ـ[محمد براء]ــــــــ[30 - 12 - 07, 02:32 ص]ـ
جزاك الله خيراً.(46/33)
هل ثبت في صحيح السنة أن الميزان له لسان؟ إن كان نعم فأين هو؟
ـ[سيد المصري]ــــــــ[28 - 12 - 07, 03:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل ثبت في صحيح السنة أن الميزان له لسان؟ إن كان نعم فأين هو؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 04:51 م]ـ
سؤالك أخي الحبيب سيد ذكرني بشيء قرأته قبل سنوات .. فقد وقفت على نسخة مترجمة باللغة الإنجليزية لشرح السنة وقد ترجمت كلمة لسان ب (
Tongue)
وهو اللسان الذي نتكلم به فتعجبت لهذا الفهم. وقد راسلت القائم على الترجمة والحمد لله.
أما جواب سؤالك .. فاللسان المقصود به أن الميزان دقيق في الوزن لا يظلم معه أحد وقد كانت العرب تعبر بهذا فيقولون للوازن أقم اللسان ويريدون به المساواة بين الكفتين وأصل ذلك أن الميزان القديم له جزء بارز مثل اللسان وهو عبارة عن مؤشر يعرف به تساوي الكفتين.
وهذا اللفظ وإن كان لم يرد في الكتاب والسنة فيما أعلم إلا أن المعنى موجود وقد ورد في بعض الآثار
ففي صحيح البخاري:
باب تفسير سورة الرحمن وقال مجاهد بحسبان كحسبان الرحى وقال غيره وأقيموا الوزن يريد لسان الميزان.
هذا والله أعلم.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[28 - 12 - 07, 11:21 م]ـ
سؤال رائع, وإجابة أروع بارك الله فيكم ... (ابتسامة)
ـ[سيد المصري]ــــــــ[07 - 01 - 08, 06:33 ص]ـ
بارك الله فيك أخي (أبو عبد الرحمن)
وأضحك الله سنك أخي (أبو العباس)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 01 - 08, 08:01 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم أر من ذكر حديثا مرفوعا فيه ذكر اللسان للميزان وإنما جاء في أثر عن ابن عباس رضي الله عنه وسنده لايصح، وجاء عن الحسن البصري بسند لابأس به.
في شعب الإيمان للبيهقي -
وقد روى الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس أنه قال: «الميزان له لسان وكفتان يوزن فيه الحسنات، والسيئات، فيؤتى بالحسنات في أحسن صورة فتوضع في كفة الميزان فتثقل على السيئات». قال: «فيؤخذ فيوضع في الجنة عند منازله ثم يقال للمؤمن الحق بعملك». قال: «فينطلق إلى الجنة فيعرف منازله بعمله». قال: «ويؤتى بالسيئات في أقبح صورة فتوضع في كفة الميزان فتخفف، والباطل خفيف فيطرح في جهنم إلى منازله منها ويقال له: الحق بعملك إلى النار». قال: «فيأتي النار فيعرف منازله بعمله، وما أعد الله فيها من ألوان العذاب» قال ابن عباس: «فلهم أعرف بمنازلهم في الجنة والنار بعملهم من القوم فينصرفون يوم الجمع راجعين إلى منازلهم»
أخبرناه أبو عبد الرحمن الدهان، أخبرنا الحسين بن محمد بن هارون، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر، حدثنا يوسف بن بلال، حدثنا محمد بن مروان، عن الكلبي، فذكره.
وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأندلسي (ابن أبي زمنين) في أصول السنة
ورأيت في تفسير الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال: هو ميزان له لسان وكفتان.
وفي شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي 6\ 1245 رقم 2210
أنا القاسم بن جعفر، أنا علي بن إسحاق، قال: نا علي بن حرب، قال نا الأسود بن عامر، قال: نا هريم، عن عبد الملك بن أبي سليمان، قال: «ذكر الميزان عند الحسن، فقال: له لسان وكفتان».
وفي فتح الباري لابن حجر -
قال أبو إسحاق الزجاج أجمع أهل السنة على الإيمان بالميزان وأن أعمال العباد توزن يوم القيامة، وأن الميزان له لسان وكفتان ويميل بالأعمال. انتهى.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[10 - 01 - 08, 07:02 ص]ـ
وممن نص عليه من علماء أهل السنة -إضافة إلى ما ذكره الشيخ عبد الرحمن-:
- البربهاري في شرح السنة.
- ابن قدامة في اللمعة.
- صديق حسن في قطف الثمر.
- السفاريني في اللوامع، وقال: وصرح بذلك علماؤنا والاشعرية وغيرهم. 2/ 184 - 185
- ابن عيسى في شرح النونية 2/ 593
- أيضا في التنبيهات السنية لابن رشيد 228
- وفي الكواشف الجلية للسلمان 568 - 569
والله أعلم ..
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[10 - 01 - 08, 02:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا ......
الميزان ....... هل يملئ على الحقيقة؟
الحديث الذي في مسلم من حديث أبي مالك الأشعري"قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان" .... وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد العزيز عيد]ــــــــ[13 - 01 - 08, 10:11 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/34)
أجبتم الرجل عن ماهية الميزان ولم تجيبوه عن مكانه، لسؤاله (أين هو)
وهو سؤال حري بالجواب لأنه شغلني حين من العمر ومازالت أرغب وأظن أن له مكانا وإن كان غير معلوم،
ذلك لأننا إذا تأملنا آيات النزول نجد أكثرها إن لم يكن كلها تتكلم عن النزول المادي، وإن شمل ذلك نزولا معنويا أيضا
1 - خذ لذلك مثلا نزول الكتب السماوية
قال تعالى (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ) (آل عمران:3)
2 - ونزول الماء
قال تعالى (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) (الزخرف:11)
3 - ونزول الآيات
قال تعالى (وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (الأنعام:37)
4 - ونزول العذاب
قال تعالى (فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ) (الصافات:177)
5 - ونزول الجند المؤيدة
قال تعالى (وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا) (التوبة: من الآية26)
6 - ونزول الحديد
قال تعالى (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) (الحديد: من الآية25)
إذ ثبت علميا وجود الحديد في أعماق الأرض وجودا مؤكدا ومنزلا من سماء
7 - بل لا أجد غضاضة أو مانعا من فهمي لقوله تعالى
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ) (الفتح: من الآية4)
أن نزول السكينة نزولا ماديا أيضا
8 - وأيضا عندما تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة، لم ينفي علماء السنة أن هذا النزول نزولا ماديا ولكن نزولا يليق بذاته سبحانه وتعالى بغير تكييف أو تعطيل أو تشبيه
فإذا كان ذلك كذلك فلما لا يكون نزول الميزان الوارد في قوله تعالى
(وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) (الحديد: من الآية25)
وقوله (اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) (الشورى:17)
ثم قوله تعالى الجامع للمنزلات الثلاث الأشهر (الكتاب والحديد والميزان) (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) (الحديد: من الآية25)
نزولا ماديا محضا، أي يوجد ميزان كائن فعلا كينونة حسية لا معنوية، وهذه الكينونة في الدنيا في مكان ما وإن كان غير معلوم، ولاحظ الربط في الآية بين نزول الكتاب والميزان
فهل للميزان مكان فأين هو هذا المكان، وإن قطع أحد بأنه المكان المقصود في الآخرة فقط فليقدم دليلا
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[14 - 01 - 08, 12:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذه زيادة تخريج لأثر الحسن البصري رحمه الله:
فقد أخرجه حرب الكرماني في مسائل أحمد وإسحاق (ص402) فقال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا سعيد بن يحيى، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عمرو، عن الحسن أنه سئل عن الميزان؟ فقال: «نعم له لسان وكفتان».
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - 01 - 08, 02:31 ص]ـ
وما النزول المادي؟
وما هو النزول المعنوي؟
ـ[سيد المصري]ــــــــ[17 - 01 - 08, 01:26 ص]ـ
أخي عبد العزيز عيد، لم يكن الضمير في قولي (أين هو) عائد على الميزان بل عائد على الأثر الوارد في ذكر اللسان.
بارك الله في الجميع
ـ[عبد العزيز عيد]ــــــــ[17 - 01 - 08, 09:25 م]ـ
الأخ نضال: تحياتي. فأما النزول المادي فمثاله (الكتب السماوية القرآن، التوراة الأنجيل، والماء، والحديد ... ) فهذه منزلات محسوسة، مرئية، ملموسة، معلومة باليقين لنا نحن البشر. ومعظم الآيات التي تحدثت عما أنزله الله تعالى هي من هذا القبيل المادي، فلما لايكون الميزان مثل سائر هذه المنزلات، وإن لم يتوصل أحد إلى مكانه بعد؟ ولما لا يكون وجوده في الدنيا والآخرة معا؟
وأما النزول المعنوي فمثاله (السكينة في قوله تعالى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) والشفاء والرحمة في قوله تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة) فهذه منزلات غير محسوسة أو مرئية أو ملموسة، وإنما معنوية أي نشعر بمعناها ونؤمن بها، كالغيبيات الغير مرئية
وأما بالنسبة لأخونا سيد المصري فشكرا للتوضيح، ويكون من حقي أنا السؤال على - ضوء الآيات التي أوردتها بمروري السابق - أين هو الميزان؟
ـ[رائد محمد]ــــــــ[03 - 03 - 08, 09:58 ص]ـ
الخلاصة: هل هناك دليل صحيح على هذا الخبر الغيبي أن للميزان لسان؟
أم أن العلماء أخذوا هذا الأمر بالتتابع دون النظر بصحة الدليل؟
أم هو الإجماع وعدم وجود الإنكار فهو مسلم كالإجماع؟
أرجو نقل تحريرات العلماء في هذا الزمان على هذه المسألة ... لأن السابقين لم يتعرضوا لنقد هذه المسألة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/35)
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[03 - 03 - 08, 03:45 م]ـ
قال الامام ابن حزم رحمه الله:
(وأما الميزان فقد أنكروه قوم فخالفوا كلام الله تعالى جرأة واقداما
وتنطع آخرون فقالوا هو ميزان بكفتين من ذهب وهذا إقدام آخر لا يحل قال الله عز و جل وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم
قال أبو محمد وأمور الأخرة لا تعلم إلا بما جاء في القرآن أو بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يأت عنه عليه والسلام شيء يصح في صفة الميزان ولو صح عنه عليه السلام في ذلك شيء لقلناه به فإذ لا يصح عنه عليه السلام في ذلك شيء فلا يحل لأحد أن يقول على الله عز و جل ما لم يخبرنا به
لكن نقول كما قال الله عز و جل ونضع الموازين القسط ليوم القيامة إلى قوله وكفى بنا حاسبين وقال تعالى والوزن يومئذ الحق وقال تعالى فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية واما من خفت موازينه فأمه هاوية
فنقطع على الموازين أن توضع يوم القيامة لوزن أعمال العباد قال تعالى عن الكفار فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا وليس هذا على أن لا توزن أعمالهم بل توزن لكن أعمالهم شائلة وموازينهم خفاف قد نص الله تعالى على ذلك إذ يقول ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون إلى قوله فكنتم بها تكذبون
فأخبر عز و جل أن هؤلاء المكذبين بآياته خفت موازينهم والمكذبون بآيات الله عز و جل كفار بلا شك ونقطع على أن تلك الموازين أشياء يبين الله عز و جل بها لعباده مقادير أعمالهم من خير أو شر من مقدار الذرة التي لا تحس وزنها في موازيننا أصلا فما زاد ولا ندري كيف تلك الموازين إلا أننا ندري أنها بخلاف موازين الدنيا وأن ميزان من تصدق بدينار أو بلؤلؤة أثقل ممن تصدق بكذانة) الفصل في الملل والأهواء والنحل 4/ 55
ـ[سيد المصري]ــــــــ[08 - 03 - 08, 07:05 م]ـ
هل من مزيد؟؟؟؟؟؟
ـ[سيد المصري]ــــــــ[08 - 03 - 08, 07:28 م]ـ
فتح الباري لابن حجر - (ج 21 / ص 163):
{قَالَ أَبُو إِسْحَاق الزَّجَّاج: أَجْمَعَ أَهْل السُّنَّة عَلَى الْإِيمَان بِالْمِيزَانِ وَأَنَّ أَعْمَال الْعِبَاد تُوزَن يَوْم الْقِيَامَة، وَأَنَّ الْمِيزَان لَهُ لِسَان وَكِفَّتَانِ وَيَمِيل بِالْأَعْمَالِ}
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[09 - 03 - 08, 01:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
توجد رسالة دكتوراة للشيخ غالب العواجي -باسم الحياة الاخرة- وقد تطرق لهذا الموضوع, ولكنه لم يذكر صحة اثر ابن عباس رضي الله عنه!!
ـ[سيد المصري]ــــــــ[10 - 03 - 08, 01:30 ص]ـ
هل الرسالة موجودة على الشبكة
ـ[سيد المصري]ــــــــ[10 - 03 - 08, 02:01 ص]ـ
أيها الإخوة الكرام بارك الله فيكم
وبعد هذا البحث الطويل ألخص ما ذكر في مسألة ثبوت اللسان والأدلة عليه:
1 - لم يرد ذكره في الكتاب ولا في حديث مرفوع.
2 - روي عن ابن عباس -رضي الله عنه - والحسن البصري -رحمه الله- ((ويحتاج السند عنهما لبحث)).
3 - ذكره من الأئمة في عقائدهم:
ابن أبي زمنين
اللالكائي
البربهاري في شرح السنة.
ابن قدامة في اللمعة.
صديق حسن في قطف الثمر.
السفاريني في اللوامع، وقال: وصرح بذلك علماؤنا والاشعرية وغيرهم. 2/ 184 - 185
ابن عيسى في شرح النونية 2/ 593
أيضا في التنبيهات السنية لابن رشيد 228
وفي الكواشف الجلية للسلمان 568 - 569
4 - ذكر الإجماع على ثبوته:
-الأشعري في المقالات 1/ 472
-ابن حجر في الفتح 21/ 163
4 - أما عن تعريف اللسان وخطأ كثير من الناس فيه:
ترجع مشاركة أخي (أبو عبد الرحمن السعدي).
والموضوع مازال قيد البحث والزيادة
بارك الله في الجميع
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[16 - 03 - 08, 02:40 م]ـ
مُسْتَنَدُ الْإِجْمَاعِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُتَقَدِّمًا عَلَيْهِ
وهذه مسألة غيبية
فما مستند الإجماع في هذه المسألة؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[07 - 04 - 08, 09:19 م]ـ
أين الكتاب للدكتور غالب بارك الله فيكم
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[05 - 07 - 08, 09:12 ص]ـ
1 - (الميزان حقيقي)، و (من أعظم ما خلق الله تعالى)، و (مكانه في الآخرة عند الله عز وجل)، و (بيده سبحانه):
* لحديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/36)
«أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ» البخاري.
* ولحديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال:
"سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنْ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ أَنَا فَاعِلٌ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ قَالَ اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ قَالَ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ قَالَ فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْمِيزَانِ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ قَالَ فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْحَوْضِ فَإِنِّي لا أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلَاثَ الْمَوَاطِنَ" أخرجه أحمد والترمذي بإسناد صحيح، واللفظ للترمذي.
* ولحديث سلمان الفارسي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
"يُؤْتَى بِالْمِيزَانِ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ [وَلَهُ كِفَّتَانِ]. فَلَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّتِهِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ؛ لَوَسِعَتْهُ؛ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: رَبَّنَا مَنْ تَزِنُ بِهَذَا؟؛ فَيَقُولُ: مَا شِئْتُ مِنْ خَلْقِي؛ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: [سُبْحَانَكَ] رَبَّنَا مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ"
أخرجه الحاكم في "المستدرك" من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعًا به، وقال "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"؛ ووافقه الذهبي في "التلخيص"، وأورده الألباني في "الصحيحة" (2/ 619) ح (941) وقال: "إسناده صحيح"، ولكنه اعترض على كونه على شرط مسلم؛ فقال: "وفيه نظر؛ فإن هدبة بن خالد -وإن كان من شيوخ مسلم-؛ فإن الراوي عنه -المسيب بن زهير- لم أر من وثقه، وقد ترجم له الخطيب؛ ... و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا"اهـ.
قلتُ: أما شيخ الحاكم؛ فهو محمد بن صالح بن هانىء، أورده ابن الجوزي في "المنتظم" (14/ 86)، وقال: "محمد بن صالح بن هانىء بن يزيد أبو جعفر الوراق سمع الحديث الكثير، وكان له فهم وحفظ، وكان من الثقات الزهاد"اهـ، وذكر مثله الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (15/ 210/تركي). ونقل الحافظ في "لسان الميزان" (5/ 239) عن الحاكم أنه قال: "سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ (الثقة المأمون) "اهـ. وانظر أيضًا "تاريخ دمشق" (5/ 47). وقال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (6/ 819): "لم أجد له ترجمة ثم وجدت في بعض كتاباتي على (المستدرك) أنه مترجم في "الطبقات الكبرى+ للسبكي (2/ 174) ... "اهـ.
وأما شيخه المسيب بن زهير؛ فهو ابن مسلم البغدادي أبو مسلم التاجر؛ ذكره الخطيب في "تاريخه" (13/ 141)، وذكر أنه روى عنه جماعة، وأنه توفي سنة 285هـ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ثم روى بإسناده عن محمد بن صالح بن هانئ أنه قال: "ورد المسيب بن زهير البغدادي نيسابور مع الحسين بن الفضل البجلي [قلت: وهو العلامة المفسر] وكان القيم بأسبابه؛ فنزل نصراباذ وكتبنا عنه إلى أن توفى بنيسابور"اهـ. قلتُ: وقد تتبعت أكثر من حديث في المستدرك يرويه المسيب بن زهير؛ فوجدت الحاكم يصححه، ويوافقه الذهبي على ذلك؛ فالذي يترجح لي من كل ذلك أنه لا ينزل عن رتبة "صدوق"؛ وإن كان يظهر من صنيع الحاكم والذهبي أنهما يوثقانه؛ لكونهما يذكران في أحاديثه أنها على شرط الصحيح، والله أعلم.
والحديث اختلف في رفعه؛ فأخرجه أسد بن موسى في "الزهد" (66) قال: "نا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي موقوفًا عليه، وكذا أخرجه ابن أبي الدنيا -كما عند ابن كثير في "البداية والنهاية" (19/ 511/تركي) -، وابن الاعرابي في "معجمه" (2/ 876) ح (1827)، والحسين المروزي في زوائده على ابن المبارك في "الزهد" (1357) -ومن طريقه الآجري في "الشريعة" (3/ 1329/دميجي) ح (895) -، وكذلك أخرجه الآجري في "الشريعة" (3/ 1328) ح (894)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (3/ 1245) ح (2208)؛ جميعهم من طرق عن حماد بن سلمة بالإسناد سواء. إلا أنه وقع خطأ في إسناد اللالكائي؛ فقد قال عن حماد عن (ليث) بدلاً من (ثابت)، والذي يبدو لي –والله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/37)
أعلم- أنه ليس اختلافًا في الإسناد؛ وإنما سهو أو خطأُ ناسخ، وقد نبه على ذلك المحقق في الهامش.
قال الحافظ ابن رجب -في "التخويف من النار/مجموع" (4/ 340/الفاروق) - متعقبًا الحاكم: "المعروف أنه موقوف على سلمان الفارسى من قوله"اهـ. قلتُ: وهو كما قال، ولكنه كما قال الشيخ الألباني -في "الصحيحة"-: "له حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال من قبل الرأي"اهـ.
والسياق المختار هو من رواية موسى بن أسد، والزيادة الأولى لابن أبي الدنيا، والثانية للآجري.
وله شاهد أخرجه أبو الطاهر [محمد بن أحمد الذهلي القاضي] في "جزءه" من حديث عائشة!؛ فقال: "حدثنا موسى بن زكريا، قال: حدثنا فرج بن عبيد الزهراني، قال: حدثنا الحكم بن ظهير، عن الحسن بن عمارة، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عائشة" قلتُ: "وإسناده باطل"؛ فيه متروكان!؛ وهما الحكم بن ظهير، والحسن بن عمارة؛ وإن صح إسناده؛ فهو "منقطع"!؛ فالحسن البصري لم يدرك عائشة. والحديث عزاه السيوطي في "جمع الجوامع" للديلمي وفي الدر المنثور" لابن مردويه؛ ولم اقف على أسانيدهما.
2 - وأن له كفتان:
* لحديث البطاقة من حديث عمرو بن العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال:
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا ... فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ احْضُرْ وَزْنَكَ ... قَالَ فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي ((كَفَّةٍ)) وَالْبِطَاقَةُ فِي ((كَفَّةٍ)) فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ".
أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة؛ وهو صحيح؛ صححه جمع كبير من أهل العلم قديمًا وحديثًا. قال الألباني في "الصحيحة": "وفي الحديث دليل على أن ميزان الأعمال له كفتان مشاهدتان، وأن الأعمال وإن كانت أعراضا؛ فإنها توزن، والله على كل شيء قدير، وذلك من عقائد أهل السنة، والأحاديث في ذلك متضافرة إن لم تكن متواترة"اهـ
* ولحديث سلمان الفارسي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
"يُؤْتَى بِالْمِيزَانِ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ [وَلَهُ كِفَّتَانِ]. فَلَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّتِهِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ؛ لَوَسِعَتْهُ؛ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: رَبَّنَا مَنْ تَزِنُ بِهَذَا؟؛ فَيَقُولُ: مَا شِئْتُ مِنْ خَلْقِي؛ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: [سُبْحَانَكَ] رَبَّنَا مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ" سبق تخريجه.
* ولأن ذلك مقتضى لغة العرب؛ أن الميزان له كفتان؛ فالله تعالى لا يخاطبنا بشيء غير معروف معناه؛ فالعرب إذا سمعوا "ميزان" لا يتبادر لذهنه إلا الميزان المعروف؛ اللهم إلا إذا وضع في سياق يفهم منه أنه العدل أو القسط .. إلخ.
3 - وأنه يوزن به (العبيد) و (صحائف أعمالهم) أو (أعمالهم):
?فيوزن العبد:
* لحديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
"إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَقَالَ اقْرَءُوا {فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} متفق عليه.
* ولحديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لما ضحك القوم من دقة ساقيه؛ فقال لهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ" وفي رواية الطياليسي: " (لَهُوَ) أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ".
أخرجه أبو داود الطياليسي، والإمام أحمد، وحسن إسناده الألباني في "إرواء الغليل" (1/ 104)، والهيثمي في "المجمع" (9/ 289).
* ولحديث البطاقة الذي يرويه عبد الله بن عمرو بن العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - -وقد جاء في إحدى رواياته أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/38)
"يُؤْتَى بالرجل يوم القيامة إلى الميزان، فيوضع في الكِفّة، فيخرج له تسعة وتسعون سِجِلا فيها خطاياه وذنوبه. قال: ثم يخرج له كتاب مثل الأنْمُلة، فيها: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ قال: فتوضع في الكِفّة، فترجح بخطاياه وذنوبه"
أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (12/ 313) من طريق عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد المعافري، عن عبد الله بن عمرو 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - موقوفًا عليه!، وقال الشيخ أحمد شاكر: "وهذا خبر صحيح الإسناد"؛ قلت: بل هو "حسن"، وقد اختلف في إسناده ومتنه!؛ فقد أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1/ 278) ح (339)، وابن أبي الدنيا –كما في "البداية والنهاية" (19/ 501/تركي) -، والآجري في "الشريعة" (3/ 1333/دميجي) مرفوعًا من نفس الطريق!، وليس فيه أن الرجل يوضع في الميزان؛ وإنما سجلات ذنوبه. والحمل في هذا الاختلاف على ابن زياد الإفريقي؛ فإسناد الطبري إليه صحيح، وقد تكلموا في الأفريقي؛ قال الذهبي في "الكاشف" (1/ 627): "ضعفوه!، وقال الترمذي: رأيت البخاري يقوي أمره؛ ويقول: هو مقارب الحديث"اهـ، ولا شك أن الوجه المحفوظ هو رواية الآجري المرفوعة؛ فإنها أوفق لرواية الليث بن سعد الشهيرة لهذا الحديث. أما الزيادة في متن رواية ابن جرير، والذي فيها أن الرجل "يوضع في الكفة"؛ فشاذة!، ولها شاهد أخرجه أحمد (7066) من طريق ابن لهيعة، عن عامر بن يحيى، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "تُوضَعُ الْمَوَازِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ فَيُوضَعُ فِي كِفَّةٍ فَيُوضَعُ مَا أُحْصِيَ عَلَيْهِ ... الحديث"، وهي شاذة أيضًا تفرد بها ابن لهيعة وكذلك زيادات أخر!؛ قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (19/ 501): "وهذا السياق فيه غرابة! "اهـ، وقال العلامة أبو محمد أحمد بن شحاتة الألفى السكندرى –حفظه الله- في "المقالات القصار": "أبدع ابن لهيعة شيئاً من وهمه الذي خانه بعد اختلاطه وسوء حفظه؛ فجاء بهذه المعاني المنكرة على خلاف المحفوظ والثابت من معاني الحديث وألفاظه؛ كما أتقنه إمامُ حفاظ أهل مصر: الليث بن سعد"اهـ باختصار. قلت: وشذوذ هذا الحرف -"يوضع في الكفة"- في روايتي الإفريقي، وابن لهيعة؛ إنما هو لاضطرابها، ومخالفتها لرواية الليث؛ إلا أن ذلك لا يمنع من صحة معناها؛ (فالمعنى صحيح) يشهد له ما أوردناه من أدلة، والله أعلم. قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية+ (19/ 501/تركي): "فيه فائدة جليلة؛ وهي أن العامل يوزن مع عمله"اهـ
? وتوزن صحائف الأعمال:
* ولحديث البطاقة من حديث الليث؛ وهي الرواية المشهورة لحديث البطاقة: أن عمرو بن العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال:
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ أَفَلَكَ عُذْرٌ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ فَقَالَ إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ قَالَ فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ" سبق تخريجه.
? وتوزن الأعمال:
* لحديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/39)
"كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ" متفق عليه.
* ولحديث أبي مالك الأشعري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
"الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ" أخرجه مسلم.
* ولحديث أبي الدرداء 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
"مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي [مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ] أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ".
أخرجه أحمد والترمذي -واللفظ والزيادة له- وأبو داود؛ وقال الترمذي "هذا حديث حسن صحيح" وأقره البغوي في "شرح السنة"، والنووي في "رياض الصالحين"، والعراقي في "تخريج الإحياء"، والحافظ في "بلوغ المرام" و"الفتح" (10/ 458)، وقال في (13/ 539): "صححه ابن حبان"، وذكره الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2/ 563). قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (19/ 502/تركي): "فيه دلالة على أن العمل نفسه يوزن، وذلك بأن العمل نفسه -وإن كان عرضًا قد قام بالفاعل- يحيله الله تعالى يوم القيامة؛ فيجعله ذاتًا توضع في الميزان"اهـ بتصرف.
* وللحديث الذي يُرْوَى! عن جابر بن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
"يوضع الميزان يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات ... الحديث"
ولكنه "ضعيف منكر". وهذا الحديث أذكره للفائدة فقط
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (14/ 313) من طريق عباد بن كثير عن أبي الزبير عن جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعًا به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى أبي الشيخ وابن مردويه الاعراف 44، وفيه عباد بن كثير الثقفى البصرى؛ قال البخارى: "تركوه"، وقال النسائي: "متروك الحديث"، وقال الدارقطني: "ضعيف"، وقال العجلى –على تساهله! -: "ضعيف متروك الحديث". والحديث أورد الشيخ الألباني في "الضعيفة" (13/ 66) -مختصرًا دون محل الشاهد- من رواية ابن مردويه بإسناده نقلاً عن "تفسير ابن كثير" (2/ 216)؛ وحكم عليه بأنه: "منكر". قال الحافظ في "الفتح": "أخرجه خيثمة في (فوائده)، وعند ابن المبارك في (الزهد) عن ابن مسعود نحوه موقوفا"اهـ؛ ولم أقف على ما ذكر.
هذا كل ما لدي في الميزان؛ أما عن إثبات اللسان له؛ فلم أقف في ذلك على أثر صحيح سوى ما تفضلتم به علينا؛ فلا مزيد على ما ذكرتم، وهو محل بحث إن شاء الله تعالى.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وكتبه
أبو رقية الذهبي
عفا الله عنه
?? مناشدة لأصحاب الملتقى -أو كل من لديه علم-:
أرجو منكم أن يساعدني أحد في تغيير معرفي من « goldenalaa» إلى «أبو رقية الذهبي»؛ فلقد حاولت ذلك مرارً من لوحة التحكم؛ فلم أفلح!، وجزاكم الله خيرًا.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[27 - 07 - 09, 07:33 م]ـ
الحمد لله وحده ...
وأثبت لسان الميزان أيضًا: البربهاري في شرح السنة، وشيخ الإسلام في الواسطية، وابن القيم في النونية.
هذا بخلاف الأثرين، وقول ابن قدامة كما ذكر الإخوة.
ومشاركة الشيخ أبي عبد الرحمن السعدي في شرح معنى اللسان تستحق التأمل، فإنها تقتضي إثبات اللسان بلا مثنوية.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - 07 - 09, 11:28 م]ـ
الاثر المروي عن ابن عباس رضي الله عنه ضعيف, لانه من رواية الكلبي عن أبي صالح, رواه البيهقي في شعب الايمان, (4/ 447) -طبعة الرشد- المصورة عن الدار السلفية المحققة, الثامن من شعب الايمان- باب حشر الناس بعد ما يبعثون من قبورهم, وقد ضعف الاثر كذلك محقق الكتاب.
وينظر في الدر المنثور للسيوطي , تفسير سورة الاعراف-الاية (8 - 9).
# هذه الفائدة للاخوة السلفيين خاصة!
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 07 - 09, 01:22 م]ـ
3. صفة الميزان عند السلف:
أجمع السلف على أن الميزان حقيقي له لسان وكفتان. قال ابن عباس: توزن الحسنات والسيئات في ميزان له لسان وكفتان () و قال البغوي: ((أراد به وزن الأعمال بالميزان، وذاك أن الله تعالى ينصب ميزاناً له لسان وكفتان، كل كفة بقدر ما بين المشرق والمغرب)) () وقال البيضاوي: ((الأعمال توزن بميزان له لسان وكفتان ينظر إليه الخلائق، إظهاراً للمعدلة وقطعاً للمعذرة، كما يسألهم عن أعمالهم فتعترف بها ألسنتهم، وتشهد بها جوارحهم)) (). ولقد ورد عن الحسن (): ((هو ميزان له كفتان ولسان)) ()
ونقل الإمام الطحاوي ما يؤكد هذا الكلام فقال ((وثبت أن الميزان له كفتان والله تعالى أعلم بما وراء ذلك من الكيفيات)) () وذكر في شرح قصيدة ابن القيم ((فتوزن الأعمال بميزان له كفتان ولسان، وليس ذلك أمراً معنوياً، بل هو محسوس. والله أعلم)) (). ومما يؤكد ما سبق قول الإمام الأشعري في معرض كلامه عن معتقد أهل الحق من أهل السنة: ((قال أهل الحق: له لسان وكفتان، توزن في إحدى كفتيه الحسنات وفى الأخرى السيئات، فمن رجحت حسناته دخل الجنة، ومن رجحت سيئاته دخل النار، ومن تساوت حسناته وسيئاته تفضل الله عليه فأدخله الجنة)) (). ولقد ورد عن السلف في تفسير قوله تعالى (گ گ ? ? ? ?) () وقال مجاهد () وغيره في قوله (گ گ) يريد لسان الميزان ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/40)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 08 - 09, 10:59 ص]ـ
الأخ نضال: تحياتي. فأما النزول المادي فمثاله (الكتب السماوية القرآن، التوراة الأنجيل، والماء، والحديد ... ) فهذه منزلات محسوسة، مرئية، ملموسة، معلومة باليقين لنا نحن البشر. ومعظم الآيات التي تحدثت عما أنزله الله تعالى هي من هذا القبيل المادي، فلما لايكون الميزان مثل سائر هذه المنزلات، وإن لم يتوصل أحد إلى مكانه بعد؟ ولما لا يكون وجوده في الدنيا والآخرة معا؟
وأما النزول المعنوي فمثاله (السكينة في قوله تعالى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) والشفاء والرحمة في قوله تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة) فهذه منزلات غير محسوسة أو مرئية أو ملموسة، وإنما معنوية أي نشعر بمعناها ونؤمن بها، كالغيبيات الغير مرئية
وأما بالنسبة لأخونا سيد المصري فشكرا للتوضيح، ويكون من حقي أنا السؤال على - ضوء الآيات التي أوردتها بمروري السابق - أين هو الميزان؟
كيف تجمع بين (مادية نزول القرآن) وبين عدم مادية نزول (الشفاء والرحمة من القرآن)؟
وكيف لا تكون (السكينة) غير محسوسة؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 08 - 09, 01:30 م]ـ
إصلاح:
وكيف تكون (السكينة) غير محسوسة؟(46/41)
ماحكم من يرقي نفسه دونما بأس أو مرض؟
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 04:51 م]ـ
ماحكم من يرقي نفسه دونما بأس أو مرض؟
فعندنا في المسجد من يرقي نفسه في اليوم أكثر من خمس مرات وذلك بين الأذان والإقامة حتى قذره من حوله؟ وهل تقذر من حوله له وجه أم لا؟
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 08:45 م]ـ
ومايدريك أن مابه من بأس ... كثير من الناس مصاب بأمراض شتى (ولا أحد يعلم عنهم) فمنهم المعيون ومنهم الممسوس ومنهم المسحور أضف إلى ذلك نزغات الشيطان التي أمرنا الله بالتعوذ منها ومنهم صاحب المرض العضوي ولم يخبر أحدا بذلك وإنما يشكو بثه وحزنه إلى الله تعالى كما قال تعالى على لسان يعقوب عليه السلام (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) وأدعية الصباح والمساء ودخول الخلاء وغيرها لهي دليل على أن الإنسان ينبغي أن يحصن نفسه وأولاده من شر المخلوقات ... ولكن مسألة رفع الصوت بالرقية والتشويش على المصلين فهذا أمر آخر
ـ[أبو ناصر اليمني]ــــــــ[02 - 01 - 08, 09:05 م]ـ
الرقية على نوعين:
1 - رقية لدفع البلاء وهي التي تكون قبل وقوعه وفائدتها التحصين والسلامة، وتكون بالأدعية والأذكار الشرعية مثل أذكار الصباح والمساء.
2 - رقية لرفع البلاء وهي تكون بعد وقوعه وفائدتها رفع وإزالة الأذى والبلاء كمن أصيب بمرض أو مس أو عين أو سحر نسأل الله السلامة.
ولماذا قذره القوم؟
إن كان ينفث في يديه ويمسح جسده فهذا أمر جاءت به السنة ـ أعني النفث ـ ولا ينبغي التقذر.
أما إذا كان يبصق فينصح ويبين له السنة.
والله الموفق
ـ[الخبوبي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 09:38 م]ـ
كره الإمام أحمد وغيره البصق في الرقية.
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[15 - 01 - 08, 11:02 م]ـ
أخواني الكرام:
أبو الحسن الغامدي
أبوناصر اليمني
الخبوبي
أشكر لكم ماتفضلتم به.
لكن وحسب علمي أنه لم يرتق النبي صلى الله عليه وسلم في المشاهد العامة أم أن رقيته مع خاصته تقاس عليها غيرها، أم أنه وصف غير معتبر ويراعى فيه الآداب العامة.
وهل أحد من الأخوة يذكر لنا حديثا واردا أنه ارتقى بينهم؟
شكر الله للجميع.
ـ[سليمان إبراهيم الأسعدي]ــــــــ[22 - 01 - 08, 05:00 م]ـ
أخشى أن يكون من هذا فعله خدش في توكله، أو أن يكون باب من أبواب الغلو؟
الله أعلم؟
لأني عاشرت من الإخوان من هذه طريقته يرقي نفسه بكثرة حتى أشغل نفسه ومن حوله حتى كثرت ظنونه و أوهامه في نفسه و من حوله! فثقل عليهم.
أفيدونا بارك الله فيكم؟(46/42)
تقديم إبراهيم عليه السلام على غيره بالكسوة في يوم القيامة؟
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[29 - 12 - 07, 01:18 م]ـ
بسم الله
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد:
في صحيح البخاري عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم الخليل " 1
السؤال:
ما قال العلماء في سبب هذا التقديم؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* صحيح البخاري , كتاب الرقائق , باب الحشر ,فتح الباري (11\ 377)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[29 - 12 - 07, 02:30 م]ـ
يُقَال إِنَّ الْحِكْمَة فِي خُصُوصِيَّة إِبْرَاهِيم بِذَلِكَ لِكَوْنِهِ أُلْقِيَ فِي النَّار عُرْيَانًا، وَقِيلَ: لِأَنَّهُ أَوَّل مَنْ لَبِسَ السَّرَاوِيل. وَلَا يَلْزَم مِنْ خُصُوصِيَّته عَلَيْهِ السَّلَام بِذَلِكَ تَفْضِيله عَلَى نَبِيّنَا مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّ الْمَفْضُول قَدْ يَمْتَاز بِشَيْءٍ يُخَصّ بِهِ وَلَا يَلْزَم مِنْهُ الْفَضِيلَة الْمُطْلَقَة. وَيُمْكِن أَنْ يُقَال لَا يَدْخُل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ عَلَى الْقَوْل بِأَنَّ الْمُتَكَلِّم لَا يَدْخُل فِي عُمُوم خِطَابه. وَسَيَأْتِي مَزِيد لِهَذَا فِي أَوَاخِر الرِّقَاق. وَقَدْ ثَبَتَ لِإِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام أَوَّلِيَّات أُخْرَى كَثِيرَة: مِنْهَا أَوَّل مَنْ ضَافَ الضَّيْف، وَقَصَّ الشَّارِب وَاخْتَتَنَ وَرَأَى الشَّيْب وَغَيْر ذَلِكَ
فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 10/ 134
نسخة الساملة
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[29 - 12 - 07, 02:55 م]ـ
ويحتمل لأنه لم يكن في الأولين والآخرين اخوف لله منه فتعجل له بالكسوة أمانا له ليطمئن قلبه. وأحسن ما يحتمل مما قرأت أن الذين ألقوه في النار جردوه ونزعوا ثيابه على أعين الناس فجزى بكسوته في يوم القيامة أول الناس على رؤؤس الأشهاد)) تذكرة القرطبي 209
ـ[أبو عبدالله اليتيم]ــــــــ[29 - 12 - 07, 05:18 م]ـ
رزقنا الله وإياكم العلم النافع
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ[أبو محمد]ــــــــ[31 - 12 - 07, 09:48 م]ـ
من باب الفائدة:
الحديث في صحيح مسلم أيضا ..
أيضا .. جاء عن علي رضي الله عنه أن أول من يكسى إبراهيم ثم محمد عليهما الصلاة والسلام .. أخرجه ابن المبارك في الزهد والبيهقي في الشعب وأورده الذهبي في العلو وصححه الألباني في مختصره .. وروي مرفوعا من حديث ابن مسعود.
وفي هذا إيراد على ما نقله ابن حجر أعلاه: (وَيُمْكِن أَنْ يُقَال لَا يَدْخُل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ عَلَى الْقَوْل بِأَنَّ الْمُتَكَلِّم لَا يَدْخُل فِي عُمُوم خِطَابه) .. وسبقه القرطبي -صاحب المفهم- إليه كما نقله تلميذه القرطبي صاحب التذكرة.
وفائدة أخرى: أخرج ابن مندة في الإيمان حديثا يخالف ما ثبت في الصحيحين -وهو ما نقلته الأخت الكريمة هنا- وهو قوله:
أنبأ أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا أول من يكسى يوم القيامة وأنا أكثر الناس تبعا وإن من الأنبياء لنبيا ما يؤمن له يوم القيامة إلا رجل واحد) 2/ 857
ولا شك أن ما في الصحيحين مقدم .. فكيف وفي الإسناد نظر .. والله أعلم(46/43)
"من ثمرات التوحيد "بقلم: الشيخ عبد القادر شيبة الحمد
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[29 - 12 - 07, 02:31 م]ـ
من ثمرات التوحيد
بقلم: الشيخ عبد القادر شيبة الحمد
المدرس بكلية الشريعة بالجامعة.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد المرسلين، وبعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله والله تبارك وتعالى يقول: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} وقد روى الإمام أحمد رضي الله عنه من طريق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "لما نزلت: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله: فأينا لا يظلم نفسه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم. إنما هو الشرك"، وفي رواية للبخاري من طريق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت: ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، قال الصحابة: وأينا لم يظلم نفسه فنزلت: إن الشرك لظلم عظيم.
أيها القارئ الكريم: لإخلاص العبادة لله، وإفراده تبارك وتعالى بالتوحيد مزايا لا تحصى وثمرات لا تستقصي منها ما يصلح باطن العبد ومنها ما يصلح ظاهره ومنها ما يصلح له الدنيا ومنها ما له الآخرة، ولقد أشار الله تبارك وتعالى إلى أن شجرة التوحيد أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، فمهما خطر على بال العبد من عظيم مزاياها وجميل ثمارها فهي في الحقيقة فوق ذلك، وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}، فمن ثمرات التوحيد الأمن والاهتداء وقد بشر الله المؤمنين بذلك إذ يقول: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} والأمن المشار إليه من الآية الكريمة يشمل في الحقيقة أمن الدنيا وأمن الآخرة إذ أن من أخلص دينه لله يفيض الله تبارك وتعالى عليه نعمة الرضى بقضائه ويطمئن قلبه عند نزول الحوادث ويثبت فؤاده عند حلول الكوارث فلا تزلزله زلازل المرجفين على حد قوله تبارك وتعالى في وصف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ، إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
ومن أنواع الأمن الذي يمتع الله به أهل التوحيد أن يطمئن قلوبهم عند الموت على أولادهم وأحبابهم فلا يجزعهم فراق الأحبة بل تتنزل عليهم الملائكة عند الموت يبشرونهم بلقاء الله ونعيم الجنان ويطمئنونهم على ما خلفوا وراءهم وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/44)
ومن أنواع الأمن الذي يمنحه الله تبارك وتعالى أهل التوحيد أن يطمئن قلوبهم عند الفزع الأكبر يوم القيامة وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالى متهدداً المشركين: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ، لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ، إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ، لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ، لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}.
أما الأمن في الدنيا من عقوبة الله في الآخرة فليس من سيما أهل الإيمان بل هو من أبرز علامات أهل الكفر الذين أمنوا مكر الله بأعدائه وعقوبته لمن خالف أمره إذ أن الكفار لا يخشون عذاب الله ولا يخافون من عقوبته ولذلك يستعجلون الساعة استهزاء بها وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالى واصفا حالهم: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ} وقال: {اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ}، ثم قال: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ}.
أما أهل الإيمان فإنهم يخافون مقامهم بين يدي الجبار ولذلك يمتنعون عن معاصيه ويبتعدون عن أسباب غضبه، وقد اقتضت حكمة الله تبارك وتعالى أن من أمن عقوبة الله وهو في دار الدنيا أخافه الله في الآخرة ومن خاف عقوبة الله في دار الدنيا آمنه الله في الآخرة وأورثه الجنة دار النعيم المقيم فلا يجتمع على العبد خوفان ولا يجتمع له أمنان وإلى ذلك يشير الله تبارك وتعالى إذ يقول: {تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}. كما قال تبارك وتعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} وكما قال: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}. وكما قال: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}، ولذلك أثر عن الصديق رضي الله عنه أنه قال: لا آمن مكر ربي ولو كانت إحدى رجلي في الجنة.
ومن ثمرات التوحيد الهداية والتوفيق وسلوك صراط الله المستقيم فكما بشر الله تبارك وتعالى أهل التوحيد بالأمن بشرهم كذلك بأنهم مهتدون وهذا الاهتداء يشمل تسديد الله لهم وحمايتهم من كيد الشيطان فلا يتسلط عليهم ولا يتمكن من إغوائهم بل يريهم الله تبارك وتعالى الحق حقا ويرزقهم اتباعه، ويريهم الباطل باطلا ويرزقهم اجتنابه، وهذه نعمة عظيمة ومنة جسيمة فالسعيد من هداه الله للخير ووفقه إليه وحمله عليه والشقي من خذله الله فلم يعينه ولم يسدده فتراه يتخبط في سلوكه يرى الباطل حقا ويرى الحق باطلا.
يقضي على المرء في أيام محنته حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
ومن حرم التوفيق ضل عن سواء الطريق:
إذا كان عون الله للعبد مسعفا تأتي له من كل شيء مراده
وإن لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يقضي عليه اجتهاده
ومن ثمرات التوحيد مغفرة الخطايا وتكفير السيئات فقد وعد الله تبارك وتعالى أهل التوحيد الخالص بحط خطاياهم ومغفرة ذنوبهم والتجاوز عن سيئاتهم وأنهم لو جاؤوه يوم القيامة بملء الأرض من الخطايا وقد لقوه من غير شرك وماتوا على التوحيد فإنه تبارك وتعالى يقابلهم بالمغفرة الواسعة والرحمة الشاملة فقد روى الترمذي بسند حسن من طريق أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ورضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى: يا ابن آدم: إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم: لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم: لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة"، وفي رواية مسلم من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه في الحديث القدسي: "ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بقرابها مغفرة".
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
السنة الخامسة، العدد الثاني، شوال 1392هـ، نوفمبر 1972م(46/45)
"أضواء على المذاهب الهدامة" (الماسونية) بقلم: الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[29 - 12 - 07, 02:38 م]ـ
أضواء على المذاهب الهدامة
(الماسونية)
بقلم الشيخ عبد القادر شيبة الحمد
المدرس بكلية الشريعة
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وحزبه.
أما بعد:
فهذه أضواء على المذاهب الهدامة التي استشرى خطرها على الإنسانية وعظم ضررها على جميع المجتمعات.
وهذه المذاهب الهدامة تتمثل الآن في الماسونية وفروعها من الشيوعية والاشتراكية والصهيونية، كما تتمثل كذلك في القوميات وعلى الأخص في بلادنا تتمثل العربية التي أسسها دعاة النصرانية وعقدوا لها أول مؤتمر في باريس سنة 1910م.
وسنتكلم إن شاء الله على كل مذهب من هذه المذاهب لنلقي الضوء عليه ليهلك من هلك عن بينة ويحي من يحي عن بينة، وأملا أن يعرف أبناؤنا مواقع الشر حتى لا يقعوا فيه على حدّ قول القائل:
عرفت الشر لا للشـ ر لكن لتوقيه
ومن لا يعرف الشـ رمن الناس يقع فيه
الماسونية جمعية سرية يهودية الأصل، ومعنى ماسون أو فرمسون: (البناؤون الأحرار).
وقد أسس المحفل الأعظم لهذه الجمعية لأول مرة في بريطانيا عام 1717م، وقد زعم دعاتها أنهم يهدفون إلى مبادئ ثلاثة هي: الحرية، والإخاء، والمساواة.
ومقصودهم من الحرية في الواقع أن يتحرر الناس من أديانهم وأن يرتكب الإنسان ما شاء له هواه دون رادع أوزاجر، وأن يخالف جميع ما تأمر به الشرائع، وأن تفعل المرأة ما شاءت من الزيغ والرجس والفساد والتهتك والانحلال تحت ستار الحرية…
كما أن مقصودهم من الإخاء هو محاربة روح التمسك بالدين وأنه لا فرق بين يهودي ونصراني ومسلم ومجوسي وبوذي وشيوعي فالناس كلهم إخوان وعليهم أن يحاربوا أي استمساك بأي دين ويسمون من يلتزم مبادئ دينه بأنه متعصب مذموم.
كما أن مقصودهم من المساواة كذلك هو ملء قلوب الفقراء بالحقد والضغينة ضد الأغنياء، وملء قلوب الأغنياء بالحقد والضغينة على الفقراء.
وبعد مائتي سنة تقريبا من وجود المحفل الأعظم الماسوني في بريطانيا انتشرت المحافل الماسونية في العالم ولا سيما في فرنسا وروسيا وأمريكا والهند.
حتى صار في أمريكا وحدها عام 1907م أكثر من خمسين محفلا ماسونيا رئيسيا تتبعها آلاف المحافل.
ثم نشرت المخابرات الإيطالية عام 1927م في عهد موسوليني أنها اكتشفت 36 ألف جمعية ماسونية في العالم يتبعها ملايين الناس.
وقد عمد الماسون إلى اصطياد رجال ونساء إلى فخاخهم من جميع الديانات ممن يأملون فيهم أن يخدموا أهدافهم في بلادهم، فإذ تمت تجاربهم على العضو وأيقنوا أنه يستطيع أن يكون عبدا مطيعا لمبادئهم وأغراضهم بذلوا حوله كل ما يستطيعون من وسائل الدعاية لتركيزه.
وصار له عندهم وصف كسكرتير أعظم أو أستاذ أو قطب أو قطب المحفل الماسوني الذي ينتمي إليه، ولا يصل العضو إلى هذه المراتب إلا بعد اختبار شاق، فهم في بادئ دعوة العضو وبعد أن يدرسوه نفسيا يدخل العضو في سرداب طويل مليء بالجماجم الإنسانية المعلقة بالسيوف والخناجر التي تكاد تمس رأسه وهو مار من تحتها ويقال له: هذه رؤوس من باحوا بالسر.
ثم تعصب عيناه ويتسلمه رجلان قويان نشيطان ويضعان حبلا على عنقه كأنهما يريدان شنقه وهو مستسلم لهما ثم يدفعانه إلى غرفة سوداء فيرفعان غطاء عينه ليرى صندوقا ثم يدخلانه في الصندوق وحبل المشنقة في عنقه إذا وجدوا منه استسلاما كاملا فعلوا به كقوم لوط، فإذا لم يجدوا منه اية مقاومة اعتبر ناجحا واعطي الدرجة التي يستحق…
وقد بدأ الماسون في تشكيل هيئات أخرى لتظهر في صورة غير ماسونية كان من بينها الشيوعية الحديثة والاشتراكية والصهيونية.
فهذه المذاهب الثلاثة تلتقي مع الماسونية في أغراضها وأهدافها، وإن تشكلت بأشكال مختلفة، ولذلك رأينا شعار الشيوعية من (المنجل) شبيها بشعار الماسونية من المطرقة والسدان وآلات الهدم والبناء.
ولذلك رأينا دعاة الاشتراكية في البلاد العربية مع اختلافهم يرددون نفس شعار الماسونية فهتافهم: الحرية والوحدة والاشتراكية، وهي في الحقيقة عين ما يردده الماسون: الحرية والإخاء والمساواة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/46)
فالهدف الأول لم يختلف حتى في الاسم، والهدف الثاني معناه عندهما واحد، وكذلك الهدف الثالث.
والماسون يتفقون مع الصهيونية في أنهما يعملان حقيقة لإعادة بناء هيكل سليمان، كما أن الأفعى رمز للماسونية والصهيونية جميعا، وقد تمثل ذنبها في القدس ورأسها يدور ليبتلع العالم ويرجع ليلتقي بالذنب بعد أن تقضي هذه الأفعى على مقدرات جميع الأمميين.
وقد قسمت الماسونية جمعياتها حسب مخططاتها وأغراضها فبعض هذه الجمعيات لإثارة الطلاب وبعضها للاستيلاء على أفكار الصحفيين والكتاب والمؤلفين، وبعضها لإثارة العمال والفلاحين وبعضها مختصة بالعسكريين، وبعضها لإحداث الانقلابات والفتن والقلاقل في الدول إلى غير ذلك.
فالماسون وراء الثورة الفرنسية وهم وراء مذبحة استنبول التي ذبح فيها 68ألف مسلم عام 1908م وهم كذلك وراء حرب البلقان عام 1912م، والتي أثارت كذلك الحرب العالمية الأولى، وهم كذلك مدبروا الانقلاب ضد السلطان عبد الحميد، وهم كذلك مزيلوا الخلافة الإسلامية.
كما أن الماسون قد يؤيدون دعوات ليسوا في الأصل منشئيها إذا وجدوا أن هذه الدعوات تخدم بعض أغراضهم ولو إلى حين.
ولذلك أيدوا داروين في نظرية التطور والارتقاء وبذلوا كل دعاية ممكنة لترويج مذهبه الفاسد، لأنه يحدث بلبلة ضد الأديان؛ كذلك أيدوا دعاة القومية العربية مع أنها في الواقع مؤسسة نصرانية كما سيجيء، ومع أنها كذلك تخالف بعض مبادئهم ضد الأمميين، لكنها لما كان ترويجها يحطم روح الدين في نفوس أهلها ويؤدي إلى محاربة الأديان قام الماسون بالترويج والدعاية لها.
وكان من أعظم وسائل الماسون هو الاستيلاء على وسائل الدعاية في العالم من الصحافة والإذاعة والكتابة وغيرها من شؤون الإعلام.
كما أن من أعظم وسائلهم الاستيلاء على المناصب الحساسة في إدارة الدول بوضع خبراء من اليهود أو مؤيديهم في تلك المناصب، وإليكم بينا بأسماء ووظائف بعض هؤلاء كما جاء في كتاب أسرار الماسونية للجنرال جواد رفعت آتلخان: مكتب السكرتارية لهيئة الأمم المتحدة وهو أهم شعبة فيها)
1) الدكتور أج اس بلوك رئيس قسم التسليح يهودي
2) أنتوني كولات رئيس الأمور الاقتصادية يهودي
3) أنش كار روزنبرغ المشاور الخاص للشؤون الاقتصادية يهودي
4) دافيد ونتراوب رئيس قسم الميزانية يهودي
5) كارل لا جمتي رئيس قسم الخزائن والواردات يهودي
6) هنري لانكير معاون سكرتير الشؤون الاجتماعية يهودي
7) الدكتور ليون استيننك رئيس قسم المواد المتبادلة يهودي
8) الدكتور شيكويل رئيس قسم حقوق الإنسان يهودي
9) أج أي ويكوف رئيس دائر مراقبة البلاد غير المستقلة يهودي
10) بنيامين كوهين مساعد السكرتير العام لقسم يهودي
الاستعلامات العامة
11) جيء بنيوت ليفي رئيس قسم الأفلام يهودي
12) الدكتور إيفان كرنو مساعد السكرتير العام لشعبة القوانين يهودي
13) أبراهام أج فيللر رئيس الشعبة القانونية يهودي
14) جي سآنذ برك مشاور شعبة القانون الدولي يهودي
15) دافيد زايلو دويسكي رئيس قسم المطبوعات يهودي
16) جرجورا بنوفيح رئيس قسم المترجمين يهودي
17) ماركس ارامو فيج رئيس قسم التصاميم يهودي
18) مارك شولبر رئيس قسم () يهودي
19) بي سي جي كن مدير المحاسبة العامة يهودي
20) مرسيدس بركمن مدير الذاتية يهودي
21) الدكتور أي سنجر رئيس قسم المراجعات يهودي
22) باول رادزياتكو رئيس أطباء قسم الصحة العالمية يهودي
(مركز الاستعلامات في هيئة الأمم المتحدة)
1) جرري شبيرو رئيس قسم الاستخبارات لمركز يهودي
جنيف
2) بي. ليتفكر رئيس قسم الاستخبارات لمركز يهودي
الهند
3) هنري فاست رئيس قسم الاستخبارات لمركز يهودي
الصين
4) الدكتور جالوس رئيس قسم الاستخبارات يهودي
ستاوسكي لمركز وارسو
(شعبة الأقسام الداخلية لهيئة الأمم المتحدة)
1) دافيد آي. مريس رئيس الأقسام الداخلية الدولية يهودي
(اسمه الحقيقي موسكوفيج)
2) في. كبريل كارسز رئيس الأقسام الداخلية لمنطقة خط يهودي
الاستواء
3) جان روزنر مخابر بولونيا لشعبة الأقسام الداخلية يهودي
(مؤسسة التغذية والزراعة)
1) أندري ماير رئيس شعبة التغذية والزراعة يهودي
2) أي بي جاكسون الممثل الدانماركي في شعبة التغذية يهودي
والزراعة
3) آي فريس الممثل الهولندي في شعبة التغذية يهودي
والزراعة
4) آم ام لييمين رئيس شعبة التعمير يهودي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/47)
5) كير واكاردوس رئيس شعبة التعايش يهودي
6) بي كاردوس رئيس شعبة المتفرقات يهودي
7) أم أزاكل (حسقيل) رئيس شعبة الاقتصاد التحليلي يهودي
8) جي بي كاكان المشاور الفني لشعبة الغابات يهودي
9) أم أي هارير من رئيس شعبة صيانة الغابات يهودي
10) جي ماير رئيس قسم التغذية يهودي
11) أف ويسل رئيس قسم الإدارة يهودي
(اليونسكو مؤسسة التعليم والثقافة والفن)
لقد ثبت أن شعبة التعليم والثقافة والفن تدار من قبل شخصيتين يهوديتين، وهما:
1) آلف سومر فيلد رئيس لجنة التبادل الخارجي يهودي
2) جي ايزنهارد رئيس لجنة تنظيم الثقافة العالمية يهودي
وهناك آخرون في هذه الشعبة وهم:
1) ام لافهن رئيس شعبة الثقافة العالمية يهودي
2) اج كابلن رئيس قسم الاستعلامات العام يهودي
3) س اج ويتز رئيس قسم الميزانية والإدارة يهودي
4) اس سامول سيليكي رئيس شعبة الذاتية يهودي
5) بي ابراميسكي رئيس شعبة الإيواء والسياحة يهودي
6) بي ويرمل رئيس مكتب هيئة التعيين يهودي
7) الدكتور أي ويلسكي رئيس المصلحة الفنية لشعبة صحارى يهودي
آسيا
(بنك الإعمار الدولي)
1) ليونارد بي رست المدير الاقتصادي للبنك يهودي
2) لو يولد جميلة الممثل الجيكوسلفاكي في مجلس يهودي
شورى الإدارة
3) أي يولاك عضو الشورى لمجلس الإدارة يهودي
4) أي ام جونك الممثل الهولندي في مجلس شورى يهودي
الإدارة
5) بي منديس الممثل الفرنسي في مجلس شورى يهودي
الإدارة
6) جي ام برنلبس ممثل بيرو في مجلس شورى الإدارة يهودي
7) ام ام مندلس سكرتير بنك الإعمار الدولي يهودي
8) وي ابراموفيج ممثل يوغسلافيا في مجلس شورى يهودي
الإدارة
(صندوق النقد الدولي)
وهذه المؤسسة تشكل العمود الفقري لهيئة الأمم المتحدة:
1) جوزيف كولدمن العضو الجيكوسلفاكي في هيئة يهودي
الإدارة
2) بي منديس الممثل الفرنسي في هيئة الإدارة يهودي
3) كميل كات المدير العام لمؤسسة صندوق النقد يهودي
الدولي
4) لويس رامينسكي مدير إدارة قسم كندا في المؤسسة يهودي
5) دبل يـ كاستر مدير إدارة قسم هولندا في المؤسسة يهودي
6) لويس ألتمن معاون مدير العام يهودي
7) أي أم برنستن مدير قسم التدقيق يهودي
8) ليو ليفانفال المشاور الأقدم للمؤسسة يهودي
9) جوزيف كولد المشاور الأقدم للمؤسسة يهودي
(مؤسسة اللاجئين الدولية)
1) ماير كوهن المدير العام لقسم الصحة والمداواة يهودي
العالمية
2) بيير جا كو يسن المدير العام لإعادة واستيطان اللاجئين يهودي
(مؤسسة الصحة العالمية)
1) زت دوستجمن رئيس الشعبة الفنية يهودي
2) جي ماير رئيس قسم الطب يهودي
3) دكتور ام كودمن المدير العام لقسم الجراحة يهودي
4) أي زارب المدير العام للمؤسسة يهودي
(مؤسسة التجارة العالمية)
1) ماكس لوتنز رئيس اللجنة الداخلية يهودي
2) أف سي وولف رئيس قسم الاستعلامات الدولية يهودي
هذه أضواء على المذهب الأول من المذاهب الهدامة وإلى اللقاء إن شاء الله في العدد القادم للحديث عن الشيوعية المذهب البكر للماسونية.
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
السنة الثانية - العدد الثاني - شوال 1389 هـ(46/48)
ما معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية: لكن هذه الصفات لم يخلقها الله بتوسط قدرة العبد
ـ[أبوالزهراء السلفي الحنبلي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 09:42 م]ـ
قال فى مجموع الفتاوى2 - 120لكن هذه الصفات لم يخلقها الله بتوسط قدرة العبد ومشيئته بخلاف افعاله الاختيارية فنه خلقها بتوسط خلقه لمشيئة العبد وقدرته كما خلق غير ذلك من المسببات بواسطة اسباب اخر.
ارجو التوضيح
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 12 - 07, 10:06 م]ـ
يوضحه ما سبقه من قوله: (فأفعال العباد هى كغيرها من المحدثات مخلوقة مفعولة لله كما أن نفس العبد وسائرصفاته مخلوقة مفعولة لله وليس ذلك نفس خلقه وفعله بل هى مخلوقة ومفعولة وهذه الأفعال هى فعل العبد القائم به ليست قائمة بالله ولا يتصف بها فإنه لا يتصف بمخلوقاته ومفعولاته)
ومعنى ما سألت عنه: أن صفات العبد ليست بمشيئة العبد نفسه واختياره، وأما أفعاله الاختيارية فإن الله تعالى -مع أنه خالقها- قد أعطاه مشيئة واختياراً؛ فلا يجوز أن يحتج بأن الله شاء ذلك منه وأنه لا اختيار له في ذلك الفعل الاختياري. والله أعلم.
ـ[أبوالزهراء السلفي الحنبلي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 10:58 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا
ولكن ما المقصود بالضبط بصفات العبد؟ أهى الصفات الشكلية ام السلوكية؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[31 - 12 - 07, 09:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله في الشيخ أبي يوسف فقد أحسن
أخي الكريم أبو الزهراء وفقني الله وإياك
هذا الكلام من شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ كان في معرض الرد على كلام ابن عربي في قوله بوحدة الوجود وأن الوجود واحد وأن الوجود الواجب هو عين الوجود الممكن وأن ما يصدر عن المخلوق هو عين ما يصدر عن الخالق وبالتالي فالخالق آمر مأمور وناه منهي.
فبين ابن تيمية _ رحمه الله _ أن هذه الأعيان والذوات من المخلوقات تتصف بصفات والله تعالى خالق الذوات وصفاتها وبين أن هذا الاعتقاد الذي قال به ابن عربي مخالف للعقل والفطرة والمنقول فالكل متفق من أهل السنة والقدرية على أن العبد هو المكلف وهو المأمور المنهي ويحمد ويذم على أفعاله الاختيارية التي تتعلق بمشيئته وقدرته.
ثم بين وجه الخطأ في هذه المسألة وأنه مبني على أنهم لا يفرقون بين فعل الله ومفعوله أي أنهم لا يفرقون بين خلق الله الذي هو فعله وبين مخلوقاته التي يدخل فيها ذوات المخلوقات وصفاتهم بأنواعها الاختيارية وغير الاختيارية وهي ليست فعل الله وإنما مفعوله ولذا فهي قائمة بالعبد وليست قائمة بالله عز وجل وإنما يقوم به صفاته وأفعاله كالخلق والرزق والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام وغيرها.
ثم بين أن ما خلقه الله في العبد من صفات نوعان:
النوع الأول: صفات لا علاقة لمشيئة العبد واختياره فيها كالطول والقصر والبياض والسواد وغير ذلك من الصفات فهذه هي المرادة بقوله: (لم يخلقها الله بتوسط قدرة العبد ومشيئته) وبالتالي فهي ليست محلاً للمدح والذم.
النوع الثاني: صفات تتعلق بمشيئة العبد واختياره كأفعاله من قيام وقعود وصلاة وصيام وحج وقتل وزنا ونحو ذلك وهذه خلقها الله وجعل مشيئة العبد واختياره سبباً لوجودها كما جعل كثيراً من الأشياء أسباباً لمسبباتها وبالتالي فالعبد هنا يحمد ويذم على هذه الأفعال؛ لأن مشئيته واختياره كانت سبباً لوجود هذه الأفعال.
والله أعلم(46/49)
ما هو افضل كتاب فى شرح اسماءالله الحسنى
ـ[ابو طالب السلفى]ــــــــ[30 - 12 - 07, 12:18 ص]ـ
ما هو افضل كتاب فى شرح اسماءالله الحسنى
ارجومن الاخوة ذكر كتاب للمتقدمين واخرللمعاصرين
مع ذكر الطبعات وذكر ما يميز الكتاب عن غيره من الكتب
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد براء]ــــــــ[30 - 12 - 07, 02:30 ص]ـ
كتاب الإمام أبي سليمان الخطابي رحمه الله تعالى (شأن الدعاء) - طبعة الدقاق جيد ومختصر
ـ[محمد جميل حمامي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 02:28 ص]ـ
في خاتمة تفسير السعدي ... عقد العلامة السعدي رحمه الله فصلاً في تفسير أسماء الله الحسنى وهو طيب نافعو للإمام سليمان الخطابي أيضاً شرح أسماء الله الحسنىوهناك شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة للشيخ سعيد القحطاني
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 07:54 ص]ـ
وهناك شرح السماء الحسنى لمحمد حمود النجدي ,
وهناك أيضاللعلامة محمد خليل الهراس رحمه الله.
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[31 - 12 - 07, 01:50 م]ـ
كتاب الشيخ عمر بن سليمان الأشقر واسمه/ أسماء الله الحسنى الهدايه إلى الله والمعرِّفة به،،، والله أعلى وأعلم
ـ[مناهل]ــــــــ[31 - 12 - 07, 02:29 م]ـ
وهناك شرح السماء الحسنى لمحمد حمود النجدي ,
.
لاأنصح به وجدت بينة وبين شرح ابن عثيمين فروقا كبيرة بل وندمت على اقتناءي له!!
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[31 - 12 - 07, 07:35 م]ـ
اتقي الله أخيتي الشرح ممتاز
((النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى))
للشيخ النجدي.
رائع جدا ...
ولا أعلم لما ندمتي لأقتنائه فوالله مابه إلا قال الله قال الرسول .... لاهوى ولاغيره لما النادمة!!
ـ[محمد جميل حمامي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 08:55 م]ـ
و هنالك للإمام القرطبي المطلب الأسنى [أو الطريق الأسنى] في شرح أسماء الله الحسنى .. لا أدري أيهما أضبط .. الوهم مني أنا
ـ[أبو محمد]ــــــــ[31 - 12 - 07, 09:02 م]ـ
من وجهة نظري: أفضل من تكلم عن شرح الأسماء الحسنى: ابن القيم رحمه الله .. وشرحه منثور في كتبه المختلفة .. أجمعها ما ضمنه النونية ..
وقد جمع بعض طلاب العلم شرح الأسماء من كتبه مع ترتيب كلامه وتنسيقه والإحالة إلى مواضع كلامه عن الاسم في سائر كتبه .. من أولئك: د. وليد العلي في كتابه: منهج الإمام ابن القيم في تقرير توحيد الأسماء والصفات - القسم الأخير منه - وهو رسالة دكتوراه من الجامعة الإسلامية .. مطبوعة في دار البشائر.
وأيضا: مشرف الغامدي في كتابه: منهج الإمام ابن قيم الجوزية في شرح الأسماء الحسنى .. -أيضا في القسم الأخير منه - وهو رسالة ماجستير من جامعة أم القرى .. مطبوعة في دار ابن الجوزي.
وممن اعتنى بشرح ابن القيم رحمه الله: العلامة ابن سعدي .. وله على ما ضمنه ابن القيم من النونية من شرح الأسماء الحسنى شرحان: كلاهما مختصر، وأحدهما أشد اختصارا من الآخر .. وكلاهما مطبوع ..
وأرى أن ابن سعدي يلي ابن القيم في أهمية ما كُتب في هذا الموضوع ..
وقد شرح رحمه الله جملة من الاسماء الحسنى في وسط تفسيره .. ثم نقل ذلك في الطبعات الأخيرة -ذات المجلد الواحد- إلى أول التفسير أو آخره -بحسب الطبعات- ..
أيضا هناك بحث جيد للدكتور عبيد بن علي العبيد في جمع كلام ابن سعدي في الأسماء الحسنى من كتبه .. منشور في العدد 112 من مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة (على ما أذكر!)
أما عن المتقدمين الذين أفردوا هذا الموضوع بالتأليف .. فقل أن يسلم منها كتاب من التأويل .. فجل -إن لم يكن كل- من أفرد هذا الموضوع بالتأليف واشتهرت تآليفهم هم من الأشاعرة أو المتأثرين بهم ..
ومن أفضل تلك الكتاب -على ما فيه من التأويل الذي يجب أن يحذر- كتاب: الأسنى للقرطبي -صاحب التفسير- وشأن الدعاء للخطابي .. وأكرر: اقرأهما على حذر مما فيهما من تأويلات!
أما المعاصرون .. فالمؤلفات كثيرة .. من أجودها -في نظري- كتاب الحمود: النهج الأسمى .. وقد قرأت أكثره .. ويتميز بوفرة المعلومات .. ويوفر عليك الوقت في مراجعة كثير من المراجع المتقدمة .. وله عناية جيدة بما يستفاد مسلكيا من معرفة الأسماء ..
لكن يؤخذ على هذا الكتاب القيم شيء واحد ليت مؤلفه الكريم تنبه له .. وهو أنه قد ينقل نقلا عن أحد المتقدمين من الاشاعرة .. ويكون فيما قاله شيء من التأويل والمخالفة للمعتقد الصحيح .. ولا ينبه المؤلف على ذلك .. وعليه فإذا قرأت فيه فتنبه للمنقولات ..
والله أعلم ..
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[01 - 01 - 08, 10:41 م]ـ
لاأنصح به وجدت بينة وبين شرح ابن عثيمين فروقا كبيرة بل وندمت على اقتناءي له!!
أخي الكريم هل لك أن تبين وجهة نظرك وسببها؟
ـ[ابو طالب السلفى]ــــــــ[02 - 01 - 08, 12:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخوانى جميعا وجزاك الله خيرا اخى ابا محمد على هذا التفصيل
النافع
بارك الله فى اهل هذا الملتقى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/50)
ـ[سعد بن مزيد الحسيني]ــــــــ[02 - 01 - 08, 01:50 ص]ـ
طالبة العلم سارة اتقي الله أخيتي الشرح ممتاز
((النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى))
للشيخ النجدي.
رائع جدا ..
ولا أعلم لما ندمتي لأقتنائه فوالله مابه إلا قال الله قال الرسول .... لاهوى ولاغيره لما النادمة!!
صدقتي -بارك الله فيك-.
وغفر الله - تعالى -لنا والى اخينا منهال.
قال اخونا:
طلال العولقي
عضو مخضرم
--------------------------------------------------------------------------------
هناك كتاب للشيخ محمد الحمود النجدي وهو باحث كويتي في جمعية إحياء التراث. واسم الكتاب (النهج الأسمى شرح أسماء الله الحسنى) ولقد أثنى على الكتاب الشيخ صالح آل الشيخ في أحد دروسه في شرح الطحاوية، والكتاب يعرض المعاني اللغوية ثم يستعرض المعنى في حق الله سبحانه وتعالى ثم ينتقل إلى وروده في القرآن ثم الآثار الايمانية لهذا الاسم, وهو في أغلبه نقولات عمن شرح أسماء الله الحسنى، والكتاب في ثلاثة أجزاء من طبعة مكتبة الامام الذهبي في الكويت ..
وفقك الله
ـ[سعد بن مزيد الحسيني]ــــــــ[02 - 01 - 08, 01:53 ص]ـ
وهذا مختصر النهج الأسمى
في شرح أسماء الله الحسنى.
قال الشيخ: و من دواعي هذا المختصر: الترجمة لغير العربية، بطلب غير واحد.
http://www.al-athary.net/index.php?option=com_*******&task=view&id=33&Itemid=12
ـ[مناهل]ــــــــ[02 - 01 - 08, 11:29 ص]ـ
والكتاب يعرض المعاني اللغوية ثم يستعرض المعنى في حق الله سبحانه وتعالى ثم ينتقل إلى وروده في القرآن ثم الآثار الايمانية لهذا الاسم, وهو في أغلبه نقولات عمن شرح أسماء الله الحسنى، والكتاب في ثلاثة أجزاء من طبعة مكتبة الامام الذهبي في الكويت ..
وفقك الله
نعم هو الكتاب ذاتة
لكن لم أفهم من خلال قراءتي له عدة مرات عن الأسماء والصفات فهو لم يتطرق الا لسرد الأسماء وعدد مرات تكرارها وبيان معانيها بالأدلة فقط لكن كشرح لم أجد
الا أن أهتديت الى موقع الشيخ بن عثيمين فقرأت له بحثا كامل عن الأسماء والصفات دون الخوض في التفاصيل ورغم أنه مختصر الا أنة أفادني افادة عظيمة فقد أجاب عن كثير من تساؤلاتي العديدة حول الأسماء والصفات والفروق بينها وغيرة الكثير "وجهة نظر"
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[13 - 01 - 08, 08:29 م]ـ
يوجد كتاب اسمه ((شرح أسماء الله تعالى الحسنى وصفاته الواردة في الكتب الستة)) وهو جزء من رسالة الدكتوراة التي بعنوان إفراد أسماء الله تعالى وصفاته في الكتب الستة
للدكتورة / حصة بنت عبدالعزيز الصغير
الناشر: دار القاسم
الكتاب ألفيته مفيدا وسهلاً
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[14 - 01 - 08, 01:21 ص]ـ
هاك الرابط فيه بعض المراجع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109678
ـ[أبو يوسف الحسيني]ــــــــ[20 - 01 - 08, 08:20 م]ـ
أضم صوتي لمن رشح النهج الأسمى لشيخنا محمد الحمود النجدي وقد درسناه على شيخنا حفظه الله
وهو بحث موسع في هذا المجال ويقع بثلاث مجلدات
وقد اختصره الشيخ بمجلد واحد
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[22 - 01 - 08, 09:42 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اذا لم اكن واهما هناك مجموع لشروحات كل من شيخ الاسلام و تلميذه ابن القيم و ابن عثيمين رحمهم الله تعالى في مجلد واحد
ـ[مسلم الخولاني]ــــــــ[05 - 03 - 10, 12:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وننتظر بقية الإخوة
ـ[عمار محمد عبدالله]ــــــــ[15 - 04 - 10, 11:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرى والله أعلم أن كتاب "ولله الأسماء الحسنى" للشيخ عبدالعزيز الجليل، من أحسن ما كتب في هذا فقد شرحها بأسلوب جميل حيث يذكر الاسم وكم ورد في القرآن ثم يذكر معناه اللغوي ثم معناه في حق الله تعالى ثم الأثار الإيمانية المتعلقة بهذا الاسم ثم الحكمة من اقتران بعض الأسماء ببعض، وقد قدم له بمقدمة تتعلق بموجز عقيدة أهل السنة في الأسماء والصفات، وأستوعب النقل عن ابن القيم في الأسماء الحسنى، وقد عرض الكتاب كاملاً على الشيخ عبدالرحمن البراك.
والكتاب طبعته دار طيبة بالرياض.
وجزاكم الله خيراً
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[22 - 04 - 10, 12:53 ص]ـ
هناك محاضرة القاها الشيخ خالد السبت عنوانها نظرات في كتب اسماء الله الحسنى تجد فيها مبتغاك ان شاء الله ايها السائل الكريم. فهي خاصة بكتب المعاصرين في شرح الاسماء الحسنى. ويوجهك الشيخ الى احسنها واجودها للقراءة.
تجدها في ارشيف البث المباشر ليوم 24 - 4 - 1431
ـ[نائف البضيعي]ــــــــ[27 - 04 - 10, 02:28 م]ـ
اطلعت على شروح كثيره لاسماء الله الحسنى ومن ما وقعت يدي عليه واقتنيته في الفتره الماضية القريبه كتاب مختصر فقه الاسماء الحسنى تأليف عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر الكتاب قيم جدا والشيخ تخصصه العقيده , الذي عندي هو مختصر فقه الاسماء الحسنى هل الكتاب فقه الاسماء الحسنى موجود الذي اختصر منه الشيخ؟ ارجو من اطلع عليه يرد ويفيدنا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/51)
ـ[محمدالخالدي]ــــــــ[28 - 04 - 10, 11:35 ص]ـ
الامام الزجاج له شرح لأسماء الله الحسنى
ـ[احمد بن احمد بن عبدالله]ــــــــ[30 - 04 - 10, 01:46 م]ـ
السلام عليكم
نظرات في كتب أسماء الله الحسنى
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=75054
كتابين فى شرح الاسماء الحسنى
http://arabsh.com/znn6p21zq3xm.html
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 03:35 م]ـ
قال الشيخ خالد السبت:
الكِتَابُ الرَّابِعَ عَشَر: "وِللَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا" دِرَاسَةٌ تَرْبَوِيَّةٌ للآثَارِ الإِيمَانِيَّةِ وَالسُّلُوكِيَّةِ لأَسْمَاءِ اللَّهِ الحُسْنَى" للشيخ عبد العزيز بن الجليِّل.
* صدر أخيراً في (مجلد واحد, 850 صفحة, دار طيبة). ذَكَرَ مؤلفه (109 اسماً) ابتدأ بمقدماتٍ قصيرة قرابة (60 صفحة) ويعنون لكلِّ اسمٍ من المعنى اللغوي والشرعي والتربوي وينقل عن الأئمةِ الأعلام كابن كثير وابن جريرٍ وابن رجبٍ وغيرهم.
* وهذا الكتاب من أحسنِ الكتبِ وأنفعها وأجمعها مادةَ, وهذا الكتابُ حقيقة كما يقالُ (الصَّيدُ في جَوفِ الفِرَى) فإنَّه يعتبرُ من المراجع العلمية الجامعةِ في هذه الباب التي يُستغنى به عن غيره, (لغةً وشرعاً وآثاراً واستدراكاً وتحريراً) فكأنَّ المؤلف اطلعَ على جميعِ ما سبقَ, فقد قرأ مؤلفه الكتابَ على الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك كاملاً. فهذا الكتاب من أكثر الكتبِ التي أعجبتني في موضوعه.
من: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1401893#post1401893 تَفرِيغٌ لمُحاضَرةِ: " نَظَرَاتٌ في كُتُب أسماءِ اللهِ الحُسْنى" للشَّيخِ خَالِد السَّبت.
ـ[احمد بن احمد بن عبدالله]ــــــــ[06 - 11 - 10, 05:06 م]ـ
ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها
للتحميل من هنا
http://www.ktibat.com/showsubject-link-899.html
وليس هو كتاب الشيخ عبدالعزيز بن الجليل بل هو واحد اخر
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[07 - 11 - 10, 03:02 م]ـ
مشاركة سابقة لعلك بها تنتفع ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26448)
ـ[علي بن عمر]ــــــــ[07 - 11 - 10, 04:29 م]ـ
المرتبع الأسنى
عبد العزيز بن داخل المطيري
http://www.afaqattaiseer.com/vb/forumdisplay.php?f=374
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[07 - 11 - 10, 11:31 م]ـ
مصنفات الثقات فى الأسماء والصفات .......... مع أفضل الطبعات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1403147&posted=1#post1403147
ـ[أبو سفيان بن غانم]ــــــــ[10 - 11 - 10, 04:55 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
ـ[أبو سفيان بن غانم]ــــــــ[10 - 11 - 10, 05:18 م]ـ
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بارك الله فيكم جميعاً
تفسير أسماء الله الحسنى
تأليف: الشيخ عبد الرحمن السعدي
دراسة وتحقيق: عبيد بن علي العبيد
الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
العدد 112 - السنة 33 - 1421هـ
إعداد / مركز الكتب الالكترونية
www.ebooks-center.net
محمد الحمد
الكتاب: توحيد الأسماء والصفات
محمود عبد الرازق الرضوانى:
الكتاب: أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب المقدس
سماء الله الحسنى في الكتاب والسنة
د/محمود عبد الرازق الرضواني
السابع من شعبان سنة 1426هـ
الحادي عشر من سبتمبر سنة 2005م
الطبعة الأولى
1426هـ - 2005م
***********************************************
لمراسلة المؤلف والتعليق على البحث
ababm@hotmail.com
الكتاب: الدعاء بالأسماء الحسنى للرضوانى
الكتاب: المختصر في التعرف على أسماء الله الحسنى للرضوانى
الكتاب: الفتوحات الإلهية شرح الأسماء الحسنى للذات العلية
فضيلة الشيخ: محمد الدبيسى حفظه الله وعفا عنه
الكتاب: النور الأسنى فى شرح أسماء الله الحُسْنَى
كتبه: أمين بن الحسن الأنصاري
الكتاب: الوجير في أسماء الله
بقلم محمد الكوس
الكتاب: شرح أسماء الله الحسنى - الشيخ خالد السبت
الكتاب: قواعد إحصاء أسماء الله الحسنى
كتبه أحمد حسن عواد
الكتاب: كلمات متنوعة في بعض أسماء الله تعالى وآثارها
كتبه واعتنى بالنقل من علماء السنة المحققين: أحد طلبة العلم
الكتاب: ولله الأسماء الحسنى
المؤلف
فضيلة الشيخ عبد العزيز بن ناصر الجليل
الكتاب: الأسماء والصفات
المؤلف: البيهقي أحمد بن الحسين أبو بكر
الكتاب: كتاب النعوت الأسماء والصفات
المؤلف: أحمد بن شعيب النسائي
الناشر: مكتبة العبيكان - الرياض
الكتاب: منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات
المؤلف: محمد الأمين الشنقيطي
الناشر: الدار السلفية - الكويت
الكتاب: الأسماء والصفات نقلاً وعقلا
المؤلف: محمد الأمين بن محمد بن المختار الجكني الشنقيطي
الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
[تفسير أسماء الله الحسنى - الزجاج]
الكتاب: تفسير أسماء الله الحسنى
المؤلف: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد
الناشر: دار الثقافة العربية - دمشق، 1974
تحقيق: أحمد يوسف الدقاق
الكتاب: دلالة الأسماء الحسنى على التنزيه
إعداد: د / عيسى بن عبد الله السّعدي
الكتاب: سلسلة الأسماء والصفات
المؤلف: محمد الحسن الددو الشنقيطي
مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية
الكتاب: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة
المؤلف: سعيد بن علي بن وهف القحطاني
راجعه:
الشيخ / د. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
عضو الإفتاء بالرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية سابقاً
الكتاب: عقيدة الأئمة الأربعة في الأسماء والصفات بدون مؤلف(46/52)
لماذا خلقنا الله؟
ـ[محمد جميل حمامي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 12:35 ص]ـ
سؤال بارك الله فيكم ... خلقنا الله لعبادته أليس كذلك؟؟ السؤال:لم يخلقنا الله لعبادته و هو ليس في أدنى الحاجة إلى أن نعبده؟؟ أعينوني بقوة أحسن الله إليكم
ـ[بن عفان]ــــــــ[30 - 12 - 07, 01:14 ص]ـ
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4535
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[30 - 12 - 07, 02:02 ص]ـ
السؤال:لم يخلقنا الله لعبادته و هو ليس في أدنى الحاجة إلى أن نعبده؟؟
أخي الكريم:
في البداية احفظ هذه القاعدة المنهجية فهي نافعة:
قبل الجواب على أي سؤال لا بد من مساءلة السؤال نفسه .. أعني لا بد من نقد السؤال لأنه قد يكون فاسدا أو محالا أو مبنيا على باطل .. فيسقط السؤال من تلقاء ذاته فنوفر على أنفسنا الوقت وعلى عقولنا التخبظ في جوابات جزافية باطلة لم يكن السبب فيها إلا السؤال الفاسد نفسه ..
أنظر مثلا إلى سؤالك:إنه مبني على أصل هو:
لا يفعل الله شيئا إلا لحاجة ...
فمن أين لك بهذا الأصل؟ وما دليلك عليه؟
ثم ما الله عندك؟
هل هو ناقص .. فهو ليس ربا إذن ..
هل هو كامل لا يحتاج لشيء .. إذن سؤالك غير وارد ... بل هو متهافت محال .. كأنك تقول: هذا الذي لا يحتاج إلى إي شيء محتاج إلى عبادتنا .. وهذا تناقض كما ترى!!
لاحظ معي أنك لو انطلقت من مسلمة أن الله غني ولا يحتاج إلى شيء .. يسقط سؤالك تلقائيا ..
لكن سؤالك الآن يتضمن مفهوما مفاده أن الله لا يفعل شيئا إلا لاحتياجه إليه ...
هذا المفهوم الضمني جاء من أصل آخر فاسد ..
وهو قياس الخالق على المخلوق ..
فكأنك رأيت أن الإنسان لا يتحرك و لا يفعل إلا لحاجته ... فعممت هذا المبدأ على الخالق والمخلوق ... ومن هنا انطلقت سلسلة الأسئلة الفاسدة .. ونسيت بديهية لا تخفى على عاقل وهو أن الله لا ينبغي أن يشبه أحدا أو شيئا من خلقه ..
ومن ذلك صفة الاحتياج .. فكل مخلوق محتاج فقير .. والله غني عن العالمين ..
ولو انطلقت من هنا لما كنت تستشكل مسألة العبادة التي طرحتها ..
فالله عزيز .. فإن طلب من الناس العبادة فمن مقتضيات صفة العزة ... ثم لا تنس أنك نفسك مقهور ومملوك له .. وحتى سؤالك ذاك من خلقه وتقديره .. وعبادتك هي نفسها من خلقه وتقديره .. فلو عظمنا الرب من هذا المنطلق لأضحى سؤالك من غير معنى ...
ـ[محمد جميل حمامي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 03:11 ص]ـ
أخي بن عفان ..
جزاك الله خيراً على الرابط و بارك الله فيك ..
ولكنه لم ياتي بجواب في الصميم ...
أخي الفاضل ابو عبد المعز ...
جزاك الله خيراً قاعدة نافعة جداً و مهمة أيضاً بارك الله فيك ...
ولكن هذه السؤال! أورده أحد الملاحدة ... و حرت جواباً ..
لكن لابد من ان يكون هنالك جواب على مثل هذا ..
و الله أعلم انه في هذه الحالة .. يجب أن نبدأ مع ذاك المحاور .. أن نقول له
تعال أولاً قبل كل هذا الكلام .. تعال ثبت وجود الرب ابتداءً .. فإن اثبتناه و نزهناه عن كل النقائص
فعلاً سيظهر السؤال دونما معنى ..
ولعل في جعبة الإخوة فوائد أخرى كما عودونا ... وبارك الله فيكم
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 04:40 ص]ـ
مكمن السفسطة هنا التفريق في معنى الاحتياج بين الافتقار و الحب فالله يحب أن نعبده و ان نحبه و لكنه لا يحتاج و لا يفتقر الى عبادتنا فان لم نحبه أو نعبده لم يكن لينقص في ملكه شيء كما ان الآباء يحبون ان يطيعهم و ان يحبهم أبناءهم و ان لم يطيعوهم لم يكن ذلك لينقص من وجودهم و املاكهم و ثرواتهم شيئا كون هذه الطاعة ليست لا علة سابقة و لا غائية لوجود الآباء ... مع ملاحظة الفرق الكبير في هذه المسألة و الذي ان لم يبصره المرء صعب عليه رؤية باقي الفروق و هو أنه لا علة لا فتقار المخلوقات غير نفس ماهيتها و عين آنيتها و حقيقتها كما أنه لا علة لغنى خالقها غير نفس ذاته و عين حقيقته ففقرها و غناه وصف ذاتي لا يحتاج الى علة خارجية ... فأفضل حل مع هذا الملحد -خاصة ان كان مسفسطا معاندا لا مستبصرا- أن تستفسره عما يقصد بالحاجة؟ هل هي الحاجة الى شيء خارج عن ذواتنا او ماهيتنا كحاجتنا الى الطعام و الشراب و الرزق؟؟ أم هي الحاجة الى شيء في ذواتنا و من صلب ماهيتنا ك"حاجتنا" ان نحب و نبدع .... ؟؟ فالله قد أتبث في كتابه غناه عن شيء خارج ذاته و نفسه من طعام و شراب و رزق .. و لم ينف ابدا ما قد يدل على حاجته لشيء من نفسه أو ذاته .... فان تحري هذا التفصيل توضحت الرؤية كما قال شيخ الاسلام " فإذا حصل الاستفسار والتفصيل ظهر الهدى وبان السبيل وقد قيل أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء وأمثالها مما كثر فيه تنازع الناس بالنفي والإثبات إذا فصل فيها الخطاب ظهر الخطأ من الصواب. والواجب على الخلق أن ما أثبته الكتاب والسنة أثبتوه وما نفاه الكتاب والسنة نفوه وما لم ينطق به الكتاب والسنة لا بنفي ولا إثبات استفصلوا فيه قول القائل؛ فمن أثبت ما أثبته الله ورسوله فقد أصاب ومن نفى ما نفاه الله ورسوله فقد أصاب ومن أثبت ما نفاه الله أو نفى ما أثبته الله فقد لبس دين الحق بالباطل فيجب أن يفصل ما في كلامه من حق وباطل فيتبع الحق ويترك الباطل وكلما خالف الكتاب والسنة فإنه مخالف أيضا لصريح المعقول فإن العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح كما أن المنقول عن الأنبياء عليهم السلام لا يخالف بعضه بعضا ولكن كثير من الناس يظن تناقض ذلك وهؤلاء من الذين اختلفوا في الكتاب {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد} ونسأل الله أن يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا "
و الله أعلم بالحال و المآل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/53)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 10:29 ص]ـ
الحمد لله
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9905
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 12:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
سبحان الله و كأننا لا نقرأ القران؟
أليس الله تبارك و تعالى هو الذي قال (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي و لم نجد له عزما) إلى قوله (يا آدم إن هذا عدو لك و لزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى * إن لك أن لا تجوع فيها و لا تعرى * و أنك لا تظمأ فيها و لا تضحى "
فهذا واضح جداً في أن أصل خلق الآدمي لم يكن للتكليف و إنما كان للبقاء في الجنة بل وحتى التكليف الذي طرأ على آدم في الجنة من الأمر بعدم الأكل من الشجرة كان طارئاً ما خلق آدم لأجله و إنما كان ليبقى فلا يجوع و لا يعرى و لا يظمأ كما خلق الله العرش و جعله يتنعم بكونه عرش الرحمن و كما خلق حملته وهو في غنى عنهم و كما خلق دواب الجنة التي ما دخلتها بصالح عمل و كما سيفضل يوم القيامة مكان في الجنة يخلق الله بشرا يجعلهم فيه ما وطأهم التكليف و لا وقعوا تحته.
و من يخالف هذا الفهم و يحصر العبادة في قوله تعالى " وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون " في عبادة التكاليف فقد أفحش في سوء فهمه فالعبادة أشمل من هذا فتسبيح الملائكة عبادة وهم يتلذذون به و لا يسأمون منه فليس له طابع الكلفة كذلك عبادة أهل الجنة فهذا لا يعارض أن يكون آدم عليه السلام في أصل خلقه إنما خلقه ربه ليسكن الجنة فيتلذذ بها و من ملذاتها عبادة ربه كما سيعبد أهل الجنة ربهم إذا دخلوها.
و هذا هو فهم الأنبياء قبلنا ...
أوليس موسى عليه السلام قال كما في حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (التقى آدم وموسى فقال موسى لآدم آنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة؟) و في رواية (يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة) و هو في الصحيحين.
فقد كان يستقر في فهم موسى عليه السلام و هو النبي المكلم أنه كان ينبغي لكل الناس أن يكونوا في الجنة لولا خطيئة أبيهم آدم , و لا يخالف في هذا من فهم كلام الله و سنة نبيه.
فالمعنى من كل هذا أن الأصل هو أننا خلقنا للجنة و نعيمها فضلا و تفضلا من الله و لا يعارض هذا أن نكون عابدين لربنا فيها بل و بتلذذ هو أنعم ما في الجنة و من ذلك رؤية الله عز و جل فهي ليست " رؤية فرجة و تسلية " و إنما هي رؤية يخالجها التعظيم و الحب و الخضوع له سبحانه فهي عبادة بحد ذاتها.
فهذا الفهم الغريب المبني على أن العبادة ليست " لذة و نعيما ً " هو الذي جلب مثل هذه التساؤلات المنحرفة فنحن بحاجة للعبادة و ليس الله بحاجة لأحد و هو غني عنها ونحن لا نستغني عن ذلك و العبادات درجات فهناك كونية و هناك شرعية فحتى الحجارة تسبح ثم البهائم ثم البشر ثم الملائكة ثم يزول كل عبد فيمدح هو سبحانه نفسه ساعة لا يكون أحد سواه فيقول: لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار!.
و الله أعلم
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 12:20 ص]ـ
رائع أبا حمزة
ـ[محمد جميل حمامي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 02:23 ص]ـ
أخونا: محب البيجاوي جزاك الله خيراً.
أخونا السبيعي: جزاك الله خيراً على هذه المواد الطيبة، و نستفيد منها إن شاء الله تعالى
بارك الله فيك.
أخونا: أبو حمزة الشمالي!
كيف يقال أن الله عز وجل خلق آدم ليسكن الجنة؟؟
فإن حوار الله عز وجل مع الملائكة ظاهر أنه خلق آدم للأرض!
قال تعالى: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون)!!
فالله عز وجل خلقنا كي نعمر الأرض و نخلفها و كي نعبده ... هكذا ظاهر الآيات
و إنما خلقه للتكليف .. بدليل (وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون)!!
و كلامك عن أن مكمن السعادة الحقه في عبادة الله عز وجل! و هذا أمر لا ينازع فيه عاقل .. !
ولكن هل ترى أن هؤلاء الملاحده عقال؟؟!
فيبقى الكلام عليه مآخذ يا اخ أبو حمزة!
و أريد أن أعرض عليكم جواباً لأحد شيوخنا في فلسطين ...
قال لي: في مثل هذه الأمور و هذه النقاشات! أدر أنت دفة النقاش و ناقشه في مسألة إثبات وجود الرب! فهذا الملحد يقول هذا الكلام وهو منكر لوجود الرب أصلاً!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/54)
أنت ناقشه في هذه! و هو لن يقوى على معارضة الأدلة الواضحة في إثبات وجود الرب .. !
فإن أثبت هو وجود الرب سيثبت تنزيهه لزاماً هذا تابع بالضرروة! فإن كان ذلك كذلك! عدنا للنقطه التي دندن حولها أخونا أبو عبد المعز! فسيصير السؤال بلا معنى ولا طعم و سيسقط ...
و ليعلم! أني ما أودرت هذا السؤال لمناقشة الملاحدة!! ولا للدخول معهم في مناظرات ..
وإنما أنا أسأله كي أستفيد أنا ... و أنا أسأل سؤال متعلم لنفسي
و جزاكم الله خيراً.
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 08:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
أخي الفاضل بارك الله فيك ...
هناك إرادة شرعية و هناك إرادة كونية فمثلا قوله تعالى " وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون " و مع هذا كثير من خلق الله من الجن و الإنس ما عبدوه! فقال تعالى " و كثير حق عليه العذاب ".
فالله عز وجل أخبر الملائكة في قوله تعالى " إني جاعل في الأرض خليفة " بشيء سيقع كوناً في المستقبل كما أخبر النبي صلى الله عليه و سلم عن أقوام في آخر الزمان سيجعلهم الله قردة و خنازير فهل نقول خلقهم ليكونوا قردة و خنازير؟
هو خلقهم لغاية خالفوها فكانوا قردة و خنازير! و كذلك آدم عليه السلام خلقه ربه و جعله في الجنة و أسجد له ملائكته و قال له لا تأكل من هذه الشجرة فأكل منها فخرج و هذا السياق واضح لو لاحظت هذه الآيات:
" وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى (116) فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى (117) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى (118) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى (119) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى (120) فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى (121) ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى (122) قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى "
و أرجو أن يكون لديك خلفية عن مسألة " الإرادة الشرعية و الإرادة الكونية " فالأولى متعلقه بالأمر و النهي من الله فلا يأمر الا بما يريده و لا ينهى عن شيء إلا و هو لا يريده و الثانية متعلقة بالإذن لشيء ما بأن يقع قدرا حتى و إن كان مخالف لأمر الله و نهيه كالزنا مثلا فهو واقع بإرادة الله الكونية مع أنه حذر منه في إرادته الشرعية وقال " ولا تقربوا الزنا ".
كذلك الحال هنا لو تأملت لوجدت أن الله عز و جل أمر آدم بعدم الخروج من الجنة أمراً صريحا فقال " فلا يخرجنكما من الجنة " أي يا آدم تشبث ببقائك في الجنة و إكرامك فيها فهذا هو الذي حسدك الشيطان عليه و لكنه عصى ربه فوقعت إرادة الله الكونية التي أخبر بها ملائكته بعلمه السابق عندما قال " إني جاعل في الأرض خليفة ".
و الاستخلاف ليس هو البناء و الإنشاء و التعمير للأرض كما يظنه الحمقى و لكن الاستخلاف في الأرض هو إقامة العدل فيها و تجد على هذا الرابط محاضرة لي أشرح فيها معنى خلافة الانسان لله على الأرض عسى أن يكون فيها خيرا.
http://www3.webng.com/hillizah/les12.htm
و الله أعلم
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[31 - 12 - 07, 11:12 م]ـ
كذلك الحال هنا لو تأملت لوجدت أن الله عز و جل أمر آدم بعدم الخروج من الجنة أمراً صريحا فقال " فلا يخرجنكما من الجنة " أي يا آدم تشبث ببقائك في الجنة و إكرامك فيها فهذا هو الذي حسدك الشيطان عليه و لكنه عصى ربه فوقعت إرادة الله الكونية التي أخبر بها ملائكته بعلمه السابق عندما قال " إني جاعل في الأرض خليفة ".
لحل هذا الأمر هل يمكن القول أن الجنة كانت في الأرض؟
وإلا لقلنا بأن الارادة الكونية نافذة، فلماذا كانت الشرعية؟
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[01 - 01 - 08, 09:19 ص]ـ
محبة الله متعلقة بالإرادة الشرعية أما الكونية فلا تقتضي المحبة " و لو شاء ربك ما فعلوه " و لكنه شاء مع أنه لا يحب ذلك و هذا أمر معلوم فسؤالك يجاب عليه بأن تقرأ في هذا الباب خصوصا في مباحث القدر لابن تيمية رحمه الله و ستستوعب المسألة إن شاء الله فلا تعارض لكي تقول فلماذا كانت الشرعية.
و مثل ذلك في الشريعة الكفارات مثلا , هل هي عمل محبب إلى الله في حد ذاتها؟
نعم! مع أنها ناتجة عن معصية , عصيت فلزمت الكفارة - ليس على كل حال - والتكفير هنا عبادة و لكنها ليست هي العبادة التي كلفنا بها في أصل التشريع و غايته و الله عز وجل لا يحب الذنب كي تقول بأنه شرع الكفارات لكي نذنب فهو يحب الذنب بل هو يحب الطاعة و لكن الطاعة الخاصة التي شرعت بعد ذنب خاص لا شك أنها محبوبة عند الله في أدائها وليس في طلبها و القصد إليها.
والله أعلم
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[01 - 01 - 08, 09:08 م]ـ
و الحاصل أن المسألة نهاية أحد طرفيها معلومة بالضرورة و الآخر مجهولة فالمستبصر يبصر بجهله و جهل العالمين لها و المعاند يطالب بالفرق بين ما يقول أنه علمه و ما لا يقر بأنه جهله ... و هذا عام في كل مسائل القدر و الله أعلم بالحال و المآل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/55)
ـ[محمد جميل حمامي]ــــــــ[19 - 01 - 08, 03:21 م]ـ
انظر:
http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=5886
الفتوى مفيدة جداً
ولكن عندي تساؤل!
قال الشيخ البراك في آخر الفتوى:
(الله بيّن أنه خلق الجن والإنس لعبادته، وليبتليهم بأنواع الابتلاء، وليعرفوه بأسمائه وصفاته كما تقدم)
فهل معناه ... أن الله عز وجل قد خلقنا ليكون لأسمائه وصفاته مقتضى؟؟
هل هذا صحيح؟
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[23 - 01 - 08, 03:12 م]ـ
وبعد:
بعيدا عن ذلكم الملحد نقول أن المولى عز وجل خلقنا لأجل عبادته: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}
وعبادتنا لأجل تقواه: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون}
وتقوانا لأجل دخولنا الجنة: {تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا}
إذن منطق القرآن يقول: إن خلْقَنا لأجل دخولنا الجنة
أما هذا الملحد، فيمكنك أن ترد عليه بقولك: خلقنا الله لإظهار صفاته عز وجل؛ من استغناء وعز وعظمة ووحدانية و .. ولك أن تسرد الصفات التي يخشى سماعها هذا الجاحد
والله أعلم
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 05:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذا سؤال عظيم، وقد رد الأخوة بما فتح الله به عليهم كما عودونا دائمًا حفظهم الله وبارك فيهم.
وقوله تعالى (ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) لا يعني حاجة الله للعبادة، بل هو كقول الأب لابنه: ما أنفقت عليك وربيتك إلا لتتعلم وتكبر وتصبح رجلاً صالحًا.
ولو كان مراد الله تعالى أن العبادة هي الغرض الوحيد للخلق لما عصى لله أحدٌ، لكنّا نجد من الناس من لا يعبد الله، كما أن ليس كل الأبناء يتعلم ويفلح، بل نجد بينهم من يفسد وينحرف.
والحقيقة أني بحثت هذا السؤال عند الملاحدة، فوجدتهم يبغون به ما هو الدافع والغرض والمبرر الذي دفع الله تعالى لهذا الفعل، أي: خلق البشر.
وهنا يجد المرء أن السؤال في حد ذاته باطل، لأننا لا نعلم الكثير عن الله، فكيف سنبحث في دوافعه وأغراضه ومبرراته - إن صحت هذه المسميات! - وهل لدينا من العلم ما ندرك به هذا؟!
بل دعنا نذهب أبعد من هذا: فإن هذا السؤال إنما هو واحد في سلسلة طويلة من أسئلة الملاحدة حول لماذا فعل الله كذا؟ ولماذا لم يفعل كذا؟ ومن يختلط بالملاحدة يجد جُل اعتراضاتهم من هذا القبيل (لماذا لماذا)، وقد وصفه بعض إخواننا بـ (محاكمة الإله)، فغرورهم صور لهم أنهم قادرين على الاستدراك على الله تعالى وانتقاد أفعاله ومحاكمتها استنادًا إلى علمهم المحدود!
وللحديث بقية إن شاء الله وكانت له بقية.
ـ[مصطفى محسن صبري]ــــــــ[09 - 02 - 08, 08:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإن هذه الأسئلة وأمثالها هي من الأسئلة التي لا ينبغي للمرء أن يشتغل بها إذ الجواب عن هذه الأسئلة يستلزم علما بأشياء لم يعلمها الله عز وجل لأحد بل لما اختصم الملائكةكان التعليل منه جل علاه بأنه يعلم ما لاتعلم الملائكة وغيرهم فقد علمهم أنهم ناقصو العلم فضلا عن أحاد الناس ولم يكن هذا الخصام في محله فقد اعترضوا من واقع علمهم ولم يكن علمهم ذلك كافي ليتدخلوا في تلك المسائل بل إن الله عز وجل لم يخبرهم بتلك الحكمة التي هي من اختصاصات المولى جل في علاه ولكن أتى التعليم من الله عز وجل بتعليم أدم عليه السلام ما لا تعلم الملائكةفما كان منهم إلا الإعتراف بجهلهم وكذلك ينبغي الحال لمن لا يعلم فهناك أمور على المرء أن لا يتدخل فيها بل عليه التسليم لمن يعلم يقيناأنه يعلم
فمن أعلم منه جل في علاه وما أجمل قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في القدر أنه سر من أسرار الله عز وجل فكذلك هذا الخلق إنما هو سر من أسرار الله عز وجل
ثم اعلم رحمك الله إن كان هذا السؤال لمجرد السؤال فما ألطف مقالة الإمام مالك في ذلك بأن السؤال عنه بدعة ولم يكن من جادة السلف الصالح التي أشار إليها الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله رحمة واسعة في كتابه الحلية
وإن كان هذا السؤال لمناقشة هؤلاء الفسدة فعليك أن تعلم أنه ما من مذهب للفلاسفة إلا وأثبت للعالم إلها قديم بصفاته أزلا إذ أنه من اضطرار العقل أن كل موجود إما خالق وإما مخلوق وإما واجب الوجود أو ممكن الوجود وإما هذا الموجود من العالم إو أنه رب قولا واحدا لجميع الناس ومن أنكر هذا إنما أنكره في الظاهر ولما كانت مثل هذه التساؤلات ترد على البعض فقد جعل الله ذلك فطرة لجميع الناس ثم حتى هولاء الملاحدة أنفسهم وما أثبتوه من أن الأمر صدفة أو أن الطبيعة هي الموجدة فقد فروا من جهلهم ببعض المسائل إلى سفسطة مناقضة لصريح العقل وقد بسط شيح الإسلام رحمه الله ردودا على مثل هذه المقالات وبيان فساد ما قالوا ثم اعلم أنك في دار ابتلاء وأن هذا من الإبتلاء وعلم الله وحكمته وقدرته هي صفات لازمة لله لا نعلم كيفية لها لجهلنا بذات الله فالخوض فيها تعد على الله وما ضل الرازي وابن سيناء وغيرهم إلا من مثل هذا فاستعن بالله ودائما استحضر جهلك وقل كما قالت الملائكة لما خفيت عليهم الحكمة وعلموا بجهلهم سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا وأخيرا اعلم أن صاحب النظرية النسبية وكثير من أرباب هذه العلوم والفلاسفة أقروا بأن هناك رب
والرب إنما يطاع ويعبد ولا يسأل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/56)
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[10 - 02 - 08, 10:40 ص]ـ
الله غني عن عبادتنا .. فلماذا خلقنا؟
الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فقد بيّن سبحانه وتعالى حكمته من خَلقِ السماوات والأرض، وخلقِ ما على الأرض وخَلقِ الموتِ والحياة، وهي الابتلاء للجن والإنس، كما قال سبحانه وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [هود: 7]، وقال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الكهف: 7]، وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 2].
فعُلم من هذه الآياتِ أن الله خلق ما خلق لابتلاء العباد ليتبين من يكونُ منهم أحسنَ عملاً، ويظهرُ ذلك في الواقع حقيقة موجودة، بل بيّن سبحانه في كتابه أن ما يجري في الوجود من النعم والمصائب لنفس الحكمة وهي الابتلاء الذي يُذكر أحياناً بلفظ الفتنة، قال الله تعالى: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 2].
فبهذا الابتلاءِ يتبينُ الصادقُ من الكاذبِ، والمؤمن من الكافر مما هو معلوم للرب قبل ظهوره في الواقع، وقد أخبر سبحانه وتعالى في موضع من القرآن أنه خلقَ الناسَ ليختلفوا ويكونُ منهم المؤمن والكافر، ويترتبُ على ذلك ما يترتبُ من ابتلاءِ الفريقين بعضهم ببعض، قال تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود: 117، 118]، وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} [الأنعام: 53]. وقال تعالى: {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 4].
وبيّن سبحانه وتعالى أن من حكمته في القتال بين المؤمنين والكافرين ومداولة الأيامِ ما ذكره في قوله: {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} آل عمران140 [آل عمران: 140 - 141].
وأما قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]
فقد قيل: إن المعنى لآمرهم وأنهاهم فيعبدوني، وأمره ونهيه سبحانه وتعالى هو ما بعث به رسله، وفي هذا ابتلاء للعباد يكشف به حقائقهم حتى يميز الله الخبيث من الطيب، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ} [إبراهيم: 4]، وقال تعالى: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 179].
وقد ذكر سبحانه أن من حكمته من خلق السماوات والأرض أن يعلم العباد كمال علمه وقدرته قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} [الطلاق: 12] ولم يكن خلقُ الله لآدم أو للجن والإنس لحاجةٍ به إليهم ولا لحاجةٍ إلى عبادتهم –كما توهم السائل- بل لا حاجةَ به إلى عبادة الملائكة ولا غيرهم؛ لأنه الغني بذاته عن كل ما سواه، لكنه تعالى يحب من عباده أن يعبدوه ويطيعوه،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/57)
وعبادته هي محبته والذل له والافتقار إليه سبحانه، ونفع ذلك عائد إليهم.
كما جاء في الحديث القدسي: "يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخْيَط إذا أدخل البحر" رواه مسلم (2577).
وقول القائل: (إذا كانت الملائكة قد عبدتِ -اللهَ عز وجل- قبل خلق البشر، فلماذا خُلق البشر؟)
جوابه في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30]، فقوله تعالى: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} يتضمن أن له حكمة في خلق آدم واستخلافه في الأرض، وإن كان يحصل من بعض ذريته ما يحصل من الإفساد وسفك الدماء، قال تعالى: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} إلى قوله عن الملائكة: {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} البقرة32.
فقد تبين مما تقدم أن قول القائل: "نحن المسلمين نعلم أن الإنسان خُلق لسبب واحد وهو عبادة الله وحده" ليس بصحيح؛ لأن الله بيّن أنه خلق الجن والإنس لعبادته، وليبتليهم بأنواع الابتلاء، وليعرفوه بأسمائه وصفاته كما تقدم ذكر ما يدل على ذلك كله، والله أعلم.
http://islamlight.net/albarrak/index.php?option=*******&task=view&id=5886&Itemid=38(46/58)
هل هذا الكلام صحيح؟ عن الأباضية في بلاد المغرب العربي
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[30 - 12 - 07, 12:12 م]ـ
بسم الله
قرأت وسمعت بوجود الأباضية في في المغرب الغربي (الجزائر تونسيا وليبيا)
واعني بالمغرب العربي اي الجزائر ولبيبا والخ ...
وسمعت خاصة الجزائر
هل يصح هذا؟
ام فقط في عمان
وسمعت كذلك ان لهم كتب ومؤلفات مخطوطة في تلك البلاد لا يعطون إلا من يعرفونه ويثقون به ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 02:51 م]ـ
نعم أخي، الإباضية يوجدون خاصة في الجزائر (في منطقة بني ميزاب في ولاية غرداية من الصحراء الجزائرية) ...
و كذلك في ليبيا و تونس (جزيرة جربة فيما أذكر) ...
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 04:19 م]ـ
نعم أخي، الإباضية يوجدون خاصة في الجزائر (في منطقة بني ميزاب في ولاية غرداية من الصحراء الجزائرية) ...
و كذلك في ليبيا و تونس (جزيرة جربة فيما أذكر) ...
وكذلك في المغرب الأقصى، ولديهم بحوث وكتابات كثيرة ودور نشر.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[31 - 12 - 07, 08:52 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
كم نسبتهم 2% أو 3 الخ(46/59)
مسائل في المجاز (3) والعرب تعرف: ((اللسان)) ولا تعرف: ((اللغة))
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 08:58 م]ـ
قال أبو بكر الجصاص في كتابه: ((الفصول في الأصول)): ((وقال الله تعالى: {بلسان عربي مبين} يعني بلغة؛ لأن اللغة بالِّلسان تظهر)) انتهى بلفظه.
قلت: وكل ذلك لم يكن بل خطأ على العربية هو ....
والعرب يقولون: لسان القوم، ولسان العرب، ولسان عربي، ولا يقولون: لغة القوم، ولا لغة العرب، ولا لغة عربية، وليس ذلك من كلامهم.
وقول من قال: ((اللغة)) = خطأ على العرب كله وإنما هو من كلام المتكلمين والناقلين لكتب الفلاسفة .... فما كانت العرب تسميه لساناً صار أولئك المتكلمون يسمونه: لغة .. ثم كثر لفظ اللغة في كلام الخاصة والعامة ... وهو لسان محدث مولد، وليس بلسان العرب الذي نزل القرآن به ...
فأبو بكر الجصاص المعتزلي ... استبدل بلفظ محدث مولد اللفظ العربي وهو اللسان ....
ثم زعم أن اللفظ الذي لم تكن العرب تعرفه ولا تتكلم به (اللغة) هو الحقيقة، وهو أصل الوضع، وأن اللفظ العربي الذي كانت العرب تتكلم به (اللسان) هو المجاز المنقول إلى غير ما وضع له (!!!)
والعرب يقولون اللسان يعنون به ذلك اللحم الذي في الفم،ويقولون اللسان يعنون به كلام كل قوم الذي يعقلونه ويتكلمون به، ولا ندري بأي ذلك تكلموا أولاً، ولا سبيل إلى العلم به.
ولا يذكر لفظ اللسان في كلامهم إلا وفي كلام المتكلم أو أنبائه ما يبين ما أراده به ...
فقول الجصاص وغيره إن لفظ اللسان وضع في أصل اللغة لذلك اللحم الذي في الفم وهو حقيقة في ذلك اللحم مجاز في غيره، وه يدل على ذلك اللحم من غير قرينة ولايدل على الكلام الذي يُنطق به إلا بقرينة كل ذلك زعم باطل لا حجة لهم به(46/60)
عبودية الكائنات
ـ[عبدالعزيز السريهيد]ــــــــ[30 - 12 - 07, 09:42 م]ـ
أعجبتني رسالة ماجستير قدمها (فريد بن أسماعيل التوني) بجامعة أم القرى بمكة. وقد طبعت عام 1413 هـ 1992 م وكانت بعنوان عبودية الكائنات و حسب علمي لم تطبع بعدها. وهي رسالة نادرة في بابها وياليت المؤلف يعيد النظر في طباعتها مرة أخرى للحاجة إليها خصوصا في هذا الزمان الذي كثر فيه البعيدون عن الله.
إنها فريدة في نوعها لا نجد في الكتب القديمة والمعاصرة من تطرق لهذا الموضوع بمثل هذا التفصيل.
تناول فيها المؤلف: عبودية كل ما هو كائن وتكلم عن كل منها على حدة ممن ذكروا في النصوص الشرعية من الكتاب والسنة الصحيحة.
1 - عبودية الإنس: فقد تكلم عنهم عموما ثم الأنبياء عليهم السلام حيث هم أعلاهم وأفضلهم ثم أتباع الأنبياء.
2 - عبودية الحيوانات ومنها: الدواب عموما، والبقرة، والجمل، والحيتان، والديك، و الذئب، والفرس، والهدهد، والنملة.
3 - عبودية النباتات: ومنها الشجرة والعذق والساق.
4 - عبودية الجمادات ومنها: أعضاء الإنسان، والبحر، والبر، والجبال، والرعد، والرياح، والسحاب، والسموات، والأرض والشمس، والقمر، والطعام، الظلال، والنجوم.
5 - عبودية الأحياء الغيبية: وهم الملائكة، والجن، والشياطين.
و غير ذلك.
وسأنتقي من هذه الرسالة عبودية الحيوانات، والجمادات، والأشجار.
وستكون الحلقة الأولى: عبودية الحيوانات:
وهذا مما يثير الدهشة أن نجد كائنات أخرى - اصطلح الناس على أنها غير عاقلة - تقوم بعبادة الله حق قيام بما أودعه الله فيها من الإدراك والتمييز. وسبب الدهشة هو الاعتقاد السائد أن هذه الكائنات لا تعقل ولا لاتدرك وليس لها أي عبودية لله عز وجل. والصحيح أن هذه الحيوانات وهذه الجمادات وهذه الأشجار لها إدراك تدرك به وسيأتي بيان ذلك في هذه الحلقات.
أولا: عبودية الدواب عموما:
1 - سجود الدواب: فأما سجودها كلها فقد جاءت النصوص بالدلالة على ذلك منها:
قوله تعالى: (ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة و الملائكة وهم لا يستكبرون).
فالله يخبر عن سجود الدواب التي في الأرض وهي من جملة الكائنات المخلوقة التي تعترف بعظم خالقها و قدرة صانعها فتخضع له.
وقوله سبحانه: (ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس). فعطف الدواب وكذلك الجمادات على الأمم الأخرى كأمة الملائكة وأمة الجن وأمة الإنس، يدل على خضوع تلك الكائنات كلها لعظيم سلطان الله عز وجل خضوع اختيار، وأنها لا تخرج عن نطاق عبوديتها لله عز وجل.
2 - إشفاقها من يوم الجمعة: فالدواب تشفق وتخاف، ويشتد خوفها يوم الجمعة لقيام الساعة فيه، فهي وكأنها تترقب وقوعه. حتى تستعد له، ولكن عجبا لبعض الإنسان الذي يؤمن بالساعة و لكنه لا يستعد لها إلا من رحم الله تعالى.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من دابة إلا وهي مصيخة - أي منصته ومستمعة - يوم الجمعة خشية أن تقوم الساعة) رواه الإمام أحمد في مسنده. وصححه الألباني.
3 - راحتها من موت الفاجر:
فالدواب تستريح من موت الفاجر، وكذلك الشجر، وذلك لمبارزته لله عز وجل بانتهاك حرماته، ففي الحديث: (أنه صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال مستريح ومستراح منه. فقالوا: يا رسول الله ما المستريح و ما المستراح منه؟ قال: إن العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله تعالى، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب) رواه البخاري
4 - كلام الدواب: وهي من علامات الساعة الكبرى، أن الدابة التي يخرجها الله عز وجل للناس وتكلمهم وتتحدث إليهم حيث قال تعالى: (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون).
اللقاء القادم مع عبودية البقرة. إن شاء الله. والسلام(46/61)
المهدي من الفصل الرابع من الكتاب الثاني من كتاب القيامة الصغرى
ـ[أبو أسامة الشافعي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 02:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فهذا تلخيص للمبحث التاسع من الفصل الرابع من الكتاب الثاني من كتاب القيامة الصغرى للأستاذ الدكتور عمر الأشهر، إذ تم تلخيص الكتاب كاملا بناء على طلب الدكتور حامد العلي دكتور العقيدة في جامعة الكويت، وهنا ننشر وحدة من البحث نشرا للخير بتوجيه الدكتور نفسه.
خروج المهدي
المطلب الأول: النصوص المعرفة بالمهدي
ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الله يبعث في آخر الزمن خليفة يكون حكما عدلا يلي أمر هذه الأمة من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من سلالة فاطمة يوافق اسمه واسم أبيه اسم الرسول صلى الله عليه وسلم واسم أبيه. وصف بأنه أجلى الجبهة أقنى الأنف يملئ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا وظلما يعيش سبعا أو ثمانيا.
المطلب الثاني: مرتبة أحاديث المهدي من الصحة
ذكر الشيخ ابن باز أنها بلغت مبلغ التواتر المعنوي لكثرة طرقها وزاد أنه من ذرية الحسن بن علي بن أبي طلب، وقد أحصى الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد عدد الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي فبلغوا ستة وعشرين، وقد نص على صحة أحاديث المهدي الحاكم والذهبي وأبو نعيم وابن العربي المالكي والقرطبي وابن تيمية وابن القيم وابن حجر والسيوطي وغيرهم.
المطلب الثالث: عقائد الفرق الإسلامية في المهدي
عقيدة أهل السنة على الوصف الذي ذكر سابقا
عقيدة الشيعة أنه آخر أئمتهم المدعو بمحمد بن الحسن العسكري وأنه من ولد الحسين
أراد منكرون من أهل السنة ليس لهم باع في تحقيق النصوص ورد عليهم بعض أهل العلم كالعباد في كتابه (الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي)
رجال من الحكام ادعو المهدوية، أحدهم لم يدعيها وإنما لقب بها تفاؤلا كالخليفة المهدي العباسي. وآخرون ضالون كالملحد عبيد الله بن ميمون القداح (ولد عام 259هـ) حيث ملك وتغلب هو وذريته وادعوا الألوهية أن للشريعة باطنا وظاهرا، وهم ملوك الرافضة القرامطة الباطنية وردهم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله. ومن المدعين مهدي المغاربة محمد بن تومرت (485 - 524هـ)
مهدي الفرقة المدعوة بالكيسانية ويزعمون أنه محمد بن الحنفية وكان السيد الحميري على هذا المذهب.
المطلب الرابع: وقت خروجه
ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله أن ذلك يكون عند نزول عيسى عليه السلام ولم يقطع به.
المطلب الخامس: هل المهدي هو الخليفة الذي يحثو المال حثوا
الله أعلم بحقيقة ذلك.
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه طالب رثم 34(46/62)
بشأن الكرسمس: هل هناك فرق بين المشاركة و التهنئة؟
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[31 - 12 - 07, 01:52 م]ـ
دار نقاش بين و بين أحد الأخوة حول تهنئة النصارى بليلة رأس السنة
فقال: أن النهي فقط عن مشاركة في أعيادهم، أما التهنئة فلا.
وهذا بعض كلامه
وقد نظرت في أدلة التحريم لدى (أي تحريم التهنئة) فلم أجدها للأسف أضافت جديدا حتى الآن
فانظر إلى نصوص المصادر الشرعية التي اعتمدت عليها فتوى التحريم واحدة واحدة كالآتي:
-آية والذين لا يشهدون الزور: دليل صحيح على النهي عن مشاركتهم في الاحتفال بأعيادهم ولا علاقة لها بالنهي عن تهنئتهم بهذه الأعياد فالتهنئة ليست مشاركة ولا علاقة لها بالمشاركة فأين علماء اللغة العربية و فهم مدلولات الألفاظ اللغوية؟
هل إذا هنأت أحدا بمولود ولد له: تكون شاهدا على عقد زواجه من أم ولده أو مشاركا في احتفال أقامه بهذه المناسبة؟
أنت يمكنك أن تهنئ أحدا بمولود ولد له أثناء لقاء عفوي جمعك به، أو بعد صلاة في المسجد أو في مقر العمل إذا كان زميلا، و لكن ليس بالضرورة أن تكون شاهدا على الولادة نفسها أو الحفل، ولكن لا تصح أن تسمى أن تسمى شهادة إلا إذا شهدت الحفل وحضرته فأصبحت شاهدا عليه، كما لا يجوز لغة أن تسمى أعياد النصارى باللغو في الطرف الثاني من الآية
- حديث إن الله قد أبدلكم: مردود عليه بحديث لكل قوم عيدا، و الله قد أبدلنا نحن و ليس هم فنحن المطالبون بمفردات الشريعة بعد العقيدة فلا يجوز لنا أقامة عيدا آخر.
وقد أبطل النبي r كل الأعياد إلا هذين العيدين , فكيف يهنى الكفار في أعياد باطلة، فما علاقة ما أبطله النبي لنا بأعيادهم هم، النبي أبطل أن يكون عيدهم عيدا لنا و لا علاقة لذلك بتهنئتهم بعيدهم هم؟
والدليل حديث لكل قوم عيدا وهو حديث صحيح، وإذا كنت تظن أن تهنئتهم مثلما تهنئ بعضنا بأن نقول لهم: تقبل الله منكم، فذلك لا يجوز بالطبع، و لكن ما الحرام في أن تقول لهم: كل سنة وأنت طيب إذا كان زميلا في العمل أو جارا لك والتقيته أمام باب مسكنكما، أنت إن فعلت ذلك لم تكن مشاركا لهم في عيدهم ولا تعد محتفلا به ولا دليل على ذلك
- حديث عمر اجتنبوا أعداء الله في عيدهم والتفسير المرفق أكبر دليل على جواز التهنئة إذا اعترضك مسيحي أو يهودي ذمي أو جمعك به وظيفة أو جيرة أو تجارة، وذلك لأنه نهى عن مشاركتهم والدخول عليهم في كنائسهم والتشبه بهم، ولم يكن ليفوت عمر أن ينهى عن تهنئتهم لو أراد والمناسبة موجودة وليس عمر رضي الله عنه بالذي يفوته ذلك.
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[31 - 12 - 07, 02:02 م]ـ
بُحِثت هتا لعلك تجد الجواب الشافي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24863
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[01 - 01 - 08, 08:39 م]ـ
أغلب تلك المقالات اطلعت عليها و انا اريد من يتصدى لهذه الشبهات التي اثارها خاصة و انه يقول ان هناك من المعاصرين من يجوز ذلك.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 01 - 08, 09:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
من الأجوبة أن يقال: إن أعياد المشركين الزمانية والمكانية مرتبطة بأديانهم الشركية فالأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله - سبحانه -:" لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا " وقال:" لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه " كالقبلة والصلاة والصيام.
وهم في تلك الأعياد يتعبدون بعباداتهم الشركية ومن ذلك دعاء غير الله والذبح لغير الله ناهيك عن كثير من المعاصي تصاحب هذه الأعياد.
والتهنئة بالعيد نوع من أنواع الرضا بما هم عليه.
هذا أولا
وثانيا: كما في فتوى المشائخ أنه ربما يجر ذلك إلى المشاركة في أعيادهم فإذا سوغ فعل القليل من ذلك كالتهنئة أدى إلى فعل الكثير، ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس وتناسوا أصله حتى يصير عادة للناس بل عيداً لهم كما هو المشاهد من كثير من بني جلدتنا , وخصوصا ممن يجاور هؤلاء النصارى أو يعمل معهم.
ولذلك سد هذا الباب
والله أعلم
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[04 - 01 - 08, 07:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الباسط(46/63)
ماهي اسماء شروحات حائية ابن ابي داود
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 06:37 م]ـ
سوال: من يمدنا بما تسعفه الذاكرة بشروحات للحائية مكتوبة او مقروءة او صوتية او لم تر النور بعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وله الشكر الجزيل
ـ[محمد جميل حمامي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 08:58 م]ـ
هناك التحفة السنية شرح منظومة ابن أبي داود الحائية للشيخ الفاضل: عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر حفظ الله الشيخ و والده و شرحها الإمام السفاريني (لوائح الأنوار السَنية و لواقح الأفكار السُنية شرح قصيدة ابن أبي داود الحائية في عقيدة أهل الآثار السلفية) و كلاهما مطبوع
ـ[المقدادي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 09:11 م]ـ
و هناك شرح مخطوط لابن البنا الحنبلي
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[31 - 12 - 07, 09:23 م]ـ
بارك اللهُ فيكم ...
[شُرُوحُ حَائِيَّة بنِ أبي دَاوُد؛ لأَهْلِ العِلْمِ] ( http://www.liveislam.net/result.php)
وَأُوْصِيْكَ بِشَرْحِ الشَّيْخِ / عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَرْزُوْق الطَّرِيْفِي - حَفِظَهُ اللهُ وسَدَّدَهُ -
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[01 - 01 - 08, 01:36 ص]ـ
يارب وفق كل من شارك معي من الاخوة
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[01 - 01 - 08, 02:44 م]ـ
وشرحه الشيخ صالح الفوزان وهو مطبوع.
ـ[عبدالعزيز السريهيد]ــــــــ[04 - 01 - 08, 01:30 م]ـ
هناك شرح للشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك في ستة أشرطة.
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 01:33 م]ـ
و هناك شرح مخطوط لابن البنا الحنبلي
أحسن الله إليك،
بأي مكتبة وجدته؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 01:58 م]ـ
أحسن الله إليك،
بأي مكتبة وجدته؟
بارك الله فيك
لم أذكر أنني وجدته في مكتبة , و راجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77946(46/64)
كيف نأخذ من هذا الحديث صفة لله تعالى؟
ـ[راشد السمعاني]ــــــــ[01 - 01 - 08, 05:11 ص]ـ
حديث «كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس» كيف نأخذ من قوله صلى الله عليه وسلم صفة لله تعالى؟ وهل الثوب الأبيض في الحديث جنس الثياب أو أنه ثوب خاص؟
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[01 - 01 - 08, 06:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة:
أخانا الحبيب: إن هذا الحديث لا يتكلم عن صفة ذاتية لله تبارك وتعالى، بل غاية ما فيه أنه خبر عن صفة متعلقة بما بخلق الله تبارك وتعالى الثوب الأبيض عليه نقيا من كل نجاسة.
وهو يدل على أصل ما خلق الله تبارك وتعالى عليه بعض خلقه وكل ذلك داخل في عموم صفة الفعل، ويدل على هذا المعنى ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس).
إن تنقية الثوب الأبيض من الدنس تعني إعادته إلى الأصل المخلوق عليه، وهو نقاؤه من كل دنس.
ولا يخفى أن حمل الحديث على باب الصفة لله تعالى ولو من باب الخبر باطل، لما جاء في الحديث الدال على أن الثوب ينقى، وهذا يعني عوده على اصل خلقته وهو كما ينقى التراب من النجاسة وعوده إلى أصل ما خلقه الله عليه نقيا من كل نجس،
وسبب ذكر الثوب الأبيض دون غيره مما هو طاهر بأصل الخلق، شدة بياضه وروق الطبع له وإلف النفوس والقلوب له، وهو أنسب ما يضرب به المثل من حيث النقاء، لظهور أي شائبة تعلق به بجلاء خلاف غيره من الطاهرات المنقيات من الدنس.
وأخيرا: إن مسألة جواز الاشتقاق من الافاعل أسماء وصفات فيها خلاف والظاهر عدم جواز إثبات اسم أو صفة لله إلا ما أثبته الله لنفسه وأخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم.
ثم أن السلف لم يعدوا هذا في باب الصفات، فكيف يجوز لنا إقحام النص فيما تجاوزه السلف!!!.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 01 - 08, 10:04 م]ـ
جزاك الله خيرا
وما الذي يمنع أن تكون من صفا ت الأفعال؛ فأفعال الله وصفاته الفعلية لا حصر لها
فالحديث فيه (نقني) (طهرني) (اغسلني) هذا الخطاب دعاء
والدعاء طلب العبد من الله , وهذا الحديث فيه إقرار لهذا الطلب
قال الشيخ علوي السقاف في كتابه "صفات الله الواردة في القرآن والسنة"
ثانياً: من حيث تعلقها بذات الله وأفعاله:
أ - صفات ذاتِيَّة:
وهي التي لم يزل ولا يزال الله متصفاً بها؛ كالعلم، والقدرة، والحياة، والسمع، والبصر، والوجه، واليدين000ونحو ذلك.
ب- صفات فعليَّة:
وهي الصفات المتعلقة بمشيئة الله وقدرته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها؛ كالمجيء، والنُّزُول، والغضب، والفرح، والضحك 000 ونحو ذلك، وتسمى (الصفات الاختيارية).
وأفعاله سبحانه وتعالى نوعان:
1 - لازمة: كالاستواء، والنُّزُول، والإتيان 000 ونحو ذلك.
2 - متعدية: كالخلق، والإعطاء 000 ونحو ذلك.
وأفعاله سبحانه وتعالى لا منتهى لها، {وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاء}، وبالتالي صفات الله الفعليَّة لا حصر لها.
والصفات الفعليَّة من حيث قيامها بالذات تسمى صفات ذات، ومن حيث تعلقها بما ينشأ عنها من الأقوال والأفعال تسمى صفات أفعال، ومن أمثلة ذلك صفة الكلام؛ فكلام الله عَزَّ وجَلَّ باعتبار أصله ونوعه صفة ذات، وباعتبار آحاد الكلام وأفراده صفة فعل.
ـ[راشد السمعاني]ــــــــ[03 - 01 - 08, 05:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة:
أخانا الحبيب: إن هذا الحديث لا يتكلم عن صفة ذاتية لله تبارك وتعالى، بل غاية ما فيه أنه خبر عن صفة متعلقة بما بخلق الله تبارك وتعالى الثوب الأبيض عليه نقيا من كل نجاسة.
وهو يدل على أصل ما خلق الله تبارك وتعالى عليه بعض خلقه وكل ذلك داخل في عموم صفة الفعل، ويدل على هذا المعنى ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس).
إن تنقية الثوب الأبيض من الدنس تعني إعادته إلى الأصل المخلوق عليه، وهو نقاؤه من كل دنس.
ولا يخفى أن حمل الحديث على باب الصفة لله تعالى ولو من باب الخبر باطل، لما جاء في الحديث الدال على أن الثوب ينقى، وهذا يعني عوده على اصل خلقته وهو كما ينقى التراب من النجاسة وعوده إلى أصل ما خلقه الله عليه نقيا من كل نجس،
وسبب ذكر الثوب الأبيض دون غيره مما هو طاهر بأصل الخلق، شدة بياضه وروق الطبع له وإلف النفوس والقلوب له، وهو أنسب ما يضرب به المثل من حيث النقاء، لظهور أي شائبة تعلق به بجلاء خلاف غيره من الطاهرات المنقيات من الدنس.
وأخيرا: إن مسألة جواز الاشتقاق من الافاعل أسماء وصفات فيها خلاف والظاهر عدم جواز إثبات اسم أو صفة لله إلا ما أثبته الله لنفسه وأخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم.
ثم أن السلف لم يعدوا هذا في باب الصفات، فكيف يجوز لنا إقحام النص فيما تجاوزه السلف!!!.
لا يا أخي الحبيب! هذا الكلام الذي تكلمت به هو من جنس كلام الأشعرية (لا أتهمك بالأشعرية، لكن الكلامين توافقا)، فتكلم بعلم أو دع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/65)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[09 - 01 - 08, 08:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي راشد السمعاني وإن الشيخ السقاف عليه كلام لا يعتمد على كلامه
ـ[محمد عمر المكتبي]ــــــــ[05 - 02 - 08, 11:05 ص]ـ
أريد منكم أيها الإخوة الأحباب أن تخبرونا عن هذا الكلام في الشيخ علوي خاصة في كتاب الصفات للأهمية(46/66)
ابن الأعرابي اللغوي النسّابة يرد على ابن أبي دؤاد في معنى الاستواء
ـ[الباحث]ــــــــ[01 - 01 - 08, 01:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الغزي في كتابه (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 2/ 320):
(وسأله إمام المحنة أحمد بن أبي دواد: أتعرف معنى " استولى "؟ قال: لا ولا تعرفه العرب، لأنها لا تقول: استولى فلان على شيء حتى يكون له فيه مضاد ومنازع، فأيهما غلب استولى عليه؛ والله تعالى لا ضد له؛ وأنشد " قول " النابغة: " البسيط "
إلا لمثلك أو من أنت سابقه ... سبق الجواد إذا استولى على الأمد).
ـ[الباحث]ــــــــ[01 - 01 - 08, 04:34 م]ـ
أعتذر عن الخطأ الغير مقصود:
ابن تغري بردي هو صاحب (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) وليس الغزي!!
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[01 - 01 - 08, 05:54 م]ـ
قال الإمام أبو سليمان داود بن علي إمام الظاهرية:
كنّا عن ابن الأعرابيّ فأتاه رجل فقال: ما معنى قول الله تعالى: " الرحمن على العرش استوى "؟
فقال: هو على عرشه كما أخبر عزّ و جلَّ.
فقال: يا أبا عبد الله ليس هذا معناه! إنّما معناه استوى!!!
قال: اُسكت .. ما أنت و هذا، و لا يقال: استوى على الشيء، إلا أن يكون له مُضادّا، فإذا غلب أحدهما قيل، استولى، أما سمعتَ النابغة:
ألا لِمثلك أو من سابقُهُ ... سبقَ الجواد إذا استولى على الأمَدِ
رواه اللّالكائي في " السنة " (3/ 399)، و الخطيب في " تاريخه " (5/ 283)(46/67)
مهم جد:أفيدوني عن أسئلة حول كلمة التوحيد ((لا اله إلا الله)).
ـ[سعد بن مزيد الحسيني]ــــــــ[01 - 01 - 08, 06:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد , واله , وصحبه , ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
أما بعد:
من من طلبة العلم يشمر عن ساعديه؛ ويشرح ويبين لنا هذه الملاحظات ,وما المقصود بها.
على كلمة التوحيد ((لا اله إلا الله)).
1 - لفظها.
2 - معناها.
3 - حقها.
4 - حقيقتها.
5 - حكمها.
6 - لازمها.
7 - مقتضاها.
8 - نواقضها.
9 - متمماتها ,
10 - فائدتها.
11 - فضلها.
12 - إعرابها.
وجزآك الله خيرا!
ـ[سعد بن مزيد الحسيني]ــــــــ[02 - 01 - 08, 02:03 ص]ـ
سبحان الله - الكريم -.
سبعة وعشرون مشاهد للموضوع , ولا يوجد .... !
ـ[أبوصخر]ــــــــ[02 - 01 - 08, 04:14 ص]ـ
أود مساعدتك أخي الحبيب و لكني لا أملك الوقت الكافي لنسخ الأجوبة على أسئلتك، و لكني أحيلك على مرجعين اثنين قد تستغني بهما عن غيرهما:
1. [معنى لا إله إلا الله] للامام بدر الدين الزركشي، تحقيق: علي محي الدين القره داغي، دار البشائر الاسلامية
2. [فتح الملك الوهاب، في رد شبه المرتاب] للعلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الامام محمد بن عبدالوهاب، تجده في مكتبة الرشد، و هذا الكتاب و إن كان ردّا على بعض الشبهات المتعلقة بكلمة الاخلاص إلا أنه مفيد جدا و به تأصيلات مهمة لا يستغني عنها طالب علم.
و هناك الكثير من المراجع فيما تطلب و إن كنتُ أرى الكفاية فيما ذكرت سيما الكتاب الأول فهو عمدة في بابه، و لعلّ بعض الاخوة يعينوك على مبتغاك، و أرجو منك المعذرة على التقصير و الله الموفق.
ـ[سعد بن مزيد الحسيني]ــــــــ[02 - 01 - 08, 05:17 ص]ـ
جزاك الله خير!
وهل من مجيب؟!
ـ[باسم الخالدي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 10:03 ص]ـ
هناك شرح لشروط لا اله الا الله للشيخ حمود العقلاء رحمه الله
وايضا لاتنس شرح لا اله الا الله للحافظ ابن رجب رحمه الله
ـ[هاني الحارثي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 10:40 ص]ـ
وهناك كتاب للشيخ سعيد بن حجي بعنوان:"الكلام المنتقى .... " بحث فيه الشيخ أغلب الفقرات التي ذكرتها وهو أشمل مما ذكر أعلاه من المؤلفات وقد طبع قديما ضمن مجموعة الرسائل والمسائل النجدية كما طبع بتحقيق الشيخ عبدالله المسلم التميمي
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[02 - 01 - 08, 05:56 م]ـ
هنا سلسلة لطيفة للعلامة الموسوعة الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله. والشيخ مشهور بسعة اطلاعة وجودة أبحاثه. لعلك تجد فيها ما لا تجده في غيرها. والله أعلم
(سلسلة خصائص وفضائل "لا إله إلا الله")
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2049
والله أعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 11:25 م]ـ
لاإله إلا الله (معناها ـ أركانها ـ شروطها)
معناها: أي لا معبود بحق إلاَّ الله.
اعرابها (لا) نافية للجنس. و (إله) اسمها، وخبرها محذوف تقديره (حق).
و (إله) من (أَله) بالفتح، (يأله)، (إلاهه)، والمعنى (عبد)، (يعبد)، (عبادة).
و (الإله) هو المعبود المطاع، الذي تألهه القلوب بالمحبة، والتعظيم، والخضوع، والخوف، وتوابع ذلك من بقية أنواع العبادة.
واسم (الله) علم على ذات الرب تعالى المقدسة، لا يطلق إلا عليه سبحانه وتعالى، وأصله (إله) حذفت الهمزة،
وعوض مكانها (أل) التعريف.
أركانها:
(1) النفي: نفي جميع ما يعبد من دون الله.
(2) الإثبات: إثبات العبادة لله وحدة.
وشروطها سبعة: ــ
1 - العلم: المنافي للجهل، والمراد به العلم بمعناها نفياً وإثباتاً وما تستلزمه من عمل (فاعلم أنه لا إله ألا الله).
2 ـ اليقين: المنافي للشك، وهو أن يقولها موقناً بمدلولها معتقداً صحة ما يقوله من أحقية إلهية الله تعالى
(إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا).
3 ـ القبول: المنافي للرد، وهو أن يقبل كل ما اقتضته بقلبه ولسانه فيؤمن بكل ما جاء عن الله
ورسوله (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون).
4 ـ الانقياد: المنافي للترك، وهو الإتباع بالأفعال والعمل بمقتضى هذه الكلمة (ومن يُسلم وجهه لله وهو محسن فقد
استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور).
5 ـ الصدق: المنافي للكذب، وهو الصدق مع الله بأن لا يكون منافقاً يُظهر ما لا يُبطن (آلم. أحسب الناس أن
يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين).
6 ـ الإخلاص: المنافي للشرك، وهو أن تكون الأقوال والأفعال خالصة لوجه الله ليس فيها رياء (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين).
7 ـ المحبة: المنافية للكراهة، فيحب الله ورسوله ويقدم محبتهما على كل محبة (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله).
أما نواقض (لا إله إلاالله)، وتسمى (نواقض الإسلام)، (نواقض التوحيد)،
وهي الخصال التي تحصل بها الردة عن دين الإسلام، فهي كثيرة، وقد ذكر بعضهم أنها تصل إلى أربعمائة ناقض [11].
وهذه النواقض تجتمع في ثلاثة نواقض رئيسة، هي:
1 - الشرك الأكبر. 2 - الكفر الأكبر. 3 - النفاق الاعتقادي
منقوول للفائدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/68)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - 01 - 08, 12:12 ص]ـ
ومن فضائلها في صحيح مسلم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ، مِائَةَ مَرّةٍ. كَانَتْ لَهُ عِدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ. وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ. وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيّئَةٍ. وَكَانَتْ لَهُ حِرْزاً مِنَ الشّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذَلِكَ، حَتّىَ يُمْسِيَ. وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمّا جَاءَ بِهِ إِلاّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ، مِائَةَ مَرّةٍ، حُطّتْ خَطَايَاهُ. وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ".
حدّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللّهِ، أَبُو أَيّوبَ الْغَيْلاَنِيّ. حَدّثَنَا أَبُو عَامِرٍ (يَعْنِي الْعَقَدِيّ). حَدّثَنَا عُمَرُ (وَهُوَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ) عَنْ أَبِي إِسْحَقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مِرَارٍ، كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ: حَدّثَنَا أَبُو عَامِرٍ. حَدّثَنَا عُمَرُ. حَدّثَنَا عَبْدُ اللّهِ بْنُ أَبِي السّفَرِ عَنِ الشّعْبِيّ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ. بِمِثْلِ ذَلِكَ. قَالَ فَقُلْتُ لِلرّبِيعِ: مِمّنْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: مِنْ عَمْرو بْنِ مَيْمُونٍ. قَالَ فَأَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ فَقُلْتُ: مِمّنْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: مِنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَىَ. قَالَ فَأَتَيْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَىَ فَقُلْتُ: مِمّنْ سَمِعْتَهُ؟ قَال: مِنْ أَبِي أَيّوبَ الأَنْصَارِيّ. يُحَدّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم.
حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَ أَبُو كُرَيْبٍ. قَالاَ: حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "لأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللّهِ وَالْحَمْدُ للّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاّ اللّهُ وَاللّهُ أَكْبَرُ، أَحَبّ إِلَيّ مِمّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشّمْسُ".
حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدّثَنَا عَلِيّ بْنُ مُسْهِرٍ وَ ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيّ. ح وَحَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ نُمَيْرٍ (وَاللّفْظُ لَهُ). حَدّثَنَا أَبِي. حَدّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيّ إِلَىَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: عَلّمْنِي كَلاَماً أَقُولُهُ. قَالَ "قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، اللّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً وَالْحَمْدُ للّهِ كَثِيراً سُبْحَانَ اللّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوّةَ إِلاّ بِاللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ". قَالَ: فَهَؤُلاَءِ لِرَبّي. فَمَا لِي؟ قَالَ: "قُلِ اللّهُمّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي".
قَالَ مُوسَىَ: أَمّا عَافِنِي، فَأَنَا أَتَوَهّمُ وَمَا أَدْرِي. وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي حَدِيثِهِ قَوْلَ مُوسَىَ.
ـ[سعد بن مزيد الحسيني]ــــــــ[07 - 02 - 08, 06:28 ص]ـ
قال الشيخ / فلاح مندكار حفظه الله
ارجع لكتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، فقد بين فيه الإمام محمد بن عبدالوهاب جل هذه المسائل التي تسأل عنها، معناها والنفي والإثبات فيها، وحقها وكيفية تحقيقها، وما يترتب عليها ونواقضها ونواقصها ومكملاتها ومقتضياتها، وفضلها
، فارجع لهذا الكتاب بارك الله فيك، وحاول أن تقرأه من أوله لآخره مع السماع لشرح أحد المشايخ الكبار لهذا السفر العظيم، نفعك الله ......(46/69)
حول مقولة؛ "حب الاوطان من الايمان"
ـ[ابودُجانه]ــــــــ[01 - 01 - 08, 10:04 م]ـ
حول مقولة؛ "حب الاوطان من الايمان"
المفتي: حامد بن عبد الله العلي
هل حديث حب الاوطان من الايمان صحيح؟ وما حكم حب الوطن؟ وما حكم الذي يقول أنا وطني؟
* * *
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
وبعد:
هذا الحديث - حب الاوطان من الايمان - موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقله، ولا يجوز اعتقاده.
وأما حكم حب الوطن:
فحب الوطن؛ حب فطري، والإنسان يتعلق بالأرض التي عاش عليها، وأَلِف أهلها، وسهلوها، وجبالها، لأنها تحمل ذكرياته.
كما قال الشاعر:
وحبّب أوطان الرجال إليهم مآرب قضاها الشباب هنالك
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم عهود الصبا فحنوا لذلك
وحب الوطن، هو مثل حب الإنسان، لولده، وقومه، وعشيرته، وزوجته، ومثل حبه لما هو جميل، فهذا الحب مغروس في جبلة الإنسان، وهو أمر فطري.
لكن إن كان الإنسان، لا يمكنه إظهار دينه في وطنه، فلا يتمكن من إظهار الصلاة والصيام مثلا، ويكره على إظهار شعار الكفر، فإنه يجب عليه الهجرة من ذلك الوطن، إلى حيث يمكنه إظهار دينه، إن استطاع، وإلا أخفى إيمانه حتى يجعل الله تعالى له سبيلا.
وهذه الهجرة واجبة عليه مع القدرة، قال تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فاعبدون}.
فإن آثر المسلم عدم إظهار دينه، بل أظهر بدل ذلك شعائر الكفر، وعرض نفسه للفتنة عن دينه، من أجل حبه لوطنه، ومشقة الهجرة منه، فآثر ذلك على الهجرة إلى حيث يمكنه إقامة دينه؛ فهو مرتد مشرك، شرك اتخاذ الأنداد، لأن الأنداد هي كل ما جذب الإنسان عن مقتضى حب الله تعالى وهو - أي مقتضى حب الله - الانقياد له وطاعته، سواء كان ما جذب الإنسان، عن مقتضى حب الله تعالى، هو الزوجة، أو العشيرة، أو الوطن، أو غير ذلك، فكل ما آثره العبد على الدين، وجعله مقدما في الطاعة والانقياد على طاعة الله تعالى، فذلك من اتخاذ الند لله تعالى، وقد قال تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله، والذين آمنوا أشد حبا لله}.
فإن قدر على إقامة دينه، بحيث لا يمنع من الصلاة، ولا الصوم، ولا من إقامة شعائر الإسلام، لم تجب عليه الهجرة، لكن يستحب له أن يهاجر إلى حيث يكون إيمانه أقوى.
والخلاصة؛ أن الدين مقدم على الوطن، وحب الله تعالى وطاعته قبل حب الوطن.
ولكن هذا كله يقصد به الوطن، الذي هو الأرض التي عاش عليها الإنسان.
وليس المقصود الحدود السياسية التي وضعها المستعمر، فبلاد الاسلام هي كل بلد احتكمت إلى الشريعة الاسلامية، والواجب أن يكون للمسلمين نظام سياسي واحد؛ هو الخلافة، ولكن المقصود الارض التي عاش عليها الانسان، ونشا فيها، وفيها قومه وعشيرته، وموطن أجداده.
أما الوطن بمعنى النظام القائم؛ فإن كان نظاما كافرا، فهذا حبه رده عن الدين، وكيف يحب المسلم نظاما معاديا لله ورسوله، كما قال تعالى: {لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه .. الآية}.
وإن كان نظاما إسلاميا قائما بالشريعة؛ فحبه من الإيمان، لان الحب هنا لرجال مؤمنين يقومون بأمر الله تعالى، لان النظام ما هو إلا رجال يحكمون، وحب المؤمنين من الإيمان.
وأما قول الرجل أنا وطني؛
فهو نسبة إلى وطنه، وكل إنسان يصح له أن ينتسب إلى وطنه.
أما الحكم على قائل هذه العبارة؛
فينظر إلى مقصده من قوله، فإن قصد أنه ينصر حقوق الناس ولا يغشهم فهذا معنى صحيح، وإن كان يقصد الولاء للنظام فينظر إلى حال النظام كما أسلفنا.
وإن كان هذا اللفظ يطلق في الغالب على معنى مخالف للشرع، فلا يجوز إطلاقه، ولكن الحكم على قائله لا يكون إلا بعد الاستفصال عن قصده.
والله أعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - 01 - 08, 04:54 م]ـ
جزاك الله خيرا على النقل المفيد
ـ[أبو محمد أحمد بن عثمان]ــــــــ[06 - 01 - 08, 09:59 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[ابودُجانه]ــــــــ[08 - 01 - 08, 12:53 ص]ـ
أمين وفيكم بارك الله(46/70)
هل هناك من العلماء المعتبرين من قال بحياة الخضر الى الان
ـ[يبناوي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 09:24 ص]ـ
هل هناك من العلماء المعتبرين من قال بحياة الخضر الى الان
ـ[كريم أحمد]ــــــــ[03 - 01 - 08, 10:20 ص]ـ
القرطبي: عند تفسيره لقصة موسى عليه السلام مع الخضر (سورة الكهف) حيث قال: و مما يقضي بموت الخضر عليه السلام الآن قوله عليه السلام: (أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الارض أحد).
قلت: إلى هذا ذهب البخاري واختاره القاضي أبو بكر بن العربي، و الصحيح القول الثاني و هو أنه حي على ما نذكره. إهـ
النووي: في شرح مسلم عند شرحه لحديث: (أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض ... ) الحديث
قال رحمه الله: وقد احتج بهذه الأحاديث من شذ من المحدثين، فقال: الخضر عليه السلام ميت، والجمهور على حياته كما سبق في باب فضائله. إهـ
ـ[هانى محمد]ــــــــ[03 - 01 - 08, 12:24 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفضل أخى هذا الكتاب لعله يفيد
الردُّ على من زعمَ أنَّ الخضرَ عليه السلام حيٌّ
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=2992
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[الطالب علي]ــــــــ[05 - 01 - 08, 02:35 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[17 - 01 - 08, 11:39 م]ـ
جزاكم الله خيراً
العلامة ابن القيم في المنار المنيف حقق موت الخضر بالنص والإجماع (والمعقول من 10 أوجه) وأكمل بيان الأدلة محققُ الكتاب الشيخُ عبدُ الفتاح أبو غُدة فجزاهما الله خيراً(46/71)
يقول ان هناك كثير من الفتاوى في مجموع الفتاوى 37 مجلد فيها أخطاء لا يمكن نسبتها لأبن
ـ[يبناوي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 09:39 ص]ـ
لي أخ طالب علم جيد
يقول ان هناك كثير من الفتاوى في مجموع الفتاوى 37 مجلد فيها أخطاء لا يمكن نسبتها لأبن تيمية
ويقول ان باقي ابن تيمية رحمه الله ممتازة جدا مثل الفتاوى الكبرى ودرء تعارض العقل والنقل
فكل كتبه الاخرى يرتاح القلب لنسبتها لأبن تيمية ولكن
مجموع الفتاوى 37 يقول ان الذي حققه ليسوا بطلبة علم. فأتوا بالنساخ وجمعوا ما هب ودب من
المخطوطات المتوقعة لأبن تيمية وقام النساخ بنسخها دون اي تدقيق وضبط
ومثال ذلك التناقض الموجود في مجموع الفتاوى عن الخضر
وايضا عندما يضع السؤال والجواب
فيقول قال الاحناف كذا وقال الشافعية كذا
ـ[عبد العزيز بن سعد]ــــــــ[02 - 01 - 08, 02:41 م]ـ
الشيخ ابن قاسم رحمه الله يعرف خط الإمام ابن تيمية رحمه الله
وأسلوبه لمن تمرس في قراءة كتبه أيضا معلوم لا يخفى
والاختلاف الوارد مرده إلى أن الشيخ يفتي من بداية شبابه إلى وفاته، فقد يتغير اجتهاده كعادة أهل الاجتهاد المتبعين للدليل
وقد تكون الفتوى في بلد، ومراعاة حال ذلك البلد مقصود في الفتوى
أما التشكيك فليس له أي حجة مقنعة
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 02:48 م]ـ
مجموع الفتاوى 37 يقول ان الذي حققه ليسوا بطلبة علم. فأتوا بالنساخ وجمعوا ما هب ودب من
صحيح ان الذي حقق هذه الفتاوى ليسوا من طلبة العلم بل من مشايخ العلم و لله الحمد , فرحم الله العلامة ابن قاسم العاصمي و ابنه , و أرجو من هذا الأخ الفاضل قراءة مقدمة الشيخ ابن قاسم و قصة جمعه هو و ابنه لهذا المجموع ليعلم كيف تعبا في ذلك
و وجود بعض الفتاوى كمسألة الخضر علّق عليها العلامة ابن قاسم بما معناه: هكذا وُجدت او كلاما نحوه , و قد أطنب غير واحد من المشايخ في تحرير المسألة و ان هذه الفتيا ليست لشيخ الإسلام بالأدلة و البراهين فلتُراجع
و هناك كتاب قيم اسمه: " صيانة مجموع الفتاوى من السقط والتحريف " فليُراجع فهو مهم في بابه و كل تشكيكات الأخ لا تجدي نفعا لأن فتاوى شيخ الإسلام معروفة و يمكن مقارنة بعضها بما نقله العلماء من بعده في كتبهم ككتب العلامة الكرمي و السفاريني في آخرين و سيجدها موجودة في مجموع فتاويه رحمه الله
ثم أن قوله " يقول ان هناك كثير من الفتاوى في مجموع الفتاوى 37 مجلد فيها أخطاء لا يمكن نسبتها لأبن تيمية "
فهي مجرد دعوى! و لم يستطع صاحبك إلا أن يذكر فتوى الخضر و قد أُشبعت نقاشاً! فليس في ذلك جديد , فليأت بهذا الكثير ليُنظر فيه!
أما قوله " وايضا عندما يضع السؤال والجواب
فيقول قال الاحناف كذا وقال الشافعية كذا "
فما المشكلة في ذلك؟ وشيخ الإسلام رحمه الله من أوسع الناس إطلاعا على مذاهب السلف و الخلف بل كان أحد فقهاء الشافعية في زمنه يستعين به في مناظراته لفقيه شافعي آخر فيأتي له شيخ الإسلام بنقولات من المذهب الشافعي لا يعلمها المناظر الآخر و هذا دليل على سعة إطلاعه
فإذا كان رحمه الله يقول: لعلي أطالع في تفسير آية أكثر من مئة تفسير " فكيف بمقالات المذاهب و غيرها؟ ألا تقع له من جملة هذه المطالعة و غيرها؟
ـ[يبناوي]ــــــــ[06 - 01 - 08, 11:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
أخي المقدادي
اين رد اهل العلم على فتوة الخضر وانكار انها لأبن تيمية رحمه الله
وجزاك الله خيرا
بارك الله في علمكم ونفع بكم
ـ[المقدادي]ــــــــ[06 - 01 - 08, 03:55 م]ـ
وفقك الله
راجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=62736&highlight=%DD%CA%E6%EC+%C7%E1%CE%D6%D1+%CA%ED%E3%E D%C9
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[18 - 01 - 08, 12:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب ربما هذا الأخ قد التبس عليه بعض الأمور:
1 - لا يقول هذا من أدمن مطالعة كتب شيخ الإسلام.
2 - محقق الكتاب هو العلامة عبد الرحمن بن قاسم وليس دخيل على كتب ابن تيميّة واقرأ حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع (7 مجلدات) وستعرف من هو.
3 - لشيخ الإسلام أسلوب سار فيه في مؤلفاته كما بينه: الشيوخ الأفاضل:
أ- محمد أبو زهرة.
ب - بكر أبو زيد.
ج - صالح آل الشيخ.
4 - هناك كثير من المسائل يظن الظان أن شيخ الإسلام قال بها وليس الأمر كذلك.
5 - من أول ما من الله تعالى على شيخ الإسلام وعلى أهل السنة والجماعة بظهور مجموع الفتاوى وما قال بهذا أحد من العلماء مع أن الأساطين حضروها وقرؤوها أو قرأت عليهم وما قالوا تلك الأقوال بل هناك شئ اسمه الجمع بين الأقوال وكذلك توجيه أقواله وحتى الآن وأساطين العلماء ينهلون منها ويَعُلُّون من معينها الصافي
======= وفي النهاية ===== أخشى أن يكون هناك طاعن أراد أن يلبس على ذلك الأخ؛ لأن كتب شيخ الإسلام شجىً تغص بها حلوق ال ....... ومن ثم التشكيك في باقي كتبه و وهلم جرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106029&highlight=%DF%ED%DD+%CA%DE%D1%C3+%DF%CA%C8 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106029&highlight=%DF%ED%DD+%CA%DE%D1%C3+%DF%CA%C8)
وبالنسبة لموضوع وفاة الخضر عليه السلام فإن العلامة ابن القيم في المنار المنيف حقق موت الخضر عليه السلام بالنص والإجماع (والمعقول من 10 أوجه) وأكمل بيان الأدلة على ذلك محققُ الكتاب الشيخُ عبدُ الفتاح أبو غُدة فجزاهما الله خيراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/72)
ـ[سعدسعود]ــــــــ[21 - 01 - 08, 04:27 م]ـ
شيخ الاسلام رحمه الله علم على السنة
وقف عقبة كؤود أمام الخرافيين وأهل الضلال، من يقدح فيه أو في مؤلفاته فهو إما جاهل او ضال
احرجهم حيا وميتا، فهم يحاولون الغمز في قناته وهيهات
لم يستطيعوا النيل من ذاته فاتجهوا الى النيل من مصنفاته
تحت ستار كل يؤخذ من قوله ويرد وانه ليس بمعصوم، وهو كلام حق ولكن اريد به باطل
وقريبا وقعت يدي على كتاب حاول فيه مؤلفه التهوين من قدر شيخ الاسلام وأنه اخطأ في مسائل كثيره ..... !! في العقليات والنقليات.
واسم الكتاب معارك صحفيه ط 1428 دار ابن حزم
وآخر ابن تيميه والآخر.(46/73)
الإسعاف من إغاثة السقاف نسخة منقحة
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 02:31 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فهذه نسخة منقحة من كتاب: الإسعاف من إغاثة السقاف " للشيخ الفاضل عبدالله الخليفي.
للتحميل من المرفقات:
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 02:35 م]ـ
منقحة وموثقة ومزيدة
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 01 - 08, 09:32 م]ـ
و هذه النسخة المعدلة:
ـ[العوضي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 12:47 م]ـ
باركالله فيكما ...
ـ[أبو محمد]ــــــــ[12 - 01 - 08, 01:49 م]ـ
عفوا أخي المقدادي .. أي النسختين نحمل؟!
جزاك الله خيرا .. وجزى الشيخ عبد الله أيضا .. ونفع بكما ...
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 02:06 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو محمد و أجزل لك المثوبة
حمّل النسخة المعدلة في المشاركة رقم 3
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 02:08 م]ـ
باركالله فيكما ...
و فيك بارك الله أخي العوضي
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[17 - 02 - 08, 03:30 م]ـ
وفيك بارك أخي العوضي
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 07:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا خي المقدادي
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 06 - 08, 11:56 م]ـ
هذه نسخة فيها العديد من الفوائد الجديدة
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 12:16 ص]ـ
للرفع
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 - 08 - 08, 12:01 م]ـ
جزاك الله خيرا
تم التحميل
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[21 - 10 - 08, 10:40 م]ـ
وإياكي أختي العقيدة
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[31 - 03 - 10, 07:37 ص]ـ
نسأل الله لك التوفيق والسداد
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 09:19 ص]ـ
نسأل الله لك التوفيق والسداد
أخي الكريم عدد مشاركاتي لم يصل الى ال50 مشاركة لذا ميزة استقبال الرسائل الخاصة محضورة عليّ حتى الان.
وجزا الله الشيخ الخليفي خيرا الجزاء على هذه الرسالة الطيبة ولم أقرأها بعد لكن القيت عليها نظرة سريعة فقط.
ـ[أبو عبد الله أحمد بن نبيل]ــــــــ[03 - 04 - 10, 12:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو العباس ياسين علوين المالكي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 03:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا(46/74)
الله فوق سماوته وفوق العرش وهو العلي الأعلى
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[02 - 01 - 08, 08:51 م]ـ
إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،
من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا،
أؤمن بكل صفات الله والتي جاءت في كتاب الله وفي الحديث الصحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
أثبتها ولا أعطلها، بلا تفسير ولا تأويل ولا تكييف، ولا أثبت جارحة لله تعالى قط، إنما هي صفات لله
على الوجه اللائق بجلاله وعظمته، ولا أشبهه بمخلوقاته، ولا أقول عليه إلا ما قاله هو عن نفسه،
ولا أنفي أي من صفاته بحجة تنزيهه فأكذب نبيه صلى الله عليه وسلم،
أو بحجة أنها لم تتفق مع أصول وكلام هو من صنع البشر،
كما أؤمن أن الله ربي في السماء وعلى عرشه، أما بعد،
فهذه رسالة مختصرة عن إثبات أن الله فوق كل سماواته وفوق كل شيء وعلى عرشه،
جمعتها من أقوال أئمة العلماء والسلف الصالح في كتب العقيدة والحديث كما سنبين لاحقا،
وكثير منها في كتاب العلو لشيخنا الذهبي رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى،
ثم الله نسأل أن يتقبل هذا العمل فيكون لنا تقية من عذاب جهنم،
وهو الولي والمولى، آمين.
مصادر:
خلق أفعال العباد للبخاري - صحيح البخاري – صحيح مسلم
الشريعة للآجري - العلو للذهبي – اثبات العلو لابن قدامة – السنة لعبد الله بن أحمد – الايمان لابن منده
التوحيد لابن خزيمة – مسند أحمد بن حنبل –العقيدة لأحمد- صريح السنة للطبري- النقض على المريسي لعثمان الدارمي
الإبانة، ومقالات الإسلاميين للأشعري – شرح السنة للبربهاري – علوم الحديث للحاكم
الفتاوى لابن تيمية - التمهيد لابن عبد البر – شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز
اعتقاد أهل السنة للالكائي – حاشية ابن القيم على سنن أبي داود– تفسير القرطبي
...
مرفق الرسالة
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[02 - 01 - 08, 10:11 م]ـ
نستعرض بعض الأدلة والأقوال في المشاركات القادمة باذن الله تعالى
...
الأحاديث الصحيحة الصريحة الواردة في العلو والفوقية
1 - حديث أبي هريرة:
عن أبي هريره رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو إمرأته الى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها.
أخرجه مسلم (2/ 1060، رقم 1436).
