وليس معنى هذا أنهما لم يخطئا في مسائل من الشرع، وبخاصة في باب صفات الله تعالى، وقد علَّق عليها علماؤنا، وبينوها، وردوا عليهما، مع الترحم عليهما، والثناء بما يستحقانه، والدعاء لهما، والوصية بالاستفادة من كتبهما، وهذا هو الإنصاف الذي عُرف به أهل السنَّة والجماعة، بخلاف من بدَّعهما، وضلَّلهما، وقال بإحراق كتبهما، وبخلاف من استدل بكلامهما كأنه شرع منزَّل، وجعل ما يعتقدانه هو الحق الذي لا ريب فيه، وسنذكر ما يتيسر من كلام علمائنا ليقف المسلم على الإنصاف، والعلم، والحكم بالعدل على هذين الإمامين.
1 - سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:
ما هو موقفنا من العلماء الذين أوَّلوا في الصفات، مثل ابن حجر، والنووي، وابن الجوزي، وغيرهم، هل نعتبرهم من أئمة أهل السنَّة والجماعة أم ماذا؟ وهل نقول: إنهم أخطأوا في تأويلاتهم، أم كانوا ضالين في ذلك؟
فأجابوا:
" موقفنا من أبي بكر الباقلاني، والبيهقي، وأبي الفرج بن الجوزي، وأبي زكريا النووي، وابن حجر، وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى، أو فوَّضوا في أصل معناها: أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم، فرحمهم الله رحمة واسعة، وجزاهم عنا خير الجزاء، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله، سواء تأولوا الصفات الذاتية، وصفات الأفعال، أم بعض ذلك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى.
الشيخ عبد العزيز بن باز. الشيخ عبد الرزاق عفيفي. الشيخ عبد الله بن قعود
"فتاوى اللجنة الدائمة" (3/ 241).
2 - وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
بالنسبة للعلماء الذين وقعوا في بعض الأخطاء في العقيدة، كالأسماء والصفات، وغيرها، تمر علينا أسماؤهم في الجامعة حال الدراسة، فما حكم الترحُّم عليهم؟.
الشيخ: مثل مَن؟.
السائل: مثل: الزمخشري، والزركشي، وغيرهما.
الشيخ: الزركشي في ماذا؟.
السائل: في باب الأسماء والصفات.
فأجاب:
"على كل حال، هناك أناس ينتسبون لطائفة معينة شعارها البدعة، كالمعتزلة مثلاً، ومنهم الزمخشري، فالزمخشري مُعتزلي، ويصف المثْبِتِين للصفات بأنهم: حَشَوِية، مُجَسِّمة، ويُضَلِّلهم فهو معتزلي، ولهذا يجب على مَن طالع كتابه "الكشاف" في تفسير القرآن أن يحترز من كلامه في باب الصفات، لكنه من حيث البلاغة، والدلالات البلاغية اللغوية جيد، يُنْتَفع بكتابه كثيراً، إلا أنه خَطَرٌ على الإنسان الذي لا يعرف في باب الأسماء والصفات شيئاً، لكن هناك علماء مشهودٌ لهم بالخير، لا ينتسبون إلى طائفة معينة مِن أهل البدع، لكن في كلامهم شيءٌ من كلام أهل البدع؛ مثل ابن حجر العسقلاني، والنووي رحمهما الله، فإن بعض السفهاء من الناس قدحوا فيهما قدحاً تامّاً مطلقاً من كل وجه، حتى قيل لي: إن بعض الناس يقول: يجب أن يُحْرَقَ " فتح الباري "؛ لأن ابن حجر أشعري، وهذا غير صحيح، فهذان الرجلان بالذات ما أعلم اليوم أن أحداً قدَّم للإسلام في باب أحاديث الرسول مثلما قدَّماه، ويدلك على أن الله سبحانه وتعالى بحوله وقوته - ولا أَتَأَلَّى على الله - قد قبلها: ما كان لمؤلفاتهما من القبول لدى الناس، لدى طلبة العلم، بل حتى عند العامة، فالآن كتاب " رياض الصالحين " يُقرأ في كل مجلس , ويُقرأ في كل مسجد، وينتفع الناس به انتفاعاً عظيماً، وأتمنى أن يجعل الله لي كتاباً مثل هذا الكتاب، كلٌّ ينتفع به في بيته، وفي مسجده، فكيف يقال عن هذين: إنهما مبتِدعان ضالان، لا يجوز الترحُّم عليهما، ولا يجوز القراءة في كتبهما! ويجب إحراق " فتح الباري "، و " شرح صحيح مسلم "؟! سبحان الله! فإني أقول لهؤلاء بلسان الحال، وبلسان المقال:
أَقِلُّوا عليهمُ لا أبا لأبيكمُ مِن اللومِ أو سدوا المكان الذي سدوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/282)
من كان يستطيع أن يقدم للإسلام والمسلمين مثلما قدَّم هذان الرجلان، إلا أن يشاء الله، فأنا أقول: غفر الله للنووي، ولابن حجر العسقلاني، ولمن كان على شاكلتهما ممن نفع الله بهم الإسلام والمسلمين، وأمِّنوا على ذلك " انتهى.
"لقاءات الباب المفتوح" (43/السؤال رقم 9).
3 - وسئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله:
لقد ظهر بين طلاب العلم اختلاف في تعريف المبتدع، فقال بعضهم: هو من قال أو فعل البدعة، ولو لم تقع عليه الحجة، ومنهم من قال لابد من إقامة الحجة عليه، ومنهم من فرَّق بين العالم المجتهد وغيره من الذين أصلوا أصولهم المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة، وظهر من بعض هذه الأقوال تبديع ابن حجر والنووي، وعدم الترحم عليهم؟
فأجاب:
" أولاً: لا ينبغي للطلبة المبتدئين وغيرهم من العامة أن يشتغلوا بالتبديع والتفسيق؛ لأن ذلك أمر خطير وهم ليس عندهم علم ودراية في هذا الموضوع، وأيضاً هذا يُحدث العداوة والبغضاء بينهم، فالواجب عليهم الاشتغال بطلب العلم، وكف ألسنتهم عما لا فائدة فيه، بل فيه مضرة عليهم، وعلى غيرهم.
ثانياً: البدعة: ما أحدث في الدين مما ليس منه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) - رواه البخاري -، وإذا فعل الشيء المخالف جاهلاً: فإنه يعذر بجهله، ولا يحكم عليه بأنه مبتدع، لكن ما عمله يعتبر بدعة.
ثالثاً: من كان عنده أخطاء اجتهادية تأوَّل فيها غيره، كابن حجر، والنووي، وما قد يقع منهما من تأويل بعض الصفات: لا يُحكم عليه بأنه مبتدع، ولكن يُقال: هذا الذي حصل منهما خطأ، ويرجى لهما المغفرة بما قدماه من خدمة عظيمة لسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهما إمامان جليلان، موثوقان عند أهل العلم " انتهى.
"المنتقى من فتاوى الفوزان" (2/ 211، 212).
4 - وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
" مثل النووي، وابن حجر العسقلاني، وأمثالهم، من الظلم أن يقال عنهم: إنهم من أهل البدع، أنا أعرف أنهما من " الأشاعرة "، لكنهما ما قصدوا مخالفة الكتاب والسنَّة، وإنما وهِموا، وظنُّوا أنما ورثوه من العقيدة الأشعرية: ظنوا شيئين اثنين:
أولاً: أن الإمام الأشعري يقول ذلك، وهو لا يقول ذلك إلاَّ قديماً؛ لأنه رجع عنه.
وثانياً: توهموه صواباً، وليس بصواب.
انتهى من (شريط رقم 666) "من هو الكافر ومن هو المبتدع ".
فرحم الله الإمامين: النووي وابن حجر، وغفر لهما ما أخطآ فيه.
والله أعلم"
http://www.islamqa.com/ar/ref/107645
نفعنا الله وإياكم ..
ـ[فهد الفارس]ــــــــ[05 - 07 - 10, 10:43 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا محمد ..
وبارك الله فيك.
هناك رسالة للشيخ الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
مخالفات ابن حجر العقدية في فتح الباري
فانه جيد في هذا الباب
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[05 - 07 - 10, 10:15 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
ـ[ابو صالح حمود]ــــــــ[07 - 07 - 10, 02:59 ص]ـ
بارك الله فيكم على ماقدمتو(43/283)
الرّاغب الأصفهاني وموقفه من الفرق الإسلامية
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[07 - 08 - 07, 12:00 ص]ـ
مقدمة:
إن من يبحث في حياة أبي القاسم، الحسين بن مفضل المعروف بالراغب الأصفهاني [1]، وفي جهوده المختلفة في اللغة والأدب وفي موقفه من الفرق وعلماء الكلام يجد عنتا شديدا. فبينا هو يرى أن معجمه في مفردات ألفاظ القرآن لم يستغن عنه مفسر أم معجمي جاء بعده، ويلحظ أن كتابه في ((محاضرات الأدباء)) لا يجهله أديب، وبينا هو يطالع قول بعضهم من أن أبا حامد الغزالي (505 هجري) كان يعجب بكتابه ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) ويستحسنه لنفاسته؛ [2] إذا هو لا يكاد يجد له ترجمة في كتب الطبقات والتراجم [3]!!
وربما نتج عن هذا أن الرجل لم ينل حظه من الدراسة والكشف في الأبحاث المعاصرة، فلم تقرر له دراسة مستقلة بل لم تعن به الدراسات التي تناولت آداب العصر العباسي وأدباءه [4].
أما المشكلة الثانية التي تجابه المتصدي للكشف عن آثاره هذا الرجل وأثره فهي تحديد عصره وذكر تاريخ وفاته وشيء عن نشأته. فكل مل قيل عنه لا يعدو ذكر ميلاده في أصفهان واختلافه إلى بغداد، وأنه إمام في اللغة الأدب والتفسير وأنه مات عام 502هجري.
وقد رجح لي أنه قد توفى قبل هذا التاريخ بقرن كامل من الزمان!!! وهو فرق ليس باليسير في معرفة رجال التراث.
وقد وقفت على جهود ومخطوطات للراغب في اللغة والأدب والتفسير والتربية والسلوك والموقف من الفرق الإسلامية وعلماء الكلام تستحق أن أفرد لكل منها بحثا مستقلا. و ها أنا أحاول هنا أن أرصد جهوده في الفرق والله الموفق.
موقفه من الفرق الإسلامية
إن انتماء الراغب الأصفهاني إلى إحدى الفرق الإسلامية لم يكن واضحا، لذا نحاول أن نوضح هذا الانتماء عن طريق محاولة بسط موقفه من كل هذه الفرق. ولعل مما يسهل الوصول إلى هذا الهدف وصف آثار الراغب ذات العلاقة بالعقيدة والفرق الفكرية والسياسية.
آثاره:
لقد اطلعت على ثلاث مخطوطات له في هذا الصدد، هي رسالة في الواحد الأحد [5] ورسالة في تحقيق البيان [6] ورسالة في الاعتقاد [7]. وقد يجد الباحث أنه كان ينفذ بين الحين والحين أحينا لموضوع العقيدة والفرق في كتابيه المنشورين والمشهورين في موضوع الأخلاق والسلوك وأعني الذريعة إلى مكارم الشريعة، وتفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين.
ففي الرسالة الأولى، وتقع في ست ورقات، وأراد الراغب أن يميز بين معنى كل من لفظي واحد وأحد، لما كان يدور على ألسنة الناس من جدل وكلام في موضوع التوحيد. وكان يحجم في بعض الأحيان عن إتمام ما يخطر بباله لئلا يظل غامضا فيصبح سبب فتنة بين العوام، ولعل الراغب في هذه الرسالة يثبت قدما راسخة في اللغة وفي الدين.
وأما رسالة ((تحقيق البيان في تأويل القرآن)) فقد ذكرها الراغب في مقدمة أحد كتبه، وذكر بروكلمان [8] أنها موجودة في إحدى مكتبات مشهد بإيران. فطلبتها من هناك فأرسلها لي صديق. وهي تقع في 169 ورقة وقد فقد منها سبع عشرة ورقة من بدايتها، فلم نجد المقدمة ولم نجد الفصول الثلاثة الأولى وجزءا من الرابع الذي يبدو أنه قصره على الحديث عن الملائكة وفيه معها أحاديث عن الجن والشياطين والعفاريت والمردة وعن السحر، وقد قصر الفصل الخامس على كتاب الله الكريم وعلى علومه وعلى ما نشأ حوله من كلام الفرق وبسط في قول المعتزلة في مخلوقيته وبين أنه لا يراها مناسبة. أما الفصل السادس فقد أداره حول موضوع القدر والقضاء وحكمة الله منهما وما نشأ فيهما لدى الفرق من أقاويل. وفي الفصل الأخير تناول موضوعات في الإيمان والإسلام والوعد والوعيد. وإنه ليبدو أن الرسالة تهدف إلى التعرض لموضوعات الإيمان في العقيدة الإسلامية وإثباتها من وجوه العقل والنقل واللغة. وكثيرا ما كان يرد فيها على الفرق ويأتي بآراء أهل السنة والجماعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/284)
أما الرسالة الثالثة فقد عقد لها عنوان رسالة في الاعتقاد، وهي تقع في 35 ورقة، ذكر في مقدمتها أنه قد صنفها للتفصيل في الاعتقادات التي تحكم للمرء بالإيمان أو بالكفر، وقد تعرض للكفر والإيمان قبل الإسلام بذكر الديانات السماوية وذكر غيرها من الديانات التي أتى بها بشر وابتعدوا عن التوحيد، ثم تعرض بتفصيل أكثر لجميع الفرق الإسلامية، من داخل الشرع، وبين أخطاء كل فرقة من هذه الفرق، بأدلة مستنبطة من كتاب الله، ثم انتصر بوضوح لآراء أهل السنة والجماعة.
نحاول بعد هذا الوصف الموجز لآثاره الراغب في العقيدة أن نقف على موقفه من الفرق وعلماء الكلام. فقد ذكر البيهقي، الذي كان أول من ذكره، "أنه من حكماء الإسلام" [9] أي أنه من رجال الفكر الإسلامي الذين رسخت لديهم أصول هذا الفكر الديني، وأضاف البيهقي "وكان حظه من المعقولات أكثر" [10] أي أن الرجل كان يصغي لصوت العقل في تثبيت أركان الإيمان إضافة إلى ما يستخدم من أدلة نقلية فيه، وفيها إشارة إلى غلبة الجانب العقلي في الدراسات الدينية.
ثم إننا نجد النص التالي لدى جلال الدين السيوطي "وقد كان في ظني أن الراغب معتزلي حتى رأيت بخط الشيخ بدر الدين الزركشي (794) .... ذكر الإمام فخر الدين الرازي (606) .... أن أبا القاسم من أئمة السنة .... " وهو قول لا نستطيع إلا أن نحترمه، ثم يضيف السيوطي: "وهي فائدة حسنة، فإن كثيرا من الناس يظنونه معتزلي [11] ". أفهل يكون هذا التعليق ردا على ما ورد في حديث البيهقي من تغليب الجانب العقلي لدى الراغب؟ ربما كان كذلك ولكنه لا يكفي في إصدار حكم.
وترد إشارة ثالثة في هذا الصدد، فيقول الخوانساري في ((روضات الجنان))، وهو من مصنفي الشيعة: "إن الراغب كان من الشافعية" وهذا حكم واضح أما سببه فـ"كما أستفيد لنا من فقه محاضراته" [12] ويعني مناقشة الأمور الفقهية في كتاب محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المعروف للراغب. غير أن هذا المصنف لا يلبث أن يورد حكما آخر غير مطمئن إليه فيقول عن الراغب: "وفي بعض الكتب أنه اختلف في تشيعه" ولعل هذا المصنف قد كان يتوخى الموضوعية فلم يفد من هذا الاختلاف فيحاول أن ينسب للراغب اتجاه التشيع.
ومع ذلك كله فإن هذه الأقوال تظل بحاجة إلى براهين أقوى لتوضيح هوية الراغب الفكرية بين الفرق. وهذه قد لا تتأتى إلا من آثار الراغب نفسه.
الفرق غير الناجية:
إن الأمر سيطول لو أشرنا إلى كل رأي رآه الراغب في أشهر الفرق التي عاصرها من مرجئة وقدرية ومعتزلة وخوارج وشيعة، فكثيرا ما كان يعلق على مفردات آرائهم ومواقفهم بآراء ومواقف تلتقي، إذا ما قورنت، بآراء أهل السنة والجماعة [13] ولكننا نكتفي، لضيق المجال، بنصوص محددة يرد فيها على هذه الفرق بوضوح لا يدع مجالا للنقاش. إنه يقول: "الفرق المبتدعة الذين هم كالأصول للفرق الاثنين والسبعين سبعة [14] المشبهة ونفاه الصفات والقدرية والمرجئة والخوارج و المخلوقية والمتشيعة ..... " ولا يخفى ما في كلمة ((المبتدعة)) من إدانة واتهام بالابتداع وهو الاختلاق والإتيان بالبدع، كما لا يخفى إشارته للفرق الاثنتين والسبعين من حديث الرسول الكريم المشهور بتعدد الفرق وأن واحدة منها فقط هي التي على صواب الجادة. أما لفظ المتشيعة فهي أيضا واضحة الاتهام بالتكلف والتصنع. وبعد ماعدا هذه الفرق وسلكها في تهمة الابتداع بين السبب الذي وقعت كل من هذه الفرق في الخطأ وفي البدعة ..... فالمشبهة ضلت في ذات الله ونفاه الصفات ضلت في صفات الله والقدرية في أفعاله والخوارج في الوعيد والمرجئة في الإيمان والمخلوقية في القرآن والمتشيعة في الإمامة" [15].
الفرقة الناجية:
ولكي نختصر الطريق أيضا، طريق الوصول إلى ما استقر عليه الراغب، بعد تخطيئته لهذه الفرق جميعا نعرض النص التالي من المخطوطة نفسها: "والفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة الذين اقتدوا بالصحابة، فمعلوم أن الله تعالى رضي عنهم حيث قال: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} ومعلوم أنه لم يرض عنهم إلا بعد صحة اعتقادهم وصدق مقالهم وصلاح أفعالهم" [16].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/285)
يتبين لنا من هذا النص أن صاحب المفردات لا يرى في غير أهل السنة والجماعة صلاحا والتزاما بما عليه صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم وهاهنا يصح أن نتساءل إذن، عن أسباب ما قيل من أن فريقا من الناس كانوا يعتقدون بأنه معتزلي، وما قيل مرة أخرى من أنه قد اختلف في تشيعه.
هل هو معتزلي:
أما عن الأولى فربما كان سببها ما تردد من أن الراغب من الحكماء في الإسلام، والحكمة قد تقترن في نظر بعض الناس بالفلسفة، وليست مواقف الناس منها في عصر الإسلام جميعها تنبئ بالرضا [17]، أما قول القائل: "إن حظ الراغب من المعقولان أكثر" [18] فربما وجدنا تفسيرا له في أنه يعتبر الوحي هو السبيل الأول للإيمان بالله ثم يعتبر العقل السبيل الثاني، وهكذا حتى يأتلف منهما الإيمان الكامل" إنه يقول: "العقل قائد والدين مسدد ولو لم يكن العقل لم يكن الدين باقيا، ولو لم يكن الدين لأصبح العقل حائرا واجتماعهما كما قال تعالى: "نور على نور" [19]. وفي مكان آخر يقول: "العقل كالسراج والشرع كالزيت الذي يمده" [20]. وفي ثالث يقول: "إن العقل بنفسه قليل الغناء " [21] أي إنه لا يكفي لهداية البشرية. وقد مر بنا رأيه الصريح في تخطيء المعتزلة حينما سماهم المخلوقية.
هل هو متشيع؟
أما الثانية فلعل مردها إلى ما يبدي من تعاطف في ذكر ألقاب الخليفة الراشدي الرابع وذكر أسرته وأبنائه. لقد كثر دعاؤه له برضى الله عنه وكثر تسميته له بأمير المؤمنين وكذلك أبناؤه وأهل بيته. ولم يبد مثل هذا التعاطف عند ذكر سائر الخلفاء الراشدين. ولأول وهلة يخطر في بال القارئ اتهامه بالتشيع. ولكن هذا الاتهام لا يثبت أن يتزلزل إذا ما ذكرنا النص السابق الذي يضع الشيعة أو المتشيعة على حد قوله، في الفرق غير الناجية، ولزيادة التأكيد نضع للراغب، في هذا الصدد، نصا آخر يقول: "مما يجب أن يكون عليه كافة أهل السنة من الأصول الواجبة على كل مسلم .... أن يعتقد في الإمامة أن الله وعد المؤمنين أن يجعل منهم خلقا مخصوصين، وعد الله تعالى بها بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا، وذلك يقتضي أن كل من تولى أمر المسلمين بعد، كان خليفة .... فيجب أن يقطع بصحة من تولاها بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ويفوض أمورهم إلى الله تعالى، ويصحح أحكامهم وعقولهم ويوجب إظهارها عنهم لقوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} ولم يخص (أي لم يخص أحدا دون غيره بالملك) وقوله عليه السلام: "اسمعوا وأطيعوا ولو أمر عليكم عبد حبشي مجدع" [22]. (يريد أنه علينا أن نمتثل لما قال الله تعالى في تلك الآية الكريمة والرسول عليه السلام، في هذا الحديث).
وبإزاء نفي التشيع عن الراغب فإننا لا نستطيع أن ننفي من قلبه حب آل البيت، وهو فيما يبدو مقيم على حبهم من جهة الوجدان، ولكنه لا يلتقي مع ما يقول الشيعة في الإمامة والوصايا وغيرها. وهذا أمر لا يستحيل حدوثه، فلقد كان الكميت بن زيد الشاعر شاعر الهاشميين في حب آل البيت لكنه لم يقل بما يقولون في الإمامة، و ها نحن أولاء نرى الناس في أقطار عربية وإسلامية يتعلقون بالحسن والحسين والسيدة زينب دون أن يدينوا بأقوال الشيعة في الإمامة.
هذا كله فيما يتصل بموقف الراغب من الفرق السياسية كالشيعة والدينية الفكرية كالمرجئة والمعتزلة. إما فيما يتصل بأثر الراغب في الفكر الديني فإننا لا نكاد نجد له ذكرا في فكر من نغلب أنهما كانا معاصريه، ونعني بهما ابن مسكويه (421) وأبي حيان التوحيدي (428). وقد ذكر هو الأول أكثر من مرة. لكننا نكرر هنا ما كثر قوله من أن أبا حامد الغزالي كان يستحسن كتاب الذريعة إلى مكارم الشريعة للراغب ويستصحبه لنفاسته [23]. وهو أمر ربما استطعنا فيه الإشارة إلى بعض الأمثلة مما تأثره حجة الإسلام من هذا الكتاب.
بينه وبين الغزالي:
فبعد أن يقسم الغزالي العلوم العقلية إلى ضرورية لا يدري من أين حصلت، ومكتسبة وهي المستفادة بالتعلم والاستدلال (ويسميها الراغب غريزية ومستفادة)، بعد هذا يورد الأبيات الشعرية التالية لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
العقل عقلان مطبوع ومسموع [24]
فلا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع
كما لا تنفع الشمس وضوء العين ممنوع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/286)
وكان الراغب قد أورد أيضا هذه الأبيات ونسبها إلى أمير المؤمنين على بن أبي طالب، ثم يقول أبو حامد: والأول (عن العقل المطبوع) هو المراد بقوله، صلى الله عليه وسلم لعلي: "ما خلق الله خلقا أكرم عليه من العقل" والثاني هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: "إذا تقرب الناس إلى الله تعالى بأنواع البر فتقرب أنت بعقلك" [25].
أما عبارة الراغب فهي: "وإلى الأول أشار النبي صلى الله عليه وسلم، بقوله لعلي رضي الله عنه: "إذا تقرب الناس إلى خالقهم بأبواب البر فتقرب أنت إليه بعقلك تسبقهم بالدرجات والزلفى عند الناس في الدنيا وعند الله في الآخرة" [26].أليس بين هذين الخبرين قرابة ما؟.
ثم يقول أبو حامد: "إن البصيرة الباطنة هي عين النفس التي هي اللطيفة المدركة. وهي كالفارس والبدن كالفرس، وعمى الفارس أضر على الفارس من عمى الفرس" [27].أما عبارة الراغب فهي: "وقد تقدم أن البدن بمنزلة فرس والنفس بمنزلة راكبه، وضرر عمى الراكب نفسه أشد عليه من عمى فرسه" [28]. يبدوا أنه من المرجح أن التأثر والتأثير واضح هنا.
وقد وقعدت على مثال ثالث صريح نقله أبو حامد، على الأغلب، من كتاب الذريعة للراغب إلى مصنفه الكبير إحياء علوم الدين" [29]. وزاد أن نقل فقرات أربعا في هذا الباب إلى ذلك المصنف من ذلك المرجع.
وإن أبا حامد ليتصرف في نقله، كما رأينا، فيضيف أو يختصر، ولكنه يضل مع هذا تأثرا واضحا يسوغ ما قيل من استحسانه لهذا الكتاب واستصحابه له.
وإنني مع شعوري أن العلاقة الفكرية بين الغزالي والراغب الأصفهاني لم تزل بحاجة إلى المزيد من البحث والاستقصاء [30]. إلا أنني أشعر أن الراغب لا يقل إن لم يفق سائر المفكرين الذين أرخوا للفكر الإسلامي وللفرق الإسلامية من أمثال الشهرستاني وابن حزم وأبي الحسن الأشعري والفخر الرازي [31]. يبدو ذلك في مخطوطته ((رسالة في الاعتقاد)) أعان الله على تحقيقها، ومخطوطة ((تحقيق البيان في تأويل القرآن)).
________________________________________
[1] راجع بروكلمان 1/ 269 والإعلام 2/ 279 ومعجم المؤلفين 4/ 59.
[2] بغية الوعاة 396 وكشف الظنون 1/ 530.
[3] فلم يترجم له معجم الأدباء ووفيات الأعيان وسير أعلام النبلاء وتاريخ بغداد مثلا.
[4] مثل أبحاث أحمد أمين وزكي مبارك وآدم ميتز وكتب تاريخ الأدب العربي.
[5] رقم 3654 بمكتبة أسعد أفندي بالسليمانية /استنبول.
[6] رقم 5697 بمكتبة العتبات المقدسة الرضوية: بمشهد (كتاب خانة استانه قدسي رضوى).
[7] رقم 382/ 2 مكتبة سعيد علي باشا / بالسليمانية /استنبول.
[8] المجلد الثالث، في تاريخ الأدب العربي، المبسط، ص55.
[9] تاريخ حكماء الإسلام، تحقيق محمد كرد علي، دمشق 1946 ص112، 113.
[10] تاريخ حكماء الإسلام، تحقيق كرد علي، دمشق 1946 ص 112،113.
[11] بغية الدعاة في طبقات اللغويين والنحاة، الخانجي، 1326، ص396.
[12] روضات الجنان، طبع إيران، 3/ 197.
[13] فقد رد على المرجئة في مخطوطة تحقيق البيان ص80 ورسالة في الاعتقاد ورقة 0، وعلى المعتزلة في الأولى ص111 وفي الثانية ص0، وفي تحقيق البيان يرد على قول المعتزلة بخلق القرآن ويورد سبب هذه الفتنة وما كان لليهود من أثر في تأسيسها "وقد حكى أن أول من حدث هذه المسألة حدثت بالكوفة من جهة بنان بن سمعان الرافضي، وكان قاصا حسن لأقاصيص أخبار اليهود ولتخصصه بهم وقيل هو الذي أوقع الشبهة بين الناس"، الصفحة16.
[14] يريد الحديث الشريف القائل: "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين (وقيل اثنتين وسبعين) فرقة، الناجية منها واحدة والباقون هلكى. قيل ومن الناجية؟ قال: أهل السنة والجماعة. قيل ومن أهل السنة والجماعة؟ قال ما أنا عليه اليوم وصحابتي" الشهرستاني، الملل والنحل 1/ 8.
[15] مخطوطة رسالة في الاعتقاد رقم 382 مكتبة سعيد علي باشا، السليمانية، استنبول.
[16] المصدر السابق.
[17] الشيخ مصطفى عبد الرزاق، تمهيد لدراسة الفلسفة الإسلام ص 86.
[18] البيهقي، تاريخ حكماء الإسلام تحقيق محمد كرد عاى، دمشق 1946 ص112.
[19] الذريعة إلى مكارم الشريعة، للراغب مكتبة الكليات الأزهرية 1973، ص99.
[20] المصدر السابق ص 64.
[21] تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين، للراغب، طبع حلب، بلا تاريخ، ص 64.
[22] مخطوط رسالة في الاعتقاد، مكتبة سعيد على باشا رقم 382، السليمانية، استانبول.
[23] حاجي خليفة في كشف الظنون 1/ 530.
[24] هكذا ورد البيت ولعل صوابه: فإن العقل عقلان فمطبوع ومسموع.
[25] إحياء علوم الدين. لجنة الثقافة الإسلامية، القاهرة، 1357، 8/ 29.
[26] الذريعة إلى مكارم الشريعة، للراغب، مكتبة الكليات الأزهرية،1973 ص75.
[27] إحياء علوم الدين 8/ 29.
[28] الذريعة إلى مكارم الشريعة ص76.
[29] إحياء علوم الدين 8/ 31.
[30] فقد لاحظ الدكتور محمد يوسف موسى، في كتابه تاريخ الأخلاق ص194 وهامش 195 أن الغزالي قد أخذ في كتابه معارج القدس ط1،1346 ص53 59 61، من تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين للراغب طبعة حلب ص64 65.
[31] للأشعري مقالات الإسلاميين وللرازي اعتقادات فرق المسلمين تحقيق د: علي سامي النشار.
********************************************
للدكتور عمر عبد الرحمن الساريسي
أستاذ بكلية اللغة العربية بالجامعة
المصدر: مجلة الجامعة الاسلامية – المدينة النبوية – العدد 53
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/287)
ـ[أبو ضمام الجزائري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 05:58 ص]ـ
بارك الله فيك أخي .. موضوع رائع
ـ[صالح الزهراني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:28 ص]ـ
سجلت في جامعة أم القرى رسالة علمية في آراء الراغب العقدية للباحث محمد رميزان السبيعي، وهي قيد الإعداد.(43/288)
أخواني هل لي بترجمة للشيخ البراك؟؟
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[07 - 08 - 07, 01:58 ص]ـ
أخواني هل لي بترجمة وافية للشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله ........
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[07 - 08 - 07, 02:04 ص]ـ
اسمه ونسبه:
عبدالرحمن بن ناصر بن براك بن إبراهيم البراك، ينحدر نسبه من بطن آل عُرينه المتفرع من قبيلة سُبيع المُضرية العدنانية.
كنيته: أبو عبد الله.
ميلاده ونشأته:
ولد الشيخ في بلدة البكيرية من منطقة القصيم في سنة 1352هـ. وتوفي والده وهو صغير فلم يدركه، وتولت والدته تربيته فربته خير تربية، وقدر الله أن يصاب الشيخ بمرض تسبب في ذهاب بصره، وهو في التاسعة من عمره.
طلبه للعلم ومشايخه:
بدأ الشيخ طلب العلم صغيراً، فحفظ القرآن وعمره اثنتا عشرة سنة تقريباً، وكان قد بدأ قراءته على بعض أقاربه ثم على مقرئ البلد عبدالرحمن بن سالم الكريديس، وطلب العلم في بلده على الشيخ محمد بن مقبل المقبل قاضي البكيرية، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله السبيل (قاضي البكيرية، والخبراء، والبدائع بعد شيخه ابن مقبل).
ثم قُدِّرَ له السفر إلى مكة، ومكث بها بضع سنين، فقرأ فيها على الشيخ عبدالله بن محمد الخليفي إمام المسجد الحرام، وهناك التقى برجل فاضل من كبار تلاميذ العلامة محمد بن إبراهيم وهو الشيخ صالح بن حسين العراقي، ثم أرتحل عام 1369هـ برفقة الشيخ العراقي إلى الشيخ ابن باز حين كان قاضياً في بلدة الدلم، ومكث عند الشيخ ابن باز قرابة السنتين، وكان مدة إقامته لها أثر كبير في حياته العلمية.
دراسته النظامية:
ثم التحق الشيخ بالمعهد العلمي في الرياض حين افتتاحه في تأريخ 1/ 1/1371هـ، ثم تخرج منه، وألتحق بكلية الشريعة سنة 1378هـ. وتتلمذ في المعهد، والكلية على مشايخ كثيرين من أبرزهم: العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، ودرسهم في المعهد في التفسير، وأصول الفقه. و العلامة عبدالرزاق عفيفي رحمه الله ودرسهم في التوحيد، والنحو، ثم أصول الفقه، وآخرين رحمهم الله جميعاً. وكان أيضا يحضر بعض دروس العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
و أكبر مشايخه عنده، وأعظمهم أثراً في نفسه العلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله، الذي أفاد منه أكثر من خمسين عاما بدءاً من عام 1369هـ حين كان الإمام ابن باز في بلدة الدلم إلى وفاته في عام 1420 هـ، ثم شيخه العراقي الذي أستفاد منه حب الدليل، ونبذ التقليد، والتدقيق في علوم اللغة، والنحو، والصرف، والعروض.
محفوظاته:
حَفِظَ الشيخ القرآن العظيم، وبلوغ المرام، وكتاب التوحيد، وكشف الشبهات، والأصول الثلاثة، وشروط الصلاة، والآجرومية، وقطر الندى، وألفية ابن مالك وغيرها.
وهناك متون يستحضرها الشيخ استحضارا قوياً كالتدمرية، وشرح الطحاوية فلا يُحصى كم مرة دَرَّسَها الشيخ، وقُرِأَتْ عليه في الجامعة والمسجد، وكذا وزاد المستقنع وغيرها.
الأعمال التي تولاها:
عمل الشيخ مدرساً في المعهد العلمي في مدينة الرياض ثلاث سنين من سنة 1379هـ إلى سنة 1381هـ، ثم انتقل بعدها إلى التدريس في كلية الشريعة بالرياض، ولما افتتحت كلية أصول الدين نقل إليها في قسم العقيدة، وعمل مدرساً فيهما إلى أن تقاعد عام 1420 هـ، وأشرف خلالها على العشرات من الرسائل العلمية (ماجستير ودكتوراه)، وبعد التقاعد رغبت الكلية التعاقد معه فأبى، كما راوده سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله على أن يتولى العمل في الإفتاء مراراً فتمنع، ورضي منه شيخه أن ينيبه على الإفتاء في دار الإفتاء في الرياض في فصل الصيف حين ينتقل المفتون إلى مدينة الطائف، فأجاب الشيخ حياءً، إذ تولى العمل في فترتين ثم تركه.
وبعد وفاة الشيخ ابن باز رحمه الله طلب منه سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن يكون عضو إفتاء، وألح عليه في ذلك فامتنع، وآثر الانقطاع للتدريس في مسجده.
جهوده في نشر للعلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/289)
جلس الشيخ للتعليم في مسجده الذي يتولى إمامته -مسجد الخليفي بحي الفاروق-، ومعظم دروسه فيه، وكذلك التدريس في بيته مع بعض خاصة طلابه، وله دروس في مساجد أخرى، إضافة إلى مشاركاته الكثيرة في الدورات العلمية المكثفة التي تقام في الصيف، وإلقائه للمحاضرات في مدينة الرياض، وغيرها من مناطق المملكة، وتبلغ دروسه الأسبوعية أكثر من عشرين درساً في علوم الشريعة المختلفة، ويتميز الشيخ أيضا بإقراء علوم اللغة، والمنطق، والبلاغة.
وتعرض على الشيخ بعض الأسئلة من موقع الشيخ ناصر العمر، وموقع الشيخ محمد المنجد، وموقع الشيخ سلمان العودة حفظهم الله جميعاً.
طلابه: طلاب الشيخ كُثُرٌ يتعذر على العاد حصرهم، وغالبهم من أساتذة الجامعات، والدعاة المعروفين، وغيرهم ممن يستفيدون من الشيخ من العامة والخاصة. ويتابع كثير من طلاب العلم من خارج البلاد دروس الشيخ عبر الإنترنت على الهواء مباشرة من موقع البث الإسلامي.
احتسابه: وللشيخ جهود كبيرة معروفة في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومناصحة المسؤلين والكتابة لهم، وتحذير الناس من البدع، وسائر الانحرافات، والمخالفات، وله في ذلك فتاوى سارت بها الركبان.
اهتمامه بأمور المسلمين: للشيخ حفظه الله اهتمام بالغ بأمور المسلمين في جميع أنحاء العالم فهو كثير الحزن، والتألم لما يحدث لهم في كثير من البلاد دائم المتابعةِ لأخبارهم خصوصا وقت الأزمات، وهو دائم المبادرة بالقنوت، والدعاء لهم في الصلاة، والدعاء على أعدائهم، وله عدة فتاوى في هذا الخصوص انتشرت في كل مكان.
زهده، وورعه: وللشيخ زهد في الشهرة، والظهور، وولع بهضم النفس واحتقارها، وتواضع عجيب، وبساطه متناهية، وتقلل في المأكل، والملبس، والمركب، والمسكن، يعرف ذلك كل من رآه، وعاشره. ومن تواضعه استنكافه عن التأليف مع استجماعه لأدواته: من إطلاع واسع ودراية بكلام السلف والخلف، ومعلومات غزيرة في شتى الفنون، وحفظ للأدلة، وعقل راجح حصيف، وإدراك لمناط الخلاف، و قدرة عجيبة على تحرير محل النزاع. وأشرطته ودروسه خير شاهد، ولو فرغت الأشرطة التي سجلت دروسه، و تعليقات الطلاب التي تلقوها عنه لرأى من لم يعرفه عجباً.
والشيخ متميز بتبحره في علم العقيدة، وله في ذلك اليد الطولى، وهو من أهم من يُرْجَع إليه اليوم في ذلك.
ثناء العلماء عليه: أثنى على الشيخ كثير من العلماء، بل لم نر أحداً ممن عرفه توقف في الثناء عليه، ومنهم سماحة العلامة ابن باز رحمه الله شيخه فقد قال عنه مرة: إنه رجل مسدد، وتقدم تكليفه له في الفتيا مكانه فهو محل ثقته. ولما سأل الشيخُ محمدُ المنجد العلامةَ ابنَ عثيمين في آخر أيامه من نسألُ بعدَك؟ فأثنى عليه، وعلى الشيخ صالح الفوزان، ووجه لسؤالهما.
وأما ثناء المشايخ الذين هم من طبقة تلاميذه فلا يمكن حصره هنا.
إنتاجه العلمي:
تقدم أن الشيخ عازف عن التأليف بسبب ازدرائه لنفسه كما تقدم، وانشغاله بالتعليم، مما أدى إلى قلة مؤلفاته لكن للشيخ دروس، وشروح كثيرة مسجلة منها على سبيل المثال: مقدمة في علم العقيدة، وشرح الأصول الثلاثة، وشرح القواعد الأربع، وشرح كتاب التوحيد، وشرح كتاب كلمة الإخلاص لابن رجب، وشرح حائية ابن أبى داود، وشرح مسائل الجاهلية، وشرح العقيدة الواسطية، وشرح العقيدة الطحاوية، وشرح مجردة لوامع الأنوار في عقائد أهل الآثار لابن شكر الشافعي، وشرح كتاب عمدة الأحكام (الطهارة) وعقيدة أصحاب الحديث، وملحة الأعراب، وغيرها كثير جداً، وما لم يسجل أكثر.
وقد خرج له:
ـ جواب في الإيمان ونواقضه. ط دار المحدث.
ـ شرح للتدمرية. ط دار إشبيليا
نسأل الله أن يبارك في عمر الشيخ، ويهيئ له من يجمع علومه، وفتاواه؛ فإنها محررة قائمة على الدليل والتحري، والدقة، وبعد النظر، نحسبه كذلك، ولا نزكيه على الله، كما نسأله سبحانه أن يمد في عمره على العافية، وتقوى الله سبحانه وتعالى، وينفع المسلمين بعلمه.
http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=1364&Itemid=45
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[07 - 08 - 07, 05:29 م]ـ
بارك الله فيك أخي وكيع ................. وجزيت الجنة ......... آمين
ـ[فهد الأطرم]ــــــــ[10 - 08 - 07, 02:28 ص]ـ
أسأل الله أن يبارك في الشيخ وأن ينفع به الإسلام والمسلمين .. آمين(43/290)
شرح مسائل الجاهلية للعلامة الامام عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
ـ[محمد مصطفى علي]ــــــــ[07 - 08 - 07, 09:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
«شَرْحُ كِتَابِ مَسَائِلِ الْجَاهِلِيَّةِ،
لِسَمَاحَةِ شَيْخِنَا العَلاَّمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْن
ـ خَتَمَ اللَّهُ لَهُ بِالحُسْنَى ـ.»
وصلة الشَّرحِ المُبَارَكِ:
http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...series_id=3417
دمتم بخير و رضا.
ـ[الاحسائي]ــــــــ[09 - 08 - 07, 10:11 م]ـ
نفع الله بشيخنا المبارك وجزاك الله خيرا ....
ـ[فهد الأطرم]ــــــــ[10 - 08 - 07, 02:22 ص]ـ
جزاك الله خير ..
ـ[محمد مصطفى علي]ــــــــ[10 - 08 - 07, 08:44 ص]ـ
الاخ الإحسائي
و الاخ فهد الأطرم
جزانا الله و اياكم
ـ[أبو ياسين الجزائري]ــــــــ[10 - 08 - 07, 03:57 م]ـ
- {{{{{جزاك الله خيرا}}}}} -
أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ـ[أبو ياسين الجزائري]ــــــــ[10 - 08 - 07, 04:06 م]ـ
- {{{{{جزاك الله خيرا}}}}} -
أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -(43/291)
ما معنى ميتة جاهلية؟
ـ[البتيري]ــــــــ[07 - 08 - 07, 03:05 م]ـ
بسم الله
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كره من أميره شيئا فليصبر، فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية "
رواه البخاري.
ما معنى ميتة جاهلية؟
هل معناها احباط العمل؟
ام انها بنفس معنى الجاهلية في حديث ابي ذر في البخاري: " إنك امرو فيك جاهلية ".
وجزاكم الله خيرا.
ـ[توبة]ــــــــ[07 - 08 - 07, 05:05 م]ـ
قوله: (فميتته جاهلية) في رواية للبخاري " مات ميتة جاهلية ".
وفي رواية له أخرى " فمات إلا مات ميتة جاهلية ".
وفي رواية لمسلم: " فميتته ميتة جاهلية " وفي أخرى له من حديث ابن عمر: {من خلع يدا من طاعة الله لقي الله ولا حجة له , ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية} وفي الرواية الأخرى من حديث ابن عباس المذكور: {فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية}
قال الكرماني: الاستفهام هنا بمعنى الاستفهام الإنكاري: أي ما فارق الجماعة أحد إلا جرى له كذا أو حذف ما فهي مقدرة أو إلا زائدة أو عاطفة على رأي الكوفيين , والمراد بالميتة الجاهلية وهي بكسر الميم أن يكون حاله في الموت كموت أهل الجاهلية على ضلال وليس له إمام مطاع لأنهم كانوا لا يعرفون ذلك , وليس المراد أن يموت كافرا بل يموت عاصيا.
ويحتمل أن يكون التشبيه على ظاهره , ومعناه أنه يموت مثل موت الجاهلي وإن لم يكن جاهليا , أو أن ذلك ورد مورد الزجر والتنفير فظاهره غير مراد , ويؤيد أن المراد بالجاهلية التشبيه ما أخرجه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان وصححه من حديث الحارث بن الحارث الأشعري من حديث طويل , وفيه: {من فارق الجماعة شبرا فكأنما خلع ربقة الإسلام من عنقه} وأخرجه البزار والطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس , وفي سنده جليد بن دعلج وفيه مقال , وقال: من رأسه بدل من عنقه. قوله: (فوا ببيعة الأول فالأول) فيه دليل على أنه يجب على الرعية الوفاء ببيعة الإمام الأول , ثم الأول ولا يجوز لهم المبايعة للإمام الآخر قبل موت الأول.
نيل الأوطار للشوكاني
ـ[البتيري]ــــــــ[08 - 08 - 07, 02:36 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[توبة]ــــــــ[08 - 08 - 07, 03:02 م]ـ
وجازاك الله مثله.
ـ[عبدالله آل حسين التميمي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 04:13 م]ـ
توضيح صحيح جزى الله خيرا من افاده
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[08 - 08 - 07, 07:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاه
فائدة تشد لها الرحال
جزى الله تعالى السائل والمجيب خيرا
ـ[توبة]ــــــــ[11 - 08 - 07, 05:44 م]ـ
جازاكم الله بالمثل.(43/292)
من قائل هذه الأبيات عن الأشاعرة ...
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[08 - 08 - 07, 11:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أعرف من قائل هذه الأبيات التي يذم فيه الأشاعرة
وفي أي كتاب له؟؟؟؟؟؟؟؟
الأشعرية ضلال زنادقة ii إخوان من عبد العزى مع اللات
بربهم كفروا جهرا ii وقولهم إذا تدبريه من أسوى ii المقالات
ينفون ما أثبتوا عودا ii لبدئهم عقائد القوم من أوهى المحالات ii
وشكرا لكم
ـ[المقدادي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 12:45 م]ـ
رواها الامام الدشتي - في الجزء الذي صنفه في إثبات الحد - بسنده الى احد اهالي أصبهان
ـ[فيصل]ــــــــ[10 - 08 - 07, 04:26 ص]ـ
ولا يخفى ما بها من شطط
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 - 08 - 07, 05:44 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=60945&highlight=%C8%D1%C8%E5%E3(43/293)
ابن مسعود والخوارج
ـ[عمر اليمني]ــــــــ[08 - 08 - 07, 01:34 م]ـ
كثيرا مانرى قيام بعض الناس ياقامة الموالد والتجمعات في ذكرى مولد النبي
وعندما نقول لهم ان ذلك لايجوز يقولون لنا
هي أدعية وأذكار وقصائد شعرية ..
لكن هناك قصة حصلت بين سيدنا عبدالله ابن عباس والخوارج
عندما وجدهم يسبحون بالحصى عند خسوف القمر فقال لهم (حسب ماتذكر)
اما انكم اتقى من رسول الله
او 0000
انا لا اتذكر الرواية لكني سمعتها في احدى الفضائيات
اتمنى من يعرف شيء عن هذة الرواية ان يذكرها هنا
جزاكم الله خيرا اخواني(43/294)
استشكال العلماء قول ابن شهاب الزهري:"الإسلام الكلمة والإيمان العمل"
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - 08 - 07, 07:12 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
قال ابن حجر:قال الزهري فنرى أن الإسلام الكلمة والإيمان العمل وقد استشكل هذا بالنظر إلى حديث سؤال جبريل فإن ظاهره يخالفه ويمكن أن يكون مراد الزهري أن المرء يحكم بإسلامهويسمى مسلما إذا تلفظ بالكلمة أي كلمه الشهادة وأنه لا يسمى مؤمنا إلا بالعمل.
والعمل يشمل عمل القلب والجوارح , وعمل الجوارح يدل على صدقه.
وأما الإسلام المذكور في حديث جبريل فهو الشرعي الكامل المراد بقوله تعالى {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه}
فتح الباري (1|82)
قال الشيخ حافظ حكمي:ما رواه الخطابي عن الزهري أنه قال: الإسلام الكلمة والإيمان العمل هذا عندي فيه نظر.
فإنه غير قيم المبنى ولا واضح المعنى , والزهري إمام عظيم من كبار حملة الشريعة لا يجهل مثل هذا , وليس هذه العبارة محفوظة عنه من وجه يصح بهذه الحروف.
فإن صح النقل عنه ففي الكلام تصحيف وإسقاط لعل الصواب فيه هكذا الإسلام الكلمة والإيمان والعمل فسقطت الواو العاطفة للعمل على الإيمان , وهذا متعين لموافقته قول أهل السنة قاطبة أن الإيمان اعتقاد وقول وعمل.
والزهري من أكبر أئمتهم وقد تقدم قوله معهم فيما روى الشافعي عنهم رحمهم الله تعالى ويكون عنى بالإسلام الدين كله كما عنى غيره بالإيمان الدين كله.
ومما يدل على ذلك استدلاله بالآية المذكورة فإنه لا يستقيم إلا على هذا ولا يستقيم على معنى الأول لإهمال الاعتقاد فيه الموجود في قوله تعالى: {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} الحجرات 14 الآية.
معارج القبول (2|605)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:وأما ما ذكره أحمد في الإسلام فاتبع فيه الزهري حيث قال فكانوا يرون الإسلام الكلمة والإيمان العمل في حديث سعد بن أبى وقاص وهذا على وجهين فإنه قد يراد به الكلمة بتوابعها من الأعمال الظاهرة وهذا هو الإسلام الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال الإسلام أن تشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت.
وقد يراد به الكلمة فقط من غير فعل الواجبات الظاهرة وليس هذا هو الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام لكن قد يقال إسلام الأعراب كان من هذا فيقال الأعراب وغيرهم كانوا إذا أسلموا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ألزموا بالأعمال الظاهرة الصلاة والزكاة والصيام والحج ولم يكن أحد يترك بمجرد الكلمة بل كان من أظهر المعصية يعاقب عليها وأحمد إن كان أراد في هذه الرواية أن الإسلام هو الشهادتان فقط فكل من قالها فهو مسلم فهذه إحدى الروايات عنه والرواية الأخرى لا يكون مسلما حتى يأتي بها ويصلى فإذا لم يصل كان كافرا و الثالثة أنه كافر بترك الزكاة أيضا و الرابعة أنه يكفر بترك الزكاة إذا قاتل الإمام عليها دون ما إذا لم يقاتله وعنه أنه لو قال أنا أؤديها ولا أدفعها إلى الإمام لم يكن للإمام أن يقتله وكذلك عنه رواية أنه يكفر بترك الصيام والحج إذا عزم أنه لا يحج أبدا.
ومعلوم أنه على القول بكفر تارك المباني يمتنع أن يكون الإسلام مجرد الكلمة بل المراد أنه إذا أتى بالكلمة دخل في الإسلام وهذا صحيح فإنه يشهد له بالإسلام ولا يشهد له بالإيمان الذي في القلب ولا يستثنى في هذا الإسلام لأنه أمر مشهور لكن الإسلام الذي هو أداء الخمس كما أمر به يقبل الاستثناء فالإسلام الذي لا يستثنى فيه الشهادتان باللسان فقط فإنها لا تزيد ولا تنقص فلا استثناء فيها.
مجموع الفتاوى (7|258)
وقال أيضا:وتعليل أحمد وغيره من السلف ما ذكروه في اسم الإيمان يجيء في اسم الإسلام فإذا أريد بالإسلام الكلمة فلا استثناء فيه كما نص عليه أحمد وغيره وإذا أريد به من فعل الواجبات الظاهرة كلها فالاستثناء فيه كالاستثناء في الإيمان ولما كان كل من أتى بالشهادتين صار مسلما متميزا عن اليهود والنصارى تجري عليه أحكام الإسلام التي تجري على المسلمين كان هذا مما يجزم به بلا استثناء فيه.
فلهذا قال الزهري الإسلام الكلمة وعلى ذلك وافقه أحمد وغيره وحين وافقه لم يرد أن الإسلام الواجب هو الكلمة وحدها؛ فإن الزهري أجل من أن يخفى عليه ذلك ولهذا أحمد لم يجب بهذا في جوابه الثاني خوفا من أن يظن أن الإسلام ليس هو إلا الكلمة.
مجموع الفتاوى (7|415)(43/295)
عالم سني يهزم علماء الشيعة
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[09 - 08 - 07, 03:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إليكم هذه القصة التي حصلت في عصر الشاه في ايران
استدعى الشاه علماء من السنه وعلماء من الشيعةحتى يقرب بينهم وينظر الى وجه الاختلاف بينهم
علماء الشيعة جاؤوا كلهم
أما علماء السنه لم يأت منهم الا واحد بعد ان تأخرعليهم!!
فلما دخل عليهم كان حاملا حذاءه تحت إبطه:
نظر إليه علماء الشيعة فقالوا:
لماذا تدخل على الشاه وانت حامل حذاءك؟؟؟
قال لهم: لقد سمعت أن الشيعة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم
كانوايسرقون الأحذية!!
فقالوا: لم يكن هناك في عصر الرسول شيعه!!!
فقال: اذن انتهت المناظرة من أين أتيتم بدينكم؟
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[12 - 08 - 07, 02:01 ص]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 03:33 ص]ـ
يشبه هذا ما جاء في اعتقاد أهل السنة: يذكر أهل العلم أن أعرابياً أتى عمرو بن عبيد، فقال له: إن ناقتي سُرقت، فادع الله أن يردها عليَّ.
قال عمرو بن عبيد: اللهم إن ناقة هذا الفقير سُرقت، ولم تُرِدْ سرقتها، اللهمّ ارددها عليه.
فقال الأعرابي: الآن ذهبت ناقتي، وأيست منها.
قال: كيف؟
قال: لأنه إذا أراد أن لا تُسرق فسرِقت، لم آمن أن يريد رجوعها فلا ترجع، ونهض من عنده منصرفاً
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 03:39 ص]ـ
ويشبه كذلك قصة أبي اسحاق الاسفراييني مع القاضي عبد الجبار المعتزلي أمام الصاحب ابن عباد، فقد تواعد الرجلان على المناظرة، فسبق المعتزلي الى المجلس، فلما دخل أبو اسحاق وأراد الجلوس قال عبد الجبار:
سبحان من تنزه عن الفحشاء.
فقال أبو اسحاق: سبحان من لا يقع في ملكه إلا من يشاء.
فقال القاضي: أيشاء ربنا أن ييعصى؟
فقال أبو اسحاق: أيعصى ربنا قهراً؟
فقال القاضي: أرأيت إن منعني الهدى، وقضى علي بالردى، أحسن إلي أم أساء؟
فقال أبو اسحاق: إن منعك ما هو لك فقد أساء، وإن منعك ما هو له فهو يختص برحمته من يشاء. فبهت القاضي.(43/296)
الحوقلة مفهومها ودلالتها العقدية / الشيخ:عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[09 - 08 - 07, 01:01 م]ـ
الحوقلة مفهومها ودلالتها العقدية
إعداد:
أ د. عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
الأستاذ في كلية الدعوة وأصول الدين في الجامعة
المقدمة
الحمد لله ربّ العالمين، به سبحانه نستهدي، وإياه نستكفي، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم، وهو المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
أما بعد؛ فإنَّ للأذكار الشرعية مكانةً عالية في الدين، ومنزلة رفيعة في نفوس المؤمنين، وهي من أجل القربات، وأفضل الطاعات، ولها من الثمار اليانعة والفضائل المتنوعة والخيرات المتوالية في الدنيا والآخرة ما لا يحصيه ويحيط به إلاّ الله عز وجل.
والكتاب والسنة مليئان بالشواهد العديدة والأدلة المتنوعة على فضل الذكر ورفيع قدره وعلو مكانته وكثرة عوائده وفوائده على أهله الملازمين له والمحافظين عليه.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً}.
وقال تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}.
وقد أخرج الترمذي،وابن ماجه، والحاكم وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا أنبّئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق، وخيرٌ لكم من أن تلقوا عدوَّكم فتضربوا أعناقَهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله".
وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"سبق المفرِّدون، قالوا: وما المفرِّدون يا رسول الله؟ قال: الذّاكرون الله كثيراً والذّاكرات".
وروى البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثلُ الذي يذكر ربَّه والذي لا يذكر ربَّه مثلُ الحيّ والميّت".
والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
ثم إنَّ هذه الأذكار الشرعية إضافة إلى دلالة النصوص على عظم فضلها وكثرة خيراتها وعوائدها، فإنَّها تمتاز بكمال معناها وجمال ألفاظها وتنوع دلالاتها وقوة تأثيرها وشمولها لحقائق الإيمان وأبواب الخير، فهي من جوامع كلم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومن محاسن هذا الدّين العظيم، مع الأمن الكامل فيها من الشطط والانحراف في المعاني والدلالات أو التكلف والتقعر في الألفاظ والعبارات.
بل جاءت بألفاظ جزلة وكلمات مختصرة ودلالات عميقة، فهي يسيرٌ لفظُها ونطقها، عظيم معناها ومقصودها، كثير أجرها وثوابها، واسعة خيراتها ومنافعها، متعددة فوائدها وثمراتها.
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك وأرشد إليه بقوله عليه الصلاة والسلام في وصف أحد هذه الأذكار: "كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم".
وهذا شأن جميع الأذكار الشرعية خفيفةٌ على اللسان، ثقيلةٌ في الميزان، حبيبةٌ إلى الرحمن، مع التفاضل بينها والتمايز حسبما دلت عليه نصوص الشريعة.
ومع ما في الأذكار الشرعية من الكمال والجمال في معانيها ومبانيها إلاّ أنَّك ترى في كثير من عوام المسلمين من يعدل عنها وينصرف إلى أذكار مخترعة وأدعية مبتدعة ليست في الكتاب ولا في السنة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: ((ومن أشدّ الناس عيباً من يتخذ حزباً ليس بمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان حزباً لبعض المشايخ، ويدع الأحزاب النبوية التي كان يقولها سيّد بني آدم وحجة الله على عباده)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/297)
يضاف إلى ذلك ما لدى كثير من المسلمين من الجهل وعدم العلم بمعاني الأذكار الشرعية العظيمة ودلالاتها النافعة القويمة، مما يستوجب مضاعفة العناية بالأذكار النبوية علماً وتعليما، وشرحاً وبيانا، وتوضيحاً وتذكيرا، لتعلم مراميها، وتفهم مقاصدها، وتتضح دلالتها، لتؤدّي بذلك ثمراتها النافعة، وفوائدها الحميدة وخيرها المستمر.
قال ابن القيم – رحمه الله -: ((وأفضل الذكر وأنفعه ما واطأ القلب اللسان، وكان من الأذكار النبوية، وشهد الذاكر معانيه ومقاصده)).
هذا وإنَّ من الأذكار النبوية العظيمة التي كان يحافظ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكثر من قولها، ويحثّ على الإكثار منها والعناية بها "الحوقلة"، وهي قول ((لا حول ولا قوة إلاّ بالله))، فإنَّ هذه الكلمة العظيمة لها من الفضائل والفوائد والثمار ما لا يحصيه إلاّ الله، وفيها من المعاني العميقة والدلالات المفيدة ما يثبت الإيمان، ويقوي اليقين، ويزيد صلة العبد بربّ العالمين.
ولما كان الأمر بهذه المثابة وعلى هذا القدر من الأهمية رأيت إفرادَ هذه الكلمة بهذا البحث الذي جعلته بعنوان ((الحوقلة: مفهومها، وفضائلها، ودلالاتها العقدية)).
ورغم أهمية هذا الموضوع وشدّة الحاجة إليه إلاّ أني لم أر من أفرده بالتأليف سوى رسالتين:
إحداهما: لجلال الدين السيوطي، سمّاها ((شرح الحوقلة والحيعلة)) وهي من أول تأليفه سنة ((886 هـ)) كما في كشف الظنون للحاج خليفة، ولم أقف عليها.
الثانية: لجمال الدين يوسف بن عبد الهادي، أسماها ((فضل لا حول ولا قوة إلاّ بالله))، وقد خصها بذكر ما يتعلق بفضل هذه الكلمة.
وقد رأيت أن يكون طرقي لهذا الموضوع من خلال المباحث التالية:
المبحث الأول: مفهوم الحوقلة.
المبحث الثاني: فضائلها.
المبحث الثالث: دلالاتها العقدية.
المبحث الرابع: في التنبيه على بعض المفاهيم الخاطئة فيها.
ومن الله تبارك وتعالى أستمد العون واستمنح التوفيق، فلا حول ولا قوة إلاّ به، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
المبحث الأول: مفهوم الحوقلة:
أولاً: المراد بالحوقلة:
الحوقلة كلمةٌ منحوتة من " لا حول ولا قوة إلاّ بالله "، وهذا الباب سماعي، وهو من الفعل الرباعي المجرد كما هو مقررٌ في كتب الصرف.
والنحت ((هو أن ينحت من كلمتين أو أكثر كلمة واحدة تدل على معنى الكلام الكثير، وذلك على النحو التالي:
أ - النحت من كلمتين مركبتين تركيباً إضافياً مثلما نحتوا من عبد قيس: عبقسي.
ب – النحت من جملة مثل: بسمل أي: قال بسم الله، حوقل، قال: لا حول ولا قوة إلاّ بالله)).
ويقال لها أيضا ((الحولقة))، قال النووي – رحمه الله -: ((قال أهل اللغة: ويعبر عن هذه الكلمة بالحوقلة والحولقة …)).
وقال في موضع آخر: ((ويقال في التعبير عن قولهم لا حول ولا قوة إلاّ بالله الحوقلة، هكذا قاله الأزهري والأكثرون، وقال الجوهري الحولقة، فعلى الأول وهو المشهور الحاء والواو من الحول، والقاف من القوة، واللام من اسم الله تعالى، وعلى الثاني الحاء واللام من الحول، والقاف من القوة، والأول أولى لئلا يفصل بين الحروف)).
ويلاحظ على هذا أمران:
1 – أنَّ الذي ذكره الأزهري في تهذيب اللغة ونقله عن بعض أهل اللغة كالفراء وابن السكيت ((الحولقة)) وليس ((الحوقلة)).
2 – تعليل أولوية لفظ ((حوقل)) على لفظ ((حولق)) بحجة عدم الفصل بين الحروف غير واضح، لأنَّ ((حولق)) ليس فيها فصل بين الحروف.
ثانياً: معنى ((لا حول ولا قوة إلاّ بالله)):
الحول: هو التحرك، يقال: حال الرجل في متن فرسه يحول حولاً وحوُولاً إذا وثب عليه، وحال الشخص إذا تحرك، وكذلك كلُّ متحول عن حاله.
والقوة: هي الشدّة وخلاف الضعف، يقال: قوي الرجل، كرضي، فهو قويٌّ وتَقوَّى واقتوى أي: صار ذا شدّة، وقوّاه الله أي: أعطاه القوة وهي الشدّة وعدم الضعف.
فمعنى لا حول ولا قوة إلاّ بالله أي: لا تحول من حال إلى حال، ولا حصول قوة للعبد على القيام بأيِّ أمر من الأمور، إلاّ بالله، أي: إلاّ بعونه وتوفيقه وتسديده، وقد ورد في بيان معنى هذه الكلمة وتوضيح المراد بها عن السلف وأهل العلم نقول عديدة من ذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/298)
1 – قول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في ((لا حول ولا قوة إلاّ بالله)) أي: ((لا حول بنا على العمل بالطاعة إلاّ بالله، ولا قوة لنا على ترك المعصية إلاّ بالله)) رواه ابن أبي حاتم.
2 – وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّه قال في معناها أي ((لا حول عن معصية الله إلاّ بعصمته، ولا قوة على طاعته إلاّ بمعونته)).
3 – وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في معناها أي: ((أنا لا نملك مع الله شيئاً، ولا نملك من دونه، ولا نملك إلاّ ما ملكنا مما هو أملك به منا)).
4 – وسئل زهير بن محمد عن تفسير ((لا حول ولا قوة إلاّ بالله)) فقال: ((لا تأخذ ما تحبّ إلاّ بالله، ولا تمتنع مما تكره إلاّ بعون الله)) رواه ابن أبي حاتم.
5 – وسئل أبو الهيثم الرازي (ت276هـ) وهو إمام في اللغة عن تفسير ((لا حول ولا قوة إلاّ بالله)) فقال: ((الحول: الحركة، يقال حال الشخص إذا تحرك، فكأنّ القائل إذا قال: لا حول ولا قوة، يقول: لا حركة ولا استطاعة إلاّ بمشيئة الله)).
6 – وقيل معناها: ((لا حول في دفع شر، ولا قوة في تحصيل خير إلاّ بالله)).
وجميع هذه الأقوال متقاربة في الدلالة على المعنى المراد بهذه الكلمة العظيمة؛ ولهذا قال النووي – رحمه الله – بعد أن أورد بعض هذه الأقوال: ((وكلُّه متقاربٌ)).
ثالثاً: إعراب ((لا حول ولا قوة إلاّ بالله)):
((لا)): نافية للجنس.
((حول)): اسم لا، مبني على الفتح في محل نصب، وخبرها محذوف، وتقديره كائن أو موجود.
((ولا)) الواو عاطفة، ولا نافية للجنس أيضا.
((قوة)) اسم لا، وخبرها محذوف، وتقديره كائنة أو موجودة.
((إلاّ)) أداة استثناء.
((بالله)) جار ومجرور، متعلق بالخبر المحذوف.
وقد ذكر أهل اللغة أنَّه يجوز في إعراب ((لا حول ولا قوة إلاّ بالله)) خمسة أوجه، بيانها كما يلي:
1 – ((لا حولَ ولا قوةَ إلاّ بالله)) بفتحهما بلا تنوين.
2 – ((لا حولَ ولا قوةً إلاّ بالله)) بفتح الأولى ونصب الثاني منوناً.
3 – ((لا حولٌ ولا قوةٌ إلاّ بالله)) برفعهما منونين.
4 – ((لا حولَ ولا قوةٌ إلاّ بالله)) بفتح الأول ورفع الثاني منوناً.
5 – ((لا حولٌ ولا قوةَ إلاّ بالله)) برفع الأول منوناً وفتح الثاني.
وإلى هذه الوجوه الخمسة يشير ابن مالك – رحمه الله – في ألفيته حيث يقول:
عملَ إنّ اجعل للا في نكرة مفردةً جاءتك أو مكررة
فانصب بها مضافاً أو مضارعه وبعد ذاك الخبر اذكر رافعه
وركّب المفرد فاتحاً كلا حول ولا قوة والثان اجعلا
مرفوعاً أو منصوبا أو مركبا وإن رفعتَ أوّلاً لا تنصبا
ثم إنَّ في هذه الكلمة صيغةً من صيغ الحصر وهي ((إلاّ))، بل عدّها السكاكي من أهم صيغ الحصر.
قال الأخضري في أرجوزته مشيراً إلى صيغ الحصر:
وأدوات القصر إلاّ إنّما عطفٌ وتقديم كما تقدّما ()
المبحث الثاني: فضائل ((لا حول ولا قوة إلاّ بالله)):
لقد وردت نصوص كثيرة في السنة في بيان فضل هذه الكلمة وعظم شأنها، وقد تنوعت هذه النصوص في الدلالة على تشريف هذه الكلمة وتعظيمها،مما يدل بجلاء على عظم فضل هذه الكلمة ورفعة مكانتها، وأنها كلمة عظيمة ينبغي علىكلِّ مسلم أن يعنى بها ويهتمّ بها غاية الاهتمام، وأن يكثر من قولها لعظم فضلها عند الله، وكثرة ثوابها عنده،ولما يترتب عليها من خيرات متنوعة وفضائل متعددة في الدنيا والآخرة، ومما يدل على فضل هذه الكلمة العظيمة ما يلي:
1 – أنَّها وردت في عدة أحاديث مضمومة إلى الكلمات الأربع الموصفة بأنها أحبّ الكلام إلى الله.
فقد ثبت في المسند وسنن الترمذي والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما على الأرض رجلٌ يقول لا إله إلاّ الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله، إلاّ كُفِّرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/299)
وثبت في سنن أبي داود والنسائي والدار قطني وغيرهم عن ابن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن فعلّمني شيئاً يجزيني قال:" تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله "، فقال الأعرابي هكذا وقبض يديه فقال: هذا لله فما لي، قال:"تقول: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واهدني" فأخذها الأعرابي وقبض كفيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أمَّا هذا فقد ملأ يديه بالخير ".
2 – ورودها معدودةً في الباقيات الصالحات التي قال الله عنها: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً}.
فقد روي من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"استكثروا من الباقيات الصالحات، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: التكبير والتهليل والتسبيح والحمد ولا حول ولا قوة إلاّ بالله"، رواه أحمد وابن حبان والحاكم وغيرهم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، ولكن في إسناده أبو السمح دراج بن سمعان صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف، وهذا منها.
لكن جاء عدُّ لا حول ولا قوة إلاّ بالله في جملة " الباقيات الصالحات" عن غير واحد من الصحابة والتابعين، فقد روى الإمام أحمد في مسنده أنَّ أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه سئل عن " الباقيات الصالحات " ما هي؟ فقال: ((هي لا إله إلاّ الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله)).
وروى ابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّه سئل عن " الباقيات الصالحات " فقال: لا إله إلاّ الله، والله أكبر، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.
وعن سعيد بن المسيب قال: ((الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله)).
وروى ابن جرير الطبري عن عمارة بن صياد قال: ((سألني سعيد بن المسيب عن " الباقيات الصالحات "، فقلت: الصلاة والصيام، قال: لم تصب، فقلت: الزكاة والحج، فقال: لم تصب، ولكنَّهنَّ الكلمات الخمس: لا إله إلاّ الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله)).
وأثر ابن المسيب هذا يوهم أنَّ " الباقيات الصالحات " محصورةٌ في هؤلاء الكلمات الخمس، والذي عليه المحققون من أهل العلم أنَّ " الباقيات الصالحات" هنّ جميع أعمال الخير، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَات} قال: ((هي ذكر الله، قول لا إله إلاّ الله، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله، وأستغفر الله، وصلى الله على رسول الله، والصيام والصلاة والحج والصدقة والعتق والجهاد والصلة وجميع أعمال الحسنات وهن الباقيات الصالحات، التي تبقى لأهلها في الجنة ما دامت السموات والأرض)).
3 – إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أنَّها كنزٌ من كنوز الجنة.
فقد روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنا إذا علونا كبّرنا، وفي رواية: فجعلنا لا نصعد شرفاً ولا نعلو شرفاً ولا نهبط في واد إلاّ رفعنا أصواتنا بالتكبير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنَّكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، ولكن تدعون سميعاً بصيراً"، ثم أتى عليّ وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوة إلاّ بالله، فقال: "يا عبد الله بن قيس، قل: لا حول ولا قوة إلاّ بالله فإنَّها كنزٌ من كنوز الجنة"، أو قال:" ألا أدلك على كلمة هي كنزٌ من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلاّ بالله ".
قال بعض أهل العلم في التعليق على هذا الحديث: ((كان عليه [الصلاة و] السلام معلِّماً لأمته فلا يراهم على حالة من الخير إلاّ أحبّ لهم الزيادة،فأحب للذين رفعوا أصواتهم بكلمة الإخلاص والتكبير أن يضيفوا إليها التبري من الحول والقوة فيجمعوا بين التوحيد والإيمان بالقدر))، وقد جاء في الحديث:" إذا قال العبد لا حول ولا قوة إلاّ بالله، قال الله: أسلم واستسلم" رواه الحاكم بإسناد قال عنه الحافظ ابن حجر: ((قوي)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/300)
وفي رواية:" ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة؟ تقول: لا حول ولا قوة إلاّ بالله، فيقول الله عز وجل: أسلم عبدي واستسلم" رواه الحاكم وقال: ((صحيح ولا يحفظ له علة)) ووافقه الذهبي.
قال النووي – رحمه الله -: ((ومعنى الكنز هنا أنَّه ثواب مدخرٌ في الجنة، وهو ثوابٌ نفيسٌ كما أنَّ الكنز أنفس أموالكم)).
وقال ابن حجر – رحمه الله: ((كنزٌ من كنوز الجنة من حيث أنَّه يدخر لصاحبها من الثواب ما يقع له في الجنة موقع الكنز في الدنيا؛ لأنَّ من شأن الكانز أن يعد كنزه لخلاصه مما ينوبه والتمتع به فيما يلائمه)).
4 – ورود الأمر بالإكثار منها والإخبار أنَّها من غراس الجنة.
روى الإمام أحمد وابن حبان عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مرَّ على إبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام فقال: ((يا محمد مُرْ أمَّتَك أن يكثروا من غراس الجنة، قال: وما غراس الجنة؟ قال: لا حول ولا قوة إلاّ بالله)).
وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلاّ بالله فإنَّها كنزٌ من كنوز الجنة ".
5 – إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أنَّها بابٌ من أبواب الجنة.
روى الإمام أحمد والحاكم عن قيس بن سعد بن عبادة أنَّ أباه دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه قال: فمرّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وقد صليت فضربني برجله وقال:" ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ قلت: بلى، قال: لا حول ولا قوة إلاّ بالله".
6 – تصديق الله لمن قالها.
روى الترمذي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم، وغيرهم عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم، أنَّه شهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أنَّهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:" إذا قال العبد: لا إله إلاّ الله والله أكبر، قال: يقول الله تبارك وتعالى: صدق عبدي لا إله إلاّ أنا وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلاّ الله وحده، قال: صدق عبدي لا إله إلاّ أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلاّ الله لا شريك له، قال: صدق عبدي لا إله إلاّ أنا لا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلاّ الله له الملك وله الحمد، قال: صدق عبدي، لا إله إلاّ أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلاّ الله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله، قال: صدق عبدي لا إله إلاّ أنا ولا حول ولا قوة إلاّ بي".
ثم قال الأغر شيئاً لم أفهمه، قلتُ لأبي جعفر: ما قال؟ قال: ((من رُزِقهنّ عند موته لم تمسّه النار)).
وقال الترمذي: حديث حسن، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الشيخ الألباني ـ رحمه الله: وهو حديث صحيح.
قال ابن القيم – رحمه الله -: ((الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبدَه، فإنَّ الذاكر يخبر عن الله تعالى بأوصاف كماله ونعوت جلاله، فإذا أخبر بها العبد صدَّقه ربُّه، ومن صدّقه اللهُ تعالى لم يحشر مع الكاذبين، ورجي له أن يحشر مع الصادقين)).
فهذه بعض الفضائل الدالة على عظم مكانة هذه الكلمة، ورفعة شأنها، وكثرة عوائدها وفوائدها، وعظم ما يترتب عليها من أجور عظيمة وخيرات جليلة وفوائد متنوعة في الدنيا والآخرة.
وقد نظم ابن العراقي – رحمه الله – جملةً من الفضائل الواردة لهذه الكلمة في أبيات لطيفة فقال:
يا صاح أكثر قول لا حول ولا قوة إلاّ فهي للداء دوا
وإنَّها كنز من الجنة يا فوز امرئ لجنة المأوى أوا
له يقول ربنا أسلم لي عبدي واستسلم راضياً هوا
وأنشد أيضاً لنفسه:
تبرّأ من الحول والقوة تنل أيَّ كنز من الجنة
وسلِّم أمورك لله كي تبيت وتصبح في جنة
ولا ترج إن مسّ خطب سوى إلهك ذي الفضل والمنة
وواظب على الخير واحرص على أداء الفرائض والسنة
وكن سالم الصدر للمسلمين من غلٍّ وحقد ومن ظنَّةٍ
المبحث الثالث: دلائل ((لا حول ولا قوة إلاّ بالله)) العقدية:
إنَّ هذه الكلمة العظيمة التي سبق ذكر بعض فضائلها وبيان شيء من ميزاتها ومحاسنها ذاتُ دلالات عميقة ومعان جليلة تشهد بحسنها، وتدل على كماله وعظم شأنها وكثرة عوائدها وفوائدها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/301)
وإنَّ أحسن ما يستعان به على فهم دلالاتها ومعرفة معانيها ومقاصدها قولُ النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه:" ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة؟ تقول: لا حول ولا قوة إلاّ بالله، فيقول الله عز وجل: أسلم عبدي واستسلم".
وقد روى ابن عبد الهادي في كتابه " فضل لا حول ولا قوة إلاّ بالله " بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((من قال بسم الله فقد ذكر اللهَ، ومن قال الحمد لله فقد شكر الله، ومن قال: الله أكبر فقد عظّم اللهَ، ومن قال: لا إله إلاّ الله فقد وحّد الله، ومن قال: لا حول ولا قوة إلاّ بالله فقد أسلم واستسلم وكان له بها كنزٌ من كنوز الجنة)).
وروي عن ابن عمر أنَّه قال: ((سبحان الله هي صلاة الخلائق، والحمد لله كلمة الشكر، ولا إله إلاّ الله كلمة الإخلاص، والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض، وإذا قال: لا حول ولا قوة إلاّ بالله، قال الله تعالى: أسلم واستسلم)).
فهي كلمة إسلام واستسلام، وتفويض وتبرّؤ من الحول والقوّة إلاّ بالله، وأنَّ العبد لا يملك من أمره شيئاً، وليس له حيلةٌ في دفع شر، ولا قوةٌ في جلب خير إلاّ بإرادة الله تعالى، فلا تحوّل للعبد من معصية إلى طاعة، ولا من مرض إلى صحة، ولا من وهن إلى قوة، ولا من نقصان إلى كمال وزيادة إلاّ بالله، ولا قوة له على القيام بشأن من شؤونه، أو تحقيق هدفٍ من أهدافه أو غاية من غاياته إلاّ بالله العظيم، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فأزمّةُ الأمور بيده سبحانه، وأمور الخلائق معقودةٌ بقضائه وقدره، يصرفها كيف يشاء ويقضي فيها بما يريد، ولا رادّ لقضائه، ولا معقّب لحكمه، فما شاء كان كما شاء في الوقت الذي يشاء، على الوجه الذي يشاء من غير زيادة ولا نقصان، ولا تقدّم ولا تأخر، له الخلق والأمر، وله الملك والحمد، وله الدنيا والآخرة، وله النعمة والفضل،وله الثناء الحسن، شملت قدرته كلَّ شيء، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ}، ومن كان هذا شأنه فإنَّ الواجب الإسلامُ لألوهيته والاستسلام لعظمته، وتفويض الأمور كلِّها إليه، والتبرّؤُ من الحول والقوة إلاّ به، ولهذا تعبّد الله عباده بذكره بهذه الكلمة العظيمة التي هي باب عظيم من أبواب الجنة وكنز من كنوزها.
فهي كلمة عظيمةٌ تعني الإخلاص لله وحده بالاستعانة، كما أنَّ كلمة التوحيد لا إله إلاّ الله تعني الإخلاص لله بالعبادة، فلا تتحقق لا إله إلاّ الله إلاّ بإخلاص العبادة كلِّها لله، ولا تتحقق لا حول ولا قوة إلاّ بالله إلاّ بإخلاص الاستعانة كلِّها لله، وقد جمع الله بين هذين الأمرين في سورة الفاتحة أفضل سورة في القرآن، وذلك في قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فالأوّل تبرّؤٌ من الشرك، والثاني تبرّؤٌ من الحول والقوّة، وتفويضٌ إلى الله عز وجل، والعبادة متعلّقة بألوهية الله سبحانه، والاستعانة متعلّقة بربوبيّته، العبادة غاية، والاستعانة وسيلة، فلا سبيل إلى تحقيق تلك الغاية العظيمة إلاّ بهذه الوسيلة: الاستعانة بالله الذي لا حول ولا قوة إلاّ به.
ويمكن أن نلخص الدلالات العقدية لهذه الكلمة العظيمة في النقاط التالية:
1 – أنَّها كلمة استعانة بالله العظيم، فحريٌّ بقائلها والمحافظ عليها أن يظفر بعون الله له وتوفيقه وتسديده.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: ((وقول " لا حول ولا قوة إلاّ بالله " يوجب الإعانةَ؛ ولهذا سنّها النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال المؤذّن: حيّ على الصلاة، فيقول المجيب: لا حول ولا قوة إلاّ بالله، فإذا قال: حي على الفلاح، قال المجيب: لا حول ولا قوة إلاّ بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/302)
وقال المؤمن لصاحبه: {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ} ولهذا يؤمر بهذا من يخاف العين على شيء، فقوله: ما شاء الله، تقديره: ما شاء الله كان، فلا يأمن؛ بل يؤمن بالقدر ويقول: لا قوّة إلاّ بالله، وفي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه المتفق عليه،أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"هي كنز من كنوز الجنة" والكنز مال مجتمع لا يحتاج إلى جمع؛ وذلك أنَّها تتضمن التوكل والافتقار إلى الله تعالى.
ومعلوم أنَّه لا يكون شيء إلاّ بمشيئة الله وقدرته، وأنَّ الخلق ليس منهم شيء إلاّ ما أحدثه الله فيهم، فإذا انقطع طلب القلب للمعونة منهم وطلبها من الله فقد طلبها من خالقها الذي لا يأتي بها إلاّ هو، قال تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} وقال تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ} وقال تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وقال تعالى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ}.
وقال صاحب يس: {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} ولهذا يأمر الله بالتوكل عليه وحده في غير موضع، وفي الأثر: من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن سره أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده)).
ولهذا ورد في السنة مشروعية قول هذه الكلمة عند خروج المسلم من منزله لقضاء أموره الدينية أو الدنيوية استعانةً بالله واعتماداً عليه، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من قال – يعني إذا خرج من بيته – بسم الله، توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله تعالى، يقال له: كفيت، ووقيت، وهديت، وتنحى عنه الشيطان، فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي " رواه أبو داود والترمذي، وقال حديث حسن صحيح.
ولهذا أيضاً جعل بعض أهل العلم هذه الكلمة في مستهل ومفتتح مؤلفاتهم طلباً للإعانة من الله عز وجل كما في مقدمة صريح السنة للطبري، والأربعين في دلائل التوحيد للهروي، والصفات للدار قطني وغيرها.
2 - تضمنها الإقرار بربوبيّة الله وأنَّه وحده الخالق لهذا العالم، المدبّر لشؤونه، المتصرف فيه بحكمته ومشيئته، لا يقع شيءٌ في هذا العالم من حركة أو سكون، أو خفض أو رفع، أو عز أو ذل، أو عطاء أو منع إلاّ بإذنه، يفعل ما يشاء ولا يُمانع ولا يُغالب، بل قد قهر كلَّ شيء، ودان له كلُّ شيء، كما قال تعالى: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، وقال تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ}، وقال تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ}، فالقائل لتلك الكلمة مقرٌّ بهذا، مذعن به، معترف أنَّ أموره كلَّها بيد ربّه ومليكه وخالقه لا قدرة له على شيء ولا حول ولا قوة إلاّ بإذن ربّه ومولاه، وبتوفيق سيّده ومليكه، ولهذا إليه يلجأ، وبه يستعين، وعليه يعتمد في كلِّ أحواله وفي جميع شؤونه.
