ومن الأمثلة التي توضح ذلك موقف أهل السنة من المنكرات، فهم يسعون لإزالتها، ويطمحون لقطع دابرها بالكلية بالوسائل الشرعية في حدود مقدرتهم واستطاعتهم، فإذا لم يستطيعوا القضاء عليها جميعها قضوا على ما يستطيعون منها، واجتهدوا في محاولة القضاء على الباقي، وهكذا ...
أما غيرهم فإن تطلبهم للكمال قد يجرهم للمطالبة بالمستحيل، كما فعل الخوارج عندما حلوا بيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-، لأنه حكم الرجال في كتاب الله – بزعمهم – وقالوا: لا نريد إلا مثل عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-.
ولكن من أين يؤت بمثل عمر-رضي الله عنه-؟
فهذا طلب في غير محله، وهذا علي –رضي الله عنه- أفضل أهل زمانه.
تركوا علياً –رضي الله عنه- وحلوا البيعة، وليتهم عندما فعلوا ذلك بايعوا أحد الصحابة كابن عمر –رضي الله عنه-، وسعيد بن زيد –رضي الله عنه- وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم.
بل إن الغلو والإفراط قادهم إلى التفريط، فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، " فبايعوا شيت بن ربعي مؤذن سجاح أيام أدعت النبوة، بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى تداركه الله –عز وجل- برحمته، ففر منهم وتبين ضلالتهم، فلم يقع اختيارهم إلا على عبد الله بن وهب الراسبي، أعرابي بوال على عقبيه، لا سابقة ولا صحبة، ولا فقه، ولا شهد الله له بخير".
وهذه الحالة تحصل مع الأسف كثيراً، فتجد بعض الغالين يتطلب الكمال مما يؤدي به إلى الانحراف عن منهج الحق في إنكار المنكر، فتحدث فتنة البغي والاعتداء والخروج على الولاة.
ومنهم من يضع في ذهنه صورة خيالية، مغرقة في المثالية، فإن حصل له كل ما يريد وإلا قعد بدون سعي، أو جهد، أو تسديد، أو مقاربة.
31.لا يوالون ولا يعادون إلى على أساس الدين:
فلا ينتصرون لأنفسهم ولا يغضبون لها، ولا يوالون لدعوة جاهلية، أو عصبية مذهبية، أو راية حزبية، وإنما يوالون على الدين، فولاؤهم لله وبراؤهم لله، ومواقفهم ثابتة لا تتغير و لا تتبدل.
32.محبة بعضهم لبعض وترحم بعضهم على بعض:
فأهل السنة متوادون متحابون يترحم بعضهم على بعض، ويذب بعضهم عن بعض ويدعوا بعضهم لبعض، وما ذلك إلا لحسن معتقداتهم، وصلاح أعمالهم، والله عز وجل تأذن للذين آمنوا وعملوا الصالحات أن يجعل لهم ودّا. وقال الله تعالى "وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" [الحشر:10].
33. سلامتهم من تكفير بعضهم لبعض:
فأهل السنة سالمون من ذلك فهم يردون على المخالف منهم، ويوضحون الحق
للناس، فهم يُخطئون،ولا يكفرون، ولا يبدعون، ولا يفسقون إلا من استحق ذلك.
بخلاف غيرهم من الطوائف الأخرى كالخوارج الذين يكثر فيهم الاختلاف والتضليل والتكفير، ولهذا تجدهم يكفر بعضهم بعضاً عند أقل نازلة تنزل بهم.
34.التثبت في الاخبار وعدم التسرع في إطلاق الاحكام:
أنطلاقا من قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" [الحجرات:6]، بخلاف الذين يسارعون في إطلاق الأحكام، ويتهافتون على إلصاق التهم بالأبرياء، فيفسقون ويبدعون، ويكفرون بالتهمة والظن، من غير ما برهان أو بينة.
35. سلامتهم في العموم من التلبس بالبدع والشركيات والكبائر:
فأهل السنة والجماعة أسلم الناس وقوعاً في البدع ولا تكون فيهم الشركيات، أما المعاصي والكبائر فقد يقع فيها طوائف من أهل السنة، كما أنه قد يوجد عند بعض أهل السنة شيء من الجور والظلم والجهل، إلا أن هذه الأمور في أهل السنة قليلة بالنسبة لغيرهم.
36. سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:
فقلوبهم عامرة بحبهم، وألسنتهم تلهج بالثناء عليهم، فأهل السنة يرون الصحابة خير القرون، لإن الله عز وجل زكاهم وكذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويرون أن الكلام فيما شجر بينهم ليس هو الأصل، بل الأصل الاعتقادي عند أهل السنة هو الإمساك عما شجر بينهم.
37.سلامتهم من الحيرة والاضطراب والتخبط والتناقض:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/222)
فأهل السنة والجماعة أكثر الناس رضاً ويقيناً، وطمأنينة وإيماناً، وأبعدهم عن الحيرة والاضطراب، والتخبط والتناقض.
حتى أنه يوجد من عوام أهل السنة، من برد اليقين وحسن المعتقد، والبعد عن الحيرة، ما لا يوجد عند علماء الطوائف الأخرى، وحذاقهم من أهل الكلام وغيرهم ممن اضطربوا في تقرير عقائدهم، فحاروا وحيروا، وتعبوا واتعبوا، ولم يكن هذا ليحصل لهؤلاء لولا أنهم التمسوا الهدى من غير مظانه.
أين هؤلاء من أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله إذ يقول:" أصبحت ومالي سرور إلا في مواطن القضاء والقدر".
وأين هم من شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - عندما أُقتيد إلى السجن وقال كلمته:" ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أينما رحت فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة" ويقول أيضاً رحمه الله:" إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ".
38. رفضهم التأويل المذموم:
الذي هو حقيقته صرف اللفظ عن ظاهره الراجح إلى احتماله المرجوح، فهذا النوع من التأويل هو الذي ذمه السلف، وحذروا منه ولهذا أهل السنة يرفضونه ولا يقبلونه، لعلمهم بخطره وإدراكهم لضرره، فهو عدو الرسالات بسببه قتل عثمان رضي الله عنه، وبسببه اعتزلت المعتزلة وترفضت الرافضة وخرجت الخوارج.
39.الاعتقاد الجازم بأنه لا يسع أحد الخروج عن شريعة محمد –صلى الله عليه وسلم-:
فهم يرون أن العبد لا تنفك عبوديته لرب العالمين، ولا يجوز له بحال من الأحوال أن يدين بدين غير الإسلام، أو أن يتبع شريعة غير شريعة النبي –صلى الله عليه وسلم-، بل يرون أن العبد يجب عليه أن يعبد ربه حتى يأتيه اليقين، قال تعالى "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُط" [الحجر:99]، واليقين هنا الموت.
خلافاً للذين يتحاكمون لغير الشريعة الإسلامية، وخلافاً لمن يرون أن الشريعة الإسلامية قد نسخت بشريعة أخرى، كما تدعي ذلك البابية، والبهائية، والقاديانية.
وخلافاً للصوفية الذين يرون أن العبد إذا ترقى في مقام الشهود للحقيقة الكونية زالت عنه الحجب وأتاه اليقين، ورفعت عنه التكاليف الشرعية، فلم يعد له حاجة بعد ذلك إلى صلاة أو صيام أو غير ذلك – عياذاً بالله من الزندقة-.
40. الوسطية:
فالوسطية: من أعظم ما يتميز به أهل السنة والجماعة.
فكما أن أمة الإسلام وسط بين الأمم التي تجنح إلى الغلو الضار، والأمم التي تميل إلى التفريط المهلك، فكذلك أهل السنة والجماعة متوسطون بين فرق الأمة المبتدعة التي انحرفت عن الصراط المستقيم.
وتتجلى وسطية أهل السنة والجماعة في شتى الأمور، سواء في باب العقيدة، أو الأحكام، أو السلوك، أو الأخلاق، أو غير ذلك.
?. ومن مظاهر تلك الوسطية:
أ - أهل السنة والجماعة وسط في باب صفات الله بين أهل التعطيل وأهل التمثيل:
فأهل التعطيل أنكروا الصفات ونفوها، وأهل التمثيل أثبتوها وجعلوها مماثلة لصفات المخلوقين.
أما أهل السنة والجماعة فهم يثبتون الصفات لله تعالى إثباتاً بلا تمثيل، وينزهونه عن مماثلة المخلوقات تنزيهاً بلا تعطيل.
فجمعوا أحسن ما عند الفريقين، يعني: التنزيه والإثبات، وتركوا ما أخطأوا وأساءوا فيه من التعطيل والتمثيل.
ب - وسط في باب الوعد بين المرجئة وبين الوعيدية:
فالمرجئة قالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وزعموا أن الإيمان مجرد التصديق بالقلب، وإن لم ينطق به، وأخروا الأعمال عن الإيمان، وجوزا أن يعذب الله المطيعين، وينعم العاصين.
أما الوعيدية فهم القائلون بإن يجب عليه عقلاً أن يعذب العاصي، كما يجب عليه أن يثيب المطيع، فمن مات على كبيرة ولم يتب منها لا يجوز عندهم أن يغفر الله له.
أما أهل السنة فوسط بين نفاة الوعيد من المرجئة، وبين موجبيه من الوعيدية، فمن مات على كبيرة عندهم فأمره مفوض إلى الله،إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه، وإذا عاقبه بها فإنه لا يخلد خلود الكفار، بل يخرج من النار، ويدخل الجنة.
ت - وسط في مسألة التكفير:
وهذه المسألة داخلة في الفقرة التي تليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/223)
فبينما نجد فريقاً يتسرعون في إطلاق الكفر، فيكفرون بالكبيرة، ولا يحكمون بإسلام من نطق بالشهادتين، وصلى، وصام، وأدى فرائض الإسلام، مالم يتحققوا إسلامه بشروط حددوها لم ترد في الكتاب ولا السنة، وذلك كحال الخوارج ومن سار على نهجهم نجد فريقاً آخر فرط أيما تفريط، ومنع التكفير منعاً باتاً، ورأى أن من تلفظ بالشهادتين لا يمكن تكفيره بحال، بل قالوا: إنه لا يجوز تكفير شخص بعينه وإنما إطلاق الكفر يكون على الأعمال.
ومن هنا فهم لا يكفرون أحداً أبداً حتى المرتدين، ومدعي النبوة، وجاحدي وجوب الصلاة ونحو ذلك من الأمور التي أجمع أهل العلم على خروج أصحابها من دائرة الإسلام.
أما أهل السنة والجماعة فقد هداهم الله لما اختلف فيه من الحق بإذنه، لإلتزامهم بالدليل الشرعي.
فهم لا يمنعون التكفير بإطلاق، ولا يكفرون بكل ذنب، ولم يقولون إن التكفير المعين غير ممكن، ولم يقولوا بالتكفير بالعموم دون تحقيق شروط التكفير، وانتفاء موانعه في حق المعين، ولم يتوقفوا في إثبات وصف الإسلام لمن كان ظاهره التزام الإسلام، أو ظهر منه إرادة الدخول فيه، بل يحسنون الظن بأهل القبلة الموحدين، وبمن دخل في الإسلام، أو أراد الدخول فيه.
ومن أتى بمكفر، واجتمعت فيه الشروط، وانتفت في حقه الموانع، فإنهم لا يجبنون، ولا يتميعون، ولا يتحرجون من تكفيره.
ث - وسط في باب أسماء الدين والإيمان، أو مسألة الأسماء والأحكام بين الخوارج والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية:
والمراد بالأسماء هنا أسماء الدين، مثل: مؤمن، ومسلم، وكافر، وفاسق.
والمراد بالأحكام أحكام أصحابها في الدنيا والآخرة.
فالخوارج والمعتزلة ذهبوا إلى أنه لا يستحق اسم الإيمان إلا من صدق بجنانه، وأقر بلسانه، وقام بجميع الواجبات، واجتنب جميع المنهيات.
وعلى هذا فمرتكب الكبيرة عندهم لا يسمى مؤمناً باتفاق الفريقين.
ولكنهم اختلفوا: هل يسمى كافراً أو لا؟
فالخوارج يسمونه كافراً، ويستحلون دمه وماله، أما المعتزلة فقالوا: إن مرتكب الكبيرة خرج من الإيمان، ولم يدخل في الكفر، فهو بمنزلة بين المنزلتين.
أما في أحكام الآخرة فاتفق الفريقان على أن من مات على كبيرة ولم يتب منها فهو مخلد في النار.
أما المرجئة فكما سبق بيان مذهبهم، وهو أنه لا يضر مع الإيمان معصية، فمرتكب الكبيرة عندهم مؤمن كامل الإيمان، ولا يستحق دخول النار.
أما أهل السنة والجماعة فمذهبهم وسط بين هاذين المذهبين، فمرتكب الكبيرة عندهم مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته، أو هو مؤمن ناقص الإيمان، قد نقص إيمانه بقدر ما ارتكب من معصية، فلا ينفون عنه الإيمان أصلاً كالخوارج والمعتزلة، ولا يقولون: بإنه كامل الإيمان كالمرجئة، وحكمه في الآخرة عندهم أنه قد يتجاوز الله –عز وجل- عنه فيدخل الجنة ابتداءً، أو يعذبه بقدر معصيته ثم يخرجه، ويدخله الجنة كما سبق.
ج - وسط في باب القدر بين القدرية والجبرية:
فالقدرية قالوا: إن العبد مستقل بعمله في الإرادة والقدر، وليس لمشيئة الله تعالى وقدرته في ذلك أثر، ويقولون: إن أفعال العباد ليست مخلوقة لله -عز وجل-، وإنما العباد هم الخالقون لها.
والجبرية غلوا في إثبات القدر، حتى أنكروا أن يكون للعبد فعل حقيقة، بل هو في زعمهم لا حرية له، ولا فعل، كالريشة في مهب الريح، وإنما تسند إليه الأفعال مجازاً، فيقال: صلى، وصام، وقتل، وسرق، كما يقال: طلعت الشمس، وجرت الريح، ونزل المطر.
أما أهل السنة والجماعة فتوسطوا وقالوا: نثبت للعبد مشيئة يختار بها، وقدرة يفعل بها، ومشيئته وقدرته واقعتان بمشيئة الله –سبحانه وتعالى- تابعتان لها، لقوله تعالى "لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ* وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" [التكوير:28 - 29]
ويقولون أيضاً العباد فاعلون، والله خالق أفعالهم، قال تعالى "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ" [الصافات:96]، فأفعال العباد هي من الله خلقاً وإيجاداً وتقديراً، وهي من العباد فعلاً وكسباً.
ح - وسط في محبة النبي –صلى الله عليه وسلم- بين الغالين والجافين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/224)
فأهل السنة والجماعة يحبون الرسول –صلى الله عليه وسلم- ويعتقدون أنه خير البشر، وأنه سيد المرسلين، وخاتم النبيين، ويرون أن أكمل المؤمنين إيماناً أكملهم محبة واتباعاً للرسول –صلى الله عليه وسلم-، وهم مع ذلك يعتقدون أنه بشر، لا يملك لنفسه – فضلاً عن غيره – نفعاً ولا ضراً إلا بما أقدره الله عليه، ويعتقدون أنه مات، وإن دينه باقٍ إلى قيام الساعة.
بخلاف الذين غلوا فيه، فرفعوه فوق منزلته، واعتقدوا أنه يجيب من دعاه، فصرفوا له العبادة من دون الله –عز وجل-.
وبخلاف الذين جفوا في حق رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فأعرضوا عن شرعه، ولم يحكموه فيما شجر بينهم، أو الذين أدعوا أن شريعته قد نسخت بشريعة أخرى كحال غلاة الباطنية،وكذلك حال الذين يرون إن شريعته عليه الصلاة والسلام لا تتلاءم مع الحضارة، ولا تفي بمتطلبات العصر.
خ - وهم وسط في أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بين الرافضة والخوارج:
فالرافضة يسبون الصحابة -رضي الله عنهم - ويلعنونهم، وربما كفروهم أو كفروا بعضهم، والغالبية منهم مع سبهم لكثير من الصحابة والخلفاء يغلون في علي وأولاده – رضي الله عنهم – ويعتقدون فيهم الإلهية.
وأما الخوارج فقد قابلوا هؤلاء الروافض، فكفروا علياً ومعاوية ومن معهم من الصحابة، وقاتلوهم، واستحلوا دماءهم وأموالهم.
و أما أهل السنة والجماعة – فكانوا وسطاً بين غلو هؤلاء، وجفاء هؤلاء، فهداهم الله إلى الاعتراف بفضل الصحابة، وأنهم أكمل الأمة إيماناً وإسلاماً وعلماً وحكمة، ولكنهم لم يغلوا فيهم، ولم يعتقدوا عصمتهم، بل أحبوهم لحسن صحبتهم، وعظم سابقتهم، وحسن بلائهم في نصرة الإسلام، وجهادهم مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
د - وهم وسط في باب العقل بين الذين ألّهوه وبين الذين ألغوه:
فأهل السنة والجماعة لا يلغون العقل، ولا ينكرونه، ولا يحجرون عليه، بل يعتقدون أن للعقل مكانة سامية، وأن الإسلام يقدر العقل، ويتيح له مجالات العلم والنظر والتفكير.
وفي الوقت نفسه لا يؤلّهون العقل، ولا يجعلونه حاكماً على نصوص الوحي، بل يرون أن للعقل حداً لا بد أن يقف عنده.
أما غيرهم فما بين مُفْرط ومُفرّط في هذا الباب، فالمعتزلة والفلاسفة، وأهل الكلام عموماً ألهوا العقل، وجعلوه مصدراً للتلقي، فما وافق العقل – أو ما يسمونه بالقواطع العقلية – قبلوه وأخذوا به، وما خالف ذلك ردوه، أو أوّلوه.
وأما أهل الخرافة والدجل فقد ألغوا العقل، وقبلوا ما لا يقبل ولا يعقل. وذلك كحال كثير من الصوفية الذين تنطلي عليهم أكثر الأباطيل والأغاليط.
ط. وسط في التعامل مع العلماء:
فأهل السنة يحبون علماءهم ويجلونهم، ويتأدبون معهم، ويذبون عنهم، ويحسنون الظن بهم، وينشرون محامدهم، ويسعون إليهم، ويأخذون عنهم، ويصدرون عن رأيهم، لعلمهم أن العلماء هم ورثة الأنبياء،القائمون بمهمة الدعوة والإبلاغ، وهم مفزع الأمة – بعد الله – عند الشدائد، فكان واجباً على الأمة موالاتهم، وإنزالهم منازلهم، وقدرهم حق قدرهم.
ثم إنهم في الوقت نفسه يرون أن العلماء بشر غير معصومين، بل يجوز عليهم في الجملة الخطأ، والنسيان، والهوى، إلا أن ذلك لا ينقص من أقدارهم، ولا يسوغ ترك الأخذ عنهم.
وهم كذلك لا يسارعون في تخطئة العلماء، بل يثبتون في ذلك، فإذا ثبت عندهم أن العالم الفلاني قد زل فإنهم لا يوافقونه على زلته، ولا يتتبعونها، ولا يتخذونها ذريعة للنيل منه، والوقيعة فيه، بل يطوونها ولا ينشرونها، إلا إذا عمت البلوى بها، وخشي أن يضل الناس بسببها، فإنهم حينئذ يردون على ذلك العالم مقالته، مع الاحتفاظ له بمكانته، ومع ملاحظة أن لا يرد عليه إلا من هو أهل لذلك، وأن ينصب الرد على المقالة لا على الشخص، وأن يلتمس له أحسن المخارج، وأن يحمل كلامه على أحسن المحامل.
بخلاف الذين حطوا من أقدار العلماء، فلم يرفعوا بهم رأساً، ولم يرعوا لهم حقاً، كحال الخوارج ومن شاكلهم.
وبخلاف الذين قدسوا علماءهم، وغلوا فيهم، ورفعوهم فوق منزلتهم، فقلدوهم تقليداً مطلقاً، فلم يجعلوا الدليل والحق رائدهم، بل جعلوا رائدهم قول الشيخ، وذلك كحال الروافض الذين غلوا في أئمتهم بل جعلوا لهم مقاماً لم يبلغه نبي مرسل، ولا ملك مقرب، فاعتقدوا فيهم العصمة، ونزهوهم عن الخطأ، والسهو، والنسيان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/225)
وكذلك غلاة الصوفية الذين يغلون في مشايخهم، ويرون أن من قال لشيخه لمَ؟ فقد كفر، ويقولون: إذا كنت عند الشيخ فكن كالميت بين يدي الغاسل.
ي. وسط في التعامل مع ولاة الأمور:
فأهل السنة والجماعة في هذا الباب وسط بين المفرطين والمُفرطين، فليسوا كالمفرطين الغلاة، الذين يدينون بالخروج على أئمة الجور، ويرون أنهم وحدهم هم سبب الشر والفساد، وأن الخروج عليهم كفيل بإصلاح الأحوال، وذلك كحال الخوارج الذين يرون أن الفساد سببه الولاة، وأن الخروج عليهم واجب متعين، وإن الوسيلة الوحيدة للإصلاح عندهم – كما يشهد تاريخهم – هو الخروج على أئمة الجور، بل ربما خرجوا على أئمة العدل، كما فعلوا مع علي –رضي الله عنه-.
وكحال المعتزلة الذي جعلوا الخروج على الأئمة أصلاً من أصول دينهم، وليسوا كالمفرطين المداهنين، المتخاذلين، المخذلين، الذين سكتوا عن ظلم الولاة وتركوا نصحهم، والإنكار عليهم، بل ربما زينوا لهم باطلهم، وسوغوا لهم ظلمهم، وفسادهم، وربما أنكروا على من ينكر عليهم.
وليسوا كالمداحين المنافقين، الذين يغالون في الولاة، ويمدحونهم بما ليس فيهم، وربما أدّعوا لهم العصمة، وخلعوا عليهم صفات لا تليق إلا برب العالمين، وأطاعوهم بكل ما أمروا به حقا كان أم باطلاً.
فهم يدينون لولاتهم بالسمع والطاعة، في المنشط والمكره، وفي العسر واليسر وعلى أثرة عليهم، مالم يؤمروا بمعصية فيرون أنه لا سمع ولا طاعة، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإنما تكون الطاعة بالمعروف.
كما أنهم يدينون بالنصيحة لولاة الأمر، ويتعاونون معهم على البر والتقوى وإن كانوا فجاراً، لإن هدفهم الوحيد تحصيل المنافع وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، فلا يمتنعون من إعانة الظالم على الخير، وترغيبه فيه، فيشاركون الأئمة الظلمة في الخير، ويفارقونهم بالشر.
ولذلك فهم يرون إقامة الجمع والجماعات، والأعياد معهم،ويرون أن الجهاد ماض إلى قيام الساعة مع كل بر وفاجر.
ثم أنهم لا ينزعون يداً من طاعة، ولا ينازعون الأمر أهله، ولا يرون أن الأئمة يتحملون مسؤولية كل منكر وفساد،نعم هم يتحملون المسؤولية الكبرى ولكن كل مسلم عليه مسؤولية يجب أن يقوم بها حسب قدرته واستطاعته. كما أنهم لا يدينون بالخروج على أئمة الجور، فضلاً عن أئمة العدل، إلا إذا رأوا كفراً بواحاً، عندهم من الله فيه برهان، وكان لديهم قوة ومنعة، ولم يترتب على الخروج مفسدة أعظم، لئلا يجروا الأمة إلى البلايا والرزايا.
ثم أنهم أبعد الناس عن إغراق الولاة بالمديح الكاذب، والأطراء القاتل الذي يدخل الغرور في قلوب الولاة، ويورثهم الإعجاب بالنفس، وتناسي العيوب، وظن الكمال، فلا يعرفون بذلك مواطن الخلل، ولا يسعون في علاجها.
إضافة إلى ذلك فأهل السنة لا يرون المداهنة في الدين،ولا مهادنة المعتدين والظالمين، ولا يتوانون في الاحتساب على أئمة الجور، ولا يجبنون عن الصدع بكلمة الحق حسب المقام، وما تقتضيه المصلحة، لا يداهنون بذلك أحداً، ولا يخافون بالله لومة لائم.
على أنهم لا يرون أن يقوم بذلك الواجب كل أحد بعينه، إلا إنه لا بد أن يقوم به من يقوم، حتى ينتفي الحرج عن الأمة،ويرون أن من لم يستطع الصدع بالحق – فلا أقل من أن يؤيد الحق ولو بقلبه، وأن يكره الباطل، ويجانب أهله.
أما من قام بالحق وأوذي في سبيله، وصبر واصطبر على ذلك فله أجر عظيم، ومن قتله سلطان جائر بعد أن أمره ونهاه فهو سيد الشهداء.
وخير مثال تطبيقي لتعامل أهل السنة مع ولاة الأمر، ما قام به الأمام أحمد ابن حنبل رحمه الله إبان القول بفتنة خلق القرآن، فلقد أوذي، فلم تكن له قناة، ولم يفت له عضد، ولم يتوان عن قول الحق بل صدع به، وتحمل تبعات ذلك.
وفي الوقت نفسه لم يأمر أتباعه بالخروج على ولاة الأمر، بل نهاهم عن ذلك، وحذرهم أشد التحذير.
ومن الأمثلة على ذلك ما كان من أمر الشيخ ابن تيمية رحمه الله فلقد أوذي من قبل السلطة بسبب نشره لعقيدة السلف وتقريره لها، ورده على سائر الطوائف والفرق الضالة، وسجن بسبب ذلك، ولاقى الويلات إثر الويلات، فما سكت عن الحق، وما تخلى عما يدعوا إليه، كما أنه لم يأمر بالخروج على الأئمة، بل كان شديداً في التحذير منه.
41. التورع عن الفتيا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/226)
اقتداءً بالصحابة رضي الله عنهم فقد كانوا يتدافعون الفتيا، لعلمهم بخطر القول على الله بغير علم، فهم يتورعون عنها إيثاراً للسلامة، وخوفاً على القول على الله بغير علم.
42.الحرص عل تزكية النفوس:
فأهل السنة والجماعة أحرص الناس على تزكية أنفسهم بطاعة الله عز وجل، دون إفراط أو تفريط، فهم يهتمون بإصلاح ظواهرهم وبواطنهم، ويتقربون إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، فيحرصون على أداء الصلوات المكتوبة،وأداء الزكاة، وصيام شهر رمضان، وحج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلا.
كما أنهم يبادرون ويسابقون إلى الأعمال الصالحة، من كثرة الذكر، والنوافل والصدقات، وغيرها من العبادات.
43.العمل على مرضاة الله في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت:
فأفضل العبادات عندهم في وقت الجهاد – الجهاد – وإن آل بهم الأمر على ترك الأذكار والأوراد، وفي حالة اشتداد الحاجة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، القيام بذلك الأمر، وفي حالة قدوم الضيف القيام على إكرامه وخدمته .. وهكذا.
بخلاف غيرهم ممن لا يستطيع الخروج عن النوع الذي ألفه من العبادة، أما أهل السنة فلا يزالون متنقلين بين مراتب العبودية ومنازلها ومقاماتها.
44. وجل القلوب ودمع العين:
فهم أصحاب قلوب حية، وعيون دامعة، تتأثر بالقرآن ومواعظه، لما في قلوبهم من خشية الله وتعظيمه، بخلاف غيرهم من غلاظ الأكباد، وقساة القلوب وبخلاف الذين يتصنعون البكاء كالروافض الذين يعوّدون أبنائهم البكاء في المآتم، فإذا كبروا اعتادوا البكاء متى شاءوا، فبكاؤهم أمر اختياري، وحزنهم حزن مخترع.
هذه مآثر أهل السنة والجماعة، وهذه بعض خصائصهم التي تميزوا بها عن غيرهم، وتلك هي الخصال التي طبقها سلفنا الصالح – رحمهم الله ورضي عنهم – فنالوا الخيرات، وحصلوا على البركات. وليس معنى ذلك أن أهل السنة معصومون؟ لا، بل إن منهجهم هو المعصوم، وجماعتهم هي المعصومة.
أما آحادهم فقد يقع منه الظلم والبغي، والعدوان، وارتكاب المخالفات، فما أجدرنا – معاشر المسلمين – أن نأخذ بمنهج أهل السنة وأن نوطن أنفسنا على ذلك، وما أحرانا – نحن أهل السنة – أن نقوم بالسنة حق القيام، وأن نقتدي بسلفنا الصالح في كل أمورنا، لنرضي ربنا – جل وعلا- ولنعطي صورة مشرقة عن الإيمان الصحيح النقي، ليقبل الناس عليه، ويحرصوا على الدخول فيه، ولئلا نصبح فتنة لغيرنا، فإذا رأوا ما عليه أهل السنة من بعد عن المنهج وعن الفقه قالوا: إذا كان خاصة المؤمنين بهذه المثابة فلا حاجة لنا بهذا الطريق، وبذلك تندرس معالم الحق، وتنطمس أنوار الهدى.
?الآثار الناجمة عن ضعف التمسك بمنهج السلف:
فإن من نتائج تساهل بعض الطوائف والجماعات من المسلمين في متابعتهم لمنهج أهل السنة والجماعة، أنها وقعت في كثير من التجاوزات والأخطاء، تلك الأخطاء العامة والشائعة بين الدعوات والدعاة – على سبيل الإجمال والعموم – ومنها:
1. إهمال جانب التوحيد:
من أعظم وأخطر الأخطاء التي يقع فيه الكثير من الدعوات والدعاة: إهمال جانب التوحيد، أو ضعف الاهتمام به، علماً واعتقاداً وعملاً، وبخاصة توحيد الألوهية والعبادة.
وهذا الجانب من التوحيد له الأهمية من الكتاب والسنة وأصول الدين ودعوة الأنبياء والمصلحين ما يوجب كونه الهدف الأول والغاية الكبرى لأي داعية أو دعوة مهما كانت مبررات قيامها في أي زمان وأي مكان، ولا غرو فإن هذا التوحيد – توحيد الألوهية والعبادة- هو الغاية الأولى من خلق الجن والأنس، قال تعالى"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" [الذاريات:56].
وقد وقع كثير من المسلمين اليوم فيما يناقض هذا التوحيد أو ينقصه ويخل به. فمما يناقضه من أعمال واعتقادات بعض المنتسبين للإسلام: دعاء غير الله، والاستعانة والاستغاثة بغير الله، والذبح والنذر لغير الله، وتصديق الكهان وما يفعلون عند القبور، وعند شيوخ الصوفية، وغير ذلك مما لا يخفى على الدعاة ولا غيرهم.
ومما ينقض التوحيد ويخدشه: شيوع البدع والخرافات كالموالد والتمسح بالقبور والأشخاص والأحجار والأشجار وغيرها، ومن الحلف بغير الله ونحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/227)
وعندما ننبه إلى وجوب العناية أولاً بالتوحيد ومحاربة البدع والشركيات، فهذا لا يعني أن يغفل الدعاة الجوانب الأخرى من تحقيق المصالح، ودرء المفاسد، وعلاج الانحرافات الاجتماعية والخلقية والفكرية والسياسية والاقتصادية، بل أن من قصر في شيء كان ملوماً بقدر تقصيره فيما يقدر عليه، وهذا هو مقتضى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح الذي أمر الله به، وأمر به رسول-صلى الله عليه وسلم-.
وهناك أمر يغفل عنه الكثيرون، ألا وهو إن صلاح أحوال الناس في معاشهم وأخلاقهم مرتبط بسلامة توحيدهم وعقيدتهم، قال الله تعالى: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ" [الأعراف:96]
2. ضعف الاهتمام بالعلم الشرعي:
ومن الأخطاء التي وقع فيها كثير ممن ضعف صلتهم بمنهج السلف الصالح: ضعف الاهتمام بالعلوم الشرعية، تعلماً وتعليماً، وأننا لو تأملنا واقع كثير من الدعوات والدعاة، لوجدناهم ممن قلت بضاعتهم من نصوص الكتاب والسنة وتراث السلف الصالح، قراءة وحفظاً وتدبراً وعلماً وعملاً، ومما نجم عنه التخبط في العقيدة والأصول والأحكام والمواقف، وضعف جانب التعليم الشرعي والدعوة الصحيحة.
3. الحزبية والعصبية والغرور:
ومن تلك الأخطاء التعصب والحزبية والغرور، وهذه السمة – مع الأسف – سمة غالبة في أكثر الجماعات والطوائف الإسلامية، فكل حزب بما لديهم فرحون، وكل فريق يرى أنه الجدير بالإتباع،والجدير بقيادة الأمة!! وقد أودى الغرور لدى بعضهم بأن جعلهم يستهينون بالعلوم الشرعية، وبالعلماء المتمكنين في علوم الشريعة الذين لا ينتمون إليهم، ورمي بعضهم بالتغفيل وقصور التفكير، وضيق الأفق.
4. التفرق والاختلاف:
ومن تلك الأخطار التي ترتبت على الجهل بمنهج السلف: التفرق والاختلاف، وهذه السمة قد ذمها الله تعالى ونهى عنها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال تعالى"وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ" [آل عمران: 103].
وقال تعالى "وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" [آل عمران:105]
وقال تعالى "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ" [الأنعام:159]
وقال النبي-صلى الله عليه وسلم- "ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا"
ومع شدة النهي عنها في الدين، فقد وقعت فيها بعض الجماعات الإسلامية والدعاة المعاصرون على الرغم من إلحاح الحاجة إلى الاجتماع على الحق وعلى الكتاب والسنة، فالدعوات المعاصرة لا تزال متفرقة في مناهجها وأهدافها وأساليبها وأعمالها، وأحياناً تعلن هذه الخلاف وتُصعّده، بل حتى تلك الدعوات المتشابهة في المنهج،أو بعضه، تنزع إلى الاستغلالية والتفرق واصطناع الخلاف في واقع أمرها، مما يدل على أن المشكلة في رؤوس بعض الأشخاص أنفسهم وأهوائهم، والسبب الرئيسي في ذلك ضعف الصلة بالكتاب والسنة والأثر، وبمنهج السلف الصالح (لدى الأغلبية) والتعصب والحزبية والغرور، ثم عدم الالتزام بعقيدة أهل السنة والجماعة التي تقضي بوجوب الاجتماع على الحق، والاعتصام بحبل الله المتين والعدل والنصح لكل مسلم،وذلك الذي يزول به أسباب الاختلاف في الدين.
وأخيراً: نحمد الله أن جعلنا من أهل السنة، ونسأله أن يتم علينا النعمة والمنة، وأن يرزقنا لزوم السنة،والعمل بالسنة، وأن يتوفانا على السنة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ـ[أبو الفضل المغربي]ــــــــ[26 - 11 - 07, 11:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله "
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحما للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه جميعا ومن تبعهم إلى يوم الدين.
بارك الله فيك أخي الكريم محمد عامر ياسين كما احسنت في هذا الموضوع القيم.
__________________________________________________ ________________
ـ[عبد الله الغريب]ــــــــ[27 - 11 - 07, 09:22 ص]ـ
بوركت
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[01 - 12 - 07, 12:14 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبوعمار السوري]ــــــــ[02 - 12 - 07, 04:46 ص]ـ
جزاك الله الجنة .. أخي الكريم
ـ[معاوية بن عبدالمحسن]ــــــــ[02 - 12 - 07, 12:43 م]ـ
كتب الله لك الاجر
وبارك الله فيك(45/228)
منظومة (تحفة الجنان) من تُرَهِ صلاح أبو عرفة اللهثان
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[27 - 11 - 07, 08:58 ص]ـ
منظومة (تحفة الجنان) من تُرَهِ صلاح أبو عرفة اللهثان
1 - وبعدُ، هذهِ منظومةُ التحفةِ في تُرَهٍ معلومةٍ للكُثُرِ
2 - في الشتمِ والطعنِ وقذْفِ في العلمِ والدينِ بالجهْلِ
3 - وانتقاصٍ منْ أهلِ الذكْرِ من ابنِ كثيرٍ والطبرِي
4 - ونفي اسمِ العقيدةِ بالكلِ وما هو معجِزٌ للرسلِ (1)
5 - وكلٌ يهونُ مع ذِكْرِ قسمٌ باللهِ غيباً لا حصْرِ
6 - فرعونُ ذا الزمانِ في البحرِ غارقٌ مثلَ فرعونِ الأصْلِ (2)
7 - فكتب العالِمينَ بالنهرِ المُستقينَ من أشرفِ الرسْلِ
8 - فعلُ هولاكو لا تثنِ فذاكَ قولُهُ بالحرْفِ
9 - ناهيكَ عن وصفِهِ للسفْرِ صفراءَ مليئةٍ بالحبْرِ (3)
10 - نوح، والسفينةُ في الطورِ خُلْفُ القرآنِ في السطورِ (4)
11 - ناقةُ صالحِ لم تخرج من صخرةٍ، نعتُهُ بالدَّجلِ (5)
12 - يوسفُ، في همَّتْ بهِ أقوالُ ابنِ عباسِ الحبْرِ (6)
13 - تفسيرٌ في القرآنِ بالعقلِ فيهِ التَخَبُّطُ ما فيهِ نقْلِ
14 - مريمَ أُختَ هارونَ يقصد طولُ الزمانِ بينهما يفسِّرِ (7)
15 - يعقوبَ من عمرانَ يمزج والفرقُ بينهما في المُنْزَلِ (8)
16 - حتى النبيُ أحمدُ لم يسلمِ بنفْيِهِ من خاتمِ الرسلِ (9)
17 - منذُ عقدِ قرنٍ أو يَزِدِ أَبَتِ الأُمةُ أنْ لا تعرِفِ
18 - إلى أنْ جاءَ اللهُ برجلٍ موضحٍ للناسِ ومفسِرِ
19 - مؤشراً لنفسِهِ من عُجْبِهِ ذاكَ المَغرورُ المُتعجرِفِ (10)
20 - مُسْتنسِياً شَمْلُهُ للصَحْبَةِ والتابعينَ بعدَهُم للخَبَرِ
21 - ثمّ الأئمَةُ الأَربَعَةُ المُجَّدِ أبو حنيفة ثم مالك فحنبلِ
22 - والشافعيُ ذاكَ الجبانُ بقولِهِ حَصْرُ الزمانِ، لا مُوصلاً لقدرِهِ (11)
23 - محمدٌ خيرُ قَََرْنٍ ثمّ الذي يلي هذا زمانُ سُذَّجٍ فَتَذَكّرِ
24 - عِلْمُكَ إنْ تَمَخّّضْتَ لنْ تجد فاحْذرنَّ فسْقَهُ فتجْهَلِ
25 - جرارُ ونجارُ فاسمعِ عفانةُ عَلَّامَةُ عصْرِهِ (12)
26 - وآخرُ ذا الكلامِ أنِ ارْشُدِ أهلُ القرآن باطنٌ لا ظاهرِ
27 - ضَرْبُكَ منْ في بحثِهِ اقْتَفَى آخرُ الطُرْقِ تكنْ للمقْتِرِ (13)
28 - ادعُ الإلهَ لا تكابرْ بِهِ فالنارُ في غيظٍ،لا تكفرِ
29 - اللهُ أكبرُ، ثمَّ أحمدُ بهِ الزمانُ قدْ أقفرِ
*شرح بعض ما أبهم:
1) قول أبي عرفة:قل ملة ولا تقل عقيدة، وقل آية ولا تقل معجزة.
2) قسم أبي عرفة وحلفه بالله العظيم في المسجد الأقصى أمام الملأ بأن أمريكا ستغرق مثلما غرق فرعون موسى المذكور بالقران الكريم وذكره للمكان والزمان ..... ولكن سبحان الله جاء الوقت ولم تغرق.
3) العالمين بكسر اللام أي العلماء. والسفر: أي الكتب. قال أبو عرفة في درس له في المسجد الأقصى عقب صلاة المغرب بأنه يجب رمي الكتب الصفراء (كتب العلماء) في النهر كفعل هولاكو قائد التتار عند احتلاله بغداد.
4) كما أن أبو عرفة كان قد قال بأن سفينة نوح عليه السلام قد استوت على جبل الزيتون (الطور) في بيت المقدس، بخلف ما هو مذكور في القران العظيم في سورة هود {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {44} هود.
5) أي أن ناقة نبي الله صالح عليه السلام لم تخرج من الصخرة. يقول أبو عرفه: (وعندما تلونا لكم ما تلونا من الكتب ابن كثير والقرطبي والطبري في ناس بيعبدوها كما يعبدون القرآن يا شيخ ... ثم كفرت بالقرآن لتأتي بالصخرة ....... ) ويقول أيضا: ((مالها الناقة يا سيدي بدنا نحكي في الخراريف ... ثم ذكر ما ورد من نقل لبعض الإسرائيليات وقال
شو هالحكي يا شيخ مالنا مالنا ليش الكذب .. الله يعين الي كتب على اللي كتبه .. واللا كيف فكرك ضاع الدين يا شيخ .. شفت يا سيدي وين راح الدين ..
واللا كيف بدي أسحرك يا شيخ وأعميك .. ))
6) في سورة يوسف في تفسير آية {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ {24} يوسف. طعنه في تفسير الصحابي الجليل عبد الله ابن عباس حبر الأمة لهذه الآية.
7) قوله بأن مريم بنت عمران هي أخت نبي الله هارون، ولكن طول الزمان بينهما يفسد هذا القول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/229)
8) قوله بأن إسرائيل (يعقوب) عليه السلام هو ذاته عمران.
9) يقول بأن محمد صلى الله عليه وسلم ليس بخاتم الرسل وفي هذا الكلام خطر عظيم.
10) ذلك بأنه قد قال مرة في المسجد الأقصى بعد صلاة المغرب (أبت الأمة منذ 1400عام أن لا تفهم وتعرف إلى أن بعث الله لهذه الأمة من يفسر ويوضح ويبين للناس) مشيرا لنفسه.
11) شتمه للعلماء و الأئمة الأربعة ولا سيما الإمام الشافعي فقال فيه أنه جبان.
12) جرار:الأستاذ بسام جرار. ونجار: العالم القدير زغلول النجار. عفانة: الشيخ الدكتور حسام الدين عفانه. ... اقرأ فتاوي العلماء بأبي عرفة: رأي الدكتور زغلول النجار والشيخ بسام جرار في (صلاح أبو عرفة)
سُئِلَ الدكتور زغلول النجَّار ـ رعاه الله ـ عن صلاح أبو عرفة فقال السائل:
(رجل يدعى صلاح الدين إبراهيم أبو عرفة، يؤول القرآن الكريم تأويلات غريبة عجيبة أفيدونا كيف نتصرف مع هؤلاء؟ خاصة وأن الوضع الذي نحياه في فلسطين لا يسعفنا في تطويق فتنة هذا الرجل ?!
فأجاب الدكتور زغلول النجَّار، بقوله:
(هؤلاء الناس فتنوا في دينهم وأغلب الظن أنَّ من يحركهم هم اليهود لعنة الله عليهم، فلا تلقوا لهم بالاً واهتموا بتعليم الناس الدين الصحيح وأن تربوا أولادكم على العقيدة السليمة ونحن نبذل قصارى جهدنا للرد عليهم.) انتهت الفتوى وهي منشورة في موقع الدكتور زغلول النجار الرسمي والخاص به، والله الهادي إلى سواء السبيل. (
وسئل كذلك الأستاذ بسام جرار عن صلاح أبو عرفة فقال:
1.) الأخ صلاح غير مختص في الشريعة، ولكنه بدأ متدينا ومهتما، وهو يتتلمذ على نفسه.
2.أول ما بدت عليه بوادر الاختلاط ناقشناه وحاولنا اقناعه لكي لا يخرج ببدعة القول بأن أمريكا ستغرق بتاريخ كذا، بل وكان يقسم على ذلك في المساجد. وعندما جاء الموعد ولم تغرق أمريكا، قال أنه يقصد يوم عرفة العام القادم. ولما لم يحصل ذلك زادت لديه علامات الاختلاط، وبدأ يخرج بكل عجيبة، وبقي هناك من يستمع إليه.
3.قمنا بالاجتماع به أكثر من مرة ومناقشته بحضور بعض مريديه.
4.ما يأتي به الرجل من غرائب التفسير لا يقبلها إلا ضعاف العقول. ونحن نقر أنه يمكن أن يتطور في فكره إلى درجة الانحراف ولكن المجتمع الفلسطيني لا يتقبل مثل هذا الاختلاط.
5.تفسيرنا لأمر هذا الرجل أنه مصاب بخلل نفسي يجعله يدور حول نفسه، ويريد أن يكون مبدعا بأي ثمن.)
13) إن أبو عرفة لم يستطع أن يرد بالرد العلمي على أحد الأخوة عندما رد على أقواله وترهه برد باحث علمي، لذا قام بإرسال بعض تلاميذه فضربوه في بيته.
توقيع: سيف الحق المقدسي
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=1511
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[27 - 11 - 07, 11:27 ص]ـ
نعوذ بالله من الخذلان
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[27 - 11 - 07, 11:53 ص]ـ
جزاك الله خيراً -أخي- على غيرتك وهمك
ولكن: هل هذا نظم أخي الكريم؟!
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[27 - 11 - 07, 01:44 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي وليتك كتبت نظمك على بحر الرجز كما هو المعتاد ولكنني أراه على البحر الميت (ابتسامة محب)
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[27 - 11 - 07, 04:23 م]ـ
موضوع جيد , وفقك الله
إلا أن تسميتها بالمنظومة لا يستقيم فهي بالنثر أشبه.
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[27 - 11 - 07, 06:10 م]ـ
لا علم لي بالنظم
فلا أستطيع إلا أن أنقل هذا الكلام لناظمها (ابتسامة)
ـ[معتصم المقدسي]ــــــــ[01 - 12 - 07, 07:26 ص]ـ
الله الله .. بيض الله نعمتك وعافيتك أبا عمر.(45/230)
كفر دون كفر
ـ[أبوالبراء الحنبلى]ــــــــ[27 - 11 - 07, 04:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ايها الاحبه اريد اسناد هذه المقوله لابن عباس (رضى الله عنه) وفى اى المواقف قالها وما يعنى بها
ـ[أبو تراب الهاشمي]ــــــــ[01 - 12 - 07, 07:56 ص]ـ
السلام عليكم.
انظر ما في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7607
بارك الله فيك(45/231)
مامعنى اسم الله القهار؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - 11 - 07, 04:47 م]ـ
مامعنى اسم الله القهار؟؟؟
قال الامام ابن القيم رحمه الله
وأنه- يعني الله سبحانه - يخلق ما يشاء ويختار من خلقه من يصلح للإختيار وأنه يضع ثوابه موضعه وعقابه موضعه ويجمع بينهما في المحل المقتضي لذلك ولا يظلم أحدا ولا يبخسه شيئا من حقه ولا يعاقبه بغير جنايته هذا مع ما في ضمن هذا الابتلاء والامتحان من الحكم الراجعة إلى العبيد أنفسهم من استخراج صبرهم وشكرهم وتوكلهم وجهادهم واستخراج كمالاتهم الكامنة في نفسهم من القوة إلى الفعل ودفع الأسباب بعضها ببعض وكسر كل شيء بمقابلته ومصادمته بضده لتظهر عليه آثار القهر وسمات الضعف والعجز ويتيقن العبد أن القهار لا يكون إلا واحدا وأنه يستحيل أن يكون له شريك بل القهر والوحدة متلازمان فالملك والقدرة والقوة والعزة كلها لله الواحد القهار ومن سواه مربوب مقهور له ضد ومناف ومشارك فخلق الرياح وسلط بعضها على بعض تصادمها وتكسر سورتها وتذهب بها وخلق الماء وسلط عليه الرياح تصرفه وتكسره وخلق النار وسلط عليها الماء يكسرها ويطفئها وخلق الحديد وسلط عليه النار تذيبه وتكسر قوته وخلق الحجارة وسلط عليها الحديد يكسرها ويفتتها وخلق آدم وذريته وسلط عليهم إبليس وذريته وخلق إبليس وذريته وسلط عليهم الملائكة يشردونهم كل مشرد ويطردونهم كل مطرد وخلق الحر والبرد والشتاء والصيف وسلط كلا منهما على الآخر يذهبه ويقهره وخلق الليل والنهار وقهر كلا منهما بالآخر وكذلك الحيوان على اختلاف ضروبه من حيوان البر والبحر لكل منه مضاد ومغالب فاستبان للعقول والفطر أن القاهر الغالب لذلك كله واحد وأن من تمام ملكه إيجاد العالم على هذا الوجه وربط بعضه على بعض وإحواج بعضه إلى بعض وقهر بعضه ببعض وابتلاء بعضه ببعض وامتزج خيره بشره وجعل شره لخيره الفداء ولهذا يدفع إلى كل مؤمن يوم القيامة كافر فيقال له هذا فداؤك من النار وهكذا المؤمن في الدنيا يسلط عليه الابتلاء والامتحان والمصائب ما يكون فداءه من عذاب الله
ـ[طيب طيب]ــــــــ[30 - 11 - 07, 04:32 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا البيان
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - 11 - 07, 05:28 م]ـ
جزاك الله خيرا(45/232)
لا تقل أشاعرة بل قل آمدية
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[27 - 11 - 07, 06:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين، وبعد،
المتأمل لأقوال ومعتقد المتأخرين من الأشاعرة يجد مخالفة ليست بهينة للمتقدين منهم وخاصة الامام أبي الحسن الأشعري.
انظر مثلا لقوله في كتابه " مقالات الاسلاميين واختلاف المصلين:
قال أبو الحسن الأشعري: جملة ما عليه أهل الحديث والسنة، الإقرار بالله وملائكته
وكتبه ورسله وما جاء من عند الله وما رواه الثقات عن رسول الله لا يردون من ذلك شيئا وان الله سبحانه اله واحد فرد صمد لا اله غيره لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وان محمدا عبده ورسوله وان الجنة حق وان النار حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من فى القبور
وان الله سبحانه على عرشه كما قال الرحمن على العرش استوى وان له يدين بلا كيف كما قال خلقت بيدي وكما قال بل يداه مبسوطتان وان له عينين بلا كيف كما قال تجرى باعيننا وان له وجها كما قال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
وأيضا الى قوله في كتابه الابانة:
إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟
قيل له: نقول: إن الله عز و جل يستوي على عرشه استواء يليق به من غير طول استقرار كما قال: (الرحمن على العرش استوى) (5/ 20) وقد قال تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) من الآية (10/ 35) وقال تعالى: (بل رفعه الله إليه) من الآية (158/ 4) (1/ 106) وقال تعالى: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه) من الآية (5/ 32) وقال تعالى حاكيا عن فرعون لعنه الله: (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) من الآيتين (36 - 37/ 40) كذب موسى عليه السلام في قوله: إن الله سبحانه فوق السماوات
وقال تعالى: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) من الآية (16/ 67)
فالسماوات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السماوات قال: (أأمنتم من في السماء) من الآية (14/ 67). . . لأنه مستو على العرش (1/ 107) الذي فوق السماوات وكل ما علا فهو سماء والعرش أعلى السماوات وليس إذا قال: (أأمنتم من في السماء) من الآية (16/ 67) يعني جميع السماوات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السماوات ألا ترى الله تعالى ذكر السماوات فقال تعالى: (وجعل القمر فيهن نورا) من الآية (16/ 7) ولم يرد أن القمر يملأهن جميعا وأنه فيهن جميعا ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله تعالى مستو على العرش الذي هو فوق السماوات فلولا أن الله عز و جل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش كما لا يحطونها إذا دعوا إلى الأرض 1 (1/ 108)
...
وقد قيل: من المعلوم أن إمام الأشعرية المتأخر الذي ضبط المذهب وقعد أصوله هو الفخر الرازي [606 هـ]
ثم خلفه الآمدي (631 هـ) والأرموي (655 هـ) لينشرا فكره في الشام ومصر.
...
لذا أرى وجوب انتزاع صفة الأشعرية منهم وتسميتهم بالآمدية نسبة للآمدي،
وليت شيوخنا الكرام أن يضيفوا لنا في هذا المقام مسائل وأقوال تبين مخالفة المتأخرين عن المتقدمين،
ثم نشر هذه التسمية ان صحت واستحسنت لتكون ضربة موجعة لهم.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[27 - 11 - 07, 07:41 م]ـ
ما يقصد الأشعري بقوله:استواء يليق به من غير طول استقرار .. ؟؟!
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - 11 - 07, 08:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
من غير طول استقرار - أي من غير حاجة إليه -
وهذا موافق لعقيدة أهل السنة أن الله مستو على العرش وهو ليس مفتقر إليه.
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 11 - 07, 09:28 م]ـ
وفقك الله
إمامهم الكبير من قبل الآمدي هو (أبو المعالي الجويني).
ومن قبله أيضا (أبو بكر الباقلاني)
ولكن الباقلاني أقرب إلى الإثبات من الجويني.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[27 - 11 - 07, 09:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا
من غير طول استقرار - أي من غير حاجة إليه -
وهذا موافق لعقيدة أهل السنة أن الله مستو على العرش وهو ليس مفتقر إليه.
والله أعلم
لكن هذا اللفظ محدث.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[27 - 11 - 07, 10:06 م]ـ
وفقك الله
إمامهم الكبير من قبل الآمدي هو (أبو المعالي الجويني).
ومن قبله أيضا (أبو بكر الباقلاني)
ولكن الباقلاني أقرب إلى الإثبات من الجويني.
ولو، أستاذي الفاضل وأخانا الكريم.
المهم انهم لم يستحقوا الانتساب الى الأشعري،
نسميهم آمدية أو جوينية أو متكلمة لا اعتراض.
والموضوع قد يستغرق سنين طويلة وقرون، ولكن ينبغي البداية.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 11 - 07, 10:14 م]ـ
الانتساب هو مجرد تسمية، ولا يشترط فيه تحقق المعنى، كما يقال: القدرية، مع أنهم ينكرون القدر، ويقال: الفاطميون، وهم أدعياء كذابون، وغير ذلك مما هو مشهور معروف.
والأشعرية أنفسهم يقرون ويعترفون بأنهم مخالفون لأبي الحسن الأشعري، فبعضهم يزعم أنه أخطأ في رسائله الأخيرة وجانبه الصواب!! وبعضهم يزعم ان كلامه ليس على ظاهره، ويحاول الجمع بين كلامه الأخير وكلامه الأول!!
وكذلك الباقلاني والجويني والآمدي والرازي وغيرهم، لم يزعم واحد منهم أنه يؤسس مذهبا جديدا، وإنما روجوا كلامهم بالانتساب إلى الأشعري؛ لعلمهم أنه قد اشتهر عند الناس أن المذهب الأشعري هو المذهب الصحيح!
ولكن أي مذهب؟ ليست هذه مشكلة!
فالأشعري له مذهبان، ويمكن أن يراد بالنسبة إليه المذهب الأول أو الثاني.
فجاء هؤلاء فاخترعوا مذهبا ثالثا، ونسبوه للأشعري، فراج واتبعه الناس، تسمية له بغير اسمه!!
فالمقصود يا أخي الفاضل أن التسميات اصطلاحات لا مشاحة فيها، ويصعب جدا - إن لم نقل يستحيل - أن تزال هذه النسبة، فلن يوافقك عليها المؤالف ولا المخالف.
ونحن نسمع كثيرا: فلان الأثري، وفلان السلفي، وفلان الخلفي، وفلان السني، .... إلخ إلخ.
وقد يكون بعضهم أو كثير منهم على خلاف ما هو ملقب به؛ ومع ذلك لا نلزمه ان يترك اسمه من أجل ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/233)
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[28 - 11 - 07, 01:14 ص]ـ
لكن هذا اللفظ محدث.
نعم ربما لعدم خبرته وعلمه بمذهب السلف, والله تعالى أعلم ... #
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[28 - 11 - 07, 01:15 ص]ـ
كذلك تسميتهم أنفسهم -الأشاعرة- بأهل السنة والجماعة, وهم ليسوا كذلك ... #
ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - 11 - 07, 01:17 ص]ـ
ربما كان الرازي أقوى شيوخهم في ترسيخ مذهبهم فإن نُسبوا إليه لجاز ذلك , فلهذا كانوا يجلّونه و يأخذون كلامه - و قد خرج الرازي عن نطاق إمام الأشعري و توسع في إيراد الجدليات العقلية و الشبهات كما هو معلوم حتى وُصف بأنه يأتي بالشبهة على مذهبه نقدا و يردها نسيئة! و هذا واضح في كثير من مواضع كلامه -
حتى ان شيخ الإسلام لما رد على شيوخهم في عصره كان قصارى جهدهم أن يعارضوه بكلام شيخهم الرازي! فلما رأى ذلك عمد الى نقض أساس تقديسه ببيان تلبيسه
و الله أعلم
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[28 - 11 - 07, 02:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الرازيون إذن.
إنها لحيات طويلة حتى يعلق بهم هذا الإسم، وأرى أنهم لا يستحقون أن ينسبوا الى عالم أبدا، وليسموا بالمعطلين فهو أعدل.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[29 - 11 - 07, 08:28 ص]ـ
الاخوة والشيوخ الكرام،
ان الأشاعرة لم يستأذوننا حين أطلقوا علينا الوهابية والنجدية وأتباع ابن تيمية،
وأرادوا أن يقطعوا علينا الانتساب السلف،
ونحن على حق وهم على غير ذلك،
وسأكون أنا أول من يطلق عليهم " الآمدية " متى استطعت،
ولكن أنتظر منكم مقالات الرازي والآمدي التي تخالف صريح السنة وتتسم بالمحدثات والمبتدعات والشطحات.
وفقكم الله
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[29 - 11 - 07, 10:43 ص]ـ
حرره المشرف
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[29 - 11 - 07, 04:58 م]ـ
اما أنا فأقول كما
قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ –رحمهم الله –
) فمن جحد شيئاً مما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله?، أو تأوله على غير ماظهر من معناه:فهو جهمي قد اتبع غير سبيل المؤمنين)
فتح المجيد: باب قول الله تعالى? ولله الأسماء الحسنى ? ص648
فهم جهمية شاءوا أم أبوا!!!!
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[29 - 11 - 07, 09:06 م]ـ
اللهم اغفر لعلماء الدين وأئمة الإسلام
اللهم اغفر للإمام الأشعري والآمدي والرازي والجويني والباقلاني وابن تيمية ومن قدّم للإسلام وأعلى مناره
اللهم ما كان منهم من خطأ فتجاوز عنه يا كريم
وما كان من صواب فضاعف ثوابه يا عظيم
اللهم نحسبهم وأنت حسيبهم أنهم ما أرادوا بكلامهم الطعن في الدين ولا ثلب معالم الإسلام
فاللهم تولهم برحماتك واكلأهم بلطفك
هذا المنبغي علينا رواد الملتقى.
ليس المجال مجال بيان خطئهم فالمباحثات موجودة في كتب الردود وقد أشبعها أهل العلم بالنقد والرد.
فأرى أن طرح مثل المسائل لا فائدة منه، وقد يدخل الطالب المبتديء فيتجرأ على هؤلاء الأعلام الأنجم الكرام
فنسأل الله لنا ولهم العافية.
والسلام
ـ[فيصل]ــــــــ[29 - 11 - 07, 09:32 م]ـ
تسميتهم بالآمدية غير سليم من وجه نظري لأن الرازي-والذي هو سابق للآمدي ومعاصره- كان له دور معروف في تطور الأشعرية من حيث التوسع في المقدمات والمصطلحات الفلسفية وخلط الكلام بالفلسفة ومباحثها في الطبيعيات والإلهيات ثم الآمدي كذلك ثم تبعهم الإيجي في المواقف في خلطهم موضوعات علم الكلام بالفلسفة والمنطق وصارت هي السمة لدى متأخري الأشعرية ثم جاء عصر الشروح والحواشي والحشو والأراجيز من القرن التاسع إلى عصرنا هذا.
لكن الطور الخطير جداً وهو طور نفي العلو وسائر الصفات الخبرية الواردة في القرآن وهو طور انفصال المذهب الكلابي عن المذهب الأشعري -بصيغته المعاصرة- فقد كان على يد الجويني-وقد سبقه البغدادي ولكن لم يأثر تأثير الجويني- وتحديداً في كتابه الإرشاد الذي كان زبورهم آنذاك وقد اهتموا به اهتماماً شديداً وتابعوه وشرحه عدة من علمائهم منهم أبو القاسم الأنصاري والمازري والتقي المقترح والتاج الدهيري وابن ميمون وغيرهم ولخصه السلالجي المغربي وشرح تلخيصه ولخصه أيضاً أكثر من إثني عشر عالماً هناك فضلاً عن غيره، وقد أثر فيهم للآسف تأثيراً لا يجحد.
فتسميتهم بالجوينية أحرى، لكن الجويني تاب وندم!؟ ولعل أحسن تسمية هي ما سماهم بها شيخ الإسلام رحمه الله في الصفدية فقد سماهم: معتزلة الصفاتية و معتزلة الأشعرية ص285 و ص328 وقال في الموضع الأخير: ((وقالت معتزلة الصفاتية الذين ينفون الصفات الخبرية كصاحب الإرشاد وأتباعه لأئمتهم كأبي الحسن وأبي عبد الله بن مجاهد .. )) إلخ وسمى بعضهم بـ "متفسلفة الأشعرية" ص285 وهم نفاة الصفات مطلقاً ولعله يعني به الرازي في أحد أطواره ومن وافقه نسأل الله السلامة
ـ[أبو البركات]ــــــــ[29 - 11 - 07, 11:10 م]ـ
وجهة نظري هو تلقيبهم بالجهمية، وهذا ماعرف عن السلف فإنهم يلقبون المعطلة في الصفات بالجهمية كما قرره الإمام الترمذي في جامعه ومنهم الأشعرية والمعتزلة ... والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/234)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[30 - 11 - 07, 08:16 ص]ـ
اللهم اغفر لعلماء الدين وأئمة الإسلام
اللهم اغفر للإمام الأشعري والآمدي والرازي والجويني والباقلاني وابن تيمية ومن قدّم للإسلام وأعلى مناره
اللهم ما كان منهم من خطأ فتجاوز عنه يا كريم
وما كان من صواب فضاعف ثوابه يا عظيم
اللهم نحسبهم وأنت حسيبهم أنهم ما أرادوا بكلامهم الطعن في الدين ولا ثلب معالم الإسلام
فاللهم تولهم برحماتك واكلأهم بلطفك
هذا المنبغي علينا رواد الملتقى.
ليس المجال مجال بيان خطئهم فالمباحثات موجودة في كتب الردود وقد أشبعها أهل العلم بالنقد والرد.
فأرى أن طرح مثل المسائل لا فائدة منه، وقد يدخل الطالب المبتديء فيتجرأ على هؤلاء الأعلام الأنجم الكرام
فنسأل الله لنا ولهم العافية.
والسلام
بقي عليك ايضا الدعاء بالرحمة
للجهم والجعد والنظام والجبائي وابن المطهر وابن النعمان الحفيد وابي الحسين البصري وبشر المريسي وعمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وووووو الرافضة والمعتزلة والاشاعرة والقدرية وجميع الطوائف
فكلهم يزعم انه قصد وجه الله وانه نزه الله عن مشابهة خلقه او ظلم خلقه!!
وصيتي لجميع اهل المنتدى
قراءة كتب اهل السنة
مثل السنة لعبدالله بن احمد والخلال واللالكائي وابن بطة والآجري والدارمي
وسترون الفرق الكبير بين منهج السلف رحمهم الله وبين الورع البارد عند اهل زماننا
اللهم رحماك
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[30 - 11 - 07, 01:36 م]ـ
حُذف
الرجاء عدم المشاركة في المواضيع التي تتعلق بعقيدة أهل السنة حتى لا يوقف اشتراكك في الملتقى
## المشرف ##
ـ[فيصل]ــــــــ[01 - 12 - 07, 01:57 ص]ـ
وجهة نظري هو تلقيبهم بالجهمية، وهذا ماعرف عن السلف فإنهم يلقبون المعطلة في الصفات بالجهمية كما قرره الإمام الترمذي في جامعه ومنهم الأشعرية والمعتزلة ... والله أعلم
نعم الجهمية لقب كان يطلقه السلف على كل من حرف ظواهر نصوص الصفات ونفاها، لكن هؤلاء طبقات منهم الجهمية المحضة اتباع جهم ومنهم المعتزلة ومنهم الفلاسفة ومنهم الصفاتية المعتزلة-الذين يثبتون سبع أو ثمان صفات فقط- ومنهم الكلابية وهؤلاء الأقرب لأهل السنة في مبحث الصفات(45/235)
اسد السنه في لا هور
ـ[ابو سما]ــــــــ[27 - 11 - 07, 07:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أسد السنة في لاهور
في مدينة (سيالكوت) شمال منطقة البنجاب بباكستانولد الشيخ العلامة المجاهد إحسان إلهي ظهير في حدود سنة (1360هـ) في أسرة تميزتبالتدين الشديد والعلم والثراء لكونهم يعملون في التجارة من قديم، ولهذا طلب إليهأبوه أن يكرس وقته كله للعلم ولا يفكر في كسب قوته ومعاشه، بل حثه أن يقف نفسه علىطلب العلم والدعوة إلي الله 0 وكان والده بل الأسرة كلها منتمية إلي أهل الحديث،وهي الجماعة المعروفة في شبه القارة الهندية 0 حفظ الشيخ إحسان القرآن في سن مبكرةحيث أكمل حفظه وهو في سن التاسعة من عمره 0 واشتهر من صغره بالذكاء والفطنة وحبالعلم والدعوة إلي الله ومقارعة الخصوم0 وهذا موقف يحكيه لنا حينما سئل: ألم يحدثأن دخلت مع الفرق في جدل؟ فقال: بلى، ناقشتهم ونازلتهم كثيرا منذ صغرى، وتسببتفي إغلاق محفل بهائي كبير، كنت في طريقي إلي مدرسة دار الحديث في المرحلة المتوسطةفمررت من أمام محفل فوجدت القوم يتكلمون عن موضوع عقدي، ولم تكن لدي فكرة عنالبهائية 0 وأخذت أتردد على هذا المحفل ثمانية أيام، والحمد لله خلا ل هذه المدةأدركت عقائد القوم وأدركت مخازيها ومعائبها فأخذت هذه الأشياء 0 واحتفظت بها ورددتبها عليهم، فانتبه الناس إلي خطر هذا المحفل وأغلق مباشرة 0 ومن أبرز الصفات التيتميز بها الشيخ إحسان إلهي ظهير وعرف واشتهر بها: الشجاعة والصدع بالحق، لا يبالىفي هذا السبيل بأحد كائنا من كان 0 حتى قال أحد أشقائه عن شجاعته: إنها شجاعة أكثرمن اللازم0 ويقول عنه أحد أساتذته الذين درسوه بالجامعة الإسلامية: لا أعرف أحدامن الشباب كان أكثر اندفاعا منه في إظهار الحق وإعلان الدعوة إلي الله، ولا يعبأبمن يعارض سواء كان من المسؤلين أو غيرهم، شجاعته ليست في محل شك 0 ومن مواقفهرحمه الله التي تدل على شجاعته وثباته أن أميرا شيوعيا ظالما من أمراء البنجاب جمعالعلماء في مجلسه فجعل يوبخهم ويسبهم وينال منهم، والشيوعيون لا يكرهون أحدا كمايكرهون علماء المسلمين، فقام إليه الشيخ إحسان إلهي ظهير وكان حاضرا وأنكر عليه بلوبخه أمام الناس ولم يبال به فشكر الحضور له هذا الموقف الشجاع0 ومع شجاعته رحمهالله كان جوادا كريما منفقا، وهاتان صفتا المؤمن الشجاعة والكرم، في يوم منالأيام دعي الناس إلي التبرع لمركز أهل الحديث فقام الشيخ إحسان إلهي ظهير أولالناس ودفع " خمسمائة ألف روبية " تبرعا للمركز، فلما رآه الناس، تأسوا بهوتبرعوا بأموال كثيرة بلغت في ذلك اليوم سبعة ملايين روبية لبناء المركز 0 فكانرحمه الله يقول ويفعل ويتعلم ويعمل 0 أما ثباته على دينه وعقيدته ومنهجه فالحديثعنه عجيب، فالشيخ إحسان إلهي ظهير عرف بأنه قاصم ظهور الفرق المخالفة للإسلاموالسنة كثير التنديد والردود عليها والتحذير منها وكشف أستارها وإظهار ما عندها منالضلالات والمخازي ولا سيما الروافض فقد كتب فيهم مجموعة من الكتب التي لازالت إلىاليوم من أفضل ما كتب في الرد عليهم 0 وكانت الروافض تطلب إليه أن يكف عنهم وأنيصادر الكتب التي ألفها فيهم فكان يقول لهم: أفعل ذلك إذا أحرقتم كتبكم! ومنالمواقف الظريفة التي وقعت له مع الرافضة أن أحد ملالى إيران ممن يلقب بآية كانأرسله الخميني إلي الشيخ إحسان إلهي ظهير لينقل له إعجاب الخميني بكتابي الشيخإحسان " البابية " و " البهائية " ثم دعاه إلي زيارة إيران فقال له الشيخ إحسان: ومن يضمن حياتي؟ فقال له: أنا أضمن حياتك وسأبقي هنا عند أتباعك إلي أن تعود إليباكستان، فرد عليه الشيخ إحسان: وما يدريك لعلك من المغضوب عليهم عند الخميني!! أما الإسماعلية فقد حاولوا معه فلم تفلح محاولتهم حيث قام زعيمهم " كريم الآغا خان" بدعوة الشيخ إحسان إلي بريطانيا للتفاهم معه وإقناعه بعدم الكتابة في الإسماعلية،ولو بإغرائه بالمال! وأرسل الأغا طائرة خاصة إلي كراتشي لتحمل علي متنها الشيخإحسان إلهي ظهير رحمه الله، فما كان من الشيخ إلا أن رفض هذا العرض فأرسل إليهالأغا رسالة يقول له: يجب أن تكتب لتوحيد صفوف المسلمين (!) لا لتفرق كلمتهم0 فردعليه الشيخ إحسان إلهي ظهير: نعم لتوحيد صفوف المسلمين المؤمنين بالله وحدهوبرسوله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/236)
وتعاليمهما، لا لتوحيد صفوف المسلمين مع الكفار المنكرين لختم نبوة محمدصلي الله عليه وسلم، والمعتقدين برسالة محمد بن إسماعيل!! ولم يزل الشيخ إحسانإلهي ظهير ماضيا في جهاده لهذه الفرق ما جعل حياته مهددة بالخطر ولم تزل هذه الفرقترسل له بالتهديدات كتابيا وهاتفيا، وهو لا يلوي على شيء رحمه الله ولقد كاد أنيقتل في أمريكا وأهدر دمه الخميني وقال: من يأتي برأس إحسان فله مئتا ألف دولار 0وحاولوا قتله مرات وأطلقوا عليه الرصاص! يقول احد أساتذته من مشايخ الجامعةالإسلامية: زرته في باكستان مرة وهو مصاب وقد هدد مرات ومرات من قبل أهل الأهواء،فهم ما رأوا أحدا من المعاصرين بعد محب الدين الخطيب أشد منه 0اهـ ولم تزل تهديداتالقوم تترى عليه، وحياته في خطر دائم يزداد يوما بعد يوم حتى وقع الحادث الأليموالخطب الجلل الذي اهتزت له باكستان بل اهتزت له الدنيا 0 ففي يوم الثالث والعشرينمن شهر رجب سنة 1407هـ كان الشيخ إحسان إلهي ظهير جالسا في ندوة العلماء التيتعقدها جمعية أهل الحديث وكان الحاضرون قريبا من ألفين وفي أثناء الليل وقد قربالوقت من الساعة الحادية عشرة ليلا كان الشيخ إحسان يتكلم وقد أرسلت مزهرية إليالمنصة قدمها أحد الأشخاص مكتوب عليها " إحسان إلهي ظهير الذي لا يخاف في الله لومةلائم " وتناقلتها الأيدي إلي أن وصلت إلي المنصة، وبعد نحو من عشرين دقيقة انفجرتالمزهرية انفجارا هائلا مدويا فحصدت في الحال تسعة أشخاص وأصيب العشرات ورمت بالشيخإحسان إلي مسافة عشرين أو ثلاثين مترا وقد ذهب ثلث جسده عينه اليسرى وجنبه ورجلهوأذنه غير أنه لم يفقد وعيه، وهرع الناس إلي الشيخ وكانوا في حالة لا يعلم بها إلاالله! فكان يقول لهم وهو في جراحه: اتركوني واذهبوا إلي الناس الآخرين، ورأى أحدالحاضرين يبكي عليه، فزجره وقال له: إذا كنت تبكى فكيف تعزى غيرك، لله تلك النفوسالأبية، وتلك القلوب الشجاعة القوية! ونقل الشيخ إلي المستشفي المركزي في مدينةلاهور، وبلغ الخبر إلي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الذي كلم خادم الحرمين الملكفهد بن عبد العزيز بضرورة نقل الشيخ إلي المملكة لتلقى العلاج فتحركت الحكومة ممثلةفي قنصلها بباكستان الذي بادر بزيارة الشيخ إحسان ومن ثم نقله إلي المملكة، وفيالرياض استقبل الشيخ إحسان استقبالا كبيرا من قبل المسؤلين والعلماء والوجهاء 0 وتمتحويله إلي المستشفي العسكري بالرياض، وكان أمر الله قدرا مقدورا، ففي صباح يومالاثنين الموافق الأول من شعبان سنة 1407هـ في تمام الساعة الرابعة فاضت روح الشيخإحسان إلهي ظهير إلي باريها 0 بعد حياة حافلة بالعلم والدعوة والجهاد والدفاع عنالإسلام والسنة، ومقارعة أعداء الدين والملة وحينما انتشر خبر وفاته رحمه الله فيالرياض حزن عليه الناس خزنا شديدا، وأغلقت المعاهد العلمية في الرياض وأغلقتالمحلات التجارية القريبة من الجامع الكبير واحتشد الناس للصلاة عليه يتقدمهم سماحةالشيخ عبد العزيز بن باز في جمع غفير من العلماء والدعاة وطلبة العلم وعامة الناسوسمع البكاء والنشيج ورؤى التأسف على وجوه الناس ثم نقل جثمانه إلي المدينة النبويةفي طائرتين عسكريتين بصحبة أقاربه وأحبابه، طائرة لنعش الشيخ ومعه ستة أشخاص فقطوطائرة لأسرته ومن كان في رفقته 0 وفي المدينة استقبل استقبالا رسميا من قبلالمسؤلين والعلماء وصلي عليه في المسجد النبوي وقد تقدمت للصلاة عليه جموع غفيرةحتى تسآل بعض أهل المدينة: من هذا الذي صلي عليه اليوم؟ من كثرة من رأوا منالمصلين، وبعد الصلاة عليه شيع إلي بقيع الغرقد فدفن هناك 0 وكان الانفجار قد أودىبحياة ثمان عشرة نفسا منهم عشرة من العلماء ّ فإنا لله وإنا إليه راجعون! نعم! قتلوا الشيخ إحسان إلهي ظهير وباؤوا بإثمه لكنهم لم يقتلوا الدعوة التي قام بهاوعاش لها إحسان إلهي ظهير، ولله دره حينما يقول وهو مثخن بالجراح في مطار لاهورقبل سفره إلي السعودية سأستمر في خدمة الإسلام بعد العلاج في السعودية0 إنها رسالةيوجهها إلى أولئك الحاقدين المتربصين أن لا تفرحوا ولا تظنوا أنكم أسكتم إحسان إلهيظهير بل سيعود ريثما يتماثل للشفاء، ولكن الله قدر أن لا يعود واختاره إلى جوارهغير أن دعوته ورسائله وجهاده باق إلي أن يشاء الله، شاهدة على أعداء الإسلاموأعداء السنة بالخزي والضلال، ألا ما أجملك وأعظمك يا أسد السنة في لاهور في جهادكودعوتك وفي رسائلك وخطبك0 لقد كنت درسا لهم في حياتك وبعد مماتك 0 وهم قد أعيتهمالحيلة فيك فما رأوا طريقا للتخلص من قذائفك المزلزلة وشهبك الحارقة إلا بهذهالوسيلة القذرة التي لا يفكر فيها ولا يقدم عليها إلا من عدم إنسانيته، ولم تبقعنده ذرة من رحمة أو رأفة أو إيمان0 رحم الله الشيخ إحسان إلهي ظهير وألحقهبالشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون!
إحسان سافرت عن دنيا مدنسة **** إلى عوالم خير كلها نعمسافرت والأرض حبلى بالخطوب وكم **** قد أنجبت سقما في ذيله سقم
سافرت عن كل خداع ومحترف**** للغدر، ليس له دين ولاذمم
كم بدعة نشرتها بيننا فرق ... تضاءلت في مدى أوهامهاالقيم
رفعت في وجهها صدق العقيدة في**** قوم بآذنهم من جهلهمصممناديتهم ـ يا أخا الإسلام ـ ترشدهم **** إلى كتاب هو النبراس والحكم
لكنهم جهلوا ما كنت تعلمه **** وبعضهم علموا لكنهم كتموا
وهربوا غدرهم في باقة حملت **** وردا وفي وردها الجرم الذياجترموايا باقة الورد يا رمز المحبة قد** أصبحت رمزا الأسى في كف منظلموا
ما أنت للغدر لكن الذين ظلموا ** غطوا بأوهامهم عينيكوانتقموا
يا باقة الورد لو أن الضمير صحا **** لما تخبأ فيك الموتوالألم
إحسان إن أحكمالطغيان قبضته ***** وسل خنجره فالله منتقم
قوافل الشر تمضى في تآمرها ***** والخير منتصر والشرمنهزم
حرر في يوم الأحد 17 شوال 1428هـ
كتبها الشيخ عبدالحميدخليوي الجهني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/237)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[27 - 11 - 07, 09:07 م]ـ
مجاهدون بالقلم (الشيخ إحسان إلهي ظهير) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=115575)
ـ[ابو محمد مطيع الرحمن]ــــــــ[27 - 11 - 07, 09:29 م]ـ
رحمه الله
ـ[ابو سما]ــــــــ[27 - 11 - 07, 09:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا(45/238)
هل يجوز الحلف بأفعال الله
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[27 - 11 - 07, 08:55 م]ـ
بارك الله فيكم
- جاز نحو: "ومقلب القلوب" "ومنزل المطر" "وباريء النسمة" وغيرها
فهذا حلف بصفة فعلية
- وجاز نحو "وكلام الله" "ورحمة الله" "وعفو الله"
فهذا حلف بفعل من أفعال الله
- فهل يجوز نحو: "وإتيان الله" "وتأتي الله" "وعذاب الله" "وتعذيب الله" "وخلق الله" "وتخليق الله" "ونزول الله" "وتنزيل الله" ونحو هذا كثير ومعلوم أن باب الأفعال واسع؟؟
وكذا يقال في الاستعاذة والاستغاثة بها
كـ "أعوذ بنزول الله إلى السماء الدنيا"
و "أعوذ بتنزيل الله للمطر"
و "أستغيث برضا الله من سخطه"
بارك الله فيكم
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[28 - 11 - 07, 01:39 ص]ـ
نعم أخى يجوز ان شاء الله
قال ذلك الشيخ صالح الفوزان فى شرح لمعة الاعتقاد
يجوز الحلف بالله وبصفاته وبأفعاله والله أعلم
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[28 - 11 - 07, 01:56 ص]ـ
وقال الشيخ بن جبرين فى ((تسهيل تهذيب العقيدة))
فى كلامه عن التوسل المشروع ص
186
1 - التوسل الى الله بأسماه وصفاته كما قال تعالى ((ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها)) ........... ))
ثم ضرب الشيخ أمثلة لذلك
وقال
4 - التوسل الى الله تعالى بأفعاله جلا وعلا: كأن يقول: اللهم يا من نصرت محمدا يوم بدر أنصرنى على القوم الكافرين ......... )))
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 - 11 - 07, 02:13 ص]ـ
أرى-والله أعلم-أن الحلف غير الدعاء ..
الدعاء يجب أن يكون بأسمائه الحسنى ... فلا يجوز" ياخالق الثعابين" .. مع أن خالق الثعابين هو الله ولاخالق لها غيره ..
أما الحلف فيكون بالله وما دل عليه بما هو أعم من الأسماء الحسنى ... فلا حرج من القسم بقولنا:
-والذي خلق الثعابين إن هذا حق.
أو
-وخالق الثعابين إن هذا حق ...
فلم نقسم إلا بالله وهو المطلوب ..
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[28 - 11 - 07, 06:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الحلف بأفعال الله جائز
ويفرق بين دعاء الصفة والتوسل بها
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين فهل يقول مسلم يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني أو أعني أو يا علم الله أو يا قدرة الله أو يا عزة الله أو يا عظمة الله ونحو ذلك أو سمع من مسلم أو كافر أنه دعا لذلك من صفات الله وصفات غيره أو يطلب من الصفة جلب منفعة أو دفع مضرة أو إعانة أو نصرا أو إغاثة أو غير ذلك.
الرد على البكري (1|181)
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله: عبادة الإنسان لصفة من صفات الله أو دعاؤه لصفة من صفات الله من الشرك وقد ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لأن الصفة غير الموصوف بلا شك وإن كانت هي وصفه وقد تكون لازمة وغير لازمة لكن هي بلا شك غير الموصوف فقوة الإنسان غير الإنسان وعزة الإنسان غير الإنسان وكلام الإنسان غير الإنسان كذلك قدرة الله عز وجل ليس هي الله بل هي صفة من صفاته .... وكذلك دعاء الصفة من الشرك مثل أن تقول يا مغفرة الله اغفري لي يا عزة الله أعزيني نحو ذلك.
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين
(2|164)
أما التوسل بالصفات في الاستعاذة أو الاستغاثة فجائز
الاستغاثة بصفات الله
المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ 23/ 12/1426هـ
السؤال
ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث". فهل يجوز الاستغاثة بصفات الله، ودعاؤه بصفاته كما ورد في هذا الحديث؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "برحمتك أستغيث" هذا من قبيل التوسل لا من قبيل دعاء الصفة، مثل: أسألك يا الله برحمتك، وفي دعاء الاستخارة: "أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك". صحيح البخاري (1166). ومثل الاستعاذة بالصفة، قوله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك". صحيح مسلم (486). وكقوله -صلى الله عليه وسلم-: "أعوذ بكلمات الله التامات". صحيح مسلم (2708).
كل هذا من نوع التوسل إلى الله بصفاته، وهو من التوسل المشروع، وأما دعاء الصفة فلم يرد في الأدعية المأثورة، ولا يمكن أن يكون مشروعاً؛ لأن دعاء الصفة كقولك: يا رحمة الله، يا عزة الله، يا قوة الله. تقتضي أن الصفة شيء مستقل منفصل عن الله يسمع ويجيب، فمن اعتقد ذلك فهو كافر، بل صفات الله قائمة، وليس شيء منها إله يدعى، بل الله بصفاته إله واحد، وهو المدعو والمرجو والمعبود وحده لا إله إلا هو. والله أعلم
ـ[طيب طيب]ــــــــ[28 - 11 - 07, 11:00 ص]ـ
أرى-والله أعلم-أن الحلف غير الدعاء ..
الدعاء يجب أن يكون بأسمائه الحسنى ... فلا يجوز" ياخالق الثعابين" .. مع أن خالق الثعابين هو الله ولاخالق لها غيره
أرجو أخي أبو عبد المعز زيادة التبيين في هذه المسألة وأقوال العلماء وأدلة التحريم. زادك الله علما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/239)
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[28 - 11 - 07, 05:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا عل التوضيح
أخى أبو المعز أعزك الله
أذكر أقوال أهل العلم فى تحريم قول ((يا خالق الثعابين)) مع أن كلام أهل العلم واضح فى هذه المسألة
وهو الجواز والله أعلم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 - 11 - 07, 08:09 م]ـ
الأخوين الكريمين:
1 - يجب تحري الدقة في النقل ما أمكن ... كلمة تحريم لم تجر على لساني .. وإنما قلت"فلا يجوز" ياخالق الثعابين ..
وعدم الجواز أعم من الحرام بارك الله فيكما ...
2 - مقام الدعاء مقام للعبادة عظيم ... يتحرى فيه الأسماء الحسنى والحسنى صيغة تفضيل ... وقد منع العلماء الدعاء ب "يا متكلم" ... و"يا مريد" ... لا لأن الكلام والارادة ليست من صفات الله بل لأنها لا تدل على المدح المطلق ... فالمتكلم قد يتكلم بسوء وقد يتكلم بخير ... والمريد قد يريد خيرا وقد يريد شرا ....
3 - ينبغي اجتناب الاعتداء في الدعاء:
-سئل صالح آل الشيخ:
س4/ هل يجوز الدعاء بـ: اللهم ربّ الأرواح الغائبة والأجساد البالية؟
ج/ الأرواح الغائبة مخلوقة لله - عز وجل - وهو ربها، والأجساد البالية أيضاً الله - عز وجل - ربها وهو أعلم بها وأين تفرقت أجزاؤها، فظاهر الدعاء أنه لم يشتمل على غلط.
لكن مما ينبغي التنبيه عليه أنَّ القاعدة أن الدعاء يتحرى فيه المرء الصواب، وأن لا يكون معتديا في الدعاء، والاعتداء في الدعاء:
- إما أن يكون في الطلب، يعني في صيغة الدعاء فيها اعتداء؛ ولكن يكون المطلوب طيّب.
- وإما أن يكون في المطلوب، يعني في الشيء الذي سأله.
مثال الثاني معروف الذي سأل وقال: اللهم إني أسألك القصر الأبيض ... الجنة إلى آخره، فهذا اعتداء في الدعاء من جهة المطلوب.
لكن من جهة الطلب نفسه أن يستعمل صِيَغًاُ ليست من الصيغ التي فيها تَأَدُّبْ، أو صيغ ليس له أن يستعملها هو من جهة المعنى، أو أنّ فيها نوع نزول في مخاطبة الله - عز وجل - ونحو ذلك، هذه تكون من الاعتداء في الدّعاء، ولذلك كلّما اجتهد المرء في أن يكون دعاؤه مأثوراً كان أسلم وأعظم وأجمع للدّعاء.
-جاء في نهاية ابن الأثير:
في حديث الدعاء [الخيرُ بيديك والشرُّ ليس إلَيْك] أي أنَّ الشَّر لا يُتَقرَّب به إليك ولا يُبْتغَى به وجهُك أو أن الشرَّ لاَ يَصْعَدُ إليك وإنما يَصْعد إليك الطَّيِّب من القَول والعَمَل. وهذا الكلام إرشادٌ إلى استعمال الأدَب في الثَّناءِ على اللّهِ وأن تُضافَ إليه محاسنُ الأشياء دُون مَساوِيها وليس المقصودُ نَفْىَ شيء عن قُدْرته وإثباته لها فإن هذا في الدعاء مندوبٌ إليه. يقال ياربَّ السماءِ والأرضَ ولا يقال ياربَّ الكلاب والخَناَزير وإن كان هو ربَّها.
4 - ليس من الأدب ولا من الذوق أن يقال:
يا محبل النساء .... يا رازق الزانيات .... يا مميت الحشرات .. !!!
5 - قال أخي محمد:
أذكر أقوال أهل العلم فى تحريم قول ((يا خالق الثعابين)) مع أن كلام أهل العلم واضح فى هذه المسألة
وهو الجواز والله أعلم ..
أقول نحن لا نريد إلا الحق ونتراجع عن كل خطأ ... فحبذا لو ذكرت كلام أهل العلم الواضح في المسألة.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[28 - 11 - 07, 08:32 م]ـ
في نيل الأوطار 9/ 122 (الألفية): قال القاضي أبو بكر بن العربي في الحديث (يعني: لا ومقلب القلوب): جواز الحلف بأفعال الله تعالى إذا وصف بها ولم يذكر اسمه تعالى. اهـ.
قلت: لكن الحلف هنا إنما هو بالفاعل سبحانه لا الفعل. فالله أعلم.
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[29 - 11 - 07, 12:00 ص]ـ
سئل الشيخ بن عثيمين رحمه الله:
ما حكم هذا الدعاء: (اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك) هل للسائلين حق على الله؟ (381) سئل فضيلة الشيخ: عن حكم هذا الدعاء: " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك " هل للسائلين حق على الله؟.
فأجاب قائلاً: يجب علينا أولاً أن نعلم أن التوسل إلى الله - تعالى - قسمان:
قسم جائز: وهو ما جاء به الشرع.
قسم ممنوع: وهو ما منعه الشرع.
والجائز أنواع: ونعني بالجائز هنا ما ليس بممنوع فلا يمنع أن يكون مستحباً.
أولاً: التوسل إلى الله بأسمائه؛ وهذا جائز؛ ودليله قوله - تعالى-: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} (**********: openquran(6,180,180)) وكذلك قوله- صلى الله عليه وسلم: (أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك) إلى آخر الحديث.
ثانياً: التوسل إلى الله بصفاته ومنه ما جاء في الحديث: (اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني ما علمت الوفاة خيراً لي) فإن علم الله الغيب صفة، وقدرته على الخلق صفة، وهذا التوسل إلى الله - تعالى - بعلمه، وقدرته.
ثالثاً: التوسل إلى الله - تعالى - بأفعاله: أن تدعو الله بشيء ثم تتوسل إليه في تحقيق هذا الشيء بفعل نظيره؛ ومنه حديث الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم). فإن صلاة الله على إبراهيم وعلى آل إبراهيم من أفعاله.
وكذلك أيضاً تقول: (اللهم كما أنزلت علينا المطر فاجعله غيثاً نافعاً) فهنا توسل إلى الله بإنزال المطر؛ وهو فعل من أفعال الله.
رابعاً: التوسل إلى الله بالإيمان؛ ومنه قوله تعالى: {ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا} (**********: openquran(2,191,191)) . ثم قال: {فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار} (**********: openquran(2,193,193)) .
خامساً: التوسل إلى الله بالعمل الصالح: ومنه حديث الثلاثة الذين خرجوا في سفر فآواهم الليل إلى غار، فدخلوه ثم انحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدت الباب، فتوسل كل واحد منهم بصالح عمله، فانفرجت الصخرة ....... ))
قلت: فما المانع أن أقول ((اللهم يا خالق الثعابين أرزقنى ولدا صالحا))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/240)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 - 11 - 07, 12:15 ص]ـ
هل يجوز عندك أن تخاطب ملكا من الناس بقولك:
-يا ملك الزبالين .... يا ملك الصعاليك والمشردين ...
هل سيقبلها الملك منك ... ويستجيب لحاجتك .. أم يرى في ذلك إساءة أدب كما يراها جميع الناس ...
لاحظ أن قولك ملك الزبالين والصعاليك والمشردين صحيح .. فهو ملكهم فعلا .. ولكن لا تجرؤ على خطابه بذلك ...
فالله أولى أن لا يخاطب بما فيه قلة أدب ....
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[29 - 11 - 07, 05:40 ص]ـ
بارك الله فيكم
يا حبذا لو أخرجنا الكلام عن الأسماء والصفات لأن كلام العلماء فيها واضح وليس هو مرادي من طرح الموضوع
ولنحصر الكلام على الأفعال
عندنا هنا ثلاثة أقسام
الأول: الصفات الفعلية (صفة الفعل) فهذه:
- يجوز الحلف بها كـ"و مقلب القلوب" "ومحي الموتى" ونحوه
- ويجوز الدعاء بها كـ "يا مقلب القلوب ثبتني " " ياخالق الكون ارحمني" ونحو هذا أما دعاؤها فلا يتصور
- ويجوز الاستعاذة بها كـ "أعوذ بمقلب القلوب من الزيغ"
- ويجوز الإستغاثة بها كـ "أستغيث بمقلب القلوب"
- وأما التوسل بها فلا يتصور وممكن أن يتصور فيقال "اللهم إني أسألك بأنك مقلب القلوب أن تثبت قلبي على دينك"
لكن التوسل هنا بذات الله المتصفة بهذه الصفة الفعلية فالتوسل تعلق بضمير المخاطب وهو الكاف في "بأنك"
وكل هذا ليس مرادي من السؤال
الثاني: فعل الله لا صفة الفعل كـ "إتيان الله" و "مجيء الله" و"تخليق الله" وغيرها مما تقدم التمثيل له
فهذا الفعل
- يجوز التوسل به كما مرّ في كلام العثيمين رحمه الله وهو نحو "اللهم كما أنزلت علينا المطر فاجعله غيثاً نافعاً " فهنا توسل إلى الله بإنزال المطر وهو فعل من أفعال الله
- ولا يجوز دعاؤه كقولك يا نزول الله ارفع درجتي ويا مجيء الله ارحمني وهو واضح في الأفعال والصفات
- فهل يجوز: الاستعاذة به كـ "أعوذ بإتيان الله"
- وهو يجوز: الاستغاثة به كـ "أستغيث بنزول الله" أو "اللهم بنزولك أستغيث"
- وهل يجوز: الحلف به كـ "وإتيان الله"
الثالث: الإخبار عن فعل الله كقولك يا من نجّى يونس حين ناداه نجني من كربي وغمي
فهذا الخبر
- يجوز الدعاء به وتقدم التمثيل له
- ويجوز التوسل به نحو قولك "اللهم بتنجيتك ليونس حين ناداك نجني"
- فهل يجوز الاستغاثة به كقولك " اللهم بتنجيتك يونس أستغيث" "وبرفعك إدريس مكانا عليا أستغيث"
فهذه استغاثة بالخبر ذاته
والخبر غير المخبر عنه
- وكذا يقال في الاستعاذة كقولك "أستعيذ بحفظك لموسى من الغرق" فهل هذا جائز
- وهل يجوز الحلف به كقولك "وحفظ الله لموسى لأفعلن كذا"
بوركتم ....
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[29 - 11 - 07, 01:17 م]ـ
وبعد:
فإن الدعاء والقسم والتوسل من صلب الاعتقاد، وعليه فالأسلم فيه اتباع المأثور في ذلك، أما التدخلات الصائبة أعلاه ومع تقديري للمشايخ المذكورين فإن الدعاء والقسم والتوسل يخضع - بالإضافة إلى العلم - إلى حسن الأدب، فمستقرئ النصوص يجد الأدب مترادف مع العلم في أمور الاعتقاد، كقوله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إنا نجعلك في نحورهم " مع أن السبب هو الخلق لا الخالق، وكقول الله تعالى حاكيا قول الخليل: " وإذا مرضت فهو يشفين " وكثير من النصوص ..
ـ[طيب طيب]ــــــــ[30 - 11 - 07, 03:54 م]ـ
اخي ابو عبد المعز بارك الله فيك اود التنبيه على نقطتين:
الاولى قولك ان عدم الجواز اعم من التحريم. واقول اذا انعدم الجواز فلا يحتمل الا امرين الكراهة او التحريم وما جرى عليه العلماء التعبير بعدم الجواز على التحريم وليس كراهة التنزيه وخاصة في المسألة المطروحة. فحبذا لوعبرت بقولك ما ينبغي ونحو ذلك ان كان مرادك التنزيه وهذا هو الذي افهمه من كلامك.
الثانية ان في هذا الدعاء سوء ادب مع الله وهذه هي العلة في الكراهة. فلو قال قائل ياخالق الثعابين اصرف عني شر الثعابين لكان دعائه مناسبا للمقام ولكن نقول له من ادبك مع الله ان تقول ياخالق الخلق اصرف عني شر الثعابين ونحو ذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه (والشر ليس اليك) وهذا نلمسه من قوله تعالى (قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق).
وأقول أخيرا بارك الله في أخونا ابراهيم الجزائري في ملاحظته فان الاولى اتباع المأثور من الدعاء. فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[01 - 12 - 07, 11:26 ص]ـ
السؤال
سئل العلامة عبد الرحمن البراك حفظه الله
هل وصف (جابر العثرات) من صفات الله عز وجل؟ وهل يجوز إطلاق هذا الوصف على أحد من البشر؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
من أسماء الله الجبار، ومن معاني هذا الاسم أنه يجبر الكسر، فهو الذي يجبر كسر المنكسرين، ومن ذلك أنه يقيل العثرات، ويغفر الزلات للمستغفرين، ويجيب دعاء المضطرين، ويقبل توبة من تاب إليه وأناب، وعلى هذا فجابر العثرات أو مقيل العثرات مطلقاً هو الله تعالى، فلا يجوز إطلاق هذا الوصف على هذا الوجه على أحد من الخلق، ولكن يوصف المخلوق بشيء من هذا المعنى، كأن يقال: فلان يقيل عثرة صاحبه، ويجبر كسره بمواساته، فيجب الفرق بين ما يختص به الخالق وما يختص به المخلوق، وذلك من الفرقان الذي يمن الله به على من يشاء. قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا". والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=137761
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/241)
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[01 - 12 - 07, 11:59 ص]ـ
وسئل أيضا
أنوه بداية أني وضعت من أهداف بريدي هذا تقديم خدمة الفتوى للإخوة والأخوات الذين أعرفهم. هل قول الرجل (يا معين) في دعائه فيه شيء؟ وهل اسم (المعين) من أسماء الله؟.
الجواب
الحمد لله، قول الرجل إذا أراد أن يقوم بأمر من الأمور: يا معين، يقصد رب العالمين، فإنه لا بأس به، فإن العبد لا يقوى على أي أمر من أموره إلا أن يعينه الله، وخير ما يستعين فيه العبد ربه ما يقربه إليه من أنواع الطاعة، وهي عبادته سبحانه وتعالى كما قال تعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين" [الفاتحة:5]، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم- لمعاذ – رضي الله عنه-: يا معاذ إني أحبك لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" النسائي (1303)، وأبو داود (1522) وأحمد (21614)، وصححه الألباني، وقال – صلى الله عليه وسلم- في وصيته لابن عباس –رضي الله عنهما-: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله" الترمذي (2516)، وأحمد (2664) وقد صححه الألباني إضافة إلى تصحيح الترمذي، وأما كون لفظ (المعين) اسماً لله فلا أذكر أنه ورد في شيء من الآثار إلا أن معناه صحيح كالمنعم، فإنه سبحانه وتعالى المنعم بجميع النعم، وهو المعين لمن شاء على ما شاء، فإنه تعالى لا حول ولا قوة إلا به، وإذا كان هذا اللفظ لم يرد اسماً من أسماء الله، فالأولى أن يقول الإنسان: يا الله أعني، يا قوي، يا حي، يا قيوم أعني، وما أشبه ذلك؛ كما جاء في وصية النبي – صلى الله عليه وسلم- لمعاذ – رضي الله عنه-، وعلى هذا فلا ينكر على من قال: يا معين أعني ما دام إنه يقصد الاستعانة بالله، لكن يرشد إلى ما هو الأفضل. والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[08 - 07 - 08, 10:15 م]ـ
الأخ: أمجد الفلسطيني:
كفيتنا نصف المؤنة باستدراكاتك الصحيحة.
1 - وحقيقة الحلف تأكيد الشيء بذكر معظم بصيغة مخصوصة. ولا يصح منه إلا ما كان بالله، أو صفةٍ من صفاته؛ سواء كانت صفةً ذاتية، أم فعلية. وعلى هذا فلا بأس بالحلف بفعلٍ من أفعاله سبحانه، لأنه صفة فعلية له. ولكن الحالف يختار من الصيغ ما كان مناسباً للمقام، كما أن الداعي يختار من الأسماء الحسنى ما كان مناسباً لطلبته؛ فيقول: يا رزاق ارزقني، ولا يقول: يا قهار: ارزقني! وإن جاز ذلك بالنظر إلى الدلالة على الذات. ولهذا قد لا يقع ما جرى به التمثيل في السؤال، إلا على سبيل التكلف. وكذا الأمر في مسألة الاستعاذة بالأفعال.
إجابات اللقاء الرابع من لقاءات المجلس العلمي مع فضيلة الشيخ/أحمد بن عبد الرحمن القاضي ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14825)(45/242)
من سب قاضيا اومفتيا هل هو ساب للنبي عليه السلام؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - 11 - 07, 09:27 م]ـ
بعض الجهال يسب القضاة والمفتين اذا قضوا عليه او افتوه بماثبت في الكتاب والسنة
وهذا الامر خطيرعلى اعتقادهم
قال الامام ابن تيمية رحمه الله في اثناء شرحه لحديث سب الدهر
/وهذا كرجل قضي عليه قاض بحق أو أفتاه مُفْتٍ بحق، فجعل يقول: لعن الله من قضى بهذا أو أفتى بهذا،
ويكون ذلك من قضاء النبي صلى الله عليه وسلم وفتياه
فيقع السب عليه، وإن كان الساب ـ لجهله ـ
أضاف الأمر إلى المبلغ في الحقيقة، والمبلغ له فعل من التبليغ،
يخلاف الزمان فإن الله يقلبه ويصرفه.(45/243)
توحيد الربوبية (رؤية)
ـ[عبد العزيز عيد]ــــــــ[27 - 11 - 07, 10:54 م]ـ
تنبيه من المشرف: هذا الموضوع به أخطاء عقدية متعددة فلينتبه لذلك.
توحيد الربوبية - وفق ما أرى -
الذي لا شك فيه أن بن تيمية - رحمه الله - واحد من شيوخ الإسلام على الحقيقة ومعه تلميذه القيم ابن القيم، وكلاهما أثرى الإسلام إثراءا لا ينكره إلا جاحد، و لا ينكره إلا ممن هم على غير مذهبهما - مذهب أهل الحق والصواب والنجاة بإذن الله تعالى – إلا أن رأيه في تقسيم التوحيد له رأي خاص عندي - وهذا حقي المستقل مع علمي بقدره وقدر علماؤنا الأجلاء، ومع علمي بقدر نفسي وأنا مجهول من مجاهيل البشر لا أساوي قلامة ظفر من قدم أحدهم -
فقد اعتبر اعتراف المشركين بأن الله تعالى هو الخالق وهو المدبر والمتصرف في كونه وهو المحيي المميت وهو الرازق ومنزل المطر ومسبب الأسباب إلى غير ذلك، المبين في بعض قوله تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ)، هو – وحسب ما جاء نصا في العقيدة الطحاوية – نوع من التوحيد أقر به كفار قريش، ومع ذلك لم يدخلوا في الإسلام، بل قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واستحل دماءهم وأموالهم؛ لأنهم لم يأتوا بلازمة هي توحيد الألوهية والعبادة.،
وما أراه هو أن قولهم هذا واعترافهم بذلك إنما هو إقرار بالعلم وبالعلم فقط، فقد علموا أن خالق السماوات والأرض هو الله، وأنه هو المدبر وهو المحيي وهو المميت ... فلما سألوا عن ذلك – حقيقة أو فرضا – أجابوا بما علموه بأي طريق من طرق العلم قبل بعثته صلى الله عليه وسلم، أو بما أرشدتهم إليه عقولهم بأنه الله، ولكنهم على الرغم من ذلك لم يتخذوه ربا واحدا أحدا، ولم يتخذوه معبودا واحدا، بل حاربوا الرسول – صلى الله عليه وسلم - الذي دعاهم إلى اتخاذه إلها واحدا، شأنهم في ذلك شأن من قبلهم.
وفرق جم بين العلم على هذا النحو، وبين التوحيد.
لأن العلم على هذا الوجه - الشركي - لا يكفي أن يحمل على معنى التوحيد. إذ أنهم قالوا – مع هذا العلم - بوجود آلهة أخرى واتخذوا من دون الله شركاء، فقال تعالى " قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا " الإسراء - 42، واستكبروا عن توحيده فقال تعالى (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا اله إلا الله يستكبرون) الصافات 35
فضلا عن أن علمهم بالله سبحانه وتعالى كان علما قاصرا ناقصا، إذ أنكروا البعث والنشور، وأنكروا الآخرة، وأنكروا من ثم الجنة والنار، من ذلك قوله تعالى
(ائذا متنا وكنا ترابا وعظاما اأنا لمبعوثون) الصافات 16
و (الهكم اله واحد فالذين لا يؤمنون بالاخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون) النحل 22
حيث كان المقتضى وفقا لعلمهم بأن الله تعالى هو الخالق والمدبر والمتصرف وإقرارهم بذلك العلم، أن يؤمنوا بالبعث، لأن القادر على الخلق والإيجاد من العدم والقادر على تدبير الكون، لابد وحتما أن يكون قادرا على البعث، وحتى لو أنهم علموا بأنه قادر على البعث ولكنهم أنكروا ذلك من باب عدم جدواه، تفسيرا لقوله تعالى حكاية عنهم (إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين) أي هي حياة واحدة وموت واحد، فما جدوى البعث والنشور، فأن انكارهم من هذا الوجه أيضا قصور في العلم، ولا يحمل كلا الوجهين المتناقضين (العلم بأن الله تعالى هو الخالق، وإنكار البعث) على التوحيد البتة، إذ كيف يستقيم القول بأنهم موحدون لمجرد علمهم بأن الكون وما فيه هو من خلق الله وهو المدبر له والمتصرف فيه، مع إنكارهم البعث، وكيف يستقيم القول بأنهم موحدون على الرغم من أنهم اتخذوا أصناما وأربابا أخرى حتى ولو كان ذلك بغرض أن يقربوهم إلى الله زلفى، قال تعالى (ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار) الزمر3
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/244)
وكيف يستقيم القول بأنهم موحدون وقد كذبوا الرسول الذي جاءهم من قبل الله المعلوم عندهم بأنه الخالق والمدبر وحاربوه وقاتلوه، قال تعالى (وإن يكذبوك فقد كذب رسل من قبلك) آل عمران، لا يمكن القول بأن ذلك توحيد أو نوع واحد من التوحيد حتى ولو كان مسماه توحيد ربوبية لا توحيد ألوهية،
وآية ذلك أننا لو أعدنا قراءة الآيات والتي هي سند القائلين بتوحيد الربوبية، وسندي أيضا في نفي هذا التوحيد، وهي التي في سورة المؤمنون. سيتبين لنا صحة ما أذهب إليه، قال تعالى بداية من الآية 81 حتى 92 مايلي.
" بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ، قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ، لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ، قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ، قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ، قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ، بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ، مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ، عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ "
أولا:- لاحظ نهاية بعض الآيات تعقيبا على سؤالهم حينا وإجابتهم حينا أخرى بقوله تعالى (إن كنتم تعلمون) فبهذا التعقيب اتخذ سبحانه وتعالى من علمهم الحجة عليهم، ولم يقل مثلا جلا وعلا (إن كنتم تؤمنون) لأنه لو قال ذلك لعد ذلك اعترافا بإيمانهم، ولصار القول بالتوحيد - أو قسم منه - حينئذ مقبولا.
ثانيا: بين إنكارهم البعث واعتباره من الأساطير والخرافات، واتخاذهم مع الله تعالى ولد وآلهة أخرى ذكر سبحانه بعض علمهم به، وماذاك إلا تهكما واستهزاءا بهم، حيث يكون حال المقال هو " كيف تعلمون بأني أنا مالك الأرض ومن فيها ورب السماوات السبع ورب العرش العظيم وبيدي ملكوت كل شيء وأجير ولا يجار علي ثم تنكرون البعث بل وتنسبون لي الولد وتتخذون معي آلهة أخرى؟
ثالثا: نفى الله تعالى عنهم نفيا قاطعا التوحيد بأي جزء من أجزائه بقوله تعالى (فتعالى عما يشركون) لأن الشرك ضد التوحيد. وهم الموصوفون أيضا في كتاب الله تعالى بالكافرين، والجاحدين،
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فأن تقسيم التوحيد إلى ربوبية وإلوهية هو تقسيم في ذاته وتفرقة بين اسم الله تعالى
(الرب) وبين اسمه تعالى - العلم - (الله) وهو تقسيم خاطئي وتفرقة غير صائبة، إذ أن المتأمل في كتاب الله تعالى سيتبين له أنه لا فرق في هذا الكتاب بين كلا الاسمين، ومعهما اسمه جلا شأنه (الرحمن) فهذه الأسماء هي أسماء الله تعالى لا فرق بينها وكلها تؤدي إليه جلا وعلا وتعرف به وتدل عليه،
فانظر قوله تعالى في هذه الآيات وهي بعض من كل، وقليل من كثير
(قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون) البقرة 139، (يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين) آل عمران 43
(وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)
آل عمران 133 (إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم) آل عمران 51
(عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة) الأنعام 54 (ذلكم الله ربكم لا اله ألا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل) الأنعام 102 (قل أغير الله ابغي ربا وهو رب كل شيء) (الأنعام 164) (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر) يونس 10
وهذا بعض ما جاء عن اسمه تعالى (الله)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/245)
(الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون) الرعد2 (الله الذي خلق السماوات والأرض وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار) إبراهيم 32
(الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون) (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا) النساء 36
وهذا بعض ما جاء عن اسم الرحمن
(وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا اله إلا هو عليه توكلت واليه متاب) (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا) الفرقان (ولولا ان يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون) (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) (الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان)، فهل وجدت من ثمة فارق بين هذه الأسماء في أي مجال سواء كان الخلق والتدبير أو العبودية؟ وفي تعريف اللغويين الرَّبُّ: هو الله عز وجل،
وإذا صح هذا التعبير - توحيد الربوبية - فيمكن إطلاقه على نوع من المسلمين، مع تقدير البون الشاسع بينهم وبين المشركين. وهم أولئك الذين علموا وتيقنوا وآمنوا بأن الله تعالى هو الواحد الأحد والفرد الصمد والخالق والمدبر، ولم يشركوا معه غيره سبحانه وتعالى، وعلموا وآمنوا بالبعث والنشور والحساب والجزاء وبالجنة والنار، وعلى الرغم من ذلك لم يفردوه بالعبودية أولم يتخذوه معبودا أولم يعبدوه حق عبادته. بل وحتى في هذه الحالة سيتغير المسمى - إذا أردنا أن نجعل له مسمى - من توحيد الربوبية إلى التوحيد القلبي أو (النظري).، وذلك تفسيرا لقوله صلى الله عليه وسلم (الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل) - والحديث أذكر على حد علمي أنه ضعيف - وهذا النوع من التوحيد هو توحيد قائم على العلم النظري بوجود الله سبحانه وتعالى والإيمان بصفاته وأسمائه وقدراته وبالبعث والنشور والحساب والجنة والنار والإيمان أيضا بالرسول صلى الله عليه وسلم وبالرسل والأنبياء السابقين وبالكتب والملائكة والغيب. ولكن ينقصه التوحيد المادي أ] بالجوارح أو (العملي) القائم على العبودية على الاخلاص واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
وهؤلاء - أيضا - لا يمكن مساواتهم بهؤلاء المشركين، ولا يمكن مساواة الطوافين حول القبور أو مساجد الصالحين بهم أيضا.لأن الموحدين من أهل القبلة وحدوا الله تعالى وأفردوه بالعبودية ولكن ساقهم الجهل إلى العبودية بالطريق الخاطئة الغير موافقة للسنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، وحسابهم أمام الله تعالى لن يتساوى البتة مع حساب المشركين، كما لم يتساوى توحيدهم بعلم المشركين القاصر الناقص بوجود الله وقدرته على الخلق والتدبير. وهو العلم الذي لا يمكن بحال وصفه بالتوحيد أو وصفهم معه بالموحدين.
فالتوحيد اذن قسم واحد هو (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)
ملحوظة: أعلم أن هذا البحث لن يرق لكثيرين ولكن ما أحب الاشارة إليه هو أنني أكدت على قولي (رأي خاص) لبيان أنني لست بهذه المقالة أقول بقول المبتدعة أو أصحاب الضلالة ممن رأوا في تقسيم توحيد الربوبية تشبها بالنصارى في التثليث.
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - 11 - 07, 11:26 م]ـ
إلا أن رأيه في تقسيم التوحيد
الحمدلله و بعد
في الحقيقة هذا الرأي ليس رأي شيخ الإسلام رحمه الله وحده بل هو قول كل عالم بالكتاب و السنة
جاء بإسناد حسن عند ابن جرير (27860) عن قتادة في قوله: ((فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون))
قال: ((فالخلق كلهم يقرون لله أنه ربهم، ثم يشركون بعد ذلك))
فتأمل أيها الأخ الفاضل: كلهم يقرون بربوبية الله تعالى ثم! يشركون!
وجاء عن التابعي الجليل مجاهد بسند صحيح كما عند ابن جرير (19962) في قوله تعالى: ((وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون))
قال: ((فإيمانهم قولهم: الله خالقنا ويرزقنا ويميتنا)) وصححه ابن حجر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/246)
وجاء كذلك عن مجاهد بسند صحيح كما عند ابن جرير (7340) عن مجاهد في قوله ((وله أسلم من في السموات والأرض)) قال: هو كقوله ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّه)) ُ
وهذه الآثار واضحة في تقرير نوعي التوحيد و بيان ان الشرك في واحد دون الآخر
و قال الحافظ ابن جرير في تفسيره:
قال أبو جعفر: وأحسَِب أن الذي دَعا مجاهدًا إلى هذا التأويل، وإضافة ذلك إلى أنه خطاب لأهل التوراة والإنجيل دُون غيرهم - الظنُّ منه بالعرب أنها لم تكن تعلم أنّ اللهَ خالقها ورازقها، بجحودها وحدانيةَ ربِّها، وإشراكها معه في العبادة غيره. وإنّ ذلك لَقولٌ! ولكنّ الله جلّ ثناؤه قد أخبرَ في كتابه عنها أنها كانت تُقر بوحدانيته، غير أنها كانت تُشرك في عبادته ما كانت تُشرك فيها، فقال جل ثناؤه: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) [سورة الزخرف: 87]، وقال: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ) [سورة يونس: 31].
و قال الحافظ البغوي في تفسيره:
تعالى: "ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله" (الزخرف-87).
وقيل: معناه إلا ليخضعوا إليّ ويتذللوا، ومعنى العبادة في اللغة: التذلل والانقياد، فكل مخلوق من الجن والإنس خاضع لقضاء الله، متذلل لمشيئته لا يملك أحد لنفسه خروجًا عما خلق عليه.
وقيل: "إلا ليعبدون" إلا ليوحدوني، فأما المؤمن فيوحده في الشدة والرخاء، وأما الكافر فيوحده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء، بيانه قوله عز وجل: "فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين". (العنكبوت-65) اهـ
تأمل كلام الإمام البغوي في أن الكافر يوحّد ربه في الشدة!!!
و هناك نقولات كثيرة و لكن أكتفي بهذا , و به يتضح ان أساس بحثك - مع إحترامي لشخصك الكريم - باطل , و قائم على خلاف كلام أهل العلم
و شخصنة الموضوع بما يوحي ان الخلاف مع ابن تيمية فقط - و كأنه أتى بذلك من عنده- ليس بنافعك و قد حاول قبلك ذلك ففشلوا!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 - 11 - 07, 11:37 م]ـ
قلت:
وهؤلاء - أيضا - لا يمكن مساواتهم بهؤلاء المشركين، ولا يمكن مساواة الطوافين حول القبور أو مساجد الصالحين بهم أيضا.لأن الموحدين من أهل القبلة وحدوا الله تعالى وأفردوه بالعبودية ولكن ساقهم الجهل إلى العبودية بالطريق الخاطئة الغير موافقة للسنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، وحسابهم أمام الله تعالى لن يتساوى البتة مع حساب المشركين، كما لم يتساوى توحيدهم بعلم المشركين القاصر الناقص بوجود الله وقدرته على الخلق والتدبير. وهو العلم الذي لا يمكن بحال وصفه بالتوحيد أو وصفهم معه بالموحدين.
أخي الكريم ...
ألا تعلم أن الشرك يحبط كل الأعمال ... فمن أتى بعمل شركي حقيقي فهو مشرك ولا فرق بين مشرك أصلي وموحد أخرجه شركه من التوحيد ... فالعاقبة واحدة هي الخلود في النار -والعياذ بالله-
ولا أرى فائدة في تملق مشركي المسلمين واختراع قسم لتصنيفهم على غرار المنزلة بين المنزلتين المعتزلية ..
وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.
"منكم" أي من الموحدين.
{ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} الزمر65
الآية تخاطب إمام الموحدين نفسه .. فتأمل.(45/247)
مجلة علمية رصينة تُعنى بالفرق والمذاهب
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[28 - 11 - 07, 12:20 ص]ـ
http://www.alrased.net/index.php
أعداد المجلة كاملة من هنا
http://www.alrased.net/magazine_archive.php
ومن هنا التحميل كامل إلى العدد 42
http://alrased.net/_files/arrassed.exe(45/248)
كلام: يوجب كفرصاحبه وقتله؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - 11 - 07, 01:43 م]ـ
قال الامام ابن تيمية رحمه الله
وقول بعض السفهاء الزنادقة:
يخلق نجوما ويخلق بينها اقمارا. يقول يا قوم غضوا عنهم الابصار.
ترمي النسوان وتزعق معشر الحضار. اطفوا الحريق وبيدك قد رميت النار.
ونحو ذلك مما يوجب كفر صاحبه وقتله. فتدبر كيف كانت الملل الصحيحة الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون ليس فيها في الاصل قدرية؛ وانما حدثت القدرية من الملتين الباطلتين: المجوس والذين اشركوا.(45/249)
(من الطارق؟) هل يجوز ما في هذه الرسالة؟
ـ[أحمد عفت إسماعيل]ــــــــ[29 - 11 - 07, 08:40 ص]ـ
تتداول هذه الرسالة علي الشبكة في هيئة بريد إلكتروني بهدف الوعظ فعل يجوز ما جاء بها؟
الرسالة:
من الطارق؟
---------------------تخيل أنك في منزلك الآن وفي انهماك شديد تتابع (كليب ساخر) على أحد القنوات الفضائية أو على جهاز الكمبيوتر
تخيلي أنك الآن أمام المرآه وفي انهماك شديد أيضاً منذ ساعة كاملة ..... هناك مشوار هام ..... يد تحمل قلم الكحل ويد تحمل زجاجة البرفان ....
وفجأة؟؟!!
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
طرق الباب .. جريت ..... جريتي إلى الباب نظرت من العين السحرية , من هذا الشخص الذي يشع
-------- وجهه نوراً؟؟ ------------ مين؟؟ ----------- أنا رسول الله ------------
صرخت بدهشة ..... رسول الله!!!!! ثم بقمة الفرح مددت يدك لتفتح الباب مرحباً برسول الله ولكن تذكرت ..... (الدش شغال على الكليب) جريت بسرعة لكي تغلقه فضغطت على زر آخر دون قصد على زر آخر ... صوت الكليب زاد أكثر ... وأخيراً ... أغلقت التليفزيون والدش والكمبيوتر ثم جريت لتفتح الباب .... يااااه ..... صور المغنية فلانة والممثلة فلانة التي تملأ حجرتي ... جريت مرة أخرى لكي تزيلها بسرعة ....... سمعت الجرس يدق للمرة الثانية ... وأنت تنزعها من على الحائط من شدة السرعة سقطت واحدة على المكتب .... مددت يدك لتأخذها بسرعة ففوجئت ..... يااااااه .... شرائط الكاسيت؟!! كل دي شرائط أغاني سمعتها وحفظتها أكثر مما حفظت القرآن طوال حياتي!! ... وبدون تفكير جمعتها وألقيتها في أقرب صندوق قمامة وأغلقت عليها حتى لا يراها رسول الله الجرس يدق .... رسول الله سوف يمشي ..... وأنتي ..... مددتي يدك لتفتحي الباب وأنتي في قمة الفرح لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يا إلهي!!! ... وضعتي يدك على شعرك المصبوغ عند الكوافير (هاقابله كده ازاي ... )!!؟؟ جريتي تبحثي عن طرحة ..... دي؟؟ لا مش دي ... لابد أن تكون طويلة ... وأخيراً وجدتيها ثم جريتي على الباب ... يا إلهي .. !! هاقابل رسول الله بالبنطلون ازاي ... !!! جريتي تبحثي بسرعة قبل ما يمشي رسول الله عن عباية واسعة أو إسدال واسع ... أخيراً وجدتي واحداً ... يااااه ... الماكياج على وجهي ... جريتي تغسلي وجهك سريعاً من كل المساحيق الحمراء والسوداء والصفراء التي عليه ... تذكرتي البرفان!! الحمد لله .... الرسول طرق الباب قبل أن أضعه. أخيراً ... ستفتح لرسول الله جريت وأنت تغلق زراير القميص المفتوح معظمه .... فوجئت بأن الرسول من طول الإنتظار قد مشى ... نظرت بجنون إلى السلم ... انه لا يزال ينزل ... عليه ناديت عليه ياحبيبي يارسول الله ... أنا فتحت الباب خلاص ... عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل البيت ... وياليته ما دخل البيت جئت لتجلس فجأة المحمول رن!! إنه يرن (مسد كول) كل ربع ساعة تقريباً ولكن كأنك أول مرة تسمع هذه الرنة (البولي فونيك لآخر أغنية نزلت في السوق) داريت وجهك خجلاً من رسول الله وعندما نظرت إلى الرقم الذي يتصل بك ... ارتجف قلبك!!! ماذا أقول لرسول الله إذا سألني من الذي يتصل بك؟ كنسلت فوراً حتى لا يسألك الرسول ... فجأة شميت رائحة ..... !! النبي بدأ يشعر بها يااااه نسيت السيجارة مولعه فقمت سريعاً لكي تطفئها.
وعندما عدت قال لك الرسول أعطني المصحف الذي في جيبك ... (ده مش مصحف يارسول الله دي علبة سجائر) هتقدر تقوله كده!؟ وفجأة سمعت صوت الأذان ...
هتنزل .. ؟! انت بتنزل كل مرة فعلاً؟ .. ولا هتنزل مجاملة لرسول الله .. ؟!
وانتي .. ؟! هتقومي تصلي .. ؟! انتي بتقومي كل مرة فعلاً ... ؟! ولا هتقومي مجاملة لرسول الله؟
وماذا لو سألنا عن آخر مرة قرأنا فيه القرآن .......... متى؟!!
وماذا لو سألنا عن آخر مرة صلينا فيها الفجر .......... متى؟!!
وماذا لو سألنا عن علاقات الجامعة , قصص الحب , الرحلات المختلطة , سهرات القهاوي والنوادي , سهرات الدش والكليبات , شرب المخدرات , عقوق الوالدين , اطلاق البصر , سماع الأغاني .............
تخيل النبي هيعمل ايه عندما يرى أحوالنا؟ ... عارف هيعمل ايه ... ؟ لن يغضب بل سيبكي بكاءاً مريراً ويصرخ فيك وفيكي ............
أنت الذي ضحيت بعمري كله من أجلك؟!! ..
أنت الذي تفرقت قبور أصحابي في الأرض من أجل أن يصل الدين إليك؟!! ..
أنتي حفيدة عائشة وفاطمة؟؟؟؟؟؟؟
أنت وأنتي الذي ظننت أنكم ستحملون الدين من بعدي؟!! .. كيف سأشفع لك عند الله وأنت على هذه الحالة؟ كيف سأسقيك يوم القيامة من حوضي وقد هجرت سنتي؟؟؟؟؟
........................................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---------------------------------------------------------------------------------------
تخيل لو أن الطارق ليس رسول الله ولكنه ملك الموت لكن في هذه المرة لن ينتظر على الباب بل لن يطرق الباب أصلاً وساعتها لن تجد وقتاً لكي تتخلص من كل هذا ... لن يعطيك الفرصة لقضاء من فاتك من الصلوات ... لن يعطيكي الفرصة لكي ترتدي الحجاب الشرعي ... ومن مات على شئ بعث عليه!!!
هنتغير امتى ياشباب؟؟؟!!!. . .
عندما نجد ملك الموت جاء فجأة لينزع أرواحنا كما جاء لكثير من أصحابنا
عندما جاء منكر ونكير داخلين علينا في القبر
عندما نجد أنفسنا نحاسب على كل عمل عملناه على الميزان؟ (كل أغنية , كل نظرة , كل كليب , ........... )
انك ولا شك ستذكر هذه الرسالة يوم القيامة ووقتها لن تكون إلا واحداً من اثنين:
· شاب أو فتاة وصلته هذه الرسالة فقرر أن يقف مع نفسه فكانت سبباً في تغيير حياته ....
· شاب أو فتاة قرأها ولم يهتم بها فكانت حجة عليه بين يدي الله يوم القيامة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/250)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[29 - 11 - 07, 10:20 ص]ـ
هذه الرسالة - أخي الحبيب - هي مستقاة من شريط للشيخ / أحمد السيسي بنفس العنوان، وهو شريط قديم له انتفع به الناس أيما انتفاع واهتدى به كثيرون، إذ أنه يخاطب فينا الجزء الذي نحرص على إخفائه عن الأعين، ويخاطب فينا تحقيق صفة المراقبة لله عز وجل إذا ما انفرد الواحد منا بنفسه إلا من رحم الله عز وجل.
فهذه الرسالة عبارة عن خطاب يضع المخاطَب أمام نفسه لإبراز مساوئه ومحاسنه، فإن كان محسنا ازداد إحسانا، وإن كان مسيئا اقترب من ربه طالبا العفو والمغفرة.
نسأل الله عز وجل أن يغفر لنا ويسترنا في الدنيا والآخرة ويحفظ عوراتنا.
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[30 - 11 - 07, 03:23 ص]ـ
هي جميلة فعلاً، فهل عليها مؤاخذات؟
نطرح السؤال للمشايخ وطلبة العلم، إذا سمح أخونا صاحب الموضوع
ـ[أحمد عفت إسماعيل]ــــــــ[30 - 11 - 07, 04:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا علي الرد ..... و لكن ما يثير في نفسي الشبهة هو الإتيان ببعض عبارات هذه الرسالة علي لسان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و هو طبعا لم يحدث به اوأ يضا هناك التخيل الموجود لفعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عندما يري حالنا الذي يرثي له فالرسالة تقول انه لن يغضب و لكن سيبكي فمن اين لكاتبها هذا العلم.
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[30 - 11 - 07, 08:03 ص]ـ
فيه مبالغة مثل البكاء , لكنه مجرد تصور ...
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[01 - 12 - 07, 12:39 م]ـ
الذي ينظر في الأسلوب من أول وهلة قد يعجبه، و قد يهتدي به أناس.
لكن عند التأمل يجد أن فيه خللا خطير:
ألا وهو أنه جعل العاصي يراقب الرسول صلى الله عليه و سلم، و من المعلوم قطعا (و إن جاز خيالا) أن الرسول لن يطرق باب أحدنا أبدا، لذا فمن المستقر في النفوس أن الرسول لن يزور أحدنا وهذا بدوره قد يجعل العاصي يتمادى في المعصية لاستحالة زيارة الرسول له.
لذا فهذا الأسلوب ولو أثر بعض الوقت أو أثر في أناس، فإن الأسلوب الأمثل هو جعل العاصي يراقب الله الحي الذي لا يموت و الذي هو معنا بعلمه و محيط بأعمالنا.
و الرسول صلى الله عليه و سلم نفسه لم يكن يذكر الناس بمراقبته هو بل دائما يذكرهم بالله و في حديث أبي مسعود البدري في الصحيح ما يدل على هذا حيث رأه الرسول وهو يضرب عبدا له فقال له: (أعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا).
فالواجب أن نحرص على الأساليب النبوية في الدعوة إلى الله و أن نحذر من الأساليب التي قد تبدو في ظاهرها جميلة و لكن قد تحمل في طياتها بعض المخالفات.
هذا ما أراه و المجال مفتوح للمناقشة.
ا
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[02 - 12 - 07, 07:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله خيرا أخي أحمد على حرصه لمعرفة الحكم الشرعي لهذه الرسالة وعرضها على الكتاب والسنة
وعدم اغتراره بالأسلوب العاطفي الخالي من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة
يا أخواني
أليست نصوص القرآن والسنة من الترغيب والترهيب أفضل أسلوب للدعوة وأبلغ في الإنذار وأردع؟!!
ولو تتأمل هذه الرسالة من أولها إلى آخرها لا تكاد تجد آية ولا حديث
فالدعوة إلى الله والترغيب والترهيب يكون بنصوص الكتاب والسنة لا بالخيالات والتوهمات التي من يدقق بها يجد فيها تنقصا للنبي صلى الله عليه وسلم مثل:
(وعندما عدت قال لك الرسول أعطني المصحف الذي في جيبك ... (ده مش مصحف يارسول الله دي علبة سجائر) هتقدر تقوله كده)
أليس فيه سوء أدب وفيه إظهار الرسول صلى الله عليه وسلم في صورة ..... غير لائقة وخاصة ان المصحف لم يجمع في عصره فضلا أن يكون بحجم الكف ولا أستطيع أن أقارن حجمه بحجم الس ......
قال الله تعالى: ((لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [النور: 63]
ثم في هذه الرسالة استشعار لمراقبة النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وهذا يمس العقيدة فأهل السنة يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وانه الآن في الحياة البرزخية قال تعالى (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) [الزمر: 30] فاستشعارنا بمراقبته لنا قد يأدي بنا أن نعتقد حضرته لنا كالصوفية فإن كنا حقا نحبه اتبعنا سنته صلى الله عليه وسلم ولماذا لا نستشعر مراقبة الله لنا وهوالآن يرانا حقيقة لا خيال
وفي حديث جبريل حين سأل عن الأحسان , قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
قال تعالى (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) [النور: 52] فذكر سبحانه طاعته ثم ذكر طاعة رسوله ثم ذكر خشيته وتقواه وحده ولم يذكر رسوله، فدل على أن العبد مطالب بمراقبة الله واستشعار ذلك والحض عليه.
هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/251)
ـ[أبو عبدالله الحسيني الجوزجاني]ــــــــ[02 - 12 - 07, 12:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله خيرا أخي أحمد على حرصه لمعرفة الحكم الشرعي لهذه الرسالة وعرضها على الكتاب والسنة
وعدم اغتراره بالأسلوب العاطفي الخالي من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة
يا أخواني
أليست نصوص القرآن والسنة من الترغيب والترهيب أفضل أسلوب للدعوة وأبلغ في الإنذار وأردع؟!!
ولو تتأمل هذه الرسالة من أولها إلى آخرها لا تكاد تجد آية ولا حديث
فالدعوة إلى الله والترغيب والترهيب يكون بنصوص الكتاب والسنة لا بالخيالات والتوهمات التي من يدقق بها يجد فيها تنقصا للنبي صلى الله عليه وسلم مثل:
(وعندما عدت قال لك الرسول أعطني المصحف الذي في جيبك ... (ده مش مصحف يارسول الله دي علبة سجائر) هتقدر تقوله كده)
أليس فيه سوء أدب وفيه إظهار الرسول صلى الله عليه وسلم في صورة ..... غير لائقة وخاصة ان المصحف لم يجمع في عصره فضلا أن يكون بحجم الكف ولا أستطيع أن أقارن حجمه بحجم الس ......
قال الله تعالى: ((لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [النور: 63]
ثم في هذه الرسالة استشعار لمراقبة النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وهذا يمس العقيدة فأهل السنة يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وانه الآن في الحياة البرزخية قال تعالى (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) [الزمر: 30] فاستشعارنا بمراقبته لنا قد يأدي بنا أن نعتقد حضرته لنا كالصوفية فإن كنا حقا نحبه اتبعنا سنته صلى الله عليه وسلم ولماذا لا نستشعر مراقبة الله لنا وهوالآن يرانا حقيقة لا خيال
وفي حديث جبريل حين سأل عن الأحسان , قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
قال تعالى (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) [النور: 52] فذكر سبحانه طاعته ثم ذكر طاعة رسوله ثم ذكر خشيته وتقواه وحده ولم يذكر رسوله، فدل على أن العبد مطالب بمراقبة الله واستشعار ذلك والحض عليه.
هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كلامك رااائع وجميل بارك الله فيك
الدعوة إلى الله توقيفية لا يجوز الزيادة فيها، ورحم الله ابن مسعود حيث قال:
(الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد البدعة) انظر [المعجم الكبير/ 10484]، و [الإبانة / 161] و [شرح اعتقاد أهل السنة للإمام اللالكائي/114 - 115].
أما مسألة الدعوة بالقصص فهي مذمومة عند السلف والآثار في ذلك كثيرة أذكر منها على سبيل المثال ما رواه الطبراني في الكبير (2/ 49) وابن الحاج في المدخل (2/ 145) والهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 189 - 190) عن عمرو بن دينار رحمه الله: (أن تميما الداري استأذن عمر رضي الله عنه في القصص فأبى أن يأذن له، ثم استأذنه فأبى أن يأذن له، ثم استأذنه فقال: إن شئت وأشار بيده يعني: الذبح).
وقد قال الحافظ العراقي تعليقا على ذلك بقوله: (فانظر توقف عمر في إذنه في حق رجل من الصحابة الذين كل واحد منهم عدل مؤتمن، وأين مثل تميم في التابعين ومن بعدهم؟).
والله من وراء القصد.
ـ[أحمد عفت إسماعيل]ــــــــ[02 - 12 - 07, 03:28 م]ـ
جزا الله الإخوة خير الجزاء فقد بصروني بالكثير .... لي الآن رجاء: أن يرد أحدكم ممن وهبه الله حسن الأسلوب علي هذه الرسالة و بيان ما فيها من مسالب مما ذكره الأخوة الكرام حتي تعم الفائدة .....(45/252)
خاص لطلاب و محبين الشيخ العقدي الواعظ د. علي جابر الحكمي ـ رحمه الله رحمة واسعة؟!!
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[29 - 11 - 07, 11:09 ص]ـ
أرجوا من طلاب الشيخ و أبناءه و القريبين منه التفاعل مع هذا الموضوع ......
لقد درسني هذا الشيخ الفاضل الواعظ العقيدة الطحاوية في كلية الشريعة، و في الحقيقة لم أر شيخا يدرس كدريسه، و لعلي أذكر شيئا مما أذكره من كلماته و مواعظه في التدريس.
إن أبرز ما تميز به الشيخ في تدريسه أنه يدرس علم العقيدة (التي اشتكى البعض انها تقسي القلب لأنها على طريقة اهل الكلام!!) بأسلوب وعظي عجيب، و دلائل عقلية و نقلية رائعة، كفيلة بإذهاب كل شك أو ريب، و يميت كل هاجس لتقبل أي شبهة من شبه القوم التي لو باعك (البعض) الرد عليها نسيئة فقد تتشربها بعض القلوب.
الشيخ في تدريسه دائما يركز على تعظيم الله سبحانه، و من درسه الشيخ لا بد و أن يتذكر الدمعات التي كان يذرفها الشيخ في القاعة، و في السابق كنت اتصور أن قولهم:
(بكى حتى اخضلت لحيته) أنه من باب المبالغة حتى رأيت الشيخ الذي كان من صفته انه كث اللحية طويلها، فإذا بي أفاجأ بدموعة تتساقط من لحيته!!
و الشيخ قد توفاه الله سبحانه، و لذلك لا بأس من ذكر مناقبه و طرق تدريسة لأن الحي هو من لا تامن عليه الفتنة اما الشيخ فقد انتقل لرب رحيم سبحانه.
الأحاديث عن الشيخ كثيرة و لعلي أذكربعضا منها لاحقا، و لكن كل ما أريده هو شروحات الشيخ للعقيدة او محاضرات له لأني لا أرى له اي شيء.
فهذا الموضوع دعوة لجمع تراثه و آثارة رحمه الله.
اللهم اغفر له و ارحمه و عافه و أعف عنه و تجاوز عنه، و أجزه عني خير الجزاء، فلَكَم حرك قلوبنا.
و ما زلت أذكر كلام الطلاب: صلاة الظهر يوم الأحد شيء ثاني!!!
و ذلك لأن الشيخ يدرسنا آخر محاضرة قبل الأذان.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[30 - 11 - 07, 02:07 م]ـ
الله يغفر له
لا أنسى المحاضرة التي بكى فيها عندما كان يدرسني
له رساله دكتوراه كنت أسعى لطباعتها
لكن آخر الأمر قال لي ابنه بأن مؤسسة الراجحي ستتولاها
ولم أرى شيئاً؟؟!!
ـ[سا لم بن محمد بن سا لم]ــــــــ[30 - 11 - 07, 03:29 م]ـ
غفر الله له ورحمه
أود التأكد من اسمه
هل هو حكمي أم فيفي؟
وهل كان أماما في النسيم؟
ومتى توفي وما سبب الوفاة؟
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[30 - 11 - 07, 03:45 م]ـ
في أي جامعة؟
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[30 - 11 - 07, 05:54 م]ـ
أبو مهند النجدي جزاك الله خيرا على مرورك و لو تتكرم تسأل ابنه إذا عندهم تسجيلات له و ترفعها لنا
و صدقني ستفعل خيرا لنا و للشيخ - رحمه الله -
و ما هو عنوان رسالته؟
اخي سالم بن محمد هو الحكمي
و كان يدرس في جامعة الامام، و كان إماما في حي النسيم أو حيا قريبا منه.
سبب الوفاة:
صلى بالجماعة الفجر، و جلس إلى الإشراق في المسجد، و لما ذهب إلى البيت ليستريح قليلا قبل الذهاب للجامعة أصابته سكته و توفي في وقتها - رحمه الله -
و بطبيعة الحال انتظره طلابه ..... و لكنه لم يأت لهم ذلك اليوم!!!
ـ[سا لم بن محمد بن سا لم]ــــــــ[02 - 12 - 07, 03:26 م]ـ
اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جنتك
أنعم به وأكرم من أستاذ وشيخ
ـ[محمد الملحم]ــــــــ[03 - 12 - 07, 08:06 ص]ـ
سبب الوفاة:
صلى بالجماعة الفجر، و جلس إلى الإشراق في المسجد، و لما ذهب إلى البيت ليستريح قليلا قبل الذهاب للجامعة أصابته سكته و توفي في وقتها - رحمه الله -
و بطبيعة الحال انتظره طلابه ..... و لكنه لم يأت لهم ذلك اليوم!!! [/ quote]
أخبرني من أثق به من زملائه أنه توفي بعيد فراغه من صلاة الضحى، فبعد أن أكملها أحس بضيق في التنفس فحمله ابنه للمستشفى فتوفي في السيارة.
كان بارا بوالديه جدا وكاد يترك التدريس في الجامعة لينتقل إلى معهد جيزان العلمي ليكون قريبا منهما.
إذا رأيته رأيت الصالحين، كثير الخوف من الله تعالى، كان ذا دعابة من غير كذب، وكان جادا رحمه الله فيما يسند إليه من عمل.
إذا أردت أن تعرف أحواله فعليك بصديق عمره الدكتور محمد المديميغ، فقد اجتمع في هذين الرجلين سلامة القلب.
ورسالته للدكتوراه: جزء من كتاب البحور الزاخرة في أمور الآخرة للسفاريني.
وسأتصل ببعض زملائه في الكلية كالدكتور محمد المديميغ والدكتور يوسف السعيد والدكتور محمد الدريويش والدكتور ناصر العقل وأخبركم بما توصلت إليه إن شاء الله عرفانا بحق شيخنا الكبير في وعقله وخلقه ودينه
اللهم اغفر لنا ولشيخنا الشيخ علي جابر يحيى مفرح وارحمنا وإياه وأسكنا وإياه جنتك وأجرنا وإياه من عذابك، واجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة.
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[03 - 12 - 07, 11:08 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعه ...
فقد كان يذكرني بالرعيل الأول من السلف الصالح ...
وقد كانت جنازته مشهودة ...
أسكنه الله فسيح جناته بمنه وكرمه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/253)
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[03 - 12 - 07, 05:39 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة ..
نعم الشيخ والله ونعم الرجل ..
نحسبه والله حسيبه من الزهاد والأتقياء ..
ممن يقوم الليل ويصوم النهار كان قريناً للشيخ مطاعن ..
رحمك الله رحمة واسعة والله ماعرفنا عنك إلا كل خير ..
كان حريصاً على الدعوة إلى الله وخاصة في جازان ..
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[08 - 12 - 07, 10:35 ص]ـ
رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى و ألحقنا به فى الصالحبن
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[08 - 12 - 07, 03:47 م]ـ
اخي محمد الملحم
ما قلته لا يتنافى مع ما قلته، فهو صلى سنة الضحى لما جلس غلى الاشراق و قبل الساعة السابعة توفي رحمه الله.
العجيب ان الشيخ رحمه الله قد أتى بوالده من جيزان حتى يعالجه و لكن المنية سبقته قبله.
و نود من الاخوة اتحافنا بنتاجه
ـ[سيد النجدي]ــــــــ[08 - 12 - 07, 04:51 م]ـ
رحمه الله وغفر له وأسكنه فاسح الجنان.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[11 - 12 - 07, 02:43 م]ـ
بسم الله والحمدلله
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وغفر له
لقد درسني في المستوى الأول فكان نعم الشيخ ونعم المربي
وكان رحمه الله يحب الشيخ حافظ الحكمي ويذكر لنا بعض أبياته أحياناً
ومما علق بذهني إلى الآن من فوائده الجمة فائدتان:
الأولى بيتان للشيخ حافظ الحكمي جمع فيهما شروط (لا إله إلا الله) وهما:
العلم واليقين والقبول:::::::::: والانقياد فادرِ ما أقول
والصدق والإخلاص والمحبة:::::::: وفقك الله لما أحبه
والثانية: ذكر لنا رحمه الله أنه لما قرأ الأدلة التي ساقها ابن القيم على فناء النار استغرب واستنكر هذا القول
فسأل العلامة ابن باز عن هذا القول فقال ابن باز (هذا القول ليس بجيّد) يقول الشيخ علي: فاستغربت من ابن باز!
فقط يقول (ليس بجيّد)! وقد توقعت أنه يشدد في النكير فلما كبرت وتمعنت في الأدلة وجدت أن أدلة القول بفناء النار قويه وإن كنت لاأقول به.
أقول: ولعل هذا من قوة رجاء الشيخ في رحمة الله أسأل الله أن يشملني والشيخ وجميع المسلمين برحمته إن ربي رؤوف رحيم.
وأثني على كلام أخي عبدالرحمن بأن من عنده شيء من علم الشيخ فلا يحرم الشيخ أجر التعليم ويحرم المسلمين النفع.
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[16 - 12 - 07, 02:09 ص]ـ
رحمه الله وغفر له
أين طلبة الشيخ؟! فليردوا ولو شيء قليل من حقه عليهم
ـ[بندر التويجري]ــــــــ[16 - 12 - 07, 07:35 ص]ـ
والثانية: ذكر لنا رحمه الله أنه لما قرأ الأدلة التي ساقها ابن القيم على فناء النار استغرب واستنكر هذا القول
فسأل العلامة ابن باز عن هذا القول فقال ابن باز (هذا القول ليس بجيّد) يقول الشيخ علي: فاستغربت من ابن باز!
فقط يقول (ليس بجيّد)! وقد توقعت أنه يشدد في النكير فلما كبرت وتمعنت في الأدلة وجدت أن أدلة القول بفناء النار قويه وإن كنت لاأقول به.
أقول: ولعل هذا من قوة رجاء الشيخ في رحمة الله أسأل الله أن يشملني والشيخ وجميع المسلمين برحمته إن ربي رؤوف رحيم.
رحم الله الشيخ، ولكن هذه المسألة أعني مسألة فناء النار لم يكن بودي أنك ذكرتها هنا؛ لأنها تحتاج إلى تثبت، ثم هل الشيخ ابن باز رحمه الله لما قال هذه المقولة يفهم منه أنه كان يرى قوة أدلتها وإن لم يكن قال بها؟ ثم هل من فائدة تذكر في هذه المسألة الشائكة في النقل عن الشيخ علي أنه ذكر أن الأدلة قوية؟ وهل قوة الرجاء دليل يستدل به على المسائل؟
أرجو من الإخوة عدم العدلة في نقل كل ما يقال، فليس كل ما يعلم يقال فضلا عن كل ما يسمع.
وفقنا الله وإياك، ورحمنا وإياك والشيخ.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[17 - 12 - 07, 04:13 م]ـ
رحم الله الشيخ، ولكن هذه المسألة أعني مسألة فناء النار لم يكن بودي أنك ذكرتها هنا؛ لأنها تحتاج إلى تثبت، ثم هل الشيخ ابن باز رحمه الله لما قال هذه المقولة يفهم منه أنه كان يرى قوة أدلتها وإن لم يكن قال بها؟ ثم هل من فائدة تذكر في هذه المسألة الشائكة في النقل عن الشيخ علي أنه ذكر أن الأدلة قوية؟ وهل قوة الرجاء دليل يستدل به على المسائل؟
أرجو من الإخوة عدم العدلة في نقل كل ما يقال، فليس كل ما يعلم يقال فضلا عن كل ما يسمع.
وفقنا الله وإياك، ورحمنا وإياك والشيخ.
سبحان الله!
ولمَ كل هذه الحساسية الزائدة؟
المسألة مسطرة في كتب أهل العلم بأدلتها، وليس مرادي الاستدلال لهذا القول أو ذاك فليس هذا محل بحثها.
ولا أريد الخروج بالموضوع عما فتح لأجله.
فالسلام.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[31 - 12 - 07, 06:00 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
و ما زال الموضوع مفتقر جدا لما فتح من أجله(45/254)
درسٌ للجعفرية من بيانهم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - 11 - 07, 06:35 م]ـ
أصدرت الشيعة الجعفرية بالعراق بيانا نراه في غاية الأهمية لعدة أمور
وسوف أشير لبعض ما في البيان من أمور مهمة
والبيان قد نشرته جريدة (المصريون) في موقعها
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=41573&Page=5
وسأذكر أولا المقال كله حسبما ورد في الجريدة المذكورة وبعدها أنبه على بعض الدروس التي في البيان:
الشيعة الجعفرية بالعراق ينددون بـ"الاحتلال الصفوي"
المصريون ـ خاص: بتاريخ 28 - 11 - 2007
أصدرت الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية بيانها ال (57) بعنوان ((حول بيان شيعة العراق في ما يمارسه النظام الإيراني من القمع الوحشي في محافظات العراق الجنوبية))، نددت فيه بممارسات من أسمتهم "عصابات النظام الإيراني" في جنوب العراق، وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية بيان السابع والخمسون التاريخ ـ 26 / تشرين2/ 2007 حول بيان شيعة العراق في ما يمارسه النظام الإيراني من القمع الوحشي في محافظات العراق الجنوبية
يا أبناء شعبنا الأباة
تتآخى رؤساء العشائر العربية وأبناءهم في جنوب العراق من مثقفين ومنظمات حزبية وسياسية وأكاديميين ومهندسين ومدرسين وأساتذة جامعات ومن مختلف الشرائح الاجتماعية في وقفة وطنية تاريخية سوف يسجلها تاريخ العراق بأحرف من نور وفي أنصع صفحاته، عندما أصدروا بيانهم الموقع من قبل 300 000 مواطن بتاريخ 21 تشرين2 2007 ذلك البيان الجريء المعبر بشجاعة وإقتدار عن إرادتهم وصدق عزيمتهم وشرف إنتمائهم الى وطنهم العراق وعروبتهم كما عبروا أصدق وأبلغ تعبير وهم يؤكدون بأنهم حملة فكر الإمام جعفر الصادق (ع) حقاً مصممين بذلك على تنزيه وتنقية الشيعة وإنقاذها من ترهات وأباطيل وأطماع وخطط ملالي ايران في عراقنا الحبيب.
إننا على ثقة تامة بأن هذا الحشد الوطني الذي التف حول مضمون البيان المذكور سيؤسس في المستقبل القريب دون شك لبناء وحدة عراقية راسخة وعراق ديمقراطي حر خال من أي تفرقة دينية أو طائفية أو قومية، وهو قادر على إتخاذ خطوات عملية جريئة لوقف المشروع الطائفي وهدم وتهشيم التيارات التي جعلت مستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة عرضة للخطر على أرضية الحوار والتفاهم والإتفاق مع شركائهم الأخرين في الوطن من العراقيين سنة وأكراداً وتركماناً ومسيحيين وصابئة ويزيديين ولطرح رموز وطنية غير موالية لنظام ولاية الشياطين في إيران أو ممن دخلت العراق على دبابات الإحتلال تملك القدرة والإخلاص والوفاء في قيادة المرحلة القادمة لشعبنا العراقي والتوجه به الى شاطيء الأمان والإستقرار والسلام والبناء.
يا أبناء الرافدين الصابر
ليس خافياً عليكم بأن أرواح مئات الالاف التي زهقت وتزهق على أرض الرافدين كل يوم منذ نيسان عام 2003، ولغاية الآن وإستلاب مؤسسات صنع القرار وأجهزة السلطة من أيدي أبناء الشعب العراقي وفرض الهيمنة الكاملة على مقدرات العراق الحيوية من قبل عملاء النظام الإيراني بمساعدة ودعم فيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري الايراني ودوائر مخابراتها وتنفيذ سياساته وإشعال العراق بنار الطائفية والفتن والمؤامرات وممارسة عمليات الاغتيال والقتل الهمجية على أوسع نطاق، ونالت من خيرة بناة الوطن من علماء وعسكريين ومتخصصين وكوادر أكاديمية وطبية واقتصادية لتحقيق أهدافهم الشريرة.
إن الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية تؤمن إيماناً راسخاً بأن الرضوخ لحكومة خاضعة لايران يعني القبول ببسط الفاشية الدينية والإرهاب الحكومي بديلاً عن الديمقراطية للعراق ولدول وشعوب المنطقة.
لقد حان وقت العمل للقضاء على المليشيات بكل أشكالها ومذاهبها وكذلك التيارات والتنظيمات العلنية والسرية التابعة للنظام الايراني التي أخذت تفقد سيطرتها وحرية ممارساتها تدريجياً بفعل الإرادة الحقيقية لغالبية أبناء الشعب، بالإضافة الى قرار اعتبار فيلق القدس وقوات الحرس الثوري الايراني منظمات ارهابية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. فسوف نرى بأن الأحزاب الموالية لايران سوف لن تنال أي دعم يذكر وستعاني من العزلة المذلة من قبل أبناء شعبنا بمجرد إحياء معادلة جديدة في ميزان القوى على الساحة العراقية لصالح البديل الوطني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/255)
والديمقراطي على أرض العراق.
وهنا لابد من الإشارة بأن العمل والتنسيق مع القوى الوطنية الإيرانية لا سيما منظمة مجاهدي خلق والوقوف مع حقها في تحرير بلادها من دكتاتورية محور الشر والإرهاب والدفاع عن مقدساتها الإنسانية في الحرية والديمقراطية، أصبح من المهمات الملحة لكل مواطن عراقي لشد أواصر المحبة والوفاق بين الشعبين بدلاً من نزعات الإنتقام والغدر الذي غرسها النظام الايراني وعمق جذورها في نفوس العنصرين والطائفيين من الشعبين العراقي والايراني. ومن هنا فإننا نطالب الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية للمبادرة في سحب دعمها لعملاء النظام الايراني في العراق والسماح بكشف جرائمهم المفجعة ومرتكبيها ضد الشعب أمام الشعب العراقي وشعوب المنطقة والعالم.
وبهذه المناسبة فاننا نجد من المفيد ان نعيد لأبناء شعبنا ما ورد في بياننا السادس والعشرين الصادر في 22/ 11 / 2006 تحت عنوان " نداء الى الشيعة الجعفرية في عراق الأحرار "
((يا أحرار الضرغام علي بن أبي طالب في النجف، ويا أحرار سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين، وإخوته العباس وجعفر وعبد الله ومحمد وعثمان وأبو بكر المذبوحين معاً في كربلاء.
يا أحرار الإمامين الكاظم والجواد في الكاظمية، ويا أحرار الإمامين الهادي والعسكري في سامراء.
يا أحرار البصرة وميسان والناصرية والكوت والسماوة والقادسية، ويا أحرار الحلة قلب الفرات الأوسط، ويا أحرار بغداد.
يا أحرار الطائفة الجعفرية من العراقيين في العراق وكل مكان من العالم.
إحذروا شر عصابات النظام الإيراني التي تغلغلت بين صفوفكم وإنتشرت على أوسع نطاق في مدنكم ومؤسسات شعبكم الحكومية والمدنية. وقاموا بتحريف الدين الإسلامي ومذهب الإمام جعفر الصادق لتجيز بفتاواهم الشيطانية قتل أحرار العراق وذبح رجال العلم والنور من ذوي الكفاءات العلمية العالية، ونشر كافة أنواع الفساد والدمار.
فمن منكم أيها الأحرار يصدق بأن مواطنين عراقيين يقتحمون وزارة التعليم العالي ويقوموا بخطف أكثر من مئة من المسؤولين وكبار الموظفين من إحدى أبنية الوزارة بهدف تعذيبهم وذبحهم بالجملة سوى عصابات ملالي النظام الإيراني التي إحتضنتها حكومة المالكي وآواها جيش مقتدى الصدر الذي يسميه جيش المهدي زوراً وبهتاناً، والمجرمين من فيلق الغدر بفتاوى الخارجين عن الرسالات السماوية وشيطانهم الأكبر في العراق عبد العزيز طبطبائي وإبنه عمار والغربان السوداء القادمة من إيران والزمر الباغية الحاكمة في منطقة الخضراء.
إن أبناء الشيعة الجعفرية مطالبون بالتفريق بين جرائم القتل بالسيارات المفخخة لعامة أهل العراق وللشيعة بشكل خاص، والممارسات الإجرامية في قتل أبناء الشيعة الجعفرية على الهوية، وتهديم قبور وأضرحة أولياء الله من قبل عصابات بن لادن والظواهري والتكفيريين والمتعاونين معهم من القتلة والمجرمين وبين إخواننا أبناء شعبنا من اتباع سنة الرسول (ص). إننا شيعة وسنة مطالبون بوقفة وطنية ضد الإرهاب القادم من إيران وأتباعها. ومن قاعدة بن لادن القادمة من خارج العراق وأتباعها فكلا الطرفين جل عملهما الإجرامي يستهدف تدمير وحدتنا الوطنية وقيم الأخوة والسلم الإجتماعي بيننا.
يا أحرار الشيعة الجعفرية في العراق
ليس من شيم الأحرار أتباع الإمام جعفر الصادق (ع) أن يقفوا كأعمدة الشوارع بلا موقف ولا لسان أمام خطب الصفويين التي تبغي صب المزيد من الزيت على نار ملتهبة. وإرتكابهم جرائم فاقت جرائم طغات التاريخ القديم والحديث. أو يقبلوا أن يكونوا كالقشش تحت سيل جرائم السفاحين الجارفة لأرواح أحرار أهلنا الصامدين أمام طغيان الصفويين وقوات الإحتلال.
لا نريد عار الصفويين وخزيهم أن يلتصق بأحرار الشيعة الجعفرية ويحملهم الشعب الجريح مسؤولية جرائمهم. فما عليكم اليوم سوى رفضكم وإستنكاركم لنهج هؤلاء المجرمين. وتأكيدكم المتواصل على إنكم الشيعة الجعفرية بريئون من مجلس عبد العزيز طباطبائي ومكونات إئتلافه الخياني وفيلقه الدموي والإجرامي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/256)
إن المطلوب من كل أبناء الشيعة الجعفرية الأحرار كشف أفعال هذه الزمر وتشخيص عرابيها وعزلهم عن مجتمعنا، فكل يوم يتغلغل به تيارهم الخبيث في نسيجنا الإجتماعي يعني مزيداً من القتل لأهلنا. لا يتصور أحد ان إجرامهم موجه لإخوتنا السنة بل إنهم يقتلون أي شيعي جعفري لا ينحني ليقبل أيادي شياطينهم. إن أبناء الشيعة الجعفرية بحاجة الى وقفة وطنية، حيدرية، حسينية، تطيح بهم وتبعد شرهم المطلق عن بلدنا.
يا أبناء شيعتنا الأحرار: قاطعوا تجارتهم وخطبهم وتجمعاتهم، اعزلوهم، إكشفوا أفعالهم الشيطانية والإجرامية، لا تدعوهم يتمكنوا منكم أغيثوا أنفسكم وأهلكم من شرورهم العابر من ايران، لا تسكتوا على الضيم فيتمكن منكم حتى يستبيح دماءكم ويستحل كرامتكم، إعزلوهم يا أباة الضيم، وقفوا ضدهم كما وقف الحسين ضد ظلم الطواغيت وليتبرأ منهم من خُدِع بشعاراتهم وعمائمهم الزائفة وليفضح أعمالهم الشريرة. كما تبرأ منهم الكثير من الشيعة الجعفرية الأحرار ممن خُدعوا وضللوا بهم فترة من الزمن، وفتحوا لنا شبابيك دهاليز مؤامراتهم وأبواب مطابخهم العفنة.
ونحن الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية نؤكد أيضاً بأن أي تواطؤ معهم معناه بيع الوطن والتفريط بأرض أئمة المسلمين الأطهار. ويزيد العراقيين جراحاً وآلاماً وقتلاً وإرهاباً وفوضى. لذلك ندعو الوطنيين من السياسيين والمثقفين والمفكرين التي لا تلتقي أهدافها مع نهجهم عدم التعامل معهم. والوقوف بجانب الشعب وقوفاً جاداً أمامهم بوسائل مشروعة وطنياً وحضارياً. قبل أن يمسح الشعب إعتبارهم الوطني من أجندته التاريخية.
إن الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية تدعوا دوائرها ومؤازريها ومؤيديها والمؤمنين بمباديء الإمام الصادق ومبادىء آل البيت الحقة إلى الإلتزام الصارم بهذه المبادىء وإصالتها الإسلامية والإنسانية، العربية الهاشمية. وأن لا تنطلي عليهم كلمة الحق التي يراد بها الباطل والتحرك نحو تطهير جسم الشيعية من الفاسدين والمفسدين، وتمنع تسلل الوجاهة غير الفاعلة والانتهازيين اليها، والعمل على رفع مستوى وعي أبنائها وتحافظ على وحدة البلاد وتشارك في إنجاز مهمات البناء والتحرير. وتنفيذ أولويات واجباتها في بناء برلمان عراقي وطني حر يليق بحضارة العراق التاريخية وتتناسب مع تضحيات شعبنا الجسيمة. وتؤكد بإصرار بأن التعامل مع من يخالفها من أبناء وطننا يجب أن يتم بوسائل حضارية لا غريزية إنتقامية لأننا نحرم دم المسلمين تمسكاً بالمبادىء الإسلامية السمحة والداعية للمحبة والإخاء بين المسلمين كافة والمستمدة من خلق ومبادىء آل البيت، وانطلاقاً من التزام الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية بمبادىء الديمقراطية وحرية الفكر والتعبير واحترام رأي الآخر.
إن العراق لا يرضخ للإحتلال وعملائه مهما طال الزمن ولا يمكن أن تهزه جرائم وفساد وإرهاب عناصر دخيلة مجرمة، لأنها لا نفسها ولا قياداتها لا تشكل سوى شرذمة طارئة على الوطن والوطنية العراقية ومنبوذين من شعبنا الأبي)).
نتمنى أن تحذوا كافة العشائر وأبناء الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه إلى غربة لتشخيص حي وواقعي لمخططات ملالي النظام الإيراني الهدامة في العراق ودول المنطقة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - 11 - 07, 06:49 م]ـ
الدرس الأول:
ألم يأنِ لكم أن تتوبوا أيها الشيعة؟
يقول الشيعة الجعفرية في بيانهم السبق ما نصه:
((يا أحرار الضرغام علي بن أبي طالب في النجف، ويا أحرار سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين، وإخوته العباس وجعفر وعبد الله ومحمد وعثمان وأبو بكر المذبوحين معاً في كربلاء. وأنا أقول لهم:
ألم يأن لكم أن تتوبوا أيها الشيعة؟
لقد قلتم في الصحابة الكرام ما لم يقله كافر زنديق من أهل الكفر والزندقة في خارج ديار الإسلام
لكنكم قلتم فيهم ما لم يقله أحدٌ غيركم.
كفرتم وفسقتم وسببتم وطعنتم وتطاولتم وكل ذلك معلوم لديكم
والآن أنتم وليس غيركم تعترفون في بيانكم وبلسانكم بل وتناشدون أولاد أحرار الحسين رضي الله عنه وإخوته العباس وجعفر وعبد الله ومحمد وعثمان وأبو بكر
وعلى الرغم من ذلك فأنتم كفرتم العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم كما كفرتم أبابكر وعثمان وغيرهما من عظماء الصحابة والمسلمين.
ونصبتم العداء كذبا وزورا بين الصحابة وبين أهل البيت ثم ها أنتم اليوم تعترفون في بيانكم أيها الناس بأن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم قد سمَّوْا أولادهم على أسماء هؤلاء الكرام العظماء الذين كفرتموهم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
ألم تفكروا أيها الجعفرية الشيعة: هل يسمّى الإنسان ولده باسم عدوه؟ أم يسميه بأحب الأسماء إليه؟ خاصة وأن بعض المذكورين هنا من آل البيت رضي الله عنهم قد وُلِدُوا بعد موت أبي بكر وغيره من كبار الصحابة رضي الله عنهم، فلم يكن هناك أي إجبار أو تقية أو ما يستدعي تسمية الأولاد بأسماء هؤلاء العظماء من الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
ألم تفكروا بعقولكم وأنتم تكتبون بيانكم هذا: لماذا سمّى أهل البيت بأسماء هؤلاء العظماء؟ ولماذا تكرهون أنتم من رضيهم أهل البيت وأحبوهم وسمّوْا أولادهم بأسمائهم؟
ألم يأنِ لكم أن تسألوا أنفسكم هذه الأسئلة السهلة الميسورة لكم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/257)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - 11 - 07, 07:18 م]ـ
الدرس الثاني:
آن لكم أن تعترفوا ببعض الجرائم التي ارتكبها الشيعة
وقد جاء ذلك في بيانكم بوضوح في قولكم أيها الشيعة:
ونقتطع من كلامكم هذه الفقرات التي تقول:
بسم الله الرحمن الرحيم الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية بيان السابع والخمسون التاريخ ـ 26 / تشرين2/ 2007 حول بيان شيعة العراق في ما يمارسه النظام الإيراني من القمع الوحشي في محافظات العراق الجنوبية
ذلك البيان الجريء المعبر بشجاعة وإقتدار عن إرادتهم وصدق عزيمتهم وشرف إنتمائهم الى وطنهم العراق وعروبتهم كما عبروا أصدق وأبلغ تعبير وهم يؤكدون بأنهم حملة فكر الإمام جعفر الصادق (ع) حقاً مصممين بذلك على تنزيه وتنقية الشيعة وإنقاذها من ترهات وأباطيل وأطماع وخطط ملالي ايران في عراقنا الحبيب. ويلاحظ أن النداء جاء إلى الانتماء للوطن والعروبة والإمام ولم يذكروا أي شيء في هذه الفقرة عن الانتماء للإسلام!
ولطرح رموز وطنية غير موالية لنظام ولاية الشياطين في إيران أو ممن دخلت العراق على دبابات الإحتلال
ليس خافياً عليكم بأن أرواح مئات الالاف التي زهقت وتزهق على أرض الرافدين كل يوم منذ نيسان عام 2003، ولغاية الآن وإستلاب مؤسسات صنع القرار وأجهزة السلطة من أيدي أبناء الشعب العراقي وفرض الهيمنة الكاملة على مقدرات العراق الحيوية من قبل عملاء النظام الإيراني بمساعدة ودعم فيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري الايراني ودوائر مخابراتها وتنفيذ سياساته وإشعال العراق بنار الطائفية والفتن والمؤامرات وممارسة عمليات الاغتيال والقتل الهمجية على أوسع نطاق، ونالت من خيرة بناة الوطن من علماء وعسكريين ومتخصصين وكوادر أكاديمية وطبية واقتصادية لتحقيق أهدافهم الشريرة.
إن الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية تؤمن إيماناً راسخاً بأن الرضوخ لحكومة خاضعة لايران يعني القبول ببسط الفاشية الدينية والإرهاب الحكومي بديلاً عن الديمقراطية للعراق ولدول وشعوب المنطقة. فالمسألة ليست خطرا على العراق فقط وإنما على المنطقة بأسرها
لقد حان وقت العمل للقضاء على المليشيات بكل أشكالها ومذاهبها وكذلك التيارات والتنظيمات العلنية والسرية التابعة للنظام الايراني
بالإضافة الى قرار اعتبار فيلق القدس وقوات الحرس الثوري الايراني منظمات ارهابية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. فسوف نرى بأن الأحزاب الموالية لايران سوف لن تنال أي دعم يذكر وستعاني من العزلة المذلة من قبل أبناء شعبنا بمجرد إحياء معادلة جديدة في ميزان القوى على الساحة العراقية لصالح البديل الوطني والديمقراطي على أرض العراق.
بدلاً من نزعات الإنتقام والغدر الذي غرسها النظام الايراني وعمق جذورها في نفوس العنصرين والطائفيين من الشعبين العراقي والايراني. ومن هنا فإننا نطالب الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية للمبادرة في سحب دعمها لعملاء النظام الايراني في العراق والسماح بكشف جرائمهم المفجعة ومرتكبيها ضد الشعب أمام الشعب العراقي وشعوب المنطقة والعالم. فلم يتحول الأمر إلى جهاد مقدس لإخراج المحتل وإنما هي مناورة سياسية أو تقيَّة أو وقيعة حصلت بين الشيعة بعضهم البعض فاعترف اللصوص عندما تشاجروا على اقتسام الغنيمة.
يا أحرار الطائفة الجعفرية من العراقيين في العراق وكل مكان من العالم.
إحذروا شر عصابات النظام الإيراني التي تغلغلت بين صفوفكم وإنتشرت على أوسع نطاق في مدنكم ومؤسسات شعبكم الحكومية والمدنية. وقاموا بتحريف الدين الإسلامي ومذهب الإمام جعفر الصادق لتجيز بفتاواهم الشيطانية قتل أحرار العراق وذبح رجال العلم والنور من ذوي الكفاءات العلمية العالية، ونشر كافة أنواع الفساد والدمار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/258)
فمن منكم أيها الأحرار يصدق بأن مواطنين عراقيين يقتحمون وزارة التعليم العالي ويقوموا بخطف أكثر من مئة من المسؤولين وكبار الموظفين من إحدى أبنية الوزارة بهدف تعذيبهم وذبحهم بالجملة سوى عصابات ملالي النظام الإيراني التي إحتضنتها حكومة المالكي وآواها جيش مقتدى الصدر الذي يسميه جيش المهدي زوراً وبهتاناً، والمجرمين من فيلق الغدر بفتاوى الخارجين عن الرسالات السماوية وشيطانهم الأكبر في العراق عبد العزيز طبطبائي وإبنه عمار والغربان السوداء القادمة من إيران والزمر الباغية الحاكمة في منطقة الخضراء.
إن أبناء الشيعة الجعفرية مطالبون بالتفريق بين جرائم القتل بالسيارات المفخخة لعامة أهل العراق وللشيعة بشكل خاص، والممارسات الإجرامية في قتل أبناء الشيعة الجعفرية على الهوية، وتهديم قبور وأضرحة أولياء الله من قبل عصابات بن لادن والظواهري والتكفيريين والمتعاونين معهم من القتلة والمجرمين وبين إخواننا أبناء شعبنا من اتباع سنة الرسول (ص). إننا شيعة وسنة مطالبون بوقفة وطنية ضد الإرهاب القادم من إيران وأتباعها. ومن قاعدة بن لادن القادمة من خارج العراق وأتباعها فكلا الطرفين جل عملهما الإجرامي يستهدف تدمير وحدتنا الوطنية وقيم الأخوة والسلم الإجتماعي بيننا. فالمسألة إعلان حرب على جهات معينة ولكن بصورة مغلفة؟! أم أنها مناورة لمكاسب شخصية؟ أم مجرد خلاف بين الملالي الإيرانية الأصل من جهة وذات الأصول الإيرانية أيضا من جهة أخرى؟
ليس من شيم الأحرار أتباع الإمام جعفر الصادق (ع) أن يقفوا كأعمدة الشوارع بلا موقف ولا لسان أمام خطب الصفويين التي تبغي صب المزيد من الزيت على نار ملتهبة. وإرتكابهم جرائم فاقت جرائم طغات التاريخ القديم والحديث. أو يقبلوا أن يكونوا كالقشش تحت سيل جرائم السفاحين الجارفة لأرواح أحرار أهلنا الصامدين أمام طغيان الصفويين وقوات الإحتلال. أي احتلال؟ أليس هو الذي استنجدتم به قبل قليل للوقوف معكم ضد عصابات إيران والقادمة من خارج العراق؟!
أم أن بروتوكول الإتيكيت والتقية يستلزم هذه أيضا؟
لا نريد عار الصفويين وخزيهم أن يلتصق بأحرار الشيعة الجعفرية ويحملهم الشعب الجريح مسؤولية جرائمهم. فما عليكم اليوم سوى رفضكم وإستنكاركم لنهج هؤلاء المجرمين. وتأكيدكم المتواصل على إنكم الشيعة الجعفرية بريئون من مجلس عبد العزيز طباطبائي ومكونات إئتلافه الخياني وفيلقه الدموي والإجرامي. إذن في العراق مجالس خيانة وفيالق دموية طائفية كما تعترفون الآن.
فلماذا الإصرار على الإنكار في مرات سابقة بل وحتى الآن؟
إن المطلوب من كل أبناء الشيعة الجعفرية الأحرار كشف أفعال هذه الزمر وتشخيص عرابيها وعزلهم عن مجتمعنا، فكل يوم يتغلغل به تيارهم الخبيث في نسيجنا الإجتماعي يعني مزيداً من القتل لأهلنا. لا يتصور أحد ان إجرامهم موجه لإخوتنا السنة بل إنهم يقتلون أي شيعي جعفري لا ينحني ليقبل أيادي شياطينهم. إن أبناء الشيعة الجعفرية بحاجة الى وقفة وطنية، حيدرية، حسينية، تطيح بهم وتبعد شرهم المطلق عن بلدنا. هل اختلفتم معا؟ أم أنه السعي لكسب منصب أكثر من الآخرين؟ أم أنه التودد للذبيحة السنة؟!
يا أبناء شيعتنا الأحرار: قاطعوا تجارتهم وخطبهم وتجمعاتهم، اعزلوهم، إكشفوا أفعالهم الشيطانية والإجرامية، لا تدعوهم يتمكنوا منكم أغيثوا أنفسكم وأهلكم من شرورهم العابر من ايران، لا تسكتوا على الضيم فيتمكن منكم حتى يستبيح دماءكم ويستحل كرامتكم، إعزلوهم يا أباة الضيم، وقفوا ضدهم كما وقف الحسين ضد ظلم الطواغيت وليتبرأ منهم من خُدِع بشعاراتهم وعمائمهم الزائفة وليفضح أعمالهم الشريرة. كما تبرأ منهم الكثير من الشيعة الجعفرية الأحرار ممن خُدعوا وضللوا بهم فترة من الزمن، وفتحوا لنا شبابيك دهاليز مؤامراتهم وأبواب مطابخهم العفنة. هل هذا هو كل شيء؟
تمخض الجمل وولد فأرا اسمه الاستنكار والبراءة؟!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - 11 - 07, 07:30 م]ـ
الدرس الثالث:
الولاء للخارج دائما
وهذا ما يعرفه كل المتابعين للأنشطة الشيعية بكافة ألوان الشيعة فولائهم دائما ليس لبلادهم ولا لأوطانهم كما أنه بطبيعة الحال ليس للإسلام الذي قتلوه في بغداد وسلموها للمحتلين كما نص البيان الشيعي نفسه
وإنما ولائهم دائما لمراكز الشيعة في إيران أو النجف العراقية أو غيرها من مراكز الشيعة المعروفة
فولاء الشيعي دائما لمرجعياته الشيعية وليست لوطنه وبلده التي يعيش فيها
والبيان الشيعي نفسه يقول:
وهنا لابد من الإشارة بأن العمل والتنسيق مع القوى الوطنية الإيرانية لا سيما منظمة مجاهدي خلق والوقوف مع حقها في تحرير بلادها من دكتاتورية محور الشر والإرهاب والدفاع عن مقدساتها الإنسانية في الحرية والديمقراطية، أصبح من المهمات الملحة لكل مواطن عراقي لشد أواصر المحبة والوفاق بين الشعبين بدلاً من نزعات الإنتقام والغدر الذي غرسها النظام الايراني وعمق جذورها في نفوس العنصرين والطائفيين من الشعبين العراقي والايراني. ومن هنا فإننا نطالب الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية للمبادرة في سحب دعمها لعملاء النظام الايراني في العراق والسماح بكشف جرائمهم المفجعة ومرتكبيها ضد الشعب أمام الشعب العراقي وشعوب المنطقة والعالم.
يا أحرار الطائفة الجعفرية من العراقيين في العراق وكل مكان من العالم.(45/259)
أي كتب الشيخ أبدأ في دراستها, الأصول الثلاثة أم كتاب التوحيد؟
ـ[أبو عمر بن محمد]ــــــــ[29 - 11 - 07, 06:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أي كتب الشيخ أبدأ في دراستها, الأصول الثلاثة أم كتاب التوحيد؟
أم هل هناك شيء آخر تنصحون به
ـ[محمد بشري]ــــــــ[29 - 11 - 07, 07:25 م]ـ
الأصول الثلاثة أخي الكريم بمنزلة المدخل لكتاب التوحيد.
وفقك الله.