2 - حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
أخرجه أبو داود والترمذي وصححه
3 - حديث زينب رضي الله عنها: أنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وتقول: (زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات)
رواه البخاري
4 - حديث معاوية بن الحكم السلمي قال كانت لي غنم بين أحد والجوانية فيها جارية لي فاطلعتها ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة وأنا رجل من بني آدم فأسفت فصككتها فأتيت النبي فذكرت ذلك له فعظم ذلك علي
فقلت يا رسول الله أفلا أعتقها قال ادعها فدعوتها فقال لها أين الله قالت في السماء
قال من أنا قالت أنت رسول الله
قال أعتقها فإنها مؤمنة هذا حديث صحيح رواه جماعة من الثقات عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية السلمي أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي
ورواه البزار والطبراني عن ابن عباس
ورواه أبو نعيم في المعرفة عن أبي هريرة
ورواه عبد الرزاق عن طاوس مرسلا عن حمزة بن عبد المطلب
وأخرجه ابن خزيمة وصححه الذهبي عن رجل من الأنصار
والنسائي في تفسيره عن عمر بن الحكم.
وابن شاهين في الصحابة عن عكاشة الغنوي
...
أخرج مسلم في صحيحه عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/75)
(بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ فَقُلْتُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقُلْتُ وَا ثُكْلَ أُمِّيَاهْ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ فَوَاللَّهِ مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي قَالَ إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ) وذكر الحديث حتى قوله:
(وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا قَالَ ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ)
ورواه البيهقي في الأسماء و الصفات
5 - وفي قصة سعد بن معاذ يوم بني قريظة، لما حكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سماوات.»
وهو حديث صحيح، أخرجه الأموي في مغازيه، وأصله في الصحيحين.
6 - حديث أبي هريرة قال رسول الله من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا طيب فإنها يتقبلها بيمينه ويربيها لصاحبها حتى تكون مثل الجبل
حديث صحيح أخرجه البخاري
7 - حديث أبي الدرداء:
عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
من اشتكى منكم أو اشتكى أخ له فليقل ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء الارض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت رب الطيبين انزل علينا رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ باذن الله.
أخرجه الحاكم (1/ 494، رقم 1272). وأخرجه أيضًا: أبو داود (4/ 12، رقم 3892).
................
8 - حديث علي بن أبي طالب (حديث الخوارج)
عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ
بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا قَالَ فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ وَأَقْرَعَ بْنِ حابِسٍ وَزَيْدِ الْخَيْلِ وَالرَّابِعُ إِمَّا عَلْقَمَةُ وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلَاءِ قَالَ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
أَلَا تَأْمَنُونِيوَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءًقَالَ فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ نَاشِزُ الْجَبْهَةِ كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ مُشَمَّرُ الْإِزَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ قَالَ وَيْلَكَ أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الْأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ قَالَ ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ قَالَ لَا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي فَقَالَ خَالِدٌ وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ قَالَ ثُمَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/76)
نَظَرَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُقَفٍّ فَقَالَ إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ وَأَظُنُّهُ قَالَ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ
(صحيح البخاري – صحيح مسلم.)
9 - روى أحمد في مسنده:حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا حسن بن محمد حدثنا بن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال: ان الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان قال فلا يزال يقال ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا فيقال فلان فيقولون مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان قال فلا يزال يقال لها حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله عز و جل وإذا كان الرجل السوء قالوا اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج فلا يزال حتى يخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا فيقال فلان فيقال لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنه لا يفتح لك أبواب السماء فترسل من السماء ثم تصير إلى القبر فيجلس الرجل الصالح فيقال له مثل ما قيل له في الحديث الأول ويجلس الرجل السوء فيقال له مثل ما قيل في الحديث الأول
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين
(أخرجه ابن خزيمة في التوحيد)
10 - عن ابن عمر قال: لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو بكر أيها الناس إن كان محمد إلهكم الذى تعبدون فإنه قد مات وإن كان إلهكم الذى فى السماء فإن إلهكم لم يمت ثم تلا {وما محمد إلا رسول} الآية
(البخارى فى تاريخه، وعثمان بن سعيد الدارمى فى الرد على الجهمية والأصبهانى فى الحجة قال ابن كثير: رجاله ثقات) أخرجه أيضًا: ابن أبى شيبة (7/ 427، رقم 37021)، والبزار (1/ 182، رقم 103)، قال الهيثمى (9/ 38): رجاله رجال الصحيح غير على بن المنذر وهو ثقة.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[02 - 01 - 08, 10:38 م]ـ
من أقوال التابعين
وقال الإمام البخاري في " خلق أفعال العباد ":
وقال ضمرة بن ربيعة، عن صدقة، سمعت سليمان التيمي، يقول: لو سئلت أين الله؟ لقلت في السماء، فإن قال فأين كان عرشه قبل السماء؟ لقلت على الماء، فإن قال: فأين كان عرشه قبل الماء؟ لقلت لا أعلم.
..
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[03 - 01 - 08, 08:45 م]ـ
محمد بن مصعب
حدثني أبو الحسن بن العطار محمد بن محمد قال سمعت محمد بن مصعب العابد يقول من زعم أنك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك لا يعرفك أشهد أنك فوق العرش فوق سبع سموات ليس كما يقول أعداء الله الزنادقة // إسناده صحيح
(السنة لعبد الله بن حنبل)
...
الحسن بن علي البربهاري في شرح السنة:
واعلم رحمك الله أن الكلام في الرب تعالى محدث وهو بدعة وضلالة ولا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه عز و جل في القرآن وما بين رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه فهو جل ثناؤه واحد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ربنا أول بلا متى وآخر بلا منتهى يعلم السر وأخفى وهو على عرشه استوى وعلمه بكل مكان ولا يخلو من علمه مكان.
....
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[03 - 01 - 08, 08:48 م]ـ
قول الآجري أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ في الشريعة (360 هجرية)
روى الآجري بسنده عن الضحاك: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم - المجادلة
قال: «هو على العرش، وعلمه معهم»
قال الآجري رحمه الله: وفي كتاب الله عز وجل آيات تدل على أن الله تبارك وتعالى في السماء على عرشه، وعلمه محيط لجميع خلقه
قال الله عز وجل: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير -الملك
وقال عز وجل: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه -فاطر
وقال تعالى: سبح اسم ربك الأعلى –الأعلى.
وقال عز وجل لعيسى عليه السلام: إني متوفيك ورافعك إلي – آل عمران
وقال جل ذكره: وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما -النساء
وقال عز وجل: لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما –الطلاق
....
ثم قال الآجري:
باب ذكر السنن التي دلت العقلاء على أن الله عز وجل على عرشه فوق سبع سماواته وعلمه محيط بكل شيء، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء
ثم ذكر نحو ما ذكرنا من الأحاديث الصحيحة الواردة في ذلك،
ثم قال رحمه الله:
فهذه السنن قد اتفقت معانيها ويصدق بعضها بعضا وكلها يدل على ما قلنا: إن الله عز وجل على عرشه، فوق سماواته، وقد أحاط علمه بكل شيء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/77)
ـ[أبو منة الله]ــــــــ[03 - 01 - 08, 08:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا
موضوع ممتاز
ـ[المقدادي]ــــــــ[03 - 01 - 08, 10:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[03 - 01 - 08, 11:20 م]ـ
أخوي الكرام المقدادي وأبو منة،
بارك الله فيكما،
جزاكما الله خيرا للمتابعة.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[03 - 01 - 08, 11:30 م]ـ
(أقوال الامام أبو بكر ابن خزيمة المتوفي في 311 هجرية)
باب ذكر استواء خالقنا العلي الأعلى
الفعّال لما يشاء على عرشه فكان فوقه وفوق كل شيء عاليا كما أخبر الله جلا وعلا في قوله الرحمن على العرش استوى ..
ثم قال أبو بكر ابن خزيمة:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الدَّشْتَكِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا فِي الْبَطْحَاءِ فِي عِصَابَةٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِيهِمْ إِذْ عَلَتْهُمْ سَحَابَةٌ فَنَظَرُوا إِلَيْهَا فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا اسْمُ هَذِهِ قَالُوا نَعَمْ هَذَا السَّحَابُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُزْنُ فَقَالُوا وَالْمُزْنُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْعَنَانُ ثُمَّ قَالَ وَهَلْ تَدْرُونَ كَمْ بُعْدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ قَالُوا لا وَاللَّهِ مَا نَدْرِي قَالَ فَإِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَهُمَا إِمَّا وَاحِدَةٌ وَإِمَّا اثْنَتَانِ وَإِمَّا ثَلاثٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فَوْقَهَا كَذَلِكَ حَتَّى عَدَّهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ كَذَلِكَ ثُمَّ قَالَ فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَعْلاهُ وَأَسْفَلِهِ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ مَا بَيْنَ أَظْلافِهِنَّ وَرُكَبِهِنَّ كَمَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ثُمَّ فَوْقَ ظُهُورِهِنَّ الْعَرْشُ بَيْنَ أَعْلاهُ وَأَسْفَلِهِ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ وَاللَّهُ فَوْقَ ذَلِكَ.
(رواه أبو داود)
وقال:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ وَسَطُ الْجَنَّةِ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ.
(الحديث رواه أحمد والبخاري)
قال أبو بكر: فالخبر يصرح أن عرش ربنا وجل وعلا فوق جنته وقد أعلمنا جل وعلا أنه مستو على عرشه فخالقنا عال فوق عرشه الذي هو فوق جنته.
وفي باب ذكر البيان أن الله عز وجل في السماء
كما أخبرنا في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه وكما هو مفهوم في فطرة المسلمين علمائهم وجهالهم أحرار هم ومماليكهم ذكراهم وإناثهم بالغيهم وأطفالهم كل من دعا الله جل وعلا فإنما يرفع رأسه إلى السماء ويمد يدية إلى الله إلى اعلاة لا إلى أسفل.
قال أبو بكر قد ذكرنا استواء ربنا على العرش في الباب قبل فاسمعوا لأن ما اتلو عليكم من كتاب ربنا الذي هو مسطور بين الدفتين مقروء في المحاريب والكتاتيب مما هو مصرح في التنزيل أن الرب جل وعلا في السماء لا كما قالت الجهمية المعطلة إنه في أسفل الأرضين. فهو في السماء عليهم لعائن الله التابعة.
ثم قال:
فَاسْمَعُوا يَا ذَوِي الْحِجَا دَلِيلا آخَرَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَنَّ اللَّهَ جَلا وَعَلا فِي السَّمَاءِ مَعَ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ فِرْعَوْنَ مَعَ كُفْرِهِ وَطُغْيَانِهِ قَدْ أَعْلَمَهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ بِذَلِكَ وَكَأَنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَنَّ خَالِقَ الْبَشَرِ فِي السَّمَاءِ،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/78)
أَلا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ يَحْكِي عَنْ فِرْعَوْنَ قَوْلَهُ (يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى) فَفِرْعَوْنُ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ يَأْمُرُ بِبِنَاءِ صَرْحٍ فَحَسِبَ أَنَّهُ يَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَفِي قَوْلِهِ (وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا) دَلالَةٌ عَلَى أَنَّ مُوسَى قَدْ كَانَ أَعْلَمَهُ أَنَّ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلا أَعْلَى وَفَوْقَ
وَأَحْسَبُ أَنَّ فِرْعَوْنَ إِنَّمَا قَالَ لِقَوْمِهِ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا اسْتِدْرَاجًا مِنْهُ لَهُمْ كَمَا خَبَّرَنَا جَلَّ وَعَلا فِي قَوْلِهِ (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا) فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ هَذِهِ الْفِرْقَةَ جَحَدَتْ يُرِيدُ بِأَلْسِنَتِهِمْ لَمَّا اسْتَيْقَنَتْهَا قُلُوبُهُمْ فَشُبِّهَ أَنْ يَكُونَ فِرْعَوْنُ إِنَّمَا قَالَ لِقَوْمِهِ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَقَلْبُهُ أَنَّ كَلِيمَ اللَّهِ مِنَ الصَّادِقِينَ لا مِنَ الْكَاذِبِينَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَكَانَ فِرْعَوْنُ مُسْتَيْقِنًا بِقَلْبِهِ عَلَى مَا أَوَّلْتُ أَمْ مُكَذِّبًا بِقَلْبِهِ ظَانًّا غَيْرَ صَادِقٍ.
وَخَلِيلُ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَالِمٌ فِي ابْتِدَاءِ النَّظَرِ إِلَى الْكَوَاكِبِ وَالْقَمَرِ وَالشَّمْسِ أَنَّ خَالِقَهُ عَالٍ فَوْقَ خَلْقِهِ حِينَ نَظَرَ إِلَى الْكَوَاكِبِ وَالْقَمَرِ وَالشَّمْسِ أَلا تَسْمَعُ قَوْلَهُ هَذَا رَبِّي وَلَمْ يَطْلُبْ مَعْرِفَةَ خَالِقِهِ مِنْ أَسْفَلَ إِنَّمَا طَلَبَهُ مِنْ أَعْلَى مُسْتَيْقِنًا عِنْدَ نَفْسِهِ أَنَّ رَبِّهِ فِي السَّمَاءِ لا فِي الأَرْضِ ..
ثم قال ابن خزيمة:
وقال جل وعلا (سبح اسم ربك الأعلى) فالأعلى مفهوم في اللغة أنه أعلى شيء وفوق كل شيء.
وقال:بَابُ ذِكْرِ سُنَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلمالْمُثْبَتَةِ أَنَّ اللَّهَ جلا وعلا فوق كلّ شيء وأنه فِي السماء
1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَتَتْ فَاطِمَةُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَتْهُ خَادِمًا فَقَالَ لَهَا،
قُولِي اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَقَالَ مَرَّةً وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ،
اقْضِ عَنَّا الدَّيْنِ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ.
(الترمذى - حسن غريب - وابن ماجه، وابن حبان)
2 - و عن أَبُي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَلائِكَةُ يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةُ بِاللَّيْلِ وَمَلائِكَةُ بِالنَّهَارِ ويَجْتَمِعُونَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي قَالُوا تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّون.
(متفق عليه)(46/79)
علم الكلام وشيخ الإسلام ابن تيمية؟
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[02 - 01 - 08, 11:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في كتاب لوامع الأنوار
عرف السفاريني علم العقائد أو اصول الدين
بالعلم الكلام ...
قال رحمه الله
"وعلم الكلام هو علم يقتدر معه اثبات العقائد الدينية أي المنسوبة
إلي دين النبي صلي الله عليه وسلم وان لم تكن مطابقة للواقع لعدم اخراج
الخصم المعتزلة والجهمية والقدرية والجبرية والكرامية وغيرهم
عن ان يكون من علماء الكلام وان خطأناه أو كفرناه.
وقيل تعريف علم الكلام الذي هو التوحيد وأصول الدين:
العلم بالعقائد الدينية عن الأدلة اليقينية ..... الخ انتهي
وله فصل في كتابه يذكر فيه علم الذي نهي عنه الائمة
ثم يذكر سؤالا
فان قلت اذا كان علم الكلام بالمثابة التي ذكرت والمكانة التي عنها برهنت فكيف ساغ للإئمة الخوض فيه والتنقيب ما يحتويه؟ ثم انك أتيت ما عنه نهيت وح1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ت ما عن نفرت ... الخ
ثم يجيب ومن ضمن جوابه يقول رحمه الله "بل العلم الذي نهينا عنه غير الذي ألفنا فيه
والكلام الذي حذرنا منه غير الذي صنف فيه كل امام وحافظ وفقيه
فعلم الكلام الذي نهي عنه ائمة الإسلام هو العلم المشحون بالفلسفة والتأويل
والالحاد والاباطيل وصرف الآيات القرآنية عن معانيها الظاهرة
والآخبار النبوية عن حقائقها الباهرة دون علم السلف ومذهب الآثر
وماجاء في الذكر الحكيم وصحيح الخبر" انتهي
وسبب تسميتهم بالكلام هو ما ذكره السفاريني
"ويسمي أيضا بعلم الكلام لأن مباحثه كانت معنونة في كتب القدماء
بقولهم الكلام في كذا
أو لأن مباحثه أشهر مواضع الخلاف في مسئلة كلام الله تعلي " انتهي (لوامع)
هل توافقون علي ما يقوله العلامة السفاريني؟
الذي فهمت من هذا المصطلح المتكلم وعلم الكلام عند المتأخرين
هم علماء العقائد دون الفقه والنحو وغيره من العلوم
وهو غير ما روي عن الأئمة السلف من ذمه ...
ويمكن ان يدخل فيه كل احد من الفرق
علماء العقائد من الأمامية
والأشاعرة والماتريدية واهل الحديث
يسمون في عرف المتأخرين بالمتكلمين
علماء الكلام ...
لأنه قال "وان لم تكن مطابقة للواقع لعدم اخراج
الخصم المعتزلة والجهمية والقدرية والجبرية والكرامية وغيرهم
عن ان يكون من علماء الكلام وان خطأناه أو كفرناه"
علي تعريف العلامة السفاريني من هنا نفهم لماذا يسمون
فلان ابن فلان المتكلم في كتب تراجم مثلا سير الإعلام
والأشاعرة عندما يذكرون في كتب تراجم فلان المتكلم يعنون به انه من علماء العقائد وأصول الدين
وكذلك في السير الإمام الذهبي مثلا في ترجمة الإمام ابي الحسن الأشعري ...
وسؤال الأول:
علي تعريف السفاريني هل يمكن ان يقال عن شيخ الإسلام ابن تيمية انه متكلم؟
اي من علماء العقائد
لأن الإمام كان من اعلم الناس بالفرق وعقائدهم
وعقائد الفلاسفة وعلم الكلام واختلافهم
وما رأي الأخوة الأفاضل في تعريف علم الكلام ... وتفريقه بين المذموم
والممدوح ...
كأن الخلاف في المصطلح ...
ـ[فيصل]ــــــــ[04 - 01 - 08, 11:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بالنسبة للكلام المذموم على لسان السلف فقد بين المراد بهذا شيخ الإسلام ومما رسخ في ذهني مما فهمته من كلامه أنهم لا يذمون -بالطبع- مجرد الكلام الذي يتكلم به الآدمي إذ هم وغيرهم من بني آدم يتكلمون، ولا هو ذم الجدال بالتي أحسن مع المبتدعة وغيرهم فهذا فعله الشافعي مع حفص وغيره مع ذم الشافعي الشديد للكلام، ولا هو الاحتجاج بالأدلة العقلية الشرعية إذ هذا صنعه أحمد بل القرآن والسنة مملوءة بذكر هذا وذكر احتجاج إبراهيم عليه السلام وغيره، فإن قيل: فماهو إذن الكلام الذي ذمه السلف؟؟ قيل المراد بالذم هو تلكم الطرق في الاستدلال المتضمنه المقدمات الباطلة والألفاظ المجملة التي أخذها المتكلمة عن بعض الفلاسفة والتي يريد المتكلمة إثبات الصانع بها -أو إثبات المعاد وغيره- كطريقة الأعراض وأنها لازمة للجسم وما لا يخلو من الحوادث إلخ والتي يلزم منها إبطال ما جاء في الكتاب والسنة، فهي في نفسها-اعني تلك المقدمات والالفاظ- إما باطله كالجوهر الفرد وغيره أو مجملة تحتمل الصحة والبطلان والمهم أنها تؤدي لباطل هو نفي الصفات أو قيام الأفعال به سبحانه بمشيئته وغير ذلك، وأذكر أن بعض السلف قد قال في وصف علم الكلام: "باطل يدل على باطل"
هذا ما عندي على عجل والله أعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 01 - 08, 06:07 م]ـ
وسبب تسميتهم بالكلام هو ما ذكره السفاريني
"ويسمي أيضا بعلم الكلام لأن مباحثه كانت معنونة في كتب القدماء
بقولهم الكلام في كذا
أو لأن مباحثه أشهر مواضع الخلاف في مسئلة كلام الله تعلي " انتهي (لوامع)
هل توافقون علي ما يقوله العلامة السفاريني؟
هذا فيه نظر، فإن الكلام موجود قبل محنة خلق القرآن.
ولعل الأرجح في التسمية، أن (الكلام) يطلق أول ما يطلق في عرف الأئمة على الجدال والتنطع في الدين من غير علم ولا سنة مع كثرة الكلام والنقاش. ثم تعين في الاصطلاح على من سلك في باب الإلهيات تلك المقدمات المعروفة مثل دليل الإمكان ودليل الأعراض وما يتبع هذه القضية من المسائل.
فشيخ الإسلام ليس متكلما، بل هو منتقدي الكلام والمتكلمين.
كما أنه ليس نصرانيا ولا يهوديا، بل هو منتقدي اليهود والنصارى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/80)
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[05 - 01 - 08, 09:18 م]ـ
.
فشيخ الإسلام ليس متكلما، بل هو منتقدي الكلام والمتكلمين.
كما أنه ليس نصرانيا ولا يهوديا، بل هو منتقدي اليهود والنصارى.
أعتقد أن هذا القياس لا يصح لأن النصرانية دين واليهودية دين، أما الكلام فليس بدين.
فما رأيك؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - 01 - 08, 10:17 م]ـ
أعتقد أن هذا القياس لا يصح لأن النصرانية دين واليهودية دين، أما الكلام فليس بدين.
فما رأيك؟
ذلك فرق لا يؤثر، فليس ذاك الوجه مناط القياس.
بل مناطه (الاشتغال بالبحث والردود)،
فشيخ الإسلام يبحث في دقائق اليهودية والنصرانية، وألف (الجواب الصحيح) وغيره في الرد على أصحابهما.
لكن ليس معنى هذا أنه يهودي ولا أنه نصراني.
لماذا؟
لأنه لم يكن يخضع للمناهج اليهودية المغضوبة ولا للنصرانية الضالة.
(اللهم إلا أن فسرنا اليهودية بـ"اتباع موسى" وفسرنا النصرانية بـ"مناصرة عيسى" عليهما السلام)
وكذلك هو رحمه الله يبحث في دقائق الكلام والفلسفة، وألف (درء التعارض) وغيره في الرد على أصحابهما.
لكن ليس معنى هذا أنه متكلم ولا أن متفلسف.
لماذا؟
لأنه لم يكن يخضع للمناهج الكلامية المتناقضة ولا للفلسفية السوفاسطائية.
(اللهم إلا أن فسرنا الكلام بـ"الدفاع عن العقائد" وفسرنا الفلسفة بـ"الحكمة والرقائق")
فنرجو إمعان النظر قبل الرد، والله الموفق.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[07 - 01 - 08, 03:06 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا(46/81)
مساعدة عندي بحث في كون أسماء الله غير محصورة بعدد
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[03 - 01 - 08, 11:31 م]ـ
عندي بحث في كون أسماء الله غير محصورة بعدد وقد وقفت على كلام الخطابي وشيخ الإسلام والنووي
ولكني أريد من صرح بذلك غير هؤلاء من أئمة السلف فهل من يساعدني وله مني الدعاء
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[04 - 01 - 08, 05:38 م]ـ
أو استأثرت به في علم الغيب عندك
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[04 - 01 - 08, 08:35 م]ـ
أنظر في ذلك تواليف الدكتور محمد خلفية التميمي و الدكتور محمود عبد الرزاق الرضواني فهي مظنة لما سألت عنه،،،
و فقكم الله ...
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 09:21 م]ـ
راجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=116031
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 01 - 08, 06:11 م]ـ
بحث الدكتور الرضواني منتقد بعض الشيء. وينظر (صيد الفوائد). .
ـ[أبوصخر]ــــــــ[05 - 01 - 08, 06:15 م]ـ
و لا تنسَ أيضا شرح الأخت الفاضلة كاملة الكواري للقواعد المثلى للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-، فستجد فيه ما يُعينك ان شاء الله.
و الله الموفق
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[05 - 01 - 08, 10:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الإخوة لكن إلى ساعتي هذه لم أعثر على كلام لأحد من السلف سوى من ذكرت
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - 01 - 08, 10:08 م]ـ
أكثر مدار كلام السلف على (الوصف) و (الثناء) و (المحامد)، و (الأسماء) داخل فيها.
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[06 - 01 - 08, 11:37 م]ـ
أخي نضال جزيت خيرا
لو تأتيني بكلام عن أحد أئمة السلف في أن الوصف غير محصور
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - 01 - 08, 01:40 ص]ـ
أخي نضال جزيت خيرا
لو تأتيني بكلام عن أحد أئمة السلف في أن الوصف غير محصور
بارك الله فيك.
قال الشافعي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في خطبة الرسالة:
(ولا يبلغ الواصفون كنه عظمته الذي هو كما وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقه).
بل يكفينا قول نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
(لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)
وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في حديث الشفاعة:
(فأخر ساجدا فأحمد ربي بمحامد يفتحها علي لا أحصيها الآن)
فحصر الوصف والثناء والمحامد غير مقدورة للعباد، والله أعلم.
ـ[أبو إبراهيم الحنبلي]ــــــــ[07 - 01 - 08, 09:08 م]ـ
اعلم أنه لم يصح عنه عليه الصلاة والسلام تعيين الأسماء الحسنى، والحديث المروي في ذلك ضعيف (1)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (2): تعيينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بحديثه ا. هـ.
وقال الحافظ ابن كثير (3): والذي عوَّل عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيها. هـ.
وقد جمع العلامة ابن عثيمين تسعة وتسعين اسماً مما ظهر له من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم (4).
ـــــــــــــ
(1) وهو حديث أبي هريرة الطويل أخرجه الترمذي (3507) وابن ماجه (3861).
(2) انظر: مجموع الفتاوى 6/ 382.
(3) انظر: تفسير ابن كثير 3/ 515
(4) انظر: القواعد المثلى ص39.(46/82)
ما رأيكم بكلام الشيخ ابن جبرين عن الحلف بالمصحف (حكم و رب المصحف)
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[04 - 01 - 08, 12:16 ص]ـ
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين عن حكم قول (و رب المصحف)؟
فقال: لا يجوز هذا القسم، لأن المصحف هو كلام الله سبحانه، و كلام الله صفة من صفاته، و لذلك لو قلت ورب المصحف أو و رب القرآن جعلت القرآن مخلوقا. و نظير ذلك لو قلت: و رب الرحمن، و رب الرحيم، و رب القادر.
و إضافة المُقْسَم به لله سبحانه يكون في المخلوقات المضافة إلى الله سبحانه مثل:
ورب الكعبة، و رب البيت، و نحوها.
و لذلك إذا أتيت لتقسم بالمصحف فتقسم به مجردا فتقول: و المصحف، و القرآن.
" مما سمعته من الشيخ ابن جبرين في برنامج الجواب الكافي و نقلته بتصرف ".
أرجوا الجواب خصوصا و قد نقل شيخ الاسلام هذا الأثر عن ابن عباس في مجموع الفتاوى (ج12 ص505):
وعن عكرمة قال: كان ابن عباس في جنازة، فلما وضع الميت في لحده قام رجل وقال: اللهم رب القرآن اغفر له، فوثب إليه ابن عباس فقال: مه؟! القرآن منه.
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الله الشمالي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 02:52 ص]ـ
أفتى بعض أهل العلم بالجواز استناداً إلى أن المصحف كلام الله وكلام الله صفته والحلف بالصفة جائز والله أعلم.المرجو من الإخوة الإفادة أكثر.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 03:44 ص]ـ
أفتى بعض أهل العلم بالجواز استناداً إلى أن المصحف كلام الله وكلام الله صفته والحلف بالصفة جائز والله أعلم.المرجو من الإخوة الإفادة أكثر.
هذا يستقيم إذا كان الحالف يقول: بكلام الله أو بالقرآن.
وعليه يلزم كل أهل العلم أن يقولوا بالجواز.
ولكن مسألتنا ليست الحلف بالصفة بل الحلف بإضافة الصفة لله , كأن تقول: ورب كلام الله , ورب الخالق , ورب المدبر.
وهذا الممنوع.
لكن أنبه: أن المصحف قد يقصد به الحالف المكتوب وغلافه _ على الاصل _ فهذا مخلوق , فإن قال: ورب المصحف فلا بأس.
وإن قصد بالمصحف كلام الله _ وهو غريب _ فهذا هو المنزل الغير مخلوق , فهنا يمنع.
ـ[عبدالعزيز السريهيد]ــــــــ[04 - 01 - 08, 01:23 م]ـ
يجوز الحلف بالقرآن لأن القرآن كلام الله وهو صفة من صفاته - أي الكلام - والحلف بالصفة جائز مثل: ويمين الله كذا. وأما دعاء الصفة فمحرم مثل: يا رحمة الله.
أما الحلف بالمصحف ففيه تفصيل: فإن حلف بالمصحف وهو يريد الورق فهذا محرم وهو شرك أصغر لأنه حلف بمخلوق وهو الورق. أما إن حلف بالمصحف وهو يريد ما يحويه من كلام الله فهذا جائز.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 02:17 م]ـ
يا إخوة بارك الله فيكم، السؤال هنا ليس الحلف بالمصحف لكن بعبارة 'و رب المصحف' أما الحلف بالمصحف جائز و لا إشكال فيه، بارك الله فيكم.
لكن هذا الأثر قال فيه السيوطي في "اللآلئ المصنوع" رجاله ثقات.
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 02:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
فماذا يقال في هذا الحديث - أعرف الاجابة و لكن للتدارس -
عن أبي هريرة مرفوعا: يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يا رب حله فيلبس تاج الكرامة ثم يقول يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ثم يقول يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقال له اقرأ وارق ويزداد بكل آية حسنة. رواه الترمذي و قال حسن صحيح و صحح إسناده عبد الحق الأشبيلي و المنذري و حسنه الألباني
فنحن لسنا أعلم من القران بحاله فهو يقول: يارب!!
فماذا يقال؟
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[04 - 01 - 08, 10:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذا نقل للشيخ بكر أبو زيد شفاه الله
في المناهي اللفظية
والقرآن: ?
الحلف بصفة من صفات الله تعالى مثل: القرآن. والمصحف. وآيات الله.
وعزة الله. وقدرة الله.
وحياة الله.
وعلم الله.
قاعدة الشريعة المطردة، أنه لا يجوز الحلف والقسم إلا بِاللهِ - تعالى - أو باسم من أسمائه، أو صفة من صفاته - سبحانه -؛ لأن الحلف يقتضي التعظيم الذي لا يشاركه فيه أحد، وهذا لا يصرف إلا لله تعالى؛ ولهذا كان الحلف بغير الله - تعالى - من المخلوقين كافة: شركاً بالله، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((منْ حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)) أي: شركاً أصغر؛ لأن من يؤمن بالله إذا حلف بغيره، لا يقصد أن عظمة المخلوق المحلوف به مثل عظمة الله الخالق سبحانه، وبهذا التعليل صرف علماء التوحيد ظواهر هذه النصوص من الحديث المذكور وما في معناه إلى هذا المعنى: (الشرك الأصغر الذي لا يخرج عن الملة) أما إذا اعتقد المساواة فهو شرك أكبر. إذا عُرِف هذا فإن الحلف بصفة من صفات الله المذكورة، يمين شرعية منعقدة، يجب على من حنِث بها: الكفَّارة.
لكن إذا كان الحلف بصفة من صفات الله - تعالى - المذكورة، تستنكره نفوس العامة، فعلى المسلم احتساب الأجر بصرف حلفه بالله تعالى، وبعد تبصيرهم بجواز الحلف بصفة من صفات الله تعالى، فلا عليهم إذا فقهوا؛ إذ القلوب ضعيفة، والشُّبهُ خطافةٌ.
إذا عُلِم هذا فإن الحلف بالمصحف أو بلفظ: ((والقرآن الكريم)) هو حلف بصفة من صفات الله - سبحانه -؛ إذ القرآن مشتمل على كلام الله، وكلام الله من صفاته، فصار كما لو قال الحالف: ((وكلام الله)) فهذا حلف جائز، وقد أقام هذا أهل السنة على أهل البدعة مقام الحجة عليهم في قولهم الباطل: ((بخلق القرآن)). ولا يشكل عليك أن الحالف بالمصحف قد يريد الحلف بالورق والجلد؛ لأنَّ المصحف الكريم لا يسمى مصحفاً إلا بما فيه من كلام الله المجيد.
واعلم أيضاً: أنَّ الحلف بآيات الله، الجائز، هو الحلف بآيات الله الشرعية: ((القرآن الكريم))، أما الحلف بآيات الله الكونية القدرية وهي مخلوقاته من إنس وجن فلا يجوز قولاً واحداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/83)
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[05 - 01 - 08, 07:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا"
أخى عبد الرحمن النافع - نفع الله بك
لى ملاحظة فى عنوان مقالك - فليس منا يُطلب الرأى فى فتوى من فتاوى عالم جليل كالعلامة ابن جبرين واقرانه، وانما هو التناقش والتباحث والتدارس.
،، ولى ايضا مدارسة فى هذا الموضوع، فانى استشكل اجمال الشيخ - حفظه الله - فى الحكم بعدم جواز القسم بلفظ " رب القرآن " وجعله قولا" واحدا فى الإثم
،، ووجه الاستشكال ان الشيخ - حفظه الله تعالى - قد فرق بين اللفظين، فجعل الصفة منفكة عن الموصوف، فمن حلف قاصدا" ذلك فعلا" (اعنى جعل الصفة لغير الموصوف)، فهو لاشك آثم لا محالة، بل يقع فى الكفر الأكبر اذا قصد ان الله عز وجل هو خالق القرآن، او ان لفظ " رب "، تعنى عموم معنى الخالق
،، ولكن لو ان الحالف، قد قصد فى نيته، بان يحمل لفظ " الرب "، على معناها اللغوى، كما يقال لصاحب الدار: رب الدار، فحينئذ يستقيم المعنى ولم يكن إثما"
ونظير ذلك فى التنزيل فى قوله عز وجل:
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} الصافات180
يقول العلامة الفوزان فى شرح العقيدة الواسطية:
ولهذا قال: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل. وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب.
الشرح:
المفردات:
ولهذا: تعليل لما سبق من كون كلام الله وكلام رسله أصدق وأحسن.
سبحان: اسم مصدر من التسبيح وهو التنزيه.
ربك: الرب هو المالك السيد المربي لخلقه بنعمه.
العزة: القوة والغلبة والمنعة. وإضافة الرب إلى العزة من إضافة الموصوف إلى الصفة.
يصفون: أي يصفه به المخالفون للرسل مما لا يليق بجلاله.
وسلام: قيل: هو من السلام بمعنى التحية. وقيل: من السلامة من المكاره.
على المرسلين: الذين أرسلهم الله إلى خلقه وبلغوا رسالات ربهم، جمع مرسل وتقدم تعريفه.
العالمين: جمع عالم وهم كل من سوى الله.
وقال الشيخ الغنيمان فى شرح كتاب التوحيد:
أما قول الله جل وعلا: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون َ} [الصافات:180] فمعنى رب العزة هنا: صاحب العزة التي هي صفته، ورب يأتي بمعنى صاحب، كما يقال: رب الدار ورب الدابة ورب الكتاب، أي: صاحبه.
،، قلت، فعلى ما تقدم، هل يمكن القول بالتفصيل لمن حلف بهذا اللفظ " ورب القرآن "، على حسب قصده ونيته:-
- فمن أراد وقصد ان القرآن مخلوق، فهو هالك لا محالة
- ومن قصد ان يحلف بما انزل الله عز وجل وهو القرآن باعتبار انه سبحانه هو المتكلم به منه بدأ واليه ينتهى كاضافة الموصوف الى الصفة كما فى الآية الكريمة، فلا اظن وقوعه فى الحرج، او ان به بأس والله تعالى اعلم
فهل يمكن القول بالتفصيل فى المسألة على هذا النمط، ام ان هذا القول ليس بشئ،
،، وإن كانت الثانية، فهل اجد ما يرفع الاستشكال؟
وجزاكم الله خيرا"
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 01 - 08, 05:48 م]ـ
هل العزة في الآية عزة الرب أم غيرها؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 01 - 08, 05:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
فماذا يقال في هذا الحديث - أعرف الاجابة و لكن للتدارس -
عن أبي هريرة مرفوعا: يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يا رب حله فيلبس تاج الكرامة ثم يقول يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ثم يقول يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقال له اقرأ وارق ويزداد بكل آية حسنة. رواه الترمذي و قال حسن صحيح و صحح إسناده عبد الحق الأشبيلي و المنذري و حسنه الألباني
فنحن لسنا أعلم من القران بحاله فهو يقول: يارب!!
فماذا يقال؟
القرآن المذكور تمثيل لنفس قراءة القارء، لا الكلام المقروء. بدليل قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (فيقول)، والقول لا يقول. وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (فيقال له: اقرأ وارق ويزداد بكل آية حسنة) أي بكل قراءته للآية لا بمجرد وجود الآية.
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[05 - 01 - 08, 11:49 م]ـ
هل العزة في الآية عزة الرب أم غيرها؟
وفقك الله
ذكر الشيخ صالح آل شيخ - فى شرحه للواسطية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/84)
ثم قال بعدها ?رَبِّ الْعِزَّةِ? ?سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ? بمعنى صاحب العزة، بمعنى ذي العزة، المتصف بالعزة.
والعزة صفة لله جل وعلا، ومن أسمائه سبحانه وتعالى العزيز.
والعزيز هو الذي كملت له أوصاف العزة.
والعزة في الكتاب والسنة جاءت ـ يعني التي يتصف الله جل وعلا بها ـ جاءت على ثلاث معان:
* الأول العزة التي هي بمعنى الامتناع والغنى وعدم الحاجة، الامتناع عمن يغالب أو عمن يسيء والغنى ـ هذه كلها معنى واحد ـ والغنى عن الخلق.
* والثاني العزة بمعنى القهر والغلبة.
* والثالث العزة بمعنى القوة، طبعا معنى القوة الخاصة، قوة لا يقوى عليها قوة لا يند عنها شيء
وهذه هي التي ذكرها ابن القيم هذه المعاني الثلاث في النونية
حيث قال في بيان معاني اسم الله العزيز قال رحمه الله:
وهو العزيز فلن يرام جنابه
أنى يُرامُ جنابُ ذي السلطان
وهو العزيز القاهر الغلابُ لم
يغلبه شيء هذه صفتان
وهو العزيز بقوة هي وصفه
فالعز حينئذ ثلاث معاني
وهي التي كملت له سبحانه
............ إلى آخر ما قال
هنا ذكر الثلاث، معاني العزة، قال (وهو العزيز فلن يرام جنابه)، وهذا هو الأول وهي عزة الامتناع وهي التي بمعنى الغنى التام والامتناع عن أن يضره أحد كما قال (إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني) وكذلك عن أن ينفعه أحد امتناع عن أن ينفعه أحد (ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني) هذا المعنى الأول
وهو العزيز فلن يرام جنابه
أنى يُرامُ جنابُ ذي السلطان
المعنى الثاني قال (وهو العزيز القاهر الغلابُ) العزة بمعنى القهر والغلبة (لم يغلبه شيء هذه صفتان).
ثم المعنى الثالث وهو العزيز بقوة هي وصفه.
أما الثالث وهو العزيز بمعنى ذو القوة الكاملة العظيمة التي لا يقوى عليها شيء فهذه تكون في الكتاب والسنة في فعلها من عَز يعَز بالفتح، كما قال سبحانه مثلا في سورة يس ?فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ? يعني قوينا وأيدنا بثالث.
وأما العزة بمعنى الامتناع فهذه يأتي فعلها مكسورا عَز يعِز.
وأما القهر والغلبة فيكون فعلها المضارع مضموما عز يعُز عِزة، المصدر في الجميع عزة، لكن المضارع يختلف المعنى، هكذا قرره ابن القيم وغيره ـ العلماء ـ.
......
نعم القهر والغلبة هذه متعدية، والقوة هذه لازمة.
قال ?عَمَّا يَصِفُونَ? ?سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ?.
وبهذا يصح أن تقول لله جل وعلا بهذا الدليل رب الرحمة، رب السمع، رب البصر، رب العزة، رب الجمال، رب النور، ونحو ذلك بمعنى صاحب يعني المتصف بهذه.
والله تعالى اعلم
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[06 - 01 - 08, 12:24 ص]ـ
القرآن المذكور تمثيل لنفس قراءة القارء، لا الكلام المقروء. بدليل قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (فيقول)، والقول لا يقول. وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (فيقال له: اقرأ وارق ويزداد بكل آية حسنة) أي بكل قراءته للآية لا بمجرد وجود الآية.
تكلفت فى ردك اخى الكريم، فلا القراءة تقول، ولا القول يقول
،، وانما يقال ان الله عز وجل يجعل ثواب القراءة فى هذه الهيئة، كما جعل سبحانه الموت على هيئة كبش، والاعمال توزن بالموازين، والبطاقة توزن السجلات،و كما يجعل سبحانه ثواب قراءة سورتى البقرة وآل عمران على هيئة غيامتين تظلان صاحبهما يوم القيامة
،، والاولى من ذلك كله أن يقال ان احكام الآخرة مغايرة لاحكام الدنيا وهى من الغيب الواجب الايمان به بدون تكلف معرفة الكيف، والله تعالى اعلم
،، وفى مقدمة ابن رجب الجواب الشافى:-
وقيل بل الله عز و جل يمثل أعمال بني آدم وأقوالهم صورا ترى يوم القيامة وتوزن كما قال النبي صلى الله عليه و سلم يأتي القرآن يوم القيامة تقدمه البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من طير صواف وقال كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان خفيفتان على اللسان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وقال أثقل ما يوضع في الميزان الخلق الحسن المؤمن يأتيه عمله الصالح في قبره في أحسن صورة والكافر يأتيه عمله في أقبح صورة وروي أن الصلاة والزكاة والصيام وأعمال البر تكون حول الميت في قبره تدافع عنه وأن القرآن يصعد فيشفع له
،، وفى الترمذى:
حدثنا محمد بن إسمعيل أخبرنا هشام بن إسمعيل أبو عبد الملك العطار حدثنا محمد بن شعيب حدثنا إبراهيم بن سليمان عن الوليد بن عبد الرحمن أنه حدثهم عن جبير بن نفير عن نواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران قال نواس وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال تأتيان كأنهما غيابتان وبينهما شرق أو كأنهما غمامتان سوداوان أو كأنهما ظلة من طير صواف تجادلان عن صاحبهما وفي الباب عن بريدة وأبي أمامة قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم أنه يجيء ثواب قراءته كذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث وما يشبه هذا من الأحاديث أنه يجيء ثواب قراءة القرآن وفي حديث النواس عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ما فسروا إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم وأهله الذين يعملون به في الدنيا ففي هذا دلالة أنه يجيء ثواب العمل.
تحقيق الألباني:
صحيح
وقال النووى:
قوله صلى الله عليه و سلم فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان قال أهل اللغة الغمامة والغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه من سحابة وغبرة وغيرهما قال العلماء المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين قوله صلى الله عليه و سلم أو كأنما فرقان من طير صواف وفي الرواية الأخرى كأنهما حزقان من طير صاف الفرقان بكسر الفاء واسكان الراء والحزقان بكسر الحاء المهملة واسكان الزاي ومعناهما واحد وهما قطيعان وجماعتان يقال في الواحد فرق وحزق وحزيقة أي جماعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/85)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[06 - 01 - 08, 12:51 ص]ـ
ما صحه هذا الاثر الذى ذكره اخونا النافع:
وعن عكرمة قال: كان ابن عباس في جنازة، فلما وضع الميت في لحده قام رجل وقال: اللهم رب القرآن اغفر له، فوثب إليه ابن عباس فقال: مه؟! القرآن منه.؟؟؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - 01 - 08, 03:58 م]ـ
تكلفت فى ردك اخى الكريم، فلا القراءة تقول، ولا القول يقول
،، وانما يقال ان الله عز وجل يجعل ثواب القراءة فى هذه الهيئة، كما جعل سبحانه الموت على هيئة كبش، والاعمال توزن بالموازين، والبطاقة توزن السجلات،و كما يجعل سبحانه ثواب قراءة سورتى البقرة وآل عمران على هيئة غيامتين تظلان صاحبهما يوم القيامة
،، والاولى من ذلك كله أن يقال ان احكام الآخرة مغايرة لاحكام الدنيا وهى من الغيب الواجب الايمان به بدون تكلف معرفة الكيف، والله تعالى اعلم
،، وفى مقدمة ابن رجب الجواب الشافى:-
وقيل بل الله عز و جل يمثل أعمال بني آدم وأقوالهم صورا ترى يوم القيامة وتوزن كما قال النبي صلى الله عليه و سلم يأتي القرآن يوم القيامة تقدمه البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من طير صواف وقال كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان خفيفتان على اللسان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وقال أثقل ما يوضع في الميزان الخلق الحسن المؤمن يأتيه عمله الصالح في قبره في أحسن صورة والكافر يأتيه عمله في أقبح صورة وروي أن الصلاة والزكاة والصيام وأعمال البر تكون حول الميت في قبره تدافع عنه وأن القرآن يصعد فيشفع له
،، وفى الترمذى:
حدثنا محمد بن إسمعيل أخبرنا هشام بن إسمعيل أبو عبد الملك العطار حدثنا محمد بن شعيب حدثنا إبراهيم بن سليمان عن الوليد بن عبد الرحمن أنه حدثهم عن جبير بن نفير عن نواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران قال نواس وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال تأتيان كأنهما غيابتان وبينهما شرق أو كأنهما غمامتان سوداوان أو كأنهما ظلة من طير صواف تجادلان عن صاحبهما وفي الباب عن بريدة وأبي أمامة قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم أنه يجيء ثواب قراءته كذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث وما يشبه هذا من الأحاديث أنه يجيء ثواب قراءة القرآن وفي حديث النواس عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ما فسروا إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم وأهله الذين يعملون به في الدنيا ففي هذا دلالة أنه يجيء ثواب العمل.
تحقيق الألباني:
صحيح
وقال النووى:
قوله صلى الله عليه و سلم فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان قال أهل اللغة الغمامة والغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه من سحابة وغبرة وغيرهما قال العلماء المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين قوله صلى الله عليه و سلم أو كأنما فرقان من طير صواف وفي الرواية الأخرى كأنهما حزقان من طير صاف الفرقان بكسر الفاء واسكان الراء والحزقان بكسر الحاء المهملة واسكان الزاي ومعناهما واحد وهما قطيعان وجماعتان يقال في الواحد فرق وحزق وحزيقة أي جماعة.
يا أخي - بارك الله فيك وفي مسلمي الثغر كلهم - ما تكلفت قط.
أنا قلت: (القرآن المذكور تمثيل لنفس قراءة القارئ)
والحافظ ابن رجب رحمه الله قال: (وقيل بل الله عز و جل يمثل أعمال بني آدم وأقوالهم صورا ترى يوم القيامة وتوزن).
فأين الفرق. .؟؟
وبين قولنا: (تمثيل الأعمال) وقولنا: (تمثيل الثواب) اتحاد في المعنى المراد.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[06 - 01 - 08, 04:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا معاشر الإخوة الفضلاء
أخي مصطفى أشيد بتصحيحك للعنوان فليس المراد هو الحكم على كلام الشيخ و إنما تبيينه و شرحه و هي زلة قلم
و جزاك الله خيرا
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[06 - 01 - 08, 07:31 م]ـ
اخى الفاضل نضال
يا أخي - بارك الله فيك وفي مسلمي الثغر كلهم - ما تكلفت قط.
أنا قلت: (القرآن المذكور تمثيل لنفس قراءة القارئ)
وفيك بارك وزادك الله بسطة فى العلم والحلم
،، انما قصدت بالتكلف اخى الكريم، ان يظن القارئ لعبارتك: (القرآن المذكور تمثيل لنفس قراءة القارئ)
بإن القرآن المذكور يحمل معنى آخر غير صفة الرب جل وعلا، وكنت اطمح ان تزاد عبارة: ((المقصود بالقرآن الكريم هو ثواب قرآته، وليس المراد القرآن الكريم كلام الله العلى الأعلى))
وذلك للتوضيح وتجلية الافهام
،، فلا يخفى على من شيمته التحقيق امثالكم، دقة اللفظ و دلالة فهمه اذا تعلق بصفات الله عز وجل، خاصة واننا فى ايامنا هذه، قد أُبتلينا باستخدام الفاظ غير سلفية للاحتراز من الفهم السقيم لمعانى الصفات العلية
،، هذا ما قصدته يرحمك الله
،، واعتذر اليك إن وجدت فى كلامى غير الاحسان - بارك الله فيكم
،، والى اخى الفاضل عبد الرحمن النافع
أخي مصطفى أشيد بتصحيحك للعنوان فليس المراد هو الحكم على كلام الشيخ و إنما تبيينه و شرحه و هي زلة قلم
و جزاك الله خيرا
واياكم وبارك الله فيكم، وجعلنا واياكم ممن يعرف للعلماء قدرهم ويجلهم ويستنير بفهمهم وآرائهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/86)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[06 - 01 - 08, 08:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في حديث مجيء البقرة وآل عمران يحاجان عن صاحبهما
قال:والمقصود هنا أن النبى لما أخبر بمجىء القرآن فى هذه الصورة أراد به الاخبار عن قراءة القارىء التى هى عمله وذلك هو ثواب قارىء القرآن ليس المراد به أن نفس كلامه الذى تكلم به وهو قائم بنفسه يتصور صورة غمامتين.
مجموع الفتاوى (5|399)
ونفس الشيء هنا عندما يقول القرآن (رب حله ... ) يراد عمل القاريء تلاوته أو قراءته وهو عمله وعمله مخلوق فلا إشكال في الحديث , ومعلوم في مسألة خلق القرآن التفريق بين التلاوة والمتلو والتلفظ والملفوظ.
أو يقال أن (رب) في لغة العرب لها معان منا الصاحب والمالك
ومنه كما نقله بعض الإخوة قوله تعالى {سبحان رب رب العزة عما يصفون .. } فإن كانت على هذا الوجه فلا إشكال أيضا والله أعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - 01 - 08, 10:04 م]ـ
أخي مصطفى رضوان بارك الله فيك.
الأمر سهل إن شاء الله، وكون أمثالى واقع في التقصير ليس بمستبعد.
لكن أنا كنت أردت بقولي (القرآن المذكور): لفظ "القرآن" الذي ذكره حديث أبي هريرة المشار إليه،
وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يا رب حله فيلبس تاج الكرامة). فهذا القرآن المذكور في الحديث - وهو القائل: "يا رب! " - ليس هو القائم بالله تعالى، وهذا واضح. وأما القرآن في قوله الأول: (صاحب القرآن) فيحتمل المعنيين؛ إما أن يراد به "كلام الله وأمره" (كما يقال: صاحب الوحي وصاحب الشريعة)، وإما أن يراد به "القراءة والتلاوة" التي هي فعل العبد (كما يقال: صاحب الصلاة وصاحب الصيام). ولعل هذا الأخير أشبه، والله أعلى وأعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 11:15 م]ـ
قال شيخنا الشيخ الغيمان - حفظه الله
(حكم الحلف بلفظ: ورب القرآن
(
السؤال: هل يجوز الحلف بهذا اللفظ: (ورب القرآن)؟ الجواب: هذا لا يجوز؛ لأن القرآن ليس مربوباً، بل هو كلام الله، ولكن يجوز أن يقول: والقرآن. أو: والمصحف. لأن الذي يحلف به هو كلام الله، ومع ذلك فقد سبق أن قلت: إنه جاء عن ابن عباس وعن ابن مسعود رضي الله عنه عنهما أن الذي يحلف بالقرآن ثم يخالف أنه يلزمه بكل حرفٍ كفارة، وذلك لأنه أمر عظيم. وأما أن يقول: (ورب القرآن) فهذا لا يجوز؛ لأن المربوب مخلوق، والقرآن ليس مربوباً، بل هو صفة من صفات الله جل وعلا، ولا يجوز الحلف إلا بالله أو بصفة من صفاته.
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=139292
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 11:16 م]ـ
في شرح أصول السنة
(ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا أبي قال: حدثني علي بن صالح بن جابر الأنماطي قال: حدثنا علي بن عاصم، ح. قال: وحدثنا أبي قال: حدثنا الصهبي عم علي بن عاصم، عن علي بن عاصم، عن عمران بن حدير، عن عكرمة قال: كان ابن عباس في جنازة، فلما وضع الميت في لحده قام رجل فقال: اللهم رب القرآن اغفر له. فوثب إليه ابن عباس فقال: «مه، القرآن منه» زاد الصهبي في حديثه فقال ابن عباس: القرآن كلام الله ليس بمربوب، منه خرج وإليه يعود)
انتهى
وكذا والصواب الصهيبي
وابن عم - والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 11:17 م]ـ
ورواه الطبراني في السنة
(وقد رواه الطبراني في كتاب السنة أيضا حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري حدثنا عاصم بن علي حدثنا أبي عمر ان بن حدير عن عكرمة قال كان ابن عباس في جنازة فلما وضع الميت في لحده قام رجل فقال: الله رب القرآن أوسع عليه مدخله الله رب القرآن أغفر له فالتفت إليه ابن عباس فقال: مه القرآن كلام الله وليس بمربوب منه خرج وإليه يعود)
كذا
وليحرر
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 11:18 م]ـ
قال الإمام أبو العباس النميري - رحمه الله
(وقول ابن عباس لما سمع قائلا يقول لميت لما وضع في لحده اللهم رب القرآن اغفر له فالتفت إليه ابن عباس فقال مه القرآن كلام الله ليس بمربوب منه خرج وإليه يعود وهذا الكلام معروف عن ابن عباس)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 11:26 م]ـ
قال ابن بطة
(حدثنا أبو بكر أحمد بن إسماعيل الأدمي قال: حدثنا السري بن عاصم، قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: أخبرني عمران بن حدير، قال: حدثني عكرمة، مولى ابن عباس قال: كنا مع ابن عباس في جنازة، فسمع رجلا، يقول: يا رب القرآن ارحم فلانا، فقال له ابن عباس: «ألا تتقي الله، القرآن كلام الله»)
ـ[أبو السها]ــــــــ[18 - 05 - 08, 03:09 م]ـ
في كتاب النقض على المريسي للدارمي:
"واحتج المعارض أيضا لمذهبه ببعض حجج الجهمية وليست هذه من حجج الواقفة فقالوا أتقولون يا رب القرآن افعل بنا كذا وكذا أم يصلي أحد للقرآن كما يصلي لله يعني أن القرآن مخلوق مربوب؟
فيقال لهذا التائه الحائر الذي لا يدري ما ينطق به لسانه إنه لا يصلى للقرآن ولكن يصلى به لله الواحد الذي هذا القرآن كلامه وصفته لا يخص بالصلاة قرآن ولا غيره كما أن علمه وقدرته وسلطانه وعزه وجلاله لا يصلي لشيء منها مقصودا بالصلاة إليها وحدها ولكن يصلى للواحد الأحد الذي هو إله واحد بجميع صفاته من العلم والكلام والملك والقدرة وغيرها فاعقله وأنى لك العقل مع هذا الاحتجاج والخرافات أرأيتك إن عرضت بالقرآن أنه مخلوق مربوب لما أنه قد قال بعض الناس يا رب القرآن فجعلته مخلوقا بذلك فقد قال الله تعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون أفتحكم على عزة الله بقوله رب العزة كما حكمت على القرآن ويحك إنما قوله رب العزة يقول ذي العزة وكذلك ذو الكلام كقوله ذو الجلال والإكرام. (1/ 552 - 553 - الشاملة)
أقول: من حيث المعنى فإن كلمة"رب القرآن " لا تحمل محذورا شرعيا، ولكن لما كانت مدخلا للقائلين بخلق القرآن -كما قال غير واحد من علمائنا، فالأولى اجتنابها، وعلى هذا المحمل يمكن حمل كلام ابن عباس رضي الله عنه -إن صح-، ولاحظ أن الدارمي نسبها إلى " بعض الناس".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/87)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[18 - 05 - 08, 03:16 م]ـ
الأثر من طريق علي بن عاصم حدثنا عمران بن حدير عن عكرمة قال شهدت بن عباس صلى على جنازة رجل من الأنصار ...
وعلي بن عاصم إن كان هو الواسطي فقد ذكروه بكثرة الخطأ وقال ابن حجر صدوق يخطيء ويصر أي على خطئه
لكن ذكر شيخ الإسلام في المنهاج (2|252) متابعة فلا أدري أهي خطأ من النساخ أم على الصواب:
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا الصهيبي ابن عم علي بن عاصم وعلي بن صالح عن عمران بن حدير عن عكرمة قال كان ابن ...
وفي السير للذهبي في ترجمة أحمد بن حنبل
وسمعت أبي أبا حاتم يقول: أتيت أبا عبد الله بعدما ضرب بثلاث سنين أو نحوها، فجرى ذكر الضرب، فقلت له: ذهب عنك ألم الضرب؟ فأخرج يديه وقبض كوعيه اليمين واليسار، وقال: هذا، كأنه يقول: خلع وإنه يجد منهما ألم ذلك.
وبه قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن المثنى صاحب بشر، قال: قال أحمد بن حنبل: قيل لي: اكتب ثلاث كلمات، ويخلى سبيلك فقلت: هاتوا، قالوا: اكتب: الله قديم لم يزل.
قال: فكتبت.
فقالوا: اكتب: كل شئ دون الله مخلوق.
وقالوا: اكتب: الله رب القرآن.
قلت: أما هذه فلا، ورميت بالقلم فقال بشر بن الحارث: لو كتبها، لأعطاهم ما يريدون.
ـ[أبو السها]ــــــــ[18 - 05 - 08, 03:20 م]ـ
32 ـ ما الفرق بين هذه الأقسام، وهل هي جائزة: أقسم بآيات الله، أقسم بكلمات الله، أقسم بالقرآن، أقسم برب القرآن؟
كلها جائزة إلا الأخير (برب القرآن)، لا يقال: رب القرآن، بل يقال: منزل القرآن.
أما الإقسام بآيات الله، الإقسام بالقرآن. . . هذا كله جائز؛ لأن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى؛ فهو صفة من صفاته سبحانه وتعالى، والقسم إنما يكون بالله جل وعلا أو بصفة من صفاته، وكلامه من صفاته، ولكن الإقسام بالآيات إذا كان المقصود بها الآيات الكونية؛ الشمس والقمر والسماء والأرض؛ فهذا لا يجوز؛ لأنه حلف بالمخلوق.
المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان (5/ 3،من الشلملة)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 05 - 08, 06:35 م]ـ
ورواه الطبراني في السنة
(وقد رواه الطبراني في كتاب السنة أيضا حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري حدثنا عاصم بن علي حدثنا أبي عمر ان بن حدير عن عكرمة قال كان ابن عباس في جنازة فلما وضع الميت في لحده قام رجل فقال: الله رب القرآن أوسع عليه مدخله الله رب القرآن أغفر له فالتفت إليه ابن عباس فقال: مه القرآن كلام الله وليس بمربوب منه خرج وإليه يعود)
كذا
وليحرر
بارك الله فيكم
صوابه:
( ... أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري حدثنا عاصم بن علي حدثنا أبي [عن] عمران بن حدير ... )
وعاصم بن علي بن عاصم من شيوخ البخاري.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 05 - 08, 08:04 م]ـ
لكن ذكر شيخ الإسلام في المنهاج (2|252) متابعة فلا أدري أهي خطأ من النساخ أم على الصواب:
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا الصهيبي ابن عم علي بن عاصم وعلي بن صالح عن عمران بن حدير عن عكرمة قال كان ابن ...
الحمد لله وحده ...
نعم وفقكم الله، هو خطأ من الناسخ أو الطباعة.
وأقرب ما يمكن أن تصوّب به هذه العبارة هكذا إن شاء الله:
(وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا الصهيبي ابن عم علي بن عاصم وعلي بن صالح [عن علي بن عاصم] عن عمران بن حدير عن عكرمة ... )
فيكون شيخ الإسلام قد جمع الطريقين عن علي بن عاصم في سياق واحد، وسقط من الناسخ ذكر علي بن عاصم.
ويدل عليه ما ذكره شيخنا ابن وهب من كتاب الإمام اللالكائي الشافعي:
في شرح أصول السنة
(ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا أبي قال: حدثني علي بن صالح بن جابر الأنماطي قال: حدثنا علي بن عاصم، ح. قال: وحدثنا أبي قال: حدثنا الصهبي عم علي بن عاصم، عن علي بن عاصم، عن عمران بن حدير، عن عكرمة قال: كان ابن عباس في جنازة، فلما وضع الميت في لحده قام رجل فقال: اللهم رب القرآن اغفر له. فوثب إليه ابن عباس فقال: «مه، القرآن منه» زاد الصهبي في حديثه فقال ابن عباس: القرآن كلام الله ليس بمربوب، منه خرج وإليه يعود)
انتهى
وكذا والصواب الصهيبي
وابن عم - والله أعلم
ويظهر أن الصواب بالفعل (ابن عم) لا (عم) علي بن عاصم، ولم أقطع بذلك.
ويظهر أن الصواب بالفعل (الصهيبي) لا الصهبي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/88)
لأن جد علي بن عاصم اسمه صهيب، مع أنني لم أجد من نص على أنه يُنسَب إليه أحد.
وكل هذا استظهار، لأنني لم أعرف هذا الصهيبي من هو.
وكذلك وقع في بعض نسخ اللالكائي: (الصهباني)، فالله أعلم أي شيء ذلك كان.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 05 - 08, 08:47 م]ـ
الحمد لله وحده ...
(والصهباني) وقعت في نسخة في موضع واحد دون الثاني؛ فهي خطأ.
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[08 - 05 - 10, 09:21 م]ـ
جزاكم الله تعالى كل خير على هذا البحث المفيد والمداخلات القيمة
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[12 - 05 - 10, 10:31 ص]ـ
(11149)
سؤال: قرأت في أحد الكتب الدينية وهو بعنوان: ((إشارات في أحكام الكفارات)) أنه يجوز الحلف بالمصحف أو بعض سوره وأيضاً أنه يجوز الحلف بآيات الله وقد قسم الكاتب هذه الآيات إلى قسمين الكونية والشرعية وقد حرم الحلف بالآيات الكونية وأجاز لنا الحلف بالآيات الشرعية وهي القرآن، وكيف أنه صفة من صفات الله؟
الجواب: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يجوز الحلف بالقرآن أو بإحدى سور القران، أو بكلام الله لأن كلام الله صفة من صفاته، فكما يجوز الحلف بسمع الله ووجه الله وعلمه، فكذلك بحياته وبكلامه، ولا يجوز الحلف بالمصحف لأن الأوراق والغلاف والمداد مخلوقة، فلا يجوز الحلف بمخلوق، وأما آيات الله فمن أراد بها آيات القرآن جاز الحلف بها، ومن أراد آيات الله الكونية فلا يجوز الحلف بها. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
13/ 5/1424هـ
سؤال: ما حكم الذي يحلف بالمصحف ثم يخالف العهد؟
الجواب: لا يجوز الحلف بالله تعالى إلا مع الصدق ومع التزام الوفاء بذلك اليمين، وإذا عجز عن الوفاء فعليه كفارة يمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، وإذا كان الحلف على أمر ماض مع العلم بكذب نفسه فكفارته الاستغفار والأعمال الصالحة ورد المظالم إلى أهلها، ولا يشرع الحلف على المصحف، وأما الحلف بالمصحف فنرى أنه لا يجوز فإنه يدخل فيه الأوراق والغلاف والمداد وهى مخلوقة ولا يجوز الحلف بالمخلوق، وأما الحلف بالقرآن أو بكلام الله الذي هو صفةمن صفاته فإنه يجوز.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
ـ[محمدالخالدي]ــــــــ[12 - 05 - 10, 05:45 م]ـ
قطعت جهيزة قول كل خطيب
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[14 - 05 - 10, 01:30 ص]ـ
عندي تفصيل في المسألة
كلمة الرب تطلق ويراد به السيد والمالك والخالق
فإذا قلنا ورب القرآن نعني صاحبه فلا إشكال وعليه يحمل ما ورد في الحديث، من قول القرآن في الشفاعة لصاحبه ربِّ. بمعنى أنه منه.
ومنه تقول رب المنزل أو رب العقل الكبير مثات في المخلوقين
أما إذا كان المقصود برب القرآن على ما ذكره ابن جبرين رحمه الله بمعنى خالقه فلا يجوز قطعا.
ولعل الافتاء بالمنع أولى لئلا يحصل الإشكال، وإن كنت أرى ان لا أحد الآن يحلف فيقول ورب القرآن ويخطر بباله أنه خالقه، وإنما العامة تريد بحلفها وصاحب القرآن الذي أنزله.
والله تعالى أعلم.(46/89)
هل قول الصحابي حجة في مسائل الاعتقاد إذا انفرد؟
ـ[سعد السويلم]ــــــــ[04 - 01 - 08, 09:42 ص]ـ
إذا ذكر الصحابي لله تعالى اسما من الأسماء وليس مرفوعا إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، هل نثبت به ذلك الاسم ونقول بأن له حكم الرفع، أو أننا نقول فيه ما نقول في المسائل الفقهية من الخلاف المعروف؟
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 06:32 م]ـ
أخي في الله، منذ فترة وأنا أبحث عن مسألة تطبيقية لهذا الأمر، فلم أجد مثالا ً.
هل وقفت على أمثلة في هذا؟
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[05 - 01 - 08, 07:36 ص]ـ
أخي في الله، منذ فترة وأنا أبحث عن مسألة تطبيقية لهذا الأمر، فلم أجد مثالا ً.
هل وقفت على أمثلة في هذا؟
أحسنت أخي
نريد من الأخ سعد مثالا واقعيا
و لا نريد أن نفعل كما يفعل بعض من كتب في علم الأصول يأتون بافتراضات لا أصل لها في الواقع.
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[05 - 01 - 08, 07:39 ص]ـ
أخي في الله، منذ فترة وأنا أبحث عن مسألة تطبيقية لهذا الأمر، فلم أجد مثالا ً.
هل وقفت على أمثلة في هذا؟
أحسنت أخي
نريد من الأخ سعد مثالا واقعيا
و لا نريد أن نفعل كما يفعل بعض من كتب في علم الأصول يأتون بافتراضات لا أصل لها في الواقع.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 01 - 08, 02:44 م]ـ
جاء في موطأ مالك عن زياد بن سعد عن عمرو بن دينار أنه قال سمعت عبد الله بن الزبير يقول في خطبته
إن الله هو الهادي والفاتن.
فهذا قد يقال إنه من باب الإخبار وليس من باب التسمية وقد يقال إنه من التسمية، وتسيمة الله سبحانه وتعالى بالفاتن تكلم عليها العلماء ومنهم الحافظ ابن القيم رحمه الله وبين عدم جواز ذلك.
فالمقصود أنه قد يأتي عن بعض السلف تسمية لله تعالى فهذه لاتكون من المرفوع إلا إذا كان هناك قرينة تدل على ذلك، وأما الأسماء الحسنى فلا تؤخذ إلا من الكتاب والسنة الصحيحة.
وقد يجتهد يعض العلماء في ذكر بعض الأسماء لله تعالى ولا يكون اجتهادهم فيها صوابا.
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[05 - 01 - 08, 06:43 م]ـ
جزاك الله خيرا ً يا شيخ عبد الرحمن.
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[07 - 01 - 08, 05:09 م]ـ
و فقك الله يا شيخ عبد الرحمن(46/90)
هل يصح أن المسلم يرقي الكافر بالرقيه الشرعية ,
ـ[أبو عثمان السبيعي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 02:40 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من كان عنده علم في هذه المسالة , فليفيدنا و جزاه الله خيرا ,
هل يصح أن المسلم يرقي الكافر بالرقيه الشرعية ,
وهل ذلك ينفعه في الشفاء.
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 04:05 م]ـ
نعم ورد في ذلك حديث أبي سعيد عند البخاري ومسلم من قصة اللديغ الذي رقاه أحد الصحابة بالفاتحة والظاهر أنه لم يكن مسلما لقولهم في بعض الروايات: ((قَدْ بَلَغَنَا أَنَّ صَاحِبكُمْ جَاءَ بِالنُّورِ وَالشِّفَاء، قَالُوا نَعَمْ ")). نقله الحافظ عن البزار من حديث جابر،
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 05:24 م]ـ
لكن الله سبحانه و تعالى قال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا}
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[05 - 01 - 08, 01:50 ص]ـ
لكن الله سبحانه و تعالى قال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا}
الكلام هنا أخي الكريم يتعلق بما في قلوب الكافرين من أمراض الشرك والضلال انظر نفسير هذه الآية في كتب التفسير المعتمدة ومنها تفسير ابن كثير حيث يقول: ((يقول تعالى مخبرًا عن كتابه الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم -وهو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد -إنه: {شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} أي: يذهب ما في القلوب من أمراض، من شك ونفاق، وشرك وزيغ وميل، فالقرآن يشفي من ذلك كله. وهو أيضًا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه، وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه، فإنه يكون شفاء في حقه ورحمة. وأما الكافر الظالم نفسه بذلك، فلا يزيده سماعه القرآن إلا بعدًا وتكذيبًا وكفرًا. والآفة من الكافر لا من القرآن، كما قال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[05 - 01 - 08, 01:59 ص]ـ
لكن أخي الكريم هناك من فسر أن هذه الآية تفيد الرقية و أن كلمة "من" تفيد التبعيض إذ أن ليس كل القرآن شفاء و الله تعالى أعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 01 - 08, 05:55 م]ـ
شفاء الكافر من مرضه البدني خسارة له إن لم يشف قلبه، فإن النعيم بالنسبة له يكون أكثر والحساب سوف يكون أشد، والله أعلم.(46/91)
هل يلزم من تكفير الشخص: التفريق بينه وبين زوجته وعدم تغسيله ... الخ
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 06:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أهلاً بأحبتي أهل هذا الملتقى الطيب أصحاب العقيدة السليمة أهل السنة والجماعة ..
/
/
/
سؤالي؟ يلزم من تكفير الرجل عدم دفنه في مقابر المسلمين وفراق زوجته وغيرها من اللوازم وماذا عن المنافقين في عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فلم يفعل بهم هذه اللوزام أرجو توضيح ذلك وإن كان هناك أحد بحث المسألة بحث موسع فأفيدوني بارك الله فيكم ..
محبكم /
أبو المهند.
ـ[الخبوبي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 09:23 م]ـ
لا يلزم ذلك إلا بحكم قاض ...
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[04 - 01 - 08, 11:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جاء فى شرح ابن بطال للبخارى:
وقيل لمالك: لم يقتل الزنديق ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقتل المنافقين وقد عرفهم؟ فقال: لأن توبته لا تعرف، وأيضًا فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو قتلهم وهم يظهرون الإيمان لكان قتلهم بعلمه، ولو قتلهم بعلمه؛ لكان ذريعة إلى أن يقول الناس قتلهم للضغائن والعداوة، ولامتنع من أراد الإسلام من الدخول فيه إذا رأى النبى - صلى الله عليه وسلم - يقتل من دخل فى الإسلام؛ لأن الناس كانوا حديث عهد بالكفر. هذا معنى قوله، وقد روى عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لئلا يقول الناس أنه يقتل أصحابه».
واحتج الشافعى بقوله تعالى فى المنافقين: {واتخذوا أيمانهم جنة} [المجادلة: 16، المنافقون: 2] قال: وهذا يدل على أن إظهار الإيمان جنة من القتل وقد جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشهادة بالأيمان تعصم الدم والمال، فدل أن من أهل القبلة من يشهد بها غير مخلص، وأنها تحقن دمه وحسابه على الله.
وقد أجمعوا أن أحكام الدين على الظاهر، وإلى الله السرائر، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - لخالد بن الوليد حين قتل الذى استعاذ بالشهادة: «هلا شققت عن قلبه» فدل أنه ليس له إلا ظاهره.
قال: وأما قولهم أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يقتل المنافقين لئلا يقولوا أنه قتلهم بعلمه وأنه يقتل أصحابه، قيل: وكذلك لم يقتلهم بالشهادة عليهم كما لم يقتلهم بعلمه، فدل أن ظاهر الإيمان جنة من القتل.
وفى سنته - صلى الله عليه وسلم - فى المنافقين دلالة على أمور: منها: أنه لا يقتل من أظهر التوبة من كفر بعد إيمان. ومنها: أنه حقن دماءهم، وقد رجعوا إلى غير يهودية ولا نصرانية ولا دين يظهرونه، إنما أظهروا الإسلام وأسروا الكفر، فأقرهم - صلى الله عليه وسلم - على أحكام المسلمين، فناكحوهم ووارثوهم، وأسهم لمن شهد الحرب منهم، وتركوا فى مساجد المسلمين، ولا أبين كفرًا ممن أخبر الله تعالى عن كفره بعد إيمانه.
،، وجاء فى الأم:
باب ما يحرم به الدم من الاسلام
(قال الشافعي) رحمه الله: قال الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) إلى (يفقهون) (قال الشافعي) فبين أن إظهار الايمان ممن لم يزل مشركا حتى أظهر الايمان وممن أظهر الايمان ثم أشرك بعد إظهاره ثم أظهر الايمان مانع لدم من أظهره في اي هذين الحالين كان وإلى أي كفر صار كفر يسره أو كفر يظهره وذلك انه لم يكن للمنافقين دين يظهر كظهور الدين الذي له أعياد وإتيان كنائس إنما كان
كفر جحد وتعطيل وذلك بين في كتاب الله عزوجل ثم في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله عز وجل أخبر عن المنافقين بأنهم اتخذوا أيمانهم جنة يعني والله أعلم من القتل ثم أخبر الوجه الذي اتخذوا به أيمانهم جنة فقال (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا) فأخبر عنهم بأنهم آمنوا ثم كفروا بعد الايمان كفرا إذا سئلوا عنه أنكروه وأظهروا الايمان وأقروا به وأظهروا التوبة منه وهم مقيمون فيما بينهم وبين الله على الكفر قال الله جل ثناؤه (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم) فأخبر بكفرهم وجحدهم الكفر وكذب سرائرهم بجحدهم وذكر كفرهم في غير آية وسماهم بالنفاق إذ اظهروا الايمان وكانوا على غيره قال عزوجل (إن المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا) فأخبر عز وجل عن المنافقين بالكفر وحكم فيهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/92)
بعلمه من أسرار خلقه ما لا يعلمه غيره بأنهم في الدرك الاسفل من النار وانهم كاذبون بأيمانهم وحكم فيهم جل ثناؤه في الدنيا بأن ما أظهروا من الايمان وإن كانوا به كاذبين لهم جنة من القتل وهم المسرون الكفر المظهرون الايمان وبين على لسانه صلى الله عليه وسلم مثل ما أنزل في كتابه من أن إظهار القول بالايمان جنة من القتل أقر من شهد عليه بالايمان بعد الكفر أو لم يقر إذا أظهر الايمان فإظهاره مانع من القتل وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حقن الله تعالى دماء من أظهر الايمان بعد الكفر أن لهم حكم المسلمين من الموارثة والمناكحة وغير ذلك من أحكام المسلمين.
فكان بينا في حكم الله عزوجل في المنافقين ثم حكم رسوله صلى الله عليه وسلم أن ليس لاحد أن يحكم على أحد بخلاف ما أظهر من نفسه وأن الله عزوجل إنما جعل للعباد الحكم على ما أظهر لان أحدا منهم لا يعلم ما غاب إلا ما علمه الله عزوجل فوجب على من عقل عن الله أن يجعل الظنون كلها في الاحكام معطلة فلا يحكم على احد بظن.
وهكذا دلالة سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كانت لا تختلف.
أخبرنا يحيى بن حسان عن الليث بن سعد عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد عن عبيدالله بن عدي بن الخيار عن المقداد بن الاسود أنه أخبره أنه قال يا رسول الله أرأيت إن
لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ منى بشجرة فقال أسلمت لله أفأقتله يا رسول الله بعد أن قالها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تقتله) فقلت يا رسول الله إنه قطع يدي ثم قال ذلك بعد أن قطعها أفأقتله يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تقتله فإنك إن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قالها)
(قال الشافعي) رحمه الله: فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله حرم دم هذا بإظهاره الايمان في حال خوفه على دمه ولم ييحه بالاغلب أنه لم يسلم إلا متعوذا من القتل بالاسلام
(قال الشافعي) أخبرنا مالك عن أبن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيدالله بن عدي بن الخيار أن رجلا سار رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ندر ما ساره به حتى جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يستأذنه في قتل رجل من المنافقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أليس يشهد أن لا إله إلا الله؟) قال بلى.
ولا شهادة له.
قال: (أليس يصلى؟) قال بلى ولا صلاة له: فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أولئك الذين نهاني الله عنهم)
(قال الشافعي) فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم المستأذن في قتل المنافق إذا أظهر الاسلام أن الله نهاه عن قتله وهذا موافق كتاب الله عزوجل بأن الايمان جنة وموافق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكم أهل الدنيا.
وقد أخبر الله عنهم أنهم في الدرك الاسفل من النار.
أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا ازال أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله)
(قال الشافعي) رحمه الله: وهذا موافق ما كتبنا قبله من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وبين أنه إنما يحكم على ما ظهر وأن الله تعالى ولى ما غاب لانه عالم بقوله (وحسابهم على الله) وكذلك قال الله عزوجل فيما ذكرنا وفي غيره فقال (ما عليك من حسابهم من شئ) وقال عمر رضى الله عنه لرجل كان يعرفه بما شاء الله في دينه (أمؤمن أنت؟) قال نعم قال (إني لاحسبك متعوذا) قال أما في الايمان ما اعاذني؟ فقال عمر بلى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجل هو من أهل النار فخرج احدهم معه حتى أثخن الذي قال من أهل النار فأذته الجراح فقتل نفسه.
ولم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما استقر عنده من نفاقه وعلم إن كان علمه من الله فيه من أن حقن دمه بإظهار الايمان.
والله تعالى اعلم
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[06 - 01 - 08, 01:20 ص]ـ
بورك فيكم ..
ولكن قصدي لو كفر القاضي شخصاً فهل يفرق بينه وبين زوجته ولا يغسل ولا يكفن إن مات .. الخ؟(46/93)
أقوى ما ألِّف في الرد على القبوريين
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 10:46 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85115
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[08 - 01 - 08, 01:04 ص]ـ
يوجد كتاب القبورية ,وايضا كتاب التوحيد وكشف الشبهات.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[09 - 01 - 08, 07:21 م]ـ
هناك رسالة صغيرة في الرد على القبورية للبركوي الحنفي(46/94)
هل لليهودي أن يرقي المسلم الرقية الشرعية؟
ـ[سعد السويلم]ــــــــ[05 - 01 - 08, 05:11 ص]ـ
ثبت في موطأ مالك أن أبا بكر رضي الله عنه دخل على يهودية وهي ترقي عائشة فقال لها: ارقيها بكتاب الله؟
هل تجوز رقية الكافر للمسلم بالرقى الشرعية؟
ما كتاب الله الذي أمر أبو بكر اليهودية أن ترقي به؟
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[05 - 01 - 08, 06:45 ص]ـ
والله أعلم أن رقية الكافر للمسلم جائزة لعدم المانع من ذلك والله أعلم ولم يشترط في الشرع إسلام الراقي والله أعلم
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[09 - 01 - 08, 12:45 ص]ـ
الحمد لله ... معنى قول ابي بكر ـرضي الله عنه ــ لليهودية ارقيها بكتاب الله.اي بما يوافق حكم كتاب الله وذلك مما لابشتمل على شرك. وليس مراده القرآن:وهذا كقول ذلك الرجل لرسول الله اقض بيننا بكتاب الله اي بحكم
الله /ومنه قوله تعالى: كتاب الله عليكم./// وأما حكم رقية غيرالمسلم للمسلم فالحديث المذكور
دليل عليه وبه قال ابن وهب المالكي خلافا لصاحب المذهب القائل بكراهية ذلك. والله اعلم(46/95)
رسالة في علم الكلام، لمن؟
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[05 - 01 - 08, 02:10 م]ـ
أقول: بين يدي مخطوطة ناقصة الأول في فن أصول الدين (علم الكلام) و لعلها أشعرية، و المؤلف ربما يكون من المتصوفة الأشاعرة، و قد سئل شيخنا شيخ الطرايق و معدن الحقايق العارف بالله تعالى أبو حفص عمر بن جغمان رضي الله عنه ... و ذكر الصفات السبع وشرحها شرحا مختصرا ثم الإخلاص ثم الذكر ثم ختم بالبسملة.
أولها: .. اعلم أن المقصد الثاني محبته عقلي لأنه ينشأ من اللطيفة المعبر عنها بالعقل و هو كما أشار إليه إمام الحرمين و فاقا للحارث المحاسبي و غيره عزيزة تتهيأ لدرك المعلومات الضروريات و النظريات عند سلامة الالات و وصفه بعض الأكابر بوصف جيد فقال هو لطيفة نورانية أودعها الله الباطن مميزة بين كل حسن و قبيح ينتقش فيها المعلومات الخفية انتقاش الوجه في المرآة و هذه اللطيفة هي التي وقع عليها التكليف .... هذا ما عليه مدار المتكلمين في الحكم العقلي المنقسم إلى واجب و جائز و مستحيل و أما هذا المقصد الثالث الذي هو الذوقي فصدوره ... على حسب مراتب التوحيد الثلاث الفعلي و الصفاتي و الذاتي فيحصل أن اللطائف أربع.
اللطيفة الأولى العقل و قد سبق القول عليه اللطيفة الثانية السر و ذلك أن العقل إذا زكاء و نمى و استكمل أداب الوظائف الشرعية .... اللطيفة الثالثة صاحبها مستغرق في ملاحظة الصفات المؤثرة في الأفعال و منهم من سمى هذه سرا و الأولى قلبا و لا مشاحة في الألفاظ إذا عرفت المصطلح .... الحالة الأولى الفناء بالتجلي الفعلي فالفاني به صاحب سر الحالة الثانية الفناء بالتجلي الصفاتي فالفناء به صاحب قلب .... قد ذكرنا أولا في المقصد الأول أن الإسم الأعظم وهو الله الشامل لمعاني الأسماء و الصفات ....
آخرها .... خاتمة ختم الله لنا و لكم بالصالحات اعلم أن فضائل بسم الله الرحمن الرحيم لا يحصى و لا يمكن أن تستقصى و كفاك أنه ورد عن ابن عباس ... و لنذكر عشر فوائد على طريقي التبرك و التنبيه الأولى عن أبي هريرة ... كل أمرء ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع ..... العاشرة و بها يتم الكتاب روى عن رسول الله ... يأتي يوم القيامة قوم و هم يقولون بسم الله الرحمن الرحيم فإذا وضعت أعمالهم .... تم
الرجاء ممن يعرف شيئا عن ما كتب أعلاه يفيدنا مشكورا مأجورا إن شاء الله.(46/96)
سؤال عن عرض الأعمال على النبي
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[06 - 01 - 08, 09:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الحافظ رحمه الله في الفتح: "ويؤيده كونهم خفي عليه حالهم ولو كانوا من أمة الإجابة لعرف حالهم بكون أعمالهم تعرض عليه".
هل تعرض أعمال الأمة على النبي صلى الله عليه وسلم سواء في حياته أو الآن بعد مماته عليه الصلاة والسلام؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 01 - 08, 09:56 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم يثبت عرض الأعمال على النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، وقد ورد في ذلك حديث معلول لايصح، وقد ثبت في الصحيحين وغيرها ما يخالفه
وهذا الكلام الذي ذكرته في مشاركتك ليس من قول الحافظ ابن حجر وإنما نقله عن غيره في الفتح ثم رد عليه بقوله (
وهذا يرده قوله في حديث أنس " حتى إذا عرفتهم " وكذا في حديث أبي هريرة.
فليس القول السابق لابن حجر وإنما هو قول الخطابي ولم يرتضه ابن حجر، فليتنبه لذلك.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=64358#post64358
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=224771#post224771
ـ[أبو محمد أحمد بن عثمان]ــــــــ[06 - 01 - 08, 10:02 م]ـ
بارك الله فيكم، وأثابك الله يا شيخ عبد الرحمن وحفظ لكم ملتقاكم العامر.
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[08 - 01 - 08, 12:29 ص]ـ
نفع الله بك ياشيخ عبدالرحمن الفقيه، فقد كفيت ووفيت.(46/97)
خطرت ببالي خاطرة و أنا أقرأ هذا الحديث
ـ[محمدزين]ــــــــ[07 - 01 - 08, 12:39 ص]ـ
أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم ب: {قل هو الله أحد}. فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: (سلوه لأي شيء يصنع ذلك). فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أخبروه أن الله يحبه).
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7375
التخريج من موقع الدرر السنية
في هذا الحديث علَّل هذا الصحابي الجليل أن سبب تردييده لسورة الإخلاص هو أن فيها صفة الرحمن و أقره النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بل أكثر من ذلك قال أخبروه أن الله يحبه
في هذا الحديث رد على من يعيب علينا العناية الشديدة بأحاديث الصفات وبالعقيدة عموما ويزعم أنه لا فائدة من ذلك (والحقيقة كثير من هؤلاء القوم من المفوضة و إن ادعى بعضهم منهج السلف)
وماذا يريد الواحد منا أكثر من أن يحبه الله ويرضى عنه
ما رأيكم اخوتي- أدلوا بآرآئكم (ومن يستحضر نحو هذا الحديث فاليشارك به)
بارك الله فيكم(46/98)
كيف نُفرق بين الابتلاء والعقوبة؟!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - 01 - 08, 09:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا وقعت مصيبة على مسلم، يتساءل الناس، بل حتى من وقعت عليه: هل هذا ابتلاء؛ لإيمانه؟ أو هو عقوبة له على ذنوب قد لا نعلمها؟
يتردد هذا كثيرًا في الأذهان عند المصائب. وقد رأيتُ كلامًا متعلقًا بهذا التساؤل في رسالة قيّمة - لم تُطبع بعد -للدكتور حسن الحميد - وفقه الله -: عنوانها " سُنن الله في الأمم من خلال آيات القرآن " قال فيها (ص 386 - 388):
(هل يُعد كل ابتلاء مصيبة جزاء على تقصير؟ وبالتالي فهل كل بلاء ومصيبة عقوبة؟
وتلك مسألة قد تُشكل على بعض الناس. ومنشأ الإشكال فيما أرى: هو الاختلاف في فهم النصوص المتعلقة بهذه المسألة، وكيف يكون الجزاء على الأعمال.
فعلى حين يرد التصريح في بعضها بأن كل مصيبة تقع فهي بسبب ما كسبه العبد، كقوله تبارك وتعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).
نجد نصوصاً أخر تصرح بأن (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل). كما جاء ذلك في الحديث الصحيح.
وبأن البلاء يقع –فيما يقع له- على المؤمنين ليكشف عن معدنهم ويختبر صدقهم (ولنبلونكم حتى نعلم الجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم).
فلو كان كل بلاء يقع يكون جزاء على تقصير؛ لكان القياس أن يكون أشد الناس بلاء الكفرة والمشركين والمنافقين، بدليل الآية السابقة (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ... )!.
والذي يزول به هذا الإشكال بإذن الله تعالى، هو أن ننظر إلى هذه المسألة من ثلاث جهات:
الأولى: أن نفرق بين حال المؤمنين وحال الكفار في هذه الدنيا.
فالمؤمنون لابد لهم من الابتلاء في هذه الدنيا، لأنهم مؤمنون، قبل أن يكونوا شيئاً آخر، فهذا خاص بهم، وليس الكفار كذلك. (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون).
الجهة الثانية: أنه لا انفصال بين الجزاء في الدنيا والجزاء في الآخرة.
فما يقع على المؤمنين من البلاء والمصائب في الدنيا، فهو بما كسبت أيديهم من جهة، وبحسب منازلهم عند الله في الدار الآخرة من جهة ثانية.
فمنهم من يجزى بكل ما اكتسب من الذنوب في هذه الدنيا، حتى يلقى الله يوم القيامة وليس عليه خطيئة. وهذا أرفع منزلة ممن يلقى الله بذنوبه وخطاياه، ولهذا اشتد البلاء على الأنبياء فالصالحين فالأمثل فالأمثل؛ لأنهم أكرم على الله من غيرهم.
ومن كان دون ذلك فجزاؤه بما كسبت يداه في هذه الدنيا بحسب حاله.
وليس الكفار كذلك؛ فإنهم (ليس لهم في الآخرة إلا النار)، فليس هناك أجور تضاعف ولا درجات ترفع، ولا سيئات تُكفّر. ومقتضى الحكمة ألا يدّخر الله لهم في الآخرة عملاً صالحاً، بل ما كان لهم من عمل خير، وما قدّموا من نفع للخلق يجزون ويكافئون به في الدنيا، بأن يخفف عنهم من لأوائها وأمراضها. وبالتالي لا يمن عليهم ولا يبتليهم بهذا النوع من المصائب والابتلاءات.
فما يصيب المؤمنين ليس قدراً زائداً على ما كسبته أيديهم، بل هو ما كسبوه أو بعضه، عُجل لهم، لما لهم من القدر والمنزلة عندالله.
وهذه يوضحها النظر في الجهة الثالثة وهي:
أن نعلم علم اليقين أن أي عمل نافع تقوم به الجماعة أو الأمة المسلمة، فإنها لابد أن تلقى جزاءه في الدنيا، كما يلقى ذلك غيرها، بل أفضل مما يلقاه غيرها. وهذا شيء اقتضته حكمة الله، وجرت به سنته. كما سبق بيانه في أكثر من موضع.
ولهذا صح من حديث أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة. يُعطى بها في الدنيا ويُجزى بها في الآخرة. وأما الكافر فيُطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يُجزى بها).
والخلاصة:
أنه لا يكون بلاء ومصيبة إلا بسبب ذنب.
وأن المؤمنين يجزون بحسناتهم في الدنيا والآخرة، ويُزاد في بلائهم في الدنيا ليكفر الله عنهم من خطاياهم التي يجترحونها، فلا يُعاقبون عليها هناك، وحتى تسلم لهم حسناتهم في الآخرة.
وأما الكفار فيُجزون بحسناتهم كلها في الدنيا، فيكون ما يستمتعون به في دنياهم – مما يُرى أنه قدر زائد على ما أعْطيه المؤمنون- يكون هذا في مقابلة ما يكون لهم من حسنات. وليس لهم في الآخرة من خلاق. والله أعلم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/99)
ـ[سعد بن مزيد الحسيني]ــــــــ[07 - 01 - 08, 09:16 م]ـ
جزاك الله خيرا!
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[07 - 01 - 08, 11:21 م]ـ
((ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منك والصابرين ونبلوا أخباركم))
أرجوا التصويب أخي الكريم وجزاك الله خيراً على الموضوع المفيد نفع الله بكم
ـ[سالم عدود]ــــــــ[08 - 01 - 08, 03:00 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[08 - 01 - 08, 07:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالي في كتابه الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
مخاطبا المؤمين في كل مكان وزمان من لدن ادم حتي قيام الساعه
ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين - الذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا انا لله وانا اليه راجعون (البقره 155 - 156)
ام حسبتم ان تدخلوا الجنه ولما ياتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم الباساء والضراء وزلزلوا حتي يقول الرسول والذين امنوا معه متي نصر الله الا ان نصر الله قريب (البقره 214)
ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين - ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين - وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين - ام حسبتم ان تدخلوا الجنه ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين (ال عمران من الايه 139 الي الايه 142)
لتبلون في اموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذي كثيرا وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور (ال عمران 186)
يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون (ال عمران 200)
وقد قال رسولنا صلي الله عليه وسلم
عجبا للمؤمن لا يقضي الله له شيئا؛ إلا كان خيرا له. (صحيح) السلسله الصحيحه
ايضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عجبا لأمر المؤمن كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " رواه مسلم
هكذا حال الدنيا دار ابتلاء للمؤمن واختبار وتمحيص وتصفيه نسال الله ان يهدينا للحق و ان يقبضناعلي ما عليه
اهل السنه والجماعه اللهم امين وان يثبت اقدامنا ولا يجعل مصيبتنا في ديننا ولا يجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا انه ولي ذلك والقادر عليه وان يرزقنا العلم الذي ينفعنا ولا يطغينا ويكن ما نعلم حجه لنا لا علينا
اللهم امين
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - 01 - 08, 12:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
إن في المحنة عند المؤمن لمنحة وحكمة وبركة.
قالوا: إن في الدنيا جنة، من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، وهي ذكر الله وعبادته.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[09 - 01 - 08, 09:16 م]ـ
-الابتلاء له بعد مستقبلي .. والنظر فيه لما سيكون ..
العقوبة لها بعد ماضوي .. والنظر فيها لما كان.
بمعنى أن الابتلاء تمحيص آني للمكلف قصد تحديد وضعه مستقبلا هل سيكون شاكرا أم كافرا صابرا أم جزعا ..
أما العقوبة فتتعلق بشيء قد مضى فقط مثل اقتراف ذنب أو اشتغال بغير الأولى ..
فظهر الفرق من هذه الحيثية ...
-والابتلاء يكون بما هو أعم من النعمة والنقمة ... لا بالمصيبة وحدها ... عكس العقوبة التي لا تكون إلا بما هو نقمة .. وهي في مقابل الثواب الذي يكون بما هو نعمة ..
-لا مانع من اجتماع الابتلاء والعقوبة في أمر واحد ويكون الاختلاف من جهة الاعتبار:
كأن يقترف الرجل ذنبا .. فيعاقب عليه بمحنة .. وتكون هذا المحنة من جهة أخرى ابتلاء ..
فو قدرنا أن رجلا كذب مثلا ... فعوقب على كذبه بمرض ألم به ... لكنه لم يصبر على مرضه فتلفظ بكلام قبيح ...
فيكون مرضه عقابا على كذب مضى وابتلاء ظهر به جزع الرجل ..
-الابتلاء شامل لكل المكلفين كفارا ومؤمنين ..
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {1} الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ {2}
ومن مظاهر ذلك ابتلاء بعضهم ببعض.
والله أعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - 01 - 08, 05:42 م]ـ
هل كل مصيبة عقوبة؟
لعل الصواب أن نقول: كل مصيبة في الدنيا تكفير لبعض الذنوب.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[10 - 01 - 08, 11:48 م]ـ
بارك الله في أخينا الكريم أبو عبد المعز لأن في كلامه إجماعا وقبولا
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[11 - 01 - 08, 01:45 ص]ـ
بارك الله في أخينا الكريم أبو عبد المعز يقول:
لا مانع من اجتماع الابتلاء والعقوبة في أمر واحد ويكون الاختلاف من جهة الاعتبار:
كأن يقترف الرجل ذنبا .. فيعاقب عليه بمحنة .. وتكون هذا المحنة من جهة أخرى ابتلاء ..
فو قدرنا أن رجلا كذب مثلا ... فعوقب على كذبه بمرض ألم به ... لكنه لم يصبر على مرضه فتلفظ بكلام قبيح ...
فيكون مرضه عقابا على كذب مضى وابتلاء ظهر به جزع الرجل
جزاكم الله خيرا شيخ سليمان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/100)
ـ[عبدالله بن أحمد بن ناشي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 10:07 ص]ـ
بارك الله فيك أخي على هذا الموضوع المهم
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[13 - 01 - 08, 10:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يصح أن نسأل عن كيفية التفرقه بين الابتلاء والعقوبة لأنني سمعت أحد المشايخ في برنامج الجواب الكافي أنه لايصح أن نسأل مثل هذا السؤال والله لا يحضرني اسمه؟ وجزاكم الله خيرا كثيرا
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[15 - 01 - 08, 09:36 م]ـ
فضيلة الشيخ سليمان/السلام عليكم ورحمة الله
ما أورده الكاتب مخالف للأيات الصريحه والاحاديث الصحيحه
فليس كل كل ابتلاء بذنب, ولا كل ابتلاء عقوبة. ولفظ البلاء فى القران والسنه يختلف معناه عند الاطلاق او التقيد اوالافراد اوالاضافه.
تمام مثل لفظ الايمان ولكن لفظ الايمان تناوله العلماء بالشرح والتفصيل لكل معانيه نظرا لانه منشأالاختلاف والافتراق بين الفرق
لذلك نجد لابن تيميه مجلد كامل فى الايمان فى مجموع الفتاوى. ولم اجد نفس التفاصيل فى الابتلاء.
وبين البلاء والعقوبه والفتنه والمصيبه من العموم والخصوص فى القران ,فكل مصيبه او فتنه او عقوبه بلاء وليس العكس صحيح
والابتلاء يتفاضل فى ذاته ويتفاضل المؤمنون فيه تفاضلا عظيماً مثل الايمان،بل هما قرينان متلازمان **
والابتلاء كذلك يشترك مع لفظ الرزق فى كونه يتعلق بالعبد بسبب منه وبغير سبب منه ,فالسلف على ان الرزق ليس له علاقه بقوة العبد او ضعفه, ولا ذكاءه او غباءه **
ولا علمه او جهله, ولانسبه او ضعته, "يرزق من يشاء بغير حساب " فكم من غبى جاهل ضعيف غنى , وكم من ذكى عالم قوى فقير
.فكذلك الابتلاء يتعلق بالعبد بسبب منه وبغير سبب فليس شرطاً فيه الطاعه أو المعصيه ,ولا الذنب ولاالتوبه كما سيتبين مع التسليم بان الذنوب من اسباب البلاء لكن سيتبين انها سبب لنوع واحد فقط منه وهى كذلك قد يعفى عنها فلا تكون سبب " ويعفوا عن كثير "
والأبتلاء يكون مع بداية الأيمان, ثم مع الثبات على الايمان, ثم مع زيادة الايمان, وهو فى هذه الثلاثه سنه ثابته لا ذنب للعبد فيها ولاعقوبة من الرب. وقد يكون الابتلاء للتمكين والامامه فى الارض.**
.و**الابتلاء قد يكون للتشريع والتكليف ليس بذنب ولا عقوبه على من وقع بهم البلاء
والأبتلاء قد يكون تصحيحاً وتوجيهاً للعبد ليرجع الى ربه وليس مجرد عقوبة على شروده,**
وعلى ذلك فهذه ثمانية أنواع 1) بداية الايمان 2) ثبات الايمان 3) زيادة الايمان 4) الأختبار والتمحيص 5) التشريع والتكليف 6) التنبيه والتوجيهه 7) التمكين والامامه فى الارض 8 - ابتلاء العقوبات على الذنوب
.و**أما المصيبه فقد ورد انها تكون عقوبه بسبب من العبد , وانها لاتكون بسبب من العبد أيضاً
وأما الفتنه فلفظها فى القران الكريم يحتمل حوالى خمسة عشر معنى ما يهمنا ذكره هو ما يتعلق بالبلاء ,وهى نوع منه ومقصدها الاختبار والتمحيص وليس العقوبه على الذنب.
وبعد ان أسرد التفاصيل يبقى ما هو واجب العبد فى ذالك؟ وكيف يفرق بين هذه الأنواع؟ والرد على ما ذكرة الكاتب
وتفصيل ذالك بالآيات الصريحه والاحاديث الصحيحه على النحو التالى:
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[16 - 01 - 08, 10:51 م]ـ
1) إبتلاء بداية قول الايمان:
لمجرد القول قال تعالى (أَحَسِبَ ?لنَّاسُ أَن يُتْرَكُو?اْ أَن يَقُولُو?اْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ)
فالأبتلاء من أجل تصديق القلب وعمل القلب وعمل الجوارح فالقول وحده ليس كافى وهذا هو الثابت فى عقيدة أهل السنة والجماعه وهذا من أبلغ الرد على المرجئه والكراميه والاشاعره وغيرهم وهذا ايضا ليس عقوبه ولا بسبب ذنب بل بسبب بداية الايمان.
2) أبتلاء الثبات على الايمان::
فبعد القول و التصديق بعمل القلب والجوارح يأتى ابتلاء الثبات على ذالك قال تعالى (هُنَالِكَ ?بْتُلِيَ ?لْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً) زلازل لبيان الثبات. او عدم الثبات
قال تعالى (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ?لْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ?لَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ?لْبَأْسَآءُ وَ?لضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى? يَقُولَ ?لرَّسُولُ وَ?لَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى? نَصْرُ ?للَّهِ أَلا? إِنَّ نَصْرَ ?للَّهِ قَرِيبٌ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/101)
زلزال ليظهر من يثبت ومن يتقلب ومن يتصدع ومن ........ وليس كل هذا بذنوب او عقوبه
قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى? نَعْلَمَ ?لْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَ?لصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ
وقال تعالى (لتبلون فى اموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب مكن قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا)
3) أبتلاء زيادة الايمان::
قال تعالى (إِنَّ هَـ?ذَا لَهُوَ ?لْبَلاَءُ ?لْمُبِين) وهذا نوع من البلاء ليس لأى أحد ولا يتساوى معناه مع باقى الأنواع فهذا تفاضل الابتلاء ,إنه ابتلاء إبراهيم لمنصب الخله بذبح ولده
ولا يتسع المقام. للوقفه مع هذا الابتلاء المبين ولكن على عجاله استأنس بقول ابن تيميه فى الايمان حيث قال"من حقائق الايمان ما لايقدر عليه كثير من الناس بل ولا أكثرهم ..... الى ان قال من الايمان ما هو من المواهب والفضل من الله فإنه من جنس العلم " مج 7 محمع الفتاوى صـ338 - 339 وإن كان سياقه فى الايمان كان فى موضوع لاعلاقة له بالبلاء إلا انه والله أعلم هكذا البلاء من حقائقه ما لا يقدر عليه كثير من الناس بل ولا أكثرهم.,
ومنه ابتلاء أيوب (وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين"
لا أعلم احداً قال ان مرض أيوب كان بسبب ذنوبه ولاعقوبة له ... ومنه ابتلاء يوسف غليه السلا م بالسجن (فى أول الامر) ... ومنه ما ورد فى صحيح مسلم فى حديث قصة أصحاب الاخدود قول الراهب للغلام "أى بنى انت اليوم افضل منى وقد بلغ من شانك ماأرى وإنك ستبتلى ..... " الحديث
ومنه ابتلاء الامام احمد بالسجن وشيخ الاسلام ابن تيميه وغيرهم فلم يقل احد ان هذا الابتلاء بذنب وعقوبه وإنما لزيادة الايمان , ونصر السنه, وقمع للبدعه.
4) إبتلاء الاختبار والتمحيص
وقال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ?لْخَوْفِ وَ?لْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ?لأَمَوَالِ وَ?لأَنفُسِ وَ?لثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ ?لصَّابِرِينَ)
وقال تعالى (وَهُوَ ?لَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ ?لأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ?لْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
وقال تعالى (قَالَ ?لَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ ?لْكِتَابِ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَـ?ذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي? أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)
ومن أعجب الايات وقال تعالى (يَـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ ?للَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ ?لصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ ?للَّهُ مَن يَخَافُهُ بِ?لْغَيْبِ فَمَنِ ?عْتَدَى? بَعْدَ ذ?لِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
والان المؤمن يبتلى فى هذا الباب بان يكون الحرام بين يديه سهل ميسور تناله يده ليغلم الله هل يخافه ام لا
ومنه وقال تعالى (وَهُوَ ?لَّذِي خَلَق ?لسَّمَ?وَ?تِ وَ?لأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى ?لْمَآءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)
وقال تعالى (وَمِنَ ?لنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ?للَّهَ عَلَى? حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ?طْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ?نْقَلَبَ عَلَى? وَجْهِهِ خَسِرَ ?لدُّنْيَا وَ?لأَخِرَةَ ذ?لِكَ هُوَ ?لْخُسْرَانُ ?لْمُبِينُ)
وقال تعالى (وَهُوَ ?لَّذِي خَلَق ?لسَّمَ?وَ?تِ وَ?لأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى ?لْمَآءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً
وقال تعالى (وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ?لْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ?لطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ?لأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ?لْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِ?لشَّرِّ وَ?لْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
والايات هنا كثيره وارى ان هذا اكثر مايبتلى به المؤمنون لكثرة أياته اما ابتلاء الذنوب فقد قال ويعفوا عن كثير
5 - إبتلاء للتشريع والتكليف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/102)
وهذه إبتلاءات إبتلى المؤمنون بها أو الرسل لا عقوبة لهم ولكن ليتم التشريع بها مثل إبتلاء عائشة رضى الله عنها بحادثة الافك وابتلاء النبى ص فى زوزجه وانقطاع الوحى عنه فجاء لنا من رحم هذا الابتلاء ايات وتشريعات واحكام وعبرمالا ياتى إلا من مثل هذا الابتلاء. وهذا غير ابتلاء التشريع والتكليف وهو إختبار العبد فى الاتباع سواءً فى ما لا يعقله كبض اعمال الحج أو مايعقله فى غيره.
قال تعالى (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَآءَ ?للَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـ?كِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى? الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (
6) ابتلاء التنبيه والتوجيهه
قال تعالى (وبلونهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون) وهذا وان كان سببه الانحراف والبعد أو الذنوب فمقصده ليس العقوبة على ذالك بقدر ما هو تنبيه وتوجيهه والعقوبة كانت لهم قبل هذه الاية فى قوله تعالى كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون " فى قصة اصحاب القرية ويوم السبت فى الاعراف ليعودو الى الله فتأمل الرحمة وانتظار الرجوع والتوبه وتأمل قول الله تعالى (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وامنتم") إنه رحيم ودود لا يريد لنا عقاباً إلا تربية أو تنقيه أو ترقية فهون على نفسك أيها المبتلى وهنيئاً لك البلاء على كل أحواله.
7) ابتلاء التمكين والامامه فى الارض
قال تعالى (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُو?ءَ ?لْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلا?ءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ
وَإِذْ قَالَ مُوسَى? لِقَوْمِهِ ?ذْكُرُواْ نِعْمَةَ ?للَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُو?ءَ ?لْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذ?لِكُمْ بَلا?ءٌ مِّن رَّبَّكُمْ عَظِيمٌ) وكان عاقبة هذا البلاء العظيم (وَأَوْرَثْنَا ?لْقَوْمَ ?لَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ ?لأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ?لَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ?لْحُسْنَى? عَلَى? بَنِي? إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ
وكذالك قوله تعالى (وجعلنا منهم ~مة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بئياتنا يوقنون
وسياتى بعده ان شاء الله لبتلاء العقوبات على الذنوب
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - 01 - 08, 03:02 ص]ـ
قال شيخ الإسلام كما في الفتاوى:
والمقصود أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ليس سببا لشيء من المصائب و لا تكون طاعة الله و رسوله قط سببا لمصيبة بل طاعة الله و الرسول لا تقتضى إلا جزاء أصحابها بخيري الدنيا و الآخرة. و لكن قد تصيب المؤمنين بالله و رسوله مصائب بسبب ذنوبهم لا بما اطاعوا فيه الله و الرسول كما لحقهم يوم أحد بسبب ذنوبهم لا بسبب طاعتهم الله و رسوله صلى الله عليه و سلم.
و كذلك ما ابتلوا به فى السراء و الضراء و الزلزال ليس هو بسبب نفس إيمانهم و طاعتهم لكن امتحنوا به ليتخلصوا مما فيهم من الشر و فتنوا به كما يفتن الذهب بالنار ليتميز طيبه من خبيثه و النفوس فيها شر و الامتحان يمحص المؤمن من ذلك الشر الذى فى نفسه قال تعالى و تلك الأيام نداولها بين الناس و ليعلم الله الذين آمنوا و يتخذ منكم شهداء و الله لا يحب الظالمين و ليمحص الله الذين آمنوا و يمحق الكافرين و قال تعالى و ليبتلى الله ما فى صدوركم و ليمحص ما فى قلوبكم و لهذ قال صالح عليه السلام لقومه طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/103)
و لهذا كانت المصائب تكفر سيئات المؤمنين و بالصبر عليها ترتفع درجاتهم و ما أصابهم فى الجهاد من مصائب بأيدي العدو فانه يعظم أجرهم بالصبر عليها. و فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه و سلم قال ما من غازبة يغزون فى سبيل الله فيسلمون و يغنمون إلا تعجلوا ثلثي أجرهم و إن أصيبوا و أخفقوا تم لهم أجرهم. و أما ما يلحقهم من الجوع و العطش و التعب فذاك يكتب لهم به عمل صالح كما قال تعالى ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ و لا نصب و لامخمصة فى سبيل الله و لا يطؤون موطئا يغيظ الكفار و لا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين و شواهد هذا كثيرة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - 01 - 08, 03:07 ص]ـ
************************* منقول *****************************
العقوبة… و … الابتلاء
للشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الرحمن
-------------------------------------------------------
العاملون للإسلام على الساحة كثيرون، وكثرتهم لا تقل عن أُطرهم وطروحاتهم ومناهجهم من حيث العدد، وبعضهم يردِّد - بافتخار- أنهم متمايزون عن غيرهم بكثرة عطائهم وتضحياتهم، ويأخذ هؤلاء في الاستدلال على ذلك بما لاقى أصحابه وإخوانه على الدرب من ألوان التعذيب.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل هذه المعاناة من باب العقوبة أم الابتلاء؟ وللجواب على هذا السؤال، نقول:
إنَّ خلطنا يقع في تصوّر الكثيرين حول الابتلاء والأسباب التي تؤدي إليه، والنتائج المترتبة عليه من جهة، وحول العقوبة وأسبابها ونتائجها من جهة أخرى، وللتفرقة بينهما نضع هذه المعالم:
أولاً: ليس كل ابتلاء مرجعه وسببه الذنوب والمعاصي، فلا ينبغي أن نسيء الظن بمن حلَّت بهم المصائب وقد يسيء هؤلاء -الذين حلَّت بهم المصائب- بربهم الظن.
يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: ((وأنت تشاهد كثير من الناس إذا أصابه نوع من البلاء يقول: يا ربي ما كان ذنبي حتى فعلت بي هذا؟
وقال لي غير واحد: إذا تبت إليه، وأنبت، وعملتُ صالحاً؛ ضيَّق عليَّ رزقي، ونكَّد عليَّ معيشتي، وإذا رجعت إلى معصيته، وأعطيت نفسي مُرادها جاءني الرزق والعون… ونحو هذا.
فقلت لبعضهم: هذا امتحان منه؛ ليرى صدقك وصبرك، هل أنت صادق في مجيئك إليه، وإقبالك عليه، فتصبر على بلائه، فتكون لك العاقبة؟ أم أنت كاذب، فترجع على عقبك.
وهذه الأقوال والظنون الكاذبة الحائدة عن الصواب مبنيَّة على مقدمتين:
إحداهما: حسن ظن العبد بنفسه وبدنه، واعتقاده أنمه قائم بما يجب عليه، وتارك ما نُهي عنه، واعتقاده وتارك ما نهي عنه، واعتقاده في خصمه وعدوه خلاف ذلك وأنه تارك للمأمور، مرتكب للمحظور، وأن نفسه أولى بالله ورسوله ودينه منه.
والمقدمة الثانية: اعتقاده أن الله -سبحانه وتعالى- قد لا يؤد صاحب الحق الدين وينصره، وقد لا يجعل له العاقبة في الدنيا بوجه من الوجوه، بل يعيش عمره مظلوماً مقهوراً مستضاماً، مع قيامه بما أُمر به ظاهراً وباطناً، وانتهائه عما نُهي عنه باطناً وظاهراً، فهو عند نفسه قائم بشرائع الإسلام وحقائق الإيمان، وهو تحت قهر أهل الظلم والفجور والعدوان، فلا إله إلا الله؛ كم فسد بهذا الاغترار من عابد جاهل، ومتديِّن لا بصيرة له، ومنتسب إلى العلم لا معرفة له بحقائق الدين.
فسبحان الله! فكم صدرت هذه الفتنة الكثير من الخلق -بل أكثرهم- عن القيام بحقيقة الدين (1).
وبعكس هؤلاء العاملين القول، فتراهم كثرة المصائب التي حلَّت بهم إلى كونهم مؤمنين، فيشدِّد الله عليهم البلاء، لحبِّه إياهم لا إلى كوهم خرجوا عن منهج الله، وخالقو أمره.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمة الله تعالى- ((قد تصيب المؤمنين بالله ورسوله مصائب بسبب ذنوبهم، لا بما أطاعوا فيه الرسول، كما لحقهم يوم أحد بسبب ذنوبهم، لا بسبب طاعتهم الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-)) (2).
والذي أودُّ تأكيده هنا: أنه لا بد من النظر إلى مختلف الأسباب ومعرفة الإنسان لنفسه، وما عليه الآخرون من التزام أو غيره، والمعرفة قبل ذلك بالتكاليف والمسؤوليات الواجبة على العباد، وبذلك يستطيع أن يتبصَّر بواقعه وواقع الناس من حوله، وأن يكون منصفاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/104)
ثانياً: ولعل السبب في عدم التفريق بين الابتلاء والعقوبة يعود إلى أم كلاً منهما قد يكون سببهما الفسوق والمخالفة لأوامر الله والرسول -صلى الله عليه وسلم- فإذا وجد الفسق والخروج على حدود الله، فقد يؤدي ذلك إلى الابتلاء والفتنة، أو إلى الجزاء والعقوبة، وذلك راجع إلى حكمة الله ومشيئته وعدله، وإلى طبيعة الخروج وحجمه، ونوع الفسق ومقداره، وطبيعة نفوس المخالفين ومقدار إصرارهم على المخالفة، والله أعلم.
والتفريق بين الأمرين يحتاج إلى بصيرة في الدين، ومعرفة بالسنن وطبيعتها، ودراسة واعية لأحوال الناس، ومقدار صلاحهم وفسادهم، وقربهم وبعدهم من دينهم.
ثالثاً: إن الأسباب والمسببات هي مجال للابتلاء والامتحان، وتنكَّب هذه الأسباب والانحراف عما وضعت له يوقع في نتائج لا تُحمد عقباها، كنوع من الجزاء الدنيوي المعجَّل نتيجة الانحراف عن هذه الأسباب.
يقول الإمام الشاطبي -رحمه الله تعالى-: ((إن الأسباب والمسببات موضوعة في هذه الدار ابتلاءً للعباد وامتحاناً لهم، فإنها طريق إلى السعادة أو الشقاوة، وهي على ضربين:
أحدهما: ما وضع لابتلاء العقول، وذلك العالم كله من حيث هو منظور فيه، وصنعة يستدل بها على ما وراءها.
والثاني: ما وضع لابتلاء النفوس، وهو العالم كله أيضاً من حيث هو موصول إلى العباد المنافع والمضار، ومن حيث هو مسخَّر لهم، ومنقاد لما يريدون فيه؛ لتظهر تصاريفهم تحت حكم القضاء والقدر، ولتجري أعمالهم تحت حكم الشرع؛ ليسعد بها من سعد، ويشقى من شقي، وليظهر مقتضى العلم السابق، والقضاء المحتم الذي لا مردَّ له، فإن الله غني عن العالمين، ومنزَّه عن الافتقار في صنع ما يصنع إلى الأسباب والوسائط، ولكن وضعها للعباد ليبتليهم فيها)) (3).
وهنا يخلط كثير من الناس بين تصوّرهم لحقيقة الابتلاء وبين ما يتكلَّفونه نتيجة اختلال ممارساتهم وانحرافهم عن رؤية الأسباب الصحيحة وتنكبهم إياها.
يقول خالص جلبي: ((وهناك فرق بين المحنة والتحطيم، بين الابتلاء والانسحاق، والابتلاء تمحيص للنفوس، ونوع من اليقظة والصحو، كي يحدث استنفار كامل العضوية وهي تواجه التحدي، فتدفع بقوتها العاملة والاحتياطية، وبالتالي تسير بوعي في منهاج النظر والحركة، والابتلاء حينما يأتي في الممارسة يصبح سحقاً وتحطيماً للعمل، ولذا يجب هنا الانتباه والتفريق بدقة بين أمرين:
الأول: التغلب على الصعوبات في مواجهة العمل.
الثاني: ما يكلّفنا الخطأ في الممارسة من التنحي عن العمل، والفرق كبير بين التنمية والنتيجة.
وخط العمل في الشكل الأول صحيح، ودلالته طبيعية لا تخيف… وأما الشكل الثاني في المحنة، فهو يطحن الأشخاص والدعوة، ويهرس العقيدة وأصحابها)) (4).
وبقول في موضع آخر: ((يجب التفريق بحسم بين صنفين من المحنة، صنف يحدث من أنواع الاضطهاد بسبب عقائدي بحق: تكذيب وإيذاء، وتعذيب بدني وما شابه، وصنف يحدث فيه مصائب بواعثها أخطاء العمل، والصنف الأول يعالج الموقف فيها بزيادة سحنة الصبر والمصابرة، والثاني بالصبر مضافاً إليه تعديل خطأ ما حدث كدرس لن يتكرر في المستقبل)) (5).
رابعاً: وختاماً؛ أحاول أن أضع بعض العلامات الفارقة بين الابتلاء والجزاء (العقوبة):
1 - العقوبة هي الجزاء المعجل الذي يقع على العباد نتيجة الفشل والرسوب في الامتحان والاختبار، بينما الابتلاء هو عملية دخول هذا الامتحان، فالابتلاء مقدمة، والعقوبة نتيجة.
2 - الابتلاء من مجالاته الوقوف أمام الأسباب والمسببات، والعقوبة ناتجة عن الانحراف عن هذه الأسباب، وتنكب مسارها.
3 - الاختلاف في أسباب كل منهما، فالإيمان والاستقامة على المنهج النبوي سبب الابتلاء، واشتداده في هذا المجال دليل على شدَّة الإيمان، ولذلك كان الأنبياء أشد الناس بلاء، ثم الأمثل فالأمثل.
أما الجزاء والعقوبة؛ فمرجعه وسببه الانحراف عن المنهج، وكلما زاد الفسق، وكبر حجم الانحراف؛ اشتدَّت العقوبة.
4 - الابتلاء سبيل الأمانة والتمكين، بينما العقوبة حرمان منها؛ قال –تعالى-: {وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه بكلماتٍ فأتمَّهنَّ قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين}.
فإبراهيم -عليه السلام- جُعل للناس إماماً؛ لأنه نجح في كل ما ابتُلي به وامتحن، بينما الذين يفشلون في ذلك يُحرمون هذه الأمانة، ولا ينالون ذلك العهد؛ {قال لا ينال عهدي الظالمين}.
5 - إذا كانت التكاليف قائمة على الواسطيّة والاعتدال؛ فهي ابتلاء، أما إذا مالت عن الاعتدال؛ فهي جزاء وعقوبة للمكلَّف (6).
6 - الابتلاء قد يكون علامة على حب الله ورضاه عنه، بينما العقوبة والجزاء إشارة إلى غضب الله وعدم رضاه عن العبد.
7 - الابتلاء يهدف إلى تجميع كلمة الأمة، وتمتين الروابط فيما بينها، أما العقوبة؛ فقد تكون سبباً في تشتيتها وضرب قلوب بعضها ببعض، وزيادة العداوة والبغضاء بين أفرادها، وهذا ما كان في مسلمي بعض بلداننا،} فنسوا حظاً مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبّئهم الله بما كانوا يعملون {.
((فإن الأماني والمحاولات العاطفيّة والجهود التي تعتمد المناسبات والمصالح الموسمية أوهى من أن تقيم القاعدة الإسلاميّة الجادة أو تحفظ وحدتها، فما لم نحتكم إلى الكتاب حقيقة لا مظهراً، بعد إسقاط كل القناعات الشخصيّة الموروثة من عصور الصراع الإسلامي – الإسلامي، وما لم تكن كل قناعاتنا مستنبطة من الوحي محكوم به، فلا أمل لنا بوحدة أو عمل أو خلاص)).
8 - الفرق بينهما من حيث العلاج؛ فالابتلاء يحتاج إلى الاستعانة بالله، والصبر والتقوى، والرضا… وما إلى ذلك من أمور، أما العقوبة فتحتاج بالإضافة إلى ذلك إلى التوبة والاستغفار والاستقامة وتصحيح المسار، ومواكبة سنن الكون الحياة.
____________________
(1) ((إغاثة اللهفان)) (2/ 174 - 174، وانظر منه 177 - 185.
(2) ((الحسنة والسيئة)) (ص34).
(3) ((الموافقات)) (1/ 203)، وانظر منه (ص232 - 233).
(4) ((ظاهرة المحنة)) (ص28 - 29).
(5) ((ظاهرة المحنة)) (ص53).
(6) انظر بسط هذه النقطة في ((الموافقات)) (2/ 163)، ففيه كلام نفيس للغاية.
************************* منقول *****************************
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/105)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - 01 - 08, 03:19 ص]ـ
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=936
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - 01 - 08, 03:42 ص]ـ
ومن درر شيخ الإسلام (قواعد المحبة). جاء فيها:
ولكن تذكر هنا نكتة نافعة وهو أن الإنسان قد يسمع ويرى ما يصيب كثيرا من أهل الإيمان والإسلام في الدنيا من المصائب وما يصيب كثيرا من الكفار والفجار في الدنيا من الرياسة والمال وغير ذلك فيعتقد أن النعيم في الدنيا لا يكون إلا لأهل الكفر والفجور وأن المؤمنين ليس لهم في الدنيا ما يتنعمون به إلا قليلا وكذلك قد يعتقد أن العزة والنصرة قد تستقر للكفار والمنافقين علي المؤمنين وإذا سمع ما جاء في القرآن من أن العزة لله ورسوله وللمؤمنين وأن العاقبة للتقوى وقول الله تعالى (وإن جندنا لهم الغالبون) وهو ممن يصدق بالقرآن حمل هذه الآيات علي الدار الآخرة فقط وقال: أما الدنيا فما نري بأعيننا إلا أن الكفار والمنافقين فيها يظهرون ويغلبون المؤمنين ولهم العزة والنصرة والقرآن لا يرد بخلاف المحسوس، ويعتمد علي هذا فيما إذا أديل أديل عليه عدو من جنس الكفار والمنافقين أو الظالمين وهو عند نفسه من أهل الإيمان والتقوى فيرى أن صاحب الباطل قد علا على صاحب الحق فيقول: أنا علي الحق وأنا مغلوب. وإذا ذكره إنسان بما وعده الله من حسن العاقبة للمتقين، قال: هذا في الآخرة فقط. وإذا قيل له: كيف يفعل الله بأوليائه مثل هذه الأمور؟ قال: يفعل ما يشاء. وربما قال بقلبه أو لسانه أو كان حاله يقتضى أن هذا نوع من الظلم وربما ذكر قول بعضهم: ما علي الخلق أضر من الخالق. لكن يقول: يفعل الله ما يشاء. وإذا ذكر برحمة الله وحكمته لم يقل إلا أنه يفعل ما يشاء. فلا يعتقدون أن صاحب الحق والتقوى منصور مؤيد بل يعتقدون أن الله يفعل ما يشاء.
وهذه الأقوال مبنية علي مقدمتين: (1) إحداهما حسن ظنه بدين نفسه نوعا أو شخصا واعتقاد أنه قائم بما يجب عليه وتارك ما نهي عنه في الدين الحق واعتقاده في خصمه ونظيره خلاف ذلك أن دينه باطل نوعا أو شخصا لأنه ترك المأمور وفعل المحظور. (2) والمقدمة الثانية أن الله قد لا يؤيد صاحب الدين الحق وينصره وقد لا يجعل له العاقبة في الدنيا فلا ينبغى الاغترار بهذا.
ومن المعلوم أن العبد وإن أقر بالآخرة فهو يطلب حسن عاقبة الدنيا فقد يطلب ما لا بد منه من دفع الضرر وجلب المنفعة وقد يطلب من زيادة النفع ودفع الضرر ما يظن أنه مباح فإذا اعتقد أن الدين الحق قد ينافي ذلك لزم من ذلك إعراض القلب عن الرغبة في كمال الدين الحق وفي حال السابقين والمقربين بل قد يعرض عن حال المقتصدين أصحاب اليمين فيدخل مع الظالمين بل قد يكفر ويصير من المرتدين المنافقين أو المعلنين بالكفر وإن لم يكن هذا في أصل الدين كان في كثير من أصوله وفروعه كما قال النبى يصبح الرجل مؤمنا ويمسى كافرا أو يمسى مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا وذلك إذا اعتقد أن الدين لا يحصل إلا بفساد دنياه ولذلك فإنه يفرح بحصول الضرر له ويرجو ثواب ضياع ما لا بد له من المنفعة.
وهذه الفتنة التى صدت أكثر بنى آدم عن تحقيق الدين وأصلها الجهل بحقيقة الدين وبحقيقة النعيم الذي هو مطلوب النفوس في كل وقت إذ قد ذكرنا أن كل عمل فلا بد فيه من إرادة به لطلب ما ينعم فهناك عمل يطلب به النعيم ولا بد أن يكون المرء عارفا بالعمل الذى يعمله وبالنعيم الذي يطلبه.
ثم إذا علم هذين الأصلين فلابد أن تكون فيه إرادة جازمة علي العمل بذلك وإلا فالعلم بالمطلوب وبطريقه لا يحصلان المقصود إلا مع الإرادة الجازمة والارادةالجازمة لا تكون إلا مع الصبر ولهذا قال سبحانه وتعالى (والعصر إن الإنسان لفى خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) وقال تعالي (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون). فاليقين هو العلم الثابت المستقر والصبر لابد منه لتحقيق الإرادة الجازمة.
والمقدمتان اللتان التي بنيت عليهما هذه البلية مبناهما علي الجهل بأمر الله ونهيه وبوعده ووعيده فإن صاحبهما إذا اعتقد أنه قائم بالدين الحق فقد اعتقد أنه فاعل للمأمور تارك للمحظور وهو على العكس من ذلك وهذا يكون من جهله بالدين الحق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/106)
وإذا اعتقد أن صاحب الحق لا ينصره الله في الدنيا بل قد تكون العاقبة في الدنيا للكفار على المؤمنين ولأهل الفجور علي أهل البر فهذا من جهله بوعد الله تعالى.
أما الأول فما أكثر من يترك واجبات لا يعلم بها ولا بوجوبها وما أكثر من يفعل محرمات لا يعلم بتحريمها بل ما أكثر من يعبد الله بما حرم ويترك ما أوجب وما أكثر من يعتقد أنه هو المظلوم المحق من كل وجه وأنه خصمه هو الظالم المبطل من كل وجه ولا يكون الأمر كذلك بل يكون معه نوع من الباطل والظلم ومع خصمه نوع من الحق والعدل. حبك الشيء يعمي ويصم والإنسان مجبول على محبة نفسه فهو لا يرى إلا محاسنها ومبغض لخصمه فلا يرى إلا مساوئه وهذا الجهل غالبه مقرون بالهوى والظلم فإن الإنسان ظلوم جهول
وأكثر ديانات الخلق إنما هي عادات أخذوها عن آبائهم وأسلافهم وتقليدهم في التصديق والتكذيب والحب والبغض والموالاة والمعاداة
كما قال تعالى وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلي عذاب السعير وقال تعالى يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا.
وقال تعالى (وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلي أجل مسمى لقضى بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفى شك منه مريب)
وأما الثاني فما أكثر من يظن أن أهل الدين الحق في الدنيا يكونون أذلاء معذبين بما فيه بخلاف من فارقهم إلي طاعة أخري وسبيل آخر ويكذب بوعد الله بنصرهم
والله سبحانه قد بين بكتابه كلا المقدمتين فقال تعالى إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد
وقال تعالى في كتابه ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون
وقال تعالى في كتابه إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم
وقال تعالى إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين كتب الله لأغلبن أنا ورسلى إن الله قوى عزيز
وقال تعالى في كتابه إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون
وذم من يطلب النصرة بولاء غير هؤلاء فقال تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فتري الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا أهولاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين
وقال تعالى في كتابه بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا
وقال تعالى في كتابه يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون
وقال تعالى في كتابه من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور
وقال في كتابه هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره علي الدين كله وكفى بالله شهيدا
وقال تعالى في كتابه يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم علي تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخري تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسي ابن مريم للحواريين من أنصارى إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بنى إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا علي عدوهم فأصبحوا ظاهرين
وقال تعالى في كتابه يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/107)
وقال تعالى في كتابه ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا
وقال تعالى في كتابه هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر إلي قوله تعالى ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب
وقال تعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين
وقال تعالى لما قص قصة نوح وهى نصرة علي قومه في الدنيا فقال تعالى تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين
وقال تعالى وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى
وقال تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا إلي قوله وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط
وقال تعالى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين
وقال يوسف وقد نصره الله في الدنيا لما دخل عليه إخوته قالوا أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخى قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
وقال تعالى في كتابه يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم
وقال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شىء قدرا
وقد روي عن أبى ذر عن النبي أنه قال
لو عمل الناس كلهم بهذه الآية لوسعتهم
رواه ابن ماجه وغيره
وأخبر أن ما يحصل له من مصيبة انتصار العدو وغيرها إنما هو بذنوبهم فقال تعالي في يوم أحد أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم
وقال تعالى إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم
وقال تعالى وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير
وقال تعالى ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك
وقال تعالى وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم
وقال تعالى أو يوبقهن بما كسبوا
وذم في كتابه من لا يثق بوعده لعباده المؤمنين وذكر ما يصيب الرسل والمؤمنين فقال تعالى إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا واذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعوره إن يريدون إلا فرارا ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا
وقال تعالى أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب
وقال تعالى وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم
المجرمين لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون
ولهذا أمر الله رسوله والمؤمنين باتباع ما أنزل إليهم وهو طاعته وهو المقدمة الأولى وأمرهم بانتظار وعده وهى المقدمة الثانية وأمرنا بالاستغفار والصبر لأنهم لابد أن يحصل لهم تقصير وذنوب فيزيله الاستغفار ولابد مع انتظار الوعد من الصبر فبالاستغفار تتم الطاعة وبالصبر يتم اليقين بالوعد إن كان هذا كله يدخل فى مسمى الطاعة والإيمان
قال تعالى واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين
وقال تعالى ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين
وقال تعالى فاصبر إن العاقبة للمتقين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/108)
وأمرهم أيضا بالصبر إذا أصابتهم مصيبة بذنوبهم مثل ظهور العدو وكما قال تعالى فى قصة أحد ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب
الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين
وأيضا فقد قص سبحانه فى كتابه نصره لرسله ولعباده المؤمنين على الكفار فى قصة نوح وهود وصالح وشعيب ولوط وفرعون وغير ذلك وقال تعالى لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب وقال تعالى ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم
وهذا يتبين بأصلين أحدهما أن حصول النصر وغيره من أنواع النعيم لطائفة أو شخص لا ينافي ما يقع في خلال ذلك من قتل بعضهم وجرحه ومن أنواع الأذى وذلك أن الخلق كلهم يموتون فليس في قتل الشهداء مصيبة زائدة علي ما هو معتاد لبنى آدم فمن عد القتل في سبيل الله مصيبة مختصة بالجهاد كان من أجهل الناس بل الفتن التي تكون بين الكفار وتكون بين المختلفين من أهل القبله ليس مما يختص بالقتال فإن الموت يعرض لبني آدم بأسباب عامة وهي المصائب التي تعرض لبني آدم من مرض بطاعون وغيره ومن جوع وغيره وبأسباب خاصة فالذين يعتادون القتال لا يصيبهم أكثر مما يصيب من لا يقاتل بل الأمر بالعكس كما قد جربه الناس
ثم موت الشهيد من أيسر الميتات ولهذا قال سبحانه وتعالى قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا
فأخبر سبحانه أن الفرار من القتل أو الموت لا ينفع فلا فائدة فيه وأنه لو نفع لم ينفع إلا قليلا إذ لا بد من الموت
وأخبر أن العبد لا يعصمه من الله أحد إن أراد به سوءا أو أراد به رحمة وليس له من دون الله ولي ولا نصير فأين نفر من أمره وحكمه ولا ملجأ منه إلا إليه قال تعالى ففروا إلي الله إني لكم منه نذير مبين وهذا أمر يعرفه الناس من أهل طاعة الله وأهل معصيته كما قال أبو حازم الحكيم لما يلقي الذي لا يتقي الله من معالجه الخلق أعظم مما يلقاه الذي يتقي الله من معالجة التقوى
والله تعالى قد جعل أكمل المؤمنين إيمانا أعظمهم بلاء كما قيل للنبي أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلي الرجل علي حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي علي الأرض وليس عليه خطيئة
ومن هذا أن الله شرع من عذاب الكفار بعد نزول التوراة بأيدي المؤمنين في الجهاد ما لم يكن قبل ذلك حتى إنه قيل لم ينزل بعد التوراة عذاب عام من السماء للأمم كما قال تعالى ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا
القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون
فإنه قبل ذلك قد أهلك قوم فرعون وشعيب لوط وعاد وثمود وغيرهم ولم يهلك الكفار بجهاد المؤمنين ولما كان موسى أفضل من هؤلاء وكذلك محمد وهما الرسولان المبعوثان بالكتابين العظيمين كما قال تعالى إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلي فرعون رسولا وقال تعالى قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتى موسى من قبل إلى قوله قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما اتبعه
وأمر الله هذين الرسولين بالجهاد على الدين وشريعة محمد أكمل فلهذا كان الجهاد في أمته أعظم منه في غيرهم
قال تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون
وقال تعالى ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض
وقال تعالى للمنافقين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا
فالجهاد للكفار أصلح من هلاكهم بعذاب سماء من وجوه أحدها أن ذلك أعظم في ثواب المؤمنين وأجرهم وعلو درجاتهم لما يفعلونه من الجهاد في سبيل الله لأن تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/109)
الثاني أن ذلك أنفع للكفار أيضا فإنهم قد يؤمنون من الخوف ومن أسر منهم وسيم من الصغار يسلم أيضا وهذا من معنى قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس قال أبو هريرة وكنتم خير الناس للناس تأتون بهم في الأقياد والسلاسل حتى تدخلوهم الجنة فصارت الأمة بذلك خير أمة أخرجت للناس وأفلح بذلك المقاتلون وهذا هو مقصود الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهذا من معني كون محمد ما أرسل إلا رحمة للعالمين فهو رحمة في حق كل أحد بحسبه حتى المكذبين له هو في حقهم رحمة أعظم مما كان غيره
ولهذا لما أرسل الله إليه ملك الجبال وعرض عليه أن يقلب عليهم الأخشبين قال لا استأني بهم لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا شريك له
الوجه الثالث أن ذلك أعظم عزة للإيمان وأهله واكثر لهم فهو يوجب من علو الإيمان وكثرة أهله ما لا يحصل بدون ذلك وأمر المنافقين والفجار بالمعروف ونهيهم عن المنكر هو من تمام الجهاد وكذلك إقامة الحدود
ومعلوم أن في الجهاد وإقامة الحدود من إتلاف النفوس والأطراف والأموال ما فيه فلو بلغت هذه النفوس النصر بالدعاء ونحوه من غير جهاد لكان ذلك من جنس نصر الله للأنبياء المتقدمين من أممهم لما أهلك نفوسهم وأموالهم
وأما النصر بالجهاد وإقامة الحدود فذلك من جنس نصر الله لما يختص به رسوله وإن كان محمد وأمته منصورين بالنوعين جميعا لكن يشرع في الجهاد باليد ما لا يشرع في الدعاء
وأما الأصل الثاني فإن التنعم إما بالأمور الدنيوية وإما بالأمور الدينية
فأما الدنيوية فهي الحسية مثل الأكل والشرب والنكاح واللباس وما يتبع ذلك والنفسية وهي الرياسة والسلطان
فأما الأولي فالمؤمن والكافر والمنافق مشتركون في جنسها ثم يعلم أن
التنعيم بها ليس هو حقيقة واحدة مستوية في بنى آدم بل هم متفاوتون في قدرها ووصفها تفاوتا عظيما
فإن من الناس من يتنعم بنوع من الأطعمة والأشربة الذي يتأذي بها غيره إما لاعتياده ببلده وإما لموافقته مزاجه وإما لغير ذلك
ومن الناس من يتنعم بنوع من المناكح لا يحبها غيره كمن سكن البلاد الجنوبية فإنه يتنعم بنكاح السمر ومن سكن البلاد الشمالية فإنه يتنعم بنكاح البيض
وكذلك اللباس والمساكن فإن أقواما يتنعمون من البرد بما يتأذي به غيرهم وأقواما يتنعمون من المساكن بما يتأذي به غيرهم بحسب العادة والطباع
وكذلك الأزمنة فإنه في الشتاء يتنعم الإنسان بالحر وفي الصيف يتنعم بالبرد
وأصل ذلك أن التنعم في الدنيا بحسب الحاجة إليها والانتفاع بها فكل ما كانت الحاجة أقوي والمنفعة أكثر كان التنعم واللذة أكمل والله قد أباح للمؤمنين الطيبات
فالذين يقتصدون في المآكل نعيمهم بها أكثر من نعيم المسرفين فيها فإن أولئك إذا أدمنوها وألفوها لا يبقي لهذا عندهم كبير لذة مع أنهم قد لا يصبرون عنها وتكثر أمراضهم بسببها
وأما الدين فجماعه شيئان تصديق الخبر وطاعة الأمر
ومعلوم أن التنعم بالخبر بحسب شرفه وصدقه والمؤمن معه من الخبر الصادق عن الله وعن مخلوقاته ما ليس مع غيره فهو من أعظم الناس نعيما بذلك بخلاف من يكثر في أخبارهم الكذب
وأما طاعة الأمر فإن من كان ما يؤمر به صلاحا وعدلا ونافعا يكون تنعمه به أعظم من تنعم من يؤمر بما ليس بصلاح ولا عدل ولا نافع
وهذا من الفرق بين الحق والباطل فإن الله سبحانه يقول في كتابه الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم
وقال والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب
وتفصيل ذلك أن الحق نوعان حق موجود وحق مقصود وكل منهما ملازم للآخر
فالحق الموجود هو الثابت في نفسه فيكون العلم به حقا والخبر عنه حقا والحق المقصود هو النافع الذي إذا قصده الحي انتفع به وحصل له النعيم
فصل
ومما يظهر الأمر ما ابتلي الله به عباده في الدنيا من السراء والضراء وقال سبحانه فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكبر من وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن كلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/110)
يقول الله سبحانه ليس الأمر كذلك ليس إذا ما ابتلاه فأكرمه ونعمه يكون ذلك إكراما مطلقا وليس إذا ما قدر عليه رزقه يكون ذلك إهانة بل هو ابتلاء في الموضعين وهو الاختبار والامتحان فإن شكر الله على الرخاء وصبر على الشدة كان كل واحد من الحالين خيرا له كما قال النبي لا يقضى الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له وإن لم يشكر ولم يصبر كان كل واحد من الحالين شرا له
وقد تنازع الناس فيما ينال الكافر في الدنيا من التنعم هل هو نعمة في حقه أم لا على قولين وكان أصل النزاع بينهم هو النزاع في القدرة
والقدرية الذين يقولون لم يرد الله لكل أحد إلا خيرا له بخلقه وأمره وإنما العبد هو الذي أراد لنفسه الشر بمعصيته وبترك طاعته التي يستعملها بدون مشيئة الله وقدرته أراد لنفسه الشر
وهؤلاء يقولون ما نعم به الكافر فهو نعمة تامة كما نعم به المؤمن سواء إذ عندهم ليس لله نعمة خص بها المؤمن دون الكافر أصلا بل هما في النعم الدينيه سواء وهو ما بينه من أدلة الشرع والعقل وما خلقه من القدرة والألطاف ولكن أحدهما اهتدي بنفسه بغير نعمة أخري خاصة من الله والآخر ضل بنفسه من غير خذلان يخصه من الله وكذلك النعم الدنيوية هي في حقهما علي السواء
والذين ناظروا هؤلاء من أهل الإثبات ربما زادوا في المناظرة نوعا من الباطل وإن كانوا في الأكثر علي الحق فكثيرا ما يرد مناظر المبتدع باطلا عظيما بباطل دونه
ولهذا كان أئمة السنة ينهون عن ذلك ويأمرون بالاقتصاد ولزوم السنة المحضة وأن لا يرد باطل بباطل
فقال كثير من هؤلاء ليس لله على الكافر نعمة دنيوية كما ليس له عليه نعمة دينية تخصه إذ اللذة المستعقبة ألما أعظم منها ليست بنعمة كالطعام المسموم وكمن أعطي غيره أموالا ليطمئن ثم يقتله أو يعذبه
قالوا والكافر كانت هذه النعم سببا في عذابه وعقابه كما قال تعالى إنما نملى لهم ليزدادوا إثما
وقال تعالى أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون
وقال تعالى فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون
وقال تعالى فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملى لهم إن كيدي متين
وخالفهم آخرون من أهل الإثبات للقدر أيضا فقالوا بل لله على الكافر نعم دنيوية
والقولان في عامة أهل الإثبات من أصحاب الإمام أحمد وغيرهم
قال هؤلاء والقرآن قد دل على امتنانه على الكفار بنعمه ومطالبته إياهم بشكرها فكيف يقال ليست نعما قال تعالى ألم تر إلى الذين بدلوا
نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها إلى قوله الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجرى في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار إلى قوله وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار وقال تعالى إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا وكيف يكون كفورا من لم ينعم عليه بنعمه
فالمراد لازم قول هؤلاء أن الكفار لم يحب عليهم شكر الله إذ لم يكن قد أنعم عليهم عندهم وهذا القول يعلم فساده بالاضطرار من دين الإسلام فإن الله ذم الإنسان بكونه كفورا غير شكور إذ يقول إن الإنسان لربه لكنود وقال تعالى ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عنى إنه لفرح فخور
وقد قال صالح عليه السلام لقومه واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين
وقال تعالى ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا
وقال تعالى وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله
وقال الأولون قد قال تعالى صراط الذين أنعمت عليهم
والكفار لم يدخلوا في هذا العموم فعلم أنهم خارجون عن النعمة وقال تعالى في خطابه للمؤمنين كلوا من طيبات ما رزقناكم وقال تعالى واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به وقال تعالى كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/111)
وأما الكفار فخوطبوا بها من جهة ما هي تنعم ولذة وسرور ولم تسم في حقهم نعمة على الخصوص وإنما تسمي نعمة باعتبار أنها نعمة في حق عموم بني آدم لأن المؤمن سعد بها في الدنيا والآخرة والكافر ينعم بها في الدنيا
وذلك أن كفر الكافر نعمة في حق المؤمنين فإنه لولا وجود الكفر والفسوق والعصيان لم يحصل جهاد المؤمنين للكفار وأمرهم الفساق والعصاة بالمعروف ونهيهم إياهم عن المنكر ولولا وجود شياطين الإنس والجن لم يحصل للمؤمنين من بعض هذه الأمور ومعاداتها ومجاهداتها ومخالفة الهوى فيها ما ينالون به أعلى الدرجات وأعظم الثواب
والأنسان فيه قوة الحب والبغض وسعادته في أن يحب ما يحبه الله ويبغض ما يبغضه الله فإن لم يكن في العالم ما يبغضه ويجاهد أصحابه لم يتم إيمانه وجهاده وقد قال تعالى إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون
قالوا ولو كانت هذه اللذات نعما مطلقة لكانت نعمة الله على أعدائه في الدنيا أعظم من نعمته على أوليائه قالوا ونعمة الله التي بدلوها كفرا هي إنزال الكتاب وإرسال الرسول حيث كفروا بها وجحدوا أنها حق كما قال عليه السلام ألا لا فخر إني من قريش
وكذلك قوله تعالى وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله هم الذين كفروا بما أنزل الله من الكتاب والرسل وتلك نعمة الله المعظمة وقال تعالى أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين
وحقيقة الأمر أن هذه الأمر فيها من التنعم باللذة والسرور في الدنيا ما لا نزاع فيه ولهذا قال تعالى بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون وقال تعالى أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها وقال تعالى وذرني والمكذبين أولى النعمة ومهلهم قليلا وقال تعالى ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل وقال تعالى وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور وهذا أمر محسوس
لكن الكلام في أمرين أحدهما هل هي نعمة أم لا والثاني أن جنس تنعم المؤمن في الدنيا بالإيمان وما يتبعه هل هو مثل تنعم الكافر أو دونه أو فوقه وهذه هي المسألة المقدمة
فأما الأول فيقال اللذات في أنفسها ليست نفس فعل العبد بل قد تحدث عن فعله مع سبب آخر كسائر المتولدات التي يخلقها الله تعالى بأسباب منها فعل العبد
لكن اللذات تارة تكون بمعصية من ترك مأمور أو فعل محظور كاللذة الحاصلة بالزنا وبموافقة الفساق وبظلم الناس وبالشرك والقول على الله بغير علم فهنا المعصية هي سبب للعذاب الزائد على لذة الفعل لكن ألم العذاب قد يتقدم وقد يتأخر وهي تشبه أكل الطعام الطيب الذي فيه من السموم ما يمرض أو يقتل ثم ذلك العذاب يمكن دفعه بالتوبة وفعل حسنات أخر لكن يقال تلك اللذة الحاصلة بالمعصية لا تكون معادلة لها ما في التوبة عنها والأعمال الصالحة من المشقة والألم ولهذا قيل ترك الذنب أمر من التماس التوبة وقيل رب شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا
لكن فعل التوبة والحسنات الماحية قد يوجب من الثواب أعظم من ثواب ترك الذنب أولا فيكون ألم التائب أشد من التارك إذا استويا من جميع الوجوه وثوابه أكثر وكذلك لما يكفر الله به الخطايا من المصائب مرارة تزيد على حلاوة المعاصى
وتارة تكون اللذات بغير معصية من العبد لكن عليه أن يطيع الله فيها فيتجنب فيها ترك مأموره وفعل محظوره كما يؤتاه العبد من المال والسلطان ومن المآكل والمناكح التى ليست بمحرمة
والله سبحانه أمر مع أكل الطيبات بالشكر فقال تعالى يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون وفي صحيح مسلم عن النبي أنه قال إن الله ليرضي عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها وفي الأثر الطاعم الشاكر كالصائم الصابر رواه ابن ماجة عن النبي
وقد قال تعالى ثم لتسألن يومئذ عن النعيم
ولما ضاف النبي أبا الهيثم بن التيهان وجلسوا في الظل وأطعمهم فاكهة ولحما وسقاهم ماء باردا قال هذا من النعيم الذي تسألون عنه
والسؤال عنه لطلب شكره لا لإثم فيه فالله تعالى يطلب من عباده شكر نعمه وعليه أن لا يستعين بطاعته على معصيته فإذا ترك ما وجب عليه في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/112)
نعمته من حق واستعان بها على محرم صار فعله بها وتركه لما فيها سببا للعذاب أيضا فالعذاب أستحقه بترك المأمور وفعل المحظور على النعمة التي هي من فعل الله تعالى وإن كان فعله وتركه بقضاء الله وقدره بعلمه ومشيئته وقدرته وخلقه
فأن حقيقة الأمر أنه نعم العبد تنعيما وكان ذلك التنعيم سببا لتعذيبه أيضا فقد اجتمع في حقه تنعيم وتعذيب ولكن التعذيب إنما كان بسبب معصيته حيث لم يؤد حق النعمة ولم يتق الله فيها
وعلى هذا فهذه التنعمات هي نعمة من وجه دون وجه فليست من النعم المطلقة ولا هي خارجة عن جنس النعم مطلقها ومقيدها فباعتبار ما فيها من التنعم يصلح أن يطلب حقها من الشكر وغيرها وينهى عن استعمالها في المعصية فتكون نعمة في باب الأمر والنهي والوعد والوعيد
وباعتبار أن صاحبها يترك فيها المأمور ويفعل فيها المحظور الذي يزيد عذابه على نعمها كانت وبالا عليه وكان أن لا يكون ذلك من حقه خيرا له من أن يكون فليست نعمة في حقه في باب القضاء والقدر والخلق والمشيئة العامة وإن كان يكون نعمة في حق عموم الخلق والمؤمنين وعلى هذا يظهر ما تقدم من خيرات الله فإن ذلك استدراج ومكر وإملاء
وهذا الذي ذكرناه من ثبوت الإنعام بها من وجه وسلبه من وجه آخر مثل ما ذكر الله في قوله تعالى فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه
فيقول ربى أكرمن وأما إذا ما آبتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن كلا فإنه قد أخبر أنه أكرمه وأنكر قول المبتلى ربي أكرمن واللفظ الذي أخبر الله به مثل اللفظ الذي أنكره الله من كلام المبتلى لكن المعني مختلف فإن المبتلي اعتقد أن هذه كرامة مطلقة وهي النعمة التي يقصد بها أن النعم إكرام له والإنعام بنعمة لا يكون سببا لعذاب أعظم منها وليس الأمر كذلك بل الله تعالى ابتلاه بها ابتلاء ليتبين هل يطيعه فيها أم يعصيه مع علمه بما سيكون من الأمرين لكن العلم بما سيكون شيء وكون الشيء والعلم به شيء
وأما قوله تعالى فأكرمه ونعمه فإنه تكريم بما فيه من اللذات ولهذا قرنه بقوله ونعمه ولهذا كانت خوارق العادات التي تسميها العامة كرامة ليست عند أهل التحقيق كرامة مطلقا بل في الحقيقة الكرامة هي لزوم الاستقامة وهى طاعة الله وإنما هي مما يبتلي الله به عبده فإن أطاعه بها رفعه وإن عصاه بها خفضه وإن كانت من آثار طاعة أخري كما قال تعالى وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا
وإذا كان في النعمة والكرامة هذان الوجهان فهي من باب الأمر والشرع نعمة يجب الشكر عليها وفي باب الحقيقة القدرية لم تكن لهذا الفاجر بها إلا فتنة ومحنة استوجب بمعصية الله فيها العذاب وهي في ظاهر الأمر أن يعرف حقيقة الباطن ابتلاء وامتحان يمكن أن تكون من أسباب سعادته ويمكن أن تكون من أسباب شقاوته وظهر بها جانب الابتلاء بالمر فإن الله يبتلي بالحلو والمر كما قال تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون وقال وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون. فمن ابتلاه الله بالمر بالبأساء والضراء والبأس وقدر عليه رزقه فليس ذلك إهانة له بل هو ابتلاء فإن أطاع الله في ذلك كان سعيدا وإن عصاه في ذلك كان شقيا كما كان مثل ذلك سببا للسعادة في حق الأنبياء والمؤمنين وكان شقاء وسببا للشقاء في حق الكفار والفجار
وقال تعالى (والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس) وقال تعالى (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا) وقال تعالى (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلهم نحن تعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلي عذاب عظيم) وقال تعالى (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون) وقال تعالى (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون).
وكما أن الحسنات وهي المسار الظاهرة التي يبتلي بها العبد تكون عن طاعات فعلها العبد فكذلك السيئات وهي المكاره التي يبتلي بها العبد تكون عن معاصي فعلها العبد كما قال تعالى (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك) وقال تعالى (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أني هذا قل هو من عند أنفسكم) وقال تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وقال تعالى (فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله. .) وقال تعالى (وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور).
ثم تلك المسار التي هي من ثواب طاعته إذا عصي الله فيها كانت سببا لعذابه والمكاره التي هي عقوبة معصيته إذا أطاع الله فيها كانت سببا لسعادته. فتدبر هذا لتعلم أن الأعمال بخواتيمها وأن ما ظاهره نعمة هو لذة عاجلة قد تكون سببا للعذاب وما ظاهره عذاب وهو ألم عاجل قد يكون سببا للنعيم وما هو طاعه فيما يري الناس قد يكون سببا لهلاك العبد برجوعه عن الطاعة إذا ابتلي في هذه الطاعة وما هو معصية فيما يري الناس قد يكون سببا لسعادة العبد بتوبته منه وتصبره على المصيبة التي هي عقوبة ذلك الذنب.
فالأمر والنهي يتعلق بالشيء الحاصل فيؤمر العبد بالطاعة مطلقا وينهي عن المعصية مطلقا ويؤمر بالشكر على كل ما يتنعم به
وأما القضاء والقدر وهو علم الله وكتابه وما طابق ذلك من مشيئته وخلقه فهو باعتبار الحقيقة الآجلة فالأعمال بخواتيمها والمنعم عليهم في الحقيقة هم الذين يموتون على الإيمان
ولهذا كان المشروع في حق كل ذي إرادة فاسدة من الفواحش والظلم والشرك والقول بلا علم أحد أمرين إما إصلاح إرادته وإما منع قدرته فإنه إذا اجتمعت القدرة مع إرادته الفاسدة حصل الشر
وأما ذو الإرادة الصالحة فتؤيد قدرته حتى يتمكن من فعل الصالحات وذو القدرة الذي لا يمكن سلب قدرته يسعي في إصلاح إرادته بحسب الإمكان
فالمقصود تقوية الإرادة الصالحة والقدرة عليها بحسب الإمكان وتضعيف الإرادة الفاسدة والقدرة معها بحسب الإمكان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/113)
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[17 - 01 - 08, 04:16 ص]ـ
هل الذى يولد وهو كفيف او مشلول او اصم يعتبر بلاء بسبب ذنوبه!!؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - 01 - 08, 03:05 م]ـ
هل الذى يولد وهو كفيف او مشلول او اصم يعتبر بلاء بسبب ذنوبه!!؟
فهل سبق له نعمة السمع أو البصر حتى يلزم هذا السؤال؟
ـ[صهيل القلم]ــــــــ[17 - 01 - 08, 06:33 م]ـ
السلام عليكم
سؤال:
هل يصح القول بأن ابتلاءات الله للمؤمن كلها خير؟
وهل يبتلي الله أحداً لينتقم منه في الدنيا؟
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[17 - 01 - 08, 08:58 م]ـ
السلام عليكم
سؤال:
هل يصح القول بأن ابتلاءات الله للمؤمن كلها خير؟
وهل يبتلي الله أحداً لينتقم منه في الدنيا؟
وعليكم السلام
أما السؤال الاول فنعم قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " عجبا لامر المؤمن إن غمره كله له خير وليس ذلك لاحد إلا للمؤمن ,إن اصبته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"
اما السؤال الثانى فالانتقام والاهلاك والاخذ لايكون إلا للكفار بعد الانذار ولا يسمى هذا فى حقهم ابتلاء فالابتلاء لايكون إلا لاهل الايمان او من تدعوهم الرسل الى الايمان
قال تعالى "فكلا إخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم منم اخذته الصيحه ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون "
وقال تعالى " فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر وقال فأهلكنهم بذنوبهم وقال فانتقمنا منهم فأغرقناهم
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[17 - 01 - 08, 09:44 م]ـ
الاخ الفاضل نضال مشهود
جزاك الله خيرا على هذة النقول القيمه وهى تؤكد ما ذهبت اليه انه ليس كل بلاء يكون بسبب من العبد فقد يكون البلاء بغير سبب من العبد ولهذا وضعت انواعا من البلاءات ليظهر ذلك. وما وضعته ليس على سبيل الحصر إنما هو الارتجال وربما بالبحث تظهر انواع أخرى.
ولى تنبه مهم وهو ان كلام الشيخ سليمان كان على العبد فى خاصة نفسه تأمل قوله
إذا وقعت مصيبة على مسلم، يتساءل الناس، بل حتى من وقعت عليه: هل هذا ابتلاء؛ لإيمانه؟ أو هو عقوبة له على ذنوب قد لا نعلمها؟
اما مااوردته فى نقولك فأكثره يتناول البلاء العام على الامه
وقد اردت تاخير الكلام عليه مع الكلام على بلاء عقوبات الذنوب لان فيه مايؤيد كلامى
فالبلاء العام غالبه الذنوب ومعلوم ان هذه الذنوب لم تصدر من كل الامه كما لم يعصى كل الصحابة فى احد ومع ذلك عم البلاء الكل ووقعت العقوبه على الكل فمن لم يعصى فيها وقد وقعت بة فقد اصابه البلاء من غير ذنب وهذا ما يؤيد كلامى
وقريبا استكمل استكمل ما بداته
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[17 - 01 - 08, 10:38 م]ـ
الإخوة الكرام حفظهم الله
حذار من التصحيف (الأخطاء المطبعية) خصوصا في الآيات القرآنية
بارك الله فيكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 01 - 08, 08:28 م]ـ
بارك الله فيكم جميعًا وفي إضافاتكم القيّمة .. وأشكر من نبه على التصحيف الواقع في إحدى الآيات، وأستغفر الله عن ذلك.
الخلاصة في نظري (وأرجو منكم التصحيح) - وأنا أتكلم عن المسلمين لا الكفار؛ لأن لهم سُننًا خاصة بهم -:
(1 - الابتلاء والعقوبة معرض لها كل بشر. ماعدا الأنبياء بعد نبوتهم، فلا تلحقهم عقوبة، إنما ابتلاء. أما قبل النبوة فلا مانع؛ كما في قصة آدم عليه السلام.
2 - لايمكن التفريق بين الابتلاء والعقوبة بدقة. لأنهما متشابهتان؛ فهما كل ما يصيب المرء ويؤذيه. لكن قد تستفاد التفرقة من القرائن. فمن اشتُهر بالإيمان والعمل الصالح؛ يُظن أن ما أصابه ابتلاء. ومن لم يشتهر بذلك، بل بضده، يُظن أنها عقوبة.
3 - على كلا الحالين. المسلم على خير. إما ابتلاء لرفعة الدرجات. أو عقوبة معجلة وتنبيه.
والله أعلم ..
ـ[عبدالله بن أحمد بن ناشي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 08:54 ص]ـ
بارك الله فيك أخي
ولكن أشكل علي أمر وهو أنه من المعلوم أن الأنبياء معصومون من الخطأ فكيف نجمع بين هذا وبين قولك
أنه لا يكون بلاء ومصيبة إلا بسبب ذنب.
أرجو الإفادة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 02:35 م]ـ
وبورك فيك ..
لعلك لم تنتبه لقولي: (أما قبل النبوة فلا مانع؛ كما في قصة آدم عليه السلام).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - 01 - 08, 12:44 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/114)
الذي يظهر من كلام شيخ الإسلام رحمه الله:
1 - أن كل ما أصاب العبد من المصائب لا يكون إلا بسبب من العبد. إما من أصل الشر الذي في نفسه (لأنه خلق ظلوما جهولا)، وإما من الذنب الذي قد اقترفه. ولذلك قالوا في خطبة الحاجة: (ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا). ومن الأدعية النبوية الصديقية: (أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم).
2 - فالأول من جنس الابتلاء والامتحان، وهو تمحيص للشرور الموجودة في النفوس - نفس كل واحد من بنى آدم بلا استثناء. وقد لا يسمى هذا النوع " عقوبة "، لكن السبب بلا شك: من العبد، كما قال تعالى: وما أصابك من سيئة فمن نفسك. ومن الملاحظ هنا، أن سبب الامتحان ليس هو الإيمان والصلاح والتقوى! بل سببه ما يتبقى في النفوس من الشرور. ولذلك كان لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وأهله وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة. فالأنباء أشد الناس بلاء، ليصبح شر النفس عندهم أقل القليل أو عدما.
3 - والثاني من جنس العقوبة على الذنوب أو تكفيرها. وهو عند المؤمن - في الدنيا - خير، لأن فيه عتابًا ودعوة إلى التوبة والاستغفار والإصلاح، وسدًّا لأبواب الكبر والافتخار. والرجل قد يفعل ذنبا يدخل به الجنة بإذن الله تعالى. فإن المؤمن بعد التوبة قد يكون أحسن منه قبل الخطيئة.
4 - ولا تنس أن الذنب الواقع بالرجل هو نفسه عقوبة على ذنب له قبله. ومعاقبة الله تعالى ذنوب عبدٍ بذنوب أخري - ذنبا بعد ذنب - لهو أشد العقوبات وأخطرها، لأن ذلك تكثير لرصيد العذاب، والعياذ بالله. قال تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم و جعلنا قلوبهم قاسيه يحرفون الكلم عن مواضعه و نسوا حظاً مما ذكروا به). فقسوة القلوب وتحريف الأمانة عند هؤلاء اليهود هي عقوبة لنقضهم الميثاق - نسأل الله العافية.
5 - وههنا سؤال: وباي شيء وقع أول الذنب للعبد؟ جوابه: أول الذنب ليس شيئا وجوديا، بل هو شيئ عدمي. لأن أول الذنب هو " ترك الإيمان والإسلام والعبادة والطاعة ". والعبد إنما خلقه الله لأجل ذلك الوظيفة. وأول ذنبه تركها. والترك ليس شيئا وجوديا، بل هو عدمي. والعدم لا يضاف إلى الله تعالى، بل يكفي فيه عدم المشيئة منه جل جلاله.
6 - فالتفريق بين (الابتلاء) و (العقوبة) في الأشياء السيئاء من البأساء والضراء والزلازل: تفريق لا حاجة بنا إليه في أرض الواقع، لأنهما لا يحصلان إلا بسبب من العبد - ما يدعواه إلى مزيد المحاسبة والمراقبة. وإنما التفريق المهم: التفريق بين (النصر والتأييد) وبين (الاستدراج في الذنوب)، لأن الأول يكون لأهل الجهاد الصلاح، والثاني لأهل الفجور والطلاح.
نسأل الله أن يجعلنا من عباه الصالحين. . . اللهم آمين.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[23 - 01 - 08, 10:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله في الشيوخ الكرام
بارك الله فيكم شيخنا سليمان ووفقكم وسددكم
بالإضافة إلى ما ذكره الشيوخ الكرام والإخوة الفضلاء أقول:
يظهر أن بين العقوبة والابتلاء عموماً وخصوصاً من وجه فهما يتفقان في أمور وينفرد كل منهما بأمور لكن قبل ذكر هذه الأمور أحب أن أذكر بعض الأمور الأساسية في الموضوع:
أولاً: لا بد أن يعلم أن وجود المصائب في حياة المخلوق أمر كوني قدري يصيب المؤمن والكافر فهو كخلق البرد والحر والأمراض والهموم ومثل هذا يحصل حتى للبهائم والأطفال والمجانين ممن لا يتعلق بهم التكليف وليسوا بذاتهم مظنة العقوبة أو الابتلاء، ومثل ذلك وجود البراكين والزلازل ونحو ذلك في مواطن لا يسكنها المكلفون وكذا خلق الحيوانات المؤذية كالأفاعي والعقارب ونحوها وهذا الأمر من مقضتى حكمة الله تبارك وتعالى وبه تظهر صفات الله عز وجل العظيمة من الحكمة والعلم والإرادة والقدرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/115)
ثانياً: أن يعلم أن الإنسان مدني بطبعه فهو لا ينعزل عن الخلق وهؤلاء البشر قد خلق الله فيهم تصورات وإرادات ونزعات وشهوات وغير ذلك وهي بلا شك تنعكس على المرء مهما كان حتى لو كان نبياً او صالحاً وهؤلاء منهم الموافق ومنهم المخالف وربما يقع للمرء الفتنة والابتلاء والأذى من الطائفتين، وكل هذا راجع في الأصل لأمر الله الكوني القدري حتى وإن تعبد الله المكلف بما يحصل منه تجاه هذه الأمور ولذلك يحصل مثل هذا النزاع والخلاف والفتنة والابتلاء والمصائب بين أي طائفتين مختلفتين في العقائد والديانات أو المذاهب وهو سنة الله الكونية في الخلق ولذلك يقول تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين}
ثالثاً: يقع الجهل من كثير من الخلق من جهة أنهم يظنون أنفسهم قاموا بحقوق الله من فعل الواجبات وترك المحرمات ظاهراً وباطناً وهم في الواقع ليسوا كذلك فحق الله أعظم مما يظنه هؤلاء، وتقصير العباد بهذه الحقوق كثير ولكن المرء يغفل ويعجب بعمله وإلا فما يدريه عن قبول أعماله؟ وما يدريه أنه قام بما أوجب الله عليه من أعمال القلوب كالخوف والرجاء والمحبة والتوكل ونحوها وأعمال الجوارج من صلاة وزكاة وصوم وحج فضلاً عن الواجبات الموكولة لتقوى العبد كبر الوالدين وصلة الأرحام وحقوق الجار وحقوق المسلمين عليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك فضلاً عن أداء شكر النعم العظيمة على العبد من الهداية للإسلام ونعمة الصحة في البدن ونعمة الأمن ونعمة المأكل والمشرب والمسكن والمنكح وغير ذلك من النعم التي قال الله عز وجل عنها: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}، وما يدريه عن معاصيه السابقة هل قبلت توبته فيها وكفرت عنه سيئاته أولا هذا في حال توبته فما بالك في حال نسيانه لها.