3 – تضمنها الإقرار بأسماء الله وصفاته، إذ القائل لهذه الكلمة ـ ولا بد ـ مقرٌّ بأنَّ المدعو المقصود الملتجأ إليه بهذه الكلمة غنيٌّ بذاته، وكلُّ ما سواه فقيرٌ إليه، قائم بذاته وكلُّ ما سواه لا يقوم إلاّ به، قديرٌ لذاته وكلُّ ما سواه عاجز لا قدرة له إلاّ بما أقدره، متصف بجميع صفات الكمال ونعوت العظمة والجلال، وكلُّ ما سواه ملازمه النقص، وليس الكمال المطلق إلاّ له سبحانه وتعالى، فلعظمة أسمائه وكمال نعوته وصفاته استحق أن يقصد وحده، وأن لا يلجأ إلاّ إليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/303)
4 – وفي هذا دلالةٌ وإشارة إلى التلازم بين التوحيد العلمي بقسميه: توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، والتوحيد العملي الذي هو توحيد الألوهية.
فإنَّ العبد إذا أقرّ بربوبية الله وكماله في أسمائه وصفاته فإنَّ ذلك يستلزم أن لا يلجأ إلاّ إليه، ولا يقصد أحداً سواه، وإن لم يفعل ذلك فإنَّه لا يكون موحداً بمجرد إقراره بربوبيّة الله وإيمانه بأسماء الله وصفاته، فلو أقرّ بما يستحقه الرب تعالى من الصفات، ونزهه عن كلِّ ما ينزه عنه، وأقرّ بأنه وحده خالق كلِّ شيء لم يكن من أهل الإيمان والتوحيد ما لم يشهد أنَّه لا إله إلاّ الله، ويعمل بمقتضى ذلك فلا يعبد إلاّ إيّاه، ولا يتوكل إلاّ عليه، ولا يعمل إلاّ لأجله.
5 – تضمنها الإقرار بألوهية الله، وأنَّه وحده المعبود بحق ولا معبود بحق سواه، وذلك في قوله ((إلاّ بالله)).
والله معناه كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: ((ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين))، وقد جمع رضي الله عنه في هذا التفسير بين ذكر الألوهية وهي الوصف المتعلق بالله من هذا الاسم فهو سبحانه المألوه المعبود المرجو المطاع الذي لا يستحق العبادة أحدٌ سواه، وبين وصف العبد وهو العبودية؛ إذ إنَّ عباد الله هم الذين يعبدونه ويألهونه ويقومون بطاعته وحده لا شريك له.
ثم إنَّ هذا الاسم مستلزمٌ لجميع أسماء الله الحسنى دالٌ عليها بالإجمال، والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين له، ولهذا كان من خصائص هذا الاسم أنَّ الله جلّ وعلا يضيف سائر الأسماء إليه كقوله: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ويقال: العزيز الحكيم الرحيم من أسماء الله، ولا يقال الله من أسماء الرحمن، فلهذا الاسم شأنه ومكانته وخصائصه.
قال ابن منده – رحمه الله -: ((فاسم الله معرفة ذاته، منع الله عز وجل خلْقَه أن يتسمّى به أحدٌ من خلقه، أو يدعى باسمه إله من دونه، جعله أوّلَ الإيمان، وعمود الإسلام، وكلمة الحق والإخلاص، ومخالفة الأضداد والإشراك فيه، يحتجز القائل من القتل، وبه تفتتح الفرائض وتنعقد الأيمان، ويستعاذ من الشيطان، وباسمه يفتتح ويختم الأشياء، تبارك اسمه ولا إله غيره)).
6 – تضمنها الإيمان بقضاء الله وقدره، ولهذا ترجم لها الإمام البخاري في كتاب القدر من صحيحه بقوله: ((باب: لا حول ولا قوة إلاّ بالله))، ودلالة هذه الكلمة على الإيمان بالقدر ظاهرة؛ إذ فيه تسليم العبد واستسلامه وتبرّؤه من الحول والقوة، وأنَّ الأمورَ إنَّما تقع بقضاء الله وقدره.
قال ابن بطال: ((كان عليه [الصلاة و] السلام معلِّماً لأمته فلا يراهم على حالة من الخير إلاّ أحبّ لهم الزيادة، فأحبّ للذين رفعوا أصواتهم بكلمة الإخلاص والتكبير أن يضيفوا إليها التبرّي من الحول والقوّة فيجمعوا بين التوحيد والإيمان بالقدر)).
7 – أنّ فيها معنى الدعاء الذي هو روح العبادة ولبُّها، وقد ذكر الإمام البخاري – رحمه الله – في كتاب الدعوات من صحيحه باباً بعنوان: ((باب قول لا حول ولا قوّة إلاّ بالله))، فهي من جملة الأدعية النبوية النافعة المشتملة على معاني الخير وجوامع الكلم.
8 – أنَّ فيها الإيمان بمشيئة الله النافذة، وأنَّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنّ مشيئة العبد تحت مشيئة الله، كما قال الله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} فلا قدرة للعبد على القيام بما يشاء من الخير وما يريده من المصالح إلاّ أن يشاء الله، قال الله تعالى: {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ}.
9 – أنَّ فيها الإقرارَ من العبد بفقره واحتياجه إلى ربّه في جميع أحواله وكافة شؤونه، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}.
وقد بيّن الله سبحانه في هذه الآية الكريمة أنّ فقر العباد إليه أمر ذاتي لهم لا ينفك عنهم، وهو ثابتٌ لهم لذواتهم وحقائقهم من كلِّ وجه، لا غنى لهم عن ربّهم وسيّدهم طرفة عين ولا أقلّ من ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/304)
قال ابن القيم – رحمه الله -: ((اعلم أنَّ كلَّ حي – سوى الله – فهو فقيرٌ إلى جلب ما ينفعه ودفع ما يضرّه، والمنفعة للحيّ من جنس النعيم واللذّة، والمضرّة من جنس الألم والعذاب، فلا بد من أمرين: أحدهما هو المطلوب المقصود المحبوب الذي ينتفع به ويتلذذ به، والثاني هو المعين الموصل المحصل لذلك المقصود والمانع لحصول المكروه والدافع له بعد وقوعه.
فهاهنا أربعة أشياء: أمر محبوب مطلوب الوجود، والثاني أمر مكروه مطلوب العدم، والثالث الوسيلة إلى حصول المحبوب، والرابع الوسيلة إلى دفع المكروه، فهذه الأمور الأربعة ضرورية للعبد، بل ولكلِّ حي سوى الله، لا يقوم صلاحه إلاّ بها.
إذا عرف هذا فالله سبحانه هو المطلوب المعبود المحبوب وحده لا شريك له، وهو وحده المعين للعبد على حصول مطلوبه، فلا معبود سواه ولا معين على المطلوب غيره، وما سواه هو المكروه المطلوب بعده، وهو المعين على دفعه، فهو سبحانه الجامع للأمور الأربعة دون ما سواه، وهذا معنى قول العبد {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فإنَّ هذه العبادة تتضمن المقصود المطلوب على أكمل الوجوه، والمستعان هو الذي يستعان به على حصول المطلوب ودفع المكروه، فالأوّل من مقتضى ألوهيّته، والثاني من مقتضى ربوبيّته)).
10 - أهمية الارتباط بالله في جميع الأمور الدينية والدنيوية،وإذا صح هذا الأمر من العبد قوي يقينه وزاد إخلاصه وعظمت ثقته بالله،والمؤمن الصادق يصحبه هذا الأمر في كلِّ أحواله وجميع شؤونه، فهو في صلاته وصيامه وحجه وبره وغير ذلك من أمور دينه يطلب الحولَ والقوّة على تحقيق ذلك والقيام به وتتميمه من الله تعالى، وفي جلبه للرزق وطلبه للمباح وغير ذلك من أمور دنياه يطلب الحول والقوة على تحصيل ذلك ونيله من الله تبارك وتعالى، فهو معتمد على الله في جلب حوائجه وحظوظه الدنيوية ودفع مكروهاته ومصائبه، ومعتمد على الله في حصول ما يحبّه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والصلاة والصيام والحج والجهاد والدعوة وغير ذلك.
11 – أنّ فيها رداًّ على القدريّة النفاة، الذين ينفون قدرة الله ويجعلون العبد هو الخالق لفعل نفسه دون أن يكون لله عليه قدرة، فقول العبد ((لا حول ولا قوّة إلاّ بالله)) فيه إثبات القدرة والمشيئة لله، وأنّ حول العبد وقوّته إنَّما يكون بالله، ولهذا كانت هذه الكلمة متضمنةً الردّ على القدريّة النافين لذلك.
قال ابن بطال: ((هذا بابٌ جليل في الردّ على القدرية؛ وذلك أنَّ معنى لا حول ولا قوة إلاّ بالله أي: يخلق الله له الحول والقوّة وهي القدرة على فعله للطاعة أو المعصية كما ورد عنه عليه الصلاة والسلام أنَّ الباري تعالى خالق لحول العبد وقدرته على مقدوره، وإذا كان خالقاً للقدرة فلا شك أنَّه خالق للشيء المقدور)).
12 – أنَّ فيها رداًّ على الجبرية النافين لمشيئة العبد وقدرته القائلين بأنَّ الإنسان مجبور على فعل نفسه، وأنَّه كالورقة في مهب الريح لا حول له ولا قدرة، فقول ((لا حول ولا قوّة إلاّ بالله)) متضمنٌ إبطال ذلك وتكذيبه، وذلك لتضمنها إثبات القوّة والحول للعبد، وأنَّ ذلك إنَّما يقع له بمشيئة الله وقدرته {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.
فهذه بعض دلالات هذه الكلمة العظيمة، وشيء من معانيها الجليلة الدالة على رفعة مكانتها وعظم شأنها وكثرة فوائدها وعوائدها والله تعالى أعلم.
المبحث الرابع: في التنبيه على بعض المفاهيم الخاطئة حول ((لا حول ولا قوّة إلاّ بالله))
مر معنا في المباحث السابقة معنى هذه الكلمة العظيمة وشيء من فضائلها، وذكر جملة من دلائلها العقدية، وسيكون الحديث في هذا المبحث عن ذكر بعض المفاهيم الخاطئة المتعلقة بهذه الكلمة سواء في لفظها أو في معناها.
1 – فمن ذلك أنَّ من الناس من يخطئ في استعمال هذه الكلمة فيجعلها كلمة استرجاع ولا يفهم منها معنى الاستعانة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: ((وذلك أنّ هذه الكلمة (أي: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله) هي كلمة استعانة لا كلمة استرجاع، وكثيرٌ من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع، ويقولها جزعاً لا صبراً)).
2– ومن ذلك ما حكاه بعض أهل اللغة أنّه يقال فيها ((لا حيل ولا قوّة إلاّ بالله)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/305)
قال النووي – رحمه الله: ((وحكى الجوهري لغةً غريبة ضعيفة أنَّه يقال لا حيل ولا قوّة إلاّ بالله بالياء،وقال الحيل والحول بمعنى)).
3 – ومن ذلك اختصار بعض العوام لها عند نطقها بقولهم ((لا حول الله))، وهذا من الاختصار المخلِّ، مع ما فيه من الغفلة عن كمال الأذكار الشرعية في مبانيها ومعانيها.
وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – عن ذلك فقال: ((كأنّهم يريدون ((لا حول ولا قوّة إلاّ بالله)) فيكون الخطأ فيها في التعبير، والواجب أن تعدل على الوجه الذي يراد بها فيقال ((لا حول ولا قوّة إلاّ بالله)).
4 – ومن ذلك تحريف معناها عن غير وجهه وصرف دلالاتها عن مقصودها بالتأويلات البعيدة والتحريفات الباطلة، كقول يحيى بن ربيع الأشعري ((فإنَّها – أي كلمة لا حول ولا قوّة إلاّ بالله – توقف على كلِّ جهة ما يليق بها، وتجعل للعبد قدرة كسبية حالية، وتجعل الإسناد للرب سبحانه وتعالى عن كلِّ شريك في ذاته وصفاته وأفعاله، وتثبت الاقتدار من العبد، وتثبت أحوالاً بلا واسطة وقدرة في جبر، وهذا من الحُكْم العجيب جاءهم ليوافق قوله لا حول ولا قوّة إلاّ بالله على نصّها من غير تأويل)).
قلت: بل هو عين التأويل الباطل، حيث جعل هذه الكلمة دالة على قول الأشاعرة بأنَّ العبد له قدرة غير مؤثرة يسمونها الكسب، ومحصل ذلك تقرير قول الجبرية القائلين بنفي القدرة عن العبد؛ إذ لا فرق بين من يثبت للعبد قدرة غير مؤثرة، وبين من ينفي قدرته أصلاً، ولهذا صرح هنا بأنَّها ((قدرة في جبر)) لأنَّها قدرة غير مؤثرة، وغاية ذلك أنَّ العبد مجبور على فعل نفسه كقول الجهمية سواء، والله أعلم.
وختاماً فإني أحمد الله الكريم على ما منّ به ويسر من إعداد هذا البحث، وأسأله سبحانه أن يتقبله بقبول حسن، وأن يجعله نافعاً لعباده، إنَّه جوّاد كريم، وهو سبحانه أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل.
فهرس المراجع
ـ الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان: لعلاء الدين بن بلبان، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت.
ـ ألفية ابن مالك: لابن مالك، دار الباز، مكة المكرمة.
ـ تصريف الأفعال ومقدمة الصرف: لعبد الحميد عنتر، طبعة الجامعة الإسلامية.
ـ التطبيق الصرفي: للدكتور عبده الراجحي، طبعة دار النهضة العربية، بيروت.
ـ تقريب التهذيب: لابن حجر، تحقيق أبي الأشبال صغير أحمد شاغف الباكستاني، دار العاصمة، الأولى 1416هـ.
ـ تهذيب اللغة: للأزهري، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار القومية العربية، القاهرة، 1384 هـ.
ـ التوحيد: لابن منده، تحقيق د/ علي ناصر فقيهي، الجامعة الإسلامية.
ـ الجامع لأحكام القرآن: للقرطبي، دار الكتب العلمية، بيروت.
ـ الجوهر المكنون في علم البلاغة: لعبد الرحمن الأخضري، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، 1415 هـ.
ـ الدر المنثور في التفسير بالمأثور: للسيوطي، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، 1403 هـ.
ـ سلسلة الأحاديث الصحيحة: للألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الثالثة 1403هـ.
ـ سنن أبي داود: تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار إحياء السنة النبوية.
ـ سنن ابن ماجه: تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية.
ـ سنن الترمذي: تحقيق أحمد شاكر، دار إحياء التراث العربي.
ـ سنن الدارقطني: للدار قطني، دار نشر الكتب الإسلامية، باكستان.
ـ سنن النسائي: دار الكتاب العربي، بيروت.
ـ شرح ابن عقيل على الألفية: لابن عقيل، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
ـ شرح صحيح مسلم: للنووي، المطبعة المصرية، القاهرة.
ـ الصحاح: للجوهري، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار، 1402 هـ.
ـ صحيح البخاري: المكتبة الإسلامية، استانبول.
ـ صحيح الجامع الصغير: للألباني، المكتب الإسلامي، الثالثة 1402هـ.
ـ صحيح مسلم: تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي بيروت.
ـ طريق الهجرتين: لابن القيم، المطبعة السلفية، القاهرة.
ـ فتح الباري شرح صحيح البخاري: للحافظ ابن حجر، دار المعرفة، بيروت.
ـ الفتوحات الربانية على الأذكار النووية: لابن علان، دار إحياء التراث الإسلامي، بيروت.
ـ فضل لا حول ولا قوّة إلاّ بالله: لابن عبد الهادي، تحقيق عبد الهادي محمد منصور، دار السنابل 1416 هـ.
ـ الفوائد: لابن القيم، تحقيق محمد بشير محمد عيون، نشر مكتبة البيان، الأولى 1407هـ.
ـ القاموس المحيط: للفيروز ابادي، مؤسسة الرسالة، 1407 هـ.
ـ كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون للحاج خليفة، المكتبة الفيصلية، مكة.
ـ الكلم الطيِّب: لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق الألباني، المكتب الإسلامي.
ـ المبدع في التصريف: لأبي حيان الأندلسي، تحقيق عبد الحميد طلب، دار العروبة، الأولى 1402هـ.
ـ مجمل اللغة: لابن فارس، تحقيق زهير بن عبد المحسن سلطان، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1404 هـ.
ـ مجموع الفتاوى: لشيخ الإسلام ابن تيمية، جمع وترتيب عبد الرحمن ابن محمد بن قاسم، مكتبة المعارف، الرباط.
ـ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين: جمع فهد السلمان، دار الوطن، 1412 هـ.
ـ المستدرك على الصحيحين: للحاكم، دار المعرفة بيروت.
ـ المسند: للإمام أحمد، المكتب الإسلامي، بيروت، الخامسة 1405هـ.
ـ مشكاة المصابيح: للخطيب التبريزي، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، بيروت، الثالثة 1405 هـ.
ـ معجم مقاييس اللغة: لابن فارس، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الكتب العلمية.
ـ المغني في تصريف الأفعال: لمحمد عبد الخالق عضيمة، دار الحديث للنشر والتوزيع.
ـ مفتاح العلوم: للسكاكي، تحقيق نعيم زرزور، دار الكتب العلمية.
ـ نيل الأوطار: للشوكاني، دار الجيل، بيروت.
ـ الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب: لابن القيم، تحقيق بشير عيون، دار البيان، دمشق.
********************
المصدر:
مجلة الجامعة الاسلامية - المدينة النبوية - العدد 117
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/306)
ـ[خالد فراج]ــــــــ[09 - 08 - 07, 01:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[09 - 08 - 07, 04:51 م]ـ
وجزاك
نفعك الله(43/307)
مشركون ... ومع ذلك في الجنة!!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 08 - 07, 07:25 ص]ـ
(فرقة البكرية) أتباع بكر ابن أخت عبد الواحد بن زيد
يقولون: إن عليا وطلحة والزبير مشركون منافقون، وهم مع ذلك جميعا في الجنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم)
!!!!!!!!!!!
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[10 - 08 - 07, 09:42 ص]ـ
قد أسمعت إذ ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي
هؤلاء " لهم قلوب لا يفقهون بها "
نسأل الله السلامة
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 08 - 07, 12:30 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل.
وأستأذنكم في إضافة يسيرة تبين تناقضات هذه الفرقة.
قال عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي أبو منصور في كتاب: (الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية)
(وأما البكرية: فأتباع بكر بن اخت عبد الواحد بن زيد، وكان يوافق النظام فى دعواه أن الأنسان هو الروح دون الجسد الذى فيه الروح.
ويوافق اصحابنا فى إبطال القول بالتولد، وفى أن الله تعالى هو المخترع الألم عند الضرب.
وأجاز وقوع الضرب من غير حدوث ألم وقطع بعدها كما أجاز ذلك أصحابنا.
وانفرد بضلالات كفرته الأمة فيها، منها:
- قوله بأن الله تعالى يرى فى القيامة في صورة يخلقها.
- وأنه يكلم عباده من تلك الصورة.
- ومنها قوله فى الكبائر الواقعة من أهل القبلة أنها نفاق.
- وأن صاحب الكبيرة منافق وعابد للشيطان وإن كان من أهل الصلاة.
- وزعم أيضا أنه مع كونه منافقا؛ مكذب لله تعالى جاحد له وأن يكون فى الدرك الأسفل من النار مخلدا فيها، وأنه مع ذلك مسلم ومؤمن.
ثم إنه طرد قوله في هذه البدعة فقال في علي وطلحة والزبير - رضي الله عنهم - أن ذنوبهم كانت كفرا وشركا غير أنهم كانوا مغفورا لهم لما روي في الخبر أن الله تعالى اطلع على أهل بدر فقال: " اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ".
ومن ضلالاته أيضا ما عاند فيه العقلاء فزعم أن الأطفال فى المهد لا يألمون وإن قطعوا أو حرقوا، وأجاز أن يكونوا فى وقت الضرب والقطع والإحراق متلذذين مع ظهور البكاء والصياح منهم.
ومنها أنه أبدع فى الفقه تحريم أكل الثوم والبصل.
وأوجب الوضوء من قرقرة البطن) أ. هـ.
ـ[عبدالعزيز اللحياني]ــــــــ[10 - 08 - 07, 02:26 م]ـ
نفع الله بكم.
لأول مرة أقرأ عن هذه الفرقة.
.
ـ[مصلح بن سالم]ــــــــ[10 - 08 - 07, 02:41 م]ـ
سبحان الله
حسبك من شر سماعه!!!
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[10 - 08 - 07, 03:47 م]ـ
الحمدلله الذي عافانا ...
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[10 - 08 - 07, 09:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ..
جزاكم الله خيرا" جميعا"على هذة اللفتات الطيبة والمباركة, و حقيقة" شيخنا العوضي جزاكم الله خيرا" ودممتم لناشيخنا.
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[08 - 09 - 07, 02:22 ص]ـ
أليس الله يأتى المؤمنين يوم القيامة فى صورة غير التى يعرفونها
ـ[أبو الأشبال البريطاني]ــــــــ[08 - 09 - 07, 09:34 ص]ـ
?????????????????(43/308)
ما مدى ثبوت هذا الكتاب للجويني؟
ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[10 - 08 - 07, 06:59 م]ـ
ماهو الرد على هذا المبتدع الذي كتب موضوعا بعنوان
فضح تزوير: (رسالة الاستواء والفوقية) على الإمام أبي محمد الجويني وبيان براءته منها.
ـ[فيصل]ــــــــ[11 - 08 - 07, 04:14 ص]ـ
لم أقرأ موضوع هذا المبتدع-بحسب وصفك- لكن الكتاب قد أوضحت أنه ليس للجويني وأنه للواسطي قبل حوالي سنة كما تجده هنا:
http://www.muslm.net/vb/showpost.php?p=1013524&postcount=8
ذكر محقق الرسالة الدكتور أحمد معاذ حقي -طبعة دار طويق- أن عبد الغني المذكور في قول المؤلف: ((قال الإمام الحافظ عبد الغني في عقيدته لما ذكر حديث الأوعال: "رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه"، وقال حديث الروح "رواه أحمد والدراقطني")) هوالحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري محدث الديار المصرية المتوفى سنة409هـ لكن هذا بعيد إذ عبدالغني هذا ليس له مصنف بهذ الاسم والمتبادر من إطلاق ((الحافظ عبد الغني)) أنه الحافظ عبدالغني المقدسي وهو الذي له هذه العقيدة وقد طبعت باسم ((الاقتصاد في الاعتقاد)) بتحقيق الدكتور أحمد بن عطية الغامدي وهذا الاسم خطأ كما رجحه الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر في شرحه ((تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي)) وقد أوضح ان كل النسخ الخطية الخمسة متفقه على تسميتها (عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي).
وما نقله المصنف -صاحب الرسالة- في حديث الأوعال موجود في الاقتصاد ص84 - 85 و في حديث الروح موجود في ص92 - 93
وهذه أحد الأدلة على نفي نسبتها عن الجويني الأب وبدون هذا أيضاً يصعب ان تكون للجويني الأب هذا العلم الشافعي المشهور هذه الرسالة ويفوت ذكرها على الجميع لا أشاعرة ولا أهل سنة فلم يذكرها أحد ممن ترجمه ولم يذكرها أو ينقل عنها الحافظ ابن تيميه ولا ابن القيم ولا الذهبي على سعة إطلاعهم وتطلبهم لمثل هذا ولا غيرهم على مدى طيلة هذه القرون الطويلة مع شهرة هذا الإمام في الآفاق ثم قد اختلف على نسبتها بين الجويني الأب وابن شيخ الحزامين الإمام الواسطي أحد محبي شيخ الإسلام ومن تلاميذه وهو الذي يترجح نسبتها له فقد ذكرها الإمام العلامة أبو المعالي الألوسي في غاية الأماني ج1/ 631 ونسبها له ونقل منها نصوصاً تبلغ حوالي ثلاث صفحات موجودة في الرسالة المطبوعة من ص64 - 71 من تحقيق أحمد معاذ وقد أسماها ((نصيحة الأخوان)) وأظنه سماها بذلك لما ذكره في مقدمتها والرسالة توجد مخطوطة في مكتبة الرئاسة العامة للإفتاء وفي المكتبة الأزهرية وفي مركز الملك فيصل التخصصي باسم عقيدة الواسطي -عن طريق سي دي التراث-وأظنها قد طبعت باسم النصيحه.
وتوجد منسوبة للجويني الأب أوالابن في مكتبة الأوقاف في الموصل وفي تركيا وفي المكتبة الأزهرية وغير ذلك -عن طريق سي دي التراث-وقد ظهر لي سبب ذلك -والله أعلم-وهو ان ((شيخ الحزامين)) قريبة كتابتها و تتصحف بسهولة إلى ((شيخ الحرمين)) ومنها بسهولة إلى ((إمام الحرمين)) وقد تصحفت فعلاً في سيدي التراث إلى ((ابن شيخ الحرمين!!)) فلعل أحد النساخ ظنها كذلك ثم نسخت وانتشرت منسوبة للجويني الأب أو الابن.
وليس معتقد أهل السنة موقوف على هذه الرسالة ولا على غيرها بل أهل البدع أنفسهم يعترفون أن الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت علو الرحمن فوق السموات من غير أن يقع في موضع واحد تصريح بنفي ذلك كما يعترف التفتازاني، فبالله من أين نفوا ذلك؟؟ وأن مطلق السمع-أي القرآن والسنة- أن الله في السماء كما اعترف بذلك من اعترف، الى غير ذلك من اعترافاتهم انفسهم فضلاً عن كلام أهل السنة، مع الآثار السلفية الصريحة الكثيرة المعروفة في هذا والله تعالى أعلم.
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 08 - 07, 04:42 ص]ـ
قرأت كلام هذا المتعالم و لم يأت بجديد , و من نشر الرسالة انما نشرها معتمدا على المعطيات التي بين يديه و قد سبق و نُشرت نسخة مخطوطة من هذه الرسالة في الملتقى و مصدرها الأزهر فلينسب لهم التزوير ان كان منصفا!
فالتهويل و التطويل كعادة المبتدعة لا يجدي نفعا و عقيدة أهل السنة ليست موقوفة على هذه الرسالة , و العجيب جرأة هذا المتعالم في رمي كل من خالفه بالتزوير و الكذب و الإفتراء و هو لم ينبس ببنت شفة لما حاققه و حاججه الشيخ بدر العتيبي بأزيد من 5 كتب و رسائل منسوبة الى غير أصحابها - و منها كتب عقدية - و نشرها ممن هم على نفس منهجه , فلم نر منه اي بادرة لكشف هذا التزوير و الكذب!!!
و لكن كما قيل: اهل السنة يقولون ما لهم و ما عليهم و اهل البدعة يقولون ما لهم!!!
ـ[أبو البركات]ــــــــ[20 - 10 - 09, 01:24 م]ـ
ذكره الفيلسوف د. عبدالرحمن بدوي ضمن مؤلفات الجويني في كتابه مذاهب الإسلاميين ص 694:
فقال:
6 - رسالة في اثبات الاستواء والفوقية
وفيها يفسر ماورد في السورة 20 آية 4، ومنها مخطوط في مجموعة لندبرج-بريل برقم 591، وفي الموصل برقم 246، 357.
اهـ
فهل هذه هي المخطوطة المقصودة والتي اخرج الكتاب منها؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/309)
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[20 - 10 - 09, 03:02 م]ـ
قد احتج ابن تيمية كثيرا بكلام الجويني في اثبات العلو والاستواء في مجموع الفتاوي
وكذلك ابن القيم في اجتماع الجيوش
واحتج بقول فرعون (لعلي أبلغ الأسباب،أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) فجعل الجويني رحمه الله تكذيب فرعون له دليل على إخبار موسى له بأن ربه في السماء، وإلا لما كان لقوله (وإني لأظنه كاذبا) أي معنى!
ـ[أبو البركات]ــــــــ[21 - 10 - 09, 01:17 م]ـ
قد احتج ابن تيمية كثيرا بكلام الجويني في اثبات العلو والاستواء في مجموع الفتاوي
وكذلك ابن القيم في اجتماع الجيوش
واحتج بقول فرعون (لعلي أبلغ الأسباب،أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) فجعل الجويني رحمه الله تكذيب فرعون له دليل على إخبار موسى له بأن ربه في السماء، وإلا لما كان لقوله (وإني لأظنه كاذبا) أي معنى!
فعلا كلامك صحيح أخي العزيز
لكن ما أشار له د. عبدالرحمن بدوي بشأن هذه المخطوطة هل هي نفسها التي طبعت أم مخطوطة اخرى؟؟(43/310)
هل فيه جملة (حسنة الأيام) نهي؟؟؟
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[10 - 08 - 07, 09:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوانى ومشايخي نفعنا الله بعلمكم ولا حرمنا وأياكم جميعا"الأجر ..
يكثر الحديث بهذة الجملة عند الثناء على شيخ او عالم معين من أهل العلم وهي .. ((شيخنا وأمام عصرنا , حسنة الأيام, أطال الله فى عمره)) مثلا" فهل قولة حسنة الأيام فية نهى معين أو كراهه مع ذكر الدليل؟
سؤال سؤالت فيه فكان جوابي لسألي لا أدري والله أعلم وقلت أعرضه على أخوانى على أجد عندهم ما يفيدني فيه.(43/311)
مطلوب مواقع دعوية باللغة الانجليزية بعيدة عن عقائد الروافض
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[11 - 08 - 07, 12:46 ص]ـ
السلام عليكم
أرغب في الحصول منكم على مواقع دعوية باللغة الانجليزية خالية من العقائد الباطلة كيف ما كان نوعها لكنني ركزت في العنوان على عقاد الروافض لأنها الاكثر انتشارا و جزاكم الله خيرا
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[11 - 08 - 07, 06:10 ص]ـ
بصراحة يا أخي ابى عبدالله وجدت من خلال تصفحي احدى المواقع من يثني على هذا الموقع
http://islamtomorrow.com/
والله اعلم واحكم.
بارك الله فيك.
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[11 - 08 - 07, 04:54 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الحكيم الجزائري]ــــــــ[15 - 08 - 07, 03:26 ص]ـ
السلام عليكم
www.al-islam.com (http://www.al-islam.com)(43/312)
هل يصح قول العبارة التالية ان الله موجود في الازل بلا مكان وما الدليل على ذلك؟
ـ[حذيفة الفلسطيني]ــــــــ[11 - 08 - 07, 01:46 ص]ـ
هل يصح قول العبارة التالية ان الله موجود في الازل بلا مكان وما الدليل على ذلك؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[18 - 08 - 07, 01:54 ص]ـ
للرفع
ـ[المقدادي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 02:22 ص]ـ
الله تعالى كان و لا شيء غيره
هذا مسلّم به
ثم خلق الخلق
و لفظ المكان موهم
لانه يراد به بعد ذلك - عند المبتدعة - نفي إستواء الله تعالى على عرشه
فالاولى التقيد بالألفاظ الشرعية التي وردت
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[18 - 08 - 07, 05:17 ص]ـ
فهلا ناقشتم الجملة كلمة كلمة؟
يعنى هل يصح أن نقول الله موجود؟ و هل هذا معناه أن هناك من أوجده؟
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[18 - 08 - 07, 05:30 ص]ـ
حذر العلماء من قول كلمة (الله موجود)
لان موجود اسم مفعول اى معناها ان احداً ما اوجده والله سبحانه وتعالى واحد احد لم يلد ولم يولد
ولكن قد يقصد المرء بها ان الله موجود فى قلبه وانه اوجد حب الله فى قلبه
يرفع للمناقشة.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[18 - 08 - 07, 05:37 ص]ـ
هل من سبيل للعزو؟
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[18 - 08 - 07, 05:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يراجع الاستقامة لابن تيمية رحمه الله تعالى ح1ص127
وجزيتم خيرا
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[18 - 08 - 07, 05:48 ص]ـ
أحسن الله إليكم.
و لكن لو نقلتم ما فيه،لأن جهازى به عطب و أنا أدخل من مقهى الانترنت.
ـ[المقدادي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 05:53 ص]ـ
هو من باب الإخبار عن الله تعالى لا من باب التسمية و الصفات و باب الإخبار أوسع من باب الصفات كما قرره اهل العلم
ـ[المقدادي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 05:55 ص]ـ
و هل هذا معناه أن هناك من أوجده؟
لا و العياذ بالله
بل الموجود نقيض المعدوم
و وجود الله تعالى ليس كوجود خلقه
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 09:09 ص]ـ
الموجود تعني الذي له وجود .. ولا تعني أن هناك من أوجده
ثم إن الموجود اسم مفعول من (وجد) لا من (أوجد)
قال الفضيل: من وجد الله فماذا فقد؟
وعليه فلا إشكال في مقولة إن الله موجود .. لأن من لم يكن موجودا كان معدوما .. فالنقيضان لا يجتمعان ..
أي كما ذكر الأخ الفاضل المقدادي
أما عبارة كان الله ولا مكان ..
فهذه نفي قصد به التوصّل إلى نفي بعض صفات الله تعالى ..
وحيث لم يرد في الشرع بإثبات ونفي .. فلا يسوغ استعماله
كما قال الشافعي "ولا يبلغ الواصفون كنه عظمته الذي هو كما وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقه"
وأظهر من هذا قول الله تعالى"وأن تقولوا على الله مالا تعلمون"
ثم يُسأل ما المراد بالمكان؟
فإن كان حاصله أنه مخلوق؟
فنقول قطعا كان الله ولا شيء معه
وإن كان مجرد لفظ دلالي على وجود المكين .. الذي به يثبت المكان
فلا إشكال ..
وفي الجملة فهذه التخرصات الكلامية هي مما ابتليت به الأمة حين استأثرت علوم اليونان على القرآن والسنة .. إذ لا تورث صاحبها المهتم بها إلا الشك والتردي في غيابات الحيرة ..
ولحمد لله على نعمة الإسلام والسنة
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[18 - 08 - 07, 09:42 ص]ـ
المشكلة في جملة: (الله موجود) ليس فيها ذاتها، وإنَّما فيما يقوله العوام بعدها؛ حيث يُردِّد كثيرٌ منهم: (الله موجود في كل الوجود!)، أو على صيغة الدعاء: (يا موجود في كل الوجود!) - عياذًا بالله تعالى -.
وهذا هو اعتقاد الحلولية في وحدة الوجود، وأنَّ الله - تعالى عمَّا يقول الكافرون عُلُوًّا كبيرًا - يحِلُ في خلقه.
نسأل الله السلامة.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[18 - 08 - 07, 10:15 ص]ـ
لا إشكال في هذا القول ولا يلزم عليه شيء فالله عز وجل موجود قبل المكان والزمان وقبل الخلق كله فالمكان والزمان من خلق الله وقد كان الله موجودا قبل وجودهن فلا يوجد أي محذور في ذلك.
إنما المحذور قول النفاة وهو على ما كان قبل خلق المكان ويريدون به نفي علو الله واستواءه على عرشه وهو باطل بهذا المعنى.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[18 - 08 - 07, 07:04 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعا و إلى الأخ المقدسى خاصة.
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[18 - 08 - 07, 09:26 م]ـ
إذا فإسم المفعول من أوجد هو مُوجَد وليس موجود
احسنتم يااهل الحديث بارك الله فيكم.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 11:56 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/313)
قال شيخ الاسلام في درء التعارض
" ثم استدل على هذه المسألة بما هو أضعف من هذا وهو أن البناء على ذلك مستلزم لكونه جوهرا والجواهر متماثلة وقد عرف ما في هذين الأصلين من المنازعات اللفظية والمعنوية في غير هذا الموضع و الآمدي نفسه قد بين بطلان قول من جعل الجواهر متماثلة
ومما ينبغي أن يعرف في مثل هذه المسائل المنازعات اللفظية فإن القائل إذا قال التخصيص يفتقر إلى مخصص والتقدير إلى مقدر كان بمنزلة من يقول: التحريك يفتقر إلى محرك وأمثال ذلك وهذا لا ريب فيه فإن التخصيص مصدر خصص يخصص تخصيصا وكذلك التقدير والتكلم ونحو ذلك ومصدر الفعل المتعدي لا بد له من فاعل يتعدى فعله فإذا قدر مصدر متعد بلا فاعل يتعدي فعله كان متناقضا بخلاف ما إذاقيل: الاختصاص يفتقر إلى مخصص والمقدار إلى مقدر ونحو ذلك فإن هذا ليس في الكلام ما يدل عليه لأن المذكور إما مصدر فعل لازم كالاختصاص ونحوه أو اسم ليس بمصدر كالمقدار وكل من هذين ليس في الكلام ما يوجب افتقاره إلى فاعل يتعداه فعله فإذا قيل الموصوف الذي له صفة وقدر قد اختص بصفة وقدر فلا بد له من مخصص لم يكن في هذا الكلام ما يدل على افتقاره إلى مخصص مباين له يخصصه بذلك بخلاف ما إذا قيل إذا خص بصفة أو قدر فلا بد له من مخصص فإن هذا كلام صحيح
والناطقون من أهل النظر وغيرهم إذا قصدوا المعاني فقد لا يراعون مثل هذا بل يطلقون اسم المفعول على ما لم يعلم أن له فاعلا فيقول أحدهم هذا مخصوص بهذه الصفة والقدر والمخصوص لا بد له من مخصص فإذا أخذ المخصوص على أنه اسم مفعول فمعلوم أنه لا بد له من فاعل يتعدى فعله وإذا أخذ على أن المقصود اختصاصه بذلك الوصف مان هذا مما يفتقر إلى دليل وهذا مثل الموجود فإنه لا يقصد به أن غيره أوجده بل يقصد به المحقق الذي هو بحيث يوجد فكثير من الأفعال التي بنيت للمعفول واسم المفعول التابع لها قد كثر ف يالاستعمال حتى بقي لا يقصد به قصد فعل حادث له فاعل أصلا بل يقصد إثبات ذلك الوصف من حيث الجملة
وكثير من ألفاظ النظار من هذا الباب كلفظ الموجود والمخصوص والمؤلف والمركب والمحقق فإذا قالوا: إن الرب تعالى المخصوص بخصائص لا يشركه فيها غيره أو هو موجود لم يريدوا أن أحدا غيره خصه بتلك الخصائص ولا أن غيره جعله موجودا
وبسبب ذلك تجد جماعات غلطوا في هذا الموضع في مثل هذه المسألة إذا قيل الباري تعالى مخصوص بكذا وكذا او مختص بكذا وكذا قالوا فالمخصوص لا بد له ممن خصه بذلك والمخصص لا بد له من مخصص خصصه بذلك
والناس قد يبحثون عن اختصاص الشيء بأمور قبل بحثهم هل هي من نفسه او من غيره ويعلمون ويقولون إنه مخصوص بذلك وقد خص بهذا واختص به ونحو ذلك "
وقال في الموازنة بين التهافت و تهافت التهافت
" قلت ما ذكره أبو حامد مستقيم مبطل لقول الفلاسفة وما ذكره ابن رشد إنما نشأ من جهة ما في اللفظ من الإجمال والاشتراك وكلامه في ذلك أكثر مغلطة من كلام ابن سينا الذي أقر بفساده وضعفه
وذلك أن هؤلاء قالوا لأبي حامد والمثبتين إذا أثبتم ذاتا وصفة وحلولا للصفة بالذات فهو مركب وكل مركب يحتاج إلى مركب
قال لهم قول القائل كل مركب يحتاج إلى مركب كقول القائل: كل موجود يحتاج إلى موجد ..........
فأبو حامد وأمثاله خاطبوا هؤلاء بلغتهم في أن الموصوف بصفة لازمة له يسمى مركبا وقالوا لهم قلتم إن مثل هذا المعنى الذي سميتموه تركيبا يمتنع في الواجب الوجود فقولهم إن كل مركب مفتقر إلى مركب مغلطة نشأت من الإجمال في لفظ مركب فإنهم لم يسلموا لهم أن هناك تركيبا هو فعل مركب حتى يقال إن المركب يفتقر إلى مركب بل هناك ذات موصوفة بصفات لازمة له فإذا قال القائل كل موصوف بصفات لازمة له يفتقر إلى مركب ومؤلف يجمع بين الذات والصفات كان قوله باطلا فقولهم في هذا الموضع كل مركب يفتقر إلى مركب من هذا الباب
وكذلك إذا قيل كل مؤلف يفتقر إلى مؤلف كما يستعمل مثل هذا الكلام غير واحد من الناس في نفي معان سماها مسم تأيفا وتركيبا فجعل المستدل يستدل بمجرد إطلاق اللفظ من غير نظر إلى المعنى العقلي فيقال لمن سمى مثل هذا تركيبا وتأليفا أتعني بذلك أن هنا شيئا فعله مركب ومؤلف أو ان هنا ذاتا موصوفة بصفات؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/314)
أما الأول فممنوع فإنه ليس في خلق الله من يقول إن صفات الله اللازمة له متوقفة على فاعل يؤلف ويركب بين الذات والصفات
وإن عنيت الثاني فمسلم ولا دليل لك على أن الذات القديمة الواجبة المستلزمة للصفات تفتقر إلى من يركب صفاتها فيها فلهذا قال أبو حامد هذا كقول القائل كل موجود يفتقر إلى موجد ولو قال إلى واجد لكان أقرب إلى مطابقة اللفظ
وهذا صحيح فإن الموجود اسم مفعول من وجد يجد فهو واجد فإذا قال القائل: كل موجود يفتقر إلى واجد أو موجد نظرا إلى اللفظ كان كقوله كل مركب يفتقر إلى مركب نظرا إلى اللفظ ولكن لفظ الموجود إنما يراد به ما كان متحققا في نفسه لا يعني به ما وجده أو اوجده غيره كما أنهم يعنون بالمركب هنا ما كان متصفا بصفة قائمة به أو ما كان فيه معان متعددة وكثرة لا يعنون به ما ركبه غيره فالذي جرى لهؤلاء المغالطين في لفظ التأليف والتركيب كما جرى لأشباههم في لفظ التخصيص والتقدير فإن الباب واحد فليتفطن اللبيب لهذا فإنه يحل عنه شبهات كثيرة"
و هنا يوضح أكثر نقطة الاشتباه اللفظية التي يعتمد عليه الملحدون للسفسطة بين مسمى وجود المخلوف و مسمى وجود الخالق يقول رحمه الله في الصفدية
" وأما كونه محدثا وكونه ممكنا يقبل الوجود والعدم فهذا دليل على فقره ومستلزم لفقره فإن المحدث كان معدوما وما كان معدوما لم يكن موجودا بنفسه بل بغيره وكذلك ما كان يقبل الوجود والعدم فإنه ليس له من ذاته أن يكون موجودا وهذا مثل قولنا مصنوع مخلوق ونحو ذلك فإن ذلك دليل على إفتقاره وإلا ففقر الأشياء واحتياجها إلى الخالق هو لذاتها وقولنا لذاته هو بحسب ما اعتيد من الخطاب وإلا فليس لها ذات دونه توصف بفقر ولا غنى بل هو المبدع لإنياتها ولا إنية لها بدون إبداعه ولا دوام لإنياتها بدون إبداعه ولا علة لذلك أصلا كما أن وجوبه بنفسه لا علة له واستغناؤه عن غيره لا علة له
وإذا قلنا هو موجود بنفسه أو واجب بنفسه أو غني بنفسه فليس المراد أن نفسه جعلته موجودا أو جعلته واجبا أو جعلته غنيا بل نفس الوجود الواجب الغني هو نفسه لا أن هنا فاعلا ومفعولا وعلة معلولا وإنما يغلط في هذا من يظن أن وجوده زائد على حقيقته كأبي هاشم وطائفة من أهل الكلام ومن وافقه من الفقهاء أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم والرازي في أحد قوليه فإنهم يجعلون الوجود الواجب معلول الذات الموصوفة كما يجعلون هم والمتفلسفة الذات الممكنة قابلة للوجود المتصفة به ويجعلون الوجود صفة للذات الموجودة
وهذا يقوله تبعا لهم طوائف من نظار أهل السنة كما يوجد مثل ذلك في كلام كثير منهم كأبي الحسن بن الزاغوني وغيره والمتكلم بهذا إما أنه توسع في العبارة أو زل في الفهم وإلا فالذي عليه حذاق النظار من متكلمي أهل السنة وغيرهم أن الموجود في الخارج هو الحقيقة الموجودة في الخارج ليس هناك شيئان أحدهما وجود هو جوهر أو عرض والثاني حقيقة موجودة متصفة بهذا
ولفظ الوجود قد يعنى به المصدر إما مصدر وجد يجد وجودا أو مصدر أوجده الله او مصدر وجدته أجده وجودا
لكن ليس المراد في هذا المقام مسمى المصادر فإن إيجاد الله للخلق هو خلقه لهم وهذا عند الأكثرين هو فعل غير المخلوقين وعند كثير من النظار الخلق هو المخلوق
وأما مصدر وجدت الشيء أجده كما في قوله تعالى ووجد الله عنده سورة النور 39 فهذا فعل قائم بالواجد كالرؤية والمعاينة ونحو ذلك وليس مرادهم بقولهم هذا موجود هذا مرئي معاين وإن كان أصل اللفظ أخذ من هذا فإن ما كان ثابتا في نفسه كان بحيث يجده الواجد أي يراه ويعاينه بخلاف المعدوم المنفي فسمي ما هو بحيث يجده الواجد موجودا لكن إذا قالوا وجد فمرادهم أنه حصل وكان ولا يلحظون أن غيره وجده وإن كان لفظ الفعل مبنيا لما لم يسم فاعله فإذا كان المراد أنه كان وحصل فمعلوم أن كونه وحصوله مصدر كان يكون وحصل يحصل لكن هو إذا صار كائنا وحاصلا فالكائن الحاصل هي حقيقته الموجودة ليس هناك هذا الكائن الحاصل وجود قائم به بعد كونه غير حقيقته الموجودة إذا تبين هذا فقولنا مفتقر لذاته لا يريد به أن هناك ذاتا غير الموجودة ثابتة في الخارج هي الموصوفة بالفقر وإنما يسوغ هذا عند من يقول المعدوم شيء وحقيقته زائده على الوجود في الخارج وإنما المقصود بذلك أن هذا الموجود المخلوق في الخارج هو فقير محتاج فنفس حقيقته التي هي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/315)
الموجودة هي الفقيرة وإذا قدر أن هناك وجودا زائدا عليه أو وجوده الذي هو مصدر فكل ذلك فقير محتاج كما أن نفسه الموجودة فقيرة محتاجة كما أن الرب غني بنفسه الموجودة وهذا المخلوق موصوف بالفقر والحاجة قبل أن يوجد وبعد أن وجد
أما قبل وجوده فالمراد بذلك أنه لا يكون موجودا إلا بالخالق فلا يصير موجودا بنفسه وأما بعد الوجود فالمراد بذلك أنه ما صار موجودا ولا يدوم وجوده ولا صار له حقيقة ولا تدوم له حقيقة إلا بالخالق
وإذا قلنا لا يكون موجودا فقد أخبرنا عن شيء تصورناه قبل وجوده وهذه هي ما يتصور في الذهن منه
ولا ريب أن الذين قال المعدم شيء والذين قالوا إن ماهية الشيء زائدة على وجوده وجدوا الفرق بين ما هو ثابت في الذهن وما هو ثابت في الخارج
وهذا فرق صحيح فإن المعاني الذهنية ليست هي الحقائق الخارجية لكن توهموا أن هذه المعاني الذهنية ثابتة في الخارج وهذا غلط وهذا مبسوط في موضعه"
وقال في تلبيس الجهمية
" الوجه الثاني أن يقال من المعلوم أن لفظ الوجود هو في أصل اللغة مصدر وجدت الشيء أجده وجودا ومنه قوله تعالى فلم تجدوا ماءا وقوله حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده وقوله ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى وأمثال ذلك فالموجود هو الذي يحده الواجد فنسبة الموجود إلى الوجود كنسبة المعلوم إلى العلم والمذكور إلى الذكر والمحس المحسوس إلى الحس والمشهود والمرئي إلى الرؤية وهذا الاسم إنما يستحقه من يكون موجودا لواجد يجده لكن هم في مثل هذا قد يقولون مشهود ومرئي وموجود ونحو ذلك لما يكون بحيث يشهده الشاهد ويراه الرائي ويجده الواجد وإن تكلموا بذلك في الوقت الذي لا يكون فيه يشهده ويراه ويجده غيره وقد لا يقولون هذا إلا في الوقت الذي يشهده الشاهد ويراه الرائي ويجده الوجد وكثيرا ما يقصدون به المعنى الأول فيطلقون الموجود على ما هو كائن ثابت لكونه بحيث يجده الواجد
وكذلك لفظ الوجود يريدون بها تارة المصدر الذي هو الأصل فيها ويريدون بها تارة المفعول أي الموجود كما في لفظ الخلق ونحوه وكذلك لفظ الفعل فإنهم يقولون وجد هذا وهذا صيغة فعل مبني للمفعول فقد يريدون بذلك أنه وجده واجد وقد يريدون بذلك أنه كان وحصل حتى صار بحيث يجده الواجد ثم لما صار هذا المعنى هو الغالب في قصدهم صار لفظ الموجود عندهم والوجود يراد به الثبوت والكون والحصول من غير أن يستشعر فيه وجود واجد له لا بالفعل ولا بالاستحقاق فهذه ثلاث معان لكن غروب هذا المعنى عن الذهن إنما كان لما لم يقصد الناطق إلا نفس الكون والثبوت وإن كان المعنى الآخر لازم له
وحينئذ فنقول اتفاق الناس على استعمال هذا اللفظ في هذا المعنى دليل على تلازمها فكما أن كل ما وجده واجد فله حصول في نفسه فكما له حصول في نفسه فإنه بحيث يجده الواجد ولا يجوز أن يسمى بالموجود ما يكون حيث لا يجده الواجد لأن هذا سلب لمعنى اللفظ الذي به صح إطلاقه على هذا المسمى كما أن اسم الحي والعالم والقادر لما أطلقوه على المسمى باعتبار كونه عالما وحيا وقادرا لم يجز أن تخرج هذه المعاني من هذه الأسماء ولهذا كثيرا ممن أطلق هذا الاسم على الله تعالى لا يريد به إلا ما فيه من معنى الإضافة مثل قول الداعي يا مقصود يا موجود وقول المذكر والداعي يا من يجيب من قصده أو من طلب الله صادقا وجده وعلى هذا دل قوله حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فإنما دل على هذا المعنى بلفظ الفعل الماضي وهو قوله ووجد الله عنده لكنه عداه إلى مفعولين وإذا كان كذلك علم أنه يجب أن يكون بحيث يجده القاصد والطالب ويجده الواجدون وهذا بعينه هو أنه بحيث يحسونه فإن وجود الشيء وإحساسه متلازمان بل هو هو لا يستعمل لفظ موجود ووجدته فيما لا يحس ولا يمكن الإحساس به البتة .... " الى آخر الفصل الممتع وهو نفيس في بيان المغالطات العقلية و اللفظية التي يقوم بها المسفسطون من كافة النحل الباطلة في لفظ الوجود(43/316)
كيف نرد على الأشاعرة المخالفين للسنة في ردهم لحديث (أين الله)؟
ـ[ابن ابوالغيث]ــــــــ[11 - 08 - 07, 02:23 ص]ـ
أيها الإخوة الأفاضل، كل من سيشرفني حين يطلع على هذه الصفحة، أحييكم خير تحية، ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورضوانه
سأطرح عليكم هذا السؤال الذي قد يبدو للبعض غريباً،وللبعض مرفوضاً لا يصح، وللبعض ساذجاً بسيطاً، وللبعض مهماً إلى حد ما ومن جهة مخصوصة، بينما قد تكون الإجابة عنه عند آخرين ركناً ينبني عليه الإيمان!! إلى آخر تلك الأصناف من الناس المسلمين الذين تختلف وجهات نظرهم حول هذا السؤال والإجابة عنه .. !!
السؤال هو: أين الله؟!!
أليست تلك الاختلافات مثيرة ومحيرة .. ؟؟!! فما الصحيح منها إذن؟!! لن أكثر الكلام أيها الإخوة قبل أن أسمع أجوبتكم وتعليقاتكم ... أرجو من الجميع المشاركة لتفعيل هذا الموضوع .. وهو يهم ويمس كل مسلم حريص وغير حريص.
طبعا طارح السوال اشعري
يقول بعدم حجية خبر الاحاد
وانه لا يوجد حديث متواتر بهذا الامر
وانه لا توجد ايه قرانيه صريحه
وتقبلو خالص التحيه
هذا الموقع لأهل السنة والجماعة ولا يسمح للمبتدعة أن يطرحوا شبهاتهم فيه
وهذه الشبهة البالية فندها أهل السنة والجماعة وردوا على من قالها من المبتدعة
ثم إن الأصل في المشاركات في الملتقى أن يطرح المشارك ما عنده ثم يناقش المشايخ وطلبة العلم كلامه لا العكس
## المشرف ##
ـ[مناهل بو سلطان]ــــــــ[14 - 08 - 07, 08:27 ص]ـ
نرجو عدم الترويج لكتب المبتدعة في الملتقى حتى لا يوقف اشتراكك
## المشرف ##(43/317)
هل اختلف السلف في العقيدة؟
ـ[الموسى]ــــــــ[11 - 08 - 07, 04:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
تحية طيبة ..
كثيرا ما أقرأ في كتب التراث خصوصا في كتب القرون المفضلة فتستوقفني عبارات للسلف وفتاوى تخالف شيئا كبيرا من التنظير العقدي الذي نشأنا عليه في مساجدنا وجامعاتنا خذ مثالا:
سألت يحيى بن معين عن القراءة عند القبر فقال: حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه أنه قال: لبنيه إذا أدخلت القبر فضعوني في اللحد وقولوا بسم الله وعلى سنة رسول الله وسنوا عليّ التراب سنا واقرؤوا عند رأسي أول البقرة وخاتمتها فإني رأيت ابن عمر يستحب ذاك.
سمعت العباس قال: سألت أحمد بن حنبل ما يقرأ عند القبر؟
فقال: ما أحفظ فيه شيئا.
(تاريخ ابن معين _ الدوري)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(وإنما نعرف النزاع في الحلف بالأنبياء فعن أحمد في الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم روايتان: إحداهما لا ينعقد اليمين به،كقول الجمهور مالك وأبي حنيفة والشافعي. والثانية ينعقد اليمين به، واختار ذلك طائفة من أصحابه كالقاضي وأتباعه , وابن المنذر وافق هؤلاء).
مجموع الفتاوى (1/ 150) طبعة دار الوفاء
قال الإمام المرداوي الحنبلي:
(وأما الحلف برسول الله صلى الله عليه وسلم: فقدم المصنف هنا: عدم وجوب الكفارة. وهو اختياره. واختاره أيضا الشارح , وابن منجا في شرحه , والشيخ تقي الدين رحمه الله. وجزم به في الوجيز. وقال أصحابنا: تجب الكفارة بالحلف برسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة. وهو المذهب. وعليه جماهير الأصحاب. قال في الفروع: اختاره الأكثر , وقدمه. وروي عن الإمام أحمد رحمه الله مثله. وهو من مفردات المذهب).
(الإنصاف _كتاب الأَيمان)
قال ابن تيمية:
(وما تنازع العلماء في جوازه لا يكفر فاعله بالاتفاق).
(الفتاوى _ مسألة من يسجد للتلاوة على غير وضوء)
فاتسأل في نفسي متعجباً!
هل كان السلف مختلفون في العقيدة كاختلافهم في الفقه؟!
أليست مصادرهم واحدة؟ ومنهجهم في قبول ورد مصادر الوحي واحدة؟ وفي تعاملهم معها تعامل واحد؟
فيكون الخلل فيمن ظن ان السلف مجمعون على عقيدة واحدة ولا توجد هناك مذاهب كالفقه
(الفقه المقارن) فمساحة العقيدة ضيقة لاتسمح بتزاوج الأراء وعليه فالفرقة الناجية واحدة لا تتعدد والحق واحد لا يتعدد ارجوا من فضيلتكم توجيهي وازلة هذا الاشكال من عندي ..
وتقبلوا تحياتي ..
تنبيه من المشرف:
السلف الصالح من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم لم يختلفوا في أصول الدين مثل إفراد الله بالعبادة وعدم الإشراك به وكذلك إقرارهم بصفات الله تعالى وعدم تحريفها
أما المسائل التي ذكرتها في أقرب إلى المسائل الفقهية الخلافية وليست من أصول الدين وإن ادخلها البعض في مسائل العقيدة تبعا فيما بعد.
ـ[الموسى]ــــــــ[12 - 08 - 07, 11:11 ص]ـ
للرفع ..
ـ[الموسى]ــــــــ[12 - 08 - 07, 11:13 ص]ـ
عزيزي المشرف لم تكن المشاركة بهذه الصورة فهل من حقك التصرف فيها؟
لا أظن هذا داخل في الضوابط؟!
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 11:21 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أضع لك رابط هذا البحث وستجد فيه مسألة الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم
وغيرها
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=44&ArticleID=50
ـ[الموسى]ــــــــ[14 - 08 - 07, 02:49 م]ـ
وما رايك بالنتيجة التي توصل اليها سماحة الشيخ التويجري؟
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 05:44 م]ـ
إذا قصدت مجمل النتائج التي ذكرها فلا شك أنها حق
وكذلك مسألة الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم وتعليق تمائم القرآن وبعض المسائل الأخرى فمعروف الخلاف فيها
وبعض المسائل التي بحثها الشيخ وإن كان كلامه موثق فأنا لم أعرفها إلا منه ولا يمكنني الحكم عليها فكما قال فيها أنها مسائل دقيقة
لعل طلاب العلم يجيبونك على هذا السؤال
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 11:55 م]ـ
ما أجمع عليه السلف وجب علينا اتباعهم فيه سواءً كان في العقيدة أو الفقه
وما اختلفوا فيه ولم يوجد نص صريح ينصر أحد القولين وسعنا الإختلاف فيه
ـ[الموسى]ــــــــ[15 - 08 - 07, 10:35 ص]ـ
وتقريرا لكلامك ..
فدعوى ان السلف كانوا على رأي واحد في العقيدة اجمال فيه نظر!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/318)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 08 - 07, 10:35 م]ـ
وتقريرا لكلامك ..
فدعوى ان السلف كانوا على رأي واحد في العقيدة اجمال فيه نظر!!
المسألة الأولى التي ذكرتها هي مسألة القراءة عند القبر
هل هذه من مسائل العقيدة؟
أم أنها من مسائل الفروع التي تعتمد على الأدلة
الرواية التي ذكرها ابن معين طعن فيها عمرو بن عبدالمنعم في كتابه دفاعاً عن السلفية على ما أذكر
ولو ثبتت فهي تحمل على أن ابن معين ذكر ما عنده في الرواية في هذا الباب
وسند الرواية التي ذكرها ابن معين لو ثبت فإننا قائلون بجواز ذاك الصنيع
والمسألة مسألة زيادة علم لا أكثر
وادخالك لها في مسائل العقيدة خطأ
إلا إذا كنت تعني أنها بدعة عملية
والخلافيات في مثل كثيرة
فالشافعية مثلاً يقولون بسنية القنوت في صلاة الفجر لثبوت ذلك عندهم في الخبر
ويخالفهم جماعة من الفقهاء ويقولون بعدم مشروعية هذا لعدم ثبوت الخبر عندهم
ولم يقل أحد أنهم اختلفوا في العقيدة
ولكن إذا ثبت عن الصحابي هذا الفعل فالظاهر عدم ادخالها في البدع العملية
المسألة الثانية هي انعقاد اليمين بالرسول
فليست كل رواية عن أحمد ثابتة عنه
وانظر إلى قول شيخ الإسلام ((وإنما نعرف النزاع في الحلف بالأنبياء فعن أحمد في الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم روايتان: إحداهما لا ينعقد اليمين به،كقول الجمهور مالك وأبي حنيفة والشافعي. والثانية ينعقد اليمين به، واختار ذلك طائفة من أصحابه كالقاضي وأتباعه , وابن المنذر وافق هؤلاء).
مجموع الفتاوى (1/ 150) طبعة دار الوفاء))
القول بانعقاد اليمين لم ينقله شيخ الإسلام إلا عن أصحاب أحمد
ونسبه لرواية عن أحمد
الله أعلم بصحتها
ولعل القول بانعقاد اليمين يختلف عن القول بجوازها فقد ينعقد مع الإثم
ثم إننا إذا قلنا أن السلف متفقون بالعقيدة
فنحن نقصد الصحابة
وأما من تأخر عنهم فلا إشكال في أنهم اختلفوا في العقيدة
فأبو حنيفة كان مرجئاً
قتادة كان قدرياً
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 08 - 07, 10:44 م]ـ
وحتى لو قلنا أن الصحابة اختلفوا أو اثنين
فإن هذا نادر
ويكون قولنا ((إنهم متفقون في مسائل العقيدة)) أخذ مأخذ الغالب في مقابل النادر
بل لا أقر في كثير منها أنها عقدية
فمسألة تعليق تمائم من القرآن
لم يجيء عن أحد من السلف أنه جوز تعليق التمائم من القرآن اعتقاداً بأن تميمة القرآن تدفع الضر أو تجلب النفع
بل الأظهر أن بعضهم أجاز هذا لكي تكون السورة دائماً مع الشخص الذي يحفظ القرآن ويراجعها متى أراد
هذا توجيه أحد مشايخنا
والذي حظر فعل ذلك سداً للذريعة فالجانب العقدي من المسألة محل اتفاق بين السلف
فهم متفقون على أن هذه التمائم ليست سبباً في جلب النفع أو دفع الضر
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 08 - 07, 10:59 م]ـ
قال شيخ الإسلام ((وَالْحَلِفُ بِالْمَخْلُوقَاتِ حَرَامٌ عِنْدَ الْجُمْهُورِ وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَحَدُ الْقَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَقَدْ حُكِيَ إجْمَاعُ الصَّحَابَةِ عَلَى ذَلِكَ. وَقِيلَ هِيَ مَكْرُوهَةٌ كَرَاهَةَ تَنْزِيهٍ وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ حَتَّى قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَأَنْ أَحْلِفَ بِاَللَّهِ كَاذِبًا أَحَبُّ إلَيَّ [مِنْ] أَنْ أَحْلِفَ بِغَيْرِ اللَّهِ صَادِقًا. وَذَلِكَ لِأَنَّ الْحَلِفَ بِغَيْرِ اللَّهِ شِرْكٌ وَالشِّرْكُ أَعْظَمُ مِنْ الْكَذِبِ))
هذا النص موجود قبل النص الذي نقله الأخ الموسى بصفحة
وقول شيخ الإسلام ((وما تنازع العلماء في جوازه لا يكفر فاعله بالاتفاق))
فيعني به العلماء المعتبرين في الخلافيات المعتبرة
وإلا فشيخ الإسلام يحكم على المستغيث بالأموات بالشرك
وأنه كافر بعد قيام الحجة عليه
بل ذكر شيخ الإسلام أن أنكر اجماعاً فروعياً مقطوعاً به يكفر
فعليه لا تقاس مسائل العقيدة على المسائل الخلافية الفقهية
ومذهب الصحابة في الخوارج خير دليلٍ على قولنا
ـ[الموسى]ــــــــ[16 - 08 - 07, 02:21 م]ـ
قرأت بشغف بالغ، وسرور عميق، تعقيب الأستاذ الكبير: عبد الله الخليفي على المقالة المتواضعة:
"هل اختلف السلف في العقيدة "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/319)
وكان منبع سروري هو في مرور الاخ عبد الله على المقال من ناحية وعلى تواضعه وتفضله بالتعقيب والاثراء عليّ من ناحية اخرى ولقد غص التعقيب بالفوائد والملاحظات التي استفدت منها كثيرا ولكن احببت ان اقدم بين يديه بعض الاعتراضات التي اخالفه فيها رجاء ان يبين لي الصواب وكم اتمنى ان يكون الحق عنده ..
وقبل المناقشة اقدم بين يديك عبارة نورانية خارجة من مصباح العلماء للمحدث الانيق حاتم الشريف:
" ومن وسائل نشر العلم التي سلكها العلماءُ: المحاجّةُ بينهم ومن وسائل نشر العلم التي سلكها العلماءُ: المحاجّةُ بينهم في مسائله، وإقامة المناظرات عليه؛ طلباً للحق، واستخراجًا لأدلَّة المخالف.
وقد عرف العلماء كلُّهم مالهذه المجادلات من الفوائد العظيمة على العلم، إذ هي في حقيقتها صورةٌ من صُوَرِ المَشُورة فيه، وإضافةُ عقولٍ إلى عقول، وتلقيحُ فُهومٍ بفهوم.
لكن لماَِ قد ينتابُ هذه المجادلات من احتدادٍ، أو من مراعاةحظوظ النفس أحيانًا، كالانتصار للرأي القديم، والهروب من توهُّمِ ذُلّالانكسار أمام الخَصْم، أو ظنِّ نقص المكانة عند الأتباع والتلامذة = أكّد العلماء على وجوب التأدّب بآداب كثيرة في هذه المجادلات، وألّفوا في ذلك كُتُبًا ومصنّفات. وهي آدابٌ معلومةٌ عند عموم طلبة العلم، لكن ما أقل من يتحلَّى بها في أقواله عند الحاجة إليها!! "
(الانتفاع بمناقشة كتاب الاتصال)
قلتم: الرواية التي ذكرها ابن معين طعن فيها عمرو بن عبدالمنعم في كتابه دفاعاً عن السلفية على ما أذكر.
اقدر لك حرصك وغيرتك ولا اعتقد كما تعتقد انت ان من العلمية في الرد ان تقدم لي (سالفة ان في واحد اخبره يقول كذا كذا) ..
قلتم: ولو ثبتت فهي تحمل على أن ابن معين ذكر ما عنده في الرواية في هذا الباب
وسند الرواية التي ذكرها ابن معين لو ثبت فإننا قائلون بجواز ذاك الصنيع
موقف جميل منك حيث سردت الاحتمالات ومن ثم سلمت وهذا يبين مدى عدلك فالله درك ..
قلتم: والمسألة مسألة زيادة علم لا أكثر.
أقول زيادة علم .. هذا لمن كان في عصرالشيخ ولمن كان قبله ولكن من كان بعده
كي تجرا وبدع؟ وحكم على الفاعل بأنه مشرك؟ وبأنه ضال؟ اليس هذا من قلة الادراك وضعف البحث والتدقيق؟
قلتم: فنحن نقصد الصحابة
ارجوك اعزوا لي هذا القول القصد لأحد العلماء .. يا عزيزي لو جمعت نصوص الصحابة في الفقه لم تصل مجلد فكيف بالعقيدة.
قلتم: فليست كل رواية عن أحمد ثابتة عنه، ونسبه لرواية عن أحمد، الله أعلم بصحتها
ولعل القول بانعقاد اليمين يختلف عن القول بجوازها فقد ينعقد مع الإثم.
شيخ عبد الله لا يخفاكم ان المذهب الحنبلي يمتاز بوفرة مصطلحات لذلك يتمتع المذهب بعدة مفردات (مصطلحات خاصة به) وستلحظ ذلك في كتاب الحبر ابن رجب " تقرير القواعد " وهذا ما جعل كثير من الفقهاء المعتنين بالمذهب يحاول ان يجمعها حتى لا يقع عند القارئ اللبس ولك ان تراجع المدخل لابن بدران وكتاب المفصل لحسنة الايام بكر ابو زيد متعنا الله بعلمه واصول مذهب الحنابلة للفقيه الصامت عبد الله التركي ومن ذلك لفظ الرواية اذا قيل عند الحنابلة رواية فمعناه انه من كلام الامام احمد رواه عنه تلاميذه وبالاستقراء فإن ما قيل انه رواية عند كتب الحنابلة المتأخرين فهو رواية مذكورة في احد الكتب الناقلة للإمام (سؤالات ابناه احمد وصالح او الكوسج او حرب او ابي داود ... الخ) بخلاف لفظ "الوجه" فإنها من التخريجات على المذهب قوله (ويكره الحلف بغير الله تعالى). هذا أحد الوجهين. قال ابن منجا في شرحه: هذا المذهب. وجزم به أبو علي , وابن البنا , وصاحب الهداية , والمذهب , ومسبوك الذهب , والمستوعب , والخلاصة , وتذكرة ابن عبدوس , وغيرهم. وقدمه في الرعايتين , والحاوي الصغير. ويحتمل أن يكون محرما. وهو المذهب. (الانصاف /كتاب الايمان _ الحلف بغير الله).
اما قول سماحتكم بأن القول بانعقاد اليمين مع انها إثم، اقول هل عندكم برهان؟؟
وسأنقل لكم نصوص تبين لك لكم كيف حصلت لكم مخالفة الاجماع وان المسألة نوقشت من قبل العلماء ولكن لم يتوصل احد من العلماء الى مثل النتيجة التي توصلتم اليها ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/320)
"ولو لم يعقد القلب اليمين، كمن يكون دائما على لسانه استعمال الحلف بالنبي، أو بالكعبة، أو بالأمانة، أو بولي، ونحو ذلك وهو لا يريد حقيقة اليمين، وإنما يجري على لسانه مجرى اللغو، فهذا أيضا شرك؛ لأنه تعظيم لغير الله - جل وعلا –".
(التمهيد شرح التوحيد)
فانظر كيف حكم عليها الشيخ بانها من "الشرك " فكيف ليقول بانعقادها؟! وبمثل هذا افتى الامام ابن باز.
"ولم يتنازع العلماء إلا في الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، فإن فيه قولين في مذهب أحمد وبعض أصحابه، كابن عقيل طرد الخلاف في الحلف بسائر الأنبياء، لكن القول الذي عليه جمهور الأئمة، كمالك والشافعي وأبي حنيفة وغيرهم: أنه لا ينعقد اليمين بمخلوق البته، ولا يقسم بمخلوق البته، وهذا هو الصواب.
والإقسام على الله بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم مبني على هذا الأصل، ففيه هذا النزاع، وقد نقل عن أحمد في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في (منسك المروزي) ما يناسب قوله بانعقاد اليمين به"
(اقتضاء الصراط المستقيم)
فشيخ الاسلام اثناء كشفه لهذه المسألة يقرر بأن الحلف بالنبي مبني على اصل أنه لا ينعقد اليمين بمخلوق البته، ولا يقسم بمخلوق البته يعني يا شيخ عبد الله اما ان يكون شرك او لا يكون اما جمع المتناقضين فهذا الذي اطلبه منك.
وقد سئلت اللجنة الدائمة عن نصنا هذا فكان الجواب:
"ما قولكم في قول الإمام ابن تيمية (شيخ الإسلام) في كتاب [اقتضاء الصراط المستقيم]: لم يتنازع العلماء إلا في الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، فإن فيه قولين في مذهب أحمد .. وقد نقل عن أحمد في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في [منسك المروذي] ما يناسب قوله بانعقاد اليمين به لكن الصحيح: أنه لا ينعقد اليمين به فكذلك هذا.
وقوله أيضا في [مجموع الفتاوى]: وأما إذا لم نتوسل إليه سبحانه بدعائهم ولا بأعمالنا .. ولكن توسلنا بنفس ذواتهم لم تكن نفس ذواتهم سببا يقتضي إجابة دعائنا، فكنا متوسلين بغير وسيلة؛ ولهذا لم يكن هذا منقولا عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلا صحيحا ولا مشهورا عن السلف، وقد نقل في منسك المروذي عن أحمد دعاء فيه سؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أئمة الفقهاء في الموضوع في كتابيه المذكورين لا يختلف معناه وإن تنوعت العبارة.
وبيانه: أن أئمة الفقهاء؛ كمالك، وأبي حنيفة، والشافعي رحمهم الله قالوا: إن الحلف بغير الله مطلقا منهي عنه سواء كان المحلوف به نبيا أم غيره ولا ينعقد ذلك يمينا، وهو القول الصحيح
عن أحمد رحمه الله، واختار ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: إنه هو الصواب، والقول الآخر عنه أن الحلف بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم يجوز، وينعقد يمينا، وبعض الحنابلة عمم ذلك في الأنبياء، وينبني على القول بجواز ذلك وانعقاده جواز الإقسام على الله بالنبي أو الأنبياء، وعليه يخرج حديث توسل الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر ابن تيمية أن القول بجواز الحلف بالنبي وانعقاده قول ضعيف شاذ، وكذا ما بني عليه من جواز الإقسام على الله به وما يناسبه من التوسل به كذلك، وما قاله شيخ الإسلام هو الصواب وهو قول جمهور أهل العلم، وهو مقتضى الأدلة الشرعية، والله ولي التوفيق.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
هل يجوز الحلف بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؟
الجواب: لا يجوز الحلف بشيء من المخلوقات لا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بالكعبة ولا بالأمانة ولا غير ذلك في قول جمهور أهل العلم. بل حكاه بعضهم إجماعا.
حكم الحلف بالنبي - صلى الله عليه وسلم -
* سائل رمز لاسمه بالحروف: ع. ع. أ- أرسل إلينا يقول: اعتاد بعض الناس الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصبح الأمر عاديا عندهم ولا يعتقدون ذلك اعتقادا فما حكم ذلك؟
الجواب: الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من المخلوقات منكر عظيم ومن المحرمات الشركية ولا يجوز لأحد الحلف إلا بالله وحده وقد حكى الإمام ابن عبد البر رحمه الله الإجماع على أنه لا يجوز الحلف بغير الله وقد صحت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن ذلك وأنه من الشرك
فتاوى ابن باز المجلد الثالث
فأبو حنيفة كان مرجئاً
(حاشاه رضي الله عنه)
فمسألة تعليق تمائم من القرآن
لم يجيء عن أحد من السلف أنه جوز تعليق التمائم من القرآن اعتقاداً بأن تميمة القرآن تدفع الضر أو تجلب النفع
قلتم: بل الأظهر أن بعضهم أجاز هذا لكي تكون السورة دائماً مع الشخص الذي يحفظ القرآن ويراجعها متى أراد!!!!!!!
هذا توجيه أحد مشايخنا _ حفظه الله _
فما رايك بقول عائشة رضي الله عنها:
وهذا القول مروي عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها –، حيث قالت: "ليست التميمة ما تعلق به بعد البلاء، إنما التميمة ما تعلق به قبل البلاء".
وذهب إلى هذا أبو جعفر الطحاوي، فقد قال: "فكان ذلك – يعني النهي عن تعليق التمائم – عندنا والله أعلم ما علق قبل نزول البلاء ليدفع، وذلك ما لا يستطيعه غير الله عزوجل فنهي عن ذلك لأنه شرك؟ فأما ما كان بعد نزول البلاء فلا بأس لأنه علاج ا. هـ"
وكذا ابن عبدالبر، حيث قال – بعد أن ذكر أن نصوص النهي محمولة على التعليق قبل نزول البلاء –: "وكل ما يعلق بعد نزول البلاء من أسماء الله وكتابه رجاء الفرج والبرء من الله عزوجل، فهو كالرقى المباحة التي وردت السنة بإباحتها من العين وغيرها".
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 325)، والحاكم في المستدرك (4/ 217) وصححه، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 350). شرح معاني الآثار (4/ 325). التمهيد (17/ 160 - 161).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/321)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 10:12 م]ـ
قرأت بشغف بالغ، وسرور عميق، تعقيب الأستاذ الكبير: عبد الله الخليفي على المقالة المتواضعة:
"هل اختلف السلف في العقيدة "
وكان منبع سروري هو في مرور الاخ عبد الله على المقال من ناحية وعلى تواضعه وتفضله بالتعقيب والاثراء عليّ من ناحية اخرى ولقد غص التعقيب بالفوائد والملاحظات التي استفدت منها كثيرا ولكن احببت ان اقدم بين يديه بعض الاعتراضات التي اخالفه فيها رجاء ان يبين لي الصواب وكم اتمنى ان يكون الحق عنده ..
وقبل المناقشة اقدم بين يديك عبارة نورانية خارجة من مصباح العلماء للمحدث الانيق حاتم الشريف:
" ومن وسائل نشر العلم التي سلكها العلماءُ: المحاجّةُ بينهم ومن وسائل نشر العلم التي سلكها العلماءُ: المحاجّةُ بينهم في مسائله، وإقامة المناظرات عليه؛ طلباً للحق، واستخراجًا لأدلَّة المخالف.
وقد عرف العلماء كلُّهم مالهذه المجادلات من الفوائد العظيمة على العلم، إذ هي في حقيقتها صورةٌ من صُوَرِ المَشُورة فيه، وإضافةُ عقولٍ إلى عقول، وتلقيحُ فُهومٍ بفهوم.
لكن لماَِ قد ينتابُ هذه المجادلات من احتدادٍ، أو من مراعاةحظوظ النفس أحيانًا، كالانتصار للرأي القديم، والهروب من توهُّمِ ذُلّالانكسار أمام الخَصْم، أو ظنِّ نقص المكانة عند الأتباع والتلامذة = أكّد العلماء على وجوب التأدّب بآداب كثيرة في هذه المجادلات، وألّفوا في ذلك كُتُبًا ومصنّفات. وهي آدابٌ معلومةٌ عند عموم طلبة العلم، لكن ما أقل من يتحلَّى بها في أقواله عند الحاجة إليها!! "
(الانتفاع بمناقشة كتاب الاتصال)
قلتم: الرواية التي ذكرها ابن معين طعن فيها عمرو بن عبدالمنعم في كتابه دفاعاً عن السلفية على ما أذكر.
اقدر لك حرصك وغيرتك ولا اعتقد كما تعتقد انت ان من العلمية في الرد ان تقدم لي (سالفة ان في واحد اخبره يقول كذا كذا) ..
قلتم: ولو ثبتت فهي تحمل على أن ابن معين ذكر ما عنده في الرواية في هذا الباب
وسند الرواية التي ذكرها ابن معين لو ثبت فإننا قائلون بجواز ذاك الصنيع
موقف جميل منك حيث سردت الاحتمالات ومن ثم سلمت وهذا يبين مدى عدلك فالله درك ..
قلتم: والمسألة مسألة زيادة علم لا أكثر.
أقول زيادة علم .. هذا لمن كان في عصرالشيخ ولمن كان قبله ولكن من كان بعده
كي تجرا وبدع؟ وحكم على الفاعل بأنه مشرك؟ وبأنه ضال؟ اليس هذا من قلة الادراك وضعف البحث والتدقيق؟
قلتم: فنحن نقصد الصحابة
ارجوك اعزوا لي هذا القول القصد لأحد العلماء .. يا عزيزي لو جمعت نصوص الصحابة في الفقه لم تصل مجلد فكيف بالعقيدة.
قلتم: فليست كل رواية عن أحمد ثابتة عنه، ونسبه لرواية عن أحمد، الله أعلم بصحتها
ولعل القول بانعقاد اليمين يختلف عن القول بجوازها فقد ينعقد مع الإثم.
شيخ عبد الله لا يخفاكم ان المذهب الحنبلي يمتاز بوفرة مصطلحات لذلك يتمتع المذهب بعدة مفردات (مصطلحات خاصة به) وستلحظ ذلك في كتاب الحبر ابن رجب " تقرير القواعد " وهذا ما جعل كثير من الفقهاء المعتنين بالمذهب يحاول ان يجمعها حتى لا يقع عند القارئ اللبس ولك ان تراجع المدخل لابن بدران وكتاب المفصل لحسنة الايام بكر ابو زيد متعنا الله بعلمه واصول مذهب الحنابلة للفقيه الصامت عبد الله التركي ومن ذلك لفظ الرواية اذا قيل عند الحنابلة رواية فمعناه انه من كلام الامام احمد رواه عنه تلاميذه وبالاستقراء فإن ما قيل انه رواية عند كتب الحنابلة المتأخرين فهو رواية مذكورة في احد الكتب الناقلة للإمام (سؤالات ابناه احمد وصالح او الكوسج او حرب او ابي داود ... الخ) بخلاف لفظ "الوجه" فإنها من التخريجات على المذهب قوله (ويكره الحلف بغير الله تعالى). هذا أحد الوجهين. قال ابن منجا في شرحه: هذا المذهب. وجزم به أبو علي , وابن البنا , وصاحب الهداية , والمذهب , ومسبوك الذهب , والمستوعب , والخلاصة , وتذكرة ابن عبدوس , وغيرهم. وقدمه في الرعايتين , والحاوي الصغير. ويحتمل أن يكون محرما. وهو المذهب. (الانصاف /كتاب الايمان _ الحلف بغير الله).
اما قول سماحتكم بأن القول بانعقاد اليمين مع انها إثم، اقول هل عندكم برهان؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/322)
وسأنقل لكم نصوص تبين لك لكم كيف حصلت لكم مخالفة الاجماع وان المسألة نوقشت من قبل العلماء ولكن لم يتوصل احد من العلماء الى مثل النتيجة التي توصلتم اليها ..
"ولو لم يعقد القلب اليمين، كمن يكون دائما على لسانه استعمال الحلف بالنبي، أو بالكعبة، أو بالأمانة، أو بولي، ونحو ذلك وهو لا يريد حقيقة اليمين، وإنما يجري على لسانه مجرى اللغو، فهذا أيضا شرك؛ لأنه تعظيم لغير الله - جل وعلا –".
(التمهيد شرح التوحيد)
فانظر كيف حكم عليها الشيخ بانها من "الشرك " فكيف ليقول بانعقادها؟! وبمثل هذا افتى الامام ابن باز.
"ولم يتنازع العلماء إلا في الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، فإن فيه قولين في مذهب أحمد وبعض أصحابه، كابن عقيل طرد الخلاف في الحلف بسائر الأنبياء، لكن القول الذي عليه جمهور الأئمة، كمالك والشافعي وأبي حنيفة وغيرهم: أنه لا ينعقد اليمين بمخلوق البته، ولا يقسم بمخلوق البته، وهذا هو الصواب.
والإقسام على الله بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم مبني على هذا الأصل، ففيه هذا النزاع، وقد نقل عن أحمد في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في (منسك المروزي) ما يناسب قوله بانعقاد اليمين به"
(اقتضاء الصراط المستقيم)
فشيخ الاسلام اثناء كشفه لهذه المسألة يقرر بأن الحلف بالنبي مبني على اصل أنه لا ينعقد اليمين بمخلوق البته، ولا يقسم بمخلوق البته يعني يا شيخ عبد الله اما ان يكون شرك او لا يكون اما جمع المتناقضين فهذا الذي اطلبه منك.