ـ[أبو عمر بن محمد]ــــــــ[30 - 11 - 07, 12:22 ص]ـ
جزاك الله خيراً
بسم الله أبدأ
ـ[الباحث]ــــــــ[30 - 11 - 07, 07:53 ص]ـ
يقول الشيخ العلامة صالح آل الشيخ حفظه الله:
الأصول الثلاثة ثم كتاب التوحيد ثم كشف الشبهات.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[01 - 12 - 07, 07:04 ص]ـ
الاصول الثلاثة وشرحها للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
وتجدها على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=117144
ثم كتاب التوحيد
وللشيخ ابن باز رحمه الله تعليقات لطيفة تجدها في التوقيع
وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبو عمر بن محمد]ــــــــ[02 - 12 - 07, 05:09 ص]ـ
(الباحث) بارك الله فيك وعلى هذه النقل الموفق
(عبدالمصور السني) الشيخ عبدالعزيز بن باز لا يعدله شيخ آخر في نظري, وتعليقاته واقتصاره على توضيح بعض المستغلقات دون الشرح أوالاطناب منهج بديع منه, حيث يجعل الطالب مرتبطاً بالمتن أكثر, وكلامه أحس دائماً أنه يأتي من مشفقٍ على وعاتب!
رحم الله الشيخ, والمسلمين
ـ[طيب طيب]ــــــــ[02 - 12 - 07, 03:35 م]ـ
الاصول الثلاثة وشرحها الرائع للشيخ ابن عثيمين فقد جمع فيه بين غزارة العلم وسهولة اللفظ
ـ[أبوعمار السوري]ــــــــ[02 - 12 - 07, 06:09 م]ـ
الاصول الثلاثة وشرحها الرائع للشيخ ابن عثيمين فقد جمع فيه بين غزارة العلم وسهولة اللفظ
بارك الله فيك يا أخي ....
والمساعدة بالاستماع لأشرطة الشخ صالح آل الشيخ /6/ أشرطة رائعة ..
ـ[أبو عاصم المغربي]ــــــــ[09 - 12 - 07, 12:38 ص]ـ
بارك الله فيكم أيها الصالحون المصلحون
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[12 - 12 - 07, 09:23 م]ـ
سمعتُ قديما كلاما للشيخ العلامة محمد أمان الجامي - رحمة الله عليه - قال ما معناه: أن الطالب المبتديء في إفريقيا لو حفظ متن الأصول الثلاثة و ألم بشرحها وعمل بها ودعا إلى مضمونها لأصبح شيخ الإسلام في إفريقيا. والله أعلم.
ـ[أبو عاصم المغربي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 10:22 م]ـ
سمعتُ قديما كلاما للشيخ العلامة محمد أمان الجامي - رحمة الله عليه - قال ما معناه: أن الطالب المبتديء في إفريقيا لو حفظ متن الأصول الثلاثة و ألم بشرحها وعمل بها ودعا إلى مضمونها لأصبح شيخ الإسلام في إفريقيا. والله أعلم.
وإن كان الأثر صحيح .. يدلك على كثرة أهل البدع وعبادة والإستغاثة بالأولياء والصالحين في الديار الإفريقية .. فلا عجب أن يتحقق كلام الشيخ ...
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[01 - 01 - 08, 08:53 ص]ـ
عليك بشروحات الشيخ ابن عثيمين رحمه الله و الشيخ صالح ال الشيخ و الشيخ صالح الفوزان و عبدالله الفوزان حفظهم الله فهي افضل ما وقعت عليه عيناي خصوصا ابن عثيمين و ال الشيخ اتوقع بعدها انك ستصبح في مستوى دكتور في شرح هذا المتن
وفقك الله و يسر لك امرك
ـ[الباحث]ــــــــ[01 - 01 - 08, 01:34 م]ـ
وأنا أنصح بشروحات الشيخ ابن عثيمين والشيخ محمد أمان الجامي والشيخ صالح آل الشيخ والشيخ فلاح إسماعيل، ففيها من العلم الغزير الشيء الكثير.(45/260)
مجموعة الفتاوى
ـ[الأرنؤوط]ــــــــ[29 - 11 - 07, 07:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله اخوتى فى الله اى طبعة افضل
وكيفية البحث فيه وجزاكم الله خيرا(45/261)
التواب جل جلاله (1)
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[29 - 11 - 07, 08:39 م]ـ
التواب جل جلاله (1)
* بقلم / خالد بن محمد السليم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أكرم خلقه أجمعين وبعد:
فالتواب من أسمائه سبحانه الشريفه فهو الذي يسر أسباب التوبة لعباده مرة بعد أخرى بما يظهر لهم من العبر والآيات , وبما يقذف في قلوبهم من محبة الإنابة إليه , وبما يريهم من غوائل المعاصي, وآثار السيئات , فتنكسر حينئذ قلوبهم , وتندم له أفئدتهم , وتذل جوارحهم , وتستغيث ألسنتهم بربها مناديةً له بما ناده به نبيه وكليمه موسى - عليه السلام-: {سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمين}
فيقبل التواب منهم توبتهم كلما عادوا إليه ولا يستكثر ذنباً أن يغفره ولا سوءاًً أن يمحوه ,ولا يستعظمه جرم أن يتجاوز عنه مهما بلغ الجرم مداه , وكل هذا يحصل لمن عصاه وفرط في جنبه.
قال ابن القيم:" إن توبة العبد إلى ربه محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها وتوبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من الله سابقة ولاحقة، فإنه تاب عليه أولا إذنا وتوفيقاوإلهاما، فتاب العبد فتاب الله عليه ثانيا قبولا وإثابة، قال تعالى: {وَعَلَى الثلاثَةِ الذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِن اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة:118]، فأخبر سبحانه أن توبته عليهم سبقت توبتهم، وأنها هي التي جعلتهم تائبين، فكانت سببا ومقتضيا لتوبتهم، فدل على أنهم ما تابوا حتى تاب الله عليهم، فالعبد تواب والله تواب، فتوبة العبد رجوعه إلى سيده بعد الإباق، وتوبة الله نوعان: إذن وتوفيق، وقبول وإمداد [1]، قال ابن القيم:
وكذلك التواب من أوصافه: والتوب في أوصافه نوعان
إذن بتوبة عبده وقبولها: بعد المتاب بمنة المنان [2].
فوالله إنه لكرم بالغ ومنة متناهية أن يبادر الربُّ عبده بالتوبة والغفران وهو من هو غنى وسؤددا , ولو اكتفى ربنا بهذا لكان شرفا بالغا لا يتطلع العبد المقصر إلى سواه ,فكيف إذا انضم إلى ذلك فرح شديد من الرب بتوبة عبده وإنابته إليه , بل إن هذا الفرح منه سبحانه لعبده المقصر الذي جاء مسرعا خائفا أشد فرحا من عبد أيس من الحياة , في أرض فلاة , فقد جميع المقومات, فاضطجع تحت الشجرة موقنا الممات؛ فانتبه فإذا دابته فوق رأسه فيها طعامه وشرابه , فهل هناك عبارة تصف فرحته بحياته بعد أن رأى الموت؟! ففَرَحُ ربنا سبحانه بنا إذا عدنا إليه أشد من هذا بحياته. يا سبحان الله أكل هذا ينتظر التائبين؟! نعم بل وزيادة .. أن يبدل للتائب عدد ما فات من السيئات بنفس أعدادها حسنات، قال تعالى: {فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ الله غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان:71].
فلم البعد والتواني , ولم الصدود والرضا بالفاني , فهذا وقت التوبة وعما قليل سنرحل , ويعاين أحدنا في قبره منزله الذي أعد له ويأتيه من روحه وريحه إن كان من أهل السعادة وإن كان من أهل الشقاوة فتح له منزله من النار فرآه وآته من سمومه وهواه.
فأعيذك بالله أن تكون ممن يقول حين يرى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين.
فمن يحول بين العبد وبين التوبة إذن؟ فليس هناك ما يحول يين العبد وبين توبته إلا عدوه , وهو يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير , فاطمع في رجاء ربك وأسلم قلبك ووجهه إليه , وانظر إلى من لم يعمل خيرا قط , ونشأ في الضلال والعدوان على الدماء البريئة , ودأبت نفسه الاستهتار بالنفوس المعصومة سفكا وقتلا , يوما بعد يوم حتى أكمل المائة. فلم يتردد في التوبة بعد كل هذا ولم يصده ذلك أن يعود إلى مولاه التواب, فهل ردت توبته وأغلق في وجهه الباب؟ كلا وربي. وانظر ماذا جرى من فم المصطفى فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا , فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ , فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ: "إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ"؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/262)
فَقَالَ: "لَا " , فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً. ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ , فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ: "إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ , فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ"؟ فَقَالَ: "نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدْ اللَّهَ مَعَهُمْ وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ". فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ , فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ:" جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ". وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ:" إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ " , فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ:" قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ" , فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ. فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ)) [3].
وروى الترمذي وحسنه الألباني من حديث أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: (قَالَ الله: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً) [4].
وعند البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي قال لها: (يَا عَائِشَةُ إِنَّهُ بلغني عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ الله، وَإِنْ كُنْتِ أَلمَمْتِ بِذَنْبٍ، فاستغفري الله وتوبي إِلَيْهِ، فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ ثُمَّ تَابَ، تَابَ الله عَلَيْهِ) [5].
و لا زلنا في زمن الإمهال وستغلق الأبواب بعد أيام محدودة وآجال عند المولى معلومة وأخبر عنها أنها قريبة , وقد مد الله التوبة للعبد إلى حضور أجله ما لم تغرغر نفسه , قال سبحانه: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [النساء:17/ 18]
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أن رَسُولَ اللَّهِ قال: (إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ) [6]،
أو تطلع الشمس من مغربها، فعن أَبِي مُوسَى رضي الله عنه مرفوعا: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا) [7]. وعند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: (مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ الله عَلَيْهِ) [8].
وليس بعد التوبة وعفو الله إلا العذاب وكل ذلك متعلق بمشيئته سبحانه راجع إلى علمه وحكمته لقوله تعالى: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ الله إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَالله عَلِيمٌ حَكِيم ٌ} [التوبة/106]
قال المزني: دخلت على الشافعي في علته التي مات فيها فقلت له:" كيف أصبحت؟ " فقال:أصبحت من الدنيا راحلاً , ولأخواني مفارقاً , ولكأس المنية شارباً ,ولسوء أعمالي ملاقياً وعلى الله وارداً , فلا أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشد:
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت رجائي نحو عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما
وما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجود وتعفو منة وتكرما
ولولاك لم يغوى بإبليس عابد ... فكيف وقد أغوى صفيك آدما
فإن تعف عني تعف عن متهتك ... ظلوم غشوم لا يزايل مأثما
وإن تنتقم مني فلست بآيس ... ولو دخلت نفسي بجرمي جهنما
قال الذهبي إسناده ثابت عنه [9]، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
وللحديث بقية بإذن الله.
*/ عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم. قسم السنة
13/ 11/1428
[1] مدارج السالكين1/ 312.
[2] شرح قصيدة ابن القيم 2/ 231.
[3] متفق عليه واللفظ لمسلم
[4] الترمذي في الدعوات، باب في فضل التوبة والاستغفار ح 3540
[5] البخاري في المغازي، باب حديث الإفك 4/ 1521 (3910).
[6] الترمذي في الدعوات، باب في فضل التوبة والاستغفار5/ 547 (3537)، وانظر حكم الشيخ الألباني على الحديث في صحيح الجامع (4338).
[7] مسلم في التوبة، باب قبول التوبة 4/ 2113 (2759)
[8] مسلم في الذكر والدعاء والتوبة، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه 4/ 2076 (2703). انظر الأسماء الحسنى للرضواني 3/ 103
[9] الوافي بالوفيات 1/ 225 تاريخ دمشق 50/ 332 سير أعلام النبلاء 10/ 76
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/263)
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[04 - 12 - 07, 05:22 ص]ـ
نسأل الله ان يتوب علينا فكلنا اهل ذنب
وبارك الله بكم(45/264)
هل تصح نسبة هذا للكرجي ... ؟؟!
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[30 - 11 - 07, 08:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين ...
أما بعد:
فقرأت أبياتاً تنسب لأبي الحسن الكرجي -رحمه الله- و يقول فيها:
وخبث مقال الأشعري تخنث:. يضاهي تلويه تلوي الشغازب
يزين هذا الأشعري مقاله:. ويقشبه بالسم يا شر قاشب
فهل تصح له وإن صحت له, فهل هو لا يعلم برجوع الأشعري إلى معتقد أهل الحديث, ويتضح هذا من قوله:
وكان كلاميا بالأحساء موته:. بأسوء موت ماته ذو السوائب
وهل يصح أنه -الأشعري- مات بالأحساء .. ؟؟!
وأين نجدها كاملة؟؟؟
أفيدونا بارك الله فيكم, ونفع بكم .... #
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[30 - 11 - 07, 10:34 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29081
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[30 - 11 - 07, 11:32 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ...
لكن لم أجد جواباً كافياً شافياً على أحد تساؤلاتي ...
بانتظار بقية شيوخ الملتقى حفظهم الله ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 11 - 07, 12:20 م]ـ
وفقك الله
الذم في القصيدة إنما هو للقول لا للقائل، كما هو واضح في قوله (وخبث مقال)، وقوله (يزين ... مقاله).
وأما رجوع الأشعري فكثير من الناس لا يعلم برجوعه، والأشعرية ينازعون في هذا الرجوع أصلا.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[30 - 11 - 07, 04:34 م]ـ
بارك الله فيك أخي العوضي
لكن هل مات الأشعري بالأحساء؟؟
وأين نجد هذه القصيدة كانلة؟؟
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[01 - 12 - 07, 06:48 م]ـ
وفقك الله
الذم في القصيدة إنما هو للقول لا للقائل، كما هو واضح في قوله (وخبث مقال)، وقوله (يزين ... مقاله).
وأما رجوع الأشعري فكثير من الناس لا يعلم برجوعه، والأشعرية ينازعون في هذا الرجوع أصلا.
لعل المقصود ما شاع من ان الأشعري له ثلاث مراحل من الاعتزال الى "الأشعرية" و منها الى مذهب السلف و عليه يتنازع كثير من اهل السنة و الأشاعرة على صحة الرجوع الثاني و الذي حققه شيخ الاسلام ان مثل هذا الرجوع لا وجود له فكثير من الأشاعرة المتأخرين ينسبون مذهبهم في التأويل الى الأشعري و يجعلونه مذهبا له مع انه لا تعرف للأشعري الا مرحلتين من الاعتزال الى مذهب أهل السنة (و ان لم يحققه ما جلب له ذم بعض أهل السنة مثلما لحق ابن كلاب و المحاسبي و الباقلاني بدرحات مختلفة) فرجوعه الوحيد هو عن مذهب الاعتزال و هو الرجوع المعروف عند كافة الناس و لا ينازع فيه لا الأشاعرة و لا أهل السنة و لا المعتزلة
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[خالد بن عبد العزيز]ــــــــ[02 - 12 - 07, 04:17 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
الذي يظهر لي - والله أعلم - أن هذه القصيدة صحيحة النسبة إلى ناظمها، ولم يشكك في صحتها إلا السبكي لما فيها من رد على معتقده الاشعري.
واما نسبتها فقد نسبها للناظم رحمه الله جملة من العلماء المحققين منهم:
الذهبي في "تاريخ الإسلام" فقال: "وله القصيدة المشهورة في السنة، نحو مائتي بيت، شرح فيها عقيدة السلف ".وذكر منها اربعة أبيات.
وقال في "العبر":" قلت له القصيدة مشهورة في السنة".
وأشار أليها في "العلو"، بعد أن ذكر بيتاً منها، فقال:" وعلى هذه القصيدة مكتوب بخط العلامة تقي الدين بن الصلاح هذه عقيدة أهل السنة أصحاب الحديث".
كما ذكرها في موضع أخر من "العلو" وذكر بعض أبياتها.
وأشار إليها السمعاني، ونسبها إليه وذكر أنها نحو (مائتي بيت) فقال: " وله قصيدة بائية في السنة شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف تزيد على مائتي بيت قرأتها عليه في داره بالكرج".
كما ذكر أبن تيمية منها بيتاً، فقال:" وقال أبو الحسن الكرجى الشافعى فى قصيدته المشهورة فى السنة:
عقائدهم أن الإله بذاته
على عرشه مع علمه بالغوائب
وهذه المنظومة اسمها " عروس القصائد في شموس العقائد ".
وقد نقل الذهبي والسبكي عن السمعاني أنها نحو (مائتي بيت)، غير أني تتبعتها، وبذلت الوسع والجهد علّي أقف عليها، فجَردْتُ في طلبها – خاصة - كتب التراجم، والتواريخ، وفهارس المخطوطات، فلم يتيسر لي الوقوف إلا على (ثمانية عشر) بيتاً
واما وصفه لمقال الأشعري بانه تخنث، فهذه الكلمة قد اذهلت السبكي، وقد غفل السبكي أو تغافل عن أن وصف الأشاعرة بانهم مخانيث المعتزلة قد قال به قبل الكرجي جمع من العلماء منهم ابو اسماعيل الهروي (ت 481هـ) فقال: الأشعرية الأناث هم مخانيث المعتزلة"، بل الأشاعرة انفسهم وصفوا المعتزلة بذلك، فقال الشهرستاني: الخناثى من المعتزلة لا رجال ولا نساء، وقال غير واحد منهم: المعتزلة مخانيث الفلاسفة.
ومقصد العلماء من وصف المذهب الاشعري بانه تخنث، هو الإعتماد على الأصل اللغوي لمادة: خَنَثَ، فإن من معانيها: الميل والتثني، وقد مال الأشاعرة عن قول المعتزلة بصراحة التعطيل، إلى قول باطل بين قول أهل السنة والمعتزلة، فلا هم صرحوا بالتعطيل كالمعتزلة، ولا هم أثبتوا كأهل السنة، فاستحقوا هذا الوصف.
واما وصف الناظم للأشعري بانه ما أسواء ميتة في الاحساء، فلا شك ان هذا مما يرد على الناظم فلم يعرف عن الاشعريأنه ما ميتة سوء.
ولا شك أن هذا شدة من الناظم رحمه الله، فلم يصح أن أبا الحسن الأشعري مات هذه الميتة، ولله درء شيخ الإسلام ابن تيمية في إنصافه يوم قال:" والأشعري ابتلي بطائفتين: طائفة تبغضه، وطائفة تحبه، كل منهما يكذب عليه".
ويقول في موضع آخر:" ... يذكرون من مثالب ابي الحسن أشياء هي من افتراء المعتزلة وغيرهم عليه".
ولكن هذا لا يقدح في صحة نسبة المنظومة للناظم رحمه الله وقد نص على ذلك أئمة حفاظ، كما لا يقدح في المنظومة وجود تجاوز في بيت منها أو اكثر،
ولا نقول كما قال السبكي:"فهذا ما أردت حكايته منها، ولو أمكن إعدامها من الوجود كان أولى".
بل نقول يسَّر الله الوقوف عليها وإظهارها بمنه وكرمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/265)
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[02 - 12 - 07, 05:28 م]ـ
بارك الله فيكم ...
لكن بقي لنا القصيدة فكيف السبيل للوصول لها , أم أنها مفقودة؟؟ ... #
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[03 - 12 - 07, 04:08 م]ـ
موجودة في الطبقات الكبرى لابن السبكي يا اخي الكريم ........... ذكرها في ترجمة أبي الحسن الكرجي ان لم تخني الذاكرة
ـ[المقدادي]ــــــــ[03 - 12 - 07, 04:23 م]ـ
موجودة في الطبقات الكبرى لابن السبكي يا اخي الكريم ........... ذكرها في ترجمة أبي الحسن الكرجي ان لم تخني الذاكرة
ليست كاملة
و قد زعم السبكي - على عادته في جفاء شيخه - ان شيخه الحافظ الذهبي لم يوردها كاملة خوفا من السيوف المحمدية! - و مقصوده هنا: الأشاعرة و هذا تهويل لا طائل تحته فالقوم يعرفون عقيدة الحافظ الذهبي السلفية و مع ذلك تتلمذوا عليه و أخذوا عنه علم الحديث و لم نسمع عن سيوف و لا أخشاب! - و من المعلوم ان الحافظ الذهبي لا يداهن في معتقده و لو أراد المداهنة لداهن في كثير من النقول السلفية و الأخبار الأثرية التي ذكرها و علّق عليها بما يعتقده و يدين الله به و التي ندى لها جبين السبكي و أشياعه من الأشاعرة - و لولا ان الذهبي أورد هذه النقول و علّق عليها بما يدين الله به ما حنق السبكي عليه! - إنما يورد ما يورده على سبيل الإختصار و لا يُعقل ان يورد الحافظ الذهبي أكثر من مئتي بيت في كتابه العلو! او حتى في تاريخه!
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[04 - 12 - 07, 06:57 ص]ـ
و مما يرجح نسبتها للكرجي ما أورده شيخ الاسلام رحمه الله في درء تعارض العقل و النقل (2/ 95 ومابعدها) من نص طويل عن ابي الحسن الكرجي من كتابه (الفصول في الاصول عن الائمة الفحول) من نعي علي عقيدة الاشاعرة و كان مما قاله
(و لم يزل الائمة الشافعية يأنفون و يستنكفون أن يُنسبوا إلى الاشعري و يتبرؤون مما بنى الاشعري مذهبه عليه و ينهون أصحابهم و أحبابهم عن الحَوم حواليه)
فهذا يبين معتقد الرجل و رايه في عقيدة الاشعرى_رحمه الله_و لعلك ترجع الي الدرء في الموضع المذكور فستجد فيه المزيد عن الكرجي.(45/266)
نقد القصة الفلسفية " حي بن يقظان"
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 12 - 07, 01:26 ص]ـ
نقد القصة الفلسفية " حي بن يقظان"
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
فإن من القصص الفلسفية التي لاقت رواجا عند كثير من أبناء جلدتنا قصة حى بن يقظان؛ فقد لاقت هذه القصة رواجا عظيما بين المفكرين وترجمت إلى كثير من اللغات وحاول تقليدها والاقتباس منها فلاسفة وكتاب من مذاهب شتى.
خلاصة القصة أن حي بن يقظان، الذي سميت القصة باسمه ألقى وهو طفل في جزيرة خالية من السكان، فأرضعته ظبية؛ وشب الفتى متوقد الذكاء عظيم المهارة، فكان يصنع حذاءه وأثوابه بنفسه من جلود الحيوان، ودرس النجوم، وشرَّح الحيوانات حية وميتة، حتى وصل في هذا النوع من المعرفة إلى أرقى ما وصل إليه أعظم المشتغلين بعلم الأحياء ثم انتقل من العلوم الطبيعية إلى الفلسفة وعلوم الدين؛ وأثبت لنفسه وجود خالق قادر على كل شيء؛ ثم عاش معيشة الزهاد، وحرم على نفسه أكل اللحم، واستطاع أن يتصل اتصالاً روحياً بالعقل الفعال.
وأصبح حي بعد أن بلغ التاسعة والأربعين من العمر متأهباً لتعليم غيره من الناس. وكان من حسن الحظ أن متصوفاً يدعى آسال استطاع في سعيه إلى الوحدة أن يلقي بنفسه على الجزيرة، فالتقى بحي، وكان هذا أول معرفة له بوجود بني الإنسان.
وعلمه آسال لغة الكلام وسره أن يجد أن حياً قد وصل دون معونة أحد إلى معرفة الله، وأقر لحي بما في عقائد الناس الدينية في الأرض التي جاء منها من غلظة وخشونة، وأظهر له أسفه على أن الناس لم يصلوا إلى قليل من الأخلاق الطيبة إلا بما وعدوا به من نعيم الجنة، وما أنذروا به من عقاب النار. واعتزم حي أن يغادر جزيرته ليهدي ذلك الشعب الجاهل إلى دين أرقى من دينهم وأكثر منه فلسفة.
فلما وصل إليهم أخذ يدعوهم في السوق العامة إلى دينه الجديد وهو وحدة الله والكائنات, لكن الناس انصرفوا عنه أو لم يفهموا أقواله. وأدرك أن الناس لا يتعلمون النظام الاجتماعي إلا إذا مزج الدين بالأساطير، والمعجزات، والمراسيم، والعقاب والثواب الإلهيين.
ثم ندم على إقحامه نفسه فيما لا يعنيه، وعاد إلى جزيرته، وعاش مع آسال يرافق الحيوانات الوديعة والعقل الفعال، وظلا على هذه الحال يعبدان الله حتى الممات!.
انظر قصة الحضارة (4801)
الخلفيات الفكرية لقصة ابن طفيل الفلسفية:
يبين ابن طفيل أن الدافع الذي ألهمه كتابة هذه القصة سؤال أثاره أحد المهتمين بقضايا الخلق والنشوء والارتقاء الذي طلب منه وضع إجابة عن سؤال يتمحور حول أصل المعرفة الإنسانية، وقد قدر لهذا السؤال أن يفجر عبقرية ابن طفيل وأن ينهض بإشراقاته الفلسفية وحدوسه الإنسانية، فتجلت في إبداعه العبقري لهذه القصة، التي شكلت إجابة حيّة عن تساؤلات السائل، وتلبية لفضول العالم في ميدان النشوء والارتقاء وتكون المعرفة. ويصف ابن طفيل الحالة الإشراقية التي اعترته وهو يتأمل في هذا السؤال بقوله: "وانتهى بي هذا السؤال إلى مبلغ من الغربة بحيث لا يصفه إنسان ولا يقوم له بيان غير أن تلك الحال لما لها من البهجة والسرور واللذة والحبور، لا يستطيع من وصل إليها وانتهى إلى حد من حدودها أن يكتم أمرها أو يخفي سرها، بل يعتريه من الطرب والنشاط والمرح والانبساط ما يحمله على البوح بها مجملة دون تفصيل، وإن كان ممن لم تحذقه العلوم قال فيها بغير تحصيل".
بين "حي بن يقظان" و"روبنسون كروزو":
يقابل الأدباء والمفكرون غالباً بين قصة "دانييل ديفو" Daniel De Foe المعروفة "روبنسون كروزو" " Robenson Grousoe" وقصة ابن طفيل في "حي بن يقظان", ويعتقد كثيرون أن دانييل ديفو قد اقتبس ومض قصته هذه من صلب التصورات العبقرية التي جاءت في قصة "حي بن يقظان". فـ"روبنسون كروزو" عاش كما هو حال حي منفرداً وحيداً في جزيرة، لكنه وصل إليها بعد أن تحطمت سفينته على صخور الجزيرة، حيث يستطيع الوصول إلى شاطئ الجزيرة عوماً بعد أن أعياه الجهد وأسقطه التعب نائماً مرهقاً من شدة الإعياء. وعندما أفاق "روبنسون كروزو" من غيبوبته صعد إلى تل قريب مستكشفاً حوله في مطلب للأمن من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/267)
الحيوانات المفترسة والمخاطر المحتملة التي قد تهدد حياته. وبعد أن يشعر بتوفر الأمن يتابع "روبنسون كروزو" البحث عن أولويات الوجود من مأوى ومن طعام. فهاهو يعود عوماً إلى حيث سفينته الغارقة، ليأخذ منها مايمكن أن يحتاج إليه، وينقله إلى الجزيرة .. وهي تسلط الضوء على الفرد حين يعيش وحده في عزلة , وهاهو "روبنسون كروزو" يحفر على شجرة تاريخ وصوله، وصنع لنفسه "أجندة" حتى لا تكرّ الأيام وتمرّ دون أن يدري بها. ونحن هنا كما هو جلي وواضح أمام شخص له تجارب شخصية، بالغة الأهمية فقد وصل الجزيرة كبيراً، ولم يولد عليها كما حدث مع "حي بن يقظان".
الجانب الفلسفي في قصة حي بن يقظان:
يستخدم ابن طفيل الرموز والأساطير في قصته الأدبية "حي بن يقظان" وهو يضع فرضيتين رمزيتين لأصل "حي بن يقظان" وولادته واستقراره في جزيرة من جزر الهند.
في الافتراض الأول: يرى ابن طفيل أن حي توّلد من الطين بلا أم ولا أب، وفي الافتراض الثاني: يرى أن حي هو طفل غير شرعي لأبوين في جزيرة قريبة تزوجا دون علم الملك فوضعا حي عند ولادته في قارب صغير استقر على ضفاف الجزيرة؛ فتلقفته غزالة كانت قد فقدت وليدها فأغدقت عليه عطفها وحنانها وتعهدته بعنايتها حتى استقام له الأمر وشب عن الطوق.
ويمضي ابن طفيل مع الافتراض الثاني، حيث عاش حي وترعرع في الجزيرة بين الطيور والحيوانات وبدأ يكتشف نفسه والعالم الذي حوله عن طريق التأمل والتفكير، وسرعان ما بدأ يطرح الأسئلة الفلسفية الكبرى التي تتعلق بالمعقولات وبأصل الوجود، وفي غمرة تأملاته العقلية واستغراقه الكامل في النظر والتفكير لاح له العالم الروحاني بصوره التي لا تدرك بالحس بل تقبل ذلك بالنظر العقلي والحدس واستطاع حي بمحض فطرته وصدق طويته اكتشاف العلاقة بين العلة والمعلول والفاعل والمفعول بين الوجود وواجب الوجود وبرهن على أن الكون واحد في الحقيقة وأن هذه الوحدة ناجمة عن وحدة الخالق ووحدة التكوين. وبدأ عقله ينقدح تساؤلاً في ماهية الخلق والخالق وقدم الخلق وحدثانه وراح يتساءل هل هو شيء حدث بعد أن لم يكن أم أنه خرج إلى الوجود بعد العدم؟ أم أنه أمر كان موجوداً ولم يسبقه العدم؟ وقد تبين له بالحجة العقلية الدامغة أن لكل حركة محرّك ولكل مخلوق خالق وأن الخالق هو رب العزة خالق الخلق وباعث الرزق وهو الله رب العالمين سبحانه وتعالى جل جلاله وعزّ كماله.
واكتشف بعين العقل وحكمة النظر أن الخالق روح مطلق ونور محض خالص لا بل هو نور لا كالأنوار إذ هو بريء عن المادة منزه عن الصور عظيم بقدرته. وذهب به التأمل وأخذته الفطنة الربانية إلى القول بحدوث العالم بعد أن لم يكن وأن الله أخرجه إلى الوجود وأنه هو القديم الأزل الذي لم يزل.
وهذا يعني أن ابن طفيل قد اكتشف عظمة الخالق ووحدانيته وعظمته وقدمه وحدوث العالم وصيرورة الوجود ونزهة الباري عز وجلّ عن الصورة والصور ووحده ونزهه دون أن يلجأ في ذلك إلى معرفة سابقة وكان تنزيه الباري والكشف عن طبيعة خلقه بمحض التفكير والتأمل والعقل الذي وهبه الله سبحانه وتعالى للإنسان. فالعقل يكتشف الحقيقة منفرداً وتصفو له المعقولات بعيداً عن النص والرسائل والوحي.
وهذا يعني أن الله وهب الإنسان عقلاً وأن عقل الإنسان قادر على الكشف وألا تناقض هنا مابين الحقيقة الدينية والحقيقة الإيمانية وأن الدين والعقل يتكاملان في الكشف عن الله وعن خلق الوجود, وهنا يريد ابن طفيل أن يعيد الاعتبار للفلسفة والعقل في لجة الصراع بين العقل والنقل والفلسفة والدين. وبعبارة أخرى يريد المصالحة بين الدين والفلسفة والعقل والإيمان ويريد أن يحقق التوافق بينهما في ردّ مستتر يتسم بعبقرية الإجابة عن سؤال العقل والإيمان- هذا في نظر الكاتب -
وعندما بلغ "حي بن يقظان" الخمسين من العمر يأتي إلى الجزيرة رجلان، هما: آسال وسلامان، وهما من أهل ملة الإيمان، فأما الأول فهو من أهل الباطن، وأما الثاني فمن أهل الظاهر، وقد حدث أبسال "حي بن يقظان" عن العلم والشريعة، بعد أن علمه الكلام، فوجد (حي) في الشريعة ما اهتدى إليه بالفطرة، بعد نقاش فلسفي شامل وعميق، وهكذا حقق ابن طفيل هذه المصالحة التي كان ينشدها في الأصل بين الفلسفة والدين، وبين العقل والنقل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/268)
حظيت قصة ابن طفيل باهتمام كبير في أوروبا والعالم، وتقاطرت عليها الدراسات الفلسفية والتربوية والأدبية، ولطالما بحث الدارسون عن وجوه الشبه بينها وبين مثيلاتها من القصص الفلسفية الأوروبية، وقد بينت هذه الدراسات النقدية أن الأحداث الدرامية في قصة حي موجهة بوضوح تام لخدمة هدف فلسفي شُغل به العصر الذي عاش فيه ابن طفيل، إذ لم يكن ابن طفيل قادراً في قصته هذه على التحرر من سلطة مذهبه الفلسفي لأنه يعرف الهدف الذي يمضي إليه ويدرك الحقيقة الفلسفية التي يسعى إليها. وهو من أجل التوفيق بين ينبوعي المعرفة المتمثلين في الفلسفة والوحي.
يستقدم في قصته رجلين من خارج الجزيرة هما آسال وسلامان حيث يمثل أحدهما رمزاً للتعمق الروحي الغواص على المعاني، وثانيهما رمزاً للمذهب الظاهري الذي لا يحب التأويل، وأراد بالحوار الذي يجري بين هذا الثالوث المختلف في النزعة والاتجاه أن يحقق هذه المصالحة بين الفلسفة العقلية وبين النصوص الدينية، ويتضح أن ابن طفيل كان في دائرة هذه العلاقة يعلي من شأن الفيلسوف المؤمن لأنه يستطيع دون توسط النص أن يصل إلى غايته في فهم الكون وإدراك أسراره الخفية. فبعد حوار معمق بين حي وآسال وسلامان يكتشف الجميع أنهم يمتلكون حقيقية واحدة في فهم الكون ويدركون سر الأسرار متمثلاً في توحيد الذات الإلهية العليا إدراكاً للذات ومعرفة بالصفات.
المرحلة الأولى حي والظبية:
يروي ابن طفيل هذه العلاقة الكونية بين حي وبين الغزالة التي فقدت وليدها فتعهدته بالرعاية. فهي أي الغزالة تقدم له الغذاء وترضعه وتعنى به كأم حقيقية. لقد ألف الظبية وألفته، أحبته الظبية وأحبها وتعلق بها فإن هي غابت اشتد بكاؤه وإن هي حضرت ضج المكان بمناغاته وفرحه. وإن هي سمعته طارت إليه ولامسته ومن حليبها أعطته. وهنا يفترض ابن طفيل أن الجزيرة خالية من السباع والضباع والوحوش الكاسرة.
وعندما يبلغ الطفل الحولين من العمر في هذه المرحلة يتعلم حي عن طريق التقليد والمحاكاة للطيور والحيوانات الأخرى، وتظهر لديه الانفعالات الأولى مثل: الخوف والاستغاثة والقبول والرفض. وكان له ذلك بمساعدة الظبية التي وفرت له أصوات الحيوانات المعبرة عن نقل الانفعالات مثل الاستصراخ والاستئلاف والاستدعاء والاستدفاع". ومع أن حي لم يبلغ العامين من عمره إلا أنه في هذه المرحلة أصبح مهيأ للحياة ومستعداً لها.
المرحلة الثانية:
وتمتد هذه المرحلة من السنتين حتى السابعة من العمر. وفي هذه المرحلة يبدأ حي يتجاوز مناحي ضعفه وقصوره ويصبح قادراً على أداء بعض الأدوار الضرورية للحفاظ على وجوده واستمرارية حياته. وفي هذه المرحلة يتمكن حي من استخدام الملاحظة والمقارنة والمشاهدة والتأمل. وبدأ يفهم معنى وحدة الذات والهوية وانفصاله عن الآخرين ويكتشف الفروق بين الكائنات الحية التي تحيط به. وبدأت أيضاً في هذه المرحلة تظهر لديه بعض العواطف السلبية والإيجابية تجاه الأشياء.
المرحلة الثالثة:
وتبدأ هذه المرحلة من السابعة حتى الحادية والعشرين من العمر، وهي من أطول مراحل النمو عند حي وهي بالتالي تشكل نوعاً من الاستمرارية المؤسسة على المرحلة السابقة والتي تؤسس لمرحلة لاحقة. ففي مستوى الجسد استطاع حي أن يدرك التكامل القائم بين الروح والجسد وبدأ يفهم ماهية كل منهما. فالروح كما يدركها هي أسمى من الجسد , والجسد آلة الروح ومسكنها. وتبلغ معرفة حي عن العلاقة بين الجسد والروح غايتها القصوى ويتفهم وظائف الأعضاء وطبيعتها.
وفي المستوى العاطفي تتمحور عواطف حي ونوازعه الانفعالية نحو الظبية التي منحته الحياة. وقد تعلم من الغراب عملية الدفن دفن الجثث الميتة ومواراتها في التراب. وقد فعل ذلك عندما ماتت أمه الظبية ولكن حبه بقي وجداً روحياً شمل جميع الظباء في الغابة لأنه كان يرى صورة أمه في جميع الظباء. وذلك هو الحب الروحي الذي يعم ويسمو ويأخذ انطلاقته الرمزية. وفي المستوى العقلي نجد أن حي يحقق تقدماً لا يستهان به في مجال التفكير والتأمل والنظر في قضايا الكون والوجود والحياة. واستطاع في هذه المرحلة أن يكتشف علاقات كثيرة أهمها:
ـ الكشف عن العلاقات بين أشياء متنافرة ومتضادة مثل علاقة الروح بالجسد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/269)
ـ عرف أن الإدراك يتم عن طريق الحواس وأن تعطل حاسة ما يؤدي إلى تعطل وظيفتها الإدراكية.
ـ إدراك طبيعة الحركة من الأعلى إلى الأسفل ومن الأسفل إلى الأعلى. كما أدرك خصائص المادة الهندسية التي تتعلق بالعمق والطول والعرض والارتفاع.
ـ الكشف عن خصائص المادة وأصولها التي تعود إلى الماء والهواء والتراب والنار.
ـ الكشف عن مبدأ العلية والسببية بين المظاهر الطبيعية.
المرحلة الرابعة:
وتبدأ من الحادي والعشرين حتى الثامن والعشرين من عمر حي.
تأخذ هذه المرحلة مشروعيتها من المرحلة السابقة وتمثل استمراراً لها. وفي هذه المرحلة يفكر حي بالموضوعات السماوية أي في الأفلاك والأجرام والنجوم ثم في قضايا العالم في أصل العالم وفي قدمه وحدوثه والعلاقة بين المادة والصورة والبحث عن مبدأ العلّية. وفي هذه المرحلة يدرك بأن تحرر الإنسان من ثقل المادة وشهوات الجسد يمكنه من تحقيق التواصل مع الكليات ومعرفة المعقولات وبالتالي تحقيق السعادة الكلية. وهذا يعني أن حي قد بلغ أقصى درجات المعرفة.
المرحلة الخامسة:
وهي المرحلة التي تقع بين الثامنة والعشرين والخمسين من العمر.
يبلغ حي من النضج العقلي مبلغاً عظيماً ويصل إلى السعادة الكبرى. وسبيله إلى هذه السعادة التحرر من ربقات الجسد ومن الرغبات والشهوات واعتماد الرياضة الفكرية. وهنا يصبح حي صوفياً إشراقياً يتحد مع الكون الأعظم ويدرك معنى الألوهية ويوحد الله عزَّ وجلَّ وينزهه. وفي هذه المرحلة يلتقي بآسال وسلامان ويدور ما يدور بينهم من جدل حول الحقيقة والغايات الكونية المطلقة، ويعرف الثلاثة أن ما يكتسب بالوحي يمكن أن يكتسب بالعقل وأنه ليس هناك من تعارض بين الدين والفلسفة في اقتفاء الحقيقية والوصول إلى غاية الكشف الكلية.
وعلى الرغم من عودة آسال وحي إلى المدينة لهداية المجتمع ولكنهما يمنيان بالفشل ويعترفان بصعوبة تنوير الناس بالحقائق الكلية وتخليصهم من عذابهم الأبدي فعادا مهزومين مدحورين إلى الجزيرة أملاً بالخلاص وعزفاً عن الدنيا وتوحدا بالمعرفة اتحاداً مع الحقيقية وإيماناً بالله المنزه عن المادة والصفات. وهذا يعني العودة إلى الطبيعة حيث الصفاء والنقاء والانقطاع إلى عبادة الله عز وجل جلاله
منهج ابن طفيل التربوي:
يؤكد ابن طفيل على أهمية الاستعدادات العقلية والانفعالية عند الإنسان. فالإنسان يمتلك قابلية التعلم والإدراك بالفطرة السليمة وعلى هذا الأساس تمكن حي من إدراك المحسوسات والمعقولات إدراكاً يتصف بالتمام والكمال. لأن عقل حي كان مهيأ باستعداد فطري للكشف عن طبيعة الحقائق والعلاقة الجوهرية بين الأشياء: بين الخالق والمخلوق، بين الجسد والروح، بين المتشابهات والمتناقضات، وبين القضايا المتقابلة والمتعاكسة. ومع ذلك كله فإن هذه المعرفة لا تحدث بصورة عفوية كيفما اتفق بل تحدث عبر منهجية عرفانية ترتبط بالعمر والخبرة والتجربة والبيئة. فالطبيعة عامل كشف وإلهام وهي التي تصقل الفطرة وتنمي فيها انقداحات المعرفة وبفضل التجربة الطبيعية لحي تمكن من الكشف عن ماهية الأشياء وطبيعة المعقولات. ويبين ابن طفيل المنهجية التي يعتمدها حي في كشفه وفي إشراقاته العقلية. ويتكون هذا المنهج العرفاني من الخطوات التالية:
أولاً ـ الانتقال من البسيط إلى المركب في معرفة الكائنات والمخلوقات والأشياء. إذ كان حي ينتقل في عملية المعرفة ومن السهل إلى الصعب ومن البسيط إلى المركب.
ثانياً ـ الانتقال من الظاهر المحسوس إلى الباطن. وتلك هي حالة حي عندما ماتت الظبية حيث كان يبحث في ظاهر الأمر، فلم يعرف سبباً لموتها ولكنه افترض غياب الروح فيها وهي كينونة لا تشاهد بالعين المجردة ولو كانت كذلك لشاهدها.
ثالثاً ـ الانتقال من المحسوس إلى المعقول وهذا يشمل إدراك حي لمبدأ السببية والعليّة ومبدأ الوحدة والكثرة ثم ماهية الأشياء ومكنوناتها.
رابعاً ـ الانتقال من الجزئي إلى الكلي ومن الخاص إلى العام وهذا يدل على المعرفة الاستقرائية التي ينتقل فيها الإنسان من الملاحظات الجزئية إلى القانون العام الذي يشملها.
التربية الطبيعية عند ابن طفيل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/270)
يشكل مذهب ابن طفيل في "حي بن يقظان" ينبوعاً للفكر الطبيعي في الفلسفة والتربية، ويعد علاّمة التربية الطبيعية وربان المذاهب الطبيعية المختلفة ا لتي شهدتها أوروبا في القرن الثامن عشر على يد المفكر الفرنسي جان جاك روسو في كتابه إميل. ويقرّ كثير من النقاد بأن روسو كان قد نهل من معين الفكر الطبيعي عند ابن طفيل وأنه قد قرأ بتمعن كبير قصة "حي بن يقظان" واطلع على مضامينها واستفاد منها في تشكيل نظريته الطبيعية في التربية والسياسة. ففي كل منحى من مناحي فكر ابن طفيل تطالعنا الطبيعة بجمال تكوينها طاقة سامية خلاقة تمكن حي من الوصول إلى أقصى غايته وأنبل طموحاته الإنسانية بوصفه مفكراً أنسياً عاقلاً وحكيماً.
لقد تلقفته الطبيعة في المهد ووفرت له ما يناسبه من الحنان والرعاية عبر الجزيرة والظبية والطيور والأشجار والثمار. فأيقظت فيه هذه الطبيعة حب التأمل والتفكير فولدت فيه فضول العارفين وانطلقت به إلى الحلم الكبير لإدراك الصوفي الإشراقي للعالم والكون.
فالتربية يجب أن تكون طبيعية لأن ابن طفيل عاش في أحضان الطبيعة وتغذى من عطائها وتعلم منها فن التفكير والحياة والعمل والتأمل والنظر والبحث عن ماهية الأشياء. ويلاحظ في هذا السياق أن ابن طفيل يؤكد في نسق تصوراته أن الطبيعة كافية بذاتها لتربية الإنسان وقادرة على أن تأخذ به إلى أكثر معالم الرشد والمعرفة الإنسانية تقدماً.
ويعتقد ابن طفيل مرة أخرى أن الطبيعة خيرة لا شر فيها، وليس ثمة نزع شر أصيل في النفس الإنسانية. كان حي خيراً بفطرته وكانت الطبيعة حاضنه الذي ينضح بكل الخير وبين لقاء الطبيعة والطبيعية (بين طبيعة حي وطبيعة الجزيرة) امتلك حي زمام نفسه نحو الخير المطلق. فالعلاقة هي جدل طبيعي بين الخير الذي يتأصل في كل طبيعة. وتلك هي الطبيعة الأم التي يلجأ إليها الإنسان عندما يحاصره الفساد والظلم والقهر في المجتمع. وكأن ابن طفيل كان يرى في الطبيعة ملاذاً ومنهجاً يمكّن الإنسان من العودة إلى أصالته الخيرة والتحرر من أثقال المجتمع التي تنذر بالفساد.
وباختصار فإن "حي بن يقظان" يرسم في كتابه هذا ملامح نظرية طبيعية في التربية متعددة الاتجاهات بعيدة الغايات تحمل في ذاتها نسقاً يفيض بتصورات فلسفية وإنسانية تتميز بطابع الشمول والأصالة.
من مقال للدكتور علي أسعد جريدة الأسبوع الأدبي عدد (893) بتصرف يسير
النقد لهذه القصة
1 - أولا لا بد من التنبيه أن القصة كما ذكر غير واحد من المؤرخين أنها للفيلسوف ابن سينا.
وابن سينا أحد فلاسفة الإسلام المتهمين بالزندقة والإلحاد
قال ابن قيم الجوزية: (وكان ابن سينا - كما أخبر عن نفسه - هو وأبوه، من أهل دعوة الحاكم، من القرامطة الباطنيين)، وقال ابن تيمية (تكلم ابن سينا في أشياء من الإلهيات، والنبويات، والمعاد، والشرائع، لم يتكلم بها سلفه، ولا وصلت إليها عقولهم، ولا بلغتها علومهم؛ فإنه استفادها من المسلمين، وإن كان إنما يأخذ عن الملاحدة المنتسبين إلى الإسلام كالإسماعيلية؛ وكان أهل بيته من أهل دعوتهم من أتباع الحاكم العبيدي الذي كان هو وأهل بيته معروفين عند المسلمين بالإلحاد)
وقد ذكر غير واحد في ترجمة ابن سينا أن من كتبه " حي بن يقظان " كما ذكر ذلك الزركلي في الأعلام وقام بشرحها عدة من أعيان الفلاسفة.
وقد كتب كذلك على منوالها عدة من فلاسفة كما فعل علي بن أبي الحزم القرشي وسماها " فاضل بن ناطق " كما في الأعلام للزركلي (4|271) وكذلك للسهرودي المتهم بالزندقة والإلحاد رسالة على هذه القصة كما في وفيات الأعيان (6|269)
ولا شك أن تتابع هؤلاء الفلاسفة على هذه القصة الفلسفية بالشرح أو التأليف له مغزى وهدف.
ومما يؤكد الصلة بين رسالة ابن الطفيل ورسالة ابن سينا ما قاله الأستاذ إبراهيم عبد الله " الشخصيتان المعينتان ل "حي" بن طفيل، على اكتشاف الدين والمجتمع؛ آسال وسالمان فاقتبسهما ابن طفيل من قصة نوه بها ابن سينا في القسم الأخير من سفره "الإشارات والتنبيهات"، وأومأ إلى أنها من الرموز التي تحمل معاني جديرة بالتأمل ... إن العناصر التي نعتبر أن ابن طفيل استلهمها من فلسفة ابن سينا، وخاصة من رسالتي "حي ابن يقظان" و"آسال وسلامان" السينويتين، باعتبارهما تضمان كثيرا من هذه العناصر السينوية، التي هي من أسرار هذه الحكمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/271)
المشرقية التي نوه بها ابن طفيل في بداية رسالته الفلسفة، هي: القول بالتولد الذاتي، وجوهرية النفس، والقول بـ"ألوهية" الأجرام السماوية، والقول بالمجاهدة، والقول بالحياة بعد الموت، وهي عناصر تخترق النص الفلسفي وتشكل لحمته الأساسية.
الأستاذ إبراهيم بن عبدالله في مقاله " معالم من التجربة الفلسفية لابن الطفيل
انظر مجلة التاريخ العربي (1|13395)
2 - مؤلف هذه القصة الفلسفية هو ابن طفيل:
محمد بن عبد الملك بن محمد بن طفيل القيسي الأندلسي. ولد بمدينة (وادي آش) قرب غرناطة. درس الفلسفة والطب في غرناطة. أعظم فلاسفة الأندلس ورياضيها وأطبائها. تولى منصب الوزارة ومنصب الطبيب الخاص للسلطان أبي يعقوب يوسف أمير الموحدين، وكانت له حظوة عظيمة عنده. وكان معاصرا لابن رشد وصديقا له. لم يصل إلينا من كتبه سوى قصة (حي بن يقظان) أو (أسرار الحكمة الإشراقية) وقد ترجم إلى عدة لغات أجنبية
وقد اتهم ابن الطفيل بالزندقة والإلحاد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا في الجملة قول المتفلسفة والباطنية كالملاحدة الإسماعيلية وأصحاب رسائل إخوان الصفاء والفارابي و ابن سينا والسهروردي المقتول وابن رشد الحفيد وملاحدة الصوفية الخارجين عن طريقة المشايخ المتقدمين من أهل الكتاب والسنة ابن عربي و ابن سبعين و ابن الطفيل صاحب رسالة حي بن يقظان وخلق كثير غير هؤلاء.
درء التعارض (1|9) وانظر العقيدة الأصفهانية (173)
3 - نرى في القصة الضرب كثيرا على مسألة العقل الذي يدندن حولها كثيرا الفلاسفة , ولذلك لاقت قصة حى بن يقظان هذه رواجا عظيما بين المفكرين والعقلانيين , ولا يزال كثير من هؤلاء يعتبر هذه القصة الفيصل في قضية العقل ولا يزالون يؤمنون بأن العقل موهبة طبيعية تنمو من تلقاء نفسها سواء عاش الإنسان في مجتمع أم عاش منذ ولادته وحيدا منعزلا.
وهذا مخالف لكثير من الأبحاث العلمية الحديثة التي تكاد تجمع على خطأ هذا الرأي , حيث ثبت اليوم أن العقل البشرى صنيعة من صنائع المجتمع وهو لا ينمو أو ينضج إلا في زحمة الاتصال الاجتماعي.
4 - يعرض ابن الطفيل في قصته أن عقل هذا الإنسان استطاع أن يفكر ويستنتج حتى توصل بتفكيره المجرد إلى كثير من الحقائق الكونية التي توصل إليها الفلاسفة العظام من قبل وهذا العقل البشري ينمو من تلقاء ذاته ولا حاجة به إلى التعلم أو التلقين.
5 - هذه القصة الفلسفية سلك فيها مؤلفها مسلك من مسالك الباطنية وهو التعبير بالرمز عن الحقائق التي يخفونها
فهذا أبو حامد الغزالي يذكر في كتاب " ميزان العمل " أن الآراء ثلاثة أقسام:
أولا: رأي يشارك فيه الجمهور فيما هم عليه.
ثانيا:: ورأي يكون بحسب ما يخاطب به كل سائل و مسترشد.
ثالثا: رأي يكون بين الإنسان ونفسه لا يطلع عليه إلا من هو شريكه في اعتقاده.
والرمز عبارة عن التكلم بلغتين متقابلتين: أي من جهة الصورة العامة و التعابير، تكون المعاني الواضحة و المدركة من طرف الجميع هي المعاني التي تصادق عليها العامة، أما المعاني الضمنية و المرمزة فتحمل بين طياتها مقاصد المفكر و مراميه , و يمكن التعبير عن فاعلية هذه الطريقة بعملية " تحقين "، أو على أنه مدح في الظاهر قدح في الباطن.
وقد سلك ابن الطفيل في قصته تلك هذا المسلك فعبر في هذه القصة برموز وألفاظ باطنها السلامة والرحمة وباطنها العذاب والكفر.
يقول إبراهيم عبدالله: لقد اختار ابن طفيل لبطل قصته اسم "حي بن يقظان"، و"الحي هو الدارك وهو "المتحرك من ذاته بحركات محدودة نحو أغراض وأفعال محدودة تتولد عنها أفعال محدودة "واليقظان" هو المستعمل للحواس"، فجمع له بين الإدراك العقلي وبين الممارسة العلمية الخاضعة للتدبير.
وهكذا أدرك "حي" باشتغاله المضمي بحواسه، وبتفتحه الفكري الناتج عن فطرته الفائقة معرفة نظرية وعلمية كاملة، وتحرك بالفعل ذاتي واع، وبتدبير كبير - مشدوها بلغز هذا الوجود - لبلوغ الكمال الميتافيزيقي.
فـ "حي" إذن يرمز عند ابن طفيل لأدوات المعرفة في تحررها وتفتحها وتألقها وشوقها إلى المعرفة التي ترمي بالذات من خلال أفعال محدودة في أتون المطلق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/272)
أما "آسال" ابن طفيل فيرمز "للعقل الديني" الذي يترقى في المعرفة مكسرا طوق التقليد متجاوزا ظواهر النصوص، كلفا بالتأمل والغوص على المعاني، محبا للعزلة المعنية على ذلك حتى يصل بمساعدة "حي" إلى درجة الاتصال.
إن هذا العقل، بمواصفاته التي حرص ابن طفيل على التشديد عليها، هو وحده القادر على التجاوب مع "العقل الفلسفي" الذي يمثله "حي بن يقظان". ولذلك سيجسد ابن طفيل من خلال لقاء "آسال" "بحي"، واطمئنان بعضهما لبعض، وتبادلهما لتجاريهما، إخاء "الفلسفة" والشريعة، و"المحبة الطبيعية" التي تحدث عنها ابن رشد في "فصل المقال"، ولا يخفى أن هناك قرابة واضحة بين "الآسلين"؛ "آسال" ابن سينا وآسال ابن طفيل، وإن لم يكن بينهما تطابق تام؛ فكلاهما ترقى في مراقي المعرفة، حتى بلغ درجة من الكمال.
أما "سلامان" ابن طفيل فرمز "للعقل الديني"، والوقاف عند الظواهر،
المحب للاجتماع الإنساني والحريص عليه، العقل غير مؤهل - عادة - لفهم
"الحكمة" والتجاوب معها. وقد أسند ابن طفيل لسالمان نفس الوظيفة التي أسندها
ابن سينا لسميه، فكلاهما "ملك"، وإن كانت الأدوار التي قام بها كل منهما
منسجمة مع السياق الفلسفي - الأدبي للقصة-.
مجلة التاريخ العربي (13399)
الرمزية في قصة: "حي بن يقظان "
يؤكد ابن طفيل، على أن قصته مصطبغة برمزية مقصودة، فهو يقول في الفقرة الأخيرة من الكتاب: و لم نخل مع ذلك، ما أودعناه هذه الأوراق اليسيرة، من الأسرار، عن جانب حجاب رقيق و سر لطيف ينهتك سريعا لمن هو أهله، ويتكاثف لمن لايستحق تجاوزه.
وقد أجمل بعض الباحثين هذه الرمزية في النقاط التالية:
أ ـ ورود القصة في شكل رسالة: من شأنه أن يقرب الصلة بين القارئ و الكاتب، و من شأنه أيضا، أن يعطي للقصة مدلولا إخباريا له وقعه في نفسية السامع أو القارئ، إذ أنه سيضفي على الأحداث من الواقعية و الحركية مما سيشعر القارئ بأنه طرف لا غنى عنه في كل ذلك.
ب ـ ورودها في شكل قصة: يمكّن الكاتب من تصوير الأحداث و تحريك الصور في المخيلة و تخلصه من الأسلوب السردي الممل، بافتعال واقع خيالي لتطوير الأحداث مليء بعناصر التشويق. وهذه طريقة لافتكاك شرعية الدخول إلى قلب القارئ، و بالتالي زرع الطمأنينة فيه و التحكم في اعتقاده.
ج ـ التقديم للقصة: يهيئ القارئ و يؤطر تفكيره، فيوجهه نحو وجهة واحدة يختارها له الكاتب، و يخلصه بالتالي من الأحكام و الظنون المسبقة. و كما أنه يسعى إلى إفراغ العقل من هذه الأحكام، فإنه في المقابل يضع فيه بعض التقييمات والآراء الأولية و المباشرة، حتى يظن القارئ (غير المرغوب فيه) أن ما أورده الكاتب في القصة من مقاصد هو نفس ما أشار إليه في التقديم.
د ـ الازدواجية في رواية التولد: هي دليل على اتباع أسلوب ثنائي في ازدواجية المعنى الذي سيعتمده ابن طفيل. و نلاحظ أن هذه الثنائية تغطي كافة القصة: (السن سنان: عمر جسمي و عمر عقلي، و المقصود هو العمر العقلي ـ الحقيقة حقيقتان: الأولى يمثلها حي بن يقظان، و الثانية يمثلها آسال، و الحقيقة التي يمثلها حي هي المقصودة ـ الباطل باطلان: الباطل الذي عليه الجمهور و الباطل الذي عليه سلمان، والمقصود هو الباطل الذي عليه سلمان، ممثل الفقهاء ـ و القصة على نحوين: نظري و عملي، و المقصود هو القسم النظري ـ و الإنسان على قسمين: كامل و ناقص، و المقصود هو الإنسان الكامل ... الخ).
هـ ـ التدخلات المباشرة للكاتب (في ثنايا القصة): و تفيد استدراكات منه لتغطية الغرض الأصلي، و هذا التدخل إما أن يكون القصد منه الوصف و الإيضاح أو توجيه القارئ إلى معنى معين، أو الاعتذار، أو الجدال و الخصام، أو التموييه. والقصد من هذا الحضور في بعض المواقع هو إرهاب القارئ غير المرغوب فيه أو تضليله.
ز ـ اختيار مواضع الآيات القرآنية: و ذلك لتوظيفها في غرض ما، أو تسكينا و تهدئة للشعور الديني و بث الطمأنينة في المتدينين المتعصبين من القراء، و يدخل في هذا الباب أيضا، الدعاء و الجمل الاعتراضية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/273)
ح ـ التعلل بقصور اللغة و فقرها: و هذه الوسيلة ما هي سوى حيلة من الكاتب لتغطية أغراضه من ناحية و الاحتماء بإمكانية التأويل من ناحية أخرى، و إلا كيف تحصل الفكرة في الذهن واضحة جلية و لا يواتيها التعبير؟ سوى أن تكون هذه الفكرة مختلطة و باطلة، أو أن يتهرب الكاتب من الإفصاح المباشر عنها. لأن ما يعجز اللغة في الحقيقة هو ذلك الذي لم يتبينه الذهن و لا صفت معرفته في العقل (مثل العواطف و المشاعر لكونها حالات تخص الذات الفردية فلا يتأتى للإنسان التعبير عنها بكامل الصدق).
ط ـ تقابل آراء الكاتب في المسألة الواحدة: (كذم الفلاسفة و تبني آراءهم، و اتهام العقل بالقصور والاعتماد عليه و مدحه و تقديمه على كل ما سواه من الملكات، و تقديس الدين و تزكيته ثم انتقاد بعض ما جاء فيه ... الخ). فمن شأن هذه العملية أن تزرع التذبذب في عقل من يريد الوقوف على موقف واضح لابن طفيل بغرض الإيقاع به، لأن صادق النية سينتقي الحق من القصة ـ بعد بحث و غربلة و تمحيص ـ لذلك لا تهمه مواقف ابن طفيل ولا وجهة نظره و لا شخصه، و إنما سيهتم للحقيقة في حد ذاتها. و أما سيئ القصد فسيبحث عن مآخذ في سياق القصة يتهم بها الكاتب. فإذا ما كان القول مختلفا أو أنه يبدو متناقضا، فإن باب التأويل سيفتح عندئذ على مصرعيه. و سيجد الكاتب نجاته في ذلك.
ي ـ القول بتمايز الطبائع: و أن الذين تكتمل فيهم الرتبة الإنسانية هم أصحاب الحق الذي لا " جمجمة فيه "، أما الآخرون فعلى باطل و تنقصهم ملكة التمييز لقربهم من الحيوانية: و تكمن الغاية من هذه الطريقة في توظيف غرور الناس من ناحية، إذ من سيجرؤ على الاختلاف مع " الفلاسفة " و معارضتهم سيتهمه ابن طفيل بأنه من صنف الحيوانات غير الناطقة. و من ناحية أخرى بغرض التشفي من الخصوم بالطعن في مقدرتهم العقلية.
ك ـ القول بأن: "الغاية من كتابة القصة هو كشف السر ": ثم التصريح: "بأن القصة مغطاة بالأساليب الرمزية ": هو قول الغرض منه، تشويق القارئ من جهة، و من جهة أخرى حمله على أن يبذل مجهودا إضافيا لفهم مقاصد الكاتب منها و فيها.
ل ـ اعتذار ابن طفيل لإخوانه في الاعتقاد: يعتبر إقرار منه، بأن الكشف عن السر قد يعود عليه وعلى أمثاله بالضرر. وأنه كذلك قد يضر بالعامة التي هي ــ بحكم نقص في طبيعتها ــ غير مؤهلة لذلك. و في هذا الإقرار تأكيد على عناصر التشويق في القصة التي تحولت قراءتها إلى مغامرة خطيرة.
م ـ اختيار أسماء الأبطال: و ذلك للدلالة على شخصية كل بطل منهم و منزلته و رغم أن هذه الخاصية مضمرة في القصة، إلا أنه لايمكن لابن سيناء أن يطلق هذه الأسماء على أبطال قصته دون أن تحمل مدلولا ما، يقصده، ولا يمكن لابن طفيل، أن يستعمل هذه الأسماء دون أن يكون مطلعا على مقصد ابن سينا، أو دون أن يلبسها من المعاني ما يهدف بها إليه:
أ ــ " حي بن يقظان ": "حي " يقصد به: "العقل "، لأنه لا معنى للحياة الإنسانية عند المفكرين الإسلاميين سوى الإدراك، و عند تمام الإدراك العقلي البرهاني تكتمل الحياة. أما " ابن يقظان " فهو يرمز به إلى الأصل الذي انحدر منه العقل أو صدر عنه وهو " العقل الفعال "، الذي هو على علاقة بما يجري في العالم الأرضي، والساهر على تنظيم عالم الكون و الفساد، لذلك فهو بريء عن الغفلة أو الإغفاء، كما أنه في علاقة فيضية أبدية بالعقول السماوية و بالعقل الأول الذي هو في حضور دائم عند ذاته باستمرار. فبين العقل و الألوهية نسبة جوهرية.
ب ــ " آسال": هو أمر لفعل " سأل "، (بالتخفيف)، و قد يعني به ابن طفيل، ذلك الشخص الكثير السؤال والمولع بالبحث و المستكنه للأسرار، و السؤال هو نصف العلم ــ كما قيل ــ، لهذا كان " أسال " قريب من " حي" الذي يمتلك العلم كله.
ج ــ " سلامان ": مشتق من فعل " سلم "، وهو يوحي بالسلامة، و " سلامان " في القصة، يمثل شخصية رجل يؤثر الطمأنينة و الركون إلى الراحة و هدوء البال و الرغبة الجامحة في دعم دوام الحال و استقرار الأحوال، إذ هو من الأعيان و من المقربين من السلطان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/274)
د ــ " الظبية ": الإنسان يرجع إلى الحيوان كما يرجع النوع إلى الجنس، بل لا يختلف الإنسان عن الحيوان إلا بامتلاكه للحقيقة العقلية، لذلك نجد من المفكرين الإسلاميين من يحرم على نفسه أكل اللحوم، لاعتقاده هذا الاعتقاد، وتأثرا ببعض المذاهب الهندية. و ابن طفيل عندما يصنف المآكل المباحة لـ" حي " فإنه يضع لحم الحيوان في الدرجة الأخيرة، و لا يبيحها له إلا إذا عدم المأكل: "فإن عدم هذه فله أن يأخذ من الحيوان أو من بيضه، و الشرط عليه في الحيوان أن يأخذ من أكثره و جودا، و لا يستأصل منه نوعا بأسره " أليس في هذا القول، صياغة لقانون في الرفق بالحيوان؟
انظر "منتدى علم المنطق والكلام والفلسفة" بحث في الرمزية في قصة " حي بن يقظان "
6 - يلحظ في القصة التركيز على مسألة الطبيعة والاستقاء منها وهذا مذهب من مذاهب الفلاسفة بل قول الملاحدة الذين يجعلون أصل كل شيء الطبيعة.
يقول الأستاذ أنور أبو البندورة: كانت المعرفة بالصيغة التي سُميت علوماً طبيعية هي أول ما وصل إليه حي بن يقظان، وقد باشر بعلم الحيوان والطب إذ قام بتشريح الظبية وتعرف إلى أعضائها الداخلية عضواً عضواً ودقق في أوصافها ووظائفها، ومن ذلك ينتقل إلى النبات والمعادن وأصناف الحجارة والتربة والماء والبخار والدخان.
وبالنسبة إلى صفات الأجسام وخواصها نجد حياً يكتشف الأحجام في الأجسام، وإلى الحرارة والبرودة وتحولاتها ونحو ذلك من الاختلافات. ويبدو أن حياً اكتشف الجاذبية وأثرها على الأجسام من حيث ثقلها.
أما مسألة النشوء، فنراه في ولادة حي بن يقظان نفسه حيث يعرض ابن طفيل النشوء المرتجل لحي بن يقظان على أساس أنه عمل طبيعي يلتزم بمسألة النمو الطبيعي أي البيولوجي من خلال التغذية والحفاظ على صحة المولود.
والجدير بالذكر هنا أن المكان الذي ذكره ابن طفيل عن حدوث النشوء الطبيعي فيه جزيرة من جزر الهند تحت خط الاستواء هو نفسه الذي يشير إليه إنجلز في بحثه تحت عنوان: "دور العمل في تحول القرد إلى إنسان"!؟.
من مقال لأبي البندورة " الأبعاد الفلسفية في قصة " حي بن يقظان"
7 - في القصة إشارات إلى مذهب الحلول والاتحاد بعبارات خفية
وقد أشار شيخ الإسلام إلى ذلك قال رحمه الله: وأما التي يسميها علوم المكاشفة ويرمز إليها في الإحياء وغيره ففيها يستمد من كلام المتفلسفة وغيرهم كما في مشكاة الأنوار والمضنون به على غير أهله وغير ذلك وبسبب خلطه التصوف بالفلسفة كما خلط الأصول بالفلسفة صار ينسب إلى التصوف من ليس هو موافقا للمشائخ المقبولين الذين لهم في الأمة لسان صدق رضي الله تعالى عنهم بل يكون مباينا لهم في أصول الإيمان كالإيمان بالتوحيد والرسالة واليوم الآخر ويجعلون هذه مذاهب الصوفية كما يذكر ذلك ابن الطفيل صاحب رسالة حي بن يقظان وأبو الوليد ابن رشد الحفيد وصاحب خلع العلم وابن العربي صاحب الفتوحات وفصوص الحكم وابن سبعين وأمثال هؤلاء ممن يتظاهر بمذاهب مشايخ الصوفية وأهل الطريق وهو في التحقيق منافق زنديق ينتهي إلى القول بالحلول والاتحاد وأتباع القرامطة أهل الإلحاد ومذهب الإباحية الدافعين للأمر والنهي والوعد والوعيد ملاحظين لحقيقة القدر التي لا يفرق فيها بين الأنبياء والمرسلين وبين كل جبار عنيد وقائلين مع ذلك بنوع من الحقائق البدعية غير عارفين بالحقائق الدينية الشرعية ولا سالكين مسلك أولياء الله الذين هم بعد الأنبياء خير البرية فهم في نهاية تحققيهم يسقطون الأمر والنهي والطاعة والعبادة مشاقين للرسول متبعين غير سبيل المؤمنين ويفارقون سبيل أولياء الله المتقين إلى سبيل أولياء الشياطين ثم يقولون بالحلول والاتحاد وهو غاية الكفر ونهاية الإلحاد.
العقيدة الأصفهانية (173)
8 - التركيز على مسألة الوجد والتصوف وأن هناك حقائق وبواطن لا يصل إليها إلا أهل الحقيقة والباطن أما أهل الظاهر فلا.
ولذلك جاء في كتاب "حي بن يقظان" بيان حال أهل الظاهر: "لا يزدادون بالجدل إلا إصرارا، وأما الحكمة فلا سبيل لهم إليها"
وقد ذكر الأستاذ محمود قاسم أن الغاية التي قصد إليها ابن طفيل من رسالته هي "تمجيد المعرفة الصوفية وتقديمه لها على كل معرفة سواها"
مجلة التاريخ (13416) الحاشية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/275)
ويقول الأستاذ أبو البندورة: ونضيف أن ابن طفيل قد أراد من خلال تناوله عالم ما وراء الطبيعة كشف الوصول إلى "الحكمة المشرقية" التي ذكرها ابن سينا، كما أكد ذلك لبن طفيل نفسه في مطلع قصة حي بن يقظان، باعتبار أن الحكمة المشرقية على ما يبدو من رأيه هي قمة المعرفة الإنسانية.
ما وراء الطبيعة يتناول الوجود الطبيعي في ماهيته الأولى التي لم يتح للوجود الإنساني معاصرة أو مشاهدة نشوء هذه الماهية، ولم يكن للعقل البشري المجال للإحاطة بمدى هذه الماهية. ولتأريخ نشوء الوجود الطبيعي لا بد من اعتماد المقياس التقليدي ونعني به الزمن. وفي قصة حي بن يقظان لا يُجْزَمْ ما إذا كان الزمن سابقاً لوجود العالم أم لاحقاً به.
ونحن نرى أن المشكلة الأساسية في نظر ابن طفيل ليست هي اعتقاد حدوث العالم أو اعتقاد قدمه، وإنما هي فيما ينشأ عن كل من الاثنين، وهو يرى أنه سواء اعتقادنا قُدم العالم أو حدوثه، فإن النتائج عن ذلك واحد، وهو أن هذا العالم لا بد له من موجِد ومن محرك.
وعلى كل فإن نشوء وتحقق الوجود يمر عند ابن طفيل بمراحل ثلاث هي، وهذا يعني أن ابن طفيل قد ذهب مذهب أرسطو في ذلك:
- الهيولي: ومن المعروف أن الهيولي شبيهة بالعدم فهي خالية من الحياة مجردة من الماضي المادي وتنتفي منها الصورة.
- العناصر الأربعة: وهي الماء والهواء والتراب والنار، وهي المظاهر الطبيعية الأولى أو أولى مراتب الوجود، فقد تبين لحي أن جميع الأجسام التي في عالم الكون منها ما تتقوم حقيقتها بصورة واحدة زائدة على معنى الجسمية، وهذه هي العناصر الأربعة.
- الصور: ومنها تتقوم حقيقتها بأكثر من ذلك كالحيوان والنبات. فما كان قوام حقيقته بصور أقل، كانت أفعاله أقل، وبعده عن الحياة أكثر، فإن عدم الصورة محله لم يكن فيه إلى الحياة طريق، وصار في خال شبيهة بالعدم، وما كان قوام حقيقته بصور أكثر، كانت أفعاله أكثر، ودخوله في حال الحياة أبلغ. وإن كانت تلك الصور بحيث لا سبيل إلى مفارقتها لمادتها التي اختصت بها كانت الحياة حينئذ في غاية الظهور والدوام والقوة.
فالشيء العديم للصورة هو الهيولي والمادة، والمادة ولا شيء من الحياة فيها وهي شبيهة بالعدم، والشيء المتنوه بصورة واحدة هي العناصر الأربعة وهي أولى مراتب الوجود في عالم الكون ومنها تتركب الأشياء ذات الصور الكثيرة.
وهكذا كانت الطريق التي سلكها حي نحو الحكمة المشرقية تكشف عن أسرارها .. فما هي الحكمة المشرقية هذه؟
يذكر ابن طفيل في مطلع قصته أن الحكمة المشرقية المقصودة هي "التي ذكرها الشيخ الإمام الرئيس أبو علي ابن سينا". والحكمة المشرقية، عند ابن سينا، هي إدراك حقائق العالم من طرق الإرادة والعقل. وسبيل ذلك أن يقصد الإنسان إلى أن تتسع معرفته بالوجود ويعظم اختباره حتى يصبح له حدس قوي فيصرف حقائق العالم وعلل المظاهر المتعددة بأدنى تأمل. ويريد ابن سينا أن يفرق بين الحكمة المشرقية وبين التصوف حينما يقول وهو المعنى الذي يسميه الصوفية بالاتحاد. ومع أن ابن سينا ينسب هذا العلم إلى الإدراك العقلي، فإنه يعتقد أن العبادة الباطنة على الأخص وهي التأمل والاستغراق في تفهم حقائق العالم، كالعبادة الظاهرة من الصلاة والصيام، تساعد هذا الإدراك على أن يقوى. أما ثمرة هذا التفهم لمظاهر الوجود وحقائقه، ثم الاستعانة على ذلك بالعبادة الظاهرة والباطنة فهو الكشف أو المشاهدة. وهذا ما أشار إليه ابن طفيل.
وهكذا نرى بوضوح أن الحكمة المشرقية توافق التصوف المعتدل في النتيجة في الكشف والمشاهدة ولكنها تخالفه في الطريقة. إن الكشف في الحكمة المشرقية يأتي من طريق الإرادة والتفكير فإذن هو إدراك عقلي واضح. أما في التصوف فإن ما يُسمى كشفاً يأتي عن طريق إماتة الحواس وإنكار التفكير، فإذن هو صور تُنسَج في الخيال.
وعندما نتابع سيرة حي بن يقظان نجد أن حيّاً قد استطاع أن يحيط بكل شيء عن الوجود من أدنى الأجسام المادية وأصغرها إلى أرقى درجات الصور الروحانية عن طريق العقل الذي أعياه فأصبح متصوفاً، وعرف الله من خلال المشاهدة والكشف. أما كيف حصل على هذه النتيجة، فبوثوب العقل إلى نتيجة التأمل الذي خضع له العقل زمناً طويلاً قبل ذلك من غير شعور بأنه قد مر في مراحل طوال كثار قبل أن وثب إلى تلك النتيجة المعينة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/276)
وللوصول إلى هذه المعرفة لم يسلك حي سبيل التعلم، فهو لم يكن قد التقى بآسال، بل سلك سبيلاً آخر هو التصوف، وذلك باعتبار أن التصوف هو أسلوب من أساليب المعرفة، أو على حد شرح ومقارنة ر. أوتو R. Otto في كتابه Zur Wesendeutung west – Ostlich Mystik: Vergleich und Unters Cheindung ، حيث يُظهر أن المعرفة الإنسانية في نظر الصوفي ليست مقصورة على معطيات الحواس، كما يقول العقليون فإن هذا في نظر الصوفي تحديد لمدى النشاط الروحي عند الإنسان وتخطيط قاصر لميدان الحياة الروحية، لأن وراء كل هذه المعارف وفوقها نوعاً ثالثاً من المعرفة هو المعرفة الذوقية التي يصح أن نسميها المعرفة الإلهامية. إن العقل وحده يفشل في الوصول إلى الحقيقة المطلقة، إذ المطلق اللامتناهي لا يمكن إدراكه بإرادة لا تعرف المتناهي في الأشياء. والفيلسوف الميتافيزيقي على خطأ – كما يقول كانت – عندما يطبق مقولات العقل الخاضعة لهذا العالم على موضوعات ما بعد الطبيعة التي لا تخضع لهذا العالم، هو فشل ما بعد الطبيعة. ولكن كانت نفسه الذي أغلق باب المعرفة بمسائل ما بعد الطبيعة في وجه العقل النظري، فتح هذا الباب في وجه العقل العملي الذي يعمل عن طريق التجربة والإدراك الذوقي المباشر.
وهكذا سلك حي تلك الحال أو التجربة الروحية الخاصة التي يعيشها الصوفي ويدرك في وضوح تميزها واختلافها عن تجاربه الأخرى. وأداته القلب الذي يمكن أن نسميه مركز الوعي السامي أو الحاسة الكونية التي تختلف اختلافاً جوهرياً عن العقل من أية حاسة من الحواس البدنية.
فالقلب في فلسفة التصوف، رغماً عن اتصاله مع القلب الجسماني المعروف فإنه لا يتكون من لحم ودم، وإنما هو خاص بالعقليات لقدرته على إدراك كنه الأشياء، وإذا أضاءت جوانبه أنوار المعرفة والإيمان كان مصدراً للوحي والإلهام.
من مقال لأنور أبو البندورة " الأبعاد الفلسفية في قصة " حي بن يقظان"
9– القصة فيها إشارة إلى بيان النوع الإنساني من وجه نظر الفلاسفة وخصوصا في الثلث الأول من القصة؛ ففرض ميلاد حي بن يقظان من غير أب ولا أم هو التولد الذاتي الذي أشار إليه أرسطو في كتابه الحيوان ولو بمستوى معين , فقد نقل ابن رشد عن ابن سينا بأنه ممكن أن يتولد الإنسان من تراب كما يتولد الفأر – وإن كان يعتقده – لم يقله موافقة لأهل زمانه.
من مقال إبراهيم عبد الله. مجلة التاريخ العربي (13382)
10 - القصة وإن كان فيها إشارة إلى إثبات ربوبية الله والضرب على ذلك لكن لا يكفي هذا النوع من التوحيد
فقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أن صاحب القصة ممن يظن أن غاية التوحيد إثبات هذا النوع فقط من أنواع التوحيد
قال رحمه الله: وهذا الذي هو غاية ما عند هؤلاء من معارف الصوفية إذا تدبره من يعرف ما بعث الله به رسوله وما عليه شيوخ القوم - المؤمنون بالله ورسوله - المتبعون لكتاب والسنة تبين له أن ما ذكره في الكتاب بعد كمال تحقيقه لا يصير به الرجل مسلما فضلا عن أن يكون وليا لله وأولياء الله هم المؤمنون المتقون فإنه غايته هو الفناء في التوحيد الذي وصفه وهو توحيد غلاة الجهمية المتضمن نفي الصفات مع القول بقدم أفلاك وأن الرب موجب بالذات لا فاعل بمشيئتة ولا يعلم بالجزئيات ولو قدر أنه فناء في توحيد الربوبية المتضمن للإقرار بما بعث الله به رسوله من الأسماء والصفات لم يكن هذا التوحيد وحده موجبا لكون الرجل مسلما فضلا عن أن يكون عارفا وليا لله إذ كان هذا التوحيد يقر به المشركون عباد الأصنام فيقرون بأن الله خالق كل شيء وربه ومليكه وإنما يجعل الفناء في هذا التوحيد هو غاية العارفين صوفية هؤلاء الملاحدة كابن طفيل صاحب رسالة حي بن يقظان وأمثاله.
درء التعارض (3|126)
هذه بعض الإيماءات التي جمعتها عن هذه القصة الفلسفية التي انتشرت ولاقت رواجا عند كثير من المفكرين والدارسين , كشفت فيها شيئا – إن شاء الله – من حقيقة مغزاها ورموزها , والله الموفق والهادي للصواب.(45/277)
قواعد مشتركة في الأسماء والصفات
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[01 - 12 - 07, 03:15 ص]ـ
قواعد مشتركة في الأسماء والصفات
د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
القاعدة الأولى: أسماء الله كلها حسنى، وصفاته كلها كاملة، وله المثل الأعلى
أخبر سبحانه وتعالى بأن له الأسماء الحسنى، في ثلاثة مواضع: فقال سبحانه (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف180، (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى) طه: 8، (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى) الحشر24.
وأخبر الله عز وجل بأن له المثل الأعلى في السموات والأرض، في موضعين، فقال: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) النحل:60، وقال: (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الروم: 27
ومعنى أنها حسنى أي بلغت في الحسن غايته، لأن (حسنى) على وزن (فعلى) فهي من صيغ المبالغة، فمعنى ذلك أن كل اسم سمى الله تعالى به نفسه فله منه المثل الأعلى.
فإذا سمى نفسه سميعاً فله من السمع أعلاه.
وإذا سمى نفسه بصيراً فله من البصر أعلاه.
وإذا سمى نفسه قديراً فله من القدرة أعلاها.
فهو (السميع)، الذي وسع سمعه جميع الأصوات، كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (سبحان الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة تجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لفي جانب الدار يخفى عليَّ بعض كلامها، وقد سمعها الله من فوق سبعة أرفعة) [1]
وهو (البصير)، فله من البصر أعلاه، لا تخفى عليه خافية؛ فهو يرى دبيب النملة السوداء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء، لا تخفى عليه خافية.
وهو (الحي)، أي أن له الحياة الكاملة، فحياته سبحانه غير مسبوقة بعدم، لأنه الأول ولا يلحقها فناء، لأنه الآخر، بخلاف حياة الإنسان. الله حي، والعبد حي، ألم يقل الله عز وجل (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) الأنعام95، يونس31، الروم19 فسمى بعض مخلوقاته حيَّاً. أما حياة الآدمي فمسبوقة بعدم؛ قال الله عز وجل: (قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) مريم:9، ويلحقها الفناء، كما قال الله عز وجل: (قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ) غافر:11، وينادي الرب عز وجل يوم القيامة، بعد أن يطوي السموات بيمينه، ويقبض الأرضين، فيقول: (لمن الملك اليوم) فلا يجيبه أحد، فيجيب الجبار نفسه: (لله الواحد القهار)، وقال: (كل شيء هالك إلا وجهه) القصص:88.
وهو (العليم) له العلم المطلق بالكليات، والجزئيات، بالجملة، وبالتفاصيل. فعلمه سبحانه غير مسبوق بجهل، ولا يلحقه نسيان. والعبد أيضا عليم، كما وصف الله بعض عباده فقال: (وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ) الذاريات: 28. فسمى الله تعالى بعض عباده عليماً لكن شتان بين علم وعلم؛ علم الآدمي يسبقه جهل، كما قال الله: (وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً) النحل:78، يولد الإنسان في هذا الدنيا، وليس عنده من المعلومات ولا قدر ذرة، ذهنه فارغ تماماً. ثم قال: (وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). هذه منافذ التعلم، فيبدأ هذا الدماغ يسجل، ويخزن، كما جهاز الكومبيوتر، وتتسع مداركه، إلى أن يحصل على أعلى الرتب العلمية، والألقاب، ثم ماذا بعد ذلك: (وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً) الحج:5 وإذا بهذه المعلومات التي اجتمعت عبر عقود من الزمن، تضمحل، وتتلاشى، وتتحلل، ويعود هذا الإنسان، كيوم ولدته أمه! ربما لو قيل له: ما اسمك؟ لم يعرف اسمه! لأنه بلغ درجة الخرف. هذا علم الآدمي، أما علم الله عز وجل فغير مسبوق بجهل، ولا يلحقه نسيان. ثم إنه محيط بكل شيء. مهما تخصص الواحد منا، سيتخصص في جزئية، لكن علم الله عز وجل محيط بكل شيء، ولهذا قال الخضر لموسى، عليهما السلام، لما أرادا أن يركبا السفينة، (فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/278)
السَّفِينَةِ، فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ فِي الْبَحْر، ِ فَقَالَ الْخَضِرُ: يَا مُوسَى! مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِي الْبَحْرِ) صحيح البخاري - (ج 1 / ص 207). ومصداق ذلك في كتاب الله: (وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) الإسراء: 85
ثم إن هذا الحسن أيضا قد يتضاعف من جراء اقتران اسمين من أسماء الله الحسنى، فيعطي ذلك حسناً مضاعفاً. مثال ذلك: قال الله عز وجل (إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً) النساء149. فله سبحانه في العفو غايته، وله في القدرة غايتها، لكن ثمَّ حسن ناتج من اقتران الاسمين؛ وهو أن (العفو مع المقدرة) أعلى درجات العفو! فربما يوصف بعض الناس بأنه ذو عفو، لكن حين نبحث، ونفتش، نكتشف بأنه عاجز! فهو قد عفا عن غير مقدرة، كما لو عفا إنسان ضعيف صعلوك عن ذي سلطان، وقال سامحتك. فربما قال قائل: لا يملك إلا هذا، ما عسى أن يصنع.
وبالمقابل، ً ربما يكون إنسان عنده قدرة وسلطان، لكن ظلوم غشوم، فيبطش، ويظلم. فتكون مقدرته هذه مقرونة بالظلم والعدوان والجناية.
لكن الله عز وجل، عفو، قدير يعني أنه يعفو مع المقدرة. ولهذا كان العفو مع المقدرة محمدة في حق الآدميين، كما وقع لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حين قال لقريش يوم فتح مكة: يا معشر قريش! ما تظنون أني فاعل بكم؟ فقالوا: خيراً، أخ كريم، وابن أخ كريم. قال: (اذهبوا، فأنتم الطلقاء) هذا عفو مع المقدرة لو شاء لانتصر لنفسه وانتقم.
مثال آخر: قرن الله تعالى بين اسمين (العليم) و (القدير) لأن قدرة الله إذا كانت مقترنة بالعلم، صارت عين الحكمة. فمن الناس من قد يكون عليماً، لكن لا يستطيع التنفيذ، كما يقال: (العين بصيرة واليد قصيرة). والعكس؛ من الناس من عنده القدرة، وآلية التنفيذ، لكن ما عنده نظر صحيح، ولا معلومات صحيحة، فقد يفسد أكثر مما يصلح. أما الله عز وجل فإنه (عليم قدير)، ولهذا قال: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) الطلاق12
وصفاته سبحانه وتعالى كلها صفات كمال؛ فكل ما وصف به الرب نفسه من الصفات، كالعزة، والغنى، والقدرة، والسمع، والبصر، وغير ذلك، فهي كمال لا نقص فيه بوجه من الوجوه، لأنه سبحانه وتعالى منزه عن النقائص.
والصفات، إما أن تكون:
1 - صفات كمال: فتجب لله، كالعلم.
2 - أو تكون صفات نقص: فتنفى عن الله، ويثبت له كمال ضدها، كالجهل
أو تكون في سياق معين تدل على الكمال، وفي سياق تدل على النقص: فلا يوصف الله بها إلا مقيدة، كالمكر، والكيد. ولهذا نجدها في كتاب الله مقيدة: (وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) آل عمران: 54، (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً. وَأَكِيدُ كَيْدا ً) الطارق: 15 - 16، لأن مدلولاتها تنقسم إلى قسمين: محمود، ومذموم. فدفعاً للتوهم الذي يمكن أن يقع في بعض النفوس نقول: لا يصلح أن تطلق على الله، بل لا بد أن تقيد، فيقال: يمكر بالماكرين , يكيد الكائدين، ونحو ذلك.
ونزيد ذلك إيضاحاً، فنقول: وصف الله نفسه بالمكر في آي متعددة، فقال سبحانه: (وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) آل عمران: 54، وقال: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ) الأنفال:30، وقال: (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ. قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ. وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ. فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) النمل: 48 - 51
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/279)
وحقيقة المكر: إيصال الأذى، أو الضرر، بطريقة خفية. فإن كان مستحقاً له فهو مكر محمود، وإن كان غير مستحق له فهو مكر مذموم. فلو أن لصاً، صار يخادع الناس ويسرق أموالهم بطريقة خفية، فصنيعه مكر مذموم. ولو قدرنا أن رجل أمن، احتال عليه بحيله، وأوقعه في كمين، ليقبض عليه، كما يفعلون عند القبض على أصحاب المخدرات وما شابه، فصنيعه هذا مكر محمودا، لأنه أوصل الأذى إلى مستحقه.
فبهذا يتبين أن صفات الله عز وجل، المضافة إليه، كلها كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه. فإذا رأيت الله سبحانه وتعالى، أضاف إلى نفسه فعلاً، أو وصف نفسه بوصف، فاعلم، وأنت في غاية الطمأنينة، أنه لا نقص فيه بوجه من الوجوه، ولا يمكن أن يتضمن نقصاً، ولا عيباً، ولا مماثلة للمخلوقين.
القاعدة الثانية: أسماء الله وصفاته توقيفية.
يعني أننا تقف فيها على ما جاءت به النصوص، لا نتعدى القرآن والحديث كما قال الإمام أحمد: لا يتجاوز القرآن والحديث. لأن الكلام فيها عن الله سبحانه وتعالى! فلا سبيل لنا، إلى أن نسمي الله، أو نصفه، إلا بما سمى به نفسه، أو وصف به نفسه. لأن هذا ليس شيئاً داخلاً تحت الحواس فنبصره، ونفحصه، ونحيط به.
لكن (باب الأخبار أوسع من باب الأسماء والصفات) فقد يخبر المتكلم عن الله عز وجل بشيء، ولا يكون هذا الشيء اسماًَ ولا صفة، ولا يدل على نقص بحد ذاته، فيسوغ التعبير به إخباراً. مثاله في باب الأسماء لو قال الإنسان عن الله عز وجل أنه (المريد) فنقول: يسوغ التوسع في هذا، مع أنه ليس من أسماء الله الحسنى المريد، لكن حيث أن الله عز وجل أضاف الإرادة إلى نفسه، وجعلها من صفاته، ساغ أن نقول: المريد، من باب الأخبار، لأن باب الأخبار أوسع من باب الأسماء.
واحتمل العلماء أن يجاروا المتكلمين في وصف الله عز وجل بأنه (واجب الوجود) لأن هذا من باب الخبر، يعني أن وجوده واجب بذاته، ليس ممكناً، ولا مستحيلاً. فيسوغ استخدام مثل هذا التعبير لأن معناه صحيح، لا يتضمن نقصاً، ولكن لا نعده من أسماء الله الحسنى.
ومن هذا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، اهْزِمْ الْأَحْزَابَ. اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ) وفي رواية: (هازم الأحزاب) وفي أخرى: (مجري السحاب) رواهن مسلم - (ج 9 / ص 171)، وليس من أسمائه (المنزل) و (السريع) و (الهازم) و (المجري).
القاعدة الثالثة: أسماء الله سبحانه وصفاته المضافة إليه حق على حقيقتها.
أي أن ما سمى الله به نفسه، أو سماه به نبيه صلى الله عليه وسلم، أو وصف الرب به نفسه، أو وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم، حق، على ما دل عليه النص والخبر، فليس لأحد أن يقول: لا، ليست على ظاهرها. بل الواجب أن بجري أسماء الله وصفاته على ظاهرها اللائق به سبحانه وتعالى، فلذلك نقول: هي حقيقة، وليست مجازاً.
لأن من ضل في باب الأسماء والصفات من المعطلة، زعم أن صفات الله عز وجل ليست من باب الحقيقة بل من باب المجاز.فسلطوا معاول التأويل، على صفات الله عز وجل، وصاروا يقولون: المراد بالوجه الثواب، والمراد باليد القدرة، والمراد بالاستواء الاستيلاء، والمراد بالنزول نزول أمره، أو رحمته، أو ملك من ملائكته، وأنها ليست على حقيقتها! يا سبحان الله! كيف لا تكون على حقيقتها؟ والمتحدث بها هو الحق سبحانه، الذي هو أصدق قيلاًَ، وأحسن حديثاً، أو المخبر بها عن الله، نبيه صلى الله عليه وسلم الذي هو أعلم الناس، وأصدقهم، وأفصحهم، وأنصحهم للأمة.
إذاً من هذه القاعدة نسد الباب على سائر العابثين الذين يعمدون إلى أسماء الله وصفاته فيسلطون عليها معاول التحريف، والتعطيل، ونقول: بل الواجب أن نقبل ما جاء عن الله، أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم، ونعتقد أنها حق على حقيقتها اللائقة به
ولا يلزم من اعتقادنا أنها حق على حقيقتها أن يكون ذلك كما نعهده في المخلوقين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/280)
مثال ذلك: إذا أخبر الله سبحانه وتعالى أن له وجهاً كريماً، بقوله: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) الرحمن: 27، وقوله: (إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى) الليل20 وقوله: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) القصص: 88، فالواجب علينا أن نعتقد أن لله وجه حقيقي لائق بجلاله وعظمته.
وليس من لازم ذلك أن يكون كوجوه المخلوقين. بل نعتقد أن الله سبحانه وتعالى له وجه حقيقي، يليق بجلاله، لا ندرك كيفيته، ولا نقول إن هذا مجاز، وأن المراد بالوجه كذا وكذا من أصناف التخرصات.
مثال آخر: إذا أخبر الله سبحانه وتعالى أنه استوى على العرش، في سبعة مواضع من القرآن، فنقول هذا حق على حقيقته، والله تعالى علا على عرشه علواً يليق بجلاله وعظمته. وليس من لازم ذلك أن يكون كاستواء المخلوقين.
وإذا كان المخلوقات فيما بينها تتفاوت عند إضافة هذه الصفات إليها، فكيف فيما بين الخالق والمخلوق؟ حينما نقول: وجه الإنسان، أو نقول: وجه الحيوان، أو نقول: وجه البيت، فإن الإضافة تخصص صفة المضاف إليه، وتمنع الاشتراك، وتوجب التفاوت.
فإذا كان هذا التفاوت جارياً بين المخلوقات نفسها، ولم يلزم من إثبات اللفظ الواحد التطابق في الكيفيات، فما بين الخالق والمخلوق من باب أولى.
ولهذا قال العلماء: اتفاق الأسماء لا يلزم منه اتفاق المسميات. فحينما يقال: يد الإنسان، تفهم أنها هذه الكف التي ركبت على الأصابع.وحينما يقال: يد الباب، لا تفهم نفس الفهم الأول، بل تفهم مقبضاً معدنياً أو خشبياً يفتح به الباب. فلم يلزم أن تكون يد كيد. فإذا كان هذا التفاوت بين المخلوق والمخلوق، فكيف فيما بين الخالق والمخلوق؟.
أخرجه أحمد 6/ 46 وعبد بن حميد 1514 و"ابن ماجة" 188 و (2063) و"النسائي" 6/ 168 عن سليمان الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة بن الزبير، قال: قالت عائشة: تبارك الذي وسع سمعه كل شيء. اني لاسمع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى علي بعضه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي تقول: يارسول الله؟ اكل شبابي. ونثرت له بطني. حتى إذا كبرت سني، وانقطع ولدي، ظاهر مني. اللهم إني اشكو إليك. فما برحت حتى نزل جبرائيل بهؤلاء الايات: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله) .. قال الألباني رحمه الله في الإرواء (7/ 175): (وأخرجه الحاكم (2/ 4 8 1) وقال: (صحيح الإسناد). ووافقه الذهبي وهو كما قالا وأصله في (البخاري) والنسائي (2/ 103 - 104). وجملة القول أن الحديث بهذه الشواهد صحيح(45/281)
هام - منهج التربية الدينية للصف الثاني الإبتدائي
ـ[أبوشهاب]ــــــــ[01 - 12 - 07, 04:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي
منهج الصف الثاني الإبتدائي (ولا أعلم إن كان لصفوف أخرى) أعده الدكتور/ حسن شحاته
فهل هو هو الدكتور حسن شحاته الذي تشيع، أم هو شخص آخر
علماً بأن أول درس بالكتاب عنوانه "الله موجود في كل مكان" ولا حول ولا قوة إلا بالله
فإن كان هو فعلا، فهذه رسالة أدعو بها جميع الأخوة والأخوات بالتنبيه على أبنائهم وإخوانهم وأقاربهم ومعارفهم بالتدقيق في كل ما يدرسونه لأبنائنا وما يحاولون أن يدسونه لهم داخل هذه الكتب. وتصحيحها لهم.
ـ[أبوشهاب]ــــــــ[01 - 12 - 07, 04:41 ص]ـ
أرجو من الأخوة أيضا أن ينظر كل منهم إلى كتاب التربية الدينية للطفل الموجود لديه ويذكر إسم المعد لهذا الكتاب
وجزاكم الله خيرا
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[01 - 12 - 07, 12:25 م]ـ
في أي بلد هذا؟
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[01 - 12 - 07, 06:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د حسن شحاتة مؤلف الكتب التربوية دكتور تربوي يختلف عن المدعو حسن شحاتة الرافضي ويختلف عن حسن شحاتة اللاعب الكروي وكلهم من بلاد مصر الشقيقة.
ـ[أبوشهاب]ــــــــ[02 - 12 - 07, 01:54 ص]ـ
في أي بلد هذا؟
هذه المناهج تدرس في مصر
الأخ محمد عبد الكريم
أمتأكد أنت بارك الله فيك أنه ليس هو هذا الرافضي؟ فهذا أمر هام جدا
وإن كان ليس هو فمازلت أدعو الأخوة والأخوات أن ينتبهوا إلى ما يدرسونه لأبنائنا وبناتنا في المدارس، فالفكر الصوفي متغلغل في تلك المناهج
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[02 - 12 - 07, 09:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
كل من الدكتور التربوي حسن شحاتة واللاعب حسن شحاتة مسلمان ما عرف عنهما الطعن في الإسلام بينما المدعو حسن شحاتة الرافضي فليس على عقيدتهما وكلم مصريون وفي مكة والمدينة اجتمع الصديق والزنديق والظالم لنفسه والمستور ************** وهذا لا يمنع من مراجعة المناهج الدراسية الإسلامية وغيرها وعليك أخي الكريم بمراجعة مؤلفات الدكتور جمال عبد الهادي من بلاد مصر وكشفه للتلبيس والتضليل في الكتب الدراسية
ـ[عبد الرحمن علي عبد الرحمن]ــــــــ[03 - 12 - 07, 04:22 ص]ـ
نأمل من الحكومة المصرية السرعة في سحب هذه النسخة
ـ[أبوشهاب]ــــــــ[03 - 12 - 07, 02:56 م]ـ
نأمل من الحكومة المصرية السرعة في سحب هذه النسخة
يا أخي أسأل الله أن يهديهم، فالحكومة المصرية تنتهج منهج الصوفية أو على الأقل تتظاهر بأنها تنتهجه فهي لا على هذا ولا على ذاك. والمهم عندها هو مصالحها.
ولكن الذي يغلب عليها هو الفكر الصوفي، وكلنا يعلم أن مفتي مصر هو أشعري وقد أعلنها صراحة كما أن له العديد من الدروس التي تحتوي هذا الفكر.
وعليه، فكيف ستسحب ما تؤمن به؟!
ولكن دورنا تجاه أبنائنا هو جد مهم، فعلينا ان نوضح لهم هذه الأخطاء وكيف يتجاوزون عنها
فمثلا بخصوص هذا القول "الله موجود في كل مكان" قلت لإبني أن هذا القول ناقص ولا يجوز ذكره على هذه الصيغة أو التصور أو اللإيمان به، فالقول الصحيح هو أن "الله موجود في كل مكان بعلمه وقدرته" وبدأت شرح له ما يعنيه.
فدورنا تجاه أبنائنا في هذا المجتمع جد هام وخطير إن لم ننتبه له.(45/282)
قواعد في أسماء الله الحسنى
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[01 - 12 - 07, 10:16 ص]ـ
قواعد في أسماء الله الحسنى
* بقلم / د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
القاعدة الأولى: أسماء الله الحسنى أعلام وأوصاف:
أعلام باعتبار دلالتها على ذات الله، وأوصاف باعتبار المعنى الذي يختص به كل اسم. فالله تعالى سميع، بصير، عليم، قدير، حكيم. كل واحد من هذه الأسماء الحسنى يدل على ذات الله. فإذا قلت: يا سميع، فكما تقول يا بصير، أو يا عليم، أو يا حكيم، أو يا قدير. لأن المدعو واحد، وهو الله تعالى. ولهذا نجد أن الله تعالى، ذكر في سورة الحشر، جملة من الأسماء الحسنى، فقال: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ. هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ. هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الحشر: 22 - 24 كل هذه الأسماء تدل على ذات واحدة، ومرجعها هو الله سبحانه وتعالى. لكن كما أنها أعلام على ذات الله، فكل واحد منها يدل على صفة خاصة؛ فاسمه السميع يدل على الذات، ويدل على اتصافه بصفة السمع. واسمه البصير يدل على ذات الله، وعلى اتصافه بصفة البصر. واسمه العليم يدل على ذات الله، وعلى اتصافه بصفة العلم. وهكذا في جميع الأسماء.
بينما أسماء المخلوقين تكون أعلاماً، ولا يلزم أن تكون أوصافاً. فقد نقول عن واحد من الناس أن اسمه صالح، وهو في الحقيقة طالح.
وربما وجدنا واحداً من الناس اسمه (أمين)، فإذا به يأكل أموال الناس بالباطل، ويحتال عليهم، ويغشهم! إذاً! اسمه علم لا صفة.
ونستطيع القول أيضاً أن أسماء نبينا صلى الله عليه وسلم أعلام، وأوصاف. فكل ما أسماء نبينا صلى الله عليه وسلم منطبقة عليه غاية الانطباق. فهو محمد، وهو أحمد؛ يعني أنه أفعاله، وأقواله محمودة، يحمده الناس عليها. وهو الحاشر، وهو العاقب، إلى غير ذلك من الأسماء التي ثبتت من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم.
كذلك أسماء القرآن، أعلام وأوصاف. فهو القرآن، وهو الفرقان، وهو الذكر.
أما المعتزلة، فترى أن أسماء الله عز وجل أعلام مجردة، لأنهم يفرغونها من المعاني والصفات، فلا يرون فرقاً بين السميع، والبصير، والعليم، والقدير! يقولون هذه مجرد أعلام لذات واحدة، ولا فرق بينها، لأنه، عندهم، سميع بلا سمع، بصير بلا بصر، عليم بلا علم، قدير بلا قدرة. فلا يثبتون له الصفات.
فأسماء الله الحسنى مترادفة باعتبار، متباينة باعتبار آخر؛ مترادفة باعتبار دلالتها على الذات، فكل اسم من الأسماء التسعة والتسعين يدل على ذات الله، وهي متباينة باعتبار استقلال كل اسم منها بالدلالة على صفة تستفاد من هذا الاسم دون ما سواه.
القاعدة الثانية من قواعد الأسماء: أسماء الله الحسنى غير محصورة بعدد:
الدليل على ذلك قول نبينا صلى الله عليه وسلم في دعاء الكرب (أسألك بكل اسم هو لك؛ سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك) [1]، فثم أسماء استأثر الله بها، لا نعلمها. ومعنى ذلك لا يمكن أن نحصر أسماء الله الحسنى بعدد معين.
فإن قال قائل: فماذا تصنعون بالحديث المتفق عليه، من قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة) [2]؟
نقول: هذا لا يدل على الحصر، بل يفيد أن الأسماء التي يمكننا إحصاؤها، حدها الأقصى تسعة وتسعين. فهذا التعبير لا يدل على الحصر، كما لو قلت: عندي تسعة وتسعون ديناراً أعددتها للصدقة. لا يفهم من هذا التعبير أن هذا كل رصيدك، وأن ليس عندك غير التسعة والتسعين. يفهم من هذا أن هذه التسعة والتسعين أعددتها للصدقة، وأن ما سواها لأغراض أخرى.
ولهذا اعتنى العلماء بإحصاء أسماء الله الحسنى، لما يترتب على ذلك من دخول الجنة.
والإحصاء له ثلاثة معاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/283)
المعنى الأول: العد، كقول الله عز وجل: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا) النحل: 18، فيكون إحصاؤها: أن نستخرجها من القرآن العظيم، ومن نصوص السنة الصحيحة. ويروى فيها حديث ((إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة)) ثم فيه مسرد للأسماء الحسنى رواه الترمذي [3] لكن الصحيح أن هذا المسرد، مدرج، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، بل من كلام بعض الرواة. وقد اعتنى العلماء بهذا الأمر أيما عناية، وصنفوا فيها المصنفات.
المعنى الثاني: التعقل، يعني فهمها و معرفة معانيها. ومنه قولهم: فلان ذو حصاة، أي عقل، وحصافة. وقول الشاعر:
رجعت لنفسي واتهمت حصاتي
فيكون من مقاصد إحصاء أسماء الله الحسنى، أن نعرف معانيها، وأن نتعقلها، وندرك المراد منها، والفرق بينها.
فمثلاً: القوي والقدير، كلاهما من أسماء الله الحسنى، معناهما متقارب لكن بين القوة والقدرة فرق يعرفه أهل اللغة؛ فالقوة وصف يتمكن فيه من الفعل من غير ضعف، والقدرة وصف يتمكن فيه من الفعل من غير عجز.
وممن صنف في هذا أبو إسحاق الزجاج في معاني أسماء الله الحسنى وغيره.
المعنى الثالث: العمل بمقتضاها، بمعنى حصول الأثر المسلكي من عدها، والعلم بمعناها. وهذا هو بيت القصيد في الواقع لأنه هو الثمرة. فأنت مثلاً إذا علمت أن الله على كل شيء قدير، ينبغي أن يعمر قلبك هذا الشعور. فإذا هممت بأمر من الأمور، اتكلت على ربك، وعلمت أنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. فيثمر في قلبك الطمأنينة، والثقة.
إذا علمت بأن الله سبحانه وتعالى هو السميع، وأدركت أن السمع معناه إدراك الأصوات، ينبغي أن يثمر في قلبك أن لا تفوه بكلام، يسمعه السميع، فيسخط عليك؛ لا بغيبه، ولا نميمة، ولا قذف، ولا لغو.
إذا علمت أن الله هو البصير، وأدركت أن البصر يعني إدارك المبصرات، ينبغي أن يمتلئ قلبك بالحذر من أن يبصرك البصير على حال يسخطه. وهكذا.
فبهذا يتبين أن إحصاء الأسماء الحسنى له مراتب، وأن من حقق هذه المراتب الثلاث، استحق الجنة.
القاعدة الثالثة:دلالة أسماء الله الحسنى تكون بالمطابقة والتضمن والالتزام:
دلالة المطابقة: تكون على كامل المعنى. فاسم الله (الخالق) يدل مطابقة على قضيتين: على إثبات ذات الله، وإثبات صفة الخلق له , هذا مطابقة لأن أسماء الله أعلام وأوصاف.
دلالة التضمن: تكون على جزء المعنى. فاسمه (الخالق) يدل على ذاته تضمناً، ويدل على اتصافه بصفة الخلق تضمناً.
دلالة الالتزام: تكون بمعرفة مستلزمات المعنى الخارجة عن مجرد اللفظ. وهذه مسرح فكر العلماء، وأهل التدبر. فمثلاً نقول إن اسمه (الخالق) يستلزم أن يكون قديراً، وأن يكون عليماً. لأنه ما خلق الخلق على هذا النسق البديع، والنظام المنضبط، إلا عن علم، وحكمة. قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) الطلاق: 12
* / قسم العقيدة - كلية الشريعة وأصول الدين - جامعة القصيم
21/ 10/1428
[1] أخرجه أحمد 1/ 391 (3712) و1/ 452 (4318) عن عبدالله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله، عز وجل، همه، وأبدله مكان حزنه فرحا. قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن. وصححه الألباني الصحيحة (199)، الكلم الطيب (124) معارف، صحيح الترغيب (1822)، المشكاة (2452)، التوسل (31)
[2] أخرجه "البخاري" 2736 و7392 و6410 و"مسلم" 6906 و"الترمذي" 3508 و"النسائي" في "الكبرى" 7612 و"أبو يعلى" 6277 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: ((إن لله تسعة وتسعين اسما، مئة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة))
- وفي رواية: إن لله تسعة وتسعين اسما، مئة غير واحد، من حفظها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر.
[3] أخرجه ابن ماجة (3861) و"الترمذي" 3507. و"ابن حبان" 808 - قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب، حدثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح. انظر حديث رقم: 1943 و 1945 و 1946 في ضعيف الجامع.(45/284)
إستفسار حول شبهات
ـ[أحمد السطايفي]ــــــــ[02 - 12 - 07, 04:09 م]ـ
أرجو من القائمين على المنتدى أن يجيبوني على الشبهات الآتية:
1 - شبهات القرآنيين (أحمد صبحي منصور و من شايعه)
2 - شبهة الرافضة حول تباين طرق انتقال الخلافة الراشدة، حيث يقولون:
أ- من الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن طريق الشورى في السقيفة
ب- من أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إلى عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن طريق التعيين
ت- من عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إلى عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن طريق تعيين الستة ثم اختيار اثنين من الستة
ث- من عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إلى علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن طريق الباقي من الإثنين
فيقولون لماذا لم يثبت أهل السنة على طريقة واحدة في اختيار الخلفاء
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 - 12 - 07, 05:09 م]ـ
هذا جواب جدلي:
-لماذا لم يثبتوا هم على طريقة واحدة: انتقال الإمامة أفقيا من الحسن إلى الحسين .. ثم عموديا في ذرية الحسين ..
هذا جواب آحر:
-ثبتت خلافة الصديق بالشورى ....
المبايعة عندنا معاشر أهل السنة على السمع والطاعة .. فإن لم يكن سمع ولا طاعة بطلت السياسة الشرعية ..
فإذا عين الصديق -وهو خليفة- عمرا بعده فيجب السمع والطاعة هنا أيضا ... لأن تعيين وترشيح شخص بعده ليس معصية للخالق ... فنطبق مبدأ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ...
وإذا عين عمر-وهو خليفة-ستة فله ذلك ... ويجب السمع والطاعة في هذا التعيين أيضا لأنه صادر عمن تجب طاعته .. وليس هنا معصية للخالق ..
وهكذا ....(45/285)
كتاب الرد على الجفري ... معالم في سلوك المرأة
ـ[أبوعمار السوري]ــــــــ[03 - 12 - 07, 05:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمل كتاب إلى أين أيها الحبيب الجفري؟
ردا على كتاب معالم في السلوك
وقفات هامة وتنبيهات ...
(كتاب رائع جدا)
http://almoshrra.jeeran.com/mon/files/106087.jpg
http://almoshrra.jeeran.com/mon/files/106088.jpg
حمل من هنا ( http://www.fileflyer.com/view/3cqP4BU)
وجزاكم الله خيرا ...(45/286)
ظاهر النصوص مراد، أو ظاهرها ليس بمراد، لابن تيمية
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - 12 - 07, 07:49 ص]ـ
قال الامام ابن تيمية رحمه الله
إذا قال القائل: ظاهر النصوص مراد، أو ظاهرها ليس بمراد، فإنه يقال: لفظ الظاهر فيه إجمال واشتراك، فإن كان القائل يعتقد أن ظاهرها التمثيل بصفات المخلوقين، أو ما هو من خصائصهم، فلا ريب أن هذا غير مراد، ولكن السلف والأئمة لم يكونوا يسمون هذا ظاهرها، ولا يرتضون أن يكون ظاهر القرآن والحديث كفرًا وباطلًا، والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم من أن يكون كلامه الذي وصف به نفسه لا يظهر منه إلا ما هو كفر، أو ضلال، والذين يجعلون ظاهرها ذلك، يغلطون من وجهين: تارة يجعلون المعنى الفاسد ظاهر اللفظ، حتى يجعلوه محتاجًا إلى تأويل يخالف الظاهر ولا يكون كذلك، وتارة يردون المعنى الحق الذي هو ظاهر اللفظ لاعتقادهم أنه باطل فالأول كما قالوا في قوله: (عبدي جعت فلم تطعمني) الحديث وفي الأثر الآخر: (الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه أو قبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه) وقوله: (قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن) فقالوا: قد علم أن ليس في قلوبنا أصابع الحق. فيقال لهم: لو أعطيتم النصوص حقها من الدلالة لعلمتم أنها لم تدل إلا على حق أما الواحد فقوله: (الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه) صريح في أن الحجر الأسود ليس هو صفة لله، ولا هو نفس يمينه، لأنه قال: (يمين الله في الأرض) وقال: (فمن قبله وصافحه فكأنما صافح الله وقبل يمينه) ومعلوم أن المشبه ليس هو المشبه به، ففي نفس الحديث بيان أن مستلمه ليس مصافحًا لله، وأنه ليس هو نفس يمينه فكيف يجعل ظاهره كفرًا لأنه محتاج إلى التأويل. مع أن هذا الحديث إنما يعرف عن ابن عباس؟ وأما الحديث الآخر: فهو في الصحيح مفسرًا: (يقول الله عبدي جعت فلم تطعمنى فيقول: رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلانًا جاع، فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي. عبدي مرضت فلم تعدني، فيقول: رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض، فلو عدته لوجدتني عنده) وهذا صريح في أن الله سبحانه لم يمرض، ولا يجع، ولكن مرض عبده وجوع عبده فجعل جوعه جوعه، ومرضه مرضه، مفسرًا ذلك بأنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، ولو عدته لوجدتني عنده، فلم يبق في الحديث لفظ يحتاج إلى تأويل، وأما قوله (قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن)، فإنه ليس في ظاهره أن القلب متصل بالأصابع، ولا مماس لها، ولا أنها في جوفه، ولا في قول القائل هذا بين يدي ما يقتضي مباشرته ليديه، وإذا قيل: السحاب المسخر بين السماء والأرض، لم يقتض أن يكون مماسًا للسماء والأرض، ونظائر هذا كثيرة،
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[03 - 12 - 07, 02:40 م]ـ
باركـ الله فيكـ ورحم الله شيخ الإسلام ... #
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[03 - 12 - 07, 04:10 م]ـ
بوركت أخي الغامدي وجزاك الله خير ..
وهناك كلام جميل في هذا الباب للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمة الله عليه في تفسيره (أضواء البيان) يرد فيه على من زعم أن ظاهر النصوص غير مراد، وقد فصل بكلام له يثلج صدر كل سلفي و موحد، أنصحك بالاطلاع عليه.، وللحافظ ابن كثير رحمة الله عليه في تفسيره كلام في المسألة مفيد. والله أعلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - 12 - 07, 05:17 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا ورحم الله شيخ الإسلام. ابن تيمية.#
ـ[محمد الملحم]ــــــــ[04 - 12 - 07, 07:48 ص]ـ
[ quote= وهناك كلام جميل في هذا الباب للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمة الله عليه في تفسيره (أضواء البيان) يرد فيه على من زعم أن ظاهر النصوص غير مراد، وقد فصل بكلام له يثلج صدر كل سلفي و موحد، أنصحك بالاطلاع عليه.، وللحافظ ابن كثير رحمة الله عليه في تفسيره كلام في المسألة مفيد. والله أعلم. [/ quote]
أين موضعه من أضواء البيان وتفسير ابن كثير؟ جزاك الله خيرا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - 12 - 07, 10:00 ص]ـ
بارك الله فيك ـ
ـ[أبومهدي]ــــــــ[05 - 12 - 07, 08:11 م]ـ
بوركت أخي الغامدي وجزاك الله خير ..
وهناك كلام جميل في هذا الباب للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمة الله عليه في تفسيره (أضواء البيان) يرد فيه على من زعم أن ظاهر النصوص غير مراد، وقد فصل بكلام له يثلج صدر كل سلفي و موحد، أنصحك بالاطلاع عليه.، وللحافظ ابن كثير رحمة الله عليه في تفسيره كلام في المسألة مفيد. والله أعلم.
جزاك الله خيراً شيخنا، في أي موضع من "أضواء البيان" و من "تفسير ابن كثير" نجد ما أشرت اليه؟؟
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[09 - 12 - 07, 01:10 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا ورحم الله شيخ الإسلام. ابن تيمية.#
وإياكم أخي وشكرا لك على الفائدة طرح مثل هذه المواضيع القيمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/287)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[09 - 12 - 07, 01:22 ص]ـ
أين موضعه من أضواء البيان وتفسير ابن كثير؟ جزاك الله خيرا.
المواضع بالضبط لا استحضرها الآن لكن هي مدونة عندي في مسودة بحث في الرد على قول للشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى أخطأ في هذ المسألة. وسيأتي نقل المصدر قريبا مع مثيلاتها في فصل بعنوان: (الشيخ ابن باديس رحمه الله و صفة الاستواء للرحمن-جل وعلا-) ضمن بحثي: (التنبيه على الأخطاء العقدية عند الشيخ بن باديس ورجال الجمعية).
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[09 - 12 - 07, 01:27 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا، في أي موضع من "أضواء البيان" و من "تفسير ابن كثير" نجد ما أشرت اليه؟؟
أخي إن قصدتني بوصف الشيخ فلستُ كذلك ولعلك قصدت الأخ ناقل الفائدة، على كل حال المصر سأنقله قريبا غن يسر الله لي ذلك مع بعض الكلام الآخر. وشكرا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - 12 - 07, 06:28 ص]ـ
شكرا لك و بارك الله فيكم جميعا
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[14 - 12 - 07, 12:17 ص]ـ
شكرا لكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - 12 - 07, 06:51 ص]ـ
شكرا لك ورزقنا الله واياك الإخلاص في القول والعمل
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[15 - 12 - 07, 01:37 ص]ـ
و هذا تعليق للشيخ المدقق صالح بن عبد العزيز آل الشيخ على هذا الكلام هاكموه فإنه نفيس:
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - 12 - 07, 01:40 ص]ـ
شكرا لك ورزقنا الله واياك الإخلاص في القول والعمل
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[15 - 12 - 07, 02:01 ص]ـ
آمين و إياكم أخي الحببيب وفقك الله
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - 12 - 07, 09:46 م]ـ
و هذا تعليق للشيخ المدقق صالح بن عبد العزيز آل الشيخ على هذا الكلام هاكموه فإنه نفيس:
جزاك الله خير أخي الكريم ..
وذكرني نقلك -بارك الله فيك- بكلام للشيخ صالح - حفظه الله تعالى - في شرحه على الفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه ذكر كلاما يتعلق بالمسألة، غالب الظن في بداية الشرح ..
بوركت أخي على نقلك وجزاك الله كل خير ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 09:53 م]ـ
شكرا لك ورزقنا الله واياك الإخلاص في القول والعمل
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[25 - 03 - 08, 09:38 م]ـ
آمين أخي الغامدي وبارك الله فيكم ..
ومن باب الإفادة هناك كلام لأحد أئمة الدعوة النجدية السلفية يقول عن الكلمة أنها مجملة وفصل في المسألة ورد على من يقول بها مريدا المعنى الباطل، وهي ضمن كتاب: (الدرر السنية) مجلد العقيدة قسم الأسماء و الصفات .. والله أعلم.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[13 - 05 - 08, 05:52 م]ـ
[الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى- و الظاهر المراد من نصوص الأسماء و الصفات]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
قال الشيخ عبد الحميد بن باديس في (العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية: ص59/دار الفتح-الشارقة):" نثبت له ما أثبته لنفسه على لسان رسوله من ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله وننتهي عند ذلك ولا نزيد عليه وننزهه في ذلك عن مماثلة أو مشابهة شيء من مخلوقاته ونثبت الاستواء و النزول و نحوهما، ونؤمن بحقيقتهما على ما يليق به تعالى بلا كيف، وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ".اهـ
أقول وبالله العون و التوفيق: إن الله جل وعلا خاطب العباد في كتابه العزيز بما يفهمون من حيث أصل المعنى، أما الحقيقة والكنه الذي عليه ذلك المعنى فهو مما استأثر الله تعالى بعلمه فيما يتعلق بذاته وصفاته [1].
فصرف كتاب الله عن ظاهره المتبادر منه لا يجوز إلا بدليل يجب الرجوع إليه من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم – [2].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/288)
قال الشيخ العلامة حمد بن ناصر بن معمر- رحمه الله تعالى -[3]: " واعلم أن كثيراً من المتأخرين، يقولون: هذا مذهب السلف، في آيات الصفات، وأحاديثها، إقرارها على ما جاءت، مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد، وهذا لفظ مجمل، فإن قول القائل: ظاهرها غير مراد، يحتمل أنه أراد بالظاهر، نعوت المخلوقين، وصفات المحدثين، فلا شك: أن هذا غير مراد؛ ومن قال: هذا، فقد أصاب، لكن أخطأ في إطلاق القول أن هذا ظاهر النصوص، فإن هذا ليس هو الظاهر، فإن إيماننا بما ثبت من نعوته، كإيماننا بالذات المقدسة، إذ الصفات تابعة للموصوف، فنعقل وجود الباري، وننزه ذاته المقدسة عن الأشباه، من غير أن نتعقل الماهية؛ فكذلك القول في صفاته: نؤمن بها،ونعقل وجودها، ونعلمها في الجملة، من غير أن نتعقلها، أو نشبهها، أو نكيفها، أو نمثلها بصفات خلقه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ... ومن ظن أن نصوص الصفات، لا يعقل معناها، ولا يدري ما أراد الله ورسوله منها، ولكن يقرؤها ألفاظاً لا معاني لها، ويعلم أن لها تأويلاً، لا يعلمه إلا الله، وأنها بمنزلة (كهيعص، حم، عسق، الَمص) وظن أن هذه طريقة السلف، وأنهم لم يكونوا يعرفون حقائق الأسماء؛ والصفات، ولا يعلمون حقيقة قوله: (والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه) وقوله (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) وقوله: (الرحمن على العرش استوى) ونحو ذلك، فهذا الظان من أجهل الناس بعقيدة السلف. وهذا الظن يتضمن استجهال السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، وسائر الصحابة، وأنهم كانوا يقرؤون هذه الآيات، ويروون حديث النزول، وأمثاله، ولا يعرفون معنى ذلك، ولا ما أريد به، ولازم هذا الظن: أن الرسول –صلى الله عليه و سلم- كان يتكلم بذلك، ولا يعرف معناه، فمن ظن أن هذه عقيدة السلف، فقد أخطأ في ذلك خطأ بيناً؛ بل السلف رضي الله عنهم أثبتوا لله حقائق الأسماء والصفات، ونفوا عنه مماثلة المخلوقات، فكان مذهبهم مذهباً بين مذهبين، وهدى بين ضلالين، خرج من مذهب المعطلين والمشبهين، كما خرج اللبن: (من بين فرث ودم لبنا خالصاً سائغاً للشاربين) ".اهـ
وبناء على ذلك فقول بن باديس عن صفة الاستواء و النزول ونحوهما .. بأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد يحتمل معنيين باطل و آخر حق [4]:
- فالمعنى الباطل: نفي المعنى الظاهر الذي يليق بذي الجلال والإكرام؛ فمثلا: الاستواء معلوم المعنى في لغة العرب، فاستوى هنا عديَت بـ: (على) فهي هنا بمعنى: (علا وارتفع)، وهكذا الأمر في سائر نصوص الصفات، فإن معانيها معروفة في لغة العرب، وليست مجهولة [5]، فنفي هذا المعنى الظاهر من نصوص الاستواء تعطيل وإلحاد في صفاته [6]، وهكذا باقي صفات الرحمن -جل وعلا-.
- أما المعنى الحق: فهو نفي الظاهر الذي يليق بالمخلوقين ويختص بهم، بمعنى أن صفات المخلوقين غير مرادة.
وعبارة الشيخ ابن باديس –رحمه الله تعالى –: " .. وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ". باطلة ومحمولة على المعنى الأول و بيان ذلك من وجوه:
- الوجه الأول: أن ظواهر آيات الصفات وأحاديثها المتبادرة منها، لكل مسلم راجع عقله، هي مخالفة صفات الله لصفات خلقه [7]. فقول الشيخ:" .. وننزهه في ذلك عن مماثلة أو مشابهة شيء من مخلوقاته .. " يكفي في نفي التشبيه بخلقه وإثبات المعنى الظاهر المراد، فلا داعي إذن لقوله" وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد " إلاَّ إذا كان مقصوده المعنى الباطل؛ وهو صرف نصوص الصفات عن ظاهرها المراد وهذا واضح الفساد، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى-[8]: " ومن قال: إن ظاهر شيء من أسمائه وصفاته غير مراد فقد أخطأ؛ لأنه ما من اسم يسمى الله تعالى به إلا والظاهر الذي يستحقه المخلوق غير مراد به، فكان قول هذا القائل يقتضي أن يكون جميع أسمائه وصفاته قد أريد بها ما يخالف ظاهرها، ولا يخفى ما في هذا الكلام من الفساد ".
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله تعالى-[9]:"والواقع في نفس الأمر أن ظواهر آيات الصفات وأحاديثها المتبادرة منها، لكل مسلم راجع عقله، هي مخالفة صفات الله لصفات خلقه.
ولا بد أن نتساءل هنا فنقول:
أليس الظاهر المتبادر مخالفة الخالق للمخلوق، في الذات والصفات والأفعال؟
والجواب الذي لا جواب غيره: بلى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/289)
وهل تشابهت صفات الله مع صفات خلقه حتى يقال إن اللفظ الدال على صفته تعالى ظاهره المتبادر منه تشبيهه بصفة الخلق؟
والجواب الذي لا جواب غيره: لا.
فبأي وجه يتصور عاقل أن لفظاً أنزله الله في كتابه، مثلاً دالاً على صفة من صفات الله أثنى بها تعالى على نفسه، يكون ظاهره المتبادر منه، مشابهته لصفة الخلق؟ (سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ).
فالخالق والمخلوق متخالفان كل التخالف وصفاتهما متخالفة كل التخالف. فبأي وجه يعقل دخول صفة المخلوق في اللفظ الدال على صفة الخالق؟ أو دخول صفة الخالق في اللفظ الدال على صفة المخلوق مع كمال المنافقاة بين الخالق والمخلوق؟
فكل لفظ دل على صفة الخالق ظاهره المتبادر منه أن يكون لائقاً بالخالق منزهاً عن مشابهة صفات المخلوق. وكذلك اللفظ الدال على صفة المخلوق لا يعقل أن تدخل فيه صفة الخالق ".اهـ
-الوجه الثاني: إن قول الشيخ ابن باديس عن صفة الاستواء و النزول ونحوهما .. : " وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد " خطأ وإن أراد به المعنى الحق -وهو مستبعد كما تقدم- لأنه يوهم البدعة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى-[10]:" .. من قال: إن الظاهر غير مراد، بمعنى: أن صفات المخلوقين غير مرادة، قلنا له: أصبت في المعنى، لكن أخطأت في اللفظ، وأوهمت البدعة، وجعلت للجهمية طريقًا إلى غرضهم، وكان يمكنك أن تقول: تمر كما جاءت على ظاهرها مع العلم بأن صفات الله تعالى ليست كصفات المخلوقين، وأنه منزه مقدس عن كل ما يلزم منه حدوثه أو نقصه.
ومن قال: الظاهر غير مراد بالتفسير الثاني وهو مراد الجهمية ومن تبعهم من المعتزلة وبعض الأشعرية وغيرهم فقد أخطأ ".
وعليه فلو ذكر ابن باديس عبارته مقيدة-مثلا- بقوله " والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله".دون قوله:" .. أو مشابهة شيء من مخلوقاته " لكان قوله مقبولا صوابا موافقا لعقيدة السلف الصالح محمولا على المعنى الحق كما قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ: " وأمّا قوله تعالى (ثمّ استوى على العرش) فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً، ليس هذا موضع بسطها وإنّما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح، مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل. والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله؛ فإنّ الله لا يُشبهه شيء من خلقه و (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) بل الأمر كما قال الأئمة، منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبّه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر. وليس فيما وصف الله به نفسه، ولا رسوله تشبيه فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله، ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى".اهـ. [11]
-الوجه الثالث: إن كلام الشيخ بن باديس حول بعض الصفات وصرف معانيها عن ظاهرها المراد و تفسيرها بآثارها كصفة "الرحمة" حيث قال:" الرحمن: المنعم الذي تتجدد نعمه في كل آن" [12]، وقوله عن صفة "الإعراض" بأنها حرمان الثواب، و صفة "الحياء" بترك العقاب .. الخ [13]. لم يدع مجالا لحمل كلامه على المعنى الحق الحسن، مما يدل دلالة واضحة أن عبارته –السابقة- قصد بها المعنى الفاسد الباطل وهو نفي الظاهر المراد عند السَّلف الصالح الذي يليق بجلال الله و عظمته، والله أعلم.
وبهذا يُعلم أن الشيخ عبد الحميد بن باديس- رحمه الله تعالى- قد أخطأ في عبارته تلك خطأ يتعلق بتوحيد الله - جل وعلا - في أسمائه و صفاته، فلا يجوز متابعته فيه، والواجب التنبيه والتحذير من الخطأ، خاصة مع انتشار الكتاب ووجود من يروج له، والظن الحسن ببعض المشايخ السَّلفيين الذين شرحوا الكتاب أو علقوا عليه أن يُحذروا طلبة العلم فضلا عن العامة من زلات العلماء ومنها عبارة الشيخ ابن باديس السابقة، والله الموفق.
نسأل الله - جل في علاه - أن يحفظنا من سيئي الاعتقاد و يجنبنا قبيح الانتقاد، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه الفقير إلى الله تعالى
عبد الحق آل أحمد الجلفاوي
بتاريخ:5/جمادى الأولى/1429هـ
ــــــــــ
الحواشي:
[1]: ينظر: (شرح أصول الإيمان) لشيخنا محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله تعالى-.
[2]: ينظر: (أضواء البيان) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله تعالى-.
[3]: ينظر: (الدرر السنية في الأجوبة النجدية) جمع الشيخ العلامة عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي-رحمه الله تعالى-.
[4]: ينظر: (فتح الباري) للحافظ ابن رجب الحنبلي-رحمه الله تعالى -.
[5]: ينظر: (مدارج السالكين) لإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى-.
[6]: الإلحاد في أسماء الله -جل وعلا- هو العدول بها و بجهاتها و معانيها عن الحق الثابت لها، وهو مأخوذ من الميل، كما يدل عليه مادة (لحد) ومنه اللحد، وهو الشق في جانب القبر الذي قد مال عن الوسط. والإلحاد في أسمائه تعالى أنواع منها: إلحاد أهل التعطيل الذين عطلوا الأسماء الحسنى من معانيها، وجحدوا حقائقها. ينظر: (توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام بن القيم، تأليف الشيخ العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى -رحمه الله-.
[7]: ينظر: (أضواء البيان) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله تعالى-
[8]: (الرسالة المدنية في الحقيقة والمجاز في الصفات) ضمن "مجموع الفتاوى".
[9]: (أضواء البيان) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله تعالى-.
[10] (الرسالة المدنية في الحقيقة والمجاز في الصفات) ضمن "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى-.
[11]: (تفسير القرآن العظيم) للحافظ ابن كثير.
[12] ينظر: (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير) للشيخ عبد الحميد بن باديس-رحمه الله تعالى-.
[13] ينظر: (مجالس التذكير من حديث البشير النذير) للشيخ عبد الحميد بن باديس-رحمه الله تعالى-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/290)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 03:23 م]ـ
شكرا لك ورزقنا الله واياك الإخلاص في القول والعمل
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - 05 - 08, 04:20 م]ـ
قال الشيخ العلامة حمد بن ناصر بن معمر- رحمه الله تعالى -[3]: " واعلم أن كثيراً من المتأخرين، يقولون: هذا مذهب السلف، في آيات الصفات، وأحاديثها، إقرارها على ما جاءت، مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد، وهذا لفظ مجمل، فإن قول القائل: ظاهرها غير مراد، يحتمل أنه أراد بالظاهر، نعوت المخلوقين، وصفات المحدثين، فلا شك: أن هذا غير مراد؛ ومن قال: هذا، فقد أصاب، لكن أخطأ في إطلاق القول أن هذا ظاهر النصوص، فإن هذا ليس هو الظاهر، فإن إيماننا بما ثبت من نعوته، كإيماننا بالذات المقدسة، إذ الصفات تابعة للموصوف، فنعقل وجود الباري، وننزه ذاته المقدسة عن الأشباه، من غير أن نتعقل الماهية؛ فكذلك القول في صفاته: نؤمن بها،ونعقل وجودها، ونعلمها في الجملة، من غير أن نتعقلها، أو نشبهها، أو نكيفها، أو نمثلها بصفات خلقه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ... ومن ظن أن نصوص الصفات، لا يعقل معناها، ولا يدري ما أراد الله ورسوله منها، ولكن يقرؤها ألفاظاً لا معاني لها، ويعلم أن لها تأويلاً، لا يعلمه إلا الله، وأنها بمنزلة (كهيعص، حم، عسق، الَمص) وظن أن هذه طريقة السلف، وأنهم لم يكونوا يعرفون حقائق الأسماء؛ والصفات، ولا يعلمون حقيقة قوله: (والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه) وقوله (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) وقوله: (الرحمن على العرش استوى) ونحو ذلك، فهذا الظان من أجهل الناس بعقيدة السلف. وهذا الظن يتضمن استجهال السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، وسائر الصحابة، وأنهم كانوا يقرؤون هذه الآيات، ويروون حديث النزول، وأمثاله، ولا يعرفون معنى ذلك، ولا ما أريد به، ولازم هذا الظن: أن الرسول –صلى الله عليه و سلم- كان يتكلم بذلك، ولا يعرف معناه، فمن ظن أن هذه عقيدة السلف، فقد أخطأ في ذلك خطأ بيناً؛ بل السلف رضي الله عنهم أثبتوا لله حقائق الأسماء والصفات، ونفوا عنه مماثلة المخلوقات، فكان مذهبهم مذهباً بين مذهبين، وهدى بين ضلالين، خرج من مذهب المعطلين والمشبهين، كما خرج اللبن: (من بين فرث ودم لبنا خالصاً سائغاً للشاربين) ".اهـ
هذا صحيح ولكن الشيخ ابن باديس ذكر معها كلمتين بينت مقصوده ب"الظاهر" المنفي.
وسأبينها بعد قليل إن شاء الله
وبناء على ذلك فقول بن باديس عن صفة الاستواء و النزول ونحوهما .. بأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد يحتمل معنيين باطل و آخر حق [4]:
الشيخ رحمه الله ذكر كلمتين تبين مقصوده بالظاهر المنفي وهي
1. نؤمن بحقيقتهما
2. ظاهرها المتعارف في حقنا
هاتان الكلمتان تكفيان لتبيين أن الظاهر الذي نفاه عن الله عز وجل هو المماثلة مع صفات المخلوقين
فهذه القرائن تبين انه يقصد المعنى الحق وليس المعنى الباطل
فقوله: "حقيقتها" يخرج المجاز والتأويل = يثبتها على ظاهرها وحقيقتها
ونفيه الظاهر "المتعارف في حقنا" = ينفي التمثيل بصفات المخلوقين
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - 05 - 08, 03:14 م]ـ
شكرا لك ورزقنا الله واياك الإخلاص في القول والعمل
وإياكم أخي الكريم، ورزقني الله و إياك و جميع الكتاب الإخلاص في القول و العمل.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - 05 - 08, 03:18 م]ـ
هذا صحيح ولكن الشيخ ابن باديس ذكر معها كلمتين بينت مقصوده ب"الظاهر" المنفي.
وسأبينها بعد قليل إن شاء الله
الشيخ رحمه الله ذكر كلمتين تبين مقصوده بالظاهر المنفي وهي
1. نؤمن بحقيقتهما
2. ظاهرها المتعارف في حقنا
هاتان الكلمتان تكفيان لتبيين أن الظاهر الذي نفاه عن الله عز وجل هو المماثلة مع صفات المخلوقين
فهذه القرائن تبين انه يقصد المعنى الحق وليس المعنى الباطل
فقوله: "حقيقتها" يخرج المجاز والتأويل = يثبتها على ظاهرها وحقيقتها
ونفيه الظاهر "المتعارف في حقنا" = ينفي التمثيل بصفات المخلوقين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/291)
لعلك لم تتدبري المقال ففيه نقض الشبهة التي سطرتيها،ومع ذلك فإن عبارة الشيخ ابن باديس خطأ سواء قصد المعنى الحق أو الباطل كما بين ذلك شيخ الإسلام في قوله:" .. من قال: إن الظاهر غير مراد، بمعنى: أن صفات المخلوقين غير مرادة، قلنا له: أصبت في المعنى، لكن أخطأت في اللفظ، وأوهمت البدعة، وجعلت للجهمية طريقًا إلى غرضهم، وكان يمكنك أن تقول: تمر كما جاءت على ظاهرها مع العلم بأن صفات الله تعالى ليست كصفات المخلوقين، وأنه منزه مقدس عن كل ما يلزم منه حدوثه أو نقصه. .. ".
وبالله التوفيق.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 05 - 08, 10:43 م]ـ
لعلك لم تتدبري المقال ففيه نقض الشبهة التي سطرتيها،ومع ذلك فإن عبارة الشيخ ابن باديس خطأ سواء قصد المعنى الحق أو الباطل كما بين ذلك شيخ الإسلام في قوله:" .. من قال: إن الظاهر غير مراد، بمعنى: أن صفات المخلوقين غير مرادة، قلنا له: أصبت في المعنى، لكن أخطأت في اللفظ، وأوهمت البدعة، وجعلت للجهمية طريقًا إلى غرضهم، وكان يمكنك أن تقول: تمر كما جاءت على ظاهرها مع العلم بأن صفات الله تعالى ليست كصفات المخلوقين، وأنه منزه مقدس عن كل ما يلزم منه حدوثه أو نقصه. .. ".
وبالله التوفيق.
كيف يتوهم منه البدعة وهو قال "نؤمن بحقيقتهما"
وما الفرق بين "الظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهة" وبين "الظاهر المتعارف في حقنا"؟
هو لم يقول "ظاهر" بدون اي قرينة
وأقوى قرينة في كلامه هو قوله "حقيقتهما"
وقد ذكر الذهبي رحمه الله في أن هناك ظاهران:
قلت: قد صار الظاهر اليوم ظاهرين: أحدهما حق، والثاني باطل،
فالحق أن يقول: إنه سميع بصير، مريد متكلم، حي عليم، كل شئ هالك إلا وجهه، خلق آدم بيده، وكلم موسى تكليما، واتخذ إبراهيم خليلا، وأمثال ذلك، فنمره على ما جاء، ونفهم منه دلالة الخطاب كما يليق به تعالى، ولا نقول: له تأويل يخالف ذلك.
والظاهر الآخر وهو الباطل، والضلال: أن تعتقد قياس الغائب على الشاهد، وتمثل البارئ بخلقه، تعالى الله عن ذلك، بل صفاته كذاته، فلا عدل له، ولا ضد له، ولا نظير له، ولا مثل له، ولا شبيه له، وليس كمثله شئ، لا في ذاته، ولا في صفاته، وهذا أمر يستوي فيه الفقيه والعامي، والله أعلم.
(سير أعلام النبلاء)
وقال في كتابه العلو:
المتأخرون من أهل النظر قالوا مقالة مولدة ما علمت أحدا سبقهم بها قالوا هذه الصفات تمر كما جاءت ولا تأول مع إعتقاد أن ظاهرها غير مراد فتفرع من هذا أن الظاهر يعني به أمران
أحدهما أنه لا تأويل لها غير دلالة الخطاب كما قال السلف الإستواء معلوم وكما قال سفيان وغيره قراءتها تفسيرها يعني أنها بينة واضحة في اللغة لا يبتغى بها مضائق التأويل والتحريفوهذا هو مذهب السلف مع إتفاقهم أيضا أنها لا تشبه صفات البشر بوجه إذ الباري لا مثل له لا في ذاته ولا في صفاته
الثاني أن ظاهرها هو الذي يتشكل في الخيال من الصفة كما يتشكل في الذهن من وصف البشر فهذا غير مرادفإن الله تعالى فرد صمد ليس له نظير وإن تعددت صفاته فإنها حق
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[18 - 05 - 08, 02:44 م]ـ
سؤال للأخت الفاضلة الكريمة: "العقيدة" بها يتضح أن نقولاتك عن الحافظ الذهبي - رحمه الله تعالى - حجة عليك لا لك:
السؤال: هل الظاهر المراد من صفات الله - جل وعلا - لكل مسلم عاقل راجع عقله التشبيه؟
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - 05 - 08, 03:04 م]ـ
الجواب عن قولك: وما الفرق بين "الظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهة" وبين "الظاهر المتعارف في حقنا"؟ هو:
القول الأول للحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - فيه نفي كيفية الإتصاف المتبادرة لأذهان المشبهين، و هو حق.
أما القول الثاني لإبن باديس - رحمه الله تعالى - فيه نفي أصل المعنى و هو ظاهر مراد .. وهذا باطل، قال فضيلة شيخنا العلامة صالح بن عبد العزيز - نفعنا الله بعلمه - كما في (شرح الطحاوية):" .. وصفات الرب - حل وعلا - ظاهرها مشتمل على أصل المعنى الذي نفهمه من اللغة، وأما كمال المعنى و تمامه و كيفية الإتصاف فهذا ليس ظاهرا في معنى الصفات و الأمور الغيبية، ولما توهموه أن الظاهر هو معرفة الكيفية و كمال المعنى صرفوا اللفظ عن ظاهره لهذا التوهم، ... ".اهـ
وبهذا يتضح الفرق وأن لفظة الشيخ ابن باديس-رحمه الله تعالى-غلط من عدة وجوه. والله أعلم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 05 - 08, 03:16 م]ـ
الجواب عن قولك: وما الفرق بين "الظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهة" وبين "الظاهر المتعارف في حقنا"؟ هو:
القول الأول للحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - فيه نفي كيفية الإتصاف المتبادرة لأذهان المشبهين، و هو حق.
أما القول الثاني لإبن باديس - رحمه الله تعالى - فيه نفي أصل المعنى و هو ظاهر مراد .. وهذا باطل، قال فضيلة شيخنا العلامة صالح بن عبد العزيز - نفعنا الله بعلمه - كما في (شرح الطحاوية):" .. وصفات الرب - حل وعلا - ظاهرها مشتمل على أصل المعنى الذي نفهمه من اللغة، وأما كمال المعنى و تمامه و كيفية الإتصاف فهذا ليس ظاهرا في معنى الصفات و الأمور الغيبية، ولما توهموه أن الظاهر هو معرفة الكيفية و كمال المعنى صرفوا اللفظ عن ظاهره لهذا التوهم، ... ".اهـ
وبهذا يتضح الفرق وأن لفظة الشيخ ابن باديس-رحمه الله تعالى-غلط من عدة وجوه. والله أعلم.
عفوا أخي الفاضل
ولكن كيف يكون كلام الشيخ ابن باديس رحمه الله نافيا لأصل المعنى؟؟
فهو قال اولا "نؤمن بحقيقتهما" وإلى الآن لم تخبرني كيف يكون نافيا لظاهر النص بمعنى أصل المعنى وهو يؤمن بحقيقتها؟
اما قوله "الظاهر المتعارف في حقنا" فالذي فهمته منه كيفية صفاتنا .. فالمتعارف في حقنا فيما يتعلق باليد انه لحم وعظم وشعر .. الخ
اما اصل المعنى فلا ... وقوله "حقيقتهما" دليل واضح جدا في أنه يثبت اصل المعنى
لم يقل المتعارف عندنا ولكن قال المتعارف في حقنا
مع ضعف لغتي فهمت من كلمة "حقنا" انه يقصد الوصف والكيفية
فإذا كان هذا الفهم مني خاطئا فأرجو تصويبي.(45/292)
طلب حول اختلاف الأمة باللغة الفرنسية
ـ[أبو الفضل مهدي المغربي]ــــــــ[03 - 12 - 07, 08:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لي طلب بارك الله فيكم.
أريد بعض الكتابات حول اسباب اختلاف الأمة باللغة الفرنسية وإن كانت مواضيع في نفس الموضوع فأفيدونا مأجورين بإذن الله.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[03 - 12 - 07, 08:59 ص]ـ
هنا:
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=6280&ln=fre
وهنا:
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=1393&ln=fre
وفي ذلك الموقع فتاوى أخرى في الموضوع.(45/293)
رسائل في التوحيد لأبي طارق البويحياوي عبد الله حشروف الأمازيغي الجزائري ج1
ـ[ابو البراء]ــــــــ[03 - 12 - 07, 02:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحجاج و زيارة القبب
إن بالجزائر عموما و منطقة القبائل [1] خصوصا قببا تتوزع على قرى معينة كعلامة "المرابطة" يتردد إليها بين أيام و أخرى و في مواسم معينة "كعاشوراء" الزائرون و الزائرات على اختلاف أشكالهم و أعمارهم و تباين ثقافتهم سواء الأمّيّ منهم بالأصالة أو المثقف منهم بالدراسة.
و تختلف المقاصد و الدوافع لهذه الزيارة: منهم من يقصد التبرك، و منهم من ينوي التوسل، و آخر غرضه الوفاء بالنذر، و الشباب فرصته التنزه، و يشتد الزحام و تحتك الأجسام و تتماوج القدود و يختلط الحابل بالنابل و تفوح رائحة الفسوق و الفجور من هذا الاختلاط المشين.
و الذي يهمني من هذه المقدمة هو أن حجاجنا الميامين عندما يحين أوان رحيلهم إلى البقاع المقدسة، يقصدون القبة [2] "الكعبة المصغرة"، يشدون الرحال إليها كخطوة أولى إيمانا منهم و اعتقادا بأن هذه الزيارة الأولية من مكملات أعمال النسك و شرطا أساسيا لقبول الحج و تدخل ضمن فروضه و سننه، و تتمثل المهمة الأولى من هذه الزيارة أن يسلخ من جلده و نفقة عائلته مبلغا من المال قد يدفعه رغما عنه كصدقة "وعدة" على مرأى و مسمع من جمهور المودعين و المودعات و يتصدر الجموع الإمام التقليدي "المغلوب على أمره" للقرية و يدعون له بالخير و البركة و سلامة الوصول و العودة و كلها بأصوات مرتفعة و أكف مرفوعة و حناجر مبحوحة.
ثم يدخل القبة و يطوف ما شاء له الطواف حول الضريح و يتوسل إليه و يستنجد به داعيا فتردد جدران القبة صدى صوته و دعائه و تنسجم نفسه من هذا الصدى بأن صاحب المقام قد استجاب لتضرعه و بأنه أعطى له وعدا و عهدا بمرافقته في سفره أينما حل و ارتحل، ثم يصلي ركعتين و يتطاير رذاذ البركة فوق رأسه من سقف القبة المباركة، ثم يخرج الوفد من القبة استعدادا لركوب السيارة و قد زودهم صاحب المقام بختم تأشيرة الدخول إلى البقاع المقدسة، و لن تستطيع أية قوة أن تمنعهم أو تردهم عن السفر لأن صاحب المقام قد زودهم أيضا بـ "تكليف بمهمة" صالحة للعبور في كل مكان. فالويل لمن خالف و عصى هذه العادة التي اخترعها أحد كبار المشعوذين فجزاؤه أن صاحب المقام يتدخل بقدرته الخارقة و يعطل سفره بتعطيل الطائرة التي يركبها.
المقال كاملا من هنا
http://www.merathdz.com/play-852.html
ـ[عبد الله العثمان]ــــــــ[18 - 11 - 10, 04:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا ً
و الحمد لله الخرافيون و القبوريون دعوتهم الى زوال(45/294)
طلب مني بحث عن الرافضي شيطان الطاق "محمد بن علي النعمان"
ـ[عبدالمجيد الهرفي]ــــــــ[03 - 12 - 07, 02:30 م]ـ
السلام عليكم ..
يا أخوان .. طلب مني بحث عن الرافضي شيطان الطاق "محمد بن علي النعمان"
ممكن تساعدوني بأسماء كتب أرجع لها
طبعا انا بحث بقوقل ما لقيت الا كتب الرافضة ومواضيع منتديات بدون ذكر المرجع
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[03 - 12 - 07, 03:11 م]ـ
اسمه محمد بن علي بن النعمان,,(45/295)
قال النووي رحمه الله وفيما أشرت إليه كفاية لمن وفق
ـ[أبو عروة]ــــــــ[03 - 12 - 07, 04:21 م]ـ
قال النووي رحمه الله ووالديه ومشائخه وأحبابه في كتابه الاذكار:-
وبلغنا عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنه قال: إنما يُحْفَظ الرجلُ على قدر نيّته. وقال غيرُه: إنما يُعطى الناسُ على قدر نيّاتهم
وروينا عن السيد الجليل أبي عليّ الفُضيل بن عِياض رضي اللّه عنه قال: تركُ العمل لأجل الناس رياءٌ والعمل لأجل الناس شِركٌ والإِخلاصُ أن يعافيَك اللّه منهما. وقال الإمام الحارث المحاسبيُّ رحمه اللّه: الصادق هو الذي لا يُبالي لو خرج كلُّ قَدْرٍ له في قلوب الخلق من أجل صَلاح قلبه ولا يحبُّ اطّلاع الناس على مثاقيل الذرِّ من حسن عمله ولا يكرهُ أن يطلعَ الناسُ على السيء من عمله. وعن حُذيفة المَرْعشيِّ رحمه اللّه قال: الإِخلاصُ أن تستوي أفعالُ العبد في الظاهر والباطن
وروينا عن الإمام الأستاذ أبي القاسم القُشَيريّ رحمه اللّه قال: الإِخلاصُ إفرادُ الحق سبحانه وتعالى في الطاعة بالقصد وهو أن يُريد بطاعته التقرّب إلى اللّه تعالى دون شيء آخر: من تَصنعٍ لمخلوق أو اكتساب محمَدةٍ عند الناس أو محبّة مدحٍ من الخلق أو معنى من المعاني سوى التقرّب إلى اللّه تعالى. وقال السيد الجليل أبو محمد سهل بن عبد اللّه التُستَريُّ رضي اللّه عنه: نظر الأكياسُ في تفسير الإِخلاص فلم يجدوا غير هذا: أن يكون حركتُه وسكونه في سرِّه وعلانيته للّه تعالى ولا يُمازجه نَفسٌ ولا هوىً ولا دنيا
وروينا عن الأستاذ أبي علي الدقاق رضي اللّه عنه قال: الإِخلاصُ: التوقِّي عن ملاحظة الخلق والصدق: التنقِّي عن مطاوعة النفس فالمخلصُ لا رياء له والصادقُ لا إعجابَ له. وعن ذي النون المصري رحمه اللّه قال: ثلاثٌ من علامات الإِخلاص: استواءُ المدح والذمّ من العامَّة ونسيانُ رؤية الأعمال في الأعمال واقتضاءُ ثواب العمل في الآخرة
وروينا عن القُشَيريِّ رحمه اللّه قال: أقلُّ الصدق استواءُ السرّ والعلانية. وعن سهل التستري: لا يشمّ رائحة الصدق عبدٌ داهن نفسه أو غيره وأقوالهم في هذا غير منحصرة وفيما أشرت إليه كفاية لمن وُفق(45/296)
الرأي الصحيح فيمن هو الذبيح ردا على القس موزار رئيس كنيسة تيزي وزو بالجزائر
ـ[ابو البراء]ــــــــ[04 - 12 - 07, 06:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرأي الصحيح فيمن هو الذبيح
للامام عبد الحمدي الفراهي
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/ 72:
وإسماعيل هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم. وأما القول بأنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجهاً، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب مع أنه باطل بنص كتابهم، فإن فيه أن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه بكره وفي لفظ وحيده، ولا يشك أهل الكتاب مع المسلمين أن إسماعيل هو بكر أولاده
ـ[أبو أسعد السلفي]ــــــــ[04 - 12 - 07, 06:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله الجنة أخانا الحبيب أبو البراء أسأل الله أن يجعل عملك هذا خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعك به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
______________________________
قال الإمام المنذري:
وناسخ العلم النافع، له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به مابقي خطه، وناسخ مافيه إثم عليه وزره ووزر من عمل به مابقيَ خطه.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[06 - 12 - 07, 07:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
للاستزادة من النقولات حول من هو الذبيح
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5155
والحمد لله
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[06 - 12 - 07, 09:12 ص]ـ
أنظر هنا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112649&highlight=%C7%E1%D0%C8%ED%CD
ستجد خيرا كثيرا إن شاء الله
ـ[ابو البراء]ــــــــ[06 - 12 - 07, 08:54 م]ـ
رابط تنزيل الكتاب
http://merathdz.com/play-1087.html
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[14 - 12 - 07, 01:22 ص]ـ
كتاب (المعجم المفصل في الإملاء قواعد زنصوص) لـ نصيف يمين -لبناني الجنسية-، فيه نصٌ من نصوصه في التدريب على الإملاء يقرر هذا الأستاذ الخبيث!! أن الذبيح هو إسحاق (ص:152)
وكذلك يلمز عثمان بن عفان ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم (ص:134)
ولقد كان ذلك دليلاً واقعياً لعلمائنا الذين يفتون بعدم تلقي العلم على أيدي المبتدعة ولو كان نحواً.
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[01 - 05 - 08, 01:03 م]ـ
موضوع ذو صلة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=809932#post809932
ـ[ابو البراء]ــــــــ[01 - 05 - 08, 07:28 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[15 - 05 - 08, 10:03 م]ـ
أنظر ما سطرته هنا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=135126&highlight=%C7%E1%D0%C8%ED%CD(45/297)
"كثر خير الله"عبارة غير شرعية يكثر تداولها في الشام
ـ[ابو عبد الله البغدادي]ــــــــ[04 - 12 - 07, 04:52 م]ـ
هذه العبارة غير شرعية لانها دعاء لله بتكثير خيره ومن ذا الذي يكثر لله تغالى الخير بل هو تعالى من يطلب منه الخير ويستمد منه العطاء
ـ[توبة]ــــــــ[04 - 12 - 07, 04:58 م]ـ
ألا تحتمل العبارة صيغة الدعاء بمعنى" اللهم كثِّر علينا خيرَك"؟
ـ[ابو عبد الله البغدادي]ــــــــ[05 - 12 - 07, 09:58 م]ـ
العبارة تساق للشكر وليس للدعاء
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[05 - 12 - 07, 11:32 م]ـ
اللهم كثر علينا خيرك ... تختلف بالمعنى عن كثر خير الله ... فتأمل
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[05 - 12 - 07, 11:59 م]ـ
الأصل أن يبتعد الإنسان عن تخطئة ما شاع من الأقوال والأعمال إلا عند تعذر حملها على الصواب وانعدام التأويلات السائغة لها، لأن الولع بتخطئة الناس من مداخل الشيطان على العبد، ولا أقصد الأخ الكريم أبا عبد الله البغدادي وإنما هي ظاهرة لها انتشارها في هذه الأيام، ظاهرة التوسع في حمل كلام الناس وأعمالهم على أسوأ ما يمكن من المحامل، مما يؤدي بالعبد إلى العجب بنفسه، كيف أن الناس عوامهم وعلماءهم لهم قرون يتتابعون على الخطأ حتى جاء هو وانفتح له من معرفة الصواب ما انغلق على الأكابر.
والعبارة المذكورة يمكن فهمها على أن إضافة الخير إلى الله من باب إضافة المخلوق إلى الخالق مثل بيت الله وناقة الله فالمقصود أن الشاكر يدعو أن يكثُر خير الله أي نعمه على المشكور وبه تكون العبارة صوابا ولا إشكال فيها، والله أعلم.
ـ[ابو عبد الله البغدادي]ــــــــ[06 - 12 - 07, 06:22 ص]ـ
الاصل ان يعظم الله ويوقر وان يبتعد المرء عن اي لفظ قد يشم منه الاستهانة به تعالى
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[06 - 12 - 07, 09:18 ص]ـ
وبعد:
ما قاله الأخ أبو خالد صحيح فإعمال الكلام - ولو بحمله على محامل بعيدة - خير من إهماله، فالعبارة محمولة على معنى قوله تعالى: " وأما بنعمة ربك فحدث "
وأهل الشام الغالي أدرى بشعابها
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[06 - 12 - 07, 09:24 ص]ـ
وبعد:
ما قاله الأخ أبو خالد صحيح فإعمال الكلام - ولو بحمله على محامل بعيدة - خير من إهماله، فالعبارة محمولة على معنى قوله تعالى: " وأما بنعمة ربك فحدث "
وأهل الشام الغالي أدرى بشعابها
ـ[أبو عمر بن محمد]ــــــــ[06 - 12 - 07, 10:42 ص]ـ
قال الله تعالى عن دعوة نبيه موسى {رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير}
فاللهم كثر على خيرك وأغنني بفضلك الكريم يا واسع الجود
وعند عوامنا (كتر خير الله) وما هي بانتقاص ولا ما يجري في مجراها بل هي دعوة, أما من يستخف إن كان الأخ الكريم قد سمع من يستخف, فلا يقاس بها, والله أعلم.
وأظن أن أكثر ما تسمع من الأمور التي يقشعر الجلد من بشاعتها هي التي يطلقها قليل من أئمة القيام في رمضان محاولين إطالة الدعاء والسجع فيه, أو إرادة عصر العيون!
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[07 - 12 - 07, 01:41 ص]ـ
يعنى بعبارة اوضح.ان تقصد شيخنا ابا خالد السلمى ان العبارة لا بد لها من النيه ولا تكون على اطلاقها ..
وفقك الله
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[08 - 12 - 07, 05:28 م]ـ
حديث أنس رضي الله عنه في المغفرة لأهل عرفات، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله هذا لنا خاص؟ فقال: هذا لكم ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة، فقال عمر رضي الله عنه: كثر خير الله وطاب.(45/298)
فرقة الجمهوريين في السودان
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[05 - 12 - 07, 01:43 ص]ـ
فرقة الجمهوريين في السودان
في العدد الماضي من الراصد، تحدثنا عن فرقة القرآنيين التي ظهرت في الهند، في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ومنها إلى بعض الدول الإسلامية، ويقوم فكرها أساساً على نبذ السنة النبوية، واستبعادها كمصدر من مصادر التشريع، أو اعتبارها المصدر الثاني للشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم قائلين أنه يكفي الاعتماد على القرآن الكريم، ولا حاجة لنا بما سواه.
ونتيجة لذلك المنهج، جاءت أفكار وتصورات القرآنيين مشوشة مضطربة، بعيدة عن مرادها، فأدخلوا في الدين ما ليس منه، وضلوا وأضلوا.
وفي هذا العدد نعرِّف بفرقة أخرى تتقاطع في بعض أفكارها وأسلوب تفكيرها مع القرآنيين ألا وهي فرقة الجمهوريين في السودان التي يمثلها (الحزب الجمهوري) الذي أسسه محمود محمد طه سنة 1945.
تبنى هذا الحزب فهماً خاصاً للقرآن والإسلام، امتزج بالأفكار الاشتراكية، والصوفية الغالية، والفلسفات المختلفة، مع شيء من الغموض، ليخرج بالنتيجة التي خرج بها القرآنيون من قبل، صرف آيات القرآن وأحكام الإسلام عن مرادها، وإنكار كثير مما علم من الدين بالضرورة.
نشأتها وتطورها:
الفرقة الجمهورية في السودان يمثلها الحزب الجمهوري الذي تأسس في 26/ 10/1945م، على يد المهندس محمود محمد طه، المختلف في سنة ولادته ([1] ( http://alrased.net/manage/_editor/editor/fckblank.html#_ftn1)) وقد اختير طه أول رئيس للحزب الذي نشأ في زمن الاحتلال البريطاني للسودان.
وكانت بداية هذه الجماعة مشابهة للظروف التي أسهمت في ظهور الأحزاب السياسية السودانية، لكن هذه الفرقة أو الجماعة كانت علمانية الاتجاه بصورة واضحة. وقد أعلن زعيمها محمود طه في كتاباته الأولى أن الإسلام ليس بمفلت من التشكيك، ويجب أن يوضع على منضدة البحث العلمي لرفض ما لا يتناسب مع العصر، عن طريق تأويل النصوص التي لا تتماشى مع القرن العشرين كنصوص الجهاد والعبادة - حسب اعتقاده-.
ومع أن اتجاه هذه الجماعة كان واضحاً منذ البداية، إلاّ أن زعيمها حاول أن يصبغها بصبغة دينية حتى يجد سنداً شعبياً في بلد يدين معظم أهله بالإسلام، وينتشر فيه التصوف، لذلك كان لافتاً استدلاله بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، فيما يدعو إليه، محاولاً تكييفها تكييفا يناسب منهجه وأفكاره.
وظهرت فرقة الجمهوريين باتجاهها الباطني ([2] ( http://alrased.net/manage/_editor/editor/fckblank.html#_ftn2)) المخالف للإسلام سنة 1965، وهو العام الذي أعلن فيه زعيمهم بأنه استقام له أمر نفسه، وأصبح على مشارف الوصول للمعية بالذات ([3] ( http://alrased.net/manage/_editor/editor/fckblank.html#_ftn3)).
وعندها خرج من جماعة الجمهوريين عدد من الأشخاص بعد أن أصبحت فرقة باطنية، كما دخل فيها آخرون إعجاباً بتأويله للخطاب الديني. وقد نجح طه في ملء فراغ أتباعه الفكري، بفكره التلفيقي الذي جمعه من أفكار وفلسفات الفرق الباطنية في القديم والحديث، ومن الفلسفات الإلحادية والمذاهب المعاصرة.
وكانت نهاية زعيم الجماعة أن أعدم في 18/ 1/1958 بتهمة الردّة والزندقة، بعد أن أمهل ثلاثة أيام ليتوب من أفكاره المنحرفة، لكنه لم يتب، وقد انحسر عدد أتباعه بعد إعدامه، إضافة إلى انتشار الصحوة الإسلامية في السودان.
وكان طه قد ألف عدداً من الكتب التي تبين منهج فرقته، ورؤيته للإسلام، منها:
1ـ قل هذه سبيلي، وهو أول مؤلفاته، صدر سنة 1952م.
2ـ أسس دستور السودان، صدر سنة 1955، قبيل استقلال البلاد، ونادى فيه بقيام جمهورية رئاسية، فيدرالية، ديمقراطية، اشتراكية. وهو كتاب نادر الوجود إذ يعمل الجمهوريون على إخفائه من الأسواق.
3ـ الإسلام، صدر سنة 1960. ويعتبرونه الكتاب الأم "للدعوة الإسلامية الجديدة".
4ـ طريق محمد، ورسالة الصلاة، والرسالة الثانية من الإسلام. وقد صدرت هذه الكتب الثلاثة خلال عامي 1966ـ 1967.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/299)
5ـ التحدي الذي يواجه العرب، وكتاب "مشكلة الشرق الأوسط"، ويفتخر الجمهوريون بأن زعيمهم محمود في كتابه الأخير كان "أول من دعا العرب للدخول في سلام مع إسرائيل ليوجدوا هدنة يبحثون في أثنائها أسباب مشكلتهم الحقيقية بدلاً من الدخول في عداوات لا طاقة لهم بها مع إسرائيل ومع الغرب مما يدفعهم في أحضان الشيوعية الدولية .. " ([4] ( http://alrased.net/manage/_editor/editor/fckblank.html#_ftn4)).
أهم أفكارها:
تبنت فرقة الجمهوريين التأويل الباطني منهجاً، فصرفت الآيات عن مرادها، وابتدعت فهماً خاصاً للإسلام. وقد أخذت أفكارها من عدد من المذاهب والفلسفات.
1ـ عقيدتهم في الله: يزعم محمود طه أن اسم (الله) تبارك وتعالى يطلق على معنيين:
ـ معنى بعيد: وهو ذات الله الصرفة، وهي فوق الأسماء، ولولا أنها تنزلت في مراتب الوجود المختلفة لما عرفت. فكلمة (الله) عند الجمهوريين في معناها البعيد ليست إلاّ إشارة بسيطة غامضة، لا يمكن أن توصف، ولا تسمى ولا تعرف إلاّ بعد تنزلها.
ـ معنى قريب: هو المحدث الكامل أو الإنسان الكامل، وهي مرتبة البشر الكامل!
وقد أوّل الجمهوريون جميع الأحاديث التي تتحدث عن الرؤية، أو نزول الله إلى السماء الدنيا. فصفات الله عند الجمهوريين إنما هي صفات الإنسان الكامل أو الحقيقة المحمدية أو التعيين الأول للذات الإلهية، أو التجسد الأول.
ويعتبر طه أن الشرك هو "الكبت الذي انقسمت به النفس الإنسانية إلى عقل واع وعقل باطن بينهما تضاد وتعارض". أما التوحيد فيقول عنه: "ولا يكون الفكر مسدداً ولا مستقيماً إلاّ إذا أصاب نقطة التقاء الضدين: العقل الواعي والباطن هذا هو التوحيد".
2ـ عقيدتهم في الإسلام: الإسلام عندهم هو مذهبهم الجمهوري. فقد جاء في كتابهم (الجمهوري والمهاجر الاكتوبري): "إن الإسلام ليس غير الفكرة الجمهورية، ذلك بأن سائر المسلمين بفرقهم المختلفة ليسوا على شيء".
ـ ويقول طه عن الإسلام: "الإسلام في أصول يحوي شريعة الإنسان، لكنه في فروعه لا يزال يحوي بعض السمات الملطفة من قانون الغابة".
ـ ويقول طه بأن مستوى شريعة الأصول هو مستوى الرسالة الثانية من الإسلام وهي الرسالة التي وظف حياته للتبشير بها والدعوة إليها.
ـ ويشير إلى أن الشيوعية تختلف عن الاشتراكية اختلاف مقدار، فكأن الاشتراكية إنما هي طور مرحلي نحو الشيوعية، ولقد عاش الرسول صلى الله عليه وسلم الشيوعية في قمتها، كما يذكر ذلك في كتابه (الرسالة الثانية) ص 147.
وقد جعل طه إحدى الأهداف التي يسعون إليها (المساواة الاقتصادية)، وهي التي تبدأ بالاشتراكية، وتتطور نحو الشيوعية.
3ـ عقيدتهم في القرآن الكريم: يعتقد الجمهوريون بأن لكل كلمة من كلمات القرآن الكريم معنى قريباً، وآخر بعيداً:
ـ المعنى القريب هو الظاهر الذي يمكن معرفته بإجادة اللغة.
ـ المعنى البعيد هو الباطن، وهو عند الرب لا يعلمه إلاّ الرسل والأنبياء، أو الذين يستطيعون أن يتلقوا شريعتهم من الله كفاحاً.
ومن أمثلة ذلك تفسير محمود طه لقوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء) ([5] ( http://alrased.net/manage/_editor/editor/fckblank.html#_ftn5)) إذ يقول: "فالنفس الواحدة في الحقيقة هي نفس الله تعالى، وآدم مشمول بخطاب (يا أيها الناس) فآدم لم يكن بداية الخلق، وإنما هو مرحلة متقدمة منه .. ثم النفس الواحدة هي نفس آدم .. ) ([6] ( http://alrased.net/manage/_editor/editor/fckblank.html#_ftn6)).
ويزعم الجمهوريون أن (النبأ العظيم) الوارد في قوله تعالى (عم يتساءلون، عن النبأ العظيم، الذي هم فيه مختلفون) ([7] ( http://alrased.net/manage/_editor/editor/fckblank.html#_ftn7))، ليس هو يوم القيامة كما يظن المسلمون، وإنما هو محمود محمد طه، وقد ظلت الأرض ـ في رأي الجمهوريين ـ محتفظة بهذا السر إلى القرن العشرين، وباحت به الآن بعد أن أوقدت شمسها.
ـ يتهم طه الصحابة بأنهم لم يعلموا من معاني القرآن شيئاً، إذ يقول: "الإسلام عائد عمّا قريب بعون الله وتوفيقه، وهو عائد لأن القرآن لا يزال بكراً لم يفض الأوائل منه غير ختم الغلاف".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/300)
ـ ويقول عن القرآن الكريم: "القرآن موسيقى علوية، هو يعلمك كل شيء، ولا يعلمك شيئاً بعينه، هو ينبه قوى الإحساس، ويشحذ أدوات الحس ثم يخلي بينك وبين عالم المادة لتدركه على أسلوبك الخاص، هذا هو القرآن".
4ـ عقيدتهم في النبي صلى الله عليه وسلم وفي سنته: أثبت محمود محمد طه لنفسه كثيراً من الآيات التي نزلت صريحة في حق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ أما موقفهم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فإنهم يؤولون ظاهرها تأويلات باطلة لا تعقل، وقد ساروا في هذه المسألة على طريق الباطنية الأوائل والثنوية ([8] ( http://alrased.net/manage/_editor/editor/fckblank.html#_ftn8)) والدهرية والإباحية من المنكرين للنبوة والشرائع والحشر والجنة والنار والملائكة والربوبية.
فمثلاً يقول الجمهوريون: "وكل الأحاديث النبوية التي تتحدث عن رؤية الله يوم القيامة، وهي أحاديث كثيرة، إنما تتحدث عن مقام الاسم، وليس عن الذات المطلقة، وذلك لأن القيامة زمان ومكان، والذات المطلقة لا يحويها الزمان والمكان ... ولأن الرؤية لا تكون إلاّ للمحدود، والذات تتعالى أن تراها البصائر والأبصار".
وزعم طه أن النبي صلى الله عليه وسلم هو وحده الإنسان في سائر أمته، إذ كانت له شريعة خاصة قامت على أصول الإسلام، وكانت شريعة أمته تقوم على الفروع. وزعموا أن لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم معنيين: معنى قريباً، وآخر بعيداً، كالآيات القرآنية.
جانب من آرائهم في العبادات:
1ـ الصلاة: يقول طه في كتابه (رسالة الصلاة): "صلوا كما رأيتموني أصلي"! هكذا أمر النبي في تبليغه رسالة ربه، فالصلاة معراج النبي بالأصالة ومعراج الأمة بعده بالتبعية والتقليد .. وكلمة (رأيتموني أصلي) لها معنى قريب ومعنى بعيد، ... فأما المعنى البعيد فهو أن نرى بعين البصيرة حال قلب النبي صلى الله عليه وسلم من صدق التوجه حين يقوم لصلاته، وأما المعنى القريب فهو أن نرى بعين البصر حركات النبي الظاهرة في صلاته فنتقنها أيضاً ...
2ـ يرون بأن التكليف في مرحلة من المراحل يسقط عن الإنسان لاكتمال صلاحه، إذ لا داعي للعبادة حينذاك، على نحو ما يقول غلاة الصوفية.
3ـ هناك أشياء لا يعتبرونها من الإسلام مثل الزكاة والحجاب.
4ـ تشجيع الأخوات الجمهوريات على تشييع الجنائز، وإذا اضطروا للصلاة فإن المرأة الجمهورية هي التي تؤذن في حضور الرجال.
5ـ لا يضحون في عيد الأضحى، وقد أصدر الجمهوريون كتاب (الضحية ليست واجبة لا على الأغنياء ولا على الفقراء).
أهم شخصياتهم
ـ المهندس محمود محمد طه، مؤسس الفرقة، وقد سبق التعريف به.
ـ تاج الدين عبد الرزاق، خالد بكير حمزة، ومحمد صالح بشير، وعبد اللطيف عمر، وهؤلاء الأربعة كانوا من أنصار طه عند الحكم عليه بالأعدام، وحكم عليهم بالحكم نفسه، إلاّ أنهم أعلنوا جميعاً توبتهم، بعد يومين من المهلة، لينقذوا بذلك رقابهم من حبل المشنقة.
ـ صلاح محمد عثمان.
ـ الشاعر عوض الكريم موسى.
للاستزادة
1ـ الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة ـ المجلد الأول ـ إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
2ـ مقال "سيرة الأستاذ محمود محمد طه" المنشور في موقع الفكرة.
3ـ مقال "التأويل الباطني عند الجمهوريين"،المنشور في شبكة المشكاة الإسلامية للدكتور شوقي بشير عبد المجيد أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة أم درمان الإسلامية.(45/301)
حول اختلاف الصفات عند الصحابة
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[05 - 12 - 07, 02:21 م]ـ
يقول شيخ الإسلام:
{وأما الذي أقوله الآن وأكتبه – وإن كنت لم أكتبه فيما تقدم من أجوبتي، وإنما أقوله في كثير من المجالس – إن جميع ما في القرآن من آيات الصفات، فليس عن الصحابة اختلاف في تأويلها، وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة، وما رووه من الحديث، ووقفت من ذلك على ما يشاء الله تعالى من الكتاب الكبار والصغار أكثر من مائة تفسير فلم أجد – إلى ساعتي هذه – عن أحد من الصحابة أنه تأويل شيئًا من آيات الصفات وأحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف، بل عنهم من تقرير ذلك وتثبيته وبيان أن ذلك من صفات الله ما يخالف كلام المتأولين ما لا يحصيه إلا الله. وكذلك فيما يذكرونه آثرين وذاكرين عنهم شيء كثير}.
الفتاوى (6/ 394)، وانظر: نقض التأسيس – مخطوط – (3/ 15).(45/302)
دفاعا عن النصارى (مطلوب ترجمته إلى الإجليزية)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[05 - 12 - 07, 04:34 م]ـ
الشيخ خالد عبد المنعم
المدير السابق لمعهد الدعاة بالعزيز بالله
أرسل إلينا أحد النصارى هذا التعليق فقال: أنتم تتهموننا نحن – المسيحيين العرب – بالشرك في كل مقالاتكم، ونحن نؤمن بإله واحد ولا نشرك به أحداً، وكون دينكم الإسلامي تحدث عن مجموعة من البشر كانت تعتنق هذا الفكر في زمن الإسلام وكتب عنها القرآن - فلا ذنب لنا في أنكم لا تفهمون هذه الحقيقة، ولكن المسيحيين ليسوا بمشركين كما تظنون.