والمقصود أن المرء دائماً يخاف من مغبة أعماله ولذا يقول الله تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}، وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول في خطبته " ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا " والمقصود من هذا الحديث على أحد التفسيرين: ما يترتب على معاصيه من عقوبة معنوية أو حسية دنيوية وأخروية، وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: " اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت وشر ما لم أعمل ".
يروى أن رجلاً من بني إسرائيل قال: يارب ما أكثر ما أعصيك ولا تعاقبني فأوحى الله لنبي ذلك الزمان أن قل لذلك العبد: ما أكثر ما أعاقبك ولا تشعر، فالعقوبات أحياناً تكون حسية وأحياناً تكون معنوية كأن يحجب الله عنه التوبة فيصر على الأعمال السيئة طول عمره أو يحرمه من الأعمال الصالحة فلا يتمكن من فعلها أو يقسي قلبه ويختم عليه أو غير ذلك من العقوبات.
رابعاً: في جميع الحالات سواء قيل ما حصل عقوبة أو ابتلاء فما يحدث للمؤمن لا يخلو من حالين:
- أن يكون خيراً ونعمة وأمراً محبوباً.
- أو يكون شراً ومصيبة ونقمة وأمراً مكروهاً.
فالأول واجبه الشكر لله وكثرة ذكره واستعمال هذه النعمة في طاعته سبحانه، والثاني واجبه الصبر والتوبة والإنابة والاستغفار والصدقة ومحاسبة النفس.
إذا علم ما سبق أقول العقوبة والابتلاء يفترقان في أمور:
1 - أن العقوبة تتعلق بكل المكلفين من مؤمن وكافر فقد يعاقب الكفار كما حصل للأمم السابقة وكما يحصل في أمم الكفر في كل زمان ومكان ممن طغوا وتجبروا وعصوا، وقد يقع العقاب على المسلمين أفراداً وجماعات، وأما الابتلاء فلا يقع إلا على المؤمن.
2 - أن العقوبة غالباً تكون في حق من أسرف على نفسه بالذنوب فهي تحصل نتيجة ما يفعله المكلف ولذا:
-يقول الله تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}.
- ويقول تعالى: {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك}.
- ويقول تعالى: {وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور}.
- و يقول تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون}.
- ويقول تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/116)
وأما الابتلاء فقد يقع بذنب وقد يكون بدون ذنب وغالباً ما يكون لمن كان صالحاً ولذا سئل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أي الناس أشد بلاء؟ فقال: الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل؛ يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة؛ خفف عنه ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة " أخرجه احمد والترمذي وغيرهما
وقد ابتلى سبحانه وتعالى أكرم خلقه وهم الأنبياء قال تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن}
ويمكن أن يعرف المرء ذلك بنوع الذنب فهناك من الذنوب ما تقع عقوبتها في الدنيا عاجلة كعقوق الوالدين والبغي وظلم الخلق والمجاهرة بالذنوب والاستخفاف بها وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتعدي على ذات الله أو القرآن أو النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالسب أو الاستهزاء وما شابه ذلك من عظائم الذنوب ولذلك قد يكون الرجل في ظاهره صالحاً لكنه كان عاقاً لوالديه فيعاقب بعقوق ولده ولا يكون هذا ابتلاء بل عقوبة فالجزاء من جنس العمل، والغالب ان الله لا يعاقب على صغار الذنوب فضلاً منه وتكرماً وغنما يكفرها بالعبادات كالوضوء والصلاة والصوم والحج والعمرة والذكر؛ إذ لا يخلو من هذه الذنوب عبد ولذا يقول تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} ويقول تعالى: {ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة} وقال تعالى: {أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير}.
3 - أن العقوبة لا تكون إلا في أمر مكروه للخلق وأما الابتلاء فقد يكون في المكروه والمحبوب والخير والشر ولذا يقول تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} وقال تعالى: {وبلوناهم بالحسنات والسيئات} فالمال والزوجة والأولاد من الابتلاء ومن الفتنة كما أخبر الله عن ذلك بقوله: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم} وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم}.
4 - أن العقوبة تقع على المرء حتى في دينه فيستمر في العصيان ويحرم من الطاعة وأما الابتلاء فلا يكون في نقص الدين وإنما في أمور الدنيا فيبتلى بنقص الأموال والأنفس والثمرات وغير ذلك وإنما يبتلى في الدين من جهة ثباته عليه وقيامه بواجباته لا يبتلى بان يسلب منه.
5 - أن العقوبات قد تكون شرعية وقد تكون قدرية فالعقوبات الشرعية محددة كالحدود والكفارات و غير المحددة كالتعزيرات، والعقوبات القدرية في البدن والمال والنفس والولد، وأما الابتلاء فلا يكون إلا في الأمور القدرية كالابتلاء في المال والنفس والولد ونحو ذلك دون أمر شرعي يوجب ابتلائه بذلك.
6 - أن الابتلاء يقع في زمن التكليف فقط فلا ابتلاء في الجنة، أما العقوبة ففي الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة.
7 - أن الابتلاء يوصف به التكاليف الشرعية فأصل الابتلاء الاختبار وما يتضمن ذلك من مشقة، ولا توصف التكاليف بالعقوبة فكل التكاليف من واجبات ومندوبات ومحرمات ومكروهات ابتلاء واختبار للعباد ينظر من يقوم بها ومن يفرط فيها.
8 - أن الغاية من الابتلاء تمحيص المؤمن ومعرفة قوة إيمانه وصبره في سبيل الله وأما العقوبة فهي جزاء لما صنعه العبد من ذنوب.
ويتفق كل من العقوبة والبلاء:
1 - أن كلاً منهما يأتي بما يسوء المرء من مصائب فالعقوبة كما سبق دومأ تأتي بما يسوء والابتلاء قد يكون بالشر وقد يكون بالخير.
2 - أن كلاً منهما قد يكون بسبب الذنوب أما العقوبة فقطعاً بسبب الذنب وأما الابتلاء فكما سبق قد يكون بذنب وقد يكون بغير ذنب.
3 - أن كلاً منهما يصيب المسلم.
وغير ذلك من الأمور المشتركة.
فهذا ما يظهر لي في هذا الباب وهي اجتهاد قابل للبحث والنظر والله أعلم
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[26 - 01 - 08, 09:45 ص]ـ
كيف نُفرق بين الابتلاء والعقوبة؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/117)
الابتلاء أعم من العقوبة. فالابتلاء معناه الامتحان والاختبار، كما قال تعالى: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة). وقد يكون الابتلاء كرامة للمؤمن التقي، لرفع درجاته، وقد يكون مطهرة له وتكفيراً لسيئاته، وربما كان عقوبةً معجلة للطاغي. وربما اجتمع أكثر من سبب. وأهم ما في الأمر ما يقابل به العبد ذلك البلاء، فإن قابل السراء بالشكر، والضراء بالصبر، فهو الموفق السعيد، والعكس بالعكس.قال صلى الله عليه وسلم: (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) رواه مسلم.
بقلم/ فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن عبدالرحمن القاضي
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[02 - 02 - 08, 01:58 ص]ـ
الاخوه الافاضل ابن تيميه اجل من ان يقع فى بدعة حصر البلاء فى عقوبات الذنوب والمعاصى, وما قمتم به من الاستلال لا دليل فية لان اثبات ابن تيميه لبلاء عقوبات الذنوب لايعنى نفى الانواع الاخرى من البلاءات واليكم اقوال ابن تيميه نفسه فى اثبات انواع من البلاءات التى ليست بذنب العبد او عقوبه على ذنوب
قال صفحة 191 جزء 8 مجموع الفتاوى
"وينبغى للاانسان ان يرضى مما يقدره الله عليه من المصائب التى ليست ذنوبا مثل ان يبتليه بفقر او مرض او ذل او اذى الخلق له , فان الصبر
على المصائب واجب واما الرضا بها فهو مشروع , لكن هل هو واجب او مستحب على قولين لاصحاب احمد وغيره اصحها انه مستحب وليست بواجب
وقال
" والناس مأمورون عتد المصائب التى تصيبهم بافعال الناس او بغير افعالهم بالتسليم للقدر وشهود الربوبيه كما قال تعالى "ما اصاب من مصيبة فبإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه " قال بن مسعود او غيره هو الرجل تصيبه المصيبة فبعلم انها من عند الله فيرض ويسلم ,جزء 8 صفحة 319
وقال فى المصائب السماويه
قال تعالى "ما اصاب من مصيبة فى الارض ولا فى انفسكم الا فى كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على يسير "
سواء فى ذلك المصائب السماويه والمصائب التى تحصل بافعال الادميين بعد اية "ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن يهد قلبه " جزء 8 صفحة 324
قال جزء 8 صـ333
وهكذا " قد يصيب الناس المصائب بفعل اقوام مذنبين تابوا مثل كافر يقتل مسلما ثم يسلم ويتوب الله عليه او يكون مقتولا لبدعه ثم يتوب الله عليه او يكون مجتهدا او مقلدا مخطئا
فهولاء اذا اصاب العبد اذى بفعلهم فهو من جنس المصائب السماويه التى لا يطلب منها
قصاص من ادمى. وتامل ان هؤلاء المذنبين لا توقع عليهم غقوبات شرعية فى الدنيا وفى الاخرة ياخد القاتل بيد المقتول ويدخل الجنه كما فى الحديث الصحيح
وقال عن المبتدعه من نفات الصفات والحكمه
" وهم يقولون لا يحسن منه ان يضر الحيوان الا بجرم سابق او عوض لاحق واما اهل الاثبات للقدر فمن لم يعلل منهم لا يقرق بين مخلوق ومخلوق واما القائلون بالحكمه وهم الجمهور فبقولون لله تعالى فيما يخلقه من اذى الحيوان حكم عظيمه كما له حكم فى غيرهذا. ونحن لا نحصر حكمته فى الثواب والعوض فان هذا قياس لله تعالى على الواحد من
الناس وتمثيل لحكمه لله وعدله بحكمة الواحد من الناس وعدله "مجموع الفتاوى جزء 8 صفحة 125 فإذا كان هذا فى حق فما بالكم باشرف مخلوق خلقة
وسياتى الكلام على الحكمه بعد ذلك
وسيتم ان شاء الله استكمال لموضوع
ـ[مصطفى محسن صبري]ــــــــ[03 - 02 - 08, 12:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل ابتلاء من الله عز وجل يقع بما كسبت أيدي الناس قال تعالى (وما أصابك من سيئة فمن نفسك) ولكن السؤال فيمن يولد من الأطفال به شلل أو أي مصاب ومعلوم أنه لا ذنب له بل هو على الفطرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فهل من توجيه
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[03 - 02 - 08, 12:04 ص]ـ
كيف نُفرق بين الابتلاء والعقوبة؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الابتلاء أعم من العقوبة. فالابتلاء معناه الامتحان والاختبار، كما قال تعالى: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة). وقد يكون الابتلاء كرامة للمؤمن التقي، لرفع درجاته، وقد يكون مطهرة له وتكفيراً لسيئاته، وربما كان عقوبةً معجلة للطاغي. وربما اجتمع أكثر من سبب. وأهم ما في الأمر ما يقابل به العبد ذلك البلاء، فإن قابل السراء بالشكر، والضراء بالصبر، فهو الموفق السعيد، والعكس بالعكس.قال صلى الله عليه وسلم: (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) رواه مسلم.
بقلم/ فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن عبدالرحمن القاضي
جزاك الله خيرا اخى محمد فكلامك مختصر وافى متزن خالى من البدع
لانه للاسف ظهرت فى هذا الموضوع بدعتان لم اراهما من قبل
اما الاولى فهى حصر البلاء فى عقوبات المعاصى
واما الثانيه وهى الطامه الكبرى قول الاخ نضال ". فالأنباء أشد الناس بلاء، ليصبح شر النفس عندهم أقل القليل أو عدما.
فساسرد لها الرد إن شاء الله قريبا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/118)
ـ[مصطفى محسن صبري]ــــــــ[03 - 02 - 08, 12:07 ص]ـ
قال غير واحد من السلف رحمهم الله أنه ما قطعت الأشجار وقتلت بهائم إلا بتضييع الإستغفار والتسبيح
ـ[مصطفى محسن صبري]ــــــــ[03 - 02 - 08, 09:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلا أدري ما جهة إدخال كلام الأخ نضال في البدعة فهل لأن الأنبياء نفوسهم ليس فيها شر مطلقا فذلك لم يرد ولم يقم عليه أدلة بل إن الأدلة الصحيحة بخلاف ذلك فأصل النفوس أن فيها شر فقد خلقت هلعة جزعة محبة للشهوات كما هو ثابت بل إنها أمارة بالسوء وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الإستعاذة من شر نفسه كما في الدعاء المشهور عنه صلى الله عليه وسلم والإستعاذة لاتكون إلا من موجود كما هو مقرر عند أهل الغة إذ المعدوم ليس بشيئ فضلا عن أن يستعاذ منه والشر لايوصف به إلا موجود وإن كان ذلك حال أكرم الخلق فكيف بمن دونه وكل الخلق دونه منهم الأنبياء صلوات الله عليهم وغيرهم ولا يجوز حمل ذلك على سوء الظن بالنفس فإن سوء الظن بالنفس بدون وجود مقدمات لهذا الظن سوء ظن بالله وبرحمته ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله كلاما ما معناه أنه لا يجوز أن يقال أن الله يعذب من لا يعصيه فإن الله نفى الظلم عن نفسه وأثبت عكسه العدل وهو لازم له. ولكن يقال أن هناك ذنوب تخفى عن المرء ولهذا علم النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه أن يستعيذ من الذنب الذي لم يعلم
وأما حصر البلاء بالذنب فقد ثبت بالحديث الصحيح (ما نزل بلاء إلا بذنب) وإن كان في الأمر تفصيل
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[05 - 02 - 08, 01:22 ص]ـ
فما يقع على المؤمنين من البلاء والمصائب في الدنيا، فهو بما كسبت أيديهم من جهة، وبحسب منازلهم عند الله في الدار الآخرة من جهة ثانية.
فمنهم من يجزى بكل ما اكتسب من الذنوب في هذه الدنيا، حتى يلقى الله يوم القيامة وليس عليه خطيئة. وهذا أرفع منزلة ممن يلقى الله بذنوبه وخطاياه، ولهذا اشتد البلاء على الأنبياء فالصالحين فالأمثل فالأمثل؛ لأنهم أكرم على الله من غيرهم.
فالأنباء أشد الناس بلاء، ليصبح شر النفس عندهم أقل القليل أو عدما.
الاخوه الافاضل الاقتباس الاول هو الكلام الذى اورده الشيخ سليمان عن الكاتب
والاقتباض الثانى قول الاخ نضال وهو تابع للاول
وهذا الاكلام بدعه (غير مقصوده قيما اظن) من جهتين ويخالف الشرع من وجوه
الجهه الاولى: انه مخالف صريح النص لان ماورد فى نص الحديث يؤكد انه كلما زاد ايمان العبد زاد بلاؤه او ان كان فى دينه صلابه زيد له فى البلاء فصريح النص ان شده البلاء لشده الايمان وليس لكثرة الذنوب وهليوجد حديث يقول يبتلى المرء على قدر ذنوبه
الجهه الثانيه: لانعلم احدا من اهل العلم المعتبرين من السلف او الخلف ذهب الى ما ذهبتم اليه بل ذكر ابن القيم فى مفتاح دارالسعاده ان النبى اشد الانبياء بلاءا وذكر بلاءاته درجته واما مخالفه الشرع فمن وجوه منها:
1 - ان اثبات حصر البلاء فى عقوبات المعاصى فقط يعنى اثباتكم ذنوبا للانبياء اكثر من غيرهم لانهم اشد بلاءا وهذا مخالف لكل الشرائع.
2 - فى نص الحديث "ولايزال البلاء بالمؤمن حتى يلقى الله وليس على خطيئه" وهذا يقضتى على قولكم ان يكون هذا المؤمن اشد بلاءا من الانبياء واصحابه لانه لاشك اكثر ذنوبا وعلى ذلك وقعتهم فى مخالفه الحديث اذ سيلزم عن ذلك مخالفة اول الحديث لآخره.
3 - قد ثبت با لشرع ان النبى (ص) معه اصحابه المبشرون بالجنه وهم على الارض ومقتضى قولكم يلزم عنه ان يكون هؤلاء المبشرون اكثر بلاءا لانهم لاشك اقل طاعه من النبى واقل تزكيه للنفس كما انه يجوز عليهم الصغائر والكبائر.
4 - قد ثبت با لشرع ان من عوام المؤمنين من يدخل الجنه برفقه النبى (ص) والاصحاب والاحاديث فى ذلك كثيره وكذلك قوله تعالى (ومن يطع الله ورسوله فالئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اؤلئك رفيقا) ومقتضى قولكم يلزم منه ان يكون اشد هؤلاء بلاءا هو اكثرهم ذنوبا وهذا يخالف الاحاديث الصحيحه فى ذلك.
5 - بغض النظرعن تفاصيل الكلام فى عصمة الا نبياء فليس من عاده العلماء الكلام عن ذنوب الاصحاب فما بالكم بالكلام على الانبياء
الذين ثبت لهم بنص القرانتوبتهم جميعا من كل ما وقعوا فيه بل قد ذكر الله انهم بعد التوبة من الذنب افضل من قبله كما ذكر عن يونس فقال فالتقمه الحوت وهو مليم ثم لما خرج من بطن الحوت قال فاحتباه ربه وجعله من الصالحين فالتعليل الذى ذكره الكاتب يخالف صريح القران.
6 - انكم بهذا انكرتم الحكمه من الابتلاء والسلف يثبتون الحكمه خلافا لمبتدعة نفاة الصفات.
واما سبب البدعه فهو قول لكاتب لهذا كان
فهذا التعليل لم يسبقه اليه احد وقد بناه على انه حصر البلاء فى العقوبه على الذنوب كما اعتبر انه فهم من النصوص ما لم يسبقه اليه غيره بقوله والحقيقه انه حالف صريح النص السلف والامه
وارجوا لا تغضبوا من تسميتها بدعه فقد قال ابن تيميه
" ان البدعة تكون فى اولها شبر ثم تكثر فى الاتباغ حتى تصير اذرعا واميالا"
واعتقد ان الكاتب على خير ومتبوع وزكاه الشيخ سليمان فوجب التبيه بما اعتقد صوابه حتى يراجعنى الكاتب او يتابعنى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/119)
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[05 - 02 - 08, 01:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يصح أن نسأل عن كيفية التفرقه بين الابتلاء والعقوبة لأنني سمعت أحد المشايخ في برنامج الجواب الكافي أنه لايصح أن نسأل مثل هذا السؤال والله لا يحضرني اسمه؟ وجزاكم الله خيرا كثيرا
بعض العلماء يعتبر ان الكلام فى مثل هذه المسائل من باب الكلام فى القدر لذلك يمنع منه لانه ثبت فى صحيح مسلم ان النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خرج على اصحابه وهم يتنازعون فى القدر فاحمر وحهه كانه حب الرمان وذكرهم بانهم لم يؤمروا بهذا وامرهم ان يفعلوا ما امروا به وينتهوا عما نهوا عنه وليس تحت يدى نص الحديث الان" لكن ما طرحه الشيخ سليما ن ليس من هذا الباب بل يجب على المسلم خاصة المبتلى ان يقف مع نفسه ويسالها ويحاسبها وزيحصى عليها الذنوب ويتفحص باى هذه الذنوب حدث له البلاء ثم يراجع نفسه ويتوب ويستقبل البلاء استقبال الناظر فيه الى حكمة الله ولطفه وفضله او عدله ثم يكون حاله إما صابرا وإما راضيا وإما حامدا كما ذكر ابن القيم ان الناس يستقبلون البلاء على خمسة حالات الاول الاعتراض والسخط والثانى الجزع والشكوى والثالث الصبر وزلرابع الرضا والخامس المحبه
وفى وقت لاحق ان شاء اللله استمل الرد على السؤال بلاء ام عقوبه؟
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[10 - 02 - 08, 04:25 م]ـ
وأما حصر البلاء بالذنب فقد ثبت بالحديث الصحيح (ما نزل بلاء إلا بذنب) وإن كان في الأمر تفصيل
الاخ الفاضل مصطفى محمد لا أعلم ان هذا حديثا عن انبى صلى الله عليه وسلم إنما قيل انه من قول على ابن ابى طالب وقيل رغيره فارجو ان تاتى بسند الحديث وتحقيقه طالما انك تعلم انه حديث
ثانيا لو اثبت انه حديث لزمك التحقيق والبحث فى باقى الادله التى اوردتها هنا فى المشاركه حتى يمكنك ترجيح قولك
والحديث الصحيح الذى اعلمه هو ما وردد عن عن ام سلمه رضى الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اذا ظهرت المعاصى فى امتى عمهم الله بعذاب من عنده فقلت يا رسول الله اما فيهم يومئذ اناس صالحون قال بلى قلت فكيف يصنع باولئك قال يصيبهم ما اصاب الناس ثم يصيرون فى مغفرة من الله ورضوان "
صحيح اخرجه احمد فى المسند 294/ 6 والبيهقى فى الشعب441/ 2 والحاكم523/ 4 والصحيحين1372/ 3
دلي على ان من البلاء ما لا يكون للعبد ذنب فيه بل هو ذنب غيره
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - 02 - 08, 01:35 م]ـ
الأخ عبد الحميد - وفقك الله للسداد ...
أرجوا أن تراجع نفسك بنفسك،
فقد فهمت من المشاركات فهما سقيما جدا،
فأتيت بهذه الأعاجب (إن لم تكن "مضحكات مؤسفات").
وأظن أن مراجعتك الذاتية سوف تغنيك عن ردي ورد الإخوة جميعا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - 02 - 08, 02:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل ابتلاء من الله عز وجل يقع بما كسبت أيدي الناس قال تعالى (وما أصابك من سيئة فمن نفسك) ولكن السؤال فيمن يولد من الأطفال به شلل أو أي مصاب ومعلوم أنه لا ذنب له بل هو على الفطرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فهل من توجيه
صحة الأجسام والآلات لكل مولود منَّة من الله ابتداء، لا الجزاء عن عمله سابقا.
فليس لهذا الطفل عند ولادته استحقاق بتلك النعم ابتداءً،
فلا إشكال بحال أن خلقه الله على أي حال أراد، فإنه له الأمر كله، وله الملك كله، سبحانه.
وإنما الإشكال في اعتقاد بعض المبتدعة أن الله قد يعذب العبد على حسنة محضة فعلها.
فسبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا. . .
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[12 - 02 - 08, 01:50 ص]ـ
الأخ عبد الحميد - وفقك الله للسداد ...
أرجوا أن تراجع نفسك بنفسك،
فقد فهمت من المشاركات فهما سقيما جدا،
فأتيت بهذه الأعاجب (إن لم تكن "مضحكات مؤسفات").
وأظن أن مراجعتك الذاتية سوف تغنيك عن ردي ورد الإخوة جميعا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ سليمان ارحوا ان تقوم بالرد
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 03 - 08, 12:37 ص]ـ
بل أرجوا أن تراجع نفسك بنفسك،
فإنك أحق بمحاسبتها من كل أحد. والله الموفق.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[12 - 11 - 08, 12:18 ص]ـ
بوركت.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - 11 - 08, 05:49 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعًا، وفي إضافاتكم ..
ثم وجدتُ هذا الكلام المناسب؛ للشيخ مرعي الكرمي - رحمه الله -، في كتابه " دفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدَر "، (ص 127 - 128):
قال: " الثالث: أنا نراه تعالى يؤلم الأطفال إلى الغاية، وكذلك بقية الحيوانات التي لا تكليف لها أصلاً.
و لعل الجواب: أن هذا ليس من باب العقاب؛ لأن العقاب أن تقع تلك العقوبة في مقابلة الذنب بخصوصه، و أما هذا فلعله من باب الابتلاء و الاعتبار: " فاعتبروا يا أولي الأبصار "، و مما يدل على أن هذا ليس من باب العقوبة أن الله سبحانه وتعالى لا يُعاقب أنبياءه ورسله الكرام، مع أنا نجدهم من أشد الناس بلاءً، و فيهم من قُتل و نُشر بالمنشار، فظهر أن جهة البلاء غير جهة العقوبة؛ لأن العقوبة هي التي تقع في مقابلة الذنب لما مر، لقولة تعالى: (ذوقوا ما كنتم تكسبون)، و قوله تعالى: (هل تجزون إلا ما كنتم تعملون)، و قوله تعالى: (ذلك بما قدمت يداك)، وأما ما يقع لا في مقابلة ذنب؛ فهو بلاء و ابتلاء من الله تعالى لعباده، لكن يبقى الكلام في نفس هذه الحكمة الكلية في هذه الحوادث، فهذه ليس على الناس معرفة أسرارها الحقيقية، و يكفيهم التسليم لمن قد علموا أنه بكل شيئ عليم، و أنه أرحم الراحمين ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/120)
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[04 - 12 - 08, 11:09 م]ـ
الشيخ سليمان ارحوا ان تقوم بالرد
الشيخ سليمان
جزاك الله خيرا لكنك لم تقم بالرد وتنصف الحق وترد الإيذاء الذى لحقنى فى موضوعك وقد عزفت نفسى عن مشاركات النت بسبب عدم ردكم بنصرة الحق
الشيخ سليمان كيف تصمت على وصفى بهذه الاوصاف فى موضوعك الا ان تكون موافقا له
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود
الأخ عبد الحميد - وفقك الله للسداد ...
أرجوا أن تراجع نفسك بنفسك،
فقد فهمت من المشاركات فهما سقيما جدا،
فأتيت بهذه الأعاجب (إن لم تكن "مضحكات مؤسفات").
وأظن أن مراجعتك الذاتية سوف تغنيك عن ردي ورد الإخوة جميعا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والأهم من تلك الاساءه لذاتى هى الاساءة الى الحق والعلم والسنةوعدم اظهارها للناس وانت اولى بنشر الحق ونصرته
هل ترى فى كلامى هذا مايراه من اساء الىّ؟ ارجو الرد العلمى الصريح على كلامى هذا
اقتباس:
فما يقع على المؤمنين من البلاء والمصائب في الدنيا، فهو بما كسبت أيديهم من جهة، وبحسب منازلهم عند الله في الدار الآخرة من جهة ثانية.
فمنهم من يجزى بكل ما اكتسب من الذنوب في هذه الدنيا، حتى يلقى الله يوم القيامة وليس عليه خطيئة. وهذا أرفع منزلة ممن يلقى الله بذنوبه وخطاياه، ولهذا اشتد البلاء على الأنبياء فالصالحين فالأمثل فالأمثل؛ لأنهم أكرم على الله من غيرهم.
اقتباس:
فالأنباء أشد الناس بلاء، ليصبح شر النفس عندهم أقل القليل أو عدما.
الاخوه الافاضل الاقتباس الاول هو الكلام الذى اورده الشيخ سليمان عن الكاتب
والاقتباض الثانى قول الاخ نضال وهو تابع للاول
وهذا الاكلام بدعه (غير مقصوده قيما اظن) من جهتين ويخالف الشرع من وجوه
الجهه الاولى: انه مخالف صريح النص لان ماورد فى نص الحديث يؤكد انه كلما زاد ايمان العبد زاد بلاؤه او ان كان فى دينه صلابه زيد له فى البلاء فصريح النص ان شده البلاء لشده الايمان وليس لكثرة الذنوب وهليوجد حديث يقول يبتلى المرء على قدر ذنوبه
الجهه الثانيه: لانعلم احدا من اهل العلم المعتبرين من السلف او الخلف ذهب الى ما ذهبتم اليه بل ذكر ابن القيم فى مفتاح دارالسعاده ان النبى اشد الانبياء بلاءا وذكر بلاءاته درجته واما مخالفه الشرع فمن وجوه منها:
1 - ان اثبات حصر البلاء فى عقوبات المعاصى فقط يعنى اثباتكم ذنوبا للانبياء اكثر من غيرهم لانهم اشد بلاءا وهذا مخالف لكل الشرائع.
2 - فى نص الحديث "ولايزال البلاء بالمؤمن حتى يلقى الله وليس على خطيئه" وهذا يقضتى على قولكم ان يكون هذا المؤمن اشد بلاءا من الانبياء واصحابه لانه لاشك اكثر ذنوبا وعلى ذلك وقعتهم فى مخالفه الحديث اذ سيلزم عن ذلك مخالفة اول الحديث لآخره.
3 - قد ثبت با لشرع ان النبى (ص) معه اصحابه المبشرون بالجنه وهم على الارض ومقتضى قولكم يلزم عنه ان يكون هؤلاء المبشرون اكثر بلاءا لانهم لاشك اقل طاعه من النبى واقل تزكيه للنفس كما انه يجوز عليهم الصغائر والكبائر.
4 - قد ثبت با لشرع ان من عوام المؤمنين من يدخل الجنه برفقه النبى (ص) والاصحاب والاحاديث فى ذلك كثيره وكذلك قوله تعالى (ومن يطع الله ورسوله فالئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اؤلئك رفيقا) ومقتضى قولكم يلزم منه ان يكون اشد هؤلاء بلاءا هو اكثرهم ذنوبا وهذا يخالف الاحاديث الصحيحه فى ذلك.
5 - بغض النظرعن تفاصيل الكلام فى عصمة الا نبياء فليس من عاده العلماء الكلام عن ذنوب الاصحاب فما بالكم بالكلام على الانبياء
الذين ثبت لهم بنص القرانتوبتهم جميعا من كل ما وقعوا فيه بل قد ذكر الله انهم بعد التوبة من الذنب افضل من قبله كما ذكر عن يونس فقال فالتقمه الحوت وهو مليم ثم لما خرج من بطن الحوت قال فاحتباه ربه وجعله من الصالحين فالتعليل الذى ذكره الكاتب يخالف صريح القران.
6 - انكم بهذا انكرتم الحكمه من الابتلاء والسلف يثبتون الحكمه خلافا لمبتدعة نفاة الصفات.
واما سبب البدعه فهو قول لكاتب لهذا كان
فهذا التعليل لم يسبقه اليه احد وقد بناه على انه حصر البلاء فى العقوبه على الذنوب كما اعتبر انه فهم من النصوص ما لم يسبقه اليه غيره بقوله والحقيقه انه حالف صريح النص السلف والامه
وارجوا لا تغضبوا من تسميتها بدعه فقد قال ابن تيميه
" ان البدعة تكون فى اولها شبر ثم تكثر فى الاتباغ حتى تصير اذرعا واميالا"
واعتقد ان الكاتب على خير ومتبوع وزكاه الشيخ سليمان فوجب التبيه بما اعتقد صوابه حتى يراجعنى الكاتب او يتابعنى
03 - 02 - 08 10:05 PM
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - 12 - 08, 03:06 ص]ـ
أحسن الله إليك يا أخي. . لقد أخطأت في فهم كلام أخيك، فأخطأت في الاتهام، فلا تستحق النصر.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 10:10 م]ـ
يرفع للفائدة ...(46/121)
تلقين العقيدة للمبتدئين (للشيخ محمد بن عبدالوهاب) أعدها محمود داود
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[07 - 01 - 08, 11:36 م]ـ
بسم الله الر حمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله
أما بعد فهذه
[عقيدة أهل السنة والجماعة]
(منقول أعدها محمود داود)
وهي من رسالة تلقين العقيدة للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهَّاب [من مجموعة التوحيد وتعليقات مختصرة عليها] بالرجوع إلى ما يلي:
1 - مؤلفات شيوخ الإسلام:ابن تيميَّة و ابن قيِّم الجوزية وابن عبد الوهَّاب (وأبنائه وأحفاده وتلاميذهم).
2 - شرح العقيدة الطحاوية.
3 - معارج القبول و200 (س و ج) في العقيدة للشيخ ابن حكمي.
4 - رسائل كل من الشيوخ الآتية أسماؤهم:
أ- ابن باز.
ب- الألباني.
جـ- ابن عثيمين.
د- الفوزان. هـ - الجزائري.
و- حاشية الأصول الثلاثة للشيخ عبد الرحمن بن قاسم (جامع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميَّة).
وهي كما يلي:
الشرائع هي الفروع
وهي بمثابة أصل شجرة وفروعها الشرائع ويتضح ذلك مما يلي
العقيدة هي الأصل
فال شيخ الإسلام ابن تيميَّة في مجموع الفتاوى 13/ 158
((فالكلمة الطيبة في قلوب المؤمنين وهي العقيدة الإيمانية التوحيدية كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء فأصل أصول الإيمان ثابت في قلب المؤمن كثبات أصل الشجرة الطيبة وفرعها في السماء {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} فاطر10والله سبحانه مثل الكلمة الطيبة أي كلمة التوحيد بشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء)). أ هـ
وقال: في18/ 339:
((النبي صلى الله عليه و سلم كان يخاطب الناس على منبره بكلام واحد يسمعه كل أحد لكن الناس يتفاضلون في فهم الكلام بحسب ما يخص الله به كل واحد منهم من قوة الفهم وحسن العقيدة)). أ هـ
من خلال السؤال والجواب كما يلي:
س1: إذا قيل لك: من ربك؟
جـ1: فقل: ربي الله الذي خلقني ورباني وربى جميع العالمين بنعمه وهو معبودي لا معبود لي معبود سواه فأنا أقر وأعترف أنه خالق المخلوقات جميعاً وقد أثنى الله تعالى على نفسه بقوله: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الفاتحة2 وأنه لا شريك له في ربوبيته تعالى لكل شئ فهو الخالق وحده كما قال سبحانه: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} الأعراف54 وقال: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} الصافات96وقال: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ} الروم20فالذي خلق هو المستحق للعبادة كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة 21 وهو أول أمر من الله تعالى للعباد حسب ترتيب المصحف الشريف ولهذا يذكر الله تعالى المخلوقين بقوله: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ} الأنعام2 والله تعالى هو المالك حقيقة لما سواه كما قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} الفاتحة4 وقال: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران26 وقال: {وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران189والله الرزاق المحيي المميت لجميع من سواه كما قال: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} الذاريات58 وقال: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/122)
الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} يونس 13 وقال: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} آل عمران27 وهذا الرزق بقدر وحكمة كما قال عز وجل: {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً} الإسراء30 والله وحده المدبر أمور كل من سواه كما قال سبحانه: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} يونس31 وقال: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} السجدة5 وقال: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} يونس3.
س2: فإذا قيل لك: ما معنى الرب؟
جـ2: فقل: المعبود وهو المالك المتصرف فمن ملك شيئاً حقيقة فله كمال التصرف فيه كما في قوله: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران 26 وقال: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} آل عمران27ومن ملك وتصرف فيمن سواه استحق العبودية مِنْ كل مَنْ سواه كما في قوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة21 فحياة المسلمين يجب أن تكون كلها لله تعالى كما قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الأنعام162ولقوله: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} الكوثر1 ولهذا خلق الله تعالى الخلق كما قال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ} الذاريات} الذاريات56 - 57.
س3: فإذا قيل لك: ما أكبر ما ترى من مخلوقاته؟
جـ3: فقل: السموات والأرض.
س4: فإذا قيل لك: بماذا تعرفه به؟
جـ4: فقل: أعرفه بآياته ومخلوقاته.
س5: وإذا قيل لك: ما أعظم ما ترى من آياته؟
جـ5: فقل: الليل والنهار والدليل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} الأعراف54
س6: فإذا قيل لك: ما معنى الله؟
جـ6: فقل: معناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين: وذلك يعني أنه لا يوجد إله حق يُعبد إلا الله تعالى فهو صاحب الألوهية والعبودية المطلقة؛ لأنه خلق ورزق فاستحق الشكر بإفراده بالعبودية له سبحانه لا شريك له وكيف يخلق ويُعبد غيره ويرزق ويُشكر سواه؟! فالله قد خلقنا ولم يتركنا عبثاً بل إن هناك يوماً آخر سنرجع إليه كما قال الله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} المؤمنون 115ولم يتركنا هملاً بل أرسل إلينا رسولاً ومعه كتاب مَنْ أطاعه دخل الجنة ومَنْ عصاه دخل النار كما قال الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/123)
أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً} المزمل} المزمل 15 - 16
س7:فإذا قيل لك: لأيِّ شيءٍ اللهُ خلقك؟
جـ7:فقل: لعبادته.
س8: فإذا قيل لك: أي شيء عبادته؟
جـ8: فقل توحيده وطاعته فكل آية في القرآن الكريم فيها ذكر العبادة فمعناها: توحيد وطاعة فسر ذلك ابنُ عباس رضي الله عنهما والآيات إما أن تأتي بأمر للمخلوقات أن يوحدوا الله تعالى ويطيعوه وحده سبحانه أو تأتي الآيات بنهي الكفار والمشركين عن كفرهم وإشراكهم بالله تعالى ونهيهم عن طاعة غير الله تعالى في التحليل والتحريم وفي سائر الأمور.
س9: فإذا قيل لك: ما الدليل على ذلك؟
جـ9: فقل: الدليل قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الذاريات56.
س: فإذا قيل لك: ما معنى العبادة؟
جـ: فقل: هي اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال والاعتقادات الظاهرة والباطنة كالنطق بشهادة لآ إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقراءة القرآن والدعاء والذكر وحب الله تعالى وحب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وحب ملائكته والإيمان برسله على نبينا وعليهم الصلاة والسلام وخشية الله تعالى والإنابة إليه وإخلاص الدين له والانقياد لحكمه ولحكم رسوله صلى الله عليه وسلم والصبر لحكم الله تعالى والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه و الصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين ... والرفق بالحيوان والبراءة مما يُنافي ذلك ويضاده فيتبرأ المسلم من كل ما عُبد من دون الله تعالى كما قال تعالى حاكياً قول خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ} الزخرف26وقال الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} الممتحنة4 وفال جل وعز: وقال عز وجل مادحاً أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} المجادلة 22 وقال سبحانه: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة24.
س10:وإذا قيل لك: أي شيء أول ما فرض الله عليك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/124)
جـ10: فقل: كفر بالطاغوت وإيمان بالله، والدليل على ذلك قوله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} البقرة256 فالذي يجب على المسلم قبل الإيمان بالله تعالى أن يكفر بكل طاغوت عُبد من دون الله عز وجل والطاغوت هو كل ما جاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع من دون الله عز وجل وصفةالكفر بالطاغوت أن يعتقد المسلم بطلان كل عبادة غير الله تعالى ويتركها ويبغضها.
س11:فإذا قيل: ما العروة الوثقى التي أمرنا الله تعالى بالاستمساك بها؟
جـ11: فقل: العروة الوثقى هي شهادة لآ إله إلا الله ومعناها: لا معبود بحق إلا الله عز وجل وهي متضمنة للنفي والإثبات: تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله تعالى وحده لا شريك له، ومعنى "لآ إله" نفي كل عبادة باللسان أو بالجنان أو بالأركان لغير الله تعالى ومعنى " إلا الله " إثبات كل عبادة باللسان أو بالجنان أو بالأركان لله تعالى وحده لك شريك له فالرشد دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والغي دين الكفار والمشركين في كل مكان وزمان.
س12:فإذا قيل لك: ما الذي ستنفيه؟ وما الذي ستثبته؟
جـ12:فقل: سأنفي جميع ما يعبدون من دون الله تعالى، وأثبت العبادة لله وحده لا شريك له.
س: فإذا قيل لك: ما الدليل على ذلك؟
جـ: فقل: قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ} الزخرف26 هذا دليل النفي، ودليل الإثبات: {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} الزخرف27 وهذا معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم أن مَنْ شهد: ((أن لا إله إلا الله وجبت له الجنة)) رواه الإمام مسلم وابن حبان في صحيحيهما والنَّسائي في السنن الكبرى وأبو يعلى في مسنده والطبراني في معجمه الكبير و قوله صلى الله عليه وسلم: ((أبشروا و بشروا من وراءكم أنه من شهد أن لا إله إلا الله صادقا دخل الجنة)) رواه الإمام أحمد في مسنده والنَّسائي في السنن الكبرى والطبراني في الكبير ولا يكون ذلك إلا بتحقيق الموجبتين أي الخصلة الموجبة للجنة والخصلة الموجبة للنار:فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثنتان موجبتان. قال رجل: يا رسول الله ما الموجبتان؟ قال: من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار ومن مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة)) رواه الأئمة عبد الرزاق في مصنفه و أحمد في مسنده و مسلم في صحيحه و البيهقي في السنن الكبرى وفي شُعب الإيمان والطبراني في الأوسط وأبو عَوانة في مستخرجه وأبو يعلى في مسنده وعلى هذا يتضح معنى قول الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} محمد19؛ ولهذا بوب الإمام البخاريُّ في كتاب العلم من صحيحه باباً بعنوان: باب العلم قبل القول والعمل.
س13: فإذا قيل لك: ما الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية؟
جـ13: فقل: توحيد الربوبية فعل الرب للعبد: مثل الخلق والرزق، والإحياء، والإماتة، وإنزال المطر وإنبات النبات، وتدبير الأمور ... وتوحيد الإلهية فعل العبد للرب: مثل الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والإنابة والرغبة والرهبة والنذر والاستغاثة، وغير ذلك من أنواع العبادة.
س14: فإذا قيل لك: هل توحيد الربوبية يدخل صاحبه في الإسلام؟
جـ14: فقل لا يدخله في الإسلام؛ ذلك لأن المشركين أقروا به وما أنكروه والدليل على ذلك قولُهُ تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} العنكبوت61 و قولُهُ تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} العنكبوت63 و قولُهُ تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/125)
وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} لقمان25 و قولُهُ تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} الزمر38 و قولُهُ تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} الزخرف9 و قولُهُ تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} الزخرف87 و قولُهُ تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} يوسف106ففي الآية الأخيرة أثبت الله تعالى للمشركين إيماناً وشركاً في آنٍ واحدٍ: أما إيمانهم فالمقصود به إيمان الربوبية وأما شركهم فالمقصود به الألوهية وقد قرر الإمام ابن تيميَّة هذا المعنى في كتبه جميعاً [كما في: مجموع الفتاوى جـ 1ص 44وجـ 10 ص 156 وفي اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم جـ 1 ص 460 وفي منهاج السنة النبوية جـ 5 ص 327 - 328 وفي الاستقامة جـ 1 ص 344 وفي ... سائر كتبه] وعلى هذا قول أهل السنة والجماعة قبله وبعده إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها ويتضح ذلك من خلال ما يلي:
الإيمان بربوبية الله الإيمان بإلهية الله
من الرب للعبد
من العبد للرب
من أعلى إلى أسفلمن أسفل إلى أعلى
س15: فإذا قيل لك ما دينك؟
جـ15:فقل: ديني الإسلام وهو دين الأنبياء جميعاً كما قال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} آل عمران19 فدين جميع الأنبياء واحد وهو التوحيد لكنْ شرائعهممختلفة كما ثَبَتَ ذلك في مسند الإمام أحمد و صحيحي البخاري ومسلم ومستدرك الحاكم وصحيح ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الأنبياء إخوة لِعَلَّات، أمهاتهم شتى و دينهم واحد))
[فائدةٌ لُغَوِيَّةٌ من جامع الأصول للإمام ابن الأثير بتحقيق الشيخ الأرنؤوط 8\ 524]: الأبناء ثلاثة:
1 - إذا كان الإخوة لأب واحد وأمهات شتى """""""""""""""""" فهم أبناء عَلَّات. [يعني إخوة لأب]
2 - إذا كان الإخوة لأم واحدة وآباء شتى """"""""""""""""" فهم أبناء أَخْياف. [يعني إخوة لأم]
3 - إذا كان الإخوة لأب واحد وأم واحدة """"""""""""""""" فهم أبناء أَعْيان. [يعني إخوة أشقاء]
ولن يقبل الله تعالى من أحد ديناً إلا الإسلام كما في قوله سبحانه: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران85 وهو الدين الذي ارتضاه الله تعالى كما في قوله: {ِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} المائدة3.
س16: فإذا قيل لك ما قاعدته؟
جـ16:قاعدته أمران: الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، الثاني: الموالاة فيه، وتكفير من تركه، والإنذار عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله.
س17: فإذا قيل لك على أي شئ يُبنى دين الإسلام؟
جـ17: قل هو مبني على خمسة أركان (1) شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ، وأن محمداً رسولُ اللهِ (2) وإقامِ الصلاةِ (3) وإيتاءِ الزكاةِ (4) وصومِ رمضانَ (5) وحَِجِّ البيتِ لمنِ استطاع إليه سبيلاً.
س18:فإذا قيل لك ما الدليل على ذلك؟
جـ18: فقل: دليل شهادة أن لا إله إلا اللهُ قوله تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} آل عمران18 ويشمل الإيمان بالله ما يلي:
الإيمان بالله
الإيمان بربوبية الله الإيمان بإلهية الله الإيمان بأسماء الله وصفاته
[فائدة]: يقول الإمام أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن 2/ 804:" شرف العلم بشرف المعلوم والباري أشرف المعلومات فالعلم بأسمائه أشرف العلوم " أ هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/126)
ودليل شهادة أن محمداً رسولُ اللهِ قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} الأحزاب40.
دليل إخلاص العبادة من الصلاة والزكاة لله وحده لا شريك له قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} البينة5
ودليل الصوم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة1834.
ودليل الحج قوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} آل عمران97 كما ثَبَتَ ذلك في صحيح الإمام مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه والحديث رواه الإمام أحمد في مسنده و البخاري والترمذي والنَّسائي وابن ماجَهْ عن أبي هريرة وابن عباس وأبي ذرٍّ رضي الله عنهم أجمعين (بألفاظ أخرى) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال)) الإسلام أن تشهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسولُ اللهِ وتُقيمَ الصَّلاةَ وتُؤتي الزكاةَ وتصومَ رمضانَ وتحجَّ البيتَ إنِ اسْتطعتَ إليهِ سبيلاً))
س19: فإذا قيل لك هل الإسلام هو الإيمان؟
جـ19: فقل لا؛ ذلك أن الإسلام ظاهر وعلانية بينما الإيمان سر في القلب لا يعلمه إلا الرب سبحانه وتعالى والدليل على ذلك قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} الحجرات14.
س:فإذا قيل لك ما تعريف الإيمان؟ فقل ما قاله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام كما ثَبَتَ ذلك في صحيح الإمام مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه والحديث رواه الإمام أحمد في مسنده و البخاري والترمذي والنَّسائي وابن ماجَهْ عن أبي هريرة وابن عباس وأبي ذرٍّ رضي الله عنهم أجمعين (بألفاظ أخرى) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)) وهذه أصول الإيمان الستة عند أهل السنة والجماعة.
س20: فإذا قيل لك هل الإيمان هو الإحسان؟
جـ20: فقل: لا؛ لأن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عنِ الإحسان فقال: ((أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) ثَبَتَ الحديثُ بذلك في صحيح الإمام مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه والحديث رواه الإمام أحمد في مسنده و البخاري والترمذي والنَّسائي وابن ماجَهْ عن أبي هريرة وابن عباس وأبي ذرٍّ رضي الله عنهم أجمعين (بألفاظ أخرى).
[فائدة]: قال الإمام القرطبي (شيخ صاحب التفسير) في المُفْهِم شرح صحيح مسلم 1/ 102: " فيصلح هذا الحديث أن يقال فيه إنه أُمُّ السُّنَّة؛ لما تضمَّنه من جمل علم السنة " أهـ.
وكل من كلمات: الإسلام والإيمان والإحسان تُعرف بمراتب الدين الإسلامي، ويتضح ذلك من خلال ما يلي
وسائل إيضاحية مقترحة (مادة العقيدة)
الإسلام
الإيمان
الإحسان
مراتب الدين الإسلامي
الإسلام
الإيمان
< H2 dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"> الإحسان</ H2>
<H2 dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"> الإحسان</ H2>
الإيمان
الإسلام
ش
شكل الدوائرالشكل الأسطوانيالشكل السُّلَّمِيُّ
وهذه المراتب الثلاثة تدخل تحت عموم قوله تعالى:} فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله {فاطر 32، كما قرر ذلك الإمام ابنُ تيميَّة في مجموع الفتاوى 7/ 357 - 358.س21: فإذا قيل لك من نبيك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/127)
جـ21: فقل: هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام فهو نبيه المصطفى من العالمين كما ثَبَتَ ذلك في مسند الإمام أحمد و صحيحي مسلم و ابن حبان وسنني الترمذي و البيهقي وشُعب الإيمان للبيهقي وشرح السنة للبغوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من بني هاشم، فأنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وأول مشفع)). بلده مكة بها وُلِدَ وعاش فيها إلى أن جاءه الوحي وهو على رأس الأربعين من عمره صلى الله عليه وسلم فَنُبِّئ بـ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} العلق1 - 5 وأُرْسِلَ بـ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} المدثر1 وما بعدها وبقي فيها 13 عاماً يدعو إلى التوحيد (العقيدة الصحيحة) وهاجر إلى المدينة وعاش 10 سنين ثم تُوُفِّيَ بها في سنة 11 هـ. وعمره ثلاث وستون سنة: منها أربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبياً رسولاً.
س22: فإذا قيل لك: هل مات أم لا؟
جـ22: فقل: مات، ودينه ما مات ولن يموت إلى يوم القيامة، والدليل قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ* ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ الزمر30 - 31 وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه)) من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت قال الله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} آل عمران144)). كما في: المنتظم لابن الجوزي [1\ 426] وتاريخ الإسلام للذهبي [1\ 155و361] و البداية والنهاية لابن كثير [4\ 35و5\ 262] والروض الأُنُف للسهيلي [1\ 434]
س23: فإذا قيل لك: هل الناس إذا ماتوا يبعثون؟
جـ23: فقل: نعم، والدليل قوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} طه55 والذي ينكر البعث كافر، والدليل قوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} التغابن7.
http://www.archive.org/details/dsfffgggggggghjjjj_379
وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وآله وصحبه وتابعيهم وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه.
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[11 - 01 - 08, 01:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[11 - 01 - 08, 01:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[27 - 01 - 08, 08:38 م]ـ
جزاكما الله خيراً ومن علينا بتحقيق التوحيد حياة به وموتاً عليه إنه على ما يشاء قديروبالإجابة جدير
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[01 - 02 - 08, 02:31 م]ـ
الرابط الجديد هو:
http://ia341006.us.archive.org/1/items/dsfffgggggggghjjjj_866
ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[01 - 02 - 08, 08:35 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[فيصل أبو ذر]ــــــــ[02 - 02 - 08, 01:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفعك للمسلمين
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[02 - 02 - 08, 10:32 ص]ـ
جزاكما الله خيراً وجعل لكما لسان صدق في الآخرين
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[04 - 02 - 08, 11:34 ص]ـ
وهذا رابط آخر
http://ia341004.us.archive.org/1/items/akeedh_516/akeedh.rar
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[04 - 02 - 08, 07:36 م]ـ
وهذا بحثي عن علو الله سبحانه
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[05 - 02 - 08, 12:37 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب وبارك فيك واستمر في إمتاعنا بأبحاثك الشائقة وإليك هذا المبحث عن علو الله تعالى
على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=99744&highlight=%DA%E1%E6+%C7%E1%D1%CD%E3%E4
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[06 - 02 - 08, 12:30 ص]ـ
وإلى هنا آخر ما انتهيت اليوم أسأل الله التوفيق
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[06 - 02 - 08, 12:45 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب(46/128)
العالم الذي كثر منه الخطأ ما الموقف منه؟
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[08 - 01 - 08, 01:14 ص]ـ
يوجد كثير من العلماء المتمكنين في الفقه والفرائض والنحو والصرف والمصطلح ويحفظون الكثير من الأحاديث النبوية ,
ولكن يكثر منهم الوقوع في الأخطاء العقدية وعدم التميز بين السنة والبدعة ,وربما طعنوا في أهل السنة وشنعوا عليهم
فما هو الموقف منهم؟
((من اراد المشاركة فعلية الإستدال بكلام العلماء المتقدمين))(46/129)
كيفية الخروج من هذا الأشكال (إسلام الصبي)
ـ[محمد سمير]ــــــــ[08 - 01 - 08, 12:04 م]ـ
السلام عليكم نقل شيخ الاسلام رحمه الله
في منهاج السنة قول الشافعي رحمه الله في انه لايرى اسلام الصبي المولود من أبوين كافرين
فكيف نجيب حول اسلام علي الزبير رضي الله عنهما فهل بقيا على الكفر حتى سن البلوغ؟
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[08 - 01 - 08, 11:55 م]ـ
الحمد لله وبعد: فإن اقرار الصبي بالإسلام معتبر عند الجميع ولم يقل أحد أن واجبا عليه أن يقر مجددا بالإسلام إذا بلغ
.والذي ذكرته إنما ذكره الشافعي في الصبي المسبي إذا كان والداه كافرين فإنه يعامل معاملتهما إلا أن يقر بالإسلام. وحينئذ فلا اشكال ......................... والله اعلم.
ـ[محمد سمير]ــــــــ[09 - 01 - 08, 02:51 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرشيد كلام شيخ الاسلام ردا على الرافضي في اسلام علي رضي الله عنه
والمسبي خارج هذا الموضوع كما تعلم
وهو كان يرد على الرافضي فلا توجد علاقة للمسبي بموضوعنا!(46/130)
شبهة في النذر اذا وعدت صديقا بهدية في صورة تحقق امرا ما هل يعتبر ذلك نذرا لغير الله
ـ[ taleb-ilm] ــــــــ[08 - 01 - 08, 12:04 م]ـ
السلام عليكم
اذا وعدت صديقا بهدية في صورة تحقق امرا ما هل يعتبر ذلك نذرا لغير الله
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 01 - 08, 05:51 م]ـ
السلام عليكم
اذا وعدت صديقا بهدية في صورة تحقق امرا ما هل يعتبر ذلك نذرا لغير الله
وعليكم السلام.
هذا ليس بنذر، وإنما هو وعد، ومن مكارم الأخلاق والمروءة أن تفي به إذا لم يكن فيه مخالفة شرعية.(46/131)
عاجل: شروح لمعة الاعتقاد
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[08 - 01 - 08, 04:43 م]ـ
السلام عليكم: أرجو ممن كان عنده شروحات كتاب لمعة الاعتقاد أن يضعه هنا عاجلا جزاكم الله خيرا
ـ[النعيمية]ــــــــ[08 - 01 - 08, 08:35 م]ـ
لدي شرح اللمعة للشيخ صالح آل الشيخ ..
عسى أن تنفعك .. 53275
ـ[مهداوي]ــــــــ[08 - 01 - 08, 10:40 م]ـ
تيسير لمعة الاعتقاد - عبد الرحمن بن صالح المحمود ( http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1646)
شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد - محمد الصالح العثيمين ( http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1491)
تعليقات على شرح لمعة الاعتقاد - عبدالعزيز الراجحي ( http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1032)
الزناد في شرح لمعة الاعتقاد - علي بن خضير الخضير ( http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=240)(46/132)
قرأت عن القاديانية
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[09 - 01 - 08, 05:28 م]ـ
القاديانية حركة نشأت سنة 1900م بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية، بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم وعن فريضة الجهاد بشكل خاص، حتى لا يواجهوا المستعمر باسم الإسلام، وكان لسان حال هذه الحركة هو مجلة الأديان التي تصدر باللغة الإنجليزية.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
· كان مرزا غلام أحمد القادياني 1839ـ 1908م أداة التنفيذ الأساسية لإيجاد القاديانية. وقد ولد في قرية قاديان من بنجاب في الهند عام 1839م، وكان ينتمي إلى أسرة اشتهرت بخيانة الدين والوطن، وهكذا نشأ غلام أحمد وفياً للاستعمار مطيعاً له في كل حال، فاختير لدور المتنبئ حتى يلتف حوله المسلمون وينشغلوا به عن جهادهم للاستعمار الإنجليزي. وكان للحكومة البريطانية إحسانات كثيرة عليهم، فأظهروا الولاء لها، وكان غلام أحمد معروفاً عند أتباعه باختلال المزاج وكثرة الأمراض وإدمان المخدرات.
ـ وممن تصدى له ولدعوته الخبيثة، الشيخ أبو الوفاء ثناء الله الأمرتستري أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظره وأفحم حجته، وكشف خبث طويته، وكفره، وانحراف نحلته. ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده باهله الشيخ أبو الوفا على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك المرزا غلام أحمد القادياني في عام 1908م مخلفاً أكثر من خمسين كتاباً ونشرة ومقالاً، ومن أهم كتبه: إزالة الأوهام، إعجاز أحمدي، براهين أحمدية، أنوار الإسلام، إعجاز المسيح، التبليغ، تجليات إلهية.
· نور الدين: الخليفة الأول للقاديانية، وضع الإنجليز تاج الخلافة على رأسه فتبعه المريدون. من مؤلفاته: فصل الخطاب.
· محمد علي وخوجه كمال الدين: أمير القاديانية اللاهورية، وهما مُنَظّرا القاديانية وقد قدّم الأول ترجمة محرفة للقرآن الكريم إلى الإنجليزية ومن مؤلفاته: حقيقة الاختلاف، النبوة في الإسلام، والدين الإسلامي. أما الخوجة كمال الدين فله كتاب المثل الأعلى في الأنبياء وغيره من الكتب، وجماعة لاهور هذه تنظر إلى غلام أحمد ميرزا على أنه مجدد فحسب، ولكنهما يعتبران حركة واحدة تستوعب الأولى ما ضاقت به الثانية وبالعكس.
· محمد علي: أمير القاديانية اللاهورية، وهو مُنَظِّر القاديانية وجاسوس الاستعمار والقائم على المجلة الناطقة باسم القاديانية، قدم ترجمة محرفة للقرآن الكريم إلى الإنجليزية. من مؤلفاته: حقيقة الاختلاف، النبوة في الإسلام على ما تقدم.
· محمد صادق: مفتي القاديانية، من مؤلفاته: خاتم النبيين.
· بشير أحمد بن الغلام: من مؤلفاته سيرة المهدي، كلمة الفصل.
· محمود أحمد بن الغلام وخليفته الثاني: من مؤلفاته أنوار الخلافة، تحفة الملوك، حقيقة النبوة.
· كان لتعيين ظفر الله خان القادياني كأول وزير للخارجية الباكستانية أثر كبير في دعم هذه الفرقة الضالة حيث خصص لها بقعة كبيرة في إقليم بنجاب لتكون مركزاً عالمياً لهذه الطائفة وسموها ربوة استعارة من نص الآية القرآنية (وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين). [سورة المؤمنون، الآية: 50].
الأفكار والمعتقدات:
· بدأ غلام أحمد نشاطه كداعية إسلامي حتى يلتف حوله الأنصار ثم ادعى أنه مجدد وملهم من الله ثم تدرج خطوة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود ثم ادعى النبوة وزعم أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
· يعتقد القاديانيون أن الله يصوم ويصلي وينام ويصحو ويكتب ويخطئ ويجامع ـ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ـ.
· يعتقد القادياني بأن إلهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية!!!.
· تعتقد القاديانية بأن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً.
· يعتقدون أن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد وأنه كان يوحى إليه، وأن إلهاماته كالقرآن.
· يقولون لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة غلام أحمد.
· يعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين وهو غير القرآن الكريم.
· يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة وأن رفاق الغلام كالصحابة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/133)
· يعتقدون أن قاديان كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل وأفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم.
· نادوا بإلغاء عقيدة الجهاد كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية لأنها حسب زعمهم ولي الأمر بنص القرآن!!!
· كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوج من غير القاديانيين فهو كافر.
· يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات والمسكرات
الجذور الفكرية والعقائدية:
· كانت حركة سير سيد أحمد خان التغريبية قد مهدت لظهور القاديانية بما بثته من الأفكار المنحرفة.
· استغل الإنجليز هذه الظروف فصنعوا الحركة القاديانية واختاروا لها رجلاً من أسرة عريقة في العمالة.
· في عام 1953م قامت ثورة شعبية في باكستان طالبت بإقالة ظفر الله خان وزير الخارجية حينئذ واعتبار الطائفة القاديانية أقلية غير مسلمة، وقد استشهد فيها حوالي العشرة آلاف من المسلمين ونجحوا في إقالة الوزير القادياني.
· وفي شهر ربيع الأول 1394ه الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر كبير برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمون بمقاومة خطرها وعدم التعامل مع القاديانيين وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين.
· قام مجلس الأمة في باكستان (البرلمان المركزي) بمناقشة زعيم الطائفة مرزا ناصر أحمد والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله. وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها ناصر أحمد عن الأجوبة وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة، فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة.
· من موجبات كفر الميرزا غلام أحمد الآتي:
ـ ادعاؤه النبوة.
ـ نسخه فريضة الجهاد خدمة للاستعمار.
ـ إلغاؤه الحج إلى مكة وتحويله إلى قاديان.
ـ تشبيهه الله تعالى بالبشر.
ـ إيمانه بعقيدة التناسخ والحلول.
ـ نسبته الولد إلى الله تعالى وادعاؤه أنه ابن الإله.
ـ إنكاره ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم وفتح بابها لكل من هبَّ ودبَّ.
· للقاديانية علاقات وطيدة مع إسرائيل وقد فتحت لهم إسرائيل المراكز والمدارس ومكنتهم من إصدار مجلة تنطق باسمهم وطبع الكتب والنشرات لتوزيعها في العالم.
· تأثرهم بالمسيحية واليهودية والحركات الباطنية واضح في عقائدهم وسلوكهم رغم ادعائهم الإسلام ظاهرياً.
الانتشار ومواقع النفوذ:
· معظم القاديانيين يعيشون الآن في الهند وباكستان وقليل منهم في إسرائيل والعالم العربي ويسعون بمساعدة الاستعمار للحصول على المراكز الحساسة في كل بلد يستقرون فيه.
· وللقاديانيين نشاط كبير في أفريقيا، وفي بعض الدول الغربية، ولهم في أفريقيا وحدها ما يزيد عن خمسة آلاف مرشد وداعية متفرغين لدعوة الناس إلى القاديانية، ونشاطهم الواسع يؤكد دعم الجهات الاستعمارية لهم.
· هذا وتحتضن الحكومة الإنجليزية هذا المذهب وتسهل لأتباعه التوظف بالدوائر الحكومية العالمية في إدارة الشركات والمفوضيات وتتخذ منهم ضباطاً من رتب عالية في مخابراتها السرية.
· نشط القاديانيون في الدعوة إلى مذهبهم بكافة الوسائل، وخصوصاً الثقافية منها حيث أنهم مثقفون ولديهم كثير من العلماء والمهندسين والأطباء. ويوجد في بريطانيا قناة فضائية باسم التلفزيون الإسلامي يديرها القاديانية.
ويتضح مما سبق:
أن القاديانية دعوة ضالة، ليست من الإسلام في شيء، وعقيدتها تخالف الإسلام في كل شيء، وينبغي تحذير المسلمين من نشاطهم، بعد أن أفتى علماء الإسلام بكفرهم.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[09 - 01 - 08, 06:53 م]ـ
للأسف فإن القاديانية بدأت تنتشر بعض الشيء عندنا في فلسطين
و على قناتهم يبثون عوراتهم على النايل سات
و لهم خبرة (اي كبرائهم) في الفلسفة و الهرطقة اليونانية و هم أصحاب فكر جامد ...
ولهم بعض الشيء في اللغة و لكن الحاذق الأرب يجد في نصوص كتبهم ما ينقد كلامهم ...
شيخهم في طولكرم في فلسطين اسمه هاني طاهر كان من جماعة التكفير و الهجرة سابقاً بل من رؤوسها و قبل سنوات قليلة اصبح من القاديانية الأحمدية ..
و لكنه للأسف ممن ينشطون في سبيل دعواتهم
و يدورون (أي القاديانية) حول الرحى كالحمير بل أشد في محاولة لإثبات وجود نبوتان عندهم
مستدلين بالمبتور و الضعيف و الركيك لمحاولة الوصول إلى هذه الغاية
و يقسمون النبوة إلى 1) نبوة تشريعية و هي التي انقطعت بموت النبي محمد صلى الله عليه و سلم
2) نبوة تابعة و هي التي يزعمون أنها لم تنقطع بموت النبي محمد صلى الله عليه و سلم
بل و من المضحك و السخيف في محاولتهم لإثبات موت المسيح عيسى بن مريم عندهم يستدل هاني طاهر بالحديث الذي رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (أرأيتكم ليلتكم هذه فإن رأس مائة لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد) ..
و كأن هذا المتعالم لم ينتبه إلى عبارة ( ..... على ظهر الأرض أحد)
و التي فيها إخبار النبي بإن الموت يأتي لمن هو في الأرض لا من في السماء .....
و نحن لا نقول إن المسيح في الأرض حتى يحاول نقض كلامنا بحديث لم يعقله ....
و له من الإستدلالات العجيبة في محاولة الدفاع عن الأحمدية ما يجعل القارىء الفطن ينقلب على رأسه من الهستيريا المضحكة .....
سامحونا على التطفل و الإزعاج
لا تنسوا أنهم شركاء للشيعة في عقيدة التقية و التي يستخدمونها على قناتهم و التي تبث العفن
و لا ننسى أن لهم رجال في مصر منهم رجل خبيث إسمه مصطفى ثابت و هو يولي جانب الرد على النصارى الشيء الكثير حتى يجمع عيون الناس إليه .......(46/134)
ياأهل العقيدة أريد عنوانا لرسالة ماجستير
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[09 - 01 - 08, 07:11 م]ـ
انا طالبة ماجستير في العقيدة اتمنى من كل من يعرف موضوع يستحق البحث والدراسة ان يسعفني به وجزاكم الله عني كل خير.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[09 - 01 - 08, 10:25 م]ـ
اقترح أن يجمع كتاب " طبقات مذهب أهل السنة والجماعة "
يجمع فيه الباحث كل من له في تقرير في مذهب السلف سواء أكان قولا أو فعلا أو كتابا أو مناظرة ويرتب حسب الطبقات؛ طبقة التابعين أتباع التابعين وهكذا إلى هذا العصر.
وأظن أن هذا الموضوع مهم.
وموضوع آخر أثر اللغة العربية في نصرة مذهب السلف
فاللغة العربية في كثير من قواعدها النحوية والصرفية فيها نصرة لمذهب السلف وقد رأيت رسالة صغيرة لبعض طلبة العلم في ذلك ولكنه لم يستوعب.
الأحاديث الضعيفة والموضوعة في باب الأسماء والصفات
وبيان أثرها على المثبتين للصفات والنافين لها.
وقد رأيت رسالة في ذلك ولكنه لم يستوعب
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[09 - 01 - 08, 11:21 م]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[09 - 01 - 08, 11:39 م]ـ
عفوا اخي ذكرت أن الموضوعين الأخيرين قد كتبت فيهما رسالتان صغيرتان هل بإمكانك أن تخبرني عن اسميهما وهل أجدهما على الشبكة؟ وجزاك الله خيرا
ـ[محمد بشري]ــــــــ[10 - 01 - 08, 02:44 ص]ـ
ولم لا محاولة دراسة مذاهب معاصرة وأثرها في صياغة الفكر المعاصر ...........
أو طرق مناهج بعض االمعاصرين:الجابري نموذجا،أو عبد الله العروي. أو أركون ..... قي فهم النص القرآني، وهو موضوع له تعلق بجانب الأصول والعقيدة.
وفي ظني أن هذه الدراسة أجدى من دراسة موضوعات مطروقة ومكررة.
والله الموفق.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[10 - 01 - 08, 03:09 ص]ـ
ما رأيك في منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في تأريخ الفرق الكلامية مقارنة بعبد القاهر بن طاهر مثلا؟؟؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[10 - 01 - 08, 07:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا لم أقف عليها في الشبكة
فالأولى للشيخ وليد غنيم
والثانية للشيخ غلام الباكستاني
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[10 - 01 - 08, 08:01 ص]ـ
جزى الله كل من افادني كل خير
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[10 - 01 - 08, 01:48 م]ـ
الموضوعات التي ذكرها الأخ عبدالباسط مبحوثة جملة وتفصيلا
أما طبقات مذهب السلف، فكل قرن ابتداء من قرن الصحابة إلى القرن الثالث عشر فيه ما لا يقل عن بحثين، منهجهم في التقرير، منهجهم في الدفاع عن العقيدة، موقوفهم من البدع .... وهناك بحوث إقليمية (علماء مشرق، علماء مغرب ... )
أما أثر اللغة العربية ففيه أكثر من ثلاثة بحوث اثنان منها في جامعة الإمام
الأول: منهج أهل السنة في الاستدلال باللغة.
الثاني: الاتجاهات العقدية في الإعراب والتصريف للجمل النحوية.
وهناك بحث ثالث عن منهج الاستدلال باللغة وأثره على المسائل العقدية.
أما الأحاديث الضعيفة والموضوعة في الأسماء والصفات ففيها رسالتان إحداها دكتوراه، وهناك بحوث في قسم السنة ....
وهناك بحث في جامعة الإمام بعنوان: مسالك المتكلمين في الطعن في نصوص الصفات.للدكتور صادق سليم. يقع في أربع مجلدات ضخمة أتى بكل شاردة وواردة في هذا البحث .. لذا الموضوع مطروق من جميع أبوابه.
ـ[نبيل الجزائري]ــــــــ[10 - 01 - 08, 02:27 م]ـ
أثر الانحراف العقدي على الفتوى عند أصحاب منهج التيسير المعاصر
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[10 - 01 - 08, 02:39 م]ـ
جزاكما الله خيرا, ولكن اخي نبيل من هم اصحاب منهج التيسير المعاصر؟
ـ[الجهشياري]ــــــــ[10 - 01 - 08, 03:11 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أرجو من الإخوة المساهمين ألا يزرعوا اليأس في نفس الأخ المستفسر، فليس كل موضوع دُرِس أو بُحِث فيه حراما على مَن يقربه. وكم مِن موضوع طُرق لكن بقصور، ثم جاء من وفَّاه حقَّه واستوعب كافة مناحيه، واستخلص منه ما لم يدركه الأول، وذلك لتباينات في الفهم والتحصيل. وكم قتلت عبارة "قُتِل بحثا" من مشاريع علمية كان سيكون على يد أصحابها الخير الكثير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/135)
ونصيحتي للأخ المستفسر هي كالتالي: اعلم أن المواضيع المقترحة من "الغير"، غالبا ما يبوء المتصدي لها بالفشل أو التقصير. اللهم إلا إذا كان المقترِح أستاذا مشرف، قد خبر الباحث، وعلِم ميوله العلمية، وسبر مداركه العقلية. وذلك أن البحث الأكاديمي ينبغي أن يكون تتمة للمسار العلمي الذي سلكه الباحث من قبل، أو محطة منه. فهو بذرة وليدة اختمار طويل، لا بذرة مستوردة تملى عليه إملاءً، وإن كان ذلك على شكل نصيحة أو اقتراح. فيا أخي الكريم: استمع إلى ذاتك، واستبطن خفاياها المعرفية، وسيوفقك الله بإذنه إلى الخير النافع.
وأشير أيضا إلى أن العقيدة لا تنحصر في مسألة الصفات فقط، أو في عقيدة السلف فحسب، بل هي مجال واسع، مباحثه متشابكة، ومسائله خصبة وثرية، لمن تفرغ لدراستها حق التفرغ، وأمعن النظر في مصادرها ومباحثها.
كذلك: إذا كان لا بد لنا من مساعدتك في هذا المجال، أرجو أن تقوم أوَّلا بمساعدتنا، وذلك بأن تبذل جهدا (ولو قليلا) في هذا الاتجاه. ولكي أكون أكثر وضوحا: اعرض علينا جملة من المواضيع التي قد تكون جالت بخاطرك، وبعدها نساهم بما سيفتح الله علينا من نصائح وتوجيهات. أو حدد مجالات العقيدة التي تود البحث فيها، لتكون لنا نبراسا ندلك من خلاله على ما نراه حريًّا بالبحث الجامعي. ولا أقول هذا بخلا عليك، ولا ضنا بما أراه مكنونا عنك، ولكن لتشارك منذ البداية في "رحلة البحث عن موضوع". وقد كنت منذ وقت قريب أمازح بعض الإخوان من الباحثين الجامعيين قائلا: "هناك طلبة في حاجة إلى مواضيع، لكن هناك مواضيع تحتاج إلى طلبة"، أي: طلبة يستحقون فعلا تناول تلك المواضيع ودراستها بما يليق بها ..
وفي البال جملة من المواضيع، لكن ننتظر منك قليلا من الجهد، لتتضح الرؤية، فتسلك الطريق المنشود، ونشترك معك في الأجر والثواب بإذن الله تعالى.
ونصيحتي الأخيرة: فارِق الكسل مفارقتك لليأس. واستنطق ذاتك، تجد الجواب. واقرأ بتأن نصائح المخلصين، لكن تذكَّر أنها غير مُلْزِمة. والتزم التجرُّد، تُكْس بلباس العارفين. وضع رِجلك على الطريق، تصل إلى الغاية. واعلم أن النهايات رهائن البدايات. وحقِّق مقام البحث، ليتجلّى عليك كشف المحققين. واعلم أن عروس العلم كعروس الشعر، لا تزور إلا من غازلها وكابد الليالي في مطاردتها. وتذكر قوله تعالى: (وقل اعملوا، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وقوله: (قل كُلٌّ يعمل على شاكلته). والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[10 - 01 - 08, 04:32 م]ـ
ما شاء الله ... بارك الله فيك ..
نِعم ما قلت من نصائح وتوجيهات - وإن كنت أختلف معك في بعض ما كتبت -.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[10 - 01 - 08, 04:44 م]ـ
((نقد الطرق الكلامية والفلسفة في الآلهيات))
((عقيدة الأئمة خلال القرون المفضلة - القرون الثلاثة))
((كلام وموقف الإمام أحمد ضد خصومه من أهل الكلام والبدع))
((المقارنة بين المعتزلة و الأشعرية)) ويمكن تخصيص المقارنة في مسألة خلق القرآن مثلا
وعساك على القوة ..
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[10 - 01 - 08, 05:43 م]ـ
جزى الله الجميع خيرا, وجزا الأخ الجهشياري على نصيحته الرائعة.
في الحقيقة أنا ميولي في البحث في العقيدة ولاأميل أبدا في البحث في الفرق والأديان والمذاهب المعاصرة ومنذ فترة بعيدة خطر على بالي أن أبحث في أثر وسائل الإعلام على عقيدة المجتمع المسلم لكن أشارت علي رئيسة قسمي بأن الموضوع طويل جدا ومتعب وقد لايكفيه الوقت المحدد للماحستير فقصرت همتي في البحث فيه وأشار إلي أحد دكاترتي بأن البحث في العقيدة السلفية قد استوى فصرفت همتي إلى الفرق على كره مني لأنه كما قيل (إذا لم تجد ماتحب فأحب ماتجد) وقد أشار إلي أحد الدكاترة بالبحث في الأذكار عند الصوفية عرض ونقد وحينما ذكرته لأحد الدكاترة قال الموضوع طويل جدا ويصعب عليك البحث فيه لوحدك وطرح علي موضوعا وهو (المسائل العقدية الواردة في حديث وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما إلا أنه حينما سألت عنه أحد أعضاء مجلس القسم أخبرني بأن الجامعة لاتقبل مثل هذه الموضوعات وهكذا أنا وصاحباتي بين مد وجزر ولاندري متى يستقر بنا البحر والله حسبنا ونعم الوكيل.
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[11 - 01 - 08, 04:40 م]ـ
البحوث كثيرة جدا ً لكن تحتاج إلى ما يلي:
ـ توجه القسم الذي يدرس به الطالب، فكل جامعة لها طريقتها، فبعض الجامعات لا يسجل فيها الطالب إلا بعد مائة شعرة بيضاء في الرأس ومائة أخرى مفرقة في الوجه واليدين ... وبعض الجامعات تقبل الموضوعات بكل سهولة ومرونة.
ـ لا بد أن يحدد الطالب موضوعا ً معينا ً ثم يكون مثل ا لفارس يطارده حتى يظفر به، لا أن يفكر في عشر موضوعات ثم لا يظفر بشيء منها، يحدد الطالب موضوعا ً ثم ينظر الموضوعات التي بحثت فيه ثم يقرأ عن الموضوع بتوسع ثم يقارن بين المخططات التي بحثت عن الموضوع وما وجده من مسائل ثم يقيد الفوارق ويضع خطة فيها زيادات، بل يضع خطة تبحث الموضوع من جانب لم يُطرق من الباحثين الذين سبقوه.
ـ بعض الطلاب عندما يقدم الموضوع يسحر أعضاء المجالس العلمية فتجده يعرض الموضوع عرضا ً بارعا ً من حيث أسباب اختيار الموضوع وأهميته، ومن حيث نقد الدراسات السابقة نقدا ً عميقا ً (مع الأدب) ثم وضع خطة تفوق في الحسن على خطة (خارطة الطريق) [ابتسامه] وهكذا ... وهذا الأسلوب مجرب، وبعض الطلاب يضع مخططا ً يشوه به الموضوع مع حسنه، فعلى الطالب أن يتريث قبل تقديم الموضوع للكلية حتى لا يرد موضوعه بالكلية.
ولا أنجع من الدعاء فهو سلاح المؤمن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/136)
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[11 - 01 - 08, 07:22 م]ـ
أقترح:-
1 - الانحرافات العقديه من خلال كتاب الأغاني
2 - المباحث العقديه في حياة البرزخ
3 - تحقيق كتاب الرد علي المنطقين لشيخ الاسلام
4 - منهج الشيخ عبدالعزبز الرشيد في العقيدة
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[11 - 01 - 08, 07:55 م]ـ
جزاكما الله كل خير
ـ[أبو ناصر اليمني]ــــــــ[12 - 01 - 08, 04:32 م]ـ
من المواضيع المقترحة: التأويل
ـ[عبدالسلام الأزدي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 04:47 م]ـ
أقترح:-
3 - تحقيق كتاب الرد علي المنطقين لشيخ الاسلام
أتمنى أن يكون!
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[12 - 01 - 08, 05:30 م]ـ
الذي أعلمه أن الكتاب محقق
ـ[محمد بشري]ــــــــ[12 - 01 - 08, 09:35 م]ـ
من المواضيع المقترحة: التأويل
يقاربه موضوع الدكتور محمد أحمد لوح:جناية التأويل الفاسد على العقيدة الاسلامية. ط دار ابن عفان.
ومن المواضيع التأصيلية التي تستحق الدراسة:قاعدة الإثبات والنفي بين أهل السنة والمعطلة.
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[13 - 01 - 08, 12:16 ص]ـ
الأخت ريحانة تجدين أصحاب منهج التيسير المعاصر في رسالة علمية (ماجستير) مطبوعة بعنون (منهج التيسير المعاصر)
الأخ محمد بشري ما ذكرته وفقك الله من منهج بعض المعاصرين من فهم النص القرآني فقد سجل أحد الباحثين هذا الموضوع قبل سنة تقريباً (دكتوراه)
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[13 - 01 - 08, 12:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[13 - 01 - 08, 02:24 ص]ـ
مسائل العقيد التي حكى فيها ابن القيم الإجماع أو التى حكى فيها ائمة الدعوةالإجماع. اوالمسائل الشاذة في الإعتقاد.
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[13 - 01 - 08, 08:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي نايف
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[13 - 01 - 08, 08:13 ص]ـ
من الموضوعات العقدية المعاصرة والتي لم أرى فيها بحثاً أكاديمياً ما يتعلق بالأمثال
لذا أقترح
القوادح العقدية في الأمثال (الشعبية) أو (العربية-ويحدد زمن معين)
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[13 - 01 - 08, 08:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 02:53 م]ـ
أغلب ما ذكره الإخوة مع الأسف الشديد أنه (مبحوث)
ما عدا الأمثال الشعبية، ومسائل العقيدة التي حكى فيها ابن القيم الإجماع
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[13 - 01 - 08, 05:21 م]ـ
يوجد رسالة في فلسطين في الجامعة الإسلامية بهذا العنوان في الأمثال الشعبية أخطاء عقائدية في الأمثال والتراكيب والعادات الشعبية الفلسطينية
ماهر فؤاد أبو زر إشراف: د. جابر زايد عيد السميري التاريخ:26/ 12/2005
الملخص (عربي)
فهرس الموضوعات
Abstract
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[13 - 01 - 08, 05:23 م]ـ
هذا هو الرابط لدليل الرسائل الجامعية http://www.iugaza.edu.ps/aqeda/masterlist.asp
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[13 - 01 - 08, 09:47 م]ـ
جزاكما الله خيرا
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[17 - 01 - 08, 02:03 م]ـ
القوادح العقدية في كتاب حياة الحيوان للدميري. فهذا الكتب كتاب نادر من نوعه جمع فيه كثير من الأحكام الفقه وذكر أحاديث كثيرة ولكنه خلط في كثير من مسائل العقيدة.
ـ[عبدالرحمن القصير]ــــــــ[23 - 01 - 08, 01:06 ص]ـ
الأخت الكريمة لخصوصية بعض الموضوعات يمكنك المراسلة لبريدي
quseear@hotmail.com
وهناك بعض الموضوعات لعلها تناسبك
ـ[أسامة طارق]ــــــــ[19 - 02 - 10, 09:50 ص]ـ
منهج أهل السنة في الاستدلال باللغة.
الثاني: الاتجاهات العقدية في الإعراب والتصريف للجمل النحوية.
هل طبعت الرسالتين؟
أو واحدة منها؟
وأين وما هي دار النشر؟ إن كان الجواب نعم(46/137)
مسائل في المجاز (4) .. الردُّ على قولهم: إنَّ اللغة بدأت بالوضع والاصطلاح ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 01 - 08, 11:08 م]ـ
(4)
الردُّ على قولهم: إنَّ اللغة بدأت بالوضع والاصطلاح
لعل أبا هاشم الجبائي كان هو أوَّل من تكلم في ذلك من المسلمين , فأخذ أبو عبد الله البصريُّ المعتزلي لفظ الوضع من كلام شيخه أبي هاشم في بدء اللغة , فأدخله في حدِّه للحقيقة والمجاز , ثم زاد فيه أبو الحسين البصري المعتزلي لفظ الاصطلاح؛ وقولهم: إن اللغة بدأت بالوضع والاصطلاح ينسب إلى الفيلسوف اليوناني ديموقراطيس (1) , وهو من فلاسفة القرن الخامس قبل الميلاد , وهو من الفلاسفة الذريِّين , وهم أول من تكلم في الذرة وزعموا أن الكون كله مادة , وتلك المادة تتكون من ذرات , والذرات لا أول لها , فيهم من الدهريين الذين يقولون إن العالم لا أوَّل له , ولا يؤمنون بالغيب , وأكثر ما بقي من تراث ديموقراطيس هو ما نقله أرسطو في كتبه , وقسم تراسيليوس كتب ديموقراطيس إلى روابيع , وجعلها ثلاث عشر رابوعة , فيها اثنان وخمسون رسالة , وقيل: ستون رسالة , ومنها رابوعتان في اللغة والموسيقى والفن (2).
ولا يبعد أن أولئك المعتزلة كانوا وجدوا كلامه في بدء اللغة في بعض كتب أرسطو وشروحها , وكان بأيديهم كثير من تلك الكتب والشروح , وكان منهم من ينقل عن اليونانية بنفسه إلى آخر المائة الرابعة وبعدها , ولا يكتفون بما نقله حنين بن إسحاق وابنه إسحاق بن حنين , ولا ما نقله المترجمون قبلهما وبعدهما , وكان النظام وغيره قد نقلوا كثيراً من كلام ديموقراطيس وأصحابه في الذرة , وسمَّوها الجزء الذي لا يتجزأ , والجوهر الفرد , فكلام المعتزلة في الجزء الذي لا يتجزأ وكلامهم في بدء اللغة , وكلاهما نقلاً عن أولئك الفلاسفة الدهريين ديموقراطيس وأصحابه , ولم يك كلامهم بعيداً عن أولئك المعتزلة , ولعله لذلك قرن عبد القاهر الجرجاني بينهما , ولما أطال الكلام في المجازات والاستعارات , اعتذر بقوله: إن الكلام في الجزء الذي لا يتجزأ يملأ أجلاداً كثيرة.
وتكلم ديمواقرطيس في التاريخ , والأخلاق والسياسة واللغة وقال: إنها كلها ترجع إلى المادة والذرات , وكلام ماركس ولينين في التاريخ والسياسة مثل كلامه فيها , وقال ماركس: إنه أول عقل موسوعي بين مجموعة الفلاسفة اليونان , وقا ل لينين: إنه أعمق وأذكى رجل أوضح الفكر المادي في العصر القديم , وهو موجد الذرية وصاحبها. اهـ
وأعجب أصحاب دارون بقول ديموقرطيس في بدء اللغة , وذلك أنه يضاهي قولهم في التطور والنشوء والارتقاء , وكلامهم في بدء اللغة هو نفس كلام ديموقراطيس , أو هو بيان وتفصيل له , واتبعهم جورجي زيدان في كتابه: ((الفلسفة اللغوية والألفاظ العربية)) وغيره ممن اغترَّ بهم.
وأولئك الفلاسفة يزعمون أن الإنسان كان لا يتكلم , ولم تكن له لغة , وكان يعيش كما يعيش الحيوان , ثم إنه حكى الأصوات التي يسمعها من الريح والماء والرعد وغيرها , فنشأت له بذلك ضعيفة , ثم تطورت تلك اللغة شيئاً فشيئاً , وكثر الناس وصاروا يعيشون بعد التفرق في جماعات , فتواضعت كل جماعة منهم على لغة يتكلمون بها , وساعدتهم اللغة الأولى , والأصوات التي كانوا ينطقون بها على ذلك التواضع والاصطلاح , وأنهم وضعوا الألفاظ أولاً للصور المحسوسة , وأنهم وضعوا تلك الألفاظ للصور عشواء من غير أن يدل اللفظ على خاصة أو صفة في تلك الصورة , ثم صارت تلك الصور المحسوسة رمزاً لما لها من الخصائص والصفات المعقولة , ونقلت تلك الألفاظ من الصور المحسوسة إلى الصفات المعقولة في تلك الصور وغيرها , وشبَّه الإنسان المعقولات بالمحسوسات فالإنسان عند أولئك الفلاسفة وضع الألفاظ أولا للمحسوسات , ثم نقلها إلى المعقولات , وشبه المعقولات بالمحسوسات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/138)
وأولئك الفلاسفة اليونانيون كانوا وثنيين , والوثنية أينما كانت تعبد الصُّور وهم كانوا يجعلون لكل شيء إلها , للحرب إليه , وللحب إله , وللمطر إله , وللريح إله , وغيرها , ويجعلون لكل إله صورة , فتكون ذلك الإله رمزاً لما ينفعهم به بزعمهم , فكذلك زعموا أن الألفاظ وضعت للصور , ثم صارت الصورة رمزاً للصفات المعقولة , ونقلت الألفاظ من الصور إلى الصفات وذلك القول هو شعبة من وثنيتهم , وعبادتهم للصور وسفاهة أحلامهم , وكفرهم بالغيب.
وقول أولئك الفلاسفة في بدء اللغة هو بعض قولهم في بدء الخلق , وهو باطلٌ كله وضلالٌ مبين , والقرآن يكذبه , والله تعالى خلق آدم بيده , وأسجد له ملائكته , وعلمه البيان , وعلمه الأسماء كلها وأمره ونهاه , وأسكنه جنته , وأهبطه منها , وأنزل إليه كلمات , وتاب عليه , وكان آدم أتم وأعظم خلقاً من بنيه , ولا زال الخلق بعده ينقص والأحاديث في ذلك بينة , ولا ريب أن لسان آدم كان لساناً تاماً بيناً , وأن آدم عليه السلام ذكر به الله تعالى , وذكر به ملائكته ,وجميع خلقه , وتكلم به عن الغيب والشهادة , وما يبصره بعينه , ويسمعه بأذنه , ويمسه بيده , ويعقله بقلبه , وتوسوس به نفسه , ونبّا بالأسماء كلها , وتكلم به بنوه من بعده حتى تفرقوا , فاختلفت ألسنتهم ونقصت.
فقولهم: إن الإنسان كان لا يتكلم ثم حكى ما يسمع من أصوات الرعد , والريح وغيرها , ثم اجتمعت كل أمة فتواضعت على لغة , ووضعوا الألفاظ أولاً للمحسوسات , ثم نقلوها بعد للمعقولات , كل ذلك باطل , لا برهان له.
وذلك القول الدهري الوثني يقيد البيان بالحسِّ , ويجعل القلب عبداً أسيراً للصور المحسوسة , لا يعقل شيئاً إلا أن يشبهه بتلك الصور , ويجعل الإنسان عاجزاً أن يتكلم عن شيء من الغيب إلا أن يشبهه بشيء من الشهادة , وأن يذكر الله إلا أن يشبهه بخلقه والبيان الذي علمه الله الإنسان أعظم وأعم من ذلك , والإنسان به يذكر الله وخلقه , ويتكلم عن الغيب والشهادة , ولا يشبه الله بخلقه ولا الغيب بالشهادة.
وأنكر قول أولئك الفلاسفة في بدء اللغة كثير من المتقدمين والمتأخرين والعرب والعجم (3).
وأبو هاشم الجبائي وأصحابه أخذوا كلام أولئك الفلاسفة في بدء اللغة وتركوا كلامهم في بدء الخلق وحسبوا أنهم بذلك لم يخالفوا القرآن , وزعم ابن جنِّي أن قول الله تعالى: ((وعلم آدم الأسماء كلها)) لا يتناول موضع الخلاف , وذلك أنه قد يجوز أن يكون تأويله: أقدر آدم على أن يواضع عليها. قال: وهذا المعنى من عند الله سبحانه لا محالة , فإذا كان ذلك محتملاً غير مستنكر سقط الاستدلال به (4) اهـ؛ وذلك التأويل الذي زعمه ابن جنِّي لم يقل به أحد قبله , وآدم عليه السلام حين خلقه الله تعالى لم يكن معه بشر غيره , فمن الذي واضعه آدم على اللغة , والله تعالى كلم آدم , وكلم آدم ربه , وكلم الملائكة , وكلم زوجه , وكلمته زوجه , ووسوس الشيطان لهما وكلمهما ,والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة , وكلها حجة بينة على أن الله تعالى علم آدم الكلام والبيان
والقول الذي نقله ابن جني في أن اللغة بدأت بحكاية الأصوات المسموعة من الرعد والريح وغيرها , وقال: إنه عنده وجهٌ صالحٌ ومذهبٌ متقبَّل أهـ هو طور من الأطوار التي ذكرها القائلون بالوضع والاصطلاح , قالوا: إنه كان قبل الوضع والاصطلاح وليس هو قولاً وحده كما حسب ابن جنِّي.
وزعم أبو عبد الله البصريُّ وأصحابه أن الحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له في أصل اللغة , فصارت الحقيقة عندهم هي اللفظ المستعمل ليدل على شيء محسوس , والمجاز هو تشبيه المعقول بالمحسوس , ونقل اللفظ من المحسوس إلى المعقول , وزعموا أن لفظ أسد وضع للسبع أولاً , وضع لصورة ذلك السبع , وضع لها عشواء من غير أن يدل على شيء لا شجاعة , ولا غيرها , ثم صارت تلك الصورة المحسوسة رمزاً للجرأة والشجاعة , فسمِّي الرجل الشجاع أسداً , وشبه الرجل بالسبع ونقل ذلك اللفظ من تلك الصورة المحسوسة إلى الشجاعة المعقولة , ولعله ذلك قال السكَّاكي: إن لفظ أسد وضع للهيكل المخصوص , ولم يقل للحيوان , ولا السبع , ولا غيرها من الألفاظ التي ذكرها من قبله , ولا ريب أنه اختار ذلك اللفظ الهيكل المخصوص قصداً وعمداً , وأراد أن يؤكد به قول أولئك الفلاسفة , إن اللفظ وضع أولاً للصورة وحدها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/139)
من غير شيء فيها , وضع لها عشواء , ذلك الصوت لتلك الصورة , وكان الجرجاني قبله زعم أن لفظ أسد وضع للشجاعة في تلك الجثة والصورة خاصة دون غيرها , وكلام السكَّاكي أشبه بمذهب أولئك الفلاسفة من كلام الجرجاني , وهو يدل على أن السكَّاكي كان أدرى بذلك المذهب الدهري الحسي في اللغة من الجرجاني وغيره , وكان لسان السكاكي وألفاظه أقرب إلى كلام أولئك الفلاسفة الدهريين وألفاظهم
ولعله لذلك فرَّق أولئك المعتزلة بين الاسم والصفة , وزعم أبو علي الفارسي وغيره منهم أن الاسم يكون واحداً وغيره صفات عند أولئك المعتزلة (5) , والأسد له اسم واحد عند العجم وليس عند العرب (6)؛ وأراد أولئك المعتزلة أن يجعلوا الاسم للصورة وحدها دون ما فيها من الصفات , ولعلهم لذلك زعموا أن لفظ أسد نقل من السبع إلى الرجل الشجاع , ولم يزعموا أن لفظ الشجاع ليس اسماً لتلك الصورة , وأن اسمها هو الحية , وهذه الصورة صورة الحية ليست هي عندهم رمز الشجاعة وصورتها ولكن صورة الشجاعة عندهم هي الأسد.
وكذلك زعم أولئك المعتزلة أن لفظ اللسان وضع أولاً لذلك اللحم الذي يتكلم به الإنسان خاصة , ثم نقل إلى الكلام الذي يلفظ الإنسان به , ولفظ جناح وضع في أصل اللغة لجناح الطائر خاصة , ثم شبِّه به جناح الرجل , وجناح الملك , وجناح الجيش , وغيرها , ولفظ رأس وضع لرأس الإنسان خاصة , ثم قيل: رأس الأمر ورأس القوم , ورأس المال , ورأس الجبل , وغيرها , ولفظ اليد وضع لتلك الجارحة من الإنسان خاصة , وغيره مشبَّه به ,وغير ذلك من زعمهم , وجعلوا يدعون في كل معقول أنه مشبه بمحسوس , وأن اللفظ وضع للمحسوس حقيقة , ثم نقل إلى المعقول مجازاً , وزعم ابن جنّي وغيره أنه لابد في كل مجاز من التوكيد والتشبيه , والتوكيد عنده هو تشبيه المعقول بالمحسوس والعرض بالجوهر.
ولما زعم أولئك المعتزلة أن تلك الألفاظ وما يشبهها وضعت كلها في أصل اللغة لتلك الصورة المحسوسة , قالوا: إنها لا تليق بالله تعالى , وإنها تشبيه لله عز وجل بتلك الصور المحسوسة فأخذوا يخبطون ويتهوكون في تأويلها بتلك المجازات والاستعارات , وزعموا أنهم بذلك يوحدون الله تعالى , وينزهونه عن مشابهة خلقه , واتبعوا أولئك الفلاسفة , وأعجبهم ذلك القول الدهري الوثني في بدء اللغة , وحسبوه حجة يجادلون بها عن بدعتهم , وتلك المجازات والاستعارات التي يذكرونها كلها تشبيهات , واللغة كلها عند أولئك الفلاسفة الذين اتبعوهم هي تشبيه للمعقول بالمحسوس والغائب بالشاهد , وسلفهم من المعتزلة والجهمية الذين أحدثوا تلك البدعة ونفوا تلك الألفاظ عن الله تعالى , كانوا مثل أولئك الفلاسفة عجماً , قلوبهم أسيرة للصور , وألسنتهم مقيدة بالتشبيه , فلذلك أحدثوا تلك البدعة وأهلكتهم العجمة.
واتبعهم عبد القاهر الجرجاني وغيره , وحسب أن تلك التشبيهات والتمثيلات والمجازات والاستعارات هي أسرار البلاغة , ودلائل الإعجاز , وتشبيه المعقول بالمحسوس على طريقتهم هذه هو عجزٌ وعيٌّ , وليس بلاغة وإعجازاً , وأي بلاغة أو إعجاز في ذلك التشبيه الحسي؟ ولو كانت أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز في شيء من تلك المجازات والاستعارات , والتشبيهات والتمثيلات , لكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نزل القرآن بلسانهم فعلموا إعجازه وآمنوا به , أسبق الناس إلى بيان تلك المجازات والاستعارات , وذكرها لمن بعدهم؛ لئلا يخفى عليهم إعجاز القرآن.
وذلك القول الدهري الوثني في بدء اللغة كله باطلاً , لا حجة له , ولعل بعض اللغويين قبل أبي هاشم وأصحابه كانوا يقولون به , ويبدءون اشتقاق الألفاظ من شيء محسوس , فيزعمون أن ذلك اللفظ كان لكذا وكذا من المحسوسات , ثم ينتقلون منه إلى غيره , ولكن أبا هاشم وأصحابه كانوا هم أول من صرح بذلك القول وأظهره , ونقلوه عن الفلاسفة , واحتجُّوا به لبدعتهم.
وقولهم: المحسوسات والمعقولات , والحسي والمعنوي , كلها من ألفاظ المتكلمين , وليست من كلام العرب , وكلها تقسيمات باطلة , وتلك الألفاظ والتقسيمات كانت أضر شيء على دين الناس وقلوبهم , وكانت أفسد شيء لفطرتهم وبيانهم.
========================== (الحواشي)
1 - ترجمته في ((طبقات الأطباء الحكماء)) لابن جلجل ص 33 , رقم (11) , و ((الملل والنحل)) (2/ 112, 114 , رقم (11) , و ((فلاسفة يونانيون من طاليس إلى سقراط)) ص 93 - 101 , و ((تاريخ الفلسفة اليونانية)) وولتر ستيس , ترجمة /مجاهد عبد المنعم ص 65 - 69الذريون , و ((خريف الفكر اليوناني)) د. عبد الرحمن بدوي , ص 170 , و ((موسوعة الفلسفة)) له 1/ 507 - 509 الذريون , وعربه بعضهم ديموكريت
2 - ((فلاسفة يونانيون من طاليس إلى سقراط)) ص 94
3 - ومنهم فرنسوا لامي (1636 - 1711) , ودوبونال (1754 - 1840) , وغيرهما , وانظر: ((اللغة)) ج. فندريس , ص 29 - 42 , ترجمة الدواخلي والقصاص , و ((الفلسفة اللغوية)) جورجي زيدان , ص 127 - 129 , و132 - 134 و ((علم اللغة)) د. علي وافي , ص88 وما بعدها , و ((المدخل إلى علم اللغة)) د. رمضان عبد التواب , ص111 , و ((في علم اللغة العام)) د. عبد الصبور شاهين ص 71 , وغيرها.
4 - الخصائص: (1/ 41)
5 - الصاحبي: (ص114) , المزهر: (1/ 404 - 405)
6 - الصاحبي: (ص21)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/140)
ـ[محمد براء]ــــــــ[01 - 09 - 08, 03:44 م]ـ
بارك الله فيكم
لكن هذا لا يمنع أن تكون اللغة بدأت بالوضع .. بغض النظر عن الواضع ..
فلو قلنا: إنها بدأت بالوضع وواضعها هو الله تبارك وتعالى فما هو المحذور؟.
والأصوليون عندما يذكرون هذه المسألة، يقولون: إنه لا ثمرة لها.
قال ابن قدامة رحمه الله تعالى: " أما الواقع منها فلا مطمع في معرفته يقينًا؛ إذ لم يرد به نص، ولا مجال للعقل والبرهان في معرفته.
ثم هذا أمر لا يرتبط به تعبد عملي، ولا ترهق إلى اعتقاده حاجة.
فالخوض فيه فضول، فلا حاجة إلى التطويل ".
وقال ابن عاصم في المرتقى:
وَمَبْدَأُ الُّلغَةِ قِيْلَ عِلْمُ ... وَقِيْلَ وَضْعٌ وَاسْتَقَرَّ الْفَهْمُ
وَبَعْضُهُمْ مَذْهَبُهُ التَّوْقِيْفُ .. في قَدْرِ مَا يَكْفِيْ بِهِ التَّعْرِيْفُ
ثُمَّ الْجَمِيْعُ مُمْكِنُ الْوُقُوْعِ ....... وَالْخُلْفُ لاَ يُثْمِرُ في الْفُرُوْعِ
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 12 - 08, 10:42 م]ـ
وذلك القول الدهري الوثني يقيد البيان بالحسِّ , ويجعل القلب عبداً أسيراً للصور المحسوسة , لا يعقل شيئاً إلا أن يشبهه بتلك الصور , ويجعل الإنسان عاجزاً أن يتكلم عن شيء من الغيب إلا أن يشبهه بشيء من الشهادة , وأن يذكر الله إلا أن يشبهه بخلقه والبيان الذي علمه الله الإنسان أعظم وأعم من ذلك , والإنسان به يذكر الله وخلقه , ويتكلم عن الغيب والشهادة , ولا يشبه الله بخلقه ولا الغيب بالشهادة.
أرجو منكم مراجعة ما ذكره شارح الطحاوية عند قول الماتن: " ولا شيء يشبهه "، كقوله: " وَإِنْ كَانَتِ الْمَعَانِي الَّتِي يُرَادُ تَعْرِيفُهُ بِهَا لَيْسَتْ مِمَّا أَحَسَّهُ وَشَهِدَهُ بِعَيْنِهِ، وَلَا بِحَيْثُ صَارَ لَهُ مَعْقُولٌ كُلِّيٌّ يَتَنَاوَلُهَا حَتَّى يَفْهَمَ بِهِ الْمُرَادَ بِتِلْكَ الْأَلْفَاظِ، بَلْ هِيَ مِمَّا [لَا] يُدْرِكُهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَوَاسِّهِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ، فَلَا بُدَّ فِي تَعْرِيفِهِ مِنْ طَرِيقِ الْقِيَاسِ وَالتَّمْثِيلِ وَالِاعْتِبَارِ بِمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَعْقُولَاتِ الْأُمُورِ الَّتِي شَاهَدَهَا مِنَ التَّشَابُهِ وَالتَّنَاسُبِ، وَكُلَّمَا كَانَ التَّمْثِيلُ أَقْوَى، كَانَ الْبَيَانُ أَحْسَنَ، وَالْفَهْمُ أَكْمَلَ ".
فهل هناك تقارب بين تلك الفكرة الوثنية وهذه؟!!.(46/141)
الخميس تاسوعاء والجمعة عاشوراء فماهي؟
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[10 - 01 - 08, 07:26 ص]ـ
ماهي البدع في يوم عاشوراء التي يقع فيها الناس؟
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[10 - 01 - 08, 10:56 ص]ـ
أشهرها اللطم!!!!(46/142)
مسائل في المجاز (5) نحاة في اعتزالهم معتزلة في نحوهم ... فهلا أفاق المغترون ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 01 - 08, 03:54 م]ـ
(5)
وقال ابن جنِّي: بابٌ في أن المجاز إذا كثر لحق بالحقيقة: اعلم أن أكثر اللغة مع تأمله مجازٌ لا حقيقة وذلك عامَّة الأفعال؛ نحو: قام زيدٌ , وقعد عمرو , وانطق بشر , وجاء الصيف , وانهزم الشتاء , ألا ترى أن الفعل يفاد منه معنى الجنسية , فقولك: قام زيد , معناه: كان منه القيام , أي: هذا الجنس من الفعل , ومعلوم أنه لم يكن منه جميع القيام , وكيف يكون ذلك وهو جنسٌ , والجنس يطبق جميع الماضي وجميع الحاضر , وجميع الآتي الكائنات من كل منْ وجد منه القيام , ومعلومٌ أنه لا يجتمع لإنسان واحد في وقت واحد ولا في مائة ألف سنة مضاعفة القيام كله الدَّاخل تحت الوهم , هذا محالٌ عند كل ذي لبٍّ , فإذا كان كذلك علمت أن قام زيدٌ مجازٌ لا حقيقة , وإنما هو على وضع الكل موضع البعض للاتساع والمبالغة وتشبيه القليل بالكثير , ويدلُّ على انتظام ذلك لجميع جنسه , أنك تعلمه في جميع أجزاء ذلك الفعل , فتقول: قمت قومةً , وقومتين , ومائة قومةٍ , وقياماً حسناً , وقياماً قبيحاً , فإعمالك إياه في جميع أجزائه يدل على أنه موضوع عندهم على صلاحه لتناول جميعها , وإنما يعمل الفعل من المصادر فيما فيه عليه دليلٌ؛ ألا تراك لا تقول: قمت جلوساً ولا ذهبت مجيئاً , ولا نحو ذلك , لما لم تكن فيه دلالة عليه , ألا ترى إلى قوله:
لعمري لقد أحببتك الحب كله وزدتك حبّا لم يكن قبل يعرف
فانتظامه لجميعه يدل على وضعه على اغترافه واستيعابه , وكذلك قول الآخر:
فقد يجمع الله الشيئين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
فقوله: كل الظن يدل على صحة ما ذهبنا إليه , قال لي أبو علي: قولنا: قام زيد , بمنزلة قولنا: خرجت فإذا الأسد , ومعناه أن قولهم: خرجت فإذا الأسد تعريفه هنا تعريف الجنس , كقولك: الأسد أشد من الذئب , وأنت لا تريدُ أنك خرجت , وجميع الأُسْد التي يتناولها الوهم على الباب , هذا محالٌ , واعتقاده اختلال , وإنَّما أردت: خرجت فإذا واحدٌ من هذا الجنس بالباب , فوضعت لفظ الجماعة على الواحد مجازاً , لما فيه من الاتساع والتوكيد والتشبيه , أما الاتساع فإنك وضعت اللفظ المعتاد للجماعة على الواحد , وأما التوكيد فلأنك عظَّمت قدر ذلك الواحد , بأن جئت بلفظه على اللفظ المعتاد للجماعة , وأما التشبيه فلأنك شبهت الواحد بالجماعة؛ لأن كل واحدٍ منهما مثله في كونه أسداً , وكذلك قولك: ضربت عمراً , مجازٌ أيضاً من غير جهة التجوز في الفعل وذلك إنما فعلت بعض الضرب لا جميعه , ولكن من جهة أخرى , وهو أنك إنما ضربت بعضه لا جميعه , ألا تراك تقول: ضربت زيداً , ولعلك إنما ضربت يده أو إصبعه أو ناحية من نواحي جسده ولهذا إذا احتاط الإنسان واستظهر جاء ببدل البعض , فقال: ضربت زيداً وجهه أو رأسه , ثم إنه مع ذلك متجوزٌ , ألا تراه قد يقول: ضربت زيداً وجهه أو رأسه , نعم , ثم إنَّه مع ذلك متجوزٌ , ألا تراه قد يقول: ضربت زيداً رأسه , فيبدل للاحتياط , وهو إنما ضرب ناحية من رأسه لا رأسه كله ولهذا ما يحتاط بعضهم في نحو هذا , فيقول: ضربت زيداً جانب وجهه الأيمن , أو ضربته أعلى رأسه الأسمق؛ لأن أعلى رأسه قد تختلف أحواله , فيكون بعضه أرفع من بعض.
وبعد , فإذا عرف التوكيد لم وقع في الكلام , نحو نفسه وعينه وأجمع وكله وكلهم وكليهما , وما أشبه ذلك , عرفت منه حال سعة المجاز في هذا الكلام , ألا تراك قد تقول: قطع الأمير اللص , ويكون القطع له بأمره لا بيده , فإذا قلت: قطع الأمير نفسه اللص , رفعت المجاز من جهة الفعل وصرت إلى الحقيقة , لكن يبقى عليك التجوز من مكان إلى آخر , وهو قولك: اللص. وإنما لعله قطع يده أو رجله , فإذا احتطت قلت: قطع الأمير نفسه يد اللص أو رجله. وكذلك جاء الجيش أجمع , ولولا أنه قد كان يمكن أن يكون إنما جاء بعضه , وإن أطلقت المجيء على جميعه لما كان قولك أجمع معنىً , فوقوع التوكيد في هذه اللغة أقوى دليل على شياع المجاز فيها واشتماله عليها , قال ابن جني: وكذلك أفعال القديم سبحانه , نحو: خلق الله السماء والأرض وما كان مثله , ألا ترى أنه عزَّ اسمع لم يكن منه بذلك خلق أفعالنا , ولو كان حقيقة لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/143)
مجازاً لكان خالقاً للكفر والعدوان وغيرهما من أفعالنا عز وعلا , وكذلك علم الله قيام زيد مجاز أيضاً , لأنه ليست الحال التي علم عليها قيام زيد هي الحال التي علم عليها قعود عمرو , ولسنا نثبت له سبحانه علماً؛ لأنه عالم بنفسه , إلا أنا مع ذلك نعلم أنه ليست حال علمه بقيام زيد هي حال عمرو , ونحو ذلك (الخصائص: (2/ 449 - 453)) اهـ
قلت: فأطال ابن جني كل تلك الإطالة , ولبَّس كل ذلك التلبيس , وتكلم بما لم يتكلم به عاقل من الناس , فلما ظنَّ أنه أحكم التلبيس صر بالشرِّ وأعلن البدعة , وقال: إن الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض مجازاً , وأنه لم يخلق أفعال عباده , وأنه سبحانه يعلم ما في السماوات والأرض مجازاً , ولا يعلم أفعال خلقه , وأنه لا يثبت لله سبحانه علماً , تعالى الله عن قوله علواً كبيراً , وذلك الكلام حجةٌ بينة على ضلال ابن جني وشيخه ابن الفارسي وأصحابهم من المعتزلة , وأنهم إنما اتخذوا القول بالمجاز طريقا لنصر بدعتهم , ولا حجة على أن قام وضع في أصل اللغة ليدل على كل قيام كان في الدنيا والآخرة ولكن قام عند العرب والعجم يدل على أنه كان منه قيامٌ , أي قيام ويعرف ذلك القيام بمن ينسب إليه , فإذا قيل: قام زيدٌ. عرف أنه قام قيام رجل من الناس , وكذلك أحب كل الحب , أحب كل حبٍّ يكون رجل من الناس , وكذلك كل فعل , والألف واللام في الأسد وما يشبهه قد يدل على الكل , ويدل على الجماعة والواحد () , ولا حجة على أنها كانت وضعت أولاً للكل ثم نقلت مجازاً للواحد , ولا على أنها كانت وضعت للواحد , ثم نقلت للكل , وما أدري ابن جنِّي ولا غيره أنهم كانوا وضعوها أولا للكل ثم نقلوها للواحد , أو وضعوها ثم نقلوها للكل , وكل ذلك مزاعم لا حجة لها , وقول ابن جني إن الحقيقة ما أقرَّ في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة , والمجاز ما كان بضد ذلك , هو نفس قول أبي عبد الله البصري المعتزلي , وزاد عليه ابن جني أن كل مجاز فلابدَّ فيه من ثلاث , وهي: التشبيه , والتوكيد , والإتساع؛ وكل ذلك تكلف باطلٌ , وخطأ مبين.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 09, 01:45 م]ـ
للفائدة(46/144)
ما هي شروط لا إله إلا الله وهل يكفي التلفظ بها فقط دون فهم معناها وما يترتب عليها؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[10 - 01 - 08, 07:46 م]ـ
شروط قول لا إله إلا الله
ما هي شروط قول: (لا إله إلا الله)؟ وهل يكفي التلفظ بها فقط دون فهم معناها وما يترتب عليها؟
" لا إله إلا الله " أفضل الكلام، وهي أصل الدين وأساس الملة وهي التي بدأ بها الرسل عليهم الصلاة والسلام أقوامهم. فأول شيء بدأ به الرسول قومه أن قال: ((قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا))، قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ [1] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/1680#_ftn1) وكل رسول يقول لقومه: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [2] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/1680#_ftn2)، فهي أساس الدين والملة ولا بد أن يعرف قائلها معناها، فهي تعني: أنه لا معبود بحق إلا الله. ولها شروط، وهي: العلم بمعناها، واليقين وعدم الشك بصحتها، والإخلاص لله في ذلك وحده، والصدق بقلبه ولسانه، والمحبة لما دلت عليه من الإخلاص لله، وقبول ذلك، والانقياد له وتوحيده ونبذ الشرك به مع البراءة من عبادة غيره واعتقاد بطلانها، وكل هذا من شرائط قول لا إله إلا الله وصحة معناها. يقولها المؤمن والمؤمنة مع البراءة من عبادة غير الله، ومع الانقياد للحق وقبوله، والمحبة لله وتوحيده، والإخلاص له وعدم الشك في معناها، فإن بعض الناس يقولها وليس مؤمناً بها كالمنافقين الذين يقولونها وعندهم شك أو تكذيب فلا بد من علم ويقين، وصدق وإخلاص، ومحبة وانقياد، وقبول وبراءة، وقد جمع بعضهم شروطها في بيتين فقال:
علم يقين وإخلاص وصدقك مع
محبة وانقياد والقبول لها
وزيد ثامنها الكفران منك بما
سوى الإله من الأشياء قد أُلِها
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 12:39 ص]ـ
و الإجماع منعقد على أن من قالها و لم يفهم مدلولها أنها لا تنفعه.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[29 - 01 - 08, 12:50 ص]ـ
و الإجماع منعقد على أن من قالها و لم يفهم مدلولها أنها لا تنفعه.
لأنك إذا قلت غيرَ فاهمٍ فأنت مقلدٌ
وإذا جاز فيها التقليد سقطت الحجة على كُفر من كَفر وجُلُّهم مقلدون ..(46/145)
مسائل في المجاز (6) اختلاف الألسنة ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 01 - 08, 08:01 م]ـ
(6)
اختلاف الألسنة ..
1 - نقل الألفاظ إلى غير ما كانت تدل عليه هو اختلاف الألسنة , لا الحقيقة والمجاز
قال الله تعالى تعالى: ((ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)) , وألسنة الناس تختلف في الأحرف التي ينطقون بها , وهو ما يسمى علم الأصوات , وفي الألفاظ المفردة , وهو التصريف أو الصرف , وفي أوجه تأليف الألفاظ وجمع بعضها إلى بعض , وهو النحو , وفيما تدل عليه الألفاظ المفردة والمؤلفة , وهو علم الدلالة, وتكلم المستشرق الألماني برجشتراسر في اختلاف الألسنة , وسمَّاه التطور اللغوي , وتبعه على ذلك د. رمضان عبد التواب وغيره (1) , وأخذوا تلك التسمية من كلام دارون وأصحابه في التطور , وكلامهم كله باطل , وقول الله تعالى هو الحق المبين , والألسنة لا تتطور , ولكنها تختلف.
وأسرع ما تختلف فيه الألسنة هو ما تدل عليه الألفاظ , فاللفظة الواحدة قد تدل بلسان قوم على غير ما تدل عليه بلسان قوم آخرين , ويختلف ما تدل عليه اللفظة الواحدة بلسان نفس القوم من قرن إل قرن , وقد يحدث ذلك الاختلاف في قرن واحد منهم , وقد يحدث في قرون متقاربة , وكلما كان أولئك القوم أكثر عزلة عن غيرهم , قل اختلاف لسانهم من قرن إلى قرن , وظلت أكثر ألفاظهم تدل بلسان القرن اللاحق على نفس ما كانت تدل عليه بلسان القرن السابق , وأعظم ما تختلف به الألسنة هو اختلاط الأمم , ونقل الكتب من لسان إلى لسان , فالناس ينقلون الألفاظ كثيراً إلى غير ما كانت تدل عليه عند غيرهم , وبذلك النقل تختلف ألسنتهم , ولا يظل اللسان بعد ذلك النقل لساناً واحداً , ولكنه يصير ألسنة مختلفة , وإذا نقل رجلٌ لفظة أو ألفاظاً إلى غير ما تدل عليه عند قوم اختلف لسانه عن لسانهم , وحدث لسان جديد , وقد يكون ذلك الرجل شاعراً أو خطيباً , أو كاتباً وقد يكون سيداً مطاعاً أو عامياً وقد يتبعه على ذلك اللسان الجديد قومه , أو تتبعه طائفة من الناس فلسان كل قوم أو رجل هو ما تدل عليه الألفاظ في كلام ذلك الرجل وأولئك القوم , ولا ريب أن لكل قوم أولاً اتبعوه على لسانه , فإذا علم ذلك الأول نسب اللسان إليه , وإذا نسي وبعد العهد به ينسب اللسان إلى أولئك القوم.
ونقل الألفاظ إلى غير ما كانت تدل عليه قد يكون خطأ أو جهلاً باللسان الأول , أو خلطاً بينه وين لسان آخر , وبين لسان آخر , وقد يكون عمداً , واللفظة قد تنقل من العموم إلى الخصوص , فتصير خاصة بعد ما كانت عامَّة , وتنقل من الخصوص إلى العموم , فتصير عامَّة بعدما كانت خاصة , وتعزل عن الإضافة بعدما كانت تذكر إلا مضافة , أو تضاف إلى غير ما كانت تضاف إليه وتقرن به وقد يزاد فيما تدل عليه شيء أو أشياء أو تنقل من شيء إلى غيره , وقد يكون ما نقلت إليه يشبه ما كانت له أو يقاربه , فيسمي الشيء باسم ما يشبهه , أو باسم مكانه , أو ما يجاوره , أو يتصل به ويسمى الكل باسم البعض , أو البعض باسم الكل , وكل ما ذكروه من المجازات والاستعارات فهي أوجه من ذلك النقل , وقد تنقل اللفظة إلى شيء لا يشبه ما كانت له ولا يقاربه , وقد يكون ما نقلت إليه أبعد شيء عما كانت عليه , وذلك النقل كله خطأه وعمد لا ميزان له , ولا يجري طريقة واحدة , بل قد يكون ما نقلت اللفظة إليه أبعد شيء عما كانت له , ولو كان نقل الألفاظ إلى غير ما كانت تدل عليه له بميزان يوزن به , أو له طريقة واحدة أو طرق معدودة يجري عليها , لكان ما نقلت إليه اللفظة باللسان الآخر , يدلُّ على ما كانت له باللسان الأول , ولكن ذلك النقل لا ميزان له , ولا يجري على طريقة واحدة , ولا طرق معدودة , وهو يكون بأوجه من العمد والخطأ لا سبيل إلى حصرها , فما نقلت اللفظة إليه باللسان الآخر لا يهدي إلى ما كانت له باللسان الأول , ولا يدل عليه , والمتكلم بلسان قوم لا يعني إلا ما تدل عليه الألفاظ بلسان أولئك القوم , ولا يخطر بقلبه ما تدل عليه بلسان قوم آخرين لا قبلهم ولا بعدهم , وإذا كان اللسان الأول محفوظاً , علم ما كانت تدل عليه الألفاظ أولاً , وما نقلت إليه بعد ذلك , وأما إذا كان اللسان الأول ليس محفوظاً , فلا يعلم ما كانت تدل عليه الألفاظ أولاً , ولا يدري أنقلت أم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/146)
لم تنقل , فذلك النقل لا سبيل إلى علمه إلا في لسانين محفوظين , أحدهما قبل الآخر.
ولسان العرب الذي حفظه الله تعالى لنا هو لسان العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم قومه صلى الله عليه وسلم , ولا ريب أن لسان أولئك العرب كان يختلف عن لسان العرب القديم الأول قبلهم , ولسان العرب قبلهم لم يحفظ لنا , فلا ندري ما كانت تدل عليه الألفاظ بلسان العرب الأول , ولا ما نقل منها إلى غير ما كان يدل عليه , ولا ما لم ينقل , ولو حفظ لسان العرب الأول لم ينفع في دين الله شيئاً , والله تعالى أنزل كتابه وبعث نبيه صلى الله عليه وسلم بلسان العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وليس بلسان العرب قبلهم ولا بعدهم , فما تدل عليه الألفاظ في كتاب الله تعالى وحديث رسوله هو ما كانت تدل عليه عند أولئك العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وليس ما ما كانت تدل عليه قبلهم.
فإذا كانت العرب قوم النبي صلى الله عليه وسلم , يقولون أسدٌ لذلك السبع , ويقولون أسدٌ للرجل الجرئ الذي لا يفر , فلا تدري بأيهما تكلموا أولاً , ولا سبيل إلى العلم به , لا بنبأ صادق , ولا ببرهان , فإن لسان العرب القديم الأول ليس محفوظاً , وما ثقلت اللفظة إليه بلسان الآخر , لا يهدي إلى ما كانت له بلسان الأول , ولئن قلنا إنها كانت قبلهم تدل على أحدهما دون الآخر , فلقد صارت بلسانهم تدل عليها جميعاً , وصاروا يقولون: أسد للسبع والرجل سواءً , فلا تدل تلك اللفظة على أحدهما دون الآخر إلا بينة من كلام المتكلم أو حاله , والمحفوظ من كلامهم يشهد بذلك وسيأتي ذكره إن شاء الله , فقولهم: إنها وضعت للسبع , ثم نقلت للرجل , فهي حقيقة في السبع , مجازٌ في الرجل , زعم باطلٌ , وقولهم: إنها تدل على السبع بغير قرينة , ولا تدلُّ على الرجل إلا بقرينة , زعم باطل مثله , ولابدَّ لهم من هذين الزَّعمين في كل لفظة يدَّعون فيها حقيقة ومجازاً , وكلاهما زعم باطل لا حجّة لهم به , وإذا صارت اللفظة بلسان قوم تدل أكثر من دلالة , فلابدَّ أن يكون في كلام المتكلم أو حاله ما يبيِّن ما أراده بها , وسواءٌ أراد بها ما كانت له أوَّلاً , أو ما نقلت إليه بعد ذلك , وسواءٌ علمنا ما كانت له أولاً , وما نقلت إليه بعد ذلك , أم لم نعلمه.
2 - اختلاف ألسنة العرب قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعده
وألسنة العرب قبل النبي صلى الله عليه وسلم وبعده ألسنة كثيرة مختلفة , وليس لسان العرب واحداً من لدن معد بن عدنان إلى آخر الدهر , ولا ألسنة غيرهم من الأمم , وألسنة العرب القدماء قبل النبي صلى الله عليه وسلم ليست محفوظةً , ولو وُجد منها شيء , فلا يعلم ما يدل عليه إلا ظناً؛ وكذلك كل لسان ذهب القوم الذين كانوا يتكلمون به , ثم وجد منه شيء قليل بعدهم مكتوباً , فلا يعلم ما كان يدل عليه عندهم إلا ظناً؛ وحدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ألسنة كثيرة , ونقل كثيرٌ من ألفاظ العرب إلى غير ما كان يدل عليه , فإن العرب بعد النبي صلى الله عليه وسلم خالطوا كثيراً من الأمم غيرهم , وتكلم بلسانهم من ليس منهم من المستعمرين من العجم والموالي , وكل من نشأ بين لسانين أخطأ فيه وغيره , ولم يزل ينزع به إلى لسانه الأول , ونقلت إلى العربية كثير من كتب الفلاسفة وغيرها , والذين نقلوا تلك الكتب لم يكونوا عرباً , فخلطوا كثيراً من ألفاظهم وكلامهم بكلام العرب وكلامهم إلى غير ما كان يدل عليه , وأحدثت طائفة من الكتاب والشعراء مذهب البديع , وأخذوه من كتاب العجم وشعرائهم وتوسعوا في الاستعارات , فنقلوا كثيراً من ألفاظ العرب وكلامهم إلى غير ما كانت تدل عليه , وتكلموا بما لم تتكلم به العرب , والمتكلمون من المعتزلة وغيرهم أخذوا كثيراً من ألفاظ الناقلين لكتب الفلاسفة ومن ألفاظ المتكلمين من اليهود والنصارى وغيرها من الأمم , وخلطوها بكلام العرب , ونقلوا كثيراً منه إلى غير ما كان يدل عليه وكانوا من العجم والموالي , وكذلك النحويون نقلوا كثيراً من ألفاظ العرب إلى غير ما تدل عليه , وكثير من ألفاظ النحويين تدل على نفس ما تدل عليه عند المعتزلة , وأكثر النحويين من البصريين والكوفيين ومن بعدهم كانوا معتزلة , وزعم كثيرٌ منهم أنهم كانوا لا يخلطون بين كلامهم في المنطق والفلسفة وكلامهم في النحو , وهو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/147)
زعم باطلٌ , وكلامهم في النحو يكذبه , وما يدل عليه لفظ الاسم والصفة والعلة وغيرها عند النحويين هو نفس ما يدل عليه عند المعتزلة , والفقهاء من أهل الرأي والحديث , والصوفية وغيرهم من الخاصة والعامة , كلهم تكلموا بما لم تكن تتكلم به العرب , ونقلوا ألفاظ العرب إلى غير ما كانت تدل عليه , وحدثت ألسنة أخرى عربية مولدة , وكثرت تلك الألسنة واختلط بعضها ببعض وصارت اللفظة الواحدة تدل عند كل طائفة منهم على غير ما تدل عليه عند غيرهم , وقد تدل اللفظة في كلام رجل على غير ما تدل عليه عند غيره من الناس كلهم , وينقل ذلك الرجل تلك اللفظة إلى شيء لم يسبقه إليه أحدٌ , ولا تبعه عليه أحدٌ , فيكون ما تدل عليه بلسان ذلك الرجل خاصة غير ما تدل عليه بلسان غيره من الناس كلهم , وتلك الألسنة المحدثة كلها عربية أخرى غير لسان العرب الذي نزل القرآن به.
وتلك الألسنة المحدثة المولدة كانت قريباً من عهد النبي صلى الله عليه وسلم , ولعل بعضها حدث أوائله في آخر المائة الأولى , وقال أبو سليمان الخطابي في كتابه ((بيان إعجاز القرآن)): أخبرني الحسن بن عبد الرحيم , عن أبي خليفة , عن محمد بن سلام الجمحي , قال: قال أبو عمرو بن العلاء: اللسان الذي نزل به القرآن , وتكلمت به العرب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم عربية أخرى غير كلامنا هذا (2). اهـ , وهو في طبقات الشعراء لابن سلام , وقال ابن سلام بعده: قال أبو عمرو بن العلاء: ما لسان حمير وأقاصي اليمن اليوم بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا (3) اهـ؛ وقال الخطابي: وقد زعم بعضهم أن كلام العرب كان باقياً على نجره الأول وعلى سطح طبعه الأقدم , إلى زمان بني أمية , ثم دخله الخلل , فاختل منه أشياء , قال: ولهذا صار العلماء لا يحتجون بشعر المحدثين , ولا يستشهدون به , كبشار بن برد , والحسن بن هانئ , ودعبل , والعتَّابي , وأحزابهم من فصحاء الشعراء والمتقدمين في صنعة الشعر , وإنما يرجعون في الاستشهاد إلى شعراء الجاهلية , وإلى المخضرمين منهم , وإلى الطبقة الثالثة التي أدركت المخضرمين , وذلك لعلمهم بما دخل الكلام في الزمان المتأخر من الخلل , والاستحالة عن رسمه الأول (4) اهـ وقال ابن برهان في كتابه ((الوصول إلى الأصول)): وأما كلام الشافعي , وأبي حنيفة رضي الله عنهما فلا يحتج به؛ لأن الحجة إنما تثبت بأقوال العرب والفصحاء الأقحاح الأفصاح , الذين أنطقتهم طباعهم , فأما من أخذ اللغة عن العلماء وتلقف من الأدباء , وقال ما قال عن الاجتهاد , فقوله لا يكون حجة , بل لابد من النظر في دليله (5) يعني لا يكون حجة في العربية وعلم لسان العرب , قال الشاطبي في كتابه ((الموافقات)): ووجه آخر وهو أن كثيراً مما ليس بمحتاج إليه في علم الشريعة قد أدخل فيها وصار من مسائلها , ولو فرض رفعه من الوجود رأسا لما اختل مما يحتاج إليه في الشريعة شيء , بدليل ما كان عليه السلف الصالح في فهمها , دع العرب المحفوظة اللسان , كالصحابة ومن يليهم من غيرهم , بل من ولد بعدما فسد اللسان , فاحتاج إلى علم كلام العرب , كمالك والشافعي وأبي حنيفة ومن قبلهم أو بعدهم , وأمثالهم , فلما دخلت تلك الأمور وقع الخلاف بسببها , ولو لم تدخل فيها لم يقع ذلك الخلاف , ومن استقرأ مسائل الشريعة وجد منها في كلام المتأخرين عن تلك الطبقة كثيراً , وقد مر في المقدمات تنبيه على هذا المعنى (6).اهـ وكلام أئمة العربية في ذلك كثير معروف.
3 - لسان العرب الذي نزل القرآن به , هو لسان العرب قوم النبي
صلى الله عليه وسلم
فما تدل عليه الألفاظ في كتاب الله تعالى , وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم هو ما كانت تدل عليه في كلام أولئك العرب , قوم النبي صلى الله عليه وسلم , وليس ما كانت تدل عليه قبلهم , ولا ما صارت تدلُّ عليه بعدهم , ولا يفقه أحدٌ في الدين حتى يعلم ما كانت تدل عليه تلك الألفاظ عند أولئك العرب الذين بعث النبي صلى الله عليه وسلم ويعلم ما تدل عليه الألفاظ عندهم من كلام أئمة العربية الموثوق بهم , وما تشهد به مواضع تلك الألفاظ في كتاب الله تعالى , وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي رواها الثقات وحفظت ألفاظها , وأشعار العرب وأمثالهم التي يوثق بعربيتها ورواتها وكلام كل قوم المحفوظ عنهم يفسر بعضه بعضاً , ويبين ما تدل عليه الألفاظ عندهم , وإذا جمعت مواضع اللفظ في كلام قوم أو كثير منها ما يدل عليه عندهم , وما اختلف فيه أئمة العربية , فتلك الشواهد تدل المجتهد على الصواب فيه إن شاء الله تعالى.
وكل من فسر شيئاً من القرآن والحديث بغير ما كان يدل عليه عند العرب قوم النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخطأ فيه؛ والمتكلمون من المعتزلة وغيرهم فسروا كثيراً من القرآن والحديث بأهوائهم , وبما تدل عليه الألفاظ عند الفلاسفة والناقلين عنهم , وليس بما تدل عليه عند العرب , فأخطأوا واختلفوا , وضلوا وأضلوا كثيراً من الناس , وكان لسان الفلاسفة والناقلين عنهم هو أضر الألسنة للمتفقهين؛ وروي عن الشافعي رحمه الله أنه قال: ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب , وميلهم إلى لسان أرسطوطاليس (7).
==========================
الحواشي:
(1) ((التطور النحوي للغة العربية)) محاضرات ألقاها برجشتراسر في جامعة القاهرة 1929 م ونشرها د. رمضان عبد التواب , و ((التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه)) د. رمضان عبد التواب
(2) ((بيان إعجاز القرآن)) ضمن ثلاث رسائل ص 45, 46
(3) ((طبقات فحول الشعراء)) 1/ 10 - 11
(4) ((بيان إعجاز القرآن)) ص 46
(5) ((الوصول إلى الأصول)) 1/ 347
(6) ((الموافقات)) 3/ 96
(7) صون المنطق والكلام: (1/ 47 - 48).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/148)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - 02 - 08, 03:38 م]ـ
...........
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 06:23 م]ـ
للفائدة ..(46/149)
موقف ابن تيمية من الإشاعرة .... هل يوجد ما يقاربه في لبه .. ؟؟
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[10 - 01 - 08, 08:04 م]ـ
كتاب الشيخ الحمود ((موقف ابن تيمية من الإشاعرة)) 1/ 3
كتاب راقي و قوي جداً جزى الله واضعه خير الجزاء
ولكن هل هناك كتاب متميز مثل هذا الكتاب في الرد على الإشاعرة بإسهاب
طبعاً أقصد من الرسائل الحديثة المطولة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و جزاكم الله كل خير
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - 01 - 08, 11:08 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من الكتب القديمة في الرد على الأشاعرة:
1 - كتاب " الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة " لشرف الإسلام ابن الحنبلي و قد طبعت بتحقيق الشيخ علي الشبل
2 - إبطال التأويلات لأبي يعلى - و هو رد على ابن فورك الذي رد على إمام الأئمة ابن خزيمة -
3 - رسالة لابن عقيل الحنبلي في الرد عليهم
4 - " الانتصار في الرد على القدرية الأشرار " لشيخ الشافعية العمراني رحمه الله و قد عقد فصولا في الرد عليهم
و له رسالة مختصرة في الرد على الأشعرية و لكن يظهر أنها مفقودة
5 - جملة من كتب شيخ الإسلام كالتسعينية و درء تعارض العقل و النقل و بيان تلبيس الجهمية
6 - نونية ابن القيم - وهي التي أطارت بلبّ الأشاعرة في عصره و ما بعده فتطلبها السبكي أياما ثم رد عليها برد ضعيف لا يرقى الى مقام التحقيق فضلاً عن التصديق أضف الى ذلك تردده في الرد على الإمام شمس الدين - و اجتماع الجيوش له
7 - كتاب "جمع الجيوش و الدساكر على ابن عساكر " للإمام جمال الدين يوسف بن حسن ابن عبدالهادي اسأل الله ان ييسر طبعه - و منه نسخة محققة من الجامعة الإسلامية -
8 - رسالة " طرف الطرف في مسألة الصوت و الحرف " للعلامة ابن عطوة
و هناك ردود متفرقة عليهم في كتب الأئمة كما في الحجة للحافظ الأصبهاني و كتب شيخ الإسلام الهروي كـ " ذم الكلام " و الشيخ الجيلاني و غيرهم
و من الكتب الحديثة:
1 - " الأشاعرة في ميزان أهل السنة " لفيصل القزاز و هو كتاب موسع في الرد على كتاب لهم
2 - التمييز في بيان ان مذهب الأشاعرة ليس على مذهب السلف العزيز " للحاي
3 - كتاب الشيخ المحمود و قد ذكرته أخي الفاضل
و للشيخ سفر الحوالي رد موسع على الأشاعرة لم ينشر بعد ذكره أحد الأخوة قبل فترة هنا
و هناك ردود متفرقة عليهم في كتب أهل العلم يصعب حصرها و كذا ردود مخطوطة أيضا
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[10 - 01 - 08, 11:29 م]ـ
عفوا أخي المقدادي ذكرت أن هناك مخطوطات في الرد على الاشاعرة هل بإمكانك أن تخبرني عن اسمائها وهل
تصلح لأخذها وتحقيقها كرسالة ماجستير؟ وجزاك الله خيرا
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - 01 - 08, 11:45 م]ـ
ذكر أحد الأخوة كتاب " تحفة الأكياس في الرد على جهمية البيضاء وفاس " للشيخ النتيفي رحمه الله و هو مخطوط و لكن ذكر انها حُققت في أحدى جامعات المغرب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=598084&postcount=33
و هناك رسائل مخطوطة للإمام يوسف بن عبدالهادي في الرد عليهم كـ " كشف الغطا عن محض الخطا " و لم أطلع عليه بل أُخبرت أنه في الرد على الأشاعرة و أنه يورد بأسانيده في الرد على أهل الكلام و الأشعرية خاصة ثم صنف بعده كتابه الحافل الموسع جمع الجيوش
و هناك كتاب له في الرد على الحصني الأشعري الذي كفّر شيخ الإسلام و اسمه:" الصارم المغني في الرد على الحصني " و قد سألت عنه هنا فلم أحصل على جواب و لا أدري هل هو مفقود أم موجود؟
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[10 - 01 - 08, 11:51 م]ـ
هذا كتاب قيم من 800 صفحة صدر حديثا اسمه: الاشاعرة في ميزان اهل السنة
http://www.archive.org/download/al_ash3rah/al_ash3rah.pdf
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[11 - 01 - 08, 04:18 م]ـ
و هناك رسائل مخطوطة للإمام يوسف بن عبدالهادي في الرد عليهم كـ " كشف الغطا عن محض الخطا " و لم أطلع عليه بل أُخبرت أنه في الرد على الأشاعرة و أنه يورد بأسانيده في الرد على أهل الكلام و الأشعرية خاصة ثم صنف بعده كتابه الحافل الموسع جمع الجيوش
كما ذكرت أخي الكريم بارك الله فيك، كشف الغطا لابن عبدالهادي، لكنها رسالة صغيرة جدا ً ألفها فثار عليه المتكلمون من الأشاعرة ثم ألف جمع الجيوش والدساكر.
كشف الغطا لا توجد منه إلا نسخة خطية وحيدة وهي بخط المؤلف، وكان رحمه الله سيئ الخط لا يستطيع أحد قراءة خطه إلا من له ممارسة في قراءة الخطوط الرديئة أمثال المعلمي رحمه الله .. ويذكر أن كشف الغطا من أصعب مخطوطات ابن عبدالهادي.
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[11 - 01 - 08, 04:23 م]ـ
هناك عدة رسائل مطبوعة في الرد على الأشاعرة، منها في عموم الأشاعرة، ومنها في علم من أعلامهم ..
الذي يحضرني الآن
ـ حقيقة التوحيد بين السلف والمتكلمين للسلمي.
ـ التوحيد بين السلف والأشاعرة / محمد أحمد نور (أو قريب من هذا الاسم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/150)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[11 - 01 - 08, 04:28 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد الباهلي
ـ[أبو محمد]ــــــــ[11 - 01 - 08, 11:18 م]ـ
لعلك أخي محمد تقصد: منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى. لخالد بن عبد اللطيف بن محمد نور .. ط: مكتبة الغرباء ..
وأصله رسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية بالمدينة .. ناقشها الشيخان: صالح الفوزان وعلي الحذيفي .. وأشرف عليها الشيخ صالح السحيمي.
وهي رسالة قيمة في بابها .. وفيها ميزة .. وهي حرص الباحث على النقل عن المتقدمين -قبل شيخ الإسلام- ما أمكنه ..
مع الأسف الرسالة معدومة في السوق .. وليتها تطبع من جديد.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[12 - 01 - 08, 08:41 م]ـ
جزى الله جميع الأخوة خير الجزاء على الدرر التي يكتبونها
أخي المقدادي جزاك الله كل خير
أخي أبو محمد هل من سبيل للحصول على الكتاب و لو مصوراً؟؟
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[14 - 01 - 08, 04:45 م]ـ
لعلك أخي محمد تقصد: منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى. لخالد بن عبد اللطيف بن محمد نور .. ط: مكتبة الغرباء ..
وأصله رسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية بالمدينة .. ناقشها الشيخان: صالح الفوزان وعلي الحذيفي .. وأشرف عليها الشيخ صالح السحيمي.
وهي رسالة قيمة في بابها .. وفيها ميزة .. وهي حرص الباحث على النقل عن المتقدمين -قبل شيخ الإسلام- ما أمكنه ..
مع الأسف الرسالة معدومة في السوق .. وليتها تطبع من جديد.
بارك الله فيك، هي بعينها الرسالة التي أعنيها، لكن يا أخي لا تقنط من وجودها فقد رأيتها في أكثر من مكتبة في مدينة الرياض.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[14 - 01 - 08, 08:41 م]ـ
أخي فادي .. لم أتأخر عليك في الرد إلا أني كنت أحاول في الحصول على نسخة لك .. لكني فشلت ..
حتى إنني وصلت إلى صاحب المكتبة التي طبعت الكتاب وطلبت منه بإلحاح تأمين نسخة -لك- لكنه اعتذر بأنه لا يوجد عنده أي نسخة ..
عوما أنا مستعد بما تطلب .. ويمكن أن تراسلني على الخاص إن أحببت ..
بورك فيك أخي محمد .. ولو أمكن أن تدلني على مكانها في أي مكتبة حتى أحاول الحصول عليها لأخينا ..
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[15 - 01 - 08, 10:46 ص]ـ
أخي المقدادي وأخي الباهلي جزاكما الله خيرا لم أر الرد إلا متأخرا
ـ[محمد الناظوري]ــــــــ[16 - 01 - 08, 02:51 ص]ـ
أخبرنا صاحب دار الغرباء في المدينة النبوية أن كتاب (منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى) لخالد بن عبد اللطيف سيُطبع طبعة ثانية قريبا إن شاء الله، مع إضافات كثيرة على طبعته الأولى.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[16 - 01 - 08, 11:53 ص]ـ
الأخوة الكرام جزاكم الله كل خير
الأخ الحبيب أبو محمد
أعتذر عن التأخر في الرد
و جزاك الله كل خير
و أسأل الله تعالى أن يوفقني لإن ارد هذا الفضل الكبير و جزاك الله كل خير
و أنا في خدمة أهل السنة دائماً (أصحاب العقيدة السلفية)
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[19 - 01 - 08, 04:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(46/151)
حقيقة التوكل على الله
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[11 - 01 - 08, 06:24 ص]ـ
التوكل على الله: الاعتماد عليه، والثقة فيما عنده فيما يبتغيه العبد من أمور الدنيا والآخرة. ولا يتحقق التوكل على الله إلا بأربعة شروط:
الشرط الأول: تقييد التوكل وحصره في الله تعالى، وفي هذا قال عز وجل: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF(1). وقال تعالى: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF(2). وهذا الحصر ينفي أي توكل على غير الله؛ فمن توكل على غيره في أي أمر من أمور الدنيا والآخرة فليس هذا بمتوكل على الله بل قد يقع في الشرك الأكبر، أو الأصغر حسب طبيعة فعله.
الشرط الثاني: الاعتقاد بأن الله هو القادر على تحقيق مطالب العبد وحاجاته، وأن كل ما يحصل له إنما هو بتدبير الله وإرادته. وفي هذا قال عز وجل: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على" ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF(3). وقال تعالى على لسان نبيه شعيب: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF(4).
الشرط الثالث: اليقين بأن الله سيحقق للعبد ما يتوكل عليه فيه إذا أخلص نيته، واتجه إلى الله بقلبه. وفي هذا قال الله عزوجل: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF ومن يتوكل على الله فهو حسبه http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF (1). وقال: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF أليس الله بكاف عبده http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF(2).
الشرط الرابع: عدم اليأس والقنوط فيما يتوجه به العبد إلى ربه من التوكل عليه في قضاء حاجاته، وفي هذا قال الله عز وجل: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF(3).
فاقتضى هذا أن التوكل على الله شرط من شروط الإيمان، وقد وصف الله المؤمنين بأنهم يتوكلون عليه، وأثنى عليهم في محكم كتابه، وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. أما كتابه فقوله جل ثناؤه: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF وعلى الله فليتوكل المؤمنون http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF (4). وقوله عز من قائل: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى" ربهم يتوكلون http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF(5). إلى قوله: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF (6). وقوله تقدست أسماؤه: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF(1). http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF(2).
وأما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم وثناؤه على المتوكلين، فما رواه عبدالله ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أُرِيتُ الأمم بالموسم فرأيت أمتي قد ملؤوا السهل والجبل فأعجبتني كثرتهم وهيئتهم فقيل لي أرضيت؟ قلت: نعم قيل إن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب)، قيل من هم يا رسول الله؟ قال: (الذين لا يكتوون ولا يتطيرون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون) الحديث (3). وما رواه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً) (4). وما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/152)
رواه أيضاً عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت .. ) (5).
قلت: والتوكل على الله يعد بلا ريب قوة دفع للمؤمن في حياته؛ فهو حين يؤمن أن توكله على الله يحقق له مطلبه ومبتغاه فإنه لن يتردد في العمل من أجل هذا المطلب؛ ذلك أن النفس عند إرادتها عملاً مّا تحتاج إلى قوة دفع من داخلها؛ ألم تر أن المرء عندما يواجه ظرفاً أو موقفاً غير عادي تبدأ أحاسيسه ومشاعره ومختلف قواه تتحفز لمواجهة هذا الموقف؛ فيكون جهده فيه أكبر من جهده في الأحوال العادية، فإذا توكل العبد على الله مخلصاً من قلبه في هذا التوكل مستشعراً في نفسه عظمة المتوكل عليه، قويت أحاسيسه ومشاعره بل وسائر قواه للقيام بأي عمل مهما كانت مخاطره؛ فمثلاً المجاهد ومن في حكمه حين يضع نصب عينيه قول الله عز وجل: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF(1). يتحفز للقتال دون أن يستشعر في نفسه احتمالات الخطر. والعامل كذلك في قيادة الطائرة أو السفينة أو ما في حكمهما، حين يتوكل على الله يمنحه هذا التوكل قوة العمل مهما كانت احتمالات المخاطر التي قد يتعرض لها. ومثله الفلاح والصانع حين يتوكلان على الله في البحث عن رزقهما، فإنهما ينسيان احتمالات فساد الزرع أو فشل الصناعة. وهكذا يكون التوكل على الله قوة دفع يتميز بها المسلم على غيره إذا أخلص فيه. ولا ريب في أن الله يحقق للمتوكل عليه ما يبتغيه من التوكل عليه؛ لأن ذلك عهد منه في قوله عزوجل: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF ومن يتوكل على الله فهو حسبه http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF(2). وعهد الله لا مخلف له، ولا مرد له.
والتوكل على الله ليس مجرد قول بلا عمل، وإنما هو عمل من وجهين:
الوجه الأول: أن التوكل في ذاته عمل يقتضي -كما ذكر آنفاً- الإيمان المطلق بأن المتوكل عليه -وهو الله- يكفي المتوكل وهو العبد، ويقيه ما يحذر منه، ويجعل له مخرجاً من كل عسر وضيق، وهو ما ذكره عز وجل في قوله: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF ومن يتق الله يجعل له مخرجا http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF(1). http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF ويرزقه من حيث لا يحتسب http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF(2). والتقوى هنا عمل؛ فالصلاة عمل، والزكاة عمل، والمأمورات كلها أعمال؛ فلا تتحقق التقوى، ولا يتحقق التوكل إلا بالعمل بما أُمِرَ به العبد، والكف عما نُهِي عنه.
الوجه الثاني: أن التوكل على الله يقتضي فعل الأسباب؛ فالمتوكل حقيقة ليس بمتواكل، فمن يكل أمره إلى غيره فليس بمتوكل على الله وإنما هو ضعيف وعاجز؛ لأن الله جعل لعباده إرادة ينطلقون منها في فعل ما أمروا به، وما يحتاجون إليه في أمور دنياهم. كما أنه عزوجل حين هيأ لهم أسس حياتهم أمرهم بفعل الأسباب فيها، وهذا الأمر إما أن يكون صريحاً كقول الله في حال الجهاد: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF(3). ففي هذا أمر بالحذر حين قتال العدو؛ والحذر بمعنى السبب. وكقوله عزوجل في الأكل من الطيبات: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_R.GIF يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRA
قال الشيخ الألباني :
ET_L.GIF(4). ففي هذا أمر بالأكل، وأمر أن يكون هذا الأكل من الطيبات، ولا يكون هذا إلا بسبب وجهد عقلي وبدني.
وقد يكون الأمر بفعل الأسباب من الأمور العقلية اللازمة لفعل الشيء ذاته؛ فمن يمشي على الأرض لا بد أن يلبس ما يقي رجليه وجسمه من حرارة الشمس، أو قسوة البرد، أو مصاعب الطريق. وقد يكون الأمر بفعل الأسباب مما تقتضيه طبيعة الشيء وسلامته، فمن يقود الطائرة -مثلاً- عليه أن يتأكد من سلامتها، وسلامة تجهيزاتها قبل أن يبدأ الطيران وهكذا في الأمور المماثلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/153)
وقد دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على فعل الأسباب، منها حديث المغيرة ابن أبي قرة السدوسي أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رجل يارسول الله أعقلها وأتوكل (يقصد الناقة) أو أُطلقها وأتوكّل؟ قال: (اعقلها وتوكل) (1). وفي مسألة فعل الكسب بالسبب حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه) (2). وحديث المقداد -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده وأن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده) (3).
وحديث عائشة -رضي الله عنها- أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا عمال أنفسهم فكان يكون لهم أرواح فقيل لهم لو اغتسلتم (1).
وخلاصة المسألة: أن التوكل على الله يعني الاعتماد عليه، والثقة فيما عنده، فيما يبتغيه العبد من أمور الدنيا والآخرة. ولا يتحقق التوكل على الله إلا بأربعة شروط: الأول- تقييد التوكل وحصره في الله تعالى. الشرط الثاني: الاعتقاد بأن الله هو القادر على تحقيق مطالب العبد وحاجاته، وأن كل ما يحصل له إنما هو بتدبير الله وإرادته. الشرط الثالث: اليقين بأن الله سيحقق للعبد ما يتوكل عليه فيه إذا أخلص نيته واتجه إلى الله بقلبه. الشرط الرابع: عدم اليأس والقنوط فيما يتوجه به العبد إلى ربه من التوكل عليه في قضاء حاجاته. وقد وصف الله المؤمنين بأنهم يتوكلون عليه، وأثنى عليهم في محكم كتابه وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
والتوكل على الله يعد قوة دفع للمؤمن في حياته؛ فهو حين يؤمن أن توكله على الله يحقق له مطلبه ومبتغاه، فإنه لن يتردد في العمل من أجل هذا المطلب مهما كانت مخاطره.
والتوكل على الله ليس مجرد قول بلا عمل، وإنما هو عمل من وجهين:
الأول: أن التوكل في ذاته عمل يقتضي الإيمان المطلق بأن المتوكل عليه -وهو الله- يكفي المتوكل وهو العبد، ويقيه ما يحذر منه، ويجعل له مخرجاً من كل عسر وضيق؛ فالتوكل عبادة وتقوى، ولا تتحقق العبادة إلا بالعمل؛ فالصلاة عمل، والزكاة عمل وهكذا.
الوجه الثاني: أن التوكل على الله يقتضي فعل الأسباب، فالمتوكل حقيقة ليس بمتواكل يكل أمره إلى غيره، فمن يفعل ذلك فهو ضعيف وعاجز. وقد دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على فعل الأسباب في أحاديث كثيرة.
والله تعالى أعلم.
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[11 - 01 - 08, 08:58 ص]ـ
نعم ما قلت وجزاك الله خيرا
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[11 - 01 - 08, 11:04 ص]ـ
جزاك الله خيراً موضوع جيد من أخٍ فاضل إن شاء الله
وكذلك أحب أن أضيف إن سمحت لي أنه من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ((ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك)) فذلك هو قمة التوكل أن لا يعتمد الإنسان على نفسه الضعيفه ولا طرفة عين ولا أقل من ذلك كما يطلق بعضهم دورات الإعتماد على النفس بل يخرج الإنسان بكليته عن حوله وقوته إلى حول الله وقوته وهي من كنوز الجنه كما قال صلى الله عليه وسلم ((لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة))
جزاك الله خيراً أخي الكريم
ـ[حصةعبدالعزيزالعنزان]ــــــــ[30 - 03 - 10, 05:51 م]ـ
جزاك الله خير اخي لاكن بودي ان اسالك مالفرق بين الثقة بالله والتوكل وحسن الظن بالله .. ؟؟(46/154)
ما المقصود بقوله تعالى: {بل هو قرآنٌ مجيد، في لوحٍ محفوظ}؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - 01 - 08, 04:40 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرحه للعقيدة السفارينية (186)
:
فأما قوله تعالى: {بل هو قرآنٌ مجيد، في لوحٍ محفوظ} (البروج 21 – 22)، فإنه لا يتعين أن يكون القرآن نفسه مكتوباً في اللوح المحفوظ بل يكون الذي في اللوح المحفوظ ذكره دون ألفاظه،
وهذا لا يمتنع أن يقال إن القرآن فيه كذا والمراد ذكره كما في قوله تعالى: {وإنه لفي زبر الأولين} (الشعراء 196) وإنه: أي القرآن، {وإنه لفي زبر الأولين}: والمراد بلا شك ذكره في زبر الأولين، لأنه ما نزل على أحد قبل محمد عليه الصلاة والسلام، ولكن المراد ذكره،
والدليل على ذكره أو لم يكن لهم آية أن يعلم علماء بني إسرائيل وكلنا يقرأ قوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها} (المجادلة 1) ولو كان القرآن العظيم مكتوباً في اللوح المحفوظ بهذا اللفظ لأخبر الله عن سمع ما لم يكن، والله قال: {قد سمع} ثم قال: {والله يسمع} بالمضارع الدال على الحال والحاضر،
يعني لو قال قائل: قد سمع عبر عن المستقبل بالماضي لتحقق وقوعه؟
قلنا: هذا قد نسلِّمه لكن يمتنع مثل هذه الدعوى في قوله: {والله يسمع} فإن {يسمع} فعل مضارع تدل على الحاضر،
فالراجح عندي: أن القرآن تكلم الله به عز وجل حين نزوله وأن ما في اللوح المحفوظ إنما هو ذكره وأنه سيكون ويمكن فيه ثناء أيضاً كما قال تعالى: {بل هو قرآن مجيد، في لوح محفوظ} (البروج 21 – 22) يعني أنه ذكر في اللوح المحفوظ بالمجد والعظمة وما أشبه ذلك.
قال محقق الكتاب: (هذا الكلام ذكره الشيخ رحمه الله في شرحه الأول على العقيدة الواسطية (2/ 198) الذي شرحه في سنة 1408 هـ، وقد شَرَحَ (العقيدة السفارينية) في سنة 1408 هـ، ورجع عنه رحمه الله في شرحه الثاني على الأربعين النووية في الشريط الحادي عشر في الوجه الثاني من الشريط عند شرحه للحديث الثالث والعشرون عند قوله صلى الله عليه وسلم: (والقرآن حجةٌ لك أو عليك) فقال: (وكونه في الكتاب المكنون هل معناه أن القرآن كله كتب في اللوح المحفوظ أو أن المكتوب ذكر القرآن وأنه سينزل وسيكون كذا وكذا؟ الأول، لكن يبقى النظر: كيف يُكتب قبل أن تخلق السماوات بخمسين ألف سنة وفيه العبارات الدالة على المضي مثل: قوله {وإذ غدوت من أهلك تبوئ للمؤمنين مقاعد للقتال}، ومثل قوله: {قد سمع الله التي تجادلك} وهو حين كتابته قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة لم يسمع لأن المجادلة ما خلقت أصلاً حتى تسمع مجادلتها؟ فالجواب أن الله قد علم ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ كما أنه قد علم المقادير وكتبها في اللوح المحفوظ وعند تقديرها يتكلم الله عز وجل بقوله: {كن فيكون}، هكذا قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو مما تطمئن إليه النفس، وكنت قبلاً أقول: إن الذي في اللوح المحفوظ ذكر القرآن، لا القرآن، بناءً على أنه يعرج بلفظ المضي قبل الوقوع، وأن هذا كقوله تعالى – عن القرآن –: {وإنه لفي زبر الأولين} والذي في زبر الأولين ليس القرآن، الذي في زبر الأولين ذكر القرآن والتنويه عنه، ولكن بعد أن اطلعت على قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى انشرح صدري إلى أنه مكتوبٌ في اللوح المحفوظ ولا مانع من ذلك، ولكن الله تعالى عند إنزاله إلى محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتكلم به ويلقيه إلى جبريل، هذا قول السلف وأهل السنة في القرآن)، وقد شرح الشيخ كتاب (الأربعين النووية) مرةً ثانية في دورته الصيفية الأخيرة في سنة 1421 هـ التي قبل وفاته ببضعة أشهر وشرحه موجودٌ منتشر وعدد أشرطته (19 شريطاً)، والصحيح: ما رجع إليه الشيخ رحمه الله وهو أن القرآن الكريم مكتوبٌ كله في اللوح المحفوظ، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (12/ 126 و 127، 15/ 223) فاقتضى ذلك التنبيه والتنويه على ذلك، والله أعلم)
قلت: ونص كلام شيخ الإسلام كالآتي: وهذا لا ينافى ما جاء عن إبن عباس وغيره من السلف فى تفسير قوله {إنا أنزلناه فى ليلة القدر} أنه أنزله إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم أنزله بعد ذلك منجما مفرقا بحسب الحوادث ولا ينافى أنه مكتوب في اللوح المحفوظ قبل نزوله كما قال تعالى: {بل هو قرآن مجيد فى لوح محفوظ} وقال تعالى: {إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون} وقال تعالى: {كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة} وقال تعالى: {وإنه في أم الكتاب لدنيا لعلي حكيم}
فإن كونه مكتوبا فى اللوح المحفوظ وفي صحف مطهرة بأيدي الملائكة لا ينافى أن يكون جبريل نزل به من الله سواء كتبه الله قبل أن يرسل به جبريل أو بعد ذلك وإذا كان قد أنزله مكتوبا إلى بيت العزة جملة واحدة فى ليلة القدر فقد كتبه كله قبل أن ينزله.
والله تعالى يعلم ما كان وما يكون وما لا يكون أن لو كان كيف كان يكون وهو سبحانه قد قدر مقادير الخلائق وكتب أعمال العباد قبل أن يعملوها كما ثبت ذلك في صريح الكتاب والسنة وآثار السلف ثم إنه يأمر الملائكة بكتابتها بعد ما يعملونها فيقابل بين الكتابة المتقدمة على الوجود والكتابة المتأخرة عنه فلا يكون بينهما تفاوت هكذا قال ابن عباس وغيره من السلف وهو حق فإذا كان ما يخلقه بائنا عنه قد كتبه قبل أن يخلقه فكيف يستبعد أن يكتب كلامه الذي يرسل به ملائكته قبل أن يرسلهم به.
مجموع الفتاوى (12|127) (15|223)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/155)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - 01 - 08, 05:13 م]ـ
{قد سمع الله قول التي تجادلك}
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة اللطيفة وبارك فيك.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - 01 - 08, 09:06 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[02 - 06 - 08, 06:10 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[02 - 06 - 08, 11:21 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك ...
يظهر لي أن قراءة نافع: {في لوحٍ محفوظٌ} بالرفع، تساعد القول بأن القرآن كله في اللوح المحفوظ.
وأيضًا في هذه القراءة دليل أصرح على حفظ القرآن من قوله تعالى: {وإنا له لحافظون}؛ فآية الحجر حصل فيها الخلاف على مرجع الضمير، والله أعلم.
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - 06 - 08, 11:51 م]ـ
جزاك الله خيراً
فائدة:
قال الإمام المحقق ابن القيم رحمه الله في شفاء العليل:
وقال: {حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} قال ابن عباس: "في اللوح المحفوظ المقري عندنا" قال مقاتل: "أن نسخته في أصل الكتاب وهو اللوح المحفوظ وأم الكتاب أصل الكتاب وأم كل شيء أصله" والقرآن كتبه الله في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض كما قال تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} وأجمع الصحابة والتابعون وجميع أهل السنة والحديث أن كل كائن إلى يوم القيامة فهو مكتوب في أم الكتاب وقد دل القرآن على أن الرب تعالى كتب في أم الكتاب ما يفعله وما يقوله فكتب في اللوح أفعاله وكلامه فتبت يدا أبي لهب في اللوح المحفوظ قبل وجود أبي لهب وقوله لدينا يجوز فيه أن تكون من صلة أم الكتاب أي أنه في الكتاب الذي عندنا وهذا اختيار ابن عباس ويجوز أن يكون من صلة الخبر أنه عليّ حكيم عندنا ليس هو كما عند المكذبين به أي وإن كذبتم به وكفرتم فهو عندنا في غاية الارتفاع والشرف والإحكام وقال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ} قال سعيد بن جبير ومجاهد وعطية: "أي ما سبق لهم في الكتاب من الشقاوة والسعادة ثم قرأ عطية: {فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ} "والمعنى أن هؤلاء أدركهم ما كتب لهم من الشقاوة وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء قال: "يريد ما سبق عليهم في علمي في اللوح المحفوظ" فالكتاب على هذا القول الكتاب الأول ونصيبهم ما كتب لهم من الشقاوة وأسبابها وقال ابن زيد والقرطبي والربيع بن أنس: "ينالهم ما كتب لهم من الأرزاق والأعمال فإذا فني نصيبهم واستكملوه جاءتهم رسلنا يتوفونهم ورجح بعضهم هذا القول لمكان حتى التي هي للغاية يعني أنهم يستوفون أرزاقهم وأعمارهم إلى الموت ولمن نصر القول الأول أن يقول حتى في هذا الموضع هي التي تدخل على الجمل ويتصرف الكلام فيها إلى الابتداء كما في كقوله:
فيا عجبا حتى كليب تسبني
والصحيح أن نصيبهم من الكتاب يتناول الأمرين فهو نصيبهم من الشقاوة ونصيبهم من الأعمال التي هي أسبابها ونصيبهم من الأعمار التي هي مدة اكتسابها ونصيبهم من الأرزاق التي استعانوا بها على ذلك فعمت الآية هذا النصيب كله وذكر هؤلاء بعضه وهؤلاء بعضه هذا على القول الصحيح وأن المراد ما سبق لهم في أم الكتاب وقالت طائفة المراد بالكتاب القرآن قال الزجاج: "معنى نصيبهم من الكتاب ما أخبر الله من جزائهم نحو قوله: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى} وقوله: {يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً} "
قال أرباب هذا القول وهذا هو الظاهر لأنه ذكر عذابهم في القرآن في مواضع ثم أخبر أنه ينالهم نصيبهم منه والصحيح القول الأول وهو نصيبهم الذي كتب لهم أن ينالوه قبل أن يخلقوا ولهذا القول وجه حسن وهو أن نصيب المؤمنين منه الرحمة والسعادة ونصيب هؤلاء منه العذاب والشقاء فنصيب كل فريق منه ما اختاروه لأنفسهم وآثروه على غيره كما أن حظ المؤمنين منه كان الهدى والرحمة فحظ هؤلاء منه الضلال والخيبة فكان حظهم من هذه النعمة أن صارت نقمة وحسرة عليهم وقريب من هذا قوله: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} أي تجعلونه حظكم من هذا الرزق الذي به حياتكم التكذيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/156)
به قال الحسن: "تجعلون حظكم ونصيبكم من القرآن أنكم تكذبون قال وخسر عبد لا يكون حظه من كتاب الله إلا التكذيب به" وقال تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ} قال عطاء ومقاتل: "كل شيء فعلوه مكتوب عليهم في اللوح المحفوظ" وروى حماد بن زيد عن داود بن أبي هند عن الشعبي: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ} قال: "كتب عليهم قبل أن يعملوه" وقالت طائفة: "المعنى أنه يحصى عليهم في كتب أعمالهم" وجمع أبو إسحاق بين القولين فقال: "مكتوب عليهم قبل أن يفعلوه ومكتوب عليهم إذا فعلوه للجزاء" وهذا أصح وبالله التوفيق وفي الصحيحين من حديث ابن عباس قال: "ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العينين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك ويكذبه" وفي الصحيح أيضا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق الفرج ذلك كله ويكذبه" وفي صحيح البخاري
وغيره عن عمران بن حصين قال: "دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعقلت ناقتي بالباب فأتاه ناس من بني تميم فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا: قد بشرتنا فأعطنا مرتين ثم دخل عليه ناس من اليمن فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا: قد قبلنا يا ِرسول الله قالوا: جئنا لنسألك عن هذا الأمر قال كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض فنادى مناد ذهبت ناقتك يا ابن الحصين فانطلقت فإذا هي ينقطع دونها السراب فوالله لوددت أني كنت تركتها , فالرب سبحانه كتب ما يقوله وما يفعله وما يكون بقوله وفعله وكتب مقتضى أسمائه وصفاته وآثارها" كما في الصحيحين من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش أن رحمتي غلبت غضبي".) اهـ(46/157)
ما أفضل كتاب أو بحث موثق تكلم عن حادثة عاشو
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[11 - 01 - 08, 09:32 م]ـ
السلام عليكم
هل من مجيب و هل نجده على الشبكة
ـ[الرايه]ــــــــ[11 - 01 - 08, 09:50 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الكتب كثيرة.