وقد سئلت اللجنة الدائمة عن نصنا هذا فكان الجواب:
"ما قولكم في قول الإمام ابن تيمية (شيخ الإسلام) في كتاب [اقتضاء الصراط المستقيم]: لم يتنازع العلماء إلا في الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، فإن فيه قولين في مذهب أحمد .. وقد نقل عن أحمد في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في [منسك المروذي] ما يناسب قوله بانعقاد اليمين به لكن الصحيح: أنه لا ينعقد اليمين به فكذلك هذا.
وقوله أيضا في [مجموع الفتاوى]: وأما إذا لم نتوسل إليه سبحانه بدعائهم ولا بأعمالنا .. ولكن توسلنا بنفس ذواتهم لم تكن نفس ذواتهم سببا يقتضي إجابة دعائنا، فكنا متوسلين بغير وسيلة؛ ولهذا لم يكن هذا منقولا عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلا صحيحا ولا مشهورا عن السلف، وقد نقل في منسك المروذي عن أحمد دعاء فيه سؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أئمة الفقهاء في الموضوع في كتابيه المذكورين لا يختلف معناه وإن تنوعت العبارة.
وبيانه: أن أئمة الفقهاء؛ كمالك، وأبي حنيفة، والشافعي رحمهم الله قالوا: إن الحلف بغير الله مطلقا منهي عنه سواء كان المحلوف به نبيا أم غيره ولا ينعقد ذلك يمينا، وهو القول الصحيح
عن أحمد رحمه الله، واختار ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: إنه هو الصواب، والقول الآخر عنه أن الحلف بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم يجوز، وينعقد يمينا، وبعض الحنابلة عمم ذلك في الأنبياء، وينبني على القول بجواز ذلك وانعقاده جواز الإقسام على الله بالنبي أو الأنبياء، وعليه يخرج حديث توسل الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر ابن تيمية أن القول بجواز الحلف بالنبي وانعقاده قول ضعيف شاذ، وكذا ما بني عليه من جواز الإقسام على الله به وما يناسبه من التوسل به كذلك، وما قاله شيخ الإسلام هو الصواب وهو قول جمهور أهل العلم، وهو مقتضى الأدلة الشرعية، والله ولي التوفيق.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
هل يجوز الحلف بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؟
الجواب: لا يجوز الحلف بشيء من المخلوقات لا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بالكعبة ولا بالأمانة ولا غير ذلك في قول جمهور أهل العلم. بل حكاه بعضهم إجماعا.
حكم الحلف بالنبي - صلى الله عليه وسلم -
* سائل رمز لاسمه بالحروف: ع. ع. أ- أرسل إلينا يقول: اعتاد بعض الناس الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصبح الأمر عاديا عندهم ولا يعتقدون ذلك اعتقادا فما حكم ذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/323)
الجواب: الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من المخلوقات منكر عظيم ومن المحرمات الشركية ولا يجوز لأحد الحلف إلا بالله وحده وقد حكى الإمام ابن عبد البر رحمه الله الإجماع على أنه لا يجوز الحلف بغير الله وقد صحت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن ذلك وأنه من الشرك
فتاوى ابن باز المجلد الثالث
فأبو حنيفة كان مرجئاً
(حاشاه رضي الله عنه)
فمسألة تعليق تمائم من القرآن
لم يجيء عن أحد من السلف أنه جوز تعليق التمائم من القرآن اعتقاداً بأن تميمة القرآن تدفع الضر أو تجلب النفع
قلتم: بل الأظهر أن بعضهم أجاز هذا لكي تكون السورة دائماً مع الشخص الذي يحفظ القرآن ويراجعها متى أراد!!!!!!!
هذا توجيه أحد مشايخنا _ حفظه الله _
فما رايك بقول عائشة رضي الله عنها:
وهذا القول مروي عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها –، حيث قالت: "ليست التميمة ما تعلق به بعد البلاء، إنما التميمة ما تعلق به قبل البلاء".
وذهب إلى هذا أبو جعفر الطحاوي، فقد قال: "فكان ذلك – يعني النهي عن تعليق التمائم – عندنا والله أعلم ما علق قبل نزول البلاء ليدفع، وذلك ما لا يستطيعه غير الله عزوجل فنهي عن ذلك لأنه شرك؟ فأما ما كان بعد نزول البلاء فلا بأس لأنه علاج ا. هـ"
وكذا ابن عبدالبر، حيث قال – بعد أن ذكر أن نصوص النهي محمولة على التعليق قبل نزول البلاء –: "وكل ما يعلق بعد نزول البلاء من أسماء الله وكتابه رجاء الفرج والبرء من الله عزوجل، فهو كالرقى المباحة التي وردت السنة بإباحتها من العين وغيرها".
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 325)، والحاكم في المستدرك (4/ 217) وصححه، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 350). شرح معاني الآثار (4/ 325). التمهيد (17/ 160 - 161).
لا أستحق شيئاً مما قلته في
قراءة القرآن للميت
لم يقل أحدٌ أنها شرك
والتبديع مبني على عدم صحة النص عند من بدع
فهذا العز بن عبدالسلام أفتى بعدم مشروعية مسح الوجه بعد الدعاء
مع رورد نصوص في ذلك يقويها بعض أهل العلم _ أقواها أثر عن ابن عمر في الأدب المفرد _
والحلف بغير الله ثبت فيه النص أنه شرك
وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل
وقولك أن نصوص الصحابة في الفقه لا تبلغ محلد غير صحيح
فقد جمع الشيخ زكريا غلام قادر كتاباً في الآثار الصحيحة عن الصحابة في الفقه فبلغت ثلاثة مجلدات
وأما أثر عائشة في التميمة لا بد من ثبوته حتى نتكلف تأويله أو غير ذلك
وكلام ابن عبدالبر مخالفٌ للنصوص العامة في الباب
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 10:27 م]ـ
أثر عائشة في التمائم صحيح
وهو غير متعلق بتمائم القرآن بل عام لجميع التمائم
ولكنها ثبت عنها بسند قريب من هذا عند الحاكم عن ابن بكير أن أمه حدثته:
أنها أرسلت إلى عائشة -رضي الله تعالى عنها- بأخيه مخرمة، وكانت تداوي من قرحة تكون بالصبيان.
فلما داوته عائشة، وفرغت منه، رأت في رجليه خلخالين جديدين.
فقالت عائشة: أظننتم أن هذين الخلخالين يدفعان عنه شيئا كتبه الله عليه؟ لو رأيتها ما تداوى عندي، وما مس عندي، لعمري لخلخالان من فضة أطهر من هذين
فهذا يدل على أنها رضي الله عنها لا ترى مشروعية هذه الأمور مع كونها لا تراها من التمائم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 10:44 م]ـ
وأما بالنسبة لإرجاء الإمام أبو حنيفة
قال الإمام البخاري رحمه الله في «التاريخ الكبير» (ج8ص81):
نعمان بن ثابت أبو حنيفة الكوفي مولى لبني تيم الله بن ثعلبة، روى عنه عباد بن العوام وابن المبارك وهشيم ووكيع، ومسلم بن خالد وأبو معاوية والمقري كان مرجئاً، سكتوا عنه وعن رأيه وعن حديثه، قال أبو نعيم: مات أبو حنيفة سنة خمسين ومائة
قال ابن حبان في كتابه «المجروحين» (ج3 ص61): ((ومن جهة أخرى لا يجوز الإحتجاج به لأنه كان داعياً إلى الإرجاء))(43/324)
هذا ما يقولونه ... و ناقل الكفر ليس بكافر ...
ـ[أم مريم]ــــــــ[11 - 08 - 07, 07:31 م]ـ
في منتدى الأصلين، يوصف "الوهابيون" بأنهم أشر و اخبث من اليهود و عباد البقر ...
أنظر الصفحة الآتية، أسفل آخر مشاركة ...
هذا رابطها:
و هذه نسخة مصورة عنها:
http://ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=50062&stc=1&d=1176046104
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 08 - 07, 07:53 م]ـ
مبتدعة , فماذا ننتظر منهم غير هذا؟؟؟
و ستظل عقيدة أهل السنة شامخة تقلق و تقض مضاجع الجهمية و أضرابهم من نفاة الصفات و رحم الله إمام أهل السنة و كبيرهم في عصره شمس الدين ابن قيم الجوزية رحمه الله حين قال:
"أفيظن أفراخ المعتزلة ومخانيث الجهمية ومقلدوا اليونان أن يضعوا لواء رفعه الله تعالى، وينكسوا علما نصبه الله تعالى ويهدموا بناء شاده الله ورفعه، هيهات هيهات، بئسما منتهم أنفسهم لو كانوا يعقلون "
ـ[كريم أحمد]ــــــــ[11 - 08 - 07, 08:56 م]ـ
الحمد لله على نعمة العقل
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[11 - 08 - 07, 11:08 م]ـ
كاتب هذا الكلام جاهل مغفل وأحمق، فالأشاعرة ـ وأقصد علمائهم الأفاضل ـ لم يكونوا بهذه الوقاحة والصفاقة، ولم ينزلوا لهذا المستوى المنحط، وهذا تشويه لهم، بل كانوا أهل علم مجتهدين ولكن أخطأوا وكانوا يحترمون آراء غيرهم كابن حجر العسقلاني والنووي وابن الجوزي وغيرهم كثير غفر الله لهم وتجاوز عن سيئاتهم.
أما نحن السلفيون فأرحم الناس بالخلق.
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 08 - 07, 11:19 م]ـ
لهم، بل كانوا أهل علم مجتهدين ولكن أخطأوا وكانوا يحترمون آراء غيرهم كابن حجر العسقلاني والنووي وابن الجوزي.
ابن الجوزي لم يكن أشعريا قط!!!
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 12:29 م]ـ
ابن الجوزي لم يكن أشعريا قط!!!
إن ابن الجوزي الحنبلي – عفا الله عنه – قد سلك في الصفات مسلكاً متخبطاً حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية عنه: (إنه لم يثبت على قدم!). وهذا واقع، فمن تتبع كتبه وجد هذا التناقض واضحاً جليا، ومع ذلك فقد نصّ غير واحد على انحرافه العقدي في مسائل الصفات، ومن نظر في أشهر كتبه فضلاً عن أقلها شهرة ظهر له ذلك جلياً، ومن أقربها وأكثرها تداولاً بين الناس كتاب " صيد الخاطر " وفيه من الانحرافات في هذا الباب وغيره العجائب ... فقد سلك في كتابه ـ صيد الخاطر ـ مسلك الجهمية في نفي الصفات، وشنّع بغليظ القول على أهل السنة - عامة وعلى ابن عبد البر خاصة - في مسائل الصفات عامة وفي مسألة النزول خاصة. وكتابه " دفع شبه التشبيه " يكشف بكل وضوح عقيدته!. قال الإمام الموفق المقدسي ابن قدامة: ( .. كان حافظاً للحديث وصنّف فيه إلاّ أننا لم نرضَ تصانيفه في السنة، ولا طريقته فيها .. ) [ذيل طبقات الحنابلة: 3/ 415]. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (4/ 169): (متناقض في هذا الباب لم يثبت على قدم النفي ولا على قدم الإثبات!!). وقال ابن رجب: (ومن اجله – أي التأويل – نقم عليه جماعة من مشايخ أصحابنا وأئمتهم ميله إلى التأويل في بعض كلامه .... ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف) [ذيل الطبقات: 3/ 414]. وقال عنه سيف الدين ابن المجد: (سمعت ابن نقطة يقول: قيل لابن خضر: ألا تجيب عن بعض أوهام ابن الجوزي؟، فقال: إنما ينبع من قلّ غلطه، فأما هذا، فأوهامه كثيرة ... قال سيف الدين: ما رأيت أحداً يعتمد عليه في دينه وعلمه وعقله راضياً عنه!!) [سير الأعلام: 21/ 382]. وكتب له إسحاق بن أحمد العثلي [ت: 634هـ] رسالة طويلة ينكر فيها عليه مقالاته في الصفات، ومن ذلك قوله نافياً نسبة تفويض المعاني إلى أهل السنة: (وزعمت أن طائفة من أهل السنة والأخيار تلقوها وما فهموا وحاشاهم من ذلك .. ) " [ذيل طبقات الحنابلة: 4/ 205 - 211].
منقول بتصرف
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 12:39 م]ـ
أرى أن مثل هذه المنتديات لا تدخل , لأن غيرها يغني عنها.
ومن أراد المناظرة فهناك منتدى للمناظرات.
والمشكلة أنه يكتب تحت أسمائهم طالب علم .. !!
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 02:17 م]ـ
اعرف ما ذكرته اخي العقبي و لكن احببت ان انبّه انه ليس أشعريا بل هو متحزق عليهم و ان مال الى التأويل
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 03:43 م]ـ
بارك الله فيكم، ألا ترون أن من الواجب أن نُكرِّم هذا الملتقى عن ذاك الوحل، ولم أقل هذا جزافا ً، بل لهم من السب والشتم وأقبح الألفاظ ماتقشعر معه جلود الذين آمنوا، فالأئمة في منتدياتهم أمثال ابن منده وابن خزيمة وابن تيمية وابن القيم لا يسمونهم إلا بإسماء بعض ... المخلوقات التي استحي أن أكتبها لكم، فأرى أن يحذف اسم منتداهم لكي لا يذهب إليه أحد فضولا ً
فيرى ما يقسى القلب معه (ومن سن في الإسلام سنة سئية فله وزرها ووز من عمل بها إلى يوم القيامة) ...(43/325)
الجواب على أن ثلث الليل الآخر يتكرر كل لحظة على مدار اليوم والليلة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - 08 - 07, 07:54 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فمن الشبه التي تثار حول حديث النزول شبهة أن ثلث الليل الآخر يتكرر كل لحظة على مدار اليوم والليلة فمتى ينزل رب العالمين ومتى يصعد؟
وللجواب على هذه الشبهة:-
أ- أن نزول الله سبحانه وتعالى ليس كنزول المخلوقين حتى يتصور فيه ما يتصور في حق المخلوقين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فإن وصفه سبحانه وتعالى في هذا الحديث بالنزول هو كوصفه بسائر الصفات كوصفه بالاستواء .. ومذهب سلف الأمة وأئمتها أنهم يصفونه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله في النفي والإثبات , والله سبحانه وتعالى قد نفى عن نفسه مماثلة المخلوقين فقال الله تعالى {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، فبين أنه لم يكن أحد كفوا له, وقال تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}، فأنكر أن يكون له سمي, وقال تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداًَ}، وقال تعالى: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ}، وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
ففيما أخبر به عن نفسه من تنزيهه عن الكفؤ والسمي والمثل والند وضرب الأمثال له بيان أن لا مثل له في صفاته ولا أفعاله؛ فإن التماثل في الصفات والأفعال يتضمن التماثل في الذات؛ فإن الذاتين المختلفتين يمتنع تماثل صفاتهما وأفعالهما إذ تماثل الصفات والأفعال يستلزم تماثل الذوات, فإن الصفة تابعة للموصوف بها والفعل أيضا تابع للفاعل بل هو مما يوصف به الفاعل؛ فإذا كانت الصفتان متماثلتين كان الموصوفان متماثلين حتى أنه يكون بين الصفات من التشابه والاختلاف بحسب ما بين الموصوفين ... فإذا قيل علم زيد ونزول زيد واستواء زيد ونحو ذلك لم يدل هذا إلا على ما يختص به زيد من علم ونزول واستواء ونحو ذلك لم يدل على ما يشركه فيه غيره لكن لما علمنا أن زيدا نظير عمرو وعلمنا أن علمه نظير علمه ونزوله نظير نزوله واستواءه نظير استوائه؛ فهذا علمناه من جهة القياس والمعقول والاعتبار لا من جهة دلالة اللفظ؛ فإذا كان هذا في صفات المخلوق فذلك في الخالق أولى.
فإذا قيل علم الله وكلام الله ونزوله واستواؤه ووجوده وحياته ونحو ذلك لم يدل ذلك على ما يشركه فيه أحد من المخلوقين بطريق الأولى, ولم يدل ذلك على مماثلة الغير له في ذلك كما دل في زيد وعمرو لأنا هناك علمنا التماثل من جهة الاعتبار والقياس لكون زيد مثل عمرو, وهنا نعلم أن الله لا مثل له ولا كفؤ ولا ند فلا يجوز أن نفهم من ذلك أن علمه مثل علم غيره ولا كلامه مثل كلام غيره ولا استواءه مثل استواء غيره ولا نزوله مثل نزول غيره ولا حياته مثل حياة غيره. ولهذا كان مذهب السلف والأئمة إثبات الصفات ونفى مماثلتها لصفات المخلوقات؛ فالله تعالى موصوف بصفات الكمال الذي لا نقص فيه منزه عن صفات النقص مطلقا ومنزه عن أن يماثله غيره في صفات كماله". [مجموع الفتاوى (5|329)].
ب- قال شيخ الإسلام أيضاً: "ومن هنا يظهر عما ذكره ابن حزم وغيره في حديث النزول حيث قال النبي r: " ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر".
فقالوا: قد ثبت أن الليل يختلف بالنسبة إلى الناس فيكون أوله ونصفه وثلثه بالمشرق قبل أوله ونصفه وثلثه بالمغرب قالوا فلو كان النزول هو النزول المعروف للزم أن ينزل في جميع أجزاء الليل إذ لا يزال في الأرض ليل قالوا أو لا يزال نازلا وصاعدا وهو جمع بين الضدين.
وهذا إنما قالوه لتخيلهم من نزوله ما يتخيلونه من نزول أحدهم وهذا عين التمثيل ثم إنهم بعد ذلك جعلوه كالواحد العاجز منهم الذي لا يمكنه أن يجمع من الأفعال ما يعجز غيره عن جمعه وقد جاءت الأحاديث بأنه يحاسب خلقه يومالقيامة كل منهم يراه مخليا به ويناجيه لا يرى أنه متخليا لغيره ولا مخاطب لغيره, وقد قال النبي r: " إذا قال العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله أثنى علي عبدي".
فكل من الناس يناجيه والله تعالى يقول لكل منهم ذلك ولا يشغله شأن عن شأن, وذلك كما قيل لابن عباس كيف يحاسب الله تعالى الخلق في ساعة واحدة فقال: كما يرزقهم في ساعة واحدة.
ومن مثل مفعولاته التي خلقها بمفعولات غيره فقد وقع في تمثيل المجوس القدرية فكيف بمن مثل أفعاله بنفسه أو صفاته بفعل غيره وصفته.
يقال لهؤلاء أنتم تعلمون أن الشمس جسم واحد وهي متحركة حركة واحدة متناسبة لا تختلف ثم إنه بهذه الحركة الواحدة تكون طالعة على قوم, وغاربة عن آخرين, وقريبة من قوم وبعيدة من آخرين؛ فيكون عند قوم عنها ليل وعند قوم نهار وعند قوم شتاء وعند قوم صيف وعند قوم حر وعند قوم برد؛ فإذا كانت حركة واحدة يكون عنها ليل ونهار في وقت واحد لطائفتين وشتاء وصيف في وقت واحد لطائفتين فكيف يمتنع على خالق كل شيء الواحد القهار أن يكون نزوله إلى عباده ونداه إياهم في ثلث ليلهم, وإن كان مختلفا بالنسبة إليهم وهو سبحانه لا يشغله شأن عن شأن ولا يحتاج أن ينزل عن هؤلاء ثم ينزل على هؤلاء بل في الوقت الواحد الذي يكون ثلثا عند هؤلاء وفجرا عند هؤلاء يكون نزوله إلى سماء هؤلاء الدنيا وصعوده عن سماء هؤلاء الدنيا فسبحان الله الواحد القهار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين".
[بيان تلبيس الجهمية (2|229)].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/326)
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[11 - 08 - 07, 08:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 08 - 07, 08:03 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا عبدالباسط و جزاكم الله خيرا
و هذا كلام مهم للحافظ ابن رجب رحمه الله في هذه المسألة:
(وقد أنكر الأمام أحمد الاستدلال بالجدي وقال إنما ورد ما بين المشرق والمغرب قبلة: يعني لم يرد اعتبار الجدي ونحوه من النجوم. وقد أنكر ابن مسعود على كعب قوله أن الفلك تدور وأنكر ذلك مالك وغيره وأنكر الإمام أحمد على المنجمين قولهم أن الزوال يختلف في البلدان. وقد يكون إنكارهم أو إنكار بعضهم لذلك لأن الرسل لم تتكلم في هذا وإن كان أهله يقطعون به وإن كان الاشتغال به ربما أدى إلى فساد عريض.
وقد اعترض بعض من كان يعرف هذا على حديث النزول ثلث الليل الآخر وقال ثلث الليل يختلف باختلاف البلدان فلا يمكن أن يكون النزول في وقت معين. ومعلوم بالضرورة من دين الإسلام قبح هذا الاعتراض. وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أو خلفاءه الراشدين لو سمعوا من يعترض به لما ناظروه بل بادروا إلى عقوبته وإلحاقه بزمرة المخالفين المنافقين المكذبين.) اهـ من كتابه:" فضل علم السلف على علم الخلف "
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - 08 - 07, 11:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا(43/327)
ادركونى عندى اشكاليه فى حديث مجىء الله المؤمنين على غير صورته يوم القيامه
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[12 - 08 - 07, 02:40 ص]ـ
فى الحديث الذى رواه الشيخان عن ابى هريره رضى الله عنه قال 0000 وذكر الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم ومما جاء فيه
يجمع الله الناس فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت
وتبقى هذه الامه فيها منافقوها (فيأتيهم الله فى غير الصوره التى يعرفون) فيقول انا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى ياتينا ربنا (فاذا اتانا ربنا عرفناه) (فياتيهم الله فى الصوره التى يعرفون) فيقول انا ربكم فيقولون انت ربنا فيتبعونه 000 الخ الحديث
سؤلان
الاول هل عرفوا صورته فى الدنيا حتى ينكروه اولا ثم يعرفوه ثانيا؟
السؤال الثانى الذى جاء فى اول مره هو الله فقالوا نعوذ بالله منك كيف هذا حتى ان كان فى صوره غير الذى يعرفون ولكنه الله بنص الحديث
هذا الحديث جعل احد منكرى السنه يقول ان اهل الحديث ينسبون اللهو الى الله (وحاشاه سبحانه) ثم اخذ يطعن فى علم الحديث كعادته
الرجا من مشايخنا بيان الامر وجزيتم خيرا
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 03:13 ص]ـ
أخي الكريم
ألفت نظرك الى مسألة اعتقد أنها مهمة
عندما تسأل في إشكالية في نص شرعي ليس من اللائق أن نقول أدركوني عندي هذه الإشكالية
لو ظاهرا بدا لك التعارض في النصوص الصحيحة أو معارضتها للعقل فإننا وأنت بحمد الله لا يوجد لدينا أدنى اتهام للنصوص فالمشكلة من عند أنفسنا
وإذا أحد من طلبة العلم عنده تعليق على رأيي فسأقبله بكل صدر رحب
فما أنا إلا طويلب علم
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[12 - 08 - 07, 04:49 ص]ـ
الحبيب الفاضل ابا عمر لا اظن ان قول الرجل للرجل ادركنى يشكل اى مخالفه فى العقيده
اما الاشكاليه فهذا شىء وارد ان يشكل على المرء شىء لايفهمه ويستفسر عنه
ولا اخفى عليك ان هذا اسلوب لاستدراج اهل الفضل والعلم من امثالك لانى اعلم انشغالهم فى مواضيع شتى
وقد لمست منك بعض القلق على اخيك الفقير كاتب السطور وعلى عقيدته
اطمئنك اخى الحبيب
نعم انا قليل العلم ولكن وبفضل الله انعم بقلب مطمئن على عقيدتى وصدر منشرح
وقد مررت بفضل الله على كم هائل من الشبهات من لدن اعداء الاسلام
فوالذى لااله غيره ما اهتزت لى شعره وهذا من فضل الله وكرمه ولطفه وبره حفظه
فاللهم يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك
ورغم هذا فلا مانع ان نسال عما جهلناه فان عدمنا ردا فالعيب فى افهامنا القاصره كما نوهت انت اخى الكريم
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 06:09 ص]ـ
اخي الكريم
كنتُ قد سألت الشيخ عبدالله الشهري قديما عن هذا الحديث الشريف لان بعض النصارى اثار حوله شبهة من جنس ما ذكرت فأجابني حفظه الله بجواب استفدتُ منه كثيراً:
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته.
المعرفة لها طرق:
1 - المعرفة بالتجريب.
2 - المعرفة بالعلم الضروري.
3 - المعرفة بالهداية والإلهام.
معرفة الله بالعلامة التي في الحديث لا تكون بواسطة التجريب ولا الضروري وإنما عن طريق الهداية والإلهام.
مثال: ثبت في الأحاديث أن أهل الجنة يعرفون منازلهم ويقصدونها دون سابق تجربة. كيف عرفوا ذلك؟
نقول: عرفوها بالهداية والإلهام من الله تعالى، فهو الذي عرّفهم منازلهم ولذلك قال الله تعالى: ((وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ))
قال ابن كثير: ((أي إذا دخلوها يقال لهم تفرقوا إلى منازلكم ; فهم أعرف بمنازلهم من أهل الجمعة إذا انصرفوا إلى منازلهم. قال معناه مجاهد وأكثر المفسرين. وفي البخاري ما يدل على صحة هذا القول عن أبي سعيد الخدري , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقص لبعضهم من بعض مظالم كان بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله في الدنيا).
وقيل: " عرفها لهم " أي بينها لهم حتى عرفوها من غير استدلال)).
فإن قيل:
لكن , كيف يمكن اقناع النصارى بهذه النقطة , بمعنى هل يؤمنون هم بالالهام؟؟؟
قلنا:
إقناعهم ليس شرطاً ما دام الحق قد قيل لهم، لأنهم قد يعتبرون كل ما تقوله باطل لا حق فيه. أما إن قالوا نحن لا نؤمن بالإلهام قلنا: أما نحن فنؤمن به لأن الله ورسوله أخبرانا بذلك. لكم دينكم ولي دين. وليس من الحكمة أن نعلل و نسترسل في كل حجة وإن كان بإمكاننا ذلك. ومع ذلك يمكن الرد عليهم بأن نقول: الإلهام عندنا أصدق من كذبة بولس اليهودي التي مبنى النصرانية عليها.
و قس على ذلك في الرد على منكري السنة
و الله أعلم
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[13 - 08 - 07, 12:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا اخى الكريم نعم الهمهم الله تعالى وعرفهم به ليس الاشكال فى هذا
الاشكال فى ان الذى جاء اولا هو الله بنص الحديث وهنا صدق المنافق فهلك ولم يصدق المؤمن فنجا لماذا مع ان الله هو الآتى لهم فى الحالتين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/328)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 08 - 07, 02:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا
قولك: هل عرفوا صورته في الدنيا حتى ينكروه أولا ثم يعرفوه ثانيا؟
لا يشترط أن تكون هذه الرؤية في الدنيا حتى يفترض هذا السؤال لأن الأدلة من السنة قاطعة في عدم رؤية الله في الدنيا
والأغلب أنهم يرونه في الآخرة في عرصات القيامة.
قال ابن حجر:قوله فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون في حديث أبي سعيد الآتي في التوحيد في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة.
وفي رواية هشام بن سعد ثم يتبدى لنا الله في صورة غير صورته التي رأيناه فيها أول مرة.
فأثبتت هاتان الروايتان رؤية لله مرتين.
والحديث عن الآخرة وعرصات القيامة , وهذا لا يمتنع أن يراه المؤمنون أكثر من مرة.
هذا وجه
قال ابن حجر:ووقع في رواية هشام بن سعد ثم نرفع رؤوسنا وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم فنقول نعم أنت ربنا؛ وهذا فيه اشعار بأنهم رأوه في أول ما حشروا والعلم عند الله. الفتح
ووجه آخر: أن الله أخبرنا أنه سبحانه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
فنحن نعرف بما عرفنا الله به عن نفسه أنه ليس كمثل الأشياء وهذه معرفة بديهية وفطرية
فقوله " فيأتيهم في غير الصورة التي يعرفون "
أي فيأتيهم في صورة تشبه شيئا - وهم تحقق عندهم أن الله ليس كمثله شيء
فلذلك يقولون نعوذ بالله منك.
وهذا وجه ذكره ابن حجر على الحديث
قال رحمه الله: ويحتمل وجها رابعا وهو أن المعنى يأتيهم الله بصورة أي بصفة تظهر لهم من الصور المخلوقة التي لا تشبه صفة الإله ليختبرهم بذلك فإذا قال لهم هذا الملك أنا ربكم ورأوا عليه من علامة المخلوقين ما يعلمون به أنه ليس ربهم استعاذوا منه لذلك.
الفتح
وقوله الملك لا داعي لها: فنحن نستعيذ بالله كما جاء في الحديث: برضاك من سخطك وبك منك لا نحصي ثناء عليك.
ووجه ثالث: أننا نعرف الله في ذلك الموقف العظيم بالساق - يكشف ربنا عن ساقه -
فإن جاء بغير هذه الصفة استعاذوا بالله كما في الحديث.
ويقوي هذا الاحتمال ما جاء في رواية أبي سعيد: آية تعرفونها فيقولون الساق فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد رياء وسمعة فيذهب كيما يسجد فيصير ظهره طبقا واحد.
والحكمة من ذلك الاختبار والابتلاء
وأما رؤية المنافقين لربهم ثم حرمانهم من ذلك لأن الجزاء من جنس العمل.
قال شيخ الإسلام:
وتنازع المتأخرون المنتسبون إلى السنة في الكفار هل يحجبون عنه في الآخرة مطلقا أو يرونه ثم يحجبون على ثلاثة أقوال
فقال طوائف من أهل الكلام والفقه وغيرهم من أصحاب مالك لا يرونه بحال وقالت طائفة منهم أبو الحسن بن سالم وغيره بل يرونه ثم يحجب عنهم كما يدل على ذلك أحاديث معروفة
وقال أبو بكر بن خزيمة بل يراه المنافقون من هذه الأمة دون غيرهم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 08 - 07, 02:59 ص]ـ
الإشكالية التي يوردها النصارى وغيرهم من المخالفين لأهل السنة ما يلي:
1 ـ أنكم بعد أن أثبتم لله الصورة، لحديث (آدم) المشهور، تثبتون لله صورا، فهل يلزم من ذلك النص أن يقال أن لله صورا كما شاء؟
2 ـ هل يلزم من السابق أن الله يتغير ويتبدل من حال إلى حال في صورته؟
3 ـ يتفق النصارى والأشعرية والأحباش في إيرادهم ذلك الحديث على إثبات جواز التجسد عند أهل السنة ـ السلفيين ـ من باب المشاكلة بالنسبة للنصارى، ومن باب التكفير والتشنيع عند الأحباش أن مثبت الجهة و الصفات لا يفرق كفره عن كفر عابد الشمس والنصراني ـ كما هو معروف لمن يكلم هؤلاء الناس ـ.
ـــــــــــ
هل يصار إلى تأويل بعض أهل العلم أن الصور في الحديث مخلوقة، ويجعل الحديث من المتشابه ويرد إلى المحكم أن لله صورة لا يطرأ عليه تغير؟
فإن قيل ليست مخلوقة هل يلزم منها تجسد الله في تلك الصور مثلا؟
وهل إحالة التجسد على الله ـ كتجسده في المسيح عند النصارى ـ من باب الاستحالة العقلية كما عند المتكلمين ـ أن القدرة لا تتعلق إلا بالممكن دون المستحيل والواجب ـ أم لأنه لا يليق بالله تعالى؟
بارك الله فيكم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 08 - 07, 10:51 ص]ـ
للرفع.
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[15 - 08 - 07, 08:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يراجع بيان تلبيس الجهمية لابن تيميه رحمه الله نعالى ج7ص3
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/329)
وجزيتم خيرا
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[15 - 08 - 07, 10:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
ليس في الحديث إشكال و انما المشكلة في " إنبهار المرء بجهله " فكم مرة جهلت اشياء كثيرة وعندما قابلتها بالانبهار لم أفهمها و الصحيح أن يقابل الانسان جهله بالعلم والبحث و يكون على يقين بكمال دينه و أن الخلل نابع من عدم العلم بحقيقة النص عندها سيكون اكثر حكمة في تعاطي النصوص فيفهمها و يستطيع الجمع بينها.
الإشكال المورد في الصورة:
الصورة التي ذكرت في الحديث " في غير صورته التي يعرفونها " هي صورة " تعارف الله عليها مع عباده " و ليست صورة مستقلة عن صورته تعالى كقول الرجل آتيك حاملا لواءا فتعرفني به فإن جئتك على هذه الصورة فذلك أنا فاللواء لم يغير صورتك الأصليه إنما أضاف لها " أمارة ".
كذلك ثبت في حديث سنده جيد كما قال الالباني في الصحيحة وابن تيمية في الفتاوى و اثبته الذهبي في العلو عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جمع الله العباد بصعيد و احد نادى مناد: يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، و يبقى الناس على حالهم، فيأتيهم فيقول: ما بال الناس ذهبوا و أنتم ها هنا ؟ فيقولون ننتظر إلهنا، فيقول هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرف إلينا عرفناه، فيكشف لهم عن ساقه، فيقعون سجدا، و ذلك لقول الله تعالى: " يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون "، و يبقى كل منافق، فلا يستطيع أن يسجد، ثم يقودهم إلى الجنة.
فهو يأتيهم في صورته كما هو تبارك وتعالى ولكنه لا يكشف لهم عن ساق فلا يعرفونه و هو تعالى يفعل ذلك ليمتحن إيمان المؤمنين ثم يأتيهم فيكشف لهم عن ساق فيعرفونه بهذه الأمارة فيسجدون فليست الصورة الأولى غير الثانية و هم لم يروا الله قط و لم ينظروا اليه كما ذكر الحافظ و لكنهم يعرفونه بشيء هو يعرف به نفسه المقدسة لهم و هو الكشف عن الساق و قد ورد ذلك صريحا في لفظ ابن مسعود في العلو للذهبي: " فيقولون بيننا وبينه علامة فإذا رأيناه عرفناه. فيقول ما هي؟ فيقولون يكشف عن ساق، فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخرون ".
ففي المرة الأولى يأتيهم و يقول انا ربكم فيتعوذون بالله منه ثم يأتيهم في الثانية بنفس الصورة و يكشف لهم عن ساق فيعرفونه و الغرض من ذلك كما هو مثبت في الحديث امتحان المؤمنين فيما بينهم في الاتيان الأول ثم امتحان المؤمن من المنافق في الكشف عن الساق و السجود.
والله اعلم
ـ[فيصل المزني]ــــــــ[16 - 08 - 07, 03:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
ليس في الحديث إشكال و انما المشكلة في " إنبهار المرء بجهله " فكم مرة جهلت اشياء كثيرة وعندما قابلتها بالانبهار لم أفهمها و الصحيح أن يقابل الانسان جهله بالعلم والبحث و يكون على يقين بكمال دينه و أن الخلل نابع من عدم العلم بحقيقة النص عندها سيكون اكثر حكمة في تعاطي النصوص فيفهمها و يستطيع الجمع بينها.
الإشكال المورد في الصورة:
الصورة التي ذكرت في الحديث " في غير صورته التي يعرفونها " هي صورة " تعارف الله عليها مع عباده " و ليست صورة مستقلة عن صورته تعالى كقول الرجل آتيك حاملا لواءا فتعرفني به فإن جئتك على هذه الصورة فذلك أنا فاللواء لم يغير صورتك الأصليه إنما أضاف لها " أمارة ".
كذلك ثبت في حديث سنده جيد كما قال الالباني في الصحيحة وابن تيمية في الفتاوى و اثبته الذهبي في العلو عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جمع الله العباد بصعيد و احد نادى مناد: يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، و يبقى الناس على حالهم، فيأتيهم فيقول: ما بال الناس ذهبوا و أنتم ها هنا ؟ فيقولون ننتظر إلهنا، فيقول هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرف إلينا عرفناه، فيكشف لهم عن ساقه، فيقعون سجدا، و ذلك لقول الله تعالى: " يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون "، و يبقى كل منافق، فلا يستطيع أن يسجد، ثم يقودهم إلى الجنة.
فهو يأتيهم في صورته كما هو تبارك وتعالى ولكنه لا يكشف لهم عن ساق فلا يعرفونه و هو تعالى يفعل ذلك ليمتحن إيمان المؤمنين ثم يأتيهم فيكشف لهم عن ساق فيعرفونه بهذه الأمارة فيسجدون فليست الصورة الأولى غير الثانية و هم لم يروا الله قط و لم ينظروا اليه كما ذكر الحافظ و لكنهم يعرفونه بشيء هو يعرف به نفسه المقدسة لهم و هو الكشف عن الساق و قد ورد ذلك صريحا في لفظ ابن مسعود في العلو للذهبي: " فيقولون بيننا وبينه علامة فإذا رأيناه عرفناه. فيقول ما هي؟ فيقولون يكشف عن ساق، فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخرون ".
ففي المرة الأولى يأتيهم و يقول انا ربكم فيتعوذون بالله منه ثم يأتيهم في الثانية بنفس الصورة و يكشف لهم عن ساق فيعرفونه و الغرض من ذلك كما هو مثبت في الحديث امتحان المؤمنين فيما بينهم في الاتيان الأول ثم امتحان المؤمن من المنافق في الكشف عن الساق و السجود.
والله اعلم
جزاك الله خيرا ً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/330)
ـ[أحمد الصقعبي]ــــــــ[19 - 08 - 07, 07:19 ص]ـ
هناك رسالة صغيرة للشيخ منصور السماري بعنوان:
هداية الحيران بما ثبت في صورة الرحمن
وقد تجد فيها ما يزيل إشكالك.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[19 - 08 - 07, 07:52 م]ـ
كيف الحصول على هذه الرساله هل هى مطبوعه ام على الشبكه بارك الله فيك
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 03:27 ص]ـ
في شرح التويجري للحموية
قام الشيخ بشرح هذا الحديث و لعلي أنقل لكم كلامه إن شاء الله
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[21 - 08 - 07, 01:52 ص]ـ
في شرح التويجري للحموية
قام الشيخ بشرح هذا الحديث و لعلي أنقل لكم كلامه إن شاء الله
وانا لمنتظرون سائلا الله تعالى ان يزيدك علما وفضلا
ـ[أحمد الصقعبي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 06:58 ص]ـ
رسالة الشيخ السماري مطبوعة، وتجد ملخصها في تحقيق الشيخ لنقض الدارمي على المريسي.
قولك: هل عرفوا صورته في الدنيا حتى ينكروه أولا ثم يعرفوه ثانيا؟
لا يشترط أن تكون هذه الرؤية في الدنيا حتى يفترض هذا السؤال لأن الأدلة من السنة قاطعة في عدم رؤية الله في الدنيا
والأغلب أنهم يرونه في الآخرة في عرصات القيامة.
قال ابن حجر:قوله فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون في حديث أبي سعيد الآتي في التوحيد في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة.
وفي رواية هشام بن سعد ثم يتبدى لنا الله في صورة غير صورته التي رأيناه فيها أول مرة.
فأثبتت هاتان الروايتان رؤية لله مرتين.
والحديث عن الآخرة وعرصات القيامة , وهذا لا يمتنع أن يراه المؤمنون أكثر من مرة.
هذا وجه
قال ابن حجر:ووقع في رواية هشام بن سعد ثم نرفع رؤوسنا وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم فنقول نعم أنت ربنا؛ وهذا فيه اشعار بأنهم رأوه في أول ما حشروا والعلم عند الله. الفتح
وهذا الوجه هو الصواب، لأن الرواية الأخرى تعضده، وفي بعض الأوجه الأخرى تأويل فاسد.
والله أعلم.
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 02:43 ص]ـ
نقل شيخ الاسلام ابن تيمية كلام ابن الماجشون وقد سُئِل (أي ابن الماجشون) فيما جحدت به الجهمية:
قال (وإنما جحد رؤية الله يوم القيامة، إقامةً للحجة الضالة المضلة بأنه قد عرف إذا تجلى لهم يوم القيامة، رأوا منه ما كانوا به قبل ذلك مؤمنين، وكان له جاحد.)
قال الشيخ التويجري:
(بمعنى أن المؤمنين إذا رأوا الله - عز وجل - يوم القيامة، لا شك أنهم سيرونه بالصفات التي وصف نفسه بها؛ ولهذا في الحديث الطويل الذي في عرصات القيامة، فيأتيهم في صورة غير التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، يقول: هؤلاء جحدوا رؤية الله -عز وجل-؛ لأنهم لو أثبتوا الرؤية، لعلموا أن المؤمن سيرى هذه الصفات، التي جحدها هؤلاء؛ ولهذا يقول: إذا تجلى لهم يوم القيامة رأوا منه ما كانوا به قبل ذلك مؤمنين، وكان هذا المعطل له جاحدا، أي رأوا هذه الصفات التي ذكر لهم في كتابه.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[22 - 08 - 07, 02:57 ص]ـ
اخوانى الفضلاء بارك الله فيكم وجزاكم خيرا وزادكم علما وادبا وشكرا على حسن تعاونكم
ـ[ماجد الشيحاوي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 04:05 ص]ـ
قال الله تعالى ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير))
ـ[محمود المصري]ــــــــ[22 - 08 - 07, 02:45 م]ـ
السلام عليكم شيخي الفاضل
لعلك تجد في هذه الروابط زيادة فائدة على ما تفضل به الإخوة جزاهم الله خيرا
التذكير بدفع شبة التغير في صورة الرب الكبير: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8041
فوائد في إثبات الصورة لله تعالى
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=Display&docid=14&page=esbat00002.htm
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[22 - 08 - 07, 05:31 م]ـ
اخى الأعز محمود المصرى
وعليكم السلام
وددت ان اقبل رأسك على ارشادى لهذا الرابط فجزاك الله خير الجزاء وزادك علما وادبا وفضلا
ثانيا
خاطبتنى بالمشيخه والفضل فاما الفضل فانا ادرى بحالى واسأله سبحانه دوام الستر
اما المشيخه فهذا من فرط ادبك وتواضعك فانت اهل ان تقول هذا اما انا فلا والله ليست اهلا لهذا الخطاب فان كنت شيخا فاضلا فماذا ابقينا للجهابذه
سليمان الخراشى والشيخ الفقيه والمقرىء والسديس وماهر الفحل والعوضى وابوعمر وغيرهم ممن هم درر فى جبين المنتدى خاصه والشبكه عامه
اخى
وانت فى دار غربه اسأل الله تعالى ان يحفظك فى دينك وبدنك واهلك ومالك
نستودع الله دينك وامانتك وخواتيم عملك والسلام عليكم
ـ[محمود المصري]ــــــــ[29 - 08 - 07, 07:24 ص]ـ
السلام عليكم شيخي الحبيب الفاضل
جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة العذبة الشجيّة, واسأل الله أن يغفر لي ما لا تعلم
أما عن قولك:
اما المشيخه فهذا من فرط ادبك وتواضعك فانت اهل ان تقول هذا اما انا فلا والله ليست اهلا لهذا الخطاب فان كنت شيخا فاضلا فماذا ابقينا للجهابذه سليمان الخراشى والشيخ الفقيه والمقرىء والسديس وماهر الفحل والعوضى وابوعمر وغيرهم ممن هم درر فى جبين المنتدى خاصه والشبكه عامه
فإنه لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوي الفضل
و كما قال الشاعر:
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم ** على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه ** والجاهلون لأهل العلم أعداء
أخوك المحب محمود
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/331)
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[29 - 08 - 07, 06:19 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله زادك الله علما وادبا
واستودع الله دينك وامانتك وخواتيم عملك(43/332)
مشروع المعايير الشرعية في التكفير عند الامام محمد بن عبد الوهاب
ـ[الموسى]ــــــــ[12 - 08 - 07, 12:20 م]ـ
مشروع المعايير الشرعية في التكفير عند
الامام محمد بن عبد الوهاب
1) محمد بن عبدالوهاب لا يكفر بالظن:
(من أظهر الإسلام وظننا أنه أتى بناقض لا نكفره بالظن لأن اليقين لا يرفعه الظن، وكذلك لا نكفر من لا نعرف منه الكفر بسبب ناقض ذكر عنه ونحن لم نتحققه)
(3/ 24 الرسائل الشخصية)
2) محمد بن عبدالوهاب لا يكفر بالعموم:
(وأما القول إنا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون به عن هذا الدين ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم)
الرسائل الشخصية 15/ 101
3) من الذي يكفرهم الشيخ، وما نسبتهم في الأمة:
(وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك)
الرسائل الشخصية 5/ 37
4) هل الشيخ ابتدأ المخالفين بالقتال:
(وأما القتال فلم نقاتل أحداً إلى اليوم إلا دون النفس والحرمة، وهم الذين أتونا في ديارنا، ولا أبقوا ممكنا، ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة، وجزاء سيئة سيئة مثلها، وكذلك من جاهر بسب دين الرسول بعد ما عرفه والسلام)
الرسائل الشخصية 5/ 37
5) الشيخ لا يكفر كل من لم يواله، ولا يكفر كل جاهل:
(تكفير من بان له أن التوحيد هو دين الله ورسوله ثم أبغضه ونفر الناس عنه، وجاهد من صدق الرسول فيه، ومن عرف الشرك وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بإنكاره وأقر بذلك ليلا ونهاراً، ثم مدحه وحسنه للناس وزعم أن أهله لا يخطئون لأنهم السواد الأعظم، وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن، وبالموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن الله ورسوله)
الرسائل الشخصية 3/ 25
6) الشيخ لا يكفر إلا من كفره جميع العلماء الموثوقين:
(ما ذكر لكم عني أني أكفر بالعموم فهذا من بهتان الأعداء، وكذلك قولهم إني أقول من تبع دين الله ورسوله وهو ساكن في بلده أنه ما يكفيه حتى يجيء عندي فهذا أيضا من البهتان؛ إنما المراد اتباع دين الله ورسوله في أي أرض كانت؛ ولكن نكفر من أقر بدين الله ورسوله ثم عاداه وصد الناس عنه؛ وكذلك من عبد الأوثان بعد ما عرف أنها دين للمشركين وزينه للناس؛ فهذا الذي أكفره وكل عالم على وجه الأرض يكفر هؤلاء إلا رجلاً معانداً أو جاهلاً).
الرسائل الشخصية 9/ 58
7) الشيخ يكفر من يرى جواز دعاء غير الله، وتكفير أهل التوحيد:
(فإن قال قائلهم إنهم يكفرون بالعموم فنقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، الذي نكفر الذي يشهد أن التوحيد دين الله ودين رسوله، وأن دعوة غير الله باطلة، ثم بعد هذا يكفر أهل التوحيد ويسميهم الخوارج ويتبين مع أهل القبب على أهل التوحيد).
الرسائل الشخصية 7/ 48
8) الشيخ لا يكفر من لم تبلغه الحجة:
(من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله فهو المسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعد ما نبين له الحجة على بطلان الشرك، وكذلك نكفر من حسنه للناس، أو أقام الشبه الباطلة على إباحته، وكذلك من قام بسيفه دون هذه المشاهد التي يشرك بالله عندها، وقاتل من أنكرها وسعى في إزالتها، قوله إني أكفر من توسل بالصالحين، وقوله: إني أكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق، وقوله إني أقول لو أقدر على هدم حجرة الرسول لهدمتها، ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزاباً من خشب، وقوله إني أنكر زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقوله إني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهم، وإني أكفر من يحلف بغير الله، فهذه اثنتا عشرة مسألة جوابي فيها أن أقول:سبحانك هذا بهتان عظيم).
الرسائل الشخصية 11/ 64
وقال الشيخ محمد أيضاً:
(وإن كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم وعدم من ينبههم).
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن:
(إنه لم يكفر _ أي الإمام _ إلا بعد قيام الحجة وظهور الدليل حتى إنه رحمه اللَّه توقف في تكفير الجاهل من عباد القبور إذا لم يتيسر له من ينبهه).
مصباح الظلام (ص324)
وقال الشيخ عبد اللطيف أيضاً:
(كان شيخنا يُقرر في مجالسه ورسائله أنه لا يكفر إلا من عرف دين الرسول وبعد معرفته تبين في عداوته. وتارة يقول إذا كنا لا نكفر من يعبد قبة الكواز لجهلهم وعدم من ينبههم).
منهاج التأسيس (ص187)
ـ[الموسى]ــــــــ[12 - 08 - 07, 03:18 م]ـ
يعلم الجميع كم تعرضت له الدعوة النجدية من انتقادات واعتراضات وكان من اشد ما تلمز دعوة المجدد ابن عبد الوهاب رضي الله عنه هي الغلو في التكفير فاحببت ان اطرح مشروع تجمع فيه الاصول التي كان الامام محمد يعتمد عليها ومن ثم تجعل على شكل معايير في هذه المسألة الخطيرة (التكفير)
وافتح المجال للمشاركة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/333)
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 03:32 م]ـ
بارك الله فيك يا أخي الكريم وبارك الله فيك، وقد سجل في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رسالة بعنوان:
(منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب في قضية التكفير)
إعداد: محمد الرضيمان.
إشراف: د. ناصر العقل.
وقد نوقشت الرسالة برئاسة المشرف وناقش فيها معه:
د. صالح العبود (مدير الجامعة الإسلامة وقت مناقشة الرسالة)
د. علي الدخيل الله.
والرسالة مطبوعة عند دار الفضيلة.
ـ[الموسى]ــــــــ[13 - 08 - 07, 10:30 ص]ـ
رفع الله قدرك شيخ محمد، كنت بصدد التفرغ للمشروع ولكن بما ان الموضوع قدم كرسالة علمية ونوقش من قبل احبار العقيدة فأعتقد بأنني سوف اكتفي بالمرجع ..
بوركت
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[13 - 08 - 07, 04:08 م]ـ
بارك الله فيك أخي الموسى
ما هو رأي الشيخ محمد بالعوام المشتغيثين بغير الله عز وجل؟؟
وما هو رأته بالتوسل هل هو عنده من مسائل الولاء والبراء أم هي مسألة خلافية عنده؟؟
وأخيرا: أين أحصل على رسائله الشخصة؟؟
===========
أبو عثمان
ـ[الموسى]ــــــــ[14 - 08 - 07, 02:46 م]ـ
اشكر لك مرورك واقدر لك ثقتك واحترم تواضعك في محاولة لفتي لهذه المسألة القيمة التي اعلم ان امثالكم لا تخفى عليه ..
بالنسبة للسؤال الاول فإن النصوص المنقولة في المقالة السابقة كفيلة ببيان رأي هذا الحبر في المسألة. . وكما تعلم فنني اهدف من هذا المشروع ان نقنن معايير وضوابط الامام محمد هذا من شق ومن شق آخر ارى انه لابد من مراجعة تراث هذا الامام وفقا لمعايير السلف الصالح وكم انا احترم الطريقة الفقهية في دراسة المسائل (تعارض الادلة، الراجح والمرجوح، ادل الدليلين .. )
اما بالنسبة للمسئلة الثانية فأنقل لك نص الامام محشى بأقوال بعض العلماء:
التوسل بالصالحين
العاشرة: قولهم في الاستسقاء: لا بأس بالتوسل بالصالحين، وقول أحمد: يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، مع قولهم: إنه لا يستغاث بمخلوق، فالفرق ظاهر جدًا، وليس الكلام مما نحن فيه؛ فكون بعض يرخص بالتوسل بالصالحين وبعضهم يخصه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه، فهذه المسألة من مسائل الفقه 5، ولو كان الصواب عندنا: قول الجمهور: إنه مكروه، فلا ننكر على من فعله؛ ولا إنكار في مسائل الاجتهاد
(فتاوى ومسائل)
(ومنها: يجوز التوسل بالرجل الصالح , على الصحيح من المذهب , وقيل: يستحب. قال الإمام أحمد للمروذي: يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه وجزم به في المستوعب وغيره , وجعله الشيخ تقي الدين كمسألة اليمين به قال: والتوسل بالإيمان به وطاعته ومحبته والصلاة والسلام عليه , وبدعائه وشفاعته , ونحوه مما هو من فعله أو أفعال العباد المأمور بها في حقه: مشروع إجماعا , وهو من الوسيلة المأمور بها في قوله تعالى {اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة} وقال الإمام أحمد وغيره من العلماء: في قوله عليه أفضل الصلاة والسلام {أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق} الاستعاذة لا تكون بمخلوق).
الانصاف ج 5 ص 420 ط وزارة الشؤون 1419هـ ت التركي
الجواب: الحمد لله رب العالمين , لم يقل أحد من علماء المسلمين: إنه يستغاث بشيء من المخلوقات ; في كل ما يستغاث فيه بالله تعالى لا بنبي ولا بملك ولا بصالح ولا غير ذلك. بل هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام ; أنه لا يجوز إطلاقه. ولم يقل أحد: إن التوسل بنبي ; هو استغاثة به بل العامة الذين يتوسلون في أدعيتهم بأمور كقول أحدهم: أتوسل إليك بحق الشيخ فلان أو بحرمته أو أتوسل إليك باللوح والقلم أو بالكعبة أو غير ذلك مما يقولونه في أدعيتهم يعلمون أنهم لا يستغيثون بهذه الأمور ; فإن المستغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم طالب منه وسائل له والمتوسل به لا يدعى ولا يطلب منه ولا يسأل وإنما يطلب به وكل أحد يفرق بين المدعو والمدعو به. والاستغاثة طلب الغوث وهو إزالة الشدة كالاستنصار طلب النصر والاستعانة طلب العون والمخلوق يطلب منه من هذه الأمور ما يقدر عليه منها كما قال تعالى: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر} وكما قال: {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه} وكما قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}. وأما ما لا يقدر عليه إلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/334)
الله ; فلا يطلب إلا من الله ; ولهذا كان المسلمون لا يستغيثون بالنبي صلى الله عليه وسلم ويستسقون به ويتوسلون به كما في صحيح البخاري: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استسقى بالعباس وقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون. وفي سنن أبي داود: {أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا نستشفع بالله عليك ونستشفع بك على الله ; فقال: شأن الله أعظم من ذلك إنه لا يستشفع به على أحد من خلقه} فأقره على قوله نستشفع بك على الله وأنكر عليه قوله نستشفع بالله عليك. وقد اتفق المسلمون على أن نبينا شفيع يوم القيامة وأن الخلق يطلبون منه الشفاعة لكن عند أهل السنة أنه يشفع في أهل الكبائر وأما عند الوعيدية فإنما يشفع في زيادة الثواب. وقول القائل: إن من توسل إلى الله بنبي. فقال: أتوسل إليك برسولك فقد استغاث برسوله حقيقة , في لغة العرب وجميع الأمم قد كذب عليهم فما يعرف هذا في لغة أحد من بني آدم بل الجميع يعلمون أن المستغاث مسئول به مدعو ويفرقون بين المسئول والمسئول به سواء استغاث بالخالق أو بالمخلوق فإنه يجوز أن يستغاث بالمخلوق فيما يقدر على النصر فيه. والنبي صلى الله عليه وسلم أفضل مخلوق يستغاث به في مثل ذلك. ولو قال قائل لمن يستغيث به: أسألك بفلان أو بحق فلان لم يقل أحد: إنه استغاث بما توسل به بل إنما استغاث بمن دعاه وسأله ; ولهذا قال المصنفون في شرح أسماء الله الحسنى: إن المغيث بمعنى المجيب لكن الإغاثة أخص بالأفعال والإجابة أخص بالأقوال. والتوسل إلى الله بغير نبينا صلى الله عليه وسلم - سواء سمي استغاثة أو لم يسم - لا نعلم أحدا من السلف فعله. ولا روى فيه أثرا ولا نعلم فيه إلا ما أفتى به الشيخ من المنع وأما التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ففيه حديث في السنن رواه النسائي والترمذي وغيرهما {: أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إني أصبت في بصري فادع الله لي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: توضأ وصل ركعتين ثم قل: اللهم أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد يا محمد إني أتشفع بك في رد بصري. اللهم شفع نبيك في وقال: فإن كانت لك حاجة فمثل ذلك فرد الله بصره.} فلأجل هذا الحديث استثنى الشيخ التوسل به. وللناس في معنى هذا قولان: أحدهما: أن هذا التوسل هو الذي ذكر " عمر بن الخطاب " رضي الله عنه لما قال: كنا إذا أجدبنا نتوسل بنبينا إليك فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فقد ذكر عمر - رضي الله عنه -: أنهم كانوا يتوسلون به في حياته في الاستسقاء ثم توسلوا بعمه العباس بعد موته , وتوسلهم به هو استسقاؤهم به بحيث يدعو ويدعون معه فيكون هو وسيلتهم إلى الله وهذا لم يفعله الصحابة بعد موته ولا في مغيبه والنبي صلى الله عليه وسلم كان في مثل هذا شافعا لهم داعيا لهم ولهذا قال في حديث الأعمى: اللهم فشفعه في. فعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم شفع له فسأل الله أن يشفعه فيه. والثاني: أن التوسل يكون في حياته وبعد موته وفي مغيبه وحضرته ولم يقل أحد: إن من قال بالقول الأول فقد كفر ولا وجه لتكفيره فإن هذه مسألة خفية ليست أدلتها جلية ظاهرة والكفر إنما يكون بإنكار ما علم من الدين ضرورة أو بإنكار الأحكام المتواترة والمجمع عليها ونحو ذلك. واختلاف الناس فيما يشرع من الدعاء وما لا يشرع كاختلافهم هل تشرع الصلاة عليه عند الذبح ; وليس هو من مسائل السب عند أحد من المسلمين. وأما من قال: إن من نفى التوسل الذي سماه استغاثة بغيره كفر وتكفير من قال بقول الشيخ عز الدين وأمثاله فأظهر من أن يحتاج إلى جواب ; بل المكفر بمثل هذه الأمور يستحق من غليظ العقوبة والتعزير ما يستحقه أمثاله من المفترين على الدين لا سيما مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: {من قال لأخيه: كافر فقد باء بها أحدهما}. وأما من قال: ما لا يقدر عليه إلا الله لا يستغاث فيه إلا به فقد قال الحق بل لو قال كما قال أبو يزيد: استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق وكما قال الشيخ أبو عبد الله القرشي استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون لكان قد أحسن. فإن مطلق هذا الكلام يفهم الاستغاثة المطلقة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس {إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله}. وإذا نفى الرسول صلى الله عليه وسلم عن نفسه أمرا كان هو الصادق المصدوق في ذلك كما هو الصادق المصدوق في كل ما يخبر به من نفي وإثبات وعلينا أن نصدقه في كل ما أخبر به من نفي وإثبات ومن رد خبره تعظيما له أشبه النصارى الذين كذبوا المسيح في إخباره عن نفسه بالعبودية تعظيما له ويجوز لنا أن ننفي ما نفاه وليس لأحد أن يقابل نفيه بنقيض ذلك البتة. والله أعلم.
مجموع الفتاوى ص 79 ج 1 ط دار الوفاء
اما الكتاب فلا اعلم ان كان يباع الان ولكن اقتنيته قديما من جامعة الامام في (اسبوع الشيخ محمد عبد الوهاب) سنة 1399هـ
ودمت لمحبك(43/335)
هل اجد كتاب يضم بين دفتيه عقيدة الشافعي
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[12 - 08 - 07, 06:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في الله هل اجد كتاب يضم بين دفتيه عقيدة الشافعي
او نقولا عن الشافعي في هذا الباب
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[12 - 08 - 07, 07:03 م]ـ
هل من رد
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[12 - 08 - 07, 07:15 م]ـ
من هنا يااخى
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=373
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[12 - 08 - 07, 09:54 م]ـ
من هنا يااخى
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=373
حفظك الله ياابا سفيان قد وجدت هذا ولكن اريد بحثا ااكثر من هذا
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[13 - 08 - 07, 12:29 ص]ـ
هناك رسالة للدكتور محمد العقيل عن جهود علماء الشافعية في تقرير عقيدة السلف.
واولهم الامام الشافعي.
وللهكاري رسالة اعتقاد الامام الشافعي نشرها د/عبدالله البراك. ((وفي نسبتها نظر))
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[13 - 08 - 07, 01:07 ص]ـ
http://arabic.islamicweb.com/sunni/imams_creed.htm
وا نظر هنا غير مامور
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 08 - 07, 01:36 ص]ـ
يوجد رسالة مستقلة اسمها
اعتقاد الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي
جمع الإمام علي بن أحمد الهكاري
طبعت في دار الوطن - السعودية-
ولا أدري موجودة على النت أم لا
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 08 - 07, 01:47 ص]ـ
هنا ك كتاب أسمه شرح السنه لإسماعيل بن يحي المزني ت 264
هو شافعي ومن طلاب الأمام الشافعي رحمهالله
وقد شمل كتابه أكثر أبوب العقيدة
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[13 - 08 - 07, 06:05 م]ـ
هناك رسالة للدكتور محمد العقيل عن جهود علماء الشافعية في تقرير عقيدة السلف.
واولهم الامام الشافعي.
وللهكاري رسالة اعتقاد الامام الشافعي نشرها د/عبدالله البراك. ((وفي نسبتها نظر))
بارك الله فيك يااخي اين نجد الرساله الثانيه
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[13 - 08 - 07, 06:08 م]ـ
http://arabic.islamicweb.com/sunni/imams_creed.htm
وا نظر هنا غير مامور
ابا سفيان جزاك الله خير امتعنا بهذا وشكر الله لك ماتفضلت به
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[13 - 08 - 07, 06:09 م]ـ
يوجد رسالة مستقلة اسمها
اعتقاد الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي
جمع الإمام علي بن أحمد الهكاري
طبعت في دار الوطن - السعودية-
ولا أدري موجودة على النت أم لا
جزاك الله خير نحن نبحث عن هذه الرساله
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[13 - 08 - 07, 06:13 م]ـ
هنا ك كتاب أسمه شرح السنه لإسماعيل بن يحي المزني ت 264
هو شافعي ومن طلاب الأمام الشافعي رحمهالله
وقد شمل كتابه أكثر أبوب العقيدة
شكر الله لك ياسليمان ماافدتنا به
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[13 - 08 - 07, 06:26 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[15 - 08 - 07, 12:21 م]ـ
السلام عليكم
يوجد كتاب للشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس بعنوان (إعتقاد الأئمة الأربعة) و هو كتاب جيد قيه توثيقات و نصوص عن الأئمة الأربعة.
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[15 - 08 - 07, 12:26 م]ـ
و هذا هو رابط الكتاب:
http://saaid.net/Doat/khamis/index.htm
ـ[الحمزة]ــــــــ[16 - 08 - 07, 12:08 م]ـ
هنا ك كتاب أسمه شرح السنه لإسماعيل بن يحي المزني ت 264
هو شافعي ومن طلاب الأمام الشافعي رحمهالله
وقد شمل كتابه أكثر أبوب العقيدة
اين اجد هذا الكتاب بارك الله فيكم.
ما هي دار النشر او المكتبات التي تبيعه؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[16 - 08 - 07, 06:36 م]ـ
السلام عليكم
يوجد كتاب للشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس بعنوان (إعتقاد الأئمة الأربعة) و هو كتاب جيد قيه توثيقات و نصوص عن الأئمة الأربعة.
حفظك الله وبارك الله فيك
ولكن الشيح لم يستوسع في كتابه وعلى كل حفظك الله
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[18 - 08 - 07, 05:23 ص]ـ
شرح السنة للإمام إسماعيل بن يحي المزني
تحقبق:جمال غزون
الناشر:مكتبة الغرباءالأثرية المدينة النبوية ت 048243044
ـ[أبو عمر المؤذن]ــــــــ[20 - 08 - 07, 10:59 ص]ـ
الحمد لله ..
للشيخ محمد بن سعيد الكثيري - صاحب كتاب (براءة أهل الحديث والسنة) - مؤلف يشرح فيه اعتقاد الشافعي , سماه بهذا الاسم: (شرح اعتقاد الشافعي) , توسع فيه جدا ..
والكتاب في المراحل الأخيرة .. يسر الله طباعته ..
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[21 - 08 - 07, 08:01 م]ـ
الحمد لله ..
للشيخ محمد بن سعيد الكثيري - صاحب كتاب (براءة أهل الحديث والسنة) - مؤلف يشرح فيه اعتقاد الشافعي , سماه بهذا الاسم: (شرح اعتقاد الشافعي) , توسع فيه جدا ..
والكتاب في المراحل الأخيرة .. يسر الله طباعته ..
اشكرك اخي الكريم وبارك الله فيك هذا الخبر مفرح جدا
هل من مزيد اخبار عن الشيخ الكثيري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/336)
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[13 - 02 - 09, 03:40 م]ـ
منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة
تأليف: محمد بن عبدالوهاب العقيل
الناشر: أضواء السلف - الرياض - الطبعة: الثانية - سنة الطبع: 1425هـ
فهرس الكتاب
ترجمة الإمام الشافعي
أصول الشافعي في إثبات العقيدة
منهج السلف في إثبات العقيدة
تعريف كلمة السلف
تحكيم الكتاب والسنة
تقديم النقل على العقل
عدم التأويل
عدم التفريق بين الكتاب والسنة
تعظيم قول الصحابة رضي الله عنهم
الأدلة على دقة فهم الصحابة
حفظ العقول عن تكلف البحث
التحذير من البدع وأهلها
الحرص على جماعة المسلمين
منهج المتكلمين
تعريف علم الكلام
تقديم العقل على النقل
تأويل النصوص
موقف السلف من علم الكلام
أصول الشافعي في إثبات العقيدة
الالتزام بالكتاب والسنة
مكانة السنة عند الإمام الشافعي ورده على من أنكر حجيتها
تعقيب لأحمد شاكر على الإمام الشافعي
أقسام من رد السنة
خبر الآحاد ومكانته عند الإمام الشافعي
شروط قبول الحديث عند الشافعي
ما يفيده خبر الواحد
العمل بخبر الواحد
مسألة عظيمة في خبر الواحد تدل على عظم فقه الإمام الشافعي
حكم من رد خبر الآحاد
موقف الإمام الشافعي من التقليد
تعظيمه لفهم الصحابة
مجانبة أهل الأهواء والبدع والكلام وذمهم
تقسيم الإمام الشافعي للبدع وبيان أنه لا يصلح مستمسكاً لأهل البدع
رأي الإمام الشافعي في شهادة أهل الأهواء والبدع
هجر المبتدع عند الإمام الشافعي
حكم علم الكلام عند الإمام الشافعي رحمه الله
الرد على من تأول ذم الإمام الشافعي لعلم الكلام
عقيدة الإمام الشافعي في الإيمان ومنهجه في إثباتها
حقيقة الإيمان ودخول الأعمال في مسماه
خلاصة عقيدة الإمام الشافعي في مسمى الإيمان
زيادة الإيمان ونقصانه
الاستثناء في الإيمان وعلاقته بالإسلام
الاستثناء في الإيمان
الفرق بين الإسلام والإيمان
حكم مرتكب الكبيرة
حكم الكبائر دون الشرك
حكم تارك الصلاة من غير جحود لوجوبها
حكم السحر والساحر
عقيدة الإمام الشافعي في التوحيد ومنهجه في إثباتها
توحيد الألوهية
تعريف التوحيد
بعض من ضل في تعريف التوحيد
حقيقة التوحيد الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم أمته إليه
تعريف التوحيد عند الإمام الشافعي
الحكمة من خلق الجن والإنس
المسائل المتعلقة بالقبور
حكم رفع القبور
حكم التلقين بعد الدفن
تسوية القبر
البناء على القبور وتجصيصها
بناء المساجد على القبور
زيارة القبور
الحلف بغير الله
التطير
الاستسقاء بالأنواء
بعض الألفاظ التي تقدح في كمال التوحيد
الشفاعة
الرقى
أقوال العلماء في حكم رقية أهل الكتاب للمسلمين
توحيد الربوبية
طريقة السلف في الاستدلال على وجود الله
الفطرة
الآيات الكونية وغيرها
دليل العناية
دلالة المعجزة
طريقة المتكلمين في الاستدلال على وجود الله
طريقة الشافعي في الاستدلال على وجود الله
توحيد الأسماء والصفات
عقيدة السلف في الأسماء والصفات
مجمل عقيدة الإمام في الأسماء والصفات
مفصل عقيدة الإمام الشافعي في أسماء الله
أنواع الإلحاد في أسماء الله
مسألة الاسم والمسمى
مسألة: الدهر هل هو من أسماء الله؟
مفصل عقيدة الشافعي في صفات الله
العلو
الاستواء
النزول
كلام الله
اليد
الوجه
القدم
الضحك
الأصابع
العين
العلم
الرؤية
بقية المعتقد ومنهج الإمام الشافعي في إثباته
الإيمان بالأنبياء
معنى الإيمان بالأنبياء
حالة الناس قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وحاجتهم إلى بعثته
فضائل نبينا صلى الله عليه وسلم
فضل النبي صلى الله عليه وسلم على الخلق
الإيمان باليوم الآخر
فتنة القبر
حكم إهداء ثواب الأعمال للأموات
البعث والحساب والجنة والنار
الإيمان بالقضاء والقدر
معنى الإيمان بالقضاء والقدر
مراتب القضاء والقدر
عقيدة الشافعي في الصحابة
عقيدة أهل السنة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
عقيدة الإمام الشافعي في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
تبرئة الإمام الشافعي مما نسب إليه
رسالة الفقه الأكبر المنسوبة للإمام الشافعي
موقف الإمام الشافعي من الفرق
القدرية المعتزلة
الرافضة
الرد على من اتهم الإمام الشافعي بالتشيع
الصوفية
تقسيم الإمام الشافعي للسماع
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[13 - 02 - 09, 03:55 م]ـ
عقيدة الشافعي
http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=216399
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 08:58 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[وصفي عاشور أبو زيد]ــــــــ[17 - 02 - 09, 09:25 ص]ـ
أخي الكريم
هناك كتاب بعنوان: عقيدة الأئمة الأربعة للأستاذ الدكتور أبو اليزيد العجمي، أستاذ العقيدة بكلية الشريعة جامعة الكويت، وكلية دار العلوم جامعة القاهرة.
والكتاب منشور في دار السلام بالقاهرة. ولها فروع توزيعية في كل مكان.
ـ[رشيد أحمد]ــــــــ[17 - 08 - 09, 08:57 م]ـ
عقيدة الشافعي، لمحمد بن رسول الحسيني البرزنجي الشافعي، (ت د/ محمد عبد الرحمن الخُميِّس).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/337)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[18 - 08 - 09, 03:10 م]ـ
بارك الله فيك يااخي اين نجد الرساله الثانيه
أجاب احد الاخوة
اعتقاد الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي
جمع الإمام علي بن أحمد الهكاري
طبعت في دار الوطن - السعودية-
ـ[أبو صهيب نعيمي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 04:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وحفظكم الله تعالى، فهل من الإخوة من ينقل لنا هذه الكتب:
1. منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة
2. عقيدة الشافعي، لمحمد بن رسول الحسيني البرزنجي الشافعي، (ت د/ محمد عبد الرحمن الخُميِّس).
3. عقيدة الأئمة الأربعة للأستاذ الدكتور أبو اليزيد العجمي
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[14 - 03 - 10, 03:10 م]ـ
هل من مزيد اخبار عن الشيخ الكثيري
الشيخ محمد بن سعيد الكثيري - حفظه الله - من خيرة المشايخ وطلبة العلم بالرياض، وهو باحث في وزارة شؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وله عدَّة مؤلفات في الحديث والعقيدة وغيرها، قدَّم له بعض مؤلفاته الشيخ عبد الله السعد - حفظه الله -، والشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله -، والشيخ عبد الرحمن المحمود - حفظه الله -، والشيخ علوي السقاف - حفظه الله -، والشيخ علي بن سالم بكير باغيثان - مفتي الشافعية بحضرموت - حفظه الله -.
وقد التقيتُ به عدَّة مرات بالرياض ومكة وحضرموت.
أسأل الله تعالى ان يبارك فيه، وأن يزيده علماً وعملاً وفضلاً.
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 03 - 10, 04:25 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ونفع بك
وللدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس - حفظه الله - رسالة بعنوان (عقيدة الإمام الشافعي من كتبه وأقواله مع شرح ميسر لها) مطبوعة ضمن كتابه جمع الفنون في شرح جملة متون لعقائد أهل السنة على المذاهب الأربعة , المطبوع بدار إيلاف الكويتية(43/338)
رسالة في تكفير الروافض لابن كمال باشا
ـ[الديولي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 08:32 م]ـ
رسالة في تكفير الروافض لابن كمال باشا (ت: 940 هـ)
الحمد لله العلي العظيم القوي الكريم والصلاة على محمد الهادي إلى صراط مستقيم وعلى آله الذين اتبعوه في الدين القويم. وبعد؛
قد تواترت الأخبار والآثر في بلاد المؤمنين أن طائفة من الشيعة قد غلبوا على بلاد كثيرة من بلاد السنيين حتى أظهروا مذاهبهم الباطلة، فأظهروا سب الإمام أبي بكر والإمام عمر والإمام عثمان رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
فإنهم كانوا ينكرون خلافة هؤلاء الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين، وكانوا يستحقرون الشريعة وأهلها ويسبون المجتهدين زعما منهم أن سلوك مذاهب هؤلاء المجتهدين لا يخلو عن مشقة، بخلاف سلوك طريق رأسهم ورئيسهم الذي سمّوه بشاه إسماعيل، فإنهم يزعمون أن سلوك طريقه في غاية السهولة ونهاية المنفعة، ويزعمون أن ما أحله شاه فهو حلال وما حرمه فهو حرام. وقد أحل شاه الخمر فيكون الخمر حلالا.
وبالجملة أن أنواع كفرهم المنقولة إلينا بالتواتر مما لا يعد ولا يُحصى. فنحن لا نشك في كفرهم وارتدادهم، وإن دارهم دار حرب وإن نكاح ذكورهم وإناثهم باطل بالاتفاق؛ فكل واحد من أولادهم يصير ولد الزنا لا محالة.
وما ذبحه واحد من أولادهم يصير ميته، وإن من لبس قلنسوتهم الحمراء المخصوصة بهم من غير ضرورة كان خوف الكفر عليه غالبا؛ فإن في ذلك من أمارات الكفر والإلحاد ظاهرا.
ثم أن أحكامهم كانت من أحكام المرتدين حتى أنهم لو غلبوا على مدائنهم صارت هي دار الحرب فيحل للمسلمين أموالهم ونساؤهم وأولادهم.
وأما رجالهم فواجب قتلهم إلا إذا أسلموا، فحينئذ يكونون أحرارا كسائر أحرار المسلمين، بخلاف من أظهر كونه زنديقا فإنه يجب قتله البته. ولو ترك واحد من الناس دار الإسلام واختار دينهم الباطل فلحق بدارهم؛ فللقاضي أن يحكم بموته ويقسم ماله بين الورثة، وينكح زوجته لزوج آخر.
ويجب أن يعلم أيضا أن الجهاد عليهم كان فرض عين على جميع أهل الإسلام الذين كانوا قادرين على قتالهم.
وسننقل من المسائل الشرعية ما يصحح الأحكام التي ذكرنا آنفا. فنقول وبالله التوفيق:
قد ذكر في البزازية أ، من أنكر خلافة أبي بكر رضي الله عنه فهو كافر في الصحيح، وأن من أنكر خلافة عمر فهو كافر في الأصح. ويجب إكفار الخوارج بإكفارهم عثمان رضي الله عنه.
وذكر في التتارخانية: أن من انكر خلافة أبي بكر فالصحيح أنه كافر. وكذا خلافة عمر رضي الله عنه وهو أصح الأقوال.
وكذا سب الشيخين كفر. ولو قال: إني برئ من مذهب أبي حنيفة رحمه الله، أو قال: أنا برئ من مذهب الشافعي يكفر، ومن استحل حراما علم حرمته في دين الإسلام كشرب الخمر فهو كافر. وإذا شد الزنار أو لبس قلنسوة جادا أو هازلا يكفر.
وذكر في القنية: أن استهزاء العلم والعالم كفر.
وذكر في البزازية: أن أحكام هؤلاء أحكام المرتدين.
وذكر في الاختيار الذي هو شرح المختار: أن المرتدين لو غلبوا فقد صار دراهم دار الحرب وأموالهم غنيمة.
ذكر في الكافي: أن نكاح المرتدين باطل اتفاقا ولا يقبل من المرتدين إذا ظهرنا أي غلبنا عليهم إلا الإسلام أو السيف كمشركي العرب. ويقسم الأموال والأراضي بين المسلمين وتقسيم أموالهم ونسائهم وذرياتهم صحيح.
وفي بعض الكتب الشرعية: أن المرتد – والعياذ بالله – ولحق بدار الحرب وحكم بموته؛ صار عبده معتقا، وأم ولده معتقة.
وقال صدر الشريعة: إذا هجم الكفار على ثغر من الثغور يصير الجهاد فرض عين - وعلى من كان بقرب منه ويقد على الجهاد – عليهم إذا احتيج إليهم ثم وثم إلى أن يصير فرض عين على جميع أهل الإسلام شرقا وغربا، هذا الكلام واضح. فالواجب على السلطان أن يجاهد هؤلاء الكفار كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73: التوبة)(43/339)
(ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل) كيف يوجه هذا الحديث على أصل الإيمان؟
ـ[ابو العابد]ــــــــ[12 - 08 - 07, 10:28 م]ـ
الحديث فيه: (ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل) أرجوا التوضيح
بجواب مقنع وفقكم الله لتعلم هداه.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 03:14 ص]ـ
جاء في فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
(( .... فائدة:
مراد النبي صلى الله عليه وسلم، بقوله: " وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل"، أنه لم يبق بعد هذا الإنكار ما يدخل في الإيمان حتى يفعله المؤمن، لا أن من لم ينكر ذلك بقلبه لم يكن معه من الإيمان حبة خردل .... )) ا. هـ(43/340)
مالفرق بين الأشاعره والماتريديه
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 08 - 07, 03:48 ص]ـ
ماالفرق بين الأشاعره والماتريديه
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[13 - 08 - 07, 09:03 ص]ـ
من أهم المسائل التي وقع فيها الخلاف بين الأشاعرة والماتريدية:
المسألة الأولى: معرفة الله:
قالت الماتريدية إن معرفة الله تعالى واجبة بالعقل , وأنه تعالى لو لم يبعث للناس رسلاً لوجب عليهم بعقولهم معرفة وجوده تعالى ووحدته واتصافه بما يليق من الصفات , وأنه محدث العالم و صانعه وأن من لم يبلغه الوحي لا يكون معذوراً.
وأما الأشاعرة فقالوا: إن معرفة الله تعالى واجبة بالشرع , وأنه لا يجب إيمان ولا يحرم كفر قبل ورود الشرع , فلذلك قالوا بأن الناشئ في الشاهق الذي لم تبلغه الدعوة يكون معذوراً.
المسألة الثانية: صفة الإرادة:
ذهبت الماتريدية إلى أن الإرادة لا تستلزم الرضى والمحبة , وذهب الأشاعرة إلى أن المحبة والرضى والإرادة بمعنى واحد.
المسألة الثالثة: صفة الكلام:
ذهبت الماتريدية إلى أن كلام الله لا يسمع , إنما يسمع ما هو عبارة عنه , فموسى إنما سمع صوتاً وحروفاً خلقها الله دالة على كلامه.
وذهب الأشاعرة إلى جواز سماع كلام الله تعالى , وأن ما سمعه موسى عليه السلام هو كلام الله تعالى النفسي , وذلك يكون بخلق إدراك في المستمع.
المسألة الرابعة:صفة التكوين:
قالت الماتريدية إن التكوين صفة أزلية لله تعالى , وأن التكوين غير المكون , وذهب الأشاعرة إلى أن التكوين ليس صفة لله بل هو أمر اعتباري يحصل في العقل من نسبة المؤثر إلى الأثر , فلذا قالوا بأن التكوين هو عين المكون وهو حادث.
المسألة الخامسة: التكليف بما لا يطاق:
ذهبت الماتريدية إلى عدم جواز التكليف بما لا يطاق , وذهب جمهور الأشاعرة إلى أن التكليف بما لا يطاق جائز.
المسألة السادسة: الحكمة والتعليل في أفعال الله:
ذهبت الماتريدية إلى القول بلزوم الحكمة في أفعال الله تعالى , وأنه لا يجوز أن تنفك عنها مطلقاً ,وذهب الأشاعرة إلى نفي الحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى , وقالوا: إن أفعاله ليست معلله بالأغراض , ولا يجوز تعليل أفعاله تعالى بشئ من الأغراض والعلل الغائية.
المسألة السابعة: التحسين والتقبيح:
ذهبت الماتريدية إلى أن العقل يدرك حسن الأشياء وقبحها , أي أنهم قالوا بالتحسين والتقبيح العقليين , وأما الأشاعرة فذهبوا إلى أنه لا يعرف بالعقل حسن الأشياء وقبحها , بل إنما يعرف بالشرع.
الماتريدية دراسة ً وتقويماً , للدكتور أحمد بن عوض الله الحربي (498)
ـ[الديولي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 12:08 م]ـ
السلام عليكم
قال ابن كمال باشا في رسالته الاختلاف بين الأشاعرة والماتريدية:
ولا نزاع بين الشيخين - أبي حسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي - وأتباعهما في الأصول إلا في اثنتي عشرة مسألة:
1 - قال الماتريدي: التكوين صفة أزلية قائمة بذات الله تعالى كجميع صفاته، وهو غير المكون ويتعلق بالمكوّن من العالم وكل جزء منه بوقت وجوده كما أن إرادة الله أزلية تتعلق بالمرادات بوقت وجودها وكذا قرته تعالى الأزلية مع مقدوراتها
وقال الأشعري: إنها صفة حادثة غير قائمة بذات الله تعالى، وهي من الصفات الفعلية عنده لا من الصفات الأزلية، والصفات الفعلية كلها حادثة كالتكوين والإيجاد، ويتعلق وجود العالم بخطاب (كن)
2 - قال الماتريدي: كلام الله تعالى ليس بمسموع وإنما المسموع الدال عليه
وقال الأشعري: مسموع كما هو المشهور من حكاية موسى. قال ابن فورك: المسموع عند قراءة القاري شيئان: صوت القاري وكلام الله تعالى.
