طريقة تطبيق التعدّديّة، وهو: أن التعدّديّة والتسامح الديني له حدوده التي لا بد منها، وأن النمط الغربي له لا يحقق تطلعات المجتمع المسلم؛ لأنه لم يحققها له في الغرب = فيجب علينا أن نحرص على هذه النقطة التي اتفقنا عليها، وأن لا نسمح لأي شيء أن يبعدنا عن هذا الحد من التقارب والاتفاق، وأن نحاول إكمال مسيرة الاتفاق؛ إذا كنا صادقين في إرادة الخير لأنفسنا ولأمتنا.
والذي يجب أن يكون هو الخطوة التالية لنقطة الاتفاق السابقة، هو أن التعدّديّة المطلوبة يجب أن تكون منضبطة بضوابط صحيحة، محققة لتطلعات المجتمع المسلم. وهذا لن يتحقق إلا إذا كان تصور تلك التعدّديّة غير مخالف للإسلام، وإلا فإنه سيكون مرفوضاً من المجتمع المسلم، إذا ما خالف الإسلام.
وهذه نقطة اتفاق ثانية، لا يُستهان بها، ويجب المحافظة عليها.
إذاً فالتصور لمشروع التعدّديّة الدينية والتسامح المذهبي يجب أن يكون تصوراً إسلامياً بحتاً؛ لأنه ينطلق من الإسلام في جميع مراحله؛ وإلا فسيكون تصوراً مستحيل التطبيق؛ باصطدامه بالواقع الإسلامي الذي يريده المسلمون. ولا يعني ذلك أن هذا التصور سيكون مُنبتاً من كل وجه عن التصورات الأخرى؛ لأن ما وافق فيه الغرب أو الشرق التصور الإسلامي سيكون مأخوذاً به؛ لأنه من ديننا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/128)
فإذا أردنا مناقشة التعدّديّة المذهبية أو العقائدية في السعودية، يجب أولاً أن نعترف بوجود قدر منها؛ لأن مجرد بقاء أصحاب تلك المذاهب والعقائد هذا وحده يدل على وجود قدر من التعايش والتعامل، وأن التعدّديّة في السعودية لم تصل إلى حد رفضها تماماً، كما حصل في محاكم التفتيش النصرانية في أسبانيا، فإن هذا الحد من الرفض وعدم التسامح الديني لا يدعي أحد أنه وقع في السعودية، ولا قريباً منه، ولا ادعته الكاتبة نفسها، ولا يستطيع أن يدعيه أحد لمناقضته للواقع الماثل للعيان.
وأنا إنما أهبط إلى هذا الحدّ من التنازل لإثبات أن هناك قدرًا ما من التعدّديّة ما زال ولم يزل موجودًا في السعودية، لأقول بعد ذلك: إن هذا القدر قد يراه البعض غير كافٍ وغير متسامح، وقد يراه آخرون كافيًا متسامحًا، ويراه أيضاً آخرون مبالغًا فيه إلى حدّ الإساءة إلى حريته الدينية؛ لأنه يرى في دينه ما يعارض بعض مظاهر تلك التعدّديّة.
فإذا ما انحصر الخلاف في قدر ذلك التعايش، وفي تلك التعدّديّة الموجودة: هل وصلت حد التسامح المطلوب؟ أم لم تصل إليه؟ أم بالغت في تطبيقه؟ فالمرجع في معرفة الجواب الصحيح على هذه الأسئلة المختلفة التوجهات، هو الإسلام، الذي رضيه الجميع مرجعًا لتصوراته عن التعدّديّة المذهبية والتسامح الديني؛ كما سبق أن اتفقنا عليه؛ لأنه هو الحل الوحيد الذي لا يرفضه المجتمع المسلم، بل يقبله ويريده.
فإن وصلنا إلى هذا الحد من النقاش، أمكننا أن نحاكم ذلك القدر من التعدّديّة والتعايش الموجود حاليًا في السعودية إلى نصوص الكتاب والسنة، مبيِّنين تصورَنا عن التسامح المذهبي والعقائدي الذي يقرُّه الإسلام، وعن الانفلات الذي يرفضه الإسلام؛ لأنه يهدّد الإسلام بالذوبان والفناء التدريجي، إذا ما رضيناه منهجًا للتعددية الدينية والعقائدية.
ومن هنا نعلم: أن أيّ دعوة مطلقة للتعددية والتسامح، لا تضع تصوّرًا واضحًا لها، لا تعدو أن تكون شعارات سطحية، لا تلج إلى لبِّ المسألة، ولا تناقش حقيقة الخلاف. ولذلك فإن مثل هذه الدعوة المطلقة لا تستحقُّ الإهمال فقط، بل تستوجب المحاربة؛ لأنها طريقة أنضجها التاريخ السياسي حتى أحرقها، وأصبحت لعبة مكشوفة لدى العقلاء: أن المطالبة بالباطل لابد أن تكون بشعارات الحق، التي يحتفظ أصحاب الباطل بحق تفسيرها وقتما يجدون الفرصة سانحة لذلك. ولقد أعلنها جدّي علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- قبل ألف وثلاثمائة وثمان وثمانين سنة، عن مثل هذه الشعارات، عندما قال عنها: " كلمة حق أريد بها باطل " [صحيح مسلم 2/ 749].
فما أقدمها من أسلوب لأهل الباطل!
وما أعظم غفلة من ينخدع بها!!!
ولذلك قلت: إن المطالبة بالتعدّديّة المذهبية والتسامح الديني دون ضوابط أو تصورات، لا تستحق الإهمال فقط، بل تستوجب المحاربة، خاصة في هذا الوقت، الذي لم يعد الأمر فيه خافيًا، أن هناك مخططًا أمريكيًا للتلاعب بالمنطقة، لكي تحقق المنطقة مصالح أمريكا، على حساب الأمة ودينها ومقدراتها.
هذا ما يتعلق بالمغالطة التي جاءت في عرض كتاب الكاتبة ميّ يماني، أما ما يتعلق بالمخالفة للتاريخ: فهو ما أوهمت الكاتبة أنه كان موجودًا في الحجاز إبّان حكم الأشراف لها، وهو ذلك التنوّع والتسامح الذي أطلقته الكاتبة دون معالم له ولا حدود.
والكاتبة –حسب العرض المنشور- تتحدّث عن تنوّع وتعددية خيالية، لأنها لم تحدّد معالمها (كما سبق). فإثبات وجود ما تقصده أو نفيُهُ غير ممكن، حتى نعرف تصوّرها عن التعدّديّة التي تدّعي أنها كانت موجودة في الحجاز، وحتى نعرف الفرق بينها وبين الموجود اليوم فيها.
وأنا إذ أتكلم عن الحجاز وتاريخها، فأنا ابن تاريخها، وأقولها كلمة حق عن تاريخها: إن الحجاز – كغيرها من مناطق العالم الإسلامي- قد مرّت بمراحل مختلفة، بالنسبة لتحقق التسامح الديني والمذهبي فيها، بحسب الظروف الدينية والسياسية والعلمية التي تمر بها.
فمثلاً: في الفترة التي كانت فيها الحجاز تُعدُّ ولاية من ولايات الدولة العثمانية، وبما أن الدولة العثمانية كانت تتبنى مذهبًا صوفيًا متطرّفا في الغالب، كانت الدعوة السلفيّة في الحجاز وغيرها من ولايات الدولة العثمانية محارَبةً بقوّة وبغير تسامح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/129)
فهذا محمد بن محمد بن سليمان الرّوداني المغربي، والذي توفي قبل مولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، حيث توفي سنة (1094هـ)، وهو أحد علماء الحجاز الذين كانوا غير راضين عن كثير من بدع الاحتفالات الدينية التي كانت تقام في الحجاز حينها، وكان شديد النفرة من بناء القباب على القبور، ويصف ذلك بأنه من بدع الكفار المنكرة. بقي معتزلاً في بيته، لا يستطيع أن يطالب بما يعتقده ويدين الله تعالى به. حتى عرفه وزير الدولة العثمانية الأكبر، وأحبه وعظّمه، فولاّه النظر في الشؤون الدينية للحجاز، فمنع تلك الاحتفالات، وهدم القباب. ولكن ما إن توفي ذلك الوزير، حتى عُزل الروداني من منصبه، وأوذي أشدّ الإيذاء، وطرد من مكّة والحجاز بأسوأ معاملة. ثم أعيدت تلك الاحتفالات، وبنيت القباب من جديد.