من أفضلها - على اختصاره -
حقبة من التاريخ
للشيخ عثمان الخميس
http://www.almanhaj.net/ebooks/all_hokba.pdf
من قتل الحسين؟
http://www.kasralsanam.com/books/index-6.html
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[20 - 05 - 08, 06:32 م]ـ
سلمكم الله
وعافاكم
و سددكم و نفع بكم(46/158)
الحكم بغير ما أنزل الله للعلامة عبد الرزاق عفيفي _رحمه الله_
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[11 - 01 - 08, 11:55 م]ـ
شبهات حول السنة
اختلاف موقف المدافع عن السنة
باختلاف حال من يورد الشبهة
إن المسلم الداعية أو المناظر الذي يثبت حجية السنة، والذي يدفع الشبه عنها يختلف موقفه باختلاف خصمه أو من يناظره:
فتارة يكون منكراً للسنة من أصلها، وينكر جميع ما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام من الأحاديث قولاً وعملاً أو خلقاً، ينكره ويكتفى بما جاء في القرآن الكريم، فموقفه الواجب مع هؤلاء أن يثبت لهم حاجة المسلمين في فهمهم للقرآن، وعملهم بالقرآن، حاجتهم في ذلك، إلي السنة التى جاء بها النبى r قولاً وعملاً وصفة.
الشبهة الأولى
الأقتصار على القرآن وإنكار السنة
فإذا احتج علينا بالقرآن فقال: إن الله تعالى أغنانا بالقرآن لقوله فيه: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ).النحل (89)
فالقرآن بين واضح ومبين لكل شيء فلا يحتاج معه إلي سنة، فلماذا نتكلف البحث فيها والركون إليها أو الاحتجاج لها، لماذا نتكلف هذا مع أن الله تكفل لنا ببيان كل ما نحتاج إليه في محكم كتابه لقوله ونزلنا عليك الكتاب " وهو القرآن " تبياناً لكل شيء وهدى ورحم وبشري للمسلمين فلا حاجة إلي أن نكلف أنفسنا عناء البحث في سنة رسول الله r لنعمل بما فيها لغنانا بالقرآن عنها ويقول سبحانه في آية أخرى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) الانعام (38). ويريدون بالكتاب القرآن، فيكون المعنى ما فرطنا في القرآن من شيء ففى القرآن كل شيء فلا حاجة علي السنة، وهذا إنكار للسنة بجملتها أو إنكار للحاجة إليها وإلي الاحتجاج بها بالجملة، اكتفاء بما جاء في القرآن بهاتين الآيتين، وقد أجاب العلماء عن الاستدلال بهاتين الآيتين بأجوبة منها:
أن المراد بقوله تعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) المراد به اللوح المحفوظ، والسورة مكية ولم يكن نزل من القرآن إلا قليل، سورة البقرة مدنية، براءة مدنية، النساء مدنية، آل عمران مدنية، كثير من آيات الأحكام والفروع، كثير منها مدنى، وما يتصل بالصلاة إنما وضح وتبين وتكامل فى المدينة.
وأحكام المعاملات إنما نزلت في القرآن بالمدينة، نزلت أصولها في القرآن، بعد الهجرة، وأحكام الجنايات من قصاص وديات نزلت في المدينة، والسورة، سورة الأنعام كلها مكية على الصحيح أنها جميعاً مكية، قد يكون منها آيات مكية تشبه الآيات المدنية كآيات الذبح وذكر الله على الذبائح، قد يكون مثل هذا نزل بالمدينة، لكن الغالب عليها أنها مكية، فكيف يكون في الكتاب الذي هو القرآن بيان كل شيء في الوقت الذي نزلت فيه هذه الآية، مع أن تلكم الأحكام إنما نزلت أصولها المدينة لا في مكة. ثم عدد الصلوات وتحديد أوقاتها، وعدد ركعاتها ن وسائر كيفياتها لم تعرف من القرآن، إنما عرفت من السنة.
وأحكام الزكاة من جهة النصاب ومن جهة المستحقين لم تكن عرفت في مكة، ل لم تكن فريضة الزكاة شرعت في مكة إنما الذي شرع الصدقات العامة، وفرض الزكاة وجبايتها إنما كان في المدينة وبيان المستحقين للزكاة إنما نزل في المدينة في سورة التوبة (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا) إلي آخر الآية التى فيها الأصناف الثمانية ثم النصاب، نصاب الزكاة ليس محدداً في القرآن وكذا شرطها وهو حلول الحول ليس محدداً في القرآن ولا مبيناً فيه، فالواقع يدل على أن القرآن اشتمل على الأصول العامة، وأنه لم يكن فيه كل شيء فتفسير الكتاب بالقرآن في آية (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) تفسير غير صحيح، إنما المراد به اللوح المحفوظ الذي أمر الله تعالى القلم أن يكتب فيه ما كان وما هو كائن إلي يوم القيامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/159)
أما الآية الأخرى وهى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) فيقال فيها مثل ما قيل في الأولى، المراد بالكتاب القرآن، ولكن سورة النحل التى نزلت فيها هذه الآية أو هذه الجملة سورة مكية، النحل من السور المكية، ولم يكن نزل التشريع كله في مكة، إنما نزلت أصول التوحيد، وما يتصل بمعجزات الرسول صلي الله عليه وسلم، إنما نزلت أصول هذا وهذا في مكة وأما الفروع فقد نزلت في المدينة، فكيف يقال (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ).
فالمراد الكتاب في هذه الآية من سورة النحل القرآن، لكن ليس المراد ببيانه لكل شيء بيان لجميع أحكام الفروع، إنما هو مثل الآية التى قال الله فيها: (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا) إخباراً عن الريح التى أرسلها الله جل شأنه على عاد قوم هود أرسل عليهم ريحاً وقال: (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا). وهى إنما دمرت قوم هود، دمرت عاد، ودمرت ديارهم، فالأمارات الحسية أو الأدلة الحسية، وواقع الهالكين الذين هلكوا وتحدث الله عنهم في القرآن يدل على أن المراد بالآية الخصوص لا العموم.
كذلكم قوله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ) إلي آخر الآية هي مما أريد بها الخصوص وإلا ففي أي أية من الآيات بيان عدد الصلوات، أو بيان تفاصيل الزكوات، أو بيان الحج إلى بيت الله الحرام، بأصله وتفاصيله، لم يكن ضرع في هذا الوقت، إنما شرع فى المدينة في السنة التاسعة أو السنة العاشرة على الخلاف بين العلماء، وما كان من حج قبل ذلك، فهو على الطريقة الموروثة عن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لما بنى البيت هو وابنه إسماعيل وأمره الله أن يؤذن في الناس، كان الحج مشروعاً وممتداً شرعه من أيام رسالة إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلي أيام العرب في زمن النبى r وبعد زمنه، أما فرضه في شريعة محمد r فقد نزل من آيات سورة آل عمران، وهذا لم ينزل في مكة إنما نزل في السنة التاسعة من الهجرة أو في السنة العاشرة التى حج فيها رسول الله r .
فكيف يقال تبياناً لكل شيء وهو لم يتبين فيه أصل فرضية الحج ولا تفاصيل الحج ولا تفاصيل الصيام، والصيام أيضاً فرض في المدينة بعد الهجرة بسنة، اين الجهاد وتفاصيله، الجهاد بالسلام أين هو وتفاصيله، البيوع أين هى وتفاصيلها وأين تحريم الربا وهو لم ينزل إلا في المدينة، فالآية إما أن يقال فيها أنها من العام الذي أريد به الخصوص، وإما أن يقال تبياناً لكل شيء أوجبه على المسلمين وهم في مكة لأن السورة مكية بيان لكل شيء مما أوجبه عليهم وشرعه لهم، لا أنها بيان لكل حكم من أحكام الإسلام.
فهؤلاء الذين أنكروا السنة جملة أو قالوا: لا حاجة إليها جملة أكتفاء بالقرآن واستدلالاً بهاتين الآيتين قد أخطأوا الطريق، ولم يعرفوا تاريخ التنزيل، ولم يعرفوا واقع التشريع وأن بيان ما في القرآن من العبادات والمعاملات، واقعة في السنة، ثم أين تحريم الجمع بين المرأة وعمتها، والمرآة وخالتها، أين تحريم زواج الإنسان بامرأة أبيه، إنما كان هذا في المدينة، تفاصيل الأحوال الشخصية من وقف ومواريث وهبات ووصايا ونكاح وطلاق، تفاصيل هذا كله إنما كان بالمدينة، في الآيات التى نزلت في المدينة وبينها الرسول r في سنته.
فواقع التشريع وعمل المسلمين جميعاً، برهان واضح يدل ضروة أو دلالة ضرورية على أن السنة جاءت بياناً للقرآن، بين في مكة ما يحتاجون إليه بقدر ما نزل من أحكام أصول التشريع، وبين في المدينة ما طرأت الحاجة إليه من بيوع وغيرها من المعاملات والجنايات والحدود، كل هذا ما نزلت آياته إلا بالمدينة، ولا بين الرسول r تفصيله قولاً وعملاً إلا بالمدينة عليه الصلاة والسلام. فالاستدلال بالآيتين استدلال مرود ولا يقال الدليل مردود.
قلت ابتداءاً إن موقف الداعية من المدعوين يختلف باختلاف حالهم، فمن أنكر الاحتجاج بالسنة جملة اكتفاء بكتاب الله احتج بالآيتين والرد عليهم كما سبق ذكره.
الشبهة الثالثة
رد بعض الأحاديث لمخالفتها للعقل أو
لمعارضتها المستقر في بعض الأذهان
بعض الناس من المسلمين، يرد بعض الأحاديث، إما بالنسبة لمعارضتها لفكرة فيما يزعم، أو لمعارضتها لما يرونه أن الطب جاء به، أن الطب قرر قراراً صحياً في أمور لا يليق أن يأتي على خلافها حدي عن الرسول r ، فأمثال هؤلاء يردون أحاديث إما لمعارضتها لعقولهم، وإما لمعارضتها لقواعد صحية.
مثلاً. كحديث الذباب والأمر بغمسه إذا سقط في الطعام، أو في الشراب، الأمر بغمسه بالشراب.
أولاُ: يرده جماعة ممن اقتنعوا بالطب وبالنظريات الطبية، وقدسوا النظريات الطبية ووثقوا بعقول الأطباء وبتجارب الأطباء أعظم وأقوى من ثقتهم بتشريع الله، وبما صح عن رسول الله r حسنوا ظنهم بالنظريات الطبية أكثر من تحسين ظنهم بما ثبت عن رسول الله r
وفى هذا طعن فى أحد أمرين:
-إما طعن فى المشرع.
-أو فى المبلغ وهو الرسول r أو خفض لوظيفته ومهمته.
يقولون إن وظيفته تشريع صلاة وصيام وكذا، وليس له دراية بالطب، ما الذي يدخله في الطب، هو له دائرة محدودة يجول فيها هى دائرة التشريع منس صلاة وصيام وبيع وشراء وأمثال ذلك، فما الذي يدخله في هذا، هذا ليس من اختصاصه فالعمل فيه إنما يكون على النظريات الطبية، لا على ما جاء عن الرسول r
لأن الفن ليس فنا له ولا هو اختصاصه
ثانيا: وإما أن يكون ردهم لهذا الحديث من جهة أخرى هى طعنهم في الرواة رووا هذا الحديث.
الجواب على هذه الشبهة:
أما من الجهة الأولى فالرسول r بين لهم العلة. قال: إن في أحد جناحية داء وفي الأخر شفاء، وتعليله هذا وهو أمى لم يدخل مدارس طب ولم يتفنن بتجارب قام بها، دليل على أنه إنما تكلم بهذا عن طريق الوحى من الله جل شأنه، والله سبحانه عليم بخواص مخلوقاته فهو عليم بجناح الذباب وما فيه من داء وما فيه من دواء، وأن هذا يكون علاجاً لهذا. (أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) الملك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/160)
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[11 - 01 - 08, 11:58 م]ـ
ومعروف في الذباب وفي كل طائر أنه إذا هبط من أعلى إلي أسفل أنه يهبط بميل حتى الطائرات لا تنزل الطائرة رأسية، لا بد أن تنزل مائلة إلا أن كانت طائرات خاصة إنما الطائرات العادية المعروفة تنزل هكذا، ثم إذا أرادت أن تنزل للجنب الثاني لابد ان تميل هكذا، هذا النظام الدولى. والطيور إذا نزلت بجناح كذا، وإذا أرادت أن تصف وتقف شفي الجو تنصب الجناحين إلي الجانبين كذا.
فالقصد ان الذباب كسائر الطيور إذا نزل بالجناح، فإذا غمسته كان جناحه الثاني وما فيه من شفاء علاجاً لما أصاب الشراب أو الطعام من الداء الذي نزل في الطعام من الجناح الآخر. فهذا التعليل دليل على أن تعليله بهذا ليس تخميناً من عند نفسه ودخولا فيما لا يخصه، إنما هو بوحى من الله جل شأنه، والله عليم بمخلوقاته وما فيها من خواص، فالرسول r إليه البلاغ عن الله، وقد بلغ هذا عن ربه.
ويجب على الإنسان أني يثق بوحى الله جل شأنه أعظم من ثقته بنظريات الأطباء، ثم هم لم يتفقوا، الأطباء لم يتفقوا على ما بنى عليه هؤلاء المعترضون على هذا الحديث، هم مختلفون أيضاً فيما بينهم والمسألة مسالة نظرية اجتهادية للأطباء، فكيف يرد بمسألة نظرية اجتهادية ما زالت تحت البحث، يرد بها حديث رسول الله r .
وأما من جهة الثانية: جهة السند، فالسند على طريقة المحدثين سند صحيح متوف للشروط التى اشترطها علماء الحديث، والناس الذين اعترضوا على هذا الحديث من جهة رجاله ليس عندهم سند يستندون إليه في ذلك، وهم في معاملتهم وقبولهم للأخبار التى تصل إليهم يعتقدون يقيناً أو يظنون ظناً غالباً بما وصلهم من الأخبار، يعتقدون ما دلت عليه فيلزمهم أن يقبلوا ما جاء عن رواة هذا الحديث لأنهم أوثق وأضبط وأعدل من الرواة الذين يروون لهم أخباراً في سفر فلان وفى إدانة فلان، وفي شهادة الشهود في قضية يقبلون ذلك من اقل من هؤلاء الذين رووا عن رسول الله r هذا الحديث.
قلت: إن طعنهم غما ان يكون في الرسول r من جهة أن هذا ليس من اختصاصه، وانه أخبر بشيء يخطئ فيه ويصيب، وبينت الجواب عنه بأن تعليله يشعر بأنه إنما جاء به من عند الله جل شأنه.
الناحية الثانية: الطعن من جهة الرواة، والرواة قلت: إنهم أوثق وأعدل واضبط من أولئك الذين يقبلون أخبارهم العادية ويقبلون في البيع والشراء، والسفر والحضر، وفي الشهادات في القضايا. يقبلون أخباراً أقل من خبر هؤلاء الذين رووا هذا الحديث.
ثم الذين يردون بعض الأحاديث قد يردونها لأنها لا تتفق مع أفكارهم ومداركهم يسلكون فى ردها أحد ثلاثة مسالك:
الأولُ: فإما أن يردوها ويكذبوها ويقولون: خالفت صريح العقل إن لم يمكنهم أن يؤولوها.
الثانى: وإما أن يتأولوها على خلاف ما دلت عليه مع كثرتها.
الثالث:: وإما أن يردوها لأنها أخبار آحاد.
وهذا أيضاً وضع غير سليم واعتراض غير سليم، فإن عقلهم يعتريه الخطأ والصواب، والوحى الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام وثبت عنهم جاء عن الصادق الأمين بوحى من ربه وهو لا ينطق ن الهوى
الرد على أهل المسلك الأول
القائلين برد السنة لمخالفتها العقل
فيجب على الإنسان أن يتهم عقله وتفكيره بدلاً من أن يتهم رسوله أو الرواة العدول أو أن يتهم ربه في وحيه، وليثق بربه وبرسوله r أكثر من ثقته بتفكيره، فإن العقل قاصر وجرب عليه الخطأ كثيراً ومداه محدود وما يجهله أكثر مما يعلمه، فعليه أن يعتقد في تفكيره القصور، وأن يعتقد في وحى الله الكمال والصدق، وأن يعتقد في الرواة الذين استوفوا شروط النقل المضبوط المعروفة عند المحدثين، عليه أن يثق بهؤلاء أكثر من ثقته بتفكيره.
هذا جواب عمن ينكر الحديث لمعارضته لتفكيره، فيقال اتهم عقلك بالقصور فإن ما يعلمه اقل مما يجهلة، أتهم عقلك بالخطأ وبالجهل في تفكيره، لأنك كثيراً ما أخطأت وجرب عليك هذا، أما هؤلاء العدول الضباط الذين استوفوا النقل، نقل الأحاديث فهؤلاء يندر فيهم أن يخطئ أحدهم، خطوة إلي جانب صوابه قليل جداً ونادر.
الرد على أهل المسلك الثانى
القائلين برد السنة بتأويلها على ظاهرها
ويمكن لهؤلاء أن يحملوا ذلك النوع من الأحاديث و على غير ظاهره وهم يسلكون هذا المسلك في كتاب الله جل شانه أيضا فيتأولون كثيراً من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/161)
1 - نصوص آيات الأسماء ووالصفات و نصوص الرؤية كقوله تعالى في القرآن: (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ).س (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ). آيات الأسماء والصفات.
2 - أحاديث عذاب القبر ونعيم القبر وسؤال القبر، عذاب الأبدان، تعذيب الأبدان، ويحملون العذاب على عذاب الأرواح، ويحملونه على ضعف الأرواح،
3 - ينكرون عروج الرسول r ببدنه إلى السماء وإسرائه من مكة إلي بين المقدس ببدنه، ويقولون هذا إسراء بالروح، وعروج بالروح، تحكيماً للسنن الكونية، والعادات المألوفة في الخلق، فإن الإنسان لا يسر تلك المسافة في جزء ليلة، ولا يعرج إلى السماء السابعة في جزء ليلة ولا ينظرون إلي أن الأنبياء جاءوا بخوارق العادات.
فخوارق العادات بالنظر للأنبياء والمعجزات للأنبياء والمعجزات الكونية التى خص الله بها الأنبياء هذه تعتبر عادية بالنظر لخصوص الأنبياء وإن كانت خارقة للعادة، وغير مألوفة بالنظر لغير الأنبياء، فلماذا نقيس الأنبياء فيما أوتوا من الله على الأفراد العاديين هذا قياس باطل، على فرض أن القياس في نفسه صحيح وقامت عليه الأدلة وثبتت حجيته على فرض هذا فهذا قياس باطل، لا يصح الاحتجاج به، لأن الأنبياء يختلفون عن غيرهم في جريان خوارق العادات على أيديهم معجزة لهم، ثم الإسراء قد ثبت في القرآن وجاء به، فتأويلهم لا يكون تأويلاً لحديث الإسراء غنما هو تأويل أيضاً للقرآن، القرآن جاء فيه (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ). إن النصارى يعتقدون في عيسي أنه يحيى الموتى بإذن الله، وأنه يبريء الأكمة الذي ولد أعمى بإذن الله، وانه يصور طيراً فينفخ فيه فيكون طيراً يمر بإذن الله، وأنه يبريء الأبرص بإذن الله وليس بطريقة علاج وما فتح مستشفي، إنما هو خوارق عادات. وكذلكم اليهود يؤمنون بخوارقس العادات، فما الذي جعل خوارق العادات بالنظر لموسى بانفلاق البحر ونجاة موسى ومن معه إلي الشاطئ الآخر وجعل الممر يبسا إثنا عشر طريقاً يمرون فيها في هذه الممرات دون أن يغرقوا والماء متماسك بدون حواجز، ما وضعت صبات من الأسمنت، ثم هذا سلب لخاصية الماء معجزة لموسى وإكراماً له ولمن معه، حيث انجاهم بإذنه سبحانه وتعالى ثم ما جعله نجاة لموسى ومن معه، جعله نفسه دماراً وهلاكاً لخصومه وأعدائه الكفار من اليهود والنصارى وهم يعترفون بخوارق العادات وبهذه المعجزات.
العرب يؤمنون بإبراهيم عليه السلام وبأن الله نجاه من النار، القي في النار فنجاه الله نها فما الذي يجعلهم يؤمنون بسلب الله خاصة النار حتى تكون برداً وسلاماً على إبراهيم ولا يؤمنون بالإسراء بمحمد r من مكة إلي بيت المقدس ثم العروج به إلي السماء السابعة.
يذكرون شبهاً في هذا أيضاً في عروجه وفى إسرائه يقولون:
هذه السرعة إلي هذا الحد تحرق البدن، يعنى الاحتكاك بين بدنه وبين الهواء الذي في الجو الطبقات المحيطة به، هذا الاحتكاك يولد ناراً فيحترق، كذلك الصعود بهذه السرعة يولد ناراً فيحترق، شيء آخر إذا صعد هؤلاء إلي أعلى حتى إذا لم يكن هناك هواء ينفجر ويتمزق، لأن الضغط الخارجى على جلده وعلى جسمه من جميع الجهات بالهواء، فينفجر حيث يوجد ضغط في الخارج وضغط في الداخل فيخرج الدم. يقولون في الطبقات التى لا هواء فيها كيف يتنفس؟
الذين يصعدون في هذه الأيام ويريدون القمر، يأخذون لنفسهم هواء، ويأخذون وقايات من هنا ومن هناك. العرب ما كان عندهم هذا الاختراع فكيف صعد هؤلاء إلي أعلى، كذلك الرسول r كيف صعد وتغلب على الجاذبية الأرضية، وكيف لم يسقط على الجاذبية التى فوق جاذبية الكواكب (المجموعات الشمسية وأمثالها)
كيف خلص من الجاذبية الأرضية ولا أجنحة له، ولا طائرة يركبها، إنما هو " براق "؟!
وأولئك ما يعرفون البراق الذي ركبه وصعد به وعاكس الجاذبية الأرضية، وكيف تماسك ولم يسقط على سطح الكواكب السماوية. حينما وقع في دائرة جاذبيتها.
هذه شبه يوردونها على الإسراء ويوردونها أيضاً على المعراج.
وقد ألف بعض أهل السنة في هذا تأليفاً يرد به على أولئك منهم الشيخ محمد عبد الحليم الرمالى له رسالة صغيرة في الإسراء والمعراج ذكر فيها جميع الشبه التى ترد على الإسراء والمعراج إن كانت في الحديث أو كانت منة جهة السنن الكونية، والرد أمر واحد هو أن خوارق العادات بالنظر للأنبياء سنن عادية تشبه السنن العادية بالنظر لسائر الخلق، فهم في معجزاتهم يسيرون في طريق كونى عادى بالنظر لهم، كما أن الناس يسيرون على سطح الأرض سيراً عادياً، وكما أن الطيور ترتفع إلي اعلي بأجنحتها ارتفاعاً وصعوداًَ عادياً، فالرد كما ذكرت شيء واحد، هو أن هذا من خوارق العادات والمعجزات التى أجراها الله جل شأنه على أ يدى رسله r .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/162)
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[11 - 01 - 08, 11:59 م]ـ
والموضوع فى ذاته طويل إذا درس أصله:
1 - من جهة إثبات وجود الله.
2 - الى جانب اثبات حاجة العباد والمخلوقات الى موجد.
3 - الى جانب وحدانية الله فى ربوبيته وفى اسمائه وصفاته، وفى تشريعه.
4 - الى جانب إمكان حاجة البشر الى الرسالة.
5 - وإمكان الرسالة
6 - ثبوت الوحى
7 - وثبوت الرسالة
فلأمر يحتاج الى إثباتهذا كله، وهو عبارة عن مقرر توحيد طويل يدرس فى سنوات، وأنا أتكلم فى دائرة محدودة فى (شبهات حول السنة)
الرد على أهل المسلك الثالث
القائلين برد السنة لأنها أخبار آحاد
و الذين يعترضون على الأحاديث أو على بعض الأحاديث، يؤمنون بما تواتر من الأحاديث لفظاً ومعنى وهو عدد قليل من الأحاديث كحديث
(من كذب على متعمداً فليتوبوا مقعده من النار) أو الأحاديث المتواترة معنى كأحاديث رؤية الله تعالى وأحاديث المسح على الخفين، وأحاديث عذاب القبر ونعيم القبر. يؤمنون بمثل هذا إما لمجيئه في القرآن، وإما لتواتره في السنة، وإما لوجوده في الاثنين جميعاً، لكنهم لا يؤمنون بأحاديث الآحاد، وذلك لأنهم يرون أنها لا تفيد إلا ظناً قد يكون ظناً غير غالب، فيردون أمثال هذه الأحاديث ولا يحتجون بها أصلاً أو يحتجون بها في الفروع دون الأصول.
أما شبهتهم في رد (حديث الآحاد) فهم يقولون إن الراوى يخطئ ويصيب، وإن الراوى قد يكون عدلاً فما يظهر وهو كذاب أو منافق في باطن أمره، ويقولون إن عمر بن الخطاب رد على أبي موسى الأشعرى رضى الله عنهما حديثه فى الانصراف بعد الاستئذان ثلاثا، وأن الإنسان إذا استأذن ثلاثاً فلم يؤذن له فلينصرف
وقد استئذان على عمر بن الخطاب رد على أبي موسى الأشعرى قوله في السلام فى الاستئذان وأن الإنسان إذا استأذن ثلاثاً فلم يؤذن له فلينصرف وقد استئذان على عمر بن الخطاب وهو مشغول بشغله في بيته الله أعلم به، سلم عند الباب سلام الاستئذان، فلم يسمعه عمر فما أجابه ثم سلم فما أجابه أحد ولا آذن له أحد ثم سلم فما أذن له أحد انصرف بعد أن انتبه عمر بن الخطاب أو خلص من شغله الذي شغل باله ولم يمكنه من الإذن أو إجابة من سلم عليه. قال كأنى كذا يعنى أسمع منادياً يستأذن أو مسلماً يسلم فطلب من سلم فإذا به أبو موسى فقال له: ما الذي منعك أن تدخل، ما الذي جعلك تنصرف فذكر له الحديث ": إذا استئذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فلينصرف".
وهذا يؤيده القرآن في الجملة. وليس فيه تحديد للعدد، لكن أصل الانصراف موجود في سورة النور، وربنا قال في الانصراف (هُوَ أَزْكَى لَكُمْ) الانصراف أزكى لكم، لم يحدد العدد فعمر بن الخطاب قال لأبي موسى غما أن تأتينى بشاهد يشهد معك بأن الرسول r قال هذا، وإما أن أفعل بك وأفعل، يعنى هدده، قال موسى أنا كذا، ولم ستجب له وقط في يده وتعب وقال ماذا أفعل، ذهب إلى مجلس الأنصار وأخبرهم الخبر، فصدقوه، صدقوه في هذا الحديث فقال: ليذهب معك أحدكم فقالوا له: لا يذهب معك إلا أصغرنا فذهب أبو سعيد الخدرى وكان أصغر الجالسين وشهد معه عند عمر بن الخطاب بأن رسول الله r قال هذا الحديث فقبل منه الحديث وأعفاه مما نهدده به. فيقولون عن هذا عمر بن الخطاب اتهم صحابياً روى له حديثاً، فهذا مما يدل على أن راوية الواحد لا تقبل وأنه مصار تهمة فلا تعمل به حتى يتأيد بغيره.
الجواب والرد على هذه الشبهة:
هذا وأمثاله مما ورد عن الصحابة يرد عليه بأمرين الأمر الأول:أن عمر بن الخطاب لم يكذبه إنما أراد
1 - أن يثبت من جهة
2 - وإلي جانب التثبت أمر آخر، خاف أن يجترئ الناس على سنة رسول الله r فأظهر لهم القوة حتى يحتاطوا لأنفسهم عند البلاغ فلا يبلغ إلا وهو واثق مما تكلم به، هذا جانب، بدليل أنه قبل خبر الواحد في مواضع اخرى
: قيل خبر الواحد في إملاص المرأة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/163)
ثم الرسول عليه الصلاة والسلام قد اعتمد خبر الواحد فكان يرسل رسولاً واحداً بكتابه، وما أدرى أولئك بأن هذا صادق في أن هذا كتاب الرسول عليه الصلاة والسلام، وهم ما عندهم بصمة ولا عندهم صورة لخاتمة، ما الذي يدربهم بأن دحية الكلبي رسول رسول الله r وكيف لزمهم البلاغ، وكيف أصيب كسرى بعذاب من عند الله حينما مزق الكتاب، كيف لزمتهم الحجة فالرسول r لم يرسل الواحد إلا وهو يعتقد أن الحجة تقوم به هذا أمر معلوم بالضرورة من إرسال الرسول r أفراداً إلي جهات لنشر الدعوة وإقامة الحجة ن وقد أرسل معاذ بن جبل ليقضي ويكون أميراً في اليمن، وأرسل علياً، وأرسل أبا موسى الأشعري.
القصد أن الإرسال الواحد من الرسول r قد تكرر مرات، وهو لا يرسله إلا إذا كان يعتقد أن الحجة تقوم به، وأن خبره يجب أن يصدق، والمهم فيه أن يتخبره عدلاً أميناً ضابطاً لما يبلغه من الخبر وأنه يقوى على البلاغ. عنده لسان يقوى به على البلاغ، المهم أن يتخبره، وليس من المهم أن يكون عدداً، بدلل أنه أرسل فرداً فرداً إلي دول لا إلي أفراد، في أصل الدين وهو العقيدة ليس في الفروع فقط إنما في أصل الدين، فهذا بيان من النبي r يحتج به على قبول خبر الواحد ضد هؤلاء الذين يتهمون الراوى إذا كان واحداً عدلاً ضابطاً مع اتصال الإسناد، ومع عدم مخالفة من هو أوثق منه، ومع عدم الوقوف على علة قادحة يرد بها الحديث.
هذا العمل من الرسول r يرد عليهم وعمر بن الخطاب نفسه كان يقبل خبر الواحد قبله مرات فلماذا يتمسكون بهذه القصة ولا يتمسكون بغيرها وغيرها أكثر منها هذا رد عليهم.
الأمر الثانى: في عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمر بن الخطاب كان عنده قوة في التثبت وكان يجتهد ويستوثق أكثر لا لأنه متهم لمن استوثق في خبره ويدلكم على هذا أنه في حادث التحقيق مع سعد بن أبي وقاص لما كان أميراً جهة العراق أميراً قاضياً قائداً للسرية إماماً في الصلاة خطيباً في الجمعة اشتكاه رجل من أولئك الجماعة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكتب إليه وثيقة كتاباً يقول فيه إنه لا يخرج بالسرية ولا يعدل في القضية ولا يقسم بالسوية ولا يحسن الصلاة لا يحسن يصلي، فأرسل شخصاً يحقق في الموضوع مع وثوقه من سعد بن أبي وقاص لكنه ما يريد الفتن ولا القلاقل فأراد أن يستوثق أكثر فأرسل من يحقق.
وفعلاً حقق ودخل المساجد ومر على أناس هنا وهناك فكلهم يثنون خيراً على سعد بن؟ أبي وقاص إلا المكان الذي فيه بؤرة الفساد الرجل الذي بلغ سأله الرسول فانتظر له هذا الرجل فحكى نفس الكلمة وسعد يسمع فقال: اللهم إن كان كاذباً فأطل عمره وأدم فقره، وأكثر عياله وعرضه للفتن. أربع دعوات نظير أربع تهم وجهها الرجل إلى سعد بن أبي وقاص فطال عمر هذا الرجل وكثر عياله ودام فقره وكبر في السن حتى صار وهو يمشي في الطريق ينظر للنساء بعين خائنة وقد سقط حاجبه فيقال له: ما لك وقد شبت فيقول مسكين أصابتني دعوة سعد.
أقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لما استخلف ستة) عندما طعن وأيس من أن يبقى وقالوا له: استخلف؟ فقال: لا أحملكم حياً وميتاً ولما ألحوا عليه استخلف ستة ليختاروا من بينهم خليفة يعني استجاب لهم في الجملة ثم جعل من الستة سعداً ثم قال: اعملوا أني لم أعزله عن شك فيه ولا اتهام له يريد أن يطفئ فتنة وأن يسد أبواب فساد وليس سوء ظن بسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول هذا سعد أنا لم أعزله لعدم ثقتي به وبرأيه فإن أصابته الخلافة فالحمد لله. وإن لم تصبه خلافة فليستشره من تكون الخلافة إليه. يعني رضي به خليفة وإن لم يعينه لكن باختيارهم إياه.
فهذا يدلكم على اتجاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه. القصد إن هذا جواب في اعتمادهم على طلب عمر من أبي موسى الأشعري أن يأتيه بآخر يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث إذا ستأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فلينصرف.
وأسأل الله أن يوفقني وإياكم لما فيه رضاه وأن يشرح صدورنا للعلم النافع وان يجعل لنا بصيرة في إصابة الحق، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا فإنه مجيب الدعاء.
الشبهة الثالثة
ــــ
دندنه البعض بان السنة لم تدون
س1: يدندن بعض المعارضين لحجية السنة بأن اسانيد الاحاديث لم تكون الا بعد قرن من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فما رأى سماحتكم فى ذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/164)
الجواب على هذه الشبهة:
هذا صحيح من احد الجوانب، فان السنة لم تدون أسانيدها الا فى وقت متأخر أما متون الاحاديث فمن المفروغ منه انه دونها بعضهم فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما دون وكتب بعض الاحاديث لنفسه وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بالكتابة لبعض الوفود فكتبولا لهم كتابا ببعض احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا على بن ابى طالب رضي الله عنه كان عنده صحيفة لما سئل: ما عندكم غير الوحي عن رسول الله صلى الله لعيه وسلم؟ قال: ما عندنا الا كتاب الله وهذه الصحيفة وفيها جملة احكام.
وعلى هذا فقد كان بعض السنة مدونا فى اخر حياة الرسول عليه الصلاة والسلام لكن هذا ليس بصفة عامة، حيث ان اغلب السنة كان غير مدن ومن دون فقدج دون لنفسة او لجماعة بامر النبي صلى الله عليه سلم.
الا ان اذهان اولءك كاتنت اذهانا سيالة تغنيهم عن التقييد والكتابة وقد منعوا من الكتابة ابتداء مخافة ان تلتبس السنة بالقرآن وهذا ثابت فى الاحاديث الصحيحة فى كتاب العلم فى صحيح البخاري، وغيره من داووين السنة.
اما الاسانيد فلم تكن تكن طويلة فى القرن الاول حتى يحتاج المسلمون الى تدوين هذه الاسانيد وقد انتهت خلافة عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه على رأس المائة والحال هذه فى قوة الدولة الاسلامية وفى تمتاسك المسلمين وحرصهم على الدين وبقاء عدد من الصحابة رضى الله عنهم ياخذ عنهم التابعون ومن وجد الى عهد عمر بن عبد العزيز فقد التقى ببعض الصحابة فهو تابعى الا انه يوجد تابعون كبار واوساط تابعين وصغار تابعين فمن اين علم هؤلاء المعارضين ان الذين نقلوا عن الصحابة لم يدونوا لانفسهم ولم كتبوا اسم الصحابي الذي روى لهم انما الي تأخر بعد المائة جمع المتون والاحاديث فى دواوين مختلطة بالآثار والفقهيات اولا ثم جرد هذا من هذا فى بعض الكتب كما جرد صحيح مسلم من الاثار والفقهيات وبقى الوضع على هذا فى بعض الدواوين مثل صحيح البخاري وكذلك موظأ مالك الذي فيه ما بين مالك والصحابي رجل واحد احيانا كنافع – مولى ابن عمر - - واحيانا يكون غيره.ففي رد رد هذه الشبهة يراعي ما يلى:
اولا: انه لم يكن هناك بعد السند الطويل الذي يحتاج الى تدوين والى كتابة الدواوين.
ثانيا: انه ليس فى تأخر تدوين الحديث الى ما بعد ذلك دليل على ان اولئك الاتباع لم يكتبوا من ورووا عنه من شيخ او شيخ شيخ والسند فى ذلك الوقت لم يكن فيه سوى راو واحد او اثنين.
ثالثا: ثم الشروط التى اشترطت من جهة الضبط وعدالة الراوى وامانته واتصال السند كفيلة يبعث الثقة فى النفس بان هذا ثابت عن الرسول صلى الله عليه و سلم
ـــــــــ
استفسار وبيانه
ــ
س2: هل فى السنة شرع مبتدأ ليس له اصل فى القرآن او زيادة على هذا القرآن فاذا كان الامر كذلك فكيف نفرق قول الشاطبي فى الموافقات باثره ومن تفرع من الراجح من كبار العلماء العز بن عبد السلام فى كتابة الفوائد؟
الجواب: اما السؤال: هل فى السنة احاديث ليست فى القرآن أو اصلها ليس فى القرآن؟ فهذا فيه خلاف ذكره الشاطبي فى الموافقات وكذلك غيره، والخلاف فى هذا يكاد يكون لفظيا لان الذين اختاروا انه ليس فى السنة شيء زائد على ما فى القرآن وانما كل ما وجد فى السنة فهو بيان لاصل فى القرآن فهؤلاء يتأولون ما قال مخالفوهم بانه ليس فى القرآن بل وائد.
فمثلا فى الحديث الذي فيه النهي عن الجمع بين المرأة وخالتها أو عمتها علل فيه الرسول علسه الصلاة والسلام هذا النهى فقال: " ان تفعلوا ذلك تقطعوا ارحمامكم " فبين صلى الله عليه وسلنم ان هذا وسيلة لقطيعة الرحم.
وهذا التعليل جعله الشاطبي وجماعة اصلا من الاصول وبين ان هذا الاصل من القرآن وهو الذي بنى عليه حريم الام وتحريم الزواج بالبنت، وتحريم الزواج بالآخت، لانه يصير فيه جانبان متقابلان متعارضان حقوق الزوجية للزوج، وحق امه عليه، وهى اقوى من حرم نكاحه، ولذلك جاء فى اول المحرمات فى الآية وكلما تأخر كان اخف فىالمفسدة وفى تعارض الحقوق:
فلما بين الله تعالى فىى القرآن الاصل الذي بني عليه تحريم نكاح الامهات والاخوات، وهو ان ذلك يؤدى الى تعارض الحقوق وتقطع الارحام اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا فى حديث النهي عن الجمع بين المرأة وعممتها وبين المرأة وخالتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/165)
وعلى هذا يكون حديث النهي بيانا للتعليل الذي بني عليه تحريم من حرم نكاحه فى نص القرآن وقد فهمه النبي صلى الله عليه وسلمن وعلل به وبهذا لم يكن الحديث زائدا عن التقعيد الذى فى لقرآن انما هو استباط من ذلك التقعيد.
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[12 - 01 - 08, 12:02 ص]ـ
عنده القوة التى تؤهله للاستباط من كتاب الله او سنة رسوله وكان التحريم فيه اخف لان تقطيع الرحم فيه اقل وتعارض الحقوق فيه اقل فجاء التحريم فى الجمع دون التحريم فى اصل الزواج فله ان يطلق المرأة ويتزوج عمتها او يطلق المرأة ويتزوج خالتها.
وكذلك فان اصل هذا التقعيد الذى فيه خفة فى المفسدة موجود فى تحريم الجمع بين الاختين لان الضرة من شانها ان يقع بينها وبين ضرتها الخصومة فحرم الجمع بينهما مخافة المضارة التى هى من شان البشر وخاصة النساء فحرم الجمع دون ان يحرم تزوج الاخت بعد وفاة اختها او بعد طلاق اختها ومن اجل هذا يقول الشاطبي ومن وافقه: انه مبني على تقعيد مستنبط من القرآن فهو بيان لا تأصيل.
اما غيرهم فنظر الى الظاهر وان هذا الحكم لم يكن موجودا نصا إذا هو زائدا على ما فى القرآن وهذا التعليل موجود فى الموافقات للشاطبي ومن احب فليرجع اليه.
س3: فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الداء والدواء فى جناحى الذباب هل جناح الذباب الذي فيها دواء موافق لهذا الداء الذي فى الجناح الاخر؟ داء او مرض غيره؟ وهل الذباب المذكور فى الحديث هو الذباب المعروف؟
الجواب على هذا يتضح مما ياتى:
اولا: المعروف بالذباب فىى لغة العرب هو هذا النوع الذي يسقط على القاذورات والاوساخ والذى يسقط فى الطعام او الشراب وبهذا الفهم ايضا هو ما يقصده الاطباء فهو ليس عاما اذن فى كل ما يطير بجناحيه.
ثانيا: ان الرسول صلى الله عليه وسلم اخبرنا فى هذا الحديث ان فى احدى جناحيه داء والاخرى دواء وهذا يدلنا على ان المراد بالجناح جناح هذا الذباب الذي ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام والرسول صلى الله عليه وسلم لم يخبر فى هذا عن كونه دواء لغير هذا لداء لانه يعلل ما ذكر فى كلامه بالغمس ولم يجعل صلى الله عله وسلم هذا تعليلا عاما لعلاج كل داء وانما ذكره بمناسبة الداء فى جناح الذبابة. يقول: " فان فى احد جناحيه داء وفى الاخر شفاء ".
اذن فقوله صلى الله عليه وسلم عن دواء فى الجناح هو دواء للداء الذي ينزل من الجناح الاخر ولا يصح ان يقال ان هذا يتعدى الى علاج داء اخر الا بدليل فالاصل ان ذلك يخص كما ذكر فى الخبر ولا يجوز تعديه الى غيره مثل اى طبيب يقول هذا الدواء دواء لهذا الداء فلو ذهبت الى الصيدلية لوجدتها مملوءة بالادوية وكل ما فيها يقال انه دواء لكن لا يتعمل كل دواء فى الصيدلية لكل داء ايا كان بل الأدوية التى فى الصيدلية موزعة على الادواء والامراض، وفق خاصية الداء وخاصية الدواء.
وعلى هذا فلابد للانسان ان يقف عندما اخبر به الرسول عليه الصلاة السلام دون ان يتجاوزه بجعل هذا الدواء دواء لكل داء.
ــــــــــ
الجمع بين حديث الذباب
وحديث انتم اعلم بامور دنياكم
ـــــ
س: كيف نجمع بين حديث الذباب وبين قوله ص فى الحديث الذي رواه مسلم انتم اعلم بامور دنياكم "
الجواب: كان الرسول صلى الله عليه وسلم فى ارض عربية والبلاد والبلاد بلاد نخيل وهو يعرف شيئا ما عن هذا فى الجملة ولا اقول انه يعرف كمعرفة الزراع او ارباب النخيل والثمار لكنه مطلع على ذلك فى الجملة، والرسول عليه الصلاة والسلام ما قال انا اعلم بامور دنياكم، بل نفى انه اعلم بامور الدنيا منهم نفى هذا فى مسألة النخيل وفى غيرها فالشؤون التى تصل بالدنيا هم فيها اعلم وانما يعلم منها ما اوحى الله به اليه.
وحيث ان الشيء الذي قاله الرسول عليه الصلاة والسلام واشباهه مما رجع عنه مثل هذه الامور الاجتهادية فهذا يدلنا على انه قال فيها باجتهاده ولهذا رجع عنها اما الذى لا مدخل للاجتهاد\ فيه مثل حديث الذبابا انما مثله يقال من طريق الوحى بدليل التعليم الذي اشعر بذلك كما تقدم فى السؤال السابق.
وحيث انه لم يقل فيه صلى الله عليه وسلم: " انتم اعلم بامور دنياكم " ولم يرجع عنه ولم يعارضه احد فهذا محمول على انه وحى من الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/166)
اما ما كان فى النخيل فهو من الامور التى تؤخذ بالتجارب وكذلك مسألة النزول على غير ماء فى بدر حين قال الصحابة رضي الله عنهم: اهو الرأى او هو من الله؟ فقال: هذا هو الرأى قالوا: لا الرى ان ننزل على الماء صلى الله وسلم يبين انه امر اجتهادى.
فالامور التى فها مجال للاجتهاد ومنها تابير النخل مكن ان يقول فيها باجتهاده فاذا اخطأ قال انتم اعلم بامور دنياكم والامور التى لا محال لمثله للاجتهاد فيها بتبين لنا انها وحى من الله ويؤيد هذا التعليل انه صلى الله عليه وسلم امى ولا عهد لامته بالطب الذى من هذا الجنس ولا تجارب عندهم فى هذا وخوضه فيه لا يليق برسالته لانه يكون مجازفا بنى شيئا على غير تجربة ولا مجال لامثاله فى ان يجرب فى مثل هذا ثم قال صلى الله عليه وسلم: " فان فى احد جناحيه داء وفى الاخر دواء " وهذا امر لا يعلم الا عن طريق تحليل جناح الذابا فمن اجل هذا قلت ان هذا وحى من السماء.
اما مسالة تابير النخل فىالحديث المذكور ففيها نوع من الاجتهاد قد اخطأ فيه صلى الله عليه وسلم فهو قد يخطئ فى الامور الاجتهادية من شئون الدنيا ويهيئ الله له من يتكلم معه ويناقشه فيرجع عن خطئه الى ما هم عليه من صواب فمناجل ذلك قال صلى الله عليه وسشلم: " انتم اعلم بامور دنياكم " وهذا فى الامور التى تكتسب بالخبرة وغيرها.
ومن جهة اخرى مسألة الذابا لم ينته الاطباء واهل الاختصاص فيها الى راى واحد بل ما زالت الى اليوم محل بحث ومحل تجربة واكثر ما فيها الاستقذار سقوط الذابا على الاوساخ وعلى الاذي وان النفس تعاف الطعامن او الشراب الذى سقط فيه وقد قلنا: ان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يامر المسلم ان ياكل او يشرب ما وقع فيه الذابا وعلى ذلك هو حر ان شاء اكله او شربه وان شاء اعطاه غيره فلا اشطال فى الامر وكل ما امرع به ان يغمسه لان فىاحد جناحيه داء وفى الاخر دواء.
: س5: هل تصح نسبة كتاب النبوات لابن تيمية؟
الجواب: فى نظرى انه لابن تيمية فالأسلوب أسلوبه وانا لم احكم ان نسبته لابن تيمية تثبت بخطوط فهذا لا استند اليه ولا اجعله دليلا لى لاني لا اعرف الخطوط ولا اعرف خط ابن تيمية حتى أطبق على المخطوط وكذلك لم احكم من جهة سلسلة موثوق بها من عهد بن تيمية الى يومى هذا فليس عندى ذلك السند انما الذى استند اليها فى هذا معرفتى باسلوب ابن تيمية فاننى إذا قرأت قى كتاب الطبري لابن جرير الطبري او كتب ابن تيميه اعرف طريقته فى الاستدلال واعرف دورانه وجدله حول الموضوع وذلك بكثره قراءتى لكتبه وانا قرات كتاب النبوات واعرف ان الاسلوب اسلوبه وان منه موجود فى كتب اثق بانها كتب ابن تيمية غير هذا الكتاب.
ــــــ
حكم من رد السنة جملة وتفصيلا
ـــــ
س6: كيف تروم التعامل مع يرد سنة النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان ذلك جملة او تفصيلا خاصة وان من هؤلاء من يتولون الحكم فى بعض بلاد المسلمين اليوم؟
الجواب: الحكم فيمن رد السنة جملة – اى كلها – فهو كافر فمن لم يقبل منها الا ما كان فى القرآن فهو كافر لانه معارض للقرآن فهو كافر مناقض لآيات القرآن والله تعالى يقول: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ) ويقول تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) ويقول تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) فقوله: (فاتبعونى) هذا عام فحد المفعول طريق من طرق افادة العموم (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ) وما من صيغ العموم وقوله: (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ) اى: تنازغ الرعية واولو الامر من العلماء والحكام (فى شيء) فردوه الى الله والرسول فلم يجعله الى الله وحده بل جعه الى الله والى الرسول، ورده الى الله رده الى كتاب الله ورده الى الرسول بعد وفاته رده سنته عليه الصلاة واتلسلام فدعواه انه يعمل بالقرآن عقيدة وعملا وخلقا ويرد جمله – هذه الطائفة التى تسمى نفسها (القرآنية) – دعوة باطلة وهو مناقض لنفسه لانه كذب آيات القرآن التى فيها الامر باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واخذ ما جاء به وطاعتهخ فيما جاء به من عند الله عموما دون ان يخص آيات القرآن ثم هو فى الوقت نفسه كيف يصلي؟ وكيف يحدد اوقات الصلوات؟ وكيف يصوم؟ وعن اى شيء يصوم؟ وتفاصيل الصيام كيف يعرفها؟ وكيف يحج بيت الله الحرام؟ فليس هناك الا اركان محدود\ة من الحج فى سورة البقرة وكذلك اين نصب الزكاة؟ وكيف يزكي؟
فمن يدعى هذا مغالط ومناقض لنفسه ومناقض للقرآن، لانه رد آياته الكثيرة التى ورد فيها الامر بطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام والاخذ بما جاء به ومناقض لاجماع المسلمين ولاجماع الصحابة رضوان الله عليهم فانهم جميعا لم يشذ واحد منهم عن الاخذ بالسنة فاذا هو كافر بالقرآن واتن ادعى انه مؤمن به والكافر بآية منه كالكافر بكل آياته كافر بالاجماع منكر له اى: اجماع الصحابة رضوان الله عليهم فما فيهم واحد شذ عن السنة وانكرها جملة واذا انكر احدهم شيئا فانما ينكر حديثا من جهة الراوى لا من جهة انه كلام الرسول عليه الصلاة والسلام اى السنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/167)
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[12 - 01 - 08, 12:03 ص]ـ
وهذه ايضا لا يقوى على ان يقوم بالصلوات الخمس على وجهها المعلوم من الدين بالضرورة فصلاة العصر اربع ركعات، وصلاة الصبح ركعتين لا يجد هذا فى كتاب الله فمن أين جاء هذا؟ ما جاء الا من تعليم جبريل للرسول علسيه الصلاة والسلام وتعليم الرسول عليه والصلاة والسلام لاصحابى، فمن اين يالتى بهذا؟ فهذا مجمل الرد عليه واثبات انه كافر بالقرآن كافر بالاجماع اليقيني، كافر بالمعلوم من الدين بالضرورة، من مثل ان ركعات الظهر اربع، والعصر اربع، والعشاء اربع، والمغرب ثلاث والصبح ركعتان، وكافر ايضا بتفاصيل الصيام لانها ليست فى القرآن وهى معلومة من الدين بالضرورة فلذلك كان كافرا.
الاجتهاد شيء ورد الاحاديث شيء اخر:
اما الذى ينكر حديث العلة فى سنده يختلف فيها مع غيره من رجال الحديث فهذا نوع من الاجتهاد يقال فيه أخطأ واصاب، ولا يقال فيه امن وكفر.
وكذلك إذا رد ظاهر الحديث متأولا له تأويلا تسوغه اللغة العربية ففسره بمعنى مختلف عن المعنى الذي فسره به غيره فهذا حمله على الظاهر وهذا تأوله فهذا لا يقال فيه أمن وكفر , وانما يقال فيه أخطأ واصاب فمن اصاب فله اجران ومن أخطأ لفله اجر واحد، ويلزمه العمل بما اعتقده وان كان خطأ فى نفسه ودليل ذلك حدث فى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فى الذهاب الى بني قريظة , حين قال: (لا يصلين احد العصر الا فى بني قريظة " فاختلفوا على انفسهم فمنهم من اخر العصر على ظاهر الحديث مثل ما يقول ابن حزم: لو كنت معهم ما صليت العصر الا فى بني قؤيظة لانه ظاهرى وغيرهم قال: ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يدر منا هذا ولكن اراد منا السرعة والمبادرة ولم يرد منا ان نترك الصلاة فى وقتها هذا فرض وذاك فرض وفريضة الصلاة لا يسقطها الججهاد فنصلى ثم نسرع ولا نتمهل وصلوا فى الوقت ولما اجتمعوا عند النبي صلى الله ع ليه وسلم لم يعنف طائفة من الطائفتين لا المخطئة ولا المصيبة لا التى أخرت ولا التى عجلت.
هذا دليل على ان الاحاديث التى هى مجال للاجتهاد يقال فى الخلاف فيها اخطأ واصاب لا أمن وكفر ويعذر من أخطأ وبناؤه على عمله على اجتهاده الخاطئ صحيح.
والثاني المصيب معلوم ايضا معروف واضح انه يؤجر اجرين ويجب عليه العمل باجتهاده.
القصد ان من ينكر الحديث من جهة سنده للاختلاف بينه وبين غيره فى توفر اسباب القبول وعدم توفرها هذا لا نقول له: انك آمنت او كفرت بل نقول له: اخطأت او أصبت، وكذلك لو تأول متنا وفيه مجال للاجتهاد يقال فيه اخطأ واصاب.
حكم من خالف معلوما من الدين بالضرورة:
ام ان ياتى بصريح السنة مثل صلاة اربع ركعات , ويقول هذه تصلى ركعتين , نقول له: لا انت خالفت معلوما من الدين بالضرورة فانت كافر وكذلك من يقول: ان الصلوات فى اليوم والليلة صلاتان فقط صلاة فى النهار , وصلاة فى الليل و يذكر القرآن لان فيه الصلاة اول النهار واخر النهار , وصلاة من الليل ففيه ثلاث صلوات , واحدة فى الليل بنص القرآن وواحدة فى الغدو وواحدة فى الاصال، فيصلى ثلاث صلوات بنص القرآن ويضيع ثلاة الظهر لانها ليست فى الغدو ويضيع واحدة من الصلاتين اللتين بالليل فهذا نقول له انت انكرت معلوما من الدين بالضرورة وان لم يكن فى القرآن لكنه ثابت متواتر تواترا عمليا وتواترا قوليا فانكارك مثل انكار للقرآن فهذا نقول له: انه كافر , لانه خالف معلوما من الدين بالضرورة.
وامان ان انكر شيئا واحدة انكر حديثا واحدا , او عملا واحدا مثل من ينكر صلاة الوتر – ولا اقول هذا فى الفرئض - سواء قلنا ان الوتر واجب والواجب اقل من الفرض او قلنا ان الوتر سنة مؤكدة من ينكر صلاة الوتر فهو كافر انكر سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم معلومة من الدين بالضرورة وانا ما اخص هذا بالفرائض الخمس يعنى الكلام ليس على درجة اهو فرض او سنة فمن ينكر ان هناك رواتب للفرائض ركعتان بعد من ينكر ان هناك ان هناك تهجد الليل هذا انكر معلوما من الدين بالضرورة بعضه فى القرآن وبعضه فى السنة فيقال:كافر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/168)
فما كان فيه مجال للاجتهاد يقال فيه أخطأ واصاب ولا يقال فيه امن وكفر وما لم يكن فيه مجال للاجتهاد وهو ثابت ثبوتا قطعيا او معوما من الدين بالضرورة فهو كافر وان كان الذي انكره شيئا واحدا وان لم يكن اصله فى القرآن هذا هو حكم الصنفين من انكر الجملة ومن انكر البعض هذا هو التفصل.
س7: هل يجوز للسملم ان يتمسك برأيه إذا كان مخطئا ولكنه مجتهد فى ذلك؟ وهل يقبل منه ذلك شرعا بحجة انه مجتهد؟
الجواب: المجتهد إذا راى رايا ولو خطأ وله جهة من جهة اللغة ومن جهة اللغة ومن جهة مقاصد الشرع – فله ان يتمسك برايه ولو كان خطأ فى الواقع لكنه لم يتبين له خطؤه وما قامت عليه الحجة اما إذا تبينت له الحجة فيجب عليه ان يرجع عن رأيه لو كان مجتهدا والحق احق ان يتبع اما الذي لا دراية له ولا قدرة له على الاجتهاد انما هو فى تفكيره فى دنياه واخرته على غيره فهذا ليس له ان يتعصب لمذهب اوان يتعصب لراى عليه ان ضع يده كالاعمى على كتف غيره ممن يثق بهم بعنى يجتهد فى اختيار الشخصيات المأمونة المعروفة بالعدل والمعرفة بالاجتهاد والاصابة فى الجملة عليه ان يجتهد فى اختيار الافراد لا ان يجتهد فى النصوص وليست الصحيحة.
ــــــــــــــــ
الشبهة الرابعة
شبهة اخرى والجواب عليها
ـــــــ
س7: ما حكم من يقول ان بعض الاحاديث تنكر بعضها؟
الجواب: الرسول عليه الصلاة والسلام ليس برجل بدوى يخبط خبطا عشوائيا وهو وامته امية فلا يمكن ان يتكلم بتخمين فكونه يخبر بان الذباب فى احد جناحيه داء ةوفى ارلاخر دواء ولا يمكن ان يتكلم به عن طريق اجتهاد فى امر لا يعنيه وليس من شأنه انما يتكلم فيه عن وحى ولذلك علل وقال فى احد جناحيه داء وفى الاخر دواء فالمسألة ليست مساله اجتهاد قال بمقتضاه فى امر ليس من شانه انما هو حى من الله فمثله لا يمكن ان يدخل فيه باجتهاده وهوامى فى امة امية يقول فى احد جناحى الذباب داء وفى الاخر دواء وليس هناك منامته من العرب من يدرى عن وخواص الذابا ولا خواص ما فى اجنحته هذا ما يمكن ان يقوله رسول من عند نفسه فى شان من شؤونه انما هو وحى من الله اوحى الى رسوله فتكملم به.
اما موضوع التلقيح فهم رجال نخل فى بلاد العرب – وهم رجال التمور وقد يدخل فى مثل هذا باجتهاد كما دخل فى مسأله النزول فى ميدان القتال واجتهد ولما اراد ان يصطلح مع قريش والاحزاب لما جاءت الى المدينة فى غزوة الاحزاب وان يبرم معهم صلح وان ينزل لهم عن بعض الشيء فابى الانصار فرجع الى راى الانصار الذي اشاروا به وكانت الحرب هذا فيه مجال للاجتهاد فيمكن ان يقول فيه برايه ويمكن ان يظهر له خطؤه وان يرجع عنه.
اما الذي لا يحق لمثله الدخول فيه اصلا وهو من الامور الغيبية بالنظر له ولامته فمثل وهو قوله: فى احد جناحيه داء داء وفى الاخر دواء هذا لا يمكن ان يكون منه ولا يجترئ عليه وهو امى، بل لابد أ ن يكون بوحى من الله.
فالذين يقولون هذا الكلام ينظرون الى كلمات المشوشين فى الموضوع.
الذين يقولون: انما بعث للتشريع وهذا صحيح، ولكن ايضا احيانا يخبر بامور غيبية فيها مصلحة المسلمين وفيها علاج مثل العلاج بالرقية وهذا لا يقول به الاطباء فالاطباء لا يقولون بالكى وهم يكوون اى يعالجون بالكي وهم ينكرون الكي ويسجنون من كوي وسلم نفسه للكي فهم يعالجون بعض الادواء بالكي لكنه لا يسلخ الجلد وذلك بالكهرباء، واللعرب يعالجونه بالكي فهم يعالجون بالكي وهو اسرع – من جهة السبب – فى العلاج، والعلاج بالكهرباء بطئ وذلك مثل الشلل فهو يعالج بالكي وهم يعالجونه بالكهرباء فهذا فقط نوع من العلاج لا يسلخ الجلد ولا يوجد جرح وذلك نوع من العلاج البدائي اخبر به الرسول علخ الصلاة والسلام، يقول: " ان كان الشفاء فى شيء ففى ثلاث وذكر منها الكي " هل اتبع اولئك واقول هذا ليس من فنه؟ ام ان التجربة ايضا اثبتت ان هذا يعالج به فاتخير الشخص الذي يكوي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/169)
كذلك الرقية هل يؤمن بها الاطباء؟! هم يتبعون الفرنجة الكفرة فلا يعملون بالرقية، والرقية ثابته شرعا، وهى نوع من العلاج، نوع من التشريع ورسول الله صلى الله عليه وسلم جاء للتشريع ولا يقال: ما الذى ادخله فى الرقية والعلاج؟ وما الذى يدخله فى الحل السحر؟ وما الذى يدخله فى الاثمد وانه خير انواع العلاج للعين؟ فهذه الامور دخل فيها بحالتين:
أ- منها مكا يرجع الى التجربة فى قومه.
ب- ومنها ما يرجع الى الوحى.
فالتى قامت القرائن على انه من الوحى نؤمن به ونكذب الاطباء فالان السرطان هل اكتشف الاطباء ميكروب السرطان؟ لم يكتشف الاطباء ميكروب السرطان الى اليوم، ويوجد كثير من الاشياء ما وصلوا اليها فى الوقت الحاضر وآفات كثيرة مات وصلوا الى علاجها وقد يكشف طبيب او جملة من الاطباء ويشخصون مرضا ويتبين ان المرض على خلاف ما شخصوا وهم جملة فهم يخطئون.
القصد انني اتهم الاطباء، ولا اتهم الله، ولا اتهم رسوله، ولا اتهم علمياء السلمين العدول، الذين ضبطوا ما نقولا بسند متصل، ولم ينقض كلام بعضهم بعضا وليس هناك تعارض بينهم، وبين القرآن، فانا اثق بهم اكثر من ثقتى بالاطباء مهما كانوا اقوياء.
وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين.
تقديم نصوص الكتاب والسنة
على العقل
ــــــــ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد
فان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد ايده الله بروح من عنده ايده فى التشريع بالوحي وعصمه فى الاخبار عن الكذب فلا ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى.
وما كان منه عليه الصلاة والسلام عن اجتهاد اقره الله تعالى عليه ان اصاب فيه وكشف له عن الحق وابان له الصواب ان اخطأ فكان بفضل الله وتوفيقه على بينه وبصيرة من امره على كل حال لم يكلم الله لنفسه ولم يدعه لحسن تفكيره، بل هداه سبحانه فى كل شئونه الى سواء السبيل.
لقد انزل الله عليه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
واوحى اليه من الاحاديث ما فيه بيان لما اجمل فى القرآن وتفصيل لقواعده، وشرح للعقائد والشرائع فضلا من الله ورحمه والله عليم حكيم.
قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) فوجب تصديق ما جاء فى كتاب الله وما صح من الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحيمها فى كل شأن من الشئون والرضا والتسليم لحكمها دون حرج او ضيق فى الصدور تحقيقا للايمان وتطهيرا للقلوب من درن الشرك والنفاق قال الله تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً).
ولا يغتر إنسان بما آتاه الله من قوة في العقل وسعة في التفكير وبسطة في العلم فيجعل عقله أصلاً ونصوص الكتاب والسنة الثابتة فرعاً فما وافق منهما عقله قبله واتخذه ديناً وما خالفه منهما لوى به لسانه وحرفه عن موضعه وأوله على غير تأويله إن لم يسعه إنكاره وإلا رده ما وجد في ظنه إلى ذلك سبيلاً ثقة بعقله واطمئناناً إلى القواعد التي أصلها بتفكيره واتهاماً لرسول الله r أو تحديد مهمة رسالته وتضيق دائرة ما يجب اتباعه فيه واتهاماً لثقاة الأمة وعدولها وأئمة العلم وأهل الأمانة الذين نقلوا إلينا نصوص الشريعة ووصلت إلينا عن طريقهم إلى تفويض دعائم الشريعة المفضية إلى القضاء على أصولها إذ طبائع الناس مختلفة واستعدادهم الفكري متفاوت وعقولهم متباينة وقد تتسلط عليهم الأهواء ويشوب تفكيرهم الأغراض فلا يكادون يتفقون على شئ اللهم إلا ما كان من الحسيات أو الضروريات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/170)
فأي عقل من العقول يجعل أصلاً يحكم في نصوص الشريعة فترد أو تنزل على مقتضاه فهماً وتأويلاً أعقل الخوارج في الخروج على الولاة، وإشاعة الفوضى وإباحة الدماء؟ ام عقل الجهمية في تأويل نصوص الأسماء والصفات وتحريفها عن موضعها؟ أم عقل المعتزلة ومن نصوص الأسماء والصفات وتحريفها عن موضعها؟ ام عقل المعتزلة ومن وافقهم في تأويل نصوص أسماء الله وصفاته ونصوص القضاء والقدر وإنكار رؤية المؤمنين أين ربهم يوم القيامة؟ أم عقل الغلاة في إثبات الأسماء والصفات والغلاة في سلب المكلفين المشيئة والقدرة على الأعمال؟ أو عقل من قالوا بوحدة الوجود ...... الخ.
ولقد أحسن العلامة أحمد بن عبد الحليم بن تيمية – رحمه الله – إذ يقول " المخالفون للكتاب والسنة وسلف الأمة من المتأولين في هذا الباب في أمر مريج، فإن من ينكر الرؤية يزعم أن العقل يحيلها وانه مضطر فيها إلى التأويل ومن يحيل أن لله علماً وقدرة وأن يكون كلامه غير مخلوق ونحو ذلك يقول إن العقل أحاد ذلك فاضطر إلى التأويل بل من ينكر حشر الأجساد والأكل والشرب الحقيقيين في الجنة يزعم أن العقل أحال ذلك وانه مضطر إلى التأويل ومن يزعم أن الله ليس فوق العرش يزعم أن العقل أحال ذلك وانه مضطر إلى التأويل "
ويكفيك دليلاً على فساد قول هؤلاء أنه ليس لواحد منهم قاعدة مستمرة فيما يحيله العقل بل منهم من يزعم أن العقل جوز وأوجب ما يدعي الآخر أن العقل أحاله فياليت شعري بأي عقل يوزن الكتاب والسنة فرضي الله عن الإمام مالك بن أنس حيث قال: أو كلما جاء رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد r لجدل هؤلاء، انتهى.
هذا وإن فريقاً ممن قدسوا وخدعتهم أنفسهم واتهموا سنة نبيهم قد أنكروا رفع الله نبيه عيسى بن مريم عليه السلام إلى السماء حياً بدناً وروحاً ونزوله آخر الزمان حكماً عدلاً لا لشئ سوى اتباع ما تشابه من الآيات دون ردها إلى المحكم منها اتباعاً لما ظنوه دليلاً عقلياً وما هو إلا وهم وخيال وردوا ما ثبت من سنة النبي r نزولاً على ما أصلوه من عند أنفسهم من ان العقائد لا يستدل عليها بأحاديث الآحاد واتهاماً لبعض الصحابة فيما نقلوا من الأحاديث وفي ذلك جرأة منهم على التقاة الأمناء من أهل العلم والعرفان دون حجة أو برهان وتطاولوا على علماء الأحاديث وتناولوا رجال الجرح والتعديل بألسنة حداد جهلاً منهم بما قدموه من خدمة للدين وحفظ الأصل الثاني من أصول الإسلام وهو السنة النبوية وعجزاً منهم عن أن يهضموا ما دون أولئك الأمة الأخيار من كتب في قواعد علوم الحديث ودواوين في تاريخ رواة الحديث وبيان
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[12 - 01 - 08, 12:04 ص]ـ
تقبل روايته ممن ترد روايته وما يقبل من الأحاديث وما يرد وذباً عن السنة النبوية وحفاظاً عليها درجاتهم ومراتبهم في الرواية وطبقاتهم ومواليدهم ووفايتهم ولقاء بعضهم بعضاً أو سماعه تمييزاً لمن.
الحكم بغير ما أنزل الله
قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً).
أمر الله جل شأنه جميع الناس أن يرد كل منهم ما لديه من الأمانة إلي أهلها، أياً كانت تلك الأمانة، فعم سبحانه بأمره كل مكلف، وكل أمانة، سواء كان ما ورد في نزول الآية صحيحاً أم غير صحيح، فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/171)
- ثم أوصى سبحانه من وكل إليه الحكم في خصومه أو الفصل بين الناس في أمر ما ان يحكم بينهم بالعدل، سواء كان محكماً أو ولى أمر عام أو خاص، ولا عدل إلا ما جاء في كتاب الله أو سنة أسداه إلي عباده من الموعظة إغراء لهم بالقيام بحقها والوقوف ةعند حدودها، وختم الآية بالثناء على نفسه بما هو أهله من كمال السمع والبصر ترغيباً في امتثال أمره رجاء ثوابه، وتحذيراً من مخالفة شرعه خوف عقابه، ثم أمر تعالى المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله r مطلقاً، لأن الوحى وكله حق، وأمر بطاعة أولى الأمر فيما وضح أمره من المعروف لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما دلت عليه النصوص الثابتة الصريحة في ذلك، فإن اشتبه الأمر ووقع النزاع وجب الرجوع في بيان الحق والفصل فيما اختلف فيه إلي الكتاب والسنة لقوله سبحانه: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).
وقوله (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).
وأمثال ذلك من نصوص الكتاب والسنة فإن الرجوع إليهما عند الحيرة أو النزاع خير عاقبة وأحسن مالاً، وهذا إنما يكون فيما فيه مجال للنظر والاجتهاد، فمن بذل جهده ونظر في أدلة الشرع وأخذ بأسباب الوصول إلي الحق، فهو مأجور، أجران إن أصاب حكم الله، ومعذور مأجور أجراً واحداً إن أخطأه، وله أن يعمل بذلك في نفسه وأن يحكم به بين الناس، ويعمله الناس مع بيان وجهة نظره المستمدة من أدلة الشرع على كلتا الحالتين بناء على قاعدة التيسير ورفع الحرج وعملاً بقوله تعالى (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ).
وبقول النبي r " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " ولقوله r " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد " رواه أحمد والبخارى ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذى وابن ماجه. ومن لم يبذل جهده في ذلك ولم يسأل أهل العلم وعبد الله على غير بصيره، أو حكم بين الناس في خصومة فهو آثم ضال مستحق العذاب إن لم يتب ويتغمده الله برحمته قال تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً).
وكذا من علم الحق ورضي بحكم الله لكن غلبه هواه أحياناً فعمل في نفسه، أو حكم بين الناس في بعض المسائل أو القضايا على خلاف ما علمه من الشرع لعصبية أو لرشوة مثلاً فهو آثم لكنه غير كافر كفراً يخرج من الإسلام، إذا كان معترفاً بأنه أساء ولم ينتقص شرع الله ولم يسيء الظن به بل يجز في نفسه ما صدر منه ويرى أن الخير والصلاح في العمل بحكم الله تعالى، روى الحاكم عن بريدة رضي الله عنه عن النبى r أنه قال: " قاضيان في النار وقاض في الجنة، قاض عرف الحق فقضي به فهو في الجنة، وقاض عرف الحق فجار متعمداً، أو قضي بغير علم فهو في النار ... ".
إن من كان منتسباً للإسلام عالماً بأحكامه، ثم وضع للناس أحكاماً وهيأ لهم نظماً ليعلموا بها ويتحاكموا إليها، وهو يعلم أنها تخالف أحكام الإسلام، فهو كافر خارج من ملة الإسلام، وكذا الحكم فيمن أمر بتشكيل لجنة أو لجان لذلك.
ومن أمر الناس بالتحاكم إلي تلك النظم والقوانين أو حملهم على التحاكم إليها وهو يعلم أنها مخالفة لشريعة الإسلام، وكذا من يتولى الحكم بها ويطبقها فيلا القضايا، ومن أطاعهم في التحاكم إليها باختياره مع علمه بمخالفتها للإسلام فجميع هؤلاء في الإعراض عن حكم الله، لكن بعضهم بوضع تشريع يضاهى به تشريع الإسلام ويناقضه على علم منه وبينة، وبعضهم بالأمر بتطبيقة أو حمل الأمة على العمل به أو ولى الحكم به بين الناس أو تنفيذ الحكم بمقتضاه، وبعضهم بطاعة الولاة والرضا بما شرعوا لهم بما لم يأذن به الله ويم ينزل به سلطاناً، فكلهم قد اتبع هواه بغير هدى من الله، وصدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه وكانوا شركاء في الزيغ والألحاد والكفر والطغيان، ولا ينفعهم علمهم بشرع الله واعتقادهم ما فيه من إعراضهم عنه وتجافيهم لأحكامه وإتيانهم بتشريع من عند أنفسهم وتطبيقه والتحاكم إليه، كما لم ينفع إبليس علمه بالحق واعتقاده إياه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/172)
مع إعراضه عنه وعدم الاستسلام والانقياد له.
وبهذا قد اتخذوا هواهم إلهاً فصدق فيهم قوله تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)
وقوله تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ). الآيات إلي قوله سبحانه (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ) إلي قوله تعالى (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ).
وقوله سبحانه (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً* وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً). إلي قوله تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
إن هؤلاء قد صدوا عن تحكيم شرع الله انتقاصاً له وإساءة للظن بربهم الذي شرعه له، وابتغاء الكمال فيما سولته لهم أنفسهم وأوحى به إليهم شياطينهم، كأن لسان حالهم يقول: " إن شريعة الكتاب والسنة نزلت لزمان غير زماننا ليعالج مشاكل قوم تختلف أحوالهم عن أحوالنا وقد يجدى في إصلاحهم ما لا يناسب أهل زماننا، فلكل عصر شأنه، ولكل قوم حكم يتناسب مع ظروفهم ونوع حضارتهم وثقافتهم" فكانوا كمن أمر الله رسوله أن ينكر عليهم ويبكتهم بقوله: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً) إلي قوله تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
وكانوا ممن حقت عليهم كلمة العذاب وحكم الله عليهم بأن لا خلاق لهم فى الآخرة بقوله: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
لقد استهوى الشيطان هؤلاء المغرورين فزين لهم أن يسنوا قوانين من عند أنفسهم ليتحاكموا إليها ويفصلوا بها فيم خصوماتهم، وسول لهم أن يضعوا قواعد بمدى تفكيرهم القاصر وهواهم الجائر لينظموا بها اقتصادهم وسائر معاملاتهم، محادة لكتاب الله واعتقاداً منهم أنه لا يصلح للتطبيق والعمل به في عهدهم، ولا يكفل لهم مصالحهم، ولا يعالج ما جد من مشاكلهم، حيث اختلفت الظروف والأحوال عما كانت عليه أيام نزول الوحى، واتسع نطاق المعاملات وكثرت المشكلات، فلا بد لتنظيم المعاملات، الفصل في الخصومات من قوانين وقواعد جديدة يضعها المفكرون من أهل العصر، والواقفون على أحوال أهله، المطلعون على المشاكل، العارفون بأسبابها وطرق حلها لتكون مستمدة من واقع الحياة فتتناسب مع أحوال الناس وظروفهم الحاضرة ومع مستوى ثقافتهم وحضارتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/173)
فهؤلاء وقد طغى عليهم الغرور الفكرى، فركبوا رؤوسهم ولم يقدروا عقولهم قدرها ولم ينزلونها منزلتها، ولم يقدروا الله حق قدره، ولم يعرفوا حقيقة شرعه، ولا طريق تطبيق مناهجه وأحكامه، ولم يعلموا أن الله قد أحاط بكل شيء علماً، فعلم ما كان وما سيكون من اختلاف الأحوال، وكثرة المشاكل، وأنه أنزل شريعة عامة شاملة، وقواعد كلية محكمة وقدرها بكامل علمه وبالغ حكمته فأحسن تقديرها، وجعلها صالحة لكل وقدرها بكامل علمه وبالغ حكمته فأحسن تقديرها، جعلها صالحة لكل زمان ومكان، فمهما اختلفت الطبائع والحضارات، وتباينت الظروف والأحوال، فهى صالحة لتنظيم معاملات العباد وتبادل المنافع بينهم والفصل في خصوماتهم وحل مشاكلهم، وصلاح جميع شؤونهم في عباداتهم ومعاملاتهم.
إن العقول التى منحها الله عباده ليعرفوه بها، وليهتدوا بفهمها لتشريعه إلي ما فيه سعادتهم في العاجل والآجل، قد اتخذوا منها خصماً لدوداً لله فأنكروا حكمته وحسن تدبيره وتقديره، وضاقوا ذرعاً بتشريعه وأساءوا الظن به فانتقصوه وردوه، وقد يصابون بذلك وهم لا يدرون لأنهم بغرورهم بفكرهم عميت عليهم معالم الحق والعدل فكانوا من الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. وكانوا ممن بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار.
إن الله وسبحانه كثيراً ما يذكر الناس في القرآن بأحوال المعتدين الهالكين، ويحثهم على أن يسيروا في الأرض لينظروا ما كانوا فيه من قوة ورغد عيش وحضارة وبسطة في العلم، نظر عظة واعتبار، ليتذكروا طريقهم، إتقاء لسوء مصيرهم، ولفت النظر في بعض الأمور إلي جريمة الغرور الفكرى، لشدة خطره، وبين أنه الفتنة الكبرى التى دفعوا بها في صدور الرسل، وردوا بها دعوتهم ليعرفنا بقصور عقول البشر، أنها لا تصلح لمقاومة دعوة الرسل، وليحذرنا من خطر الغرور الفكرى الذي هلك به قاوم المرسلين.
قال تعالى (َفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ *فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ).
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[12 - 01 - 08, 12:06 ص]ـ
http://www.afifyy.com/book.html(46/174)
والأشاعرة مخالفون لما عليه السلف في جملة من القضايا الكبار
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - 01 - 08, 05:53 ص]ـ
تاريخ الفتوى: 10 صفر 1423
السؤال
ما هو قولكم في من يؤيد مذهب الأشاعره في العقيدة والقول بأن هذا هو مذهب الأحناف والشافعية والمالكية؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمذهب الأشاعرة في العقيدة قائم على آراء الإمام أبي الحسن الأشعري في المرحلة الثانية من حياته، وهي المرحلة التي وافق فيها ابن كلاب، وقد رجع الأشعري رحمه الله عن كثير من آرائه الاعتقادية التي تبناها في تلك المرحلة. وأثبت معتقده الموافق لأهل الحديث في الجملة في كتبه: مقالات الإسلاميين والإبانة، ورسالة إلى أهل الثغر.
ومن نظر في الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين من بعدهم من أهل القرون المفضلة علم أن كثيراً مما عليه الأشاعرة اليوم مخالف لذلك. ومن شاء فليقرأ ما دونه اللالكائي في: أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، والأصفهاني في:الحجة، والذهبي في: العلو، وقبلهم عبد الله بن أحمد في السنة، وابن خزيمة في: التوحيد، وابن منده في: التوحيد، أيضاً، والصابوني في: معتقد أهل الحديث، وغير ذلك من دواوين أهل الإسلام، وهي دواوين نقية يعتمد عليها. والأشاعرة مخالفون لما عليه السلف في جملة من القضايا الكبار، كالإيمان والقدر والكلام والعلو وكثير من الصفات التي يتأولونها أو يثبتونها مع تفويض معناها.
وليس هذا مقام بسط وتفصيل، لكن من أراد التحقق من ذلك فليقرأ ما ألف في عرض مذهب الأشاعرة ونقده، ومن ذلك: موقف ابن تيمية من الأشاعرة للدكتور عبد الرحمن المحمود، ومنهج الأشاعرة للدكتور خالد عبد اللطيف نور، ومنهج الأشاعرة في العقيدة للدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي. وأما الزعم بأنه مذهب الأحناف والشافعية والمالكية فإنه زعم غير صحيح، فإن أكثر الأحناف على مذهب الماتريدية، والموافقون للأشاعرة من الشافعية والمالكية إنما هم المتأخرون منهم وفيهم جماعة من أفاضلهم ينصرون مذهب السلف وأهل الحديث، بل كثير من الأشاعرة المتقدمين ليسوا على ما تدين به الأشاعرة في العصور المتأخرة. ولو سلم أن أكثر هؤلاء يوافقون الأشاعرة في المعتقد، فإننا نقول: لا مجال للمقارنة بين هؤلاء وبين أساطين المحدثين وأئمة الإسلام في القرون الأولى.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[ماجد العتيبي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 06:33 ص]ـ
جزاك الله خير اخي ابويوسف على التوضيح
ووفقك الله
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - 01 - 08, 08:00 ص]ـ
وإياك .. أخي الكريم ماجد
بارك الله فيك
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 09:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا
كلام علمي، مركز، مفيد
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - 01 - 08, 09:44 ص]ـ
وإياك
حفظ الله الشيخ أبا طارق
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[12 - 01 - 08, 12:14 م]ـ
بارك الله فيك ونفعك بك، ووفقني وإياك لما يحب ويرضى.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - 01 - 08, 02:32 م]ـ
وفيك; .. أخي الكريم عيسى
جزاك الله خيراً
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 03:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - 01 - 08, 04:12 م]ـ
وإياك أخي الكريم
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[12 - 01 - 08, 04:38 م]ـ
باركَ اللهُ فيكم شيخنا الفاضل أبا يوسف على هذه التُحفة ..
وهاهنا تنبيهٌ مهمٌ جداً ..
والأشاعرة مخالفون لما عليه السلف في جملة من القضايا الكبار، كالإيمان والقدر والكلام والعلو وكثير من الصفات التي يتأولونها أو يثبتونها مع تفويض معناها.
من أراد معرفَةَ عالمٍ من علماء الإسلام؛ كَشُرَّاحِ الأحاديث - مثلاً -، أو المُفسِّرين؛ فمن الخطأ أن ينظرَ إلى كلامه في الصِّفات فحسب؛ فإن أثبتها فهو سَلَفيُّ، وإن أوَّلها فهو أشعريّ ..
هذا الاستقراء ناقصٌ، وقد جرَّ تُهَماً ..
إذْ إنَّ المذهبَ الأشعريّ له أصولٌ وقواعد؛ فله أصولٌ في الصِّفات، والقدر، والإيمان ........
فمن قرَّرها؛ فهو أشعري ..
ومن أوَّل الصفات فقط، وكان في باقي الأصول على المعتقد السَّليم؛ فهو أشعريُّ في الصِّفات ..
هذا الوصفُ أدقّ مِن إطلاقِ الأشعريَّة عليه برُمَّتها ..
والله أعلم.(46/175)
ابن اللسك / الجواب الكافي على قصيدة الدواء الشافي
ـ[عبدالله بن أحمد بن ناشي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 11:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن اللسك / الجواب الكافي على قصيدة الدواء الشافي موقع أهل السنة بقرية اللسك ( http://www.lesek.jeeran.com/index.htm)
الحمدُ لله العلي الغفار، خلق السماء بغير عمدٍ ترونها، وأرسى الجبالَ، ومدَّ الأرضَ، وفجرَ الأنهار، وأصلي وأسلم على خير الورى وآله وصحبه الأطهار وبعد. لقد أوقفني بعض الأخوة على قصيدةٍ لأخ مجهول وزعت بتاريخ 11شوال 1425هـ وقد تم نشرها في شبكة الانترنت وهي تحت عنوان [الدواءُ الشافي لصاحب العقل الجافي] وقد اشتملت هذه القصيدة على بعض الشبه التي يبثها الصوفيون ليسوغوا بها ما هم عليه من الانحراف عن دعوة التوحيد، كاستدلالهم بحديث [أيس الشيطان أن يعبده المصلون في جزيرة العرب] على عدم وقوع الشرك في هذه الجزيرة، والقصيدة قد اشتملت على كثير من المخالفات الشرعية كوصف قائلها لأهل السنة بأنهم تكفيريون ومفرقون، ونحوها وهذه الأمور هي التي تحملنا على الرد على هذه القصيدة.
وأما من حيث كونها شعراً فهي لا تستحق الرد، إذ أنني وجدتها ليس لها بحرٌ لأرمي شباكي في ساحله، وليس لها ميزان لأضع بضاعتي في كفته، ولذلك رددت عليها ببحرٍ غير بحرها، وقافيةٍ غير قافيتها، خلافاً لما هو معهود في ردود الشعر.
سيلٌ يهزُّ السيسبانَ (1) ويقطعُ
برقٌ ورعدٌ ثم غيثٌ نازلٌ
يعطي خيار الزارعين بشائراً
إعصارُ توحيدٍ وبارقُ سنةٍ
ويدكُّ أفكار الخُرافةِ دكةً
ويردُّ في عجلٍ قصيدةَ غائبٍ
يصفُ الرجال الناقدينَ ثعالباً
أن يُبطلَ الحقَّ الصُّراحَ بقولهِ
أتدقُّ في جبلٍ رفيعٍ شاهقٍ
هلاَّ فطنتَ وقد علمتَ بدائكمْ
تاللهِ ما خِفتُ الكلاب إذا عوت
فاللسكُ مجزرةٌ لكلِّ مخرِّفٍ
تلكَ الأُسودُ ألا سمعتَ زئيرَها
أعويلُ ثعلٍ أم طنينُ ذبابةٍ
أبعد قناعكَ إن أردتَ شجاعةً
قد صرتَ عقربةً ودونكَ نملةٌ
ما عادَ يؤلمنا لديغُ عقاربٍ
إني سأنصحكم نصيحةَ مشفقٍ
لا تحسبنَّ قساوتي من حاقدٍ
ولئنْ أردتَ من الحديدِ منافعاً
انظر أُخيَّ إلى النصيحةِ منصفاً
لا تستحي قل لي بربِّك صادقاً
في رفعِ قبرٍ بل وتجصيصِ آخرٍ
أو في بناءِ سقيفةٍ أو مسجدٍ
قل لي بربِّكَ أين قبَّةُ حنبلٍ
بل أين قبَّةُ مصعبٍ أو خالدٍ
قل لي بربِّكَ أين دفُّ معاويه
قل لي بربكَ أين مولدُ جابرٍ
إرجع إلى الكتبِ الصحيحة راغباً
لا تستحي إني أخٌ لك ناصحٌ
واحذر أُخَيَّ بأن تكون حميةً
هذي نصيحتنا وهذا دواؤنا
ظلماً بتكفير الأنام رميتهم
إسمعْ هُديت إلى الصواب قواعداً
لا ينبغي تكفيرُ كلِّ معينٍ
ثم إذا انتفت الموانعُ كلها
ثم الشروطُ توفرت وتظافرت
هذي عقيدتنا وهذا نهجنا
وكذا اعترضت عليهمو مستنكراً
أوَ ما وقفتَ على حديثِ تفرُّقٍ
أهلُ الكتابِ تفرقوا وتنافروا
ونصيبُ أمتِنا افتراقٌ مثلهم
فالنارُ منزلها (2) وليس بلازمٍ
إلا التي هي بالكتاب تمسكت
تلك التي تنجو برحمةِ ربِّنا
هذي أدلتنا بقول نبينا
وزعمتَ بهتاناً وزوراً أننا
ما ضرنا والله تاريخٌ ولا
فاللهُ قد خلق الأنامَ قبائلاً
إن كنتَ ذا نسبٍ وذا حسبٍ فكنْ
إن شئتَ في الدارينِ مرتبةَ العُلا
إنَّ الكريمَ لذو الهدايةِ والتقى
فَهُناكَ لا يتعارفونَ وبينهم
يا أهلَ هذا اللسكِ كلكمو فهل
ونصحتكم جمعاً بتركِ حميةٍ
مَن أنتَ فاكشف عن قناعكَ يا فتى
ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ
قد هاج من وادي الغرابِ ترفَّعوا
يطفي المجامرَ كلها ويفرقعُ
وحدائقُ الأزهارِ تَروى وتُزرعُ
سيضيءُ بين العارضينِ ويلمعُ
ويردُّ كيدَ المعتدين ويدفعُ
مجهولِ عينٍ في ظلامٍ يرتعُ
ويُخالفُ الشرعَ الكريمَ ويطمعُ
قد خبتَ بل قد خابَ ما تتوقعُ
بالرأسِ في غضبٍ ورأسُكَ أصلعُ
ابدأ بنفسك والدواءُ سينفعُ
وإذا بثعلٍ جائعٍ يتوجعُ
سنرى فراركَ أو لحتفكَ موقعُ
فِرْ قبل فوتكَ أو تردُّ وتقمعُ
من تحتِ ثوبٍ في خفاءٍٍ أسمعُ
كم قد ذممتكَ إذ لباسكَ بُرقُعُ
من تحتِ تبلٍ أو حشيشِ تلسعُ
إذ قد رُقينا بدينِ ربٍّ يسمعُ
وعليكمو أبكي وعيني تدمعُ
بالكي ينتفعُ السقيمُ ويقنعُ
بالنارِ يُصهرُ تارةً ويُصنَّعُ
حتى تعودَ إلى الصفاءِ وترجعوا
أين الدليلُ لقولكم والمرجعُ
أو لحدِها تحت القباب وتُجمعُ
بين القبورِ وفوقها وبدائعُ
والشافعيِّ ومالكٍ لا تُخدعُ
وكذا سقيفةُ جعفرٍ هل تسمعوا
وكذا عليٌّ هل يدفُّ ويفقعُ
أو راتبَ المقدادِ حدَّثَ نافعُ
لترى رجالاً بالصلاةِ تقنعوا
ومحذرٌ لطريقِ أحمدَ تابعُ
إنَّ الحميةَ علقمٌ ومقامعُ
فطريقكم خربٌ خطيرٌ بلقعُ
من ذا الذي يُصغي إليك ويسمعُ
بالحقِّ قد وُضعتْ فلا تتسرعوا
إلا بكفرٍ ظاهرٍ فيهِ يرتعُ
كالجهلِ والخطأِ المبينِ ألا تعوا
كالعلمِ بالكفر الذي فيهِ واقعُ
بأدلة الوحيينِ ندعو ونصدعُ
تعيينهم فِرَقاً لشرٍ ترفعُ
قد جاءَ في الأخبارِ صدقٌ ساطعُ
فِرَقاً لها حصرٌ فلا تتنطعوا
سبعونَ بل وثلاثةٌ فلتفزعوا
ذاك الخلودُ ولا بضدٍ نقطعُ
وكذا لأصحابِ النبيِّ تتبَّعوا
وبفضلهِ لهمُ الجنانُ يُمتَّعوا
في ذاكَ حجتنا وهذا الواقعُ
من أجل تاريخٍ لكم نتوجعُ
نسبٌ ولا حسبٌ لكلٍّ منبعُ
لتعارفوا لا أجلِ أن يتقاطعوا
للدينِ صرحٌ شامخٌ ومُدافعُ
كن للتُّقَى بلْ والهدايةِ طامعُ
هذا الذي يومَ القيامة ينفعُ
تتفرقُ الأنسابُ بل تتقطَّعُ
آن الأوان لكم بأن تتجمعوا
ضررُ الحميَّةِ مستطيرٌ فاجعُ
أمقنَّعٌ متسترٌ ومبرقعُ
ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ
1) السيسبان شجرة مؤذية انتشرت في أراضي وادي حضرموت والمراد بها هنا: البدعةُ ومن يدعو إليها ويدافعُ عنها ويسعى لنشرها بين المسلمين.
2) ويدل عليه قوله عليه الصلاة والسلام: [كلها في النار إلا واحدة] ولابد أن يُعلم هنا أن الحكم على الفرقة بأنها في النار لايلزم منه الحكم على افرادها بذلك، ومن قواعد أهل السنة قولهم "ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه، كما أنه ليس كلُّ من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه، كما هو مقرر في كتبهم بأدلته، ولما جهل صاحب القصيدة هذه االقاعدة رماهم بأنهم تكفيرون، فيفهم هذا فإنه مهم، وسيأتي لهذا مزيد إيضاح في الحلقات القادمة إن شاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/176)
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 12:22 ص]ـ
سبحان الله العظيم
بدأت في نقلها على صفحة وورد وتنسيقها حتى أستطيع قراءتها وغفلت عن الرابط الذي ذكره أخي الكريم وعلى كل فالحمد لله إذ قد أتى ذلك بخير فهاك القصيدة منسقة على ملف وورد في المرفقات.
ـ[عبدالله بن أحمد بن ناشي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 09:48 ص]ـ
بارك الله فيك أخي على تنسيق القصيدة وجعلها في ملف وورد وأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك
ولكني أسأل هل أستطيع أن أقوم بتعديلها في نفس الصفحة أرجو الإفادة
ابن اللسك
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 10:01 ص]ـ
لما رأيت القصيدة بلون لا يظهر آثرت إعادة تظليلها و الله الموفق
سيلٌ يهزُّ السيسبانَ (1) ويقطعُ
برقٌ ورعدٌ ثم غيثٌ نازلٌ
يعطي خيار الزارعين بشائراً*
إعصارُ توحيدٍ وبارقُ سنةٍ*
ويدكُّ أفكار الخُرافةِ دكةً*
ويردُّ في عجلٍ قصيدةَ غائبٍ
يصفُ الرجال الناقدينَ ثعالباً
أن يُبطلَ الحقَّ الصُّراحَ بقولهِ
أتدقُّ في جبلٍ رفيعٍ شاهقٍ
هلاَّ فطنتَ وقد علمتَ بدائكمْ
تاللهِ ما خِفتُ الكلاب إذا عوت
فاللسكُ مجزرةٌ لكلِّ مخرِّفٍ
تلكَ الأُسودُ ألا سمعتَ زئيرَها*
أعويلُ ثعلٍ أم طنينُ ذبابةٍ*
أبعد قناعكَ إن أردتَ شجاعةً
قد صرتَ عقربةً ودونكَ نملةٌ*
ما عادَ يؤلمنا لديغُ عقاربٍ
إني سأنصحكم نصيحةَ مشفقٍ
لا تحسبنَّ قساوتي من حاقدٍ*
ولئنْ أردتَ من الحديدِ منافعاً
انظر أُخيَّ إلى النصيحةِ منصفاً*
لا تستحي قل لي بربِّك صادقاً*
في رفعِ قبرٍ بل وتجصيصِ آخرٍ*
أو في بناءِ سقيفةٍ أو مسجدٍ*
قل لي بربِّكَ أين قبَّةُ حنبلٍ
بل أين قبَّةُ مصعبٍ أو خالدٍ
قل لي بربِّكَ أين دفُّ معاويه
قل لي بربكَ أين مولدُ جابرٍ
إرجع إلى الكتبِ الصحيحة راغباً
لا تستحي إني أخٌ لك ناصحٌ
واحذر أُخَيَّ بأن تكون حميةً
هذي نصيحتنا وهذا دواؤنا*
ظلماً بتكفير الأنام رميتهم
إسمعْ هُديت إلى الصواب قواعداً*
لا ينبغي تكفيرُ كلِّ معينٍ
ثم إذا انتفت الموانعُ كلها*
ثم الشروطُ توفرت وتظافرت
هذي عقيدتنا وهذا نهجنا*
وكذا اعترضت عليهمو مستنكراً*
أوَ ما وقفتَ على حديثِ تفرُّقٍ
أهلُ الكتابِ تفرقوا وتنافروا*
ونصيبُ أمتِنا افتراقٌ مثلهم
فالنارُ منزلها (2) وليس بلازمٍ
إلا التي هي بالكتاب تمسكت
تلك التي تنجو برحمةِ ربِّنا
هذي أدلتنا بقول نبينا*
وزعمتَ بهتاناً وزوراً أننا*
ما ضرنا والله تاريخٌ ولا*
فاللهُ قد خلق الأنامَ قبائلاً*
إن كنتَ ذا نسبٍ وذا حسبٍ فكنْ
إن شئتَ في الدارينِ مرتبةَ العُلا*
إنَّ الكريمَ لذو الهدايةِ والتقى*
فَهُناكَ لا يتعارفونَ وبينهم
يا أهلَ هذا اللسكِ كلكمو فهل
ونصحتكم جمعاً بتركِ حميةٍ
مَن أنتَ فاكشف عن قناعكَ يا فتى
ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ
قد هاج من وادي الغرابِ ترفَّعوا
يطفي المجامرَ كلها ويفرقعُ
وحدائقُ الأزهارِ تَروى وتُزرعُ
سيضيءُ بين العارضينِ ويلمعُ
ويردُّ كيدَ المعتدين ويدفعُ
مجهولِ عينٍ في ظلامٍ يرتعُ
ويُخالفُ الشرعَ الكريمَ ويطمعُ
قد خبتَ بل قد خابَ ما تتوقعُ
بالرأسِ في غضبٍ ورأسُكَ أصلعُ
ابدأ بنفسك والدواءُ سينفعُ
وإذا بثعلٍ جائعٍ يتوجعُ
سنرى فراركَ أو لحتفكَ موقعُ
فِرْ قبل فوتكَ أو تردُّ وتقمعُ
من تحتِ ثوبٍ في خفاءٍٍ أسمعُ
كم قد ذممتكَ إذ لباسكَ بُرقُعُ
من تحتِ تبلٍ أو حشيشِ تلسعُ
إذ قد رُقينا بدينِ ربٍّ يسمعُ
وعليكمو أبكي وعيني تدمعُ
بالكي ينتفعُ السقيمُ ويقنعُ
بالنارِ يُصهرُ تارةً ويُصنَّعُ
حتى تعودَ إلى الصفاءِ وترجعوا
أين الدليلُ لقولكم والمرجعُ
أو لحدِها تحت القباب وتُجمعُ
بين القبورِ وفوقها وبدائعُ
والشافعيِّ ومالكٍ لا تُخدعُ
وكذا سقيفةُ جعفرٍ هل تسمعوا
وكذا عليٌّ هل يدفُّ ويفقعُ
أو راتبَ المقدادِ حدَّثَ نافعُ
لترى رجالاً بالصلاةِ تقنعوا
ومحذرٌ لطريقِ أحمدَ تابعُ
إنَّ الحميةَ علقمٌ ومقامعُ
فطريقكم خربٌ خطيرٌ بلقعُ
من ذا الذي يُصغي إليك ويسمعُ
بالحقِّ قد وُضعتْ فلا تتسرعوا
إلا بكفرٍ ظاهرٍ فيهِ يرتعُ
كالجهلِ والخطأِ المبينِ ألا تعوا
كالعلمِ بالكفر الذي فيهِ واقعُ
بأدلة الوحيينِ ندعو ونصدعُ
تعيينهم فِرَقاً لشرٍ ترفعُ
قد جاءَ في الأخبارِ صدقٌ ساطعُ
فِرَقاً لها حصرٌ فلا تتنطعوا
سبعونَ بل وثلاثةٌ فلتفزعوا
ذاك الخلودُ ولا بضدٍ نقطعُ
وكذا لأصحابِ النبيِّ تتبَّعوا
وبفضلهِ لهمُ الجنانُ يُمتَّعوا
في ذاكَ حجتنا وهذا الواقعُ
من أجل تاريخٍ لكم نتوجعُ
نسبٌ ولا حسبٌ لكلٍّ منبعُ
لتعارفوا لا أجلِ أن يتقاطعوا
للدينِ صرحٌ شامخٌ ومُدافعُ
كن للتُّقَى بلْ والهدايةِ طامعُ
هذا الذي يومَ القيامة ينفعُ
تتفرقُ الأنسابُ بل تتقطَّعُ
آن الأوان لكم بأن تتجمعوا
ضررُ الحميَّةِ مستطيرٌ فاجعُ
أمقنَّعٌ متسترٌ ومبرقعُ
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[14 - 01 - 08, 01:23 ص]ـ
بارك الله فيك أخي على تنسيق القصيدة وجعلها في ملف وورد وأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك
ولكني أسأل هل أستطيع أن أقوم بتعديلها في نفس الصفحة أرجو الإفادة
ابن اللسك
وفيكم بارك
هل تقصد صفحة هذا الموضوع؟ إن كان كذلك فهذا يرجع إلى المشرفين.(46/177)
هل يجوز موالات الكفّار في هذه الحالات!؟
ـ[مسلم النابلسي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 01:55 م]ـ
فهذه الأوصاف شرط في النهي عن اتخاذ البطانة من غير المسلمين فإذا اعتراها تغير وتبدل، كما وقع من اليهود، فبعد أن كانوا في صدر الإسلام أشد الناس عداوة للذين آمنوا انقلبوا فصاروا عونا للمسلمين في فتوح الأندلس، وكما وقع من القبط إذ صاروا عوناً للمسلمين على الروم في فتح مصر، فلا يمتنع حينئذ اتخاذهم أولياء وبطانة للمسلمين [5].
في رحاب التفسير 1/ 665
http://meshkat.net/new/*******s.php?catid=6&artid=6546
هل هذا الكلام صحيح!؟(46/178)
اذا أردت أن تعرف محل الإسلام من أهل الزمان فانظر مواطأتهم أعداء الشريعة (ابن عقيل)
ـ[أم حنان]ــــــــ[12 - 01 - 08, 02:23 م]ـ
بسم الله، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
في معرض حديثه عن هجران أهل البدع، ذكر الإمام السفاريني -رحمه الله-في كتابه المفيد غذاء الألباب مايلي:
قال الإمام أحمد رضي الله عنه: ويجب هجر من كفر أو فسق ببدعة أو دعا إلى بدعة مضلة أو مفسقة على من عجز عن الرد عليه أو خاف الاغترار به والتأذي دون غيره.
فظاهره أنه متى كان يقدر على الرد عليه لا يجب هجره بل عليه رد قوله كما في كلام الناظم فيرده (ويدفع) بالبراهين الظاهرة والحجج الباهرة شبهته إن كان له شبهة أو بسيف الشرع (إضرار المضل) للناس الداعي لهم للهلكة واليأس (بمذود) قال في القاموس: المذود كمنبر اللسان. وأصل الذود السوق والطرد والدفع كالذياد وهو ذائد.
وقال ابن مفلح في آدابه: وقيل يجب هجره مطلقا وهو ظاهر كلام الإمام أحمد رضي الله عنه , وقطع ابن عقيل به في معتقده قال ليكون ذلك كسرا له واستصلاحا وقال أيضا يعني ابن عقيل: إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان , فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع , ولا ضجيجهم ب (لبيك) , وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة. عاش [ص: 269] ابن الراوندي والمري - عليهما ما يستحقان - ينظمان وينثران هذا يقول حديث خرافة. والمعري يقول:
تلوا باطلا وجلوا صارما وقالوا صدقنا فقلنا نعم
يعني بالباطل كتاب الله عز وجل , وعظمت قبورهم واشتريت تصانيفهم , وهذا يدل على برودة الدين في القلب , وهذا المعنى قاله أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه.
والحاصل أنه يجب هجر من كفر أو فسق ببدعة أو دعا إلى بدعة مضلة أو مفسقة وهم أهل الأهواء والبدع المخالفون فيما لا يسوغ فيه الخلاف , كالقائلين بخلق القرآن , ونفي القدر , ونفي رؤية الباري في الجنة والمشبهة والمجسمة , والمرجئة الذين يعتقدون أن الإيمان قول بلا عمل , والجهمية والإباضية والحرورية والواقفية , واللفظية , والرافضة , والخوارج , وأمثالهم لأنهم لا يخلون من كفر أو فسق. قاله في المستوعب.
قال الخلال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الثقفي النيسابوري إن أبا عبد الله رضي الله عنه سئل عن رجل له جار رافضي يسلم عليه , قال لا وإذا سلم عليه لا يرد عليه. وقال ابن حامد: يجب على الخامل ومن لا يحتاج إلى خلطتهم , ولا يلزم من يحتاج إلى خلطتهم لنفع المسلمين وهو مراد الناظم بقوله: ويقضي أمور الناس في إتيانه ولا هجر مع تسليمه المتعود (ويقضي) أي ينفذ (أمور) جمع أمر والمراد به حوادث وشئون ومصالح (الناس) الذين لا يقدرون على قضاء حوائج أنفسهم (في إتيانه) أي إتيان هذا المخالط لهؤلاء وغشيانه لأبوابهم وجلوسه في أنديتهم , فهذا لا يجب عليه هجرهم: فتخلص من مجموع كلام الناظم والأصحاب رضوان الله عليه أن من عجز عن الرد أو خاف الاغترار والتأذي وجب عليه الهجر , وأن من قدر على الرد أو كان ممن يحتاج إلى مخالطتهم لنفع المسلمين وقضاء حوائجهم ونحو ذلك من المصالح لم يجب عليه الهجر , لأن من يرد عليهم ويناظرهم يحتاج إلى مشافهتهم ومخالطتهم لأجل ذلك , وكذا من في معناه بخلاف غيره.
وقال ابن تميم: وهجران أهل البدع كافرهم وفاسقهم , والمتظاهر بالمعاصي , وترك السلام عليهم فرض كفاية , ومكروه لسائر الناس. [ص: 270] ولا) يتأتى (هجر) ولا يتصور من شخص (مع تسليمه) أي تسليم الهاجر على المبتدع (المتعود) أي المعتاد بل عليه أن يصرم كلامه ويترك سلامه فلا يبدأه بالسلام , وإن بدأه المبتدع لا يرد عليه ولا احتشام , فإن اتباع السنة أولى , وامتثال الشريعة أحق وأعلى. فإن سلم عليه لم يكن له هاجرا , ولا عن مودته وصحبته نافرا.
ـ[عبد الله التوحيدى]ــــــــ[13 - 01 - 08, 11:10 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
كلام قيم
هدا الزمان يستقبل اعداء الشريعة احر استقبال واخرهم بوش وساركوزى
ـ[ابو هبة]ــــــــ[14 - 01 - 08, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
موضوع سابق متعلق:
مقياس تعظيم الإسلام عند أهل الزمان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=121523)
ـ[أم حنان]ــــــــ[14 - 01 - 08, 01:19 م]ـ
جزاكما الله خيرا
نسأل الله أن يرزقنا جميعا تحقيق عقيدة الولاء والبراء
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[14 - 01 - 08, 04:49 م]ـ
أستاذتي الفاضلة:
قولك (و المعري يقول:
تلوا باطلا وجلوا صارما و قالوا صدقنا فقلنا نعم
يعني بالباطل كتاب الله عز وجل)
هل وقفت لتفسير هذا البيت من أحد العلماء أم هو رأيك في معنى الأبيات؟
و أعتقد أنك إستنتجت هذا المعنى من لفظة (تلوا) من التلاوة , أي تلاوة القرآن , و هي اللفظة الوحيدة التي قد تشكل في البيت و لكنها لا تشكل حكما قاطعا لتكفير الرجل ...
أما قولك (يعني بالباطل كتاب الله عز وجل) فلا يصح تفسير لفظة (الباطل)
هكذا على الإطلاق ...
و المعري لم يكن مارقا عن الدين , و قد مدح كتاب الله تعالى في رسالة الغفران , و له عدة أعمال حوله , و مدح الله عز و جل و نبيه محمد صلى الله عليه و سلم , فهل يصح أن نغض الأبصار عن هذا كله - أيدك الله تعالى -!؟!
و المعري لا تجوز مقارنته بأمثال إبن الراوندي و غيره ... و شتان ما بينهما!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/179)
ـ[أم حنان]ــــــــ[14 - 01 - 08, 08:22 م]ـ
أخي الفاضل، الكلام الذي ذكرته منقول من كتاب غذاء الألباب للسفاريني -رحمه الله-، والكلام الذي اعترضت عليه
كلام ابن عقيل-رحمه الله- حيث قال:
ابن الراوندي والمري - عليهما ما يستحقان - ينظمان وينثران هذا يقول حديث خرافة. والمعري يقول:
تلوا باطلا وجلوا صارما وقالوا صدقنا فقلنا نعم
يعني بالباطل كتاب الله عز وجل , وعظمت قبورهم واشتريت تصانيفهم , وهذا يدل على برودة الدين في القلب , وهذا
المعنى قاله أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه
فالكلام لابن عقيل -رحمه الله- وقاله أيضا ابن تيمية -رحمه الله
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[14 - 01 - 08, 09:58 م]ـ
أستاذتي الفاضلة:
أين موضع كلام إبن تيمية؟
(و ليس هذا تشكيكا في كلامك إنما رغبة في معرفة مصدر كلام شيخ الإسلام)
و أنا عند كلامي أنه لا يجوز تكفير أبي العلاء المعري , و لكن يحق لنا مناقشة أقواله التي قد نجهل معناها أو لا نتفق معها , فأبو العلاء المعري كان جوهرة جاءت إلى الوجود ثم ذهبت ...
(كما وصفه الكمال الزملكاني و صدق و الله فيما قاله)
ـ[أم حنان]ــــــــ[14 - 01 - 08, 10:38 م]ـ
أخي الكريم
هذا كلام للذهبي-رحمه الله- في ابي العلاء المعري:
23 - كتاب "الفصول والغايات في محاذاة السور والآيات": لأبي العلاء المعري.
? بعد أن ذكر الذهبي شيئًا من شعره مما يدل على شقاوته إن كان معتقدًا معناه، قال الذهبي: هذا إلى ما يحكي عنه في كتاب "الفصول والغايات" فقيل له: أنَّ هذا من القرآن؟ فقال: لم تصقله المحاريب أربع مائة سنة.
? وقال الذهبي أيضًا: قال الباخرزي: " .. وإنما تحدثت الألسن بكتابه الذي عارض به القرآن، وعنونه "الفصول والغايات في محاذاة السور والآيات".
وقال أيضا:
14 - "رسالة الغفران" و"رسالة الملائكة" و"الطير" / جميعها لأبي العلاء المعري.
قال الذهبي: ومن أراد تواليفه – أي المعري – "رسالة الغفران" ي مجلد، قد احتوت على مَزْدكة وفراغ، و"رسالة الملائكة"، ورسالة "الطير" على ذلك الأنموذج.
المصدر:
موقع صيد الفوائد
مصنفات حذر منها الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 01 - 08, 10:46 م]ـ
أحسنت يا أم حنان
(أستاذتي الفاضلة:
أين موضع كلام إبن تيمية؟)
أستاذي الفاضل
كلام ابن تيمية في المعنى الذي ذكره ابن عقيل لا بخصوص المعري
وابن الراوندي
فكلام ابن مفلح - رحمه الله -
في الآداب الشرعية
(وَقَال (أي ابن عقيل) َ أَيْضًا: إذَا أَرَدْت أَنْ تَعْلَمَ مَحَلَّ الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الزَّمَانِ فَلَا تَنْظُرْ إلَى زِحَامِهِمْ فِي أَبْوَابِ الْجَوَامِعِ، وَلَا ضَجِيجِهِمْ فِي الْمَوْقِفِ بِلَبَّيْكَ، وَإِنَّمَا اُنْظُرْ إلَى مُوَاطَأَتِهِمْ أَعْدَاءَ الشَّرِيعَةِ، عَاشَ ابْنُ الرَّاوَنْدِيِّ وَالْمَعَرِّيُّ عَلَيْهِمَا لَعَائِنُ اللَّهِ يَنْظِمُونَ وَيَنْثِرُونَ، هَذَا يَقُولُ: حَدِيثُ خُرَافَةَ وَالْمَعَرِّيُّ يَقُولُ: تَلَوْا بَاطِلًا وَجَلَوْا صَارِمًا وَقَالُوا صَدَقْنَا فَقُلْنَا نَعَمْ يَعْنِي بِالْبَاطِلِ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَعَاشُوا سِنِينَ وَعُظِّمَتْ قُبُورُهُمْ وَاشْتُرِيَتْ تَصَانِيفُهُمْ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى بُرُودَةِ الدِّينِ فِي الْقَلْبِ.
وَهَذَا الْمَعْنَى قَالَهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ بْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى)
وقد ذكر ابن الجوزي وغيره من أئمة الإسلام ما ذكروا
فهل كل هولاء تحاملوا على المعري
بغض النظر عن خاتمة المعري
فله كلام قبيح جدا
قال ابن الجوزي
(ونقلت من خط أبي الوفاء ابن عقيل أنه قال: من العجائب أن المعري أظهر ما أظهر من الكفر البارد الذي لا يبلغ منه شبهات الملحدين، بل قصر فيه كل التقصير، وسقط من عيون الكل، ثم اعتذر بأن لقوله باطناً، وأنه مسلم في باطن، فلا عقل له ولا دين، لأنه تظاهر بالكفر وزعم أنه مسلم في الباطن، وهكذا عكس قضايا المنافقين والزنادقة والمنافقين، إذا كان المتدين يطلب نجاة الآخرة، والزنديق يطلب النجاة في الدنيا، وهو جعل نفسه عرضة لا هلاكها في الدنيا حين طعن في الإسلام، وأبطن الكفر، وأهلك نفسه في المعاد، فلا عقل له ولا دين وهذا ابن الريوندي، وأبو حيان ما هؤلاء من القتل إلا لان إيمان الأكثرين ما صفا. بل في قلوبهم شكوك تختلج، وظنون تعتلج مكتومة إما لترجح الإيمان في القلوب، أو مخافة الإنكار من الجمهور، فلما نطق ناطق شبهاتهم أصغوا إليه، ألا ترى من صدق إيمانه كيف قتل أباه؟ وإذا أردت أن تعلمصحة ما قلت فانظر إلى نفورهم عند الظفر في عشائرهم، وفي بعض أهوائهم، أو في صور يهوونها، فان نظر إلى إراقة الدماء فإذا ندرت نادرة في الدين - وإن كثر وقعها - لم يتحرك منهم نابضة قال المصنف رحمه الله: وقد رأيت للمعري كتاباً سماه الفصول والغايات يعارض به السور والآيات، وهو كلام في نهاية الركة والبرودة، فسبحان من أعمى بصره وبصيرته وقد ذكره على حروف المعجم في آخر كلماته، فما هو على حرف الألف: طوبى لركبان النعال المعتمدين على عصى الطلح، يعارضون الركائب في الهواجر والظلماء، يستغفر لهم قحة القمر وضياء الشمس، وهنيءاً لتاركي النوق في غيطان الفلا، يحوم عليها ابن داية، يطيف بها السرحان وشتان، أوارك قوة الألبان وجرى لبنها أفقد من لبن العطاء وكله على هذا البارد، وقد نظرت في كتابه المسمى لزوم مالا يلزم وهو عشرة مجلدت وحدثني ابن ناصر، عن أبي زكريا عنه يأشعار كثيرة
.....
ثم ذكر الأشعار)
والله أعلم بالصواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/180)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 01 - 08, 11:09 م]ـ
نعم هناك من الأدباء وغيرهم من دافع عن المعري
فالله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 01 - 08, 11:47 م]ـ
تنبيه النقل السابق من نسخة الكترونية سقيمة فليعلم
وهو من كتاب المنتظم لابن الجوزي - رحمه الله
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[15 - 01 - 08, 12:01 ص]ـ
أساتذتي:
أولا إخال أن شيخ الإسلام لم يذكر المعري أبدا في شيء من تصانيفه , و لعلي مخطىء في هذا ... فأرجو البينة ...
ثانيا بما يخص كتاب (الفصول و الغايات) , فالحمد لله لقد طبع منه ما يوازي الثلث , و ليس في هذا الجزء المطبوع - على الإطلاق - ما يدل - و لو إحتمالا - على ما قرف به المعري , فلا تحكموا على الرجل دون الإحتكام إلى مصنفاته , نعم , له أقوال غامضة , و له أقوال لا نوافقه عليها , و له آراء يؤخذ منها و يترك , و لكنها لا ترقى إالى الكفر!!!
و قد قال عنه أحد شيوخ الإسلام - إبن دقيق العيد - و قد سئل عنه: هو في حيرة ...
قال الكمال الدميري في كتابه الماتع (حياة الحيوان): و هذا أحسن ما قيل فيه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 01 - 08, 12:19 ص]ـ
قال ابن تيمية
(و القسم الثالث القدرية الإبليسية الذين صدقوا بأن الله صدر عنه الأمران لكن عندهم هذا تناقض و هم خصماء الله كما جاء فى الحديث و هؤلاء كثير فى أهل الأقوال و الأفعال من سفهاء الشعراء و نحوهم من الزنادقة كقول إبى العلاء المعري ... أنهيت عن قتل النفوس تعمدا ... و زعمت أن لها معادا آتيا ... وما كان أغناها عن الحالين
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 01 - 08, 12:22 ص]ـ
قال ابن القيم
(وقالت الزنادقة والدهرية كل ذلك من تصرف الطبيعة وفعلها وليس لذلك فاعل مختار مدبر بمشيئته وقدرته ولا بد في النار من إحراق ونفع وفي الماء من إغراق ونفع وليس وراء ذلك شيء فهذه مذاهب أهل الأرض في هذا المقام
ولما انتهى أبو عيسى الوراق إلى حيث انتهت إليه أرباب المقالات فطاش عقله ولم يتسع لحكمة إيلام الحيوان وذبحه صنف كتابا سماه النوح على البهائم فأقام عليها المآتم وناح وباح بالزندقة الصراح وممن كان على هذا المذهب أعمى البصر والبصيرة كلب معرة النعمان المكنى بأبي العلاء المعري فإنه امتنع من أكل الحيوان زعم لظلمه بالإيلام)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 01 - 08, 12:24 ص]ـ
قال ابن تيمية
(كون الشيء لو وجد لتوفرت الهمم والدواعي على نقله فيكون هذا لازما لثبوته فيستدل بإنتفاء اللازم على إنتفاء الملزوم كما يعلم أنه لو كان بين الشام والحجاز مدينة عظيمة مثل بغداد ومصر لكان الناس ينقلون خبرها فإذا نقل ذلك واحد وإثنان وثلاثة علم كذبهم
وكما يعلم أنه لو إدعى النبوة أحد على عهد النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثل مسليمة والعنسي وطليحة وسجاح لنقل الناس خبره كما نقلوا أخبار هؤلاء ولو عارض القرآن معارض أتى بما يظن الناس أنه مثل القرآن لنقل كما نقل قرآن مسليمة الكذاب وكما نقلوا الفصول والغايات لأبي العلاء المعري وكما نقلوا غير ذلك من أقوال المعارضين لو بخرافات لا يظن عاقل أنها مثله)
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[15 - 01 - 08, 01:09 ص]ـ
أعود فأعيد قولي:
(بما يخص كتاب (الفصول و الغايات) , فالحمد لله لقد طبع منه ما يوازي الثلث , و ليس في هذا الجزء المطبوع - على الإطلاق - ما يدل - و لو إحتمالا - على ما قرف به المعري , فلا تحكموا على الرجل دون الإحتكام إلى مصنفاته) ...
و أما مذهب النباتية - و هو منتشر و معروف في أيامنا - فهو ليس مدعاة للتكفير بحد ذاته , أي أن الشخص لو إمتنع عن أكل الحيوان و مشتقاته - لأسباب صحية أو نفسية (ككراهة إيلام الحيوان) - لا يكفر ...
و لكن إن كان ذلك بسبب الإعتراض - لا قدر الله تعالى - على حكمة الخالق فهذا غير مقبول ...
و لكن هذا (أي السبب الثاني) لا يصح عن المعري , إذ أنه دافع عن نفسه في رسائله إلى داعي الدعاة الفاطمي , و نفى الإتهامات التي أثارها الجهال حوله ...
فالله الله في هذا الرجل ...
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[15 - 01 - 08, 01:15 ص]ـ
و أما القول الذي نسبوه - زورا - إلى المعري و هو:
أنهيت عن قتل النفوس تعمدا ... و بعثت أنت لقتلها ملكين
و زعمت أن لها معادا آتيا ... ما كان أغناها عن الحالين
فقد خلت منه جميع نسخ دواوينه التي وصلتنا , مع أن فيها كثيرا من الأقوال التي نسبوها إليه ...
و قد دافع المعري عن نفسه في كتاب (زجر النابح) , و طبعت منه مقتطفات , فليت أحد الإخوة يصوره و يضعه في الملتقى , و كذلك قرأت في أخبار المعري أن رجلين في زمانه حرفا أبياتا من اللزوميات إبتغاء لأذية المعري , فكتب أبو العلاء المعري رسالة إلى والي حلب يشكوهما إليه , و إسم الرسالة (رسالة الضبعين) , و ليتها وصلت ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 01 - 08, 02:29 ص]ـ
بارك الله فيك
(قَالَ غَرْسُ النِّعمَة: حَدَّثَنَا الوَزِيْرُ أَبُو نَصْرٍ بنُ جَهِير، حَدَّثَنَا المنَازِي الشَّاعِر قَالَ:
اجْتَمَعتُ بِأَبِي العَلاَءِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي يُرْوَى عَنْكَ؟
قَالَ: حسدونِي، وَكَذَبُوا عليّ.
فَقُلْتُ: عَلَى مَاذَا حسدوك، وَقَدْ تركتَ لَهُم الدُّنْيَا وَالآخِرَة؟
فَقَالَ: وَالآخِرَة؟!
قُلْتُ: إِي وَاللهِ.
)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/181)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 01 - 08, 02:30 ص]ـ
وفي أعلام النبلاء للذهبي
(أَنشدتنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عليّ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا فَرْقَدُ الكِنَانِيّ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتّ مائَة، أَنشدنَا السِّلَفِيّ، سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا التبرِيزِي يَقُوْلُ:
لَمَّا قَرَأْتُ عَلَى أَبِي العَلاَءِ بِالمَعَرَّة قَوْله:
تَنَاقُضٌ مَا لَنَا إِلاَّ السُّكوتُ لَهُ*وَأَن نَعُوذَ بِمَوْلاَنَا مِنَ النَّارِ
يَدٌ بِخَمْسِ مِئٍ مِنْ عَسْجَدٍ وُدِيَتْ*مَا بِالُهَا قُطِعَتْ فِي رُبْعِ دِيْنَارِ؟
سَأَلتُهُ، فَقَالَ: هَذَا كقول الفُقَهَاء: عبَادَة لاَ يُعْقَلُ معنَاهَا. (18/ 31)
قَالَ كَاتِبهُ: لَوْ أَرَادَ ذَلِكَ؛ لقَالَ: تَعَبُّدٌ.
وَلَمَّا قَالَ: تَنَاقضٌ.
وَلَمَّا أَرْدَفَه بِبَيْتٍ آخَر يَعترِضُ عَلَى رَبّهُ.
وَبإِسْنَادِي قَالَ السِّلَفِيّ: إِنْ كَانَ قَالَهُ مُعْتَقداً مَعْنَاهُ، فَالنَّارُ مأوَاهُ، وَلَيْسَ لَهُ فِي الإِسْلاَمِ نصِيْب
هَذَا إِلَى مَا يُحَكَى عَنْهُ فِي كِتَابِ (الفصول وَالغَايَات) فَقِيْلَ لَهُ: أَيْنَ هَذَا مِنَ القُرْآن؟
فَقَالَ: لَمْ تَصْقُلْهُ المحَارِيب أَرْبَعِ مائَةِ سَنَةٍ.)
انتهى كلام الذهبي
وهذا الإسناد صحيح إلى السلفي
والخبر الأول حول البيتين سند ه صحيح إلى أبي العلاء المعري
والله أعلم بالصواب
تنبيه
قال كاتبه (يعني الذهبي) والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 01 - 08, 02:39 ص]ـ
فائدة
ومصدر الذهبي كتاب السلفي - رحمه الله وأظن أن كتاب السلفي مفقود
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 01 - 08, 03:11 ص]ـ
وأما القول الذي نقله الفتح عن التقي فقد قال الشمس مثله
وأما ما قال له الكمال فقد أخذه عن الصلاح
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 01 - 08, 03:16 ص]ـ
وأما القول الذي نقله الفتح عن التقي فقد قال الشمس مثله
وأما ما قاله الكمال فقد أخذه عن الصلاح
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 01 - 08, 03:18 ص]ـ
وانظر كلام الشهاب فيه وقد اطلع على عشرات الكتب ولا يزن على أبي العلاء
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 01 - 08, 03:37 ص]ـ
فائدة:
من يتأمل كلام ابن عقيل وينظر في كلام ابن الجوزي في كتبه يخرج بنتيجة
وهو أن ابن الجوزي كان من المتأثرين بكلام ابن عقيل
فحتى العبارات تجدها متقاربة ومتشابهة
والإنسان إذا أكثر من قراءة كتب إمام فإنها تؤثر في كلامه العادي وخطابه
فكذا ابن الجوزي متأثر بعبارات ابن عقيل
- رحم الله الجميع -
هذا والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 01 - 08, 07:06 ص]ـ
بعض أقوال كلب المعرة:
في اللاذقية ضجةٌ * ما بين أحمد والمسيح
هذا بناقوس يدق * وذا بمئذنة يصيح
كل يعظّم دينه * ياليت شعري ما الصحيح؟
فلا تحسب مقال الرسل حقا * ولكن قول زور سطّروه
وكان الناس في يمنٍ رغيدٍ * فجاءوا بالمحال فكدروه
هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت * ويهود حارت والمجوس مضللهْ
اثنان أهل الأرض: ذو عقل بلا * دين وآخر ديِّن لا عقل لهْ
إن كان لا يحظى برزقك عاقل * وترزق مجنونا وترزق أحمقا
فلا ذنب يارب السماء على امرئ * رأى من ما يشتهي فتزندقا
وغير هذا كثير. والشك في كفرية صاحب هذه الأبيات يحتاج لاستتابة. وقد شهد عليه عدد من معاصريه فمن بعدهم بالزندقة والإلحاد. ولا يمنع هذا من أن يكون له أشعار تذكر وجود الله تعالى وتذكر الآخرة، فقد كان شاكاً متقلباً طيلة حياته.
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[15 - 01 - 08, 12:22 م]ـ
أستاذي:
(قَالَ غَرْسُ النِّعمَة: حَدَّثَنَا الوَزِيْرُ أَبُو نَصْرٍ بنُ جَهِير، حَدَّثَنَا المنَازِي الشَّاعِر قَالَ:
اجْتَمَعتُ بِأَبِي العَلاَءِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي يُرْوَى عَنْكَ؟
قَالَ: حسدونِي، وَكَذَبُوا عليّ.
فَقُلْتُ: عَلَى مَاذَا حسدوك، وَقَدْ تركتَ لَهُم الدُّنْيَا وَالآخِرَة؟
فَقَالَ: وَالآخِرَة؟!
قُلْتُ: إِي وَاللهِ.)
أقول: بيت يدي ترجمة أبي العلاء المعري التي كتبها إبن العديم لاضمن كتابه
(بغية الطلب في تاريخ حلب) , بتحقيق الدكتور سهيل الزكار , و هي في الجزء الثاني من صفحة
863 حتى صفحة 913 ...
يعلق إبن العديم - و هو المؤرخ الثقة الأمين - على هذه الحكاية التي ذكرتموها بقوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/182)
(قلت - أي إبن العديم -: و هذ يبعد وقوعه من أبي نصر المنازي فإنه كان قدم على أبي العلاء و حكى ما أخبرنا به أبو القاسم بن رواحة عن أبي طاهر السلفي قال: سمعت أبا الحسن المرجي بن نصر الكاتب يقول: سمعت خالي الوزير أبا نصر أحمد بن يوسف المنازي يقول:
بعثني نصر الدولة أبو نصر أحمد بم مروان سنة ً من ميافارقين ألى مصر رسولا ً , فدخلت معرة النعمان و إجتمعت بأبي العلاء المعري , و جرت بيننا فوائد , فقال أصحابه فينا قصائد , و من جملتها هذه الأبيات:
تجمع العلم في شخصين فاقتسما ... على البرية شطريه و ما عدلا
جاءا أخيرَي زمان ٍ ما به لهما ... مماثل ٌ وصل الجد الذي وصلا
أبو العلاء و أبو نصر هما جمعا ... علم الورى و هما للفضل قد كملا
هذا كما تراه رامح ٌ علم ٌ ... و ذاك أعزل للدنيا قد اعتزلا
هما هما قدوة الآداب دانية ً ... طورا ً و قاصية ً إن مثِّلا مثَلا
لولاهما لتفر َّ العلم ُ عن حلم ... أو لافترى صاحب التمويه إن سُئلا
يا طالب العلم إسأل عنهما و أهِن ... إذا رأيتهما أن لا ترى الأ ُولا
(خذ ما تراه و دع شيئا ً سمعت به ... فطلعة البدر تغني أن ترى زحلا)
و يضيف إبن العديم:
فلو كان المنازي واجه أبا العلاء بهذا الكلام القبيح المستفظع لما مدح أصحابه أبا نصر بما ذكره , و كذلك الذي إحتج به في ترك اللحم لا يليق أن يصدر مثله من أبي نصر المنازي , و قد كان عارفا بالفقه , و شهد له سُليم الرازي بأن له يدا في الفقه و اللغة ما نذكره في ترجمته , و مثل ما نقله الناقل عنه جوابا عن قوله في ترك أكل اللحم أنه رحمة للحيوان لا يحسن الجواب عنه بما ذكر , و الرحمة للحيوان من الخصال المندوب إليها كما قال صلى الله عليه و سلم: (و الشاة إن رحمتها رحمك) , و قد ترك جماعة من الزهاد و العباد أكل الشهوات و الطيبات تقربا إلى الله تعالى , و عُدَّ ذلك في مناقبهم و محاسنهم , و لم ينكر عليهم , فكيف يجعل الإمتناع من أكل اللحم تركاً للآخرة
!؟! , و قد إستقصينا الكلام على هذا في كتب (دفع الظلم و التجري).
و قد قال أبو نصر المنازي في أبي العلاء أبياتا خاطبه بها في مدحه:
لله لؤلؤ ألفاظ تساقطها ... لو كن للغيد ما استأنسن بالعطل
و من عيون معان لو كحلن بها ... نجل العيون لأغناها عن الكحل
سحر من اللفظ لو دارت سلافته ... على الزمان تمشر مشية الثمل
و يضيف إبن العديم: فمن هذا خطابه له و ذكره لما قيل فيهما كيف يصح أن يواجهه بهذا الكلام الفاحش الخارج عن حسن الآداب , المجانب اصحة القول و الصواب.
إنتهى النص الذي نقلته عن إبن النديم بحذافيره.
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[15 - 01 - 08, 12:26 م]ـ
و أظن أن كتاب السلفي مفقود ...
نعم هو مفقود حتى اللحظة , عسى أن يعثر عليه ...
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[15 - 01 - 08, 12:33 م]ـ
و انظر كلام الشهاب فيه و قد اطلع على عشرات الكتب و لا يزن على أبي العلاء
الشهاب: هل عنيتم به الشهاب الخفاجي؟ و أيا كان فهلا ذكرتم لنا موضع الكلام؟؟؟
و قولكم (و قد إطلع على عشرات الكتب) , نعم الإطلاع أمر محمود , و لكن الشهاب ليس مؤرخا يوازن بين الأقوال و يحللها و يقارن بين مصادرها و ما إلى ذلك من مهام المؤرخ , و إبن العديم أوثق و أضبط , كما أنه كان أقرب إلى زمن المعري , و ألف كتابا كاملا في الدفاع عنه سماه
(دفع الظلم و التجري عن أبي العلاء المعري)
قولكم: و لا يزن على أبي العلاء
لم أفهم المعنى المراد أستاذي , فهلا شرحتموه لنا؟؟؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 01 - 08, 01:34 ص]ـ
بارك الله فيكم
في البداية أعتذر إليكم لأني ألغزت فبالغت وأخفيت ومثل هذا من فوائد المذاكرة
المهم المقصود بالشهاب ياقوت الحموي الكاتب
وهو غير مشهور بذلك
وهو أديب عنده ذوق فني
مطلع على عشرات الكتب وهو صاحب ابن العديم
وهو أعني ياقوت غير متهم بالتحامل على أبي العلاء المعري
فلو أنه وجد أقوال المدافعين أقوى لأيده
كيف وهو قد نقل رسائل المعري إلى داعي الدعاة
والناظر في الرسائل يعرف أسلوب المعري غير الواضح والغامض
وأما ابن العديم - رحمه الله - فالناظر في دفاعه يجد أن دفاعه فيه ضعف وفيه تأويل
والشخص قد ينتصر لبلديه
ونحن و إن لم نقف على كتاب ابن العديم في الدفاع عن المعري
ولكن واضح أن دفاعه فيه نوع تكلف
هذا
والله أعلم بالصواب
بارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 01 - 08, 01:41 ص]ـ
أخي الفاضل محمد الأمين
بارك الله فيك
ـ[أم حنان]ــــــــ[28 - 01 - 08, 12:52 ص]ـ
الشيخان الفاضلان:ابن وهب و محمد الأمين، جزاكما الله خيرا
ـ[أبو إبراهيم الحنبلي]ــــــــ[01 - 02 - 08, 11:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذا الإثراء(46/183)
فضل عاشوراء
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[12 - 01 - 08, 04:16 م]ـ
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه, أما بعد:
ما أكثر مواسم الخيرات, والجود والبركات, التي امتن بها رب البريات, على المؤمنين والمؤمنات؛ ليزدادوا بها من الطاعات, ويستكثروا من القربات, حتى ينالوا الخير والرحمات.
ومن هذه المواسم العظيمة, والأيام الفاضلة الكريمة؛ يوم عاشوراء الذي هو في شهر الله المحرم, الذي قال فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم" أخرجه مسلم (1163).
واختصاراً لطريق الوصول إلى معرفة فضيلة هذا اليوم المبارك, فإنني قسَمت الموضوع إلى عناوين تسهيلاً للقراء الكرام. فأقول وبالله أستعين:
* معنى عاشوراء:
ـ قال ابن الأثير: "عاشُوراء: هو اليومُ العاشرُ من المحرّم. وهو اسمٌ إسْلاميٌّ وليس في كلامهم فَاعُولاَء ". النهاية (3/ 476)
ـ قال ابن منظور: "وعاشُوراءُ وعَشُوراءُ ممدودان؛ اليومُ العاشر من المحرم, وقيل: التاسع. قال الأَزهري: ولم يسمع في أَمثلة الأَسماء اسماً على فاعُولاءَ إِلا أَحْرُفٌ قليلة. قال ابن بُزُرج: الضّارُوراءُ: الضَّرّاءُ. والسارُوراءُ: السَّرَّاءُ. والدَّالُولاء: الدَّلال. وقال ابن الأَعرابي: الخابُوراءُ: موضع وقد أُلْحِقَ به تاسُوعاء". لسان العرب (4/ 568)
ـ قال بدر الدين العيني: " اشتقاق عاشوراء من العشر الذي هو اسم للعدد المعين. وقال القرطبي: عاشوراء معدول عن عاشرة للمبالغة والتعظيم ". عمدة القاري (11/ 118)
*أيَّ يوم هو يوم عاشوراء؟
ذَهَبَ جَمَاهِير الْعُلَمَاء مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف: إِلَى أَنَّ عَاشُورَاء هُوَ الْيَوْم الْعَاشِر مِنْ الْمُحَرَّم, وَمِمَّنْ قَالَ بذَلِكَ: عائشة, وسَعِيد بْن الْمُسَيِّب , وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ, وَمَالِك والشافعي وَأَحْمَد وَإِسْحَاق, وغيرهم, وَهَذَا ظَاهِر الأحَادِيث, وَهُوَ مُقْتَضَى الاشْتِقَاقِ وَالتَّسْمِيَةِ. وَقِيل: هُوَ الْيَوْمُ التَّاسِعُ, ولا يصح هذا القول.
* يوم عاشوراء في الجاهلية:
كانت قريش تصوم عاشوراءفي جاهليتها وصامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ معهم في مكة. فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: "كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية, وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصومه؛ فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه, فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء, فمن شاء صامه ومن شاء تركه".أخرجه البخاري (2002) ومسلم (1125)
وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: أن أهل الجاهلية كانوايصومون يوم عاشوراء, وأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صامه والمسلمون قبل أن يفترض رمضان, فلما افترض رمضان قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:"إن عاشوراءيوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه".أخرجه مسلم (1126)
* يوم عاشوراء عند أهل الكتاب:
صام اليهود يوم عاشوراء بسبب أن الله نجا فيه موسى عليه السلام وبني إسرائيل, وأغرق فرعون وقومه:
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة, فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء, فقال: "ما هذا"؟ قالوا: هذا يوم صالح, هذا يومٌ نجى الله بني إسرائيل من عدوهم؛ فصامه موسى, قال: "فأنا أحق بموسى منكم"؛ فصامه وأمر بصيامه. أخرجه البخاري (2004) ومسلم (1131)
* يوم عاشوراء في الإسلام:
مر صيام عاشوراء في صدر الإسلام في أربع مراحل:
المرحلة الأولى: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يصومه في مكة مع أهل الجاهلية.
المرحلة الثانية: أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما جاء إلى المدينة ورأى اليهود يصومونه صامه وأمر بصيامه.
المرحلة الثالثة: أنه لما فُرض رمضان، صار صوم يوم عاشوراء مستحباً غير واجب.
المرحلة الرابعة: أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في آخر حياته أمر بصيام اليوم التاسع مخالفةً لليهود.
فهذه أربع مراحل مر بها صيام عاشوراء.
* حكم صيامه:
صَوْمُ عَاشُورَاءَ كَانَ فَرْضًا في بداية الأمر, ثُمَّ نُسِخَ وُجُوبُهُ بِوُجُوبِ صَوْمِ رَمَضَانَ, وبقي الأمر على الاستحباب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/184)
عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ يوم عاشوراءعام حج, على المنبر يقول: يا أهل المدينة أين علماؤكم, سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:" هذا يوم عاشوراء, ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر". أخرجه البخاري (1899) ومسلم (1129).
* فضل صيامه:
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وقد سئل عن صيام يوم عاشوراء, فقال: "ما علمت أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم, ولا شهراً إلا هذا الشهر يعني رمضان". أخرجه البخاري 1902 ومسلم (1132)
وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ ـ رضي الله عنه ـ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ:" صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ". أخرجه مسلم (1162) وفي رواية: " سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ؟ فَقَالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ ".
* مراتب صيامه:
المرتبة الأولى: وهي الأكمل, أن يُصام اليوم العاشر مع اليوم التاسع. لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع". أخرجه مسلم (1134)
المرتبة الثانية: أن يُصام اليوم العاشر وحده.
أما ما ذكره بعض أهل العلم من أن يُصام يوم عاشوراء مع يوم قبله و يوم بعده ـ أي التاسع والعاشر والحادي عشر ـ فهذا لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث صحيح, وإنما عمدتهم في ذلك حديث ضعيف لا يثبت.
* الحكمة من صيامه:
كان اليهود والنصارى يعظمون ذلك اليوم ويتخذونه عيداً فأُمرنا بمخالفتهم بصيامه:
عن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـقال كان يوم عاشوراء يوماً تعظمه اليهود وتتخذه عيداً. قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:" فصوموه أنتم".أخرجه البخاري (1901) ومسلم (1131)
وفي رواية: "كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيداً, ويُلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم".
قال الإمام النووي: قَوْله: (الشَّارَة): وَهِيَ الْهَيْئَة الْحَسَنَة وَالْجَمَال, أَيْ يُلْبِسُونَهُنَّ لِبَاسَهُمْ الْحَسَنَ الْجَمِيلَ.
وعن عبد الله بن عباس ـرضي الله عنهما ـ قال: حين صام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم عاشوراء وأمر بصيامه, قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع". قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.أخرجه مسلم (1134)
* حرصُ السلف على صيامه:
عن الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ بن عفراء قالت: أرسل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: "من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطراً فليتم بقية يومه". فكنا بعد ذلك نصومه ونصوِّم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن ـ أي الصوف ـ فإذابكى أحدهم على الطعام أعطيناه إياها حتى يكون عند الإفطار. أخرجه البخاري (1859) ومسلم (1136)
وفي رواية: " نصنع لهم اللعبة من العهن فنذهب به معنا فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم".
بل كان من السلف من يصوم هذا اليوم في السفر ابتغاء تحصيل فضيلته. قال الحافظ ابن رجب: " و كان طائفة من السلف يصومون عاشوراء في السفر منهم ابن عباس و أبو إسحاق السبيعي و الزهري و قال ـ أي الزهري ـ: رمضان له عدة من أيام أخر و عاشوراء يفوت. و نص أحمد على أنه يصام عاشوراء في السفر". اهـ "لطائف المعارف" ص70
* خرافات وبدع في عاشوراء:
1ـ تخصيص الاكتحال في هذا اليوم, والحديث في ذلك لا يصح.
2ـ تخصيص الاختضاب و الاغتسال في ذلك اليوم.
3ـ التوسعة فيه على العيال. بل التوسعة مشروعة في جميع أيام السنة. قال حرب: سألت أحمد عن الحديث الذي جاء: " من وسع على أهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر السنة " فلم يره شيئا.
4ـ اتخاذه مأتماً كفعل الرافضة الجهال. قال الحافظ ابن رجب: " و أما اتخاذه مأتما كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ فيه: فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا و هو يحسب أنه يحسن صنعا و لم يأمر الله و لا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء و موتهم مأتما فكيف بمن دونهم! ". "لطائف المعارف" ص74
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً(46/185)
هل طبعت هذه الرسالة؟ أم لا؟
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[12 - 01 - 08, 08:01 م]ـ
قرأت أن رسالة الشيخ د. ناصر الحنيني عن تاريخ تدوين العقيدة في الثالث و الرابع الهجري، فهل طبعت الرسالة أم لا؟(46/186)
هل يجوز التسمية بعبد الباسط ... ؟؟؟
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 12:55 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد،
فقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في بعض كتبه أن من أسماء الله عز وجل ما لا يطلق عليه سبحانه إلا مقترناً بمقابله مثل القابض والباسط وذلك أنها هكذا وردت في النصوص ولأن الكمال في اقتران كل اسم منها بما يقابله وذكر أن هذه الأسماء المزدوجة تجري الأسماء منها مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض ...
ولكن هل ورد في كلام السلف رحمة الله عليهم ما يشهد لهذه القاعدة؟
ثم بناء على هذه القاعدة؛ هل يصح التسمية بعبد الباسط (هكذا)؟
وهل من هذه الأسماء: الأول والآخر؟ والظاهر والباطن؟ ولو كان كذلك فما حكم التسمية بكل اسم منها بمفرده؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 01 - 08, 07:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا
الظاهر أنه من الأسماء التي تطلق مع ما يقابلها فلا يطلق بمفرده
قال ابن القيم رحمه الله:ومنها ما لا يطلق عليه بمفرده بل مقرونا بمقابله كالمانع والضار والمنتقم فلا يجوز أن يفرد هذا عن مقابله فإنه مقرون بالمعطي والنافع والعفو فهو المعطي المانع الضار النافع المنتقم العفو المعز المذل لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه بما يقابله لأنه يراد به أنه المنفرد بالربوبية وتدبير الخلق والتصرف فيهم عطاء ومنعا ونفعا وضرا وعفوا وانتقاما
وأما أن يثنى عليه بمجرد المنع والإنتقام والإضرار فلا يسوغ فهذه الأسماء المزدوجة تجري الأسماء منها مجرى الإسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض فهي وإن تعددت جارية مجرى الإسم الواحد ولذلك لم تجيء مفردة ولم تطلق عليه إلا مقترنة فاعلمه
فلو قلت يا مذل يا ضار يا مانع وأخبرت بذلك لم تكن مثنيا عليه ولا حامدا له حتى تذكر مقابلها.
بدائع الفوائد (1|177)
ولا يعرف هذا الاسم إلا متأخرا
قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه معجم المناهي اللفظية (661): قال السخاوي: عبد الباسط بن خليل بن إبراهيم الدمشقي ثم القاهري هو أو من سمي بعبد الباسط ولد سنة 784هـ
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 08:12 ص]ـ
أنصحك أن تغير اسمك يا " عبد الباسط "!
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[13 - 01 - 08, 08:20 ص]ـ
أرجو إفادتي أليست أسماء الله توقيفية لايجوز أن نسميه إلا بما سمى به نفسه أو سماه به نبيه صلى الله عليه وسلم وهل ورد في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى الله بالقابض الباسط أو النافع الضار وإذا لم يرد هل يجوز أن نشتق له من صفاته أسماء؟ وجزاكم المولى كل خير
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 01 - 08, 08:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا
شيخنا أبو طارق
ما كنت مغيرا اسما سمانيه أبي (ابتسامة)
أما بالنسبة لسؤال الأخت نعم أسماء الله توقيفية
أما بالنسبة للباسط القابض ثبت الحديث عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ غَلاَ السِّعْرُ فَسَعِّرْ لَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ وَإِنِّى لأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِى بِمَظْلَمَةٍ فِى دَمٍ وَلاَ مَالٍ».
أما النافع الضار فقد ورد فيه أحاديث ضعيفة ولكن معناه حق.
ولم يعد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى (النافع الضار) من أسماء الله.
والقاعدة الشرعية أنه لا يشتق من الصفات أسماء ولكن العكس هو الصحيح.
والله أعلم
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[13 - 01 - 08, 09:50 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالباسط
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 09:57 م]ـ
عبارة ابن القيم رحمه الله فيها المنع من إطلاق هذه الأسماء: المانع والضار والمنتقم والمذل والقابض منفردة عن مقابلها إذ لا تكون كمالا إلا بمقابلها، وليس فيها المنع من إطلاق هذه الأسماء: المعطي والنافع والعفو والمعز والباسط منفردة، فهي كمال حال انفرادها، إذ هي مثل الكريم والحليم والرحيم، واقترانها بالمقابل يزيدها كمالا، والله أعلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 01 - 08, 10:26 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
في شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ وجه له هذا السؤال
س3/ من قواعد أهل السنة في باب الأسماء والصفات أنَّ الاسم من الأسماء الحسنى متضمن للصفة، ولا يشتق من الصفة الاسم، وقد أشْكَلَ عليّ بعض الأسماء التي ذَكَرَهَا العلماء مشتقة من الصفات كالمعز المذل المحيي المميت وكالخافض الرافع، القابض الباسط والمعطي المانع؟
ج/ هذه الأسماء كمالها في اجتماعها في اقترانها، ومسألة الاشتقاق هذا في الانفراد، أما إذا كان الكمال في الاقتران فإنه لا بأس، ولذلك عدّوها من الأسماء الحسنى؛ لأنَّ الكمال في الاقتران، والاسم هذا من الأسماء الحسنى مع الاقتران يعني المميت ليس من الأسماء الحسنى؛ لكن المحيي المميت من الأسماء الحسنى، الخافض ليس من الأسماء الحسنى في نفسه، لكن الرافع الخافض من الأسماء الحسنى وهكذا.
فإذاً هذه كمالها في اقترانها تدلّ على الكمال بالاقتران لا على وجه الانفراد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/187)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 01 - 08, 10:32 م]ـ
وقال ابن القيم رحمه الله:
هذا ومن أسمائه ما ليس يفرد .... بل يقال إذا أتى بقران ...
وهي التي تدعى بمزدواجتها ... إفرادها خطر على الإنسان ...
إذ ذاك موهم نوع نقص جل ... رب العرش عن عيب وعن نقصان ...
كالمانع المعطي وكالضار الذي ... هو نافع وكماله الأمران ...
ونظير هذا القابض المقرون ... باسم الباسط اللفظان مقترنان ...
وكذا المعز مع المذل وخافض ... مع رافع لفظان مزدوجان ...
قال الشيخ أحمد بن إبراهيم في شرحه للقصيدة:فهذه الأسماء المزدوجة يجري الاسمان مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض فهي وإن تعددت جارية مجرى الاسم الوحد ولذلك لم تجيء مفردة ولم تطلق عليه الا مقترنة فاعلمه فلو قلت يا مذل يا ضار يا مانع أو اخبرت بذلك لم تكن مثنيا عليه ولا حامدا حى تذكر مقابله
ـ[أبو محمد]ــــــــ[13 - 01 - 08, 11:41 م]ـ
أما اسم الله "الباسط" فثابت في السنة .. ونص عليه جماعات من أهل العلم ..
وأما قضية الازدواج .. فالأمر فيها ما ذكره الشيخ أبو خالد زاده الله توفيقا -والله أعلم- .. وقد وقفت على كلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله -قديما- هو بمعنى ما تفضل به .. وهو أن الاقتران لا بد منه في مثل: القابض ونحوه لا بالنسبة للأول والباسط ونحوهما ..
إذن الأسماء التي يوهم انفرادها ما لا يليق بالله هي التي يشترط فيها الازدواج وأما مقابلها فلا إشكال في انفرادها ..
يؤيد هذا لو تأملنا: أن ابن القيم رحمه الله ذكر في البدائع من الاسماء المزدوجة: المعطي المانع .. وقد جاء في الحديث المخرج في البخاري: (والله المعطي وأنا القاسم) .. فذكر المعطي دون مقابله وهو المانع -إن صح هذا اسما لله-.
بل أوضح من ذلك: أنه ذكر في الموضع نفسه: العفو المنتقم .. وفي كتاب الله: (إن الله كان عفوا غفورا) .. ولم يقترن الاسم بمقابله: المنتقم -إن صح هذا اسما لله-.
والله تعالى أعلم ...
ملحوظة: ياشيخ إحسان .. لا نوافقك! .. ليبقى الحبيب عبد الباسط .. عبد الباسط!
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[13 - 01 - 08, 11:49 م]ـ
ملحوظة: ياشيخ إحسان .. لا نوافقك! .. ليبقى الحبيب عبد الباسط .. عبد الباسط!
فليكن عبدُ الباسطِ القابضِ
أو عبد الباسط عبد القابض على وزن عبد الباسط عبد الصمد ..
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[14 - 01 - 08, 12:06 ص]ـ
عبارة ابن القيم رحمه الله فيها المنع من إطلاق هذه الأسماء: المانع والضار والمنتقم والمذل والقابض منفردة عن مقابلها إذ لا تكون كمالا إلا بمقابلها، وليس فيها المنع من إطلاق هذه الأسماء: المعطي والنافع والعفو والمعز والباسط منفردة، فهي كمال حال انفرادها، إذ هي مثل الكريم والحليم والرحيم، واقترانها بالمقابل يزيدها كمالا، والله أعلم.
أحسن الله إليكم ونفع الله بكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[14 - 01 - 08, 07:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[14 - 01 - 08, 08:29 ص]ـ
بارك الله فيكم(46/188)
تبرأة الشوكاني من (لعن) معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما - (وثائق) منقول.
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[13 - 01 - 08, 01:10 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فقد دأب أهل البدع على الأستشهاد بكلام منسوب للشوكاني - رحمه الله - يلعن فيه الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - وابنه يزيد، ومع صدور الطبعة الجديدة من كتاب (نيل الأوطار) بتحقيق محمد صبحي حلاق تبين أن الأمر بخلاف ذلك! فقد أبطل حلاق هذه التهمة، بالرجوع إلى صور المخطوطات المعتمدة في التحقيق ومنها نسخة كُتبت بخط الشوكاني نفسه، ونسخة أخرى كُتبت بخط أحد تلاميذه – الدلواني - فتبين عدم وجود (اللعن) في هذه النسخ.
وهناك طبعة أخرى وقفت عليها ليس فيها (اللعن) وهي طبعة (دار الكلم الطيب - دمشق) وتوزيع (دار المغني - الرياض)
وقد أعتمد المحققون على نسختين خطيتين احداهما بخط المؤلف، والثانية تمثل نصف الكتاب.
صورة طبعة حلاق
http://www.al-mahaja.org/jazmi/images/8.jpg
http://www.al-mahaja.org/jazmi/images/9.jpg
صورة الطبعة الثانية
http://www.al-mahaja.org/jazmi/images/11.jpg
http://www.al-mahaja.org/jazmi/images/12.jpg
ـ[فيصل]ــــــــ[13 - 01 - 08, 11:21 م]ـ
بورك فيك، وذكر صاحب كتاب منهج الإمام الشوكاني1/ 134 - 137 نصوصاً من رسالة الشوكاني العذب المنير -مخطوطة- موافقة لمعتقد أهل السنة في ما وقع بين الصحابة في تلك الفتن ومنهم معاوية رضي الله عنهم أجمعين وهذا الكتاب ألفة سنة 1222 هـ ونقل أيضاً عن رسالته إرشاد السائل كلاماً شبيها به فليراجع.
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[13 - 01 - 08, 11:39 م]ـ
وفيكم يبارك الله أخي فيصل.
ـ[إلياس العثماني المغربي]ــــــــ[14 - 01 - 08, 02:30 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك، هكذا يكون الانتصار لأهل السنة بدفع الشكوك عنهم،
فقد احتج علي أحد أصدقائي من طلبة العلم بأن الشوكاني يلعن معاوية رضي الله عنه، فقرأ علي النص الذي ذكرته أولا، فلم أحر جوابا، فرجعت إلى النسخة التي عندي من النيل فوجدت نفس الشيء، فلم أستطع ردا، وبقي الأمر عندي مكتوما حتى اليوم لما قرأت ماكتبت أخي بارك الله فيك.
فزال الإشكال والحمد لله الكريم المنان.
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[14 - 01 - 08, 11:42 م]ـ
وفيكم يبارك الله أخي الكريم.
الحمد لله الكريم المنان.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[15 - 01 - 08, 11:46 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[16 - 01 - 08, 12:02 ص]ـ
ذكرَ لي أحدُ المشايخ في الجامعة الإسلامية أنَّه ذهبَ إلى اليمن .. والتقى بالشَّيخ المعمر المُسند / العمراني - حفظه الله -، وسأله عن هذه المسألة ..
فنفاها عن الشوكاني، وبيَّن له أدلَّة ذلك .. والفتوى الآن عند صاحبنا الشيخ، ولعلِّي أنزلها بعد استئذانه ..
ـ[ابو ثابت]ــــــــ[10 - 07 - 08, 07:55 م]ـ
ذب الله عنك النار أخي
ـ[كريم أحمد]ــــــــ[11 - 07 - 08, 03:14 ص]ـ
العبارة موجودة بالشاملة ليت الإخوة يعدلونها.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[11 - 07 - 08, 08:20 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على الفائدة.(46/189)
ما مذهب البيجوري في الإيمان؟
ـ[يحي الفرنسي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 03:17 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله أنا في حوار مع أشعري و تكلمت معه عن مذهبهم في الإيمان فكان يزعم أن الأشاعرة متفقون علي دخول النطق في ماهية الإيمان فنقلت له ما يلي قال الشيخ إبراهيم إبراهيم بن حسن اللقاني في منظومته:
وفسر الإيمان بالتصديق والنطق فيه الخلف بالتحقيق
وفسر هذا الكلام البيجوري ص64ـ51 بقوله (إن الإيمان هو مجرد التصديق والعمل الصالح متغايران ومن صدق بقلبه ولم يتفق له الإقرار في عمره لا مره ولا اكثر من مره مع القدرة على ذلك فهو مؤمن عند الله ولكنه شرط في إجراء الأحكام الدنيويه
فأخبرني أن هذا كذب علي البيجوري و صور لي حاشية البيجوري علي جوهرة التوحيد
ففعلا ما وجدت الكلام السابق ففي أي كتاب يوجد ما نقلت؟ أم هو افتراء علي هذ الإمام
جزاكم الله خيرا و هذا هو ما صور لي الأخ الأشعري
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 01 - 08, 07:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا
قال اللقاني:
وفسر الإيمان بالتصديق ... والنطق فيه الخلف بالتحقيق "
وفسر البيجوري هذا النظم بقوله:
إن الإيمان هو مطلق التصديق، والإيمان والعمل الصالح متغايران، ومن صدق بقلبه ولم يتفق له الإقرار في عمره لا مرة ولا أكثر من مرة مع القدرة على ذلك فهو مؤمن عند الله تعالى؛ ولكنه شرط في إجراء الأحكام الدنيوية.
قال: والراجح أن الإيمان هو التصديق وهو غير الجزم.
ملاحظات على البيجوري في شرح جوهرة التوحيد
وقال الشيخ سفر:وقد رجح الشيخ حسن أيوب من المعاصرين أن المصدق بقلبه ناج عند الله وإن لم ينطق بهما ومال إليه البوطي. فعلى كلامهم لا داعي لحرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول عمه أبو طالب لا إله إلا الله لأنه لاشك في تصديقه له بقلبه، وهو من شابهه على مذهبهم من أهل الجنة!!
عقيدة الأشاعرة
وقال أبو الحسن الأشعري:
"الإيمان هو التصديق بالجنان، وأما القول باللسان والعمل بالأركان ففروعه، فمن صدق بالقلب، أي أقر بوحدانية الله تعالى، واعترف بالرسل تصديقا لهم فيما جاءوا به من عند الله صح إيمانه، حتى لو مات عليه في الحال كان مؤمنا ناجيا، ولا يخرج من الإيمان إلا بإنكار شيء من ذلك" ..
الملل والنحل للشهرستاني ص101 ..
قال الباقلاني في الإنصاف ص33:
" وأن يعلم أن الإيمان بالله عزو وجل هو: التصديق بالقلب" ..
انظر الإرشاد: 397، غاية المرام: 311، المواقف: 384، تبسيط العقائد الإسلامية، حسن أيوب: 29 - 33 كبرى اليقينيات: 196.
عن إرشيف ملتقى أهل الحديث
قال سعيد فودة في "تهذيب شرح السنوسية" (ص134): والراجح في مسألة الإيمان أن الإيمان هو التصديق بالقلب ققط! وأما النطق بالشهادتين فهو شرط إجراء أحكام المسلمين عليه ثم علق في الحاشية: القول بأن التلفظ بالشهادتين شرط صحة ضعيف!
ـ[يحي الفرنسي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 12:27 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا أخي لكن أريد أن أعرف هل الكلام المنقول عن البيجوري ثابت أم لا؟ و مع ذكر الدليل و بارك الله فيكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 01 - 08, 11:12 م]ـ
هذا كلام البيجوري في كتابه تحفة المريد على جوهرة التوحيد ص (56) دار الكتب العلمية
ضبطه عبد الله الخليلي
وأنت تلاحظ قوله: والمعتمد أنه شرط لإجراء الأحكام الدنيوية فقط
وقبل ذلك قرر أنه ولو لم يقر بالشهادة ولا مرة مع القدرة على ذلك فهو مؤمن
والله أعلم
لم تظهر الصورة bdf
وهذا نص كلامه:فمن صدق بقلبه ولم يتفق له الإقرار في عمره لا مرة ولا أكثر من مرة مع القدرة على ذلك لا يكون مؤمنا لا عندنا ولا عند الله تعالى وكل من القولين المذكورين ضعيف والمعتمد أنه شرط لإجراء الأحكام الدنيوية فقط وإلا فهو مؤمن عند الله تعالى.
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 12 - 08, 03:36 ص]ـ
بالنسبة لمذهب الأشعرية في النطق باللسان فقد تحصل لدي ما يلي:
1 - محل الخلاف هو في كافر أصلي يريد الدخول في الإسلام، أما أولاد المسلمين فمؤمنون قطعاً، وتجري عليهم الأحكام الدنيوية ولو لم ينطقوا بالشهادتين طول عمرهم قاله البيجوري في تحفة المريد ص92 طبعة علي جمعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/190)
2 - قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله في شرح الأربعين النووية ص67 طبعة دار الكتب العلمية 1978م: " واتفق القائلون بأن الإقرار لا يعتبر على اشتراط ترك العناد بأن يعتقد أنه متى طولب به أتى به، فإن طولب به فامتنع عناداً كفر ".
وقال البيجوري في تحفة المريد ص94: " وأما الآبي - بأن طلب منه النطق بالشهادتين فأبى - فهو كافر فيهما، ولو أذعن في قلبه فلا ينفعه ذلك ولو في الآخرة ".
قال مقيده عفا الله عنه: وبهذا يظهر خطأ من شنع على الأشعرية بقصة وفاة أبي طالب، إذ أنه عرض عليه النطق لكنه أبى أن يقول لا إله إلا الله، فهو لم يتحقق فيه شرط ترك العناد الذي اتفقوا عليه.
3 - اختلفت أقوال الأشاعرة في قول اللسان وأشار إلى اختلافهم صاحب الجوهرة بقوله:
وفُسِّرَ الإيمانُ بالتصدَّيقِ ... والنُطقُ فيهِ الخلفُ بالتحقيقِ
فَقِيْلَ شَرطٌ كالعَمَلْ وقيْل بلْ ... شَطْرٌ ...............
فالحاصل أن لهم في ذلك مذهبين:
الأول: أن النطق شرط من شروط الإيمان خارج عن حقيقته، وعزا البيجوري هذا لقول لمحققي الأشاعرة والحنفية.
واختلف هؤلاء على قولين:
الأول: أنه شرط في إجراء أحكام الدنيا من نكاح وتوارث وموالاة ومعاداة، وقد يكون تاركه ناجياً عند الله تعالى وإن عومل في الدنيا معاملة الكافر. ورجح هذا القول البيجوري وعزاه للأكثرين، وعزاه السعد التفتازاني في شرح النسفية للمحققين ولأبي منصور الماتوريدي، واختاره ابن حجر الهيتمي ونقل عن الكمال ابن الهمام أنه مذهب بعض محققي الحنفية مع أن الهيتمي قال في شرح حديث بني الإسلام على خمس ص93: " وكذا من ترك الشهادتين كافر " ولعله أراد أن الكافر من تركهما تصديقا بقلبه وبلسانه معاً.
الثاني: أنه شرط في صحة الإيمان، قال البيجوري: " وهذا القول كالقول بالشطرية في الحكم ".
أما مذهبهم الثاني: فهو موافق لما كان عليه السلف وأئمة السنة، وهو أن النطق شطر الإيمان ركن من أركانه، داخل في حقيقته وماهيته، وهذا الذي أشار إليه اللقاني بقوله: "وقيْل بلْ شَطْرٌ "، وهو قول الحنفية؛ النسفي في عقائده وعزاه السعد في الشرح لشمس الأئمة وفخر الإسلام.
قال مقيده عفا الله عنه: لا شك أن القول الأول أجرى على قاعدتهم في أن الإيمان هو التصديق فقط، إذ أنهم لو أدخلوا النطق في حقيقته لكانوا مقرين بالحقيقة المركبة للإيمان وأنه ليس شيئاً واحداً، فلا تبقى لهم حجة على من أدخل أعمال الجوارح في حقيقة الإيمان، لذا وجدنا محققيهم قد رجحوه.
4 - لا شك أن من أخرج النطق من حقيقة الإيمان قد خالف إجماع السلف الذي حكاه الإمام الشافعي وغيره أن الإيمان قول وعمل، فقوله ساقط مردود، بل قد حكى الإمام النووي اتفاق المتكلمين عى اشتراط النطق لعدم التخليد في النار، ولفظه: " وَاتَّفَقَ أَهْل السُّنَّة مِنْ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاء وَالْمُتَكَلِّمِينَ عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِن الَّذِي يُحْكَمُ بِأَنَّهُ مِنْ أَهْل الْقِبْلَة وَلَا يُخَلَّد فِي النَّار لَا يَكُون إِلَّا مَنْ اِعْتَقَدَ بِقَلْبِهِ دِينَ الْإِسْلَامِ اِعْتِقَادًا جَازِمًا خَالِيًا مِنْ الشُّكُوك، وَنَطَقَ بِالشَّهَادَتَيْنِ، فَإِنْ اِقْتَصَرَ عَلَى إِحْدَاهُمَا لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْل الْقِبْلَة أَصْلًا إِلَّا إِذَا عَجَزَ عَنْ النُّطْق لِخَلَلٍ فِي لِسَانه أَوْ لِعَدَمِ التَّمَكُّن مِنْهُ لِمُعَاجَلَةِ الْمَنِيَّةِ أَوْ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَكُون مُؤْمِنًا " شرح صحيح مسلم (1/ 49).