وقال القاضي الباقلاني: كلام الله تعالى غير مسموع على العادة الجارية، ولكن يجوز أن يُسمع الله تعالى من شاء من خلقه على خلاف قياس العادة من غير واسطة الحروف والصوت وقال أبو إسحاق الإسفراييني ومن تبعه: إن كلام الله تعالى غير مسموع أصلا وهو أختيار الشيخ أبي منصور الماتريدي، كذا في البداية.
3 - قال الماتريدي: صانع العالم موصوف بالحكمة سواء كانت الحكمة بمعنى العلم، أو بمعنى الإحكام.
قال الأشعري: إن كانت الحكمة بمعنى العلم فهي أزلية قائمة بذات الله تعالى وإن كانت بمعنى الإحكام فهي صفة حادثة من قبيل التكوين لا يوصف ذات الباري بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/341)
4 - قال الماتريدي: إن الله تعالى يريد بجميع الكائنات جوهرا أو عرضا طاعة أو معصية، إلا أن الطاعة تقع بمشيئة الله تعالى، وإرادته وقضائه وقدرته ورضائه ومحبته وأمره، وان المعصية تقع بمشيئة الله تعالى وإرادته وقضائه وقدره لا برضائه ومحبته وأمره
قال الأشعري: إن رضاء الله ومحبته شامل بجميع الكائنات كإرادته
5 - تكليف مالا يطاق ليس بجائز عند الماتريدي، وتحميل مالا يطاق عنده جائز
وكلاهما جائزان عند الأشعري.
6 - قال الماتريدي: بعض الأحكام المتعلقة بالتكليف معلوم بالعقل، لأن العقل آلة يدرك بها حسن بعض الأشياء وقبحها، وبها يدرك وجوب الإيمان وشكر المنعم، وإن المعرِّف والموجِب هو الله تعالى لكن بواسطة العقل، كما أن الرسول معرِّف الوجوب والموجِب الحقيقي هو الله تعالى، لكن بواسطة الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى قال: (لا عذر لأحد في الجهل بخالقه لما يرى من خلق السماوات والأرض.) و (لو لم يبعث الله رسولا لوجب على الخلق معرفته بعقولهم)
وقال الأشعري: لا يجب شئ ولا يحرم إلا بالشرع لا بالعقل، وإن كان للعقل أن يدرك حسن بعض الأشياء وقبحها. وعند الأشعري جميع الأحكام المتعلقة بالتكليف ملقاة بالسمع.
7 - قال الماتريدي: قد يسعد الشقي وقد يشقى السعيد
وقال الأشعري: لا اعتبار بالسعادة والشقاوة إلا عند الخاتمة والعاقبة
8 - قال الماتريدي: العفو عن الكفر ليس بجائز عقلا
وقال الأشعري: يجوز عقلا لا سمعا
9 - قال الماتريدي: تخليد المؤمن في النار وتخليد الكافرين في الجنة لا يجوز عقلا ولا سمعا
وعند الأشعري يجوز عقلا واما سمعا فلا يجوز
10 - قال بعض الماتريدية: الأسم والمسمى واحد
وقال الأشعري: بالتغاير بينهما وبين التسمية. ومنهم من قسم الاسم إلى ثلاثة أقسام: قسم عينه، وقسم غيره، وقسم ليس بعينه ولا بغيره. ولاتفاق على التسمية غيرها، وهي ما قامت بالمسمى، كذا في بداية الكلام
11 - قال الماتريدي: الذكورة شرط في النبوة حتى لا يجوز أن تكون الأنثى نبيا
قال الأشعري: ليست الذكورة شرطا فيها. والأنوثة لا تنافيها، كذا في بداية الكلام
12 - قال الماتريدي: فعل العبد يسمى كسبا لا خلقا، وفعل الحق يسمى خلقا لا كسبا، والفعل يتناولهما
وقال الأشعري: الفعل عبارة عن الإيجاد حقيقة، وكسب العبد يسمى فعلا بالمجاز. أهـ
ويوجد كتاب لأبي عذبه بعنوان الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية، بتحقيق د/ عبدالرحمن عميره، في الفرق بينهما وقد توسع المؤلف فيه فراجعه ن وهو من مطبوعات عالم الكتب
ـ[محمد بن بكر]ــــــــ[13 - 08 - 07, 04:42 م]ـ
قال بعض المعاصرين
الاشاعرة و الماتريدية من أقرب الفرق الى بعضهما البعض
و مع ذلك يكفرون بعضهما البعض
ـ[مناهل بو سلطان]ــــــــ[14 - 08 - 07, 07:43 ص]ـ
و مع ذلك يكفرون بعضهما البعض
ما دليلك على هذا الكلام؟؟!!
###
حرر
## المشرف ##
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - 08 - 07, 10:00 ص]ـ
و مع ذلك يكفرون بعضهما البعض
اخي من اين اتيت بهذا؟
انا رأيت العكس
انهم يعتبرون بعضهم البعض من اهل السنة واخوة
حتى انك ترى في كتب علماءهم ان أهل السنة عندهم هم الأشاعرة والماتريدية
ولم ارى منهم تكفيرا لبعضهم في منتدياتهم
فأين سمعت بأنهم يكفرون بعضهم البعض؟
ـ[طالبه بنت عبد من عباد الله]ــــــــ[14 - 08 - 07, 10:41 ص]ـ
اشكر الأخ محمد بن عبد الوهاب على هذا التوضيح والشكر موصول لآخ الديولي ايضا اسال الله ان يثيبكم ويزيدكم علما.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 08 - 07, 10:57 ص]ـ
هم حاليا بالفعل يقولون نحن أسود أهل السنة والجماعة ويذكرون بين معقوفيتن (الأشاعرة والماتريدية)، وأن خلافهم كخلاف المذاهب الأربعة في الفروع، لكن الذي لا شك فيه أنه سادت فترة من التفسيق والتضليل بله والتكفير بينهما، وممن أورد نصوصهما في الشيخ الأفغاني لكن ليس كتابه تحت يدي الآن.
ـ[أبو الحسن اللاذقاني]ــــــــ[14 - 08 - 07, 12:00 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله بكل أهل السنة والجماعة،
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[14 - 08 - 07, 01:26 م]ـ
قال السبكي في الطبقات:
تفحصت كتب الحنفية ((يقصد بالحنفية الماتريدية)) فوجدت جميع المسائل التي بيننا وبين الحنفية خلاف فيها ثلاث عشرة مسألة , منها معنوي ست مسائل والباقي لفظي , وتلك الست المعنوية لا تقتضي مخالفتهم لنا , ولا مخالفتنا لهم فيها تكفيراً ولا تبديعاً.
ثم قال في قصيدة له جمع فيها هذه المسائل:
يا صاح إن عقيدة النعمان .... والأشعري حقيقة الإتقان.
ـ[الديولي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 02:42 م]ـ
[ QUOTE= محمد بن عبد الوهاب;652458] [ COLOR=Purple] قال السبكي في الطبقات:
تفحصت كتب الحنفية ((يقصد بالحنفية الماتريدية)) فوجدت جميع المسائل التي بيننا وبين الحنفية خلاف فيها ثلاث عشرة مسألة , منها معنوي ست مسائل والباقي لفظي , وتلك الست المعنوية لا تقتضي مخالفتهم لنا , ولا مخالفتنا لهم فيها تكفيراً ولا تبديعاً.
السلام عليكم
لقد قسم أبو عذبة كتابه الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية إلى فصلين:
الفصل الأول: المسائل المختلف فيها اختلافا لفظا
وهي:
1 - الاستثناء في الإيمان
2 - السعيد هل يشقى، والشقي هل يسعد أم لا؟
3 - هل الكافر ينعم عليه أم لا؟
4 - رسالة الأنبياء عليهم السلام، هل تبقى بعد موتهم؟ أم لا
5 - الإرادة ملزومة للرضا، والرضا ليس بلازم للإرادة
6 - بيان إيمان المقلد
7 - الكسب
الفصل الثاني: المسائل المختلف فيها اختلافا معنويا
وهي:
1 - في الإمكان العقلي لعذاب العبد المطيع
2 - معرفة الله تعالى هل هي واجبة بالشرع أم بالعقل؟
3 - صفات الأفعال هل هي قديمة أم حادثة؟
4 - في إن كلام الله تعالى القائم بذاته هل يجوز أن يسمع أم لا؟
5 - في جواز تكليف العبد مالا يطاقه
6 - في بيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عن المعاصي
ثم ختم كتابة في مسألة الإسم والمسمى حيث قال:
هل الإسم عين المسمى أو غيره؟
وقع الخلاف بين أصحاب الأشعري وبين شيخهم مع عدم التبديع والخروج عن متابعه والإقتداء به ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/342)
ـ[مناهل بو سلطان]ــــــــ[14 - 08 - 07, 03:19 م]ـ
وقع الخلاف بين أصحاب الأشعري وبين شيخهم مع عدم التبديع والخروج عن متابعه والإقتداء به .... اقتباس سريع
كلام جميل شكرا على التوضيح
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[14 - 08 - 07, 03:29 م]ـ
تتمة للفائدة:
أهم المسائل التي خالفت فيها الماتريدية المعتزلة
1ـ مصدر التلقي:
ذهبت المعتزلة إلى أن العقل هو مصدر التلقي في الاعتقاد مطلقاً , فلذا قالوا بالقدرة المطلقة للعقل.
وأما الماتريدية فقد حاولوا أن يتوسطوا في منهجهم بين العقل والنقل , فجعلوا العقل هو مصدر التلقي فيما يتعلق بالإلهيات والنبوات , وأما الأمور المتعلقة باليوم الآخر جعلوا مصدر التلقي فيها هو السمع , ولذا سموا هذه المسائل ونحوها بالسمعيات.
2 ـ الأسماء:
تثبت المعتزلة أسماء الله تعالى , ولكن هي عندهم أسماء مجردة لا تدل على شئ من الصفات , فلذا قالوا عالم بلا علم وسميع بلا سمع ..........
وأما الماتريدية فقد أثبتوا الأسماء , وأثبتوا دلالتها على ما أثبتوه من الصفات إلا اسم (الله) فإنه لا يدل على شئ من الصفات عندهم.
3 ـ الصفات:
ذهبت المعتزلة إلى نفي جميع الصفات , وقالوا إنه ليس لله تعالى صفات قائمة بذاته , وأن الصفة هي مجرد وصف الواصف وأنها تعني نفي الضد , وليس لها معنى حقيقي ثبوتي , وأن الصفات ليست شيء سوى الذات.
وأما الماتريدية فقد قالوا بإثبات بعض الصفات , وأن لها معنى حقيقياً ثبوتياً , وهي ثمان صفات: العلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام والتكوين.
4 ـ التكوين:
ذهبت المعتزلة إلى أن التكوين حادث , وأنه عين المكون.
وأما الماتريدية فذهبوا إلى أن التكوين قديم أزلي وهو غير المكون الحادث.
5 ـ القرآن:
قالت المعتزلة إن القرآن كلام الله تعالى ووحيه وهو مخلوق محدث.
وقالت الماتريدية إن القرآن كلام الله النفسي , وهو قديم أزلي غير مخلوق.
6 ـ أفعال العباد:
قالت المعتزلة إن الله غير خالق لأفعال العباد , وأنها حادثة من جهة العباد , وأنهم هم الفاعلون المحدثون لها , ولا تعلق لها بتاتاً بقدرة الله تعالى وإرادته.
وأما الماتريدية فقالوا: إن أفعال العباد مخلوقة لله وأن الله تعالى خلقها كلها خيراً كانت أم شراً , وهي مع كونها مخلوقة لله هي كسب من العباد.
7 ـ الاستطاعة:
قالت المعتزلة بأن الاستطاعة لا تكون إلا قبل الفعل ونفوا أن تكون معه.
وأما الماتريدية فقالوا بإثبات الاستطاعة قبل الفعل ومعه.
8 ـ الرؤية:
نفت المعتزلة رؤية الله بالأبصار في الآخرة , وقالت الماتريدية بإثباتها.
9 ـ الجنة والنار:
قالت المعتزلة إن الجنة والنار غير مخلوقتين ولا موجودتين الآن , وأن الله تعالى سوف ينشئهما يوم القيامة.
وقالت الماتريدية: إن الجنة والنار مخلوقتين الآن وأن الله خلقهما قبل خلق أهليهما.
10 ـ ذهبت المعتزلة إلى القول بنعيم القبر وعذابه والميزان والصراط والحوض والشفاعة لأهل الكبائر.
وقالت الماتريدية: بإثبات ذلك كله.
11 ـ الكرامات:
أنكرت المعتزلة ثبوت كرامات الأولياء.
وقالت الماتريدية:إن كرامات الأولياء ثابتة.
12 ـ تعريف الإيمان:
ذهبت المعتزلة إلى أن الإيمان قول واعتاقد وعمل.
وذهبت الماتريدية إلى أن الإيمان هو التصديق بالقلب , وذهب بعضهم إلى أنه التصديق والإقرار.
13 ـ حكم مرتكب الكبيرة:
قالت المعتزلة إن مرتكب الكبيرة يخرج من الإيمان ولا يدخل الكفر , وهو في منزلة بين المنزلتين , هذا في الدنيا , وأما في الآخرة فإنه يخلد في النار , وأنه ليس من الحكمة العفو عنه.
وأما الماتريدية فقالت إن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان ولا يدخل الكفر , بل هو مؤمن كامل الإيمان , وهو مع إيمانه فاسق مستحق للوعيد , وإذا مات من غير توبة يكون تحت مشيئة الله.
14 ـ إيمان المقلد:
ذهبت المعتزلة إلى عدم صحة إيمان المقلد.
وذهبت الماتريدية إلى صحة إيمانه مع الإثم على ترك الاستدلال.
15 زيادة الإيمان ونقصانه:
ذهبت المعتزلة إلى القول بزيادة الإيمان ونقصانه وذلك لأنهم أدخلوا الأعمال في مسمى الإيمان , وأما الماتريدية فقد قالت بعدم زيادة الإيمان ونقصانه لنفيهم دخول الأعمال في مسمى الإيمان.
الماتريدية دراسةً وتقويماً (503 , 504 , 505, 506)
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[15 - 08 - 07, 02:50 ص]ـ
فوائد قيمة أكملوا حفظكم الله، وأرى أن الفروق أكثر.
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[16 - 08 - 07, 12:21 ص]ـ
أهم المسائل التي وافقت فيها الماتريدية المعتزلة
1 ـ القول بوجوب معرفة الله تعالى بالعقل.
2 ـ الاستدلال على وجود الله بدليل الأعراض وحدوث الأجسام مع الاختلاف في كيفية تقرير الدليل.
3 ـ الاستدلال على وحدانية الله بدليل التمانع.
4 ـ القول بعدم حجية خبر الآحاد في العقائد.
5 ـ نفي الصفات الخبرية والإختيارية.
6 ـ القول بعدم إمكان سماع كلام الله.
7 ـ القول بالحكمة والتعليل في أفعال الله.
8 ـ القول بالتحسين والتقبيح العقليين.
9 ـ عدم جواز التكليف بما لا يطاق.
10 ـ منع الاستثناء في الإيمان.
11 ـ القول بأن معنى الإيمان والإسلام واحد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/343)
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 11:26 ص]ـ
من يتكرم ويخبرنا بالنزاع التاريخي بين الأشاعرة والماتريدية؟ وهل حرك الى صدامات ومشاجرات؟
ـ[الديولي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 08:45 م]ـ
[ QUOTE= محمد بن عبد الوهاب;652537] تتمة للفائدة:
ive] أهم المسائل التي خالفت فيها الماتريدية المعتزلة
6 [ COLOR=Olive] ـ أفعال العباد:
قالت المعتزلة إن الله غير خالق لأفعال العباد , وأنها حادثة من جهة العباد , وأنهم هم الفاعلون المحدثون لها , ولا تعلق لها بتاتاً بقدرة الله تعالى وإرادته.
قالت المعتزلة إن الجنة والنار غير مخلوقتين ولا موجودتين الآن , وأن الله تعالى سوف ينشئهما يوم القيامة.
10 ـ ذهبت المعتزلة إلى القول بنعيم القبر وعذابه والميزان والصراط والحوض والشفاعة لأهل الكبائر.
وقالت الماتريدية: بإثبات ذلك كله.
السلام عليكم
احب أن انقل كلام المعتزلة من كتبهم بهذه المسائل، بعد نقل أخينا الفاضل لأقوالهم بها، ولكن ليس من كتبهم. فأقول:
المراد بخلق أفعال العباد عند المعتزلة
قال أبوالقاسم البلخي المعتزلي كما في كتابه مقالات الإسلاميين: واجمعوا – المعتزلة – أن الله لا يحب الفساد، ولا يخلق أعمال العباد، بل العباد يفعلون ما أمروا به، ونهوا عنه، بالقدرة التي خلقها الله لهم وركبها فيهم فيطيعوا بها ويتركوا المعاصي، وإن أحدا لا يقدر على قبض ولا بسط إلا بقدرة الله التي خلقها عز وجل. وهو المالك للقدرة التي في العباد لا يملكها العباد معه ولا دونه جل وعز عن ذلك، يبقيها فيهم ما شاء، ويفنيها إذا شاء، .... وأنه لو شاء أن يجبر الخلق كلهم على طاعته لكان على ذلك قادرا، ولكنه لا يفعل ذلك إلا لما يريد من إمتحانهم وتعريضهم للثواب الذي لا يبيد، وإنه وإن كان العباد يقدرون بالقدرة التي خلقها الله فيهم، على أن يفعلوا مالا يرضاه ولا يحبه، ولم يأمر به ولم يرده وما سخطه، فليسوا بغالبين له بل هو الغالب لهم القاهر، لأنه لو شاء منعهم ما لا يريد، ولأجبرهم بما يريد، ولكنه حلم عنهم، وامهلهم إلى يوم الجزاء والحساب ....
قال القاضي عبدالجبار المعتزلي في كتابه فضل الإعتزال وطبقات المعتزلة ص201:
إن قيل مذهبكم أداكم إلى إنكار عذاب القبر وغيره مما قد أطبقت عليه الأمة، وظهرت فيه الآثار.
قيل له: إن هذا الأمر إنما انكره أولا ضرار بن عمرو، ولما كان من أصحاب واصل، فظنوا إن ذلك ما أنكرته المعتزلة، وليس الأمر كذلك، بل المعتزلة رجلان: رجل يجوز ذلك كما وردت به الأخبار
والثاني يقطع على ذلك. وأكثر أصحابنا يقطعون على ذلك لظهور الأخبار، وإنما ينكرون قول طائفة في الجملة، إنهم يعذبون وهم موتى؛ لأن دليل العقل يمنع من ذلك، وإذا كان مع قرب عهده بحسه ولما دفن يعلمون بأنه لا يسمع ولا يبصر ولا يدرك ولا يلتذ؛ فكيف يجوز عليه المساءلة والمعاقبة مع الموت، وما يروى من أن الموتى يسمعون، فلا يصح إلا أن يراد إنهم في تلك الحال يسمعون، بأن أحياهم الله وقوي سمعهم.
وانكر مشايخنا عذاب القبر في كل حال؛ لأن الأخبار واردة بذلك في الجملة؛ فالذي يقال به، هو قدر ما تقتضيه الأخبار دون ما زاد عليه، ولذلك لا يوقت في ذلك التعذيب وقتا، وإن كان الأقرب في الأخبار إنها الأوقات المقاربة للدفن، وإن كنا لا نعين ذلك.
وذكر في الطبقة الرابعة ص: 237 عمر الشمزي قال سمعت واصلا يقول: إن من نعم الله علينا إن من عابنا يكذب علينا، فيقول: يكذبون بعذاب القبر والحوض والميزان، ونحن لا نكذب بذلك ...
وقال في ص 204: فصل: فيما شنعوا علينا في ذكر الموازين والشفاعة والصحف والصراط
إن قيل: إذا كان القرآن قد دل على إثبات الموازين والشفاعة وعلى إثبات المساءلة ورفع الكتب باليمين والشمال. فكيف تنكرون ذلك وتقولون بأن الميزان من الله هو العدل، وتقولون أن لا شفاعة للمجرمين، ولا تثبتون الصراط كما يقوله العامة
قيل له:
إن أكثر أهل العدل يثبتون الموازين ولا ينكرونها كما نطق بها الكتاب، وإنما أنكره بعضهم ...
فإن قيل: أفيصح ما يذكر في الصراط؟
قيل له: أما على ما تقوله العامة في وصفه وعلى ما تقوله في بعض الأخبار فلا يصح ذلك وإنما الذي يصح أن يكون طريقا لأهل الجنة والنار بعد المحاسبة، لأن أهل الجنة ممرهم على باب النار، فمن كان من أهل النار عدل إليها وقذف فيها، ومن كان من أهل الجنة يجوز عليها وينجو منها ...
فاما قولنا في الشفاعة فهو معروف، ونزعم أن من انكره فقد أخطأ الخطأ العظيم، لكنا نقول لأهل الثواب دون أهل العقاب، ولأولياء الله دون اعدائه، ويشفع – صلى الله عليه وسلم - في أن يزيدهم تفضيلا عظيما ....
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[18 - 08 - 07, 12:08 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب الديولي ونفع بكم.
ـ[الديولي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 04:42 م]ـ
وفيكم بارك
وثبتنا الله وإياكم على الخير(43/344)
سؤال حول موقع فتاوى ..
ـ[الطويلبة]ــــــــ[13 - 08 - 07, 10:05 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
منذ أكثر من 6 سنوات وأنا أتابع موقعا مشهورا للفتاوى .. والشيخ الذي يشرف على هذا الموقع طلب العلم على مشايخ كبار كالشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله ..
ولقد سمعت مؤخرا أقوالا تخدش في عقيدة هذا الشيخ، وأريد أن أسأل عنه فقط للتأكد، فهل أذكر اسمه هنا؟ لا أريد أن أثير أي فتنة أو نقاش إنما أريد التأكد فقط فهل هذا المكان مناسبا لهذا النوع من الأسئلة؟ أم هل يمكنم أن تدلوني على من يمكنه الإجابة على هذا التساؤل .. ؟ مع العلم أن هذا الشيخ مشهور وله الكثير من الدروس و الدورات.
بارك الله بكم.
ـ[الاحسائي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 12:19 م]ـ
أختي الكريمة ...
كيف يجيبون عليك الأعضاء وأنت لم تذكري من تقصدين , فإن كلامك يحتمل احتمالات كثيرة ,سواء في من هو الشيخ أو في أي صنف عقيدته؟؟ ..
ـ[الطويلبة]ــــــــ[13 - 08 - 07, 01:14 م]ـ
إني أنتظر من الإدارة أن تسمح لي بذكر اسم الشيخ أو إرشادي إلى من يمكنني أن أسأله لتجنب النقاش.(43/345)
اريد كتابا عن تاريخ العقيدة و تدوينها و جهود العلماء في الدفاع عنها؟
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[13 - 08 - 07, 12:52 م]ـ
اتمنى من الاخوة الاجابة عن هذا السؤال، و سبق ان طرحت الموضوع في ملقتى التعريف بالكتب فلم اجد اجابة كافيه.
وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 11:31 م]ـ
عليك بكتاب الشيخ عبدالسلام بن برجس - رحمه الله -:
(تاريخ تدوين العقيدة السلفية) - دار الصميعي -.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[14 - 08 - 07, 12:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخ سليمان على المرور
لقد اطلعت شيخي الفاضل على كتاب الشيخ رحمه الله فاذا هو كالفهرس
اذ انه اقتصر على اسماء الكتب و الترجمة في بعض الاحيان للمؤلفين.
الذي اريده تاريخ تطور العقيدة و ظهور المقالات و الفرق
لماذا اختلفت مناهج المؤلفين في الرد على اهل البدع فمثلا اول ما بدأ التأليف كان جمعا للادلة فقط ثم اصبحت عناوين و هكذا
ما هي جهود العلماء، و ما هي اسباب التأليف، و ما هي الفرق التي واجهها كل عالم
الذي اريده في العقيدة مشابه لما هو موجود في تاريخ الفقه و الحديث مع الفارق طبعا
ذكر لي البعض كتاب الشيخ الاشقر و لكني لم اجده فهب ما زال يطبع ام لا
شكرا لك شيخنا الفاضل و اذا كان هناك كتاب عن هذا لا تبخل علي.
ـ[ياسين عادل]ــــــــ[04 - 09 - 07, 04:26 م]ـ
أنظر طريق الهداية مقدمات ومبادء علم اتلتوحيد د محمد يسري
ـ[أبو عمرو المغربي]ــــــــ[06 - 09 - 07, 01:18 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هناك و العلم لله كتب للشيخ محمد بن عبد الرحمان المغراوي حفظه الله تعالى تخص مسيرة العقيدة السلفية عبر العصور
و هذا و العلم لله تعالى
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[06 - 09 - 07, 02:56 ص]ـ
أنظر طريق الهداية مقدمات ومبادء علم اتلتوحيد د محمد يسري
هل تقصد أخي ياسين كتاب (علم العقيدة: المبادئ والمقدمات) لمحمد يسري؟
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[17 - 09 - 07, 05:31 ص]ـ
هل تقصد أخي ياسين كتاب (علم العقيدة: المبادئ والمقدمات) لمحمد يسري؟
نعم هو ذاك
* أما فيما ذكره أخونا أبو عمرو فنعم ما إليه أشار و له أحال
إذ أن للشيخ سلسلة وسمها بـ " العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية و تحدياتها عبر العصور "
وهي عبارة عن أعداد إطلعت على بعضها قديما، ثم بعد ذلك أُخبرت من أحد الطلبة أنها قد جمعت في مجلدات و هي قيد الطبع.
وهذا عدد من السلسلة المذكورة
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=10&book=1621
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 09 - 07, 01:02 ص]ـ
ولعله ينفعك تلخيص الشيخ محمد بن قاسم له في مقدمة (نقض التأسيس)، فهي من كلام شيخ الإسلام رحمهما الله.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[19 - 09 - 07, 06:18 ص]ـ
من الكتب التي أراها نافعة في ذلك:
-تعريف الخلف بمذهب السلف للدكتور ابراهيم البريكان ط دار ابن عفان.
وشكل أكثر تفصيلا وهو كتاب جيد في الجملة:
-مناهج البحث في العقيدة الإسلامية ...... للدكتور عبد الرحمان الزنيدي وهو في نحو 600ص تقريبا ط إشبيليا بالرياض.
ولعلماء الأشاعرة بعض الكتب تصلح للدراسة المقارنة وفيها نوع فائدة -وهذا خاص بمن أتقن مذهب السلف- وذلك مثل:
-نشأة الفكر الفلسفي د سامي النشار.
-مدخل لدراسة علم الكلام للدكتور حسن الشافعي.
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل به.
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[20 - 09 - 07, 06:40 ص]ـ
تاريخ العقيدة الإسلامية
د\محمد أمان الجامي(43/346)
الى الإخوة الشناقطة: من لي بكتاب "عقيدة محمد سالم"
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[13 - 08 - 07, 03:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أيد من الإخوة الشناقطة خاصة، وممن عنده واسع اطلاع على نوادر كتبهم، أن يضعوا لي كتاب "عقيدة محمد سالم" الأشعرية، ونبذة عنه، وجزاكم الله خيراً.
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 06:22 م]ـ
من تقصد بمحمد سالم؟
ـ[أبو علي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 06:27 م]ـ
الشيخ محمَّد بن سالم بن عدُّود ليس بأشعريّ ولا إخوانيّ، بل سنّيّ سلفيّ
وإن كنت تقصد غيرَه فلا أعلم
ـ[أبوصخر]ــــــــ[13 - 08 - 07, 07:50 م]ـ
الشيخ محمَّد بن سالم بن عدُّود ليس بأشعريّ ولا إخوانيّ، بل سنّيّ سلفيّ
وإن كنت تقصد غيرَه فلا أعلم
و نظمه [الذي تجده في مو قع شذرات شنقيطية] خير شاهد له -حفظه الله- على حسن معتقده و لا يضره كيد الكائدين و لا حسد الحسّاد.
رأيت من بعض المستقيمين من يتهمه -حفظه الله- بالتمشعر و البعد عن السلفية بلا بينة و لا برهان و الله المستعان.
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا}، و العلماء هم ورثة الأنبياء.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[13 - 08 - 07, 11:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
يا إخوة هلاَّ قرأتم طلبي بتمعن؟ ألم يكن شرطي أن يجيبني أخ شنقيطي خاصة، أو أخ ملم بنوادر ثراتهم؟
حفظ الله شيخنا محمد سالم ولد عدود خال شيخنا محمد الحسن الددو، والمحمدون السالمون لا يعدون ولا يحصون يا إخوة الإسلام، ومحمد سالم هذا رجل من القرون الخوالي كتب كتابا صغيراً فيه عقيدة الأشاعر، وهي متداولة بين بعض الأشاعرة، ولعل بعض إخواننا يكتبها لنا هنا بارك الله فيه.(43/347)
من يعرف نظماً للعقيدة الواسطية؟
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[13 - 08 - 07, 10:41 م]ـ
ذكر أحد الإخوة أن هناك نظماً للعقيدة الواسطية لأحد المشايخ المراكشيين
فهل من معلومات حول هذا النظم (عدد أبياته, عصر مؤلفه) وإن أمكن إنزاله فحسن أو أي نظم للمتن المذكور
(ضروري جداً)
وجزاكم الله خيرا
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 10:44 م]ـ
اظن انه نظم معاصر
و هناك نظم للشيخ ابن عدوان الرزيني - من اهل القرن الثاني عشر - للعقيدة الواسطية و هو مخطوط نقل منه العلامة ابن مانع رحمه الله
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 10:53 م]ـ
ذكر أحد الإخوة أن هناك نظماً للعقيدة الواسطية لأحد المشايخ المراكشيين
(ضروري جداً)
وجزاكم الله خيرا
وجدتُ هذا النظم لأحد الطلبة المراكشيين:
http://www.maghrawi.net/modules.php?...geninfo&did=21
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[14 - 08 - 07, 06:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً
اظن انه نظم معاصر
الذي أرشدتني إليه نظم معاصر نُظِم عام (1425هـ)(43/348)
أفيدونا .. الله لايهينكم! أن عائشة رضي الله عنها دبرت أمة لها فاشتكت
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[14 - 08 - 07, 12:48 م]ـ
أنقل سؤالى إلى هنا بارك الله سعيكم ونفع بكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن بن عمرة عن عمرة: أن عائشة رضي الله عنها دبرت أمة لها فاشتكت عائشة فسأل بنو أخيها طبيبا من الزط فقال إنكم تخبرونى عن امرأة مسحورة سحرتها أمة لها فأخبرت عائشة قالت سحرتينى فقالت نعم فقالت ولم لا تنجين أبدا ثم قالت بيعوها من شر العرب ملكة.
قال الشيخ الألباني: صحيح
وهذه ا لرواية الأخرى في مسند الأمام احمد:
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان ثنا يحيى عن بن أخي عمرة ولا أدري هذا أو غيره عن عمرة قالت: اشتكت عائشة فطال شكواها فقدم إنسان المدينة يتطبب فذهب بنو أخيها يسألونه عن وجعها فقال والله انكم تنعتون نعت امرأة مطبوبة قال هذه امرأة مسحورة سحرتها جارية لها قالت نعم أردت ان تموتي فاعتق قال وكانت مدبرة قالت بيعوها في أشد العرب ملكة واجعلوا ثمنها في مثلها.
تعليق شعيب الأرنؤوط: هذا الأثر صحيح
وحديث عائشة رواه مالك عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أنها أعتقت جارية لها على دبر منها ثم أن عائشة مرضت بعد ذلك ما شاء الله فدخل عليها سندي فقال إنك مطبوبة فقالت من طبني فقال مرأة من نعتها كذا وكذا وفي حجرها صبي قد بال فقالت عائشة ادع لي فلانة لجارية لها تخدمها فوجدوها في بيت جيران لها في حجرها صبي قد بال فقالت حتى أغسل بول الصبي فغسلته ثم جاءت فقالت لها عائشة سحرتني قالت نعم فقالت لم قالت أحببت العتق فقالت عائشة أحببت العتق فوالله لا تعتقن أبدا فأمرت عائشة بن أخيها أن يبيعها من الأعراب ممن يسيء ملكتها ثم قالت ابتع لي بثمنها رقبة حتى اعتقها ففعلت لت عمرة فلبثت عائشة ما شاء الله عز وجل من الزمان ثم أنها رأت في النوم أن اغتسلي من ثلاث آبار يمر بعضها في بعض فإنك تشفين قالت عمرة فدخل على عائشة إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الرحمن بن سعد بن زرارة فذكرت لهما الذي رأت فانطلقا إلى قباء فوجدوا آبارا ثلاثا يمد بعضها بعضا فاستقوا من كل بئر منها ثلاث شخب حتى ملئ الشخب من جميعهن ثم أتوا به عائشة فاغتسلت به فشفيت.
المصدر: كتاب الاستذكار ج 8 ص 159.
انتهى.
قال أبو همام:
لن أناقش الأثر من ناحية حديثية لأننى سأفترض صحته ولكن السؤال:
من السندى هذا؟
التفصيل أفضل من الاختصار.
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[15 - 08 - 07, 01:14 م]ـ
جزاكم الله خيراً سلفاً.
والمقصود من سؤالى:
هل السندى هذا يُطبب بالجن أم أنه عراف؟
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 08 - 07, 10:16 م]ـ
بارك الله فيك
وجه بعض أهل العلم هذا الخبر بأنهم لم يكونوا يعرفون أنه كاهن أو مطبب بالجن
بل سمعوا أنه يتطبب فجاءوه
وبعضهم قال أن هذا الرجل ليس كاهناً ولكنه خبير بأمور السحر
فعرف من وصفهم لوجع عائشة أنها مسحورة
وهذا أقوى وأظهر
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[16 - 08 - 07, 01:15 م]ـ
جزاك الله خيراً وأثابك نعيماً لايُبلى.
وتحملنى أنت ـ وإخوانى ـ فأنى أود فك الاشتباك فى رأسى من جراء هذا الأثر فأسأل:
فى رواية أنه دخل على عائشة فكيف لم يعرفوه؟
وكذلك أنهم أخبرهم بشأن من سحرتها وتثبتت عائشة من الأمر فهذا قد تعدى كونه خبير بأمور السحر.
ولكم المداخلة أو من أحد الإخوان.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 10:31 م]ـ
على هذا يكون الإحتمال الأول أقوى أنه ظنه طبيباً
ولم يصدقوه استقلالاً بل إن الجارية اعترفت كما هو في ظاهر الرواية
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[17 - 08 - 07, 12:47 م]ـ
ماقصرت أخى عبد الله أحسن الله إليك.
والطمع فيما عند الله تعالى ثم وقفة جادة من إخواننا أهل العلم حول هذا الموضوع.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[31 - 01 - 08, 07:55 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10577
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[07 - 10 - 08, 09:11 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[03 - 12 - 09, 10:46 ص]ـ
جزاكم الله خيراً سلفاً.
والمقصود من سؤالى:
هل السندى هذا يُطبب بالجن أم أنه عراف؟
أبو همام ناصر القطعانى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكلمة (الله لا يهينك) كما وضعت اسم موضوعك ((أفيدونا .. الله لايهينكم! أن عائشة رضي الله عنها دبرت أمة لها فاشتكت)) فقد تكلم عنها المشايخ فهي غير مستحبة ان تقال
أخي الكريم انت تبحث عن شيء يؤيد ما تقوم به , وهو الاستعانة بالجن المسلم , ودفاعك عن مواضيع الاستعانه وتدعيمها بالاقوال والنقولات واضح
فسعيك ان تجد من السلف كان يستعين او كان في زمن الصحابة من يستعين بالجن , وهم على علم بهذا المطبب , ولم ينكروا على استعانته بالجن , كما ركزت على سؤالك (هل السندى هذا يُطبب بالجن)
لن تجد هذا ان شاء الله تعالى , لو كان موجودا لتكلم العلماء عنه!
فالمستعان به من الجن , لا تستطيع ان تثبت لنا انه مسلم ولو نقلت لنا , بأن الجني ياتيك بين المنام واليقظة ملتحي وقصير الثوب , لتثبت إيمانه واسلامه
وكما اخبرني كذا شخص ,, يجب ان تقدم الهدايا للجن كالبخور وغيرها , ومن يقول لا نقدم شيء فهو غير صادق!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/349)
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[07 - 12 - 09, 02:49 ص]ـ
قال الشيخ العثيمين رحمه الله لابأس ان يقول الواحد الله لايهنيك
والدليل قوله تعالى (ومن يهن الله فماله من مكرم)
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[07 - 12 - 09, 05:27 م]ـ
عبدالحميد حسن
شكر الله لك على نقلك لقول العلامة محمد صالح , فقد افدتني بهذا
واتراجع عن قولي السابق
ـ[أبو محمد العدني]ــــــــ[08 - 12 - 09, 08:54 م]ـ
عبدالحميد حسن
شكر الله لك على نقلك لقول العلامة محمد صالح , فقد افدتني بهذا
واتراجع عن قولي السابق
ذكرت في الأول أن العلماء كرهوا هذه الكلمة، ثم تتراجع لأن عبد الحميدي حسن وضع لك فتوى للشيخ العلامة محمد العثيمين رحمه الله، فهلاّ بينت لي من هم العلماء الذين أفتوك أولاً بعدم الجواز لتتراجع عن قولهم لقول الشيخ محمد رحمه الله؟
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[11 - 12 - 09, 02:24 م]ـ
أبو محمد العدني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اخبرني احد طلبة العلم بان هذه الجملة لا تقال للمسلم والدكتور. محمد المسند ينهى عنها, لذا اخذت بقول الاخ ولكن بعد البحث وجدت ان الدكتور يقول (لا يظهر في إطلاق هذه العبارة محذور)
كأن الاخ فهم كلام الدكتور على غير مراده , وحاولت حذفها ولم استطع في نفس اليوم وراسلت الادارة في نفس الوقت لحذفها ولم يتم حذفها حتى كتب الاخ عبدالحميد حسن قول الشيخ ابن عثيمين(43/350)
سؤال محير: لماذا أغلق موضوع الأخ محب العلم؟
ـ[عمر السفياني]ــــــــ[14 - 08 - 07, 02:25 م]ـ
أعني معالم التوحيد عند المتأخرين (2)
رغم أنه مفيد ولم يخرج فيه عن أدب الحوار؟
أرجو التوضيح من قبل الإدارة(43/351)
سؤال عن مخطوطات عن الشيعة
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 03:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الافاضل محبي السنة
أسألكم عن مجموعة من المخطوطات
نصر الاحباب والاصحاب وقهر الكلاب السباب وهي الرد على الرافضة للإمام محمد بن القاضي مصطفى بن محمد الحنفي الرومي الواعظ المعروف بقاضي زاده توفي سنة 1044
الرد على الرافضة لابن العاقولي الشافعي النحوي المدرس في المدرسة المستنصرية توفي سنة 797
الحجة الرابضة لفرق الرافضة لأحمد بن عيسى بن رضوان العسقلاني توفي سنة 689 المعروف بابن القليوبي
تفسير ابو القاسم القفظي الشهير بابن سيد الكل وهو إمام جليل له جهود في الرد على الرافضة
رد حجيج الداحضة على عصبة الغي الرافضة لعبد الغني بن اسماعيل بن عبد الغني النابلسي النقشبندي القادري (1050 - 1143)
بشر بن المعتمر البغدادي وله الرد على الرفضة
الرسالة لهادية في إكفار الشيعة الاسماعيلية لأحدبن كمال باشا المتوفي سنة 940 هجرية وهي هي نفس الرسالة التي نشرها احد الغيورين على مذهب اهل السنة في هذا المنتدى المبرور
رسالة فيمن خرج على اهل السنة لحسين بن عبد الله الشيرواني كان حيا سنة 947 هجرية والرسالتين الاخيرتين موجودتين في مكتبة الأوقاف العامة في الموصل وقد قرأتها في فهرسها(43/352)
تشكيك في رجوع الرازي .... وردُُّ مسدد
ـ[السدوسي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 04:05 م]ـ
هذا مقال كتبه يوسف أباالخيل يشكك فيه تراجع الرازي وندمه على خوضه في علم الكلام وإعراضه عن هدي الوحيين وقد أجاد الأخ الفاضل يوسف العبيد في الرد عليه وبيان خطئه .... فإلى المقال ومن ثم الرد.
ما قيل عن تراجع الرازي لا يثبت عند التحقيق
يوسف أبا الخيل
كنتُ قد كتبت مقالاً هنا عن ما قيل عن تراجعات بعضٍ من علماء الكلام الكبار، وكان من أبرزهم الإمام فخر الدين الرازي، أحد أبرز متكلمي المذهب الأشعري في عصره، ولما كنت قد خصصت الحلقة الأولى من ذلك المقال له - أعني الرازي - وختمتها بالأبيات التي يقال إن الرازي قال بها في آخر حياته والتي يقول في ختامها:
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه وقالوا
فإن بعضاً من الإخوة لاموني بقولهم إن ختمي تلك الحلقة بتلك الأبيات بدون نقد مصادرها يعني ضمناً أنني أؤيد ما قيل عن تراجع الرازي، ولكن الجزء الذي يخص نقد تلك القصيدة قد قررت أن يكون مقالاً مستقلاً اليوم أورده ليكون الأمر واضحاً بالنسبة لأولئك الإخوة وعموم القراء الكرام.
هذه القصيدة التي تُروى عن الرازي ذكرها الإمام ابن تيمية في كتابه (منهاج السنة، الجزء الثالث، ص69)، ولكن محققاً للكتاب المذكور وفقاً لما ذكره حسن السقاف في كتابه (صحيح شرح العقيدة الطحاوية) يشير إلى أنه لم يجد هذا الكلام فيما بين يديه من كتب الرازي، لا المطبوع منها ولا المخطوط، والذين أشاروا إلى تلك القصيدة كدليل عن تراجعه عن علم الكلام، ذكروا أنه كان يتمثل بأبياتها في كتابه (أقسام اللذات) وهذا الكتاب على ما يبدو منحول عليه، إذ أنه في الوقت الذي لا يزال فيه ذلك الكتاب مخطوطاً بالهند ولم يطبع بعد، فإن (بروكلمان) لم يذكره ضمن مؤلفات الرازي، وبالتالي فربما تكون هذه الأبيات مما هو منحول عليه أيضاً كدليل على إضاعته عمره فيما لا يفيد ولا ينفع، يضاف إلى ذلك أن مثل هذه الاعترافات التي قيل عنها الكثير لم تظهر ولم تُذكر إلا بعد موته!!! وطلابه من الكثرة والنبوغ والتفرق في البلاد لا يتصور اتفاقهم على حجب أمر كبير كهذا عن عَلَم كبير في علم الكلام وواحد من صُنَّاعه الكبار، والمشكلة التي تدعو إلى التأمل جلياً فيما يُذكر في أدبيات مثل تلك التراجعات، أنها تُورد ويتم الاحتفاء بها في كتب التراث لا من أجل إثبات سريان مفهوم الاختلاف الإيجابي في مكونات الثقافة العربية القائم على الاعتراف بالتعددية والحرية الفكرية، بل من أجل الإيحاء بتهافت المذاهب والفرق الأخرى سوى المذهب أو الفرقة السائدة لحظتها، من منطلق أن كبار مؤسسيها ومنظّريها لا يلبثون أن يتراجعوا عند الموت عما تلبست به أيديهم وأملته ألسنتهم واحتضنته مدوناتهم وكتبهم من تراث تلك المذاهب، مما يدعو ضمناً أو صراحة إلى الدعوة إلى الإبقاء على المذهب السائد وحيداً بصفته مذهب الحق الوحيد وما سواه فحائد عن حياض الحق، وهو ما يؤسس بالتالي للأحادية الفكرية ويحارب التعددية ويحصر الحق في فرقة واحدة ناجية منصورة لا تمت فيما تحتويه بين جنبيها من حق ويقين إلى الأقوال والطرق المخالفة بأي صلة كانت، وهذه الدعوى كما نعلم من واقع عصرنا أسست ولا زالت تكابد لإخراج ما سواها ولو باختلاف ظاهري بسيط عن ما تدعيه امتلاكاً حصرياً للحق وهو يؤسس بالتالي للضيق بالمخالف وأطره على إعتناق ما لايريد والوصول من ثم إلى العنف الناتج أساساً أو بدرجة كبيرة على الأقل من الاعتقاد بوحدانية الحق.
رد الأخ الفاضل: يوسف العبيد
أ ـ نعم هذه الابيات للامام الرزاي مأخوذة من كتابه المسمى بـ (اقسام اللذات) وقد ذكر ذلك الامام علي بن ابي العز شارح العقيدة الطحاوية 1/ 244
كما ذُكرت نسبة هذه الابيات للامام الرازي في كتاب (عيون الانباء) وكتاب (وفيات الاعيان) و كناب (طبقات الشافعية).
وليس الامر مقصور في النقل على الامام ابن تيمية فالامر قد استفاض عند العلماء والاستفاضة تكفي وحدها دليل على نسبة هذه الابيات للامام الرازي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/353)
ب ـ قولك ان هذا الكتاب أي (اقسام اللذات) منحول على الرازي يحتاج الى دليل اذ ليس من السهولة اطلاقا هذا الحكم على هذا الكتاب هذا اذا كنت تجيد البحث العلمي اذ لا يسوغ ان تنفي كتاب منسوب الى شخص الا بدليل واضح.
وكون (بروكلمان) لم يذكره من ضمن كتب الرازي فغير بركلمان قد ذكره فعدم العلم بالشيء لا يعني عدمه.
وكون هذه الابيات لم تذكر الا بعد موته فهذا مما لا يقبل دليل على نفي نسبة هذه الابيات للرازي لان هذه الكتاب الف في اخر حياة الرازي
كما ان كثير من القصص والاثار تجمع عن العلماء والمشهورين بعد وفاتهم كما هو معروف حتى في الواقع المعاصر. مما يجعل انتشارها بعد موتهم اكثر من انتشارها اثناء حياتهم.
وايضا كون تلاميذه لم يذكروا هذه الابيات عن شيخهم ايضا لا يقبل دليل لانه لم يثبت عن احدهم ايضا انه انكر نسبة هذه الابيات عن شيخهم، وايضا يحتمل احتمال اخر ان هذا التراجع من شيخهم مما لا يسرهم نشره.
ج ـ لوحرصت على البحث العلمي الجاد لم تنقل ممن ثبت عليه التلبيس والتدليس في النقل (بغض النظر هل نقلك عنه ونقله هو أ صحيح أم غير صحيح): فحسن السقاف الذي نقلت عنه لو تابعت حلقات قناة المستقلة المعنونه بالحوار الصريح عن ابن تيمية وكان لديك علم لعرفت حقيقة ما قلته عنه ومن ذلك الاتي:
1 ـ قال ان ابن تيمية: (كافر ولا يستحق دخول الجنة)!!!
انظر الى التألي على الله وانظر كيف يدعي امتلاك الحقيقة التي تحاربها.
2 ـ نقل عن ابن تيمية أنه قال في الفتاوى: (انه من تلفظ بالنية عند الصلاة مبتدع فان تركها والا قتل)
وعند رجوعي لفتاوى ابن تيمية في المجلد والصفحة التي ذكرها وجدته قد حرًف النص اذ لا يوجد كلمة القتل اطلاقا.
فهل من يريد البحث العلمي ينقل عن من تكون هذه طريقته.
3 ـ قال: أن ابن تيمية يثبت أن لله جنبا لقوله تعالى: (ياحسرتى على ما فرطت في جنب الله).
وعندما طلب منه عدنان العرعور الدليل: قال حسن السقاف: الدليل ما ذكره الطلمنكي في كتابه كذا صفحة كذا.
فهو يدعي ان ابن تيمية يثبت ان لله جنبا ثم يستدل بكلام شخص غير ابن تيمية بحجة انه من اتباع ابن تيمية.
وهذا مما لا يقبله عاقل.
د ـ من حق أي أنسان أن يعتقد انه على الحق وغيره على الباطل لا كما تعتقد وأقوى دليل على ذلك تخطئتك لمن يثبت نسبة هذه الابيات للامام الرازي
فلولا أنك ترى انك على الحق لم تُخطي غيرك. وقس على ذلك المسائل الدينية والدنيوية.
فاعتقاد الانسان بأنه على الحق مما يساعد على الحوار، فالاولى ان ترفض من يرفض فكرة الحوار لا من يدعي أنه على الحق.
كما ان من يدعي أنه على الحق لا يقوده اعتقاده هذا الى ترك الحوار كما تتصور والكتب العقائدية والفقهية ادلة واضحة على ذلك.
ومن ناحية التعددية فهي انواع فاذا كانت التعددية مما يسوغ فيها التعدد فلايجوز تحييدها عن الواقع، كالمذاهب الفقية والاختلافات في الفروع العقدية واذا كانت مما لا يسوغ الخلاف فيها فيجب تحييدها لا هوى بل بالدليل الشرعي ولا يعني ذلك محوها من الوجود لان وجودها من السنن الكونية ولكن يجب أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر.
ولا يعني ذلك ان المذهب الحق سيكون دائما هو الظاهر لان ذلك مما يخالف السنن الكونية بل إن الايام دول فمن سره انتشار معتقده في زمن فسيسيئه ضعف معتقده في زمن اخر (وتلك الايام نداولها بين الناس) وقال تعالى (ولو شاء الله لا نتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض)
ولو تبعناك فيما تطلبه من أن لا يعتقد الانسان أنه صاحب الحق وانه الفرقة الناجية وان غيره على الباطل: لما حصل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا النصيحة التي تدعوا اليها الادلة الشرعية ولم يحصل تطبيق الشريعة كتنفيذ الحدود وذلك بحجة اننا لسنا متاكدين من اننا على الحق وغيرنا على الباطل.
هـ ـ الواجب ان تعرف لماذا ندعي اننا الفرقة الناجية وغيرنا ليس كذلك قبل ان ترفض هذا الدعاء:
فمثلا لا يوجد عندنا زيادة على اصول الايمان المعروفة بخلاف الشيعة الاثني عشرية فعندهم زيادة وهي وجوب الايمان بالنص على امامة اثني عشر اماما بعد الرسول ومن لم يؤمن بذلك فليس له في الاسلام نصيب.
كذلك عندنا صاحب الكبيرة اذا مات ولم يتب فهو الى الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له واذا عذب لم يخلد في النار بخلاف الاباضية.
كذلك لا يوجد لدينا دروشة ولا خرافات فلا استغاثة بالاموات ولا ضرب بالدفوف في المساجد ولا هز للرؤؤس والاجساد ولا طاعة عمياء للمشايخ كما يحصل عند الصوفية ولا يوجد لدينا ضرب الرؤؤس بالسيوف وإسالة الدماء كما يحصل عند الاثني عشر.
كذلك لا يوجد لدينا ايمان في القلب فقط بدون اظهار ذلك على الجوارح كما يحصل عند المرجئة لان هذا يخالف جميع العقائد والاديان والعقول فضلا عن الاسلام اذ كيف يعتقد الانسان شيئا ولا يظهره.
كذلك لا يوجد لدينا تعقيدات ولا فلسفة بل الوضوح هو منهجنا بخلاف اصحاب علم الكلام الضار.
وغير ذلك كثير فالحمد لله ان هدانا للحق.
و ـ قولنا بأن غيرنا ليس الفرقة الناجية لا يدل على انهم من اهل النار يقينا: بل ربما يكونوا من أهل الجنة وذلك لان اغلب الفرق الاسلامية الاخرى تجهل المعتقد الصحيح ولا تحسن التمييز بين الحق والباطل فلعل الله أن يرحمهم ولا يعذبهم
ومنهم من يعرف الحق والباطل ولكن تعرض له شبهات تجعله يستمر في باطله ولا يعلم أنه على الباطل وهذا ايضا قد يرحمها الله.
وهذان الصنفان هم الغالبية الساحقة في الفرق الاسلامية.
ومنهم من يعرف الحق والباطل رأي العين ولكن لا يتحول الى الحق بسبب اتباع ما عليه الاباء والاجداد او خوف زوال المنصب او خشية الفضيحة فهذا اذا كانت بدعته مكفرة كالاستغاثة بالاموات فهو كافر واذا لم تكن بدعته مكفرة فهو الى الله أن شاء عذبه وأن شاء غفر له كالمعاصي الاخرى.
المصدر: http://www.alriyadh.com/2005/08/28/article90305.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/354)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 08 - 07, 04:23 م]ـ
أورد المقري في نفح الطيب - (5/ 232)
........ وانشدني المجاصي قال أنشدني نجم الدين الواسطي أنشدني شرف الدين الدمياطي أنشدني تاج الدين الأرموي مؤلف الحاصل قال أنشدني الإمام فخر الدين لنفسه
(نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال)
(وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى ووبال)
(ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا)
(وكم من رجال قد رأينا ودولة ... فبادوا جميعا مسرعين وزالوا)
(وكم من جبال قد علت شرفاتها ... رجال فماتوا والجبال جبال)
ـ[المقدادي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 05:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا
قال ابن ابي صبيعة في عيون الانباء في طبقات الأطباء:
ومن شعر فخر الدين بن الخطيب أنشدني بديع الدين البندهي مما سمعه من الشيخ فخر الدين بن خطيب الري لنفسه فمن ذلك قال:
نهاية اقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في عقلة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وكم قد رزينا من رجال ودولة ... فبادوا جميعاً مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد علت شرفاتها ... رجال فزالوا والجبال جبال
ـ[المقدادي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 05:38 م]ـ
و صاحب المقال انما اخذه من كلام حسن السقاف و هذا رد العلامة ابن عقيل الظاهري على السقاف:
قال: «ومن الكذب المبين على الإمام الرازي ما نقله ابن تيمية: أن الإمام الرازي أنشد هذه الأبيات:
نهاية إقدام العقول عقال
وأكثر سعي العالمين ضلالُ
وذكرت أنني لم أجد هذا الكلام فيما بين يدي من كتب الرازي المطبوعة والمخطوطة .. وقد أخذه مجسِّمةُ
العصر من كتب ابن تيمية .. إن هذه الأبيات من نظم ابن تيمية وكأنه يصف بها نفسه» (1).
قال أبو عبد الرحمن: واحَرَباه بغير حقٍّ!! .. وههنا أمور:
أولها: أنه جعل جَهْلَهُ وقصوره في البحث ذريعة للتطاول على إمام مثل ابن تيمية.
وثانيها: أن كتب الرازي ليست هي المخطوطة والمطبوعة، بل منها كثير مفقود.
وثالثها: أن الشعر والرسائل قد لا يُضَمِّنُها صاحبها كتبه.
ورابعها: أن ياقوتاً الحموي نسب القصيدة للرازي [543 ـ 606هـ]، وياقوت الحموي [574 ـ 626هـ] معاصر للرازي، ووفاته قبل مولد ابن تيمية [661ـ 728هـ] بخمسة وثلاثين عاماً؛ فكيف يكون ابن تيمية هو الذي نظمها، ثم كذب ونحلها الرازي؟! .. إن هذا هو البهتان المبين، والتطاول على الأئمة .. ورواها موفق الدين أبو العباس أحمد بن القاسم بن خليفة ابن أبي أصيبعة [ـ 668هـ] وقد توفي قبل مولد ابن تيمية بسبع سنين (2) .. ورواها ابن السبكي وهو على مذهب الرازي، والرازي من أحب العلماء إليه (3).
وخامسها: أن الأبيات لا تشين الرازي، بل هي من حسناته .. تأسف على صرف عمره في علم الكلام وغيره أولى منه، ثم نثر حِكَماً لا مغمز فيها والله المستعان.
(1) صحيح شرح العقيدة الواسطية ص70ـ71.
(2) انظر عيون الأنباء في طبقات الأطباء ص468، وقال: «أنشدني بديع الدين البندهي: مما سمعه من الشيخ فخر الدين بن خطيب الرازي لنفسه» .. ثم ذكر القصيدة.
(3) انظر طبقات الشافعية الكبرى 8/ 96 ـ ولم يدع كما ادعى هذا السقاف ـ: أن مصدرها ابن تيمية وحده؛ فيردها!!.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[14 - 08 - 07, 06:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أهل الحديث ...
ـ[مالكية الأحساء]ــــــــ[14 - 08 - 07, 06:36 م]ـ
الأبيات ثابتة عن الرازي ولا شك، لكن ليست دليلا على تركه مذهب الأشاعرة.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 08:25 م]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
الأخت: مالكية الأحساء: تدل على ماذا؟
ومذهب الأشاعرة ماهو؟ هل هو الذي كان عليه المتقدمون منهم؟ أو المتأخرون - كالرازي -؟ لأننا نرى بينهم بون شاسع في العقائد.
وفقني الله وإياك للسنة، وباعد بيننا وبين التعصب لغير الحق.
وهنا رابط مفيد عن الإمام مالك:
http://www.sohari.com/maktabah/3aqidah/malik.html
وهنا
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=669
والله الهادي ..
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[14 - 08 - 07, 11:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
شيخنا الخراشى
شيخنا الفقيه اشهد الله على حبكما فيه
ارجو الا تطول فترات البعد عن المشاركات نفعنا الله بعلمكما
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 02:40 ص]ـ
.
ورواها ابن السبكي وهو على مذهب الرازي، والرازي من أحب العلماء إليه (3).
!!.
بل روى عن أبيه الامام السبكي أبياتا ينحو فيها نفس المنحى من ذم علم الكلام و التنفير عنه
ـ[السدوسي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 02:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[15 - 01 - 10, 10:58 ص]ـ
قال الشاطبي في: الإفادات و الإنشادات
(أنشدني الشيخ الفقيه القاضي الأعدل أبو بكر محمد بن عمر بن علي القرشي الهاشمي أبقاه الله في السابع والعشرين لذي الحجة من عام سبعة وخمسين وسبعمائة قال أنشدني أبي، قال أنشدني شرف الدين الدمياطي، قال أنشدني تاج الدين الأرموي قال أنشدني الإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازي لنفسه طويل.
نهايةُ إقدام العقول عقالُ ... أكثرُ سعي العالمين ضلالُ
وأروحنا في وحشة من جسومنا ... ...... ) إلخ
ذكرته لتعزيز الفائدة وإن كانت مستغنية بما سبق ذكره من الإخوة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/355)
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[29 - 03 - 10, 07:40 م]ـ
بالنسبة لحسن السقاف لغالب الساقي رسالتان تكشف كذبه الذي لا حدود له هما " الإسعاف في الكشف عن حقيقة حسن السقاف " و" كشف الغمة في التحذير من تعدي حسن السقاف على علماء الأمة " فاقرأهما ففيهما العجب العجاب من كلامه نفسه من كتبه.
ـ[أبو حاتم الدمياطي]ــــــــ[31 - 03 - 10, 03:23 ص]ـ
اللهم بارك لنا في أهل الحديث.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[31 - 03 - 10, 08:25 ص]ـ
يوسف ابا الخيل يتعالم بهذا الكلام إذ قرأه في كتاب السقاف!
فقد كشف ضحالته وجهله وعجزه المطلق عن تحرير المسائل العلمية الصغيرة، وجهله بأبجديات البحث العلمي!
مع أنه يريد أن يعلِّم الأمة ما هو دين الإسلام الصحيح!
وكم يضحكني إفلاس هؤلاء الليبراليين فكرياً وعلمياً وأخلاقياً، عندما يقفون مع الجهمية والرافضة والخوارج واليهود والنصارى، ويتسترون عليهم ويجبنون عن نقدهم!
المهم التشنيع على السلفية! بل على دين الإسلام!
وأمس كتب (خالد الغنامي) يمدح حسن بن فرحان المالكي بأنه سلفي!
يعني المفتي والمشايخ وجميع السلفيين لا يعرفون كوعهم من كرسوعهم، ويحتاجون إلى هذا الجاهل معلِّم الصبيان لمعرفة الأبجديات!
وقد سمعت أحدهم في مجلس يقول (لماذا نقول أبو جهل؟! اسمه الحكم بن هشام!)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 01:16 ص]ـ
قال أبو عبد الرحمن: واحَرَباه بغير حقٍّ!! .. وههنا أمور:
أولها: أنه جعل جَهْلَهُ وقصوره في البحث ذريعة للتطاول على إمام مثل ابن تيمية.
وثانيها: أن كتب الرازي ليست هي المخطوطة والمطبوعة، بل منها كثير مفقود.
وثالثها: أن الشعر والرسائل قد لا يُضَمِّنُها صاحبها كتبه.
ورابعها: أن ياقوتاً الحموي نسب القصيدة للرازي [543 ـ 606هـ]، وياقوت الحموي [574 ـ 626هـ] معاصر للرازي، ووفاته قبل مولد ابن تيمية [661ـ 728هـ] بخمسة وثلاثين عاماً؛ فكيف يكون ابن تيمية هو الذي نظمها، ثم كذب ونحلها الرازي؟! .. إن هذا هو البهتان المبين، والتطاول على الأئمة .. ورواها موفق الدين أبو العباس أحمد بن القاسم بن خليفة ابن أبي أصيبعة [ـ 668هـ] وقد توفي قبل مولد ابن تيمية بسبع سنين (2) .. ورواها ابن السبكي وهو على مذهب الرازي، والرازي من أحب العلماء إليه (3).
وخامسها: أن الأبيات لا تشين الرازي، بل هي من حسناته .. تأسف على صرف عمره في علم الكلام وغيره أولى منه، ثم نثر حِكَماً لا مغمز فيها والله المستعان.
(1) صحيح شرح العقيدة الواسطية ص70ـ71.
(2) انظر عيون الأنباء في طبقات الأطباء ص468، وقال: «أنشدني بديع الدين البندهي: مما سمعه من الشيخ فخر الدين بن خطيب الرازي لنفسه» .. ثم ذكر القصيدة.
(3) انظر طبقات الشافعية الكبرى 8/ 96 ـ ولم يدع كما ادعى هذا السقاف ـ: أن مصدرها ابن تيمية وحده؛ فيردها!!.
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو البركات]ــــــــ[03 - 04 - 10, 11:08 ص]ـ
أقسام اللذات كتاب معروف للرازي ذكره الزركان من ضمن مؤلفات الرازي
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 12:19 ص]ـ
أقسام اللذات كتاب معروف للرازي ذكره الزركان من ضمن مؤلفات الرازي
ذكره ضمن أي قسم من أقسام مؤلفات الرازي؟
ـ[أبو البركات]ــــــــ[04 - 04 - 10, 02:22 م]ـ
ذكره ضمن أي قسم من أقسام مؤلفات الرازي؟
ذكره ضمن المجموعة الاولى وهي الكتب الثابتة نسبتها للرازي ....
طبعا الزركان اعتمد على كلام بن القيم وبن تيمية وخاصة ابن تيمية لأنه الأقرب والأعلم بالرازي ولأنهم يحتجون بهذا الكتاب ...
طبعا الزركان له موقف غير طيب تجاه شيخ الإسلام بن تيمية فهو يحاول بأي طريقة تخطيئة شيخ الإسلام.
لاحظ مثلا كلامه على أن اقسام اللذات ليس آخر كتب الرازي مخالفة لكلام شيخ الإسلام بن تيمية مع أنه اعتمد على تواريخ لا ادري كيف اعتمد عليها وعندي أن كلام شيخ الإسلام مقدم.
وبما أن الزركان غير محسوب على السلفية أو اتباع شيخ الإسلام بن تيمية فقد اثبت أيضا كتاب السحر للرازي حيث نفاه السبكي المتعصب بدون أي حجة!! مع انه كبار المحققين كابن تيمية والذهبي اثبوه عليه.
مرفق صورة من كتاب الرازي للزركان حول كتاب اقسام اللذات.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 10:47 م]ـ
الترجيح بين قول شيخ الإسلام وقول الزركان يحتاج إلى تأمل واستيعاب واستقراء تام لمؤلفات الرازي وسيرته، وكفة ابن تيمية في ذلك أرجح، ولكن ينظر في قول غيره ليحكم الحكم النهائي دون القطع بالترجيح لكفة على أخرى.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[05 - 04 - 10, 02:10 م]ـ
الترجيح بين قول شيخ الإسلام وقول الزركان يحتاج إلى تأمل واستيعاب واستقراء تام لمؤلفات الرازي وسيرته، وكفة ابن تيمية في ذلك أرجح، ولكن ينظر في قول غيره ليحكم الحكم النهائي دون القطع بالترجيح لكفة على أخرى.
لاحظ ان الزركان جعل بين الكتابين ربما سنة أو ربما أقل من سنة تقريبا
طيب هل بدأ في المطالب العاليه قبل اللذات لكنه انهى اللذات قبل المطالب
او انه بدا في اللذات قبل المطالب لكنه انهى المطالب قبل وكان اللذات آخر ماكتبه ...
تحتاج إلى تحقيق بدل اهتبال تخطيئة شيخ الإسلام بدون أي برهان
ونفس الشيء حصل من قبل بعض المبتدعه عندما شككوا في هذه الأبيات!! لأنها وردت في كتاب مخطوط لم يحقق فوجودا فرصتهم في رمي شيخ الإسلام بالكذب والإفتراء!!
طيب يا اهل التمشعر والتصوف دونكم مخطوط اقسام اللذات لماذا لم تحققوه!!
ولماذا الطعن في الشيخ وانتم لم تستندوا على أمر محقق ... أنه الحقد والبغضاء وما تخفي صدورهم أكبر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/356)
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[05 - 04 - 10, 11:18 م]ـ
إن رجع فلنفسه، وإن لم يرجع فعليها،
فهو لم ينفع أهل السنة لا قبل رجوعه، ولا بعده -إن كان قد رجع-، وأمره إلى الله ...
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[15 - 05 - 10, 02:00 ص]ـ
وأنشد أبو عبد الله الرازي في غير موضع من كتبه مثل كتاب أقسام اللذات لما ذكر أن هذا العلم أشرف العلوم وأنه ثلاث مقامات العلم بالذات والصفات والأفعال وعلي كل مقام عقدة فعلم الذات عليه عقدة:
هل الوجود هو الماهية أو زائد في الماهية؟ وعلم الصفات عليه عقدة: هل الصفات زائدة علي الذات أم لا؟ وعلم الأفعال عليه عقدة: هل الفعل مقارن للذات أو متأخر عنها؟ ثم قال ومن الذي وصل إلي هذا الباب أو ذاق من هذا الشراب؟ ثم أنشد:
(نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال)
(وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذي ووبال)
(ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا)
لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن اقرأ في الإثبات {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5] {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر: 10] واقرأ في النفي {ليس كمثله شيء} [الشورى: 11] {ولا يحيطون به علما} [طه: 110] {هل تعلم له سميا} [مريم: 65] ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي
[درء التعارض - ابن تيمية] 1/ 89
.................................................. .............................
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والأربعون الصفحة 220
4 (وصيته:)
أوصى بهذه الوصية لما احتضر لتلميذه إبراهيم بن أبي بكر الإصباهاني: يقول العبد الراجي رحمة الله ربه، الواثق بكرم مولاه، محمد بن عمر بن الحسين الرازي، وهو أول عهده بالآخرة، وآخر عهده بالدنيا، وهو الوقت الذي يلين فيه كل قاس، ويتوجه إلى مولاه كل آبق: أحمد الله تعالى بالمحامد التي ذكرها أعظم ملائكته في أشرف أوقات معارجهم، ونطق بها أعظم أنبيائه في أكمل أوقات شهاداتهم، وأحمده بالمحامد التي يستحقها، عرفتها أو لم أعرفها لأنه لا مناسبة للتراب مع رب الأرباب. وصلاته على الملائكة المقربين، والأنبياء والمرسلين، وجميع عباد الله الصالحين. ثم اعلموا إخواني في الدين واخلائي في طلب اليقين، أن الناس يقولون: إن الإنسان إذا مات انقطع عمله، وتعلقه عن الخلق، وهذا مخصص من وجهين: الأول: أنه بقى منه عمل صالح صار ذلك سبباً للدعاء، والدعاء له عند الله أثر، الثاني: ما يتعلق بالأولاد، وأداء الجنايات. أما الأول: فاعلموا أنني كنت رجلاً محباً للعلم، فكنت أكتب في كل شيء شيئاً لأقف على كميته وكيفيته، سواء كان حقاً أو باطلاً،
الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام.
تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.43/ 217
الكتاب: شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
المؤلف: عمر بن سعود بن فهد العيد
قال الشيخ
فدل ذلك على أنه تورط بهذه العلوم، وبعد ذلك رجع إلى ما كان عليه
............................................
قال ابن الصلاح: =أخبرني القطب الطوغائي مرتين أنه سمع فخر الدين الرازي يقول: يا ليتني لم اشتغل بعلم الكلام، وبكى+.
وقد اعترف أكثر المتكلمين بالوقوع بالحيرة، والأمور، المشكلة المتعارضة فقال ابن أبي الحديد وهو من كبراء المعتزلة بعد عظيم توغله في علم الكلام:
الكتاب: رسائل الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد في العقيدة(43/357)
دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -: بين: ابن سند .. و عدنان زهار
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 06:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من مهمات الباحث من باعثي كتب التراث أن يتقي الله في عمله في أمور كثيرة؛ من أهمها في نظري - بعد إخلاص النية – تنبيهه على المخالفات الشرعية التي قد توجد في تلك الكتب، سواء كانت علمية، أو وقوع في جور، أو غير ذلك. فبهذا يبرئ الباحث ذمته، وينجو من تحمل وزر السكوت أو تأييد المنكر.
وفي هذا الوقت الذي تقارب فيه الزمان والمكان، وتجلت فيه الحقائق، وانكشفت الأمور، لا عذر للباحث إذا غالط أو شوّه الحق، أو بهت الآخرين بما ليس فيهم، لأنه يأتي ذلك عن علم لا غبش فيه، بعد أن تيسرت وسائله – كما سبق -.
ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – السلفية قد طالها منذ أن جهر بها ظلمٌ عظيم، تواطأ عليه الكفار وأهل البدع – للأسف -، مشوهين صورتها، (تجد نماذج من ذلك في كتاب دعاوى المناوئين للدكتور عبدالعزيز آل عبد اللطيف – حفظه الله -). يقول المحامي عباس العزاوي في كتابه " ذكرى أبي الثناء الألوسي " (ص 37) – متحدثًا عن الشيخ محمد -: " أما الدولة العثمانية فإنها حاذرت من تأثيره على بلاد العرب خارج نجد، فأغرت العلماء في الرد عليه، والطعن في أهله، فاختلقوا عليهم ما شاؤا، ونبزوا مذهبهم بما أرادوا، وهذا لم يمنع الكثير من العلماء أن يناصروه ويؤيدوه في الخفاء ".
والحق أن دعوته – رحمه الله - هي دعوة التوحيد التي تريد للمسلمين: العزة؛ بإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، وبتصفية مجتمعاتهم من المخالفات الشرعية.، وقد أراد الله – وله الحمد وحده – إظهارها ونصرها في هذا الزمان، وإماتة جهود أعدائها، وتيسير انتشارها بين المسلمين، ومعرفتهم لحقيقتها، من خلال تراثها وبلادها، وهذا مما يُفرح العقلاء منهم خاصة، ممن أدركوا أنها دعوة الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة؛ لأنهم يعلمون أنها وسيلتهم " دينيًا " إلى إعادة مجد الأمة، والخروج من نفق الاستضعاف والذل.
فلاعذر بعد اليوم – في ظل تيسر الحصول على المعلومات - أن يردد باحث ما قاله المناويؤن لها دون بينة، وإلا كان من الظالمين الباهتين، الذين قال الله فيهم: (وَاَلَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات بِغَيْرِ مَا اِكْتَسَبُوا فَقَدْ اِحْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِين).
مادعاني لكتابة ما سبق: وقوفي على تعليقين للأستاذ عدنان زُهار – هداه الله -، أيد فيهما كلام أعدائها عنها، وذلك في تعليقاته على كتب أحمد الغماري، التي كان الدين والإنصاف يدعوانه إلى نشر ما فيها من فوائد، مع التعليق على مخالفاته – المتنوعة -، وعدم غش الأمة بالسكوت عنها، فضلا عن تأييدها.
1 - قال الغماري في كتابه " الأجوبة الصارفة " (ص 56) – متحدثًا عن عرب الجزيرة -: (وأيضًا فقد وجد فيهم مع هذا المبتدعة (يقصد القرامطة!) الذين خرجوا عن الحق وفارقوا الدين، وسرقوا منه بحكم النبي صلى الله عليه وسلم قتلاً ونهباً وظلماً، وامتدت أيديهم إلى حرم الله تعالى، حتى هتكوا حرمة الكعبة وأخذوا الحجر الأسود، إلى غير ذلك من التاريخ الأسود، الذي شوه وجه الإسلام، ولا يزال ذلك فيهم إلى يومنا، فقد ظهر في أواخر القرن الثاني عشر في جزيرة العرب قرن الشيطان النجدي، ونشر مذهبه الخارجي، وكفر المسلمين وعاث في الأرض فساداً ونهب وسفك الدم الحرام وهتك حرمات الحرمين الشريفين، إلى أن كان تطهيرها منه على يد العجم حكام مصر الأتراك، ثم أعادوا الكرة في هذه المائة وعاثوا فساداً وسفكوا الدماء وأهانوا الحرمين الشريفين، وملؤوها فسقاً وفجوراً كما هو معروف من سيرتهم، ولا يزالون بالحجاز - طهره الله منهم-)!!
فماذا قال الزهار عن هذا الكذب والبهتان؟ هل تُراه رجع إلى كتب الشيخ وتلاميذه، أو الكتب التي بينت تاريخ الدعوة، وحقيقتها – وهي في متناول يده إن أراد – ليتثبت؟
للأسف لم يفعل هذا .. إنما ذهب يؤيد أكاذيب الغماري بتعليق يقول فيه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/358)
(قد كان حصل هذا على أيدي الوهابية، وهذا الذي ذكر المؤلف - رحمه الله - بعض من كثر (هكذا) أنواع الفساد الذي جاهد له بعض دعاة السلفية في بلاد الحجاز، ولسنا نتهم بالخيانة والإفساد .. محمد بن عبدالوهاب؛ لأننا نعتقد أنه ممن كذب عليه ونسب إليه ما لم يقل وما لم يفعل، وإن كنا نرى أنه ممن أفرط في حركته الإصلاحية بهدم قبور أضرحة الصحابة والتابعين وأولياء هذه الأمة)!!
تأمل: (قد كان حصل هذا)!! و (أنواع الفساد)!!
تأكيد وتكثير!
ولم يبين (أنواع الفساد). هل هو مايسميه " هدم قبور الصحابة " – بهذا التهويل العاطفي -؟
ولو كان منصفًا لقال: " هدم ما بني على قبور الصحابة ". وهذا مما يُشكرون عليه ويؤجرون؛ لأنه تنفيذٌ لوصية وأوامر محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أظن الأدلة الصحيحة تخفاه. من أهمها قوله صلى الله عليه وسلم لعلي – رضي الله عنه -: " " لا تدع صورة إلاَّ طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلاَّ سويته " رواه مسلم في صحيحه.وللمزيد ينظر هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=110
أما مذهبهم في التكفير، فليت الزهار تعرف عليه، وتأمله تأمل منصف وطالب حق، قبل أن يخط ما خط، ويجد على هذا الرابط:
http://saaid.net/monawein/sh/11.htm
وهذا:
http://saaid.net/monawein/sh/2.htm
- أما سيرتهم أثناء دخولهم الحرمين، فقد أفصح عنها الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب – رحمهم الله -، في رسالته التي كتبها سنة 1218هـ بعد دخوله والإمام سعود بن عبدالعزيز مكة، كتبها إجابة منه لمن سألة عما يعتقدونه ويدينون الله به، وبياناً لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومنهجهم في الدعوة والأمر بالمعروف. قال – من ضمنها -: " .. ثم رُفعت المكوس والرسوم، وكُسرت آلات التنباك، ونودي بتحريمه، وأحرقت أماكن الحشاشين، والمشهورين بالفجور، ونودي بالمواضبة على الصلوات في الجماعات، وعدم التفرق في ذلك، بأن يجتمعوا في كل صلاة على إمام واحد، واجتمعت الكلمة حينئذ، وعُبد الله وحده، وحصلت الألفة، وسقطت الكلفة، واستتب الأمر من دون سفك دم، ولا هتك عرض، ولا مشقة على أحد، والحمد لله رب العالمين ". (تجدها كاملة في كتاب: الدرر السنية 1/ 222 - 242، وهي مهمة جدًا لما فيها من حقائق وتفصيلات وإقرارات من علماء مكة حين ذاك).
فهل ما سبق من الإفساد، أو الإصلاح؟
هداه الله، ووفقه لما يُحب ويرضى، وألزمه العدل والإنصاف.
2 - قال الغماري في مقدمة رسالته " الزواجر المقلقة ": " أما بعد، فإن بعض الجهلة البلداء ممن ينتمي إلى مذهب القرنيين الخوارج أنكر التداوي بالصدقة والاستشفاء بها "!
فعلق عدنان: " عادة ما كان المؤلف ينعت بعض خصومه بالقرنيين والخوارج، إشارة بالأولى إلى حديث ابن عمر قال: "استند النبي صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة فقال: "إن الفتنة هاهنا، إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان" وزاد بعضهم: وهو مستقبل المشرق. وفي رواية، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا، قالوا وفي نجد، قال منها يطلع قرن الشيطان". وغيرها من الأحاديث. وكان يرى أن محمد بن عبدالوهاب النجدي ومن تبعه هو المقصود بقرن الشيطان فسماهم قرنيين. وأشار بالخوارج إلى كون هؤلاء من أكثر الناس استباحة لتكفير المسلمين بأدنى ذنب أو حتى شبهة، وهو ما عرف عن الخوارج الذين كفروا حتى علياً عليه السلام. ومذهب القرنيين لا زال إلى اليوم يحكم على أغلب الأمة بالكفر والفسق والشرك، وأخفهم حكماً من يبدع السواد الأعظم من المسلمين، والله حسبنا ونعم الوكيل "!!
قلتُ: صدقتَ! فحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يفتري على غيره، ويذمهم بما ليس فيهم، وتجد جواب كلامك حول حديث قرن الشيطان على (هذا الرابط). وأما التكفير فقد سبق.
أسأل الله الهداية للأستاذ عدنان، وأن يجعله من أنصار دينه، فيما يُحقق أو يكتب، فإن تكن الأخرى، فيكون منصفًا، ممتثلا لقوله تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا. اعدلوا هو أقرب للتقوى). وإذا ما استشكل أمرًا، فليسأل وليسترشد، قبل أن يتبنى الخطأ أو يؤيده.
أحد المناوئين للدعوة يُنصفها، ويعترف بالواقع
هو الشيخ عثمان بن سند (ت 1250)، الذي عاصر الدعوة، وناوأها، لكنه ما ارتضى أن يُغالط ما يراه على أرض الواقع من حسناتها، لذا قال في كتابه " مطالع السعود " - بعدما انتقد الدعوة -:
" ومن محاسن الوهابيين أنهم أماتوا البدع. ومن محاسنهم أنهم أمّنوا البلاد التي ملكوها، وصار كل ما صار تحت حكمهم من هذه البراري والقفار يسلكها الرجل وحده على حمار، بلا خفر، خصوصًا بين الحرمين الشريفين. ومنعوا غزو الأعراب بعضهم على بعض، وصار جميع العرب – على اختلاف قبائلهم – من حضرموت إلى الشام – كأنهم إخوان، أولاد رجل واحد وهذا بسبب قسوتهم في تأديب السارق والقاتل والناهب، إلى أن عُدم هذا الشر في زمان ابن سعود، وانتقلت أخلاق الأعراب من التوحش إلى الإنسانية، وتجد في بعض الأراضي المخصبة، هذا بيت عنزي، وبجنبه بيت عتيبي، وبقربه بيت حربي، وكلهم يرتعون كأنهم إخوان ". (ص 80 - 81 من مختصره للحلواني).
أما في زمننا الحاضر، فبإمكان الأستاذ الزهار زيارة الحرمين، لمعرفة ما بُذل لأجلهما، وما ينعم به أهلهما من أمن، ورغد عيش، وظهور للسنة، وإماتة للبدعة، وهذا مما يغتبط له كل محب للإسلام الذي ارتضاه الله دينا لمحمد صلى الله عليه وسلم، وأمته، ولله الفضل وحده.
(كتاب: دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ)
http://saaid.net/monawein/index.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/359)
ـ[فيصل]ــــــــ[15 - 08 - 07, 06:00 ص]ـ
بارك الله فيك والإنصاف عزيز
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 08 - 07, 12:52 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ سليمان
شاهد آخر:
قال لطف الله بن أحمد جحَّاف (ت 1243 هـ) في كتابه " درر نحور الحور العين " ص 403:
[صلاح أهل الحجاز]
وفيها (يقصد سنة 1212 هـ): وصلت الأخبار بصلاح طريق حُجَّاجِ اليمن بسبب صاحب نجدٍ، واشتهر بين النَّاس أن أهل الحجاز تشرَّعوا (1) وتركوا كثيرا من منكراتهم، ولزموا الأمانة، وتطهَّروا بالدِّيانة، وأقاموا الصَّلاة، وآتوا الزَّكاة، وهجروا الزِّنا والرِّبا، وكانوا من قبل لا يدينون دين الحقِّ، يتحدَّث عنهم الحاجُّ بكل مكروه ذي اعوجاج. اهـ
_____
(1) لعله يقصد أنهم التزموا بأحكام الشرع
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[16 - 08 - 07, 10:55 ص]ـ
للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=61638
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 11:06 ص]ـ
الأخوين الكريمين: فيصل وخالد بن عمر: بورك فيكما. وجزاكم الله خيرًا شيخ خالد عن الإضافات المهمة.
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 05:48 م]ـ
سيدي الكريم،أخالفك الرأي تمام المخالفة،فإني أراك سلمك الله تحيي ذكر أهل الأهواء النكرات،فأصبح لعدنان زهار ذكرا وأي ذكر،يحسبه الجاهل من العلماء المخالفين لمنهج الشيخ المجدد،وهو ليس كذلك،ولولا ذكره والرد عليه في المنتديات لما عرف:ولا راح ولا جاء:ولكنكم تسيؤون من حيث تريدون الإصلاح.
دمتم موفقين.