وتأكيداً لهذا: اقرؤوا القرآن بتمعُّن أكثر؛ تجدوا أن الطائفة النصرانية هي المشركة في بداية الإسلام، ولكن مسيحيي اليوم لا يمتون بصلة لهذه الطائفة، التي أبيدت عن آخرها منذ زمن بعيد.
اقرؤوا التاريخ؛ كي لا تقذفوا الناس بأبشع الاتهامات، وأنتم لا تدرون.
انتهى الخطاب ...
والرد بعون الله
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فأهلا ومرحبا بك، فنحن نرحب بمناقشتك وبالرد على ما عندك من شبهات، ونسأل الله أن يشرح صدرك، وأن يوفقك إلى ما يحبه ويرضاه.
أولاً: تعريف الشرك:
في البداية قلت إننا نتهمكم بالشرك؛ فلنعرف أولاً ما الشرك؟ الشرك في اللغة: هو المقارنة وخلاف الانفراد، ويطلق على المخالطة, والمصاحبة والمشاركة.
والشرك في الاصطلاح: هو اتخاذ الند مع الله تعالى؛ أي: جعل شريك مع الله في التوحيد.
ثانياً: الأدلة على أن اعتقادات النصارى شرك بالله من كتبهم:
وكما تعلم: إن طوائف النصارى الثلاث: الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت، قد أجمعوا على القول بألوهية المسيح عليه السلام، وأنه نزل ليُصلَب تكفيراً لخطيئة آدم عليه السلام.
فالعقيدة التي يعتنقها جميع النصارى -على اختلاف مذاهبهم- هي عقيدة أن الإله واحد في أقانيم ثلاثة: الأب، والابن، والروح القدس، والمسيح هو "الابن"، وهم يضطربون في تفسير الأقانيم: فتارة يقولون أشخاص، وتارة خواص، وتارة صفات، وتارة جواهر، وتارة يجعلون الأقنوم اسما للذات والصفة معاً، ومحصل كلامهم يؤول إلى التمسك بأن عيسى إله؛ ونحن لم نستق تلك المعارف من القرآن وحده – وإن كان كافياً – ولكن من كتب النصارى أنفسهم، ومن الأناجيل وشروحها وكلام علمائهم؛ فكلها طافحة بذلك، والعجيب أنك لم تطَّلِع عليها!
يقول الدكتور بوست في "قاموس الكتاب المقدس": "طبيعة الله عبارة عن ثلاثة أقانيم متساوية: الله الأب، والله الابن، والله الروح القدس، فإلى الأب ينتمي الخلق بواسطة الابن، وإلى الابن الفداء، وإلى الروح القدس التطهير".
وجاء في كتاب "سوسنة سليمان" لنوفل بن نعمة الله بن جرجس – النصراني -: "إن عقيدة النصارى التي لا تختلف بالنسبة لها الكنائس، وهي أصل الدستور الذي بينه المجمع النيقاوي، هي الإيمان بإله، واحد: أب واحد، ضابط الكل، خالق السماوات والأرض، كل ما يرى وما لا يرى، وبرب واحد يسوع، الابن الوحيد المولود من الأب قبل الدهور من نور الله، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للأب في الجوهر، ومن أجل خطايانا نزل من السماء، وتجسَّد من الروح القدس، ومن مريم العذراء تأنَّس، وصُلِب عنا على عهد بيلاطس، وتألم وقبِّر، وقام من الأموات في اليوم الثالث - على ما في الكتب - وصعد إلى السماء وجلس على يمين الرب، وسيأتي بمجد ليدين الأحياء والأموات، ولا فناء لملكه، والإيمان بالروح القدس، الرب المحيي المنبثق من الأب، الذي هو الابن يسجد له، ويمجده، الناطق بالأنبياء".
واختلفت مذاهب النصارى في المسيح؛ أهو ذو طبيعة لاهوتية وطبيعة ناسوتية، أم ذو طبيعة واحدة لاهوتية فقط؟! وهل هو ذو مشيئة واحدة مع اختلاف الطبيعتين؟! وهل هو قديم كالأب؟!
ونظرا لصعوبة تصور الأقانيم الثلاثة في واحد، وصعوبة الجمع بين التوحيد والتثليث؛ فإن علماء النصارى الذين كتبوا عن اللاهوت حاولوا تأجيل النظر العقلي في هذه القضية، التي يرفضها العقل ابتداءً.
قال القس بوطر في رسالة "الأصول والفروع": "قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا، ونرجو أن نفهمه فهماً أكثر جلاءً في المستقبل، حين يكشف لنا الحجاب عن كل ما في السماوات وما في الأرض، وأما في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه كفاية".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/303)
فعقيدة الثالوث - التي قدمها النصارى للمجتمع الإنساني، واتفقوا عليها - عجيبة وغريبة، وتبدو غرابتها واضحة وجلية عند عرضها على صفحة العقل، الذي كرم الله به الإنسان، ولكن النصارى يرون أن التثليث لا يعالج بمنطق العقل، ولكن بالإيمان والوجدان، وهذا هروب من النصارى في بداية الطريق.
فلا بأس أن نعتمد على الإيمان القلبي في قضية من القضايا الغيبية، ولكن بشرط ألا يحكم العقل فيها حكماً بديهياً باستحالتها وتناقضها.
وإذا كان النصارى يقولون: إن التثليث يصعب تصوره على العقل، فإننا نقول بل يستحيل تصوره لدى العقل، ومن أول جولة معه يخرجه بجذوره ويلقيه في دائرة اللامعقول، ومهما حاول النصارى أن يعللوا هذا التثليث، فسيبقى مراً في حلوق العقلاء.
ولعل هذا ما دفعك للمسارعة بإنكاره والبراءة منه وإلصاقه بمن مات في القرن الغابر! ولن ينفعك ما تدعيه من توحيد مادمت على غير عقيدة الإسلام؛ فإن البراءة من الشرك والدخول في التوحيد لا يتحقق إلا بالدخول في الإسلام، بنطق الشهادتين.
وقد حاول بعضهم التنصل من الشرك؛ فادعى أن الأقانيم الثلاثة هذه ثلاث صفات لذات واحدة، وهي دعوى تبرهن على التناقض؛ لأنه يلزمهم على ذلك أن لا يكون المسيح إلهاً خالقاً رازقاً لأن الصفة ليست إلها خالقا رازقا، وأيضاً فالصفة لا تفارق الموصوف وهم متفقون على أن المسيح إله حق من إله حق من جوهر أبيه، وهذا يدل على استحالة الجمع بين التثليث والتوحيد.
وسيظل العقل النصراني يئن تحت وطأة هذا التناقض، وكيف لا يئن ويشتكي أمام قول إثناسيوس الرسولي: "فالأب هو الله والابن هو الله وروح القدس هو الله، وكلهم هو الله"؟!
واعتقادهم أن كل أقنوم من الثلاثة يختص بعمل معين - كما سبق من كلام الدكتور بوست في "قاموس الكتاب المقدس" وكما في الأمانة التي اتفق عليها النصارى" - فبهذا يظهر أمامهم ثلاثة آلهة تبرز برؤوسها، والثلاثة معاً الله، والله يتفرق فيكون ثلاثة، ويجتمع فيكون إلهاً، أين العقل الذي يحتمل ذلك؟! وهذه المقولات بعينها من العقائد التي تتضمن، القول بألوهية المسيح عليه السلام، والقول بأن الله ثالث ثلاثة، -وإن حاولت بعض الدراسة إنكارها-
والمتتبع لأطوار العقيدة النصرانية عبر التاريخ، يجد أن عقيدة التثليث، وكذلك عقيدة بنوة المسيح لله – تعالى الله عما يقولون علواً عظيماً- وعقيدة ألوهية أمه مريم، ودخولها في التثليثات المتعددة الأشكال ونحو ذلك من الانحرافات، كلها لم تصاحب النصرانية الأولى، وإنما دخلت إليها على فترات متفاوتة عبر التاريخ، مع الوثنيين الذي دخلوا في النصرانية، وهم لم يبرؤوا بعد من التصورات الوثنية والآلهة المتعددة.
وفيما يلي سنذكر نبذ مختصرة عن أسباب وقوع النصارى في الشرك الصريح بجميع طوائفهم قديما وحديثا - إلا بقايا قليلة منهم قبل بعثة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن أهم تلك الأسباب على الإطلاق تحريف الإنجيل.
فاعلم أن النصارى كلهم مجمعون على اعتبار الكتب الأربعة: متى ومرقس ولوقا ويوحنا وبقية العهد الجديد، مع العهد القديم - هي الكتب المقدسة، وكذلك اتفقوا على أن لوقا ومرقس لم يريا المسيح وإنما رآه متى ويوحنا، إلا أنهم يختلفون في بعض الأمور الأخرى، وخلاصة ما قاله المؤرخون عن تلك الأناجيل وعن تحديد الزمان والمكان والكيفية التي كتبت بها، أن ذلك كله مجهول؛ فلم ينته الخلاف بعد حول كاتب كل إنجيل وزمن كتابته، والمكان الذي كتب فيه، واللغة الأصلية التي كتب بها، والجهة التي كتب لها، حتى أن أحد قساوستهم عندما سئل عن مؤلف إنجيل يوحنا قال: "لا يعلم إلا الله وحده مَن الذي كتب هذا الإنجيل"، كما في كتاب "مدخل إلى العهد الجديد" لـ فهيم عزيز، وما يقال عن إنجيل يوحنا يقال عن بقية الأناجيل، وهذه الأناجيل المحرفة كانت من أعظم أسباب تحريف رسالة عيسى عليه السلام، التي هي في أصلها رسالة توحيد.
والنصارى لا يزعمون أنهم يملكون كلام السيد المسيح أو حتى جملة واحدة منه؛ فكل ما عندهم عبارة عن كلام عن السيد المسيح مكتوب باللغة اليونانية، أي كلام من شخص ثالث مجهول عن السيد المسيح، وهذا الكلام إما انه مترجم من نص عبري مفقود، أو كلام إنسان مجهول كتبه باللغة اليونانية، ومن هنا نجد استحالة أن يكون الكلام المنسوب للسيد المسيح في كتبهم له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/304)
وقد كتبت أصول هذه الأناجيل باللغة اليونانية فيما عدا "إنجيل متى" الذي كتب بالعبرانية، لكن أياً من اللغتين لم تكن لغة للمسيح، الذي كان يتكلم السريانية كما دلت على ذلك الأناجيل فمن الذي ترجم هذه الأناجيل؟! وأين النسخ الأصلية؟! فهذه أسئلة لا تجدون لها جواباً، وهي تفقد أي ثقة في هذا الأناجيل، وكذلك كُتاب الأناجيل ليسوا من تلامذة المسيح المباشرين، بل اقتبسوا من أفكار بولس الإلحادية والوثنية، ونسبوها إلى المسيح عليه السلام، والأناجيل الأربعة المشهورة لم تعرف إلا في أوائل القرن الثالث، وأول من ذكرها أرينوس سنة 209م، وقد امتدت إليها يد التحريف والتعديل على مر التاريخ حتى لا تكاد توجد نسخة تشبه الأخرى.
ومن نظر في الأناجيل الأربعة وجد كثيراً من الاختلافات الجوهرية والأغلاط، التي يستحيل معها أن يكون هذا الموجود بين أيديهم موحى به من عند الله فمنها على سبل المثال:
الاختلافات الكبيرة في قصة الصلب، برغم أنها من صلب عقيدتهم.
ومنها: اختلافهم في نسب (المسيح)؛ فقد أعطاه متى نسباً مخالفاً لما دوَّنه لوقا.
ومنها: الاختلاف في تعيين أسماء الحواريين؛ أصحاب عيسى عليه السلام،
ومن الأغلاط الظاهرة: قول متى في إنجيله بعد الصلب المزعوم للمسيح: "وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل، والأرض تزلزلت والصخور تفتقت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا للكثيرين"؛ فهذه الآية التي - لو حدثت - لنقلت بالتواتر؛ لأنها آية عظيمة تتوافر الهمم على نقلها، لكن لم يعلم بها أصحاب الأناجيل الثلاثة: لوقا ومرقص ويوحنا، مع اهتمامهم بذكر أمور بسيطة لا تدعو حاجة ولا ضرورة إلى ذكرها مما يدل على أنه محض خيال توهمه الكاتب.
وما جاء في إنجيل لوقا (1/ 30) في البشارة بالمسيح قوله: "ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويُمَلَّك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية". وهذا خطأ فاحش فإن المسيح لم يكن ملكاً لليهود، ولا ملكاً على آل يعقوب ولا حصل له شيء من ذلك، فهل يتخلف وعد الله؟!
فهذا كله وأضعافه، مما يورث اليقين بأن هذه الأناجيل ليست هي الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى.
يقول كلارك ـ شارح الكتاب المقدس في أربعة أجزاء ـ: "إن هناك أربعين ألف خطأ في الكتاب المقدس من الترجمات والحذف والنقل وغيرها".
وهذا ما دفع الكثير من علمائهم المنصفين إلى اعتناق الإسلام وكان من بينهم" فارس الشدياق" الذي عكف - هو ولجنة من علماء النصارى العرب - على إعادة صياغة الكتاب المقدس بأسلوب عربي رصين، وبعد أن أتم العمل أسلم؛ لما شاهده من التحريف والتبديل، وقال: "هؤلاء قوم يهرفون بما لا يعرفون، وكلما ضاق بهم الأمر كتبوا ما يريدون".
وقال ديورانت في "قصة الحضارة" (ج12/ ص7): "وترجع أقدم النسخ التي لدينا من الأناجيل الأربعة إلى القرن الثالث، أما النسخ الأصلية، فيبدو أنها كتبت بين عامي 60، 120م، ثم تعرضت بعد كتابتها مدى قرنين من الزمان الأخطاء في النقل، ولعلها تعرضت أيضاً لتحريف مقصود يراد به التوفيق بينها وبين الطائفة التي ينتمي إليها الناسخ أو أغراضها".
فلا عجب أن نرى في كل فترة من الزمان نسخة جديدة من الإنجيل مكتوباً عليها: "مزيدة ومنقحة!! ".
وقد احتوت الأناجيل على الوثنية الواضحة، فضلاً عن الاختلاف البيِّن بين طوائف المسيحية في إلوهية المسيح عليه السلام؛ فيستحيل حصول اليقين بنسبة تلك الكتب للمسيح؛ لانعدام الأسانيد الصحيحة الثابتة، بل إن الأدلة قائمة على أن هذه الكتب لم تعرف إلا بعد موت من نسبت إليه بعشرات السنين، وهذا باعتراف النصارى أنفسهم؛ فرسائل بولس وكذلك الرسائل الأخرى، وأعمال الرسل ليس في شيء منها الإشارة إلى واحد من هذه الكتب الأربعة؛ مما يعني أن هذه الكتب لم تكن معروفة في ذلك الزمن، ولم يطلع عليها أحد منهم، ويعترف النصارى أن تاريخ اعتبار هذه الكتب كتباً مقدسة لا يزال مجهولاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/305)
كما يعترفون أيضاً بأنه لم ينص على قانونيتها إلا في القرن الرابع الميلادي، وأن أول ذكر صريح لمجموعة من الكتب المدونة كان من طريق جاستن، الذي قتل عام 165م، وهذا لا يدل صراحةً على أنها الأناجيل الأربعة، ويعترفون بأن أول محاولة للتعريف بهذه الأناجيل الأربعة ونشرها كانت عن طريق تاتيان، الذي جمع الأناجيل الأربعة في كتاب واحد سماه "الدياطسرن" في الفترة 166 - 170م، وهذا هو التاريخ الذي يمكن أن يعزى إليه وجود هذه الكتب، وهو تاريخ متأخر جداً عن وفاة من تُعزى إليهم؛ مما يدل على أنهم براء منها.
ولو سلمنا جدلاً أن لهؤلاء الأربعة أناجيل فليبين لنا النصارى أسانيدهم التي توصلهم إلى أصحاب هذه الأناجيل، بل إن بعض أصحاب الأناجيل أنفسهم - كمرقص ولوقا - لا تزال شخصياتهم في عداد المجهولين فإن المعلومات عنهم قليلة جداً، فغاية ما يعرف عن الاثنين أنهما يسميان بهذين الاسمين وأنهما صحبا بولس.
ولم تذكر المعلومات علم هذين الرجلين ولا دينهما ولا أمانتهما مما لا بد منه فيمن ينقل كتاباً مقدساً.
ويمكن القول: إن التحريف بدأ منذ أن ظهر بولس فهو أول من حرَّف دين النصارى فتنصر فيما بين عام 51 - 55 م، ليعمل على تقويضها من داخلها، وأخذ في كتابة رسائله الوثنية، التي تحتل جزءاً كبيراً من الكتاب المقدس – لدى النصارى - وتشتمل على مبادئ في العقيدة والشريعة وأصول الدين التي ابتدعها، وفي هذه الرسائل ينص على أنه تعلَّم هذه المبادئ والأحكام من المسيح –عليه الصلاة والسلام- وأنه تلقى منه الإنجيل، جاء في رسالة بولس إلى غلاطية: "وأعرفكم أيها الإخوة الإنجيل الذي بشرت به أنه ليس بحسب إنسان، لأني لم أقبله من عند إنسان ولا علمته بل بإعلان يسوع المسيح". [رسالة بولس إلى غلاطية؛ عدد 12011 الإصحاح الأول].
وأخذ عن فلاسفة اليونان فكرة اتصال الإله بالأرض، عن طريق الكلمة، أو ابن الإله أو الروح القدس؛ وترتب على ذلك القول بعقيدة الصلب والفداء، وقيامة المسيح، وصعوده إلى السماء؛ ليجلس على يمين الرب؛ ليحاسب الناس في يوم المحشر، وهكذا كرر بولس نفس الأمر مع بطرس الذي هاجمه، وانفصل عنه مما أثار الناس ضده، لذا كتب بولس رسالة إلى أهل غلاطية ضمَنَّها عقيدته ومبادئه، وقد استمرت المقاومة الشديدة لأفكار بولس عبر القرون الثلاثة الأولى؛ ففي القرن الثاني الميلادي تصدى هيولتس وإيبيي فايتس وأوريجين لها، وأنكروا أن بولس كان رسولاً، وظهر بولس الشمشاطي في القرن الثالث وتبعه فرقته البوليسية إلا أنها كانت محدودة التأثير، وهكذا بدأ الانفصال عن شريعة التوراة، وبذرت بذور التثليث والوثنية في النصرانية.
يقول الدكتور رؤوف شلبي في كتاب "يا أهل الكتاب تعالوا ": إن بولس هذا هو الذي أخرج ملة عيسى من ثوبها الطبيعي إلى ثوب جديد، وهو الذي بدل وصف عيسى من ابن الإنسان الذي كان يطلقه عليه الحواريون إلى ابن الله، وهو الذي ألغى اختصاص ملة عيسى بشعبه اليهودي، وسمح للمشركين عامة بالدخول فيها، وأنه ألغى شريعة موسى في الختان، وكثيراً من الشرائع؛ إرضاء للجدد من المشركين وبقية المجتمع اليوناني ... وأنه صاحب فضيحة الصلب والعشاء الرباني".
أما قول بعض النصارى: " نحن نؤمن بإله واحد ولا نشرك به أحداً" فعلى فرض صحته فإن مجرد هذا الإقرار لا ينفعكم ما دمتم جاحدين لما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي نسخ الله به كل الشرائع والأديان السابقة، وختم به الأنبياء والمرسلين.
فالموحدون - حقا - هم الذين يؤمنون بالله إلها لا شريك له، ويؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ويقرون بكل ما جاء به، ملتزمين شريعته ظاهراً وباطناً، لاسيما وقد بشر به المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام، ولا تزال هذه البشارة موجودة في الأناجيل، برغم استمرار التحريف والتبديل؛ ففي إنجيل يوحنا في قول عيسى عليه السلام وهو يخاطب أصحابه: لكني أقول لكم إنه من الخير لكم أن أنطلق؛ لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي الفارقليط"، وكلمة (الفارقليط) أصلها منقول عن الكلمة اليونانية باراكلي طوس، المحرفة عن الكلمة بيركلوطوس، التي تعني محمداً أو أحمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/306)
وفي إنجيل متى جاء: "قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب؟! الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية، من قبل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا؛ لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره". وهذا معناه أن الرسالة تنتقل من بني إسرائيل إلى أمة أخرى، فيكون الرسول المبشر به من غير بني إسرائيل.
والدليل أكثر جلاءً في إنجيل برنابا، وهو الإنجيل الذي استبعدته الكنيسة في عهدها القديم عام 492م بأمر من البابا جلاسيوس، وحرمت قراءته وصودر من كل مكان، لكن مكتبة البابا كانت تحتوي على هذا الكتاب، وشاء الله أن يظهر هذا الإنجيل على يد راهب لاتيني اسمه (فرامرينو)، الذي عثر على رسائل (الإبريانوس)، وفيها ذكر إنجيل برنابا يستشهد به، فدفعه حب الاستطلاع إلى البحث عن إنجيل برنابا؛ وتوصل إلى مبتغاه عندما صار أحد المقربين إلى البابا (سكتش الخامس)، وقد أسلم فرامرينو وعمل على نشر هذا الإنجيل الذي حاربته الكنيسة بين الناس.
في الباب الثاني والعشرين من هذا الإنجيل – إنجيل برنابا - جاء: "وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله". وجاء في سفر أشعيا: "إني جعلت اسمك محمداً يا محمد، يا قدوس الرب: اسمك موجود من الأبد". وجاء في سفر حبقوق: "إن الله جاء من التيمان والقدوس من جبل فاران، لقد أضاء السماء من بهاء محمد، وامتلأت الأرض من حمده".
كما جاء في سفر أشعيا: "وما أعطيته لا أعطيه لغيره، أحمد يحمد الله حمداً حديثاً يأتي من أفضل الأرض؛ فتفرح به البرية، ويوحدون على كل شرف، ويعظمونه على كل رابية".
ويقول البروفيسير عبد الأحد داود الآشوري مطران الموصل السابق الذي هداه الله للإسلام في كتابه "محمد في الكتاب المقدس"): "إن العبارة الشائعة عن النصارى: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة. لم تكن هكذا، بل كانت: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض إسلام، وللناس أحمد". وفي هذا النقل عن عالم من علماء النصارى دليل على إثبات التحريف وكيفيته.
ثالثاً: القرآن يحارب الفكر المنحرف وكل من يعتقد به على مر العصور؛ وليس فئة في عصر معين:
وأما قولك: "كون دينكم الإسلامي تحدث عن مجموعة من البشر كانت تعتنق هذا الفكر في زمن الإسلام وكتب عنها القرآن ... ": فقد مر بك أن التثليث هو جِمَاع دين النصارى قديماً وحديثاً؛ وإن كان الثابت بالأسانيد الصحيحة أن من نصارى العرب من لم يَعْمِهُم التعصب عن قبول الحق، كبحيرا الراهب الذي شهد للنبي في صغره بالنبوة لما رأى معجزة تظليل السحابة له، وورقة بن نوفل، وسلمان الفارسي، وزيد بن سعنة، وعدي بن حاتم الطائي والنجاشي ونصارى نجران وغيرهم كانوا جميعاً على النصرانية الحقة ولذلك أسلموا جميعاً لله طائعين؛ وقد أثني الله عليهم وعلى كل من حذا حذوهم في القرآن العظيم؛ فقال تعالى: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة:83 - 85].
وما ذكرته أيها الصديق (1) فحجة عليك لا لك من أوجه:
منها: أنه يدل على وجود انقطاع بينكم وبين سلفكم، وهو دليل ظاهر على انقطاع سند الإنجيل بينكم وبينهم.
ومنها: أنها شهادة منك عليهم بالشرك، ومن المعلوم أنهم كانوا متبعين للأناجيل الأربعة؛ فتكون هي التي قادتهم للشرك؛ فيلزمك - هداك الله - ألا تؤمن بها؛ لأنها لم تصل إليكم إلا من طريقهم، لاسيما وقد زادت تحريفاً على تحريفها السابق، كما مر بك طرفاً يسيراً من ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/307)
فلعلك أدركت الآن من الذي لا يفهم الحقيقة، بل من الذي يعتقد وهو أعمى، ويجعل الثلاثة واحداً، ويجمع بين المستحيلات، ويقول: "إن الأب هو الله والابن هو الله وروح القدس هو الله، وكلهم هو الله"، ولو أبصر لأسلم لله رب العالمين.
وقولك: "لا يمتون بصلة لهذه الطائفة التي أبيدت عن أخرها": فإن كنت تقصد أن المسلمين أبادوهم، فهو خلاف الحقيقة؛ إذ ظلت النصرانية ظاهرة في أوربا وغيرها، وحتى من كان منهم تحت ولاية المسلمين في بلاد الإسلام كمصر والشام، كانوا يتمتعون بحرية العبادة فما عرف دين يحمي حرية الأديان كما حماها الإسلام، ولم توجد أمة وسعت مخالفيها وأفسحت لهم صدورها كما فعل المسلمون، ووفقا للعهدة العمرية، فلم يبادوا وما تزال كنائسهم موجودة في البلاد التي دخلها الإسلام؛ ويشهد على ذلك كنائس مصر والشام الباقية من زمن الفتح الإسلامي، وإلى اليوم والتي تعلَّم فيها نصارى الشرق جيلاً بعد جيل يتعلمون فيها ما أسميته أنت شركاً كابراً عن كابر إلى يومنا هذا، ودون ذلك خرط القتاد!
رابعا: بالقراءة وإعمال العقل يظهر الحق:
وختاماً: فأنا أدعوك إلى الدخول في الإسلام؛ دين الله الحق، وإلى قراءة الكتب التي تعرف بها حقيقة الإسلام؛ مثل: "الإسلام يتحدى" لوحيد الدين خان، "الإسلام أصوله ومبادئه" لمحمد بن عبدالله السحيم، "الإسلام دين الوسطية والفضائل والقيم الخالدة" لعبدالسلام الهراس، "الإسلام ونبي الإسلام" للشيخ / محمدُ بنُ رِزْق بنِ طَرْهُوني، وكتب مقارنة الأديان؛ مثل كتب الشيخ أحمد ديدات، وجميع الكتب موجودة على الإنترنت، وإلى قراءة كتبكم بتمعن بعيداً عن التعصب؛ لترى ما فيها من تناقض، وقد قرأها قبلك كثيرون؛ فشرح الله صدرهم للخير وعتقهم من النار، ويمكنك قراءة قصص إسلامهم على الإنترنت؛ مثل:
-رئيس لجان التنصير بأفريقيا القس المصري السابق، إسحق هلال مسيحه.
- إبراهيم خليل فلوبوس، أستاذ اللاهوت المصري السابق.
- القس المصري السابق فوزي صبحي سمعان.
- القمص السابق المصري عزت إسحاق معوض.
- أمين عام مجلس الكنائس العالمي لوسط وشرق إفريقيا سابقًا أشوك كولن يانج.
- الدكتور المصري عبده إبراهيم والد د. عيسي عبده رائد الاقتصاد الإسلامي.
- المستشار الدكتور المصري محمد مجدي مرجان، رئيس محكمة الجنايات والاستئناف العليا.
- عالم الجيولوجيا الألماني ألفريد كرونير.
- عالم التشريح التايلندي تاجاتات تاجسن.
- رئيس جمهورية جامبيا.
- مدير دريم بارك الأمريكي في مصر.
- رئيس المعهد الدولي التكنولوجي بالرياض الدكتور أسبر إبراهيم شاهين.
- لاعب السلة الأمريكي محمود عبدالرؤوف.
- لاعب كرة القدم الفرنسي نيكولاس أنيلكا،،، وغيرهم ويتزايدون يومياً في العالم كله؛ ويمكنك القراءة عنهم - وعن غيرهم - في كتاب "رجال ونساء أسلموا"، وتجده في عدة مواقع منها:
http://www.newmuslims.tk
http://www.saaid.net
ويمكنك أن تطلبه من الإخوة في منتدى الألوكة (المجلس العلمي).
واقرأ القرآن الكريم بتدبر وتؤدة، وستجد فيه الجواب الشافي والترياق الوافي لكل ما يدور في خلدك، ولعل الله أن يشرح صدرك للإسلام.
ولتعلم أن محاولة دفع ما أتفقت عليه النصارى من التثليث لا ينفعك، وهو من المباهة؛ لأنه مسطر في كتبكم القديمة والجديدة فلا مناص منها إلا بالإسلام، والله نسأل أن يشرح صدرك للإسلام، وأن يهديك سواء السبيل.
ومرحبا بك في أي استفسار أو رد شبهة وستجد عندنا - دائماً - سعة الصدر والتحمل،، وإلى اللقاء.
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[08 - 12 - 07, 09:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا فقد أجدت و أفدت
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[09 - 12 - 07, 06:31 ص]ـ
فقد أجاد الشيخ عبد المنعم وأفاد , بارك الله فيكما , وما زال الطلب ساري المفعول!
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[09 - 12 - 07, 08:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا عن حسن النقل
وبارك الله فى الشيخ ونفعنا بعلمه
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[19 - 12 - 07, 12:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا عن حسن النقل
وبارك الله فى الشيخ ونفعنا بعلمه
بارك الله فيك
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[19 - 12 - 07, 05:28 ص]ـ
الطلب موضوع على منتدى الجامع، فلعل هناك من يجيب.
www.aljame3.net/ib
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[21 - 12 - 07, 08:50 ص]ـ
شكرا لك اخي محمد وياليت أحد الإخوة يحتسب الأجر ويترجم المقال.(45/308)
هل يوجد كتاب أو كتب حققت الروايات التاريخية فيما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم؟
ـ[الباحث]ــــــــ[06 - 12 - 07, 03:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يستشهد العلمانيون والرافضة كثيراً بالروايات التاريخية المكذوبة الموجودة في تاريخ الطبري وتاريخ ابن كثير وتاريخ ابن الأثير كمصادر للطعن في الصحابة.
فهل يوجد كتاب أو كتب جمعت جميع هذه الروايات التاريخية التي وردت في الصحابة وما شجر بينهم وحققتها وبينت الصحيح من الضعيف من الموضوع فيها؟
أرجو الإفادة في هذا الموضوع بارك الله فيكم.
ـ[السني]ــــــــ[06 - 12 - 07, 03:32 م]ـ
هناك كتاب بعنوان (تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الإمام الطبري والمحدثين) -في مجلدين- تأليف د. محمد أمحزون، صدر عن دار طيبة ومكتبة الكوثر بالرياض.
وهذا الكتاب في الأصل عبارة عن رسالة دكتوراه من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول - وجدة - المغرب.
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[07 - 12 - 07, 02:18 ص]ـ
اخي الباحث
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اليك بعض ما اعرفه
1) كتاب تسديد الإصابة فيما شجر بين الصحابة تأليف / ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي راجعة فضيلة الشيخ الدكتور / صالح الفوزان مكتبة المورد الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة 1425هـ، وقد ذكر المؤلف لهذ الكتاب أنه يجوز طباعته او تصويرة لمن اراد ان يوزعه مجانا
2) كتاب فصل الخطاب في مواقف الأصحاب رضي الله عنهم تأليف الشيخ / محمد صالح أحمد الغرسي دار السلام
3) الخلافات السياسية بين الصحابة رضوان الله عليهم محمد المختار الشنقيطي
وليس هو الشيخ المعروف بل هذا باحث معاصر في الفقه السياسي والأدب الأسلامي
هذا الكتاب به أخطاء تخالف منهج أهل السنة
وقد انسحب الكاتب من مناقشة الإخوة له في الملتقى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64591&highlight=%C7%E1%D3%ED%C7%D3%ED%C9
## المشرف ##
والله الموفق
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[07 - 12 - 07, 04:13 ص]ـ
حقبة من التاريخ لعثمان الخميس على اختصار والله أعلم.
ـ[الباحث]ــــــــ[07 - 12 - 07, 06:17 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - 12 - 07, 02:04 ص]ـ
اخي الباحث
3) الخلافات السياسية بين الصحابة رضوان الله عليهم محمد المختار الشنقيطي
وليس هو الشيخ المعروف بل هذا باحث معاصر في الفقه السياسي والأدب الأسلامي
هذا الكتاب به أخطاء تخالف منهج أهل السنة
وقد انسحب الكاتب من مناقشة الإخوة له في الملتقى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64591&highlight=%C7%E1%D3%ED%C7%D3%ED%C9
## المشرف ##
والله الموفق
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
وصاحب هذا الكتاب له كتاب آخر أضل سبيلا دافع فيه عن الترابي وأنكر فيه أشياء كثيرة ثبتت في السنة.
نسأل الله السلامة.
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[08 - 12 - 07, 09:35 ص]ـ
أنصحك بكتاب العواصم من القواصم لابن العربى المالكى فهو رائع
ـ[أبوعبيدةالسلفى]ــــــــ[12 - 12 - 07, 10:08 ص]ـ
هناك كتاب للشيخ محمد بن حسان صدر عن مكيبة فياض بالمنصورة واسمه الفتنة بين الصحابة
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[12 - 12 - 07, 10:29 ص]ـ
1) كتاب تسديد الإصابة فيما شجر بين الصحابة تأليف / ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي راجعة فضيلة الشيخ الدكتور / صالح الفوزان مكتبة المورد الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة 1425هـ، وقد ذكر المؤلف لهذ الكتاب أنه يجوز طباعته او تصويرة لمن اراد ان يوزعه مجانا
طُبع الكتاب الطبعة الثالثة.
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[14 - 12 - 07, 12:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[15 - 12 - 07, 04:18 ص]ـ
أنصحك بكتاب العواصم من القواصم تعليق وحاشية محب الدين الخطيب ومهدي الاستانبولي
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[15 - 12 - 07, 06:04 ص]ـ
{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} البقرة134
ـ[الباحث]ــــــــ[15 - 12 - 07, 12:45 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
ولكن ألا يوجد كتاب جامع للروايات التاريخية التي يستدل بها الرافضة في الطعن في الصحابة رضي الله عنهم؟
لأن الكتب كثيرة ومتنوعة، ولكن حبذا لو كان هناك كتابٌ جامع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/309)
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[22 - 12 - 07, 03:49 ص]ـ
اخي الباحث
جعلك الله باحث عن الحق
يوجد لدي بعض الكتب التي ممكن ان تحضى لإهتمامك
وهي
1) تطهير الجنان واللسان عن الخوض والتفوه بثلب معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه. تأليف ابن حجر الهيتمي
ولهذا الكتاب مختصر فيه تحقيق جيد للشيخ سليمان بن صالح الخراشي
وقد ذكر في المقدمة بعض اسماء الكتب التي تكلمت عن معاوية بن ابي سفيان والردود المختصر يحمل نفس العنوان بزيادة كلمة (مختصر) طبعة دار علوم السنه
2) كتاب نساء قلن لمعاوية لا إعداد ابي اسامة محي الدين عبد الحميد، دار المشاعل
3) كتاب يزيد بن معاوية الخليفة المفترى عليه، تأليف هزاع بن عيد الشمري الطبعة الخامسة مزيدة ومنقحة الرياض
الغريب اني وجد كتاب لإبي الفرج ابن الجوزي يرد على الحنبلي في مدحه ليزيد بن معاوية يحمل الكتاب اسم
4) الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد تأليف: ابن الجوزي تحقيق: هيثم عبد السلام محمد الناشر: دار الكتب العلمية تاريخ النشر: 08/ 12/2004
هذا سفر من أسفار ابن الجوزي سطر فيه عصارة عقله وذرابة لسانة لإحقاق الحق وإبطال شبه المعاندين، فهو يرد في هذا الكتاب على عبد المغيث الحنبلي الذي تولى نصرة يزيد بن معاوية والدفاع عنه بأروع بيان وأقوى حجة.
وتكمن أهمية الكتاب هو أنه امتاز بميزتين وهي: الجرأة والشجاعة: فالتكلم في موضوع يزيد يعتبر من الأمور الحساسة ومن يتكلم فيه يلقي الصد والنفور من الناس وينظر إليه بشزر ويكون موضع تهمة وريبة. حسن العرض ودقته: مما لا يخفى على القارئ ما في كتب التاريخ من الروايات المتناقضة والمتضاربة والمكذوبة وخاصة في مقتل الحسين رضي الله عنه إلا أن مع هذا فقد كتب ابن الجوزي عن هذه الأحاديث بكل نزاهة وأمانة معتمداً على الروايات المشهورة مع استعمال أسلوب نقد الرجال لدى علماء الحديث.
ومما دفع المحقق إلى دراسة هذه المخطوطة هو إظهار الحق وانتصار لآله صلى الله عليه وسلم وإزالة خطأ شائع لدى عوام الناس وعلمائهم، وقد حرص في عمله على إظهار الحقيقة كما هي دون تهويل.
الناشر:
كتاب وضعه ابن الجوزي للرد على عبد المغيث الحنبلي الذي تولى نصرة يزيد بن معاوية والدفاع عنه بأروع بيان وأقوى حجة. لذا فقد جاء الكتاب متضمنا رأي ابن الجوزي في جواز ذم يزيد على أفعاله مؤيدا بالأدلة.
ملاحظة: لم اقراء كتاب ابن الجوزي فما أدري اكان مسددا ام لا
وفق الله الجميع إلى الحق
ـ[ماجد المسلم]ــــــــ[23 - 12 - 07, 05:06 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبوعبيدةالسلفى]ــــــــ[14 - 07 - 08, 10:34 م]ـ
http://islamport.com/isp_eBooks/tkh/e-Books/2372.rar (http://islamport.com/isp_eBooks/tkh/e-Books/2372.rar)(45/310)
شرح الأسماء الحسنى، للشيخ/ صالح بن عبد العزيز السندي
ـ[أم عبدالملك المسلمة]ــــــــ[06 - 12 - 07, 10:14 م]ـ
عُقدت هذه الدروس في دورة لمدة ستة أسابيع خلال شهري شوال وذي القعدة 1428هـ، في المدينة المنورة في مسجد أبو عنق بالدعيثة.
تفضل بتنزيل الدروس (ستة ملفات صوتية للدورة كاملة) من الوصلة أدناه:
http://members.lycos.co.uk/ahlalhdeeth/up_ar/
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[06 - 12 - 07, 11:30 م]ـ
بارك الله فيك. وهل الشيخ الاستاذ في الجامعة الاسلامية.
ـ[محمد الناظوري]ــــــــ[07 - 12 - 07, 11:47 م]ـ
الشيخ صالح السندي من أبرز أساتذة العقيدة في المدينة النبوية، وهو يدرس بالجامعة الإسلامية ... نفع الله به الطلاب كثيرا، ولايزال الشيخ شابا أسأل الله أن يمد في عمره ويصلح عمله
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[09 - 12 - 07, 09:29 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[16 - 01 - 08, 06:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[16 - 01 - 08, 08:34 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[19 - 01 - 08, 02:22 م]ـ
الشيخ صالح سندي من شيوخنا في الجامعة الإسلامية ر سالته في الدكتوراة عن المباحث العقدية المتعلقة بالحسنة والسيئة
فأسأل الله أن ينفع به
ـ[أبوالبنات]ــــــــ[06 - 11 - 08, 03:16 م]ـ
لقدحضرت للشيخ دورة في وقف السلام الخيري في الرياض شرح فيها عقيدة ابن أبي زيد القيراواني وكانت من أنفع الشروح وأعمقها أثرا وأتمنى من إخواني رفعها كاملة هنا فهي جديرة بالنشر لتعم الفائدة(45/311)
أنا مؤمن إن شاء الله!!
ـ[الدبش المكي]ــــــــ[07 - 12 - 07, 01:35 م]ـ
مسألة: الإستثناء في الإيمان قول القائل (أنا مؤمن إن شاء الله).
مرجئة الفقهاء يمنعون الإستثناء في الإيمان؛ لأن الإيمان شيء واحد هو التصديق، فيقلون: أنت تعلم أنك مصدق بالقلب، فكيف تقول: أنا مؤمن إن شاء الله؟! إذن أنت تشكُّ في إيمانك ولهذا يسمون المؤمنين الذين يستثنون في إيمانهم الشكاكة. ويقلون قل: أنا مؤمن. اجزم ولا تشك في إيمانك.
وأما جمهور أهل السنة فإنهم يفصلون فيقولون: إن كان القائل (أنا مؤمن إن شاء الله) يقصد الشك في أصل إيمانه فهذا ممنوع فأصل الإيمان التصديق، وأما إن نظر إلى الأعمال والواجبات التي أو جبها الله، والمحرمات التي حرمها الله، ورأى أن شُعب الإيمان متعددة والواجبات كثيرة، فالإنسان لا يزكي نفسه و لا يقول بأنه أدى ما عليه بل يتهم نفسه بالتقصير ويزري نفسه فإذا قال (أنا مؤمن إن شاء الله) فإن الإستثناء راجع إلى الأعمال، فهذا لا بأس به بل حسن.
والله تعالى أعلم ..
الدبش المكي
dabash11@gawab.com
ـ[ابو محمد الثقفي]ــــــــ[07 - 12 - 07, 05:13 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك بك
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[08 - 12 - 07, 09:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا و نفع بك
ـ[ابو سعيد العلوي]ــــــــ[09 - 12 - 07, 10:59 ص]ـ
يمكن أن تقول أنا مؤمن ولكن لايمكن ان تقول انا مؤمن حقا
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[09 - 12 - 07, 01:12 م]ـ
هل من عزو لأهل العلم؟
ـ[الدبش المكي]ــــــــ[09 - 12 - 07, 01:43 م]ـ
ذكر ابن أبي العز الحنفي هذه المسألة في شرحه على العقيدة الطحاوية وهناك إحالات جيدة ذكرها الشيخ خالد فوزي في تقريبه وتهذيبه على شرح الطحاوية وأيضاً ذكر هذه المسألة صاحب كتاب أصول الدين. جمال الدين أحمد بن محمد بن محمود بن سعيد.
والله أعلم.
الدبش المكي
dabash11@gawab.com
ـ[أنس زيدان]ــــــــ[10 - 12 - 07, 12:55 ص]ـ
أخي الدبش المكي
شكرا على الفائدة. أذكر أني قرأت في كتاب فتاوى الألباني (وهو كتاب فيه تفريغ لبعض أشرطة الشيخ) أن الأحناف كانوا يقولون لا يجوز الاستثناء في الإيمان. وكان الشافعية، باعتبار أن العمل داخل عندهم في الإيمان يقولون بلزوم الاستثناء عند القول (أنا مؤمن).
وبسبب هذا الخلاف كان الأحناف يكفرون الشافعية، ولا يجيزون الزواج منهم، باعتبار أنهم لم يجزموا بأنهم مؤمنين .. إلى أن جاء شيخ الحنفية أبو السعود ولقبه (مفتي الثقلين)، وقال بجواز الزواج من ابنة الشافعي المذهب. تنزيلاً لهم منزلة أهل الكتاب!!!.
ـ[الدبش المكي]ــــــــ[10 - 12 - 07, 01:26 م]ـ
هذه المرحلة أو هذا القرن من الزمن حدث فيه ما يسمى بالتعصب المذهبي لدرجة أن الحرم المكي كان مقسم إلى أربعة أقسام لكل مذهب قسم هذا المذهب يصلي في أول الوقت ولا يرون تأخير الصلاة عن أول الوقت والمذهب الثاني يرون بالخلاف وهكذا ...
فنحن علينا الإلتزام بالدليل.
والله أعلم
وجزاك الله خيرا على الفائدة
الدبش المكي
dabash11@gawab.com
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[13 - 12 - 07, 07:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا"
احببت ان اثرى الموضوع باقوال شيخ الاسلام والنقول عن السلف
جاء فى مجموع الفتاوى:
وَكَانَتْ ثُغُورُ الشَّامِ: مِثْلَ عَسْقَلَانَ قَدْ سَكَنَهَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الفريابي - شَيْخُ الْبُخَارِيِّ - وَهُوَ صَاحِبُ الثَّوْرِيِّ وَكَانَ شَدِيدًا عَلَى الْمُرْجِئَةِ وَكَانَ يَرَى " الِاسْتِثْنَاءَ فِي الْإِيمَانِ " كَشَيْخِهِ الثَّوْرِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ السَّلَفِ. وَالنَّاسُ لَهُمْ فِي الِاسْتِثْنَاءِ " ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ ": مِنْهُمْ مَنْ يُحَرِّمْهُ كَطَائِفَةِ مِنْ الْحَنَفِيَّةِ وَيَقُولُونَ مَنْ يَسْتَثْنِي فَهُوَ شَكَّاكٌ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُوجِبْهُ: كَطَائِفَةِ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُجَوِّزْهُ - أَوْ يَسْتَحِبَّهُ - وَهَذَا أَعْدَلُ الْأَقْوَالِ فَإِنَّ الِاسْتِثْنَاءَ لَهُ وَجْهٌ صَحِيحٌ فَمَنْ قَالَ: أَنَا مُؤْمِنٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ وَهُوَ يَعْتَقِدُ أَنَّ الْإِيمَانَ فِعْلُ جَمِيعِ الْوَاجِبَاتِ وَيَخَافُ أَنْ لَا يَكُونَ قَائِمًا بِهَا فَقَدْ أَحْسَنَ وَلِهَذَا كَانَ الصَّحَابَةُ يَخَافُونَ النِّفَاقَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ قَالَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/312)
ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَدْرَكْت ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ اعْتَقَدَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ الْمُطْلَقَ هُوَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الْجَنَّةَ؛ فَاسْتَثْنَى خَوْفًا مِنْ سُوءِ الْخَاتِمَةِ فَقَدْ أَصَابَ وَهَذَا مَعْنَى مَا يُرْوَى عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: عَنْ رَجُلٍ أَنْتَ مُؤْمِنٌ؟
،، كما جاء فى الشريعة للآجرى:
باب ذكر الاستثناء في الإيمان من غير شك فيه
قال محمد بن الحسين رحمه الله: من صفة أهل الحق، ممن ذكرنا من أهل العلم: الاستثناء في الإيمان، لا على جهة الشك، نعوذ بالله من الشك في الإيمان، ولكن خوف التزكية لأنفسهم من الاستكمال للإيمان، لا يدري أهو ممن يستحق حقيقة الإيمان أم لا؟ وذلك أن أهل العلم من أهل الحق إذا سئلوا: أمؤمن أنت؟ قال: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار، وأشباه هذا، والناطق بهذا، والمصدق به بقلبه مؤمن، وإنما الاستثناء في الإيمان لا يدري: أهو ممن يستوجب ما نعت الله عز وجل به المؤمنين من حقيقة الإيمان أم لا؟ هذا وطريق الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان، عندهم أن الاستثناء في الأعمال، لا يكون في القول، والتصديق بالقلب، وإنما الاستثناء في الأعمال الموجبة لحقيقة الإيمان، والناس عندهم على الظاهر مؤمنون، به يتوارثون، وبه يتناكحون، وبه تجري أحكام ملة الإسلام، ولكن الاستثناء منهم على حسب ما بيناه لك، وبينه العلماء من قبلنا. روي في هذا سنن كثيرة، وآثار تدل على ما قلنا. قال الله عز وجل: لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين (1) وقد علم عز وجل أنهم داخلون، وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم المقبرة فقال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون» وقال صلى الله عليه وسلم: «إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله عز وجل» وروي أن رجلا قال عند عبد الله بن مسعود: أنا مؤمن فقال ابن مسعود: أفأنت من أهل الجنة؟ فقال: أرجو فقال ابن مسعود: «أفلا وكلت الأولى كما وكلت الأخرى؟ وقال رجل لعلقمة: أمؤمن أنت؟ قال: أرجو إن شاء الله قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى: وهذا مذهب كثير من العلماء، وهو مذهب أحمد بن حنبل واحتج أحمد بما ذكرنا، واحتج بمساءلة الملكين في القبر للمؤمن، ومجاوبتهما له، فيقولان له: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث يوم القيامة إن شاء الله تعالى، ويقال للكافر والمنافق: على شك كنت، وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله
__________
(1) سورة: الفتح آية رقم: 27
قلت: فالقاعدة السلفية الذهبية هى الاستثناء لا يكون فى القول والتصديق بالقلب، ولكنه يكون فى الاعمال الموجبة لحقيقة الايمان
والحمد لله رب العالمين
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[14 - 12 - 07, 12:11 ص]ـ
مشكور
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[15 - 12 - 07, 07:27 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا على هذه الكلام الطيب
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[16 - 12 - 07, 08:50 ص]ـ
هذا بعض من كلام ابن تيمية من الفتاوى
فصل. وأما " الاستثناء في الإيمان " بقول الرجل: أنا مؤمن إن شاء الله فالناس فيه على " ثلاثة " أقوال: منهم من يوجبه ومنهم من يحرمه ومنهم من يجوز الأمرين باعتبارين؛ وهذا أصح الأقوال. فالذين يحرمونه هم المرجئة والجهمية ونحوهم ممن يجعل الإيمان شيئا واحدا يعلمه الإنسان من نفسه كالتصديق بالرب ونحو ذلك مما في قلبه؛ فيقول أحدهم: أنا أعلم أني مؤمن كما أعلم أني تكلمت بالشهادتين وكما أعلم أني قرأت الفاتحة وكما أعلم أني أحب رسول الله؛ وأني أبغض اليهود والنصارى. فقولي: أنا مؤمن كقولي: أنا مسلم وكقولي: تكلمت بالشهادتين وقرأت الفاتحة وكقولي: أنا أبغض اليهود والنصارى ونحو ذلك من الأمور الحاضرة التي أنا أعلمها وأقطع بها وكما أنه لا يجوز أن يقال: أنا قرأت الفاتحة إن شاء الله كذلك لا يقول: أنا مؤمن إن شاء الله لكن إذا كان يشك في ذلك فيقول: فعلته إن شاء الله قالوا: فمن استثنى في إيمانه فهو شاك فيه وسموهم الشكاكة. والذين أوجبوا الاستثناء لهم مأخذان: (أحدهما أن الإيمان هو ما مات عليه الإنسان؛ والإنسان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/313)
إنما يكون عند الله مؤمنا وكافرا باعتبار الموافاة وما سبق في علم الله أنه يكون عليه وما قبل ذلك لا عبرة به. قالوا: والإيمان الذي يتعقبه الكفر فيموت صاحبه كافرا ليس بإيمان كالصلاة التي يفسدها صاحبها قبل الكمال؛ وكالصيام الذي يفطر صاحبه قبل الغروب وصاحب هذا هو عند الله كافر لعلمه بما يموت عليه وكذلك قالوا في الكفر وهذا المأخذ مأخذ كثير من المتأخرين من الكلابية وغيرهم ممن يريد أن ينصر ما اشتهر عن أهل السنة والحديث من قولهم: أنا مؤمن إن شاء الله؛ ويريد مع ذلك أن الإيمان لا يتفاضل؛ ولا يشك الإنسان في الموجود منه وإنما يشك في المستقبل وانضم إلى ذلك أنهم يقولون: محبة الله ورضاه وسخطه وبغضه قديم. ثم هل ذلك هو الإرادة أم صفات أخر؟ لهم في ذلك " قولان ". وأكثر قدمائهم يقولون: إن الرضى والسخط والغضب ونحو ذلك صفات ليست هي الإرادة كما أن السمع والبصر ليس هو العلم وكذلك الولاية والعداوة. هذه كلها صفات قديمة أزلية عند أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب ومن اتبعه من المتكلمين ومن أتباع المذاهب من الحنبلية والشافعية والمالكية وغيرهم. قالوا: والله يحب في أزله من كان كافرا إذا علم أنه يموت مؤمنا. فالصحابة ما زالوا محبوبين لله وإن كانوا قد عبدوا الأصنام مدة من الدهر وإبليس ما زال الله يبغضه وإن كان لم يكفر بعد. وهذا على أحد القولين لهم فالرضى والسخط يرجع إلى الإرادة والإرادة تطابق العلم. فالمعنى: ما زال الله يريد أن يثيب هؤلاء بعد إيمانهم ويعاقب إبليس بعد كفره. وهذا معنى صحيح. فإن الله يريد أن يخلق كل ما علم أن سيخلقه. وعلى قول من يثبتها صفات أخر يقول: هو أيضا حبه تابع لمن يريد أن يثيبه. فكل من أراد إثابته فهو يحبه وكل من أراد عقوبته فإنه يبغضه وهذا تابع للعلم. وهؤلاء عندهم لا يرضى عن أحد بعد أن كان ساخطا عليه ولا يفرح بتوبة عبد بعد أن تاب عليه بل ما زال يفرح بتوبته. والفرح عندهم إما الإرادة وإما الرضى. والمعنى ما زال يريد إثابته أو يرضى عما يريد إثابته. وكذلك لا يغضب عندهم يوم القيامة دون ما قبله. بل غضبه قديم إما بمعنى الإرادة وإما بمعنى آخر. فهؤلاء يقولون: إذا علم أن الإنسان يموت كافرا لم يزل مريدا لعقوبته فذاك الإيمان الذي كان معه باطل لا فائدة فيه بل وجوده كعدمه. فليس هذا بمؤمن أصلا وإذا علم أنه يموت مؤمنا لم يزل مريدا لإثابته وذاك الكفر الذي فعله وجوده كعدمه. فلم يكن هذا كافرا عندهم أصلا. فهؤلاء يستثنون في الإيمان بناء على هذا المأخذ وكذلك بعض محققيهم يستثنون في الكفر مثل أبي منصور الماتريدي فإن ما ذكروه مطرد فيهما. ولكن جماهير الأئمة على أنه لا يستثنى في الكفر والاستثناء فيه بدعة لم يعرف عن أحد من السلف ولكن هو لازم لهم. والذين فرقوا من هؤلاء قالوا: نستثني في الإيمان رغبة إلى الله في أن يثبتنا عليه إلى الموت والكفر لا يرغب فيه أحد. لكن يقال: إذا كان قولك: مؤمن كقولك: في الجنة. فأنت تقول عن الكافر: هو كافر. ولا تقول: هو في النار إلا معلقا بموته على الكفر فدل على أنه كافر في الحال قطعا. وإن جاز أن يصير مؤمنا كذلك المؤمن. وسواء أخبر عن نفسه أو عن غيره. فلو قيل عن يهودي أو نصراني: هذا كافر قال: إن شاء الله؛ إذا لم يعلم أنه يموت كافرا؛ وعند هؤلاء لا يعلم أحد أحدا مؤمنا إلا إذا علم أنه يموت عليه؛ وهذا القول قاله كثير من أهل الكلام أصحاب ابن كلاب ووافقهم على ذلك كثير منه أتباع الأئمة لكن ليس هذا قول أحد من السلف لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم ولا كان أحد من السلف الذين يستثنون في الإيمان يعللون بهذا لا أحمد ولا من قبله. ومأخذ هذا القول طرده طائفة ممن كانوا في الأصل يستثنون في الإيمان اتباعا للسلف وكانوا قد أخذوا الاستثناء عن السلف وكان أهل الشام شديدين على المرجئة وكان محمد بن يوسف الفريابي صاحب الثوري مرابطا بعسقلان لما كانت معمورة وكانت من خيار ثغور المسلمين ولهذا كان فيها فضائل لفضيلة الرباط في سبيل الله وكانوا يستثنون في الإيمان اتباعا للسلف واستثنوا أيضا في الأعمال الصالحة كقول الرجل: صليت إن شاء الله ونحو ذلك بمعنى القبول لما في ذلك من الآثار عن السلف. ثم صار كثير من هؤلاء بآخرة يستثنون في كل شيء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/314)
فيقول هذا ثوبي إن شاء الله وهذا حبل إن شاء الله. فإذا قيل لأحدهم: هذا لا شك فيه؛ قال: نعم لا شك فيه؛ لكن إذا شاء الله أن يغيره غيره؛ فيريدون بقولهم إن شاء الله جواز تغييره في المستقبل وإن كان في الحال لا شك فيه؛ كأن الحقيقة عندهم التي لا يستثنى فيها ما لم تتبدل كما يقوله أولئك في الإيمان: إن الإيمان ما علم الله أنه لا يتبدل حتى يموت صاحبه عليه. لكن هذا القول. قاله قوم من أهل العلم والدين باجتهاد ونظر وهؤلاء الذين يستثنون في كل شيء تلقوا ذلك عن بعض أتباع شيخهم وشيخهم الذي ينتسبون إليه يقال له: أبو عمرو عثمان بن مرزوق لم يكن ممن يرى هذا الاستثناء بل كان في الاستثناء على طريقة من كان قبله؛ ولكن أحدث ذلك بعض أصحابه بعده وكان شيخهم منتسبا إلى الإمام أحمد وهو من أتباع عبد الوهاب بن الشيخ أبي الفرج المقدسي وأبو الفرج من تلامذة القاضي أبي يعلى. وهؤلاء كلهم وإن كانوا منتسبين إلى الإمام أحمد فهم يوافقون ابن كلاب على أصله الذي كان أحمد ينكره على الكلابية وأمر بهجر الحارث المحاسبي من أجله كما وافقه على أصله طائفة من أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة كأبي المعالي الجويني وأبي الوليد الباجي وأبي منصور الماتريدي وغيرهم وقول هؤلاء في مسائل متعددة من مسائل الصفات وما يتعلق بها كمسألة القرآن هل هو سبحانه يتكلم بمشيئته وقدرته؟ أم القرآن لازم لذاته؟ وقولهم في " الاستثناء " مبني على ذلك الأصل. وكذلك بناه الأشعري وأتباعه عليه؛ لأن هؤلاء كلهم كلابية يقولون: إن الله لم يتكلم بمشيئته وقدرته ولا يرضى ولا يغضب على أحد بعد إيمانه وكفره ولا يفرح بتوبة التائب بعد توبته. ولهذا وافقوا السلف على أن القرآن كلام الله غير مخلوق. ثم قالوا: إنه قديم لم يتكلم به بمشيئته وقدرته. ثم اختلفوا بعد هذا في القديم أهو معنى واحد؟ أم حروف قديمة مع تعاقبها؟ كما بسطت أقوالهم وأقوال غيرهم في مواضع أخر. وهذه الطائفة المتأخرة تنكر أن يقال: قطعا في شيء من الأشياء مع غلوهم في الاستثناء حتى صار هذا اللفظ منكرا عندهم وإن قطعوا بالمعنى فيجزمون بأن محمدا رسول الله وأن الله ربهم ولا يقولون: قطعا. وقد اجتمع بي طائفة منهم فأنكرت عليهم ذلك؛ وامتنعت من فعل مطلوبهم حتى يقولوا: قطعا وأحضروا لي كتابا فيه أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يقول الرجل: قطعا وهي أحاديث موضوعة مختلقة قد افتراها بعض المتأخرين.(45/315)
هل وصف السبكي الإمام الذهبي بالنصب؟
ـ[أبو خولة اليماني]ــــــــ[08 - 12 - 07, 11:47 ص]ـ
هل اتهم السبكي الإمامَ الذهبي بالنصب، أو الانحراف عن أهل البيت؟
أرجو إفادتي.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 12 - 07, 08:23 م]ـ
لا لم يفعل
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[14 - 12 - 07, 12:19 ص]ـ
كان بينهم خلاف لكن لا اعلم ان هذا الوصف صدر منه
ـ[أبو خولة اليماني]ــــــــ[14 - 12 - 07, 05:17 م]ـ
جزاكما الله خيراً.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[15 - 12 - 07, 12:02 ص]ـ
الإمام الذهبي من أهل السنة وهو من شيوخ التاج السبكي.
لكن السبكي - كعادته في الكلام فيمن مات من الأئمة - كان يغمز في شيخه الذهبي بعد وفاته بسبب اتباعه لأهل السنة وتمسكه بمذهبهم.
فقد نقل الإمام السخاوي في الإعلان بالتوبيخ قول السبكي في الذهبي وهو قوله: " وأما تاريخ شيخنا الذهبي غفر الله ولا ءآخَذَهُ، فإنه على حُسنه وجمعه، مشحونٌ بالتعصب المفرط فلقد أكثر الوقيعة في أهل الدين أعني الفقراء الذين هم صفوة الخلق، واستطال بلسانه على كثير من أئمة الشافعية والحنفية ".
وقوله أيضاً: " فأفرط على الأشاعرة، ومدح وزاد في المجسمة، هذا وهو الحافظ القدوة والإمام المبجل، فماظنك بعوام المؤرخين ".
وقال أيضا: إنه لا يجوز الاعتماد على شيخه الذهبي في ذم أشعري ولا شكر حنبلي.
وقال أيضا عن الإمام الذهبي: " فإنه غلب عليه مذهب الإثبات ومنافرة التأويل والغفلة عن التنزيه حتى أثر ذلك في طبعه انحرافا شديدا على أهل التنزيه وميلا قويا إلى أهل الإثبات، فإذا ترجم واحدا منهم يُطنب في وصفه بجميع ما قيل فيه من المحاسن ويبالغ في وصفه ويتغافل عن غلطاته ويتأول له ما أمكن، وإذا ذكر أجدا من الطرف الآخر كإمام الحرمين والغزالي ونحوهما لا يبالغ في وصفه ويُكثر من قول من طعن فيه، ويعيد ذكره ويبديه، ويعتقده دينا وهو لايشعر، ويُعرض عن محاسنهم الطافحة فلا يستوعبها، وإذا ظفر لأحد منهم بغلطة ذكرها، وكذلك فعله في أهل عصرنا إذا لم يقلد على أحد منهم بتصريح يقول في ترجمته والله يعلم، ونحو ذلك مما سببه المخالفة في العقائد ".
وقال أيضا في الذهبي: " والذي أدركنا عليه المشائخ النهي عن النظر في كلامه، وعدم اعتبار قوله، ولم يكن يستجرئ أن يُظهر كتبه التاريخية إلا لمن غلب على ظنه أنه لا ينقل عنه ما يُعاب عليه ".
هذا بعضٌ من طعن التاج السبكي في شيخه الإمام الحافظ العلم الذهبي.
وهنا لابد من بيان شيء من كلام السخاوي في بيان حقيقة السبكي فأقول:
لما ذكر السخاوي في كتابه الآنف الذكر " الإعلان بالتوبيخ " منتقدي التاريخ وذكر مراتبهم السته، ذكر المرتبة الخامسة فقال: " ومنهم من نسب بعضهم إلى التقصير والتعصب؛ حيث لم يستوعب القول فيمن هو منحرف عنهم، بل يحذف كثيرا مما يره مني ثناء الناس عليهم ويستوفي الكلام فيمن عداهم غير مقتصر عليهم ".
ثم قال في نقد هذه المرتبة بعد عدة صفحات: " فالذي نسب الذهبي لذلك هو تلميذه التاج السبكي، وهو على تقدير تسليمه إنما هو في أفراد مما وقع التاج في أقبح منه؛ حيث قال فيما قرأته بخطه تجاه ترجمة سلامة الصياد المنبجي الزاهد ما نصه: " يا مسلم استحي من الله، كم تجازف وكم تضع من أهل السنة الذين هم الأشعرية، ومتى كانت الحنابلة، وهل ارتفع للحنابلة قط رأس ".
ثم قال السخاوي معلقا على كلام السبكي: " وهذا من أعجب العجاب، وأصحب للتعصب، بل أبلغ في خطأ الخطاب؛ ولذا كتب تحت خطه بعد مدة قاضي عصرنا وشيخ المذهب العز الكناني ما نصه: " وكذا والله ما ارتفع للمعطلة رأس " ثم وصف التاج بقوله: " هو رجلٌ قليل الأدب، عديم الإنصاف، جاهل بأهل السنة ورتبهم، يدلك على ذلك كلامه ".
كتاب " الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ " للسخاوي من ص 66 - 93 باختصار.
والله الموفق.
ـ[أبو خولة اليماني]ــــــــ[15 - 12 - 07, 11:04 ص]ـ
جزيت خيراً أخي صقر على إفادتك الطيبة.(45/316)
ارجو افادتي ماهي عقيدة ابن ابي الدنيا؟
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[08 - 12 - 07, 11:59 ص]ـ
ماهي عقيدة ابن ابي الدنيا؟
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[08 - 12 - 07, 03:39 م]ـ
لا اعرف له مخالفة في العقيدة,
وغالب تصانيفة في الرقائق.
ومما فقد من كتبه كتاب {السنة}
فهو باق على الاصل حتى يثبت خلاف ذلك
رحمه الله وغفر له
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[08 - 12 - 07, 05:09 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 12 - 07, 05:11 م]ـ
############
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[08 - 12 - 07, 07:56 م]ـ
ذكره الشيخ عبد السلام بن برجس رحمة الله في كتابه تاريخ تدوين العقيدة السلفية .. #
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[10 - 12 - 07, 05:13 م]ـ
جزاكما الله خيرا
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[10 - 12 - 07, 05:16 م]ـ
جزاكما الله خيرا(45/317)
هل الرقية الشرعية توقيفية؟ أم أنها خاضعة للتجربة؟
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[08 - 12 - 07, 08:36 م]ـ
هل الرقية الشرعية توقيفية كالعبادات؟ أم أنها خاضعة للتجربة والاجتهاد؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[09 - 12 - 07, 08:06 ص]ـ
الرقية من صيد الفوائد
الرقية الشرعية: رؤية تحليلية من وحي الشرع ثم التجربة
http://http://saaid.net/tabeeb/28.htm
فوائد في التعامل مع العين
http://http://saaid.net/Minute/m50.htm
الرقية الشرعية من الكتاب والسنة
http://http://saaid.net/tabeeb/20.htm
وصفة مجربة علاجا مدهشا لجميع الأمراض!!
http://http://saaid.net/tabeeb/58.htm
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[14 - 12 - 07, 01:42 ص]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً)
ـ[احمد الجراح]ــــــــ[16 - 12 - 07, 04:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسوال الله صل الله عليه وسلم
155986 - اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا
الراوي: عوف بن مالك الأشجعي - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]- المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3886
قال رسول الله صل الله عليه وسلم
45857 - اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا
الراوي: عوف بن مالك الأشجعي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3886
اللهم اجعلنا من اهل التوحيد
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[الجعفري]ــــــــ[16 - 12 - 07, 07:59 م]ـ
الذي أعرف من ذلك أن مسلك أهل العلم بهذا الأمر مسلكين:
1 - من يرى الأمر في الرقية توقيفي فلا يتعدى فيه ما جاء في الشرع الكريم مما يجربه الرقاة من أمور أخرى تدور في دائرة المباح.
2 - المسلك الثاني وهم من عندهم توسع في موضوع الرقية فيستخدمون أو يجوزون كل ما جرب ونفع فيها بشرط أن لا يخالف شرع الله ودليلهم ما ذكر في الحديث السابق.
وكل من المسلكين له رجاله وأدلته، وقد ألف أحد المختصين في الرقية كتاباً يبين فيه أخطاء الرقاة متمثلاً المسلك الأول بعنوان " مهلاً أيها الرقاة ".
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[17 - 12 - 07, 05:11 م]ـ
لا شك إن أفضل الرقى الرقية الشرعية
إذ أنها إن لم تكن الأفضل ما ارتضاها
الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[15 - 01 - 08, 04:04 م]ـ
باركَ اللهُ فيكم
ـ[أبو وئام]ــــــــ[15 - 01 - 08, 04:43 م]ـ
أنظر أخي هذا الرابط
هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120333)
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[29 - 01 - 08, 08:03 ص]ـ
جَزَاكَ اللهُ خيراً
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[30 - 01 - 08, 09:51 ص]ـ
قوله صلى الله عليه وسلم (وما يدريك أنها رقيه) استدل بعضهم على انها ليست توقيفية والله اعلم
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[30 - 01 - 08, 11:12 ص]ـ
الشيخ مجاهد، جزاك الله خيرا
لعلك تقصد أنها توقيفية ..
هل ما فهمته من كلامك صحيح
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[30 - 01 - 08, 01:34 م]ـ
لا خلاف ما فهمت أخي الكريم فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليه ولي عوده عما قريب
ـ[أبومجاهد المقدسي]ــــــــ[30 - 01 - 08, 03:07 م]ـ
يشرع العلاج بالرقي اخي الكريم اذا كانت مشتلمة على ذكر الله تعالى وكانت باللفظ العربي المفهوم لأن مالا يفهم لا يؤمن أن يكون فيه شئ من الشرك ....
فعن عوف بن مالك قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا:"يارسول الله كيف ترى في ذلك، فقال: اعرضوا عليَّ رقاكم لا بأس بالرقي مالم يكن فيه شرك" رواه مسلم وأبو داوود
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[30 - 01 - 08, 04:48 م]ـ
بحث هذه المسألة الشيخ (القارئ) عبدالله بن محمد السدحان , وتجد كلامه في موقعه -شفاء- على هذا الرابط:
http://shefaa.org/site/
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[30 - 01 - 08, 05:21 م]ـ
بحث هذه المسألة الشيخ (القارئ) عبدالله بن محمد السدحان , وتجد كلامه في موقعه -شفاء- على هذا الرابط:
http://shefaa.org/site/
جزاك الله خيرا يا أبا الحارث.
قرأتُ بحثَ الشيخ المذكور، وفيه تكلف واضح جداً، وخيرٌ منه بحث الشيخ (القارئ) علي آل ياسين الوسوم بمهلاً أيها الرقاة، من منشورات دار الوطن وقدم له الشيخ الدكتور سعود الفنيسان.
ولي عودة بعد صلاة العشاء إن شاء الله
بارك الله فيكم وجمعنا بكم في جنات النعيم
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[12 - 02 - 08, 02:17 ص]ـ
للفائدة(45/318)
(تسلسل الحوادث) بين الشيخ الألباني .. والشيخ سفر الحوالي
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - 12 - 07, 11:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تُعد مسألة " قِدَم العالم، أو حدوثه " من المسائل المهمة التي طال فيها التنازع بين أهل السنة وأهل البدعة - بأنواعهم -، فنزع الفلاسفة إلى القول بقِدمه، منازعين الله في خلقه، وذهب أهل الكلام إلى حدوث النوع والأفراد، ملتزمين لأجل هذا لوازم شنيعة؛ من أهمها تعطيل بعض صفات الله الفعلية، فجاء شيخ الإسلام - رحمه الله -، مسفهًا رأي الطائفتين المبتدعتَين؛ مبينًا لوازم أقوالهم الشنيعة، فضلا عن مخالفتها للنصوص، ولما عُلم من دين الله بالضرورة، مبينًا حقيقة قول أهل السنة، مُفرقًا بين النوع والآحاد - كما يأتي -. فمن لم يفهم شيخ الإسلام رماه بما هو بريئ منه؛ من موافقة الفلاسفة! الذين هدّ الشيخ مذهبهم في مواضع كثيرة من كتبه، ولكن! لم ترها عيون الشانئين أو الجاهلين.
ومن الكتب التي جلّت حقيقة قول شيخ الإسلام، وردت على مناوئيه، وغيرهم؛ كتاب الفاضلة: كاملة الكواري - وفقها الله - " قِدَم العالم وتسلسل الحوادث بين شيخ الإسلام والفلاسفة "، وقدّم له الشيخ سفر الحوالي - وفقه الله وشفاه -. قال في مقدمته (ص 17 - 22):
(إن هذه الأمور العظيمة والأصول الكبرى إنما جلاها وفصّلها وتعمق في معقولها ومنقولها، ونقَد وقارن وفصل بين الطوائف المختلفة فيها، في كلياتها وجزئياتها: العالم الفرد والعلم الفذ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-، الذي قيضه الله لهذه الأمة.
والناس في هذه الأصول ثلاث طرق:
الأولى: المتكلمون الذين سلموا ببعض أصول الفلسفة، وأصّلوا ذلك الأصل الأفسد في حدوث العالم، وأهملوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى إنهم في مؤلفاتهم عن الأقوال والفرق لا يكادون يذكرون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أصلاً. وعلى أيديهم حدثت الفتن الجسام؛كفتنة القول بخلق القرآن، وفتنة القول بوجوب التأويل، وغيرها. وبقيتهم في المتأخرين الكوثري وتلامذته.
والطائفة الثانية: الفلاسفة المثبتون لقِدم العالم، وعمدتهم هو نقض ما قرره أولئك المتكلمون؛ إذ شغبوا على أهل الكلام قائلين: كيف تحول الأمر من الامتناع الذاتي إلى الإمكان أو الوجوب الذاتي؟ وكيف ترجح الفعل بلا مرجح؟ وغير ذلك من اللوازم؟ فليس لهم على الحقيقة حجة إلا فساد قول أولئك!
والطائفة الثالثة: المنتسبون للسنة والحديث بلا خبرة في العقليات، فكانوا فتنة للطائفتين السابقتين، وغرضاً لسهام الفريقين، ومن تفريطهم دخلتا، وعلى أكتافهم تسلقتا، وهم الذين عبر عنهم شيخ الإسلام بقوله: "من انتحل مذهب السلف مع الجهل بمقالهم أو المخالفة لهم بزيادة أو نقصان ..... ". وبقاياهم في زماننا على ثلاثة أصناف:
1 - من أعرض عن هذه المسائل بالكلية - مع أنها لا تزال تُقرر في كثير من معاهد العلم الشرعي في أنحاء المعمورة – وتُعلل بالنهي عن الخوض في علم الكلام، وهذا حق ولكن مسألة على هذا القدر من الأهمية بلوازمها واشتهار الكلام فيها؛ لا ينبغي الجهل بها ولا تجاهلها، وترك أهل البدع يثلمون عرض الشيخ، ويفرون أديمه، ويفتنون العامة بل طلبة العلم من أهل السنة.
2 - من تجرأ فخطأ شيخ الإسلام وصرح برفض قوله، وجعله مخالفاً لما اتفق عليه العلماء.
3 - من ادعى أن هذا ليس مذهب شيخ الإسلام! وجعل ذلك تبرئه لساحته ودفاعاً عنه، فكابر عقول قراء الشيخ كلهم، ولزمه تخطئة من خالف الشيخ ومن وافقه سواء، فابن القيم – عنده - مثلاً مخطئ حين وافق الشيخ على ما ليس مذهبه، والألباني مثلاً مخطئ حين خالف الشيخ فيما ليس مذهبه. وصدق من قال: عدو عاقل خير من صديق جاهل.
ولا ريب أن المسألة بتفصيلاتها ولوازمها دقيقة المنزع، وعرة المسلك، بعيدة الغور، إلا أننا نذكر خلاصة ما يجب على المسلم - لاسيما طالب العلم- معرفته في هذا الشأن، وهو هذه الأمور:
1 - أن الله تعالى هو الأول الذي ليس قبله شيء.
2 - أن الله تعالى متصف بصفات الكمال أزلاً وأبدًا، ومنها كونه خالقاً لما يشاء متى شاء، فعالا لما يريد، فلم يأت عليه زمن كان مُعَطلاً عن الخلق أو الكلام، أو غير ذلك من صفات كماله، ونعوت جلاله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/319)
3 - أن كل ما سوى الله تعالى مخلوق له، مربوب، كائن بعد أن لم يكن.
وبعد هذا إن أمكنه أن يفهم الفرق بين النوع والآحاد، وبين حكم الواحد وحكم المجموع؛ فقد انكشف له أصل المسألة، وإن لم يفهمه؛ فلا يضيره الوقوف بالساحل، وإنما الضير في التخبط بلا هدى، وأسوأ منه الجهل المركب الذي اشترك فيه من كفروا الشيخ!! أو خطأوه، ومن دافع عنه بنفي ما يعلم كلُ مطلع على كتبه أنه من مشهور أقواله).
وقال الشيخ سفر - رعاه الله - في الهامش: (انظر تعليق الشيخ الألباني -رحمه الله- في السلسلة الصحيحة (حديث رقم 133)، وقد أوردته الباحثة الفاضلة هنا ص 167.
وللشيخ رحمه الله تعليق آخر على متن العقيدة الطحاوية ص 53 طبعة المكتب الإسلامي الثانية هذا نصه: " قلت: ذكر الشارح هنا أن العلماء اختلفوا: هل القلم أول المخلوقات، أو العرش؟ على قولين لا ثالث لهما، وأنا وإن كان الراجح عندي الأول، كما كنت صرحت به في تعليقي عليه ..... فإني أقول الآن: سواء كان الراجح هذا أم ذاك، فالاختلاف المذكور يدل بمفهومه على أن العلماء اتفقوا على أن هناك أول مخلوق، والقائلون بحوادث لا أول لها، مخالفون لهذا الاتفاق، لأنهم يصرحون بأن ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق، وهكذا إلى ما لا أول له، كما صرح بذلك ابن تيمية في بعض كتبه، فإن قالوا: العرش أول مخلوق، كما هو ظاهر كلام الشارح، نقضوا قولهم بحوادث لا أول لها، وإن لم يقولوا بذلك خالفوا الاتفاق! فتأمل هذا فإنه مهم والله الموفق " اهـ.
وبالرجوع إلى أصل كلام الشارح نجد:
1 - **إنه قال "على قولين ذكرهما الحافظ أبو العلاء ..... " فجمله " لا ثالث لهما" من كلام الشيخ ناصر!
2 - أنه لم يقل: إن العرش أول مخلوق بل قال " أصحهما أن العرش قبل القلم ".
3 - أن هذا الكلام إنما هو في الفقرة الخاصة بالإيمان باللوح والقلم، أما في الفقرة التي تعرض فيها الشارح للموضوع نفسه أي: هل للحوادث أول؟ فكلامه صريح في التقييد بهذا العالم المشهود لا جنس المخلوقات، وذلك في جمل كثيرة منها: -
أ-**قوله: " واختلفوا في أول هذا العالم ما هو؟ ".
ب- قوله عن حديث كتابة المقادير: " فأخبر *أن تقدير هذا العالم المخلوق في ستة أيام كان قبل خلقه السموات بخمسين ألف سنة ".
ج- قوله عن حديث عمران بن حصين: " وقد أجابهم النبي *عن بدء هذا العالم المشهود لا عن جنس المخلوقات".
وأوضح من هذا كله وأهم: أن الشارح إنما نقل كلامه عن شيخ الإسلام من منهاج السنة 1/ 360 - 362، والشيخ أجل من أن يتناقض بل صرح بأن المراد هو هذا العالم لا جنس الخلق.
وإنما أوردنا هذا لأن شبهة أهل البدع في تكفير شيخ الإسلام أو تضليله هي دعوى مخالفة الإجماع، وربما اعتضدوا بكلام الشيخ الألباني –رحمه الله- كما فعل السقاف.
ويبدو لي أن الشيخ الألباني لم يقرأ كلام شيخ الإسلام، فهو يحيل عموماً إلى كتبه عموماً، وأجزم أنه لو قرأه مع ما أوتي من التجرد ودقة الفهم لأقره وأيده، لا سيما شرحه حديث عمران بن حصين. وعلى أي حال؛ فالشيخ الألباني نقل ص 41 من الكتاب نفسه قول الشارح " ...... أنه تعالى لم يزل متكلماً إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء ..... وأن نوع الكلام قديم وإن لم يكن الصوت المعين قديماً وهذا المأثور عن أئمة السنة والحديث"، وقد أقر الشيخ هذا القول، وهو حق، وهذا بعينه قول شيخ الإسلام عن صفة الخلق، فنوع المخلوقات قديم قدم نوع الكلام، وإن لم يكن شيء من المخلوقات المعينة قديماً، ومخلوقاته هي أثر كلماته، قال تعالى: "إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون "، وقال: " ألا له الخلق والأمر"، فمن سلم بمذهب أهل السنة في الكلام فليُسلم بكلامهم في الخلق، كما ذكره شيخ الإسلام مؤيداً كلامه بأقوال أئمة السنة فيه؛كالإمام أحمد والبخاري وابن المبارك والدارمي ومن قبلهم من الصحابة والتابعين.
ومما يجلي ذلك: أن شيخ الإسلام قد نص على أن اشتباه النوع بالعين وقع لكثير من الناس في الخلق كما وقع في الكلام، انظر: مجموع الفتاوى 12/ 184 - 191 و 154 - 157 وكذلك منهاج السنة 1/ 195 وغيرها. والشيخ الألباني - رحمه الله- لم يقع له الاشتباه في الكلام، بل نقل قول الشارح كما ذكرنا عارفاً بمضمونه مقراً له، لكن وقع له الاشتباه في الخلق؛ كما رأيت، فلعل الشيخ زهيراً الشاويش الذي أعد الكتاب وقدم له يستدرك هذا). انتهى كلام الشيخ سفر.
================
قلت: وأفضل من بيّن قول شيخ الإسلام وأوضحه: الأستاذ خالد السنوسي في رده على البوطي، والدكتور عبدالله الغصن في رسالته " دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ". وهو موجود على هذا الرابط
http://saaid.net/monawein/taimiah/9.htm
. والله الموفق.
ـ[صخر]ــــــــ[08 - 12 - 07, 11:08 م]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[08 - 12 - 07, 11:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
وجزى الله الشيخ العلامة سفر الحوالي كل خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/320)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[09 - 12 - 07, 06:34 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[09 - 12 - 07, 07:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وجزى الله الشيخ العلامة سفر الحوالي كل خير
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[09 - 12 - 07, 03:59 م]ـ
بل ما كان للشيخ سفر أن يقول ما قال في مقدمته تلك:
1 - " والألباني مثلاً مخطئ حين خالف الشيخ فيما ليس مذهبه. وصدق من قال: عدو عاقل خير من صديق جاهل".
كلام قاس نربؤ أن يتخاطب أهل السنة به ...
2 - ماذا يعني الشيخ سفر بالقسم الثالث الموسوم عنده بقوله:
(والطائفة الثالثة: المنتسبون للسنة والحديث بلا خبرة في العقليات، فكانوا فتنة للطائفتين السابقتين، وغرضاً لسهام الفريقين،)
نربؤ مرة أخرى أن يوصف اهل الحديث بالتجهيل ... و هذا ديدن أساطين الأشاعرة والمعتزلة قديما وحديثا ... ويحزننا أن ينضم شيخنا سفر إلى الجوقة ... وما هذه العقليات إلا الفلسفة والكلام والمنطق ... والشيخ سفر قد علم موقف السلف من هذا المنهج ... وأن هذه العقليات هي الجهل بعينه عندهم ... فهل يريد الشيخ سفر أن ينكب أهل الحديث على كتب العقليات لكي لا يكونوا حشوية وتيوسا وإخباريين كما ينبزون ...
3 - (وبعد هذا إن أمكنه أن يفهم الفرق بين النوع والآحاد، وبين حكم الواحد وحكم المجموع؛ فقد انكشف له أصل المسألة، وإن لم يفهمه؛ فلا يضيره الوقوف بالساحل ... )
هكذا قال الشيخ سفر- شفاه الله-ويبدو أنه أخذ مسألة النوع والفرد بسطحية شديدة-لكي لا أقول وصفا آخر- ... مع أن هذه معضلة عقلية عظمى شغلت الناس قديما وحديثا من إفلاطون إلى راسل ... وتقاتل عندها الغربيون طيلة العصر الوسيط ... إسميون وواقعيون وتصوريون ... مذاهب متناحرة سببها الخلاف في النوع والواحد وفي المفهوم والمصداق ...
هل النوع مفارق للفرد .. ؟
هل النوع محايث للفرد .. ؟
هل النوع موجود حقيقي ... ؟
هل النوع موجود اعتباري .. ؟
هل النوع "شيء"أم "أسم"؟
لم أر الشيخ سفرا اقتحم هذا الخضم .. ولا أريد له ذلك لأن منهجنا ومنهجه لا يعرج على هذا المستنقع ... فكأن الأولى به أن يغض الطرف عما صدر عن الشيخ الألباني ... وتوصيف الشيخ الألباني بالجهل هنا في غير محله لأن هذا محل جهل كل الناس ... إلا أن يكون الشيخ سفر يدعي أنه عنده فصل الخطاب في ما احتار فيه البشر .....
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[09 - 12 - 07, 04:43 م]ـ
من تدين الشيخ الألباني وعظيم علمه: فقد تراجع عن تخطئة شيخ الإسلام ابن تيمية
وقد نقل ذلك تلميذه النجيب الشيخ عصام هادي
وكنت بفضل الله أول من نقل هذا للناس
وقلَّ أن تجد طالب علم - فضلا عن عالم - عنده ما عند شيخنا الألباني من قوة في الصدع بالحق بإظهار تراجعه عن أخطائه
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[09 - 12 - 07, 10:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله في الشيخ سليمان الخراشي على هذا النقل والتعليق.
الشيخ الكريم أبو عبد المعز وفقني الله وإياكم يظهر أنكم لم تنظروا في النص جيداً وهو قول الشيخ:
(3 - من ادعى أن هذا ليس مذهب شيخ الإسلام! وجعل ذلك تبرئه لساحته ودفاعاً عنه، فكابر عقول قراء الشيخ كلهم، ولزمه تخطئة من خالف الشيخ ومن وافقه سواء، فابن القيم – عنده - مثلاً مخطئ حين وافق الشيخ على ما ليس مذهبه، والألباني مثلاً مخطئ حين خالف الشيخ فيما ليس مذهبه. وصدق من قال: عدو عاقل خير من صديق جاهل)
فالكلام واضح فهو يتحدث عن القسم الذين ينكرون نسبة هذا القول لشيخ افسلام ابن تيمية رحمه الله لقصد حسن وهو الدفاع عنه وبناء على إنكار هذا القول فهو يحكمون بالخطأ على كل من:
1 - الموافق لشيخ الإسلام في المهب المستنكر كابن القيم رحمه الله.
2 - المخالف لشيخ الإسلام في المذهب المستنكر كالألباني رحمه الله.
فكل من القسمين مخطيء عند هذا الصنف ثم وصف هذا الصنف بقوله: (عدو عاقل خير من صديق جاهل) لما ترتب من الخطأ في فهم أقوال اهل العلم الذي ترتب عليه نسبة الخطأ للموافق والمخالف.
وأما قولك بارك الله فيك (نربؤ مرة أخرى أن يوصف اهل الحديث بالتجهيل ... و هذا ديدن أساطين الأشاعرة والمعتزلة قديما وحديثا ... ويحزننا أن ينضم شيخنا سفر إلى الجوقة ... وما هذه العقليات إلا الفلسفة والكلام والمنطق ... والشيخ سفر قد علم موقف السلف من هذا المنهج ... وأن هذه العقليات هي الجهل بعينه عندهم ... فهل يريد الشيخ سفر أن ينكب أهل الحديث على كتب العقليات لكي لا يكونوا حشوية وتيوسا وإخباريين كما ينبزون)
فالتعليق عليه أن هذه المسألة لا يحتاج إلى معرفة تفاصيلها عامة أهل السنة وأهل الحديث لكن من تصدى للرد على المبتدعة ونصب نفسه لذلك يجب عليه أن يكون عارفاً بتفاصيلها مدركاً لها وإلا ترتب على ردوده من المفاسد ما لو سكت لكان خيراً له.
ولا شك أن الواجب اعتقاده والمأمور بتعلمه هو ما جاء به الوحي وما أرسل به الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعامة الخلق وما كان عليه أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لكن الأمر كما سبق يفرق بين المنتصب للرد وغيره.
وجزيتم خيراً أبا عبد المعز على التنبيه إلى موقف السلف في مثل هذا الباب.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/321)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[09 - 12 - 07, 10:30 م]ـ
بل ما كان للشيخ سفر أن يقول ما قال في مقدمته تلك:
1 - " والألباني مثلاً مخطئ حين خالف الشيخ فيما ليس مذهبه. وصدق من قال: عدو عاقل خير من صديق جاهل".
كلام قاس نربؤ أن يتخاطب أهل السنة به ...
2 - ماذا يعني الشيخ سفر بالقسم الثالث الموسوم عنده بقوله:
(والطائفة الثالثة: المنتسبون للسنة والحديث بلا خبرة في العقليات، فكانوا فتنة للطائفتين السابقتين، وغرضاً لسهام الفريقين،)
نربؤ مرة أخرى أن يوصف اهل الحديث بالتجهيل ... و هذا ديدن أساطين الأشاعرة والمعتزلة قديما وحديثا ... ويحزننا أن ينضم شيخنا سفر إلى الجوقة ... وما هذه العقليات إلا الفلسفة والكلام والمنطق ... والشيخ سفر قد علم موقف السلف من هذا المنهج ... وأن هذه العقليات هي الجهل بعينه عندهم ... فهل يريد الشيخ سفر أن ينكب أهل الحديث على كتب العقليات لكي لا يكونوا حشوية وتيوسا وإخباريين كما ينبزون ...
3 - (وبعد هذا إن أمكنه أن يفهم الفرق بين النوع والآحاد، وبين حكم الواحد وحكم المجموع؛ فقد انكشف له أصل المسألة، وإن لم يفهمه؛ فلا يضيره الوقوف بالساحل ... )
هكذا قال الشيخ سفر- شفاه الله-ويبدو أنه أخذ مسألة النوع والفرد بسطحية شديدة-لكي لا أقول وصفا آخر- ... مع أن هذه معضلة عقلية عظمى شغلت الناس قديما وحديثا من إفلاطون إلى راسل ... وتقاتل عندها الغربيون طيلة العصر الوسيط ... إسميون وواقعيون وتصوريون ... مذاهب متناحرة سببها الخلاف في النوع والواحد وفي المفهوم والمصداق ...
هل النوع مفارق للفرد .. ؟
هل النوع محايث للفرد .. ؟
هل النوع موجود حقيقي ... ؟
هل النوع موجود اعتباري .. ؟
هل النوع "شيء"أم "أسم"؟
لم أر الشيخ سفرا اقتحم هذا الخضم .. ولا أريد له ذلك لأن منهجنا ومنهجه لا يعرج على هذا المستنقع ... فكأن الأولى به أن يغض الطرف عما صدر عن الشيخ الألباني ... وتوصيف الشيخ الألباني بالجهل هنا في غير محله لأن هذا محل جهل كل الناس ... إلا أن يكون الشيخ سفر يدعي أنه عنده فصل الخطاب في ما احتار فيه البشر .....
شدة الخلاف في مسألة عند الفلاسفة لايعني عدم وضوحها عند غيرهم فكم من مسألة تجد لكل فيلسوف فيها رأيا خاصا به -و خاصة من عصر الأنوار فما بعده-و مع ذلك هي عند غيرهم من اهل الملل من اوضح الأمور في الفطرة و العقل و عليها تنبني أكبر الواجبات الدينية فخذ على سبيل المثال اختلافهم حول الفرق بين ما في الذهن و ما في خارجه تجد جدالهم في هذا يكاد لا ينتهي مع أن الفرق بينهما من أوضح الفروق عند عوام أهل الملل و لعدم تنبه بعض حذاقهم له و لانكارهم البعض الآخر له تورطوا في انكار بديهيات أقوى نقلا و عقلا و قد يصل الأمر الى انشار هذا اللغط حتى يؤثر شواظه -بفعل التربية و تأثير المحيط -حتى على الصفوة لو أمكن كما اثر مثلا لغطهم في هذه المسألة على الامام السمعاني في مسألة القدر و رغم ذلك لم يكن هذا مانعا من ان ياتي مجدد في القرن الثامن و يكون عنده فصل الخطاب و يستدرك على الامام السمعاني حتى انك لتعجب كيف أن اماما من هذا الحجم بقع في مثل هذا الدرك .... و كذلك الأمر هنا فيجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ان الذكاء وحده لا يكفي بل يؤخذ بعين الاعتبار أيضا موقعه من الحق و مقدار صدقه مع نفسه فلوجود الفلاسفة و غيرهم في زمكان بعيد عن نور النبوة و الحق الذي أتت به مع سير غالبيتهم مع اهواءهم دون رادع يوجد عندهم من الاختلاف ما الله به عليم في دقيق الأمور و جليلها و ان كانوا بمكان من الذكاء و الفطنة فلو كان هذا الأخير كافيا لما كانت هناك حاجة لارسال الرسل و لترك الناس لعقولهم و كشفهم و حدسهم و كان ذلك كافيا لاقامة الحجة عليهم يوم البعث
و الله اعلم بالحال و المآل
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[10 - 12 - 07, 02:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 12 - 07, 05:53 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
فقد هجم على قلبي بعد قراءة كلام الشيخ أبي المعز أن أعلق على ثلاثة مواضع:
الأول: على قوله: (وما هذه العقليات إلا الفلسفة والكلام والمنطق).
والثاني: على كلامه حول تقاتل الغربيين وغيرهم حول بعض معضلاتهم العقلية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/322)
والثالث: على نقله قول الشيخ سفر: (وبعد هذا إن أمكنه أن يفهم الفرق بين النوع والآحاد، وبين حكم الواحد وحكم المجموع).
ثم قوله إنه تناول ذلك بسطحية.
==
أما الأول: فلعل الفاضل أبا عبد المعز لم يغب عنه أن الدلائل العقلية غير منحصرة في المنطق والفلسفة والكلام، ولا شك أن المعقولات عند الفلاسفة والمتكلمين والمناطقة أكثرها من السفاهات والقرمطة والخيبة التي أورثت الأمة كثيرًا من الخلافات والتفاهات في أمور محسومة من جهة الشرع وفي دين الأنبياء.
لكنّ هذه الطرق العقلية ليست كل العقليّات، بل هي مخصوصة منها فقط.
والفاضل أبو عبد المعز يعلم - إن شاء الله - أن في القرآن حكاية أدلة عقلية، كما أن فيها أدلة خبرية، مثل بعض أدلة القرآن على نفي الولد والشريك، أو غير ذلك.
والمقصود أن الأدلة العقلية السليمة في نفسها، أو الأدلة السليمة للعقول، لا تتناقض ولا تُناقِض ما جاء به الرسل.
وهذا السطر الأخير هو ما فهمته أنا من كلام الشيخ سفر، ولا عيب عليه فيه، بل هو الحق الذي يجب أن يقال به.
وليس مقصود الشيخ سفر - إن شاء الله - من جهل بعض أهل السنة بالعقليات، إلا تفريط بعض أهل الحديث في فهم معنى النصوص.
وإننا إذا أردنا الآن، أو أراد الفاضل أبو عبدالمعز أن يبرهن على جواز دوام فعل الله في الأزل، ونفي العجر الذي أوجبه المتكلمون (!)، أو ما يحلو للبعض أن يسميه تسلسلاً للحوادث في الماضي؛ فإنه إن شاء الله سيذكر برهانه من القرآن والسنة، جامعًا إلى ذلك فهم أئمة السنة والحديث من أهل السنة والجماعة.
أما النفور من الأدلة العقلية السليمة فهو خطأ وتفريط وأحد طرفي نقيض كما قال شيخ الإسلام:
(وإنما جماع الشر: تفريطٌ في حق أو تعدّ إلى باطلٍ، وهو تقصيرٌ في السنّةِ، أو دخولٌ في البدعةِ، كترك بعض المأمور وفعل بعض المحظور.
أو: تكذيبٌ بحقٍّ وتصديقٌ بباطلٍ.
ولهذا عامةُ ما يؤتى الناس من هذين الوجهين؛ فالمنتسبون إلى أهل الحديث والسنة والجماعة يحصل من بعضهم كما ذكرتُ تفريطٌ في معرفة النصوص، أو فهمِ معناها، أو القيام بما تستحقه من الحجةِ ودفع معارضها؛ فهذا عجز وتفريط في الحق.
وقد يحصل منهم دخولٌ في باطلٍ، إما في بدعةٍ ابتدعها أهل البدع وافقوهم عليها واحتاجوا إلى إثبات لوزامها، وإما في بدعة ابتدعوها هم لظنهم أنها من تمام السنة، كما أصاب الناس في مسألة كلام الله وغير ذلك من صفاته.
ومن ذلك: أن أحدَهم يحتجُّ بكلِّ ما يجدُه من الأدلةِ السمعيةِ وإنْ كان ضعيفَ المتنِ والدَّلالةِ، ويدَعُ ما هو أقوى وأَبينَ؛ من الأدلّة العقليةِ، إمّا لعَدَمِ عِلمه بها، وإمّا لنفورِه عنها، وإمّا لغير ذلك) اهـ، الصفدية (ص292 - أضواء السلف).
وما يستنكر الشيخ سفر الحوالي حفظه الله وعافاه هو عين ما يستنكره شيخ الإسلام ابن تيمية، لم أفهم من ذاك غير هذا، والله أعلم.
أما حصر دلائل العقل في الفلسفة والمنطق والكلام، فغير متجه ولا مفهوم وليس هو بصواب.
وقد تذكرت الآن بعض إخواننا ممن ظلم نفسه وظلمنا بمنهجه العجيب الغريب في الاستدلال حين أردتُ أن ألزمه بترك تقليد أئمة الجرح والتعديل في حكمهم على الرواة لأنه يحرّم كل تقليد هكذا ضربة لازب.
فقال لي: دعك من طريقة الفلاسفة هذه!
أو نحو ذلك ..
فالله المستعان.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 12 - 07, 12:22 م]ـ
... يبرهن على جواز دوام فعل الله في الأزل، ونفي العجر الذي أوجبه المتكلمون (!)
الحمد لله وحده ..
صوابها العجز!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - 12 - 07, 05:48 م]ـ
الإخوة الكرام جميعًا: بارك الله فيكم، ونفع بإضافاتكم.
====
أخي الكريم: أباعبدالمعز: لعلك تتأمل توضيح أخي أبي حازم - وفقه الله -، فقد أجاد.
وأيضًا: تأمل قول الشيخ سفر: (ويبدو لي أن الشيخ الألباني لم يقرأ كلام شيخ الإسلام، فهو يحيل عموماً إلى كتبه عموماً، وأجزم أنه لو قرأه مع ما أوتي من التجرد ودقة الفهم لأقره وأيده). وهذا من إنصافه.
- وأما رميه بالسطحية! فهو تعجل منك؛ لأن مقدمات الكتب ليست مجالا للتعمق. ورأيي أنه - رعاه الله - أوجز المسألة، بأسلوب سلس منظم. وترك التعمق لكاتبة البحث.
وأبدع ما في تقديمه: إلزام المخالف من أهل السنة بصفة الكلام - كما سبق -.
وفقكم الله ..
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[28 - 06 - 08, 03:10 م]ـ
ما معنى إلزام المخالف بصفة الكلام
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[24 - 07 - 08, 10:23 ص]ـ
ما معنى إلزام المخالف بصفة الكلام
المعنى كما اثبْتَ ان الله جل جلاله متكلمٌ , وان كلامه قديم النوع حادث الاحاد.
فليُثبت ان الله جل جلاله خالقٌ , وان خلقه قديم النوع حادث الاحاد.
ولك ان تضبط كلمة خلقه في الجملة السابقة ((بضم القاف فيكون المعنى فعله اي صفة الخلق لله تعالى)) او ((بفتحها فيكون المعنى مفعوله اي المخلوقات))
تنبيه: القول بان تسلسل المخلوقات ممكن في الماضي لا ينبغي ان يختلف فيه اثنان من اهل السنة (لانه من لوازام اثبات صفة الخلق لله تعالى)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/323)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - 07 - 08, 11:54 ص]ـ
قال الشيخ العلامة محمد بن أمان الجامي:
[أهل السنة والجماعة يقولون بتسلسل الحوادث في الماضي من حيث الإمكان، لا من حيث الوقوع فهذا ممتنع، فإنّ الله تعالى هو الأول الذي ليس قبله شيء سبحانه وتعالى، وهذا محل إجماع أهل القبلة من حيث الوقوع إلا الفلاسفة القائلين بقدم العالم كالأفلاك والعقل والنفس، وقد صرح شيخ الإسلام في " منهاج السنة" ج1ص81 بأن هذا الكلام باطل، والمتهمون له بقدم العالم أحد رجلين: إما لجهله بما قاله شيخ الإسلام، أو لسوء قصده، وإلا فشيخ الإسلام يصرح بأن القائلين بأن العالم قديم كالأفلاك والنفس والعقل كلامهم باطل بصريح العقل].
قال ابن أبي العز في شرحه:
[فالحاصل أن نوع الحوادث هل يمكن دوامها في المستقبل والماضي أم لا؟ أو في المستقبل فقط؟ أو الماضي فقط؟
فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ مَعْرُوفَةٍ لِأَهْلِ النَّظَرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ، (1) أَضْعَفُهَا: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ، لَا يُمْكِنُ دَوَامُهَا لَا فِي الْمَاضِي وَلَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ، كَقَوْلِ جَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ وَأَبِي الْهُذَيْلِ الْعَلَّافِ. وَثَانِيهَا: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: يُمْكِنُ دَوَامُهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ دُونَ الْمَاضِي، كَقَوْلِ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَغَيْرِهِمْ. وَالثَّالِثُ: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: يُمْكِنُ دَوَامُهَا فِي الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَلِ، كَمَا يَقُولُهُ أَئِمَّةُ الْحَدِيثِ، وهِيَ مِنَ الْمَسَائِلِ الْكِبَارِ. وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ يُمْكِنُ دَوَامُهَا فِي الْمَاضِي دُونَ الْمُسْتَقْبَلِ.
(أ) وَلَا شَكَّ أَنَّ جُمْهُورَ الْعَالَمِ مِنْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ يَقُولُونَ: إِنَّ كُلَّ مَا سِوَى اللَّهِ -تَعَالَى - مَخْلُوقٌ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ، وَهَذَا قَوْلُ الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَغَيْرِهِمْ. وَمِنَ الْمَعْلُومِ بِالْفِطْرَةِ أَنَّ كَوْنَ الْمَفْعُولِ مُقَارِنًا لِفَاعِلِهِ لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ مَعَهُ - مُمْتَنِعٌ مُحَالٌ، وَلَمَّا كَانَ تَسَلْسُلُ الْحَوَادِثِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ (2) لَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ هُوَ الْآخِرَ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ، فَكَذَا تَسَلْسُلُ (3) الْحَوَادِثِ فِي الْمَاضِي لَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ الْأَوَّلَ الَّذِي لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ. فَإِنَّ الرَّبَّ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ، يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَتَكَلَّمُ إِذَا يَشَاءُ، قَالَ تَعَالَى: {قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}. وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}. وَقَالَ تَعَالَى: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}. وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}. وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}] اهـ.
قال العلامة الجامي في شرحه على الشرح:
(1) نقول: هذا قول ضعيف إذا كان المراد: لا يمكن دوامها أي الحوادث من حيث الإمكان في الماضي، ولا في المستقبل من حيث الإمكان والوقوع معا، فلو أنهم قالوا: لا يمكن دوامها في الماضي من حيث الوقوع لصار كلامهم موافقا لأهل السنة، أما في المستقبل فقد أخطأت هذه الطوائف بمنع هذه الحوادث من الدوام وقوعا (فعلا)، حيث دوامها إنما هو لإدامة الله عزوجل لها، ولا إشكال في هذا، ولا يتنافى مع قول صلى الله عليه وسلم: ((الآخر الذي بعده شيء))، لأن هذا ليس دواما ذاتيا، بل دوام من الله عزوجل، أدامهم الله عزوجل حكمة منه سبحانه، لأن هذا الدوام ليس دواما ذاتيا.
(2) إن أراد الشيخ أن التسلسل في المستقبل، وبقاء المخلوقات هذه، إن أراد أنه بقاء ذاتي لهذه المخلوقات، وأما إن أراد أن الله عزوجل يبقيها، فهي دائمة باقية في المستقبل لإدامة الله عزوجل لها، فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة.
(3) هذه الجملة فيها إشكال لأنها تتنافى مع الجملة التي سبقتها في (أ)، فهذا يخرج على وجهين:
الوجه الأول: أن يقال: هذا مسلّمٌ من حيث الإمكان لا من حيث الوقوع.
الوجه الثاني: التسلسل في الماضي بشرط أن يكون لذلك المفعول بداية، وهذا فيه تكلف فالوجه الأول أحسن.
انتهى من تعليقات الشيخ على شرح العلامة ابن أبي العز الحنفي على الطحاوية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/324)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 07 - 08, 01:06 م]ـ
قال الشيخ العلامة محمد بن أمان الجامي:
بارك الله فيك
بين الإخوة في المشاركتين رقم (11، 13) خطأ الشيخ محمد أمان رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=860119#post860119
ـ[ابو طالب السلفى]ــــــــ[24 - 07 - 08, 01:58 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ارجو من مشايخنا الكرام الاجابه على هذا السؤال
مامعنى ان كلام الله تعالى قديم النوع حادث الاحاد وكذلك الخلق؟ فقد حاولت كثيرا فهم ذلك من خلال كتب الائمه فما استطعت ... وذلك انى ادرس العقيده منذ زمن قريب
فارجو توضيح المعنى بعبارات سهله واضحه ..
فلاشك ان مبتدئ مثلى لايسعه الا ان يرجع الى اهل هذا الشان من امثالكم خشية فهم هذه المسائل بطريقه خاطئه او على غير المراد من تلك العبارات ...
نرجوا الاجابه .. والرفق والصبر بنا. حتى يرزقنا الله الفهم
وجزاكم الله خيرا
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[24 - 07 - 08, 02:34 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ارجو من مشايخنا الكرام الاجابه على هذا السؤال
مامعنى ان كلام الله تعالى قديم النوع حادث الاحاد وكذلك الخلق؟ فقد حاولت كثيرا فهم ذلك من خلال كتب الائمه فما استطعت ... وذلك انى ادرس العقيده منذ زمن قريب
فارجو توضيح المعنى بعبارات سهله واضحه ..
فلاشك ان مبتدئ مثلى لايسعه الا ان يرجع الى اهل هذا الشان من امثالكم خشية فهم هذه المسائل بطريقه خاطئه او على غير المراد من تلك العبارات ...
نرجوا الاجابه .. والرفق والصبر بنا. حتى يرزقنا الله الفهم
وجزاكم الله خيرا
معنى قديم اي ازلي والازلي هو ما لا اول له
ومعنى ان كلام الله قديم النوع انه سبحانه متصف بصفة التكلم لم يكتسبها ولم يكن سبحانة قط غير متكلم.
واما معنى الاحاد فالمراد الافراد والحادث هو المتجدد
ومعنى ان كلام الله حادث الاحاد اي ان الله تعالى يتكلم بما شاء متى شاء فتكليمه سبحانه للنبي صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء والمعراج هو من حادث الآحاد.
ـ[ابو طالب السلفى]ــــــــ[24 - 07 - 08, 03:54 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله اخى الكريم الفاضل .. على ما تفضلت به من التوضيح
لكن ... عذرا تحملنى .. حتى افهم الامر جيدا
الله سبحانه وتعالى متصف بصفة الكلام ازلا ... ويتكلم بما شاء متى شاء والسؤال .. وارجو المعذره اذا اخطات فى العباره
هل معنى ذلك ان الله تعالى قد لا يتكلم مع كونه سبحانه متصف بالكلام .. ثم اذا شاء تكلم؟
والسؤال الثانى ما معنى قول بعض الطوائف ان كلام الله تعالى ازلى نفسى
ارجو ان تتفضل على بالاجابه او احد الاخوه ... بارك الله فى الجميع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - 07 - 08, 06:25 م]ـ
وليس مقصود الشيخ سفر - إن شاء الله - من جهل بعض أهل السنة بالعقليات، إلا تفريط بعض أهل الحديث في فهم معنى النصوص.
بارك الله فيك ..
الأقرب عندي -والله أعلم-أن مراد الشيخ سفر -حفظه الله-من جهل بعض أهل السنة بالعقليات =هو عين مراد شيخ الإسلام قديماً عندما وصف بعض المحدثين كابن حبان والبيهقي بهذا .. وكان مراده -رحمه الله-: أن جهلهم بالعقليات التي منها طرائق الفلاسفة والمتكلمين =أوقعهم في حبائلها من غير شعور .. بل ربما أوقعهم هذا الجهل في الاستدلال لهذه العقليات وتقويتها بأخبار السنة .. وكذا كل من جهل الباطل سهل أن يقع فيه؛ولذا كان من بديع عبارات الشيخ قوله: ((وكل من كان بالباطل أعلم كان للحق أشد تعظيماً وبقدره أعرف إذا هدي إليه .. ))
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 07 - 08, 10:48 ص]ـ
بارك الله فيك
بين الإخوة في المشاركتين رقم (11، 13) خطأ الشيخ محمد أمان رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=860119#post860119
بيِّن - حفظك الله - وجه الخطأ ليتبين للإخوة.
ـ[الدكتور شكيب]ــــــــ[25 - 07 - 08, 12:23 م]ـ
بوركت، احسن الله لك
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[25 - 07 - 08, 05:47 م]ـ
هل معنى قديم النوع أنه قادر على ذلك أم أنه واقع فعلا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[26 - 07 - 08, 09:22 ص]ـ
بيِّن - حفظك الله - وجه الخطأ ليتبين للإخوة.
طالع المشاركة رقم (13) وفقك الله، فقد لُوِّنَتْ ليتضح موضع الخطأ
ولست من فرسان هذا الشأن، لكني رأيتك حفظك الله كررت نقل المشاركة في هذا الموضوع، ورأيت تعليق الإخوة في تلك المشاركتين، فقد بيَّنا أن الشيخ أخطأ في تلك الجزئيَّة، وكثير ممَّن يُخطِّيء ابن تيمية رحمه الله لم يفهم مذهبه - كما فعل الشَّيخ الألباني رحمه الله وغيره - فيتلقَّف المبتدعة هذه الانتقادات ويفرحون بها، والواجب علينا أن ننصر أخانا ظالما أو مظلوما، ونصرة أهل العلم ببيان براءتهم مما ينسب إليهم خطأ من حقوقهم علينا، وإن كان الحب لعلمائنا العصريين واجبا، والغيرة على أعراضهم محمودة، فحَقُّ شيوخ الإسلام السَّابقين أولى، خاصَّة إذا أصبح المبتدعة يطعنون فيهم ويتقصَّدونهم بذلك، كما يفعل بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
حفظك الله ورعاك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/325)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 07 - 08, 12:01 م]ـ
طالع المشاركة رقم (13) وفقك الله، فقد لُوِّنَتْ ليتضح موضع الخطأ
ولست من فرسان هذا الشأن، لكني رأيتك حفظك الله كررت نقل المشاركة في هذا الموضوع، ورأيت تعليق الإخوة في تلك المشاركتين، فقد بيَّنا أن الشيخ أخطأ في تلك الجزئيَّة، وكثير ممَّن يُخطِّيء ابن تيمية رحمه الله لم يفهم مذهبه - كما فعل الشَّيخ الألباني رحمه الله وغيره - فيتلقَّف المبتدعة هذه الانتقادات ويفرحون بها، والواجب علينا أن ننصر أخانا ظالما أو مظلوما، ونصرة أهل العلم ببيان براءتهم مما ينسب إليهم خطأ من حقوقهم علينا، وإن كان الحب لعلمائنا العصريين واجبا، والغيرة على أعراضهم محمودة، فحَقُّ شيوخ الإسلام السَّابقين أولى، خاصَّة إذا أصبح المبتدعة يطعنون فيهم ويتقصَّدونهم بذلك، كما يفعل بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
حفظك الله ورعاك.
حفظك الله أخي خالدا، كل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا كلام عندي أوقن به وأسلم به تماما.
ولكني أردتك أن تبين وجه الخطأ الذي أحلت عليه، وتلوينه لا يخفى عليّ، ولكن أشكل عليّ - ولعل بعض الإخوة كذلك - خطأ العلامة الجامي فيه.
وبما أنك توافق الإخوة على تخطيء الشيخ، فكرما بيّن لنا وجه الخطأ.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[26 - 07 - 08, 05:34 م]ـ
وجه الخطأ أخي الحبيب علي الفضلي أن الشيخ امان -و تابعه عليه بعض المشايخ بنفس اللفظ أحيانا- رحمه الله خلط بين وجوب الوقوع و جواز الوقوع و امتناع الوقوع فحين تكلم عن جواز الوقوع كما عبر عنه هو "بالامكان" انتقل ذهنه من تصور أعيان المخلوقات الى تصور نوعها فخرج كلامه مخرج القائل بامتناع الوقوع فالأشاعرة و كثير من المتكلمين ممن نفوا أفعال الله الاختيارية و عطلوها يلزمهم القول بامتناع وقوع التسلسل في الماضي و قد قالوا به .... فوحه الخطأ أنك ان قلت بامتناع وقوع التسلسل في الماضي لزمك قولا واحدا انكار أفعال الله الاختيارية فلا يمكنك آنئذ القول بأن الله يخلق ما ئشاء كيفما شاء و انى شاء و هو صريح قول السلف قاطبة و لهذا فشيخ الاسلام انما احتج على الأشاعرة بجواز الوقوع مبطلا امتناع الوقوع و هو كاف في رد الاعتراض على ربط الأفعال بالمشيئة و في نفس الوقت لم يقل بوجوب الوقوع لأن الوحي لم يفصل فيه كما فصل في وقوع التسلسل في المستقبل و الشيخ أمان خلط بين وجوب الوقوع و امتناعه و ظن أن من لا يقول بوجوب الوقوع فهو قائل لا محالة بامتناعه و امتناع الوقوع كما ترى هو قول الأشاعرة و القول به لا يؤدي فقط الى انكار الأفعال بل يسقط دليل الخلق من أساسه و يمحو الفرق بين الخالق و المخلوق و يؤدي ان تم طرد لوازمه الى القول بصريح قول أهل الاتحاد و الحلول و لهذا كان من الأفضل الاعراض عن الكلام في هذه المزالق الا أن عند الاضطرار ان عظم بلاء الخصم و كبرت فتنته كما اضطر أهل السنة الى الكلام في الحد و اللفظ و غيرها مما لم يتكلم به السابقون حين لم يعد يسعهم السكوت فالكلام في هذه المسائل الشائكة يورث قسوة في القلوب كما قال الشيخ ابن باز رحمه الله ... و شيخ الاسلام ابن تيمية كما يعرفه كل من خالط كتبه ذهنه جد مرتب و منظم و معرفته ب"المنطق" المبثوث في ثنايا الكتاب و السنة و خبرته بأصول الاسلام و حدوده تكاد توازي ما كان لدى اصحاب أئمة المذاهب دون الكلام عن خبرته العميقة بمقاصد المبتدعة و الفلاسفة و الأصول التي بنوا عليها مذاهبهم وهذا كما ذكر الشيخ أبو فهر جعله أقدر-في الغالب الأعم- من بقية الأئمة السابقين أو المعاصرين على التفصيل الدقيق في مثل هذه المزالق وأن ينفي عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وزيغ الزائغين دون أن يتورط في الزيادة على مااتبثه أو نفاه ... وهذا تجده قديما عند اهل السنة المحضة من كان منهم أفقه بدين الله واعرف بمكائد المبتدعة و أصولهم كان أعرف بحل طلاسمهم ممن قصرت مرتبته عن ذلك كالامام ابن المبارك او الامام أحمد أو الامام الأوزاعي او الامام البخاري ... فمثل هؤلاء الكبار يجب التأني في فهم كلامهم قبل رده لأن مقاصدهم في الغالب تكون دقيقة و متشعبة بحيث قد لا يفطن المعترض أن في كلامهم الرد على ما قد يعترض به عليهم
و من لم يفهم الفرق في هذه المسألة بيبن النوع و العين و الجواز و الوجوب و الامتناع أحيله على مذاكرة شيقة جرت بين شيوخ افضل لهم مزيد عناية بالموضوع فيها كثير من التوضيح للمسألة
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6956
و الله اعلم بالحال و المآل
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 07 - 08, 05:53 م]ـ
و لهذا فشيخ الاسلام انما احتج على الأشاعرة بجواز الوقوع مبطلا امتناع الوقوع و هو كاف في رد الاعتراض على ربط الأفعال بالمشيئة و في نفس الوقت لم يقل بوجوب الوقوع .......
هل يمكن أن تتكرم أخي البوحياوي، وتذكر لي عبارة الشيخ محمد أمان التي تراه أخطأ فيها؟، لأني أظن أن في المسألة خلطا إما عندي، وإما عندكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/326)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[26 - 07 - 08, 07:15 م]ـ
"أهل السنة والجماعة يقولون بتسلسل الحوادث في الماضي من حيث الإمكان "الى هنا فكلامه مستقيم و يمكن تخريجه على أنه يقصد جواز الوقوع و كذلك قوله"لا من حيث الوقوع "و يحمل ذلك على انه يقصد ان أهل السنة لا يقولون بالوقوع و ان قالوا بجوازه .... و لكن قوله بعدها "فهذا ممتنع " دل على ان الشيخ اختلطت عنده المراتب لأنك ان قلت أن شيئا ما ممكن الوقوع فأنت تلقائيا تنفي امتناع وقوعه و لكن لا توجب من الجهة المقابلة وقوعه لعدم علمك به و الجهل بوقوع شيء ليس هو العلم بامتناع وقوعه كما يقول الشيخ أمان و هو نفس قول الأشاعرة و كأن عنده مرتبتان فقط في هذه المسألة اما القول بالوقوع أو القول بالامتناع في الماضي مع أن هناك مرتبة ثالثة وسطية و هي القول بالامكان دون القول بالوقوع او الامتناع ... فانت حين تقول بامكان وقوع شيء ثم تقول بعدها بامتناع وقوعه فانت تتناقض تناقضا واضحا و الذي أدى بالشيخ للوقوع فيه- على ما يبدو -أنه حين انتقل لتصور التسلسل في الماضي اختلط عنده تصور الأعيان بتصور الأنواع فتصور المخلوقات نوعا واحدا موجودا في الخارج كما يتصور بعض الفيزيائيين الهيولي و الطاقة و المادة و الزمن .... فنشأ عنده جزم با متناع وقوعها كذلك مع معرفته بقول أهل السنة بالامكان فقرر نفس القولين دون أن يتنبه الى التنا قض الذي ينتج عن ذلك و لهذا علل كلامه مباشرة بقوله " فإنّ الله تعالى هو الأول الذي ليس قبله شيء سبحانه وتعالى، وهذا محل إجماع أهل القبلة من حيث الوقوع إلا الفلاسفة القائلين بقدم العالم كالأفلاك والعقل والنفس، وقد صرح شيخ الإسلام في " منهاج السنة" ج1ص81 بأن هذا الكلام باطل" فكما ترى انه لو كان فصل بين النوع و العين لما علل كلامه بهذا الكلام لأن الوقوع لا يلزم منه القول منه بقدم الأعيان فلا يكون هناك معنى لكلامه ... و يزيد من بيان ذلك قوله "فلو أنهم قالوا: لا يمكن دوامها في الماضي من حيث الوقوع لصار كلامهم موافقا لأهل السنة، أما في المستقبل فقد أخطأت هذه الطوائف بمنع هذه الحوادث من الدوام وقوعا (فعلا)، حيث دوامها إنما هو لإدامة الله عزوجل لها، ولا إشكال في هذا، ولا يتنافى مع قول صلى الله عليه وسلم: ((الآخر الذي بعده شيء))، لأن هذا ليس دواما ذاتيا، بل دوام من الله عزوجل، أدامهم الله عزوجل حكمة منه سبحانه، لأن هذا الدوام ليس دواما ذاتيا.
" لأنه على فرض الوقوع فلا يلزم منه أن تكون الأعيان قديمة و انما لم ينطق أهل السنة بالوقوع للجهل بمقتضاه و عدم وجود النص الصريح به لا لعلمهم بخلافه و لا لمنافاته لأولية الخالق اما ان قلت ان الوقوع ممتنع فانت تقول بالضرورة بنفس قول الأشاعرة من امتناع امكان التسلسل في الماضي و هذا الخلط بين النوع و العين و تنقل الذهن بينهما دون ان يلحظه المرء كثير في هذه المسألة ووقع لأكابر المفكرين فمن دونهم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[26 - 07 - 08, 07:21 م]ـ
أهل السنة والجماعة يقولون بتسلسل الحوادث في الماضي من حيث الإمكان، لا من حيث الوقوع فهذا ممتنع، فإنّ الله تعالى هو الأول الذي ليس قبله شيء سبحانه وتعالى، وهذا محل إجماع أهل القبلة من حيث الوقوع إلا الفلاسفة القائلين بقدم العالم كالأفلاك والعقل والنفس، وقد صرح شيخ الإسلام في " منهاج السنة" ج1ص81 بأن هذا الكلام باطل، والمتهمون له بقدم العالم أحد رجلين: إما لجهله بما قاله شيخ الإسلام، أو لسوء قصده، وإلا فشيخ الإسلام يصرح بأن القائلين بأن العالم قديم كالأفلاك والنفس والعقل كلامهم باطل بصريح العقل
الحمد لله وحده ...
العبارة الحمراء هي المقصودة يا شيخ عليّ، فأهل السنة يقولون بجواز وقوع التسلسل في الماضي لا أن ذلك ممتنع.
كذلك هناك فارق بين مذهب أهل السنة هذا وبين مذهب الفلاسفة القائلين بقدم العالم، فالثاني باطل والأول حق، وبينهما فارق.
وأما الشيخ محمد أمان رحمه الله فقد جعل القولين واحدًا، فجمع المسألتين على مسألة واحدة وأبطلها، والصحيح أن بينهما فارقًا وأن إحداهما حق والآخرى باطل.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 07 - 08, 02:01 م]ـ
أخي البو حياوي، وأخي الأزهري السلفي جزاكما الله خيرا.
لي عودة بإذن الله، فلي ملاحظات على ما رقمه أخونا البوحياوي.
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[29 - 07 - 08, 01:33 ص]ـ
هل معنى قديم النوع أنه قادر على ذلك أم أنه واقع فعلا وهل مغفرة الذنوب مثلها
ـ[أبومحمد الخمسى]ــــــــ[29 - 07 - 08, 11:12 م]ـ
عفوا ... ماهو مذهب شيخ الإسلام بالضبط، جواز التسلسل أم وجوبه؟ أما الذى فهمته أنا فهو وجوب ذلك،فعلى هذا يقال ماالدليل عليه؟ أما الاستدلال بأن الله لايجوز أن يكون معطلا عن كونه خالقا،فلا وجه له عندى،فإن الله يخلق متى شاء كيف شاء،بدون امتناع ولا إيجاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/327)
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[31 - 07 - 08, 03:44 م]ـ
الله موصوف منذ الأزل بالخلق وموصوف بالمغفرة منذ الأزل والانتقام فهل متعلقات هذه الصفات لابد من وجود جنسها منذ الأزل
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[31 - 07 - 08, 05:02 م]ـ
هل معنى قديم النوع أنه قادر على ذلك أم أنه واقع فعلا وهل مغفرة الذنوب مثلها
أخي الكريم المنكَر في مسألة حوادث لا أول لها هو امتناع وقوعها، وهو تعطيل الرب عن صفاته.
أما وقوعها من عدمه فهذه مسألة أخرى، يقول الشيخ البراك في شرح الطحاوية (الأمر فيها واسع) ص62.
فالله متصف بالخلق والمغفرة أزلاً وأبدًا وهكذا في كل صفات الله سبحانه الذاتية والفعلية.
فالخلق صفة ذاتية باعتبار أنها لا تنفك عن ذات الله وفعلية باعتبار في وقوعها المفعول، أما المغفرة فهي صفة فعلية.
وربما يشكل عليك أن صفات الفعل ومنها المغفرة حادثة الآحاد فكيف نقول بأزليتها؟
فالجواب: من لوزام قدم ذاته سبحانه قدم صفاته الذاتية والفعلية، فلم يكن متصفًا بصفة بعد أن لم يكن متصفًا بها، فهي - أي الصفات الفعلية- راجعة لمشيئته سبحانه وإرادته المتصف بها أزلاً وأبدًا.
فمتعلق دوام صفات الرب سبحانه الفعلية هو دوام الجنس جنس الصفة ليس له ابتداء وانتهاء بخلاف حدوث أفراد الصفة.
-خاطرة-:
ما أدري كيف كنا سنفهم هذه المسألة - نحن المتأخرون- لو لا فضل الله علينا بشيخ الإسلام ابن تيمية.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[31 - 07 - 08, 05:46 م]ـ
ذكرت الدكتورة كاملة الكواري -وفقها الله وأكثر من أمثالها - في المجلَّى عن تقسيم الشيخ ابن عثيمين للفعل إلى جنس ونوع وآحاد ما يلي:
المجلّى (ص 200 حاشية 1):
(عرفنا أن المؤلف قد قسم صفة الفعل إلى ثلاثة أقسام:
1 - جنس: وهو يشتمل أنواعًا، فجنس الفعل أزلي.
2 - نوع: فهو قسمان:
أ- منه ما هو قديم كالكلام والإرادة والخلق فتكون هذه راجعة إلى صفات الذات دائمةً بدوامها.
ب- منه ما هو حادث كالاستواء والنزول والمجيء فهذه أنواع حادثة انظر شرح الواسطية للمؤلف (1/ 87).
3 - آحاد أو أفراد تكون حادثة أيضًا، مثل نزول الله كل ليلة وآحاد الكلام والإرادة والخلق).
ثم قالت - وفقها الله-:
(ملاحظة: ينبغي التنبيه إلى أن الشيخ عبد العزيز السلمان في الكواشف الجلية (ص430) قد ذكر أن الاستواء والنزول والضحك والمجيء والفرح يقال لها قديمة النوع حادثة الآحاد، فكيف نوفق بين هذا القول وبين قول الشيخ ابن عثيمين؟
ليس مراد الشيخ السلمان أن هذه الأفعال قديمة وإنما مراده أن جنس الفعل قديم، وهذه حادثة فهو قد جعل النوع جنسًا وتقسيم الشيخ ابن عثيمين أفضل إلا أنهما متفقان على أن هذه الأفعال حادثة). انتهى كلامها.
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[31 - 07 - 08, 06:56 م]ـ
يعنى صفة الخلق ذاتية والمغفرة والانتقام فعلية!
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[31 - 07 - 08, 11:04 م]ـ
يعنى صفة الخلق ذاتية والمغفرة والانتقام فعلية!
أخي الكريم صفة الخلق صفة ذاتية فعلية.
وصفة المغفرة صفة فعلية.
فالصفات تنقسم إلى قسمين: ذاتية كالعلم والحياة والسمع والبصر .. ومنها صفات فعلية كالنزول والمجيء والغضب والرضا والمغفرة.
ومنها ما يكون ذاتية باعتبار وفعلية باعتبار كالخلق والكلام والرزق، فالكلام باعتبار تعلقها بذات الله تعالى تكون ذاتية وباعتبار كلام الله تعالى الذي يسمعه من يشاء وهو بحرف وصوت يليق به سبحانه فهي صفة فعلية.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 08 - 08, 08:28 م]ـ
أود أن أوضح هنا عدة توضيحات
الأول ما معنى كلمة حوادث؟
الجواب الحوادث على قسمين
الأول حوادث غير مخلوقات وهي صفات الله عز وجل الفعلية
وقد سميت حوادث باعتبار أنها ليست قديمة فالله عز وجل فهي بالمشيئة
وهذه هل لها أول؟
لا أظن سلفياً عاقلاً يقول هذا
فإننا إذا بحثنا في المسألة من جهة جوازها عقلاً
فوجود الله عز وجل لا بداية له
فيجوز أن تكون افعاله لا بداية لها قال تعالى ((فعال لما يريد))
وهذا يشمل ما قبل وما بعد خلق العالم الموجود الآن
وهذا معنى قول الإمام أحمد في الرد على الجهمية ((لم يزل الله عز وجل متكلماً إذا شاء))
وهذا نص على التسلسل فعلى نص أحمد لا يجوز أن يكون لكلام الله عز وجل أول كما أن وجوده لا بداية له وهذا هو المطلوب
وإلا لو كان غير متصفٍ بالكلام ثم اتصف به
للزم وجود علة حادثة توجب تغير الحال وهذا ممتنع
النوع الثاني من الحوداث المخلوقات
وهذه التي حصل النزاع بين المنتسبين للسنة في تسلسلها في القدم
فقد ذهب الشيخ الألباني إلى امتناع ذلك
لمخالفة النص عنده وهو حديث ((أول ما خلق القلم))
وهذا الفهم للحديث ليس الألباني من أحدثه فإنك لو رجعت إلى السنة لابن أبي عاصم لوجدت أن تبويب ابن أبي عاصم مطابق لفهم الشيخ الألباني
وذهب شيخ الإسلام وغيره إلى أنها متسلسلة في القدم
وحجتهم تعميم ما جاء ما ورد عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى ((وكان الله عزيزاً حكيماً)) ونظائرها من الآيات
التي فسرها ابن عباس بقوله ((لم يزل كذلك))
وهذا يشمل اسم الخالق ولأن الخلق كمال والله عز وجل لا ينفك عنه الكمال
ولا يمتنع على الله عز وجل ألا يزال خالقاً في الأزل
علماً بأن الفريقين قد اتفقا على أن العالم الموجود مخلوق حادث
بل صرح شيخ الإسلام في الفتاوى أن العرش أول المخلوقات
ومن أحسن من تكلم على هذا الموضوع شيخنا صلاح الدين مقبول في كتابه ((دعوة شيخ الإسلام)) وقد طبع بتقديم العلامة بكر أبو زيد وبإيعاز من العلامة ربيع المدخلي _ كما اخبرني بذلك المؤلف نفسه _
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/328)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 08 - 08, 08:33 م]ـ
قال شيخ الإسلام في الفتاوى (18/ 313) ((فهذا القلم خلقه لما امره بالتقدير المكتوب قبل خلق السموات والأرض بخمسين الف سنة وكان مخلوقا قبل خلق السموات والأرض وهو أول ما خلق من هذا العالم وخلقه بعد العرش كما دلت عليه النصوص وهو قول جمهور السلف كما ذكرت أقوال السلف فى غير هذا الموضع))
قلت تأمل هذا النص جيداً
من وجهة نظري لا ينبغي التعبير بلفظ ((قدم العالم بالنوع)) لما فيه من الإيهام فقد يتوهم السامع ان شيئاً من هذا العالم قديم
وهذا لم يقل به شيخ الإسلام لا في هذا العالم ولا غيره
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[30 - 12 - 08, 12:54 م]ـ
بارك الله فيكم
وأحسن اليكم(45/329)
ما مدى مشروعية قول: "رسم الله .. " أو "رسم رسول الله .. "؟
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[09 - 12 - 07, 01:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الفضلاء هل بالإمكان الإفادة حول مدى مشروعية قول: "رسم الله .. " أو "رسم رسول الله .. "؟
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[11 - 12 - 07, 11:27 م]ـ
أخي لم يتضح المطلوب لأن العبارة غير مشكلة بالحركات
فهل المقصود نحو قولهم:
وقد رسم الله تعالى طريق الإثبات فى الآية الكريمة
يا أخي ـ لقد رسم الله تعالى للإنسان حدود الطاعة لوالديه عندما قرن عبادته وتوحيده وتنزيهه عن الشرك بالإحسان إليهما والطاعة لهما.
فأرجو التوضيح.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[12 - 12 - 07, 09:14 م]ـ
نعم أخي الكريم مقصودي مثل ما قلت، يرجى الإفادة ..
بوركتم ..(45/330)
سؤال: هل يثاب المبتدع على حسن نيته؟ من عنده علم فليفدنا
ـ[أبو حفص الشمالي]ــــــــ[09 - 12 - 07, 09:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال أيها الأخوة الكرم
األا وهو من كان مبتدعا مثل الصوفية والرافضة وغيرهم من أهل البدع يعبد الله على طريقة لم يأتي بها الشرع وهو في نيته يقصد التعبد إلى الله ولم يقصد البدعة ولم يبين له
هل يثاب على النية أم لا؟
نتمى من الأخوة الكرام أن يفيدونا بعلمهم
وجزاكم الله خيرا
ـ[مراد التركي]ــــــــ[09 - 12 - 07, 02:37 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم في الله
المسألة البدعة واسعة. بعض أهل البدعة يكفر و بعضهم يفسق و بعضهم حسنة على حسب بدعتهم. كما في رواية الحديث، يروى عن بعض الشيعة الآحاديث أنظر التقريب للعسقلاني مثلا يقةل لعبد الرزاق بن همام: ... كان يتشيع ... لكن نحن نقبل ألآحادث مصنف عبد الرزاق.
فأقول: إذا كانت بدعة الرجل يكفر لا يثاب أبدا (هل ثوب الكفار ما كانوا يعملون. مطففين). أما إذا كانت يفسق أيضا لا يثاب بل هو مذنب. أما إذا كانت حسنة يثاب. (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ. رواه مسلم). الله أعلم بصوايه.
ـ[السني]ــــــــ[09 - 12 - 07, 04:35 م]ـ
لكن أرجو توضيح مقصد شيخ الإسلام في الاقتضاء، والذي أشرت عليه باللون الأحمر.
قال رحمه الله:"وكذلك ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وتعظيماً. والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع- من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً. مع اختلاف الناس في مولده. فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه لو كان خيراً. ولو كان هذا خيراً محضا، أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص.
وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته باطناً وظاهراً، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان.
فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان.
وأكثر هؤلاء الذين تجدهم حراصاً على أمثال هذه البدع، مع ما لهم من حسن القصد، والاجتهاد الذي يرجى لهم بهما المثوبة، تجدهم فاترين في أمر الرسول، عما أمروا بالنشاط فيه، وإنما هم بمنزلة من يحلي المصحف ولا يقرأ فيه، أو يقرأ فيه ولا يتبعه وبمنزلة من يزخرف المسجد، ولا يصلي فيه، أو يصلي فيه قليلاً، وبمنزلة من يتخذ المسابيح والسجادات المزخرفة. وأمثال هذه الزخارف الظاهرة التي لم تشرع، ويصحبها من الرياء والكبر، والاشتغال عن المشروع ما يفسد حال صاحبها، كما جاء في الحديث: "ما ساء عمل أمة قط إلا زخرفوا مساجدهم"
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[10 - 12 - 07, 02:22 ص]ـ
أخي الحبيب ...... في كتاب الإعتصام للإمام الشاطبي ما يشفي غليلك ويروي مسألتك بإذن الله
فالعلامة رحمه الله يتعرض للمسألة بأوسع أبوابها وأذكر أننا مررنا على هذه المسألة ولو اسعفني الوقت لسعيت ولكن سامحنا بارك الله فيك
ـ[محمود المصري]ــــــــ[10 - 12 - 07, 04:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال أيها الأخوة الكرم
األا وهو من كان مبتدعا مثل الصوفية والرافضة وغيرهم من أهل البدع يعبد الله على طريقة لم يأتي بها الشرع وهو في نيته يقصد التعبد إلى الله ولم يقصد البدعة ولم يبين له
هل يثاب على النية أم لا؟
نتمى من الأخوة الكرام أن يفيدونا بعلمهم
وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله
لعلك أخي تجد في هذا الرابط جواب سؤالك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89611
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم في الله
المسألة البدعة واسعة. بعض أهل البدعة يكفر و بعضهم يفسق و بعضهم حسنة على حسب بدعتهم. كما في رواية الحديث، يروى عن بعض الشيعة الآحاديث أنظر التقريب للعسقلاني مثلا يقةل لعبد الرزاق بن همام: ... كان يتشيع ... لكن نحن نقبل ألآحادث مصنف عبد الرزاق.
فأقول: إذا كانت بدعة الرجل يكفر لا يثاب أبدا (هل ثوب الكفار ما كانوا يعملون. مطففين). أما إذا كانت يفسق أيضا لا يثاب بل هو مذنب. أما إذا كانت حسنة يثاب. (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ. رواه مسلم). الله أعلم بصوايه.
كلام طيب بارك الله فيك
... إلا فيما ذكرت عن مسألة البدعة الحسنة, ولعلك رعاك الله تراجع هذا الرابط
http://www.saaid.net/fatwa/f39.htm
لكن أرجو توضيح مقصد شيخ الإسلام في الاقتضاء، والذي أشرت عليه [/ FONT]"
وكان هذا بارك الله فيك مما سألت عنه في الرابط الرفق في اسفل المشاركة
أخي الحبيب ...... في كتاب الإعتصام للإمام الشاطبي ما يشفي غليلك ويروي مسألتك بإذن الله
فالعلامة رحمه الله يتعرض للمسألة بأوسع أبوابها وأذكر أننا مررنا على هذه المسألة ولو اسعفني الوقت لسعيت ولكن سامحنا بارك الله فيك
أخي الفاضل إن وجدت جواب لما سألت عنه في الرابط التي فارجو أن ترفقها بارك الله فيك
وهذا رابط ما سألت عنه:
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=117808
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/331)
ـ[مراد التركي]ــــــــ[10 - 12 - 07, 05:37 م]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة محمود المصري
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا راجعت الرابط الحمد لله قرأت المسألة لا اعترض على الاخ الكريم في الله لأن مسالة البدعة واسعة كما ذكرت آنفا. اختلف في مسألة البدعة هل للبدعة أقسام أم لا؟ بعض أهل العلم من يرى لها أقسام كما في أصول الفقه (كأحكام الخمسة) مثلا: النكاح قد يكون واجبا وقد يكون مندوبا ...
راجع إلى الكتب التي تذكر هذه المسألة فيهن ككتاب الإعتصام للإمام الشاطبي الذي ذكر لنا اخ الكريم أبو عبد الله المقدسي جزاه الله خيرا، و عبد الحي اللكنوي أيضا كتب فيها ...
و بعضهم من لا يرى تلك.
وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ
وَكَذَلِكَ أَنزلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[10 - 12 - 07, 08:03 م]ـ
أما إذا كانت حسنة يثاب. (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ. رواه مسلم).
الأخ الفاضل / مراد التركي .. وفقني الله وإيَّاك .. استدللتَ بالحديثِ على وجود البدعة الحسنَة .. أليس لك مندوحةٌ في أن تسميها (سنَّةً حسنةً)؛ كما هو التعبير النبويّ؟ أما مسألة المشاحَّة الاصطلاحيَّة، وأن الأمرَ واسعٌ؛ ففيه نظرٌ! فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعبِّرُ بـ (أمِّ صِيغ العموم) وهي (كلّ)؛ فيقول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (كلُّ محدثةٍ في الدين بدعةٌ، وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ) .. ثمّ نُحْدثُ تقسيماتٍ للبدعة! هذا أمرٌ .. الأمرُ الآخر ـ وهو المُهمُّ ـ:= ما فائدة هذا الاصطلاح والتقسيم .. ؟ فإن قلتَ: التقريب والتمييز بين البدعة السيئة والبدعة الحسنة .. قلتُ لك: لماذا لا نتقيَّد بالتمييز النبويّ؛ فما كان محدثاً سيئاً أسميناه بدعةً من غير إضافة؛ للتعبير النبويّ، وما كان داخلاً تحت أصول الشريعة، وهي ما تُسمى بالمصالح المرسلة .... ونحوها مما ليس فيه معنى الإحداثِ حقيقةً أسميناه: سُنَّة حسنةً؛ للتعبير النبويِّ كذلك .. إضافةً إلى حاجتنا للتأمل في سبب هذا الحديث، وهو الصدقة، وإثارة الناس لها ـ وإن كان العبرةُ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ـ. - (تنبيهٌ): جرى كثيرٌ من المحقِّقين على الابتعاد عن كلِّ ما يثيرُ إشكالاتٍ، وعَدُّوا هذا من الفقه .. فحينما نقول للناس: (كلُّ بدعةٍ ضلالةٌ) .. ثم نقول لهم: البدعة قسمان: حسنةٌ، وسيئةٌ! أليس في هذا إشكالاً، ولنا مندوحةٌ في التعبير النبويِّ الحسن ... هذا إن سُلِّم أن الخلافَ لفظيٌّ!
جزاك الله خيرا راجعت الرابط الحمد لله قرأت المسألة لا اعترض على الاخ الكريم في الله لأن مسالة البدعة واسعة كما ذكرت آنفا.
ذكرتُ آنفاً أن المسألةَ ليست واسعةً في الردِّ السابق ..
اختلف في مسألة البدعة هل للبدعة أقسام أم لا؟ بعض أهل العلم من يرى لها أقسام كما في أصول الفقه (كأحكام الخمسة) مثلا: النكاح قد يكون واجبا وقد يكون مندوبا ...
أما القياس على الأحكام التكليفية ـ وإن قال به بعض العلماء ـ إلاّ ان مردودٌ ردَّه جمعٌ من المحققين؛ وفيه نظرٌ كبير!
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[10 - 12 - 07, 08:40 م]ـ
كما في رواية الحديث، يروى عن بعض الشيعة الآحاديث أنظر التقريب للعسقلاني مثلا يقةل لعبد الرزاق بن همام: ... كان يتشيع ... لكن نحن نقبل ألآحادث مصنف عبد الرزاق.
كانوا يطلقون لفظ التشيع على من يقدم علياً على عثمان رضي الله عنهما.
أما شيعة اليوم (الرافضة) فهم يسبون الصحابة ويسبون أمهات المؤمنين عائشة وحفصة، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً.
هذا ما أردت التنبيه عليه.
أما الرد
فقد أغنانا الشيخ/ مهند المعتبي، بارك الله فيه فأوجز و أجاد.
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[14 - 12 - 07, 01:55 ص]ـ
النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد، والعمل الصالح لا يصلح النية الفاسدة، لذا اشترط العلماء في قبول العمل شرطين:
1 - الإخلاص. 2 - والعمل الصالح ولا يكون إلا بمتابعة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بفهم صحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان.
قال الله تعالى: (فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) [الكهف:110]
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[15 - 12 - 07, 07:32 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو حفص الشمالي]ــــــــ[16 - 12 - 07, 02:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/332)
ـ[أبومشاري الحكمي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 06:34 ص]ـ
من عملا عملا ليس عليه امرنا فهو رد (رد عليه)
حجب الاجر عن صاحب البدعة حتى يتوب
لايقبل الله من ضاحب البدعة لاصرفا ولاحجا ولاصياما ولاصدقة ولاصلاة
الخوارج / يمرقون من الدين كما تمرق السهم من الرمية مع كثرة عباداتهم وطلبهم للعلم
تفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الاواحدة اي موعود بالنار (ماسبق احاديث مرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كتب السنة (الشريعة والابانة واللا لكائي ........ )
الجهمية والروافض ليسوا من ملة الاسلام / قاله عبدالله بن المبارك
اهل البدع كلهم خوارج / قاله ابي قلابة
اصول البدع /الروافض والجهمية والقدرية والخوارج / قالها اكثر علماء اهل السنة (الابانة والشريعة .. )
والسلام
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:50 ص]ـ
بارك الله تعالى فيكم أيها الأحبة ونفع الله بكم
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:07 ص]ـ
الأخ الفاضل / مراد التركي ..
وفقني الله وإيَّاك ..
استدللتَ بالحديثِ على وجود البدعة الحسنَة ..
أليس لك مندوحةٌ في أن تسميها (سنَّةً حسنةً)؛ كما هو التعبير النبويّ؟
أما مسألة المشاحَّة الاصطلاحيَّة، وأن الأمرَ واسعٌ؛ ففيه نظرٌ!
فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعبِّرُ بـ (أمِّ صِيغ العموم) وهي (كلّ)؛ فيقول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (كلُّ محدثةٍ في الدين بدعةٌ، وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ) ..
ثمّ نُحْدثُ تقسيماتٍ للبدعة!
هذا أمرٌ ..
الأمرُ الآخر ـ وهو المُهمُّ ـ:
= ما فائدة هذا الاصطلاح والتقسيم .. ؟
فإن قلتَ: التقريب والتمييز بين البدعة السيئة والبدعة الحسنة ..
قلتُ لك: لماذا لا نتقيَّد بالتمييز النبويّ؛ فما كان محدثاً سيئاً أسميناه بدعةً من غير إضافة؛ للتعبير النبويّ، وما كان داخلاً تحت أصول الشريعة، وهي ما تُسمى بالمصالح المرسلة .... ونحوها مما ليس فيه معنى الإحداثِ حقيقةً أسميناه: سُنَّة حسنةً؛ للتعبير النبويِّ كذلك .. إضافةً إلى حاجتنا للتأمل في سبب هذا الحديث، وهو الصدقة، وإثارة الناس لها ـ وإن كان العبرةُ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ـ.
- (تنبيهٌ): جرى كثيرٌ من المحقِّقين على الابتعاد عن كلِّ ما يثيرُ إشكالاتٍ، وعَدُّوا هذا من الفقه ..
فحينما نقول للناس: (كلُّ بدعةٍ ضلالةٌ) ..
ثم نقول لهم: البدعة قسمان: حسنةٌ، وسيئةٌ!
أليس في هذا إشكالاً، ولنا مندوحةٌ في التعبير النبويِّ الحسن ...
هذا إن سُلِّم أن الخلافَ لفظيٌّ!
[ SIZE=5]
ذكرتُ آنفاً أن المسألةَ ليست واسعةً في الردِّ السابق ..
أما القياس على الأحكام التكليفية ـ وإن قال به بعض العلماء ـ إلاّ ان مردودٌ ردَّه جمعٌ من المحققين؛ وفيه نظرٌ كبير!
جزاك الله خير أخي مهنّد فقد أشفيت صدري بتوضيحك للأخ الكريم مراد التركي علََّ الله أن ينفع به ..(45/333)
ماهي عقيدة بن خلدون؟
ـ[أم حنان]ــــــــ[09 - 12 - 07, 10:10 م]ـ
بسم الله، الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله
ماهي عقيدة بن خلدون؟
بحثت في الشبكة ولم أجد شيئا،كل ماوجدته انه كان قاضيا على المذهب المالكي في مصر
وجزاكم الله خيرا
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - 12 - 07, 10:38 م]ـ
يصحح عقيدة الأشاعرة و يرمي مخالفيه بأنهم ولجوا من باب التشبيه
فيقول في مقدمته:
" وحملهم على هذا التأويل - قلت: أي الأشاعرة - وإن كان مخالفاً لمذهب السلف في التفويض أن جماعة من أتباع السلف وهم المحدثون والمتأخرون من الحنابلة ارتكبوا في محمل هذه الصفات فحملوها على صفات ثابتة لله تعالى، مجهولة الكيفية. فيقولون في: " استوى على العرش " تثبت له استواء، بحيث مدلول اللفظة، فراراً من تعطيله. ولا نقول بكيفيته فراراً من القول بالتشبيه الذي تنفيه آيات السلوب، من قوله: " ليس كمثله شيء "، " سبحان الله عما يصفون "، " تعالى الله عما يقول الظالمون "، " لم يلد ولم يولد "، ولا يعلمون مع ذلك أنهم ولجوا من باب التشبيه في قولهم بإثبات استواء، والاستواء عند أهل اللغة إنما موضوعه الاستقرار والتمكن، وهو جسماني. وأما التعطيل الذي يشنعون بإلزامه، وهو تعطيل اللفظ، فلا محذور فيه. وإنما المحذور في تعطيل الآلة. وكذلك يشنعون بإلزام التكليف بما لا يطاق، وهو تمويه. لأن التشابه لم يقع في التكاليف. ثم يدعون أن هذا مذهب السلف، وحاشا لله من ذلك. وإنما مذهب السلف ما قررناه أولاً من تفويض المراد بها إلى الله، والسكوت عن فهمها. وقد يحتجون لإثبات الاستواء لله بقول مالك: " إن الاستواء معلوم الثبوت لله " وحاشاه من ذلك، لأنه يعلم مدلول الاستواء. وإنما أراد أن الاستواء معلوم من اللغة، وهو الجسماني، وكيفيته أي حقيقته. لأن حقائق الصفات كلها كيفيات، وهي مجهولة الثبوت لله. وكذلك يحتجون على أنه يثبت لها الإيمان بإثباتها المكان لله، بل لأنها آمنت بما جاء به من ظواهر، أن الله في السماء، فدخلت في جملة الراسخين الذين يؤمنون بالمتشابه من غير كشف عن معناه. والقطع بنفي المكان حاصل من دليل العقل النافي للافتقار. ومن أدلة السلوب المؤذنة بالتنزيه مثل " ليس كمثله شيء " وأشباهه. ومن قوله: " وهو الله في السموات وفي الأرض "، إذ الموجود لا يكون في مكانين، فليست في هذا للمكان قطعاً، والمراد غيره. ثم طردوا ذلك المحمل الذي ابتدعوه في ظواهر الوجه والعينين واليدين، والنزول والكلام بالحرف والصوت يجعلون لها مدلولات أعم من الجسمانية وينزهونه عن مدلول الجسماني منها. وهذا شيء لا يعرف في اللغة. وقد درج على ذلك الأول والآخر منهم. ونافرهم أهل السنة من المتكلمين الأشعرية والحنفية. ورفضوا عقائدهم في ذلك، ووقع بين متكلمي الحنفية ببخارى وبين الإمام محمد بن إسماعيل البخاري ما هو معروف. " اهـ
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[09 - 12 - 07, 10:47 م]ـ
السلام هليكم و رحمة الله و بركاته ...
هناك كتاب للدكتور خالد كبير علال بعنوان " أخطاء المؤرخ ابن خلدون في كتابه المقدمة " ...
تجدينه ـ مع كتب أخرى للمؤلف ـ على هذا الرابط:
http://saaid.net/book/search.php?do=...1+%DA%E1%C7%E1
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[09 - 12 - 07, 10:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله في الشيخ المقدادي
نعم كما ذكر الشيخ المقدادي ابن خلدون أشعري وفيه تصوف وقد تأثر كثيراً بآراء أبي حامد الغزالي الذي اشتهر بتقلبه بين الكلام والفلسفة والتصوف كما تأثر بفلسفة ابن سينا وابن رشد وهذا واضح في كتابه المقدمة و كتابه شفاء السائل في تهذيب المسائل.
والله أعلم
ـ[أم حنان]ــــــــ[09 - 12 - 07, 11:18 م]ـ
الشيخ الكريم المقدادي،جزاك الله خيرا، وبارك فيك،،ورفع قدرك
الأخ الكريم فريد المرادي: جزاك الله خيرا على هذه الفائدة، فقد كنت أبحث عن كلام العلماء على مقدمة بن خلدون
الشيخ الفاضل أباحمزة الكاتب: جزاك الله خيرا، وبارك فيك،،ورفع قدرك
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[09 - 12 - 07, 11:35 م]ـ
قال الشيخ سليمان بن سحمان ـ رحمه الله ـ ((وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه أجل في صدرونا من أن نعارضها بما يذكره ابن خلدون وأمثاله ونعارض ما صححه الإمام الترمذي بأمثال ابن خلدون ممن لا يؤبه له ولا يعد من العلماء الأفاضل والأئمة الأماثل. بل ذكر لي بعض الأخوان أنه إخباري صاحب تاريخ قد شحن مقدمته بالطلاسم وأخبار المنجمين)). (تنبيه ذوي الألباب السليمة ص23).
ـ[أنس زيدان]ــــــــ[10 - 12 - 07, 12:48 ص]ـ
قرأت كلاماً لأحد المفكرين المنحرفين بأنه قد تأثر بإخوان الصفا .. ولم أقع على المواضع التي تثبت ذلك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 12 - 07, 07:19 ص]ـ
= (ابن خلدون وآراؤه الاعتقادية عرض ونقد)
رسالة دكتوراه
الباحث: عبد الله عبد الرشيد عبد الله عبد الجليل
جامعة أم القرى
1420هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/334)
ـ[أم حنان]ــــــــ[10 - 12 - 07, 03:12 م]ـ
الأخ الفاضل عبدالمصور، جزاك الله خيرا
نعم، كتابه المقدمة مليء بالخرافات مثل قوله (ومن هؤلاء المريدين من المتصوفة قوم بهاليل معتوهون أشبه بالمجانين من العقلاء، وهم مع ذلك قد صحت لهم مقامات الولاية وأحوال الصديقين، وعلم ذلك من احوالهم من يفهم عنهم من أهل الذوق، مع انهم غير مكلفين) فجعل هؤلاء المتصوفة المجانين (الذين تلبسهم الجان) من الاولياء!!
الأخ الكريم أنس زيدان، جزاك الله خيرا
نعم، تاثر ابن خلدون بالمتصوفة،وكلامه السابق أكبر دليل
الشيخ الفاضل أبومالك العوضي، جزاك الله خيرا، وبارك فيك،ورفع قدرك
وهذا رابط الكتاب الذي تفضلت مشكورا بذكره (ابن خلدون واّراؤه الإعتقادية عرض ونقد):
http://dspace.uqu.edu.sa:8080/dspace2/handle/123456789/3874
ـ[الوفائى]ــــــــ[10 - 12 - 07, 03:43 م]ـ
بن خلدون من اعظم علماء الدنيا وليس الاسلام فقط
وهذا بشهادة الاعداء والغربيين
ولكنه غير كامل ويهفو كما يفو غيره
واى كلام فى حقة يعتبر من باب الغيرة والحقد
ـ[أم حنان]ــــــــ[10 - 12 - 07, 06:50 م]ـ
بن خلدون من اعظم علماء الدنيا وليس الاسلام فقط
وهذا بشهادة الاعداء والغربيين
أخي الكريم الوفائي، نعم ابن خلدون من عظماء التاريخ، وكان رجلا عبقريا، ولكنه برع في علوم
الدنيا مثل علم الإجتماع والسياسة والتاريخ، لذلك مدحه الغرب
أما عقيدته، فهو أشعري صوفي، وذكر في مقدمته خرافات وضلالات في العقيدة، يتعجب المرء
كيف يضل فيها على رجاحة عقله، وواضح في كتاباته تأثره بكتب الأقدمين مثل ارسطو وجالينوس
وبطليوس وغيرهم، وله سعة اطلاع عجيبة، وعقل فريد، فتراه ملما بكل العلوم، حسنها وسيئها
، ويخلط بينها فتلتبس عليه الامور، حتى انه يقرر بعض المسائل ويناقشها مناقشة العقلانيين
مثل كلامه على الغيبيات، حيث جعل المتصوفة يعلمون الغيب وأخذ يبرر رأيه بالحجج الواهية التي
يمجها العقل، ولو انه وقف عند الكتاب والسنة لما ضل، فإعطاء العقل البشري قدرا اكبر من قدره
وجعله يخوض في الغيبيات امر خطير، والله عزوجل يقول (وماأوتيتم من العلم إلا قليلا)
والله الموفق إلى الصواب
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[10 - 12 - 07, 07:45 م]ـ
كما أنه ينكر خروج المهدي
ويتكلف في رد الأحاديث المبشرة به
وقد رد عليه أحمد الغماري برسالة أسماها ((إبراز الوهم المكنون في كلام ابن خلدون))
ولا تخلو رسالة الغماري من مآخذ
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[12 - 12 - 07, 01:08 ص]ـ
استغرب حقيقة من جرؤة البعض و قسوتهم في النقد.
أما كتاب المقدمة فهو من أعجب ما ألف في بابه و للأسف أن المسلمين لم يكتشفوا هذا الكتاب و لم يذع بينهم إلا بعد ما ترجم للغات الأجنبة و سمعت أنه لما ترجم إلى اهل السلام أعجبوا بالترجمه بينما الاصل عندهم
و لا أحد يخلوا من الخطأ
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[12 - 12 - 07, 03:49 ص]ـ
هو من كبار المؤرخين بشهادة مؤرخين من تلامذته و معاصريه كابن حجر و العيني و هو من الشيوخ الفراد في فنهم الذين اجتمعوا للحافظ ابن حجر و ما ذكر عن انحرافه فان قورن بكبار المشتغلين بعلوم الدنيا من المنتسبين للاسلام والذين يعظمهم الغربيون كابن رشد و ابن ماجة و ابن سينا فهو بلا شك من امثلهم طريقة و أحسنهم ديانة و الاستدلال بقولته عن المجاذيب للدلالة على أن تصوفه فلسفي غير مستقيم فقد قال بمثل ذلك من الفقهاء ممن لا يشك في سلامتهم من التصوف الفلسفي كالعز بن عبد السلام و السبكي الكبير و غيرهم فهم قد يأخذون احوالا من متصوفي الفلاسفة دون أن يتنبهوا لمقاصدهم ... نعم قد يستدل لذلك و لمعرفته برسائل اخوان الصفا وغيرهم من الباطنية بمصاحبته للسان الدين بن الخطيب المقتول زندقة و دفاعه عنه و الذي تدل أشعاره على أنه كان من حذاق متصوفي الفلاسفة و له شعر متفرق على نمط تائية ابن الفارض الا أن من عرف ابن خلدون يعرف أنه كان على قدر كبير من الدهاء و مداراة الجميع حتى اتهم بالمكر و الوصولية و محاولة قلب الدول التي وزر فيها و من قرا ما كتب عن مذكراته خاصة لقائه بتيمورلنك يجد مصداق ذلك
و الله اعلم بالحال و المآل
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[12 - 12 - 07, 06:41 م]ـ
فان قورن بكبار المشتغلين بعلوم الدنيا من المنتسبين للاسلام والذين يعظمهم الغربيون كابن رشد و ابن ماجة و ابن سينا فهو بلا شك من امثلهم طريقة و أحسنهم ديانة
أحسن الله إليك أخي المحب،
أُراك تقصد ابن باجه؟
حتى لا يظن ظانٌّ أن الإمام ابن ماجه ممن دخل في هاتيك المهالك، أو ممن زُنَّ في اعتقاده،
ولا شك أنه كان سلفيا أثريا، بعيدا عن تلك القوادح المُرْديات، والمسالك المُوبقات، رحمه الله وأعلى مقامه.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[13 - 12 - 07, 02:22 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا أويس يشرفني تصحيحكم لي فالأمر كما قلتم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/335)
ـ[أبو طاهر الوراق]ــــــــ[13 - 12 - 07, 08:27 ص]ـ
الأخ الفاضل الشيخ / أبا أويس
نعم: وما ألطف التصحيف في هذه المقالة
ابن باجة أو ابن ماجة
السلام هليكم و رحمة الله و بركاته ...
وهليكم السلام ورحمة الله وبركاته!!! (ابتسامة)
وروى البرقاني عن أبي حاتم بن أبي الفضل الهروي قال بلغني أن صالحا سمع بعض الشيوخ يقول إن السين والصاد يتعاقبان فسأل بعض تلامذته عن كنيته فقال له أبو صالح قال فقلت للشيخ يا أبا سالح أسلحك الله هل يجوز أن تقرأ (نحن نقس عليك أحسن القسس) فقال لي بعض تلامذته تواجه الشيخ بهذا فقلت فلا يكذب إنما تتعاقب السين والصاد في مواضع
[ترجمة صالح جزرة: السير ج14/ 27]
الشيخ الفاضل أباحمزة الكاتب: جزاك الله خيرا، وبارك فيك،،ورفع قدرك
ما ألطف التصحيف في هذه المقالة ...... (ابتسامة)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[13 - 12 - 07, 10:42 م]ـ
أضحك الله سنك أخي الوراق ...
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[14 - 03 - 10, 03:43 ص]ـ
للفائدة
أخطاء المؤرخ ابن خلدون في كتابه المقدمة -دراسة نقدية تحليلية هادفة- .. ( http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=3796)(45/336)
في كتاب الصف السادس (الرجل يقاتل للمغنم) هذ
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[10 - 12 - 07, 01:02 ص]ـ
جاء في كتاب الصف السادس للبنين
الكلام على الشرك الأكبر وتحته أنواع
وذكر منها شرك النية
ومثَّل له بالقتال لأجل الغنيمة:
http://www.sh-ksa.net/up/uploads/31e0d6d7ba.jpg
فما رأي الاخوة؟؟
وهل يستقيم ماذهب اليه الكتاب
مع ماأخرجه البخاري
عن أَبي مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ أَعْرَابِيٌّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ وَيُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ مَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
قال الحافظ ابن حجر:
قَالَ اِبْنُ الْمُنِيرِ: أَرَادَ الْبُخَارِيُّ أَنَّ قَصْدَ الْغَنِيمَةِ لَا يَكُونُ مُنَافِيًا لِلْأَجْرِ وَلَا مُنْقِصًا إِذَا قَصَدَ مَعَهُ إِعْلَاءَ كَلِمَةِ اللَّهِ، لِأَنَّ السَّبَبَ لَا يَسْتَلْزِمُ الْحَصْرَ، وَلِهَذَا يَثْبُتُ الْحُكْمُ الْوَاحِدُ بِأَسْبَابٍ مُتَعَدِّدَةٍ، وَلَوْ كَانَ قَصْدُ الْغَنِيمَةِ يُنَافِي قَصْدَ الْإِعْلَاءِ لَمَا جَاءَ الْجَوَابُ عَامًّا وَلَقَالَ مَثَلًا: مَنْ قَاتَلَ لِلْمَغْنَمِ فَلَيْسَ هُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. قُلْت: وَمَا اِدَّعَى أَنَّ مُرَادَ الْبُخَارِيِّ فِيهِ بُعْدٌ، وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ النَّقْصَ مِنْ الْأَجْرِ أَمْرٌ نِسْبِيٌّ كَمَا تَقَدَّمَ تَحْرِيرُ ذَلِكَ فِي أَوَائِلِ الْجِهَادِ، فَلَيْسَ مَنْ قَصَدَ إِعْلَاءَ كَلِمَةِ اللَّهِ مَحْضًا فِي الْأَجْرِ مِثْلَ مَنْ ضَمَّ إِلَى هَذَا الْقَصْدِ قَصْدًا آخَرَ مِنْ غَنِيمَةٍ أَوْ غَيْرِهَا. وَقَالَ اِبْنُ الْمُنِيرِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: ظَاهِرُ الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ قَاتَلَ لِلْمَغْنَمِ - يَعْنِي خَاصَّةً - فَلَيْسَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَهَذَا لَا أَجْرَ لَهُ أَلْبَتَّةَ، فَكَيْفَ يُتَرْجِمُ لَهُ بِنَقْصِ الْأَجْرِ؟ وَجَوَابُهُ مَا قَدَّمْته.
ـ[سعود3]ــــــــ[10 - 12 - 07, 11:59 م]ـ
- شرك النية والإرادة والقصد، وذلك أن ينوي بأعماله الدنيا أو الرياء أو السمعة، إرادة كلية كأهل النفاق الخلص، ولم يقصد بها وجه الله والدار الآخرة، فهو مشرك الشرك الأكبر، قال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ} {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (هود: 15 - 16).
وهذا النوع من الشرك دقيق الأمر بالغ الخطورة.
أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة - (ص 79)
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[11 - 12 - 07, 12:07 ص]ـ
نعم اوافقك الرأي اخي سعود
ولكن النبي عليه الصلاة والسلام
لم ينص على ان الذي يقاتل للمغنم أنه مشرك
فكيف يكون ذلك مقررا في كتاب الصف السادس؟
فان بعض المدرسين صاروا في حرج من شرح هذه الجزئية
خشية أن يتكلموا فيها بما لايجوز قوله ..
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - 12 - 07, 12:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا
إليك أخي الكريم ما كتبه الإمام الشاطبي في الجواب عن هذه المسألة وأنقله وإن كان طويلا لكن لأهميته:
قال رحمه الله:
وإن كان الحظ المطلوب بالعبادات ما في الدنيا فهو قسمان:
قسم يرجع إلى صلاح الهيئة وحسن الظن عند الناس واعتقاد الفضيلة للعامل بعمله وقسم يرجع إلى نيل حظه من الدنيا وهذا ضربان
أحدهما: يرجع إلى ما يخص الإنسان في نفسه مع الغفلة عن مراءآة الناس بالعمل والآخر يرجع إلى المراءآة لينال بذلك مالا أو جاها أو غير ذلك فهذه ثلاثة أقسام:
أحدها يرجع إلى تحسين الظن عند الناس واعتقاد الفضيلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/337)
فإن كان هذا القصد متبوعا فلا إشكال في أنه رياء لأنه إنما يبعثه على العبادة قصد الحمد وأن يظن به الخير وينجر مع ذلك كونه يصلي فرضه أو نفله وهذا بين وإن كان تابعا فهو محل نظر واجتهاد واختلف العلماء في هذا الأصل فوقع في" العتبية "في الرجل الذي يصلي لله ثم يقع في نفسه أنه يحب أن يعلم ويحب أن يلقى في طريق المسجد ويكره أن يلقى في طريق غيره فكره ربيعة هذا وعده مالك من قبيل الوسوسة العارضة للإنسان أي أن الشيطان يأتي للإنسان إذ سره مرأى الناس له على الخير فيقول له إنك لمراء وليس كذلك وإنما هو أمر يقع في قلبه لا يملك وقد قال تعالى وألقيت عليك محبة مني وقال عن إبراهيم عليه السلام واجعل لى لسان صدق في الآخرين وفي حديث ابن عمر
وقع في نفسي أنها النخلة فأردت أن أقولها فقال عمر لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا وطلب العلم عبادة قال ابن العربي سألت شيخنا الإمام أبا منصور الشيرازي الصوفي عن قوله تعالى إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا ما بينوا قال أظهروا أفعالهم للناس بالصلاح والطاعات
قلت ويلزم ذلك قال نعم لتثبت أمانته وتصح إمامته وتقبل شهادته
قال ابن العربي ويقتدى به غيره فهذه الأمور وما كان مثلها تجري هذا المجرى
والغزالي يجعل مثل هذا مما لا تتخلص فيه العبادة
والثاني ما يرجع إلى ما يخص الإنسان في نفسه مع الغفلة عن مراءآة الغير وله أمثلة
أحدها الصلاة في المسجد للأنس بالجيران أو الصلاة بالليل لمراقبة أو مراصدة أو مطالعة أحوال
والثاني الصوم توفيرا للمال أو استراحة من عمل الطعام وطبخه أو احتماء لألم يجده أو مرض يتوقعه أو بطنة تقدمت له
والثالث الصدقة للذة السخاء والتفضل على الناس
والرابع الحج لرؤية البلاد والإستراحة من الأنكاد أو للتجارة أو لتبرمه بأهله وولده أو إلحاح الفقر
والخامس الهجرة مخافة الضرر فى النفس أو الأهل أو المال
والسادس تعلم العلم ليحتمى به عن الظلم
والسابع الوضوء تبردا
والثامن الاعتكاف فرارا من الكراء
والتاسع عيادة المرضى والصلاة على الجنائز ليفعل به ذلك
والعاشر تعليم العلم ليتخلص به من كرب الصمت ويتفرج بلذة الحديث
والحادى عشر الحج ماشيا ليتوفر له الكراء وهذا الموضع أيضا محل اختلاف إذا كان القصد المذكور تابعا لقصد العبادة
وقد التزم الغزالي فيها وفى أشباهها أنها خارجة عن الإخلاص لكن بشرط أن يصير العمل عليه أخف بسبب هذه الأغراض
وأما ابن العربي فذهب إلى خلاف ذلك وكأن مجال النظر فى المسألة يلتفت إلى انفكاك القصدين أو عدم أنفكاكهما فابن العربي يلتفت إلى وجه الإنفكاك فيصحح العبادات
وظاهر الغزالي الالتفات إلى مجرد الإجتماع وجودا كان القصدان مما يصح انفكاكهما أولا وذلك بناء على مسألة الصلاة فى الدار المغصوبة والخلاف فيها واقع ورأي أصبغ فيها البطلان فإذا كان كذلك اتجه النظران وظهر مغزى المذهبين
على أن القول بصحة الانفكاك فيما يصح فيه الإنفكاك أوجه لما جاء من الأدلة على ذلك ففى القرآن الكريم {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} يعنى فى مواسم الحج
وقال ابن العربي فى الفرار من الأنكاد بالحج أو الهجرة إنه دأب المرسلين فقد قال الخليل عليه السلام
{إني ذاهب إلى ربي سيهدين}
وقال الكليم {ففررت منكم لما خفتكم}
وقد كان رسول الله صلى الله عليه جعلت قرة عينه في الصلاة فكان يستريح إليها من تعب الدنيا وكان فيها نعيمه ولذته أفيقال:إن دخوله فيها على هذا الوجه قادح فيها؟
كلا بل هو كمال فيها وباعث على الإخلاص فيها
وفى الصحيح: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
ذكر ابن بشكوال عن أبي علي الحداد قال حضرت القاضى أبا بكر بن زرب شكا إلى الترجيلي المتطبب ضعف معدته وضعف هضمه على ما لم يكن يعهد من نفسه وسأله عن الدواء! فقال اسرد الصوم تصلح معدتك فقال له يا أبا عبد الله على غير هذا دلنى ما كنت لأعذب نفسى بالصوم إلا لوجهه خالصا ولي عادة فى الصوم الإثنين والخميس لا أنقل نفسي عنها.
قال أبو علي وذكرت فى ذلك المجلس حديث الرسول عليه الصلاة و السلام يعنى هذا الحديث وجبنت عن إيراد ذلك عليه فى ذلك المجلس وأحسبنى ذاكرته فى ذلك فى غير هذا المجلس فسلم للحديث.
وقد بعث عليه الصلاة و السلام رجلا ليكون رصدا فى شعب فقام يصلى ولم يكن قصده بالإقامة فى الشعب إلا الحراسة والرصد.
والأحاديث فى هذا المعنى كثيرة ويكفى من ذلك ما يراعيه الإمام فى صلاته من أمر الجماعة كانتظار الداخل ليدرك الركوع معه على ما جاء فى الحديث وما لم يعمل به مالك فقد عمل به غيره وكالتخفيف لأجل الشيخ والضعيف وذى الحاجة وقوله عليه الصلاة و السلام: إني لأسمع بكاء الصبي الحديث وكرد السلام فى الصلاة وحكاية المؤذن وما أشبه ذلك مما هو عمل خارج عن حقية الصلاة مفعول فيها مقصود يشرك قصد الصلاة ومع ذلك فلا يقدح فى حقيقة إخلاصها
بل لو كان شأن العبادة أن يقدح فى قصدها قصد شىء آخر سواه لقدح فيها مشاركة القصد إلى عبادة أخرى كما إذا جاء المسجد قاصدا للتنفل فيه وانتظار الصلاة والكف عن إذاية الناس واستغفار الملائكة له فإن كل قصد منها شاب غيره وأخرجه عن إخلاصه عن غيره وهذا غير صحيح بإتفاق بل كل قصد منها صحيح فى نفسه وإن كان العمل واحدا لأن الجميع محمود شرعا فكذلك ما كان غير عبادة من المأذون فيه لإشتراكهما فى الإذن الشرعي فحظوظ النفوس المختصة بالإنسان لا يمنع اجتماعها مع العبادات إلا ما كان بوضعه منافيا لها كالحديث والأكل والشرب والنوم والرياء وما أشبه ذلك أما مالا منافاة فيه فكيف يقدح القصد إليه فى العبادة هذا لا ينبغى أن يقال غير أنه لا ينازع فى أن إفراد قصد العبادة عن قصد الأمور الدنيوية أولى ولذلك إذا غلب قصد الدنيا على قصد فهو الرياء المذموم شرعا وأدهى ما فى ذلك فعل المنافقين الداخلين فى الإسلام ظاهرا بقصد إحراز دمائهم وأموالهم ويلي ذلك عمل المرائين العاملين بقصد نيل حطام الدنيا وحكمه معلوم فلا فائدة فى الإطالة فيه.
الموافقات (2|373)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/338)
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[14 - 12 - 07, 08:59 م]ـ
هل الإشكال في ضرب المثال أم الإشكال في النوع.
و الذي يظهر من كلامك أنك استشكلت المثال، و هم أرادوا ضرب مثال على هذا النوع و مقصودهم بذلك أن العبد كل أعماله تكون لغير الله، فنيته من أجل الدنيا فالذي يقاتل من أجل الغنيمة فقط فلا شيء له.
نعم أنا أوافق أنهم لو قالوا: كمن يعمل أعمالا صالحة من أجل الدنيا فقط لكان أنسب في ضرب المثال.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[14 - 12 - 07, 11:20 م]ـ
بل الاشكال في ضرب المثال بـ:
القتال بنية المغنم ...
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[05 - 01 - 08, 11:34 م]ـ
لمزيد من التفاعل ...
ـ[عبدالله الغالبي]ــــــــ[09 - 01 - 08, 09:42 ص]ـ
من قاتل من أجل الغنيمة فقط فليس له أجر المجاهد.وانتهى الأمر.
ليس هناك شرك إلا إذا أراد السمعة ليقال فلان جاهد فهو في هذه الحالة شرك أصغر وأنتهت المسألة يا أخي الكريم.
وعلى المدرس ان يوضح ذلك، فلعلها خطأ مطبعي.
قال ابن حجر:قال ابن بطال: إنما عدل النبي صلى الله عليه وسلم عن لفظ جواب السائل لأن الغضب والحمية قد يكونان لله فعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك إلى لفظ جامع فأفاد دفع الإلباس وزيادة الإفهام، وفيه بيان أن الأعمال إنما تحتسب بالنية الصالحة، وأن الفضل الذي ورد في المجاهد يختص بمن ذكر. أنتهى
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[09 - 01 - 08, 10:31 م]ـ
الذي يظهر لي أن الإشكال في المثال كما أشار إلى ذلك أخونا أبو فيصل وفقه الله.
والمثال لا يتناسب مع سياق الكلام لأن الإمام قصد والله أعلم من كانت كل أعماله لا يراد بها وجه الله كحال المنافق.
لكن يمكن الاستدراك على المؤلف حتى يستقيم الكلام فيقال (كمن يقاتل لأجل الغنيمة فقط وكذلك باقي الأعمال).