لكن لا بد لهذا المخالف من حجة يحتج بها لقوله، وقد احتج البيجوري في شرح الجوهرة ص 94 والسعد في شرح النسفية ص113 والعضد الإيجي في المواقف 358 بالآيات والأحاديث الدالة على محلية القلب للإيمان كقوله تعالى: {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ} أي أثبته في قلوبهم، وقوله: " وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ"، وقوله صلى الله عليه وسلم في دعائه: "اللهم ثبت قلبي على دينك".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/191)
قال الشيخ عصام البشير في شرحه لمنظومته في مسائل الإيمان: " والتحقيق في هذه المسألة أن هذه النصوص لا تنفي كون الأعمال جزءا من مسمى الإيمان، بل " غايةُ ما فيها بيانُ أن إيمان القلب هو الأصل والأساس لإيمان الجوارح"، وهذا المعنى صحيح، وتوجد نصوص كثيرة تشهد له، ولا تَعارُضَ بين هذا المعنى وبينَ قولِ أهل السنة إن الإيمانَ قول وعمل. فالقلبُ هو الباعث والمُحرِّكُ الذي مِنه ينطلق التوجيه إلى الجوارح بالعمل خيرا أو شرا، والإرادةُ القلبية هي الحاكمة على أعمال الجوارح طاعةً وإيمانًا إن كانت الإرادةُ إيمانيةً، ومعصية وكفرا إن كانت الإرادة كفرية، كما في الحديث المعروف: " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".
فالنصوصُ المذكورة في تقرير هذا الدليل الثالث، إنما تدل على أهمية الجزء الباطن من الإيمان، دونما نفيٍ للجزء الظاهر منه الذي دلت عليه نصوص أخرى كثيرة وصريحة.
على أننا نضيف أن الذي يقوم بالقلب من الإيمان ليس هو مجرد التصديق، بل هو أمرٌ زائد وهو عمل القلب الذي سبق توضيحه وبيان ركنيته في الإيمان ". وانظر: ظاهرة الإرجاء للحوالي: 2/ 544.
وقَالَ الْقَاضِي عياض في شرح قوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ": وَقَدْ يَحْتَجّ بِهِ أَيْضًا مَنْ يُرَى أَنَّ مُجَرَّد مَعْرِفَة الْقَلْب نَافِعَة دُون النُّطْق بِالشَّهَادَتَيْنِ لِاقْتِصَارِهِ عَلَى الْعِلْم. وَمَذْهَب أَهْل السُّنَّة أَنَّ الْمَعرِقَة مُرْتَبِطَة بِالشَّهَادَتَيْنِ لَا تَنْفَع إِحْدَاهُمَا وَلَا تُنَجِّي مِنْ النَّار دُون الْأُخْرَى إِلَّا لِمَنْ لَمْ يَقْدِر عَلَى الشَّهَادَتَيْنِ لِآفَةٍ بِلِسَانِهِ أَوْ لَمْ تُمْهِلهُ الْمُدَّة لِيَقُولَهَا، بَلْ اِخْتَرَمَتْهُ الْمَنِيَّة. وَلَا حُجَّة لِمُخَالِفِ الْجَمَاعَة بِهَذَا اللَّفْظ؛ إِذْ قَدْ وَرَدَ مُفَسَّرًا فِي الْحَدِيث الْآخَر: " مَنْ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَه اللَّه وَأَنِّي رَسُول اللَّه " وَقَدْ جَاءَ هَذَا الْحَدِيث وَأَمْثَاله كَثِيرَة فِي أَلْفَاظهَا اِخْتِلَاف، وَلِمَعَانِيهَا عِنْد أَهْل التَّحْقِيق اِئْتِلَاف، فَجَاءَ هَذَا اللَّفْظ فِي هَذَا الْحَدِيث ". نقله النووي في شرح مسلم واستحسنه.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[18 - 12 - 08, 03:57 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله أنا في حوار مع أشعري و تكلمت معه عن مذهبهم في الإيمان فكان يزعم أن الأشاعرة متفقون علي دخول النطق في ماهية الإيمان فنقلت له ما يلي قال الشيخ إبراهيم إبراهيم بن حسن اللقاني في منظومته:
وفسر الإيمان بالتصديق والنطق فيه الخلف بالتحقيق
وفسر هذا الكلام البيجوري ص64ـ51 بقوله (إن الإيمان هو مجرد التصديق والعمل الصالح متغايران ومن صدق بقلبه ولم يتفق له الإقرار في عمره لا مره ولا اكثر من مره مع القدرة على ذلك فهو مؤمن عند الله ولكنه شرط في إجراء الأحكام الدنيويه
فأخبرني أن هذا كذب علي البيجوري و صور لي حاشية البيجوري علي جوهرة التوحيد
ففعلا ما وجدت الكلام السابق ففي أي كتاب يوجد ما نقلت؟ أم هو افتراء علي هذ الإمام
جزاكم الله خيرا و هذا هو ما صور لي الأخ الأشعري
هذا الكلام تجده في الصفحات التالية لما صوره لك الأشعري, عند تعليق البيجوري على قول اللقاني (فقيل شرط كالعمل). والله أعلم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 12 - 08, 04:20 ص]ـ
5 - وقد ينازع هؤلاء في الاحتجاج بقوله صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ " قال ابن حجر الهيتمي في شرح الأربعين النووية ص66: " إنه لا يدل على خصوص ركنية القول التي النزاع فيها، بل كما يحتملها يحتمل أنه شرط لإجراء أحكام الإسلام، ويدل له أن فيه رتب عى القول الكف عن المال والدم دون النجاة في الآخرة الذي هو محل النزاع ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/192)
قال مقيده عفا الله عنه:
هذا الحديث استدل به العلماء على ركنية القول، فذكره الإمام أبو يكر الآجري في كتابه الشريعة، وذكره الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة الجماعة 830، وقال النووي في الشرح 1/ 212: " وَفِيهِ أَنَّ الْإِيمَان شَرْطه الْإِقْرَار بِالشَّهَادَتَيْنِ مَعَ اِعْتِقَادهمَا وَاعْتِقَاد جَمِيع مَا أَتَى بِهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
والجواب على ما ذكره من وجهين:
الأول: أن الحديث وإن لم يكن نصاً قاطعاً في كون النطق ركناً للإيمان، فإن السلف أجمعوا على كونه كذلك، والإجماع حجة شرعية قاطعة.
الثاني: أن كون الإنسان أتى بعمل القلب من معرفة وإذعان وقبول - وهي شرط في النجاة في الآخرة عند محققي الأشاعرة - ثم لم ينطق بالشهادتين، من أمحل المحال، قال شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى (7/ 609): "أَمَّا " الشَّهَادَتَانِ " إذَا لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِمَا مَعَ الْقُدْرَةِ فَهُوَ كَافِرٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ كَافِرٌ بَاطِنًا وَظَاهِرًا عِنْدَ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا وَجَمَاهِيرِ عُلَمَائِهَا وَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ مِنْ الْمُرْجِئَةِ وَهُمْ جهمية الْمُرْجِئَةِ: كَجَهْمِ وَالصَّالِحِيَّ وَأَتْبَاعِهِمَا إلَى أَنَّهُ إذَا كَانَ مُصَدِّقًا بِقَلْبِهِ كَانَ كَافِرًا فِي الظَّاهِرِ دُونَ الْبَاطِنِ وَقَدْ تَقَدَّمَ التَّنْبِيهُ عَلَى أَصْلِ هَذَا الْقَوْلِ وَهُوَ قَوْلٌ مُبْتَدَعٌ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الْإِيمَانَ الْبَاطِنَ يَسْتَلْزِمُ الْإِقْرَارَ الظَّاهِرَ؛ بَلْ وَغَيْرَهُ وَأَنَّ وُجُودَ الْإِيمَانِ الْبَاطِنِ تَصْدِيقًا وَحُبًّا وَانْقِيَادًا بِدُونِ الْإِقْرَارِ الظَّاهِرِ مُمْتَنِعٌ ".(46/193)
ماهي الادلة على ان القران كلام الله منزل غير مخلوق
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 06:37 ص]ـ
السلام عليكم
آمل مساعدتي على جمع أكبر عدد من الادلة من السنة النبوية على أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق ........... ولكم جزيل الشكر
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[13 - 01 - 08, 07:05 ص]ـ
وعقيدة أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود.
والأدلة على أنه منزل ما يأتي:
قول الله عز وجل: (شَهْرُ رمضان الذي أنزل فيه القُرآن) البقرة/185، وقوله تعالى: (إنّا أنْزَلناه في ليلة القدر) القدر /1، وقوله: (وقُرْآناً فَرَقْنَاه لِتَقْرَأَه على الناس على مُكْثٍ ونَزَّلنَاه تَنْزِيلاً) الإسراء /106، قوله: (وإذا بَدَّلنا آية مكان آية والله أعلم بما يُنَزِّل قالوا إنما أنت مُفْتَرٍ بل أكثرهم لا يعلمون قل نَزَّله رُوح القُدُسِ من ربك بالحق ليُثَبِّت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ولقد نعلم أنهم يقولون إنّما يُعَلِّمُه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعْجَمِِي وهذا لسان عربي مبين) النحل /101 - 103. و الذي يبدل آية مكان آية هو الله سبحانه وتعالى.
والأدلة على أنه غير مخلوق قوله تعالى: (ألا له الخلق والأمر) فجعل الخلق شيئاً والأمر شيئا آخر
لأن العطف يقتضي المغايرة والقرآن من الأمر بدليل قوله تعالى: (وكذلك أوْحَيْنَا إليك روحا من أمرنا
ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نَهْدِي به من نَشَاءُ من عبادنا) الشورى /52، فإذا كان القرآن أمراً وهو قسيم للخلق، صار غير مخلوق، لأنه لو كان مخلوقاً ما صح التقسيم فهذا هو الدليل من القرآن.
والدليل العقلي أن نقول القرآن كلام الله والكلام ليس عينا قائمة بنفسها حتى يكون بائنا من الله ولو كان عينا قائمة بنفسها بائنة من الله لقلنا إنه مخلوق لكن الكلام صفة للمتكلم فإذا كان صفة للمتكلم به وكان من الله كان غير مخلوق لأن صفات الله عز وجل كلها غير مخلوقة. شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين 1/ 418 - 426 - 441
فيجب علينا أن نعتقد ذلك ونوقن به، ولا نُحَرِّف آيات الله عز وجل عن مرادها، فإنها صريحة الدلالة على أن القرآن مُنَزَّل من عند الله، ولذلك قال الإمام الطحاوي رحمه الله: " وإنّ القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولاً، وأنزله على رسوله وحياً، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر وقد ذَمَّه الله وعَابَهُ وأوعده بسقر حيث قال تعالى: (سأُصلِيه سَقَر) المدثر/26، فلما أوْعَدَ بِسَقَر لمن قال (إنْ هذا إلا قول البشر) المدثر /25 عَلِمْنَا وأيْقَنَّا أنَه قولَ خالقِ البَشَر ولا يُشْبِه قول البشر. أهـ شرح العقيدة الطحاوية 179.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/special/index.php?ref=10153&ln=ara&subsite=13
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[13 - 01 - 08, 07:09 ص]ـ
مذهب أهل السنة والجماعة: أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، تكلّم به حقيقة، وألقاه إلى جبريل فنزل به على قلب محمد صلّى الله عليه وسلّم.
وقد دل على هذا القول الكتاب، والسنة.
فمن أدلة الكتاب قوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [التوبة: 6]. يعني القرآن، وقوله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، وقوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 193 - 195].
ومن أدلة السنة قوله صلّى الله عليه وسلّم - وهو يعرض نفسه على الناس في الموقف -: "ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي؛ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عزّ وجل" (41).
وقوله صلّى الله عليه وسلّم للبراء بن عازب: "إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت" (42).
وقال عمرو بن دينار: "أدركت الناس منذ سبعين سنة، يقولون: الله الخالق وما سواه مخلوق، إلا القرآن فإنه كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود" (43). اهـ.
ومعنى قولهم: "منه بدأ"؛ أن الله تكلم به ابتداء، وفيه رد على الجهمية القائلين: بأنه خلقه في غيره.
وأما قولهم: "وإليه يعود"؛ فيحتمل معنيين:
أحدهما - أنه تعود صفة الكلام بالقرآن إليه، بمعنى: أن أحداً لا يوصف بأنه تكلّم به غير الله؛ لأنه هو المتكلّم به، والكلام صفة للمتكلّم.
الثاني - أنه يرفع إلى الله تعالى كما جاء في بعض الآثار أنه يسري به من المصاحف والصدور، وذلك إنما يقع - والله أعلم - حين يعرض الناس عن العمل بالقرآن إعراضاً كليًّا فيرفع عنهم تكريماً له. والله المستعان.
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16849.shtml
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/194)
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 12:13 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ نضال
هل من مزيد
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 02:44 م]ـ
أخي الكريم راجع مقدمة د. فهد بن سليمان الفهيد على تحقيقه لخلق أفعال العباد للإمام البخاري رحمه الله فقد سرد الأدلة ووجه الاستدلال بها، ولو كان الكتاب حاضرا ً بين يدي الآن لنقلت لك منه ما يشفيك.
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 02:46 م]ـ
مع العلم أن ما نقله الأخ نضال فيه كفاية وبركة ـ جزاه الله خيرا ً ـ
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[14 - 01 - 08, 06:10 ص]ـ
بارك الله فيك ياشيخ محمد الباهلي
ـ[أبو لجين]ــــــــ[14 - 01 - 08, 09:48 م]ـ
بارك الله في الجميع .. ونحمد الله على سلامة المعتقد فهي والله نعمة لا تقدر بالأثمااااان ..
ـ[الخزرجي]ــــــــ[16 - 01 - 08, 08:46 م]ـ
لا يشك نبيه أن القرآن من كلام الله قد أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لأدلة كثيرة من أوضحها للعقلاء أنه مضاف إلى الله كما في قوله تعالى: ((حتى يسمع كلام الله)).
وقد ذكر الأخوة الفضلاء من الأدلة ما هو كافٍ.
لكن أحببت أن أنبه على أن كون القرآن منزل لا يكفي للاستدلال على أنه غير مخلوق؛ لأن من المنزلات ما هو مخلوق كالماء والأنعام.
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[16 - 01 - 08, 09:58 م]ـ
و من الأدلة حديث " من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك "
و من المعلوم أنه لا يستعاذ بمخلوق
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[17 - 01 - 08, 07:03 ص]ـ
بارك الله فيكم يا مشايخ ............................ ونفع بعلمكم
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[17 - 01 - 08, 02:13 م]ـ
راجع كتاب العلو للذهبي ومختصره للألباني رحمه الله فستجد فيه العشرات من الأقوال
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[19 - 01 - 08, 01:31 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخ صالح
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[19 - 01 - 08, 01:56 م]ـ
بارك الله في الإخوة جميعا
ـ[الديولي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 06:30 م]ـ
راجع كتاب
العقيدة السلفية في كلام رب البرية، للشيخ / يوسف الجديع(46/195)
مسائل في المجاز (7) من أين أتت فكرة المجاز وممن نقلها المتكلمون (؟؟؟)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 04:00 م]ـ
الحقيقة والمجاز في كتب الفلاسفة
1 - كتاب الخطابة والشعر لأرسطو
قال النديم في ((الفهرست)) كتاب الخطاية لأرسطو طاليس , يصاب بنقل قديم ,رأيت أحمد بن الطيب هذا الكتاب نحو مائة ورقة بنقل قديم (1) , اهـ ووجدت نسخة من نقل عربي لكتاب الخطابة فى مكتبة باريس , وهى منقولة من خط ابن السمح وهو البغدادي المنطقي (2) وقال ابن السمح إنه قابلها على نسختين عربيتين سقيمتين , وإحداهما أشد سقما من الأخرى , وكان إذا أشكل عليه شيء منها رجع فيه إلى نسخة سريانية , ونشر د. عبد الرحمن بدوى تلك النسخة , وقال إنها قد تكون من ذلك النقل القديم الذي ذكره النديم , والنقل القديم في كلام النديم هو ما كان قبل نقل حنين بن إسحاق العبادي النصراني , فلعل ذلك النقل كان فى المائة الثانية من الهجرة.وذكر المجاز والاستعارة في مواضع من المقالة الثالثة من تلك النسخة , قال: ((ومعظم التعبيرات فيما بعد , ويزداد إدراكا كلما ازداد علما , وكلما كان الموضوع مغايرا لما كان يتوقعه , وكان النفس تقول: هذا حق و وأنا التى أخطأت , واللطيف الرشيق من الأمثال ما يوحى بمعنى أكثر مما يتضمنه اللفظ , ولسبب عينه كانت الألغاز لذيذة , إنها تعلمنا أمورا على سبيل المجاز (3) , وقال: وفي جميع هذه الأحوال إذا كان الاشتراك اللفظي أو المجاز هو الذي يأتي بالكلمة المناسبة , فإن النجاح مؤكد (4) , وقال: وكلما تضمنت العبارة معانى ازدادت روعة , مثل أن تكون الألفاظ مجازية , وكانت الاستعارة مقبولة , وثم تقابل أو طباق , وثم فعل , أما الصور فكما قلنا من قبل: إنها تغييرات – مجازات – مرموقة جدا , وتتألف دائما من حدين مثل الاستعارة التمثيلية (5). اهـ بلفظة.
وأما كتاب الشعر , فقال النديم , إن الكندي – فيلسوف العرب – كان اختصره (6) , والكندي كان معاصرا للجاحظ , ولا حجة على أنه كان هو أول من نقل كتاب الشعراء لأرسطو إلي العربية , ولعله كان نقل قبله , فاختصره هو من ذلك النقل , ووجدت منه نسخة بنقل أبى بشر متى من السرياني إلى العربي , وهو نقل رديء,
وطبع باليونانية عدة مرات , ونقله د. عبد الرحمن بدوي من اليونانية إلى العربية نقلا جديداً.
وكذلك ذكر فيه المجاز , قال: وكل اسم هو إما شائع, أو غريب , أو مجازى , أو حيلة , أو مخترع , أو مطول , أو موجز , أو معدل , قال:والمجاز نقل اسم يدل على شيء إلى شيء آخر , والنقل يتم إما من جنس إلى نوع , أو من نوع إلى جنس أو من نوع إلى نوع , أو بحسب التمثيل , وأعنى بقولي: من جنس إلى نوع ما مثاله , هنا توقفت سفينتي , لأن الإرساء ضرب من التوقف , وأما من النوع إلى الجنس فمثالة , أجل: لقد قام أودوسوس بآلاف من الأعمال المجيدة , لأن آلاف معناها كثير , والشاعر استعملها مكان كثير , ومثال المجاز من النوع إلى النوع قوله: انتزع الحياة بسيف من نحاس , وعندما قطع بكأس متين من نحاس , لأن انتزع هاهنا معناها قطع , وقطع معناها انتزع , وكلا القولين يدل على تصرم الأجل الموت , وأعنى بقولي: بحسب التمثيل , جميع الأحوال التي فيها تكون نسبة الحد الثاني إلى الحد الأول كنسبة الرابع إلى الثالث , لآن الشاعر سيستعمل الرابع بدلا من الثاني بدلا من الرابع و وفى بعض الأحيان يضاف الحد الذي تتعلق به الكلمة المبدل بها المجاز , ولإيضاح ما أعنى بالأمثلة أقول: إن النسبة بين الكأس وديونوسس هي النسبة بين الترس وأرس , ولهذا يقول الشاعر عن الكأس إنها ترس ديونوسس , وعن الترس إنه كأس أرس , وكذلك النسبة بين الشيخوخة والحياة هي بعينها النسبة بين العشية والنهار , ولهذا يقول الشاعر عن العشية ما قاله أنبا دقليس إنها شيخوخة النهار, وعن الشيخوخة إنها عشية الحياة أو غروب العيش , وفى بعض أحوال التمثيل لا يوجد اسم , ولكن يعبر عن النسبة , فمثلا نثر الحب يسمى البذر , ولكن للتعبير عن فعل الشمس وهى تنثر أشعتها لا يوجد لفظ , ومع ذلك فإن نسبة هذا الفعل إلى أشعة الشمس , هي بعينها نسبة البذر إلى الحب , ولهذا يقال: تبذر نورا إلهيا , ويمكن أيضا استعمال هذا الضرب من المجاز بطريقة أخرى , فبعد الدلالة على شيء باسم يدل على آخر , ننكر صفة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/196)
من الصفات الخاصة بهذا الأخير , فمثلا بدلا من أن نقول عن الترس إنه كأس أرس , نقول عنه إنه كأس بلا خمر , قال: والاسم المخترع هو الذي لم يكن مستعملا قط ووضعه الشاعر من تلقاء نفسه , إذ يبدو أن هذه حال بعض الأسماء (7).
وقال: فمن المهم إذن حسن استخدام كل ضرب من ضروب التعبير التي تحدثنا عنها من أسماء مضاعفة مثلاً , أو كلمات غريبة , وأهم من هذا كله البراعة في المجازات لأنها ليست مما نتلقاه عن الغير , بل هي آية المواهب الطبيعية , لأن الإجادة في المجازات معناها الإجادة في إدراك الأشباه (8).
وقال: وبعض العبارات ينبغي أن يفهم على أنه قيل على سبيل المجاز , مثلاً قوله: جميع الآلهة وجميع المحاربين ناموا الليل كله , بينما يقول أيضاً , لما أن جلي ببصره إلى سهل طروادة , ذهل حينما سمع صوت النايات والصفارات , لأن جميع وضعت مكان كثير مجازاً , لأن الجميع يفترض العدد الكبير , وكذلك قوله: وحيدة لا تغرب , مقول مجازاً , لأن المعروف هو: وحدها , قال: والبعض الآخر (9) يفسر بكون اللفظ ذا معنيين, ومنها ما يفسر بالإستعمال اللغوي فلفظ خمر يطلق على أي مشروب ممزوج , ومن هنا أمكن أن يقال: إن غانوميدس يصب الخمر لزيوس (10) وإن كان الآلهة لا يشربون الخمر , ويطلق على الذين يعملون في الحديد اسم النحاسين , ومن هنا أمكن أن يقال: ساق من القصدير حديثة الصنع , ولكن هذا يمكن أن يفسر أيضاً بواسطة المجاز (11) ا هـ وذكر فيه المجاز في مواضع أُخر.
وكل ما ذكر في هذين الكتابين – الخطابة والشعر – من المجازات بحسب التمثيل وإدراك الأشباه , والاستعارة التمثيلية , والاشتراك اللفظي , والاستعمال اللغوي , ووضع اللفظ في موضع غيره , ونقل اسم يدل على شيء إلى شيء غيره , واختراع الشعراء لأسماء لم تستعمل قط قبلهم , كل ذلك هو نفسه ما ذكره الجاحظ ومن بعده من المتكلمين , وبعض ما ذكر فيها من الأمثلة هو نفسه ذكره عبد القاهر الجرجاني وغيره , وأخذ الجاحظ كلام أرسطو فعبر عنه بعبارته , وبسطه وشرحه , والتمس له الأمثلة في ألفاظ العامة والمولدين , وخلطها بلسان العرب , وزعم أن النابغة أحدث اسم المظلومة للأرض التي لم تحفر , ولم تحرث إذا فعل ذلك بها , ولم يتكلم به أحد قبله قط (12). وكلام النظام , وأبي الهذيل العلاف , وثمامة بن أشرس , وبشر المريسي وغيرهم من رؤساء المتكلمين يدل على سعة علمهم بكتب أرسطو طاليس وغيره من الفلاسفة , وأنهم كانوا قرءوها كلها , وقرءوا كثيراً من شروحها , وروي ان جعفر بن يحيى البرمكي ذكر أرسطو طاليس , فقال النظام , قد نقضت عليه كتابه فقال جعفر: كيف وأنت لا تحسن أن تقرأه؟ فقال: أيما أحب إليك أن أقرأه من أوله إلى آخره إلى أوله؟ ثم اندفع يذكر شيئاً فشيئاً وينقص عليه , فتعجب منه جعفر , (13)
وروي كذلك أنه كان نظر في شئ من كتب الفلاسفه, ثم ناظر أبا الهذيل العلاف فوجده أعلم بها منه (14) , ونقل الجاحظ في كتاب ((الحيوان)) كلام النظام في طائفة من المفسرين , ومنه: وقال رجل لعبيد الله بن الحسن القاضي, إن أبي اوصى بثلث ماله في الحصون, قال: اذهب فاشتر به خيلا, فقال الرجل, إنه إنما ذكر الحصون, قال: أما سمعت قول الأسعر الجعفي:
ولقد علمت على تجنبي الردى .... أن الحصون الخيل لا مدر القرى
قال النظام: فينبغي في مثل هذا القياس علي هذا التأويل, أنه ما قيل للمدن والحصون حصونا إلا على التشبيه بالخيل (15) اهـ , وسواء أكان القاضي يذهب إلى هذا التأويل أم كذب عليه, فكلام النظام في تسمية الحصون و المدن على التشبيه بالخيل, هو نفس كلام الجاحظ في تسمية الشيء باسم غيره على التشبيه والمثل والاشتقاق. وكل ذلك حجج بينة على أن الناقلين لكتب أرسطو طاليس وغيره من الفلاسفة كانوا هم أول من أحدث في الإسلام ذكر المجاز و والاستعارة ,والاستعارة التمثيلية , والاشتراك اللفظي , ونقل الاسم من شيء إلى غيره , وكان ذلك في الشطر الآخر من المائة الثانية من الهجرة , وكانوا هم كذلك أول من أحدث القول بأن الاسم هو اللفظ , وكان ذلك القول شر مصيبة على علم اللسان العربي وفقهه , وأسأل الله القريب المجيب أن أبين ذلك في موضع يليق بهوعن أولئك الناقلين لكتب الفلاسفة أخذ ذلك أبو إسحاق النظام , وأبو الهذيل العلاف , وثمانة بن أشرس , وبشر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/197)
المريسي , وأبو عبيدة , والجاحظ , وابن المعتز , وغيرهم من المتكلمين , ونهج أولئك المتكلمون في تفسير كلام العرب نهج أرسطو في تفسير كلام اليونان , واتبعوا في تفسير كلام الله تعالى , وكلام رسول صلى الله عليه وسلم سنن أرسطو في تفسير ضلالات اليونان وأساطيرهم , وجادل أولئك المتكملون بذلك عن قولهم بالمترلة بين المترلتين , وهي أول مسألة فرقت بين المعتزلة وغيرهم , وقولهم إن أسماء الإيمان والكفر والفسق نقلت فى الإسلام إلى غير ما كانت تدل عليه بلسان العرب , وعن كثير من إلحادهم في أسماء الله تعالى وقدره , وغيرها من بدعتهم وإفكهم , وأضلتهم تلك الفلسفة عن لسان العرب , فأهلكتهم العجمة.
2 - كتاب الشفاء لابن سينا
وفسر ابن سينا في كتابه ((الشفاء)) كثيراً من كلام أرسطو في الخطابة والعبارة والشعر , وذكر المجاز , والاستعارة والتغيير والنقل , والتشبيه , وغيرها , وكلامه فيها هو نفس كلام أولئك المعتزلة , ومن ذلك قوله: والحقيقي هو اللفظ المستعمل في الجمهور المطابق بالتواطؤ للمعنى , وأما النقل فإنما يكون أول الوضع والتواطؤ على معنى , وقد نقل عنه إلى معنى آخر , وأما المغير فهو المستعار والمشبه (16) وقوله: وعندما يقول هوميروس في حديثه عن آخيل: كر كالأسد , فهذا تشبيه , وعندما يقول: كر هذا الأسد , فهذا مجاز , لنه لما كان الرجل والحيوان في هذا المثال ممتلئين شجاعة , صح أن يسمى آخيل أسداً على سبيل المجاز (17) ا هـ.
وهو نفس كلام أبي عبد الله البصري في النقل وفي الأسد , ونفس كلام الرماني في الفرق بين التشبيه والاستعارة , وذلك يدل على أن أولئك المعتزلة أخذوا كلامهم في المجاز والاستعارة من كتب أرسطو , وكان ما بأيديهم من النقل لتلك الكتب وشروحها أتم وأحسن من النقل القديم , وكان النقل القديم ناقضاً سقيماً , ولعله لذلك كان كلام أبي عبد الله البصري , والرماني أشبه بكلام أرسطو , واقرب لعبارته من كلام الجاحظ
وإذاً فهذا هو مصدر هذه الترهات جميعاً .. وكذلك كل قول فاسد في الاعتقاد واللغة والأصول والحديث فإنما نشأ في الأغلب الأعم من الاطلاع والنقل عن خرافات أولئك الوثنيين .. ولذلك فضل بيان في موضع آخر بإذن الله ..
============
الحواشي:
(1) الفهرست .. الفن الأول من المقالة السابعة: (ص 310).
(2) ذكره التوحيدي في المقابسات (ص 60).
(3) ((الخطابة)) (ص 220).
(4) ((الخطابة)) (ص 221).
(5) ((الخطابة)) (ص 223).
(6) ((الفهرست)) الفن الأول من المقالة السابعة (ص 310).
(7) فن الشعر لأرسطوطاليس , ترجمة عبد الرحمن بدوي (ص 57 - 59).
(8) فن الشعر (ص64).
(9) أي: من العبارات.
(10) غانوميدس في الأساطير اليونانية هو ابن طروس , وكانت اختطفته الآلهة , وزيوس أحد آلهتهم , وآلهة أرسطوطاليس لا يشربون الخمر , ولكنهم يشربون أي شراب ممزوج , ولفظ ممزوج , ولفظ الخمر في رأي أرسطو يطلق على أي شراب ممزوج , فلذلك جاز في نظره لهوميروس – شاعر الإلياذة , وسيد الشعراء غير مدافع في نظر أرسطو-أن يقول: إن غانوميدس كان يصب الخمر لزيوس , وكل الأمثلة التي ذكرها هنا هي من الإلياذة , وآلهة أرسطو طاليس كما يشربون أي شراب ممزوج , ولا يشربون الخمر , كذلك ينامون الليل كله , وخاب أقوام وخسروا يسمونه المعلم الأول ويتخذونه إماماً!.
(11) ((فن الشعر)) (ص 74 – ص 76).
(12) كتاب الحيوان: (1/ 331 – 332 , 5/ 279 – 280).
(13) ((طبقات المعتزلة)) (ص50)
(14) ((طبقات المعتزلة)) (ص44)
(15) كتاب ((الحيوان)) (1/ 345 _ 346)
(16) نقله د. المطعني (ص1053) وعزاه إلى كتاب ((الشفاء)) تحقيق د. عبد الرحمن بدوي (ص66 - 67).
(17) ((مقدمة النثر)) د. طه حسين (ص14).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - 02 - 08, 03:37 م]ـ
.................
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 01:56 ص]ـ
في خاتمة كتاب التركي: إنكار المجاز عند ابن تيمية ..
قال:
نتيجة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/198)
قد يكون الكأس الزجاجي مملوءاً بالماء إلى منتصفه، ومع أن هذا المشهد واحد إلا أن محاولات وصفه قد تختلف باختلاف زاوية الرؤية. فقد يقول أحدهم عن الكأس: إن نصفه مملوء، وقد يقول آخر: إن نصفه فارغ. وهذا التعارض الظاهري بين الوصفين إنما نبع بسبب كون الشخص الأول نظر إلى الجزء الممتلئ فحكم بأن نصف الكأس مملوء، في حين نظر الآخر إلى الجزء الفارغ فحكم بأن نصف الكأس فارغ، وعلى هذا فالاختلاف الظاهري بين القولين هو خِلافٌ في زاوية الرؤية، الرؤية إلى أحد جزأي الكأس.
ومثل هذا الاختلاف في الرؤية هو الذي دفع ببعض العلماء إلى إثبات المجاز، وببعضهم الآخر إلى إنكاره، أي بعبارةٍ واضحةٍ: يمكن الخلوص إلى أن القول بوجود المجاز، والقول بإنكاره هما فكرتان غير متضادتين، أو على الأقل يمكن أن تتعايشا جنباً إلى جنب وأن لا تتنافرا؛ لأن الفرق بين المنكرين والمجيزين هو فرق في رؤيتهم إلى دلالة اللفظ، فالحكم بأصالة دلالة اللفظ في موضع، وفرعيتها في موضعٍ آخر هو الأساس الذي قام عليه تصور القائلين بالمجاز، أما جعل جميع دلالات اللفظ ومعانيه على درجة المساواة، فكلها أصلية وأن السياق هو الذي يعين أي المعاني أريد باللفظ، هذه هي الرؤية التي حكمت أصول القائلين بإنكار المجاز.
وهذه النتيجة توجب أن يحترم أنصار كلِّ رأيٍ رأيَ الفريق الآخر، فلا ينبغي التشنيع على القائلين بالمجاز، أو وصف رأيهم بالفساد والاضطراب، ولا ينبغي أن يكون القول بإنكار المجاز موضع استهجان أو تندر أو سخرية من بعض القائلين بوقوع المجاز، إذ الرأيان ليسا متعارضين، بل لكل منهما مسوغاته وحيثياته.
والرأيان -على أية حال- ليسا على درجةٍ واحدةٍ من الشهرة والقبول، فالقول بوقوع المجاز أشهر من القول بإنكاره.
بل ولعله أكثر اتساقاً وانضباطاً مع ما يقتضيه العُرف اللغوي، وما تمليه طبيعة الاستخدام الإنساني للغة، إذ يتصور الإنسان ارتباط بعض الألفاظ بمدلولات ملازمة، فإذا خرج اللفظ إلى مدلول آخر غير مدلوله الملازم له في العرف اللغوي –لعلاقة بين المدلولين- فقد وقع المجاز، ولهذا فلم يظهر تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز في التراث العربي فحسب، بل هو ظاهرة تطّرد في جميع اللغات تقريباً، فقد قال به أرسطو في الزمن الأول ولا زال كثيرٌ من الباحثين المعاصرين –عرباً وأجانب- يقررون وقوعه.
وفي الأخير، أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا العمل، وأن يجعله في موازين حسنات كاتبه، كما أسأله تعالى حسن الختام، إنه بالإجابة جدير.
وصلى الله على محمد.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 04:31 ص]ـ
فلم يظهر تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز في التراث العربي .. فحسب
لو قال التراث المعتزلي لاتسق كلامه!
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 12:22 م]ـ
لو قال التراث المعتزلي لاتسق كلامه!
ما أدري، هل كان أبو محمد ابن قتيبة من هؤلاء المعتزلة؟؟!!
قال رحمه الله في تأويل مشكل القرآن ص80 - 81:
" وللعرب (المجازات في الكلام)، ومعناها: طرق القول ومآخذه. ففيها: الاستعارة، والتمثيل، والقلب، والتقديم، والتأخير، والحذف، والتكرار، والإخفاء، والإظهار، والتعريض، والإفصاح، والكناية، والإيضاح، ومخاطبة الواحد مخاطبة الجميع، والجميع خطاب الواحد، والواحد والجميع خطاب الاثنين، والقصد بلفظ الخصوص لمعنى العموم، وبلفظ العموم لمعنى الخصوص، مع أشياء كثيرة ستراها في أبواب المجاز إن شاء الله تعالى.
وبكل هذه المذاهب نزل القرآن ... " اهـ
ثم فصّل ذلك في "باب القول في المجاز" ص 146 - 171، "وباب الاستعارة" ص172 - 211، "باب المقلوب" ... إلى آخر تلك الأبواب.
ومن باب الفائدة: ذكر شيخ الإسلام أن ابن قتيبة خطيب السنة كما أن الجاحظ خطيب المعتزلة. وكان أهل المغرب يعظمونه، ويقولون: من استجاز الوقيعة في ابن قتيبة، فإنه يتهم بالزندقة! (مجموع الفتاوى 17/ 391 - 392)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 01:05 م]ـ
ما أدري، هل كان أبو محمد ابن قتيبة من هؤلاء المعتزلة؟؟!!
بل كان رحمه الله متأكلاً على مائدة الجاحظ في مادته الأدبية متقيلاً طريقته .. فدخل عليه من مادة الجاحظ ما أفسد عليه نقاء سنيته. التي أورثها إياه شيخه الآخر إسحاق بن راهويه
فابن قتيبة تلميذ الجاحظ وغير قليل من كتب ابن قتيبة ألفه على الطريقة التي افترعها الجاحظ، وقد أجازه الجاحظ بجميع كتبه. وعن الجاحظ تلقى ابن قتيبة بدعة المجاز وإن ظنها باباً من أبواب الدلالة خالصاً ..
ولئن قلنا بدخول مصطلح المجاز على بعض أهل السنة الخلص مبتوتي الصلة بالمعتزلة = فأي عجب أن تدخل تلك الفكرة على تلميذ الجاحظ ووارث علمه وطريقته ..
تنبيه: كون ابن قتيبة خطيب أهل السنة نقلها شيخ الإسلام عن رجل مجهول وفي كلام هذا الرجل المجهول ما يدل على قلة علمه ..
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 04:45 م]ـ
تنبيه: كون ابن قتيبة خطيب أهل السنة نقلها شيخ الإسلام عن رجل مجهول وفي كلام هذا الرجل المجهول ما يدل على قلة علمه ..
لكن شيخ الإسلام نقلها مقرًا لها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/199)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 05:29 م]ـ
صحيح.وهذا لم ننفه وشيخ الإسلام كان في مقام تعديل الرجل وإثبات مكانته. لتقوية دلالة الرأي العقدي المنقول عنه. وإنما مرادنا أن هذه العبارة لم تصدر ممن يُكسب شخصه العبارة قوة ًولو نازع منازع في عد ابن قتيبة بهذه المنزلة مع عدم نفي سنيته = كان له ذلك.(46/200)
تعبير الرؤى
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[13 - 01 - 08, 10:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأيكم بتعبير الرؤى والاهتمام بتعبيرها؟ وجزاكم الله خيرا.
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[13 - 01 - 08, 10:22 م]ـ
هذه بعض الاحاديث الصحيحة حول هذا الموضوع
(صحيح)
إن الرؤيا تقع على ما تعبر ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها فإذا راى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحا أو عالما. (صحيح) وشطره الأول له شاهد بلفظ: والرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت (قال الراوي: وأحسبه قال: ولا يقصها إلا على واد أو ذي رأي.) وهذا الحديث كشاهد لابأس به
[إذا رأى أحدكم الرؤيا تعجبه فليذكرها وليفسرها وإذا رأى أحدكم الرؤيا تسوءه فلا يذكرها ولا يفسرها]. (صحيح
الرؤيا ثلاث فالبشرى من الله وحديث النفس وتخويف من الشيطان فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء وإذا رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم يصلي]. (صحيح
هي الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له. يعني البشرى في الحياة الدنيا]. (حسن
لرؤيا ثلاثا: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله عز وجل والرؤيا تحزين من الشيطان والرؤيا من الشيء يحدث به الإنسان نفسه
من كذب في حلمه، كلف يوم القيامة عقد شعيرة ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه ". رواه مسلم
وعن جابر قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: رأيت في المنام كأن رأسي قطع قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس ". رواه مسلم
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع فأوتينا برطب من رطب ابن طاب فأولت أن الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الآخرة وأن ديننا قد طاب ". رواه مسلم
وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أفرى الفرى أن يري الرجل عينيه ما لم تريا ". رواه البخاري
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت قال وأحسبه قال ولا تقصها إلا على واد أو ذي رأي.
تحقيق الألباني:
صحيح ابن ماجة (3914)
وهذا كلام للشيخ الالباني في الصحيحة
الحديث صريح بأن الرؤيا تقع على مثل ما تعبر، و لذلك أرشدنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى أن لا نقصها إلا على ناصح أو عالم، لأن المفروض فيهما
أن يختارا أحسن المعاني في تأويلها فتقع على وفق ذلك، لكن مما لا ريب فيه أن
ذلك مقيد بما إذا كان التعبير مما تحتمله الرؤيا و لو على وجه، و ليس خطأ محضا
و إلا فلا تأثير له حينئذ و الله أعلم.
و قد أشار إلى هذا المعنى الإمام البخاري في " كتاب التعبير " من " صحيحه "
بقوله (4/ 362):
" باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[14 - 01 - 08, 01:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك(46/201)
شبهة رافضة تحتاج الى رد
ـ[عبد الله التوحيدى]ــــــــ[13 - 01 - 08, 11:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
حياكم الله
سمعت اكتر من مرة الروافض وهم يستشهدون بجواز بناء المساجد على القبور بهدة الاية بسم الله الرحمن الرحيم وقال الدين غلبوا على امرهم لنتخدن على قبورهم مسجدا
ارجوا ان تكون كتابة الاية صحيحة
الرجاء الرد على هدة الشبهة
وبارك الله فيكم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 11:21 م]ـ
الآية هداك الله ((قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً))
وللعلماء أجوبة عديدة على هذا الإستدلال
منها أن الله عز وجل لم يذكر هؤلاء البانين بمعرض الثناء فلم ((الذين آمنوا)) أو وصفهم بوصف نحوه بل قال ((الذين غلبوا على أمرهم)) فلم يكن فعلهم ملزماً
ومنها أن هذا شرع من قبلنا وليس شرعاً لنا
ونظيره التماثيل التي كانت تبنى لسليمان عليه السلام وليست مشروعةً في ديننا
ـ[عبد الله التوحيدى]ــــــــ[13 - 01 - 08, 11:37 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
على تصحيح الاية وعلى الجواب
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[13 - 01 - 08, 11:40 م]ـ
الأصل: شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد ناسخ
ونواسخ حكم الآية في السنة متواترة
هذا إن كانوا ينظرون بأصولنا
والله أعلم
ـ[عبد الله التوحيدى]ــــــــ[13 - 01 - 08, 11:47 م]ـ
بارك الله فيك اخى ابراهيم
ـ[ابو هبة]ــــــــ[14 - 01 - 08, 01:38 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, حياك الله.
رد على هذه الشبهة العلامة الألباني رحمه الله في (تحذير الساجد) فقال:
(أما الشبهة الأولى فالجواب عنها من ثلاثة وجوه:
الأول: أن الصحيح المتقرر في علم الأصول أن شريعة من قبلنا ليست شريعة لنا لأدلة كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: " اعطيت خمسا لم يعطهن أحدا من الأنبياء قبلي. . . (فذكرها وآخرها) وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة "
فإذا تبين هذا فلسنا ملزمين بالأخذ بما في الآية لو كانت تدل على أن جواز بناء المسجد على القبر كان شريعة لمن قبلنا
الثاني:
هب أن الصواب قول من قال: " شريعة من قبلنا شريعة لنا " فذلك مشروط عندهم بما إذا لم يرد في شرعنا ما يخالفه وهذا الشرط معدوم هنا لأن الأحاديث تواترت في النهي عن البناء المذكور كما سبق فذلك دليل على أن ما في الآية ليس شريعة لنا.
الثالث:
لا نسلم أن الآية تفيد أن ذلك كان شريعة لمن قبلنا غاية ما فيها أن جماعة من الناس قالوا:} لنتخذن عليهم مسجدا {فليس فيها التصريح بأنهم كانوا مؤمنين وعلى التسليم فليس فيها انهم كانوا مؤمنين صالحين متمسكين بشريعة نبي مرسل بل الظاهر خلاف ذلك قال الحافظ ابن رجب في " فتح الباري في شرح البخاري " (65/ 280) من " الكواكب الدراري " " حديث لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
وقد دل القرآن على مثل ما دل عليه هذا الحديث وهو قول الله عزوجل في قصة أصحاب الكهف:} قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا {فجعل اتخاذ القبور على المساجد من فعل أهل الغلبة على الأمور وذلك يشعر بان مستنده القهر والغلبة واتباع الهوى وأنه ليس من فعل أهل العلم والفضل المنتصر لما أنزل الله على رسله من الهدى.
وقال الشيخ علي بن عروة في " مختصر الكوكب " (10/ 207 / 2) تبعا للحافظ ابن كثير في تفسيره (3/ 78):
حكى ابن جرير في القائلين ذلك قولين:
أحدهما: أنهم المسلمون منهم
والثاني: أهل الشرك منهم
فالله أعلم والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ ولكن هم محمودون أم لا؟ فيه نظر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " يحذر ما فعلوا وقد روينا عن عمر بن الخطاب أنه لما وجد قبر دانيال في زمانه بالعراق أمر أن يخفى عن الناس وأن تدفن تلك الرقعة التي وجدها عنده فيها شئ من الملاحم وغيرها "
إذا عرفت هذا فلا يصح الاحتجاج بالآية على وجه من الوجوه وقال العلامة المحقق الآلوسي في " روح المعاني "
(5/ 31)
واستدل بالآية على جواز البناء على قبور العلماء واتخاذ مسجد عليها وجواز الصلاة في ذلك وممن ذكر ذلك الشهاب الخفاجي في حواشيه على البيضاوي وهو قول باطل عاطل فساد كاسد فقد روي. . .)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/202)
ثم ذكر بعض الأحاديث المتقدمة وأتبعها بكلام الهيتمي في " الزواجر " مقرا له عليه وقد نقلته فيما سبق ثم نقل عنه في كتابه " شرح المنهاج " ما نصه:
وقد أفتى جمع بهدم كل ما بقرافة مصر من الأبنية حتى قبة الإمام الشافعي عليه الرحمة التي بناها بعض الملوك وينبغي لكل أحد هدم ذلك ما لم يخش منه مفسدة فيتعين
الرفع للإمام آخذا من كلام ابن الرفعة في الصلح
انتهى
ثم قال الإمام الآلوسي:
لا يقال: إن الآية ظاهرة في كون ما ذكر من شرائع من قبلنا وقد استدل بها فقد روي أنه صلى الله عليه وسلم قال:
من نام عن صلاة أو نسيها ". الحديث ثم تلا قوله تعالى (وأقم الصلاة لذكري) وهو مقول لموسى عليه السلام وسياقه الاستدلال واحتج أبو يوسف على جري القود بين الذكر والأثنى بآية} وكتبنا عليهم {والكرخي على جريه بين الحر والعبد والمسلم والذمي بتلك الآية الواردة في بني إسرائيل إلى غير ذلك لأنا نقول: مذهبنا في شرع من قبلنا وإن كان أنه يلزمنا على أنه شريعتنا لكن لا مطلقا بل إن قص الله تعالى علينا بلا إنكار [فإنكار] رسوله صلى الله عليه وسلم كإنكاره عز وجل. وقد سمعت أنه عليه الصلاة والسلام لعن الذين يتخذون المساجد على القبور على أن كون ما ذكر من شرائع من قبلنا ممنوع وكيف يمكن أن يكون اتخاذ المساجد على القبور من الشرائع المتقدمة مع ما سمعت من لعن اليهود والنصارى حيث اتخذوا قبور أبنيائهم مساجد والآية ليست كالآيات التي ذكرنا آنفا احتجاج الأئمة بها وليس فيها أكثر من حكاية قول طائفة من الناس وعزمهم على فعل ذلك وليست خارجة مخرج المدح لهم والحض على التأسي بهم فمتى لم يثبت أن فيهم معصوما لا يدل على فعلهم عن عزمهم على مشروعية ما كانوا بصدده ومما يقوي قلة الوثوق بفعلهم القول بأن المراد بهم الأمراء والسلاطين كما روي عن قتادة.
وعلى هذا لقائل أن يقول: إن الطائفة الأولى كانوا مؤمنين عالمين بعدم مشروعية اتخاذ المساجد على القبور فأشاروا بالبناء على باب الكهف وسده وكف التعرض لأصحابه فلم يقبل الأمراء منهم وغاظهم ذلك حتى أقسموا على اتخاذ المسجد , وإن أبيت إلا حسن الظن بالطائفة الثانية فلك أن تقول: إن اتخاذهم المسجد عليهم ليس على طراز اتخاذ المساجد على القبور المنهي عنه الملعون فاعله وإنما هو اتخاذ مسجد عندهم وقريبا من كهفهم وقد جاء التصريح بالعندية في رواية القصة عن السدي ووهب ومثل هذا الاتخاذ ليس محذورا إذ غاية ما يلزم على ذلك أن يكون نسبة المسجد إلى الكهف الذي فهم فيه كنسبة النبوي إلى المرقد المعظم صلى الله تعالى على من فيه وسلم ويكون قوله} لنتخذن عليهم {على هذا الشاكلة قول الطائفة (ابنوا عليهم)
وإن شئت قلت: إن ذلك الاتخاذ كان على كهف فوق الجبل الذي هو فيه وفيه خبر مجاهد أن الملك تركهم في كهفهم وبنى علي كهفهم مسجدا وهذا أقرب لظاهر اللفظ كما لا يخفى وهذا كله إنما يحتاج إليه على القول بأن أصحاب الكهف ماتوا بعد الإعثار عليهم وأما على القول بأنهم ناموا كما ناموا أولا فلا يحتاج إليه على ما قيل.
وبالجملة لا ينبغي لمن له أدنى رشد أن يذهب إلى خلاف ما نطقت الأخبار الصحيحة والآثار الصريحة معولا على الاستدلال بهذه الآية فإن ذلك في الغواية غاية وفي قلة النهى نهاية ولقد رأيت من يبيح ما يفعله الجهلة في قبور الصالحين من إشرافها وبنائها بالجص والآجر وتعليق القناديل عليها والصلاة إليها والطواف بها واستلامها والاجتماع عندها في أوقات مخصوصة إلى غير ذلك محتجا بهذه الآية الكريمة وبما جاء في بعض روايات القصة من جعل الملك لهم في كل سنة عيدا وجعله إياهم في توابيت من ساج ومقيسا لبعض على بعض وكل ذلك محادة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وابتداع دين لم يأذن به الله عز وجل .... ) أهـ.
والرد مطول ونافع فراجعه في الكتاب.
ـ[عبد الله التوحيدى]ــــــــ[14 - 01 - 08, 10:44 م]ـ
بارك الله فيك اخى ابو هبة وجزاك الله خيرا(46/203)
سب الرحمن موجب الكفران.
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[14 - 01 - 08, 12:04 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله .. نعوذ بالله من الكفران والخذلان
وقد سُئلت اللجنة الدائمة سؤالاً نصه:
س / النعلة على دين ربك ... ونحو هذه العبارات، هل يكفر من تلفظ بهذه الكلمات؟ هل يوجب عليه الوضوء الأكبر؟ هل يحبط عمله؟ نرجوا البسط في هذه المسألة؟.
ج / ما ذكرته من قوله (النعلة على دين ربك) هذا اللفظ يُخرج من دين الإسلام فينبغي نصحه وإرشاده بالحكمة والموعظة الحسنة، ومجادلته بالتي هي أحسن، لعل الله أن يهديه فلا يقول ذلك مستقبلا وأن ينصح أيضا بالتوبة عما مضى فإن التوبة إذا قُبلت غفر لصاحبها ما اقترفه من ذنب؛ قال تعالى (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم) أجمع العلماء على أن هذه الآية في التائبين، وقوله تعالى (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى)، والأدلة من القرءان والسنة على مشروعية التوبة كثيرة وبالله التوفيق.
ــــــــــــــ
اللجنة الدائمة / 7549
فالله المستعان.(46/204)
اختطفه الموت!!!
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[14 - 01 - 08, 11:00 ص]ـ
اختطفه الموت .......
اختطفه ملك الموت ....
تكثر هذه العبارات ومثيلاتها في كتابات الكثير من المعزين أو الراثين للموتى خصوصا إن كان الميت من المرموقين أو الأعزاء لدى المتكلم ...
فهل هي صواب؟؟؟
لم اكن لأتطرق إلى مثل هذه العبارة ظنا مني ان الكل يدرك مدى خطئها .. لولا ..
لولااااااااااااااااااااااااااااااااااا ...
لولا انني وجدتها وردت على لسان بعض من نحبهم ونعتز بكلامهم
وبالتاكيد انها وردت على لسانهم على سبيل الخطأ لا القصد .. ولعل الموقف أو مفاجاة الموت احيانا تجعل المرء لا يحسن ما يقوله ..
وهذا اعتذااار وليس تصويبا لأي كلمة خطأ تخرج بدون وعي ... فالاعتذار للمخطئ شيء وتصويب خطئه شيء آخر ...
وجدت في مطوية عن فضل رمضان الفضيل .. وهي مطوية نشرت في دار نشر تهتم بالعلم الشرعي والدعوة وصاحبها رجل فاااضل ...
قال صاحب المطوية:
(( .... فاغتنم أخي فرصة العمر .. فالعمر محدود، أما تفكرت .. أين الذين صاموا معنا رمضان في العام الماضي؟ أين الذين قاموا معنا رمضان في العام الماضي؟ منهم من اختطفه ملك الموت .. ومنهم من مرض فلم يقو عل الصيام أو القيام .. فالحمد الله أخي في الله وتزود ما دمت في زمن الإمهال، وخير الزاد التقوى ... ))
ومن الغريب أن فضيلة الشيخ ابن جبرين قدم لها ...
ولا شك انه لم ينتبه إلى هذا الخطا وإلا لنبه عليه حفظه الله ..
وهل يصح ان يقال: اختطفه ملك الموت؟؟؟
هل هو تأدب مع ملائكة الرحمن الذين يفعلون ما أمرهم ربهم ... ((لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)) [التحريم/6]
فهل امرهم ربهم باختطاف هذا أو ذاك؟؟!! ..
قال تعالى: ((حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ)) [الأنعام/61]
وقال: ((قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)) [السجدة/11]
فهل وكل ملك الموت باختطافنا؟؟!!!
ومن الغريب جدا انني وجدت مثل هذا التعبير على لسان رجل كبير من رجال الدعوة إلى الله تعالى بل على علم وديانة ونحسبه على تقوى لله تعالى .. لكن يبدو ان موقف وفاة صديقه هذا كان مفاجأة وكان فوق احتماله كما يصف هو في مذكراته ..
فهو يقول عن موت صديقه: "ولم تمهله المنون حتى يرى بشائر الغيث .. فقد اختطفه الموت، وهو في ريعان الشباب، أرجى ما كان قربًا من النضج والعطاء. فما أقسى الموت!! وهو يأخذ منا أحبابنا، ويعجل بخيارنا" ..
إن هذا الذي قال هذا الكلام هو الدكتور يوسف القرضاوي ..
لا أقول هذا تقليلا من شأن الرجل ... وليس لمثلي ان يقلل من شان مثله .. ولكن لننتبه ولا نغتر بورود كلمة على لسان احد في ظروف ما ... قد نعتذر له ولكنا لا نملك ان نصوب قوله ...
بل نمتثل قوله وفعله صلوات الله عليه ...
روى البخاري ومسلم واللفظ للبخاري من حديث أنس ... قال:
دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على أبي سيف القين وكان ظئرا لإبراهيم عليه السلام فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم إبراهيم فقبله وشمه ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأنت يا رسول الله؟ فقال (يا ابن عوف إنها رحمة). ثم أتبعها بأخرى فقال صلى الله عليه و سلم (إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون)
=================
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ...
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[14 - 01 - 08, 04:56 م]ـ
صدقت شيخنا الجليل فنحن نقول مثل هذا ولكن ماهى اللفظة البديلة التى يمكن ان تقال فى مثل هذا الموقف اعنى وصف لمباغتة الموت لعزيز لدينا ولم تكن هناك بوادر لذلك فان لم يكن لفظا من السنة فليكن قريبا منها
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[14 - 01 - 08, 04:59 م]ـ
لعلك أنكرت هذه اللفظة بسبب معناها الشائع (و هو أخذ الإنسان بالقوة و بالإكراه دون رغبته لقاء فدية) ...
و أقول:
ليس في إستخدام هذه اللفظة غض من الملائكة , و لكن إستخدمها من ذكرت للدلالة على عنصر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/205)
(المفاجأة) , و هذا صحيح , إذ لا يعلم أحد متى يموت , سيما إن كانت الوفاة فجأة
(دون علة) , و هذا ما قصدوه قطعا , لا تشبيه الملائكة ب (الخاطفين)!!!!
ـ[الجهشياري]ــــــــ[14 - 01 - 08, 06:22 م]ـ
الحمد لله وحده.
وبعد:
عبارة "اختطفه الموت" لا تعني بعض دلالاتها الحديثة المتبادرة إلى الذهن، أو بالأحرى: إلى ذهن من ليس له إلمام بدلالات الألفاظ في اللغة العربية. فالاختطاف هنا هو بمعنى: الانتزاع، أي: انتزعه الموت من الدنيا، ومن أهله ... إلخ. قال تعالى: (وقالوا إن نتَّبع الهدى معك نُتَخَطَّف مِن أرضنا) أي: نُنتزع بسرعة. وقد استعمل هذه العبارة ابن الجوزي في "المدهش"، واستعملها ابن عقيل قبله، ولم يُنكرها عليهما أحد ممن سلف. والعبارة المشار إليها شبيهة بأخرى يكثر استعمالها، وهي قولهم: "عاجلته المنيَّة". وقد استعملها جملة من العلماء الأجلاء، مثل الخطيب البغدادي، وابن كثير، وأوردها الشيخ ناصر الدين الألباني نقلا عن الحافظ و"لم تصدمه"!
فقولهم: "عاجلته المنية" لا يعني أن الموت جاء قبل أوانه أو أن ملك الموت استبق الأجل، بل العبارة تعكس شعور الأحياء تجاه موت الفجأة الذي قد يصيب الشاب، أو الطفل، أو الصحيح الذي لا يعاني من مرض، أو من شرع في مشروع ولم يكن أحد يتوقع أحد أن الموت سيكون سببا في إيقافه ... إلخ.
وكذا الأمر بالنسبة إلى قولهم "اختطفه الموت". فهذا لا يعني أن الموت اختلسه ظلما، بل هي صيغة يعبر بها عن موت الفجأة والوفاة المباغتة غير المتوقعة. وهذا المعنى يستأنس له بقوله تعالى: (أو لم يروا أنّا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم) وبما قاله العلماء في تفسير هذه الآية.
وبما أن هذه العبارة ليست بدعاء ولا بمعنى الدعاء، ولأنها لا تُستَعمل تعبُّدا، ولأنه المقصود من معناها لا يتعارض مع صميم العقيدة، فلا مانع من استخدامها. وإن كان الأولى استعمال المأثور عن السلف في مثل هذه المقامات.
وها هي ذي اشغالات الأخرى "تختطفني" .. فأعتذر للأخ الكريم. ورجائي ألا نبادر إلى اتهام العلماء والدعاة، انطلاقا من عبارات وألفاظ موهمة أو تشتبه على أذهاننا. وغفر الله لنا جميعا، ورزقنا الرشاد والسداد.
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[14 - 01 - 08, 09:52 م]ـ
(بل هي صيغة يعبر بها عن موت الفجأة و الوفاة المباغتة غير المتوقعة)
صدقت أستاذي الفاضل , هذا هو المعنى بكل إختصار ...
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[14 - 01 - 08, 11:31 م]ـ
أخي الفاضل الجهشياري حفظه الله ...
كم أفدت من تعليقك ولو علمت أنك تلفتني إلى خير كما صنعت أو تفيدني كلما كتبت لفعلت ذلك مرارا من أجل فوائدك ..
بارك الله فيك وحفظك وسددك وزادك علما ..
لكن ليتسع صدرك الكريم لهذه التعقيبات من باب التواد العلمي لا التناظر فمن أنا من مثلك؟؟!!!
عبارة "اختطفه الموت" لا تعني بعض دلالاتها الحديثة المتبادرة إلى الذهن، أو بالأحرى: إلى ذهن من ليس له إلمام بدلالات الألفاظ في اللغة العربية.
بارك الله فيك أخي الجهشياري وحفظك .... "فإن أصل دلالة الخطف اللغوية هي الاستلاب والسرقة وليست مجرد دلالة حديثة. قال العلامة ابن فارس في مقاييسه وانتم تعلمون انه كتاب تأصيل للجذور اللغوية]: " (خطف) الخاء والطاء والفاء أصلٌ واحدٌ مطّرِد منقاس، وهو استلابٌ في خفّة. فالخَطْف الاستلاب. تقول. خَطِفْتُه أخْطَفُه، وخَطَفْتُه أخطِفُه. وبَرْقٌ خاطفٌ لنور الأبْصار. قال الله تعالى: {يَكَادُ البَرْقُ يَخْطَِفُ أَبْصَارَهُم (1)} [البقرة 20]، والشيطان يخطَِف السَّمع، إذا استرق. قال الله تعالى: {إلاَّ مَنْ خَطِفَ الخَطْفَة} [الصافات 10]. ويقال للشيطان: "الخَطّاف"، وقد* جاء هذا الاسم في الحديث" (مقاييس اللغة 2/ 158)
فالاختطاف هنا هو بمعنى: الانتزاع، أي: انتزعه الموت من الدنيا، ومن أهله ... إلخ. قال تعالى: (وقالوا إن نتَّبع الهدى معك نُتَخَطَّف مِن أرضنا) أي: نُنتزع بسرعة. وقد استعمل هذه العبارة ابن الجوزي في "المدهش"، واستعملها ابن عقيل قبله، ولم يُنكرها عليهما أحد ممن سلف.
حفظك الله أخي .. ولا شك أن ابن الجوزي وابن عقيل رحمهما الله من أفذاذ العلماء، ومع ذلك فكل يؤخذ من كلامه ويترك .. وقد استعملها ابن الجوزي مرة في المدهش ومرة في التلبيس .. وأنتم أعلم أن العلماء ياخذون على ابن الجوزي تجوزه في الالفاظ مع أنهم لم يحصوا ما أخذوا عليه منها ..
والعبارة المشار إليها شبيهة بأخرى يكثر استعمالها، وهي قولهم: "عاجلته المنيَّة". وقد استعملها جملة من العلماء الأجلاء، مثل الخطيب البغدادي، وابن كثير، وأوردها الشيخ ناصر الدين الألباني نقلا عن الحافظ و"لم تصدمه"!
لعل اكبر دليل على عدم الشبه بين العبارتين ان العلماء استخدموا هذه كثيرا في تراجمهم للسابقين ومع ذلك هجروا الثانية هجرا تاما فلم توجد في كتاب من كتب التاريخ لا عند الذهبي ولا ابن كثير ولا غيرهم مع إكثارهم من عبارة "عاجلته المنية" لأن هذه معناها عاجلته أن يتم عملا بعينه أو يتمتع بشباب أو برياسة .. الخ .. وهو معنى مستقيم ..
وكذا الأمر بالنسبة إلى قولهم "اختطفه الموت". فهذا لا يعني أن الموت اختلسه ظلما، بل هي صيغة يعبر بها عن موت الفجأة والوفاة المباغتة غير المتوقعة.
لا أرى هذا القياس والمماثلة واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .. وأما أنها "صيغة يعبر بها عن موت الفجأة والوفاة المباغتة غير المتوقعة" كما قلت اخي فهذا شيء يحتاج إلى تقصٍّ لاستعمال العرب لها، وأنى هو؟؟
ورجائي ألا نبادر إلى اتهام العلماء والدعاة، انطلاقا من عبارات وألفاظ موهمة أو تشتبه على أذهاننا. وغفر الله لنا جميعا، ورزقنا الرشاد والسداد.
جزاك الله خيرا على هذا التنبيه الكريم .. والحمد لله اني لم أبادر لاتهام داعية او عالم وإنما اعتذرت لمن بدر منه هذا اللفظ او لم يلتفت إليه على فرض أنه خطا .. ومن اتَّهم فعليه التهمة وبارك الله فيك أن اتسع صدرك لمثلي ..
==
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/206)
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[14 - 01 - 08, 11:37 م]ـ
ولكن ماهى اللفظة البديلة التى يمكن ان تقال فى مثل هذا الموقف اعنى وصف لمباغتة الموت لعزيز لدينا ولم تكن هناك بوادر لذلك فان لم يكن لفظا من السنة فليكن قريبا منها
لعل لفظة: عاجلته المنية (كما ذكر الشيخ الجليل الجهشياري) لفظة مأنوسة عند أهل العلم ولم تنكر رغم تداولها بينهم ولصحة معناها .. وإن كان المرء يحب التزام الألفاظ التي وردت بها السنة في هذه الأمور والله اعلم ...
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[15 - 01 - 08, 12:27 ص]ـ
شيخنا محمد بن القاضى
اجمل مافى الموضوع هو اسلوبك فى الحوار
جمعت مع العلم الأدب واحترام المحاور سواء كان على علم مثل الفاضل الجهشيارى او من العوام مثلى
بارك الله فيكم وزادكم علما وفضلا
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[15 - 01 - 08, 12:32 ص]ـ
و هذا ما قصدوه قطعا , لا تشبيه الملائكة ب (الخاطفين)!!!!
نعم أخي هذا ما قصدوه بالتأكيد من ذكرتهم ... وحاشاهم ان يشبهوا الملائكة بالخاطفين ..
والكلام على اللفظ وليس القصد ..
ـ[الجهشياري]ــــــــ[15 - 01 - 08, 02:25 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخي الفاضل، محمد بن القاضي، حفظه الله تعالى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد،
أشكر لك أدبك في الحوار، وحرصك على تقصي الصواب، واجتهادك في هذا المجال. وأملي أن يتحلَّى جميع من يساهم في هذا المنتدى بما تتحلى به. وأنا على ثقة أن اتساع صدرك لما أدليتُ به خلق مكين منك، ولعل منشأه أيضا أنني حينما عقبت على مشاركتك، إنما نويت بذلك استكمال البحث، لا اتهامك بالتجني على العلماء أو التحامل عليهم.
كما أشكر لك دعاءك لي بالخير. ولو لم نستفد من هذا المنتدى إلا دعاء إخوة لنا بظهر الغيب، لكفى بذلك محرضا للجميع على المواظبة عليه والإسهام في إثرائه.
والآن، لننتقل إلى المسألة التي شغلتنا. وقبل الإفاضة، لتسمح لي بإيراد ثلاث ملاحظات على ما ذكرته:
1 - تقول: "فإن أصل دلالة الخطف اللغوية هي: الاستلاب والسرقة". وظني أن إضافة لفظ "السرقة" إضافة من فهمك، لارتباطه بأحد معاني السلب. أما الأصل في الفعل "سَلَبَ" فهو أنه بمعنى: أخَذَ. وقد أوردتَ نقلا عن "مقاييس اللغة"، وفيه: "وهو استلاب في خفة. فالخطف: الاستلاب". وهذا هو التعريف المعروف للفعل "خطف". وهذه الملاحظة في غاية الأهمية. فلو جئت إلى عبارة "اختطفه الموت" أو اختطفه ملَك الموت" وقلت مكانها: "أخذه الموت" أو "أخذه ملَك الموت"، لما رأيت في ذلك ما يصدم!
2 - تقول: "فكُلٌّ يؤخَذ من كلامه ويُترَك". وهذه من المسلَّمات، ولكنها أحيانا تتحول إلى كلمة حق يراد بها باطل. فكما أن كلام من سبقنا (في الزمن أو في الفضل) بعلم، ينبغي أن يكون الأخذ أو الترك بعلم أيضا. وإلا لفتِح الباب لمن يشاء، ليقول ما يشاء، بحجة أن كلا يؤخذ من كلامه ويترك.
3 - (وهذه الملاحظة تفريع عن سابقتها) فأنت تقول بعدها: "لعل أكبر دليل على عدم الشبه بين العبارتينأن العلماء استخدمواهذه كثيرا في تراجمهم للسابقين ومع ذلك هجروا الثانية هجرا تامافلم توجد فيكتاب من كتب التاريخ لا عند الذهبي ولا ابن كثير ولا غيرهم مع إكثارهم من عبارة "عاجلته المنية" لأن هذه معناها عاجلته أن يتم عملا بعينه أو يتمتعبشباب أو برياسة .. الخ .. وهو معنى مستقيم". وأقول لك: "هب أنهم فعلوا! هَب أنَّ الذهبي أو ابن كثير قال "اختطفه الموت"! هل كنت ستقبل العبارة لمجرد أن الذهبي استعملها؟ أم سيظل السؤال يراودك حول مشروعية استعمالها، لأن معناها المتبادر إلى ذهنك صدمك واعتبرته مخالفا لأدب الكلام؟
والآن، لننتقل إلى لب الموضوع، خطوة خطوة:
- أوّلاً: الاختطاف هو: الاستلاب في خفة. (وهنا أكتفي بالتعريف الذي أوردتَه). والمراد بالخفة هنا: السرعة. والاستلاب هو: الأخذ.
إذا علمنا هذا، زال الإشكال. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/207)
2 - الموت يعبَّر عنه بالوفاة وبالمنية أيضا. فلماذا نستغرب استعمال لفظ "الاختطاف" إذا ارتبط بالموت، ولا نستغرب المعاجلة إذا ارتبطت بالمنية؟ وقد ثبت عن العرب أنها تقول: " رنقت منه المنية" بمعنى: دنا وقوعها، وتقول: "أحدقت به المنية"، وتقول: "اخترمته المنية". فهل سننكر هذه الاستعمالات، بحجة أن الأجل المرتبط بالمنية لا يعلمه إلا الله، وبالتالي لا يجوز استعمال عبارة "دنا أجله"؟! والعرب تقول: "غاله الموت" بمعنى: أهلكه. فهل سنرفض هذه العبارة أيضا لأنها توحي بقلة أدب مع الملَك المكلَّف بإيقاع الموت؟
وتقول العرب: "عَدسَتْ به المَنيّةُ" بمعنى: ذهبَتْ به. وهذا المعنى قريب من قول من قال "اختطفه الموت". قال الله تعالى: (يكاد البرق يخطف أبصارهم) أي: يذهب بها. ولهذا سمت العرب المنية "جِباذ"، من جذب الشيء.
3 - في صحيح البخاري: "باب موت الفجاءة، البغتةِ". قال ابن بطال: "الافتلات عند العرب: المباغتة". فهل فاجأتك هذه العبارة؟! وهل معناها أن الموت يباغت الانسان؟ وهل ملَكُ الموت هو الذي يباغَت أو يفاجئ؟ أم أن الانسان هو الذي يشعر أنه فوجئ وبوغت، كما بيَّن ذلك الحافظ في "الفتح"، في شرحه للفجاءة، حيث قال: " وَهِيَ: الْهُجُوم عَلَى مَنْ لَمْ يَشْعُر بِهِ"؟!
وفي "القاموس المحيط": "فجئه، كسمعه ومنعه، فجأ وفجاءة: هجم عليه". فهل إذا قلنا "فجأه الموت" أو "فجأه ملَك الموت" نكون قد أسأنا الأدب مع الملائكة؟ والجواب: لا، اللهم إلا إذا تبادر إلى ذهننا المعنى المتداول لكلمة "هجم" في اللغة المعاصرة. ولعل هذا هو مدار المسألة برمَّتها ومنشأ استغراب الأخ الفاضل "محمد بن القاضي" حفظه الله. إذ الملاحظ أنه عند تعرضه لألفاظ مثل" اختطاف، واستلاب .. " التفت ذهنه إلى معان أخرى غير المعاني الأصلية لتلك الألفاظ، وغير المعاني المرادة بالسياق في مثل قولهم "اختطفه الموت".
4_ في الباب نفسه من صحيح البخاري: عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا قال للنبي صلّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ أمِّي افْتُلِتَتْ نفسُها، وأظنها لو تكلَّمَتْ تصدَّقَتْ. فهل لها أجرٌ إن تصدَّقْتُ عنها؟ " قال: "نعم". والافتلات قد يصدم أثر من الاختطاف! فما معنى "افتلت"؟ سأترك القواميس اللغوية العامة والجامعة جانبا، وأكتفي بكتب غريب الحديث، حتى يزول كل إشكال بإذن الله:
_ قال أبو عبيد في "غريب الحديث": "افتلتت نفسها، يعني: ماتت فجأة، لم تمرض فتوصي، ولكنها أُخِذت فلتةً. وكذلك كل أمر فُعِل على غير تمكث وتلبث، فقد افتلت. والاسم منه: الفلتة".
وتأمَّل قوله: "كل أمر فُعِل على غير تمكث وتلبث، فقد افتلت"، فإنه قد يصدمك أكثر من قولهم: "اختطفه الموت".
- قال صاحب "النهاية في غريب الحديث": "وفيه [أن رجُلا قال له: إن أمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُها]، أي: ماتت فَجأة وأُخِذَت نفْسُها فَلْتَةً. يقال: افْتَلَتَه إذا اسْتَلَبه. وافْتُلِتَ فُلان بكذا إذا فُوجئ به قبل أن يَسْتِعدّ له". وتأمّل قوله: "يقال: افْتَلَتَه إذا اسْتَلَبه"، وتذكر أن تعريف الاختطاف هو: الاستلاب!!
- وجاء في "غريب الحديث" للخطابي: "يقال: افتلتَّ الشيء، إذا أخذته فجاءةً.
قال الشاعر:
فإن يفتلتها والخلافة تنفلت بأكرم علقي منبر وسرير
ومن هذا حديثه الآخر أن امرأة أتته فقالت: "إن أمي افتلتت نفسها"، أي: أُخِذَت نفسُها فجاءة.
وأخبرني إبراهيم بن عبد الرحيم العنبري نا ابن أبي قماش نا ابن عائشة قال: كان رجل من قريش يقال له "صبيرة"، يقوم على المجالس فيقول: "هل ترون بي بأسا! " إعجابا بنفسه. فبينا هو كذلك، إذ فجئه الموت أصح ما كان. فقيل فيه:
من يأمن الحدثان بعد صبيرة القرشي ماتا
سبقت منيته المشيبَ وكان ميتته افتلاتا"
- (وهذا النقل أرجأته إلى الأخير، لـ "أفاجئك" و"أختطف" لُبَّك [وإني لأمزح .. ]) قال صاحب "النهاية في غريب الحديث": "وفيه: [أن رجُلا قال له: إن أمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُها] أي ماتت فَجأة وأُخِذَت نفْسُها فَلْتَة. يقال: افْتَلَتَه، إذا اسْتَلَبه. وافْتُلِتَ فُلان بكذا، إذا فُوجئ به قبل أن يَسْتِعدّ له. ويُرْوَى بنصْب النفْس ورَفْعِها. فمعنى النَّصْب: افْتَلَتَها اللّه نفْسَها. مُعَدّيً إلى مفعولين، كما تقول: اخْتَلَسَه الشيء واسْتَلَبه إيَّاه ثم بُنِي الفِعْل لما لم يُسمّ فاعله فتَحَول المفعول الأوّل مُضْمَرا وبَقِيَ الثاني منصوبا وتكون التاء الأخيرة ضمير الأم. أي افْتُلِتَتْ هي نفْسَها. وأما الرَّفْع فيكون مُتَعّديا إلى مفعول واحد أقامه مُقام الفاعل وتكون التاء للنفْس: أي أُخِذَت نَفْسُها فَلْتة".
فتأمّل قوله: "افْتَلَتَها اللّه نفْسَها" ثم أجبني: هل اقشعر جلدك عند قراءتها؟ وهل هي عبارة لا تليق بالله تعالى؟
وفي الأخير: لنأخذ عبارة "اختطفه ملَك الموت" ثم لنقل مكانها "أخذه ملَك الموت بسرعة" أو"بسرعة، ذهب ملَك الموت بحياته". فهل ستصدمنا العبارة الثانية وما تبعها؟ وهل سندرجها في "المناهي اللفظية؟ وأظن أن الجواب عن هذا مفروغ منه، لوضوحه ..
ثم لتنبه جيدا إلى مسألة "المناهي اللفظية" وضوابطها. فقد أسهم فيها قوم بكتابات وضعوها لمجرد الرغبة في الإضافة، فجاءوا فيها بغرائب وطوام. ومنذ فترة ليست بالبعيدة، اطلعت على رسالة مطبوعة لأحدهم، أتى فيها بمسألة يضحك لها الصبيان! حيث اعتبر إحدى العبارات شركا، بناء على فهم خاطئ منه لمدلول تلك العبارة العامية في أحد البلدان العربية. ولنذكر جميعا ما قرره العلماء في شرح قولهم "مُطِرنا بنوء كذا" وحكم استعمال هذه العبارة، فإن فيه كفاية للمخلصين. والحمد لله رب العالمين.
سلامي إلى الأخ "محمد بن القاضي"، جزاه الله خيرا على إثارته للموضوع، ثم على إثرائه. وهبنا الله جميعا العلم النافع، والعمل بمقتضاه، والإخلاص في طلبه، والجود بتبليغه.(46/208)
أفيدوني باركم الله
ـ[أبو عبدالرحمن العمري]ــــــــ[14 - 01 - 08, 04:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ياإخواني باركم الله أرجو منكم التفضل بالإجابة عن هذا السؤال.
ماحكم من وقع في الشرك الأكبر قبل قيام الحجة عليه في الدنيا.
وصورة المسألة: لوأن شخصاً مسلماً وقع في الشرك الأكبر كالدعاء، والذبح، والنذر، لغير الله والطواف بالقبور، هل نسمية مسلماً أو كافراً.
ولوقتله أحد قبل قيام الحجة عليه هل تجب القصاص أو الدية أونقول إنه قتل كافراً فلا شيء عليه. افيدوني باركم الله فيكم.
علماً بأن الحاجة ملحة ونأمل أن تكون الإجابة مدللة بالأدلة والمراجع(46/209)
هل تحب أن يكون إيمانك مثل إيمان الإمام البخاري؟ رسالة للشباب
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[14 - 01 - 08, 10:52 م]ـ
هل تحب أن يكون إيمانك مثل إيمان الإمام البخاري؟ رسالة للشباب
بسم الله الرحمن الرحيم
إن أصدق الحديث كتاب الله،
وان أصدق الهدي،
هدي محمد صلى الله عليه وسلم،
قال الله تعالى (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) النساء
أما بعد،
إخوتي وأخواتي في الله،
فهذا مختصر مما كتب الإمام البخاري،
الإمام الحافظ المتقن الورع العالم، المتوفى عام 269 هجرية
في العقيدة والإيمان من كتابيه (الجامع الصحيح وخلق أفعال العباد)
نسوقها خالصة من دون كلام الشارحين أو المستدركين.
راجين الله عز وجل أن يحفظ به شباب المسلمين،
والذين تفور بهم فتن شياطين الإنس والجن،
كما تفور القدور بالماء المغلي.
ونعوذ بالله وإياكم شرّها، آمين.
....
1 - الإيمان
وهو قول وفعل، ويزيد وينقص،
قال الله تعالى: {ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} الفتح: 4.
{وزنادهم هدى} الكهف: 13.
{ويزيد الله الذين اهتدوا هدى} مريم: 76.
{والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم} محمد: 17.
{ويزداد الذين آمنوا إيمانا} المدثر: 31.
وقوله: {أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا} التوبة: 124.
والحب في الله والبغض في الله من الإيمان.
وكتب عمر بن عبد العزيز:
إن للإيمان فرائض وشرائع وحدودا وسننا،
فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان،
وقال إبراهيم عليه السلام: {ولكن ليطمئن قلبي} البقرة: 260.
وقال معاذ: اجلس بنا نؤمن ساعة.
وقال ابن مسعود: اليقين الإيمان كله.
وقال ابن عمر: لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر.
وقال مجاهد: {شرع لكم} الشورى: 13: أوصيناك يا محمد وإياه دينا واحدا.
وقال ابن عباس: {شرعة ومنهاجا} المائدة: 48: سبيلا وسنة.
{دعاؤكم} إيمانكم، لقوله عز وجل: {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم} الفرقان: 77.
ومعنى الدعاء في اللغة الإيمان.
بني الإسلام على خمس.
الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان.
من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان
حلاوة الإيمان.
علامة الإيمان حب الأنصار
من الدين الفرار من الفتن
تفاضل أهل الإيمان في الأعمال
إفشاء السلام من الإسلام
المعاصي من أمر الجاهلية، ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك
{وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} الحجرات: 9. فسماهم المؤمنين
الجهاد من الإيمان
الدين يسر.
أحب الدين إلى الله أدومه
إتباع الجنائز من الإيمان
خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر
الأعمال بالنية والحسبة، ولكل امرىء ما نوى
الدين النصيحة، لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
-----
2 - أين الله سبحانه وتعالى؟
وقال جبير بن مطعم، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله على عرشه فوق سماواته، وسماواته فوق أراضيه مثل القبة
قال ابن المبارك: لا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض ههنا، بل على العرش استوى
- وقيل له: كيف تعرف ربنا؟ قال: فوق سماواته على عرشه
3 - رؤية الله عز وجل
عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكُمْ رَاؤُُونَ رَبَّكُمْ
|فَقَالَ يَزِيدُ: مَنْ كَذَّبَ بِهَذَا فَهُوَ بَرِيءٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة:
أن الناس قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تضارُّون في القمر ليلة البدر). قالوا: لا يا رسول الله، قال: (فهل تضارُّون في الشمس ليس دونها سحاب). قالوا: لا يا رسول الله، قال: (فإنكم ترونه كذلك،
قال وكيع: من كذب بحديث إسماعيل عن قيس عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤية فهو جهمي فاحذروه
4 - الله يتكلم ويسمع كلامه خلقه
قال أبو هُرَيرة رضي الله عنه،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/210)
عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}
وقال عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، رضي الله عنه،
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَان.ٌ
وقال جابر بن عَبْد الله رضي الله عنهما،
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أبشرك عما لقي أبوك؟ إن الله كلم أباك من غير حجاب فقال له: عبدي سلني، فقال: يا رب ردني إلى الدنيا حتى أقتل فيك
وَقَالَ مَسْرُوقٌ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَوَاتِ شَيْئًا فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَسَكَنَ الصَّوْتُ عَرَفُوا أَنَّهُ الْحَقُّ وَنَادَوْا
{مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ}
وَيُذْكَرُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ
5 - ما يذكر في ذات الله وصفاته
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله هو السلام.
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقبض الله الأرض يوم القيامة، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض
-ومن حلف بعزة الله وصفاته.
وقال أيوب: (وعزتك، لا غنى بي عن بركتك).
- قول الله تعالى: {وكان الله سميعاً بصيراً}
عن أبي موسى قال:
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فكنا إذا علونا كبَّرنا، فقال: (اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، تدعون سميعاً بصيراً قريباً)
- وقول الله تعالى: (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم) الأنعام 110 عن عبد الله قال:
أكثر ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحلف: (لا ومقلب القلوب).
-عن أبي هريرة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة).
قول الله تعالى: {ويحذِّركم الله نفسه} /آل عمران: 28/.
وقوله جل ذكره: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} /المائدة: 116/.
باب: قول الله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه} /القصص: 88/.
عن جابر بن عبد الله قال: لما نزلت هذه الآية: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم}.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بوجهك).
فقال: {أو من تحت أرجلكم}. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بوجهك).
- قول الله تعالى: {ولتُصنع على عيني} /طه: 39/:
عن عبد الله قال:
ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (إن الله لا يخفى عليكم، إن الله ليس بأعور - وأشار بيده إلى عينه - وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية).
- قول الله تعالى: {لِمَا خلقتُ بيديَّ} /ص: 75/.
عن أنس:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يحمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم فيقولون: يا آدم، أما ترى الناس، خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا ... الحديث
عن أبي هريرة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يد الله ملأى لا يغيضها نفقة، سحَّاء الليل والنهار. وقال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم يغض ما في يده. وقال: وكان عرشه على الماء، وبيده الأخرى الميزان، يخفض ويرفع).
عن عبد الله،
أن يهودياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إن الله يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال على إصبع، والشجر على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يقول: أنا الملك. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قرأ: {وما قدروا الله حق قدره}.
وفي رواية، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجباً وتصديقاً له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/211)
باب: {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله} /الأنعام: 19/. فسمى الله تعالى نفسه شيئاً. وسمى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن شيئاً، وهو صفة من صفات الله. وقال: {كل شيء هالك إلا وجهه} /القصص: 88/.
6 - أفعال العباد
وقال البخاري،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَال َالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ، وَتَلا بَعْضُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}
|فَأَخْبَرَ إِنَّ الصِّنَاعَاتِ وَأَهْلَهَا مَخْلُوقَةٌ
7 - القدر
حَدَّثَنَا إسماعيل، حدثني مالك، عن زياد بن سعد، عن عَمْرو بن مسلم، عن طاووس اليماني، قال: أدركت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: كل شيء بقدر
- وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى الْعَجْزِ وَالْكَيْسِ
حَدَّثَنَا أبو نعيم، حَدَّثَنَا سفيان، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، العجز والكيس من القدر
قال البخاري، سمعت عُبَيد الله بن سَعِيد يقول، سمعت يحيى بن سَعِيد يقول، ما زلت أسمع من أصحابنا يقولون، إن أفعال العباد مخلوقة.
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُمَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعٍ بِرِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌفَوَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ أَوْ الرَّجُلَ يَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِحَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ بَاعٍ أَوْ ذِرَاعٍ فَيَسْبِقُعَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا وَإِنَّالرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُوَبَيْنَهَا غَيْرُ ذِرَاعٍ أَوْ ذِرَاعَيْنِ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا
...
- عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِأَيُعْرَفُ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَ فَلِمَيَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قَالَ كُلٌّ يَعْمَلُ لِمَا خُلِقَ لَهُ أَوْ لِمَايُسِّرَ لَهُ
(يتبع)
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[14 - 01 - 08, 11:03 م]ـ
8 - من قال القرآن مخلوق فهوكافر
وقال الثوري: من قال: القرآن مخلوق فهو كافر
وقال حماد بن زيد: القرآن كلام الله نزل به جبرائيل
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يُمَثَّلُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلا فَيَشْفَعُ لِصَاحِبِهِ
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَهُوَ اكْتِسَابُهُ وَفِعْلُهُ، قَالَ اللَّهُ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}
فقالوا (أي الجهمية والمعطلة) إن القرآن المقروء بعلم الله مخلوق،
فلم يميزوا بين تلاوة العبادة وبين المقروء.
9 - ذم تأويل المتشابه
قَالَ البخاري، وَكُلُّ مَنِ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فَأَوْلَى أَنْ يَكِلَهُ إِلَى عَالِمِهِ
كما قال عَبد الله بن عَمْرو رَضِيَ الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم وما أشكل عليكم فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ، ولا يدخل في المتشابهات إلا ما بين له
و عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تَلا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/212)
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ}
قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَهُمُ الَّذِينَ عَنَى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ.
----
10 - بَاب الصِّرَاطُ جَسْرُ جَهَنَّمَ
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ أُنَاسٌ يَا رَسُولَاللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ قَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ قَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ فَيَقُولُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ فَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا فَيَأْتِيهِمْ اللَّهُ فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا فَإِذَا أَتَانَا رَبُّنَاعَرَفْنَاهُ فَيَأْتِيهِمْ اللَّهُ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُأَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا فَيَتْبَعُونَهُ وَيُضْرَبُ جِسْرُ جَهَنَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ وَدُعَاءُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ وَبِهِ كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ أَمَارَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهَا لَا يَعْلَمُ قَدْرَعِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ فَتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ مِنْهُمْ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمْ الْمُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو (الحديث)
11 - بَاب فِي الْحَوْضِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَلَيُرْفَعَنَّ مَعِي رِجَالٌ مِنْكُمْ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ
- عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قال قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْضِيمَسِيرَةُ شَهْرٍ مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْالْمِسْكِ وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُأَبَدًا.
12 - بَاب مَا جَاءَ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ
13 - بَاب صِفَةِ النَّارِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ
عن هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/213)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ
14 - بَاب مَنَاقِبِ قُرَيْشٍ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمْ اثْنَانِ
15 - بَاب فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي
16 - بَاب مَنَاقِبِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَبِي حَفْصٍ الْقُرَشِيِّ الْعَدَوِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
_ عن سعد بن أبي وقّاصقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيهًا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ (الحديث)
- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ قَالَ اثْبُتْ أُحُدُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدَانِ
17 - بَاب فَضْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ
18 - بَاب خَاتِمِ النَّبِيِّينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ قَالَ فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ
19 - بَاب مَا جَاءَ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى
{وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ}
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الْهُونُ هُوَ الْهَوَانُ وَالْهَوْنُ الرِّفْقُ وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ
{سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}
وَقَوْلُهُ تَعَالَى
{وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}
- عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولَانِ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّةِ فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا قَالَ قَتَادَةُ وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ وَأَمَّا الْمُنَافِقُ وَالْكَافِرُ فَيُقَالُ لَهُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/214)
فَيَقُولُ لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فَيُقَالُ لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ وَيُضْرَبُ بِمَطَارِقَ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ
20 - بَاب السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلْإِمَامِ مَا لَمْ تَكُنْ مَعْصِيَةً
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ
- و عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَكَرِهَهُ فَلْيَصْبِرْ فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَيَمُوتُ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً
21 - بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}
وَأَنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ وَقَوْلَهُمْ يُوزَنُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ الْقُسْطَاسُ الْعَدْلُ بِالرُّومِيَّةِ وَيُقَالُ الْقِسْطُ مَصْدَرُ الْمُقْسِطِ وَهُوَ الْعَادِلُ وَأَمَّا الْقَاسِطُ فَهُوَ الْجَائِرُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ
22 - بَاب الإقتداء بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى
23 - بَاب مَا يُكْرَهُ مِنْ التَّعَمُّقِ وَالتَّنَازُعِ فِي الْعِلْمِ وَالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ وَالْبِدَعِ
لِقَوْلِهِ تَعَالَى {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}
قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا تَرَخَّصَ فِيهِ وَتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنْ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ فَوَاللَّهِ إِنِّي أَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً
24 - بَاب مَا يُذْكَرُ مِنْ ذَمِّ الرَّأْيِ وَتَكَلُّفِ الْقِيَاسِ
عن سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ لَرَدَدْتُهُ.
25 - بَاب إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا
عن أبي بكرة قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَكِلَاهُمَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ قِيلَ فَهَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ قَالَ إِنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ
26 - بَاب ذِكْرِ الدَّجَّالِ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجِيءُ الدَّجَّالُ حَتَّى يَنْزِلَ فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ رُعْبُ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ
ـ[المقدادي]ــــــــ[15 - 01 - 08, 02:36 م]ـ
موضوع أكثر من رائع
جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبو تامر المصري
ـ[عبد الله التوحيدى]ــــــــ[15 - 01 - 08, 11:48 م]ـ
بارك الله فيك
تم النسخ فى وريقات
يا ليت نجد دائما هدة المختصرات المفيدة فى العقيدة التى يسهل نسخها والاستفادة منها
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[16 - 01 - 08, 05:21 م]ـ
موضوع أكثر من رائع
جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبو تامر المصري
دوما أجدك تشجعني،
بارك الله فيك ومتعنا بك.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[16 - 01 - 08, 05:22 م]ـ
بارك الله فيك
تم النسخ فى وريقات
يا ليت نجد دائما هدة المختصرات المفيدة فى العقيدة التى يسهل نسخها والاستفادة منها
الحمد لله رب العالمين.
شكرا أخي الكريم عبد الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/215)
ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[17 - 01 - 08, 02:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 07 - 09, 08:42 ص]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك
ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[13 - 07 - 09, 11:06 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مصطفي محمود محمد]ــــــــ[15 - 07 - 09, 07:06 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[القاسم موسى]ــــــــ[15 - 07 - 09, 08:10 م]ـ
جزاك الله اخي أبو تامر المصري
هذا رابط متعلق به في الملتقى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=115872
وهذا رابط لكتاب خلق افعال العباد والرد على الجهمية واصحاب التعطيل
للامام العظيم ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله خيرا
http://www.egyptsons.com/misr/ext.php?ref=http://www.4shared.com/file/25097853/3b4d0420/_______.html
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[06 - 09 - 09, 03:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وجزاكم الله خيرا أخانا الكريم أبو فراس
ونعتذر عن الانقطاع في الرد والكتابة
لهذه الفترة الطويلة
وأذكر أني آخر مرة لم استطع كتابة الرد أو المواضيع
فاعتقدت أن هناك خلل فني أو قرار بالمنع
ولما عاودني الحنين لقياكم
عدت فكان هذا الملتقى.
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم الله عني خيرا
ولكل الاخوة
القاسم موسى
مصطفى محمود
عبد الرحمن
أبو زارع
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[19 - 09 - 09, 11:15 م]ـ
27 - مجمل اعتقاد الامام البخاري
[اعتقاد أهل السنة - اللالكائي]
اعتقاد أبي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله في جماعة من السلف الذين يروي عنهم
____________
أخبرنا أحمد بن محمد بن حفص الهروي قال حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن سلمة قال حدثنا أبو الحسين محمد بن عمران بن موسى الجرجاني قال سمعت أبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن البخاري بالشاش يقول سمعت ابا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري يقول
لقيت أكثر من ألف رجل من أهل العلم أهل الحجاز ومكة والمدينة والكوفة والبصرة وواسط وبغداد والشام ومصر لقيتهم كرات قرنا بعد قرن ثم قرنا بعد قرن أدركتهم وهم متوافرون منذ أكثر من ست وأربعين سنة أهل الشام ومصر والجزيرة مرتين والبصرة أربع مرات في سنين ذوي عدد بالحجاز سنه أعوام ولا أحصي كم دخلت الكوفة وبغداد مع محدثي أهل خراسان منهم المكي بن إبراهيم ويحيى بن يحيى وعلي بن الحسن بن شقيق وقتيبة بن سعيد وشهاب بن معمر
وبالشام محمد بن يوسف الفريابي وأبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر وأبا المغيرة عبد القدوس بن الحجاج وابا اليمان الحكم بن نافع ومن بعدهم عدة كثيرة
وبمصر يحيى بن كثير وأبا صالح كاتب الليث بن سعد وسعيد بن ابي مريم واصبغ بن الفرج ونعيم بن حماد
وبمكة عبد الله بن يزيد المقري والحميدي وسليمان بن حرب قاضي مكةواحمد بن محمد الأزرقي
وبالمدينة إسماعيل بن أبي أويس ومطرف بن عبد الله وعبد الله بن نافع الزبيري وأحمد بن أبي بكر أبا مصعب الزهري وإبراهيم بن حمزه الزبيري وإبراهيم بن المنذر الحزامي
وبالبصرة ابا عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني وأبا الوليد هشام بن عبد الملك والحجاج بن المنهال وعلي بن عبد الله بن جعفر المديني
وبالكوفة ابا نعيم الفضل بن دكين وعبيد الله بن موسى وأحمد بن يونس وقبيصة بن عقبة وابن نمير وعبد الله وعثمان ابنا أبي شيبة
وببغداد أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبا معمر وأبا خيثمة وأبا عبيد القاسم بن سلام
ومن أهل الجزيرة عمرو بن خالد الحراني
وبواسط عمرو بن عون وعاصم بن علي بن عاصم
وبمرو صدقة بن الفضل وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي
واكتفينا بتسمية هؤلاء كي يكون مختصرا وأن لا يطول ذلك فما رأيت واحدا منهم يختلف في هذه الأشياء
أن الدين قول وعمل وذلك لقول الله وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتواالزكاة وذلك دين القيمة
وأن القرآن كلام الله غير مخلوق لقوله إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره
قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل قال ابن عيينة فبين الله الخلق من الأمر لقوله ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين
وأن الخير والشر بقدر لقوله قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ولقوله والله خلقكم وما تعملون ولقوله إنا كل شيء خلقناه بقدر
ولم يكونوا يكفرون أحدا من أهل القبلة بالذنب لقوله إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء
وما رأيت فيهم أحدا يتناول أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم، قالت عائشة أمروا أن يستغفروا لهم وذلك قوله ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم
وكانوا ينهون عن البدع ما لم يكن عليه النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه لقوله واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ولقوله وإن تطيعوه تهتدوا
ويحثون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم وأتباعه لقوله وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلك وصاكم به لعلكم تتقون
وأن لا ننازع الأمر أهله لقول النبي صلى الله عليه و سلم ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مسلم إخلاص العلم لله وطاعة ولاة الأمر ولزوم جماعتهم فإن
دعوتهم تحيط من ورائهم ثم أكد في قوله أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم
وأن لا يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه و سلم
وقال الفضيل لو كانت لي دعوة مستجابة لم أجعلها إلا في إمام لأنه إذا صلح الإمام أمن البلاد والعباد(46/216)
بين السنة والشيعة
ـ[محمد بن صابر عمران]ــــــــ[14 - 01 - 08, 11:10 م]ـ
بين السنة والشيعة
بهدوء واختصار .. ماذا يريد السنة من الشيعة وماذا يريد الشيعة من السنة .. لو قلنا أن الشيعة يريدون من السنة أن يتشيعوا لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم, وأن يحبوهم ويوالوهم، ويقدموهم على من سواهم فلن تكون الدعوة حينئذ غبَّاءَ .. ولكن
أن يُحرَّض عوام الناس على معاداة الصحابة والبراءة منهم وبالتالي من تراثهم وكل ما جاءوا به من قرآن وسنة .. وعندئذ لابد لنا من تساؤل عن البديل!
لو لم يكن تراث الشيعة إلا مزيجًا من الموضوعات والروايات الضعيفة التي لا تثبت - وحتى علماء الشيعة أنفسهم يشهدون ويسلِّمون بهذا - لكان الأمر موضع نقاش؛ إذ لو كان الحال كذلك لقلنا أن القوم يردون تراثا ضخمًا بدعوى أنه لا يصح, ويقدمون الذي يصح بديلاً عنه .. وحينئذ يمكن لدعوتهم أن تبدو منصفةً أو مبرَّرة ولو ظاهرًا .. وإلا – والحال كذلك - فسوف يكون الأمر ضربًا من الخيال, ولا يمكن لعاقل وصفه سوى بأنه هدم للدين واجتثاث له من جذوره .. ولنتنبه جميعا لحقيقة تلك "الدعوات" ومآلها .. فإن السفينة لا تمشي على اليبس!
وأما إذا لم يك هذا في مكنونات صدور القوم - أعني الشيعة - فما الذي يجعلهم مصرين إذا على شق الصف وتبني تلك الآراء التي لا تعدو كونها مواقف تاريخية موروثة أتى عليها تقلب الدهور والأزمان ..
فنحن الآن - وكذا المسلمون مذ ألف سنة - لا نعيش في عصر الفتنة التي وقعت بين عليٍّ ومعاوية رضي الله عنهما, ولا نحيا في كنف بني أمية ولا الحسين .. نحن الآن في عصر مختلف, له مجريات لا تداني أو تشبه زمانهم بأي حال, لا في صورته ولا في طبيعة أحداثه ..
وفي المقابل عندما ننظر إلى سبيل أهل السنة ومناهجهم في التمييز بين الصحيح والمكذوب من المرويات وتنقيحهم لتراثهم الذي ورثوه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه عليهم رضوان الله .. نرى أنهم قدموا إلى الأمة أولاً معجزة خالدة لا يمر عليها الزمن إلا ازدادت تألقًا وسموًّا, ألا وهي "القرآن الكريم", معجزة لا تزال تبهر العلماء في الشرق والغرب بما احتوته من دقيق التفاصيل البالغة في الإعجاز لتدلل على صدق محمد وأصحابه من بعده .. قرآن رواه عليٌّ وزيد بن ثابت وابن مسعود وعثمان بن عفان رضي الله عنهم, رواه عنهم أهل السنة .. بسلسلة إسناد ذهبية سنية خالصة .. ثم من بعد يقدمون لنا صحيح السنة مرورًا بأدق التفاصيل في نقد الروايات والرواة, حتى صار علمًا مستقلاّ يسمى "علم الرجال" والذي حق لهم أن يفخروا به على مر الأزمان إذ لم يُسبقوا إليه, ولم ينافسهم فيه بين الأمم الحاضرة ولا الغابرة أحد ..
فحُقَّ لقوم هذا شأنهم أن ينادوا بالوحدة ويقودوا الركب تحت راية العلم والنقد والتثبت ..
أنا لست بصدد المقارنة بين فكرين - إن صح التعبير- وإلا لطال المقام, إذ أني أفضل الخروج من دائرة الجدال لأراقب من حيث أستطيع الحصول على نظرة كاملة لما يثار في هذه الآونة حول هذا الموضوع .. ولنتساءل الآن ماذا لو تم لهم ما أراد أصحاب منهج الرفض - أعني الشيعة - ماذا لو وافقناهم على دعاواهم الحذرة حينًا والمتطرفة الفجة أحيانًا أخرى - ماذا يملكون .. وماذا قدم أهل السنة .. ؟
وكذا سؤال لعلني أناقشه في مقام آخر, ولعله قد يراود البعض .. وهو: لم فقط تعلو هذه النعرات الداعية إلى التشيع عندما تكون أمتنا مهزومة أو في أزمة؟ وبالتحديد كلما اضطرمت نار حرب في بلاد المسلمين؟ ولم أراد أدعياء الديمقراطية فرضها بالقوة على العراق وليس على إيران؟ نعود إلى موضوع المقال ..
كما أسلفت .. فإن دعاة التشيع لو استقام لهم الأمر فلن يقدِّموا للإسلام شيئًا سوى هدم المباني التي شيدها أهل السنة ليُحصنوا الإسلام بها طيلة القرون الماضية كدينٍ مكتمل واضح المعالم ثابت الأركان .. وأنا أزعم أن كل الشيعة مطالبون بالانضمام إلى هذا الصرح لأنهم لو فعلوا فلن يخسروا شيئًا .. إذ أهل السنة لا يعادون أهل البيت ..
وفي المقابل فإن لديهم الكثير ليقدموه أقله العودة إلى الأصول التي سار عليها الأقدمون في نقد المرويات التي تنبني عليها الأفكار والمذاهب ..
حديثنا ذو شجون .. ولكن الأمر في الحقيقة أبسط من الطريقة التي يروج له بها .. وأيضًا قبل أن أنسى .. إذا لم يستطع الشيعة أن المسير في ركب أهل السنة, وإذا لم يحدث العكس، فما المانع من مواجهة الحقائق والإقرار بالاختلاف الواضح والبون الشاسع بين الفريقين؟ بدلا من التعمية السياسية التي ينتهجها البعض إما جهلاً أو تعمية على الأمة لأغراض سياسية قد يراها هو في إطار المصلحة العامة ورأب الصدع .. وأنا أقول: إذا أردنا أن "نتوحد" فمعنا هذا أننا لسنا "واحدًا" بادئ الرأي ..
ولو سلّمنا لما أقول فليس معنى هذا أنه إشعال لنار الفتنة وتحريض على العداوة، إذ ليس هناك ما يمنع من التحالف إذا كان لمصلحة الفريقين، وقد تحالف النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود ضد المشركين - بصرف النظر عن غدر اليهود به – وما أشبه الليلة بالبارحة!
لم لا تنادون بالتحالف بدلاً من الإصرار على التعمية والتزييف بدعوى أهل السنة والشيعة "واحد" .. إذ لو أرهفتم السمع قليلاً لسمعتم دعاوى القوم التي تعلو صارخة: "نحن لسنا كهم، ولا هم نحن"- هذا ما يقول أكابر وعلماء ودعاة القوم ..
إن في إغفالكم هذا خيانة للأمة, ولن يشفع حسن نية .. ولأكون واضحا فأنا أعني بكلامي الأخير الإخوان المسلمين ومن اهتدى بهديهم .. ليس تهجمًا ولا نقدًا لمجموع الفكر الذي يحملونه, لكن كسدِّ خلَّة ..
وكما يبدو لكم الآن فإن الحديث ذو شجون, ونلتقي ..
كتبه: أبو صالح المصري(46/217)
هل يصح هذا عن القاري بخصوص أبوي النبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - 01 - 08, 12:03 ص]ـ
في مقدمة (منح الروض الأزهر في شرح الفقه الأكبر) لعلي بن سلطان القاري مع التعليق الذي كتبه محقق الكتاب وهبي سليمان غاوجي
قال المحقق في مقدمته للكتاب صفحة 18:
كان علي القاري رحمه الله تعالى رأى فترة أن والدي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في النار، وكتب في هذا رسالة، لكنه رجع عن ذلك والحمد لله ـ كما نجده في شرحه للشفاء للقاضي عياض، الذي انتهى منه سنة 1011هـ، أي قبل وفاته بثلاث سنوات. فقد جاء فيه بعد كلام: (وأبو طالب لم يصح إسلامه): وأما إسلام أبويه ففيه أقوال، والأصح إسلامهما على ما اتفق عليه الأجلّة من الأمة، كما بيّنه السيوطي في رسائله الثلاث المؤلفة. أهـ (شرح الشفاء 1/ 601).
ونقل المحقق المذكور نصا آخر عن القاري في نفس الاتجاه
مع أن رسالة القاري التي رد فيها على السيوطي مذهبه في إسلام أبوي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مشهورة متداولة
ولا يوجد شرح الشفا تحت يدي الآن.
فما رأي المشايخ الأفاضل فيما نقله المحقق المذكور؟
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[16 - 01 - 08, 01:27 ص]ـ
أخي الكريم راجع هذا الرابط فهو مهم
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3564
ومما فيه مما يتعلق بسؤالك:
"وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين العلامة إبراهيم الحلبي في رسالة مستقلة، وكذلك العلامة الحنفي الملاّ علي بن سلطان القارئ (ت1014هـ) في "شرح الفقه الأكبر"، وفي رسالة مستقلة أسماها: "أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام". وقد أثبت بذلك الكتاب تواتر الأدلة والأحاديث على صِحّة معنى هذا الحديث وعدم نجاة والدي الرسول –عليه أتمّ الصلاة والتسليم–. وقد نقل الإجماع على تلك القضية فقال في ص84: «وأما الإجماع فقد اتفق السلف والخلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين على ذلك، من غير إظهار خلافٍ لما هُنالك. والخلاف من اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق، سواء يكون من جنس المخالف أو صنف الموافق»."
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - 01 - 08, 11:52 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
وقد راجعتُ الرابط الذي تفضلتم به وقد أحالني على رابط آخر في الملتقى وهو
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35656
وراجعتُه أيضا
ولكنها حول أصل القضية الخاص بأبوي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهذا لا خلاف عندي فيه بحمد الله ولا إشكال
ولكن سؤالي عن تحرير مسألة رجوع القاري التي ذكرها المحقق المذكور أعلاه
فهل يصح رجوع القاري فعلا؟ أم أنه كان قولا سابقا له قبل تأليف الرد على السيوطي؟
هذا هو سؤالي بارك الله فيكم
وأرجو الإفادة منكم ومن جميع المشايخ الأفاضل إن شاء الله تعالى
مع العلم أن رجوع القاري أو عدمه لا يؤثر في المسألة لأنها تعتمد على الأدلة لا على الأشخاص كما ذكر هذا الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله في الرابط المذكور هنا
وفائدة السؤال هي التحقق مما ذكره المحقق المذكور أعلاه ومعرفة مدى صحته من عدمه بخصوص القاري.
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[16 - 01 - 08, 03:58 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم ويسر لكم، وليس الشرح المذكور في متناول يدي، وأعلم أنه ليس لديكم مشكلة في أصل المسألة ولا في رجوع القاري أو عدمه، ولكنني وضعت الرابط المذكور لأنني لم أقرأه كله فقلت لعله تناول هذه النقطة في بحثه فيكون في هذا إفادة لك.
وأظن أن نقل المحقق لا يصح إذ يبعد نقل القاري رحمه الله في رسالته:"أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام" للإجماع مع تقدم ذكره للأدلة الكثيرة وتشنيعه على السيوطي وغيره ممن ألف في المسألة ثم يرجع ويضرب بكل هذا عرض الحائط، وأظن أن للمحقق هوى في هذه المسألة ولعل بعض الأفاضل يفيدك في هذا والله الموفق.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - 01 - 08, 09:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
وأرجو أن يرى بعض المشايخ الموضوع فيتفضل بالإفادة حفظكم الله جميعا
وصدقتم أخي حفظكم الله في وجود هوى للمحقق في هذه المسألة صح كلامه أم لم يصح فبادرة الهوى ظاهرة في قوله بأن القاري رجع ثم قول المحقق (والحمد لله) فهو يحمد الله على رجوع القاري
وهذا صريح في هوى المحقق
لكن الذي يعنيني هو تحقيق نسبة ذلك للقاري.
وأرجو أن يفيدنا المشايخ في هذا
وجزاكم الله خير الجزاء أخي الحبيب أبا عمرو على ما تفضلتم به
جزيتم خير الجزاء وبارك الله فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[17 - 01 - 08, 12:10 م]ـ
أخي الحبيب
بين يدي كتاب شرح الشفاء للملا علي القاري بتحقيق: حسنين مخلوف
ولم أستطع أن أهتدي للإحالة بعد محاولة البحث أكثر من مرة.
والعبارة المذكورة لا أدري أين تقع.
فهلا ذكرت فصلا أو مبحثا تندرج تحته عند أي مبحث ذكرها و لايضر اختلاف الطبعات.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/218)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[17 - 01 - 08, 01:01 م]ـ
للأسف الشديد أخي الفاضل لم يذكر المحقق شيئا من هذا ولكنه ذكر أرقام أجزاء وصفحات دون بيان الطبعة
انظر شرح الشفا 1/ 601
1/ 648
2/ 562
هذا ما ذكره المحقق وقال في بعض كلامه (انظر: النهضة الإصلاحية للشيخ مصطفى الحمامي).
وقال المحقق (قال الشيخ خليل: إن الإمام القاري فرغ من كتابه شرح الشفاء في سنة 1011هـ أي قبل وفاته بثلاث سنوات والله أعلم) (انظر: شرح الشفاء للقاري 2/ 562).
هذا ما ذكره المحقق ولم يذكر أي طبعة اعتمدها في هذا العزو وهل نقله عن كتاب الحمامي المذكور أم اطلع هو عليه أم ماذا؟
ولم يذكر أية عناوين أو فصول
فلعلك تبحث في أقرب العناوين ملاصقة بهذه الأمور أخي وتفيدنا حفظك الله بما تتوصل إليه مشكورا
ألا يوجد شرح الشفاء على وورد؟
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 10:38 ص]ـ
=====
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[22 - 01 - 08, 05:19 م]ـ
أخي شتا العربي
مادام عندك كتاب (شرح الفقه الأكبر) للقاري، ارجوا منك إذا تكرمت أن ترفعه أو تضع رابطا للتحميل مشكورا
لأني في حاجة إليه وقد بحثت عنه كثيرا فلم أجده
جزاك الله خيرا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 03:35 ص]ـ
أخي شتا العربي
مادام عندك كتاب (شرح الفقه الأكبر) للقاري، ارجوا منك إذا تكرمت أن ترفعه أو تضع رابطا للتحميل مشكورا
لأني في حاجة إليه وقد بحثت عنه كثيرا فلم أجده
جزاك الله خيرا
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ومعذرة للتأخر في الرد فلم أنتبه فقد انتبهت لمشاركتك الآن فمعذرة
ومعذرة أيضا عن عدم القدرة على رفع الكتاب لأني لا أملك اسكنر ولا أعرف أصلا شيئًا عن تصوير الكتب وإنما تعلمتُ مؤخرًا طريقة سحب الروابط التي شرحها الأفاضل في الملتقى لا أكثر.
فأكرر المعذرة وأرجو أن ييسر الله لبعض الأفاضل القادرين على التصوير بأن يحقق لك مرادك ويصور هذا الكتاب لك.
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[15 - 07 - 08, 05:25 م]ـ
أخي شتا، الرابط الذي أحال عليه الاخ أبو عمرو المصري في ملتقى أهل التفسير،فيه اقتباس لكلام القاري مع ذكر المصدر
و هذا جزء من نص المشاركة رقم 17:
والمتأمل في كتابات الملا علي القاري حول حكم الأبوين يجد عنده تناقض وتردد في مصيرهما، فهو في كتابه «أدلة معتقد أبي حنيفة» يذكر لنا أنهما ماتا على الكفر ومصيرهما إلى النار، بينما نراه في كتابه «شرح الشفا، للقاضي عياض» يقول: «وأما إسلام أبويه ففيه أقوال: والأصح إسلامهما على ما اتفق عليه الأجلة من الأئمة، كما بينه السيوطي في رسائله الثلاث المؤلفة».اهـ
وقال في الكتاب نفسه: «وأما ما ذكروه من إحيائه عليه الصلاة والسلام أبويه فالأصح أنه وقع، على ما عليه الجمهور الثقات، كما قال السيوطي في رسائله الثلاث المؤلفة».اهـ
انظر: شرح الشفا، لعلي القاري (1/ 106)، (1/ 648) طبعة استانبول، 1316 هـ.
وفي كتابه «مرقاة المفاتيح» (4/ 216) يذكر لنا أنَّ مذهب الجمهور على أنَّ والديه صلى الله عليه وسلم ماتا على الكفر.
وهذا التناقض من القاري يؤكد لنا خطأ دعواه الإجماع؛ إذ لو كان ثَمَّةَ إجماع لما تردد في مصيرهما.
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=21728&postcount=17
ولدي سؤال هنا:
هل هناك من نقل الاجماع في هذه المسألة "المختلف فيها! "غير القاري؟
((تنبيه من المشرف: قول الكاتبة المسألة المختلف فيها، فيه نظر وتهوين من الأدلة الشرعية فلينتبه لذلك))
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - 07 - 08, 02:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وحبذا لو وقفنا على تواريخ تواليف القاري هذه لنعرف قوله السابق وقوله المتأخر في المسألة
لأني أظن (والله أعلم) أن تأليفه لكتابه في الرد على السيوطي كان متأخرًا على موافقته للسيوطي لأنه في رده على السيوطي قد شدد النكير عليه جدا فلعله (والعلم عند الله) قلده في أول أمره ثم راجع المسألة وبحثها عندما ألف كتابه في الرد على السيوطي والله أعلم.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[01 - 08 - 08, 04:53 م]ـ
لا نعلم أحد من السلف خالف في مسألة "عدم نجاة والدي النبي" صلى الله عليه وسلم، إنما جاء الخلاف من الخلف لا من السلف.
وقد قرأت لأحد معتدلي الزيدية باليمن أن الإمام المرتضي قد نقل إتفاق السلف على على عدم نجاة أبوي النبي
والمرتضي هذا هو " أبو القاسم محمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه".
حيث له كتاب إسمه "الإيضاح" ناقش فيه كثير من القضايا الفقهية وتعرض لمسألة أبوي النبي صلى الله عليه وسلم، ونفى أن يكون هناك خلافاً في المسألة-"كما أخبر هذا الرجل " ... وإن كان معتمد المذهب عندهم هو نجاتهما كغيرهم من أهل الأهواء المخالفين للنصوص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/219)
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[16 - 08 - 08, 02:19 م]ـ
....................
وحبذا لو وقفنا على تواريخ تواليف القاري هذه لنعرف قوله السابق وقوله المتأخر في المسألة
لأني أظن (والله أعلم) أن تأليفه لكتابه في الرد على السيوطي كان متأخرًا على موافقته للسيوطي لأنه في رده على السيوطي قد شدد النكير عليه جدا فلعله (والعلم عند الله) قلده في أول أمره ثم راجع المسألة وبحثها عندما ألف كتابه في الرد على السيوطي والله أعلم.
نعم،و أرجو أن يتكرم أحد الفضلاء بإفادتنا في هذا الأمر.
ولدي سؤال هنا:
هل هناك من نقل الاجماع في هذه المسألة "المختلف فيها! "غير القاري.
يظل السؤال مطروحا،فهل من مجيب؟؟
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[18 - 10 - 08, 07:46 ص]ـ
عذراً
أريد كتاب شرح الشفا للقاري على ملف ورد أو قابل للتعديل والنسخ
جزيتم خيراً
ـ[أمين حماد]ــــــــ[19 - 10 - 08, 10:34 ص]ـ
نظرت بحثا في هذه المسألة في مجالس الشنقيطي صاحب أضواء البيان
المطبوعة أخيرا بالكويت وللأسف ليست بحوزتي
وأظنه مفيدا فلعل الإخوة بالكويت يرسلوه للفائدة
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 02:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي كتاب معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي النبي صلى الله عليه وسلم تحقيق الشيخ مشهور بن حسن بن سلمان
نقل عن المحبي في خلاصة الأثر قوله
(وأعجب من ذلك ما نقله عنه السيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي الحسيني في كتابه سداد الدين وسداد الدين في إثبات النجاة في الدرجات للوالدين أنه شرح الفقه الأكبر المنسوب إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى وتعدى فيه طوره في الإساءة في حق الوالدين ثم إنه ما كفاه ذلك حتى ألف فيه رسالة وقال في شرحه للشفاء متبجحاً ومفتخراً بذلك أني ألفت في كفرهما رسالة فليته إذ لم يراع حق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث آذاه بذلك كان استحيا من ذكر ذلك في شرح الشفا الموضوع لبيان شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم)
وهاهو رابط الكلام من كتاب خلاصة الأثر في الموسوعة الشاملة
http://www.islamport.com/b/4/trajem/%CA%D1%C7%CC%E3%20%E6%D8%C8%DE%C7%CA/%CE%E1%C7%D5%C9%20%C7%E1%C3%CB%D1%20%DD%ED%20%C3%D A%ED%C7%E4%20%C7%E1%DE%D1%E4%20%C7%E1%CD%C7%CF%ED% 20%DA%D4%D1/%CE%E1%C7%D5%C9%20%C7%E1%C3%CB%D1%20%DD%ED%20%C3%D A%ED%C7%E4%20%C7%E1%DE%D1%E4%20%C7%E1%CD%C7%CF%ED% 20%DA%D4%D1%20021.html
المهم أن ظاهر الكلام المنقول ان القاري ذكر في شرح الشفا أنه ألف رسالة في كفرهما وليس كما يقول هذا المحقق أنه تراجع
ولكن
وأنقل لكم كلام المحقق الشيخ مشهور بن حسن
قال في صفحة 38
(قبل أن يكتب الإمام علي بن سلطان القار ي رسالته هذه كان قد تعرض لهذه المسألة بكلام موجز لاقطع فيه
فقال معلقا على زيارة النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه وقوله (استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي
واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي) مانصه:
((هذا الحديث الصحيح الصريح أيضا رد ماتشبث به بعضهم بأنهما كانا من أهل الفترة ولاعذاب عليهم مع اختلاف في المسألة وقد صنف السيوطي رسائل ثلاث في نجاة والديه صلى الله عليه وسلم وذكر الأدلة من الجانبين فعليك بها إن أردت بسطها))
مرقاة المفاتيح (2/ 406)
ففي هذا النص إشارة إلى قبول الإمام علي القاري لرسائل السيوطي حيث أحال عليهن لمن أراد بسط هذه المسألة ونجده يميل إلى مافيها في موطنين من شرحه على الشفا قال في الأول منهما:
((وأبو طالب لم يصح إسلامه وأما إسلام أبويه ففيه أقوال والأصح إسلامهما على ما اتفق عليه الأجلة من الأمة
كما بينه السيوطي في رسائله الثلاث المؤلفة)
شرح الشفا (1/ 601)
وقال في الآخر ((وأما ماذكروا من إحيائه عليه الصلاة والسلام أبويه فالأصح أنه وقع على ماعليه الجمهور الثقات كما قال السيوطي في رسائله الثلاث المؤلفة))
شرح الشفا (1/ 648)
وفي صحة هذين النقلين لدي نظر * إذ نقل القاري نفسه في رسالته هذه وهي له باتفاق ويقين أن الإجماع على عدم إسلامهما وأنه على ضعف حديث إحيائهما كذلك فكيف يقول هنا في إسلامهما اتفق الاجلة من الأمة ويقول في إحيائهما عليه الجمهور من الثقات هذا تناقض واضح
والامر ظاهر بالنسبة إلى رأي الإمام القاري في هذه المسألة فإنه أفردها في هذه الرسالة فضلا عن أن مستنده في كلامه السابق على رسائل السيوطي فلعله لم ينظر فيها نظرة المحقق المتمعن فأحال عليها فلما تبين له وهاءها وأنها لم تقم إلا على معارضة الادلة الصريحة الصحيحة كتب رسالته هذه فإنه رحمه الله اعتنى بكلام السيوطي عناية خاصة ورده فقرة فقرة بالحجة والدليل والبرهان)
هذا مارأيت أنه مهم من كلام المحقق الشيخ مشهور بن حسن بن سلمان
* زاد في الحاشية مشهور قوله (ويتقوى هذا الشك إذا علمنا أن المحبي نقل في خلاصة الأثر (3/ 186)
عن السيد محمد البرزنجي الحسيني في كتابه (سداد الدين وسداد الدين في إثبات النجاة في الدرجات للوالدين) ملامته للشيخ القاري ومما نقله عنه (الوالدين ثم إنه ما كفاه ذلك حتى ألف فيه رسالة وقال في شرحه للشفاء متبجحاً ومفتخراً بذلك أني ألفت في كفرهما رسالة) وهذا مايوافق مافي سائر كتبه وهو الصحيح. أنتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/220)
ـ[أبو ذر عبد الله السلفي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 04:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما تعلمون فقد تقرر عند أهل العلم قولهم لا إجتهاد مع النص
قلت و قد ثبت النص عن النبي صلى الله أن أبويه في النار لذلك هذا يلغي النزاع في المسألة و يبطل جميع الأقوال ولو رغبتم بسطت لكم الكلام حول النصوص التي تثبت ذلك و الله أعلم
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 07:44 م]ـ
جزاك الله خيرا
الموضوع حول تراجع القاري هل صح أم لا مع أنه إن صح ام لم يصح لاعبرة به مادام النص صحيحا
وأحد الإخوة وضع رابطا لموضوع في ملتقى التفسير فيه رد على السيوطي أقوى من كتاب القاري كله(46/221)
ما فائدة تعلم ومعرفة "الأسماء و الصفات"؟؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[16 - 01 - 08, 02:22 ص]ـ
أخذت أتناقش مع أحد الإخوة وتطرقنا لهذه النقطة ..
أخذ يقول: ما فائدة تعلّم ومعرفة " الأسماء و الصفات "؟!
فعندما نتعلم الفقه والأحكام فهي أمور عملية نحتاج لمعرفتها.
فما فائدة معرفة الأسماء والصفات؟
بار الله فيكم.
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[16 - 01 - 08, 02:27 ص]ـ
أخي هل تقصد أسماء الله وصفاته؟ إن كان نعم ... فهذه بعض الفوائد
........................
من فوائد معرفة أسماء الله تعالى وصفاته
لفضيلة الشيخ: عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر
قال الشيخ عبد الرزاق وفقه الله
فإن معرفة أسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة، والتي تدل على كمال الله المطلق من كافة الوجوه لَمِن لأعظم أبواب العلم التي يحصل بها زيادة الإيمان، والاشتغال بمعرفتها وفهمها والبحث التام عنها مشتمل على فوائد عظيمة وكثيرة،منها:
1 - أن علم توحيد الأسماء والصفات أشرف العلوم وأجلّها على الإطلاق،فالاشتغال بفهمه والبحث عنه اشتغال بأعلى المطالب وحصوله للعبد من أشرف المواهب.
2 - أن معرفة الله تدعو إلى محبته وخشيته وخوفه ورجائه وإخلاص العمل له،وهذا عين سعادة العبد، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه وصفاته والتفقه في فهم معانيها.
3 - أن الله خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه،وهذا هو الغاية المطلوبة منهم، فالاشتغال بذلك اشتغال بما خلق له العبد،وتركه وتضييعه إهمال لماخلق العبد له،وقبيح بعبد لم تزل نعم الله عليه متواترة،وفضله عليه عظيم من كل وجه أن يكون جاهلًا بربه معرضًا عن معرفته.
4 - أن أحد أركان الإيمان،بل أفضلها وأصلها الإيمان بالله،وليس الإيمان مجرد قوله: آمنت بالله من غير معرفته بربه،بل حقيقة الإيمان أن يعرف الذي يؤمن به ويبذل جهده في معرفة أسمائه وصفاته حتى يبلغ درجة اليقين،وبحسب معرفته بربه يكون إيمانه،فكلما ازداد معرفة بربه،ازداد إيمانه،وكلما نقص نقص، وأقرب طريق يوصله إلى ذلك تدبر صفاته وأسمائه –سبخانه وتعالى -.
5 - أن العلم به تعالى أًصل الأشياء كلها حتى إن العارف به حق المعرفة،يستدل بما عرف من صفاته وأفعاله على ما يفعله،وعلى ما يشرعه من أحكام؛لأنه لا يفعل إلا ما هو مقتضى أسمائه وصفاته،فأفعاله دائرة بين العدل والفضل والحكمة،ولذلك لا يشرع ما يشرعه من الأحكام إلا على حسب ما اقتضاه حمده وحكمته وفضله وعدله،فأخباره كلها حق وصدق،وأوامره ونواهيه عدل وحكمة.
المصدر:
أسباب زيادة الإيمان ونقصانه
لفضيلة الشيخ: عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[16 - 01 - 08, 02:35 ص]ـ
آآآآآهٍ ... آآآآآآهٍ ..
لنَعْرفَ ربَّنا .. !
ربَّنا الذي أمرنا بالخوفِ منه!
لو عَرَفوه ما عَصَوه .. ولو عصوه عادوا إليه، وأمضوا ليلَهم بكاءً ووجلاً!!
الأحكام الفقهيَّة؛ لعمل الجوراح .. وهذا البابُ؛ لمعرفةِ من يحاسبنا على أعمالِ الجوارح .. !
سُبحانك (يا سميعُ يا بصيرُ)؛ فلا يخفى عليك ما تضمرتُه نُفوسُنا!!
اللهمَّ فقهنا في معرفةِ هذا الباب .. ؛ فهو - ليس كما يظنُّ ظانٌّ - أنه لدحضِ شبه المبتدعة فحسب!
لا ...
إذا قرأتَ في الواسطية أو نحوها من المتون: [المؤمنون يرونَ ربَّهم]؛ فلا تستعجل لتردَّ شبه المعطلة، والنافية للرؤية .. أولاً
بل قِفْ .. تأمَّل .. تذكرْ عظمةَ الموقف ..
يا الله!!
يا الله!!
يا الله!!
المؤمنُ سيرى ربَّه؟!!
أيْ ربِّ .. ارزقني لذَّةَ النظر إلى وجهك الكريم!
والله المستعان.
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[16 - 01 - 08, 03:01 ص]ـ
الغافر ... الغفار ..... الغفور
قال الله تعالى
((غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب))
وقال جل جلاله
((ألا هو العزيز الغفار))
وقال سبحانه
((ألا إن الله هو الغفور الرحيم))
.....................
الغافر: الذي يستر على المذنب
الغفار: هو المبالغ في الستر فلا يشهر المذنب ولا يفضحه
الغفور: هو الذي يكثر منه الستر على المذنبين من عباده ويزيد عفوه على مؤاخذته
ما أجملها من لحظة عندما تُرفع الأكف ضارعة لله تدعوه بأسمائه الحسنى مع علم مسبق بمعانيها .... فشتان بين هذا وبين من لا يعرف الرحمن الرحيم!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/222)
نسأل الله أن يرزقنا من فضله
.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[16 - 01 - 08, 11:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيكم
ومما يضاف إلى ما ذكره الشيخ عبد الرزاق حفظه الله:
1 - أن يسعى العبد إلى الاتصاف بهذه الصفات على ما يليق به لأنها صفات كمال فالكرم والرحمة والعفو والرأفة والعلم ونحوها من الصفات العظيمة هي مما يشرع للمرء الاتصاف بها على ما يليق به لكن هذا ليس في جميع الصفات بل هناك من الصفات ما هو صفة كمال لله عز وجل وحده ولا يجوز للمخلوق أن يتصف بها لدلالة النصوص الشرعية على ذلك.
2 - أن كل صفة من الصفات تورث في العبد عملاً وسلوكاً فصفة العلم والإحاطة والمعية والسمع والبصر والرؤية والغضب والسخط ونحوها تورث الخوف من الله والخشية كما ان صفة العلم والإحاطة والمعية والسمع والبصر والرؤية والرحمة والرأفة والرضا والفرح والضحك تورث الرجاء وصفة العظمة والجبروت والقهر والكبرياء تورث العظمة وهكذا سائر الصفات إذا علم المرء معانيها التي دلت عليها النصوص وذكرها أهل العلم.
3 - أن معرفة صفات الله عز وجل تجعل المرء يعلم ما اتصف به الرب عز وجل من صفات الكمال التي يستحق بها أن يكون مألوهاصً معبوداً وما تنزه عنه من صفات النقص التي تتصف بها المعبودات المخلوقة التي بين الله عز وجل نقصها في كتابه فهو عز وجل عليم سميع بصير متكلم قادر خالق رازق محي مميت قاهر جبار هو الأول ليس قبله شيء والآخر ليس بعده شيء لم يلد ولم يولد ولا يموت ولا ينام فهذه الصفات العظيمة تدل على استحقاقه للألوهية، ولذلك رأينا ان الله عز وجل يستدل بأفعاله في كتابه كالخق والرزق والإحياء والإماته والنفع والضر على استحقاقه للألوهية.
4 - أن معرفة صفات الله عز وجل تورث العبد ذلاً وخضوعاً وانكساراً وفقراً؛ لأنه يستصغر نفسه عندما يعلم هذه الصفات العظيمة ويقارنها بصفاته الناقصة فهو فقير وجد من العدم يموت وينام ويغفل ويجهل ويمرض ويجوع.
5 - أن العلم يشرف بشرف متعلقه ومتعلق هذا العلم هو الله العظيم.
6 - أن حاجة المخلوق لمعرفة صفات الله عز وجل أعظم من حاجته للطعام والشراب إذ في القلب فقر وخلة وفاقة لا يسدها إلا معرفة الله عز وجل وفي القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه وفيه خوف لا يؤمنه إلا الالتجاء والركون إليه.
ينظر: مدارج السالكين (3/ 164)
ـ[أم حنان]ــــــــ[16 - 01 - 08, 08:37 م]ـ
يجب على المسلم معرفة ربه، وكيف يعرفه إلا بأسمائه وصفاته؟
الدليل على الوجوب (فاعلم أنه لاإله إلا الله)، ومعنى لاإله إلا الله أي
توحيد الله: أي افراده بخصائصه في ربوبيته وخصائصه في ألوهيته وخصائصه في أسمائه وصفاته،
ولما كان التوحيد هو الغاية من خلق الإنسان، كان اول سؤال للمرء في قبره: من
ربك؟، فلابد للمسلم أن يعرف ربه ويحقق التوحيد حتى ينجو من عذاب النار.
أخرج أبو داود عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، فجلس رسول الله
صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأمنا على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به
في الأرض فرفع رأسه فقال: ((استعيذوا بالله من عذاب القبر)) مرتين أو
ثلاثا، قال: ((وإنه لسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له: من ربك؟
وما دينك؟ ومن نبيك؟
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[16 - 01 - 08, 10:02 م]ـ
تعلم و معرفة الأسماء و الصفات باب الإيمان الواسع
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[16 - 01 - 08, 10:15 م]ـ
أخذت أتناقش مع أحد الإخوة وتطرقنا لهذه النقطة ..
أخذ يقول: ما فائدة تعلّم ومعرفة " الأسماء و الصفات "؟!
فعندما نتعلم الفقه والأحكام فهي أمور عملية نحتاج لمعرفتها.
فما فائدة معرفة الأسماء والصفات؟
بارك الله فيكم.
هل يريدون منا أن نعبد ونتعبد حجرا أو حيوانا أو انسانا؟
بل هو:
((إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ،
ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)) (3) سورة يونس.
ومن أجلّ صفاته وأسمائه أنه الخالق وأنه استوى على عرشه.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[25 - 01 - 08, 01:39 م]ـ
جزى الله تعالى الإخوة المشاركين خير الجزاء على تلك الدرر الماتعة وهدى الله القادر أخانا السائل [الحقيقي لا الناقل] إن كان جاهلاً مستفسراً وأسأل الله تعالى أن يُخزِيه ويفضحه على رؤوس الخلائق إن كان طاعناً مغرضاً من .... كل منهما قد فهم قصدي تماماً
أعوذ بالله تعالى!!!!
كيف يَعْبُدُ مجهولاً شبه معدوم؟! وبأي وجه سيلقاه؟! وكيف سيدعوه ويطلب منه ويتمنى رؤية وجهه الكريم؟!!
اللهم اهدِ إخواننا غير المهتمين بالعقيدة إلى فهمها كما تحب وترضى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/223)
ـ[ابو المعالي التميمي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 11:45 م]ـ
بوركتم
ـ[مصطفى محسن صبري]ــــــــ[03 - 02 - 08, 09:20 م]ـ
وبالإضافة إلى ماقال الإخوة جزاهم الله خير أن الله عز وجل يوم القيامة إنما يعرف بهذه الصفات وكل يتبع معبوده وإنما يوم القيامة نتبع الله عز وجل عندما يأتي بصفاته كما ثبت وأيضا فإن تلك المعرفة سبب للنجاة من فتنة الدجال كما قال صلى الله عليه وسلم
ـ[عبدالله آل أبو راجح]ــــــــ[08 - 02 - 08, 02:12 م]ـ
قال تعالى:
(وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
فكيف ندعو من لا نعرف أسمائه؟
معرفة أسمائه و صفاته هو الطريق لمعرفته، و من عرفه أحبه و خافه و رجاه فعبده العبادة الصحيحة بالقلب و باللسان و بالجوارح ..
اللهم إجعلنا ممن عرفك فأحبك و خافك و رجاك، ثم تلذذ بعبادتك في الدنيا و فرح بلقياك في الآخرة .. آمين
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[11 - 02 - 08, 12:23 ص]ـ
أحيلك إلى هذا الرابط وهو موقع خاص بالنساء:-
http://hmm-team.com/vb/forumdisplay.php?f=4
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[11 - 10 - 09, 04:44 ص]ـ
هناك رسالة ماجستير للدكتوره فوز كردي وهي في كتاب بعنوان (تحقيق العبودية بمعرفة الأسماء والصفات) وهذا رابط لملخص الرساله
http://drfouz.com/?p=30
" اللهم إجعلنا ممن عرفك فأحبك و خافك و رجاك، ثم تلذذ بعبادتك في الدنيا و فرح بلقياك في الآخرة .. آمين " .. اللهم آمين
.
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[19 - 04 - 10, 02:44 م]ـ
(وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)
.
ـ[إبراهيم بن عبدالله الدخيل]ــــــــ[20 - 04 - 10, 01:32 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله (إن الله تبارك وتعالى يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته وأن يأخذوا حظهم من عبوديتهم بها .... ) ا. هـ.
فمعرفة الله جل وعز أشرف العلوم وأجلها على الإطلاق فهي تزيد الإيمان وتورث الهيبة والخشية والتعظيم لله تعالى.
فكيف يعبد العبد ربه وهو لايعلم أن الله تعالى هو الرقيب الحفيظ القائم على كل نفس يما كسبت وأنه يعلم السر وأخفى.كيف يعبد العبد ربه وهو لايعلم أن الله تعالى قابل التوب غافر الذنب شديد العقاب. ...
وهكذا مع الأسماء والصفات التي وصف الله بها نفسه أو وصفها به رسوله صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو لجين]ــــــــ[20 - 04 - 10, 03:15 م]ـ
هناك كتاب للشيخ عبد العزيز الجليل بعنوان ولله الاسماء الحسنى ضمن سلسلة وقفات تربوية وايمانية
طبعته دار طيبه وهو كتاب مهم جدا جدا وقد قرأه الشيخ على العلامة عبد الرحمن البراك فليرجع له!
ـ[مصطفى سمير]ــــــــ[20 - 04 - 10, 05:25 م]ـ
الذي سألك أحيله لكتابين:
الأول: النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى لـ محمد النجدي -جزاه الله خيراً- طـ مكتبة الإمام الذهبي.
الثاني: فقه الأسماء الحسنى لـ عبد الرزّاق بن عبد المحسن البدر, طـ دار التوحيد الرياض.
وبعد أن يطلع عليهم سله أنت ما فائدة دراسة هذا الأمر. ولا تنسى إبلاغنا بإجابته -إن حدث- (:
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[20 - 04 - 10, 09:44 م]ـ
فما فائدة معرفة الأسماء والصفات؟
قل له: ما فائدة وجودك في هذه الدنيا؟
فإذا قال لك: توحيد الله وعبادته.
فقل له: كيف تعبد من لاتعرفه!
وهل العلم بأسماء الله وصفاته إلا من توحيده!
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[20 - 04 - 10, 11:12 م]ـ
الأصل الأول في الصفات وهو: أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله إثباتاً بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل كما جمع الله تعالى بينهما في قوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. {الشورى:11}.
فقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ نفي متضمن لكمال صفاته مبطل لمنهج أهل التمثيل، وقوله: وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. إثبات لأسمائه وصفاته وإبطال لمنهج أهل التحريف والتعطيل، فنثبت ما أثبته الله لنفسه وننفي ما نفى الله عن نفسه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، وهذا هو المنهج السليم الواجب المبني على العلم والحكمة والسداد في القول والاعتقاد، وله دليلان أثري ونظري، وإن شئت فقل سمعي وعقلي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/224)
أما الأثري السمعي فمنه قوله تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. {الأعراف:180}. وقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. {الشورى:11}. وقوله: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ. {النحل:74}.
وأما النظري العقلي فلأن القول في أسماء الله وصفاته من باب الخبر المحض الذي لا يمكن للعقل إدراك تفاصيله، فوجب الوقوف فيه على ما جاء به السمع.
واعلم أن الاشتراك في الأسماء والصفات لا يستلزم تماثل المسميات والموصوفات، كما دل على ذلك السمع، والعقل، والحس.
ومن قال بتحكيم العقل في هذا الباب يرد عليه من وجوه:
الأول: أن الرجوع إلى العقل في هذا الباب مخالف لما كان عليه سلف الأمة من الصحابة، والتابعين، وأئمة الأمة من بعدهم، فما منهم أحد رجع إلى العقل في ذلك وإنما يرجعون إلى الكتاب والسنة، فيثبتون لله تعالى من الأسماء والصفات ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسله إثباتاً بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل.
قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل: نصف الله بما وصف به نفسه، ولا نتعدى القرآن والحديث.
الثاني: أن الرجوع إلى العقل في هذا الباب مخالف للعقل؛ لأن هذا الباب من الأمور الغيبية التي ليس للعقل فيها مجال، وإنما تتلقى من السمع، فإن العقل لا يمكنه أن يدرك بالتفصيل ما يجب ويجوز ويمتنع في حق الله تعالى؛ فيكون تحكيم العقل في ذلك مخالفاً للعقل.
الثالث: أن الرجوع في ذلك إلى العقل مستلزم للاختلاف والتناقض، فإن لكل واحد منهم عقلاً يرى وجوب الرجوع إليه كما هو الواقع في هؤلاء، فتجد أحدهم يثبت ما ينفيه الآخر، وربما يتناقض الواحد منهم فيثبت في مكان ما ينفيه أو ينفي نظيره في مكان آخر، فليس لهم قانون مستقيم يرجعون إليه.
قال ابن تيمية رحمه الله في الفتوى الحموية:
فيا ليت شعري بأي عقل يوزن الكتاب والسنة، فرضي الله عن الإمام مالك بن أنس حيث قال: أوكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم لجدل هؤلاء.
ومن المعلوم أن تناقض الأقوال دليل على فسادها.
الرابع: أنهم إذا صرفوا النصوص عن ظاهرها إلى معنى زعموا أن العقل يوجبه، فإنه يلزمهم في هذا المعنى نظير ما يلزمهم في المعنى الذي نفوه مع ارتكابهم تحريف الكتاب والسنة.
مثال ذلك: إذا قالوا المراد بيد الله عز وجل: القوة دون حقيقة اليد؛ لأن إثبات حقيقة اليد يستلزم التشبيه بالمخلوق الذي له يد. فنقول لهم: يلزمكم في إثبات القوة نظير ما يلزمكم في إثبات اليد الحقيقية؛ لأن للمخلوقات قوة، فإثبات القوة لله تعالى يستلزم التشبيه على قاعدتكم.
والقول الفصل المطرد السالم من التناقض ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها من إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه من الأسماء والصفات، إثباتاً بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل، وإجراء النصوص على ظاهرها على الوجه اللائق بالله عز وجل، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.
ويتبين هذا بأصلين:
أحدهما: أن يقال لمن يثبت بعض الصفات دون بعض: القول في بعض الصفات كالقول في بعض. أي أن من أثبت شيئاً مما أثبته الله لنفسه من الصفات ألزم بإثبات الباقي، ومن نفى شيئاً منه ألزم بنفي ما أثبته وإلا كان متناقضاً.
الأصل الثاني: أن يقال لمن يقر بذات الله تعالى ويمثل في صفاته أو ينفيها: القول في الصفات كالقول في الذات.
يعني أن من أثبت لله تعالى ذاتاً لا تماثل ذوات المخلوقين لزمه أن يثبت له صفات لا تماثل صفات المخلوقين، لأن القول في الصفات كالقول في الذات، وهذا الأصل يخاطب به أهل التمثيل، وأهل التعطيل من المعتزلة ونحوهم.
فيقال لأهل التمثيل: ألستم لا تمثلون ذات الله بذوات المخلوقين؟! فلماذا تمثلون صفاته بصفات خلقه؟
أليس الكلام في الصفات فرعاً عن الكلام في الذات؟!
ويقال لأهل التعطيل من المعتزلة ونحوهم: ألستم تقولون بوجود ذات لا تشبه الذوات؟ فكذلك قولوا بصفات لا تشبه الصفات!!
مثال ذلك: إذا قال: إن الله استوى على العرش فكيف استواؤه؟
فيقال له: القول في الصفات كالقول في الذات فأخبرنا كيف ذاته؟
فإن قال: لا أعلم كيفية ذاته.
قيل له: ونحن لا نعلم كيفية استوائه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/225)
وحينئذ يلزمه أن يقر باستواء حقيقي غير مماثل لاستواء المخلوقين، ولا معلوم الكيفية، كما أقر بذات حقيقية غير مماثلة لذوات المخلوقين، ولا معلومة الكيفية، كما قال مالكوشيخه ربيعة وغيرهما في الاستواء: الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
والرد على من يقول في نصوص الصفات: لا يجوز إجراؤها على ظاهرها لأن ظاهرها غير مراد.
فجوابه أن يقال: ماذا تريد بالظاهر؟ أتريد ما يظهر من النصوص من المعاني اللائقة بالله من غير تمثيل، فهذا الظاهر مراد لله ورسوله قطعاً، وواجب على العباد قبوله، والإيمان به شرعاً؛ لأنه حق ولا يمكن أن يخاطب الله عباده بما يريد منهم خلاف ظاهره بدون بيان كيف، وقد قال: يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُم. {النساء: 26} وقال: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا. {النساء: 176}. ويقول عن رسوله صلى الله عليه وسلم: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ. {النحل: 44}. ويقول: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. {الشورى: 52}. ومن خاطب غيره بما يريد منه خلاف ظاهره بدون بيان فإنه لم يبين له ولم يهده.
أم تريد بالظاهر ما فهمته من التمثيل؟ فهذا غير مراد لكنه ليس ظاهر نصوص الكتاب والسنة؛ لأن هذا الظاهر الذي فهمته كفر وباطل بالنص والإجماع، ولا يمكن أن يكون ظاهر كلام الله ورسوله كفراً وباطلاً، ولا يرتضي ذلك أحد من المسلمين.
وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن نصوص الصفات تجرى على ظاهرها اللائق بالله عز وجل من غير تحريف، وأن ظاهرها لا يقتضي تمثيل الخالق بالمخلوق، فاتفقوا على أن لله تعالى حياة، وعلماً، وقدرة، وسمعاً، وبصراً، حقيقة، وأنه مستوٍ على عرشه حقيقة، وأنه يحب ويرضى، ويكره ويغضب حقيقة، وأن له وجهاً ويدين حقيقة؛ لقوله تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ. {الفرقان: 58}. وقوله: وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. {البقرة: 29}. وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. {المائدة: 120}. وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. {الشورى: 11}. وقوله: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى. {طه: 5}. وقوله: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ. {المائدة: 54}. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه. {المائدة: 119}. وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ. {التوبة: 46}. وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ. {النساء: 93} وقوله: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ. {الرحمن: 27}. بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان. {المائدة: 64}.
فأجروا هذه النصوص وغيرها من نصوص الصفات على ظاهرها وقالوا: إنه مراد على الوجه اللائق بالله تعالى فلا تحريف ولا تمثيل.
وأما القول بأن صفة اليدين في قوله تعالى: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاء. {المائدة: 64} يستلزم إثبات جارحة.
فنقول فيه: إن ثبوت اليدين الحقيقيتين لله عز وجل لا يستلزم معنى فاسداً، فإن لله تعالى يدين حقيقيتين تليقان بجلاله وعظمته، وبهما يأخذ ويقبض، ولا تماثلان أيدي المخلوقين، وهذا من كماله وكمال صفاته، قال الله تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ. {الزمر: 67} وفي صحيحمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل. فأي معنى فاسد يلزم من ظاهر النص حتى يقال إنه غير مراد؟!
ولابد من تقرير أمر مهم وهو: الكيف غير معلوم: وأما كون ما أخبرنا الله به عن نفسه مجهولاً لنا من جهة الكيفية فثابت بدلالة السمع والعقل.
فأما دلالة السمع: فكما في قوله تعالى: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً. [طه:110]. فإن نفي الإحاطة علماً شامل للإحاطة بذاته وصفاته، فلا يعلم حقيقة ذاته وكنهها إلا هو سبحانه وتعالى، وكذلك صفاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/226)
وأما دلالة العقل على ذلك: فلأن الشيء لا تدرك كيفيته إلا بمشاهدته، أو بمشاهدة نظيره المساوي له، أو الخبر الصادق عنه، وكل هذه الطرق منتفية في كيفية ذات الله تعالى وصفاته، فتكون كيفية ذات الله وصفاته مجهولة لنا.
وأيضاً فإننا نقول: ما هي الكيفية التي تقدرها لذات الله تعالى وصفاته؟! إن أي كيفية تقدرها في ذهنك، أو تنطق بها بلسانك فالله أعظم وأجل من ذلك، وإن أي كيفية تقدرها في ذهنك، أو تنطق بها بلسانك فستكون كاذباً فيها؛ لأنه ليس لك دليل عليها.
ورجوعا إلى حديث عبد الله بن مسعود وقول الحبر: إن الله يضع السماء على إصبع ... إلخ
فنقول:
هذا الضحك من النبي صلى الله عليه وسلم تقرير لقول الحبر، ولهذا قال ابن مسعود: تصديقا لقول الحبر، ولو كان منكرا ما ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم ولا استشهد بالآية، ولقال له: كذبت كما كذب الذين ادعوا أن الذي يزني لا يرجم، ولكنه ضحك تصديقا لقول الحبر وسرورا بأن ما ذكره موافق لما جاء به القرآن الذي أوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
قوله: ثم قرأ: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ. الآية: وهذا معنى الآية الذي لا تحتمل غيره، وأن السماوات مطويات كطي السجل للكتب بيمينه، أي: تبارك وتعالى، لأن ذلك تفسيره صلى الله عليه وسلم، وتفسيره في الدرجة الثانية من حيث الترتيب، لكنه كالقرآن في الدرجة الأولى من حيث القبول والحجة.
وأما تفسير أهل التحريف، فيقول بعضهم: (قبضته)، أي: في قبضته وملكه وتصرفه، وهو خطأ، لأن الملك والتصرف كائن يوم القيامة وقبله.
قول بعضهم: (السماوات مطويات)، أي: تالفة وهالكة، كما تقول انطوى ذكر فلان، أي: زال ذكره.
و (بيمينه)، أي: بقسمه، لأن الله تعالى قال: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ. {الرحمن: 26 - 27}. فجعلوا المراد باليمين القسم ... إلى غير ذلك من التحريفات التي يلجأ إليها أهل التحريف، وهذا لظنهم الفاسد بالله، حيث زعموا أن إثبات مثل هذه الصفات يستلزم التمثيل، فصاروا ينكرون ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته رسوله وسلف الأمة بشبهات يدعونها حججا.
فيقال لهم: هل أنتم أعلم بالله من الله؟
إن قالوا: نعم، كفروا، وإن قالوا لا، خُصموا، وقلنا لهم: إن الله بين ذلك أبلغ بيان بأن الأرض جميعا قبضته يوم القيامة، والرسول صلى الله عليه وسلم أقر الحبر على ما ذكر فيما يطابق الآية، وهل أنتم أنصح من الرسول صلى الله عليه وسلم لعباد الله؟ فسيقولون: لا.
فهذا الحديث فيه إثبات الأصابع لله -عز وجل- وأنها من الصفات الذاتية التي تليق بالله وعظمته، وفيه إثبات خمسة أصابع لله عز وجل وأن الله تعالى يضع السماوات على أصبع، والأرضين على أصبع، والجبال على أصبع، والشجر على أصبع، وسائر الخلق على إصبع، فهذه خمسة أصابع.
قال ابن خزيمة في باب إثبات الأصابع لله عز وجل بعد ذكر أحاديث الأصابع:
والصواب والعدل في هذا الجنس مذهباً، مذهب أهل الآثار ومتبعي السنن، واتفقوا على جهل من يسميهم مشبهة، إذ الجهمية المعطلة جاهلون بالتشبيه ... كيف يكون مشبهاً من يثبت لله أصابع على ما بيّنه النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم للخالق البارئ.
ونذكر السائل بما آل إليه حال من سلك مسلك أهل الكلام في الصفات فقد قال بعض العلماء: أكثر الناس شكّاً عند الموت أهل الكلام.
وقد رجع بعضهم قبل موته إلى مذهب السلف، ومنهم الرازي حيث قال:
رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن: أقرأُ في الإثبات: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى. {طه: 5} يعني: فأثبت، وأقرأ في النفي: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ. {الشورى: 11}، وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا. {طه: 110}. ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي.
لأنه أقر قبل هذا الكلام، فقال: لقد تأملت الطرق الكلامية ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن.
قال الشيخ ابن عثيمين:
والحاصل أن هؤلاء المنكرين لما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله عز وجل اعتماداً على هذا الظن الفاسد أنها تقتضي التمثيل قد ضلوا ضلالاً مبيناً، فالصحابة رضي الله عنهم هل ناقشوا الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا؟ والذي نكاد نشهد به أنه حين يمر عليهم مثل هذا الحديث يقبلونه على حقيقته لكن يعلمون أن الله لا مثل له، فيجمعون بين الإثبات وبين النفي.
إذاً موقفنا من هذا الحديث الذي فيه إثبات الأصابع لله عز وجل أن نقر به ونقبله، ولا نقتصر على مجرد إمراره بدون معنى فنكون بمنزلة الأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني، بل نقرؤه ونقول: المراد به إصبع حقيقي يجعل الله عليه هذه الأشياء الكبيرة، ولكن لا يجوز أبداً أن نتخيل بأفهامنا أو أن نقول بألسنتنا: إنه مثل أصابعنا، بل نقول: الله أعلم بكيفية صفاته، بل نكل علمها إلى الله سبحانه وتعالى إلخ كلامه رحمه، وللمزيد يمكنك أيها السائل مراجعة: ودرء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية، وتقريب التدمرية للشيخ ابن عثيمين، والقول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ ابن عثيمين، وقد اعتمدنا في جوابنا على ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في موقعه وبعض كتبه وهو رحمه الله كان له باع طويل في الرد على المخالفين وتقرير مذهب السلف أجزل الله له المثوبة ورحمه رحمة واسعة.
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...ng=A&Id=122213 (http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...ng=A&Id=122213)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/227)
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[23 - 04 - 10, 08:36 م]ـ
فما فائدة معرفة الأسماء والصفات؟
فائدة ذلك دخول الجنة ...
عن أبى هريرة عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة» متفق عليه.
قال ابن القيم:
الثاني عشر: في بيان مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة وهذا هو قطب السعادة ومدار النجاة والفلاح:
المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها.
المرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولها.
المرتبة الثالثة: دعاؤه بها كما قال تعالى: " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها "، وهو مرتبتان:
إحداهما: دعاء ثناء وعبادة، والثاني: دعاء طلب ومسألة، فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وكذلك لا يسأل إلا بها فلا يقال يا موجود أو يا شيء أو يا ذات اغفر لي وارحمني بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيا لذلك المطلوب فيكون السائل متوسلا إليه بذلك الإسم، ومن تأمل أدعية الرسل ولا سيما خاتمهم وإمامهم وجدها مطابقة لهذا ... " انتهى كلامه.
ودعاء الله بها لا يكون أو لا يكمل إلا بمعرفة معانيها، فأعظم الناس امتثالا لقوله تعالى: " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " هو من عرف معانيها.
ـ[سنية كوردية]ــــــــ[24 - 04 - 10, 07:10 م]ـ
فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون(46/228)
حول التعامل مع البدعة والمبتدعة
ـ[عبدالعزيز بن حمد]ــــــــ[16 - 01 - 08, 12:16 م]ـ
بسم الله ..
وبعد هذا ملخص قمت به لإعداد بحث حول هذا الموضوع ..
ومن باب الفائدة ونشر الخير .. أحببت أن أشارك بهذا -المختصر المتواضع-
فأرجو المعذرة من الخلل والنقص ..
كتبت تكلمت عن الموضوع:
1. جواب شيخ الإسلام عن حديثالافتراق، مجموع الفتاوى 3/ 345 - 359.
2. شرح الشيخ سفر الحوالي لـ (قاعدة في التعامل مع أهل الملة) لشيخ الإسلام ابن تيمية، موقع الشيخ سفر الحوالي على الانترنت، مجموع الفتاوى 3/ 278 - 292.
3. أصول الحكم على المبتدعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية، إعداد د/أحمد بن عبدالعزيز الحليبي، نشر دار الفضيلة، ط. الأولى، 1421هـ، وهو ضمن سلسة كتاب الأمة، يقع في (175) صفحة.
4. موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع، د/إبراهيم بن عامر الرحيلي، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، ط. الثالثة، 1425هـ، وهو في الأصل رسالة دكتوراه 1412هـ، يقع في (780) صفحة.
5. منهج التعامل مع المخالف، إعداد سراج الدين اليماني، دار القمة- الإسكندرية، 2005م، عبارة عن نقول عن الأئمة السابقين والمشايخ المعاصرين بلغ عددهم (48)، يقع في (528) صفحة.
6. المبتدعة وموقف أهل السنة والجماعة منهم، د/محمد يسري، دار طيبة الخضراء، ط. الأولى، 1426هـ، يقع في (440صفحة).
7. دعوة أهل البدع، خالد بن أحمد الزهراني، دار ابن الجوزي، ط. الأولى، 1427هـ، يقع في (300) صفحة.
8. رسالة من القلب إلى إخواننا في اليمن، للشيخ سفر الحوالي، مجلة البيان عدد (181).
9. التعامُلُ مع المبتدِعِ بين رَدِّ بدعته ومُرَاعاةِ حُقوقِ إسلامِه (تصحيحٌ لمُمَارساتِنا بالاحتكام إلى الكتاب والسنة وفهم السلف)، د/الشريف حاتم العوني، موقع الإسلام اليوم.
10. هجر المبتدع، بكر أبو زيد.
11. معالم الانطلاقة الكبرى عند أهل السنة والجماعة، محمد عبدالهادي المصري، دار الوطن.
12. الطرق الحكمية، لابن القيم، في الطريق السادس عشر: الحكم بشهادة الفساق.
13. كتب الشيخ بكر أبو زيد: ومنها: (درء الفتنة عن أهل السنة، الرد على المخالف، براءة أهل السنة، تصنيف الناس، تحريف النصوص) وغيرها ..
14. قواعد في معرفة البدع، د/محمد الجيزاني.
15. رفقاً بالسنة أهل السنة، عبدالمحسن العباد (رسالة صغيرة).
16. منهج أهل السنة والجماعة في النقد والحكم على الآخرين [أي على أهل السنة]، هشام الصيني، إصدار مجلة البيان، تقديم د/عابد السفياني تقع في (76) صفحة.
مقتطفات وملخصات:
من كتاب د/أحمد الحليبي (أصول حكم شيخ الإسلام ابن تيمية على المبتدعة) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)):
الأصل الأول: الاعتذار لأهل الصلاح والفضل عما وقعوا فيه من بدعة عن اجتهاد، وحمل كلامهم المحتمل على أحسن محمل.
الأصل الثاني: عدم تأثيم مجتهد إذا أخطأ في مسائل أصولية أو فرعية، وأولى من ذلك عدم تكفيره أو تفسيقه.
الأصل الثالث: عذر المبتدع المجتهد لا يقتضي إقراره على ما أظهره من بدعة، ولا إباحة اتباعه، بل يجب الإنكار عليه فيما يسوغ إنكاره، مع مراعاة الأدب.
الأصل الرابع: عدم الحكم على من وقع في بدعة أنه من أهل الأهواء والبدع، ولا معاداته بسببها، إلا إذا كانت البدعة مشتهرة مغلظة عند أهل العلم بالسنة.
الأصل الخامس: لا يُحكم بالهلاك جزماً على أحد خالف في الاعتقاد أو غيره، ولا على طائفة معينة بأنها من الفرق الضالة الثنتين والسبعين؛ إلا إذا كانت المخالفة غليظة.
الأصل السادس: التحري في حال الشخص المعين المرتكب لموجب الكفر أو الفسق، قبل تكفيره أو تفسيقه، بحيث لا يكفر أحد ولا يفسق إلا بعد إقامة الحجة عليه.
الأصل السابع: الحرص على تأليف القلوب واجتماع الكلمة وإصلاح ذات البين، والحذر من أن يكون الخلاف في المسائل الفرعية والعقدية والعملية، سبباً في نقض عرى الأخوة والولاء والبراء بين المسلمين.
الأصل الثامن: الإنصاف في ذكر ما للمبتدعة من محامد ومذام، وقبول ما عندهم من حق، ورد ما عندهم من باطل، وأن ذلك سبيل الأمة الوسط.
الأصل التاسع: رعاية شروط المر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأمر بالسنة والنهي عن البدعة، وتقديم الأهم فالمهم في ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/229)
الأصل العاشر: مشروعية عقوبة الداعي إلى البدعة بما يحقق الزجر والتأديب والمصلحة، لأن ضرره متعد إلى غيره، بخلاف المسر فإنه تقبل علانيته ويوكل سره إلى الله تعالى.
الأصل الحادي عشر: صحة الصلاة خلف المبتدع إذا لم يمكن الصلاة خلف المتبع، وإذا أمكن ذلك فالمسألة محل خلاف بين أهل العلم.
الأصل الثاني عشر: قبول توبة الداعي إلى البدعة.
انتهى.
([1]) نشر دار الفضيلة، ط. الأولى، 1421هـ، وهو ضمن سلسة كتاب الأمة.
من كتاب الشيخ د/محمد يسري: (المبتدعة وموقف أهل السنة والجماعة منهم):
الفصل الخامس: منهج أهل السنة والجماعة في الرد على أهل الأهواء والبدع:
المبحث الأول: ضوابط مجادلة ومناظرة أهل البدع:
- الضوابط متعلقة بأصل النية: أي أن يتجرد عن الهوى ويقصد الحق.
- الضوابط متعلقة بموضوع المجادلة: فليس كل موضوع يصلح للمجادلة، كالنهي في الحق بعدما تبين.
- الضوابط متعلقة بالمجادلين:
1/ متانة العلم وقوة الفهم وبلاغة الحجة والثقة بالحق.
2/ أن يغلب على الظن قبول الطرف الآخر للحق وعدم مكابرته وعناده.
3/ هدم الباطل بالحق ونقض الشبهة من الأصل.
المبحث الثاني: القواعد المنهجية في الرد على أهل البدع:
1/ معرفة حال الخصم، مذهباً وقولاً وأدلةً مع التثبت والدقة:
ومنهج التثبت له خطوات:
أ- النظر في ضبط النقلة.
ب- النظر في فهم النقلة.
ج-الدقة والتثبت في نسبة الأقوال وتعين المراد منها.
2/ تحديد موضوع الخلاف ومناطه وترك التفريع والتطويل.
3/ معرفة ردود بعض أهل البدع على بعض.
4/ الحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق.
5/ بيان بطلان الباطل يبدأ من تعارض أدلته وفساد لوازمه وتناقض أهله.
6/ معرفة اصطلاحات المخالفين، ومخاطبتهم بها عند الحاجة.
7/ معرفة كيفية الاستدلال:
ولإقامة الدليل الصحيح يراعى ما يلي:
أ- كل دعوى عارية عن البرهان غير مقبولة.
ب- إثبات صحة النقل.
ج- العناية بألفاظ الدليل وتحريرها وضبطها.
د- الاستدلال بالأدلة المتفق عليها بين المتناظرين.
هـ- مراعاة سياق الدليل وسباقه ولحاقه وإعمال الأدلة جميعاً.
و- عدم العلم بالدليل ليس علماً بالعدم.
ح- الجمع بين المتماثلات والتفريق بين المختلفات.
8/ حكم لازم القول:
أولا: لازم قول الله تعالى وقول رسوله e حق.
ثانياً: قائل القول له مع لازمه ثلاث حالات:
الحالة الأولى: أن يذكر له لازم قوله فيلتزمه.
الحالة الثانية: أن يذكر له لازم قوله فيمنع التلازم بينه وبين قوله.
الحلة الثالثة: أن يكون اللازم مسكوتاً عنه، فهذا حكمه أنه لا ينسب إليه.
الفصل السادس: أحكام وضوابط العلاقة بين أهل السنة وأهل الأهواء والبدع:
المبحث الأول: التأصيل النظري والموقف العملي من أهل الأهواء والبدع:
أهل البدع ليسوا سواء:
فمنهم الجاهل المقلد، ومنهم المعرض عن الحق والهدى المنشغل بدنياه، ومنهم من تبين له الحق ولكنه تركه تقليداً وتعصباً؛ أو بغضاً له ومعاداة لأصحابه، ومنهم الداعي إلى بدعته ومنهم المستتر بها، والتسوية بين هذه الأنواع لا يسوغ في عقل ولا شرع.
وعلى أساس هذا التعدد تعددت مواقف أهل السنة، ومن أسباب تعدد الموقف من أهل البدع:
أولاً: تفاوت مراتب البدع.
ثانياً: تفاوت مراتب أهل البدع.
ثالثا: تحقيق المصلحة.
المبحث الثاني: حكم الدعاء لأهل البدع، الدعاء عليهم، ولعنهم:
يجوز الدعاء لأهل البدع والأهواء؛ لأن الأصل فيهم أنهم مسلمون من أهل القبلة، ما لم يحكم بانتقالهم من الإسلام إلى الكفر، وكل مَن يعلم كفره فإن الاستغفار والدعاء له جائز، ويمنع الدعاء لرؤوس أهل البدع والدعاة إليها زجراً عن البدع وأهلها، كما لا يجوز تخصيص طوائف بالدعاء أو الترضي عليهم، وإنما يدخلون في عموم المسلمين.
المبحث الثالث: حكم الصلاة خلف أهل البدع، والصلاة عليهم.
المبحث الرابع: حكم قبول شهادة أهل البدع وروايتهم.
المبحث الخامس: حكم التلقي العلم عن أهل البدع:
الأصل فيه المنع لدرء المفاسد المتوقع حدوثها من تصديهم للتعليم ولسد ذرائع انتشار البدعة وتأثر الطلاب بها، إضافة إلى أم منعهم من التصدي للتعليم فيه إنكار وزجر لهم عن بدعتهم.