فأين التسامح الديني في هذا الحادث التاريخي، الذي يدلّ على الواقع الذي كان يعيشه الحجاز في تلك الفترة، ومناهضته وعداوته للدعوة السلفيّة، وعدم تعايشه معها بأي وجه من وجوه التعايش، والتي وصلت إلى درجة الطرد والإبعاد من الحجاز.
وفي آخر حكم الأشراف كانت الدعوة السلفية محاربةً بكل قوّة؛ لتعلّق ذلك بالصراعات السياسية بين الحجاز ونجد. وما قصة العالم المكي السلفيّ أبي بكر بن محمد عارف بن عبد القادر خوقير (ت1349هـ) عنّا ببعيد؛ الذي أوذي أشد الإيذاء، حتى سجن هو وابنه، وقتل ابنه في السجن، وبقي هو في السجن إلى أن سقط حكم الأشراف في مكّة المكرمة، كل ذلك من أجل معتقده السلفي، والذي لم يكن له فيه أتباع تُخشى شوكتهم في الحجاز، بل هو تيار مكبوت أتباعه، متفرقون، لا يجمعهم تنظيم، ولا يتكلم بلسانهم خطيب. ومع ذلك أوذي هذا العالم بكل تلك القسوة، وبهذا القدر الغالي في مصادرة الرأي الآخر، وكبت الحريات الدينية.
وكل من عرف الحجاز وتاريخها الأخير، يعرف مقدار ما كانت تواجه به الدعوة السلفية من العداء، وعدم السماح لصوتها بالظهور، بل للقلوب أن تنطوي عليها، لو كان ذلك في قدرتهم.
وكما كان هذا هو موقف حكومة الحجاز من الدعوة السلفية، كذلك كان موقفها من الشيعة الإمامية، خاصة وعداء الدولة العثمانية للشيعة الإمامية (ممثلاً في الدولة الصفوية) عداء سياسي وعسكري وديني مستحكم.
ولديّ من صحائف التاريخ الحجازي ما يدل على مقدار العداء الذي كان مستحكمًا في الحجاز بين المذهب الإمامي والمجتمع الحجازي حكومة وشعبًا.
وبناءً على هذا التاريخ الحقيقي للحجاز، ولمقدار التسامح الديني والتعدّديّة المذهبية الموجودين فيه: ما هو ذلك التسامح الذي كان موجودًا في الحجاز سابقاً، وتطالب الكاتبة بعودته؟!
إن كانت تقصد اضطهاد الدعوة السلفية بها، فهذا ممكن!!
والمغالطة الأخرى للكاتبة: هي أنها صوّرت انتشار الدعوة السلفية في الحجاز بأنه اضمحلال لسلطة الحجاز الدينية لصالح سلطة نجد!
فهل هذا الطرح طرح علمي؟! وهل يمكن أن يكون لمثل هذا الطرح ثمارٌ طيبة؟! أم أنه سيكون داعيًا لإثارة النعرات الجاهلية.
والعجيب في هذا الطرح هو المصادرة والتحكم بغير دليل ولا شبهة دليل الذي بني عليه: فنجْدٌ عند الكاتبة تمثل الدعوة السلفية، والحجاز عندها تمثل الدعوة المناهضة لها، وهي التصوف. هكذا سمحت الكاتبة لنفسها أن تقسِّم المناطق حسب رغبتها، أو حسب فهمها.
إن عدّ منطقة ما ممثلة لمذهب معين، لمجرد أن ذلك المذهب كان منتشرًا فيها خلال فترة تاريخية معيّنة = تصرف غير علمي؛ لأنه يتناقض مع نفسه. حيث إن الحجاز مثلاً قد مرّت في تاريخها بمراحل مختلفة، انتشرت فيها خلالها مذاهب متعددة: من المذهب السني، إلى الزيدي، إلى الصوفي؛ فما الذي جعل الحجاز ممثّلة للمذهب الصوفي خاصة، دون غيره من المذاهب.
إن كان ذلك بناءً على الواقع الذي فرض نفسه، فلم لا ترضى الكاتبة بالواقع الحالي. وإن كان غير ذلك، ولن يكون إلا المصادرة على الرأي، فهو أمر مرفوض.
وكذلك منطقة نجد، قد مرّت بمراحل مختلفة في تاريخها؛ فلم تكن الدعوة السلفية دعوة نجديّة يوم دعا إليها شيخ الإسلام ابن تيمية في بلاد الشام ومصر وغيرها من بلاد العالم الإسلامي.
والحق الذي لا مرية فيه: أن الحجاز ونجدًا والأرض كلها لله وحده، يورثها من يشاء من عباده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/130)
والحق الذي لا مرية فيه: أن الحجاز تمثل الإسلام الصافي؛ لأنها مهبط الوحي، ودولة الإسلام الأولى، وإليها يأرز الإيمان في آخر الزمان. فكل رجوع إلى الإسلام الصافي في الحجاز، وكل نصرة لسنة النبي المكي - صلى الله عليه وسلم - هي انتصار لسلطة الحجاز أيضاً.
ولذلك فلمن يرى أن الدعوة السلفية هي التي تمثل الإسلام الصافي، له أن يرى أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب هي اضمحلال لسلطة نجد لصالح سلطة الحجاز، خاصة مع ما جاء في كتاب (مصباح الظلام) لحفيد محمد بن عبد الوهاب، وهو عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ت1293هـ)، الذي قال عن جده محمد بن عبد الوهاب: " وسمع الحديث عن أشياخ الحرمين في وقته، وأجازه الكثير منهم، ومن أعلامهم محدّث الحرمين الشيخ محمد حياة السندي، وكان له أكبر الأثر في توجيهه إلى إخلاص توحيده عبادة الله، والتخلص من رقّ التقليد الأعمى، والاشتغال بالكتاب والسنة".
وكذلك لمن يرى الدعوة السلفية هي التي تمثل الإسلام الصافي، له أن يعدّ عودة هذه الدعوة إلى الحجاز اضمحلالاً لسلطة الأتراك العثمانيين، الذين نشروا التصوّف في العالم الإسلامي، وأن هذا الاضمحلال لسلطتهم كان فيه عودة لسلطة الحجاز إلى الحجاز مرةً أخرى.
وأما اعتراف الكاتبة بانتشار الدعوة السلفية في الحجاز في العقود الأخيرة، فهو وإن كان عندها اضمحلالاً لسلطة الحجاز، إلا أنه اعتراف منها بالواقع الماثِل للعيان، وهو أن الدعوة السلفية في الحجاز اليوم هي معتقد غالب أهل الحجاز (من القبائل والقاطنين أيضاً)، وأن المناهضين لها هم فيها اليوم أقلية.
وأما أن ذلك اضمحلال لسلطة الحجاز، فهو في الحقيقة اضمحلال للسلطة التي تريدها هي للحجاز، لا لسلطة الحجاز الدينية، التي هي الإسلام الصافي، المعتمد على الوحي من الكتاب والسنة.
ولذلك فإني أطالب من يطرح مثل هذا الطرح، أن يتكلّم بموضوعية علمية؛ إذ بأي حقّ تُصَوَّرُ فيه الحجاز، وكأنها وقف خاص على الدعوات المناهضة للدعوة السلفية.
فالموضوعية إذن هي أن ننظر إلى المذاهب الدينية القائمة، ونقيسها بالكتاب والسنة، فأقرب المذاهب إليهما فهو الذي يمثل سلطة الحجاز الدينية.