لأهل هذا الملتقى:رسالة زهار للمبتدع المفلس حسن بن فرحان المالكي
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
أما بعد، الأستاذ الفاضل الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد كنت التقيت باستاذي العلامة حسن بن علي السقاف هنا بالمغرب في هذه السنة؛ وأهداني كتاباً لكم قيمّاً جدّاً هو:" قراءة في كتب العقيدة - المذهب الحنبلي نموذجاً- فقرأته سيريعاً رغم أشغالي المتكاثرة، لما وجدت فيه من كلام نفيس وبحث جدير بالتقدير، وإنصاف حري بالأحترام والشكر، مع ما فيه من جرأة على قول الحق قل نظيرها قي باحثي أهل الزمان وشجاعة على إبداء الرأي -وإن خالف الأنتماء- ندر الموصوفون بها بين كتاب العصر. فأعجبت ببحثكم غاية الإعجاب و سرني أن أجد من الأخوة في المملكة المباركة من يحمل لواء الإصلاح لما أفسده الغلو والتعصب وعدم الانصاف والتجرد ولله الحمد والشكر وبعد قراءتي كتابكم القيم قررت أن أكتب لكم هذه الكلمة أجعلها وسيلة للتعرف عليكم والاستفادة منكم كما أعلم سيادتكم أن كتبكم لا وجود لها في المغرب أبداً فأرجو منكم أن تبعثوا لي بعضاً من أبحاثكم الأخرى خصوصاً المذكورة في الكتاب المذكور. وذلك حسب الإستطاعة طبعاً. ويمكن أن أسد نفقات الإرسال كما ارجو منكم أن تبعثوا ل رسالة تخبروني فيها عن آخر إنجازاتكم وهل لكم زيارة قادمة إلى المغرب ومن تعرفون وتقدرون من علماء المغرب وجزاكم الله خيراً والسلام عليكم.
أخوكم / عدنان زهار
فانظر لعلاقة الضال بسيده السخاف،وهو بعد ذلك إذا جالس بعد إخواننا من أهل السنة أظهر خلاف ذلك ........................................
نعوذ بالله من أصحاب المائة وجه.:أشعري مع الأشاعرة:غماري مع الغمارية،سخافي مع السخاخفة، وغدا سنرى منه عجبا كشيخه السقاف فقد أصبح إباضيا وحينا آخر معتزليا.
فاللهم سلم.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 02:07 ص]ـ
قلتُ:، وتجد جواب كلامك حول حديث قرن الشيطان على (هذا الرابط).
بارك الله فيكم شيخنا و أجزل ثوابكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 08:17 م]ـ
الأخ الكريم: محب: جزاكم الله خيرًا. المقصود الرابط قبل السابق. (فاتني وضعه أو الإشارة إليه).
الأخ الكريم:أباهجير: المقصد نشر الحق، وليجد المطالع للشبكة مقالات ترد على شبهات وأخطاء المناوئين، ليستفيد منها متى ما لزم الأمر.
وكتاب المالكي الزيدي - إن كان الأستاذ زهار يطالع هذا المقال -: يجد رد ما فيه من شبهات على الدعوة في ملحق كتاب " ثناء العلماء على كتاب الدرر السنية "، خصصته للرد على المالكي.
وفقكم الباري ..
ـ[الموسى]ــــــــ[21 - 08 - 07, 09:50 ص]ـ
جعلكم الله من الناصرين للحق الساعي لنشره ..
شيخ سليمان ما هي مشاريعكم القادمة؟
ـ[علي موجان الشامي الشافعي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 02:14 م]ـ
جزاك الله خيراً الأخ سليمان الخراشي
ونقل جميل جداً من الشيخ خالد بن عمر
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 02:38 م]ـ
عدنان زهار من تلاميذ الغماريين والصوفي محمود سعيد ممدوح، وهو يذكره في تعليقاته وينقل منه واصفا اياه بالعلامة المحدث.
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[21 - 08 - 07, 03:43 م]ـ
اللهم لا تجعل لأهل البدع والضلال ذنَباً إلا قطعته ....... ولا جمعاً إلا فرقته ..........
حسبنا الله ونعم الوكيل على أهل البدع والضلال .......... اللهم أرح المسلمين من شرهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/360)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - 08 - 07, 05:27 م]ـ
الإخوة الكرام: الموسى - الموجان - منصور الكعبي - المحب الأثري:
شكرًا لمروركم ..
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 01:26 ص]ـ
بارك الله فيكم .... وأخالفك يا أبا هجير تماما ً لا بد أن نكتب وندافع ...
إلى متى نسكت .. مازاد سكوتنا إلا طرب أهل الزيغ فرحا ً ونشوة، ودائما ً يتبجحون بسقط المتاع أمثال هذا المفتون، إذ سكتنا أتى من يقرأ ويتأثر ... لا بد من مقارعة الحجة بالحجة،والحق يعلوا دائما ً .. أما حقران الأقزام الأصاغر فيكون في الوقت الذي تسود فيه السنة والحق، أما وقد رفعت أصوات أهل البدع كما هو الحال في الشبكة العنكبوتية فلا بد من كشف ما ألقاه أبليس على قلوب هؤلا ء من البهرج والتلبيس.
ـ[عدنان بن عبد الله زهار]ــــــــ[28 - 08 - 07, 10:19 م]ـ
سيدي الكريم،أخالفك الرأي تمام المخالفة،فإني أراك سلمك الله تحيي ذكر أهل الأهواء النكرات،فأصبح لعدنان زهار ذكرا وأي ذكر،يحسبه الجاهل من العلماء المخالفين لمنهج الشيخ المجدد،وهو ليس كذلك،ولولا ذكره والرد عليه في المنتديات لما عرف:ولا راح ولا جاء:ولكنكم تسيؤون من حيث تريدون الإصلاح.
دمتم موفقين.
لأهل هذا الملتقى:رسالة زهار للمبتدع المفلس حسن بن فرحان المالكي
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
أما بعد، الأستاذ الفاضل الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد كنت التقيت باستاذي العلامة حسن بن علي السقاف هنا بالمغرب في هذه السنة؛ وأهداني كتاباً لكم قيمّاً جدّاً هو:" قراءة في كتب العقيدة - المذهب الحنبلي نموذجاً- فقرأته سيريعاً رغم أشغالي المتكاثرة، لما وجدت فيه من كلام نفيس وبحث جدير بالتقدير، وإنصاف حري بالأحترام والشكر، مع ما فيه من جرأة على قول الحق قل نظيرها قي باحثي أهل الزمان وشجاعة على إبداء الرأي -وإن خالف الأنتماء- ندر الموصوفون بها بين كتاب العصر. فأعجبت ببحثكم غاية الإعجاب و سرني أن أجد من الأخوة في المملكة المباركة من يحمل لواء الإصلاح لما أفسده الغلو والتعصب وعدم الانصاف والتجرد ولله الحمد والشكر وبعد قراءتي كتابكم القيم قررت أن أكتب لكم هذه الكلمة أجعلها وسيلة للتعرف عليكم والاستفادة منكم كما أعلم سيادتكم أن كتبكم لا وجود لها في المغرب أبداً فأرجو منكم أن تبعثوا لي بعضاً من أبحاثكم الأخرى خصوصاً المذكورة في الكتاب المذكور. وذلك حسب الإستطاعة طبعاً. ويمكن أن أسد نفقات الإرسال كما ارجو منكم أن تبعثوا ل رسالة تخبروني فيها عن آخر إنجازاتكم وهل لكم زيارة قادمة إلى المغرب ومن تعرفون وتقدرون من علماء المغرب وجزاكم الله خيراً والسلام عليكم.
أخوكم / عدنان زهار
فانظر لعلاقة الضال بسيده السخاف،وهو بعد ذلك إذا جالس بعد إخواننا من أهل السنة أظهر خلاف ذلك ........................................
نعوذ بالله من أصحاب المائة وجه.:أشعري مع الأشاعرة:غماري مع الغمارية،سخافي مع السخاخفة، وغدا سنرى منه عجبا كشيخه السقاف فقد أصبح إباضيا وحينا آخر معتزليا.
فاللهم سلم.
بيان
أولا: قولك أن عدنان زُهار ليس من العلماء فحق وصدق، وهو ولله الحمد لم يدَّعِ في يوم من الأيام ذلك، لا تصريحا ولا إشارة ... بل يرجو أن يقبله الله طالب علم ويخلص نيته ...
ثانيا:كون البعض يظن أنه من العلماء لا دخلَ له فيه ولا لوم به عليه، وأهل المعرفة يفرقون بين العالم والطالب والعامي، ولا يحتاج هذا إلى كبير ذكاء كما خُيِّل لك حتى أطنبت فأمللت.
ثالثا: أنه لولا الشبكة العنكبوتية لما كان له ذكرٌ، مغالطة وتهور لسبب من الأسباب دفعك لهما -والله أعلم بذلك السبب-، ولا أستطيع أن أبين ما هنالك فرارا من الحديث عن نفسي، لكن أهل الإنصاف ومحبي الحق يعرفون ويشهدون، والحسدُ حجاب، نسأل الله العافية.
رابعا: علاقتي بالسقاف-والله حسيبك على اتهامك لي بالضلال- كانت قبل ثمان سنوات، والآن ولله الحمد تبيَّن لي خلاف ما كنت عليه ... وعرفت حقا كان عني محجوبا، ولعل أمورا أخرى تتبين لي من الحق فأترك ما أنا عليه، ولا يزيد الصادق ذلك إلا شرفا ... أما التعصب على الباطل فليس خلقي ولله الحمد. ولست ولله المنة ممن ابتلي بالجمود الفكري والتعصب المذهبي ... ولذلك فإن مَن ألمحتَ إليه مِن إخوانك أهل السنة الذي أجالسهم لعله نسي أو تناسى أنني ذكرت له تراجعي عن العلاقة مع السيد السقاف والمخالفة التي كانت بيننا لأسباب حكيتها له، إلا أن مرضا قلبيا أنساه ذلك، نسأل الله لنا وله الشفاء.
خامسا:تعوذك بالله من أصحاب المئة وجه ليس في محله وهو من تهورك الغريب الذي صدر في هذه المقالة الثقيلة في الميزان، ذلك أنني ولله الحمد أشعري المعتقد، ولا بأس مع ذلك أن أحب علماء على غير المذهب ... لكن أيم الله ليس بغريب على من مُلئ جوفه تعصبا وحقدا ... ومما يدل على أنك لا تعرف ما يخرج من رأسك في هذرمتك أنك تقابل بين الأشاعرة والغمارية، دون تمييز بين من كان منهم على عقيدة الأشاعرة ممن عارضها، فأكثر الغمارية أشاعرة، ولم يخالف في ذلك إلا الحافظ أحمد ابن الصديق وشقيقه الأصولي السيد عبد الحي رحمهما الله ... ثم عدنان زهار الذي اجتهدتَ لتقليل شأنه -وهو معترف لله بذلك والله- تلمذ أولَ ما عرف طريقا إلى المطالعة على كتب الإمام ابن القيم رحمه الله، الذي قال في الأشاعرة ما قال، ولم يكن ذلك سببا مني للتعصب ضده، كما هو حال الحمقى ...
أخيرا: لن أحاول أن أقنعك بآداب الخلاف وضوابط الحوار لأنني أعلم يقينا أنك سترد ذلك بشبه وأوهام وكلامٍ مسموع معروف، لكني أريد أن أخبرك وغيرَك، أنني مفتخر بكوني طالب علم، محبا للخير وأهله معظما للعلماء على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، بما فيهم من ليس أشعريا بل بمن فيهم من كفَّرهم ... معترف بضعفي، لكني أبديت رأيي، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/361)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 10:32 م]ـ
بارك الله فيك أستاذ عدنان ..
وهدفي من المقال النُصح والتسديد ..
وطالب الحق لا يستنكف عن الرجوع إليه؛ لأن هذا يزيده رفعة وعزًا وأجرًا.
قلتم: (ذكرت له تراجعي عن العلاقة مع السيد السقاف).
ليتكم تنشرون بيانًا أو مقالا في هذا؛ ليُحذر السقاف الذي كشف عن " رفضه " - كما لا يخفاكم -.
وفقك الله ونفع بجهودك ..
ـ[عدنان بن عبد الله زهار]ــــــــ[28 - 08 - 07, 11:13 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل سليمان الخراشي، وأشكرك على مقالك المتعرض لرايي ومناقشته بأدب الإسلام.
وأما ما يتعلق بالسيد السقاف فلا انكر انني استفدت منه أمورا كثيرة، ولكنني رأيت المنهج بيننا مختلفا والمقاصد الدعوية بيننا متباينة فأوقفت العلاقة به وخالفته في كثير من آرائه.
لكن لن أعدم أدبي معه ولا مع أحد من أهل القبلة ...
وعن الأمور التي خالفنا بعضنا فيها فهي المشتهرة بين اهل العلم سوى بعض المسائل الخلافية القليلة والله الهادي.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 11:37 م]ـ
أسأل الله لي ولك التوفيق لما يُحب ويرضى ..
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[29 - 08 - 07, 02:16 ص]ـ
بيان
أولا: قولك أن عدنان زُهار ليس من العلماء فحق وصدق، وهو ولله الحمد لم يدَّعِ في يوم من الأيام ذلك، لا تصريحا ولا إشارة ... بل يرجو أن يقبله الله طالب علم ويخلص نيته ...
ثانيا:كون البعض يظن أنه من العلماء لا دخلَ له فيه ولا لوم به عليه، وأهل المعرفة يفرقون بين العالم والطالب والعامي، ولا يحتاج هذا إلى كبير ذكاء كما خُيِّل لك حتى أطنبت فأمللت.
ثالثا: أنه لولا الشبكة العنكبوتية لما كان له ذكرٌ، مغالطة وتهور لسبب من الأسباب دفعك لهما -والله أعلم بذلك السبب-، ولا أستطيع أن أبين ما هنالك فرارا من الحديث عن نفسي، لكن أهل الإنصاف ومحبي الحق يعرفون ويشهدون، والحسدُ حجاب، نسأل الله العافية.
رابعا: علاقتي بالسقاف-والله حسيبك على اتهامك لي بالضلال- كانت قبل ثمان سنوات، والآن ولله الحمد تبيَّن لي خلاف ما كنت عليه ... وعرفت حقا كان عني محجوبا، ولعل أمورا أخرى تتبين لي من الحق فأترك ما أنا عليه، ولا يزيد الصادق ذلك إلا شرفا ... أما التعصب على الباطل فليس خلقي ولله الحمد. ولست ولله المنة ممن ابتلي بالجمود الفكري والتعصب المذهبي ... ولذلك فإن مَن ألمحتَ إليه مِن إخوانك أهل السنة الذي أجالسهم لعله نسي أو تناسى أنني ذكرت له تراجعي عن العلاقة مع السيد السقاف والمخالفة التي كانت بيننا لأسباب حكيتها له، إلا أن مرضا قلبيا أنساه ذلك، نسأل الله لنا وله الشفاء.
خامسا:تعوذك بالله من أصحاب المئة وجه ليس في محله وهو من تهورك الغريب الذي صدر في هذه المقالة الثقيلة في الميزان، ذلك أنني ولله الحمد أشعري المعتقد، ولا بأس مع ذلك أن أحب علماء على غير المذهب ... لكن أيم الله ليس بغريب على من مُلئ جوفه تعصبا وحقدا ... ومما يدل على أنك لا تعرف ما يخرج من رأسك في هذرمتك أنك تقابل بين الأشاعرة والغمارية، دون تمييز بين من كان منهم على عقيدة الأشاعرة ممن عارضها، فأكثر الغمارية أشاعرة، ولم يخالف في ذلك إلا الحافظ أحمد ابن الصديق وشقيقه الأصولي السيد عبد الحي رحمهما الله ... ثم عدنان زهار الذي اجتهدتَ لتقليل شأنه -وهو معترف لله بذلك والله- تلمذ أولَ ما عرف طريقا إلى المطالعة على كتب الإمام ابن القيم رحمه الله، الذي قال في الأشاعرة ما قال، ولم يكن ذلك سببا مني للتعصب ضده، كما هو حال الحمقى ...
أخيرا: لن أحاول أن أقنعك بآداب الخلاف وضوابط الحوار لأنني أعلم يقينا أنك سترد ذلك بشبه وأوهام وكلامٍ مسموع معروف، لكني أريد أن أخبرك وغيرَك، أنني مفتخر بكوني طالب علم، محبا للخير وأهله معظما للعلماء على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، بما فيهم من ليس أشعريا بل بمن فيهم من كفَّرهم ... معترف بضعفي، لكني أبديت رأيي، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
الحمد لله على الاسلام والسنة
بدل أن تسأل الله الهداية تحمد الله أن ضللت وسلكت غير سبيل محمد صلى الله عليه وسلم.!!!
ـ[عدنان بن عبد الله زهار]ــــــــ[29 - 08 - 07, 04:37 م]ـ
ذلك رأيك فاحمد الله عليه
أما أنا فأحمد الله على ما أرى حقا
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[29 - 08 - 07, 04:53 م]ـ
السيد عدنان أرجو أن تكون صادقا مع نفسك قبل أن تزين قولك للناس ليلينوا لك ظاهرا من القول:
-ألست تمدح وتثني على أحمد الغماري الطاعن في أصحاب رسول الله،بل وتؤصل طعوناته:أوليس هو الطاعن في سيدنا عبد الله بن الزبير وغيره من أكابر الصحابة
-أوليس هو نفسه القائل بوحدة الوجود؟ وفسر تلك الوحدة كما تشاء
-أولست أنت نفسك تتهم ابن تيمية بالتجسيم؟
-أولست أنت نفسك القائل أن ابن تيمية وقع في الكفر من جهات:
أ-القول بحدوث العالم
ب-القول بفناء النار
ج-القول بالتجسيم.
واعجبا ثم واعجبا منك عفا الله عنك،يا عدنان ألست من خاطب شيخنا بوخبزة وهو في مثل سن أبيك أوجدك ببونبزة إرضاءا لأطراف رب العزة سائلهم وسائلك بين يديه ................
فارجع إلى الحق فهو خير من التمادي في الباطل ............
والعيب ليس عيبك ولكن العيب في بعض المتسننة ممن إذا سئل عنك ألان القول واعتذر لك بالأجوبة الباردة،كل ذلك بدعوى الزمالة والصداقة ........... وبمثل هؤلاء يصير لكل متكلم صدى ويذيع له صيت .....................................
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/362)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - 08 - 07, 05:07 م]ـ
(-أولست أنت نفسك تتهم ابن تيمية بالتجسيم؟
-أولست أنت نفسك القائل أن ابن تيمية وقع في الكفر من جهات:
أ-القول بحدوث العالم
ب-القول بفناء النار
ج-القول بالتجسيم).
رابط مفيد لطالب الحق:
http://saaid.net/monawein/taimiah/index.htm
ـ[عدنان بن عبد الله زهار]ــــــــ[29 - 08 - 07, 10:29 م]ـ
السيد عدنان أرجو أن تكون صادقا مع نفسك قبل أن تزين قولك للناس ليلينوا لك ظاهرا من القول:
-ألست تمدح وتثني على أحمد الغماري الطاعن في أصحاب رسول الله،بل وتؤصل طعوناته:أوليس هو الطاعن في سيدنا عبد الله بن الزبير وغيره من أكابر الصحابة
-أوليس هو نفسه القائل بوحدة الوجود؟ وفسر تلك الوحدة كما تشاء
-أولست أنت نفسك تتهم ابن تيمية بالتجسيم؟
-أولست أنت نفسك القائل أن ابن تيمية وقع في الكفر من جهات:
أ-القول بحدوث العالم
ب-القول بفناء النار
ج-القول بالتجسيم.
واعجبا ثم واعجبا منك عفا الله عنك،يا عدنان ألست من خاطب شيخنا بوخبزة وهو في مثل سن أبيك أوجدك ببونبزة إرضاءا لأطراف رب العزة سائلهم وسائلك بين يديه ................
فارجع إلى الحق فهو خير من التمادي في الباطل ............
والعيب ليس عيبك ولكن العيب في بعض المتسننة ممن إذا سئل عنك ألان القول واعتذر لك بالأجوبة الباردة،كل ذلك بدعوى الزمالة والصداقة ........... وبمثل هؤلاء يصير لكل متكلم صدى ويذيع له صيت .....................................
بسم الله الحمد لله والصلاة و السلام على سيدنا رسول الله
وبعد،
أبا هجير البيضاوي،
أولا: أجوبتي عنك ليست دفاعا عن النفس منك، فليس ذلك بجديد عليَّ ولا عليك، ثم إنني في غنى عن ذلك؛ لانشغال البال بما هو أشرف مما هنالك، ولكنَّ صرختك هذه فتحت لي بابا لبيان حقائق ربما لا يعرفها كثير من الناس. ولا أحتاج لأزين القول لأحد، لأنني –ولله الحمد- لا أحتاج إلى أحد، ولا أخشى من أحد، وأما لين ظاهر القول الذي تستنكره عليهم فهو ما أمر به القرآن، (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ?للَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ?لْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَ?عْفُ عَنْهُمْ وَ?سْتَغْفِرْ لَهُمْوَشَاوِرْهُمْ فِي ?لأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ?للَّهِ إِنَّ?للَّهَ يُحِبُّ ?لْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران/159]، (فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى?) [طه/44]، وهو هدي النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام، فانظر ما الذي أنساك قرآن ربك وسنة نبيك، نسأل الله العافية من أمراض القلوب.
واجتهادك لتأليب الناس على الفقير أسلوبٌ رخيص منعدمُ الفائدة كثير الضرر على صاحبه .. فمن المخالفين عقلاء أذكياء متخلقون صلحاء، ومنهم مَن على شاكلتك ...
ثانيا: أمدح وأثني على الحافظ أحمد ابن الصديق الغماري ما حييتُ فيما هيّأهُ الله له من الخير وما سيَّره فيه من حب السنة والتبحر في علومها وخدمة علوم الحديث ونشر كتبه والتصنيف في مسائل علمية كثيرة انتفع بها الخاص والعام الخصم والصديق، ولم ينكر ذلك ألدُّ خصومه حتى أنكره رعاع الناس.
وليس هو طاعنا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما افتريتَ، فقارئ كلامك المطلق سيظن أنه رافضي لا يُجِلُّ أحدا من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا باطل بينتُ بطلانه في كتابي المدافع عنه ... إنما كان له قول متشدد في محاربي سيدنا علي عليه السلام، ممن ذكرتَ بعضَهم ...
ولست –ولله الحمد- أقول بقوله ولا أعتقد في رأيه هذا، وهو الذي يعرفه عني القريب والبعيد، لكن الذي لوحتَ به فطبلت وزمرت، هو الأدلة التي أوردُتها في كتابي المذكور، فهي –كما فهمه العقلاء- سردٌ لدليل مذهبه، ليس تبنيا له، ومحوالتي تلك كان مقصدها شيئين:
... الأول: التنبيه على ضرورة مناقشة دليله الذي أوردتُه، عوض التهويل والرمي بالرفض والتشيع.
... الثاني: التنبيه على سبقية جماعة من علماء وحفاظ أهل السنة والجماعة لما ذهب إليه في مسألته تلك.
ومع ذلك ختمتُ الفصل المخصوص بهذه المسألة بقولي ص 60:
"والذي ندين الله به ونرجحه هو الإمساك عن كل ما شجر بين الصحابة والترضي عن خيارهم، والاستغفار للمسيء منهم ... "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/363)
فمشكلتُك –ولعلها مشكلة غيرك معك- أن العالم إذا زلَّ في مسألة معينة أو مسائل، كُفِر بكل قوله وهُدم كل بنيانه، واستُبيح عرضه، ونُهش لحمه ... فإن كان هذا مذهبا لك فإني أعبد الله بخلافه ...
وقولي في الصحابة الكرام: أنهم خير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين، وهم مراتب متفاوت ودرجات متعاقبة ... فرضي الله عنهم أجمعين ... وهذه شهادتي وإيماني، لا تزيينا للقول، ولا طمعا في رحمة مخلوق ولا كرم ضعيف مقهور، فحسبي القاهر من المقهورين، وحسبي الله ونعم الوكيل.
ثالثا: نعم هو القائل بوحدة الوجود الذي قال بها غيرُه وذهب إليها من قبله، من المحققين؛ ولا داعي للحديث في المسألة من حيث الإثبات أو النفي، فقد جفت فيها أقلام، وقتل فيها البحث والتصنيف، وانقسمت الأمة لأجلها أقساما، لكن العبد الفقير لا يكفر بها، لاحتمال التأويل بل تأويلات فيها، ولك أنت أن تحكم على صاحبها بما تشتهي، لكن لا تُلزِمْني بشجاعتك.
رابعا: تقول عني أنني قلت أن ابن تيمية وقع في الكفر؟ فإن حسيبك الله هو يتولى افتراءك ...
الذي جاء في كلامي الذي لم تفهمه لتهورك أن الواقع يلزم ابن تيمية وغيره ممن ذهبوا إلى بعض الآراء المخالفة لمذهب الجمهور بما ألزم به أحمد ابن الصديق وغيره، فهذا مقابلة الحجة بمثيلاتها والإلزام بمثله، مع فراغ القلب من التعرض لأحد من أهل العلم أو التنقيص منهم –والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور-.
ودونك رأيي في ابن تيمية رحمه الله –لا أطمع بإبدائه لكرمك ولا كرم غيرك أو رحمتك وعطف غيرك-:
هو أحد أعمدة الإسلام الذي نفع الله بهم الأمة، وهو أحد مجددي الدين، وهو أحد أولياء الله الصادقين، وهو أحد الصالحين المصلحين، كتب الله عليه حظه من الخطأ والغلط في مباحث أصولية وفروعية ... فيشكر على خيره ويسامح على خطئه، وواجب المسلمين الترحم والترضي عنه ... ولا عبرة بالمتعصبة من الطرفين ولا كرامة.
خامسا: بلى، أنا من خاطب شيخك بوخبزة –وهو في مثل سن أبي أو جدي"!!! ب "بونبزة"، لأنني واللهِ تعلمت ذلك منه، واستفدت من أسلوبه، ولو جمعت أنت نفسك ما قاله بوخبزة وكيف نبز كبراء الأمة ممن خالفهم رأيُه لعجبت من ذلك. ثم إن بوخبزة قد اقتص لنفسه مني بما سوَّد به ما سماه "صحيفة سوابق"، فأرجوك أن تعيد قراءته وانظر بعين الإنصاف آفتريتُ عليه أم كذبت، والعبرة يا أبا هجير ليست بسن أبي وجدي؛ إن كنت تعقل وتفهم ... وقد جاء في الحديث الذي أخرجه ابن عدي عن عمر رضي الله عنه: "كما تدين تدان".
سادسا: أما نصيحتك أن أرجع إلى الحق فمقبولة منك، وحوله ندندن وعنه نبحث، ونسأل الله الرشد والهداية.
سابعا: حديثك عن عيب بعض المتسننة الذي يلين القول ... الخ لغوٌ من الكلام، وسفساف من القول، لا جواب عنه إلا الدعاء بالشفاء.
ثامنا: أبا هجير البيضاوي، دعك من هذا وأقبل على ما ينفعك في دينك، قتتبع العورات مضيعة للوقت ومفسدة للدين، وإن بدا لك ذلك دفاعا عن الحق وذبا عن السنة وإرغاما للمبتدعة ... وحقيقة كل منا يعرفها الله وصِدق كل منا في غيب الله ... أما التشهير ضد المخالف فيحسنه كلُّ حسود ... ثم أكرر لك مفتخرا معتزا أن الذي بينته عقيدتي وإيماني، لا أجامل فيه أحدا، ولا أرغب في لطف أحد وإحسانه ...
والحمد لله على توفيقه
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 12:19 م]ـ
أخي عدنان:
لم أقرأ كتابكم المذكور.
ولكن أعجبني قولك: (وقولي في الصحابة الكرام: أنهم خير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين، وهم مراتب متفاوت ودرجات متعاقبة ... فرضي الله عنهم أجمعين).
وهذا ما لايقول به الغماري. والظن بكم أن تردوا عليه انحرافه عن بعض الصحابة رضي الله عنهم.
==========
- قلتم عن ابن تيمية: (وهو أحد الصالحين المصلحين، كتب الله عليه حظه من الخطأ والغلط في مباحث أصولية).
ولم تبينوها.
ورأيي أن لا تتابعوا أعداء الشيخ - كالكوثري و - في بهتانهم له، وعدم فهمهم لأقواله. وفي الرابط السابق بيان واضح للمسائل التي رموه بها، وهي مجرد افتراءات. كالقول بقدم العالم! مع أنه يرد على الفلاسفة القائلين به! وكانحرافه عن علي رضي الله عنه! وغيرها من التهم.
والله يقول: ((والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناوإثما مبينا).
وفقكم الله لما يُحب ويرضى ..
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[31 - 08 - 07, 10:27 م]ـ
ذلك رأيك فاحمد الله عليه
أما أنا فأحمد الله على ما أرى حقا
ليس ديننا بالآراء ولكنه بالآثار
فهل كان الصحابة رضي الله عنهم على رأيك الذي تزعم انه حق؟
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[01 - 09 - 07, 01:05 ص]ـ
رسالة عدنان زهار للمبتدع حسن المالكي تدل على بغضه لأئمة الدعوة النجدية وما يحملونه من التوحيد حيث قد فرح بنقد المالكي لكتبهم، وهولاء المبتدعة بعضهم يعرفون حقيقة التوحيد ولكن الهوى والتعصب والتقليد الأعمى لمشايخهم غلب عليهم فجعلوا أصول التوحيد ومسائله من القضايا الخلافيه، وإن كان الأرجح عندهم أن توحيدهم هو الحق وما توحيدهم إلا تعظيم القبور وطلب النفع ودفع الضر من أصحابها وغير ذلك من مسائلهم الشركية، وأوصي إخواني بقراءة كتب منجنيق أهل التوحيد في وقته وهو تلميذ أئمة الدعوة في منطقة نجد الشيخ المجاهد قاهر القبورية ودعاة الوثنية سليمان بن سحمان من خواص تلاميذ الشيخ عبدالله بن عبداللطيف ت 1339هـ ولا أقول هذا تعصباً لعلماء نجد ولكن كتبه تصلح لمبتدعة زماننا من أعداء التوحيد والسنة. رزقنا الله وإياكم تحقيق التوحيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/364)
ـ[أبو أيوب الجهني]ــــــــ[02 - 09 - 07, 05:29 م]ـ
وما علاقة التوحيد بنجد هل شع نور النبوة من نجد أم من مكة المكرمة!
لقد تعود الكثير من المشايخ وطلاب العلم على ربط دعوة التوحيد بنجد ناسين أو متناسين أن دعوة التوحيد مكية فقط بدأت مع بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .. فاعتبروا يا أولي الأبصار ..
ـ[أبو عبدالله الحضرمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 06:02 م]ـ
الله يرحم حالنا وحالكم
تنبيه وتحذير:
ادع بهذا الدعاء في نفسك ولا تشارك به في مثل هذا الموضوع حتى لا تحذف مشاركتك
## المشرف ##
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 06:57 م]ـ
كما قال أخي أبو أيوب الجهني: فالأرض لا تُقدس أحدًا. ولا يخفاكم أن أول من عادى دعوة الشيخ محمد السلفية هم المنحرفون والفساق من أهل نجد. أقول هذا وأنا من نجد، لكن الحق أولى بالاتباع. والسلفي الأعجمي خيرٌ وأحب إلينا من النسيب المنحرف. والله الهادي ..
ـ[أبو علي]ــــــــ[03 - 09 - 07, 08:09 م]ـ
جزيت خيرًا أخي الشَّيخ الفاضل سليمان الخراشي على ما كتبت
وليت النِّقاش يكون بين صاحب الرَّدِّ (سليمان الخراشي) والمردود عليه (عدنان زهار) حتَّى يستفيد الجميع
والله أعلم
ـ[عدنان بن عبد الله زهار]ــــــــ[03 - 09 - 07, 09:56 م]ـ
أخي عدنان:
لم أقرأ كتابكم المذكور.
ولكن أعجبني قولك: (وقولي في الصحابة الكرام: أنهم خير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين، وهم مراتب متفاوت ودرجات متعاقبة ... فرضي الله عنهم أجمعين).
وهذا ما لايقول به الغماري. والظن بكم أن تردوا عليه انحرافه عن بعض الصحابة رضي الله عنهم.
==========
- قلتم عن ابن تيمية: (وهو أحد الصالحين المصلحين، كتب الله عليه حظه من الخطأ والغلط في مباحث أصولية).
ولم تبينوها.
ورأيي أن لا تتابعوا أعداء الشيخ - كالكوثري و - في بهتانهم له، وعدم فهمهم لأقواله. وفي الرابط السابق بيان واضح للمسائل التي رموه بها، وهي مجرد افتراءات. كالقول بقدم العالم! مع أنه يرد على الفلاسفة القائلين به! وكانحرافه عن علي رضي الله عنه! وغيرها من التهم.
والله يقول: ((والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناوإثما مبينا).
وفقكم الله لما يُحب ويرضى ..
نعم سيدي الفاضل سليمان الخراشي، أترضى عن مجموع الصحابة وأعتبر ذلك قربة لله عز جلَّ، أما الرد عن الحافظ أحمدابن الصديق فهو ترديد لكلام كرِّر وكرر، زدت عليه انا في كتابي "دفاع" فصلا ناقصا من كلام الرادين عليه وهو ما أشرت إليه بكون قوله في محاربي علي عليه السلام لا يعتبر رفضا لثبوت ترضيه وتعظيمه لأكثر لكل الصحابة غيرهم -وقد كنت اشرت على بعض طلاب العلم بالبحث في موضوع: أصل قول الصحابي من أصول التشريع المعتمدة عند الحافظ أحمد ابن الصديق-، كما زدتُ ما لم يدجه الرادون عليه ذكر من سبقه إلى قوله من علماء أهل السنة والجماعة من المتقدمين والمتأخرين.
أما في ما يتعلق بالمسائل الأصولية التي خالف فيها ابن تيمية رحمه الله غيره بل الجمهور احيانا فمنها ما ذكره الحصني في كتبه والسبكي وابن حجر الهيثمي وغيرهم، وردود أهل العلم على من خطأ ابن تيمية رحمه الله في مسائله تلك لا يخلو من تكلف ... أما فيما يتعلق بما ذكرتم عن الإمام ابن تيمية وقوله في آل البيت فكنت ايضا أشرت إليه في كتابي المذكور عازيا مستغربا مما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "الدرر الكامنة" دون تعقب، وبالرجوع إلى ترجمته في "الدرر" يتبين ذلك، وعادة الحافظ رد الباطل والبهتان ... وأعيد فأقول ما سلم أحدٌ من الخطا فلا يسلم من النقد ... فرحم الله علمائ الأمة اجمعين ...
أما الآخ الكريم الذي ألزمني باعتقاد الصحابة فاقول له أنا على اعتقادهم بإذن الله في تفويض المتشابه، أما التأويل فذهب بعضهم إليه، والمسألة معروفة غير محسومة ...
وهنيئا لأهل الإنصاف والأدب والأخلاق، وهدى الله المتعصبة، آمين ...
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[04 - 09 - 07, 03:01 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/365)
نعم سيدي الفاضل سليمان الخراشي، أترضى عن مجموع الصحابة وأعتبر ذلك قربة لله عز جلَّ، أما الرد عن الحافظ أحمدابن الصديق فهو ترديد لكلام كرِّر وكرر، زدت عليه انا في كتابي "دفاع" فصلا ناقصا من كلام الرادين عليه وهو ما أشرت إليه بكون قوله في محاربي علي عليه السلام لا يعتبر رفضا لثبوت ترضيه وتعظيمه لأكثر لكل الصحابة غيرهم -وقد كنت اشرت على بعض طلاب العلم بالبحث في موضوع: أصل قول الصحابي من أصول التشريع المعتمدة عند الحافظ أحمد ابن الصديق-، كما زدتُ ما لم يدجه الرادون عليه ذكر من سبقه إلى قوله من علماء أهل السنة والجماعة من المتقدمين والمتأخرين.
أما في ما يتعلق بالمسائل الأصولية التي خالف فيها ابن تيمية رحمه الله غيره بل الجمهور احيانا فمنها ما ذكره الحصني في كتبه والسبكي وابن حجر الهيثمي وغيرهم، وردود أهل العلم على من خطأ ابن تيمية رحمه الله في مسائله تلك لا يخلو من تكلف ... أما فيما يتعلق بما ذكرتم عن الإمام ابن تيمية وقوله في آل البيت فكنت ايضا أشرت إليه في كتابي المذكور عازيا مستغربا مما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "الدرر الكامنة" دون تعقب، وبالرجوع إلى ترجمته في "الدرر" يتبين ذلك، وعادة الحافظ رد الباطل والبهتان ... وأعيد فأقول ما سلم أحدٌ من الخطا فلا يسلم من النقد ... فرحم الله علمائ الأمة اجمعين ...
أما الآخ الكريم الذي ألزمني باعتقاد الصحابة فاقول له أنا على اعتقادهم بإذن الله في تفويض المتشابه، أما التأويل فذهب بعضهم إليه، والمسألة معروفة غير محسومة ...
وهنيئا لأهل الإنصاف والأدب والأخلاق، وهدى الله المتعصبة، آمين ...
هذا الكلام غير صحيح
فقد ثبت عن أبي رزين العقيلي أنه سأل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((أويضحك ربنا)) فقال نعم فقال لن نعدم الخير من رب يضحك
وثبت عن ابن عباس أنه قال ((الكرسي موضع القدمين))
والجارية التي سألها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((أين الله)) فقالت ((في السماء))
ولم يقل أحد من الصحابة عن معاني نصوص الصفات غير معلومة
وأما التأويل فقول ابن عباس في الساق ليس تأويلاً لأن ظاهر الآية ليس فيه إضافة الساق لله
لذا فظاهر الآية لا يدل على ثبوت الساق لله
وبناءً عليه لا يكون قول ابن عباس تأويلاً
لأن التأويل صرف اللفظ عن ظاهره
وأما موقف الغماري من الصحابة فموقفه من معاوية أشهر من أن ينبه عليه
وأنت تحيد عن الموضوع فمن ذا الذي قال أن الغماري لا يترضى على معظم الصحابة
ولكن الشأن فيه ثلبه لجماعةٍ منهم
وكلام أهل السنة معروف فيمن يثلب الصحابة
والتليدي نفسه ينقل عن الغماري أنه يرى أن معاوية مات على غير محمد محتجاً بخبر البلاذري
فمن سبقه من أهل السنة لهذا القول
وأما خلاف ابن تيمية مع الذين سميت فهناك مصنفات كثيرة تم قسها تحرير هذه المسائل
ولن نسقط ردود العلماء بكلمة منك
وأما موقفه من آل البيت ونقل ابن حجر
فهذه مصنفات ابن تيمية بين أيدينا وقد دلل جماعة من الباحثين على سقوط تلك التهم
مثل الشيخ الخراشي في كتابه ((ابن تيمية ليس ناصبياً))
والغصن في كتاب ((دعاوى المناؤين لشيخ الإسلام ابن تيمية))
وابن تيمية يقرر في عدد من مصنفاته أن علياً من أهل الجنة وأنه رابع خير الناس بعد الأنبياء وأنه كان مصيباً في حروبه
فكيف يقال يعد أنه كان يبغض علياً وينزل عليه حديث ((لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق))
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - 09 - 07, 12:36 م]ـ
بارك الله فيكم ..
لن أعلق على مسألة الغماري وترضيه من عدمه؛ لأنها لا تهمني كثيرًا، وإن كنت ألوم من يتابعه في زلته، أو يتعذر له.
أما في مسألة ابن تيمية - رحمه الله -؛ فكأنني فهمت من قولك: (وبالرجوع إلى ترجمته في "الدرر" يتبين ذلك، وعادة الحافظ رد الباطل والبهتان). أنه مادام لم يرد هذا البهتان الذي نقله من غيره، فهو ثابت عن ابن تيمية!!
فهل هذه طريقة علمية؟
تُترك مصنفات الشيخ وعباراته الصريحة - الذي ذكرت بعضًا منها في كتابي: .. لم يكن ناصبيًا - في علي وآل البيت رضي الله عنهم، ثم يُدان بكلمات كتبها في مقام الرد على الرافضة، ونقض مذهبهم، بإلزامهم بما يقوله النواصب والخوارج؟!
عفى الله عنك ..
لا أظنك ترضاها لنفسك ومن تحب.
وهنا تجد كلام أهل الإنصاف و الفهم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110931
وفقك الله لما يُحب ويرضى ..
ـ[عدنان بن عبد الله زهار]ــــــــ[04 - 09 - 07, 09:10 م]ـ
الأخ عبد الله الخليفي المنتفجي سلمك الله ورعاك، أنا لم أحد عن موضوع موقف الغماري رحمه الله من الصحابة، بل قررتُ كما أكدت أنت نفسك أنه سليم الاعتقاد فيهم خلا من سبق ذكرهم من مقاتلي سيدنا علي عليه السلام ... ولا داعي لأكرر لك رأيي في المسألة فقد بينتها من قبل.
الأخ الكريم سليمان الخراشي، يعني أن الحافظ ابن حجر نقل عن الإمام ابن تيمية دون تحقيق في "الدرر"، وهذا عندي غريب جدا ... ثم يبعد أن يكون ما نقله عنه رحمه الله افتراءً خاصة وأنه متابع عليه من طرف جماعة من العلماء ...
وأيا كان، فلست ممن يسيء الأدب مع العلماء ... والواجب حقا -كما أشرت أخي سليمان- التثبت من النقولات في الجرح والتعديل، (ولا يجرمنكم شنىن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)، فليس لأن المنتَقَد أشعري لا ننقل إلا مثالبه ولا نشهر عنه إلا زلاته وأخطاءه، أو لأنه صوفي نفعل الأمر نفسه، أو لأنه سلفي نبحث عن عثراته وشذوذاته فنشيعها للتنقيص منه. وهذا الذي وقع في شراكه متشددو كل طائفة. والإنصاف عزيز.
فرحم الله علماء الأمة جميعا وسلك بنا سبل الهداية وأرانا الحق حقا ورزقنا اتباعه آمين ...
وجزاكم الله خيرا.
--------------------------------
أعيد فأكرر ان الذي ذكرت في كتابي "دفاع" لا عن ابن تيمية ولا عن غيره إلزام للمردود عليه بقوله لا اعتقادا فيه، والله الموفق، والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/366)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - 09 - 07, 12:30 م]ـ
(يعني أن الحافظ ابن حجر نقل عن الإمام ابن تيمية دون تحقيق في "الدرر"، وهذا عندي غريب جدا ... ثم يبعد أن يكون ما نقله عنه رحمه الله افتراءً خاصة وأنه متابع عليه من طرف جماعة من العلماء)!!
بل الغريب فعلك - هداك الله -!
تترك كتب الشيخ القريبة من يدك، وتعرض عنها، متابعة لفهم فلان أو غيره!!
فهل ترضاها لنفسك؟ أو لمن تحب؟
ثم تقول: (خاصة وأنه متابع عليه من طرف جماعة من العلماء)!!
من هم؟ الحبشي .. ؟ أو الكوثري .. ؟ أو الغماري .. ؟ .... الخ
لا يهم أن تقتنع أو لا تقتنع .. فشيخ الإسلام - رحمه الله - ليس بحاجة لشهادتي أو شهادتك.
ولكني أذكرك بقوله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا). (لا يجرمنكم شنآن قوم .. ).
----------
والأعجب مما سبق: أن يُتهم البريئ ويُفترى عليه في أمر الصحابة، ويُدافع عن الطاعن في بعضهم بأجلى عبارة!!
والله المستعان ..
ـ[عدنان بن عبد الله زهار]ــــــــ[05 - 09 - 07, 04:27 م]ـ
[ quote= سليمان الخراشي;667072
لا يهم أن تقتنع أو لا تقتنع .. فشيخ الإسلام - رحمه الله - ليس بحاجة لشهادتي أو شهادتك .. [/ quote]
أراها أصدق ما قيل وأحق ما كتب في هذه المسألة.
والله المستعان ...
لكن أنا مقتنع بشيء واحد:
لعلماء الأمة حُرمةٌ، لا تُلزم لهم عصمة
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[05 - 09 - 07, 05:49 م]ـ
اخي العزيز عدنان الزهار.
لعلي اول مرة ادخل معك في حوار.
و لكن يا اخي العزيز.
لعلك تسمح لي ببضعة اسطر.
من يقع في مثل شيخي الاسلام ابن تيمية و ابن عبدالوهاب مع محمود اثرهما في اهل الاسلام.
ثم يثني على الغماري مع معرفته وقيعته في معاوية رضي الله عنه وتلبسه بكثير من الطوام
كالقول بوحدة الوجود مثلاً.
ثم يثني على مثل السقاف المتشيع الذي افتضح امره و جهله على الملا، و الذي كان يعرض خدماته على الرافضة
لتوجيه سهامهم ـ خسؤوا ـ ضد اهل السنة.
ثم يثني على الزيدي المفلس حسن فرحان المالكي رافع راية الوقيعة في الصحابة في هذا العصر.
ألا ينبغي له ان يراجع نفسه، و لو لمرة واحدة ـ بصدق ـ،و لو لسويعات.
فالأمر جلل، فهي جنة أو نار، في دار القرار، يوم لا ينفع فلان او علان ولا درهم و لا دينار.
بارك الله فيك، ونفعك بما قرَّ بين جنبيك و في خوافيك، و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
ـ[عدنان بن عبد الله زهار]ــــــــ[05 - 09 - 07, 09:36 م]ـ
اخي العزيز عدنان الزهار.
لعلي اول مرة ادخل معك في حوار.
و لكن يا اخي العزيز.
لعلك تسمح لي ببضعة اسطر.
من يقع في مثل شيخي الاسلام ابن تيمية و ابن عبدالوهاب مع محمود اثرهما في اهل الاسلام.
ثم يثني على الغماري مع معرفته وقيعته في معاوية رضي الله عنه وتلبسه بكثير من الطوام
كالقول بوحدة الوجود مثلاً.
ثم يثني على مثل السقاف المتشيع الذي افتضح امره و جهله على الملا، و الذي كان يعرض خدماته على الرافضة
لتوجيه سهامهم ـ خسؤوا ـ ضد اهل السنة.
ثم يثني على الزيدي المفلس حسن فرحان المالكي رافع راية الوقيعة في الصحابة في هذا العصر.
ألا ينبغي له ان يراجع نفسه، و لو لمرة واحدة ـ بصدق ـ،و لو لسويعات.
فالأمر جلل، فهي جنة أو نار، في دار القرار، يوم لا ينفع فلان او علان ولا درهم و لا دينار.
بارك الله فيك، ونفعك بما قرَّ بين جنبيك و في خوافيك، و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
مرحبا أخي الكريم محمد المبارك بأسطرك وكلامك،
بلى ينبغي لكل مسلم متقول في أمور عظام كهذه أن يراجع نفسه مرات عديدة ويحاسبها حسابا شديدا، فكما تفضلت وذكرت هي جنة أو نار ...
ونحن تعلمنا من الإمام ابن تيمية وغيره من أعمدة الإسلام أن الكلام إذا احتمل تسعة وتسعين وجها من الكفر ووجها واحدا من الإيمان، يحمل على وجه الإيمان، إحسانا للظن بالمسلمين عموما، وبأهل الاجتهاد من العلماء خصوصا ...
وإلا فإننا سنفتح الباب لكلِّ من هب ودب للحكم على الأكابر بما لا يحسن قراءته فضلا عن فهمه فضلا عن الحكم عليه ... والعبد الفقير يستوي عنده في ذلك كلُّ علماء أهل السنة والجماعة، رغم اختلاف مشاربهم وتباين مناهجهم ...
وهذا لا يمنعنا من إبداء آرائنا في أقوالهم إذا تبين لنا مرجوحيتها أو خطأها ... إلا أنني لست ممن يَكفُر بكل ما جاء به العالم المجتهد إن وقفت له على زلة أو غلط، ويرحم الله الذهبي الذي لم يمنعه ذكر مثالب المترجَم له في "سيره" أن ينبه على شيء من مناقبه أو ميزة فيه، ولعله أحيانا كثيرة يعتذر للمترجَم ويجعل سيآته مغمورة في بحر حسناته، -وإن كان السبكي قد لاحظ عليه التحيز في تراجم الأشاعرة، إلا أن الغالب عليه هو الذي ذكرت-، فما أحوجنا إلى خلق الذهبي مع المخالف ...
وحقيقة الخلاف بيني وبين الإخوة الأفاضل في هذا الموضوع هو أنهم يطلبون مني إنكارا مطلقا لمَن دافعت عنه لرأي رأوه أخطؤوا فيه ... واعتقادا مطلقا فيمن دافعوا عنه، وطريقتي الاعتقاد في سائر أهل العلم، ومسامحة أخطائهم، وترك التكلف في الاعتذار عنهم، والتعصب لهم ...
ولا شيء أفسد لقول العدل من التعصب المقيت والمخالفة في المعتقدات والمذاهب، وطالب العلم أدرى بأثر ذلك في الجرح والتعديل وكيف كان سببا وراء الاختلاف في قبول أو رد أخبار نبوية كثيرة ...
وإشارتك الكريمة أن الدار الآخرة لا ينفع فيها درهم ولا دينار في محلها وجزاك الله خيرا عليها، خاصة في مثل ما نحن بصدده، حيث إننا في زمان تباع فيه أخلاق واعتقادات كثير من الناس بالدرهم والدينار والريال، وقد كان الحافظ الغماري رحمه الله يرى أن من أسباب التقليد والتمذهب الجامد على ممر أزمنة متعاقبة هو التشوف لخطط القضاء والتقرب من السلطان وغير ذلك، وما أشبه اليوم بالبارحة، فإن كثيرا من أبناء الزمان غيروا مذاهبهم العقدية والفقهية لمثل هذا المقاصد، والواقع مليء بالأمثلة عليه ...
والحمد لله فإن الله جعل رزق الفقير في غير ظل معتقده ومذهبه ...
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/367)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[05 - 09 - 07, 10:56 م]ـ
.إلا أنني لست ممن يَكفُر بكل ما جاء به العالم المجتهد إن وقفت له على زلة أو غلط، ..........................
ولا شيء أفسد لقول العدل من التعصب المقيت والمخالفة في المعتقدات والمذاهب،.
بارك الله فيك أخي العزيز.
ولعلنا جميعا نستصحب هذه القواعد الذهبية الجليلة خلال كتاباتنا القادمة.
اشكر لك اتساع صدرك، و اذكِّر نفسي واياك بالعهد الذي اخذه الله على العلماء ـ وان لم اكن منهم ـ الاَّ يكتموا العلم، و أن يجعلوه سبباً لنجاتهم ونجاة من يدين الله باتباعهم في الدار الآخرة.
و اشكرك مرة اخرى محبةً و اخاءً.
بارك الله فيك، و أنجح في الخير مساعيك.
ـ[عدنان بن عبد الله زهار]ــــــــ[06 - 09 - 07, 12:06 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا اخي الكريم محمد المبارك على دماثة خلقك ولطافة عبارتك،
وأما من جهة اتساع الصدر للمباحثات العلمية والأخذ والرد فهو طريقة السلف وخلقهم الذي عرفه عنهم أهل الإنصاف.
فعن العباس بن عبد العظيم العنبري قال: " كنت عند أحمد بن حنبل وجاءه علي بن المديني راكباً على دابته قال: فتناظرا في الشهادة وارتفعت أصواتهما حتى خفت أن يقع بينهما جفاء وكان أحمد يرى الشهادة، وعلي يأبى ويدفع، فلما أراد علي الانصراف قام أحمد فأخذ بركابه."
فاللهم سيرنا على هدي السلف وخلقهم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - 09 - 07, 06:34 م]ـ
يقول الأستاذ عدنان: (والعبد الفقير يستوي عنده في ذلك كلُّ علماء أهل السنة والجماعة، رغم اختلاف مشاربهم وتباين مناهجهم)!
أود أن تُبين لي من هم أهل السنة عندك؟
لاشك أنك ترى الأشاعرة منهم؛ لأنك أشعري.
لكن هل تُدخل غيرهم؟
وهل يكفي عندك أن يتشهد المرء ليدخل؟
أو لذلك شروط؟
شرح الله صدري وصدرك للحق، وجنبنا ظلمة البدعة التي إذا أحاطت بالإنسان أهلكته وهو يحسب أنه يُحسن صنعًا.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[06 - 09 - 07, 06:39 م]ـ
اتركوه اتركوه
ليس عنده ما يقنع المخالف أو يحتج به الموافق
ـ[عدنان بن عبد الله زهار]ــــــــ[06 - 09 - 07, 10:27 م]ـ
اتركوه اتركوه
ليس عنده ما يقنع المخالف أو يحتج به الموافق
نعم والله،
هو كذلك إذا كان المخالف من أصحاب منطق "عنزة وإن طارت" ...
أما أهل السنة عندي فهم كلُّ من يرجع في الفهم والاستنباط إلى القرآن والسنة، وإن اختلفت طرق استخراجهم للأدلة منهما وتبانيت مناهج استنباطاتهم مما بني عليهما.
فكلُّ مستمد دينه من القرآن والسنة فهو من أهلها -أماتنا الله على ذلك-
يبقى أن درجات الفهم متفاوتة وقوة الأدلة غير متساوية والصواب والخطأ محتمل في استنباط كل مجتهد ... ولستُ ممن يقول
*أنا حنبلي ما حييت وإن أمت ... فوصيتي للناس أن يتحنبلوا
وآمين على دعائك أخي سليمان الخراشي، فكلنا نظن أننا نحسن صنعا، حتى من تورط في الحكم علي بالضلال كان يظن أنه يحسن صنعا، والذي يكفر جماعة من العلماء الله أعلم بحالهم عنده يظن أنه يحسن صنعا، وأنا أزيد على دعائك:
اللهم جنبنا الغرور وحب الظهور وعافنا من داء التعصب آمين
والحمد لله رب العالمين
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - 09 - 07, 11:12 م]ـ
(أما أهل السنة عندي فهم كلُّ من يرجع في الفهم والاستنباط إلى القرآن والسنة).
بفهمهم أو بفهم الصحابة؟
إن كان بفهمهم .. فستعذر لزامًا كل فرقة استدلت بالقرآن والسنة بفهمها؛ ولو كانت القاديانية أو الحلولية أو .. الخ الفرق الغالية. ويلزم من هذا - أيضًا، وهو شنيع - تخطئة النبي صلى الله عليه وسلم في ذمه للخوارج وأمره بقتلهم! - مع أنهم فهموا واستنبطوا من الكتاب والسنة - ومثله فعل الصحابة مع غيرهم.
وإن كانت بفهم الصحابة كما قال تعالى: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا)؛ فيلزمك ترك بدعة الأشعرية؛ لأنها مخالفة لفهمهم. ولا أظنك ستنسب للصحابة عقائد أهل الكلام.
إن قلتَ: بعض علماء أهل السنة بمفهومكم خاض في هذه الأمور التي لم يخض فيها الصحابة. فأقول: لو لم يخض أهل البدعة ويحاولوا تشويه عقيدة السلف لما خاض أولئك العلماء ليسدوا الباب أمامهم. فتأمل تقريرهم لا ردودهم.
وفقكم الله لما يُحب ويرضى ..
ـ[ابو العابد]ــــــــ[07 - 09 - 07, 12:46 ص]ـ
(أما أهل السنة عندي فهم كلُّ من يرجع في الفهم والاستنباط إلى القرآن والسنة).
بفهمهم أو بفهم الصحابة؟
إن كان بفهمهم .. فستعذر لزامًا كل فرقة استدلت بالقرآن والسنة بفهمها؛ ولو كانت القاديانية أو الحلولية أو .. الخ الفرق الغالية. ويلزم من هذا - أيضًا، وهو شنيع - تخطئة النبي صلى الله عليه وسلم في ذمه للخوارج وأمره بقتلهم! - مع أنهم فهموا واستنبطوا من الكتاب والسنة - ومثله فعل الصحابة مع غيرهم.
وإن كانت بفهم الصحابة كما قال تعالى: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا)؛ فيلزمك ترك بدعة الأشعرية؛ لأنها مخالفة لفهمهم. ولا أظنك ستنسب للصحابة عقائد أهل الكلام.
إن قلتَ: بعض علماء أهل السنة بمفهومكم خاض في هذه الأمور التي لم يخض فيها الصحابة. فأقول: لو لم يخض أهل البدعة ويحاولوا تشويه عقيدة السلف لما خاض أولئك العلماء ليسدوا الباب أمامهم. فتأمل تقريرهم لا ردودهم.
وفقكم الله لما يُحب ويرضى ..
نعم ما قلت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/368)
ـ[عدنان بن عبد الله زهار]ــــــــ[07 - 09 - 07, 03:04 ص]ـ
بوركتم،
نحتاج هنا إلى تحرير معنى قولكم "بفهم الصحابة"، ما المقصود به؟ وما دليل الإلزام بما تقصدون به؟
وسأتظاهر بفهم ما ترمون إليه وأسأل متعلما لا مناظرا: إن كان بقول الصحابة فيما أجمعوا عليه فهو إلزام للأمة جميعا، وجاحده خارج عن الإجماع يكفر عند بعض ويفسق عند البعض -كما في خلاف الأصوليين في هذه المسألة-،أما إن كان فيما اختلفوا فيه، فإلى أي فهم نصير وعلى أي رأي من آرائهم نسير؟
أما لو قلتم أن الفهم الذي نتحدث عنه في الأصول لا الفروع، فنقول: مذهبهم في ذلك تفويض المتشابه لا الخوض فيه، وهو أحد قولي الأشاعرة.
ودونك هذه التقرير للحافظ ابن حجر، قال في "الفتح" 3/ 30 أنقله بطوله في لنفاسته، قال رحمه الله: قوله "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" استدل به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو وأنكر ذلك الجمهور، لأن القول بذلك يفضى إلى التحيز تعالى الله عن ذلك. وقد اختلف في معنى النزول على أقوال، فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشهبة تعالى الله عن قولهم. ومنهم من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة وهم الخوارج والمعتزلة وهو مكابرة، والعجب أنهم أولوا ما في القرآن من نحو ذلك وأنكروا ما في الحديث إما جهلا وإما عنادا. ومنهم من أجراه على ما ورد مؤمنا به على طريق الإجمال منزها الله تعالى عن الكيفيه والتشبيه وهم جمهور السلف، ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم. ومنهم من أوله على وجه يليق مستعمَلٍ في كلام العرب. ومنهم من أفرط في التأويل حتى كاد أن يخرج إلى نوع من التحريف. ومنهم من فصل بين ما يكون تأويله قريبا مستعملا في كلام العرب وبين ما يكون بعيدا مهجورا، فأوَّل في بعض وفوَّض في بعض وهو منقول عن مالك، وجزم به من المتأخرين ابن دقيق العيد.
قال البيهقي: وأسلمها الإيمان بلا كيف والسكوت عن المراد، إلا أن يرد ذلك عن الصادق فيصار إليه. ومن الدليل على ذلك اتفاقهم على أن التأويل غير واجب فحينئذ التفويض أسلم ... وقال ابن العربي حُكيَ عن المبتدعة رد هذه الأحاديث وعن السلف إمرارها وعن قوم تأويلها، وبه أقول؛ فأما قوله "ينزل" فهو راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته، بل ذلك عبارة عن مَلَكه الذي ينزل بأمره ونهيه. والنزول كما يكون في الأجسام يكون في المعاني، فإن حملته في الحديث على الحسي فتلك صفة الملك المبعوث بذلك، وإن حملته على المعنوى بمعنى أنه لم يفعل ثم فعل فيسمى ذلك نزولا عن مرتبة إلى مرتبة فهي عربية صحيحة. انتهى
والحاصل أنه تأوله بوجهين، إما بأن المعنى ينزل أمره أو الملك بأمره، وأما بأنه استعاره بمعني التلطف بالداعين والإجابة لهم ونحوه ... وقد حكى أبو بكر ابن فورك أن بعض المشايخ ضبطه بضم أوله على حذف المفعول أي يُنزل ملكا، ويقويه ما رواه النسائي من طريق الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد بلفظ: "إن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل ثم يأمر مناديا يقول: هل من داع فيستجاب له ... " الحديث، وفي حديث عثمان بن أبي العاص: "ينادي مناد هل من داع يستجاب له ... " الحديث؛ قال القرطبي: وبهذا يرتفع الإشكال، ولا يعكر عليه ما في رواية رفاعة الجهني "ينزل الله إلى السماء الدنيا –فيقول: يسأل عن عبادي غيري" لأنه ليس في ذلك ما يدفع التأويل المذكور.
وقال البيضاوي: ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه فالمراد نور رحمته أي ينتقل من مقتضى صفة الجلال التي تقتضي الغضب والانتقام إلى مقتضى صفة الإكرام التي تقتضي الرأفة والرحمة.
انتهى المراد من كلام الحافظ.
والمراد أن الحافظ ابن حجر لم يخرج المؤولة من أهل السنة والجماعة ولا سماهم مبتدعة فضلا أن يسميهم ضلالا ... ثم من مَن الصحابة قال عن الباري سبحانه مستو بذاته أو معكم بعلمه أو .... ؟؟؟؟ ومن قال يد لا كالأيدي وعين لا كالأعين وغير ذلك ... فسؤالي إذن: أهو عندكم بفهم الصحابة أو بما ألزمتموه من فهمهم؟؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/369)
ثم إن العقيدة الأشعرية هي التي سادت أزمنة متعددة والتزمها كبراء الأمة وعظماؤها ممن هم عند مخالفيهم ضلال مبتدعة!!!! ولا داعي لذكر أسمائهم روما للاختصار، فبعد أبي الحسن الأشعري ظهر أبو بكر بن فُورَك، وأبو إسحاق الإسفراييني، والقاضي الإمام أبو بكر الباقلاني، فما جاءت المائة الخامسة إلا والأمة الإسلامية أشعرية وماتريدية لم يخالف إلا بعض المعتزلة وجماعة من المشبهة وطائفة من الخوارج؛ فلا تجد عالمًا محقّقًا أو فقيهًا مدققًا إلا وهو أشعري أو ماتريدي. فالتفويض رجوع للكتاب والستة والتأويل رجوع للكتاب والسنة، وما أحوج منكري التأويل إلى تأويل النسيان والمكر والمرض وغير ذلك من الصفات المنسوبة إلى الباري عز وجل، فهي طريقة محمودة مقصدها التنزيه عن التشبيه، ولا داعي لأحيلكم إلى كتاب "صاحب "تلبيس إبليس"" وهو "دفع شبه التشبيه" فهو عمدة في الباب، عندنا طبعا ... أما وصف الأشعرية بالابتداع فهو مخالف لشاهادات المحققين من أهل العلم، إلا من شذَّ.
قال مرتضى الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين":الفصل الثاني: إذا أطلق أهل والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية، قال الخيالي في حاشيته على شرح العقائد الاشاعرة هم أهل السنة والجماعة. اهـ
وفي "أجوبة ابن رشد": والشيخ أبو الحسن الأشعري وأبو إسحاق الإسفرايني وأبو بكر الباقلاني وأبو بكر بن فورك وأبو المعالي وأبو الوليد الباجي ونضراؤهم ممن ينتحل علمَ الكلام ويتكلم في أصول الدين في الرد على أهل الأهواء أئمةُ خيرٍ وهدى، ممن يجب بهم الاقتداء، لأنهم قاموا بنصرة الشريعة وأبطلوا شُبَهَ أهلِ الزيغ والضلالة، وأوضحوا المشكلات، وبينوا ما يجب أن يدان به من المعتقدات؛ فهم بمعرفتهم بأصول الديانات العلماء على الحقيقة بالله عز وجل، وما يجب وما يجوز وما يستحيل، إذ لا تُعرف الفروع إلا بعد معرفة الأصول.
ولا يَعتقدُ أنهم على ضلالة وجهالة إلا أحمقُ غبيٌّ جاهل، أو مبتدع زائغ عن الحق، ولا يسبُّهُم إلا فاسقٌ ... الخ
ونحوُه في "الأجوبة الحديثية" للهيثمي، وصدَّر الجوابَ بقوله: ليسوا كما قال ذلك المخارق المارق المجازف المخارق، الضال الغال الجاهل المائل، بل هم أئمة الدين وفحول علماء المسلمين. ثم قال: والواجب الاعتراف بفضلهم وسابقتهم وأنهم من جملة المرادين بقوله صلى الله عليه وسلم: "يحمل هذا العلم ...
فاللهم ألهمنا السداد والرشد والهداية.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 04:36 ص]ـ
في انتظار اجابة الشيخ سليمان ..... لي سؤال للشيخ عدنان قد تكشف الاجابة عنه المغزى من وراء احتماء الأشاعرة بالتفويض دون الاثبات خاصة في الأعصار الأخيرة بعدما كان المعتمد عندهم التأويل ....
لو سلمنا جدلا أن السلف كانوا على مذهب التفويض و أن التفويض ليس تعطيلا فقد علمنا يقينا انهم كانوا ينكرون اشد الانكار على أهل التعطيل المتأولين للصفات و يحذرون منهم و من باطلهم أشد تحذير لم يفرقوا بين صفات و صفات فيلزمكم على هذا ان تحذو حذوهم مع المتأولين من متأخري الأشاعرة و الا يكون الأمر مجرد التفاف على من أنكر عليكم تعطيل آيات و احاديث الصفات
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 02:44 م]ـ
(وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا)
أولا - أنت يا أستاذ وقعت في تناقض واضح. توضيحه: قلتم في فهم الصحابة رضي الله عنهم: (فنقول: مذهبهم في ذلك تفويض المتشابه لا الخوض فيه). ثم نراكم تدافعون عن تأويل الأشاعرة للصفات!! لا تقل لي كلاهما حق. لأنه يلزمك أن تقول ذلك أيضًا في كل فهم يرجع فيه صاحبه إلى الكتاب والسنة. فنعود للسؤال الأول. ومن تمام التناقض أنك تُنكر على من أثبت الاستواء كما ورد في القرآن بقولك: (ثم من مَن الصحابة قال عن الباري سبحانه مستو بذاته)!! فهنا تُنكر بهذه الدعوى .. ولا تفعل هذا مع أهل التأويل مع مخالفة مذهبهم لماتدعيه مذهبًا للصحابة.
ثانيًا: مذهب التفويض (ويسميه العلماء مذهب التجهيل) يلزم منه لوازم شنيعة - لو تأملتها لما نسبته للصحابة -. منها:
1 - القدح في حكمة الرب - تعالى -؛ حيث أنزل كلاما لا يتمكن المخاطبون به من فهمه ومعرفة معناه ومراده. فأي فائدة لهم فيه؟ لاسيما في أمر عظيم كصفات ربهم الذي يعبدونه - جل وعلا -.
2 - الطعن في القرآن؛ لأن الله أنزله: (نذيرا) و (هدى) و (مبينًا) و (مفصلا) و (بيانًا) و (فرقانًا) .. فكيف يكون كذلك والمفوض يعتقد أنه لا يحصل به التفريق بين العلم والجهل، والحق والباطل؟
3 - غلق باب التدبر لكتاب الله. وقد أمر الله بهذا مطلقًا. فمن فوض أغلق باب التدبر، وعارض صريح أمر القرآن.
4 - مصادمة النصوص التي تدل على الإثبات، واعتقاد أن ظواهرها تدل على ما لايليق به سبحانه. والمفوض شارك المعطل في ظنه أن نصوص الصفات تدل على التمثيل.
5 - تجهيل النبي صلى الله عليه وسلم والسابقين الأولين من الأنصار والمهاجرين والتابعين. فعلى مذهب التفويض يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل عليهم من هذه النصوص، ولا السابقون.
6 - مخالفة طريق السابقين الأولين، وسبيل المؤمنين من سلف هذه الأمة. قال ابن مسعود رضي الله عنه: " كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن ".
هذه بعض اللوازم الشنيعة. وأنصحك برسالة " مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات - عرض ونقد - " للدكتور أحمد القاضي، ففيها مزيد، وفيها الإجابة عن شبهات أهل التفويض.
حملها من هذا الرابط:
http://www.al-aqidah.com/userfiles/File/tafwyz.rar
وهذا موقعه للتواصل معه إن أردت:
http://www.al-aqidah.com/?aid=default
ثالثًا: تجد هنا جوابًا عن دعوى (أن الأشاعرة أكثر الأمة):
http://www.alkashf.net/shobhat/9/5.htm
رابعًا: موقفنا ممن أخطأ من العلماء ووقع في التمشعر تجده هنا:
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?t=2148
وفقكم الله لما يُحب ويرضى ..
تنبيه: أهل هذا الملتقى لا يُحبذون نشر ما يخالف عقيدة أهل السنة. فحبذا التواصل بالرسائل إن أحببت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/370)
ـ[عدنان بن عبد الله زهار]ــــــــ[07 - 09 - 07, 04:10 م]ـ
تنبيه: أهل هذا الملتقى لا يُحبذون نشر ما يخالف عقيدة أهل السنة. فحبذا التواصل بالرسائل إن أحببت.
ولِم لا ينشر كلام المخالف ليُبيَّن غلطه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم ما سميتم "عقيدة أهل السنة"، فهو باعتبار خاص ...
ولا باس عندي أن تواصل بالرسائل الخاصة، وإن كنت أحب أن يشارك الكلُّ في فهم أصل الخلاف وفرعه ...
ولي عودة بالمساء إن شاء الله لكلامكم الطيب وكلام الأخ الفاضل محمد البويحياوي ...
وجزيتم خيرا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 04:30 م]ـ
(ولِم لا ينشر كلام المخالف ليُبيَّن غلطه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟).
لأن عندهم قسمًا للمناظرات، اطرح فيه ما شئت.
أما هنا فيريدونه - كما أسموه - " منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة ".
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 05:50 م]ـ
نعم والله،
هو كذلك إذا كان المخالف من أصحاب منطق "عنزة وإن طارت" ...
أما أهل السنة عندي فهم كلُّ من يرجع في الفهم والاستنباط إلى القرآن والسنة، وإن اختلفت طرق استخراجهم للأدلة منهما وتبانيت مناهج استنباطاتهم مما بني عليهما.
فكلُّ مستمد دينه من القرآن والسنة فهو من أهلها -أماتنا الله على ذلك-
يبقى أن درجات الفهم متفاوتة وقوة الأدلة غير متساوية والصواب والخطأ محتمل في استنباط كل مجتهد ... ولستُ ممن يقول
*أنا حنبلي ما حييت وإن أمت ... فوصيتي للناس أن يتحنبلوا
وآمين على دعائك أخي سليمان الخراشي، فكلنا نظن أننا نحسن صنعا، حتى من تورط في الحكم علي بالضلال كان يظن أنه يحسن صنعا، والذي يكفر جماعة من العلماء الله أعلم بحالهم عنده يظن أنه يحسن صنعا، وأنا أزيد على دعائك:
اللهم جنبنا الغرور وحب الظهور وعافنا من داء التعصب آمين
والحمد لله رب العالمين
منطق عجيب
اتهام بالتعصب سهل جداً
فأنا بإمكاني أن أتهمك بالتعصب
ولا علاقة لي بذلك الحنبلي المتعصب إلا علاقة المنتقد بالمنتقد
وبالنسبة لانتشار الأشاعرة
فالأشاعرة نفسهم دركات
الباقلاني مثلاً يثبت صفات لا يثبتها المتأخرون
فيأتي بعض المدلسين ويسرده مع من يخالفون اعتقاده
حتى يذكر معهم الإسفراييني الذي كام يبدع الباقلاني
ويكفينا أنه لم يكن في عصر السلف أشاعرة وقد أثبت سابقاً أن مذهب الصحابة الإثبات وعليه سار الأئمة الثقات حتى أن أحمد كان يثبت لله الصوت كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح
وكلام الحافظ في اعتقاد ليس قرآناً فهناك علماء آخرون مثل ابن خزيمة وابن عبدالبر والأشعري في الإبانة وابن تيمية قرروا أن مذهب السلف كان الإثبات وقدموا على ذلك الأدلة الدامغة
فصفة النزول مثلاً يقول فيها إسحاق بن راهوية ((آمنت برب يفعل ما يشاء))
ويستدل بالمجيء على امكانية النزول
وهذا تجده في الأسماء والصفات للبيهقي والعلو للذهبي
وهذا الغماري في رده على الكوثري يثني على كتاب الدارمي في الرد على المريسي مع كونه ينضح بالإثبات
والملزم لمذهب السلف هو كل دليل يدل على حجية الإجماع
وقوله تعالى ((والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه))
وتبديع المؤولة هو الحق وكان الغماري يذهب إليه وقولهم بدعة باعترافك فلم لا يكون باطلاً ويكونون ضلالاً واستدلالك بكملام الحافظ سخيف لأننا لا نأخذ كل شيء يقوله بالتسليم
والحافظ في موطن من المواطن ذكر أهل الإثبات في أهل السنة فأين أنت عن هذا
قال الحافظ في الفتح ((واختلف أهل السنة هل الاستواء صفة ذات أو صفة فعل، فمن قال معناه علا قال هي صفة ذات، ومن قال غير ذلك قال هي صفة فعل، وإن الله فعل فعلا سماه استوى على عرشه، لا أن ذلك قائم بذاته لاستحالة قيام الحوادث به انتهى ملخصا))
ثم قال ((ونقل محيي السنة البغوي في تفسيره عن ابن عباس وأكثر المفسرين أن معناه ارتفع وقال أبو عبيدة والفراء وغيرهما بنحوه))
ـ[سعدسعود]ــــــــ[07 - 09 - 07, 06:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
فدعوة الشيخ محمد رحمه الله تقف غصة في حلوق اهل الباطل
فحب الشيخ علامة ايمان وبغضه علامة نفاق وخذلان
ـ[عدنان بن عبد الله زهار]ــــــــ[07 - 09 - 07, 11:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم سلِّم،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/371)
ما دام أخي الشيخ سليمان الخراشي يطالب بنقل الحوار إلى الخاص فلا مانع عندي، لكن ليس قبل أن أجيب عن آخر المسائل المردود بها عليَّ، حتى لا تبقى معلقةً؛ وبعده نلبي طلب الشيخ الكريم.
*الأخ المكرم محمد البويحياوي سلمك الله،
أولا: قولكم "احتماء الأشاعرة بالتفويض" لا معنى له، فلا دخل للاحتماء في أمر تعبدي عقدي عرفاني ... لأن التفويض عندهم أصل في المتشابه، ما لم يعتقد فيه التشبيه والتجسيم، فيلجؤون إلى التأويل الذي تقتضيه ضوابط اللغة وقواعد البلاغة التي نزل القرآن بها وخاطب العرب بمقتضياته ومختلف أساليبها.
ثانيا: إنكار مَن أشرت إليه من الصحابة على المعطلة فعلى من أنكر أصل الخبر فعطَّل، وقد سقت من كلام الحافظ ابن حجر قبلُ أن مِن المؤولة مَن تجاوز وتكلف وبالغ في التأويل حتى حرَّف وخلط فغلط، أما التأويل الذي يوافق لسان العرب ويسير مع مقتضى التنزيه الذي يليق بالباري سبحانه وتعالى فهو منهج صحيح مقبول يتوسط التشبيه والتعطيل ... (وكذلك جعلناكم أمة وسطا).
قال ابن دقيق العيد: إن كان التأويل من المجاز البيِّن الشائع فالحق سلوكه من غير توقف، أو من المجاز البعيد الشاذ فالحق تركه، وإن استوى الأمران فالاختلاف في جوازه وعدم جوازه مسألة فقهية اجتهادية. اهـ
**الشيخ المحترم سليمان الخراشي حفظكم الله،
أولا: ليس هناك تناقض في كلامي ولله الحمد، دونك بيانه من وجهين:
الوجه الأول: أنني لما ذكرتُ لكم مذهب الصحابة الكرام الذي هو التفويض وترك الخوض في المتشابه إنما هو إلزام لمَن يعتقد أن طريقتهم أسلم الطرق ومع ذلك يثبت هو ما فوضوه هم، ولا شك أن الإثبات ليس تفويضا، إذ التفويض ترك الزيادة على لفظ النص، وأصحاب هذا الرأي لا يلتزمون مذهب الصحابة على هذا فخاضوا في المتشابه من جهة، وزادوا على لفظ النص ما ليس منه من جهة أخرى كزيادة "الذات" في آيات الاستواء ... وكلُّ ذلك مخالف لمنهج الصحابة، فيما سميتموه "فهم الصحابة". فمذهب الصحابة التفويض مع التنزيه لا التشبيه عن طريق الإثبات ...
الوجه الثاني: أن للأشاعرة طريقتين في هذا الباب مشهورتين سليمتين: التفويض والتأويل، ففي إحدى الطريقتين التزام بمذهب السلف وفي الأخرى التزام بقواعد اللغة التي تسد الباب على مَن شبه الله بمخلوقاته ...
وكل نص أوهم التشبيه ... فوضه أو أول ورم تنزيها
ثانيا: أن مذهب التفويض الذي سماه "العلماء؟؟؟؟ " مذهب التجهيل، فعلى الخلاف الجاري في المسألة قديما وحديثا لا يزيد نبزهم وتنقيصهم وقدحهم في الحق ولا ينقص منه.
ثم إنني تأملته مرارا ورأيت أن الصحابة لم يخوضوا في المعضلات لانشغالهم من جهة بالأعمال النافعة دون الجدالات الفارغة، ولكونهم آمنوا بما أنزل إليهم من ربهم دون أن يزيدوا عليه ما لم يزده القرآن والسنة، ثم هم عرب أقحاح يعرفون أن في الكلام مجازا عقليا وفيه مجازا مرسلا وفيه كناية واستعارة وتشبيها وتلويحا وإشارة وتلميحا ... الخ
فهم لما سمعوا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" لم يفهموا أن القرب ذاتيٌّ، وكذلك لما سمعوا "فلا يتفل قبل وجهه فإن الله تجاهه" وكذلك "أين الله؟ قالت: في السماء" وكذلك "استوى على العرش"، فكانوا يعلمون أن ذلك لا تعلق له بالذات وإلا اقتضى تناقضا واضطرابا وإشكالا في الاعتقاد ... وهو الذي نستغرب لوجوده في معتقد المخالِفين، فاعتقادهم أنهم مستو بذاته على عرشه مع أنه قريب من الداعي وأقرب إلى حبل الوريد وأنه بكل شيء محيط وأنه معنا أينما كنا إلى غير ذلك مما ينافي الاستواء الذاتي، فلذلك لجؤوا إلى التاويل اضطرارا وهو خلاف طريقته!!!
وعلى هذا يتبخر قولكم أن هذه الطريقة فيها قدح لحكمة الرب ... الخ كلامكم لأننا نقول أنهم فهموا معانيه الإجمالية المقتضية للتنزيه وفوضوا الكيفيات الجزئية ولم يخوضوا فيها كما بينت. ويبطل إلزامكم بكون القرىن أنزل نذيرا لما بينت، فلا مزيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/372)
ثالثا: أما باب التدبر ... الخ فمَن تدبر بناء على قواعد اللغة التي أنزل بها القرآن وعظم الحق سبحانه في قلبه وصرف آيات الصفات والأفعال عن التشبيه والتنزيه فنِعم التدبر، أما يقال أن الله استوى فجلس بذاته وله يد ويزاد ليست كأيدينا ويجلس نبيه على عرشه يوم القيامة ويكشف عن ساق حقيقية ... ثم يضطرب فيقول معكم بعلمه وينسى بمعنى كذا ويمكر بمعنى كذا ... فتدبر خاسر، هدانا الله للحق.
رابعا: وإذا كان الإثبات للمعنى دون الكيف فهو الذي يسمى حقا "مصادمة للقرآن" (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".ويبطل به كلُّ اللوازم التي تفضلت بها لأنها تجري في هذا المجرى ...
خامسا: ونصيحتك برسالة "مذهب أهل التفويض" مقبولة منك جزاك الله خيرا عليها، أقابلها بنصيحة رسالة "دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه" للحافظ ابن الجوزي صاحب "تلبيس إبليس".
... الأخ عبد الله الخليفي المنتفجي:
أولا: لا أعجب من منطقك والله، فأنت قبل يوم واحد تصيح في الناس قائلا:
اتركوه اتركوه
وعهدي بالواعظ متعظ، فما الذي منعك من التزام نصيحتكم لغيرك؟؟؟؟ فأي المنطقين أغرب؟
لكن دونك الجواب:
أولا: أما الاتهام بالتعصب فقد تفضل أخ منتسب لكم قد سلقني بأقبح وأشد منه، فجعلني ضالا –وهو يحسب انه يحسن صنعا- وأنا فوضت أمري إلى الله هو حسيبه ... لكن لا باس أن نسال الله أن ينجينا من التعصب.
ثانيا: سردك لخلافات جزئية بين بعض الأشاعرة للتدليل على أنهم ليسوا على الجادة طريقة غير علمية، فكم تخالف السلفيان في مسائل اعتقادية كثيرة ونحن لا نفرح بذلك دليلا على خطأ المنهج، لأن الاجتهاد موصل للتخالف ولو في المذهب الواحد.
ثالثا: صحيح ما ذكرت من أن كلام الحافظ في الاعتقاد ليس قرآنا إلا أنني أسألك أهذا المنطق في حقه وحق أمثاله من علمائنا فقط؟ أم يجري على مثل ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن عبد الهادي وغيرهم؟؟؟؟؟؟؟؟
رابعا: الحافظ الغماري ليس عندي حجةً في كل صغيرة وكبيرة يا أخي الكريم حتى تلزمني برأيه، لكنه عندي فارس في غير هذا رحمه الله ورحم علماء الأمة أجمعين ...
والآن يمكن أن نرجع إلى الرسائل الخاصة.
****الأخ سعد سعود:
قولك: فدعوة الشيخ محمد رحمه الله تقف غصة في حلوق اهل الباطل، فحب الشيخ علامة إيمانوبغضه علامة نفاق وخذلان.
هذا حديث مرفوع أم موقوف أم مذا؟ بيّ، لنا لو سمحت ...
وحبنا عام لكلِّ مسلم ومسلمة ... والآن إلى الحوار الخاص مع الشيخ الخراشي بعد أن طلب ذلك ... والحمد لله رب العالمين
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 11:55 م]ـ
أستاذ عدنان:
تقول: (والآن إلى الحوار الخاص مع الخراشي). وأقول: عن ماذا؟ ماعندي كتبته نُصحًا لك؛ لعلك تعدله في الطبعة القادمة. وكما قلت أخيرًا عن الشيخ محمد - رحمه الله -: (وحبنا عام لكلِّ مسلم ومسلمة). فإن لم يحصل الحب فلا أقل من العدل.