أما المسألة التي أشار إليها الحافظ فقد أصاب في تقريرها خلافا لابن المنير وقد بوب البخاري على الحديث (باب من قاتل للمغنم هل ينقص من أجره) وهذه هي مسألة التشريك في النية والقول فيها هو ما قرره الإمامان أحمد بن حنبل ومحمد بن عبد الوهاب فقد قالا: هو لما غلب وكأن البخاري يقول بالتفصيل كما هو ظاهر ترجمته خلافا لابن المنير! والله أعلم.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[02 - 03 - 08, 07:16 ص]ـ
[الباب السابع والثلاثون:]
* باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
وقول الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا} الآية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله رحمه الله: "بابٌ" هذا- كما سبق وتكرّر- أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هذا بابٌ
.
"من الشرك" أي: من أنواع الشرك، والمراد: الشرك الأصغر.
"إرادة الإنسان بعمله الدنيا"
ومعناه: أن يعمل العمل الذي شرع للآخرة وهو لا يريد به إلاَّ طمع الدنيا،
كأن يجاهد من أجل المغنم، أو يتعلم من أجل الرئاسة والوظيفة،
أو يحج أو يعتمر من أجل أخذ المال،
وهكذا.
اعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد
للعلامة صالح الفوزان
ص99(45/339)
هل من رسائل مختصرة فى التوحيد
ـ[عبد الله التوحيدى]ــــــــ[10 - 12 - 07, 11:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
نحن فى بلاد تعج بالشركيات والبدع واود ان تعطونى رسائل مختصرة فى التوحيد وكل ما يتعلق بالعقيدة تغنى عن كتب كتيرة لانى اود نسخها وتوزيعها على بعض الناس
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[10 - 12 - 07, 11:59 م]ـ
تفضل وفقك الله
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=557
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=3739
وايضا ما في توقيعي
بارك الله فيك
واذا اردت بلغات اخرى فأنا مستعد.
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[11 - 12 - 07, 12:12 ص]ـ
بارك الله فيك على ما تقوم به من مجهود للدعوة إلى الله على المنهج الصحيح فهو المطلوب من كل مسلم في هذا الزمن خاصة
أما بالنسبة للكتب فكتب وشروح الشيخ بن باز رحمه الله مختصرة جداً ومفيدة وفريدة ولها قبول عند الناس
ويقى أن ترى من الشيخ الذي يفهمه الناس ويرتضونه عندكم وتأخذ بكتبه شريطة أن يكون ذا عقيدة سليمة
جزاك الله خيراً ونفع الله بكم
ـ[عبد الله التوحيدى]ــــــــ[11 - 12 - 07, 12:15 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[11 - 12 - 07, 12:36 ص]ـ
وإياك أخي الكريم
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[11 - 12 - 07, 06:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هنا نبذة مختصرة في العقيدة للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ذكر فيها أركان الإيمان الستة
وهي مكملة للكتب التي ذكرها الإخوان-خصوصاً في بابي الصفات والقدر-:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=651
وفقك الله ونفع بك وثبتك على الحق إلى أن تلقاه.(45/340)
مناظرة مع أباضي انتهت بدخوله لمذهب أهل السنة و الجماعة.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[11 - 12 - 07, 06:05 م]ـ
هذه مناظرة مع أخينا الاباضي سابقا ـ "ابن الاسلام" انتهت بدخوله لمذهب أهل السنة و الجماعة، فالحمدلله على ذلك، وذلك بجهود الاخوة في منتدى شبكة الدفاع عن السنةـ لاسيما الاخوين كمال و الاسيف ـ وفقهم الله.
وأحبببتُ نقلها هاهنا لثراء الحوار خاصة في بعض المشاركات.
www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=67666 - 64k -
ـ[محمود المصري]ــــــــ[11 - 12 - 07, 10:50 م]ـ
الله أكبر اسأل الله أن يثبته
وبشرك الله بالجنة أخي الكريم وجزاك خير الجزاء
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - 12 - 07, 10:56 ص]ـ
واياكم اخي العزيز.
و الشكر موجه للاخوة في الملتقى الذين أجابوا على كثير من استشكالات الاخ المذكور و استفساراته العقدية، بارك الله فيهم.
ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[17 - 12 - 07, 08:59 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله.
خبر مفرح وأسأل الله أن يُبشّرك بالجنة كما بشّرتنا بهذا الخبر
وأسأل الله أن يثبّت هذا الرجل على الحق وان يجعله حاملاً لنور الهداية بين قومه واهله وأن يرفعه في الدنيا والآخرة
وأن يبارك في الإخوة الذي تناقشوا معه بكل هدوء وعلم وآيات وآحاديث وأن يجزي منتدى الدفاع عن السنة خيراً
هذا ما نريده من خلال دعوتنا لمن نرى أنهم أخطأوا الطريق.
ـ[احمد السعد]ــــــــ[24 - 12 - 07, 05:21 ص]ـ
الحمد لله الهادي إلى سواء السبيل
جزاك الله خيرا اخي على نقل هذا الموضوع الرائع الذي استفدنا منه
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - 12 - 07, 04:35 ص]ـ
و اياكم اخي الكريم
بارك الله فيك
ـ[مفتاح محمد السلطني]ــــــــ[26 - 12 - 07, 04:49 ص]ـ
الحمد لله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - 12 - 07, 12:52 م]ـ
بارك الله فيك اخي العزيز(45/341)
إمام الأشعرية في عصره كان جاهلا بالسنة والحديث
ـ[أبو البركات]ــــــــ[11 - 12 - 07, 11:25 م]ـ
هو المعروف لدى الشافعية بإمام الحرمين عبدالملك بن أبي محمد الجويني الأصولي المتكلم الأشعري ...
قال عنه الأشعري المتعصب السبكي نقلا عن القشيري في طبقات الشافعية:
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52125&stc=1&d=1197403180
وذكر ابن خلكان في الوفيات:
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52137&stc=1&d=1197403289
وذكر في الوفيات أنه تعلم الحديث وأجيز على ذلك من قبل الحافظ أبي نعيم الأصبهاني!!:
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52136&stc=1&d=1197403289
والآن لنرى حقيقة ماذكر أعلاه وحقيقة علم الجويني إمام الأشعرية بالسنة والحديث ...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الكتاب المسمى دقائق التفسير:
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52133&stc=1&d=1197403905
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52134&stc=1&d=1197404094
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء:
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52138&stc=1&d=1197404158
وذكر السمعاني في الأنساب:
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52132&stc=1&d=1197404262
ـ[أبو البركات]ــــــــ[11 - 12 - 07, 11:39 م]ـ
وقد أشار الحافظ ابن حجر في عدة مواضع في تلخيص الحبير على جهل الجويني بالحديث وإليكم بعض النماذج:
-1 -
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52144&stc=1&d=1197404971
-2-
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52145&stc=1&d=1197404971
-3-
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52146&stc=1&d=1197405069
-4-
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52147&stc=1&d=1197405069
-5-
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52148&stc=1&d=1197405069
-6-
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52149&stc=1&d=1197405069
-7-
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52150&stc=1&d=1197405220
-8-
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52151&stc=1&d=1197405220
-9-
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52152&stc=1&d=1197405337
ولقد حاول السبكي الدفاع عن الجويني ولم يستطع فأقر بتخبطه بالحديث فقال في طبقاته مدافعا:
http://ahlalhdeeth.cc/vb/attachment.php?attachmentid=52135&d=1197403173
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 12 - 07, 12:03 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
جهد مشكور
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[12 - 12 - 07, 12:23 ص]ـ
بوركت .. نفع الله بك
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[12 - 12 - 07, 12:03 م]ـ
وماذا عن مكانته في الفقه وأصوله؟؟
وهل يمكن أن يكون العالم مبرزا في الفقه وأصوله وهو جاهل بالحديث؟
وهل يمكن أن يكون مبرزا في الحديث وهو ضعيف في الفقه وأصوله؟
أي العلوم أهم؟؟
بارك الله تعالى في المجيبين والقارئين
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[12 - 12 - 07, 12:05 م]ـ
وماذا عن مكانته في الفقه وأصوله؟؟
وهل يمكن أن يكون العالم مبرزا في الفقه وأصوله وهو جاهل بالحديث؟
وهل يمكن أن يكون مبرزا في الحديث وهو ضعيف في الفقه وأصوله؟
أي العلوم أهم؟؟
بارك الله تعالى في المجيبين والقارئين
ـ[توبة]ــــــــ[12 - 12 - 07, 12:45 م]ـ
محتوى المرفقات أكثر إنصافا من العنوان،
فكون الإمام لم يكن ملما بعلم الحديث أو لم يكن على دراية و عناية بكتب أقرانه و غيرهم من المحدثين لا يجيز لكم أن تجهلوه بالسنة و لعله كان من أكثر الناس حرصا على اتباعها.
ـ[أبو طاهر الوراق]ــــــــ[12 - 12 - 07, 12:45 م]ـ
وماذا عن مكانته في الفقه وأصوله؟؟
وهل يمكن أن يكون العالم مبرزا في الفقه وأصوله وهو جاهل بالحديث؟
وهل يمكن أن يكون مبرزا في الحديث وهو ضعيف في الفقه وأصوله؟
أي العلوم أهم؟؟
بارك الله تعالى في المجيبين والقارئين
الأخ أحمد أبو العباس
الأخ توبة " بارك الله فيكما "
ظاهر هذا التشنيع على الإمام الجويني من الأئمة أنه الرجل لما كان بهذا الحجم من الصيت عند الأشاعرة وجب أن يكون إماما في شطر الوحي وهو السنة
أما عن الفقه فالفقه أصله: الحديث
قال النبي صلى الله عليه وسلم
" رحم الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فرب حامل فقه .... "
فانظر " بارك الله فيك: سمى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - السنةَ " فقها "
فمن لم يكن فقيها في السنة كيف كون فقيها ......... ؟
وما خالف أصحاب أبي حنيفة شيخهم إلا لما لا أصل له في السنة
وإذا أريد القياس بالإمامة في الدين
فأبي حنيفة أفضل وأكبر قدرا من الجويني (على الأخص في الفقه)
فلا إشكال في كون الجويني ليس بالماهر في الحديث
أما أصول الفقه (القائم عليها فروع الفقه)
فأنت تعلم إن شاء الله " أن علم أصول الفقه على ما ترى في غالب الكتب
قد دخل فيها من أبحاث المتكلمين الكثير
وما نفع الأئمة مالك والشافعي وأحمد مثل العلم بالحديث
هذا والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/342)
ـ[أحمد أبو العباس]ــــــــ[12 - 12 - 07, 05:47 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا طاهر
ألا أنه صلى الله عليه وسلم سماه: حامل فقه؟
وشتان بين الحامل للفقه والفقيه بذلك الفقه.
فما رأيك؟؟
ـ[أبو طاهر الوراق]ــــــــ[12 - 12 - 07, 07:18 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا طاهر
ألا أنه صلى الله عليه وسلم سماه: حامل فقه؟
وشتان بين الحامل للفقه والفقيه بذلك الفقه.
فما رأيك؟؟
وماذا عن مكانته في الفقه وأصوله؟؟
وهل يمكن أن يكون العالم مبرزا في الفقه وأصوله وهو جاهل بالحديث؟
وهل يمكن أن يكون مبرزا في الحديث وهو ضعيف في الفقه وأصوله؟
أي العلوم أهم؟؟
أخي أحمد " بارك الله فيك "
الأمر نسبي لا إطلاق فيه
أعتقد أننا لسنا بحاجة أن نطيل الكلام على أهمية إدراك علم الحديث وتحصيله
للعالم ولمن يبلغ عن الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقد أشرت لذلك قبل
وأزيدك:
فَرْقٌ بين الإمامة في الدين لأئمة كبار وبين آحاد من يجيد نوعا من العلوم
وما أريد بيانه هو: أن إماما كالجويني إن قدرت حجم قدرات هذا العالم فينبغي
أن يعتبر الحظ الأوفر إنما يكون لعلم السنة والحديث
كيف لا والعقيدة والفقه يقومان على نقل الوحي .... ؟
وما ضلت أقوام إلا بتنكب هذه السبيل.
انحراف في العقيدة أوتعصب مذهبي وأحلاهما حنظل .......
فتش عن أي إمام في العقيدة أو الفقه " موصوف بالرسوخ في العلم "
تجده لابد أن يكون له صلة عظمى بالحديث
والعكس بالعكس
وما يذكر عن الإمام الجويني من أئمة الحديث أصله الخبر عنه وما يحتمله حاله من فقدان السعة والباع في الحديث اللتان تناسبان إمامته
وما ينبغي أن يكون منه [شأنه في ذلك شأن الرواة: كلٌ داخل في وصف الجرح والتعديل]
وهذا ليس إلا شهادة وحكم من فقهاء معرفة الرجال بقدر الجويني في علم الحديث وأثر مايقع له من خلل في ذلك.
وهناك من الأشاعرة من هو إمام في الحديث يُقَدِرُ أهلُ الحديث جهدَهم
كابن عساكر والنووي وابن الملقن وابن حجر وغيرهم
فتجد لهم من أهل الحديث الانصاف في ذكرهم وبيان قدرهم
وعليه: لا يلزم من ذكر معارف الجويني بالحديث رد ذلك محتجين بما يحسنه في غير الحديث [لا يسد هذا مسد الآخر]
إنما يفاضل بين العلوم (وأهما بلا شك علوم الحديث)
ثم يفاضل بين متعاطي العلم وطالبيه [بين إمام فقيه و راو ومصنف ..... ]
وهذا ما أعنيه بمعنى النسبية
وما أردت من ذكر الحديث " رب حامل فقه " إلا لأبين أن السنة أصل الفقه
ومن أراد الفقه يطلب الحديث
وفي كتاب " مقالات الإسلاميين للأشعري " نفسه يبين أنهم أفضل الناس
وقد افتتح كلامه بقوله:" هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة "
وختمها بقوله: " فهذه جملة ما يأمرون به ويستعملونه ويرونه
وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب وماتوفيقنا إلا بالله. (ج1/ 350)
وأحسبك تعلم أن أنقى الناس عقيدة هم أهل الحديث
وأسهل الناس فقها هم أهل الحديث
هذا والله أعلم
ـ[أبو طاهر الوراق]ــــــــ[13 - 12 - 07, 05:14 ص]ـ
تنبيه: معذرة للإخت: توبة
فقد ذكرتها بلفظ (الأخ) سقط حرق التاء
لها كل تقدير وإجلال
وفق الله الجميع
(وتاب علينا)
ـ[أبو عبد الرحمن مصطفى بن المتولى سعد القط]ــــــــ[13 - 12 - 07, 07:38 ص]ـ
مشكوووور على الجهد المبذوووول
ـ[أبو طاهر الوراق]ــــــــ[13 - 12 - 07, 08:51 ص]ـ
حرره المشرف#####
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 12 - 07, 02:22 ص]ـ
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان عن الجويني ((كان معرضاً عن الحديث))
ـ[أبو البركات]ــــــــ[17 - 12 - 07, 04:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
للأخوة الأعزاء
هل بالإمكان إدراج كلام الكوثري - الجهمي - بشأن الجويني وذلك في كتابه إحقاق الحق ... من باب وشهد شاهد من أهلها ...
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[17 - 12 - 07, 05:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا(45/343)
كتاب: كشف أسرار الباطنية
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[12 - 12 - 07, 07:02 ص]ـ
Question أسأل عن كتاب: كشف أسرار الباطنية ...
لمحمد بن مالك اليماني
والكتاب مهم ...
دلونا عليه ... للضرورة ... Question(45/344)
التوكل على الله .. حقيقته وفضله، وهل ينافي العمل؟
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[13 - 12 - 07, 12:24 ص]ـ
التوكل على الله .. حقيقته وفضله، وهل ينافي العمل؟
منيرة بنت حمود البدراني
إن خير ما تعبَّد العبد به ربه التوحيد، ولا شك أن أول مطلوب من العبد أن يعلم أنه لا إله إلا الله؛ لقوله تعالى:] فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [([1]).
"فلا إله إلا الله" تجمع أصولاً عظيمة، ومقامات عالية، وعبادات لا تصرف إلا له سبحانه سواء كانت من أعمال القلوب أو أعمال الجوارح.
ومن أعمال القلوب التي لا يجوز صرفها لغير الله (التوكل) وهو مصاحب للعبد الصادق من أول قدم يضعها في الطريق إلى ربه إلى نهايتها فكلما ازداد قربه من ربه وقوي سيره ازداد توكله ولابد.
فالتوكل هو موضوع هذا البحث، وقد اخترته بمحض إرادتي، وإلحاح حاجتي، فهو عبادة عظيمة تسيطر على العبد الصادق في جميع أعماله حتى ولو كانت من أمور الدنيا.
ولأني رأيت بعض الناس قد ساءت أحوالهم وتخبطت أفهامهم، فمنهم من ركن إلى الأسباب وادعى التوكل، ومنهم من جانبها وادعى التوكل وقليل من دق فهمه، وسلم حاله، واقتفى أثر النبيين والصديقين في هذه العبادة العظيمة.
ولا شك أني في ذلك عالة على غيري من السابقين، وفضل السلف على الخلف معروف، وما بين أيدينا من أسفارهم العظيمة خير شاهد جعلنا الله خير خلف لخير سلف. آمين.
وقد حاولت الاستقصاء والإجادة ما استطعت، وعلى ذلك فالقصور يبدو جلياً، وهذه جبلة بني آدم، إلى النقص أقرب منهم إلى التمام.
وإني بعون الله وتوفيقه قسمت بحثي إلى المواضيع التالية:
o حقيقة التوكل وأصوله وأقسامه
معنى التوكل
أصول التوكل
أقسام التوكل
o علل التوكل ودرجاته وفضله
علل التوكل
درجات التوكل
فضل التوكل
o العلاقة بين التوكل والأخذ بالأسباب عامة
التوكل والعمل بالأسباب عامة
حكم التداوي وعلاقته بالتوكل
o وقفة عند حديث: "يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفاً بغير حساب"
o الكي والاكتواء
o الرقية والاسترقاء
o الطيرة، وعلاجها
أولاً: التوكل لغة:
يقال: توكل بالأمر إذا ضمن القيام به، ووكلت أمري إلى فلان: أي ألجأته واعتمدت عليه فيه.
ووكل فلان فلاناً إذا استكفاه أمره ثقة بكفايته، أو عجز عن القيام بأمر نفسه ([2]) وأصله الوكول ([3]).
ويقال: فلان وكلة تُكلَة، أي عاجز يكل أمره إلى غيره ويتكل عليه وواكلت الدابة إذا أساءت السير.
والوكيل في لغة العرب: هو المسند إليه القيام بأمر من أسند إليه القيام بأمره ([4]).
وفرس واكل يتكل على صاحبه في العدو ويحتاج إلى الضرب ([5]).
قال الأزهري: الوكيل في صفة الله جل وعز: الذي توكل بالقيام بجميع ما خلق ([6]).
ثانياً: حقيقة التوكل:
القيام بالأسباب والاعتماد بالقلب على المسبب واعتقاد أنها بيده إن شاء منعها ([7]) اقتضاءها، وإن شاء جعلها مقتضية لضد أحكامها ([8])، وإن شاء أقام لها موانع وصوارف تعارض اقتضاءها وتدفعه ([9]).
ذكر ابن القيم - رحمه الله -: أن التوكل يجمع أصلين علم القلب وعمله فقال: "التوكل يجمع أصلين: علم القلب وعمله:
أما علمه: فيقينه بكفاية وكيله، وكمال قيامه بما وكله إيه، وأن غيره لا يقوم مقامه في ذلك.
وأما عمله: فسكونه إلى وكيله وطمأنينته إيه، وتفويضه وتسليمه أمره إليه، ورضاه بتصرفه له فوق رضاه بتصرفه هو لنفسه.
فبهذين الأصلين يتحقق التوكل، وهما جماعه، وإن كان التوكل دخل في عمل القلب من علمه، كما قال الإمام أحمد: التوكل عمل القلب ولكن لابد فيه من العلم، وهو إما شرط فيه، وإما جزء من ماهيته.
والمقصود: أن القلب متى كان على الحق كان أعظم لطمأنينته ووثوقه بأن الله وليه وناصره وسكونه إليه" ([10]).
"التوكل على الله نوعان:
أحدهما: توكل عليه في تحصيل حظ العبد من الرزق والعافية وغيرهما.
الثاني: توكل عليه في تحصيل مرضاته.
فأما النوع الأول فغايته المطلوبة وإن لم تكن عبادة لأنها محض حظ العبد، فالتوكل على الله في حصوله عبادة، فهو منشأ لمصلحة دينه ودنياه.
وأما النوع الثاني: فغايته عبادة، وهو في نفسه عبادة، فلا علة فيه بوجه، فإنه استعانة بالله على ما يرضيه، فصاحبه متحقق بإياك نعبد وإياك نستعين" ([11]).
هذه أقسام التوكل على الله، أما التوكل على غير الله فهو قسمان أيضاً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/345)
"أحدهما: التوكل في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله، كالذين يتوكلون على الأموات والطواغيت في رجاء مطالبهم من النصر والحفظ، والرزق، والشفاعة، فهذا شرك أكبر.
الثاني: التوكل في الأسباب الظاهرة العادية، كمن يتوكل على أمير أو سلطان فيما جعله الله بيده من الرزق أو دفع الأذى، ونحو ذلك، فهذا نوع شرك خفي.
والوكالة الجائزة هي: توكل الإنسان في فعل مقدور عليه، ولكن ليس له أن يتوكل عليه وإن وكَّله، بل يتوكل على الله ويعتمد عليه في تيسير ما وكله فيه" ([12]).
ثم إن اعتماده على المخلوق وتوكله عليه يوجب الضرر من جهته، فإنه يُخذل من تلك الجهة، فما علق العبد رجاءه وتوكله بغير الله إلا خاب من تلك الجهة، ولا استنصر بغير الله إلا خذل، قال الله تعالى:] وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً * كَلا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً [([13]).
"للتوكل ثلاث علل: أحدها: أن يترك ما أمر به من الأسباب استغناءً بالتوكل عنها، فهذا توكل عجز وتفريط وإضاعة لا توكل عبودية وتوحيد، كمن يترك الأعمال التي هي سبب النجاة ويتوكل في حصولها.
قال بعض السلف: "لا تكن ممن يجعل توكله عجزاً ([14])، وعجزه توكلاً ([15]).
العلة الثانية: أن يتوكل في حظوظه وشهواته دون حقوق ربه، كمن يتوكل في حصول مال أو زوجة أو رياسة.
أما التوكل في نصرة دين الله وإعلاء كلمته وإظهار سنة رسوله، وجهاد أعدائه فليس فيه علة بل هو مزيلٌ للعلل.
العلة الثالثة: أن يرى توكله منّة ويغيب بذلك عن مطالعة المنة، وشهود الفضل وإقامة الله له في مقام التوكل.
وليس مجرد رؤية التوكل علة كما يظنه كثير من الناس، بل رؤية التوكل وأنه من عين الجود ومحض المنة ومجرد التوفيق عبودية وهي أكمل من كونه يغيب عنه ولا يراه.
فالأكمل أن لا يغيب بفضل ربه عنه، ولا به عن شهود فضله" ([16]).
ذكر ابن القيم - رحمه الله – للتوكل ثماني درجات:
"الدرجة الأولى: معرفة الرب وصفاته ([17])، من قدرته وكفايته وقيوميته، وانتهاء الأمور إلى علمه، وصدورها عن مشيئته وقدرته.
وهذه المعرفة أول درجة يضع بها العبد قدمه في مقام التوكل.
قال شيخنا ([18]) - رحمه الله -: ولذلك لا يصح التوكل ولا يُتصور من فيلسوف ولا من القدرية النفاة القائلين بأنه يكون في ملكه ما لا يشاء، ولا يستقيم أيضاً من الجهمية النفاة لصفات الرب جل جلاله، ولا يستقيم التوكل إلا من أهل الإثبات.
فأي توكل لمن يعتقد أن الله لا يعلم جزئيات العالم: سفلية وعلوية، ولا هو فاعل باختياره، ولا له إرادة ومشيئة ولا يقوم به صفة؟! فكل من كان بالله وصفاته أعلم وأعرف كان توكله أصح وأقوى. والله سبحانه وتعالى أعلم" ([19]).
"الدرجة الثانية: إثبات في الأسباب والمسببات، فإن من نفاها فتوكله مدخول، وهذا عكس ما يظهر في بدوات الرأي أن إثبات الأسباب يقدح في التوكل، وأن نفيها تمام التوكل.
فليُعلم: أن نفاة الأسباب لا يستقيم لهم توكل البتة؛ لأن التوكل أقوى الأسباب في حصول المتوكل فيه، فهو كالدعاء الذي جعله الله سبباً في حصول المدعو به.
فإذا اعتقد العبد أن توكله لم ينصبه الله سبباً ولا جعل دعاءه سبباً لنيل شيء، فإن المتوكل فيه المدعو بحصوله، إن كان قد قُدّر حصل، توكل أو لم يتوكل، دعا أو لم يدع، وإن لم يقدر لم يحصل توكل أيضاً أو ترك التوكل.
فالله سبحانه قضى بحصول الشيء عند حصول سببه من التوكل والدعاء، فنصب الدعاء والتوكل سببين لحصول المطلوب، وقضى الله بحصوله إذا فعل العبد سببه، فإذا لم يأت السبب امتنع المسبب، وهذا كما قضى بحصول الشبع إذا أكل والري إذا شرب، فإذا لم يفعل لم يشبع ولم يرو.
وقضى بحصول الحج والوصول إلى مكة إذا سافر وركب الطرق، فإذا جلس في بيته لم يصل إلى مكة.
وقضى بدخول الجنة إذا أسلم وأتى بالأعمال الصالحة، فإذا ترك الإسلام ولم يعمل الصالحات لم يدخلها أبداً.
فوِزان ما قاله منكرو الأسباب: أن يترك كل من هؤلاء السبب الموصل ويقول: إن كان قضي لي وسبق في الأزل حصول الولد والشبع والري والحج ونحوها، فلابد أن يصل إليّ، تحركت أو سكنت، تزوجت أو تركت، سافرت أو قعدت، وإن لم يكن قد قضي لي لم يحصل لي أيضاً فعلت أو تركت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/346)
فهل يعد أحد هذا من جملة العقلاء؟ وهل البهائم إلا أفقه منه؟ فإن البهيمة تسعى في السبب بالهداية العامة ([20]). هداية كل نفس إلى مصالح معاشها وما يقيمها حتى تحصل رزقها ([21]).
"فالتوكل من أعظم الأسباب التي يحصل بها المطلوب، ويندفع بها المكروه، فمن أنكر الأسباب لم يستقم منه التوكل، ولكن من تمام التوكل عدم الركون إلى الأسباب وقطع علاقة القلب بها فيكون حال قلبه قيامه بالله لا بها، وحال بدنه قيامه بها" ([22]). فتتعلق جوارحه بالأسباب فتباشرها، وأما قلبه فمتعلق بمسبب الأسباب سبحانه وتعالى.
"الدرجة الثالثة: رسوخ القلب في مقام توحيد التوكل: فإنه لا يستقيم توكل العبد حتى يصح توحيده، بل حقيقة التوكل توحيد القلب، فما دامت فيه علائق الشرك فتوكله معلول مدخول وعلى قدر تجريد التوحيد تكون صحة التوكل.
فإن العبد متى التفت إلى غير الله أخذ ذلك الالتفات شعبة من شعب قلبه، فنقص من توكله على الله بقدر ذهاب تلك الشعبة، ومن ههنا ظن من ظن أن التوكل لا يصح إلا برفض الأسباب.
وهذا حق، لكن رفضها عن القلب لا عن الجوارح، فالتوكل لا يتم إلا برفض الأسباب عن القلب وتعلق الجوارح بها، فيكون منقطعاً منها متصلاً بها، والله سبحانه أعلم" ([23]).
"الدرجة الرابعة: اعتماد القلب على الله واستناده إليه وسكونه إليه: بحيث لا يبقى فيه اضطراب من تشويش الأسباب، ولا سكون إليها، بل يخلع السكون إليها من قلبه، ويلبسه السكون إلى مسببها، وعلامة هذا: أنه لا يبالي بإقبالها وإدبارها ولا يضطرب قلبه ويخفق عند إدبار ما يحب منها، وإقبال ما يكره؛ لأن اعتماده على الله وسكونه إليه واستناده إليه قد حصنه من خوفها ورجائها فحاله حال من خرج عليه عدو عظيم لا طاقة له به، فرأى حصناً مفتوحاً فأدخله ربه إليه، وأغلق عليه باب الحصن، فهو يشاهد عدوه خارج الحصن، فاضطراب قلبه وخوفه من عدوه في هذه الحال لا معنى له.
وكذلك من أعطاه ملك درهماً فسُرق منه، فقال له الملك: عندي أضعافه فلا تهتم، متى جئت إليَّ أعطيتك من خزائني أضعافه، فإذا علم صحة قول الملك ووثق به واطمأن إليه، وعلم أن خزائنه مليئة بذلك؛ لم يحزن على فوته. وقد مثل ذلك بحال الطفل الرضيع في اعتماده وسكونه وطمأنينته بثدي أمه لا يعرف غيره، وليس في قلبه التفات إلى غيره، كما قال بعض العارفين: المتوكل كالطفل، لا يعرف شيئاً يأوي إليه إلا ثدي أمه، كذلك المتوكل لا يأوي إلا إلى ربه سبحانه" ([24]).
"الدرجة الخامسة: حسن الظن بالله عز وجل: فعلى قدر حسن ظن العبد بربه ورجائه له، يكون توكله عليه؛ ولذلك فسر بعضهم التوكل بحسن الظن بالله. والتحقيق: أن حسن الظن به يدعوه إلى التوكل، إذ لا يتصور التوكل على من ساء ظنك به ولا التوكل على من لا ترجوه" ([25]). فإذا تيقن العبد أن الله يؤيده ويعينه ويسدده توكل عليه ورجاه.
"الدرجة السادسة: استسلام القلب له وانجذاب دواعيه كلها إليه وقطع منازعاته. وهذا معنى قول بعضهم: التوكل إسقاط التدبير، يعني: الاستسلام لتدبير الرب لك، وهذا في غير باب الأمر والنهي، بل فيما يفعله بك لا فيما أمرك بفعله" ([26]).
"الدرجة السابعة: التفويض: وهو روح التوكل ولبه وحقيقته، وهو إلقاء أموره كلها، وإنزالها به طلباً واختياراً لا كرهاً واضطراراً، بل كتفويض الابن العاجز الضعيف المغلوب على أمره كل أموره إلى أبيه العالم بشفقته عليه ورحمته وتمام كفايته وحسن ولايته له وتدبيره له، فهو يرى أن تدبير أبيه له خير من تدبيره لنفسه، وقيامه بمصالحه وتوليه لها خير من قيامه هو بمصالح نفسه وتوليه لها.
فلا يجد له أصلح ولا أرفق من تفويضه أموره كلها إلى أبيه، وراحته من حمل كلفها، وثقل حملها مع عجزه عنها وجهله بوجوه المصالح فيها، وعلمه بكمال علم من فوض إليه، وقدرته، وشفقته" ([27]).
"الدرجة الثامنة: درجة الرضا: وهي ثمرة التوكل، ومن فسر التوكل بها فإنما فسره بأجل ثمراته وأعظم فوائده، فإنه إذا توكل حق التوكل رضي بما يفعله وكيله.
وكان شيخ الإسلام - رحمه الله – يقول: "المقدور يكتنفه أمران: التوكل قبله والرضا بعده، فمن توكل على الله قبل الفعل ورضي بالمقضي له بعد الفعل فقد قام بالعبودية أو معناه" اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/347)
وباستكمال هذه الدرجات الثمان استكمل العبد مقام التوكل، وثبتت قدمه فيه. وهذا معنى قول بشر الحافي ([28]): يقول أحدهم: توكلت على الله، يكذب على الله، لو توكل على الله لرضي بما يفعله الله به" ([29]).
"التوكل مصاحب للصادق من أول قدم يضعه في الطريق إلى نهايته، وكلما ازداد قربه به وقوي سيره ازداد توكله.
فالتوكل مركب السائر الذي لا يتأتى له السير إلا به، ومتى نزل عنه انقطع لوقته، وهو من لوازم الإيمان ومقتضياته.
قال الله تعالى:] وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [([30]). ففي الآية جعل التوكل شرطاً في الإيمان، فدل على انتفاء الإيمان عند انتفاء التوكل" ([31]).
(فالتوكل فريضة يجب إخلاصه لله تعالى، لأنه من أفضل العبادات وأعلى مقامات التوحيد، فلا يقوم به على وجه الكمال إلا خواص المؤمنين) ([32]).
وقال تعالى:] وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [([33])، فذكر اسم الإيمان ههنا دون سائر أسمائهم دليل على استدعاء الإيمان للتوكل، وأن قوة التوكل وضعفه بحسب قوة الإيمان وضعفه، وكلما قوي إيمان العبد كان توكله أقوى، وإذا ضعف الإيمان ضعف التوكل، وإذا كان التوكل ضعيفاً فهو دليل على ضعف الإيمان ولابد.
والله تعالى يجمع بين التوكل والإيمان، وبين التوكل والإسلام، وبين التوكل والتقوى، وبين التوكل والعبادة، وبين التوكل والهداية:
1 - أما الجمع بين التوكل والإيمان، ففي مثل قوله تعالى:] قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا [([34]).
ونظيره قوله تعالى:] وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [([35]). وفي هذه الآية دليل على أن التوكل على الله عبادة، وعلى أنه فرض وإذا كان كذلك فصرفه لغير الله شرك.
2 - وأما الجمع بين التوكل والإسلام، ففي قوله تعالى:] وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ [([36]).
3 - وأما الجمع بين التوكل والتقوى، ففي مثل قوله تعالى:] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً * وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً * وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً [([37]).
4 - وأما الجمع بين التوكل والعبادة، فقد جمع الله سبحانه بينهما في سبعة مواضع من كتابه:
أحدها: في سورة أم القرآن:] إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [([38]).
الثاني: حكاية عن شعيب أنه قال:] وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ [([39]).
الثالث: قوله حكاية عن أوليائه وعباده المؤمنين أنهم قالوا:] رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [([40]).
الرابع: قوله تعالى لنبيه e: ] وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً * رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً [([41]).
الخامس: قوله تعالى:] وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [([42]).
السادس:] فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [([43]).
السابع:] قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ [([44]).
فهذه المواضع السبعة جمعت الأصلين: التوكل: وهو الوسيلة، والإنابة وهي: الغاية. فأشرف غاياته التي لا غاية له أجل منها: عبادة ربه والإنابة إليه. وأعظم وسائله التي لا وسيلة له غيرها البتة: التوكل على الله والاستعانة به، ولا سبيل له إلى هذه الغاية إلا بهذه الوسيلة، فهذه أشرف الغايات، وتلك أشرف الوسائل.
5 - وأما الجمع بين التوكل والهداية ففي مثل قول الرسل لقومهم:] وَمَا لَنَا أَلاّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا [([45]). وقال تعالى:] فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ [([46]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/348)
فإن كون العبد على الحق يقتضي تحقيق مقام التوكل على الله والاكتفاء به والإيواء إلى ركنه الشديد، فإن الله هو الحق، وهو ولي الحق وناصره ومؤيده، وكافي من قام به.
والتوكل أصل لجميع مقامات الإيمان والإحسان ولجميع أعمال الإسلام، وإن منزلته منها منزلة الرأس من الجسد، فكما لا يقوم الرأس إلا على البدن، فكذلك لا يقوم الإيمان ومقاماته وأعماله إلا على ساق التوكل. والله أعلم" ([47]).
وروى هناد بن السري ([48]) بسنده عن سعيد بن جبير قال: "التوكل على الله جِماع الإيمان" ([49]).
وسمى الله عز وجل النبي e ( المتوكل) كما في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: "قرأت في التوراة صفة النبي e: محمد رسول الله، سميته المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق".
وفي رواية "أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ…" ([50]).
وأخبر عن رسله: بأن حولهم كان التوكل، وبه انتصروا على قومهم، وأخبر النبي e عن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب: أنهم أهل مقام التوكل ([51]).
وقفه عند الآيتين:
1 - ] الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [([52]).
2 - ] وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [([53]).
قد تعرضنا في أول هذا المبحث (فضل التوكل) لعلاقة التوكل بالإيمان، والجمع بينهما في القرآن، والجمع بين التوكل والإسلام، والجمع بين التوكل والتقوى، والجمع بين التوكل والعبادة، والجمع بين التوكل والهداية.
ولكي تتم الفائدة ويكتمل المبحث نختمه بفضله المتعلق بنتائجه، وعاقبة المتوكلين على الله عز وجل على ضوء هاتين الآيتين:
1 - ] حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [:
قال ابن جرير - رحمه الله -: "الذين" في موضع خفض مردود على "المؤمنين" وهذه الصفة من صفات الذين استجابوا لله والرسول و"الناس" الأول: هم قوم … كان أبو سفيان سألهم أن يثبطوا رسول الله e وأصحابه الذين خرجوا في طلبه بعد منصرفه عن أحد إلى حمراء الأسد.
و"الناس" الثاني، هم أبو سفيان وأصحابه من قريش، الذين كانوا معه بأحد.
ويعني بقوله: "قد جمعوا لكم" قد جمعوا الرجال للقائكم، والكرة إليكم لحربكم.
"فاخشوهم" فاحذروهم واتقوا لقاءهم فإنه لا طاقة لكم بهم: "فزادهم إيماناً" فزادهم ذلك من تخويف من خوفهم، أمر أبي سفيان وأصحابه من المشركين، يقيناً إلى يقينهم، وتصديقاً لله ولوعده ووعد رسوله إلى تصديقهم، ولم يثنهم ذلك عن وجههم الذي أمرهم رسول الله e بالسير فيه، ولكن ساروا حتى بلغوا رضوان الله منه، وقالوا ثقة بالله وتوكلاً عليه إذ خوفهم من خوفهم أبا سفيان وأصحابه المشركين.
"حسبنا الله" أي كفانا الله: يعني: يكفينا الله ([54])، كقوله تعالى:] أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [([55])، "ونعم الوكيل" نعم المولى لمن وليه وكفله" ([56]).
فازدادوا إيماناً بتوكلهم على ربهم وثقتهم به وبما عنده من النصر والتأييد عند تخويف الناس لهم بجمع الناس للقائهم والكرة عليهم لحربهم. ومع هذا العمل الإيماني القلبي قالوا: "حسبنا الله ونعم الوكيل" ولم يلتفتوا إلى تخويف من خوفهم. والله أعلم.
وروى البخاري بسنده عن ابن عباس "حسبنا الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد e حين قالوا: "إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل" ([57]).
"وما يروى أن الخليل لما ألقي في المنجنيق قال له جبريل: سل، قال: حسبي من سؤالي علمه بحالي ([58]). ليس له إسناد معروف، وهو باطل، بل الذي ثبت في الصحيح حديث ابن عباس أنه قال: "حسبي الله ونعم الوكيل" قال ابن عباس: قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد حين "قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم".
وقد روي أن جبريل قال: هل لك حاجة؟ قال: "أما إليك فلا" وقد ذكر هذا الإمام أحمد وغيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/349)
وأما سؤال الخليل لربه عز وجل فهذا مذكور في القرآن في غير موضع، فكيف يقول: حسبي من سؤالي علمه بحالي، والله بكل شيء عليم، وقد أمر العباد بأن يعبدوه ويتوكلوا عليه ويسألوه؟! لأنه سبحانه جعل هذه الأمور أسباباً لما يرتبه عليه من إثابة العابدين وإجابة السائلين" ([59]).
2 - ] وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [:
"حسبه": أي كافيه، ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوه، ولا يضره إلا أذى لابد منه كالحر والبرد والجوع والعطش.
وأما أن يضره بما يبلغ به مراده فلا يكون أبداً، وفرق بين الأذى الذي هو في الظاهر إيذاء وهو في الحقيقة إحسان إليه وإضرار بنفسه، وبين الضرر الذي يشتفي به منه.
قال بعض السلف: جعل الله لكل عمل جزاء من نفسه، وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته، فقال: "من يتوكل على الله فهو حسبه" ولم يقل: فله كذا وكذا من الأجر، كما قال في الأعمال، بل جعل نفسه سبحانه كافي عبده المتوكل عليه وحسبه وواقيه، فلو توكل العبد على الله حق توكله، وكادته السماوات والأرض ومن فيهن لجعل له مخرجاً وكفاه ونصره ([60]).
قال الربيع بن خثيم ([61]): إن الله تعالى قضى على نفسه أن من توكل عليه كفاه، ومن آمن به هداه، ومن أقرضه جازاه، ومن وثق به نجاه، ومن دعاه أجاب له.
وتصديق ذلك في كتاب الله:] وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [([62])،] وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [([63])،] إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ [([64])،] وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [([65])،] وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [([66]) …
وقد قرأ النبي e هذه الآية ([67]) على أبي ذر، وقال له: "لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم" ([68]) يعني لو حققوا التقوى والتوكل لاكتفوا بذلك في مصالح دينهم ودنياهم ([69]).
تعلق التوكل بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى:
التوكل من أعم المقامات تعلقاً بالأسماء الحسنى والصفات العُلى:
فله تعلق باسم (الغفار، التواب، العفو، الرؤوف، الرحيم، الفتاح، الوهاب، الرازق، المعطي، المحسن، المعز، المذل، الحافظ، الرافع، المانع).
وله تعلق بالقدرة والإرادة ولهذا فسره من فسره من الأئمة بأنه المعرفة بالله، فبحسب معرفة العبد لربه يصح له مقام التوكل، وكلما كان بالله أعرف، كان توكله عليه أقوى ([70]).
قدر الله سبحانه لكمال علمه وحكمته ربط الأسباب بالمسببات، فقد جعل سبحانه لكل شيء سبباً، في أمور الدنيا والآخرة في العبادات والعادات، وندب خلقه إلى مباشرتها، فشمر أهله وخاصته إلى إجابته في كلا الأمرين.
وهذا هو عمل الأنبياء وأتباعهم الصادقين في طاعتهم وانقيادهم الواقفين مع أوامره أنى استقلت ركائبها جالبة ما جلبت، مقتضية ما اقتضت، جمعتهم أو فرقتهم.
لكن الصوفية لبَّس عليهم إبليس – عليه لعنة الله – فابتدعوا في دين الله ما ليس منه، وعطلوا من دينه الكثير، فلا أسباب عندهم لا دين ولا دنيا.
وظنوا أن مباشرة الأسباب المباحة قدح في التوكل، وادعوا أن أهل (الأحوال) لا يباشرون الأسباب ثقة بالله واعتماداً على خوارق العادات.
ولا شك أنهم حادوا عن الجادة والصراط المستقيم، فقد دل النقل والعقل على وجوب التوكل مع ملابسة الأسباب، أما المنقول: "فإنه قد ظاهر e في الحرب بين درعين، ولبس على رأسه المغفر، وأقعد الرماة على فم الشعب، وخندق حول المدينة، وأذن في الهجرة إلى الحبشة وإلى المدينة وهاجر هو، وتعاطى أسباب الأكل والشرب، وادخر لأهله قوتهم، ولم ينتظر أن ينزل عليه من السماء، وهو كان أحق الخلق أن يحصل له ذلك" ([71]).
وكان ادخاره قوت سنة لعياله في آخر عمره وأكمل أحواله مع ربه تعالى، وكان يطوف على القبائل في بداية الدعوة ويقول: من يعصمني حتى أبلغ رسالة ربي. وهو سيد المتوكلين ([72]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/350)
(والصحابة رضي الله عنهم أجمعين قد حازوا هذه المرتبة واستيقنوها حالاً وعلماً، ولكنه e ندبهم إلى الدخول في الأسباب المقتضية لمصالح الدنيا، كما أمرهم بالأسباب المقتضية لمصالح الآخرة، فدل ذلك على أن الأفضل ما دلهم عليه، وهم لم يتركوا ما دلهم عليه من التسبب تأدباً بآداب رسول الله e مع أنهم هم أهل خوارق العادات) ([73]).
وعلى نهجهم سار السلف الصالح فقد كان عبدالله بن المبارك - رحمه الله – على زهده تاجراً تأتيه البضائع من خراسان إلى البيت الحرام. روى البيهقي بسنده إلى الفضيل بن عياض أنه قال لابن المبارك: أنت تأمرنا بالزهد والتقلل والبلغة ونراك تأتي بالبضائع من بلاد خراسان إلى البلد الحرام؟ كيف ذا وأنت تأمرنا بخلاف ذا؟ فقال ابن المبارك: يا أبا علي، أنا أفعل ذا لأصون بها وجهي وأكرم بها عرضي، واستعين بها على طاعة ربي، لا أرى لله حقاً إلا سارعت إليه حتى أقوم به، فقال له الفضيل: يا ابن المبارك ما أحسن ذا إن تم ذا ([74]) …
وقد رغب النبي e أمته في الكسب وبيَّن لهم أنه من تمام التوكل. عن عمر t قال: سمعت رسول الله e يقول: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً ([75]) وتروح بطانا ([76]) " ([77]).
قال البيهقي في شعب الإيمان: ليس في هذا الحديث دلالة على القعود عن الكسب، بل فيه ما يدل على طلب الرزق، لأن الطير إذا غدت فإنها تغدو وتطلب الرزق، وإنما أراد – والله أعلم – لو توكلوا على الله تعالى في ذهابهم ومجيئهم وتصرفهم، ورأوا أن الخير بيده ومن عنده لم ينصرفوا إلا سالمين قائمين كالطير تغدو خماصا وتروح بطاناً، لكنهم يعتمدون على قوتهم وجلدهم، ويغشون ويكذبون ولا ينصحون، وهذا خلاف التوكل ([78]).
فالتوكل ليس التبطل والتعطل، بل لابد فيه من التوصل بنوع من السبب لأن الطير ترزق بالسعي والطلب ([79]). كما سيأتي، إن شاء الله تعالى.
وأما المعقول: فهو أن الملك العظيم إذا كانت له جماعة ولهم عوائد في أيام لا يحسن إلا فيها، أو أبواب لا تخرج إلا منها، أو أمكنة لا يدفع إلا فيها فالأدب معه أن لا يطلب منه فعل إلا حيث عوده وأن لا يخالف عوائده، بل يجري عليها، والله تعالى ملك الملوك وأعظم العظماء بل أعظم من ذلك رتب ملكه على عوائد أرادها وأسباب قدرها وربط بها آثار قدرته، ولو شاء لم يربطها، فجعل الري بالشرب والشبع بالأكل والاحتراق بالنار والحياة بالتنفس في الهواء، فمن طلب من الله تعالى حصول هذه الآثار بدون أسبابها فقد أساء الأدب مع الله سبحانه وتعالى بل يلتمس فضله في عوائده ([80]).
"فمن ظن أن التوكل ترك الكسب بالبدن وترك التدبير بالقلب، والسقوط على الأرض كالخرقة الملقاة فهو جاهل، فإن ذلك حرام في الشرع، والشرع قد أثنى على المتوكلين، فكيف يُنال مقام من مقامات الدين بمحظورات الدين؟!
وإنما يظهر تأثير التوكل في حركة العبد وسعيه بعلمه إلى مقاصده.
وسعى العبد باختياره إما أن يكون لأجل جلب نافع هو مفقود عنده كالكسب، أو لحفظ نافع هو موجود عنده كالادخار، أو لدفع ضار لم ينزل به: كدفع الصائل والسارق والسباع، أو لإزالة ضار قد نزل به كالتداوي من المرض.
أولاً: جلب النافع: الأسباب التي بها يجلب النافع على ثلاث درجات:
مقطوع به. ومظنون ظناً يوثق به. وموهوم وهماً لا تثق النفس به ثقة تامة ولا تطمئن إليه.
الدرجة الأولى: المقطوع به: وذلك مثل الأسباب التي ارتبطت المسببات بها بتقدير الله ومشيئته ارتباطاً مطرداً لا يختلف، كما أن الطعام إذا كان موضوعاً بين يديك وأنت جائع محتاج ولكنك لست تمد إليه اليد وتقول: أنا متوكل، وشرط التوكل تركي السعي، ومد اليد إليه سعي وحركة.
وكذلك مضغه بالأسنان وابتلاعه بإطباق أعالي الحنك على أسافله، فهذا جنون محض وليس من التوكل في شيء، فإنك إن انتظرت أن يخلق الله تعالى فيك شبعاً دون الخبز، أو يخلق في الخبز حركة إليك أو يسخر ملكاً ليمضغه لك ويوصله إلى معدتك، فقد جهلت سنة الله تعالى، وكذلك لو لم تزرع الأرض وطمعت أن يخلق الله تعالى نباتاً من غير بذر.
الدرجة الثانية: الأسباب التي ليست متيقنة، ولكن الغالب أن المسببات لا تحصل دونها، وكان احتمال حصولها دونها بعيداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/351)
كالذي يفارق الأمصار ويسافر في البوادي التي لا يطرقها الناس إلا نادراً ن ويكون سفره من غير استصحاب زاد، فهذا ليس شرطاً في التوكل، بل استصحاب الزاد في البوادي سنة الأولين. ولا يزول التوكل به بعد أن يكون الاعتماد على فضل الله تعالى لا على الزاد.
…ولهذا نقول: لو انحاز إلى شعب من الشعاب حيث لا ماء ولا حشيش ولا يطرقه طارق فيه، وجلس متوكلاً فهو آثم ساع في هلاك نفسه.
إذا: التباعد من الأسباب كلها مراغمة للحكمة، وجهل بسنة الله تعالى، والعمل بموجب سنة الله تعالى مع الاتكال عليه دون الأسباب لا يناقض التوكل.
الدرجة الثالثة: ملابسة الأسباب التي يتوهم إفضاؤها إلى المسببات من غير ثقة ظاهرة، كالذي يستقصي في التدبيرات الدقيقة في تفصيل الاكتساب ووجوهه، وذلك يخرج بالكلية عن درجات التوكل كلها … فهذا غاية الحرص على الدنيا والاتكال على الأسباب" ([81]).
وهذه أسباب ثلاثة: مقطوع بها، ومظنونة، وموهومة.
فترك الموهوم فيها شرط في التوكل، وهي التي نسبتها إلى دفع الضرر نسبة الكي والرقية، ورسول الله e لم يصف المتوكلين إلا بترك الكي والرقية والطيرة، ولم يصفهم بأنهم إذا خرجوا إلى موضع بارد لم يلبسوا جبة، والجبة تُلبس دفعاً للبرد المتوقع ([82]).
روى الترمذي وغيره عن أنس بن مالك قال: "جاء رجل إلى النبي e فقال: يا رسول الله أعقلها وأتوكل أم أطلقها وأتوكل؟ قال: اعقلها وتوكل ([83]).
وقال الإمام أبو القاسم القشيري ([84]): "اعلم أن التوكل محله القلب، وأما الحركة بالظاهر فلا تنافي التوكل بالقلب بعدما تحقق العبد أن الثقة من قبل الله تعالى، فإن تعسر شيء فبتقديره وإن تيسر فبتيسيره" ([85]).
فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة، والتوكل عليه إيمان به ([86]).
هذا في الأسباب المباحة والاكتساب، كذلك أمور الآخرة وهي الطاعات التي أمر الله عباده بها وجعلها سبباً للنجاة من النار ودخول الجنة فهذا لابد من فعله مع التوكل على الله فيه والاستعانة به عليه فإنه لا حول ولا قوة إلا به، فمن قصر في شيء من ذلك استحق العقوبة في الدنيا والآخرة شرعاً وقدراً.
قال يوسف بن أسباط: يقال: اعمل عمل رجل لا ينجيه إلا عمله، وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كتب له ([87]).
الالتفات إلى الأسباب:
قال بعض أهل العلم: الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ([88])، ومحو الأسباب – أن تكون أسباباً – تغيير في وجه العقل ([89])، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع ([90]).
والتوكل معنى يلتئم من معنى التوحيد والعقل والشرع ([91]).
والناس في العمل بالأسباب قسمان: وأصلٌ وسالك.
فالأول: هو الذي لا يلتفت إلى الأسباب ولو تعاطاها.
والثاني: يقع له الالتفات إلى السبب أحياناً، إلا أنه يدفع ذلك عن نفسه بالطرق العلمية والأذواق الحالية إلى أن يرتقي إلى مقام الواصل ([92]).
التداوي من الأسباب المشروعة التي لا تنافي التوكل ولا تناقضه والدليل على ذلك فعله e وقوله وأمره به.
أما قوله: فقد قال e: " ما من داء إلا وله دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله إلا السام ([93]).
وعند الترمذي: "يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء …".
وسئل e عن الدواء والرقى هل ترد من قدر الله شيئاً قال: "هي من قدر الله" ([94]).
وأما أمره e فقد أمر غير واحد من الصحابة بالتداوي وبالحمية وقطع لسعد بن معاذ عرقاً. "أي فصده"، وكوى سعد بن زرارة ([95]).
(وهو كدفع داء الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدراً وشرعاً) ([96]).
حكمه:
أولاً: عند الحنابلة: يباح التداوي بمباح إجماعاً ولا يجب عند جمهور العلماء، ولو ظن نفعه، واختار القاضي وابن عقيل وابن الجوزي وغيرهم من الحنابلة فعله وفاقاً لأكثر الشافعية.
وتركه أفضل: وهذا هو المشهور في المذهب؛ لخبر السبعين ألفاً يدخلون الجنة، ولأنه أقرب إلى التوكل ([97]).
وروي عن الإمام أحمد أنه سئل في الرجل يمرض يترك الأدوية أو يشربها؟ قال: إذا توكل فتركها أحب إليّ ([98]).
ثانياً: عند الشافعية: يستحب التداوي لما روي أبو الدرداء أن رسول الله e قال: "إن الله تعالى أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء فتدواووا ولا تداووا بالحرام" ([99]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/352)
قال النووي: يستحب التداوي للأحاديث المشهورة في التداوي وإن ترك التداوي توكلاً فهو فضيلة. اهـ كلامه مختصراً ([100]).
وقال الرافعي منهم: يستحب الصبر على المرض والتداوي ([101]).
والذي يظهر من كلامه الجمع بينهما.
ثالثاً: المالكية: يرون أن شرب الدواء أو الحمية أو الحجامة أو فصد العروق أو غيرها جائز ([102]) يستوي فعله وتركه ([103]).
رابعاً: الأحناف: مذهب أبي حنيفة أنه مؤكد حتى يداني به الوجوب ([104]).
قال تقي الدين: ليس بواجب عند جماهير الأئمة، إنما أوجبه طائفة قليلة من أصحاب الشافعي وأحمد ([105]).
وقد رد ابن تيمية - رحمه الله – على من قال بالوجوب فقال: "التداوي غير واجب، ومن نازع فيه خصمته السنة في المرأة السوداء التي خيرها النبي e بين الصبر على البلاء ودخول الجنة وبين الدعاء بالعافية فاختارت البلاء والجنة ([106])، ولو كان رفع المرض واجباً لم يكن للتخيير موضع كدفع الجوع …
ولست أعلم سالفاً أوجب التداوي، وإنما كثيراً من أهل الفضل والمعرفة يفضل تركه تفضلاً واختياراً لما اختار الله ورضي به، وتسليماً له، وهذا المنصوص عن أحمد وإن كان من أصحابه من يوجبه.
ومنهم من يستحبه ويرجحه كطريقة كثير من السلف؛ استمساكاً لما خلقه الله من الأسباب وجعله من سنته في عباده" اهـ كلامه ([107]).
وقال ابن رجب: "من رجح التداوي قال: إنه حال النبي e الذي كان يداوم عليه وهو لا يفعل إلا الأفضل. وحمل الحديث على الرقي المكروهة التي يخشى منها الشرك بدليل أنه قرنها بالكي والطيرة وكلاهما مكروه ([108]) " اهـ كلامه.
وفي حمل من حمل الحديث على الرقي التي يخشى منها الشرك نظر حيث إن المقصود بها الرقي المشروعة لكن المتوكل يتورع عنها.
أما الرقي الشركية فلا يجوز تعاطيها البتة، واستخدامها قادح في التوحيد ([109]) فضلاً عن تمام التوكل والإيمان.
والذي يترجح في حكم التداوي – والله أعلم – أنه مستحب وفضيلة؛ ففيه رفق بالمريض وأهله ومحبيه، وقوة على الطاعة والعمل، والمؤمن القوي خيرّ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
علاوة على النصوص الصريحة في الأمر بالتداوي، وفعله e. مع وجوب الاعتماد على الله تعالى لا على الأدوية في حصول الشفاء.
أما حديث المرأة السوداء: فدليل على عدم الوجوب، وصارف للأحاديث عنه إلى الاستحباب، ولا دليل فيه على فضل ترك التداوي مع القدرة عليه. والله أعلم.
روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال: قال رسول الله e: " عرضت علي الأمم، فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط، والنبي ليس معه أحد، حتى رفع لي سواد عظيم، قلت: ما هذا؟ أمتي هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومه، قيل: انظر إلى الأفق، فإذا سواد يملأ الأفق، ثم قيل لي: انظر ههنا وههنا – في آفاق السماء – فإذا سواد قد ملأ الأفق، وقيل: هذه أمتك، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفاً بغير حساب، ثم دخل ولم يبين لهم، فأفاض القوم وقالوا: نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله فنحن هم، أو أولادنا الذين ولدوا في الإسلام، فإنا وُلدنا في الجاهلية، فبلغ النبي e فخرج فقال: هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون.
فقال عكاشة بن محصن: أمنهم أنا يا رسول الله؟ قال: نعم، فقام آخر فقال: أمنهم أنا؟ قال: سبقك بها عكاشة" ([110]).
وفي رواية: "عرضت علي الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل هؤلاء أمتي؟ قال: لا ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد كثير، قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب، قلت: ولم؟ قال: كانوا لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، فقام إليه عكاشة بن محصن فقال: اُدعُ الله أن يجعلني منهم، قال: اللهم اجعله منهم، ثم قام إليه رجل آخر فقال: اُدع الله …" ([111]) إلى آخر الحديث.
وساق مسلم بسنده عن أبي هريرة أن النبي e قال: "يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، فقال رجل ([112]): يا رسول الله اُدع الله أن يجعلني منهم، قال: اللهم اجعله منهم، ثم قال آخر فقال: يا رسول الله اُدع الله أن يجعلني منهم، قال: سبقك بها عكاشة" ([113]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/353)
وفي رواية: قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: "هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون" ([114]).
وفي رواية: "هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون" ([115]).
وفي رواية: "هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون" ([116]).
قال شيخ الإسلام: هذه الزيادة وهم من الراوي، لم يقل النبي e: " لا يرقون" لأن الراقي محسن إلى أخيه، وقد قال e حين سئل عن الرقى: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه" ([117]).
وقال e: " لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً" ([118]).
وأيضاً فقد رقى جبريل النبي e ([119]).
قال: والفرق بين الراقي والمسترقي: أن المسترقي سائل مستعط ملتفت إلى غير الله بقلبه، والراقي محسن، وإنما وصفت السبعين ألفاً بتمام التوكل، فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم ولا يكويهم ولا يتطيرون" ([120]).
روى البخاري بسنده عن جابر t عن النبي e قال: "إن كان في شيء من أدويتكم شفاء ففي شرطة محجم، أو لذعة بنار، وما أحب أن أكتوي" ([121]).
قال ابن حجر: كأنه أراد أن الكي جائز للحاجة، وأن الأولى تركه إذا لم يتعين، وأنه إذا جاز كان أعم من أن يباشر الشخص ذلك بنفسه أو بغيره لنفسه أو لغيره. وعدم الجواز مأخوذ من نسبة الشفاء إليه.
وفضل تركه من قوله: "وما أحب أن أكتوي".
وقد أخرج مسلم من طريق أبي الزبير عن جابر قال: "رمي سعد بن معاذ على أكحله فحسمه رسول الله e" ([122]).
قال الخطابي: إنما كوى سعداً ليرقأ الدم من جرحه، وخاف عليه أن ينزف فيهلك ([123]).
ومن طريق أبي سفيان عن جابر أن النبي e بعث إلى أُبي بن كعب طبيباً فقطع منه عرقاً ثم كواه عليه" ([124]).
وعند الترمذي عن أنس أن النبي e " كوى أسعد بن زرارة من الشوكة" ([125]).
وعن عمران بن حصين قال: "نهى رسول الله e عن الكي فاكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا" ([126]).
والنهي فيه محمول على الكراهة، أو على خلاف الأولى؛ لما يقتضيه مجموع الأحاديث. وقيل: إنه خاص بعمران لأنه كان به (الباسور) ([127])، وكان موضعه خطراً فنهاه عن كيه، فلما اشتد عليه كواه فلم ينجح ([128]).
الجمع بين أحاديث الفعل والنهي:
ظاهر هذه الأحاديث تعارض النهي والفعل، والحقيقة أنه لا تعارض بحمد الله، حيث إن الكي جنسان:
أحدهما: كي الصحيح؛ لئلا يعتل كما يفعل كثير من أمم العجم، فإنهم يكوون ولدانهم وشبانهم من غير علة بهم.
وكانت العرب تذهب هذا المذهب في جاهليتها وتفعل شبيهاً بذلك في الإبل إذا وقعت النقبة فيها – وهي جرب – أو العُرُّ – وهو قروح تكون في وجوهها ومشافرها – فتعمد إلى بعير منها صحيح فتكويه ليبرأ ما به من العر أو النقبة.
وهذا هو الأمر الذي أبطله رسول الله e وقال فيه: "لم يتوكل من اكتوى" ([129])، لأنه ظن أن اكتواءه وإفزاعه الطبيعة بالنار وهو صحيح يدفع من قدر الله تعالى.
ولو توكل عليه وعلم أنه لا منجي من قضائه لم يتعالج وهو صحيح، ولم يكو موضعاً لا علة به ليبرأ العليل.
أما الجنس الآخر: فكي الجرح إذا نغل ([130])، وإذا سال دمه فلم ينقطع وهذا هو الكي الذي قال e إن فيه الشفاء.
وكوى أسعد بن زرارة لعلة كان يجدها في عنقه، وليس هذا بمنزلة الأمر الأول. ولا يقال لمن يعالج عند نزول العلة لم يتوكل، فقد أمر النبي e بالتعالج وقال: "لكل داء دواء" ([131]). لا على أن الدواء شاف لا محالة، وإنما يشرب على رجاء العافية من الله تعالى إذ كان الله جعل لكل شيء سبباً ([132]).
قال ابن حجر: "وهذا الذي يشرع التداوي به، فإن كان الكي لأمر محتمل فهو خلاف الأولى؛ لما فيه من تعجيل التعذيب بالنار لأمر غير محقق".
وحاصل الجمع: أن الفعل يدل على الجواز، وعدم الفعل لا يدل على المنع بل يدل على أن تركه أرجح من فعله، وكذا الثناء على تاركه.
وأما النهي عنه فإما على سبيل الاختيار والتنزيه، وإما عما لا يتعين طريقاً إلى الشفاء، قال: ولم أر في أثر صحيح أن النبي e اكتوى" ([133]).
وقد جمع بينها أيضاً ابن القيم – رحمه الله تعالى – جمعاً أرى أنه لزاماً عليَّ ذكره: يقول - رحمه الله -: النهي عن الكي أن يكتوي طلباً للشفاء، وكانوا يعتقدون أنه متى لم يكتو هلك فنهاهم عنه لأجل هذه النية.
وقد تضمنت أحاديث الكي أربعة أنواع:
أحدها: فعله. الثاني: عدم محبته له. الثالث: الثناء على تركه. الرابع: النهي عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/354)
ولا تعارض بينها بحمد الله تعالى: ففعله يدل على الجواز.
وعدم محبته له لا يدل على المنع منه.
أما الثناء على تاركه فيدل على أن تركه أولى وأفضل.
وأما النهي عنه فعلى سبيل الاختيار والكراهة، أو عن النوع الذي لا يُحتاج إليه، بل يُفعل خوفاً من حدوث الداء ([134]) والله أعلم.
وجمع ابن قتيبة وابن حجر وابن القيم – رحمهم الله – متجه، (وحديث السبعين ألف يخص الأولياء المعرضين عن الدنيا المستسلمين لقضاء الله عز وجل فلا يسألون غيرهم أن يكويهم تلذذاً بالبلاء) ([135]).
ثبت في الحديث أن النبي e رقاه جبريل عليه السلام وقد تقدم ([136]).
أيضاً ثبت أنه أمر بالاسترقاء: ففي المتفق عليه عن أم سلمة أن رسول الله e قال لجارية في بيتها رأى في وجهها سفعة – يعني صفرة – فقال: "بها نظرة ([137]) فاسترقوا لها" ([138]).
وعن عائشة قالت: أمرني رسول الله e أن أسترقي من العين ([139]).
وقد تمسك بحديث السبعين ألفاً من كره الرقى والكي من بين سائر الأدوية وزعم أنهما قادحان في التوكل دون غيرهما.
وأجاب العلماء عن ذلك بأجوبة:
أحدها: قاله الطبري والمازري وطائفة: أنه محمول على من جانب اعتقاد الطبائعيين في أن الأدوية تنفع بطبعها، كما كان أهل الجاهلية يعتقدون.
وقال غيرهم: الرقى التي يحمد تركها ما كان من كلام الجاهلية، ومن الذي لا يعقل معناه لاحتمال أن يكون كفراً، بخلاف الرقى بالذكر ونحوه.
وتعقبه عياض وغيره بأن الحديث يدل على أن للسبعين ألفاً مزية على غيرهم وفضيلة انفردوا بها عمن شاركهم في أصل الفضل والديانة ومن كان يعتقد أن الأدوية تؤثر بطبعها أو يستعمل رقى الجاهلية ونحوها فليس مسلماً ([140]).
وهذا تعقب جيد: فالمقصود في الأحاديث الناهية عن الاسترقاء: الرقية المشروعة لا رقى الجاهلية، ولذا صار لمن لا يسترقون حتى الرقية المشروعة فضيلة دخول الجنة بغير حساب.
(ثانيها: ما قاله الداوودي وطائفة: أن المراد بالحديث: الذين يجتنبون فعل ذلك في الصحة؛ خشية وقوع الداء، وأما من يستعمل الدواء بعد وقوع الداء به فلا. وهذا اختيار ابن عبدالبر.
وهو معترض: بثبوت الاستعاذة قبل وقوع الداء.
ثالثها: يحتمل أن يكون المراد بهؤلاء المذكورين في الحديث: من غفل عن أحوال الدنيا وما فيها من الأسباب المعدة لدفع العوارض، فهم لا يعرفون الاكتواء والاسترقاء، وليس لهم ملجأ فيما يعتريهم إلا الدعاء والاعتصام بالله والرضا بقضائه) ([141]).
وهذا أيضاً فيه نظر حيث إن ظاهره أنهم يعطلون الأسباب عدا الدعاء والاعتصام، وهذا خلاف الشرع وفعل الأنبياء والصالحين.
ثم إن الحديث خص هذه الأمور الثلاثة: الاكتواء والاسترقاء والتطير دون غيرها.
رابعها: أن المراد بترك الرقى والكي: الاعتماد على الله في دفع الداء والرضا بقدره، لا القدح في الجواز؛ لثبوت وقوعه في الأحاديث الصحيحة وعن السلف الصالح. ولا يرد على هذا وقوع ذلك منه e فعلاً وأمراً؛ لأنه كان في أعلى مقامات العرفان ودرجات التوكل، فكان ذلك منه للتشريع وبيان الجواز ([142]).
وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به" ([143]).
هذا في الرقية، ومع ذلك فلا ينقص ذلك من توكله؛ لأنه كامل التوكل يقيناً فلا يؤثر فيه تعاطي الأسباب شيئاً بخلاف غيره ولو كان كثير التوكل ([144]).
مسألة:
هل السبعون ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب أفضل من غيرهم مطلقاً؟
"قال القرطبي: الرقى بأسماء الله تعالى تقتضي التوكل عليه والالتجاء إليه والرغبة فيما عنده والتبرك بأسمائه، فلو كان ذلك قادحاً في التوكل لقدح الدعاء، إذ لا فرق بين الذكر والدعاء، وقد رقى النبي e ورقي وفعله السلف والخلف، فلو كان مانعاً من اللحاق بالسبعين أو قادحاً في التوكل لم يقع من هؤلاء، وفيهم من هو أعلم وأفضل مما عداهم.
وتُعقب: بأنه بنى كلامه على أن السبعين المذكورين أرفع رتبة من غيرهم مطلقاً وليس كذلك.
فقد أخرج الإمام أحمد وابن خزيمة في صحيحه وابن حبان من حديث رفاعة الجهني عن النبي e: " وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوؤوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة" ([145]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/355)
فهذا يدل على: أن مزية السبعين بالدخول بغير حساب لا يستلزم أنهم أفضل من غيرهم بل فيمن يحاسب في الجملة من يكون أفضل منهم" ([146]) اهـ كلام الحافظ.
قلت: ثم إن ممن باشر هذه الأمور (الاسترقاء، الاكتواء) من هو أفضل من السبعين الذين لم يسترقوا ولم يكتووا، ولا يقدح هذا في توكلهم، فقد يصاب المؤمن بمرض ليس له علاج إلا الكي، ويشق مرضه على أهله ومحبيه فيضطر للبر بهم وشفقة عليهم للاكتواء مع تمام توكله على الله تعالى، والله أعلم".
كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير، فإذا خرج أحدهم لأمر فإن رأى الطير طار يمنة تيمن به واستمر، وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع، وربما كان أحدهم يهيج الطير فيعتمدها، فجاء الشرع بالنهي عن ذلك ([147]).
روى البخاري بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله e قال: لا عدوى ولا طيرة، والشؤم في ثلاث…" ([148]).
وروى مسلم من حديث أبي هريرة: "لا عدوى ولا طيرة ولا صَفَر ولا هامة" ([149]).
وكانوا يسمون الطير السانح والبارح، فالسانح ما ولاك ميامنه بأن يمر عن يسارك إلى يمينك.
والبارح: بالعكس وكانوا يتيمنون بالسانح ويتشاءمون بالبارح.
قال: الحافظ ابن حجر: وليس في شيء من سنوح الطير وبروحها ما يقتضي ما اعتقدوه، وإنما هو تكلف بتعاطي ما لا أصل له.
إذ لا نطق للطير ولا تمييز، فيستدل بفعله على مضمون معنى فيه وطلب العلم من غير مظانه جهل من فاعله.
وكان أكثرهم يتطيرون ويعتمدون على ذلك ويصح معهم غالباً لتزيين الشيطان ذلك، وبقيت من ذلك بقايا في كثير من المسلمين ([150]) اهـ كلام ابن حجر.
فبعضهم إذا حصل له في يومه ما يكرهه قال: تصبحت بوجه من هذا اليوم؟ تشاؤماً…
ومن الأسباب التي توجب وقوع المكروه الطيرة، والطيرة على من تطير ولكن نصب الله سبحانه لها أسباباً يدفع بها موجبها وضررها من التوكل عليه وحسن الظن به وإعراض قلبه عن الطيرة وعدم التفاته إليها وخوفه منها وثقته بالله عز وجل.
ولسنا ننكر أن هذه الأمور ظنون وتخمين وحدس وخرص، ومن كان هذا سبيله فيصيب تارة ويخطئ تارات، وليس كل ما تطير به المتطيرون وما تشاءموا به وقع جميعه وصدق، بل أكثره كاذب وصادقه نادر.
[والناس في هذا المقام إنما يقولون وينقلون ما صح ووقع ويعتنون به فيرى كثيراً، والكاذب فيه أكثر من أن ينقل.
يقول ابن قتيبة: "من شأن النفوس حفظ الصواب للعجب والاستغراب وتناسي الخطأ، ومن ذا الذي يتحدث أنه سأل منجماً فأخطأ وإنما الذي يتحدث به وينقل أنه سأل فأصاب".
وقد كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تستحب أن تتزوج المرأة أو يبنى بها في شوال، وتقول: "تزوجني رسول الله e في شوال، فأي نساء رسول الله e كانت أحظى عنده مني" وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال ([151]).
مع تطير الناس بالنكاح في شوال، وهذا فعل أولي العزم والقوة من المؤمنين الذين صح توكلهم على الله، واطمأنت قلوبهم إلى ربهم، ووثقوا به، وعلموا أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنهم لن يصيبهم إلا ما كتب الله لهم، وأنهم ما أصابهم من مصيبة إلا وهي في كتاب من قبل أن يخلقهم ويوجدهم، وأن تطيرهم لا يرد قضاءه وقدره عنهم، بل قد يكون تطيرهم من أعظم الأسباب التي يجري عليهم بها القضاء والقدر، فيعينون على أنفسهم، وقد جرى لهم القضاء والقدر بأن نفوسهم هي سبب إصابة المكروه لهم فطائرهم معهم.
أما المتوكلون على الله المفوضون إليه، العالمون بأمره فنفوسهم أشرف من ذلك وهمهم أعلى وثقتهم بالله وحسن ظنهم به عدة لهم وجنة ممايتطير به المتطيرون، ويتشاءم به المتشائمون، عالمون أنه لا طير إلا طيره ولا خير إلا خيره ولا إله غيره] ([152]).
لا شك أن الطيرة شرك يقدح في التوحيد، وينافي كماله الواجب لمنافاتها التوكل على الله الواجب.
ولا علاج لمن وجدها في نفسه إلا بالتوكل على الله عز وجل والإعراض عنها، فقد شفى النبي e أمته في الطيرة فيما ثبت عنه، فعن ابن مسعود t رفعه: "الطيرة شرك وما منا إلا تطير ولكن الله يذهبه بالتوكل" ([153]).
قوله: (وما منا إلا) من كلام ابن مسعود أدرج في الخبر. وإنما جعل ذلك شركاً لاعتقادهم أن ذلك يجلب نفعاً أو يدفع ضراً، فكأنهم أشركوه مع الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/356)
وقوله: "ولكن الله يذهبه بالتوكل" إشارة إلى من وقع له ذلك فسلم الله ولم يعبأ بالطير، أنه لا يؤاخذ بما عرض له من ذلك ([154]). اهـ كلام الحافظ.
وقال e حين سئل عنها: "ذاك شيء يجده أحدكم فلا يصدنه" ([155]).
واعلم: أن التطير إنما يضر من أشفق منه وخاف، وأما من لم يبال به ولم يعبأ به شيئاً لم يضره البتة.
ومن كان معتنياً بها قائلاً بها كانت إليه أسرع من السيل إلى منحدره وتفتحت له أبواب الوساوس فيما يسمعه ويراه ويُعطاه، ويفتح له الشيطان فيها من المناسبات البعيدة والقريبة في اللفظ والمعنى ما يفسد عليه دينه، وينكد عليه عيشه ([156]).
كفارتها:
روى الإمام أحمد من حديث ابن عمرو: "من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك" قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: "أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طير ولا إله غيرك" ([157]).
أما قوله في الحديث: "وعلى ربهم يتوكلون" فهو ذكر للأصل الجامع الذي تفرعت عنه هذه الأفعال وهو التوكل على الله وصدق الالتجاء إليه، والاعتماد بالقلب عليه الذي هو خلاصة التفريد.
ونهاية تحقيق التوحيد الذي يثمر كل مقام شريف من المحبة والخوف والرجاء والرضا به رباً وإلهاً والرضا بقضائه بل ربما أوصل العبد إلى التلذذ بالبلاء وعده من النعماء ([158]).
http://www.lahaonline.com/template/Front-End/images/icons/image001.gif
([1]) سورة محمد، الآية (19).
([2]) النهاية، ابن الأثير 5/ 221، لسان العرب 11/ 734.
([3]) فتح الباري 11/ 305.
([4]) انظر تفسير ابن جرير 7/ 405.
([5]) الصحاح (5/ 1844، 1845).
([6]) تهذيب اللغة (10/ 371).
([7]) كما منع نار إبراهيم أن تحرق، ومنع سكين إبراهيم أن تقطع مع أنه أجراها على حلق إسماعيل.
([8]) كما في عصا موسى، جعلها الله سبحانه حية.
([9]) مدارج السالكين، ابن القيم 3/ 522.
([10]) طريق الهجرتين، ص257.
([11]) طريق الهجرتين، ص262.
([12]) تيسير العزيز الحميد، ص497 - 498.
([13]) سورة مريم، الآيتين (81 - 82).
([14]) هو الذي يتوكل ولا يفعل الأسباب، مثل من عنده أرض ويتوكل أن تنمو فيها الثمار من غير عمل ولا زراعة.
([15]) من يجعل عجزه توكلاً: عاجز عن فعل الأسباب مثل من عنده عبد أراد أن يعتقه ولكنه تساهل حتى وقع العبد في البئر عندها قال: اعتقتك لوجه الله.
([16]) مدارج السالكين (3/ 500)، وانظر المدارج (2/ 142).
([17]) ملحوظة: أظن المحقق أخطأ فجعل قول الدقاق في درجات التوكل الثلاث (التوكل، التسليم، التفويض) هي الدرجة الأولى، وأدخل (معرفة الله وصفاته) تحت التعريف. وترتيبي هذا هو الذي أراه مناسباً، حسبما فهمت من كلام ابن القيم - رحمه الله – فتكون (معرفة الله وصفاته) الدرجة والله أعلم.
([18]) مدارج السالكين (2/ 122، 123).
([19]) المصدر السابق (2/ 123).
([20]) المدارج (2/ 123 - 125) بتصرف وحذف يسير.
([21]) انظر شفاء العليل (ص117 - 119).
([22]) المدارج (2/ 125).
([23]) المدارج (2/ 125 - 126).
([24]) المصدر السابق والصفحة.
([25]) المدارج 2/ 126.
([26]) المصدر نفسه.
([27]) المدارج 2/ 127.
([28]) هو بشر بن الحارث بن عبدالرحمن بن عطاء الحافي، كنيته أبو نصر، اصله من مرو سكن بغداد ومات بها، صحب الفضيل بن عياض، وكان عالماً ورعاً، مات سنة 227هـ. من اقواله: أنا أكره الموت، ولا يكره الموت إلا مريب، انظر ترجمته في طبقات الصوفية/ للسلمي 1/ 39 - 47.
([29]) المدارج (2/ 127 - 128).
([30]) سورة المائدة، الآية (23).
([31]) طريق الهجرتين، ص258.
([32]) تيسير العزيز الحميد ص495 - 496.
([33]) سورة آل عمران، الآية (122).
([34]) سورة الملك، الآية (29).
([35]) سورة المائدة، الآية (23).
([36]) سورة يونس، الآية (84).
([37]) سورة الأحزاب، الآيات (1 - 3).
([38]) سورة الفاتحة، الآية (4).
([39]) سورة هود، الآية (88).
([40]) سورة الممتحنة، الآية (4).
([41]) سورة المزمل، الآية (8 - 9).
([42]) سورة هود، الآية (123).
([43]) سورة الحج، الآية (78).
([44]) سورة الرعد، الآية (30).
([45]) سورة إبراهيم، الآية (12).
([46]) سورة النمل، الآية (79).
([47]) طريق الهجرتين (ص255 - 258) مع اختصار يسير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/357)
([48]) هو هنّاد بن السري بن مصعب الكوفي، مصنف كتاب الزهد وغيره. ولد سنة 152هـ، حدَّث عنه الجماعة، لكن البخار في غير (صحيحه) اتفاقاً لا اجتناباً، كان يقال له: راهب الكوفة. مات – رحمه الله – سنة 243هـ، انظر السير 11/ 465 - 466.
([49]) الزهد، الهناد بن السري 1/ 304، باب التوكل، حققه وخرج أحاديثه عبدالرحمن الفريوائي.
([50]) رواه البخاري في صحيحه: كتاب البيوع، باب كراهية السخب في الأسواق (4/ 342، 343) عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قلت: أخبرني عن صفة رسول الله e في التوراة قال: أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة…" الحديث. ورواه أيضاً في كتاب التفسير، تفسير سورة الفتح، باب] إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً [(8/ 585) عن عبدالله بن عمرو.
([51]) المدارج (2/ 144).
([52]) سورة آل عمران، الآية (173).
([53]) سورة الطلاق، الآية (3).
([54]) تفسير الطبري (4/ 118).
([55]) سورة الزمر، الآية (36)؛ انظر تيسير العزيز الحميد ص503.
([56]) تفسير الطبري (4/ 118).
([57]) أخرجه البخاري كتاب التفسير، باب "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم" (8/ 229) عن ابن عباس.
([58]) لا أصل له، من الإسرائيليات، انظر السلسلة الضعيفة للألباني (1/ 28، رقم 21).
([59]) فتاوى ابن تيمية (1/ 183).
([60]) تيسير العزيز الحميد ص501.
([61]) هو الربيع بن خثيم ابن عائذ، الإمام القدوة العابد، أبو يزيد الثوري الكوفي، أدرك زمان النبي e وأرسل عنه، قال له عبدالله بن مسعود t: يا أبا يزيد، لو رآك رسول الله e لأحبك، ما رأيتك إلا ذكرت المخبتين" مات - رحمه الله – سنة 60هـ، انظر سير أعلام النبلاء 4255 - 262.
([62]) سورة التغابن، الآية (11).
([63]) سورة الطلاق، الآية (3).
([64]) سورة التغابن، الآية (17).
([65]) سورة آل عمران، الآية (101).
([66]) سورة البقرة، الآية (186)، انظر تفسير الطبري المجلد التاسع ح18/ 162.
([67]) قوله تعالى:] وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [.
([68]) هذا الحديث رواه الحاكم في المستدرك كتاب التفسير، تفسير سورة الطلاق (2/ 534) عن أبي السليل ضريب بن نقير القيسي قال: قال أبو ذر t: جعل رسول الله e يتلو هذه الآية:] وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب [[الطلاق: 2،3] قال: فجعل يرددها حتى نعست فقال: يا أبا ذر لو أن الناس أخذوا بها لكفتهم " قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في التلخيص: صحيح.
([69]) جامع العلوم والحكم (409).
([70]) المدارج (2/ 130) بتصرف.
([71]) فتح الباري (10/ 212).
([72]) انظر: الفروق للقرافي 4/ 222.
([73]) الموافقات، الشاطبي 1/ 210.
([74]) رواه البيهقي في شعب الإيمان (2/ 95 رقم 1266) باب التوكل والتسليم
([75]) خماصاً: ضامرة البطن من الجوع. انظر النهاية في غريب الحديث (2/ 80).
([76]) بطاناً: ممتلئة البطون. انظر النهاية في غريب الحديث (1/ 136).
([77]) رواه الترمذي 4/ 572، رقم الحديث 2343، وقال حسن صحيح، وأحمد 1/ 30، وابن ماجه 2/ 1394، رقم الحديث 4164، كتاب الزهد، باب التوكل والتعين، وابن المبارك ص196 - 197 رقم الحديث 559، وابن أبي الدنيا ص52 - 53 وإسناده حسن، وانظر صحيح الجامع الصغير 2/ 972.
([78]) دليل الفالحين 1/ 272.
([79]) تحفة الأحوذي (7/ 8 - 9).
([80]) الفروق للقرافي، ص222 - 223.
([81]) إحياء علوم الدين (14/ 228 - 230) بتصرف واختصار.
([82]) المصدر السابق (4/ 240).
([83]) رواه الترمذي في سننه له 4/ 668، رقم الحديث 2517، قال الألباني: حسن. انظر صحيح الجامع 1/ 242، رقم الحديث 1068، وابن أبي الدنيا في كتابه "التوكل" بسند حسن ص61 - 62.
([84]) هو عبدالكريم بن هوازن، صاحب الرسالة، صحب أبا علي الدقاق، أخذ الكلام عن ابن فورك، توفي بنيسابور سنة 459، انظر البداية والنهاية (12/ 107).
([85]) شرح النووي لصحيح مسلم 3/ 91.
([86]) جامع العلوم والحكم ص409.
([87]) المصدر السابق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/358)
([88]) أي اعتقاد أن الأسباب مؤثرة بذاتها كما يقول الطبائعيون "إن الولد ينتج من التفاعل بين المائين". أو الركون إلى الأسباب والاعتماد عليها لا على مسبِّبها.
([89]) محو الأسباب وإهمالها: نقص في العقل، لأن الأسباب تدرك بالعقل كالأكل والشرب.
([90]) الإعراض عن الأسباب قدح في الشرع: حيث إن الأسباب مأمور بها شرعاً والقدح فيها والإعراض عنها إعراض عن الشرع وقدح في كماله وصلاحه.
([91]) المدارج 3/ 521.
([92]) فتح الباري 11/ 410 بتصرف.
([93]) رواه البخاري كتاب الطب، باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء من حديث أبي هريرة ولفظه: "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء" انظر الصحيح مع الفتح (10/ 134)، ومسلم في الطب والمرض والرقى، باب التعوذ من شيطان الوسوسة في الصلاة من حديث جابر ولفظه: "لكل داء دواء … انظر الصحيح مع شرح النووي (14/ 190، 191)، والترمذي في أبواب الطب، باب ما جاء في الدواء والحث عليه من حديث أسامة بن شريك (4/ 383، رقم الحديث 2038 "إلا الهرم")، وابن ماجه مختصراً دون قوله "عرفه …" إسناده حسن أبواب الطب باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء (2/ 1137) عن أبي هريرة وأسامة بن شريك.
([94]) أخرجه الترمذي أبواب الطب، باب ما جاء في الرقي والأدوية (4/ 399 - 400)، وابن ماجه في أبواب الطب الباب السابق كلاهما من حديث أبي خزامة (2/ 1137)، وقيل عن ابي خزامة عن أبيه، قال الترمذي: وهذا أصبح.
([95]) سيأتي في الفصل الرابع.
([96]) زاد المعاد (4/ 15).
([97]) حاشية الروض المربع، جمع: عبدالرحمن قاسم 3/ 9 - 8، وانظر المبدع في شرح المقنع لبرهان الدين إبراهيم بن محمد ابن مفلح الحنبلي 2/ 213 - 214.
([98]) الآداب الشرعية لابن مفلح (2/ 358 - 359).
([99]) رواه أبو داود كتاب الطب، باب في الأدوية المكروهة عن أبي الدرداء (انظر السنن (4/ 7 رقم الحديث 3874). قال النووي: إسناده فيه ضعف انظر المجموع (5/ 106).
([100]) المجموع شرح المهذب (5/ 106).
([101]) الوجيز، للرافعي بهامش المجموع (5/ 105).
([102]) انظر قوانين الأحكام الشرعية ومسائل الفروع الفقهية، محمد بن أحمد الغرناطي المالكي (ص485).
([103]) الآداب الشرعية (2/ 359).
([104]) المصدر السابق والجزء والصفحة.
([105]) المصدر نفسه (2/ 360).
([106]) الحديث رواه البخاري كتاب المرض، باب فضل من يصرع من الريح (10/ 114) عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي e فقالت: إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوة الله أن يعافيك، فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها.
([107]) مجموع الفتاوى (21/ 563 - 565).
([108]) جامع العلوم والحكم، ص411.
([109]) مجموع الفتاوى (21/ 563 - 565).
([110]) رواه البخاري كتاب الطب، باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو من حديث ابن عباس. انظر الصحيح مع الفتح (10/ 155).
([111]) هذه الرواية عند البخاري كتاب الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب (11/ 405).
([112]) هو عكاشة كما يوضحه آخر الحديث.
([113]) انظر الصحيح مع شرح النووي كتاب الإيمان، باب دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب (3/ 88).
([114]) المصدر السابق والكتاب والباب (3/ 90) عن عمران بن حصين t.
([115]) المصدر السابق والكتاب والباب (3/ 92) عن عمران.
([116]) المصدر السابق والكتاب والباب (3/ 94) عن ابن عباس.
([117]) رواه مسلم في صحيحه في الطب والمرض والرق باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة (14/ 186) عن جابر قال: لدغت رجلاً منا عقرب ونحن جلوس مع رسول الله e فقال رجل: يا رسول الله أرقى قال: "نم استطاع منكم أن ينفع أخاه فيفعل" وفي رواية: "فلينفعه" عن جابر أيضاً، ورواه أحمد (3/ 302).
([118]) رواه أبو داود بهذا اللفظ كتاب الطب، باب ما جاء في الرقى عن عوف بن مالك (4/ 10، 11 رقم 3886).
([119]) مما ثبت في ذلك ما رواه مسلم في الطب والمرض والرقى (14/ 170) عن أبي سعيد أن جبريل أتى النبي e فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: نعم
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[13 - 12 - 07, 12:40 ص]ـ
هذا عمل مبارك إن شاء الله ومن مميزاته توسعه في الحديث عن التوكل على الله عز و جل بشكل محمود لكن تبقى مع ذلك مجالات للزيادة منه فيما يظهر عدم التطرق لقوله تعالى في أوائل سورة الأنفال: {إنما المومنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون}
إن الآية تبتديء بصيغة الحصر"إنما" وظاهره أن من لم يتصف بهذه الصفات ليس مومنا فما قولك بارك الله فيك ...(45/359)
هل يصح الاستدلال لإثبات صفة اليد بقوله تعالى: ((والسماء بنيناها بأيد))
ـ[بندر التويجري]ــــــــ[13 - 12 - 07, 01:40 م]ـ
ذهب عبد الرحمن المحمود في كتابه ((تيسير لمعة الاعتقاد)) إلى الاستدلال على إثبات صفة اليد بقوله تعالى: ((والسماء بنيناها بأيد)) مع أن الصحابة فسروها بالقوة، وأنها ليست جمع ((يد))، فما أدري ماحجته على هذا؟ وهل هو مصيب في هذا؟ جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 12 - 07, 04:32 م]ـ
الظاهر أن الآية ليست من آيات الصفات، لما ورد عن ابن عباس وغيره أن الأيد هنا بمعنى القوة، كما في قوله تعالى (واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب)، ومما يعضد ذلك ماورد في الحديث من أن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثة أشياء: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس نخيل عدن.
وصفة اليدين لله ثابتة في ظواهر الشرع الأخري مما يغني عن الاستدلال بتلك الآية التي يسهل على الأشاعرة وغيرهم التشغيب على المستدل بها.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[13 - 12 - 07, 07:11 م]ـ
عسى ان يكون في هذا النقل فائدة:
سُئل فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك _حفظه الله _ ضمن سؤالات روّاد ملتقى أهل الحديث السؤال التالي:
س: ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى أن اليد بمعنى القدرة لا تأتي مثناة في لغة العرب، ألا يتعارض هذا مع حديث النواس بن سمعان في صحيح مسلم رقم (2937) في خروج يأجوج ومأجوج " فيوحي إلى عيسى أني قد بعثت عبادا لا يدان لأحد بقتالهم " وقد ذكر ابن الأثير والنووي وغيرهما أن المعنى: لا طاقة لأحد بقتالهم. فجاءت اليد بمعنى القدرة مع كونها مثناة؟
فأجاب نفع الله بعلومه الإسلام والمسلمين:
" الحمد لله، نعم ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم في ردهما على من يأول صفة اليدين في قوله تعالى: {ما مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (سورة ص: 75) بالقدرة، ذَكَرا أن اليدين لا تأتي في اللغة العربية بمعنى القدرة، وقد ورد في كلامهما في مواضع التعبير باليدان عن القدرة كما في مطلع القصيدة النونية:
حكم المحبة ثابت الأركان * ما للصدود بفسخ ذاك يدان
أي: (قدرة).
ومن ذلك ما جاء في الحديث الذي أورده شيخ الإسلام في الفتاوى (28: 128) " إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه ورأيت أمرا لا يدان لك به، فعليك بنفسك، ودع عنك أمر العوام .. الحديث ".
وكذلك الحديث الذي أورد السائل ذكره في الفتاوى (1: 44) وهذا قد يشكل مع إنكارهما على من فسر اليدين بالقدرة؛ لأن ذلك لا أصل له في اللغة العربية.
والجواب: أن لفظ اليد مثناة لها في اللغة العربية استعمالات:
فتارة تستعمل غير مضافة، وتلزم الألف، وهذه هي التي بمعنى القدرة، تقول: لا يدان لي بهذا الأمر، أي لا قدرة لي عليه.
وتارة تستعمل مضافة إلى ضمير من قامت به، أو اسمه الظاهر كقولك: بيديّ، أو بيديه، أو بيدي محمد، ويجري فيها إعراب المثنى. وهي في هذا الاستعمال لا تكون بمعنى القدرة، بل يتعين أن يراد بهما: اليدان اللتان يكون بهما الفعل، والأخذ، ومن شأنهما القبض، والبسط.
وبهذا يظهر ألا تعارض بين أنكارهما على النفاة تأويل اليدين بمعنى القدرة، لأن ذلك لم يرد في اللغة العربية، وبين استعمالهما اليدان بمعنى القدرة.
وهناك استعمالان آخران لليدين في اللغة العربية:
أحدهما: أن يعبر بهما عن الفاعل للفعل، وإن لم يكن باشره بيديه كقولك هذا ما فعلت يداك، ومنه قوله تعالى: {ذلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} (الحج: 10)
ويأتي لفظ اليدين مجموعا إذا أضيف إلى ضمير الجمع كقوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} (آل عمران: 182)، ومنه قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} (يس: 71)
الثاني: استعماله مضافا إليه بعد (بين)، فيكون بمعنى أمام، كقولك: جلس بين يديه، و مشى بين يديه، ويجري هذا الاستعمال في العاقل، وغير العاقل كقوله تعالى: {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} (كريم: 62)، وقوله: {وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ} (سبأ: 12)، وقوله: {بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} (الأعراف: 57) ونظائر ذلك كثيرة.
فهذه أربعة وجوه من الاستعمالات:
ثلاثة منها مجاز وهي: الأول، والثالث، والرابع.
والثاني: حقيقة.
ويمتنع المجاز في اليدين إذا أسند الفعل لفاعل، وعدي إلى اليدين بالباء كقولك: عملت بيدي، ومنه قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (سورة ص: 75).
وأما إذا أسند الفعل إلى اليدين كقولك: هذا ما فعلت يداك، فهو من قبيل المجاز العقلي؛ لأنه عبر باليدين عن الفعل مطلقا، وإن لم يكن فعل بيديه.
وبهذا يظهر الفرق بين قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} (يس: 71)، وقوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (سورة ص: 75)، فلا تدل الآية الأولى على خلق الأنعام باليدين، وتدل الآية الثانية على خلقِ اللهِ آدم بيديه؛ فتثبت له هذه الخصوصية على سائر الناس.
فمن جعل آية "ص" نظيرا لآية "يس"؛ فقد أخطأ فبين الآيتين فروق:
ففي آية "ص" أضاف الله الفعل إلى نفسه، وعداه إلى اليدين بالباء، وذكر اليدين بلفظ التثنية، وأضافهما إلى ضمير المفرد.
وفي آية "يس" أضاف سبحانه الفعل إلى اليدين بلفظ الجمع، وذكر نفسه بلفظ الجمع الدال على التعظيم.
فيجب التفريق بين المختلفات من الألفاظ، والمعاني، والتسوية بين المتماثلات، والله أعلم ".اهـ
لللفائدة: هذا السؤال وغيره تجدونه على الرابط التالي:
www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2217
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/360)
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[13 - 12 - 07, 08:36 م]ـ
إضافةً لما ذكره الأحبَّة ..
أذكرُ أصلَ معنى (الأيد) ..
فالأيدُ مصدرٌ من آيد يئيدُ ..
قال ابنُ فارس:
[(أيد) الهمزة والياء والدال أصلٌ واحد، يدلّ على القوة والحِفْظ. يقال أيّدَه الله أي قوّاه الله. قال تعالى: {والسَّماءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ}]
قال في القاموس المحيط:
( .. آدَ يَئِيدُ أيْداً: اشْتَدَّ وقَوِيَ. والآدُ: الصُّلْبُ والقُوَّةُ كالأَيْدِ. وآيَدْتُهُ مُؤَايدَةً وأيَّدْتُه تأييداً فهو مُؤْيَدٌ ومُؤَيَّدٌ: قَوَّيْتُه. وككِتابٍ: ما أُيِّدَ به من شيءٍ والمَعْقِلُ والسِّتْرُ والكَنَفُ والهَواءُ واللَّجَأُ والجَبَلُ الحَصينُ والتُّرابُ يُجْعَلُ حَوْلَ الحَوْضِ والخِباءِ و من الرَّمْلِ: ما أشْرَفَ ومَيْمَنَةُ العَسْكَرِ ومَيْسَرَتُه وحَيٌّ من مَعَدٍّ وكَثْرَةُ الإبِلِ. والمُؤْيِدُ كمُؤْمِنٍ: الأَمْرُ العظيمُ والدَّاهِيةُ ج: مَوائِدُ. وتَأَيَّدَ: تَقَوَّى).
وقال ابنُ دريد في <الجمهرة>:
( .. والأَيْد: القوّة، وكذلك الأَوْد. ورجل ذو آد وذو أَيْدٍ، أي قوة. ومنه قوله عزّ وجلّ: " والسماءَ بنيناها بأَيْدٍ "، أي بقوّة .. )
وقال امرئ القيس:
فأَثَّتْ أَعالِيه وآدَتْ أُصولُه ** ومال بِقُنْيَانٍ من البُسْر أَحمَرَا
_________
أمَّا أن تكون هذه الآية دليلاً للأشاعرة؛ فبعيد، والجواب سهلٌ.
والله أعلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 12 - 07, 09:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا
(الأيد) في لغة العرب بمعنى القوة.
وليس ثَم علاقة بين الأيد واليد وذلك أن الهمزة في (أيد) أصلية
(أيد) الهمزة فيها أصلية: آد يؤود أيدا، والأيد القوة ولها معانٍ أخر
فالهمزة هنا ليست للجمع ولكنها همزة أصلية في الكلمة.
هذا لأجل أن معناها القوة.
فإذن هذه الآية {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} ليست هنا جمع (يد)
يعني (والسماء بنيناها بقوة وإنا لموسعون) ويدل عليه قوله جل وعلا في سورة ص {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
فوصفه جل وعلا بما لم يشترك فيه مع غيره.
من جهة اليدين كل إنسان له يدين.
فوصفه جل وعلا بما ليس في غيره وهو أنه ذو القوة التي اختصه بها، خصه الله جل وعلا بها فقال ?ذَا الْأَيْدِ?
عن شرح الواسطية
وقال أبو الحسن الأشعري في الإبانة:وقد اعتل معتل بقول الله تعالى (1/ 130): (والسماء بنيناها بأيد) من الآية
(47/ 51) قالوا: الأيد القوة فوجب أن يكون معنى قوله تعالى: (بيدي) بقدرتي قيل لهم: هذا التأويل فاسد من وجوه:
أحدها: أن الأيد ليس جمع لليد لأن جمع يد أيدي وجمع اليد التي هي نعمة أيادي وإنما قال تعالى: (لما خلقت بيدي) من الآية (75/ 38) فبطل بذلك أن يكون معنى قوله:
(بيدي) معنى قوله: (بنيناها بأيد)
الإبانة (48) وقد أقر كلامه شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية.
والله أعلم
ـ[بندر التويجري]ــــــــ[18 - 12 - 07, 06:29 ص]ـ
لكن هل يمكن أن نعتبر هذا خطأ من الدكتورعبد الرحمن المحمود في الاستدلال؟ وهل هو مسبوق إلى هذا؟ (نعم أهل البدع احتجوا بهذه الآية على أهل السنة فأنا لا أريد سبق أهل البدع حاشا وكلا، وإنما سؤالي: هل سبق أحد من أهل السنة الدكتور عبد الرحمن المحمود في الاستدلال بهذه الآية على صفة اليد؟)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - 12 - 07, 09:42 م]ـ
ذهب عبد الرحمن المحمود في كتابه ((تيسير لمعة الاعتقاد)) إلى الاستدلال على إثبات صفة اليد بقوله تعالى: ((والسماء بنيناها بأيد)) مع أن الصحابة فسروها بالقوة، وأنها ليست جمع ((يد))، فما أدري ماحجته على هذا؟ وهل هو مصيب في هذا؟ جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم.
لعل فيه - والعلم عند الله - قسط من الصواب.
لكن الاستدلال لا يرتكز على لفظ (الأيد)، بل على "أن الذي يقدر على البناء بالقوة إنما يكون مَن مِن شأنه أن يقبض ويبطش بيديه". لأن العرف لا يعرف "ذا الأيد" إلا من كان له يدان حقيقيان بهما يقبض ويبسط. فهذا استدلال باللزوم أو المناسبة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 12 - 07, 11:59 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81299
ـ[سامي الراشد]ــــــــ[25 - 12 - 07, 06:16 ص]ـ
لكن هل يمكن أن نعتبر هذا خطأ من الدكتورعبد الرحمن المحمود في الاستدلال؟ وهل هو مسبوق إلى هذا؟ (نعم أهل البدع احتجوا بهذه الآية على أهل السنة فأنا لا أريد سبق أهل البدع حاشا وكلا، وإنما سؤالي: هل سبق أحد من أهل السنة الدكتور عبد الرحمن المحمود في الاستدلال بهذه الآية على صفة اليد؟)
نعم هو خطأ من الدكتور عبد الرحمن المحمود وفقه الله في الاستدلال، وهل هناك ما يمنع من وقوعه في الخطأ.
وهذه الآية من آيات الصفات لكنها دالة على صفة القوة أما نفي كونها ليست من آيات الصفات كما فعل بعض الإخوة فهو نفي باطل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/361)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - 12 - 07, 10:37 ص]ـ
وإنما يقال (ليس من آيات الصفات) لأمثال قوله تعالى:
- "ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله" - عند من يقول إن الوجه هنا بمعنى الجهة،
- "يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون" - عند من ينفى تطابقها بالحديث؛
والله أعلم.
ـ[سامي الراشد]ــــــــ[26 - 12 - 07, 05:15 ص]ـ
نعم يقال إنها ليست من آيات الصفات إذا فسرت بشيء مخلوق، كما في آية الوجه الت ذكرتها.
أما أن يفسر اللفظ بصفة أخرى فهذا لا يجوز نفي أن تكون من آيات الصفات، نعم هي لم تدل على هذه الصفة لكنها دلت على صفة أخرى أو هي صفة أخرى.
ـ[سامي الراشد]ــــــــ[26 - 12 - 07, 06:11 ص]ـ
الدكتور عبد الرحمن المحمود لا يزال حيا
فلماذا لا نختصر الطريق ويتكفل بعض من يعرف الدكتور عبد الرحمن ويسأله عن وجهة نظره في الاستدلال بهذه الآية، فإن كان له وجهة نظر فليبينها، وإن كان خطأو قع منه فليتنبه له في الطبعات القادمة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - 12 - 07, 06:40 ص]ـ
اللهم إلا أن يقصد به التوسع في التدبر والاستنباط.
ففي آية الوجه دلالة على (رحمة الله) في التشريع ولطفه فيه،
وفي آية الساق دلالة على (ملكه وديّانته وجباريته).(45/362)
دفاعا عن ابن تيمية
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[13 - 12 - 07, 07:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يا اخوان عندي سؤال او دعوة للنقاش حول ما يشنع به على شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله
المسألة هي حول
قدم العالم بالنوع
اثبات حوادث لا اول لها
فهل من يوضح هذة الشبة مع اني عندي بض المعرفة ولكن لزيادة الفائدة والتأكد فهل صحيح ان ابن حجر شنع على ابن تيمية في ذلك
وما الرد على ذلك دفاعا عن ابن تيمية
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - 12 - 07, 07:29 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
هذه المسألة أُشبعت نقاشاً و ردا و راجع هذا الكتاب:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=113
و إذا أردت أن تقمع مبتدعا في هذه المسألة فقل له:
هل كان الله تعالى في الأزل قادراً على الخلق أم لا؟
فإن قال بأن الله تعالى كان قادراً على الخلق ثم خلق المخلوقات.
فقل له: وهل تأخر خلق المخلوقات واجب أم جائز؟!
فإن قال: هو واجب فقل له: فمن الذي أوجبه؟! قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين!
وإن قال: هو جائز , فقل له: فهذا قول بجواز حوادث لا أول لها و هو ما نقوله و قد صرّحت به من حيث لا تشعر و السلام فينقطع بإذن الله
طريقة أخرى لكسر المبتدع المعاند:
قل له:
الله تعالى عند أهل السنة أول ليس قبله شيء، وعندكم معشر الأشاعرة قديم غير حادث، فما هو أول حادث في الوجود؟
إن قال لا أعلم، قل له: إذاً لا نعلم (أولاً) للحوادث و هو المطلوب.
فإن قال: نعلم، وهو القلم أو العرش، قل له: وهل تجزم بأن الله تعالى لم يخلق شيئاً قبل هذين المخلوقين؟
فإن جزم فليعطنا برهانه و لن يستطيع و لو استظهر بالإنس و الجن ,، فلا يبقى غير أن يقول: لا أجزم، فقل له: وهذا ما نريد أن الحوادث لا يعلم لها أولٌ فالأصل الجواز لا الامتناع كما يدّعيه
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[13 - 12 - 07, 07:34 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بعض الأعضاء الجدد يسأل نفس سؤالك، ويوجد خاصية البحث في المنتدى، فلو كتبت بحث عن كلمة " ابن تيمية " في العناوين لكان أحسن
انظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?searchid=2574962
ـ[أبو البركات]ــــــــ[13 - 12 - 07, 10:28 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
هذه المسألة أُشبعت نقاشاً و ردا و راجع هذا الكتاب:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=113
و إذا أردت أن تقمع مبتدعا في هذه المسألة فقل له:
هل كان الله تعالى في الأزل قادراً على الخلق أم لا؟
فإن قال بأن الله تعالى كان قادراً على الخلق ثم خلق المخلوقات.
فقل له: وهل تأخر خلق المخلوقات واجب أم جائز؟!
فإن قال: هو واجب فقل له: فمن الذي أوجبه؟! قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين!
وإن قال: هو جائز , فقل له: فهذا قول بجواز حوادث لا أول لها و هو ما نقوله و قد صرّحت به من حيث لا تشعر و السلام فينقطع بإذن الله
طريقة أخرى لكسر المبتدع المعاند:
قل له:
الله تعالى عند أهل السنة أول ليس قبله شيء، وعندكم معشر الأشاعرة قديم غير حادث، فما هو أول حادث في الوجود؟
إن قال لا أعلم، قل له: إذاً لا نعلم (أولاً) للحوادث و هو المطلوب.
فإن قال: نعلم، وهو القلم أو العرش، قل له: وهل تجزم بأن الله تعالى لم يخلق شيئاً قبل هذين المخلوقين؟
فإن جزم فليعطنا برهانه و لن يستطيع و لو استظهر بالإنس و الجن ,، فلا يبقى غير أن يقول: لا أجزم، فقل له: وهذا ما نريد أن الحوادث لا يعلم لها أولٌ فالأصل الجواز لا الامتناع كما يدّعيه
بارك الله فيك ياشيخنا ... وفعلا عندما كنا نناقش بعض أذناب الجهمية من الأشعرية بهذه المسألة كنا نسألهم مثل هذه الأسئلة فينقطعون فلا تسمع لهم همسا ...
وتشنيع الحافظ ابن حجر ليس له وجه ... حتى تصحيحه لروايات حديث عمران بن حصين فلم يصب فيها ... والحق والصواب مع شيخ الإسلام وهو الجمع بين الروايات وترجيح الصحيح منها.
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[14 - 12 - 07, 12:10 ص]ـ
بارك الله فيكم(45/363)
الملحوظات على كتاب "عقيدة التوحيد من الكتاب والسنة" للكاتبة سعاد مبير
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 12 - 07, 10:52 م]ـ
الملحوظات على كتاب "عقيدة التوحيد من الكتاب والسنة" للكاتبة سعاد مبير
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فهذه بعض الملحوظات على كتاب من كتب العقيدة والذي يدرس في بعض البلاد الإسلامية - بلاد الشام -
فالكتاب من حيث الجملة لا بأس به فهو سلس وسهل وله إجابيات كثيرة ففي أغلب المواضع يرجح مذهب السلف في الاعتقاد وخصوصا فيما يتعلق في باب الألوهية وفي مواضع أخرى وقع التخليط وخصوصا فيما يتعلق في باب الأسماء والصفات فهو يقرر مذهب الأشاعرة في ذلك , ومن باب النصح أقدم هذه الملحوظات لعل الله أن ينتفع بها من يقف على الكتاب
وسوف أقوم بذكر إيجابيات وسلبياته من باب الإنصاف إن شاء الله:
1 - في باب طرق إثبات العقيدة ص 25 أخرت الخبر الصادق – الكتاب والسنة - على الحواس والعقل , وهذا التقديم فيه مشابهة لمذهب المعتزلة والأشاعرة وغيرهم والذي فيه تقديم العقل على النقل بزعمهم أن العقل من القطعيان والنقل من باب الظنيات
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في أول كتابه "درء تعارض العقل والنقل ":
قول القائل -المقولة للرازي - إذا تعارضت الأدلة السمعية والعقلية أو السمع والعقل أو النقل والعقل أو الظواهر النقلية والقواطع العقلية أو نحو ذلك من العبارات؛ فإما أن يجمع بينهما, وهو محال لأنه جمع بين النقيضين , وإما أن يردها جميعا, وإما أن يقدم السمع وهو محال لأن العقل أصل النقل؛ فلو قدمناه عليه كان ذلك قدحاً في العقل الذي هو أصل النقل والقدح في أصل الشيء قدح فيه , فكان تقديم النقل قدحاً في النقل والعقل جميعا فوجب تقديم العقل ثم النقل إما أن يتأول وإما أن يفوض.
قال شيخ الإسلام: وهذا الكلام جعله الرازي وأتباعه قانونا كليا فيما يستدل به من كتب الله تعالى وكلام أنبيائه عليهم السلام وما لا يستدل به , ولهذا ردوا الاستدلال بما جاءت به الأنبياء والمرسلون في صفات الله , وغير ذلك من الأمور التي أنبئوا بها , وظن هؤلاء أن العقل يعارضها.
"درء التعارض" (1|7)
قلت: ولذلك قالت المؤلفة ص 28: أما الدليل العقلي فهو الذي سلمت مقدماته وانتهت في أحكامها إلى الحس أو الضرورة فهذا يفيد اليقين ويحقق الإيمان المطلوب وأما الدليل النقلي فقد ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يفيد اليقين ولا يحصل به الإيمان المطلوب ولا يثبت به وحده عقيدة! ثم قالت بعد ذلك: والذين ذهبوا إلى أن الدليل النقلي يفيد اليقين ويثبت العقيدة شرطوا فيه أن يكون قطعيا في وروده كالقرآن الكريم والحديث الشريف المتواتر قطعيا في دلالته بأن يكون محكما في معناه لا يقبل التأويل ...
وقالت ص 31: وأما الدعاوي التي لم يتعرض لها الخبر المتواتر اليقيني بأي نص واضح صريح فسبيل معرفة الحق فيها تكون منحصرة بالنظر العقلي وحده!
فأي فرق بين عبارة المؤلفة وبين ما قرره الرازي ثم لاحظ القيد التي وضعته في شرط المتواتر وهو أن يكون محكما لايقبل التأويل أي لايصادم العقل.
2 - لم تقم المؤلفة وزنا لأحاديث الآحاد في طرق إثبات العقيدة فقد درجت على مذهب المتكلمين في ذلك في ردهم لأحاديث الآحاد ولذلك قررت كما في ص 27: فالأخبار المتواترة تفيدنا العلم العلم اليقيني بداهة ...
وقالت ص 28: والذين ذهبوا إلى أن الدليل النقلي يفيد اليقين ويثبت العقيدة شرطوا فيه أن يكون قطعيا في وروده كالقرآن الكريم والحديث الشريف المتواتر قطعيا في دلالته بأن يكون محكما في معناه لا يقبل التأويل
وقالت ص 31: وأما الدعاوي التي لم يتعرض لها الخبر المتواتر اليقيني بأي نص واضح صريح فسبيل معرفة الحق فيها تكون منحصرة بالنظر العقلي وحده!
قلت: والصحيح أن حديث الآحاد يفيد اليقين أي العلم والعمل
قال ابن حزم في الإحكام (1|112): فصل هل يوجب خبر الواحد العدل العلم مع العمل أو العمل دون العلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/364)
قال أبو محمد: قال أبو سليمان والحسين عن أبي علي الكرابيسي والحارث بن أسد المحاسبي وغيرهم أن خبر الواحد العدل عن مثله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجب العلم والعمل معا وبهذا نقول وقد ذكر هذا القول أحمد بن إسحاق المعروف بابن خويز منداد عن مالك بن أنس ..
وقال ابن عبد البر في التمهيد (1|8) ناقلاً الخلاف في هذه المسألة: وقال قوم كثير من أهل الأثر وبعض أهل النظر أنه يوجب العلم الظاهر والعمل جميعاً منهم الحسين الكرابيسي وغيره وذكر ابن خوازبنداد أن هذا القول يخرج على مذهب مالك.
قال أبو عمر الذي نقول به أنه يوجب العمل دون العلم كشهادة الشاهدين والأربعة سواء , وعلى ذلك أكثر أهل الفقه والأثر , وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات ويعادى ويوالى علها ويجعلها شرعاً وديناً في معتقده على ذلك جماعة أهل السنة , ولهم في الأحكام ما ذكرنا وبالله توفيقنا.
ثم تناقضت فذكرت في كتابها كثيرا من أمور العقيدة والتي لم تثبت إلا بالحديث الآحاد
كالشفاعة والحوض وغيرهما
3 -
أ - أطلقت ص 35 علم التوحيد على علم الكلام
قلت: وهذه غفلة فعلم الكلام علم دخيل على هذه الأمة وهو الذي لعب الدور الأكبر في إفساد عقائد المسلمين
قال شيخ الإسلام -رحمه الله- (9/ 269): وأما هو في نفسه- علم المنطق - فبعضه حق وبعضه باطل , والحق الذي فيه كثير أو أكثره لا يحتاج إليه.
والقدر الذي يحتاج إليه منه فأكثر الفطر السليمة تستقل به , والبليد لا ينتفع به والذكي لا يحتاج إليه , ومضرته على من لم يكن خبيرا بعلوم الأنبياء أكثر من نفعه؛ فإن فيه من القواعد السلبية الفاسدة ما راجت على كثير من الفضلاء , وكان سبب نفاقهم وفساد علومهم.
ولذلك تناقضت لما ذكرت ص38 أن نشأت علم الكلام كان سببا في العدول عن منهج القرآن الكريم كما كانت سببا في تحويل الإيمان من بساطته وإيجابيته وسموه إلى قضايا فلسفية وأقيسة عقلية منطقية ومنا قشات كلامية فلم يعد الإيمان هو الإيمان الذي تزكو به النفس أو يصلح به العمل أو ينهض به الفرد أو تحيا به الأمة.
ب- إطلاقها على علماء السلف والذين ذموا علم الكلام وحذروا منه أنهم متشددون في ذلك قالت ص 39: والواضح من خلال رأي المحدثين والفقهاء في حكم تعلم علم الكلام أن المتشددين منهم قد حذروا من اتخاذه صنعة وديدنا ومنهجا ... أما المعتدلون الذين عدوه من الفروض الكفائية فإنهم ما عدوه منهجا في عرض الإسلام وإنما مجرد سلاح للتصدي لأسباب الزيغ والضلال.
قلت: مع أنها نقلت ذم هذا العلم عن كبار علماء السلف كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد فهل يصح إطلاق التشدد على هؤلاء ثم من هم العلماء المعتدلون في نظرها هل هم علماء المعتزلة والتي قالت عنهم ص 39: وأما المدرسة الثانية فهي مدرسة المتكلمين التي أكبر فرقها المعتزلة وهم أسسوا قواعد علم الكلام ووضعوه ورأوا أنه لا بد من الأخذ بمنهج خاص في مجال الدفاع عن العقيدة فهؤلاء لما كانوا يدافعون عن الإسلام ويشرحون أفكاره وأحكامه كان تأثرهم الأساسي بالقرآن وهو أساسهم الذي يبنون عليه بحثهم إلا أنهم – وقد تعلموا الفلسفة للدفاع عن القرآن وتسلحوا بها ضد خصومهم - ..
ت- حاولت أن تظهر أن الخلاف بين المتكلمين وبين علماء السلف قاطبة إنما هو خلاف بين الحنابلة وبين علماء الكلام كما في ص 40
4 - إظهارها لمنهج الأشاعرة والماتريدية بمظهر التجديد للإسلام ومذهب السلف ولمزها لعلماء الحديث والحنابلة بالتصلب والتحمس
ذكرت ص 40: وقد عجز عن مقاومة هذا التيار العنيف ورده المحدثون المتصلبون والحنابلة المتحمسون وعجز عنه كذلك الزهاد العابدون والفقهاء البارعون إذ لم يكن شيء مما يمتازون به يقوم في وجه هذا التيار العقلي ويرده على أعقابه وكان لابد من شخصية قوية تفوق المعتزلة في مواهبها العقلية وفي مستواها العلمي تعيد لمذهب السلف وجماعة المسلمين جدته بعد أن ضاعت معالمه على الناس بظهور الفرق الكلامية المختلفة بخصوماتها وجدالها وانحرافاتها ووجدت هذه الشخصية المطلوبة في آواخر القرن الثالث الهجري في شخص أبي الحسن الأشعري الذي ظهر بالبصرة وكذلك في شخص أبي منصور الماتريدي الذي ظهر بسمرقند فتجردا للذود عن عقيدة أهل السنة والجماعة .. وهكذا خدم هذان العالمان العظيمان هذا الدين في عصرهما خدمة باهرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/365)
وأعادا إلى نفوس وعقول كثيرة لا يعلم عددها إلا الله الثقة بهذا الدين والإيمان به من جديد واعتبر مذهب الأشعري والماتريدي مذهب أهل السنة والجماعة فعم بلاد العراق وخراسان والشام وبلاد المغرب ودانت له كما يقول العلامة الكوثري أهل البسيطة إلى أقصى بلاد إفريقية.
قلت: أبو الحسن الأشعري قد مر بثلاث مراحل في العقيدة فالمرحلة الأولى مرحلة الاعتزال، فقد اعتنق مذهب المعتزلة أربعين عاما يقرره ويناظر فيه ثم رجع عنه وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم.
وسبب ذلك المناظرة المشهورة مع الجبائي شيخ الاعتزال في عصره في قول المعتزلة يجب على الله فعل الأصلح.
ثم تاب الأشعري من الاعتزال , وصعد على المنبر وقال: إني كنت أقول بخلق القرآن , وأن الله لا يرى بالأبصار, وأن الشر فعلي ليس بقدر , وإني تائب معتقد الرد على المعتزلة.
"السير" (15/ 89)
ثم المرحلة الثانية وهي مرحلة بين الاعتزال المحض والسنة المحضة ,وهي طريقة أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (16|471): والأشعري , وأمثاله برزخ بين السلف والجهمية أخذ من هؤلاء كلاماً صحيحاً , ومن هؤلاء أصولاً عقلية ظنوها صحيحة , وهي فاسدة.
ثم المرحلة الثالثة: وهي مرحلة اعتناق مذهب أهل السنة والحديث مقتدياً بالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كما قرره في كتابه "الإبانة عن أصول الدبانة " وهو آخر كتبه. ()
ثانيا: وسمها الكوثري بالعلامة ونقلها عنه فهذه غفلة أخرى
فالكوثري هو جهمي هذا العصر صاحب الخيانات العلمية، والطعون الجلية في حق علماء وأئمة الإسلام حتى تعداه إلى الصحابة والتابعين.
قال الإمام عبد الرحمن المعلمي –رحمه الله-: فرأيت الأستاذ –أي الكوثري- تعدى ما يوافقه عليه أهل العلم من توقير أبي حنيفة وحسن الذب عنه إلى ما لا يرضاه عالم متثبت من المغالطات المضادة للأمانة العلمية , ومن التخليط في القواعد , والطعن في أئمة السنة ونقلتها حتى تناول بعض الصحابة والتابعين والأئمة الثلاثة مالكا والشافعي وأحمد , وأضرابهم , وكبار أئمة الحديث وثقات نقلته , والرد لأحاديث صحيحة ثابتة , والعيب للعقيدة السلفية .. .
فقد رمى هذا الجهمي أنساً –رضي الله عنه – بالخرف , وطعن في البخاري حتى نفى عنه ما وصفوه به بأنه أمير المؤمنين في الحديث , وزعم أنه رجل متبجح , ومن المتساهلين الذين لا يعرفون شمالهم من يمينهم كما في" تأنيب الخطيب" (44/ 45) وكان يدعي أن ابن تيمية كان يتعاطى خمسة دراهم مقابل كل فتوى يحل فيها الحرام , ويحرم فيها الحلال.
وقد رد عليه الشيخ أحمد بن محمد الصديق الغماري في كتابه "بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري ".
وقد كشف كذلك وبين خيانته وتبرأ منه ناشر بعض كتبه وهو حسام الدين القدسي واضطر إلى إيقافه عن التصحيح والتعليق , وأعلن في مقدمة كتاب "الانتقاء" خيانته على رؤوس الأشهاد وجنايته على الدين وأهله بما لم يسبق إلى مثله ().
5 - إطلاقها بعض الألفاظ في حق الله لم ترد في الكتاب والسنة كقولها ص 72:فالله سبحانه وتعالى في العقيدة الإسلامية كامل الإيجابية والفاعلية بمعنى أنه سبحانه مباشر بإرادته وعلمه وتدبيره وقدرته لكل عبد من عباده في كل حال من أحواله ولكل حي ولكل شيء في هذا الوجود كذلك متى شاء وكيف شاء
وقالت في ص 89:وإن ما نراه من حقائق الكون كلها إنما هو فيض من هذه الحقيقة الكبرى وهي ذات الله عز وجل.
6 - تناقضها في باب الأسماء والصفات
1 - ذكرت ص 128 نقلا عن الإمام الشوكاني: إن مذهب السلف من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وتابعيهم هو إيراد أدلة الصفات على ظاهرها من دون تحريف لها ولا تأويل متعسف لشيء منها ولا تشبيه ولا تعطيل يفضي إليه كثير من التأويل ... ثم ذكرت على ذلك الأمثلة: إن من صفات الله تعالى السمع والبصر والكلام فعلينا أن نؤمن أن الله جلت قدرته يسمع ويرى ويتكلم وذلك كل الذي يمكن أن ندركه من غير مجاوزة لهذا الحد فليس لنا أن نتساءل عن كيفية سماعه وبصره وكلامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/366)
ثم تناقضت فذكرت ص 162: أما السلف فسلكوا مذهب التفويض والمراد به صرف اللفظ عن ظاهره المحال على الله تعالى مع عدم التعرض لبيان المعنى المراد بل يفوض علمه إلى الله تعالى ثم تناقضت مرة أخرى فقالت: نؤمن بالمتشابه من الصفات كما وردت في الآيات والأحاديث ونترك بيان المقصود منها لله تبارك وتعالى فهم يثبتون الوجه واليدين والأعين والاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا .. إلخ وكل ذلك بمعان تليق بجلال الله وعظمته ويكلون إلى الله تعالى الإحاطة بحقيقة معانيها مع قطعهم بانتفاء المشابهة بين الله وبين مخلوقاته
قلت: مذهب السلف تفويض الكيفية وليس المعنى فالمعنى هو المراد المفهوم في كلام العرب كما قررته المؤلفة ص 127: أن أسماء الله الحسنى وصفاته سبحانه يجب أن يفهم معناها فهما يطابق ظاهر اللغة عند العرب من غير تكليف أو مواربة.
وأما قولها أن مذهب السلف تفويض المعنى فهو غلط على السلف ومناقض لما ذكرته في بعض المواضع
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية (309):
فقول ربيعة ومالك: الاستواء غير مجهول. . . موافق لقول الباقين أمروها كما جاءت بلا كيف فإنما نفوا علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة , ولو كان القوم آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ولما قالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف فإن الاستواء حينئذ لا يكون معلوماً بل مجهولاً بمنزلة حروف المعجم.
وأيضاً فإنه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ معنى , وإنما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبت الصفات.
وأيضاً فإن من ينفي الصفات الجزئية - أو الصفات مطلقاً - لا يحتاج إلى أن يقول بلا كيف فمن قال: إن الله ليس على العرش لا يحتاج أن يقول بلا كيف فلو كان مذهب السلف نفي الصفات في نفس الأمر فلما قالوا: وبلا كيف.
وأيضا فقولهم: أمروها كما جاءت يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه؛ فإنها جاءت ألفاظا دالة على معاني فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال: أمروا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد أو أمروا لفظها مع اعتقاد أن الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة , وحينئذ تكون قد أمرت كما جاءت , ولا يقال حينئذ بلا كيف إذا نفي الكيف عما ليس بثابت لغو من القول.
2 - تقسيمها للصفات درجت فيه على تقسيم الأشاعرة لصفات الله تعالى الصفة النفسية والصفات السلبية وصفات المعاني والصفات المعنوية وصفات الأفعال
قلت: وهو تقسيم بدعي يلزم منه إنكار صفات الله الأخرى كالصفات الخبرية فقد فرقوا بين ما ثبت بالسمع, وبين ما ثبت بالعقل , وبين الصفات اللازمة لذات الله , والصفات المتعلقة بالإرادة والمشيئة , وحملهم هذا التقسيم المبتدع على إثبات البعض , ونفي البعض الآخر اقتضى ذلك من أهل السنة أن يقسموا تقسما آخر كما هو معلوم.
3 - عدها صفات الله الخبرية من المتشابه كما في ص 160
وذكرت ص 164: أما ترك المتشابهات على ظاهرها من غير تأويل لها سواء كان إجماليا أو تفصيليا فهو غير جائز ولم يجنح إليه سلف ولا خلف كما تبين ولو فعلنا ذلك لحملنا عقلنا معاني متناقضة في شأن كثير من هذه الصفات فقد أسند الله إلى نفسه العين بالإفراد في قوله تعالى {ولتصنع على عيني} وأسند مرة أخرى إلى نفسه الأعين بالجمع فقال: {واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا} ونقرأ قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} وقوله سبحانه: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} فإذا فسرنا الآيتين على ظاهرهما دون أي تأويل إجمالي لألزمنا القرآن الكريم بالتناقض الواضح إذ كيف يكون مستويا على عرشه وبدون أي تأويل ويكون في الوقت نفسه أقرب إلينا من حبل الوريد بدون أي تأويل.
قلت: والصواب أن آيات الصفان ليست من المتشابه قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين (1|49): اتفاق الصحابة في مسائل الصفات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/367)
وقد تضمن هذا أموراً منها أن أهل الإيمان قد يتنازعون في بعض الأحكام ولا يخرجون بذلك عن الإيمان , وقد تنازع الصحابة في كثير من مسائل الأحكام وهم سادات المؤمنين وأكمل الأمة إيماناً , ولكن بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء والصفات والأفعال بل كلهم على إثبات ما نطق به الكتاب والسنة كلمة واحدة من أولهم إلى آخرهم لم يسوموها تأويلاً , ولم يحرفوها عن مواضعها تبديلاً , ولم يبدوا لشيء منها إبطالا ًولا ضربوا لها أمثالاً , ولم يدفعوا في صدورها وأعجازها , ولم يقل أحد منهم يجب صرفها عن حقائقها وحملها على مجازها بل تلقوها بالقبول والتسليم , وقابلوها بالإيمان والتعظيم , وجعلوا الأمر فيها كلها أمراً واحداً , وأجروها على سنن واحد , ولم يفعلوا كما فعل أهل الأهواء والبدع حيث جعلوها عضين , وأقروا ببعضها , وأنكروا بعضها من غير فرقان مبين مع أن اللازم لهم فيها أنكروه كاللازم فيما أقروا به وأثبتوه.
ثم إن هذا تناقض لما ذكرته ص 162: نؤمن بالمتشابه من الصفات كما وردت في الآيات والأحاديث ونترك بيان المقصود منها لله تبارك وتعالى فهم يثبتون الوجه واليدين والأعين والاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا .. إلخ وكل ذلك بمعان تليق بجلال الله وعظمته ويكلون إلى الله تعالى الإحاطة بحقيقة معانيها مع قطعهم بانتفاء المشابهة بين الله وبين مخلوقاته
وأما الجواب على الإشكال في نظرها التي ذكرته فعقيدة أهل السنة والجماعة إثبات عينين لله تعالى كما جاء في الحديث: إن ربكم ليس بأعور وإن الدجال أعور العين اليمنى. البخاري ومسلم
فالآية الأولى مفرد وهو العين أضافه الله إلى نفسه والمفرد إذا أضيف أفاد الجمع وأقل الجمع اثنان كما هو معروف في كلام العرب كما قال تعال: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} مع أنهما اثنتان , والجواب على الجمع بين آية الاستواء وبين آية القرب فالله ليس كمثله شيء ولا يقاس بخلقه سبحانه فهو على عرشه كما أخبر وهو قريب من عباده
كما أخبر لا تخفى عليه خافية.
4 - لما ذكرت منهج السلف وهو التسليم للنصوص وعدم الخوض في التأويل ومذهب الخلف وهو التأويل حاولت الجمع بينهما وأنه لاتناقض بين القولين ذكرت ص 164:وذهب آخرون على ترجيح مذهب الخلف لأنه أحكم وأحفظ لعقائد العوام من شبهة التشبيه والتجسيم ولما فيه من تقريب الوجود الإلهي للأفهام والحقيقة أن مذهب السلف في عصرهم كان هو الأفضل والأسلم والأوفق للإيمان الفطري المرتكز في كل من العقل والقلب أما مذهب الخلف في عصرهم فقد أصبح هو المصير الذي لابد منه بسبب نشوء المذاهب الفكرية واتساع حلقات البحث وفنون البلاغة وبسبب ظهور المشبهة والمجسمة والجهمية ..
قلت: لا وجه للمقارنة بين السلف وبين الخلف فالسلف كما ذكرت المصنفة ص 162: هم من كانوا من أهل العلم قبل نهاية القرن الثالث الهجري وهم الصحابة والتابعون وتابعوهم الذين جاء وصف قرونهم بالخيرية.
وبين الذين أثنى الله عليهم وزكاهم ومدحهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ... البخاري ومسلم
وبين جماعة من المتكلمين المبتدعين في دين الله والقائلين على الله بلا علم
قال شيخ الإسلام: ولا يجوز أيضا أن يكون الخالفون أعلم من السالفين كما قد يقوله بعض الأغبياء ممن لم يقدر قدر السلف بل ولا عرف الله ورسوله والمؤمنين به حقيقة المعرفة المأمور بها من أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم ...
فإن هؤلاء المبتدعين الذين يفضلون طريقة الخلف من المتفلسفة ومن حذا حذوهم على طريقة السلف إنما أتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك بمنزلة الأميين الذين قال الله فيهم: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} وأن طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات.
فهذا الظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهر , وقد كذبوا على طريقة السلف , وضلوا في تصويب طريقة الخلف؛ فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف.
مجموع الفتاوى (5|9)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/368)
قلت: وحقيقة قول الخلف تعطيل وتحريف لكلام الله وكلام رسوله وقول على الله وعلى رسوله بغير علم.
5 - درجت على ما قرره المتكلمون من إثبات لله ما يسمونه صفة مخالفته للحوادث كما في ص 158
قلت: أراد المتكلمون بمسألة حلول الحوادث بهذا اللفظ نفي صفات الله الاختيارية من نزول و كلام واستواء…
قال شيخ الإسلام: " وإذا قالوا: لا تحله الحوادث , أوهموا الناس أن مرادهم أنه لا يكون محلاً للتغيرات والاستحالات , ونحو ذلك من الأحداث التي تحدث للمخلوقين فتحيلهم وتفسدهم , وهذا معنى صحيح , ولكن مقصودهم بذلك أنه ليس له فعل اختياري يقوم بنفسه ولا له كلام , ولا فعل يقوم به يتعلق بمشيئته وقدرته , وأنه لا يقدر على استواء أو نزول أو إتيان أو مجيء ,وأن المخلوقات التي خلقها لم يكن منه عند خلقها فعل أصلاً بل عين المخلوقات هي الفعل ليس هناك فعل ومفعول وخلق ومخلوق بل المخلوق عين الخلق والمفعول عين الفعل ونحو ذلك.
"درء التعارض" (1|245)
قال ابن القيم رحمه الله: وأما حلول الحوادث فيريدون به أنه لا يتكلم بقدرته وميشئته , ولا ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا, ولا يأتي يوم القيامة ولا يجيء, ولا يغضب بعد أن كان راضياً ولا يرضى بعد أن كان غضبان , ولا يقوم به فعل البتة ولا أمر مجدد بعد أن لم يكن , ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن مريداً له , ولا يقول له كن حقيقة , ولا استوى على عرشه بعد أن لم يكن مستوياً عليه , ولا يغضب يوم القيامة غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله , ولا ينادي عباده يوم القيامة بعد أن لم يكن مناديا لهم ولا يقول للمصلي إذا قال: الحمد لله رب العالمين
قال: حمدني عبدي.
فإذا قال:الرحمن الرحيم.
قال: أثنى علي عبدي.
وإذا قال: مالك يوم الدين.
قال: مجدني عبدي.
فإن هذه كلها حوادث , وهو منزه عن حلول الحوادث , وبعضهم يختصر العبارة , ويقول أنا أنزهه عن التعدد والتحدد والتجدد؛ فيتوهم السامع الجاهل بمراده أنه ينزهه عن تعدد الآلهة , وعن تحدد محيط به حدود وجودية تحصره وتحويه كتحدد البيت ونحوه , وعن تجدد إلهيته وربوبيته؛ ومراده بالتعدد الذي ينزه عنه تعدد أسمائه وصفاته , وأنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئا , ولا يتكلم ومراده بالتحدد أنه ليس فوق خلقه ,ولا هو مستو على عرشه , ولا فوق العرش إله يعبد ,وليس فوق العرش إلا العدم.
ومراده بالتجدد أنه لا يقوم به فعل ولا إرادة ولا كلام بمشيئته وقدرته وبعضهم يقتصر على حرفين؛ فيقول نحن ننزهه عن التكثر والتغير فيتوهم السامع تكثر الآلهة وتغيره سبحانه واستحالته من حال إلى حال , وحقيقة هذا التنزيه أنه لا صفة له ولا فعل.
"الصواعق المرسلة" (3|937)
7 - عرفت الوحدانية على طريقة المتكلمين كما في ص 131
وهي عبارة عن نفي التعدد في الذات والصفات والأفعال.
قلت: وهذا التعريف لا يخرج عما ذكره شيخ الإسلام لا يتعدى إثبات القدرة على الاختراع
انظر مجموع الفتاوى (3|97) أي إثبات توحيد الربوبية وأما توحيد الألوهية أو الوحدانية فهو على الصحيح إفراد الله بالعبادة ومن مقتضيات هذا التوحيد إفراده سبحانه بالقصد والطلب كما قررته في كتابها المذكور لما ذكرت توحيد الألوهية ص 135
7 - ذكرت ص 136: أن توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية متلازمان عرفا وشرعا فالقول بأحدهما قول بالآخر ..
قلت: والصواب أن توحيد الربوبية غير مستلزم لتوحيد الألوهية والصواب العكس أن توحيد الألوهية مستلزم لتوحيد الربوبية كما كان الحال مع مشركي العرب وهو غير خاص بهم وهذا مشاهد في زماننا فكم ممن اعتقد بربوبية الله يصرف كثيرا من العبادات لغير الله من ذبح ونذر واستغاثة ودعاء.
8 - قررت جواز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم كما في ص 145
قالت: 2 - أن يكون التوسل بأحد هذه الأمور:
أ- بذات النبي صلى الله عليه وسلم ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/369)
ثم قالت: ولا فرق في التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته أو بعد مماته ... وهذا التكريم والتشريف لاينفك شيء منه عن النبي صلى الله عليه وسلم بوفاته بل يزداد علوا وشرفا فالتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته أو بعد وفاته على هذا النحو هو قربة إلى الله عز وجل من جانب وهو تعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم من جانب آخر ... ثم ذكرت توسل عمر بدعاء العباس ومعاوية بدعاء يزيد بن الأسود .. ثم قالت وقد استنبط العلماء من هذين الدليلين جواز التوسل بدعاء الصالحين كما ذكرنا وبعضهم استنبط جواز التوسل بهم أنفسهم.
قلت: استدلت على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعموم قوله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} وعموم قوله {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} وهذان النصان لادليل فيهما ولا أدري ما وجه الاستباط من هذين النصين في جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
أما حديث الأعمى وتوسله بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم فجوابه كالآتي:
أ - أن توسل الأعمى إنما كان بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم
ب - أن الأعمى ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليطلب منه الدعاء ولو كان التوسل بالذات مشروعا لم يكن ثمة حاجة للذهاب إليه.
ت - أن النبي صلى الله عليه وسلم وعد الأعمى بالدعاء له فقال: إن شئت دعوت لك. فألح عليه الأعمى بالدعاء قائلا: بل ادعه.
ث - ورود لفظ الدعاء بكثرة مع عدم ورود شيء من الجاه يؤكد أن المسألة تدور على التوسل بالدعاء وليس بالذات
ج - أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يتقرب إلى الله بعدة وسائل منها التوسل إليه بالعمل الصالح وهو إحسان الوضوء وإتيان ركعتين يدعو الله عقبيهما أن يستجيب دعاءه وهذا معنى وشفعني فيه أي أدعوك أن تتقبل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لي.
ح - أن الشفاعة في اللغة بمعنى الدعاء ومن الأدلة على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مئة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه. أي قبل دعاءهم له.
خ - أن علماء الحديث كالبيهقي ذكروا هذه الحادثة ضمن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وهو السر في حصول هذه المعجزة التي لم نسمع بعد موته صلى الله عليه وسلم مثلها في الصحابة ولا بعدهم إلى يومنا هذا.
د - أن قصة عثمان بن حنيف مع الرجل صاحب الحاجة التي رواها الطبراني واستدلاله بما حدث مع الأعمى فقضيت حاجة الرجل لا تصح لأن في سندها شبيب بن سعيد وهو متكلم فيه.
انظر الرد على الحبشي لدمشقية ص 87
وأما ما ذكرت من توسل عمر بدعاء العباس ومعاوية بدعاء يزيد بن الأسود .. ثم قالت ... وبعضهم استنبط جواز التوسل بهم أنفسهم.
فقد ناقضت نفسها لأنها ذكرت هذه الأدلة تحت بند التوسل بدعاء الصالحين وأهل الفضل من العلم
9 - تذبذبت في إثبات رؤية الله بالآخرة فقد ذكرت كما في ص 167: أن معنى الرؤية هي قوة يجعلها الله في الإنسان متى شاء وكيف شاء يتم بها مشاهدة صورة المرئي على حقيقته وقالت بعد ذلك: فإن من الممكن أن يرى في الآخرة رؤية صحيحة حقيقية لا شبهة فيها من غير تكييف بكيفية من الكيفيات المعتبرة في رؤية الأجسام ومن غي إحاطة.
وذكرت ص 489: وعندما يتجلى لهم الله تعالى بالرضا ويكشف لهم الحجاب ..
10 – أوردت إشكالا ولم تجب عنه وهو أن الصفات هل هي عين ذات الله أم أنها صفات زائدة عن الذات كما في ص 169 في الحاشية والتي بالتالي توقع القاريء في الحيرة وقد أجاب شيخ الإسلام عن هذا الإشكال: وقد نص الأئمة كأحمد بن حنبل وغيره وأئمة المثبتة كأبى محمد بن كلاب وغيره على أن القائل إذا قال الحمد لله أو قال دعوت الله وعبدته أو قال بالله فاسم الله متناول لذاته المتصفة بصفاته وليست صفاته زائدة على مسمى أسمائه الحسنى
وإذا قيل هل صفاته زائدة على الذات أم لا قيل إن أريد بالذات المجردة التي يقربها نفاة الصفات فالصفات زائدة عليها وان أريد بالذات الذات الموجودة في الخارج فتلك لا تكون موجودة إلا بصفاتها اللازمة والصفات ليست زائدة على الذات المتصفة بالصفات وان كانت زائدة على الذات التي يقدر تجردها عن الصفات
مجموع الفتاوى (6|97)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/370)
11 - في صفة الكلام قررت مذهب الأشاعرة كما في ص 180:صفة أزلية قائمة بذاته تعالى عبر عنها نظم ما أوحاه إلى رسله كالقرآن والتوراة والإنجيل وهي ليست بحرف ولا صوت منزهة عن التقدم والتأخر والإعراب والبناء ....
قلت: عقيدة أهل السنة والجماعة في كلام الله تعالى
أنه صفة ذاتية قديمة قائمة بذاته تعالى باعتبار نوع الكلام , وهي صفة فعل تتعلق بها مشيئة الله تعالى باعتبار أفراد الكلام؛ لأن الكلام الذي خاطب الله به نوحا عليه السلام في شأن ابنه {إني أعظك أن تكون من الجاهلين} غير الكلام الذي خاطب به موسى عليه السلام {أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين}.
وهو غير الكلام الذي خاطب به عيسى عليه السلام {يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله}
وهذا الكلام كله غير الكلام الذي خاطب الله به خاتم رسله وإمامهم محمدا عليه الصلاة والسلام ليلة الإسراء والمعراج في شأن الصلاة: " لقد خففت على عبادي وأمضيت فريضتي".
البخاري (3207) ومسلم (164)
وهذا كله غير القرآن الذي أنزله عليه وختم به كتبه.
هذا المعنى , وهذا الفهم هو المأثور عن أئمة الحديث والسنة , وهم الفرقة الناجية التي تمسكت بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعتقد.
وهذا يعنى أنهم يثبتون لله كلاماً حقيقياً يسمعه المخاطب , وأن هذا القرآن الذي نقرأه بألسنتنا , ونحفظه في صدورنا , ونكتبه في ألواحنا وكتبنا أنه كلام الله حقيقة لفظه ومعناه.
ولا يبحثون عن كيفية تكلمه تعالى به.
لأننا نؤمن به ولا نحيط به علما هذا هو موقف السلف من صفة الكلام بإيجاز لعلمهم بأن الوصف بالتكلم من أوصاف الكمال , وضده من أوصاف النقص , ولا يختلف العقلاء في ذلك , وكلنا نعلم أن معبود قوم موسى الذي اتخذوه من حليهم مما عيب عليه عدم الكلام بل يستدل بذلك على أنه ليس بإله إذ يقول الله تعالى: {واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يرو أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا}.
قال شيخ الإسلام في بيان سبب اضطراب الأشاعرة في كلام الله: وإنما اضطر ابن كلاب و الأشعري , ونحوهما إلى هذا الأصل: أنهم لما اعتقدوا أن الله لا يقوم به ما يتعلق بمشيئته وقدرته لا فعل ولا تكلم , ولا غير ذلك , وقد تبين لهم فساد قول من يقول: (القرآن مخلوق) ولا يجعل لله تعالى كلاماً قائماً بنفسه بل يجعل كلامه ما خلقه في غيره , وعرفوا أن الكلام لا يكون مفعولاً منفصلاً عن المتكلم , ولا يتصف الموصوف بما هو منفصل عنه بل إذا خلق الله شيئاً من الصفات , والأفعال بمحل كان ذلك صفة لذلك المحل لا لله؛ فإذا خلق في محل الحركة كان ذلك المحل هو المتحرك بها , وكذلك إذا خلق فيه حياة كان ذلك المحل هي الحي بها , وكذلك إذا خلق علما أو قدرة كان ذلك المحل هو العالم القادر بها؛ فإذا خلق كلاماً في غيره كان ذلك المحل هو المتكلم به.
وهذا التقرير مما اتفق عليه القائلون بأن القرآن غير مخلوق من جميع الطوائف مثل أهل الحديث والسنة ومثل الكرامية والكلابية وغيرهم.
ولازم هذا أن من قال: (إن القرآن العربي مخلوق) أن لا يكون القرآن العربي كلام الله بل يكون كلاماً للمحل الذي خلق فيه , ومن قال: إن لفظ الكلام يقع بالاشتراك على هذا وهذا , تبطل حجته على المعتزلة؛ فإن أصل الحجة أنه إذا خلق كلاماً في محل؛ كان الكلام صفة لذلك المحل؛ فإذا كان القرآن العربي كلاماً مخلوقاً في محل كان ذلك المحل هو المتكلم به , ولم يكون كلام الله ولهذا قال من قال: (لا يسمى كلاماً إلا مجازاً) فرارا من أن يثبتوا كلاماً حقيقياً قائماً بغير المتكلم به؛ فلما عظم شناعة الناس على هذا القول , وكان تسمية هذا كلاماً حقيقة معلوماً بالاضطرار من اللغة أراد من ينصرهم أن يجعل لفظ الكلام مشتركاً؛ فأفسد الأصل الذي بنوا عليه قولهم.
وبإنكار هذا الأصل استطال عليهم من يقول بخلق القرآن من المعتزلة والشيعة والخوارج , ونحوهم؛ فإن هؤلاء لما ناظرهم من سلك طريقة ابن كلاب - ومضمونها: أن الله لا يقدر على الكلام ولا يتكلم بما شاء , ولا هو متكلم باختياره ومشيئته - طمع فيهم أولئك لأن جمهور الخلق يعلمون أن المتكلم يتكلم بمشيئته واختياره , وهو قادر على الكلام وهو يتكلم بما يشاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/371)
ولكن منشأ اضطراب الفريقين اشتراكهما في أنه لا يقوم به ما يكون بإرادته وقدرته فلزم هؤلاء - إذا جعلوا يتكلم بإرادته وقدرته واختياره - أن يكون كلامه مخلوقاً منفصلاً عنه , ولزم هؤلاء - إذا جعلوه غير مخلوق - أن لا يكون قادرا على الكلام , ولا يتكلم بمشيئته وقدرته ولا يتكلم بما يشاء.
والمقصود هنا: أن عبد الله بن سعيد بن كلاب , وأتباعه وافقوا سلف الأمة وسائر العقلاء على أن كلام المتكلم لا بد أن يقوم به فما لا يكون إلا بائنا عنه لا يكون كلامه كما قال الأئمة: كلام الله من الله ليس ببائن منه , وقالوا: إن القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود , فقالوا: (منه بدأ) ردا على الجهمية الذين يقولون: بدأ من غيره , ومقصودهم أنه هو المتكلم به كما قال تعالى: {تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم} (الزمر: 1) وقال تعالى: {ولكن حق القول مني} (السجدة: 13) وأمثال ذلك.
ثم إنهم - مع موافقتهم للسلف والأئمة والجمهور على هذا - اعتقدوا هذا الأصل , وهو أنه لا يقوم به ما يكون مقدوراً له متعلقاً بمشيئته بناء على هذا الأصل الذي وافقوا فيه المعتزلة؛ فاحتاجوا حينئذ أن يثبتوا ما لا يكون مقدوراً مراداً , قالوا: والحروف المنظومة والأصوات لا تكون إلا مقدورة مرادة؛ فأثبتوا معنى واحداً لم يمكنهم إثبات معان متعددة خوفا من إثبات ما لا نهاية له فاحتاجوا أن يقولوا (معنى واحدا) فقالوا القول الذي لزمته تلك اللوازم التي عظم فيها نكير جمهور المسلمين بل جمهور العقلاء عليهم.
وأنكر الناس عليهم أموراً: إثبات معنى واحد هو الأمر والخبر وجعل القرآن العربي ليس من كلام الله الذي تكلم به , وأن الكلام المنزل ليس هو كلام الله وأن التوراة والإنجيل والقرآن إنما تختلف عباراتها؛ فإذا عبر عن التوراة بالعربية كان هو القرآن , وأن الله لا يقدر أن يتكلم , ولا يتكلم بمشيئته واختياره وتكليمه لمن كلمه من خلقه كموسى وآدم ليس إلا خلق إدراك ذلك المعنى لهم فالتكليم هو خلق الإدراك فقط.
ثم منهم من يقول: السمع يتعلق بذلك المعنى , وبكل موجود فكل موجود يمكن أن يرى ويسمع كما يقوله أبو الحسن ونحوه.
ومنهم من يقول: إنه يسمع ذلك المعنى من القاريء مع صوته المسموع منه كما يقول ذلك طائفة أخرى.
وجمهور العقلاء يقولون: إن هذه الأقوال معلومة الفساد بالضرورة , وإنما ألجأ إليها القائلين بها ما تقدم من الأصول التي استلزمت هذه المحاذير وإذا انتفى اللازم انتفى الملزوم .... .
"درء التعارض" (2|115)
"موقف ابن تيمية من الأشاعرة" (3|1266) بتصرف يسير
الرد عليهم في مسألة إنكارهم للحرف والصوت
أولا: عقيدة أهل السنة والجماعة أن كلام الله حرف والصوت
" ومن أنكر أن الله يتكلم بحرف وصوت فهو جهمي.
"مجموع الفتاوى" (12/ 305)
ثانيا: إن هذه المسألة من المسائل التي يجب أن يستفصل عن معناها
وقال شيخ الإسلام:" ويتبين هذا الجواب بالكلام على المسألة الثانية وهي قوله إن كلام الله هل هو حرف وصوت أم لا؛ فإن إطلاق الجواب في هذه المسألة نفياً وإثباتاً خطأ , وهي من البدع المولدة الحادثة بعد المائة الثالثة، لما قال قوم من متكلمة الصفاتيه إن كلام الله الذي أنزل على أنبياءه كالتوراة والإنجيل والقرآن , والذي لم ينزله والكلمات التي كون بها الكائنات والكلمات المشتملة على أمره ونهيه وخبره ليست إلا مجرد معنى واحد هو صفة واحدة قامت بالله إن عبر عنها بالعبرانية كانت التوراة , وإن عبر عنها بالعربية كانت القرآن , وأن الأمر والنهي والخير صفات لها لا أقسام لها , وأن حروف القرآن مخلوقة خلقها الله ولم يتكلم بها , وليست من كلامه إذ كلامه لا يكون إلا بحرف وصوت.
عارضهم آخرون من المثبتة فقالوا بل القرآن هو الحروف والأصوات وتوهم قوم أنهم يعنون بالحروف المداد وبالأصوات أصوات العباد , وهذا لم يقله عالم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/372)
والصواب الذي عليه سلف الأمة كالإمام أحمد والبخاري صاحب الصحيح في كتاب خلق أفعال العباد , وغيره وسائر الأئمة قبلهم وبعدهم اتباع النصوص الثابتة , وإجماع سلف الأمة , وهو أن القرآن جميعه كلام الله حروفه ومعانيه ليس شيء من ذلك كلاماً لغيره , ولكن أنزله على رسوله وليس القرآن اسماً لمجرد المعنى ولا لمجرد الحرف بل لمجموعها , وكذلك سائر الكلام ليس هو الحرف فقط ولا المعاني فقط كما أن الإنسان المتكلم الناطق ليس هو مجرد الروح ولا مجرد الجسد بل مجموعهما.
وأن الله تعالى يتكلم بصوت كما جاءت به الأحاديث الصحيحة , وليس ذلك كأصوات العباد لا صوت القاريء ولا غيره , وأن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله فكما لا يشبه علمه وقدرته وحياته علم المخلوق وقدرته وحياته , وكذلك لا تشبه كلامه كلام المخلوق , ولا معانيه تشبه معانيه , ولا حروفه يشبه حروفه , ولا صوت الرب يشبه صوت العبد؛ فمن شبه الله بخلقه فقد ألحد في أسمائه وآياته ومن جحد ما وصف به نفسه فقد ألحد في أسمائه وآياته.
"المجموع " (12/ 244)
وقال ابن قدامة المقدسي -رحمه الله- في جزئه المسمى" الصراط المستقيم في إثبات الحرف القديم".
" وكلام الله تعالى الذي تكلم به والكلام هو الحروف المنظومة والكلمات المفهومة والأصوات المعلومة.
والدليل على ذلك من وجهين:
أحدهما: من الكتاب والسنة والإجماع.
أما الكتاب فقول الله تعالى {آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا}
وقال لمريم {فقولي إن نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا} إلى قوله {فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا} وقال {لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن} ….
وأما السنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم:"عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان وما حدثت به أنفسها ما لم تكلم به أو تعمل به ".
البخاري (5269) ومسلم (127) بلفظ:إن الله تجاوز عن أمتي ....
وأخرجه ابن ماجه (2045): بلفظ:إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
وقوله: إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ......
مسلم (537)
وأما الإجماع: فإن الناس في أشعارهم ومنثور كلامهم وعرفهم وأحكامهم على أن الكلام النطق، ولهذا قال قائلهم: (إن كان الكلام من فضة فالصمت من ذهب)
وأشباه هذا كثيرة
وفي الشعر فما يُكلم إلا حين يبتسم
وقال هبيرة
وإن كلام المرء في غير كنهه كنبل تهوي ليس فيها نصالها
ومثل هذا كثير لا ينحصر.
وأجمعوا على أنه لو حلف لا يتكلم لم يحنث إلا أن ينطق، ولو قال: امرأته طالق إن بدأ بها بالكلام، لم يتعلق ذلك إلا بالبداية بالنطق.
وقال أهل العربية: الكلام من اسم وفعل وحرف
وقالوا: الكلام ما أفاد، ولا يكون إلا من جملة فعلية ومبتدأية، ولا ينتظم إلا من اسمين، أو اسم وفعل أو اسم وحرف في النداء خاصة , ولأن التكليم فعل متعد، يقال كلمت فلاناً كلاماً، وقد قيل اشتقاقه من الكلم وهو الجرح لأنه يؤثر في المكلم كتأثير الكلم.
والمؤثر المتعدي إنما هو النطق الذي يسمعه المكلم فيؤثر فيه تارة خوفاً، وتارة رجاء وتارة سروراً ,وتارة حزناً , وتارة تكليفاً، وتارة إسقاطاً، وأشباه هذا.
أما ما في النفس فلا يتعدى إليه , ولا يؤثر شيئا فيه، فلا يكون كلاماً ولا تكليماً.
واعترضوا على هذا من وجوه:
أحدها: أن الأخطل قال:
إن الكلام من الفوائد وإنما جعل اللسان على الكلام دليلا
وهذا شاعر نصراني عدو الله ورسوله ودينه، فيجب إطراح كلام الله ورسوله وسائر الخلق تصحيحاً لكلامه , وحمل أقوالهم على المجاز صيانة لكلمته هذه عن المجاز.
الثاني: قالوا سلمنا أن كلام الآدمي صوتاً وحرفاً , ولكن كلام الله بخلافه لأنه صفته؛ فلا تشبه صفات الآدميين ولا كلامه كلامهم.
الثالث: أن مذهبكم في الصفات أن لا تفسر فكيف فسرتم كلام الله تعالى بما ذكرتم.
الرابع: أن الحروف لا تخرج إلا من مخارج وأدوات والصوت لا يكون إلا من جسم , والله تعالى يتعالى عن هذا.
الخامس: أن الحروف يدخلها التعاقب فالباء تسبق السين والسين تسبق الميم وكل مسبوق مخلوق.
السادس: أن هذا يدخله التجزيء والتعداد , والقديم لا يتجزأ ولا يتعدد.
قلنا الجواب عن الأول من وجوه:
الأول: يحتاجون إلى إثبات هذا الشعر ببيان إسناده , ونقل الثقات له ولا نقنع بشهرته فقد يشتهر الفاسد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/373)
وقد سمعت شيخنا أبا محمد بن الخشاب إمام أهل العربية في زمانه يقول: قد فتشت دواوين الأخطل الكبيرة فلم أجد هذا البيت فيها.
الثاني: لا نسلم أن لفظه هكذا إنما قال:
إن البيان من الفؤاد فحرفوه
وقالوا الكلام. ......
السادس: أنه لا تصح إضافة ما ذكروه إلى الله تعالى؛ فإنه جعل الكلام في الفؤاد , والله تعالى لا يوصف بذلك وجعل اللسان دليلا عليه.
ولأن الذي عنى الأخطل بالكلام هو التروي والفكر واستحضار المعاني وحديث النفس ووسوستها؛ فلا يجوز إضافة شيء من ذلك إلى الله تعالى بلا خلاف بين المسلمين.
ومن أعجب الأمور أن خصومنا ردوا على الله وعلى رسوله ,وخالفوه , وخالفوا جميع الخلق من المسلمين وغيرهم فراراً من التشبيه على زعمهم ثم عادوا إلى تشبيه أقبح وأفحش من كل تشبيه , وهذا نوع من التغفيل , ومن أدل الأشياء على فساد قولهم تركهم قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم , وما لا يحصى من الأدلة , وتمسكوا بكلمة قالها الأخطل جعلوها أساس مذهبهم وقاعدة عقدهم.
فلو أنها انفردت عن مبطل وخلت عن معارض لما جاز أن يبنى عليها هذا الأصل العظيم فكيف , وقد عارضها ما لم يمكن رده فمثلهم كمثل رجل بنى قصرا على أعواد الكبريت في مجرى السيل.
وأما قولهم إن كلام الله تعالى يجب أن لا يكون حروفاً لأن لا يشبه كلام الآدميين.
قلنا: جوابه من وجوه
أحدها: أن الاتفاق في أصل الحقيقة ليس بتشبيه كما أن اتفاق البصر في إدراك المبصرات والسمع في أنه إدراك المسموعات , والعلم في أنه إدراك المعلومات ليس بتشبيه كذلك هذا.
الثاني: أنه لو كان ذلك تشبيهاً كان تشبيههم أقبح وأفحش على ما ذكرنا.
الثالث: أنهم إن نفوا هذه الصفة لكون هذا تشبيهاً ينبغي أن ينفوا سائر الصفات من الوجود من الحياة والسمع والبصر وغيرها.
الرابع: أننا نحن لن نفسر هذا إنما فسره الكتاب والسنة كما تقدم.
وأما قوله: إنكم فسرتم هذه الصفة
قلنا: إنما لا يجوز تفسير المتشابه الذي سكت السلف عن تفسيره وليس كذلك الكلام؛ فإنه من المعلوم بين الخلق لا شبهة فيه , وقد فسره الكتاب والسنة.
الثاني: إننا نحن فسرناه بحمله على حقيقته تفسيراً جاء به الكتاب والسنة , وهم فسروه بما لم يرد به كتاب وسنة , ولا يوافق الحقيقة , ولا يجوز نسبته إلى الله تعالى.
وأما قولهم أن الحروف تحتاج إلى مخارج وأدوات.
قلنا: احتياجها إلى ذلك في حقنا لا يوجب ذلك في كلام الله تعالى الله عن ذلك.
فإن قالوا بل يحتاج الله كحاجتنا قياسا له علينا أخطؤوا من وجوه:
أحدها: أنه يلزمهم في سائر الصفات التي سلموها كالسمع والبصر والعلم والحياة فلا يكون ذلك في حقنا إلا في جسم , ولا يكون البصر إلا في حدقة ولا السمع إلا في انخراق , والله تعالى بخلاف ذلك.
الثاني: أن هذا تشبيه لله تعالى بنا , وقياس له علينا وهذا كفر.
الثالث: أن بعض المخلوقات لم تحتج إلى مخارج في كلامها كالأيدي والأرجل والجلود التي تتكلم يوم القيامة , والحجر الذي سلم على النبي صلى الله عليه وسلم , والحصى الذي سبح في كفه , والذراع المسمومة التي كلمته.
وقال ابن مسعود: كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يأكل.
ولا خلاف في أن الله تعالى قادر على إنطاق الحجر الأصم بلا أدوات؛ فكيف عجزوا الله تعالى عن الكلام بلا أدوات.
وقولهم: أن التعاقب يدخل بالحروف
قلنا: إنما كان ذلك في حق من ينطق بالمخارج والأدوات , ولا يوصف الله تعالى في ذلك وقولهم إن القديم لا يتجزأ ولا يتعدد غير صحيح.
فإن أسماء الله معدودة قال الله تعالى {ولله الأسماء الحسنى} وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة.
البخاري (2736) ومسلم (2677)
وهي قديمة , وقد نص الشافعي على أن أسماء الله غير مخلوقة.
وقال الإمام أحمد: من قال إن أسماء الله مخلوقة فقد كفر.
وكذلك كُتُب الله تعالى؛ فإن التوراة والإنجيل والزبور والقرآن متعددة , وهي كلام الله غير مخلوقة , وإنما هذا شيء أخذوه من علم الكلام , وهو مطرح عند جميع الأئمة الأعلام.
"الصراط المستقيم" (48)
12 - درجت على ما قرره الأشاعرة كما في ص 186 من نفي العلة الغائية عن أفعال الله
قلت: أرادوا بذلك نفي الحكمة عن أفعال الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/374)
قال ابن القيم رحمه الله لما ذكر الأسباب التي تحمل النفوس الجاهلة قبول التأويل
السبب الثاني: أن يخرج المعنى الذي يريد إبطاله بالتأويل في صورة مستهجنة تنفر عنها القلوب, وتنبوا عنها الأسماع؛ فيتخير له من الألفاظ أكرهها وأبعدها وصولا إلى القلوب وأشدها نفرة؛ فكذلك أهل البدع والضلال من جميع الطوائف هذا معظم ما ينفرون به عن الحق ويدعون به إلى الباطل ...
انظر مختصر الصواعق (1|181)
قال ابن القيم رحمه الله: وقد أثنى على عباده المؤمنين حيث نزهوه عن إيجاد الخلق لا لشيء ولا لغاية فقال تعالى: {ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك} وأخبر أن هذا ظن أعدائه لا ظن أوليائه فقال: {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا} وكيف يتوهم أنه عرفه من يقول أنه لم يخلق لحكمة مطلوبة له , ولا أمر لحكمة ولا نهى لحكمة , وإنما يصدر الخلق والأمر عن مشيئة وقدرة محضة لا لحكمة ولا لغاية مقصودة , وهل هذا إلا إنكار لحقيقة حمده بل الخلق والأمر إنما قام بالحكم والغايات فهما مظهران بحمده وحكمته؛ فإنكار الحكمة إنكار لحقيقة خلقه وأمره؛ فإن الذي أثبته المنكرون من ذلك ينزه عنه الرب ويتعالى عن نسبته إليه فإنهم أثبتوا خلقا وأمرا لا رحمة فيه ولا مصلحة ولا حكمة بل يجوز عندهم أو يقع أن يأمر بما لا مصلحة للمكلف فيه البتة وينهى عما فيه مصلحة والجميع بالنسبة إليه سواء ويجوز عندهم أن يأمر بكل ما نهى عنه وينهى عن جميع ما أمر به , ولا فرق بين هذا وهذا إلا لمجرد الأمر والنهي , ويجوز عندهم أن يعذب من لم يعصه طرفة عين بل أفنى عمره في طاعته وشكره وذكره وينعم على من لم يطعه طرفة عين بل أفنى عمره في الكفر به والشرك والظلم والفجور فلا سبيل إلى أن يعرف خلاف ذلك منه إلا بخبر الرسول , وإلا فهو جائز عليه , وهذا من أقبح الظن وأسوأه بالرب سبحانه وتنزيهه عنه كتنزيهه عن الظلم والجور بل هذا هو عين الظلم الذي يتعالى الله عنه , والعجب العجاب أن كثيرا من أرباب هذا المذهب ينزهونه عما وصف به نفسه من صفات الكمال ونعوت الجلال ويزعمون أن إثباتها تجسيم وتشبيه ولا ينزهونه عن هذا الظلم والجور , ويزعمون أنه عدل وحق وأن التوحيد عندهم لا يتم إلا به كما لا يتم إلا بإنكار استوائه على عرشه وعلوه فوق سماواته وتكلمه وتكليمه وصفات كماله فلا يتم التوحيد عند هذه الطائفة إلا بهذا النفي وذلك الإثبات والله ولي التوفيق.
شفاء العليل (2|558)
13– مسألة الحسن والقبح في الأشياء ومسألة هل يجب على الله شيء
مسألة الحسن والقبح العقليين من المسائل التي اختلف فيها العلماء على ثلاثة أقوال:
أ - مذهب المعنزلة أن العقل يستقل بإدراك حسن الأشياء وقبحها والشرع تابع له.
ب - قول الأشعري وغيره أن العقل لايستقل بمعرفة حسن الأشياء وقبحها وإنما هو متوقف على النقل.
ت - القول الوسط بين هذين وهو مذهب السلف أن الحسن والقبح يدركان بالعقل ولكن ترتب الثواب والعقاب على الأشياء إنما يكون بعد ورود الشرع فهم يوافقون الأشاعرة أنه لا حكم بالثواب والعقاب والأمر والنهي في الفعل إلا بعد ورود الشرع ويوافقون المعتزلة أن العقل يستقل بمعرفة حسن الشيء وقبحه وأن من صفات الأشياء أنها حسنة أو قبيحة وأن الشرع لم يجيء بما يخالف الفطرة والعقل وأن أفعال الله مبناها على الحكمة. انظر مجموع الفتاوى (11|677)
وأما مسألة هل يجب على شيء فهي كذلك من المسائل المختلفة فبها والقول الوسط قول أهل السنة لا يجب على الله إلا ما أوجبه على نفسه سبحانه
قال شيخ الإسلام: أما الأول فلا ريب أن الله تعالى وعد المطيعين بأن يثيبهم ووعد السائلين بأن يجيبهم وهو الصادق الذي لا يخلف الميعاد قال الله تعالى: {وعد الله حقا} {ومن أصدق من الله قيلا} {وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون} {فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله} فهذا مما يجب وقوعه بحكم الوعد باتفاق المسلمين وتنازعوا هل عليه واجب بدون ذلك على ثلاثة أقوال
قيل لا يجب لأحد عليه حق بدون ذلك
وقيل بل يجب عليه واجبات ويحرم عليه محرمات بالقياس على عباده
وقيل هو أوجب على نفسه وحرم على نفسه فيجب عليه ما أوجبه على نفسه ويحرم عليه ما حرمه على نفسه كما ثبت في الصحيح من حديث أبى ذر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/375)
مجموع الفتاوى (1|219)
14 - ألمحت إلى ما قرره الأشاعرة وهو أنه يجوز على الله إثابة العاصي وتعذيب المطيع ذكرت ص 190: ومن الجدير بالذكر هنا أنه ينبغي ألا يلتبس علينا الأمر فنقول طالما أن الله سبحانه وتعالى قد جعل الظلم بشرعه قبيحا فلا ينبغي أن يتصف بالظلم فيبتلي الناس بمصائب دون جريرة اقترفوها لأن الظلم هو أن تتصرف بشيء يخص غيرك دون رضاه فهذا هو الذي قبحه الشرع أما تصرف الله بمخلوقاته فليس من ذلك في شيء
15 - قررت ص 190 أن أهل الفترة الذين انقطعوا عن خبر الأنبياء السابقين وبعثة خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام ليسوا مكلفين ولا معذبين والصحيح أنهم ناجون ولو كانوا عبدة أصنام لقوله تعالى: {وما كنا مذبين حتى نبعث رسولا} وأجيب عما روي خلاف ذلك بأنه أحاديث آحاد ..
قلت: ثبت في حديث الأسود بن سريع: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في الفترة فأما الأصم فيقول: يا رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا وأما الأحمق فيقول: رب قد جاء الإسلام والصبيان يحذقوني بالبعر وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار قال: فوالذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلام
أحمد في مسنده (4|24) وابن حبان في صحيحه (16|356)
16 - تذبذبت في مسالة القضاء والقدر فقد ذكرت ص 196: أن العلم الإلهي المستوعب والإحصاء الدقيق والتسجيل الشامل للأشياء والأحداث قبل وقوعها لا دخل له في أفعال العباد ولا في تكليف الله لهم .. كما لا يعني هذا إجبارا أو إكراها للإنسان على فعل لا يرضاه أو لايريده.
وقالت ص 200: علم الله سبحانه وتعالى مسبقا بأفعال العباد ووقوعها حسب هذا العلم وحسب ما كتب في أم الكتاب لا تأثير له في إرادة الإنسان
وفي ص 202: فإسناد الهداية والإضلال إلى الله من حيث إنه وضع نظام الأسباب والمسببات لا أنه أجبر الإنسان على الضلال أو الهداية.
قلت: مذهب أهل السنة في قدر الله أن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولا يقع شيء بغير مشيئته والله خالقنا وخالق أعمالنا والإنسان له مشيئة وهذه المشيئة مندرجة تحت مشيئة الله قال تعالى: {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله} وفي حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول لو أن الله هداني فيكون عليهم حسرة قال وكل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول لولا أن الله هداني قال فيكون له شكر.
أحمد في مسنده (2|512)
ومراتب القدر أربعة
أ - العلم
ب - الكتابة
ت - الخلق
ث - المشيئة
17– قررت مذهب الأشاعرة ص 204 في إنكارهم طبائع الأشياء وأن شيئا يؤثر بطبعه
17 - إيرادها لكثير من الأحاديث الضيعفة والذي يدل على قلة بضاعتها في هذا الفن
ومن أمثلة ذلك:
أ - حديث:" ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن هو ما وقر في القلب وصدقه العمل.ص45
وهو حديث موضوع انظر السلسلة الضعيفة (1089)
ب - حديث:" اعمل عمل امريء يظن أن لن يموت أبدا واحذر حذر امريء يخشى أن يموت غدا. ص 66
وهو ضعيف انظر السلسلة الضعيفة الجزء الأول رقم (8)
ت - حديث: حد الساحر ضربه بالسيف. ص151
الترمذي (1460) وضعفه بقوله: هذا حديث لا نعرفه إلا مرفوعا من هذا الوجه و إسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث.
ث - حديث تعداد أسماء الله ص184
رواه الترمذي (3507) وقال:هذا حديث غريب
ج - حديث أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله ما كانت صحيفة إبراهيم؟ قال: (كانت أمثالا كلها: أيها الملك المسلط المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها ولو كانت من كافر وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يتفكر فيها في صنع الله وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث: تزود لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه) قلت: يا رسول الله فما كانت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/376)
صحف موسى؟ قال: (كانت عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح وعجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك وعجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل. ص363
ابن حبان في صحيحه (2|76) وإسناده ضعيف جدا كما ذكر الشيخ شعيب الأرناؤوط
ذ - نسبت إلى أبي بكر أنه قال: العجز عن الإدراك إدراك. ص 91
وهو أثر لم أجده
إجابيات الكتاب:
1 - عرض المعلومات بطريقة سهلة ميسرة
2 - وافقت السلف في كثير من المباحث وخصوصا فيما يتعلق بباب الألوهية
فقد عرفت الألوهية كما في ص 135 إفراد الله بالعبادة وهذا التعريف موافق لتعريف السلف
وقد عددت ما ينافي التوحيد وهي عشرة مع شرح وإيراد للأدلة:
أ - التمائم والرقى وذكرت شروط الرقى الشرعية وصفات الرقى الممنوعة على ما يوافق مذهب اللسلف
ب - النذر لغير الله
ت - الذبح لغير الله
ث - الحلف بغيرالله
ج - الاستغاثة والاستعانة والتوسل بغير اللهوإن كانت أخطأت في مسألة جواز التوسل بذات النبي وقد تعقبناها كما مر معنا.
ح - الاستعاذة بغير الله
خ - اتخاذ القبور مساجد
د - السحر
ذ - الطيرة
ر - اتيان الكهان والعرافين
وهي مشكورة جدا في تقريرها لمذهب السلف في هذا الباب المهم والذي يغفل عنه كثير من الباحثين.
3 - ثناؤها على شيخ الإسلام وإنصافها له والذي يفتقده كثير من المنتسبين إلى مذهب الأشاعرة والذي تلمس من كتاباتهم التحامل عليه.
فقد ذكرت ص 41: حتى شاء الله أن ينهض أفراد من العلماء الأعلام ينفون عن عقيدة الإسلام شبه المبطلين وتحريف الغالين ويدعون إلى العمل بكتاب الله وسنة رسوله الكريم وكان من أشهر هؤلاء العلماء ابن تيمية (661 - 728) الذي وضع أسس النقد المنهجي للمنطق بعد أن استوى له الإحاطة به وبعد أن تنبه إلى منطلقاته الفكرية البعيدة عن روح لإسلام وقد تم له ذلك على ضوء إدراكه الكامل لطبيعة المنهج الإسلامي في البحث ومن خلال اطلاعه الهائل على علوم السلف وآثارهم الغزيرة.
كذلك نقلت أجزل الله لها المثوبة عنه وعن تلميذه ابن القيم رحمهما الله كثيرا من المسائل التي قرروها في باب معتقد السلف.