وهنا أغتنم هذه الفرصة لأعلن عن هذه الحقيقة، التي لم يعد بإمكان الكاتبة ولا غيرها أن يتجاهلها؛ لأنها واضحة وضوح الشمس: وهي أن غالب أهل الحجاز اليوم على الإسلام الصافي، وأنهم غير مخالفين للدعوة السلفية، فإلى متى يسمح المناهضون للدعوة السلفية لأنفسهم أن يتكلموا بلسان أهل الحجاز، وأن يتباكوا على السلطة التي يريدونها هم للحجاز؟!!
هذا كله لو سلّمنا بمنطق الكاتبة غير المنطقي، الذي أراد أن يربط سلطة الحجاز الدينية بالمذهب الديني الذي ينتشر فيها، وإن كان مذهبًا يشوبه من الكدر بقدر ما يبعده عن الإسلام الصافي. وهذا منطق متناقض كما سبق، لكن أردنا أن نبين أن هذا المنطق لا يخدم الكاتبة فيما تريده أيضاً.
ولذلك .. وانطلاقًا من حرية الكلمة، ومن حرية التعبير عن المعتقد، أقول: (وأنا أحد أبناء الحجاز، بل أحد أعرق أبنائها دينًا ونسبًا وتاريخًا)، إني لا أسمح لأحدٍ مناهضٍ للدعوة السلفية أن يتكلم باسمي، وباسم أغلب أهل الحجاز المخالفين له في مناهضته للدعوة السلفية. له أن يتكلّم باسمه وباسم الموافقين له، أما باسم جميع أهل الحجاز، فهذا ما لا نرضاه لأنفسنا، ولا يرضاه كل مناصر للحرية وللتسامح الديني. بل لو كنا نحن الأقلية، كما هم الآن، لما رضينا بهذا الإلغاء من الوجود، إلى هذا الحدّ البغيض من الإلغاء، الذي لا يقبله حيّ لنفسه.
ومن هؤلاء الذين ألغوا وجودنا كاتبة هذا الكتاب، حينما تصرّ على عدّ الحجاز وقفًا للتيار المخالف للدعوة السلفية، مع أن غالب أهل الحجاز اليوم مع التيار السلفي.
فأين التنوع والتسامح الديني في مثل هذا الإلغاء، يا دعاة التنوّع والتسامح؟!
هذا والله أعلى وأعلم.
والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واتقى حدّه.(47/131)
بيان معنى اسم (الله) جل وعلا
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 - 02 - 08, 05:28 ص]ـ
اسم (الله) هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، ويعني في لسان العرب، المألوه، أي المعبود المستحق للألوهية، وهي العبادة، كما قال تعالى: (وهو الله في السموات وفي الأرض) أي: المعبود في السماوات والمعبود في الأرض.
والتأله في لسان العرب التعبد.
فمعنى اسم الله: هو الإله الذي تألهه الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً.
وهو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛ فله الأسماء الحسنى والصفات العلى:
- فهو العليم الذي أحاط علماً بجميع خلقه.
- القدير الذي لا يعجزه شيء.
- السميع الذي يسمع كل صوت مهما دق، لا تختلط عليه الأصوات، ولا تختلف عليه اللغات، يعلم منطق كل شيء، ولا يشغله سمع عن سمع.
- والبصير الذي يبصر كل شيء، ولا يحجب بصره شيء، ولا منتهى لبصره جل وعلا.
- وهو المجيد الجامع لصفات المجد والعظمة والكبرياء والعزة.
- وهو الغني الذي له كل شيء، وبيده ملكوت كل شيء، مالك الملك، وبيده خزائن السموات والأرض.
- وهو الواحد القهار، والعزيز الغفار، والقوي الجبار، والكريم الوهاب، والحليم التواب، والرحمن الرحيم.
- وهو العظيم الذي له جميع معاني العظمة؛ عظيم في ذاته، عظيم في مجده، عظيم في قوته وبطشه، عظيم في كرمه وإحسانه ورحمته، عظيم في حلمه ومغفرته.
-وهكذا سائر الأسماء الحسنى والصفات العلى
فهذا هو ربنا جل وعلا وهو الله الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى.
فمعنى اسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:
المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال.
المعنى الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه.
والعبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها ثلاثة أمور:
الأمر الأول: المحبة العظيمة، فالعبادة هي أعظم درجات المحبة، ولذلك لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغير الله فقد أشرك كما قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)
قال الشاعر يصف شدة حبه لمحبوبته:
لا تدعني إلا ب (يا عبدها) = فإنه من أشرف أسمائي
وقال إبراهيم الصولي:
وهان علي اللوم في جنب حبها = وقول الأعادي إنه لخليع
أصم إذا نوديت باسمي وإنني = إذا قيل لي يا عبدها لسميع
نعوذ بالله من الخذلان.
فالعابد مُحِبٌّ لمعبوده أشد المحبة؛ يقدِّم محبته على محبة النفس والأهل والولد والمال، لا يهنأ إلا بذكر محبوبه، ولا يأنس إلا بفعل ما يحبه، فذكره في قلبه ولسانه لا يكل ولا يمل من ذكره، بل يأنس بذكره في كل أحيانه، ويجتهد في كسب رضاه ومحبته، حتى لو بلغ الأمر به أن يضحي بنفسه في سبيله.
وهذه المرتبة من المحبة لا يستحقها أحد غير الله عز وجل.
وإذا عظمت محبة الله في قلب العبد قادته إلى الاستقامة على طاعة الله عز وجل، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فهو يطيعه محبة له ورغبة ورهبة.
وينبغي للمؤمن أن يفقه معنى قول الله تعالى: (والذين آمنوا أشد حباً لله) فوصف الله محبة عباده المؤمنين له بأنها شديدة قوية متينة وهذا يقتضي أنهم لا يقدمون طاعة غير الله على طاعة الله، فمن فعل ذلك فإنما هو لنقص في إيمانه.
ومحبة الله تورث في نفس المؤمن حلاوة وعزة ورفعة لا يجدها غيره أبداً
وذلك أن الله له ما في السموات وما في الأرض، وله الدنيا والآخرة، وقد كتب العزة والرفعة والحياة الطيبة لعباده المؤمنين الذين يحبونه ويتولونه، ويفعلون ما يحبه ويرضاه، وجعلَهَم حِزبَه وأولياءَه وأنصارَه وأتباعَه وعبادَه فأضافهم إليه إضافة تشريف وتكريم تقتضي لطفه بهم ومحبته وتوليه لهم، فالله وليُّ الذين آمنوا، {والله ولي المؤمنين) فهو وليهم الذي يتولى أمورهم ويجيب دعاءهم ويقضي حوائجهم ويفرج كروبهم ويعينهم ويعيذهم ويغيثهم ويغفر لهم ويرحمهم ويحفظهم ويتقبل أعمالهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إليه صراطاً مستقيماً.
ومن كملت محبة الله في قلبه كملت طاعته واستقامته، ومن كملت طاعته لم يعذبه الله أبداً، كما قال تعالى: (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم) فالمحبة تمنع العذاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/132)
ولذلك قال الحسن البصري: والله لا يعذب الله حبيبه في النار.
وإنما يقع العبد في الذنوب والمعاصي إذا ضعف إيمانه وقل يقينه، وضعف حبه لله وحبه لثوابه، حتى يؤثر اللذة الفانية على ثواب الله الباقي، فيقع في التقصير ويستحق من العذاب بقدر ما يعمل من المعاصي.
ولو أن العبد عظَّمَ محبة الله في قلبه لآثر ما يحبه الله ويرضاه على ما تحبه نفسه وتهواه.
الأمر الثاني: التعظيم والإجلال، فإن العابد معظِّمٌ لمعبوده أشد التعظيم، ومُجِلٌّ له غايةَ الإجلالِ، فالتعظيم من لوازم معنى العبادة.
ولذلك تجد المؤمن بالله معظِّماً لربه جل وعلا، ومعظماً لحرماته وشعائره، كما قال تعالى: (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) وقال: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) فتعظيم الشعائر والحرمات من آثار تعظيم المؤمن لربه جل وعلا، وإجلاله له.
وكما أمر الله بذلك في قوله تعالى: (وكبره تكبيراً) أي عظمه تعظيماً شديداً،
وقوله: (ولتكبروا الله على ما هداكم) أي: تعظموه شكراً له على هدايته لكم.