===========
قبل الانتقال: قلتم في تعليقكم على رسالة أحمد الغماري: (ومذهب القرنيين لا زال إلى اليوم يحكم على أغلب الأمة بالكفر). وأظنك تُلمح إلى الأشاعرة الذين تحمد الله على تبنيك لعقيدتهم.
- والذي أعلمه من مؤلفات كتب أئمة الدعوة السلفية أنهم يُبدعون الأشاعرة ولا يكفرونهم. فإن كان عندك إثباتٌ لهذا التكفير الذي نسبته لهم فأبرزه.
- والذي أعلمه - أيضًا - أن من الذين حكموا على الأشاعرة بالزيغ والضلال: شيخك أحمد الغماري الذي تعتني بكتبه! بل كفّر من يزعم أنهم أهل السنة!! - كما هو قولك -.
قال الغماري في عند تفسير قوله تعالى: (والراسخون في العلم يقولون .. ): " والآية صريحة في أن الأشعرية مبتدعة زائغون، ومن زعم أنهم أهل السنة والجماعة؛ فهو كافر مكذب لخبر الله تعالى ".
ووصفهم بأنهم " أفراخ المعتزلة ". وقال عنهم: " أخزى الله جماعة تدين بما لم يدن به رسول الله وأصحابه والتابعون ".
كل هذا وغيره - موثقًا - تجده في رسالة الأستاذ السوداني: صادق سليم: " ذم الأشاعرة والمتكلمين والفلاسفة للشيخ أحمد الغماري ".
فعجبًا لك: تحيف على البريئ .. وتحفل بالمذنب.
والله الهادي ..
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 09:07 ص]ـ
شيخنا بارك الله في علومكم و نفعتا بها قلتم
أولا: قولكم "احتماء الأشاعرة بالتفويض" لا معنى له، فلا دخل للاحتماء في أمر تعبدي عقدي عرفاني ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/373)
قد نتجاوز هذا الكلام لأن له علاقة بالتطور التاريخي لمذهب الأشاعرة و قد يتشعب البحث فيه و ان كانت دراسة خط سير تطور المذهب تظهر أن المعتمد في المذهب ليس واحدا في كل المراحل التي مر بها
لأن التفويض عندهم أصل في المتشابه، ما لم يعتقد فيه التشبيه والتجسيم، فيلجؤون إلى التأويل الذي تقتضيه ضوابط اللغة وقواعد البلاغة التي نزل القرآن بها وخاطب العرب بمقتضياته ومختلف أساليبها.
لو سمحت لي شيخنا ان نتوقف هنا فلعل هذا هو مربط الفرس لوجوه
الأول:ما قلتموه لتأصيل نسبة التفويض للسلف "التفويض عندهم أصل في المتشابه، ما لم يعتقد فيه التشبيه والتجسيم، فيلجؤون إلى التأويل" هو قول متناقض اذ ان المتشابه عندكم في آيات الصفات هو ما قد يفيد التشبيه و التجسيم فلا يكون للتاويل حاجة اذ ان كلامكم يكون معناه هكذا:"التفويض عندهم أصل في ما يعتقد فيه التشبيه، ما لم يعتقد فيه التشبيه والتجسيم، فيلجؤون إلى التأويل" و هذا الاضطراب يبين ان ما يقوله اهل الاثبات حق اذ قالوا ان التفويض هو اخ التاويل اذ المؤول و المفوض مأخذهما واحد و هو استشكال آيات الصفات و كلاهما ينكر المعنى الظاهر
الثاني فنعلم يقينا أن السلف لم يكن عندهم تفريق بين صفات و صفات فما عدوه من آيات الصفات أمروه كما ورد دونما تفسير (و الذي نقول انه تفسير الكيف و انتم تقولون انه تفسير المعنى) و انكروا أشد الانكار على من تاولها يبين هذا أن المؤولين من الأشاعرة هم على النقيض .. فنفس ما يقول السلف انه يجب أن يمرر هم يؤولونه و من أنكر عليهم السلف بل و كفروهم تاويلاتهم هي هي تاويلات الأشاعرة فالأشاعرة المؤولون لا يتاولون الساق أو الجنب او المكر بل يتاولون نفس الصفات التي انكر السلف على بشر المريسي و جهم بن صفوان و حفض الفرد تاويلها و المصيبة انها هي هي نفس التأويلات و بنفس التأصيل و هذا يرد على قولكم شيخنا:
ثانيا: إنكار مَن أشرت إليه من الصحابة على المعطلة فعلى من أنكر أصل الخبر فعطَّل، وقد سقت من كلام الحافظ ابن حجر قبلُ أن مِن المؤولة مَن تجاوز وتكلف وبالغ في التأويل حتى حرَّف وخلط فغلط، أما التأويل الذي يوافق لسان العرب ويسير مع مقتضى التنزيه الذي يليق بالباري سبحانه وتعالى فهو منهج صحيح مقبول يتوسط التشبيه والتعطيل ... (وكذلك جعلناكم أمة وسطا).
قال ابن دقيق العيد: إن كان التأويل من المجاز البيِّن الشائع فالحق سلوكه من غير توقف، أو من المجاز البعيد الشاذ فالحق تركه، وإن استوى الأمران فالاختلاف في جوازه وعدم جوازه مسألة فقهية اجتهادية. اهـ
فالمعلوم أن من انكر عليهم السلف انما انكروا عليهم التأويل نفسه لا رد الأخبار فقط بل اصل انكارهم عليهم هو التاويل و ليس رد الخبر و المعروف ايضا ان غالب تصرفهم انما كان في تاويل الأخبار لا في ردها كما هو حال متاخري الأشاعرة أيضا فهم ايضا قد ردوا من الأخبار و غلطوا من الرواة ما لم يستطيعوا له تاويلا
بارك الله فيكم و هدانا و اياكم لمعرفة الحق و اتباعه فلا شك ان الالتزام بالكتاب و السنة و آثار السلف بصدق و اخلاص كفيل بان يظهر الحق
ـ[عدنان بن عبد الله زهار]ــــــــ[08 - 09 - 07, 10:00 م]ـ
جزيتما خيرا أخي الشيخ سليمان الخراشي وأخي الأستاذ محمد البويحياوي،
أرجو تكرمكما في إمهالي يومين لإكمال هذا الحوار الرصين الهادف، بسبب انشغالي خلالهما بسفر دعوي، أرجو الله لي ولكم الهداية والسداد.
وما أصدق كلمة الشافعي:
سَهَري لِتَنقيحِ العُلومِ أَلَذُّ لي مِن وَصلِ غانِيَةٍ وَطيبِ عِناقِ
وَصَريرُ أَقلامي عَلى صَفَحاتِها أَحلى مِنَ الدَوكاءِ وَالعُشّاقِ
وَأَلَذُّ مِن نَقرِ الفَتاةِ لِدَفِّها نَقري لِأُلقي الرَملَ عَن أَوراقي
وَتَمايُلي طَرَباً لِحَلِّ عَويصَةٍ في الدَرسِ أَشهى مِن مُدامَةِ ساقِ
وَأَبيتُ سَهرانَ الدُجى وَتَبِيتُهُ نَوماً وَتَبغي بَعدَ ذاكَ لِحاقي
والحمد لله رب العالمين
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 10:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم سلِّم،
ما دام أخي الشيخ سليمان الخراشي يطالب بنقل الحوار إلى الخاص فلا مانع عندي، لكن ليس قبل أن أجيب عن آخر المسائل المردود بها عليَّ، حتى لا تبقى معلقةً؛ وبعده نلبي طلب الشيخ الكريم.
*الأخ المكرم محمد البويحياوي سلمك الله،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/374)
أولا: قولكم "احتماء الأشاعرة بالتفويض" لا معنى له، فلا دخل للاحتماء في أمر تعبدي عقدي عرفاني ... لأن التفويض عندهم أصل في المتشابه، ما لم يعتقد فيه التشبيه والتجسيم، فيلجؤون إلى التأويل الذي تقتضيه ضوابط اللغة وقواعد البلاغة التي نزل القرآن بها وخاطب العرب بمقتضياته ومختلف أساليبها.
ثانيا: إنكار مَن أشرت إليه من الصحابة على المعطلة فعلى من أنكر أصل الخبر فعطَّل، وقد سقت من كلام الحافظ ابن حجر قبلُ أن مِن المؤولة مَن تجاوز وتكلف وبالغ في التأويل حتى حرَّف وخلط فغلط، أما التأويل الذي يوافق لسان العرب ويسير مع مقتضى التنزيه الذي يليق بالباري سبحانه وتعالى فهو منهج صحيح مقبول يتوسط التشبيه والتعطيل ... (وكذلك جعلناكم أمة وسطا).
قال ابن دقيق العيد: إن كان التأويل من المجاز البيِّن الشائع فالحق سلوكه من غير توقف، أو من المجاز البعيد الشاذ فالحق تركه، وإن استوى الأمران فالاختلاف في جوازه وعدم جوازه مسألة فقهية اجتهادية. اهـ
**الشيخ المحترم سليمان الخراشي حفظكم الله،
أولا: ليس هناك تناقض في كلامي ولله الحمد، دونك بيانه من وجهين:
الوجه الأول: أنني لما ذكرتُ لكم مذهب الصحابة الكرام الذي هو التفويض وترك الخوض في المتشابه إنما هو إلزام لمَن يعتقد أن طريقتهم أسلم الطرق ومع ذلك يثبت هو ما فوضوه هم، ولا شك أن الإثبات ليس تفويضا، إذ التفويض ترك الزيادة على لفظ النص، وأصحاب هذا الرأي لا يلتزمون مذهب الصحابة على هذا فخاضوا في المتشابه من جهة، وزادوا على لفظ النص ما ليس منه من جهة أخرى كزيادة "الذات" في آيات الاستواء ... وكلُّ ذلك مخالف لمنهج الصحابة، فيما سميتموه "فهم الصحابة". فمذهب الصحابة التفويض مع التنزيه لا التشبيه عن طريق الإثبات ...
الوجه الثاني: أن للأشاعرة طريقتين في هذا الباب مشهورتين سليمتين: التفويض والتأويل، ففي إحدى الطريقتين التزام بمذهب السلف وفي الأخرى التزام بقواعد اللغة التي تسد الباب على مَن شبه الله بمخلوقاته ...
وكل نص أوهم التشبيه ... فوضه أو أول ورم تنزيها
ثانيا: أن مذهب التفويض الذي سماه "العلماء؟؟؟؟ " مذهب التجهيل، فعلى الخلاف الجاري في المسألة قديما وحديثا لا يزيد نبزهم وتنقيصهم وقدحهم في الحق ولا ينقص منه.
ثم إنني تأملته مرارا ورأيت أن الصحابة لم يخوضوا في المعضلات لانشغالهم من جهة بالأعمال النافعة دون الجدالات الفارغة، ولكونهم آمنوا بما أنزل إليهم من ربهم دون أن يزيدوا عليه ما لم يزده القرآن والسنة، ثم هم عرب أقحاح يعرفون أن في الكلام مجازا عقليا وفيه مجازا مرسلا وفيه كناية واستعارة وتشبيها وتلويحا وإشارة وتلميحا ... الخ
فهم لما سمعوا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" لم يفهموا أن القرب ذاتيٌّ، وكذلك لما سمعوا "فلا يتفل قبل وجهه فإن الله تجاهه" وكذلك "أين الله؟ قالت: في السماء" وكذلك "استوى على العرش"، فكانوا يعلمون أن ذلك لا تعلق له بالذات وإلا اقتضى تناقضا واضطرابا وإشكالا في الاعتقاد ... وهو الذي نستغرب لوجوده في معتقد المخالِفين، فاعتقادهم أنهم مستو بذاته على عرشه مع أنه قريب من الداعي وأقرب إلى حبل الوريد وأنه بكل شيء محيط وأنه معنا أينما كنا إلى غير ذلك مما ينافي الاستواء الذاتي، فلذلك لجؤوا إلى التاويل اضطرارا وهو خلاف طريقته!!!
وعلى هذا يتبخر قولكم أن هذه الطريقة فيها قدح لحكمة الرب ... الخ كلامكم لأننا نقول أنهم فهموا معانيه الإجمالية المقتضية للتنزيه وفوضوا الكيفيات الجزئية ولم يخوضوا فيها كما بينت. ويبطل إلزامكم بكون القرىن أنزل نذيرا لما بينت، فلا مزيد.
ثالثا: أما باب التدبر ... الخ فمَن تدبر بناء على قواعد اللغة التي أنزل بها القرآن وعظم الحق سبحانه في قلبه وصرف آيات الصفات والأفعال عن التشبيه والتنزيه فنِعم التدبر، أما يقال أن الله استوى فجلس بذاته وله يد ويزاد ليست كأيدينا ويجلس نبيه على عرشه يوم القيامة ويكشف عن ساق حقيقية ... ثم يضطرب فيقول معكم بعلمه وينسى بمعنى كذا ويمكر بمعنى كذا ... فتدبر خاسر، هدانا الله للحق.
رابعا: وإذا كان الإثبات للمعنى دون الكيف فهو الذي يسمى حقا "مصادمة للقرآن" (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".ويبطل به كلُّ اللوازم التي تفضلت بها لأنها تجري في هذا المجرى ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/375)
خامسا: ونصيحتك برسالة "مذهب أهل التفويض" مقبولة منك جزاك الله خيرا عليها، أقابلها بنصيحة رسالة "دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه" للحافظ ابن الجوزي صاحب "تلبيس إبليس".
... الأخ عبد الله الخليفي المنتفجي:
أولا: لا أعجب من منطقك والله، فأنت قبل يوم واحد تصيح في الناس قائلا:
اتركوه اتركوه
وعهدي بالواعظ متعظ، فما الذي منعك من التزام نصيحتكم لغيرك؟؟؟؟ فأي المنطقين أغرب؟
لكن دونك الجواب:
أولا: أما الاتهام بالتعصب فقد تفضل أخ منتسب لكم قد سلقني بأقبح وأشد منه، فجعلني ضالا –وهو يحسب انه يحسن صنعا- وأنا فوضت أمري إلى الله هو حسيبه ... لكن لا باس أن نسال الله أن ينجينا من التعصب.
ثانيا: سردك لخلافات جزئية بين بعض الأشاعرة للتدليل على أنهم ليسوا على الجادة طريقة غير علمية، فكم تخالف السلفيان في مسائل اعتقادية كثيرة ونحن لا نفرح بذلك دليلا على خطأ المنهج، لأن الاجتهاد موصل للتخالف ولو في المذهب الواحد.
ثالثا: صحيح ما ذكرت من أن كلام الحافظ في الاعتقاد ليس قرآنا إلا أنني أسألك أهذا المنطق في حقه وحق أمثاله من علمائنا فقط؟ أم يجري على مثل ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن عبد الهادي وغيرهم؟؟؟؟؟؟؟؟
رابعا: الحافظ الغماري ليس عندي حجةً في كل صغيرة وكبيرة يا أخي الكريم حتى تلزمني برأيه، لكنه عندي فارس في غير هذا رحمه الله ورحم علماء الأمة أجمعين ...
والآن يمكن أن نرجع إلى الرسائل الخاصة.
****الأخ سعد سعود:
قولك: فدعوة الشيخ محمد رحمه الله تقف غصة في حلوق اهل الباطل، فحب الشيخ علامة إيمانوبغضه علامة نفاق وخذلان.
هذا حديث مرفوع أم موقوف أم مذا؟ بيّ، لنا لو سمحت ...
وحبنا عام لكلِّ مسلم ومسلمة ... والآن إلى الحوار الخاص مع الشيخ الخراشي بعد أن طلب ذلك ... والحمد لله رب العالمين
لما وجدنا في كلامك رائحة الشبهة أجبنا
وأنت من ابتدأ بالإفتراء فتأمل
وكتاب ابن الجوزي السيء الذي تنصح به ننصحك بقراءة ((إتحاف أهل الإنصاف)) للعلوان في الرد عليه
وكذلك بحثي المنشور في المنتدى بعنوان ((تسفيه أدعياء التنزيه))
وقولك أنه لطلما تخالف السلفيون في مسائل عقدية فهذا فيه نظر
فالسلفي إذا خالف اعتقاد السلف في مسألة لم يعد كذلك
وإثبات الوجه واليدين والعلو ليست مسائل جزئية يا صاحبي بل هي أصلية
ونحن لا نأخذ اعتقادنا من أقوال الأشخاص المجردة من الأدلة
وأود أنبه على أن قولنا في قوله ((وهو معكم)) أي بعلمه ليس تأويلاً لأنه مأخوذ من دلالة السياق
فبداية الآية تتكلم عن العلم وآخرها كذلك
فقياسها على آيات صفة اليد مثلاً قياس ساقط
والأساعرة أنفسهم لا يأولون جميع آيات بل يردون بعض تأويلات المعتزلة كمثل تأويل المعتزلة للسمع والبصر بالعلم
كما جاز لكم نقض هذا التأويل جاز نقض تأويلاتكم
وأما آية النسيان فيقابلها نفي جزئي صريح ((وما كان ربك نسياً))
لهذا حمل النسيان على الترك وهو أحد المعاني في اللغة
ولا أحد من محاوريك يقول بأن معنى الإستواء الجلوس هذا كذب
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 10:28 م]ـ
قول الزهار ((فهم لما سمعوا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" لم يفهموا أن القرب ذاتيٌّ، وكذلك لما سمعوا "فلا يتفل قبل وجهه فإن الله تجاهه" وكذلك "أين الله؟ قالت: في السماء" وكذلك "استوى على العرش"، فكانوا يعلمون أن ذلك لا تعلق له بالذات وإلا اقتضى تناقضا واضطرابا وإشكالا في الاعتقاد))
سبحان الله
قول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية ((أين الله)) وجوابها ((في السماء)) غير متعلق بالذات
يا رجل لم يكونا يتكلمان عن غير الذات فكيف يكون الكلام غير متعلق بالذات
النصوص التي تتكلم عن الذات غير متعلقة بالذات هذه سفسطة فالجاريةى عندما قالت ((في السماء)) كانت تعني ما تقول
وحديث أقرب ما يكون العبد وهو ساجد
فمن المعلوم عند جميع المسلمين أن الله ليس في مكان في الأرض دون آخر
حتى على مذهب الجهمية
والحث على الدعاء في هذا الموطن أفاد أن القرب معنوي
وأما النهي عن التفل في جهة القبلة
فالقمر يكون في مواجهة أحدنا وهو في السماء ونحن في الأرض فتأمل
ولا تقل كما قال شيخك أننا نشبه
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ((إنكم سترون ربكم كما ترون القمر))
فشبه الرؤية بالرؤية ونحن هنا نشبه المقابلة بالمقابلة وهنا تتسق النصوص الشرعية بدون إسقاط لمعاني النصوص الكثيرة
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 10:30 م]ـ
وهنا سؤال
ماذا كان يعني ابن مسعود بقوله: ((ما بين السماء القصوى والكرسي خمسمائة عام، ويبن الكرسي والماء كذلك، والعرش فوق الماء والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم))
أخرجه اللالكائي والبيهقي وابن خزيمة والطبراني سند حسن وغيرهم كثير و قال الذهبي: (إسناده صحيح). وقال الهيثمي: ((رجاله رجال الصحيح)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/376)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - 09 - 07, 05:19 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله .. ولعلك تواصل مع الأستاذ عدنان - وفقه الله -؛ وأما أنا فأختم حواري بهذه الهدية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111868
ـ[ابو العابد]ــــــــ[11 - 09 - 07, 07:10 ص]ـ
أخ عدنان ما أجمل الوضوح.
وصدق الله (إن ابراهيم كان أمة).
ـ[عدنان بن عبد الله زهار]ــــــــ[11 - 09 - 07, 10:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وأصلي واسلم على سيدنا محمد االنبي الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان،
وبعد،
الإخوة الأفاضل الشيخ سليمان الخراشي، الشيخ محمد المبارك، الشيخ محمد الخليفي المنتفجي، الشيخ محمد البويحياوي،
جزيتم خيرا وبوركتم،
فقد كنتُ عازما على إكمال المحاورة معكم حول هذا الموضوع المتشعب، بل شرعت فعلا في كتابة بعض الردود على الأخوين المنتفجي والخراشي، إلا أنني رأيتُ أن أغلب ما يَستدرِك به الإخوة هنا مأخوذ أو مشابه لما في كتاب الشيخ فيصل الجاسم "الأشاعرة في ميزان أهل السنة"، فكنت أرجع إليه مرة بعد مرة، فإذا به -رغم التنويه الذي ملأ صفحات المنتديات- مليء بالمغالطات ومستدل في غالبه بالعمومات التي تحتاج إلى مزيد بيان ... ورايت أن الميزان الذي حكم مائل لسانه من أصله، وثقيلة إحدى كفتيه قبل استعماله، ومحاولة الشيخ جاسم سامحنا الله وإياه وصف لميزان في ذهنه لا وضع موزون عليه ...
فاستخرتُ الله عز وجلَّ أن أسطر تعقبات عليه وبيان لما أجمله في كتابه والحق أن يُبَيَّن أو عممه والواجب أن يُخصص، وذكر حقائق تاريخية مستخرجة من كتب التراجم والتاريخ المعتمدة غفل عنها الأخ المذكور ...
فنقلت تتمة كلامي مع الإخوة الأكارم هنا إلى هذا الكتاب الذي شرعت فيه صبيحة هذا اليوم، أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المخلصين ...
وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ...
والحمد لله رب العالمين.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - 09 - 07, 01:09 ص]ـ
نسأل الله لك التوفيق لما يُحبه ويرضاه ..
ولعلك تنشر تعقباتك على أهل السنة في مكان آخر، يسمح بذلك. لأن الإخوة - وفقهم الله - لا يسمحون بنشرها هنا؛ لأنهم - كما أخبرتك - يريدون الملتقى " خالصًا " لأهل السنة.
وكتاب الشيخ فيصل - رعاه الله - نافع لمن طلب الحق. (وأنصح الإخوة الكرام بنشره في المنتديات).
فلعل تعليقك هذا يكون الختاميّ في هذا الملتقى.(43/377)
سند قول نعيم بن حماد: من شبّه الله بخلقه فقد كفر
ـ[المقدادي]ــــــــ[15 - 08 - 07, 06:05 ص]ـ
الحمدلله و بعد
قال الحافظ الذهبي في كتابه العرش عند إيراده لكلام الإمام السني الكبير نعيم بن حماد رحمه الله:
"
قال ابن بطة، حدثنا ابن مخلد، حدثنا الرمادي، سمعت نعيم بن حماد في قوله {وَهُوَ مَعَكُم}: "أنه لا يخفى عليه خافية بعلمه، ألا ترى قوله {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ} الآية، أراد: أنه لا يخفى عليه خافية".
نعيم بن حماد نزيل مصر، أحد شيوخ البخاري، من كبار أئمة الحديث، توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين.
وهو القائل ما أخبرنا ابن الفراء، أنبأنا ابن قدامة، انبأنا ابن البطي، أنبأنا ابن خيرون، أنبأنا ابن شاذان، أنبأنا ابن زياد، حدثنا محمد بن إسماعيل، سمعت نعيم بن حماد، يقول: "من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها".
وكلا القولين صحيح عنه." اهـ من كتاب العرش بتحقيق د. محمد التميمي
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[15 - 08 - 07, 07:10 ص]ـ
وقال في (السير) (10/ 610) ترجمة نُعيم:
أخبرنا إسماعيل بن عبدالرحمن المعدل سنة ثلاث وتسعين وست مئة، أخبرنا الإمام أبو محمد بن قدامة، أخبرنا محمد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن خيرون، وأبو الحسن بن أيوب البزاز، قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان، أخبرنا محمد بن إسماعيل الترمذي، سمعت نعيم بن حماد يقول: (من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر، وليس [في] ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه).
قلت: هذا الكلام حق، نعوذ بالله من التشبيه ومن إنكار أحاديث الصفات، فما ينكر الثابت منها من فقه، وإنما بعد الإيمان بها هنا مقامان مذمومان:
تأويلها وصرفها عن موضوع الخطاب، فما أولها السلف ولا حرفوا ألفاظها عن مواضعها، بل آمنوا بها، وأمروها كما جاءت.
المقام الثاني: المبالغة في إثباتها، وتصورها من جنس صفات البشر، وتشكلها في الذهن، فهذا جهل وضلال، وإنما الصفة تابعة للموصوف، فإذا كان الموصوف عز وجل لم نره، ولا أخبرنا أحد أنه عاينه مع قوله لنا في تنزيله: (ليس كمثله شئ)، فكيف بقي لأذهاننا مجال في إثبات كيفية البارئ، تعالى الله عن ذلك، فكذلك صفاته المقدسة، نقر بها ونعتقد أنها حق، ولا نمثلها أصلاً ولا نتشكلها. أ. هـ.
ـ[المقدادي]ــــــــ[15 - 08 - 07, 11:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 01:38 ص]ـ
من ذا الذي طعن فيه حتى توثقه؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 01:54 ص]ـ
إنما ذكرته للفائدة
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 02:14 ص]ـ
أحسن الله إليكم.
وممن أسند هذا الأثر السلفي الذي هو شجا في حلق كل خلفي:
الحافظ الأثري أبو نصر أحمد بن عمر الغازي في خاتمة مجلسه الذي أملاه في رؤية الله تبارك وتعالى في المنام، رواه من طريق الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا أبو إسماعيل الترمذي، قال: سمعت نعيم بن حماد رحمة الله عليه يقول: من شبه الله تبارك وتعالى بشيء من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله عز وجل به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله تعالى به نفسه ولا رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تشبيه.
وهذا سند صحيح غاية.
وجزء أبي نصر الغازي من نفائس مكتبة الضياء المقدسي، وهو جدير بالنشر.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[16 - 08 - 07, 02:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك في أخي الشيخ الفاضل أبي أويس
نسخت هذا الجزء على الوورد منذ سنين ولم أنشط لتحقيقه
وهذه الرواية التي قصدتها:
جزءٌ فيهِ مجلسٌ من أَمَالي الشيخِ الإمامِ الحافظِ سراجِ السُّنَّةِ أبي نصرٍ أحمدَ بنِ عمرَ بنِ محمدِ بنِ عبداللهِ الغَازِي رحمه الله (1)
قال:
_ ومن جلالة نعيم بن حمَّاد وصلابته في السُّنَّة:
[1] ..
...
[8] حدثنا أبو عدنان محمد بن الفضل العنبري في آخرين قالوا حدثنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه إملاءً سنة عشر وأربع مائة ثنا أحمد بن محمد بن زياد ثنا أبو إسماعيل الترمذي (2) قال سمعت نعيم بن حمَّاد رحمة الله عليه يقول: ((من شبَّه الله تعالى بشيء من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله عزَّ وجلَّ به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله تعالى به نفسه ولا رسوله صلى الله عليه وسلَّم تشبيه)). ا. هـ
ــــــــــ
(1) هذا الجزء لا أعلم أنه طبع إلى الآن (1427 هـ)، وقد نسخته على الوورد منذ عام 1425 أو قبلها. خالد بن عمر
(2) جاء على طرَّة المخطوط: " اسم أبي إسماعيل الترمذي: محمد بن إسماعيل بن يوسف، سكن بغداد ".(43/378)
شرح أسماء الله الحسنى
ـ[مبارك مسعود]ــــــــ[15 - 08 - 07, 09:30 م]ـ
أيها ألإخوة , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا داعية وطالب علم أقوم بشرح أسماء الله الحسنى للإخوة في قريتي , أنا في أمس الحاجة إلى كتب في شرح أسماء الله الحسنى على ضوء الكتاب والسنة الصحيحة فمن لديه كتب أو مقالات أو بحث فالرجاء إرساله لي آجلا وجزاكم الله عنا وعن جميع المسلمين خير الجزاء. أخوكم في الله: مبارك مسعود من سريلانكا.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[15 - 08 - 07, 11:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عليك أخى بموقع صيد الفوائد وستجد ما تريد باذن الله,
وأما الصوتيات فعليك بالشيخين محمد الدبيسى وفوزى السعيد.
ـ[يوسف الخولاني]ــــــــ[16 - 08 - 07, 08:15 ص]ـ
من الكتب المفيدة
1 - النهج الأسمى في شرح أسماءالله الحسنى ل (محمدالحمودالنجدي)
2 - جهودالإمام ابن قيم الجوزية في تقريرتوحيد الأسماءوالصفات ل (د- وليدمحمدالعلي) وهي رسالةدكتوراةمن الجامعةالإسلاميةذكرفيهاكلام ابن القيم على معاني الأسماءالحسنى
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 08:23 ص]ـ
أخي فرغت شرح بعض أسماء الله الحسنى للشيخ خالد السبت تجدها على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=99230
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[19 - 08 - 07, 12:38 م]ـ
1 - أسماء الله الحسنى عبد الله الغصن
2 - أسماء الله الحسنى الهاديه إلي الله والمعرفه به أ. د.عمر الأشقر
3 - شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنه سعيد القحطاني
4 - المنهج الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى د. زين شحاته
5 - تحقبق العبودية بعرفة الأسماء والصفات فوز الكردي
6 - معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى د. محمدخليفة التميمي
7 - القول الأأسنى في شرح أسماء الله الحسنى مجدي الشورى
8 - الفو اعد المثلي الشيخ العثبمين
9 - المنهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى الحمود
10 - القول الاسني في شرح أسماء الله الحسنى الرشيد
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[07 - 11 - 10, 11:32 م]ـ
مصنفات الثقات فى الأسماء والصفات .......... مع أفضل الطبعات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1403147&posted=1#post1403147
ـ[مبارك مسعود]ــــــــ[08 - 11 - 10, 06:47 م]ـ
أثابكم الله يا إخوان وبارك في جهودكم
ـ[إبراهيم بن صالح بن راشد]ــــــــ[09 - 11 - 10, 08:34 م]ـ
ولله الأسماء الحسنى لعبدالعزيز الجليل الشيخ خالد السبت اثنى على هذا الكتاب(43/379)
هل يجوز للكافر دخول مقبرة المسلمين؟
ـ[ابو العابد]ــــــــ[15 - 08 - 07, 11:36 م]ـ
كسائق سيارة الجنائز.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[17 - 08 - 07, 06:58 ص]ـ
المسجد اشرف من المقابر ورغم ذلك وفى قول كثير من اهل العلم فللكافر دخول المسجد للسؤال والتعلم ونحو ذلك فمن باب اولى دخول المقابر خاصه انه لايوجد نهى فى المسئله فى حدود علمى المتواضع والله تعالى اعلم(43/380)
أعرضت عن الموضوع
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[15 - 08 - 07, 11:46 م]ـ
توصلت عبر إيميلي من موقع صيد الفوائد جديد الموقع مشكورين
ووقع بصري على موضوع آيات الله في الغراب وتناولته بالقراءة والتمعين
وكان الموضوع ممتعاً ومفيداً بحق حيث يظهر عظمة الله في خلقه.
لكن سرعان ماأعرضت عن الموضوع لما استشهد الكاتب بأحدالعلماء الاسرائيليين
المحتلين لبلادنا ................... أرجو من الإخوة إبداء آراءهم حول الموضوع.
http://www.saaid.net/Minute/216.htm
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[15 - 08 - 07, 11:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا على التنبيه ..
ولعل المشرفين على هذا الموقع .. لم ينتبهوا تماما لما ورد في آخر المقال:
كما قام احد العلماء الاسرائليين والمهتمون بدراسة سلوك الطيور بتتبع احد الغربان التى تسمى " wild hooded crow" والمنتشرة فى أرض فلسطين الحبيبة وفجأة وجد احد الغربان تقوم بتجميع فتات الخبز وتشبكها بمساعدة أصابع أرجلها فى فرع من فروع الأشجار ثم تسقطها فى البحيرة وعندما يتجمع السمك على فتات الخبز تحت سطح الماء تنقض عليهم وتمسك بهم بمنقارها ثم تطير بالسمك إلى عشها.
لقد تعجب هذا العالم من هذا المشهد وكاد يجن ويقول من وضع هذا الذكاء وهذه الحكمة فى عقل هذا الغراب؟؟؟
ولا أدري ماذا بقي من حب صاحبة المقال لفلسطين (الحبيبة) بعد أن اعترفت بـ"إسرائيل" ونوهت بجهده في بحثه المشار إليه ... وقصت علينا خبره، و"قال له"!!!
لا حول ولا وقوة إلا بالله ...
لعل بعضا من الناس يهوّنون من مثل هذه الأمور، ويقولون: إنما هو سطر أو كلمات ... ولا أهمية لها، ولن تغير شيئا.
ولكن "معظم النار من مستصغر الشرر" وأول الهزيمة .. أن "ننطق" نطقا .. بالاسم الرسمي (عندهم) لكيانهم .. وأول التطبيع، هذا وأمثاله!!
لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[18 - 08 - 07, 09:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بارك الله فيكم أيها الأخوة، والله لو كان فيه أناس أمثالكم متيقظين لهذه الدرجة لما كان حالنا اليوم هكذا.ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل.
فلسطينية من غزة
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[18 - 08 - 07, 10:00 م]ـ
اليقظة _أختي الكريمة_ والانتباه وأخذ الحذر من صفات المومنين المؤتمرين بأمر الله وذلك لقوله تعالى {ياايها الذين آمنوا خذوا حذركم}
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[18 - 08 - 07, 10:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ماذا تقصد أخي الكريم بالمومنين المؤتمرين بأمر الله؟ ألا وضحت إن لم يكن لديك مانع.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[18 - 08 - 07, 10:25 م]ـ
يعني يعملون بأمر الله ويطبقونه يقال: ائتمرو بأمر الله وانتهو عن نواهيه.
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[18 - 08 - 07, 10:44 م]ـ
اليقظة _أختي الكريمة_ والانتباه وأخذ الحذر من صفات المومنين المؤتمرين بأمر الله وذلك لقوله تعالى {ياايها الذين آمنوا خذوا حذركم}
أخي الكريم أحمد عندما سألتك عن مقصودك من الكلام السابق كنت قد ظننت خطأ،إذ كيف أحذر من المؤمنين المؤتمرين بأمر الله ولكني فهمت مقصودك وهذا ليس خطأ مني ولكن تعبيرك قد خانك إذ يجب أن تكون العبارة" الانتباه واخذ الحذر وهي من صفات الممؤمنين"وليس كما قلت.أرجو المعذرة على الرد
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[18 - 08 - 07, 10:52 م]ـ
اليقظة _أختي الكريمة_ والانتباه وأخذ الحذر من صفات المومنين المؤتمرين بأمر الله وذلك لقوله تعالى {ياايها الذين آمنوا خذوا حذركم}
عفواً أخي أحمد لقد فهمت كلامك السابق خطأ لهذا سألتك،إذ فهمت أن علينا اليقظة من صفات المؤمنين العاملين بأمر الله فاختلط على الأمر،وكان من الأجدر ان تقول" ...... وهي من صفات المؤمنين ........ أرجو المعذرة على سوء الفهم والرد.
تحياتي واحترامي
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[18 - 08 - 07, 10:59 م]ـ
اليقظة _أختي الكريمة_ والانتباه وأخذ الحذر من صفات المومنين المؤتمرين بأمر الله وذلك لقوله تعالى {ياايها الذين آمنوا خذوا حذركم} أحسب أني تحدثت بلغة سهلة مبسطة لا تحتاج الى ايضاح اوتفسير قلت أخذ الحذر من صفات المؤمنين الؤتمرين بامرالله ... فأين الخطأ ياأختي
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[18 - 08 - 07, 11:02 م]ـ
أنا المخطئة وهكذا فهمت،وإليك المعذرة والسماح
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[18 - 08 - 07, 11:03 م]ـ
وإن شئت قل من صفات المؤتمرين بأمر الله بحذف المؤمنين.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[18 - 08 - 07, 11:04 م]ـ
اللهم يامعلم ابراهيم علمنا ويامفهم سليمان فهمنا
سامحك الله اختي الكريمة
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[18 - 08 - 07, 11:08 م]ـ
سامحنا الله جميعاً(43/381)
حكم عيّب المخلوقات (ابن القيم)
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[16 - 08 - 07, 03:41 ص]ـ
قال قدس الله روحه ونور ضريحه:
والرجل إذا عاب صنعة الرب سبحانه بلا إذنه سرى ذلك إلى الصانع لأنه كذلك صنعها وعن حكمته أظهرها إذا كانت الصنعة مجبولة لم تصنع نفسها ولا صنع له في خلقها فالعارف لا يعيب إلا ما عابه الله ولا يذم إلا ما ذمه. طريق الهجرتين (397)
ـ[حسن شريف]ــــــــ[16 - 08 - 07, 05:04 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ولو فندت هذا المعنى في مقالة تبين فيها صنع الله و أحوال المخلوقات أمام هذه الصنعة إلى جانب أقوال أهل العلم فيمن يتكلم على هذه الصنعة بقبح أو غير ذلك لكانت الفائدة أكبر.
على كل حال فائدة عزيزة بارك الله فيك.(43/382)
لغويا وعقائديا: هل - الرحمن - صفة لله أو بدل؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 05:49 ص]ـ
بسم الله الرحم الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقتطف من التعليق الممتع على القواعد الأربع للأخ خالد الردادي
قوله: (الرحمن) نعت لله تعالى ولا يثنى ولا يجمع لأنه لا يكون إلا لله -جل وعزّ- وأدغمت اللام في الراء لقربها منها وكثرة لام التعريف.
وقال ابن هشام-رحمه الله-: ((الرحمن: بدل لا نعت، وأن الرحيم بعده: نعت له، لا نعت لاسم الله سبحانه وتعالى، إذ لا يتقدم البدل على النعت)) ().
وتعقب ابن القيم -رحمه الله- القائلين بهذا فقال:
((قلت: أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت فإنها دالة على صفات كماله فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية،فالرحمن اسمه تعالى ووصفه لا تنافي اسميته وصفيته فمن حيث هو صفة جرى تابعا على اسم الله ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورود الإسم العلم.
ولما كان هذا الإسم مختصا به تعالى حسن مجيئه مفردا غير تابع كمجيء اسم الله كذلك وهذا لا ينافي دلالته على صفة الرحمن كاسم الله تعالى فإنه دال على صفة الألوهية ولم يجيء قط تابعا لغيره بل متبوعا وهذا بخلاف العليم والقدير والسميع والبصير ونحوها ولهذا لا تجيء هذه مفردة بل تابعة فتأمل هذه النكتة البديعة يظهر لك بها أن الرحمن اسم وصفة لا ينافي أحدهما الآخر وجاء استعمال القرآن بالأمرين جميعا)).
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[17 - 08 - 07, 08:51 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[20 - 08 - 07, 03:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[24 - 08 - 07, 05:35 ص]ـ
وخيرا جزاكما(43/383)
طلب مساعدة هامة جدا من طلاب العقيدة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[16 - 08 - 07, 07:31 ص]ـ
أنا طالب في الماجستير وأطلب منكم التكرم علي بخطط بحوث ماجستير في العقيدة على هذا المنوال جهود العلماء في تقرير العقيدة أو عقيدة السلف وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[16 - 08 - 07, 07:35 ص]ـ
ومن يريد مراسلتي فهذ اميلي aWAd_200@hotmAil.COM
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[16 - 08 - 07, 08:25 ص]ـ
http://www.alagidah.com/vb/forumdisplay.php?f=25
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[18 - 08 - 07, 02:56 م]ـ
الرجاء من الإخوة التكرم بخطط بحوث في رسائل الماجستير في العقيدة في جهود العلماء في تقرير العقيدة
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 03:35 م]ـ
الرجاء من الإخوة التكرم بخطط بحوث في رسائل الماجستير في العقيدة في جهود العلماء في تقرير العقيدة
أخي أبا إبراهيم عوض -بارك الله فيك وأعانك على ما أنت مقدم عليه - موضوعك في حاجة إلى إعادة نظر فإنه عائم غير منضبط فهناك مئات من العلماء جهود كل واحد مهنم في تقرير العقيدة تصلح لرسالة الدكتوراه فكيف تشمل رسالة الماسجتير لجهود كل العلماء في هذا الباب؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[19 - 08 - 07, 05:00 م]ـ
يا أخ أنا أريد خطط فقط لرسائل ماجستير على سبيل المثال للاطلاع عليها
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[20 - 08 - 07, 03:11 ص]ـ
يأخي الكريم أنظر إلى الرسائل الموجوده في المكتبات وعلى سبيل المثال:
1 - الأمام محمد بن نصر المروزي وجهوده في بيان عقيدة السلف.موسم النفيعي ماجستير دار الوطن
2 - جهود محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف.عبد العزيز الطويان ماجستير مكتبة العبيكان
3 - منهج الامام الشوكاني في العقيدة عبد الله نومسوك. دكتوراه دار القلم
4 - ابن الوزير وآراؤه الإعتقادية. علي الحربي.ماجستير عالم الكتب
5 - ابن رجب الحنبلي وأثره في توضيح عقيدة السلف.عبدالله الغفيلي.دكتوراه. دار المسير
6 - منهج الامام الشافعي في إثيات العقيدة.محمد الشبل. دكتوراه أضواء السلف
7 - منهج ابن قدامه في تقرير عقيدة السلف. علي الشهراني دكتوراه. بيت الأفكار الدولية
8 - عقبدة الامام ابن عبدالبر في التوحيد والايمان سليمان الغصن ماجستير. دار العاصمة
9 - منهج الامام مالك في إثيات العقيدة سعود الدعجان ماجستير الناشر مكتبة ابن تيميه توزيع مكتبة العلم بجدة
10 - منهج ابن رجب الحنبلي في العقيدة.علي الشبل ماجستير.دار الأصمعي
11 - منهج ابن حجر في العقيدة محمد كندو ماجستير مكتبة الرشد
12 - أصول الدين عند الامام ابي حنيفه محمد الخميس د كتوراه دار الاصمعي
13 - عقيدة الامام ابن قتيبة علي نفيع العلياني مكتبة الصديق
14 - عقيدة الامام الازهري علي نفيع العلياني دار الوطن
أنظر إلي خطط هذه الرسائل وغيرها تجد بغيتك
أعانك الله وسدد خطاك وأقترح عليك موضوع وهو
جهود الشخ حمود التويجري في العقيدة وقد أخذت رسالة عن الشيخ في قسم الحديث
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[20 - 08 - 07, 02:31 م]ـ
يا أخي انا من فلسطين ولا يوجد عندنا هذه الرسائل وجزاك الله خيرا
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[26 - 08 - 07, 04:48 ص]ـ
هل قصدك جهود العلماء في موضوع معين مثل القضاء والقدر أو الإيمان أواليوم الآخر .....
أو جهود عالم معين في العقيدة عموما
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[27 - 08 - 07, 10:58 ص]ـ
في كتاب السنة لابن ابي عاصم في العقيدة
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 08 - 07, 05:04 ص]ـ
هذه خطة خذ منها مايعجبك وليست على سبيل الحصرانما هي روؤس أ قلام من خلال تصفح سريع للكتاب وانت من خلال قراءتك المتأنيه للكتاب تستطيع ان تخرخ فصول ومباحث ومطالب لرسالتك ويلاحظ عدم الترتيب
المقدمة: وفيها
أسباب أختيار الموضوع
منهجك في البحث
الفصل الأول: ترجمة الإمام عمرو بن ابي عاصم
المبحث الاول: اسمه ونسبه
المبحث الثاني: مولدة ونشأتة
المبحث الثالث: الحالة السياسية
المبحث الرابع: الحالة الاجتماعية
المبحث الخامس: حياتة العلمية
المطلب الاول: طلبه للعلم ورحلاتة
المطلب الثاني: شيوخه ووتلاميذه
المطلب الثالث: مذهبه الفقهي ومكانته العلمية وثناء العلماء عليه
المطلب الرابع: حسن عباته وتمسكه بالسنة وشجاعته بالحق
المطلب الخامس: مؤلفاته
المطلب السادس: وفاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/384)
الفصل الثاني: الإيمان
المبحث الاول: الايمان بالله
لمبحث الثاني: الايمان بالملائكة
المبحث الثالث: الايمان بالكتب
المبحث الرايع:الايمان بالرسل
المبحث الخامس: الايمان باليوم الاخر
المطلب الاول: اشراط الساعة ومنها الدجال .......
المطلب الثاني الحوض
المطلب الثالث: الشفاعة أنوع الشفاعة_المثبته وهي ستة والمنفبه_أسباب حصول الشفاعة
المطلب الرابع: القبر وعذابه
المطلب الخامس: الورود على النار
المطلب السادس: البعث
المبحث السادس: الإيمان بالقضاءوالقدر (وقدتوسع فيه)
المطلب الاول مراتب القدر العلم الكتابة والمشيئةوالإرادة والخلق
المطلب الثاني: الاحتجاج بالقدر علي فعل المعاصي
المطلب الثالث: الحذر من الخوض في القدر
المطلب الرابع: النهي عن مجالسةأهل القدر
المطلب الخامس: الواجب على العبد في باب القدر
المطلب السادس: خلق أفعال العباد
المطلب السابع: الفطرة
المطلب الثامن: أطفال المشركين
وينظر هل تكلم عن الاسلام والفرق بينه وبين الايمان وشعب ونواقض الايمان وأنه قول وعمل وان الاعمال داخله في مسمي الايمان وعن مرتكب الكبيرةو ......
االفصل الثالث: التوحيد
المبحث الاول: توحبدالالوهيه
المطلب الاول: الشرك _عقوبته_عدم مغفرته_ ........
االمطلب الثاني: التصوير
المبحث الثاني: توحيد الربوبيه
المبحث الثالث: توحيد الاسماء والصفات
المطلب الاول: الرؤيه
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه _ كيفية رؤية الله في الاخره للمومنين _
المطلب الثاني: صفة الكلام
المطلب الثالث: صفة القدم
المطلب الرابع: صفة الوجه
المطلب الرابع: صفة الضحك
المطلب الخامس: صفة العجب
المطلب السادس: صفة الرحمة
المطلب السابع: صفة السمع
المطلب الثامن: صفة الغضب
هنا ك غيرها من الاسماء والصفات ومايتعلق بموضوع الاسماء والصفات في نفس الكتاب
الفصل الرابع: الرد على الفرق الضالة
المحث الاول: مقدمة في اختلاف الفرق
المطلب الاول: نعمة الله على عباده باكمال الدين
المطلب الثاني: حث النبي على أتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين
المطلب الثالث: وجوب طاعة ولي الامر في غير معصية _الصبر عندما يرى مايكره_النصيحة له_النهى عن الخروج عليه مالم يرىكفرا بوح له من الله برهان
المطلب الرابع: وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق
المطلب الخامس: فضل الصحابه _فضل ابي بكر_عمر_ عثمان _علي_الزبير _طلحة بن عبيد الله_سعد_عبد الرحمن بن عوف_ العشرة المبشرين_ الخيرية
المطلب السادس: فضل اآلالبيت _فضل قريش ونسائهم وانهم اسرع الناس فناء
المبحث الثااني: المرجئة
المطلب الاول: التعريف بهم _نشائتهم_أقولهم_ الرد عليهم _موقف ابن ابي عاصم منهم
المبحث الثالث: الخوارخ
المحث الرابع: الرافضة
وباقي الفرق التى تعرض عليك
هذا ماتسر وأعانك الله وسدد خطاك
السلف اعلم وأحكم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[03 - 08 - 10, 12:10 م]ـ
من يساعدني في كتابة خطتي للبحث وله جزيل الشكر بارك الله فيكم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 08 - 10, 03:57 م]ـ
يا مولانا الإخوة كتبوا لك رسائل مشابهة ..
والأخ سليمان كتب لك خطة مفصلة، عايزهم يكتبوا لك الرسالة ـ ابتسامة مداعبة!
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[03 - 08 - 10, 11:38 م]ـ
بارك الله فيك وانت مالك (ابتسامة مداعبة)
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[05 - 08 - 10, 04:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله
ثلاثة سنين ولم تكتب خطة البحث بعد!!
أين الهمة؟!
رفع الله من همتك
ـ[عبدالإله بن أبي عبدالإله]ــــــــ[05 - 08 - 10, 02:28 م]ـ
س / (أين الهمة؟!)
جـ / في الخطة. (ابتسامة)
أسأل الله أن يعين أخانا ويسهل أمره(43/385)
حذار مما سيحدث
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[16 - 08 - 07, 09:31 ص]ـ
قال الامام أحمد في مسنده حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ سَيَلِي أَمْرَكُمْ مِنْ بَعْدِي رِجَالٌ يُطْفِئُونَ السُّنَّةَ وَيُحْدِثُونَ بِدْعَةً وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ بِي إِذَا أَدْرَكْتُهُمْ قَالَ لَيْسَ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ طَاعَةٌ لِمَنْ عَصَى اللَّهَ قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
و سَمِعْت أَنَا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ مِثْلَهُ
قال الامام مسلم و حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ ح و حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ أَخْبَرَنَا يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلَّامٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ كَيْفَ قَالَ يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ قَالَ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ.
قال الامام أحمد حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ أَبُو خِدَاشٍ الْيُحْمَدِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ
مَا أَعْرِفُ شَيْئًا الْيَوْمَ مِمَّا كُنَّا عَلَيْهِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قُلْنَا لَهُ فَأَيْنَ الصَّلَاةُ قَالَ أَوَلَمْ تَصْنَعُوا فِي الصَّلَاةِ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ.(43/386)
أقوال السلف في التوحيد
ـ[بن نعمان]ــــــــ[16 - 08 - 07, 10:03 ص]ـ
إخواني أين أجد أقوال السلف في التوحيد والعقيدة؟ هل هناك من جمعها في رسالة مستقلة؟ وهل أجد ذلك في هذا الملتقى؟
أفيدوني بارك الله فيكم
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[20 - 08 - 07, 03:56 ص]ـ
هنا ك من جمعها مخصص في كتاب معين مثل:
الآثار المروية عن السلف في العقيده من كتاب تا ريخ دمشق جمع وتحقيق ودراسة توفيق كمال طاووس ويقع في خمسة اجزاء
الآثار الواردة عن أئمة السنة في أبواب الاعتقاد من كتاب سير أعلام النبلاء حمع وتحقيق ودراسة جمال أحمد بشير بادي ويقع في مجلدين
ومنهم من خصصها بموضوع معين في عصر معين مثل:
أقوال التابعين في مسائل التوحيد والإيمان جمع وتحقيق ودراسةعبد العزيز المبدل ويقع في ثلاثة أجزاء
ومنهم من خصصها في شخص معين مثل:
الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة جمع ودراسةحياة محمد جبريل ويقع في مجلدين
المسائل والرسائل المرويةعن الامام أحمد بن حنبل في العقيدة جمع وتحقيق ودراسة
عبد الا له الاحمدي ويقع في مجلدين
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[20 - 08 - 07, 01:03 م]ـ
أرجو من أخي الكريم ذكر أسماء الدور التي طبعت هذه الكتب.
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[26 - 08 - 07, 05:02 ص]ـ
الاول: عمادة البحث العلمي بالجامعة الاسلامية
الثاني: دار الوطن الرياض
الثالث: دار التوحيد لنشر الرياض
الرابع: عمادة البحث العلمي بالجامعة الاسلامية
الخامس: دار طيبة الرياض(43/387)
هل من أحد يبدأ معى فى تعليمى لامور العقيدة وياخذ فيا ثواب؟؟؟ هام جدا جدا جدا
ـ[أبو عبد الرحمن الاثرى]ــــــــ[16 - 08 - 07, 10:53 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) أما بعد::
فقد طلبت من احد الاخوة ان يبدأ معى من البداية فى العقيدة وذلك لاهميتها اسال الله العظيم ان يسخر لى عبدا من عباده يعلمنى امر دينى وذلك بالعلم ان عمرى14سنة هام جدا
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[16 - 08 - 07, 11:52 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) أما بعد:
فقد طلبت من احد الاخوة ان يبدأ معى من البداية فى العقيدة؛ وذلك لاهميتها.
اسال الله العظيم ان يسخر لى عبدا من عباده يعلمنى امر دينى.
وذلك بالعلم ان عمرى (14) سنة
الأخ الحبيب أبو عبد الرحمن الأثري: أسأل الله - جل وعلا - أن تكون من أهل هذا الحديث، وأن تصيبك بركته -
عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ:
كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ؛ أَتَيْتُكَ مِنْ الْمَدِينَةِ، مَدِينَةِ رَسُولِ اللَّهِ ? لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ عَنْ النَّبِيِّ ?. قَالَ: فَمَا جَاءَ بِكَ تِجَارَةٌ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: وَلَا جَاءَ بِكَ غَيْرُهُ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ِ ? يَقُولُ:
(مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ.
وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ.
وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْمَاءِ.
وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ.
إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ.
إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ. فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ.)
ولعلك تقرأ بعض المباحث الهامة لطالب علم العقيدة - عقيدة السلف - في موضوع:
(كلمات سلفية في أركان الإيمان)،
ورابطة في التعليق،،،
سلمك الله من كل سوء، وجعلك زخرا لهذه الأمة المحمدية،،،(43/388)
لا يكفر أحد من أهل القبلة ما لم
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[17 - 08 - 07, 12:53 ص]ـ
منقول
ما رأي الإخوة في هذا الكلام؟
وهل هذا هو المنهج الوسطي الحق؟
قال الشيخ حسين بن شهاب الدين الكيلاني (842 ـ889 هـ) في شَرْح العَقَائِدِ العَضُدِيَّةِ للعلامة القاضي عضد الدين الإيجي:
حرره المشرف: وهذا الكلام المنقول فيه مخالف لمذهب السلف ويمكنك مناقشته في قسم المناظرات التابع للملتقى لعدم السماح بطرح الشبه في الملتقى.(43/389)
مساله فى ترجمه الامام النووى
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[17 - 08 - 07, 04:34 ص]ـ
ذكر فى ترجمه الامام النووى:
وحكى اللخمي عن غير واحد من العلماء بدمشق أنه لما خرج منها إلى نوى خرج معه جماعة العلماء وغيرهم لظاهر دمشق، وسألوه متى الاجتماع؟ فقال: بعد مائتي سنة فعلموا أنه عني القيامة؟؟
فهل لنا من طلبه العلم من يحل هذا الاشكال
بوركتم
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[17 - 08 - 07, 08:32 ص]ـ
هل لك أن تحيلنا على موضعه من " الشاملة " إن كان فيها، لنرى السياق أولا؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[17 - 08 - 07, 10:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إن صح هذا النقل عن النووي _ رحمه الله _ فإنه يحمل على ظنه بقرب الساعة لا الجزم بذلك وقد اشار إلى ظهور بعض علاماتها في زمانه عند شرح بعض الأحاديث في شرح مسلم وهو قطعاً لا يريد أنه يعرف وقت قيامها؛ إذ من المعلوم أن النووي محقق ولا يخفاه أن علم الساعة غيب لايعلمه إلا الله.
لكن من أهل العلم من حاول تقريب وقت قيامها استنباطاً من بعض النصوص والآثار ولعل من أول من قام بذلك من العلماء ابن جرير الطبري _ رحمه الله _ في مقدمة تاريخه وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: " الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة وقد مضى ستة آلاف ومائة سنة " لكن إسناده ضعيف جداً.
ثم أورد عن كعب الأحبار قوله: " الدنيا ستة آلاف سنة " وعن وهب بن منبه مثله وزاد: " ان الذي مضى منها خمسة آلاف وستمائة سنة " ثم رجح ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ثم أورد حديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي في الصحيحين مرفوعا: " ما أجلكم في أجل من كان قبلكم الا من صلاة العصر إلى مغرب الشمس " ومن طريق مغيرة بن حكيم عن بن عمر بلفظ: " ما بقي لامتي من الدنيا الا كمقدار إذا صليت العصر "
قال ابن حجر: وحديث ابن عمر صحيح متفق عليه وله محملان أحدهما ان المراد بالتشبيه التقريب ولا يراد حقيقة المقدار.
والثاني ان يحمل على ظاهره ويكون فيه دلالة على أن مدة هذه الأمة قدر خمس النهار تقريباً.
ثم تبع ابن جرير السهيلي ثم جوز أن يكون في عدد الحروف التي في أوائل السور مع حذف المكرر ما يوافق هذا المقدار.
وعد الحروف هذا في حساب قيام الساعة أول من قام به اليهود فيما حكاه ابن إسحاق في السيرة النبوية.
وقال عياض: حاول بعضهم في تأويل حديث: " بعثت أنا والساعة كهاتين واشار بالسبابة والوسطى " أن نسبة ما بين الاصبعين كنسبة ما بقي من الدنيا بالنسبة إلى ما مضى وأن جملتها سبعة آلاف سنة واستند إلى أخبار لا تصح وذكر ما أخرجه أبو داود في تأخير هذه الأمة نصف يوم وفسره بخمسمائة سنة فيؤخذ من ذلك أن الذي بقي نصف سبع وهو قريب مما بين السبابة والوسطى في الطول.
ثم قال: وقد ظهر عدم صحة ذلك لوقوع خلافه ومجاوزة هذا المقدار ولو كان ذلك ثابتا لم يقع خلافه.
وقال أبو بكر بن العربي: قيل الوسطى تزيد على السبابة نصف سبعها وكذلك الباقي من الدنيا من البعثة إلى قيام الساعة قال وهذا بعيد ولا يعلم مقدار الدنيا فكيف يتحصل لنا نصف سبع أمد مجهول فالصواب الاعراض عن ذلك.
وهكذا حاول السيوطي وغيره حساب ذلك، ولكن الأمر كما قال ابن العربي الصواب الإعراض عن ذلك، وذلك لأنه علم غيب وقد ثبت أن من حسب ذلك ظهر الأمر بخلاف ما زعم، وإنما علم الساعة غيب لايعلمه إلا الله، والمقصود الأهم من معرفة وقتها هو الاستعداد لها وهو الذي أمرنا به.
قال تعالى: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون}
وقال تعالى: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}
ينظر: فتح الباري (11/ 350)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[18 - 08 - 07, 03:11 ص]ـ
اثابك الله ابا حازم الكاتب ونقلا طيبا وفوائد قيمه ... نشكر لك هذا وفى ميزان اعمالك ....
اخى يحيى انما ورد هذا فى المنتديات ولا املك الشامله .. وفقك الله
ـ[علي موجان الشامي الشافعي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 08:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[18 - 08 - 07, 08:48 م]ـ
ولكن الأمر كما قال ابن العربي الصواب الإعراض عن ذلك، وذلك لأنه علم غيب وقد ثبت أن من حسب ذلك ظهر الأمر بخلاف ما زعم، وإنما علم الساعة غيب لايعلمه إلا الله، والمقصود الأهم من معرفة وقتها هو الاستعداد لها وهو الذي أمرنا به.
قال تعالى: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون}
وقال تعالى: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}
وهذا ماأمر به النبي صلى الله عليه وسلم الرجل السائل عن الساعة وهو فهم ومذهب وافق عليه كثير من العلماء الأفاضل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/390)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[20 - 08 - 07, 01:32 ص]ـ
نعم كما ذكرت ابو اسحاق وهذا مذهب اهل السنه والجماعه .. اما اشكالنا فى مساله كيف ذكر ذلك فى ترجمه الامام وهل هذا صحيح ما نسب اليه؟ ..
بوركت
ـ[أنور محمد السعد]ــــــــ[23 - 08 - 07, 02:39 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
بارك الله فيكم على طرح هذا الإشكال ... وأقول إن صح قول النووي - رحمه الله - يحمل على انه اسلوب تعجيز في لقائه , كما قال "رجل لعامر بن عبد قيس كلمني فقال أمسك الشمس " كتاب [المدهش - إبن الجوزي] بمعنى انه لن يكلمه لأهمية الوقت عنده او اي امر ثاني , وبالعامية كقول " لي حجة البقر " لستحالة المطلوب. هذا والله أعلم
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[24 - 08 - 07, 01:07 ص]ـ
ومن اين اتيت بهذة العاميه اخى انور ....... (ابتسامه)
ولكن المساله فى الامور الغيبيه اخى وكما جاءت فى ترجمه الامام ... اما استدلالك بما قلت فهو امر ظاهر ولكن صعب المنال ...
وفقك الله(43/391)
يقول: جبريل ليس ملكا , من يرد على هذا الهذيان؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 04:49 ص]ـ
[ center] السلام عليكم
يا أسود أهل السنة , يقول أحدهم:
جبريل ليس ملك
دلائل من القرآن العظيم
المواضيع:
* هل أنزل الله سبحانه ملَكاً من السماء على نبيّه محمد *
* المعراج حقيقة أم إفتراء *
* الدلائل على أن جبريل هو القرآن *
* بعض الأدلة على أن السنة طريق إلى جهنم *
* بعض المقارنة بين القرآن والسنة *
* من هم المشركون في زماننا *
* موسويوّن وعيسويوّن ومحمديوّن *
*- هل أنزل الله سبحانه ملَكاً من السماء على نبيّه محمد:
1 - {وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ {8} الأنعام
الواضح من خلال الآية أن قوم الرسول لم يعلموا أن ملكا أنزل عليه, فهو لم يخبرهم بذلك ,
ولهذا أرادوا أن ينزل عليه ملك , وكان جواب الله سبحانه مشروطا بأنه ينزل ملكا حين قضاء الأمر, كما فعل بأمم قد خلت من قبل , هذا الجواب دليل كاف على أن الله سبحانه لم ينزل على رسوله محمد ملكا يملىء السماء بجناحيه كما يقال عن جبريل ,
وكيف يكون جبريل بهذا الوصف والرسول وقومه لايعلمونذلك,
2 - {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً {94}
قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَّسُولاً {95} الإسراء
###
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[17 - 08 - 07, 07:53 ص]ـ
اخرج ابن المنذر وابن ابى حاتم عن محمد بن اسحاق قال
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه الى الاسلام وكلمهم فقال له زمعه بن الاسود بن المطلب والنضر بن الحارث بن كلده وعبده بن عبد يغوث وابى ابن خلف والعاص بن وائل قالوا
لو جعل معك يامحمد ملك يحدث عنك الناس ونراه معك فانزل الله تعالى (وقالوا لولا أنزل) الآيه
اى هلا انزل عليه ملك يكون معه يحدث الناس عنه ويخبرهم انه رسول من ربه اليهم
ولعل هذا نظير ماحكى الله تعالى عنهم بقوله جل شأنه (لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا)
ولما كان مدار هذا الاقتراح على شيئين
انزال الملك على صورته و جعله معه يحدث الناس عنه وينذرهم معه
اجيب عنه بان ذلك لايكاد يوجد لاشتماله على المتباينين فان انزال الملك على صورته يقتضى انتفاء جعله محدثا ونذيرا
وجعله محدثا ونذيرا يستدعى عدم انزاله على صورته
تقدير الآيه
(ولو انزلنا عليه ملكا) على صورته الحقيقيه فشاهدوه بأعينهم (لقضى الامر) اى لاتم امر اهلاكهم بسبب مشاهدتهم له لمزيد هول المنظر مع هم فيه من ضعف القوى وعدم اللياقه
جبريل مذكور صراحة فى القرآن
قل من كان عدوا لجبريل فانه (نزله على قلبك) باذن الله 0000 الآيه
قل من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين
وهو المقصود بقوله تعالى
نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين
وقوله تعالى
علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى
وما نتنزل الا بأمر ربك ليس نفيا لاصل النزول بل اثباته ولكن بأمر الله تعالى
واخيرا
نفى نزول الملائكه فى القرآن ليس لاصل النزول ولكن رفضا لمطالبهم الحمقاء ان يروهم
(وقال الذين لايرجون لقاءنا لولا انزل علينا الملائكة او نرى ربنا لقد استكبروا فى انفسهم وعتو عتوا كبيرا 0 يوم يرون الملائكة لابشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا)
طلبوا نزول الملائكة او رؤية الله فقال الله يوم يرون الملائكه سيكون يوما داميا لهم لنزولهم بالعذاب
هذا والله تعالى اعلم
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[17 - 08 - 07, 05:35 م]ـ
قد قال احد من يزعم نصر السنة
((الملائكة غير عقلاء))!!!
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 06:32 م]ـ
بارك الله فيكم ....
- تم التحرير - غفر الله للجميع.(43/392)
حديث ( ... فحجّ ادم موسى)
ـ[عمار التميمي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 08:59 ص]ـ
الذي يظهر من الحجة التي دلّ بها ادم هي احتجاج بقدر الله على ما قدره الله في مشيئته على خروج ادم من الجنة. وبتالي تقدير عيش بني ادم في الارض وهذه حجة صائبة اذ ان ادم لم تكن بمشيئته الخروج من الجنة.
وهذا ما حج به ادم على ان الله قدر له ان يعيش في الارض بعد ان اذنب وهذا هو ما كتبه الله بعلمه وتقديره في اللوح المحفوظ قبل ان يخلق ادم.
الاشكال الذي قد يتبادر للذهن ان ادم احتج بالقدر على ذنبه وهذا مخالف لعقيدة القضاء والقدر وهي ان القدر يحتج به للمصائب ولا يحتج به للذنوب.
والله اعلم.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[17 - 08 - 07, 11:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم عمار وفقني الله وإياك
نعم أخي ما ذكرته من أن احتجاج آدم بالقدر إنما كان على المصيبة وهي إخراجه من الجنة لا على الذنب الذي فعله وهذا أقوى ما ذكره أهل العلم في تأويل الحديث وهو ما رجحه ابن القيم رحمه الله في كتابه شفاء العليل وحكاه عن ابن تيمية رحمه الله ثم ذكر جواباً آخر وهو:
أن الاحتجاج بالقدر على الذنب يجوز بعد التوبة منه كما حصل لآدم عليه السلام؛ لأن ذكر القدر في ذلك الوقت فيه من التوحيد بالله ومعرفة اسمائه وصفاته ما ينتفع به الذاكر والسامع.
وذكر ابن عبد البر جوابا ثالثاً فقال: هو خاص بآدم لأن الله أخبره أنه تاب عليه فيجوز له أن يحتج بالقدر وأما غيره فلا يعلم بتوبة الله عليه فلا يحتج بالقدر.
وقد ذكر بعضهم أجوبة أخرى ضعيفة منها:
1 - أن آدم عليه السلام حج موسى عليه السلام لأنه أبوه كما يحج الأب ابنه وهذا باطل؛ لأنه يقتضي أن الحجة ليست صحيحة.
2 - أن آدم عليه السلام حج موسى عليه السلام لأن الذنب كان في شريعة واللوم في شريعة اخرى وهذا أيضا باطل.
3 - أن آدم عليه السلام حج موسى عليه السلام لأنه لامه في غير دار التكليف ولو كان في دار التكليف لكانت الحجة لموسى عليه السلام.
4 - أن آدم عليه السلام حج موسى عليه السلام لأنه لامه واللوم لا يكون إلا من الله فهو صاحب الحق في ذلك.
فهذه أشهر الأجوبة في ذلك والله أعلم
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[17 - 08 - 07, 12:51 م]ـ
حُذف وأوقف هذا الأشعري
## المشرف ##
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[17 - 08 - 07, 01:06 م]ـ
أخي الكريم أبو الحسن
هذا التأويل غير صحيح؛ لأن الأنبياء عليهم الصلاة هم أسلم الناس وأصحهم عقيدة فكيف يكون أتباع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أهل السنة يعرفون القدر ويؤمنون به ولا يعرفه أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام وهم أعرف الخلق بالله.
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[17 - 08 - 07, 01:50 م]ـ
لن يتضح المقصود من كلامك.
وقصدي أن هذه الدلالة ترجح أن الإنسان مجبور في الحقيقة على فعله، فمالرد العلمي على بطلان الجبر الباطني أي الحقيقي؟
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[17 - 08 - 07, 01:56 م]ـ
حُذف وأوقف هذا الأشعري
## المشرف ##
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[17 - 08 - 07, 03:24 م]ـ
أخي الكريم أبو الحسن وفقني الله وإياك
ما ذكرته هو الكسب عند الأشاعرة باختصار على أحد تأويلاتهم والكسب جبر في الحقيقة فالأشاعرة جبرية في القدر.
وباختصار لابد أن يعلم أن القدر أربع مراتب (العلم والكتابة والمشيئة والخلق) وأهل السنة والجماعة متفقون مع الأشاعرة والماتريدية على إثبات هذه الأمور الأربعة لكن أهل السنة يرون أن أفعال العباد لها تعلقان:
1 - تعلق بالله عز وجل فهو خالقها وهذا يتفق عليه أهل السنة والأشاعرة والماتريدية.
2 - تعلق بالعبد الذي هو فاعلها وهل له قدرة أولا فأهل السنة يثبتون له قدرة بخلاف الأشاعرة والماتريدية وهنا مسائل:
الأولى: هل القدرة تكون قبل الفعل أو بعده؟
الثانية: هل القدرة موجودة أو معدومة؟
الثالثة: هل هي مؤثرة أولا؟
فأما المسألة الأولى: فالأشاعرة يرون ان القدرة لا بد أن تكون مقارنة للفعل فلا تتقدم ولا تتأخر عنه وهي من الله تعالى وما يفعله الإنسان بها فهو كسب له.
وأما أهل السنة والجماعة فيرون القدرة نوعين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/393)
1 - قدرة بمعنى سلامة الآلات والصحة والتمكن من الفعل وهذه هي التي يتعلق بها التكليف وهي المصححة للفعل وهذه لا يجب أن تكون مقارنة للفعل بل تكون قبله متقدمة عليه مثل الاستطاعة (القدرة) على الحج تكون قبل القيام به وهي تسمى القدرة الشرعية.
2 - قدرة مقارنة للفعل وهي التي يجب معها وجود الفعل وهي الموجبة له كقوله تعالى: {ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون} وهذه هي القدرة الكونية التي بها يتحقق وجود الفعل وهي متعلق القضاء والقدر.
المسألة الثانية: القدرة موجودة عند أهل السنة والجماعة وعند الأشاعرة والماتريدية.
المسألة الثالثة: القدرة عند اهل السنة والجماعة مؤثرة وهي من خلق الله فالفعل من فعل العبد وهو مفعول الرب كما أن العبد مفعول الرب وليس هو فعل الرب ففرق بين الفعل والمفعول.
والأشاعرة لا يرونها مؤثرة بل الفعل يحصل عندها لا بها ويفسرون فعل العبد وقدرته هنا برجل يعجز عن حمل حجر كبير وياتي رجل ىخر يقدر على حمله لوحده فيجتمعان ويحملا الحجر والحمل حصل بالأقوى منهما والأضعف يسمى حاملاً قالوا كذلك العبد لا يقدر على الفعل لوحده ولو اراد الله الفعل منفردا قدر عليه، وهذا ما يسمى بالكسب عندهم وهم يعرفون الكسب بقولهم: ما يقع به المقدور في محل قدرته
أو ما يقع به المقدور من غير صحة انفراد القادر به.
فهم إذا يجعلون الفعل من كسب العبد لا من فعله وهذا تناقض كيف يكون من كسبه وهو ليس من فعله وما الفرق بينهما عقلاً؟.
وللباقلاني قول يخالف فيه قول الأشاعرة من وجه إذ يقول إن الرب فعل ذات الفعل والعبد فعل صفته والجويني كان يوافق الأشاعرة في هذه المسألة ثم أخذ بقول أهل السنة في الرسالة النظامية.
ويدل على بطلان قول الأشاعرة:
1 - أنه يلزم على قولهم هذا أن يكون الفاعل للأفعال هو الله خيرها وشرها وعليه ففاعل الكذب كاذب وفاعل الظلم ظالم فإذا قالوا إن العبد ليس هو الفاعل لزم أن يكون الله عز وجل هو المتصف بهذه الأوصاف تعالى الله وتبارك.
2 - أن القرآن مليء بنسبة الأفعال للعباد كقوله تعالى: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم} وقوله: {اعملوا ما شئتم} وغيرها كثير.
3 - أن العقل والنقل قد دلا على ذم من فعل الفعل السيء فلو لم يكن هو الفاعل لما استحق الذم.
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[17 - 08 - 07, 04:32 م]ـ
حُذف وأوقف هذا الأشعري
## المشرف ##
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[17 - 08 - 07, 04:36 م]ـ
حُذف وأوقف هذا الأشعري
## المشرف ##
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[17 - 08 - 07, 10:08 م]ـ
أخي الكريم قبل أن أرد عليك حبذا لو بينت لي هل أنت أشعري أو سني وبعدها نتم الكلام وأبين لك ما ذكر سابقاً
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[18 - 08 - 07, 04:46 م]ـ
لو كان ردك "العلمي" متوقف على معرفة ذلك فأشر لي.
وإلا فتوكل ...
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[19 - 08 - 07, 01:22 ص]ـ
نعم متوقف على معرفة عقيدة من يناظرني فأريد أن أعرف معتقدك عموما وفي مسألة القدر خصوصا فليست مناظرتي لسني كمناظرتي لأشعري، وبعدها أرد على إشكالاتك هذه حتى لا تضع الإشكالات في منتدى أهل السنة على شكل شبه دون أن يعرف معتقد من يوردها؛ لأن طرح الشبه بهذا الأسلوب لا سيما في باب القدر ليس من منهج أهل السنة لا سيما وقد رأيت طريقتك هذه متكررة في أكثر من مشاركة تورد الشبه على شكل اسئلة وحري بك أن تذكر معتقدك ثم تعترض.
ومن وجه آخر أعرف الأصول التي تعتمد عليها فيتم البحث وفق أصولك، فأنا اقول أنا سني سلفي على معتقد أهل الحديث وبهذا تعرف أصولي التي أعتمد عليها.
ولا أدري ما سر تحرجك من أن تقول سني أو أشعري أليست هذه عقيدتك التي تؤمن بها؟
ثم إني متوكل على الله؛ لأن هذا من لوازم عقيدتي في القدر أثبت خلق الله لأفعال العباد وأثبت لي قدرة مؤثرة في أفعالي وأنا وقدرتي من خلق الله، وإذا ناظرتك فأنا أناظرك باختياري وإرادتي، فإن كنت ترى أنك مجبرٌ على مناظرتي فابحث عن جبر آخر يبعدك عن المناظرة؛ لأنه يصعب عليك أن تختار وتفعل فعلا كالمناظرة أو تتركها من تلقاء نفسك.
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[19 - 08 - 07, 01:51 ص]ـ
أوقف هذا المشارك لأن الملتقى سني سلفي ولا يسمح فيه بطرح شبهات المبتدعة
## المشرف ##
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/394)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[19 - 08 - 07, 07:11 ص]ـ
بارك الله في الشيوخ الأفاضل المشرفين على هذا المنتدى
و أسأل الله لهذا الرجل الهداية والتوفيق للحق وأن يختم له على السنة
كنت سأبين كل ما ذكره بعد أن يعترف بأشعريته لئلا يظن الإخوة أن هذه الشبه صدرت من سني مع أنها شبه قد أجاب عنها أهل السنة والجماعة لكن ليس من منهج أهل السنة أن يوردوا الشبه أو يناظروا عليها في كل مكان أو في كل مسألة فمسألة القدر يقرر فيها ما ذكر في الكتاب والسنة ولا يخاض فيها كثيراً بل يمسك عن ذلك كما هو مقرر في كتب أهل العلم.
وكان قد ذكر في اعتراضه السابق أني تناقضت حيث أثبت للأشاعرة في آخر الكلام قدرة وكنت قد نفيتها عنهم قبل حينما قلت: (لكن أهل السنة يرون أن أفعال العباد لها تعلقان:
1 - تعلق بالله عز وجل فهو خالقها وهذا يتفق عليه أهل السنة والأشاعرة والماتريدية.
2 - تعلق بالعبد الذي هو فاعلها وهل له قدرة أولا فأهل السنة يثبتون له قدرة بخلاف الأشاعرة والماتريدية)
وهذا ليس تناقضاً وإنما نفيت عنهم القدرة أولا وهي القدرة المعقولة عند أهل السنة وغيرهم وهي المؤثرة؛ لأن القول بأن هناك قدرة غير مؤثرة هو في حقيقته نفي للقدرة لكني أتنزل على قول الأشاعرة فأثبت ما قالوه أن للعبد قدرة.
ولفظ التأثير لفظ مشترك قد يراد به الاستقلال بالابتداع والإنفراد بدون معاون فهذا لا يقول به أهل السنة وليس شيئاً من المخلوقات له ذلك ويكون مؤثراً بهذا الشكل.
وقد يراد به أن خروج الفعل من العدم إلى الوجود كان يتوسط القدرة المحدثة بمعنى أن القدرة المخلوقة التي هي قدرة العبد سبب وواسطة في خلق الله سبحانه وتعالى الفعل بهذه القدرة كما خلق النبات بالماء، وكما خلق الغيث بالسحاب، وكما خلق جميع المسببات والمخلوقات بوسائط وأسباب فهذا حق وهذه التأثير ثابت عقلاً وشرعاً.
و الأشاعرة في هذا الباب من أكثر الفرق اضطراباً وتناقضاً فهم بين مواجهة المعتزلة القدرية والنفور من قولهم وبين مناقضة المعقول والمحسوس من تأثير الأسباب على مسبباتها فحصل عندهم مذهب مضطرب اصطلحوا على تسميته بالكسب وحصل لهم اضطراب في تفسيره.
ولذلك لما رأى الغزالي أن هذا القول مخالفاً للمعقول والمنقول أثبت قدرتين جعلهما قدرة مركبة وجعله فعلاً بين فاعلين كما في كتابه الاقتصاد في الاعتقاد (ص 58 - 59)
وشيخه الجويني لما وجد هذا التناقض رجع إلى قول أهل السنة في الرسالة النظامية (ص 43 - 50) فقال: (الركن الأول في قدرة العبد وتأثيرها في مقدورها فنقول: قد تقرر عند كل حاظٍ بعقله مرقى عن مراتب التقليد في قواعد التوحيد ... ) ثم شرع بكلام طويل يقرر فيه هذا الركن إلى أن قال في نهاية كلامه: ( ... ومن هدي لهذا استمر له الحق المبين فالعبد فاعل مختار مطالب مأمور منهي وفعله تقدير له وخلق مقضي).
وأما الباقلاني شيخ الجويني فكذلك لم يستطع أن ينكر تأثير قدرة العبد فسلك مسلك التفصيل فقال قدرة الله تتعلق بأصل الفعل وقدرة العبد تتعلق بوصف الفعل.
ينظر نهاية الإقدام للشهرستاني (ص 73)
وقد بين الباقلاني وغيره أن المرء يفرق بين الحركة الإرادية ليده وبين الارتعاش أو اضطراب البدن بسبب الحمى.
وهذا أمر لا ينكره عقل وهؤلاء المتكلمون الباقلاني والجويني والغزالي لم يستطيعوا التسليم لمعتقد جمهور الأشاعرة الأصل في ذلك، ومتكلمو المعتزلة قدرية أثبتوا قدرة العبد لكنهم جعلوها مستقلة لا بخلق الله بل بخلق العباد.
وكان الأقرب بأصول الأشاعرة ومتكلميهم في هذا الباب أن يكونوا قدرية كالمعتزلة، وقد ارتبط بهذا المعتقد للأشاعرة مسائل أخرى كالتحسين والتقبيح العقليين وتعليل أفعال الله تعالى والتكليف بما لا يطاق ونحوها من المسائل.
ثم إن هذا الشخص _ هداه الله _ أرسل لي رسالة على الخاص في المجلس العلمي (منتدى الألوكة) باسم شرف الدين بن علي يسب فيها ويشتم ويتهمني بالكذب ولا أدري كيف يتوافق هذا مع معتقده في الجبر فإن كنت كاذبا أو غير ذلك مما يقول فلم يلومني وأنا لا تأثير لي في ذلك وإنما أنا مجرد آلة؟!(43/395)
هل يجوز تسمية بوفية الفردوس؟
ـ[ابو العابد]ــــــــ[17 - 08 - 07, 09:13 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا.(43/396)
أحبوهم ... فقد رضي الله عنهم ـ للشيخ سعد السعدان.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[17 - 08 - 07, 04:02 م]ـ
أحبوهم ... فقد رضي الله عنهم
سعد بن عبدالله السعدان
بعث الله محمداً? للعَالَمين هادياً ومبشراً ونذيراً، وأيَّدَه بأنصار أخيار صالحين، هم صحابته الكرام، وأصحابه على الدوام، هؤلاء الصحابة بذلوا أرواحهم وأموالهم فداء للدين، ونصرة لرسول رب العالمين، وقد رضي الله عنهم كما جاء في كتابه الكريم: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ) (التوبة: 100)
قال ابن مسعود: "إن الله نظر في قلب محمد، فوجد قلبه خير قلوب العباد، فاصطفاه لرسالته، ثم نظر في قلوب الناس بعد قلبه، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد" (1)
وقال في وصف الصحابة:" ... كانوا أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، وأقومها هدياً، وأحسنها أخلاقاً، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على هدى مستقيم" (2)
ولذا فإن " حبهم سنة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة" (3) كيف لا وهم السابقون الأولون، وقد قال صلى الله عليه وسلم: («النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ. فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومِ أَتَى? السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ. وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي. فَإِذَا ذَهَبتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ. وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأِمَّتِي. فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ». (4)
ومن السُّنةِ كما قال الحافظ الحميدي:" التَّرحُّم على أصحاب محمد صلى لله عليه وسلم كلهم فإن الله عز وجل قال: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ) (الحشر:10) فلم نُؤمر إلا بالاستغفار لهم، فمن سبَّهم أو تنقصهم أو أحداً منهم فليس على السنة، وليس له في الفيء حق، أخبرنا غير واحد عن مالك بن أنس " (5)
قال الطحاوي: "ونحب أصحاب رسول الله r ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم: دين، وإيمان، وإحسان، وبغضهم: كفر، ونفاق، وطغيان" (6)
وقد ورد وعيدٌ شديدٌ فيمن آذى الصحابة، فعن عبد اللّه بن مُغَفَّل، قال: قال رسولُ اللّهِ: «اللّهَ اللّهَ في أَصْحَابِي، اللّهَ اللّهَ في أَصْحَابِي، لا تَتَّخِذوهُمْ غَرَضاً بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللّهَ، وَمَنْ آذَى اللّهَ يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ» (7)
وعن أبي سعيد الخُدريِّ رضيَ اللَّهُ عنه قال: قال النبيُّ: «لا تَسبُّوا أصحابي، فلو أنَّ أحدَكم أنفقَ مثلَ أُحُدٍ ذهَباً ما بَلغَ مُدَّ أحدِهم ولا نَصيفَه». (8)
وقال أبوزُرعة الرازي:" (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن، والسنن: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة" (9)
وقال الإمام أحمد: " لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص، فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه، فإن تاب قبل منه، وإن ثبت أعاد عليه العقوبة، وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع " (10)
ومما تقدم تقريره وبيانه من عقيدة أهل السنة في الصحابة الأخيار، وجب على كل مسلم ومسلمة، أن يحبَّ صحابة رسول الله، وينشر فضائلهم، ويدافع عن أعراضهم، نُصرةً لدين الله، خصوصاً في هذا الوقت الذي كَثُرت فيه الطُّعون فيهم بسبب توافر وسائل الإعلام من صحافة، وفضائيات، وشبكات عنكبوتية، وإن القادح فيهم إنما يقدحُ في الدين نفسه، وهذا ضلالٌ مبين، وليعلم المسلم أن من علامة أهل البدع والضلال القدح والطعن في الصحابة، اللهم إنا نُشهدك بأننا أحببنا صحابة رسولك، رضي الله عنهم أجمعين.