هذه ما جرى به القلم في التعقب على هذا الكتاب وإن كانت بعض المسائل تحتاج إلى مزيد تحرير والله الموفق للصواب
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[12 - 03 - 08, 04:05 م]ـ
جزاكم الله خيرًا أيها الشيخ الفاضل .. ملحوظات مهمة ورائعة .. وإنصافٌ جميل للكاتب .. لاحرمكم الله الأحر والمثوبة.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[12 - 03 - 08, 07:23 م]ـ
وجزاكم مثله أيها الشبل من ذاك الأسد (ابتسامة)(45/377)
ماهو مراد السلف من الاستثناء في الايمان
ـ[عماد الجراري]ــــــــ[14 - 12 - 07, 12:17 ص]ـ
ماهو مراد السلف من الاستثناء في الايمان
وما هي الطوائف المخالفة في هذه المسالة
وماهو قول الخوارج والرافضة فيها
وهل هناك مؤلف خاص بهذه المسالة
وجزاكم الله خيرا اخوكم عماد المغربي
ـ[عماد الجراري]ــــــــ[15 - 12 - 07, 12:31 ص]ـ
هل من مجيب
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 12 - 07, 02:16 ص]ـ
الإستثناء هو قول القائل ((أنا مؤمن إن شاء الله))
وقد منع منه المرجئة إلا الأشاعرة
وهناك كتاب للشيخ عبدالرزاق البدر اسمه ((الزيادة والنقصان في الإيمان وحكم الإستثناء فيه))
وبمراجعة شرح اللمعة للشيخ ابن عثيمين
أو شرح الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ ستتضح لك المسألة
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[15 - 12 - 07, 06:31 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=118744
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[15 - 12 - 07, 11:54 م]ـ
يصح الاسثناء لعدة معاني منها
1 - على اعتبار كمال الايمان
2 - على اعتبار عدم القيام بالاعمال الموجب لها الايمان فالاعمال جزء من الايمان ولا احد يدعي انه اكمل جميع الاعمال اذا يقول انا مؤمن ان شاء الله على هذا الا عتبار
3 - اني لااعلم مايختم لي فاقول ان شاء الله لا اني لا اعلم الخاتمة
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[15 - 12 - 07, 11:57 م]ـ
هذا بعض من كلام ابن تيمية من الفتاوى
فصل. وأما " الاستثناء في الإيمان " بقول الرجل: أنا مؤمن إن شاء الله فالناس فيه على " ثلاثة " أقوال: منهم من يوجبه ومنهم من يحرمه ومنهم من يجوز الأمرين باعتبارين؛ وهذا أصح الأقوال. فالذين يحرمونه هم المرجئة والجهمية ونحوهم ممن يجعل الإيمان شيئا واحدا يعلمه الإنسان من نفسه كالتصديق بالرب ونحو ذلك مما في قلبه؛ فيقول أحدهم: أنا أعلم أني مؤمن كما أعلم أني تكلمت بالشهادتين وكما أعلم أني قرأت الفاتحة وكما أعلم أني أحب رسول الله؛ وأني أبغض اليهود والنصارى. فقولي: أنا مؤمن كقولي: أنا مسلم وكقولي: تكلمت بالشهادتين وقرأت الفاتحة وكقولي: أنا أبغض اليهود والنصارى ونحو ذلك من الأمور الحاضرة التي أنا أعلمها وأقطع بها وكما أنه لا يجوز أن يقال: أنا قرأت الفاتحة إن شاء الله كذلك لا يقول: أنا مؤمن إن شاء الله لكن إذا كان يشك في ذلك فيقول: فعلته إن شاء الله قالوا: فمن استثنى في إيمانه فهو شاك فيه وسموهم الشكاكة. والذين أوجبوا الاستثناء لهم مأخذان: (أحدهما أن الإيمان هو ما مات عليه الإنسان؛ والإنسان إنما يكون عند الله مؤمنا وكافرا باعتبار الموافاة وما سبق في علم الله أنه يكون عليه وما قبل ذلك لا عبرة به. قالوا: والإيمان الذي يتعقبه الكفر فيموت صاحبه كافرا ليس بإيمان كالصلاة التي يفسدها صاحبها قبل الكمال؛ وكالصيام الذي يفطر صاحبه قبل الغروب وصاحب هذا هو عند الله كافر لعلمه بما يموت عليه وكذلك قالوا في الكفر وهذا المأخذ مأخذ كثير من المتأخرين من الكلابية وغيرهم ممن يريد أن ينصر ما اشتهر عن أهل السنة والحديث من قولهم: أنا مؤمن إن شاء الله؛ ويريد مع ذلك أن الإيمان لا يتفاضل؛ ولا يشك الإنسان في الموجود منه وإنما يشك في المستقبل وانضم إلى ذلك أنهم يقولون: محبة الله ورضاه وسخطه وبغضه قديم. ثم هل ذلك هو الإرادة أم صفات أخر؟ لهم في ذلك " قولان ". وأكثر قدمائهم يقولون: إن الرضى والسخط والغضب ونحو ذلك صفات ليست هي الإرادة كما أن السمع والبصر ليس هو العلم وكذلك الولاية والعداوة. هذه كلها صفات قديمة أزلية عند أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب ومن اتبعه من المتكلمين ومن أتباع المذاهب من الحنبلية والشافعية والمالكية وغيرهم. قالوا: والله يحب في أزله من كان كافرا إذا علم أنه يموت مؤمنا. فالصحابة ما زالوا محبوبين لله وإن كانوا قد عبدوا الأصنام مدة من الدهر وإبليس ما زال الله يبغضه وإن كان لم يكفر بعد. وهذا على أحد القولين لهم فالرضى والسخط يرجع إلى الإرادة والإرادة تطابق العلم. فالمعنى: ما زال الله يريد أن يثيب هؤلاء بعد إيمانهم ويعاقب إبليس بعد كفره. وهذا معنى صحيح. فإن الله يريد أن يخلق كل ما علم أن سيخلقه. وعلى قول من يثبتها صفات أخر يقول: هو أيضا حبه تابع لمن يريد أن يثيبه. فكل من أراد إثابته فهو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/378)
يحبه وكل من أراد عقوبته فإنه يبغضه وهذا تابع للعلم. وهؤلاء عندهم لا يرضى عن أحد بعد أن كان ساخطا عليه ولا يفرح بتوبة عبد بعد أن تاب عليه بل ما زال يفرح بتوبته. والفرح عندهم إما الإرادة وإما الرضى. والمعنى ما زال يريد إثابته أو يرضى عما يريد إثابته. وكذلك لا يغضب عندهم يوم القيامة دون ما قبله. بل غضبه قديم إما بمعنى الإرادة وإما بمعنى آخر. فهؤلاء يقولون: إذا علم أن الإنسان يموت كافرا لم يزل مريدا لعقوبته فذاك الإيمان الذي كان معه باطل لا فائدة فيه بل وجوده كعدمه. فليس هذا بمؤمن أصلا وإذا علم أنه يموت مؤمنا لم يزل مريدا لإثابته وذاك الكفر الذي فعله وجوده كعدمه. فلم يكن هذا كافرا عندهم أصلا. فهؤلاء يستثنون في الإيمان بناء على هذا المأخذ وكذلك بعض محققيهم يستثنون في الكفر مثل أبي منصور الماتريدي فإن ما ذكروه مطرد فيهما. ولكن جماهير الأئمة على أنه لا يستثنى في الكفر والاستثناء فيه بدعة لم يعرف عن أحد من السلف ولكن هو لازم لهم. والذين فرقوا من هؤلاء قالوا: نستثني في الإيمان رغبة إلى الله في أن يثبتنا عليه إلى الموت والكفر لا يرغب فيه أحد. لكن يقال: إذا كان قولك: مؤمن كقولك: في الجنة. فأنت تقول عن الكافر: هو كافر. ولا تقول: هو في النار إلا معلقا بموته على الكفر فدل على أنه كافر في الحال قطعا. وإن جاز أن يصير مؤمنا كذلك المؤمن. وسواء أخبر عن نفسه أو عن غيره. فلو قيل عن يهودي أو نصراني: هذا كافر قال: إن شاء الله؛ إذا لم يعلم أنه يموت كافرا؛ وعند هؤلاء لا يعلم أحد أحدا مؤمنا إلا إذا علم أنه يموت عليه؛ وهذا القول قاله كثير من أهل الكلام أصحاب ابن كلاب ووافقهم على ذلك كثير منه أتباع الأئمة لكن ليس هذا قول أحد من السلف لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم ولا كان أحد من السلف الذين يستثنون في الإيمان يعللون بهذا لا أحمد ولا من قبله. ومأخذ هذا القول طرده طائفة ممن كانوا في الأصل يستثنون في الإيمان اتباعا للسلف وكانوا قد أخذوا الاستثناء عن السلف وكان أهل الشام شديدين على المرجئة وكان محمد بن يوسف الفريابي صاحب الثوري مرابطا بعسقلان لما كانت معمورة وكانت من خيار ثغور المسلمين ولهذا كان فيها فضائل لفضيلة الرباط في سبيل الله وكانوا يستثنون في الإيمان اتباعا للسلف واستثنوا أيضا في الأعمال الصالحة كقول الرجل: صليت إن شاء الله ونحو ذلك بمعنى القبول لما في ذلك من الآثار عن السلف. ثم صار كثير من هؤلاء بآخرة يستثنون في كل شيء فيقول هذا ثوبي إن شاء الله وهذا حبل إن شاء الله. فإذا قيل لأحدهم: هذا لا شك فيه؛ قال: نعم لا شك فيه؛ لكن إذا شاء الله أن يغيره غيره؛ فيريدون بقولهم إن شاء الله جواز تغييره في المستقبل وإن كان في الحال لا شك فيه؛ كأن الحقيقة عندهم التي لا يستثنى فيها ما لم تتبدل كما يقوله أولئك في الإيمان: إن الإيمان ما علم الله أنه لا يتبدل حتى يموت صاحبه عليه. لكن هذا القول. قاله قوم من أهل العلم والدين باجتهاد ونظر وهؤلاء الذين يستثنون في كل شيء تلقوا ذلك عن بعض أتباع شيخهم وشيخهم الذي ينتسبون إليه يقال له: أبو عمرو عثمان بن مرزوق لم يكن ممن يرى هذا الاستثناء بل كان في الاستثناء على طريقة من كان قبله؛ ولكن أحدث ذلك بعض أصحابه بعده وكان شيخهم منتسبا إلى الإمام أحمد وهو من أتباع عبد الوهاب بن الشيخ أبي الفرج المقدسي وأبو الفرج من تلامذة القاضي أبي يعلى. وهؤلاء كلهم وإن كانوا منتسبين إلى الإمام أحمد فهم يوافقون ابن كلاب على أصله الذي كان أحمد ينكره على الكلابية وأمر بهجر الحارث المحاسبي من أجله كما وافقه على أصله طائفة من أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة كأبي المعالي الجويني وأبي الوليد الباجي وأبي منصور الماتريدي وغيرهم وقول هؤلاء في مسائل متعددة من مسائل الصفات وما يتعلق بها كمسألة القرآن هل هو سبحانه يتكلم بمشيئته وقدرته؟ أم القرآن لازم لذاته؟ وقولهم في " الاستثناء " مبني على ذلك الأصل. وكذلك بناه الأشعري وأتباعه عليه؛ لأن هؤلاء كلهم كلابية يقولون: إن الله لم يتكلم بمشيئته وقدرته ولا يرضى ولا يغضب على أحد بعد إيمانه وكفره ولا يفرح بتوبة التائب بعد توبته. ولهذا وافقوا السلف على أن القرآن كلام الله غير مخلوق. ثم قالوا: إنه قديم لم يتكلم به بمشيئته وقدرته. ثم اختلفوا بعد هذا في القديم أهو معنى واحد؟ أم حروف قديمة مع تعاقبها؟ كما بسطت أقوالهم وأقوال غيرهم في مواضع أخر. وهذه الطائفة المتأخرة تنكر أن يقال: قطعا في شيء من الأشياء مع غلوهم في الاستثناء حتى صار هذا اللفظ منكرا عندهم وإن قطعوا بالمعنى فيجزمون بأن محمدا رسول الله وأن الله ربهم ولا يقولون: قطعا. وقد اجتمع بي طائفة منهم فأنكرت عليهم ذلك؛ وامتنعت من فعل مطلوبهم حتى يقولوا: قطعا وأحضروا لي كتابا فيه أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يقول الرجل: قطعا وهي أحاديث موضوعة مختلقة قد افتراها بعض المتأخرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/379)
ـ[عماد الجراري]ــــــــ[16 - 12 - 07, 12:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[17 - 12 - 07, 05:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا(45/380)
هل الكنف صفة من صفات الله سبحانه وتعالى
ـ[عماد الجراري]ــــــــ[14 - 12 - 07, 12:18 ص]ـ
هل الكنف صفة من صفات الله سبحانه وتعالى وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[14 - 12 - 07, 01:20 ص]ـ
هل الكنف صفة من صفات الله سبحانه وتعالى وجزاكم الله خيرا
نعم الْكَنَفُ صفة خبرية ثابتة لله سبحانه وتعالى والدليل عليها ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وفيه: ( .. يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كَنَفَه عليه ... ) الحديث.
والكنف في اللغة: السِّتر والحِرز والجانب والنَّاحية.
وللمزيد راجع كتاب صفات الله عز وجل للسقاف (ص301)
ـ[عماد الجراري]ــــــــ[15 - 12 - 07, 12:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:32 ص]ـ
الكنف
لغة:
قال ابن منظور في لسان العرب <<9/ 308>>:"الكنف: ناحية الشئ .... وكنف الله: رحمته ,واذهب في كنف الله وحفظه أي في كلائته وحرزه وحفظه وفي حديث ابن عمر في النجوي "يدنو المؤمن ... "قال ابن المبارك:يعني يستره.وقيل: يرحمه ويلطف به. قال ابن سميل (هكذا والصواب شميل):يضع الله عليه كنفه أي رحمته وبره ... وفي حديث أبي وائل:" نشر الله كنفه علي المسلم هكذا , وتعطف بيده وكمه " ". اه
قال البخاري في خلق أفعال العباد <<103>>:" ((قال عبد الله بن المبارك: كَنَفَه؛ يعني: ستره)).اهـ
ذكر الكنف:
لم يذكر في كتاب الله ولكن جاء في ما رواه: البخاري (7514)، ومسلم (2768)؛ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ((000 يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كَنَفَه عليه فيقول 000)) ..
وأخرجه ابن منده في كتاب التوحيد <<545>>والخلال في السنة وغيره.
قلت: وهو غير ما جاء عن معاذ رضي الله عنه:" يحبس الناس يوم القيامة في صعيد واحد فينادي: أين المتقون؟؟ فيقومون في كنف من الرحمن لا يحتجب منهم ولا يستتر ". << القناعة مختصر اللاكائي / 49>>.
المثبتون للكنف:
·الإمام أحمد كما نقله عنه الخلال في السنة وقال:" باب: (يضع كَنَفَه على عبده، تبارك وتعالى): أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر؛ أنَّ أبا الحارث حدثهم؛ قال: قلت لأبي عبد الله: ما معنى قوله: ((إنَّ الله يدني العبد يوم القيامة؛ فيضع عليه كَنَفَه؟)) قال: هكذا نقول: يدنيه ويضع كَنَفَه عليه؛ كما قال؛ يقول له: أتعرف ذنب كذا". اهـ (من الصفات الإلهية للسقاف ص. 267).
·ابن المبارك والبخاري كما تقدم.
•أبو موسى المديني في ((المجموع المغيث)) (3/ 78): ((في الحديث: ((يُدنى المؤمن من ربه عَزَّ وجَلَّ حتى يضع عليه كَنَفَه))؛ أي: يستره، وقيل: يرحمه، وقال الإمام إسماعيل: لم أر أحداً فسَّرَه؛ إلا إن كان معناه: يستره من الخلق، وقيل في رواية: يستره بيده. وكنفا الإنسان: ناحيتاه، ومن الطائر: جناحاه)).
•شيخ الإسلام ابن تيمية في نقضه كما ذكر الغنيمان في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري << 2/ 423>>.
•وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي << شبكة المعلومات / موقعه >>:" اما صفة الكنف فهي من الصفات الذاتية لحديث البخاري " يدنو .... " الحديث نقله أبو عبد الله عن أحمد وأقره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن حامد شيخ القاضي أبي يعلي ". انتهي بتصرف
أهل التاويل:
·منهم ابن حجر العسقلاني كما في الفتح 10/ 503: "قوله: (حتى يضع كنفه) بفتح الكاف والنون بعدها فاء: أي جانبه، والكنف أيضاً الستر وهو المراد هنا، والأول مجاز في حق الله تعالى كما يقال: فلان في كنف فلان أي في حمايته وكلاءته .. ".اه
قلت: ليس مجازاً بل منصوص عليه كما قال الخلال: أنبأنا إبراهيم الحربي؛ قال: قوله: ((فيضع عليه كَنَفَه))؛ يقول: ناحيته.
قال إبراهيم: أخبرني أبو نصر عن الأصمعي؛ يقال: نزل في كَنَفِ بني فلان؛ أي: في ناحيتهم)) اهـ<< غنيمان (2/ 423) >>.
التحقيق:
الكنف صفة ذاتية لله تعالي ثابتة بالسنة نجريها علي ظاهرها بمعناها كما فعل السلف فلا غير التصديق والإيمان.
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[24 - 01 - 10, 07:34 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[28 - 01 - 10, 01:31 ص]ـ
وفيكم بارك.(45/381)
ما حكم لعن ساب الدين بالتعيين؟!!
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[14 - 12 - 07, 12:48 ص]ـ
ما حكم لعن ساب الدين بالتعيين؟!!
يعني أسمع أحياناً الكثير من المسلمين يسبون الدين , فأقول في نفسي بصوت مسموع لعنك الله!!
وسمعت أنه لا يجوز لعن التعيين؟
فما حكم لعن هذا الكافر -عليه لعنة الله -؟!!
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[14 - 12 - 07, 03:09 م]ـ
.......................................... ؟
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[15 - 12 - 07, 02:29 ص]ـ
36 مشاهد , ولا واحد عبّرني برد!!
طيّب
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[15 - 12 - 07, 06:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لما تصفر ابتسامتك يا ابا شهيد؟؟، اضحك الله سنك - ابتسامة غير صفراء
،، ذكر النووى - رحمه الله - فى شرح مسلم:
واتفق العلماء على تحريم اللعن فانه فى اللغة الابعاد والطرد وفى الشرع الابعاد من رحمة الله تعالى فلا يجوز أن يبعد من رحمة الله تعالى من لا يعرف حاله وخاتمةأمره معرفة قطعية فلهذا قالوا لا يجوز لعن أحد بعينه مسلما كان أوكافرا أو دابة الا من علمنا بنص شرعى أنه مات على الكفر أو يموت عليه كأبى جهل وابليس وأما اللعن بالوصف فليس بحرام كلعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة وآكل الربا وموكله والمصورين والظالمين والفاسقين والكافرين ولعن من غير منار الأرض ومن تولى غير مواليه ومن انتسب إلى غير أبيه ومن أحدث فى الاسلام حدثا أو آوى محدثا وغير ذلك مما جاءت به النصوص الشرعية باطلاقه على الأوصاف لاعلى الأعيان والله اعلم
قلت: فبا الاضافة الى ماتقدم، يزاد عليه:
* ان اللاعن لن يرجو من لعنه ثوابا"، ولن يزيد من لعنه عقابا".
* اننا لم نؤمر بلعن المعين، وغاية ما امرنا به، تغيير المنكر باليد واللسان والقلب، ومنه انكار المنكر ثم النصح والارشاد والدعوة الى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة حسب الاستطاعة.
*أن ساب الدين وهو المرتد عن دين الله عز وجل، ذكر جمهور العلماء، ان له توبة، ويستتاب والا قتل، فمن علم ان ذاك سيكون مآله، فسيتوب لامحالة، الا من ابى واستكبر، فلذلك هو للعودة للدين منه اقرب الى الكفر، فيكون اللعن له، جزم من اللاعن بموته على الكفر.
* ليس من صفات المؤمن الطعن واللعن والفحش، واللسان البذئ:
- فى صحيح الادب المفرد:
(حسن صحيح) عن سالم بن عبد الله قال: ما سمعت عبد الله لاعناً أحداً قط، ليس إنساناً. وكان سالم يقول: قال عبد الله بن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعاناً".
(صحيح) عن عائشة رضي الله عنها؛ أن يهودياً أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم، فقالت عائشة: وعليكم، ولعنكم الله، وغضب الله عليكم. قال: " مهلاً يا عائشة! عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش". قالت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: " أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيّ".
(صحيح) عن عبد الله [هو ابن مسعود]، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس المؤمن بالطعان، ولا باللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء".
* ان المعين باللعنة قد يكون ممن لا يجرى عليه القلم برغم سبه للدين كالمجنون فلا يكون اهلا لها، فترد اللعنة الى صاحبها - اعاذنا الله واياكم من ذلك
اخرج الترمذى:
حدثنا زيد بن أخزم الطائي البصري حدثنا بشر بن عمر حدثنا أبان بن يزيد عن قتادة عن ابي العالية عن ابن عباس: أن رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال لا تلعن الريح فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعلم أحدا أسنده غير بشر بن عمر
قال الشيخ الألباني: صحيح
والله تعالى اعلم
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[15 - 12 - 07, 01:25 م]ـ
بارك اللهُ فيك , وجزاكَ اللهُ خيراً , وأضحك الله سنك سبب الإبتسامه الصفراء أني كنت أكتب صححوا أخطائي
اللغويه , ولم يصحح لي أحد إلا ما ندُر!! فقلت أعكس المقوله فربما تضبط!!
نفعَ اللهُ بك , معلوماتك قيمه جداً , ولكن سمعت أنه جائز لعن المعيّن كـ ساب الدين أخبرني بذلك محمد الأمين
وسمعت أنه خلاف في هذه القضيه فمنهم من أباح ومنهم منع ...(45/382)
لمن يكون الولد؟
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[14 - 12 - 07, 02:31 ص]ـ
لمن يكون الولد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه؛ وبعد:
إن مما يحرِّقُ القلب ويُدَمِّيه، هو جهل بعض أبناء هذا الدين العظيم، الذي ارتضاه رب العالمين لنا ديناً، فقال تعالى:) وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً (جهلهم بأحكامه ومراد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم منه، فلم يَسْتَضِيئُوا بنوره، ولم يَلْجَؤُوا إلى رُكْنه الوثِيقٍ.
فهم بين غالي وجافي، ومُفْرِط ومُفَرِّط، ومُدْنِيِ ومُبْعِد.
والوسطية التي هي روح ديننا هم منها في مَبْعَدٍ - إلا ما رحم الله - وقليل ما هم.
مما جعل الكثيرين من اللسَّانين العلمانيين - قبَّحَهُم الله - يبحث بمنقاشه عما يظنه شوكة، بعين شريرة ومنظار أسود، فيسلط لسانه، ويسل سيف بنانه؛ ويصوِّبه للطعن في هذا الدين العظيم الشامخ؛ عسى أن يخترق حدوده الحصينة، وهيهات هيهات!!.
ومن المسائل التي انتقدوها وعابوها بحقد دفين وعقل مأفون، مسألة (تعدد الزوجات)، وما ذلك لطيفِ عيبٍ يتطرق لشريعتنا – حاشاها - وإنما لضياع التوسط فيها عند فئام من بني جلدتنا.
فهذا رجلٌ صَلْبٌ يَكِلُّ الحديد عنه - كجلمود صخر -، يتخذ هذه المسألة سلاحاً يشهره في وجه امرأته كلما حادت عن طُرُقِ إرضائه، ولو في الحرام.
وآخر ظَلِيمٌ خَشِيبٌ خَفِشٌ، رديء المنظر والخُلُق، يتخذ هذه المسألة سبيلاً لاحتقار زوجته التي فاقته حسباً أو جمالاً أو مالاً، متوهماً - بظنه المريض- أنها تتعالى عليه، وقد أضّبَّ على حقد في قلبه، فأبى إلا وأن يُرغم أنفها بشبح الزوجة الثانية، وكفى من سوء فعله وقبيح أثره، وضعه نفسه في تحدي مع امرأته -كسيرة الجناح-.
ورجلٌ معدودٌ من أهل الاستقامة، وموسومٌ بالهدي النبوي، ولكنه إذا خَلا غَلا، بِنَفْسٍ رديئةٍ دنيئةٍ، وإذا بَانَ لاَنَ، بِنَفْسٍ طاهرةٍ بعيدةٍ عن الدناءات.
يرائي وينافق، وتعصف به الفتن، وتلاطمه أمواج الفاقة.
فهو لا يجوز له - لا من قريب ولا من بعيد - أن يقترب من هذه المسألة لعجزه، ومع ذلك يَرْكُضُ على غير تَوَقُّفٍ ويخالطها، ويُمَسِّي زوجته ويُصَبِّحُها بمحاضرة محفوفة بقول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو في مَبْعَدٍ، مُمَاذِقٌ بَيِّنُ المِذَاق، خَدَّاعٌ، خِبٌّ، خَدِبٌ، غَاشٌ، مُتَسترٌ بدعوى إحياءِ السُّنن، ولقد ضيَّع ما هو أوجب، حتى باتت جارتُه تكره ما يدعو إليه، فزجَّ بها في دائرة الكفر عياذاً بالله،) قُتِل الخرّاصُون (.
ورجلٌ دُحْسُمانٌ يَتَطَوَّحُ بين دَهالِيز الفقر والمسكنة، لا يمتلك طُحْرُبةً، ومع ذلك يتلمَّس زوجة ثانية، والأُولى باتت طاوية، وتَردَّى صغارها إلى الهاوية.
ورجلٌ دَنِسُ المروءَةِ، يفري على زوجته دَمَامَتَها، وهي وَضِيئةٌ تَبْرق ويَتَلأْلأُ ضَوْءُها، وقد أحاطته بمالها، وصانته في عرضها، واتقت فيه ربها، وهو يُبَصْبُص للنساء، بدعوى التَّعدد، ولو تزوج بألف امرأة ما ذهب حرُّ ولهيبُ قلبِه، حيث أطلق عنان عينيه ترتع في الحرام.
هذا ... ولقد تَنَاوَلَت أيضاً كثيراتٌ من النساء - إلا ما رحم الله - هذه المسألة بعين السخط والإجحاف؛ مع شجب ونكير وإرجاف.
فهذه امرأة أنانية بخيلة، تحيى في غَضارةٍ من العيْش مع زوجها المليِّ التَّقي، ولكن تفشَّى فيها داء الطَّمع، وتأصلت جراثيمه في نفسها المنكوبة، فلم تَدَع سبيلاً يحول بين جارِها وبين التَّعدد إلا وسلكته، بل كلما ذُكرت امرأة أمامه - ولو من المحارم - انتقصتها وعابتها، تخشى أن تتطرق هذه الفكرة إلى خياله فيترجمها، وتتبدد حياتُها – بزعمها -، ونسيت أو تناست قولَ ربها: (إِنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ).
وامرأة جَلَنْفَعَةٌ دنت من القبر، وبعلها ما زال فحلاً، يرغب في التَّعدد عِفَّةً، فصارت حلساً للسواحر، واكتظ بيتها من تعاويذٍ شركيةٍ كفريةٍ، دست بعضها في طعامه وشرابه، وبعضها في لباسه وتحت فراشه، وقد يتزوج - وفي الغالب يتزوج - ويا ويلها!! ... يا ويلها قد اقترب أجلها، وقرُب عَرْضُها على الجبار جل جلاله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/383)
وامرأة مِقْلاتٌ نَزُورٌ، وزوجها يحب الولد، ويرغب في التَّعدد متأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ممتثلاً أمره: (تناكحوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة)، وهي نَعَّارَةٌ بالليل والنهار:
قد حباك الله ولداً وبنتاً ...
تهدم بيتاً مستقراً، وتبني آخر مظنوناً ...
تنافسني زوجةٌ صغيرةٌ جميلةٌ بعد أن أضعت شبابي في خدمتك ...
لو أطلَّ عليَّ الموتُ بخنجر فمزقني، أحبُ إليَّ من إطلالك على زوجة ثانية.
ليت الموتَ يُريحُني من ضرةٍ تُبئسُني، وزوجٍ يُهْمِلُني ...
نبأُ وَفَاتِك أحبُّ إليَّ من نبإِ زواجِك ...
إلى أين أتوارى من نظرات صديقاتي، وشماتة أعدائي؟! ...
ثم أين ضحكاتي التي كانت كأغاريد الطيور متى دخلت عليَّ؟! لقد خنقتَها بشناعة فعلتك، وأبدلتَها بدموعٍ كالسواقي ...
أين ملابسي التي كنت أزهو بها أمام مرآتي قبل مجيئك بساعات، ألتمس بها سروراً أُدخله عليك؟ لقد أبليتَها ببشاعة فعلتك، وأبدلتَها بأسباب حزني وانقباضي وبؤسي ...
إن شيئاً بداخلي قد انكسر ...
إن جرحاً في قلبي قد أوغرته ...
لقد ظلمتني وقهرتني وأكربتني ...
مع ديباجة مهلهلة واعتراف منها بدناءة مطلبها، وخسة همتها، ورقة في دينها، (والله غالب على أمره).
وما نظرت يوماً إلى طريدة العادات، طريحة التقاليد، تلك الأرملة التي مات بعلُها، فاختلت أحوالهُا، وجفاها الصديق، وكادت تلقى على الطريق، فإلى أين المصير؟!! والأيام دُوَلٌ ...
وما نظرت يوماً إلى راعية أيتام، قد نازلتها الشدائد من كل صوب، وتمكنت منها، تحاول جاهدة ألاَّ يضيع صغارها، وتناضل من أجل لقمتهم، مع أنها حييَّةٌ مُطْرِقَةٌ لا تكاد تسمع صوتها من شدة حيائها، ولكن حسبها أجر المحاولة وشرف النضال، فلا معين، ولا نصير، لأن شاباً يبحث عن بكرٍ، وثيباً قد احتكرتهُ زوجتُه، فإلى أين المصير؟!! والأيام دُوَلٌ ...
وما نظرت يوماً إلى مطلَّقة قد لفظتها الدُّنيا، وَتَنَكَّرت لها الحياة، فبعد أن عاشت دهراً في مأمنٍ من شبه الرذائل والدنايا، أصبحت ترتجف وتتزلزل من كل كلمة أو نظرة محتملة.
وبعد أن عاشت دهراً غير مكترثة لأي شيء يدور حولها، جلست تنتظر الإحسان في زمنٍ أكل غلاءُ الأسعار شَحْمَ الأبدان، وعَضَّ اللحم بنابه، وشردت الفاقةُ شملها، وزعزعت كيانها، فإلى أين المصير؟!! والأيام دُوَلٌ ...
لقد ضاعت القضية بين الغلاة والجفاة، حتى هاج الغرب الكافر هياج الكلب المسعور، وأثار عاصفة ساخطة غضبى؛ حول ديننا الحنيف والمرأة، فتبعثرت كلماتهم على سفوح قلوبٍ غليظةٍ مريضة من المسلمين، فاحتستها متلذذة، وابتلعتها دون أدنى تردد، حتى صاروا أفراخاً للغرب الكافر في مسلاخ مسلمين.
ويرددون وينعقون صباحَ مساءَ ... المرأة ... المرأة ... المساواة ... العدل ... هو وهي ... البنت مثل الولد ...
غير بقيَّةٍ باقية جعلت كلام ربها، وهدي رسولها صلى الله عليه وسلم أمام أمام، وعلى ذلك عقدوا الخناصر، فلهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات، وصحابته الكرام خير أسوة ... فهم في ثَبَاتٍ من أمرهم وإيمان، غير مبالين بعقبات ترمى في طريقهم، من هنا وهناك فتثنيهم عن مقصودهم، ومهما اشتدت وطأتها، وعظم شأنها، فإنهم ماضون سائرون في نشر الإسلام - دعوة الحق – بأقوالهم وأفعالهم، فما ضرَّ السَّحابَ نَبْحُ الكلاب.
ولقد جادلت امرأةٌ غربيةٌ كافرةٌ رجلاً مسلماً حاذقاً - من هذه البَقِيَّة - في مسألة التَّعدد، فأرعدت وأزبدت بكلمات نابية تدل على تحلُلِها - إذ لا دين يحكمها ويشذبها- ومما قالته: مظلومة مقهورة في دينكم المرأة، فلا عدل ولا مساواة بينها وبين الرجل، فقال لها بِثَبَات المؤمن: وأين مواضع الظلم والقهر؟، قالت -وبئس ما قالت-: يتزوج الرجل بأربع نسوة في دينكم، ولا يحق للمرأة أن تتزوج بأربعة رجال، فأين المساواة والعدل؟ فقال لها: ولمن يكون الولد؟!! فبُهِتَت ... وخَسِئت ذات الانتكاس الفطري.
ألا فليتق اللهَ كلُّ مسلم ومسلمة.
والحكمة الحكمة، وحَجازَيْك حَجازَيْك من الغلو والإجحاف، والإفراط والتفريط.
وحَذَارِ حَذَارِ من أن تكون معول هدم في أيدي أعدائك، فتنبش المكنون، وتصدِّع المصفوف، بقبح فهمك وسوء صنيعك.
والله المستعان، وعليه التُّكلان، وهو بكل جميل كفيل، وهو حسبي ونعم الوكيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/384)
وصلِّ اللهم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
وكتب
أبو العباس بلال بن عبد الغني أبو هلال السالمي الأثري
الذيبية حفر الباطن
4/ 12/1428هـ
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[14 - 12 - 07, 06:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
لكن تصور أن هذه المرأة الغربية هى نوال سعداوى فلكانت أجابت بكل بساطة " يكون لأيا كان، فلا فرق إذ هو فى النهاية سينسب لأمه لا لأبيه".
و الله المستعان.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[14 - 12 - 07, 06:09 ص]ـ
و من الممك
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[15 - 12 - 07, 08:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الحمد لله الملك الحكم العدل، الذي حرم الظلم علي نفسه، ثم جعله بين خلقه محرما؛ فكان عليهم بذاك متفضلا، ولهم مكرما ..
والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين، السراج المبين، الصادق الأمين؛ محمد بن عبد الله، الذي اصطفاه ربه-عز وجل-ليكون هاديا و مرشدا و معلما ..
وبعد؛ فنشكر لأخينا وشيخنا أبي العباس السالمي الأثري؛ بلال بن عبد الغني بن أبي هلال، حسن العرض، و الأسلوب الماتع، و قوة العبارة.
نسأل الله-عز وجل وهو خير مسئول، وخير مجيب-أن يرزقه الإخلاص في القول و العمل، و القبول في الدارين، وأن يوسع له رزقه؛ في العلم و العمل و الولدو الأهل.
أما بخصوص .. لمن يكون الولد؟!!
فلو كانت المحاورة- لهذا الشيخ-هذه المراة المأفونة، التي سماها أخونا الفاضل محمد البيلي، لكانت إجابتها:
للأم، و الأم فقط؛ لأنهاهي التي حملت، و وضعت، و ربت، وخلال كل ذلك هي التي تعبت، فالإنصاف_بزعمها و زعم من يري رأيها_أن ينسب الولد (الذكر و الأنثي) لأمه.
و قبحه الله من إنصاف!!!!
بل الأمر كما قال القائل:
الأيام حبلي تأتي بكل غريب ... و عجيب!!!
أسال الله أن يقينا الفتن ما ظهر منها و ما بطن، و أن يثبتنا علي هذا الدين؛ الحق المبين، حتي يأتينا اليقين
هو ولي ذلك و القادر عليه.
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته.(45/385)
ما هي الدروس أو المحاضرات الصوتية للشيخ ناصر القفاري
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[14 - 12 - 07, 05:48 م]ـ
ومرادي غير ما حواه البث الإسلامي وطريق الإسلام
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[15 - 12 - 07, 01:19 ص]ـ
للرفع(45/386)
حكم السجود للقبر وتقبيله
ـ[عمر]ــــــــ[14 - 12 - 07, 11:19 م]ـ
السلام عليكم
شبهة يرددها بعض المخالفين فما ردكم اخواني
تنبيه من المشرف:
سبق الكلام عليها في الملتقى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=393757#post393757
ـ[عمر]ــــــــ[15 - 12 - 07, 09:34 م]ـ
هل من مجيب؟(45/387)
منكر المحسوس كافر؟
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[14 - 12 - 07, 11:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين
والصلاة والسلام على إمام المرسلين، سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين
وبعد؛
قال تعالى: "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ "
وقال أيضا: " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ "
وقال أيضا: " قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا "
وقال أيضا: " وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ "
يا إوخوتي في الله هذه الآيات وأمثالها من النصوص تدل على حقيقة مفادها أن للكون سنن وقوانين وحقائق ثابتة يقينية يؤمن بها كل عاقل، حتى الحيوان يدركها بغريزته، حتى الجماد وما أدراك ما الجماد متوافق مع سنن الكون لا يخالفها ألبتة ولا قيد أنملة؛
قال تعالى: " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ "
لكـ ـــــــــــــــــــــــــن؛
يقع من البعض - أقصد بعض بني آدم - أن ينكر المحسوسات، ويجحد السنن الكونية الثابتة، ويرد ما اتفق عليه قاطبة الخلق من عادات طبيعية وقوانين مشاهدة، لا أدري لماذا، لكن حدث مثل هذا وما زال يحدث حتى من المسلم - لا أقول المؤمن -؛
أقول - وأنا الفقير إلى عفو ربه - عقلا، هذا المنكر مجنون
أما شرعا، فيقال أنه كافر نعمة
إخوتي وفقكم الله لما فيه الخير والرشاد أفتوني في أمري؟
هل هو كافر نعمة حقا؟ وهل يصل به الحد إلى الكفر الأكبر؟
وما مصير كافر النعمة؟ ..
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 12 - 07, 12:26 ص]ـ
وفقك الله
جاحد الحسيات والقطعيات العقلية له حالتان:
- أن لا يكون لما جحده ثمرة شرعية، كمن ينكر أن 1+1 = 2 مثلا، فهذا لا يكفر، ولكنه قد يوصف بأنه أحمق أو مجنون.
- أن يكون لما جحده ثمرة شرعية، كمن ينكر أن الصنعة لا بد لها من صانع، فهذا يكفر؛ لأن ما أنكره ينبني عليه إنكار الصانع.
والله أعلم.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[15 - 12 - 07, 10:22 ص]ـ
جاحد الحسيات والقطعيات العقلية له حالتان:
- أن لا يكون لما جحده ثمرة شرعية، كمن ينكر أن 1+1 = 2 مثلا، فهذا لا يكفر، ولكنه قد يوصف بأنه أحمق أو مجنون.
والله أعلم.
شيخنا أبو مالك بارك الله فيكم لكن؛
ضربا على مثالك، فالعدديات يترتب عليها كثير من الأحكام الشرعية وحتى العقدية، ولا أحصر إن قلت الميراث هو رأس الأمر في ذلك ..
كما أن المتعدي على حرمة القطعي لا يؤمن جانبه ..
وحكمنا على الشخص بالعته أو الجنون حكم مُعمل يترتب عليه أحكاما شرعية جمة، أهمها إسقاط التكليف؛ فكيف؟
والله الموفق للصواب.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 12 - 07, 01:26 م]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
أنا أقصد ثمرة شرعية في باب التكفير، وظننت هذا واضحا في السياق.
الأعداد لها ثمرة في باب المواريث، فكان ماذا؟ هل نكفر من لا يستطيع معرفة حساب المواريث؟
وهل نكفر المعتوه والمجنون؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[15 - 12 - 07, 02:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
إنكار المحسوسات مذهب الفلاسفة اليونانية وهو ينسب إلى بطليمس وأفلاطون وأرسطو
ولذلك قال السفاريني في نظمه:
وكل معلوم بحس وحجى ... فنكره جهل قبيح في الهجا
لوامع الأنوار (2|443)
و علماء الكلام يقسمون العلم إلى ضروري ونظري
فالضروري هو الإدراك البديهي الذي لا يتطلب تفكيرا
والنظري عكسه
وما يعلم بالحس لا شك أنه من العلم الضروري
ولا يكفر إلا إذا كان يترتب على إنكاره ما يعلم من الدين بالضرورة.
وهذا الكلام قريب من كلام الشيخ أبي مالك.
والله أعلم
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[16 - 12 - 07, 10:24 ص]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
أنا أقصد ثمرة شرعية في باب التكفير، وظننت هذا واضحا في السياق.
الأعداد لها ثمرة في باب المواريث، فكان ماذا؟ هل نكفر من لا يستطيع معرفة حساب المواريث؟
وهل نكفر المعتوه والمجنون؟
شيخنا أبو مالك بارك الله فيكم
أستسمحكم لأقول:
قال تعالى: " للذكر مثل حظ الأنثيين "
وهو نص في كون الاثنين نصفها واحد، والواحد ضعفه اثنان؛
أليس منكر هذا، منكر لمعلوم بالضرورة وهو نص القرآن؟
والله النوفق للصواب
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[16 - 12 - 07, 01:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا الأخ عبد الباسط
جميل تدخلك،
ومثل الفلاسفة الذي ذكرت بعض المتصوفة
يقللون من شأن القوانين الطبيعية ويشيدون كثيرا بتخلف السبب عن المسبب
جريا منهم وراء الخوارق والكرامات لتقعيدها
حتى استحالت القاعدة شاذة، وخوارق العادات قوانين،
ولله في خلقه شؤون،
أما ما يترتب على إنكار المحسوس من شؤون عقدية فشيء كثير،
فمعظم الآيات التي يتمدح بها الله عز وجل - وهو أهل الثناء والمجد - آيات كونية ولها نواميسها الثابتة، وإنكارها يلزم منه إتكار أفعال الله عز وجل وتخلف بعض أسمائه وصفاته؛ كالحكيم ...
والله الموفق للصواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/388)
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[17 - 12 - 07, 05:14 م]ـ
جزاكم الله خبرا
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[18 - 12 - 07, 10:16 ص]ـ
البحث في هذا الموضوع يزداد أهمية إذا استفهمنا التقسيم البديع لابن تيمية بين الشرعي والقدري، فلكلٍ أحكامه ولكلٍ مسائله، الأمر الشرعي يترتب عليه الحرام والواجب وباقي الأحكام ومنكره مبسوط أحكامه في كتب الفقه، أما الأمر القدري فإنكاره معاندة لسنن الكون، بل هي جبرا علينا تسير مسيرتها بإذن الله عز وجل؛ وانظروا وفقكم الله هذه الآيات ستجلي الحق وتبين المكنون:
قوله تعالى: " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا "
فلله امر لا يتخلف، اصطلح عليه اسم السنن والقوانين، والذي في الآية من سنن الاجتماع مفاده: إذا فسق مترفوا القرية هلكت
لا يعاند هذا القانون ولا يتخلف
ومنكره منكر لأمر الله وأفعاله
وقوله تعالى: " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ "
وهذا مفاده: العاقبة للمومنين المتقين، فلا يتخلف هذا أيضا ألبتة، شئنا أم أبينا!
وإلا وعد ربنا تخلف، وتخلف معه أفعاله وأوامره وإرادته وعلمه وقدرته ..
فالتعدي على حرمة المحسوس تعدي على حرمة النص كما ترون، والله الموفق للصواب
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[20 - 12 - 07, 11:07 م]ـ
ثبتنا الله على الحق(45/389)
كيف تدرس كتب العقيدة؟
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[15 - 12 - 07, 01:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتمنى من طلبة العلم أن يدلوني في كيفية دراسة كتب العقيدة؟ جزاكم الله خيرا
ـ[محمد بشري]ــــــــ[15 - 12 - 07, 02:05 ص]ـ
لعلك تنظرين في خاصية البحث،تجدين برامج متكاملة في تعلم أصول الدين.
وبالتوفيق.
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[15 - 12 - 07, 04:21 م]ـ
جزاك الله خيرا، أنا أعرف المنهجية في دراسة كتب العقيدة، لكن أسأل عن كيفية قراءتها حتى تثبت المعلومات ويستطيع المتعلم أن يسترجع المعلومات حينما يريدها.
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[15 - 12 - 07, 04:22 م]ـ
جزاك الله خيرا، أنا أعرف المنهجية في دراسة كتب العقيدة، لكن أسأل عن كيفية قراءتها حتى تثبت المعلومات ويستطيع المتعلم أن يسترجع المعلومات حينما يريدها.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - 12 - 07, 09:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتمنى من طلبة العلم أن يدلوني في كيفية دراسة كتب العقيدة؟ جزاكم الله خيرا
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته ..
أختي الكريمة - وفقك الله لمرضاته -: أحسن ما اطلعت عليه في الباب؛ و أعمل به وأحسست بثمرته كلام لشيخنا العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله ونفعنا بعلمه - في شريط بعنوان: (المنهجية لقراءة الكتب العلمية) ففيه ذكر منهجية عامة تصلح لقراءة أي كتاب ثم بدأ بمنهجية خاصة ببعض العلوم ومنها العقيدة السلفية، فأنصح الأخت الفاضلة باستماعه، والله يوفقني و إياكم لصالح الأعمال.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - 12 - 07, 10:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتمنى من طلبة العلم أن يدلوني في كيفية دراسة كتب العقيدة؟ جزاكم الله خيرا
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
عليك - وبالله المستعان - أن ترسمي في ذهنك أولا (أو أن تكتبيه في كتيب تصاحبينه دائما) مواضيع العقائد وفروع مباحثه.
مثلا: تقولي إن مباحث الاعتقاد منحصرة في ثلاثة أنواع:
(1) مباحث تعليمية توضيحية،
(2) مباحث استدلالية ورد الشبهات،
(3) مباحث عملية تطبيقية؛
ومسائله تنحصر في العشرة:
1 - مسألة الأسماء والأحكام (معنى الإيمان والإسلام والإحسان والكفر والفسوق والعصيان)،
2 - مسألة أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله (بما فيه مبحث "القرآن كلام الله غير مخلوق")،
3 - مسألة الشرع والقدر (بما فيه مبحث "أفعال العباد" و "الصبر والتوكل والرضى")،
4 - مسألة الرسالة والنبوة والولاية (إمكان النبوة وخصائصها، دلائل النبوة والرسالة، إرسال الملائكة وإنزال الكتب)،
5 - مسألة الإيمان باليوم الآخر وتوابعها من الغيبيات (الأعيان منها والأوصاف والأحداث)،
6 - مسألة الولاء والبراء (بما فيها مبحث "مخالفة الأعداء" ومبحث فضائل الصحابة وموالاتهم)،
7 - مسألة توحيد الألوهية والشرك العملي (بما فيها مبحث "التوسل والاستشفاع")،
8 - مسألة أعمال القلوب (وظائف القلوب وأوصافها وأحوالها وأمراضها وغذائها وحياتها وشفائها)،
9 - مسألة الحفاظ على الجماعة (بما فيها مبحث "التحزّب" و "الخروج عن الأئمة")،
10 - مسألة الحاكمية وسيادة الشريعة (بما فيها مبحث "الحكم بغير ما أنزل الله")
واعلمي أنك في كل واحدة من هذه المسائل ستجدين فيها تلك الأنواع الثلاثة من المباحث التي أشرنا إليها سابقا - المباحث التعليمية، والمباحث الاستدلالية، المباحث العملية -. واعلمي أيضا أنك في كل منها ستواجهين فرقا مخالفة ومذاهبا معارضة لمذهب أهل السنة والجماعة:
1 - ففي الأسماء والأحكام:الحرورية والوعيدية، وكذلك المرجئة والكرامية؛
2 - وفي الأسماء والصفات: الجهمية والمعتزلة والكلابية والمجسمة والحلولية والاتحادية؛
3 - وفي مسألة الشرع والقدر: القدرية والجبرية؛
4 - وفي مسألة الرسالة والنبوة والولاية: الفلاسفة والراوندية ومنكر الخوارق؛
5 - وفي مسألة الإيمان باليوم الآخر: منكر البعث بعد الموت ومنكر موت الأرواح؛
6 - وفي مسألة الصحابة والولاء والبراء: الرافضة والناصبة؛
7 - وفي مسألة توحيد الألوهية: القبورية وأهل الوحدة؛
8 - وفي مسألة أعمال القلوب: غلاة المتصوفة وغلاة المتفقهة الظاهرية؛
9 - وفي مسألة الحفاظ على الجماعة: الخوارج والزيدية؛
10 - وفي مسألة الحاكمية: المرجئة والعلمانية.
ثم بعد هذا، تقرأين كل كتاب على حدة مع مراعاة الترتيب حسب هذا التصنيف، وتقيدين فوائده في كراسة وتسجلين ما يهمك من مباحثه وطرائفه مما لا تجدينه فى كتاب آخر. وبالجملة: لا تقأري على فازغ! بل ارسم خريطة المواضيع في ذهنك قبل أن تقدمي على القراءة والمطالعة. ومما ينبغي أن تعرفينه أن من كتب العقائد ما يرتكز على واحدة من هذه المسائل العشرة، فاجعله أصلا وأُمًّا لغيره. مثلا:
1 - في الأسماء والأحكام: كتاب "الإيمان" - الأوسط ثم الأكبر - لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛
2 - وفي الأسماء والصفات: الواسطية والحموية ومختصر الصواعق، ثم درء التعارض ونقض التأسيس؛
3 - وفي مسألة الشرع والقدر: شفاء العليل لابن القيم رحم الله؛
4 - وفي مسألة الرسالة والنبوة والولاية: النبوات لشيخ لإسلام؛
5 - وفي مسألة الإيمان باليوم الآخر: طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن القيم؛
6 - وفي مسألة الصحابة والولاء والبراء: رسالة الشيخ القحطاني، ثم منهاج السنة لشيخ الإسلام؛
7 - وفي مسألة توحيد الألوهية: التوحيد للشيخ المجدد ابن عبد الوهاب رحمه الله، والجزء الأول من مجموع فتاوى ابن تيمية؛
8 - وفي مسألة أعمال القلوب: رسالة العبودية لشيخ السلام وتجريد التوحيد للمقريزي ونظم الشيخ السعدي، ثم مدارج السالكين؛
وهكذا دواليك. . . والله الموفق للرشد والسداد.
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/390)
ـ[عبد الله بن عثمان]ــــــــ[22 - 12 - 07, 10:33 م]ـ
بارك الله في الجميع
و أضيف للعلامة صالح آل الشيخ شريط كيف تقرأ كتب شيخ الاسلام
وجموعة اشرطة الشيخ قد كتبت كلها(45/391)
من الملائكة من ليس بذي أجنحة (صالح ال الشيخ)
ـ[تركي العبدلي]ــــــــ[15 - 12 - 07, 01:16 م]ـ
الكلام في الملائكة مبسوط في كتب الحديث والتفسير وساق الإمام المصلح هنا شيئاً من ذلك فيمكن أن نقول فيهم: أنهم خلق عظيم يعني في الصفة وأنهم أنوار يعني: خلقوا من نور لا يراهم الإنسان بعينه المجردة، لكن إن كشف له الغطاء رأى كما قال سبحانه: (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (قّ: من الآية22)، فالإنسان على بصره غطاء يعني: حدود يرى بها، لكن بالموت إذا كشف الله عنه الغطاء البشري في الدنيا لأنبيائه ورسله فإنهم يرون ما لا يرى غيرهم فيرى الملائكة على صورتهم التي خلقهم الله جل وعلا عليها كما ثبت في الصحيح: أن النبي صلى الله علي وسلم قال: رأيت جبريل على صورته مرتين له ستمائة جناح قد سدَّ الأفق)، ومنهم ذووا الأجنحة، ومنهم من ليس بذي أجنحة، فخلقهم متنوع لكن يجمعهم أن خلقهم من نور.
شرح أصول الإيمان صالح ال الشيخ
لست مستدركاً على الشيخ و إنما مستشكلاً كلامه مع الآية الكريمة في سورة فاطر حيث يقول الله عز و جل (الحمد الله فاطر السموات و الأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى و ثلاث و رباع يزيد في الخلق ما يشاء .. ) الآية
فمن أين أتى الشيخ بهذا أتمنى من الأخوة الفضلاء البحث في المسألة و إفادتي فهي منذ مدة تشغل بالي و من كان على صلة بالشيخ العلامة حبذا أن يسأله و يفيدنا بارك الله فيكم
ـ[تركي العبدلي]ــــــــ[17 - 12 - 07, 01:05 م]ـ
هل من مزيد علم ..
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 12 - 07, 01:55 م]ـ
بارك الله فيك أخي تركي
قبل هذا، هل يلزم أن الآية تفيد أن جميع الملائكة لهم أجنحة؟
ـ[تركي العبدلي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 10:59 ص]ـ
الله أعلم هل من مشارك من الإخوة.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 11:55 ص]ـ
طلبتُ من أحد الإخوة قبل فترة أن يسأل الشيخ. فلم يذكر الشيخ أنه قال هذا. وسأعاود تذكيره، مادمتَ ذكرتَ المصدر.
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[24 - 01 - 08, 01:55 م]ـ
لا بد أنه يقصد الملائكة الذين يمشون على الأرض ....
لأنه من المعلوم أن الملائكة لهم أعمال مختلفة، فملائكة يمشون على الأرض يتتبعون حلق الذكر، وأيضا الذين يكتبون أعمال الإنسان كما في قوله تعالى ((إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)) فلاحظ قوله تعالى ((من قول)) فدل ذلك على أن الملائكة تلازم الإنسان وتكتب جميع أعماله ....
وكذلك ملك الجبال الذي ذكر في الحديث الذي رواه البخاري رحمه الله تعالى، فدل ذلك الحديث أن ملَك الجبال موكل بعمل معين وإلا لعرض جبريل نفسه على الرسول صلى الله عليه وسلم ليتولى تنفيذ ما يريده صلى الله عليه وسلم، فما كان قول الرحمة المهداة ((بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده ولا يشرك به شيئا))
بارك الله فيك، لكن الأحوط أن تسأل طلبة الشيخ عن ذلك ....
ـ[تركي العبدلي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 04:39 ص]ـ
طلبتُ من أحد الإخوة قبل فترة أن يسأل الشيخ. فلم يذكر الشيخ أنه قال هذا. وسأعاود تذكيره، مادمتَ ذكرتَ المصدر.
جزاك الله خيراً لا سيما أن الكتاب مفرغ في الشاملة.
ـ[تركي العبدلي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 04:42 ص]ـ
لا بد أنه يقصد الملائكة الذين يمشون على الأرض ....
لأنه من المعلوم أن الملائكة لهم أعمال مختلفة، فملائكة يمشون على الأرض يتتبعون حلق الذكر، وأيضا الذين يكتبون أعمال الإنسان كما في قوله تعالى ((إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)) فلاحظ قوله تعالى ((من قول)) فدل ذلك على أن الملائكة تلازم الإنسان وتكتب جميع أعماله ....
وكذلك ملك الجبال الذي ذكر في الحديث الذي رواه البخاري رحمه الله تعالى، فدل ذلك الحديث أن ملَك الجبال موكل بعمل معين وإلا لعرض جبريل نفسه على الرسول صلى الله عليه وسلم ليتولى تنفيذ ما يريده صلى الله عليه وسلم، فما كان قول الرحمة المهداة ((بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده ولا يشرك به شيئا))
بارك الله فيك، لكن الأحوط أن تسأل طلبة الشيخ عن ذلك ....
جزاك الله خير أخي الغالي، ولكن ألا ترى أن هذه المسألة من الغيبيات فيتوقف فيها على النص، والشيخ صالح لا شك أنه عندما يقول مثل هذا الكلام إن لم يكن سهواً منه فهو قاله عن علم فالشيخ له سابقة في العقيدة و أحببت أن أقف على من يتصل بالشيخ فالشيخ الوصول له صعب وهو مشتغل بما ينفع الأمة الآن و لم يعد له ذاك النشاط القوي في المساجد والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 10:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً
1. في الحديث " إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم ".
2. قوله تعالى: {الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير}: يدل على وجود أجنحة في أصل كل ملك، وأنها تزيد لا تنقص، وقد بدأها بالجناحين وأطلق الزيادة.
قال ابن كثير رحمه الله. قوله تعالى: {جاعل الملائكة رسلا} أي: بينه وبين أنبيائه.
{أولي أجنحة} أي: يطيرون بها ليبلغوا ما أمروا به سريعا.
{مثنى وثلاث ورباع} أي: منهم من له جناحان ومنهم من له ثلاثة ومنهم من له أربعة ومنهم من له أكثر من ذلك كما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام ليلة الإسراء وله ستمائة جناح بين كل جناحين كما بين المشرق والمغرب.
ولهذا قال جل وعلا: {يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير}.
قال السدي: " يزيد في الأجنحة، وخلقهم ما يشاء ".
انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/392)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 10:50 ص]ـ
أحسنت يا شيخ إحسان، ففي الصحيحين والمسند عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
[إن لله ملائكة سياحين في الأرض، فضلا عن كتاب الناس، يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجاتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ...... ].
ـ[تركي العبدلي]ــــــــ[01 - 02 - 08, 02:36 ص]ـ
نفع الله بكم و بعلمكم و المقصود هو التأكد من قول الشيخ صالح و معرفة استدلاله ..
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[07 - 02 - 08, 09:39 م]ـ
في شرح سنن أبي داود للشيخ عبد المحسن العباد
السؤال: هل هذه القاعدة صحيحة: إن الجناح في الملك ليس له فائدة معقولة عندنا ولكن له فائدة لا ندركها؟ الجواب: الله أعلم، فقد يكون للطيران؛ لأن الله جعل الملائكة كلهم ذوي أجنحة كما قال الله عز وجل: جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ [فاطر:1]، يعني: جعل لهم أجنحة، وجبريل له ستمائة جناح كما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 02 - 08, 01:05 ص]ـ
أحسنتم
جزاكم الله خيراً
ـ[تركي العبدلي]ــــــــ[18 - 02 - 08, 11:21 م]ـ
إضافة مباركة أخي عبد الباسط .. و نفع الله بك ..
ـ[تركي العبدلي]ــــــــ[18 - 02 - 08, 11:22 م]ـ
يا شيخ إحسان، جزيت خيراً على متابعتك ..(45/393)
البدعة - رؤية تحليلية .... للشيخ رفاعي سرور
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[15 - 12 - 07, 10:22 م]ـ
البدعة - رؤية تحليلية
الشيخ/رفاعي سرور
الابتداع هو التضاد التام مع الدين ..
لأنه ليس مجرد خروج عليه، ولكنه تغيير فيه ..
وهذا التغيير ليس مجرد تغيير لحقائق في الدين، ولكنه تفكيك للإحكام المنهجي الذي يقوم عليه الدين كلُّه ..
عن غضيف بن الحارث الثُّماليِّ قال: بعث إليّ عبد الملك بن مروان فقال: يا أبا أسماء، إنَّا قد أجمعنا النَّاس على أمرين، قال: وما هما؟ قال: رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة، والقصص بعد الصبح والعصر، فقال: أما إنَّهما أمثل بدعتكم عندي، ولست مجيبك إلى شيءٍ منهما، قال: لِمَ؟ قال: لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلَّم قال: (ما أحدث قومٌ بدعةً إلَّا رُفع مثلها من السُّنَّة، فتمسُّكٌ بسنَّةٍ خيرٌ من إحداث بدعةٍ).
ودليل ذلك هو معنى الحكمة الدال على الإحكام، والمقابل لمعنى البدعة ..
وذلك على أساس الارتباط بين الحكمة والإحكام من ناحية .. والتقابل بين الحكمة والبدعة من ناحية أخرى.
قال الفضيل بن عياض: (ومن جلس مع صاحب بدعة؛ لم يُعطَ الحكمة).
ولما كانت الحكمة مفهومًا يتعلق بالإنسان وشخصه -طبيعته وخُلقه- كانت أخطر آثار البدعة في شخصية المبتدع هي حرمان الحكمة.
وقد بين ذلك الإمام أبو عثمان النيسابوري في تفسير قوله تعالى: ((إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)) [الشعراء:89] قال: (هو القلب الخالي من البدعة، المطمئن إلى السنة).
وقال: (من أمَّر السنة على نفسه -قولًا وعملًا- نطق بالحكمة، ومن أمَّر الهوى على نفسه -قولًا وعملًا- نطق بالبدعة).
حيث إن اتباع الهوى يجعل الإنسان ينطق بالبدعة بعد فقده للربانية، التي تجعله ينطق بالحكمة.
وكما تقابلت البدعة مع الحكمة .. تقابلت آثار البدعة مع آثار الحكمة ..
فأول آثار البدعة ذُل المبتدع، وأول آثار الحكمة عِزة الحكيم ..
ولذلك أورد ابن كثير قول لقمان لابنه: (يا بني، إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك).
ومن هنا كان الذل أول آثار البدعة في شخص المبتدع.
قال الحسن البصري: (إن ذلَّ البدعة على أكتافهم، وإن هَمْلَجَت بهم البغلات، وطقطقت بهم البراذين).
وكل من «افترى بدعة» فإن ذُلَّ البدعة ومخالفة الرسالة متصلة من قلبه على كتفيه، كما روى أيوب السَّخْتَيَاني عن أبي قِلابة الجَرْمي أنه قرأ هذه الآية: ((وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ)) [الأعراف:152] قال: هي والله لكل مفترٍ إلى يوم القيامة.
وقال سفيان بن عيينة: (كل صاحب بدعة ذليل).
والذل الذي يصيب المبتدع ناشئ عن انفصاله عن الأمة، الذي يُفقده إحساسه بذاته .. بعد انفصالها عن السنة وأهلها ..
ومن هنا كانت صيغة التعويض النفسي عند الخروج على الأمة هي المبالغة في العبادة، مثلما كان من أمر الخوارج ..
فبينما كان رسول الله يوزِّع الغنائم قال رجل: هذه القسمة لم يُبتغ بها وجه الله، فأراد عمر قتله، فمنعه رسول اللهصلى الله عليه وسلم، وقال له: (سيخرج من ضئضئ هذا الرجل قومٌ يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم وصيامه إلى صيامهم).
ولعلنا نلاحظ قوله صلى الله عليه وسلم: «يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم وصيامه إلى صيامهم» وهي المبالغة في العبادة التي تعالج غيبة إحساسه بذاته بعد انفصاله عن أمته.
فبمجرد انقطاع المبتدع عن السنة ينقطع عن الأمة، وينقطع عن الله!!
وكان لكل من الانقطاع عن الأمة والانقطاع عن الله أحكام تُحقق في واقع المبتدع ما كتبه الله عليه من الذل:
أفقدته حرمته في المجتمع:
أخرج البيهقي عن الحسن البصري قال: (ثلاثة ليس لهم حرمة في الغيبة: فاسق معلن الفسق، والأمير الجائر، وصاحب البدعة المعلن البدعة ... ).
كما لا يكون لرأيه وزنٌ أو اعتبار:
يقول الألوسي في تفسيره: (إن مخالف هذا الإجماع من أهل البدعة؛ فلا اعتبار بمخالفته؛ فلا تضر في انعقاد الإجماع).
وبالجملة .. لا يكون للمبتدع حبٌّ ولا كرامةٌ:
وقد قال بعض أهل البدع لأبي عمران النخعي: اسمع مني كلمة. فأعرض عنه، وقال: (ولا نصف كلمة!)، ومثله عن أيوبالسختياني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/394)
وقال الفضيل بن عياض: ( ... ومن زوَّج كريمته من مبتدع فقد قطع رحِمَها؛ ومن جلس مع صاحب بدعة لم يُعطَ الحكمة، وإذا علم الله من رجل أنه مُبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له).
أورد القرطبي في تفسيره: (من وقَّر صاحب بدعة؛ فقد أعان على هدم الإسلام).
ومن هنا يتبين أن البُعد النهائي للبدعة هو هدم الدين، وهذا البُعد يتطلب قدرًا من التفسير.
فعندما جاء في الحديث: (إنَّ مِن شِرارِ النَّاسِ مَن تُدرِكُه السَّاعةُ وَهُم أحياءٌ، وَمَن يَتَّخذُ الْقُبورَ مَساجدَ ... ) فإننا نفهم -وفقًا لمنهجية الحديث النبوي- العلاقة بين الصنفين المذكورين في الحديث .. وهي أن الذين تقوم عليهم الساعة هم آخر الشر ومنتهاه، وأن الذين يتخذون القبور مساجد هم أول الشر ومبتداه ..
ليتبين أن «بدعة اتخاذ القبور مساجد» هي التي ستنتهي إلى ما سيكون عليه حال الناس عند قيام الساعة .. من الرجوع إلى عبادة الأصنام والشياطين.
كما يتبين من الحديث أن البدعة يمتد أثرها إلى قيام الساعة.
ولما كان انقطاع المبتدع عن أمته أثرًا للبدعة فإن هذا الانقطاع يمتد -أيضًا- إلى قيام الساعة ..
حيث يُطرد عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم .. وذلك من شؤم البدعة على صاحبها كما في الحديث: (إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ مَرَّعَلَيَّشَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَلَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّعَلَيَّأَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّيُحَالُبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ... فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَلَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَبَعْدِي).
ومن الطرد عن الحوض إلى الحساب ...
عن ابن عمر في قوله تعالى: ((يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)) [آل عمران:106]: (يعني تبيض وجوه أهل السنة، وتسود وجوه أهل البدعة).
وكان ذلك الانقطاع الممتد من الدنيا إلى الآخرة أثرًا للانقطاع عن الله الذي تمثل في ..
«عدم قبول العمل» كما قال الفضيل بن عياض: (أحبط الله عمله ... ).
«عدم التوفيق إلى التوبة» وذلك باعتبار أنالبدعة تغيير للدين والحق .. وأن التوبة رجوع للدين والحق.
فكان أمر الله بحجب كل صاحب بدعة من التوبة جزاءً له على تغيير الحق، الذي يَرجع إليه كلُّ من أراد التوبة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته).
ومن الحساب إلى النار ..
وكمحصلة عادلة للانقطاع عن الله يكون دخول المبتدع النار مع بدعته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار).
ولعلنا نلاحظ بقاء المبتدعين على الذل والمهانة في الدنيا حتى دخولهم النار ..
«ابتداءً» من وصف رسول الله لهم في الدنيا بقوله: ( .. سيخرج من أمتي أقوام تجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه).
وفيه تشبيه لما تحدثه البدعة بصاحبها .. بما يحدثه الكَلَب بصاحبه.
والكلَب كما يقول الزمخشري: (داء يصيب الإنسان إذا عقره الكلب الكَلِب).
حتى دخولهم النار يكون على تلك الصفة ..
عَنْ ابْنِ أَبِي أَوفَى قال: قال رسُولُ اللهِ صَلى الله عليه وسلَم: (الخَوارِجُ كِلابُ النَّارِ).
ولكل ما سبق كانت البدعة أخطر أعمال الشيطان؛ إذ ينحصر ما يدعو الشيطان إليه فى ست مراتب:
- مرتبة الكفر والشرك ومعاداة الرسول.
- ثم مرتبة البدعة، وهى أحب إليه من الفسوق والمعاصي؛ لأن المعصية يُتاب منها، والبدعة لا يُتاب منها؛ لأن صاحبها يظنها حقيقة صحيحة؛ فلا يتوب.
- ثم الكبائر على اختلاف أنواعها.
- ثم الصغائر.
- ثم الاشتغال بالمباحات.
ولذلك يقول ابن عباس: (والله ما أظن على ظهر الأرض اليوم أحب إلى الشيطان هلاكًا مني! فقيل: وكيف؟! فقال: إنه ليحدث البدعة في مشرق أو مغرب فيحملها الرجل إليَّ، فإذا انتهت إليَّ قمعتها بالسنة، فتُرد عليه كما أخرجها).
والملاحظ في قول ابن عباس هو إحساسه بالمعركة الشخصية مع الشيطان من أجل إخماد البدعة .. وهو إحساس ضروري في مواجهتها؛ حيث يشعر كل مسلم أنه بنفسه في معركة مع الشيطان .. من أجل القضاء على البدعة.
وهذا الإحساس الشخصي بمعركة البدعة يكون بحساسية شديدة تتناسب مع خطرها ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/395)
فهؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتكون رجلًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كان كلّما افتتح سورةً يقرأ بها لهم في الصّلاة ممّا يقرأ به افتتح بـ ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) [الإخلاص:1] .. حتّى يفرغ منها ثمّ يقرأ سورةً أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كلّ ركعةٍ، فكلّمه أصحابه فقالوا: إنّك تفتتح بهذه السّورة ثمّ لا ترى أنّها تجزئك حتّى تقرأ بأخرى، فإمّا تقرأ بها وإمّا أن تدعها وتقرأ بأخرى فقال ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمّكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم. وكانوا يرون أنّه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمّهم غيره، فلمّا أتاهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أخبروه الخبر. فقال: يا فلان! ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك وما يحملك على لزوم هذه السّورة في كلّ ركعةٍ؟ فقال: إنّي أحبّها، فقال: حبّك إيّاها أدخلك الجنّة.
رغم أن الفعل جائز شرعًا .. غير أنهم رأوا في هذا العمل مظهرًا جديدًا في التطبيق.
وهؤلاء علماء الأمة يجعلون من التقابل بين السنة والبدعة أساسًا لتفسير القرآن ..
والحقيقة: أن هذا التقابل -كأساس في التفسير- يرجع إلى المعالجة الموضوعية للآيات، كما يرجع إلى الحساسية الشديدة عند هؤلاء العلماء تجاه خطر البدعة ([1]) .. ومن هنا يأتي تفسير الآيات مثبتٌ لإحساس علماء الأمة بشرِّ البدعة.
عن ابن عباس في قوله عز وجل: ((ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)) [الحج:9] قال: (هو صاحب البدعة).
يقول القشيري في قوله جل ذكره: ((مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) [التغابن:11].
(يهد قلبه) لاتباع السُّنَّةِ واجتنابِ البِدْعة ([1]).
ويقول الإمام البغوي في تفسيره: ((وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)) [المائدة:2] (قيل: الإثم الكفر، والعدوان الظلم، وقيل: الإثم المعصية، والعدوان البدعة ... ).
وفي تفسير ابن أبي حاتم عن مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ في قَوْله: ((رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا)) [آل عمران:8] أَيْ: (بَعْدَمَا بَصَّرْتَنَا مِنَ الْهُدَى فِيمَا جَاءَ بِهِ أَهْلُ الْبِدْعَةِ وَالضَّلالَةِ).
وقد سبق قول الإمام أبو عثمان النيسابوري في تفسير قوله تعالى: ((إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)) [الشعراء:89] قال: (هو القلب الخالي من البدعة، المطمئن إلى السنة).
ويقول الإمام الألوسي في تفسير قوله تعالى: ((الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)) [إبراهيم:1] قال جعفر: (من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ومن ظلمات البدعة إلى نور السنة، ومن ظلمات النفوس إلى نور القلوب).
ويقول ابن الجوزي في تفسير قوله تعالى: ((يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ)) [المائدة:40] (فيه قولان:
أنَّه في الآخرة بعد إِنشائهم، أو أنَّه في الدنيا.
ثم فيه خمسة أقوال حكاها الماوردي ...
الثالث: يعذِّب بمتابعة البدعة، ويرحم بملازمة السُّنَّة).
وفي قَوْلَه تَعَالَى: ((يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ)) [النساء:171] قال قَتَادَةَِ (لا تغلوا في دينكم): لا تَبْتَدِعُوا.
ولكن حساسية الأمة من البدعة يجب أن تكون كاملة بكمال عقيدة الأمة ودينها ..
فلا يكون الكلام على بدعة في «النسك» دون البدعة في «الحكم» و «الولاء» .. فتصب كل حساسية الأمة تجاه البدعة في بعض الدين دون بعضه.
ومن هنا يجب أن تكون معاداة البدعة والحساسية تجاهها منبثقة عن التصور الكامل للإسلام.
فالتحذير من البدعة لا بد أن يكون ملازمًا لكل قضايا الإسلام وكل بيان فيه، ودليل ذلك عهدُ النبي صلى الله عليه وسلم للأمة في حديث العرباض رضي الله عنه، قال: صلَّى بنا رسُولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم ذات يومٍ، ثُمَّ أقبل علينا فوعظنا موعظةً بليغةً، ذرفت منها العُيُونُ ووجلت منها القُلُوبُ، فقال قائلٌ: يا رسُول الله، كأنَّ هذه موعظةُ مُودِّعٍ! فماذا تعهدُ إلينا؟
فقال: «أُوصيكُم بتقوى الله والسَّمع والطَّاعة وإن عبدًا حبشيًّا، فإنَّهُ من يعش منكُم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكُم بسُنَّتي وسُنَّة الخُلفاء المهديِّين الرَّاشدين، تمسَّكُوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ، وإيَّاكُم ومُحدثات الأُمُور؛ فإنَّ كُلَّ مُحدثةٍ بدعةٌ، وكُلَّ بدعةٍ ضلالةٌ» ([1]) وفي رواية: «وكلَّ ضلالةٍ في النَّار» ([1]).
والوصية بالسنة والتحذير من البدعة لا يكون إلا في واقع الطاعة المطلقة، التي تستطيع استيعاب هذه الوصية ..
ومن هنا تقررت في الأمة قاعدة السمع والطاعة قبل الوصية بالسنة.
وهي القاعدة التي تقررت بصورة نهائية في خطبة الوداع:
عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة عن أبيه ذكر النّبيّ صلّى اللّهُ عليه وسلّم قعد على بعيره وأمسك إنسانٌ بخطامه أو بزمامه، قال: «أيُّ يومٍ هذا؟» فسكتنا حتّى ظننّا أنّهُ سيُسمّيه سوى اسمه، قال: «أليس يوم النّحر؟» قُلنا: بلى، قال: «فأيُّ شهرٍ هذا؟» فسكتنا حتّى ظننّا أنّهُ سيُسمّيه بغير اسمه، فقال: «أليس بذي الحجّة» قُلنا: بلى، قال: «فإنّ دماءكُم وأموالكُم وأعراضكُم بينكُم حرامٌ كحُرمة يومكُم هذا في شهركُم هذا في بلدكُم هذا، ليُبلّغ الشّاهدُ الغائب؛ فإنّ الشّاهد عسى أن يُبلّغ من هُو أوعى لهُ منهُ».
لنفهم أن أصحاب التصور الإسلامي الكامل هم أهل الوصية .. وأن أهل السمع والطاعة .. هم أهل السنة وأعداء البدعة.
منقول
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=2282&selected_id=-2292&page_size=5&links=true&gate_id=2249 (http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=2282&selected_id=-2292&page_size=5&links=true&gate_id=2249)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/396)
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[27 - 12 - 07, 06:05 م]ـ
جزاك الله خيراً وجعل لك لسان صدق في الآخرين
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[28 - 12 - 07, 07:03 ص]ـ
جزاك الله خيراً وجعل لك لسان صدق في الآخرين
آمين،جزآكم الله خيراً،وشكر الله لك.(45/397)
ما الضوابط الجامعة للأسماء الحسنى؟
ـ[بندر التويجري]ــــــــ[16 - 12 - 07, 07:26 ص]ـ
ماالضوابط الجامعة المانعة في مسألة اختيار اسماء الله وصفاته من الكتاب والسنة مع الاستدلال على كل ضابط والتمثيل له بمثال.
قرأت القواعد المثلى، وقرأت قبلها بدائع الفوائد، وقرأت شرح الأصفهانية، لكن لم يتبين (لي أنا ـ وقد يكون لكثرة ذنوبي ـ كونها جامعة مانعة).(45/398)
ما ضابط الأسماء الحسنى المختصة بالله؟
ـ[بندر التويجري]ــــــــ[16 - 12 - 07, 07:28 ص]ـ
ماضابط الاسماء المختصة لله التي لاتقبل الشركة اي التي لايجوز ان يسمى بها غيره مطلقا؟ لا أريد المثال، ولكن أريد القاعدة بمصدرها من كلام أهل العلم.(45/399)
فوائد عقدية
ـ[عبدالعزيز السريهيد]ــــــــ[17 - 12 - 07, 03:50 ص]ـ
أولا: تكفير العلماء والأئمة والسلف للجهيمة تكفير أكبر مخرج من الملة.
ذكر ابن القيم - رحمه الله - أنه كفرهم خمسمائة عالم.
وقد قال العلماء: (الجهيمة خارجون من الثنتين والسبعين فرقة الذين قال فيهم صلى الله عليه وسلم: (و ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة). وإخراجهم من الثنتين والسبعين فرقة يدل على أن مرادهم الكفر الأكبر؛ لأن فرق الأمة الثنتين والسبعين متوعدة بالنار وهي فرق مبتدعة وقالوا: الجهمية خارجون عن الفرق الثنتين والسبعين وكذلك القدرية الغلاة، وكذلك الرافضة فهذه الفرق الثلاث خارجون من الثنتين والسبعين فرقة).
ثانيا: أول فرقة مرقت من الدين هي الخوارج. وكان ضلالهم حينئذ في مسألة الإيمان إذ كفرت المسلمين بالذنوب واستحلت دماءهم وأموالهم.
ثالثا: كلما ظهرت البدع وانتقصت الطاعات وارتكبت المحرمات إزداد حال الأمة تفرقا وذلا وضلالا.
رابعا: مرقت الخوارج، وتزندقت الشيعة، وفسقت المرجئة، ألحدت القدرية، وهذه الأربع هي أصول الفرق.
خامسا: الخلاف في مسألة الإيمان أول خلاف في الملة وهو من أعظم قضايا الخلاف في هذه الأمة في عصورها كلها.
سادسا: العلمانيون فصلوا الدين عن الحياة، والمرجئة فصلوا الإيمان عن العمل.
سابعا: عمر بن ذر الهمذاني قال عنه الإمام أحمد: إنه أول من تكلم في الإرجاء.
ثامنا: تكمن خطورة التعطيل في الأمور التالية:
1 - أنها تمس أعظم جوانب الدين وأكبر مسائله وهو الإيمان بالله.
2 - أول مقالة تعارض الوحي بالعقل بخلاف مقالات من سبقهم من الشيعة والخوارج والقدرية والمرجئة.
3 - ما أفرزته هذه المقالة من الفرق والآراء المنحرفة.
4 - ضربت هذه المقالة أطنابها في الفكر الإسلامي.
تاسعا: عامة أئمة السنة والحديث يقولون: من قال القرآن مخلوق فهو كافر، ومن قال: إن الله لا يرى في الآخرة فهو كافر.
والقول بخلق القرآن، وإنكار الرؤية عليه طوائف من الرافضة والخوارج المتأخرين. فعلى هذه القاعدة يأخذون حكم الجهمية.
عاشرا: بدعة التشيع هي مفتاح الشرك. فالذين بذروا شرك القبور كانوا رافضة.
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[24 - 12 - 07, 08:45 م]ـ
قال الشيخ ناصر العقل: قال الامام احمد رحمه الله في الرد على الجهمية والزنادقة بعدما ذكر قصة ضلال الجهم ((ووجد ثلاث ايات من المتشابه: قوله {ليس كمثله شئ} الشورى42 {وهو الله في السموات وفي الارض} الانعام3 {لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار} الانعام103 فبنى اصل كلامه كله على هذه الثلاث ايات
(دراسات فيي الاهواء والفرق والبدع وموقف السلف منها ج2 ص237)(45/400)
قاعدة مفيدة جميلة يذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الماتع "الاستقامة".
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 12 - 07, 07:54 ص]ـ
قاعدة مفيدة جميلة يذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الماتع "الاستقامة" ص 184 - 185:
قال شيخ الاسلام:
[وهذا الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه، والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه كما تقدم؛ ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة، فكلما كثر البر والتقوى قوى الحسن والجمال، وكلما قوى الإثم والعدوان قوى القبح والشين، حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح، فكم ممن لم تكن صورته حسنة ولكن من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه حتى ظهر ذلك على صورته، ولهذا ظهر ذلك ظهورا بينا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت، فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها، حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره، ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهرا بها في حال الصغر لجمال صورتها،وهذا ظاهر لكل أحد فيمن يعظم بدعته وفجوره مثل الرافضة وأهل المظالم والفواحش من الترك ونحوهم فإن الرافضي كلما كبر قبح وجهه وعظم شينه حتى يقوى شبهه بالخنزير وربما مسخ خنزيرا وقردا كما قد تواتر ذلك عنهم].
منقول
ـ[الاحسائي]ــــــــ[17 - 12 - 07, 11:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدو الجميلة جدا , فقد كانت دافعا للقيام بعبادة ما بعد التردد فيها ..
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[17 - 12 - 07, 04:49 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو حفص الشمالي]ــــــــ[17 - 12 - 07, 05:19 م]ـ
أثابك الله أخي الكريم
على نقل هذا الكلام الجميل
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 01 - 08, 04:24 م]ـ
وإياكم حفظكم الله ...
ـ[أبو محمد أحمد بن عثمان]ــــــــ[06 - 01 - 08, 09:58 م]ـ
جزاك الله خيراً على نقل هذا الكلام الجميل، وأسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهل السنة العاملين بها الداعين إليها.
ـ[ابو علي الظاهري]ــــــــ[06 - 01 - 08, 10:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ورحم الله شيخ الاسلام ابو العباس رحمة واسعة
تعديل "ابا العباس"
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[08 - 01 - 08, 01:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا ,وما أجمل كلام شيخ الاسلام رحمه الله رحمة واسعة
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 10:21 ص]ـ
جمّلك الله و نور وجهك بالإستقامة على السنة و التوحيد و الطاعة على ما نقلت.
ـ[العوضي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 08:08 م]ـ
بارك الله في الجميع على ردوكم
وأسأل الله أن يحينا على الطاعة ويميتنا عليها
ـ[أبو باهر]ــــــــ[13 - 04 - 08, 01:15 ص]ـ
أمتعتنا
بارك الله فيك ولك
ـ[ابو عبد المهيمن]ــــــــ[13 - 04 - 08, 10:00 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[12 - 09 - 08, 09:06 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله: (قال بعض أهل العلم إذا اتصف القلب بالمكر والخديعة والفسق وانصبغ بذلك صبغا تاما صار صاحبه على خلق الحيوان الموصوف بذلك من القردة والخنازير وغيرهما ثم لا يزال يتزايد ذلك الوصف فيه حتى يبدو على صفحات وجهه بدوا خفيا ثم يقوى ويتزايد حتى يصير ظاهرا على الوجه ثم يقوى حتى يقلب الصورة الظاهرة كما قلب الهيئة الباطنة ومن له فراسة تامة يرى على صور الناس مسخا من صور الحيوانات التي تخلقوا بأخلاقها في الباطن فقل أن ترى محتالا مكارا مخادعا ختارا إلا وعلى وجهه مسخة قرد وقل أن ترى رافضيا إلا وعلى وجهه مسخة خنزير وقل أن ترى شرها نهما نفسه نفس كلبية إلا وعلى وجهه مسخة كلب فالظاهر مرتبط بالباطن أتم ارتباط فإذا استحكمت الصفات المذمومة في النفس قويت على قلب الصورة الظاهرة ولهذا خوف النبي صلى الله عليه وسلم من سابق الإمام في الصلاة بأن يجعل الله صورته صورة حمار لمشابهته للحمار في الباطن فإنه لم يستفد بمسابقة الإمام إلا فساد صلاته وبطلان أجره فإنه لا يسلم قبله فهو شبيه بالحمار في البلادة وعدم الفطنة) إغاثة اللهفان (1/ 267)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[13 - 09 - 08, 12:12 ص]ـ
نضر الله وجوهكم وغفر لكم
ـ[السليماني]ــــــــ[14 - 09 - 08, 01:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أم حُذيفة]ــــــــ[15 - 09 - 08, 02:15 ص]ـ
أثابكم الله ...
جعلنا الله مِمّن طالَ عُمره وحَسُنَ عَمَله ...
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[15 - 09 - 08, 06:56 ص]ـ
للرفع(45/401)
المنجد في نقد القرضاوي لترحمه على البابا [ملف صوتي]
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 12 - 07, 08:29 ص]ـ
قدمنا لكم في وقت سابق رابط صوتي الشيخ المنجد - حفظه الله - على السويدان
::::::::::::::
ولم يكن المنجد إلا مثل شيخه العثيمين رحمه الله في غيرته على الدين ودفاعه عن الرب جلّ جلاله , وهو الهدف من نشري لهذه الروابط
إليكم روابط صوتيه لملف
المنجد في نقد القرضاوي لترحمه على البابا [ملف صوتي]
http://www.muslm.00op.com/download.php?id=GH6Y50C56X
أو
http://upload.9q9q.net/file/efdn
قال الشيخ الألباني :
iz0x1x/monajed11.3gp
http://www.baa7r.net/download.php?filename=99e29724f6.3gp
وهي من شريط ((فتنة الزلات في عالم الشهرة))
http://www.emanway.com/play_droos.php?cid=7&id=949
والشريط موجه للتنبيه العلماء وطلبة العلم وليس للعوام
منقول من أنا المسلم مع بعض التعديل
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[17 - 12 - 07, 10:52 ص]ـ
المخفف من يعتبر تلك زلة
لكنها قاصمة
انظر إلى فتواه للجنود المسلمين في الجيش الأمريكي الذي يحارب في العراق إنها إجابة لا تقولها العجائز على المساطب
وعندي أرشيف لتلك الفتوى لأنني لم أصدقها فراسلت موقعه وقتئذ فأجاب بأن الشيخ قال هذا اللفظ وساقوا الفتوى.
التي مضمونها
أنه يجب على الجندي المسلم الأمريكي تنفيذ أوامر جيشه في قتل مسلمي العراق لأن ذلك الجندي الأمريكي المسلم بينه وبين جيشه عقد وميثاق.
ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى.
ـ[طيب طيب]ــــــــ[17 - 12 - 07, 11:25 ص]ـ
وهذا رد الشيخ ابو اسحاق الحويني على القرضاوي http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=49355 في ترحمه على بابا الفاتيكان
وللشيخ ابو اسحاق ردود كثيرة على فتاوي القرضاوي الشاذة.
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[17 - 12 - 07, 04:56 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فى الشيخ المنجد(45/402)
((وكان عرشه على الماء)) كيف نؤمن بالماء؟
ـ[صالح النجدي]ــــــــ[17 - 12 - 07, 01:37 م]ـ
قال تعالى {وكان عرشه على الماء} الماء هنا كيف نؤمن به هل نقول هو ماء مثل ماء الدنيا أم نقول هو ماء الله تعالى أعلم بكيفيته نؤمن به ظاهرا فقط.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[18 - 12 - 07, 10:56 ص]ـ
يا أخ صالح وفقك الله
سؤال الكيفيات منهي عنه شرعا
وهل للماء معنى غير الماء؟
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[18 - 12 - 07, 04:21 م]ـ
وهل الماء من ذات الله حتى يؤول معناه أو يؤمن به على الظاهر؟؟ ..
لا شك أنه على ظاهره, والله أعلم ...(45/403)
مناظرة الشيخ الإدريسي مع مراد الزنديق موضوع الفكر الإسلامي بين النقل والعقل
ـ[صخر]ــــــــ[18 - 12 - 07, 01:02 ص]ـ
تسجيل المناظرة التي جرت بين الشيخ الإدريسي الهاشمي و مراد الزنديق حول موضوع الفكر الإسلامي بين النقل والعقل
كان في التسير من الطرف المسلم الاخ سعد ولد العاصمة ( Qsaad_wald_l3asimaQ) والاخ صخر ( saleem-22)
ومن الطرف العلماني الحداثي سيزار ( cesar) و شاكور ( chakor) وهانيبال ( hanibal) وميليس ( millis)
http://www.royalluxe.nl/vb/showthread.php?p=1144 (http://www.royalluxe.nl/vb/showthread.php?p=1144)
وقد تبين أن مراد كان يقرأ من مواقع ويلبس في كلامه
والحمد لله قد ثبت الله أهل الحق والإيمان وانا الان في حوار حول تداعيات المناظرة في غرفتنا maroc academy 2
للإشارة الشيخ الإدريسي فاجاؤه بالمناظرة طالبوه بالمناظرة بعد صلاةا لعصر وبدأت على الساعة السابعة بتوقيتنا
ومراد هذا قد أفحمه الشيخ الإدريسي في مناظرة سابقة ومرغ كرامته في التراب وبين جهله وكذبه وتدليسه وهذا لم يعجب العلمانيين فطالبوا بإعادتها فكان ماطلبوا وهزم الجمع وولو الدبر والحمد لله رب العالمين
ـ[صخر]ــــــــ[18 - 12 - 07, 05:07 م]ـ
هذا مقطع مؤثر لأحد الاخوة تعليقا على الشيخ الإدريسي بعد المناظرة
http://www.muslm.00op.com/download.php?id=7P
قال الشيخ الألباني :
GMNIY77
ـ[صخر]ــــــــ[21 - 12 - 07, 12:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مناظرة الشيخ الادريسي والمدعو مراد كانت نتيجتها معروفة ومحسومة حتى قبل بدايتها، لسبب بسيط، ان مراد هذا سبقت له مناظرات مع اخوة وكان دائما يخرج خاوي الوفاض ومع ذلك يعاند و يكابر بل وسبق له مناظرة الشيخ الادريسي وكما يقال جفف به بلاط البالتوك ساعتها وكان هذا منذ اكثر من سنة ونصف تقريبا وربما هناك من الناس او الاخوة من سيتسائل عن سبب الموافقة على مناظرة انسان معاند ومكابر كهذا، انسان تاخذه العزة بالاثم خصوصا ان انهزامه وعودته خاسئا كان معروف عند المسلمين،فنقول ان البالتوك يا اخوة هو صورة مصغرة للعالم فقد نجد في نفس الغرفة اناس من شتى الدول بل قد تجتمع دول العالم في غرفة واحدة وهذا سلاح ذو حدين فهونعمة الله على المسلم ان احسن استغلال تواجده فيه ونقمة على من فتح اذنيه وقلبه لمن يدخلون البالتوك من اجل اخراج الناس من النور الى الظلمات وتشويه الاسلام حسدا من عند انفسهم طبعا.و للعلم فمراد العلماني هذا يجتمع في عدة غرف للملاحدة ولادينيين والزنادقة وكل المخالفين للاسلام من اجل تشويه صورة الاسلام عند بعض المسلمين البسطاء والمذبذبين والجاهلين وخصوصا الجدد منهم وكلنا نعرف انه لا احد اكبر من الفتنة فالقلوب بين يدي الرحمان يقلبها كيفما يشاء فكيف بالمذبذب والبسيط والجاهل والذي يعبد الله على حرف و ... اكيد سيكون لقمة سائغة لمراد ومن هم على شاكلته فيقع فيما يفسد دينه عن جهل ونحن قد نحاسب امام الله عن عدم الاخذ بيده خصوصا وانه لدينا الوسيلة لذلك ومن هنا جاءت موافقة الاخوة الذين استشارهم الشيخ الادريسي قبل موافقته على قبول طلبات مراد وحزبه المتكررة والالحاحية لاقامة هذه المناظرة، وقد الت نتيجة المناظرة الى كشف مراد من جديد وتعريته امام من يعرفونه ومن لا يعرفونه بل توضحت الامور الحمد لله لبعض الاخوة الجدد خصوصا اولئك الذين كانوا ملازمين لمراد وحزبه وطبعا فالحق يعلو ولا يعلى عليه
ونتمنى من الله سبحانه وتعالى في هذه الايام المباركة العشر من ذي الحجة ان يرد كل ضال الى طريق الصواب وان يهدينا ويهديهم الى طريق الحق والصواب انه سميع مجيب الدعوات والصلاة والسلام على محمد خير الانام.
.....................
ـ[صخر]ــــــــ[21 - 12 - 07, 12:31 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المبارك على نشرك للمناظرة وأرجوا أن تنشرها في كل المنتديات التي تكتب فيها
في الحقيقة مراد الخبيث هذا من كبار زنادقة البالتوك وطواغيتهم والغريب أنهم نسب نفسه للإسلام لما قال في بادئ المناظرة أنا من التيار العقلاني الذي تم إقصاؤه على مر التاريخ ثم بدأ يستدل بكلام للإمام الزمخشري المعتزلي متعلق بالنسخ يريد به أن يستدل على جواز ترك الشريعة ونسخها وكلام الزمخشري في واد واستدلال مراد الخبيث في واد اخر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/404)
مراد هذا أثبتنا عليه القول بتحريف القران الكريم بل ادعى الاجماع على وجود زيادة ونقص في القران الكريم
مراد هذا يدعي الاسلام وهو من مشرفي غرفة ماروك أمريكا كندا المحاربة لله ولرسوله
ولايجد غضاضة للتصفيق على ديزيتمان وهو أحد طواغيت الزندقة والكفر والالحاد بهذه الغرف فمراد يصفق له ويثني على كلامه وقد سجلنا له ثناء على ديزيرتمان حين ادعى أنه لايمكن الإيمان إلا بما هو ملموس ومشاهد وعليه بنى فكرته الالحادية أن لاإله في الكون والغريب أن مراد هذا صفق عليه واثنى على كلامه إلخ
صراحة هدفنا من المناظرة هو أن هؤلاء العلمانيين لما تجرعوا الهزيمة مرة تلو الاخرى سواء في غرفتنا أو في غرف أخرى فتحوا غرفة جديدا اسمها المغرب حوارات مفتوحة طريق الحرير و تحت إشراف حمالة الحطب "أنا ليلى" أو"هند بنت عتبة" (قبل الإسلام) هي تدخل بهذين الاسمين
فأسست غرفة لحرب الله ورسوله كانت في بادئ أمرها لم تظهر كفرها بالله عزوجل حتى سألتها ذات مرة لما تبين لي خبثها ومكرها إذ كنا نتحاور حول موضوع متعلق بالمراة في العالم العربي وبدأت تحاكم الإسلام من خلال الفقر والتهميش والهوان الذي تعيشة المراة في البلاد العربية (خاصةا لمغرب) فظننت أنها امراة مسلمة عندها شبهات فتكملت وبينت لها أن الإنسان لاينبغي أن يحكم على فكرة من خلال الاخطاء التي يقع فيها متبنوها إلخ الكلام وبدأت اتكلم عن منزلة المرأة في الاسلام وأن المرأة كانت مهانة حتى الإسلام وكرمها وأنها الان عند الغرب عبارة عن سلعة فقط يستغلونها لشهواتهم واغراضهم فقط وفي الاخير قلت لها عليك ان تكوني منطقية في محاكماتك
فردت علي وقالت اعجبتني كلمة واحدة في كلامك وهو قولك أن نتحاكم إلى المنطق والعقل فكتبت لها في التكست هل الإسلام يخالف العقل ام لا؟ فتهربت من الجواب فتبين لي أنها ملحدة كافرة بالله عزوجل فلما عدت للكلام سألتها مباشرة هل الاسلام يخالف العقل أم لا
فقالت نعم يخالف العقل فقلت لها شكرا على صراحتك التي أتت متأخرة لأنني كنت أظن أني احاور مسلمين فلو بينت لي مذهبك وعقيدتك وفكرك لأرحت البلاد والعباد فقامت مباشرة بطردي من الغرفة
ففي هذه الغرفة بدأ العلمانيون نشاطهم بعد هزائمهم المتوالية التي مرغت كرامتهم في التراب
المناظرة مع مراد ومع المنصرة المغربية أمير ومع جورجياس وكاتروس
لذلك أرادوا أن يعيدوا ماء وجههم فطالبوا باعادة المناظرة مع مراد فقلنا لهم بشرط أن تكون في غرفتنا الاكاديمية فاقترحوا أن نفتح غرفة وسميناها ماروك امريكا كندا اوربا للمناظرة وأن يكون في الادمنية من كلا الفريقين حتى تكون الحيادية لكنهم أخلفوا العهد وادخلوا معهم المجرم ميليس الذي ينكر الغيبيات ويحارب الله ورسوله في غرفته ليل نهار مع اخته في الرضاعة الكفرية فريواطو لكن على كل حال تركناهم يسيرون الحوار وذلك قصدا مني حتى نظهر لهم انصافنا وحياديتنا
فمرت المناظرة وطرح مراد شبهه المكرورة بأسلوب منمق مع اعتماد شبه كلي على شيخته الشوافة (الشوافة بمعنى الكاهنة او العرافة بالمغربية ونحن نطلقها على كوكل) وقد اكشتفنا المواقع التي كان يقرأ منها ولكن الحمد لله أجابه الشيخ عن كل شبهاته وبين تهافتها بل كشف للحاضرين حقيقة مراد فاللهم لك الحمد اولا واخرا ظاهرا وباطنا
ويعلم الله كم بكيت فرحا بعد انتهاء المناظرة وسعدت أن وجد في امة محمد من ينصر نبيها ودينها
واني اتذكر كلمات قالها الاخ علي بابا ثناء على شيخنا الادريسي بعد أن حمد الله واثنى عليه بماهو اهله قال كلاما معناه
خرجت البارحة سرية من سرايا رسول الله في البالتوك ... تلك كانت غزوة ونعم الغزوة سرية كان قائدها شيخنا الادريسي الذي شرفنا وشرف كل مسلم ورد على شبهات مراد الذي لم يزايد على اي كلام لشيخنا الادرسي .. لما سمعت الشيخ الادريسي تبين لي أنه لم يكن يتكلم ولكن كانت الانوار المحمدية تجري على لسانه .... إلى اخر كلام الذي بكى وأبكى
أسال الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته باسمه الاعظم الذي إذا دعي به أجاب أن يحفظ شيخنا الادريسي وباقي مشايخنا وينصرهم على الملاحدة والزنادقة الذي يحاربون الله ورسوله
والله تعالى أعلى وأعلم.
........................(45/405)
قاعدة في التوحيد
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 12 - 07, 02:52 ص]ـ
قال الإمام ابن رجب رحمه الله تعالى في كلمة الإخلاص: " كُلَّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا وَأَطَاعَهُ, وَكَانَ غَايَةَ قَصْدِهِ وَمَطْلُوبِهِ، وَوَالَى لِأَجْلِهِ، وَعَادَى لِأَجْلِهِ، فَهُوَ عَبْدُهُ، وَذَلِكَ اَلشَّيْءُ مَعْبُودُهُ وَإِلَهُهُ ".(45/406)
إشكال في كتاب الدكتور عبد العزيز الرومي.
ـ[بندر التويجري]ــــــــ[18 - 12 - 07, 06:36 ص]ـ
كتاب دلالة السنة والأثر على رؤية الله تعالى بالبصر من تأليف الدكتور عبد العزيز الرومي.
ذكر فيه المؤلف قضيتين غريبين:
الأولى: أنه عندما عرف بأهل السنة والجماعة، نقل التعريف من كتاب الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي الأشعري، وعبد القاهر ذكر أهل السنة الذين هم طائفته الأشعرية، فالدكتور عبد العزيز نقلها هكذا.
الثانية: جعل الشيخ من أدلة إثبات الرؤية: دليل الوجود، وخلاصته: أن كل موجود يرى، والله موجود فهو يرى.
وهذا الدليل هو دليل الأشعرية ومن وافقهم، وأما أهل السنة فهم لا يعتبرونه دليلا؛ لما يترتب عليه من اللوازم الفاسدة.
فحبذا لو يتفضل أحد ممن هو مقيم في مدينة الرياض بتنبيه الشيخ إلى هذا لعله يستدركه في الطبعات القادمة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 12 - 07, 06:10 ص]ـ
كتاب دلالة السنة والأثر على رؤية الله تعالى بالبصر من تأليف الدكتور عبد العزيز الرومي.
ذكر فيه المؤلف قضيتين غريبين:
الأولى: أنه عندما عرف بأهل السنة والجماعة، نقل التعريف من كتاب الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي الأشعري، وعبد القاهر ذكر أهل السنة الذين هم طائفته الأشعرية، فالدكتور عبد العزيز نقلها هكذا.
الثانية: جعل الشيخ من أدلة إثبات الرؤية: دليل الوجود، وخلاصته: أن كل موجود يرى، والله موجود فهو يرى.
وهذا الدليل هو دليل الأشعرية ومن وافقهم، وأما أهل السنة فهم لا يعتبرونه دليلا؛ لما يترتب عليه من اللوازم الفاسدة.
فحبذا لو يتفضل أحد ممن هو مقيم في مدينة الرياض بتنبيه الشيخ إلى هذا لعله يستدركه في الطبعات القادمة.
الذي أذكره أن "كل موجود يرى" هو دليل صحيح قوي، استعمله أئمة أهل السنة في حواراتهم.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[19 - 12 - 07, 12:30 م]ـ
ليس بصحيح أن كل موجود يرى, بل هو دليل شديد الضعف بل باطل وفاسد, فالهواء موجود ولا يرى والصوت موجود ولا يرى والروائح موجودة ولا ترى ... #
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[19 - 12 - 07, 12:39 م]ـ
سؤال لأهل العلم:
هل كل ذاتٍ تُرى أم لا يلزم ذاك .. ؟؟؟ مع ضرب مثالٍ إن كان لا يلزم ... #
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[19 - 12 - 07, 12:41 م]ـ
وما يقول البغدادي في تعريف أهل السنة؟؟؟
قد يكون التعريف سليماً على فساد المعتقد في الحقيقة ...
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 12 - 07, 05:37 م]ـ
ليس بصحيح أن كل موجود يرى, بل هو دليل شديد الضعف بل باطل وفاسد, فالهواء موجود ولا يرى والصوت موجود ولا يرى والروائح موجودة ولا ترى ... #
أخي الكريم. . . معنى قولنا (كل موجود يري) هو أن ما كان موجودا في الخارج وهو عين قائم بنفسه، فهذا يرى.
وأما ما كان عرضا باطنا أو صفة معنوية، فالمرئي هو الموصوف لا نفس الصفة.
الهواء الموجود عين قائم بنفسه. وهو يرى قطعا، لكن أبصارنا عاجزة عن معاينته.
الصوت الموجود صفة قائمة بالموصوف. فالصوت إذن لا يرى، بل الذي يرى هو صاحب الصوت أو أدواته.
وكذلك الروائح الموجودة، هي كلها أعراض تتعلق بحاسة الشم. فالمرئي هو صاحبها.
والخلاصة: أن كل موجود يرى، يعنى مل كان عينا قائما بنفسه أو ما كان من جنس (الألوان) من الأوصاف المتعلقة دركها بالأبصار.
والله أعلى واعلم. وأهنئك وجميع الإخوة بالملتقي بالعيد السعيد المبارك. . . عسى الله أن يتقبل منا أعمالنا ويكفر عنا سيئاتنا.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[19 - 12 - 07, 07:33 م]ـ
بارك الله فيكم وكل عام وأنت بخير, لكن هذا الاستدلال ضعفه الدكتور الشيخ عبدالرحمن المحمود في كتابه موقف ابن تيمية من الأشاعرة ...
بل يجب أن يقال كل ذات أو كل قائم بنفسه إن صح ... #
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[20 - 12 - 07, 10:02 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/407)
إن كان الهواء موجود و قائم بنفسه و يرى لكن لا تدركه أبصارنا يا أخ نضال، إذن فليس " كل موجود يرى " دليل على رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة، إذ يقال أيضا " الله يرى و لا تدركه أبصارنا"، و لو أن الرؤية تثبت بما عايناه من قوانين مثل قولهم " كل موجود يرى" للزم من ذلك أن يقال " الله يرى فى الدنيا و فى الآخرة" إذا سُلِّم بوجوده تعالى، و إلا فيقال " الله غير موجود " إذا سُلِّم بعدم رؤيته فى الدنيا.
أرجو التوضيح مع العلم أن ليس لى فى المنطق أو مصطلحاته ناقة و لا جمل.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - 12 - 07, 10:18 م]ـ
نعم أخي أبو العباس البحريني. . . كنت قصرت في التوضيح ولم أفصح بالتفصيل، وذلك من خيانة الذاكرة، والله المستعان.
الموجود في الخارج إما ذات قائم بنفسه لها أوصاف، وإما صفة قائمة بذاتها.
فالأول هو الذي نقول له إنه يمكن أن يرى. وهذا حكم مطرد لا ينتقض بحال.
وما كان بالوجود والقيومية أحق، كان بإمكان رؤيته أحق - بشرط صحة بصر الرائي وقوته، مع عدم المانع والحجاب.
وأما إطلاق القول أن كل موجود يمكن أن يرى ففي هذا الإطلاق إجمال واشتباه؛
فإن أريد به ما كان قائما بنفسه من الذوات، فالمعنى صحيح. ون أريد به التعميم فلا.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في (المنهاج):
ونحن لا ندعى هنا أن كل موجود يرى كما ادعى ذلك من ادعاه فقامت عليه الشناعات فإن ابن كلاب ومن اتبعه من أتباع الأئمة الأربعة وغيرهم قالوا كل قائم بنفسه يرى وهكذا قالت الكرامية وغيرهم فيما أظن وهذه الطريقة التي سلكها ابن الزاغوني من أصحاب أحمد.
وأما الأشعري فادعى أن كل موجود يجوز أن يرى ووافقه على ذلك طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة كالقاضي أبي يعلى وغيره ثم طرد قياسه فقال كل موجود يجوز أن تتعلق به الإدراكات الخمس السمع والبصر والشم والذوق واللمس ووافقه على ذلك طائفة من أصحابه كالقاضي أبي بكر وأبي المعالي والرازي وكذلك القاضي أبو يعلى وغيرهم وخالفهم غيرهم فقالوا لا نثبت في ذلك الشم والذوق واللمس ونفوا جواز تعلق هذه بالبارئ والأولون جوزوا تعلق الخمس بالبارئ وآخرون من أهل الحديث وغيرهم أثبتوا ما جاء به السمع من اللمس دون الشم والذوق وكذلك المعتزلة منهم من أثبت جنس الإدراك كالبصريين ومنهم من نفاه كالبغداديين والمقصود هنا بأن المثبتة ولو أخطأوا في بعض كلامهم فهم أقرب إلى الحق نقلا وعقلا من نفاة الرؤية.
فنقول من الأشياء ما يرى ومنها ما لا يرى والفارق بينهما لا يجوز أن يكون أمورا عدمية لأن الرؤية أمر وجودي والمرئى لا يكون إلا موجودا فليست عدمية لا تتعلق بالمعدوم ولا يكون الشرط فيه إلا أمرا وجوديا لا يكون عدميا وكل ما لا يشترط فيه إلا الوجود دون العدم كان بالوجود الأكمل أولى منه بالأنقص فكل ما كان وجوده أكمل كان أحق بأن يرى وكل ما لم يمكن أن يرى فهو أضعف وجودا مما يمكن أن يرى فالأجسام الغليظة أحق بالرؤية من الهواء والضياء أحق بالرؤية من الظلام لأن النور أولى بالوجود والظلمة أولى بالعدم والموجود الواجب الوجود أكمل الموجودات وجودا وأبعد الأشياء عن العدم فهو أحق بأن يرى وإنما لم نره لعجز أبصارنا عن رؤيته لا لأجل امتناع رؤيته كما أن شعاع الشمس أحق بأن يرى من جميع الأشياء.
ولهذا مثل النبي صلى الله عليه و سلم رؤية الله به فقال ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر شبه الرؤية بالرؤية وإن لم يكن المرئى مثل المرئى ومع هذا فإذا حدق البصر في الشعاع ضعف عن رؤيته لا لامتناع في ذات المرئى بل لعجز الرائى فإذا كان في الدار الآخرة أكمل الله تعالى الآدميين وقواهم حتى أطاقوا رؤيته ولهذا لما تجلى الله عز و جل للجبل خر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين سورة الأعراف 143 قيل أول المؤمنين بأنه لا يراك حي إلا مات ولا يابس إلا تدهده فهذا للعجز الموجود في المخلوق لا لامتناع في ذات المرئى بل كان المانع من ذاته لم يكن إلا لنقص وجوده حتى ينتهى الأمر إلى المعدوم الذي لا يتصور أن يرى خارج الرائي. ولهذا كان البشر يعجزون عن رؤية الملك في صورته إلا من أيده الله كما أيد نبينا صلى الله عليه و سلم قال تعالى وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضى الأمر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون سورة الأنعام 8 9 قال غير واحد من السلف هم لا يطيقون أن يروا الملك في صورته فلو أنزلنا إليهم ملكا لجعلناه في صورة بشر وحينئذ كان يشتبه عليهم هل هو ملك أو بشر فما كانوا ينتفعون بإرسال الملك إليهم فأرسلنا إليهم بشرا من جنسهم يمكنهم رؤيته والتلقي عنه وكان هذا من تمام الإحسان إلى الخلق والرحمة ولهذا قال تعالى وما صاحبكم بمجنون.
ولا مماسة ولا يتميز منه جانب عن جانب كان هذا مكابرة. فيقال لكم: أنتم يانفاة الرؤية تقولون ومن وافقكم من المثبتين للرؤية إنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا مباين له ولا محايث له. فإذا قيل لكم هذا خلاف المعلوم بضرورة العقل فإن العقل لا يثبت شيئين موجودين إلا أن يكون أحدهما مباينا للآخر أو داخلا فيه كما يثبت الأعيان المتباينة والأعراض القائمة بها وأما إثبات موجود قائم بنفسه لا يشار إليه ولا يكون داخل العالم ولا خارجه فهذا مما يعلم العقل استحالته وبطلانه بالضرورة
فنسأل الله تعالى لذة النظر لى وجهه الكريم، والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/408)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - 12 - 07, 10:25 م]ـ
إن كان الهواء موجود و قائم بنفسه و يرى لكن لا تدركه أبصارنا يا أخ نضال، إذن فليس " كل موجود يرى " دليل على رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة، إذ يقال أيضا " الله يرى و لا تدركه أبصارنا"، و لو أن الرؤية تثبت بما عايناه من قوانين مثل قولهم " كل موجود يرى" للزم من ذلك أن يقال " الله يرى فى الدنيا و فى الآخرة" إذا سُلِّم بوجوده تعالى، و إلا فيقال " الله غير موجود " إذا سُلِّم بعدم رؤيته فى الدنيا.
أرجو التوضيح مع العلم أن ليس لى فى المنطق أو مصطلحاته ناقة و لا جمل.
الأخ محمد. . . يبدو أنك فهمت مني غير ما قصدت، ولعله لتقصيري في التعبير.
فانظر - بارك الله فيك - ما علقته آنفا في مشاركتي الأخيرة.
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[21 - 12 - 07, 07:59 م]ـ
الأدلة واضحة وصريحة (قطعية الدلالة والثبوت) في إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة (كماترون الشمس) ... وماضيع العلم إلا مثل هذه المهاترات والفلسفات التي لاينبغي طرحها إلا عند الحاجة إليها وفي مجال أضيق من هذا المكان ومما يجب عليكم معرفته أن آراء أهل الفلسفة والمنطق إذا كانت دليلا على الإثبات فلاتخلو من لوازم فاسدة ومن تأمل في كثير منها عرف ذلك جيدا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - 12 - 07, 08:08 م]ـ
فرقٌ بين أدلة عقلية وبين مهاترات فلسفية. فالأول هو المشروع دون الثاني.
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[23 - 12 - 07, 08:40 م]ـ
فرقٌ بين أدلة عقلية وبين مهاترات فلسفية. فالأول هو المشروع دون الثاني.
بارك الله فيك أخي نضال: على افتراض قبولنا بهذا الذي تسميه دليلا عقليا (الله موجود وكل موجود يرى) هل ترى العقل والروح مع أنهما موجودان؟ وإذا كان الروح عرضا فهل يصح قول (العرض لايعذب) فإن صح قول ذلك ففيه إنكار وقوع عذاب القبر على الروح ... الدليل العقلي الصريح لايقبل الاحتمالات الفاسدة
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - 12 - 07, 11:33 م]ـ
بارك الله فيك أخي نضال: على افتراض قبولنا بهذا الذي تسميه دليلا عقليا (الله موجود وكل موجود يرى) هل ترى العقل والروح مع أنهما موجودان؟ وإذا كان الروح عرضا فهل يصح قول (العرض لايعذب) فإن صح قول ذلك ففيه إنكار وقوع عذاب القبر على الروح ... الدليل العقلي الصريح لايقبل الاحتمالات الفاسدة
وفيكم أخي الكريم بارك الله.
أولا: الذي قررته سابقا أن الصحيح من الأدلة العقلية: (كل ذات يرى) لا (كل موجود يرى).
ثانيا: العقل فعل العاقل أو حاله، فهو ليس ذاتا قائما بنفسه. إلا إذا قصدت به موضعه من البدن كالقلب الصنبري أو الدماغ.
ثالثا: الروح يرى قطعا، يراه الله تعالى والملائكة على الأقل.
نعم، الأدلة العقلية الصريحة لا فساد في نفسها بحال. وإنما يأتي الفساد من سوء فهمها على وجهها.
ـ[سامي الراشد]ــــــــ[26 - 12 - 07, 06:07 ص]ـ
لعل للدكتور عبد العزيز الرومي وجهة نظر في ذكر هذا الدليل فأقترح أن يتوجه إليه من يعرفه ويسأله عن وجهة نظره ثم يفيدنا في هذا الملتقى وأنا بلغني أن الدكتور لا يزال بفضل الله تعالى يتمتع بكامل قواه العقلية زاده الله هدى وتقوى.(45/409)
موضوع في الأسماء الحسنى يحتاج إلى بحث.
ـ[بندر التويجري]ــــــــ[18 - 12 - 07, 06:43 ص]ـ
هل من أسماء الله تعالى: (قيم السموات والأرض) و (نور السموات والأرض) و (الصاحب في السفر) و (الخليفة في الأهل والمال) وهل يمكن قطع المضاف فيقال: إن من أسمائه: (القيم) و (النور) و (الصاحب) و (الخليفة) فإن قيل: إن هذه ليست أسماء، فما الدليل على ذلك؟ فإن قيل: إن هذا من باب الإخبار، فما ضابط ما يكون من باب التسمية وما يكون من باب الإخبار؟ فإن قيل: إن ما كان من باب التسمية فإنه يدعى به وما كان من باب الإخبار فلا يدعى به، قيل: هذا من أحكام الأسماء وليس من ضوابطها، ثم هذه الأسماء المذكورة جاءت في معرض التوسل والدعاء، فهل نعدها أسماء؟
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[18 - 12 - 07, 08:02 ص]ـ
أخي الكريم
الله تعالى له: أسماء، وصفات، وأفعال.
فأسماؤه تعالى هي ما أخبرنا بها تعالى أو أخبرنا بها رسوله صلى الله عليه وسلم مثل: الحي القيوم، الملك، الرحمن الرحيم، العزيز، القدوس، الوهاب، وغيرها من أسمائه الحسنى.
والله تعالى يقول: (وللهِ الأسماء الحسنى فادعوه بها) فلا ندعوه إلا بأسمائه جل وعلا.
وفي الحديث: (أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ... )
وأسماؤ الله تعالى الحسنى تدل على صفاته العلى، فاسمه " الرحمن " يدل على صفة الرحمة، وهكذا.
وصفاته تعالى كذلك هي ما أخبرنا به تعالى عن نفسه أو أخبرنا به رسوله صلى الله عليه وسلم، لكن لا يشتق منها أسماء له تعالى، مثل صفة الحب لله تعالى، والبغض، والرضى، والغضب، والفرح، والاستواء، والنزول، والحياء، والتردد، والكلام، والسكوت، وغيرها من صفاته العُلى.
أفعال الله تعالى لا يشتق له منها أسماء كذلك، كسريع العقاب، وشديد العذاب، جامع الناس، والله تعالى فعال لما يريد، وغيرها.
وللفائدة:
باب الإخبار عن الله واسع، أوسع من باب أسماء الله وصفاته جل وعلا.
فمثلا تقول في الإخبار عن الله تعالى: الله يفيض علينا بالنعم ويجزل لنا العطاء، والله تعالى يمهل ولا يهمل، والله لا يغفل عما يعمل الظالمون، .... إلخ
كذلك لا نَشتق من الإخبار عن الله تعالى أسماءً له، فلا نقول: فياض، مُجزل، .... إلخ.
أتمنى أن أكون قد أوضحت لك، هذا الباب المهم.
ـ[بندر التويجري]ــــــــ[18 - 12 - 07, 05:00 م]ـ
أخي الكريم! هناك فرق بين ما جاء بصيغة الفعل سواء كان ماضيا أم مضارعا، كما في الأمثلة التي ذكرتَها وما جاء بصيغ الاسم كما في الأمثلة التي ذكرتُها، فمَن من أهل العلم قال بأن الذي جاء يصيغة الاسم إنما هو من باب الإخبار لا من باب التسمية.
وكون باب الأخبار أوسع من باب الأسماء، أو أن باب الصفات أوسع، كل هذا واضح عندي لا إشكال فيه، لكن الإشكال هو فيما ذكرتُه.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[19 - 12 - 07, 12:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم بندر وفقني الله وإياك
باب الأخبار يشمل الإخبار بالاسم أو بالفعل فالخبر يشملهما معاً فما يخبر به عن الله من أنه شيء وموجود وقديم وقائم ونحوها لا يسمى سبحانه وتعالى بها وقد ذكر هذا ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين وفي بدائع الفوائد وفي تحفة المودود:
1 - قال رحمه الله في مدارج السالكين (3/ 415): (وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما وبلغ بأسمائه زيادة على الألف فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك وكذلك باب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به فإنه يخبر عنه بأنه شيء وموجود ومذكور ومعلوم ومراد ولا يسمى بذلك)
2 - وقال في بدائع الفوائد (1/ 169): (ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا)
وقال ايضاً (1/ 170): (ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه)
3 - وقال في تحفة المودود (ص 114): (أما قوله أنا ابن عبد المطلب فهذا ليس من باب إنشاء التسمية بذلك وإنما هو باب الإخبار بالاسم الذي عرف به المسمى دون غيره والأخبار بمثل ذلك على وجه تعريف المسمى لا يحرم ولا وجه لتخصيص أبي محمد بن حزم ذلك بعبد المطلب خاصة فقد كان الصحابة يسمون بني عبد شمس وبني عبد الدار بأسمائهم ولا ينكر عليهم النبي فباب الإخبار أوسع من باب الإنشاء فيجوز ما لا يجوز في الإنشاء)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أما الإخبار عنه فلا يكون باسم سيء لكن قد يكون باسم حسن او باسم ليس بسيئ وان لم يحكم بحسنه مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت وأما إذا أريد به الموجود عند الشدائد فهو من الأسماء الحسنى ... ) مجموع الفتاوى (6/ 141)
ومن ذلك مثلاً دعاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم " متفق عليه من حديث عبد الله بن أبي أوفى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
فلا يسمى الله عز وجل منزل الكتاب ولا مجري السحاب ولا هازم الأحزاب.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/410)
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[19 - 12 - 07, 05:06 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
رابط مفيد:
هل الموجود من الأسماء الحسنى؟ قف على موضع غاية في النفاسة
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=44943)
ـ[أبو محمد الزياني]ــــــــ[19 - 12 - 07, 05:51 م]ـ
هناك سؤالان يحددان الموضوع ..
الأول: لماذا يقتصر في تعداد الأسماء على تسعة وتسعين اسماً فقط، هل هذا لورود العدد في الحديث؟؟ فالحديث ليس حاصراً كما هو معلوم بل هناك أسماء كثيرة، ومن تجاوز في العدد والتعداد فقد جاء بما هو مطلوب وأحسن.
ثاني: ما الفرق بين الاسم والصفة؟؟ قد ذكر العلماء عدة فروق
فمنها: أن باب الصفات أعم وباب الأسماء أخص، فالصفات هي من باب الإخبار وهو أعم فتصف الله بالمجيء يوم العرض والنزول في ثلث الليل الآخر ولكن لا تسميه بالآتي والنازل، وذلك لأن هذين الاشتقاقين قد جُرِّدا من معنى الحسن وأسماء الله كلها حسنى.
والذي أريد الإشارة إليه أنه هل من الفروق أن الأسماء المذكروة في الحديث تكون (اسماً) بالحد النحوي، بل ولا بد أن تكون معرفة بالألف واللام، بل ومفرداً وليس مركباً). هل هناك دليل على هذه التحديدات.
فلماذا لا يكون من أسماء الله عز وجل: (نور السموات والأرض) و (بديع السموات الأرض)، و (قيم السموات والأرض)؟
أم أني إذا كنت أريد أن أسميه بها لا بد أن أشتق فأقول النور والبديع والقيم.
نرجوا التركيز واستحضار الدليل لكي نخرج بفائدة وجزاك الله خيراً.
ـ[أبوعمار السوري]ــــــــ[19 - 12 - 07, 06:50 م]ـ
خي الحبيب عليك بكتاب الشيخ عمر الأشقر:
أسماء الله وصفاته في اعتقاد أهل السنة والجماعة
ففيه الضوابط لمعرفة أسماء الله وفيه جواب لكل ما تقول ... إن أحببت أنقل لك الجواب على ما تسأل ولكن الأفضل أن تقرأه فهو صغير وسهل (225صفحة)
ـ[أبو محمد الزياني]ــــــــ[22 - 12 - 07, 11:03 ص]ـ
بارك الله فيك أبا عمار.
كتاب الشيخ الأشقر لا تتيسر لي مطالعته الآن
فلو تذكر لنا الفائدة - إن كان لا يثقل عليك.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[22 - 12 - 07, 11:45 ص]ـ
كتاب " القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى " للشيخ محمد العثيمين رحمه الله من أحسن ما ألف في ذلك
فطالعه فإنه مفيد جدا.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 12 - 07, 02:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
هنا ألخص كلام الشيخ عمر الأشقر في مسألة الضوابط والقواعد التي تحدد في ضوئها أسماء الباري جل وعلا مع تصرف يسير.
وقد ذكر الشيخ رحمه الله أنه جمع هذه القواعد بعد جهد واستقراء فجزاه الله خيرا
الأول: الاقتصار في عدها على الكتاب والسنة
الناظر المدقق في الأسماء يجد جملة من الأسماء ليس لها ذكر في الكتاب والسنة مثل الأبد -الأمد - البرهان - الثابت السالم ...
وقد يقال إن بعض هذه الأسماء وردت في السنة مثل البرهان - الباري ... والجواب أن الحديث التي وردت فيه هذه الأسماء غير صحيح فقد ضصعفه أهل العلم.
والسر في الاقتصار على الأسماء التي وردت في الكتاب والسنة الصحيحة أن أسماء الله توقيفية.
الثاني:ليس كل ما أخبرت به النصوص فهو من أسمائه
والسر في ذلك أن الأخبار يتوسع فيها ما لا يتوسع في الأسماء
فالله أخبر عن نفسه أنه كثير العفو قابل التوب فالق الإصباح محب المؤمنين عدو الكافرين ..
والعلماء يتوسعون في الأخبار فيجيزون إطلاق اسم: الموجود الشيء الثابت على الله من باب الإخبار وإن لم ترد في الكتاب والسنة.
يقول ابن القيم رحمه الله: دخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا
بدائع الفوائد (1|166)
الثالث: لا يجوز أن يشتق لله أسماء من صفاته وأفعاله
وهذا الضابط من معنى التوقيف في أسماء الله فلا يجوز أن نشتق لله أسماء من أفعاله التي وردت في الكتاب والسنة كالجائي من قوله {وجاء ربك} والمطعم من قوله {هو يطعمني ويسقين} إلخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/411)
وفي ذلك يقول ابن القيم: لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق كما غلط فيه بعض المتأخرين فجعل من أسمائه الحسنى المضل الفاتن الماكر تعالى الله عن قوله فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه سبحانه منها إلا أفعال مخصوصة معينة فلا يجوز أن يسمى بأسمائه المطلقة.
بدائع الفوائد (1|162)
وخالف هذا النهج ابن العربي حيث ذهب إلى أن المشتق يدخل في أسمائه ... , ولكنه لم يأت بدليل يدل على صحة قوله.
الرابع: لا يجوز أن يسمى الله بالأسماء المذمومة أو التي تشعر بالذم
كالعاجز والخائن والماكر أو الأسماء المنقسمة إلى كمال ونقص كالزراع والماهد والمتكلم والفعال .. .
قال ابن حجر:اتفقوا على انه لا يجوز ان يطلق عليه اسم ولا صفة توهم نقصا ولو ورد ذلك نصا فلا يقال ماهد ولا زارع ولا فالق ولا نحو ذلك وإن ثبت في قوله {فنعم الماهدون} و {نحن الزارعون}.
الفتح (11|223)
الخامس: لا يجوز أن تنقص عدة أسمائه عن تسعة وتسعين اسما
والسبب في ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أن لله تسعة وتسعين اسما وأخبر أن من أحصاها دخل الجنة وأمر بدعائه بها ... .
السادس: كل اسم لا يقبل أن يدعى به فإنه ليس من أسماء الله
أسماء الله التي تسمى الباري بها تقبل أن يدعى بها الحق سبحانه لأن الله أمرنا بدعائه بأسمائه الحسنى فإذا كان الاسم غير قابل للدعاء فإنه لا يجوز أن يجعل من أسمائه.
كالدهر والرضا والسخط والشيء والمتكلم والجاعل والسريع .. .
السابع: لا يدخل في أسماء الله ما كان من صفات أفعاله أو صفات أسمائه
مثل شديد العقاب وسريع العقاب وسريع الحساب وشديد المحال ورفيع الدرجات لأن الشديد والسريع من صفات أفعاله فلا فرق في المعنى بين قوله إن الله شديد العقاب وسريع العقاب وشديد المحال .. وبين قولنا إن عقاب الله شديد وعقابه سريع وحسابه سريع ودرجاته رفيعة.
الثامن: لايخرج من أسماء الله ما اتفق معناه وتغاير لفظه
بدعوى أنه من باب التكرار فالرحمن الرحيم اسمان وليس اسما واحدا والقادر والمقتدر والقدير ثلاثة أسماء وكل واحد اسم مستقل بذاته ..
وفي مقابل الذين جعلوا الأسماء وردت في المعنى الواحد اسما واحدا ذهب فريق آخر مذهبا مغايرا لهذا المذهب فقد جعلوا الأسماء المكررة بألفاظها أسماء مختلفة باعتبار إضافتها فقد جعلوا الرب ورب المشرقين ورب المغربين ورب الملائكة والروح .. أسماء متعددة والحق أن هذه كلها اسم واحد وهو الرب.
يتبع
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 12 - 07, 03:11 م]ـ
التاسع: لا يجوز استثناء الأسماء المضافة من دائرة أسماء الله الحسنى إذا وردت في الكتاب والسنة
فلا يقر من أخرج من أسمائه عالم الغيب والشهادة ومالك الملك ونور السماوات والأرض وغافر الذنب وعلام الغيوب .. إذ لاحجة لهؤلاء إلا أن هذه الأسماء مضافة وهذه ليست بحجة فما الإشكال في أن تكون أسماء الله مضافة وحسبنا أن نعلم أن اسما من أعظم أسماء الباري لم يرد في القرآن إلا مضافا وهو الرب على الرغم من أن أكثر الدعاء والتوسل والاستغاثة وردت في القرآن به.
العاشر: صحة تعبيد أسماء العباد بأسماء الله
فإذا كان الاسم مما لا يصح أن يعبد العباد له فإنه ليس من أسمائه
فلا يجوز أن يسمى العباد بعبد الزارع وعبد عدو الكافرين وعبد المرسل وعبد السخط وعبد الغيور ...
الحادي عشر: ليس من أسماء الباري الأسماء الجامدة التي لا تتضمن معنى يلحقها بالأسماء لأن أسماء الله أعلام وأوصاف وعلى ذلك فلا يكون من أسمائه الدهر والأبد والأمد الشيء ....
الثاني عشر: لا يدخل في أسمائه ما بديء (بذو)
الوارد في الكتاب والسنة من الأسماء المبدوأة (بذو) المضافة إلى صفة من صفات الله أو فعل من أفعاله أو خلق من مخلوقاته من أعظم ما يمدح به رب العزة ولكنها لاتدخل في أسمائه الحسنى التسعة والتسعين على الأرجح لأن معنى ذي القوة وذي الرحمة وذي الكبرياء صاحب القوة والرحمة والكبرياء فذو في اللغة بمعنى صاحب
وهذه الأسماء ثلاثة أقسام:
1 - ما أضيف إلى صفة من صفات الباري وهذا نوعان:
الأول: أن تكون لهذه الصفات أسماء تدل عليها صرحت بها النصوص وهي ذو الرحمة ذو القوة ذو الجبروت ... والأسماء التي تضمنت هذه الصفات هي الرحمن الرحيم القوي الجبار .. .
الثاني: صفات ليس لها أسماء تدل عليها في الكتاب والسنة
وهي ذو الطول ذو الفضل ذو الجلال والإكرام.
2 - ما أضيف إلى فعل من أفعاله وهو اسم واحد ذو عقاب أليم.
3 - ما أضيف إلى مخلوقاته وهو اسم واحد: ذو العرش.
الثالث عشر:ما جاء على صيغة أفعل التفضيل
ما جاء منصوصا عليه من أسمائه على صيغة أفعل التفضيل من غير إضافة فإنه من أسمائه مثل الأعلى الأكرم.
أما ماجاء على صيغة أفعل التفضيل مضافا فهو وإن كان من أعظم الممادح التي يمدح بها رب العزة إلا أنه ليس من أسمائه مثل أرحم الراحمين وخير الرازقين وخير المنزلين ...
أسماء الله وصفاته (64)
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/412)
ـ[أبوعمار السوري]ــــــــ[28 - 12 - 07, 04:31 م]ـ
جزاكم المولى كل خير أخي عبد الباسط ....
ولكن هل أجد عندك كتاب الشيخ الأشقر على ملف وورد .. ؟
بارك الله فيك
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[29 - 12 - 07, 07:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا بحثت عنه في الشبكة فلم أجده
فلعل بعض الإخوة يزودنا به.(45/413)
كتاب جديد للدكتور طه الدليمي
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[18 - 12 - 07, 11:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدر حديثا كتاب (العلوي وكتابه عمر والتشيع وحدوية العلماني والديني عند الشيعي) للدكتور طه حامد الدليمي
رد فيه على كتاب حسن العلوي عمر والتشيع ثنائية القطيعة والمشاركة والذي فتن الناس وظنوا ان في الشيعة ممن ينظر نظرة حسنة الى الفاروق رضي الله عنه وبقية الصحابة الكرام وان من شوه صورة التشيع هي الدولة الصفوية الفارسية بأفعالها المناقضة للتشيع بثوبه الراقي
خصوصا وان الكاتب وكتابه قد سلطت عليه الاضواء في الفضائيات مثل العربية والبغدادية والشرقية وقد شاهدها ملايين المسلمين او على الاقل نخبة الكتاب والمفكرين منهم فيتأثرون بما يشاهدون ويقرأون ويؤثرون على الرأي العام الاسلامي تجاه هذه الفرقة المارقة الزائغة
وان شاء الله اضع لكم الكتاب على صيغة word مع صورة الغلاف قريبا
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[24 - 12 - 07, 08:26 م]ـ
جزاك الله خيرا ونحن بانتظار الكتاب(45/414)
ما رأيكم فى كتاب (ما أنا عليه و أصحابى دراسة فى أسباب افتراق الأمة) لأحمد سلام
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[21 - 12 - 07, 06:46 م]ـ
و جزاكم الله خيرا.(45/415)
ما معنى " فلا يناظر تاركه "؟
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[22 - 12 - 07, 08:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الحميدي في رسالته أصول السنة:
" ولا يكفر بشيء من الذنوب، إنما يكفر في ترك الخمس التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلوة، وإيتاء الزكوة، وصوم رمضان، وحج البيت، وأما ثلث منها فلا يناظر تاركه، من لم يتشهد، ولم يصل، ولم يصم؛ لأنه لا يؤخر من هذا شيء عن وقته، ولا يجزىء من قضاه بعد تفريطه فيه عامدا عن وقته"
ما معنى " فلا يناظر تاركه "؟
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[22 - 12 - 07, 11:23 ص]ـ
ربما أراد بذلك [فلا يناظر تاركه] أي أن صاحب الترك كافر و لا يحتاج إلى مناظرة لرده إلى الصواب من خلال إبطال أدلته لأن من ترك ذلك لا يقوم دليل مقبول على تركه. فمن لم يتشهد و من لم يصل و من لم يصم من أهل الإسلام بعدما علم و جوب ذلك في وقته فكفره ظاهر بين.
و الله أعلم.
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[22 - 12 - 07, 11:32 ص]ـ
ربما أراد بذلك [فلا يناظر تاركه] أي أن صاحب الترك كافر و لا يحتاج إلى مناظرة لرده إلى الصواب من خلال إبطال أدلته لأن من ترك ذلك لا يقوم دليل مقبول على تركه. فمن لم يتشهد و من لم يصل و من لم يصم من أهل الإسلام بعدما علم و جوب ذلك في وقته فكفره ظاهر بين.
و الله أعلم.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[22 - 12 - 07, 02:48 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل خالد،
لكن مازال الأمر غير واضح،،،،،،،،،،،،،،،،، بالنسبة لي.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - 12 - 07, 09:26 م]ـ
لعلهه أراد - والله أعلم - أن تارك هذه الثلاث لا حجة له البتة في الترك، لأنها شرائع مؤقتة لا تأخير فيها. بخلاف الزكاة والحج، فالزكاة إذا ما أُديت، فقد استبرأ به صاحبه من الذمة - وإن كان آثما عند الحبس. وكذلك الحج - وإن كان فيه سعة.
أو يكون قوله "فلا يناظر" بمعنى "فلا ينتظر"، والله أعلم.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[22 - 12 - 07, 09:42 م]ـ
أخي الفاضل نضال مشهود جزاك الله خيرا.
مازل الأمر يحتاج إلى تو ضيح أكثر؛ لأن إجابة اخواني الأفاضل من باب " ربما " و " لعل ".
ـ[الخزرجي]ــــــــ[22 - 12 - 07, 09:48 م]ـ
تذكير: الكفر يكون حتى بغير ترك الخمس.
ـ[همام بن همام]ــــــــ[23 - 12 - 07, 01:26 ص]ـ
قال الحميدي في رسالته أصول السنة:
" ولا يكفر بشيء من الذنوب، إنما يكفر في ترك الخمس التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلوة، وإيتاء الزكوة، وصوم رمضان، وحج البيت، وأما ثلث منها فلا يناظر تاركه، من لم يتشهد، ولم يصل، ولم يصم؛ لأنه لا يؤخر من هذا شيء عن وقته، ولا يجزئ من قضاه بعد تفريطه فيه عامدا عن وقته"
ما معنى " فلا يناظر تاركه "؟
معنى قوله: "فلا يناظر تاركه" أي أن من ترك هذه الثلاث لا يُنتظر في تكفيره إلى بعد وقت وجوبه عليه؛ ولذا علل ذلك بقوله: " لأنه لا يؤخر من هذا شيء عن وقته، ولا يجزىء من قضاه بعد تفريطه فيه عامدا عن وقته".
فإذا كانت هذه الثلاث لا يؤخر منها شيء عن وقته، ولايجزئ القضاء مع التفريط كان انتظاره ليقول الشهادتين أو ليصلي أو ليصوم بعد انقضاء وقت وجوبها لا معنى له.
هذا الكلام كله لتوضيح كلامه لا لتقرير المسألة.
والله أعلم
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[23 - 12 - 07, 02:35 ص]ـ
بدأت أفهم الأمر أكثر زادك الله علما وفضلا أخي الكريم همام بن همام.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[23 - 12 - 07, 02:40 ص]ـ
كتاب: أصول السنة للحميدي. للفائدة:
http://72.232.160.194/~ahl/vb/showthread.php?t=120406
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[23 - 12 - 07, 05:15 ص]ـ
تذكير: الكفر يكون حتى بغير ترك الخمس.
أخي الفاضل الخزرجي، أُنسيت مشاركتك، والله أعلم بالحكمة، أشكر لك مرورك الكريم، وأتمنى أن توضح كلامك أكثر.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 02:43 ص]ـ
أخي الفاضل الخزرجي، أُنسيت مشاركتك، والله أعلم بالحكمة، أشكر لك مرورك الكريم، وأتمنى أن توضح كلامك أكثر.
أقصد أن من الذنوب غير ترك الخمس ما هو مكفر كإلقاء القرآن في القاذورات عمداَ.
فالذنوب معناها واسع جدا , فيدخل فيه ما هو مكفر وما هو مفسق وما دون ذلك.
وعبارة الشيخ: " إنما يكفر في ترك الخمس " توهم الحصر الحقيقي فعليها لا يكون الكفر إلا بترك الخمس.
والكفر يكون بترك غيرها , كترك التصديق بالرسل , وترك التصديق بالكتب .... إلخ.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[24 - 12 - 07, 06:37 ص]ـ
أخي الفاضل: الخزرجي:
ألا يعتبر ما قلت داخلا تحت: " الشهادتين "، فكيف يدخل الإنسان الإسلام، ويفعل بالقرآن ما قلت، والعياذ بالله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/416)
ـ[الخزرجي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 09:27 م]ـ
أخي الفاضل: الخزرجي:
ألا يعتبر ما قلت داخلا تحت: " الشهادتين "، فكيف يدخل الإنسان الإسلام، ويفعل بالقرآن ما قلت، والعياذ بالله تعالى.
إذاً سيكون كل شيء داخلا تحت الشهادتين بهذا المعنى , فكيف يدخل في الاسلام من أنكر البعث.
وكيف يدخل في الاسلام من ترك الصلاة عمداّ.
المقصود: أننا إذا قلنا أن من ألقى المصحف في القاذورات؛ لأنه أنكر الشهادة ولم يحققها , لا لأنه ألقاه , فكذلك سنقول أن من ترك الصلاة عمدا وتهاونا _ مع اعتقاده كفر تارك الصلاة على حالته _ كافر؛ لأنه أنكر الشهادة ولم يحققها لا لأنه ترك الصلاة بهذه الحالة.
أخي الكريم , إن من نواقض الاسلام ما ينظر فيه إلى اعتقاد فاعله , ومنها ما يكون ناقضا دون النظر إلى اعتقاد فاعله.
فإلقاء المصحف في القاذورات عمدا , كترك الصلاة عمدا _ عند من قال بكفره_ لا ينظر في اعتقاده , بل يكفر حتى ولم يستهين بالمصحف أو يستهين بالصلاة.
والحكم بغير ما أنزل الله عمدا , كترك الزكاة عمدا , ينظر في اعتقاد كل واحد منهما , فإن حكم بغير ما أنزل الله مستهينا بحكم الله أو معتقدا عدم صلاحه أو معتقدا أن حكمه أفضل ....... فهذا يكفر , أما إن اعتقد أن حكم الله أفضل ولكنه أتبع هواه فلا يكفر.
وتارك الزكاة إن اعتقد عدم وجوبها فهو كافر , وأما إن اعتقد وجوبها ولكنه تركها تكاسلا أو شحا فإنه لا يكفر.
فتلاحظ أن من الاركان الخمسة ما نكفر تاركها بمعرفة اعتقاده , ومنها مانكفر تاركها من دون معرفة ذلك.
إذا ما يجري عليها يجري على غيرها.
أما إذا قلنا من ألقى المصحف في القاذورات كان كافرا لأنه ما حقق الشهادة , لا لأنه فعل قبيحته تلك , فيلزمنا أيضا أن نقول أن تارك الصلاة عمدا كان كافرا لأنه لم يحقق الشهادة لا لأنه تركها.
وسواء قلنا بإي تعليل من هذه التعليلات فالحقيقة واحدة.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[24 - 12 - 07, 09:30 م]ـ
شيخنا الخزرجي جزاكم الله خيرا.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 10:12 م]ـ
شيخنا الخزرجي جزاكم الله خيرا.
عفا الله عنك يا شيخنا الفاضل , أنا لا يصدق على أي معنى من معاني المشيخة.(45/417)
حتى العقول المجوسية أعيتها العقيدة الرافضية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - 12 - 07, 04:21 م]ـ
لما قهر المسلمون الفرس المجوس و حطموا معابد النيران و محوا مظاهر الشرك في ارض فارس، ظلت جمرة المجوسية الوثنية تتقد في قلوب بعض المجوس فكانوا يحنون الى مجوسيتهم و نيرانهم، فأدَّاهم ذلك إلى ان تستَّروا على مجوسيتهم بما عرِف باسم الشعوبية، و احياناً باسم "الزندقة".
ومن اشهر من اتهموا بذلك البرامكة المشهورون في التاريخ العباسي بوزاراتهم المتعددة و المتصلة، و التي سماها المؤرخون ـ تجوُّزاً ـ بدولة البرامكة. .
-----------------------------------------------------------------
ـ إلاَّ أن تلك العقيدة كانت تظهر أحياناً على ألسنة بعض شعراء الشعوبية، كما في اشعار بشار بن برد الفارسي الشعوبي.
قال الجاحظ: "كان بشارٌ يدين بالرجعة، ويكفر جميع الأمم، ويصوب رأي إبليس عليه اللعنة في تقديم عنصر النار على الطين، وذكر ذلك في شعره فقال من البسيط:
الأرضُ مظلمةٌ والنارُ مشرقةٌ ... والنارُ معبودةٌ مذ كانتِ النارُ"
---------------
ـ و يُروى أبضاً عن بعض كبراء الشعوبية ـ اوالمتهمين بها ـ أنه كان اذا رأى النار تمثل بهذين البيتين:
يادار عاتكة التي أتعزل ................ حذر العدا و القلب فيك موكَّل
إني لأمنحكِ الصدود و إنني ....................... قسماً اليك مع الصدود لأميل --------------------------------
ـ و كذلك فضَّل بشار بن برد الفارسي الشعوبي ـ في قصيدة اخرى ـ إبليس على آدم في قوله:
إبليس خير من أبيكم آدم .................................... فتنبهوا يا معشر الفجار
إبليس من نار وآدم طينة ....................................... والأرض لا تسموا سمو النار
ـ إلاَّ أنه حتى تلك الشعوبية الفارسية المجوسية كانت تضيق ذرعاً بحماقات الرافضة التي لا يمكن ان يقبلَها عقل، او يُصحَّح بها نقل، و لعل هذه القصة عن بشار الشعوبي توضِّح هذا المعنى من أن دين الرفض الرفض ليستعصي على أي عقل، حتى على تلك العقول التي اتخذت النار رباً و الوثنية مذهبا.
ـ فقد كان بشار جالساً في دار الخليفة المهدي العباسي والناس ينتظرون الإذن للدخول عليه،
فقال أحد موالي المهدي لمن حضر: ما تفسيركم لقول الله عزَّ وجلَّ (وأوحى ربُّك إلى النحل أن اتّخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر)؟.
فقال بشار: النحل التي يعرفها الناس.
قال: هيهات! النحل بنو هاشم. وقوله تعالى: (يَخْرُجُ من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانُه فيه شفاء للناس) يعني العِلْم.
فقال له بشار: جعل الله طعامك وشرابك وشفاءك ممَّا يخرج من بطون بني هاشم!.
ـ وقال هلال الرافضي لبشار وكان صديقاً له يمازحه: إن الله عز وجل لم يذهب بصر أحد إلا عوضه منه شيئاً، فما الذي عوضك؟ قال: الطويل العريض، قال: وما هو؟ قال: لا أراك ولا أمثالك من الثقلاء، ثم قال له: يا هلال أتطيعني في نصيحة أخصك بها؟ قال: نعم، قال: إنك كنت تسرق الحمير زماناً ثم تبت وصرت رافضياً فعد إلى سرقة الحمير فهي والله خير من الرفض.
ـ و الشيء بالشيء يُذكر، فإن مهيار بن مرزويه الديلمي الشاعر المشهور كان مجوسيا فأسلم على يد الشريف الرضي وهو أستاذه في الأدب والنظم والتشيع حتى صار من كبار الشعراء الروافض فكان يتعرض لأصحاب رسول الله، فقال أبو القاسم بن برهان النحوي:" يا أبا الحسن كنت مجوسيا، فصرت رافضياً تسب أصحاب رسول الله، فما صنعتً سوى ان انتقلت بإسلامك ـ في جهنم ـ من زاوية إلى زاوية ".
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 12 - 07, 01:47 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وفي ذلك يقول ابن حزم رحمه الله:والأصل في أكثر خروج هذه الطوائف عن ديانة الإسلام أن الفرس كانوا من سعة الملك وعلو اليد على جميع الأمم وجلالة الخطير في أنفسهم حتى أنهم كانوا يسمون أنفسهم الأحرار والأبناء وكانوا يعدون سائر الناس عبيد لهم فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم على أيدي العرب وكانت العرب أقل الأمم عند الفرس خطرا تعاظمهم الأمر وتضاعفت لديهم المصيبة وراموا كيد الإسلام بالمحاربة في أوقات شتى ففي كل ذلك يظهر الله سبحانه وتعالى الحق وكان من قائمتهم ستقاده واستاسيس والمقنع وبابك وغيرهم وقيل هؤلاء رام ذلك عمار الملقب بخداش وأبو سلم السراج فرأوا أن كيده على الحيلة أنجع فأظهر قوم منهم الإسلام واستمالوا أهل النشيع بإظهار محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم واسشناع ظلم علي رضي الله عنه ثم سلكوا بهم مسالك شتى حتى أخرجوهم عن الإسلام.
الفصل في الملل (2|91)
فائدة: ابن حزم رحمه الله أصوله فارسية ومع ذلك لم يمنعه ذلك من قوله للحق ورده للباطل.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - 12 - 07, 01:43 ص]ـ
شكرا يا شيخ عبدالباسط. على هذه الفوائد
بارك الله فيك ونفع بك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/418)
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[27 - 12 - 07, 02:49 ص]ـ
ومما يدل على بغضهم للاسلام هو بغضهم الشديد لمن ادخل الاسلام فى بلاد فارس وطهرها من دنس المجوس بل نصبوا قبرا يزار لقاتله ابى لؤلؤة المجوسى لعنه الله ورضى الله عن الفاروق وسائر الأصحاب
ـ[أبو إبراهيم السلفي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 03:36 ص]ـ
مقال جميل
جزاكم الله خيرا
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[28 - 12 - 07, 11:47 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - 12 - 07, 04:05 م]ـ
الاخوة الاعزاء
بارك الله فيكم
و شكرا على مروركم الكريم(45/419)
ملاحظات على كتاب " الحَيدَة " المنسوب للكنانيّ.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[22 - 12 - 07, 10:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأتُ كتاب الحيدة المنسوب لعبدالعزيز الكناني _ رحمه الله_ قديماً فوجدت فيه بعض المشكلات التي ينبغي التنبيه عليها، ووقعت قبل أسبوع مناسبة جعلتني أتذكر الامر فأحببت أن أكتبها هنا رجاء الفائدة ورجاء تعديلكم.
فمنها:
1 - خُطَّ في كتاب الحيدة:_ ثم أقبل عليَّ المأمون وقال يا عبدالعزيز: إن الله عالم؟ قلتُ نعم يا أمير المؤمنين. قال فتقول: إن لله علما؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: فتقول: إن الله سميع بصير؟ قلتُ: نعم يا أمير المؤمنين. قال فتقول: أن لله سمعا وبصرا؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين.
قال: فافرق بين ذلك؟
قال عبدالعزيز: فقلت يا أمير المؤمنين وقد قدمت إليك فيما احتججتُ به أن على الناس جميعا أن يثبتوا ما أثبت الله وينفوا ما نفى الله ويمسكوا عما أمسك الله عنه. فأخبرنا الله عز وجل أن له علما فقلت أن له علما كما أخبر. وأخبر أنه عالم بقوله: " عالم الغيب والشهادة " فقلت إنه عالم كما أخبر. وأخبرنا أنه سميع بصير فقلت أنه سميع بصير كما أخبر في كتابه. ولم يخبر أن له سمعا ولا بصرا فأمسكت عنه إمساكه ولم أقل إن له سمعا ولا بصرا. اهـ.ص "46"
والملاحظة واضحة وهي نفيه أن لله سمعا وبصرا , وهو على خلاف مذهب أهل السنة والجماعة وعلى خلاف اللسان العربي , فمن كان سميعا فقطعا له سمع , ومن كان بصيرا فقطعا له بصر.
قال السفاريني رحمه الله:
له الكلام والحياة والبصر سمع إرادة وعلم واقتدر
2 - أنه رد على بشر المريسي قوله أن جعل في قوله تعالى: " إنا جعلناه قرآنا عربيا" بمعنى خلق. وهذا صوابٌ منه وقد أحسن الرد.
ولكن كان في كلامه أن قال: فهو كما قلتُ: إن الله جعله قرآنا عربيا أي صيره قرآنا عربيا وأنزله بلغة العرب ولسانها ولم يصيره أعجميا فبين له بلغة العجم. اهـ ص "70".
والملاحظة هي أن" جعل" هنا إذا كانت بمعنى" صير" فستكون مشكلة فإن التصيير يقتضي أن القرآن كانت له حالة قبل ذلك ثم صار إلى العربية.
كما تقول: صيرت البر خبزاَ. فتكون بذلك حكمت بأن الخبز كانت له حالة أخرى قبل أن يكون خبزاً.
والصواب: أن جعل هنا بمعنى سمَّى أو وصف أو بيَّن أو نزَّل.
وقد فسرها القرطبي بسمَّى أو وصف وغيرُه.
كما فسرها السدي بـ " أنزلناه".
وفسرها الزجاج والثوري وابن منظور بـ " بيناه"
وهذه المعاني كلها مناسبة , وإن كنت أظن أن الكناني رحمه الله جعل "صير" بهذه المعاني تجوزاً.
أسال الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه , ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
وأرجو من الاخوة النقدَ.
ــــــــــــــــــــ
((ومن نظر بنظر الانصاف , وغاص في بحار الفقه والاصول متجنبا الاعتساف , يعلم علما يقينيا أن أكثر المسائل الفرعية والاصلية التي اختلف العلماء فيها , فمذهب المحدثين فيها أقوى من مذاهب غيرهم , وأني كلما أسير في شعب الاختلاف , أجد قول المحدثين فيه قريبا من الانصاف , فلله درهم , وعليه شكرهم , كيف لا؟!! وهم ورثة النبي "ص" حقا , ونواب شرعه صدقا, حشرنا الله في زمرتهم , وأماتنا على حبهم وسيرتهم)) - أبو الحسنات اللكنوي-
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 07, 11:44 م]ـ
في تحقيق الدكتور علي الفقيهي للحيدة ذكر في الحاشية عند قول الكناني رحمه الله: (ولم أقل له إن له سمعا وبصرا .. )
[والإمام الكناني من أهل السنة والجماعة وهو الناصر لمذهبهم بما جاء في الكتاب والسنة، فلا يخالف قولهم، وأما قوله: ولم أقل إن له سمعاً وبصراً وأمسكت عند إمساكه، فلعل ذلك على سبيل المناظرة التي يتحاشا فيها الدخول في دقائق المسائل التي قد تخفى على الحضور، وكل ما في الأمر أنه أمسك مجتهداً ولم ينف الصفة. كما أنه أثبت صفة العلم، ولهذا قال المأمون لبشر وأصحابه: ما هو بمشبه فلا تكذبوا عليه.
... أما المعتزلة الذين ينفون الصفات التي تدل عليها الأسماء الحسنى، فيقولون: سميع بلا سمع بصير بلا بصر، عليم بلا علم .. وهكذا يسلكون في نفي صفات الله تعالى.]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 12 - 07, 11:57 م]ـ
قلت: لا يا أمير المؤمنين.
صوابه (فقلت: لا أطلق هذا هكذا يا أمير المؤمنين)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - 12 - 07, 01:16 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/420)
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأتُ كتاب الحيدة المنسوب لعبدالعزيز الكناني _ رحمه الله_ قديماً فوجدت فيه بعض المشكلات التي ينبغي التنبيه عليها، ووقعت قبل أسبوع مناسبة جعلتني أتذكر الامر فأحببت أن أكتبها هنا رجاء الفائدة ورجاء تعديلكم.
فمنها:
1 - خُطَّ في كتاب الحيدة:_ ثم أقبل عليَّ المأمون وقال يا عبدالعزيز: إن الله عالم؟ قلتُ نعم يا أمير المؤمنين. قال فتقول: إن لله علما؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: فتقول: إن الله سميع بصير؟ قلتُ: نعم يا أمير المؤمنين. قال فتقول: أن لله سمعا وبصرا؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين.
قال: فافرق بين ذلك؟
قال عبدالعزيز: فقلت يا أمير المؤمنين وقد قدمت إليك فيما احتججتُ به أن على الناس جميعا أن يثبتوا ما أثبت الله وينفوا ما نفى الله ويمسكوا عما أمسك الله عنه. فأخبرنا الله عز وجل أن له علما فقلت أن له علما كما أخبر. وأخبر أنه عالم بقوله: " عالم الغيب والشهادة " فقلت إنه عالم كما أخبر. وأخبرنا أنه سميع بصير فقلت أنه سميع بصير كما أخبر في كتابه. ولم يخبر أن له سمعا ولا بصرا فأمسكت عنه إمساكه ولم أقل إن له سمعا ولا بصرا. اهـ.ص "46"
والملاحظة واضحة وهي نفيه أن لله سمعا وبصرا , وهو على خلاف مذهب أهل السنة والجماعة وعلى خلاف اللسان العربي , فمن كان سميعا فقطعا له سمع , ومن كان بصيرا فقطعا له بصر.
قال السفاريني رحمه الله:
له الكلام والحياة والبصر سمع إرادة وعلم واقتدر
2 - أنه رد على بشر المريسي قوله أن جعل في قوله تعالى: " إنا جعلناه قرآنا عربيا" بمعنى خلق. وهذا صوابٌ منه وقد أحسن الرد.
ولكن كان في كلامه أن قال: فهو كما قلتُ: إن الله جعله قرآنا عربيا أي صيره قرآنا عربيا وأنزله بلغة العرب ولسانها ولم يصيره أعجميا فبين له بلغة العجم. اهـ ص "70".
والملاحظة هي أن" جعل" هنا إذا كانت بمعنى" صير" فستكون مشكلة فإن التصيير يقتضي أن القرآن كانت له حالة قبل ذلك ثم صار إلى العربية.
كما تقول: صيرت البر خبزاَ. فتكون بذلك حكمت بأن الخبز كانت له حالة أخرى قبل أن يكون خبزاً.
والصواب: أن جعل هنا بمعنى سمَّى أو وصف أو بيَّن أو نزَّل.
وقد فسرها القرطبي بسمَّى أو وصف وغيرُه.
كما فسرها السدي بـ " أنزلناه".
وفسرها الزجاج والثوري وابن منظور بـ " بيناه"
وهذه المعاني كلها مناسبة , وإن كنت أظن أن الكناني رحمه الله جعل "صير" بهذه المعاني تجوزاً.
أسال الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه , ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
وأرجو من الاخوة النقدَ.
ــــــــــــــــــــ
((ومن نظر بنظر الانصاف , وغاص في بحار الفقه والاصول متجنبا الاعتساف , يعلم علما يقينيا أن أكثر المسائل الفرعية والاصلية التي اختلف العلماء فيها , فمذهب المحدثين فيها أقوى من مذاهب غيرهم , وأني كلما أسير في شعب الاختلاف , أجد قول المحدثين فيه قريبا من الانصاف , فلله درهم , وعليه شكرهم , كيف لا؟!! وهم ورثة النبي "ص" حقا , ونواب شرعه صدقا, حشرنا الله في زمرتهم , وأماتنا على حبهم وسيرتهم)) - أبو الحسنات اللكنوي-
عموما تجد بعض التعاليق من شيخ الإسلام على بعض المواضيع من كلام عبد العزيز رحمهما الله في الدرء، وفيه أشياء لطيفة.
أما منعه من قول "إن لله سمعا وبصرا" فلا نفهم منه النفي أبدا. بل هو الوقوف عند حدود النص، فإنه لا يصف الله تعالى أحد بأحسن مما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله. وأما قوله (صيرنا)، فلعله قصد تصيير المعاني كلاما مسموعا. فالمعاني قبل أن يظهر لا توصف بالعربية ولا العجمية. أو أنه أراد به "الإرادة"، أي نريده عربيا. والله أعلم بالصواب.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - 12 - 07, 01:20 ص]ـ
وعلى فكرة، هل الكتاب ثابت النسبة لمؤلفه؟
وأين كانت تلك المناظرة؟ ببغداد أم بثغر طرشوش؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[23 - 12 - 07, 12:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
أما الإشكال الأول فقد أجاب عنه الإخوة
وأما الإشكال الثاني فلا اشتباه فيه
فالقرآن كلام الله تعالى , وكذا التوراة والإنجيل.
فوجه أن الله -صيره عربيا-
أنه سبحانه هُوَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِالتَّوْرَاةِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ، وَبِالْإِنْجِيلِ بِالسُّرْيَانِيَّةِ، وَبِالْقُرْآنِ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ.
ولذلك قال الدارمي:إنما الكلام لله بدءا وأخيرا وهو يعلم الألسنة كلها ويتكلم بما شاء منها إن شاء تكلم بالعربية وإن شاء بالعبرانية وإن شاء بالسريانية فقال جعلت هذا القرآن من كلامي عربيا وجعلت التوراه والإنجيل من كلامي عبرانيا لما أنه أرسل كل رسول بلسان قومه كما قال فجعل كلامه الذي لم يزل له كلاما لكل قوم بلغاتهم في ألسنتهم
فقوله جعلناه صرفناه من لغة إلى لغة أخرى.
نقض الدارمي (1|567)
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/421)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[23 - 12 - 07, 12:31 م]ـ
قال الذهبي في الميزان (3|517)
محمد بن الحسن بن الأزهر الدعاء عن عباس الدوري اتهمه أبو بكر الخطيب بأنه يضع الحديث
قلت هو الذي انفرد برواية كتاب الجيدة رواه عنه أبو عمرو ابن السماك ورأيت له حديثاً رجال إسناده ثقات سواه وهو كذب في فضل عائشة رضي الله عنها ويغلب على ظني أنه هو الذي وضع كتاب الجيدة فإني لأستبعد وقوعه جداً.
والله أعلم
ـ[العوضي]ــــــــ[23 - 12 - 07, 01:00 م]ـ
للفائدة:
هل ثبت كتاب الحيدة والاعتذار للكناني?
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28777&highlight=%C7%E1%CD%ED%CF%C9
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[23 - 12 - 07, 02:15 م]ـ
على كل حال لم يعلق على هذه المواضع الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري ـ رحمه الله ـ عضو دار الإفتاء بالمملكة العربية السعودية ـ سابقاً ـ في تحقيقه وتصحيحه وتعليقه على كتاب الحيدة للإمام عبدالعزيز بن يحيى بن مسلم الكناني المكي المتوفى سنة 240هـ والذي طبع مؤخراً بدار الصميعي للنشر والتوزيع بالمملكة العربية السعودية ـ الرياض ـ شارع السويدي العام الطبعة الأولى 1428هـ / 2007م
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[23 - 12 - 07, 04:02 م]ـ
وعلى فكرة، هل الكتاب ثابت النسبة لمؤلفه؟
وأين كانت تلك المناظرة؟ ببغداد أم بثغر طرشوش؟
لكي لايتفرع الموضوع راجع الرابط الذي وضعه الأخ العوضي
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - 12 - 07, 05:48 م]ـ
أنا كنت قرأت ذلك الرابط قديما قبل الدخول في هذا.
وإنما أعيد السؤال هنا لكونه سؤال الأخ خزانة الأدب هناك لم يلق جوابا علميا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=173780&postcount=18
فلعني أجد هنا ما عدم هناك. وجزاكم الله خيرا.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 01:40 ص]ـ
صوابه (فقلت: لا أطلق هذا هكذا يا أمير المؤمنين)
جزاك الله خيرا , وأتمنى أن يكون هذا هو الصواب , ولكن ما كتبتُه هو ما وجدته في تصحيح الشيخ اسماعيل الانصاري للكتاب , وهو ما وجدته في طبعة الجامعة الاسلامية للكتاب 1405 هـ.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 01:57 ص]ـ
أما منعه من قول "إن لله سمعا وبصرا" فلا نفهم منه النفي أبدا. بل هو الوقوف عند حدود النص، فإنه لا يصف الله تعالى أحد بأحسن مما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله. وأما قوله (صيرنا)، فلعله قصد تصيير المعاني كلاما مسموعا. فالمعاني قبل أن يظهر لا توصف بالعربية ولا العجمية. أو أنه أراد به "الإرادة"، أي نريده عربيا. والله أعلم بالصواب.
العبارة لا شك في إشكالها , وقد طلب الشيخ عبدالعزيز بن باز من الشيخ إسماعيل الانصاري رحمهما الله أن يُعدَّ بحثاً في ترجمة الكناني وفي هذه العبارة وحدها من كتاب الحيدة والدافع لهذا هو استشكالها.
وقام الشيخ باعداد البحث , وبحثت عنه في مكتبة الشيخ اسماعيل فلم أجد منه إلا الورقة الاولى وسألت عن بقية البحث فلم أجده.
وكان في هذه الورقة مقدمة ذكر فيها النص محققا كما كتبته فأنا نقلتها منه , وذكر الشيخ أن هذا النص الذي كتبتُه وعدله الشيخ أبومالك العوضي: أنه أضبط من نص الشيخ .......... .
هذا كل ما وجدته من البحث المذكور.
وأما بالنسبة لكلمة (صير) فإن أراد بها تصيير المعاني فستكون مشكلة أيضا؛ لأن "الكتاب" من قوله تعالى: ((حم , والكتاب المبين , إنا جعلناه قرآنا عربيا)) ليس معناً.
والكتاب في الآية هو المرجع على الصحيح.
وجزاك الله خيرا على المشاركة , كما أهنيك على الشرف الذي حصلت عليه بحرصك على العقيدة المتجلي في مشاركاتك.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 03:39 ص]ـ
عموما تجد بعض التعاليق من شيخ الإسلام على بعض المواضيع من كلام عبد العزيز رحمهما الله في الدرء، وفيه أشياء لطيفة.
أما منعه من قول "إن لله سمعا وبصرا" فلا نفهم منه النفي أبدا. بل هو الوقوف عند حدود النص، فإنه لا يصف الله تعالى أحد بأحسن مما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله. وأما قوله (صيرنا)، فلعله قصد تصيير المعاني كلاما مسموعا. فالمعاني قبل أن يظهر لا توصف بالعربية ولا العجمية. أو أنه أراد به "الإرادة"، أي نريده عربيا. والله أعلم بالصواب.
و لكن الاشكال هنا أيضا تاريخي .. فيبعد جدا أن يصرح الامام الكناني بالتوقف في اتباث السمع و البصر في عصر لم يكن يتورع فيه عن اثباتهما الا معتزلي او جهمي لوضوح أقوال و مآخذ أهل السنة آنذاك في هذه المسالة لا سيما في حاضرة الخلافة مع وفرة الأئمة هناك ترى ذلك جليا فيما نقل من كتب و مقالات أهل السنة في عهد الامام الكناني حتى أن رد الامام الدارمي مثلا على المريسي نفسه هو على مثل المقالة التي يذكرها هنا الامام الكناني ما يدل أنه لم يكن يخالف في ذلك الا مبتدع معروف بالبدعة لا على امام لبس عليه .. يوضح ذلك أكثر أن بعض أئمة أهل السنة هجروا و ذمت كتبهم لتصريحهم بما هو أقل وضوحا من هذه المسألة كتكلم الامام داوود بلفظ "المحدث" و عدم تمييزه له عن لفظ "الحادث" و كالذي أثر عن الكرابيسي و ابي ثور و البخاري مع أنهم لم يصرحوا بذلك في مناظرة شهيرة مع علية القوم و مع تواجد بعضهم في مناطق نائية و مع ذلك وصلت أقوالهم بدقة في الغالب الى حاضرة العلماء و لم يتوانوا في انكارها فكيف يصرح بقول بين ظهرانيهم من أحد أئمتهم دون أن يتفطن له أحد و يتفطن لمن هو أقل شأنا بين أئمة السنة كالامام المحاسبي أو الامام ابن كلاب؟؟ ما يؤكد وجهة النظر بأن الكتاب في أصله قد يكون للامام الكناني و انه زيد فيه في العصور التالية من عصر الامام الطبري الى عصر الامام ابن حزم حين بدأت بعض أصول المذهب الكلابي بالاختلاط و أصول أهل السنة .. و الا فان كل من خالط اقوال و كتب أهل الطبقة التي يزعم ان الكتاب ألف فيها يعلم أنه من الممتنع أن يصرح بمثل هذا القول الذي أطبقوا على ذمه في كتب الردود دون أن ينكروا على صاحبه
و الله اعلم بالحال و المآل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/422)
ـ[الخزرجي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 09:32 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - 12 - 07, 11:12 م]ـ
و لكن الاشكال هنا أيضا تاريخي .. فيبعد جدا أن يصرح الامام الكناني بالتوقف في اتباث السمع و البصر في عصر لم يكن يتورع فيه عن اثباتهما الا معتزلي او جهمي لوضوح أقوال و مآخذ أهل السنة آنذاك في هذه المسالة لا سيما في حاضرة الخلافة مع وفرة الأئمة هناك ترى ذلك جليا فيما نقل من كتب و مقالات أهل السنة في عهد الامام الكناني حتى أن رد الامام الدارمي مثلا على المريسي نفسه هو على مثل المقالة التي يذكرها هنا الامام الكناني ما يدل أنه لم يكن يخالف في ذلك الا مبتدع معروف بالبدعة لا على امام لبس عليه .. يوضح ذلك أكثر أن بعض أئمة أهل السنة هجروا و ذمت كتبهم لتصريحهم بما هو أقل وضوحا من هذه المسألة كتكلم الامام داوود بلفظ "المحدث" و عدم تمييزه له عن لفظ "الحادث" و كالذي أثر عن الكرابيسي و ابي ثور و البخاري مع أنهم لم يصرحوا بذلك في مناظرة شهيرة مع علية القوم و مع تواجد بعضهم في مناطق نائية و مع ذلك وصلت أقوالهم بدقة في الغالب الى حاضرة العلماء و لم يتوانوا في انكارها فكيف يصرح بقول بين ظهرانيهم من أحد أئمتهم دون أن يتفطن له أحد و يتفطن لمن هو أقل شأنا بين أئمة السنة كالامام المحاسبي أو الامام ابن كلاب؟؟ ما يؤكد وجهة النظر بأن الكتاب في أصله قد يكون للامام الكناني و انه زيد فيه في العصور التالية من عصر الامام الطبري الى عصر الامام ابن حزم حين بدأت بعض أصول المذهب الكلابي بالاختلاط و أصول أهل السنة .. و الا فان كل من خالط اقوال و كتب أهل الطبقة التي يزعم ان الكتاب ألف فيها يعلم أنه من الممتنع أن يصرح بمثل هذا القول الذي أطبقوا على ذمه في كتب الردود دون أن ينكروا على صاحبه
و الله اعلم بالحال و المآل
الذي يتبين لي من هذه النقطة بالذات أن توقف عبد العزيز في تلك المناظرة له سبب خاص، وهو أنه في ذلك الموضع كان قد اشترط أن لا يعدو الكلام عن نص التنزيل، فلا يركن أحد المتناظرين إلى التفسير ولا التأويل ولا الحديث. ففي الصفحة 13 من هذا الكتاب بتحقيق الشيخ الفقيهي - نسخة إلكترونية وبها أخطاء إملائية -:
قال عبد العزيز: فقال لي المأمون: فافعلا وأصلا بينكما يا عبد العزيز أصلا واتفقا عليه وأنا الشاهد بينكما إن شاء الله تعالى.
قال عبد العزيز: فقلت يا أمير المؤمنين: إنه من ألحد في كتاب الله عز وجل جاحدا أو زائدا لم يناظر بالتأويل، ولا بالتفسير، ولا بالحديث.
فهذا هو شرط المناظرة وأصلها. ومعلوم أن عبد العزيز إنما أمسك عن إطلاق القول بأن لله سمعا وبصرا لعدم وروده في القرآن، مع تصريحه بإطلاق أن لله علما. والجهمية أنكرت الكل، أنكرت علم الله وسمعه وبصره. فلو كان الإمساك ههنا غير سائغ لضرورة الحرب على الجهمية، فقد أتى هذا الكناني بما يلقى عليهم حجرا من إطلاقه أن لله علم.
ومما يؤكد أن عبد العزيز لا يريد بمنع الإطلاق هنا النفي أو إنكار الإثبات مطلقا، أنه قد أتى في المناظرة التالية التي لا يشترط فيها الاعتماد على نص التنزيل ببعض ما لا يؤثر عن الصحابة ولا التابعين فضلا عن وروده في الكتاب والسنة، مثل إطلاقه أن الله تعالى لا يكون مكانا للحوادث. ومراده بهذه الحوادث - فيما يظهر - المخلوقات لا أفعال الله تعالى. يضاف إلى ذلك أن أمثال عبد العزيز رحمه الله لا أحسب أن غاب عليه حديث "لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه"، وفيه التصريح بإثبات بصر الله.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - 12 - 07, 11:27 م]ـ
العبارة لا شك في إشكالها , وقد طلب الشيخ عبدالعزيز بن باز من الشيخ إسماعيل الانصاري رحمهما الله أن يُعدَّ بحثاً في ترجمة الكناني وفي هذه العبارة وحدها من كتاب الحيدة والدافع لهذا هو استشكالها.
وقام الشيخ باعداد البحث , وبحثت عنه في مكتبة الشيخ اسماعيل فلم أجد منه إلا الورقة الاولى وسألت عن بقية البحث فلم أجده.
وكان في هذه الورقة مقدمة ذكر فيها النص محققا كما كتبته فأنا نقلتها منه , وذكر الشيخ أن هذا النص الذي كتبتُه وعدله الشيخ أبومالك العوضي: أنه أضبط من نص الشيخ .......... .
هذا كل ما وجدته من البحث المذكور.
وأما بالنسبة لكلمة (صير) فإن أراد بها تصيير المعاني فستكون مشكلة أيضا؛ لأن "الكتاب" من قوله تعالى: ((حم , والكتاب المبين , إنا جعلناه قرآنا عربيا)) ليس معناً.
والكتاب في الآية هو المرجع على الصحيح.
وجزاك الله خيرا على المشاركة , كما أهنيك على الشرف الذي حصلت عليه بحرصك على العقيدة المتجلي في مشاركاتك.
بارك الله فيك أخى الكريم وجعل الله العقيدة السنية أساس علومنا وأعمالنا.
بالنسية لتوقف عبد العزيز رحمه الله في السمع والبصر ينظر جوابه في ردي الأخير للأخ محب البويحياوي.
وأما بالنسية لتفسيره (الجعل) بـ (التصيير)، فالذي يظهر لي الآن أنه لا يقصد به (الإيجاد) أو (التغيير العيني) حتى يلزم هذا الانتقاد.فعبد العزيز رحمه الله إنما أراد التفريق بين (الجعل) الذي يتعدى إلى مفعول واحد، وبينه الذي يتعدى إلى مفعولين. فالأول هو الذي يقول فيه عبد العزيز إنه بمعنى (الخلق) - ويسميه: مفصلا -، والثاني هو الذي يكون معناه (التصيير) - ويسميه: موصلا - كما هو الواضح من كلامه في الكتاب.
قال عبد العزيز: "فقلت: يا أمير المؤمنين، إن جعل في كتاب الله عز وجل يحتمل معنيين عند العرب، معنى خلق، ومعنى صير غير خلق". فقد قيد قوله (صيّر) بقوله: (غير خلق). وأما التصيير الذي هو الإيجاد أو التحويل من عين إلى عين، فهو عين معنى الخلق أو التصوير، فلا يكون مرادا لعبد العزيز في هذا الصدد. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/423)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - 12 - 07, 11:48 م]ـ
فهذا هو شرط المناظرة وأصلها. ومعلوم أن عبد العزيز إنما أمسك عن إطلاق القول بأن لله سمعا وبصرا لعدم وروده في القرآن، مع تصريحه بإطلاق أن لله علما. والجهمية أنكرت الكل، أنكرت علم الله وسمعه وبصره. فلو كان الإمساك ههنا غير سائغ لضرورة الحرب على الجهمية، فقد أتى هذا الكناني بما يلقى عليهم حجرا من إطلاقه أن لله علم.
يضاف إلى ذلك أن عبد العزيز رحمه الله نفسه في هذا الكتاب قد أطلق صفة الإرادة لله تعالى وليس في القرآن ورودها. قال عبد العزيز: (فلم يخْل يا أمير المؤمنين أن يكون أول خلق خلقه الله بقوله قاله أو بإرادة أرادها أو بقدرة قدرها فأي ذلك فقد ثبت إن هاهنا إرادة ومريد وقول وقائل ومقال وقدرة وقادر ومقدور عليه وذلك كله متقدم قبل الخلق وما كان قبل الخلق فليس هو من الخلق).
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 04:04 ص]ـ
فهذا هو شرط المناظرة وأصلها. ومعلوم أن عبد العزيز إنما أمسك عن إطلاق القول بأن لله سمعا وبصرا لعدم وروده في القرآن، مع تصريحه بإطلاق أن لله علما. والجهمية أنكرت الكل، أنكرت علم الله وسمعه وبصره. فلو كان الإمساك ههنا غير سائغ لضرورة الحرب على الجهمية، فقد أتى هذا الكناني بما يلقى عليهم حجرا من إطلاقه أن لله علم.
.