الأمر الثالث: الذل والخضوع والانقياد، يقال طريق معبَّد أي مذلَّل، فالعابد منقاد لمعبوده خاضع له.
وهذا الذل والخضوع والانقياد لا يجوز صرفه لغير الله عز وجل.
وذل العبد لله عز وجل وانقياده لطاعته هو عين سعادته، وسبيل عزته ورفعته
ومن ذل لله رفعه الله وأعزه، ومن استكبر واستنكف أذله الله وأخزاه، وسلط عليه من يسومه سوء العذاب، ويذله ويهينه.
ولذلك فإن أعظم الخلق خشية لله وانقياداً لأوامره الأنبياء والملائكة والعلماء والصالحون، وهم أعظم الخلق عزة رفعة وعلواً وسعادة
وأعظم الخلق استكباراً واستنكافاً مردة الشياطين، والطغاة والظلمة، وهم أعظم الخلق ذلاً ومهانة.
ومن تأمل أحوال الشياطين وأعمالهم الشريرة المهينة وأماكنهم النجسة القذرة،وأحوال أتباعهم من المجرمين والطغاة والعصاة، وعرف أخبارهم ونهاياتهم تبيَّن له الفرق الكبير بين من أكرمه الله وأعزه، ومن أذله الله وأخزاه.
قال الله تعالى: (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا).
وهذه الأمور الثلاثة (المحبة والتعظيم والانقياد) هي معاني العبادة ولوازمها التي يجب إخلاصها لله عز وجل، فمن جمع هذه المعاني وأخلصها لله فهو من أهل التوحيد والإخلاص، ويبقى عليه أمر آخر وهو الاتباع فيعبد الله عز وجل بما شرعه الله وبينه لنا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم).
وبتحقيق هذين الشرطين: إخلاص العبادة لله عز وجل، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم، يكون العبد من المسلمين الموعودين بدخول الجنة، ومن نقض شرطاً منهما فليس من أهل الإسلام والعياذ بالله.
فالشرط الأول هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله.
والشرط الثاني هو معنى شهادة أن محمداً رسول الله.
ولا يصح إسلام عبد حتى يشهد هاتين الشهادتين
ولذلك فإن من شهد أن لا إله إلا الله فقد عاهد الله أن يخلص العبادة له وحده
وقد علمتَ معنى العبادة فيما سبق من الشرح والبيان.
فإذا شهدت أن لا إله إلا الله فاعلم أنك قد عاهدت الله أن تحبه أعظم محبة، وأن تعظمه أعظم تعظيم، وأن تخضع له وتنقاد لأمره.
ولذلك كانت (لا إله إلا الله) أعظم الحسنات، وأعلى شعب الإيمان، ومفتاح الجنة، وأفضل الذكر، ومن كانت آخر كلامه من الدنيا دخل الجنة.
وهذا العهد العظيم جزاء من وفى به أن يدخل الله الجنة، ومن خان هذا العهد وغدر ونقضه أدخله الله النار.
فهذا العهد الذي بين العبد وربه بالتوحيد وإخلاص العبادة له هو أعظم العهود، وأعظم الأمانات.
وجزاؤه وثوابه أعظم الجزاء والثواب.
وعقاب نقضه ونكثه أعظم العقاب.
فشأن هذا العهد عظيم، ولذلك شرع أن يجدده العبد في اليوم والليلة مراراً حتى لا ينساه أو يغفل عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/133)
وكُرِّرَ في الأذان للصلوات الخمس في جميع الأوقات في الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء.
وكرر في الإقامة عند الحضور للصلاة واجتماع المصلين.
ويكرره العبد في صلواته فلا تصح الصلاة بغير التشهد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه التشهد في الصلاة كما يعلمهم السورة من القرآن.
وهذا العهد تضمنه سيد الاستغفار الذي يستحب للعبد أن يقوله إذا أصبح وإذا أمسى ورُتِّبَ على قوله الثواب العظيم، كما في صحيح البخاري من حديث شداد بن أوس رضي الله عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم قال: «سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّى، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِى وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِى، اغْفِرْ لِى، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ». قَالَ «وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِىَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهْوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»
ولذلك كان الشيطان حريصاً على أن لا يفي العبد بهذا العهد، فيوسوس له، ويمنيه، ويثبطه عن الوفاء بهذا العهد العظيم، ويزين له الذنوب والمعاصي التي يقدح فعلها في الوفاء بهذا العهد العظيم، ولا يزال بالعبد حتى ينقض هذا العهد الذي بينه وبين الله نقضاً تاماً، فينقض عهد الله من بعد ميثاقه، ويقطع ما أمر الله به أن يوصل؛ فيرتكب ناقضاً من نواقض الإسلام ينقضه به هذا العهد فيموت العبد كافراً والعياذ بالله.
وقد بين الله لنا في كتابه الكريم الذي هو أعظم الهدى والبيان عداوة الشيطان للإنسان وحرصه على إغواء بني آدم في آيات كثيرة، ومن ذلك قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا}.ومعنى لأحتنكن: أي لأستولين عليهم ولأقودنهم إلى المعاصي كما يقود الرجل دابته فيلقي على حنكها حبلاً يحتنكها به ويقودها به إلى حيث يشاء.
فإذا علمت ذلك فأكرم نفسك عن أن تكون دابة لإبليس يلقي عليك حبله ويحتنكك كما تحتنك الدابة، فتسلَّم له القياد، يقودك إلى المعاصي والفواحش، ويوردك المهالك، ويخدعك بما يزينه لك من زخرف القول الذي لا يغني عنك من الله شيئاً، حتى إذا جاءت سكرة الموت بالحق، وجاءت رسل ربك لتقبض روحك تبرَّأَ منك، ولا تجد من تلوم إلا نفسك التي ظلمتها ظلماً عظيماً وفرطت في الثواب العظيم الذي جعله الله لمن وفى بعهده، وصدق بوعده.
وفقني الله وإياكم للوفاء بعهده، والفوز بوعده،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 06:53 ص]ـ
بارك الله فيك على بحثك الماتع.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[20 - 02 - 08, 07:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا والشيخ محمد الباهلي خير الجزاء
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[21 - 02 - 08, 07:20 م]ـ
وانتما فجزاكما الله خيراً وبارك فيكما
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[02 - 10 - 09, 02:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 03:43 م]ـ
غفر الله لك وبارك الله فيك(47/134)
كلام خطير للإمام ابن القيم رحمه الله، هل يمكن تأويله؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 03:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه «شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل» (ص 264):
«أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة، وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم بدوام خالقها سبحانه فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمة وإن دخل تحت القدرة، فدخوله تحت الحكمة والرحمة ليس بالبين. فهذا ما وصل إليه النظر في هذه المسألة التي تكع فيها عقول العقلاء»
والسؤال:
كلام ابن القيم هنا عام في جميع النفوس
أليس إبليس نفسا من جملة النفوس؟
فهل يدخل في عموم كلام ابن القيم؟
وهل هناك أي مسلك لتأويل كلام ابن القيم هذا؟
(تنبيه: ذكر ابن القيم رحمه الله هذا الكلام أثناء مناقشته لمسألة فناء النار، وقد كثر الكلام فيها من العلماء وطلاب العلم بل وغيرهم، ولا علاقة لها بهذا الموضوع، فأتمنى من إخواني المشاركين عدم الخوض فيها هنا، وجزاكم الله خيرا)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 - 02 - 08, 06:44 م]ـ
قول ابن القيم هذا متوافق مع معتقد أهل السنة وهو أن الله عز وجل لا يقدر شراً محضاً ولا يخلق شرا محضاً
وهو ما تدل عليه أدلة الكتاب والسنة
فافهمه في هذا الإطار
وخلق إبليس ليس شراً محضاً بل فيه من الحكم والمنافع العظيمة ما يبهر العقول، وكم رفع الله من عبد اتخذه عدوا كما أمر الله، ولم يتبع خطواته، ولم يغتر بتزيينه، فخلق الله لإبليس ليس شراً، والله عز وجل منزه عن الشر، كما قال صلى الله عليه وسلم: (والشر ليس إليك) وإنما يدخل الشر في بعض مخلوقاته، وأما أفعاله جلا وعلا فليس فيها شر ألبتة بل كلها خير وحكمة
وخلق إبليس من هذا الباب وكذلك خلقه للكفرة والطغاة، نفس فعل الله ليس فيه شر بل متضمن لحكم عظيمة
قامت بها سنة الابتلاء والتمحيص فرفع الله أقواماً وخفض آخرين، ورضي عن بعض عباده وسخط على بعضهم وميز الخبيث من الطيب، والمؤمن من الكافر، وظهر فيهم علم الله، وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلا
فالذي يجب أن يعتقده المؤمن أن الله عز وجل متنزه عن جميع الشرور ومتنزه عن الظلم والعبث
وأنه جل وعلا حكيم حميد في جميع أفعاله
وقد أفاض ابن القيم رحمه الله في الكلام على هذه المسألة في عدة مواضع من كتبه
وقد جمعت له باباً في تنزيه الله عز وجل عن الشرور والنقائص والعيوب
وسأتبع هذه المشاركة بإذن الله بمشاركات فيها نقول عنه فيه هذه المسألة من باب الفائدة
هذا بالنسبة لمسألة دخول الشر في القضاء الإلهي
وأما كلامه في مسألة فناء النار فإنه ذكر الخلاف بين أهل السنة وما يحتج به لكل قول من أدلة النقل والنظر ولم يرجح.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 - 02 - 08, 06:51 م]ـ
هذا باب في تنزيه الله تعالى عن الشرور والنقائص والعيوب جمعته قديماً من كلام ابن القيم رحمه الله
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 08:53 م]ـ
ليس السؤال عن وجود الشر المحض في خلق الله فهذا خلاف عقيدة أهل السنة.