وأما في حال الاضطرار فيجوز الاستعانة بأهل البدع في التعليم شريطة أن يكون في تصديهم للتعليم مصلحة شرعية راجحة.
المبحث السادس: حكم اشتراك أهل البدع في الجهاد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/230)
الاستعانة بأهل البدع مكروهة إذا لم تدع الحاجة إليها، وتكون جائزة إذا دعت الضرورة أو الحاجة إلى الاستعانة بهم، بشرط أن يكونوا ممن يحسن الرأي في أهل السنة، وأن يكونوا مأمونين، أما إن كانوا ممن يعرف عنهم الكيد لأهل السنة وغشهم لهم كالباطنية والرافضة، فتحرم الاستعانة بهم.
انتهى.
من كتاب الشيخ د/إبراهيم الرحيلي: (موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع):
من أبرز مباحث الكتاب الكبرى:
موقف أهل السنة من:
- تكفير أهل البدع.
- تفسيقهم.
- لعنهم.
- قبول أعمالهم عند الله.
- حكم توبتهم.
- الصلاة خلفهم.
- مناكحتهم.
- أكل ذبائحهم.
- عيادة مرضاهم.
- شهود جنائزهم.
- حكم موارثتهم.
- بغضهم.
- غيبتهم.
- السلام عليهم.
- مجالستهم.
- إهانتهم.
- مجادلتهم ومناظرتهم.
- منهج أهل السنة في عقوبة أهل البدع بالقتل والتعزير.
- قبول شهادتهم.
- قبول روايتهم.
- تلقي العلم عنهم.
- استخدامهم في الجهاد.
انتهى.
من كتاب: هشام الصيني (منهج أهل السنة والجماعة في النقد والحكم على الآخرين):
نبه المؤلف أنه يقصد بكلمة (الآخرين): أي أهل السنة، وقد يدخل غيرهم في بعض المباحث.
- الخوف من الله عند الكلام في الآخرين.
- تقديم حسن الظن بالمسلم.
- العبرة بكثرة الفضائل.
- المنهج الصحيح في الحب والبغض.
- السعادة في معاملة الخلق.
- حال الإنسان مع غيره إذا لاقاه.
- معاملة من أخطأ في طلب الحق.
- ذكر الناس داء وذكر الله دواء.
انتهى.
من كتاب الشيخ بكر أبو زيد (هجر المبتدع) ط/الأولى: 1410 هـ:
- "الأصل في الشرع هو:
(هجر المبتدع لكن ليس عاماً في كل حال ومن كل إنسان ولكل مبتدع، وترك الهجر والإعراض عنه بالكلية، تفريط على أي حال، وهجر لهذا الواجب الشرعي المعلوم وجوبه بالنص والإجماع، وأن مشروعية الهجر هي في دائرة ضوابطه الشرعية المبنية على رعاية المصالح ودرء المفاسد، وهذا مما يختلف باختلاف البدعة نفسها واختلاف مبتدعها واختلاف أحوال الهاجرين، واختلاف المكان والقوة والضعف، والقلة والكثرة، وهكذا من وجوه الاختلاف والاعتبار التي يرعاها الشرع. وميزانها -للمسلم- الذي به تنضبط المشروعية هو: مدى تحقق المقاصد الشرعية في الهجر: من الزجر، والتأديب، ورجوع العامة، وتحجيم المبتدع، وبدعته، وضمان السنة من شائبة البدعة ... ). هذا محصل الضوابط الشرعية للهجر" ص41.
- "لكن ليحذر كل مسلم من توظيف (هوى النفس) وتأمير (حظوظها) على نفسه، فإن هذا هلكة في الحق، وهو شر ممن يترك الهجر عصياناً لأنه يعصي الله تعالى بترك الهجر الشرعي للمبتدع، وإظهاره ترك الهجر باسم الشرع تحت غطاء وهمي باسم (المصلحة) و (تأليف القلوب) وهكذا". ص41.
- "وفرق بين عالم تشربت نفسه بالبدع، لكنه لم يختلط بعلماء أهل السنة ولم يتلق عنهم، وبين عالم تلقى عن المبتدعة فنالت منه منالاً، ثم خالط أهل السنة وعلماءهم وجاورهم مدة بمثلها يحصل برد اليقين بل يكون عاشرهم عشرات السنين، ثم هو يبقى على مشاربه البدعية يعملها، ويدعو إليها، ويصر عليها، فهذا قامت عليه الحجة أكثر، واستبانت له المحجة فما أبصر. فهو من أعظم خلق الله فجوراً، وغيضاً على أهل السنة" ص44.
- "فإذا كانت الغلبة والظهور لأهل السنة كانت مشروعية هجر المبتدع قائمة على أصلها، وإن كانت القوة والكثرة للمبتدعة -ولا حول ولا قوة إلا بالله- فلا المبتدع ولا غيره يرتدع بالهجر ولا يحصل المقصود الشرعي، لم يشرع الهجر وكان مسلك التأليف، خشية زيادة الشر.
وهذا كحال المشروع مع العدو (القتال تارة، والمهادنة تارة، وأخذ الجزية تارة، كل ذلك بحسب الأحوال والمصالح) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)).
ومن أهم المهمات هنا: إذا كانت الواجبات لدى أهل السنة مثل: التعليم، والجهاد، و الطب، والهندسة، ونحوها متعذر إقامتها إلا بواسطتهم، فإنه يعمل على تحصيل مصلحة الجهاد، ومصلحة التعليم وهكذا، مع الحذر من بدعته، واتقاء الفتنة به وبها ما أمكن، وبقدر الضرورة، فإذا زالت عاد أهل السنة إلى الأصل في الهجر، وأبعد المبتدع" ص45.
- "المبحث العاشر: إشاعة البدعة:
نصيحتي لكل مسلم سلم من فتنة الشبهات في الاعتقاد، أن البدعة إذا كانت مقموعة خافتة والمبتدع إذا كان منقمعاً مكسور النفس بكبت بدعته فلا يحرك النفوس بتحريك المبتدع وبدعته، فإنها إذا حركت نمت وظهرت، وهذا أمر جبلت عليه النفوس، ومنه في الخير: أن النفوس تتحرك إلى الحج إذا ذكرت المشاعر، وفي الشر: إذا ذكرت النساء والتغزل والتشبيب بهن تحركت النفوس إلى الفواحش.
وهذا الكتمان والإعراض من باب المجاهدة والجهاد فكما يكون الحق في الكلام فإنه يكون في السكوت والإعراض، فتنَزل كل حالة منْزلتها والله أعلم" ص50.
([1]) مجموع الفتاوي لابن تيمية 28/ 206، و 212.
موقع الشيخ الدكتور سفر الحوالي ( http://www.alhawali.com/) محاضرات عامّة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.cat&categoryID=3) ( قاعدة أهل السنة في معاملة الأمة) لابن تيمية ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.show*******&*******id=657)» الفوائد المستخلصة:
- لا يجوز تكفير أو تبديع المجتهد المخطئ إذا أخطأ في مسألة بعد أنتحرى الحق، حتى وإن كانت من مسائل الاعتقاد التي اختلف فيها أهلالقبلة.
- إذا اختلط في المدينة أهل السنة وأهل البدع ففي هذه الحالة يكونالأصل هو التحري.
- المدن التي غلب عليها أهل السنة يصلي خلف أئمتها جميعاً، ولا يستحبالتحري في هذه المدن.
- المدن التي غلب عليها الشرك الأكبر لا يجب على أهل السنة الصلاةخلفهم، ولا تصح الصلاة خلف المعين الكافر.
- الصلاة خلف مستور الحال صحيحة باتفاق أهل السنة واستحب بعض العلماءعند كثرة أهل الأهواء التحري عن حال الإمام.
- الفرقة التي عندها أصل عدم حضور الجمعة والجماعات همالرافض.
- الاتفاق الحاصل بين كلمة أهل السنة في المشرق والمغرب حول المسائلالحادثة على مر التاريخ ناتج عن الاتحاد في مصدر التلق.
- الأصل الذي يجب أن يكون عليه المسلمون هو الاجتماع لاالفرق.
- أهل السنة والجماعة يتبعون الحق ويرحمون الخلق.
انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/231)
ـ[عبدالعزيز بن حمد]ــــــــ[20 - 01 - 08, 01:49 م]ـ
كما أن هناك بحثين آخرين:
الأول:
مجمل موقف أهل السنة من المبتدعة، للشيخ/ جماز بن عبدالرحمن الجماز
http://www.aljmaz.net/index.php?option=*******&task=view&id=6232&Itemid=34
الثاني:
ضابط البدعة وما تدخله، للشيخ سليمان بن عبدالله الماجد
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_article_main.cfm?id=2547 (http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_article_main.cfm?id=2547)
وجاء في آخر البحث:
"وهذا مخلص لأهم ما اشتملت عليه هذه الورقة:
1. أن المحل الذي تدخله البدعة هو الذي عينت الشريعة له حدوداً بمكان أو زمان أو عدد أو اتجاه أو صفة أو حال، وكانت هذه الحدود مما لا يُعقل لها معنى على التفصيل، سواء أُريد به القربة؛ كالصلاة والصيام والحج والذكر والدعاء، أو لم تُرد به القربة؛ كالأعياد والطلاق وعٍٍدَد النساء.
2. أن الحكم بالبدعة على الشيء يدور على قواعد ثلاث:
الأولى: أن كل تغيير في ذلك المحدود بالزيادة أو النقص أو الصفة أو إبدال المكان أو الزمان أو الموضع أو الحال على وجه لم يأذن به الله كله بدعة في الدين.
الثانية: أن نية التعبد المحض في فعل وترك الأمور العادية على وجه لم ترد به الشريعة تحيل العمل والترك إلى عبادة محضة؛ فيصير بدعة.
الثالثة: مضاهاة المكلف للتعبدات المحضة.
ويجري حكم البدعة بمضاهاة التعبدات في صورتين:
الأولى: تخصيص العبادة المحضة، أو تقييدها بمكان أو زمان أو حال أو صفة؛ سواء كان ذلك باعتقاد المشروعية على الوجه الخاص أو المقيد، أو أن يقع هذا التخصيص أو التقييد بمحض العادة، ومطلق المداومة.
والثانية: تخصيص العادات بمحدودات من مكان أو زمان أو حال أو صفة لا يُعقل لهذه المحدودات معنى على التفصيل؛ ولو لم يُرد بها القربة لله أو للبشر؛ كضرب المكوس والوظائف على الدوام، وتنكيس العلم أو الصمت حداداً، وزيارة نصب الجندي المجهول، والأعياد القومية.
وقد: ذكر الدليل على كل قاعدة.
3. أن جملة: (كل ما قام المقتضي لفعله على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وانتفى المانع من القيام به ثم لم يفعل فهو بدعة) ليست قاعدة ضابطة للبدعة؛ لما ذُكر من التعليلات في هذه الورقة، وأن اعتبارها قاعدة ليست قولاً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
4. أن المعصية لا تعد من البدع إذا لم تكن في محدود.
5. تضمنت الورقة بعض التطبيقات التي تعتبر بدعة؛ كإعلان شعائر الصلاة في مكبرات الصوت الخارجية، ودعاء ختم القرآن، والتزام آيات وأدعية وأذكار في أحوال معينة، وتبليغ المؤذن صوت الإمام، وافتتاح الحفلات بقراءة القرآن، والأعياد الزمانية بضوابطها.
6. تضمنت الورقة أن البدعة لا تدخل الوسائل؛ كالدعوة والحسبة والتعليم، والذكر بالمسبحة بشروطه، وخطي صف الصلاة وبداية الطواف، وحفلات تكريم الطلبة، والحداء والنشيد."
ـ[عبدالعزيز بن حمد]ــــــــ[02 - 02 - 08, 11:48 م]ـ
ومن الأبحاث المتعلقة بالموضوع:
بحث للشيخ د. هاني بن عبد الله بن محمد الجبير
المبتدعة كيف نعرفهم .. كيف نتعامل معهم؟
نشر في مجلة البيان، عدد 236
وهو على هذا الرابط
http://www.albayan-magazine.com/bayan-236/bayan-02.htm
ـ[سيف الدين السلفي]ــــــــ[17 - 12 - 09, 10:42 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
بارك الله فيك أخي عبد العزيز على بحثك الشيق و إهتمامك بالجانب العقدي.
لي عندك طلب!
الشيخ إبراهيم بن عامر الرحيلي من العلماء الربانيين العاملين المجاهدين في سبيل نشر العقيدة السلفية و الرد على أهل العقائد الفاسدة، و كان من بين مؤلفاته التى أبدع فيها كتابه: موقف أهل السنة و الجماعة من أهل الأهواء و البدع و أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراه بحيث نجد فيها من التأصيلات مالا نجده في الكتب الأخرى.
لذلك أخي بارك الله فيك لو تجد الكتاب أو تعرف من يملكه بصيغة بي دي آف أن ترفعه لي كون الكتاب غير متوفر لدينا هنا في الجزائر.
الدال على الخير كفاعله
ـ[هشام مشالي]ــــــــ[19 - 12 - 09, 11:41 ص]ـ
بارك الله فيكم
وفي خضم هذا الموضوع أرى أن من المباحث التي تحتاج إلى إثراء مبحث أثر اختلاف العلماء في مفهوم البدعة وضوابطها في الفروع والتطبيقات الواقعية؛ إذ أن إئرء هذا المبحث سيعود بالنفع على الطلبة، من جهة تفتح المدارك، وفهم مذاهب العلماء، وإحسان الظن بهم، والتماس الأعذار لهم.
ـ[وفي مرزوقي عمار الإندونيسي]ــــــــ[20 - 12 - 09, 09:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
مشايخي الفضلاء أرجو من أحدكم أن تشرحوا لي هذا الكلام، وهو من كتاب مجمل أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة, وهو كالآتي:
يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد: كما يجب في الاعتقاد والتقرير، فلا ترد البدعة ببدعة، ولا يقابل التفريط بالغلو ولا العكس.
أرجو منكم أن تفيدوني بعلمكم، وجزاكم الله كل خير، فأنا طالبكم بإندونيسيا لا أعرف إلى من أسأل، وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/232)
ـ[هشام مشالي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 09:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
مشايخي الفضلاء أرجو من أحدكم أن تشرحوا لي هذا الكلام، وهو من كتاب مجمل أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة, وهو كالآتي:
يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد: كما يجب في الاعتقاد والتقرير، فلا ترد البدعة ببدعة، ولا يقابل التفريط بالغلو ولا العكس.
أرجو منكم أن تفيدوني بعلمكم، وجزاكم الله كل خير، فأنا طالبكم بإندونيسيا لا أعرف إلى من أسأل، وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل المقصود بمنهج الوحي: الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله والتلقي عنهما وإقامة الأدلة على صحة الرد من نصوصهما، فكما يجب في الاعتقاد الوقوف على حد الكتاب والسنة، فكذا يجب في الرد على أهل البدعة، فلا يجرمنا بغضهم على الخروج عن حدود الكتاب والسنة في الرد، فنهرب من البدعة إلى مثلها، ومن الغلو إلى التفريط، أو العكس ..
هذا والله أعلم.
ـ[وفي مرزوقي عمار الإندونيسي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 04:24 ص]ـ
جزاكم الله كل خير على حسن ردكم، ولكن يبقى الإشكال عندي في المثال، لأن بالمثال يتضح المقال، فلو تأتون أيضا المثال ل: مقابلة البدعة والبدعة، والغلو بالتفريط، وأسأل الله أن يجزيكم بالفردوس الأعلى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[هشام مشالي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 08:53 م]ـ
مثال لمقابلة البدعة بالبدعة:
الأشاعرة لما أرادوا تفنيد أقوال المعتزلة في أبواب التوحيد استخدموا بدعة الكلام، أي: الاستدلال على التوحيد بطرق الفلاسفة.
ومثال لمقابلة الغلو بالتفريط، وهو كذلك مثال لمقابلة البدعة بالبدعة:
المرجئة في استدلالهم بأحاديث الوعد في مقابلة استدلال الخوارج بأحاديث الوعيد.
هذا ما يحضرني الآن فإني خشيت التأخر عليك، وإلا فالأمر يحتاج لمزيد بسط.
ـ[سيف الدين السلفي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 10:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ـ[وفي مرزوقي عمار الإندونيسي]ــــــــ[02 - 02 - 10, 04:21 ص]ـ
جزاكم الله كل خير يا شيخ هشام مشالي، والله هذا رد جيد وقوي، أشكركم على حسن اهتمامكم، ولكن لم أزل أحتاج إلى جوابكم المبسط، ولكم مني جزيل الشكر، والله يأجركم ويثيبكم الفردوس الأعلى.
طالبكم بإندونيسيا: وفي مرزوقي عمار
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[06 - 02 - 10, 01:28 ص]ـ
الاخ عبد العزيز. اظن ان هناك سقط في هذه العبارة/
وهي تحت المبحث الثاني فيما نقلت من كتاب محمد الدوسري.
المبحث الثاني: حكم الدعاء لأهل البدع، الدعاء عليهم، ولعنهم: [/ FONT]
[FONT=Traditional Arabic] يجوز الدعاء لأهل البدع والأهواء؛ لأن الأصل فيهم أنهم مسلمون من أهل القبلة، ما لم يحكم بانتقالهم من الإسلام إلى الكفر، وكل مَن يعلم كفره فإن الاستغفار والدعاء له جائز، ويمنع الدعاء لرؤوس أهل البدع والدعاة إليها زجراً عن البدع وأهلها، كما لا يجوز تخصيص طوائف بالدعاء أو الترضي عليهم، وإنما يدخلون في عموم المسلمين.
ـ[وفي مرزوقي عمار الإندونيسي]ــــــــ[11 - 02 - 10, 06:45 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجزيكم كلكم جميعا خير الجزاء ويجعل الفردوس الأعلى مثواي ومثواكم(46/233)
وصيَّةٌ: ’’ لا تجْعَلْ قلبَكَ للشُّبهات مثل السفنجة ‘‘ لشيخنا د / مُحمد الخُضَيْري.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[16 - 01 - 08, 04:30 م]ـ
هذه وصيَّةٌ من شيخنا الدكتور / مُحمَّد بن عبد الله بن علي الخُضَيْري - سدَّده الله -
الأستاذ المساعد بقسم العقيدة في جامعة القصيم.
السُّؤال:
السلام عليكم ورحمة الله , أنا لدي مجموعة مناظرات بين الداعية أحمد ديدات - رحمة الله - وبين علماء مسيحيين يطعنون في دين الإسلام والنبي - صلى الله عليه وسلم - والقرآن.
والداعية - رحمه الله - رد عليهم بلسان صادق؛ لسان الحق، لسان الإنسان العاقل الذي لا يقبل التفاهات وأعجزهم بكلامه وقد ثارت الدماء حتى رؤوسهم بسبب عجزهم عن توضيح أوهامهم حول كون المسيح ابن الله وغير ذلك من الأباطيل ... ولكنني حين مشاهدتي للمناظرات سمعت القسيسين يتحدثون بلغة إن غفل عنها المسلم أو لم يتنبه لهدفها فربما تقنعه بالديانة المسيحية وذلك للمسلمين ضعاف الإيمان , ومن باب الحيطة ألغيت كل المشاركات - من جانبي - المتعلقة بهذا الموضوع في إحدى المنتديات؛ وحذفت كل شيء حتى أتحقق جيداً من فضيلتكم , فماذا ترون جزاكم الله خيراً؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من وآلاه و بعد:
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أخي الكريم:
اعلم أن الله تبارك وتعالى لم يُنعم على عبده نعمة أتمّ ولا أعظم عليه من نعمته عليه بالهداية لصراطه المستقيم، وتوفيقه للإسلام وللسنة والجماعة، فكم من محروم من هذه النعمة، وقد أعطاك الله تبارك وتعالى إياها تفضلاً و إحساناً بدون استحقاق منك عليه جل وتعالى فاعرف لهذه النعمة قدرها.
وقد استشعر الصحابة والسلف الصالح عظيم منّة الله عليهم بتوفيقه لهم وهدايتهإياهم إلى السنة بعد أن هداهم للإسلام:
فعن معاوية بن قرة أن سالم بن عبد الله حدثه عن ابن عمر قال: ما فرحتُ بشيء من الإسلام أشد فرحاً بأنّ قلبي لم يدخله شيءٌ من هذه الأهواء.
وقال أبو العالية: ما أدري أي الغُنمين عليَّ أعظم: إذْ أخرجني الله من الشرك إلى الإسلام أو عصمني في الإسلام أن يكون لي فيه هوى.
اللالكائي: 1/ 130.
و لتحذر – رعاك الله وسددك – من الشبهات فهي أمراض معدية يجب التوقي من الإصابة بها فـ ((القلوب ضعيفة والشُبَه خطافة)).
سير أعلام النبلاء: 7/ 261.
و لا يجوز الخوض مع الكفار أو مع أهل البدع في مناظرات لاسيما لمن لا علمَ لديه و لا سلاح.
ولذلك فالواجب على المسلم ألا يجعل من قلبه مسكناً للشبه، قال ابن تيمية لتلميذه ابن القيم ناصحاً: ((لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أَشْربتَ قلبك كل شبهة تمر عليك صار مقراً للشبهات أو كما قال)).
مفتاح دار السعادة: 140.
- و من هنا نوصيك بأمرين:
الأمر الأول: الحرص على العلم دينك لا سيما ما يهم مسائل التوحيد و ما تحتاجه في يومك وليلتك، قال تبارك وتعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) [محمد: 19].
الأمر الثاني: البعد عن سماع الشبهات و تقصدها، و ما أجمل هذا المثل الذي ضربه ابن القيم – رحمه الله – حيثُ يقول: (يكون حال السائر إلى الله والدار الآخرة مع الشبه حال المسافر تعرض له الآفات من العقارب والحيات وغيرها، فما عرض له منها في طريقه قتله، وما لا فلا يتّبعه ولا يبحث عنه إذ لو فعل ذلك لانقطع عن سفره وضل الطريق).
مدارج السالكين:2/ 314.
و المجادلة و تتبع الشبه للرد عليها يكون للمتمكنين من العلم و الإيمان و لهذا لا أرى لك بث تلك المناظرات على العامة أو ضعاف الإيمان، و يمكن لك أن تنقل هذه المناظرات إلى مواقع النصارى، ومنتدياتهم؛ حتى تؤثر عليهم و تكون سبباً في هدايتهم، أو تشكيكهم في النصرانية المحرفة.
وفقك الله وسددك و بارك فيك.
و صلى الله وسلم على محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً مزيداً إلى يوم الدين.
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa2&task=view&Itemid=0&catid=1434&id=2717
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[28 - 03 - 08, 02:45 ص]ـ
للفائدة ..
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[28 - 03 - 08, 03:36 م]ـ
جزاك الله خيراً, وكذلك يوصى الشيخ محمد إسماعيل المقدم بعد سماع المناظرات وردود الشبهات إلا من كان مؤهلاً لذلك ,لأن ضعيف الإيمان قد يستوعب الشبهة ولا يفهم الرد, أو قد يكون الرد ضعيفاً.
ـ[محمد العُمري]ــــــــ[02 - 02 - 10, 06:15 ص]ـ
بارك اللهُ في الناقلِ والمنقول ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/234)
ـ[بدر احمد عبدالرحيم]ــــــــ[03 - 02 - 10, 10:45 م]ـ
الأمر الثاني: البعد عن سماع الشبهات و تقصدها، و ما أجمل هذا المثل الذي ضربه ابن القيم – رحمه الله – حيثُ يقول: (يكون حال السائر إلى الله والدار الآخرة مع الشبه حال المسافر تعرض له الآفات من العقارب والحيات وغيرها، فما عرض له منها في طريقه قتله، وما لا فلا يتّبعه ولا يبحث عنه إذ لو فعل ذلك لانقطع عن سفره وضل الطريق).
مدارج السالكين:2/ 314.
بارك الله فيك
كم كنت بحاجة لسماع هذه الكلمات في مثل هذه الاوقات ... لأني اقحمت نفسي - بحسن نية- في منتديات الروافض للرد عليهم .. لعل وعسى ان اكون سببا في هداية عوام الشيعة الذي يزورون هذه المنتديات
لكن وجدت انهم قوم دينهم الكذب،تنقصهم الامانة،
ولهذا اقترح على ادارة المنتدى ان تنشأ قسم خاص للرد على الروافض - واقولها وانا محترق من الداخل- .. ان الهجوم الذي التزمه القوم .. هجوم علمي يهدف للتشكيك في ثوابت الامة مستندين في ترويج شبهاتهم بكلام اهل السنة والجماعة ويحملونه على غير محمله الصحيح .. وهذه طريقة معروفة عند اهل البدع .... والله المستعان
للرفع
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 - 02 - 10, 05:11 ص]ـ
وصية نافعة .. بارك الله في الجميع
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[06 - 02 - 10, 09:11 م]ـ
وصية مباركة بارك الله فيك حبيبنا خليل الفائدة ..
ـ[بدر احمد عبدالرحيم]ــــــــ[08 - 02 - 10, 08:59 م]ـ
ولهذا اقترح على ادارة المنتدى ان تنشأ قسم خاص للرد على الروافض - واقولها وانا محترق من الداخل- .. ان الهجوم الذي التزمه القوم .. هجوم علمي يهدف للتشكيك في ثوابت الامة مستندين في ترويج شبهاتهم بكلام اهل السنة والجماعة ويحملونه على غير محمله الصحيح .. وهذه طريقة معروفة عند اهل البدع .... والله المستعان
[/ INDENT]
الا هل من مجيب أو مؤيد
ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[14 - 05 - 10, 04:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو ربا]ــــــــ[14 - 05 - 10, 07:29 م]ـ
جزاك الله خيرا(46/235)
أصول السنة للإمام أحمد-رحمه الله- (مضبوط ومدقق)
ـ[سيد المصري]ــــــــ[17 - 01 - 08, 01:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأعزاء بارك الله فيكم
تفضلوا هذا المجهود المتواضع
متن {أصول السنة} للإمام أحمد بن حنبل
وقمت فيه بـ:
1 - مراجعته إملائيا.
2 - مقابلته بما في كتاب شرح أصول الاعتقاد للالكائي.
3 - ضبطه وهذا من أهم ما ينبغي أن يكون في المتون , خشية اللحن.
4 - رتبتها بطريقة فنية، أسأل الله أن تنال إعجابكم.
المتن بالمرفقات
وأرجو من الإخوة قرائته ومراجعته جيدا خشية أن أكون أخطأت وأنا لا أشعر
الله الموفق.
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 01 - 08, 09:14 م]ـ
جزاك الله خيراً.
هذه نسخة جامع شيخ الإسلام
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[19 - 01 - 08, 05:09 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[سيد المصري]ــــــــ[24 - 01 - 08, 05:05 م]ـ
أخي أبو الحسنات بارك الله فيك
ـ[السني]ــــــــ[24 - 01 - 08, 06:34 م]ـ
وهاهو إليكم (بي دي إف) ( pdf) وشكر الله لمن قدمه إلينا
ـ[سيد المصري]ــــــــ[28 - 01 - 08, 12:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي السني(46/236)
تَمْشِي على اسْتِحْيَاء
ـ[أم زهراء]ــــــــ[17 - 01 - 08, 04:32 ص]ـ
صِفَات الكمال هي تِلك الصِّفَات التي اتَّصَف الله تبارك وتعالى بِها.
والحياء صِفَة مِن صِفَات الله عزّ وَجَلّ ..
ومِن أحَبّ الْخَلْق إلى الله مَن اتَّصَف بتِلك الصِّفَات.
" ومَن وَافَق الله في صِفَه مِن صِفاته قَادته تلك الصِّفَة إليه بِزِمَامه، وأدْخَلَته على رَبِّه، وأدْنته مِنه وقَرَّبَته مِن رَحمته، وصَيَّرَته مَحْبَوبًا له، فإنه سُبحانه رَحيم يُحِبّ الرُّحَماء، كَريم يُحِبّ الكُرَماء، عَليم يُحِبّ العُلماء، قويّ يُحِبّ المؤمن القوي - وهو أحب إليه مِن المؤمن الضعيف، حتى يُحِبّ أهل الحياء، جَميل يُحِبّ أهل الْجَمَال، وِتْر يُحِبّ أهل الوِتْر " كما قال ابن القيم رحمه الله.
والحياء صِفَة مِن صِفَات الله عزّ وَجَلّ، ففي الحديث الصحيح: " إن الله عز وجل حَيِيّ سِتِّير يُحِبّ الْحَيَاء والسِّتْر ". رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي.
والحياء صِفَة مِن صِفَات الأنبياء ..
فقد وَصَف النبي صلى الله عليه وسلم موسى عليه الصلاة والسلام بالْحَيَاء .. بل بِشِدَّة الحياء ..
ففي الصحيحين قوله عليه الصلاة والسلام: إن موسى كان رَجلا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لا يُرَى مِن جِلْدِه شَيء اسْتِحْيَاء مِنه.
بذلك وُصِف القويّ الأمين ..
وحَياء العَذَارَى مَضْرِب الْمثَل .. !
قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم أشدّ حَياء مِن العَذْراء في خِدْرِها. رواه البخاري ومسلم.
وفي حديث أنس رضي الله عنه: وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحياء. رواه البخاري ومسلم.
وكان الحياء خُلُقًا تتوارثه الأجيال، وتَفْخَر به الأمم .. ففي خَبَر موسى عليه الصلاة والسلام حين وُورِده ماء مَدين أنه جاءته إحدى المرأتين تمشي على استحياء ..
(فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) .. قال عُمر رضي الله عنه: قد سَتَرَتْ وَجْهها بِكُمِّ دِرْعها.
وكان دليل هذا الحياء أنها لم تَنسب أمْر الدعوة والجزاء لِنفسها بل نسبته إلى أبيها، فـ (قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) ..
قال ابن كثير: وهذا تأدُّب في العبارة، لم تَطلبه طَلبا مُطلقا، لئلا يُوهِم رِيبة، بل قالت: إن أبي يدعوك لِيجزيك أجْر مَا سقيت لنا، يعني: لِيُثِيبك ويُكَافئك على سَقيك لِغَنَمِنَا. اهـ.
وما كان مِن موسى عليه الصلاة والسلام إلاّ أن قابَل الحياء بِحياء ..
كيف لا، وهو الْحَيِيّ؟
قال سلمة بن دينار رحمه الله: لَمَّا سَمِع ذلك موسى أراد أن لا يَذهب، ولكن كان جائعا فلم يَجِد بُدًّا مِن الذهاب، فَمَشَت المرأة ومَشى موسى خلفها، فكانت الريح تَضرب ثوبها فَتَصِف رِدْفها، فَكَرِه مُوسى أن يرى ذلك منها، فقال لها: امْشِي خَلفي ودُلّيني على الطريق إن أخطأت؛ ففعلت ذلك.
وكان الحياء مِن أخلاق العَرب في الجاهلية .. مِمَّا لَم يَنْدَرِس مِن الأخلاق ..
ففي قصة إسلام أبي ذر رضي الله عنه أنه قال للمرأتين كلامًا .. قال: فانطلقتا تُوَلْوِلان وتقولان: لو كان ها هنا أحد مِن أنفارنا! قال: فاستقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وهما هَابِطان. قال: ما لكما؟ قالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها! قال: ما قال لكما؟ قالتا: إنه قال لنا كلمة تَمْلأ الْفَمّ! رواه مسلم.
فما أحوج المرأة على مَرّ الزَّمَان إلى هذا الْخُلُق النَّبِيل، والوصْف الكريم ..
ذلك أنه لا يُوصَف أحَد – على وَجْه الْمَدْح – بِقِلَّة الْحَيَاء ..
وإنما يُذَمّ مَن يُذَمّ بِقِلَّة الْحَياء .. وصَفَاقة الوَجْه .. والوَقَاحَة .. !
ففي لسان العَرَب: وَقِح الرَّجُل إذا صار قَليل الْحَياء، فهو وَقِحٌ.
وقال ابن الأثير: في حديث أبي الدراداء: وشَر نِسائكم السَّلْفَعَة. هي الْجَرِيئة على الرِّجَال. اهـ.
فالحياء زِينة للرِّجَال والنِّسَاء ..
وَوُصِف به خير الناس بعد الأنبياء .. فقد وُصِف الصِّدِّيق رضي الله عنه بذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/237)
حَدَّث الإمام الزهري أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يوما وهو يخطب: أيها الناس استحيوا من الله، فوالله ما خَرَجْت لِحَاجَة منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أُرِيد الغَائط إلاَّ وأنا مُقنع رأسي حَياء مِن الله.
ووُصِف عثمان رضي الله عنه بأنه شديد الحياء ..
حتى قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: أَلا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلائِكَةُ؟ رواه مسلم.
والحياء خَيْر .. ولا يأتي إلاَّ بِخير ..
قال عليه الصلاة والسلام: الحياء لا يأتي إلاَّ بِخَيْر. رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء خَير كُله. قال: أو قال: الحياء كُله خَير.
وحِين مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ .. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنْ الإِيمَانِ. رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية: مَرّ النبي صلى الله عليه وسلم على رَجُل وهو يُعَاتِب أخَاه في الْحَياء يقول: إنك لتستحيي، حتى كأنه يقول: قد أضَرّ بِك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دَعْه، فإن الحياء من الإيمان.
قال ابن القيم عن الحياء: هو أصْل كُلّ خَير، وذَهابه ذَهَاب الْخَير أجْمَعه. اهـ.
وصاحِب الحياء يَقودُه حياؤه إلى الجنة ..
قال ابن حبان: الحياء مِن الإيمان، والمؤمن في الجنة. اهـ.
ولَمَّا كان الحياء خُلُقا عالِيًا مِن أخلاق الإسلام وأهله، فقد جَعَله النبي صلى الله عليه وسلم شُعْبَة مِن شُعَب الإيمان، فقال: الإيمان بضع وسَبعون شُعبة، والْحَيَاء شُعْبة مِن الإيمان. رواه البخاري ومسلم.
وكما أن الْحَيَاء مِن الإيمان فإن رَحِيل الإيمان مِن القلب مرتبط برحيل الحياء!
قال عليه الصلاة والسلام: الْحَياء والإيمان قُرِنا جَميعًا، فإذا رُفِع أحدهما رُفِع الآخر. رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرطهما. وصححه الألباني.
وفُسِّر لِبَاس التقوى بالحياء ..
قال تعالى: (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ) ..
وذلك لأنَّ الحياء يَحْجُز عن المعاصي .. وهو أحد معاني قوله صلى الله عليه وسلم: إذا لَم تَسْتَح فاصْنع ما شِئت. رواه البخاري.
قال ابن عبد البر: لفظ يقتضي التحذير والذم على قِلّة الحياء، وهو أمْرٌ في معنى الْخَبَر، فإنّ مَن لم يكن له حَياء يَحْجُزُه عن مَحَارم الله تعالى فَسَواء عليه فَعَل الكبائر منها والصغائر. اهـ.
قال ابن القيم: وبَيْن الذُّنُوب وبَيْن قِلَّة الحياء وعَدم الغَيرة تَلازُم مِن الطَّرفين، وكل منهما يَسْتَدْعِي الآخر ويَطْلُبُه حَثِيثًا. اهـ.
قال ابن حبان رحمه الله: الحياء اسم يَشْتَمل على مُجَانبة المكروه مِن الخصال، والحياء حياءان:
أحدهما: استحياء العَبد مِن الله جل وعلا عند الاهتمام بمباشرة ما خطر عليه.
والثاني: استحياء مِن المخلوقين عند الدخول فيما يَكرهون مِن القول والفعل معا.
والحياءان جميعا محمودان، إلاَّ أنَّ أحدهما فَرْض، والآخر فَضل؛ فلزوم الحياء عند مُجانبة مَا نَهى الله عنه فَرض، ولزوم الحياء عند مُقَارَفَة مَا كَرِه الناس فَضْل. اهـ.
ولا خير في وَجْه قَلّ حياؤه ..
إذا قَلّ مَاء الوَجْه قَلّ حَياؤه = ولا خير في وَجْه إذا قَلّ مَاؤه
حَياءك فاحْفَظْه عليك فإنما = يَدُلّ على وَجْه الكريم حَياؤه
ولأنَّ الْحَيَاء هو مَادَّة حَيَاة القَلب – كما يقول ابن القيم –.
وقديما قيل:
إذا لم تَخْش عاقبة الليالي = ولم تَستحي فاصْنع ما تَشاء
فلا والله ما في العيش خير = ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بِخير = ويبقى العود ما بقي اللحاء
وقليل الْحَياء في عِدَاد الأمْوَات .. !
قال ابن القيم: فَمَن لا حَيَاء فِيه مَيِّت في الدُّنيا، شَقِيّ في الآخِرة. اهـ.
فنعوذ بالله مِن ذَهَاب الْحَياء .. الذي يَموت بسببه القلب ..
وبَعْد هذا كله - فلا غَرابة إذاً .. أن يَكون الحياء هو خُلُق دِين الإسلام ..
قال عليه الصلاة والسلام: إنَّ لِكُلّ دِين خُلُقًا، وخُلُق الإسلام الحياء. رواه ابن ماجه، وقال الشيخ الألباني: حسن.
إلا أنَّ الحياء لا ينبغي أن يَحْجِب عن التَّعَلُّم والتَّفَقُه .. قالت عائشة رضي الله عنها: نِعْم النساء نِساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يَتَفَقَهن في الدِّين. رواه مسلم.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[18 - 01 - 08, 11:12 م]ـ
بارك الله فيك اختاه سلمت يمينك
رزقنا الله جميعا هذا الخلق الكريم(46/238)
رد قوي من فضيلة العلامة د. صالح الفوزان -حفظه الله-:"منقول"
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[17 - 01 - 08, 09:38 ص]ـ
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ردٌ من فضيلة العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- على أحد الكتاب بجريدة الرياض:
كفوا عدوانكم على الإسلام
صالح بن فوزان الفوزان
تجرأ كاتب في جريدة "الرياض" الصادرة يوم الاثنين 29ذي الحجة العدد 14441فكتب تحت عنوان: "إسلام النص وإسلام الصراع" متناولاً أعظم ثوابت الإسلام كلمة لا إله إلا الله. كلمة الإخلاص. كلمة التقوى. العروة الوثقى يحاول إبطال مدلولها الذي هو إفراد الله تعالى بالعبادة وترك عبادة ما سواه.
تلك الكلمة العظيمة التي بعث الله بها رسله فقال سبحانه: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) قال هذا الكاتب عن أهل التوحيد إنهم جزأوا لا إله إلا الله إلى جزأين. الجزء الأول: (لا إله)، والجزء الثاني (إلا الله) فيكون الجزء الأول (لا إله) المقصود به هو الكفر بالطاغوت ونفي جميع الأديان والتأويلات الأخرى ويضاف إلى ذلك تكفير المخالفين وقتالهم والبراء منهم. ثم يأتي دور الجزء الثاني: (إلا الله) لتتم كالتالي: أي لا معبود بحق إلا الله أو لا موجود إلا الله أو غيرها من التفسيرات المشحونة، كذا قال والملغومة التي اختلفت باختلاف المدارس والفرق والمذاهب والطوائف وعلى هذا فقس. وإذا كان هذا جزءاً من التشويه الأيدلوجي لأهم مبدأ في الإسلام فما بالك بما دون ذلك.
أقول: هكذا يريد هذا الكاتب أن يبطل مدلول لا إله إلا الله الذي هو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله. كما قال تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها) والمدلول الذي وضحه الله تعالى بقوله: (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون. ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون. بل جاء بالحق وصدق المرسلين) وقال عن الكفار: (وقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب. وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم) وقال سبحانه عن البراءة من المشركين فيما ذكره عن إبراهيم الخليل عليه السلام: (ولم يك من المشركين)، وقال عن محمد صلى الله عليه وسلم: (وما أنا من المشركين) وقال سبحانه عن المسلمين: (ولا تكونوا من المشركين. من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً) وقال تعالى عن يوسف عليه السلام: (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار. ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم) وقال سبحانه عن المخالفين لهذا الدين: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد) وأمر بقتالهم فقال سبحانه: (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر) (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله)، وأمر بالبراء منهم فقال سبحانه: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم). وكل هذا يبطله الكاتب ويعتبره تشويهاً بجرة قلم - ولما خاف الكاتب من غيرة أهل التوحيد على عقيدتهم التي مزقها بقلمه شر ممزق قال: "من الطبيعي أن يثير هذا الطرح سدنة القديم وحراس السائد وجنود المألوف وأن يجلبوا بخيلهم ورجلهم عليه وعلى طارحيه لأنه يزعزع المكتسبات الكثيرة التي يتمتعون بها وينزع مخالب السلطة التي يتولون بها على الناس ويكسر سيوفهم المصلتة على رقاب العباد".
وأقول له: أبشر بما يسوءك فلن يسكت المسلمون عن الدفاع عن عقيدتهم التي هي أعز شيء لديهم وستبوء بالفشل - إن شاء الله. وأما أنت إلا كما قيل:
كناطح صخرة يوماً ليوهنها
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
فهذا دين الله الذي بعث به رسله من أولهم إلى آخرهم وتكفل بنصرته فقال سبحانه: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)، ثم قال الكاتب: سيكون على حاملي شعلة التغيير والمتشبثين بأمل التطوير أن يتحملوا لأواء المتشددين وأن يستوعبوا ردة فعل المتسربلين بالتراث البشري والملقين على أكتافه رداء القداسة حتى يصلوا بشعلتهم غايتها ويجعلوا أملهم واقعاً معيشاً على الأرض) وصف أهل الحق بالتشدد بما فيهم الأنبياء وأقول له: قد قال من مضى قبلك: (امشوا واصبروا على آلهتكم) وما وصفته بأنه تراث بشري هو وحي منزل من الله وقد سماه من قبلك: (أساطير الأولين) فلم يستطيعوا صده والوقوف بوجهه والله تعالى يقول: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) نسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويخذل أعداءه إنه سميع مجيب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
الرابط من موقع الصحيفة:
http://www.alriyadh.com/2008/01/16/article309383.html
أسأل الله أن يسدد الشيخ ويحفظه سيفاً مصلتاً في وجوه المخالفين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/239)
ـ[عبدالسلام الأزدي]ــــــــ[17 - 01 - 08, 12:15 م]ـ
بارك الله في الشيخ صالح.
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_article_main.cfm?id=2560
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - 01 - 08, 01:22 م]ـ
بارك الله في الشيخ العلامة صالح الفوزان وحفظه من كل شر آمين
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[17 - 01 - 08, 01:44 م]ـ
بارك الله في الشيخ صالح
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[17 - 01 - 08, 01:58 م]ـ
نشهد الله على حبه ,
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[25 - 01 - 08, 07:15 م]ـ
بارك الله فى شيخنا أسد السنة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وبارك فى عمره ومتع به المسلمين وحفظه الله من كيد الكائدين وعدوان المعتدين
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[29 - 01 - 08, 10:14 ص]ـ
بارك الله في الجميع.
ـ[أبو سلمان الفريجي]ــــــــ[31 - 01 - 08, 12:08 ص]ـ
جزاه الله خيرا عن الاسلام والمسلمين عامة
وعن أهل التوحيد خاصة
صدقت يا أخي هو أسد السنه وقامع البدعة
جزاكم الله خيرا
ـ[الجعفري]ــــــــ[31 - 01 - 08, 07:12 ص]ـ
جزى الله الشيخ صالح خير الجزاء على ذبه عن الدين والرد على الغواة المفسدين وبارك الله في علمه وعمره.
وأتمنى أن يحذو العلماء الآخرون حذوه، فاليد الواحدة لا تصفق وقد تتعب.
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[31 - 01 - 08, 08:03 ص]ـ
بارك الله فى الشيخ
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[31 - 01 - 08, 08:37 ص]ـ
شيخ عظيم في الوغى متفردا / و برمحه كالفارس المغوار
من أبيات " ركيكة " قلتها في الشيخ قبل أعوام
ـ[البتيري]ــــــــ[31 - 01 - 08, 03:57 م]ـ
وكأن جريدة الرياض تصدر من موسكو او من دولة كافرة اذ تنشر مثل هذا الكفر الصراح على صفحاتها.
وليست تصدر من ارض الحرمين ولا حول ولا قوة الا بالله.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[01 - 02 - 08, 09:55 م]ـ
جزاك الله خيرا على نقل الموضوع إلى هذا المنتدى المبارك.
وعلى أمانتك في النقل.
دمت موفقاً مسدداً أخي المبارك.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - 02 - 08, 06:09 م]ـ
واباكم اخي العزيز
بارك الله فيك
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[28 - 02 - 08, 12:21 ص]ـ
كنت عند أحد المشايخ الكبار وكان يقرأ عليه كتاب شرح السنة للبربهاري وكان البربهاري (يقول إذا رأيت الرجل يحب الإمام أحمد و حماد بن سلمة ....... -وذكر جملة من السلف- .. ثم قال فاعلم أنه صاحب سنة) ثم علق الشيخ قائلا (وفي زماننا هذا إذا رأيت الرجل يحب الشيخ صالح الفوزان فاعلم أنه صاحب سنة) ونقل هذا عن غير واحد من طلبة العلم
ـ[أبوزكريا]ــــــــ[02 - 03 - 08, 02:03 ص]ـ
اللهم بارك لنا في علمائنا
ـ[سعدسعود]ــــــــ[02 - 03 - 08, 05:29 م]ـ
حفظ الله الشيخ صالح الفوزان ونفعنا واخواننا االمسلمون بعلمه
ومتع الله بعمره وكثر الله من امثاله هؤلاء هم العلماء
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 08:31 م]ـ
أسأل الله أن يسدد الشيخ ويحفظه سيفاً مصلتاً في وجوه المخالفين
اللهم آمين
ـ[عبد السلام المراكشي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 02:51 ص]ـ
بارك الله في الشيخ صالح، وجعله ذخرا للمسلمين
ـ[أبوعمرالحسيني]ــــــــ[07 - 03 - 08, 10:37 م]ـ
بارك الله في عمر الشيخ صالح
وجميع من يذب عن هاذا الدين
ـ[أبو محمدالنجدي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 07:07 م]ـ
حفظ الله شيخنا العلامة صالح الفوزان .. الذي لاأستغرب الآن انه هو إمام أهل السنة في هذا الزمن.
وكذلك لشيخنا العلامة عبدالرحمن البراك رد على هذا الضال ابن بجاد.كلام قوي ويثلج الصدر. وأمر بمحاكمته.
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[14 - 03 - 08, 09:56 م]ـ
حفظ الله شيخنا العلامة صالح الفوزان .. الذي لاأستغرب الآن انه هو إمام أهل السنة في هذا الزمن.
وكذلك لشيخنا العلامة عبدالرحمن البراك رد على هذا الضال ابن بجاد.كلام قوي ويثلج الصدر. وأمر بمحاكمته.
صدقت بارك الله فيك
فهو فعلا إن شاء الله إمام أهل السنة والجماعة فى هذا العصر
حفظه الله وبارك فى عمره
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[14 - 03 - 08, 09:59 م]ـ
وهذه فتوى العلامة البراك فى الصحفيين
والتى توضح أنهم كفار العياذ بالله
فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن بن ناصر البراك سلمه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/240)
فقد شاع في كثيرٍ من الكتابات الصحفية جملةٌ من المخالفات الشرعية المصادمة لأحكام الشرع المطهَّر. وفي الفترة الأخيرة تجاوزت تلك الكتابات إلى المساس بقاعدة الدين ومفاهيمه الكبرى. فقد نشر بجريدة الرياض عدد (14441) مقالةٌ بعنوان: (إسلام النص، وإسلام الصراع)، قرَّر كاتبها أن من التشويه والتحريف لكلمة (لاإله إلا الله) القول باقتضائها الكفر بالطاغوت ونفي سائر الديانات والتأويلات، أو أن معناها: (لامعبود بحقٍ إلا الله). ونشر بالجريدة نفسها في العدد (14419) مقالةٌ بعنوان: (الآخر في ميزان الإسلام) قرَّر كاتبها أن الإسلام لا يكفِّر من لا يدين به إلا إذا حال بين الناس وبين ممارسة حرية العقيدة التي يدينون بها. وزعم أن دين الإسلام ـ خلافاً لرأي المتشددين ـ لا يكفر من لم يحارب الإسلام من الكتابيين أو من أتباع العقائد الأخرى، بل عدَّهم من الناجين.
وبرفق السؤال صورة من المقالتين المذكورتين. فما قولكم في ذلك حفظكم الله؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
الحمدلله. فإن من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامةٌ للبشرية كلها، بل للثقلين الجنِّ والإنسِ. فمن لم يقرَّ بعموم رسالته فما شهد أن محمداً رسول الله، مثل من يقول: إنه رسولٌ إلى العرب، أو إلى غير اليهود والنصارى. ومقتضى عموم رسالته أنه يجب على جميعِ البشر الإيمان به واتباعه. سواءٌ في ذلك الكتابيون اليهود والنصارى، أو الأميون وهم سائر الأمم. قال ـ تعالى ـ: (فإن حاجُّوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعنْ. وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم. فإن أسلموا فقد اهتدوا. وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصيرٌ بالعباد). وقال ـ تعالى ـ: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً). وفي الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وكان النبي يبعث إلى قومه خاصةً، وبعثت إلى الناس عامةً). وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عليه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفس محمدٍ بيده، لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة؛ يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ. ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلتُ به إلا كان من أصحاب النار).
ومن هذا الأصل أخذ العلماء أن من نواقض الإسلام اعتقادَ أن أحداً يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فمن زعم أن اليهود والنصارى أو غيرهم أو طائفةً منهم لا يجب عليهم الإيمان بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، ولا يجب عليهم اتباعه، فهو كافرٌ وإن شهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
وبهذا يتبين أن (من زعمَ أنه لا يكفرُ من الخارجين عن الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم، إلا من حاربه)، أو زعم (أن شهادة ألا إله إلا الله لا تقتضي الكفر بما يعبد من دون الله، والبراءة منه ومن عابديه، ولا تقتضي نفيَ كلِّ دينٍ غير دين الإسلام مما يتضمن عدم تكفير اليهود والنصارى وسائر المشركين) فإنه يكون قد وقع في ناقضٍ من نواقض الإسلام. فيجب أن يحاكم ليرجع عن ذلك. فإن تابَ ورجع، وإلا وجب قتله مرتداً عن دين الإسلام، فلا يغسَّل ولا يكفَّن، ولا يصلى عليه، ولا يرثه المسلمون. فنعوذُ بالله من الخذلان وعمى القلوب، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
وإن من المؤسف المخزي نشر مقالاتٍ تتضمن هذا النوع من الكفر في بعض صحف هذه البلاد المملكة العربية السعودية؛ بلاد الحرمين. فيجب على ولاة الأمور محاسبة هذه الصحف على نشر مثل هذا الباطل الذي يشوِّهُ سمعة هذه البلاد وصورتها الغالية. وليعلم الجميع أنه يشترك في إثم هذه المقالات الكفرية كل من له أثرٌ في نشرها وترويجها من خلال الصحف وغيرها، كرؤساء التحرير فمن دونهم كلٌ بحسبه. فليتقوا الله وليقدروا مسؤوليتهم و مقامهم بين يدي الله. نسأل الله أن يهديَ الجميع إلى صراطه المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه عبدالرحمن بن ناصر البراك.
غرة ربيع الأول 1429هـ.
منقوووول(46/241)
أطلب منكم أخواني أن نجمع في هذا الموضوع ما ورد في اثبات صفة العلو لله
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[17 - 01 - 08, 01:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء المرسلين، نبينا محمد و على آله و صحبه و التابعين، أما بعد:
أطلب منكم أخواني أن نجمع في هذا الموضوع ما ورد في اثبات صفة العلو لله، و أيضا إيراد ما يستدل به المخالفون و الرد عليهم (بشكل مختصر) و ذلك رغبة في تجميع الأدلة و الردود و التي قد احتجت في يوم من الأيام لها و كذلك لو كان هناك إيرادا لأقوال علماء السلف في هذه المسألة و لكن بشرط ذكر المصدر (أنتم ثقة عندي بلاشك، و لكن المخالفون لا يقبلون إلا بالمصدر!).
و أعتذر منكم على هذا الموضوع المتواضع
ـ[المقدادي]ــــــــ[17 - 01 - 08, 03:13 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
راجع هذه المواضيع:
http://www.muslm.net/vb/showthread-t_252210.html
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=106
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=102
http://saaid.net/Doat/aboraian/1.htm
http://saaid.net/Doat/aboraian/5.htm
و هناك كتاب اسمه: " الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن " للشيخ عبدالهادي وهبي , كتاب مميز و قيّم , ذكر صاحبه جملة من أقوال أهل العلم و نصوصهم في مسألة العلو ثم استعرض جملة من شبهات الجهمية و نقضها , و بحثت عنه في الشبكة فوجدت موقع الشيخ مغلق بسبب الصيانة و التحديث و لعل أحد الأخوة يعيد رفعه
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[18 - 01 - 08, 04:31 م]ـ
بارك الله فيك، و سأبحث عن الكتاب إن شاء الله.(46/242)
ما وجه الرد على من فرق بين الأشياء كأصل و الأفعال؟؟؟
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[17 - 01 - 08, 04:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام
معلوم لدينا أن الأصل في الأشياء الإباحة
و يدخل في الأشياء الأفعال
و لكن حزب التحرير (المعتزلة الجدد) لا يوافقون على هذا القاعدة هكذا
و يقولون إن الأفعال خارجة عن الأشياء و إن الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي اقتضاءاً و وضعاً فما وجه الرد على حزب التحرير في تفريقه بين الأشياء و الأفعال؟؟؟؟
(مع العلم أن بعض الأخوة بحثوا في المسألة فلم يجدوا من وافق حزب التحرير بما يسطر).
و جزاكم الله كل خير
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[19 - 01 - 08, 12:10 م]ـ
إلى مشايخ المنتدى الأفاضل
للرفع و التذكير
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[21 - 01 - 08, 10:30 م]ـ
للرفع
رفع الله قدر المجيب
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[27 - 01 - 08, 01:12 م]ـ
السؤال للرفع ثانية
رفع الله قدركم يا أهل الحديث
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[27 - 01 - 08, 01:26 م]ـ
أخي الكريم
أولاً أنا لست من المشايخ
قال تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ) الجاثية/13.
أولاً - يجب مراجعة تفسير هذه الآية.
ثانيا - قل لهؤلاء الأغبياء معناه أن الرجل مثلاً إذا أراد أن يتصل بالنت مثلاً أو يتكلم بالهاتف يحتاج إلى نص قرآني أو حديث نبوي؟؟
ثالثا - قل لهم أنكم أنتم ما دليلكم على التفريق و المنع؟
هذا إن كانوا يدعون اتباع السلف.
**************
أما إن كانوا لا يدعونه فالجواب واضح
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[28 - 01 - 08, 03:24 ص]ـ
هذه مسألة أصولية متناولة في كتب الأصول, وهي حكم الأفعال قبل ورود الشرع. يُراجع "البحر المحيط" للزركشي (1/ 200) فما بعدها, "المستصفى" للغزالي (1/ 63) فما بعدها ومعه "فواتح الرحموت" لمحب الله بن عبد الشكور, "أصول الفقه" لأبي النور زهير (1/ 203) فما بعدها, وغير ذلك من كتب الأصول.
والله أعلم
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[28 - 01 - 08, 08:19 م]ـ
الأخ أبو سلمة رشيد و أبو داوود القاهري
جزاكم ربي كل خير
و بودي لو كان هناك زيادة تعليق من المشايخ
لكن أريد الرد من ناحية أصولية و ذلك رجاء دحض شبههم من بعض العقول
إني و بحمد لله أعرف بطلان كلامهم و لكني أريد رداً شافياً
و سأرجع بعون الله تعالى لما أشار به علي أخي أبو داوود القاهري
و إن هناك زيادة تعليق من مشايخ المنتدى فبه و نعمة
و جزاكم الله كل خير
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[31 - 01 - 08, 12:45 ص]ـ
و إن هناك زيادة تعليق من مشايخ المنتدى فبه و نعمة
و جزاكم الله كل خير
إذن يا أخي لا تتأخر في الاتصال بالشيخ [أبو حازم الكاتب] المشارك في هذا الموقع.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - 01 - 08, 01:54 ص]ـ
الرد عليهم سهل جدا إن شاء الله!
هم يقولون: الأصل في الأشياء الإباحة، ولكن الأشياء تختلف عن الأفعال.
فنحن نسألهم الآن: أعطونا مثالا على الأشياء المباحة كما تزعمون؟
فأي شيء ذكروه فهو حجة عليهم؛ لأن هذه الأشياء لا يمكن أن يستفاد منهم بغير تناول، والتناول فعل من الأفعال.
هل (الأرز واللحم والخيار والطماطم ..... إلخ) أشياء؟ نعم
هل هي مباحة؟ نعم
ما المقصود بأنها مباحة؟ ......... أكلها؟ طبخها؟ النظر إليها؟ بيعها؟ شراؤها؟ استعمالها؟ .... إلخ إلخ.
كل هذه أفعال، ولا يمكن الاستفادة من الأشياء إلا بمثل هذه الأفعال.
وأما أن الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي، فهذا لا نزاع فيه، ولكنه لا يعني أنه ليس الأصل في الأفعال الإباحة؛ لأن هذا الأصل معناه ما لم يرد نص يخرج الأمر عن إباحته كما هو واضح.
وإنما قلت إنه واضح لأنه وارد أيضا على الأشياء، فالأصل في الأشياء الإباحة، ومع ذلك فالأصل فيها التقيد بالحكم الشرعي.
فالخلاصة أنه لا يظهر فرق بين ما منعوا منه، وما أباحوه، إلا أن يكون الكلام المذكور هنا مجملا لا يعبر عن مذهبهم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - 01 - 08, 01:55 ص]ـ
وأما ما ذكره شيخنا أبو داود القاهري فهو خارج الموضوع؛ لأن الكلام هنا عن الأفعال بعد ورود الشرع وليس قبل ورود الشرع.
فالشرع قد ورد بأن (ما سكت عنه فهو عفو)، وبأنه قد (فصل لنا ما حرم علينا)، وبأنه (سخر لنا ما في الأرض جميعا)، وغير ذلك من النصوص الواضحة الدلالة في الباب.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[02 - 02 - 08, 03:23 ص]ـ
الشيخ الفاضل أبو سلمى رشيد
جزاك الله كل خير و بعون الله سأتصل بالشيخ أبي حازم الكاتب كما نصحتني
فلله درك ...
الشيخ الفاضل أبو مالك العوضي
جزاك الله كل خير على جوابك لي هذا الجواب الطيب الرصين الذي يدل على فقه و دراية
و كما تعلمون وفقكم الله أن حزب التحرير ممن يخالف اعتقاد أهل السنة و الجماعة كالقول برد خبر الأحاد في العقيدة و أن الإيمان عندهم لا يزيد و لا ينقص و غيرها من الشواذ القاتله نسأل الله أن يريح أهل السنة من فكرهم فهم معتزلة باسم جديد
و لا ريب أن كل قول لهم لم يقله أحد من السلف لا يخرج عن تقرير بدعة علمها من علمها و جهلها من جهلها و حسبكم أن تقريرهم بإن الإيمان لا يزيد و لا ينقص إنما هو طريق لرد خبر الأحاد في العقائد ...
ولعل القارىء يعجب لهذا التقرير،و لكن من نظر إلى قولهم بعين الحق،وجد اتصال قولهم برد خبر الأحاد مع تقريرهم في الإيمان بحجة وجود الظن الذي يترتب عليه فساد المعتقد عندهم ..
فجزاكم ربي كل خير
و إن كان هناك بعض الزيادات في هذا المبحث في الرد عليهم فأرجو الإفادة فمنكم الفائدة و علينا الدعاء
و بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/243)
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[02 - 02 - 08, 12:07 م]ـ
بل الرد أسهل بكثير مما ذكره شيخنا أبو مالك ...
فالوجوب والتحريم ... إلخ أحكام تكليفية. والحكم هو "خطاب الله المتعلق بأفعال المكلفين ... إلخ" فلا تعلق للإباحة إلا بالأفعال. فالقول بأن الأصل في الأشياء الإباحة لا اعتبار له إلا من جهة الأفعال. وهو نفس مضمون ما ذكره شيخنا ولكن باعتبار التعريف لا المثال.
وأما ما ذكرتموه -شيخنا أبا مالك- في تعقيبكم الأخير فلنا معه رجعة إن شاء الله (بعد المعرض (ابتسامة))
(استدراك) الكلام على مسألة الأفعال قبل ورود الشرع في البحر المحيط (1/ 152 - 159)
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[03 - 02 - 08, 12:24 م]ـ
لا فض فوكم يا أهل الحديث
و جزاكم ربي كل خير
أخي أبو داوود القاهري و أبو مالك العوضي
زوجكما الله من الحور العين و رزقكما ما تتمنيان(46/244)
أنفع وصية من شيخ الإسلام ابن تيمية لابن القيم في دفع الشبهات
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[17 - 01 - 08, 09:42 م]ـ
أنفع وصية من شيخ الإسلام ابن تيمية لابن القيم في دفع الشبهات
عبد الرحمن بن صالح السديس
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على الهادي الأمين المبعوث رحمة للعالمين، وآله، وصحبه، والتابعين، أما بعد:
فإن الاستفادة من تجارب العلماء من أَولَى ما يعتني به طالب العلم خاصة إن كانت لأكابر علماء السنة، والمسألة في باب الاعتقاد، وما أريد ذكره هنا هو ما يتعلق بموضوع الشبهات التي غدت في عصرنا كالريح تأتيك من كل مكان في كل مكان! فإلى الله المفر.
وهذه فائدة أنقلها لك من تجربة الإمام ابن القيم نصحه بها شيخه الإمام ابن تيمية، وأتبعها إن شاء الله ببعض النقول النافعة نفعني الله، وإياك بما نقول ونسمع.
قال الإمام المحقق ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه عظيم النفع مفتاح دار السعادة 1/ 140:
[في شرحه لحديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ لكميل بن زياد النخعي ـ رحمه الله ـ .. ]
وقوله " ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة"
هذا لضعف علمه، وقلة بصيرته إذا وردت على قلبه أدنى شبهة قدحت فيه الشك والريب؛ بخلاف الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شكا؛ لأنه قد رسخ في العلم، فلا تستفزه الشبهات، بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم وجيشه مغلولة مغلوبة.
والشبهة وارد يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق له فمتى باشر القلب حقيقة العلم لم تؤثر تلك الشبهة فيه، بل يقوى علمه ويقينه بردها، ومعرفة بطلانها، ومتى لم يباشر حقيقة العلم بالحق قلبه قدحت فيه الشك بأول وهلة، فإن تداركها و إلا تتابعت على قلبه أمثالها حتى يصير شاكا مرتابا.
والقلب يتوارده جيشان من الباطل:
جيش شهوات الغي.
وجيش شبهات الباطل.
فأيما قلب صغا إليها، وركن إليها تشربها، وامتلأ بها، فينضح لسانه، وجوارحه بموجبها،
فإن أشرب شبهات الباطل = تفجرت على لسانه الشكوك، والشبهات، والإيرادات = فيظن الجاهل أن ذلك لسعة علمه؛ وإنما ذلك من عدم علمه، ويقينه، وقال لي شيخ الإسلام ـ رضي الله عنه ـ وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد ـ: لا تجعل قلبك للإيرادات، والشبهات مثل السفنجة، فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته، و إلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات. أو كما قال.
فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك.
وإنا سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل، وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر، فينظر الناظر فيما ألبسته من اللباس، فيعتقد صحتها و أما صاحب العلم واليقين فإنه لا يغتر بذلك، بل يجاوز نظره إلى باطنها، وما تحت لباسها = فينكشف له حقيقتها.
ومثال هذا: الدرهم الزائف، فإنه يغتر به الجاهل بالنقد نظرا إلى ما عليه من لباس الفضة، والناقد البصير يجاوز نظره إلى ما وراء ذلك؛ فيطلع على زيفه.
فاللفظ الحسن الفصيح هو للشبهة بمنزلة اللباس من الفضة على الدرهم الزائف، والمعنى كالنحاس الذي تحته، وكم قد قتل هذا الاغترار من خلق لا يحصيهم إلا الله.
وإذا تأمل العاقل الفطن هذا القدر، وتدبره رأى أكثر الناس يقبل المذهب، والمقالة بلفظ، ويردها بعينها بلفظ آخر، وقد رأيت أنا من هذا في كتب الناس ما شاء الله، وكم رد من الحق بتشنيعه بلباس من اللفظ قبيح.
قال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله في شرح الطحاوية
شريط (10) دقيقة (34) ثانية (50):
المعتصم هو:كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إذا أشكل عليك أمر، ولم تدركه بعقلك الناقص القاصر؛ فاعتصم بحبل الله، وبكتابه، وحسبك حسبك.
وقبلها في شريط (8) دقيقة (23) ثانية (30)
كل ما يخالف الحق أي نظرية، أو استدلال يعارض به ما جاء عن الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم = فهو باطل منذ الوهلة الأولى، فكل ما يعارض الحق فهو باطل.
وليس بلازم أن يكون الإنسان عنده القدرة على تزييف تلك الشبهة، ما يلزم.
المهم أن الحق عندي ثابت فما يدعى أن هذا يعارضه أو هذا يعرض كذا = فهو مردود مدفوع.
اعتصم بالحق، واثبت على الحق، واطرح كل ما خالفه.
أحببت أؤكد على هذا، فهو ينفع المسلم، ويريح باله، عند ورود الشبهات على قلبه، أو ورود الشبهات على أذنه وسمعه، وقد انفتح على الناس أبواب شر في هذا العصر ممثلة في وسائل الإعلام، وفي تلك الشبكة المعروفة بالإنترنت، هي وسائل عظيمة الأثر في الخير والشر، ولكن أكثر ما تستعمل في الشر لأن أكثر الناس على غير هدى ..
كونوا على حذر مما يطرح في هذه الوسائل، فإن الآن أصبح الناس في فتنة، فتنة مدلهمة أصبح كل مبطل يستطيع أن يتكلم، المبتدع يتكلم، والملحد يتكلم، يطرح الشبهات، المبتدع المعروف بالبدعة، والمتسنن الذي ينتسب للسنة، فإن من المنتسبين للسنة من تتسرب إليه أفكار، وتوجهات فيحملها، ويحمل لواءها = فيصير ـ والعياذ بالله ـ داعي فتنة سواء مما يتعلق بالاعتقادات، أو السلوكيات.
ومن أخبث من ظهر من المنتسبين للسنة في هذا البلد من يعرف بـ "حسن بن فرحان المالكي" هذا الذي ينسب للسنة، وطرحه، وعرضه، وكلامه = يكذب انتسابه، فإنه اتخذ أئمة السنة هدفا له فيما يلقيه في محضراته في الأمكنة المشبوهة، وفيما ينشره نشرا خاصا، أو عاما، فحذار من الاغترار به، فكل من يتضامن معه، أو يعتذر عنه = فهو متهم في دينه .. اهـ[ويراجع بقية كلام الشيخ على هذا الضال].
فأتمسك أخي المسلم بهذه التوجيهات تجد الراحة في الدين والدنيا والآخرة.
والله اعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/245)
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[17 - 01 - 08, 11:21 م]ـ
فائدة جميلة،
بارك الله فيك(46/246)
ما هي أشراط الساعة المتعلقة ببلاد الشام مع ذكر الادلة من الكتاب والسنة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[18 - 01 - 08, 07:24 ص]ـ
ما هي أشراط الساعة المتعلقة ببلاد الشام مع ذكر الادلة من الكتاب والسنة
ـ[العوضي]ــــــــ[18 - 01 - 08, 02:24 م]ـ
اخي الكريم تفضل هذه الكتب وستجد ما تريد
إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة للشيخ حمود التويجري ((وورد))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113950&highlight=%C7%E1%D3%C7%DA%C9
أشراط الساعة - يوسف الوابل - pdf
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113022&highlight=%C7%E1%D3%C7%DA%C9
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[18 - 01 - 08, 03:02 م]ـ
جزاك الله وبارك الله فيك
ـ[أبو جبريل المجاهد]ــــــــ[18 - 01 - 08, 03:40 م]ـ
كذلك أخي الكريم هناك سلسلة أشراط الساعة و الفتن و الملاحم لفضيلة الشيخ أحمد رزوق حفظه الله تجدها على الرابط:
http://www.alawda.info/modules.php?name=*******(46/247)
هل يسقي النبي صلى الله عليه وسلم الناس بيده
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[18 - 01 - 08, 02:03 م]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ: سفر الحوالي متعه الله بالعافية:
هل يسقي النبي صلى الله عليه وسلم الناس بيده
وليس في هذه الروايات أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسقي النَّاس بيده الشريفة، كما يزعم بعضهم فيدعو ويقول: (اللهم اسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا) فهذا لم يرد في حدود ما اطلعت عليه من الروايات، هذا من جهة النص.
ومن جهة النظر، فكأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وحده وبيده الشريفة يسقي هَؤُلاءِ الناس، وبهذا العدد الكبير وعلى هذه السعة العظيمة، ثُمَّ إن ذلك لا يتناسب مع مقام النبوة، فكأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما هو سقاء يسقيهم الماء مع أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو أول من يرد، والحوض حوضه.
ولا يقتضي إعطاءه الحوض أنه يسقي النَّاس بيده، وإنما هو صاحبه الذي يتقدم أمته ثُمَّ يُسر برؤيتهم وهم يشربون مع كثرتهم، وهم يردون من هذا الخير العظيم الذي أعطاه الله إياه، وأكرمه به ويتألم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ما يرى أن قوماً يذادون، إذاً هو لا يسقي لأن التصريح جَاءَ بأنهم يردون ويشربون، وهَؤُلاءِ يطردون؛ بل يذادون.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - 04 - 10, 07:32 ص]ـ
بارك الله فيك وشفى الله الشيخ سفر وعافاه آ مين
ـ[السدوسي]ــــــــ[26 - 04 - 10, 10:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا وشفى الشيخ سفر.
وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله في كتابه الرد على الأخنائي - (1/ 106)
(وأوردنا حوضه واسقنا بكأسه مشربا رويا لا نظمأ بعدها أبدا).
ذكره عن أحمد فيما يدعى به عند زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذكر يدا وإنما ذكر كأسا.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[11 - 05 - 10, 10:32 ص]ـ
بارك الله فيكم
في الصحيحين (أن آنية الحوض وفي رواية "كيزانه" كعدد نجوم السماء)
ففيه دليل على أن وارد الحوض - جعلنا الله وإيَّاكم منهم – يشرب بنفسه من هذه الكيزان
بل جاء صريحاً فيما أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (15810) وابن أبي عاصم في "السنة" رقم (515) من حديث لقيط بن عامر رضي الله عنه ضمن حديث طويل وفيه
(ألا فتطلعون على حوض الرسول لا يظمأ والله ناهله أبداً فلعمر إلهك ما يبسط أحدٌ منكم يده إلا وقع عليها قدح يطهره من الطوف (1) والبول والأذى 000 الحديث
والله أعلم أحكم
------------------------------------------
(1) الطَّوْف: الحَدَث من الطَّعام وقيل الحيض
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[11 - 05 - 10, 11:44 ص]ـ
سبحان الله!
خطأ مشهور , جزى الله الشيخَ سفر الحوالي , والأخ الكريم المختار(46/248)
أيهما يدور حول الآخر؛ الأرض أم الشمس؟
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[18 - 01 - 08, 11:51 م]ـ
بسمك اللهم تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
والصلاة والسلام على خاتم أنبيائك، ومن تبعه إلى يوم لقائك
وبعد:
هو السؤال القديم الجديد
كثرت حوله المدافعات بالآيات والسنن المشهورات
ولا فيصل إلى وقت كتابة هذه الأسطر الضئيلات
نرجو المدارسة والمناقشة من المشايخ الكرام والإخوة الأفاضل أعزهم الله
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[19 - 01 - 08, 12:22 ص]ـ
ثبث علم الفلك أن الأرض تدور حول الشمس فهل من دليل شرعي على خلاف ذلك؟
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[19 - 01 - 08, 09:49 ص]ـ
معذرة بعيداً عن الخوض في المسألة ذاتها, ما وجه إدراجها في منتدى "عقيدة أهل السنة والجماعة"؟!؟!
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[19 - 01 - 08, 10:36 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=72769&highlight=%D3%CA%ED%DD%E4
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[20 - 01 - 08, 07:58 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=72769&highlight=%D3%CA%ED%DD%E4
بارك الله فيكم، رابط يغني عن كثير
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[20 - 01 - 08, 07:59 م]ـ
معذرة بعيداً عن الخوض في المسألة ذاتها, ما وجه إدراجها في منتدى "عقيدة أهل السنة والجماعة"؟!؟!
بارك الله فيكم، لا إنكار في مورد الإجتهاد
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[20 - 01 - 08, 08:01 م]ـ
ثبث علم الفلك أن الأرض تدور حول الشمس فهل من دليل شرعي على خلاف ذلك؟
هذا الذي أراه، ولاحجة ظاهرة لمعارضته ..
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[21 - 01 - 08, 02:23 ص]ـ
عاملك الله برحمته يا أخ إبراهيم,
إنما المستنكر هو إدراج مثل هذه المسائل الطبيعية ضمن مسائل العقيدة وليست كذلك ولا مدخل لها فيها. وقد حاول من لا حظ له من حسن النظر ذلك فلاقت به عبارة ابن حجر: "من تكلم في غير فنه أتى بهذه العجائب!! ". والله المستعان.
ودمت سالماً لمحبك/ أبي داوود
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[22 - 01 - 08, 02:58 ص]ـ
هذا الذي أراه، ولاحجة ظاهرة لمعارضته ..
و لاحجة ظاهرة ايضا في تأييده
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[23 - 01 - 08, 12:26 ص]ـ
و لاحجة ظاهرة ايضا في تأييده
كما قال أخونا الإدريسي أثبت علم الفلك دوران الأرض حول الشمس، أما حجج المعارضين فتأويلاتها ليست ظاهرة.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[23 - 01 - 08, 12:35 ص]ـ
عاملك الله برحمته يا أخ إبراهيم,
إنما المستنكر هو إدراج مثل هذه المسائل الطبيعية ضمن مسائل العقيدة وليست كذلك ولا مدخل لها فيها. وقد حاول من لا حظ له من حسن النظر ذلك فلاقت به عبارة ابن حجر: "من تكلم في غير فنه أتى بهذه العجائب!! ". والله المستعان.
ودمت سالماً لمحبك/ أبي داوود
بارك الله فيك أخينا أبي داوود
أما اجتهادي فأقره مشرفوا هذا المنتدى المبارك - جزاهم الله خيرا - وكفى بالله حسيبا.(46/249)
كيف ندعوا النصارى
ـ[أحمد عبد المعبود]ــــــــ[19 - 01 - 08, 07:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندني رجل نصراني وأريد أن أدعوه وأنا لست مؤهلاً فكيف أبدأ معه
وشكراً
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[19 - 01 - 08, 07:09 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي العزيز بارك الله فيك و وفقك في مسعاك لهداية هذا الرجل يجب أولا:
1 - أن تكون مقبولا عنده (لأن ذلك نصف الطريق في هدايته)
2 - فليرى منك خلق المسلم الحق فلتكن دعوتك له من خلال ما يرى منك (يعني أعمالك) من أخلاق حميدة و تصرفات جميلة.
3 - رغبه بالإسلام من خلال الكلام عنه في كل مناسبة و حين ترى الفرصة مناسبة لذلك مبينا سماحة الإسلام و أنه دين شامل جامع لإمور الدنيا و الآخرة.
4 - بعد ذلك تبين له ما وقع في الديانات الأخرى من تحريف و خرافات
5 - أحضر له بعض الكتب للإناس كانوا على غير ملة الإسلام ثم كتبوا عن ذلك بعد إسلامهم فهذا سوف يشجعه على اتخاذ القرار.
6 - و لما تشعر منه تقبله لذلك كله و أنه أصبح مستعدا اعرض عليه الدخول في الإسلام مبينا له عيسى عليه الصلاة و السلام قد بشر بالنبي محمد صلى الله عليه و سلم،و البشارة تعني اتباع هذا النبي صلى الله عليه وسلم و هذا الدين.
7 - لا تبدأ معه أبدا بتكفيره أو الحكم عليه بالنار حتى لاينفر منك، (و أتذكر في هذا المقام أن رجلا من أهل الدعوة طرق باب رجل و لما فتح ذلك الرجل الباب و كعادة جماعة الدعوة دعاه للذهاب إلى المسجد و لما قال له الرجل أنا مسيحي بدأ يقول له و يخوفه بأنه في النار إذا لم يسلم فما كان من ذلك الرجل سوى أنه ازداد تشددا و تمسكا بمسيحيته و قد التقيت ذلك الرجل المسيحي في اليوم التالي و قص علي مدى غضبه و حنقه على هؤلاء الدعاة)
و تذكر دائما أن الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة.
8 - و قبل كل ماذكرت آنفا يجب أن يكون لديك بعض الفقه في دينك في الأمور التي قد يسألك عنها حتى تستطيع أن تجيبه و يجب أن يكون لديك فقه في تعدد المذاهب و الفرق الإسلامية لربما سألك عن ذلك أيضا.
هذا ما حضرني الساعة و أسأل الله أن يوفقك في مسعاك.
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[19 - 01 - 08, 07:35 م]ـ
عليك بأهل الاختصاص
http://www.aljame3.net/ib
ـ[ابن إسماعيل المصري]ــــــــ[21 - 01 - 08, 02:56 ص]ـ
وستجد هنا ما يثبت فؤادك إن شاء الله
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5317
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[22 - 01 - 08, 07:47 ص]ـ
عليك بأهل الاختصاص
http://www.aljame3.net/ib
عليك بما أشار عليك به الجندي المسلم ... فاسألهم عما تريد .. والأفضل والأصح أن تجذب إليهم ذلك النصراني وهم سيرحبون به ويهتمون له.(46/250)
ما رأيكم بهذه العبارة؟
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[19 - 01 - 08, 07:24 ص]ـ
قرأت في كتاب الفروق للعسكري هذه العبارة فوقع في صدري أنها أشعرية تخالف عقيدة السلف ولما كنت قصير البائع في العقيدة أحببت أن أسأل إخوتي عن هذه العبارة قال صاحب الفروق اللغوية - (ج 1 / ص 311)
ولهذا لا يقال الله صديق المؤمن كما أنه وليه، والخلة الاختصاص بالتكريم ولهذا قيل إبراهيمُ خليل الله لاختصاص الله إياه بالرسالة وفيها تكريم له، ولا يجوز أن يقال: اللهُ خليل إبراهيم لان إبراهيم لا يجوز أن يخص الله بتكريم.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[19 - 01 - 08, 09:46 ص]ـ
وما وجه أشعريتها؟
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[19 - 01 - 08, 06:34 م]ـ
االسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأصل قوله تعالى {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} و هذا موافق لما قاله المؤلف و قوله صحيح و لا يجوز القول بأن الله خليل إبراهيم لأن في ذلك القول إنقاص من قدره سبحانه و تعالى - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- و هو سبحانه و تعالى لما أنعم على إبراهيم جعله خليلا له و قد رفع الله من مقام إبراهيم عليه و على نبينا الصلاة و السلام باختصاصه بهذا اللقب و باتخاذه خليلا، و كذلك نبينا صلى الله عليه وسلم،و العكس لا يصح. و الأصل في منهج السلف القول بما قال الله و رسوله.
قال صلى الله عليه و سلم: لو اتخذت خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكنه أخي وصاحبي وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا.و لم يقل صلى الله عليه وسلم و قد اتخذ صاحبكم الله خليلا.و لا نرى وجها لما حاك في صدرك.
و الله تعالى أعلم(46/251)
بحث مهم: في نقض أصول الإعجاز العلمي ..
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[19 - 01 - 08, 07:52 م]ـ
في هذا الملف تجد بحث محكم مؤيد بالحجج والبراهين لنقض الاعجاز العلمي
للشيخ الفاضل الدكتور/ سعود العريفي .. رئيس قسم العقيدة في أم القرى
أترككم مع البحث:
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 - 01 - 08, 12:33 م]ـ
أخي الحبيب عنوانك غير صحيح ومهوم على خلاف البحث ولا يدل على محتواه. اسم البحث:
منهج الاستدلال بالمكتشفات العلمية على النبوة والروبية (دراسة نقدية)
وفي مقدمته ذكر انه " يحاول تحديد معالم المنهج الصحيح في الاستدلال بالمكتشفات العلمية على مسألتي النبوة والربوبية "
وفي خاتمة البحث ذكر انه:"أن يحرص المعتنون ببيان الإعجاز العلمي من المعتدلين على نقد النماذج غير الملتزمة بشروط صحة الاعجاز العلمي , لئلا يعد سكوتهم عنها إقرار لها."
فالكاتب حفظه الله وسدد خطاه يدعوا لتأصيل الموضوع بشكل محكم من خلال ارتباط صحة التفسير بقطعية المكتشف العلمي.
ارجوا منك التتدقيق واختيار عنوان انسب بار الله فيك
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[21 - 01 - 08, 06:05 م]ـ
تشكر على المرور ...
ـ[حجر]ــــــــ[22 - 01 - 08, 12:18 ص]ـ
قرأت البحث بعناية فألفيته غير بعيد عما عبر به أبوحاتم حيث ذكر إشكالات منهجية في الاستدلال بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة يترتب عليها انهيار البناء الذي شيدته الهيئة العالمية للإعجاز العلمي وانتقاض الأمثلة التي يدندن حولها الشيخ الزنداني والدكتور زغلول النجار ومن اقتفى أثرهما في هذا الباب، وينزل بها من مرتبة الدلائل اليقينية المعجزة إلى اللطائف الوعظية كحال القصص والإسرائيليات، فالبحث جدير بالقراءة والمناقشة خصوصا من قبل المهتمين بتصحيح المنهج، والله أعلم.
ـ[عمار شلبي]ــــــــ[22 - 01 - 08, 01:31 م]ـ
لي عودة بإذن الله للتعليق على هذا البحث .... بعد قراءته بعناية ....
وفق الله الجميع
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[22 - 01 - 08, 10:06 م]ـ
قرأت البحث بعناية فألفيته غير بعيد عما عبر به أبوحاتم حيث ذكر إشكالات منهجية في الاستدلال بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة يترتب عليها انهيار البناء الذي شيدته الهيئة العالمية للإعجاز العلمي وانتقاض الأمثلة التي يدندن حولها الشيخ الزنداني والدكتور زغلول النجار ومن اقتفى أثرهما في هذا الباب، وينزل بها من مرتبة الدلائل اليقينية المعجزة إلى اللطائف الوعظية كحال القصص والإسرائيليات، فالبحث جدير بالقراءة والمناقشة خصوصا من قبل المهتمين بتصحيح المنهج، والله أعلم.
أخي انا ما عبرت عنه في مداخلتي كان عن المداخلة التي هي:
في هذا الملف تجد بحث محكم مؤيد بالحجج والبراهين لنقض الاعجاز العلمي
للشيخ الفاضل الدكتور/ سعود العريفي .. رئيس قسم العقيدة في أم القرى
أترككم مع البحث:
اخي الحبيب البحث يتعلق بالتأصيل ولا ريب ان من كتب في مجال الاعجاز من من ذكرت قد توسعوا والباحث يتكلم عن الضوابط الشرعية التي تجاوزوها او بطريقتهم في عرض ما يسمى بالاعجاز.
فالقاعدة الاساسية: يجب ان يكون التفسير لا يتطرق اليه الاحتمال لنقول ان هذا مراد الله بمعنى الاية. وان يكون العلم قطعي لا يفسد اي انه مبرهن علميا بطريقة صحيحة فلا تستخدم النظريات التي يستخدمونها مثل الانفجار العظيم والكون المتوسع مثلا ولا ان مصدر الماء النيازك كما زعم بعضهم.
وامر مختص بهذا البحث يجب توضيحه ما هو الفرق بين كلمة معجزة وكلمة آية؟ وهذا اغلب ما يخلط به من يخوض في هذا المجال.
لان موضوع الاعجاز يتضمن عجز الخصم على مقابلة الامر بمثله.
مثال ذلك القران وعصى موسى عليه السلام فيعجز اي انسان ان يفعل بعصى كما فعل موسى عليه السلام ولا ان يأتي بمثل القرآن فيقول ان ذلك اعجزهم والاتيان بمثله هو آية.
اما موضوع الاية فهو برهان على صدق المدعي ودليل عليه فاعجاز الناس ان يأتوا بأية سموه معجزة (مع خلط عن المتكلمين ليس هذا مجاله).فالقران أية للناس ودليل انه من عند الله عجز الناس عن الاتيان بمثله او معارضته.
اما ما يستدل به الان من امور عن الاعجاز العلمي فأغلبها آيات على صدق القران ودعوى النبوة ولا يمكن معرفتها الا عند توصل الناس لها فالناس مثلا ليس معجزا عليهم ان يعرفوا ان الاكسجين في الطبقات العليا اقل واذا وضعت نظرية وبرهنت علميا لا تعني ان صاحبها نبي بل ان الله عز وجل لم يجعلها الدليل على صدق النبوة بل جعلها اية تعلم فيعلم صدق النبي.
اي ان العلم الان يعرف هذه الامور فلا يقال انها اعجزت الناس وانما يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن لديه تلك الوسائل التي يستخدمها الناس اليوم وما اخبره القران لا شيء منه يعارض العلم القطعي ولا العقل الصريح الذي يتفق الناس عليه بطريقة صحيحة.
الخلاصة ان تعسف اناس باستخدام ما يسمى بالاعجاز العلمي لا يقابل بان ينفى ما في القران من آيات بينات.
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [النمل/93]
سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت/53]
وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ [غافر/81]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/252)
ـ[حجر]ــــــــ[24 - 01 - 08, 12:55 ص]ـ
لا زلت أعتقد أن هذا البحث أثار إشكالات منهجية لم يتنبه لها المعتنون بهذه القضية لكنها قضايا علمية دقيقة تتعلق بترتيب الأدلة لا يمكن مناقشتها بشكل عام بل لا بد من تناولها نقطة نقطة، وقد لخص الباحث حفظه الله وسدد خطاه فكرة بحثه بقوله في أوله تحت عنوان (ملخص البحث):
(الحمد لله، والصلاة والسلام على نبيه محمد، وبعد ..
فهذا بحث يحاول تحديد معالم المنهج الصحيح في الاستدلال بالمكتشفات العلمية على مسألتي
الربوبية والنبوة، كما يتعرض بالنقد الطريقة السائدة في الساحة الإسلامية لمعالجة هذه المسألة، ويعتبرالبحث أن المكتشفات العلمية دالة على الربوبية من جهة زيادة التفاصيل الدقيقة المؤكدة على افتقار الكون إلى خالق مدبر، دون أن تكون معرفة هذه التفاصيل شرطا في كمال اليقين، كما يعتبر هذه المكتشفات دالة على النبوة من جهة عدم تكذيبها لشيء مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، أما أن تكون دالة على النبوة من جهة أن النصوص القرآنية والنبوية قد سبقت بالإشارة إليها فقد كشف البحث عن إشكالات منهجية لا يكاد ينجو منها أي من النماذج المتداولة بين المتحمسين لهذه القضية، ومن أخطر هذه الإشكالات اتهام الجيل الأول من المسلمين - وفيهم الرسول صلى الله عليه وسلم – بالخطأ في فهم شيء من القرآن، أو خفائه عليهم، ومنها فتح باب الاستدلال بالاحتمالات والظنيات على المطالب اليقينية، فيفتح باب القدح والتكذيب، وادعاء التعارض بين محتملات القرآن والسنة وبين المكتشفات العلمية، ومنها دخول الدور الممتنع في الإلزام بحمل عبارات القرآن والسنة على أوسع محتملاتها وأصحها بناء على الكمال العلمي لمصدرهما، وفي سبيل تحديد المعالم والضوابط التي تضمن السلامة من هذه الإشكالات ينتهي البحث إلى اشتراط ما يلي لصحة الاستدلال بالمكتشفات
العلمية على النبوة:
1 - أن يكون النص مفهوم المعنى تماما لمجموع المخاطبين به منذ صدوره.
2 - أن يكون المعنى الإعجازي مدلولا متعينا للنص.
3 - ألا يكون صدق هذا المعنى ومطابقته للواقع في الأمر نفسه معلوما من َقبلُ للمخاطبين.
4 - ألا يحتمل كونه مقولا بظن النبي صلى الله عليه وسلم واجتهاده.
5 - إجماع المختصين على كون الاكتشاف العلمي المدعى وقوع الإعجاز العلمي به حقيقًة قطعيةنهائية تمتنع إعادة النظر فيها، واشتهار ذلك بما تنتفي معه شبهة التقول عليهم).ا. هـ
وهذه الفكرة أقرب إلى إثبات استعصاء الإعجاز العلمي المعاصر منها إلى وضع ضوابط له، والله أعلم.
ـ[عمار شلبي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 01:21 م]ـ
حمدا لله يوازي نعمه وآلاءه ..... وصلاة وسلاما على خاتم أنبياءه ورسله ....
وبعد ....
لا أخفي إعجابي الشديد بالنفس العلمي للدكتور حفظه الله ... فقد قام بتأصيل رؤيته الشرعية وفق منطلقات علمية ارتآها لنفسه .....
ولا يمنع ذلك بالطبع من مخالفته في بعض أطروحاته ......
وإلى جانب الخلاصة التي نقلها الأخ حجر في رده السابق .... أقدم ما فهمته من الشيخ في بحثه ذاك .....
المكتشفات العلمية على قسمين:
القسم الأول / متعلّق بالربوبية:
وذلك من جهة التفاصيل الدقيقة المؤكدة على افتقار الكون إلى خالق مدبّر، إضافة إلى دلالتها على بعض صفات الله تعالى: التدبير - الرحمة - الحكمة - العلم إلخ
* ويؤكّد على أن العلم بتلك التفاصيل ليست شرطا في كمال الإيمان
القسم الثاني \ متعلّق بالنبوّة:ولتلك المكتشفات مقامين اثنين:
المقام السلبي: ويعني به توظيف تلك المكتشفات توظيفا سلبيا، أي: وهو عجزها عن تكذيب شيء من صريح القرآن وصحيح السنّة، كما قال تعالى: بالنسبة للقرآن: ((ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا))
المقام الإيجابي: وهو أن الاستدلال بالمكتشفات العلمية في إثبات النبوة، من جهة توافق ما جاء في تلك المكتشفات مع نصوص الشريعة (قرآنا وسنة)، فيمكن ذلك وهو موجود، لكنّ عامة ما كُتب فيه يدخل فيه عدد من الإشكالات:
الإشكال الأول:اتهام الجيل الأول من المسلمين - وفيهم الرسول صلى الله عليه وسلم – بالخطأ في فهم شيء من القرآن، أو خفائه عليهم،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/253)
الإشكال الثاني: فتح باب الاستدلال بالاحتمالات والظنيات على المطالب اليقينية، فيفتح باب القدح والتكذيب، وادعاء التعارض بين محتملات القرآن والسنة وبين المكتشفات العلمية
الإشكال الثالث: دخول الدور الممتنع في الإلزام بحمل عبارات القرآن والسنة على أوسع محتملاتها وأصحها بناء على الكمال العلمي لمصدرهما
وفي ثنايا البحث ... ذكر الدكتور حفظه الله تحفّظه من إطلاق لفظة (الإعجاز العلمي) على تلك المكتشفات بغض النظر عن صحّتها من خطئها .... مع إقراره بأنه لا مشاحّة في الاصطلاح ... واقترح الاقتصار على تسميتها بالمكتشفات بدلا من المعجزات العلمية ....
ثم وضع الشيخ حفظه الله شروطا ارتآها لثبوت الدلالات العلمية للنصوص الشرعيّة وهي:
1 - أن يكون النص مفهوم المعنى تماما لمجموع المخاطبين به منذ صدوره.
2 - أن يكون المعنى الإعجازي مدلولا متعينا للنص.
3 - ألا يكون صدق هذا المعنى ومطابقته للواقع في الأمر نفسه معلوما من َقبلُ للمخاطبين.
4 - ألا يحتمل كونه مقولا بظن النبي صلى الله عليه وسلم واجتهاده.
5 - إجماع المختصين على كون الاكتشاف العلمي المدعى وقوع الإعجاز العلمي به حقيقًة قطعيةنهائية تمتنع إعادة النظر فيها، واشتهار ذلك بما تنتفي معه شبهة التقول عليهم
هذا خلاصة قول الشيخ حفظه الله ..... ولدي من التعليقات الآتي:
* بالنسبة لكلام الشيخ في القسم الأول وهو دلالة المكتشفات العلمية على وجود الله وصفاته أمرٌ صحيح، والإشكال الذي حذّر منه واقعٌ للأسف الشديد، والمتمثّل في ظنّ المهتمّين بالإعجاز أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعلم تلك التفاصيل العلمية للمكتشفات ..... وهذا خطأ (ص 301)
ومثال ذلك: قوله تعالى: ((أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت)) لا يعني أن النبي- صلى الله عليه وسلم - كان يعلم أن تفاصيل خلقة الجمل وعجائب خلقته، ومثل ذلك قوله تعالى: ((وأوحى ربك إلى النحل)) لا يعني معرفة النبي- صلى الله عليه وسلم - بكل تفاصيل مملكة النحل، وإنما يُستفاد من تلك النصوص إيمانيا في إثبات وجود الله ومعرفة صفاته ووحدانيته
* وأما قوله: أن العلم بتلك التفاصيل ليست شرطا في كمال الإيمان ...
فمقصوده من خلال ما قرأته أن معرفة تلك التفاصيل ليست الوسيلة الوحيدة للوصول إلى كمال الإيمان أو زيادته، وإلا فقد وصل الأولون إلى كمال الإيمان وحقّقوه من غير هذا الباب.وهذا حقّ
أما أن يُقال أن تلك التفاصيل لا تثمر في القلب زيادة في الإيمان، فهذا يُخالفه الواقع
بالنسبة للقسم الثاني:
*فالاستدلال على المقام السلبي أمرٌ صحيح معمول به عند المهتمين بالإعجاز، وقد قام الأخ مجدي أبو عيشة حفظه الله والأخ سيف الكلمة في منتدى التوحيد وغيره بفتح مجال للتحدي بعدم وجود معارضة بين الشرع والعلم، وهو مستمرّ لمدة سنين ولم يُفلح كافر بذلك، بل وضع الأخ سيف الكلمة جائزة 2000 دولار لمن يستطيع ذلك، ولن يفلحوا
* أما التحفّظات التي ذكرها على المقام الإيجابي:
التحفّظ الأول: اتهام الجيل الأول من المسلمين - وفيهم الرسول صلى الله عليه وسلم – بالخطأ في فهم شيء من القرآن، أو خفائه عليهم
فهذا غير صحيح، من جهة أن الجيل الأول قد فهموا الدلالة اللغوية لتلك النصوص، إلا أن إدراك الحقائق أمرٌ آخر، وإدراك مدى التطابق بين الحقيقة العلمية والنص الشرعي لم يكن متاحا في ذلك الزمان، لعدم وجود آلاته، ولقصور المعارف الإنسانية عن الوصول إليه.
على أن الحديث في شأن الإعجاز العلمي متعلّقٌ بفهم حقيقة تلك الألفاظ ومدى تطابقها مع العلم الشرعي، هذا هو الجديد الذي قدّمه علم الإعجاز العلمي، أما الفهم الشرعي واللغوي لدلالات النصوص فهو قديم وليس بمستحدث.
مثال: نعلم الدلالة اللغوية المعنية بقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء))، والمعنى مذكور باستفاضة في كتب الشرّاح، أما الجديد هو الإثبات العلمي لوجود تلك الجراثيم على الأجنحة على النحو الذي يتطابق مع العلم الحديث.
وقد تمّ إثبات ذلك في مؤتمر الإعجاز العلمي الثامن والذي جرى في الكويت.
وعليه فليس في هذا تجهيلٌ بالصحابة، ومن قال أنهم كانوا يدركون الحقائق العلمية وطبيعتها من خلال فهمهم للدلالة اللغوية فقد أبعد عن الواقع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/254)
* ملاحظة / كأني فهمت من الشيخ حفظه الله الإشارة إلى أن إثبات وجود (الإعجاز العلمي) يلزم منه التقليل من شأن القرآن والسنة هو إلزام بما لا يلزم، بل هو متناقض مع منطلقات أصحابها، فإذا كانوا قد أفنوا أعمارهم في إثبات التطابق بين بعض الحقائق العلمية والنصوص الشرعيّة ليستدلّوا بها على قدسيّة تلك النصوص وتنزيلها بالوحي.
اللهم إن كان الشيخ يقصد منه لزوم التقليل من شأن الدلائل الأخرى لإثبات النبوة، وحتى هذه لم تحصل من قبل (الإعجازيّين)، بل هم يؤمنون بتنوّع دلائل النبوّة، وتتنوّع اهتمامات المطّلعين على تلك الدلالات بتنوّع تلك الدلالات، فمن كان منهم (مادّيا) فإنه يهتم بالجانب العلمي أكثر من التشريعي ونحوه، واللغوي يهتم ببلاغة القرآن وما يتّصل به من علوم بيانيّة، وكلٌّ يبحث على ما يناسبه.
التحفّظ الثاني: فتح باب الاستدلال بالاحتمالات والظنيات على المطالب اليقينية، فيفتح باب القدح والتكذيب، وادعاء التعارض بين محتملات القرآن والسنة وبين المكتشفات العلمية
وقد احترز الإعجازيّون من ذلك بقصر الدراسة على الحقائق اليقينية من العلوم الطبيعة دون النظريات والاحتمالات، أو ما يثبت قطعا بالحس والتجربة مما يحكم به أهل الاختصاص.
أما الاعتراض على ذلك (من بعض المنكرين) أن الحقائق العلمية نسبية، فهذا ليس بصحيح، فإن هناك حقائق علمية مطلقة يعرفها أهلها المختصون بها.
أما الإشارة إلى تلاعب (البعض) وادعائه بأن متكشفه العلمي يرتقي إلى درجة الحقيقة وليس كذلك، وما يُفضي به إلى عدم الانضباط وبالتالي قفل هذا الباب، فهذا القول ينسحب على كثير من الضوابط والأصلو الشرعية كالحكم بالعرف وقواعد سدّ الذريعة ومراعاة المصلحة والمفسدة، فهل نقول ببطلانها؟؟
على أن الأمر بحاجة إلى جهود مؤسسية (وليست فرديّة) يشترك في تقريرها علماء (الشرع) وعلماء (الطبيعة) ضمانا للتطبيق الصحيح لتلك الشروط.
يتبع بإذن الله ..... ولكن يوم الأحد .... فقد انتهى الدوام (ابتسامة)
ـ[عمار شلبي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 10:32 ص]ـ
الإشكال الثالث: دخول الدور الممتنع في الإلزام بحمل عبارات القرآن والسنة على أوسع محتملاتها وأصحها بناء على الكمال العلمي لمصدرهما
يبدو لي أن هذا المبحث وهذا الإشكال الذي ذكره الشيخ مهم له، فقد بنى عليه معظم كلامه المتعلّق بإثبات النبوّة، والذي فهمته من كلامه (وأرجو أن يصحّحني من يقرأ كلامي) أن هذا الدور حاصلٌ عند وجود أكثر من معنى للآية أو الحديث.
ويكون الدور كالآتي: ثمّة آيةٌ تحتمل أكثر من معنى وأحدها موافقٌ للحقيقة العلميّة، تقول أن معنى الآية تعييناً هو الموافق للحقيقة العلميّة بناءً على أن القرآن لا يمكن أن يأتي بما يخالف العلم، لتصل بذلك إلى نتيجة أن تلك الآية وحيٌ من الله، وهذا دورٌ، والدور هو أن تٌجعل نتيجة الدليل (كون هذه الآية وحيا من الله) موجودة في إحدى مقدّمات القضيّة المنطقيّة (استخدام أن القرآن لا يمكن أن يأتي بما يخالف العلم يستلزم كونه وحيا من الله).
ومما يعضّد عند الشيخ ضعف الاستدلال بالنصوص المحتملة قاعدة (إذا دخل الاحتمال بطل الاستدلال)
الكلام من الناحية النظريّة وهو المنع من الدور كلامٌ وجيه، ولا زلت أبحث فيه ....
أما التطبيق فقد يحتاج إلى إعادة نظر ......
ومثال ذلك مما استخدمه الشيخ حفظه الله تطبيقاً لهذه القاعدة: اعتبار أن اكتشاف البصمات ليس دليلاً علميّاً متعلّقا بقوله تعالى: ((بلى قادرين على أن نسويّ بنانه)))
وقد فسّر الشيخ ذلك بأنّ تعيين معنى (تسوية البنان) بـ (خلق البصمات) أنه تحكّم وقو على الله بغير علم ...
ثم قاس ذلك على من يستدلّون على الأوراد المبتدعة بقوله تعالى: ((اذكروا الله ذكرا كثيرا)) ومن استدلّ على تسونامي كونه عقوبة بقوله تعالى: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم)))
وفي الحقيقة يجدر بنا أن نرى وجهة نظر (الإعجازيين) وكيفيّة تناولهم لهذه القضيّة ....
الآية بها قياسٌ الأولى، والمعروف أن المقاس عليه يكون فيه المعنى أعلى من المقيس.
نأتِ إلى الآية: حيث استدلّ الله سبحانه وتعالى على البعث، بقدرته على تسوية البنان.
ما هو المدلول اللغوي (دلالة التطابق) لتسوية البنان؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/255)
إنه (القدرة على إنشاء الأصابع وخلقها).
وهذا هو المعنى اللغوي للفظة، وهو معنى وحيد ولا احتمالات له كما هو واضح ٌ.
الآن اختلف المفسّرون في قضيّة أخرى خارجة عن المدلول اللغوي لهذه اللفظة، وهو الإجابة عن السؤال التالي: ما وجه القدرة على خلق البنان؟ أو ما حقيقة القدرة على خلق البنان؟
خلاصة قول إمام المفسّرين ابن عباس رضي الله عنهما: ((لو شاء لجعله خفّاً أو حافراً))، أي: فلن يستطيع أن يقبض يده ويرسلها ويتناول الأشياء.
وما نلحظه من التفسير السابق الذي توالى عليه المفسّرون بعد ذلك، أنه أعظم ما هو مدرك من وجوه القدرة ذلك الزمان.
في العصر الحاضر، أدرك الناس وجهاً آخر أكثر قدرة، وهو اختلاف بصمات الناس والقدرة على تشكيلها.
وعليه: فليس ثمّة خلافٌ على مدلول اللفظة اللغوي، إنما كان الحديث عن أمرٍ خارجٍ عن مدلولها وهو الحديث عن حقيقة القدرة في خلق البنان ((الأصابع))
أما القياس على فساد هذا التفسير، بفساد من يستدلّون على الأوراد المبتدعة بقوله تعالى: ((اذكروا الله ذكرا كثيرا))
فهذا أمرٌ مختلف، لتقييد العمل بدلالات النصوص من خلال أمرٍ خارجيّ، يقتضي الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم الابتداع
وأما القياس على فساد هذا التفسير بمن استدلّ على تسونامي كونه عقوبة بقوله تعالى: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم)))
ففساده متعلّقٌ بوجود أسباب أخرى غير العقاب لحلول الكوارث، منها الابتلاء وتكفير الذنوب.
هذا، وقد سحب الشيخ على ذلك أمراً آخر، وهو القول بضرورة أن يفهم المخاطبون في عهد النبوّة تماما معاني الآيات التي خوطبوا فيها، وجعل من ذلك مطعناً في القول بإعجاز الآيات التي تذكر علم الأجنّة أو تطوّر الخلق في الأرحام والبرزخ بين البحرين، وبرّر ذلك بأنهم إن لم يفهموا تمام المعنى فكيف تقوم الحجّة عليهم بتلك الآيات.
ويمكن أن يُجاب عن ذلك: أن فهم الدلالة اللغوية للفظ شيء، وفهم حقيقته شيءٌ آخر، وورد مثال ذلك قريبا (مثال البنان) ولا تلازم بينهما، هذا أولا.
وثانيا: الآيات التي تُخاطب الكفّار يدخل بها كفُار قريش دخولا أوليّا، كلنّها لا تقتصر عليهم، وإنما الآيات والدلائل حجّة عليهم وعلى من بعدهم، وإنما تكون الحجّة على القدر الذي فهموه من دلالات النصّ.
اعتراض الشيخ على مسمّى الإعجاز العلمي:
اجعل الشيخ حفظه الله تلازما بين الإعجاز والتحدّي، ولذلك أخرج من مسمّى (الإعجاز) الغيبيات والإخبار بالمكتشفات (الإعجاز العلمي)، وهذا التلازم المذكور موجود فقط عند أهل الكلام، وليس عند أهل السنّة.
وعلى الرغم من ذلك، فالـ (إعجازيّون) يجعلون من (الإعجاز العلمي) من الدلالات الناجزة، ووجه إعجازه: أن وصول النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى تلك الحقيقة العلميّة من غير أدوات معرفيّة لم يكن متاحاً في وقت نزول تلك الآيات، فهو إعجازٌ ناجزٌ في ذلك الزمان، ساعد على اكتشاف (إعجازه) ما توصّل إليه العلم الحديث.
وعلى كل حال، لا مشاحّة في الاصطلاح كما قال الشيخ.
بقي لديّ بعض التعقيبات على مسائل منثورة في الكتاب.
* لم أسمع بمن أدخل الاجتهادات الفقهيّة في بحوث الإعجاز العلمي، وإن فعل ذلك أحدٌ فقد أخطأ (لظنّية الاجتهادات).
• أما قضايا الشمائل والطب والمذكورة في الأحاديث، فقد تكون إعجازاً من جهة أن من الأمور الطبية ما لا يمكن الوصول إليه (في ذلك الوقت) إلا بموروثٍ علمي قائم على الآلات الموصلة إليه، فهو مفتقرٌ إلى تلك الآلات، وعليه فلا يمكن الوصول إلى تلك الأوصاف أو الأحكام بالاجتهاد ولكن من خلال النصوص.
مثال ذلك: حديث الذباب.
* ما كل معجزة متحدى بها، وإلا نفينا الإعجاز عن نبع الماء من بين الأصابع.
* كأن الشيخ حفظه الله يلمّح إلى نسبية الحقائق الطبيعيّة (هذا ما فهمته منه في ص 304)، والعكس صحيح، حيث توجد حقائق علميّة مطلقة تٌعرف بالحس والتجربة، ويعرفها أهلها المختصّون بها، وتلاعب البعض بادعاء ما ليس حقيقة بكونه حقيقة، يمكن كشفه بسهولة عند المختصّين بتلك العلوم.
* ص 311 اعترض الشيخ حفظه الله على الإعجاز في وصف (المضغة)، بأن عامة المفسّرين على أن وجه التشبيه هو التصغير (على قدر المضغة)، والحقيقة أن معنى مضغ: لاكه بسنّه، فالممضوغ هو ما لاكته الأسنان، والمضغة في اللغة هو القطعة من اللحم، ووجه الشبه بين ذلك الجنين والمضغة: الوجه الأول: الصغر، وهذا مفهوم، ثانياً: شبه اللقمة التي تُمضغ، ويُستفاد هذا من أصل الإطلاق اللغوي، وهذا عٌرف بجلاء في العصور الحديثة.
وأما استفادة هذا المعنى فليس بدعا من القول، فها هو الإمام ابن العربي يقول في تفسيره: جزء متخثر من الدم يشبه اللغة التي مضغت (3\ 271).
* الاعتراض على الأعجاز في قوله تعالى: ((موج من فوقه موج))، فيقول الإمام البغوي: موجٌ متراكم (6\ 52)، والتراكم غير الترادف، وهو كما قال في ذات الموضع: ((ثم ابتدأ فقال: ظلمات بعضها فوق بعض، ظلمة السحاب وظلمة الموج وظلمة البحر وبعضها فوق بعض، أي: ظلمة الموج على ظلمة البحر، وظلمة الموج فوق الموج، وظلمة السحاب على ظلمة الموج))
•الاعتراض على أطوار خلق الإنسان ص 312، والمخاطبين (بدلالة الآية) فهموا وجود أطوار لخلق الإنسان دون أن يدركوا حقيقة ذلك.
هذا ما تيسّرت كتابته، وأحب أن أسمع تعليقات الأخوة على البحث الذي كتبه الدكتور، واستدراكاتهم على كلامي، فالمسألة تباحث ورغبة في الوصول إلى الحق.
وأستغفرالله من كل خطأ وقعت فيه هنا، وأعوذ به أن أقصد به غير وجهه.
والعلم عن العليم الخبير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/256)
ـ[يسري]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:49 ص]ـ
الأخ عمار السلام عليكم واسمح لي ببعض الملاحظات
1 - يبدو لي أن الباحث لم يقصد بالاحتمال ما أشرت إليه من عدم قطعية المكتشفات العلمية، وإنما أراد دخول الاحتمال في دلالة الآية أو الحديث على المكتشف، يعني {يغشاه موج من فوقه موج} مثلا تحتمل إرادة الأمواج السطحية المرئية كما عند مفسري السلف، وتحتمل الموج الباطني والموج السطحي كما في المكتشف، وتحتمل الأمرين معا، والأول مراد قطعا وإلا لزم تجهيل السلف، لكن لا إعجاز فيه، والثاني لا دليل قطعيا على أنه مراد، والثالث يدخله الدور.
فهل يصح التحدي أو التعجيز بما هو مجرد احتمال؟
2 - أشار الدكتور الباحث حفظه الله إلى إشكالية خطيرة، ألا وهي فتح باب الاستدراكات العلمية على القرآن والسنة بمجرد الاحتمال في دلالة اللفظ قياسا على إجراء الاحتمال في الإعجاز، يعني لو ادعى ملحد أن الآية {تغرب في عين حمئة} مثلا تناقض الحقائق الفلكية عن الشمس، أو أن من يكتفي بالقرآن في تقدير أحجام الأجرام السماوية يتصور تناسبا بين الشمس والقمر أو بين السماء والأرض في الحجم، أو أن سبب تعاقب الليل والنهار هو دوران الشمس والقمر حول الأرض، أو غير ذلك مما فهمه المسلمون من القرآن قبل المكتشفات الحديثة.
3 - نبه أيضا إلى أن هنالك حقائق علمية مكتشفة كبرى في الطب والجغرافية والفلك والكيمياء والفيزياء وغيرها كانت أولى بالإشارة إليها لو كان الإعجاز العلمي من مقاصد القرآن.
4 - أشار إلى تساؤل وجيه: لو كان القرآن مشيرا إلى هذه المكتشفات فهلا ولدت على أيدي أهل القرآن؟! ولاحظ أنها مجرد مكتشفات وليست اختراعات، حتى لا يقول قائل: السبب تقصير المسلمين، فالمسألة لا مجال فيها للتقصير؛ إذ لا تتطلب أكثر من إعلان هذ الحقيقة أو تلك، كما يعتقد المسلمون مثلا أن السموات سبع لا أكثر ولا أقل، وكما يعتقدون مثلا أن التشاؤم بالبومة خرافة لا تستند إلى أصل علمي.
ـ[حجر]ــــــــ[30 - 01 - 08, 01:15 ص]ـ
تحية لجميع الإخوة.
الحقيقة أن الأخ يسري بملاحظاته عبر عن فحوى البحث كما فهمته، ونأمل من الأخوين عمار ومجدي وغيرهما ممن له تحفظ على نتائج البحث إبداء آرائهم في الشروط التي ارتآها الباحث الكريم لصحة دعوى الإعجاز العلمي في شيء من نصوص القرآن والسنة.
وفيما يلي مقدمة البحث لمن لم يطلع:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
فإنه لما كانت النبوة المحمدية خاتمة النبوات، وآخر الرسالات، والتكليف بها عاما
للثقلين، جعل الله تعالى أعظم دلائلها في القرآن العظيم، المحفوظ إلى يوم القيامة بكفالة رب
العالمين، ونوع وجوه دلالته عليها بما ييسر وقوف الناس على هذه الدلالة العظمى، فهو دال
على النبوة من جهة بلاغته وفصاحته، كما أنه دال على النبوة من جهة ما جعل الله فيه من
أنواع العلوم الإلهية والتشريعات الربانية المفصلة، الهادية إلى أحسن الأقوا ل والأخلاق
والأعمال، وهو كذلك دال على النبوة من جهة ما فيه من أنباء الغيب الماضية التي ما كان
يعلمها محمد ولا قومه من قبل أن يوحى إليه، وشهد بصدقها المنصفون من أهل الكتاب السابق، وكذا أنباء الغيب المستقبلية التي تحققت ولا تزال تتحقق شاهدة بأنه من عند عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال.
وأيا من هذه الوجوه تجده يحمل خاصيًة ملازِمًة ضرورية في دلائل المطالب العقدية الكبرى، ألا وهي الارتباط اليقيني الواضح بين الدليل والمدلول، فلا مجال هنا للاحتمال، ولا لغلبة الظنون وترجيحات الأقوال، ومما هو مقرر أن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال (1)، وإلا يكن ذلك في جميع الأحوال، فإنه دون شك جار في المطالب اليقينية.
ومع تعدد هذه الوجوه اليقينية، وتنوعها و َ غنائها التام في إثبات النبوة المحمدية، وإقامة الحجة بها على كل إنسان، في كل زمان ومكان، فقد ظهر اتجاه جديد في بيان وجه دلالة القرآن على النبوة، ينظر إلى الوجوه السابقة التقليدية على أنها مع صحتها ومناسبتها وتأثيرها وجدواها في العصور السابقة لم تعد مجدية في الخطاب الديني المعاصر، وراح أصحاب هذا الاتجاه يتبنون لونا جديدا يرونه من دلالات القرآن على النبوة، هو ما اصطلحوا على تسميته: "الإعجاز العلمي "، الغرض منه دفع تهمة مصادمة الدين الصحيح للمكتشفات العلمية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/257)
التجريبية الحديثة التي ولدت بعيدا عن الدين عند غير المسلمين؛ بل بيان أن كثيرا من هذه المكتشفات سبق الإيماء إليه في النصوص الدينية الموثقة، على وجه يثبت أنها إلهية المصدر، لكنه وجه خفي على السابقين، وتجلى بعد ظهور هذه المكتشفات واشتهارها مطاِبقًة لتلك النصوص.
وإمعانا من أصحاب هذا الاتجاه في تحقيق هذا الغرض الشريف، عمموا هذه المطابقة لتشمل كل ما له صلة صحيحة وثيقة بالدين، فلم تقتصر على نصوص الوحي الأول: القرآن، الذي هو بألفاظه ومعانيه من الله، بل شملت الوحي الثاني: السنة النبوية، الصادرة من النبي صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو تقريرا، بل ربما ألحق بذلك ما قد تكون نسبته للوحي والدين محل اجتهاد ونظر، كالشمائل والإرشادات النبوية في الطب والتغذية والرياضة وغيرها من شؤون الحياة التفصيلية الخارجة عن موضوع النبوة الأساس (2)، وهو هداية الناس للتي هي أقوم في عقائدهم وعباداتهم وأخلاقهم، وسياستهم بما يوافق ذلك ويحقق مقاصده من الأحكام التشريعية الكلية والجزئية، بل ربما ألحقوا بذلك أيضا بعض الاجتهادات الفقهية الظنية، وتعبيرا عن ذلك كله ظهر مصطلح "الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية " ليكون اتجاها جديدا في إثبات أن القرآن الكريم كلام الله حقا، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله صدقا، وأن دين الإسلام بعقائده وأحكامه دين الله اَلمرضي، الصالح لكل زمان ومكان، وتلك لعمرو الحق غاية نبيلة، وقصد عظيم يشكر أصحاب هذا الاتجاه على التفاني في بلوغه، والصدق في السعي إليه، والحماسة في الحرص عليه، غير أني بعد رصد هذا الاتجاه، والتأمل في
نتاجه من نماذج الإعجاز العلمي في نصوص القرآن والسنة، لحظت خللا منهجيا أحسبه ليس
بالهين، لا يكاد يسلم منه شاهد من شواهد هذا الإعجاز المدعى، وأخشى أن يفوت على هؤلاء
الحريصين المتحمسين قصدهم، بلْه أن يقلب الأمر عليهم إلى الضد، فتعود الدلائل شبهات، والاكتشافات انكسافات، واليقينيات ظنيات، ويرتد الإعجاز عجزا، والإنجاز أزا، فرأيت من النصيحة أن أ عرض ما عندي في هذه القضية، لعلي أظفر بمن يحل هذه العَقد التي أراها مخلة بعامة ما ُقدم إلى الآن من نماذج الإعجاز العلمي، أو أن تكون لفتة من ناصح يرجو أن يكون أمينا، لا يخفى عليه ما أخذته هذه المسألة من أبعاد علمية ووجدانية ودعوية وإعلامية، وما اكتسبته من رسوخ عميق لدى شرائح واسعة من أهل العلم والفضل على اختلاف تخصصاتهم،
وما تحظى به من دعم وتبن من كثير من الهيئات العلمية والجهات الدعوية، حتى صارت المنازعة في صحتها والمناقشة حول جدواها وأهميتها لدى بعض أنصارها ضربا من الاعتراض على الثوابت القطعيات، ونوعا من مكابرة الضروريات، بله تقليلا من شأن القرآن والسنة والعياذ بالله.
وقد رأيت تصنيف بحثي بعد هذه المقدمة على النحو التالي:
- المبحث الأول: قواعد في منهج الاستدلال بالقرآن على النبوة.
- المبحث الثاني: خلاصة مواقف العلماء من التفسير العلمي للقرآن الكريم.
- المبحث الثالث: منهج الاستلال بالمكتشفات العلمية على الربوبية.
- المبحث الرابع: منهج الاستدلال بالمكتشفات العلمية على النبوة.
- الخاتمة والتوصيات.
وبعد فهذا جهد المقل، فإن أصبت فمن الله وحده، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان،
ومن الله وحده أستمد العون والتوفيق والسداد.
ـ[عمار شلبي]ــــــــ[30 - 01 - 08, 01:45 م]ـ
بدايةً حٌق لي أن أتعجب من أخي حجر أشدّ العجب ...... أتدري ما موطن العجب؟؟؟؟
كيف استطعت أن تقتبس كلاما من البحث رغم أنه بصيفى البي دي إف؟؟؟؟؟
لو تملك الإجابة بارك الله فيك فأسعفنا بها ...... هذا أولا
ثانيا: عنوانك بارك الله فيك فيه تجنّي كبير على الإعجاز العلمي وعلى الدكتور العريفي، لقد تحجّرت واسعا أخي الكريم .... أين منك إقراره بالمكتشفات الدالة على الربوبية؟؟؟ أين منك إقراره بالمكتشفات المتعلقة بالنبوة في المقام السلبي؟؟؟؟ وفي المقام الإيجابي مما وافق الشروط التي وضعها هو؟؟؟؟
لعلك تعيد النظر فيما وضعت من عنوان بارك الله فيك ....
وأحب أن أنبّهك أنني لم أمرّ على الدراسة الرائعة التي أتحفنا بها الشيخ مرور الكرام ... بل قرأتها مرارا ....
ثالثا: لندمج أطروحتك وأطروحة الأخ الفاضل يسري للتعليق عليهما معا ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/258)
الأول: قول الشيخ حفظه الله:
جعل الله تعالى أعظم دلائلها في القرآن العظيم، المحفوظ إلى يوم القيامة بكفالة رب
العالمين، ونوع وجوه دلالته عليها بما ييسر وقوف الناس على هذه الدلالة العظمى، فهو دال
على النبوة من جهة بلاغته وفصاحته، كما أنه دال على النبوة من جهة ما جعل الله فيه من
أنواع العلوم الإلهية والتشريعات الربانية المفصلة، الهادية إلى أحسن الأقوا ل والأخلاق
والأعمال، وهو كذلك دال على النبوة من جهة ما فيه من أنباء الغيب الماضية التي ما كان
يعلمها محمد ولا قومه من قبل أن يوحى إليه، وشهد بصدقها المنصفون من أهل الكتاب السابق، وكذا أنباء الغيب المستقبلية التي تحققت ولا تزال تتحقق شاهدة بأنه من عند عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال.
كل ذلك جميل، لكن تنوّع تلك الدلائل وحجّيتها لا يمنع من تنوّعها، وما قد يكون مناسبا لقوم قد لا يكون مناسبا لآخرين،
خذ مثلا عندك .... بعض الأخبار الغيبيّة .... كثير من النبوءات الموجودة غير صريحة .... نعم .... هي بمجموعها تدلّ على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - ... لكن ذلك لا يعني أن دلالة بعضها قد لا تكون قاطعة عند المخالف ....
خذ مثلا .... قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج قيل يا رسول الله وما الهرج فقال هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل)))
قد ينازعك المخالف (الكافر طبعا) بأن دلالات هذا النصّ غير معيّنة أو مربوطة بزمان معيّن، إنما هو كلام عام غير واضح الملامح .....
لكن دلالات مثل التنبؤ بمقتل عثمان بن عفان وموت أم حرام في البحر رضي الله عنهما ونيوؤة الروم ونحوها .... دلالات صريحة ...
إذا فالنوع الواحد من الأدلة تتفاوت فروعها وضوحا في الدلالة ....
حتى هذا الدليل (بمجمله) قد ينازعك فيه (بعض المخالفين) بأن دلالته ليست قطعيّة .... يل تكون ظنا راجحا ....
قال لي لاديني في حواري معه: ((لا تذكر لي نبوءات تاريخية .... فالتاريخ يصنعه المنتصر)))
طبعا هناك جوابٌ عليه وليس هذا مقامه .... لكن كما يتضح من قوله أن الدلالات قد تختلف مواءمتها للمخاطب تبعا لشخصيّته ومعارفه ...
فالكافر الصيني كيف ستحاجّه بإعجازيّة القرآن البلاغية وهو لا يعلم العربيّة أصلا؟؟؟؟ فتأمّل .... !!
يبدو لي أن الباحث لم يقصد بالاحتمال ما أشرت إليه من عدم قطعية المكتشفات العلمية،
راجع ص 304 - 305
وإنما أراد دخول الاحتمال في دلالة الآية أو الحديث على المكتشف، يعني {يغشاه موج من فوقه موج} مثلا تحتمل إرادة الأمواج السطحية المرئية كما عند مفسري السلف، وتحتمل الموج الباطني والموج السطحي كما في المكتشف، وتحتمل الأمرين معا، والأول مراد قطعا وإلا لزم تجهيل السلف، لكن لا إعجاز فيه، والثاني لا دليل قطعيا على أنه مراد، والثالث يدخله الدور
أقصى ما يدلّ عليه اللفظ لغويا وجود موجٍ يعلوه موج، دون تحديد حقيقة تلك الأمواج، فالمعنى عند الجميع وحد، والحقيقة تختلف باختلاف مدركات السلف العلميّة، وهذا ليس طعنا فيهم، لأنه غيبٌ عنهم لم يُكلّفوا بمعرفته، فهل إذا لم يعلم السلف حقيقة العلقة والمضغة والكيفيّة التفصيليّة لأطوار الجنين أننا جهّلناهم؟؟؟ أعيد فأقول: اتفق الجميع على المعنى اللغوي، ثم اختلفت الرؤية للحقيقة حسب المعطيات المعرفيّة.
ثم إنك رتّبت الفقرة الأولى بالثانية (اللتان اقتبستهما) ولا رابط بينهما.!!!
أشار الدكتور الباحث حفظه الله إلى إشكالية خطيرة، ألا وهي فتح باب الاستدراكات العلمية على القرآن والسنة بمجرد الاحتمال في دلالة اللفظ قياسا على إجراء الاحتمال في الإعجاز، يعني لو ادعى ملحد أن الآية {تغرب في عين حمئة} مثلا تناقض الحقائق الفلكية عن الشمس، أو أن من يكتفي بالقرآن في تقدير أحجام الأجرام السماوية يتصور تناسبا بين الشمس والقمر أو بين السماء والأرض في الحجم، أو أن سبب تعاقب الليل والنهار هو دوران الشمس والقمر حول الأرض، أو غير ذلك مما فهمه المسلمون من القرآن قبل المكتشفات الحديثة
هذه (القفزات) الاستنتاجيّة التي يقوم بها بعض (الإعجازيّون) هي محلّ نكير عند المتخصّصين عندهم، هذا الكلام على المجمل، وإلا فقد أتيت بأمثلة لا تعبّر عن مطلوب الشيخ ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/259)
من قال أن الشمس تغرب في حين حمئة تخالف علم الفلك؟؟ وما معناها أصلا؟؟؟
ومن قام بمناسبة الأجرام السماويّة ببعضها البعض؟؟؟؟
ومتى كان تعاقب الليل والنهار ينافي دوران الشمس والقمر؟؟؟؟
أظن أنك بحاجة إلى مراجعة الأمثلة
نبه أيضا إلى أن هنالك حقائق علمية مكتشفة كبرى في الطب والجغرافية والفلك والكيمياء والفيزياء وغيرها كانت أولى بالإشارة إليها لو كان الإعجاز العلمي من مقاصد القرآن.
لا تلازم بين القضيّتين .... إنما العبرة بوجود هذا التطابق وثبوته .... وهي حقائق كافية عند أهل الإنصاف من علماء الطبيعة .... يشهد بذلك ثلّة العلماء الطبيعيين الذين أسلموا
أشار إلى تساؤل وجيه: لو كان القرآن مشيرا إلى هذه المكتشفات فهلا ولدت على أيدي أهل القرآن؟! ولاحظ أنها مجرد مكتشفات وليست اختراعات، حتى لا يقول قائل: السبب تقصير المسلمين، فالمسألة لا مجال فيها للتقصير؛ إذ لا تتطلب أكثر من إعلان هذ الحقيقة أو تلك، كما يعتقد المسلمون مثلا أن السموات سبع لا أكثر ولا أقل، وكما يعتقدون مثلا أن التشاؤم بالبومة خرافة لا تستند إلى أصل علمي.
إدراك (معاني) المكتشفات موجودٌ منذ العصر الأول .... ابن حجر رحمه الله نبّه منذ القديم على اختلاف أطوار خلق الجنين ومعناها (على سبيل المثال) في الوقت الذي كان علماء الغرب يؤمنون بنظريّة القزم الصغير (الإنسان منذ لحظة النطفة وهو بنفس الشكل) .... لكن الإدراك التام لماهيّة وحقيقة التطابق يأتي كنتيجة جمعيّة على مدار الزمان ....
ثم أمرٌ آخر ..... الشيخ الزنداني حفظه الله أنموذجا .... والهيئة الأعلى للإعجاز العلمي كذلك .... تبحثان في النصوص الشرعيّة أولا .... ثم ترى موقف العلم من ذلك ..... فالعلم الشرعيّ بالمعنى هو منطلقهم .... وهذا هو الحاصل بالفعل ....
وأخيرا:
تحية لجميع الإخوة.
الحقيقة أن الأخ يسري بملاحظاته عبر عن فحوى البحث كما فهمته،
ليس عن الفحوى ولا هو قال بذلك، بل هي إشارات عابرة لنقاط معيّنة، وإلا فأين الحديث عن الباقي؟؟؟؟؟؟؟
ونأمل من الأخوين عمار ومجدي وغيرهما ممن له تحفظ على نتائج البحث إبداء آرائهم في الشروط التي ارتآها الباحث الكريم لصحة دعوى الإعجاز العلمي في شيء من نصوص القرآن والسنة
أظن أنني أبديت رأيي من ثنايا كلامي .... ولا زلت أقرأ أكثر وأكثر في الشروط التي وضعها الشيخ حفظها الله ..... لكن ألا ترى معي أن وجود شروط اختارها الشيخ تدلّ بالضرورة على وجود مكتشفات يؤمن الشيخ بدلالتها على النبوة؟؟؟؟؟ تأمل ذلك رعاك الله
بل رعى الله الجميع (ابتسامة)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[30 - 01 - 08, 03:50 م]ـ
انا مع المؤلف ولا ارى انه منع الاعجاز مطلقا بل ذكر شروط يجب ان تتحقق لكن ان قيل هل يمكن ان تعطنا امور وفقا لماذكر الشيخ حفظه الله يكون افضل ونطبق الشروط ولكن يوجد عدة ملاحظات لم اتطرق لها لان المجال مجال تأصيل وليس تقرير كما يراه الاخوة بنفي الاعجاز العلمي وهدم اصوله
ـ[عمار شلبي]ــــــــ[30 - 01 - 08, 05:21 م]ـ
لكن السؤال أخي الفاضل مجدي: هل أنت مع جميع الشروط أم لا؟؟؟؟
هذا هو السؤال المهم
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[01 - 02 - 08, 12:49 م]ـ
لكن السؤال أخي الفاضل مجدي: هل أنت مع جميع الشروط أم لا؟؟؟؟
هذا هو السؤال المهم
لا اخي عمار لست مع الكاتب في كل ذلك وانا معه في تأصيل الموضوع.ولعل الكاتب قد وضع حجر الاساس لضرورة وضع اسس واضحة تكون لبنة لوضع الضوابط لشرعية لهذا الموضوع بشمل مستقل.ولا انفي ان بعض من تكلم بموضوع الايات الذي يسمونه اعجاز تكلم بشكل صحيح. ولكن هذ ليس عمل الاغلب بل الغالب اساء بما فعل بتفسير الايات وفقا لما شاهد من نظريات ومكتشفات.ولكن يوجد من حاول التزام الطريق القويم. بل اننا وجدنا حديثا من أهل العلوم الدنيوية من درس المسألة الشرعية وجعلها اساسا ثم برهنها علميا. كما حدث في الباحث الذي اثبت صدق الرسول عيانا لمن انكر احتواء جناحي البعوضة احداها على داء والاخرى على شفاء.
-ان الاصل في دلالة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم هو عجز الانس والجن على ان يأتوا بمثله كما قال الله عز وجل::
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/260)
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [البقرة/23]
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ [يونس/38، 39]
أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ [الطور/33، 34]
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا [الإسراء/88]
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [هود/13، 14]
هذه هي دلالة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهي التي يتحدى بها ويعجز الناس الى يوم القيامة ان يقابلوها باستجابة.
ثم ان التفسير هو علم له شروط لقبول القول فيه فان استكملت الشروط قبل التفسير. ولم يقل احد من اهل التفسير انه يجب الاجماع على القول لقبوله.ولا أن من فسر الزم غيره بان هذا مراد الله عز وجل دون غيره من الاقوال.بل اغلب الاقوال بالتفسير منقطعة وليست للنبي بل لاهل العلم من الصحابة والتابعين وتابعيهم. وهذا ما يعنيه قول الامام احمد اربعة علوم لا اصل لهن التفسير والتاريخ والملاحم او عبارة نحوها.
فلم يقل احد من اهل العلم ان شرط الحدي ان تكون الاية متفق في تفسيرها.ولا قال احد من اهل العلم ان تفسيره بالقطع هو مراد الله دون غيره بل هو يقول بما غلب على ظنه من التفسير واغلب المتأخرين انما يقوم بترجيح رأي دون آخر ويكتفي بذلك.
فالاجماع بالتفسير هو حجة مستندها الاجماع. واغلب ايات القران متفق في تفسيرها وانما اختلف في بعض من ذكر ومن قصد وسبب النزول وهو قوله تعالى:هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ [آل عمران/7] فام الكتاب اي اغلبه محكم والمتشابه قليل. فاهل العلم يردوا المشابه الى المحكم ,وهنا نرى اهل الاعجاز يفعلوا خلاف ذلك بل يغلبوا المتشابه على المحكم ..... يتبع
ـ[حجر]ــــــــ[01 - 02 - 08, 04:07 م]ـ
الأخ عمار السلام عليكم
1 - في أعلى نافذة الملف المذكور كلمة تحديد ربما تخفف من تعجبك.
2 - لم أجعل أي عنوان لكلامي.
3 - هل يصلح عندك التحدي على صحة النبوة بدلالة محتملة؟
ـ[عمار شلبي]ــــــــ[02 - 02 - 08, 08:08 م]ـ
الأخ حجر ......
أشكرك جزيل الشكر .... ولا أظن أنني أوفيك حق الشكر بهذه الكلمات القليلة ..... لذا أوكل الأمر إلى الله سبحانه وتعالى ليجزيك خير الجزاء على هذه المعلومة الطيبة ..... والتي ستجعلني أستفيد كثيرا من فحوى هذا البحث القيّم ......
وعلى عجالة أقول: لا تظنّن أخي أنني أوافق على الكثير مما يُطرح من القضايا الإعجازيّة في الساحة، ولا أنني أوافق على من يقوم بلوي أعناق النصوص لويا لتوافق حقيقة علمية ....
ولكنني مع الشيخ حفظه الله (من ناحية المبدأ) بضرورة (ترشيد) و (منهجة) الاستدلال بالنصوص الشرعيّة في قضايا الإعجاز العلمي ....
وحتى الأخ مجدي يوافقني على ذلك ....
يبقى السؤال عن الشروط التي ذكرها الشيخ إجمالا ..... هل هي قاطعة في مجالها أم أن الآراء قد تختلف في قبول بعضها دون البعض الآخر؟؟؟؟ هذا سؤال مهم جدا يحتاج إلى بحث دقيق ....
ثم السؤال الآخر: هل كل التطبيقات التي قام بفعلها الشيخ للقواعد التي ارتآها ..... هل كانت صحيحة؟؟؟ سبق وأن أبديت تحفّظا حول بعض تلك التطبيقات .....
ولعل الله ييسر لي شيئا من الوقت للعودة في إثراء الموضوع ... فهو مهم جدا
وجزاك الله خيرا مرة أخرى
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[02 - 02 - 08, 10:44 م]ـ
وفق الله الجميع في هذه المحاورة العلمية .. وسددهم لطلب الحق.
بدوري سأطلع شيخنا الفاضل الدكتور/ سعود العريفي .. على جميع هذه النقاشات
ليستفيد منها في تطوير البحث.(46/261)
مابالُ أقوامٍ لم يدَعوا لنا خالدًا القسري؟!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - 01 - 08, 06:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مناسبة هذا الكتابة عن القسري - رحمه الله - مقالٌ قرأتُه في أحد المواقع المحسوبة على أهل السنة - للأسف -، أفرده صاحبه للتشنيع على القسري! ولا أدري ما المصلحة في هذا؟! لأن خالدًا إنما شكره أهل السنة؛ لأنه تفرد من بين الأمراء بقصبه لرؤوس الزنادقة، وهذه منقبة يعجز عنها فئامٌ من الأمراء، وإلا فالجميع يعلم أنه كغيره من أمراء المسلمين: له ماله، وعليه ماعليه. فماحاجة " السني " للتشنيع عليه؟! ومثل هذا الصنيع ضد القسري لم يُعرف إلا من الرافضة، أو أحفاد الجعد بن درهم من الجهمية؛ كالكوثري، وأمثاله. فلعل في قراءة مايأتي من كلام أهل العلم، مايحجز أهل السنة عن الوقوع في عرض أمير المشرق - كما سماه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في (تلبيس الجهمية 4/ 604 - 605). وقال عن قتله للجعد: " وشكره العلماء على ذلك ". وقال في (منهاج السنة 3/ 165): " قتله - أي الجعد - خالد بن عبدالله القسري برضا علماء الإسلام ". خاصة إذا علم القارئ من هم أسلاف الطاعنين.
1 - قال الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله - في كتابه " تنبيه ذوي الألباب السليمة " (ص 137 - 143) ردًا على الزيدي المعترض على شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -:
"قوله: لم يُجمع المسلمون على قتل الجعد ".
" فالجواب أن يقال لهذا الجاهل الأحمق: نعم ذكر الشيخ رحمه الله في رسالته إجماع التابعين ومن بعدهم على كفر الجعد بن درهم وقتله، كما ذكر ذلك أهل العلم، وادعى الإجماع على ذلك كما ادعاه على كفر المختار بن أبي عبيد وقتله، ولا يشك في ذلك من له أدنى إلمام بإجماع العلماء وما قاله أهل العلم في ذلك، ودعواه أن هذا باطل كلامُ من لا يعقل ما يقول، فهلا ذكر أحداً من العلماء قال ذلك وأنكره؟! ولن يجد إلى ذلك سبيلا. ولو قال ذلك أحد كان قوله مردوداً مخالفاً لما أجمع عليه أئمة السلف رحمهم الله، وقد ذكر إجماع أهل السنة على قتل الجعد وعلى كفره شمس الدين ابن قيم الجوزية، وقد ذكرتَ في نظمك أنه الأوحد الذي أتى بنفيس القول في كل ما يبدي.
فمن نفيس ما يبدي رحمه الله تعالى قوله في الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية:
ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ
ـقسري يوم ذبائح القربان
إذ قال إبراهيم ليس خليله
كلا ولا موسى الكليم الدان
شكر الضحيةَ كلُ صاحب سنة
لله دَرُّك من أخي قربان
فذكر رحمه الله إجماع أهل السنة على استحسان قتل خالد للجعد، وأن جميع أهل السنة شكروه على هذا الصنيع، وأخبر أن قتله لأجل أنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، فقتله لأجل ذلك لا لأجل شيء من المقاصد التي يرميه بها من قل نصيبه من العلم والدين، وأنه إنما قتله لغير ذلك من المقاصد السيئة.
وإذا أجمع أهل السنة على قتله، فماذا عسى أن يكون قاتله من عمال بني أمية أو من غيرهم إذا حسن قصده والحامل على ذلك الغيرة لله من كفر هذا الملحد المفتري على الله؟ فليس علينا من تحامل هذا المعترض إذ جعل ذلك مطعناً بأن قاتله قد كان عامل مروان؛ فإن هذا لا يذكره من له علم وفضل ودين، وحاشا لله أن يكون هذا الكلام الساقط المتناقض كلام الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني، فإنه لا يليق بمنصبه وجلالته وإمامته في الدين وعلو قدره.
وأما ما ذكره من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه في المنهاج من حال الجعد بن درهم وقتل خالد له، فقد ذكر في الرسالة الحموية أن أصل مقالة التعطيل إنما هو مأخوذ من تلامذة اليهود والمشركين وضُلال الصابئين، فإن أول من حُفظ عنه أنه قال هذه المقالة في الإسلام من أن الله سبحانه وتعالى ليس على العرش حقيقة وإنما استوى بمعنى استولى ونحو ذلك؛ أول ما ظهرت هذه المقالة من جعد ابن درهم وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها، فنُسبت مقالة الجهمية إليه، وقد قيل إن الجعد أخذ مقالته عن أبان بن سمعان وأخذها أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الجعد بن درهم هذا فيما قيل من أرض حران وكان قبلهم خلق كثير من الصائبة والفلاسفة بقايا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/262)
أهل دين النمرود والكنعانيين الذين صنف بعض المتأخرين في سحرهم .. إلى آخر كلامه رحمه الله، ولم يذكر رحمه الله أنه لم يجمع الناس على قتله كما ذكر هذا المعترض، بل قرر كفره وذكر أنه أول من أظهر مقالة التعطيل وأنه إنما أخذ هذه المقالة من اليهود والفلاسفة والصابئين. فما وجه الاستدلال بكلام شيخ الإسلام على ما يدعيه من عدم الإجماع على قتله؟ وشيخ الإسلام لم يذكر ما يدل على مطلوبه، بل ذكر ما يناقضه ويدل على كفره ووجوب قتله، اللهم إلا ما استراح إليه هذا المعترض من كلام شيخ الإسلام من أن الجعد كان معلم مروان! فكان ماذا؟! وهذا لا يستدل به عاقل فضلاً عن العالم، والله المستعان.
وأما قوله: " فهذا الذي قتل الجعد عامل من عمال بني أمية قتله من غير مشاورة عالم من علماء الدين فكيف يقول ابن عبدالوهاب إنه قتل بإجماع التابعين فأين الحياء من رب العالمين في نسبة الإجماع لهذا الفعل إلى التابعين وهو فعل عامل من عمال الجبارين ".
والجواب: أن يقال لهذا الجاهل الذي ينطق بمالا يعقل: قد كان خالد بن عبدالله القسري من عمال بني أمية، وقد غضب لله وغار من كفر عدو الله الجعد بن درهم؛ حيث زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولا كلم موسى تكليما، فقتله غضباً لله وغيرة وحمية، فأقره على ذلك وشكره عليه جميع أهل السنة، فكان إجماعاً، ولا يلزم من ذكر الإجماع على مسألة أو قضية أو فتوى أن يبعث إلى جميع الأمة ويشاورهم على فعلها، ولا يكون إجماعاً إلا ما كان كذلك، وهذا لم يقله أحد من العلماء، بل الذي ذكر أهل العلم أن الصحابي أو الواحد من العلماء إذا قال قولاً أو قضى بقضية فانتشرت وظهرت ولم يكن لها مخالف من الصحابة، أو فعل ذلك أحد من التابعين ولم يعرف له مخالف، أن ذلك إجماع، وقد اشتهر قتل خالد بن عبدالله القسري لجعد عدو الله ولم ينكره أحد من التابعين ولا من بعدهم من العلماء، ولم يُعرف في ذلك مخالف، فكان إجماعاً.
والطرق التي يُعرف بها الإجماع القطعي معروفة عند أهل العلم مقررة في محلها لا تخفى على مثل شيخنا، فإذا احتج بالإجماع قبل منه وأخذ عنه، فإن القول ما قالت حذامِ، ولا يقدح في مثل حكاية الإجماع على قتل الجعد إلا رجل مغموص بالنفاق، قد غاظه وأمضه ما فعل أمراء الإسلام من قتل أعداء الله ورسوله، وقد أقره على ذلك وشكره عامة علماء أهل السنة.
وأما تعليله بأنه من عمال الجبارين! فهو تعليل بارد، أما علم هذا المفتون أن أكثر ولاة أهل الإسلام من عهد يزيد بن معاوية حاشا عمر بن عبدالعزيز وما شاء الله من بني أمية قد وقع منهم ما وقع من الجرأة والحوادث العظام والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام، ومع ذلك فسيرة الأئمة الأعلام والسادة العظام معروفة مشهورة، لا ينزعون يدًا من طاعتهم فيما أمر الله به ورسوله من شرائع الإسلام وواجبات الدين، وأضرب لك مثلاً بالحجاج بن يوسف الثقفي، وقد اشتهر أمره في الأمة بالظلم والغشم والإسراف في سفك الدماء وانتهاك حرمات الله، وقتل من قتل من سادات الأمة كسعيد بن جبير، وحاصر ابن الزبير وقد عاذ بالحرم الشريف، واستباح الحرمة، وقتل ابن الزبير مع أن ابن الزبير قد أعطاه الطاعة وبايعه عامة أهل مكة والمدينة واليمن وأكثر سواد العراق، والحجاج نائب عن مروان ثم عن ولده عبدالملك، ولم يعهد أحد من الخلفاء إلى مروان ولم يبايعه أهل الحل والعقد، ومع ذلك لم يتوقف أحد من أهل العلم في طاعته والانقياد له فيما تسوغ طاعته فيه من أركان الإسلام وواجباته، وكان ابن عمر ومن أدرك الحجاج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينازعونه ولا يمتنعون من طاعته فيما يقوم به الإسلام ويكمل به الإيمان، وكذلك من في زمانه من التابعين كابن المسيب والحسن البصري وابن سيرين وإبراهيم التيمي وأشباههم ونظرائهم من سادات الأمة، واستمر العمل على هذا بين علماء الأمة وأئمتها يأمرون بطاعة الله ورسوله والجهاد في سبيله مع كل إمام بر أو فاجر، كما هو معروف في كتب أصول الدين والعقائد، وكذلك بنو العباس استولوا على بلاد المسلمين قهرًا بالسيف لم يساعدهم أحد من أهل العلم والدين، فقتلوا خلقاً كثيراً وجماً غفيراً من بني أمية وأمرائهم ونوابهم، وقتلوا ابن هبيرة أمير العراق، وقتلوا الخليفة مروان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/263)
حتى نُقل أن السفاح قتل في يوم واحد ثمانين من بني أمية ووضع الفرش على جثتهم وجلس عليها ودعا بالمطاعم والمشارب، ومع ذلك فسيرة الأئمة كالأوزاعي ومالك والزهري والليث بن سعد وعطاء بن أبي رباح مع هؤلاء الملوك لا تخفي على من له مشاركة في العلم، واطلاع، والطبقة الثانية من أهل العلم كأحمد بن حنبل ومحمد ابن إسماعيل البخاري ومحمد بن إدريس الشافعي وأحمد بن نوح وإسحاق ابن راهويه وإخوانهم وقع في عصرهم من الملوك ما وقع من البدع العظام وإنكار الصفات ودعوا إلى ذلك وامتحنوا فيه، فقُتل من قتل كمحمد ابن نصر، ومع ذلك فلا يعلم أن أحداً منهم نزع يداً من طاعة ولا رأى الخروج، والمقصود أنه إذا فعل عامل من عمال هؤلاء الملوك الظلمة أمراً يحبه الله ورسوله يجب على كل مسلم إعانته عليه وحضه على فعل ما أمر الله ورسوله، وكان فيه إعزاز الإسلام وأهله وقمع الشرك وأهله ومحق آثار البدع وأهلها ومن أحدثها، فإنه لا يعاب على فعل ما أمر الله به ورسوله لكونه عاملاً من عمال الظلمة الجبارين، فكيف إذا أقره على ذلك كافة علماء السنة وشكروه على هذا الصنيع، فلا يعيب بهذا إلا رجل جاهل لا يدري ما الناس فيه من أمر دينهم، ولا يعيب على الشيخ محمد رحمه الله بنقل إجماع أهل السنة على ذلك إلا معتوه مصاب في عقله، مغموص بالنفاق، والله المستعان.
وأما قوله: "فلذلك قلنا:
فذلك لم يجمع على قتله ولا
سوى خالد ضحى به وهو عن قصد
على أن ابن عبدالوهاب خالف إمامه الإمام أحمد بن حنبل في دعوى الإجماع؛ فإن أحمد يقول من ادعى الإجماع فهو كاذب ولذلك قلنا:
وقد أنكر الإجماع أحمد قائلاً
لمن يدعيه قد كذبت بلا جحد
روى ذلك ابن القيم الأوحد الذي
أتى بنفيس العلم في كل ما يبدي ".
فالجواب أن يقال:
ودعواك في الإجماع إنكار أحمد
فذاك لأمر قد عناه من الضد
يرون أموراً محدثات ويذكروا
على ذلك الإجماع من غير ما نقد
فأنكره لا مطلقاً فهو قد حكى
على بعض ما يرويه إجماع من يهدي
كما ذكر ابن القيم الأوحد الذي
أتى بنفيس العلم في كل ما يبدي
على قتل جعد في قصيدته التي
أبان بها شمس الهداية والرشد
وفيها حكى الإجماع في غير موضع
وفي غيرها من كتبه عن ذوي النقد
وقد كان من سادات أصحاب أحمد
ويحكي من الإجماع أقوال ذي المجد
وقد ذكر الإجماع بعضُ ذوي النهى
فسل عنه أهل الإصابة من نجد
وذلك لا يخفى لدي كل عالم
ففي كتب الإجماع ذاك بلا عد
فما وجه هذا اعتراض بنفيه
وقد كان معلوماً لدى كل مستهد
------------------------------
2 - وقال العلامة المعلمي اليماني في رده على طعن الكوثري الجهمي بالأمير خالد: " أقول: كان خالد أميراً مسلماً خلط عملاً صالحاً كإقامة الحدود، وآخر سيئاً الله أعلم ما يصح عنه منه. وقد جاء عن جماعة من الأئمة كما في التأنيب نفسه أن أبا حنيفة استتيب في الكفر مرتين، فإن كان خالد هو الذي استتابه في إحداهما، وقد شهد أولئك الأئمة أنها استتابة عن الكفر، فأي معنى للطعن في خالد؟ هبه كان كافراً! أيجوز أن يحنق عليه مسلم لأنه رُفع إليه إنسان يقول قولاً شهد علماء المسلمين أنه كفر فاستتابه منه؟ وكان خالد يماني النسب وكان له منافسون على الإمارة من المضريين، وأعداء كثير يحرصون على إساءة سمعته، وكان القصاصون ولا سيما بعد أن نُكب خالد يتقربون إلى أعدائه بوضع الحكايات الشنيعة في ثلبه، ولا ندري ما يصح من ذلك؟ وقضية الكنيسة إن صح فيها شيء فقد يكون بر أمه بمال فبنى لها وكيلها كنيسة؛ فإنها كانت نصرانية، وليس في هذا ما يعاب به خالد، فقد أحل الله عز وجل نكاح الكتابيات والتسري بهن، ونهى عن إكراههن على الإسلام وأمر بإقرارهن على دينهن وأمر ببر الأمهات.
فأما قضية الجعد، فإن أهل العلم والدين شكروا خالداً عليها، ولا يزالون شاكرين له إلى يوم القيامة، ومغالطة الأستاذ في قضية التضحية مما يضحك ويبكي، يضحك لتعجرفه، ويبكي لوقوعه من رجل ينعته أصحابه أو ينعت نفسه "الإمام الفقيه المحدث، والحجة الثقة المحقق العلامة الكبير ... " لا يخفى على أحد أن الأضحية الشرعية هي ذبح شاة أو بقرة أو بدنة بصفة مخصوصة في أيام الأضحى تقرباً إلى الله تعالى بإراقة دمها، وليأكل منها المضحي وأهله ويهدي من لحمها إلى أصحابه ويتصدق منه على المساكين، وأن خالداً لم يذبح الجعد ليأكل من لحمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/264)
ويهدي ويتصدق! وإنما سماه تضحية لأنه إراقة دم يوم الأضحى تقرباً إلى الله تعالى، فشبهه بالأضحية المشروعة من هذا الوجه؛ كما سمى بعض الصحابة وغيرهم قتل عثمان رضي الله عنه تضحية؛ لأنه وقع في أيام الأضحى.
فقال حسان:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به
يُقطع الليل تسبيحاً وقرآنا
وقال أيمن بن خريم:
ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ُضحىً
وأي ذبح حرام ويلهم ذبحوا
وقال القاسم بن أمية:
لعمري لبئس الذبح ضحيتم به
وخنتم رسول الله في قتل صاحبه
فإن قيل: لكن يظهر من القصة أن خالداً لم يضحّ، بل اجتزأ بذبح الجعد. قلت: ليس ذلك بواضح، وكان خالد يذبح كل يوم عدة ذبائح، وهب أنه لم يضحّ ذاك اليوم، فغاية الأمر أن يكون اجتزأ بإقامة ذلك الحد من جهة كونه قربة إلى الله عز وجل وإقامة حد من حدوده، والأضحية عند جمهور أهل العلم ليست بواجبة، فلا إثم على من تركها، فإن كان مع تركه لها قد قام بقربة عظيمة ورأى أن ما يفوته من أجر الأضحية وإقامة الشعائر بما يجبره ما يرجوه على تلك القربة الأخرى فهو أبعد عن الإثم، ولو ضحى الرجل ألف أضحية لما بلغ من أجرها وإقامة الشعائر بها أن توازن إقامة الحد على الجعد، وإماتة فتنته ". (التنكيل، 1/ 255 - 256).
------------------------------
3 - وقال الدكتور محمد بن خليفة التميمي في رده على الشيخ مشهور سلمان - عفى الله عنه - الذي ضعّف قصة قتل الجعد، وتابع غيره في اتهام القسري:
" قال المؤلف - أي مشهور سلمان -: " ثانياً: ترجمة خالد بن عبد الله القسري مظلمة، وفيها ما يفيد أنه كان ظالماً، ولذا قال الذهبي في "السير" (5/ 432) عقب القصة: "قلت: هذه من حسناته"**!. انتهى كلامه.
قلت: المؤلف متناقض في مواقفه، ويكيل بمكيالين، ويزن بميزانين، فهو في قصة قتل الجعد يريد تطبيق شروط المحدثين في ثبوت الحديث المرفوع على قصة تاريخية، وهنا في سيرة خالد القسري أصدر حكماً بأنها مظلمة دون أن يحقق في أسانيد سيرته أو أن يُفصل شيئا من ذلك! وهذا الغمز في هذه القصة من هذا الوجه لم يكن المؤلف أول من طعن في ذلك؛ بل هو مجارٍ لغيره فيه.
فمن قبله جمال القاسمي في كتابه تاريخ الجهمية والمعتزلة الذي نقل خليطاً من الروايات في الطعن في خالد بن عبد الله القسري بأنه جعل الولاية للنصارى والمجوس على المسلمين، وأنه كان ناصبياً يبغض علياً رضي الله عنه، وأن الإسلام كان في عهده ذليلاً، وأحال من أراد استيفاء أحواله وأخباره إلى كتاب الأغاني للأصفهاني الشيعي!!
ولنا مع كلام المؤلف وكلام القاسمي وقفات:
الوقفة الأولى: زعْمُ المؤلف أن ترجمة القسري مظلمة وكذا التهم التي ذكرها القاسمي، على فرض صحتها، لا تطعن في صحة القصة، فلو قرأ المؤلف ومن قبله القاسمي التاريخ بتأمل، لعلموا أن صاحب القرار في إعدام وقتل الجعد هو هشام بن عبد الملك، فالفضل يعود إليه في المقام الأول، فلو اعتمدنا رواية ابن الأثير للقصة، لعلمنا أن هشاماً هو الذي قبض على الجعد وأرسله إلى خالد القسري، وأن خالداً القسري اكتفى بحبسه ولم ينفذ أمر القتل، وأن هشاماً أرسل إلى خالد يلومه ويعزم عليه بقتله. قال ابن الأثير: (وقيل إن الجعد بن درهم أظهر مقالته بخلق القرآن أيام هشام بن عبد الملك، فأخذه هشام وأرسله إلى خالد القسري وهو أمير العراق، وأمره بقتله، فحبسه خالد ولم يقتله، فبلغ الخبر هشاماً، فكتب إلى خالد يلومه ويعزم عليه أن يقتله).
ولو اعتمدنا رواية ابن عساكر وابن كثير لوجدنا كذلك هشام بن عبد الملك هو الذي طلب القبض على الجعد في بداية الأمر عندما كان في دمشق، لكن الجعد هرب إلى الكوفة.
قال ابن عساكر: (كان الجعد أول من أظهر القول بخلق القرآن في أمة محمد فطلبه بنو أمية فهرب من دمشق إلى الكوفة).
وقال ابن كثير: (وأما الجعد فإنه أقام بدمشق حتى أظهر القول بخلق القرآن، فتطلبه بنو أمية فهرب منهم، فسكن الكوفة .. ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/265)
والنديم في الفهرست ينص على أن هشاماً هو الذي أمر بقتل الجعد حيث قال: (وقتَلَ الجعدَ هشامُ بن عبد الملك في خلافته بعد أن طال حبسه في يد خالد بن عبد الله القسري. فيقال إن آل الجعد رفعوا قصته إلى هشام، يشكون ضعفهم وطول حبس الجعد، فقال هشام: أهو حي بعد؟! وكتب إلى خالد في قتله، فقتله يوم أضحى، وجعله بدلاً من الأضحية بعد أن قال ذلك على المنبر، بأمر هشام .. ). فالروايات التاريخية السابق ذكرها تؤكد أن هشام بن عبد الملك هو صاحب القرار في ذلك.
الوقفة الثانية: لا يُسلم للمؤلف زعمه بأن ترجمة خالد بن عبد الله القسري مظلمة، وفيها ما يفيد أنه كان ظالماً، وليس الأمر كما زعم؛ فالرجل له وعليه، وهناك صفحات مشرقة في تاريخه، وبعض ما نُسب إليه لا يصح عنه. فهذا الذهبي ينصفه ويقول في ترجمته: (الأمير الكبير أبو الهيثم خالد بن عبد الله بن يزيد ين أسد بن كرز البجلي القسري الدمشقي أمير العراقين لهشام، وولي قبل ذلك مكة للوليد بن عبد الملك ثم لسليمان، وكان جواداً ممدحاً معظماً عالي الرتبة من نبلاء الرجال، لكنه فيه نصب معروف ... ) وقد اعتذر له بعد أن ذكر شيئاً مما له وعليه فقال: (وكان خالد على هناته يرجع إلى الإسلام).
وقد أشاد الذهبي بقتله للجعد بن درهم وقال: (هذه من حسناته هي وقتله مغيرة الكذاب).
وقد دافع عنه ابن كثير في البداية بعد أن أورد بعضاً من تلك المثالب التي نُسبت إليه وقال: (والذي يظهر أن هذا لا يصح عنه، فإنه كان قائماً في إطفاء الضلال والبدع كما قدمنا من قتله للجعد بن درهم وغيره من أهل الإلحاد، وقد نسب إليه صاحب العقد أشياء لا تصح، لأن صاحب العقد كان فيه تشيع شنيع ومغالاة لأهل البيت).
وحال صاحب كتاب الأغاني الذي اعتمد عليه القاسمي في ترجمة القسري ليس ببعيد عن صاحب العقد الفريد، فقد قال عنه ابن كثير: (وكان فيه تشيع، قال ابن الجوزي: ومثله لا يوثق به، فإنه يصرح في كتبه بما يوجب العشق ويهون شرب الخمر، وربما حكى ذلك عن نفسه، ومن تأمل كتاب الأغاني رأى فيه كل قبيح ومنكر). والأصفهاني قد روى الكثير من أخبار كتابه عن طائفة من الرواة الكذابين.
وأما عن اتهامه بالنصب وشتم علي رضي الله عنه فأجاب عنه ابن الأثير فقال: (قيل كان يفعل ذلك نفيا للتهمة وتقرباً إلى القوم)، وقال: (وكان خالد يصل الهاشميين ويبرهم).
وفي العموم فإن خالداً القسري ليست ترجمته مظلمة بالصورة التي حاول المؤلف والقاسمي رسمها عنه في ذهن القارئ، وأترك الحكم للقارئ الكريم ليقارن بين كلام الذهبي وابن كثير من جهة - وهما إمامان من أئمة أهل السنة في المعتقد والتاريخ-، وبين كلام صاحب العقد الفريد وصاحب الأغاني - الشيعيين الحاقدين على أعلام أهل السنة-، فأي الفريقين خير مقاماً؟!
الوقفة الثالثة: أساء المؤلف استخدام عبارة الذهبي في السير (5/ 432) حيث قال الذهبي بعد إيراده لقصة قتل الجعد (قلت: هذا من حسناته هي وقتله مغيرة الكذاب)، فقد أراد المؤلف إفهام القارئ أن الذهبي يذم خالد بن عبد الله القسري! والأمر في حقيقته على العكس من ذلك، فلقد أنصف الذهبي خالداً القسري، ولم يقصد بتلك العبارة انتقاصه أو التقليل من حسناته، ومن يقرأ سير أعلام النبلاء، يدرك صواب ما أقول.
وقد شكر علماء المسلمين هذا العمل وأثنوا عليه، وعلى رأس أولئك الحسن البصري.
وقال ابن القيم:
ولأجل ذا ضحى بجعد خالدُ الـ ـقسري يوم ذبائح القربان
إذ قال إبراهيم ليس خليله كلا ولا موسى الكليم الداني
شكر الضحية كلُ صاحب سنة لله دَرك من أخي قربان
وقال أبو محمد اليمني: (فاستحسن الناس منه ذلك، وقالوا نفى الغل عن الإسلام جزاه الله خيرا ً).
وقال الدارمي: (وأما الجعد فأخذه خالد بن عبد الله القسري، فذبحه ذبحاً بواسط يوم الأضحى، على رؤوس من شهد العيد معه من المسلمين، ولا يعيبه به عائب، ولا يطعن عليه طاعن، بل استحسنوا ذلك من فعله، وصوبوه من رأيه).
قال المؤلف: (ثالثا: لم يكن من همِّ أمثال القسري -آنذاك- هذه الغيرة التي لا تكون إلا ممن يعتقد العقيدة الحقة، وكان الخلفاء وولاتهم في زمن الأمويين أبعد الناس عن قتل المسلمين في مسائل مثل هذه، ولهذا قال بعض المعاصرين إن قتل الجعد لم يكن إلا لسبب سياسي لا لآرائه في العقيدة). انتهى كلامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/266)
قلت: لي مع هذه الشبهة وقفات:
الوقفة الأولى: قول المؤلف: (لم يكن من همِّ أمثال القسري -آنذاك- هذه الغيرة التي لا تكون إلا لمن يعتقد العقيدة الحقة).
هذا الطعن في القسري يخالفه قول ابن كثير: (والذي يظهر أن هذا لا يصح عنه فإنه كان قائماً في إطفاء الضلال والبدع كما قدمنا من قتله للجعد بن درهم وغيره من أهل الإلحاد)، وليست أدرى ما موقف المؤلف من كلام هذا الإمام العلم الحافظ ابن كثير؟
الوقفة الثانية: قول المؤلف: (وكان الخلفاء وولاتهم في زمن الأمويين أبعد الناس عن قتل المسلمين في مسائل مثل هذه).
الرد عليه: هذه العبارة ليست من كلام المؤلف، وإنما نقلها عن شعيب الأرنؤوط في تعليقه على السير، وعزاها الأرنؤوط إلى بعض الباحثين.
والمؤلف هنا أورد هذه العبارة بطريقة توهم أنها من كلامه! وهي عبارة خطيرة؛ لأنها لم تستثنِ أحداً من خلفاء بني أمية ولا حتى الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه، أول خلفاء بني أمية، وكذلك لم تستثنِ عمر ابن عبد العزيز وهو أحد خلفاء بني أمية وعلم من أعلام أهل السنة، و المؤلف ينقل عبارات وينسبها لنفسه وهو لا يدرك مدى خطورتها وفسادها، فمثل هذه العبارة لا تصدر من شخص يحمل عقيدة أهل السنة.
وقد سبق أن تحدثت عن جهود بني أمية الأوائل في الدفاع عن السنة وإطفاء نار أهل الضلال والبدع، والحق يقال إنَّ راية السنة وكلمة علماء السنة كانت هي العليا في تلك الفترة، ولم يكن أهل البدع يتجرأون على إظهار بدعهم فضلا عن أن يدعوا إليها.
الوقفة الثالثة: قال المؤلف (ولهذا قال بعض الباحثين المعاصرين إن قتل الجعد لم يكن إلا لسبب سياسي لا لآرائه في العقيدة)، وأشار في الحاشية إلى سير أعلام النبلاء (5/ 433).
والجواب عن ذلك: نقل المؤلف هذا الكلام عن شعيب الأرنؤوط من تعليقه على كتاب سير أعلام النبلاء،، فقد قال بعد أن نقل كلام ابن كثير عن الجعد وأنه أخذ مقالته عن اليهود: (قلت -القائل الأرنؤوط- لم يذكر ابن كثير سنده في هذا الخبر حتى ننظر فيه، ويغلب على الظن أنه افتعله أعداء الجعد. ولم يحكموه لأن أفكاره التي طرحها في العقيدة مناقضة كل المناقضة لما عليه اليهود، فهو ينكر بعض الصفات القديمة القائمة بذات الله ويؤولها لينزه الله تعالى عن سمات الحدوث، ويقول بخلق القرآن وأن الله لم يكلم موسى بكلام قديم بل بكلام حادث، بينما اليهود المعروف عنهم الإغراق في التجسيم والتشبيه، ويرى بعض الباحثين المعاصرين أن قتل الجعد كان لسبب سياسي لا لآرائه في العقيدة، ويعلل ذلك بأن خلفاء بني أمية وولاتهم كانوا أبعد الناس عن قتل المسلمين في مسائل تمت إلى العقيدة). انتهى كلام الأرنؤوط، وهو كلام مشحون بالطعن والغمز والافتراء، ولست هنا بصدد الرد على جميع ما ورد في هذا النقل من عبارات باطلة، لكن المقصود الرد على زعم من قال بأن الدافع لقتل الجعد كان سياسياً، وقد شارك علي سامي النشار الأرنؤوط في هذا الزعم والتسويغ لضلالات الجعد وانحرافاته، حيث يقول: (لا نستطيع أن نصدق أن قتله -أي الجعد- كان لآرائه الفكرية، بل يبدو أنه سبب سياسي).