و لكن هذا نفسه هو مأخذ الجهمية بل هو مأخذ بشرالمريسي نفسه في انكاره لصفة السمع و البصر فكثير من الجهمية ومعهم كثير من المعتزلة لم ينكروا العلم كما انكروا السمع و البصر و ان اختلفوا هل يعلم بداته ام يوصف بالعلم لنفي الجهل أم أنها صفة زائدة لكن الحاصل أن كثيرا من المعتزلة و بشر نفسه على الخصوص يقر بالعلم بل يأول كل الصفات بل حتى الكرشي و العرش على انه العلم و لا يقر بالسمع و البصر و حجته هي نفس حجة الامام الكناني هنا في عدم ورود الخبر بها ... فكيف يحتج عليه بنفس مأخذه؟؟ و كيف ينحو الى التوقف مع أن من توقف في مسائل أقل وضوحا منها -و لم يرد بها نص كما ورد في هذه المسألة- كمسألة خلق القرأن ... من توقف فيها من اغمار المحدثين الذين لم يفقهوا لا مقاصد الجهمية و لامقاصد الصحابة قد عاب عليهم كبار علماء الأثر هذا التوقف و الورع البارد أشد العيب و بينوا ان من فهم حجة على من لم يفهم و ان السلفي ليس هو من لا يتكلم الا بألفاظ الكتاب و السنة و هذا مع ان مسالة الصفات و السمع و البصر هي أوضح عندهم و اجلى ووردت باتباثها نصوص لم ترد مثلها في خلق القرآن .. نصوص لا تغيب الا عن جهمي ليس له اهتمام بجمع السنن أو معتزلي لا يرى الحديث حجة في العقائد
يقول االامام الدارمي في رده على المريسي
"وأما ما ادعيت في تفسير قوله إن الله كان سميعا بصيرا أنه إنما عنى عالما بالأصوات عالما بالألوان لا يسمع بسمع ولا يبصر ببصر ثم قلت ولم يجئ خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره أنه يسمع بسمع ويبصر ببصر ولكنكم قضيتم على الله بالمعنى الذي وجدتموه في أنفسكم
فيقال لك أيها المريسي أما دعواك علينا أنا قضينا عليه بالمعنى الذي وجدناه في أنفسنا فهذا لا يقضي به إلا من هو ضال مثلك غير أن الله تبارك اسمه أخبر عن نفسه أنه يسمع بسمع ويبصر ببصر واتصلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك أخبار متصلة فإن حرمك الله معرفتها فما ذنبنا قال الله تعالى لموسى ولتصنع على عيني وقال ودسر تجري بأعيننا واصنع الفلك بأعيننا ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم"
هذا كله يدل على ان قائل هذا الكلام قليل العلم بالآثار و أقوال السلف متأخر عن عصر الكناني حين بدأ علم السنة ينقص و البدع تزيد بانصرام القرون الثلاثة المفضلة و بدأ الناس يخلطون بين أقوال المفوضة و المتوقفة و الكلابية بمذهب السلف و لا يفرقون بين مقاصدهم و مآخذهم حتى أن اماما حافظا ذكيا مثل ابن حزم يحتج بنفس مقالة الكناني و المريسي و ينسبها لأهل السنة .. و هذا يقوي ظن الامامان لذهبي و ابن حجر في ابي ابكر الدعاء الأصم و اتهامه بالوضع في الكتاب فقد توفي في بداية انتشار المذهب الكلابي في أوائل القرن الرابع ففيه عاودت البدع كرتها و اشتعلت الفتن و بدأ الخلط في فهم أقوال السلف و مذاهبهم يظهر ذلك جليا في كائنة الطبري مع الحنابلة و فتنة امام الأئمة ابن خزيمة و غيرهم ... و لهذا اظن ان وجه اتهام الامام الذهبي للأصم بوضع الكتاب او الزيادة فيه -كما يذهب اليه أيضا محقق الكتاب جميل صليبا-انما هو لهذا الأمر في الدرجة الأولى-و ليس فقط لما ذكره الحافظ - لمعرفة الامام الذهبي التامة بما كانت عليه مذاهب السلف من الوضوح في القرون الأولى و باستحالة أن يظهر أحد قولا منكرا و لا ينقل انكار عليه ...
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 04:11 ص]ـ
وفقك الله
لم يحتج الجهمية يوما على الإطلاق بعدم ورود الخبر بذلك!!
وإنما حجتهم العقل المحض! والتنزيه المزعوم!
ولو كان من حجتهم التزام ما أوردته الأخبار لما أنكروا شيئا مما ثبت بالتواتر في النصوص الصحيحة كالاستواء والرؤية.
فمأخذ الجهمية بعيد كل البعد عن منحى اتباع النصوص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/424)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 04:37 ص]ـ
بلى يا شيخ قد احتجوا أيضا بالخبر و لكن على قاعدتهم .... ان جاء الخبر موافقا لعقولهم قبلوه و الا فأولوه او ردوه من اصله و هذا نقل أعرف الناس بهم الامام الدارمي ينقلها عن احد من خبره من اكابر أئمتهم و ان رجعت لكتب الرسي و القاضي و أقوال النظام و الهذيل و غيرهم لوجدت أنهم يحتجون بالأخبار و لكن ما وافق منها أصولهم العقلية و يردون ما هو أقوى منها ان خالف تلك الأصول و يشترطون عدم مخالفة العقل و يمكن ان ترى مثالا واضحا على ذلك في مسألة ورود الأخبار في مسألة الوعيد ..... و هذا وجه انكار الدارمي لقرمطتهم في السمعيات كما ينكر سفسطتهم في العقليات و قد نبه الأئمة أن مرجع ردهم للأخبار المتواترة هو اهمالهم لها و عدم اهتمامهم بجمعها و معرفة مخارجها و الا شيخنا فان المعتزلة و الجهمية لا تنكر المتواتر فلو اشتغلت بالحديث كأهله لعلمت بتواترها و لما استطاعت لها ردا الا ان تأولها كما تاولت القرأن
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 04:44 ص]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
لا أرى خلافا بيننا في محصّل الكلام، فإن العقل عندهم هو الحاكم على النقل، وليس كذلك كلام الكناني الذي يدور مع النقل حيثما دار، فالكناني علق الأمر على الورود كما كان الشافعي يعلق الحكم على ثبوت الحديث.
فمقصودي أن مرجعهم في الاحتجاج ليس كمرجع الكناني، فلا يصح أن يقال: إن حجة الكناني هي نفسها حجة الجهمية.
وليس المقصود تحرير أنهم قد يحتجون بالتواتر إن وافق العقل.
والمشكلة ليست في ثبوت التواتر وعدمه؛ لأن القرآن متواتر عندهم، وهم يؤولون ما يحلو لهم من النصوص التي فيه، كنصوص العلو والاستواء والكلام، فرجع الأمر إلى العقل المحض؛ لأن الخبر إن لم يكن متواترا كذبوه، وإن كان متواترا أولوه بما يوافق عقولهم، فسقطت فائدة التواتر.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - 12 - 07, 10:45 ص]ـ
و لكن هذا نفسه هو مأخذ الجهمية بل هو مأخذ بشرالمريسي نفسه في انكاره لصفة السمع و البصر فكثير من الجهمية ومعهم كثير من المعتزلة لم ينكروا العلم كما انكروا السمع و البصر و ان اختلفوا هل يعلم بداته ام يوصف بالعلم لنفي الجهل أم أنها صفة زائدة لكن الحاصل أن كثيرا من المعتزلة و بشر نفسه على الخصوص يقر بالعلم بل يأول كل الصفات بل حتى الكرشي و العرش على انه العلم و لا يقر بالسمع و البصر و حجته هي نفس حجة الامام الكناني هنا في عدم ورود الخبر بها ... فكيف يحتج عليه بنفس مأخذه؟؟ و كيف ينحو الى التوقف مع أن من توقف في مسائل أقل وضوحا منها -و لم يرد بها نص كما ورد في هذه المسألة- كمسألة خلق القرأن ... من توقف فيها من اغمار المحدثين الذين لم يفقهوا لا مقاصد الجهمية و لامقاصد الصحابة قد عاب عليهم كبار علماء الأثر هذا التوقف و الورع البارد أشد العيب و بينوا ان من فهم حجة على من لم يفهم و ان السلفي ليس هو من لا يتكلم الا بألفاظ الكتاب و السنة و هذا مع ان مسالة الصفات و السمع و البصر هي أوضح عندهم و اجلى ووردت باتباثها نصوص لم ترد مثلها في خلق القرآن .. نصوص لا تغيب الا عن جهمي ليس له اهتمام بجمع السنن أو معتزلي لا يرى الحديث حجة في العقائد
يقول االامام الدارمي في رده على المريسي
"وأما ما ادعيت في تفسير قوله إن الله كان سميعا بصيرا أنه إنما عنى عالما بالأصوات عالما بالألوان لا يسمع بسمع ولا يبصر ببصر ثم قلت ولم يجئ خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره أنه يسمع بسمع ويبصر ببصر ولكنكم قضيتم على الله بالمعنى الذي وجدتموه في أنفسكم
فيقال لك أيها المريسي أما دعواك علينا أنا قضينا عليه بالمعنى الذي وجدناه في أنفسنا فهذا لا يقضي به إلا من هو ضال مثلك غير أن الله تبارك اسمه أخبر عن نفسه أنه يسمع بسمع ويبصر ببصر واتصلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك أخبار متصلة فإن حرمك الله معرفتها فما ذنبنا قال الله تعالى لموسى ولتصنع على عيني وقال ودسر تجري بأعيننا واصنع الفلك بأعيننا ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم"
هذا كله يدل على ان قائل هذا الكلام قليل العلم بالآثار و أقوال السلف متأخر عن عصر الكناني حين بدأ علم السنة ينقص و البدع تزيد بانصرام القرون الثلاثة المفضلة و بدأ الناس يخلطون بين أقوال المفوضة و المتوقفة و الكلابية بمذهب السلف و لا يفرقون بين مقاصدهم و مآخذهم حتى أن اماما حافظا ذكيا مثل ابن حزم يحتج بنفس مقالة الكناني و المريسي و ينسبها لأهل السنة .. و هذا يقوي ظن الامامان لذهبي و ابن حجر في ابي ابكر الدعاء الأصم و اتهامه بالوضع في الكتاب فقد توفي في بداية انتشار المذهب الكلابي في أوائل القرن الرابع ففيه عاودت البدع كرتها و اشتعلت الفتن و بدأ الخلط في فهم أقوال السلف و مذاهبهم يظهر ذلك جليا في كائنة الطبري مع الحنابلة و فتنة امام الأئمة ابن خزيمة و غيرهم ... و لهذا اظن ان وجه اتهام الامام الذهبي للأصم بوضع الكتاب او الزيادة فيه -كما يذهب اليه أيضا محقق الكتاب جميل صليبا-انما هو لهذا الأمر في الدرجة الأولى-و ليس فقط لما ذكره الحافظ - لمعرفة الامام الذهبي التامة بما كانت عليه مذاهب السلف من الوضوح في القرون الأولى و باستحالة أن يظهر أحد قولا منكرا و لا ينقل انكار عليه ...
و الله أعلم بالحال و المآل
يا أخي - سدد الله خطاك،
اقرأ الكتاب لتعرف أن بشرا كان أنكر أن لله علما، وكسر الكناني قوله ذلك بنص التنزيل.
ثم طلب بشر تكييف علم الله، فأمسك الكناني رحمه الله عن ذلك لأمر الله ورفضا لأمر الشيطان.
وأما قضية السمع والبصر، فهذا مجرد سؤال من المأمون لامتحانه هل هو من المشبه - بزعم المأمون - أو لا.
فتأمل ولا تستعجل. . . وفقك الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/425)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 07:39 م]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
لا أرى خلافا بيننا في محصّل الكلام، فإن العقل عندهم هو الحاكم على النقل، وليس كذلك كلام الكناني الذي يدور مع النقل حيثما دار، فالكناني علق الأمر على الورود كما كان الشافعي يعلق الحكم على ثبوت الحديث.
فمقصودي أن مرجعهم في الاحتجاج ليس كمرجع الكناني، فلا يصح أن يقال: إن حجة الكناني هي نفسها حجة الجهمية.
.
و لكن مقصودي شيخنا الحبيب أن هذا أيضا منكر ... فالأحاديث و أقوال السلف الواردة في اتباث الصفات و خاصة السمع و البصر كانت من الشهرة و الوضوح عند أهل الحديث في طبقة الامام الكناني ما يجعل من غير المعقول أن لا يعلم بورودها لأنها لم تكن تخفى الا على جهمي أو معتزلي ليس له علم بالآثار و لا خبرة بها فالاجماع عليها هو أقوى و اوضح من اجماعهم على أن القرآن غير مخلوق ذلك أن هذه المسألة لم يرد بها نص بلفظه كما ورد في تلك ما ادى ببعض اهل الحديث أن يتوقف فيها و هو ما لم يحدث في مسألتنا هذه .... بل حتى بعض ائمة الرأي ممن ليست لهم خبرة بالآثار كالامام النعمان و لم يؤثر عنه في هذه المسألة خلاف مثلما أشيع عنه من التوقف في مسألة خلق القرآن ما يدل على أن المسألة عند اهل الحديث من هده الطبقة كانت أوضح و أجل من أن تغيب عن امام و أين؟؟؟ في حاضرة الخلافة و محشر العلماء؟؟؟ و لا ينقل أحد الانكار عليه كما انكر على غيره ما هو أقل بكثير من هذا؟؟
جزاكم الله خيرا
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 07:46 م]ـ
يا أخي - سدد الله خطاك،
اقرأ الكتاب لتعرف أن بشرا كان أنكر أن لله علما، وكسر الكناني قوله ذلك بنص التنزيل.
ثم طلب بشر تكييف علم الله، فأمسك الكناني رحمه الله عن ذلك لأمر الله ورفضا لأمر الشيطان.
وأما قضية السمع والبصر، فهذا مجرد سؤال من المأمون لامتحانه هل هو من المشبه - بزعم المأمون - أو لا.
فتأمل ولا تستعجل. . . وفقك الله.
أي كتاب تقصد شيخنا؟؟ ان قصدتم كتاب الرد على المريسي فالواضح فيه تماما أن المريسي لا ينكر صفة العلم وان كان يحملها على غير محملها بخلاف صفة السمع و البصر فهو ينكرها من أصلها و يجعل حجته أن النص لم يرد بها كما نقل الدارمي عنه في هذا الكتاب و هو من اخبر الناس بأقواله .. و هو المعروف من أقوال محققي مذهب الجهمية و المعتزلة آنذاك أنهم يرجعون كاقة الصفات الى العلم و يؤولونها به كما نقله عنهم الامام الأشعري و ان اختلفوا بينهم في تأويل صفة العلم و هل الله يعلم بذاته و هل يعلم ما سبق أو يتجدد له علم .. الخ
و ان كان المقصود كتاب الحيدة للكتاني فهذا هو المستغرب .. فكيف ينقل عن المريسي ما عرف عنه اقراره به؟؟؟
بارك الله فيكم و في تصويبكم لي
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 08:03 م]ـ
أخي الخزرجي هل من أخبار عن بحث الشيخ الأنصاري؟؟
ـ[الخزرجي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 10:01 م]ـ
أخي الخزرجي هل من أخبار عن بحث الشيخ الأنصاري؟؟
سأبحث عنه أكثر _ مع اعتقادي عدم الحصول عليه _ وإن وجدت شيئا سأرسله إليك.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 12:26 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 01:13 ص]ـ
من باب ذكر ما لنا و ما علينا و هو ما قد يزيد الأمر اشكالا وجدت للامام ابن حزم كلاما في الفصل حول نفس المسألة يقول فيه ’’ قال أبو محمد وأجمع المسلمون على القول بما جاء به نص القرآن من أن الله تعالى سميع بصير ثم اختلفوا فقالت طائفة من أهل السنة والأشعرية وجعفر بن حرب من المعتزلة وهشام بن الحكم وجميع المجسمة نقطع أن الله سميع بسمع بصير ببصر وذهبت طوائف من أهل السنة منهم الشافعي وداود بن علي وعبد العزيز بن مسلم الكناني رضي الله عنه وغيرهم إلى أن الله تعالى سميع بصير ولا نقول بسمع ولا ببصر لأن الله تعالى لم يقله ولكن سميع بذاته وبصير بذاته قال أبو محمد وبهذا نقول ولا يجوز إطلاق سمع ولا بصر حيث لم يأت به نص لما ذكرنا آنفاً من أنه لا يجوز أن يخبر عنه تعالى ما لم يخبر عن نفسه،، فهنا ينسب نفس القول المذكور في الحيدة للامام الكناني و هو أقرب ناقل وجدته و يجعله ابن حزم مع الشافعي و داوود سلفا له في قوله المعروف من اتباث العلم و ارجاع كل الصفات اليه و أنه يجوز القول بانه يسمع الألوان و يبصر الأصوات من باب حملها على العلم و هو نفس قول المريسي حذو القذة بالقذة ... أما الشافعي فقد يكون غلط عليه و نسب اليه القول من طريق اللزوم و هذا يجوزه بعض الشافعية دون بعض و ابن حزم كان شافعيا و ان أضيف الى ذلك ما عرف عن ابن حزم من نسبته لبعض الناس أقوالا لم يقولوها من باب اللزوم ووجود نصوص صريحة للامام الشافعي يتبث فيها لفظ الصفات و معناها على خلاف قاعدة ابن حزم في الجوهر و التركيب .. أما داوود فيستبعد أن يكون هذا قوله ثم لا يستنكر منه الأئمة الا خلطه بين لفظ المحدث و الحادث .. فهذه أولى بالانكار لمخالفتها لاجماعهم و هو من اوضح اتفاقاتهم حتى ما كان يخالف فيه الا مبتدع مهجور ظاهر البدعة ...
و الله اعلم بالحال و المآل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/426)
ـ[الخزرجي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 03:00 ص]ـ
من باب ذكر ما لنا و ما علينا و هو ما قد يزيد الأمر اشكالا وجدت للامام ابن حزم كلاما في الفصل حول نفس المسألة يقول فيه ’’ قال أبو محمد وأجمع المسلمون على القول بما جاء به نص القرآن من أن الله تعالى سميع بصير ثم اختلفوا فقالت طائفة من أهل السنة والأشعرية وجعفر بن حرب من المعتزلة وهشام بن الحكم وجميع المجسمة نقطع أن الله سميع بسمع بصير ببصر وذهبت طوائف من أهل السنة منهم الشافعي وداود بن علي وعبد العزيز بن مسلم الكناني رضي الله عنه وغيرهم إلى أن الله تعالى سميع بصير ولا نقول بسمع ولا ببصر لأن الله تعالى لم يقله ولكن سميع بذاته وبصير بذاته قال أبو محمد وبهذا نقول ولا يجوز إطلاق سمع ولا بصر حيث لم يأت به نص لما ذكرنا آنفاً من أنه لا يجوز أن يخبر عنه تعالى ما لم يخبر عن نفسه،، فهنا ينسب نفس القول المذكور في الحيدة للامام الكناني و هو أقرب ناقل وجدته و يجعله ابن حزم مع الشافعي و داوود سلفا له في قوله المعروف من اتباث العلم و ارجاع كل الصفات اليه و أنه يجوز القول بانه يسمع الألوان و يبصر الأصوات من باب حملها على العلم و هو نفس قول المريسي حذو القذة بالقذة ... أما الشافعي فقد يكون غلط عليه و نسب اليه القول من طريق اللزوم و هذا يجوزه بعض الشافعية دون بعض و ابن حزم كان شافعيا و ان أضيف الى ذلك ما عرف عن ابن حزم من نسبته لبعض الناس أقوالا لم يقولوها من باب اللزوم ووجود نصوص صريحة للامام الشافعي يتبث فيها لفظ الصفات و معناها على خلاف قاعدة ابن حزم في الجوهر و التركيب .. أما داوود فيستبعد أن يكون هذا قوله ثم لا يستنكر منه الأئمة الا خلطه بين لفظ المحدث و الحادث .. فهذه أولى بالانكار لمخالفتها لاجماعهم و هو من اوضح اتفاقاتهم حتى ما كان يخالف فيه الا مبتدع مهجور ظاهر البدعة ...
و الله اعلم بالحال و المآل
يبدو أنك بذلت جهدا طيبا فأشكرك على ذلك وأسال الله لك الخير.
قد ذكرني كلامك هذا أني سألت أحد مشايخنا قبل سنتين تقريبا أو أكثر عن هذه المسألة فقال: أن هذا ليس بمفردات الكناني فإن أهل السنة انقسموا فيها فقال بعضهم أن الله سميع بسمع وبصير ببصر. وقال بعضهم سميع بصير دون أن يثبتوا له السمع والبصر لعدم النص على ذلك.
ولم أتذكر هذا إلا بمشاركتك هذه المفيدة , فجزاك الله خيرا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - 12 - 07, 03:11 ص]ـ
أي كتاب تقصد شيخنا؟؟ ان قصدتم كتاب الرد على المريسي فالواضح فيه تماما أن المريسي لا ينكر صفة العلم وان كان يحملها على غير محملها بخلاف صفة السمع و البصر فهو ينكرها من أصلها و يجعل حجته أن النص لم يرد بها كما نقل الدارمي عنه في هذا الكتاب و هو من اخبر الناس بأقواله .. و هو المعروف من أقوال محققي مذهب الجهمية و المعتزلة آنذاك أنهم يرجعون كاقة الصفات الى العلم و يؤولونها به كما نقله عنهم الامام الأشعري و ان اختلفوا بينهم في تأويل صفة العلم و هل الله يعلم بذاته و هل يعلم ما سبق أو يتجدد له علم .. الخ
و ان كان المقصود كتاب الحيدة للكتاني فهذا هو المستغرب .. فكيف ينقل عن المريسي ما عرف عنه اقراره به؟؟؟
بارك الله فيكم و في تصويبكم لي
طبعا قصدنا كتاب الحيدة الذي هو موضوع هذا الحوار.
وفيه أيضا أن بشر لا ينكر علم الله، وإنما أنكر أن يكون علمه تعالى "شيئا ثبوتيا"، فأوله بـ"عدم الجهل".
فأرجو أن تتفطن إلى هذا الفرق الدقيق، فإنما عليه رد الكناني.
أهل السنة أثبتوا لله علما به يعلم الأشياء. وإثبات العلم ليس مجرد نفي الجهل. فهل فنعت الآن يا أخي؟
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 03:27 ص]ـ
و ما ذكرته شيخنا نضال من قول ابن تيمية عن نسخة أخرى من الحيدة:" ان صحت " و أنه قد يدل على أن ابن تيمية يشكك في بعض النسخ فهو صحيح فقد جوز شيخ الاسلام بعد ذلك بعدة أسطر أن يكون قد ألحق بعض الناس في بعض نسخ الكتاب ما ليس من كلام الكناني و هذا قوله
"وذلك مبني على مقدمات لم يذكر منها واحدة
أحدها: أن يقول: إذا كان أحدث الأشياء بفعله الكائن عن قدرته حصل المقصود من غير إثبات قديم مع الله تعالى ولهذا قال له عبد العزيز: (إنما قلت: الفعل صف لله والله يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع) وفي نسخة أخرى زيادة على ذلك: (إنما قلت: إنه لم يزل الفاعل سيفعل ولم يزل الخالق سيخلق لأن الفعل صفة لله)
وهذه الزيادة لم تتقدم في كلام عبد العزيز فإما أن تكون ملحقة من بعض الناس في بعض النسخ أو يكون معنى الكلام: إنما قولي هذا وإنما قلت إني إنما اعتقدت والتزمت هذا أو يكون المعنى: إنما أقول وأعتقد هذا والأشبه أن هذه الزيادة ليست من كلام عبد العزيز فإنها لا تناسب ما ذكره من مناظرته المستقيمة ولم يتقدم من عبد العزيز ذكر هذا الكلام ولا ما يدل عليه بخلاف قوله: (إنما الفعل صفة لله والله يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع) فإن هذا كلام حسن صحيح وهو لم يكن قد قاله ولهذا لم يقل: إني قلت ذلك ولكن قال: هذا هو الذي يجب أن يقال وهو الذي يلزمني أن أقوله لأني بينت أن المخلوق لا يكون إلا بفعل عن قدرة الله والفعل قائم بالله ليس هو مخلوقا منفصلا وهذا مراده بقوله: (إنه صفة) لم يرد بذلك أن الفعل المعين لازم لذات الله تعالى لأنه قد قال: (والله يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع)
فحصل بذلك مقصود عبد العزيز من أنها فعلا أحدث الله به المخلوقات عن قدرته فأقام الحجة على أنه يقوم بالله تعالى أمر غير المخلوقات عن القدرة واعترف له المريسي بالقدرة"
و أيد هذا الاتجاه نوعاما العلامة الشيخ سفر الحوالي في شرح العقيدة الطحاوية قال عافاه الله: "ثم كتب الإمام عبد العزيز المكي خلاصة ما دار بينه وبين هؤلاء القوم في كتابه المسمى الحيدة.
مع العلم أن هناك من يقول: إن كتاب الحيدة لا تصح نسبته للإمام عبد العزيز الكناني.
وأقول: قد لا يكون الكتاب بهذا الشكل المتكامل له؛ لأن فيه بعض زيادات غيره، لكن الكتاب والقضية لهما أصل، والحوار هذا قد جرى ووقع، فقد يكون الذي كتب هذا الكتاب والمناظرة ابن عبد العزيز الكناني الذي اصطحبه معه من مكة إلى بغداد ليناظربشر المريسي."
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/427)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - 12 - 07, 03:32 ص]ـ
من باب ذكر ما لنا و ما علينا و هو ما قد يزيد الأمر اشكالا وجدت للامام ابن حزم كلاما في الفصل حول نفس المسألة يقول فيه ’’ قال أبو محمد وأجمع المسلمون على القول بما جاء به نص القرآن من أن الله تعالى سميع بصير ثم اختلفوا فقالت طائفة من أهل السنة والأشعرية وجعفر بن حرب من المعتزلة وهشام بن الحكم وجميع المجسمة نقطع أن الله سميع بسمع بصير ببصر وذهبت طوائف من أهل السنة منهم الشافعي وداود بن علي وعبد العزيز بن مسلم الكناني رضي الله عنه وغيرهم إلى أن الله تعالى سميع بصير ولا نقول بسمع ولا ببصر لأن الله تعالى لم يقله ولكن سميع بذاته وبصير بذاته قال أبو محمد وبهذا نقول ولا يجوز إطلاق سمع ولا بصر حيث لم يأت به نص لما ذكرنا آنفاً من أنه لا يجوز أن يخبر عنه تعالى ما لم يخبر عن نفسه،، فهنا ينسب نفس القول المذكور في الحيدة للامام الكناني و هو أقرب ناقل وجدته و يجعله ابن حزم مع الشافعي و داوود سلفا له في قوله المعروف من اتباث العلم و ارجاع كل الصفات اليه و أنه يجوز القول بانه يسمع الألوان و يبصر الأصوات من باب حملها على العلم و هو نفس قول المريسي حذو القذة بالقذة ... أما الشافعي فقد يكون غلط عليه و نسب اليه القول من طريق اللزوم و هذا يجوزه بعض الشافعية دون بعض و ابن حزم كان شافعيا و ان أضيف الى ذلك ما عرف عن ابن حزم من نسبته لبعض الناس أقوالا لم يقولوها من باب اللزوم ووجود نصوص صريحة للامام الشافعي يتبث فيها لفظ الصفات و معناها على خلاف قاعدة ابن حزم في الجوهر و التركيب .. أما داوود فيستبعد أن يكون هذا قوله ثم لا يستنكر منه الأئمة الا خلطه بين لفظ المحدث و الحادث .. فهذه أولى بالانكار لمخالفتها لاجماعهم و هو من اوضح اتفاقاتهم حتى ما كان يخالف فيه الا مبتدع مهجور ظاهر البدعة ...
و الله اعلم بالحال و المآل
لا أظن أن أبا محمد رحمه الله موفق في هذه النسبة بهذا الإطلاق وهذا التقسيم، لا سيما زيادته المنكر: (ولكن سميع بذاته وبصير بذاته). فمعروف أن الكناني في إثباته أن لله علما لم يكن مقتصرا على الاستدلال بمثل قوله تعالى: (وعنده علم الساعة)، بل استدل على ذلك أيضا بمجرد ورود صفة العلم في القرآن مضافا إلى الله تعالى، مثل قوله: (وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ) وقوله: (وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ) وقوله: (فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ).
فماذا عسى الكناني رحمه الله أن يصنع بمثل حديث عائشة رضي الله عنها: (الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات)؟ وحديث أبى موسى رضي الله عنه مرفوعا: (حجابه النور ولو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه). .؟! لا شك أنه أثتبهما بهذين النصين. لكن لكون ذلك لم يرد ذكره في (نص التنزيل) لا يطلقه الكناني في ذلك الموقف - كما هو شرط المناظرة الأولى. والله أعلى وأعلم.
ـ[سالم عدود]ــــــــ[26 - 12 - 07, 03:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - 12 - 07, 03:39 ص]ـ
و ما ذكرته شيخنا نضال من قول ابن تيمية عن نسخة أخرى من الحيدة:" ان صحت " و أنه قد يدل على أن ابن تيمية يشكك في بعض النسخ فهو صحيح فقد جوز شيخ الاسلام بعد ذلك بعدة أسطر أن يكون قد ألحق بعض الناس في بعض نسخ الكتاب ما ليس من كلام الكناني و هذا قوله
"وذلك مبني على مقدمات لم يذكر منها واحدة
أحدها: أن يقول: إذا كان أحدث الأشياء بفعله الكائن عن قدرته حصل المقصود من غير إثبات قديم مع الله تعالى ولهذا قال له عبد العزيز: (إنما قلت: الفعل صف لله والله يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع) وفي نسخة أخرى زيادة على ذلك: (إنما قلت: إنه لم يزل الفاعل سيفعل ولم يزل الخالق سيخلق لأن الفعل صفة لله)
وهذه الزيادة لم تتقدم في كلام عبد العزيز فإما أن تكون ملحقة من بعض الناس في بعض النسخ أو يكون معنى الكلام: إنما قولي هذا وإنما قلت إني إنما اعتقدت والتزمت هذا أو يكون المعنى: إنما أقول وأعتقد هذا والأشبه أن هذه الزيادة ليست من كلام عبد العزيز فإنها لا تناسب ما ذكره من مناظرته المستقيمة ولم يتقدم من عبد العزيز ذكر هذا الكلام ولا ما يدل عليه بخلاف قوله: (إنما الفعل صفة لله والله يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع) فإن هذا كلام حسن صحيح وهو لم يكن قد قاله ولهذا لم يقل: إني قلت ذلك ولكن قال: هذا هو الذي يجب أن يقال وهو الذي يلزمني أن أقوله لأني بينت أن المخلوق لا يكون إلا بفعل عن قدرة الله والفعل قائم بالله ليس هو مخلوقا منفصلا وهذا مراده بقوله: (إنه صفة) لم يرد بذلك أن الفعل المعين لازم لذات الله تعالى لأنه قد قال: (والله يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع)
فحصل بذلك مقصود عبد العزيز من أنها فعلا أحدث الله به المخلوقات عن قدرته فأقام الحجة على أنه يقوم بالله تعالى أمر غير المخلوقات عن القدرة واعترف له المريسي بالقدرة"
و أيد هذا الاتجاه نوعاما العلامة الشيخ سفر الحوالي في شرح العقيدة الطحاوية قال عافاه الله: "ثم كتب الإمام عبد العزيز المكي خلاصة ما دار بينه وبين هؤلاء القوم في كتابه المسمى الحيدة.
مع العلم أن هناك من يقول: إن كتاب الحيدة لا تصح نسبته للإمام عبد العزيز الكناني.
وأقول: قد لا يكون الكتاب بهذا الشكل المتكامل له؛ لأن فيه بعض زيادات غيره، لكن الكتاب والقضية لهما أصل، والحوار هذا قد جرى ووقع، فقد يكون الذي كتب هذا الكتاب والمناظرة ابن عبد العزيز الكناني الذي اصطحبه معه من مكة إلى بغداد ليناظربشر المريسي."
هكذا تعامل كبار أئمة العقيدة بهذا الكتاب. أثبتوا هذا الكتاب لعبد العزيز مع توجيههم لما أشكل من بعض ألفاظه على أحسن المحامل. فقد استبعد شيخ الإسلام أن يكون عبد العزيز ممن أنكر تسلسل الحوادث - لمعرفته بأقوال السلف والأئمة في هذا الأمر، فكان منه رحمه الله هذا التوجيه النفيس. فلله دره، وجزاه الله عن المسلمين خيرا كثيرا!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/428)
ـ[الخزرجي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 03:39 ص]ـ
. لكن لكون ذلك لم يرد ذكره في (نص التنزيل) لا يطلقه الكناني في ذلك الموقف - كما هو شرط المناظرة الأولى. والله أعلى وأعلم.
لكن نص التنزيل يدل على وجوب العمل بالسنة , وهو لا يخفى عليه , فلم لم يقل بها إن علمها؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - 12 - 07, 03:41 ص]ـ
لكن نص التنزيل يدل على وجوب العمل بالسنة , وهو لا يخفى عليه , فلم لم يقل بها إن علمها؟
هو هكذا شرط المناظرة.
وإلا، فنص التنزيل أيضا آمر بالتفسير والتدبر - لا بمجرد ملاحظة النصوص.
قال عبد العزيز: فقلت: يا أمير المؤمنين، إنه من ألحد في كتاب الله عزّ وجلّ جاحدًا أو زائدًا، لم يناظر بالتأويل، ولا بالتفسير، ولا بالحديث.
وهذا من فقهه رحمه الله. لا سيما وأن بِشرا ممن أنكر الأحاديث بشتى هذيانه كما بين الإمام الدارمى رحمه الله في (نقضـ) ـه.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 03:47 ص]ـ
إذا ستكون مشكلة؛ لأنه فسر باللغة واستدل بها , وليست نص التنزيل.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - 12 - 07, 04:02 ص]ـ
إذا ستكون مشكلة؛ لأنه فسر باللغة واستدل بها , وليست نص التنزيل.
لا إشكال - بارك الله فيك. برجاء ملاحظة الكتاب مرة ثانية.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 04:15 ص]ـ
أقصد أنه إن امتنع عن الاستدلال بالحديث لأنه ليس بنص التنزيل , فكذلك يلزمه ترك الاستدلال باللغة لأنها ليست بنص التنزيل. وهي مع ذلك تفسير.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - 12 - 07, 04:23 ص]ـ
أقصد أنه - في تلك المناظرة الأولى - لا يستدل باللغات إلا زيادة على أدلته من نصوص التنزيل.
وهذا واضح جليا إذا قرأناه في الكتاب.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 04:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 04:51 ص]ـ
يبدو أنك بذلت جهدا طيبا فأشكرك على ذلك وأسال الله لك الخير.
قد ذكرني كلامك هذا أني سألت أحد مشايخنا قبل سنتين تقريبا أو أكثر عن هذه المسألة فقال: أن هذا ليس بمفردات الكناني فإن أهل السنة انقسموا فيها فقال بعضهم أن الله سميع بسمع وبصير ببصر. وقال بعضهم سميع بصير دون أن يثبتوا له السمع والبصر لعدم النص على ذلك.
ولم أتذكر هذا إلا بمشاركتك هذه المفيدة , فجزاك الله خيرا.
و هذا ما أبحث عنه شيخنا منذ مدة ليست بالقصيرة ... فمنذ مدة و انا ابحث عن سند لما ادعاه الامام ابن حزم على أهل السنة و خاصة عن داود و الشافعي و لم أجد شيئا بل وجدت عكسه.أن هذه المسألة من اوضح المسائل عندهم و التي اتفقوا عليها حتى حكى الاجماع عليها بلفظها عامة من نقل كبارالأصول و رؤوس المسائل التي أجمع عليها السلف كما حكاه الامام أحمد و اللالكائي و كالامام ابي نعيم و الامام ابن منده حين اختلفا في مسائل من الاعتقاد قال الامام الذهبي في العلو "قال الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني مصنف حلية الأولياء في كتاب الإعتقاد له طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة
ومما اعتقدوه أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة لا يزول ولا يحول لم يزل عالما بعلم بصيرا ببصر سميعا بسمع متكلما بكلام
ثم أحدث الأشياء من غير شيء وأن القرآن كلام الله وكذلك سائر كتبه المنزلة كلامه غير مخلوق وأن القرآن في جميع الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة وأنه بألفاظنا كلام الله غير مخلوق وأن الواقفة واللفظية من الجهمية وأن من قصد القرآن بوجه من الوجوه يريد به خلق كلام الله فهو عندهم من الجهمية وأن الجهمي عندهم كافر إلى أن قال وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش وإستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم وهو مستو على عرشه في سمائة من دون أرضه فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول ولله الحمد وكان حافظ العجم في زمانه بلا نزاع جمع بين علو الرواية وتحقيق الدراية ذكره ابن عساكر الحافظ في أصحاب أبي الحسن الأشعري
توفي في صفر سنة ثلاثين وأربعمائة وله أربع وتسعون سنة وكان ما بينه وبين ابن منده فاسدا لمسائل من العقيدة "
و نقله أيضا من ألف في المقالات كالامام الأشعري و الشهرستاني و غيرهما و نقله الكرخي أيضا عنهم اجماعا في اعتقاده الذي الفه للقادر بالله و لم يخالف في ذلك حتى الكلابية و الأشاعرة بل لم تظهره الا الجهمية و المعتزلة كونه بابا الى ما يريدونه من نفي معاني الأسماء و الصفات جملة و تفصيلا لنفي التعدد و التركيب على أصولهم و جعلوا حجتهم نفي ورود الخبر بها حتى يستقيم لهم الظهور بمظهر الملتزم بحدود الشرع قال الامام الأشعري في الابانة:
"وزعمت الجهمية – يعني المعتزلة - أن الله عز وجل لا علم له ولا قدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر له، وأرادوا أن ينفوا أن الله تعالى عالم قادر حي سميع بصير، فمنعهم خوف السيف من إظهارهم نفي ذلك، فأتوا بمعناه؛ لأنهم إذا قالوا: لا علم لله ولا قدرة له، فقد قالوا: إنه ليس بعالم ولا قادر، ووجب ذلك عليهم، وهذا إنما أخذوه عن أهل الزندقة والتعطيل؛ لأن الزنادقة قد قال كثير منهم: إن الله ليس بعالم ولا قادر ولا حي ولا سميع ولا بصير، فلم تقدر المعتزلة أن تفصح بذلك، فأتت بمعناه، وقالت إن الله عالم قادر حي سميع بصير من طريق التسمية من غير أن يثبتوا له حقيقة العلم والقدرة والسمع والبصر".
و الحاصل أني مع كثرة التتبع و التنقيب عن قول لأحد من اهل السنة يتوقف في اطلاق صفة السمع و البصر فلم اظفر به فان كان لديكم علم بموضع ورود ذلك فلا تبخلوا علينا به جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/429)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 05:26 ص]ـ
طبعا قصدنا كتاب الحيدة الذي هو موضوع هذا الحوار.
وفيه أيضا أن بشر لا ينكر علم الله، وإنما أنكر أن يكون علمه تعالى "شيئا ثبوتيا"، فأوله بـ"عدم الجهل".
فأرجو أن تتفطن إلى هذا الفرق الدقيق، فإنما عليه رد الكناني.
أهل السنة أثبتوا لله علما به يعلم الأشياء. وإثبات العلم ليس مجرد نفي الجهل. فهل فنعت الآن يا أخي؟
شيخنا الكريم أرجو أن يتسع صدركم لي فلم انكر أن المعتزلة و معهم بشر يتصرفون في معنى العلم بالتأويل بل حتى لفظ الدات و الوجود نفسه يحرفونه عن مواضعه و لكن ما أشرت اليه أن تصرفهم في صفة العلم هو مختلف عن تصرفهم في صفة السمع و البصر ففي الأولى اقروا بها و ان اختلفوا كما قلت سابقا في معناها هل هي ذاته او زائدة على الذات و هل يعلم بها ما سبق او لا أو أن تجددها كتجدد النظر الى الشيء ... الخ الى غيرها من المقالات التي اختلفوا فيها أشد الاختلاف الا ان جماهيرهم- الا قليلا من انكر صفة العلم أصلا- على التفرقة بين السمع و البصر و بين العلم و اتباث هذا الأخير -و لو على معنى محرف- على أنه بمعنى عالم أي ننفي عنه الجهل أما الأولان فينكرانهما و حجتهم عدم ورود الخبر بهما و يرجعان معنى السمع و البصر الى العلم لأن الغالية منهم فقط هم من أنكروا العلم و جحدوه و البقية لم تتجرأ خوفا من أن ينهد اليهم أهل الاسلام بسيوفهم لتبوثها في المتواتر و انما كانوا يجحدونها ان اضطروا اليها و هم آمنون كما في مناظرة حفص الفرد مع الشافعي .. و لأجل هذه التفرقة و ردهم السمع و البصر الى العلم توالت عليهم احتجاجات أهل السنة حين يحتجون عليهم في سياق اتباث صفة العلم و السمع و البصر و الكلام بأحاديث تتبث السمع و البصر دون غيرهما لأنهما الصفتان التي ادعت الجهمية عدم ورود النص بهما أما مناقشتهم لهم في صفة العلم فهي احتجاج على مستوى التأويل لا مستوى النقل ....
و هذا نقل الامام الأشعري عنهم في المقالات و هو أعلم الناس بهم "واختلف الذين قالوا لم يزل الله عالما قادرا حيا من المعتزلة فيه اهو عالم قادر حى بنفسه ام بعلم وقدرة وحياة وما معنى القول عالم قادر حى
فقال اكثر المعتزلة والخوارج وكثير من المرجئة وبعض الزيدية ان الله عالم قادر حى بنفسه لا بعلم وقدرة وحياة واطلقوا ان لله علما بمعنى انه عالم وله قدرة بمعنى انه قادر ولم يطلقوا ذلك
على الحياة ولم يقولوا له حياة ولا قالوا سمع ولا بصر وانما قالوا قوة وعلم لأن الله سبحانه اطلق ذلك
ومنهم من قال له علم بمعنى معلوم وله قدرة بمعنى مقدور ولم يطلقوا غير ذلك "
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - 12 - 07, 06:10 ص]ـ
الأخ الكريم محب البويحياوي. . . وفقك الله دائما لكل خير وصلاح.
أولا: أرجوا أن لا تشيخني، فأنا ما استحقت ذلك اللقب قدر أنملة. وإنما نحن أخوان، لنا في هذه المسألة بعض العناية والاهتمام.
ثانيا: من الأفضل أن لا تخالط بين (المعتزلة) وبين بِشر هذا الجهمي. فبين الطائفتين فروق دقيقة. منها أن المعتزلة - عموما - قدريون لا يثبتون لله إرادة ولا خلقا في أفعال العباد، بل غلا بعضهم حتى لا يثبتون له تعالى علما بما هو كائن (أي: ما سيكون). وهذا موجود ذكره أيضا في نفس كتاب (الحيدة). ومعتنق هذه البدعة هو الذي سماه الكناني رحمه الله: (هو جهمي قدري)، لأن المعروف من الجهمية الأول أنهم جبريون لا يثبتون للعباد قدرة ولا إرادة [وها هنا لطيفة أيضا، أن بعض الجهمية - على ما يحكى عنهم - لا يمتنع من تسمية الله تعالى: قادرًا مريدًا، لكون تلك الصفتان عندهم منفيتن عن العباد، فقد التزموا بهذا الصنيع قاعدتهم الكبرى في نفي كل ما يطلق على العباد عن الله تعالى حتى لا يقولون عنه أنه شيء ولا أنه موجود - لاشتراك العباد في صفة الوجود والشيئية بزعمهم دون صفة القدرة والإرادة التين نفوهما عن العباد بجبريتهم].
ثالثا: امتناع بشر من إثبات صفة "العلم" لله تعالى - كصفة ثبوتية - أمرٌ طبيعيٌ معقول. فهو يعلم تماما أنه إذا أثبت العلم لله، فسوف يلزمه أن يقول إن العلم شيءٌ، فدخل إذن - على قاعدته هو - في عموم قوله تعالى: (خالق كل شيء). فينتج من هذا المنطق - ولا محيدة لبشر عنه -: "أن علم الله مخلوق"، و "أن الله تعالى قبل خلق العلم كان جاهلا" - وهذا كفر صريح بواح. وهذا هو الذي جعل بشر ينكر أن يكون لله علم إلا بمجرد معنى "رفع الجهل" عنه تعالى سبحانه.
رابعا: بشر - في تلك المناظرة - لم يكن يسأل عبد العزيز ويناقشه في صفتى السمع والبصر. وهذا هو السر في عدم توسع عبد العزيز رحمه الله في الكلام على هاتين الصفتين. بل إنه لم يكن يشرح معنى كون الله تعالى سميعًا بصيرًا ولو تلميحا (لعدم من طالبه بذلك). فمثل هذا الموقف لا يقاس بما يجول في الخارج من النقاش والنزاع الشديدين حول هاتين الصفتين. فلكل مقام مقال.
ومثل هذا التدقيق والتعيين في البحث أراه أليق بنا وأنفع وأجدر من خلطه بمواضيع أخر ونقول عامة قد تجعل الفكر مشتتا. ولكم مني جزيل التقدير والامتنان، والله الموفق للرشد والجنان. . إنه ولي ذلك والقادر عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/430)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - 12 - 07, 06:32 ص]ـ
رابعا: بشر - في تلك المناظرة - لم يكن يسأل عبد العزيز ويناقشه في صفتى السمع والبصر. وهذا هو السر في عدم توسع عبد العزيز رحمه الله في الكلام على هاتين الصفتين. بل إنه لم يكن يشرح معنى كون الله تعالى سميعًا بصيرًا ولو تلميحا (لعدم من طالبه بذلك). فمثل هذا الموقف لا يقاس بما يجول في الخارج من النقاش والنزاع الشديدين حول هاتين الصفتين. فلكل مقام مقال.
والموضوع الأساسي لتلك المناظرة إنما هو قضية (خلق القرآن)، وقد نجح عبد العزيز في هذا المهام رحمه الله.
فليست القضية المركزية عندئذ قضية (السمع) ولا (البصر)، ولا حتى قضية (العلم). بل قضية (خلق القرآن) أولا وآخرا.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 04:28 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم و جزاكم الله خيرا على ما نبهتم اليه من الفرق بين الجهمية و المعتزلة في خلق أفعال العباد وهو أمر مشهور الا أن المقصود من كل هذا معرفة لمَ لم يستنكر احد هذا القول ان كان صاحبه قد صرح به في مناظرة و هو قول منكر اجماعا في تلك الفترة مع أنه قد انكر ما هو أخف منه كثيرا ... كتكلم داوود مثلا بلفظ المحدث فهذا قد اضطر اليه في مناظراته و مجالسه في أطراف خراسان و مع ذلك لم يمنع المقام من ان ينكر عليه أئمة السنة كاسحق وان يبلغ أهل بغداد وغيرها ... و ان قلنا أن الكناني لا يقول بهذا القول المنكر-خلافا لما فهمه ابن حزم- انما ألجأته اليه المناظرة و كتب الردود كما الجأت البخاري و داوود و نوضح المقصود من كلامه كما وضح الأئمة المقصود من كلام داوود و البخاري الا ان هذا لا يمنع من استشكال عدم انكار أحد لهذا الكلام الذي يفترض أنه قيل في حاضرة العلماء و مجمعهم و لا يتكلم عليه أحد-و لو غلطا كما فعل الذهلي مثلا أو تبريرا و دفاعا كما فعل مسلم و ابن خزيمة مثلا- مع أنه في الظاهر يناقض مسألة هي أوضح عند السلف من مسألة خلق القرآن و فروعها ... ولو كانت على سبيل المناظرة و الرد .. و بمثل هذا رد الامام الذهبي على الجويني قوله في عدم اعتبار خلاف الظاهرية قال في السير
"قال إمام الحرمين أبو المعالي: الذي ذهب إليه أهل التحقيق: أن منكري القياس لا يعدون من علماء الامة، ولا من حملة الشريعة، لانهم معاندون، مباهتون فيما ثبت استفاضة وتواترا، لان معظم الشريعة صادر عن الاجتهاد، ولا تفي النصوص بعشر معشارها، وهؤلاء ملتحقون بالعوام.
قلت: هذا القول من أبي المعالي أداه إليه اجتهاده، وهم فأداهم اجتهادهم إلى نفي القول بالقياس، فكيف يرد الاجتهاد بمثله، وندري بالضرورة أن داود كان يقرئ مذهبه، ويناظر عليه، ويفتي به في مثل بغداد، وكثرة الائمة بها وبغيرها، فلم نرهم قاموا عليه، ولا أنكروا فتاويه ولا تدريسه، ولا سعوا في منعه من بثه، وبالحضرة مثل إسماعيل القاضي، شيخ المالكية، وعثمان بن بشار الانماطي، شيخ الشافعية، والمروذي شيخ الحنبلية، وابني الامام أحمد، وأبي العباس أحمد بن محمد البرتي، شيخ الحنفية، وأحمد بن أبي عمران القاضي، ومثل عالم بغداد إبراهيم الحربي.
بل سكتوا له، حتى لقد قال قاسم بن أصبغ: ذاكرت الطبري - يعني ابن جرير - وابن سريج، فقلت لهما: كتاب ابن قتيبة في الفقه أين هو عندكما؟ قالا: ليس بشئ، ولا كتاب أبي عبيد، فإذا أردت الفقه فكتب الشافعي، وداود، ونظرائهما
ثم كان بعده ابنه أبو بكر، وابن المغلس، وعدة من تلامذة داود، وعلى أكتافهم مثل: ابن سريج، شيخ الشافعية، وأبي بكر الخلال، شيخ الحنبلية، وأبي الحسن الكرخي شيخ الحنفية، وكان أبو جعفر الطحاوي بمصر .... "
فأن يقول قوله على ملأ من هذا الجمع العظيم و بين اظهرهم و من امام كبير بحجم الكناني و ان لم يقصد معناه دون ان يستنكره أحد منهم -كما استنكروا أقوال غيرهم مع معرفتهم بمقاصدهم سدا للذرائع- لهو أمر مشكل لمن تأمله و يكون كمن قال ان حجرا سقط في بركة مليئة بالماء دون ان يحدث تموجا ...
و الله اعلم بالحال و المآل
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[27 - 12 - 07, 03:44 م]ـ
أخي الكريم،
كل ما علقته هذا مبني على أن المناظرة جرت أمام أعين جمع من الأئمة الكبار.
فمن أين أخدت هذه المعلومة؟
الذي يظهر من متن الكتاب أن الكناني إنما أتى بوحده إلى مجلس المأمون،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/431)
أو أنه لا يشهد هذه المناظرة من العلماء إلا قليل.
ثم إنه مبني أيضا على أن الكناني قد قال فيها ما لا ينبغي،
وأنا من الأول لا أوافقك على هذ الوهم، فكيف جعلته مقدمة لاستبعادك لنص الكتاب؟
وهذا ابن بطة، لم ينكر ذلك القول. . . وهذا ابن تيمية لا يعتبره منكرا. . . مع اعترافهما بثبوت الكتاب!
أليس ذلك دليلا على أن ما قاله الكناني في السمع والبصر ليس منكرا لتناسبه سياق الحال ومقتضى المقام؟!
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 05:50 ص]ـ
شيخنا لم انكر كل الكتاب و ليست لي أهلية لذلك .. و لكن اعتمادا على ما ذكره بعض محققي الكتاب و قبلهم شيخ الاسلام .. يشبه عندي ان هذا النص قد يكون مما زيد في الكتاب ... أما أصل الكتاب و المناظرة فلم أتعرض لهما .. أما الوهم شيخنا فلم اتوهم ما قلتم ... فقد قرأت الكتاب غير ما مرة و منذ مدة و أنا أبحث عن صحة نسبة هذا القول للامام الكناني و غيرهم ممن ذكرهم الامام ابن حزم .. فلم أقل قط أن المناظرة تمت بحضور العلماء ... و لكن هذا لا يعني أنها لم تتم في بغداد ... و لاأن الكتاب ألفه صاحبه في حياته على ما يقول عقب المناظرة و بغداد عامرة و الناس كلها بعامتهم و علماءهم مترقبة لأي رأي يصدر او كلمة تقال ... فكتابة الرأي أدعى للملاحظة من مجرد قوله او روايته و اسهل في التتبث من نسبته لصاحبه مع الشهرة .... فالقول أنه صرح بهذا الكلام في حكايته لمناظرته تلك في كتابه آنذاك و لم يلحظه أحد ممن كان في الحضرة من العلماء و لم يتكلم عليه مع وضوح المسألة و اتفاقهم عليها بحيث بعد طول بحيث لا تجد قائلا بها آنذاك الا مبتدعا مغموصا عليه في البدعة لهو مما يحيله العقل خاصة ان قورن مع من قالوا او كتبوا اخف من ذلك بكثير و لم يفلتوا من التقييم .. و هذا ابن حبان كتب كلمة في عهد قد تفرقت فيه نوعا ما بيضة اهل السنة و فشا فيها داء الاختلاف بعد ان كانوا يدا واحدة من قبل و لم يفلت من الانكار و التتبع فالقول بجواز هذا يجعلنا نجوز ان يكون الشافعي أو غيره من الأئمة المشهورين قال قولا مثله دون ان يرد عليه أو يستنكر .... أما ايراد ابن بطة له دون انكاره فهذا و نسبة الامام ابن حزم أيضا له هذا القول و نقل الامام الباقلاني أيضا عنه مما يزيد الاشكال من الجهة المقابلة كما قلتم اذ يبدو ان النص كان موجودا في نسخ الكتاب المنتشرة في القرن الرابع تماما في العصر الذي توفي فيه من اتهم بوضعه و الرواية عند ابن بطة هي عن غيره بالاجازة و أسأل الله أن يتوفر قريبا بحث الشيخ الأنصاري و بحث الشيخ ناصر الحنيني حول المسألة فنستفيد جميعا حول صحة هذه المؤلفات" المشاكل " كما عبرتم شيخنا:)
و الله اعلم بالحال و المآل
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - 12 - 07, 05:12 م]ـ
وفقك الله أخي الكريم وإيانا للسداد.
أنا قلت:
ثم إنه مبني أيضا على أن الكناني قد قال فيها ما لا ينبغي،
وأنا من الأول لا أوافقك على هذ الوهم، فكيف جعلته مقدمة لاستبعادك لنص الكتاب؟
يعنى إذا ثبت ما قررتُه من أن كلام الكناني فيه مما يجوز ويسوغ لمثل تلك الحالة والمناظرة، فليس سكوت الأئمة عنه بمستبعد. . بل طبيعي جدا.
ـ[فيصل]ــــــــ[31 - 12 - 07, 01:20 ص]ـ
2 - أنه رد على بشر المريسي قوله أن جعل في قوله تعالى: " إنا جعلناه قرآنا عربيا" بمعنى خلق. وهذا صوابٌ منه وقد أحسن الرد.
ولكن كان في كلامه أن قال: فهو كما قلتُ: إن الله جعله قرآنا عربيا أي صيره قرآنا عربيا وأنزله بلغة العرب ولسانها ولم يصيره أعجميا فبين له بلغة العجم. اهـ ص "70".
والملاحظة هي أن" جعل" هنا إذا كانت بمعنى" صير" فستكون مشكلة فإن التصيير يقتضي أن القرآن كانت له حالة قبل ذلك ثم صار إلى العربية.
كما تقول: صيرت البر خبزاَ. فتكون بذلك حكمت بأن الخبز كانت له حالة أخرى قبل أن يكون خبزاً.
والصواب: أن جعل هنا بمعنى سمَّى أو وصف أو بيَّن أو نزَّل.
وقد فسرها القرطبي بسمَّى أو وصف وغيرُه.
كما فسرها السدي بـ " أنزلناه".
وفسرها الزجاج والثوري وابن منظور بـ " بيناه"
وهذه المعاني كلها مناسبة , وإن كنت أظن أن الكناني رحمه الله جعل "صير" بهذه المعاني تجوزاً.
أسال الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه , ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
وأرجو من الاخوة النقدَ.
ــــــــــــــــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/432)
[/ COLOR]
بارك الله فيك وجزاك خيراً لكن أخي ليست كل هذه الأقوال مقبولة في تفسير الآية كما ذكرتم -وفقكم الله-، فتفسير القرطبي بأن جعل هاهنا سمى ووصف إنما هو بسبب الأصل الكلابي المعروف بمنع قيام أفعال الكمال اللائقة به تعالى بمشيئته أو ما يسمونه "حلول الحوادث" وقد سبقه لهذا القول الباقلاني في الإنصاف والبيهقي في الاعتقاد وغيرهم تبعاً لهذا الأصل الباطل (1)، وتفسير السلف على خلاف هذا، قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في المجموع 8/ 28 - 29:
((والذين قالوا: إنه " مخلوق " ليس معهم حجة إلا ما يدل على أنه تكلم بمشيئته وقدرته وهذا حق لكن ضموا إلى ذلك أن ما كان بمشيئته لا يقوم بذاته. فغلطوا ولبسوا الحق بالباطل فضموا ما نطق به القرآن الموافق للشرع والعقل إلى ما أحدثوه من البدع والشبهات. وكذلك الذين قالوا: إنه " قديم " ليس معهم إلا ما يدل على أنه قائم بذاته لكن ضموا إلى ذلك أن ما يقوم بذاته لا يكون بمشيئته وقدرته فأخطئوا في ذلك ولبسوا الحق بالباطل وأولئك فسروا قوله: {جعلناه قرآنا عربيا} بأنه جعله بائنا عنه مخلوقا وقالوا: جعل بمعنى خلق وهؤلاء قالوا: جعلناه سميناه كما في قوله: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا} وهذا إنما يقال: فيمن اعتقد في الشيء صفة حقا أو باطلا إذا كانت الصفة خفية فيقال: أخبر عنه بكذا وكون القرآن عربيا أمر ظاهر لا يحتاج إلى الإخبار ثم كل من أخبر بأنه عربي فقد جعله عربيا بهذا الاعتبار والرب تعالى اختص بجعله عربيا فإنه هو الذي تكلم به وأنزله فجعله قرآنا عربيا بفعل قام بنفسه وهو تكلم به واختاره لأن يتكلم به عربيا - عن غير ذلك من الألسنة - باللسان العربي وأنزله به. ولهذا قال أحمد: الجعل من الله قد يكون خلقا وقد يكون غير خلق فالجعل فعل والفعل قد يكون متعديا إلى مفعول مباين له: كالخلق وقد يكون الفعل لازما وإن كان له مفعول في اللغة كان مفعوله قائما بالفعل: مثل التكلم؛ فإن التكلم فعل يقوم بالمتكلم والكلام نفسه قائم بالمتكلم؛ فهو سبحانه جعله قرآنا عربيا فالجعل قائم به والقرآن العربي قائم به فإن " الكلام " يتضمن شيئين: .. )) إلخ كلامه القيم
وتفسير الإمام الكناني صحيح إن شاء الله وقد وافقه شيخ الإسلام فقال كما في المجموع 12/ 523: ((وكذلك قوله: {جعلناه قرآنا عربيا} لم يقل جعلناه فقط حتى يظن أنه بمعنى خلقناه؛ ولكن قال: {جعلناه قرآنا عربيا} أي صيرناه عربيا لأنه قد كان قادرا على أن ينزله عجميا فلما أنزله عربيا كان قد جعله عربيا دون عجمي .. )) إلخ مع صحة غيره من تفاسير السلف التي تدل على مخالفتهم للكلابية في أصلهم الباطل وقد قال رحمه الله في موضع آخر:
(( ... قوله {إنا جعلناه قرآنا عربيا} أي تكلمنا به عربيا وأنزلناه عربيا. وكذلك فسره السلف كإسحاق بن راهويه وذكره عن مجاهد قال: {جعلناه قرآنا عربيا} قلناه عربيا ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره عن إسحاق بن راهويه قال: ذكر لنا عن مجاهد وغيره من التابعين {إنا جعلناه قرآنا عربيا} إنا قلناه ووصفناه. وذكره عن أحمد بن حنبل عن الأشجعي عن سفيان الثوري في قوله {جعلناه قرآنا عربيا} بيناه قرآنا عربيا.))
أما أنه يجب أن يكون الكلام مسبوقاً بشيء آخر فعلى فرض تسليمه فليس في هذا محظور والكلام بشقيه مسبوق بأمور أخرى ليست من جنسه كالعلم والإرادة وإن كان لها به علاقة مبينه في كتب أهل العلم، كتسعينة شيخ الإسلام-الجزء الثاني فيما أذكر- وغير ذلك، والله تعالى أعلم
(1) مع أنهم يقولون بأن القرآن العربي مخلوق!! وهذا من تناقضهم وهذا القول أولى بالسالمية ومن وافقهم ممن يقول بقدم القرآن العربي وعدم قيام الأفعال الاختيارية به سبحانه، ولذا ذهب الرازي وغيره لخلاف قول الباقلاني ومن تبعه في تفسير الآية.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 01:40 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 01 - 08, 03:29 م]ـ
الأخ فيصل. . . بارك الله فيك على هذه الملاحظة القيمة.
ـ[فيصل]ــــــــ[06 - 01 - 08, 11:54 ص]ـ
وفيكم بارك يا أحبة(45/433)
" أصول السنة للحميدي "
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[23 - 12 - 07, 02:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" أصول السنة للحميدي "
- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ قَالَ قَالَ السُّنَّةُ عِنْدَنَا أَنْ يُؤْمِنَ الرَّجُلُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَنْ يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، وَأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ قَضَاءٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنَّ الإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَلاَ يَنْفَعُ قَوْلٌ إِلاَّ بِعَمَلٍ وَلاَ عَمَلٌ وَقَوْلٌ إِلاَّ بِنِيَّةٍ وَلاَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ إِلاَّ بِسُنَّةٍ وَالتَّرَحُّمُ عَلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلِّهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ) فَلَنْ يُؤْمِنَ إِلاَّ بِالاِسْتِغْفَارِ لَهُمْ، فَمَنْ سَبَّهُمْ أَوْ تَنَقَّصَهُمْ أَوْ أَحَدًا مِنْهُمْ فَلَيْسَ عَلَى السُّنَّةِ، وَلَيْسَ لَهُ فِى الْفَىْءِ حَقٌّ.
- أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ قَسَّمَ اللَّهُ تَعَالَى الْفَىْءَ فَقَالَ: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ) ثُمَّ قَالَ: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا) الآيَةَ. فَمَنْ لَمْ يَقُلْ هَذَا لَهُمْ فَلَيْسَ مِمَّنْ جُعِلَ لَهُ الْفَىْءُ. وَالْقُرْآنُ كَلاَمُ اللَّهِ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: الْقُرْآنُ كَلاَمُ اللَّهِ وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ لَمْ نَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ هَذَا.
- وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ الإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لاَ تَقُلْ يَنْقُصُ، فَغَضِبَ وَقَالَ اسْكُتْ يَا صَبِىُّ، بَلْ حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنْهُ شَىْءٌ. وَالإِقْرَارُ بِالرُّؤْيَةِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَمَا نَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ وَالْحَدِيثُ مِثْلُ: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ) وَمِثْلُ: (وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) وَمَا أَشْبَهَ هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ لاَ نَزِيدُ فِيهِ وَلاَ نُفَسِّرُهُ نَقِفُ عَلَى مَا وَقَفَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ، وَنَقُولُ: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى. وَمَنْ زَعَمَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ مُعَطِّلٌ جَهْمِىٌّ. وَأَنْ لاَ نَقُولَ كَمَا قَالَتِ الْخَوَارِجُ: مَنْ أَصَابَ كَبِيرَةً فَقَدْ كَفَرَ. وَلاَ تَكْفِيرَ بِشَىْءٍ مِنَ الذُّنُوبِ، إِنَّمَا الْكُفْرُ فِى تَرْكِ الْخَمْسِ الَّتِى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ». فَأَمَّا ثَلاَثٌ مِنْهَا فَلاَ تُنَاظِرْ تَارِكَهُ مَنْ لَمْ يَتَشَهَّدْ وَلَمْ يُصَلِّ وَلَمْ يَصُمْ لأَنَّهُ لاَ يُؤَخَّرُ شَىْءٌ مِنْ هَذَا عَنْ وَقْتِهِ وَلاَ يُجْزِئُ مَنْ قَضَاهُ بَعْدَ تَفْرِيطِهِ فِيهِ عَامِدًا عَنْ وَقْتِهِ، فَأَمَّا الزَّكَاةُ فَمَتَى مَا أَدَّاهَا أَجْزَأَتْ عَنْهُ، وَكَانَ آثِمًا فِى الْحَبْسِ، وَأَمَّا الْحَجُّ فَمَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ وَوَجَدَ السَّبِيلَ إِلَيْهِ، وَجَبَ عَلَيْهِ، وَلاَ يَجِبُ عَلَيْهِ فِى عَامِهِ ذَلِكَ حَتَّى لاَ يَكُونَ لَهُ مِنْهُ بُدٌّ مَتَى أَدَّاهُ كَانَ مُؤَدِّيًا، وَلَمْ يَكُنْ آثِمًا فِى تَأْخِيرِهِ، إِذَا أَدَّاهُ كَمَا كَانَ آثِمًا فِى الزَّكَاةِ لأَنَّ الزَّكَاةَ حَقٌّ لِمُسْلِمِينَ مَسَاكِينَ حَبَسَهُ عَلَيْهِمْ فَكَانَ آثِمًا حَتَّى وَصَلَ إِلَيْهِمْ، وَأَمَّا الْحَجُّ فَكَانَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ إِذَا أَدَّاهُ فَقَدْ أَدَّى، وَإِنْ هُوَ مَاتَ وَهُوَ وَاجِدٌ مُسْتَطِيعٌ وَلَمْ يَحُجَّ سَأَلَ الرَّجْعَةَ إِلَى الدُّنْيَا أَنْ يَحُجَّ وَيَجِبُ لأَهْلِهِ أَنْ يَحُجُّوا عَنْهُ وَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مُؤَدِّيًا عَنْهُ، كَمَا لَوْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقُضِىَ عَنْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ. - تَمَّ الْكِتَابُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ أَجْمَعِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
المصدر: مسند الحميدي.(45/434)
الفرق بين القبول والتسليم.
ـ[بندر التويجري]ــــــــ[23 - 12 - 07, 04:59 ص]ـ
ما الفرق بين القبول والتسليم كما في قول مؤلفي العقائد: ((يتلقونها بالقبول والتسليم))؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[23 - 12 - 07, 12:14 م]ـ
جزاك الله خيرا
ربما يراد بالتسليم قبول شيء على وجه اشتباه , فربما يشتبه على الإنسان مسألة معينة لكن يسلم للنص مثلا وإن كان في نفسه شبهة معينة.
أما القبول فو الرضا بالشيء عن يقين وخلو من التردد أو الشك.
والله أعلم
ـ[سامي الراشد]ــــــــ[25 - 12 - 07, 06:12 ص]ـ
أخي عبد الباسط
هذا التفسير فيه نظر لمخالفته قول الحق عز وجل: ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)) فتنبه بارك الله فيك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 06:34 ص]ـ
معرفة الفروق يكون باستقراء الاستعمال، والنظر فيما يقال وما لا يقال، ثم مراعاة القرائن لاستخراج ما ينبئ عن هذه الفروق إن وجدت
تقول: تلقى العلماء الصحيحين بالقبول، ولا تقول: تلقوهما بالتسليم.
وتقول: هذا أمر مسلَّم بصحته، ولا تقول: هذا أمر مقبول بصحته.
وتقول: هذا الشيء قابل للكسر، أو هذا الطالب قابل للتعلم، ولا تقول: مسلَّم للكسر، ولا مسلَّم للتعلم
وتقول: قد سلَّموا لعلم فلان، ولا تقول: قبلوا علم فلان.
وتقول: فلان ناجح مقبول، ولا تقول: فلان ناجح مسلَّم.
وتقول: قبل الله العمل من فلان، ولا تقول: سلَّم لعمل فلان.
ويقال في الزواج: الإيجاب والقبول، ولا يقال: الإيجاب والتسليم
فالذي يظهر - والله أعلم - أن التسليم هو إعطاء اليد بالطاعة، والقبول هو تلقي المعرفة بالموافقة أو الصلاحية لذلك.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - 12 - 07, 07:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
قال الشيخ ابن جبرين كما في موقعه: وأما تلقيه فهو مقابلة ما ورد من ذلك (بالتسليم والقبول) تقول: تلقيت كلامه بصدر رحب أي استقبلته بما يدل على تعظيمه واحترامه، والقبول ضد الرد، أي الرضا به، واعتقاده من جملة الدين. (والتسليم) الانقياد لما دل عليه. والإذعان له، وعدم النفرة والإنكار لشيء من ذلك.
وفي جواب للشيخ ناصر العقل في الفرق بينهما قال:
الحقيقة هذه العبارات غالبا معانيها مترادفة، تأتي من باب تثبيت المعنى في قلب القارئ أو السامع؛ لأن بعض الناس قد يفهم كلمة تسليم أكثر مما يفهم كلمة قبول، القبول شرح للتسليم، أو بيان لمعنى التسليم، لكن ومع ذلك بينهما بعض الفروق، التسليم أوسع من القبول.
بين التسليم والقبول أيضًا بعض وجوه الفروق، فالتسليم أشمل من القبول، التسليم غالبًا يتعلق بخضوع القلب واستعداده، التسليم غالبًا يتعلق بيقين القلب وخضوعه واستعداده وتصديقه وما يكون في القلب من تثبيت الحق، هذا هو التسليم، أما القبول فغالبًا يكون الاستعداد للعمل، هذا هو الغالب، ومع ذلك كما قلت: العبارتان تتناوبان في المعنى، لكن التسليم غالبًا هو خضوع القلب واستعداده، ثم القبول هو التنفيذ بناءً على التنفيذ.
عن الأكادمية الإسلامية
والله أعلم(45/435)
تغليب لفظ سلفي على لفظ مسلم.
ـ[عبدالله حمود سعيد النيادي]ــــــــ[23 - 12 - 07, 01:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوتي الكرام, جعلكم الله من المؤمنين المخلصين المتبعين لهديه صلى الله عليه وسلم.
اسمع كثيرا من إخوتي الذين ألتقي بهم تغليب لفظ سلفي على لفظ مسلم ويقول احدهم انا سلفي او يقول اهلا بالسلفيون او يقول نحن سلفيون.
والسؤال هل يصح تغليب لفظة سلفي على لفظة انا مسلم؟
او نقول نحن مسلمون على عقيدة اهل السلف الصالح؟
ارجو الإفادة ..........
لاني وجدت كثير من العوام يقولون أن السلفيين متعصبون وينتقدوهم إنتقادا شديدا لا ارضاه لهم.
والذي يضهر عندي لكثرة إستخدام هذه اللفظة عند من نحسبهم طلبة العلم الشرعي, تكون عند العوام فهما بأن السلفيون مذهبا متعصبا.
وارجو الإفادة ................
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[23 - 12 - 07, 07:55 م]ـ
السلام عليكم أخي الفاضل عبد الله
لا هي ليست تغليب،وكلمة سلفي يُعنى بها الإسلام الحق كما جاء به النبي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. و لكن هي للتميز، و السلفية ليست مذهبا و إنما هي دعوة مباركة لاتباع الكتاب و السنة بفهم السلف الصالح؛ لرد الناس إلى الدين الصحيح و الإسلام المنقى من الشوائب كما كان على عهد الني - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فأنت ربما تعلم تعصب الناس لإمام من الإمة كمالك أو أبوحنيفة أو غيرهم فتراهم في غالب الأمر يغلبون رأي إمام على قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فتقول لأحدهم يأخي هذا الفعل الذي تقوم فيه مخالف لهدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيقول لك أنا على المذهب الفلاني؛ فجاءت الدعوة السلفية لرد الناس إلى كتاب الله و سنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بفهم السلف الصالح (و المقصود بالسلف الصالح ابتداءً الصحابة -رضي الله عنهم) دون تعصب لرأي من الآراء. و أنا سلفي يعني أنا مسلم على الكتاب و السنة بفهم السلف الصالح.
و التمييز المقصود به هنا أن تتميز هذه الدعوة عن غيرها فجميع المذاهب الإسلامية من المذاهب الأربعة إلى الأباضية و الشيعة (الرافضة) حتى الدروز جميعهم يقول نحن على الكتاب و السنة و لكن فعلياً الغالب فيهم التعصب للمذهب. فتميز السلفيون عن غيرهم باتباع الكتاب و السنة بفهم السلف الصالح.
أما كثرة استعمال هذه اللفظة بحيت تشعر بالحزبية فهذا خلاف الدعوة السلفية التي تنبذ بطبيعتها التحزب بأي شكل كان.
و يجب على المنتمين لهذه الدعوة أن يكونوا على قدر من فقه الدعوة إلى الكتاب و السنة بفهم السلف فيحببوا الناس فيهم و يجب أن لايكونوا منفرين بالتلفظ بهذه الكلمة بما يوحي بالحزبية.
أما كلام العوام عنهم فله أسبابة:
السبب الأول: أسلوب الدعوة بالشدة و أنا لا أتهمهم و لكن قد يصدر من أحدهم في منطقة أو حي فليفظه العوام من أهل ذاك الحي و يتكلموا فيه و في دعوته
السبب الثاني: محاربة الحزبين لهم و اتهامهم بالتكفير و التشدد أثر العوام
السبب الثالث: التفجريون الذين يدعون أنهم سلفيون و يطيحون في الأرض فسادا
كل ذلك كان له أثر سلبي على الدعوة و أول ما يتأثر به العوام من الناس.
أما تسائلك:اهل يصح أن نقول نحن مسلمون على عقيدة اهل السلف الصالح؟
نعم يصح و لكن اللفظ الأول (على الكتاب و السنة بفهم السلف الصالح) أشمل وأتم. و الله تعالى أعلم.
ـ[عبدالله حمود سعيد النيادي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 07:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
واصلي واسلم على من لا نبي بعده ....
الحمدلله ....
شفيت غليلي بإجابتك وارتاحت نفسي لكلامك (أما كثرة استعمال هذه اللفظة بحيت تشعر بالحزبية فهذا خلاف الدعوة السلفية التي تنبذ بطبيعتها التحزب بأي شكل كان). الله واكبر .....
وزادك الله فهما لدين محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[عبدالله حمود سعيد النيادي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 12:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمدلله .....
اخي خالد.
هل نستطيع ان نضيف على كلامنا السابق ان لفظة مسلم لفظة توقيفية كما قرأت في كتاب الصاحبي لبن فارس إذ قال إن اللغة العربية توقيفية وليست إصطلاحية تعارفوا عليها العرب, وانا اقول إن لفظة مسلم من اللغة العربية واستخدمها الله عز وجل في كلامه في وصف أنبيائه في مواضع عدة في كتابه العزيز ولا ينبغي علينا تغليب لفظ آخر عليها, ونستطيع ان نقول هو عمل اهل السلف من الصحابة والتابعين ولم يستخدموا لفظة غيرها, وهم يستطيعون ان يستخدموا لفظة غيرها وهم سادات اللغة العربية ولا ريب. وايضا لا يحق لنا ان نحمل الناس على اسماء طوائفهم وإنما نحملهم على ما هم عليه من منهج وإعتقاد مخالف للقرآن والسنة وإن تبين لنا اعتقادهم المخالف حملناهم على فهم الصحابة والتابعين للقرآن والسنة و إجماع مذاهب العلماء في الإعتقاد الصحيح. وأنا بنفسي تكلمت مع أناس (بضم الألف) ينتسبون إلى طوائف ضالة وإعتقادهم سليم. وجلست مع أناس ينتسبون إلى السلف وعتقادهم مخالف مما كانوا عليه اهل السلف الصالح.
وقد رأيت احد العوام يقول انا سلفي بشكل دائم وهو لا يفقه في دين الله شي ,وهذا ما قلته والله اعلم وإن كان هناك خطأ في قولي فقوموني
واصلي واسلم على من لا نبي بعده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/436)
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[25 - 12 - 07, 12:24 ص]ـ
أخي الفاضل عبد الله
السلام عليكم و رحمة الله جزاك الله خيراً و زادنا و إياك فهما لكتابه و سنة نبيه على منهج الصحابة و من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم آمين.
أما سؤالك: [هل نستطيع ان نضيف على كلامنا السابق ان لفظة مسلم لفظة توقيفية] أما أنا فليس لدي بحث في هذا الموضوع و لكني أذكر قوله تعالى {إن الدين عند الله الإسلام} و كل مُنتَمٍ لهذا الدين (إي نطق بالشهادتين فهو مسلم) فهل نستطيع أن نأتي له بتسمية أخرى غير "مسلم"؟.
أما إذا كان قصدك من وراء ذلك أن من سمى نفسه بالسلفي فقد أخطأ؛ فأقول:سلفي تعني مسلم على الكتاب و السنة بفهم السلف الصالح و إن شأت قلت على منهج السلف الصالح، إذ أنه من المعلوم لديكم أن الإنسان لايمكن أن يكون على الكتاب و السنة ما لم يكن مسلماً ابتداءً. و كلنا مسلمون و العبرة بالمنهج كما تفضلت وهذه دعوتنا منهج السلف الصالح.
أما قولك:" لفظة مسلم من اللغة العربية واستخدمها الله عز وجل في كلامه في وصف أنبيائه في مواضع عدة في كتابه العزيز ولا ينبغي علينا تغليب لفظ آخر عليها, "
نعم أوافقك الرأي و قد أجبت أن كلمة سلفي ليست تغليباً و هي أيضاً إختصار ل (مسلم على الكتاب و السنة ..... إلخ) و هي تمييز في زمن كثرت في المذاهب و الفرق الإسلامية و التسميات؛فلو أنك التقيت بدرزي -و لعلك تعلم عن المذهب الدرزي- و سألته ما دينك فقال لك مسلم ثم التقيت رجلاً آخر على المذهب الشافعي و سألته فأجاب كما أجاب الأول و شتان بين هذا و ذاك فكيفت تميز بينهم؛لكن المشكلة لا تكمن هنا بل هي في تمذهب الناس و تعصبهم لأئمة مذاهبهم و لعلك تعلم ماذا حل بالإمام الشافعي -رحمه الله - بسبب التعصب المذهبي. فلو أن الناس لم تتمذهب و لم تتسمى باسم مذاهبهم و بقوا على كما كان عليه الصحابة ومن تبعهم (أنا مسلم) لما كان هنالك حاجة لتسمية سلفي.
و لفظة سلفي يجب أن تستعمل فقط بين المسلمين أما إذا كان السائل من غير المسلمين فالواجب أن يكون الرد أنا مسلم.
و قولك: [ونستطيع ان نقول هو عمل اهل السلف من الصحابة والتابعين ولم يستخدموا لفظة غيرها, وهم يستطيعون ان يستخدموا لفظة غيرها وهم سادات اللغة العربية ولا ريب] أخي العزيز لم تكن هنالك حاجة لذلك فقد كانت الأمة في ذلك الوقت بخير و لم تظهر فيها الإنحرافات و الحزبية و التمذهب بعد و لعلك تعلم أن المشكلة بدأت عندما ظهرت ثاني فرقة في الإسلام و هي فرقة الشيعة (الرافضة) فانقسمت الساحة الإسلامية إلى شيعة و سنة و لم يتسم أهل السنة بذلك إلا تميزاً لهم عن الشيعة الرافضة. و لم يقل أحد أن تلك التسمية تغليب على لفظة مسلم،كما سمى الصحابة الخوارج بالخوارج تميزاً لهم عنهم.أفلا يحق لمن كان عى منهج الصحابة الكرام أن يشرف بهذه التسمية و يرفع صوته عالياً أنا أ سلفي نا على منهج والصحابة و الله أنه لشرف و أي شرف الإنتساب إليهم، و يرحم الله القائل:"تشبهوا بالكرام فإن لم تكونوا مثلهم فإن التشبه بالكرام مفاز" و هذه التسمية ليست فيها مخالفة لمنهج السلف.
أما قولكم: [وايضا لا يحق لنا ان نحمل الناس على اسماء طوائفهم وإنما نحملهم على ما هم عليه من منهج وإعتقاد مخالف للقرآن والسنة وإن تبين لنا اعتقادهم المخالف حملناهم على فهم الصحابة والتابعين للقرآن والسنة و إجماع مذاهب العلماء في الإعتقاد الصحيح]. نعم و لكن الكلام كان مقيداً في المتمذهبين المتعصبين الذي إذا قلت لأحدهم قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كذا يعارض قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقول إمام المذهب، أو يقول أنا على المذهب الفلاني تقليداً لإمام المذهب. و الشيء بالشيء يذكر التقيت بأحد الرافضة في أحد الأيام و أراد مناقشتي في زواج المتعة؛ فقلت له أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حرم زواج المتعة فرد علي قائلا لكن الفقهاء بيقولوا غير هذا الكلام!!.
و قولك: [وأنا بنفسي تكلمت مع أناس (بضم الألف) ينتسبون إلى طوائف ضالة وإعتقادهم سليم] نعم أخي ولكن الكلام لم يكن عن الضلال و لا نحكم على جميع الطوائف بالضلال وإنما كان الكلام على التعصب و التمذهب و التقليد و عدم اتباع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ثم لو أنك سألت عن تلكم الطائفة الضالة فهل يكون جوابك "فرقة ضالة إلا أن فيهم فلان اعتقاده سليم؛ علماً أنه إنما يحكم على الفرقة بالضلال ابتداءً إذا كان اعتقادها غير سليم، و إلا فلا يحكم عليها بالضلال و في غير ذلك يحكم على مذهب أو طائفة بأنهم ضلوا في مسألة مثلا نقول الطائفة الفلانية ظلت في مسألة معينة و هذا الظلال ليس كالضلال الأول و هذه مسألة يطول الكلام فيها.
و جزاكم الله خيرا و هدانا و إياكم سواء السبيل،و السلام عليكم و رحمة الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/437)
ـ[عبدالله حمود سعيد النيادي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 07:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
واصلي واسلم على من لا نبي بعده
الحمدلله الذي جعل من النقاش وسيلة للفهم وفك ما تعسر من المسائل المشكلة,
اخي خالد بارك الله فيك على فقهك الجميل وزادك من العلم والفهم.
وإجاباتك شفت ما كان في نفسي من حرج إتجاه لفظة سلفي.
ولله الحمد ودمت بألف خير.
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[26 - 12 - 07, 09:19 م]ـ
السلام عليكم أخي الفاضل
و بارك فيك و أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما و إيمانا و عملا صالحا وأن يوفقنا و إياكم لكل خير، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[عبد الله المصري الأثري]ــــــــ[08 - 12 - 08, 07:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
تقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير
أود أن أصوب خطأ لغوي في مشاركة بعنوان" تغليب لفظ سلفي على لفظ مسلم"
للأخ: عبد الله حمود سعيد النيادي
فقد وردفي مشاركته مايلي: (أسمع كثيرا من إخوتي الذين ألتقي بهم تغليب لفظ سلفي على لفظ مسلم ويقول أحدهم أنا سلفي أو يقول أوهلا بالسلفيون أو يقول نحن سلفيون).
فكلمة " بالسلفيون" حطأ والصواب " بالسلفيين"
وذلك لأن كلمة " السلفيين أو السلفيون" جمع مذكر سالم
وجمع المذكر حسب قواعد اللغة العربية يرفع وعلامة رفعه الواو وينصب ويجر وعلامة نصبه أو جره الياء ومن الحلات التي تكون فيها الياء علامة دالة على الجر في جمع المذكر عند دخول الباء عليه ونلاحظ في مشاركة الأخ أنه قال: بالسلفيون" والصواب " بالسلفيين"
فليتجنب الخطأ من باب المحافظة على قواعد لغتنا العربية
وجزاه الله خيرا على مشاركته
...
إذا استفدت من مشاركتي فادع الله أن يغفر ذنوبي ويجعلني من أهل الجنة(45/438)
أين أجد كتاب (شرح الفقه الأكبر) لملا علي القاري
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[23 - 12 - 07, 10:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أرجوا المساعدة
أين أجد كتاب (شرح الفقه الأكبر) لملا علي القاري
لأني بحثت عليه كثيرا على النت، فلم أجده،
وجزاكم الله خيرا
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[24 - 12 - 07, 12:58 ص]ـ
تفضل من خلال هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32572
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[24 - 12 - 07, 02:13 ص]ـ
يا أخي الحبيب
أنا أريد شرح الفقه الأكبر، وليس الفقه الأكبر
فثمة فرق كبير
ـ[شاكر العواجي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 02:43 ص]ـ
هل ألفه ابو حنيفة ام املاه ام الفه ابويوسف تلميذه
ثم
هل ملا علي قاري ماتريدي العقيدة
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[24 - 12 - 07, 10:13 ص]ـ
أبو حنيفة قد ألف (الفقه الأكبر)
أما الإمام ملا علي القاري_شارح الفقه الأكبر ... فهو سلفي العقيدة _على الصحيح_ ومنتصر لشيخ الإسلام بن تيمية
وهاجم خصومه ووصفهم بالجهمية
ـ[شاكر العواجي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 08:00 م]ـ
تأكد يا بن الكرام اخبرني احد المشايخ ان عقيدته غير سليمة و الله اعلم
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[22 - 01 - 08, 01:11 م]ـ
شاكر العواجي
غفر الله لك _ ما أسهل إلقائك التهم على أهل العلم بغير الحق
لحوم العلماء مسمومة
نقل العلامة ملا علي القاري كلام ابن القيم التالي:
(كما قال مالك رحمه الله -وقد سئل عن قوله تعالى:} الرحمن على العرش استوى {([29]) "كيف استوى؟ فأطرق مالك. حتى علاه الرُّحضاء. ثم قال: الاستواء معلوم، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة".
ففرق بين المعنى المعلوم من هذه اللفظة. وبين الكيف الذي لا يعقله البشر. وهذا الجواب من مالك t شاف، عام في جميع مسائل الصفات. إنتهى
ثم علق الملا علي القاري قائلا:
"انتهى كلامه وتبين مرامه وظهر أن معتقده موافق لأهل الحق من السلف وجمهور الخلف فالطعن الشنيع والتقبيح الفظيع غير موجه عليه ولا متوجه إليه فإن كلامه بعينه مطابق لما قاله الإمام الأعظم والمجتهد الأقدم في فقهه الأكبر ما نصه وله تعالى يد ووجه ونفس فما ذكر الله في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته لأن فيه إبطال الصفة وهو قول أهل القدر والاعتزال ولكن يده صفته بلا كيف وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف) (مرقاة المفاتيح 8 - 217)
وهناك كلام كثير لملا علي القاري يدافع فيه عن ابن تيمية ضد السفهاء الذين يفونه بالمجسم ...
ليس مجرد دفاع عن كون ابن تيمية عالم فحسب. إنما دفاع لتصحيح معتقده وموافقته عليه ووصف من يخالفه بأنه من الجهمية
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 07:34 م]ـ
السلام عليكم
هناك مرحلتان في حياة الملا علي القاري رحمه الله رحمة واسعة.
1 - من خلال ترجمته ماتريديا وقد صرّح بذلك في مواضع كثيرة من شرحه الفقه الأكبر ونسب نفسه إليهم قائلا:
وقال: " أصحابنا الماتريدية ".
وقال: " وهو موافق لما عليه أصحابنا الماتريدية ".
وقد ذكره الدكتور شمس الدين السلفي مؤسس الجامعة الأثرية ببيشاور في رسالته " الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات " قائلا: " والإمام المحدث الفقيه علي بن سلطان .... المعروف بالملا علي القاري .... وهو من أكبر أئمة الحنفية المتأخرين ذكره الكوثري في قائمة الحنفية الماتريدية ... " أ هـ.
وقد كان صوفي المشرب فقد أخذ الطريقة النقشبندية والقادرية والششتية كما ذكر ذلك صاحب البضاعة المزجاة لم يطالع المرقاة في شرح المشكاة لمحمد عبد الحليم بن عبد الرحيم الششتي 1/ 28
2 - المرحلة الثانية
هاجر إلى الحجاز والتقى بعلماء عصره من السلف والخلف من أشاعرة وماتريدية وأئمة تصوف من عرب وعجم المجاورين للحرمين فتأثر بالجميع.
والخلاصة:
أن مذهبه العقدي متأرجح بين السلف والخلف.
وذلك من خلال الإطلاع على أحاديث الصفات في المرقاة و الشمائل المحمدية.
ومن خلال تفسيره لآيات الصفات في تفسيره " أنوار القرآن وأسرار الفرقان ".
يجده يجتهد لإيجاد المبررات لتأويلات الخلف وإيجاد الأعذار لهم.
فمثلا تأويله لليد في حديث " والذي نفسي بيده " بالقوة والقدرة الإرادة.
تأويله لصفة التعجب. بالرضى جمع الوسائل 2/ 21
دفاعه عن مقولة مذهب السلف أعلم ومذهب الخلف أحكم. ومحاولة الجمع بينهما.
وهل الأولى: التفويض أم التأويل.
انظر: جمع الوسائل في شرح الشمائل 1/ 215 - 2/ 191 - 192
----------------
وأخيرا:
من فضائل الرجل ودفاعه عن عقيد السلف ما يذكره في شرح الشمائل ودفاعه عن ابن تيمية وابن القيم ضد شيخه ابن حجر الهيتمي الذي افترى عليهما.
أما شرحه للفقه الأكبر عند شرحه لنصوص أبي حنيفة فقد أثبت سلفيته ودفاعه عن السلف رحمه الله.
ولا يعرف هل هو آخر مؤلفاته. فيحكم عليه منها. أم لا؟
والله أعلم.
--------------------------------------
أسأل الله أن يرحم ويغفر لأموات المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/439)
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[23 - 01 - 08, 11:22 م]ـ
أخي الكريم الهذلي
بعيداً عن هذه التفصيلات، فما فتحت الموضوع من أجل هذا
هل تمتلك كتاب شرح الفقه الأكبر المسمى بالروّض الأزهر للملا علي القاري؟؟؟
أو تعرف من يمتلك هذا الكتاب فيرفعه على الموقع ...
وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:36 م]ـ
سؤالك: هل تمتلك كتاب شرح الفقه الأكبر المسمى بالروّض الأزهر للملا علي القاري؟؟؟
---------------------------------------------------------------------------------------------
أخي الحبيب: الكتاب عندي.
لكن لم أجده على الشبكة، و لا أعرف رفعه. لأنه يحتاج وقت وتصوير ......
والموجود على الشبكة حسب علمي هو: شرح الفقه الأكبر لأبي منصور محمد بن محمد بن محمود السمرقندي الحنفي (ت 333 هـ).
من مطبوعات قطر. مراجعة الشيخ عبد الله الأنصاري رحمه الله.
ويقع في 442 صفحة.
وهو موجود في موقع الكتب المصورة بي دي اف.
والله أعلم.
ـ[فردوسي نور]ــــــــ[25 - 12 - 09, 12:47 ص]ـ
كتاب شرح الفقه الأكبر للقاري بتعليقات وهبي غاوجي الألباني ( pdf)
منح الروض الأزهر في شرح الفقه الأكبر
تأليف: الملا علي بن سلطان محمد القاري الحنفي
ومعه التعليق الميسر لفضيلة الشيخ وهبي غاوجي حفظه الله
http://www.archive.org/details/Menah_Alrawd_Alazhar_695(45/440)
عودة الشيخ عبدالقادر السندي - رحمه الله - إلى السلفية
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - 12 - 07, 11:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مشاركة مني فيما ابتدأه الإخوة الفضلاء في الموقع المبارك (صيد الفوائد)، من جمع أخبار العلماء والمشاهير العائدين إلى مذهب السلف، بعد أن كانوا من المخالفين له؛ إلى أن وفقهم الله تعالى للرجوع والأوبة إليه، قبل أن يفجأهم ملك الموت، وهم على غير جادة. وهذا من فضل الله عليهم ورحمته بهم؛ لما علم من حرصهم على طلب الحق، بخلاف غيرهم، ممن قال الله عنهم: (ولو علم الله فيهم خيرًا لأسمعهم .. ). ولعل في نشر هذه القصص وانتشارها حافزًا لمن هو متحير ومتردد، أن يلحق بركب أهل السنة، قبل الفوت. والله الهادي والموفق.
عودة الشيخ عبدالقادر السندي - رحمه الله - إلى السلفية
قال - غفر الله له - في كتيبه النادر الضوء القرآني والسني على عقيدة النبهاني " (ص 37 - 44):
(لقد كنتُ في بلادي السند وأنا صغير لم أبلغ الحلم أسمع هذه الكلمة (الوهابية) من أفواه مشايخ الطرق، الذين كانوا دائماً وأبداً يحذرون عوام الناس وخواصهم منها، ووضعوا لها مفهوماً خطيراً، تقليداً لغيرهم ممن سمعوا منهم، لدعاية خبيثة ماكرة، مع علمهم أنها جاءت من أسيادهم المستعمرين الذين كانوا يحكمون البلاد الهندية وغيرها بالحديد والنار؛ لكي يصدوا بها الناس؛ لئلا يقبلوا على هذه الدعوة الكريمة التي جدد الله بها دينه، وأعلى بها كلمته، وكان العدو يخشى من ظهور هذه الدعوة الكريمة، وانتشارها في العالم كله، خصوصاً في القارات التي كانت تحت سيطرته وبطشه؛ لأن هذه الدعوة الكريمة كانت تقف أمام العدو بالمرصاد وتحول بينه وبين مخططاته الاستعمارية الخبيثة.
ولم يكن هذا النوع من الدعوة الكريمة منحصراً وجوده في نجد وحدها فقط، بل كان في كل مكان وزمان، وهناك رجال مخلصون يدعون إلى هذه الدعوة الكريمة، إلا أن الدعوة لم تلق دعماً قويًّا، ومساندة فعّالة مثالية إلا في ديار نجد، على يد الأمراء السعوديين، وعلى رأسهم الإمام محمد بن سعود تغمده الله برحمته ورضوانه وجعل الجنة مثواه وسائر أبنائه وأحفاده رحمهم الله تعالى، فتقَوَّى أمر هذه الدعوة السامية، فصار لها صدى عظيم في أنحاء العالم، وأعدل دليل على ذلك أن من سمع الإذاعة البريطانية في تلك الأيام المباركة التي رجعت هذه البلاد مرة ثانية إلى أهلها كانت تقول الإذاعة البريطانية: إن الجيش الوهابي فعل كذا، وترك كذا، ومن هنا كان انتشار هذه الكلمة بمفهومها الخاص في أطراف العالم، نعم وصل صوت الدعوة الحلو الرنين، من أقصى الدنيا إلى أعلاها، ومن أعلاها إلى أقصاها، في وقت لم تكن وسائل المواصلات موجودة البتة بمثل ما توجد في الوقت الحاضر، إلا أن العدو اللعين الماكر اتخذ - بسياسته الماكرة الخبيثة، وحيله الإبليسية دفاعاً لنفسه، ومخططاته الاستعمارية - سماسرة مأجورين من كل نوع وصنف في كل مكان، ممن عُرفوا ببيع الضمائر رخيصة للاستعمار، وهم ينتسبون إلى العلم زوراً وبهتاناً؛ أمثال أحمد زيني دحلان بمكة، والنبهاني بالشام، وأحمد رضا خان بالهند، وغيرهم عاملهم الله تعالى بما يستحقون.
نعم: فاتخذهم العدو، واشترى ضمائرهم بمبلغ كبير من المال لكي يشوهوا حقائق هذه الدعوة السامية، فأساؤوا إليها بتلصيقهم إياها بأنواع من الدعايات المغرضة الفاسدة، فحرفوا مبادئها العليا، وقواعدها الرفيعة، وفي ضوء تلك الدعاية حرفوا القرآن الكريم ونصوص السنة الصحيحة حسب هواهم الفاسد، فجعلوا لهذه الكلمة (الوهابية) مفهوماً خاصًّا، ومعنىً بشعاً خبيثاً؛ لكي يدندنوا حوله، فلما كان نجد قد ورد ذكره في الأحاديث الصحيحة وعدم دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لأهله دون أن يحققوا ما هو النجد المعني في الحديث الشريف، ولم يلتفتوا إلى تلك القرائن الواضحة الظاهرة التي تنطبق على ذلك النجد، وما هو كلام أهل الحديث من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في نجد، الذي عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه. وقد ذكر العلامة ياقوت الحموي في معجم البلدان عشرات من النجود وكذا غيره، وليس المراد الذي عينوه هم، فتركوا كل هذا مع علمهم ويقينهم أن نجداً الوارد في الحديث ليس هو الذي عينوه، وأشاروا إليه في هذه الدعاية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/441)
الماكرة الخبيثة الفظيعة التي أقامها الاستعمار وعملاؤه في أطراف العالم على أنقاض هؤلاء السماسرة الدخلاء المأجورين، ومن هنا كان هذا المفهوم الجديد الخبيث شائعاً وذائعاً في أطراف العالم، وهو أن الوهابية تعادي الرسول صلى الله عليه وسلم وتحرم الصلاة عليه، وهدمت القباب والأبنية التي كانت مبنية على قبور الصحابة وغيرهم رضي الله تعالى عنهم، وكان للاستعمار في كل بلد وقرية ممثل يقوم بنشر هذه السخافات والترهات، ومن هنا انتشرت كلمة (الوهابية) في العالم كله؛ في شرقه وغربه وجنوبه وشماله، بمفهومها الخاص، فانظر فلسفة المستعمر.
إن الداعي في نجد إلى هذه الدعوة المحمدية كان اسمه بلا خلاف بين جميع المسلمين (محمد بن عبدا لوهاب) فكان من الواجب أن تنسب الدعوة بمفهومها الخاص عند هؤلاء بالقياس الصحيح عند جميع أهل اللغة (بالمحمدية) لأن اسم صاحبها والداعي لها (محمد) وليس عبد الوهاب، إلا أنهم لم يرضوا بهذه النسبة الصحيحة الموافقة للواقع واللغة العربية خوفاً على كشف مؤامرتهم الخبيثة أمام عوام الناس من المسلمين وخواصهم، لأن الدعوة إذا حملت اسماً صحيحاً، ونسبة صحيحة فلابد لها من قبول، وإقبال عليها؛ لأنها تحمل اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت ممن اغتر بهذه الدعاية الماكرة الخبيثة وأنا في بلدي - السند - فلما أكرمني الله تعالى بالهجرة إلى هذه البلاد المقدسة وذلك في عام 1368هـ من بلدي ومسقط رأسي حظيت بلقاء إنسان كريم فاضل جاء من الهند إلى المدينة مهاجراً إلى الله تعالى، وكان حاله سابقاً كحالي، إلا أنه رحمه الله تعالى التجأ بعد الله تعالى إلى مطالعة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن طريق الشيخ العلامة الطيب الأنصاري رحمه الله تعالى، فتلذذ بمطالعتها جدًّا حتى اعتنق العقيدة السلفية عن طريق هذه الكتب النافعة، ولابد من ذكر هذا الرجل رحمه الله تعالى وهو العلامة الأثري الشيخ رشيد أحمد بن إبراهيم الهندي رحمه الله تعالى المتوفى في ذي القعدة عام 1381هـ بالمدينة المنورة، وكان رحمه الله تعالى قد أسس بعد اعتناقه العقيدة السلفية مدرسة - بناء على موافقة سامية كريمة - سماها دار العلوم السلفية، ومن هنا بدأت لي حياة جديدة بلقاء هذا الرجل الكريم، فكان يلقي إليَّ دروسه في المسجد النبوي الشريف مساءً، وكان يبكي كثيراً عند إلقائه الدروس في التوحيد فرحاً واستبشاراً، وكان يقول دائماً رحمه الله تعالى: لو متُ يا بنيّ قبل اعتناق هذه العقيدة الصافية النقية لمت على غير ملة الإسلام، ولما كان يأتي اسم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وكذا اسم الإمام ابن القيم والإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى أثناء إلقاء الدروس كان يترحم عليهم كثيراً، ويمجد ذكرهم وشأنهم، ودائماً يوصي الطلبة بمطالعة كتبهم رحمه الله تعالى، وفي تلك الأيام بالذات قد كشف الله تعالى عن قلبي الغطاء، ثم عرفت بعد ذلك أن الدنيا والله في غيبوبتها وضلالها إلا ما شاء الله تعالى، ولقد تأكدت حينئذٍ تماماً أن هذه الوهابية المزعومة في أنظار هؤلاء لا تعادي الرسول صلى الله عليه وسلم أبداً، وإنما هي التي تحبه وحدها، لما درست عنها دراسة وافية شافية، وعما تعتقده في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي التي توجب الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وتجعلها ركناً من أركان الصلاة، فإن تركها أحد عامداً أو ناسياً، بطلت صلاته عندها، وهذا هو مذهب أهل الحديث، بينما تنص كتب أخرى فقهية - والتي تمسك بها هؤلاء الذين أقاموا هذه الدعاية الكبرى - بأن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست ركناً من أركان الصلاة عندهم، فإن تركها أحد ناسياً سجد سجدتي سهو، فلا تبطل صلاته عندهم، ومن هنا كتب العلامة المحدث الشيخ مسعود عالم الندوي كتاباً بارعاً عظيماً في ترجمة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى باللغة الأردية دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن دعوته الكريمة وفند جميع شبه أهل الباطل: من عباد القبور والأضرحة التي تمسكوا بها، فجزاه الله تعالى أحسن الجزاء، وجعل الجنة مثواه - هذا هو مفهوم الوهابية عند النبهاني وأمثاله في كتبهم ورسائلهم التي سبق الوصف الدقيق عنها، وللمقال بقية في العدد القادم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين).
العائدون إلى السلفية
http://www.saaid.net/feraq/el3aedoon/index.htm
ترجمة الشيخ عبد القادر بن حبيب الله السندي - رحمه الله -
http://www.almarefa.net/showthread.php?t=32693
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[23 - 12 - 07, 11:21 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ سليمان ..
{الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الضلمات إلى النور}
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[23 - 12 - 07, 11:57 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سليمان ونفع بك ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/442)
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[01 - 01 - 08, 12:26 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ سليمان ..
{الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الضلمات إلى النور}
{الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور}(45/443)
إتحاف الخلان والجماعة بفوائد شرح عقيدة أهل السنة والجماعة. العلامة ابن عثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 08:14 م]ـ
حدث خلل، فعذرا، أريد إنزالها مرة أخرى.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 08:37 م]ـ
وذلك أن الفوائد التي اقتنصتها من شرح الشيخ قرابة الخمس وستين فائدة، ولكن لا أدري!، لعل هناك خللا في الروابط، لأنه لم ينزل إلا بعضها بعد محاولات عديدة، وجهد جهيد!!(45/444)
المواقع الأشعرية على النت
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[25 - 12 - 07, 06:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في المرفق دراسة أعدها خالد بن محمد الشنيبر بعنوان
دراسة حول المواقع الأشعرية على الانترنت
وهي دراسة مهمة قال في مقدمتها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فمما ابتليت به الأمة –منحة أو محنة- هذه الثورة الكبيرة في الاتصالات والمعلومات، من قوات فضائية، وتسجيلات، ومواقع انترنت.
وتحتل مواقع الانترنت أهمية كبرى في البحث عن المعلومات، ومناقشتها، وإثباتها، وذلك في لحظات يسيرة، بلا كثير عناء ولا كثير مشقة.
ولما ظهرت هذه الشبكة العالمية في الآونة الأخيرة بدأ بث المعومات فيها، وتداولها وحفظها. وبدأ مع ذلك البث الفكري سواء لأهل السنة أو غيرهم من الفرق الأخرى، بطرح آراء الفرق بكل قوة وعدم هيبة.
وتكمن أهمية المواقع والمنتديات؛ أنها تحكي الواقع الصحيح والمعاصر للفرق الإسلامية بلا أي تحفظات. ويظهر هذا أنك تجد عددا من الفرق ربما تنكر أو تتنكر لعقيدة تنسب إليها، بسبب ظروف أو مصالح تراها تلك الفرقة، إلا أنك تستطيع الوصول لرأي تلك الفرقة في غالب الأحيان من خلال المنتديات التي يتبعها أتباع تلك الفرقة، حيث أنه يكون في المناظرة يكون الطرح جريء أكثر من كون الشخص يكتب كتابا.
إلا أنه من المؤسف حقا؛ أنك لا تكاد تدخل في مواقع الفرق الأخرى من الرافضة، أو الصوفية، أو الأشعرية، أو الإباضية؛ إلا وتجد أن أغلب أسهم الرد عندهم ليست إلا على ما يسمونه الوهابية أو التيمية, ناهيك عن مؤلفاتهم الكثيرة في الرد على الوهابية. ومع تغلل الرافضة وكثرة مواقعها وجودتها؛ إلا أنك لا تجد ذاك التحذير منها ولا من عقائدها في مواقع الأشعرية والصوفية.
وفي هذا البحث سأسلط الضوء على جهود الأشعرية في مواقعها في الانترنت، وما هي الاهتمامات عندها، وما هي أبرز معالم تلك المواقع.(45/445)
إتحاف الخلان والجماعة بفوائد شرح عقيدة أهل السنة والجماعة. العلامة ابن عثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 07:00 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين، أما بعد:
فهذه فوائد جليلة، اقتنصتها من " شرح عقيدة أهل السنة والجماعة " للعلامة محمد بن صالح بن عثيمين، جعل الله تعالى شآبيب الرحمة والرضوان عليه، وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداءوالصالحين، وحسن أولئك رفيقا، انتخبتها من هذا الشرح العظيم، خلال تدريسها و توضيحها لبعض الإخوة، بعد صلاة الفجر من كل يوم، فأردت أن أتحف بها إخواني، راجيا الله تعالى أن يكتب لي بها الأجر، وأن يدخرها لي سبحانه وتعالى، في يوم لا ينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وقد كتبتها على هيأة فوائد متسلسلة، أعنون لكل فائدة بما يدل عليها، ويلخصها.
وإلى المقصود والله المستعان:
الفائدة 1:
إذا دل الكتاب والسنة على شيء، ولم يأت عن الصحابة ما يخالفه، فيعني ذلك أنهم مجمعون عليه.
قال - رحمه الله تعالى -:
[الدليل على علو الله تعالى بذاته بالإجماع:
أن الصحابة – رضي الله عنهم – والتابعين كلهم مقرون بأن الله تعالى فوق كل شيء بذاته، والدليل على إجماعهم من وجه خفي
، وينبغي لطالب العلم أن يعلمه لما فيه من الفائدة:
يقال مثلا: نصوص الكتاب والسنة دالة على العلو بالذات، ولم يرد عن الصحابة الكرام قول واحد فسر هذه الأدلة بخلاف ظاهرها، إذاً هم مجمعون على مدلولها، ولهذا إذا دل الكتاب والسنة على شيء، ولم يأت عن الصحابة ما يخالفه، فيعني ذلك أنهم مجمعون عليه.
وهذا المسلك لإثبات الإجماع قد يخفى على كثير من الناس.].
الفائدة 2:
مناظرة الشيخ لطائفة من الحلولية:
قال – رحمه الله تعالى -:
[اجتمعت في أناس من الذين يقولون – والعياذ بالله -: إن الله بذاته في كل مكان، وكان ذلك يوم النحر بمنى، فقلت لهم: أمس كنتم في عرفة؟ قالوا: نعم.
فقلت: كيف كنتم تدعون الله؟ تقولون: يا رب وأيديكم إلى الأرض، أم إلى اليمين، أم إلى اليسار؟!!
فقالوا: إنما نرفع أيدينا إلى السماء، لأن السماء قبلة الداعي!!، - انظر الشيطان كم لبس-.
سبحان الله، أنت عندما تستقبل القبلة، وأنت تدعو تكون قبلتك القبلة، وليست السماء، ولكنك ترفع يديك للمدعو لا شك].
الفائدة 3:
أقسام سمع الله – جل جلاله وتقدست أسماؤه-:
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله تعالى: {وهو السميع البصير}، السميع من أسماء الله تعالى، وقسّمه العلماء إلى قسمين:
1 - سمع إجابة. 2 - سمع إدراك.
سمع الإجابة قال تعالى: {إن ربي لسميع الدعاء}، فمعنى لسميع هنا أي: لمجيب، لأن مجرد السمع ليس فيه ذاك الثناء، وهذا توسل إلى الله عز وجل أن يجيب الله الدعوى، والتوسل إلى الله عز وجل بمجرد إدراكه للصوت ليس وسيلة في الواقع، ولكن التوسل إلى الله بكونه مجيبا للدعاء فيجيب دعاء هذا السائل، ومنه أيضا قول المصلي: سمع الله لمن حمده، يعني: استجاب الله لمن حمده.
2 - أما سمع الإدراك فينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - تارة يكون للتأييد. 2 - تارة يكون للتهديد.
3 - تارة يكون لبيان شمول إدراكه عز وجل.
1 - أما الإدراك الذي يكون للتأييد: كقوله تعالى لموسى وهارون: {لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى}، هذا ليس مجرد إخبار موسى وهارون أن الله يسمعهما، ويراهما، بل المراد التأييد والنصر وما أشبه ذلك.
2 - الإدراك الذي يكون للتهديد: كقول الله عز وجل: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء}.، فهذا للتهديد، بدليل قوله تعالى: {سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق}.
ومثل قوله تعالى: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم}، هذا أيضا للتهديد، لقوله: {بلى ورسلنا لديهم يكتبون}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/446)
3 - الإدراك الذي يراد به بيان شمول سمع الله لكل شيء كقوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى والله يسمع تحاوركما}.، ولهذا قالت السيدة عائشة – رضي الله عنها – " الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد كنت في طرف الحجرة، وإنه ليخفى علي بعض حديثها "، هذا المراد به بيان شمول سمع الله تعالى لكل شيء، فإنك إن تكلمت في بيتك فالله يسمع، وإن تكلمت في ملأ، فالله تعالى يسمع، بل إن حدثت نفسك فالله يعلم، فإن حركت بلسانك حتى صار قولا فالله يسمع وإن خفي، ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي: " من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم "].
الفائدة 4:
أقسام بصر الله عز وجل:
قال – رحمه الله تعالى -:
[{البصير} معناه ذو البصر، ويطلق على: العليم؛ ويطلق على: الرائي، فهو بصير رؤية، وبصير علم، فهو سبحانه وتعالى يرى كل شيء، وإن خفي، وإن بعُد، فإنه تعالى يراه، لا يغيب عنه شيء.
كذلك البصير بمعنى عليم به، مثل قوله تعالى: {والله بصير بما تعملون}، وقوله تعالى: {والله بصير بالعباد}، وما أشبه ذلك، فالمعنى عليم بهم، ولهذا جاءت معداة بالباء، فيقال بصير بكذا، ولو كان البصير هنا بمعنى الرؤية، لقال يبصرهم، فقوله تعالى: {أبصر به وأسمع} الظاهر أنه يشمل الأمرين جميعا، وإن كان قد يقول قائل: إن " أسمع " لما ذكر السمع هنا أوّله على أنه بصر الرؤية، فنقول: إن كونه شاملا أحسن].
الفائدة 5:
لا بأس أن يحذف ذكر المشيئة إذا قصد الإخبار عما في نفسه في المستقبل لا عن الفعل.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وقوله تعالى: {وما تدري نفس ماذا تكسب غدا} .... يستفاد من هذا الجزء من الآية أن الإنسان لا يعلم ماذا يكسب غدا، وإن قدّر أنه سيفعل كذا فإنه لا يعلم هل سيحصل أو لا، ولهذا قال الله تعالى لنبيه: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله}.
فإذا قال قائل: إني سأزور فلانا غدا، وهو لا يقصد الفعل، وإنما يقصد الإخبار عمّا في نفسه، فإنه لا بأس أن يحذف ذكر المشيئة، فهذا جائز، ولهذا جاءت الآية الكريمة: {إني فاعل ذلك غدا}، أما لو جزم وقال: إني سأزور فلانا غدا يقصد الفعل، فلا يقول ذلك إلا مقرونا بالمشيئة لقوله تعالى: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله}.
الفائدة 6:
يصح قول: خبرة الله، والتي اشتُق منها اسم الخبير.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: {إن الله عليم خبير} نستفيد من هذا الجزء من الآية علم الله عز وجل، وخبرته .... ].
الفائدة 7:
قصة عجيبة يذكرها الشيخ.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله تعالى: {وما تدري نفس بأي أرض تموت} ..... وذكر لي أحد الثقات من أصحابنا أنهم كانوا في حج على الإبل، قبل أن تأتي السيارات، وخرجوا من مكة ومعهم رجل أمه مريضة، فارتحل الناس في آخر الليل، وجلس هذا الرجل عند أمه يمرضها، فلما أصبح، وإذا القوم قد ساروا، فذهب في أثرهم فتاه!، وكان ذلك في الجبال الحجازية، وسار يمشي حتى ارتفع النهار، فإذا خباء قوم صغير بدو، فذهب إليه فسلم، وسأل أين طريق نجد، فقالوا: طريق نجد وراءك بكثير، لكن انتظر وأنخ البعير، واسترح، وسندلك، يقول: فلما أناخ بعيره، وأنزل أمه من البعير، فما أن وصلت إلى الأرض حتى فاضت روحها!! مع أن هذا المكان لا يدري عنه إطلاقا!، ولا يفكر أن يصل إليه!، لأنه من أهل عنيزة، ولكن الله تعالى قد قضى أن تموت هذه الأم في ذلك المكان، فتاهَ الرجل ليصل إلى المكان الذي علم الله تعالى أن المرأة ستموت فيه، وأمثال هذا كثير].
قصة أخرى يسوقها الشيخ:
[ونؤمن بأنه: {ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، ويعلم مستودعها، كل في كتاب مبين}. ........ وحدثني رجل أنه كان عند بئر مطمورة – أي ليس بها ماء – فكان يرى حية تخرج كل يوم في الصباح، وتنصب نفسها كأنها عود، فيقع عليها طائر فتأكله، وهذه الحية كانت عمياء لا تستطيع أن تسعى في الأرض تطلب الرزق، فانظر كيف ساق الله الرزق إليها وهي في جحرها عمياء ولا تستطيع الخروج، إذن ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها].
وقصة أخرى يسوقها الشيخ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/447)
[ ... وجاء في الحديث: " كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة ".
وحدثني من أثق به أن رجلا كان يمنع زوجته أن تتصدق على أي مسكين يطرق الباب!، فطرق الباب مسكين ذات يوم، وقال: إنه عارٍ ليس عليه ثياب، تقيه من البرد، فرقت الزوجة لحاله، - كما رق أبو هريرة -، وأعطته كساء وثلاث تمرات، وكان زوجها نائما في المسجد، فرأى أن القيامة قد قامت، وأن الناس في موج عظيم، وحر شديد، وشمس محرقة، وإذا بكساء يعلو رأسه، وفيه ثلاثة خروق، فرأى ثلاث تمرات جاءت وسدت هذه الخروق، فتعجب وانتبه من نومه مذعورا!، وقص على زوجته هذه الرؤيا، ففهمت الزوجة أن هذه الرؤيا سبب الكساء الذي تصدقت به والتمرات، فقالت له: حدث كذا وكذا، فقال لها: لا تردي مسكينا بعد اليوم، فهذا الرجل نبهه الله عز وجل، وهذا مصداق لحديث: " كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة "].
الفائدة 8:
الفرق بين قول الأشاعرة والمعتزلة في صفة الكلام:
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... وقالت الأشعرية الذين تذبذبوا بين أهل السنة والمعتزلة قالوا: إن كلام الله تعالى هو المعنى القائم في نفسه، وما يُسمع فإنه مخلوق خلقه الله تعالى ليعبر عما في نفسه.
فما الفرق إذن بين المعتزلة والأشعرية؟
الفرق: أن المعتزلة يقولون: لا ننسب الكلام إليه وصفا، بل فعلا وخلقا.
والأشاعرة يقولون: ننسب الكلام إليه وصفا لا باعتبار أنه شيء مسموع، وأنه بحروف، بل باعتبار أنه شيء قائم بنفسه، وما يسمع أو يكتب فهو مخلوق؛ فعلى هذا يتفق الأشاعرة والمعتزلة في أن ما يُسمع أو يكتب مخلوق، فالأشاعرة يقولون: القرآن مخلوق، والمعتزلة يقولون: القرآن مخلوق، لكن المعتزلة يقولون: إنه كلامه حقيقة، كما أن السموات خلقه حقيقة، وقالت الأشاعرة: ليس هو كلام الله تعالى حقيقة، بل هو عبارة عن كلام الله!!، فصار الأشاعرة من هذا الوجه أبعد عن الحق من المعتزلة، وكلتا الطائفتين ظالم، لأن الكلام ليس شيئا يقوم بنفسه، والكلام صفة المتكلم، فإذا كان الكلام صفة المتكلم، كان كلام الله صفة، وصفات الله تعالى غير مخلوقة، إذ إن الصفات تابعة للذات، فكما أن ذات الرب عز وجل غير مخلوقة، فكذلك صفاته غير مخلوقة، وهذا دليل عقلي واضح ... ].
الفائدة 9:
الكلام عن المعية.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .... بل الذي لا يليق بالله تعالى أن نفهم من المعية الاختلاط، والحلول في المكان، كما قالت الجهمية، ولهذا لما ظهر هذا القول المبتدع الضال، صار السلف يقولون: هو معنا بعلمه، ففسروا المعية بلازمها، وهو العلم، على أن لازم المعية ليس العلم فقط، كما صرح بذلك ابن كثير في " التفسير "، وصرح به ابن رجب في " جامع العلوم والحكم "، بل هو معنا بعلمه وسمعه وبصره وسلطانه وقدرته وربوبيته، وغير ذلك من معاني الربوبية، لكن فسرها من فسرها من السلف بالعلم ردا على الجهمية الذين قالوا: وهو معنا بذاته في مكاننا، ولهذا في عبارة السلف – أظنه عبد الله بن المبارك – قال: " ولا نقول كما تقول الجهمية: إنه معنا ها هنا وأشار إلى الأرض "، فيجب أن نعرف أن السلف قد يفسرون الشيء بالمعنى، أي بلازمه حذرا من معنى باطل اتخذه الناس في ذلك الوقت .. ].
الفائدة 10:
كلام جميل ومتين في نزول الرب – سبحانه وتعالى -.
قال – رحمه الله تعالى -:
[(ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا) ... (ينزل) الفعل مضاف إلى الله تعالى، فيكون ينزل هو بنفسه، ولا حاجة إلى نقول: بذاته، - كما ذكرت قبل قليل -، لأن كل فعل أضافه الله إلى نفسه، فهو منسوب إليه نفسه.
(السماء الدنيا) (الدنيا): يعني القربى من الناس، وهي أسفل السموات، ينزل جل وعلا نزولا يليق به سبحانه وتعالى، ولا يمكن أن نتصور كيفيته، ولو حاول الإنسان أن يتصور كيفيته لأنكره، ولهذا فإن الذين حاولوا أن يتصوروا الكيفية أنكروها، وقالوا: كيف نؤمن بأنه عال ثم ينزل إلى السماء الدنيا، هذا مستحيل!!، فنقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/448)
لا تحاول أن تتصور الكيفية، لأنه نزول يليق به ولا ينافي كماله، والصحابة – رضوان الله عليهم – لما حدثهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا، ما قالوا: كيف ينزل يا رسول الله؟ هل هم لا يعرفون؟! إنهم يعرفون، لكن عندهم من الأدب مع الله تعالى ورسوله – صلى الله عليه وسلم – ما منعهم من أن يسألوا كيف ينزل].
الفائدة 11:
ضابط الصفات الخبرية.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: ونؤمن بأن لله تعالى وجها موصوفا بالجلال والإكرام: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.
وجه الله عز وجل صفة من صفاته، والوجه صفة خبرية، وليس صفة معنوية، ولا فعلية.
والضابط في الصفات الخبرية المحضة، قال شيخ الإسلام – رحمه الله – من صفات الله تعالى ما مسماه أبعاض لنا، وأجزاء لنا.
الوجه مسماه بالنسبة لنا بعض، واليد كذلك، وهذه صفات خبرية محضة، العقل لا يدركها، ولولا أن الله أخبرنا عنها ما علمنا بها].
الفائدة 12:
توجيه التشبيه في قوله تعالى: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب}.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب}، التشبيه هنا تشبيه للطي بالطي ... ].
الفائدة 13:
هل يجوز لنا أن ندعو من على من ينكر رؤية الله بألا يرى الله؟!
قال الشيخ – رحمه الله تعالى -:
[ .. هل لنا أن نقول: اللهم من أنكر رؤيتك في الآخرة فاحرمه منها؟!!
نعم، نحن نقول ما قال هو على نفسه، هو يقول: أنا أحرمهم منها، ولم ندعُ عليهم عدوانا، لأنهم لما أنكروا الرؤية، سيقولون نحن محرومون منها، سواء دعوتم، أو لم تدعوا، وأقول: إن من قال ة: اللهم اجعلهم ممن ينظرون إليك يوم القيامة لكان معتديا في الدعاء، لأنهم يرون أن رؤية الله الله محال.
وهؤلاء لو دعوت لهم، وقلت: اللهم اجعل هؤلاء ممن ينظرون إليك يوم القيامة، فسيقولون: نعوذ بالله!!!، ولقالوا: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية، إنه لا يحب المعتدين}، وإنه معتد في الدعاء، لأنك سألت ما لا يجوز.
وإذا قلت: اللهم احرم من لا يؤمن برؤيتك في الآخرة، احرمه من رؤيتك، فيقولون: أحسنت، بارك الله فيك، هذا ما نريد!!!.
لكن في ظني أنه في قرارة نفسه، لو قلنا أمامه: أسأل الله أن يحرمك من رؤيته يوم القيامة، سيقشعر جلده، وسينقبض قلبه، وإن كان هو بلسانه لا يصدق، فسوف يرى أن هذا الدعاء عظيم، لأني أدعو به وأنا مؤمن بأن الله يُرى حقا، وإنني إذا قلت: اللهم من أنكر رؤيتك في الآخرة فاحرمه منها، فسوف يتأثر بلا شك، حتى وإن صمم عنادا].
الفائدة 14:
ثناء الشيخ على كتاب (دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب).
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. وقد ألف الشنقيطي – رحمه الله تعالى – صاحب " أضواء البيان " رسالة سماها " دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب " ذكر فيها ما بلغه علمه من الآيات التي ظاهرها التناقض، وجمع بينهما، فليرجع إليها فإنها مفيدة].
الفائدة 15:
من كان علمه قليلا.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ومن توهم التناقض في كتاب الله، أو في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو بينهما، فذلك إما لقلة علمه، يعني أن علمه قليل، ما راجع، ولا أدرك العلم، ومن كان علمه قليلا فناد عليه بالجهل!].
الفائدة 16:
قصة حمار الفروع!.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. يذكر أن بعض الحفاظ كان يحفظ كتاب الفروع في الفقه لمحمد بن مفلح، أحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – وكان – أي ابن مفلح - من أعلم الناس بآراء شيخ الإسلام في الفقه، حتى كان تلميذ شيخ الإسلام ابن القيم يرجع إلى محمد بن مفلح صاحب الفروع فيما يتعلق بفقه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – وكان أحد الطلبة قد حفظ الكتاب من ألفه إلى يائه حفظا تاما، كما يحفظ الفاتحة، ولكن لا يفهم شيئا إطلاقا، فكان طلاب العلم يأتون إليه، لأن الكتب في ذلك الوقت قليلة، يقولون له: ماذا ذكر صاحب الفروع في الفصل الفلاني مثلا، فيسرد عليهم الفصل والباب، وكل شيء، حتى كانوا يلقبونه مع الأسف بحمار الفروع!! لأن الحمار يحمل أسفارا، ولا يفهم معناها، وكان في الحقيقة لا ينبغي أن يوصف بهذا، وكان ينبغي أن يوصف بحافظ الفروع، لكن على كل حال، أقول لكم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/449)
إن الناس بعضهم يكون قاصر الفهم، يحفظ ولا يفهم].
الفائدة 17:
مسألة التعمق في فهم صفات الله، وصفة الشم.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... من ذلك ما يتعلق بصفات الله عز وجل، فإن هذا معرك ضنك، وباب ضيق، وكثير من الطلبة اليوم يريدون أن يوسعوا هذا الباب، وأنى لهم ذلك، اللهم إلا بكسره، والكسر معناه الهدم والدمار، فبعضهم يتعمق في البحث عن صفات الله عز وجل، ويثبت ما ليس بلازم، مثلا: يقول لك: إن خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك، فهل يلزم من ذلك أن الله يشم؟! وهل يلزم إذا كان يشم أن يكون له أنف؟ لأن الأنف أداة الشم، وكما ثبت في الحديث أن لله أصابع، فيقول: كم عدد أصابع الله عشرة أو عشرون أقل أو أكثر؟! وكل هذا من التنطع المحرم، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " هلك المتنطعون "، قال ذلك تحذيرا من التنطع، لأن الصحابة أصفى منا قلوبا، وأغزر منا علوما، وأقوى منا فهوما، وأشد منا حرصا، لم يسألوا الرسول - صلى الله عليه وسلم – عن مثل هذا إطلاقا، ولما قال صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا يمل حتى تملوا "، ما قالوا: يا رسول الله: هل الله يمل؟! وأي إنسان يقول: إنهم قالوا: هل الله يمل، نقول له: هات الدليل؛ بل سكتوا وعرفوا المراد، وهكذا يجب علينا يا إخواننا في هذه المسألة الضيقة الضنك ألا نحاول التعمق في البحث عن صفات الله عز وجل، ما جاءنا قبلناه وكفى بنا فخرا، وما لم يجئ إلينا سكتنا عنه.
هذا هو الأدب مع الله ورسوله.
والله الموفق].
الفائدة 18:
هل يجوز أن نسمي ملك الموت بعزرائيل؟
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. ورد في بعض الإسرائيليات أن اسمه عزرائيل، وليس كذلك، ولهذا لا يحل لنا أن نسميه عزرائيل لعدم ثبوت ذلك عن الله تعالى، أو رسوله عليه السلام، بل نقول كما قال ربنا عز وجل: {ملك الموت}].
الفائدة 19:
كلمة رائقة مهمة للدعاة: ينبغي للداعية أن يدعو إلى الله لله لا لنفسه!
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. وهنا نقرر أنه يجب على الداعية أن يشهر نفسه بأنه يدعو إلى الله لا إلى فرض السيطرة أو إتمام الكلمة أو إبراد الغيرة، لأن هذا خطأ، أي وسيلة يحصل بها المقصود، ولو فيها غضاضة عليك فاعملها، حتى لو شاهدت الرجل يفعل المنكر أمامك، لكن ترجو أن يصلح فاصبر، لأن المقصود ليس أن تطفئ حرارة الغيرة، أو أن تنتقم لنفسك، بل المقصود إصلاح هذا الرجل ودعوته إلى دين الله عز وجل.
لا تكن ممن يدعو لنفسه، بل كن ممن يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة؛ حتى لو أفضى الحال أن تضحك في وجه هذا الفاسق من أجل إدخال السرور عليه واستعداده لقبول ما تقول، فافعل فإنه لا يضر؛
لقد تنازل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن حق كبير كبير رجاء الإصلاح، وذلك في غزوة الحديبية، حصل من جملة الشروط الثقيلة أن يرد هذا الذي جاء معتمرا إلى بيت الله عز وجل، بينما لو جاء أعرابي من أخبث الناس شركا ليدخل يعتمر، فلا يُرد.
هذه غضاضة عظيمة، والتزم عليه الصلاة والسلام بأن لا يكتب بسم الله الرحمن الرحيم، أملى على الكاتب اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، قال: ما نعرف الرحمن، اكتب باسمك اللهم، مع أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الرحمن؛ ولما قال: هذا ما قضى عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، قال: لا تكتب: رسول الله!، لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك، ولا صددناك، قال: اكتب: محمد بن عبد الله، فكتب؛ ولكنه قال: " والله إني لرسول الله وإن كذبتموني "، حتى لا يفهم فاهم زوال وصف الرسالة له، فتنازل الرسول – صلى الله عليه وسلم - عن:
1 - الصد.
2 - منع كتابة الرحمن.
3 - منع كتابة رسول الله.
4 - من جاء منهم مسلما وجب أن يرده إليهم، ومن ذهب منا إليهم لا يرد!.
هذا من أثقل ما يكون، ومع ذلك قبل الرسول – عليه الصلاة والسلام -، لأنهم أبوا أن يجروا الصلح إلا على هذا، فما قدموا تنازلا وكانوا معاندين، وقد أقسم عليه الصلاة والسلام – حين بركت الناقة ألا يسألوا خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أجابهم، ومن ثم فعل عمر ما فعل نحو هذا الشرط، على كل حال المقصود هو أن الإنسان ينبغي له أن يدعو إلى الله لله لا لنفسه].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/450)
فائدة 20:
أقسام العلماء.
قال – رحمه الله تعالى -:
[العلماء فيما نرى ثلاثة أقسام:
1 - عالم دولة: وهو الذي ينظر ما تشتهيه الدولة، فيلوي أعناق النصوص إلى ما تريد.
2 - والثاني: عالم أمة: وهو الذي ينظر إلى ما يصلح للناس ويروق لهم، فيحرف النصوص من أجل أن يوافق أهواء الناس، وهذا كثير.
3 - الثالث: عالم ملة: وهو الذي يقول بالملة، وينتصر لها، وهذا الأخير هو العالم الرباني].
الفائدة 21:
موضع يحسن الوقوف عليه.
قال - رحمه الله تعالى -:
[قوله تعالى: {وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب} هنا يحسن الوقف، ثم تبتدئ فتقول: {وما هو من الكتاب} لأن قوله: {وما هو من الكتاب} رد لقوله: {لتحسبوه من الكتاب}.
وقوله تعالى: {ويقولون هو من عند الله} قف أيضا {وما هو من عند الله} ابتدئ].
الفائدة 22:
معنى {يلوون ألسنتهم}.
قال – رحمه الله تعالى -:
[واللي نوعان:
1 - لي معنوي، وهو التحريف المعنوي.
2 - ليٌّ لفظي، وهو التحريف اللفظي.
وجعل بعض العلماء من اللي اللفظي: أن تتلو النصوص غير القرآنية بتلاوة النصوص القرآنية، يعني مثلا، تقرأ الحديث وكأنما تقرأ القرآن، لأنك إذا قرأت الحديث بنغمة قراءة القرآن أوهم السامع بأنه قرآن، فيدخل ضمن قوله {يلون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب}.
الفائدة 23:
معنى (ما كان)، و (ما ينبغي) في الكتاب والسنة.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... وإذا جاء في القرآن {ما كان} فهو نفي: إما لانتفائه شرعا، وإما لانتفائه كونا، وإما لانتفائه شرعا وكونا، المهم أم " ما كان " و " ما ينبغي " و ما أشبه ذلك من التعبيرات في القرآن، تدل على أن الشيء ممتنع غاية الامتناع].
الفائدة 24:
لطيفة تؤخذ من قوله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله}، وبه الرد على غلاة المتصوفة.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... فالرسل – عليهم الصلاة والسلام – ينهون عن الشرك، ويأمرون بالتوحيد وتحقيق التوحيد وإكمال التوحيد، وهم أبعد الناس عن أن يقولوا: كونوا عبادا لنا من دون الله، ويؤخذ من هذه الآيات الكريمة: أن من ورث الأنبياء لا يمكن أن يقول للناس: كونوا عبادا لي من دون الله تعالى، والعلماء ورثة هم الأنبياء، فلا يمكن لعالم أن يلزم الناس بقوله، لأنه لو ألزم الناس بقوله، فكأنما قال: كونوا عبادا لي من دون الله تعالى، وبهذا نعرف الرد على أولئك المشايخ كبيري العمائم، الذين يغرون شعوبهم، ويستخدمونهم تماما، حتى بلغني أن من المشايخ من يقول: أنا شيخ معصوم، أنا يحل لي أن أتزوج ألف امرأة!!، وفعلا يزوجونه!!!.
بعض المشايخ – من جهة ما يقولون لي – إن عنده خمسين امرأة تزوجا لا تسريا!!، لأنه معصوم، أو لأنه قد وصل إلى الغاية!، ولهذا يقولون: إن عبادة الأنبياء وسيلة، فإنهم لم يصلوا إلى الغاية، فعبادتهم عبادة العوام؛ أما الخواص فعبادتهم خاصة ما يحتاج إلى أمر ونهي!، لأنهم وصلوا إلى الغاية، أرأيت لو سافرت إلى مكة، فالعصا معك، والجمل معك، فإذا وصلت إلى مكة وضعت العصا، وسيبت الجمل،
فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر
فيقولون: العبادات وسائل إلى وصول الغاية والحقيقة، فإذا وصل الإنسان إلى الحقيقة والغاية فلا أمر ولا نهي، يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد، فهذا هو الكفر بعينه].
فائدة 25:
مسألة العذر بالجهل.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، وكان الله عزيزا حكيما}.
هذه الآية فيها رد على الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان مجبر على عمله، لأنه لو كان الإنسان مجبرا على عمله لكان لهم حجة، سواء بعث إليه الرسل أم لم يبعثوا، لكن بعث الرسل يقطع الحجة، وفيه أيضا رد على من قالوا:: إنه لا عذر بالجهل، لأن الله تعالى قال: {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} مفهومه: لولا الرسل لكان للناس على الله تعالى حجة، لأنهم كانوا جاهلين، فالصواب الذي لا شك فيه، والذي تدل عليه الأدلة أن الإنسان معذور بالجهل فيما يفعله، ثم إن كان ينتسب إلى الإسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/451)
فهو مسلم، وإن فعل ما يكفر إذا لم تقم عليه الحجة، وإن كان لا ينتسب إلى الإسلام فهو كافر، لكنه إذا كانت الحجة لم تبلغه، فإن القول الراجح أنه يمتحن يوم القيامة بما شاء الله عز وجل، ثم إما إلى الجنة، وإما إلى النار].
الفائدة 26:
الرد على من قال: إن إدريس قبل نوح عليهما الصلاة والسلام.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... قوله تعالى {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}.
فذكر الله تعالى أنه أرسل نوحا وإبراهيم، وأن النبوة والكتاب كانت في ذريتهما، وهذا يدل على أنه لا رسول قبل نوح، وبهذا نعرف أن من قال من المؤرخين: إن إدريس كان جد نوح، فهذا قول باطل، لأنه يستلزم أن يكون هناك رسول قبل نوح، وهو مخالف للقرآن؛ وأما السنة فدليلها أن نوحا أول الرسل أنه في حديث الشفاعة المتفق عليه أنهم يأتون إلى نوح،ويذكرونه بنعمة الله، ومنها أنه أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض، وهذا صريح بأن أول الرسل نوح .. ].
الفائدة 27:
عبارة: " الدين صالح لكل زمان ومكان ".
قال - رحمه الله تعالى -:
[ .. ولأنه خاتم النبيين كانت شريعته صالحة لكل زمان ومكان، وليس معناها: أنها تتغير بتغير الزمان، بل معناها: أن من تمسك بها صلح له الزمان في كل وقت، ولهذا قد يتوهم بعض الناس أن معنى صالح لكل زمان ومكان أنها تكيف بتكيف الناس!، وأن الناس إذا كان عندهم عمل كثير يلهيهم عن الصلاة، قلنا لهم: إما ألا تصلوا الظهر والعصر، لأنه وقت عمل!، وإما أن تجمعوهما إلى المغرب والعشاء، كما يوجد بعض العمال الآن، فقد بلغني أن بعض العمال يجمع الصلوات الخمس كلها عند النوم!!، لو قلنا: إن الدين يتكيف لكان هذا صحيحا، ولكن غلط.
معنى قول من قال: إنه صالح لكل زمان: أنه لا ينافي الإصلاح ولا الصلاح في أي زمان كان، تمسك بالدين يصلح لك أمر الدين والدنيا].
الفائدة 28:
أفضل الأنبياء هو محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن كيف الرد على من استدل بقوله تعالى: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم}؟!
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. وفي يوم القيامة يأتي الناس أكابر الأنبياء لطلب الشفاعة، حتى تنتهي إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -، وهذا يدل على أنه – عليه الصلاة والسلام – أفضل الرسل ..... ثم إبراهيم، فإن قال قائل: كيف تقول ذلك؟! أو كيف يكون ذلك، وقد قال الله تعالى: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم}، ومن المعلوم أن التابع أقل درجة من المتبوع؟
فيقال: هنا لا تفاضل، لأن الملتين واحدة، وهي التوحيد، لكن ذكر إبراهيم لأن اليهود يقولون: نحن أولى بإبراهيم!، والنصارى يقولون: نحن أولى بإبراهيم!، فقال الله تعالى: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم}، وعلى هذا فما خالف هدي الرسول، فقد خالف هدي إبراهيم، فيكون في ذلك إقامة الحجة على من قال: إنه أولى بإبراهيم من محمد – عليه الصلاة والسلام -، ولهذا قال الله عز وجل مصرحا بذلك في قوله تعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم لذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا}، والذين اتبعوه في زمن رسالته، أما بعد بعثة الرسول – عليه الصلاة والسلام – فأولى الناس بإبراهيم محمد – صلى الله عليه وسلم -].
الفائدة 29:
كلام متين جميل للشيخ، يرد فيه على من يدعو الرسول والأولياء.
قال – رحمه الله تعالى -:
[والعجب أن قوما من الناس ادعوا محبة الرسول – صلى الله عليه وسلم -، وكذبوه ضمنا في قوله: {لا أملك لكم ضرا ولا رشدا}، فصاروا يدعون الرسول – عليه الصلاة والسلام – بأن يجلب لهم الخير، ويدفع عنهم الشر، ويقولون: هذا من تعظيمه!!، هذا من محبته!!؛ وإذا نُهوا عن ذلك، قالوا للناهي: أنت تبغض الرسول!، وأنت منتقص للرسول – عليه الصلاة والسلام – وما أشبه ذلك!، فأي الفريقين أحق بالصواب؟ النافي؛ أما المثبت فهو أعدى من يكون للرسول – عليه الصلاة والسلام -، لأنه كذبه، ووقع فيما نهى عنه حيث قال: لا تغلوا في، ولكنه أبى إلا أن يغلو في الرسول – عليه الصلاة والسلام -.
فما وظيفة الرسل إذا انتفت عنهم هذه الصفات؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/452)
{فإنما عليك البلاغ} فقط، {والله بصير بالعباد}، {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد}، فوظيفتهم البلاغ، أن يبلغوا ما أنزل إليهم.
أما أن ينفعوا الناس أو يضروهم فلا.
لكن يأتي إنسان مشبّه للعامة يقول: الرسول نفعني، فقد دلني على الخير، وبيّن لي الخير، وحذرني من الشر، وبيّن لي طرق الشر فنفعني، فما الجواب؟
نقول: هذا للرسول ولغيره، حتى العلماء يفعلون مثل ذلك، لكن هل يماك الرسول أن يوفقك أن تهتدي؟! لا يملك، وهذا هو بيت القصيد أن الرسول لا يملك، أما أن يبلغ الرسالة فهو يملك هذا كغيره، حتى العلماء يملكون ذلك الشيء، لكن يملك أن يوفقك ويهديك؟! كلا، لكان استطاع أن يهدي عمه الذي دافع عنه، واستمات في المدافعة عنه، ما ملك أن ينفعه، وهو يدعوه عند موته في أضيق ما يكون، ويقول له: " قل لا إله إلا إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله "، فعجز الرسول عن ذلك.
فكان آخر ما قال به أبو طالب: إنه على ملة عبد المطلب].
الفائدة 30:
كل مسألة تتعلمها فهي إكرام من الله تعالى.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. الرسالة من أكبر النعم بعد الهداية للإسلام، وحينئذ نقول: من ورث الأنبياء في علمهم، ودعوتهم إلى الله، واستقامة حاله، فقد أكرمه الله تعالى، بل كل مسألة يمن الله عليك بعلمها فهي إكرام من الله تعالى لك، لأنك زدت على الجاهل مرتبة.
فيجب على طالب العلم أن يشعر بأن الله تعالى أكرمه بما منّ عليه من طلب العلم، كما أكرم الرسل بالرسالة].
الفائدة 31:
معنى قوله تعالى: {أكملت لكم دينكم}.
قال – رحمه الله تعالى –
[{أكملت لكم دينكم}، أي: جعلته كاملا، وليس المعنى أنني ختمته، لأنه قد نزلت آيات بعد هذه الآية].
الفائدة 32:
من اعتقد حل الحكم بغير ما أنزل الله.
قال الشيخ – رحمه الله تعالى -:
[ .. من يعتقد حل الحكم بغير ما أنزل الله، ويجعله قانونا مشروعا يرجعون إليه عند التنازع، دون الرجوع إلى الكتاب والسنة، ثم هو يصلي ويصوم ويزكي، نقول: إنه كافر، ولو صلى، وصام، و لو زعم أنه مسلم، لأنه آمن بعض، وكفر بعض].
الفائدة 33:
كفر من ادعى النبوة، وكفر من صدقه.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ونؤمن بأنه لا نبي بعد محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مستندين إلى {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}، وبهذا نعرف أن مسيلمة كذاب، والذين جاءوا بعد الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقولون: إنهم أنبياء كذابون أيضا، وما أكثر ما يوجد في بعض البلدان الإسلامية من يخرج ويقول: إنه نبي يوحى إليه.
أنا أسمع أنه يوجد الآن في أفريقيا، وفي آسيا أناس يدّعون هذا!، هؤلاء نقول: إنهم كفرة، ومن صدقهم فهو كافر].
الفائدة 34:
الرد على الرافضة في ادعائهم حب علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -.
قال – رحمه الله تعالى –
[ ... علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – كان يعلن على منبر الكوفة – وهو أمير المؤمنين – يعلن صراحة بأن خير هذه الأمة أبو بكر ثم عمر.
والعجب أن الرافضة يدّعون ولايتهم لعلي، وهم يكذبون علي بن أبي طالب، لأنه إذا قال: خير هذه الأمة أبو بكر، ثم عمر، وهو قد بايع أبا بكر، وبايع عمر، يعني أنه كذاب فيما يقول، وأنه منافق، لأنه بايع على خلاف ما في قلبه، وهذا أكبر طعن في علي بن أبي طالب، ويدّعون أنهم أولياؤه، وما كانوا أولياؤه، إن أولياؤه إلا المؤمنون].
الفائدة 35:
ذكر الأدلة على أحقية أبي بكر الصديق بالخلافة.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبو بكر الصديق – رضي الله عنه، نؤمن بهذا، أنه أفضلهم، وأنه أحقهم بالخلافة؛ أما كونه أفضلهم، فلأن النبي – صلى الله عليه وسلم – سئل: أي الرجال أحب إليك؟ قال: " أبو بكر " صراحة؛ وقال علنا على المنبر: " لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر "؛ والخليل هو صافي المحبة البالغ ذروتها، ولهذا امتنع الرسول – عليه الصلاة والسلام – أن يجعل له من أمته خليلا، لأن قلبه قد امتلأ بمحبة الله عز وجل.
ونؤمن كذلك بأنه أحقهم بالولاية، لوجود شواهد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/453)
أولا: أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – خلفه على أمته في إمامة الصلاة، والصلاة أفضل شعائر الإسلام، فجعله خليفة له عليهم في أعظم شعائر دينهم وهي الصلاة، فكيف لا يكون خليفة بأمور دنياهم.
ثانيا: أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – خلفه على أمته في قيادة الحجيج سنة تسع من الهجرة، حيث جعله الأمير على الحجاج، والحجاج كما تعلمون دائرتهم أوسع مما في المدينة، فجعله هو الأمير عليهم.
ثالثا: أن الرسول قال: " لا يبقى في المسجد باب إلا سُد إلا باب أبي بكر "؛ مما يدل على أنه الخليفة بعده، حتى يسهل وصول الناس إليه، لأن بابه في المسجد، وحتى يسهل وصوله أيضا إلى الناس.
رابعا: أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال لامرأة أتته في حاجة، فوعدها القادم، فقالت: أرأيت إن لم أجدك؟! قال: " فأت أبا بكر " وهذا كالنص الصريح على أنه الخليفة من بعده.
وأيضا قال – صلى الله عليه وسلم -: " يأبى الله ورسوله والمؤمنون إلا أبا بكر ".
والأدلة على هذا كثيرة.
فلا شك أن أبا بكر – رضي الله تعالى عنه – هو أفضل الأمة، وأحقهم بخلافة النبي – صلى الله عليه وسلم -.
الفائدة 36:
الحسن – رضي الله عنه – هو حقيقة الذي فدى الناس بتنازله عن الخلافة، وهو أفضل من الحسين – رضي الله عنه -.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أشار إلى ذلك في قوله للحسن: " إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين "، فنال السيادة في الدنيا والآخرة، - رضي الله عنه -، وأخوه الحسين شاركه في السيادة في الآخرة، حين قال الرسول – عليه الصلاة والسلام -:
" الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة "، ولكن السيادة في الدنيا والآخرة إنما هي للحسن – رضي الله عنه -، وهو أفضل من الحسين بلا شك، لما له من الآيات الفاضلة، والمنة على المؤمنين عموما، حيث تنازل عن الخلافة التي يسعى إليها أكثر الناس، تنازل عنها من أجل الإصلاح، وحقن الدماء، فهو حقيقة الذي قد فدى الناس بتنازله عن الخلافة، فجزاه الله خيرا عن أمة محمد.].
الفائدة 37:
حجة عقلية في ترتيب الأفضلية بين الخلفاء الراشدين، نوقش فيها الشيخ.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وما كان الله تعالى – وله الحكمة البالغة – ليولي على خير القرون رجلا وفيهم من هو خير منه، وأجدر بالخلافة، هذا احتجاج بمقتضى الحكمة، وقد ورد فيه نقاش، فبعض العلماء أو بعض الإخوان يقول: أليس قد وُلّي على المسلمين في الخلافة، وفيهم من هو خير منه؟! نقول: بلى، لكن ليس في زمن خير الأمة، صحيح أنه ولي بعد الخلفاء الراشدين على الأمة الإسلامية من ليس هو خير الأمة، لكن نحن نتكلم على خير الأمة، فما كان الله ليولي على هذا الشعب المختار رجلا، وفيهم من هو خير منه، لأن هذا تأباه حكمة الله – عز وجل، وأما بعد ذلك، فلا شك أن من الخلفاء من هو أدون، وأدون بكثير من كثير من الشعوب].
الفائدة 38:
مسألة مهمة ينبغي أن نتنبه لها متعلقة بالتفضيل بين الصحابة، والمناقب: الفضل المقيد لا يستلزم الفضل المطلق.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه، المفضول من هؤلاء ربما يكون له خصيصة يتميز بها عن غيره، لكن الفضل المقيد لا يستلزم الفضل المطلق، وهذه مسألة ينبغي أن نتنبه لها، حتى تزول عنا إشكالات كثيرة، الفضل المطلق شيء، والمقيد شيء، فلا يتعارضان، فلا يلزم من ثبوت الفضل المقيد أن يثبت الفضل المطلق، ولا يلزم من الفضل المطلق بأن ينتفي الفضل المقيد، فمثلا من الصحابة من له ميزة خاصة، فمثلا: الشيطان يفر من عمر، ولكنهم لم يلمسوا ذلك في أبي بكر، مع أن أبا بكر أفضل منه؛ عثمان – رضي الله عنه – قال له الرسول – صلى الله عليه وسلم – حينما جهز جيش العسرة: " ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم "، وقال: " من يشتري بئر رومة، وله الجنة "، اشتراها عثمان، وتزوج عثمان اثنتين من بنات الرسول – عليه الصلاة والسلام -، ولم يحصل ذلك لغيره، فله ميزات، ولا نقول: إنه يلزم من ذلك أن يكون أفضل من عمر، لأن عمر فضله مطلق، وهذا فضل مقيد؛ علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – له ميزات أيضا، قال النبي – صلى الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/454)
عليه وسلم – يوم خيبر: " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه ".
فميزه بالمحبة، وبأن يفتح على يديه، وحين سأل عنه، قالوا: إنه يشتكي عينيه، فأمر به، فأتى، فبصق في عينيه فبرأ، كأن لم يكن به وجع، ثم أعطاه الراية، وقال: " انفذ على رسلك، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من حمر النعم "؛ هذه خصيصة لم تكن لأبي بكر، ولا لعمر، ولا يلزم من ذلك أن يكون علي أفضل منهما، كذلك أيضا لما خلفه في غزوة تبوك، وجزع – رضي الله تعالى عنه -،قال: تخلفني في النساء والذرية، أو كلمة نحوها، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "؛ وهذه خصيصة له، لأنه خلفه في أهله، كما خلف موسى هارون في قومه، بل أعظم من ذلك، أمر النبي – عليه الصلاة والسلام – من أدرك أويسا القرني أن يطلب منه الدعاء، وهذه الخصيصة لم تصر لأحد من الصحابة، مع أن الصحابة أفضل من أويس، أبو بكر وعمر وعثمان وابن مسعود، وابن عباس، وغيرهم أفضل من أويس بلا شك، و لكن هذه خصيصة له، ولم يأمر الرسول أحدا أن يطلب من أبي بكر، ولا من عمر، ولا من عثمان، ولا من علي، ولا من غيرهم أن يدعوا له؛ ولا نقول: إن هذه الخصيصة تقتضي أن يكون أويس أفضل؛
بل إن الرسول أخبر بأن العاملين في أيام الصبر للواحد منهم أجر خمسين من الصحابة، ولا يلزم من هذا أن يكون هؤلاء أفضل من الصحابة، فهذه خصيصة مقيدة بهذا الزمن الصعب الضنك، لأنك إذا رأيت المجتمع لا يعمل بعبادة الله ثقل عليك أن تعبد الله وحدك، وأيضا ربما تُتخذ هزوا، فتصبر وتتحمل، فنالوا هذه الخصيصة بسبب ما يعانونه من الضيق والمضايقة، لكن لا يلزم من هذا أن يكونوا أفضل من الصحابة.
وهذه الفائدة تنفعنا أن الفضل منه مطلق، ومنه مقيد، ولا يلزم من الفضل المقيد أن يكون أفضل من المطلق، ولا يلزم من الفضل المطلق ألا يكون للمفضول فضل مقيد].
الفائدة 39:
لماذا أخر الإيمان في قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}.
قال – رحمه الله تعالى –
[ ... فإذا قال قائل: لماذا أخر الإيمان بالله عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ لأن الإيمان بالله يكون منهم ومن غيرهم، حتى الأمم السابقة تؤمن بالله، لكن الميزة العظيمة التي حصلوا بها على هذه الفضيلة، وهي الأمر بالمعروف، والنهي المنكر].
الفائدة 40:
كلما بعد العهد بالرسالة، ضعفت الفضيلة.
قال – رحمه الله تعالى -:
[يقول شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – وكلما بعد العهد بالرسالة ضعفت الفضيلة، وهذا يؤخذ من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – حين شكا إليه الناس ما يجدونه من الحجاج بن يوسف الثقفي؛ قال: إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: " لا يأتي على الناس زمان، إلا وما بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ".
الفائدة 41:
توجيه حديث: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ... ).
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... وبأنه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم .. ، نؤمن بذلك لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله "، وهذه بشرى سارة لهذه الأمة، أنه لن يعدم الحق منها جميعا، بل لابد أن يكون فيها من هو على الحق ظاهر، بمعنى أنه يبين الحق ويوضحه، ولا يلزم من ذلك أن يكون منتصرا، بل هو منصور، ولكنه ليس بمنتصر، بمعنى: أنه قد يكون ليس عنده القدرة على الجهاد، إلا أنه معصوم من أن يُقضى عليه، والواقع شاهد بذلك والحمد لله تعالى، فإن الأمة الإسلامية لم تزل فيها طائفة منصورة على الحق إلى الآن، وإلى أن يأتي أمر الله، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أخبر، وخبره – صلى الله عليه وسلم – صادق، ولا يمكن أن يتخلف، وهذه الأمة أو الطائفة هم أهل السنة والجماعة].
الفائدة 42:
الطعن في الصحابة الكرام، طعن في أربع جهات.
قال – رحمه الله تعالى -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/455)
[ .. ونرى أنه يجب أن نكف عن مساوئهم وجوبا، فلا نذكرهم إلا بما يستحقونه من الثناء الجميل، وأما أن ننشر مساوئهم بين الناس، ونقول: فلان فعل كذا، وفلان فعل كذا، فلا شك أنه محرم، لأنه إذا كان ذلك حراما بالنسبة لغيرهم، فكيف بالنسبة لهم، والطعن في الصحابة في الواقع يتضمن الطعن في أربع جهات:
أولا: طعن فيهم، وهو واضح صريح.
الثاني: أنه طعن في الشريعة، لأنهم الواسطة بيننا وبين الرسول – صلى الله عليه وسلم -، فهم الذين نقلوا الشريعة إلينا، فإذا طعنا فيهم صارت الشريعة مشكوكا في صحتها، وعزوها إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم.
الثالث: أنه طعن في الرسول – عليه الصلاة والسلام -، وذلك أن من كانوا أصحابه على جانب من الفسق والفجور، فإن ذلك قدح في مقامه، إذا كان العرف بين الناس الآن أن الرجل الشريف إذا كان أصحابه ومن حوله قد طُعنوا بالفسق والفجور وغيرها، فلا شك أن هذا قدح فيه، وإن لم يكن مثلهم في الفجور والفسق، لكن كان على الإنسان الشريف أن يصطحب أناسا شرفاء، أما أن يصطحب أناسا على جانب من الفسق والفجور، فهذا لا شك أنه عيب فيه، وإن لم يكن على شاكلتهم من الفجور وغيرها.
رابعا: طعن في جانب الرب عز وجل، فإنه طعن في حكمته أن يهيأ لهذا الرسول الكريم الذي هو أفضل الخلق عند الله عز وجل أناسا فجرة كفارا فساقا، كما يقول الرافضة في أصحاب الرسول – عليه الصلاة والسلام – إلا نفرا قليلا من أهل البيت].
الفائدة 43:
لا يجوز أن نقرأ خلاف الصحابة، وفتنهم على العامة.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وجب علينا أن نكف عن مساوئهم، وألا نظهرها للناس، حتى لو فرضنا أن إنسانا يقرأ في " البداية والنهاية "، وأتى على وقعة الجمل، أو صفين، أو غيرها، ما يخدش كرامة الصحابة عند العامة الذين لا يفهمون، فالواجب ألا نقرأ، أما إذا كنا نريد أن نقرأها على طلبة العلم لنمحص ما فيها مما دخلها من الزغل والكذب، فإنه لا بأس، بل قد يجب].
الفائدة 44:
طريقة القرآن إذا ذكر مفضلا، ومفضلا عليه: ذكر المنقبة العامة للجميع.
قال – رحمه الله تعالى -:
[سبحان الله تعالى!، في القرآن الكريم لما ذكر فضل من أنفق قبل الفتح وقاتل، فإنه قد يذهب القلب إلى التنقص من حق المُفضل عليهم فقال: {وكلا وعد الله الحسنى}، وإن اختلفوا في الفضل؛ وهذه طريقة القرآن: أنه تعالى إذا ذكر مفضلا، ومفضلا عليه، ذكر المنقبة العامة للجميع؛
قال الله تعالى: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان} قد يبدر إلى الذهن التنقص من حق داود، فقال عز وجل دفعا لهذا {وكلا آتينا حكما وعلما}، ثم ذكر منقبة خاصة له في مقابل قوله تعالى: {ففهمناها سليمان}، فقال عز وجل: {وسخرنا مع داود الجبال يسبحن}].
الفائدة 45:
مراحل حياة الإنسان، وغلط من يقول: إن المثوى الأخير هو القبور.
[الإنسان له مراحل:
المرحلة الأولى: في بطن أمه.
الثانية: في الدنيا.
الثالثة: في البرزخ.
الرابعة: يوم القيامة، فهي المرحلة الأخيرة، ولهذا يغلط من يقول في الميت: إنه نقل إلى مثواه الأخير، فإن هذا لو كان الإنسان يعتقده تماما لكان كافرا، لأن من قال: إن المثوى الأخير هي القبور، فقد أنكر البعث، ويكون كافرا، ومع الأسف أن هذه الكلمة شائعة بين الناس، فكثير ما نسمع في الصحف، وغير الصحف يقولون: انتقل إلى مثواه الأخير، وهذا غلط، المثوى الأخير: إما الجنة، وإما النار].
الفائدة 46:
بطلان قصة نصيحة إبليس لأبوينا آدم وحواء في تسمية ولدهما بعبد الحارث.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ورد عن ابن عباس أو غيره أن حواء لما حملت، أتاها الشيطان، وقال لها ولآدم: أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة، سمياه عبد الحارث أي: الولد، وإلا فسيخرج ميتا، وفي النهاية سمياه عبد الحارث.
هذه القصة لا شك أنها مكذوبة، كيف تسلل إليهما ليقبلا كلامه، ويقول لهما: أنا صاحبكما الذي أخرجكما من الجنة؟!! أهذا كلام متوسِّل متضرع لقبول قوله؟!! أم هذا مما يوجب النفور من قوله؟!! الثاني بلا شك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/456)
وأيضا لو كان آدم فعل ذلك – وحاشاه منه – لكان شركا، والشرك أعظم من الكبائر فضلا عن الصغائر، ولو كان كذلك لاحتج به آدم أكثر مما يحتج بأكله من الشجرة، وأظن أنا ذكرناها في " شرح كتاب التوحيد " وذكرنا حوالي ثمانية أوجه تدل على بطلانها].
الفائدة 47:
هل الصراط طريق حسن واضح، أو أنه أدق من الشعرة، وأحد من السيف؟
قال – رحمه الله تعالى -:
[في هذا خلاف بين علماء أهل السنة، منهم من قال بالثاني، ومنهم من قال بالأول، وليس هناك أدلة واضحة تفصل بين القولين، فمعتقدنا في ذلك أن نقول: الله أعلم، لكن نؤمن بهذا الصراط].
الفائدة 48:
عصاة الموحدين هل يدخلون نار الكافرين،أو في نار أخرى؟
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. في هذا قولان للسلف:
منهم من قال: إنه يكردس في نار جهنم التي هي نار الكافرين، لكن أعضاء السجود لا تأكلها النار، لأن الله تعالى حرم على النار أن تأكل أعضاء السجود، يعني: الجبهة والكفين والركبتين وظهر القدمين، لكن بعض العلماء يقولون: إنها نار ليست كالنار الأم، وهي النار التي تفنى، أما النار التي هي النار الأم فلا تفنى، وهذا ظاهر كلام ابن القيم – رحمه الله تعالى – في " الوابل الصيب "، أن النار التي تفنى هي نار المعذبين بذنوبهم فقط، لا نار الكافرين، فنار الكافرين لا تفنى، وأشد مرارة، هذا قول بعض العلماء.
والقول الثاني: أن هؤلاء الذين يكردسون في النار عند مرورهم على الصراط يكردسون في نار جهنم، لكن الله على كل شيء قدير، يمكن أن تكون نار جهنم لهؤلاء بردا وسلاما، ولهؤلاء شديدة الحرارة، إنما نحن نؤمن بأن هذا الصراط على جهنم، وأن الناس يعبرون عليه، وأن منهم من يكردس ويلقى في النار، وظاهر النص أنها النار التي للكافرين، لكن من الجائز أن تكون سلاما وبردا على غير الكافرين، والله على كل شيء قدير].
الفائدة 49:
شهيد، شيخ، إمام، ألقاب صارت رخيصة!!
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. كل من مات في سبيل الله تعالى فهو شهيد، لكن لا تقل: فلان شهيد، لأنه قد يكون في قلبه أنه يدافع عن حمية، أو عصبية، وما أشبه ذلك.
لكن مع الأسف الشديد، إن كلمة شهيد اليوم صارت رخيصة، كما صارت كلمة شيخ، فالآن كلمة شيخ رخيصة، يعني يقال للإنسان الذي لا يعرف كوعه من كرسوعه يقال له: شيخ.
وتجده يجلس في مجلس كله عوام، ثم يقوم يتكلم بكلام فصيح بين، وعن شجاعة، فيقولون: هذا عالم، لا نظير له، فيكون عندهم شيخ الشيوخ.
وكذلك أيضا سهلت كلمة إمام، الآن لو صنف الإنسان كتابا مختصرا من أبسط ما يكون، قالوا: هذا إمام!!، سبحان الله تعالى! الإمام لابد أن يكون عالما كبيرا متبوعا، وليس كل إنسان يؤلف يسمى إماما، ولهذا لما اختلفت المفاهيم هنا، صارت الألقاب تشوش، فعندما تقرأ كتابا صغيرا لأحد المؤلفين، وتقول: قال الإمام فلان ابن فلان! ماذا يظن السامع؟، يظن أنه إمام من أكابر العلماء، وهذا لا يجوز، أن نصف الإنسان بما لا يستحق، لأن هذا فيه شيء من الكذب.
كذلك أصبح يقال لمن قتل نفسه: إنه شهيد!، والذين يضعون المتفجرات في بطونهم، ويموتون بها!، يقال عند بعض الناس: إنه شهيد، ونحن نقول: إنه يعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم، لكننا ما نعيِّنُه، ونبرأ إلى الله تعالى من هذا، لكن نقول: كل إنسان قتل نفسه، فإنه يعذب بما قتل به نفسه في جهنم؛ أما الرجل الذي قد يفعل ذلك متأولا ظانا أن هذا الحق، فهذا لا يعذبه الله عز وجل.
أرأيت أسامة بن زيد – رضي الله عنه – قتل مشركا بعد أن أدركه هاربا، فقال المشرك: لا إله إلا الله، فقتله أسامة متأولا، يظن أنه قالها تعوذا من القتل، وخوفا منه، فلو وقع لنا مثل هذا، لكنا نظن كما ظن أسامة!، ولكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – وبخه، وقال له – وجعل يكررها -: " قتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله "، حتى قال أسامة: تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ!، حتى يكون هذا الذنب مما يغفر لي بالإسلام.
إذن الشهادة أمر مهم خطير جدا، فإذا فعل الإنسان فعل مؤمن تقي، تقول: أحسبه كذلك، والله حسيبه، وأرجو له التوفيق، وأرجو له الجنة، وأرجو له الثواب، حتى تسلم والحمد لله؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/457)
ونقول: هل يضره إذا لم نشهد له أنه شهيد، وكان شهيدا عند الله تعالى؟! لا يضره.
وهل ينفعه إذا شهدنا له أنه شهيد، وهو ليس شهيدا عند الله؟ لا.
إذن ما الفائدة في أن نُعَرّض أنفسنا لشيء محرم علينا لأجل إرضاء بعض الناس].
الفائدة 50:
هل نشهد للكافر المعين الذي مات بالنار؟
قال – رحمه الله تعالى -:
[نقول: كل كافر في النار، وكل مشرك شركا أكبر في النار، وكل منافق في النار، هذا عموم نشهد به.
الآن يوجد رؤساء كفرة يموتون، مثل رئيس اليهود الذي قتل، والذي مات، فهل نشهد بأنه بعينه في النار؟
أنا أرى الاحتياط وبراءة الذمة أن لا نشهد.
ولكن ليست شهادتنا لهذا بالنار في التحرز منها، كشهادتنا لكافر معلن للكفر، لكنه ما مات على الكفر، فهذا ربما يُهْدى فيما بعد، أما إنسان مات على الكفر نشهد أنه إلى آخر لحظة من حياته ما علمنا أنه أسلم، فالشهادة بالنار لهذا قريبة، لكن مع هذا نقول: الاحتياط ألا تشهد، فإن شهادتك له بالنار إن كان ليس من أهلها لن تؤثر، وإن كان من أهلها فلا حاجة لشهادتك هو من أهل النار، لهذا نرى الشهادة بالنار لكافر على قيد الحياة لا تجوز، لا شك، لاحتمال أن يسلم، وكم من كافر أسلم، أما إذا مات على الكفر، ولم نعلم أنه قال يوما من الدهر: لا إله إلا الله، فهذا أيضا لا نشهد له بالنار احتياطا، ومعلوم أن الحكم الاحتياطي ليس كالحكم المجزوم به].
الفائدة 51:
الكافر لا يفتن في القبر!، وإنما المنافق.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. "فيقول المؤمن: ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد، وأما الكافر فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته "
الحديث ورد بلفظ: " وأما الكافر أو المنافق "، وإذا طبقت هذا الجواب وجدته ينطبق على المنافق، فالمنافق لا يستطيع أن يجيب، حتى وإن كان يجيب به في الدنيا بأفصح عبارة، فإنه في القبر يقول: " ها ها لا أدري "، وفكر في قوله: " ها ها " تجد كأنه يعلم الشيئ، ولكن نسيه، أو عجز عن النطق به، وهذا يكون أشد حسرة مما لو كان لم يعرفها، مثلا: لو ضاع منك مائة ريال كان ذلك أشق عليك مما لو كنت لم تملكها مهن قبل، فهكذا العلم إذا أضعته بعد حصوله، صار أشد عليك مما لو لم تدركه أولا.
إذن الذي يظهر لي أن الذي يُسأل المؤمن والمنافق، أما الكافر فلا يسأل، لأنه لا حاجة لسؤاله، فالامتحان إنما هو للاختبار، والكافر ساقط من أصله، فلا يُسأل؛ ولذلك يوم القيامة لا يحاسبون، وإنما تنشر أعمالهم ويجزون بها، ويقال: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين}؛ لكن لو ثبت عن الرسول – عليه الصلاة والسلام – ثبوتا صريحا لا شك فيه أن الكافر يسأل، فنقول: سمعنا وصدقنا وآمنا.
أمَاَ ولفظ الحديث هكذا: " سمعت الناس يقولون شيئا فقلته "، فإن ذلك يكون جوابَ من قال ذلك، وهو المنافق الذي لم يدخل الإيمان في قلبه، ثم المعنى يقتضي ألا يُسأل الكافر أيضا، لأن السؤال للاختبار والامتحان، والكافر ساقط من الأصل، مثل طالب لا يحصل في كل الدروس إلا على صفر، فهذا لا نختبره، لكن طالب فيه احتمال، فهذا هو الذي يُسأل.
فنسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة].
الفائدة 52:
توفيقك لشكر نِعَم الله نعمة تستحق الشكر.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. قال بعض العلماء: إن توفيقك للشكر نعمة تستوجب الشكر، لأن كثيرا من الناس حُرم الشكر، فإذا أنعم الله عليك، ووفقك لشكر النعمة واستعمالها في طاعة، فهذه نعمة تحتاج إلى شكر؛ وفي هذا يقول الشاعر:
إذا كان شكري نعمةً اللهُ أنعمها**عليَّ له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله **وإن طالت الأيام واتصل العمر]
الفائدة 53:
عذاب القبر يشبه تواتر القرآن!
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. أما السنة فقد تواترت بذلك (أي: عذاب القبر) تواترا لا نظير له، فكل مسلم يقول في صلاته: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، لأمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بذلك، ولأن جميع الأحاديث الواردة في التواتر لا يمكن أن تكون كأحاديث عذاب القبر، لأن عذاب القبر كل الناس يستعيذون منه في صلاتهم، فهذا يشبه تواتر القرآن الذي يقرأه الصغير والكبير].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/458)
الفائدة 54:
قراءة بعض الشباب ما يتعلق بأوصاف الحور العين وما يتعلق به من ذكر مفاتنهن!
السؤال:
بالنسبة لوصف الجنة ونعيمها، يوجد بعض الناس، وخاصة بعض الشباب، من يكثرون في قراءة ما يتعلق بأوصاف الحور العين، خاصة ما ذكره الإمام ابن القيم في " نونيته "، مما يثير شهوتهم، ومع ذلك إذا نُصِحوا، يقولون: نحن نتصبر بهذا!! فهل هذا له وجه؟ أم أنهم يُنصحون بالابتعاد عن هذا؟
الجواب:
قال – رحمه الله تعالى -:
[ما أرى هذا، ولِمَ لا يرون النار أيضا ووعيدها؟!! الناس الآن هم إلى ذكر الوعيد أحوج منهم إلى ذكر الوعد، لأن أغلب الناس قد فتنته الدنيا، فيحتاج إلى كابح، فالناس ليسوا مقبلين الآن حتى نذكر لهم الأشياء التي تحثهم على التقدم، الناس الآن مدبرون إلا ما شاء الله؛ فهنا نرى أن الإنسان إذا أراد أن يرجح أحد الجانبين عن الآخر، الترغيب أم الترهيب، نرى في الوقت الحاضر أن يقدم الترهيب، على أني لا أوافق على هذا، لكن أقول: إذا كان ولابد، والذي ينبغي أن نسلك طريقة القرآن: ترغيب وترهيب، أما ما ذكره ابن القيم في وصف الحور العين، وتشبيهها، وما شابه وقال:
إذا انحدرت وجدت أمرا هائلا!
هذا ما ينبغي أن يقال، خصوصا عند الشباب].
الفائدة 55:
مذهب الأشاعرة في القدر لا يمكن أن يتصوره إنسان!!.
سؤال:
هل يصح القول: إن مذهب الأشاعرة هو مذهب أهل السنة في باب القدر؟!
الجواب:
قال – رحمه الله تعالى -:
[لا، أبدا، مذهب الأشاعرة في باب القدر يشبه مذهب الجبرية، بل هو في الحقيقة مذهب لا يمكن أن يتصوره الإنسان!، يقولون: الله خلق الفعل، وفعل العبد كسبه!، سبحان الله، كيف هذا؟!! لكنهم يتناقضون مثلما تناقضوا في الكلام، وهو أعظم من هذا، قالوا: إن الله يتكلم، ولكن كلامه في نفسه، وما سمعه جبريل فهو مخلوق!!].
السائل:
يعني الكسب هنا يشبه ماذا؟! نفهم إيش معناه؟!
قال – رحمه الله تعالى -:
[ما أنت بفاهمه!!، ما أنت بفاهمه!!، حتى هم يقولونه، ولا يفهمونه!!، ولهذا يقولون: ثلاثة أشياء ما لها أصل، أو ما لها معنى: من جملتها الكسب عند الأشعري!].
الفائدة 56:
مراتب القدر.
قال رحمه الله تعالى –:
[ .. والمراتب الأربع هي:
1 - العلم. 2 - الكتابة. 3 - المشيئة. 4 - الخلق.
جُمعت هذه المراتب الأربع في بيت:
علمٌ كتابةُ مولانا مشيئتُهُ ** وخلقُهُ وهو إيجاد وتكوين].
الفائدة 57:
مشيئة الله نوعان.
قال - رحمه الله تعالى -:
[ ... ونحن بدأنا بالعلم – أي في مراتب القدر – لأنه هو السابق، فإن الله لم يزل، ولا يزال عليما، ثم بالكتابة لأنها بعده، ثم بالمشيئة لأنها بعد ذلك، ولكن لاحظ أن المشيئة – مشيئة الله للأشياء – فيها شيء مقارن، وفيها شيء سابق، الشيء السابق: هو أن الله عز وجل بعلمه القديم شاء كل ما أراد أن يفعله من الأصل، لكن المشيئة المقارنة هي مرادنا هنا، وتكوين المشيئة المقارنة عند الفعل: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}، وبعد المشيئة يكون الخلق، ولهذا يجب على الطالب إذا أراد أن يذكر المراتب أن يذكرها مرتبة].
سؤال:
المشيئة بعد الكتابة، مع أن الكتابة لا تكون إلا بمشيئة الله عز وجل!!
الجواب:
قال – رحمه الله تعالى -:
[المشيئة نوعان: مشيئة سابقة، وهذه تابعة للعلم، ومشيئة مقارنة للفعل، وهذه مقارنة للفعل، يعني قد شاء الله – مثلا – أن يفعل العبد كذا، وكذا، في يوم كذا، وكذا، في ساعة كذا، كذا، في بلد كذا، وكذا، هذا شاءه من قبل، وهو كائن في علمه عز وجل، لكن المشيئة الحادثة التي يكون بها الفعل متأخرة عن الكتابة].
الفائدة 58:
قول بعض الناس: ما اندفع الجهمية والمعتزلة إلا بالأشاعرة!!
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. إن بعض الجهال والمعاندين يقولون: ما اندفع الجهمية والمعتزلة إلا بمذهب الأشاعرة، سبحان الله!! مذهب الأشاعرة الباطل يُبطل به الباطل!!!؛ لكن يدفعون بالكتاب والسنة].
الفائدة 59:
قول: هذا بفضل الله ثم بخبرتي.
السؤال:
هل يجوز للرجل أن يقول بالنسبة للنِّعم التي عنده، مثلا: مال كثير، أن يقول: أوتيته بفضل الله عز وجل، ثم بخبرتي، أو مثل هذه الأمور ينبغي دائما أن يحيلها على الله؟
الجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/459)
قال – رحمه الله تعالى -:
[لا بأس أن يقول هذا بشرط: ألا يُغَلّب قولَه: بخبرتي، على قوله بفضل الله، لأن بعض الناس قد يقدم فضل الله لفظا!، لكن في قلبه أن الخبرة أبلغ في حصول هذا الشيء، فإذا كان يخشى على نفسه من ذلك فلا يقوله، وإذا كان يريد أن يقول: بخبرتي من أجل أن يحث الناس على فعل الأسباب، كان هذا خيرا].
الفائدة 60:
التكبر على المتكبر!
السؤال:
التكبر على المتكبر جائز؟
الجواب:
قال – رحمه الله تعالى -:
[هذا لا يجوز، ولكن إذا قال: المعزر للمتكبر محمود؟
يجوز أو لا، أسألك!].