وإنما السؤال عن كلمة الإمام ابن القيم «أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة، وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم بدوام خالقها سبحانه فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمةفهذا يقتضي أن كل نفس شريرة لا بد أن يزول شرها، وخلاف ذلك ينافي الحكمة والرحمة
فهل هذا الكلام ينطبق على إبليس؟
أرجو أن تكون الإجابة مركّزة على السؤال دون الخوض في موضوعات أخرى من العقيدة تكلم فيها أهل العلم من قبل بما يغني عن إعادته
والله الموفق
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[19 - 02 - 08, 09:49 م]ـ
جزاك الله خيرا
لا نستطيع أن نفصل مسألة فناء النار عن قول ابن القيم رحمه الله هنا لأن نص كلامه متعلق بهذه المسألة وكثير من نصوص الأئمة لا يفهم إلا بما يضرب من الأمثلة.
فيقال أن كلام ابن القيم رحمه الله هذا لا يعدو أن يكون قولا لبعض أهل السنة الذين ذهبوا إلى القول بفناء النار
وإن كان الراجح بخلافه
ومن أوجه ما استدل لهذا القول - أي القول بفناء النار - أن القول بأبديتها مناف للرحمة كما ذكر ابن القيم رحمه الله والذي أشرت إلى كلامه.
قال الشيخ صالح آل الشيخ في بيان ذلك:ومما يُنسَبُ أيضاً إلى بعض أهل السنة من أئمة أهل السنة أنَّ فناء النار ممكن وأنَّ فناءها لا يمتنع، وهو القول المشهور عن الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله وعن غيره كابن القيم وجماعة من المتقدمين أيضاً ومن الحاضرين.
وهذا القول مَنْشَؤُهُ -مع عِلْمِ هؤلاء بالدليل وبالنصوص- على وجه الاختصاص النظر في صفات الله - عز وجل -، وذلك أنَّ من المتقرر في النصوص أنَّ صفة الرحمة ذاتية ملازمة للرب - عز وجل -، والجنة من آثار رحمة الله - عز وجل - «أنت رحمتي أرحم بك من أشاء» (1) والنار أَثَرُ غضب الله - عز وجل - والغضب صفة فعلية اختيارية لا تنقَلِبُ إلى أن تكون صفة ذاتية كالرحمة، ولو بقي أثَرُ الغضب لبقي الأصل وهو الغضب، لو بقيت النار وهو أثر الغضب لبقي الغضب أبد الآبدين، وهذا يعني أنَّهُ أصبح صفة ملازمة، وهذا هو مأخذ هؤلاء الأئمة في هذه المسألة.
شرح الطحاوية
ربما يكون قول الشيخ صالح -بارك الله فيه - توجيه لقول ابن القيم في مسألة منافاة الرحمة
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/135)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 10:57 م]ـ
لا شك أن لازم من يقول بفناء النار لمنافاة خلودها ودوام عذاب أهلها - لازمه هو تخليص نفوس ساكنيها من الشر يوما ما
ويلزم من ذلك أن يدخل في عموم هذه النفوس إبليس.
فهذا لا إشكال فيه لوضوحه كلازم للقول
لكن هناك من يقول قولا فإذا قيل له قولك يلزم منه كذا يرجع عن قوله إذا أقر باللزوم مع عدم إقراره باللازم.
والسؤال هو: هل الإمام ابن القيم كان يستحضر هذا اللازم الذي ذكرته أم لا؟
وإذا لم يكن مستحضره آنذاك فهل لو أُلزم به واقتنع بالتلازم سيستمر على قوله أم سيرجع عنه؟
وهل هناك مَن صرح بذلك اللازم وقال به؟
أي: هل هناك من أهل السنة -ممن يرى فناء النار- مَن صرّح بأن إبليس ستطيب نفسه يوما ما بعد تخليصها من الخبث بطول العذاب في النار؟
أليس ذلك قولا يستبعد صدوره صراحة من أحد من أهل السنة بخلاف كونه لازم قول؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 12:09 م]ـ
أخي عيد:
أظن - والله أعلم - من يقول بفناء النار، سيلتزم باللازم الذي ذكرته. فما الفرق بين إبليس وغيره؟ ألم يكن من المجتهدين في العبادة .. الخ؟ سيعود إلى حاله قبل الاستكبار.
لهذا .. فليُركز على بطلان القول بالفناء، دون الدخول في فرعياته.
وفقكم الله ..
(مع اعتراضي على عنوانك التهويلي على ابن القيم - رحمه الله -).
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 12:20 م]ـ
أخي سليمان
وفقكم الله
ليس في عنواني إلا تنبيه لأهمية الموضوع فقط، ومقام الإمام ابن القيم رحمه الله محفوظ عند كل سلفي كما تعلم
وأما عن التزام مَن يقول بفناء النار بهذا القول فأمر لا بد منه كما أشرتم
ولكن هناك مَن تبنى القول بفناء النار من المعاصرين وعندما ألزمته بهذا اللازم لم يلتزمه مما يدل على أنه تبناه تقليدا بغير بحث
وهذه دعوة لكم ولكل الأعضاء مَن يعلم منكم مَن يتبنى القول بفناء النار من أهل العلم المعاصرين يعرض عليه هذا اللازم لنرى هل سيلتزمه أم لا؟
وأغلب ظني أنه لن يلتزمه والله أعلم.
أما إن التزمه أحدهم كان لزاما عليه أن يأتينا من أقوال السلف ما يدل عليه -وليس بفاعل- أو الرجوع عن القول بفناء النار.