ولكن لم يوضح صاحب الأرنؤوط ولا النشار ما هو الدافع السياسي وراء قتل الجعد! فبقيت دعواهم مجرد استنتاج لا دليل عليه ولا برهان، وهو استنتاج لا يقوم على أساس من الواقع، ويحق لنا أن نسأل: ما هو الدافع السياسي المزعوم؟ وأي ثقل كان الجعد يشكله في الساحة السياسية آنذاك؟ خاصة إذا علمنا أنه من الموالي، والعمل السياسي آنذاك بيد العرب، فهم الولاة وهم القادة وهم أهل الحل والعقد والرأي والمشورة، ولذلك كان يحسب لهم حسابهم في كل تحرك سياسي على عهد الأمويين، ولم يكن للموالي دور سياسي إلا في عهد العباسيين، ولذلك فإن هذه الدعوى أوهن من بيت العنكبوت.
والحقيقة أن قتل الجعد كان لزندقته وإلحاده، وفي هذا يقول ابن تيمية: "فضحى بالجعد خالدُ بن عبد الله القسري بواسط على عهد علماء التابعين وغيرهم من علماء المسلمين، وهم بقايا التابعين في وقته: مثل الحسن البصري وغيره، الذين حمدوه على ما فعل، وشكروا ذلك." ... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ". انتهى كلام الدكتور محمد التميمي – وفقه الله -. أسأل الله الهداية والتوفيق للجميع.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 01 - 08, 08:38 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/267)
بارك الله فيكم
والناس فيه طرفان ووسط
فأناس اتهموه بالزندقة وهو ما نفاه الذهبي بقوله (وكان خالد على هناته يرجع إلى إسلام)
فالمقصود نفي الزندقة عنه
وزهذه العبارة يطلقها الذهبي فيمن اتهم بالظلم وغيره من المعاصي مع صحة إسلام ودين
ووجد أناس ينفون عنه كل ما قيل عنه
وفي الحقيقة الرجل كما ذكرتم له وعليه
والعلماء الذين شكروه شكروا فعله الحسن بقتل الجعد بن درهم
والكلام في صاحب الأغاني والعقد الفريد لا يكفي
لأن الفرق أن صاحب الأغاني يسوق أغلب الأخبار بالأسانيد وصاحب العقد الفريد يحذف الأسانيد
وهما من الأدباء
بمعنى أن صاحب الأغاني ينقل من مصادر وصاحب العقد الفريد ينقل من مصادر
ولكن بالنظر إلى أغلب الأسانيد التي يرويها صاحب الأغاني في قصة القسري نجد أنها من كتب المدائني
والمدائني متهم
وابن الكلبي وابن الكلبي متهم أيضا
ولا شك أن كره الشيعة لخالد القسري جعلهم يختلقون الأكاذيب وينشرونها بين الناس
والمقصود أن غالب المذكور هو من كلام الخصوم وهم الشيعة
ولكن بعضه مشهور
والرجل الفاضل في الدفاع أحيانا يذكر ما لايصح
فمثلا قول الشيخ - رحمه الله
(وقضية الكنيسة إن صح فيها شيء فقد يكون بر أمه بمال فبنى لها وكيلها كنيسة؛ فإنها كانت نصرانية، وليس في هذا ما يعاب به خالد، فقد أحل الله عز وجل نكاح الكتابيات والتسري بهن، ونهى عن إكراههن على الإسلام وأمر بإقرارهن على دينهن وأمر ببر الأمهات.)
ففي الحقيقة إن صح هذا فهو فعل قبيح من خالد القسري واعتذار الشيخ - رحمه الله - فيه نظر
فكيف يجوز لوكيله أن ينبي كنيسة أمام الجامع وخالد وال على المسلمين
وهل يجوز للنصارى بناء الكنائس في الأمصار التي مصرها أهل الإسلام
وهل يجوز له أن يسكت عن هذا الأمر الخطير وهو رجل صاحب ولاية
فهذا الاعتذار فيه نظر بين
وقد جاء في شعر الفرزدق إشارة إلى فعل خالد القسري
وللخصومة في ذلك دور
وهو من رواية ابن الكلبي الرافضي المتهم
ولكن المقصود أن الدفاع عنه (إن صح ما فعله القسري) دفاع غير صحيح
وأما كلام من ذكر أن قتل الجعد كان لأسباب سياسية فهو كلام باطل ولكن هذه طريقة المستشرقين وعنهم أخذ من أخذ
بل وجد من المستشرقين من زعم أن سبب مخالفة الإمام أحمد للمأمون ومن بعده في مسألة خلق القرآن
أن الإمام أحمد كان يطمع في الخلافة
فتأمل عقول هولاء المستشرقين
والعجب كل العجب ممن يقلدهم في ذلك
فهذا كلام باطل كما هو معروف ويستغله الجهمية والمعتزلة ومعتزلة العصر والرافضة وجميع أعداء السنة
الخلاصة أن خالد يرجع أمره إلى الإسلام كما ذكر الذهبي فما رماه به خصومه من الشيعة من الزندقة باطل
وأن الرجل سعى في القضاء على فتن كثيرة فقتل عددا من الزنادقة
فقد قتل رجلا ادعى النبوة كما جاء في العقد الفريد
ولعله المغيرة
وأن قتله للجعد بن ردهم من حسناته ومن حسنات الخليفة في زمانه
وأن قتله للجعد بن ردهم لزندقته وبدعته وضلاله لا لأسباب سياسية كما زعم من زعم من المستشرقين ومن تأثر بهم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - 01 - 08, 09:01 م]ـ
بوركت أخي ابن رجب ..
- النقل عن د التميمي من رسالته: " مقالة التعطيل والجعد بن درهم "، (ص 181 – 198)
ـ[عبد الله التوحيدى]ــــــــ[21 - 01 - 08, 11:15 م]ـ
حُذف للضعف العلمي
## المشرف ##
ـ[أبو البركات]ــــــــ[22 - 01 - 08, 03:56 ص]ـ
جزاكم الله خير ... الأخوة الأعزاء الخراشي وابن وهب
موضوع شافي وكافي ...(46/268)
الساب للدين هل يضرب ضربتين ويؤدب أم يقتل!!
ـ[محمد السالم]ــــــــ[20 - 01 - 08, 07:46 م]ـ
قال سماحة الشيخ الفقيه المحدث والعلم الشامخ أبو عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
هذه مسألة عظيمة، ولها شأن خطير، فسب الدين من أعظم الكبائر والنواقض للإسلام، فإن سب الدين ردةعند جميع العلماء، وهو شر من الاستهزاء، قال الله تعالى (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)
وكانت الجارية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تسب النبي صلى الله عليه وسلم فقتلها سيدها لما لم تتب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (ألا أشهدوا أن دمها هدر)
فسب الدين يوجب الردة عن الإسلام، وسب الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك يوجب الردة عن الإسلام، ويكون صاحبه مهدر الدم، وماله لبيت المال، لكونه مرتدا أتى بناقض من نواقض الإسلام، لكن إذا كان عن شدة غضب واختلال عقل، فله حكم آخر.
والغضب عند أهل العلم له ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: أن يشتد غضبه حتى يفقد عقله، وحتى لا يبقى معه تمييز من شدة الغضب، فهذا حكمه حكم المجانين والمعاتيه (جمع معتوه) لا يترتب على كلامه حكم، لا طلاقه ولا سبه ولا غير ذلك، ويكون كالمجنون لا يترتب عليه حكم.
المرتبة الثانية: دون ذلك، أن يشتد معه الغضب، ويغلب عليه الغضب جدا حتى يغير فكره، وحتى لا يضبط نفسه ويستولي عليه استيلاء كاملا حتى يصير كالمكره والمدفوع الذي لا يستطيع التخلص مما في نفسه، لكنه دون الأول، فلم يزل شعوره بالكلية، ولم يفقد عقله بالكلية، لكن معه شدة غضب بأسباب المسابة والمخاصمة والنزاع بينه وبين بعض الناس كأهله، أو زوجته أو ابنه أو أميره أو غير ذلك.
فهذا اختلف فيه العلماء فمنهم من قال حكمه حكم الصاحي وحكم العاقل فتنفذ فيه الأحكام فيقع طلاقه ويرتد بسبه الدين ويحكم بقتله وردته ويفرق بينه وبين زوجته.
ومنهم من قال يلحق بالأول الذي فقد عقله لأنه أقرب إليه، ولأن مثله مدفوع مكره إلى النطق، لا يستطيع التخلص من ذلك لشدة الغضب، وهذا قول أظهر وأقرب، وأن حكمه حكم من فقد عقله في هذا المعنى، أي في عدم وقوع طلاقه وفي عدم ردته، لأنه يشبه فاقد الشعور بسبب شدة غضبه واستيلاء سلطان الغضب عليه حتى لم يتمكن من التخلص من ذلك.
واحتجوا على هذا بقصة موسى عليه الصلاة والسلام فإنه لما وجد قومه على عبادة العجل اشتد غضبه عليهم، وجاء وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه من شدة الغضب، فلم يؤاخذه الله لا بإلقاء الألواح ولا يجر أخيه هارون وهو نبي مثله، ولو ألقاها تهاونا بها وهو يعقل لكان هذا عظيما، ولو جر إنسان النبي بلحيته أو رأسه وآذاه لصار هذا كفرا.
لكن موسى في شدة الغضب العظيم لله عز وجل على ما جرى من قومه سامحه الله ولم يؤاخذه بإلقاء الألواح ولا بجر أخيه.
هذه من حجج الذين قالوا إن طلاق هذا الذي اشتد به الغضب لا يقع، وهكذا سبه لا يقع به ردة، وهو قول قوي وظاهر، وله حجج أخرى كثيرة بسطها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والعلامة ابن القيم، واختارا هذا القول.
وهذا القول أرجح عندي وهو الذي أفتي به، لأن من اشتد غضبه ينغلق عليه قصده ويشبه المجنون بتصرفاته وكلامه القبيح فهو أقرب إلى المجنون والمعتوه منه إلى العاقل السليم، وهذا قول أظهر وأقوى.
ولكن لا مانع من كونه يؤدب بعض الأدب إذا فعل شيئا من أسباب الردة أو من وجوه الردة، وذلك من باب الحيطة ومن باب الحذر من التساهل بهذا الأمر أو وقوعه منه مرة أخرى إذا أدب بالضرب أو بالسجن أو نحو ذلك، وهذا قد يكون فيه مصلحة كبيرة لكن لا يحكم عليه بحكم المرتدين من أجل ما أصابه من شدة الغضب التي تشبه حال المجنون والله المستعان.
المرتبة الثالثة فهو الغضب العادي الذي لا يزول معه العقل ولا يكون معه شدة تضيق عليه الخناق وتفقده ضبط نفسه، بل هو دون ذلك، غضب عادي يتكذر ويغضب ولكنه سليم العقل سليم التصرف.
فهذا عند أهل العلم تقع تصرفاته، ويقع بيعه وشراؤه وطلاقه وغير ذلك لأن غضبه خفيف لا يغير عليه قصده ولا قلبه. والله أعلم
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[20 - 01 - 08, 08:07 م]ـ
بارك الله فيكم
ما يقع منه كثير بالنسبة للعامي الذي يجهل حكم السب
مثلا عند المالكية الجهل قرين العمد في جل الفروع، وكان شيوخنا منذ فترة يحكمون بردة الساب للدين عن جهل .. والله أعلم(46/269)
منتدى يمني لأهل السنة والجماعة يهتم بالرد على الشيعة الزيدية في اليمن.
ـ[أبو خولة اليماني]ــــــــ[21 - 01 - 08, 11:19 ص]ـ
الإخوة الكرام
هذا رابط منتدى يمني لأهل السنة والجماعة يهتم بالرد على الشيعة الزيدية في اليمن.
http://www.edharalhaq.com/vb/index.php
لمن كان له اهتمام بالأمر أو مشاركة ومساعدة لإخوانه هناك فلا يبخل عليهم.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرزاق العنزي]ــــــــ[25 - 01 - 08, 09:23 م]ـ
جزاك الله خيرا وحفظك الله
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[26 - 01 - 08, 12:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا، قد سجلت المنتدى،
ونرجوا من الإخوة مشاركتنا في هذا الموضوع
http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=272&page=3(46/270)
أخطأ الألباني وهو على الحق ... وأصاب أبو زهرة وهو على الباطل
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 03:35 م]ـ
وقفت على ردٍّ للشيخ الألباني رحمه الله في مقدمة «مختصر العلو» يردّ به على أبي زهرة فيما نقله عن ابن تيمية، يقول فيه (ص 39):
رويدك يا فضيلة الشيخ فأنت تعلم أن ابن تيمية لا يفسر الاستواء بشيء مما ذكرت وإنما بالعلو وكتبه طافحة بذلك، فلماذا أوهمت القراء خلاف الواقع فهلا جريت على سننك في نقل أقوال ابن تيمية وأنت تشرح عقيدته ورأيه أم ضقت ذرعا بالتزام النقل الصحيح فأخذت تنسب إليه ما ليس بصحيح تارة بالتلويح كما فعلت هنا وتارة بالتصريح كما فعلت في كتابك الآخر (المذاهب الإسلامية) إذ قلت في بحث (السلفية) والإمام ابن تيمية (ص 320):
(وهكذا يثبتون كل ما جاء في القرآن والسنة عن أوصافه سبحانه. . . . ويثبتون الاستقرار على العرش)
فأين رأيت ابن تيمية يقول بالاستقرار على العرش علما بأنه أمر زائد على العلو وهو مما لم يرد به الشرع
قلت: رحمك الله يا شيخ شيوخنا، لقد صدق أبو زهرة في نقله، ولم تصب بإنكارك عليه.
-
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية (5/ 404):
((وكذلك هو بكل مكان يراك لا يخفى عليه شيء مما في الأماكن هو فيها بالعلم بها والإحاطة فكيف يسوغ لأحد أن يقول: إنه بكل مكان على الحلول مع قوله: {الرحمن على العرش استوى} أي استقر؟ قال الله تعالى: {فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك} أي استقررت ومع قوله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} وكيف يصعد إليه شيء هو معه أو يرتفع إليه عمل هو عنده؟))
وإن كان قد نقل ذلك عن ابن قتيبة، لكنه قال في (5/ 519):
((وقال عبد الله بن المبارك ومن تابعه من أهل العلم وهم كثير: إن معنى استوى على العرش: استقر وهو قول القتيبي))
وهو ظاهر في أن هذا هو الذي يختاره شيخ الإسلام رحمه الله.
-
وقد بيّن رحمه الله أن الاستواء على الشيء يرد في لسان العرب ويراد به العلو والاعتدال والاستقرار عليه، ومن فسره بمعنى العلو فقد فسره بجزء معناه وليس في ذلك نفي لباقي المعاني.
-
وقد بيّن في موضع آخر ثلاثة فروق مهمة بين العلو والاستواء:
-
الأول: أن علو الله ليس مختصا بالعرش فالله فوق كل شيء أما الاستواء فهو أخص من العلو وهو خاص بالعرش دون غيره من المخلوقات
-
الثاني: أن العلو وصف لازم له سبحانه كالعظمة والكبرياء لا ينفك عنه بحال، بينما الاستواء فعل يفعله سبحانه بمشيئته وقدرته بدلالة قوله: {ثم استوى على العرش}
-
الثالث: أن العلو من الصفات العقلية المعلومة بالعقل مع السمع، بينما الاستواء من الصفات السمعية المعلومة بالخبر.
-
فقال في (5/ 522 - 523):
((فإن قيل: فإذا كان إنما استوى على العرش بعد أن خلق السموات والأرض في ستة أيام فقبل ذلك لم يكن على العرش؟ قيل: الاستواء علو خاص، فكل مستو على شيء عال عليه، وليس كل عال على شيء [مستويا عليه]، ولكن كل ما قيل فيه إنه استوى على غيره فإنه عال عليه. والذي أخبر الله أنه كان بعد خلق السموات والأرض "الاستواء" لا مطلق العلو، مع أنه يجوز أنه كان مستويا عليه قبل خلق السموات والأرض لما كان عرشه على الماء، ثم لما خلق هذا العالم كان عاليا عليه ولم يكن مستويا عليه؛ فلما خلق هذا العالم استوى عليه.
فالأصل أن علوه على المخلوقات وصف لازم له كما أن عظمته وكبرياءه وقدرته كذلك، وأما الاستواء فهو فعل يفعله سبحانه وتعالى بمشيئته وقدرته؛ ولهذا قال فيه: {ثم استوى} ولهذا كان الاستواء من الصفات السمعية المعلومة بالخبر. وأما علوه على المخلوقات فهو عند أئمة أهل الإثبات من الصفات العقلية المعلومة بالعقل مع السمع.))
-
وقال في (17/ 374 - 375):
((وأما "استوى على كذا" فليس في القرآن ولغة العرب المعروفة إلا بمعنى واحد. قال تعالى: {فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه} وقال {واستوت على الجودي} وقال: {لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه} وقال: {فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك} وقد «أتي النبي صلى الله عليه وسلم بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الغرز قال: بسم الله فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله» «وقال ابن عمر: أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج لما استوى على بعيره» وهذا المعنى يتضمن شيئين: علوه على ما استوى عليه واعتداله أيضا. فلا يسمون المائل على الشيء مستويا عليه))
-
ورحم الله الشيخ الألباني، حيث أنكر ذلك فقال (ص 15):
((وهذا يسلتزم نسبة الاستقرار عليه الله تعالى وهذا مما لم يرد فلا يجوز اعتقاده ونسبته إلى الله عز وجل))
-
وقدكان يريد الحق ويسعى إلى التنزيه، فخطؤه مغفور له إن شاء الله.
وهو مسبوق في إنكار ذلك، فقد صرح الإمام الذهبي في ترجمة (البغوي) أنه لا يعجبه تفسير (استوى) بـ (استقر)
-
والحق أحق أن يتبع، ولا مزيد على ما وضحه شيخ الإسلام رحمه الله من هذا المعنى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/271)
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[21 - 01 - 08, 04:05 م]ـ
أحسنت وأفدت إلا أن عنوان الاستدراك والتوضيح "أخطأ الألباني وهو على الحق ... وأصاب أبو زهرة وهو على الباطل"لم يعجبني .............. الله أعلم
yekhlef-ahmed@hotmail.com
ـ[فيصل]ــــــــ[21 - 01 - 08, 04:11 م]ـ
جزاك الله خيراً وقد صرح بهذا أيضاً الإمام الحافظ القصاب ينظر نقض التأسيس-طبعة الدويش- ص112 - 113 والعلو للذهبي ج2/ 1303 في معتقده الذي اجتمع عليه عامة أهل السنة آنذاك، وقد قال الحافظ أبو عمر الطلمنكي: ((وقال عبد الله بن المبارك ومن تابعه من أهل العلم -وهم كثير- إن معنى استوى على العرش استقر وهو قول القتبي)) يعني ابن قتيبة ذكر هذا عن الطلمنكي ابن تيميه في شرح حديث النزول ص390 - 391 وينظر شرح الغنيمان لكتاب التوحيد 1/ 363 وقد نقله الشيخ الشافعي إبراهيم بن حسن الكوراني عن الحنابلة كما في غاية الأماني2/ 120 - 124
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 05:29 م]ـ
أبو زهرة صاحب شطط و باطل و من الأوراق الخاسرة للمستشرقين و المتميِّعين في صرف الأمَّة عن مذهب السَّلف المذهب الحقّ!
ما برحَ يستجمعُ قواه ليسمع الناسَ فسواه أنَّى له و سوق العلمِ يهلُّ هلاًّ ...
من عرف أبا زهرة علمَ مقصودهُ بكلمة ... استقرَّ ... و معناها عندهُ المماسة و الحاجة كما هي للمخلوقِ و ذلكَ ديدنُهُ في كتاباتهِ عن أئمَّةِ السنَّة يتهكَّمُ و يلبس على النَّاس دينهم و اختار أن يكون مشيعا في الأرض الفساد.
و يبدو هذا جليًّا لمن صبرَ على نتن كتاباتهِ!!
و أرى الضَّرورة حلَّت لأنقلَ لكم بعض كلامهِ و أرجو أن لا أكون باغ و لا عاد في نقلي من كتابهِ تاريخُ المذاهبِ الإسلاميَّةِ في السِّياسَةِ وَ العقائِدِ وَ تاريخُ المذَاهِبِ الفِقْهِيَّةِ. حسبنا منهُ الحاجة!!
قال:
". . . يقرر ابن تيميّة أن مذهب السّلف هو إثبات كل ما جاء في القرآن الكريم من فوقيّة وتحتيّة واستواء على العرش، و وجه و يد و محبة و بغض، و ما جاء في السنّة من ذلك أيضا من غير تأويل و بالظَّاهر الحرفي، فهل هذا هو مذهب السَّلف حقا،و نقول في الإجابة عن ذلك:
و لقد سبقه بهذا الحنابلة في القرن الرابع الهجري كما بينا و ادعوا أن ذلك مذهب السَّلف.
و ناقشهم العلماءُ في ذلك الوقت و أثبتوا أنه يؤدِّي إلى التَّشبيه و الجسميَّة لا محالة، و كيف لا يؤدي إليها و الإشارةُ الحسيَّة إليه جائزة، لهذا تصدى لهم الإمامُ الفقيه الحنبليُّ الخطيب ابن الجوزيِّ، و نفى أن يكون ذلك مذهب السَّلف، و نفى أيضا أن يكون ذلك رأي الإمام أحمد." إهـ
هذا مع الإشارة إلى سوءِ معتقدِ الإمام ابن الجوزيّ في الصفاتِ -عفا اللهُ عنهُ- فقد كان في الباب منحرفًا عن الصَّواب و عن أهلهِ!! على ما لا ينكر من حسن وعظ و حسنِ تصنفٍ في أمورٍ كثيرة و لكن أين هذا من تلكَ -عسى الله يتجاوز عنهُ-.
و للمزيد انقر هنا ( http://www.wahabih.com/181.htm)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 05:50 م]ـ
أحسنت وأفدت إلا أن عنوان الاستدراك والتوضيح "أخطأ الألباني وهو على الحق ... وأصاب أبو زهرة وهو على الباطل"لم يعجبني .............. الله أعلم
أحسن الله إليك
المهم الاتفاق في المضمون
ومع ذلك فالعنوان له مغزى مقصود لذاته:
فالشطر الأول يبين أن خطأ العلامة الألاني ليس خطأ منهجيا ولا عقائديا، ولو وقف على كلام شيخ الإسلام كان كلامه قد اختلف.
والشطر الثاني يبين إنصاف أهل السنة، وقبولهم الحق من كل من جاء به، ومع ذلك يشير إلى ما عليه أبي زهرة من الباطل حيث ظن أن كلام شيخ الإسلام وأئمة السلف يفضي إلى التشبيه والتجسيم، وهم من برآء بل هم أعظم الناس تنزيها لله عن النقائص ومن أشدها تعطيله عن الصفات وتشبيهه بالمعدومات
هذا ما أردته بالعنوان، وكا قال الله تعالى: {إن سعيكم لشتى}
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 05:51 م]ـ
جزاك الله خيراً
وإياكم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 05:54 م]ـ
أحسنت وأفدت إلا أن عنوان الاستدراك والتوضيح "أخطأ الألباني وهو على الحق ... وأصاب أبو زهرة وهو على الباطل"لم يعجبني .............. الله أعلم
yekhlef-ahmed@hotmail.com
بل العنوان فيه نوع تفنن، فجزى الله أخانا الشيخ عيدا على فائدته.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 05:57 م]ـ
أبو زهرة صاحب شطط و باطل و من الأوراق الخاسرة للمستشرقين و المتميِّعين في صرف الأمَّة عن مذهب السَّلف المذهب الحقّ!
ما برحَ يستجمعُ قواه ليسمع الناسَ فسواه أنَّى له و سوق العلمِ يهلُّ هلاًّ ...
من عرف أبا زهرة علمَ مقصودهُ بكلمة ... استقرَّ ... و معناها عندهُ المماسة و الحاجة كما هي للمخلوقِ
وفقك الله
نحن لا ننكر أن مقصود أبي زهرة بنسبة هذا الكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اتهامه بالتجسيم والتشبيه، ولكن قد بيّنت في المشاركة أن إثبات الاستقرار لا يعني التشبيه، وهذا أمر معروف لكل من تعلّم عقيدة السلف فهم:
يثبتون لله ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من غير تحريف ولا تكثيل، ومن غير تكييف ولا تعطيل.
ولكن لا يعني ذلك أن نردّ كلام السلف في تفسير الاستواء بالاستقرار بالمعنى الذي يليق بكمال الله سبحانه.
فهذا هو مقتضى لسان العرب الذي نزل به القرآن.
وقاعدتنا دائما في ذلك قوله تعالى:
{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/272)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 06:00 م]ـ
بل العنوان فيه نوع تفنن، فجزى الله أخانا الشيخ عيدا على فائدته.
بارك الله لك يا شيخ علي
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 06:10 م]ـ
فَمَا فَائِدَةُ حَشْرِ الشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ أِذًا!!!؟؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 06:19 م]ـ
فَمَا فَائِدَةُ حَشْرِ الشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ أِذًا!!!؟؟
أحسن الله إليك.
له فائدتان:
الأولى: ما فهمه أخونا علي الفضلي
الثانية: حتى لا يغترّ طالب علم بنفي الشيخ الألباني رحمه الله لورود تفسير الاستواء بالاستقرار عن شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من السلف.
فإذا قرأ أو سمع لبعض علماء السلفية المعاصرين تفسير الاستواء بالاستقرار حصل عنده اضطراب بين النافي والمثبت.
وهذا ما قد حدث لبعض الإخوة حيث تعجّب عندما نقلت له تفسير الاستواء بالاستقرار عن أئمة السنة المعاصرين كابن باز وابن عثيمين والفوزان وابن جبرين وصالح آل الشيخ وغيرهم.
وقد بينتُ أن الشيخ الألباني رحمه الله كان يريد الحق بنفيه ذلك، بل عنواني واضح حيث يقول:
أخطأ الألباني وهو على الحق
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 09:41 م]ـ
بَلْ أَخْطَأَ أَبو زَهْرَة عَلَى مَذْهَبِهِ البَاطِل ... و أصاب الألباني في هذه أيضًا و هذا تمام العدلِ و نفي الشيخ للعبارة عن شيخ الإسلام حادثة عين أُلزمَ بها شيخ الإسلام و ما أُلزِمَ بهِ باطلٌ بل من ألزمهُ بهِ هو من أهل الباطل فكيفَ نحكم على كلام الألبانيّ و لهُ سياقٌ و سباقٌ و هو في مقامِ النَّقدِ لا في مقامِ بسط معتقد.
ثمَّ من تعلم المعتقد من مثل هذه المظان لما كان متعلِّمًا حقًّا أخطأ الطريق و لو وجب التنبيهُ على مثل هؤلاء المخطئين لذهبت الأعمار لمثل هذه التَّتبعات.
فأرى بأنَّ الشيخ الألباني ما كان لهُ أن يذكر في عنوانكَ على ما فيهِ ...
فذكرهُ أشبَهُ بالإشهارِ عند تحقيق الأنظار!!
سلَّمكَ اللهُ من كلِّ سوءٍ
ـ[أبو سلمان الفريجي]ــــــــ[22 - 01 - 08, 12:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[22 - 01 - 08, 01:22 م]ـ
أخي الكريم عيد فهمي
ابن تيمية لم يقل بأن استوى بمعنى استقر، إنما نقله عن ابن قتيبة وابن المبارك .... فكل ما أتيت به مجرد نقولات نقلها ابن تيمية ..
فلم يخطأ الألباني في نفي ذلك عنه ......... هذه واحدة
ثانيا، قد يريد الألباني بالإستقرار أنه المماسة والراحة ... وهذا لا نقول به ... إنما نقول به
كما أنكر الألباني الجهة في كتابه العلو .... والجهة التي أنكرها هي الجهة المكانية وليست جهة العلو
فرويدك أخي، واعلم مصطلحات أهل العلم قبل أن تتسرع
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 01 - 08, 02:57 م]ـ
كما أنكر الألباني الجهة في كتابه العلو .... والجهة التي أنكرها هي الجهة المكانية وليست جهة العلو
فرويدك أخي، واعلم مصطلحات أهل العلم قبل أن تتسرع
أخي المكرم: العلامة الألباني - رحمه الله تعالى لم يطلق إطلاقك هذا بقولك: " والجهة التي أنكرها هي الجهة المكانية!! "، ومحل إنكاري أمران:
أولا: الشيخ ناصر لم يقل هذه الكلمة أعني: الجهة المكانية.
ثانيا: أن المكان فيه تفصيل، قد أورده الشيخ في نفس المظان.
وعبارة الشيخ:
[وجملة القول في الجهة أنه إن أريد بها أمر وجودي غير الله، كان مخلوقا، والله تعالى فوق خلقه لا يحصره ولا يحيط به شيء من المخلوقات، فإنه بائن من المخلوقات .... ، وإن أريد ب " الجهة " أمر عدمي، وهو ما فوق العالم، فليس هناك إلا الله وحده؛ وهذا المعنى الأخير هو المراد في كلام المثبتين للعلو، والناقلين عن السلف إثبات الجهة لله تعالى].
فتعبير الشيخ في كلا المسألتين: بلفظ: " عدمي "، و " وجودي ".
والله الموفق.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[22 - 01 - 08, 03:37 م]ـ
بَلْ أَخْطَأَ أَبو زَهْرَة عَلَى مَذْهَبِهِ البَاطِل ... و أصاب الألباني في هذه أيضًا و هذا تمام العدلِ و نفي الشيخ للعبارة عن شيخ الإسلام حادثة عين أُلزمَ بها شيخ الإسلام و ما أُلزِمَ بهِ باطلٌ بل من ألزمهُ بهِ هو من أهل الباطل فكيفَ نحكم على كلام الألبانيّ و لهُ سياقٌ و سباقٌ و هو في مقامِ النَّقدِ لا في مقامِ بسط معتقد.
ثمَّ من تعلم المعتقد من مثل هذه المظان لما كان متعلِّمًا حقًّا أخطأ الطريق و لو وجب التنبيهُ على مثل هؤلاء المخطئين لذهبت الأعمار لمثل هذه التَّتبعات.
فأرى بأنَّ الشيخ الألباني ما كان لهُ أن يذكر في عنوانكَ على ما فيهِ ...
فذكرهُ أشبَهُ بالإشهارِ عند تحقيق الأنظار!!
سلَّمكَ اللهُ من كلِّ سوءٍ
رفع الله قدرك ... كلام صحيح.
قال بعض السلف" استقر"ردا على الجهمية لتحقيق المعنى الثالث للعلو المتنازع فيه لأن المعنيين الأول والثاني متفق عليه .. للتذكير فالعلو يعني:
علو الغلبة
علو المكانة أو القدر
علو الذات أي العلو على العرش ..
أنكر الجهمية المعنى الأخير لأن العلو عندهم هنا حسي ... فاضطر السلف إلى تفسير العلو بالاستقرار لإثباته ..
ونقف عند هذا الحد ... فلا نصف الله بالاستقرار-بالمعنى اللغوي المعروف- لأن فيها لوازم باطلة مثل معنى الثبات والمماسة وغيرها ..
الاستقرار تفسيرتقريبي للاستواء .. فكما أن التفسير ليس قرآنا فكذلك الاستقرار ليس صفة لله تعالى .. بل شرحا للصفة قاله السلف اضطرارا عند مجابهتم للمبتدعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/273)
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[22 - 01 - 08, 04:39 م]ـ
يقول الألباني في مختصر العلو: ((ومع ذلك فإنه _سبحانه _ ليس في جهة أو مكان لأنه خالق كل شئ ومنه الجهة والمكان وهو الغني عن العالمين))
ولا تعارض بين نفي الألباني للجهة والمكان وبين التوقف فيهما
لأن المتوقف فيهما، يتوقف في اللفظ وليس مدلوله، أما الألباني فإنه ينفي المكان الجسمي المحيط بالله
وهذا كتوقف شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجسم، ولكنه تجده في موضع آخر ينفي (البدن) معناه و مدلوله!
فتوقفه الأول إنما توقف في اللفظ دون المعنى والله أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 01 - 08, 05:20 م]ـ
كما أنكر الألباني الجهة في كتابه العلو .... والجهة التي أنكرها هي الجهة المكانية وليست جهة العلو
أخي الكريم: إنكاري لفظي - إن شاء الله - ذلكم أني أعرف أنك تريد ما سردته أنا آنفا عن العلامة الألباني، ولكن عبارتك هنا خطأ لأن الجهة مكان، فيرد فيها التفصيل الذي أورده الشيخ في المكان.
لعلي أوصلت لك المقصود، فإطلاقك أن الشيخ ناصرا ينكر الجهة المكانية خطأ، لأن الجهة المكانية قد تكون عدمية وهي العلو المطلق، وهذا هو قول السلف، وقد تكون وجودية، وهذا الذي ينكره السلف، عسى أن يكون الأمر قد اتضح.
والله الموفق.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[22 - 01 - 08, 10:34 م]ـ
أخي الكريم: إنكاري لفظي - إن شاء الله - ذلكم أني أعرف أنك تريد ما سردته أنا آنفا عن العلامة الألباني، ولكن عبارتك هنا خطأ لأن الجهة مكان، فيرد فيها التفصيل الذي أورده الشيخ في المكان.
لعلي أوصلت لك المقصود، فإطلاقك أن الشيخ ناصرا ينكر الجهة المكانية خطأ، لأن الجهة المكانية قد تكون عدمية وهي العلو المطلق، وهذا هو قول السلف، وقد تكون وجودية، وهذا الذي ينكره السلف، عسى أن يكون الأمر قد اتضح.
والله الموفق.
اخي الفاضل الجهة تكون مكان وقد لا تكون لو قلت لك ما تحت العالم ستقول لا شيء وهو جهة الاسفل. والله عز وجل فوق المكان وقد كان الله ولم يكن شيء
غفر الله لنا أجمعين.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[23 - 01 - 08, 01:03 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 07:46 م]ـ
الإخوة الفضلاء الذين استشكلوا تفسير الاستواء بالاستقرار
فضلا ادخلوا على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=744373#post744373
ـ[اسمير]ــــــــ[23 - 01 - 08, 11:44 م]ـ
في الحقيقة يا اخوتي الشيخ الالباني مصيب في كلامه اذا امعنتم النظر في قول شيخ الاسلام وكذلك في تتمة الصفحة 520 فقد قال: وقول الحسن: وقول مالك من انبل جواب وقع في هذه المسالة ... انتهى
واما قول مالك: ان الستواء معقول ...........
ـ[أبو رجاء البلخي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 03:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل.
فائدة:
من جملة من قرأت لهم أنهم فسروا الاستواء بالاستقرار من العلماء المتأخرين:
محمد بن إبراهيم آل الشيخ
عبد الرحمن السعدي
عبد العزيز بن باز
محمد بن عثيمين
صالح آل الشيخ
صالح الفوزان
عبد الله بن جبرين
وقال ابن القيم في النونية:
ولهم عبارات عليها أربع ..... قد حصلت للفارس الطعان
وهي استقر وقد علا وكذلك ..... ارتفع الذي ما فيه نكران
وكذاك قد صعد الذي هو رابع ..... وأبو عبيدة صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره ..... أدرى من الجهمي بالقرآن
واظن الشيخ الألباني رحمه الله لو اطلع على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية الذي ذكرتموه وكلام ابن القيم في النونية لكان ذهب إلى هذا التفسير فقد كان رحمه الله رافعا علم السلفية في وقته في وجه أهل البدع
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[28 - 01 - 08, 12:42 ص]ـ
ولهم عبارات عليها أربع ..... قد حصلت للفارس الطعان
وهي استقر وقد علا وكذلك ..... ارتفع الذي ما فيه نكران
وكذاك قد صعد الذي هو رابع ..... وأبو عبيدة صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره ..... أدرى من الجهمي بالقرآن
----
أخي، لم تأتي بجديد، فالإمام ابن القيم يحكي أقوال السلف في المسألة، تأمل قوله (ولهم عبارات)
وتأمل قوله (يختار هذا القول في تفسيره) أي يختار (صعد وارتفع)
-----------------
إلى الآن لم تأتوا بنقل صريح عن ابن تيمية أنه فسر إستوى باستقر
مع أنني أكرر بأنني لا أجد حرجا أبدا، في تفسير الاستواء بالاستقرار، لأنه ثبت عن بعض السلف(46/274)
هل صحيح أن الرسول لم يدع إلى توحيد الربوبية؟
ـ[أبو هداية]ــــــــ[21 - 01 - 08, 08:45 م]ـ
أخبرني أحد الإخوة أن الشيخ الفوزان في شرحه لكشف الشبهات قال: إن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يدع إلى توحيد الربوبية، لأنه كان متقرراً عند مشركي العرب.
فهل هذا صحيح؟ وإن كان صحيحاً فما معنى الآيات التي تدعو إلى تدوحيد الربوبية؟ وقد قال الله عزوجل لنبيه ((وجاهدهم به جهاداً كبيراً))؟
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[22 - 01 - 08, 12:10 ص]ـ
أكثر الآيات إنما جائت بالدعوة الى توحيد الألوهية أما توحيد الربوبية فقد سلم به المشركون ألا ترى قوله تعالى (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين)
وأيضا كما حكى الله تعالى عنهم (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) وقالوا كما حكى الله سبحانه وتعالى عنهم (ولئن سئلتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله)
إنما كانت الخصومة بين الأنبياء عموما وبين أقوامهم في توحيد العبادة
فكان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يلزمونهم بتوحيد الألوهية إذ إقرارهم بتوحيد الربوبية يلزم منه الإقرار بتوحيد الألوهية
ـ[أبو هداية]ــــــــ[22 - 01 - 08, 04:52 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك
ولكن السؤال: هل يصح أن نقول: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يدع إلى توحيد الربوبية؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[22 - 01 - 08, 10:51 م]ـ
اورد ابن كثير عن بعض العرب انهم ينكروا الخالق مطلقا وهم الدهرية:" "وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ " [الجاثية/24]
يخبر تعالى عن قول الدهرية من الكفار ومن وافقهم من مشركي العرب في إنكار المعاد: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا} أي: ما ثم إلا هذه الدار، يموت قوم ويعيش آخرون وما ثم معاد ولا قيامة وهذا يقوله مشركو العرب المنكرون للمعاد، ويقوله الفلاسفة الإلهيون منهم، وهم ينكرون البداءة والرجعة، ويقوله الفلاسفة الدهرية الدورية المنكرون للصانع المعتقدون أن في كل ستة وثلاثين ألف سنة يعود كل شيء إلى ما كان عليه. وزعموا أن هذا قد تكرر مرات لا تتناهى، فكابروا المعقول وكذبوا المنقول، ولهذا قالوا {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ} قال الله تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ} أي: يتوهمون ويتخيلون."
يقول ابن كثير في موضع آخر:"هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية، فقال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} أي: أوجدوا من غير موجد؟ أم هم أوجدوا أنفسهم؟ أي: لا هذا ولا هذا، بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا.
قال البخاري: حدثنا الحُمَيديّ، حدثنا سفيان قال: حدثوني عن الزهري، عن محمد بن جبير ابن مطعم، عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ. أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ. أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ} كاد قلبي أن يطير.
وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من طرق، عن الزهري، به. وجبير بن مطعم كان قد قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وقعة بدر في فداء الأسارى، وكان إذ ذاك مشركا، وكان سماعه هذه الآية من هذه السورة من جملة ما حمله على الدخول في الإسلام بعد ذلك."
اما هل كان من قريش دهريون فلا اعلم وارجوا من الاخوة الافادة
ـ[أبو هداية]ــــــــ[22 - 01 - 08, 11:39 م]ـ
إذن!!
هل يصح أن نقول: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يدع إلى توحيد الربوبية؟
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[23 - 01 - 08, 12:12 ص]ـ
قال الله تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم
(قل أعوذ برب الناس1 ملك الناس2 إله الناس .. )
ففرق الله سبحانه بين (رب الناس) و (إله الناس)
وكون الله رب الناس فمشركي العرب كانوا على شبه اتفاق على ذلك
قال تعالى (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) (العنكبوت)
حتى أنهم كانوا يطوفون حول الكعبة _فيما روي عنهم_ قائلين (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك .. إلا شريكا هو لك، تملكه وما مَلَك)!!
فلذلك دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إفراد الله بالعبادة
وأرى _والله أعلم_ أن توحيد الألوهية يؤدي إلى توحيد الربوبية، لأنك إذا أقررت بأن الله هو الإله المستحق للعبادة، فمن باب أولى أن تعترف بربوبيته!
وأترك باقي التفصيلات والإجابة على سؤال الأخ لأهل العلم في المنتدى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/275)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[23 - 01 - 08, 11:11 م]ـ
إذن!!
هل يصح أن نقول: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يدع إلى توحيد الربوبية؟
اخي على هذا الاطلاق لا ولكن اغلب اهل العلم يركزوا على كون اهل مكة لم يكونوا ينكروا ربوبية الله عز وجل. لكن لاحظ اخي ان توحيد الالوهية يتضمن توحود الربوبية.
أخبرني أحد الإخوة أن الشيخ الفوزان في شرحه لكشف الشبهات قال: إن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يدع إلى توحيد الربوبية، لأنه كان متقرراً عند مشركي العرب.
فهل هذا صحيح؟ وإن كان صحيحاً فما معنى الآيات التي تدعو إلى تدوحيد الربوبية؟ وقد قال الله عزوجل لنبيه ((وجاهدهم به جهاداً كبيراً))؟
بقوله مشركي العرب اخرج الدهرين
ـ[أبو هداية]ــــــــ[23 - 01 - 08, 11:21 م]ـ
بارك الله بك أخي مجدي
قالوا في التفريق بين توحيد الربوبية والألوهية ..
- الربوبية: يستلزم توحيد الألوهية، بمعنى: أن توحيد الألوهية خارج عن مدلول توحيد الربوبية، لكن لا يتحقق توحيد الربوبية إلا بتوحيد الألوهية.
- الألوهية: متضمن توحيد الربوبية، بمعنى: أن توحيد الربوبية جزء من معنى توحيد الألوهية.
قال الشيخ الفوزان في شرح كشف الشبهات: ((فالرسل كلهم ما طلبوا من الناس أن يقروا بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت، لأنهم معترفون بهذا، وإنما طالبوا الأمم بإفراد الله بالعبادة .. إلى أن قال .. هذا - توحيد الألوهية - الذي بعث الله به الرسل، ما بعث الرسل لتقرير توحيد الربوبية، لأن هذا موجود .. ))
قلت: إذا كان توحيد الربوبية لا يتحقق إلا بتوحيد الألوهية، وإذا كان توحيد الربوبية جزء من معنى توحيد الألوهية، فكيف يصح أن ننفي بالإطلاق أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يدع إلى توحيد الربوبية؟
أرجو من طلبة العلم أن يبينوا لنا المسألة.
ـ[أبو هداية]ــــــــ[24 - 01 - 08, 02:18 م]ـ
للتذكير
ـ[أبو هداية]ــــــــ[25 - 01 - 08, 03:33 م]ـ
للتذكير
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[25 - 01 - 08, 03:50 م]ـ
المقصود أخي الكريم أن أكثر دعوة الأنبياء تتعلق بجابن إفراد الباري بالعبادة،أما وجود الرب فمتقرر عند أكثر مشركي قريش،وإن كانوا قد يكفرون ببعض آحاد توحيد الربوبية كإنكارهم كون الرب رازقا،أو إنكار بعضهم البعث الآخر،أما كون الرب موجودا خالقا فمتقرر و آيات القرأن دالة عليه،وأشعار العرب الجاهليين تقرر هذا المعنى.
أما قول الشيخ الفوزان -إن صح النقل عنه- ففيه تجوز و إطلاق ولا تقف عنده كثيرا إذا اتضح لك المعنى والشيخ الفوزان من أكثر الناس تقريرا لهذا المعنى في شرح كتاب التوحيد .....
ـ[أبو محمد الجعفري]ــــــــ[25 - 01 - 08, 04:04 م]ـ
إليك أخي هذا الجواب للشيخ محمد بن صالح العثيمين:
http://www.islamspirit.com/article014.php
حيث يقول فيه:
النوع الثاني: توحيد الألوهية وهو " إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة " بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحداً يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله تعالى ويتقرب إليه وهذا النوع من التوحيد هو الذي ضل فيه المشركون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستباح دماءهم وأموالهم وأرضهم وديارهم وسبى نساءهم وذريتهم، وهو الذي بعثت به الرسل وأنزلت به الكتب مع أخويه توحيدي الربوبية، والأسماء والصفات، لكن أكثر ما يعالج الرسل أقوامهم على هذا النوع من التوحيد وهو توحيد الألوهية
ـ[امين حمدان]ــــــــ[25 - 01 - 08, 04:23 م]ـ
الكلام من موقع الشيخ عبدالعزيز بن رحمه الله " ...... ومن يتأمل دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام وحال الأمم الذين دعتهم الرسل يتضح له أن التوحيد الذي دعوا إليه ثلاثة أنواع، نوعان أقر بهما المشركون فلم يدخلوا بهما في الإسلام وهما توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، أما توحيد الربوبية فهو الإقرار بأفعال الرب من الخلق والرزق والتدبير والإحياء والإماتة إلى غير ذلك من أفعاله سبحانه فإن المشركين قد أقروا بذلك واحتج الله عليهم به؛ لأنه يستلزم توحيد العبادة ويقتضيه، كما قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [23]، وقال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/276)
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [24] الآية وقال تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} [25] المعنى فقل أفلا تتقون الإشراك به في عبادته وأنتم تعلمون أنه الفاعل لهذه الأشياء وقال تعالى: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [26].
والآيات في هذا المعنى كثيرة وكلها دالة على إقرارهم بأفعال الرب سبحانه ولم يدخلهم ذلك في الإسلام، كما تقدم لعدم إخلاصهم العبادة لله وحده وذلك حجة عليهم فيما أنكروه من توحيد العبادة؛ لأن الخالق لهذه الأشياء التي أنكروها هو المستحق لأن يعبد وحده لا شريك له.
أما النوع الثاني وهو توحيد الأسماء والصفات فقد ذكر الله ذلك في آيات كثيرات ولم ينكره المشركون سوى ما ذكر عنهم من إنكار الرحمن في قوله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} [27].
وهذا منهم على سبيل المكابرة والعناد وإلا فهم يعلمون أنه سبحانه هو الرحمن كما وجد ذلك في كثير من أشعارهم، قال الله سبحانه: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [28]، وقال الله عز وجل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [29] وقال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [30] وقال عز وجل: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [31]، وقال سبحانه: {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [32] والآيات في هذا المعنى كثيرة وكلها دالة على أن الله سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلا وله الكمال المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله لا شريك له في ذلك.
وقد أجمع سلف الأمة على وجوب الإيمان بكل ما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة من الأسماء والصفات وإقرارها كما جاءت، والإيمان بأن الله سبحانه موصوف بها على الحقيقة لا على المجاز على الوجه اللائق به لا شبيه له في ذلك ولا ند له ولا كفؤ ولا يعلم كيفيتها إلا هو سبحانه وهو الموصوف بمعانيها كلها على الكمال المطلق الذي لا يشابهه فيها أحد كما تقدم في قوله عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [33] وهذا النوع حجة قاطعة على استحقاق ربنا سبحانه العبادة كالنوع الأول.
أما النوع الثالث فهو توحيد العبادة وهو الذي جاءت به الرسل، ونزلت الكتب بالدعوة إليه، والأمر بتحقيقه وخلق الله من أجله الثقلين، وفيه وقعت الخصومة بين الرسل وأممهم، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [34]، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [35]، وقال عن نوح وهود وصالح وشعيب عليهم الصلاة والسلام أن كل واحد منهم قال لقومه: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [36]، وقال سبحانه: {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [37]، وقال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [38] وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [39]، وقال عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ} [40] الآية، وقال سبحانه: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [41] والآيات في هذا المعنى كثيرة وكلها تدل على أن الله سبحانه أرسل الرسل وأنزل الكتاب وخلق الخلق ليعبد وحده لا شريك له ويخص بالعبادة دون كل ما سواه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/277)
ـ[امين حمدان]ــــــــ[25 - 01 - 08, 04:25 م]ـ
وهذا ايضا من موقع الشيخ رحمه الله " توحيد الربوبية أمر معترف به عند الأمم إلا شواذ من الناس
الشيوعيون والملاحدة في عصرنا ينكرون وجود الله ألا يعتبر هذا إنكاراً لتوحيد الربوبية خلاف ما قاله بعض أهل العلم، بأن أحداً من الكفار لم ينكر توحيد الربوبية؟
ذكر العلماء أن توحيد الربوبية أمر معترف به عند الأمم، وإنما أنكره شواذ من الناس لا عبرة بهم، منهم المجوس حيث قالوا: إن هناك إلهين النور والظلمة، وأن النور أعظم من الظلمة وأنه خلق الخير، وأن الظلمة خالقة الشر، وأما إنكار الآلهة بالكلية فهذا قد قاله مكابرة فرعون وهكذا الفلاسفة الأقدمون والملاحدة معروفون بأنهم يرون الأفلاك آلهة، وأن لها حركتها المعروفة، لكن جمهور المشركين وعامتهم يقرون بالرب، وأن هناك رباً خلق ورزق وهو في العلو، وإنما تقربوا إليه بما فعلوا من الشركيات. وكفار قريش أنكروا المعاد، وهم يقرون بأن الله ربهم وخالقهم، ولكنهم أشركوا في العبادة وأنكروا المعاد وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا [1]، وأنكروا الجنة والنار فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم إليهم وإلى غيرهم من الجن والإنس بإرشادهم إلى الحق، وإنكار ما هم عليه من الباطل، فاتبعه من أراد الله له السعادة، وكفر به الأكثرون كغيره من الرسل عليهم الصلاة والسلام، كما قال الله تعالى: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [2]، وقال تعالى: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [3]. والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ـ[أبو هداية]ــــــــ[25 - 01 - 08, 09:05 م]ـ
أحسنتما أخوي أبا محمد الجعفري وأمين حمدان في هذه النقول عن الشيخين التي تثبت الخطأ في إطلاق النفي عن الدعوة لتوحيد الربوبية.
وأما التثبت في النقل فالرجوع إلى كتاب الشيخ الفوزان سهل.
ـ[عبد الله الشرقاوى]ــــــــ[26 - 01 - 08, 01:54 ص]ـ
ان المتتبع لايات الله ولدعوة رسله الذين ذكرهم الله فى كتابه العزيز يجد ان الرسل جميعا على اختلاف ازمانهم وامكنتهم لما يطالبوا الناس بتوحيد الربوبيه وانما كانوا يذكرونهم به فقط لانهم مفطورون علي معرفة الرب الخالق ويستدلون بهذه المعرفة على وجوب صرف العبادة لهذا الرب المعروف لدى هؤلاء المشركين يقول تعالى
[قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ] {إبراهيم:10}
قال فى مجموع الفتاوى
[جزء 16 - صفحة 339]
إذ المقصود هنا التنبيه على أن قوله إقرأ باسم ربك فيه تنبيه على أن الرب معروف عند المخاطبين و أن الفطر مقرة به
و على ذلك دل قوله و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم الآية كما قد بسط الكلام عليها فى غير هذا الموضع
و كذلك قول الرسل أفي الله شك هو نفي أي ليس فى الله شك و هو إستفهام تقرير يتضمن تقرير الأمم على ما هم مقرون به من أنه ليس فى الله شك فهذا إستفهام تقرير) انتهى
جاء فى تفسير ابن كثير
[جزء 2 - صفحة 691]
(والمعنى الثاني) في قولهم: {أفي الله شك} أي أفي إلهيته وتفرده بوجوب العبادة له شك وهو الخالق لجميع الموجودات ولا يستحق العبادة إلا هو وحده لا شريك له فإن غالب الأمم كانت مقرة بالصانع ولكن تعبد معه غيره من الوسائط التي يظنونها تنفعهم أو تقربهم من الله زلفى) انتهى
قال بن تيميه فى مجموع الفتاوى
[جزء 16 - صفحة 348]
و لهذا كانت الرسل إنما تأتي بتذكير الفطرة ما هو معلوم لها و تقويته و إمداده و نفي المغير للفطرة فالرسل بعثوا بتقرير الفطرة و تكميلها لا بتغيير الفطرة و تحويلها و الكمال يحصل بالفطرة المكملة بالشرعة المنزلة) انتهى
وان كان قليل من البشر قد يجحد هذه المعرفة بظاهره ولكنه يقر بها كما اخبر الله عن فرعون وقومه حين قال فيهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/278)
(([وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفْسِدِينَ] {النمل:14}
ولهذا فان الناس جميعا مقرون بهذا التوحيد اما طوعا واما قصرا كما ذكر الله فى غير موضع من كتابه الكريم فقال عن من اقر بهذه المعرفة طواعية
[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ] {العنكبوت:61}
وقال تعالى
[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ] {العنكبوت:63}
وقال تعالى
[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ] {لقمان:25}
وقال تعالى
[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ] {الزُّمر:38}
وقال تعالى
[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ العَزِيزُ العَلِيمُ] {الزُّخرف:9}
وقال تعالى
[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ] {الزُّخرف:87}
وقال عز من قائل عن من لم يقر بهذه الربوبيه والمعرفة طواعية انه مقر بها قصرا فى ساعات الشدة والكرب او فيما لايملكون القدرة على تغييره من امور خلقهم ورزقهم وحياتهم وموتهم
فقال تعالى
[فَإِذَا رَكِبُوا فِي الفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ] {العنكبوت:65}
وقال تعالى
[أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ] {آل عمران:83}
وقال تعالى
[وَللهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالغُدُوِّ وَالآَصَالِ] {الرعد:15}
ومع ان هذا التوحيد ثابت مقرر فى فطر الناس لايحتاج الى تعريفهم به ولكن ربما يحتاج الرسل الى تذكير الناس بهذه الفطره لما قد يلحقها من تغيير وتشويه بسبب وجود مانع كما جاء فى الحديث عن سيد الخلق فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ولهذا فان هذا التوحيد لايحتاج الى وجود شرط لتحققه وانما يحتاج الى اتنفاء المانع من تحققه وهو كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الابوان او مافى حكمهما
جاء فى مجموع الفتاوى
[جزء 16 - صفحة 338]
و المقصود هنا أنه ليس في الرسل من قال أول ما دعا قومه إنكم مأمورون بطلب معرفة الخالق فانظروا و استدلوا حتى تعرفوه فلم يكلفوا أولا بنفس المعرفة و لا بالأدلة الموصلة إلى المعرفة إذ كانت قلوبهم تعرفه و تقر به و كل مولود يولد على الفطرة لكن عرض للفطرة ما غيرها و الإنسان إذا ذكر ذكر ما فى فطرته
و لهذا قال الله فى خطابه لموسى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر ما في فطرته من العلم الذي به يعرف ربه و يعرف إنعامه عليه و إحسانه إليه و إفتقاره إليه فذلك يدعوه إلى الإيمان
أو يخشى ما ينذره به من العذاب فذلك أيضا يدعوه إلى الإيمان
كما قال تعالى إدع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة فالحكمة تعريف الحق فيقبلها من قبل الحق بلا منازعة و من نازعه هواه و عظ بالترغيب و الترهيب فالعلم بالحق يدعو صاحبه إلى إتباعه فإن الحق محبوب فى الفطرة و هو أحب إليها و أجل فيها و ألذ عندها من الباطل الذي لا حقيقة له فإن الفطرة لا تحب ذاك) انتهى
وقال ايضا فى مجموع الفتاوى
[جزء 2 - صفحة 37]
وكل واحد من وحدانية الربوبية والالهية وإن كان معلوما بالفطرة الضرورية البديهية وبالشريعة النبوية الالهية فهو أيضا معلوم بالأمثال الضرورية التى هى المقاييس العقلية لكن المتكلمون إنما انتصبوا لإقامة المقاييس العقلية على توحيد الربوبية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/279)
وهذا مما لم ينازع فى أصله أحد من بنى آدم وانما نازعوا فى بعض تفاصيله كنزاع المجوس والثنوية والطبيعية والقدرية وأمثالهم من ضلال المتفلسفة والمعتزلة ومن يدخل فيهم وأما توحيد الالهية فهو الشرك العام الغالب الذى دخل من أقر أنه لا خالق الا الله ولا رب غيره من أصناف المشركين كما قال تعالى وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون كما قد بسطنا هذا فى غير هذا الموضع
وقال بن القيم فى كتابه شفاء العليل
[جزء 1 - صفحة 303]
فصل فقد تبين بدلالة الكتاب والسنة والآثار واتفاق السلف على أن الخلق مفطورون على دين الله الذي هو معرفته والإقرار به ومحبته والخضوع له وإن ذلك موجب فطرتهم ومقتضاها يجب حصوله فيها إن لم يحصل ما يعارضه ويقتضي حصول ضده وإن حصول ذلك فيها لا يقف على وجود شرط بل على انتفاء المانع فإذا لم يوجد فهو لوجود منافيه لا لعدم مقتضيه ولهذا لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم لوجود الفطرة شرطا بل ذكر ما يمنع موجبها حيث قال فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه فحصول هذا التهويد والتنصير موقوف على أسباب خارجة عن الفطرة وحصول الحنيفية والإخلاص ومعرفة الرب والخضوع له لا يتوقف أصله على غير الفطرة وإن توقف كماله وتفصيله على غيرها وبالله التوفيق) انتهى
وقال بن تيميه فى مجموع الفتاوى
[جزء 1 - صفحة 154]
وهذا الأصل وهو التوحيد هو أصل الدين الذى لا يقبل الله من الأولين والآخرين دينا غيره وبه أرسل الله الرسل وأنزل الكتب كما قال تعالى واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون وقال تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى اليه أنه لا إله الا أنا فاعبدون وقال تعالى ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة
وقد ذكر الله عز وجل عن كل من الرسل أنه افتتح دعوته بأن قال لقومه اعبدوا الله مالكم من إله غيره
وفى المسند عن بن عمر عن النبى أنه قال بعثت بالسيف بين يدى الساعة
حتى يعبد الله وحده لا شريك له
وجعل رزقى تحت ظل رمحى وجعل الذل والصغار على من خالف أمرى ومن تشبه بقوم فهو منهم
والمشركون من قريش وغيرهم الذين أخبر القرآن بشركهم واستحل النبى دماءهم وأموالهم وسبى حريمهم وأوجب لهم النار كانوا مقرين بأن الله وحده خلق السموات والأرض كما قال ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون وقال ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فإنى يؤفكون وقال قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون
سيقولون لله قل أفلا تذكرون
قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم
سيقولون لله قل أفلا تتقون
قل من بيده ملكوت كل شىء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون
سيقولون لله قل فانى تسحرون بل أتيناهم بالحق وانهم لكاذبون
ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون
وكان المشركون الذين جعلوا معه آلهة أخرى مقرين بأن آلهتهم مخلوقة ولكنهم كانوا يتخذونهم شفعاء ويتقربون بعبادتهم اليه كما قال تعالى ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم فى السموات ولا فى الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون)) انتهى
وهذا الفهم والاعتقاد فى كيفية معرفة توحيد الربوبيه او توحيد المعرفة هو فهم سلف الائمه وأئمة السنه والحديث كمالك و سفيان الثوري و حماد بن زيد و حماد بن سلمة و عبد الرحمن بن مهدي و الشافعي و أحمد بن حنبل كما سينقله الامام شيخ الاسلام عن احد شيوخ المالكيه
يقول فى كتاب درء التعارض معرفا بالشيخ قبل ان ينقل عنه اعتقاده مبينا انه متبعا لسلف الامة فى هذا الاعتقاد فقال عنه
[جزء 4 - صفحة 351]
وهذا الشيخ أبو محمد بن عبد البصري المالكي طريقته طريقة أبي الحسن بن سالم و أبي طالب المكي وأمثالهما من المنتسبين إلى السنة والمعرفة والتصوف واتباع السلف وأئمة السنة والحديث كمالك و سفيان الثوري و حماد بن زيد و حماد بن سلمة و عبد الرحمن بن مهدي و الشافعي و أحمد بن حنبل وأمثالهم وكذلك ينسبون إلى سهل ابن عبد الله التستري وأمثاله من الشيوخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/280)
قال أبو محمد في كتابه هذا الذي صنفه في أصول السنة والتوحيد
درء التعارض
[جزء 4 - صفحة 352]
: (والفصل الثاني: معرفة الربوبية وهي خاصة للمكلفين من بني آدم وهي تعم مؤمنهم وكافرهم وسائر فرقهم وهي ضرورية أيضا وهي عن رؤية وهي قوله سبحانه: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} وهذا في غير وقت الكسب والتكليف فتعرف إليهم بنفسه بلا وسائط ولقنهم التاء وخاطبهم بحرف التعريف فأقر الكل له بتلك المعرفة إذ عاينوه جبارا قهارا وهي معرفة لا يقع بها إيمان ولا توحيد لأنها إقرار للضرورة وليس للكافر فيها اختيار إذ لو كان له فيها اختيار لجحدها كما جحد معرفة التوحيد ولو كانت كسبية لوقع له بها إيمان وثواب بلى هي ضرورية يرجع إليها في شدائده قال تعالى: {ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون}
وقد أخبر عن الكفار أنهم يعرفونه مع ردهم على رسله قال تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله} وقال سبحانه: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله} مع آيات كثيرة وذلك موجود منهم ضرورة وهم في الجاهلية يعرفونه ولا ينكرونه ويقولو ن: إلهنا القديم والعتيق وإله الآلهة ورب الأرباب وغير ذلك مع كفرهم
فدل ذلك على أن تلك ضرورة ألزموها وهو قوله تعالى: {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} و قوله: {فطرة الله التي فطر الناس عليها} يعني: معرفة ربوبيته
وقد جاء في الأثر: يقول الله تعالى: (خلقت خلقي حنفاء مقرين) يعني عرفاء عرفوه بوحدانيته وأقروا له بمعرفة ربوبيته وإنما جحدوا معرفة التوحيد الذي تعبدهم بها على ألسنة السفراء وهو قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}
وقول صاحب الشرع: [أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله] لم يقل: حتى يقولوا: إن ربهم ربا إذ هم عارفون بذلك وإنما أمرتهم الرسل أن يصلوا معرفة التوحيد بمعرفة الربوبية والوحدانية فأبوا وقبل ذلك الموحدون
فقال في حال المؤمنين: {والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل} وقال في حال الكفار: {ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل}
فالسفراء لهم مدخل في معرفة التوحيد دون معرفة الوحدانية والربوبية إذ لكل معرفة مقام فليس للعقل والكسب والوسائط والنظر والاستدلال في هذه المعرفة حكم لكونها عامة موجودة ممن يصح منه النظر والاستدلال وممن لا يصح منه فلو كلفهم كلهم النظر والاستدلال لكان مكلفا لهم شططا إذ لايصح من الكل النظر والاستدلال ويصح من الكل المعرفة بالاضطرار فحملهم من ذلك ما رفع به عنهم الشطط
وحديث الجارية فمشهور وهي مما لا يصح منه النظر والاستدلال وكذلك الأبله والمجنون وغيرهم لو سألتهم عن الله سبحانه لأشاروا إليه بما عرفهم فتعرف سبحانه قبل التكليف بنفسه وبعد التكليف بالسفراء لأنه لو خطابهم وكاشفهم قبل التكليف بلا سفير لبطل التكليف)
قال:
)
فهذه المعرفة ضرورة للعارف موجودة فيه كوجود ضرورة المقعد وقعوده موجودة فيه فهو سبحانه المعروف الذي لا ينكره شيء والمعلوم الذي لا يجهله شيء فمن كانت معه معرفتان فهو كافر وبالمعرفة الثالثة يصح الإيمان وهو الفصل الثالث:
وهي معرفة التوحيد التي دعت الرسل إليها وبعثوا بها وكلفنا قبولها وهي قوله: {وإلهكم إله واحد} وهو قوله: {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} وأخبرنا أنه ما كان معذبا قبل بعثتهم فكانوا يعرفون أن لهم ربا وإلها ولكنهم ينكرون توحيد الإله وبعث رسله وشرائع دينه وبه وقع منهم الكفر
فوجود ذلك منهم يزيل عنهم معرفة التوحيد ولا يزيل ضرورتهم وهذه المعرفة وجبت بالتوقيف وهي ما وقفتنا الرسل عليه ودلنا عليه سبحانه ووفقنا لذلك وبها يجب الخلود في الجنة وبعدمها يجب الخلود في النار وهي مكتسبة ولم تجب بالعقل) انتهى كلامه
قال بن تيميه فى درء التعارض
[جزء 4 - صفحة 391]
وإنما المقصود التنبيه على أن المعجزات قد يعلم بها ثبوت الصانع وصدق رسوله معا وما ذكرناه من كون الإقرار بالصانع فطري ضروري هو قول أكثر الناس حتى عامة فرق أهل الكلام قال بذلك طوائف منهم من المعتزلة والشيعة وغيرهم
وكون المعرفة يمكن حصولها بالضرورة لم ينازع فيه إلا شذوذ من أهل الكلام ولكن نازع كثير منهم في الواقع وزعم أن الواقع أنها لا تحصل لأكثر الناس إلا بالنظر
وجمهور الناس نازعوه في هذا وقالوا: بل هي حاصلة لأكثر الناس فطرة وضرورة) انتهى
المنتصر بالله الشرقاوى
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 05:12 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، و بعد:
ذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن ـ رحمه الله ـ في أول (فتح المجيد، ص 15) عن الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ أن قال: ((و أما التوحيد الذي دعت إليه الرسل و نزلت به الكتب فهو نوعان: توحيد في المعرفة و الإثبات، و توحيد في الطلب و القصد ... إلخ كلامه)).
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ: ((فأما توحيد الربوبية فهو الأصل، و لا يغلط في الإلهية إلا من لم يعطه حقه ... )). (الدرر السنية، 2/ 64)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/281)
ـ[أبو هداية]ــــــــ[26 - 01 - 08, 05:56 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبد الله الشرقاوي على ما كتبت، ولقد استفدت منه وفقك الله، ولكن هل ترى أن القول بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يدع إلى توحيد الربوبية - بهذا الإطلاق - قول صائب؟
أخي فريد جزاك الله خيراً على هذين النقلين.
ـ[عبد الله الشرقاوى]ــــــــ[27 - 01 - 08, 04:02 ص]ـ
[ quote= .
وفيكم بارك الله اخى الكريم
واما بالنسبة الى سؤالك فالظاهر من كلام الشيخ انه قصد ان الخلق مفطورون على هذا التوحيد لهذا لم تدعهم الرسل اليه لانهم مقرون به ابتداء وهذا موافق لكلام الائمه الذين ذكرناهم وهذا بين من نقلك لكلام الشيخ حين قلت
((((((((أبو هداية;742836] أخبرني أحد الإخوة أن الشيخ الفوزان في شرحه لكشف
الشبهات قال: إن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يدع إلى توحيد الربوبية، لأنه كان متقرراً عند مشركي العرب)))))
فالشيخ بين ان هذا التوحيد كان متقررا عند مشركى العرب ولهذا لم يدعهم الرسول صلى الله عليه وسلم اليه لايمانهم به وهذا موافق لفهم اهل السنة والجماعة وتفسيرهم لايه (ومايؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون)
جاء فى تيسير العزيز الحميد
[جزء 1 - صفحة 18]
فهم كانوا يعلمون أن جميع ذلك لله وحده ولم يكونوا بذلك مسلمين بل قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون قال مجاهد في الآية إيمانهم بالله قولهم إن الله خلقنا ويرزقنا ويميتنا فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيره رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وعن ابن عباس وعطاء والضحاك نحو ذلك)).انتهى
وقال شيخ الاسلام فى مجموع الفتاوى
[جزء 10 - صفحة 156]
فإن اعترف العبد ان الله ربه وخالقه وأنه مفتقر اليه محتاج اليه عرف العبودية المتعلقة بربوبيةالله وهذا العبد يسأل ربه فيتضرع اليه ويتوكل عليه لكن قد يطيع امره وقد يعصيه وقد يعبده مع ذلك وقد يعبد الشيطان والاصنام
ومثل هذه العبودية لاتفرق بين اهل الجنة والنار ولا يصير بها الرجل مؤمنا كما قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون فإن المشركين كانوا يقرون ان الله خالقهم ورازقهم وهم يعبدون غيره قال تعالى ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله وقال تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل افلا تذكرون الى قوله قل فأنى تسحرون)) انتهى
والله اعلم
ـ[ابو عبد الرحمن المكي]ــــــــ[29 - 01 - 08, 10:42 ص]ـ
يجب ان نفرق ايها الاخوة بين ايمان المشركين بكون الله جل وعلا خالقا رازقا مدبرا وبين توحيد الربوبية الذي هو افراد الله تعالى بهذه الصفات وعلى هذه التفرقة تبنى الاجابة فالمشركون كما قال الشيخ محمد رحمه الله لم يعطوا توحيد الربوبية حقه فانكم ترون المشرك يجعل في الذي يشركه مع الله في توحيد الالهية صفات الله جل وعلا فاذا نظرنا الى المشركين رأيناهم يناجون آلهتهم ويدعون اولياءهم وان كانوا في بلاد متباعدة فتراهم قد يصيب احدهم الضر وهو في مكة ويدعو الحسين وهو يعلم ان قبره في العراق ولايشك للحظة انه يسمعه ويستطيع اجابته ولا يطرأ الرب جل جلاله على باله في تلك اللحظة اليس هذا شركا في الربوبية نتج عنه شرك في الالوهية فهم وان آمنوا ببعض افراد توحيد الربوبية كافرادهم الخلق لله جل وعلا الا انهم ليسو ا موحدين لله في الربوبية حق التوحيد لان ذلك يستلزم توحيد الالوهية لانه كيف يتصور عقلا ان شخصا آمن واستحضر ان الرب جل ان الله هو خالق الكون ومدبره وان كل من سواه مخلوق انما خلق وكبر واكل وشرب وتكلم بتدبير الله وتوفيقه وتيسيره ثم لا يستقر في نفسه ان الله هو من يدعى ومن يرجى ومن يعبد وانما لم يستجب المشركون لله ولرسوله بعد ما استبان لهم التوحيد بانواعه لامور اخرى قال تعالى [فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون] وقصة الوليد بن المغيرة التي ذكرها القرآن في سورة المدثر مشهورة لاتخفى هذا ما فهمته من التوحيد واذا كان في فهمي خلل فارجوا من الاخوة التصويب وجزاكم الله خيرا(46/282)
ما هو الصحيح في تفسير قوله تعالى وهم بها
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[22 - 01 - 08, 12:15 ص]ـ
بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اخواني في هذا المنتدى الطيب
أثناء قرائتي في كتب التفسير لاحظت الاختلاف الكبير في تفسير قصة يوسف عليه الصلاة والسلام وبعض الكتب تذكر ان يوسف جلس مجلس الخاتن بين رجليها هل هذا يصح عن رسول افيدونا بارك الله فيكم
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[22 - 01 - 08, 12:40 ص]ـ
وهل هذا الاثر صحيح
قال ابن عباس: حل الهميان (3) وجلس منها مجلس الخاتن، وعنه: استلقت على قفاها وقعد بين رجليها ينزع ثيابه.
وقال سعيد بن جبير: أطلق تكة سراويله.
وقال مجاهد: حل السراويل حتى بلغ الأليتين، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته.
قال ابن عباس: ولما قال: " ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب " [يوسف: 52] قال له جبريل: ولا حين هممت بها يا يوسف؟! فقال عند ذلك: " وما أبرئ نفسي " [يوسف: 53]
(3) الهيمان شداد السراويل.
القرطبي
وهذا فقط مثال من كتب التفسير
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[22 - 01 - 08, 07:30 ص]ـ
للرفع
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[23 - 01 - 08, 01:17 ص]ـ
تفضل http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109614&highlight=%E5%E3%CA+%E6%E5%E3+%C8%E5%C7
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[23 - 01 - 08, 08:17 ص]ـ
أخي ابراهيم الجزائري جزاك الله خيراً
ـ[ابو سعيد العلوي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 01:18 م]ـ
تنزيها لنبي الله يوسف عليه السلام
القول الحق هو: هم بها دفعا (عن نفسه)
وهمت به إمساكا (عندما فر هاربا)
ـ[الديولي]ــــــــ[29 - 01 - 08, 12:03 ص]ـ
السلام عليكم
عليك يا أخي مراجعة
تحفة الصَّديق في براءة الصِّديق للإمام أبي عبدالله البلنسي ت: 782
فموضوع الرسالة هو الذي سألت عنه
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[29 - 01 - 08, 08:10 ص]ـ
السلام عليكم
عليك يا أخي مراجعة
تحفة الصَّديق في براءة الصِّديق للإمام أبي عبدالله البلنسي ت: 782
فموضوع الرسالة هو الذي سألت عنه
جزاك الله خيراً
ـ[الديولي]ــــــــ[29 - 01 - 08, 01:35 م]ـ
السلام عليكم
توجد رسالة صغيرة في هذا الموضوع بعنوان:
تحفة الصَّديق في براءة الصِّديق، لأبي عبدالله البلنسي، ت: 782(46/283)
تعزير أو تأديب الزوجة بالمسواك!!!
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[22 - 01 - 08, 08:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
بعض الفقهاء يريد أن يقرب الصورة للعامة فيما يخص طريقة تأديب الزوجة أو تعزيرها بالضرب، فيقول على سبيل المثال تضرب بالمسواك كناية عن الرفق.
ويوجد شخص كلما سمع هذا الكلام قال:
" بعد أن أتزوج سأذهب إلى السوق وأشتري أكبر مسواك "
هل يجوز مثل هذا الكلام،علما بأنه يمزح؟
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[09 - 05 - 08, 06:21 ص]ـ
هل يجوز أن يمزح الإنسان في مثل هذه الأمور، لقد تعبت وأنا أنصح أحد الأقارب بالكف عن هذا الكلام، ولكنه يريد دليلا حتى يقتنع بالكف عن هذا الكلام، وأعجز عن ذلك، وأخاف عليه، أسأل الله تعالى أن يرزقه الزوجة الصالحة، فهل جانبت الصواب؟
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[09 - 05 - 08, 07:36 م]ـ
بغض النظر عن المسألة, ما وجه إدراج هذا الموضوع في منتدى "عقيدة أهل السنة والجماعة"؟!
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[09 - 05 - 08, 08:23 م]ـ
أخي الفاضل:
فهمي أرشدني إلى أن هذا القسم هو المكان المناسب لماذا؟
قال تعالى:
{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} (التوبة:65)
هل يدخل الموضوع السابق تحت ما أشارت إليه الآية؟
وبذلك أين يمكنني أن أضع هذا الموضوع إذا لم يكن هنا؟
والله أعلم وأحكم.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[10 - 05 - 08, 10:42 ص]ـ
أخي الفاضل أبو الأشبال عبد الجبار
لا أرى في كلام قريبكم أي تجاوز يؤدي إلى أن ننزل عليه أحكام هذه الآية الكريمة
هو لم يستهزيء بشعيرة السواك
بل كلامه من باب قول الفقهاء الذين قالوا أن الزوجة تؤدب بالسواك
و لم يقصد السواك بكلامه
بل قصد حكم الفقهاء في تأديب الزوجة .....
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[10 - 05 - 08, 07:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل فادي، وزادكم الله تعالى من فضله.(46/284)
بعض مظاهر الشرك في توحيد الإلهية.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 01 - 08, 02:29 م]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
فكنت قد ابتدأت شرح أصول الإيمان عند أهل السنة والجماعة للإخوة المصلين في المسجد الذي أؤم فيه، وبينت لهم أن أصول الإيمان عند أهل السنة ستة أصول وهي المذكورة في حديث جبريل الطويل، الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فتكلمت عن الإيمان بالله عزوجل، وهو الأصل الأصيل لهذه الست، وبينت أن الإيمان بالله لا يكون إلا بالإيمان بأربعة أشياء: بوجوده، وربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته، ثم شرحتها لهم، ووضحتها، ومن ضمنها توحيد الألوهية، فأسهبت الكلام فيه لأنه الأصل في بعثة الأنبياء والمرسلين، فكان أن تكلمت عن شيء من مظاهر الشرك في توحيد الألوهية، وإليكموها والله المستعان:
الدعاء و الاستغاثة:
* الدعاء:
الدعاء من أخص العبادات لله عز وجل، قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانى فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)، فلو جاز لأحد أن يدعو أحدا غير الله لبين الله ذلك في كتابه، ولأمر الله عز وجل أن يُدعا معه في كتابه الكريم، بل قال لك: إني قريب فاستجب لى وادعنى إن كنت مؤمنا؛
وقال تعالى (وقال ربكم ادعونى استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين).فانظر كيف سمى الله الدعاء عبادة (ادعونى .. عبادتي).
وقال تعالى: {{إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين , ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها , أم لهم أعين يبصرون بها ,أم لهم آذان يسمعون بها}}.
و قال تعالى: {{والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير , إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم و لو سمعوا ما استجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم , ولا ينبئك مثل خبير}}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة ". رواه الترمذي وصححه الألباني – رحمه الله تعالى -.
الدعاء لغة هو السؤال، و أقسام الدعاء: قسمان:
القسم الأول: دعاء الله عز وجل،
وهو نوعان:
الأول: دعاء عبادة وطلب:
وهو جميع العبادات من صلاة وصيام وحج وزكاة، فأنت تدعو الله بهذه العبادات بلسان الحال أن يتجاوز عنك، وأن يجيرك من النار، وأن يدخلك الجنة، فحقيقة الأمر أن المتعبد يرجو بلسان حاله رحمة الله ويخاف عقابه،
والثاني: دعاء عبادة ومسألة:
وهذا يكون بلسان المقال، فيسأل الله تعالى أن يجلب له النفع، ويدفع عنه الشر بلسانه، مثل: اللهم! اغفر لي يا غفور وهكذا.
القسم الثاني: دعاء غير الله عزوجل (المخلوق):
وهو قسمان:
القسم الأول: أن يكون في دعاء العبادة فهذا شرك مطلقا لا تفصيل فيه.
والقسم الثاني: أن يكون في دعاء المسألة:
وهذا أنواع:
1 - أن يكون دعاءً لمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، كإنزال المطر أو شفاء المريض، أو الإخبار عن المغيبات فهذا شرك أكبر.
2 - أن يكون دعاء لغائب غير حاضر فهذا أيضا شرك أكبر.
3 - أن يكون دعاء للأموات والمقبورين فهذا أيضا شرك أكبر، وهذان النوعان – أعني رقم2، ورقم 3 - شرك أكبر، لأنه ما دعاهما إلا وهو يعتقد أن لهما تصرفا في الكون.
4 - أن يدعو حيا حاضرا قادرا، فهذا جائز، قال النبي (وإذا دعاكم فأجيبوه)، وقال تعالى (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه).
والصحيح أن الدعاء قسمان، قسم يصحبه خوفٌ ووجلٌ ورغبةٌ ورهبةٌ وتعظيمٌ للمدعو، وهذا لا يجوز أن يصرف لغير الله لأن هذا النوع عبادة كما جاء في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه في سنن الترمذي وقال عنه حديث حسن، وجوّد إسناده الحافظ في (الفتح) وحسنه السخاوي كذلك، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدعاء هو العبادة) فيدخل في ذلك دعاء المسألة والطلب ودعاء الثناء والعبادة، فهذان القسمان اللذان ذُكرا سلفاً يدخلان في هذا النوع الذي يخالطه الرغبة والرهبة والرجاء والتعظيم للمدعو.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/285)
وأما النوع الثاني فهو من باب النداء والدعوة التي لا يصاحبها شيء من معاني القسم الأول لا رجاءً ولا خوفاً ولا تعظيماً للمدعو. وهذا وارد في لسان الشارع وهو جائز. ومثال ذلك ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في حقوق المسلم على أخيه (فإذا دعاك فأجبه) فالمقصود بالدعاء هنا المناداة والدعوة إلى وليمة ونحوها.
* الاستغاثة:
الاستغاثة فهي: طلب الغوث عند نزول شدة. هذا هو المعنى الذي قرره أئمة اللغة. قال ابن فارس (الغوث كلمة واحدة من الإغاثة وهي طلب النُصرة والإعانة عند الشدّة) فقيّد رحمه الله الأمر بنزول الشدائد، ومن ثم يعرف أن الاستغاثة أخص من الدعاء مطلقاً إذ إن الدعاء قد يكون عند نزول شدة وقد يكون في حال الرخاء، وهذا متعلق بدعاء المسألة لا بدعاء العبادة والثناء.
الشرط الأول فمتعلق بالشيء الذي يراد الاستغاثة منه، وهو ألاّ يكون من خصائص الله سبحانه وتعالى، وأن يقدر عليه جنس بني آدم.
• وأما الشرط الثاني فمتعلق بالمستغاث به، وفيه أمران:ــ
ـ الأول: أن يكون حياً.
ـ والثاني: أن يكون حاضراً.
فإذا توفر هذان الشرطان صح الدعاء و الاستعاذة و الاستغاثة بغير الله، وجاز أن يستغيث مخلوق بمخلوق مثله، وإما إن انتفت هذه الشروط أو بعضها فإن الدعاء والاستعاذة و الاستغاثة تكون شركية.
*التوكل:
التوكل على الشيء الاعتماد عليه؛ والتوكل على الله تعالى: هو صدق الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به، وفعل الأسباب النافعة التي جعلها الله تعالى أسبابا.
وهو من تمام الإيمان وعلاماته لقوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (المائدة: الآية23).
وإذا صدق العبد في اعتماده على الله تعالى، كفاه الله تعالى ما أهمه لقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (الطلاق: الآية3)، أي: كافيه، ثم طمأن المتوكل بقوله: {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} {الطلاق: الآية3}، فلا يعجزه شيء أراده.
فالتوكل عبادة جليلة من العبادات التي يجب ألا توجه ولا تصرف إلا لله عز وجل
وإنما مثل التوكل والعبادة كمثل الرأس والجسد، فلا تقوم العبادة إلا على ساقين، والساقان هما: التوكل.
ذكر ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه (طريق الهجرتين) و (المدارج) عن أحمد رحمه الله أنه قال: " التوكل هو العبادة ".
قال تعالى: {وعلى الله فليتوكل المؤمنون} وقال تعالى: {وعلى الله فليتوكل المتوكلون} وقال تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} وقال تعالى: {فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين} أي غير المؤمنين وغير المسلمين يتوكلون على غير الله؛ أو من توكل على غير الله فليس بمؤمن ولا مسلم، وقال تعالى {وإذا عزمت فتوكل على الله}، وقال تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} إذا الذي يموت لا تتوكل عليه؛ وقال تعالى: {وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين} يعني لا تتوكل على الذي لا يراك لأنه إن كان لا يراك فجدير ألا يعينك ولا ينفعك، ولا تتوكل على الضعيف الذي يغالب ويمرض ويقتل ويموت؛ وجزما أنت تتفق معي أن الذي يتوكل على غير الله فهو مشرك أليس كذلك؟ إذاً ما تقول فيمن يتوكل علي (علي) رضي الله عنه؟! ستقول لي: كيف يتوكل على (علي)؟!! أقول لك: أنت ركبت السيارة وقلت حينما ركبت: (يا الله):ماذا تريد من الله؟ حتما ستقول: أريد أن يحفظني من الشرور وغوائل الطريق والحوادث وأن يعينني على سفري؛ طيب ركبت السيارة وقلت حينما ركبت: (يا علي) ماذا تريد من علي رضي الله عنه؟! فأنت حينئذ ستقول: لي أحد ثلاثة احتمالات: الاحتمال الأول/ أن تقول واسطة وشفاعة بينك وبين الله وبالتالي تكون قد شابهت المشركين الذين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الذين قال الله فيهم (ويعبدون من دون الله مالا يضرهم و لا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لايعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون) يونس (18) فهل الإله؛ الله تبارك وتعالى يحتاج إلى من يعلمه بما لا يعلم في السماء أوفي الأرض حتى يشبهه بملوك الأرض الذي يحتاجون الحاجب والجاسوس ليعلمهم بأخبار ما خلف باب قصرهم؟!! وقال الله تبارك وتعالى (ألا لله الدين الخالص؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/286)
والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لايهدي من هو كاذب كفار) الزمر (3) 0 وتأمل
قوله تعالى (أولياء) في الآية 0فلا فرق بين أولئك وهؤلاء في الاعتقاد بالأولياء من هذا الجانب 0
الاحتمال الثاني/ أن تقول إنما هو لغو وعبث وهذا بعيد أي إنك لن تقول هذا الاحتمال؛ لأن العبث واللغو الدائم لايصدر من عاقل وإنما يصدر من سفيه أو مجنون؛ وهذا كما لايخفى عليك يقول فيه عليه الصلاة والسلام: (رفع القلم عن ثلاثة .. وعن المجنون حتى يفيق) 0
الاحتمال الثالث/ أن تقول هذا يصدر من الجهال؟ فنقول لك لقد سمعنا هذا يصدر من متعلمي الشيعة ومن علمائهم فلا داعي لهذا العذر؛ ثم كم عدد هؤلاء الجهال؟!! إنهم ملايين!! والتوحيد هل جاء لأفراد قليلين؛ أم جاء للعالمين؟!! فتأمل ولا تتعجل.
واعلم أن التوكل أنواع:
الأول: التوكل على الله تعالى وهو من تمام الإيمان وعلامات صدقه.
وهو واجب لا يتم الإيمان إلا به وسبق دليله.
الثاني: توكل السر بأن يعتمد على ميت في جلب منفعة، أو دفع مضرة فهذا شرك أكبر؛ لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفاً سرياً في الكون، ولا فرق بين أن يكون نبياً، أو ولياً، أو طاغوتاً عدوا لله تعالى.
الثالث: التوكل على الغير فيما يتصرف فيه الغير مع الشعور بعلو مرتبته وانحطاط مرتبة المتوكل عنه مثل أن يعتمد عليه في حصول المعاش ونحوه فهذا نوع من الشرك الأصغر لقوة تعلق القلب به والإعتماد عليه. أما لو اعتمد عليه على أنه سبب وأن الله تعالى هو الذي قدر ذلك على يده فإن ذلك لا بأس به، إذا كان للمتوكل عليه أثر صحيح في حصوله.
الرابع: التوكل على الغير فيما يتصرف فيه المتوكل بحيث ينيب غيره في أمر تجوز فيه النيابة فهذا لا بأس به بدلالة الكتاب، والسنة، والإجماع فقد قال يعقوب لبنيه: {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ} (يوسف: الآية87) ووكل النبي صلى الله عليه وسلم،على الصدقة عمالاً وحفاظاً، ووكل في إثبات الحدود وإقامتها، ووكل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هديه في حجة الوداع أن يتصدق بجلودها وجلالها، وأن ينحر ما بقى من المئة بعد أن نحر صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثاً وستين. وأما الإجماع على جواز ذلك فمعلوم من حيث الجملة.
· الذبح:
· الذبح لغير الله تعالى شرك أكبر، لأن الذبح تقرباً عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك أكبر، قال تعالى {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له}. [نُسكي] قال السدي، وابن جبير، والضحاك: (نُسكي: ذبحي).
وقال تعالى: {فصلِّ لربك وانحر} الفاء سببية،لأن الله لما أعطى رسوله الكوثر أمره بشكره سبحانه. فكانت العطية سبباً في الشكر، وكان الشكر إخلاصاً في الصلاة والنحر.
قوله {وانحر} أي: اذبح نسكك. قاله قتادة وعطاء وعكرمة. قال ابن تيمية رحمه الله في (المجموع) ما حاصله أنه (أُمر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هذه السورة ـ يعني سورة الكوثر ـ بأجلّ القُرَب إلى الله، إذ الصلاة: أجلّ العبادات البدنية، والنحر أجلّ العبادات المالية).
وفي صحيح مسلم:
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله بأربع كلمات (لعن الله من ذبح لغير الله …) الحديثَ.
· ومثال الذبح لغير الله: الذبح لصنم أو وثن، أو قبر، أو ولي، أو غير ذلك من المخلوقات، سواءً أكان المذبوح عظيماً كالإبل، أم كان حقيراً كالذباب.
· و الذبح هو في الأصل: الشق أو ما دل عليه، قاله ابن فارس وغيره، والمقصود إزهاق روحٍ وإهراق دمٍ، سواءً أكان ذبحاً أم نحراً.
· واعلم رحمك الله أن الذبح ـ من حيث التقرب وعدمه ـ قسمان:ـ
· الأول: ما أريد به التقرب إلى الله، الذبح لله عزوجل،
وهذا يشترط فيه شرطان:
· الأول: أن يقصد به وجه الله لا غير، لأنه بنية التقرب عبادة.
· الثاني: أن تكون صفة الذبح شرعية، وفق أمر الله ورسوله ?.
وهذا من تمام التوحيد، فهو من توحيد الله عزوجل وعبادة لله تبارك وتعالى فيه النصوص السابقة، وهذا لابد من إفراد الله به، وصرفه لغير الله شرك.
· الثاني: الذبح لغير الله تعالى:
· وهذا نوعان:
الأول: ذبح عادة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/287)
و هذا النوع يراد به اللحم والأكل، كأن يحتاج رجل إلى اللحم فيذبح شاة ليأكل منها مثلاً، فهذا مباح، وتجري فيه الأحكام الخمسة، بحسب قصد الذابح، فإن قصد به إكرام اضيف فهو قربة مستحبة، وإن قصد به النفقة على العيال فهو واجب، وإن قصد الرياء والسمعة فهو حرام، وهذا القسم يشترط فيه أن يكون الذبح على صفة شرعية، ولعله من المناسب هنا أن نبين الصفة الشرعية للذبح، فنقول إن الصفة الشرعية للذبح يكتنفها جملة شروط، منها ما يرجع إلى الذابح (الفاعل للذبح)، ومنها ما يرجع إلى آلة الذبح، ومنها ما يرجع إلى صفة الذبح. فأما ما يرجع إلى الذابح فشرطان:ــ
· ـ الأول: التمييز والعقل، قال ابن قدامة في (المغني): " بلا خلاف نعلمه ".
· ـ الثاني: أن يكون مسلماً أو كتابياً ـ يهودياً أو نصرانياً ـ فأما حل ذبيحة أهل الكتاب فلقوله تعالى: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حلٌ لكم}، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (طعامهم: ذبائحهم) وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (لم يختلف السلف أن المراد بذلك الذبائح) ا. هـ.
· وأما ما يرجع إلى آلة الذبح فشرطان:ــ
· ـ الأول: كونها حادة، تنهر الدم بحدها لا بثقلها.
· ـ والثاني: كونها غير سن ولا ظفر.
· ودليل هذين الشرطين ما رواه الشيخان من حديث ابن خَدِيج أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال (ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ما لم يكن سناً أو ظفراً، وسأحدثكم عن ذلك، أما السن فعظم، وأما الظفر فمدي الحبشة).
· وأما ما يتعلق بصفة الذبح فشرطان:ــ
· ـ الأول: ذكر اسم الله على الذبيحة، لقوله تعالى: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه}، ولحديث ابن خديج السابق.
· ـ الثاني: قطع الودجين – وهما الوريدان الغليظان اللذان على جانبي صفحتي العنق، وهما مجرى الدم، وقطع الودجين شرط إجزاء وصحة لحل الذبيحة.
ومن الكمال الواجب في الذكاة قطع المريء (وهو مجرى الطعام والشراب)، والحلقوم (وهو مجرى التنفس) لأن قطعها فيه إنهار للدم، وإزهاق للنفس، وإراحة للذبيحة، وهذا هو المقصود من حقيقة من الذبح.
· النوع الثاني: الذبح لغير الله تقربا، أي: يرجو نفعا، أو دفع ضر، كالذبح للجن تقربا إليهم أو تخلصا من شرهم، أو لكي يساعدونه فهذا النوع من الشرك الأكبر المخرج الملة عياذا بالله تعالى.، ومثله من يذبح عند عتبة بيته الجديد دفعا لأذى الجن وضررهم، فهذا من الشرك الأكبر.وكذا من يذبح عند بئر.
ومن الشرك الأكبر الذبح للسلطان عند طلعته ثم تترك هذه الذبائح، أما أن تذبح وتطبخ ويضيف بها فهذا جائز.
ومن الشرك الأكبر الذبح للأولياء والمشاهد والأضرحة وأصحاب القبور.
· النذر.
النذر عبادة عظيمة من العبادات التي لا يجوز صرفها لغير الله عزوجل، وصرفها لغير الله عزوجل شرك أكبر – عياذا بالله تعالى -، والدليل على أن النذر عبادة من الكتاب والسنة، من الكتاب: قوله تعالى: {يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً}،
وجه الدلالة من الآية أن الله أثنى عليهم لإيفائهم النذر وهذا يدل على أن الله يحب ذلك، وكل محبوب لله من الأعمال فهو عبادة. ويؤيد ذلك قوله: {وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً}.
ومن القرآن أيضا قوله تعالى: {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه}.
تعليق الشيء بعلم الله دليل على أنه محل جزاء، إذ لا نعلم فائدة لهذا الإخبار بالعلم إلا لترتب الجزاء عليه، وترتب الجزاء عليه يدل على أنه من العبادة التي يجازى الإنسان عليها.
ومن أدلة القرآن: قوله تعالى: {وليوفوا نذورهم}، {وليوفوا نذورهم} أمر، والأمر بوفائه يدل على أنه عبادة، لأن العبادة ما أمر به شرعاً.
ومن السنة ما جاء في الصحيح – البخاري - عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من نذر أن يطيع الله، فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله، فلا يعصه".
النذر في اللغة: الإلزام والعهد.
واصطلاحاً: إلزام المكلف نفسه شيئاً لله عزوجل.
.*أقسام النذر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/288)
· الأول: النذر لغير الله، وهذا شرك أكبر مخرج عن الملة، لأن النذر عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك أكبر مثاله:كأن يقول: للولي الفلاني علَيّ نذر أن أذبح ذبيحة مثلا أو أن أمشي إليه أو أبيت عند قبره كذا وكذا من الليالي، كأن يقول: علي نذر لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن أذبح له خروفا مثلا، وهكذا.
· الثاني: النذر لله عزوجل، وهذا عبادة، وهو أنواع:
الأول: ما يجب الوفاء به، وهو نذر الطاعة، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من نذر أن يطيع الله، فليطعه".
وهو قسمان:
الأول: نذر طاعة لله عز وجل خالص محض غير معلق بشيء. غير معلق بشرط، يلزم نفسه بطاعة ابتداء دون مشارطة.
والثاني: نذر طاعة معلق بشرط، بحصول مرغوب، أو دفع مرهوب وهذا يسمى نذر المجازاة أو نذر المعاوضة، أو نذر التعليق مثاله: إن نجحت فلله علي أن أصوم كذا وكذا.
وهذا النوع بنوعيه يجب الوفاء به، ولكن اختلف العلماء في ابتدائه، فجمهور أهل العلم أن ابتداء النذر بنوعيه مكروه، بل ذهب شيخ الإسلام إلى أن ابتداءه حرام، واستدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: [إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل].
والقول الثاني وهو الصحيح أن المكروه أو الحرام هو فقط النذر المعلق بشرط؛ وهو اختيار الصنعاني والشنقيطي بدليل ما جاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: [لا تنذروا فإن النذر لا يأتي من القدر بشيء]، وفي رواية لمسلم [إن النذر لا يقرب من ابن آدم شيئا لم يكن الله قدره له، ولكن النذر يوافق القدر فيخرج بذلك من البخيل ما لم يكن البخيل يريد أن يخرج]. فهذه الرواية ظاهرة في أن المراد بالنذر المنهي عنه هو النذر الذي يريد العبد به أن ينفع نفسه بجلب نفع أو دفع ضر.
أما النذر الذي لا مشارطة فيه بل هو على وجه التقرب الخالص المحض فهذا مستحب ابتداؤه.
الثاني: ما يحرم الوفاء به، وهو نذر المعصية، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه"، وقوله: "فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله".
الثالث: ما يجري مجرى اليمين، وهو نذر المباح، فيخير بين فعله وكفارة اليمين، مثل لو نذر أن يلبس هذا الثوب، فإن شاء لبسه وإن شاء لم يلبسه، وكفر كفارة يمين.
الرابع: نذر اللجاج والغضب، وسمي بهذا الاسم، لأن اللجاج والغضب يحملان عليه غالباً، وليس بلازم أن يكون هناك لجاج وغضب، وهو الذي يقصد به معنى اليمين، الحث، أو المنع، أو التصديق، أو التكذيب.
مثل لو قال: حصل اليوم كذا وكذا، فقال الآخر: لم يحصل، فقال: إن كان حاصلاً، فعلي لله نذر أن أصوم سنة، فالغرض من هذا النذر التكذيب، فإذا تبين أنه حاصل، فالناذر مخير بين أن يصوم سنة، وبين أن يكفر كفارة يمين، لأنه إن صام فقد وفى بنذره، وإن لم يصم حنث، والحانث في اليمين يكفر كفارة يمين.
الخامس: نذر المكروه، فيكره الوفاء به، وعليه كفارة يمين.
السادس: النذر المطلق، وهو الذي ذكر فيه صيغة النذر، مثل أن يقول: لله علي نذر، فهذا كفارته كفارة يمين كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كفارة النذر إذا لم يسم كفارة يمين".رواه الترمذي وصححه وابن ماجة، وضعفه الألباني في " الإرواء".
· المحبة والخوف والرجاء:
وهذه أركان العبادة، وبعضهم يقول: أركان العبادة القلبية، واجتماعها في قلب العبد لشيء ما فهذا دليل على أنه يعبد هذا الشيء، ولذلك لو تأملت حال القبوريين والوثنيين عند أوثانهم، تجدهم عند هذا الولي أو المقبور أو الصنم في منتهى الذل والخوف له، وفي منتهى المحبة له، وفي منتهى الرجاء له في توقع حصول المراد، وهذه هي أركان العبادة التي لا تجوز إلا لله وحده لا شريك له. وقد اجتمعت في قوله تعالى: ?أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا? الحب في قوله ?يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ? أي: لحبهم له -سبحانه وتعالى- ويرجون رحمته هذا الركن الثاني، ويخافون عذابه الركن الثالث، وهذه الأركان الثلاثة هي أركان التعبد القلبية، بمعنى أي عبادة تتقرب بها إلى الله -سبحانه وتعالى- لابد أن تكون قائمة على هذه الأركان الثلاثة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/289)
تعبد الله لأنك تحبه وترجو رحمته وتخاف عذابه.
أولها المحبة:
عبادة عظيمة من العبادات، وهي تلك المحبة التي تقوم على منتهى التعظيم والتذلل لله عزوجل، وتفوق كل المحاب، والدليل على أن المحبة عبادة لله عز وجل قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين} [التوبة: 24].
فأصل الأعمال كلها هو المحبة، فالإنسان لا يعمل إلا لما يحب، إما لجلب منفعة، أو لدفع مضرة، فإذا عمل شيئاً، فلأنه يحبه إما لذاته كالطعام: أو لغيره كالدواء.
وعبادة الله مبنية على المحبة، بل هي حقيقة العبادة، إذ لو تعبدت بدون محبة صارت عبادتك قشراً لا روح فيها، فإذا كان الإنسان في قلبه محبة لله وللوصول إلى جنته، فسوف يسلك الطريق الموصل إلى ذلك.
ولهذا لما أحب المشركون آلهتهم توصلت بهم هذه المحبة إلى أن عبدوها من دون الله أو مع الله.
قال تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ... } [البقرة: 165].
وهذه الآية من الأدلة على أن المحبة عبادة لا يشرك فيها مع الله عز وجل،
واختلف المفسرون في قوله: {كحب الله} على قولين:
القول الأول: يجعلون محبة الأصنام مساوية لمحبة الله، فيكون في قلوبهم محبة لله ومحبة للأصنام، ويجعلون محبة الأصنام كمحبة الله، فيكون المصدر مضافاً إلى مفعوله، أي يحبون الأصنام كحبهم لله.
وهذا القول هو قول أكثر السلف والمفسرين، وهو اختيار ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، واختاره الشيخ ابن عثيمين.
والقول الثاني: يحبون هذه الأصنام محبة شديدة كمحبة المؤمنين لله. وقال بهذا جماعة من المفسرين.
وسياق هذه الآية يؤيد القول الأول.
بدليل: {والذين آمنوا أشد حباً لله}، فهذه صيغة تفضيل، والأصل في صيغة التفضيل اشتراك كل من الفاضل والمفضول في قدر مشترك، وهو هنا محبة الله عزوجل.
ويعضد هذا أنه قد دل الكتاب والسنة على أن المشركين كانوا يعرفون الله تعالى، وأنهم يثبتون أنه سبحانه تعالى هو الصانع والخالق لهذا الكون، بل كانوا يعبدون الله بعض العبادات، قال تعالى: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين، فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون}، و كانوا يقولون في تلبيتهم: " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك!! " رواه البزار بسند حسن.
والمحبة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: محبة الله، وهذه هي محبة العبادة، وهي التي توجب التذلل والتعظيم، وأن يقوم بقلب الإنسان من إجلال المحبوب وتعظيمه ما يقتضي أن يمتثل أمره ويجتنب نهيه، وهذه خاصة بالله، فمن أحب مع الله غيره محبة عبادة، فهو مشرك شركاً أكبر، ويعبر العلماء عنها بالمحبة الخاصة.
القسم الثاني: محبة غير الله، وهذه قسمان:
مباح وغير مباح:
أما غير المباح فنوعان:
النوع الأول: المحبة الشركية، وهو أن يحب غير الله كحب الله أو أشد، ومضت فيها النصوص. وهي المحبة التي توفرت فيها أركان العبادة القلبية كما أسلفنا.
النوع الثاني: المحبة المحرمة: وهي المحبة التي تدفعك إلى فعل المحرم أو ترك الواجب، كشراء الدشوش محبة للزوجة والأولاد، أو كأن يترك الأب أو الولي ابنته أو موليته البالغة تلبس ما شاءت من اللباس لأنه يحبها، أو كمن يحلق لحيته حبا لزوجته!
وأما المباح فأربعة أنواع:
النوع الأول: المحبة لله وفي الله، وذلك بأن يكون الجالب لها محبة الله، أى: كون الشيء محبوباً لله تعالى من أشخاص، كالأنبياء، والرسل، والصديقين، والشهداء، والصالحين.
أو أعمال، كالصلاة، والزكاة، وأعمال الخير، أو غير ذلك.
وهذا النوع تابع للقسم الأول الذي هو محبة الله.
النوع الثاني: محبة إشفاق ورحمة، وذلك كمحبة الولد. والصغار، والضعفاء، والمرضى.
النوع الثالث: محبة إجلال وتعظيم لا عبادة، كمحبة الإنسان لوالده، ولمعلمه، ولكبير من أهل الخير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/290)
النوع الرابع: محبة طبيعية، التي لا يؤثرها المرء على محبة الله، فهذه لا تنافي محبة الله، كمحبة الزوجة، والولد، والمال، والطعام، والشراب، والملبس، والمركب، والمسكن.
ولهذا لما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - - كما في الصحيحين -: من أحب الناس إليك؟ قال: "عائشة". قيل: فمن الرجال؟ قال: "أبوها".
وأشرف هذه الأنواع القسم الأول.
و قسم المباح، إذا اقترن به ما يقتضى التعبد صار عبادة، فالإنسان يحب والده محبة إجلال وتعظيم، وإذا اقترن بها أن يتعبد لله بهذا الحب من أجل أن يقوم ببر والده صارت عبادة وكذلك يحب ولده محبة شفقة، وإذا اقترن بها ما يقتضي أن يقوم بأمر الله بإصلاح هذا الولد صارت عبادة.
وكذلك المحبة الطبيعية، كالأكل والشرب والملبس والمسكن إذا قصد بها الاستعانة على عبادة صارت عبادة، ولهذا " حبب للنبي - صلى الله عليه وسلم - النساء والطيب "، فحبب إليه النساء، لأن ذلك مقتضى الطبيعة ولما يترتب عليه من المصالح العظيمة، وحبب إليه الطيب، لأنه ينشط النفس ويريحها ويشرح الصدر، ولأن الطيبات للطيبين، والله طيب لا يقبل إلا طيباً.
... فهذه الأشياء إذا اتخذها الإنسان بقصد العبادة صارت عبادة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى "
ثانيا: الخوف:
الخوف عبادة عظيمة من العبادات، والدليل على أنه عبادة: قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه، فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، (آل عمران: الآية175).
قرأ ابن مسعود هذه الآية (يخوفكم أولياءه) لذا يقول ابن القيم رحمه الله (جميع المفسرين على أن معنى (يخوف أولياءه) أي: يخوفكم بأوليائه). لذلك جاء عن قتادة رحمه الله أنه قال: (إنما يحصل ذلك بتعظيم أولياء الشيطان في قلوبهم حتى يخافونهم).
فالله سبحانه وتعالى نهى عن خوف أولياء الشيطان وأمر بخوفه وحده.
وقوله {إن كنتم مؤمنين} هذا التعليق من جنس تعليق الشرط على جزائه، فإن كنتم حقاً مؤمنين فلا تخافوا إلا الله ولا تخشوا إلا الله سبحانه وتعالى.
ومن الأدلة قوله?إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ?.وهذا نفي واستثناء، و مجيء أداة الاستثناء بعد النفي يدل على الحصر والقصر، فإذن الآية دالة بظهور على أن الخشية يجب أن تكون في الله، وأن الله أثنى على أولئك بأنهم جعلوا خشيتهم في الله وحده دون ما سواه، والخشية أخصّ من الخوف.
قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – في كتابيه: (مدارج السالكين) و (طريق الهجرتين) عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال: (الخوف من الله هو عمل القلب).
والخوف ينقسم إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: خوف العبادة: والتذلل والتعظيم والخضوع، وهو ما يسمى بخوف السر.
وهذا لا يصلح إلا لله – سبحانه -، فمن أشرك فيه مع الله غيره؛ فهو مشرك شركاً أكبر، وذلك مثل: مَن يخاف من الأصنام أو الأموات، أو من يزعمونهم أولياء ويعتقدون نفعهم وضرهم؛ كما يفعله بعض عباد القبور: يخاف من صاحب القبر أكثر مما يخاف الله. وهذا هو القسم الثاني:
القسم الثاني: الخوف الشركي: وهو خوف السر؛ والخوف الذي يجب إفراد الله جل وعلا به، ومن لم يفرد الله جل وعلا به فهو مشرك كافر هو نوع من أنواع الخوف وليس كل أنواع الخوف وهو خوف السر؛ وهو أن يخاف غير الله جل وعلا بما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا، وهو المسمى عند العلماء خوف السر؛ وهو أن يخاف أن يصيبه هذا المخوف منه، أن يصيبه ذلك الشيء بشيء في نفسه-يعني في نفس ذلك الخائف- كما يصيبه الله جل وعلا بأنواع المصائب من غير أسباب ظاهرة ولا شيء يمكن الاحتراز منه، فإن الله جل وعلا له الملكوت كله، وله الملك وهو على كل شيء قدير، بيده تصريف الأمر، يرسل ما يشاء من الخير، و يمسك ما يشاء من الخير، يرسل المصائب، وكل ذلك دون أسباب يعلمها العبد، وقد يكون لبعضها أسباب، لكن هو في الجملة من دون أسباب يمكن للعبد أن يعلمها, يموت هذا، ينقضي عمر ذاك، هذا يموت صغيرا، ذاك يموت كبيرا, هذا يأتيه مرض، وذاك يصيبه بلاء في ماله ونحو ذلك، الذي يفعل هذه الأشياء هو الله جل وعلا،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/291)
فيُخاف من الله جل وعلا خوف السر أن يصيب العبد بشيء من العذاب في الدنيا أو في الآخرة، المشركون يخافون آلهتهم خوف السر؛ أن يصيبهم ذلك الإله، ذلك السيد، ذلك الولي، أن يصيبهم بشيء كما يصيبهم الله جل وعلا بالأشياء، فيقع في قلوبهم الخوف من تلك الآلهة من جنس الخوف الذي يكون من الله جل وعلا، يوضح ذلك أن عُبَّاد القبور وعباد الأضرحة وعباد الأولياء يخافون أشد الخوف من الولي أن يصيبهم بشيء إذا تُنُقِّص الولي، أو إذا لم يُقَم بحقه.
قال الشيخ صالح آل الشيخ في " شرح الأصول الثلاثة ": [حُكِيَ لي في ذلك حكاية من أحد طلبة العلم، أنه كان مجتازا مرة مع سائق سيارة أجرة ببلدة (طنطة) المعروفة في مصر التي فيها قبر البدوي؛ والبدوي عندهم معظم، وله من الأوصاف ما لله جل وعلا؛ يعني يعطونه من الأوصاف بعض ما لله جل وعلا، هم اجتازوا بالبلدة فأتى صغير -متوسط في السن- يسأل هذا؛ يسأله صَدقة، فأعطاه شيئا، فحلف له بالبدوي أن يعطيه أكثر، وكان من العادة عندهم أنه من حلف له مثل ذلك فلا يمكن أن يرد، فلا بد أن يعطي؛ لأنه يخاف أن لا يقيم لذلك الولي حقه، فقال هذا -وهو من طلبة العلم والمتحققين بالتوحيد- فقال: هات ما أعطيتك. فظن ذلك أنه يريد أن يعطيه زيادة, فأخذ ما أعطاه وقال: لأنك أقسمت بالبدوي فلن أعطيك شيئا، لأن القسم بغير الله شرك.
هذا مثال للتوضيح ليس من باب القصص لكنه يُوضِح المراد من خوف السر وضوحا تاما.
سائق الأجرة علاهُ الخوف في وجهه، ومضى سائقا وهو يقول: أُسْتُر أُسْتُر، أُسْتُر أُسْتُر. فسأله ذاك قال: تخاطب من؟ قال: أنت أهنت البدوي، وأنا أخاطبه -أي أدعوه- بأن يستر، فإننا نستحق مصيبة، وسيرسل علينا البدوي مصيبة؛ لأننا أهناه. وكان في قلبه خوف بحيث أنه مشوا أكثر من مئة كيلو ولم يتكلم إلا باستر، استر. يقول فلما وصلنا سالمين معافين توجهت له فقلت: يا فلان أين ما زعمت؟ وأين ما ذكرت من أن هذا الإله الذي تألهونه أنه سيفعل ويفعل؟ فتنفس الصعداء وقال: أصل السيد البدوي حليم!!!
هذه الحالة هي حالة تعلق القلب بغير الله، الذي يكون عند الخرافيين، خوف من غير الله خوف السر، البدوي ميت في قبره، يخشى أن يرسل إليه أحد يقسمه، أو مصيبة في سيارته أو في نفسه، هذا هو خوف السر، وهذا هو الذي جاء في مثل قول الله جل وعلا ?وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ? [الأنعام:81] , قال (وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ) لأنهم يخافون آلهتهم هذا النوع من الخوف، لهذا تجد قلوبهم معلقة بآلهتهم لأنهم يخافونهم خوف السر، وقال جل وعلا مخبرا عن قول قوم هود حيث قالوا لهود ?إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ? [هود:54]، فهم خافوا الآلهة، عندهم أن الآلهة تصيب بسوء، وكان الواجب على حد زعمهم أن يخاف هذا من الآلهة أن تصيبه بسوء، فقالوا له (إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ) يعني بمصيبة في نفسك اختل عقلك، أو اختلت جوارحك أو نحو ذلك، هذا النوع من الخوف هو الذي إذا صرف لغير الله جل وعلا فهو شرك أكبر].انتهى كلامه - حفظه الله تعالى -.
فالخوف بهذا المعنى من العبادات العظيمة التي يجب أن يُفرد الله بها.
القسم الثالث: الخوف المحرم: وهو أن يخاف من مخلوق بامتثال واجب أو البعد عن محرم مما أوجبه الله أو حرمه، يخاف من مخلوق في أداء فرض من فرائض الله، يخاف من مخلوق في أداء واجب من الواجبات؛ لا يصلي خوفا من مخلوق، لا يحضر الجماعة خوفا من ذم المخلوق له أو استنقاصه له، فهذا محرم، قال بعض العلماء: وهذا من أنواع الشرك الأصغر. يترك الأمر والنهي الواجب بشرطه خوفا من ذم الناس أو من ترك مدحهم له أومن وصمهم بأشياء، فهذا خوف رجع على الخائف بترك أمر الله, وهذا محرم؛ لأن الوسيلة إلى المحرم محرمة. مثاله: أن يحلق لحيته أو لا يقصر ثوبه خوفا من انتقادات الناس، ومن أمثلته أيضا أن يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حماية لعرضه من الناس أو خوف انتقاد الناس!! وهذا القسم منتشر بين الناس للأسف الشديد، خاصة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/292)
القسم الرابع: الخوف الطبيعي المأذون به أو الجبلي: كالخوف من عدو أو خوف من سَبُع, أو خوف من نار، أو خوف من مؤذي ومهلك ونحو ذلك، فهذا في الأصل مباح لقوله تعالى عن موسى: {فخرج منها خائفاً يترقب}، وقوله عنه أيضاً: {رب إني قتلت منهم نفساً فأخاف أن يقتلون}، لكن إن حمل على ترك واجب أو فعل محرم؛ أصبح من القسم الثالث الذي هو الخوف المحرم، وإن استلزم شيئاَ مباحاً كان مباحاً، فمثلاً من خاف من شيء لا يؤثر عليه وحمله هذا الخوف على ترك صلاة الجماعة مع وجوبها؛ فهذا الخوف محرم، والواجب عليه أن لا يتأثر به.
وإن هدده إنسان على فعل محرم، فخافه وهو لا يستطيع أن ينفذ ما هدده به، فهذا خوف محرم لأنه يؤدي إلى فعل محرم بلا عذر، وإن رأى ناراً ثم هرب منها ونجا بنفسه؛ فهذا خوف مباح، وقد يكون واجباً إذا كان يتوصل به إلى إنقاذ نفسه.
وهناك ما يسمى بالوهم وليس بخوف، مثل أن يرى ظل شجرة تهتز فيظن أن هذا عدو يتهدده، فهذا لا ينبغي للمؤمن أن يكون كذلك، بل يطارد هذه الأوهام لأنه حقيقة لها، وإذا لم تطاردها؛ فإنها تهلكك.
· ثالثا: الرجاء:
الرجاء عبادة عظيمة من العبادات، والدليل على أنها عبادة قوله تعالى ?فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا? [الكهف:110].
والرجاء عبادة قلبية يجب أن يفرد الله بها، حقيقتها الطمع بالحصول على شيء مرجو, الرغبة بالحصول على شيء، يرجو أن يحصل على هذا الشيء.
لكن هل كل رجاء لغير الله شرك؟
الجواب:
الرجاء أقسام:
الأول: رجاء الله سبحانه وتعالى في أمورك كلها فهذا عبادة، وتوحيد، ومدح الله قائله كما في الآية السابقة.
الثاني: رجاء المخلوق، وهذا أنواع:
الأول: أن يطمع في شيء لا يملكه إلا الله جل وعلا، أن يطمع في شفائه من مرض، يرجو أن يشفى، يرجو أن يدخل الجنة وينجو من النار، يرجو أن لا يصاب بمصيبة ونحو ذلك، يرجو نزول المطر، يرجو التوفيق في الحياة، هذه أنواع من الرجاء، لا يمكن أن تُرجى وتُطلب وتُؤمل إلا من الله جل وعلا، وهذا هو معنى رجاء العبادة. هذا النوع صرفه لغير الله عزوجل شرك أكبر، وضابطه أن يرجو مخلوقا في شيء لا يقدر عليه إلا الله عزوجل، كمن يرجو أن ينجحه البدوي في الاختبار، أو يرجو أن ينصره علي بن أبي طالب بعد موته.
الثاني: أن يرجو المخلوق في شيء يقدر عليه ويملكه، ولكنه يعلق قلبه على هذا المخلوق، وينصرف إليه القلب انصرافا تاما، فيعتمد على هذا السبب اعتمادا كليا فهذا من الشرك الأصغر، مثل أن تعتمد عليه أن يعطيك مالاً، فأنت واثق بأن يعطيك، أو أن تطمع في مهارة الطبيب، فتثق بحصول الشفاء وهذا من الشرك الأصغر.
ويدخل في هذا النوع أن يطمع ويتوقع ويرجو الشفاء والخير من الله لكن بوسيلة محرمة كمن لبس حلقة أو خيط على أن تكون سبباً للشفاء أو فعل ما يسمى بالشبكة يطمع من الله أن تكون سبب الألفة والاشتباك بين الزوج والزوجة، وهذا من الشرك الأصغر كما في حديث عقبه بن عامر مرفوعاً [من تعلق تميمة فقد أشرك].
النوع الثالث: أن يرجو المخلوق في شيء يقدر عليه، ويملكه لكنه لا يعلق قلبه بالمخلوق، بل يجعله سببا، ويعتمد على الله عز وجل، ويعلم أن ما قدره كان وما لم يقدره لم يكن، وهذا هو الرجاء الطبيعي مثاله أن يقول: أرجو أن تحضر لأنه يمكنك أن تحضر، أرجوك أن تفعل، يمكنك أن تفعل، هذا الرجاء ليس هو رجاء العبادة.
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - عن هذه الألفاظ " أرجوك "، " تحياتي "، و " أنعم صباحاً "، و " أنعم مساءً "؟
فأجاب بقوله:
[لا بأس أن تقول لفلان " أرجوك " في شيء يستطيع أن يحقق رجاءك به.
وكذلك" تحياتي لك "، و " لك منى التحية "، وما أشبه ذلك لقوله تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) النساء/86، وكذلك " أنعم صباحاً " و " أنعم مساءً " لا بأس به، ولكن بشرط ألا تتخذ بديلاً عن السلام الشرعي].
" المناهي اللفظية " (السؤال الثامن).
فالرجاء منه ما هو رجاء عبادة ومنه ما هو رجاء ليس من العبادة، والمقصود ها هنا هو رجاء العبادة؛ وهو الرجاء في شيء لا يقدر عليه إلا الله وحده لا شريك له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/293)
هذا النوع من الرجاء – رجاء العبادة – هو الذي من صرفه لغير الله فقد أشرك – عياذا بالله - وقد امتدح الله جل وعلا من قام به، قال: {مَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} فدل على أن هذا الرجاء ممدوحٌ مَنْ رجاهُ، وإذا كان ممدوحا قد مدحه الله جل وعلا فهو مرضي عند الله جل وعلا، فيصدق عليه حد العبادة من أنها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، وهذا -من نص هذه الآية- داخل فيما يرضاه الله جل وعلا، لأنه أثنى على من قام به ذلك الرجاء، وقوله هنا {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ}،
والمراد باللقيا هنا الملاقاة الخاصة، لأن اللقيا على نوعين:
الأول: عامة لكل إنسان، قال تعالى: {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه} [الانشقاق: 6]، ولذلك قال مفرعاً على ذلك: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً} [الانشقاق: 7] {وأما من أوتي كتابه وراء ظهره - .. } الآية [الانشقاق: 10].
الثاني: الخاصة بالمؤمنين، وهو لقاء الرضا والنعيم كما في هذه الآية، وتتضمن رؤيته تبارك وتعالى، كما ذكر بعض أهل العلم.
فقوله: {فليعمل عملاً صالحاً} الفاء رابطة لجواب الشرط، والأمر للإرشاد، أي: من كان يريد أن يلقي الله على الوجه الذي يرضاه سبحانه، فليعمل عملاً صالحاً: والعمل الصالح ما كان خالصاً صواباً.
وهذا وجه الشاهد من الآية.
فالخالص: ما قصد به وجه الله، والدليل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: " إنما الأعمال بالنيات " أخرجاه.
والصواب: ما كان على شريعة الله، والدليل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو رد " أخرجه مسلم والبخاري معلقا.
ولهذا قال العلماء: هذان الحديثان ميزان الأعمال، فالأول: ميزان الأعمال الباطنة. والثاني: ميزان الأعمال الظاهرة.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه أبو أحمد الأثري.
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 04:23 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه النقول الطيبة و هذا الإهتمام لإعلاء منار السنة و التوحيد.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 07:52 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه النقول الطيبة و هذا الإهتمام لإعلاء منار السنة و التوحيد.
آمين، وإياك أخي المكرم.
ـ[أبو أويس البيضاوي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 02:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[24 - 01 - 08, 09:43 ص]ـ
سبحان الله
كل باب فى الموضوع يمكن ان يفرد له مجلد بأكمله ولكنك ياشيخنا اوجزت من غير خلل فسبحان من علم البيان
وقد قررت ان تكون خطبة الجمعة فى مسجدى غدا فى موضوع الخوف مستعينا بالله ثم بهذه العناصر والتقسيمات فجزاكم الله خيرا وزادكم علما وفضلا
ـ[ام عبد العزيز الدعيس]ــــــــ[24 - 01 - 08, 11:58 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 01 - 08, 07:40 ص]ـ
أبا أويس، ابن عبد الغني، الدعيس:
بارك الله فيكم جميعا.
أخي ابن عبد الغني: إن من أعظم الوظائف الشرعية التي يؤديها الإنسان، وخاصة في زمننا هي الإمامة، فإن فيها خصالا أنفس من الذهب واللؤلؤ والمجوهرات ألا وهي:
المحافظة على صلاة الجماعة - التفرغ لطلب العلم الشرعي والمواصلة فيه - التفرغ لتربية الأبناء ومراقبتهم، وتوجيههم - استحضار القرآن عن ظهر غيب، ومراجعته، وتأمله وتدبره. هذه أربعة أغلى من كرائم الأموال، فاحمد الله أخي ابن عبد الغنى فإن كثيرا من الناس لا يعلمون.
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[25 - 01 - 08, 11:31 م]ـ
و من باب التآنس فأخبركم أنا أخاكم العنبري هذا - أعني نفسي - ممن وفقه الله تعالى لهذه الولاية أعني الإمامة أسأل الله الرحمن الرحيم أن يعينني عليها آمين حياكم الله إخوان العقيدة و مرحبا بكم متعاونين على الإمامة و ما يعود علينا بالنفع لأمتنا.
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 12:27 ص]ـ
و من باب التآنس معكم أخواي علي و ابن عبد الغني أسأل الله تعالى أن يعيننا جميعا عليها
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 01:08 م]ـ
فأخبركم أنا أخاكم العنبري هذا - أعني نفسي - ممن وفقه الله تعالى لهذه الولاية أعني الإمامة أسأل الله الرحمن الرحيم أن يعينني عليها
شيء عظيم أن تكون إماما بالناس، ولكنها مسؤولية عظيمة عند الله تبارك وتعالى، سنُسأل عنها، ولا شك في عظمها، كيف وهي مقام النبوة، فهو مقام سيد الأولين والآخرين محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وإليكم هذا الحديث الخطير المهم في هذا المقام:
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 366:
أخرجه ابن ماجة (981) عن عبد الحميد بن سليمان أخي فليح حدثنا أبو حازم قال:
" كان سهل بن سعد الساعدي يقدم فتيان قومه يصلون بهم، فقيل له: تفعل و لك من القدم مالك؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
[الإمام ضامن، فإن أحسن فله و لهم و إن أساء - يعني - فعليه و لهم].
فانظروا لهذا الصحابي الجليل كيف يتورع عن الإمامة خوفا من هذا الحديث الذي سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/294)
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 02:22 م]ـ
لا إله إلا الله و الله إني لأجبن عن أن أقول أني قائم بأعبائها فاللهم ارحمنا يا أرحم الراحمين.(46/295)
نظرات في كتاب "الإيمان بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة"
ـ[الرايه]ــــــــ[23 - 01 - 08, 12:34 ص]ـ
نظرات في كتاب "الإيمان بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة"
د. عبدالعزيز آل عبداللطيف
12/ 1/1429
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بعد الاطلاع على كتاب (الإيمان بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة) لمؤلفه عدنان عبد القادر، فيمكن إيراد الملحوظات والمآخذ على هذا الكتاب على النحو التالي:
أ- الملحوظات على سبيل الإجمال: 1 -
عمد الكاتب إلى كلام ابن تيمية - رحمه الله - ففرّقه وبدّده بما يتوافق مع العناوين التي اختارها الكاتب، وقد أوقعه ذلك في بتر النصوص دون الالتفات إلى سياقها.
2 - قرر المؤلف " نجاة من لم يعمل خيراً قط من المسلمين "، وأن عمل الجوارح ليس شرطاً في صحة الإيمان، وأن من ترك عمل الجوارح بالكلية لا يكفر.
3 - تضمن الكتاب مآخذ علمية متعددة، وعبارات موهمة ملّبسة.
4 - حوى الكتاب عدة نقول عن ابن تيمية تناقض تقريرات الكاتب!
ب- الملحوظات على سبيل التفصيل:
1 - ص9: ما نقله الكاتب وعزاه إلى الإمام أحمد، إنما هو من كلام أبي جعفر محمد بن علي الباقر - انظر المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة جمع عبد الإله الأحمدي 1/ 110 - .
2 - ص9: أورد الكاتب هذا العنوان " أصل الإيمان في القلب فقط من نقضه كفر " وهذا لا يتفق - تماماً - مع النص المنسوب لابن تيمية (الفتاوى 7/ 637)، مع أن هذا النص يحتاج إلى مزيد توثيق لابن تيمية، فقد جاء في مطلع الصفحة (7/ 637): " كما فسره شيخ الإسلام .. " والله أعلم.
3 - ص9: ما حكاه عن ابن تيمية " وأما الإيمان فأصله تصديق وإقرار ... إلخ " فقد ساقه ابن تيمية في تقرير الفرق بين الإسلام والإيمان عند الاقتران.
4 - ص9: ساق الكاتب كلام ابن تيمية: " فأصل الإيمان في القلب .. " لكنه لم يستكمله! وتمام كلام ابن تيمية: " وما كان في القلب فلابد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دلّ على عدمه أو ضعفه. " الفتاوى 64417.
5 - ص9: ساق الكاتب كلام ابن تيمية:- " فإن الإيمان أصله معرفة القلب .. " لكن لم يورد تمام هذا الكلام، وتمامه: " والعمل تابع لهذا العلم والتصديق ملازم له ولا يكون العبد مؤمناً إلا بهما " الفتاوى 7/ 377.
6 - ص11: دعواه " أن موسى - عليه السلام - لما ألقى الألواح لم يكن نابعاً عن قلب موسى، ولو كان قاصداً لكان أعظم ممن يلقي المصحف " ولا يخفى ما في هذه العبارة من رعونة ومزيد تفريط في هذا الباب، وتوثب على المكفرات بحجة عدم القصد وأن ذلك ليس نابعاً عن قلب"!.
7 - ص11: احتجاجه بمقالة حمزة - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم -: " هل أنتم إلا عبيداً آبائي " على أن " النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يؤاخذ حمزة لأنه لم يصدر عن قلبه." وقد قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - عن مقولة حمزة - رضي الله عنه -: " قيل أراد أن أباه عبد المطلب جد للنبي صلى الله عليه وسلم ولعلي أيضاً، والجد يدعى سيداً، وحاصله أن حمزة أراد الافتخار عليهم بأنه أقرب إلى عبد المطلب منهم " الفتح 6/ 201.
وأمر آخر أن مقولة حمزة بل تحريم الخمر، ولذلك لم يؤاخذ النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بقوله، كما حرره الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 201).
8 - ص17: عنون الكاتب: " عمل الجوارح ركن واجب للإيمان وليس شرطاً له " وساق كلام ابن القيم في " عدة الصابرين "، وحذا ما يعكر تقريره .. والمحذوف من كلام ابن القيمة _رحمه الله- مما يناقض مقصود الكاتب:- " وكذلك من عرف بقلبه وأقر بلسانه لم يكن بمجرد ذلك مؤمناً حتى يأتي بعمل القلب من الحب والبغض والموالاة والمعاداة، فيحب الله ورسوله، ويوالي أولياء الله ويعادي أعداءه، ويستسلم بقلبه لله وحده، وينقاد لمتابعة رسوله وطاعته والتزام شريعته ظاهراً وباطناً، وإذا فعل ذلك لم يكف في كمال إيمانه حتى يفعل ما أمر به " ص 89 (الباب التاسع عشر)؟
9 - ص17: قول الكاتب:- " فإذا ترك عمل الجوارح خرج من الإيمان، ولكن لا يقتضي عدم انتفاعه بأصل الإيمان والشهادتين بل ينتفع بها .. "!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/296)
10 - ص18: قول الكاتب:- " ولا يسمى عمل الجوارح شرطاً للإيمان لأن تعريف الشرط .. بينما العمل جزء من الإيمان وليس خارجاً عن حقيقته، فلو قلنا أن شرط له، لأخرجنا العمل من الإيمان وليس الأمر كذلك .. "!!
ولا أدري ماذا يقول الكاتب عن مثل قوله تعالى " وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين "؟
11 - ص18: قول الكاتب:- " الشهادتان شرط صحة للأصل القلبي وليستا شرطاً للإيمان "!
12 - ص27: دعواه أن الإسلام عند الإطلاق يتعلق بالأمر الظاهر، ولا يخفى أن الإسلام إذا جاء مفرداً فيراد به الدين ظاهراً وباطناً (انظر مجموع الفتاوى 7/ 576)، وما نقله عن ابن تيمية (7/ 377) يحتاج إلى استكمال، كما أن كلام ابن تيمية –في هذا النقل- في التفريق بين الإسلام والإيمان عند الاقتران.
13 - ص32: قوله: " أهل السنة لا يكفرون من وقع في الذنب ما لم يستحله " لا يتفق –تماماً –عم النصوص المنقولة .. وقد تقرر أن من الذنوب ما يكون ردة وإن لم يكن ثمت استحلال كسبّ الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .. ، وقد استدرك سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى على الإمام الطحاوي في عقيدته عند تعليقه على مقالة الطحاوي " .. بذنب مالم يستحله " .. ولعل الأولى أن يقال: أهل السنة لا يكفرون بمطلق المعاصي، أو لا يكفرون بكل ذنب.
14 - ص33: ما نقله الكاتب من كلام ابن تيمية مع ابن المرّحل كان في مقام مناظرة ومناقشة، كما أن النقل الذي أورده الكاتب قد حذف مطلعه، وفيه " قلت [ابن تيمية]: على أنه [أي الشكر] لو كان ضد الكفر بالله .. " الفتاوى 11/ 138.
15 - ص33: حذف الكاتب بعض كلام ابن تيمية الذي يخالف رأيه .. والمحذوف: "وجمهور الفقهاء .. متفقون على أن من لم يؤمن بعد قيام الحجة عليه بالرسالة فهو كافر، سواءً كان مكذباً، أو مرتاباً، أو معرضاً، أو مستكبراً، أو متردداً أو غير ذلك " الفتاوى 11/ 87.
16 - ص34: حذف الكاتب بعض كلام ابن تيمية. والمحذوف –بعد قوله عمل القلب الذي هو الانقياد-: " تصديق الرسول فيما أخبر، والانقياد له فيما أمر، كما أن الإقرار بالله هو الاعتراف به والعبادة له .. " الفتاوى 7/ 638، 639.
17 - ص37: حذف الكاتب بعض كلام ابن تيمية .. والمحذوف:- " لأن ذلك قد يتضمن الكفر فيقتضي الهبوط، وصاحبه لا يدري كراهية أن يحبط أو خشية أن يحبط " الفتاوى 7/ 494، وانظر الصارم المسلول 2/ 112 – 114.
18 - ص38: حذف الكاتب تتمة كلام ابن القيم، والمحذوف:- " فهذا إنفاق عمل، قد يجتمع مع أصل الإيمان، ولكن إذا استحكم وكمل، فقد ينسلخ صاحبه عن الإسلام بالكلية، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم .. " كتاب الصلاة (تحقيق زعيتر) ص59.
19 - ص41، ص43: قوله:- " كفر العمل المخرج من الملة هو الذي لا يختلف عليه عاقلان أن مناقض لأصل الإيمان (الأصل القلبي)، وقوله:- " الكفر العملي المخرج من الملة لابد وأن يصاحبه كفر قلبي في الأحوال الطبيعية.
فقارن هذا الكلام بما قاله الإمام إسحاق بن راهوية: ومما أجمعوا على تكفيره وحكموا عليه كما حكموا على الجاحد، فالمؤمن الذي آمن بالله تعالى، ومما جاء من عنده، ثم قتل نبياً، أو أعان على قتله، ويقول قتل الأنبياء محرم فهو كافر " تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي 2/ 930
ولم يوضح مقصوده بقوله " الذي لا يختلف عليه عاقلان .. "! و التكفير حكم شرعي ملتقى عن صاحب الشريعة الدرء 1/ 242
20 - ص41 ساق الكاتب " أمثله من الأعمال المكفرة المخرجة من الملة " وقال: " دون تعيين " فهل يعني أن تكفير المعين لا يقع إلا باجتماع الشروط وانتفاء الموانع؟ أم يريد منع تكفير المعين بإطلاق؟
21 - ص45 ساق الكاتب هذا العنوان:- " مَن الذي يقول بإمكانيته صدور كفر عملي (مخرج من الملة) في الأحوال الطبيعية دون أن يكون نابعاً من القلب " وادعى الكاتب أن جهماً ونحوه من غلاة المرجئة يقولون ذلك!! وبالنظر إلى عنوانه وما ساقه من كلام ابن تيمية يظهر جلياً سوء فهم الكاتب.
22 - ص48: قوله:- " الأدلة على عدم التعيين " يوهم نفي ذلك بإطلاق، مع أن الوعيد متحقق في الأعيان بعد اجتماع الشروط وانتقاء الموانع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/297)
23 - ص49:- " فلم يكن القول [اللهم أنت عبدي .. ] نابعاً من اعتقاد قلبي " ولا يخفى أن موجب الأعذار في هذا الحديث قد جاء منطوقاً في قوله صلى الله عليه وسلم:- " أخطأ من شدة الفرح "، وقد قال الإمام أبو ثور –رحمه الله-: " ولو قال المسيح هو الله وجحد أمر الإسلام، وقال: لم يعتقد قلبي على شيء من ذلك أنه كافر بإظهار ذلك، وليس بمؤمن " اللالكائي 4/ 849
وقد حكى ابن تيمية مذهب أهل السنة على أن من سبّ الله أو سب رسوله كفر ظاهراً وباطناً سواءّ كان السب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده (انظر الصارم المسلول ت محي عبد الحميد ص 512).
24 - ص51: ادعى أن " عرض الأدلة لا يعني إقامة الحجة على التعيين " واستدل بحديث " إنكم تختصمون إلي .. "، وهذا استدلا غير ظاهر، كما أن من إقامة الحجة عرض الأدلة، فقد تتحقق إقامة الحجة بمجرد عرض الأدلة في مسائل كثيرة، وفي حق كثير من الأشخاص، وقد بينّ ابن تيمية أن الحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به (انظر مجموع الفتاوى 20/ 59)، كما قرر ابن القيم في طريق الهجرتين (ص414) أن إقامة الحجة يختلف باختلاف الأحوال والأزمنة والأشخاص، وانظر (الدرر السنية 7/ 244 ط الأولى)
25 - ص52: ساق الكاتب جملة من النقول في عدم تكفير أعيان المبتدعة، دون أن يقيد ذلك كأن يقول لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة، أو لا يحكم بتكفير المعين حتى تتحقق الشروط وتنتفي الموانع، وذكر أن الشافعي –رحمه الله- لم يكفِّرهم عيناً، كما في قصته مع حفص الفرد، مع أن الشافعي –كما هو ظاهر هو عبارة ابن تيمية المنقولة- قال الحفص: كفرت بالله العظيم، ولكن كما قال ابن تيمية:- " بيّن له أن هذا القول [كخلق القرآن] كفر، ولم يحكم برده حفص بمجرد ذلك، لأنه لم تتبين له الحجة التي يكفر بها، ولو اعتقد أنه مرتد لسعى في قتله " فظهر أن حفصاً كافر، لكن لا يكون مرتداً مستحقاً لعقوبة القتل إلا بعد بيان وإقامة الحجة.
وقد جاء في فتوى اللجنة الدائمة ما يوضح ذلك: " كل من آمن برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر ما جاء به في الشريعة إذا سجد بعد ذلك لغير الله يعتبر كافراً مرتداً عن الإسلام، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده، لإتيانه بما ينقض قوله من سجوده لغير الله، ولكن قد يعذر لجهله، فلا تنزل به العقوبة حتى يُعلّم وتقام عليه الحجة، ويمهل ثلاثة أيام إعذاراً إليه ليراجع نفسه عسى أن يتوب، فإن أصر على سجوده لغير الله بعد البيان قتل لردته .. فالبيان وإقامة الحجة للإعذار إليه قبل إنزال العقوبة، ولا ليسمى كافراً بعد البيان، فإنه يسمى كافراً بما حدث من سجود لغير الله مثلاً " فتاوى اللجنة الدائمة 1/ 220 = باختصار
26 - ص55: قوله: " لا يجوز إخراج المسلم من الإسلام إلا بيقين، أما بغلبة الظن فلا (ليس كباقي أحكام الشرع التي يحكم فيها بغلبة الظن) " ولم يورد دليلاً على هذا التفريق، وما نقله عن ابن تيمية إنما هو في عدم زوال الإسلام بالشك.
27 - ص55: قوله: " لا يكفر أحد بالتعيين إلا إذا لم يختلف أي عاقلين على كفره وهنا يقال أقيمت عليه الحجة " مع أن السلف الصالح قد كفروا طوائف وأشخاص بأعيانهم ولم يشترطوا ما شرطه الكاتب ..
28 - ص59: ساق الكاتب عنواناً موهماً: " ليس كل من قيل فيه كافر لتركه عملاً من الأعمال فهو خارج عن الإسلام مرتد ".
29 - ص61: عقد الكاتب فصلاً مستقلاً بعنوان: " نجاة من لم يعمل خيراً قط من المسلمين هو قول جمهور أهل السنة".
30 - ص62: ساق الكاتب كلام الألباني-رحمه الله- فقال " الشيخ الألباني: عمل الجوارح ليس شرطاً في صحة الإيمان، لو كان في قلبه مثقال ذرة فإنه ينجو من الخلود في النار.
31 - ص64 ساق الكاتب كلام ابن تيمية من الصارم المسلول .. لكنه لم يستكمله، وقد جاء في هذه التتمة تقرير أن الإيمان بمجموع الأمرين (القول والعمل)، فمتى ترك الانقياد كان مستكبراً فصار من الكافرين وإن كان مصدقاً .. فقد يصدِّق الرسول ظاهر أو باطناً ثم يمتنع من الانقياد للأمر. (انظر الصارم المسلول 3/ 967 – 969).
32 - ص65: دعواه أن من لم يعمل خيراً قط إلا التوحيد المجرد عن الأعمال فهو من الناجين الخارجين من النار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/298)
33 - ص67: حذف الكاتب هذه الجملة من كلام ابن تيمية: " ويقول: أنا لا أُقِرّ بذلك ولا ألتزمه وأُبغض هذا الحق وأنفر عنه " (الصارم المسلول 3/ 971).
34 - ص68: عمد الكاتب إلى تجزئة مختزلة لكلام ابن تيمية، فاقتصر على: " باطناً وظاهراً " وعزاه إلى المنهاج 3/ 43، ولم أعثر عليه في هذا الموطن من خلال ك جامعة الإمام.
35 - ص68: تصّرف في كلام الشيخ الغنيمان، وفسره حسب ما يراه فقال: " فالشيخ الغنيمان لم يكفر تارك عمل الجوارح، وإنما تارك كل أنواع العمل (عمل القلب وعمل الجوارح) " مع أن كلام الشيخ الغنيمان واضح دون حاجة إلى هذا التكلف من الكاتب.
36 - ص69 ساق الكاتب رواية عن الإمام أحمد –ضمن تقريره أن تارك عمل الجوارح ليس كافراً- تصادم تقريره حيث سئل الإمام أحمد عن المصر على الكبائر يطلبها بجهده، إلا أن لم يترك الصلاة والزكاة والصوم، هل يكون مصراً من كان هذه الحالة؟ هو مصر ..
37 - ص70: ساق الكاتب كلام ابن تيمية، وهو يناقض ما قصده الكاتب، حيث قال شيخ الإسلام:- " وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسانه ولم يؤد واجباً ظاهراً، ولا صلاة ولا زكاة ولا صيام " الفتاوى 7/ 621.
38 - احتجاجه بأحاديث فضل لا إله إلا الله على نجاة من لم يعمل بجوارحه خيراً قط.
39 - ص79: عقد الكاتب هذا العنوان: " ترك عمل الجوارح بالكلية لا يقتضي تكفيره " ثم ساق كلاماً لابن تيمية ينقض ما عقده، حيث قال شيخ الإسلام: " وما كان في القلب فلابد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح، وإذا لم يعمل لموجبه ومقتضاه دلّ على عدمه أو ضعفه " الفتاوى 7/ 644.
40 - ص80: دعواه أن " جمهور العلماء – وليس المرجئة – يقولون بنجاة تارك جنس عمل الجوارح من أهل التوحيد، مع كونه جزءاً من الإيمان " وأن المنقول عن الأئمة الأربعة في تارك المباني الأربع ليس بكافر.
41 - ص81: دعواه أن: " العبد قي يؤجر على العمل الصالح الذي عمله بالدنيا، وإن لم يقصد بروحه الله .. بشرط أن لا يقصد به وجه الناس، وإنما فعله خُلُقاّ وسجية وجبلة "!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 12:51 ص]ـ
فتوى رقم (21435) بتاريخ 8/ 4/1421هـ في التحذير من كتاب: (حقيقة الإيمان بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة).
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد
فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء درست ما ورد إليها من الأسئلة المقيدة لدي الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم: (802)، (1414)، (1709) بتاريخ:9/ 2/1421، 8/ 3/1421، 18/ 3/1421 هـ. عن كتاب بعنوان: ((حقيقة الإيمان بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة)). لعدنان عبد القادر، نشر جمعية الشريعة بالكويت.
فأفتت اللجنة _ بعد الدراسة _ أن هذا الكتاب ينصر مذهب المرجئة الذين يخرجون العمل عن مسمى الإيمان وحقيقته، وأنه عندهم شرط كمال، وأن المؤلف قد عزز هذا المذهب الباطل، بنقول عن أهل العلم، تصرف فيها بالبتر والتفريق وتجزئة الكلام، وتوظيف الكلام في غير محله، والغلط في العزو:
1. كما في (ص / 9): إذ عزا قولاً للإمام أحمد - رحمه الله تعالى - وإنما هو لأبي جعفر الباقر.
2. وجعل عناوين لا تتفق مع ما يسوقه تحتها، منها في (ص / 9) إذ قال: ((أصل الإيمان في القلب فقط من نقضه كفر))، وساق نصاً من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية لا يتفق مع ما ذكره.
3. ومن النقول المبتورة: بتره لكلام ابن تيمية (ص / 9) عن الفتاوى (7/ 644، 7/ 377).
4. ونقل (ص / 17) عن " عدة الصابرين " لابن القيم، وحذف ما ينقض ما ذهب إليه من الإرجاء.
5. وفي (ص / 33) حذف من كلام ابن تيمية من الفتاوى (11/ 87) وكذا في (ص / 34) من الفتاوى (7/ 638، 639)، وفي (ص / 37) حذف من ابن تيمية في الفتاوى (7/ 494)، وفي (ص/ 38) حذف تتمة كلام ابن القيم من كتاب الصلاة (ص/59) وفي (ص/ 64) حذف تتمة كلام ابن تيمية في ((الصارم المسلول)) (3/ 971).
إلى آخر ما في هذا الكتاب من مثل هذه الطوام، مما ينصر مذهب المرجئة، وإخراجه للناس باسم مذهب أهل السنة والجماعة، لهذا فإن هذا الكتاب يجب حجبه وعدم تداوله، وننصح مؤلفه أن يراجع نفسه، وأن يتقي الله بالرجوع إلى الحق والإبتعاد عن مواطن الضلالة والله الموفق.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
عضو: عبد الله بن عبد الرحمن الغديان
عضو: بكر بن عبد الله أبو زيد
عضو: صالح بن فوزان الفوزان
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
ـ[الرايه]ــــــــ[23 - 01 - 08, 08:10 ص]ـ
أبا طارق
جزاك الله خيراً
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 01 - 08, 08:28 ص]ـ
بارك الله فيك
(كما فسره شيخ الإسلام)
من المقصود بشيخ الإسلام في كلام ابن تيمية في هذا الموضع
هل هو أبو إسماعيل الأنصاري
أو أبو عثمان الصابوني
أو غيرهما
وجزاكم لله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/299)
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 12:25 م]ـ
أحسن الله إليكم.
لعله يقصد قول أبي عثمان رحمه الله: ومن مذهب أهل الحديث أن الإيمان قول وعمل ومعرفة، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
والله أعلم.(46/300)
تحقيق كتاب تهنئة الطالب السعيد بختم كتاب التوحيد
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[23 - 01 - 08, 12:38 ص]ـ
العنوان تحقيق كتاب تهنئة الطالب السعيد بختم كتاب التوحيد
المؤلف عبدالله بن سفر العبدلي
نبذة عن الكتاب
كتاب قيم جرت عادة العلماء عند ختمهم للكتاب بذكر مزاياه و فضائله و شروحه و خلاصة لفوائده
و في نهايته اجازة من الشيخ العلامة المحدث عبدالرحمن بن سعد العياف لمن يستجيزه بعد قراءة هذا الكتاب و هو فرصة لطلاب العلم لاتصال أسانيدهم بالعلماء
http://saaid.net/book/open.php?cat=&book=4228
ـ[صهيب بن عبدالله الغامدي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 08:43 ص]ـ
أخي أبو أسيد جزاك الله خيرا على النقل
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[20 - 03 - 08, 05:46 م]ـ
جوزيت خيراً أبا أسيد
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 06:28 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم(46/301)
منظومةقبس الوصول من الثلاثة الأصول
ـ[البوني الشنقيطي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 04:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام أستهل مشاركاتي في هذه الزاوية من هذا الملتقى برفع نظم قبس الوصول من الثلاثة الأصول للشيخ حمادِ بن أحمدُّ بن سيدِ الجكني الشنقيطي
وهي منظومة رصينة السبك محكمة الحبك نظم فيها أخونا المذكور الأصول الثلاثة للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب وقد تحرى الناظم الدقة فأورد كافة الأدلة التي أوردها صاحب الأصول الثلاثة من آيات وأحاديث ولم يكتف بالإشاره بل ساقها بواضح العباره فجزاه الله خير الجزاء ونفعنا وإياه بالعلم النافع ووفقنا وإياه وسائر إخواننا للعمل الصالح والمنظومة مناسبة من حيث الاختصار لأن يقرر حفظها في دورة شرعية قصيرة
ـ[محمدزين]ــــــــ[23 - 01 - 08, 04:45 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل البوني
أسأل الله الكريم أن ينفع بما تبذله نفعا جما ويهدي به قلوبا عميا و يفتح به أعينا عميا وآذانا بكما
ـ[بلال سعيد]ــــــــ[23 - 01 - 08, 04:59 م]ـ
جزاك الله خيرا نريد ان تخبرنا بترجمة الناظم وهل ما زال حيا
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 05:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[23 - 01 - 08, 05:02 م]ـ
لا تنتهي درركم بارك الله في علمكم
شيخنا الحبيب نحبكم في الله
نريد ان تخبرنا بترجمة الناظم
تكفي شهادة الشيح البوني له و لله الحمد
و بارك الله فيكم أخي الحبيب
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 05:13 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل وجزاكم الله عنا كل الخير
ـ[البوني الشنقيطي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 05:14 م]ـ
أخواني الكرام هذه المنظومة لأحد الإخوة من طلبة العلم الشباب أخذ العلم عن كافة مشايخ هذه البلاد من أمثال محمدسالم بن عدود وأباه ولد نعمه وأحمد ولد امرابط وهو من المتكنين في دراسة المتون المحظرية إلى عبادة وصلاح وورع -أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحدا_وهو الآن مقيم في مكة أو في جدة وله طلبة يدرسون عليه المتون وأظن أن الأخ سلطان القرني يستطيع أن يفيدكم بالمزيد
ـ[أحمد الصحاري]ــــــــ[23 - 01 - 08, 06:34 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[سلطان القرني]ــــــــ[23 - 01 - 08, 07:33 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا البوني
سوف أحاول مع فضيلة الشيخ حماد في الحصول على ترجمة له إن شاء الله تعالى
وفقنا الله وإياكم لكل خير
ـ[سلطان القرني]ــــــــ[23 - 01 - 08, 07:37 م]ـ
كذلك للشيخ حماد منظومة في البلاغة مختصرة تقارب 210 أبيات
لعلي أرفعها قريبا إن شاء الله بعد ضبطها على الشيخ
وله مؤلفات أخرى آمل أن تجدوها على هذا المنتدى المبارك أو موقع الشذرات
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 09:52 م]ـ
في انتظار ما لديك ...
ـ[اسمير]ــــــــ[23 - 01 - 08, 10:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 02:52 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبدالله الشيباني]ــــــــ[24 - 01 - 08, 09:23 م]ـ
جزاك الله خيرا
شيخنا البوني
وأقول للإخوة إن الشيخ حماد من خيرة المشايخ عندنا في جدة وهو يدرس بمركز الدعوة والارشاد بشرق جدة
وقد أخبرني أنه لازم الشيخ ولد عدود حفظه الله ست سنين لا يفارق سواده سواد الشيخ
ـ[أبو عبدالله الشيباني]ــــــــ[24 - 01 - 08, 09:26 م]ـ
وللشيخ حفظه الله نظم لمقدمة شيخ الاسلام في التفسير ............
ـ[ام عبد العزيز الدعيس]ــــــــ[24 - 01 - 08, 11:59 م]ـ
جزاك الله خيرا(46/302)
تصحيح العقائد السلفية .... [1] الاستواء والاستقرار
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 07:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد
فلقد ناقشت قضية خطأ العلامة الألباني رحمه الله في نفيه نسبة تفسير الاستواء على العرش بالاستقرار لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وهذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=123851
وبينت بالنقل الصحيح أن هذا ثابت عن ابن تيمية بل وعن غيره من السلف الصالح.
لكني فوجئت بمداخلات من بعض الأعضاء في أمور لم يكن يخطر على بالي أن فيها إشكالا عند من انتموا للمنهج السلفي، وتعلموا العقيدة السلفية.
فعلمت أن عقائدنا ما زالت تحتاج إلى تقويم لتعدد المنابع التي يستقي منها طلاب العلم عقائدهم، مع عدم القدرة على التمييز بين مَن يؤخذ عنه ومَن لا يؤخذ عنه، وكذلك بين ما يؤخذ وما لا يؤخذ.
فأردتُ أن أساهم في تصحيح بعض المفاهيم الأساسية في مسائل الاعتقاد فهي أهم ما ينبغي أن تصرف فيه الأوقات، وتوجه فيه الطاقات.
لكن قبل أن أبدأ في هذه السلسلة إن شاء الله تعالى أردتُ أن أوضح أمرًا استشكله بعض الفضلاء:
إن صفة استواء الله على العرش من أكثر الصفات التي انتصر لإثباتها على حقيقتها أئمة السلف الصالح؛ وذلك لكثرة المنكرين لها والحرفين لمعناها؛ ابتداء من الجهمية، وانتهاء بالأشاعرة والماتريدية.
ومع ذلك فمن الواضح أن كثيرا من المنتسبين للمنهج السلفي لم يُلمّوا بالمسألة من جميع جوانبها.
وأنا لا حاجة لي في نقل ما جاء عن السلف في هذه المسألة، فمهما نقلتُ دون تصحيح الفهم لمعنى قول السلف: (الاستواء معلوم، والكيف غير معقول) فلا جدوى.
وقد طلب مني بعض الإخوة ذكر عالم من المعاصرين يقول بذلك.
فأحلته على كلام الشيخ ابن باز رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية:
((حيث سئل: هل يقال: استقر على العرش؟
فأجاب: نعم، ما في مانع، استوى ... استقر ... ارتفع هذه كلمات سلفية.))
وكذلك الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله في شرح الواسطية حيث قال:
((?اسْتَوَى? هذه فسرها السلف بعدة تفسيرات قالوا:
?اسْتَوَى? علا، ?اسْتَوَى? استقر، ?اسْتَوَى? ارتفع، ?اسْتَوَى? صعد.
علا، ارتفع، استقر، صعد، هذه التفاسير المنقولة عن السلف.))
وقال أيضا:
((?ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ? هذه فسرها السلف بـ (علا وارتفع وصعد واستقر) وهذه كلها من التفسيرات اللغوية.))
وقال أيضا:
((فإذن هنا علا وارتفع قال جل وعلا: ?ثم استوى على العرش? فقبل ذلك لم يكن مستويا عليه يعني لم يكن عاليا ومرتفعا عليه العلو والارتفاع الخاص، أما هو جل وعلا له العلو المطلق هو عال ومرتفع عليه من قبل، لكن العلو والارتفاع الخاص الذي اسمه الاستواء لم يكن كذلك، فهو جل وعلا لم يكن مستويا عليه ثم استوى عليه جل وعلا، فلما استوى عليه هل فارق هذه الحال؟ هنا فسروه من هذه الجهة بمعنى استقر، يعني علا وارتفع وصعد واستقر ولهذا الصحيح أن كلها صحيحة كل هذه تجتمع في معنى الاستواء ليست تفسر الواحدة بالواحدة، هو علا جل وعلا وارتفع وصعد واستقر، كلها صحيحة، جميعا توضح المعنى المراد.))
وكذلك الشيخ ابن جبرين والشيخ صالح الفوزان وغيرهم
وقبلهم أيضا قال الإمام ابن القيم في نونيته:
ولهم عبارات عليها أربع ... قد حصلت للفارس الطعان
وهي استقر وقد علا وكذلك ... ارتفع الذي ما فيه نكران
وكذاك قد صعد الذي هو رابع ... وأبو عبيدة صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره ... أدرى من الجهمي بالقرآن
وأما الآن فأقول:
لقد أنكر الإمامان الذهبي والألباني رحمهما الله لفظة الاستقرار ورأوا أنها زائدة على معنى العلو
وحتى لا يظن بعض من لا علم له أن المسألة خلافية، فأثبتَ اللفظة ابن تيمية وابن القيم، وأنكرها الذهبي والألباني.
والأمر فيه سَعة.
أريد أن أوضح أمرًا مُهمًّا:
السلف اتفقوا على إثبات معاني الصفات، وتفويض كيفيتها.
وهذا معنى كلمة الحسن وأبي ربيعة ومالك -وتروى عن أم سلمة-: الاستواء معلوم، والكيف مجهول.
فما هو الاستواء المعلوم؟
الجواب: هو المعلوم في اللسان العربي الذي نزل به القرآن.
وما معنى الاستواء في اللسان العربي؟
الجواب ذكره ابن تيمية رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/303)
((وأما «استوى على كذا» فليس في القرآن ولغة العرب المعروفة إلا بمعنى واحد. قال تعالى: {فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه} وقال: {واستوت على الجودي} وقال: {لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه} وقال: {فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك} وقد: «أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الغرز قال: بسم الله فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله»، وقال ابن عمر: «أهلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج لما استوى على بعيره» وهذا المعنى يتضمن شيئين:
علوه على ما استوى عليه، واعتداله أيضا. فلا يسمون المائل على الشيء مستويا علي)) مجموع الفتاوى (17/ 374 - 375)
فالعلو بغير اعتدال ولا استقرار لا يسمى في لسان العرب استواء
فلا يقال: استوى على الفلك أو استوى على الدابة إلا إذا اعتدل واستقر عليها.
هذا من جهة اللغة.
ومَن قال: أكتفي بتفسير الاستواء بالعلو فقط بلا زيادة عليه.
فيقال له: هل هما إذًا (الاستواء والعلو معًا) صفتان ذاتيتان عقليتان أم صفتان فعليتان خبريتان؟
(لمن لا يعرف الفرق بينهما سأفرد ذلك في مشاركة تالية)
فإن قال: هما صفتان ذاتيتان، فقد خالف نص القرآن الصريح:
قال الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا}
وقال: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ}
وقال: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}
وقال: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}
وقال: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ}
وقال: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا}
والصفات الذاتية لا تنفك عن الرب أبدا، فلا يعبّر عنها بـ (ثم) وإنما هذه لا تكون إلا في الصفات الفعلية التي ترتبط بالمشيئة كالنزول والمجيء والإتيان وغيرها.
فإن قال: هما صفتان فعليتان. فقد خالف إجماع أهل السنة، بل وإجماع الفطر السليمة من أن صفة العلو صفة ذاتية لازمة للرب لا تنفك عنه بحال فلا يجوز أن نصِف الله في وقت أنه ليس بعَلِيّ، وفوقيته كائنة مستمرة لأنه لا يمكن أن يوصف بنقيضها.
بخلاف الاستواء على العرش، فيمكننا أن نقول: إن الله إنما استوى على العرش بعد خلق السماوات والأرض كما هو صريح القرآن، وقد اتفق أهل السنة أن صفة العلو صفة ذاتية لازمة للرب سبحانه فلا حاجة للإطالة في الاستدلال لذلك.
فعندئذ يلزمه أن يفرّق بين الاستواء والعلو.
وليس أمامه لهذا التفريق إلا سبيلين لا ثالث لهما:
الأول: أن يقول إن الاستواء له معنى مغاير لمعنى العلو. وبذلك يناقض ما اتفق عليه أهل السنة من تفسير (استوى) بـ (علا)، بل وما تفق عليه العرب أن من معاني الاستواء العلو. ولا حاجة للكلام عن هذا الفرض لأنه لا يقول به سلفي؛ إنما يقوله المبتدعة الذين يجعلون الاستواء له معنى مغاير للعلو ألا وهو الاستيلاء، والمناقشة هنا مع أهل السنة دون غيرهم.
فلم يبقَ إلا السبيل الثاني: وهو أن الاستواء له معنى زائد على مجرد العلو استحق به أن يكون صفة فعلية بينما العلو صفة ذاتية.
وهنا يرد السؤال: ما هو هذا المعنى الزائد؟
فإن قال: لا نعلمه ونفوّض علمه إلى الله فهذا هو عين مذهب المفوّضة الذين يفوّضون المعنى مع الكيف.
فلم يبقَ إلا أن نثبت المعنى الذي تعرفه العرب من لسانها دون شرح أو تفسير وهو الاستقرار فوجب إثباته.
وهذا ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله تعالى حيث قال:
((فإن قيل: فإذا كان إنما استوى على العرش بعد أن خلق السموات والأرض في ستة أيام فقبل ذلك لم يكن على العرش؟ قيل: الاستواء علو خاص، فكل مستو على شيء عال عليه، وليس كل عال على شيء [مستويا عليه]، ولكن كل ما قيل فيه إنه استوى على غيره؛ فإنه عال عليه: والذي أخبر الله أنه كان بعد خلق السموات والأرض "الاستواء" لا مطلق العلو، مع أنه يجوز أنه كان مستويا عليه قبل خلق السموات والأرض لما كان عرشه على الماء، ثم لما خلق هذا العالم كان عاليا عليه ولم يكن مستويا عليه؛ فلما خلق هذا العالم استوى عليه.
فالأصل أن علوه على المخلوقات وصف لازم له كما أن عظمته وكبرياءه وقدرته كذلك، وأما الاستواء فهو فعل يفعله سبحانه وتعالى بمشيئته وقدرته؛ ولهذا قال فيه: ثم استوى.
ولهذا كان الاستواء من الصفات السمعية المعلومة بالخبر. وأما علوه على المخلوقات فهو عند أئمة أهل الإثبات من الصفات العقلية المعلومة بالعقل مع السمع)) مجموع الفتاوى (5/ 522 - 523)
والله ولي التوفيق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/304)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[23 - 01 - 08, 08:02 م]ـ
أعانك الله، كنتُ أظن أن الموضوع قد انتهى بالموقع إياه، فإذا به ذو شعب.
يسر الله على يديك الخير أينما كنتَ.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[23 - 01 - 08, 11:39 م]ـ
أخي عيد فهمي
هل الحافظ الذهبي والألباني قد لوثا العقائد السلفية وأتيت حضرتك لتصحيحها!!
سبحان الله
ولم تأتي إلى الآن بدليل صريح في نسبة (الإستقرار) لابن تيمية ... وتخطأة الألباني في نفي ذلك عنه
مع العلم بأنني لا أجد مشكلة في تفسير الإستواء بالإستقرار
ـ[ابو انس المصراوي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 08:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي وبارك الاله فيك
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[24 - 01 - 08, 05:34 م]ـ
لفظة الاستقرار نقلها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن بعض السلف
قال: وقال عبد الله بن المبارك ومن تابعه من أهل العلم وهم كثير أن معنى استوى على العرش استقر وهو قول القتيبي.
"مجموع الفتاوى " (5/ 519)
ووردت عن ابن عباس بسند ضعيف عنه أنه قال في قوله تعالى: {ثم استوى على العرش} قال: استقر على العرش , ويقال امتلأ به.
"الأسماء والصفات" للبيهقي (521)
ونقلها ابن القيم رحمه الله عن ابن عبد البر حافظ المغرب: " والاستواء في اللغة معلوم مفهوم وهو العلو والارتفاع على الشيء , والاستقرار , والتمكن فيه قال أبو عبيدة في قوله تعالى: استوى قال: علا , وتقول العرب: استويت فوق الدابة واستويت فوق البيت.
قال أبو عمرو: الاستقرار في العلو.
"تهذيب السنن" (13/ 28) المطبوع على حاشية عون المعبود
وانظر "اجتماع الجيوش الإسلامية" (1|79)
وعلى فرض أنها صحت عن بعض السلف؛ فالأصل أن يتوقف في مثل هذه الألفاظ التي لم ترد في الكتاب والسنة , وأن يستفصل عن معناه كما هي القاعدة السلفية
فإن أراد بالاستقرار صفة تليق بجلال الله لا تشبه شيئا من صفات المخلوقين فهي حق مع التوقف في اللفظ , وإن أراد غير ذلك من المعاني الباطلة رددناه. انتهى
وفي الموسوعة الشاملة في شرح الواسطية
اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ? فسر باستقر ..