السائل:
يجوز.
الشيخ: [المعزر يعني المؤدب، المعزر للمؤدب محمود؟ هه.
السائل:
لكن المتكبر متكبر!
الشيخ: [لا يجوز على المتكبر، ولا التكبر على المتكبر أبدا، لكن إذا كان لك السلطة والتأديب، فلان مؤدب للمتكبر محمود].
السائل:
لكن هو يمر ولا يسلم!، فهل إذا مررت أنا عليه أسلم؟!
الشيخ: [إي نعم سلم، وإلا فهل إذا صعّر لك خده، تصعر خدك له؟!!!].
الفائدة 61:
هل نفعل كفعل الرجل من بني إسرائيل حينما رمى دين الرجل في زجاجة في البحر، وقال: اللهم إنك أنت كنت الكفيل .. ؟
السؤال:
هل يعمل بما ورد في الصحيح من أولئك الرجلين من بني إسرائيل اللذين استدان أحدهما من الآخر، ثم لم يجد سببا لأن يوصل له دينه في وقته، فرماه في البحر متوكلا على الله، خاصة إذا كان مبلغا كبيرا؟!
الجواب:
قال – رحمه الله تعالى -:
[الآن هناك وسائل].
السائل:
إذا انقطعت السبل؟
الشيخ: [إذا انقطعت السبل بالكلية، فليسلك أقرب الطرق وليدعُ الله، الاعتماد على الدعاء المحض بدون فعل الأسباب، هذا إذا انقطعت الأسباب، والله تعالى قد يوصله بما شاء، عن طريق الملائكة أو غيرها، لكن ما دام العبد يمكنه أن يفعل الأسباب، فهو مأمور بها].
الفائدة 62:
اللوح المحفوظ.
قال – رحمه الله تعالى -:
[اللوح المحفوظ، يعني المحفوظ عن الأيدي، المحفوظ عن التغيير، لوح لا يناله أحد، ولا يتغير ما فيه، ولا ندري هل هذا اللوح من خشب أو من حديد أو من فضة أو من ذهب أو من نور، الله أعلم، ولكن نؤمن بأنه لوح محفوظ، كتب الله فيه مقادير الخلق، وما هو كائن إلى يوم القيامة، ولا نعلم كيفية الكتابة].
الفائدة 63:
الرد على الجهمية في استدلالهم بقوله تعالى {الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل} على أن القرآن مخلوق.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. والعجب أن الجهمية استدلوا بهذه الآية الكريمة على أن القرآن مخلوق، وهذا الاستدلال باطل، لأن المخلوق منفصل بائن عن الخالق، إذ إن المخلوق يستلزم ثلاثة أشياء: خالق، وخلق، ومخلوق، فالمخلوق إذاً ليس من صفات الخالق، أما الذي من صفات الخالق الخلق، فهل القرآن شيء بائن منفصل، يعني محسوسا ينظر بالعين؟
أو هو كلام من صفات المتكلم؟ الثاني؛ إذاً كيف تقولون: إن الله خالق القرآن؟!!
لا يمكن أبدا، بل القرآن وصفه، لأنه كلامه، ووصف الإنسان ليس من مفعولاته، فمثلا: أعطيتك تمرة، أكلتها، فهل فعلك هو التمرة؟ لا، ولكن التمرة مأكولة، والأكل غير المأكول، وهل أنت الأكل؟! لا، أنت آكل، ومضغك أكل، والممضوغ مأكول.
إذا فيجب على الإنسان أن يفرق بين المفعول البائن، وبين الفعل الذي هو وصف الفاعل، فالقرآن كلام، والآية لا تدل على أن القرآن مخلوق، لأن الله تعالى قال: {خالق كل شيء}، أي: فيلزم أن يكون المخلوق بائن منفصل].
الفائدة 64:
إذا قال الأطباء: بقاء الجنين – بعد نفخ الروح فيه - في بطن الأم يعرضها للخطر، فلابد من إسقاطه.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. فإذا كانت امرأة في بطنها جنين، والجنين حي، وقيل لها: إما أن نقتل الجنين وتسلمين أنت، وإما أن نُبقي الجنين وتهلكين، إذا قال العقلانيون: إذا بقي الجنين وماتت، لابد أن يموت!، فحينئذ نكون قد قتلنا نفسين، وإذا قتلنا الجنين، وأخرجناه قتلنا نفسا واحدة، والعقل يرى أن قتل نفس واحدة أهون من قتل نفسين.
فالجواب: نقول: إذا بقي الجنين في البطن، وماتت الأم، ثم مات الجنين، فموت الجنين هنا بفعل الله، وليس بفعلنا، لكن لو قتلناه، صار موته بفعلنا فلا يحل].
الفائدة 65:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/460)
خاتمة ذهبية: من الذي ينتفع بأصول الإيمان والعلوم الإسلامية؟
قال – رحمه الله تعالى -:
[وبذلك انتهى الكلام على الأصول الستة، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وهذه هي أصول الإيمان التي بنى أهل السنة والجماعة إيمانهم عليها، وهذه العقيدة في الحقيقة تثمر ثمرات جليلة، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فكثير من الناس – نسأل الله ألا يجعلنا منهم – يقرأون هذه الأركان ويجيدونها تماما، لكن على أنها أمور نظرية لا تثمر سلوكا طيبا ومنهجا سليما، الإيمان بالله يتضمن كذا، والإيمان بالملائكة يتضمن كذا، والإيمان باليوم الآخر يتضمن كذا، الإيمان بالقدر يتضمن كذا، وهذا مفهوم معلوم، لكن كثير من الناس لا يثمر له هذا الإيمان، السلوك الصواب، وإذا شئت أن ترى، انظر هذا العالم الجياش الذي يدخل المدارس، والمعاهد، والجامعات تجده أمما، فلو أن هذه الأمم تطبق حقيقة ما قرأته، لأصبح الشعب شعب الخلفاء الراشدين، لكن الواقع أن كل دراساتنا إنما هي دراسات نظرية، والدليل على هذا: أن الطالب يقرأ أن بر الوالدين واجب، ولكن هل يبر والديه؟ أبدا، وأنا لست أقول كل الناس، الحمد لله في الناس خير، لكن أقصد العامة، وكثير من الناس يقرأ أن صلة الرحم واجبة، ولكن هل كل إنسان يصل رحمه؟ أكثر من نعلم لا يصلون أرحامهم، ويزور صديقه مساء وصباحا، لكنه لا يزور قريبه إلا في السنة مرة، وعند المناسبات، أين التطبيق؟!
الكذب، كل طالب يعرف أن الكذب حرام، ومع ذلك يكذب، يقرأ أن الغش حرام، ثم يأتي ويقول: هل الغش في الامتحان حرام؟ يسأل عن شيء يعرف حكمه!
المهم أن أصول الإيمان الستة التي بينها الرسول – عليه الصلاة والسلام – لا تنفع الإنسان إلا إذا قبلها، وتأثر بها، وانتفع بها، أما مجرد النظر، فأنا ضامن أنه يوجد في الكفار من يدرس هذه الأشياء دراسة وافية، ويكون عنده من الاستنباطات، واستخراج الفوائد أكثر مما عند كثير من الناس، بل الآن هناك كفار يؤلفون في اللغة العربية، ويحللونها فقها وتعبيرا، ومع ذلك هم كفار، فلهذا نسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على الانتفاع بما علمنا].
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[28 - 12 - 07, 01:55 م]ـ
بوركت
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 09:09 ص]ـ
بوركت
وإياكم أخي أبا حمدان.
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 08:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
تفضلوا الآتي:
رابط تحميل الكتاب على موقع الشيخ العلامة الفقيه محمد صالح العثيمين العثيمين رحمه الله تعالى
http://www.ibnothaimeen.com/all/index/akedatahlalsonah.pdf (http://www.ibnothaimeen.com/all/index/akedatahlalsonah.pdf)
رابط تحميل الكتاب على موقع (بيت الإسلام)
http://www.islamhouse.com/p/1874 (http://www.islamhouse.com/p/1874)
رابط لشرح الشيخ العلامة الفقيه محمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى لكتابه عقيدة أهل السنة والجماعة
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=139 (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=139)
و هذا رابط لشرح كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة للشيخ العلامة الفقيه محمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى، شرحها الشيخ الفصيح الطبيب محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى، والله أسأل أن ينفع الله به، ولا ننسى الشيخين من دعواتنا.
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=154 (http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=154)
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 09:08 ص]ـ
جُهد مُبارك بإذن الله ولا حرمت الأجر والثواب .. فعلاً فوائد عظيمة لرجلِِ وإمامٍٍ مثل إبن عُثيّمين "رحمه الله"(45/461)
إقرؤوا هذا لكي تحصلوا على بيت في الجنة ....
ـ[مبارك مسعود]ــــــــ[25 - 12 - 07, 11:05 ص]ـ
سريلانكا دولة غير مسلمة في القارة الهندية ... ونسبة المسلمين فيها 8% ... وأكثرهم على مناهج باطلة .... وبدأت الدعوة السلفية تنتشر فيها في الأربعينات ... ووجدت هذه الدعوة المباركة إقبالا جيدا ... فصارت بعض الجوامع على منهج السلف الصالح ... ومنها المسجد الأكبر الواقع بقرية ماروذاموناي بشرق سريلانكا ... وسكان هذه القرية كلهم مسلمون ... وعدد الأسر الموجودة 5000 أسرة ... والأمم المتجاورة لها كفار هندوسيون .. المسجد الأكبر هو المسجد الوحيد على منهج السلف في هذه القرية ... ويحضر إليه أكثر من 3000 مصل لأداء صلاة الجمعة ... والمسجد كان قريبا من البحر ... فلأسف الشديد أنه تضرر بكارثة تسونامي عام 2004م ... وتهدم بأسره .... فزاره ناس كثيرون من البلاد العربية ... كما زراه مندوبو الجمعيات والمؤسسات الخيرية من البلاد العربية ... وخاصة من المملكة العربية السعودية والكويت ... ووعدوا بإعادة بناء المسجد ... ولكنهم للأسف الشديد يعتذرون أخيرا ويقولون إن المشروع كبير جدا ... لا طاقة لهم لتنفيذها ... ولكن للأسف الشديد أنه لا يوجد مكان لآداء الصلاة ... مع العلم أن هيئة أمناء المسجد أعدت مصلى صغير .. حالياً تقام الصلاة فيه و لم يعد قادراً على ايواء جميع المصلين .. فيضطرون للصلاة أحيانا تحت المطر او الشمس .. كما أن الوضع الديني في هذه القرية يصير سيئا جدا يوما بعد يوم ... وخاصة بعد دخول الوفود التنصيرية باسم الإغاثة ... وبعد مشورة واستخارة من الله بدأت هيئة المسجد بناء المسجد ... ووضعت حجر الأساس يوم عيد الأضحى هذا العام ... وهي تعتمد على الله ثم على مساعدات المتبرعين في هذا المشروع الضخم ... وتقدر تكلفة المشروع بعشرين مليون روبية سريلانكية (أي ما يساوي: 180000 دولار أمريكي) .. فيا أصحاب القلوب الطيبة، والنفوس المطمئنة، والضمائر الحية، والهمم العالية، والأيادي الكريمة، أخوتنا في الله في كل مكان. .. ندعوكم جميعاً بدون استثناء، وبلا فرق وتمييز إلى مد أياديكم الكريمة لبذل ما تجود به أنفسكم المطمئنة الطيبة من مال لبناء هذا المسجد .. ندعوكم لأنكم أهلا لهذا العمل الرباني الذي هو منكم وإليكم ... ندعوكم إلى مرضاة خالقكم الكريم حيث قال سبحانه: (مَّن ذَا الَّذِي يُقرِضُ اللهَ قَرضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجرٌ كَرِيمٌ) الحديد 11. ندعوكم إلى خير الدنيا والآخرة قال جل وعلا ((مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ، كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ، وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة 261.ندعوكم إلى جنة الله التي وعدنا بها (من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة أوسع منه) السلسلة الصحيحة - 3445) أيها الإخوة: سارعوا إلى الاتصال بالهواتف التالية لإعلان دعمكم ومساندتكم وتبرعكم بما تجود به أنفسكم: الشيخ / مبارك مسعود لبي (خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية) 0094776513059الأخ / محمد أنصار 0094713331135أو الإتصال بعنوان البريد الكتروني: markazthowheedh@gmail.commubarakml@gmail.com أيها الإخوة الآعزاء اذا لم يكن لديكم الرغبة في التبرع فلا تبخلوا على الاقل في نسخ هذا الإعلان .. و حاولوا أن تتمو إعمار بيت من بيوت الله ,في دولة ليست مسلمة و هذا المسجد هو المكان الوحيد الذي تقام فيه شعائر الله ..
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 01:45 م]ـ
بارك الله فيك(45/462)
من جواهر السلف
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[25 - 12 - 07, 02:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من جواهر السلف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الأصول المقررة عند سلفنا الصالح بغضُ أهل الأهواء والبدع، والبراءةُ منهم، ووجوبُ معاداتهم ومجانبتهم في كل شيء، وتركُ محبتهم وموالاتهم؛ وذلك لخروجهم من السُّنَّة وابتداعهم في الدين.
قال الشيخ إسماعيل الصابوني –رحمه الله– في وصف عقيدة السلف وأصحاب الحديث: " ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مَرَّت بالآذان وَقَرَّت في القلوب ضَرَّت، وجَرَّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جَرَّت" [عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص298 - 299].
وقال الشاطبي –رحمه الله–:/" إن فرقة النجاة وهم أهل السنة مأمورون بعداوة أهل البدع، والتشريد بهم، والتنكيل بمن انحاش إلى جهتهم بالقتل فما دونه. وقد حذَّر العلماء من مصاحبتهم ومجالستهم –حسبما تقدم– وذلك مظنة إلقاء العداوة والبغضاء" [الاعتصام 1/ 171].
فيا طالب العلم إليك من جواهر السلف في التحذير من أهل الأهواء والبدع:
قال ابن عباس: " لا تجالسوا أهل الأهواء؛ فإن مجالستهم ممرضة للقلوب" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/ 453].
قال عمر بن عبد العزيز: " من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل" [أخرجه الدارمي 1/ 68].
قال أبو قلابة: " لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة، أو يَلْبِسوا عليكم في الدين بعض ما لَبَس عليهم" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/ 453 - 436].
قال عمران القصير: " إياكم والمنازعة والخصومة، وإياكم وهؤلاء الذين يقولون: أرأيت أرأيت" [أخرجه ابن بطة في الكبرى ص405].
قال سلام بن أبي مُطيع: " إن رجلاً من أصحاب الأهواء
قال لأيوب السختياني: يا أبا بكر، أسألك عن كلمة، فولى أيوب، وجعل يشير بإصبعه: ولا نصف كلمة" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/ 440].
قال أسماء بن عبيد: " دخل رجلان من أهل الأهواء على ابن سيرين، فقالا: يا أبا بكر، نحدثك بحديث. قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله عز وجل، قال: لا، لتقومانِّ عني أو لأقومنَّ. قال: إني خشيت أن يقرآ عليَّ آية فيحرفاها فيقرَّ ذلك في قلبي" [أخرجه الدارمي 1/ 81].
فانظر يا طالب العلم، كيف رفض ابن سيرين أن يسمع منهم حديثا نبويا أو آية قرآنية، فحذارٍ أن تغتر بمن يُلبِّس عليك، فالذي يدخل القلب من الصعب أن يخرج، فاحرص على السُّنَّة.
قال محمد بن النضر الحارثي: " من أصغى سمعه إلى صاحب وهو يعلم أنه صاحب بدعة؛ نزعت منه العصمة وَوُكِّلَ إلى نفسه" [أخرجه اللالكائي 1/ 153].
وقال عمرو بن قيس الملائي: " إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة فارجه، وإذا رأيته مع أهل البدع فايئس منه، فإن الشاب على أول نشوئه" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص150].
قال يحيى بن أبي كثير: " إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/ 458].
فيا طالب العلم، كيف بالذي يجالسهم ويآكلهم، ويمازحهم ويآنسهم، ويصحبهم بل ويألبهم على طلاب العلم السلفيين!! فكن على حذر تسلم من شرهم.
قال أبو قلابة: " إن أهلَ الأهواء أهلُ الضلالة، ولا أرى مصيرهم إلا إلى النار" [أخرجه ابن سعد في الطبقات 7/ 184].
قال الأوزاعي: " عليك بأثر من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراءَ الرجال وإن زخرفوا لك بالقول" [ذكره الذهبي في العلو (المختصر) ص138].
عن ابن طاووس، عن أبيه قال: " إن رجلاً قال لابن عباس: الحمد لله الذي جعل هوانا على هواكم. قال: فقال ابن عباس: الهوى كله ضلالة" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/ 58].
قال الفضيل بن عياض: " أحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد. آكل عند يهودي ونصراني أَحبُّ إليَّ من صاحب بدعة. [أخرجه اللالكائي 2/ 638].
قال أبو الجوزاء: " لأن يجاورني القردة والخنازير في دار أَحبّ إليَّ من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء" [أخرجه ابن بطة في الكبرى 2/ 476].
قال أبو قلابة: "ما ابتدع الرجل بدعة إلا استحل السيف" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/ 460].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/463)
قال أرطأة بن المنذر: " لأن يكون ابني فاسقا من الفساق أَحبّ إليَّ من أن يكون صاحب هوى" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص149].
قال عبد الله بن المبارك: " صاحب البدعة على وجهه الظلمة وإن ادَّهن كل يوم ثلاثين مرة" [أخرجه اللالكائي 1/ 159].
قال الفضيل بن عياض: " من تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص175].
قال سعيد بن عنبسة: " ما ابتدع رجل بدعة إلا غل صدره على المسلمين، واختلجت منه الأمانة" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص152].
كان ابن طاووس جالسا فجاء رجل من المعتزلة، قال: فجعل يتكلم، قال: فأدخل ابن طاووس إصبعيه في أذنيه قال: وقال لابنه: أي بني، أدخل إصبعيك في أذنيك واشدد ولا تسمع من كلامه شيئاً. قال معمر: يعني أن القلب ضعيف" [أخرجه اللالكائي 1/ 152].
عن ابن عمر: " أنه جاءه رجل فقال: إن فلانا يقرأ عليك السلام، قال: بلغني أنه قد أحدث، فإن كان أحدث فلا تقرأ عليه السلام". [أخرجه الدارمي 1/ 68].
وقال الشوكاني في تفسيره لقول الله تعالى: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا ... ) الآية [الأنعام: 68]: " وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتمسح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله، ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة، وبدعهم الفاسدة. فإنه إذا لم يُنْكِر عليهم ويُغَيِّر ما هم فيه، فَأَقَلُّ الأحوال أن يترك مجالستهم، وذلك يسير غير عسير. وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون به شبهةً يشبهون بها على العامة، فيكون حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر" [فتح القدير 2/ 128].
وقال البغوي: " فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلا يتعاطى شيئا من الأهواء والبدع معتقدا، أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره ويتبرأ منه، ويتركه حيا وميتا" [شرح السنة 1/ 224].
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
"منقول"
ـ[أبو ريّان الأثري]ــــــــ[25 - 12 - 07, 10:26 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[26 - 12 - 07, 10:39 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك .. #
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[19 - 01 - 08, 03:52 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[11 - 03 - 08, 07:43 م]ـ
وفيكم بارك ايها الاخوة جميعا
اعذروني على التاخر في الرد
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[12 - 03 - 08, 07:13 ص]ـ
بارك الله فيك أخي جهاد على هذه النقول الطيبة المباركة
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[27 - 03 - 08, 11:47 ص]ـ
بارك الله فيك أخي جهاد على هذه النقول الطيبة المباركة
وخيرا جزيت أخي الكريم
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 05:22 م]ـ
أخي جهاد
جزاك الله خيراً وبارك فيك
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[13 - 04 - 08, 07:25 م]ـ
أخي جهاد
جزاك الله خيراً وبارك فيك
وفيك بارك أخي الكريم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[08 - 07 - 08, 04:28 م]ـ
...........
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[11 - 08 - 08, 07:49 م]ـ
............... للرفع ...................
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[13 - 08 - 08, 11:37 م]ـ
وهذه مجموعة طيبة مما ورد عن السلف من مواعظ و حِكَم ..
---
* عن أحمد بن إسحاق الحضرمي قال: سمعت صالحاً المريّ يقول: للبكاء دواع بالفكرة في الذنوب فإن أجابت على ذلك القلوب وإلا انقلها إلى الموقف وتلك الشدائد والأهوال فإن أجابت وإلا فاعرض عليها التقلب بين أطباق النيران .. ) الحلية / 6/ 167)
* البكاء من سبعة أشياء من الفرح والحزن والفزع والوجع والرياء والشكر وبكاء من خشية الله فذلك الذي تطفيء الدمعة منه أمثال الجبال من النار (الحلية 5/ 235)
* إن حقوق الله أثقل من أن يقوم بها العباد وإن نعم الله أكثر من أن يحصيها العباد ولكن أصبحوا توابين وأمسوا توابين (المصنف / 7/ 182)
* من نوى الصبر على طاعة الله صبره الله عليها وقواه , ومن عزم على الصبر عن معاصي الله أعانه الله على ذلك وعصمه عنها (الصبر / 146)
* عن وهب بن منبه أنه كان يقول: الإيمان قائد والعمل سائق النفس فإن فَتَرَ قائدها حادت عن الطريق ولم تستقيم لسائقها وإن فتر سائقها صرفت ولم تتبع قائدها , فإذا اجتمعا استقامت طوعاً أو كرهاً ولا تستقيم أبدا إلا بالطوع. (الحلية 4/ 31).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/464)
* قال اليحيى بن معاذ الرازي: يا ابن آدم لا تأسف على مفقود لا يرد عليك الفوت , ولا تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت. (الشعب 1/ 236).
* عن قتادة قال: الصبر من الإيمان بمنزلة اليدين من الجسد من لم يكن صابرا على البلاء لم يكن شاكرا على النعماء , ولو كان الصبر رجلا لكان كريما جميلا. (الصبر 163)
* قال مسلم بن جعفر: " صُم عن الدينار وليكن فطرك الموت وكن كالمداوي جرحه صبراً على الدواء خشية طول البلاء احتمالاً للبلاء يلتمس بذلك طول الراحة " (الزهد لأحمد / 427)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[16 - 08 - 08, 01:36 ص]ـ
قال الحسن البصري رحمه الله: (رأس مال المسلم دينه فلا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال) (1)
قال طلق بن حبيب: (إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى، قالوا وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله , وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله) (2)
قال رجل لعمر بن عبد العزيز: (اجعل كبير المسلمين عندك أباً، وصغيرهم ابناً، وأوسطهم أخاً، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه) (3)
قال يحي بن معاذ الرازي: (ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضره،وإن لم تفرحه فلا تغمه،وإن لم تمدحه فلا تذمه) (4)
قال ابن حبان، قال الشافعي: ثلاث كلمات لم يقلها أحد في الإسلام قبله ولا تفوه بها أحد بعده: الأولي قوله (إذا صح الحديث فخذوا به ودعوا قولي، الثانية - قوله:ما ناظرت أحداً قط فأحببت أن يخطئ، الثالثة -قو له: وددت أن الناس تعلموا هذه الكتب ولم ينسبوها إلي) (5)
قال سهل بن عبد الله:النجاة في ثلاثة: (1 - أكل الحلال: 2 - أداء الفرائض: 3 - الاقتداء بالنبي صلي الله عليه وسلم) (6)
قال ابن عمر لرجل سأله عن العلم: فقال (إن العلم كثير ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس،خميص البطن من أموالهم،كاف اللسان عن أعراضهم، لازماً لجماعتهم، فافعل) (7)
__________
(2) 1) انظر: الاستذكار لابن عبد البر 2/ 28.
(2) انظر: بدائع الفوائد 2/ 96.
(3) 3) انظر: جامع العلوم والحكم 2/ 283.
(4) 4) انظر: جامع العلوم والحكم 2/ 283.
(5) 5) انظر: صحيح ابن حبان 5/ 498 - 499.
(6) انظر: تفسير القرطبي 2/ 208.
(7) انظر: سير أعلام النبلاء 2/ 221.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[14 - 10 - 08, 02:00 ص]ـ
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "خير الأعمال ماكان لله أطوعَ، ولصاحبه أنفع ... "
• قال بعض السلف: "قد أصبح بنا من نعم الله تعالى ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه فلا ندري أيهما نشكر، أجميلُ ما ينشر أم قبيح ما يستر ... ؟ "
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "تأمَّلت أنفع الدعاء فإذا هو: سؤال الله العون على مرضاته"
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "القلوب الصادقة والأدعية الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب".
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "ومن تدبر أصول الشرع علم أنه يتلطف بالناس في التوبة بكل طريق".
• قال بعض السلف: "ادَّخر راحتك لقبرك، وقِّلل من لهوك ونومك، فإنَّ من ورائك نومةً صبحها يوم القيامة".
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "النّيَّة المجردة عن العمل يُثاب عليها، والعمل المجرد عن الّنية لا يثاب عليه".
• قال الحسن البصري -رحمه الله-: "استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
• قال بعض السلف: "إذا قصر العبد في العمل ابتلاه الله بالهموم".
• قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "إن أحببت أن يدوم الله لك على ما تحبُّ فدم له على ما ُيحبُّ".
• قيل للإمام أحمد -رحمه الله-: "كم بيننا وبين عرش الرحمن؟ قال: دعوة صادقة من قلب صادق".
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "ليس في الدنيا نعيمٌ يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان".
• سئل الإمام أحمد -رحمه الله-: "متى الراحة؟ قال: عند أول قدم أضعها في الجنة".
• قال مطرف بن عبد الله -رضي الله عنه-: "صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية".
• قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: "لا مُستراح للعبد إلا تحت شجرة طوبى".
• جاء رجل إلى الحسن البصري -رحمه الله-: فقال: "يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي. قال: أدِّبه بالذكر"
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[15 - 10 - 08, 11:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[17 - 10 - 08, 12:43 م]ـ
• قال سعيد بن جبير: لدغتني عقرب، فأقسمت علي أمي أن أسترقي، فأعطيت الراقي يدي التي لم تلدغ، وكرهت أن أحنثها.
سير أعلام النبلاء (4/ 333)
• قال ابن سعدي -رحمه الله- (ص876): في تفسير قوله تعالى: {وهو اللطيف الخبير} من معاني اللطيف: "أنه الذي يلطُف بعبده ووليِّه فيسوق إليه البرَّ والإحسان من حيث لا يشعر، ويعصمه من الشر من حيث لا يحتسب، ويرقيه إلى أعلى المراتب بأسباب لا تكون من العبد على بال".
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "فمن كان مخلصاً في أعمال الدين يعملُها لله؛ كان من أولياء الله المتقين أهل النعيم المقيم"
[مجموع الفتاوى 1/ 8].
• قال بعض السلف: "القلوب مشاكي الأنوار، ومن خلط زيته اضطرب نوره، فعُمِّيت عليه السَّبيل".
• قال بعض السلف: "الَّتقيُّ وقتُ الراحة له طاعة، ووقت الطاعة له راحة".
• كان الربيع بن خثيم -رحمه الله- إذا قيل له: كيف أصبحت؟ يقول: أصبحنا ضعفاء مذنبين
نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا
.مصنف ابن أبي شيبة (8/ 207)
• قال بعض السلف: "من كان لله كما يريد، كان الله له فوق ما يريد، ومن أقبل عليه تلقاه من بعيد". طريق الهجرتين لابن القيم (ص 48)
•قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: "ليس سرور يعدل صُحبةَ الأخوان ولا غمّ يعدل فراقهم".
شعب الإيمان - (6/ 504)
• قال عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-: "ما أعطي عبدٌ بعد الإسلام خيراً من أخٍ صالح".
قوت القلوب - (2/ 178)
• قال بعض السلف: "إنَّ الدنيا إذا كست أوكست، وإذا حلت أوحلت، وإذا غلت أوغلت، فإياك إياك".
• قال ابن القيم -رحمه الله-:
والحق منصور وممتحنٌ! فلا تعجب فهذي سنة
الرحمن.
متن القصيدة النونية - (2/ 14)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/465)
ـ[حيان]ــــــــ[19 - 10 - 08, 06:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن كم قد استخدمت هذه الآثار في غير موضعها والله المستعان.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[23 - 10 - 08, 11:07 م]ـ
• قال ابن عبد البر -رحمه الله-: كتب عمر إلى معاوية: أن ألزم الحقَّ، ينزلك الحقُّ في منازل أهل الحقّ، يوم لا يُقضى إلا بالحقّ، والسلام.
• قال ابن القيم -رحمه الله- مفتاح دار السعادة - (1/ 70): الجهاد نوعان:
جهاد باليد والسنان، وهذا المشارك فيه كثير.
والثاني: الجهاد بالحجَّة والبيان، وهو جهاد الخاصّة من أتباع الرُّسل، وهو جهاد الأئمة وهو أفضل الجهادين لعظم منفعته وشدّة مؤونته وكثرة أعدائه.
• قال ابن القيم -رحمه الله-: كلُّ مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرَّحمة إلى ضدّها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث، فليست من الشَّريعة وإن أُدخلت فيها بالتأويل [إعلام الموقعين: 3/ 3].
• قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:إذا أصاب أحدُكم ودّاً من أخيه فليتمسَّك به، فقلما يصيب ذلك. قوت القلوب - (2/ 178)
• قال العلاَّمة السعدي -رحمه الله-[1/ 30]: عنوان سعادة العبد: إخلاصه للمعبود، وسعيه في نفع الخلق.
• قال ابن عبّاس: صاحب المعروف لا يقع، فإن وقع وجد متّكأً. عيون الأخبار (1/ 339)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[28 - 10 - 08, 03:03 م]ـ
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ليس في كتاب الله آية واحدة يُمدح فيها أحد بنسبه ولا يُذم أحد بنسبه. مجموع الفتاوى (35/ 230)
• قال الحسن البصري -رحمه الله-: لرجل: تعشَّ العشاء مع أمك تقرُّ به عينُها أحبُّ إليّ من حجة تطوُّعاً. بر الوالدين لابن الجوزي (ص 4)
• قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: ما أنعم الله على عبد من نعمة فانتزعها منه فعاضه مما انتزع منه صبرا إلا كان الذي عاضه خيرا مما انتزع منه. مصنف ابن أبي شيبة (8/ 241)
• قال بعض السلف:"كلَّ نعمة دون الجنة فانيةٌ, وكلَّ بلاء دون النار عافية".
• قال شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله-: في [المنهاج 3/ 378]: إذا صار لليهود دولةٌ في العراق يكون الرّافضة أعظم أعوان لهم.
• قَالَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ -رضي الله عنه-: لَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ مِنَ الزِّحَامِ. صحيح مسلم (7625)
• قال شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله-: ما لا يكون بالله لا يكون، وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم. مختصر الفتاوي المصرية لابن تيمية - (1/ 174)
• قال عمر الفاروق -رضي الله عنه-: لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولاخير في قوم لا يحبون النُّصح. الاستقامة في مائة حديث نبوي (ص 148)
ـ[ماجد القحطاني]ــــــــ[28 - 10 - 08, 09:46 م]ـ
جزاك الله خير ... للرفع.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[01 - 11 - 08, 06:49 م]ـ
عِظَمُ َخَطَرِ تَنَقُّصِ العُلََمَاء
قالَ الإمامُ الحَافظُ أَبُو القَاسِم بنُ عَسَاكِر-رَحِمَهُ الله تعالى-:
"اِعْلَمْ ياَ أخِي وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيّاَكَ لِمَرْضَاتِهِ وَجَعَلَنَا مِمَّنْ يّخْشاَهُ وَيَتَّقِيهِ، أنَّ لُحُومَ العُلَمَاءِ مَسْمُومِة، وَعَادَةُ اللهِ فِي هَتْكِ أَسْتَار مُنْتَقِصِهِمْ مَعْلُومَة وَأَنَّ مَنْ أَطْلَقَ لِسَانَهُ فِي العُلَمَاءِ بالثَّلْبِ بَلاََه ُاللهُ قبَْلَ مَوْتِهِ بِمَوْتِ القَلْبِ (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور: 63] [المجموع، للنووي:1/
قال الإمام الطحاوي رحمه الله وهو يبين عقيدة السلف الصالح رحمة الله عليهم حينما ذكر أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر، من علماء الأمة من الصحابة والتابعين إليهم بإحسان، قال رحمه الله عنهم: (وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين، أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر، لا يُذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير سبيل)
متن الطحاوية بتعليق سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله (ص:59)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[05 - 11 - 08, 11:54 ص]ـ
•قال سعيد بن المسيب (93هـ): "ليس من عالم ولا شريف ولا ذي فضل إلاَّ وفيه عيب، ولكن مَن كان فضلُه أكثرَ من نقصه ذهب نقصه لفضله، كما أنَّه من غلب عليه نقصانه ذهب فضله. وقال غيره: لا يسلم العالم من الخطأ، فمَن أخطأ قليلاً وأصاب كثيراً فهو عالم، ومن أصاب قليلاً وأخطأ كثيراً فهو جاهل". جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (2/ 48).
•وقال عبد الله بن المبارك (181هـ): "إذا غلبت محاسنُ الرَّجل على مساوئه لَم تُذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ عن المحاسن لَم تُذكر المحاسن". سير أعلام النبلاء للذهبي (8/ 352 ط. الأولى).
•وقال الإمام الذهبي (748هـ): "ثم إن الكبير من أئمَّة العلم إذا كثر صوابُه، وعُلم تحرِّيه للحقِّ، واتَّسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعُرف صلاحُه وورعه واتِّباعه، يُغفر له زلَله، ولا نضلِّله ونطرحه، وننسى محاسنه، نعم! ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك". سير أعلام النبلاء (5/ 271).
•وقال أيضاً: "ولو أنَّا كلَّما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قُمنا عليه وبدَّعناه وهجَرناه، لَمَا سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده ولا مَن هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحقِّ، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة" السير (14/ 39 ـ 40).
•وقال أيضاً: "ولو أنَّ كلَّ من أخطأ في اجتهاده ـ مع صحَّة إيمانه وتوخِّيه لاتباع الحقِّ ـ أهدرناه وبدَّعناه، لقلَّ مَن يسلم من الأئمَّة معنا، رحم الله الجميعَ بمنِّه وكرمه". السير (14/ 376).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/466)
ـ[صافي حبيب]ــــــــ[07 - 11 - 08, 09:15 م]ـ
السلام عليكم:
أما يوجد من النقول إلا ما يدعو إلى المقاطعة، أليس من هدي نبينا دعوتهم بالحسنى، واستعمال الأدلة والبراهين القوية الدالة على محبة الخير وما يشعرهم بمحبتهم.
فالذي يظهر أنه لابد من إقامة حرب ضروس ضدهم رغم أنهم من المسلمين وأخوتهم مطلوبة شرعا ودعوتهم من أوكد الواجبات.
ومهمة دعوتهم موكولة إلى أهل العلم العلماء العاملين وليس إلى طلبة العلم المبتدئين أو بعض المتفيقهين المبجحين بالسنة.
وليتأمل كل معارض لما كتبت هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونماذج اللين واليسر كثيرة.
تقبل الله منا جميعا مقاصدنا.
ـ[صافي حبيب]ــــــــ[07 - 11 - 08, 09:21 م]ـ
صافي حبيب السلام عليكم:
أما يوجد من النقول إلا ما يدعو إلى المقاطعة، أليس من هدي نبينا دعوتهم بالحسنى، واستعمال الأدلة والبراهين القوية الدالة على محبة الخير وما يشعرهم بمحبتهم.
فالذي يظهر أنه لابد من إقامة حرب ضروس ضدهم رغم أنهم من المسلمين وأخوتهم مطلوبة شرعا ودعوتهم من أوكد الواجبات.
ومهمة دعوتهم موكولة إلى أهل العلم العلماء العاملين وليس إلى طلبة العلم المبتدئين أو بعض المتفيقهين المبجحين بالسنة.
وليتأمل كل معارض لما كتبت هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونماذج اللين واليسر كثيرة.
تقبل الله منا جميعا مقاصدنا.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[09 - 11 - 08, 04:34 م]ـ
سأورد بعض الفوائد من كتاب جامع العلوم والحكم
جمعها أحد طلبة العلم
وستكون على حلقات إن شاء الله
- - - - - -
- عَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عمر بْنِ الخطاب رضيَ الله عَنهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَى الله عليه وسلم يقولُ: ((إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّياتِ، وإِنَّمَا لِكُلّ امرئ ما نَوَى، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى الله وَرَسولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى الله وَرَسُولِهِ، ومَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يصِيبُها أوْ امْرَأَةٍ ينْكِحُها فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إِليهِ)) رَوَاهُ البُخَارِي وَمُسْلِم.
(الرجوع للفهرس)
أقوال السلف:
1 - قال الفضل بن زياد رحمه الله: سألت أبا عبد الله - يعني أحمد - عن النية في العمل، قلت: كيف النية؟ قال: يعالج نفسه إذا أراد عملاً لا يريد به الناس (ص: 13)
2 - قال أحمد بن داود الحربي رحمه الله: حدث يزيد بن هارون بحديث عمر (الأعمال بالنيات) وأحمد رحمه الله جالس، فقال أحمد ليزيد: يا أبا خالد هذا الخناق (ص: 13)
3 - قال يحيى ابن أبي كثير رحمه الله: تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل (ص: 16)
4 - قال زيد الشامي رحمه الله: إني لأحب أن تكون لي نية في كل شيء حتى في الطعام والشراب (ص: 16)
5 - قال زيد الشامي رحمه الله: اِنوِ في كل شيء تريد الخير حتى خروجك إلى الكناسة (ص:16)
6 - قال داود الطائي رحمه الله: رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية وكفاك بها خيراً وإن لم تنصب (ص: 16)
7 - قال سفيان الثوري رحمه الله: ما عالجت شيئاً أشد عليَّ من نيتي؛ لأنها تتقلب عليَّ (ص:16)
8 - قال يوسف بن أسباط رحمه الله: تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد (ص: 16)
9 - وقيل لنافع بن جبير رحمه الله: ألا تشهد الجنازة؟ قال: كما أنت حتى أنوي، قال: ففكر هنيهة ثم قال: امضِ (ص: 16)
10 - قال مطرف بن عبد الله رحمه الله: صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية (ص: 16)
11 - قال ابن المبارك رحمه الله: رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية (ص: 16)
12 - قال ابن عجلان رحمه الله: لا يصلح العمل إلا بثلاث: التقوى لله، والنية الحسنة، والإصابة (ص: 16)
13 - قال الفضيل بن عياض رحمه الله: إنما يريد الله عز وجل منك نيتك وإرادتك (ص: 16)
14 - قال يوسف بن أسباط رحمه الله: إيثار الله عز وجل أفضل من القتل في سبيل الله (ص: 16)
15 - قال الفضيل رحمه الله في قوله تعالى: (ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) قال: أخلصه وأصوبه، وقال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبَل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبَل، حتى يكون خالصاً صواباً، قال: والخالص إذا كان لله عز وجل والصواب إذا كان على السنة (ص: 17)
16 - قال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله: ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب (ص: 24)
17 - قال يوسف بن الحسين الرازي رحمه الله: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر (ص: 24)(45/467)
مسائل في المجاز (1)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 09:11 م]ـ
(1)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((وأول من عرف أنه تكلم بلفظ المجاز أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه، ولكن لم يعن بالمجاز ما هو قسيم الحقيقة، وإنما عنى بمجاز الاية ما يعبر به عن الآية)).
قلت: أما كون أبي عبيدة لم يُرد بلفظ المجاز ما هو قسيم الحقيقة فهذا حق وصواب .... وأما كونه أراد بلفظ المجاز ما يعبر به عن اغلآية فهذا كلام أخطأ به شيخ الإسلام على أبي عبيدة ونسب له مالم يرده ولا خطر بباله ....
ولو كان ذلك مراد أبي عبيدة لكان لكل آية عنده مجازاً وواقع كتابه يشهد بغير ذلك ... وإنما مراد أبي عبيدة شئ آخر نوضحه فنقول:
الكلام العربي-ومنه القرآن- عند أبي عبيدة منه ماليس له مجاز، ومنه ماله مجاز،وما ليس له مجاز هو ما تكلمت به العرب فجاء موافقاً لقياس النحاة، وماله مجاز هو ما يجوز عند العرب ويتكلمون به، وجاء على خلاف قياس النحاة، ومجازه عند ِأبي عبيدة هو لفظه لو جاء على القياس النحوي؛ فآيات القرآن وألفاظه التي يرى أبو عبيدة على وفق القياس النحوي لا يقول: أن لها مجازاً، ولكنه يقول: تفسيرها كذا، أو: معناها كذا، أو يقول: أي كذا، وآيات القرآن وألفاظه التي يرى أبو عبيدة أنها مخالفة للقياس النحوي يقول: إن لها مجازاً ومجازها عنده هو لفظها لو جاءت على القياس النحوي بزعمه، وأبو عبيدة لم يذكر لفظ القياس النحوي ولا كان ذلك اللفظ شاع بعد في زمنه،ولكن كلامه والأبواب التي ذكرها تدل عليها، ولو رفع من كتابه كل موضع قال فيه: ((مجازها كذا وكذا)) ووضع مكانه: تقديرها عند النحاة أو: قياسها عند النحاة، أو أصلها عند النحاة كذا وكذا لظل الكلام مستقيماً لم يتغير منه شئ، فكأنه يقول: إن ذلك اللفظ جائز عند العرب وهم يتكلمون به وما يجوز فيه عند النحاة غير ذلك،فالمجاز عند أبي عبيدة هو القياس أو التقدير النحوي،والكلام العربي الذي له مجاز هو ماكان جائزاً عند العرب وتكلموا به ولكنه مخالف لقياس النحاة لا يجوز عندهم، ومجازه هو لفظه لو جاء على قياس النحاة بزعمه ....
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 11:01 م]ـ
اقرأ كلام أبي عبيدة: ((فهذا مختصر فيه ضمير مجازه:) وانْطَلَقَ المَلأُ منهم))
وقوله: وسَلِ الْقَرْيَةَ التي كُنَّا فيهَا والعيرَ التي أَقبَلْنا فيها () 1282 (،
فهذا محذوف فيه ضمير مجازه: وسل أهل القرية،
دع مكان لفظ مجاز لفظ: تعبير معروف عند العرب ثم قل لنفسك ... ما هذا الحشو الذي نسبتُه لأبي عبيدة ...
دع مكان مجاز لفظ: تقديره ... ثم صوب كلامي ...
ـ[الإسكندراني]ــــــــ[30 - 12 - 07, 09:26 ص]ـ
.....
ـ[عبد السلام السطيفي]ــــــــ[10 - 09 - 09, 09:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا(45/468)
طلب مساعدة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[26 - 12 - 07, 08:04 ص]ـ
إخواني من اهل العلم وطلبة العلم أريد مساعدتكم لي في هذا الموضوع هل يصلح لكتابة رسالة ماجستير وهو ميزان يوم القيامة بين أهل السنة والمخالفين لهم ومن اراد المساعدة فليبعث لي على الخاص وليراسلني بارك الله فيكم ومساعدة عاجلة
والعنوان awad_200@hotmail.com(45/469)
خلاصة المستفيد من القول المفيد. الشيخ العلامة ابن عثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 04:10 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل المرسلين، أما بعد:
قمت بتدريس إخواني الكرام بعد صلاة الفجر في مكتبة مسجدي الذي أؤم فيه: " القول المفيد على كتاب التوحيد "، للشيخ العلامة ابن عثيمين – قدس الله روحه، وأسكنه الله تعالى الفردوس الأعلى – فكنت إذا مرت بنا الفائدة دونتها على غلاف الكتاب، حتى تجمعت عندي عشرات الفوائد، فقيدتها لإخواني، لعل الله تبارك وتعالى يتقبلها مني، وليستفيد إخواني طلبة العلم من علم هذا العلم، والبحر الخضم، فأسأل الله تعالى أن يدخرها لي في {يوم لا ينفع فيه مال وبنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.
وكنت قد رقمت منها مجموعة، سأعجل بها من باب المبادرة إلى الخير، وما بقي أسطره تباعا، وقد سميت هذه الفوائد:
[خلاصة المستفيد من القول المفيد شرح كتاب التوحيد].
وإلى المقصود:
الفائدة الأولى:
في باب: من الشرك الاستعاذة بغير الله:
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: {برجال من الجن}، يستفاد منه أن للجن رجالاً، ولهم إناث، وربما يجامع الرجل من الجن الأنثى من بني آدم، وكذلك العكس الرجل من بني آدم قد يجامع الأنثى من الجن، وقد ذكر الفقهاء الخلاف في وجوب الغسل بهذا الإجماع.
والفقهاء يقولون في باب الغسل، لو قالت: إن بها جنياً يجامعها كالرجل، وجب عليها الغسل، وأما أن الرجل يجامع الأنثى من الجن، فقد قيل ذلك، لكن لم أره في كلام أهل العلم، وإنما أساطير تقال، والله أعلم.
لكن علينا أن نصدق بوجودهم، وأنهم مكلفون، وبأن منهم الصالحين ومنهم دون ذلك، وبأن منهم المسلمين والقاسطين، وبأن منهم رجالاً ونساء].
الفائدة الثانية:
في باب: من الشرك الاستعاذة بغير الله. في حديث " خولة بنت حكيم " [من نزل منزلا .. ]
قال – رحمه الله تعالى -:
قوله: "لم يضره شيء"، نكرة في سياق النفي، فتفيد العموم من شر كل ذي شر من الجن والإنس وغيرهم والظاهر الخفي حتى يرتحل من منزله، لأن هذا خبر لا يمكن أن يتخلف مُخْبَرُه، لأنه كلام الصادق المصدوق، لكن إن تخلف، فهو لوجود مانع لا لقصور السبب أو تخلف الخبر.
ونظير ذلك كل ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأسباب الشرعية إذا فعلت ولم يحصل المسبب، فليس ذلك لخلل في السبب، ولكن لوجود مانع، مثل: قراءة الفاتحة على المرضى شفاء، ويقرأها بعض الناس ولا يشفى المريض، وليس ذلك قصوراً في السبب، بل لوجود مانع بين السبب وأثره.
ومنه: التسمية عند الجماع، فإنها تمنع ضرر الشيطان للولد، وقد توجد التسمية ويضر الشيطان الولد لوجود مانع يمنع من حصول أثر هذا السبب، فعليك أن تفتش ما هو المانع حتى تزيله فيحصل لك أثر السبب.
قال القرطبي: وقد جربت ذلك، حتى إني نسيت ذات يوم، فدخلت منزلي ولم أقل ذلك، فلدغتني عقرب].
الفائدة الثالثة: هل الاستعاذة بغير الله شرك على الإطلاق؟
في باب: من الشرك الاستعاذة بغير الله.
قال – رحمه الله تعالى -:
[أما الاستعاذة بالمخلوق، ففيها تفصيل، فإن كان المخلوق لا يقدر عليه، فهي من الشرك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "لا يجوز الاستعاذة بالمخلوق عند أحد من الأئمة"، وهذا ليس على إطلاقه، بل مرادهم مما لا يقدر عليه إلا الله، لأنه لا يعصمك من الشر الذي لا يقدر عليه إلا الله، سوى الله.
ومن ذلك أيضاً الاستعاذة بأصحاب القبور، فإنهم لا ينفعون ولا يضرون، فالاستعاذة بهم شرك أكبر، سواء كان عند قبورهم أم بعيداً عنهم.
أما الاستعاذة بمخلوق فيما يقدر عليه، فهي جائزة، وقد أشار إلى ذلك الشارح الشيخ سليمان في "تيسير العزيز الحميد"، وهو مقتضى الأحاديث الواردة في "صحيح مسلم" لما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - الفتن، قال: "فمن وجد من ذلك ملجأ، فليعذ به".
وكذلك قصة المرأة التي عاذت بأم سلمة، والغلام الذي عاذ بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك في قصة الذين يستعيذون بالحرم والكعبة، وما أشبه ذلك.
وهذا هو مقتضى النظر، فإذا اعترضني قطاع طريق، فعذت بإنسان يستطيع أن يخلصني منهم، فلا شيء فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/470)
لكن تعليق القلب بالمخلوق لا شك أنه من الشرك، فإذا علقت قلبك ورجاءك وخوفك وجميع أمورك بشخص معين، وجعلته ملجأ، فهذا شرك، لأن هذا لا يكون إلا لله.
وعلى هذا، فكلام الشيخ رحمه الله في قوله: "إن الأئمة لا يجوزون الاستعاذة بمخلوق" مقيد بما لا يقدر عليه إلا الله، ولولا أن النصوص وردت بالتفصيل لأخذنا الكلام على إطلاقه، وقلنا: لا يجوز الاستعاذة بغير الله مطلقا].
الفائدة الرابعة: كل قيد يراد به بيان الواقع، فإنه كالتعليل للحكم؛ (الصفة الكاشفة).
وفي باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره،
قال – رحمه الله تعالى -:
[وقوله: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك}، أي: لأنه لا ينفعك ولا يضرك، وهذا القيد ليس شرطاً بحيث يكون له مفهوم، فيكون لك أن تدعو من ينفعك ويضرك، بل هو لبيان الواقع، لأن المدعو من دون الله لا يحصل منه نفع ولا ضرر، قال الله تعالى: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين} [الأحقاف: 5، 6].
ومن القيد الذي ليس بشرط، بل هو لبيان الواقع قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم} [البقرة: 21].
فإن قوله: {الذي خلقكم والذين من قبلكم} لبيان الواقع، إذ ليس هناك رب ثان لم يخلقنا والذين من قبلنا.
ومنه قوله تعالى: {وربائبكم اللاتي في حجوركم} [النساء: 23]، فهذا بيان للواقع الأغلب.
ومنه قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} [الأنفال: 24]، فهذا بيان للواقع، إذ دعاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - إيانا كله لما يحيينا.
وكل قيد يراد به بيان الواقع، فإنه كالتعليل للحكم، فمثلاً قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم} [البقرة: 21]، أي اعبدوه لأنه خلقكم.
وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}، أي: لأنه لا يدعوكم إلا لما يحييكم.
وكذلك قوله تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك}، أي: لأنه لا ينفعك ولا يضرك، فعلى هذا لا يكون هذا القيد شرطاً، وهذه يسميها بعض الناس صفة كاشفة].
الفائدة الخامسة: الشكر يكون في ثلاثة مواضع.
في باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.
في قوله تعالى [فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له] العنكبوت (17).
قال – رحمه الله تعالى -:
[والشكر فسروه بأنه: القيام بطاعة المنعم، وقالوا: إنه يكون في ثلاثة مواضع:
1 - في القلب، وهو أن يعترف بقلبه أن هذه النعمة من الله، فيرى لله فضلاً عليه بها، قال تعالى: {وما بكم من نعمة فمن الله} [النحل: 53]، وأعظم نعمة هي نعمة الإسلام، قال تعالى: {يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا على إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان} [الحجرات: 17]، وقال تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ..... } الآية [آل عمران: 164].
2 - اللسان، وهو أن يتحدث بها على وجه الثناء على الله والاعتراف وعدم الجحود، لا على سبيل الفخر والخيلاء والترفع على عباد الله، فيتحدث بالغنى لا ليكسر خاطر الفقير، بل لأجل الثناء على الله، وهذا جائز كما في قصة الأعمى من بني إسرائيل لما ذكرهم المَلَك بنعمة الله، قال "نعم، كنت أعمى فرد الله علي بصري، وكنت فقيراً فأعطاني الله المال"، فهذا من باب التحدث بنعمة الله.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - تحدث بنعمة الله عليه بالسيادة المطلقة، فقال: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة".
3 - الجوارح، وهو أن يستعملها بطاعة المنعم، وعلى حسب ما يختص بهذه النعمة،
فمثلاً: شكر الله على نعمة العلم: أن تعمل به، وتعلمه الناس.
وشكر الله على نعمة المال: أن تصرفه بطاعة الله، وتنفع الناس به.
وشكر الله على نعمة الطعام: أن تستعمله فيما خلق له، وهو تغذية البدن، فلا تبني من العجين قصراً مثلاً، فهو لم يخلق لهذا الشيء].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/471)
قلت: (علي) قول الشيخ أخيرا: " فلا تبني من العجين قصرا ... " فيه خطأ ما يُفعل في أعياد الميلاد المبتدعة من صنع الفطائر على هيأة منزل أو سفينة أو قصر، وخطأ ما يفعله أصحاب محلات الكعك والفطائر والحلويات بمثل هذه النعم مما سبق ذكره، وأنه من كفران النعم.
الفائدة السادسة: الاستفهام المراد به النفي أبلغ من النفي المجرد.
في باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.
في قوله تعالى [ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة]
قال – رحمه الله تعالى -:
[والاستفهام يراد به هنا النفي، أي لا أحد أضل.
و {أضل}: اسم تفضيل، أي: لا أحد أضل من هذا.
والضلال: أن يتيه الإنسان عن الطريق الصحيح.
وإذا كان الاستفهام مرادا به النفي كان أبلغ من النفي المجرد، لأنه يحوله من نفي إلى تحد، أي: بين لي عن أحد أضل ممن يدعو من دون الله؟ فهو متضمن للتحدي، وهو أبلغ من قوله: لا أضل ممن يدعو، لأن هذا نفي مجرد، وذاك نفي مشرب معنى التحدي].
الفائدة السابعة: فرق بين ما يأتي بالشيء، وما يأتي عند الشيء.
في باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: {من لا يستجيب له إلى يوم القيامة}، فإذا كان من سوى الله لا يستجيب إلى يوم القيامة، فكيف يليق بك أن تستغيث به دون الله؟! فبطل تعلق هؤلاء العابدين بمعبوداتهم.
فالذي يأتي للبدوي أو للدسوقي في مصر، فيقول: المدد! المدد! أو: أغثني، لا يغني عنه شيئاً، ولكن قد يبتلي فيأتيه المدد عند حصول هذا الشيء لا بهذا الشيء، وفرق بين ما يأتي بالشيء وما يأتي عند الشيء.
مثال ذلك: امرأة دعت البدوي أن تحمل، فلما جامعها زوجها حملت، وكانت سابقاً لا تحمل، فنقول هنا: إن الحمل لم يحصل بدعاء البدوي، وإنما حصل عنده لقوله تعالى: {من لا يستجيب له إلى يوم القيامة}.
أو يأتي للجيلاني في العراق، أو ابن عربي في سوريا، فيستغيث به، فإنه لا ينتفع، ولو بقي الواحد منهم إلى يوم القيامة يدعو ما أجابه أحد.
والعجب أنهم في العراق يقولون: عندنا الحسين، فيطوفون قبره ويسألونه، وفي مصر كذلك، وفي سوريا كذلك، وهذا سفه في العقول، وضلال في الدين، والعامة لا يلامون في الواقع، لكن الذي يلام من عنده علم من العلماء ومن غير العلماء].
قلت (علي): وقول الشيخ: " لكن الذي يلام من عنده علم من العلماء ومن غير العلماء " فيه تنبيه لأؤلائكم النفر الذين باعوا الآخرة بالدنيا، واشتروا به ثمنا قليلا، فويل لهم مما كتبت أيديهم، وويل لهم مما يكسبون.
الفائدة الثامنة: مشركو هذا الزمان أشد من المشركين الأوائل!
في باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.
قال – رحمه الله تعالى -:
[السابعة عشرة: الأمر العجيب، وهو إقرار عبدة الأوثان أنه لا يجيب المضطر إلا الله ... إلخ، وهو كما قال رحمه الله: وهذا موجود الآن، فمن الناس من يسجد للأصنام التي صنعوها بأنفسهم تعظيماً، فإذا وقعوا في الشدة دعوا الله مخلصين له الدين، وكان عليهم أن يلجؤوا للأصنام لو كانت عبادتها حقاً، إلا أن من المشركين اليوم من هو أشد شركاً من المشركين السابقين، فإذا وقعوا في الشدة دعوا أولياءهم، كعلي والحسين، وإذا كان الأمر سهلاً دعوا الله!!، وإذا حلفوا حلفاً هم فيه صادقون حلفوا بعلي أو غيره من أوليائهم، وإذا حلفوا حلفاً هم فيه كاذبون حلفوا بالله ولم يبالوا!!!].
الفائدة التاسعة: الفرق بين القطمير، والنقير، والفتيل.
في باب: قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً} الآية [الأعراف: 191،192]
في قوله تعالى [والذين من دونه ما يملكون من قطمير]
قال – رحمه الله تعالى -:
[وقوله: {من قطمير}، القطمير: سلب نواة التمرة.
وفي النواة ثلاثة أشياء ذكرها الله في القرآن لبيان حقارة الشيء:
القطمير: وهو اللفافة الرقيقة التي على النواة.
الفتيل: وهو سلك يكون في الشق الذي في النواة.
النقير: وهي النقرة التي تكون على ظهر النواة].
الفائدة العاشرة: مسألة سماع الأموات.
في باب: قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً} الآية [الأعراف: 191،192]
قال – رحمه الله تعالى -:
[* مسألة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/472)
هل يسمع الأموات السلام ويردونه على من سلم عليهم؟
اختلف في ذلك على قولين:
القول الأول: أن الأموات لا يسمعون السلام، وأن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - حين زيارة القبور: "السلام عليكم" دعاء لا يقصد به المخاطبة، ثم على فرض أنهم يسمعون كما جاء الحديث الذي صححه ابن عبد البر وأقره ابن القيم: "بأن الإنسان إذا سلم على شخص يعرفه في الدنيا رد الله عليه روحه فرد السلام"، وعلى تقدير صحة هذا الحديث إذا كانوا يسمعون السلام ويردونه، فلا يلزم أن يسمعوا كل شيء، ثم لو فرض أنهم يسمعون غير السلام، فإن الله صرح بأن المدعوين من دون الله لا يسمعون دعاء من يدعونهم، فلا يمكن أن نقول: إنهم يسمعون دعاء من يدعون، لأن هذا كفر بالقرآن، فتبين هذا أنه لا تعارض بين قوله - صلى الله عليه وسلم -: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين"، وبين هذه الآية.
وأما قوله: {ولو سمعوا}، فمعناه، لو سمعوا فرضاً ما استجابوا لكم، لأنهم لا يستطيعون .. القول الثاني: أن الأموات يسمعون.
واستدلوا على ذلك بالخطاب الواقع في سلام الزائر لهم بالمقبرة.
وبما ثبت في "الصحيح" من أن المشيعين إذا انصرفوا سمع المشيع قرع نعالهم.
والجواب عن هذين الدليلين: أما الأول، فإنه لا يلزم من السلام عليهم أن يسمعوا، ولهذا كان المسلمون يسلمون على النبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته في التشهد، وهو لا يسمعهم قطعاً.
أما الثاني، فهو وارد في وقت خاص، وهو انصراف المشيعين بعد الدفن، وعلى كل، فالقولان متكافئان، والله أعلم بالحال].
الفائدة الحادية عشرة: لا يُقال: المدينة المنورة.
في باب: قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً} الآية [الأعراف: 191،192]
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: "أحد"، جبل معروف شمالي المدينة، ولا يقال: المنورة، لأن كل بلد دخله الإسلام فهو منور بالإسلام، ولأن ذلك لم يكن معروفاً عند السلف، وكذلك جاء اسمها في القرآن بالمدينة فقط، لكن لو قيل: المدنية النبوية لحاجة تمييزها، فلا بأس].
الفائدة الثانية عشرة: قول: " هُزم المسلمون ".
في باب: قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً} الآية [الأعراف: 191،192]
قال – رحمه الله تعالى -:
[وهذا الجبل – أي أحد - حصلت فيه وقعة في السنة الثالثة من الهجرة في شوال هزم فيها المسلمون بسبب ما حصل منهم من مخالفة أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما أشار الله إلى ذلك بقوله: {حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون} [آل عمران: 152]، وجواب الشرط محذوف تقديره: حصل لكم ما تكرهون.
وقد حصلت هزيمة المسلمين لمعصية واحدة، ونحن الآن نريد الانتصار والمعاصي كثيرة عندنا، ولهذا لا يمكن أن نفرح بنصرٍ ما دمنا على هذه الحال، إلا أن يرفق الله بنا ويصلحنا جميعاً].
الفائدة الثالثة عشرة: تحريم التوسل بجاه النبي.
في باب: قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً} الآية [الأعراف: 191،192]
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: "يا فاطمة بنت محمد! سليني من مالي ما شئت"، أي: اطلبي من مالي ما شئت، فلن أمنعك لأنه - صلى الله عليه وسلم - مالك لماله، ولكن بالنسبة لحق الله قال: "لا أغني عنك من الله شيئاً".
فهذا كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - لأقاربه الأقربين: عمه، وعمته، وابنته، فما بالك بمن هم أبعد؟! فعدم إغنائه عنهم شيئاً من باب أولى، فهؤلاء الذين يتعلقون بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ويلوذون به ويستجيرون به الموجودون في هذا الزمن وقبله قد غرهم الشيطان واجتالهم عن طريق الحق، لأنهم تعلقوا بما ليس بمتعلق، إذ الذي ينفع بالنسبة للرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الإيمان به واتباعه.
أما دعاؤه والتعلق به ورجاؤه فيما يؤمل، وخشيته فيما يخاف منه، فهذا شرك بالله، وهو مما يبعد عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وعن النجاة من عذاب الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/473)
ففي الحديث امتثال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمر ربه في قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214]، فإنه قام بهذا الأمر أتم القيام، فدعا وعم وخصص، وبيَّن أنه لا ينجي أحداً من عذاب الله بأي وسيلة، بل الذي ينجي هو الإيمان به واتباع ما جاء به.
وإذا كان القرب من النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يغني عن القريب شيئاً، دل ذلك على منع التوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأن جاه النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينتفع به إلا النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولهذا كان أصح قولي أهل العلم تحريم التوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم -].
الفائدة الرابعة عشرة والخامسة عشر والسادسة عشر:1 - يستثنى من قنوت النوازل الطاعون لأنه شهادة.
2 - القنوت في النوازل إنما في النوازل التي تكون من غير الله.
3 - القنوت لكل مصل، وقيل الإمام الأعظم، وقيل إمام كل مسجد.
في باب: قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً}
قال – رحمه الله تعالى -:
[الثامنة: القنوت في النوازل، وهذه هي المسألة الفقهية، فإذا نزل بالمسلمين نازلة، فإنه ينبغي أن يدعى لهم حتى تنكشف.
وهذا القنوت مشروع في كل الصلوات، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي رواه أحمد وغيره، إلا أن الفقهاء رحمهم الله استثنوا الطاعون، وقالوا: لا يقنت له لعدم ورود ذلك، وقد وقع في عهد عمر رضي الله عنه ولم يقنت، ولأنه شهادة، فلا ينبغي الدعاء برفع سبب الشهادة.
وظاهر السنة أن القنوت إنما يشرع في النوازل التي تكون من غير الله، مثل: إيذاء المسلمين والتضييق عليهم، أما ما كان من فعل الله، فإنه يشرع له ما جاءت به السنة، مثل الكسوف، فيشرع له صلاة الكسوف، والزلازل شرع لها صلاة الكسوف كما فعل ابن عباس رضي الله عنهما، وقال: هذه صلاة الآيات، والجدب يشرع له الاستسقاء، وهكذا.
وما علمت لساعتي هذه أن القنوت شرع لأمر نزل من الله، بل يدعى له بالأدعية الواردة الخاصة، لكن إذا ضيق على المسلمين وأوذوا وما أشبه ذلك، فإنه يقنت اتباعاً للسنة في هذا الأمر.
ثم من الذي يقنت، الإمام الأعظم، أو إمام كل مسجد، أو كل مصل؟
المذهب: أن الذي يقنت هو الإمام الأعظم فقط الذي هو الرئيس الأعلى للدولة.
وقيل: يقنت كل إمام مسجد.
وقيل: يقنت كل مصل، وهو الصحيح، لعموم قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، وهذا يتناول قنوته - صلى الله عليه وسلم - عند النوازل].
الفائدة السابعة عشرة: مسألة الدعاء على جميع الكفار بالهلاك.
في باب: قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً}
قال – رحمه الله تعالى -:
[أما الدعاء بالهلاك لعموم الكفار، فإنه محل نظر، ولهذا لم يدع النبي - صلى الله عليه وسلم - على قريش بالهلاك، بل قال: "اللهم! عليك بهم، اللهم! اجعلها عليهم سنين كسني يوسف"، وهذا دعاء عليهم بالتضييق، والتضييق قد يكون من مصلحة الظالم بحيث يرجع إلى الله عن ظلمه.
فالمهم أن الدعاء بالهلاك لجميع الكفار عندي تردد فيه.
وقد يستدل بدعاء خبيب حيث قال: "اللهم أحصهم عدداً، ولا تبق منهم أحداً" على جواز ذلك، لأنه وقع في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
ولأن الأمر وقع كما دعا، فإنه ما بقي منهم أحد على رأس الحول، ولم ينكر الله تعالى ذلك، ولا أنكره النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل إن إجابة الله دعاءه يدل على رضاه به وإقراره عليه.
فهذا قد يستدل به على جواز الدعاء على الكفار بالهلاك، لكن يحتاج أن ينظر في القصة، فقد يكون لها أسباب خاصة لا تتأتى في كل شيء.
ثم إن خبيباً دعا بالهلاك لفئة محصورة من الكفار لا لجميع الكفار.
وفيه أيضاً إن صح الحديث: دعاؤه على عتبة بن أبي لهب: "اللهم! سلط عليه كلباً من كلابك"، فيه دليل على الدعاء بالهلاك، لكن هذا على شخص معين لا على جميع الكفار].
الفائدة الثامنة عشرة: الفزع هو الخوف المفاجئ.
في باب قول الله تعالى:
{حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} [سبأ: 23]
قال – رحمه الله تعالى -:
[والفزع: الخوف المفاجئ، لأن الخوف المستمر لا يسمى فزعاً.
وأصله: النهوض من الخوف].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/474)
الفائدة التاسعة عشرة: معنى قوله في الحديث " كأنه سلسلة على صفوان ".
في باب قول الله تعالى:
{حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} [سبأ: 23]
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، ينفذهم ذلك، {حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} [سبأ: 23].
قال – رحمه الله تعالى -:
[وليس المراد تشبيه صوت الله تعالى بهذا، لأن الله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [الشورى: 11]، بل المراد تشبيه ما يحصل لهم من الفزع عندما يسمعون كلامه بفزع من يسمع سلسلة على صفوان].
قلت (علي): وذكر بعض شراح كتاب " التوحيد " أن الضمير في قوله " كأنه .... " يحتمل أن يعود على:
1 - صوت الرب، فتكون الكاف للتشبيه.
2 - ضرب الملائكة، فيكون صوت ضرب الملائكة أجنحتها مثل صوت السلسلة.
3 - الفزع الذي يحصل في قلوب الملائكة، مثل الفزع الذي يحصل حين جر السلسلة على حصاة ملساء.
4 - السماع، أي كأن السماع، فيكون تشبيها للسماع بالسماع.
أما المعنى الأول فهو مشكل، لأن الله تعالى {{ليس كمثله شيء .. } فصوت الله تعالى لا يشبه صوت المخلوقين.
وأما المعنى الثاني والثالث فمحتمل، لأن الضمير – عادة – يعود إلى أقرب مذكور.
وهذا الثالث اختاره الشيخ ابن عثيمين هنا.
وممن اختار المعنى الرابع العلامة حافظ الحكمي:
قال العلامة الشيخ حافظ الحكمي – رحمه الله تعالى -: [ .... وهذا تشبيه للسماع بالسماع، لا للمسموع بالمسموع، تعالى الله أن يشبهه في ذاته أو صفاته شيء من خلقه، وتنزه النبي صلى الله عليه وسلم أن يُحمل شيء من كلامه على التشبيه وهو أعلم الخلق بالله عز وجل]." أعلام السنة المنشورة ".
وهذا القول يعضده ما جاء في سنن أبي داود:
[إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل حتى إذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم قال فيقولون يا جبريل ماذا قال ربك فيقول الحق فيقولون الحق الحق].
يتبع .....
ـ[أبو عاصم المغربي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 04:20 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا علي ورحم الله الشيخ العلامة محمد ابن عثيمن ...
موضوع مفيد ونافع ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 06:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا علي ورحم الله الشيخ العلامة محمد ابن عثيمن ...
موضوع مفيد ونافع ...
وإياكم أخي المكرم.
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 09:17 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 10:47 ص]ـ
الفائدة العشرون: من هو الكاهن؟ التفصيل فيه، وبيان غلط بعض الطلبة في حدّه.
في باب قول الله تعالى:
{حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} [سبأ: 23]
قال – رحمه الله تعالى -:
[والكاهن: هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل.
وقد التبس على بعض طلبة العلم، فظنوا أنه كل من يخبر عن الغيب ولو فيما مضى، فهو كاهن، لكن ما مضى مما يقع في الأرض ليس غيباً مطلقاً، بل هو غيب نسبي، مثل ما يقع في المسجد يعد غيباً بالنسبة لمن في الشارع، وليس غيباً بالنسبة لمن في المسجد.
وقد يتصل الإنسان بجني، فيخبره عما حدث في الأرض ولو كان بعيداً، فيستخدم الجن، لكن ليس على وجه محرم، فلا يسمى كاهناً، لأن الكاهن من خيبر عن المغيبات في المستقبل.
وقيل: الذي يخبر عما في الضمير، وهو نوع من الكهانة في الواقع، إذا لم يستند إلى فراسة ثاقبة، أما إذا كان يخبر عما في الضمير استناداً إلى فراسة، فإنه ليس من الكهانة في شيء، لأن بعض الناس قد يفهم ما في الإنسان اعتماداً على أسارير وجهه ولمحاته، وإن كان لا يعلمه على وجه التفصيل، لكن يعلمه على سبيل الإجمال.
فمن يخبر عما وقع في الأرض ليس من الكهان، ولكن ينظر في حاله، فإذا كان غير موثوق في دينه، فإننا لا نصدقه، لأن الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} [الحجرات: 6].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/475)
وإن كان موثوقاً في دينه، ونعلم أنه لا يتوصل إلى ذلك بمحرم من شرك أو غيره، فإننا لا ندخله في الكهان الذين يحرم الرجوع إلى قولهم، ومن يخبر بأشياء وقعت في مكان ولم يطلع عليها أحد دون أن يكون موجوداً فيه، فلا يسمى كاهناً، لأنه لم يخبر عن مغيب مستقبل يمكن أن يكون عنده جني يخبره، والجني قد يخدم بني آدم بغير المحرم، إما محبة لله - عز وجل ـ، أو لعلم يحصله منه، أو لغير ذلك من الأغراض المباحة.].
الفائدة الحادية والعشرون: استخدام السحرة للمكانس! ومرورهم بالميقات جوا دون إحرام!!
في باب قول الله تعالى:
{حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} [سبأ: 23]
في فوائد حديث: الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، ينفذهم ذلك، {حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} [سبأ: 23]. فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض، وصفه سفيان بكفه، فحرفها وبدد بين أصابعه، فيسمع الكلمة، فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مئة كَذْبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء"
قال – رحمه الله تعالى -:
[كثرة الجن، لأنه يترادفون إلى السماء، ومعنى ذلك أنهم كثيرون جداً، وأجسامهم خفيفة يطيرون طيراناً.
وذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية في السحرة الذين يستخدمون الجن وتطير بهم: أنهم يصبحون يوم عرفة في بلادهم ويقفون مع الناس في عرفة، وهذا ممكن الآن في الطائرات، لكن في ذلك الوقت ليس هناك طائرات، فتحملهم الشياطين، ويجعلون للناس المكانس التي تكنس بها البيوت، ويقول: أن أركب المكنسة وأطير بها إلى مكة!!، فيفعلون هذا، وشيخ الإسلام يقول: إن هؤلاء كذبة ومستخدمون للشياطين، ويسيئون حتى من الناحية العملية، لأنهم يمرون الميقات ولا يحرمون منه].
الفائدة الثانية والعشرون: الرافضة الكفرة الذين يقولون: خان الأمين!
في باب قول الله تعالى:
{حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} [سبأ: 23]
قال – رحمه الله تعالى -:
في فوائد حديث النواس بن سمعان مرفوعا: [إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر ....... "إلى قوله " فينتهى جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل]:
[أمانة جبريل عليه السلام، حيث ينتهي بالوحي إلى حيث أمره الله - عز وجل ـ، فيكون فيه رد على الرافضة الكفرة الذين يقولون: بأن جبريل أمُر أن يوحي إلى علي فأوحى إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويقولون: خان الأمين فصدها عن حيدرة، وحيدرة لقب لعلي بن أبي طالب، لأنه كان يقول في غزوة خيبر، أنا الذي سمتني أمي حيدرة.
وفي هذا تناقض منهم، لأن وصفه بالأمانة يقتضي عدم الخيانة].
الفائدة الثالثة والعشرون: تعريف الشفاعة.
في باب: الشفاعة.
قال - رحمه الله تعالى -:
[والشفاعة لغة: اسم من شفع يشفع، إذا جعل الشيء اثنين، والشفع ضد الوتر، قال تعالى: {والشفع والوتر} [الفجر: 3].
واصطلاحاً: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة.
مثال جلب المنفعة: شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل الجنة بدخولها.
مثال دفعة المضرة: شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن استحق النار أن لا يدخلها].
الفائدة الرابعة والعشرون: أقسام الشفاعة وأنواعها.
في باب: الشفاعة.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وقد قسم أهل العلم رحمه الله الشفاعة إلى قسمين رئيسيين، هما:
القسم الأول: الشفاعة الخاصة بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهي أنواع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/476)
النوع الأول: الشفاعة العظمى، وهي من المقام المحمود الذي وعده الله، فإن الناس يلحقهم يوم القيامة في ذلك الموقف العظيم من الغم والكرب ما لا يطيقونه، فيقول بعضهم لبعض: اطلبوا من يشفع لنا عند الله، فيذهبون إلى آدم أبي البشر، فيذكرون من أوصافه التي ميزه الله بها: أن الله خلقه بيده، وأسجد له ملائكته، وعلمه أسماء كل شيء، فيقولون: اشفع لنا عند ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟! فيعتذر لأنه عصى الله بأكله من الشجرة، ومعلوم أن الشافع إذا كان عنده شيء يخدش كرامته عند المشفوع إليه، فإنه لا يشفع لخجله من ذلك، مع أن آدم عليه السلام قد تاب الله عليه واجتباه وهداه، قال تعالى: {وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى} [طه: 121،122]، لكن لقوة حيائه من الله اعتذر.
ثم يذهبون إلى نوح، ويذكرون من أوصافه التي امتاز بها بأنه أول رسول أرسله الله إلى الأرض، فيعتذر بأنه سأل الله ما ليس له به علم حين قال: {رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين} [هود: 45].
ثم يذهبون إلى عيسى عليه الصلاة والسلام، فيذكرون من أوصافه ما يقتضي أن يشفع، فلا يعتذر بشيء، لكن يحيل إلى من هو أعلى مقاماً، فيقول: اذهبوا إلى محمد، عبد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيحيلهم إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - دون أن يذكر عذراً يحول بينه وبين الشفاعة، فيأتون محمداً - صلى الله عليه وسلم -، فيشفع إلى الله ليريح أهل الموقف.
الثاني: شفاعته في أهل الجنة أن يدخلوها، لأنهم إذا عبروا الصراط ووصلوا إليها وجدوها مغلقة، فيطلبون من يشفع له، فيشفع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الله في فتح أبواب الجنة لأهلها، ويشير إلى ذلك قوله تعالى: {حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها} [الزمر: 73]، فقال: {وفتحت}، فهناك شيء محذوف، أي: وحصل ما حصل من الشفاعة، وفتحت الأبواب، أما النار، فقال فيها: {حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها ... } الآية.
الثالث: شفاعته - صلى الله عليه وسلم - في عمه أبي طالب أن يخفف عنه العذاب، وهذه مستثناة من قوله تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} [المدثر: 48]، وقوله تعالى: {يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً} [طه: 109]، وذلك لما كان لأبي طالب من نصرة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ودفاع عنه، وهو لم يخرج من النار، لكن خفف عنه حتى صار - والعياذ بالله - في ضحضاح من نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه، وهذه الشفاعة خاصة بالرسول - صلى الله عليه وسلم - لا أحد يشفع في كافر أبداً إلا النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومع ذلك لم تقبل الشفاعة كاملة، وإنما هي تخفيف فقط.
القسم الثاني: الشفاعة العامة له - صلى الله عليه وسلم - ولجميع المؤمنين.
وهي أنواع:
النوع الأول: الشفاعة فيمن استحق النار أن لا يدخلها، وهذه قد يستدل لها بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً، إلا شفعهم الله فيه"، فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار، فيشفعهم الله في ذلك.
النوع الثاني: الشفاعة فيمن دخل النار أن يخرج منها، وقد تواترت بها الأحاديث وأجمع عليها الصحابة، واتفق عليها أهل الملة ما عدا طائفتين، وهما: المعتزلة والخوارج، فإنهم ينكرون الشفاعة في أهل المعاصي مطلقاً لأنهم يرون أن فاعل الكبيرة مخلد في النار، ومن استحق الخلود، فلا تنفع فيه الشفاعة، فهم ينكرون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو غيره يشفع في أهل الكبائر أن لا يدخلوا النار، أو إذا دخولها أن يخرجوا منها، لكن قولهم هذا باطل بالنص والإجماع.
النوع الثالث: الشفاعة في رفع درجات المؤمنين، وهذه تؤخذ من دعاء المؤمنين بعضهم لبعض كما قال - صلى الله عليه وسلم - في أبي سلمة: "اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، وأفسح له في قبره، ونور له فيه، واخلفه في عقبه"، والدعاء شفاعة، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً، إلا شفعهم الله فيه"].
* إشكال في الشفاعة وجوابه:
قال – رحمه الله تعالى -:
[فإن قيل: إن الشفاعة لا تكون إلا بإذنه سبحانه، فكيف يسمى دعاء الإنسان لأخيه شفاعة وهو لم يستأذن من ربه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/477)
والجواب: إن الله أمر بأن يدعو الإنسان لأخيه الميت، وأمره بالدعاء إذن وزيادة.
وأما الشفاعة الموهومة التي يظنها عباد الأصنام من معبوديهم، فهي شفاعة باطلة لأن الله لا يأذن لأحد بالشفاعة إلا من ارتضاه من الشفعاء والمشفوع لهم].
الفائدة الخامسة والعشرون: النفي إذا جاء في سياق الاستفهام فإنه يتضمن معنى التحدي.
في باب: الشفاعة. في قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}:
قال – رحمه الله تعالى -:
[فالمعنى: إنه لا أحد يشفع عند الله إلا بإذن الله.
وسبق أن النفي إذا جاء في سياق الاستفهام، فإنه يكون مضمناً معنى التحدي، أي إذا كان أحد يشفع بغير إذن الله فأت به].
الفائدة السادسة والعشرون: إذا قصد المبالغة بالشيء قلة أو كثرة، فلا مفهوم له، وإنما المراد الحكم العام.
في باب: الشفاعة. في قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ} سبأ (22):
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: {مثقال ذرة}، وكذلك ما دون الذرة لا يملكونه، والمقصود بذكر الذرة المبالغة، وإذا قصد المبالغة بالشيء قله أو كثرة، فلا مفهوم له، فالمراد الحكم العام، فمثلاً قوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} [التوبة: 80]، أي: مهما بالغت في الاستغفار].
الفائدة السابعة والعشرون: ... هؤلاء يقدسون زعماءهم أكثر من تقديس الله إن أقروا به!!
في باب: الشفاعة.
قال – رحمه الله تعالى -:
[واعلم أن شرك المشركين في السابق كان في عبادة الأصنام، أما الآن، فهو في طاعة المخلوق في المعصية، فإن هؤلاء يقدسون زعماءهم أكثر من تقديس الله إن أقروا به، فيقال لهم: إنهم بشر مثلكم، خرجوا من مخرج البول والحيض، وليس لهم شرك في السماوات ولا في الأرض، ولا يملكون الشفاعة لكم عند الله، إذاً، فكيف تتعلقون بهم؟! حتى إن الواحد منهم يركع لرئيسه أو يسجد له كما يسجد لرب العالمين!!.
والواجب علينا نحو ولاة الأمور طاعتهم، وطاعتهم من طاعة الله، وليس استقلالاً، أما عبادتهم كعبادة الله، فهذه جاهلية وكفر].
الفائدة الثامنة والعشرون: السؤال من وسائل تحصيل العلم.
في باب: الشفاعة. في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – في الصحيح.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: "وقال أبو هريرة له - صلى الله عليه وسلم -: من أسعد الناس بشفاعتك؟ " هذا السؤال من أبي هريرة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لقد كنت أظن أن لا يسألني أحد غيرك عنه، لما أرى من حرصك على العلم "، وفي هذا دليل على أن من وسائل تحصيل العلم السؤال].
يتبع ......
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 11:28 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وإياكم.
ـ[عبدالعزيز السريهيد]ــــــــ[29 - 12 - 07, 11:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي علي ونفع بك. والعلم يحصله المجد المجتهد بغض النظر عن مستواه الاجتماعي، فكم من دكتور وهو لا يفقه شيئا في تخصصه ناهيك عن غيره، وكم من إنسان لا يحمل الشهادات النظامية وهو آية في العلم والفهم. جزيت خيرا.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 12:02 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي علي ونفع بك. والعلم يحصله المجد المجتهد بغض النظر عن مستواه الاجتماعي، فكم من دكتور وهو لا يفقه شيئا في تخصصه ناهيك عن غيره، وكم من إنسان لا يحمل الشهادات النظامية وهو آية في العلم والفهم. جزيت خيرا.
صدقت صدقت، بارك الله فيكم أخي السريهيد.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 03:42 م]ـ
الفائدة التاسعة والعشرون: قول: وقال الله تعالى حكاية عن كذا ...
في باب: الشفاعة:
قال – رحمه الله تعالى -:
[وقال تعالى حكاية عنهم: {أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب} [ص: 5] .... ]
الفائدة الثلاثون: العقل في القلب، وله اتصال في الدماغ.
في باب: الشفاعة. في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – في الصحيح: [ .... أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ..... ]:
قال – رحمه الله تعالى –:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/478)
[قوله: "من قلبه"، لأن المدار على القلب، وهو ليس معنى من المعاني، بل هو مضغة في صدور الناس، قال الله تعالى: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} [الحج: 46]، وقال تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها}، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله".
وبهذا يبطل قول من قال: إن العقل في الدماغ، ولا ينكر أن للدماغ تأثيراً في الفهم والعقل، لكن العقل في القلب، ولهذا قال الإمام أحمد: "العقل في القلب، وله اتصال في الدماغ"].
الفائدة الحادية والثلاثون: إشكال في قوله تعالى {إنك لا تهدي من أحببت}. كيف يحب مشركا؟!!
في باب: إنك لا تهدي من أحببت.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وقوله: {إنك لا تهدي من أحببت} ظاهره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب أبا طالب، فكيف يؤول ذلك؟
والجواب: إما أن يقال: إنه على تقدير أن المفعول محذوف، والتقدير: من أحببت هدايته لا من أحببته هو.
أو يقال: إنه أحب عمه محبة طبيعية كمحبة الابن أباه ولو كان كافراً.
أو يقال: إن ذلك قبل النهي عن محبة المشركين.
والأول أقرب، أي: من أحببت هدايته لا عينه، وهذا عام لأبي طالب وغيره.
ويجوز أن يحبه محبة قرابة، لا ينافي هذه المحبة الشرعية، وقد أحب أن يهتدي هذا الإنسان، وإن كنت أبغضه شخصياً لكفره، ولكن لأني أحب أن الناس يسلكون دين الله].
الفائدة الثانية والثلاثون: معنى ما ينبغي، وما كان في الكتاب والسنة.
في باب: إنك لا تهدي من أحببت.
قال – رحمه الله تعالى -:
[واعلم أن ما كان أو ما ينبغي أو لا ينبغي ونحوها إذا جاءت في القرآن والحديث، فالمراد أن ذلك ممتنع غاية الامتناع، كقوله تعالى: {ما كان لله أن يتخذ من ولد} [مريم: 35]، وقوله: {وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً} [مريم: 92]، وقوله: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر} [يس: 40]، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام"].
الفائدة الثالثة والثلاثون: كل فعل يضاف إلى مشيئة الله فهو مقرون بالحكمة.
في باب: إنك لا تهدي من أحببت. في حديث الصحيح: " يا عم، قل: لا إله إلا الله .... " ... وأنزل الله في أبي طالب: {إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء}.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: {ولكن الله يهدي من يشاء}، أي يهدي هداية التوفيق من يشاء. واعلم أن كل فعل يضاف إلى مشيئة الله تعالى، فهو مقرون بالحكمة، أي: من اقتضت حكمته أن يهديه فإنه يهتدي، ومن اقتضت حكمته أن يضله أضله].
الفائدة الرابعة والثلاثون: هذا الحديث يقطع وسائل الشرك بالرسول وغيره.
في باب: إنك لا تهدي من أحببت. في حديث الصحيح عن ابن المسيب، عن أبيه، قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة، جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهلٍ، فقال له: "يا عم! قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله".
فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟، فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فأعادا!.
فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله!!
فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: " لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ".
فأنزل الله عز وجل: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى} [التوبة: 113]. وأنزل الله في أبي طالب: {إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء}
.
قال - رحمه الله تعالى –
[وهذا الحديث يقطع وسائل الشرك بالرسول وغيره، فالذين يلجئون إليه - صلى الله عليه وسلم - ويستنجدون به مشركون، فلا ينفعهم ذلك لأنه لم يؤذن له أن يستغفر لعمه، مع أنه قد قام معه قياماً عظيماً، ناصره وآزره في دعوته، فكيف بغيره ممن يشركون بالله؟!].
له صلة ...
ـ[فيصل]ــــــــ[06 - 01 - 08, 12:17 م]ـ
بارك الله فيك على هذه الفوائد القيمة ورحم الله الشيخ ابن عثيمين
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 06:02 ص]ـ
بارك الله فيك على هذه الفوائد القيمة ورحم الله الشيخ ابن عثيمين
وبكم بارك، وأرجو أن تعذرني على تأخر ردي عليك، لأني - والله - ما رأيت تعليقك إلا الساعة.
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[10 - 05 - 08, 07:44 ص]ـ
جَزَاكُمُ اللهُ خيرًا يا شيخَنَا و بَاركَ فِيكُم
لا تحرِمُونَا مِنْ فَوائدِكُم
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[10 - 05 - 08, 07:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على تلك الفوائد، ولعلك تجمعها بعد الانتهاء منها كلها في ملف نصي واحد بصيغة "الورد word".
ـ[حفيدة خديجة]ــــــــ[10 - 05 - 08, 11:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على تلك الفوائد، ولعلك تجمعها بعد الانتهاء منها كلها في ملف نصي واحد بصيغة "الورد word".
شكر الله سعيكم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 08:35 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا، وشكر الله تشجيعكم، وأحسن إليكم.
وأنا إن شاء الله تعالى إذا انتهيت من كتابة الفوائد - لأن الفوائد كثيرة والحمد لله - حينئذ سأنزل الوورد الذي أضع فيه الفوائد مرفقا إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/479)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 08:36 م]ـ
الفائدة الخامسة والثلاثون: الإشكالات الواردة على حديث: [يا عم قل: لا إله إلا الله ... ]
في باب: إنك لا تهدي من أحببت.
قال – رحمه الله تعالى -:
[الإشكالات الواردة في الحديث:
الإشكال الأول: الإثبات والنفي في الهداية، وقد سبق بيان ذلك.
الإشكال الثاني: قوله لما حضرت أبا طالب الوفاة يشكل مع قوله تعالى: {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن} [النساء: 18]، وظاهر الحديث قبول توبته.
والجواب عن ذلك من أحد وجهين:
الأول: أن يقال لما حضرت أبا طالب الوفاة، أي ظهر عليه علامات الموت ولم ينزل به، ولكن عرف موته لا محالة، وعلى هذا، فالوصف لا ينافي الآية.
الثاني: أن هذا خاص بأبي طالب مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويستدل لذلك بوجهين:
أنه قال: "كلمة أحاج لك بها عند الله"، ولم يجزم بنفعها له، ولم يقل: كلمة تخرجك من النار.
أنه سبحانه أذن للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالشفاعة لعمه مع كفره، وهذا لا يستقيم إلا له، والشفاعة له ليخفف عنه العذاب.
ويضعف الوجه الأول أن المعنى ظهرت عليه علامات الموت: بأن قوله: "لما حضرت أبا طالب الوفاة" مطابقٌ تماماً لقوله تعالى: {حتى إذا حضر أحدهم الموت}، وعلى هذا يكون الأوضح في الجواب أن هذا خاص بالنبي - صلى الله عليه وسلم - مع أبي طالب نفسه.
الإشكال الثالث: أن قوله تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} [التوبة: 113] في سورة التوبة، وهي متأخرة مدنية، وقصة أبي طالب مكية، وهذا يدل على تأخر النهي عن الاستغفار للمشركين، ولهذا استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - للاستغفار لأمه وهو ذاهب للعمرة.
ولا يمكن أن يستأذن بعد نزول النهي، فدل على تأخر الآية، وأن المراد بيان دخولها في قوله تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}، وليس المعنى أنها نزلت في ذلك الوقت.
وقيل: إن سبب نزول الآية هو استئذانه ربه في الاستغفار لأمه، ولا مانع من أن يكون للآية سببان.
الإشكال الرابع: أن أهل العلم قالوا: يسن تلقين المحتضر لا إله إلا الله، لكن بدون قول:" قل "، لأنه ربما مع الضجر يقول: لا، لضيق صدره مع نزول الموت، أو يكره هذه الكلمة أو معناها، وفي هذا الحديث قال: "قل".
والجواب: إن أبا طالب كان كافراً، فإذا قيل له: قل وأبَى، فهو باق على كفره، لم يضره التلقين بهذا، فإما أن يبقى على كفره ولا ضرر عليه بهذا التلقين، وإما أن يهديه الله، بخلاف المسلم، فهو على خطر لأنه ربما يضره التلقين على هذا الوجه].
قلت (علي): وهنا تعليقان على الإشكال الرابع:
الأول: أن المقصود بتلقين الميت إنما هو قول: " لا إله إلا الله " لا قول " محمد رسول الله " كما دلت عليها الأحاديث النبوية، ومنها حديث أبي طالب آنف الذكر، قال العلامة الألباني – رحمه الله تعالى – في الشريط (361) من سلسلة الهدى والنور:
[والمقصود فقط قول: " لا إله إلا الله "، دون قول " محمد رسول الله " فهي التي جاء بها النص، وإن كانت هي تمام الشهادة، لكن لا تقال في حال الاحتضار، لأنها أولا: مخالفة للسنة،؛ وثانيا: لكي يكون الميت متوجها بقلبه كله إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
فعند حضور الموت لا يلقن إلا شهادة التوحيد فقط] اهـ.
الثاني: أن ما ذكره العلامة ابن عثيمين عن بعض أهل العلم هنا مِن أنّ المُلقِّن لا يقول للميت: " قل " خلاف الثابت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، قال العلامة الألباني في " أحكام الجنائز ":
[- وليس التلقين ذكر الشهادة بحضرة الميت وتسميعها إياه، بل هو أمره بأن يقولها خلافا لما يظن البعض، والدليل حديث أنس رضي الله عنه:
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من الانصار، فقال: يا خال! قل: لا إله إلا الله، فقال: أخال أم عم؟ فقال: بل خال، فقال: فخير لي أن أقول: لا إله إلا الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم ".
أخرجه الامام أحمد (3/ 152، 154، 268) بإسناد صحيح على شرط مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/480)
وقال الحسين الجعفي: دخلت على الأعمش أنا وزائدة في اليوم الذي مات فيه، والبيت ممتلئ من الرجال، إذ دخل عليه شيخ، فقال: سبحان الله! تَرَون الرجل وما هو فيه وليس أحد منكم يلقِّنُه؟! فقال الأعمش هكذا!، فأشار بالسبابة وحرك شفتيه.
رواه عبد الله بن أحمد في كتاب أبيه " العلل ومعرفة الرجال " (2/ 76/462) بسند صحيح] اهـ.
الفائدة السادسة والثلاثون: خطأ وخطر من يترحم على زعماء الكفار، ويعمل لهم الحداد.
في باب: إنك لا تهدي من أحببت.
قال – رحمه الله تعالى – في المسألة الثانية: تفسير قوله: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) الآية، قال:
[وقد سبق تفسيرها وبيان تحريم استغفار المسلمين للمشركين ولو كانوا أولي قربى.
والخطر من قول بعض الناس لبعض زعماء الكفر إذا مات: المرحوم، فإنه حرام لأن هذا مضادة لله - سبحانه وتعالى ـ، وكذلك يحرم إظهار الجزع والحزن على موتهم بالإحداد أو غيره، لأن المؤمنين يفرحون بموتهم، بل لو كان عندهم القدرة والقوة لقاتلوهم حتى يكون الدين كله لله] اهـ.
الفائدة السابعة والثلاثون: من يقول: إن معنى كلمة التوحيد لا قادر على الاختراع إلا هو، ومن يعبد الأولياء، ويقول " لا إله إلا الله " أجهل من أبي جهل!
في باب: إنك لا تهدي من أحببت.
قال – رحمه الله تعالى – في المسألة الرابعة أن أبا جهل ومن معه يعرفون مراد النبي - صلى الله عليه وسلم ... -. قال:
[أبو جهل ومن معه يعرفون مراد النبي - صلى الله عليه وسلم - بقول: لا إله إلا الله، ولذا ثاروا وقالوا له: "أترغب عن ملة عبد المطلب؟ "، وهو أيضاً أبى أن يقولها لأنه يعرف مراد النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الكلمة، قال تعالى: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} [الصافات: 36].
فالحاصل أن الذين يدعون أن معنى لا إله إلا الله، أي: لا قادر على الاختراع إلا هو، أو يقولونها وهم يعبدون غيره كالأولياء هم أجهل من أبي جهل] اهـ.
الفائدة الثامنة والثلاثون: أصحاب السوء أشد عداء من الجرب!
في باب: إنك لا تهدي من أحببت.
قال رحمه الله تعالى في المسألة الثامنة "مضرة أصحاب السوء على الإنسان " قال:
[المعنى أنه لولا هذان الرجلان، لربما وفق أبو طالب إلى قبول ما عرضه النبي - صلى الله عليه وسلم -، لكن هؤلاء - والعياذ بالله - ذكراه نعرة الجاهلية.
ومضرة رفقاء السوء ليس خاصاً بالشرك، ولكن في جميع سلوك الإنسان، وقد شبه النبي - صلى الله عليه وسلم - جليس السوء بنافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، أو تجد منه رائحة كريهة، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "فأبواه يهوادنه أو ينصرانه أو يمجسانه"، وذلك لما بينهما من الصحبة والاختلاط، وكذلك روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بسند لا بأس به: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"، فالمهم أنه يجب على الإنسان أن يفكر في أصحابه: هل هم أصحاب سوء؟ فليبعد عنهم لأنهم أشد عداء من الجرب، أو هم أصحاب خير: يأمرونه بالمعروف، وينهونه عن المنكر، ويفتحون له أبواب الخير، فعليه بهم] اهـ.
الفائدة التاسعة والثلاثون والفائدة الأربعون: تعظيم الأسلاف يجب أن يكون على حسب ما تقتضيه الأدلة من الكتاب والسنة؛ ولا يجوز للإنسان أن يرى لمعظمي الكفار أيَّ قدر.
في باب: إنك لا تهدي من أحببت.
قال – رحمه الله تعالى – في المسألة التاسعة: "مضرة تعظيم الأسلاف والأكابر" قال:
[لأن أبا طالب اختار أن يكون على ملة عبد المطلب حين ذكروه بأسلافه مع مخالفته لشريعة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وهذا ليس على إطلاقه، فتعظيمهم إن كانوا أهلاً لذلك فلا يضر، بل هو خير، فأسلافنا من صدر هذه الأمة لا شك أن تعظيمهم وإنزالهم منازلهم خير لا ضرر فيه.
وإن كان تعظيم الأكابر لما هم عليه من العلم والسن، فليس فيه مضرة، وإن كان تعظيمهم لما هم عليه من الباطل، فهو ضرر عظيم على دين المرء، فمثلاً: من يعظم أبا جهل لأنه سيد أهل الوادي، وكذلك عبد المطلب وغيره فهو ضرر عليه، ولا يجوز أن يرى الإنسان في نفسه لهؤلاء أي قدر، لأنهم أعداء الله - عز وجل ـ، وكذلك لا يعظم الرؤساء من الكفار في زمانه، فإن فيه مضرة لأنه قد يورث ما يضاد الإسلام، فيجب أن يكون التعظيم حسب ما تقتضيه الأدلة من الكتاب والسنة] اهـ.
الفائدة الحادية والأربعون: ذكرُ الشيخ لمتعصبة المذاهب والفرق، وثناؤه على كتاب " رفع الملام ".
في باب: إنك لا تهدي من أحببت.
قال – رحمه الله تعالى -:
[فالمبطلون يقولون في شبهتهم: إن أسلافهم على الحق وسيقتدون بهم، ويقولون: كيف نسفه أحلامهم، ونضلل ما هم عليه؟
وهذا يوجد في المتعصبين لمشايخهم وكبرائهم ومذاهبهم، حيث لا يقبلون قرآناً ولا سنة في معارضة الشيخ أو الإمام، حتى إن بعضهم يجعلهم معصومين، كالرافضة، والتيجانية، والقاديانية، وغيرهم، فهم يرون أن إمامهم لا يخطئ، والكتاب والسنة يمكن أن يخطئا!!.
فالواجب على المرء أن يكون تابعاً لما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأما من خالفه من الكبراء والأئمة، فإنهم لا يحتج بهم على الكتاب والسنة، لكن يعتذر لهم عن مخالفة الكتاب والسنة إن كانوا أهلاً للاعتذار، بحيث لم يعرف عنهم معارضة للنصوص، فيعتذر لهم بما ذكره أهل العلم، ومن أحسن ما ألف كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية: "رفع الملام عن الأئمة الأعلام"، أما من يعرف بمعارضة الكتاب والسنة، فلا يعتذر له] اهـ.
يتبع ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/481)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 06:09 م]ـ
قال العلامة الألباني في " أحكام الجنائز ":
[- وليس التلقين ذكر الشهادة بحضرة الميت وتسميعها إياه، بل هو أمره بأن يقولها خلافا لما يظن البعض، والدليل حديث أنس رضي الله عنه:
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من الانصار، فقال: يا خال! قل: لا إله إلا الله، فقال: أخال أم عم؟ فقال: بل خال، فقال: فخير لي أن أقول: لا إله إلا الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم ".
أخرجه الامام أحمد (3/ 152، 154، 268) بإسناد صحيح على شرط مسلم.
وقال الحسين الجعفي: دخلت على الأعمش أنا وزائدة في اليوم الذي مات فيه، والبيت ممتلئ من الرجال، إذ دخل عليه شيخ، فقال: سبحان الله! تَرَون الرجل وما هو فيه وليس أحد منكم يلقِّنُه؟! فقال الأعمش هكذا!، فأشار بالسبابة وحرك شفتيه.
رواه عبد الله بن أحمد في كتاب أبيه " العلل ومعرفة الرجال " (2/ 76/462) بسند صحيح] اهـ.
وأثر الأعمش الذي تحته خط ساقط من كتاب الشيخ " أحكام الجنائز " في المكتبة الشاملة، فليضف بارك الله فيكم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 05 - 08, 06:30 م]ـ
الشيخ الكريم / علي الفضلي
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأوفاه.
فوائد نفيسة ... وضعتُها في سطح المكتب للإستفادة منها والرجوع إليها، فلا حرمكم الله أجر نشر العلم، وبثه بين الناس.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 08:40 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأوفاه.
فلا حرمكم الله أجر نشر العلم، وبثه بين الناس.
آمين آمين، وإياكم.
الشيخ الفاضل سامي: أسأل الله تبارك وتعالى أن يرفع قدرك في الدارين، وأن يجمعني بك في الفردوس الأعلى.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 08:42 م]ـ
الفائدة الثانية والأربعون: إشكال والجواب عليه في قول ابن عباس في قوله تعالى: ((وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا .... )).
في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله تعالى: {ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً}، هذه الخمسة كأن لها مزية على غيرها، لأن قوله: {آلهتكم} عام يشمل كل ما يعبدون، وكأنها كبار آلهتهم، فخصوها بالذكر.
والآلهة: جمع إله، وهو كل ما عبد، سواء بحق أو بباطل، لكن إذا كان المعبود هو الله، فهو حق، وإن كان غير الله، فهو باطل.
قال ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية: "هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح".
قال: "هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا، أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً، وسموها بأسمائهم، ففعلوا، ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك، ونسي العلم، عبدت".
وفي هذا التفسير إشكال، حيث قال: "هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح"، وظاهر القرآن أنها قبل نوح، قال تعالى: {قال نوح رب إنهم عصوني} [نوح: 21 - 23]، ظاهر الآية الكريمة: أن قوم نوح كانوا يعبدونها ثم نهاهم نوح عن عبادتها، وأمرهم بعبادة الله وحده، ولكنهم أبوا وقالوا: {لا تذرن آلهتكم}، وهذا (أعني: القول بأنهم قبل نوح) قول محمد بن كعب ومحمد بن قيس، وهو الراجح لموافقته ظاهر القرآن.
ويحتمل - وهو بعيد - أن هذا في أول رسالة نوح، وأنه استجاب له هؤلاء الرجال وآمنوا به، ثم بعد ذلك ماتوا قبل نوح ثم عبدوهم، لكن هذا بعيد حتى من سياق الأثر عن ابن عباس.
فالمهم أن تفسير الآية أن يقال: هذه أصنام في قوم نوح كانوا رجالاً صالحين، فطال على قومهم الأمد، فعبدوهم.] اهـ.
الفائدة الثالثة والأربعون: قوله – عليه الصلاة والسلام –: (لا تطروني) معنى النهي هنا فيه احتمالان.
في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: "لا تطروني"، الإطراء: المبالغة في المدح.
وهذا النهي يحتمل أنه منصب على هذا التشبيه، وهو قوله: "كما أطرت النصارى ابن مريم"، حيث جعلوه إلهاً أو ابناً لله، وبهذا يوحي قول البوصيري:
دع ما ادعته النصارى في نبيهم ... ... . واحكم ما شئت مدحاً فيه واحتكم
أي: دع ما قاله النصارى أن عيسى عليه الصلاة والسلام ابن الله أو ثالث ثلاثة، والباقي املأ فمك في مدحه ولو بما لا يرضيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/482)
ويحتمل أن النهي عام، فيشمل ما يشابه غلو النصارى في عيسى بن مريم وما دونه، ويكون قوله: "كما أطرت" لمطلق التشبيه لا للتشبيه المطلق، لأن إطراء النصارى عيسى بن مريم سببه الغلو في هذا الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -، حيث جعلوه ابناً لله وثالث ثلاثة!!، والدليل على أن المراد هذا قوله: "إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله"] اهـ.
الفائدة الرابعة والأربعون والخامسة والأربعون والسادسة والأربعون: الحقوق ثلاثة أقسام؛ التسبيح من حقوق الله الخاصة؛ القول بأن الحجرة التي دُفن فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – أفضل من الكعبة والعرش والجنة خطأ عظيم.
في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
قال – رحمه الله تعالى -:
[واعلم أن الحقوق ثلاثة أقسام، وهي:
الأول: حق لله لا يُشْرك فيه غيره: لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، وهو ما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
الثاني: حق خاص للرسل، وهو إعانتهم وتوقيرهم وتبجيلهم بما يستحقون.
الثالث: حق مشترك، وهو الإيمان بالله ورسله، وهذه الحقوق موجودة في الآية الكريمة، وهي قوله تعالى: {لتؤمنوا بالله ورسوله}، فهذا حق مشترك، {وتعزروه وتوقروه} هذا خاص بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، {وتسبحوه بكرة وأصيلاً} [الفتح: 9] هذا خاص بالله - سبحانه وتعالى -.
والذين يغلون في الرسول - صلى الله عليه وسلم - يجعلون حق الله له، فيقولون: {وتسبحوه}، أي: الرسول، فيسبحون الرسول كما يسبحون الله، ولا شك أنه شرك، لأن التسبيح من حقوق الله الخاصة به، بخلاف الإيمان، فهو من الحقوق المشتركة بين الله ورسوله.
ونهى عن الإطراء في قوله عليه الصلاة والسلام: "كما أطرت النصارى عيسى بن مريم"، لأن الإطراء والغلو يؤدي إلى عبادته كما هو الواقع الآن، فيوجد عند قبره في المدينة من يسأله، فيقول: يا رسول الله! المدد، المدد، يا رسول الله! أغثنا، يا رسول الله! بلادنا يابسة، وهكذا، ورأيت بعيني رجلاً يدعو الله تحت ميزاب الكعبة مولياً ظهره البيت مستقبلاً المدينة، لأن استقبال القبر عنده أشرف من استقبال الكعبة والعياذ بالله.
ويقول بعض المغالين: الكعبة أفضل من الحجرة، فأما والنبي - صلى الله عليه وسلم - فيها، فلا والله، ولا الكعبة، ولا العرش وحملته، ولا الجنة.
فهو يريد أن يفضل الحجرة على الكعبة وعلى العرش وحملته وعلى الجنة، وهذه مبالغة لا يرضاها النبي - صلى الله عليه وسلم - لنا ولا لنفسه.
وصحيح أن جسده - صلى الله عليه وسلم - أفضل، ولكن كونه يقول: إن الحجرة أفضل من الكعبة والعرش والجنة، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم – فيها، هذا خطأ عظيم، نسأل الله السلامة من ذلك] اهـ.
الفائدة السابعة والأربعون: تعريف الغلو.
في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
قال –رحمه الله تعالى -:
[والغلو كما سبق: هو مجاوزة الحد مدحاً أو ذماً، وقد يشمل ما هو أكثر من ذلك أيضاً، فيقال: مجاوزة الحد في الثناء وفي التعبد وفي العمل، لأن هذا الحديث ورد في رمي الجمرات، حيث روى ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غداة العقبة وهو على ناقته: "القط لي حصى. فلقطت له سبع حصيات هن حصى الخذف، فجعل ينفضهن في كفه، ويقول: أمثال هؤلاء فارموا، وإياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين". هذا لفظ ابن ماجه] اهـ.
الفائدة الثامنة والأربعون: الحصر في قوله صلى الله عليه وسلم ((إنما أهلك من كان قبلكم)) حصر إضافي لا حقيقي.
في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وهل الحصر في قوله: "فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو" حقيقي أو إضافي؟
الجواب:
إن قيل: إنه حقيقي، حصل إشكال، وهو أن هناك أحاديث أضاف النبي - صلى الله عليه وسلم - الهلاك فيها إلى أعمال غير الغلو، مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أهلك من كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد"، فهنا حصران متقابلان، فإذا قلنا: إنه حقيقي بمعنى أنه لا هلاك إلا بهذا حقيقة، صار بين الحديثين تناقض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/483)
وإن قيل: إن الحصر إضافي، أي: باعتبار عمل معين، فإنه لا يحصل تناقض بحيث يحمل كل منهما على جهة لا تعارض الحديث الآخر لئلا يكون في حديثه - صلى الله عليه وسلم - تناقض، وحينئذ يكون الحصر إضافياً، فيقال: "أهلك من كان قبلكم الغلو" هذا الحصر باعتبار الغلو في التعبد في الحديث الأول، وفي الآخر يقال: "أهلك من كان قبلكم" باعتبار الحكم، فيهلك الناس إذا أقاموا الحد على الضعيف دون الشريف] اهـ.
يتبع ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:43 م]ـ
الفائدة التاسعة والأربعون والفائدة الخمسون: أقسام الناس في العبادة؛ أقسام الغلو وأمثلته.
في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
قال – رحمه الله تعالى -:
[أقسام الناس في العبادة:
والناس في العبادة طرفان ووسط، فمنهم المُفْرط، ومنهم المُفَرِّط، ومنهم المتوسط.
فدين الله بين الغالي فيه والجافي عنه، وكون الإنسان معتدلاً لا يميل إلى هذا ولا إلى هذا هذا هو الواجب، فلا يجوز التشدد في الدين والمبالغة، ولا التهاون وعدم المبالاة، بل كن وسطاً بين هذا وهذا.
والغلو له أقسام كثيرة، منها: الغلو في العقيدة، ومنها: الغلو في العبادة، ومنها: الغلو في المعاملة، ومنها: الغلو في العادات.
والأمثلة عليها كما يلي:
أما الغلو في العقيدة، فمثل ما تشدق فيه أهل الكلام بالنسبة لإثبات الصفات، فإن أهل الكلام تشدقوا وتعمقوا حتى وصلوا إلى الهلاك قطعاً، حتى أدى بهم هذا التعمق إلى واحد من أمرين:
إما التمثيل، أو التعطيل.
إما أنهم مثلوا الله بخلقه، فقالوا: هذا معنى إثبات الصفات، فغلوا في الإثبات حتى أثبتوا ما نفى الله عن نفسه، أو عطلوه وقالوا: هذا معنى تنزيهه عن مشابهة المخلوقات، وزعموا أن إثبات الصفات تشبيه، فنفوا ما أثبته الله لنفسه.
لكن الأمة الوسط اقتصدت في ذلك، فلم تتعمق في الإثبات ولا في النفي والتنزيه، فأخذوا بظواهر اللفظ، وقالوا: ليس لنا أن نزيد على ذلك، فلم يهلكوا، بل كانوا على الصراط المستقيم، ولما دخل هؤلاء الفرس والروم وغيرهم في الدين، صاروا يتعمقون في هذه الأمور ويجادلون مجادلات ومناظرات لا تنتهي أبداً، حتى ضاعوا، نسأل الله السلامة.
وكل الإيرادات التي أوردها المتأخرون من هذه الأمة على النصوص، لم يوردها الصحابة الذين هم الأمة الوسط.
أما الغلو في العبادات، فهو التشدد فيها، بحيث يرى أن الإخلال بشيء منها كفر وخروج عن الإسلام، كغلو الخوارج والمعتزلة، حيث قالوا: إن من فعل كبيرة من الكبائر، فهو خارج عن الإسلام وحل دمه وماله، وأباحوا الخروج على الأئمة وسفك الدماء، وكذا المعتزلة، حيث قالوا: من فعل كبيرة، فهو بمنزلة بين المنزلتين: الإيمان والكفر، فهذا تشدد أدى إلى الهلاك، وهذا التشدد قابله تساهل المرجئة، فقالوا: إن القتل والزنا والسرقة وشرب الخمر ونحوها من الكبائر، لا تخرج من الإيمان، ولا تنقص من الإيمان شيئاً، وإنه يكفي في الإيمان الإقرار، وإن إيمان فاعل الكبيرة كإيمان جبريل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه لا يختلف الناس في الإيمان حتى إنهم ليقولون: إن إبليس مؤمن لأنه مقر، وإذا قيل: إن الله كفره، قالوا: إذن إقراره ليس بصادق، بل هو كاذب.
وهؤلاء في الحقيقة يصلحون لكثير من الناس في هذا الزمان، ولا شك أن هذا تطرف بالتساهل، والأول تطرف بالتشدد، ومذهب أهل السنة أن الإيمان يزيد وينقص، وفاعل المعصية ناقص الإيمان بقدر معصيته، ولا يخرج من الإيمان إلا بما برهنت النصوص على أنه كفر.
وأما الغلو في المعاملات، فهو التشدد في الأمور بتحريم كل شيء حتى ولو كان وسيلة، وأنه لا يجوز للإنسان أن يزيد عن واجبات حياته الضرورية، وهذا مسلك سلكه الصوفية، حيث قالوا: من اشتغل بالدنيا، فهو غير مريد للآخرة، وقالوا: لا يجوز أن تشتري ما زاد على حاجتك الضرورية، وما أشبه ذلك.
وقابل هذا التشدد تساهل من قال: يحل كل شيء ينمي المال ويقوي الاقتصاد، حتى الربا والغش وغير ذلك.
فهؤلاء - والعياذ بالله - متطرفون بالتساهل، فتجده يكذب في ثمنها وفي وصفها وفي كل شيء لأجل أن يكسب فلساً أو فلسين!!، وهذا لا شك أنه تطرف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/484)
والتوسط أن يقال: تحل المعاملات وفق ما جاءت به النصوص، {وأحل الله البيع وحرم الربا} [البقرة: 275]، فليس كل شيء حراماً، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - باع واشترى، والصحابة رضي الله عنهم يبيعون ويشترون، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقرهم.
وأما الغلو في العادات، فإذا كانت هذه العادة يخشى أن الإنسان إذا تحول عنها انتقل من التحول في العادة إلى التحول في العبادة، فهذا لا حرج أن الإنسان يتمسك بها، ولا يتحول إلى عادة جديدة، أما إذا كان الغلو في العادة يمنعك من التحول إلى عادة جديدة مفيدة أفيد من الأولى، فهذا من الغلو المنهي عنه، فلو أن أحداً تمسك بعادته في أمر حدث أحسن من عادته التي هو عليها نقول: هذا في الحقيقة غال ومفرط في هذه العادة.
وأما إن كانت العادات متساوية المصالح، لكنه يخشى أن ينتقل الناس من هذه العادة إلى التوسع في العادة التي قد تخل بالشرف أو الدين، فلا يتحول إلى العادة الجديدة] اهـ.
الفائدة الحادية والخمسون: التنطع في صفات الله عز وجل.
في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
قال – رحمه الله تعالى -:
[والتنطع أيضاً في المسائل الدينية يشبه الغلو فيها، فهو أيضاً من أسباب الهلاك، ومن ذلك ما يفعله بعض الناس من التنطع في صفات الله تعالى والتقعر فيها، حيث يسألون عما لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم، وهم يعلمون أن الصحابة خير منهم وأشد حرصاً على العلم، وفيهم رسول الله الذي عنده من الإجابة على الأسئلة ما ليس عند غيره من الناس مهما بلغ علمهم] اهـ.
الفائدة الثانية والخمسون: الجواب عن شبهة أن للاحتفال بالمولد أصلا من السنة!
في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
قال – رحمه الله تعالى -:
[فإن قيل: إن للاحتفال بمولده - صلى الله عليه وسلم - أصلاً من السنة، وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم الاثنين، فقال: "ذاك يوم ولدت فيه، وبعثت فيه، أو أنزل على فيه"، وكان - صلى الله عليه وسلم - يصومه مع الخميس ويقول: "إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم".
فالجواب على ذلك من وجوه:
الأول: أن الصوم ليس احتفالاً بمولده كاحتفال هؤلاء، وإنما هو صوم وإمساك، أما هؤلاء الذين يجعلون له الموالد، فاحتفالهم على العكس من ذلك.
فالمعنى: أن هذا اليوم إذا صامه الإنسان، فهو يوم مبارك حصل فيه هذا الشيء، وليس المعنى أننا نحتفل بهذا اليوم.
الثاني: أنه على فرض أن يكون هذا أصلاً، فإنه يجب أن يقتصر فيه على ما ورد، لأن العبادات توقيفية، ولو كان الاحتفال المعهود عند الناس اليوم مشروعاً لبينه النبي - صلى الله عليه وسلم -، إما بقوله، أو فعله، أو إقراره.
الثالث: أن هؤلاء الذين يحتفلون بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقيدونه بيوم الاثنين، بل في اليوم الذي زعموا مولده فيه، وهو اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، مع أن ذلك لم يثبت من الناحية التاريخية، وقد حقق بعض الفلكيين المتأخرين ذلك، فكان في اليوم التاسع لا في اليوم الثاني عشر.
الرابع: أن الاحتفال بمولده على الوجه المعروف بدعة ظاهرة، لأنه لم يكن معروفاً على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه] اهـ.
الفائدة الثالثة والخمسون: حكم الاحتفال بعيد ميلاد الأطفال.
في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
السؤال: عندنا ناس يجعلون لأبنائهم موالد .... ؟
فأجاب – رحمه الله تعالى -:
[هذا من البدع، لا يجوز؛ كل شيء يتخذ عيداً يتكرر كل أسبوع، أو كل عام أو كل شهر وليس مشروعاً، فهو من البدع، والدليل على ذلك: أن الشارع جعل للمولود شيئا معينا وهو العقيقة، ولم يجعل شيئاً بعد ذلك، واتخاذهم هذه الأعياد يوم فرح وسرور تتكرر كل أسبوع أو كل عام معناه أنهم شبهوها بالأعياد الإسلامية، وهذا حرام لا يجوز، وليس في الإسلام شيء من الأعياد إلا الأعياد الشرعية الثلاثة: عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع، وهو يوم الجمعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/485)
وليس هذا من باب العادات لأنه يتكرر، ولهذا لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد للأنصار عيدين يحتفلون بهما، قال: "إن الله تعالى أبدلكما بخير منهما: عيد الأضحى وعيد الفطر"، مع أن هذا من الأمور العادية عندهم].
يتبع ....
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 08:15 م]ـ
الفائدة الرابعة والخمسون: طبيعة الإنسان وجبلته أنه ظلوم كجهول كفار، إلا أن يمن الله عليه بالإيمان والعمل الصالح فيزكو.
في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
قال – رحمه الله تعالى – في المسألة السابعة للإمام محمد بن عبد الوهاب:
[السابعة: جبلة الآدمي في كون الحق ينقص في قلبه، والباطل يزيد؛ هذه العبارة تقيد من حيث كونه آدمياً بقطع النظر على من يمن الله عليه من تزكية النفس، فإن الله يقول: {قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها} [الشمس: 9،10].
قوله: "جبلة" على وزن فعلة، وهو ما يجبل المرء عليه، أي: يخلق عليه ويطبع ويبدع، بمعنى الطبيعة التي عليها الإنسان من حيث هو إنسان بقطع النظر عن كونه زكى نفسه أو دساها.
فالإنسان من حيث هو إنسان وصفه الله بوصفين: فقال تعالى: {إن الإنسان لظلوم كفار} [إبراهيم: 34]، وقال تعالى: {وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً} [الأحزاب: 72]. وهذا من حيث هو إنسان.
أما من حيث ما يمن الله به عليه من الإيمان والعمل الصالح، فإنه يرتقي عن هذا، قال تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون} [التين: 4 - 6]، فالإنسان الذي يمن الله عليه بالهدى، فإن الباطل الذي في قلبه يتناقص وربما يزول بالكلية، كعمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد، وعكرمة بن أبي جهل، وغيرهم.
وكذلك أهل العلم الأئمة، كأبي الحسن الأشعري، كان معتزلياً، ثم كلابياً، ثم سنياً، وابن القيم كان صوفياً، ثم من الله عليه بصحبة شيخ الإسلام ابن تيمية، فهداه الله على يده حتى كان ربانياً] اهـ.
الفائدة الخامسة والخمسون: المؤمنون يتواصون بالحق، وأهل الضلال يتواصون بالباطل.
في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: {لا تذرن}، أي: لا تدعن وتتركن، وهذا نهي مؤكد بالنون.
قوله: {آلهتكم}، هل المراد: لا تذروا عبادتها أو تمكنوا أحداً من إهانتها؟
الجواب: المعنيان، أي: انتصروا لآلهتكم، ولا تمكنوا أحداً من إهانتها، ولا تدعوها للناس، ولا تدعوا عبادتها أيضاً، بل احرصوا عليها، وهذا من التواصي بالباطل عكس الذين آمنوا وعملوا الصالحات يتواصون بالحق .......... "إلى أن قال:" ويشبههم أهل الباطل والضلال الذين يتواصون بما هم عليه، سواء كانوا رؤساء سياسيين أو رؤساء دينيين ينتسبون إلى الدين، فتجد الواحد منهم لا يموت إلا وقد وضع له ركيزة من بعده ينمي هذا الأمر الذي هو عليه] اهـ.
الفائدة السادسة والخمسون والسابعة والخمسون: الجاهل ببدعته لا يأثم، وقد يثاب على حُسْن قصده!؛ وحكم من كان في مجاهيل أفريقيا!
في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. إن البدعة شر ولو حسن قصد فاعلها، ويأثم إن كان عالماً أنها بدعة ولو حسن قصده، لأنه أقدم على المعصية كم يجيز الكذب والغش ويدعي أنه مصلحة، أما لو كان جاهلاً فإنه لا يأثم، لأن جميع المعاصي لا يأثم بها إلا مع العلم، وقد يثاب على حسن قصده، وقد نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم"، فيثاب على نيته دون عمله، فعمله هذا غير صالح ولا مقبول عند الله ولا مرضي، لكن لحسن نيته مع الجهل يكون له أجر، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - للرجل الذي صلى وأعاد الوضوء بعدما وجد الماء وصلى ثانية: "لك الأجر مرتين"، لحسن قصده، ولأن عمله عمل صالح في الأصل، لكن لو أراد أحد أن يعمل العمل مرتين مع علمه أنه غير مشروع، لم يكن له أجر لأن عمله غير مشروع لكونه خلاف السنة، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للذي لم يعد، "أصبت السنة".
فإن قال: إني أريد بهذه البدعة إحياء الهمم والتنشيط وما أشبه ذلك.
أجيب: بأن هذه الإرادة طعن في رسالة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، لأنه اتهام له بالتقصير أو القصور، أي مقصر في الإخبار عن ذلك أو قاصر في العلم، وهذا أمر عظيم وخطر جسيم، ولأن هذا لم يكن عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا خلفاؤه الراشدون، أما إذا كان حسن القصد، ولم يعلم أن هذا بدعة، فإنه يثاب على نيته ولا يثاب على عمله، لأن عمله شر حابط كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو رد".
وأما العامة الذين لا يعلمون، وقد لبس عليهم هذه البدعة وغيرها، نقول: ما داموا قاصدين للحق ولا علموا به، فإثمهم على من أفتاهم ومن أضلهم.
ولهذا يوجد في مجاهل أفريقيا وغير من لا يعرفون عن الإسلام شيئاً، فلو ماتوا لا نقول: إنهم مسلمون ونصلي عليهم ونترحم عليهم مع أنهم لم تقم عليهم الحجة، لكننا نعاملهم في الدنيا بالظاهر، أما في الآخرة، فأمرهم إلى الله] اهـ.
الفائدة الثامنة والخمسون: حكم الصدقة عند القبور.
في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
قال – رحمه الله تعالى – في المسألة الحادية عشرة للإمام:
[الحادية عشرة: مضرة العكوف على القبر لأجل عمل صالح، المضرة الحاصلة: هي أنّ ذلك يوصل إلى عبادتهم.
ومثل ذلك: ما لو قرئ القرآن عند قبر رجل صالح، أو تصدق عند هذا القبر يعتقد أن لذلك مزية على غيره، فإن هذا من البدع، وهذه البدعة قد تؤدي بصاحبها في النهاية إلى عبادة هذا القبر، وكذلك أيضا لو كان يعكف عليه في الليالي، فهذا كله حرام، ومضرته عظيمة] اهـ.
يتبع ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/486)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 08:24 م]ـ
الفائدة التاسعة والخمسون: الفرق بين الغلو والتنطع والاجتهاد.
في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
السؤال:
ما الفرق بين التنطع، والغلو، والاجتهاد؟
فأجاب – رحمه الله تعالى -:
[الغلو مجاوزة الحد. والتنطع معناه: التشدق بالشيء والتعمق فيه، وهو من أنواع الغلو.
أما الاجتهاد; فإنه بذل الجهد لإدراك الحق، وليس فيه غلو إلا إذا كان المقصود بالاجتهاد كثرة التّقرب غير المشروع; فقد تؤدي إلى الغلو، فلو أن الإنسان مثلا أراد أن يقوم الليل ولا ينام، وأن يصوم النهار ولا يفطر، وأن يعتزل ملاذ الدنيا كلها; فلا يتزوج ولا يأكل اللحم ولا الفاكهة وما أشبه ذلك، فإن هذا من الغلو، وإن كان الحامل على ذلك الاجتهاد والبر، ولكن هذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم] اهـ.
الفائدة الستون: حكم الذهاب إلى القبر لقراءة الفاتحة.
في باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين. السؤال:
ما حكم الذهاب إلى قبور الصالحين لقراءة الفاتحة؟
فأجاب – رحمه الله تعالى -:
[هذا من البدع، وسواء قلنا يصل الثواب أو لا يصل; فكونك تتخذ القراءة عند القبر خاصة هذا من البدع. وإنما اختلف السلف فيما إذا قرئت الفاتحة عند الميت بعد دفنه مباشرة أو غيرها من القرآن. والصحيح أيضا أنه ليس بسنة، والسنة أن تستغفر له وتسأل له التثبيت] اهـ.
الفائدة الحادية والستون والثانية والستون: قد يكون للحكم الواحد سببان فأكثر.؛ وقد يترتب على السبب حكمان أو أكثر.
في باب: ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح; فكيف إذا عبده؟!
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: "ولولا ذلك أبرز قبره": أبرز; أي: أخرج من بيته; لأن البروز معناه الظهور، أي لولا التحذير وخوف أن يتخذ قبره مسجدا; لأخرج ودفن في البقيع مثلا، لكنه في بيته أصون له، وأبعد عن اتخاذه مسجدا; فلهذا لم يبرز قبره، وهذا أحد الأسباب التي أوجبت أن لا يبرز مكان قبره صلى الله عليه وسلم ومن أسباب ذلك: إخباره صلى الله عليه وسلم: "أنه ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض" ولا مانع أن يكون للحكم الواحد سببان فأكثر، كما أن السبب الواحد قد يترتب عليه حكمان أو أكثر; كغروب الشمس يترتب عليه جواز إفطار الصائم، وصلاة المغرب.] اهـ.
الفائدة الثالثة والستون: رد شبهة القبوريين المقبوحين: في أن قبر النبي – صلى الله عليه وسلم – في المسجد النبوي!
في باب: ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح; فكيف إذا عبده؟!
قال – رحمه الله تعالى -:
[إذا قال قائل: نحن الآن واقعون في مشكلة بالنسبة لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم الآن، فإنه في وسط المسجد; فما هو الجواب؟ قلنا: الجواب على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن المسجد لم يبن على القبر، بل بني المسجد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد حتى يقال: إن هذا من دفن الصالحين في المسجد، بل دفن في بيته.
الوجه الثالث: أن إدخال بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها بيت عائشة مع المسجد ليس باتفاق من الصحابة، بل بعد أن انقرض أكثرهم ولم يبق منهم إلا القليل، وذلك عام 94 هـ تقريبا; فليس مما أجازه الصحابة أو أجمعوا عليه، مع أن بعضهم خالف في ذلك، وممن خالف أيضا سعيد بن المسيب من التابعين; فلم يرض بهذا العمل.
الوجه الرابع: أن القبر ليس في المسجد، حتى بعد إدخاله; لأنه في حجرة مستقلة عن المسجد; فليس المسجد مبنيا عليه، ولهذا جعل هذا المكان محفوظا ومحوطا بثلاثة جدران، وجعل الجدار في زاوية منحرفة عن القبلة، أي مثلث، والركن في الزاوية الشمالية، بحيث لا يستقبله الإنسان إذا صلى لأنه منحرف. فبهذا كله يزول الإشكال الذي يحتج به أهل القبور، ويقولون هذا منذ عهد التابعين إلى اليوم، والمسلمون قد أقروه ولم ينكروه; فنقول: إن الإنكار قد وجد حتى في زمن التابعين، وليس محل إجماع، وعلى فرض أنه إجماع; فقد تبين الفرق من الوجوه الأربعة التي ذكرناها] اهـ.
الفائدة الرابعة والستون: تنبيه بأن محمدا صلى الله عليه وسلم يوصف بأنه خليل الله، فالخلة أعظم أنواع المحبة.
في باب: ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح; فكيف إذا عبده؟!
قال – رحمه الله تعالى -:
[والخلة أعظم أنواع المحبة وأعلاها، ولم يثبتها الله عزوجل فيما نعلم إلا لاثنين من خلقه، وهما: إبراهيم في قوله تعالى: {َاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} 2، ومحمد لقوله صلى الله عليه وسلم "إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا".
وبهذا تعرف الجهل العظيم الذي يقوله العامة: إن إبراهيم خليل الله، ومحمدا حبيب الله، وهذا تنقص في حق الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم بهذه المقالة جعلوا مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم دون مرتبة إبراهيم، ولأنهم إذا جعلوه حبيب الله لم يفرقوا بينه وبين غيره من الناس; فإن الله يحب المحسنين والصابرين، وغيرهم ممن علق الله بفعلهم المحبة; فعلى رأيهم لا فرق بين الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره، لكن الخلة ما ذكرها الله إلا لإبراهيم، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الله اتخذه خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا.
فالمهم: أن العامة مشكل أمرهم، دائما يصفون الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه حبيب الله، فنقول: أخطأتم وتنقصتم نبيكم; فالرسول خليل الله; لأنكم إذا وصفتموه بالمحبة أنزلتموه عن بلوغ غايتها] اهـ.
يتبع ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/487)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 04:24 م]ـ
الفائدة الخامسة والستون: رد على الرافضة: نص صريح في أن أبا بكر أفضل من علي - رضي الله عنهما -.
في باب: ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح; فكيف إذا عبده؟!
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: "ولو كنت متخذا من أمتي خليلا; لاتخذت أبا بكر خليلا".
وهذا نص صريح على أن أبا بكر أفضل من علي، رضي الله عنهما، وفي هذا رد على الرافضة الذين يزعمون أن عليا أفضل من أبي بكر] اهـ.
الفائدة السادسة والستون: القبور لها حقان علينا.
في باب: ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله.
قال – رحمه الله تعالى -:
[والقبور لها حق علينا من وجهين:
1. أن لا نفرط فيما يجب لها من الاحترام; فلا تجوز إهانتها ولا الجلوس عليها، وما أشبه ذلك.
2. أن لا نغلو فيها فنتجاوز الحد] اهـ.
الفائدة السابعة والستون: الغضب صفة حقيقية لله تعالى، والفرق بين غضب الخالق، وغضب المخلوق.
في باب: ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: "غضب الله": صفة حقيقية ثابتة لله عزوجل لا تماثل غضب المخلوقين لا في الحقيقة ولا في الأثر.
وقال أهل التأويل: غضب الله هو الانتقام ممن عصاه، وبعضهم يقول: إرادة الانتقام ممن عصاه.
وهذا تحريف للكلام عن مواضعه; لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل: انتقم الله، وإنما قال: اشتد غضب الله، وهو صلى الله عليه وسلم يعرف كيف يعبر، ويعرف الفرق بين غضب الله وبين الانتقام، وهو أنصح الخلق وأعلم الخلق بربه، فلا يمكن أن يأتي بكلام وهو يريد خلافه; لأنه لو أتى بذلك لكان ملبسا، وحاشاه أن يكون كذلك; فالغضب غير الانتقام وغير إرادة الانتقام; فالغضب صفة حقيقية ثابتة لله تليق بجلاله لا تماثل غضب المخلوق، لا في الحقيقة ولا في الأثر.
وهناك فروق بين غضب المخلوق وغضب الخالق، منها:
1. غضب المخلوق حقيقته: غليان دم القلب، وجمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم حتى يفور، أما غضب الخالق; فإنه صفة لا تماثل هذا، قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
2. أن غضب الآدمي يؤثر آثارا غير محمودة; فالآدمي إذا غضب قد يحصل منه ما لا يحمد، فيقتل المغضوب عليه، وربما يطلق زوجته، أو يكسر الإناء، ونحو ذلك، أما غضب الله; فلا يترتب عليه إلا آثار حميدة لأنه حكيم; فلا يمكن أن يترتب على غضبه إلا تمام الفعل المناسب الواقع في محله. فغضب الله ليس كغضب المخلوقين، لا في الحقيقة ولا في الآثار، وإذا قلنا ذلك; فلا نكون وصفنا الله بما يماثل صفات المخلوقين، بل وصفناه بصفة تدل على القوة وتمام السلطان; لأن الغضب يدل على قدرة الغاضب على الانتقام وتمام سلطانه; فهو بالنسبة للخالق صفة كمال، وبالنسبة للمخلوق صفة نقص. ويدل على بطلان تأويل الغضب بالانتقام قوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} فإن معنى "آسفونا": أغضبونا; فجعل الانتقام غير الغضب، بل أثرا مترتبا عليه; فدل هذا على بطلان تفسير الغضب بالانتقام.
واعلم أن كل من حرف نصوص الصفات عن حقيقتها وعما أراد الله بها ورسوله; فلا بد أن يقع في زلة ومهلكة; فالواجب علينا أن نسلم لما جاء به الكتاب والسنة من صفات الله تعالى على ما ورد إثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل] اهـ.
الفائدة التاسعة والستون: استجاب الله تعالى لنبيه فلم يجعل قبره وثنا يعبد، ولكن ماذا عمن يتوجهون في المدينة إلى قبره ويدعونه؟!!
في باب: ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: (اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، أي: جعلوها مساجد؛ إما بالبناء عليها، أو بالصلاة عندها؛ فالصلاة عند القبور من اتخاذها مساجد، والبناء عليها من اتخاذها مساجد.
وهنا نسأل: هل استجاب الله دعوة نبيه صلى الله عليه وسلم بأن لا يجعل قبره وثناً يعبد، أم اقتضت حكمته غير ذلك؟
الجواب: يقول ابن القيم: إن الله استجاب له؛ فلم يذكر أن قبره صلى الله عليه وسلم جعل وثناً، بل إنه حمي بثلاثة جدران؛ فلا أحد يصل إليه حتى يجعله وثناً يعبد من دون الله، ولم يسمع في التاريخ أنه جعل وثناً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/488)
قال ابن القيم في (النونية):
فأجاب رب العالمين دعاءه……وأحاطه بثلاثة الجدران
صحيح أنه يوجد أناس يغلون فيه، ولكن لم يصلوا إلى جعل قبره وثناً، ولكن قد يعبدون الرسول صلى الله عليه وسلم ولو في مكان بعيد، فإن وجد من يتوجه له صلى الله عليه وسلم بدعائه عند قبره؛ فيكون قد اتخذه وثناً، لكن القبر نفسه لم يجعل وثناً] اهـ.
الفائدة السبعون: أقسام زيارة القبور.
في باب: ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله:"زائرات القبور": زائرات: جمع زائرة، والزيارة هنا معناها: الخروج إلى المقابر وهي أنواع:
منها ما هو سنة، وهي زيارة الرجال للاتعاظ والدعاء للموتى.
ومنها ما هو بدعة، وهي زيارتهم للدعاء عندهم وقراءة القرآن ونحو ذلك.
ومنها ما هو شرك، وهي زيارتهم لدعاء الأموات والاستنجاد بهم والاستغاثة ونحو ذلك] اهـ.
الفائدة الحادية والسبعون: هل يدخل في اتخاذ السرج على المقابر إنارتُها؟
في باب: ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وهل يدخل في اتخاذ السرج على المقابر ما لو وضع فيها مصابيح كهرباء لإنارتها؟
الجواب: أما في المواطن التي لا يحتاج الناس إليها، كما لو كانت المقبرة واسعة وفيها موضع قد انتهى الناس من الدفن فيه; فلا حاجة إلى إسراجه، فلا يسرج، أما الموضع الذي يقبر فيه فيسرج ما حوله; فقد يقال بجوازه; لأنها لا تسرج إلا بالليل; فليس في ذلك ما يدل على تعظيم القبر، بل اتخذ الإسراج للحاجة.
ولكن الذي نرى أنه ينبغي المنع مطلقا للأسباب الآتية:
1. أنه ليس هناك ضرورة.
2. أن الناس إذا وجدوا ضرورة لذلك; فعندهم سيارات يمكن أن يوقدوا الأنوار التي فيها ويتبين لهم الأمر، ويمكنهم أن يحملوا سراجا معهم.
3. أنه إذا فتح هذا الباب; فإن الشر سيتسع في قلوب الناس ولا يمكن ضبطه فيما بعد، فلو فرضنا أنهم جعلوا الإضاءة بعد صلاة الفجر ودفنوا الميت; فمن الذي يتولى قفل هذه الإضاءة؟ الجواب: قد تترك، ثم يبقى كأنه متخذ عليها السرج; فالذي نرى أنه يمنع نهائيا. أما إذا كان في المقبرة حجرة يوضع فيها اللبن ونحوه; فلا بأس بإضاءتها لأنها بعيدة عن القبور، والإضاءة داخلة لا تشاهد; فهذا نرجو أن لا يكون به بأس.
والمهم أن وسائل الشرك يجب على الإنسان أن يبتعد عنها ابتعادا عظيما، ولا يقدر للزمن الذي هو فيه الآن، بل يقدر للأزمان البعيدة; فالمسألة ليست هينة] اهـ.
الفائدة الثانية والسبعون: التفصيل في حكم زيارة المرأة للمقابر، ومناقشة الأقوال فيها.
قال – رحمه الله تعالى -:
[في باب: ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله.
وفي الحديث ما يدل على تحريم زيارة النساء للقبور وأنها من كبائر الذنوب يعني حديث: " لعن الله زائرات القبور .. "؛
والعلماء اختلفوا في ذلك على ثلاثة أقوال:
القول الأول: تحريم زيارة النساء للقبور، بل إنها من كبائر الذنوب; لهذا الحديث.
القول الثاني: كراهة زيارة النساء للقبور كراهة لا تصل إلى التحريم، وهذا هو المشهور من مذهب أحمد عن أصحابه; لحديث أم عطية: " نهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا ".
القول الثالث: أنها تجوز زيارة النساء للقبور; لحديث المرأة التي مر النبي صلى الله عليه وسلم بها وهي تبكي عند قبر، فقال لها: " اتقي الله واصبري فقالت له: إليك عني; فإنك لم تصب بمثل مصيبتي فانصرف الرسول صلى الله عليه وسلم عنها، فقيل لها: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت إليه تعتذر; فلم يقبل عذرها، وقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى ".
فالنبي صلى الله عليه وسلم شاهدها عند القبر ولم ينهها عن الزيارة، وإنما أمرها أن تتقي الله وتصبر. ولما ثبت في "صحيح مسلم " من حديث عائشة الطويل، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أهل البقيع في الليل، واستغفر لهم ودعا لهم، وأن جبريل أتاه في الليل وأمره، فخرج صلى الله عليه وسلم مختفيا عن عائشة، وزار ودعا ورجع، ثم أخبرها الخبر; فقالت: ما أقول لهم يا رسول الله؟ قال: " قولي: السلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/489)
عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ... " إلخ. قالوا: فعلمها النبي صلى الله عليه وسلم دعاء زيارة القبور، وتعليمه هذا دليل على الجواز. ورأيت قولا رابعا: أن زيارة النساء للقبور سنة كالرجال; لقوله صلى الله عليه وسلم " كنت نهيتكم عن زيارة القبور; فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة ".
وهذا عام للرجال والنساء.
ولأن عائشة رضي الله عنها زارت قبر أخيها، فقال لها عبد الله بن أبي مليكة: أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن زيارة القبور؟ قالت: إنه أمر بها بعد ذلك؛ وهذا دليل على أنه منسوخ.
والصحيح القول الأول، ويجاب عن أدلة الأقوال الأخرى: بأن الصريح منها غير صحيح، والصحيح غير صريح; فمن ذلك:
أولا: دعوى النسخ غير صحيحة; لأنها لا تقبل إلا بشرطين:
تعذر الجمع بين النصين، والجمع هنا سهل وليس بمتعذر; لأنه يمكن أن يقال: إن الخطاب في قوله: " كنت نهيتكم عن زيارة القبور; فزوروها " للرجال، والعلماء اختلفوا فيما إذا خوطب الرجال بحكم: هل يدخل فيه النساء أو لا؟ وإذا قلنا بالدخول - وهو الصحيح -; فإن دخولهن في هذا الخطاب من باب دخول أفراد العام في العموم، وعلى هذا يجوز أن يخصص بعض أفراد العام بحكم يخالف العام، وهنا نقول: قد خص النبي صلى الله عليه وسلم النساء من هذا الحكم، فأمره بالزيارة للرجل فقط; لأن النساء أخرجن بالتخصيص من هذا العموم بلعن الزائرات، وأيضا مما يبطل النسخ قوله: " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج " ومن المعلوم أن قوله:"والمتخذين عليها المساجد والسرج" لا أحد يدعي أنه منسوخ; والحديث واحد; فادعاء النسخ في جانب منه دون آخر غير مستقيم، وعلى هذا يكون الحديث محكما غير منسوخ.
2. العلم بالتأريخ، وهنا لم نعلم التأريخ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل: كنت لعنت من زار القبور، بل قال: "كنت نهيتكم"، والنهي دون اللعن.
وأيضا; فإن قوله: "كنت نهيتكم" خطاب للرجال، ولعن زائرات القبور خطاب للنساء فلا يمكن حمل خطاب الرجال على خطاب النساء، إذاً; فالحديث لا يصح فيه دعوى النسخ.
وثانيا: الجواب عن حديث المرأة وحديث عائشة; أن المرأة لم تخرج للزيارة قطعا، لكنها أصيبت، ومن عظم المصيبة عليها لم تتمالك نفسها لتبقى في بيتها، ولذلك خرجت وجعلت تبكي عند القبر مما يدل على أن في قلبها شيئا عظيما لم تتحمله حتى ذهبت إلى ابنها وجعلت تبكي عند قبره، ولهذا أمرها صلى الله عليه وسلم أن تصبر; لأنه علم أنها لم تخرج للزيارة، بل خرجت لما في قلبها من عدم تحمل هذه الصدمة الكبيرة; فالحديث ليس صريحا بأنها خرجت للزيارة، وإذا لم يكن صريحا; فلا يمكن أن يعارض الشيء الصريح بشيء غير صريح.
وأما حديث عائشة; فإنها قالت للرسول صلى الله عليه وسلم " ماذا أقول؟ فقال: قولي: "السلام عليكم " فهل المراد أنها تقول ذلك إذا مرت، أو إذا
خرجت زائرة؟ فهو محتمل; فليس فيه تصريح بأنها إذا خرجت زائرة; إذ من الممكن أن يراد به إذا مرت بها من غير خروج للزيارة، وإذا كان ليس صريحا; فلا يعارض الصريح.
وأما فعلها مع أخيها رضي الله عنهما; فإن فعلها مع أخيها لم يستدل عليها عبد الله بن أبي مليكة بلعن زائرات القبور، وإنما استدل عليها بالنهي عن زيارة القبور مطلقا; لأنه لو استدل عليها بالنهي عن زيارة النساء للقبور أو بلعن زائرات القبور; لكنا ننظر بماذا ستجيبه. فهو استدل عليها بالنهي عن زيارة القبور، ومعلوم أن النهي عن زيارة القبور كان عاما، ولهذا أجابته بالنسخ العام، وقالت: إنه قد أمر بذلك، ونحن وإن كنا نقول: إن عائشة رضي الله عنها استدلت بلفظ العموم; فهي كغيرها من العلماء لا يعارض بقولها قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أنه روي عنها; أنها قالت: "لو شهدتك ما زرتك "، وهذا دليل على أنها -رضي الله عنها- خرجت لتدعو له; لأنها لم تشهد جنازته، لكن هذه الرواية طعن فيها بعض العلماء، وقال: إنها لا تصح عن عائشة -رضي الله عنها-، لكننا نبقى على الرواية الأولى الصحيحة; إذ ليس فيها دليل على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نسخه، وإذا فهمت هي; فلا يعارض بقولها قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-] اهـ.
قلت (علي): وهناك قول خامس في حكم زيارة المرأة للقبور، ألا وهو: أنّ لها أن تزور قبر النبي – صلى الله عليه وسلم وصاحبيه – خاصة دون سائر القبور، قال في " شرح منتهى الإرادات ":
[(وتكره) زيارة قبور (لنساء) لحديث أم عطية {نهينا عن زيارة القبور ولم يعزم علينا} متفق عليه (وإن علمن) أي النساء (أنه يقع منهن محرم) بزيارتهن (حرمت) زيارتهن لها لأنها وسيلة للمحرم (إلا) زيارة النساء (لقبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه) أبي بكر وعمر (فتسن) كالرجال، لعموم " من حج فزارني " ونحوه].
وذكر الشيخ العلامة ابن عثيمين هذا القول في " الشرح الممتع " وذكر هناك لمسألة زيارة المرأة القبورَ خمسة أقوال تنظر هناك.
يتبع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/490)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 12:03 م]ـ
الفائدة الثالثة والسبعون: المرأة إذا ذهبت للروضة في المسجد النبوي، فهل لها أن تقف وتسلم؟
في باب: ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله.
قال – رحمه الله تعالى -:
[المرأة إذا ذهبت للروضة في المسجد النبوي لتصلي فيها، فالقبر قريب منها، فتقف وتسلم، ولا مانع فيه.
والأحسن البعد عن الزحام ومخالطة الرجال، ولئلا يظن من يشاهدها أن المرأة يجوز لها قصد الزيارة ; فيقع الإنسان في محذور، وتسليم المرء على النبي صلى الله عليه وسلم يبلغه حيث كان] اهـ.
الفائدة الرابعة والسبعون: لطيفة تفسيرية:
إذا جاءت "من أنفسهم"; فالمراد: عموم الأمة، وإذا جاءت "منهم"; فالمراد: العرب.
في باب: ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك.
قال – رحمه الله تعالى -
في قول الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ}:
[والخطاب في قوله: "جاءكم" قيل: للعرب; لقوله: "من أنفسكم" ; فالرسول صلى الله عليه وسلم من العرب، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ}؛
ويحتمل أن يكون عاما للأمة كلها، ويكون المراد بالنفس هنا الجنس; أي: ليس من الجن ولا الملائكة، بل هو من جنسكم; كما قال تعالى: {هو الذي خلقكم من نفس واحدة}.
وعلى الاحتمال الأول فيه إشكال; لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى جميع الناس من العرب والعجم. ولكن يقال في الجواب: إنه خوطب العرب بهذا; لأن منة الله عليهم به أعظم من غيرهم، حيث كان منهم، وفي هذا تشريف لهم بلا ريب.
والاحتمال الثاني أولى; للعموم، ولقوله: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ}، ولما كان المراد العرب، قال: "منهم" لا "من أنفسهم"، قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ}، وقال تعالى عن إبراهيم وإسماعيل: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ}؛
وعلى هذا، فإذا جاءت "من أنفسهم"; فالمراد: عموم الأمة، وإذا جاءت "منهم"; فالمراد: العرب; فعلى الاحتمال الثاني لا إشكال في الآية] اهـ.
الفائدة الخامسة والسبعون: الفرق بين رحمة الخالق، ورحمة المخلوق.
في باب: ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك.
قال – رحمه الله تعالى -:
[والرحمة: رقة بالقلب تتضمن الحنو على المرحوم والعطف عليه بجلب الخير له ودفع الضرر عنه.
وقولنا: رقة في القلب هذا باعتبار المخلوق، أما بالنسبة لله تعالى; فلا نفسرها بهذا التفسير; لأن الله تعالى ليس كمثله شيء، ورحمة الله أعظم من رحمة المخلوق لا تدانيها رحمة المخلوق ولا تماثلها; فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن لله مائة رحمة وضع منها رحمة واحدة يتراحم بها الخلق منذ خلقوا إلى يوم القيامة، حتى إن الدابة لترفع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ". فمن يحصي هذه الرحمة التي في الخلائق منذ خلقوا إلى يوم القيامة كمية؟! ومن يستطيع أن يقدرها كيفية؟!
لا أحد يستطيع إلا الله عزوجل الذي خلقها.
فهذه رحمة واحدة، فإذا كان يوم القيامة رحم الخلق بتسع وتسعين رحمة بالإضافة إلى الرحمة الأولى، وهل هذه الرحمة تدانيها رحمة المخلوق؟!
الجواب: أبدا، لا تدانيها، والقدر المشترك بين رحمة الخالق ورحمة المخلوق أنها صفة تقتضي الإحسان إلى المرحوم، ورحمة الخالق غير مخلوقة; لأنها من صفاته، ورحمة المخلوق مخلوقة; لأنها من صفاته; فصفات الخالق لا يمكن أن تنفصل عنه إلى مخلوق لأننا لو قلنا بذلك لقلنا بحلول صفات الخالق بالمخلوق، وهذا أمر لا يمكن; لأن صفات الخالق يتصف بها وحده، وصفات المخلوق يتصف بها وحده، لكن صفات الخالق لها آثار تظهر في المخلوق، وهذه الآثار هي الرحمة التي نتراحم بها] اهـ.
الفائدة السادسة والسبعون: تنبيه بلاغي: والبلاغيون يسمونه التفاتا، ولو قيل: إنه انتقال; لكان أحسن.
في باب: ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك.
في قوله تعالى: ((لقد جاءكم رسول من أنفسكم ........ )).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/491)
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: "فإن تولوا": أي: أعرضوا مع هذا البيان الواضح بوصف الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا التفات من الخطاب إلى الغيبة; لأن التولي مع هذا البيان مكروه، ولهذا لم يخاطبوا به; فلم يقل: فإن توليتم. والبلاغيون يسمونه التفاتا، ولو قيل: إنه انتقال; لكان أحسن!] اهـ.
الفائدة السابعة والسبعون: فائدة لغوية: حسب نكرة لا تتعرف بالإضافة.
في باب: ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك.
في قوله تعالى ((لقد جاءكم رسول من أنفسكم ........ )).
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: {فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أي: قل ذلك معتمدا على الله، متوكلا عليه، معتصما به: حسبي الله.
وارتباط الجواب بالشرط واضح، أي: فإن أعرضوا; فلا يهمنك إعراضهم، بل قل بلسانك وقلبك: حسبي.
و "حسبي" خبر مقدم، و"الله" مبتدأ مؤخر، ويجوز العكس بأن نجعل: " حسبي" مبتدأ، و"لفظ الجلالة" خبراً، لكن لما كانت حسب نكرة لا تتعرف بالإضافة; كان الأولى أن نجعلها هي الخبر] اهـ.
الفائدة الثامنة والسبعون:معنى صلاة الله على رسوله_ صلى الله عليه وسلم -.
في باب: ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك.
قال – رحمه الله تعالى -:
[والصلاة من الله على رسوله ليس معناها كما قال بعض أهل العلم: إن الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الآدميين الدعاء. فهذا ليس بصحيح، بل إن صلاة الله على المرء ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، كما قال أبو العالية وتبعه على ذلك المحققون من أهل العلم. ويدل على بطلان القول الأول قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}، فعطف الرحمة على الصلوات، والأصل في العطف المغايرة، ولأن الرحمة تكون لكل أحد، ولهذا أجمع العلماء على أنه يجوز أن تقول: فلان رحمه الله،
واختلفوا: هل يجوز أن تقول: فلان صلى الله عليه؟ فمن صلى على محمد صلى الله عليه وسلم مرة أثنى الله عليه في الملأ الأعلى عشر مرات، وهذه نعمة كبيرة] اهـ.
يتبع ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 05 - 08, 06:20 م]ـ
الفائدة التاسعة والسبعون: لطيفة في القراءات: في قوله تعالى ((وعبد الطاغوت)) أربع وعشرون قراءة!!
في باب: ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان.
قال – رحمه الله تعالى -:
[والطاغوت على قراءة الفعل في "عبَدَ" تكون مفتوحة "عَبَدَ الطاغوتَ"، وعلى قراءة الاسم تكون مكسورة بالإضافة "عَبُدَ الطاغوتِ". وذُكِرَ في تركيب "عبد" مع "الطاغوت" أربع وعشرون قراءة، ولكنها قراءات شاذة غير القراءتين السبعيتين "عَبَدَ" و"عَبُدَ"] اهـ.
الفائدة الثمانون: التعريف باليهود والنصارى.
في باب: ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان.
قال – رحمه الله تعالى -:
[واليهود: أتباع موسى عليه الصلاة والسلام، وسموا يهودا نسبة إلى يهوذا من أحفاد إسحاق، أو لأنهم هادوا إلى الله; أي: رجعوا إليه بالتوبة من عبادة العجل. والنصارى: هم أتباع عيسى عليه الصلاة والسلام، وسموا بذلك نسبة إلى بلدة تسمى الناصرة، وقيل: من النصرة; كما قال تعالى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}] اهـ.
الفائدة الحادية والثمانون: توجيه حديث أنس - رضي الله عنه - أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يأتي عليكم زمان إلا وما بعده أشر منه، حتى تلقوا ربكم ".
في باب: ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .... في "البخاري" من حديث أنس - رضي الله عنه - أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يأتي عليكم زمان إلا وما بعده أشر منه، حتى تلقوا ربكم ".
ومن تتبع أحوال هذه الأمة وجد الأمر كذلك، لكن يجب أن نعرف الفرق بين الجملة والأفراد; فحديث أنس - رضي الله عنه - حديث صحيح سندا ومتنا ; فالمتن ليس فيه شذوذ، والسند في "البخاري"، والمراد به من حيث الجملة، ولذلك يوجد في أتباع التابعين من هو خير من كثير من التابعين ; فلا تيأسوا، فتقولوا: إذا لا يمكن أن يوجد في زماننا هذا مثل من سبق; لأننا نقول: إن مثل هذا الحديث يراد به الجملة، وإذا شئتم أن يتضح الأمر; فانظروا إلى جنس الرجال وجنس النساء; أيهما خير؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/492)
الجواب: جنس الرجال خير، قال تعالى: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}، لكن يوجد في النساء من هي خير من كثير من الرجال; فيجب أن نعرف الفرق بين الجملة والأفراد.
فإذا نظرنا إلى مجموع القرن كله نجد أن ما بعد القرن شر منه، لا باعتبار الأفراد ولا باعتبار مكان دون مكان; فقد تكون أمة في بعض الجهات يرتفع الناس فيها من حسن إلى أحسن، كما لو نشأ فيها علماء نفع الله بهم; فإنهم يكونون أحسن ممن سبقهم.
أما الصحابة; فلا أحد يساويهم في فضل الصحبة، حتى أفرادهم لا يمكن لأحد من التابعين أن يساويهم فيها مهما بلغ من الفضل; لأنه لم يدرك الصحبة] اهـ.
الفائدة الثانية والثمانون: معنى: ((زوى لي الأرض)).
في باب: ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان.
في حديث ((إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها ... )).رواه مسلم.
قال – رحمه الله تعالى –
[قوله: "زوى لي": بمعنى جمع وضم; أي; جمع له الأرض وضمها.
قوله: "فرأيت": أي: بعيني; فهي رؤية عينية، ويحتمل أن تكون رؤية منامية.
قوله: "مشارقها ومغاربها": وهذا ليس على الله بعزيز; لأنه على كل شيء قدير، فمن قدرته أن يجمع الأرض حتى يشاهد النبي صلى الله عليه وسلم ما سيبلغ ملك أمته منها.
وهل المراد بالزي* هنا أن الأرض جمعت، أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قوي نظره حتى رأى البعيد؟
الأقرب إلى ظاهر اللفظ: أن الأرض جمعت، لا أن بصره قوي حتى رأى البعيد.
وقال بعض العلماء: المراد قوة بصر النبي - صلى الله عليه وسلم - أي أن الله أعطاه قوة بصر حتى أبصر مشارق الأرض ومغاربها، لكن الأول هو ظاهر اللفظ، ونحن إذا أردنا تقريب هذا الأمر نجد أن صورة الكرة الأرضية الآن مجموعة يشاهد الإنسان فيها مشارق الأرض ومغاربها; فالله تعالى على كل شيء قدير; فهو قادر على أن يجمع له صلى الله عليه وسلم الأرض حتى تكون صغيرة فيدركها من مشارقها إلى مغاربها.
فإن قيل: هذا إن حمل على الواقع; فليس بموافق للواقع، لأنه لو حُصِرت الأرض بحيث يدركها بصر النبي صلى الله عليه وسلم المجرد; فأين يذهب الناس؟! فالأرض فيها بحار وجبال عظيمة وصحاري واسعة، وفيها آدميون، وغير آدميين؛ فكيف تصغر؟!!
الجواب: بأن هذا من الأمور الغيبية التي لا يجوز أن تورد عليها كيف ولم، بل نقول: إن الله على كل شيء قدير; إذ قوة الله - سبحانه - أعظم من قوتنا وأعظم من أن نحيط بها، ولهذا أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم – ((أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم))، فلا يجوز أن نقول: كيف يجري مجرى الدم؟ فالله أعلم بذلك.
وهذه المسائل التي لا يمكن أن ندركها يجب التسليم المحض لها، ولهذا نقول في باب الأسماء والصفات نحن كالظاهرية في باب الأحكام: تُجرى على ظاهرها مع التنزيه عن التكييف والتمثيل، وهذا ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة] اهـ.
*قلت (علي): الزي مصدر زوى، وهو القياس مثل طوى طيا، وشوى شيا.وقد أشار الشيخ – رحمه الله تعالى- لهذا أثناء المناقشة.
يتبع ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 05 - 08, 09:59 م]ـ
الفائدة الثالثة والثمانون:أجمع ما قيل في تعريف الطاغوت.
في باب: ما جاء في السحر.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: "الطاغوت": أجمع ما قيل فيه: هو ما تجاوز به العبد حده; من معبود، أو متبوع، أو مطاع] اهـ.
الفائدة الرابعة والثمانون: تعريف الكاهن.
في باب: ما جاء في السحر.
قال – رحمه الله تعالى -:
[والكاهن; قيل: هو الذي يخبر عما في الضمير. وقيل: الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل] اهـ.
الفائدة الخامسة والثمانون: قاعدة: الصحابة أحرص الناس على العلم ..
في باب: ما جاء في السحر.
في حديث: " اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله: و ما هن؟!! .. "
قال - رحمه الله تعالى -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/493)
[قوله: "قالوا: يا رسول الله! وما هن؟ ": كان الصحابة رضي الله عنهم أحرص الناس على العلم، والنبي صلى الله عليه وسلم إذا ألقى إليهم الشيء مبهما طلبوا تفسيره وتبيينه، فلما حذرهم النبي صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات قالوا ذلك لأجل أن يجتنبوهن، فأخبرهم، وعلى هذه القاعدة -أن الصحابة رضي الله عنهم أحرص الناس على العلم-، لكن ما كانت الحكمة في إخفائه; فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخبرهم; كقوله صلى الله عليه وسلم " إن لله تسعة وتسعين اسما، من أحصاها دخل الجنة " ولم يرد تبيينها عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح] اهـ.
الفائدة السادسة والثمانون: قاعدة لغوية: والقاعدة المتبعة أنه يخبر بالنكرة عن المعرفة ولا عكس
في باب: ما جاء في السحر.
في حديث: " اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله: و ما هن؟!! .. "
قال – رحمه الله تعالى -:
[وقوله: "وما هن": "ما": اسم استفهام مبتدأ، و "هن": خبر المبتدأ. وقيل: بالعكس، "ما": خبر مقدم وجوبا; لأن الاستفهام له الصدارة، و "هن": مبتدأ مؤخر. لأن "هن" ضمير معرفة، و "ما" نكرة، والقاعدة المتبعة أنه يخبر بالنكرة عن المعرفة ولا عكس] اهـ.
الفائدة السابعة والثمانون: معنى الحق إذا ورد في النصوص ..
في باب: ما جاء في السحر.
في حديث: " اجتنبوا السبع الموبقات .... وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق"
قال – رحمه الله تعالى –
[وقوله: "إلا بالحق" أي: بالعدل; لأن هذا حكم، و"الحق" إذا ذكر بإزاء الأحكام; فالمراد به العدل، وإن ذكر بإزاء الأخبار; فالمراد به الصدق] اهـ
الفائدة الثامنة والثمانون: الأنفس المعصومة أربعة أنفس.
في باب: ما جاء في السحر.
قال – رحمه الله تعالى -:
[والنفس المحرمة أربعة أنفس، هي: نفس المؤمن، والذمي، والمعاهد، والمستأمن; بكسر الميم: طالب الأمان. فالمؤمن لإيمانه، والذمي لذمته، والمعاهد لعهده، والمستأمن لتأمينه.
والفرق بين الثلاثة - الذمي، والمعاهد، والمستأمن -: أن الذمي هو الذي بيننا وبينه ذمة; أي: عهد على أن يقيم في بلادنا معصوما مع بذل الجزية. وأما المعاهد; فيقيم في بلاده، لكن بيننا وبينه عهد أن لا يحاربنا ولا نحاربه.
وأما المستأمن; فهو الذي ليس بيننا وبينه ذمة ولا عهد، لكننا أمناه في وقت محدد; كرجل حربي دخل إلينا بأمان للتجارة ونحوها، أو ليفهم الإسلام، قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} وهناك فرق آخر، وهو أن العهد يجوز من جميع الكفار، والذمة لا تجوز إلا من اليهود والنصارى والمجوس دون بقية الكفار، وهذا هو المشهور من المذهب، والصحيح: أنها تجوز من جميع الكفار] اهـ.
الفائدة التاسعة والثمانون: تعريف اليتيم.
في باب: ما جاء في السحر.
قال – رحمه الله تعالى -:
[اليتيم: هو الذي مات أبوه قبل بلوغه، سواء كان ذكرا أم أنثى، أما من ماتت أمه قبل بلوغه; فليس يتيما لا شرعا ولا لغة. لأن اليتيم مأخوذ من اليتم، وهو الانفراد; أي: انفرد عن الكاسب له; لأن أباه هو الذي يكسب له] اهـ.
يتبع ...
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[20 - 05 - 08, 10:53 م]ـ
أخي الحبيب الشيخ علي الفضلى
أحسن الله ثوابكم ونفع بكم ورزقكم العمل الصالح والعلم النافع آمين
حبذا لو وضعتموها في ملف وورد لتنزيلها لإتمام الفائدة
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - 05 - 08, 04:04 م]ـ
أخي الحبيب
أحسن الله ثوابكم ونفع بكم ورزقكم العمل الصالح والعلم النافع آمين
حبذا لو وضعتموها في ملف وورد لتنزيلها لإتمام الفائدة
وإياكم أخي المكرم سعدا، وأبْشر، إن شاء الله تعالى إذا أكملت كتابة الفوائد، فسأضعه على وورد، وأرفعه لكم.
وبارك الله فيكم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 05 - 08, 06:48 م]ـ
الفائدة التسعون: ثلاث آيات فيها تخصيص للسنة بالكتاب.
في باب: ما جاء في السحر.
في حديث: " اجتنبوا السبع الموبقات .... والتولي يوم الزحف ".
قال – رحمه الله تعالى -:
[لكن هذا الحديث خصصته الآية، وهي قوله تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ}.
فالله سبحانه استثنى حالين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/494)
الأولى: أن يكون متحرفا لقتال; أي: متهيئا له، كمن ينصرف ليصلح من شأنه أو يهيئ الأسلحة ويعدها، ومنه الانحراف إلى مكان آخر يأتي العدو من جهته، فهذا لا يعد متوليا، إنما يعد متهيئا.
الثانية: المتحيز إلى فئة كما إذا حصرت سرية للمسلمين يمكن أن يقضي عليها العدو، فانصرف من هؤلاء لينقذها; فهذا لا بأس به لدعاء الضرورة إليه، بشرط ألا يكون على الجيش ضرر، فإن كان على الجيش ضرر وذهبت طائفة كبيرة إلى هذه السرية بحيث توهن قوة الجيش وتكسره أمام العدو; فإنه لا يجوز; لأن الضرر هنا متحقق، وإنقاذ السرية غير متحقق; فلا يجوز لأن المقصود إظهار دين الله، وفي هذا إذلال لدين الله، إلا إذا كان الكفار أكثر من مثلي المسلمين، فيجوز الفرار حينئذ، لقوله تعالى: {الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ} أو كان عندهم عدة لا يمكن للمسلمين مقاومتها، كالطائرات إذا لم يكن عند المسلمين من الصواريخ ما يدفعها، فإذا علم أن الصمود يستلزم الهلاك والقضاء على المسلمين; فلا يجوز لهم أن يبقوا; لأن مقتضى ذلك أنهم يغررون بأنفسهم.
وفي هاتين الآيتين تخصيص السنة بالكتاب، وهو قليل، ومن تخصيص السنة بالكتاب أن من الشروط التي بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين في الحديبية أن من جاء من المشركين مسلما يرد إليهم، وهذا الشرط عام يشمل الذكر والأنثى; فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ}] اهـ.
الفائدة الحادية والتسعون: القيد الأغلبي لا مفهوم له; لأنه لبيان الواقع.
في باب: ما جاء في السحر.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وهل قذف المحصنين الغافلين المؤمنين كقذف المحصنات من كبائر الذنوب؟
الجواب: الذي عليه جمهور أهل العلم أن قذف الرجل كقذف المرأة، وإنما خص بذلك المرأة; لأن الغالب أن القذف يكون للنساء أكثر; إذ البغايا كثيرات قبل الإسلام، وقذف المرأة أشد; لأنه يستلزم الشك في نسب أولادها من زوجها، فيلحق بهن القذف ضررا أكثر; فتخصيصه من باب التخصيص بالغالب، والقيد الأغلبي لا مفهوم له; لأنه لبيان الواقع] اهـ.
الفائدة الثانية والتسعون: خطأ من أدخل حكم المرتد في الحدود.
في باب: ما جاء في السحر.
في المسألة السابعة: أنه يقتل ولا يستتاب.
قال – رحمه الله تعالى -:
[يؤخذ من قوله: " حد الساحر ضربة بالسيف "، والحد إذا بلغ الإمام لا يستتاب صاحبه، بل يقتل بكل حال، أما الكفر; فإنه يستتاب صاحبه، وهذا هو الفرق بين الحد وبين عقوبة الكفر، وبهذا نعرف خطأ من أدخل حكم المرتد في الحدود، وذكروا من الحدود قتل الردة.
فقتل المرتد ليس من الحدود; لأنه يستتاب، فإذا تاب ارتفع عنه القتل، وأما الحدود; فلا ترتفع بالتوبة إلا أن يتوب قبل القدرة عليه، ثم إن الحدود كفارة لصاحبها وليس بكافر، والقتل بالردة ليس كفارة وصاحبها كافر; لا يصلى عليه، ولا يغسل، ولا يدفن في مقابر المسلمين] اهـ.
الفائدة الثالثة والتسعون: الرد على الدجاجلة والكهان ومن يستدل بحديث: (كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك) رواه مسلم.
في باب: بيان شيء من أنواع السحر.
قال – رحمه الله تعالى -:
[فإن قيل: قد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن نبيا من الأنبياء يخط; وقال: " من وافق خطه; فذاك " 1 قلنا: يجاب عنه بجوابين:
الأول: أن الرسول صلى الله عليه وسلم علقه بأمر لا يتحقق الوصول إليه; لأنه قال: فمن وافق خطه فذاك، وما يدرينا هل وافق خطه أم لا؟
الثاني: أنه إذا كان الخط بالوحي من الله تعالى كما في حال هذا النبي; فلا بأس به; لأن الله يجعل له علامة ينزل الوحي بها بخطوط يعلمه إياها. أما هذه الخطوط السحرية; فهي من الوحي الشيطاني، فإن قيل: طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يسد الأبواب جميعا خاصة في موضوع الشرك; فلماذا لم يقطع ويسد هذا الباب؟
فالجواب: كأن هذا والله أعلم أمر معلوم، وهو أن فيه نبيا من الأنبياء يخط; فلا بد أن يجيب عنه الرسول صلى الله عليه وسلم] اهـ.
يتبع ....
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[30 - 05 - 08, 09:29 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ علي
ـ[حفيدة خديجة]ــــــــ[31 - 05 - 08, 11:35 ص]ـ
بارك الله فيكم
ننتظر ملف الووورد بإذن الله
ـ[أبوسما]ــــــــ[31 - 05 - 08, 03:48 م]ـ
جزاك الله خيرا ً ونفع بك
ـ[ليث بجيلة]ــــــــ[31 - 05 - 08, 03:50 م]ـ
جزاك الله خيرا ً ونفع بك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - 06 - 08, 11:18 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
حالما انتهى من كل الفوائد، بإذن الله لن أتأخر في تنزيله على ملف وورد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/495)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 06 - 08, 04:18 م]ـ
الفائدة الرابعة والتسعون: معنى العيافة، وأقسامها.
في باب: بيان شيء من أنواع السحر.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: "العيافة": مصدر عاف يعيف عيافة، وهي: زجر الطير للتشاؤم أو التفاؤل; فعند العرب قواعد في هذا الأمر; لأن زجر الطير له أقسام: فتارة يزجرها للصيد، كما قال أهل العلم في باب الصيد: إن تعليم الطير بأن ينزجر إذا زجر; فهذا ليس من هذا الباب.
وتارة يزجر الطير للتشاؤم أو التفاؤل، فإذا زجر الطائر وذهب شمالا تشاءم، وإذا ذهب يمينا تفاءل، وإن ذهب أماما; فلا أدري أيتوقفون أم يعيدون الزجر؟ فهذا من الجبت] اهـ.
الفائدة الخامسة والتسعون: تعريف الطيرة.
في باب: بيان شيء من أنواع السحر.
قال - رحمه الله تعالى -:
[قوله: "الطيرة": أي: من الجبت، على وزن فعلة، وهي اسم مصدر تطير، والمصدر منه تطير، وهي التشاؤم بمرئي أو مسموع، وقيل: التشاؤم بمعلوم مرئيا كان أو مسموعا، زمانا كان أو مكانا، وهذا أشمل; فيشمل ما لا يرى ولا يسمع; كالتطير بالزمان.
وأصل التطير: التشاؤم، لكن أضيفت إلى الطير; لأن غالب التشاؤم عند العرب بالطير، فعلقت به، وإلا; فإن تعريفها العام: التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم.
وكان العرب يتشاءمون بالطير وبالزمان وبالمكان وبالأشخاص وهذا من الشرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم] اهـ.
الفائدة السادسة والتسعون: خطأ من يقول: إذا هبت الريح طلع النجم الفلاني.
في باب: بيان شيء من أنواع السحر.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .... والحوادث الأرضية من عند الله، قد تكون أسبابها معلومة لنا، وقد تكون مجهولة، لكن ليس للنجوم بها علاقة، ولهذا جاء في حديث زيد بن خالد الجهني في غزوة الحديبية; قال: " صلى بنا رسول الله ذات ليلة على إثر سماء من الليل; فقال: قال الله تعالى: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فمن قال: مطرنا بنوء كذا وكذا " بنوء يعني: بنجم، والباء للسببية; يعني: هذا المطر من النجم -; " فإنه كافر بي مؤمن بالكوكب، ومن قال: مطرنا بفضل الله ورحمته; فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ".
فالنجوم لا تأتي بالمطر ولا تأتي بالرياح أيضا، ومنه نأخذ خطأ العوام الذين يقولون: إذا هبت الريح طلع النجم الفلاني; لأن النجوم لا تأثير لها بالرياح، صحيح أن بعض الأوقات والفصول يكون فيها ريح ومطر; فهي ظرف لهما، وليست سببا للريح أو المطر] اهـ.
الفائدة السابعة والتسعون: علم النجوم ينقسم إلى قسمين: علم التأثير، وعلم التسيير.
في باب: بيان شيء من أنواع السحر.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وعلم النجوم ينقسم إلى قسمين:
الأول: علم التأثير، وهو أن يستدل بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية; فهذا محرم باطل لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من اقتبس شعبة من النجوم; فقد اقتبس شعبة من السحر "، وقوله في حديث زيد بن خالد: " من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب " ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في الشمس والقمر: " إنهما آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته "، فالأحوال الفلكية لا علاقة بينها وبين الحوادث الأرضية.
الثاني: علم التسيير، وهو ما يستدل به على الجهات والأوقات; فهذا جائز، وقد يكون واجبا أحيانا، كما قال الفقهاء: إذا دخل وقت الصلاة يجب على الإنسان أن يتعلم علامات القبلة من النجوم والشمس والقمر، قال تعالى:
{وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.
فلما ذكر الله العلامات الأرضية انتقل إلى العلامات السماوية; فقال تعالى:
{وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}، فالاستدلال بهذه النجوم على الأزمان لا بأس به، مثل أن يقال: إذا طلع النجم الفلاني دخل وقت السيل ودخل وقت الربيع، وكذلك على الأماكن; كالقبلة، والشمال، والجنوب] اهـ.
وقال في باب: ما جاء في التنجيم:
[وعلم النجوم ينقسم إلى قسمين:
1 - علم التأثير.
2 - علم التسيير.