فلعل بذلك يتضح سبب تركيزي على هذا السؤال
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[20 - 02 - 08, 12:47 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لا يلزم من كلام ابن القيم ما ذكرتم لأن القائلين بفناء النار يقولون بفناء أهلها معها و ليس خروجهم منها
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 12:53 م]ـ
السلام لا يلزم من كلام ابن القيم ما ذكرتم لأن القائلين بفناء النار يقولون بفناء أهلها معها و ليس خروجهم منهابل هو لازم
لأن فناء اهلها مع بقاء شرهم يتنافى مع حكمة تعذيبهم
فلا بد قبل فنائهم من زوال شرهم
وهذا ما عبّر عنه ابن القيم بقوله:
أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة، وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم بدوام خالقها سبحانه فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمةركز فيما تحته خط
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[20 - 02 - 08, 12:58 م]ـ
و كيف يبقى شرهم بعد فنائهم بارك الله فيك
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 01:16 م]ـ
أحسن الله إليك
ليس السؤال عن بقاء شرهم بعد فنائهم فهذا لا يعقل
وإنما السؤال عن زوال شرهم قبل فنائهم فهذا هو المقصود
وإلا فلو كانوا سيفنون مع بقاء شر في نفوسهم يفنى معهم فما معنى عذابهم من البداية ولماذا لم يُفنوا مع شرهم بغير عذاب؟
فإن قيل: إنما عُذبوا مقابلة لما اقترفوا من الشر فإذا زال هذا الشر تم إفناؤهم عاد السؤال كما هو فتأمل.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[22 - 02 - 08, 07:50 ص]ـ
(((أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة، وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم بدوام خالقها سبحانه فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمة)))
هذه المقولة استدل فيها ابن القيم من جهة النظر للقائلين بفناء النار، ولا يلزم من ذكر الاحتجاج لقول من الأقوال التزام القول به كما هو معلوم
وهي مركبة من جملتين كالمقدمتين أحدهما صحيحة والأخرى خاطئة والحكم سلبي صحيح لسلبية حكم إحدى المقدمتين
فمقدمة: (وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم ..... إلخ)
(إنما) أداة حصر
وهذه مقدمة صحيحة إذ لا توجد نفوس مخلوقة للشر المحض، والعذاب السرمد فقط
ولو اكتفى بهذا لكانت الجملة صحيحة ولكن لا دليل فيها للقائلين بفناء النار
فأدخل معها الجملة الأولى وهي خاطئة
فالنفوس الشريرة التي شرها متأصل فيها لا يزول أبداً كنجاسة العين لا تزول ولو غسلتها ببحار الأرض، كما قال تعالى: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه)
وكما قال تعالى: (لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم)
فالريب متأصل في قلوبهم لا يزول مهما بذل لهم من النصح
وخلق هذه النفوس ليس شراً محضاً، ولا يخالف مقتضى الحكمة والرحمة.
ومن القواعد المهمة: أن القول المخالف للصواب لا بد أن تكون له لوازم باطلة، ومحاولة تصحيحه هي محاولة لتصحيح الباطل، فالأحسن في مثل هذا المقام أن يعتذر لمن خالف الحق في هذه المسألة، ويبين موضع الخطأ ويرد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/136)
ـ[يسري]ــــــــ[24 - 02 - 08, 07:21 ص]ـ
من الغريب أن تثار هذه المسألة ولا يتعرض أحد من منتقدي هذه المسألة لدليلها بالتوجيه، بل يكتفون في ردها بكونها على خلاف قول جماهير السلف، وقد لاحظت هذا في غير ما مسألة يتناولها الفضلاء بالنقد، يكتفون فيها بكونها قولا شاذا أو يلزم منه ما لم يقل به أحد من السلف أو ما تستوحش النفوس من التصريح به أو نحو ذلك من الردود الخارجة عن دليل المسألة نفسه، وهذا في تقديري قصور في معالجة المسألة في جانبها الأساسي، ألا وهو دليلها الخاص، ففي هذه المسألة مثلا يستدل ابن القيم بدليل محكم ألا وهو الحكمة الإلهية المانعة من خلق نفوس لمجرد العذاب السرمدي، والعدل الإلهي من مقابلة كفر محدود العمر بعذاب لا انقطاع له، وتأييد ذلك بنص في المسألة يقول: إن رحمتي سبقت غضبي، فلا تجد من المعترضين من يناقش هذه الأدلة ويوجهها توجيها غير متكلف، بل يكتفي بكونها يلزم منها دخول ابليس الجنة بعد فناء النار، ومخالفة جماهير السلف، وهذا اشتغال بالفرع عن الأصل؛ فإن الأدلة المذكورة إذا لم ينهض ما يعارضها لم تبق شناعة في لوازم مدلولها، ولا ينبغي أن يستوحش طالب العلم من مدلول الدليل الصحيح لعدم الإلف للمقالة، أو شناعتها لدى العامة، ألا ترى أن اسم إبليس لم يكتسب قبحه من مجرد التسمية، بل كان صاحبه يحمله إبان صلاحه، وبه خاطبه الرب جل وعلا قبل لعنه، وهو الآن أشنع الأسماء لدى العالم، على أن مراعاة دقة المسألة وعسر فهمها على العامة داخل في قاعدة حدثوا الناس بما يعلمون، والله أعلم.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[24 - 02 - 08, 07:32 ص]ـ
أخي يسري قولك: (ألا ترى أن اسم إبليس لم يكتسب قبحه من مجرد التسمية، بل كان صاحبه يحمله إبان صلاحه، وبه خاطبه الرب جل وعلا قبل لعنه)
أين الدليل على هذا؟
فلا أعلم دليلاً على أنه نودي بهذا الاسم قبل تكبره عن السجود لآدم؟
معنى (إبليس) مشتق من الإبلاس وله معنيان: الإياس من الخير، وسوء الحال
فلنحذر من القول بلا علم، ورحم الله امرأ انتهى إلى ما سمع
وسؤال الأخ عيد كان محدداً وتشعيب الحديث في مسائل أخرى غير مفيد في جواب السؤال ومشتت لذهن القارئ
بارك الله فيك
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 03 - 08, 03:44 ص]ـ
http://alukah.net/majles/showthread.php?t=12516
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 03 - 08, 03:16 م]ـ
جزاك الله خيرا
وهذا شرح لابن القيم رحمه الله تعالى لمقولته بالتفصيل -إن شاء الله- في كتابه "حادي الأرواح" بتصرف يسير - أرجو التنبه لما كتب بالأزرق-
قال رحمه الله:و قد دل السمع دلالة قاطعة على دوام ثواب المطيعين و أما عقاب العصاة فقد دل السمع أيضا دلالة قاطعة على انقطاعه في حق الموحدين و أما دوامه و انقطاعه في حق الكفار فهذا معترك النزال فمن كان السمع من جانبه فهو أسعد بالصواب وبالله التوفيق
فصل
و نحن نذكر الفرق بين دوام الجنة و النار شرعا و عقلا و ذلك يظهر من وجوه:
أحدها: أن الله سبحانه و تعالى أخبر ببقاء نعيم أهل الجنة ودوامه و أنه لا نفاد له و لا انقطاع و أنه غير مجذوذ و أما النار فلم يخبر عنها بأكثر من خلود أهلها فيها و عدم خروجهم منها و أنهم لا يموتون فيها و لا يحيون و أنها مؤصدة عليهم و أنهم كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها و أن عذابها لازم لهم و أنه مقيم عليهم لا يفتر عنهم و الفرق بين الخبرين ظاهر
الوجه الثاني: أن النار قد أخبر سبحانه و تعالى في ثلاث آيات عنها بما يدل على عدم أبديتها الأولى قوله سبحانه و تعالى {قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم} و الثانية قوله {خالدين فيها ما دامت السموات و الأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد} الثالثة قوله {لابثين فيها أحقابا}
و لولا الأدلة القطعية الدالة على أبدية الجنة و دوامها لكان حكم الاستثنائين في الموضعين واحدا كيف وفي الايتين من السياق ما يفرق بين الاستثنائين فإنه قال في أهل النار {إن ربك فعال لما يريد} فعلمنا أنه الله سبحانه و تعالى يريد أن يفعل فعلا لم يخبرنا به و قال في أهل الجنة {عطاء غير مجذوذ} فعلمنا أن هذا العطاء و النعيم غير مقطوع عنهم أبدا فالعذاب موقت معلق و النعيم ليس بموقت و لا معلق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/137)
الوجه الثالث: أنه قد ثبت أن الجنة لم يدخلها من لم يعمل خيرا قط من المعذبين الذين يخرجهم الله من النار و أما النار فلم يدخلها من لم يعمل سوءا قط و لا يعذب إلا من عصاه.