هو لازمها كما ذكرت، تفسير باللازم، يعني علا وارتفع ولم يزل على استوائه استقر على هذه الصفة، استقر على العرش، يعني هو جل وعلا استوى عليه ولم يتخل من استوائه عليه، ولم يخل من استوائه .. هو أنت أخذتها استقر بمعنى لم يزل، ما قلنا استقر بمعنى لم يزل، استقر يعني قر القرار يعني ما صار في انتقال عن حالته، نقول أنت الآن أتيت واستقررت في مكانك هذا يعني خلاص ما برحت عنه ذهبت تنزل قال والله استقريت في البيت، استقريت يعني خلاص ما عاد لك روحة لبيتك الأول وُ جَيّه، خلاص استقريت في هذا المكان، فإذن هنا علا وارتفع قال جل وعلا ?ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ? فقبل ذلك لم يكن مستويا عليه يعني لم يكن عاليا ومرتفعا عليه العلو والارتفاع الخاص أما هو جل وعلا له العلو المطلق هو عال ومرتفع عليه من قبل لكن العلو والارتفاع الخاص الذي اسمه الاستواء لم يكن كذلك، فهو جل وعلا لم يكن مستويا عليه ثم استوى عليه جل وعلا، فلما استوى عليه هل فارق هذه الحال؟ هنا فسروه من هذه الجهة بمعنى استقر، يعني علا وارتفع وصعد واستقر ولهذا الصحيح أن كلها صحيحة كل هذه تجتمع في معنى الاستواء ليست تفسر الواحدة بالواحدة، هو علا جل وعلا وارتفع وصعد واستقر، كلها صحيحة، جميعا توضح المعنى المراد.انتهى
فبين الشيخ الشارح أن الاستقرار بمعنى القرار على الشيء والثبات عليه كما هو في لغة العرب والمراد هنا العلو الخاص على العرش.
والله أعلم
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 07:22 م]ـ
سبحان اللهِ أبيتَ يا فهمي إلاَّ أن يكون خصمكَ الألباني بين يدي اللهِ تخطِّؤه في مسألةٍ علمتَ يقينًا أنَّها من المسلَّمات و قد تضافرت أقوال السلفِ في تقريرها و أبيتَّ إلاَّ أن تسفِّهَ الشيخ الألباني و تفتري عليهِ إنكارهُ لها!!!
و قد أوضحتُ لكَ أنَّ الَّذي نفاهُ الألبانيُّ هو التَّجسيم الَّذي ألزقهُ أبو زهرة بشيخِ الإسلام ابنِ تيميَّة!!
فأبيتَ إلاَّ أن تصحِّحَ مذهبَ الضَّال و تضلِّلَ إمامًا من أئمَّةِ السنَّة ...
لكن أرى أنَّ مسلسلكَ في حلقاتهِ الأولى فحسبُ!!!
هداكَ اللهُ.
أعجبني في موضوعكَ الجديد هذا ... الألوان ... ! بجِدّ.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 09:46 م]ـ
يكون خصمكَ الألباني بين يدي اللهِ
هداك الله
منذ متى والخلاف العلمي مهما كبر يسمى خصومة عند الله؟
وأبيتَّ إلاَّ أن تسفِّهَ الشيخ الألباني و تفتري عليهِ إنكارهُ لها!!!
حسبي الله ونعم الوكيل
أين تسفيهي لشيخ مشايخنا رحمه الله رحمة واسعة؟
سبحانك ربي هذا بهتان مبين.
فأبيتَ إلاَّ أن تصحِّحَ مذهبَ الضَّال و تضلِّلَ إمامًا من أئمَّةِ السنَّة ...
إنا لله وإنا إليه راجعون
ردّك الله إلى الصواب.
إن كان في كلامي أي موضع فيه تسفيه أو تضليل للإمام الألباني رحمه الله فأرشدني إليه.
وإن لم يكن فأخشى أن تكون وقعت فيما اتهمتني به.
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/305)
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[25 - 01 - 08, 12:01 ص]ـ
فلقد ناقشت قضية خطأ العلامة الألباني رحمه الله في نفيه نسبة تفسير الاستواء على العرش بالاستقرار لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
ما زلتَ تخطيء بلا حجَّةٍ و برهان سوى كلمَة ظفرت بها سلختها من سياقها و سباقها و فرحة بها و طرت بها طيرانك هذا!!
وبينت بالنقل الصحيح أن هذا ثابت عن ابن تيمية بل وعن غيره من السلف الصالح.
أتراكَ تعبتَ ببحثكَ هذا في مجموع الفتاوى!!! و هو ما لا يكاد يخفى مضمونه عن أحدٍ من المسلمين و لا أقول السلفيين فحسب و لا أقول طلاَّب العلم منهم و لا أقول العلماء منهم و لا أقول رؤوس أهل السنَّةِ منهم فما الحال إن كنت تبارز الألبانيّ في مسألةٍ هي من المهمَّاتِ و الأساسيَّات و قد أخذت حظًا من التحرير و التنقيح و الضبط عبرَ قرونٍ من الزَّمانِ خفيت هذه المظان في هذا الكنز الوافر (مجموع الفتاوى) على الإمام، و حسبه المجموع فكيف و قد زدتَ الطينَ بلَّة و المعضلة علَّة بقولكَ:
بل وعن غيره من السلف الصالح.
فزدتَ في التَّسفيهِ غرقًا ... !
فعلمت أن عقائدنا ما زالت تحتاج إلى تقويم
أعَددتَ الألبانيَّ ضمن قائمَةِ المقوَّمين ... !
لتعدد المنابع التي يستقي منها طلاب العلم عقائدهم
كأنَّ منبع الألبانيّ لم تستسغهُ و لم أدري ما المنابع الأخرى مع العلم أنَّكَ تخاطبُ السَّلفيين
مع عدم القدرة على التمييز
أنعدُّ الألبانيّ من هؤلاء غير القادرين على التَّمييز و نعدُّكَ أنتَ ممن ميَّزَ! و للهِ الحمدُ؟!
بين مَن يؤخذ عنه ومَن لا يؤخذ عنه
أين نجعلُ الألبانيَّ في كلامكَ. . . أَاُبالغُ حقًّا باتِّهامكَ بتسفيهِ الإمام!؟!
وكذلك بين ما يؤخذ وما لا يؤخذ.
حبذا لو جرَّدتَ لنا كتبَ الإمام و أشرطته!!
فأردتُ أن أساهم في تصحيح بعض المفاهيم الأساسية في مسائل الاعتقاد
أخفيت عن الألبانيّ و استظهرتها و تقول عنها " ... أساسيَّةً ... "!!!
ومع ذلك فمن الواضح أن كثيرا من المنتسبين للمنهج السلفي لم يُلمّوا بالمسألة من جميع جوانبها.
يا لعجبِ هذا الإحصاء!!
و يا للجراءة جعلتهُ من الواضحِ حتى!!!؟
ثمَّ قولكَ:
. . . لم يُلمّوا بالمسألة من جميع جوانبها.
هذا عينُ غمطِ النَّاس، و لو اشترطنا هذا الإدراك لكلّ مسألة لما وُجدَ فينا عالمٌ،
بل قل لي بربِّكَ متى بدأ العمل بهذا الحدّ أفي القرن الأوَّل ... الثاني ... الثالث ... الرَّابع ... ؟!!
بل لا أكون مبالغًا لو قلتُ بأن لا مالك و لا الشافعيّ بل و لا أحمد و لا سفيان و لا ... و لا ... يدركون كثيرًا مما تفرحُ بهِ لأنَّهُ لا يخلو من الشقاشق الَّتي الوَحي عنها منزَّهٌ.
هذا، و أقول ..
لستُ أخالفكَ كما أسبقتُ لكَ هذا في موضوعكَ الأصليّ في أمِّ و عينِ المسألة و ما خلصتَ إليهِ، و لكن أن يُجعلَ إمامٌ من أئمَّةِ السنَّة ممسحة يَتطهَّر بها كلّ من أراد التَّطهُّر ثمَّ يُلقي بها، هذا ما لا يرضاه عاقلٌ نزيهٌ و هو ما أُحذِّركَ عاقبتَهُ و إن كنتَ تزعم التنزُّهَ عن هذا الصُّنع، إلاَّ أنَّ بين حالِكَ و مقالِكَ خصامٌ و شِقاقٌ!
و اللهُ الموَفِّقُ لا ربَّ سواهُ.
ـ[أبو مريم السويسي]ــــــــ[25 - 01 - 08, 12:21 ص]ـ
أخي الكريم
لقد حمّلتَ الأمر أكثر مما يحتمل
والشيخ عيد ما علمناه إلا معظما للشيخ الألباني وهو من تلامذة الشيخين محمد إسماعيل حفظه الله ومحمدعمرو رحمه الله
ومعلوم لكل أحد تعظيم الشيخين للعلامة الألباني رحمه الله
وأنت تقول بعد ذلك:
لستُ أخالفكَ كما أسبقتُ لكَ هذا في موضوعكَ الأصليّ في أمِّ و عينِ المسألة و ما خلصتَ إليهِ
فلمَ الخلاف إذن؟
ولقد قرأت الموضوع الآخر فلم أرَ فيه أي تعدٍّ من الشيخ عيد على العلامة الألباني رحمه الله
بل عنوانه نفسه فيه أدب مع الشيخ حيث ذيله بقوله: وهو على الحق
بينما وصف أبا زهرة بما يستحق: وهو على الباطل.
فقولك بعد ذلك:
ولكن أن يُجعلَ إمامٌ من أئمَّةِ السنَّة ممسحة يَتطهَّر بها كلّ من أراد التَّطهُّر ثمَّ يُلقي بها، هذا ما لا يرضاه عاقلٌ نزيهٌ و هو ما أُحذِّركَ عاقبتَهُ و إن كنتَ تزعم التنزُّهَ عن هذا الصُّنع، إلاَّ أنَّ بين حالِكَ و مقالِكَ خصامٌ و شِقاقٌ.
هذا فيه سوء أدب مع الشيخ الألباني رحمه الله فقد تعدّيت عليه من حيث تظن الدفاع عنه.
وإن كان بينك وبين الشيخ عيد شيء شخصي فلا تجعل ساحة الملتقى لهذه الخلافات الشخصية
وإن لم يكن فأراك قد تحاملت عليه جدا وحمّلت كلامه ما لا يحتمل
والله أعلم(46/306)
يقوال النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[23 - 01 - 08, 11:23 م]ـ
لا يشكل على هذا قولُ النبي r (( مثل أمتي كمثل المطر؛ لا يدرى أوَّلُه خير أم آخره؟))
قال شيخ الإسلام- رحمه الله - في كلامه عن هذا الحديث: ((والحديث الذي يروى (مثل أمتي كمثل الغيث لا يدرى أوله خير أم آخره) قد تُكلم في إسناده, وبتقدير صحته إنما معناه يكون في آخر الأمة من يقارب أولها, حتى يشتبه على بعض الناس أيهما خير, كما يشتبه على بعض الناس طرفا الثوب, مع القطع بأن الأول خير من الآخر ولهذا قال: (لا يدرى) ومعلوم أن هذا السلب ليس عاما لها؛ فإنه لابد أن يكون معلوما أيهما أفضل
وقال الشاطبي) - رحمه الله - في توجيه هذا الحديث: ((قوله r ( خير الناس قرني): هو الأصل في الباب, فلا يبلغ أحد شأو الصحابة y, وما سواه يحتمل التأويل على حال أو زمان أو في بعض الوجوه.))
1– أخرجه الترمذي كتاب الأمثال عن رسول الله r ( ص/641 - 642) والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (5/ 355) ح 2286
2– مجموع الفتاوى (2/ 227)
3– الاعتصام (2/ 56)(46/307)
إلتزامات أشعرية؟!
ـ[أبو البركات]ــــــــ[24 - 01 - 08, 03:42 ص]ـ
على ما أذكر أني قرأت أن الأشاعرة ألتزموا أشياء عجيبة مثل:
1 - أن الله يجوز أن يُلمَس!
2 - إمكانية رؤية الأعمى في الصين للبقّةِ في الأندلس!
3 - إمكانية رؤية الأصوات والطعوم والروائح!
نرجو من الأخوان المساعدة بنقل النصوص المتعلقه بهذه الإلتزامات من كتبهم مع العزو .... للفائدة وجزاكم الله خير ...
(أرجو من المشرف تعديل الموضوع بحذف الهمزة)
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 02:49 م]ـ
3 - إمكانية رؤية الأصوات والطعوم والروائح!
هذه قالها أبو الحسن الأشعري والأشاعرة من بعده فقال إن للهواء طعوم وأوصاف وأنه مركب وهو جسم وكذا الماء وغيرها، وهذا دليل الأعراض عندهم لأن الذي لا يقبل الصفات (وهي الأعراض) يكون قديم أزلي، فلو قيل لهم الماء والهواء جوهر أم لا .. على افتراض الجوابين نقول لهم هل له أعراض أم لا، إذا قالوا لا فعلى قاعدتهم يكون العالم قديم وهناك أشياء أزلية مع واجب الوجود .. لذا أضطروا إلى هذا في الهواء والماء وأشباههما.
انظر مجرد مقالات الأشعري لابن فورك
وانظر بداية المجلدة الأولى من درء التعارض لمعرفة مذهبهم في هذا الأمر.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[04 - 02 - 08, 02:01 ص]ـ
يعطيك العافية محمد ... وجزاك الله خير
وننتظر من الأخوة مزيدا من الإفادة ...
ـ[أبو البركات]ــــــــ[10 - 09 - 08, 01:42 م]ـ
هل من افادة؟(46/308)
هل كان الامام احمد ممن ينفي صفات الله؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 01:36 م]ـ
سُئل الامام ابن تيمية رحمه الله
: عمن زعم أن [الإمام أحمد] كان من أعظم النفاة للصفات ـ صفات الله تعالى ـ وإنما الذين انتسبوا إليه من أتباعه في المذهب ظنوا أنه كان من أهل الإثبات المنافي للتعطيل، جهلاً منهم بما جرى له، فإنه اتفق له أمر عجيب.
وهو أن ناسا من [الزنادقة] قد علموا زهد أحمد وورعه وتقواه، وأن الناس يتبعونه فيما يذهب إليه، فجمعوا له كلامًا في الإثبات، وعزوه إلى تفاسير وكتب أحاديث، وأضافوا ـ أيضًا ـ إلى الصحابة والأئمة وغيرهم، حتى إليه هو ـ شيئًا كثيرًا من ذلك على لسانه ـ وجعلوا ذلك في صندوق مقفل، وطلبوا من الإمام أحمد أن يستودع ذلك الصندوق منهم، وأظهروا أنهم على سفر ونحو ذلك، وأنهم غرضهم الرجوع إليه ليأخذوا تلك الوديعة، وهم يعلمون أنه لا يتعرض لما في الصندوق، فلم يزل عنده ذلك إلى أن توفاه الله، فدخل أتباعه، والذين أخذوا عنه العلم، فوجدوا ذلك الصندوق وفتحوه، فوجودا فيه تلك [الأحاديث الموضوعة] و [التفاسير والنقول] الدالة على الإثبات. فقالوا: لو لم يكن الإمام أحمد يعتقد ما في هذه الكتب، لما أودعها هذا الصندوق واحترز عليها، فقرؤوا تلك الكتب، وأشهروها في جملة ما أشهروا من تصانيفه وعلومه وجهلوا مقصود أولئك الزنادقة، الذين قصدوا فساد هذه الأمة الإسلامية، كما حصل مقصود بولص بإفساد الملة النصرانية، بالرسائل التي وضعها لهم.
فأجاب:
من قال تلك الحكاية المفتراة عن أحمد بن حنبل، وأنه أودع عنده صناديق فيها كتب لم يعرف ما فيها حتى مات، وأخذها أصحابه فاعتقدوا ما فيها، فهذا يدل على غاية جهل هذا المتكلم، فإن أحمد لم يأخذ عنه المسلمون كلمة واحدة من صفات الله ـ تعالى ـ قالها هو، بل الأحاديث التي يرويها أهل العلم في صفات الله ـ تعالى ـ كانت موجودة عند الأمة قبل أن يولد الإمام أحمد، وقد رواها أهل العلم غير الإمام أحمد، فلا يحتاج الناس فيها إلى رواية أحمد، بل هي معروفة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو لم يخلق أحمد.
وأحمد إنما اشتهر أنه إمام أهل السنة، والصابر على المحنة؛ لما ظهرت محن [الجهمية] الذين ينفون صفات الله ـ تعالي ـ ويقولون: إن الله لا يرى في الآخرة، وأن القرآن ليس هو كلام الله، بل هو مخلوق من المخلوقات، وأنه تعالى ليس فوق السموات، وأن محمدًا لم يعرج إلى الله، وأضلوا بعض ولاة الأمر، فامتحنوا الناس بالرغبة والرهبة، فمن الناس من أجابهم ـ رغبة ـ ومن الناس من أجابهم ـ رهبة ـ ومنهم من اختفى فلم يظهر لهم.
وصار من لم يجبهم قطعوا رزقه وعزلوه عن ولايته، وإن كان أسيرا لم يفكوه ولم يقبلوا شهادته؛ وربما قتلوه أو حبسوه.
و [المحنة] مشهورة معروفة، كانت في إمارة المأمون، والمعتصم، والواثق، ثم رفعها المتوكل، فثبت الله الإمام أحمد، فلم يوافقهم على تعطيل صفات الله ـ تعالى ـ وناظرهم في العلم فقطعهم، وعذبوه، فصبر على عذابهم، فجعله الله من الأئمة الذين يهدون بأمره، كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (**********: openquran(31,24,24)) [ السجدة: 24].
فمن أعطى الصبر واليقين، جعله الله إمامًا في الدين. وما تكلم به من [السنة] فإنما أضيف له لكونه أظهره وأبداه لا لكونه أنشأه وابتدأه، وإلا فالسنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فأصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدي محمد بن عبد الله، وما قاله الإمام أحمد هو قول الأئمة قبله، كمالك والثوري، والأوزاعي، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وقول التابعين قبل هؤلاء، وقول الصحابة الذين أخذوه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأحاديث [السنة] معروفة في الصحيحين وغيرهما من كتب الإسلام.
والنقل عن أحمد وغيره من أئمة السنة، متواتر بإثبات صفات الله ـ تعالى ـ وهؤلاء متبعون في ذلك ما تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم. فأما أن المسلمين يثبتون عقيدتهم في أصول الدين، بقوله، أو بقول غيره من العلماء، فهذا لا يقوله إلا جاهل.
وأحمد بن حنبل نهى عن تقليده وتقليد غيره من العلماء في الفروع، و قال: لا تقلد دينك الرجال، فإنهم لن يسلموا أن يغلطوا. وقال: لا تقلدني، ولا مالكًا، ولا الثوري، ولا الشافعي، وقد جرى في ذلك على سنن غيره من الأئمة، فكلهم نهوا عن تقليدهم، كما نهى الشافعي عن تقليده وتقليد غيره من العلماء، فكيف يقلد أحمد وغيره في أصول الدين؟ وأصحاب أحمد، مثل أبي داود السِّجِسْتاني، و إبراهيم الحربي، وعثمان بن سعيد الدارمي، وأبي زُرْعَة، وأبي حاتم، والبخاري، ومسلم، وبَقِيّ بن مَخْلد، وأبي بكر الأثرم، وابنيه صالح وعبد الله، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، ومحمد بن مسلم ابن وارة، وغير هؤلاء الذين هم من أكابر أهل العلم والفقه والدين، لا يقبلون كلام أحمد ولا غيره إلا بحجة يبينها لهم، وقد سمعوا العلم كما سمعه هو، وشاركوه في كثير من شيوخه، ومن لم يلحقوه أخذوا عن أصحابه الذين هم نظراؤه، وهذه الأمور يعرفها من يعرف أحوال الإسلام وعلمائه.(46/309)
نقد كتاب «الأربعين في أصول الدين» للفخر الرازي
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 11:41 م]ـ
منهج الرازي في كتابه
سلك الرازي في كتابه هذا – كعادته- مسلك المتكلمين، فتجده يسير على دربهم في الحجج الكلامية، والتقارير الفلفسية، والمقدمات المنطقية، ولا يعرج إلا نادرا على الآيات والأحاديث والآثار.
ونستطيع أن نلخص منهجه ذلك فيما يلي:
1 - التقديم بمقدمات منطقية قبل الخوض في تقرير دلائل غالب مسائل كتابه؛ فمثلا:
في المسألة الأولى في حدوث العالم، يقول:
(فلا جرم وجب علينا قبل الخوض في تقرير الدلائل تقديم ثلاث مقدمات.) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1))
وفي المسألة الثالثة في إثبات العلم بالصانع، يقول:
(وقبل الخوض في المقصود لا بد من تقديم مقدمات) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2))
وهكذا في أغلب مسائل الكتاب.
2 - استقصاء جميع الوجوه الممكنة في المسألة، حتى لو كان من هذه الوجوه ما لم يقل به أحد قطّ، وإنما همّه حصر التقسيم العقلي الممكن، فمن ذلك:
في المسألة الأولى في حدوث العالم، يقول:
(المذاهب الممكنة في هذه المسألة لا تزيد على خمسة) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3))
ــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1) - الأربعين في أصول الدين (ص: 15)
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref2) - الأربعين في أصول الدين (ص: 70)
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref3) - الأربعين في أصول الدين (ص: 22)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 11:42 م]ـ
وقال في المذهب الرابع منها: (وهذا معلوم البطلان بالبداهة، فلا جرم لم [يقل] ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745142#_ftn1)) به قائل) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745142#_ftn2))
وفي المسألة السادسة في أن وجود الله تعالى هل هو نفس حقيقته أم لا؟ يقول:
(المذاهب الممكنة في هذه المسألة لا تزيد على ثلاثة) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745142#_ftn3))
وهكذا أكثر مسائله.
1 - إيراد الشبه العظام وإطالة النفس في تقريرها، وذكر الحجج لها؛ حتى يظن الظانّ أنه يؤيد هذا القول لكثرة ما يورده من الأدلة لنصرته. وهذا عامّ في جميع مسائل الكتاب، بل في جميع مصنفات الإمام الرازي، ولقد كان ذلك أحد أهم الأسباب في توجيه النقد اللاذع لمؤلفاته وطريقته في التصنيف.
2 - مخالفة إمامه الذي ينتسب إليه أبي الحسن الأشعري في أكثر مسائله الأصولية على خلاف المتبادر للأذهان من انتسابه لمذهب الأشعري، فمن ذلك:
في المسألة الثانية في أن المعدوم ليس بشيء، قال: (فذهب أبو الحسن الأشعري وأبو الحسين البصري إلى أن وجود كلّ شيء نفس ماهيته. وذهب كثير من المتكلمين وجمهور الحكماء إلى أن وجود الشيء وصف مغاير لماهيته.) ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745142#_ftn4))
ـــــــــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745142#_ftnref1) - تصحف في المطبوع إلى: يقبل
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745142#_ftnref2) - الأربعين في أصول الدين (ص: 23)
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745142#_ftnref3) - الأربعين في أصول الدين (ص: 99)
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745142#_ftnref4) - الأربعين في أصول الدين (ص: 57)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 11:43 م]ـ
ثمّ أورد الحجج والبراهين على صحة القول الثاني، وردّ على حجج القول الأول، وبين خطؤه.
في المسألة السادسة في أنّ وجود الله تعالى هل هو نفس حقيقته أم لا؟ ذكر المذاهب في هذه المسألة فقال: (أحدها: قول من يقول: إطلاق لفظ الموجود على واجب الوجود، وعلى ممكن الوجود، ليس بحسب معنى واحد، بل بحسب مفهومين. وهذا قول أبي الحسن الأشعري وأبي الحسين البصري وأتباعهما ... والقول الثالث: وهو أن وقوع اللفظ الموجود على الواجب وعلى الممكن، بحسب مفهوم واحد، وذلك المفهوم صفة عارضة لماهية الحق سبحانه وتعالى وتقدس ولحقيقته المخصوصة. وهو المختار عندنا ... ) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745143#_ftn1))
وهو صريح في أنه لا يعد نفسه من أتباع الأشعري.
1 - كثيرا من الأحيان يستطرد في ذكر الأقوال، ويفرع منها وجوها، ويأتي لكل وجه بالحجج الطوال، ويرد كل حجة بوجوه أخرى، وهكذا ولا يرجح في النهاية قولا على قول، فيثير الشبهة ولا يردها، ويشعل نار الفتنة ولا يطفئها، فيجعل من يقرأ كلامه يقف متحيرا لا يهتدي إلى شيء، فلا هو قادر على دفع الشبهة التي اعتملت في نفسه، ولا هو قادر على الرد عليها.
ـــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745143#_ftnref1) - الأربعين في أصول الدين (ص: 99)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/310)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 11:44 م]ـ
تقييم كتاب
«الأربعين في أصول الدين»
في ضوء العقيدة السلفية
لقد دأب سلفنا الصالح رضوان الله عليهم على التحذير من أهل الكلام وعدم السماع لأقوالهم ولا القراءة في كتبهم.
تحريم النظر في كتب الكلام [جزء 1 - صفحة 41]
قال الإمام الشافعي: ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745145#_ftn1))
وقال أيضا: لأن يبتلى المرء بكل ما نهى الله عنه سوى الشرك خير له من الكلام ولقد اطلعت من اهل الكلام على شيء ما ظننت أن مسلما يقول ذلك. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745145#_ftn2))
وقال أيضا: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745145#_ftn3))
وقال: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745145#_ftn4))
وقال: حكمي في أهل الكلام حكم عمر في صبيغ. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745145#_ftn5))
ــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745145#_ftnref1) - تحريم النظر في كتب الكلام (1/ 41).
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745145#_ftnref2) - تبيين كذب المفتري (1/ 335)
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745145#_ftnref3) - تحريم النظر في كتب الكلام (1/ 41).
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745145#_ftnref4) - شرح العقيدة الطحاوية (1/ 69).
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745145#_ftnref5) - أحاديث في ذم الكلام وأهله (4/ 246). ويقصد الإمام الشافعي بذلك ما جاء في الآثار: (أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخل فقال من أنت قال أنا عبد الله صبيغ فأخذ عرجونا فضربه وقال أنا عبد الله عمر فجعل له ضربا حتى دمي رأسه فقال يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجده في رأسي)، (وقال أبو عثمان النهدي: كتب إلينا عمر لا تجالسوا صبيغا فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا عنه) انظر: أحاديث في ذم الكلام وأهله (4/ 242 - 244)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 11:45 م]ـ
وقال الإمام أبو يوسف: من طلب العلم بالكلام تزندق ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745147#_ftn1))
وقال الإمام أحمد: لا يفلح صاحب كلام أبدا ولا يرى أحد نظر في الكلام إلا في قلبه دغل. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745147#_ftn2))
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع يغلظان في ذلك أشد التغليظ وينكران وضع الكتب برأي في غير آثار، وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر في كتب المتكلمين ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبدا ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745147#_ftn3))
وقال أبو عمر بن عبد البر أجمع أهل الفقه والآثار من جميع أهل الأمصار أن أهلالكلام أهل بدع وزيغ لا يعدون عند الجميع في طبقات العلماء وإنما العلماء أهل الأثر. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745147#_ftn4))
وقال أحمد بن إسحاق المالكي: أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هم أهل الكلام فكل متكلم من أهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير أشعري لا تقبل له شهادة ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745147#_ftn5))
ــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745147#_ftnref1) - تحريم النظر في كتب الكلام (1/ 41).
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745147#_ftnref2) - تحريم النظر في كتب الكلام (1/ 41).
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745147#_ftnref3) - اعتقاد أهل السنة لللالكائي (1/ 179).
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745147#_ftnref4) - تحريم النظر في كتب الكلام (1/ 41 - 42).
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745147#_ftnref5) - تحريم النظر في كتب الكلام (1/ 42).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/311)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 11:46 م]ـ
(وذكرالأصحاب في الفتاوى: أنه لو أوصى لعلماء بلده: لا يدخل المتكلمون وأوصى إنسان أن يوقف من كتبه ما هو من كتب العلم فأفتى السلف أن يباع ما فيها من كتب الكلام ذكر ذلك بمعناه في الفتاوى الظهيرية) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745148#_ftn1))
ولو أردنا أن نستقصي كلامهم في ذلك لطال الأمر جدا، لكن فيما ذكرنا كفاية تغني عن الإطالة وتفي بالمقصود.
فهذا الكتاب موضوع بحثنا إنما قامت أركانه وشُيّد بنيانه على علم الكلام، وأقوال أهله، فهو أبعد ما يكون عن المنهج السلفي والطريقة السنية.
هذا من جهة الإجمال، وأما من جهة التفصيل فنختار مسألتين من مسائل الكتاب: إحداهما من أوائل الجزء الأول، والأخرى من أواخر الجزء الثاني، ونورد الردّ عليهما بالتفصيل من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقد ناقش أكثر مسائل الكتاب، وكلامه في ذلك منثور في مجموع الفتاوى، وهو جدير بأن يجمع في مؤلف واحد كما أراده، يكون ردًّا على كتاب: «الأربعين في أصول الدين»، على غرار كتاب «بيان تلبيس الجهمية» وهو ردّ عى كتاب الرازي: «تأسيس التقديس»
وهذا حين الشروع في المقصود:
ـــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745148#_ftnref1) - شرح العقيدة الطحاوية (1/ 69).
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 11:49 م]ـ
المسألة العاشرة
في بيان أنه تعالى يمتنع أن يكون محلا للحوادث
قال الإمام فخر الدين الرازي:
(المشهور أن الكرامية يجوزون ذلك، وسائر الطوائف ينكرونه، ومن الناس من قال: أكثر طوائف العقلاء يقولون بهذا المذهب، وإن كانوا ينكرونه باللسان، أما المعتزلة فمذهب «أبي علي» و «أبي هاشم» وأتباعهما: أنه تعالى مريد بإرادة حادثة، لا في محل، وكاره للمعاصي والقبائح بكراهة محدثة، لا في محل، وهذه الإرادة والكراهات، وإن كانت موجودة لا في محل، إلا أن صفة المريدية والكارهية، تحدث في ذات الله تعالى، هذا قول بحدوث الحوادث في ذات الله تعالى.
وأيضًا: إذا حضر المرئي والمسموع، حدثت في ذات الله تعالى صفة السامعية والمبصرية.
بلى. المعتزلة لا يطلقون لفظ الحدوث، وإنما يطلقون لفظ التجدد، وهذا نزاع في العبارة، وأما «أبو الحسين البصري» فإنه يثبت علومًا متجددة في ذات الله تعالى بحسب تجدد المعلومات.
وأما الأشعرية، فإنهم يثبتون النسخ، ويفسرونه بأنه رفع الحكم الثابت، او انتهاء الحكم، وعلى التقديرين فإنه اعتراف بوقوع التغير، لأن الذي ارتفع وانتهى، فقد عدم بعد وجوده، وأيضًا: يقولون: إنه تعالى عالم بعلم واحد، ثم إنه قبل وقوع المعلوم يكون متعلقًا بأنه سيقع، وبعد وقوعه يزول ذلك التعلق، ويصير متعلقًا بأنه كان واقعًا، وهذا تصريح بتغير هذه التعلقات، ويقولون أيضًا: إن قدرته كانت متعلقة بإيجاد الموجود المعين، من الأزل، فإذا وجد ذلك لاشيء، ودخل ذلك الشي في الوجود انطقع ذلك التعلق، لأن الموجود لا يمكن إيقاعه، فهذا اعتراف بأن ذلك التعلق قد زال، وكذا أيضًا: الإرادة الأزلية كانت متعلقة بترجيح وجود شيء على عدمه في ذلك الوقت المعين، فإذا ترجح ذلك الشيء في ذلك الوقت، امتنع بقاء ذلك التعلق، لأن ترجيح المترجح محال.
وأيضًا: تواقفنا على أن المعدوم لا يكون مرئيًا ولا مسموعًا، فالعالم قبل أن كان موجودًا لم يكن مرئيًا، ولا كانت الأصوات مسموعة، وإذا خلق الألوان والأصوات صارت مرئية ومسموعة، فهذا اعتراف بحدوث هذه التعلقات، ولو أن جاهلاً التزم كون المعدوم مرئيًا ومسموعًا، قيل له: الله تعالى هل كان يرى العالم وقت عدمه معدومًا، أو كان يراه وجودًا؟ لا سبيل إلى القسم الثاني، لأن رؤية المعدوم موجودًا غلط، وهو على الله تعالى محال، ثم إذا أوجده فإنه يراه موجودًا لا معدومًا، وإلا عاد حديث الغلط فعلمنا: أنه تعالى كان يرى العالم وقت عدمه معدومًا، ووقت وجوده موجودًا، وهذا يوجب ما ذكرناه.
وأما الفلاسفة: فهم مع أنهم أبعد الناس في الظاهر عن هذا القول، هم قائلون به وذلك لأن مذهبهم: أن الإضافات موجودة في الأعيان، وعلى هذا، فكل حادث يحدث، فإن الله تعالى يكون موجودًا معه، وكونه تعالى مع ذلك الحادث، وصف إضافي حدث في ذاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/312)
وأما «أبو البركات البغدادي» - وهو من أكابر الفلاسفة المتأخرين – فإنه صرح في كتابه «المعتبر» بإثبات إرادة محدثة، وعلوم محدثة في ذات الله تعالى، وزعم: انه لا يتصور الاعتراف بكونه تعالى إلهًا لهذا العالم، إلا مع هذا المذهب، ثم قال: «الإجلال من هذا الجلال واجب، والتنزيه من هذا التنزيه لازم» فإذا حصل الوقوف على هذا التفصيل، ظهر أن هذا المذهب قال به أكثر فرق العقلاء، وإن كانوا ينكرونه باللسان.
واعلم أن الصفات على ثلاثة أقسام. "حقيقية عارية عن الإضافات" كالسواد والبياض. "وثانيها" الصفات الحقيقية التي تلزمها الإضافات كالعلم والقدرة. وثالثها الإضافات المحضة والنسب المحضة مثل كون الشيء قبل غيره وبعد غيره، ومثل كون الشيء يمينا لغيره أو يسارا له؛ فإنك إذا جلست على يمين إنسان ثم قام ذلك الإنسان وجلس في الجانب الآخر منك: فقد كنت يمينا له؛ ثم صرت الآن يسارا له فهنا لم يقع التغير في ذاتك ولا في صفة حقيقية من صفاتك؛ بل في محض الإضافات. إذا عرفت هذا، فنقول: أما وقوع التغير في الإضافات فلا خلاص عنه وأما وقوع التغير في الصفات الحقيقية: فالكرامية يثبتونه وسائر الطوائف ينكرونه فبهذا يظهر الفرق في هذا الباب بين مذهب الكرامية ومذهب غيرهم.
والذي يدل على فساد قول الكرامية وجوه:
الأول: أن كل ما كان من صفات الله فلا بد أن يكون من صفات الكمال ونعوت الجلال فلو كانت صفة من صفاته محدثة، لكانت ذاته قبل حدوث تلك الصفة خالية عن صفة الكمال والجلال. والخالي عن صفة الكمال ناقص؛ فيلزم أن ذاته كانت ناقصة قبل حدوث تلك الصفة فيها وذلك محال. فثبت أن حدوث الصفة في ذات الله محال.) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745149#_ftn1))
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(ولقائل أن يقول: ما ذكرته لا يدل على محل النزاع وبيان ذلك من وجوه:
أحدها: أن الدليل مبني على مقدمات لم يقرروا واحدة منها لا بحجة عقلية ولا سمعية؛ وهو أن كل ما كان من صفات الله لا بد أن يكون من صفات الكمال، وأن الذات قبل تلك الصفة تكون ناقصة، وأن ذلك النقص محال.
وحقيقة الأمر لو قام به حادث لامتنع خلوه منه قبل ذلك. ولم يقم على ذلك حجة.
الثاني: أن وجوب اتصافه بهذا الكمال وتنزيهه عن النقص لم تذكر في كتبك عليه حجة عقلية؛ بل أنت وشيوخك كأبي المعالي وغيره تقولون: إن هذا لم يعلم بالعقل؛ بل بالسمع.
وإذا كنتم معترفين بأن هذه المقدمة لم تعرفوها بالعقل. فالسمع إما نص وإما إجماع.
وأنتم لم تحتجوا بنص؛ بل في القرآن أكثر من مائة نص حجة عليكم والأحاديث المتواترة حجة عليكم.
ودعوى الإجماع ....... ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745149#_ftn2))
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745149#_ftnref1) - الأربعين في أصول الدين (ص: 117 - 119).
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745149#_ftnref2) - سقط باقي الكلام من مجموع الفتاوى، ووصل بما بعده من كلام الفخر الرازي في كتاب الأربعين في أصول الدين» ولم ينبه على ذلك فأوهم أنه من كلام شيخ الإسلام، فإنا لله وإنا إليه راجعون. انظر مجموع الفتاوى (6/ 275).
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 11:52 م]ـ
قال الإمام الفخر الرازي:
(المقدمة الثانية: إن القابلية إذا كانت أزلية وجب أن يكون المقبول صحيح الوجود في الأزل. والدليل عليه أن كون الشيء قابلا لغيره، نسبة بين القابل والمقبول. والنسبة بين المنتسبين متوقفة على تحقق كل واحد من المنتسبين، فصحة النسبة تعتمد صحة وجود المنتسبين. ولما كانت صحة اتصاف الباري بالحوادث حاصلة في الأزل؛ لزم أن تكون صحة وجود الحوادث حاصلة في الأزل.) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745152#_ftn1))
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/313)
(فيقال لك: هذا الدليل بعينه موجود في كونه قادرا فإن كون الشيء قادرا على غيره نسبة بين القادر والمقدور والنسبة بين المنتسبين متوقفة على تحقيق كل واحد من المنتسبين وصحة النسبة تعتمد وجود المنتسبين. فلماكانت صحة اتصاف الباري بالقدرة على الغير حاصلة في الأزل: لزم أن يكون صحة وجود المقدور حاصلة في الأزل فهذا وزان ما قلته سواء بسواء. وحينئذ فإن جوزت وجود أحد المنتسبين وهو كونه قادرا في الأزل، مع امتناع وجود المقدور في الأزل، فجوز أحد المنتسبين وهو كونه قابلا في الأزل، مع امتناع وجود المقبول في الأزل. وإن لم تجوز ذلك بل لا تتحقق النسب إلا مع تحقيق المنتسبين جميعا؛ لزم إما تحقق إمكان المقدور في الأزل، وإما امتناع كونه قادرا في الأزل، وأيًّا ما كان بطلت حجتك سواء جوزت وجود أحد المنتسبين مع تأخر الآخر، أو جوزت وجود المقدور في الأزل، أو قلت: إنه ليس بقادر في الأزل. فإن هذا وإن كان لا يقوله لكن لو قدر أن أحدًا التزمه وقال: إنه يصير قادرًا بعد أن لم يكن قادرًا؛ كما يقولون إنه يصير قابلا بعد أن لم يكن قابلا. قيل له: كونه قادرًا إن كان من لوازم ذاته وجب كونه لم يزل قادرًا وامتنع وجود الملزوم وهو الذات بدون اللازم وهو القدرة، وإن لم تكن من لوازم الذات كانت من عوارضها فتكون الذات قابلة لكونه قادرًا وكانت الذات قابلة لتلك القابلية. فقبول كونه قادرًا إن كان من اللوازم عاد المقصود، وإن كان من العوارض افتقر إلى قابلية أخرى ولزم إما التسلسل وإما الانتهاء إلى قادرية تكون من لوازم الذات.
الجواب الثامن: ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745152#_ftn2)) أن يقال: فرقك بأن وجود القادر يجب أن يكون متقدما على وجود المقدور ووجود القابل لا يجب أن يكون متقدما على وجود المقبول؛ فرق بمجرد الدعوى ولم تذكر دليلا لا على هذا ولا على هذا والنزاع ثابت في كلا الأمرين. فمن الناس من يقول: لا يجب أن يكون القادر متقدما على إمكان وجود المقدور بل ولا يجوز؛ بل يمكن أن يكون وجود المقدور مع قدرة القادر. وهذا كما يكون المقدور مع القدرة عند جماهير الناس من المسلمين وغيرهم؛ وإن كان وجود المقدور مع القادر يفسر بشيئين:
أحدهما: أن يكون المقدور أزليا مع القادر في الزمان. فهذا لا يقوله أهل الملل وجماهير العقلاء الذين يقولون: إن الله خالق كل شيء. وهو القديم وما سواه مخلوق حادث بعد أن لم يكن. وإنما يقوله شرذمة من الفلاسفة الذين يقولون: إن الفلك معه بالزمان لم يتأخر عنه ويجعلونه مع ذلك مفعولا مقدورا. وأما كون المقدور متصلا بالقادر بحيث لا يكون بينهما انفصال ولكنه عقبه؛ فهذا مما يقوله أكثر العقلاء من المسلمين وغيرهم. ويقولون: المؤثر التام يوجد أثره عقب تأثره. ويقولون: الموجب التام يستلزم وجود موجبه عقبه لا معه. فإن الناس في المؤثر التام على ثلاثة أقوال:
منهم من يقول: يجوز أو يجب أن يكون أثره منفصلا عنه؛ فلا يكون المقدور إلا متراخيا عن القادر والأثر متراخيا عن المؤثر كما يقول ذلك كثير من أهل الكلام وغيرهم.
ومنهم من يقول: بل يجوز أو يجب أن يقارنه في الزمان كما يقول ذلك من يقوله من المتفلسفة ووافقهم عليه بعض أهل الكلام في العلة الفاعلية. فقالوا: إن معلولها يقارنها في الزمان.
والقول الثالث: أن الأثر يتصل بالمؤثر التام لا ينفصل عنه ولا يقارنه في الزمان فالقادر يجب أن يكون متقدما على وجود المقدور لا ينفصل عنه. وإذا قال القائل: وجود القادر يجب أن يكون متقدما على وجود المقدور قالوا: إن عنيت بالتقدم الانفصال فممنوع؛ وإن عنيت عدم المقارنة فمسلم ولكن لا نسلم المقارنة. وذلك يتضح:
بالجواب التاسع: وهو أن يقال: قولك أما وجوب وجود القابل فلا يجب أن يكون متقدما على وجود المقبول: فلم تذكر عليه دليلا. وهي قضية كلية سالبة؛ وهي ممنوعة. بل المقبول قد يكون من الصفات اللازمة؛ كالحياة والعلم والقدرة؛ فيجب أن يقارن المقبول للقابل؛ فلا يتقدم القابل على المقبول وقد يكون من الأمور الاختيارية التي تحدث بقدرة الرب ومشيئته. فهذه المقبولات هي مقدورة للرب وهي مع كونها مقبولة نوع منالمقدورات. وأنت قد قلت: إن المقدور يجب أن يكون متأخرا عن وجود القادر وهذا النوع من المقبولات مقدور؛ فيجب على قولك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/314)
أن يكون القابل لهذه: متقدما على وجود المقبول. ثم التقدم: إن عنيت به مع الانفصال والبينونة الزمانية: ففيه نزاع وإن عنيت به المتقدم - وإن كان المقدور المقبول متصلا بالقادر القابل من غير برزخ بينهما - فهذا لا ينازعك فيه أحد من أهل الملل وجماهير العقلاء؛ بل لا ينازعك فيه عاقل يتصور ما يقول فإن المقدور الذي يفعله القادر الأزلي بمشيئته: يمتنع أن يكون قديما معه لم يتقدم القادر عليه؛ ولهذا كان العقلاء قاطبة: على أن كل ما كان مقدورا مفعولا بالاختيار بل مفعولا مطلقا: لم يكن إلا حادثا كائنا بعد أن لم يكن.
الجواب العاشر: أن وجود الحوادث شيئا بعد شيء إن كان ممكنا كانت الذات قابلة لذلك وإن كان ممتنعا امتنع أن تكون قابلة له؛ بل وإن قيل إن القبول من لوازمها فهو مشروط بإمكان المقبول فلم تزل قابلة لما يمكن وجوده دون ما يمتنع. وهذا هو:
الجواب الحادي عشر: وهو أن يقال: الذات لم تزل قابلة لكن وجود المقبول مشروط بإمكانه؛ فلم تزل قابلة لما يمكن وجوده لا لما لا يمكن وجوده.
الوجه الثاني عشر: أن يقال: عمدة النفاة أنه لو كان قابلا لها في الأزل: للزم وجودها أو إمكان وجودها في الأزل وقرروا ذلك في "الطريقة المشهورة" بأن القابل للشيء لا يخلو عنه وعن ضده. وقد نازعهم الجمهور في هذه " المقدمة " ونازعهم فيها الرازي والآمدي وغيرهما. وهم يقولون: كل جسم من الأجسام فإنه لا يخلو من كل جنس من الأعراض عن واحد من ذلك الجنس؛ لأن القابل للشيء لا يخلو منه ومن ضده؛ فلذلك عدل من عدل إلى أن يقولوا: لو كان قابلا لها لكان قبوله لها من لوازم ذاته وهذا يقتضي أن يفسر: لو كان قابلا للحوادث لم يخل من الحادث أو من ضده. فقولهم: القابل للشيء: لا يخلو عن ضده فقد يقال على هذه الطريقة: إن هذا يختص به لا بما سواه. وقد يقال: هو عام أيضا. فيقول لهم أصحابهم: ما ذكرتموه في حقه منقوض بقبول سائر الموصوفات بما تقبله فإن قبولها لما تقبله إن كان من لوازم ذاتها لزم أن لا تزال قابلة له وإن كان من عوارض الذات فهي قابلة لذلك القبول. وحينئذ يلزم إما التسلسل وإما الانتهاء إلى قابلية تكون من لوازم الذات؛ فيلزم أن يكون كل ما يقبل شيئا قبوله له من لوازم ذاته وليس الأمر كذلك فإن الإنسان وغيره من الموجودات يقبل صفات في حال دون حال. وجواب هذا: أن المخلوق الذي يقبل بعض الصفات في بعض الأحوال لا بد أن يكون قد تغير تغيرا أوجب له قبول ما لم يكن قابلا له كالإنسان إذا كبر حصل له من قبول العلم والفهم: ما لم يكن قابلا له قبل ذلك؛ بخلاف من لم تزل ذاته على حال واحدة ثم قبل ما لم يكن قابلا فإن هذا ممتنع. فالذين يقولون: القابل للشيء يجب أن يكون قبوله له من لوازم ذاته؛ إن ادعوا أن كل جسم فإنه يقبل جميع أنواع الأعراض فإنهم يقولون: هذا القبول من لوازم ذاته. ويقولون: لا يخلو الجسم من كل نوع من أنواع الأعراض عن واحد من ذلك النوع ويكون ما ذكروه - من أن القبول من لوازم ذات القابل - دليلا لهم في المسألتين؛ وإن لم يدعوا ذلك فإنهم يقولون: الأجسام تتغير فتقبل في حال ما لم تكن قابلة له في حالة أخرى ولا يحتاجون أن يقولوا القابل للشيء لا يخلو عنه وعن ضده. والذين قالوا: إن القابل للشيء لا يخلو عنه وعن ضده. فيقال لهم: غاية هذا أن يكون لم تزل الحوادث قائمة به ونحن نلتزم ذلك وتحقيق ذلك:
بالوجه الثالث عشر: وهو أن يقال: هذا بعينه موجود في القادر؛ فإن القادر على الشيء لا يخلو عنه وعن ضده؛ ولهذا كان الأمر بالشيء نهيا عن ضده والنهي عن الشيء أمرا بأحد أضداده. وقال الأكثرون: المطلوب بالنهي فعل ضد المنهي عنه. وقال: إن الترك أمر وجودي؛ هو مطلوب الناهي القادر على الأضداد؛ لو أمكن خلوه عن جميع الأضداد لكان إذا نهى عن بعض الأضداد لم يجب أن يكون مأمورا بشيء منها؛ لإمكان أن لا يفعل ذلك الضد ولا غيره من الأضداد. فلما جعلوه مأمورا ببعضها: علم أن القادر على أحد الضدين لا يخلو منه ومن ضده وحينئذ فإذا كان الرب لم يزل قادرا: لزم أنه لم يزل فاعلا لشيء أو لضده؛ فيلزم من ذلك أنه لم يزل فاعلا وإذا أمكن أنه لم يزل فاعلا للحوادث أمكن أنه لم يزل قابلا لها. ويمكن أن يذكر هذا الجواب على وجه لا يقبل النزاع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/315)
الوجه الرابع عشر: فيقال: إن كان القابل للشيء لا يخلو عنه وعن ضده فالقادر على الشيء لا يخلو عنه وعن ضده؛ لأن القادر قابل لفعل المقدور وإن كان قبول القابل للحوادث يستلزم إمكان وجودها في الأزل فقدرة القادر أزلية على فعل الحوادث يستلزم إمكان وجودها في الأزل؛ وإن أمكن أن يكون قادرا مع امتناع المقدور: أمكن أن يكون قابلا مع امتناع المقبول. وإن قيل: قبوله لها من لوازم ذاته: قيل قدرته عليها من لوازم ذاته. وحينئذ: فإن كان دوام الحوادث ممكنا: أمكن أنه لم يزل قادرا عليها قابلا لها؛ وإن كان دوامها ليس بممكن: فقد صار قبوله لها وقدرته عليها ممكنا بعد أن لم يكن. فإن كان هذا جائزا جاز هذا وإن كان هذا ممتنعا كان هذا ممتنعا وعاد الأمر في هذه المسألة إلى نفس القدرة على دوام الحوادث وهو الأصل المشهور فمن قال به من أئمة السنة والحديث وأنه لم يزل قادرا على أن يتكلم بمشيئته وقدرته ويفعل بمشيئته: جوز ذلك والتزم إمكان حوادث لا أول لها. فكان ما احتج به أئمة الفلاسفة على قدم العالم: لا يدل على قدم شيء من العالم؛ بل إنما يدل على أصول أئمة السنة والحديث المعتنين بما جاء به الرسول وكان غاية تحقيق معقولات المتكلمين والمتفلسفة يوافق ويعين ويخدم ما جاءت به الرسل ومن لم يقل بذلك من المتكلمين - بل قال بامتناع دوام الحوادث - لم يكن عنده فرق بين قبوله لها وقدرته عليها. وكان قول الذين قالوا - من هؤلاء - بأنه يتكلم بمشيئته وقدرته: كلاما يقوم بذاته أقرب إلى المعقول والمنقول ممن يقول إن كلامه مخلوق أو إنه يقوم به كلام قديم؛ من غير أن يمكنه أن يتكلم بقدرته أو مشيئته. وكل قول يكون أقرب إلى المعقول والمنقول: فإنه أولى بالترجيح مما هو أبعد عن ذلك من الأقوال. والله تعالى أعلم.) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745152#_ftn3))
ــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745152#_ftnref1) - الأربعين في أصول الدين (ص: 119).
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745152#_ftnref2) - كذا في مجموع الفتاوى، وهو يدل على أن الساقط من كلام شيخ الإسلام سبعة أجوبة، وهو شيء كثير.
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745152#_ftnref3) - مجموع الفتاوى (6/ 273 - 283).
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 11:54 م]ـ
قال الإمام فخر الدين الرازي:
(الحجة الثالثة: قول الخليل عليه السلام: ?لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ? ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftn1)) والأفول عبارة عن التغير. وهذا يدل على أن المتغير لا يكون إلها أصلا.) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftn2))
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(والجواب من وجوه:
أحدها: أنا لا نسلم أن الأفول هو التغير ولم يذكر على ذلك حجة؛ بل لم يذكر إلا مجرد الدعوى.
الثاني: أن هذا خلاف إجماع أهل اللغة والتفسير؛ بل هو خلاف ما علم بالاضطرار من الدين؛ والنقل المتواتر للغة والتفسير. فإن الأفول هو المغيب. يقال: أفلت الشمس تأفل وتأفل أفولا إذا غابت، ولم يقل أحد قط إنه هو التغير، ولا إن الشمس إذا تغير لونها يقال: إنها أفلت، ولا إذا كانت متحركة في السماء يقال: إنها أفلت، ولا إن الريح إذا هبت يقال: إنها أفلت، ولا إن الماء إذا جرى يقال: إنه أفل، ولا إن الشجر إذا تحرك يقال: إنه أفل، ولا إن الآدميين إذا تكلموا أو مشوا وعملوا أعمالهم يقال: إنهم أفلوا؛ بل ولا قال أحد قط: إن من مرض أو اصفرّ وجهه أو احمرّ يقال: إنه أفل. فهذا القول من أعظم الأقوال افتراء على الله، وعلى خليل الله، وعلى كلام الله عز وجل، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله، وعلى أمة محمد جميعا، وعلى جميع أهل اللغة، وعلى جميع من يعرف معاني القرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/316)
الثالث: أن قصة الخليل عليه السلام حجة عليكم فإنه لما رأى كوكبا وتحرك إلى الغروب فقد تحرك؛ ولم يجعله آفلا ولما رأى القمر بازغا رآه متحركا؛ ولم يجعله آفلا؛ فلما رأى الشمس بازغة علم أنها متحركة؛ ولم يجعلها آفلة ولما تحركت إلى أن غابت والقمر إلى أن غاب لم يجعله آفلا.
الرابع: قوله: إن الأفول عبارة عن التغير؛ إن أراد بالتغير الاستحالة: فالشمس والقمر والكواكب لم تستحل بالمغيب؛ وإن أراد به التحرك: فهو لا يزال متحركا. وقوله: ?فَلَمَّا أَفَلَ? ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftn3)) دل على أنه يأفل تارة ولا يأفل أخرى. فإن (لما ظرف يقيد هذا الفعل بزمان هذا الفعل والمعنى أنه حين أفل ?قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ? ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftn4)) فإنما قال ذلك حين أفوله. وقوله: ?فَلَمَّا أَفَلَ? ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftn5)) دل على حدوث الأفول وتجدده؛ والحركة لازمة له؛ فليس الأفول هو الحركة ولفظ التغير والتحرك مجمل. إن أريد به التحرك أو حلول الحوادث: فليس هو معنى التغير في اللغة وليس الأفول هو التحرك ولا التحرك هو التغير؛ بل الأفول أخص من التحرك والتغير أخص من التحرك. وبين التغير والأفول عموم وخصوص. فقد يكون الشيء متغيرا غير آفل وقد يكون آفلا غير متغير وقد يكون متحركا غير متغير ومتحركا غير آفل. وإن كان التغير أخص من التحرك على أحد الاصطلاحين: فإن لفظ الحركة قد يراد بها الحركة المكانية وهذه لا تستلزم التغير. وقد يراد به أعم من ذلك كالحركة في الكيف والكم؛ مثل حركة النبات بالنمو وحركة نفس الإنسان بالمحبة والرضا والغضب والذكر. فهذه الحركة قد يعبر عنها بالتغير وقد يراد بالتغير في بعض المواضع الاستحالة. ففي الجملة: الاحتجاج بلفظ التغير إن كان سمعيا فالأفول ليس هو التغير؛ وإن كان عقليا. فإن أريد بالتغير - الذي يمتنع على الرب - محل النزاع: لم يحتج به وإن أريد به مواقع الإجماع فلا منازعة فيه. وأفسد من هذا: قول من يقول: الأفول هو الإمكان كما قاله ابن سينا إن الهوي في حضيرة الإمكان أفول بوجه ما؛ فإنه يلزم على هذا أن يكون كل ما سوى الله آفلا ولا يزال آفلا فإن كل ما سواه ممكن ولا يزال ممكنا. ويكون الأفول وصفا لازما لكل ما سوى الله؛ كما أن كونه ممكنا وفقيرا إلى الله وصف لازم له. وحينئذ: فتكون الشمس والقمر والكواكب: لم تزل ولا تزال آفلة وجميع ما في السموات والأرض لا يزال آفلا. فكيف يصح قوله مع ذلك: ?فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ? ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftn6)) وعلى كلام هؤلاء المحرفين لكلام الله تعالى وكلام خليله إبراهيم صلى الله عليه وسلم عن مواضعه: هو آفل قبل أن يبزغ ومن حين بزغ وإلى أن غاب. وكذلك جميع ما يرى وما لا يرى في العالم آفل، والقرآن بين أنه لما رآها بازغة قال: هذا ربي فلما أفلت بعد ذلك ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftn7)). قال: ?لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ? ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftn8)) والله أعلم.) ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftn9))
ـــــــــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftnref1) - الأنعام: 76
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftnref2) - الأربعين في أصول الدين (ص: 120).
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftnref3) - الأنعام: 76
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftnref4) - الأنعام: 76
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftnref5) - الأنعام: 76
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftnref6) - الأنعام: 76
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftnref7) - هذا ذهول من شيخ الإسلام رحمه الله؛ لأن الحديث عن الكوكب وليس عن الشمس، والخليل إبراهيم صلى الله عليه وسلم قال: ?لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ? [الأنعام: 76] بعد أفول الكوكب، وأما بعد أفول الشمس فإنه قال: ?يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ? [الأنعام: 78]
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftnref8) - الأنعام: 76
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745153#_ftnref9) - مجموع الفتاوى (6/ 284 - 287).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/317)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 11:56 م]ـ
المسألة الأربعون
في ضبط المقدمات التي يمكن الرجوع إليها في إثبات
المطالب العقلية
قال الإمام الفخر الرازي في آخر هذه المسألة:
(واعلم أن ههنا مقدمتين يفرع المتكلمون والفلاسفة أكثر مباحثهم عليهما:
المقدمة الأولى: مقدمة الكمال والنقصان. كقولهم: هذه الصفة من صفات الكمال فيجب إثباتها لله، وهذه الصفة من صفات النقصان فيجب نفيها عن الله، وأكثر مذاهب المتكلمين مفرعة على هذه المقدمة ...
وأما المقدمة الثانية: وهي مقدمة الوجوب؛ والإمكان وهذهلمقدمة في غاية الشرف والعلو وهي غاية عقول العقلاء. قالوا: الوجود إما واجب وإما ممكن والممكن لا بد له من واجب وكذلك الواجب لا بد أن يكون واجبا في ذاته وصفاته: إذ لو كان ممكنا لافتقر إلى مؤثر آخر.
أما المقدمة الأولى وهي أنه واجب لذاته: فهذا له لازمان:
الأول أن يكون منزها عن الكثرة في حقيقته ثم يلزم في ذاته أمور:
أحدهما أن لا يكون متحيزا؛ لأن كل متحيز منقسم والمنقسم لا يكون فردا وإذا لم يكن متحيزا لم يكن في جهة.
وثانيهما: أن لا يكون واجب الوجود أكثر من واحد ولو كان أكثر من واحد لاشتركا في الوجوب وتباينا في التعيين وما به الاشتراك غير ما به الامتياز؛ فيلزم كون كل واحد منهما مركبا في نفسه وقد فرضناه فردا هذا خلف.
اللازم الثاني: كون واجب الوجود لذاته لا يكون حالا ولا محلا وإلا لعاد الافتقار.) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745156#_ftn1))
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(قلت: ولقائل أن يقول: هذا هو أصل الفلاسفة في التوحيد الذي نفوا به صفاته تعالى وهو ضعيف جدا. والأصل الذي بنوا عليه ذلك ضعيف جدا وإن كان اشتبه على كثير من المتأخرين: وقولهم: إن الواجب لا يكون إلا واحدا. قصدوا به أنه ليس له علم ولا قدرة ولا حياة ولا كلام يقوم به ولا شيء من الصفات القائمة به؛ لأنه لو كان كذلك لكان الواجب أكثر من واحد كما يقوله المعتزلة إنه ليس له صفات قديمة قائمة بذاته؛ لأنه لو كان كذلك لكان القديم أكثر من واحد. ولفظ " الواجب والقديم " يراد به الإله الخالق سبحانه الواجب الوجود القديم فهذا ليس إلا واحدا ويراد به صفاته الأزلية وهي قديمة واجبة بتقدم الموصوف ووجوبه لم يجب أن تكون مماثلة له ولا تكون إلها كما أن صفة النبي ليست بنبي وصفة الإنسان والحيوان ليست بإنسان ولا حيوان وكما أن صفة المحدث إن كانت محدثة فموافقتها له في الحدوث لا يقتضي مماثلتها له وما ذكروا من الحجة على ذلك ضعيفة. فإذا قالوا: لو كان له علم واجب بوجوب العالم لكان الواجب أكثر من واحد. قيل له: ولم قلتم بامتناع كون الواجب أكثر من واحد؛ إذ كانت الذات الواجبة إلها واحدا موصوفا بصفات الكمال.
قولهم: لو كان أكثر من واحد لاشتركا في الوجوب وتباينا في التعيين وما به الاشتراك غير ما به الامتياز؛ فيلزم أن يكون كل منهما مركبا في نفسه؛ وقد فرضناه؛ فرد هذا خلق. يقال له في جوابه قول القائل اشتركا في الوجوب وتباينا في التعيين تريد به أن الوجوب الذي يختص كلا منهما شاركه الآخر فيه أم تريد أنهما اشتركا في الوجوب المطلق الكلي. والأول باطل لا يريده عاقل. وأما الثاني فيقال: اشتراكهما في المطلق الكلي كاشتراكهما في التعيين المطلق الكلي. فإن هذا له تعيين يخصه والتعيينان يشتركان في مطلق التعيين. وكذلك هذا له حقيقة تخصه وهذا له حقيقة تخصه وهما يشتركان في مطلق الحقيقة وكذلك لهذا ذات تخصه ولهذا ذات تخصه وهما يشتركان في مطلق الذات. وكذلك سائر الأسماء التي تعم بالإطلاق وتخص بالتقييد كاسم الموجود والنفس والماهية وغير ذلك. وإذا كان كذلك فمعلوم أنهما اشتركا في الوجوب المطلق وامتاز كل منهما بوجوبه بتعيين يخصه. وحينئذ: فلا فرق بين الوجوب والتعيين. فقول القائل: اشتركا في الوجوب المطلق وتباينا بالتعيين الخاص.
كقول القائل اشتركا في التعيين المطلق وتباينا بالوجوب الخاص. ومعلوم أن مثل هذا لا مندوحة عنه سواء سمي تركيبا أو لم يسم فلا يمكن موجود يخلو عن مثل هذه المشاركة والمباينة لا واجب ولا غيره وما كان من لوازم الوجود كان نفيه عن الوجود الواجب ممتنعا. وأيضا فالمشترك المطلق الكلي لا يكون كليا مشتركا إلا في الأذهان لا في الأعيان وإذا كان كذلك فليس في أحدهما شيء يشاركه الآخر فيه في الخارج؛ بل كل ما اتصف به أحدهما لم يتصف الآخر بعينه ولم يشاركه فيه؛ بل لا يشابهه فيه أو يماثله فيه. وإذا كان الاشتراك ليس إلا في ما في الأذهان لم يكن أحدهما مركبا في مشترك ومميز؛ بل يكون كل منهما موصوفا بصفة تخصه لا يشابهه الآخر فيها وبصفة يشابهه الآخر فيها وهذا لا محذور فيه. وأيضا فيقال: هذا منقوض بالوجود فإن الوجود الواجب والممكن يشتركان في مسمى الوجود ويباين أحدهما الآخر بخصوصه؛ فيلزم تركيب الوجود الواجب مما به الاشتراك ومما به الامتياز؛ فما كان الجواب عن هذا كان الجواب عن ذلك. و " أيضا " فيقال: هب أنكم سميتم هذا تركيبا. فلم قلتم إن هذا ممتنع على موجود من الموجودات واجبا كان أو ممكنا؟ مع أن المنازع يقول هذا المعنى الذي نفيتموه وسميتموه تركيبا هو لازم لكل موجود. قولهم: وقد فرضناه فردا. قيل: هب أنكم فرضتموه كذلك؛ لكن مجرد فرضكم لا يقتضي أن يكون فردا بالمعنى الذي ادعيتموه إن لم يقم على ذلك دليل.) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745156#_ftn2))
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745156#_ftnref1) - الأربعين في أصول الدين (ص: 465 - 467).
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=745156#_ftnref2) - مجموع الفتاوى (12/ 229).
وكتبه
راجي رحمة ربه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي الحسيني
عفا الله عنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/318)
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[26 - 01 - 08, 07:13 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 07:17 م]ـ
فائدة:
لقد كان لشيخ الإسلام -رحمه الله- عناية خاصة بمؤلفات الفخر الرازي؛ فقد قام بشرح كتاب المحصول في أصول الفقه لتلامذته وملازميه مرات ومرات، بل إنّ كتاب «الأربعين في أصول الدين» كان من جملة ما قرئ عليه وشرحه وعّلق عليه.
فقد جاء في ذيل طبقات الحنابلة في ترجمة الإمام ابن عبد الهادي [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftn1) : ( ولازم الشيخ تقي الدين ابن تيمية مدة. وقرأ عليه قطعة من الأربعين في أصول الدين للرازي.) [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftn2)
ــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftnref1) - محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي، الجماعيلي الأصل، ثم الصالحي، ثم المقرئ الفقيه المحدث، الحافظ الناقد، النحوي المتفنن، شمس الدين أبو عبد الله بن العماد أبي العباس: ولد في رجب عام أربعة وسبعمائة.
وقرأ بالروايات، وسمع من خلق كثير، وعُني بالحديث وفنونه، ومعرفة الرجال والعلل، وتفقه في المذهب الحنبلي وأفتى، وقرأ الأصلين والعربية. وبرع في ذلك كله.
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftnref2) - ذيل طبقات الحنابلة (1/ 357)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 07:31 م]ـ
الإنصاف عزيز
كثيرا من الأحيان يستطرد في ذكر الأقوال، ويفرع منها وجوها، ويأتي لكل وجه بالحجج الطوال، ويرد كل حجة بوجوه أخرى، وهكذا ولا يرجح في النهاية قولا على قول، فيثير الشبهة ولا يردها، ويشعل نار الفتنة ولا يطفئها، فيجعل من يقرأ كلامه يقف متحيرا لا يهتدي إلى شيء، فلا هو قادر على دفع الشبهة التي اعتملت في نفسه، ولا هو قادر على الرد عليها.
وبسبب ذلك الذي ذكرته فقد اتهمه بعضُ الناس بنصرة الباطل، وتعمّده لإثارة الشبهات وفتنة الناس في دينهم، فانبرى للدفاع عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى! فقال:
(صار طائفة أخرى قد عرفت كلام هؤلاء وكلام هؤلاء -كالرازي والآمدي وغيرهما- يصنفون الكتب الكلامية فينصرون فيها ما ذكره المتكلمون المبتدعون عن أهل الملة من حدوث العالم بطريقة المتكلمين المبتدعة هذه؛ وهو امتناع حوادث لا أول لها ثم يصنفون الكتب الفلسفية كتصنيف الرازي «المباحث الشرقية» ونحوها؛ ويذكر فيها ما احتج به المتكلمون على امتناع حوادث لا أول لها، وأن الزمان والحركة والجسم لها بداية، ثم ينقض ذلك كله ويجيب عنه ويقرر حجة من قال: إن ذلك لا بداية له. وليس هذا تعمدا منه لنصر الباطل؛ بل يقول بحسب ما توافقه الأدلة العقلية في نظره وبحثه. فإذا وجد في المعقول بحسب نظره ما يقدح به في كلام الفلاسفة قدح به فإن من شأنه البحث المطلق بحسب ما يظهر له، فهو يقدح في كلام هؤلاء بما يظهر له أنه قادح فيه من كلام هؤلاء، وكذلك يصنع بالآخرين.
ومن الناس من يسيء به الظن وهو أنه يتعمد الكلام الباطل؛ وليس كذلك بل تكلم بحسب مبلغه من العلم والنظر والبحث في كل مقام بما يظهر له، وهو متناقض في عامة ما يقوله؛ يقرر هنا شيئا ثم ينقضه في موضع آخر؛ لأن المواد العقلية التي كان ينظر فيها من كلام أهل الكلام المبتدَع المذموم عند السلف، ومن كلام الفلاسفة الخارجين عن الملة يشتمل على كلام باطل -كلام هؤلاء وكلام هؤلاء- فيقرر كلام طائفة بما يقرر به ثم ينقضه في موضع آخر بما ينقض به. ولهذا اعترف في آخر عمره فقال: «لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن اقرأ في الإثبات: ?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى? ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftn1)) ? إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ? ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftn2)) واقرأ في النفي ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftn3)) ? وَلَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/319)
يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا? ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftn4)) ? هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا? ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftn5)) ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي») ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftn6))
وهذا غاية الإنصاف من شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، والعدل الذي أمرنا الله به في قوله تعالى: ?وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ? ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftn7))
وهذا الذي قاله شيخ الإسلام في الإمام الرازي هو الحق الذي لا محيص عنه خلافًا لطائفتين:
الأولى: غالت فيه مغالاةً شديدةً، فتمحّلت الردود الواهية للدفاع عنه، حتى كذّبت بالحقِّ، ونصرت الباطل.
والأخرى: رمته بالردّة والزندقة، ولم تلتمس له عذرًا أو تقبل منه توبة.
والإنصاف عزيز، نسأل الله السلامة والهداية.
ــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftnref1) - طه: 5
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftnref2) - فاطر: 10
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftnref3) - الشورى: 11
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftnref4) - طه: 110
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftnref5) - مريم: 65
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftnref6) - مجموع الفتاوى (5/ 561 - 562)
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=745145#_ftnref7) - المائدة: 8
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[26 - 01 - 08, 08:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن عبدالهادي رحمه الله تعالى في"العقود الدرية ص 216": .... فأخرج منها _القلعة_يوم الاثنين يوم عاشوراء من سنة إحدى وعشرين وستمائة وتوجه إلى داره، ثم لم يزل بعد ذلك يعلم الناس ويلقى الدرس بالحنبلية أحيانا ويقرأ عليه في مدرسته بالقصاصين في أنواع من العلوم، وكنت أتردد إليه في هذه المدة أحيانا، وقرأت عليه قطعة من الاربعين للرازي وشرحها لي وكتب لي على بعضها شيئا ......... أهـ
وجزيتم خيرا
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 11:21 م]ـ
جزاكم الله خيراً
فائدة:
قال شيخ الإسلام رحمه الله عن محصل الرازي - المسمى بـ " محصّل أفكار المتقدمين والمتأخرين ":
محصل في أصول الدين حاصله === من بعد تحصيله أصل بلا دين
أصل الضلال الشرك المبين === و ما فيه فأكثره وحي الشياطين
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
وإياكم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن عبدالهادي رحمه الله تعالى في"العقود الدرية ص 216": .... فأخرج منها _القلعة_يوم الاثنين يوم عاشوراء من سنة إحدى وعشرين وستمائة وتوجه إلى داره، ثم لم يزل بعد ذلك يعلم الناس ويلقى الدرس بالحنبلية أحيانا ويقرأ عليه في مدرسته بالقصاصين في أنواع من العلوم، وكنت أتردد إليه في هذه المدة أحيانا، وقرأت عليه قطعة من الاربعين للرازي وشرحها لي وكتب لي على بعضها شيئا ......... أهـ
وجزيتم خيراوإياكم
وكما ذكرتُ فإن لدي نقولات كثيرة تثبت احتفاء شيخ الإسلام بكتب الفخر الرازي خاصة المحصول.
فلعلي أفرد لذلك موضوعا خاصا يبين مدى ما كان عليه شيخ الإسلام من الإنصاف، ومن الحرص على طلب العلم أينما وجده، وشعاره في ذلك مقولة الإمام مالك:
«كلّ يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر -يعني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -»
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:44 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
فائدة:
قال شيخ الإسلام رحمه الله عن محصل الرازي - المسمى بـ " محصّل أفكار المتقدمين والمتأخرين ":
محصل في أصول الدين حاصله === من بعد تحصيله أصل بلا دين
أصل الضلال الشرك المبين === و ما فيه فأكثره وحي الشياطين بارك الله لكم على هذه الفائدة
ـ[أبو رجاء البلخي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 03:01 م]ـ
ومن الناس من يسيء به الظن وهو أنه يتعمد الكلام الباطل؛ وليس كذلك بل تكلم بحسب مبلغه من العلم والنظر والبحث في كل مقام بما يظهر لهجزاكم الله خيرا يا شيخنا الكريم على هذا النقل العزيز.
ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، ما أنصفه يقول هذا في الوقت الذي يرميه فيه أتباع الرازي بعظائم الأمور حتى تجرأ بعضهم ورماه بالكفر نعوذ بالله من الخذلان.
فلعل هذا النقل الذي ذكرتموه يكون رادعا لهم ولأمثالهم ليعلموا ما كان له من فضل.
ونرجو من فضيلتكم ان لا تحرمونا من مثل هذه المشاركات النافعة خاصة في نقل علم شيخ الإسلام فقد علمت من بعض الأفاضل ان لكم عناية خاصة بكتب شيخ الإسلام.
نفعنا الله بعلمكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/320)
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 03:10 م]ـ
أحسن الله إليكم.
البيتان ليسا لشيخ الإسلام رحمه الله، وإن اشتهر عند كثيرين أنهما له.
قال في منهاج أهل السنة النبوية في نقض كلام الشِّيَع القدرية 5/ 433:
قال: فكتبتُ عليه:
محصل في أصول الدين حاصله === من بعد تحصيله أصل بلا دين
أصل الضلالات والشك المبين فما === فيه فأكثره وحي الشياطين
وحسبكم التأمل في السياق والسباق واللحاق، لتعلموا أن البيتين لغيره.
وممن أخطأ وعزا البيتين إلى شيخ الإسلام: الشيخ محمود شكري الألوسي في غاية الأماني في الرد على النبهاني 2/ 444، ونص البيتين عنده:
محصل في أصول الدين حاصله === من بعد تحصيله جهل بلا دين
أصل الضلالات والإفك المبين وما === فيه فأكثره وحي الشياطين
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 05:03 م]ـ
البيتان ليسا لشيخ الإسلام رحمه الله، وإن اشتهر عند كثيرين أنهما له. أحسنت بارك الله لك.
وقد جاء في حاشية «مشاهير علماء نجد» (ص 252) أن هذه الأبيات لأبي حيان النحوي.
وهي به أشبه.
وليس هذا هو أسلوب شيخ الإسلام رحمه الله.
فلعل الأخ المقدادي يحرر لنا النقل الذي جاء به وهو أهل لذلك
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 05:31 م]ـ
أحسن الله إليك، وبارك فيك.
والبيت الثاني غير موزون على ما أورده الأخ المقدادي أحسن الله إليه.
ولعلك تفيدني بمصدر أعلى عزا البيتين إلى أبي حيان رحمه الله.
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[27 - 01 - 08, 05:54 م]ـ
وشيخ الإسلام رحمه الله له شرح على المحصل لكنه مفقود.
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 09:39 م]ـ
أحسن الله إليكم.
البيتان ليسا لشيخ الإسلام رحمه الله، وإن اشتهر عند كثيرين أنهما له.
قال في منهاج أهل السنة النبوية في نقض كلام الشِّيَع القدرية 5/ 433:
قال: فكتبتُ عليه:
محصل في أصول الدين حاصله === من بعد تحصيله أصل بلا دين
أصل الضلالات والشك المبين فما === فيه فأكثره وحي الشياطين
وحسبكم التأمل في السياق والسباق واللحاق، لتعلموا أن البيتين لغيره.
وممن أخطأ وعزا البيتين إلى شيخ الإسلام: الشيخ محمود شكري الألوسي في غاية الأماني في الرد على النبهاني 2/ 444، ونص البيتين عنده:
محصل في أصول الدين حاصله === من بعد تحصيله جهل بلا دين
أصل الضلالات والإفك المبين وما === فيه فأكثره وحي الشياطين
و أحسن الله إليكم و نفع بكم
هذه فائدة لم أقف عليها و قد اغتررت بما رواه ابن المقري في نفح الطيب بالسند الى شيخ الإسلام حيث قال:
(حدثني شيخي العلامة أبو عبد الله الآبلي أن عبد الله بن إبراهيم الزموري أخبره أنه سمع ابن تيمية ينشد لنفسه:
محصل في أصول الدين حاصله ... من بعد تحصيله علم بلا دين
أصل الضلالة والإفك المبين، فما ... فيه فأكثره وحي الشياطين) اهـ فظننت أنها ثابتة عنه
و هذه الأبيات ينسبها حتى الأشاعرة الى شيخ الإسلام رحمه الله
أحسنت بارك الله لك.
وقد جاء في حاشية «مشاهير علماء نجد» (ص 252) أن هذه الأبيات لأبي حيان النحوي.
وهي به أشبه.
وليس هذا هو أسلوب شيخ الإسلام رحمه الله.
فلعل الأخ المقدادي يحرر لنا النقل الذي جاء به وهو أهل لذلك
بارك الله فيكم
أبو حيان النحوي أشعري العقيدة فمن البعيد ان ينتقد الرازي , و الله أعلم
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 10:18 م]ـ
و قد اغتررت بما رواه ابن المقري في نفح الطيب بالسند الى شيخ الإسلام حيث قال:
(حدثني شيخي العلامة أبو عبد الله الآبلي أن عبد الله بن إبراهيم الزموري أخبره أنه سمع ابن تيمية ينشد لنفسه:
محصل في أصول الدين حاصله ... من بعد تحصيله علم بلا دين
أصل الضلالة والإفك المبين، فما ... فيه فأكثره وحي الشياطين) اهـ فظننت أنها ثابتة عنه
أبو حيان النحوي أشعري العقيدة فمن البعيد ان ينتقد الرازي , و الله أعلم
أحسن الله إليك.
نقلك عن المقري بحاجة إلى تحرير، ولن يمكنه الوصول إلى شيخ الإسلام بالرواية عن رجل عن آخر عنه.
وبعض إخواننا ينقلون نصوصا عن نفح الطيب دون التأمل في السياق والسباق واللحاق، وكثيرا ما تكون هاتيك النصوص مما نقله عمّن غَبَر، وهو النقّال الجمّاع، وهذه العلة هي العلة الجامعة بين الغلط في نسبة البيتين، والغلط في عزو الرواية الغابرة إلى المقري.
ثم إنه لا مانع يمنع شيخ الإسلام من أن يتمثّل بالبيتين، وقد لا ينشط لعزوهما، فيُرسلهما إرسالا، ولا إشكال في هذا البتة، بل هو صنيع العلماء والأدباء قديما وحديثا.
إنما الإشكال حين يظن ظانٌّ أنهما لشيخ الإسلام، ومن يدري؟ لعل جامع *الديوان* قد أدرجهما فيه، ويدي لا تطوله الآن.
ثم إن أشعرية أبي حيان ليست بحاجزة نقّاد مثله عن نقد ابن خطيب الري، بل قد اشتهرت عنه قَالَةٌ، الله أعلم بصحتها عنه، سارتْ بها الركبان، من قديم الزمان، تعريضا بالتفسير الكبير: فيه كل شيء إلا التفسير!
والله أعلم بمن قال: يُورد الشُّبَه نقدًا، ويَدَعُ الرد عليها نسيئة!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/321)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:18 م]ـ
بارك الله فيكم
في نفح الطيب للمقري
(وكان شديد الإنكار على الإمام
فخر الدين،
حدثني شيخي العلامة أبو عبد الله الآبلي أن عبد الله بن إبراهيم الزموري
أخبره أنه سمع ابن تيمية ينشد لنفسه:
محصل في أصول الدين حاصله من بعد تحصيله علم بلا دين
أصل الضلالة والإفك المبين، فما فيه فأكثره وحي الشياطين
قال: وكان في يده قضيب، فقال: والله لو رأيته لضربته بهذا القضيب هكذا، ثم رفعه
ووضعه.)
هذا كلام جد المقري
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:25 م]ـ
قال
(وقد ذكر لسان الدين رحمه الله تعالى في الإحاطة شيوخ مولانا الجد، فلنذكرهم من جزء
الجد الذي سماه " نظم اللآلي في سلوك الأمالي " ومنه اختصر لسان الدين ما في الإحاطة في
ترجمة مشيخته فنقول: قال مولاي الجد رحمه الله تعالى.
ابنا الإمام
فممن أخذت عنه، واستفدت منه، علماها - يعني تلمسان - الشامخان، وعالماها
الراسخان: أبو زيد عبد الرحمن، وأبو موسى عيسى، ابنا محمد بن عبد الله ابن الإمام،
وكانا قد رحلا في شبابهما من بلدهما برشك إلى تونس فأخذوا بها عن ابن جماعة وابن
العطار واليفرني وتلك الحلبة، وأدركا المرجاني وطبقته من أعجاز المائة السابعة، ثم وردوا
في أول المائة الثامنة تلمسان على أمير المسلمين أبي يعقوب وهو محاصر لها، وفقيه حضرته
يومئذ أبو الحسن علي بن يخلف التنسي، وكان قد خرج إليه برسالة من صاحب تلمسان
المحصورة فلم يعد، وارتفع شأنه عند أبي يعقوب، حتى إنه شهد جنازته، ولم يشهد جنازة
أحد قبله، وقام على قبره، وقال: نعم الصاحب فقدنا اليوم؛ حدثني الحاج الشيخ بعباد
تلمسان أبو عبد الله محمد بن محمد بن مرزوق العجيسي أن أبا يعقوب طلع إلى جنازة
التنسي في الخيل حوالي روضة الشيخ أبي مدين فقال: كيف تتزكون الخيل تصل إلى ضريح
الشيخ؟ هلا عرضتم هنالك - وأشار إلى حيث المعراض الآن - خشبة؟ ففعلنا، فلما
قتل أبو يعقوب وخرج المحصوران أنكرا ذلك، فأخبرتهما، فأما أبو زيان - وكان السلطان
يومئذ - فنزل وطأطأ رأسه ودخل، وأما أبو حمو- وكان أميراً - فوثب وخلفها. ولما رجع
الملك إلى هذين الرجلين اختصا ابني الأمام، وكان أبو حمو أشد اعتناء بهما، ثم بعده ابنه
أبو تاشفين، ثم زادت حظوتهما عند أمير المسلمين أبي الحسن، إلى أن توفي أبو زيد في
العشر الأوسط من رمضان عام أحد وأربعين وسبعمائة بعد وقعة طريف بأشهر، فزادت
مرتبة أبي موسى عند السلطان، إلى أن كان من أمر السلطان بإفريقيا ما كان في أول عام
تسعة وأربعين، وكان أبو موسى قد صدر عنه قبل الوقعة فتوجه صحبة ابنه أمير المسلمين
أبي عنان إلى فاس، ثم رده إلى تلمسان، وقد استولى عليها عثمان بن عبد الرحمن بن
يحيى بن يغمراسن بن زيان، فكان عنده إلى أن مات الفقيه عقب الطاعون العام.
قال لي خطيب الحضرة الفاسية أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن مالك بن عبد الله
الرندي: لما أزمع الفقيه ومن أطلق معه على القفول إلى تلمسان بت على تشييعهم، فرأيتني
كأنني نظمت هذا البيت في المنام:
وعند وداع القوم ودعت سلوتي وقلت لها بيني فأنت المودع
فانتبهت وهو في في، فحاولت قريحتي بالزيادة عليه فلم يتيسر لي مثله.
ولما استحكم ملك أبي تاشفين واستوثق رحل الفقيهان إلى المشرق في حدود العشرين
وسبعمائة فلقيا علاء الدين القونوي، وكان بحيث إني لما رحلت فلقيت أبا علي حسين بن
حسين ببجاية قال لي: إن قدرت أن لا يفوتك شيء من كلام القونوي حتى تكتب جميعه
فافعل، فإنه لا نظير له ولقيا أيضاً جلال الدين القزويني صاحب البيان، وسمعا صحيح
البخاري على الحجار، وقد سمعته أنا عليهما، وناظرا تقي الدين بن تميمة، وظهرا عليه،
وكان ذلك من أسباب محنته، وكانت له مقالات فيما يذكر وكان شديد الإنكار على الإمام
فخر الدين، حدثني شيخي العلامة أبو عبد الله الآبلي أن عبد الله بن إبراهيم الزموري
أخبره أنه سمع ابن تيمية ينشد لنفسه:
محصل في أصول الدين حاصله من بعد تحصيله علم بلا دين
أصل الضلالة والإفك المبين، فما فيه فأكثره وحي الشياطين
قال: وكان في يده قضيب، فقال: والله لو رأيته لضربته بهذا القضيب هكذا، ثم رفعه
ووضعه. وبحسبك مما طار لهذين الرجلين من الصيت بالمشرق أني لما حللت بيت المقدس
وعرف به مكاني من الطلب، وذلك أني قصدت قاضيه شمس الدين بن سالم ليضع لي يده
على رسم أستوجب به هنالك حقاً، فلما أطللت عليه عرفه بي بعض من معه، فقام إلي
حتى جلست، ثم سألني بعض الطلبة بحضرته فقال لي: إنكم معشر المالكية تبيحون
للشامي يمر بالمدينة أن يتعدى ميقاتها إلى الجحفة، وقد قال رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، بعد أنم عين المواقيت لأهل الآفاق " هن لهن، ولمن مر عليهن من غير أهلهن "
وهذا قد مر على ذي الخليفة وليس من أهله فيكون له، فقلت له: إن النبي، صل الله عليه
وسلم، قال " من غير أهلهن " أي من غير أهل المواقيت، وهذا سلب كلي، وإنه غير
صادق على هذا الفرد، ضرورة صدق نقيضه وهو الإيجاب الجزئي عليه، لأنه من بعض
أهل المواقيت قطعاً، فلما لم يتناوله النص رجعنا إلى القياس، ولا شك أنه لا يلزم أحداً أن
يحرم قبل ميقاته وهو يمر به لكن من ليس من أهل الجحفة لا يمر بميقاته إذا مر بالمدينة،
فوجب عليه الإحرام من ميقاتها، بخلاف أهل الجحفة، فإنها بين أيديهم، وهم يمرون عليها،
فوقعت من نفوس أهل البلد بسبب ذلك، فلما عرفت أتاني آت من أهل المغرب فقال لي:
تعلم أن مكانك في نفوس أهل هذا البلد مكين، وقدرك عندهم رفيع، وأنا اعلم انقباضك
)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/322)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:41 م]ـ
فائدة
قال الصفدي
(.
وقلت يوماً للشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة أبي الحسن علي السبكي: قال الشيخ
تقي الدين ابن تيمية وقد ذكر تفسير الإمام: فيه كل شيء إلا التفسير، فقال قاضي القضاة:
ما الأمر كذا إنما فيه مع التفسير كل شيء انتهى.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:42 م]ـ
فائدة
ذكر الصفدي
(. رأيت بعضهم قد كتب على كتاب المحصل الذي للإمام فخر
الدين بيتين وهما:
محصلٌ في أصول الدين حاصله من بعد تحصيله أصلٌ بلا دين
بحر الضلالات والشك المبين وما فيه فأكثره وحي الشياطين
فكتبت تحتهما من نظمي:
عميت عن فهم ما ضمت مسائله ونورها قد تجلى بالبراهين
فملت عجزاً إلى التقليد وهو متى حققت لم تلق أمراً غير مظنون
والناس أعداء ما لم يعرفوه فلا بدعٌ إذا قلت ذا وحي الشياطين
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:48 م]ـ
قال الصفدي
(. وقال لي يوماً الشيخ فتح
الدين ابن سيد الناس: ما أعجب إلا من فخر الدين كونه وضع تفسيراً أنت من أين
والتفسير من أين
كما أعجب من تقي الدين ابن تيمية كونه يرد على فخر الدين وابن سينا،
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 01 - 08, 12:25 ص]ـ
ثم وقفت
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=43217#post43217
أقول لعل المتظرفين أقرب كما ذكر الأخ الفاضل مصطفى فوضيل
وتعقب الأخ الكريم أبو فاطمة الأزهري محل بحث
فكونه ذكر التقي بكل سوء في البحر فهذا في موطن آخر غير الموضع
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 01 - 08, 08:37 ص]ـ
(ورأيت في الإكسير في علم التفسير للنجم الطوفي ما ملخصه ما رأيت في التفاسير أجمع لغالب علم التفسير من القرطبي ومن تفسير الإمام فخر الدين إلا أنه كثير العيوب فحدثني شرف الدين النصيبي عن شيخه سراج الدين السرميا حي المغربي: أنه صنف كتاب المأخذ في مجلدين بين فيهما ما في تفسير الفخر من الزيف والبهرج وكان ينقم عليه كثيراً ويقول يورد شبه المخالفين في المذهب والدين على غاية ما يكون من التحقيق ثم يورد مذهب أهل السنة والحق على غاية من الوهاء)
السؤال
من هو شيخ شرف الدين النصيبي وهل هذا وهل هذا الضبط صحيح
(السرمياحي)
وجزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 01 - 08, 10:00 ص]ـ
ثم راجعت طبعة الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=54082&stc=1&d=1201503597
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 01 - 08, 10:13 ص]ـ
ثم وقفت على ترجمته
(عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر
المفتي العلامة، سراج الدّين الشرمساحي، البصري، الفقيه المالكي.
مدرس المستنصرية.
من كبار أئمة المذهب، وكان زاهداً صالحاً متصوّفاً.
مات في جمادى الآخرة، وله سبعون سنة.
وقد روى الحديث. سمع منه: ابن خروف الموصلي، وغيره.
ودرس بعده بالمستنصرية أخو علم الدّين)
وفي سنة
633
(وفيها وصل سراج الدين عبد الله بن عبد الرحمن الشرمساحي المالكي إلى بغداد بأهله، فولي تدريس المالكية بالمستنصرية، وبانت فضائله.)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 01 - 08, 10:20 ص]ـ
وهذا (البصري)
فلا أدري هل هو مغربي الأصل
وأهل البصرة مالكية أصلا
فيحتمل أن أصل كلمة المغربي = البصري فليحرر
أو العكس
فيكون البصري = المغربي
فليحرر
هذا مجرد احتمال
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 01 - 08, 10:50 ص]ـ
) عبد الله الشارمساحي (589 - 669 ه) (1193 - 1271 م) عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر المعري الاصل، الشارمساحي (1) المولد، الاسكندري المنشأ والدار، المالكي.
فقيه، اصولي.
رحل إلى بغداد.
من تآليفه: نظم الدر في اختصار المدونة، الفوائد في الفقه، التعليق في علم الخلاف، شرح آداب النظر، وشرح الجلاب.
(ط) السيوطي: حسن المحاضرة 1: 260 ابن فرحون: الديباج 142، 143 عبد الله الدارمي (
انتهى
فإذا هو مغربي الأصل
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 01 - 08, 10:52 ص]ـ
عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد
المغربي الأصل الشارمساحي المولد الإسكندري المنشأ والدار كان إماماً عالماً على مذهب مالك بحر علم لا تكدره الدلاء ورحل إلى بغداد سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بأهله وولده وصحبه جماعة من الفقهاء فتلقاه الخليفة المستنصر بالله بالترحيب والإقبال وبلوغ الآمال.
وكان دخوله إلى بغداد سابع عشر المحرم فلما كان في عاشر صفر استدعي إلى دار الوزارة وأخلع عليه خلعة خليفية سوداء وعمامة وطرفة وأعطي بغلة بمركب جميل وولي تدريس المدرسة المستنصرية وكذلك فعل بالمدرسين بالمدرسة المذكورة من الخلع والمراكب.
وكان أول من أنشأها الخليفة وأمر الخليفة أن يحضر عنده جميع المدرسين بجميع المدارس ببغداد وجميع أرباب الدولة وحجاب الدواوين فحضروا وخطب خطبة بليغة فصيحة بصدر منشرح وأمل منفسح وذكر اثني عشر درساً وألقى عليه بعض العلماء مسألة بيوع الآجال فقال: أذكر فيها ثمانين ألف وجه فاستغرب فقهاء بغداد من ذلك فشرع يسردها عليهم إلى أن انتهى إلى مائتين وجهاً فاستطالوها وأضربوا عن سماعها واعترفوا بفضل الشيخ وسعة علمه.
وله كتاب نظم الدرر في اختصار المدونة اختصرها على وجه غريب وأسلوب عجيب من النظم والترتيب ولذلك سماه نظم الدرر وهي تسمية طابقت مسماها وشرحه بشرحين وله كتاب الفوائد في الفقه وكتاب التعليق في علم الخلاف وكتاب شرح آداب النظر وكتاب شرح الجلاب وغير ذلك مولده سنة تسع وثمانين وخمسمائة وتوفي سنة تسع وستين وستمائة وشارمساح اسم بلد بمصر وهي بشين معجمة بعدها ألف وراء مهملة وميم ساكنة وسين مهملة وألف وحاء مهملة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/323)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 01 - 08, 10:59 ص]ـ
ونعتذر للأخ الكريم الشيخ عيد فهمي عن هذه المشاركات الخارجة عن صلب الموضوع
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - 01 - 08, 01:06 م]ـ
ونعتذر للأخ الكريم الشيخ عيد فهمي عن هذه المشاركات الخارجة عن صلب الموضوعأخي الكريم الشيخ ابن وهب
سبحان الله!
ممّ تعتذر؟
من فوائد نستفيد منها
يُعطي عطاءَ المُحسنِ الخَضِل النَّدى ... عَفْواً، و يَعْتَذِرُ اعْتَذَارَ المُذْنِبِ
إن كان هذا هو ما يوجب الاعتذار عندك فزدنا منه بارك الله لك
ففي مثلك يقول الشاعر:
عَلَى جِسْمِهِ نِهيٌ وَ في يَدِهِ نَهرُ ... وَ مُعْتَذِرٌ عَمَّا تُنيِلُ يَمِينُهُ
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[28 - 01 - 08, 03:07 م]ـ
أحسن الله إليكم.
لخليل بن أيبك الفاري، غمزات ولمزات في حق شيخه النميري ينبغي أن يحذرها القاري، وقد شرح كثيرا من فَرْيِه وفِرَاه أخونا القونوي في كتاب مفرد، وقد رجعت إليه صباح اليوم فوجدته ذكر ص77 البيتين السابقين، لكن ما استظهره في سبيل تعيين الفاضل الذكي وشيخه بحاجة إلى تأمل وإعادة نظر.
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[28 - 01 - 08, 03:15 م]ـ
أما ما زعمه أبو عبد الله المقري من ظهور ابني الإمام على شيخ الإسلام، وأنهما كانا من أسباب محنته، فليس يشك من شدا طرفا من أخبار القوم أن ذلك مما لم يقع، ولم يخلق الله منه نقيرا.
ولبعض شيوخنا المغاربة إغرابات وأخبار منكرات تتصل بأبي العباس النميري، منها ما حَكَوْه من مقولة *المغيربي*، والغمز من قناة شِفَاه.
عفا الله عني وعنهم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[29 - 01 - 08, 12:52 م]ـ
ما دام الحوار قد تطرّق لعلاقة شيخ الإسلام بابن خطيب الري، فأضع هاهنا مبحثا أعددته خاصا بهذا الأمر
بين الرازي وابن تيميّة
على الرغم من تباعد الأزمان والأعصار، واختلاف المناهج والأنظار، إلا أن ثمّة علاقةً تربط بين الإمام فخر الدين الرازي وشيخ الإسلام ابن تيميّة ارتباطا وثيقًا.
بالطبع نشأت هذه العلاقة من المتأخر منهما؛ ألا وهو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتنوعت هذه العلاقة ما بين النقل والدفاع، والنقد والثناء، وتدريس بعض كتبه والتحذير منها، ونعرض في هذا المبحث لأمثلة من ذلك:
فقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية يكثر من ذكر الرازي وقبله الغزالي في معرض كلامه عما يؤول إليه حال المتكلمين من الشك والحيرة.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترف بذلك إما عند الموت وإما قبل الموت، والحكايات في هذا كثيرة معروفة. هذا أبو الحسن الأشعري: نشأ في الاعتزال أربعين عاما يناظر عليه، ثم رجع عن ذلك وصرح بتضليل المعتزلة، وبالغ في الرد عليهم. وهذا أبو حامد الغزالي مع فرط ذكائه وتألهه، ومعرفته بالكلام والفلسفة، وسلوكه طريق الزهد والرياضة والتصوف - ينتهي في هذه المسائل إلى الوقف والحيرة، ويحيل في آخر أمره على طريقة أهل الكشف، وإن كان بعد ذلك رجع إلى طريقة أهل الحديث وصنف "إلجام العوام عن علم الكلام".
وكذلك أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي، فقد قال في كتابه الذي صنفه في أقسام اللذات: " لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية؛ فما رأيتها تشفي عليلا، ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن: اقرأ في الإثبات ?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى? ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn1)) و?إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ? ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn2)) واقرأ في النفي ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn3)) ? وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا? ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn4)) ? هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا? ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn5)) ثم قال: ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي.
وكان يتمثل كثيرا:
نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذًى ووبال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/324)
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا) ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn6))
ويقول شيخ الإسلام أيضًا: (وما زال أئمتهم يخبرون بعدم الأدلة والهدي في طريقهم، كما ذكرناه عن أبي حامد وغيره، حتى قال أبو حامد الغزالي: "أكثر الناس شكا عند الموت أهل الكلام". وهذا أبو عبد الله الرازي من أعظم الناس في هذا الباب -باب الحيرة والشك والاضطراب- لكنه مسرف في هذا الباب؛ بحيث له نهمة في التشكيك دون التحقيق بخلاف غيره.) ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn7))
ويقارن بين حالهم ومآلهم وبين حال السلف وما هم عليه من الإيمان والطمأنينة فيقول: (وهذا حال أئمة المسلمين وسلف الأمة وحملة الحجة؛ فإنهم يخبرون بما عندهم من اليقين والطمأنينة والعلم الضروري؛ كما في الحكاية المحفوظة عن "نجم الدين الكبرى" لما دخل عليه متكلمان أحدهما: أبو عبد الله الرازي، والآخر: من متكلمي المعتزلة، وقالا: يا شيخ، بلغنا أنك تعلم علم اليقين. فقال: نعم أنا أعلم علم اليقين. فقالا: كيف يمكن ذلك، ونحن من أول النهار إلى الساعة نتناظر فلم يقدر أحدنا أن يقيم على الآخر دليلا؟! -وأظن الحكاية في تثبيت الإسلام- فقال: ما أدري ما تقولان. ولكن أنا أعلم علم اليقين فقالا: صف لنا علم اليقين، فقال: علم اليقين -عندنا- واردات ترد على النفوس، تعجز النفوس عن ردها، فجعلا يقولان: واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها، ويستحسنان هذا الجواب.) ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn8))
ولقد كان لشيخ الإسلام -رحمه الله- عناية خاصة بمؤلفات الفخر الرازي؛ فقد قام بشرح كتاب المحصول في أصول الفقه لتلامذته وملازميه مرات ومرات، بل إنّ كتاب «الأربعين في أصول الدين» موضوع بحثنا كان من جملة ما قرئ عليه وشرحه وعّلق عليه.
جاء في ذيل طبقات الحنابلة في ترجمة الإمام ابن عبد الهادي ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn9)): ( ولازم الشيخ تقي الدين ابن تيمية مدة. وقرأ عليه قطعة من الأربعين في أصول الدين للرازي.) ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn10))
وسوف نفرد لانتقاداته على هذا الكتاب مبحثًا خاصًّا، إن شاء الله تعالى.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية كثيرًا ما ينتقد مصنفات الرازي انتقادًا لاذعًا، قال الإمام الصَّفَدِي في كتابه الوافي بالوفيات: (قلت يومًا للشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة أبي الحسن علي السُّبْكِي: قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية وقد ذكر تفسير الإمام الرازي: فيه كل شيء إلا التفسير، فقال قاضي القضاة: ما الأمر كذا؛ إنما فيه مع التفسير كل شيء.) ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn11))
ولقد تتبع مصنفه الحافل المسمى «أساس التقديس» تتبعه فقرة فقرة، وعلّق عليه تعليقات نفيسة في كتابه معدوم النظير: «بيان تلبيس الجهميةفي تأسيس بدعهم الكلامية» ويسمى أيضا «نقض تأسيس الجهمية» ويقال له: «تخليص التلبيس من كتاب التأسيس» وهو من أهم مؤلفات شيخ الإسلام في أصول الدين، قال عنه ابن عبد الهادي في العقود الدرية: (وهو كتاب جليل المقدار، معدود النظير، كشف الشيخ فيه أسرار الْجَهْمِيّة ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn12))، وهتك أسرارهم، ولو رحل طالب العلم لأجل تحصيله إلى الصين لما ضاعت رحلته) ا. هـ.
ووصفه الحافظ ابن القيم في نونيته «الكافية الشافية» بالأعجوبة، فقال:
وكذلك التأسيس أصبح نقضه ... أعجوبة للعالم الرباني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/325)
بل إن شيخ الإسلام نفسه بين أنه تتبع كتب الرازي في أصول الدين جميعا، فرأى أن صاحبها ينصر مذهب الفلاسفة؛ أصحاب أرسطو وغيرهم، وهذا يفهم من قوله رحمه الله: (وقد كتبت في هذا ما يجيء عدة مجلدات، وذكرت فيها مقالات الطوائف جميعها، وحججها الشرعية والعقلية، واستوعبت ما ذكره الرازي في كتاب «تأسيس التقديس» «ونهاية العقول» وغير ذلك، حتى أتيت على مذاهب الفلاسفة المشائين أصحاب أرسطو، وغير المشائين، متقدميهم ومتأخريهم) ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn13)).
ودائما ما كان يلمح إلى أن الرازي متبع للفلاسفة، وعلى رأسهم ابن سينا، في منهجهم وطرق استدلالهم؛ حيث يقول في ذلك: (والناس يعلمون أن هذه المخلوقات آيات ودلائل للخالق، فلا بد أن يكونوا يعرفونه؛ حتى يعلمون أن هذه دلائل مستلزمة له. والمقصود أن هذه الطرق العقلية الفطرية هي التي جاء بها القرآن، واتفق العقل والشرع، وتلازم الرأي والسمع. والمتفلسفة كابن سينا والرازي ومن اتبعهما، قالوا: إن طريق إثباته الاستدلالُ عليه بالممكنات، وإن الممكن لا بد له من واجب.
قالوا: والوجود إما واجب وإما ممكن، والممكن لا بد له من واجب، فيلزم ثبوت الواجب على التقديرين؛ وهذه المقالة أحدثها ابن سينا، وركبها من كلام المتكلمين وكلام سلفه.) ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn14))
وأحيانا يشير شيخ الإسلام إلى تقليد الرازي لابن سينا فيما تَبِعَ فيه الطرقية الجهال المنتسبين للتصوف، ويتعجب منه؛ كيف أورد حجج هؤلاء الضلال مع ما كان له من ذكاء؟! حتى أن بعضا من المتعصبين له أنكر أن يكون ذلك من كلامه، حتى وقف عليه في ضمن كتابه الذي سماه: «المطالب العالية»، يقول شيخ الإسلام: (الذين لبسوا الكلام بالفلسفة من أكابر المتكلمين تجدهم يعدون من الأسرار المصونة والعلوم المخزونة ما إذا تدبره من له أدنى عقل ودين وجد فيه من الجهل والضلال ما لم يكن يظن أنه يقع فيه هؤلاء، حتى قد يكذب بصدور ذلك عنهم، مثل تفسير حديث المعراج الذي ألفه أبو عبد الله الرازي الذي احتذى فيه حذو ابن سينا وعين القضاة الهَمْدانِي؛ فإنه روى حديث المعراج بسياق طويل، وأسماء عجيبة، وترتيب لا يوجد في شيء من كتب المسلمين؛ لا في الأحاديث الصحيحة، ولا الحسنة، ولا الضعيفة المروية عند أهل العلم.
وإنما وضعه بعض السؤّال والطرقية، أو بعض شياطين الوعاظ، أو بعض الزنادقة، ثم إنه مع الجهل بحديث المعراج -الموجود في كتب الحديث والتفسير والسيرة، وعدوله عما يوجد في هذه الكتب إلى ما لم يسمع من عالم، ولا يوجد في أثارة من علم- فسره بتفسير الصابئة الضالة المنجمين، وجعل معراج الرسول ترقيه بفكره إلى الأفلاك، وأن الأنبياء الذين رآهم هم الكواكب: فآدم هو القمر، وإدريس هو الشمس، والأنهار الأربعة هي العناصر الأربعة، وأنه عرف الوجود الواجب المطلق، ثم إنه يعظم ذلك ويجعله من الأسرار والمعارف التي يجب صونها عن أفهام المؤمنين وعلمائهم، حتى أن طائفة ممن كانوا يعظمونه لما رأوا ذلك تعجبوا منه غاية التعجب، وجعل بعض المتعصبين له يدفع ذلك حتى أروه النسخة بخط بعض المشايخ المعروفين الخبيرين بحاله، وقد كتبها في ضمن كتابه الذي سماه: "المطالب العالية" وجمع فيه عامة آراء الفلاسفة والمتكلمين.) ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn15))
ويذكر في غير موضع أن جميع الحجج والتأويلات التي أوردها الرازي في كتبه هي بعينها تأويلات بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn16)) التي نسبه أئمة السلف بسببها إلى الردة والزندقة، والمروق من الدين؛ فيقول: (وهذه التأويلات الموجودة اليوم بأيدي الناس -مثل أكثر التأويلات التي ذكرها أبو بكر بن فُورَك في كتاب التأويلات، وذكرها أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي في كتابه الذي سماه "تأسيس التقديس" ويوجد كثير منها في كلام خلق كثير غير هؤلاء مثل: أبي علي الجُبَّائِي، وعبد الجبار بن أحمد الهمداني، وأبي الحسين البصري، وأبي الوفاء بن عقيل، وأبي حامد الغزالي وغيرهم- هي بعينها تأويلات بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ التي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/326)
ذكرها في كتابه؛ وإن كان قد يوجد في كلام بعض هؤلاء رد التأويل وإبطاله أيضا، ولهم كلام حسن في أشياء. فإنما بينت أن عين تأويلاتهم هي عين تأويلات بشرٍ المَرِيسِيِّ ويدل على ذلك كتاب "الرد" الذي صنفه عثمان بن سعيد الدَّارِمي أحدِ الأئمة المشاهير في زمان البخاري صنف كتابا سماه: "رد عثمان بن سعيد على الكاذب العنيد فيما افترى على الله في التوحيد" حكى فيه هذه التأويلات بأعيانها عن بشر المَرِيسيّ بكلام يقتضي أن المَرِيسيّ أقعد بها، وأعلم بالمنقول والمعقول من هؤلاء المتأخرين الذين اتصلت إليهم من جهته وجهة غيره، ثم رد ذلك عثمان بن سعيد بكلام إذا طالعه العاقل الذكي: علم حقيقة ما كان عليه السلف وتبين له ظهور الحجة لطريقهم وضعف حجة من خالفهم.
ثم إذا رأى الأئمة -أئمة الهدى- قد أجمعوا على ذم المَرِيسِيّة، وأكثرهم كفروهم أو ضللوهم، وعلم أن هذا القول الساري في هؤلاء المتأخرين هو مذهب المَرِيسيّ - تبين الهدى لمن يريد الله هدايته. ولا حول ولا قوة إلا بالله.) ([17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn17))
ولعل أكثر الكتب التي وجه لها شيخ الإسلام أشد الانتقاد - بل ما طالعه أحد من علماء الإسلام إلا وانتقد مؤلفه أشد الانتقاد، ومنهم من رماه لأجله بالردّة عن الإسلام نسأل الله السلامة – كتاب «السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم» فيقول في نقده دون ذكر اسم مؤلفه: (من الناس من يسجد للشمس وغيرها من الكواكب ويدعو لها بأنواع الأدعية والتسبيحات، ويلبس لها من اللباس والخواتم ما يظن مناسبته لها، ويتحرى الأوقات والأمكنة والأبخرة المناسبة لها في زعمه.
وهذا من أعظم أسباب الشرك الذي ضل به كثير من الأولين والآخرين؛ حتى شاع ذلك في كثير ممن ينتسب إلى الإسلام، وصنف فيه بعض المشهورين كتابا سماه: «السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم» على مذهب المشركين من الهند والصابئة، والمشركين من العرب وغيرهم) ([18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn18))
لكنه يصرح باسمه في موضع آخر، ولهول ما في الكتاب وعدم إمكانية تأويله يشير إلى احتمال توبة المصنف مما فيه فيقول: (وأبلغ من ذلك أن منهم من يصنف في دين المشركين والردة عن الإسلام؛ كما صنف الرازي كتابه في عبادة الكواكب والأصنام، وأقام الأدلة على حسن ذلك ومنفعته ورغب فيه، وهذه ردة عن الإسلام باتفاق المسلمين، وإن كان قد يكون تاب منه وعاد إلى الإسلام.) ([19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn19))
ولعل ذلك هو السبب في أنه يرميه أحيانا بأن فيه قدرًا من النفاق والردة، ومخالفة منهج السلف في جميع الأمور العقدية حتى تلك التي يزعم موافقته للسلف فيها كالعقيدة في الصحابة مثلا فيقول: (وكان كثير ممن ينتسب إلى الإسلام فيه من النفاق والردة ما أوجب تسليط المشركين وأهل الكتاب على بلاد المسلمين. فتجد أبا عبد الله الرازي يطعن في دلالة الأدلة اللفظية على اليقين، وفي إفادة الأخبار للعلم. وهذان هما مقدمتا الزندقة كما قدمناه.
ثم يعتمد فيما أقر به من أمور الإسلام على ما علم بالاضطرار من دين الإسلام مثل: العبادات والمحرمات الظاهرة، وكذلك الإقرار بمعاد الأجساد -بعد الاطلاع على التفاسير والأحاديث- يجعل العلم بذلك مستفادا من أمور كثيرة؛ فلا يعطل تعطيل الفلاسفة الصابئين، ولا يقر إقرار الحنفاء العلماء المؤمنين. وكذلك "الصحابة" وإن كان يقول بعدالتهم فيما نقلوه، وبعلمهم في الجملة، لكن يزعم في مواضع أنهم لم يعلموا شبهات الفلاسفة، وما خاضوا فيه؛ إذ لم يجد مأثورا عنهم التكلم بلغة الفلاسفة، ويجعل هذا حجة له في الرد.) ([20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn20))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/327)
بل ويصفه في بعض المواضع بضعف الحجة، وموافقة الدَّهْرِيَّة الملاحدة في أقوالهم، فيقول: (ولهذا صار كثير من المصنفين في هذا الباب كالرازي ومن قبله من أئمة الكلام والفلسفة -كالشَّهْرِسْتَانِي ومن قبله من طوائف الكلام والفلسفة- لا يوجد عندهم إلا العلة الفلسفية أو القادرية المعتزلية أو الإرادية الْكُلَّابِيّة ([21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn21)). وكل من الثلاثة منكر في العقل والشرع؛ ولهذا كانت بحوث الرازي في مسألة القادر المختار في غاية الضعف من جهة المسلمين، وهي على قول الدهرية أظهر دلالة.) ([22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn22))
ورغم كل ما سبق فإن شيخ الإسلام ابن تيمية يدافع عن الرازي، ويرد على من نسبه إلى نصر الباطل في كتبه، وكذلك من أساء به الظن ونسبة تعمد الكلام الباطل إليه، فيقول: (صار طائفة أخرى قد عرفت كلام هؤلاء وكلام هؤلاء -كالرازي والآمدي وغيرهما- يصنفون الكتب الكلامية فينصرون فيها ما ذكره المتكلمون المبتدعون عن أهل الملة من حدوث العالم بطريقة المتكلمين المبتدعة هذه؛ وهو امتناع حوادث لا أول لها ثم يصنفون الكتب الفلسفية كتصنيف الرازي «المباحث الشرقية» ونحوها؛ ويذكر فيها ما احتج به المتكلمون على امتناع حوادث لا أول لها، وأن الزمان والحركة والجسم لها بداية، ثم ينقض ذلك كله ويجيب عنه ويقرر حجة من قال: إن ذلك لا بداية له. وليس هذا تعمدا منه لنصر الباطل؛ بل يقول بحسب ما توافقه الأدلة العقلية في نظره وبحثه.
فإذا وجد في المعقول بحسب نظره ما يقدح به في كلام الفلاسفة قدح به فإن من شأنه البحث المطلق بحسب ما يظهر له، فهو يقدح في كلام هؤلاء بما يظهر له أنه قادح فيه من كلام هؤلاء، وكذلك يصنع بالآخرين.
ومن الناس من يسيء به الظن وهو أنه يتعمد الكلام الباطل؛ وليس كذلك بل تكلم بحسب مبلغه من العلم والنظر والبحث في كل مقام بما يظهر له، وهو متناقض في عامة ما يقوله؛ يقرر هنا شيئا ثم ينقضه في موضع آخر؛ لأن المواد العقلية التي كان ينظر فيها من كلام أهل الكلام المبتدَع المذموم عند السلف، ومن كلام الفلاسفة الخارجين عن الملة يشتمل على كلام باطل -كلام هؤلاء وكلام هؤلاء- فيقرر كلام طائفة بما يقرر به ثم ينقضه في موضع آخر بما ينقض به. ولهذا اعترف في آخر عمره فقال: لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن اقرأ في الإثبات: ?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى? ([23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn23)) ? إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ? ([24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn24)) واقرأ في النفي ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? ([25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn25)) ? وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا? ([26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn26)) ? هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا? ([27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn27)) ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي.) ([28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn28))
وهذا غاية الإنصاف من شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، والعدل الذي أمرنا الله به في قوله تعالى: ?وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ? ([29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftn29))
وهذا الذي قاله شيخ الإسلام في الإمام الرازي هو الحق الذي لا محيص عنه خلافا لطائفتين:
الأولى: غالت فيه مغالاةً شديدةً، فتمحّلت الردود الواهية للدفاع عنه، حتى كذّبت بالحقِّ، ونصرت الباطل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/328)
والأخرى: رمته بالردّة والزندقة، ولم تلتمس له عذرًا أو تقبل منه توبة. والإنصاف عزيز، نسأل الله السلامة والهداية.
ـــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref1) - طه: 5
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref2) - فاطر: 10
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref3) - الشورى: 11
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref4) - طه: 110
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref5) - مريم: 65
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref6) - مجموع الفتاوى (4/ 72 - 73)
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref7) - مجموع الفتاوى (4/ 28)
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref8) - مجموع الفتاوى (4/ 43)
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref9) - محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي، الجماعيلي الأصل، ثم الصالحي، ثم المقرئ الفقيه المحدث، الحافظ الناقد، النحوي المتفنن، شمس الدين أبو عبد الله بن العماد أبي العباس: ولد في رجب عام أربعة وسبعمائة.
وقرأ بالروايات، وسمع من خلق كثير، وعُني بالحديث وفنونه، ومعرفة الرجال والعلل، وتفقه في المذهب الحنبلي وأفتى، وقرأ الأصلين والعربية. وبرع في ذلك كله.
[10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref10) - ذيل طبقات الحنابلة (1/ 357)
[11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref11) - الوافي بالوفيات (2/ 41)
[12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref12) - الجهمية: هو أتباع الجهم بن صفوان، وهي فرقة معطِّلة تنكر أسماء الله وصفاته، وتزعم أن الإنسان مجبور على أفعاله، وأن الجنة والنار تفنيان، وأن الإيمان هو المعرفة بالقلب فقط، وغير ذلك من الضلالات. الملل والنحل للشهرستاني بهامش الفِصَل (1/ 127 - 130).
[13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref13) - مجموع الفتاوى (3/ 226 - 227)
[14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref14) - مجموع الفتاوى (1/ 49)
[15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref15) - مجموع الفتاوى (4/ 62 - 63)
[16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref16) - المريسي: بفتح الميم وكسر الراء الخفيفة وسكون الياء ثم مهملة. تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ص310، وهو الفقيه المتكلم، وكان داعية إلى القول بخلق القرآن، هلك في آخر سنة ثمان عشر ومائتين، ولم يشيعه أحد من العلماء، وحكم بكفره طائفة من الأئمة. روى عن حماد بن سلمة، وعاش سبعا وسبعين سنة. العبر في خبر من غبر ص70.
[17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref17) - مجموع الفتاوى (5/ 23 - 24)
[18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref18) - اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 285)
[19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref19) - مجموع الفتاوى (4/ 55)
[20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref20) - مجموع الفتاوى (4/ 104 - 105)
[21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref21) - الْكُلَّابِيّة: هم أتباع عبد الله بن سعيد بن كُلّاب القطان، وهم يثبتون الأسماء والصفات لكن على طريقة أهل الكلام؛ لذلك يعدهم أهل السنة من متكلمة أهل الإثبات، ويوافقون أهل السنة في كثير من مسائل العقيدة بل إنهم في مسائل القدر والأسماء والأحكام أقرب إلى أهل السنة من الأشاعرة. انظر مجموع الفتاوى (3/ 103و 4/ 12،14, 147، 1)
[22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref22) - مجموع الفتاوى (5/ 560)
[23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref23) - طه: 5
[24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref24) - فاطر: 10
[25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref25) - الشورى: 11
[26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref26) - طه: 110
[27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref27) - مريم: 65
[28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref28) - مجموع الفتاوى (5/ 561 - 562)
[29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=747517#_ftnref29) - المائدة: 8
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/329)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 01 - 08, 04:28 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجي]ــــــــ[02 - 02 - 08, 03:01 م]ـ
جزى الله الشيخ عيد فهمي على هذا الموضوع القيم
وبارك الله لجميع الإخوة الذين شاركوا فيه بمشاركات نافعة
الله انصر هذا المنهج السلفي المبارك واحفظ أهله
ـ[فريد ناصر]ــــــــ[04 - 02 - 08, 01:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 02:47 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
وفيكم بارك الله ونفع بكم
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[10 - 02 - 08, 03:07 م]ـ
مسدَّداً دُمتَ أيا عيد ..
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 01:17 م]ـ
جزى الله خيرا الشيخ عيد فهمي على هذا الموضوع القيم وإياكم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 01:18 م]ـ
جزاك الله خيراوإياك
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 01:19 م]ـ
مسدَّداً دُمتَ أيا عيد .. مفيدًا دمتَ أيا خليل ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - 02 - 08, 02:15 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا. . . هذه من بركة شيخ الإسلام، والله أكبر تكبيرا!
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 02:34 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا. . . هذه من بركة شيخ الإسلام، والله أكبر تكبيرا! وفيكم بارك الله أخي الحبيب
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[11 - 02 - 08, 02:49 م]ـ
قرأت في كتاب الأربعين للفخر الرازي بعد ذكره لأدلة من قال بأن الدلائل النقلية لا تفيد اليقين أنه قال بأن هذا الكلام - وهو أنها لا تفيد اليقين - ليس على إطلاقه، بل هي تفيد اليقين بتوفر شروط كالقرائن وغيرها، فإن صح ذلك عنه أليس من الإنصاف أن نذكر أنه لا يقول بعدم إفادة الأدلة النقلية اليقين مطلقا؟ بل يفصل في ذلك.
ـ[ابو البدر الالمعي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 02:52 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
بوركت اجزل الله ثوابك ..
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[11 - 02 - 08, 02:58 م]ـ
وإياك وجميع الإخوة بارك الله فيك، وليت الإخوة يستحضرون الإنصاف سيما عند الكلام على أقطاب أعلام المسلمين
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 03:26 م]ـ
وليت الإخوة يستحضرون الإنصاف سيما عند الكلام على أقطاب أعلام المسلمينمن تقصد بكلامك هذا؟ شيخ الإسلام ابن تيمية؟
فهو الذي قال: «فتجد أبا عبد الله الرازي يطعن في دلالة الأدلة اللفظية على اليقين»
والشيخ عيد حفظه الله نقل كلامه فقط
فليتك تستحضر الإنصاف فتنسب الكلام لقائله.
وعندئذ ستخوض في الكلام على قطب من أقطاب أعلام المسلمين وهو ما حذرتَ منه
رمتني بدائها وانسلّت
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 04:51 م]ـ
قرأت في كتاب الأربعين للفخر الرازي بعد ذكره لأدلة من قال بأن الدلائل النقلية لا تفيد اليقين أنه قال بأن هذا الكلام - وهو أنها لا تفيد اليقين - ليس على إطلاقه، بل هي تفيد اليقين بتوفر شروط كالقرائن وغيرها، فإن صح ذلك عنه أليس من الإنصاف أن نذكر أنه لا يقول بعدم إفادة الأدلة النقلية اليقين مطلقا؟ بل يفصل في ذلك.
الرازي اشترط شروطاً يستحيل تحققها ليقال بعد ذلك أن نصوص الوحيين تفيد اليقين!!!
فلا تفيد نصوص الكتاب و السنة عنده اليقين إلا إذا تحققت فيها شروط عشرة:
1 - تيقن عصمة رواة تلك الألفاظ.
2 - تيقن عصمة إعرابها وتصريفها.
3 - تيقن عدم الاشتراك.
4 - تيقن عدم المجاز.
5 - تيقن عدم النقل.
6 - تيقن عدم التخصيص بالأشخاص والأزمنة.
7 - تيقن عدم الإضمار.
8 - تيقن عدم التقديم والتأخير.
9 - تيقن عدم النسخ.
10 - و أخيراً: بعد كل هذه الفلسفة إن سلمت نصوص الوحيين من هذه الشروط الرازية! يبقى تيقن عدم وجود المعارض العقلي للنص! لأنه لو وجد فهو مدخل للطعن في النقل , فالعقل:
فالعقل أصل النقل و هو أبوه === إن تبطله يبطل فرعه التحتاني!
فتعين الإعمال للمعقول === والإلغاء للمنقول ذي البرهان
كما قالها ابن القيم رحمه الله متكلماً بلسانهم
بعد ذلك كله - تصور! - يمكن أن يقال أن الدلائل النقلية تفيد اليقين!!!
هذا كله في شأن كلام الله تعالى و كلام نبيه صلى الله عليه و سلم
أما كلام الحكماء و الفلاسفة و المعلم الأول! و الثاني! فهي مفيدة لليقين دون إشتراط عُشر هذه الشروط!
و لا أدري لمَ لم يشترط للأدلة العقلية شروطاً أيضا؟؟ و الى عقل من نتحاكم؟ الى عقل أرسطو أم الى عقل أفلاطون أم الجهم بن صفوان أم النظّار أم ابن سينا أم عقله هو؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 05:06 م]ـ
الأخوان أبو شعبة والمقدادي
بارك الله لكما
قد كفيتماني عناء الردّ
وإن كنتُ أرى ألا جدوى منه معهم.
وكذلك حتى لا نشوّش على الإخوة الذين يطالعون هذه الدرر من كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.
وقد ذكرتُ من كلام شيخ الإسلام رحمه الله وإنصافه في حق الرازي ما يغني عن الردّ
وغاية هؤلاء التشويش على مثل هذه الموضوعات القيّمة حتى يكثر الجدل ويغلق الموضوع.
رحم الله السراج البلقيني حيث قال:
لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/330)
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[11 - 02 - 08, 05:13 م]ـ
ألم يقل الرازي في الأربعين بأن الدلائل نقلية تفيد اليقين سيما إذا دلت على ذلك القرائن؟؟؟
قال ذلك في الأربعين ام لا؟؟؟؟
ـ[أبو الأحوص الكوفي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 05:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب عيد على هذا الموضوع الطيب
زادكم الله علما
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - 02 - 08, 07:07 م]ـ
ألم يقل الرازي في الأربعين بأن الدلائل نقلية تفيد اليقين سيما إذا دلت على ذلك القرائن؟؟؟
قال ذلك في الأربعين ام لا؟؟؟؟
وهل قال إن الأدلة النقلية تفيد اليقين بمفردها؟
وهل قال إن تلك الشروط ممكن الوقوع؟
وأين في الأربعين أن (الدلائل النقيلية تفيد اليقين سيما إذا دلت على ذلك القرائن)؟؟؟
يا أخي. . . أين أنت من أحمد؟! وأين أنت من أبي العباس؟؟!؟!
ـ[أبو امامة الجيزي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 07:17 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عيد
نفع الله بكم
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[11 - 02 - 08, 07:49 م]ـ
أنتظر أهل الإنصاف أن ينقلوا لنا كلام الرازي في الأربعين الذي يفيد أنه يعتقد إفادة الدلائل النقلية اليقين ...
ثم نتكلم
ـ[أبو امامة الجيزي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 08:17 م]ـ
وفقك الله يا شيخ نضال
ها قد عاد أحمد أبو العباس للجدال مرة اخرى
لو كنت استمعت لنصيحة الشيخ عيدوغاية هؤلاء التشويش على مثل هذه الموضوعات القيّمة حتى يكثر الجدل ويغلق الموضوع.
ـ[أبو رجاء البلخي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 09:41 م]ـ
جزى الله شيخنا الحبيب الشيخ عيد فهمي خير الجزاء
وجعل عمله ذلك في ميزان حسناته
ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية كم كان له من أعداء رغم إنصافه وكم بقي منهم ممن يتسمون باسمه ويتكنون بكنيته
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - 02 - 08, 11:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عيد
نفع الله بكموإياكم، ونفع الله بكم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - 02 - 08, 11:55 ص]ـ
جزى الله شيخنا الحبيب الشيخ عيد فهمي خير الجزاءوإياكم
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 02 - 08, 02:32 م]ـ
الأخوان أبو شعبة والمقدادي
بارك الله لكما
قد كفيتماني عناء الردّ
وإن كنتُ أرى ألا جدوى منه معهم.
وكذلك حتى لا نشوّش على الإخوة الذين يطالعون هذه الدرر من كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.
وقد ذكرتُ من كلام شيخ الإسلام رحمه الله وإنصافه في حق الرازي ما يغني عن الردّ
وغاية هؤلاء التشويش على مثل هذه الموضوعات القيّمة حتى يكثر الجدل ويغلق الموضوع.
رحم الله السراج البلقيني حيث قال:
لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض
و فيك بارك الله شيخنا الفاضل عيد فهمي
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجي]ــــــــ[12 - 02 - 08, 03:37 م]ـ
الأخوان أبو شعبة والمقدادي
بارك الله لكما
قد كفيتماني عناء الردّ
وإن كنتُ أرى ألا جدوى منه معهم.
وكذلك حتى لا نشوّش على الإخوة الذين يطالعون هذه الدرر من كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.
وقد ذكرتُ من كلام شيخ الإسلام رحمه الله وإنصافه في حق الرازي ما يغني عن الردّ
وغاية هؤلاء التشويش على مثل هذه الموضوعات القيّمة حتى يكثر الجدل ويغلق الموضوع.
رحم الله السراج البلقيني حيث قال:
لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض
ولكم بارك الله ووفقكم وسدّد خطاكم وجعلكم من الهداة المهتدين شيخنا الكريم عيد فهمي
ـ[فيصل]ــــــــ[17 - 02 - 08, 02:15 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخي والحقيقة أنني أرى الرد بحاجة لمزيد من الإضافة والبحث ليستحق-أكثر- ما عنون به وفقك الله
فبالإضافة للكلام العام المهم الذي لا يختص به كتاب الأربعين ككلام السلف في ذم الكلام وأهله والمقدمة القصيرة جداً عن منهج الرازي في كتابه، أجد أنك قد تناولت في الرد على هذا الكتاب تحديداً:
1 - " بعض المسألة العاشرة " وهي مسألة حلول الحوادث
2 - و"بعضاً من مسألة المقدمات"
من أربعين مسألة كاملة تحتاج لنقد، وهذا نسبة صغيرة جداً، وليست هذه المشكلة تحديداً بل لم يكن هذا الرد القليل على هاتين المسألتين-أعني الجزء المنقول منهما- في المستوى المطلوب أبداً.
فقد نقلت مقدمة الرازي في ذكر مذاهب الناس في مسألة حلول الحوادث ولم تعلق عليها بشيء ولم تنقل كلام شيخ الإسلام على هذا وفيها الزعم أن هذا لم يقل به إلا الكرامية وهذا باطل وفيه ألفاظ مجملة تحتاج لتعليق وفيها إعترافات مهمة تحتاج لوقفة!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/331)
ونقلت بعد هذا حجته الأولى على " فساد قول الكرامية" على حد تعبيره! وهي حجة الكمال والنقص ثم نقلت وجه واحد و"بعض وجه" في ردها من رد مفقود لشيخ الإسلام!! رغم أن كتب شيخ الإسلام تمتلأ برد هذه الشبهة ونقضها بالتفصيل وبالحجج القوية القاهرة!
وهذا فيه ظلم للحق الذي مع أهل السنة وإظهار الشبهة وعدم إظهار الرد المستوفي لنقضها تحت مسمى "نقد كتاب الأربعين! " فليتك بذلت في هذا بعض الجهد.
وأين هذا من قولك وفقك الله: ((وأما من جهة التفصيل فنختار مسألتين من مسائل الكتاب: إحداهما من أوائل الجزء الأول، والأخرى من أواخر الجزء الثاني، ونورد الردّ عليهما بالتفصيل من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقد ناقش أكثر مسائل الكتاب، وكلامه في ذلك منثور في مجموع الفتاوى [قلت: وفي غير مجموع الفتاوى]، وهو جدير بأن يجمع في مؤلف واحد كما أراده، يكون ردًّا على كتاب: «الأربعين في أصول الدين»، على غرار كتاب «بيان تلبيس الجهمية» وهو ردّ عى كتاب الرازي: «تأسيس التقديس»))
ثم نقلت رداً على المقدمة الثانية فقط من الحجة الثانية دون بقية مقدمات الحجة الثانية من حجج الرازي! وهو رد تعترف أنه سقط منه "شيء كثير" وأكتفيت بهذا! رغم أن نقض الحجة بمقدماتها كلها موجود في كتب شيخ الإسلام ينظر على سبيل المثال الدرء الجزء الثاني والجزء الرابع وغير ذلك.
ونقلت رداً على جزء صغير من مسألة المقدمات وهو رد مختصر سقط منه الكثير ونقلته يا أخي كما هو ولم تنتبه لما حصل فيه كما تنبهت للسقط والخلط الواقع في (6/ 275)، فرد شيخ الإسلام إنما تركز على المقدمة الثانية وهي مقدمة الوجوب والإمكان ولم يتعرض لمقدمة الكمال والنقصان وهي مقدمة تضمنت حقاً وباطلا وقد أوهم السياق وكأن الرد يشمل كلتا المقدمتين عفا الله عن جامعه ورحمه وغفر له، ثم الرد قصير جداً على تلك المقدمة ولا يشمل الشبه المذكورة فيها فليتك علقت عليها بما يشفي الغليل.
فلعلك بعد هذا تراجع ما قلته بعين الإنصاف بارك الله بك يا أخي وزادك علماً نافعاً وعملاً صلحا
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 02 - 08, 02:37 م]ـ
الحمد لله وحده ...
جزاك الله خيرًا شيخنا الحبيب فيصل ..
وقد بقيتُ زمنًا أؤمل أن يكمل الأخ عيد موضوعه قبل أن أتفطن أنه انتهى.
و (الأربعين) كما ذكر الشيخ فيصل يحتاج إلى مجهود أبلغ من هذا.
نعم؛ لا بأس أن تتكاثر وتتنوع ردود أهل السنة على مثل هذا، ولكن دون التعرّض لمهمّات المنتقدات يصبح الرد فقيرًا.
فبالإضافة إلى ما أخونا الفاضل فيصل؛ ينبغي لمن أراد أن ينتقد الرازي في هذا الكتاب (الأربعين في أصول الدين)، أن يبيّن اختلاف بعض كلام الرازي في هذا الكتاب عن كتبه الأخرى، في مسائل من صلب عقيدته.
حتى إنه اعتمد في بعض رده على الحكماء في (الأربعين) غير ما اعتمده في (المطالب) أو (المباحث) وكلاهما مطبوع، في قضيّة هي من أخطر ما يكون عند المتكلم والحكيم والسنّي على حد سواء.
وهذا كنتُ أنتظره هنا تحت عنوان: (منهج الرازي في كتابه الأربعين)، لكنه لم يكتب تحته إلا الكلام العام الذي ليس إلا منهج الرازي في كتبه عمومًا ..
ثم ردّ عليه بالرد العام الذي هو رد على منهج الرازي عمومًا ..
بل يصلح كلامًا عامًا في الرد على منهج المتكلمين عمومًا!
وهذا الكلام الفضفاض الواسع ليس من اللائق أن يوضع تحت هذا العنوان المخصوص ..
فالدعوى المخصوصة لا تسلّم بالدليل العام ..
ومثله عنوان:
(تقييم كتاب الأربعين في ضوء العقيدة السلفية).
هذا العنوان الضخم، لم يُكتب تحته إلا ما هو رد عام على المشتغلين بالكلام، بينما في (الأربعين) عدّة أقوال تحتاج إلى وقفات خاصّة ..
ومعلوم أنّ أهل هذه البدعة من المعاصرين قد تجشّموا الرد على ما يكتبه أهل السنة في هذا المضمار.
نعم هي ردود منحولة، وفيها الخبط والخلل بل والكذب الشيء الكثير، وكل ذلك في على طرق ثلاث:
الأول: أن يلبسوا بعض أهل السنة لباس الكلام!
كبعض كتابات الجوهري الأشعري الجلد، وقد كان آل ببعضهم المآل إلى أن ينحل كتابا مكذوبا على الإمام المطّلبي.
والثاني: أن يحملوا المنقول عن أئمّة السنة على غير كلامهم هم!
والثالث: أن يوجدوا فروقًا بين زمن هذا الكلام من الأئمة، وما بعده، ودعوى أن هذا الكلام هو الذي ذمه السلف، ولكن قد اضطرّ إليه.
وهذا الثالث هو أعدل أقوالهم، وأول من أعرفه فعل ذلك هو إمامهم المقدَّم، ومتكلمهم المعظّم أبو المعالي الجويني.
وكم فرحتُ بعد أن وقفت على كلامه هذا، لأنه حجة على أصحاب القولين الأوليين، فهو يصرّح أن هذه الطريقة مذمومة وليست طريقة السلف، ولكن اضطّر إليها.
فما بقي إلا أن نبيّن أن في الكتاب والسنة كفاية بلا اضطرار ولا اختيار في غيرهما.
المقصود:
أنه ليس من اللائق لمن أراد أن ينقد كتاب الأربعين أن يرجع القهقرى إلى نقد الكتاب من حيث هو علم كلام فقط لا غير ..
لأن جميعهم يعترف أنه علم كلام ..
ولكنه لا يسلّم أن الكلام مذموم .. لواحد من الأسباب السابق ذكرها ..
فالاقتصار في نقد كلام الرازي في الأربعين على كونه (علم كلام) ضعيف جدًّا لما سبق ..
نعم؛ لا بأس بإيراد ذلك مع غيره تكرارًا مقصودًا؛ لكبتهم، مع تدعيم ذلك بأوجه نقد مختلفة خاصّةً لجزئيات المسائل.
بقي أن أقول إضافة على كلام شيخنا المفضال فيصل - وينبغي أن نستفيد منه في هذا المضمار-:
إن في كتاب (الأربعين) حكاية بعض أقوالٍ للمتكلمين يستحيي منها عامّة المتكلمين أنفسهم .. لتهافتها في العقل ..
يعلم ذلك من اطّلع على الكتاب اطّلاع مقارنة وتأنٍّ ..
وكم كانت فرحتي وأنا أقرع بعضهم بهذه الأقوال في موضوع سابق هنا على الملتقى وإن لم يتم الحوار بيننا لمرضي فانشغالي حينها.
ثم لقيام الإدارة بإيقاف العضو الذي كان يمرح في الملتقى ناثرًا أقوال أصحابه ..
وهذا رابط الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107017&highlight=%CA%D3%E1%D3%E1+%C7%E1%DA%E1%E1
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/332)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[18 - 02 - 08, 03:00 م]ـ
المؤاخذات على الرازي وعلى تصانيفه
أخذ كثير من أهل العلم على الرازي أنه أكثر من إيراد الشبه الشديدة والأدلة للخصوم، وقصَّر في حلها، ولم يجب عنها بطائل. حتى قال بعض المغاربة: يورد الشبه نقدًا، ويحلّها نسيئة.
وقال النجم الطُّوفِي في الإكسير في علم التفسير: ما رأيت في التفاسير أجمع لغالب علم التفسير من القرطبي، ومن تفسير الإمام فخر الدين إلا أنه كثير العيوب. وصنف سراج الدين السّرميَاحِي المغربي كتاب "المآخذ" في مجلدين بيّن فيهما ما في تفسير الفخر من الزيف والبُّهْرُج. وكان ينقم عليه كثيرًا ويقول: يورد شبه المخالفين في المذهب والدين على غاية ما يكون من التحقيق، ثم يورد مذهب أهل السنة والحق على غاية من الوهاء.
قال الطوفي: ولعمرى إن هذا دأبه في كتبه الكلامية والحكمية، حتى اتهمه بعض الناس، ولكنه خلاف ظاهر حاله؛ لأنه لو كان اختار قولا أو مذهبًا ما كان عنده من يخاف منه حتى يستر عنه، ولعل سببه أنه كان يستفرغ أقوالا في تقرير دليل الخصم، فإذا انتهى إلى تقرير دليل نفسه لا يبقى عنده شيء من القوى، ولا شك أن القوى النفسانية تابعة للقوى البدنية، وقد صرح في مقدمة نهاية العقول أنه مقرر مذهب خصمه تقريرًا لو أراد خصمه تقريره لم يقدر على الزيادة على ذلك.
قال تقي الدين ابن دقيق العيد: فخر الدين، وإن كان قد أكثر من إيراد شبه الفلاسفة وملأ بها كتبه، فإنه قد زلزل قواعدهم.
قال الصفدي: الأمر كما قال؛ لأنه إذا ذكر للفلاسفة أو غيرهم من خصومه شبهة ثم أخذ في نقضها؛ فإما أن يهدمها ويمحوها ويمحقها، وإما أن يزلزل أركانها، من ذلك أنه أتى إلى شبهة الفلاسفة في أن وجود الله -تعالى- عين ذاته، ولهم في ذلك شبه وحجج قوية مبنية على أصولهم التي قرأها فقال: هذا كله ما نعرفه، ولكن نحن نعلم قطعًا أن الله –تعالى- موجود، ونشك في ذاته؛ ما هي؟ فلو كان وجوده عين ذاته لما كنا نعلم وجوده من وجه ونجهله من وجه؛ إذ الشيء لا يكون في نفسه معلوما مجهولا.
وذكر ابن خليل السكوني في كتابه «الرد على الكشاف» أن الفخر الرازي قال في كتبه في الأصول: إن مذهب الجبر هو المذهب الصحيح. وقال بصحة الأعراض، ونفى صفات الله الحقيقية، وزعم أنها مجرد نسب وإضافات كقول الفلاسفة، وسلك طريق أرسطو في دليل التمانع، ونقل عن تلميذه التاج الأَرْمَوِي أنه بصر كلامه فهجره أهل مصر وهمُّوا به فاستتر، ونقلوا عنه أنه قال: عندي كذا وكذا مائة شبهة على القول بحدوث العالم، ومنها ما قاله شيخه ابن الخطيب في آخر الأربعين: والمتكلم يستدل على القدم بوجوب تأخر الفعل ولزوم أوليته، والفيلسوف يستدل على قدمه باستحالة تعطل الفاعل عن أفعاله. وقال في «شرح الأسماء الحسنى»: إن من أخّر عقاب الجانى مع علمه بأنه سيعاقبه فهو الحقود. وقد تُعقب بأن الحقود من أخَّر مع العجز أما مع القدرة فهو الحلم. والحقود إنما يعقل في حق المخلوق دون الخالق بالإجماع.
وذكر ابن الطباخ أن الفخر كان شيعيًّا يقدم محبة أهل البيت لمحبة الشيعة حتى قال في بعض تصانيفه: وكان عليّ شجاعا بخلاف غيره. وعاب عليه ابن الطباخ تصنيفه لتفسيره مفاتيح الغيب، والمختصرة في المنطق، والآيات البينات، وتقريره لتلامذته في وصفه بأنه الإمام المجتبى، أستاذ الدنيا، أفضل العالم، فخر بني آدم، حجة الله على الخلق، صدر صدور العرب والعجم.
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[18 - 02 - 08, 08:05 م]ـ
ألا يلاحظ فهمي أن ما ينقله من انتقادات على الرازي إنما هي انتقادات من الأشاعرة أنفسهم؟؟
فهم وإن انتقدوه في بعض المسائل إلا أنهم يوافقونه في مجمل الاعتقاد.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 08:03 ص]ـ
السّرميَاحِي
الحمد لله وحده ...
بارك الله فيك.
وهذا تصحيف لم يمض على تصحيحه سوى نصف صفحة، وصوابه: الشارمساحي
فائدة:
شارمساح بالقرب من دمياط، وفي مشايخ السيوطي شارمساحي آخر متأخر قطعًا عن صاحبنا، قال السيوطي: (وأخذت الفرائض عن العلامة فرضي زمانه الشيخ شهاب الدين الشارمساحي الذي كان يقال: إنه بلغ السن العالية وجاوز المائة بكثير ... ).
وهذه النسبة من زيادات السيوطي في اللب.
وللموضوع صلة إن شاء الله.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 10:38 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
وفي تاج العروس (6/ 506):
«[ش ر م س ح]
(شِرِمْساح) بكسر الشين والراء، وسكون الميم، ويقال فيه: شارمساح بزيادة الألف: (: ة بمصر)، وقد دخلتُها» اهـ.
وعلّق المحشّي عليه فقال: «ضبطت في معجم البلدان بالقلم بكسر الشين، وسكون الراء، وفتح الميم والسين» اهـ.
أقول: وفي دخول الزَّبيدي هذه القرية ما يرجّح ضبطَه.
وينظر معجم البلدان (3/ 308) ط. صادر.
ولعل سبب تكرار هذا التصحيف، أن النسبة وقعت مصحفة في ترجمة الرازي من اللسان (6/ 6) رقم6600 (!)
وكثير من آخر مشاركات أخينا عيد الأخيرة منقول من اللسان نصًّا.
ولكن ينبغي التنبه لأن في كلام الحافظ المنقول (أو من نقل هو عنهم) عدة أمور لا تسلّم، لعلي أعلق على بعضها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/333)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 11:26 ص]ـ
ورد سؤال يقول:
الرازي كثير الحط من شأن الغزالي في أكثر كتبه فقال عنه مثلا في مناظراته: (الغزالي ليس بشئ وكلامه في هذا المبحث ضعيف جدا) ويقول أيضا: (كلام الغزالي في هذه المساله في غاية الضعف)
السؤال الأول: لماذا يقلّده حتى في اسم كتابه، فمن المعلوم أن الغزالي له كتاب بنفس الاسم ونفس الموضع؟
والسؤال الثاني: هل يختلف كتاب الرازي عن كتاب الغزالي؟
أقول:
قد أعددت مبحثا خاصا بذلك وسمته: (بين الرازي والغزالي) لعله يفيد في إجابة هذا السؤال:
بين الرازي والغزالي
من أشهر كتب الإمام الغزالي -وهو سابق على الإمام الرازي- كتاب "الأربعين في أصول الدين" وهو عبارة عن نسخة مصغرة جدًّا من الإحياء، بل هو «خلاصة كتاب الإحياء وزبدته» ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=763224#_ftn1)) وأصل هذا الكتاب هو القسم الثالث من كتاب "جواهر القرآن ودرره" المسمى بقسم اللواحق كما ذكر الإمام الغزالي نفسه في آخر كتاب الدرر؛ حيث قال: "القسم الثالث في اللواحق: ومقصودُهُ حصرُ جُمَل المقاصد الحاصلة من هذه الآيات، وهو مُنْعَطِفٌ على جملة الآيات، وهو كتاب مستقل لمن أراد أن يكتبه مفردًا، وقد سميناه كتاب الأربعين في أصول الدين".
وهذه العبارة يفهم منها أن الغزالي لم يكتب هذا القسم مفردا في كتاب مستقل، وإنما أشار بذلك لمن أراد فعله. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=763224#_ftn2))
ولقد اعتنى العلماء بكتاب الرازي هذا؛ لما رأوه أشبه بالتلخيص لكتابه الفذّ «إحياء علوم الدين» فهو من أعظم المؤلفات التي تكلمت عن تزكية النفوس وتطهير القلوب، لكنه لكبر حجمه تعسر تناوله على الكثير، فوجدوا في كتاب الأربعين طِلْبتهم، وغاية مرادهم.
والكتاب كأصله فيه من الطامّات الكثير، ونترك الكلام في ذلك لفارس هذا الميدان شيخ الإسلام وحسنة الأيام ابن تيمية الحرَّاني طيّب الله ثراه حيث يقول:
وتجد أبا حامد الغزالي -مع أن له من العلم بالفقه والتصوف والكلام والأصول وغير ذلك مع الزهد والعبادة وحسن القصد وتبحره في العلوم الإسلامية أكثرَ من أولئك - يذكر في كتاب «الأربعين» ونحوه كتابه «المضنون به على غير أهله»؛ فإذا طلبت ذلك الكتاب، واعتقدت فيه أسرار الحقائق، وغاية المطالب وجدته قول الصابئة المتفلسفة بعينه قد غيرت عباراتهم وترتيباتهم، ومن لم يعلم حقائق مقالات العباد ومقالات أهل الملل يعتقد أن ذاك هو السر الذي كان بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، وأنه هو الذي يطلع عليه المكاشفون الذين أدركوا الحقائق بنور إلهي. فإن أبا حامد كثيرا ما يحيل في كتبه على ذلك النور الإلهي وعلى ما يعتقد أنه يوجد للصوفية والعباد برياضتهم وديانتهم من إدراك الحقائق وكشفها لهم حتى يزنوا بذلك ما ورد به الشرع.
وسبب ذلك أنه كان قد علم بذكائه وصدق طلبه ما في طريق المتكلمين والمتفلسفة من الاضطراب. وآتاه الله إيمانا مجملا - كما أخبر به عن نفسه - وصار يتشوف إلى تفصيل الجملة فيجد في كلام المشايخ والصوفية ما هو أقرب إلى الحق؛ وأولى بالتحقيق من كلام الفلاسفة والمتكلمين، والأمر كما وجده، لكن لم يبلغه من الميراث النبوي الذي عند خاصة الأمة من العلوم والأحوال: وما وصل إليه السابقون الأولون من العلم والعبادة، حتى نالوا من المكاشفات العلمية والمعاملات العبادية ما لم ينله أولئك. فصار يعتقد أن تفصيل تلك الجملة يحصل بمجرد تلك الطريق؛ حيث لم يكن عنده طريق غيرها لانسداد الطريقة الخاصة السنية النبوية عنه بما كان عنده من قلة العلم بها، ومن الشبهات التي تقلدها عن المتفلسفة والمتكلمين، حتى حالوا بها بينه وبين تلك الطريقة.) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=763224#_ftn3))
ولأول وهلة قد يظن الظانّ أنّ الرازي تابع الغزالي في تصنيفه، وسار على منواله؛ حيث يتحد كتابه مع كتاب الغزالي في اسمه وفنه.
ولكي تستبين حقيقةُ هذا الأمر لا بد من النظر في الكتابين، وكيفية تصنيفهما وتقسيمهما، وموضوعاتهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/334)
فنبدأ بالكتاب موضوعِ الدراسة؛ ألا وهو الأربعين في أصول الدين للفخر الرازي –وإن كان هو المتأخر زمنا- فنذكر تقسيمه كما أراده مؤلفه، ثم نتبعه بتقسيم سَمِيِّه كتاب الأربعين في أصول الدين للغزالي.
ـــــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=763224#_ftnref1) - مقدمة تحقيق كتاب الأربعين في أصول الدين للغزالي
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=763224#_ftnref2) - وقد طُبع كتاب الأربعين في أصول الدين للغزالي لأول مرة سنة 1328هـ، بتحقيق السيد محيي الدين صبري الكردي رحمه الله، ثم ظهرت الطبعة الثانية للكتاب سنة 1344هـ، وطبعتها مطبعة الاستقامة، ونشرتها المكتبة التجارية الكبرى بمصر، ثم قامت دار الآفاق الجديدة ببيروت بطبعه مرة أخرى سنة 1980م، ولكن هناك شكوك في نسبة هذا الكتاب المطبوع للإمام الغزالي؛ لأن بعض عبارات الكتاب تثير إشكالات عدة؛ منها:
الإشكال الأول: في الأصل الخامس عند ذكر صفة الإرادة، ينقل عمن سماه المؤلف مولانا علاء الدين في شرحه على المصابيح. وكلمة مولانا لم يستخدمها العلماء في عصر الغزالي، كما أنه لا يعرف بين شيوخ الإمام الغزالي من اسمه علاء الدين.
وإشكال آخر: أن كتاب المصابيح هو من تأليف الإمام البغوي المتوفى سنة 516 هجرية؛ أي من معاصري الإمام الغزالي، فكيف يشرح شيخ الغزالي كتابا لشخص في طبقة تلاميذه؟!
وإشكال ثالث: في إحدى النسخ يصف المؤلف علاء الدين بشيخ شيوخنا.
وإشكال رابع: في إحدى صفحات الكتاب ينقل المؤلف عن الزمخشري المفسر المعتزلي، ومن المعروف أن الزمخشري توفي سنة 537 هجرية أي بعد الإمام الغزالي بأكثر من 30 عاما، ولا أظن أن الإمام الغزالي ينقل عنه مع ثبوت لقائهما كما ذكرته بعض الكتب التاريخية.
ثم وقفت على مخطوطة للكتاب فوجدتُ كل هذه المواضع وغيرها لا وجود لها فيها، فالغالب أنها كانت في حواشي بعض النسخ كَتَبَها بعض المتأخرين فأُدرجِتْ في الأصل، فظهرت تلك الإشكالات، وهذا من عيوب أن يلي طباعة الكتب من لا دراية لهم بعلم التحقيق وأصوله.
ثم ظهرت طبعة أخرى للكتاب طبعتها دار القلم سنة 2003م، بتحقيق عبد الله عبد الحميد عرواني، وذكر أنه اعتمد على نسخ خطية للكتاب، فظننتُ أنها ستخلو من تلك الإشكالات، ولكن للأسف؛ فقد أثبت المحقق هذه الزيادات في الأصل كما هي منسوبة زورا للغزالي، ثم وضع عليها هامشا كتب فيه: غير موجود في المخطوطة! فإنا لله وإنا إليه راجعون.
والكتاب حري أن يطبع طبعة أخرى متقنة بعناية أهل هذا الفن.
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=763224#_ftnref3) - مجموع الفتاوى (4/ 63 - 64)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 11:32 ص]ـ
تقسيم كتاب الرازي
الأربعين في أصول الدين
ذكرنا قبل ذلك أن الإمام فخر الدين الرازي قسم كتابه إلى جزأين:
الجزء الأول مكون من ست وعشرين مسألة تتعلق بذات الإله، وما ينبغي له وما يمتنع عليه على مذهب المتكلمين وطريقتهم في الاستدلال.
وأما الجزء الثاني فهو مكون من أربع عشرة مسألة تتكلم عن حقيقة النفس، والقيامة، والنبوات، وعصمة الأنبياء، وتفضيلهم على الملائكة، والكرامات، وجزاء الأعمال، والشفاعة والإمامة. ولا يخلو مبحث منها من إيراد الشبه والرد عليها بطريقة أهل الكلام، ونصر مذهب المتكلمين في النهاية.
وها هي أقسام الكتاب بالتفصيل:
الجزء الأول:
المسألة الأولى في حدوث العالم.
المسألة الثانية في أن المعدوم ليس بشيء.
المسألة الثالثة في إثبات العلم بالصانع.
المسألة الرابعة في أن الله تعالى قديم أزلي باق سرمدي.
المسألة الخامسة في أن حقيقة الله تعالى مخالفة لسائر الحقائق لعين ذاته المخصوصة.
المسألة السادسة في أن وجود الله تعالى هل هو نفس حقيقته أم لا؟
المسألة السابعة في أن الله تعالى ليس بمتحيز.
المسألة الثامنة في أنه تعالى ليس في مكان ولا في جهة.
المسألة التاسعة في أنه تعالى يستحيل أن تحل ذاته في شيء ويستحيل أن تحل صفة من صفاته في شيء.
المسألة العاشرة في بيان أنه تعالى يمتنع أن يكون محلا للحوادث.
المسألة الحادية عشرة في بيان كونه تعالى قادرا.
المسألة الثانية عشرة في إثبات أنه تعالى عالم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/335)
المسألة الثالثة عشرة في إثبات أنه تعالى مريد.
المسألة الرابعة عشرة في كونه تعالى حيا.
المسألة الخامسة عشرة في إثبات أن لله تعال علما وقدرة.
المسألة السادسة عشرة في كونه تعالى سميعا بصيرا.
المسألة السابعة عشرة في كونه تعالى متكلما.
المسألة الثامنة عشرة في بقاء الله تعالى.
المسألة التاسعة عشرة في أن الله تعالى مرئي.
المسألة العشرون في بيان أن كنه حقيقة الله تعال هل هو معلوم للبشر أم لا؟
المسألة الحادية والعشرون في بيان أن صانع العالم سبحانه وتعالى واحد.
المسألة الثانية والعشرون في خلق الأفعال.
المسألة الثالثة والعشرون في أن لا يخرج شيء من العدم إلى الوجود إلا بقدرة الله تعالى.
المسألة الرابعة والعشرون في بيان أنه تعالى مريد لجميع الكائنات.
المسألة الخامسة والعشرون في أن الحسن والقبح يثبتان بالشرع.
المسألة السادسة والعشرون في أنه لا يجوز أن تكون أفعال الله تعالى وأحكامه معللة بعلة البتة.
الجزء الثاني:
المسألة السابعة والعشرون في إثبات الجوهر الفرد.
المسألة الثامنة والعشرون في حقيقة النفس.
المسألة التاسعة والعشرون في إثبات الخلاء.
المسألة الثلاثون في المعاد.
المسألة الحادية والثلاثون في إثبات نبوة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
المسألة الثانية والثلاثون في عصمة الأنبياء.
المسألة الثالثة والثلاثون في أن الملائكة أفضل أم الأنبياء.
المسألة الرابعة والثلاثون في كرامات الأولياء.
المسألة الخامسة والثلاثون في أحكام الثواب والعقاب.
المسألة السادسة والثلاثون في أن وعيد الفساق منقطع.
المسألة السابعة والثلاثون في شفاعة نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
المسألة الثامنة والثلاثون في أن التمسك بالدلائل اللفظية هل يفيد اليقين أم لا؟
المسألة التاسعة والثلاثون في الإمامة.
المسألة الأربعون في ضبط المقدمات التي يمكن الرجوع إليها في إثبات المطالب العقلية وهي خاتمة الكتاب.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 11:40 ص]ـ
تقسيم كتاب الغزالي
الأربعين في أصول الدين
قسم الإمام الغزالي كتابه إلى علوم وأعمال، والأعمال تنقسم إلى ظاهرة وباطنة، والباطنة تنقسم إلى أخلاق محمودة وأخلاق مذمومة. فهي أربعة أقسام، كل قسم يرجع إلى عشرة أصول، فيكون مجموعها أربعين أصلا، وهذا هو السبب في تسمية الكتاب.
وهذه أقسام الكتاب بالتفصيل:
القسم الأول: في أصول العلوم
(1) أصلٌ في ذات الله تعالى.
(2) أصلٌ في تقديسِ الذَّات.
(3) أصلٌ في القدرة.
(4) أصلٌ في العلم.
(5) أصلٌ في الإرادة.
(6) أصلٌ في السمع والبصر.
(7) أصلٌ في الكلام.
(8) أصلٌ في الأفعال.
(9) أصلٌ في اليوم الآخر.
(10) أصلٌ في النُبُوَّة.
القسم الثاني: في أصول الأعمال الظاهرة
(1) أصلٌ في الصلاة.
(2) أصلٌ في الزكاة.
(3) أصلٌ في الصَّوْم.
(4) أصلٌ في الحَجّ.
(5) أصلٌ في قراءة القرآن.
(6) أصلٌ في الأَذكار.
(7) أصلٌ في طَلَبِ الحلال.
(8) أصلٌ في حُسْنِ الخُلُق.
(9) أصلٌ في الأَمرِ بالمعروف والنهي عن المُنْكَر.
(10) أصلٌ في اتِّبَاع السُنَّة.
القسم الثالث: في أصول الأخلاق المذمومة
(1) أصلٌ في شَرَهِ الطعام.
(2) أصلٌ في شَرَهِ الكلام.
(3) أصلٌ في الغضب.
(4) أصلٌ في الحسد.
(5) أصلٌ في حُبِّ المال.
(6) وأصل في حُبِّ الجاه.
(7) أصلٌ في حُبِّ الدنيا.
(8) أصلٌ في الكِبْر.
(9) أصلٌ في العُجْب.
(10) أصل في الرِّيَاء.
القسم الرابع: في أصول الأخلاق المحمودة
(1) أصلٌ في التوبة.
(2) أصلٌ في الخوف والرجاء.
(3) أصلٌ في الزهد.
(4) أصلٌ في الصبر.
(5) أصلٌ في الشكر.
(6) أصلٌ في الإخلاص والصدق.
(7) أصلٌ في التوكل.
(8) أصلٌ في المحبة.
(9) أصلٌ في الرضا بالقضاء.
(10) أصلٌ في المَوْت وحقيقته.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 11:42 ص]ـ
المقارنة بين الكتابين
وبهذا الطرح يتبين أن ثَمّة فروقا واضحة بين الكتابين:
فمن من حيث التقسيم:
تقسيم الإمام الغزالي شجري، أصله قسمان، ينقسم ثانيهما إلى قسمين، ينقسم ثانيهما أيضا إلى قسمين فيكون المجموع أربعة أقسام.
أما تقسيم الرازي فهو أبسط منه بكثير؛ إذ يقسم كتابه إلى قسمين يسرد فيهما المسائل سردا.
ومن حيث التسمية:
سمّى الغزالي أربعينه "أصولا" بينما سمَّى الرازي أربعينه "مسائل".
ومن حيث الموضوع:
أربعين الغزالي أكثر شمولا بكثير من أربعين الرازي؛ فالغزالي جعل الأصول العشرة الأولى للعقائد، والعشرة الثانية للعبادات، والثالثة للأخلاق المحمودة، والرابعة للأخلاق المذمومة.
أما الرازي فاقتصرت مسائله الأربعين جميعا على أمور العقائد بطريقة أهل الكلام، فَخَصَّص ستًّا وعشرين مسألة منها لما يتعلق بذات الإله، وما ينبغي له، وما يمتنع عليه على مذهب المتكلمين وطريقتهم في الاستدلال، وأربعًا عشرة مسألة للكلام عن حقيقة النفس، والقيامة، والنبوات، وعصمة الأنبياء، وتفضيلهم على الملائكة، والكرامات، وجزاء الأعمال، والشفاعة والإمامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/336)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 02 - 08, 12:43 م]ـ
كتاب شيخ الإسلام "شرح مسائل من الأربعين للرازي"،
هل هو متوفر - مخطوطا أو مطبوعا؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 07:42 م]ـ
ولعل سبب تكرار هذا التصحيف، أن النسبة وقعت مصحفة في ترجمة الرازي من اللسان (6/ 6) رقم6600 (!)
الحمد لله وحده ...
وهو على الصواب في طبعة أبي غدّة.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 10:11 م]ـ
كتاب شيخ الإسلام "شرح مسائل من الأربعين للرازي"،
هل هو متوفر - مخطوطا أو مطبوعا؟
قد ذُكر هذا الكتاب ضمن مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وقد أشار إليه شيخ الإسلام في غير موضع من كتبه
وقد كنت عملت مبحثا مختصرا جدا في ذلك كان كالمقدمة للموضوع لكنني لم أضعه في أول الموضوع فناسب سؤالك أن أضعه هنا:
كتاب «الأربعين في أصول الدين»
يعتبر كتاب «الأربعين في أصول الدين» من أشهر مصنفات الإمام فخر الدين الرازي، وقد عدّه في مصنفاته جميع من ترجم له، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في غير موضع أنه تناول هذا الكتاب بالردّ عليه، وتفنيد ما فيه من شبهات - كما فعل بصنوه، بل أصله كتاب «تأسيس التقديس» حيث تناوله بالنقد في كتابه الحافل «بيان تلبيس الجهمية» - فنجده يقول في معرض حديثه عن القرآن، وأنه كلام الله: (والجواب الحق أن كلام الله لا يماثل كلام المخلوقين، كما لا يماثل في شيء من صفاته صفات المخلوقين، وقول القائل أن الاشتراك في الحقيقة لا يدل على الاشتراك في الحدوث لفظ مجمل؛ فإنا إذا قلنا: لله علم ولنا علم، أو له قدرة ولنا قدرة، أو له كلام ولنا كلام، أو تكلم بصوت ونحن نتكلم بصوت، وقلنا صفة الخالق وصفة المخلوق اشتركتا في الحقيقة - فإن أريد بذلك أن حقيقتهما واحدة بالعين فهذا مخالف للحس والعقل والشرع، وإن أريد بذلك أن هذه مماثلة لهذه في الحقيقة وإنما اختلفتا في الصفات العرضية، كما قال ذلك طائفة من أهل الكلام، وقد بينا فساد ذلك في الكلام على الأربعين للرازي) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=763273#_ftn1)).
ويقول تحت عنوان: فصل في «قدرة الرب عزّ وجلّ»: (اتفق المسلمون وسائر أهل الملل على أن الله على كل شيء قدير كما نطق بذلك القرآن في مواضع كثيرة جدا. وقد بسطت الكلام في الرد على من أنكر قدرة الرب في غير موضع، كما قد كتبناه على الأربعين.) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=763273#_ftn2))
والذي يغلب على الظنّ أنّ هذا الردّ ما زال مفقودا، لكن يوجد أجزاء منه مبثوثة في مجموع الفتاوى يعتريها السقط البيّن، وقد ألحقناها بهذه الدراسة ليعمّ النفع بها، حتى يأذن الله سبحانه وتعالى بخروج هذا الردّ كاملا من الظلمات إلى النور، فما وقفنا عليه منه يدل على أنه درّة من درر شيخ الإسلام، ونفيسة من نفائسه.
ــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=763273#_ftnref1) - مجموع الفتاوى (12/ 96)، جامع الرسائل (1/ 189).
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=763273#_ftnref2) - مجموع الفتاوى (8/ 7).
ـ[فيصل]ــــــــ[28 - 02 - 08, 02:59 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الشيخ الفاضل الأزهري السلفي على ما ذكرتم وأفدتم، وبقي عندي إضافات سريعة
قال الأخ عيد وفقه الله:
((إيراد الشبه العظام وإطالة النفس في تقريرها، وذكر الحجج لها؛ حتى يظن الظانّ أنه يؤيد هذا القول لكثرة ما يورده من الأدلة لنصرته. وهذا عامّ في جميع مسائل الكتاب، بل في جميع مصنفات الإمام الرازي، ولقد كان ذلك أحد أهم الأسباب في توجيه النقد اللاذع لمؤلفاته وطريقته في التصنيف.))
إضافة لما قلتم أقول: الرازي حين إيراده للشبه العظام إذا تمكن في القدح بما يورده من شبه قدح بها وقدحه يكون عاده بنفس قصير وضعيف وقد يصرح بحيرته بحل الشبهة، وبعض الناس يسيء الظن به ويظن أنه يتعمد أن يورد الشبهة بهذه القوة والرد بهذا الضعف لانه يؤيد القول الذي يُظهر الرازي الرد عليه -والذي يكون في كتبه الكلامية رأي الفلاسفة- وبعضهم يرى ما يصنعه الرازي وتناقضه فيجده يقرر في كتبه الكلامية ما ينقضه في كتبه الفلسفية وهكذا بالعكس فيظن من يسيء الظن أنه ينافق وينصر القول الباطل الذي يعلم الرازي-في كتابه الآخر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/337)