فالأول: علم التأثير. وهذا ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
أ- أن يعتقد أن هذه النجوم مؤثرة فاعلة، بمعنى أنها هي التي تخلق الحوادث والشرور; فهذا شرك أكبر; لأن من ادعى أن مع الله خالقا; فهو مشرك شركا أكبر; فهذا جعل المخلوق المسخر خالقا مُسَخِّرًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/496)
ب- أن يجعلها سببا يدعي به علم الغيب; فيستدل بحركاتها وتنقلاتها وتغيراتها على أنه سيكون كذا وكذا; لأن النجم الفلاني صار كذا وكذا، مثل أن يقول: هذا الإنسان ستكون حياته شقاء; لأنه ولد في النجم الفلاني، وهذا حياته ستكون سعيدة; لأنه ولد في النجم الفلاني; فهذا اتخذ تعلم النجوم وسيلة لا دعاء علم الغيب، ودعوى علم الغيب كفر مخرج عن الملة; لأن الله يقول: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ} [سورة النمل: من الآية 65] وهذا من أقوى أنواع الحصر; لأنه بالنفي والإثبات، فإذا ادعى أحد علم الغيب; فقد كَذَّب القرآن.
ج- أن يعتقدها سببا لحدوث الخير والشر، أي أنه إذا وقع شيء نسبه إلى النجوم، ولا ينسب إلى النجوم شيئا إلا بعد وقوعه; فهذا شرك أصغر.
فإن قيل: ينتقض هذا بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله في الكسوف: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده"؛ فمعنى ذلك أنهما علامة إنذار.
فالجواب من وجهين:
الأول: أنه لا يُسلَّم أن للكسوف تأثيرا في الحوادث والعقوبات، من الجدب والقحط والحروب، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته " لا في ما مضى ولا في المستقبل، وإنما يخوف الله بهما العباد لعلهم يرجعون، وهذا أقرب.
الثاني: أنه لو سلمنا أن لهما تأثيرا; فإن النص قد دل على ذلك، وما دل عليه النص يجب القول به، لكن يكون خاصا به.
لكن الوجه الأول هو الأقرب: أننا لا نسلم أصلا أن لهما تأثيرا في هذا; لأن الحديث لا يقتضيه; فالحديث ينص على التخويف، والمخوف هو الله تعالى، والمخوف عقوبته، ولا أثر للكسوف في ذلك، وإنما هو علامة فقط.
الثاني: علم التسيير.
وهذا ينقسم إلى قسمين:
الأول: أن يستدل بسيرها على المصالح الدينية; فهذا مطلوب، وإذا
كان يعين على مصالح دينية واجبة كان تعلمها واجبا، كما لو أراد أن يستدل بالنجوم على جهة القبلة; فالنجم الفلاني يكون ثلث الليل قبلة، والنجم الفلاني يكون ربع الليل قبلة; فهذا فيه فائدة عظيمة.
الثاني: أن يستدل بسيرها على المصالح الدنيوية; فهذا لا بأس به، وهو نوعان:
النوع الأول: أن يستدل بها على الجهات; كمعرفة أن القطب يقع شمالا، والجدي وهو قريب منه يدور حوله شمالا، وهكذا; فهذا جائز، قال تعالى: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [سورة النحل: الآية 16].
النوع الثاني: أن يستدل بها على الفصول، وهو ما يعرف بتعلم منازل القمر; فهذا كرهه بعض السلف، وأباحه آخرون.
والذين كرهوه قالوا: يخشى إذا قيل: طلع النجم الفلاني; فهو وقت الشتاء أو الصيف: أن بعض العامة يعتقد أنه هو الذي يأتي بالبرد أو بالحر أو بالرياح.
والصحيح عدم الكراهة; كما سيأتي إن شاء الله] اهـ.
الفائدة الثامنة والتسعون: سؤال العرّاف ينقسم إلى أقسام.
في باب: ما جاء في الكهان ونحوهم.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .... فسؤال العراف ونحوه ينقسم إلى أقسام:
القسم الأول: أن يسأله سؤالا مجردا; فهذا حرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من أتى عرافا "؛ فإثبات العقوبة على سؤاله يدل على تحريمه ; إذ لا عقوبة إلا على فعل محرم.
القسم الثاني: أن يسأله فيصدقه، ويعتبر قوله; فهذا كفر لأن تصديقه في علم الغيب تكذيب للقرآن، حيث قال تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ}.
القسم الثالث: أن يسأله ليختبره: هل هو صادق أو كاذب، لا لأجل أن يأخذ بقوله; فهذا لا بأس به، ولا يدخل في الحديث. وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم ابن صياد; فقال: " ماذا خبأت لك؟ قال: الدخ. فقال: اخسأ; فلن تعدو قدرك " فالنبي صلى الله عليه وسلم سأله عن شيء أضمره له; لأجل أن يختبره، فأخبره به.
القسم الرابع: أن يسأله ليظهر عجزه وكذبه، فيمتحنه في أمور يتبين بها كذبه وعجزه، وهذا مطلوب، وقد يكون واجبا. وإبطال قول الكهنة لا شك أنه أمر مطلوب، وقد يكود واجبا، فصار السؤال هنا ليس على إطلاقه، بل يفصل فيه هذا التفصيل على حسب ما دلت عليه الأدلة الشرعية الأخرى] اهـ.
يتبع ...
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 06 - 08, 10:53 م]ـ
جزاك الله خيراً
لعلك تكمل
ـ[عادل علي]ــــــــ[07 - 06 - 08, 11:00 م]ـ
الله يجزاك خير
ويزيدك علما وفهما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/497)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 06 - 08, 09:22 م]ـ
جزاك الله خيراً
لعلك تكمل
وإياكم شيخ إحسان.
بإذن الله سأكمل، بارك الله فيكم على اهتمامكم.
أخي عادل: آمين علمني الله وإياك.
ـ[المورسلي]ــــــــ[09 - 06 - 08, 09:32 م]ـ
جزاك الله خيرا ً ونفع بك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 06 - 08, 05:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا ً ونفع بك
آمين وإياكم أخي المورسلي.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 06 - 08, 05:13 ص]ـ
الفائدة التاسعة والتسعون: هل الحديث القدسي من كلام الله لفظا أم معنى؟
في باب: ما جاء في الكهان ونحوهم.
قال – رحمه الله تعالى -:
[القول الراجح في الحديث القدسي أنه من كلام الله تعالى معنى، وأما لفظه; فمن الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه حكاه عن الله; لأننا لو لم نقل بذلك لكان الحديث القدسي أرفع سندا من القرآن، حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه مباشرة والقرآن بواسطة جبريل.
ولأنه لو كان من كلام الله لفظا، لوجب أن تثبت له أحكام القرآن، لأن الشرع لا يفرق بين المتماثلين، وقد علم أن أحكام القرآن لا تنطبق على الحديث القدسي; فهو لا يتعبد بتلاوته، ولا يقرأ في الصلاة، ولا يعجز لفظه، ولو كان من كلام الله; لكان معجزا; لأن كلام الله لا يماثله كلام البشر، وأيضا باتفاق أهل العلم فيما أعلم أنه لو جاء مشرك يستجير ليسمع كلام الله وأسمعناه الأحاديث القدسية; فلا يصح أن يقال: إنه سمع كلام الله.
فدل هذا على أنه ليس من كلام الله، وهذا هو الصحيح، وللعلماء في ذلك قولان: هذا أحدهما، والثاني: أنه من قول الله لفظا.
فإن قال قائل: كيف تصححون هذا والنبي صلى الله عليه وسلم ينسب القول إلى الله، ويقول: قال الله تعالى، ومقول القول هو هذا الحديث المسوق؟ قلنا: هذا كما قال الله تعالى عن موسى وفرعون وإبراهيم: قال موسى، قال فرعون، قال إبراهيم ... مع أننا نعلم أن هذا اللفظ ليس من كلامهم ولا قولهم; لأن لغتهم ليست اللغة العربية، وإنما نقل نقلا عنهم، ويدل لهذا أن القصص في القرآن تختلف بالطول والقصر والألفاظ، مما يدل على أن الله سبحانه ينقلها بالمعنى، ومع ذلك ينسبها إليهم، كما قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي}،
وقال عن موسى: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ} 2 وقال عن فرعون: {قَالَ لِلْمَلأِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ}] اهـ.
الفائدة الموفية مائة: كل كلمة وصف فيها القرآن بأنه منزل أو أنزل من الله; فهي دالة على علو الله - سبحانه وتعالى – بذاته.
في باب: ما جاء في الكهان ونحوهم.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ذكر أهل السنة أن كل كلمة وصف فيها القرآن بأنه منزل أو أنزل من الله; فهي دالة على علو الله - سبحانه وتعالى - بذاته، وعلى أن القرآن كلام الله; لأن النزول يكون من أعلى، والكلام لا يكون إلا من متكلم به] اهـ.
الفائدة الحادية بعد المائة: التفصيل في حكم من صدق الكاهن.
في باب: ما جاء في الكهان ونحوهم.
قال – رحمه الله تعالى -:
[فالذي يصدق الكاهن في علم الغيب وهو يعلم أنه لا يعلم الغيب إلا الله; فهو كافر كفرا أكبر مخرجا عن الملة، وإن كان جاهلا ولا يعتقد أن القرآن فيه كذب; فكفره كفر دون كفر] اهـ.
الفائدة الثانية بعد المائة: حكم قول بعض الناس الآن:" أتكهن وقوع كذا، أو فوز فلان الفلاني!
في باب: ما جاء في الكهان ونحوهم.
قال – رحمه الله تعالى – في حديث عمران بن حصين مرفوعا ((ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له ... )):
[ومن الغريب أنه شاع الآن في أسلوب الناس قولهم: تكهن بأن فلانا سيأتي، ويطلقون هذا اللفظ الدال على عمل محرم على أمر مباح، وهذا لا ينبغي; لأن العامي الذي لا يفرق بين الأمور يظن أن الكهانة كلها مباحة، بدليل إطلاق هذا اللفظ على شيء مباح معلوم إباحته] اهـ.
الفائدة الثالثة بعد المائة: هل شيخ الإسلام ابن تيمية له ولد؟!!
في باب: ما جاء في الكهان ونحوهم.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: "وقال أبو العباس ابن تيمية": هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية، يكنى بأبي العباس، ولم يتزوج، ولم يتركه من باب الرهبانية، ولكنه والله أعلم كان مشغولا بالجهاد العلمي مع قلة الشهوة، وإلا لو كان قوي الشهوة لتزوج، وليس كما يدعي المزورون أن له ولدا مدفونا إلى جانبه في دمشق; فإنه غير صحيح قطعا] اهـ.
الفائدة الرابعة بعد المائة: فائدة أصولية: الفرق بين العموم اللفظي والعموم المعنوي.
في باب: ما جاء في الكهان ونحوهم.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .... لأن عندنا عموما معنويا، وهو ما ثبت عن طريق القياس، وعموما لفظيا، وهو ما دل عليه اللفظ، بحيث يكون اللفظ شاملا له] اهـ.
يتبع ...
ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[20 - 07 - 08, 10:08 ص]ـ
في انتظار باقي السلسلة
للأهمية بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/498)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 07 - 08, 03:31 م]ـ
في انتظار باقي السلسلة
للأهمية بارك الله فيك
أبشر أخي ابن أبي عامر.
لكن شغلنا بسماع المسند، وإذا شاء الرب أباشره إذا انتهى السماع.
وجزاك الله خيرا على اهتمامك.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 07 - 08, 04:53 م]ـ
الفائدة الخامسة بعد المائة: قول بعض أهل العلم: إن من علاج الربط عن الزوجة الطلاق!!
في باب: ما جاء في النشرة.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وقد ذكر بعض أهل العلم أن من العلاج أن يطلقها، ثم يراجعها; فينفك السحر. لكن لا أدري هل هذا يصح أم لا؟ فإذا صح; فالطلاق هنا جائز; لأنه طلاق للاستبقاء، فيطلق كعلاج، ونحن لا نفتي بشيء من هذا، بل نقول: لا نعرف عنه شيئا] اهـ.
الفائدة السادسة بعد المائة: الأصل في التعريفات أن اللغة أوسع من الاصطلاح.
في باب: ما جاء في التطير.
قال – رحمه الله تعالى -:
[التطير:
في اللغة: مصدر تطير، وأصله مأخوذ من الطير; لأن العرب يتشاءمون أو يتفاءلون بالطيور على الطريقة المعروفة عندهم بزجر الطير، ثم ينظر: هل يذهب يمينا أو شمالا أو ما أشبه ذلك، فإن ذهب إلى الجهة التي فيها التيامن; أقدم، أو فيها التشاؤم; أحجم.
أما في الاصطلاح; فهي التشاؤم بمرئي أو مسموع، وهذا من الأمور النادرة; لأن الغالب أن اللغة أوسع من الاصطلاح; لأن الاصطلاح يدخل على الألفاظ قيودا تخصها، مثل الصلاة لغة: الدعاء، وفي الاصطلاح أخص من الدعاء، وكذلك الزكاة وغيرها] اهـ.
الفائدة السابعة بعد المائة: التوفيق بين قوله تعالى: ((ألا إنما طائرهم عند الله))، وقوله سبحانه: ((قالوا طائركم معكم)).
في باب: ما جاء في التطير.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ولا منافاة بين هذه الآية والتي ذكرها المؤلف قبلها; لأن الأولى تدل على أن المقدر لهذا الشيء هو الله، والثانية تبين سببه، وهو أنه منهم، فهم في الحقيقة طائرهم معهم (أي الشؤم) الحاصل عليهم معهم ملازم لهم; لأن أعمالهم تستلزمه; كما قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}، وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
ويستفاد من الآيتين المذكورتين في الباب: أن التطير كان معروفا من قبل العرب وفي غير العرب; لأن الأولى في فرعون وقومه، والثانية في أصحاب القرية] اهـ.
الفائدة الثامنة بعد المائة: قول: أجرى الله العادة.
في باب: ما جاء في التطير.
قال - رحمه الله تعالى -:
[قوله: "لا نوء". واحد الأنواء، والأنواء: هي منازل القمر، وهي ثمان وعشرون منزلة، كل منزلة لها نجم تدور بمدار السنة.
وهذه النجوم بعضها يسمى النجوم الشمالية، وهي لأيام الصيف، وبعضها يسمى النجوم الجنوبية، وهي لأيام الشتاء، وأجرى الله العادة أن المطر في وسط الجزيرة العربية يكون أيام الشتاء، أما أيام الصيف، فلا مطر] اهـ.
الفائدة التاسعة بعد المائة: قولهم: يكون المطر بسبب المنخفض الجوي!.
في باب: ما جاء في التطير.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وفي عصرنا الحاضر يعلق المطر بالضغط الجوي والمنخفض الجوي، وهذا وإن كان قد يكون سبباً حقيقياً، ولكن لا يفتح هذا الباب للناس، بل الواجب أن يقال: هذا من رحمة الله، هذا من فضله ونعمه، قال تعالى: {ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله} [النور: 43]، وقال تعالى: {الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله} [الروم: 48].
فتعليق المطر بالمنخفضات الجوية من الأمور الجاهلية التي تصرف الإنسان عن تعلقه بربه.
فذهبت أنواء الجاهلية، وجاءت المنخفضات الجوية، وما أشبه ذلك من الأقوال التي تصرف الإنسان عن ربه ـ سبحانه وتعالى ـ.
نعم، المنخفضات الجوية قد تكون سبباً لنزول المطر، لكن ليست هي المؤثر بنفسها، فتنبه] اهـ.
الفائدة العاشرة بعد المائة: فرق بين الشرك والكفر المعرف بأل وبين النكرة.
في باب: ما جاء في التطير.
قال – رحمه الله تعالى - في قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((الطيرة شرك)):
[وقوله: "شرك". أي: إنها من أنواع الشرك، وليس الشرك كله، وإلا، لقال: الطيرة الشرك.
وهل المراد بالشرك هنا الشرك الأكبر المخرج من الملة، أو أنها نوع من أنواع الشرك؟
نقول: هي نوع من أنواع الشرك، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "اثنتان في الناس هما بهم كفر"، أي: ليس الكفر المخرج عن الملة، وإلا، لقال: "هما بهم الكفر"، بل هما نوع من الكفر.
لكن في ترك الصلاة قال: "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"، فقال: "الكفر"، فيجب أن نعرف الفرق بين "أل" المعرفة أو الدالة على الاستغراق، وبين خلو اللفظ منها، فإذا قيل: هذا كفر، فالمراد أنه نوع من الكفر لا يخرج من الملة، وإذا قيل: هذا الكفر، فهو المخرج من الملة] اهـ.
الفائدة الحادية عشرة بعد المائة: قاعدة مفيدة في الشرك الأصغر.
في باب: ما جاء في التطير.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. فإذا تطير إنسان بشيء رآه أو سمعه، فإنه لا يعد مشركاً شركاً يخرجه من الملة، لكنه أشرك من حيث إنه اعتمد على هذا السبب الذي لم يجعله الله سبباً، وهذا يضعف التوكل على الله ويوهن العزيمة، وبذلك يعتبر شركاً من هذه الناحية، والقاعدة: "إن كل إنسان اعتمد على سبب لم يجعله الشرع سبباً، فإنه مشرك شركاً أصغر".
وهذا نوع من الإشراك مع الله، إما في التشريع إن كان هذا السبب شرعياً، وإما في التقدير إن كان هذا السبب كونياً، لكن لو اعتقد هذا المتشائم المتطير أن هذا فاعل بنفسه دون الله، فهو مشرك شركاً أكبر، لأنه جعل لله شريكاً في الخلق والإيجاد] اهـ.
يتبع ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/499)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 07 - 08, 06:44 م]ـ
الفائدة الثانية عشرة بعد المائة: الرد على من قال إن: " الله أعلم " بمعنى " الله عالم "!
في باب: قول الله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياء فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} [أل عمران: 175].
قال – رحمه الله تعالى – في قوله تعالى (( ... أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين)):
[وكلمة {أعلم}: اسم تفضيل، وقال بعض المفسرين ولا سيما المتأخرون منهم: (أعلم) بمعنى عالم، وذلك فراراً من أن يقع التفضيل بين الخالق والمخلوق، وهذا التفسير الذي ذهبوا إليه كما أنه خلاف اللفظ، ففيه فساد المعنى؛ لأنك إذا قلت: أعلم بمعنى عالم، فإن كلمة عالم تكون للإنسان وتكون لله، ولا تدل على التفاضل؛ فالله عالم والإنسان عالم.
وأما تحريف اللفظ، فهو ظاهر، حيث حرفوا اسم التفضيل الدال على ثبوت المعنى وزيادة إلى اسم فاعل لا يدل على ذلك.
والصواب أن {أعلم} على بابها، وأنها اسم تفضيل، وإذا كانت اسم تفضيل، فهي دالة دلالة واضحة على عدم تماثل علم الخالق وعلم المخلوق، وأن علم الخالق أكمل] اهـ.
الفائدة الثالثة عشرة بعد المائة: مما ابتليت به هذه الأمة في هذا الزمان النفاق.
في باب: قول الله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياء فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}.
قال – رحمه الله تعالى – في قوله –صلى الله عليه وسلم- ((إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله)):
[واليقين أعلى درجات الإيمان، وقد يراد به العلم، كما تقول: تيقنت هذا الشيء، أي: علمته يقيناً لا يعتريه الشك، فمن ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله؛ إذ إنك خفت الناس أكثر مما تخاف الله، وهذا مما ابتليت به الأمة الإسلامية اليوم؛ فتجد الإنسان يجيء إلى شخص فيمدحه، وقد يكون خالياً من هذا المدح، ولا يبين ما فيه من عيوب، وهذا من النفاق وليس من النصح والمحبة، بل النصح أن تبين له عيوبه ليتلافاها ويحترز منها، ولا بأس أن تذكر له محامده تشجيعاً إذا أمن في ذلك من الغرور] اهـ.
الفائدة الرابعة عشرة بعد المائة: فائدة لغوية: لا يمكن أن نعطف الجملة بعاطفين.
في باب: قول الله تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} [المائدة: 23].
قال – رحمه الله تعالى –في قوله تعالى ((وعلى الله فتوكلوا)):
[والفاء لتحسين اللفظ وليست عاطفة، لأن في الجملة حرف عطف وهو الواو، ولا يمكن أن نعطف الجملة بعاطفين، فتكون لتحسين اللفظ، كقوله تعالى: {بل الله فاعبد}، والتقدير: " بل الله أعبد "] اهـ.
الفائدة الخامسة عشرة بعد المائة: قاعدة: غالبا في الأحكام الخاصة يخاطب الله عزوجل رسوله بوصف النبوة.
في باب: قول الله تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} [المائدة: 23].
قال – رحمه الله تعالى- في قوله تعالى ((يا أيها النبي حسبك الله)):
[قوله تعالى: {يا أيها النبي}. المراد به الرسول - صلى الله عليه وسلم - يخاطب الله رسوله بوصف النبوة أحياناً وبوصف الرسالة أحياناً، فحينما يأمره أن يبلغ يناديه بوصف الرسالة، وأما في الأحكام الخاصة، فالغالب أن يناديه بوصف النبوة، قال تعالى: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} [التحريم: 1]، وقال تعالى: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} [الطلاق: 1]] اهـ.
يتبع ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 07 - 08, 08:31 م]ـ
الفائدة السادسة عشرة بعد المائة: ذكر قول أهل العلم في عطف قوله تعالى: ((ومن اتبعك من المؤمنين)).
في باب: قول الله تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}.
قال-رحمه الله تعالى-في قوله تعالى ((يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين)):
[قوله: {حسبك الله}. أي كافيك، والحسب: الكافي، ومنه قوله أُعطي درهماً فحسب، وحسب خبر مقدم، ولفظ الجلالة مبتدأ مؤخر، والمعنى: ما الله إلا حسبك، ويجوز العكس، أي: أن تكون حسب مبتدأ ولفظ الجلالة خبره، ويكون المعنى: ما حسبك إلا الله، وهذا أرجح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(45/500)
قوله: {ومن اتبعك من المؤمنين}. {من} اسم موصول مبنية على السكون، وفي عطفها رأيان لأهل العلم: قيل: حسبك الله، وحسبك من اتبعك من المؤمنين، فـ {من} معطوفة على الله لأنه أقرب، ولو كان العطف على الكاف في حسبك لوجب إعادة الجار، وهذا كقوله تعالى: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين} [الأنفال: 62]، فالله أيد رسوله بالمؤمنين، فيكونون حسباً له هنا كما كان الله حسباً له.
وهذا ضعيف، والجواب عنه من وجوه:
أولا: قولهم عطف عليه لكونه أقرب ليس بصحيح، فقد يكون العطف على شيء سابق، حتى إن النحويين قالوا: إذا تعددت المعطوفات يكون العطف على الأول.
ثانياً: قولهم لو عطف على الكاف لوجب إعادة الجار، والصحيح أنه ليس بلازم، كما قال ابن مالك:
وليس عندي لازما إذ قد أتى ... في النظم والنثر الصحيح مثبتا
ثالثا: استدلالهم بقوله تعالى: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين}.
فالتأييد لهم غير كونهم حسبه، لأن معنى كونهم حسبه أن يعتمد عليهم، ومعنى كونهم يؤيدونه أي ينصرونه مع استقلاله بنفسه، وبينهما فرق.
رابعاً: أن الله - سبحانه - حينما يذكر الحسب يخلصه لنفسه، قال تعالى:
{ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله} [التوبه: 59]، ففرق بين الحسب والإيتاء، وقال تعالى: {قل حسبي الله عليه يتوكل المؤمنون} [الزمر: 38]، فكما أن التوكل على غير الله لا يجوز، فكذلك الحسب لا يمكن أن يكون غير الله حسباً، فلو كان، لجاز التوكل عليه، ولكن الحسب هو الله، وهو الذي عليه يتوكل المتوكلون.
خامساً: أن في قوله: {ومن اتبعك} ما يمنع أن يكون الصحابة حسباً للرسول - صلى الله عليه وسلم -، وذلك لأنهم تابعون، فكيف يكون التابع حسباً للمتبوع؟! هذا لا يستقيم أبداً، فالصواب أنه معطوف على الكاف في قوله: {حسبك}، أي: وحسب من اتبعك من المؤمنين، فتوكلوا عليه جميعاً أنت ومن اتبعك] اهـ.
الفائدة السابعة عشرة بعد المائة: أثر في الصحيح يَرِد على من قال: إن ابن عباس يروي عن بني إسرائيل.
في باب: قول الله تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قولنا: " وابن عباس ممن يروي عن بني إسرائيل " قول مشهور عند علماء المصطلح، لكن فيه نظر، فإن ابن عباس -رضي الله عنهما- ممن ينكر الأخذ عن بني إسرائيل، ففي " صحيح البخاري" (5/ 291 - فتح) أنه قال: " يا معشر المسلمين! كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه - صلى الله عليه وسلم - أحدث الأخبار بالله، تقرؤونه لم يشب، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله، وغيروا بأيديهم الكتاب؟! فقالوا: هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً، أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم؟! ولا والله ما رأينا منهم رجلاً يسألكم عن الذي أنزل عليكم "] اهـ.
الفائدة الثامنة عشرة بعد المائة: قاعدة مفيدة: إن أردت أن تعرف هل المصدر مضاف إلى مفعوله أو مضاف إلى فاعله.
في باب: من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا.
قال – رحمه الله تعالى -:
قوله: " من الشرك ". " من " للتبعيض، أي: بعض الشرك.
قوله: " الدنيا ". مفعول بإرادة، لأن إرادة مصدر مضاف إلى فاعله، وإذا أردت أن تعرف المصدر إن كان مضافاً إلى فاعله أو مفعوله، فحوله إلى فعل مضارع مقرون بأن، فإذا قلنا: باب من الشرك أن يريد الإنسان بعمله الدنيا، فالإنسان فاعل، وعلى هذا "فإرادة" مصدر مضاف إلى فاعله، و"الدنيا" مفعول به] اهـ.
الفائدة التاسعة عشرة بعد المائة: خطأ من إذا تكلم عن فوائد العبادات تكلم عن الفوائد الدنيوية.
في باب: من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا.
قال –رحمه الله تعالى-:
[بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية!
فمثلاً يقولون: في الصلاة رياضة وإفادة للأعصاب، وفي الصيام فائدة إزالة الرطوبة وترتيب الوجبات، والمفروض ألا نجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل، لأن الله لم يذكر ذلك في كتابه، بل ذكر أن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/1)
وعن الصوم أنه سبب للتقوي، فالفوائد الدينية في العبادات هي الأصل والدنيوية ثانوية، لكن عندما نتكلم عند عامة الناس، فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية، وعندما نتكلم عند من لا يقتنع إلا بشيء مادي، فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية، ولكن مقام مقال] اهـ.
يتبع ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 07 - 08, 12:45 م]ـ
الفائدة العشرون بعد المائة: القتال في سبيل الوطن.
في باب: من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا.
قال – رحمه الله تعالى – في حديث ((طوبى لعبد آخذ بفرسه في سبيل الله)):
[قوله: " في سبيل الله ". ضابطه أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، لا للحمية أو الوطنية أو ما أشبه ذلك، لكن إن قاتل وطنية وقصد حماية وطنه لكونه بلداً إسلامياً يجب الذود عنه، فهو في سبيل الله، وكذلك من قاتل دفاعاً عن نفسه أو ماله أو أهله؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قتل دون ذلك، فهو شهيد "، فأما من قاتل للوطنية المحضة، فليس في سبيل الله لأن هذا قتال عصبية يستوي فيه المؤمن والكافر، فإن الكافر يقاتل من أجل وطنه] اهـ.
الفائدة: الحادية والعشرون بعد المائة: فائدة لغوية: الاسم الموصول كالشرط في العموم.
في باب: من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أرباباً.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: " من أطاع العلماء ". " من " يحتمل أن تكون شرطية، بدليل قوله: " فقد اتخذهم "، لأنها جواب الشرط، ويحتمل أن تكون موصولة، أي: "باب الذي أطاع العلماء ".
وقوله: " فقد اتخذهم ". خبر المبتدأ، وقرنت بالفاء، لأن الاسم الموصول كالشرط في العموم، وعلى الأول تقرأ " بابٌ " بالتنوين، وعلى الثاني بدون تنوين، والأول أحسن] اهـ.
الفائدة الثانية والعشرون بعد المائة: اعتداد العلامة العثيمين بتصحيح العلامة الألباني.
في باب: من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أرباباً.
قال – رحمه الله تعالى – في حديث: ((أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه .... )):
[وقد حاول بعض الناس أن يعل الحديث لهذا المعني مع ضعف سنده، والحديث حسنه الترمذي والألباني وآخرون وضعفه آخرون] اهـ.
الفائدة الثالثة والعشرون بعد المائة: التفصيل في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله تعالى.
في باب: من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أرباباً.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وصف الله الحاكمين بغير ما أنزل الله بثلاثة أوصاف:
قال تعالى: (ومن لم يحم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) [المائدة: 44]
وقال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) [المائدة: 45].
وقال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) [المائدة: 47].
واختلف أهل العلم مع ذلك:
فقيل: إن هذه الأوصاف لموصوف واحد، لأن الكافر ظالم، لقوله تعالى: (والكافرون هم الظالمون) [البقرة: 254]، وفاسق، لقوله تعالى: (وأما الذين فسقوا فمأواهم النار) [السجدة: 20]، أي: كفروا.
وقيل: إنها لموصوفين مُتعدِّدين، وإنها على حسب الحكم، وهذا هو الراجح.
فيكون كافراً في ثلاثة أحوال:
أ) – إذا اعتقد جواز الحكم بغير ما أنزل الله، بدليل قوله تعالى: (أفحكم الجاهلية يبغون) [المائدة: 50]، فكل ما خالف حكم الله، فهو من حكم الجاهلية، بدليل الإجماع القطعي على أنه لا يجوز الحكم بغير ما أنزل الله فالمُحل والمُبيح للحكم بغير ما أنزل الله مخالف لإجماع المسلمين القطعي، وهذا كافر مرتد، وذلك كمن اعتقد حلّ الزنا أو الخمر أو تحريم الخبز أو اللبن.
ب) إذا اعتقد أن حكم غير الله مثل حكم الله.
ج) إذا اعتقد أن حكم غير الله أحسن من حكم الله.
بدليل قوله تعالى: (ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) [المائدة: 50]، فتضمنت الآية أن حكم الله أحسن الأحكام، بدليل قوله تعالى مقرراً ذلك: (أليس الله بأحكم الحاكمين) [التين:8]، فإذا كان الله أحسن الحاكمين أحكاماً وهو أحكم الحاكمين؛، فمن ادعى أن حكم غير الله مثل حكم الله أو أحسن فهو كافر لأنه مُكذب للقرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/2)
ويكون ظالماً: إذا اعتقد أن الحكم بما أنزل الله أحسن الأحكام، وأنه أنفع للعباد والبلاد، وأنه الواجب تطبيقه، ولكن حمله البغض والحقد للمحكوم عليه حتى حكم بغير ما أنزل الله، فهو ظالم.
ويكون فاسقاً: إذا كان حكمه بغير ما أنزل الله لهوي في نفسه مع اعتقاده أن حكم الله هو الحق، لكن حكم بغيره لهوي في نفسه، أي محبة لما حكم به لا كراهية لحكم الله ولا ليضر أحداً به، مثل: أن يحكم لشخص لرشوة رُشِيَ إياها، أو لكونه قريباً أو صديقاً، أو يطلب من ورائه حاجة، وما أشبه ذلك مع اعتقاده بأن حكم الله هو الأمثل والواجب اتباعه، فهذا فاسق، وإن كان أيضاً ظالماً، لكن وصف الفسق في حقه أولي من وصف الظلم.
أما بالنسبة لمن وضع قوانين تشريعية مع علمه بحكم الله وبمخالفة هذه القوانين لحكم الله، فهذا قد بدل الشريعة بهذه القوانين، فهو كافر لأنه لم يرغب بهذا القانون عن شريعة الله إلا وهو يعتقد أنه خير للعباد والبلاد من شريعة الله، وعندما نقول بأنه كافر، فنعني بذلك أن هذا الفعل يوصل إلى الكفر.
ولكن قد يكون الواضع له معذوراً، مثل أن يغرر به كأن يقال: إن هذا لا يخالف الإسلام، أو هذا من المصالح المرسلة، أو هذا مما رده الإسلام إلى الناس.
فيوجد بعض العلماء وإن كانوا مخطئين يقولون: إن مسألة المعاملات لا تعلق لها بالشرع، بل ترجع إلى ما يصلح الاقتصاد في كل زمان بحسبه، فإذا اقتضي الحال أن نضع بنوكاً للربا أو ضرائب على الناس، فهذا لا شيء فيه!
وهذا لا شك في خطئه، فإن كانوا مجتهدين غفر الله لهم، وإلا، فهم على خطر عظيم، واللائق بهؤلاء أن يلقبوا بأنهم من علماء الدولة لا علماء الملة.
ومما لا شك فيه أن الشرع جاء بتنظيم العبادات التي بين الإنسان وربه والمعاملات التي بين الإنسان مع الخلق في العقود والأنكحة والمواريث وغيرها، فالشرع كامل من جميع الوجوه، قال تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم)} [المائدة: 3].
وكيف يقال: إن المعاملات لا تعلق لها بالشرع وأطول آية في القرآن نزلت في المعاملات، ولولا نظام الشرع في المعاملات لفسد الناس؟!] اهـ.
يتبع ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 07 - 08, 05:55 م]ـ
الفائدة الرابعة والعشرون بعد المائة: صد تستعمل لازمة، وتستعمل متعدية.
في باب: قول تعالى: (ألم تر الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً) [النساء: 60] الآيات.
قال – رحمه الله تعالى – في قوله تعالى (( ... رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا)):
[وكلمة " صد " تستعمل لازمة، أي: يوصف بها الشخص ولا يتعداه إلى غيره، ومصدرها صدود، كما في هذه الآية، ومتعدية، أي: صد غيره، ومصدرها صد، كما في قوله تعالى: (وصدوكم عن المسجد الحرام) [الفتح: 25]] اهـ.
الفائدة والخامسة والعشرون بعد المائة: قاعدة في التفسير.
في باب: قول تعالى: (ألم تر الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك .... ).
قال – رحمه الله تعالى – في قوله تعالى ((وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا)):
[قوله: (وقل لهم في أنفسهم بليغاً). اختلف المفسرون فيها على ثلاثة أقوال:
الأول: أن الجار والمجرور في أنفسهم متعلق ببليغ، أي قل لهم قولا بليغاً في أنفسهم، أي: يبلغ في أنفسهم مبلغاً مؤثراً.
الثاني: أن المعني: انصحهم سراً في أنفسهم.
الثالث: أن المعني: قل لهم في أنفسهم (أي: في شأنهم وحالهم) قولاً بليغاً في قلوبهم يؤثر عليها، والصحيح أن الآية تشمل المعاني الثلاثة، لأن اللفظ صالح لها جميعاً، ولا منافاة بينها، وهذه قاعدة في التفسير ينبغي التنبه لها، وهي أن المعاني المحتملة للآية والتي قال بها أهل العلم إذا كانت الآية تحتملها وليس بينها تعارض: فإنه يؤخذ بجميع المعاني] اهـ.
الفائدة السادسة والعشرون بعد المائة: صفات القول البليغ.
في باب: قول تعالى: (ألم تر الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك .... ).
قال – رحمه الله تعالى -:
[وبلاغة القول تكون في أمور:
الأول: هيئة المتكلم بأن يكون إلقاؤه على وجه مؤثر.
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب، احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش، يقول: صبَّحكم ومَسَّاكم.
الثاني: أن تكون ألفاظه جزلة مترابطة محدودة الموضوع.
الثالث: أن يبلغ من الفصاحة غايتها بحسب الإمكان، بأن يكون كلامه: سليم التركيب، موافقاً للغة العربية، مطابقاً لمقتضى الحال] اهـ.
الفائدة السابعة والعشرون بعد المائة: الهوى قسمان: هوى الضلال، وهوى الإيمان.
في باب: قول تعالى: (ألم تر الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك .... ).
قال –رحمه الله تعالى- في حديث ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)):
قوله: " حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ". الهوي بالقصر هو: الميل، وبالمد هو: الريح، والمراد الأول.
و" حتى ": للغاية، والذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - هو القرآن والسنة.
وإذا كان هواه تبعاً لما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم -، لزم من ذلك أن يوافقه تصديقاً بالأخبار، وامتثالاً للأوامر، واجتناباً للنواهي.
واعلم أن أكثر ما يطلق الهوى على هوى الضلال لا على هوى الإيمان، قال تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) [الجاثية: 23]، وقال تعالى: (واتبعوا أهواءهم) [محمد: 14]، وغيرها من الآيات الدالة على ذم من اتبع هواه، ولكن إذا كان الهوى تبعاً لما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان محموداً، وهو من كمال الإيمان.
وقد سبق بيان أن مَن اعتقد أن حكم غير الله مساو لحكم الله، أو أحسن، أو أنه يجوز التحاكم إلى غير الله، فهو كافر.
وأما مَن لم يكن هواه تبعاً لما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإن كان كارهاً له، فهو كافر، وإن لم يكن كارهاً ولكن آثر محبة الدنيا على ذلك، فليس بكافر، لكن يكون ناقص الإيمان] اهـ.
يتبع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/3)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 07 - 08, 08:45 م]ـ
الفائدة الثامنة والعشرون بعد المائة: فائدة لغوية: الراجح في اشتقاق (الاسم).
في باب: من جحد شيئاً من الأسماء والصفات.
قال –رحمه الله تعالى-:
[قوله: " من الأسماء ". جمع اسم، واختلف في اشتقاقه، فقيل: من السمو، وهو الارتفاع، ووجه هذا أن المسمي يرتفع باسمه ويتبين ويظهر.
وقيل: من السّمة وهي العلامة، ووجهه: أنه علامة على مسماه، والراجح أنه مشتق من كليهما] اهـ.
الفائدة التاسعة والعشرون بعد المائة: فرق بين توبة العبادة وتوبة الرجوع.
في باب: من جحد شيئاً من الأسماء والصفات.
قال – رحمه الله تعالى – في قوله تعالى (( .. وإليه متاب)):
[والتوبة التي لا تكون إلا لله هي توبة العبادة، كما في الآية السابقة، وأما التوبة التي بمعنى الرجوع، فإنها تكون له ولغيره، ومنه قول عائشة حين جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد نمرقة فيها صور، فوقف بالباب ولم يدخل، وقالت: " أتوب إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا لغيره من الخلق بل لله وحده، ولكن هذه توبة رجوع، ومن ذلك أيضاً حين يضرب الإنسان ابنه لسوء أدبه، يقول الابن: أتوب] اهـ.
الفائدة الثلاثون بعد المائة: توجيه رواية صحيح مسلم ((أفلح (وأبيه) إن صدق)).
في باب: قول الله تعالى: {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون} [البقرة: 22]
قال – رحمه الله تعالى-:
[وأما ما ثبت في " صحيح مسلم " من قوله - صلى الله عليه وسلم -: (أفلح وأبيه إن صدق).
فالجواب عنه من وجوه:
الأول: أن بعض العلماء أنكر هذه اللفظة، وقال: إنها لم تثبت في الحديث، لأنها مناقضة للتوحيد، وما كان كذلك، فلا تصح نسبته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيكون باطلاً.
الثاني: أنها تصحيف من الرواة، والأصل: " أفلح والله إن صدق ".
وكانوا في السابق لا يشكلون الكلمات، " وأبيه " تشبه، " الله " إذا حذفت النقط السفلى.
الثالث: أن هذا مما يجري على الألسنة بغير قصد، وقد قال تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان} [المائدة: 89]، وهذا لم ينو فلا يؤاخذ.
الرابع: أنه وقع من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أبعد الناس عن الشرك، فيكون من خصائصه، وأما غيره، فهم منهيون عنه لأنهم لا يساوون النبي - صلى الله عليه وسلم - في الإخلاص والتوحيد.
الخامس: أنه على حذف مضاف، والتقدير: " أفلح ورب أبيه ".
السادس: أن هذا منسوخ، وأن النهي هو الناقل من الأصل، وهذا أقرب الوجوه؛ ولو قال قائل: نحن نقلب عليكم الأمر، ونقول: إن المنسوخ هو النهي، لأنهم لما كانوا حديثي عهد بشرك نُهوا أن يشركوا به كما نُهِيَ الناس حين كانوا حديثي عهد بشرك عن زيارة القبور ثم أُذن لهم فيها؟
فالجواب عنه: أن هذا اليمين كان جارياً على ألسنتهم، فتركوا حتى استقر الإيمان في نفوسهم ثم نهوا عنه، ونظيره إقرارهم على شرب الخمر أولاً ثم أمروا باجتنابه.
أما بالنسبة للوجه الأول، فضعيف لأن الحديث ثابت، وما دام يمكن حمله على وجه صحيح، فإنه لا يجوز إنكاره.
وأما الوجه الثاني، فبعيد وإن أمكن، فلا يمكن في قوله - صلى الله عليه وسلم - لما سئل: أي الصدقة أفضل؟ فقال: " أما وأبيك لتنبأنه ".
وأما الوجه الثالث، فغير صحيح لأن النهي وارد مع أنه كان يجري على ألسنتهم كما جرى على لسان سعد فنهاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولو صح هذا، لصح أن يقال لمن فعل شركاً اعتاده لا ينهى، لأن هذا من عادته، وهذا باطل.
وأما الرابع، فدعوى الخصوصية تحتاج إلى دليل، وإلا، فالأصل التأسي به.
وأما الخامس: فضعيف لأن الأصل عدم الحذف، ولأن الحذف هنا يستلزم فهماً باطلاً، ولا يمكن أن يتكلم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بما يستلزم ذلك بدون بيان المراد، وعلى هذا يكون أقربها الوجه السادس أنه منسوخ، ولا نجزم بذلك لعدم العلم بالتاريخ، ولهذا قلنا أقربها والله أعلم، وإن كان النووي رحمه الله ارتضى أن هذا مما يجري على اللسان بدون قصد، لكن هذا ضعيف لا يمكن القول به، ثم رأيت بعضهم جزم بشذوذها لانفراد مسلم بها عن البخاري مع مخالفة راويها للثقات، فالله أعلم] اهـ.
قلت (علي):
[القرافي – رحمه الله تعالى- قال بضعف الحديث ومستنده أنه ليس بالموطأ!؛ والسهيلي –رحمه الله تعالى- قال:قال بعض أشياخنا: تحرفت هذه اللفظة من (والله) إلى (وأبيه)؛ والبيهقي وغيره قال هناك حذف تقديره (أفلح (ورب) أبيه).والقول بالنسخ جنح له أبو داود في سننه وبوب عليه باب: الحلف بغير الله، والماوردي، والطحاوي في (مشكل الآثار)، وبالشذوذ قال ابن عبد البر.
وقال شيخنا الشيخ مشهور في (شرح صحيح مسلم) كلاما معناه بعد أن رجح كلام النووي والحافظ على ما أذكر: (الذي يتتبع كلام الشعراء والفصحاء يجد مثل هذا الأسلوب مثل (لعمرك) ويذكره شيخ الإسلام وابن القيم)، ولكن العلامة ابن عثيمين سئل في لقاء الباب المفتوح (78): ((السؤال: فضيلة الشيخ ما حكم القسم بهذه الكلمة: (لعمرك)، التي نسمعها كثيراً في أبيات الشعر مع بيان الدليل، وقال بعضهم بجوازها بحجة أنها كانت تقال بين السلف ولم ينكروها؟
الجواب: أما إذا كانت من الله فهي جائزة، وهي في القرآن: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ [الحجر:72]، أما إذا كانت من المخلوق للمخلوق فهي ليست للقسم الذي قال الرسول عليه الصلاة والسلام عنه: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) لأن الحلف له صيغة معينة، فهو يُبدأ بالواو، أو بالباء، أو بالتاء، أما لعمرك فليست قسماً صريحاً، ولذلك جاء في الحديث: (لعمري)، وجاء أيضاً في الآثار عن الصحابة أنهم كانوا يقولون: (لعمري) أما (لعمرك) فلا أذكر الآن أنها وردت عن السلف لا مقالاً ولا إقراراً، لكن (لعمري) وردت، وأظن أنه لا فرق بين (لعمري) و (لعمرك)، لأنها كلها عمر إنسان مخلوق))] اهـ.
يتبع .....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/4)
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[31 - 07 - 08, 09:22 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 08 - 08, 10:18 ص]ـ
أخي الحبيب أبا سلمى: جزاك الله خيرا، وبارك الله لك في عملك ووقتك وأهلك وذريتك.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 08 - 08, 02:24 م]ـ
الفائدة الحادية والثلاثون بعد المائة: هل يجوز قول ما شاء الله فشاء فلان؟
في باب: قول الله تعالى: {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون}.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: (ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان)؛ لما نهي عن اللفظ المحرم بيّن اللفظ المباح، لأن " ثم " للترتيب والتراخي، فتفيد أن المعطوف أقل مرتبة من المعطوف عليه.
أما بالنسبة لقوله: " ما شاء الله فشاء فلان "، فالحكم فيها أنها مرتبة بين مرتبة (الواو) ومرتبة (ثم)، فهي تختلف عن (ثم) بأن (ثم) للتراخي والفاء للتعقيب، وتوافق (ثم) بأنها للترتيب، فالظاهر أنها جائزة، ولكن التعبير بـ (ثم) أولي، لأنه اللفظ الذي أرشد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولأنه أبين في إظهار الفرق بين الخالق والمخلوق] اهـ.
الفائدة الثانية والثلاثون بعد المائة: توجيه قول الإمام أحمد: (الاستعاذة لا تكون بمخلوق).
في باب: قول الله تعالى: {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون}.
قال – رحمه الله تعالى – في قول إبراهيم النخعي: (أنه يكره "أعوذ بالله وبك"):
[وقوله: " أعوذ بالله وبك ". هذا محرم، لأنه جمع بين الله والمخلوق بحرف يقتضي التسوية وهو الواو.
ويجوز بالله ثم بك، لأن " ثم " تدل على الترتيب والتراخي.
فإن قيل: سبق أن من الشرك الاستعاذة بغير الله، وعلى هذا يكون قوله: أعوذ بالله ثم بك محرماً.
أجيب: أن الاستعاذة بمن يقدر على أن يعيذك جائزة، لقوله - صلى الله عليه وسلم - في " صحيح مسلم " وغيره: (من وجد ملجأ، فليعذ به) لكن لو قال: أعوذ بالله ثم بفلان؛ وهو ميت، فهذا شرك أكبر لأنه لا يقدر على أن يعيذك.
وأما استدلال الإمام أحمد على أن القرآن غير مخلوق بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)،
ثم قال رحمة الله: "والاستعاذة لا تكون بمخلوق"، فيحمل كلامه على أن الاستعاذة بكلام لا تكون بكلام مخلوق بل بكلام غير مخلوق، وهو كلام الله، والكلام تابع للمتكلم به، إن كان مخلوقاً، فهو مخلوق، وإن كان غير مخلوق، فهو غير مخلوق] اهـ.
الفائدة الثالثة والثلاثون بعد المائة: ترجيح الشيخ في اليمين الغموس.
في باب: قول الله تعالى: {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون}.
قال – رحمه الله تعالى – في المسائل:
[واليمين الغموس عند الحنابلة أن يحلف بالله كاذباً، وقال بعض العلماء -وهو الصحيح-: أن يحلف بالله كاذباً ليقتطع بها مال امرئ مسلم] اهـ.
الفائدة الرابعة والثلاثون بعد المائة: تعريف الرُّوح عند أهل السنة والجماعة.
في باب: قول: ما شاء الله وشئت.
قال – رحمه الله تعالى -:
[والروح على الراجح عند أهل السنة: ذات لطيفة تدخل الجسم وتحل فيه كما يحل الماء في الطين اليابس، ولهذا يقبضها الملك عند الموت وتكفن ويصعد بها ويراها الإنسان عند موته، فالصحيح، أنها ذات وإن كان بعض الناس يقول: إنها صفة، ولكنه ليس كذلك، والحياة صحيح أنها صفة ولكن الروح ذات] اهـ.
يتبع ....
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - 08 - 08, 11:39 ص]ـ
الفائدة الخامسة والثلاثون بعد المائة: التسمي بـ (شيخ الإسلام) و (الإمام) و (آية الله) و (حجة الله) و (حجة الإسلام).
في باب: التسمي بقاضي القضاة ونحوه.
قال –رحمه الله تعالى-:
[وأما التسمي بـ (شيخ الإسلام)، مثل أن يقال: شيخ الإسلام ابن تيمية، أو شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، أي أنه الشيخ المطلق الذي يرجع إليه الإسلام، فهذا لا يصح، إذ إن أبا بكر -رضي الله عنه- أحق بهذا الوصف، لأنه أفضل الخلق بعد النبيين، ولكن إذا قصد بهذا الوصف أنه جدد في الإسلام وحصل له أثر طيب في الدفاع عنه، فلا بأس بإطلاقه.
وأما بالنسبة للتسمية بـ (الإمام)، فهو أهون بكثير من التسمي بـ (شيخ الإسلام)، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى إمام المسجد إماماً ولو لم يكن عنده إلا اثنان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/5)
لكن ينبغي أن ينبه أنه لا يتسامح في إطلاق كلمة إمام إلا على من كان قدوة وله أتباع، كالإمام أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم ممن له أثر في الإسلام، لأن وصف الإنسان بما لا يستحق هضم للأمة، لأن الإنسان إذا تصور أن هذا إمام وهذا إمام هان الإمام الحق في عينه، قال الشاعر:
ألم تر أن السيف ينقص قدره ... إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
ومن ذلك أيضاً: (آية الله، حجة الله، حجة الإسلام)، فإنها ألقاب حادثة لا تنبغي لأنه لا حجة لله على عباده إلا الرسل.
وأما آية الله، فإن أريد به المعنى الأعم، فلا مدح فيه لأن كل شيء آية لله، كما قيل:
وفي كل شيء له آية **** تدل على أنه واحد
وإن أريد المعنى الأخص، أي: أن هذا الرجل آية خارقة، فهذا في الغالب يكون مبالغاً فيه، والعبارة السليمة أن يقال: عالم مفت، قاض، حاكم، إمام لمن كان مستحقاً لذلك] اهـ.
الفائدة السادسة والثلاثون بعد المائة: حكم التسمي بأسماء الله جل في علاه.
في باب: احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك.
قال –رحمه الله تعالى-:
[وأسماء الله تنقسم إلى قسمين:
الأول: ما لا يصح إلا لله، فهذا لا يسمى به غيره، وإن سمي وجب تغييره، مثل: الله، الرحمن، رب العالمين، وما أشبه ذلك.
الثاني: ما يصح أن يوصف به غير الله، مثل: الرحيم، والسميع والبصير، فإن لوحظت الصفة منع من التسمي به، وإن لم تلاحظ الصفة جاز التسمي به على أنه علم محض] اهـ.
الفائدة السابعة والثلاثون بعد المائة: هل العدل من أسماء الله.
في باب: احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك.
قال –رحمه الله تعالى- في حديث (إن الله هو الحكم وإليه الحُكم):
[وفي الحديث دليل على أن من أسمائه تعالى: (الحكم).
وأما بالنسبة للعدل، فقد ورد عن بعض الصحابة أنه قال: " إن الله حكم عدل " ولا أعرف فيه حديثاً مرفوعاً، ولكن قوله تعالى: {ومن أحسن من الله حكماً} [المائدة: 50] لا شك أنه متضمن للعدل، بل هو متضمن للعدل وزيادة] اهـ.
الفائدة الثامنة والثلاثون بعد المائة: تعريف الكنية وذكر معانيها.
في باب: احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك.
قال –رحمه الله تعالى – في حديث (إن الله هو الحكم وإليه الحُكم):
[والكنية: ما صدر بأب أو أم أو أخ أو عم أو خال، والكنية قد تكون للمدح، وقد تكون للذم، وقد تكون لمصاحبة الشيء للشيء، وقد مجرد علم فمثلا أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- هل له ولد اسمه بكر؟! لا، لكنها مجرد كنية للعلمية فقط؛ وأبو العباس ابن تيمية -رحمه الله- له ولد اسمه عباس؟! إلا عند المُزوِّرين، يقول أحد الإخوان: إنه زار دمشق، وأنهم قالوا هذا قبر شيخ الإسلام ابن تيمية، وهذا قبر ولده!! وهو ما تزوج –رحمه الله تعالى-.
وقد تكون للملابسة، لملابسة الشيء مثل: أبو تراب، ومثل: أبو هريرة؛ وقد تكون للذم كما تقول: يا أخا الجهل، وكذا مثل: أبو جهل أيضا، وقد تكون للمدح كما في الحديث] اهـ.
الفائدة التاسعة والثلاثون بعد المائة: هل تغيير الاسم تُعاد له العقيقة؟!!
في باب: احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك.
قال – رحمه الله تعالى –في فوائد حديث (إن الله هو الحكم):
[تغيير الاسم إلى ما هو أحسن إذا تضمن أمراً لا ينبغي، كما غير النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض الأسماء المباحة، ولا يحتاج ذلك إلى إعادة العقيقة كما يتوهمه بعض العامة] اهـ.
الفائدة الأربعون بعد المائة: قاعدة لغوية مفيدة: كأن إذا دخلت على مشتق، فهي للتوقع، وإذا دخلت على جامد، فهي للتشبيه.
في باب: من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول.
قال –رحمه الله تعالى- في حديث (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء):
[قوله: (كأني أنظر إليه). كأن إذا دخلت على مشتق، فهي للتوقع، وإذا دخلت على جامد، فهي للتشبيه، وهنا دخلت على جامد، والمعنى: كأنه الآن أمامي من شدة يقيني به] اهـ.
يتبع ....
ـ[المورسلي]ــــــــ[05 - 08 - 08, 02:48 م]ـ
اخوتي بارك الله فيكم ...
هل تنصحون بقراءة شرح "كتاب التوحيد " لمحمد المسعري؟؟
فقد أخبرني أخ أنه من أفضل الشروح وفيه ردود كثيرة على بعض الشبهات ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 08 - 08, 05:54 م]ـ
اخوتي بارك الله فيكم ...
هل تنصحون بقراءة شرح "كتاب التوحيد " لمحمد المسعري؟؟
فقد أخبرني أخ أنه من أفضل الشروح وفيه ردود كثيرة على بعض الشبهات ..
لا أنصحك إطلاقا بقراءة كتب المسعري، فالرجل منحرف، ويطعن في علمائنا.
ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[05 - 08 - 08, 11:36 م]ـ
هل بقي الكثير يا شيخنا؟
نريد الملخص على ملف ورد؛؛؛؛
للاهمية بارك الله فيك
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[06 - 08 - 08, 12:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخنا
نتابع
و بالنسبة لسؤال أخي محمد
فالشيخ تقريبا تجاوز نصف الكتاب الأن
فتابع بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/6)
ـ[أبو أسامة الحربي]ــــــــ[06 - 08 - 08, 10:32 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا الجهد الطيب ... ولا تنسى أن تجمعه لإخوانك على ملف وورد ... وليكن من جزئين فلا بأس ... نفع الله بك ...
ذكرت شرح المسعري فنود منك إيضاحاً عنه فأول مرة أسمع عنه ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 08 - 08, 05:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخنا
نتابع
و بالنسبة لسؤال أخي محمد
فالشيخ تقريبا تجاوز نصف الكتاب الأن
فتابع بارك الله فيك
وإياكم أخي الكريم محمدا، والأمر كما يقول أخونا عمارة، يا أخي ابن أبي عامر، فقد ذهب الأكثر وبقي القليل.
أخي أبا أسامة: بارك الله فيك، وقد وعدت أن أجمعه على وورد إن شاء الله تعالى، وأما كتاب المسعري هذا فأنا لم أره وليس عندي والحمد لله!!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 08 - 08, 08:13 م]ـ
الفائدة الحادية والأربعون بعد المائة: الفرق بين النميمة والنصيحة.
في باب: من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول.
قال –رحمه الله تعالى –:
[النميمة: من نم الحديث، أي: نقله ونسبه إلى غيره: وهي نقل كلام الغير للغير بقصد الإفساد، وهي من أكبر الذنوب، قال - صلى الله عليه وسلم -: (لا يدخل الجنة نمام)، وأخبر عن رجل يعذب في قبره، لأنه كان يمشي بالنميمة، وأما النصيحة لله ورسوله، فلا يقصد بها ذلك، وإنما يقصد بها احترام شعائر الله عز وجل وإقامة حدوده وحفظ شريعته، وعوف بن مالك* نقل كلام هذا الرجل لأجل أن يقام عليه الحد أو ما يجب أن يقام عليه وليس قصده مجرد النميمة.
ومن ذلك لو أن رجلاً اعتمد على شخص ووثق به، وهذا الشخص يكشف سره ويستهزئ به في المجالس، فإنك إذا أخبرت هذا الرجل بذلك، فليس هذا من النميمة، بل من النصيحة] اهـ.
* في حديث (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، أرغب بطونا ... ) إلخ.
الفائدة الثانية والأربعون بعد المائة: الفرق بين الصورة والهيئة.
في باب: قول الله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي} [فصلت: 50].
قال – رحمه الله تعالى -:
[* الصورة في الجسم، والهيئة في الشكل واللباس] اهـ
* في حديث الأعمى والأقرع والأبرص: (ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته .. ).
الفائدة الثالثة والأربعون بعد المائة: التنزل مع الخصم يرد كثيرا في الأمور المتيقنة.
في باب: قول الله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي} [فصلت: 50].
قال – رحمه الله تعالى – في فوائد حديث الأعمى والأقرع والأبرص:
[جواز التنزل مع الخصم فيما لا يقر به الخصم المتنزل لأجل إفحام الخصم، لأن الملَك يعلم أنه كاذب، ولكن بناء على قوله: إن هذا ما حصل، وإن المال ورثه كابراً عن كابر، وقد سبق بيان وروده في القرآن، ومنه أيضاً قوله تعالى: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} [سبأ: 24]، ومعلوم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه على هدى وأولئك على ضلال، ولكن هذا من باب التنزل معهم من باب العدل] اهـ.
الفائدة الرابعة والأربعون بعد المائة: يجوز للإنسان أن ينسب لنفسه شيئا لم يكن لأجل الاختبار.
في باب: قول الله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي} [فصلت: 50].
قال – رحمه الله تعالى – في فوائد حديث الأعمى والأقرع والأبرص:
[أنه يجوز للإنسان أن ينسب لنفسه شيئاً لم يكن من أجل الاختبار، لقول الملَك: إنه فقير وابن سبيل] اهـ.
يتبع ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - 08 - 08, 09:26 ص]ـ
الفائدة الخامسة والأربعون بعد المائة: أن الملائكة يتشكلون.
في باب: قول الله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي} [فصلت: 50].
قال –رحمه الله تعالى- في فوائد حديث الأعمى والأقرع والأبرص:
[أن الملائكة يتشكلون حتى يكونوا على صورة البشر، لقوله: (فأتى الأبرص في صورته) وكذلك الأقرع والأعمى، لكن هذا – والله أعلم – ليس إليهم، وإنما يتشكلون بأمر الله] اهـ.
الفائدة السادسة والأربعون بعد المائة: جواز الدعاء المعلق.
في باب: قول الله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي} [فصلت: 50].
قال –رحمه الله تعالى- في فوائد حديث الأعمى والأقرع والأبرص:
[جواز الدعاء المعلق، لقوله: (إن كنت كاذبا، فصيرك الله إلى ما كنت)، وفي القرآن الكريم: ((والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين))، ((والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين))، وفي دعاء الاستخارة: (اللهم إن كنت تعلم .. )] اهـ.
الفائدة السابعة والأربعون بعد المائة: هل دعاء الملائكة مستجاب على كل حال؟!.
في باب: قول الله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي} [فصلت: 50].
قال –رحمه الله تعالى- في فوائد حديث الأعمى والأقرع والأبرص:
[هل يستفاد منه أن دعاء الملائكة مستجاب أو أن هذه قضية عين؟
الظاهر أنه قضية عين، وإلا، لكان الرجل إذا دعا لأخيه بظهر الغيب، وقال الملك: آمين ولك بمثله، علمنا أن الدعاء قد أستُجيب] اهـ.
الفائدة الثامنة والأربعون بعد المائة: ثبوت الإرث في الأمم السابقة:
في باب: قول الله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي} [فصلت: 50].
قال –رحمه الله تعالى- في فوائد حديث الأعمى والأقرع والأبرص:
[ثبوت الإرث في الأمم السابقة، لقوله: (ورثته كابرا عن كابر)] اهـ.
الفائدة التاسعة والأربعون بعد المائة: الصحبة تطلق على المشاكلة.
في باب: قول الله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي} [فصلت: 50].
قال –رحمه الله تعالى - في فوائد حديث الأعمى والأقرع والأبرص:
[أن الصحبة تطلق على المشاكلة في شيء من الأشياء، ولا يلزم منها المقارنة، لقوله: (وسخط على صاحبيك)] اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/7)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 08 - 08, 10:04 ص]ـ
الفائدة الخمسون بعد المائة: معنى (صالحا) في قوله تعالى ((لئن آتيتنا صالحا)).
في باب: قول الله تعالى: {فلما أتاهما صالحاً جعلاً له شركاء فيما آتاهما} [الأعراف: 190]
قال –رحمه الله تعالى-:
[قوله: {لئن آتيتنا صالحاً}. أي: أعطيتنا.
وقوله: صالحاً، هل المراد صلاح البدن أو المراد صلاح الدين؟، أي: لئن آتيتنا بشراً سوياً ليس فيه عاهة ولا نقص، أو صالحاً بالدين، فيكون تقياً قائماً بالواجبات؟
الجواب: يشمل الأمرين جميعاً، وكثير من المفسرين لم يذكر إلا الأمر الأول، وهو الصلاح البدني، لكن لا مانع من أن يكون شاملاً للأمرين جميعاً] اهـ.
الفائدة الحادية والخمسون والثانية والخمسون بعد المائة: خطورة معاهدة الله عزوجل على أمر ما تعبدي، والحكمة من نهي النبي –صلى الله عليه وسلم- عن النذر.
في باب: قول الله تعالى: {فلما أتاهما صالحاً جعلاً له شركاء فيما آتاهما} [الأعراف: 190]
قال – رحمه الله تعالى -:
[فمعاهدة الإنسان ربه أن يفعل العبادة مقابل تفضل الله عليه بالنعمة الغالب أنه لا يفي بها، ففي سورة التوبة قال تعالى: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين * فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون} [التوبة: 75 - 76]، وفي هذه الآية قال تعالى: {لئن آتيتنا صالحاً لنكونن من الشاكرين * فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء}، فكانا من المشركين لا من الشاكرين، وبهذا نعرف الحكمة من نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النذر، لأن النذر معاهدة مع الله عز وجل ولهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المنذر وقال: " إنه لا يرد شيئاً، وإنما يستخرج به من البخيل "، وقد ذهب كثير من أهل العلم إلى تحريم النذر، وظاهر كلام شيخ الإسلام ابن تيميه أنه يميل إلى تحريم النذر، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنه ونفي أنه يأتي بخير.
إذاً ما الذي نستفيد من أمرٍ نهى عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقال إنه لا يأتي بخير؟
الجواب: لا نستفيد إلا المشقة على أنفسنا وإلزام أنفسنا بما نحن منه في عافية، ولهذا فالقول بتحريم النذر قول قوي جداً، ولا يعرف مقدار وزن هذا القول إلا من عرف أسئلة الناس وكثرتها ورأى أنهم يذهبون إلى كل عالم لعلهم يجدون خلاصاً مما نذروا!!] اهـ.
الفائدة الثالثة والخمسون والرابعة والخمسون والخامسة والخمسون بعد المائة: *حاكي الكفر ليس بكافر.* التسمي بعبد المطلب، وعبد مناف.*عمل حاشا الاستثنائية.
في باب: قول الله تعالى: {فلما أتاهما صالحاً جعلاً له شركاء فيما آتاهما} [الأعراف: 190]
قال –رحمه الله تعالى-
[قال ابن حزم: (اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله، كعبد عمرو، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب).
قوله: (اتفقوا). أي: أجمعوا، والإجماع أحد الأدلة الشرعية التي ثبتت بها الأحكام، والأدلة هي: الكتاب، والسنة والإجماع، والقياس.
قوله: " وما أشبه ذلك ". مثل: عبد الحسين، وعبد الرسول، وعبد المسيح، وعبد علي.
وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: " تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم .. " الحديث، فهذا وصف وليس علماً، فشبه المنهمك بمحبة هذه الأشياء المقدم لها على ما يرضي الله بالعابد لها، كقولك: عابد الدينار، فهو وصف، فلا يعارض الإجماع.
قوله: (حاشا عبد المطلب). حاشا الاستثنائية إذا دخلت عليها (ما) وجب نصب ما بعدها، وإلا جاز فيه النصب والجر.
وبالنسبة لعبد المطلب مستثنى من الإجماع على تحريمه، فهو مختلف فيه، فقال بعض أهل العلم: لا يمكن أن نقول بالتحريم والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:
(أنا النبي لا كذب ... ... ... أنا ابن عبد المطلب)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/8)
فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يفعل حراماً، فيجوز أن يعبد للمطلب إلا إذا وجد ناسخ، وهذا تقرير ابن حزم رحمة الله، ولكن الصواب تحريم التعبيد للمطلب، فلا يجوز لأحد أن يسمي ابنه عبد المطلب، وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: " أنا ابن عبد المطلب "، فهو من باب الإخبار وليس من باب الإنشاء، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن له جداً اسمه عبد المطلب، ولم يرد عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه سمى عبد المطلب، أو أنه أذن لأحد صحابته بذلك، ولا أنه أقر أحداً على تسميته عبد المطلب، والكلام في الحكم لا في الإخبار، وفرق بين الإخبار وبين الإنشاء والإقرار، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إنما بنو هاشم وبنو عبد المطلب شيء واحد "، وقال - صلى الله عليه وسلم -: " يا بني عبد مناف " ولا يجوز التسمي بعبد مناف.
وقد قال العلماء: إن حاكي الكفر ليس بكافر، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يتكلم عن شيء قد وقع وانتهى ومضى، فالصواب أنه لا يجوز أن يعبد لغير الله مطلقاً لا بعبد المطلب ولا غيره، وعليه، فيكون التعبد لغير الله من الشرك] اهـ.
الفائدة السادسة والخمسون بعد المائة: بطلان قصة شرك آدم وحواء.
في باب: قول الله تعالى: {فلما أتاهما صالحاً جعلاً له شركاء فيما آتاهما} [الأعراف: 190].
قال – رحمه الله تعالى – في قصة تسمية (آدم وحواء) -عليهما السلام – لابنهما (عبد الحارث) طاعة لإبليس!:
[وهذه القصة باطلة من وجوه:
الوجه الأول: أنه ليس في ذلك خبر صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا من الأخبار التي لا تتلقي إلا بالوحي، وقد قال ابن حزم عن هذه القصة: إنها رواية خرافة مكذوبة موضوعة.
الوجه الثاني: أنه لو كانت هذه القصة في آدم وحواء، لكان حالهما إما أن يتوبا من الشرك أو يموتا عليه، فإن قلنا: ماتا عليه، كان ذلك أعظم من قول بعض الزنادقة:
إذا ما ذكرنا آدما وفعاله ... ... وتزويجه بنتيه بابنيه بالخنا
علمنا بأن الخلق من نسل فاجر ... وأن جميع الناس من عنصر الزنا
فمن جوز موت أحد من الأنبياء على الشرك فقد أعظم الفرية، وإن كان تابا من الشرك، فلا يليق بحكمة الله وعدله ورحمته أن يذكر خطأهما ولا يذكر توبتهما منه، فيمتنع غاية الامتناع أن يذكر الله الخطيئة من آدم وحواء وقد تابا، ولم يذكر توبتهما، والله تعالى إذا ذكر خطيئة بعض أنبيائه ورسله ذكر توبتهم منها كما في قصة آدم نفسه حين أكل من الشجرة وزوجه وتابا من ذلك.
الوجه الثالث: أننا لو قلنا بذلك، لجوزنا الشرك على الأنبياء، والأنبياء معصومون من الشرك باتفاق أهل العلم.
الوجه الرابع: أنه ثبت في حديث الشفاعة أن الناس يأتون إلى آدم يطلبون منه الشفاعة، فيعتذر بأكله من الشجرة. وهو معصية أهون من الشرك، ولو وقع منه الشرك، لكان اعتذاره به أقوى وأولى وأحرى.
الوجه الخامس: في هذه القصة التي ذكرت عن ابن عباس أن الشيطان جاء إليهما وقال: " أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة "، وهذا لا يقوله من يريد الإغواء، وإنما يأتي بشيء يقرب قبول قوله، فإذا قال: " أنا صاحبكما الذي أخرجكما من الجنة "، فسيعلمان علم اليقين أنه عدو لهما، فلا يقبلان منه صرفاً ولا عدلا.
الوجه السادس: أن في قوله في هذه القصة: " لأجعلن له قرني أيل ": إما أن يصدقا أن ذلك ممكن في حقه، فهذا شرك في الربوبية لأنه لا يقدر على ذلك إلا الله، أولا يصدقا، فلا يمكن أن يقبلا قوله وهما يعلمان أن ذلك غير ممكن في حقه.
الوجه السابع: قوله تعالى: {فتعالى الله عما يشركون} بضمير الجمع، ولو كان آدم وحواء، لقال: عما يُشركان.فدل هذا على أنه لا يراد بهما آدم وحواء.
فهذه الوجوه تدل على أن هذه القصة باطلة من أساسها، وأنه لا يجوز أن يعتقد في آدم وحواء أن يقع منهما شرك بأي حال من الأحوال، والأنبياء منزهون عن الشرك مبرؤون منه باتفاق أهل العلم، وعلى هذا، فيكون تفسير الآية كما أسلفنا أنها عائدة إلى بني أدم الذين أشركوا شركاً حقيقياً، فإن منهم مشركاً ومنهم موحداً] اهـ.
يتبع ......
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 03:11 م]ـ
الفائدة السابعة والخمسون بعد المائة: معنى جعلِ الشريك في الولد في قوله تعالى ((جعلا له شركاء فيما آتاهما)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/9)
في باب: قول الله تعالى: {فلما آتاهما صالحاً جعلاً له شركاء فيما آتاهما} [الأعراف: 190].
قال – رحمه الله تعالى -:
[فإن قيل: هذا الولد الذي آتاهما الله عز وجل كان واحداً، فكيف جعلا في هذا الولد الواحد شركاً بل شركاء؟
فالجواب أن نقول هذا على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أن يعتقدا أن الذي أتي بهذه الولد هو الولي الفلاني والصالح ونحو ذلك، فهذا شرك أكبر لأنهما أضافا الخلق إلى غير الله.
ومن هذا أيضا ما يوجد عند بعض الأمم الإسلامية الآن، فتجد المرأة التي لا يأتيها الولد تأتي إلى قبر الولي الفلاني، كما يزعمون أنه ولي الله والله أعلم بولايته، فتقول: يا سيدي فلان! ارزقني ولداً.
الوجه الثاني: أن يضيف سلامة المولود ووقايته إلى الأطباء وإرشاداتهم وإلى القوابل وما أشبه ذلك، فيقولون –مثلاً-: سَلِم هذا الولد من الطلق، لأن القابلة امرأة متقنة جيدة، فهنا أضاف النعمة إلى غير الله، وهذا نوع من الشرك ولا يصل إلى حد الشرك الأكبر، لأنه أضاف النعمة إلى السبب ونسي المسبِّب وهو الله عز وجل.
الوجه الثالث: أن لا يشرك من ناحية الربوبية، بل يؤمن أن هذا الولد خرج سالماً بفضل الله ورحمته، ولكن يشرك من ناحية العبودية، فيقدم محبته على محبة الله ورسوله ويلهيه عن طاعة الله ورسوله، قال تعالى: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم} [التغابن: 15]، فكيف تجعل هذا الولد نداً لله في المحبة وربما قدمت محبته على محبة الله، والله هو المتفضل عليك به؟!
وفي قوله: {فلما آتاهما} نقد لاذع أن يجعلا في هذا الولد شريكاً مع الله، مع أن الله هو المتفضل به، ثم قال: {فتعالى الله عما يشركون}، أي: ترفع وتقدس عما يشركون به من هذه الأصنام وغيرها] اهـ.
الفائدة الثامنة والخمسون بعد المائة: أقسام الإلحاد في صفات الله عزوجل.
في باب: قول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه} الآية [الأعراف: 180].
قال –رحمه الله تعالى-:
[والإلحاد في أسماء الله: الميل بها عما يجب فيها، وهو أنواع:
الأول: أن ينكر شيئاً من الأسماء أو مما دلت عليه من الصفات أو الأحكام، ووجه كونه إلحاداً أنه مال بها عما يجب لها، إذ الواجب إثباتها وإثبات ما تتضمنه من الصفات والأحكام.
الثاني: أن يثبت لله أسماء لم يسم الله بها نفسه، كقوله الفلاسفة في الله: إنه علة فاعلة في هذا الكون تفعل، وهذا الكون معلول لها، وليس هناك إله.
وبعضهم يسميه العقل الفعال، فالذي يدير هذا الكون هو العقل الفعال، وكذلك النصاري يسمون الله أباً وهذا إلحاد.
الثالث: أن يجعلها دالة على التشبيه، فيقول: الله سميع بصير قدير، والإنسان سميع بصير قدير، اتفقت هذه الأسماء، فيلزم أن تتفق المسميات، ويكون الله سبحانه وتعالى مماثلاً للخلق، فيُتَدرج بتوافق الأسماء إلى التوافق بالصفات.
ووجه الإلحاد: أن أسماءه دالة على معان لائقة بالله لا يمكن أن تكون مشابهة لما تدل عليه من المعاني في المخلوق.
الرابع: أن يشتق من هذه الأسماء أسماء للأصنام، كتسمية اللات من الإله أو من الله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان حتى يلقوا عليها شيئاً من الألوهية ليبرروا ما هم عليه] اهـ.
الفائدة التاسعة والخمسون بعد المائة: قول بعض الناس وخاصة النساء: (واعِزّالِي) هل هو شرك؟
في باب: قول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه} الآية [الأعراف: 180].
قال – رحمه الله تعالى -:
[فيه كلمة مشهورة يقولها النساء عندنا إذا أصيبت بشيء وهي: (واعِزّالِي)، هل هي تندب العُزّى التي هي الصنم،أو تقول: (واعزالي) من التعزية، يعني تطلب العزاء وهو الصبر والتقوية؟ هذا هو المقصود، ولهذا لو تسأل التي تقول هذا، قالت: معناه أنني أُصبت، وأسأل الله أن يثبتي على هذه المصيبة ويقويني عليها؛ يمكن ما تعرف أن هناك شيئا يُسمى العزى.
وهذه بعض الناس قال: يجب إنكارها، لأن ظاهر اللفظ أنها تندب العُزى، وهذا شرك لو كان هذا هو المقصود، لكننا نعلم علم اليقين أنها ما تريد هذا] اهـ.
الفائدة الستون بعد المائة: آيات الله تعالى: تعريفها وأقسامها وأقسام الإلحاد فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/10)
في باب: قول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه} الآية [الأعراف: 180].
قال – رحمه الله تعالى -:
[جاءت النصوص بالوعيد على الإلحاد في آيات الله تعالى كما في قوله تعالى: {إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا} [فصلت: 40]، فقوله: {لا يخفون علينا} فيها تهديد، لأن المعني سنعاقبهم، والجملة مؤكدة بإنَّ.
وآيات الله تنقسم إلى قسمين:
1 - آيات كونية:وهي كل المخلوقات من السماوات والأرض والنجوم والجبال والشجر والدواب وغير ذلك، قال الشاعر:
فواعجباً كيف يعصي الإله ... أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية ... ... تدل على أنه واحد
والإلحاد في الآيات الكونية ثلاثة أنواع:
-اعتقاد أن أحداً سوى الله منفرد بها أو ببعضها.
-اعتقاد أن أحداً مشارك لله فيها.
-اعتقاد أن لله فيها معيناً في إيجادها وخلقها وتدبيرها.
والدليل قوله تعالى: {قل ادعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير} [سبأ: 22]، ظهير، أي: معين.
وكل ما يخل بتوحيد الربوبية، فإنه داخل في الإلحاد في الآيات الكونية.
2 - آيات شرعية:وهو ما جاء به الرسل من الوحي كالقرآن، قال تعالى: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} [العنكبوت: 49].
والإلحاد في الآيات الشرعية ثلاثة أنواع:
-تكذيبها فيما يتعلق بالأخبار.
-مخالفتها فيما يتعلق بالأحكام.
-التحريف في الأخبار والأحكام.
والإلحاد في الآيات الكونية والشرعية حرام.
ومنه ما يكون كفراً، كتكذيبها، فمن كذب شيئاً مع اعتقاده أن الله ورسوله أخبرا به، فهو كافر.
ومنه ما يكون معصية من الكبائر، كقتل النفس والزنا.
ومنه ما يكون معصية من الصغائر، كالنظر لأجنبية لشهوة.
قال الله تعالى في الحرم: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} [الحج: 25]، فسمي الله المعاصي والظلم إلحاداً، لأنها ميل عما يجب أن يكون عليه الإنسان، إذ الواجب عليه السير على صراط الله تعالى، ومن خالف، فقد ألحد] اهـ.
يتبع .......
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 03:20 م]ـ
رحمَ اللهُ الشيخَ
أحسنَ اللهُ إليكَ
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 06:12 م]ـ
شيخ إحسان: جزاك الله خيرا، وبارك الله لك في عملك ووقتك وأهلك وذريتك.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - 08 - 08, 11:40 ص]ـ
الفائدة الحادية والستون بعد المائة: الفرق بين شرك الطاعة وشرك العبادة.
في باب: قول الله تعالى: {فلما آتاهما صالحاً جعلاً له شركاء فيما آتاهما} [الأعراف: 190].
قال – رحمه الله تعالى – في المسائل:
الخامسة: ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة والشرك في العبادة.:
[وقبل ذلك نبين الفرق بين الطاعة وبين العبادة، فالطاعة إذا كانت منسوبة لله، فلا فرق بينها وبين العبادة، فإن عبادة الله طاعته.
وأما الطاعة المنسوبة لغير الله، فإنها غير العبادة، فنحن نطيع الرسول - صلى الله عليه وسلم - لكن لا نعبده، والإنسان قد يطيع ملكاً من ملوك الدنيا وهو يكرهه.
فالشرك بالطاعة: أنني أطعته لا حباً وتعظيماً وذلاً كما أحب الله وأتذلل له وأعظمه، ولكن طاعته اتباعا لأمره فقط، هذا هو الفرق.
وبناء على القصة، فإن آدم وحواء أطاعا الشيطان ولم يعبداه عبادة، وهذا مبني على صحة القصة] اهـ.
الفائدة الثانية والستون بعد المائة: حكم قول: السلام على الله.
وذكر علة النهي في ذلك.
في باب: لا يقال: السلام على الله.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: " لا يقال السلام على الله ". أي: لا تقل: السلام عليكم يا رب، لما يلي:
أ) أن مثل هذا الدعاء يُوهم النقص في حقه، فتدعو الله أن يسلم نفسه من ذلك، إذ لا يُدعا لشيء بالسلام من شيء إلا إذا كان قابلاً أن يتصف به، والله سبحانه منزه عن صفات النقص.
ب) إذا دعوت الله أن يسلم نفسه، فقد خالفت الحقيقة، لأن الله يُدعا ولا يُدعا له، فهو غني عنا، لكن يُثنَى عليه بصفات الكمال مثل غفور، سميع، عليم ................ (إلى أن قال): فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/11)
وهذا نهي تحريم، والسلام لا يحتاج إلى سلام، هو نفسه عز وجل سلام سالم من كل نقص ومن كل عيب.] اهـ
الفائدة الثالثة والستون بعد المائة: معنى قولنا: السلام عليكم.
في باب: لا يقال: السلام على الله.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قول الإنسان: "السلام عليكم" خبر بمعني الدعاء، وله معنيان:
1 - اسم السلام عليك، أي: عليك بركاته باسمه.
2 - السلامة من الله عليك، فهو سلام بمعني تسليم، ككلام بمعني تكليم] اهـ
الفائدة الرابعة والستون بعد المائة: جواز السلام على الملائكة.
في باب: لا يقال: السلام على الله.
قال – رحمه الله تعالى -:
[وفيه* دليل على جواز السلام على الملائكة، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينه عنه، ولأنه عليه الصلاة والسلام لما أخبر عائشة أن جبريل يسلم عليها قالت: " عليه السلام "] اهـ
*أي: في قوله عليه الصلاة والسلام: (لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام).
الفائدة الخامسة والستون بعد المائة: علة النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة.
في باب: قول: اللهم اغفر لي إن شئت. في حديث أبي هريرة مرفوعا (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له).
ولمسلم: " وليعظّم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه).
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يقل أحدكم). لا ناهية بدليل جزم الفعل بعدها.
قوله: (اللهم اغفر لي ... ، اللهم ارحمني ... ). ففي الجملة الأولى: (اغفر لي) النجاة من المكروه، وفي الثانية: (ارحمني).الوصول إلى المطلوب، فيكون هذا الدعاء شاملاً لكل ما فيه حصول المطلوب وزوال المكروه.
قوله: (ليعزم المسألة). اللام لام الأمر، ومعني عزم المسألة: أن لا يكون في تردد بل يعزم بدون تردد ولا تعليق. و (المسألة): السؤال، أي: ليعزم في سؤاله فلا يكون متردداً بقوله: إن شئت.
قوله: (فإن الله لا مكره له). تعليل للنهي عن قول: (اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت)، أي: لا أحد يكرهه على ما يريد فيمنعه منه، أو ما لا يريد فيلزمه بفعله، لأن الأمر كله لله وحده.
والمحظور في هذا التعليق من وجوه ثلاثة:
الأول: أنه يُشعر بأن الله له مكره على الشيء وأن وراءه من يستطيع أن يمنعه، فكأن الداعي بهذه الكيفية يقول: أنا لا أكرهك، إن شئت فاغفر وإن شئت فلا تغفر!.
الثاني: أن قول القائل: " إن شئت " كأنه يرى أن هذا أمر عظيم على الله فقد لا يشاؤه لكونه عظيماً عنده، ونظير ذلك أن تقول لشخص من الناس- والمثال للصورة بالصورة لا للحقيقة بالحقيقة-، أعطني مليون ريال إن شئت، فإنك إذا قلت له ذلك، ربما يكون الشيء عظيماً يتثاقله، فقولك: إن شئت، لأجل أن تهون عليه المسألة، فالله عز وجل لا يحتاج أن تقول له: إن شئت، لأنه سبحانه وتعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه).
قوله: " وليعظم الرغبة "، أي: ليسأل ما شاء من قليل وكثير ولا يقل: هذا كثير لا أسأل الله إياه، ولهذا قال: (فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه)، أي: لا يكون الشيء عظيماً عنده حتى يمنعه ويبخل به - سبحانه وتعالى- كل شيء يعطيه، فإنه ليس عظيماً عنده، فالله عز وجل يبعث الخلق بكلمة واحدة، وهذا أمر عظيم، لكنه يسير عليه، قال تعالى: {قل بلي وربي لتبعثن ثم لتنبئن بما عملتم وذلك على الله يسير} [التغابن: 7] وليس بعظيم، فكل ما يعطيه الله عز وجل لأحد من خلقه فليس بعظيم يتعاظمه، أي: لا يكون الشيء عظيماً عنده حتى لا يعطيه، بل كل شيء عنده هين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/12)
الثالث: أنه يشعر بأن الطالب مستغن عن الله، كأنه يقول: إن شئت فافعل، وإن شئت فلا تفعل لا يهمني!!، ولهذا قال: (وليعظم الرغبة)، أي: يسأل برغبة عظيمة، والتعليق ينافي ذلك، لأن المعلِّق للشيء المطلوب يشعر تعليقه بأن مستغن عنه، والإنسان ينبغي أن يدعو الله تعالى وهو يشعر أنه مفتقر إليه غاية الافتقار، وأن الله قادر على أن يعطيه ما سأل، وأن الله ليس يعظم عليه شيء، بل هو هين عليه، إذاً من آداب الدعاء أن لا يدعو بهذه الصيغة، بل يجزم فيقول: اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم وفقني، وما أشبه ذلك] اهـ.
يتبع ....
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 08 - 08, 09:34 ص]ـ
الفائدة السادسة والستون بعد المائة: حكم قول: أطال الله بقاءك.
في باب: قول: اللهم اغفر لي إن شئت.
قال – رحمه الله تعالى -:
[كره أهل العلم أن تقول للشخص: أطال الله بقاءك، لأن طول البقاء لا يعلم، فقد يكون خيراً، وقد يكون شراً، ولكن يقال: أطال الله بقاءك على طاعته وما أشبه ذلك حتى يكون الدعاء خيراً بكل حال] اهـ.
الفائدة السابعة والستون بعد المائة: قول (السيدة) للمرأة.
في باب: لا يقول: عبدي وأمتي.
قال – رحمه الله تعالى -:
[اشتهر عند بعض الناس إطلاق السيدة على المرأة، فيقولون مثلاً: هذا خاص بالرجال، وهذا خاص بالسيدات، وهذا قلب للحقائق، لأن السادة هم الرجال، قال تعالى: {وألفيا سيدها لدي الباب}، وقال: {الرجال قوامون على النساء} [الأنعام: 62]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إن النساء عوانٍ عندكم)، أي: بمنزلة الأسير: وقال في الرجل: (راع في أهله ومسؤول عن رعيته)، فالصواب أن يقال للواحدة امرأة وللجماعة منهن نساء] اهـ.
الفائدة الثامنة والستون بعد المائة: أقسام الولاية.
في باب: لا يقول: عبدي وأمتي.
قال – رحمه الله تعالى -:
[والولاية تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ولاية مطلقة، وهذه لله عز وجل لا تصلح لغيره، كالسيادة المطلقة.
وولاية الله نوعان:
النوع الأول: عامة، وهي الشاملة لكل أحد، قال الله تعالى: {ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون} [الأنعام: 62]، فجعل له ولاية على هؤلاء المفترين، وهذه ولاية عامة.
النوع الثاني: خاصة بالمؤمنين، قال تعالى: {ذلك بأن الله مولي الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولي لهم} [محمد: 11]، وهذه ولاية خاصة، ومقتضي السياق أن يقال: وليس مولي الكافرين، لكن قال: {لا مولي لهم}، أي: لا هو مولي للكافرين، ولا أولياؤهم الذين يتخذونهم آلهة من دون الله موالي لهم لأنهم يوم القيامة يتبرءون منهم.
القسم الثاني: ولاية مقيدة مضافة، فهذه تكون لغير الله، ولها في اللغة معان كثيرة، منها الناصر، والمتولي للأمور، والسيد، والعتيق.
قال تعالى: {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين} [التحريم: 4] وقال - صلى الله عليه وسلم - فيما يروي عنه: (من كنت مولاه، فعلي مولاه) - صلى الله عليه وسلم -، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الولاء لمن أعتق).
ويقال للسلطان ولي الأمر، وللعتيق مولي فلان لمن أعتقه، وعليه يعرف أنه لا وجه لاستنكار بعض الناس لمن خاطب ملِكاً بقوله: مولاي، لأن المراد بمولاي أي متولي أمري، ولا شك أن رئيس الدولة يتولي أمورها، كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [النساء: 59]] اهـ.
الفائدة التاسعة والستون بعد المائة: أقسام السؤال بالله.
في باب: لا يُرَدُّ من سأل بالله.
قال – رحمه الله تعالى -:
[والسؤال بالله ينقسم إلى قسمين:
أحدهما: السؤال بالله بالصيغة، مثل أن يقول: أسألك بالله كما تقدم في حديث الثلاثة حيث قال الملك: (أسالك بالذي أعطاك الجلد الحسن واللون الحسن بعيراً).
الثاني: السؤال بشرع الله عز وجل، أي: يسأل سؤالاً يبيحه الشرع، كسؤال الفقير من الصدقة، والسؤال عن مسألة من العلم، وما شابه ذلك] اهـ.
الفائدة السبعون بعد المائة: حكم سؤال الناس بالله.
في باب: لا يُرَدُّ من سأل بالله.
قال – رحمه الله تعالى -:
[هل يجوز للإنسان أن يسأل بالله أم لا؟
وهذه المسألة لم يتطرق إليها المؤلف رحمه الله، فنقول أولاً: السؤال من حيث هو مكروه ولا ينبغي للإنسان أن يسأل أحداً شيئاً إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ولهذا كان مما بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه أن لا يسألوا الناس شيئاً، حتى إن عصا أحدهم ليسقط منه وهو على راحلته، فلا يقول لأحد: ناولنيه، بل ينزل ويأخذه.
والمعنى يقتضيه، لأنك إذا أعززت نفسك ولم تذلها لسؤال الناس بقيت محترماً عند الناس، وصار لك منعة من أن تذل وجهك لأحد، لأن من أذل وجهه لأحد، فإنه ربما يحتاجه ذلك الأحد لأمر يكره أن يعطيه إياه، ولكنه إذا سأله اضطر إلى أن يجيبه، ولهذا روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (ازهد فيما عند الناس يحبك الناس)، فالسؤال أصلاً مكروه أو محرم إلا لحاجة أو ضرورة.
فسؤال المال محرم، فلا يجوز أن يسأل من أحد مالاً إلا إذا دعت الضرورة إلى ذلك، وقال الفقهاء رحمهم الله في باب الزكاة: " إن من أبيح له أخذ شيء أبيح له سؤاله "، ولكن فيما قالوه نظر، فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حذر من السؤال، وقال: " إن الإنسان لا يزال يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وما في وجهه مزعة لحم "، وهذا يدل على التحريم إلا للضرورة.
وأما سؤال المعونة بالجاه أو المعونة بالبدن، فهذه مكروهة، إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك] اهـ.
يتبع ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/13)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 08 - 08, 10:43 م]ـ
الفائدة الحادية والسبعون بعد المائة: حكم إجابة الدعوة وشروطها.
في باب: لا يُرَدُّ من سأل بالله.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: (ومن دعاكم فأجيبوه). " من " شرطية للعموم، والظاهر أن المراد بالدعوة هنا الدعوة للإكرام، وليس المقصود بالدعوة هنا النداء.
وظاهر الحديث وجوب إجابة الدعوة في كل دعوة، وهو مذهب الظاهرية.
وجمهور أهل العلم: أنها مستحبة إلا دعوة العرس، فإنها واجبة لقوله - صلى الله عليه وسلم - فيها: (شر الطعام الوليمة، يدعي إليها من يأباها ويمنعها من يأتيها، ومن لم يجب فقد عصي الله ورسوله).
وسواء قيل بالوجوب أو الاستحباب،
فإنه يشترط لذلك شروط:
1.أن يكون الداعي ممن لا يجب هجره أو يسن.
2.ألا يكون هناك منكر في مكان الدعوة، فإن كان هناك منكر، فإن أمكنه إزالته وجب عليه الحضور لسببين:
إجابة الدعوة.
وتغيير المنكر.
وإن كان لا يمكنه إزالته حرم عليه الحضور، لأن حضوره يستلزم إثمه، وما استلزم الإثم، فهو إثم.
3. أن يكون الداعي مسلماً، وإلا لم تجب الإجابة، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (حق المسلم على المسلم خمس .. )، وذكر منها: (إذا دعاك فأجبه)، قالوا: وهذا مقيد للعموم الوارد.
4. أن لا يكون كسبه حراماً، لأن إجابته تستلزم أن تأكل طعاماً حراماً، وهذا لا يجوز، وبه قال بعض أهل العلم.
وقال آخرون: ما كان محرماً لكسبه، فإنما إثمه على الكاسب لا على من أخذه بطريق مباح من الكاسب، بخلاف ما كان محرماً لعينه، كالخمر والمغصوب ونحوهما، وهذا القول وجيه قوي بدليل أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - اشتري من يهودي طعاماً لأهله، وأكل من الشاة التي أهدتها له اليهودية بخيبر، وأجاب دعوة اليهودي، ومن المعلوم أن اليهود معظمهم يأخذون الربا ويأكلون السحت، وربما يقوّي هذا القول قوله - صلى الله عليه وسلم - في اللحم الذي تصدق به على بريرة: (هو لها صدقة ولنا منها هدية).
وعلى القول الأول، فإن الكراهة تقوي وتضعف حسب كثرة المال الحرام وقلته، فكلما كان الحرام أكثر كانت الكراهة أشد، وكلما قل كانت الكراهة أقل.
5. أن لا تتضمن الإجابة إسقاط واجب أو ما هو أوجب منها، فإن تضمنت ذلك حرمت الإجابة.
6. أن لا تتضمن ضرراً على المجيب، مثل أن تحتاج إجابة الدعوة إلى سفر أو مفارقة أهله المحتاجين إلى وجوده بينهم] اهـ.
الفائدة الثانية والسبعون بعد المائة: هل بطاقات الدعوة كالدعوة بالمشافهة؟
في باب: لا يُرَدُّ من سأل بالله.
قال – رحمه الله تعالى -:
[هل بطاقات الدعوة التي توزع كالدعوة بالمشافهة؟
الجواب: البطاقات ترسل إلى الناس و يمكن لا يدري لمن ذهب إليه! فهل نقول: إنه يجب على كل من وصله الكرت أن يجيب؟ أو نفصل: بين من يكون بينه وبين صاحب الكرت علاقة من قرابة أو صداقة، فيكون هذا دليل على أنه أراده بعينه، وبين عامة الناس؟ الظاهر الأخير، أن نفصل، لأنه أحيانا ما يتسنى أن يأتي إليك، وأحيانا يصعب عليه الاتصال عليك بالهاتف وما أشبه ذلك.
الحاصل أنه إذا كان بينك وبينه علاقة، تعرف أنّ الرجل قصدك بعينك فأجب، أما إذا كان فقط كروت توزع، الظاهر أنه لا يجب] اهـ.
الفائدة الثالثة والسبعون بعد المائة: فائدة مكافأة من كافأك.
في باب: لا يُرَدُّ من سأل بالله.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: (من صنع إليكم معروفاً، فكافئوه). المعروف: الإحسان فمن أحسن إليك بهدية أو غيرها، فكافئه، فإذا أحسن إليك بإنجاز معاملة وكان عمله زائداً عن الواجب عليه، فكافئه، وهكذا، ولكن إذا كان كبير الشأن ولم تجر العادة بمكافأته، فلا يمكن أن تكافئه، كالملك والرئيس .. مثلاً إذا أعطاك هدية، فمثل هذا يدعى له، لأنك لو كافأته لرأي أن في ذلك غضاً من حقه فتكون مسيئاً له، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أن تكافئه لإحسانه.
وللمكافأة فائدتان:
1 - تشجيع ذوي المعروف على فعل المعروف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/14)
2 - أن الإنسان يكسر بها الذل الذي حصل له بصنع المعروف إليه، لأن من صنع إليك معروفاً فلابد أن يكون في نفسك رقة له، فإذا رددت إليه معروفه زال عنك ذلك، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اليد العليا خير من اليد السفلي)، واليد العليا هي يد المعطي،وهذه فائدة عظيمة لمن صنع له معروف، لئلا يري لأحد عليه منة إلا الله عز وجل، لكن بعض الناس يكون كريماً جداً، فإذا كافأته بدل هديته أعطاك أكثر مما أعطيته، فهذا لا يريد مكافأة، ولكن يدعى له، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (فإن لم تجدوا ما تكافئونه، فادعوا له)، وكذلك الفقير إذا لم يجد مكافأة الغني، فإنه يدعو له.
ويكون الدعاء بعد الإهداء مباشرة، لأنه من باب المسارعة إلى أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولأن به سرور صانع المعروف] اهـ.
الفائدة الرابعة والسبعون بعد المائة: معنى السؤال بوجه الله تعالى.
في باب: لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة.
قال – رحمه الله تعالى -:
[قوله: (لا يسأل بوجه الله إلا الجنة).
اختلف في المراد بذلك على قولين:
القول الأول: أن المراد: لا تسألوا أحداً من المخلوقين بوجه الله، فإذا أردت أن تسأل أحداً من المخلوقين، فلا تسأله بوجه الله، لأنه لا يسأل بوجه الله إلا الجنة، والخلق لا يقدرون على إعطاء الجنة، فإذاً لا يسألون بوجه الله مطلقاً، ويظهر أن المؤلف يرى هذا الرأي في شرح الحديث، ولذلك ذكره بعد " باب: لا يرد من سأل بالله ".
القول الثاني: أنك إذا سألت الله، فإن سألت الجنة وما يستلزم دخولها، فلا حرج أن تسأل بوجه الله، وإن سألت من أمور الدنيا، فلا تسأله بوجه الله، لأن وجه الله أعظم من أن يُسأل به لشيء من أمور الدنيا.
فأمور الآخرة تسأل بوجه الله، كقولك مثلاً: أسألك بوجهك أن تنجيني من النار، والنبي - صلى الله عليه وسلم - استعاذ بوجه الله لما نزل قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم}، قال: أعوذ بوجهك، {أو من تحت أرجلكم}، قال: أعوذ بوجهك، {أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض} [الأنعام: 65]، قال: هذه أهون أو أيسر).
ولو قيل: إنه يشمل المعنيين جميعاً، لكان له وجه] اهـ.
يتبع ....
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 09 - 08, 06:06 م]ـ
يرفع لحين ميسرة!، ثم نواصل إن شاء الله تعالى.
ـ[أم حُذيفة]ــــــــ[15 - 09 - 08, 02:20 ص]ـ
جزيتم خيراً،،
ولا حرمكم ربي الأجر،،
ورحم اللهُ شيخنا العُثيمين وأسكنهُ فسيح جنَّاته،،
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 06:27 م]ـ
وإياكم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 11 - 08, 04:19 م]ـ
الفائدة السادسة عشرة بعد المائة: ذكر قول أهل العلم في عطف قوله تعالى: ((ومن اتبعك من المؤمنين)).
في باب: قول الله تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}.
قال-رحمه الله تعالى-في قوله تعالى ((يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين)):
[قوله: {حسبك الله}. أي كافيك، والحسب: الكافي، ومنه قوله أُعطي درهماً فحسب، وحسب خبر مقدم، ولفظ الجلالة مبتدأ مؤخر، والمعنى: ما الله إلا حسبك، ويجوز العكس، أي: أن تكون حسب مبتدأ ولفظ الجلالة خبره، ويكون المعنى: ما حسبك إلا الله، وهذا أرجح.
قوله: {ومن اتبعك من المؤمنين}. {من} اسم موصول مبنية على السكون، وفي عطفها رأيان لأهل العلم: قيل: حسبك الله، وحسبك من اتبعك من المؤمنين، فـ {من} معطوفة على الله لأنه أقرب، ولو كان العطف على الكاف في حسبك لوجب إعادة الجار، وهذا كقوله تعالى: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين} [الأنفال: 62]، فالله أيد رسوله بالمؤمنين، فيكونون حسباً له هنا كما كان الله حسباً له.
وهذا ضعيف ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (منسكه) وهو ضمن المجموع وطبع مفردا:
((وَأَمَّا التَّوَكُّلُ فَعَلَى اللَّهِ وَحْدَهُ وَالرَّغْبَةُ فَإِلَيْهِ وَحْدَهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ} وَلَمْ يَقُلْ وَرَسُولُهُ.
وَقَالُوا: {إنَّا إلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} وَلَمْ يَقُولُوا هُنَا: وَرَسُولُهُ كَمَا قَالَ فِي الْإِيتَاءِ،
بَلْ هَذَا نَظِيرُ قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ *وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}.
وَقَالَ تَعَالَى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ:
(حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ قَالَهَا إبْرَاهِيمُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ {قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَانًاوَقَالُواحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} أَيْ: اللَّهُ وَحْدَهُ حَسْبُك وَحَسْبُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ اتَّبَعُوك.
وَمَنْ قَالَ: إنَّ اللَّهَ وَالْمُؤْمِنِينَ حَسْبُك فَقَدْ ضَلَّ بَلْ قَوْلُهُ مِنْ جِنْسِ الْكُفْر، فَإِنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ هُوَ حَسْبُ كُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ، والحسب الْكَافِي كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.
وَلِلَّهِ تَعَالَى حَقٌّ لَا يَشْرَكُهُ فِيهِ مَخْلُوقٌ: كَالْعِبَادَاتِ، وَالْإِخْلَاصِ، وَالتَّوَكُّلِ، وَالْخَوْفِ،وَالرَّجَاءِ،وَالْحَجِّ،وَالصَّلَاةِ. وَالزَّكَاةِ. وَالصِّيَامِ، وَالصَّدَقَةِ)) اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/15)
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[09 - 01 - 09, 09:24 م]ـ
طال الانتظار .... ما العمل 000000000000000؟
للتذكير بارك الله فيك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 01 - 09, 01:40 م]ـ
طال الانتظار .... ما العمل 000000000000000؟
للتذكير بارك الله فيك
وبكم بارك.
سبحان الله العظيم! هذه النفس - النفس البشرية - عجيبة.
إن شاء الله قريبا أواصل.
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[20 - 01 - 09, 02:11 م]ـ
أحسن الله إليكم وبارك فيكم
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[20 - 01 - 09, 04:22 م]ـ
جزاك الله خيرا و نفع بك.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 06:09 ص]ـ
أخوي الفاضلين أبا عبد الله، أبا عمر:
بارك الله فيكما.
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[03 - 02 - 09, 06:16 م]ـ
أحسن الله اليك شيخنا علي قد أجدت وأفدت ولقد دونت معظم هذه الفوائد عندي في الدفتر وننتظر المزيد ... أجزل الله لكم المثوبة(46/16)
شرح عقيدة للأطفال من يدلني؟
ـ[أبو فريدة]ــــــــ[26 - 12 - 07, 07:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أريد أن أشرح للأطفال من هو الله ,أين الله , الجنة والنار فهل من أحد يدلني على شرح مبسط أو الطريقة المثلى لذلك مع العلم بأن الأطفال يتراوح عمرهم بين الثالثة والثالثة والنصف
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[اسمير]ــــــــ[26 - 12 - 07, 07:25 م]ـ
عليك بالاصول الثلاث اخي الكريم
ـ[توبة]ــــــــ[26 - 12 - 07, 07:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أريد أن أشرح للأطفال من هو الله ,أين الله , الجنة والنار فهل من أحد يدلني على شرح مبسط أو الطريقة المثلى لذلك مع العلم بأن الأطفال يتراوح عمرهم بين الثالثة والثالثة والنصف
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
لعلك لم تنتبه إلى عامل السن أخي (اسمير)
وجدتُ هذ المقال أرجو أن يفيدكم http://www.lahaonline.com/index.php?option=*******&id=7355&task=view§ionid=1
ـ[عبدالعزيز السريهيد]ــــــــ[26 - 12 - 07, 11:24 م]ـ
يوجد كتاب للشيخ عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف خاص للناشئة أسمه: (مقرر التوحيد) كتاب تعليمي للناشئين والمبتدئين. وقد قسمه إلى ثلاثة أقسام كالتالي:
الأول: مقرر التوحيد للسنة الأولى الإعدادي.
الثاني: مقرر التوحيد للسنة الثانية الإعدادية.
الثالث: مقرر التوحيد للسنة الثالثة الإعدادية.
ـ[ورشان]ــــــــ[27 - 12 - 07, 12:07 ص]ـ
الإيمان بالله والإيمان بالملائكة للأطفال والناشئة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29110&highlight=%C7%E1%C5%ED%E3%C7%E4+%C8%C7%E1%E1%E5+%E 6%C7%E1%C5%ED%E3%C7%E4+%C8%C7%E1%E3%E1%C7%C6%DF%C9 +%E1%E1%C3%D8%DD%C7%E1+%E6%C7%E1%E4%C7%D4%C6%C9
ـ[أبو مارية المصري]ــــــــ[27 - 12 - 07, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أريد أن أشرح للأطفال من هو الله ,أين الله , الجنة والنار فهل من أحد يدلني على شرح مبسط أو الطريقة المثلى لذلك مع العلم بأن الأطفال يتراوح عمرهم بين الثالثة والثالثة والنصف
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
أبو فريدة قصد هذا السن
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 - 12 - 07, 12:37 ص]ـ
حفظهم الفاتحة والمعوذتين والإخلاص.
ـ[أم عبدالملك المسلمة]ــــــــ[27 - 12 - 07, 12:45 ص]ـ
ربما تجد في هذا ما تريد:
http://www.el-houda.net/vb/showthread.php?t=9
ـ[أبو فريدة]ــــــــ[27 - 12 - 07, 12:52 ص]ـ
بارك الله في كل من اهتم بالرد في هذا الموضوع وأخص بالشكر الأخت توبة فجزاها الله خيراً فقد استفدت كثيراً من هذا المقال فبارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
وأشكر كل من رد ولكن أقول لهم من فضلكم انتبهوا إلى عامل السن
أما الأخ أبو الحسنات فأحب أن أخبرك أن يحفظون الربع الأخير من جزء عم وكنت أحب أن أعلمهم وأربيهم ولكن بالطريقة التي تناسب أعمارهم
وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً(46/17)
" الأزمة العقدية "كتاب قيم يبحث الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث تاريخيا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 12 - 07, 09:32 م]ـ
الحمد لله رب العالمين و - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد فهذا كتاب مهم جدا يبحث تاريخيا في الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث
ولا يخلو من الكثير من الفوائد التاريخية المهمة في هذا الباب
" الأزمة العقيدية بين الأشاعرة وأهل الحديث "
للشيخ الدكتور|خالد كبير علال
التحميل من المرفقات جزاكم الله خيرا وهو مأخوذ عن صيد الفوائد
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[26 - 12 - 07, 10:02 م]ـ
بارك اللهُ فيكم .. أخي عبد الباسط ..
ولا يخلو من الكثير من الفوائد التاريخية المهمة في هذا الباب
" الأزمة العقيدية بين الأشاعرة وأهل الحديث "
للشيخ الدكتور|خالد كبير علال
قد حمَّلتُ الكتابَ؛ لكن هل ثمَّة نُبذة مختصرة عن الشَّيخ .. ؟
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 10:10 م]ـ
أحسن الله إليكما،
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=114267
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - 12 - 07, 07:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[27 - 12 - 07, 07:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 03:47 م]ـ
حياكم الله و نفع بكم ...
أنقل لكم هذه الصفحات للفائدة ...
======
السيرة الذَّاتية العلمية للدُّكتُور خالد كبير علاَّل:
خالد كبير علال بن حمود، المولود في: 09/ماي/ 1961، بالجزائر.
متزوج و أب لطفل واحد.
حاصل على شهادة الماجستير سنة 1996، من جامعة الجزائر، و موضوع الرسالة:"الحركة الحنبلية و أثرها في بغداد (ق: 3 - 5هـ) ".
حاصل على شهادة الدكتوراه سنة 2003 من جامعة الجزائر،و موضوع الأطروحة: "الحركة العلمية الحنبلية و أثرها في المشرق الإسلامي، خلال القرنين السادس و السابع الهجريين".
أستاذ محاضر و دائم بالمدرسة العليا للأساتذة في الآداب و العلوم الإنسانية بالجزائر العاصمة.
أساذ مؤقت بقسم التاريخ بجامعة الجزائر.
الأعمال العلمية المطبوعة:
1 - صفحات من تاريخ أهل السنة و الجماعة في بغداد (ق: 2 - 3 ه).
2 - الداروينية في ميزان الإسلام و العلم.
3 - قضية التحكيم في موقعة صفين -دراسة وفق منهج علم الجرح و التعديل-
4 - الثورة على سيدنا عثمان بن عفان – دراسة وفق منهج علم الجرح و التعديل-
5 - مدرسة الكذابين في رواية التاريخ الإسلامي و تدوينه.
6 - الصحابة المعتزلون للفتنة الكبرى – دراسة وفق منهج علم الجرح و التعديل –
7 - الأزمة العقيدية بين الأشاعرة و أهل الحديث –خلال القرنين:5 - 6 الهجريين-
8 - أخطاء المؤرخ ابن خلدون في كتابه المقدمة
-أعمال تحت الطبع:
1 - التعصب المذهبي في التاريخ الإسلامي.
2 - رؤوس الفتنة في الثورة على الخليفة الشهيد عثمان بن عفان- دراسة وفق منهج علم الجرح و التعديل
أعمال مخطوطة تنتظر النشر:
1 - مقاومة أهل السنة للفلسفة اليونانية –خلال العصر الإسلامي -.
=========
هنا موقع الدكتور خالد كبير علال:
http://kabirallal.googlepages.com/
=========
هنا بعض كتب الدكتور المتوفرة على الشبكة:
http://saaid.net/book/search.php?do=all&u=%CF.+%CE%C7%E1%CF+%DF%C8%ED%D1+%DA%E1%C7%E1 (http://saaid.net/book/search.php?do=all&u=%CF.+%CE%C7%E1%CF+%DF%C8%ED%D1+%DA%E1%C7%E1)
===========
هنا لمحة عن الدكتور:
http://alukah.net/majles/showthread.php?t=8167
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - 12 - 07, 04:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 11:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الكتاب القيّم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[28 - 12 - 07, 01:36 م]ـ
وجزاكم مثله
ـ[فيصل]ــــــــ[02 - 01 - 08, 01:52 م]ـ
الكتاب قيم فعلاً فجزاك الله خيرا يا عبد الباسط وجزى الله مؤلفه بالمثل
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[02 - 01 - 08, 04:08 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو منة الله]ــــــــ[02 - 01 - 08, 04:26 م]ـ
الكتاب قيم فعلاً فجزاك الله خير
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 07:00 م]ـ
جزاك الله خيرا
جارى القراءة
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[02 - 01 - 08, 11:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أين الشيخ الطيب العقبي عن هذا الموضوع
و لو علم به لفرح فرحا شديدا
فقد سطر في منتدى المجلة ترجمة مفصلة عن شيخه علال
شوقنا فيها أن ننهل من علم هذا العَلم
وفقكم الله
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[03 - 01 - 08, 07:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو البركات]ــــــــ[03 - 01 - 08, 08:12 ص]ـ
هل توجد نسخه ضوئيه للكتاب؟؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 - 01 - 08, 04:29 م]ـ
جزاكم الله خيراً
فكرة تأليف مثل هذا الكتاب كانت في ذهني ..
فجزى الله المؤلف خيراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/18)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 01 - 08, 07:05 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[11 - 01 - 08, 01:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - 01 - 08, 01:41 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[12 - 01 - 08, 03:13 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[12 - 01 - 08, 07:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك(46/19)
مسائل تحتاج إلى بحث
ـ[عبدالعزيز السريهيد]ــــــــ[26 - 12 - 07, 11:12 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يرد في كلام العوام خصوصا كبار السن بعض العبارات التي يشكل الحكم عليها، وذلك بسبب جهلنا بمرادهم منها مثل:
1 - ما قلت هذا ولا شعرة الله!
2 - يقول أحدهم لصاحبه مثلا: هل تذهب معي إلى المكان الفلاني؟ فيقول صاحبه: براسك، مشينا.
3 - ويقولون: ما أحب فلان بعيشة الله!
فما حكم هذه العبارات؟ مع ملاحظة أن نعرف ما مرادهم منها قبل الحكم.
أرجو من الإخوة بحثها خصوصا أهل نجد لانتشارها بينهم.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[27 - 12 - 07, 12:49 ص]ـ
بعيشة الله, فهو في الغالب حلف بحياة الله, أو بمعنى لا أحبه أبداً,
وبراسك, في ظاهره حلف بالرأس فهو غير جائز, إلا أن يفسرها الإخوة بشيء آخر ..
و الأخرى لم أسمعها قط ولا علم لي بها, فننتظر الإخوة الكرام ...
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 12:04 ص]ـ
في أي البلاد تقال هذه العبارات؟(46/20)
شيخ الإسلام ومعرفته بالفلاسفة
ـ[أبو البركات]ــــــــ[27 - 12 - 07, 01:26 م]ـ
قرأت كلام للشيخ سفر الحوالي وحببت أن أنقله للإستفادة والنقاش:
(لقد كان ابن رشد أعلم الناس في زمانه بالفلاسفة، إلا أنه جاء بعده من هو أعرف منه، فمن يقرأ كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه، يستطيع أن يقسم بالله باراً غير حانث أنه أعلم الناس بكلام الفلاسفة، فلا يمكن أن يوجد من هو أعلم منه، وهذه كتبه موجودة عندنا شاهدة بذلك.
فلا نكاد نجد أحداً يعلم مذاهب الفلاسفة جميعاً مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، حتى إنه يعرف عن فلسفة كل مذهب منهم أكثر مما يعرفه بعضهم عن بعض؛ بل إنه يعرف عن فلسفة بعض الطوائف أكثر مما يعرف أساطينها عنها، ومن ذلك أنه يذكر كلام ابن سينا أو الفارابي عن أرسطو، ويصحح كلامهم، ويبين ما قد يقصده أرسطو من كلامه، ومخالفة غيره من الفلاسفة له -كسقراط وغيره- وهذا شيء عجيب جداً من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في معرفته بكلامهم ونقضه له!
وهناك فرق كبير بين شيخ الإسلام وبين غيره ممن رد على الفلاسفة، كـ أبي حامد الغزالي رحمه الله، الذي اشتهر عند الناس أنه أكبر من رد على الفلاسفة، وإذا ذكر عدو الفلاسفة قيل: إنه الغزالي؛ لأنه ألف كتاب تهافت الفلاسفة، وفي أول كتابه هذا ذكر منهجه فقال ما معناه: (ونحن نستنصر على هذه الفرقة بكلام جميع أهل الإسلام من معتزلة، ومتكلمين، ومرجئة، وكرامية)، فهو يبين أن الفلاسفة خارجون عن جميع الملل، فكل الملل تحاربهم وترد عليهم، وهذا هو منهج الغزالي، أنه يرد عليهم بكلام كل طائفة؛ لأنهم أعداء لجميع الطوائف، بينما منهج شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يأتي بكلامهم كله ثم يبسط الرد عليهم، وإذا وجد أن أحداً ممن رد عليهم قد أخطأ، فإنه يخطئه ويرد عليه الرد الصحيح، وإذا انتقدهم البعض خطأً خطأه شيخ الإسلام، وقال: إن كلامهم لا يحتمل ذلك، بل قد يحتمل معنى آخر، ويصحح كلام منتقدهم، ثم يرد هو عليهم رداً من جميع الوجوه موافقاً للكتاب والسنة .. فأين شيخ الإسلام من الغزالي الذي يرد عليهم بكلام من يخالفونهم فقط، دون النظر إلى موافقة الكتاب والسنة؟!
ولابن رشد كلام عجيب جداً في كتاب مناهج الأدلة، والذي يتبادر إلى من يقرؤه أنه يحمل منهج أهل السنة والجماعة .. يقول ابن رشد: "القول في الجهة .. وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه، حتى نفتها المعتزلة، ثم تبعهم على نفيها متأخرو الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله -إلى أن قال-: والشرائع كلها مبنية على أن الله في السماء، وأن منه تنزل الملائكة بالوحي إلى النبيين، وأن من السماوات نزلت الكتب، وإليها كان الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم، حتى قرب من سدرة المنتهى، وجميع الحكماء قد اتفقوا على أن الله والملائكة في السماء، كما اتفقت جميع الشرائع على ذلك".
وإن من يقرأ كلام ابن رشد هذا فإنه يقول: هذا كلام صحيح يوافق منهج أهل السنة. وهو في الحقيقة خطأ؛ لأنه يساوي بين أقوال الحكماء وبين ما جاء به الأنبياء من تشريع عن الله عز وجل.
وقد رد ابن رشد على كتاب الغزالي تهافت الفلاسفة بكتاب تهافت التهافت، فيقول له: أنت أيها الغزالي أشعري، وكلامكم أنتم الأشاعرة هو الذي لا يقبله العقل ولا النقل، أما نحن فإن كلامنا موافق للشرع لأن الشرع؛ والحكمة والفلسفة سواء. أي: أن كل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم حق، وكل ما جاء به أرسطو وأفلاطون حق، فهما سواء، ولا فرق بينهما.
فالانحراف والخلل دخل على ابن رشد من هنا، ولذلك فقد أصبح أكثر انحرافاً وضلالاً من الغزالي أو من الأشاعرة، مع أنه يوافقنا على كثير مما نقول، لكن مشكلته أنه يقول ذلك، ويقول: إن الفلسفة والحكمة جاءت به، وتهدي إليه، فهما سواء.
فهذه هي المخالفة المنهجية الواضحة بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أهل السنة والجماعة، وبين هؤلاء، فمنهج أهل السنة يقول: أولئك وثنيون مشركون ضالون، ولسنا بحاجة لهم على الإطلاق، ولا نذكر كلامهم أبداً إلا في مقام الرد عليهم، لكن ابن رشد يريد أن يجعلهما سواء .. فهذا حق وهذا حق، ونحن نقول: إنما الحق ما جاءت به الرسل، وأما أن العقول السليمة تدل على ما جاءت به الرسل، فهذا حق لا شك في ذلك، لكن ليس هذا من باب إثبات حكمة أرسطو وأفلاطون، بل كل عاقل فهو يرى في نفسه أن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو غاية الحق، الذي لا تستطيع العقول أن تأتي بمثله أبداً.)
ـ[البتيري]ــــــــ[27 - 12 - 07, 08:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا: ابن تيمية، الحوالي وابو البركات.
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 11:51 ص]ـ
رحم الله ابن تيميه
و حفظ لنا الشيخ سفر فهو ممن يتوق الانسان ليثني ركبه عنده(46/21)
مذهب فقهاء المالكية في الإحتفال بأعياد المشركين
ـ[ابو البراء]ــــــــ[27 - 12 - 07, 01:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مذهب فقهاء المالكية في الإحتفال بأعياد المشركين
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ثم أما بعد: لقد قيض الله تعالى لهذا الدين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه خدموه بالعلم والعمل وأفنوا أعمارهم في الدفاع عنه وعن حماه وبيضته وردوا على شبهات الجهلة بالدليل والبرهان حتى أفلج الله الحق على ألسنتهم وأظهره على أيديهم ومن هؤلاء العلماء جهابذة المذاهب السنية المباركة
فأبطل الله بهم كل حجة باطل و وأظهر بمواقفهم كل فضيلة مهجورة، ولله الحمد والمنة ومن مواقفهم المخلدة التي أنار بها درب طلبة العلم توضيحهم لحكم الاحتفال بالأعياد البدعية والشركية وسأنقل لكم فصلا ومدخلا للعلامة الشيخ ابن الحاج المالكي (2/ 46 - 48):
(فصل) في ذكر بعض مواسم أهل الكتاب فهذا بعض الكلام على المواسم التي ينسبونها إلى الشرع، وليست منه وبقي الكلام على المواسم التي اعتادها أكثرهم وهم يعلمون أنها مواسم مختصة بأهل الكتاب فتشبه بعض أهل الوقت بهم فيها، وشاركوهم في تعظيمها، يا ليت ذلك لو كان في العامة خصوصا، ولكنك ترى بعض من ينتسب إلى العلم يفعل ذلك في بيته، ويعينهم عليه، ويعجبه منهم ويدخل السرور على من عنده في البيت من كبير وصغير بتوسعة النفقة والكسوة على زعمه، بل زاد بعضهم أنهم يهادون بعض أهل الكتاب في مواسمهم ويرسلون إليهم ما يحتاجونه لمواسمهم فيستعينون بذلك على زيادة كفرهم، ويرسل بعضهم الخرفان وبعضهم البطيخ الأخضر،وبعضهم البلح وغير ذلك مما يكون في وقتهم وقد يجمع ذلك أكثرهم، وهذا كله مخالف للشرع الشريف،
ومن العتبية قال أشهب قيل لمالك: أترى بأسا أن يهدي الرجل لجاره النصراني مكافأة له على هدية أهداها إليه قال ما يعجبني ذلك قال الله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} الآية.
قال ابن رشد رحمه الله تعالى: قوله مكافأة له على هدية أهداها إليه إذ لا ينبغي له أن يقبل منه هدية، لأن المقصود من الهدايا التودد لقول النبي صلى الله عليه وسلم {تهادوا تحابوا وتذهب الشحناء}، فإن أخطأ وقبل منه هديته وفاتت عنده فالأحسن أن يكافئه عليها حتى لا يكون له عليه فضل في معروف صنعه معه، وسئل مالك رحمه الله عن مؤاكلة النصراني في إناء واحد؟ قال تركه أحب إلي ولا يصادق نصرانيا.
قال ابن رشد رحمه الله: الوجه في كراهة مصادقة النصراني بين، لأن الله عز وجل يقول {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} الآية، فواجب على كل مسلم أن يبغض في الله من يكفر به ويجعل معه إلها غيره ويكذب رسوله صلى الله عليه وسلم، و مؤاكلته في إناء واحد تقتضي الألفة بينهما والمودة فهي تكره من هذا الوجه وإن علمت طهارة يده،
ومن مختصر الواضحة: سئل ابن القاسم عن الركوب في السفن التي يركب فيها النصارى لأعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخط عليهم لكفرهم الذي اجتمعوا له.
قال: وكره ابن القاسم للمسلم أن يهدي إلى النصراني في عيده مكافأة له، ورآه من تعظيم عيده وعونا له على مصلحة كفره، ألا ترى أنه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئا من مصلحة عيدهم لا لحما ولا إداما ولا ثوبا ولا يعارون دابة ولا يعانون على شيء من دينهم، لأن ذلك من التعظيم لشركهم وعونهم على كفرهم وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك، وهو قول مالك وغيره لم أعلم أحدا اختلف في ذلك انتهى
ويمنع التشبه بهم كما تقدم لما ورد في الحديث [من تشبه بقوم فهو منهم]، ومعنى ذلك تنفير المسلمين عن موافقة الكفار في كل ما اختصوا به، [وقد كان عليه الصلاة والسلام يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم حتى قالت اليهود إن محمدا يريد أن لا يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه]، وقد جمع هؤلاء بين التشبه بهم فيما ذكر والإعانة لهم على كفرهم فيزدادون به طغيانا إذ أنهم إذا رأوا المسلمين يوافقونهم أو يساعدونهم، أو هما معا كان ذلك سببا لغبطتهم بدينهم ويظنون أنهم على حق وكثر هذا بينهم، أعني المهاداة حتى إن بعض أهل الكتاب ليهادون ببعض ما يفعلونه في مواسمهم لبعض من له رياسة من المسلمين فيقبلون ذلك منهم ويشكرونهم ويكافئونهم، وأكثر أهل الكتاب يغتبطون بدينهم ويسرون عند قبول المسلم ذلك منهم، لأنهم أهل صور وزخارف فيظنون أن أرباب الرياسة في الدنيا من المسلمين هم أهل العلم والفضل والمشار إليهم في الدين وتعدى هذا السم لعامة المسلمين فسرى فيهم فعظموا مواسم أهل الكتاب وتكلفوا فيها النفقة .. ) ا. هـ
و الله أعلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
حررت يوم 15 ذو الحجة 1428
http://www.merathdz.com/play-1325.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/22)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[27 - 12 - 07, 08:11 م]ـ
بارك الله فيكم أخونا أبو البراء
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 08:20 م]ـ
جزاك الله خيرا .........(46/23)
مذهب فقهاء الحنابلة في رد بدعة الإحتفال باعياد المشركين
ـ[ابو البراء]ــــــــ[27 - 12 - 07, 02:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مذهب فقهاء الحنابلة في رد بدعة الإحتفال باعياد المشركين
الحمد لله الواحد الأحد، والصلاة والسلام على النبي أحمد، ثم أما بعد: لقد قطع الله تعالى المودة بين المسلمين والمشركين ولم يجعل ذلك سبيلا إلى قلوب الموحدين، وجعل بغضهم من علامات الإيمان قال تعالى:ر لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ... }، فمحبة من يحادد الله ورسوله لا تجتمع هي والتوحيد في قلب مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر، وكما قال تعالى {ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ... }
ومن علماء الملة الأطهار الذين نصروا التوحيد ورفعوا لواءه وبينوا رايته علماء المذهب الحنبلي لله درهم كم من سنة نصروها، وعلى الله جزاءهم كم من بدعة نسفوها فجزاهم الله خير الجزاء على ما قدموه للإسلام والملة والفقه والسنة فلهم عظيم الجر من الله ذي المنة، ومن فتاويهم القيمة ما يلي كما جاء في كتاب:" كشف القناع عن متن الإقناع " للعلامة البهوتي (3/ 131) رحمه الله تعالى:
(و) يكره التعرض لما يوجب المودة بينهما لعموم قوله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} وإن شمته كافر أجابه، لأن طلب الهداية جائز للخبر السابق، ويحرم تهنئتهم وتعزيتهم وعيادتهم، لأنه تعظيم لهم أشبه السلام،
وعنه تجوز العيادة أي: عيادة الذمي [إذا مرض]، إن رجي إسلامه فيعرضه عليه واختاره الشيخ وغيره، لما روى أنس: [أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد يهوديا، وعرض عليه الإسلام فأسلم فخرج وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار] رواه البخاري ولأنه من مكارم الأخلاق، (وقال) الشيخ:" ويحرم شهود عيد اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار وبيعه لهم فيه"
وفي المنتهى: " لا بيعنا لهم فيه ومهاداتهم لعيدهم لما في ذلك من تعظيمهم فيشبه بداءتهم بالسلام ويحرم بيعهم وإجارتهم ما يعملونه كنيسة أو تمثالا أي: صنما (ونحوه) كالذي يعملونه صليبا، لأنه إعانة لهم على كفرهم "
و قال تعالى: {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} (و) يحرم (كل ما فيه تخصيص كعيدهم وتمييز لهم وهو من التشبه بهم، والتشبه بهم منهي عنه إجماعا) للخبر (وتجب عقوبة فاعله)) ا. هـ
قال الإمام أحمد:" إني أرى النصراني فأغمض عيني أكره أن أرى عدو الله"
وقال ابن قدامى: قال السلف: " لا تملئوا أعينكم بالنظر إلى الظلمة"، فانظر رحمك الله يا مسلم كيف كان السلف رضي الله عنهم لا ينظرون حتى إلى ذوات الصليبيين لأنهم أعداء الله ورسوله فكيف بالناس اليوم يحبونهم ويحتفلون بأعيادهم: {إنا لله وإنا إليه راجعون} والله أعلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
حررت يوم15ذوالحجة1428
http://www.merathdz.com/play-1326.html(46/24)
مسائل في المجاز (2) ###### سلكها الشيخ الشنقيطي رحمه الله ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 10:49 م]ـ
قال الشيخ الشنقيطي: ((وكل ما يُسميه القائلون بالمجاز مجازاً، فهو عند من يقول بنفي المجاز أسلوب من أساليب اللغة العربية، فمن أساليبها إطلاق الأسد مثلاً على الحيوان المفترس المعروف وإنه ينصرف إليه عند الإطلاق وعدم التقييد بما يدل على أن المراد غيره، ومن أساليبها إطلاقه على الرجل الشجاع إذا اقترن بما يدل على ذلك،ولا مانع من كون أحد الإطلاقين لا يحتاج إلى قيد والثاني يحتاج إليه؛ لأن بعض الأساليب يتضح فيها المقصود فلا يحتاج إلى قيد وبعضها لا يتعين المراد فيه إلا بقيد يدل عليه وكلاً منهما حقيقة في محله وقس على هذا جميع أنواع المجازات ... وإنما هي أساليب متنوعة بعضها لا يحتاج إلى دليل وبعضها يحتاج إلى دليل يدل عليه)).
قلت: رحم الله الشيخ وتجاوز عنه ... وهذه طريقة فاسدة جداً في نفي المجاز ...
بل إن قوله إن لفظ الأسد يدل على الحيوان المفترس المعروف وإنه ينصرف إليه عند الإطلاق وعدم التقييد، ولا يدل على الرجل الشجاع إلا إذا اقترن بما يدل على ذلك = هو نفس قول أبي عبد الله البصري ومن اتبعه من المتكلمين ...
وقد أنكر شيخ الإسلام –رحمه الله- على أولئك المتكلمين قولهم: الحقيقة مادل مع الإطلاق والتجرد من القرائن،وقال فليس في الكلام الذي يتكلم جميع الناس لفظة مطلقة عن كل قيد (الفتاوى 7/ 100 وما بعدها حتى 7/ 116).
قلت: وطريقة الشيخ الشنقيطي في نفي المجاز هنا طريقة فاسدة جداً ... فغاية الأمر أن ما يسميه مثبتة المجاز حقيقة =سماه الشيخ (أسلوب لا يحتاج إلى قيد) وأن ما يسميه هم مجازاً سماه الشيخ (أسلوب يحتاج لقيد) فأي شئ هذا (!!!!)
بل إن قولهم حينئذ يكون أخف وأقرب ....
وإنما نقول: أن القول بأن هناك ألفاظ يفهم المراد منها بغير قرينة وألفاظ تحتاج للقرينة = خطأ كله ...
ولو وجدت ورقة ملقاة ممزقة كتب فيها لفظ (أسد) لا ندري من كاتبها ولا من أين أتت ولا تحتف بها أي قرينة دالة ... فإننا لا ندري حينئذ أي معنى من معاني كلمة أسد أراد كاتبها .... وما من لفظة إلا وهي مقترنة بمن تكلم بها ومقترنة بغيرها من كلام ذلك المتكلم وأنبائه وحاله ما يبين ما أراده بلفظه، فكل لفظة فهي مقترنة بقرائن، واللفظ العاري عن القرائن البتة هو لفظ ذهني محض لا يوجد في الخارج ولا يعرف معناه المعين حتى يقترن به من القرائن ما يعين المعنى المراد ...
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[27 - 12 - 07, 11:26 م]ـ
هل ذكرها الشيخ تبعا أم استقلالا؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 11:50 م]ـ
بل هي عنده من رؤوس الطرق ...
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 - 12 - 07, 01:55 ص]ـ
أبا فهر -عفا الله عنك- ..
عندي أولا ملاحظتان شكليتان:
-الأولى:
لماذا تنشر مسائلك في منتدى العقيدة ... مع أن مكانها الحقيقي هو فرع اللغة العربية أو فرع الأصول!
هل أنت ترى إنكار المجاز أو نفيه مسألة عقدية؟
وما حكم من أنكر أو أثبت أو توقف .. هل هو مبتدع عندك أم ماذا؟
ما حكم من أنكر الترادف في اللغة هل هو مثل حكم من أنكر المجاز؟
-الثانية:
لماذا لا تلطف من لغتك قليلا:
كان حسبك أن تقول:
طريقة الشنقيطي فيها مسامحة كما يقول أهل العلم بعضهم عن بعض ..
لكنك تقول:
وهذه طريقة فاسدة! جدا!! ً في نفي المجاز.
ثم كررت ذلك في كلامك .. كأنك تؤكد بالمعنى واللفظ!!
-ثم هل فهمت جيدا قول الشنقيطي؟
هذا بيان قوله:
عندما أنكر المنكرون المجاز قديما وحديثا ... لم يفهم الخصوم معنى هذا الإنكار فقالوا:أنتم تنكرون أن العرب قالت: جاء الأسد ويقصدون الرجل الشجاع ... وجاء تشنيعهم من هذه الجهة .. بل الاتهام بالمكابرة .. لأنه لا يوجد عربي يقول إن "الاسد "حيثما استعمل لا يقصد به إلا الحيوان ...
والشيخ- رحمه الله- هو هنا في مقام المناظرة: يستظهر ما قد يقول الخصم (على طريقة فإن قلت .. ) فيرد عليه ..
كأن الخصم قال:
جاء الاسد بسيفه .. مجاز: أطلق الاسد وأريد الفارس ..
وأنت تنكر المجاز ... إذن يجب عليك أن تنكر هذا التعبير .. فهو خطأ عندك ..
فيرد الشيخ:
كلا .. هذا التعبير مستساغ عندي وعند منكري المجاز ... ولا أسميه مجازا بل توسعا ... وأسلوبا من أساليب العرب ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/25)
ثم علل التعددية الدلالية كما يعللها كل العقلاء بالرجوع إلى السياق واقتناص القرائن ..
"جاء الأسد" ... الظاهر فيها أن الاسد حقيقة في السبع .. لماذا؟
لأن الخلو من القرينة قرينة!
وهذا ما يسمى بالدلالة العدمية .. مثل قرينة الحرف عند النحاة ... فما ليس فيه علامات الاسم أوعلامات الفعل فهو الحرف ..
قال العلامة الشنقيطي:
فمن أساليبها إطلاق الأسد مثلاً على الحيوان المفترس المعروف وإنه ينصرف إليه عند الإطلاق وعدم التقييد بما يدل على أن المراد غيره، ...
الشيخ يستند إلى القرينة العدمية في التركيب .. ولا يختلف عن الإمامين ابن تيمية وابن القيم في اعتبار لزوم القرائن لكلام البشر .. ولو اعتبرت-وفقك الله- معنى الدلالة العدمية لحملت كلام الشنقيطي على محمله الصحيح ...
ثم قال الشيخ:
من أساليبها إطلاقه على الرجل الشجاع إذا اقترن بما يدل على ذلك،ولا مانع من كون أحد الإطلاقين لا يحتاج إلى قيد والثاني يحتاج إليه؛ لأن بعض الأساليب يتضح فيها المقصود فلا يحتاج إلى قيد وبعضها لا يتعين المراد فيه إلا بقيد يدل عليه وكلاً منهما حقيقة في محله وقس على هذا جميع أنواع المجازات ..
كلام واضح وسليم، لمن لم يكن فمه مرا!!
معناه أن:
" الاسد في الغابة "
حقيقة في الحيوان .. بدلالة التقييد بالغابة ... ولو قدر الأسد خارج التركيب -مثل وجودها في قاموس .. -فيجوز أن تقول عنها إنها دالة على الحيوان ... على قاعدة الاصل في الكلام هو الحقيقة ... كما يقول مثبتو المجاز ..
لكن لا يمنع أن نقول:
الأسد في المقهى ...
حقيقة في الإنسان .. ولا يفهم منه إلا هو .. بقرينة المقهى ...
العرب تقول الأول والثاني على السواء .. فلماذا التحكم والتمييز بدون حق .. فتقول الأول حقيقة والثاني مجاز ...
كل الكلام حقيقة ... وتعدد الدلالات راجعة للقرائن .. وغياب القرينة هو أيضا من القرائن .. هذا هو حاصل كلام العلامة الشنقيطي ...
فأين الفساد ... والفساد جدا!!!
قال أبو فهر:
وطريقة الشيخ الشنقيطي في نفي المجاز هنا طريقة فاسدة جداً ... فغاية الأمر أن ما يسميه مثبتة المجاز حقيقة =سماه الشيخ (أسلوب لا يحتاج إلى قيد) وأن ما يسميه هم مجازاً سماه الشيخ (أسلوب يحتاج لقيد) فأي شئ هذا (!!!!)
هذا يسمى الاختلاف اللفظي .. يا أبافهر .. وهو معروف سائغ لا يتعجب منه بأربع علامات!!!!
ثم هل تحققت من مذهب الشيخ جيدا ... هل يقول بالاختلاف اللفظي كما يظهر هنا أم له أدلة تكشف عن اختلاف حقيقي ... راجع كتب الشيخ!!
استدل أبو فهر بقوله:
ولو وجدت ورقة ملقاة ممزقة كتب فيها لفظ (أسد) لا ندري من كاتبها ولا من أين أتت ولا تحتف بها أي قرينة دالة ... فإننا لا ندري حينئذ أي معنى من معاني كلمة أسد أراد كاتبها .... وما من لفظة إلا وهي مقترنة بمن تكلم بها ومقترنة بغيرها من كلام ذلك المتكلم وأنبائه وحاله ما يبين ما أراده بلفظه، فكل لفظة فهي مقترنة بقرائن، واللفظ العاري عن القرائن البتة هو لفظ ذهني محض لا يوجد في الخارج ولا يعرف معناه المعين حتى يقترن به من القرائن ما يعين المعنى المراد ...
وهو حقا استدلال فاسد جدا!!!
يقال لك على نهجك:
ولو وجد ورقة أخرى مثل الأولى فيها كلمة"شمس"فهل سيلحظ فرقا أم لا؟
إن قلت لا فرق في الدلالة .. بين الرقعة التي فيها أسد والرقعة التي فيها شمس فقد كابرت .. وإن قلت بالفرق سألناك عنه .. من أين أتيت به مع عدم كل القرائن في الرقعتين!!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 09:07 ص]ـ
كلام الشيخ الشنقيطي واضح كالشمس، وليس فيه أدنى خطأ! وهو تابع فيه شيخ الإسلام لمن فهم كلامهما.
والمشكلة أننا أحيانا نظن أن المبادئ التي يعرفها الصغار تخفى على الكبار، فنقع في نقدهم بناء على هذا!
لا ننكر أن جهابذة العلماء وكبار الأئمة يقعون في الأخطاء، ولكن هذا لا يعني أن نقول مثلا: الإمام أحمد يجهل حديث الأعمال بالنيات، أو ابن تيمية يجهل الفرق بين الواجب والمستحب، أو الشنقيطي لا يعرف أن الفاعل مرفوع!
فالمقصود أن مثل هذه الأمور الواضحة لا يمكن أن تخفى على هؤلاء، فإن قُدِّرَ - جدلا - أن في كلامهم ما يوهم هذا، فلا بد أن يحمل على أننا أخطأنا في فهم كلامهم!
عندما يقول الشنقيطي: (لأن بعض الأساليب يتضح فيها المقصود بغير قيد) ماذا يفهم العقلاء من هذا الكلام؟!
هل يفهم من قوله (الأساليب) أنه يعني المفردات المجردة؟!
هل يفهم من قوله (يتضح فيها المقصود) أن هذا الاتضاح للمقصود عرف مع التجرد مطلقا من القرائن؟! كيف؟ بالوحي مثلا؟
لا يفهم هذا الفهم أحد من العقلاء فيما أزعم!
(الأساليب) معناها المركبات، أو المفردات التي لها عهد ذهني أو حضوري أو ما شابه ذلك.
و (يتضح فيها المقصود بغير قيد) معناها أن الكلام فيه قرائن تدل على المقصود، ولكنها ليست قرائن لفظية، كأن تكون قرائن عقلية، أو قرائن عادية، فإن الذي يسمع كلمة (السماء) أو (الأرض) ينصرف ذهنه إلى المعاني المعروفة من هذه الكلمات، لا يشك في هذا أحد، وليس في اللفظ قرينة تفيد ذلك، وإنما استفيد هذا الانصراف الذهني من مجاري العادات، فمجاري العادات هنا صارت قرينة مقيدة للسياق، فلم يخل الكلام من القرائن مطلقا، وإنما خلا من القرائن اللفظية، وهذا ما يقصده الشنقيطي، وهو واضح جدا من كلامه.
فلا أدري كيف يفهم أحد من كلام الشنقيطي أن الكلام يصير مفهوما مع خلوه مطلقا من القرائن!!
هذا لا يزعمه أحد مطلقا، لا أصحاب المجاز ولا غيرهم؛ فإن قولي: (رأيت أسدا) هكذا فقط لا يمكن أن يفهم منه أحد المعنى المقصود.
فكيف نظن أن الشيخ الشنقيطي يقول ما لا يقوله أحد من العقلاء أصلا؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/26)
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[28 - 12 - 07, 12:36 م]ـ
يقال لك على نهجك:
ولو وجد ورقة أخرى مثل الأولى فيها كلمة"شمس"فهل سيلحظ فرقا أم لا؟
إن قلت لا فرق في الدلالة .. بين الرقعة التي فيها أسد والرقعة التي فيها شمس فقد كابرت .. وإن قلت بالفرق سألناك عنه .. من أين أتيت به مع عدم كل القرائن في الرقعتين!!!
أخى الشيخ أبا عبد المعز ..
لست أهلا لخوض غمار هذا النقاش, و لكنى تعجبت من إلزامك هذا لأبى فهر ..
إذ أن مثالك لا يحتاج إلى قرائن للقطع بأن الشمس غير الأسد, فالشمس و الأسد من الألفاظ المتباينة, فلا يخطر ببال أحد أن الشمس قد يعنى بها الأسد إن وجدت قرينة أو العكس ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 02:35 م]ـ
الحمد لله وحده ...
تمهل أخي خطاب، وتأنّ.
ـ[أبو عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[28 - 12 - 07, 07:38 م]ـ
الحمد لله وحده ...
تمهل أخي خطاب، وتأنّ.
أصبت، فوجه الإلزام فيها ظاهر، و ننتظر جواب أخينا أبي فهر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 10:03 م]ـ
قال أبو عبد المعز: ثم هل فهمت جيدا قول الشنقيطي؟
قال أبو فهر: نعم أو هكذا أرجو ...
قال أبو عبد المعز: إن قلت لا فرق في الدلالة .. بين الرقعة التي فيها أسد والرقعة التي فيها شمس فقد كابرت .. وإن قلت بالفرق سألناك عنه .. من أين أتيت به مع عدم كل القرائن في الرقعتين!!!
فال أبو فهر: لا فرق، ولا مكابرة ...
دمت موفقاً ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 10:09 م]ـ
قال أبو عبد المعز: هذا يسمى الاختلاف اللفظي .. يا أبافهر
قال أبو فهر: يعني كل المعارك ومنع جواز ال ... ونسف طاغوت المجاز, ... , .... على خلاف لفظي (!!!!!!!)
صلِ على النبي يا راجل ...
نعم بعض الخلاف لفظي وهو وجوه قليلة منه ... أم جله فمعنوي ومعنوي جداً ...
قال: أبو عبد المعز: كل الكلام حقيقة ... وتعدد الدلالات راجعة للقرائن .. وغياب القرينة هو أيضا من القرائن .. هذا هو حاصل كلام العلامة الشنقيطي ...
فأين الفساد ... والفساد جدا!!!
قال الشنقيطي: فمن أساليبها إطلاق الأسد مثلاً على الحيوان المفترس المعروف وإنه ينصرف إليه عند الإطلاق وعدم التقييد بما يدل على أن المراد غيره، ومن
قال أبو فهر: هنا الفساد والفساد جداً ... وهو عندي خطأ محض ومحض خطأ وليس في عربية العرب كلها شعرها ونثرها لفظ أسد دل على الحيوان من غير قرينة
قال أبو عبد المعز: هل أنت ترى إنكار المجاز أو نفيه مسألة عقدية؟
قال أبو فهر: نعم.
قال أبو عبد المعز: لماذا لا تلطف من لغتك قليلا
قال أبو فهر: الأمر قريب والفساد والخطأ و ... و .... دلالات صحيحة في التعبير وحراسة العلم أولى من حراسة العلم، واحترام العلماء يزايد فيه عند غيري ..
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 10:37 م]ـ
الطرح مبهم وفيه تطاول بكلمات غير مقبولة
أما كونه مبهما فلم يحدد الكاتب هل يقصد أن الشيخ الشنقيطي ينكر وقوع المجاز أم ينكر وقوع المجاز في القرآن والفرق واضح
أما التطاول فهو نعت طريقة الشيخ بـ (الفاسدة جدا) وكأنه يتكلم في أصل من أصول الدين بينما لاتعدو كون المسألة من فروع اللغة العربية حتى وإن كانت إنكاره لوقوع المجاز في القرآن
نقول لأخينا كاتب الموضوع بارك الله فيك (ماهكذا تورد الإبل) وسامحنا على الأسلوب الجاف وبالله التوفيق
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 12:55 ص]ـ
عمدة أبي فهر في تخطئة الشنقيطي مستقاة من كلام شيخ الإسلام.
والصواب الذي لا مرية فيه أن كلام شيخ الإسلام موافق لكلام الشنقيطي، ولكن أبا فهر تعجل كالعادة.
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى [20/ 413]:
((الثاني [أي من أوجه الرد على مثبتي المجاز]: أن تجريده عن القيود الخاصة قيد؛ ولهذا يقال: للأمر صيغة موضوعة له في اللغة تدل بمجردها على كونه أمرًا، وللعموم صيغة موضوعة له في اللغة تدل بمجردها على كونه عامًا، فنفس التكلم باللفظ مجردًا قيد؛ ولهذا يشترط في دلالته الإمساك عن قيود خاصة، فالإمساك عن القيود الخاصة قيد، كما أن الاسم الذي يتكلم به لقصد الإسناد إليه مع تجريده عن العوامل اللفظية فيه هو المبتدأ الذي يرفع، وسر ذلك تجريده عن العوامل اللفظية، فهذا التجريد قيد في رفعه كما أن تقييده بلفظ مثل: "كان" و "إن" و "ظننت" يوجب له حكما آخر. ولهذا كان المتكلم بالكلام له حالان: تارة يسكت ويقطع الكلام ويكون مراده معنى، وتارة يصل ذلك الكلام بكلام آخر بغير المعنى الذي كان يدل عليه اللفظ الأول إذا جرد، فيكون اللفظ الأول له حالان: حال يقرنه المتكلم بالسكوت والإمساك وترك الصلة. وحال يقرنه بزيادة لفظ آخر. ومن عادة المتكلم أنه إذا أمسك أراد معنى آخر؛ وإذا وصل أراد معنى آخر، وفي كلا الحالين قد تبين مراده وقرن لفظه بما يبين مراده، ومعلوم أن اللفظ دلالة على المعنى: والدلالات تارة تكون وجودية وتارة تكون عدمية)).
وهذا بعينه كلام الشنقيطي لمن فهم عن الإمامين!
وعلى قياس كلام أبي فهر يمكن أن يقال لشيخ الإسلام:
فغاية الأمر أن ما يسميه مثبتة المجاز حقيقة سماه شيخ الإسلام (دلالة عدمية) وما يسمونه مجازا سماه الشيخ (دلالة وجودية)، فأي شيء هذا؟!!!!
وأنا أخالف أبا فهر في أن الخلاف في مسائل المجاز معنوي في أكثره، بل أكثره لفظي، والمعنوي فيه قليل جدا، مثل أن المجاز يصح نفيه، وإنكار هذه القاعدة لا يستلزم إنكار التقسيم كما هو واضح، ولهذا تنزل الشنقيطي معهم في الجواب بأن المجاز حتى إن صح في اللغة لا يصح في القرآن بسبب هذه القاعدة.
وكذلك فما من قول باطل في العقيدة يكون مبنيا على القول بالمجاز إلا ويمكن أيضا تصحيحه على مذهب أهل السنة مع القول بالمجاز، ولهذا كان شيخ الإسلام في جواباته للمبتدعة يتنزل معهم بالتسليم بصحة المجاز ثم ينصر قول أهل السنة بناء على القول بتصحيح التقسيم أيضا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/27)
ـ[ابو هبة]ــــــــ[29 - 12 - 07, 01:53 ص]ـ
قال أبو عبد المعز: هل أنت ترى إنكار المجاز أو نفيه مسألة عقدية؟ قال أبو فهر: نعم ..............
هل هذه الجزئية مسلم بها؟ وهل من سلف لهذا القول؟
جزاكم الله خيراً.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 02:12 ص]ـ
بسم الله ..
أرى والله أعلم أن الموضوع فيه كثير من العجلة والتهور والمجازفة في تخطئة أهل العلم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 12 - 07, 09:25 ص]ـ
1 - الخلاف في المسألة لفظي يقيناً، وإن كان قد هوَّلها عدد من العلماء عليهم رحمة الله ورضوانه.
2 - الخلاف فيها ليس عقدياً في مقامه الأول، وحسن ظننا بمن نفى المجاز أنه أراد إقفال الباب على أهل البدع، أو أنه ظهر له هذا الوجه فقال به.
3 - الكلام الذي أنكره الأخ أبو فهر يقول به كثير من أهل اللغة والأصول، بل إن المقسِّمين الكلامَ إلى حقيقة ومجاز يمايزون بربط الانتقال إلى المجاز بوجود القرينة الصارفة. فلا أرى الاعتراض هنا وجيهاً.
4 - وصم هذه الطريقة بالفساد ليس سديداً فيما يظهر لي. والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 03:32 م]ـ
الطرح مبهم وفيه تطاول بكلمات غير مقبولة
بالراحة بس يا راجل يا طيب ...
أما كونه مبهما فلم يحدد الكاتب هل يقصد أن الشيخ الشنقيطي ينكر وقوع المجاز أم ينكر وقوع المجاز في القرآن والفرق واضح
ليس هذا محل بحثي أصلاً ... وهذا من فضيلتكم عدم تأمل للموضوع ...
أما التطاول فهو نعت طريقة الشيخ بـ (الفاسدة جدا) وكأنه يتكلم في أصل من أصول الدين بينما لاتعدو كون المسألة من فروع اللغة العربية حتى وإن كانت إنكاره لوقوع المجاز في القرآن
الفساد فساد ولو كان في تقرير قواعد لعب الكرة ... غاية الأمر أن هذا من الإخوة الأفاضل استبشاع (عامي) للفظ عربي لا شئ فيه إلى من جهة مطابقة الأمر من عدمه ... ولا علاقة له بالتطاول أو التقاصر ..
نقول لأخينا كاتب الموضوع بارك الله فيك (ماهكذا تورد الإبل) وسامحنا على الأسلوب الجاف وبالله التوفيق
يا عمي هي جت على الأسلوب ... كل سنة وانت طيب يا مولانا ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 03:41 م]ـ
عمدة أبي فهر في تخطئة الشنقيطي مستقاة من كلام شيخ الإسلام.
لا هو عمدتي ولا غفيري يا مولانا ... فالكلام فاسد ولو لم يقل ذلك شيخ الإسلام ...
والصواب الذي لا مرية فيه أن كلام شيخ الإسلام موافق لكلام الشنقيطي، ولكن أبا فهر تعجل كالعادة.
ربنا يسامحك ....
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى [20/ 413]: ((الثاني [أي من أوجه الرد على مثبتي المجاز]: أن تجريده عن القيود الخاصة قيد؛ ولهذا يقال: للأمر صيغة موضوعة له في اللغة تدل بمجردها على كونه أمرًا، وللعموم صيغة موضوعة له في اللغة تدل بمجردها على كونه عامًا، فنفس التكلم باللفظ مجردًا قيد؛ ولهذا يشترط في دلالته الإمساك عن قيود خاصة، فالإمساك عن القيود الخاصة قيد، كما أن الاسم الذي يتكلم به لقصد الإسناد إليه مع تجريده عن العوامل اللفظية فيه هو المبتدأ الذي يرفع، وسر ذلك تجريده عن العوامل اللفظية، فهذا التجريد قيد في رفعه كما أن تقييده بلفظ مثل: "كان" و "إن" و "ظننت" يوجب له حكما آخر. ولهذا كان المتكلم بالكلام له حالان: تارة يسكت ويقطع الكلام ويكون مراده معنى، وتارة يصل ذلك الكلام بكلام آخر بغير المعنى الذي كان يدل عليه اللفظ الأول إذا جرد، فيكون اللفظ الأول له حالان: حال يقرنه المتكلم بالسكوت والإمساك وترك الصلة. وحال يقرنه بزيادة لفظ آخر. ومن عادة المتكلم أنه إذا أمسك أراد معنى آخر؛ وإذا وصل أراد معنى آخر، وفي كلا الحالين قد تبين مراده وقرن لفظه بما يبين مراده، ومعلوم أن اللفظ دلالة على المعنى: والدلالات تارة تكون وجودية وتارة تكون عدمية)).وهذا بعينه كلام الشنقيطي لمن فهم عن الإمامين!
معذرة يا مولانا فأنا لم أر ذلك الذي نقلته عن شيخ الإسلام في كلام الشنقيطي بل رأيت في كلامه قوله: ((فمن أساليبها إطلاق الأسد مثلاً على الحيوان المفترس المعروف وإنه ينصرف إليه عند الإطلاق وعدم التقييد بما يدل على أن المراد غيره))
وهذا كلام فاسد وفاسد جداً ولن يصلح فساده كلاماً تنقله من فتاوى شيخ الإسلام وتلصقه لصقاً ذهنياً في كلام الشنقيطي وتنادي على من يفهم كلام الشيخين ...
وعلى قياس كلام أبي فهر يمكن أن يقال لشيخ الإسلام: فغاية الأمر أن ما يسميه مثبتة المجاز حقيقة سماه شيخ الإسلام (دلالة عدمية) وما يسمونه مجازا سماه الشيخ (دلالة وجودية)، فأي شيء هذا؟!!!!
نعم وهذا من شيخ الإسلام إن اقتصر عليه خطأ محض بل وقول شيخ الإسلام إن النزاع لفظي (وفي موضع غاب عني الآن كان كلامه عن لفظية النزاع أدق مما هاهنا)) ومطالبته إياهم بترك لفظ المجاز فقط = خطأ محض .... بل النزاع معنوي وفي طريقة بناء مصطلح المجاز نفسه بل وفي طريقة استمداده ومن أين استمد ولم استمد .... وأنا أخالف أبا فهر في أن الخلاف في مسائل المجاز معنوي في أكثره، بل أكثره لفظي، والمعنوي فيه قليل جدا، مثل أن المجاز يصح نفيه، وإنكار هذه القاعدة لا يستلزم إنكار التقسيم كما هو واضح، ولهذا تنزل الشنقيطي معهم في الجواب بأن المجاز حتى إن صح في اللغة لا يصح في القرآن بسبب هذه القاعدة.
وكذلك فما من قول باطل في العقيدة يكون مبنيا على القول بالمجاز إلا ويمكن أيضا تصحيحه على مذهب أهل السنة مع القول بالمجاز، ولهذا كان شيخ الإسلام في جواباته للمبتدعة يتنزل معهم بالتسليم بصحة المجاز ثم ينصر قول أهل السنة بناء على القول بتصحيح التقسيم أيضا.
تابع بس يا مولانا ولا تحرمنا من وجودك ولا أطمع في موافقتك ... فبحث المجاز عند فضيلتكم غير مستوفي ... ولكني أحب عقلك وأطمع أن أفيد منه ولو فائدة .... تقوم فكرة أو تصحح عبارة .. .###### ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/28)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 03:44 م]ـ
وباقي المشاركات إما بعيدة عن مراد الموضوع كمشاركة الحبيب أبي يوسف ... وإما لا جواب عليها إلا بالدعاء لصاحبها ... كالدكتور هشام ...
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 12 - 07, 04:29 م]ـ
بيِّن لنا بالأدلة-حبيبنا أبا فهر- إن كان الخلاف معنوياً .. حتى يكون الجواب عن ذلك مرتباً مفصلاً إن شاء الله.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[29 - 12 - 07, 04:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أيُّها الأحبَّة .. ؛ أرى أنَّ أخانا أبا فهرٍ - حفظه الله - لم يأتِ بمنكرٍ من القول وزورٍ أبداً ..
من يختلف معه في إطلاق (الفساد) على طريقة الشنقيطي؛ فهي وجهة نظرٍ منهم .. لكنَّها - علمياً - لا محظور فيها .. وإن كان له مندوحةٌ في غيرها ..
لا أجد وقتاً لكتابةِ رأيي في هذه المسألة بالتفصيل؛ لكنني أقول: إنَّ من أنكرَ وجود المجاز؛ ليُبطل تأويل المعطِّلة؛ فقد أخطأ .. بل يلزمه أن ينكر (التواتر والآحاد) - وهي قِسمةٌ من باب الاصطلاح صحيحةٌ قطعاً -؛ لأنَّهم لا يأخذون بالآحاد في الاعتقاد!
وإنني أُقسم بالله أنني - مع إثباتي للمجاز - لا يستطيع أحد المعطلَّة أن ينكر صفةً ثابتةً لله من خلال (مجازه)؛ لأننا جميعاً نشترط القرينة الصحيحة السليمة الصارفة للمعنى الحقيقي؛ ولن يجد لذلك سبيلاً لا في الصفات الخبريَّة؛ كالوجه واليد والقدم، ولا في الصفات الفعلية؛ كالاستواء والمجيء والكلام ...... !
وأعتذر؛ فلا أستطيع إتمامَ النِّقاش ..
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[29 - 12 - 07, 05:02 م]ـ
أضيفُ إلى ذلك أن الذين أنكروا المجاز، قالوا: لم ينطق به أئمة العربيَّة؛ كسيبويه ... ! وهذا في الحقيقة فيه نظرٌ؛ لأنَّهم إن أرادوا به أن سيبويه قال: (الكلام ينقسم إلى حقيقة ومجاز ................. )؛ فهو لم ينطق بهذا .. لكنَّ كلامه في (كتابه) يظهرُ منه ظهوراً جلياً أنه يقول به .. فعلى سبيل المثال: قال في الكتاب: (ومما جاء على اتساع الكلام والاختصار قوله تعالى جده: {واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها} إنما يريد: أهل القرية، فاختصر، وعمل الفعل في القرية كم كان عاملاً في الأهل لو كان هاهنا .. ) وقال أيضاً: ( .. ومثل ما أجري مجرى هذا في سعة الكلام والاستخفاف قوله عز وجل: {بل مكر الليل والنهار}. فالليل والنهار لا يمكران، ولكن المكر فيهما) ..
وله غيرُ ذلك.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 12 - 07, 05:04 م]ـ
أخي خليل حفظك الله
أنا ممن يثبت المجاز
ولكننا نناقش ما أتى به الأخ لإثبات قوله بفساد طريقة الشيخ رحمه الله وأن الرد ليس سديداً. فليتأمل
ولا نريد الخروج الآن إلى نقاش هذه المسألة قبل الانتهاء من مناقشة أصل الموضوع.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[29 - 12 - 07, 05:20 م]ـ
رعاك اللهُ شيخنا الحبيبَ أبا يوسف على هذا التنبيه ..
لكنَّ طريقة شيخ الإسلام، وابن القيِّم، والأمين الشنقيطيّ - رحمة الله عليهم، وجمعنا بهم في أعالي الجنان - فيه تغليبٌ للجانب العقديّ؛ مما جعل في أدلَّتهم لنفي المجاز = مخالفةً لإجماعِ اللغويين!
يقول ابن عاصمٍ - في المرتقى -:
وكلُّ علمٍ يرتضيهُ النَّظَرُ ** إجماعُ أهلِهِ به معتَبَرُ!
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 12 - 07, 05:38 م]ـ
هذا مما حدا بنا إلى مخالفة رأيهم في ذلك
ولكننا نناقش كلام الأخ الفاضل أبو فهر هنا .. وكما ذكرنا أن الخلاف لا يترتب عليه كبير أثر في أغلبه. والله أعلم
(ولا زلت في انتظار ما طلبته منك أخي الكريم على الخاص)
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 09:15 م]ـ
يا عمي هي جت على الأسلوب ... كل سنة وانت طيب يا مولانا ...
يبدو لي أنك تهرف بما لاتعرف لأن الاقتباس الذي ذكرته من كلام الشنقيطي كان من مقدمة كتابه (منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز) فمدار الكتاب يدور على أن الشيخ ينفي وقوع المجاز في القرآن وذكر في الكتاب أسبابا لنفيه .. وأما مسألة إيراد مسألة نفي المجاز ورد (سماحتكم) على الشيخ والدندنة والشنشنة على هذه المسألة فمحلها قسم اللغة العربية إن لم يكن سلة المحذوفات وليس قسم العقيدة .. والمسألة أصغر من أن تأتي بعبارات فاسدة لاتصدر إلا من جاهل فيها تعدي على الشيخ ثم تعدي على المتداخلين في المسألة وتحويل الحديث إلى مهاترات سفهاء بعباراتك السابقة ..
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 09:44 م]ـ
[ INDENT] هل هذه الجزئية مسلم بها؟ وهل من سلف لهذا القول؟ جزاكم الله خيراً.
هي مسألة عقدية من حيث أن إثبات وقوع المجاز في القرآن يؤدي إلى لوازم باطلة (يستدل بها أهل البدع) في نفي الصفات ونحو ذلك وقد بين الشيخ سبب نفيه لوقوع المجاز في القرآن في مقدمة كتابه , إذ أن المجاز يصح نفيه عند أهل اللغة ويلزم من القول بوقوعه في القرآن لوازم باطلة ولعلك ترجع إلى مقدمة كتابه (منع جواز المجاز ... ) ... ومن قال بوقوع المجاز في القرآن لم يسلموا أن ذلك دليلا لأهل البدع على بدعهم وعدوا المجاز من أساليب اللغة العربية .. والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/29)
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[29 - 12 - 07, 10:14 م]ـ
الأخ (أبو الحسن الغامدي) الشيخ الشنقيطي رحمه الله ينفي المجاز في اللغة كما نص في كتابه الذي أشرت إليه.
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 11:00 م]ـ
الأخ (أبو الحسن الغامدي) الشيخ الشنقيطي رحمه الله ينفي المجاز في اللغة كما نص في كتابه الذي أشرت إليه.
نعم كلامك صحيح وأنا لم أقل بخلاف ذلك ... لكن الشيخ شدد في مسألة وقوع المجاز في القرآن (وهذا الشيء هو لب الموضوع) أما مسألة وقوع المجاز في اللغة فكان في كلامه لين وقبول لرأي المخالفين
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 11:40 م]ـ
يبدو لي أنك تهرف بما لاتعرف
بلاش الكلام الكبير ده يا مولانا ...
لأن الاقتباس الذي ذكرته من كلام الشنقيطي كان من مقدمة كتابه (منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز) فمدار الكتاب يدور على أن الشيخ ينفي وقوع المجاز في القرآن وذكر في الكتاب أسبابا لنفيه ..
مجرد نفي المجاز أو إثباته ليس هو محل بحثنا وإنما محل بحثنا هو الطرق التي يسلكها النافي أو المثبت ومدى صحتها أو فسادها ... وبالتالي فحديث فضيلتكم عن نفي المجاز في القرآن أوفي اللغة، في مقدمة الكتاب، أو في خاتمته ... كل هذا لا تعلق له بصلب موضوعي ..
وأما مسألة إيراد مسألة نفي المجاز ورد (سماحتكم) على الشيخ والدندنة والشنشنة على هذه المسألة فمحلها قسم اللغة العربية
لا بل بحث المجاز ككل عندي هو أليق بقسم العقيدة ...
إن لم يكن سلة المحذوفات وليس قسم العقيدة ..
لا فسلة المحذوفات تؤدي إلى ثقل الجهاز ...
والمسألة أصغر
بل كبيرة وكبيرة جداً ...
من أن تأتي بعبارات فاسدة لاتصدر إلا من جاهل
جاهل مرة واحدة .... يا راجل كُن مسلماً ...
فيها تعدي على الشيخ
والله ما حصل ....
ثم تعدي على المتداخلين في المسألة
كمان ... ده انت عاوز تودينا في داهية يا مولانا ... ده المداخلين حبايبي كلهم ...
وتحويل الحديث إلى مهاترات سفهاء بعباراتك السابقة ..
مهاترات مرة واحدة ...
كل عام وأنت بخير يا سيدنا ... وجمعنا الله بك في دار لا لغو فيها ولا تأثيم ...(46/30)
هل تثبت صفة الساق لله تعالى بقوله تعالى (يوم يكشف عن ساق)؟
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 12:30 ص]ـ
أقوال المفسرين في قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق)
قَدْ قَالَ عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك عَنْ أُسَامَة بْن زَيْد عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق " قَالَ هُوَ يَوْم الْقِيَامَة يَوْم كَرْب وَشِدَّة رَوَاهُ اِبْن جَرِير ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد حَدَّثَنَا مِهْرَان عَنْ سُفْيَان عَنْ الْمُغِيرَة عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ اِبْن مَسْعُود أَوْ اِبْن عَبَّاس - الشَّكّ مِنْ اِبْن جَرِير" يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق " قَالَ عَنْ أَمْر عَظِيم كَقَوْلِ الشَّاعِر شَالَتْ الْحَرْب عَنْ سَاق. وَقَالَ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد" يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق " قَالَ شِدَّة الْأَمْر وَقَالَ اِبْن عَبَّاس هِيَ أَشَدّ سَاعَة تَكُون فِي يَوْم الْقِيَامَة وَقَالَ اِبْن جَرِير عَنْ مُجَاهِد " يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق " قَالَ شِدَّة الْأَمْر وَجِدّه. وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَوْله " يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق " هُوَ الْأَمْر الشَّدِيد الْفَظِيع مِنْ الْهَوْل يَوْم الْقِيَامَة (تسير ابن كثير)
الروايات التي وردت في تأويل الآية عن ابن عباس رضي الله عنهما تدل على أن معنى (الساق) في الآية هو الشدة والبأس , وإذا عرف السبب بطل العجب إذ أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقرأ (يوم تكشف عن ساق) أي القيامة تكشف عن شدتها وبأسها ففي القرطبي (وَقَرَأَ " اِبْن عَبَّاس " يَوْم تَكْشِف عَنْ سَاق " بِتَاءِ مُسَمَّى الْفَاعِل ; أَيْ تَكْشِف الشِّدَّة أَوْ الْقِيَامَة. عَنْ سَاقهَا ; كَقَوْلِهِمْ: شَمَّرَتْ الْحَرْب عَنْ سَاقهَا. قَالَ الشَّاعِر: فَتَى الْحَرْب إِنْ عَضَّتْ بِهِ الْحَرْب عَضَّهَا وَإِنْ شَمَّرَتْ عَنْ سَاقهَا الْحَرْب شَمَّرَا وَقَالَ الرَّاجِز: قَدْ كَشَفَتْ عَنْ سَاقهَا فَشُدُّوا وَجَدَّتْ الْحَرْب بِكُمْ فَجِدُّوا.أ.هـ
وفي تفسير الطبري حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ: ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ الْمُغِيرَة , عَنْ إِبْرَاهِيم , عَنِ ابْن عَبَّاس {يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق} قَالَ: عَنْ أَمْر عَظِيم كَقَوْلِ الشَّاعِر: وَقَامَتِ الْحَرْب بِنَا عَلَى سَاق - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ: ثنا جَرِير , عَنْ مُغِيرَة , عَنْ إِبْرَاهِيم {يَوْم يُكْشَف عَنْ سَاق} وَلَا يَبْقَى مُؤْمِن إِلَّا سَجَدَ , وَيَقْسُو ظَهْر الْكَافِر فَيَكُون عَظْمًا وَاحِدًا. وَكَانَ ابْن عَبَّاس يَقُول: يُكْشَف عَنْ أَمْر عَظِيم , أَلَا تَسْمَع الْعَرَب تَقُول: وَقَامَتِ الْحَرْب بِنَا عَلَى سَاق
وفيه أيضا رواية عن ابن مسعود رضي الله عنه تخالف تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لهذه الآية. حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن طَلْحَة الْيَرْبُوعِيّ , قَالَ: ثنا شَرِيك , عَنْ الْأَعْمَش , عَنِ الْمِنْهَال بْن عَمْرو , عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود , قَالَ: " يُنَادِي مُنَادٍ يَوْم الْقِيَامَة: أَلَيْسَ عَدْلًا مِنْ رَبّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ , ثُمَّ صَوَّرَكُمْ , ثُمَّ رَزَقَكُمْ , ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ غَيْره أَنْ يُوَلِّي كُلّ عَبْد مِنْكُمْ مَا تَوَلَّى , فَيَقُولُونَ: بَلَى , قَالَ: فَيُمَثَّل لِكُلِّ قَوْم آلِهَتهمْ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا , فَيَتَّبِعُونَهَا حَتَّى تُورِدهُمْ النَّار , وَيَبْقَى أَهْل الدَّعْوَة , فَيَقُول بَعْضهمْ لِبَعْضٍ: مَاذَا تَنْتَظِرُونَ , ذَهَبَ النَّاس؟ فَيَقُولُونَ: نَنْتَظِر أَنْ يُنَادَى بِنَا , فَيَجِيء إِلَيْهِمْ فِي صُورَة , قَالَ: فَذُكِرَ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّه , فَيَكْشِف عَمَّا شَاءَ اللَّه أَنْ يَكْشِف قَالَ: فَيَخِرُّونَ سُجَّدًا إِلَّا الْمُنَافِقِينَ , فَإِنَّهُ يَصِير فَقَار أَصْلَابهمْ عَظْمًا وَاحِدًا مِثْل صَيَاصِي الْبَقَر , فَيُقَال لَهُمْ: ارْفَعُوا رُءُوسكُمْ إِلَى نُوركُمْ " ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّة فِيهَا طُول.
قال سعيد بن جبير: "يوم يكشف عن ساق" عن شدة الأمر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/31)
وقال ابن قتيبة: تقول العرب للرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج فيه إلى الجد ومقاساة الشدة: شمر عن ساقه ويقال: إذا اشتد الأمر في الحرب: كشفت الحرب عن ساق. (تفسير البغوي)
أما الإمام السعدي رحمه الله فقد قال في تفسيره (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43)
أي: إذا كان يوم القيامة، وانكشف فيه من القلاقل [والزلازل] والأهوال ما لا يدخل تحت الوهم، وأتى الباري لفصل القضاء بين عباده ومجازاتهم فكشف عن ساقه الكريمة التي لا يشبهها شيء.
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق المرسلة "الصحابة متنازعون في تفسير الآية؛ هل المراد الكشف عن الشِّدَّة، أو المراد بها أنَّ الرب تعالى يكشف عن ساقه؟ ولا يحفظ عن الصحابة والتابعين نزاع فيما يذكر أنه من الصفات أم لا في غير هذا الموضع، وليس في ظاهر القرآن ما يدل على أنَّ ذلك صفة الله؛ لأنه سبحانه لم يضف الساق إليه، وإنما ذكره مجرداً عن الإضافة منكراً، والذين أثبتوا ذلك صفة كاليدين والإصبع لم يأخذوا ذلك من ظاهر القرآن، وإنما أثبتوه بحديث أبي سعيد الخدري المتفق على صحته، وهو حديث الشفاعة الطويل، وفيه: "فيكشف الرب عن ساقه، فيخرون له سُجَّداً"، ومن حمل الآية على ذلك؛ قال: قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ} مطابق لقوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "فيكشف عن ساقه، فيخرون له سجداً" وتنكيره للتعظيم والتفخيم، كأنه قال: يكشف عن ساق عظيمة؛ جلت عظمتها، وتعالى شأنها أن يكون لها نظير أو مثيل أو شبيه. قالوا: وحمل الآية على الشِّدَّة لا يصح بوجه، فإن لغة القوم في مثل ذلك أن يقال: كُشِفَتِ الشِّدَّة عن القوم، لا كُشِف عنها، كما قال الله تعالى: {فَلَمَّا كشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ}، وقال: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ}؛ فالعذاب و الشِّدَّة هو المكشوف لا المكشوف عنه، وأيضاً فهناك تحدث الشِّدَّة وتشتد ولا تزال إلا بدخول الجنة، وهناك لا يدعون إلى السجود، وإنما يدعون إليه أشد ما كانت الشِّدَّة".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأما الذي أقوله الآن وأكتبه ـ وإن كنت لم أكتبه فيما تقدم من أجوبتي، وإنما أقوله في كثير من المجالس ـ: إنَّ جميع ما فى القرآن من آيات الصفات، فليس عن الصحابة اختلاف في تأويلها. وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة، وما رووه من الحديث، ووقفت من ذلك على ما شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار أكثر من مائة تفسير، فلم أجد إلى ساعتي هذه عن أحد من الصحابة أنه تأوَّل شيئًا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف، بل عنهم من تقرير ذلك وتثبيته، وبيان أن ذلك من صفات الله ما يخالف كلام المتأولين ما لا يحصيه إلا الله، وكذلك فيما يذكرونه آثرين وذاكرين عنهم شيء كثير.
وتمام هذا أنى لم أجدهم تنازعوا إلا في مثل قوله تعالى:?يوم يكشف عن ساق?، فروى عن ابن عباس وطائفة أن المراد به الشِّدَّةُ، إن الله يكشف عن الشِّدَّة في الآخرة، وعن أبى سعيد وطائفة أنهم عدُّوها في الصفات للحديث الذي رواه أبو سعيد في الصحيحين.
ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصفات، فإنه قال:?يوم يكشف عن ساق? نكرة في الإثبات، لم يُضِفْها الى الله، ولم يقل عن ساقه، فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصفات إلا بدليل آخر، ومثل هذا ليس بتأويل، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف، ولكن كثير من هؤلاء يجعلون اللفظ على ما ليس مدلولا له، ثم يريدون صرفه عنه، ويجعلون هذا تأويلا، وهذا خطأ من وجهين، كما قدمناه غير مرة). الفتاوى (6: 394).
وخلاصة الحديث أن الصحابة والتابعين وبقية السلف متنازعون في تفسير قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) فمنهم من قال: عن شدة وبأس ومنهم من قال: عن نور عظيم ومنهم من قال (عن ساقه جل وعلا) ولكن لم يعرف عن أحد منهم إنكاره لصفة الساق كما يليق بجلاله تعالى من غير تحريف ولاتعطيل ومن غير تكييف ولاتمثيل فقد روى محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه هذا الحديث عن يحيى بن بكير عن الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم بهذا المعنى أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا آدم، حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعةً، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقًا واحدًا" ورواه مسلم بلفظ آخر وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(46/32)