الوجه الرابع: أنه قد ثبت أن الله سبحانه و تعالى ينشئ للجنة خلقا آخر يوم القيامة يسكنهم إياها و لا يفعل ذلك بالنار و أما الحديث الذي قد ورد في صحيح البخاري من قوله: و أما النار فينشئ الله لها خلقا آخرين فغلط وقع من بعض الرواة انقلب عليه الحديث و إنما هو ما ساقه البخاري في الباب نفسه و أما الجنة فينشئ الله لها خلقا آخرين ذكره البخاري رحمه الله مبينا أن الحديث انقلب لفظه على من رواه بخلاف هذا و هذا.
والمقصود أنه لا تقاس النار بالجنة في التأبيد مع هذه الفروق يوضحه.
الوجه الخامس أن الجنة من موجب رحمته و رضاه و النار من غضبه و سخطه و رحمته سبحانه تغلب غضبه و تسبقه كما جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة عنه أنه قال كلما قضى الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده موضوع على العرش أن رحمتي تغلب غضبي.
و إذا كان رضاه قد سبق غضبه وهو يغلبه كان التسوية بين ما هو من موجب رضاه و ما هو من موجب غضبه ممتنعا يوضحه.
الوجه السادس: أن ما كان بالرحمة و للرحمة فهو مقصود لذاته قصد الغايات و ما كان من موجب الغضب و السخط فهو مقصود لغيره قصد الوسائل فهو مسبوق مغلوب مراد لغيره و ما كان بالرحمة فغالب سابق مراد لنفسه يوضحه.
الوجه السابع:و هو أنه سبحانه و تعالى قال للجنة أنت رحمتي ارحم بك من أشاء و قال للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء و عذابه مفعول منفصل و هو ناشئ عن غضبه و رحمته ههنا هي الجنة وهي رحمة مخلوقة ناشئة عن الرحمة التي هي صفة الرحمن فههنا أربعة أمور رحمة هي وصفه سبحانه وثواب منفصل هو ناشىء عن رحمة وغضب يقوم به سبحانه و عقاب منفصل ينشأ عنه فإذا غلبت صفة الرحمة صفة الغضب فلأن يغلب ما كان بالرحمة لما كان بالغضب أولى و أحرى فلا تقاوم النار التي نشأت عن الغضب الجنة التي نشأت عن الرحمة يوضحه.
الوجه الثامن: أن النار خلقت تخويفا للمؤمنين و تطهيرا للخاطئين و المجرمين فهي طهرة من الخبث الذي اكتسبته النفس في هذا العالم فان تطهرت ههنا بالتوبة النصوح و الحسنات الماحية و المصائب المكفرة لم يحتج إلى تطهير هناك و قيل لها مع جملة الطيبين {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} و إن لم تتطهر في هذه الدار و وافت الدار الأخرى بدرنها و نجاستها و خبثها أدخلت النار طهرة لها و يكون مكثها في النار بحسب زوال ذلك الدرن و الخبث و النجاسة التي لا يغسلها الماء فإذا تطهرت الطهر التام أخرجت من النار و الله سبحانه خلق عباده حنفاء و هي فطرة الله التي فطر الناس عليها فلو خلوا و فطرهم لما نشؤا إلا على التوحيد و لكن عرض لأ كثر الفطر ما غيرها و لهذا كان نصيب النار أكثر من نصيب الجنة و كان هذا التغيير مراتب لا يحصيها إلا الله فأرسل الله رسله و أنزل كتبه يذكر عباده بفطرته التي فطرهم عليها فعرف الموفقون الذين سبقت لهم من الله الحسنى صحة ما جاءت به الرسل و نزلت به الكتب بالفطرة الأولى فتوافق عندهم شرع الله و دينه الذي أرسل به رسله و فطرته التي فطرهم عليها فمنعتهم الشرعة المنزلة و الفطرة المكملة أن تكتسب نفوسهم خبثا و نجاسة و درنا يعلق بها و لا يفارقها بل كلما ألم بهم شيء من ذلك و مسهم طائف من الشيطان أغاروا عليه بالشرعة و الفطرة فأزالوا موجبه و أثره و كمل لهم الرب تعالى ذلك باقضية يقضيها لهم مما يحبون أو يكرهون تمحص عنهم تلك الآثار التي شوشت الفطرة فجاء مقتضى الرحمة فصادف مكانا قابلا مستعدا لها ليس فيه شيء يدافعه فقال ههنا أمرت و ليس لله سبحانه غرض في تعذيب عباده بغير موجب كما قال تعالى {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم و آمنتم و كان الله شاكرا عليما} و استمر الأشقياء مع تغيير الفطرة و نقلها مما خلقت عليه إلى ضده حتى استحكم الفساد و تم التغيير فاحتاجوا في إزالة ذلك إلى تغيير آخر و تطهير ينقلهم إلى الصحة حيث لم تنقلهم آيات الله المتلوة و المخلوقة و أقداره المحبوبة و المكروهة في هذه الدار فأتاح لهم آيات آخر وأقضية و عقوبات فوق التي كانت في الدنيا تستخرج ذلك الخبث و النجاسة التي لا تزول بغير النار فإذا زال موجب العذاب و سببه زال العذاب و بقي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/138)
مقتضى الرحمة لا معارض له فإن قيل هذا حق و لكن سبب التعذيب لا يزول إلا إذا كان السبب عارضا كمعاصي الموحدين أما إذا كان لازما كالكفر و الشرك فإن أثره لا يزول كما لا يزول السبب و قد أشار سبحانه إلى هذه المعنى بعينه في مواضع من كتابه منها قوله تعالى {و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه} فهذا إخبار بان نفوسهم و طبائعهم لا تقتضي غير الكفر و الشرك و إنها غير قابلة للإيمان أصلا ومنها قوله تعالى {و من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى و أضل سبيلا} فأخبر سبحانه أن ضلالهم و عماهم عن الهدى دائم لا يزول حتى مع معاينة الحقائق التي أخبرت بها الرسل و إذا كان العمى و الضلال لا يفارقهم فإن موجبه وأثره و مقتضاه لا يفارقهم ومنها قوله تعالى {و لو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم و لو أسمعهم لتولوا و هم معرضون} و هذا يدل على أنه ليس فيهم خير يقتضي الرحمة و لو كان فيهم خير لما ضيع عليهم أثره و يدل على أنهم لا خير فيهم هناك أيضا قوله أخرجوا من النار من كان في قلبه أدنى مثقال ذرة من خير.