ــــــــــ
(1) مجموع الفتاوى 11/ 573
(2) ذم الكلام وأهله للهروي 4/ 288 وجامع بيان العلم وفضله 2/ 97
(3) طبقات الحنابلة 1/ 30
(4) مسلم (6418)
(5) أصول السنة ص 43
(6) الطحاوية ص 689
(7) أحمد (20152) الترمذي (4029) الروياني (882) قال الترمذي: حديث حسن غريب.
(8) البخاري (3591) مسلم (6439).
(9) الكفاية للخطيب ص 49
(10) مجموع الفتاوى 3/ 1057
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/397)
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[17 - 08 - 07, 05:07 م]ـ
اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد
وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد
جزاك الله خير ونفع بك.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - 08 - 07, 08:14 ص]ـ
وجزى الله خيرا كاتب المقال الشيخ سعد حفظه اله.
بارك الله فيك.
و شكرا على المرور.
ـ[ماهر]ــــــــ[20 - 10 - 07, 09:12 م]ـ
أحبوهم ... فقد رضي الله عنهم
سعد بن عبدالله السعدان
بعث الله محمداً? للعَالَمين هادياً ومبشراً ونذيراً، وأيَّدَه بأنصار أخيار صالحين، هم صحابته الكرام، وأصحابه على الدوام، هؤلاء الصحابة بذلوا أرواحهم وأموالهم فداء للدين، ونصرة لرسول رب العالمين، وقد رضي الله عنهم كما جاء في كتابه الكريم: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ) (التوبة: 100)
قال ابن مسعود: "إن الله نظر في قلب محمد، فوجد قلبه خير قلوب العباد، فاصطفاه لرسالته، ثم نظر في قلوب الناس بعد قلبه، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد" (1)
وقال في وصف الصحابة:" ... كانوا أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، وأقومها هدياً، وأحسنها أخلاقاً، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على هدى مستقيم" (2)
ولذا فإن " حبهم سنة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة" (3) كيف لا وهم السابقون الأولون، وقد قال صلى الله عليه وسلم: («النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ. فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومِ أَتَى? السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ. وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي. فَإِذَا ذَهَبتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ. وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأِمَّتِي. فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ». (4)
ومن السُّنةِ كما قال الحافظ الحميدي:" التَّرحُّم على أصحاب محمد صلى لله عليه وسلم كلهم فإن الله عز وجل قال: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ) (الحشر:10) فلم نُؤمر إلا بالاستغفار لهم، فمن سبَّهم أو تنقصهم أو أحداً منهم فليس على السنة، وليس له في الفيء حق، أخبرنا غير واحد عن مالك بن أنس " (5)
قال الطحاوي: "ونحب أصحاب رسول الله r ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم: دين، وإيمان، وإحسان، وبغضهم: كفر، ونفاق، وطغيان" (6)
وقد ورد وعيدٌ شديدٌ فيمن آذى الصحابة، فعن عبد اللّه بن مُغَفَّل، قال: قال رسولُ اللّهِ: «اللّهَ اللّهَ في أَصْحَابِي، اللّهَ اللّهَ في أَصْحَابِي، لا تَتَّخِذوهُمْ غَرَضاً بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللّهَ، وَمَنْ آذَى اللّهَ يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ» (7)
وعن أبي سعيد الخُدريِّ رضيَ اللَّهُ عنه قال: قال النبيُّ: «لا تَسبُّوا أصحابي، فلو أنَّ أحدَكم أنفقَ مثلَ أُحُدٍ ذهَباً ما بَلغَ مُدَّ أحدِهم ولا نَصيفَه». (8)
وقال أبوزُرعة الرازي:" (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن، والسنن: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة" (9)
وقال الإمام أحمد: " لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص، فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه، فإن تاب قبل منه، وإن ثبت أعاد عليه العقوبة، وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع " (10)
ومما تقدم تقريره وبيانه من عقيدة أهل السنة في الصحابة الأخيار، وجب على كل مسلم ومسلمة، أن يحبَّ صحابة رسول الله، وينشر فضائلهم، ويدافع عن أعراضهم، نُصرةً لدين الله، خصوصاً في هذا الوقت الذي كَثُرت فيه الطُّعون فيهم بسبب توافر وسائل الإعلام من صحافة، وفضائيات، وشبكات عنكبوتية، وإن القادح فيهم إنما يقدحُ في الدين نفسه، وهذا ضلالٌ مبين، وليعلم المسلم أن من علامة أهل البدع والضلال القدح والطعن في الصحابة، اللهم إنا نُشهدك بأننا أحببنا صحابة رسولك، رضي الله عنهم أجمعين.
ــــــــــ
(1) مجموع الفتاوى 11/ 573
(2) ذم الكلام وأهله للهروي 4/ 288 وجامع بيان العلم وفضله 2/ 97
(3) طبقات الحنابلة 1/ 30
(4) مسلم (6418)
(5) أصول السنة ص 43
(6) الطحاوية ص 689
(7) أحمد (20152) الترمذي (4029) الروياني (882) قال الترمذي: حديث حسن غريب.
(8) البخاري (3591) مسلم (6439).
(9) الكفاية للخطيب ص 49
(10) مجموع الفتاوى 3/ 1057
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، جزى اللهُ خيراً ناقلها، وسلمت يداك يا شيخ سعدان على هذا المقال النافع.
وأسأل الله أن يبيض الله وجهك بهذا المقال النفيس يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، وأن يثقل به موازينك يوم تلقاه، وأن يجعله في ميزان الحسنات يوم تعز الحسنات وتكثر الزفرات يوم الحسرات.
ومن توفيق الله فأنا أفكر بنشر مقال كهذا في بلدنا الجريح؛ فإن كثيراً من الناس صار يتأثر بالروافض. وإن من أوجب الواجبات في أعناقنا لصحابة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أن نذب عنهم ونبين فضلهم.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/398)
ـ[محمود حجي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 05:30 م]ـ
حزاه الله خيراًُ
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[01 - 11 - 07, 08:35 م]ـ
و إياك أخي العزيز
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 11 - 07, 05:08 م]ـ
الشيخ الفاضل / سعد السعدان رجلٌ مبارك - نحسبه والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحدا -، جهوده العلمية والدعوية ظاهرة مشهودة، وكتبه وتحقيقاته مدققة رصينة ... لا حرمه الله الأجر.
وقد نُشر هذا المقال، وتناقلته المواقع الإلكترونية .... فنفع الله به ..... أسأل الله أن ينفعنا به جميعا.
وماعهدناك شيخنا المبارك / محمد المبارك إلا رجل مبارك .... لاحرمك الله الأجر.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - 11 - 07, 03:03 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا المسيطير.
و نفع بعلمكم.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - 12 - 07, 11:17 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، جزى اللهُ خيراً ناقلها، وسلمت يداك يا شيخ سعدان على هذا المقال النافع.
وأسأل الله أن يبيض الله وجهك بهذا المقال النفيس يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، وأن يثقل به موازينك يوم تلقاه، وأن يجعله في ميزان الحسنات يوم تعز الحسنات وتكثر الزفرات يوم الحسرات.
ومن توفيق الله فأنا أفكر بنشر مقال كهذا في بلدنا الجريح؛ فإن كثيراً من الناس صار يتأثر بالروافض. وإن من أوجب الواجبات في أعناقنا لصحابة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أن نذب عنهم ونبين فضلهم.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
شيخنا العزيزماهر حفظه الله.
شكرا على تشريفكم الموضوع.
بارك الله فيكم و نفع بعلمكم.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[15 - 12 - 07, 07:30 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - 02 - 09, 01:29 م]ـ
و اياكم شيخنا الفاضل
ـ[أم مصعب بن عمير]ــــــــ[09 - 03 - 09, 01:24 ص]ـ
ومما تقدم تقريره وبيانه من عقيدة أهل السنة في الصحابة الأخيار، وجب على كل مسلم ومسلمة، أن يحبَّ صحابة رسول الله، وينشر فضائلهم، ويدافع عن أعراضهم، نُصرةً لدين الله، خصوصاً في هذا الوقت الذي كَثُرت فيه الطُّعون فيهم بسبب توافر وسائل الإعلام من صحافة، وفضائيات، وشبكات عنكبوتية، وإن القادح فيهم إنما يقدحُ في الدين نفسه، وهذا ضلالٌ مبين، وليعلم المسلم أن من علامة أهل البدع والضلال القدح والطعن في الصحابة، اللهم إنا نُشهدك بأننا أحببنا صحابة رسولك، رضي الله عنهم أجمعين.
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - 10 - 09, 02:17 ص]ـ
تسلموون
بارك الله فيكم
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[15 - 10 - 09, 11:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
محبة المسلمين السابقين (والمعاصرين) واجبة ..
لكن هل يقتضي ذلك تصويبهم في كل ما قالوه وما فعلوه ... ؟
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - 12 - 09, 05:05 م]ـ
المقصود المنهج اخي الكريم
بارك الله فيك و وفقك.(43/399)
من يدلني على التفصيل العقائدي لآية الميثاق؟
ـ[عبد الرحمن معاذ]ــــــــ[17 - 08 - 07, 06:12 م]ـ
أنا طالب ماجستير وعندي بحث عن آية الميثاق ووجدت فيها الخلاف بين العلماء حول الإشهاد والإستنطاق هل كان حقيقا في عالم الذر أم هو بما فطر الله عليه الخلائق من الفطرة مع العلم أن أئمة الدعوة السلفية يمكن القول أنه قد وقع الخلاف بينهم. وانظر على سبيل المثال تفسير الشنقيطي للآية وقارنه بتفسير السعدي
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[19 - 08 - 07, 02:39 م]ـ
على ما أتذكر أن آية الميثاق مذكورة في كتابين" شرح العقيدة الطحاوية، وشفاء العليل لابن القيم الجوزية.فعليك بالتأكد من ذلك.
هذا والله أعلى وأعلم.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[23 - 08 - 07, 11:41 م]ـ
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[22 - 09 - 07, 02:34 ص]ـ
ما الفرق بين العهد والميثاق؟. وهل الأخذ فى آية الأعراف كان من ظهر آدم أم من " ظهور بنى آدم ... "؟
ـ[أمين محمد]ــــــــ[15 - 10 - 07, 10:33 ص]ـ
الأخ عبد الرحمن:
لي تجربة شخصية مع هذا الموضوع فقد أجريت بحثاً مصغراً فيه وسأدلك -بإذن الله- في أقرب فرصة على المراجع التي رجعت لها ..
نفعك الله بها ,,,
ونفع بك ..............(43/400)
معنى حديث: (إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِير
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[18 - 08 - 07, 11:16 ص]ـ
معنى حديث: (إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ)
سؤال:
ورد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب)، وورد في حديث آخر: (لا يذهب الليل والنهار حتى تُعْبد اللات والعزى)، وفي رواية: (حتى تضطرب أليات نساء دوس عند ذي الخلصة)
والإشكال: أنه في الحديث الأول يفهم أن الشرك لا يقع في الجزيرة العربية والحديث الثاني يدل على أنه سيقع؟.
الجواب:
الحمد لله
من الأمور المقررة عند أهل العلم أن الشرك واقع في هذه الأمة كما دلت على ذلك النصوص الصحيحة، والواقع يؤيد ذلك.
وقد ارتد أكثر العرب بعد وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكثير منهم رجع إلى عبادة الأوثان.
وقال الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبدون الأوثان، ثم ذكر بعض الأحاديث الدالة على ذلك.
وأما قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ... ) فللعلماء عليه أجوبة:
1 - أن الشيطان قد أيس أن يجمع كل المصلين على الكفر.
واختار هذا القول العلامة ابن رجب الحنبلي. الدرر السنة (12/ 117)
2 - أن هذا إخبار عما وقع في نفس الشيطان من اليأس لما رأى الفتوح، ودخول الناس في دين الله أفواجاً، فالحديث أخبر عن ظن الشيطان وتوقعه، ثم كان الواقع بخلاف ذلك لحكمة يريدها الله عز وجل. واختار هذا القول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله. القول المفيد (1/ 211)
3 - أن الشيطان أيس من المؤمنين كاملي الإيمان، فلم يطمع فيهم الشيطان أن يعبدوه، واختاره الألوسي. وانظر دعاوى المناوئين. (224)
4 - أن (أل) في كلمة (المصلون) للعهد، والمراد بهم الصحابة.
والأقوال كلها قريبة، وأقربها الثاني، والله أعلم.
انظر " أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين " (2/ 232 - 238).
الإسلام سؤال وجواب
ـ[هنَّاد]ــــــــ[19 - 08 - 07, 11:57 ص]ـ
يقال:
1. يأس الشيطان لا يلزم منه استحالة الوقوع.
والدليل على عدم التلازم بين اليأس والوقوع قوله تعالى:
" حتى إذا استيأس الرسل ... جاءهم نصرنا "، على قول بعض المفسرين.
2. (ال) في قوله (المصلون) عهدية؛
بمنعى أنه يراد بها الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
فيستقيم الحديث مع يأس الشيطان من أن يعبده الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
3. (ال) في قوله (المصلون) للاستغراق؛
بمعنى أنه يراد بها استغراق جميع المسلمين.
فيستقيم الحديث مع يأس الشيطان من أن يعبده جميع المسلمين.
وكل الإجابات المتقدمة قال بها أهل العلم رحمهم الله.
ومن بحث في كتب شيخ الإسلام وتلميذه بطرف الحديث فسيجد بغيته.
ـ[هنَّاد]ــــــــ[19 - 08 - 07, 12:02 م]ـ
يقال:
1. يأس الشيطان لا يلزم منه استحالة الوقوع.
والدليل على عدم التلازم بين اليأس والوقوع قوله تعالى:
" حتى إذا استيأس الرسل ... جاءهم نصرنا " - على قول بعض المفسرين -.
2. (ال) في قوله (المصلون) عهدية؛
بمنعى أنه يراد بها الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
فيستقيم الحديث مع يأس الشيطان من أن يعبده الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
3. (ال) في قوله (المصلون) للاستغراق؛
بمعنى أنه يراد بها استغراق جميع المسلمين.
فيستقيم الحديث مع يأس الشيطان من أن يعبده جميع المسلمين.
وكل الإجابات المتقدمة قال بها أهل العلم رحمهم الله.
ومن بحث في كتب شيخ الإسلام وتلميذه بطرف الحديث فسيجد بغيته.
ـ[هنَّاد]ــــــــ[19 - 08 - 07, 12:18 م]ـ
يقال:
1. يأس الشيطان لا يلزم منه استحالة الوقوع.
والدليل على عدم التلازم بين اليأس والوقوع قوله تعالى:
" حتى إذا استيأس الرسل ... جاءهم نصرنا ".
2. (ال) في قوله (المصلون) عهدية؛
بمنعى أنه يراد بها الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
فيستقيم الحديث مع يأس الشيطان من أن يعبده الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
3. (ال) في قوله (المصلون) للاستغراق؛
بمعنى أنه يراد بها استغراق جميع المسلمين.
فيستقيم الحديث مع يأس الشيطان من أن يعبده جميع المسلمين.
وكل الإجابات المتقدمة قال بها أهل العلم رحمهم الله.
ومن بحث في كتب شيخ الإسلام وتلميذه بطرف الحديث فسيجد بغيته.
ـ[هنَّاد]ــــــــ[19 - 08 - 07, 01:51 م]ـ
سبحان الله!
وقع التكرار بالخطأ ..(43/401)
هل الاثني عشرية يكفرون الاسماعيلية
ـ[علي موجان الشامي الشافعي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 08:24 م]ـ
هل الاثني عشرية يكفرون الاسماعيلية
أرجو إرشادي لمَن تكلم عن هذا الموضوع من الباحثين المعاصرين؟؟
ـ[عاكف]ــــــــ[19 - 08 - 07, 01:00 ص]ـ
اعتقد ان الموضوع موجود في المنتديات الشيعيه يبدوا انك غلطة في العنوان
ممكن تذهب الى منتدى نجران يفيدونك لا تضايقنا الله يهديك
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[19 - 08 - 07, 07:20 ص]ـ
الشيعه الاتنا عشريه يكفرون كل من لايؤمن بمعتقداتهم كالامامه والعصمه والرجعه ونحو ذلك ولكنهم قد ينكرون هذا تقيه
والاسماعيليه لايومنون بكل ائمتهم فهم يتبعون اسماعيل بن جعفر الصادق والاثنا عشر يؤمنون بموسى بن جعفر الصادق وكلاهما يرى ان امامه هو الامام الحق المعصوم
ـ[علي موجان الشامي الشافعي]ــــــــ[19 - 08 - 07, 04:37 م]ـ
اعتقد ان الموضوع موجود في المنتديات الشيعيه يبدوا انك غلطة في العنوان
ممكن تذهب الى منتدى نجران يفيدونك لا تضايقنا الله يهديك
آمين!!
لا تعليق على تعليقك المؤدب جداً جداً يا أستاذ عاكف
ـ[ماجد المسلم]ــــــــ[29 - 05 - 09, 04:37 ص]ـ
أفيدونا عن الإسماعيلية .. هل يكفرون السنة والرافضة؟
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[11 - 06 - 09, 12:04 م]ـ
نعم، الاثنى عشرية يكفرون كل من ليس منهم، سواء كان من السنة أو من الشيعة غير الاثنى عشرية كالزيدية والإسماعيلية.
وذلك أنهم يكفِّرون كل من لم يؤمن بأحد أئمتهم الاثنى عشر ويشددون على كفر من أنكر المهدي المنتظر (آخر أئمتهم).
ومن نصوصهم في ذلك، قول ابن بابويه: "واعتقادنا فمن جحد إمامة أمير المؤمنين والأئمّة من بعده أنّه بمنزلة من جحد نبوّة الأنبياء". [الاعتقادات: 111] وقول المفيد: "اتّفقت الإماميّة على أنّ من أنكر إمامة أحد من الأئمّة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطّاعة فهو كافر ضالّ مُستحقّ للخلود في النّار".
على أنهم يكفِّرون الإسماعيلية أيضا بسبب غلوهم الباطني في عقائدهم، كالقول بتناسخ الأرواح، ووصف الله بأنه لا موجود ولا غير موجود، وأنه لم يخلق البشر مباشرة، وتأليه على وغيره من أئمتهم .. إلخ.
وهل الإسماعيلية يكفِّرون الإثنى عشرية؟
الجواب: نعم فقد أصدر أحد مكارمة نجران الداعي حسين بن إسماعيل حكمه بكفر الاثنى عشرية في الكتاب السري.
ـ[محمد محمد الهاشمي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 10:35 م]ـ
الاثني عشرية يكفرون كل من خالفهم
ـ[الباحث]ــــــــ[04 - 09 - 09, 07:01 م]ـ
الرافضة لا يكفرون فقط من خالفهم من المذاهب الأخرى حتى من الزيدية والإسماعيلية فضلاً عن أهل السنة والأشاعرة.
بل إنهم يكفرون حتى الإثنى عشرية منهم.
فالأخبارية يكفرون الأصولية والأصولية يكفرون الأخبارية.
كما قال الشهرستاني عن الأخبارية والأصولية من الرافضة الإثنى عشرية:
(بينهما تكفيرٌ وسيف).
ومن أراد الاطلاع على شيء من تكفير الإثنى عشرية بينهم (أخبارية وأصولية) فليراجع كتاب (مصادر التلقي وأصول الاستدلال عند الإمامية الإثنى عشرية) للباحثة إيمان صالح العلواني، وهي رسالة ماجستير.(43/402)
تكفير الشيعة لأبي بكر وعمر
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[18 - 08 - 07, 09:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هل صحيح أن الشيعة يكفرون الصحابة وخاصة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وما دليل ذلك من كتبهم وليس من كتب السنة مع التوثيق؟
ـ[السليماني]ــــــــ[21 - 08 - 07, 09:43 م]ـ
http://www.alburhan.com/chapters_pic/AIASH6.JPG
ـ[السليماني]ــــــــ[21 - 08 - 07, 09:46 م]ـ
http://www.alburhan.com/chapters_pic/anoar11.JPG
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[22 - 08 - 07, 01:21 ص]ـ
ألا لعنة الله على الظالمين
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[22 - 08 - 07, 08:00 ص]ـ
بالنسبة للكتاب الثاني ما اسمه وما اسم مؤلفه؟
جزاك الله خيرا
ـ[عادل المامون]ــــــــ[29 - 08 - 07, 05:14 ص]ـ
يكفيك انه في كتبهم الرئيسية موجود فيها دعاء اسمه صنمي قريش
(دعاء صنمي قريش عند الإمامية) كاملاً، ونصه موجود في كتاب بحار الأنوار للمجلسي 85/ 260 الرواية الخامسة باب رقم 33:
جاء فيه ما نصه:
(اللهم العن صنمي قريش، وجبتيها، وطاغوتيها، وإفكيها، وابنتيهما، الذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك، وحرّفا كتابك، وعطلا أحكامك، وأبطلا فرائضك، وألحدا في آياتك، وعاديا أولياءك، وواليا أعدائك، وخربا بلادك، وأفسدا عبادك، اللهم العنهما وأنصارهما فقد أخربا بيت النبوة، وردما بابه، ونقضا سقفه، والحقا سماءه بأرضه، وعاليه بسافله، وظاهره بباطنه، واستأصلا أهله، وأبادا أنصاره، وقتلا أطفاله، وأخليا منبره من وصيه ووارثه، وجحدا نبوته، وأشركا بربهما فعظِّم ذنبهما، وخلدهما في سقر، وما أدراك ما سقر، لا تبقي ولا تذر، اللهم العنهم بعدد كل منكر أتوه، وحق أخفوه، ومنبر علوه، ومنافق ولوه، ومؤمن أرجوه، وولي آذوه، وطريد آووه، وصادق طردوه، وكافر نصروه، وإمام قهروه، وفرض غيروه، وأثرٍ أنكروه، وشرٍ أضمروه، ودمٍ أراقوه، وخبرٍ بدلوه، وحكمٍ قلبوه، وكفرٍ أبدعوه، وكذبٍ دلسوه، وإرثٍ غصبوه، وفيء اقتطعوه).
نسال الله العافية بل انهم كفروا كل الصحابة الا ثلاثة او اربعة
وتامل دعائهم هذا وستري مدي حقدهم علي افضل هذه الامة بعد نبيها
نسال الله تعالي ان يكون هذا الدعاء علي انفسهم
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 01:41 ص]ـ
من ضروريات دين الإمامية البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية
http://www4.0zz0.com/2007/09/01/14/77443086.jpg
http://www4.0zz0.com/2007/09/01/14/42856335.jpg
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 02:04 ص]ـ
في «روضة الكافي»: «أن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا، ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين». [شرح الكافي (21/ 323)]
وقال شيخهم نعمة الله الجزائري: «قد وردت في روايات الخاصة: أن الشيطان يُغَل بسبعين غِلاً من حديد جهنم، ويساق إلى الحشر، فينظر ويرى رجلاً أمامه تقوده ملائكة العذاب وفي عنقه مائة وعشرون غلا من أغلال جهنم، فيدنو الشيطان إليه ويقول: ما فعل الشقي حتى زاد عَلَيَّ في العذاب وأنا أغويت الخلق وأوردتهم موارد الهلاك؟ فيقول عمر للشيطان: ما فعلت شيئًا سوى أني غصبت خلافة علي بن أبي طالب».
[الأنوار النعمانية (1/ 18 - 28)]
وعَقَّب على هذه الرواية فقال: «والظاهر أنه قد استَقَلَّ سبب شقاوته ومزيدَ عذابه ولم يعلم أن كل ما وقع في الدنيا إلى يوم القيامة من الكفر والنفاق واستيلاء أهل الجور والظلم إنما هو من فعلته هذه».
[الأنوار النعمانية (1/ 18 - 28)]
وقال في أبي بكر رضي الله عنه: «نُقل في الأخبار أن الخليفة الأول قد كان مع النبي صلى الله عليه وسلم وصنمه الذي كان يعبده زمن الجاهلية معلق بخيط في عنقه ساتره بثيابه وكان يسجد، ويقصد أن سجوده لذلك الصنم إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم فأظهروا ـ كذا ـ ما كان في قلوبهم».
[الأنوار النعمانية (2/ 111)]
وروى الكليني في الكافي (ج8 رقم 325) عن أبي عبد الله في قوله تعالى: وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين [فصلت: 92] قال: هما، ثم قال: وكان فلان شيطانًا وأنت تسأل من المقصود بـ (هما) يجيبك المجلسي في مرآة العقول ج62/ 884 في شرحه للكافي في بيان مراد صاحب الكافي بـ «هما» قال: هما أي أبو بكر وعمر والمراد بفلان عمر أي الجن المذكور في الآية عمر وإنما سمى به لأنه كان شيطانًا إما لأنه كان شرك شيطان لكونه ولد زنا أو لأنه في المكر والخديعة كالشيطان وعلى الأخير يحتمل العكس بأن يكون المراد بفلان أبا بكر.
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 02:06 ص]ـ
ويروون في تفسير العياشي (1/ 121) البرهان ـ (2/ 802) الصافي (1/ 242) عن أبي عبد الله أنه قال في قوله تعالى: ولا تتبعوا خطوات الشيطان [البقرة: 861]. قال: (وخطوات الشيطان والله ولاية فلان وفلان) أي أبو بكر وعمر.
ويروون في تفسير العياشي (2/ 553) والبرهان (2/ 174) والصافي (3/ 642) عن أبي جعفر في قوله تعالى: وما كنت متخذ المضلين عضدا [الكهف: 15]. قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام) فأنزل الله «وما كنت متخذ المضلين عضدا».
وعند قوله سبحانه فقاتلوا أئمة الكفر [التوبة: 21]. يروون في تفسير العياشي (2/ 38) والبرهان (2/ 701) والصافي (2/ 423) عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: دخل علي أناس من البصرة فسألوني عن طلحة والزبير فقلت لهم كانا إمامين من أئمة الكفر.
ويفسرون الجبت والطاغوت الواردين في قوله سبحانه: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت [النساء: 15]. يفسرونهما بصاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيريه وصهريه وخليفتيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. انظر تفسير العياشي (1/ 372) والصافي (1/ 954) والبرهان (1/ 773).
وفي قوله سبحانه: أو كظلمات قالوا: فلان وفلان في بحر لجي يعنى نعثل من فوقه موج طلحة والزبير ظلمات بعضها فوق بعض [النور: 04] معاوية.
قال المجلسي في بحار الأنوار (32/ 603) المراد بفلان وفلان أبو بكر وعمر، ونعثل هو عثمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/403)
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 02:08 ص]ـ
بعض التصريحات في تكفير وسبهم الصحابة
----------------------------------------------
وقال العلامة زين الدين النباطي في كتابه الصراط المستقيم ج3 ص921 ما نصه «عمر بن الخطاب كان كافرا يبطن الكفر ويظهر الإسلام».
وقد أفرد العلامة زين الدين النباطي في كتابه الصراط المستقيم ج3/ 161 - 861 فصلين الفصل الأول سماه: (فصل في أم الشرور عائشة أم المؤمنين وفصل آخر خصصه للطعن في حفصه رضي الله عنهما سماه (فصل في أختها حفصة).
وعلق العلامة المجلسي في مرآة العقول ج52 ص151 على رواية طويلة بالكافي ج8 رواية رقم 32 ومنها «وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم .... وأمات هامان، وأهلك فرعون».
قال المجلسي الرواية صحيحة والمقصود في أمات هامان: أي عمر وأهلك فرعون: أي أبا بكر ويحتمل العكس ويدل على أن المراد هذان الأشقيان».
.
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 02:10 ص]ـ
[حقيقة الشيعة للموصلي]
---------------------
إمام الضلالة الخميني يتطاول على أبي بكر وعمر
-----------------------------------------
ويقول إمام الضلالة الخميني في كتابه كشف الأسرار ص621: «إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله، وما حللاه وحرماه من عندهما وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين».
ويقول ص721 بعد اتهامه للشيخين بالجهل «وإن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موقع الإمامة وأن يكونوا ضمن أولى الأمر».
وذكر المفسر العياشي في تفسيره والمفسر الكاشاني في الصافي والبحراني في البرهان أن عائشة حفصة رضي الله عنهما سقتا السم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك عند هذه الآية وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم [آل عمران: 441].
قال الملقب عند الشيعة بعمدة العلماء والمحققين محمد نبي التوسيركاني في (كتابه لآلئ الأخبار ـ مكتبة العلامة ـ قم ج4 ص29). ما نصه: «اعلم أن أشرف الأمكنة والأوقات والحالات وأنسبها للعن عليهم ـ عليهم اللعنة ـ إذا كنت في المبال فقل عند كل واحد من التخلية والاستبراء والتطهير مرارًا بفراغ من البال. اللهم العن عمر ثم أبا بكر وعمر ثم عثمان وعمر ثم معاوية وعمر ثم يزيد وعمر ثم ابن زياد وعمر ثم ابن سعد وعمر. اللهم العن عائشة وحفصة وهندًا وأم الحكم والعن من رضى بأفعالهم إلى يوم القيامة».
فهذه جوانب من مواقف الشيعة المخزية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسادات الأمة من حملة الدين الأوائل، الذين اختارهم الله تعالى ورضي عنهم، وجعل تعالى حبهم دينا وإيمانًا وبغضهم كفرًا ونفاقًا، وأوجب علينا موالاتهم جميعًا، بذكر محاسنهم وفضائلهم، والسكوت عما شجر بينهم لسابق فضلهم وكريم فعالهم وصدق تضحيتهم ومقامهم عند ربهم عز وجل، ولعلّ القلوب تذوب حزنًا وأسفًا على تلك الطعون القبيحة من هؤلاء الأقزام في سادات الأمة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..
***********************************************
مصدر الموضوع , وفيه الكثير ايضا عن هؤلاء الروافض عليهم من الله ما يستحقون
http://www.al-faloja.org/vb/forumdisplay.php?s=&daysprune=&f=5
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 02:13 ص]ـ
ملف صورة وصوت
------------
الخبيث حسن نصر وهو يسب ويطعن في ابي سفيان رحمه الله
http://frqan.com/uploads/nasrallah-abu-sfyan.ram
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 02:43 ص]ـ
إليك هذا الموقع و ستجد العجب العجائب وسب وقدح و تكفير ابا بكر الصديق وعمر بن الخطاب ..
ألا لعنة الله عليهم ...
http://kasralsanam.com/tan-maine.htm
و فائده .. عن أن الصحابه خير الناس بعد الرسل و الأنبياء ...
يقول ابن عبد البر .. ما أظن أهل دين من الأديان إلا وعلماؤهم معنيون بمعرفة أصحاب أنبيائهم، لانهم الواسطه بين النبي وبين أمته ..
و يعقب على هذه المقوله ..
شيخنا فلاح ايماعيل مندكار.فهذا والذي ينبغي و نعم اولى بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم كما تبين ربنا تبارك وتعالى ما نقول هم خير القرون في هذه الأمه بل والله هم خير أهل الأرض جميعا بعد الأنبياء و الرسل .. أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ...
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 02:43 ص]ـ
ياسر الخبيث وهو يسب ابا بكر وعمر وامهات المؤمنين عائشة وحفصة , رضي الله عنهم اجمعين ,
يسبهم وهو يصلي!
لعنة الله عليه وعلى كل مشرك
طريقة التحميل
-----------
انسخ الرابط ادناه وضعه في برنامج الدوون لود مانيجر Intenet download mahager او اي برنامج تستخدمه للتحميل , وان شاء الله سيتحمل لديك وكل ما عليك فعله بعدها ان تضع في نهاية اسمه بعد التحميل او قبله flv.
الرابط
----
http://youtube.com/get_video.php?video_id=MvjWZMerRWc&l=365&t=OEgsToPDsk
قال الشيخ الألباني :
Fa304vIjWdx0gjXem0_fa&sk=fmljqXB8OWhVpws7jZdLaAC&sw=0.05&fs=1&title=
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/404)
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 03:09 ص]ـ
رابط برنامج تشغيل ملفات ال flv
http://software-files.download.com/sd/EVU_QhXn3C3OztCEiNZxoWtxgabhaROmv0_jnAWFt9OUdd5U6d tqbdaC0aC8zf0mbClTnHkBsIy9QErjv0mOrX
قال الشيخ الألباني :
89Vcm-oqR/software/10505954/10467081/3/FLVPlayerSetup.exe?lop=link&ptype=3000&ontid=2139&siteId=4&edId=3&pid=10505954&psid=10467081
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 03:11 ص]ـ
ملف صورة وصوت
------------
احد رؤوس الرفض يعترف على قناة المنار الرافضية التابعة لحزب حسن نصر بوجود مصحف فاطمة
ويقول ان فاطمة رضي الله عنها كان يوحى اليها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم
الرابط
----
http://youtube.com/get_video.php?video_id=aL-c_w9nw8k&l=183&t=OEgsToPDskLbbpaoWOUbTE0Ay
قال الشيخ الألباني :
Plvilb&sk=obPxVMkSoGwFPP6aSAyE4AC&fs=1&title=
يتم تشغيل الملف باستخدام البرنامج في المشاركة السابقة
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 03:28 ص]ـ
استمع الى سبهم وطعنهم في ام المؤمنين ,
اللهم عليك بالروافض يا رب العالمين
الرابط
----
http://youtube.com/get_video.php?video_id=xZo5z7o0SMU&l=556&t=OEgsToPDskL2X-
قال الشيخ الألباني :
HXwZq-BibprVZ7mPQ&sk=RazoYzLiBqcGVRH3n
قال الشيخ الألباني :
4A5QC&fs=1&title=
استعمل البرنامج في المشاركة 14 لتشغيل هذه الملفات
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[02 - 09 - 07, 04:12 ص]ـ
ليس العجب من دين الروافض انما العجب ممن يلتمسون لهم الاعذار من بنى جلدتنا ويحسبونهم من جملة المسلمين
ألا لعنة الله على من طعن فى ازواج النبى وصحبه الاخيار
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 04:39 ص]ـ
هذا الرابط يحتوي على الكثير فضائح الروافض .. مرئيات و صوتيات و و ثائق
إليكم الرابط
http://www.frqan.com/
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 04:42 ص]ـ
[ليس العجب من دين الروافض انما العجب ممن يلتمسون لهم الاعذار من بنى جلدتنا ويحسبونهم من جملة المسلمين
ألا لعنة الله على من طعن فى ازواج النبى وصحبه الاخيار
]
صدقت اخي الكريم ...
هذا الخميني الهالك يقول ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يوفق في دعوته وان المهدي سيوفق في دعوته!!!
http://www4.0zz0.com/2007/09/01/14/52435571.jpg
http://www4.0zz0.com/2007/09/01/14/66862150.jpg
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 04:53 ص]ـ
إن أحد كبار علماء النجف وهو الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي – الذي بلغ من إجلالهم له عند وفاته سنة 1320هـ أن دفنوه في بناء المشهد المرتضوي بالنجف في إيوان حجرة بانو العظمى بنت السلطان الناصر لدين الله، و هو ديوان الحجرة القبلية عن يمين الداخل إلى الصحن المرتضوي من باب القبلة في النجف الأشرف بأقدس بقعة عندهم – هذا العالم النجفي ألف في سنة 1292هـ و هو في النجف عند القبر المنسوب إلى الإمام علي -رضي الله عنه و أرضاه و لعنة الله على من عاداه- كتاباً سماه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) جمع فيه مئات النصوص عن علماء الشيعة و مجتهد يهم في مختلف العصور، بأن القرآن قد زيد فيه و نقص منه ((طبعاً المصحف الذي بين يدينا الآن)) ........
مما استشهد به هذا العالم النجفي على وقوع النقص بالقرآن إيراده في الصفحة 180 من كتابه سورة تسميها الشيعة (سورة الولاية) مذكور فيا ولاية علي (رضي الله عنه و أرضاه و لعنة الله على من عاداه) وهو ما يثبت تحريفهم للقرآن …
: النص (((يا أيها الذين آمنوا آمنوا ا بالنبي و الولي اللذيّن بعثنا هما يهديانكم إلى الصراط المستقيم @ نبي و ولي بعضهما من بعض و أنا العليم الخبير @إن الذين يوفون بعهد الله لهم جنات النعيم @ و الذين إذا تليت عليهم آياتنا كانو بآياتنا مكذبون @ إن لهم في جهنم مقاماً عظيماً إذا نودي لهم يوم القيامة أين الظالمون المكذبون للمرسلين@ ما خلفتهم المرسلين إلا عني و ما كان الله ليظهرهم إلى أجل قريب و سبح بحمد ربك و عليّ من الشاهدين))). تعالى الله عم يقولون و يفترون.
وهذه صور الايات المزعومة:
http://arabic.islamicweb.com/images/wilaya2.gif
http://arabic.islamicweb.com/images/wilaya3.jpg
الخميني يقول أن فاطمة كائن الهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة
http://www.d-sunnah.net/files/u1/up/asrar.jpg
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/405)
http://www.d-sunnah.net/files/u1/up/asrar1.jpg
http://www.d-sunnah.net/files/u1/up/asrar2.jpg
أهل مكة يكفرون بالله وأهل المدينة أخبث منهم والكوفة مسكن الأولياء والصالحين
http://www.d-sunnah.net/files/u1/up/asolkafi.jpg
http://www.d-sunnah.net/files/u1/up/asolkafi1.jpg
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 05:13 ص]ـ
ذكر نماذج لأقوال بعض علماء الشيعة القائلون بالتحريف (تحريف القران):
يقول الشيخ المفيد: إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد r ، باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان [1].
وقال: اتفقت الإمامية على أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي r [2].
وقال: إن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله وليس فيه شيء من كلام البشر، وهو جمهور المنزل والباقي مما أنزله الله تعالى قرآنا عند المستحفظ للشريعة، المستودع للأحكام لم يضع منه شيء، وان كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن لم يجعله - أي عثمان - في جملة ما جمع لأسباب دعته إلى ذلك، منها قصوره عن معرفة بعضه، ومنه ما شك فيه، ومنه ما عمد بنفسه ومنه ما تعمد إخراجه منه، وقد جمع أمير المؤمنين القرآن من أوله إلى آخره وألفه بحسب ما وجب من تأليفه [3]
ويقول الكاشاني في تفسيره وبعد أن أورد الكثير من الروايات الدالة على التحريف: المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت إن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد r بل منه ما هو خلاف ما أنزل ومنه ما هو مغير محرف وانه قد حذف عنه أشياء كثيرة منها إسم علي في كثير من المواضع ومنها غير ذلك وانه ليس أيضا على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله r [4] .
وقال في موضع آخر: كما إن الدواعي كانت متوفرة على نقل القرآن وحراسته من المؤمنين كذلك كانت متوفرة على تغييره من المنافقين المبدلين للوصية المغيرين للخلافة لتضمنه ما يضاد رأيهم وهواهم والتغير فيه إن وقع فإنما وقع قبل انتشاره في البلدان واستقراره على ما هو عليه الآن [5].
وخلص إلى القول بأنه على هذا التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن إذ على هذا يحتمل كل آية منه يكون محرفا ومغيرا ويكون على خلاف ما أنزل الله، فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلا فتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك [6]
ويقول المجلسي في معرض شرحه للكافي، في رواية هشام بن سالم عن الصادق: إن القرآن الذي جاء به جبرئيل عليه السلام إلى محمد r سبعة عشر ألف آية: الخبر صحيح، ولا يخفى أن هذا الخبر وكثيرا من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي إن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأسا بل ظني إن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن الأخبار في الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر [7].
وقال: إن عثمان حذف من هذا القرآن ثلاثة أشياء: مناقب أمير المؤمنين علي وأهل بيته، وذم قريش والخلفاء الثلاثة، مثل آية يا ليتني لم اتخذ أبا بكر خليلا [8].
وقد أورد في تذكرته، تمام سورة الولاية التي يدعي كشأن إضرابه، إن عثمان رضي الله عنه قد حذفها من القرآن [9]
ويقول نعمة الله الجزائري في أنواره: أنه قد استفاض في الأخبار إن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين بوصية النبي r، فبقي بعد موته ستة اشهر مشتغلا بجمعه، فلما جمعه كما أنزل أتى به إلى المتخلفين بعد رسول الله r ، فقال لهم: هذا كتاب الله كما أنزل، فقال عمر بن الخطاب: لا حاجة بنا إليك ولا إلى قرآنك، عندنا قرآن كتبه عثمان، فقال لهم علي: لن تروه بعد هذا اليوم ولا يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي، وفي ذلك القرآن زيادات كثيرة وهو خال من التحريف [10].
وقال في موضع آخر: ولا تعجب من كثرة الأخبار الموضوعة فانهم بعد النبي r قد غيروا وبدلوا في الدين ما هو اعظم من هذا كتغييرهم القرآن وتحريف كلماته وحذف ما فيه من مدائح آل الرسول والأئمة الطاهرين وفضائح المنافقين وإظهار مساويهم، كما سيأتي في نور القرآن [11].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/406)
ونور القرآن هذا قد حذف تماما من الكتاب، واكتفى المحقق الطباطبائي بالقول كما في الحاشية: إن القرآن الذي أنزله الله تعالى على رسوله وجعله معجزة باقية له إلى يوم القيامة هو القرآن الموجود بين أيدينا الآن لا زيادة فيه ولا نقصان ولا تحريف ولا تغيير [12].
ولعلنا نلتمس له العذر في حذف هذا الباب بأكمله من الكتاب إذا علمنا إن صاحبنا الجزائري يرى كما يروي عنه صاحب فصل الخطاب: إن الأخبار الدالة على التحريف تزيد على ألفي حديث [13]. فعجز عن رد هذه الروايات التي نظن أن الجزائري قد أورد الكثير منها في هذا النور، فحذفه محققنا وتركنا في الظلمات.
ويقول العاملي: اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها إن القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله r شيء من التغيرات واسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات والآيات وان القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله تعالى، ما جمعه إلا علي وحفظه إلى أن وصل إلى إبنه الحسن، وهكذا إلى أن انتهى إلى القائم، وهو اليوم عنده صلوات الله عليه [14].
وفي موضع آخر قال وبعد أن أسهب في إثبات هذه المسألة، وأورد أسماء من قال به ممن سبقوه وفند من ظن أنهم أنكروه، قال: وعندي من وضوح صحة هذا القول بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع وانه من اكبر مفاسد غصب الخلافة، فتدبر [15].
ويقول البحراني بعد إنكاره لمسألة القراءات السبعة: ومما يدفع ما ادعوه - أي تواترها - أيضا استفاضة الأخبار المتكاثرة بوقوع النقص في القرآن والحذف منه كما هو مذهب جملة من مشايخنا المتقدمين والمتأخرين [16].
وفي موضع آخر وفي معرض تعليقه على قراءة آية الوضوء، وأرجلكم إلى الكعبين، على النصب، قال: وليس بالبعيد أن هذه القراءة كغيرها من المحدثات في القرآن العزيز، لثبوت التغيير والتبديل فيه عندنا زيادة ونقصانا، وان كان بعض أصحابنا ادعى الإجماع على نفي الأول، إلا أن في الأخبار ما يرده، كما أنهم تصرفوا في قوله تعالى في آية الغار لدفع العار عن شيخ الفجار [17]. حيث أن الوارد في أخبارنا إنها نزلت، فانزل الله سكينته على رسوله وأيده بجنود لم تروها، فحذفوا لفظ رسوله وجعلوا محله الضمير، ويقرب بالبال، كما ذكر أيضا بعض علمائنا الإبدال، إن توسيط آية إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، في خطاب الأزواج من ذلك القبيل [18].
أقول: يقصد بقوله: كما ذكر بعض علمائنا الإبدال، المجلسي، حيث قال: فلعل آية التطهير أيضا وضعوها في موضع زعموا إنها تناسبه، أو ادخلوها في سياق مخاطبة الزوجات لبعض مصالحهم الدنيوية، ولو سلم عدم التغيير في الترتيب فنقول: سيأتي أخبار مستفيضة بأن سقط من القرآن آيات كثيرة فلعله سقط مما قبل الآية وما بعدها آيات [19].
والطهراني في كتابه محجة العلماء، تناول مسالة التحريف بإسهاب وتوسع، إذ نقل إجماع الشيعة على القول بهذه المسالة، وذكر اقو آلهم، وفند على حد زعمه أقوال أهل السنة في كون القرآن الموجود بين الدفتين هو القرآن بتمامه كما أنزل على محمد r ، كما زيف أقوال إضرابه المنكرين للتحريف وطعن فيهم، وخلص إلى القول بإجماع الشيعة على هذه المسالة، بل وكونه من ضروريات مذهبهم [20].
أما النوري الطبرسي فقد صنف كتابا مستقلا في المسألة، قال في مقدمته: هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحريف القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان وسميته (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) [21].
وكتابه هذا زهاء أربعمائة صفحة، أورد فيه كل ما وقف عليه من أخبار وأقوال ونصوص بلغت المئات، كلها في إثبات مسألة التحريف.
وعند طبعه عام 1298 للهجرة، ثارت حوله ضجة عند القوم لافتضاح معتقدهم في هذه المسألة، ولم يقف المصنف مكتوف اليدين إزاء ما قيل فيه، بل صنف رسالة في دفع الشبهات التي أثيرت حوله [22].
ويقول السيد عدنان: إن القول بالتحريف والتغيير من المسلمات عند الفرقة المحقة وكونه من ضروريات مذهبهم، وبه تظافرت أخبارهم [23].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/407)
وخلص إلى القول بعد أن أورد الروايات الدالة على التحريف وتفنيد أقوال المنكرين، إلى أن الأخبار من طريق أهل البيت كثيرة إن لم تكن متواترة على أن القرآن الذي بأيدينا ليس هو القرآن بتمامه كما أنزل على محمد r ، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ومنه ما هو محرف ومغير وانه قد حذف منه أشياء كثيرة منها إسم علي في كثير من المواضع ومنها لفظه آل محمد ومنها أسماء المنافقين ومنها غير ذلك وانه ليس على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله r كما في تفسير علي بن إبراهيم [24]
وعلى أي حال فهذه المسألة فيها طول، ونجتزئ بما أوردناه من أقوال.
والطريف في الأمر أن عدد القائلين بالتحريف عند القوم في زيادة، بمعنى أن المتأخرين منهم لم يستطيعوا أن يخفوا هذه العقيدة رغم تمسحهم بمسوح التقية.
فانظر مثلا الخوئي، رغم أنه حاول أن ينكر هذه العقيدة، إلا أنه ومن حيث يشعر أو لا يشعر نراه وإزاء تواتر روايات التحريف من طرق الشيعة يقول: إلا أن كثرة الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين ولا أقل من الاطمئنان بذلك، وفيها ما روي بطريق معتبر [25].
وقبله قال الخميني: ولعل القرآن الذي جمعه - أي علي عليه السلام - وأراد تبليغه إلى الناس بعد رسول الله هو القرآن الكريم مع جميع الخصوصيات الدخيلة في فهمه المضبوطة عنده بتعليم رسول الله، وبالجملة إن رسول الله وان بلغ الأحكام حتى ارش الخدش على الأمة لكن من لم يفت منه شيء من الأحكام وضبط جميعها كتابا وسنة هو أمير المؤمنين في حين فات من القوم كثير منها لقلة اهتمامهم بذلك [26].
وفي موضع آخر قالها صراحة: أولئك - أي الصحابة - الذين لم يكن يهمهم إلا الدنيا والحصول على الحكم دون الإسلام والقرآن والذين اتخذوا القرآن مجرد ذريعة لتحقيق نواياهم الفاسدة، قد سهل عليهم إخراج تلك الآيات من كتاب الله - أي الدالة على خلافة علي بن أبي طالب عليه السلام - وكذلك تحريف الكتاب السماوي، وإقصاء القرآن عن أنظار الدنيا على وجه دائم، بحيث يبقى هذا العار في حق القرآن والمسلمين إلى يوم القيامة، إن تهمة التحريف التي يوجهونها إلى اليهود والنصارى إنما هي ثابتة عليهم [27].
هذا بالإضافة إلى أن الخميني وكذا صاحبه الخوئي من الموثقين لدعاء صنمي قريش والذي يتضمن على فقرات داله على وقوع التحريف.
نماذج من الآيات المحرفة عند الشيعة:
فمن الآيات التي ادعى القوم حذف كلمة بني هاشم منها، ما روي عن الصادق: ولو نشاء لجعلنا من بني هاشم ملائكة في الأرض يخلفون، قال الراوي: ليس في القرآن بني هاشم؟ فقال أبوعبدالله: محيت والله فيما محي [28].
ومن الآيات التي ادعى القوم حذف كلمة آل محمد منها، قول الأمير عليه السلام في رواية الزنديق الطويلة: وكذلك قوله سلام على يس، لأن الله سمى به النبي r، حيث قال: يس والقرآن الحكيم، إنك لمن المرسلين، لعلمه بأنهم يسقطون قول الله سلام على آل محمد، كما اسقطوا غيره [29].
وعن الباقر: نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على محمد r هكذا: فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولا غير الذي قيل لهم، فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزا من السماء بما كانوا يفسقون [30].
وعن الصادق أنه قرأ: إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد علي العالمين، قال: هكذا نزلت، وفي رواية: فاسقطوا آل محمد من الكتاب، وفي أخرى: فمحوها وتركوا آل إبراهيم وآل عمران، وفي أخرى: فوضعوا اسما مكان اسم، وفي أخرى: حرف مكان حرف [31].
وعن أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى: ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فانهم ظالمون لآل محمد، فحذفوا آل محمد [32].
وعن الصادق: نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا: إن الذين ظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم [33].
وعنه: هكذا نزلت هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم في آل محمد وانتم تعلمون [34].
وعنه: نزل جبرئيل على محمد r بهذه الآية هكذا: ولا يزيد الظالمين آل محمد حقهم إلا خسارا [35].
وعنه: وعنت الوجوه للحى القيوم وقد خاب من حمل ظلما لآل محمد، كذا نزلت [36].
وعن الباقر: نزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله r بهذه الآية هكذا: وقال الظالمون لآل محمد حقهم إن تتبعون إلا رجلا مسحورا [37].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/408)
وعن الصادق: وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون، هكذا والله نزلت [38].
وعن الباقر: نزلت هذه الآية هكذا: ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم إنكم في العذاب مشتركون [39].
والأمثلة في ذلك كثيرة، ونكتفي بما أوردناه.
ومن الآيات التي ادعى القوم حذف ما يتعلق بالإمامة والأئمة منها، قول الباقر: في قراءة علي عليه السلام وهو التنزيل الذي نزل به جبرئيل على محمد r: فلا تموتن إلا وانتم مسلمون الوصية لرسول الله والإمام بعده [40].
وفي رواية عن الكاظم أنه قال لبعض أصحابه كيف تقرأ هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم ماذا؟ قال: مسلمون، فقال: سبحان الله يوقع عليهم الإيمان فيسميهم مؤمنين ثم يسألهم الإسلام، والإيمان فوق الإسلام، قال: هكذا يقرأ في قراءة زيد، قال: إنما هي في قراءة علي صلوات الله عليه وهو التنزيل الذي نزل به جبرئيل على محمد r : إلا وانتم مسلمون لرسول الله ثم الإمام من بعده [41].
وعن الصادق: ولتكن منكم أئمة [42].
وعن بن سنان قال: قرأت عند أبي عبدالله: كنتم خير أمة أخرجت للناس00الآية، فقال: خير أمة تقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين إبني علي، قال: فقلت: جعلت فداك كيف نزلت؟ قال: نزلت: كنتم خير أئمة أخرجت للناس، إلا ترى مدح الله لهم: تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله [43].
وعن الباقر: لو أن الجهال من هذه الأمة يعرفون متى سمي أمير المؤمنين لم ينكروا، إن الله تبارك وتعالى حين أخذ ميثاق ذرية آدم وذلك فيما أنزل الله على محمد r في كتابه فنزل به جبرئيل كما قرأناه يا جابر – راوي الحديث – ألم تسمع الله يقول: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم؟ قالوا: بلى، وان محمدا رسولي وان عليا أمير المؤمنين، وفي رواية: هكذا نزل به جبرئيل على محمد r ، وفي أخرى: هكذا أنزل الله في كتابه [44].
وعن الصادق إن رجلا قرأ عنده: قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، فقال: ليس هكذا هي، إنما هي والمأمونون، ونحن المأمونون [45].
وعنه أنه قرأ: إن تكونوا أئمة هي أزكى من أئمتكم، وفي رواية قال الراوي: جعلت فداك أئمة؟ قال: أي والله أئمة، قلت: فإنا نقرأ أربى، فقال: وما أربى، وأومأ بيده فطرحها [46].
وعن الباقر قال: قال الله U: ألم تكن آياتي تتلى عليكم في علي فكنتم بها تكذبون [47].
وعن أبي بصير قال: قلت لأبي عبدالله: واجعلنا للمتقين إماما، قال: لقد سألت ربك عظيما، إنما هي: واجعل لنا من المتقيين إماما، وفي رواية: قد سألوا عظيما أن يجعلهم للمتقين أئمة، فقيل له: كيف هذا يابن رسول الله؟ قال: إنما أنزل الله: واجعل لنا من المتقين إماما [48].
وعن أبي الحسن الماضي: وذرني يا محمد والمكذبين وصيك أولي النعمة، قلت – أي الرواي-: إن هذا تنزيل؟ قال: نعم [49].
ونختم ذلك بذكر نماذج من الآيات التي حذف منها إسم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بزعم القوم، من ذلك قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي فإن لم تفعل عذبتك عذابا أليما، فطرح العدوي إسم علي [50]
وعن الباقر: نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد r هكذا: وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في على فأتوا بسورة من مثله [51]
وعنه أيضا قال: نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على محمد r هكذا: بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغيا [52].
وعنه قال: نزلت هذه الآية على محمد r هكذا والله: وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين [53].
وعن الصادق: نزل جبرئيل على محمد r بهذه الآية هكذا: يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلنا في علي نورا مبينا [54].
وفي رواية عن الباقر: نزلت هذه الآية على محمد r هكذا: يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلت في علي مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم إلى قوله مفعولا [55].
وعن الصادق: وما يوعظون به في علي، هكذا نزلت [56].
وعنه قال: إنما نزلت: لكن الله يشهد بما أنزل في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا [57].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/409)
وعنه قال: نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا: يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم في ولاية علي فآمنوا خيرا لكم وان تكفروا بولايته فإن لله ما في السموات وما الأرض [58].
وعنه قال: نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا: وقل الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا اعتدنا للظالمين آل محمد حقهم نارا أحاط بهم سرادقها [59].
وعنه قال: نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا: فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفورا [60].
وعنه قال: ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزا عظيما، هكذا نزلت [61].
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: فأما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون بعلي، وفي رواية: بعلي منتقمون، وفي أخرى: محيت والله من القرآن واختلست والله من القرآن [62].
وعن الصادق: أن اتبع إلا ما يوحى إلى في علي، هكذا نزلت [63].
وعنه قال: والذين آمنوا وعملوا الصالحات أمنوا بما نزل على محمد في علي وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم، هكذا نزلت [64].
وعن الباقر: نزل جبرئيل على رسول الله r بهذه الآية هكذا: ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله في علي، إلا أنه كشط الاسم [65].
وقوله: إن علي إلا عبدنا أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل، فمحي اسمه وكشط عن هذه الموضع [66].؟
وعنه قال: إنما توعدون لصادق في علي، هكذا نزلت [67].
وعن أبي الحسن الماضي قال: ولو كره الكافرون بولاية علي، قال السائل: هذا تنزيل؟ قال: أما هذا الحرف فتنزيل وأما غيره فتأويل [68].
وعن الصادق: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ليس له دافع، ثم قال: هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد r ، وفي رواية: هكذا هي في مصحف فاطمة، وفي أخرى: هكذا هو مثبت في مصحف فاطمة [69].
وعن علي عليه السلام قال: ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابيا، فحرفوها فقالوا: ترابا، وذلك إن رسول الله r يكثر من مخاطبتي بابي تراب [70].
وعن الصادق: والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى خلق الزوجين الذكر والأنثى ولعلي الآخرة والأولى، قال: نزلت هكذا [71].
وعن المقداد بن الأسود قال: كنا مع رسول الله r وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: اللهم اعضدني واشدد أزري واشرح صدري وارفع ذكري، فنزل جبرئيل وقال: اقرأ يا محمد: ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك بعلي صهرك، فقرأها النبي r وأثبتها إبن مسعود وانتقصها عثمان [72].
ولا نطيل عليك، ففيما أوردناه كفاية لبيان المقصود
والمنكرون قلة، قد لا يتجاوز عددهم الأربعة حتى القرن السادس الهجري .. ولكن ما هي حقيقة إنكارهم!!
وكما ذكرنا فإن هذه المسألة محل إجماع عند القوم كما رأيت من بعض النقول السابقة، ولم يشذ عن القول بالتحريف على الراجح سوى أربعة، ولا عبرة بمتأخري القوم فهم لن يغيروا من الأمر شيئا.
وهؤلاء الأربعة هم: الشريف المرتضى، الشيخ الصدوق، شيخ الطائفة الطوسي، والطبرسي. وكل من أراد من القوم نفي هذه الفرية عنهم يحيلنا إلى أقوال هؤلاء، وهؤلاء الأربعة إنما أرادوا بنفيهم لعقيدة التحريف القول بأن الشيعة كسائر المسلمين يعتقدون بهذا القرآن، لعلمهم بأن الاعتقاد بكونه محرفا يخرج بقائله عن الإسلام والمسلمين.
وبغض النظر عن حقيقة أقوال هؤلاء والاضطراب في ذلك حيث إن بعضهم أورد في مصنفاته ما يدل على القول بالتحريف، وكذلك كون بعضهم شيخاً للبعض ومن تلاميذ آخرين، كالشيخ المفيد الذي مر قوله وإقراره بالتحريف، فهو من تلاميذ الشيخ الصدوق، ومن شيوخ المرتضى علم الهدى، وشيخ الطائفة الطوسي وهؤلاء كما عرفت أنكروا التحريف.
فإن هذا يضع أمامنا علامة استفهام كبيرة لحقيقة الأمر، وما إذا كانت أقوالهم هذه صدرت على وجه التقية أم خلافه، وهو موضوع الباب، وإليك بيان ذلك:
يقول الجزائري: والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة، منها سد باب الطعن عليها بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف لها، وسيأتي الجواب عن هذا، كيف وهؤلاء الأعلام رووا في مؤلفاتهم أخبارا كثيرة تشتمل على وقوع تلك الأمور في القرآن وأن الآية هكذا نزلت ثم غيرت إلى هذا [73]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/410)
ويقول النوري: لم يعرف الخلاف صريحا إلا من هؤلاء المشايخ الأربعة وما حكي عنهم المفيد، ثم شاع هذا المذهب بين الأصوليين من أصحابنا واشتهر بينهم حتى قال المحقق الكاظمي في شرح الوافية: أنه حكى عليه الإجماع وبعد ملاحظة ما ذكرناه تعرف أن دعواه جرأة عظيمة وكيف يمكن دعوى الإجماع بل الشهرة المطلقة علي مسألة خالفها جمهور القدماء وجل المحدثين وأساطين المتأخرين بل رأينا كثيرا من كتب الأصول خالية عن ذكر هذه المسألة ولعل المتتبع يجد صدق ما قلناه ونقلناه0 [74]
وقال في موضع آخر في معرض رده على المرتضي: كيف وقد عد هو في الشافي من مطاعن عثمان: أن من عظيم ما أقدم عليه جمع الناس على قراءة زيد وإحراقه المصاحف وإبطاله ما لاشك أنه من القرآن، ولولا جواز كون بعض ما أبطله أو جميعه من القرآن لما كان ذلك طعنا [75]
وفي ردة علي الطوسي قال: لا يخفى على المتأمل في كتاب التبيان – وهو الكتاب الذي ادعى فيه الطوسي بأن القرآن غير محرف – أن طريقته فيه على نهاية المداراة والمماشاة مع المخالفين، فإنك تراه اقتصر في تفسير الآيات على نقل كلام الحسن وقتادة والضحاك والسدي وابن جريج والجبائي والزجاج وابن زيد وأمثالهم ولم ينقل عن أحد من مفسري الإمامية ولم يذكر خبرا عن أحد من الأئمة عليهم السلام إلا قليلا في بعض المواضع لعله وافقه في نقله المخالفون بل عد الأولين في الطبقة الأولى من المفسرين الذي حمدت طرائقهم ومدحت مذاهبهم وهو بمكان من الغرابة لو لم يكن على وجه المماشاة فمن المحتمل أن يكون هذا القول منه نحو ذلك ومما يؤكد كون وضع هذا الكتاب على التقية ما ذكره السيد الجليل علي بن طاووس في سعد السعود وهذا لفظه: نحن نذكر ما حكاه جدي أبي جعفر بن الحسن الطوسي في كتاب التبيان وحملته التقية على الاقتصار عليه من تفصيل المكي من المدني والخلاف في أوقاته [76]
ويقول الطهراني: وكيف كان فالمتبع هو البرهان لا الأساطين والأعيان، ولا يعرف لهؤلاء موافق إلي ذلك الزمان وإنما شاع بعد عصر الطبرسي مع أن إسناده إلي الشيخ والطبرسي في غاية الإشكال فدعوى الإجماع على عدم التحريف عجيبة حيث لا يعرف سوى الصدوق والمرتضى إلي عصر متأخر المتأخرين وقد عرفت الذاهبين إلي الحق [77]
وهكذا حمل أقوالهم على التقية سائر من رد عليهم ممن اعتقد بالتحريف، وأهل مكة أدرى بشعابها.
ولا زال أذناب هؤلاء في أيامنا هذه ينتهجون مناهجهم وهم يرون في التقية فسحة وملاذاً آمنا.
فهذا شرف الدين الموسوي يقول: نسب إلى الشيعة القول بالتحريف بإسقاط كلمات وآيات فأقول نعوذ بالله من هذا القول ونبرأ إلى الله من هذا الجهل وكل من نسب هذا الرأي إلينا جاهل بمذهبنا أو مفتر علينا، فإن القرآن الحكيم متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته [78]
وهذا آخر وهو الأميني يقول: ليت هذا المجترئ – أي ابن حزم - أشار إلى مصدر فريته من كتاب للشيعة موثوق به أو حكاية عن عالم من علمائهم تقيم له الجامعة وزنا، أو طالب من رواد علومهم ولو لم يعرفه أكثرهم، بل نتنازل معه إلى قول جاهل من جهالهم أو قروي من بسطائهم أو ثرثار، كمثل هذا الرجل يرمي القول على عواهنه0 لكن القارئ إذا فحص ونقب لا يجد في طليعة الإمامية إلا نفاة هذه الفرية كالشيخ الصدوق في عقايده والشيخ المفيد وعلم الهدى وشيخ الطائفة الطوسي في التبيان وأمين الإسلام في مجمع البيان 00وهذه فرق الشيعة في مقدمتهم الإمامية مجمعة على أن ما بين الدفتين هو ذلك الكتاب لا ريب فيه [79]
فأنظر إلى مساوئ التقية وكيف تصل بصاحبها إلى هذا الدرك من فساد العقيدة وخبث السريرة واستحلال التلبيس على عباد الله، فهل كان يرى أن عقائد أضرابه بمنأى عن غيره حتى يجد لنفسه هذه الحرية في الإنكار والتقية، فهل أن القمي والصفار، والكليني والمفيد – الذي نسبه إلي المنكرين للتحريف –، والعياشي، وفرات، والطبرسي صاحب الاحتجاج، والكاشاني، والمجلسي، والجزائري، والبحراني، والعاملي، والطهراني، النوري الطبرسي، والسيد عدنان وغيرهم مما ذكرناهم أو لم نذكرهم، فهل إن هؤلاء من أساطين القوم الذي أسسوا بنيان التشيع وقعدوا قواعده وأصلوا أصوله، أم إنهم من جهالهم أو قروييهم أو ثرثاريهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/411)
والطريف أن الأميني في الكتاب نفسه، وهو في فورة حماسة في حشد كل ما يراه طعن في الخلفاء من روايات موضوعه أو لا تخدم غرضه أقر من حيث يشعر أو لا يشعر بالتحريف حيث قال: إن بيعة الصديق t قد عم شؤمها الإسلام وزرعت في قلوب أهلها الآثام وعنفت سلمانها وطردت مقدادها ونفت جندبها وفتقت بطن عمارها وحرفت القرآن وبدلت الأحكام وغيرت المقام [80]
موقع فيصل نور
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- أوائل المقالات، 91 فصل الخطاب، 30
[2]- أوائل المقالات، 48 فصل الخطاب، 30 محجة العلماء، 142
[3]- البحار، 92/ 74
[4]- تفسير الصافي، المقدمة السادسة، 1/ 49
[5]- المصدر السابق، 1/ 54
[6]- المصدر السابق، 1/ 51
[7]- مرآة العقول، 12/ 525 فصل الخطاب، 353
[8]- تذكرة الأئمة، 9
[9]- تذكرة الأئمة، 9،10
[10]- الأنوار النعمانية، 2/ 360
[11]- المصدر السابق، 1/ 97
[12]- المصدر السابق، 1/ 97
[13]- فصل الخطاب، 251
[14]- مرآة الأنوار، 36
[15]- المصدر السابق، 49
[16]- الحدائق الناضرة، 8/ 10
[17]- أي أبي بكر الصديق رضي الله عنه
[18]- الحدائق الناضرة، 2/ 289،290 - ولم يزد محقق الكتاب، محمد تقي الايرواني على هذا القول سوى قوله إن الآية الأولى من سورة التوبة، و رقمها 40، والأخرى من سورة الأحزاب، و رقمها 33
[19]- البحار، 35/ 235 محجة العلماء، 163 فصل الخطاب، 320 أنظر أيضا قول آخر شبيه له في البحار، 65/ 110
[20]- محجة العلماء في الأدلة العقلية، محمد هادي الطهراني
[21]- فصل الخطاب، 2
[22]- أنظر في ذلك مثلا: الذريعة، 10/ 220، 16/ 231 الأنوار النعمانية، 2/ 364 (الحاشية) تعليق محقق الكتاب
[23]- مشارق الشموس، 126
[24]- المصدر السابق، 127
[25]- البيان في تفسير القرآن، 226 أنظر أيضا إقراره بالتحريف صراحة في، 198،199،247،257 من الكتاب نفسه
[26]- التعادل و الترجيح، 26
[27]- كشف الأستار، 114 (طبعة طهران)
[28]- البرهان، 4/ 151 فصل الخطاب،328 تأويل الآيات، 2/ 569 البحار، 35/ 315
[29]- الاحتجاج، 253 البحار، 92/ 46، 93/ 120 البرهان، 4/ 34 الصافي، 4/ 282 فصل الخطاب، 322
[30]- الكافي، 1/ 424 الصافي، 1/ 136 البرهان، 1/ 104 القمي، 1/ 248 فصل الخطاب، 254 البحار، 24/ 222،224، 92/ 64 العياشي، 1/ 45
[31]- القمي، 1/ 108 البرهان، 1/ 277 الصافي، 1/ 328 تأويل الآيات، 1/ 105 نور الثقلين، 1/ 274 الصافي، 1/ 329 أمالي الشيخ، 188 البحار، 11/ 24، 23/ 222،225،227، 92/ 56 العياشي، 1/ 193 تفسير فرات، 1/ 78 التبيان، 2/ 441 فصل الخطاب، 264،265 محجة العلماء، 130 البيان، 233 مجمع البيان، 1/ 735 جوامع الجامع، 1/ 202
[32]- البحار، 93/ 27 فصل الخطاب، 270 البحار، 93/ 27
[33]- الكافي، 1/ 424 القمي، 1/ 159 البرهان، 1/ 428 فصل الخطاب، 278 البحار، 24/ 224، 35/ 57، 36/ 93،99، 92/ 64 الصافي، 1/ 523 العياشي، 1/ 311 تأويل الآيات، 1/ 143 المناقب، 2/ 301
[34]- فصل الخطاب، 290
[35]- كنز الفوائد، 140 الصافي، 3/ 213 البرهان، 2/ 443 البحار، 24/ 226، 92/ 65 فصل الخطاب، 304 العياشي، 2/ 338 تأويل الآيات، 1/ 290 نور الثقلين، 3/ 213
[36]- كنز الفوائد، 159،207 البحار، 23/ 361، 24/ 222،257 فصل الخطاب، 308 تأويل الآيات، 1/ 318 البرهان، 3/ 44
[37]- البرهان، 3/ 156 الصافي، 4/ 5 تأويل الآيات، 1/ 371 القمي، 2/ 88 البحار، 24/ 20،24، 92/ 64 فصل الخطاب، 315 كنز الفوائد، 179 فرات، 1/ 291 نور الثقلين، 4/ 7
[38]- الصافي، 4/ 57 البرهان، 3/ 194 فصل الخطاب، 218 جوامع الجامع، 2/ 205 تأويل الآيات، 1/ 400 نور الثقلين، 4/ 72 القمي، 1/ 23، 2/ 101
[39]- الصافي، 4/ 392 البرهان، 4/ 143 فصل الخطاب، 328 كنز الفوائد، 290 القمي، 2/ 260 البحار، 24/ 230، 35/ 368، 36/ 153 تأويل الآيات، 2/ 557
[40]- البحار، 2/ 206، 23/ 258 المناقب، 3/ 207 البرهان، 1/ 156
[41]- فصل الخطاب، 267 الصافي، 1/ 365 التبيان، 2/ 544 البرهان، 1/ 304 العياشي، 1/ 217 البحار، 2/ 206، 23/ 358
[42]- البرهان، 1/ 308 فصل الخطاب، 268 مجمع البيان، 1/ 807 تأويل الآيات، 1/ 118 البرهان، 24/ 153
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/412)
[43]- القمي، 1/ 22،110 البرهان، 1/ 34،308 الصافي، 1/ 370 فصل الخطاب، 268 العياشي، 1/ 195 البحار، 24/ 153،154، 92/ 60،75 مرآة الأنوار، 48 مجمع البيان، 1/ 807 تأويل الآيات، 1/ 121 نور الثقلين، 1/ 317
[44]- الكافي، 1/ 412، وقال المولى محمد صالح في شرحه: أشار إلى إن هذا كان منزلا وحذفه المحرفون المنافقون حسدا وعنادا البرهان، 2/ 47 فصل الخطاب، 286،287،288 البحار، 37/ 332 تفسير فرات، 1/ 146 العياشي، 2/ 43،44 الأنوار النعمانية، 1/ 277 تأويل الآيات، 1/ 180 البحار، 37/ 311
[45]- الكافي، 1/ 424 فصل الخطاب، 291 البرهان، 2/ 157 الصافي، 2/ 373 نور الثقلين، 2/ 263
[46]- البرهان، 2/ 282،283 البحار، 36/ 149، 92/ 60، 93/ 27 القمي، 1/ 391 الصافي، 3/ 154 فصل الخطاب، 302 العياشي، 1/ 290 الكافي، 1/ 292 تأويل الآيات، 1/ 262
[47]- كنز الفوائد، 182 البحار، 24/ 258
[48]- فصل الخطاب، 316 البرهان، 1/ 34، 3/ 177 جوامع الجامع، 2/ 182 الصافي، 4/ 27 القمي، 1/ 22، 2/ 117 البحار، 92/ 62 تأويل الآيات، 1/ 384
[49]- الكافي، 1/ 343 البرهان، 4/ 398 الصافي، 5/ 242 البحار، 24/ 338 فصل الخطاب، 339
[50]- المناقب، 2/ 41 فصل الخطاب، 282 والمقصود بالعدوي: عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنظر أيضا: فصل الخطاب، 242،280،281 كشف الغمة، 1/ 326 البرهان، 1/ 34،437،491 محجة العلماء، 130 الصافي، 2/ 51 البحار، 35/ 58 القمي، 1/ 23
[51]- الكافي، 1/ 417 البرهان، 1/ 70، 3/ 70 القمي، 1/ 35 البحار، 23/ 373، 35/ 75 فصل الخطاب، 254 البيان، 230 تأويل الآيات، 1/ 42
[52]- الكافي، 1/ 417 الصافي، 1/ 162 البرهان، 1/ 128 فصل الخطاب، 256 البحار، 23/ 372، 36/ 98،130 تفسير فرات، 1/ 60 العياشي، 1/ 69 تأويل الآيات، 1/ 76 نور الثقلين، 1/ 86
[53]- البرهان، 1/ 130، 2/ 363 فصل الخطاب، 256،301 العياشي، 2/ 279 القمي، 1/ 385 البحار، 35/ 58، 36/ 104،141 تفسير فرات، 1/ 234
[54]- الكافي، 1/ 417 البرهان، 1/ 373 البحار، 23/ 373، 35/ 57 فصل الخطاب، 273
[55]- البرهان، 1/ 374 فصل الخطاب، 273 الكافي، 1/ 417 وقال المولى صالح في شرحه للكافي: ظاهر هذا الحديث على أن قوله تعالى في علي نورا مبينا في نظم القرآن والمنافقون حرفوه وأسقطوه البحار، 9/ 193 العياشي، 1/ 272 نور الثقلين، 1/ 486
[56]- الكافي، 1/ 417،424 البرهان، 1/ 391 الصافي، 1/ 467 البحار، 23/ 303 العياشي، 1/ 256 فصل الخطاب، 277 تأويل الآيات، 1/ 136
[57]- البرهان، 1/ 428 القمي، 1/ 159 الصافي، 1/ 523 البحار، 36/ 93،99، 92/ 64 فصل الخطاب، 278 نور الثقلين، 1/ 576 العياشي، 1/ 311
[58]- الكافي، 1/ 424 البرهان، 1/ 428 البحار، 35/ 58 الصافي، 1/ 523 فصل الخطاب، 279 العياشي، 1/ 311 تأويل الآيات، 1/ 143 المناقب، 2/ 301
[59]- الكافي، 1/ 425 كنز الفوائد، 141 العياشي، 2/ 353 تأويل الآيات، 1/ 292،293 القمي، 2/ 9 نور الثقلين، 3/ 258 البرهان، 2/ 465،466 الصافي، 3/ 241 فصل الخطاب، 305 البحار، 23/ 379،381، 24/ 221،222،226، 35/ 57، 36/ 83، 92/ 65
[60]- البرهان، 2/ 445، 3/ 169 فصل الخطاب، 304،316 الكافي، 1/ 425 الصافي، 3/ 216 البحار، 23/ 379،381،382، 35/ 57، 36/ 105، 92/ 64 كنز الفوائد، 140،141 تأويل الآيات، 1/ 291 المناقب، 2/ 301 العياشي، 2/ 340
[61]- الكافي، 1/ 414 الصافي، 4/ 206 القمي، 2/ 198 البرهان، 3/ 340 البحار، 23/ 303، 35/ 57 فصل الخطاب، 320 تأويل الآيات، 2/ 469 نور الثقلين، 4/ 309
[62]- جوامع الجامع، 2/ 513 مجمع البيان، 9/ 75 البرهان، 4/ 144 فصل الخطاب، 328 البحار، 32/ 313 تأويل الآيات، 2/ 560
[63]- البرهان، 4/ 172 تأويل الآيات، 2/ 578 كنز الفوائد، 301 فصل الخطاب، 329 البحار، 24/ 320
[64]- الصافي، 5/ 21 البرهان، 4/ 180 تأويل الآيات، 2/ 583 القمي، 2/ 277 كنز الفوائد، 338 فصل الخطاب، 332 البحار، 24/ 321، 36/ 86
[65]- البرهان، 4/ 182 الصافي، 5/ 22 كنز الفوائد، 303 القمي، 2/ 278 جوامع الجامع، 556 مجمع البيان، 9/ 149 البحار، 23/ 385، 24/ 321، 36/ 87 فصل الخطاب، 332 تأويل الآيات، 2/ 584 نور الثقلين، 5/ 31
[66]- القمي، 2/ 259 الصافي، 4/ 397 البحار، 24/ 399، 89/ 277 نور الثقلين، 4/ 609 البرهان، 4/ 151
[67]- البرهان، 4/ 230 فصل الخطاب، 332 البحار، 36/ 162 تأويل الآيات، 2/ 614
[68]- الكافي، 1/ 432 البحار، 23/ 318، 24/ 336 البرهان، 4/ 329 فصل الخطاب، 335 تأويل الآيات، 2/ 687 نور الثقلين، 5/ 317
[69]- الكافي، 1/ 422، 8/ 57 البرهان، 4/ 381 الروضة، 49 الصافي، 5/ 524 البحار، 23/ 378، 35/ 57،324، 37/ 176 فصل الخطاب، 339 المناقب، 2/ 301 نور الثقلين، 5/ 411،412 تأويل الآيات، 2/ 723
[70]- فصل الخطاب، 341 البحار، 35/ 51،60، 92/ 62، 93/ 27
[71]- البرهان، 4/ 471 الصافي، 5/ 336 فصل الخطاب، 345،346 كنز الفوائد، 390 البحار، 24/ 398،399 تأويل الآيات، 2/ 808
[72]- البرهان، 4/ 375 فصل الخطاب، 346 الفضائل، 159 الروضة، 30 البحار، 36/ 116 محجة العلماء، 131 أنظر أيضاً، مولد النبي 217
[73]- الأنوار النعمانية، 2/ 358
[74]- فصل الخطاب، 37
[75]- فصل الخطاب، 35
[76]- فصل الخطاب، 37 محجة العلماء، 156
[77]- محجة العلماء، 158
[78]- أجوبة مسائل جار الله، 28
[79]- الغدير، 3/ 101
[80]- الغدير، 9/ 388
---------------------------------------------------------------
http://www.baladynet.net/alshe3a%20alashrar/wathaeq/32.mht
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/413)
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 05:20 ص]ـ
الا لعنة الله على الرافضة .....
كتاب اسموه:
عقد الدرر في بقر بطن عمر (من أخبث الكتب المجوسية)
http://www.d-sunnah.net/files/u1/up/drr.jpg
http://www.d-sunnah.net/files/u1/up/drr1.jpg
http://www.d-sunnah.net/files/u1/up/drr2.jpg
من المصادر الشيعية التي لعنت أبي بكر الصديق والفاروق عمر بن الخطاب
http://www.ansar.org/images/mraat1.jpg
http://www.ansar.org/images/mraat2.jpg
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 05:23 ص]ـ
موقع: كشف الستار عن الشيعة الاشرار
http://www.baladynet.net/alshe3a%20alashrar/watheaqsheaa.htm
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[02 - 09 - 07, 05:54 ص]ـ
قبح الله الروافض(43/414)
سر القدر ...
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[19 - 08 - 07, 04:00 ص]ـ
سر القدر ... من فوائد بل روائع الشيخ الألباني رحمه الله .. أنقله لكم بمعناه مع شيء من التفصيل:
المخالفون لأهل السنة في هذا الباب هم القدرية والمشهور منهم فرقتان فرقة تنفي خلق أفعال العباد ويرون أن ذلك تنزيها لله من أن يخلق معاصي العباد وفرقة تنفي إرادة العبد وهم الجبرية فالخلاف بينهم وبين أهل السنة في الإرادتين إرادة المخلوق وإرادة الخالق فالقدرية يعظمون إرادة المخلوق وينفون إرادة الخالق عند وقوع المعصية من العبد والجبرية على العكس من ذلك يعظمون إرادة الخالق وينفون إرادة المخلوق.
والسر وراء ذلك الخلط أنهم شبهوا إرادة المخلوق بإرادة الخالق .. وبيان ذلك أن المخلوق إذا أراد شيئا وإراد مخلوق آخر خلافه فلا بد من نفوذ إحدى الإرادتين وتخلف الأخرى لوجود تعارض بين الإرادتين فلا بد من نفوذ إحداهما فظنوا إن إرادة الله مع إرادة المخلوق كإرادة المخلوق مع المخلوق وهذا خلاف مذهبهم في الصفات.
والحق الذي يزول به الإشكال أن إرادة الله ليست مثل إرادة المخلوق وحينئذ لايقال بالتعارض بين إرادة الله أن يقع العبد في المعصية وإرادة العبد أن لا يفعلها فلو أراد العبد عدم الفعل لم تقع منه المعصية بينما لو كانت مثل إرادة المخلوق لنفذت إرادة الأقوى!
وبهذا تعرف الجواب على الإشكال الذي يورده بعضهم حين يقع في المعصية فيعتذر بأن الله أراد له ذلك فإذا قلت له ولكن الله جعل لك إرادة قال إرادة الله غالبة!
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 01:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 06:28 ص]ـ
هي من الروائع بالفعل و لكن العنوان ليس كذلك فما الذي قاله الشيخ الألباني بسر القدر (ابتسامة)(43/415)
مسألة: كفر من خالف الإجماع
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[19 - 08 - 07, 11:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدالله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان, أما بعد:
سمعت من احد طلاب العلم مقولة-من خالف الإجماع فقد كفر- ووردت عندي بعض الشبه ونرجوا منكم الإفاده في هذا الموضوع.
اذا كان من خالف الإجماع فقد كفر فلماذا لا يكفر من خالف قول الله عز وجل او قول رسوله صلى الله عليه وسلم؟؟
وهناك بعض العلماء خالف بعض الإجماعات فلماذا لم ينكر عليهم العلماء؟؟
وهل هناك فرق بين اجماع على مسألة في العقيدة ومسألة في الأحكام الفقهية؟؟
نرجوا منكم الإفادة والمشاركة
وجزاكم الله خير
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 06:17 ص]ـ
الإجماعات أنواع، ودلالات النصوص أنواع.