فلو كان عند هؤلاء أدنى أدنى مثقال ذرة من خير لخرجوا منها مع الخارجين قيل لعمر الله أن هذا لمن أقوى ما يتمسك به في المسئلة و أن الأمر لكما قلتم و أن العذاب يدوم بدوام موجبه و سببه و لا ريب أنهم في الآخرة في عمى و ضلال كما كانوا في الدنيا و وبواطنهم خبيثة كما كانت في الدنيا و العذاب مستمر عليهم دائم ما داموا كذلك و لكن هل هذا الكفر والتكذيب و الخبث أمر ذاتي لهم زواله مستحيل أم هو أمر عارض طارئ على الفطرة قابل للزوال هذا حرف المسئلة و ليس بأيديكم ما يدل على استحالة زواله و أنه أمر ذاتي و قد أخبر سبحانه و تعالى أنه فطر عباده على الحنيفية و أن الشياطين اجتالتهم عنها فلم يفطرهم سبحانه على الكفر و التكذيب كما فطر الحيوان البهيم على طبيعته و إنما فطرهم على الإقرار بخالقهم و محبته و توحيده فإذا كان هذا الحق الذي قد فطروا عليه وقد خلقوا عليه قد أمكن زواله بالكفر و الشرك الباطل فإمكان زوال الكفر و الشرك الباطل بضده من الحق أولى و أحرى و لا ريب أنهم لو ردوا على تلك الحال التي هم عليها لعادوا لما نهوا عنه و لكن من أين لكم أن تلك الحال لا تزول و لا تتبدل بنشأة أخرى ينشئهم فيها تبارك و تعالى إذا أخذت النار مأخذها منهم و حصلت الحكمة المطلوبة من عذابهم فإن العذاب لم يكن سدى و إنما كان لحكمة مطلوبة فإذا حصلت تلك الحكمة لم يبق في التعذيب أمر يطلب و لا غرض يقصد و الله سبحانه ليس يشتفي بعذاب عباده كما يشتفى المظلوم من ظالمه و هو لا يعذب عبده لهذا الغرض و إنما يعذبه طهرة له و رحمة به فعذابه مصلحة له و أن تألم به غاية الألم كما أن عذابه بالحدود في الدنيا مصلحة لأربابها و قد سمى الله سبحانه و تعالى الحد عذابا و قد اقتضت حكمته سبحانه أن جعل لكل داء دواء يناسبه و دواء الضال يكون من اشق الأدوية و الطبيب الشفيق يكون المريض بالنار كيا بعد كي ليخرج منه المادة الرديئة الطارئة على الطبيعة المستقيمة و إن رأى قطع العضو أصلح للعليل قطعه و أذاقه اشد الألم فهذا قضاء الرب و قدره في إزالة مادة غريبة طرأت على الطبيعة المستقيمة بغير اختيار العبد فكيف إذا طرا على الفطرة السليمة مواد فاسدة باختيار العبد و اراداته و إذا تأمل اللبيب شرع الله تبارك و تعالى و قدره في الدنيا و ثوابه و عقابه في الآخرة وجد ذلك في غاية التناسب و التوافق و ارتباط ذلك ببعضه البعض فإن مصدر الجميع عن علم تام وحكمة بالغة و رحمة سابغة و هو سبحانه و الملك الحق المبين و ملكه ملك رحمة و إحسان و عدل
الوجه التاسع أن عقوبته للعبد ليست لحاجته إلى عقوبته لا لمنفعة تعود إليه و لا لدفع مضرة و ألم يزول عنه بالعقوبة بل يتعالى عن ذلك و يتنزه كما يتعالى عن سائر العيوب و النقائص و لا هي عبث محض خال عن الحكمة و الغاية الحميدة فانه أيضا يتنزه عن ذلك و تعالى عنه فإما أن يكون من تمام نعيم أوليائه و أحبابه و إما أن يكون من مصلحة الأشقياء و مداواتهم أو لهذا ولهذا و على التقادير الثلاث فالتعذيب أمر مقصود لغيره قصد الوسائل لا قصد الغايات و المراد أن الوسيلة إذا حصل على الوجه المطلوب زال حكمها و نعيم أوليائه ليس متوقفا في أصله و لا في كماله على استمرار عذاب أعدائه و دوامه مصلحة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/139)
الأشقياء ليست في الدوام و الاستمرار و إن كان في أصل التعذيب مصلحة لهم.
الوجه العاشر: أن رضى الرب تبارك و تعالى و رحمته صفتان ذاتيتان له فلا منتهى لرضاه بل كما قال أعلم الخلق به سبحان الله وبحمده عدد خلقه و رضى نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته فإذا كانت رحمته غلبت غضبه فان رضى نفسه أعلى و أعظم فان رضوانه أكثر من الجنات و نعيمها و كل ما فيها و قد اخبر أهل الجنة أنه يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا و أما غضبه تبارك و تعالى و سخطه فليس من صفاته الذاتية التي يستحيل انفكاكه عنها بحيث لم يزل و لا يزال غضبان و الناس لهم في صفة الغضب قولان أحدهما أنه من صفاته الفعلية القائمة به كسائر أفعاله و الثاني أنه صفة فعل منفصل عنه غير قائم به وعلى القوانين فليس كالحياة و العلم و القدرة التي يستحيل مفارقتها له و العذاب إنما ينشأ من صفة غضبه وما سعرت النار إلا بغضبه ... فمخلوقاته سبحانه نوعان نوع مخلوق من الرحمة و بالرحمة و نوع مخلوق من الغضب وبالغضب فإنه سبحانه له الكمال المطلق من جميع الوجوه الذي يتنزه عن تقدير خلافه و منها أنه يرضى و يغضب و يثيب و يعاقب و يعطي و يمنع و يعز و يذل و ينتقم و يعفو بل هذا موجب ملكه الحق و حقيقة الملك المقرون بالحكمة و الرحمة و الحمد فإذا زال غضبه سبحانه و تعالى و تبدل برضاه زالت عقوبته و تبدلت برحمته فانقلبت العقوبة إلى رحمة بل لم تزل رحمة و أن تنوعت صفتها و صورتها كما كان عقوبة العصاة رحمة و إخراجهم من النار رحمة فتقلبوا في رحمته في الدنيا و تقلبوا فيها في الآخرة لكن تلك الرحمة يحبونها و توافق طبائعهم و هذه رحمة يكرهونها و تشق عليهم كرحمة الطبيب الذي يضع لحم المريض و يلقي عليه المكاوي ليستخرج منه المواد الرديئة الفاسدة فإن قيل هذا اعتبار غير صحيح فإن الطبيب يفعل ذلك بالعليل و هو يحبه و هو راض عنه و لم ينشأ فعله به عن غضبه بغضبه عليه و لهذا لا يسمى عقوبة و أما عذاب هؤلاء فانه إنما حصل بغضبه سبحانه عليهم و هو عقوبة محضة قيل هذا حق و لكن لا ينافي كونه رحمة بهم و إن كان عقوبة لهم و هذا كإقامة الحدود عليهم في الدنيا فإنه عقوبة و رحمة و تخفيف و طهرة فالحدود طهرة لأهلها و عقوبة و هم لما أغضبوا الرب تعالى و قابلوه بما لا يليق أن يقابل به و عاملوه أقبح المعاملة و كذبوه و كذبوا رسله و جعلوا أقل خلقه و أخبثهم و أمقتهم له ندا له و آلهة معه و آثروا رضاهم على رضاه و طاعتهم على طاعته و هو ولي الإنعام عليهم و هو خالقهم و رازقهم و مولاهم الحق اشتد مقته لهم و غضبه عليهم و ذلك يوجب كمال أسمائه و صفاته التي يستحيل عيله تقدير خلافها و يستحيل عليه تخلف آثارها و مقتضاها عنها بل ذلك تعطيل لأحكامها كما أن نفيها عنه تعطيل لحقائقها و كلا التعطيلين محال عليه سبحانه و تعالى فالمعطلون نوعان أحدهما عطل صفاته والثاني عطل أحكامها و موجباتها و كان هذا العذاب عقوبة لهم من هذا الوجه و دواء لهم من جهة الرحمة السابقة للغضب فاجتمع فيه الأمران فإذا زال الغضب بزوال المادة الفاسدة بتغيير الطبيعة المقتضية لها في الجحيم بمرور الاحقاب عليها وحصلت الحكمة التي أوجبت العقوبة عملت الرحمة عملها و طلبت أثرها من غير معارض يوضحه.
الوجه الحادي عشر: و هو أن العفو أحب إليه سبحانه من الانتقام و الرحمة أحب إليه من العقوبة و الرضا أحب إليه من الغضب و الفضل احب إليه من العدل و لهذا ظهرت آثار هذه المحبة في شرعه و قدره و يظهر كل الظهور لعباده في ثوابه و عقابه و إذا كان ذلك أحب الأمرين إليه و له خلق الخلق و أنزل الكتب و شرع الشرائع و قدرته سبحانه صالحة لكل شيء لا قصور فيها بوجه ما وتلك المواد الردية الفاسدة مرض من الأمراض و بيده سبحانه و تعالى الشفاء التام و الأدوية الموافقة لكل داء و له القدرة التامة و الرحمة السابغة و الغنى المطلق بالعبد أعظم حاجة إلى من يداوي علته التي بلغت به غاية الضرر و المشقة و قد عرف العبد أنه عليل و أن دواءه بيد الغني الحميد فتضرع إليه و دخل به عليه و استكان له و انكسر قلبه بين يديه و ذل لعزته و عرف أن الحمد كله له و أن الحق كله له و أنه هو الظلوم الجهول وأن ربه تبارك و تعالى عامله بكل عدله لا ببعض عدله و أن له غاية الحمد فيما فعل به و أن حمده هو الذي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(47/140)