فمن خالف الكتاب والسنة الثابتين ثبوتا قطعيا مخالفة اعتقاد وإنكار فهذا يكفر.
وأما الإجماع فبعضهم يكفّر منكره مطلقا، وهذا خطأ بين؛ أوقع قائله في أخطاء وإشكالات جعلته بين أن يكذب بالإجماع وبين أن يكفر منكره!
وإنما المراد من عبارة كفر مخالف الإجماع: (كفر منكر المعلوم من الدين بالضرورة).
وكثير من الناس يخلط بين (الإجماع) وبين (المعلوم من الدين بالضرورة)
وكذلك ينبغي أن نعرف أن (المعلوم من الدين بالضرورة) هذا أمر إضافي يختلف باختلاف الأعصار والأمصار والأشخاص.
وخلاصة الأمر أن التكفير لا يثبت إلا بدلالة شرعية على أن هذا الفعل كفر، فمن خالف الكتاب والسنة لشبهة عنده في هذه المخالفة لا يكفر قولا واحدا، ولكنه يكفر إذا أقر أن هذا كلام الله عز وجل أو أن هذه سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك يقول: لا يلزمني أخذها.
ومخالف الإجماع إذا أقر أن هذا إجماع صحيح، وأن هذا الأمر المجمع عليه هو دين الله عز وجل ثم خالفه بعد ذلك، فهذا تكفيره واضح.
أما إن قال: لا أسلم بوجود الإجماع، أو لا أسلم بحجية الإجماع، أو لا أسلم بأنه من دين الله لشبهة عرضت له، فهذا لا يكفر.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[20 - 08 - 07, 08:31 ص]ـ
الإجماعات أنواع، ودلالات النصوص أنواع.
فمن خالف الكتاب والسنة الثابتين ثبوتا قطعيا مخالفة اعتقاد وإنكار فهذا يكفر.
وأما الإجماع فبعضهم يكفّر منكره مطلقا، وهذا خطأ بين؛ أوقع قائله في أخطاء وإشكالات جعلته بين أن يكذب بالإجماع وبين أن يكفر منكره!
وإنما المراد من عبارة كفر مخالف الإجماع: (كفر منكر المعلوم من الدين بالضرورة).
وكثير من الناس يخلط بين (الإجماع) وبين (المعلوم من الدين بالضرورة)
وكذلك ينبغي أن نعرف أن (المعلوم من الدين بالضرورة) هذا أمر إضافي يختلف باختلاف الأعصار والأمصار والأشخاص.
وخلاصة الأمر أن التكفير لا يثبت إلا بدلالة شرعية على أن هذا الفعل كفر، فمن خالف الكتاب والسنة لشبهة عنده في هذه المخالفة لا يكفر قولا واحدا، ولكنه يكفر إذا أقر أن هذا كلام الله عز وجل أو أن هذه سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك يقول: لا يلزمني أخذها.
ومخالف الإجماع إذا أقر أن هذا إجماع صحيح، وأن هذا الأمر المجمع عليه هو دين الله عز وجل ثم خالفه بعد ذلك، فهذا تكفيره واضح.
أما إن قال: لا أسلم بوجود الإجماع، أو لا أسلم بحجية الإجماع، أو لا أسلم بأنه من دين الله لشبهة عرضت له، فهذا لا يكفر.
جزيت خيرا شيخنا ولكن هل من مثال على الفارق بين الاجماع والمعلوم من الدين بالضروره
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 03:04 م]ـ
= مثال الإجماع الذي ليس معلوما من الدين بالضرورة: تحريم لحم القرد، وعدم جواز دفع الزكاة للزوجة.
= مثال المعلوم من الدين بالضرورة: صلاة الظهر أربع ركعات، وتحريم الخمر.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[21 - 08 - 07, 01:49 ص]ـ
شيخنا الحبيب لاحرمنا الله منك حفظك الله فى دينك وبدنك واهلك ومالك
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[21 - 08 - 07, 09:22 م]ـ
شيخنا بارك الله فيك هل في مثل هذا يكفر للوهله الاولي ام تكون هناك حجه تقام اولا وكيف تختلف المعلومات بالضروره علي حسب المكان مثلا التوحيد والصلاه والصيام والزكاه والحج وان جهل بعض اموره الفقهيه يعلم لدي كل من ادعي الاسلام
ـ[مبارك مسعود]ــــــــ[21 - 08 - 07, 09:30 م]ـ
وهناك من العلماء المعتبرين لا يقولون بالإجماع فكيف نقول بكفر من أنكره! والله المستعان
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 09:56 م]ـ
هل في مثل هذا يكفر للوهله الاولي ام تكون هناك حجه تقام اولا وكيف تختلف المعلومات بالضروره علي حسب المكان مثلا التوحيد والصلاه والصيام والزكاه والحج وان جهل بعض اموره الفقهيه يعلم لدي كل من ادعي الاسلام
لا بد من إقامة الحجة يا أخي الكريم، وهذا معروف، وليس محل نقاشه هنا.
وأما اختلاف المعلوم بالضرورة بحسب المكان أو الزمان أو الأشخاص، فمثاله المشهور حديث الرجل الذي قال لأهله: إذا أنا مت فحرقوني ... إلخ، فهذا جهل معلوما من الدين بالضرورة، وهو أن الله على كل شيء قدير، فهذا يُعذر، ولكن غيره لا يعذر في ذلك كحال أحدنا اليوم مثلا.
وحديث المرأة التي زنت على عهد عمر بن الخطاب فلم يحدها؛ لجهلها بالحد، ولا يُعذر أحدنا اليوم إذا ادعى جهله بالحد.
وحديث حذيفة لما قيل له: (ماذا تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ... ) فهؤلاء معذورون بجهل مباني الإسلام كالصلاة، وأمثالنا اليوم لا يعذرون في ذلك.
ويعرف الإخوة القائمون على الدعوة في إفريقيا أن كثيرا من المسلمين الجدد فيها يجهلون ألف باء الشرع، فهم معذورون بهذا الجهل حتى وإن كان من قطعيات الدين، في حين إن القائم في حواضر الإسلام لا يعذر بذلك حتى لو ادعى الجهل به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/416)
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 07:20 ص]ـ
الإجماعات أنواع، ودلالات النصوص أنواع.
فمن خالف الكتاب والسنة الثابتين ثبوتا قطعيا مخالفة اعتقاد وإنكار فهذا يكفر.
وخلاصة الأمر أن التكفير لا يثبت إلا بدلالة شرعية على أن هذا الفعل كفر، فمن خالف الكتاب والسنة لشبهة عنده في هذه المخالفة لا يكفر قولا واحدا، ولكنه يكفر إذا أقر أن هذا كلام الله عز وجل أو أن هذه سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك يقول: لا يلزمني أخذها.
أخي العوضي ...
هناك من كان يقر بسند الحديث وبصحته، ولكنه يتعارض مع هواه ومنطقه الخاص، ولذلك يرده. ويأخذ بالحديث الضعيف، لكونه يتفق مع هواه .. قد تحدث عنه الألباني وسلمان العودة واسمه م. غ. ... هل ترى الحكم بكفره؟
كذلك لدي أسئلة كثيرة تأتي تحت عنوان مخالف الإجماع، وهي
1 - أحد المشايخ، ممن حمل الألف والدال (أي الأستاذ الدكتور)، يجادل عن الرافضة بأنهم مسلمون، ورغم أنه يعرف بأمر المناظرات التي جرت بين السنة وبين الرافضة في وسائل الإعلام، إلا أنه قال عن تلك المناظرات بأنها تضر بالوحدة الإسلامية .. هل هذا على الكفر، لكونه لم يفرق بين حق وباطل؟
2 - أحد المشايخ، أيضاً ممن حمل الألف والدال، يجيز النظر إلى المرأة في التلفاز .. وقد جهر بأنه يفعل ذلك .. فهل هذا مخالف للإجماع، وعليه وقع في الكفر؟
3 - قرأت في مجلة الكوثر، عمن يفتي الناس في أفريقيا بأن الزنا حلال لمدة ثلاثة أيام في السنة .. هل وقع هذا في الكفر؟
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[22 - 08 - 07, 09:21 ص]ـ
وحديث المرأة التي زنت على عهد عمر بن الخطاب فلم يحدها؛ لجهلها بالحد، ولا يُعذر أحدنا اليوم إذا ادعى جهله بالحد.
شيخنا يرعاكم الله, إنما لم تُحد المرأة لجهلها بالحكم لا لجهلها بالحد. والفرق لا يخفى عليكم.
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 09:49 ص]ـ
نعم، أحسنت يا شيخنا الفاضل، وهذا سهو مني
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[22 - 08 - 07, 03:05 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل ونفع الله بك المسلمين
حفظك الله هل هناك فرق بين مخالفة اجماع على مسألة اعتقادية ومسألة فقهية؟؟؟
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 03:51 م]ـ
المسائل الاعتقادية لا ينبغي فيها الخلاف أصلا، ويمكن أن يقال: لا يُتصور فيها الخلاف.
ولذلك لم يختلف سلف الأمة في مسائل اعتقادية على الإطلاق، إلا في مسائل يسيرة جدا، وهي أيضا ليست من عمد الاعتقاد، ويسوغ فيها الاختلاف، كمسألة هل رأى النبي ربه، ونحو ذلك، وإنما حصل الاختلاف في أصول الاعتقاد فيمن بعدهم.
ولذلك ترى المختلفين في الاعتقاد يدعي كل منهم الإجماع على قوله؛ وهو في الحقيقة ليس معه نقل حقيقي للإجماع، ولكنه يتصور أن هذا هو دين المسلمين، ولا ينبغي فيه الخلاف، ومن ثم فهو يظن أنهم قد أجمعوا على ذلك، وهذا هو السبب في أن أكثر المسائل التي حكي فيها إجماعات متناقضة هي مسائل الاعتقاد.
والسلف لم يكونوا يفرقون بين الكلام في العقائد والكلام في العمليات؛ لأن التفريق الصحيح ينبغي أن يكون بين ما لا يعذر بجهله المسلم وما يعذر بجهله، فقد يعذر المسلم إذا جهل مسألة من دقائق الاعتقاد، ولكنه لا يعذر بجهل أركان الصلاة والوضوء، والمسألة الأولى عقدية والمسألة الثانية فقهية.
فالتفريق ينبغي أن يكون بناء على المعلوم من الدين بالضرورة وغيره، سواء كان في الاعتقاد أو غيره، وقد أشار لنحو هذا شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى.
والله أعلم.
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[23 - 08 - 07, 02:49 م]ـ
غفر الله لك
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[23 - 08 - 07, 08:39 م]ـ
وهناك من العلماء المعتبرين لا يقولون بالإجماع فكيف نقول بكفر من أنكره! والله المستعان
أخي العزيز. . .
لا يخالف في حجية الإجماع إلا النظام المعتزلي ومن تبعه من أهل البدع، ولا يغرنك أخي ما زلت به قدم بعض المعاصرين من إنكار حجيته فما لهم سلفٌ في ذلك إلا النظام وشيعته، وبالجملة فإن الإجماع حجة بالإجماع!.
وينظر كلام شراح المراقي عند قوله:
ولا يُكفر الذي قد اتبع %% إنكار الإجماع وبئس ما ابتدع
ـ[مبارك مسعود]ــــــــ[23 - 08 - 07, 09:24 م]ـ
أحسنتم وبارك الله فيكم
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[24 - 08 - 07, 07:12 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/417)
وهذا نقل من كلام شيخ الإسلام أنقله مع طوله لزيادة الفائدة:
"وَمَنْ ادَّعَى إجْمَاعًا يُخَالِفُ نَصَّ الرَّسُولِ مِنْ غَيْرِ نَصٍّ يَكُونُ مُوَافِقًا لِمَا يَدَّعِيه؛ وَاعْتَقَدَ جَوَازَ مُخَالَفَةِ أَهْلِ الْإِجْمَاعِ لِلرَّسُولِ بِرَأْيِهِمْ؛ وَأَنَّ الْإِجْمَاعَ يَنْسَخُ النَّصَّ كَمَا تَقُولُهُ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ وَالرَّأْيِ فَهَذَا مِنْ جِنْسِ هَؤُلَاءِ. وَأَمَّا إنْ كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّ الْإِجْمَاعَ يَدُلُّ عَلَى نَصٍّ لَمْ يَبْلُغْنَا يَكُونُ نَاسِخًا لِلْأَوَّلِ. فَهَذَا وَإِنْ كَانَ لَمْ يَقُلْ قَوْلًا سَدِيدًا فَهُوَ مُجْتَهِدٌ فِي ذَلِكَ يُبَيِّنُ لَهُ فَسَادَ مَا قَالَهُ كَمَنْ عَارَضَ حَدِيثًا صَحِيحًا بِحَدِيثٍ ضَعِيفٍ اعْتَقَدَ صِحَّتَهُ فَإِنَّ قَوْلَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَقًّا لَكِنْ يُبَيِّنُ لَهُ ضَعْفَهُ وَذَلِكَ بِأَنْ يُبَيِّنَ لَهُ عَدَمَ الْإِجْمَاعِ الْمُخَالِفِ لِلنَّصِّ أَوْ يُبَيِّنَ لَهُ أَنَّهُ لَمْ تَجْتَمِعْ الْأُمَّةُ عَلَى مُخَالَفَةِ نَصٍّ إلَّا وَمَعَهَا نَصٌّ مَعْلُومٌ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ النَّاسِخُ لِلْأَوَّلِ فَدَعْوَى تَعَارُضِ النَّصِّ وَالْإِجْمَاعِ بَاطِلَةٌ وَيُبَيِّنُ لَهُ أَنَّ مِثْلَ هَذَا لَا يَجُوزُ؛ فَإِنَّ النُّصُوصَ مَعْلُومَةٌ مَحْفُوظَةٌ وَالْأُمَّةُ مَأْمُورَةٌ بِتَتَبُّعِهَا وَاتِّبَاعِهَا وَأَمَّا ثُبُوتُ الْإِجْمَاعِ عَلَى خِلَافِهَا بِغَيْرِ نَصٍّ فَهَذَا لَا يُمْكِنُ الْعِلْمُ بِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ خَالَفَ ذَلِكَ النَّصَّ. وَالْإِجْمَاعُ نَوْعَانِ: قَطْعِيٌّ. فَهَذَا لَا سَبِيلَ إلَى أَنْ يُعْلَمَ إجْمَاعٌ قَطْعِيٌّ عَلَى خِلَافِ النَّصِّ. وَأَمَّا الظَّنِّيُّ فَهُوَ الْإِجْمَاعُ الإقراري والاستقرائي: بِأَنْ يَسْتَقْرِئَ أَقْوَالَ الْعُلَمَاءِ فَلَا يَجِدُ فِي ذَلِكَ خِلَافًا أَوْ يَشْتَهِرُ الْقَوْلُ فِي الْقُرْآنِ وَلَا يَعْلَمُ أَحَدًا أَنْكَرَهُ فَهَذَا الْإِجْمَاعُ وَإِنْ جَازَ الِاحْتِجَاجُ بِهِ فَلَا يَجُوزُ أَنْ تُدْفَعَ النُّصُوصُ الْمَعْلُومَةُ بِهِ لِأَنَّ هَذَا حُجَّةٌ ظَنِّيَّةٌ لَا يَجْزِمُ الْإِنْسَانُ بِصِحَّتِهَا؛ فَإِنَّهُ لَا يَجْزِمُ بِانْتِفَاءِ الْمُخَالِفِ وَحَيْثُ قَطَعَ بِانْتِفَاءِ الْمُخَالِفِ فَالْإِجْمَاعُ قَطْعِيٌّ. وَأَمَّا إذَا كَانَ يَظُنُّ عَدَمَهُ وَلَا يَقْطَعُ بِهِ فَهُوَ حُجَّةٌ ظَنِّيَّةٌ وَالظَّنِّيُّ لَا يُدْفَعُ بِهِ النَّصُّ الْمَعْلُومُ لَكِنْ يُحْتَجُّ بِهِ وَيُقَدَّمُ عَلَى مَا هُوَ دُونَهُ بِالظَّنِّ وَيُقَدَّمُ عَلَيْهِ الظَّنُّ الَّذِي هُوَ أَقْوَى مِنْهُ فَمَتَى كَانَ ظَنُّهُ لِدَلَالَةِ النَّصِّ أَقْوَى مِنْ ظَنِّهِ بِثُبُوتِ الْإِجْمَاعِ قَدَّمَ دَلَالَةَ النَّصِّ وَمَتَى كَانَ ظَنُّهُ لِلْإِجْمَاعِ أَقْوَى قَدَّمَ هَذَا وَالْمُصِيبُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ وَاحِدٌ. وَإِنْ كَانَ قَدْ نُقِلَ لَهُ فِي الْمَسْأَلَةِ فُرُوعٌ وَلَمْ يَتَعَيَّنْ صِحَّتُهُ فَهَذَا يُوجِبُ لَهُ أَنْ لَا يَظُنَّ الْإِجْمَاعَ إنْ لَمْ يَظُنَّ بُطْلَانَ ذَلِكَ النَّقْلِ وَإِلَّا فَمَتَى جُوِّزَ أَنْ يَكُونَ نَاقِلُ النِّزَاعِ صَادِقًا وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ كَاذِبًا يَبْقَى شَاكًّا فِي ثُبُوتِ الْإِجْمَاعِ وَمَعَ الشَّكِّ لَا يَكُونُ مَعَهُ عِلْمٌ وَلَا ظَنٌّ بِالْإِجْمَاعِ وَلَا تُدْفَعُ الْأَدِلَّةُ الشَّرْعِيَّةُ بِهَذَا الْمُشْتَبَهِ مَعَ أَنَّ هَذَا لَا يَكُونُ فَلَا يَكُونُ قَطُّ إجْمَاعٌ يَجِبُ اتِّبَاعُهُ مَعَ مُعَارَضَتِهِ لِنَصٍّ آخَرَ لَا مُخَالِفَ لَهُ وَلَا يَكُونُ قَطُّ نَصٌّ يَجِبُ اتِّبَاعُهُ وَلَيْسَ فِي الْأُمَّةِ قَائِلٌ بِهِ بَلْ قَدْ يَخْفَى الْقَائِلُ بِهِ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: كُلُّ حَدِيثٍ فِي كِتَابِي قَدْ عَمِلَ بِهِ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إلَّا حَدِيثَيْنِ: حَدِيثَ الْجَمْعِ؛ وَقَتْلِ الشَّارِبِ. وَمَعَ هَذَا وَلَكِنْ مَنْ ثَبَتَ عِنْدَهُ نَصٌّ وَلَمْ يَعْلَمْ قَائِلًا بِهِ وَهُوَ لَا يَدْرِي: أَجْمَعَ عَلَى نَقِيضِهِ أَمْ لَا؟ فَهُوَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/418)
بِمَنْزِلَةِ مَنْ رَأَى دَلِيلًا عَارَضَهُ آخَرُ وَهُوَ بَعْدُ لَمْ يَعْلَمْ رُجْحَانَ أَحَدِهِمَا فَهَذَا يَقِفُ إلَى أَنْ يَتَبَيَّنَ لَهُ رُجْحَانُ هَذَا أَوْ هَذَا فَلَا يَقُولُ قَوْلًا بِلَا عِلْمٍ وَلَا يَتَّبِعُ نَصًّا. . . (1) مَعَ ظَنِّ نَسْخِهِ وَعَدَمِ نَسْخِهِ عِنْدَهُ سَوَاءٌ لِمَا عَارَضَهُ عِنْدَهُ مِنْ نَصٍّ آخَرَ أَوْ ظَنِّ إجْمَاعٍ وَلَا عَامًّا ظَنُّ تَخْصِيصِهِ وَعَدَمِ تَخْصِيصِهِ عِنْدَهُ سَوَاءٌ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ الدَّلِيلُ سَالِمًا عَنْ الْمُعَارِضِ الْمُقَاوِمِ فَيَغْلِبُ عَلَى ظَنِّهِ نَفْيُ الْمُعَارِضِ الْمُقَاوِمِ وَإِلَّا وُقِفَ. وَأَيْضًا فَمَنْ ظَنَّ أَنَّ مِثْلَ هَذَا الْإِجْمَاعِ يُحْتَجُّ بِهِ فِي خِلَافِ النَّصِّ إنْ لَمْ يَتَرَجَّحْ عِنْدَهُ ثُبُوتُ الْإِجْمَاعِ أَوْ يَكُونُ مَعَهُ نَصٌّ آخَرُ يُنْسَخُ الْأَوَّلُ وَمَا يَظُنُّهُ مِنْ الْإِجْمَاعِ مَعَهُ. وَأَكْثَرُ مَسَائِلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الَّتِي يَحْتَجُّونَ فِيهَا بِالْعَمَلِ يَكُونُ مَعَهُمْ فِيهَا نَصٌّ فَالنَّصُّ الَّذِي مَعَهُ الْعَمَلُ مُقَدَّمٌ عَلَى الْآخَرِ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ كَتَقْدِيمِ حَدِيثِ عُثْمَانَ: {لَا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ} عَلَى حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ.
وَأَمَّا رَدُّ النَّصِّ بِمُجَرَّدِ الْعَمَلِ فَهَذَا بَاطِلٌ عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ وَقَدْ تَنَازَعَ النَّاسُ فِي مُخَالِفِ الْإِجْمَاعِ: هَلْ يَكْفُرُ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ.
وَالتَّحْقِيقُ: أَنَّ الْإِجْمَاعَ الْمَعْلُومَ يَكْفُرُ مُخَالِفُهُ كَمَا يَكْفُرُ مُخَالِفُ النَّصِّ بِتَرْكِهِ لَكِنَّ هَذَا لَا يَكُونُ إلَّا فِيمَا عَلِمَ ثُبُوتَ النَّصِّ بِهِ. وَأَمَّا الْعِلْمُ بِثُبُوتِ الْإِجْمَاعِ فِي مَسْأَلَةٍ لَا نَصَّ فِيهَا فَهَذَا لَا يَقَعُ وَأَمَّا غَيْرُ الْمَعْلُومِ فَيَمْتَنِعُ تَكْفِيرُهُ. وَحِينَئِذٍ فَالْإِجْمَاعُ مَعَ النَّصِّ دَلِيلَانِ كَالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
وَتَنَازَعُوا فِي الْإِجْمَاعِ: هَلْ هُوَ حُجَّةٌ قَطْعِيَّةٌ أَوْ ظَنِّيَّةٌ؟ وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ قَطْعِيَّهُ قَطْعِيٌّ وَظَنِّيَّهُ ظَنِّيٌّ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .........
وَإِذَا نَقَلَ عَالِمُ الْإِجْمَاعِ وَنَقَلَ آخَرُ النِّزَاعَ: إمَّا نَقْلًا سُمِّيَ قَائِلُهُ؛ وَإِمَّا نَقْلًا بِخِلَافٍ مُطْلَقًا وَلَمْ يُسَمَّ قَائِلُهُ فَلَيْسَ لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ نَقْلًا لِخِلَافٍ لَمْ يَثْبُتْ؛ فَإِنَّهُ مُقَابِلٌ بِأَنْ يُقَالَ وَلَا يَثْبُتُ نَقْلُ الْإِجْمَاعِ بَلْ نَاقِلُ الْإِجْمَاعِ نَافٍ لِلْخِلَافِ وَهَذَا مُثْبِتٌ لَهُ وَالْمُثْبِتُ مُقَدَّمٌ عَلَى النَّافِي. وَإِذَا قِيلَ: يَجُوزُ فِي نَاقِلِ النِّزَاعِ أَنْ يَكُونَ قَدْ غَلِطَ فِيمَا أَثْبَتَهُ مِنْ الْخِلَافِ: إمَّا لِضَعْفِ الْإِسْنَادِ؛ أَوْ لِعَدَمِ الدَّلَالَةِ قِيلَ لَهُ: وَنَافِي النِّزَاعِ غَلَطُهُ أجوز؛ فَإِنَّهُ قَدْ يَكُونُ فِي الْمَسْأَلَةِ أَقْوَالٌ لَمْ تَبْلُغْهُ؛ أَوْ بَلَغَتْهُ وَظَنَّ ضَعْفَ إسْنَادِهَا وَكَانَتْ صَحِيحَةً عِنْدَ غَيْرِهِ؛ أَوْ ظَنَّ عَدَمَ الدَّلَالَةِ وَكَانَتْ دَالَّةً فَكُلُّ مَا يَجُوزُ عَلَى الْمُثْبِتِ مِنْ الْغَلَطِ يَجُوزُ عَلَى النَّافِي مَعَ زِيَادَةِ عَدَمِ الْعِلْمِ بِالْخِلَافِ. وَهَذَا يَشْتَرِكُ فِيهِ عَامَّةُ الْخِلَافِ؛ فَإِنَّ عَدَمَ الْعِلْمِ لَيْسَ عِلْمًا بِالْعَدَمِ لَا سِيَّمَا فِي أَقْوَالِ عُلَمَاءِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي لَا يُحْصِيهَا إلَّا رَبُّ الْعَالَمِينَ؛ وَلِهَذَا قَالَ أَحْمَد وَغَيْرُهُ مِنْ الْعُلَمَاءِ: مَنْ ادَّعَى الْإِجْمَاعَ فَقَدْ كَذَبَ؛ هَذِهِ دَعْوَى الْمَرِيسِيَّ وَالْأَصَمِّ؛ وَلَكِنْ يَقُولُ: لَا أَعْلَمُ نِزَاعًا وَاَلَّذِينَ كَانُوا يَذْكُرُونَ الْإِجْمَاعَ كَالشَّافِعِيِّ وَأَبِي ثَوْرٍ وَغَيْرِهِمَا يُفَسِّرُونَ مُرَادَهُمْ: بِأَنَّا لَا نَعْلَمُ نِزَاعًا وَيَقُولُونَ هَذَا هُوَ الْإِجْمَاعُ الَّذِي نَدَّعِيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/419)
فَتَبَيَّنَ أَنَّ مِثْلَ هَذَا الْإِجْمَاعِ الَّذِي قُوبِلَ بِنَقْلِ نِزَاعٍ وَلَمْ يُثْبِتْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا لَا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ وَمَنْ لَمْ يَتَرَجَّحْ عِنْدَهُ نَقْلُ مُثْبِتِ النِّزَاعِ عَلَى نَافِيهِ وَلَا نَافِيهِ عَلَى مُثْبِتِهِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْضًا أَنْ يُقَدِّمَهُ عَلَى النَّصِّ وَلَا يُقَدِّمَ النَّصَّ عَلَيْهِ بَلْ يَقِفُ لِعَدَمِ رُجْحَانِ أَحَدِهِمَا عِنْدَهُ؛ فَإِنْ تَرَجَّحَ عِنْدَهُ الْمُثْبِتُ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ أَنَّ النَّصَّ لَمْ يُعَارِضْهُ إجْمَاعٌ يَعْمَلُ بِهِ وَيَنْظُرُ فِي ذَلِكَ إلَى مُثْبِتِ الْإِجْمَاعِ وَالنِّزَاعِ فَمَنْ عُرِفَ مِنْهُ كَثْرَةُ مَا يَدَّعِيه مِنْ الْإِجْمَاعِ وَالْأَمْرِ بِخِلَافِهِ لَيْسَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ لَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ إثْبَاتُ إجْمَاعٍ عُلِمَ انْتِفَاؤُهُ وَكَذَلِكَ مَنْ عُلِمَ مِنْهُ فِي نَقْلِ النِّزَاعِ أَنَّهُ لَا يَغْلَطُ إلَّا نَادِرًا لَيْسَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ عُلِمَ مِنْهُ كَثْرَةُ الْغَلَطِ. وَإِذَا تَضَافَرَ عَلَى نَقْلِ النِّزَاعِ اثْنَانِ لَمْ يَأْخُذْ أَحَدُهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ فَهَذَا يَثْبُتُ بِهِ النِّزَاعُ بِخِلَافِ دَعْوَى الْإِجْمَاعِ؛ فَإِنَّهُ لَوْ تَضَافَرَ عَلَيْهِ عَدَدٌ لَمْ يُسْتَفَدْ بِذَلِكَ إلَّا عَدَمُ عِلْمِهِمْ بِالنِّزَاعِ وَهَذَا لِمَنْ أَثْبَتَ النِّزَاعَ فِي جَمْعِ الثَّلَاثِ وَمَنْ نَفَى النِّزَاعَ مَعَ أَنَّ عَامَّةَ مَنْ أَثْبَتَ النِّزَاعَ يَذْكُرُ نَقْلًا صَحِيحًا لَا يُمْكِنُ دَفْعُهُ وَلَيْسَ مَعَ النَّافِي مَا يُبْطِلُهُ. وَكَثِيرٌ مِنْ الْفُقَهَاءِ الْمُتَأَخِّرِينَ أَوْ أَكْثَرُهُمْ يَقُولُونَ: إنَّهُمْ عَاجِزُونَ عَنْ تَلَقِّي جَمِيعِ الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ مِنْ جِهَةِ الرَّسُولِ فَيَجْعَلُونَ نُصُوصَ أَئِمَّتِهِمْ بِمَنْزِلَةِ نَصِّ الرَّسُولِ وَيُقَلِّدُونَهُمْ. وَلَا رَيْبَ أَنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ يَحْتَاجُ إلَى تَقْلِيدِ الْعُلَمَاءِ فِي الْأُمُورِ الْعَارِضَةِ الَّتِي لَا يَسْتَقِلُّ هُوَ بِمَعْرِفَتِهَا وَمِنْ سَالِكِي طَرِيقِ الْإِرَادَةِ وَالْعِبَادَةِ وَالْفَقْرِ وَالتَّصَوُّفِ مَنْ يَجْعَلُ شَيْخَهُ كَذَلِكَ بَلْ قَدْ يَجْعَلُهُ كَالْمَعْصُومِ وَلَا يَتَلَقَّى سُلُوكَهُ إلَّا عَنْهُ وَلَا يَتَلَقَّى عَنْ الرَّسُولِ سُلُوكَهُ مَعَ أَنَّ تَلَقِّي السُّلُوكِ عَنْ الرَّسُولِ أَسْهَلُ مِنْ تَلَقِّي الْفُرُوعِ الْمُتَنَازَعِ فِيهَا؛ فَإِنَّ السُّلُوكَ هُوَ بِالطَّرِيقِ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا وَرَسُولُهُ مِنْ الِاعْتِقَادَاتِ وَالْعِبَادَاتِ وَالْأَخْلَاقِ وَهَذَا كُلُّهُ مُبَيَّنٌ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّ هَذَا بِمَنْزِلَةِ الْغِذَاءِ الَّذِي لَا بُدَّ لِلْمُؤْمِنِ مِنْهُ.
وَلِهَذَا كَانَ جَمِيعُ الصَّحَابَةِ يَعْلَمُونَ السُّلُوكَ بِدَلَالَةِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالتَّبْلِيغِ عَنْ الرَّسُولِ لَا يَحْتَاجُونَ فِي ذَلِكَ إلَى فُقَهَاءِ الصَّحَابَةِ وَلَمْ يَحْصُلْ بَيْنَ الصَّحَابَةِ نِزَاعٌ فِي ذَلِكَ كَمَا تَنَازَعُوا فِي بَعْضِ مَسَائِلِ الْفِقْهِ الَّتِي خَفِيَتْ مَعْرِفَتُهَا عَلَى أَكْثَرِ الصَّحَابَةِ وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِي الْفُتْيَا وَالْأَحْكَامِ؛ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَسْتَفْتُونَ فِي ذَلِكَ.
وَأَمَّا مَا يَفْعَلُهُ مَنْ يُرِيدُ التَّقَرُّبَ إلَى اللَّهِ مِنْ وَاجِبٍ وَمُسْتَحَبٍّ فَكُلُّهُمْ يَأْخُذُهُ عَنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّ الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ مَمْلُوءٌ مِنْ هَذَا؛ وَإِنْ تَكَلَّمَ أَحَدُهُمْ فِي ذَلِكَ بِكَلَامٍ لَمْ يُسْنِدْهُ هُوَ يَكُونُ هُوَ أَوْ مَعْنَاهُ مُسْنَدًا عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَقَدْ يَنْطِقُ أَحَدُهُمْ بِالْكَلِمَةِ مِنْ الْحِكْمَةِ فَتَجِدُهَا مَأْثُورَةً عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذَا كَمَا قِيلَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: {نُورٌ عَلَى نُورٍ} وَلَكِنْ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِبَادَةِ وَالزَّهَادَةِ أَعْرَضَ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ النَّبَوِيِّ الَّذِي يَعْرِفُ بِهِ طَرِيقَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَاحْتَاجَ لِذَلِكَ إلَى تَقْلِيدِ شَيْخٍ.
انظر 19/ 267 وما بعدها
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[25 - 08 - 07, 03:23 م]ـ
وَأَمَّا الْعِلْمُ بِثُبُوتِ الْإِجْمَاعِ فِي مَسْأَلَةٍ لَا نَصَّ فِيهَا فَهَذَا لَا يَقَعُ وَأَمَّا غَيْرُ الْمَعْلُومِ فَيَمْتَنِعُ تَكْفِيرُهُ
غير المعلوم هنا مثل الإجماع على تحريم لحم القرد<< بمعنى ان مخالف هذا الإجماع لا يكفر؟؟
وجزاكم الله خير
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[26 - 08 - 07, 10:12 م]ـ
1 - أحد المشايخ، ممن حمل الألف والدال (أي الأستاذ الدكتور)، يجادل عن الرافضة بأنهم مسلمون، ورغم أنه يعرف بأمر المناظرات التي جرت بين السنة وبين الرافضة في وسائل الإعلام، إلا أنه قال عن تلك المناظرات بأنها تضر بالوحدة الإسلامية .. هل هذا على الكفر، لكونه لم يفرق بين حق وباطل؟
2 - أحد المشايخ، أيضاً ممن حمل الألف والدال، يجيز النظر إلى المرأة في التلفاز .. وقد جهر بأنه يفعل ذلك .. فهل هذا مخالف للإجماع، وعليه وقع في الكفر؟
3 - قرأت في مجلة الكوثر، عمن يفتي الناس في أفريقيا بأن الزنا حلال لمدة ثلاثة أيام في السنة .. هل وقع هذا في الكفر؟
انفض الجميع .. ولم يجبني أحد!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/420)
ـ[طالبة سنة]ــــــــ[26 - 08 - 07, 11:16 م]ـ
أرجو الإحالة على المراجع التي تفيد في هذه المسألة فأنا أبحث فيها منذ مدة.
وما حكم من ينكر خروج المهدي؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مبارك مسعود]ــــــــ[27 - 08 - 07, 09:26 م]ـ
خروج المهدي ثابت بالأدلة القاطعة من السنة ,
ـ[طالبة سنة]ــــــــ[30 - 08 - 07, 03:36 ص]ـ
فهل يعد منكر خروج المهدي منكر للإجماع؟
ـ[مراد المدني]ــــــــ[30 - 08 - 07, 05:31 ص]ـ
علمونا في بادئ الأمر أن السلفي لا يكون ظاهرياً وأن من مبادئ الاعتقاد أن تؤمن بحجية الاجماع، حتى غالى شيخ فقال: مصادر التشريع الإجماع ثم القرآن ثم السنة .... ثم ها أناذا أجد من كلام الشيخ ابن تيمية إمام السلفية أن في الاجماع قطعي وظني. والقطعي ما يكون على دليل واضح جلي ظاهر لا خلاف فيه. والثاني قال أنه ليس بحجة على ما فهمت فهل معنى ذلك الارتداد إلى الظاهرية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الاجماع نوعين قطعي لا بد له من نص ظني لا جحية فيه. إذن الأمر نص فقط هو الحجة، وبالتالي أصبح الأمر ليس ذات أن يجتمعوا، وإنما الذي عليه اجتمعوا. يعني النص ..........................
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[30 - 08 - 07, 05:22 م]ـ
اظن الامر اخي من كون الثبوت وليس من الحجيه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 06:05 م]ـ
والنصوص يا أخي الكريم أيضا منها ما هو قطعي ومنها ما هو ظني!!
والذي يبين ذلك هو الإجماع، فالإجماع هو الذي يقطع على ذوي الفهوم الباطلة الباب، ولو كان لكل من هب ودب أن يستنبط من النصوص الشرعية كما يشاء لما كان هنا شرع ولا دين!
وهل يكفر كل من خالف نصا من النصوص، حتى لو كان فيه مجال لاختلاف الفهوم؟!
وهل خلا عصر من العصور الماضية (فضلا عن عصرنا) من الاختلاف في فهم نصوص الكتاب والسنة؟!
مما يحز في نفسي أننا صرنا نتكلم في المسائل الكبار قبل أن نتقن عدد أصابع اليد الواحدة من المسائل الصغار.
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[31 - 08 - 07, 12:14 ص]ـ
أما أنا فقد اخذت ما أريد من المسألة والحمدلله وجزاكم الله خير
والموضوع تشعب فلعل الأخوة يقفوا عند هذا الحد ومن أراد شيئاً فليكب موضوع مستقل
وغفر الله لنا ولكم
ـ[مراد المدني]ــــــــ[05 - 09 - 07, 05:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا قلنا:إن في الإجماع ما هو قطعي، وما هو ظني
وأقررنا بذلك. وقالوا لنا: أن الإجماع حجة. ثم نقلوا لنا إجماعاً ماذا نفعل؟
مادام الآيات (استغفر الله) قلنا أن منها القطعي والظني، وكذا الأحاديث، فأعلى الذي أعلى الإجماع عن الآيات والأحاديث لأن فيها القطعي وفيها الظني. وأدنى بذلك الآيات والأحاديث. وجعل الإجماع أعلى من الآيات والأحاديث.
فهذا الإجماع الآتي الذي أدنى الآيات والأحاديث، هو أيضًا منه القطعي ومنه الظني
فما لكم كيف تحكمون.
ثم نرجو حصر الإجماعات القطعية وأن نثبت أنها قامت لا بالرجم بل بالدليل كما نبحث في الحديث.
يعني مدعي الإجماع هكذا لا ينفع لأنها كلمة عامة وليست مقيدة ولا منضبطة.
فنريده يثبت إجماعًا ثم يثبت أنه قطعي. وهل قبل انعقاد الإجماع (إذا كان انعقد) كانت الحجة على من سبق ماذا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 09 - 07, 08:00 ص]ـ
يا أخي الكريم، أنت فيمَ تنازع الآن؟!
هل تنازع في أن من الآيات والأحاديث ما هو ظني ومنها ما هو قطعي؟!
هل تنازع أن كثيرا من الآيات والأحاديث قد يفهمها المبتدئون فهما خاطئا، فإذا ردوها إلى أهل العلم أرشدوهم إلى الصواب في فهمها؟!
إذا أقررت بذلك يا أخي الكريم، فهذا هو الإجماع، وإن لم تقر بذلك فافتح الباب إذن لكل من هب ودب أن يتكلم في دين الله!
المشكلة يا أخي الكريم أنك تظن أننا نقدم الإجماع على الكتاب والسنة، وهذا لا يقول به مسلم!
وإنما المراد أن الإجماع يقدم على فهمك أنت للكتاب والسنة؛ لأن فهمك إذا انفرد ليس أقوى من فهم ألوف العلماء إذا اجتمعوا، ومن نازع في ذلك فقد نادى على قلة عقله!
ـ[مراد المدني]ــــــــ[05 - 09 - 07, 10:40 ص]ـ
لا يا سيدي
الإجماع منه القطعي ومنه الظني
فالذي أجمع عليه كيف نفرق بينهما
فيه اختبارات تبين أن ذلك قطعي، وهذه تبين أن ذلك ظني
أليس كذلك.
ما هي
ستكون الإجابة حتمًا ما كان عليه دليل قطعي فهو قطعي
أليس كذلك
إذن فهمي - المنادي على عقلي فيه - سيكون حتمًا مع قطعية الآية وسيتجه إلى ما اتجهوا إليه.
فهنا الحجة قطعية الآية أم قطعية الإجماع القطعي الذي نتج عن الآيات القطعية أو الأحاديث القطعية.
ثم هذا الإجماع الظني هل هو أعلى مرتبة من الآيات الظنية أو هو دونها.
والإجماع القطعي الناتج عن قطعية الآيات هل هو أعلى من الآيات أو دونها.
يا شيخ أنا نقلت عن الشيخ قوله: مصادر التشريع الإجماع ثم القرآن ثم السنة.
ولم يستدرك عليه، بل في مشاركة كأن أخًا أشاد بذلك.
ثم بعد ذلك أنا أنادي بأن يكون كتابًا فيه الإجماعات القطعية من حيث الدلالة ومن حيث الثبوت، وتفصل عن تلك الإجماعات الظنية.
أم أن القول بظنية الإجماع تعني الإجماع المتساهل في القول به، وهو لا إجماع ولاحاجة. يعني مدعيه فرقع في الهواء.
فعند الحديث عن الكتاب والسنة قالوا لنا: لا تتأخذ بشيء منهما لأن منهما القطعي والطني، لا بد أن نمررهما على العلماء فما أجمعوا عليه كان حجة، وما كان لا فوسع الخلاف الناس. ثم نجد أن هذا الإجماع زاد الطينة بلة إذ هو أيضاً منه القطعي والطني، فبالقياس لا بد أن يمرر على شيء آخر ليفرز لناس قطعيه من ظنيه.
وأنا إذ أسأل الفضلاء أسأل متعلمًا لأنني أحار بين االقولين أو تصدعت فبعد أن كنت أقول به واحتج أجد الأرض قد زلزلت من تحت قدمي.
فمدعون الإجماع لم ينقلوا أنه طني أو قطعي وإذا كان فيه الاثنين فبالقياس على الحديث يجب الأول التوقف حتى يثبت صحته، فبالتالي يجب التوقف في لفظ الإجماع حتى يتبن قطعيته من ظنيته.
وعمومًا أنت ممن زلزل الأقدام من تحتي لأن اقتناعك وقولك بالقطعي والظني.
هو الذي فجر معي القضية، مع قول الذين قالوا في نفس هذه المشاركة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/421)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 09 - 07, 10:59 ص]ـ
يا أخي الفاضل
هناك من النصوص ما هو قطعي ومنها ما هو ظني، وهناك من الشريعة ما هو قطعي وما هو ظني.
وقد يختلف هذا الأمر باختلاف الناس؛ لأن الصحابي الذي سمع الحديث بنفسه من النبي صلى الله عليه وسلم يقطع بأن هذا هو كلامه، ولا يُطلب منه أن يبحث عن سند ولا أن يتحقق من صحة.
ثم قد يفهم مراد النبي صلى الله عليه وسلم من كلامه مباشرة فيكون معناه أيضا عنده قطعيا، وقد يستشكل المعنى فيسأله فيوضح له فيكون معناه قطعيا أيضا.
ولكن باقي الصحابة الذين سمعوا هذا الحديث من هذا الصحابي قد يختلفون في فهم هذا النص، فيلاحظ هاهنا أن القطعية والظنية اختلفت باختلاف الأشخاص.
كما اختلف الصحابة في فهم حديث النهي عن لحوم الحمر كما في الصحيح من حديث ابن أبي أوفى وابن عباس.
أما نحن فقد يبلغنا الحديث فنختلف في صحته أيضا، أنت تقول: سنده صحيح، وأنا أقول: سنده غير صحيح، طيب يا سيدي الفاضل كيف عرفت أن سنده صحيح أو ضعيف؟!
هل ستقول: عرفت بقواعد وأصول الحديث!
أقول لك: وهل هذه القواعد نصوص أو إجماع؟!
ليست نصوصا قطعا، وكذلك ليست إجماعا في كثير من الأحيان، فإما أن تتوقف حينئذ وتسقط الشريعة، وإما أن نقول: بل نرجع للقواعد المتفق عليها بين العلماء في التصحيح والتضعيف، وهذا هو الإجماع الذي تنكره.
طيب بلاش دي!
كيف ستفهم الحديث؟!
باللغة العربية ولا باللغة اللاوندية؟!
أكيد باللغة العربية، طيب يا سيدي الفاضل اللغة العربية دي نصوص ولا إجماع؟!
قطعا ليست من النصوص، وكذلك ليست إجماعا في كثير من الأحيان.
فإما أن تتوقف وتسقط الشريعة، وإما أن تقول: نرجع للقواعد المتفق عليها في اللغة العربية، وهذا هو الإجماع الذي تنكره.
طيب يا سيدي الكريم، بلاش دي!
أنت الآن تريد أن تستخرج الأحكام من النصوص، فتجيء إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) فتريد أن تستدل بظاهره على أن اليهودي والنصراني الذي لا يؤذي المسلمين له حكم الإسلام!!
فإذا قلنا لك: يا سيدي الفاضل، هذا مخالف للإجماع، تقول: لا عبرة بالإجماع!
وإذا قلنا لك: يا سيدي الفاضل، هذا مخالف لقطعيات الشريعة، تقول: مفيش حاجة اسمها قطعي وظني!!
وإذا قلنا لك: يا سيدي، هذا مخالف لنصوص أخرى، تقول: أنتم تستدلون بنصوص، وأنا أستدل بنصوص، فما فضلكم علي؟!
فقل لي يا سيدي الكريم، كيف ترد على هذا الإنسان؟!
ـ[مراد المدني]ــــــــ[06 - 09 - 07, 04:03 ص]ـ
ياأبا مالك ويا أخوة
أنا أقول: إن شيخاً أعلى الإجماع على الكتاب والسنة لما لأنهما فيما القطعي وفيهما الظني.
ثم إن هذا الإجماع أيضًا فيه القطعي وفيه الظني
فوجدت أن هذا الكلام متناقضًا
والصواب
أن الآيات والأحاديث فيها القطعي الذي جبر الناس على أن يخضعوا لهما ويستقروا على ما أراد الكتاب والسنة.
فمن قطعية الآيات والأحاديث استقر على مفهوم معين هذا المفهوم لا بد من إيمان الناس به ليس لذات أن الناس استقرت عليه، بل لقطعية الآيات والأحاديث.
هذا الذي استقرت الناس عليه ليس هو الذي يقارن بينه وبين الآيات والأحاديث الظنية.
بل الذي يقارن به بين الآيات القطعية والظنية.
وبالتالي ليس هنا مجال للإجماع.
يعني أن الإجماع نتيجة حتمية لقطعية الآيات والأحاديث. ولا ينتظر على الآيات لِيُرَى أأجمعوا أم لم يجمعوا.
هذا الذي عنيته.
والسؤال الآتي هو الذي سيريح
هل قطعية الآية أسبق أم حدوث الإجماع منها.
سؤال آخر وهو هل يجوز في ما ينقل من الإجماعات التنازع فيها، أم لها التسليم كالآية والحديث
عمومًا بالحب أو بمحاولة إرضاء الله تعالى من كل منا نحاول أن نقرب بين الفهم عند كلاً منا.
وأسأل الله أن يرضى عنا.
وطبعاً لا نكن لك أبا مالك إلا كل احترام. وكذا رواد أهل الحديث، ولا أحب أبداً أن يكون مشادات بين أهل الطلب وبعضهم.
ـ[ابو العابد]ــــــــ[07 - 09 - 07, 12:51 ص]ـ
المسائل الاعتقادية لا ينبغي فيها الخلاف أصلا، ويمكن أن يقال: لا يُتصور فيها الخلاف.
ولذلك لم يختلف سلف الأمة في مسائل اعتقادية على الإطلاق، إلا في مسائل يسيرة جدا، وهي أيضا ليست من عمد الاعتقاد، ويسوغ فيها الاختلاف، كمسألة هل رأى النبي ربه، ونحو ذلك، وإنما حصل الاختلاف في أصول الاعتقاد فيمن بعدهم.
ولذلك ترى المختلفين في الاعتقاد يدعي كل منهم الإجماع على قوله؛ وهو في الحقيقة ليس معه نقل حقيقي للإجماع، ولكنه يتصور أن هذا هو دين المسلمين، ولا ينبغي فيه الخلاف، ومن ثم فهو يظن أنهم قد أجمعوا على ذلك، وهذا هو السبب في أن أكثر المسائل التي حكي فيها إجماعات متناقضة هي مسائل الاعتقاد.
والسلف لم يكونوا يفرقون بين الكلام في العقائد والكلام في العمليات؛ لأن التفريق الصحيح ينبغي أن يكون بين ما لا يعذر بجهله المسلم وما يعذر بجهله، فقد يعذر المسلم إذا جهل مسألة من دقائق الاعتقاد، ولكنه لا يعذر بجهل أركان الصلاة والوضوء، والمسألة الأولى عقدية والمسألة الثانية فقهية.
فالتفريق ينبغي أن يكون بناء على المعلوم من الدين بالضرورة وغيره، سواء كان في الاعتقاد أو غيره، وقد أشار لنحو هذا شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى.
والله أعلم.
نعم ما قلت(43/422)
دفاع المقادسة عن عقيدة السلف
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[20 - 08 - 07, 01:06 ص]ـ
دفاع المقادسة عن عقيدة السلف
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
ففد بذل أئمة أهل السنة جهودا عظيمة في بيان السنة وإيضاحها للناس والدفاع عنها والرد على المخالفين ,ومن أولئك العلماء علماء المقادسة الصالحيين (نسبة الى الصالحية بدمشق) فقد كانوا في بيت المقدس ثم هاجروا الى الصالحية لأسباب ذكرها الحافظ الضياء في كتابه {سبب هجرة المقادسة الى دمشق} وهناك بحث جيد للدكتور شاكر مصطفى {آل قدامة والصالحية}
ومن كبار هؤلاء العلماء الحافظ: عبد الغني المقدسي واولاده ,وآل قدامة , وآل عبدالهادي ,وآل المحب, وماتفرع من هذه العوائل الكريمة.
وحيث انه قد سبق الحديث (خلال رسائل علمية لبعض الباحثين) عن بعض هؤلاء الأعلام ودفاعهم عن عقيدة السلف مثل الحافظ عبد الغني والموفق ابن قدامة ,فأحببت الكتابة عن بعض اولئك الأعلام ممن أظن أنه لم يتم البحث عن عقائدهم وبيان شي من دفاعهم عن عقيدة السلف ,
وسأبين بعض ذلك باقتضاب واشارة ففيها للبيب اشارة
ومن الله وحده أستمد العون والتسديد وأسأله الهداية والتوفيق.
1 - الضياء المقدسي (569 - 643هـ) ابو عبد الله محمد بن عبد الواحد السعدي المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي.
شيوخه كثير ومنهم: الحافظ عبد الغني المقدسي و (خاله) الموفق ابن قدامة وأسعد بن المنجى الحنبلي وابن الموازيني وغيرهم.
وروى عنه خلائق منهم: ابن أخيه (علي بن أحمد بن عبد الواحد) الشهير بابن البخاري, والمؤرخ ابن النجار والحافظ الدشتي (صاحب الحد) وغيرهم.
مؤلفاته:
أشهرها على الاطلاق (المختارة) بل اقترنت باسمه فلا تعرف الا بالمختارة للضياء ,و (صفة الجنة) ,و (النهي عن سب الاصحاب) ,و (سيرة الحافظ عبد الغني المقدسي) ,وانتقى من الكتب والاجزاء والاحاديث والمشيخات الشيء الكثير.
وجمع له الدكتور محمد مطيع الحافظ ((141)) مابين كتاب وجزء مخطوط او مفقود او مطبوع.
ثناء العلماء عليه كثير ومن ذلك ما قاله المزي: الشيخ الضياء أعلم بالحديث من الحافظ عبد الغني ولم يكن في وقته مثله.
وقال ابن الذهبي: الامام العالم الحافظ الحجة محدث الشام وشيخ السنة.
دفاعه عن عقيدة السلف
كان الحافظ الضياء-رحمه الله- سلفيا أثريا على ماكان عليه أسلافه من اهل السنة من أشياخه , فقد ألف في نصرة السنة عدة كتب منها:
1 - أحاديث الحرف والصوت (وهذا ماتنكره الآشعرية) وهذا الكتاب لاأعلم عن وجوده شيئا وأحسبه مما فقد من مصنفات الحافظ.
2 - اختصاص القرآن بعوده الى الرحيم الرحمن. وقد طبع 1409هـ عن مكتبة الرشد ت الجديع.
وسبب تأليفه لهذا الكتاب ماذكره في المقدمة ص (19) انه ورد ه سؤال من مدينة آمد وفيه أن رجلا أنكر أن القرآن يعود الى الله, (وهذا من اعتقاد الجهمية ومن تفرع عنهم من الاشاعرة فالقرآن عندهم ليس هو الذي في المصاحف!!)
وسرد الحافظ الضياء الاحاديث والآثار في ذلك ومن ذلك تقريره لما جاء هذه الآثار ((أن القرآن كلام الله غير مخلوق, واثبات الصفات لله تعالى))
وهو في كتابه هذا يخرج مارواه من كتب أئمة السنة كالسنة للطبراني واللالكائي.
ومما رواه في هذا الكتاب بسنده عن أحمد بن سنان قال (من زعم أن القرآن شيئين أو أن القرآن حكاية ,فهو والله الذي لااله الاهو زنديق كافر بالله ... ))
وقد نقل في ترجمته للحافظ عبد الغني عن خاله الموفق ابن قدامة قوله في الثناء على عبدالغني ((وكمل الله فضيلته بابتلائه بأذى أهل البدعة وعداوتهم إياه وقيامهم عليه .. ))
وقد نقل الحافظ الضياء ما جرى لشيخه الامام عبد الغني من محن وأذى بسبب أهل البدع فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/423)
1 - سمعت شيخنا الإِمام أبا محمد عبد الله بن أبي الحسن الجبائي بأصبهان يقول: كان أبو نعيم الحافظ قد أخذ على الحافظ أبي عبد الله بن مَنْدَة أشياء في كتاب " معرفة الصحابة " وكان الحافظ أبو موسى المديني يشتهي أن يأخذ على أبي نعيم - يعني: في كتاب " معرفة الصحابة " - فما كان يحسن. فلما جاء الحافظ عبد الغني إلى إصبهان أشار إليه بذلك. قال: تأخذ على أبي نعيم في كتابه " معرفة الصحابة "، نحواً من مائتين وتسعين موضعاً. قال: فلما سمع بذلك الصدر عبد اللطيف بن الخُجندي طلب الحافظ عبد الغني، وأراد إهلاكه فاختفى الحافظ.
وسمعت أبا الثناء محمود بن سلامة الحراني قال: ما أخرجنا الحافظ من إصبهان إلا في أزار. وذلك أن بيت الخجندي أشاعرة، كانوا يتعصبون لأبي نعيم. وكانوا رؤساء البلد.
2 - ما حصل لاهل السنة وعلى رأسهم الحافظ عبد الغني من الاشاعرة ومنهم رجل ناقص العقل من بيت ابن عساكر ...
قال الضياء: فمشوا إلى الوالي، وقالوا له: هؤلاء الحنابلة ما قصدهم إلا الفتنة، واعتقادهم يخالف اعتقادنا، ثم إنهم جمعوا كبراءهم، ومضوا إلى القلعة إلى الوالي، وقالوا: نشتهي أن يحضر الحافظ عبد الغني. وكانت مشايخنا قد سمعوا بذلك، فانحدروا إلى دمشق - خالي الإمام موفق الدين؛ وأخي الإِمام أبي العباس أحمد البخاري، وجماعة الفقهاء، وقالوا: نحن نناظرهم، وقالوا للحافظ: اقعد أنت لا تجيء، فإنك حاد ونحن نكفيك. فاتفق أنهم أرسلوا إلى الحافظ من القلعة وحده فأخذوه، ولم يعلم أصحابنا بذلك، فناظروه
3 - قال الحافظ الضياء: وجاء شاب من أهل دمشق بفتاوى من أهلها، إلى صاحب الحافظ بمصر - وهو العزيز عثمان - ومعه كتب: أن الحنابلة يقولون كذا وكذا، مما يشنعون به ويفترونه عليهم. وكان ذلك الوقت قد خرج نحو الإِسكندرية يتفرج، فقال: إن رجعنا من هذه السفرة أخرجناك من بلادنا، من يقول بهذه المقالة. فلم يرجع إلا ميتاً، فإن عدا به الفرس خلف صيد، فشب به الفرس وسقط، فخسف صدره. كذا حدثني شيخنا يوسف بن الطفيل،
ولاشك أن ماذكره الحافظ الضياء من امتحان الاشاعرة لاهل السنة ليس خاصا بالحافظ عبدالغني فقط بل لاهل السنة –ولكن لما كان الحافظ الامام عبد الغني رأسهم ولسانهم كان الاذى متجها اليه.وقد ذكرت بعض هذه الامثلة مما ذكره الضياء في ترجمة شيخه الحافظ عبد الغني من المحنة التي اصابت اهل السنة =من المقادسة وغيرهم عموما والحافظ عبدالغني خصوصا =وموقفه فيها (الضياء) الموافق لاهل السنة ولشيخه الحافظ عبدالغني
تنبيها على خطأ ذكره الدكتور محمد مطيع الحافظ في كتابه (التنويه والتبيين في سيرة محدث الشام الحافظ ضياء الدين) ص224أن الضياء عندما ترجم للحافظ عبدالغني المقدسي ذكر قضية الفتنة التي اصابته على سبيل الاجمال دون التعرض الى تفصيل في خلاف العقيدة مع الخصوم!!!
ومن قرأ ماذكره الضياء وجد خلاف هذا الزعم الذي ذكره محمد الحافظ
وانما ذكرت بعض ماورد في ترجمته ولم اذكر كل ماورد والله المستعان
وقد توفي الحافظ الضياء المقدسي –رحمه الله-عام 643هـ عن نحو من 74 سنة قضاها في طلب العلم ونشره فرحمه الله وغفر له.
من مصادر ترجمته:
ذيل الطبقات لابن رجب (1/ 236) قديمة و (3/ 514) ط العثيمين.
المقصد الارشد (2/ 450) السير (23/ 126)
(التنويه والتبيين في سيرة محدث الشام الحافظ ضياء الدين) د/ محمد مطيع الحافظ.
يتبع ..........
ـ[المقدادي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 01:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
بحث ممتاز
واصل وصلك الله بطاعته
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[24 - 08 - 07, 06:55 ص]ـ
المقدادي غفر الله لي ولك.
قريبا ....................
2 - السيف بن المجد المقدسي.!
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 08 - 07, 01:17 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبدالمصور
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[25 - 08 - 07, 02:19 ص]ـ
أكمل وفقك الله للخير ................ لعل هذا الموضوع القيم يكون مشروع باسم
((المجموعة الثرية الزكية في تراجم المقادسة الصالحية)) .........
أخي الحبيب لاتنسى:
الموفق بن قدامة صاحب المغني ت 620 هـ، و شمس الدين بن قدامة صاحب الشرح الكبير ت 628 هـ، والحافظ عبد الغني صاحب مختصر السيرة النبوية ت 600 هـ، وعميد الأسرة أبو عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي ت 607 هـ ..............
وغيرهم ..........
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[09 - 06 - 08, 01:05 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبدالمصور
بارك الله فيك ابا يوسف.
أكمل وفقك الله للخير ................ لعل هذا الموضوع القيم يكون مشروع باسم
((المجموعة الثرية الزكية في تراجم المقادسة الصالحية)) .........
المحب الأثري جزاك الله خيرا.
هذا الموضوع خصصته فقط لدفاعهم عن عقيدة السلف واما التراجم فتطول.
أخي الحبيب لاتنسى:
الموفق بن قدامة صاحب المغني ت 620 هـ، و شمس الدين بن قدامة صاحب الشرح الكبير ت 628 هـ، والحافظ عبد الغني صاحب مختصر السيرة النبوية ت 600 هـ، وعميد الأسرة أبو عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي ت 607 هـ ..............
وغيرهم ..........
سبق أن ذكرت السبب في المقدمة فيما يتعلق بالحافظ عبدالغني وابن قدامة ...
وحيث انه قد سبق الحديث (خلال رسائل علمية لبعض الباحثين) عن بعض هؤلاء الأعلام ودفاعهم عن عقيدة السلف مثل الحافظ عبد الغني والموفق ابن قدامة ,فأحببت الكتابة عن بعض اولئك الأعلام ممن أظن أنه لم يتم البحث عن عقائدهم وبيان شي من دفاعهم عن عقيدة السلف ,
وسأبين بعض ذلك باقتضاب واشارة ...
واما عميد الأسرة (كما تفضلت) ابوعمر (اخو الموفق) وابنه صاحب الشرح الكبير. فلعلي إن وجدت مادة علمية أجعلهم في الحلقات القادمة بإذنه تعالى ...
علما أن أهل الشام كان لهم في ابي عمر اعتقاد عجيب حتى غلوا فيه من دون الله
قال شيخ الاسلام رحمه الله الرد على البكري ج1/ص631
حتى إن العدو الخارج عن شريعة الإسلام لما قدم دمشق خرجوا يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضرهم وقال بعض الشعراء
يا خائفين من التتر
لوذوا بقبر أبي عمر
أو قال
عوذوا بقبر أبي عمر
ينجيكم من الضرر.
قريبا ....................
2 - السيف بن المجد المقدسي.!
إن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/424)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[19 - 06 - 08, 01:10 ص]ـ
2 - السيف بن المجد بن قدامة (605هـ-643هـ)
أحمد بن عيسى بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الصالحي.
سمع من جده (الموفق صاحب المغني) الكثير وكتب شيئا من فتاواه.
ومن أبي اليمن الكندي وابي القاسم الحرستاني وغيرهم.
نشأ في بيت علم وصلاح وسنة فجده هو الامام الموفق صاحب المغني.
واما والده عيسى فتفقه وسمع الحديث وصار اماما وخطيبا للجامع المظفري بسفح قاسيون وتوفي رحمه الله 615هـ في حياة والده الموفق.
وخاله هو الحافظ الضياء المقدسي (تقدمت ترجمته)
ووالدته قال عنها ابن الذهبي:
آسية المقدسية والدة السيف بن المجد الحافظ قال أخوها الضياء ما في زمانها مثلها لا تكاد تدع قيام الليل (العبر في خبر من غبر ج5/ص164 ((وفيات سنة 640هـ))
واما زوجته فقد قال ابن الذهبي:
آمنة بنت التقي محمد بن البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي
حضرت جدها وسمعت الصحيح من ابن الزبيدي وحدثت
وتوفيت في رجب ولم أسمع منها وهي زوجة السيف بن المجد
وكانت من العوابد (تاريخ الإسلام ج52/ص177)
كتب بخطه الكثير وخرج وألف.
قال الذهبي: كان ثقة حافظا ذكيا متيقظا مليح الخط عارفا بهذا الشأن عاملا بالأثر صاحب عبادة وكان تام المروءة أمارا بالمعروف قوًالا بالحق ولو طال عمره لساد أهل زمانه علما وعملا ومحاسنه جمًة.
{{فقد عاش نحو 38 سنة}}
وقال ايضا: ثقة حجة بصيرا بالحديث ورجاله عاملا بالأثر.
قال الحسيني: خرّج وحدّث وكان حسن التخريج فاضلا.
مؤلفاته:
قال ابن الذهبي:وصنف وخرج وسوّد مسودات لم يتمكن من تبييضها.
1 - مصنف في الاعتقاد ,فيه آثار كثيرة وفوائد.
2 - ألف مجلدا كبيرا في الرد على الحافظ محمد بن طاهر المقدسي لإباحته للسماع مخطوط في الظاهرية مجموع (92) 28 ورقة. وفي اماكن من كتاب ابن طاهر في (صفوة اهل التصوف) قال ابن الذهبي: وقد اختصرت هذا الكتاب على مقدار الربع.
3 - الأزهر في ذكر آل جعفر بن أبي طالب وفضائلهم.
4 - مناقب جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه. (يوجد منه الجزء الثاني في الظاهرية)
5 - تعاليق.قال ابن الذهبي (وانتفعت كثيرا بتعاليق الحافظ سيف الدين) وفي الظاهرية مجموع (104) (من تعاليق ابن عيسى المقدسي) 55ورقة مختلفة الترتيب تداخلت مع اوراق من كتب اخرى يصعب الانتفاع به.
{افاده محقق ذيل طبقات الحنابلة526:3}
وهذه بعض الاحالات على مانقله ابن الذهبي عن السيف من تعاليقه او كتبه وقد ذكر كثيرا منها بقوله (قرأت بخط السيف ابن المجد)
ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج3/ص364
المغني في الضعفاء ج1/ص295
ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج4/ص368
العبر في خبر من غبر ج5/ص113
تاريخ الإسلام ج38/ص68
تاريخ الإسلام ج40/ص204
سير أعلام النبلاء ج22/ص286
سير أعلام النبلاء ج21/ص382
تاريخ الإسلام ج39/ص90
تاريخ الإسلام ج46/ص62
تاريخ الإسلام ج50/ص23
سير أعلام النبلاء ج23/ص227
سير أعلام النبلاء ج23/ص226
سير أعلام النبلاء ج23/ص225
دفاعه عن عقيدة السلف
لم يعش الحافظ السيف بن المجد طويلا (38 سنة) وسأحاول بيان شيء من دفاعه عن عقيدة السلف بحسب ماوصلنا من النقول عنه وذلك من خلال النقاط التالية:
1 - مؤلفاته:
أ- فمنها مصنفه في الإعتقاد وقد سبق ذكره وأن فيه آثار كثيرة وفوائد. (ولم أقف على خبره أو النقل عنه صريحا).
ب_ في الرد على المخالفين كرده على ابن طاهر في السماع.
2 - كلامه في المخالفين لمعتقد اهل السنة.
أ- أبو الحسن وأبو محمد الحريري مقدم الطائفة الفقراء الحريرية
قال ابن الذهبي:
قرأت بخط السيف الحافظ كان الحريري من أفتن شيء وأضره على الإسلام تظهر منه الزندقة والاستهزاء بالشرع بلغني من الثقات أشياء يستعظم ذكرها من الزندقة والجرأة على الله وكان مستخفا بأمر الصلوات
وحدثني أبو إسحاق الصريفيني قال قلت للحريري ما الحجة في الرقص قال (إذا زلزلت الأرض زلزالها) وكان يطعم وينفق ويتبعه كل مريب شهد عليه خلق كثير بما يوجب القتل ولم يقدم السلطان على قتله بل سجنه مرتين
وعندي مجموع من كلام الشيخ الحريري فيه إذا دخل مريدي بلاد الروم وتنصر وأكل الخنزير وشرب الخمر كان في شغلي
وسأله رجل أي الطرق أقرب إلى الله قال اترك السير وقد وصلت
وقال لأصحابه بايعوني على أن نموت يهود ونحشر إلى النار حتى لا يصحبني أحد لعلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/425)
وقال لو قدم علي من قتل ولدي وهو بذلك طيب وجدني أطيب منه
((ثم ذكر كلاما رديئا أعرضت عن نقله))
وقال علي بن أنجب في تاريخه:
الفقير الحريري شيخ عجيب كان يعاشر الأحداث كان يقال عنه إنه مباحي ولم تكن له مراقبة كان يخرب والفقهاء ينكرون فعله وكان له قبول عظيم
وروي عن الحريري لو ضربنا عنقك على هذا القول ولعناك لاعتقدنا أنا مصيبون
وممن انتصر له وخضع لكشفه الامام أبو شامة فقال كان عنده من القيام بواجب الشريعة ما لم يعرفه أحد من المتشرعين ظاهرا وباطنا وأكثر الناس يغلطون فيه كان مكاشفا لما في الصدور بحيث قد أطلعه الله على سرائر أوليائه
قلت ما هذا اتق الله فالكهنة وابن صائد مكاشفون لما في الضمائر
كان الحريري يلبس ما اتفق والمطرز والملون وقال عن نفسه فقير ولكن من صلاح ومن تقى وشيخ ولكن للفسوق إمام وباقي سيرته في تاريخ الاسلام. انتهى.
(سير اعلام النبلاء ج23/ص225 - ص227)
ب- ابن الجوزي عبدالرحمن بن علي الحنبلي الواعظ المشهور. لمّا وقع في التأويل وخاض فيه جفاه أهل السنة في زمانه وأنكروا عليه كما فعل الحافظ اسحاق بن أحمد العلثي في رسالته الى ابن الجوزي ومما قال فيها (واعلم انه قد كثر النكير عليك من العلماء والفضلاء والأخيار في الآفاق بمقالتك الفاسدة في الصفات)
ومع ان ابن الجوزي من كبار الحنابلة الا أن ذلك لم يمنع الحافظ السيف بن المجد من الكلام فيه.
1 - قال السيف وما رأيت أحداً يعتمد عليه في دينه وعلمه وعقله راضياً عنه قال جدي رحمه الله كان أبو المظفر بن حمدي أحد العدول والمشار إليهم ببغداد ينكر على ابن الجوزي كثيراً كلماتٍ يخالف فيها السنة
2 - قال السيف وعاتبه الشيخ أبو الفتح بن المني في بعض هذه الأشياء التي حكيناها عنه ولما بان تخليطه أخيراً رجع عنه أعيان أصحابنا الحنابلة وأصحابه وأتباعه
وكان الشيخ أبو إسحاق العلثي يكاتبه ويُنكر عليه (تاريخ الاسلام42/ 302 - 303)
3 - قال السيف: وكتب ابن الجوزي عن كلام شيخ الاسلام الأنصاري كان عبدالله الأنصاري يميل إلى التشبيه, فلا يقبل قوله, فألحق جدي: حاشاه من التشبيه , ولايقبل قول ابن الجوزي فيه. (ذيل الطبقات لابن رجب 304:3)
وفاته: توفي في مستهل شعبان سنة ثلاث واربعين وستمائة بسفح قاسيون ودفن به رحمه الله وله ثمان وثلاثون سنة.
مصادر ترجمته:
سيرأعلام النبلاء (118:23) – تاريخ الاسلام وفيات 643هـ
ذيل طبقات الحنابلة (524:3) لابن رجب ت العثيمين وحاشيته.
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[29 - 08 - 08, 02:55 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالمصور السني
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[06 - 09 - 08, 07:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم.
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[08 - 09 - 08, 08:35 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم عبد المصور السني على هذا البحث القيم
والذي نحن بأمس الحاجة إليه في هذا الزمان الذي عظمت فيه غربة أهل السنة والتوحيد
وكثر المخالفون فيه لمنهج السلف الصالح وشاع بيننا القول بالسكوت عن اهل البدع بل
الثناء عليهم وتبجيلهم والطعن في اهل السنة بسبب جهادهم للمبتدعة
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[11 - 10 - 09, 07:26 م]ـ
للرفع
رفع الله درجات اهل السنة والحديث
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[13 - 02 - 10, 02:47 م]ـ
بارك الله فيك أخانا الكريم
ـ[أبو شافع المقدسي]ــــــــ[16 - 02 - 10, 05:50 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عبد الرحمن النجدي السلفي]ــــــــ[17 - 02 - 10, 06:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[04 - 11 - 10, 01:16 م]ـ
قريبا
ان شاء الله
3 - ابن المحب الصامت المقدسي ,صاحب كتاب صفات رب العالمين.(43/426)
سؤال عن قول شعبة في جرير بن حازم: جاءكم هذا الحشوي!
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[20 - 08 - 07, 02:09 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
أشكل علي ما جاء في ترجمة جرير بن حازم في الضعفاء الكبير للعقيلي (1|199)
حدثنا على بن محمد بن سلم قال حدثنا عقيل بن يحيى قال سمعت أبا داود قال كان جرير بن حازم إذا قدم قال شعبة:قد جاءكم هذا الحشوي.
مع أن الإمام أحمد أثنى على جرير كما في ترجمته وبين أنه صاحب سنة وفضل وديانة.
والمعلوم أن شعبة بن الحجاج من أئمة السلف , وهذا اللفظ - الحشوية - من المصطلحات التي نبز بها المعتزلة أهل الحديث ومن أثبت الصفات.
قال أبو عبد الله الحاكم: ولقد صدقا جميعا أن أصحاب الحديث خير الناس وكيف لا يكونون كذلك وقد نبذوا الدنيا بأسرها ورائهم وجعلوا غذائهم الكتابة وسمرهم المعارضة واسترواحهم المذاكرة وخلوقهم المداد ونومهم السهاد ونومهم السهاد وأصطلاءهم الضياء وتوسدهم الحصى فالشدائد مع وجود الأسانيد العالية عندهم رخاء ووجود الرخاء مع فقد ما طلبوه عندهم بؤس فعقولهم بلذاذة السنة غامرة تعلم السنن سرورهم ومجالس العلم حبورهم وأهل السنة قاطبة إخوانهم و أهل الإلحاد والبدع بأسرها أعداؤهم
سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد يقول سمعت أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي يقول: كنت أنا و أحمد بن الحسن الترمذي عند أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبد الله ذكروا لإبن أبي فتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال: أصحاب الحديث قوم سوء فقام أبو عبد الله وهو ينفض ثوبه فقال: زنديق! زنديق! زنديق! ودخل البيت.
سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول سمعت جعفر بن محمد بن سنان الواسطي يقول سمعت أحمد بن سنان القطان يقول: ليس في الدنيا متبدع إلا وهو يبغض أهل الحديث وإذا ابتدع الرجل نزع حلاوة الحديث من قلبه.
سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا يقول سمعت أبا نصر أحمد بن سلام الفقيه يقول ليس شي أثقل على أهل الإلحاد ولا أبغض إليه من سماع الحديث وروايته بإسناد
قال أبو عبد الله: وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ينسب إلى نوع الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة ويسميها الحشوية.
معرفة علوم الحديث (35)
وجاء في طبقات الحنابلة (2|208) في وصف أهل الحديث
"وهي الفرقة الناجية والجماعة العادلة والطائفة المنصورة إلى يوم القيامة فهم أصحاب الحديث والأثر والوالد السعيد تابعهم هم خلفاء الرسول وورثة علمه وسفرته بينه وبين أمته بهم يلحق التالي وإليهم يرجع العالي وهم الذين نبذهم أهل البدع والضلال وقائلو الزور والمحال أنهم مشبهة جهال ونسبوهم إلى الحشو والطغام.
ومن ذلك قول الوزير الصاحب إسماعيل بن عباد الطالقاني لما سئل عن البخاري قال: ومن البخاري؟! حشوي لا يعول عليه.
سير أعلام النبلاء (16|512)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وتكلمت على لفظ الحشوية ما أدري جوابا عن سؤال الأمير أو غيره أو عن غير جواب
فقلت هذا اللفظ أول من ابتدعه المعتزلة فإنهم يسمون الجماعة والسواد الأعظم الحشو كما تسميهم الرافضة الجمهور.
وحشو الناس هم عموم الناس وجمهورهم وهم غير الأعيان المتميزين يقولون هذا من حشو الناس كما يقال هذا من جمهورهم
وأول من تكلم بهذا عمرو بن عبيد وقال: كان عبدالله بن عمر حشويا.
فالمعتزلة سموا الجماعة حشوا كما تسميهم الرافضة الجمهور.
العقود الدرية (254)
وقال ابن القيم رحمه الله في بيان أصل هذا اللفظ - الحشوية _
يا قوم إن كان الكتاب وسنة ... المختار حشوا فاشهدوا ببيان
إنا بحمد إلهنا حشوية ... صرف بلا جحد ولا كتمان
تدرون من سمت شيوخكم بهذا ... الاسم في الماضي من الأزمان
سمي به ابن عبيد عبد الله ذا ... ك ابن الخليفة طارد الشيطان
فورثتم عمرا كما ورثوا ... لعبد الله أنى يستوى الارثان
تدرون من أولى بهذا الاسم .... وهو مناسب أحواله بوزان
من قد حشى الأوراق والأذهان .... من بدع تخالف موجب القرآن
هذا هو الحشوي لا أهل .... الحديث أئمة الاسلام والإيمان
وردوا عذاب مناهل السنن التي ... ليست زبالة هذه الأذهان
ووردتم القلوط مجرى كل ذي ... الأوساخ والاقذار والأنتان
وكسلتم أن تصعدوا للورد من ... رأس الشريعة خيبة الكسلان
شرح القصيدة (1|366)
ويقصد ابن القيم رحمه الله بابن عبيد عمروبن عبيد الذي أطلق على عبد الله بن عمر لفظة الحشوي
والسؤال ما مراد شعبة بن الحجاج بقوله جاءكم هذا الحشوي في حق جرير بن حازم؟
بدا لي والله أعلم أن لفظة الحشو في لغة العرب تطلق على الشيء الرديء , فحشو الكلام الفضل الذي لا يعتمد عليه.
ولعل شعبة أراد أن جرير لايتحرى الأحاديث الجيدة وأن في حديثه شيئا لا يعتد به لا أنه أراد ماتطلقه المعتزلة على أهل الحديث.
ويدل على ذلك أن جرير اختلط قبل موته بسنة
ومعلوم أن روايته عن قتادة تكلم عليها العلماء.
قال عبد الله بن أحمد سألت ابن معين عنه فقال: ليس به بأس فقلت: إنه يحدث عن قتادة عن أنس أحاديث مناكير.فقال: ليس بشيء هو عن قتادة ضعيف.
تهذيب التهذيب (2|61)
أو قالها على سبيل الدعابة؟
فمن كان عنده فائدة في توجيه قول شعبة في جرير فليتفضل مشكورا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/427)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 08 - 07, 03:52 ص]ـ
بارك الله فيكم
في تاريخ بغداد
(أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي حدثنا الحسين بن فهم حدثنا يحيى بن معين عن أبي قطن قال كتب لي شعبة إلى أبي حنيفة يحدثني فأتيته فقال كيف أبو بسطام قلت بخير فقال نعم حشو المصر هو)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 08 - 07, 04:23 ص]ـ
تصحيح
(
أخبرنا محمد بن احمد بن رزق أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي حدثنا الحسين بن فهم حدثنا يحيى بن معين عن أبي قطن قال كتب لي شعبة إلى أبي حنيفة يحدثني فأتيته فقال كيف أبو بسطام قلت بخير فقال نعم حشو المص هو)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[20 - 08 - 07, 06:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا عندما بحثت عن معنى قول شعبة وقفت على قول أبي حنيفة في شعبة في ترجمة شعبة بن الحجاج من السير وهي تحتمل معنى التعديل.
والله أعلم
ولكن الإشكال أن الحاكم في معرفة علوم الحديث (204) ذكر في باب معرفة مناهج المحدثين
قول شعبة في جرير.
وسياق الباب يفهم منه؛ من حذر منهم العلماء ممن تلبس ببدعة.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 08 - 07, 12:50 م]ـ
بارك الله فيك
جاء في العلل
قال عبد الله بن أحمد
(حدثني أحمد قال حدثنا أبو داود عن أبي عوانة قال كنا يوما عند الحكم فذكر حديثا ليس بمسند فقال ليس هذا من بابة شعبة قال فقال شعبة لا ينبغي أن تروي عن الشامي كثيرا (5802) حدثني أحمد بن إبراهيم قال حدثنا أبو داود قال قال لي شعبة لا تلقى حتى ترجع مثل ورقاء (5803) قال
وسمعت شعبة يقول إذا قدم جرير بن حازم فوحشوا بي)
تنبيه أحمد هو أحمد بن إبراهيم الدورقي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 08 - 07, 01:12 م]ـ
ومعنى عبارة شعبة التي في العلل
إذا قدم جرير فدعوني واذهبوا إليه
وهذا ثناء على جرير
والله أعلم
وهذا يوافق ما نقل من ثناء شعبة على جرير
ولعل ابن البيع - رحمه الله قد أخطأ في إيراد هذا الكلام في هذا الباب
وجرير قد علمنا أنه صاحب سنة
فما أدري كيف يتهم بشيء
غاية ما قد يمكن أن يتهم
أن يتهم بشيء من القدر على عادة البصريين
ولكن النص يقول
صاحب سنة
وشيوخه ومجالسه مجالس سنة
فأي دليل على أنه صاحب هوى
ولا أدري ما سبب ايراد الحاكم هذه العبارة في هذا الفصل
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[20 - 08 - 07, 10:56 م]ـ
الاخ عبدالباسط وفقه الله
لعلك رجعت الى النسخة التي نشرها قلعجي وهي نسخة سقيمة, ولذلك حصل فيها التحريف المذكور.
وقد رجعت الى النسخة التي نشرها الشيخ حمدي السلفي وفقه الله_ عن دار الصميعي _1420هـ (وهي اجود الموجود)
وقد وجدت الاثر فيها هكذا:
حدثنا على بن محمد بن سلم قال حدثنا عقيل بن يحيى قال سمعت أبا داود قال كان جرير بن حازم إذا قدم قال شعبة:قد جاءكم هذا الجسور.
وقد ذكر الامام العقيلي قبله ثناء الامام احمد بن حنبل (رحمهم الله جميعا) على جرير والترحم عليه وانه ((رجل صالح صاحب سنة وفضل وديانة))
وذكر ايضا قبل ذلك ضعفه في قتادة وفي غيره من الرواة بل قال احمد ((كان حديثه عن قتادة غير حديث الناس يوقف أشياء ويسند أشياء))
فلذلك قال شعبة:قد جاءكم هذا الجسور ((أي في وهمه على شيوخه كقتادة والاعمش وغيرهما))
وقد كان شعبة ممن يضبط حديث قتادة حتى كفانا تدليسه.
هذا ما ظهر لي والله أعلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[21 - 08 - 07, 01:16 ص]ـ
الشيخان الكريمان ابن وهب وعبد المصور
جزاكما الله خيرا وبارك فيكما فقد استفدت منكما.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[21 - 08 - 07, 01:39 ص]ـ
لكن يبقى إشكال إيراد الحاكم هذه اللفظة في كتابه معرفة علوم الحديث
في باب معرفة مناهج المحدثين.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 08 - 07, 04:25 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
الصواب في هذا الحرف
هو الحشوي لا الجسور
وانظر نسخة معرفة علوم الحديث للحاكم
والأمر كما ذكرتم - وفقكم الله فيه اشكال
فإما أن ابن البيع النيسابوري -رحمه الله لم يعرف المراد
بمعنى أنه أخطأ في فهم العبارة
أو أن للعبارة فعلا معنى آخر
فالله أعلم
ولكن الصواب في هذا الحرف هو = الحشوي لا الجسور
والله أعلم بالصواب
وأيضا تفسير النص بما يوافق الروايات الأخرى عن أبي بسطام رحمه الله
والله أعلم(43/428)
شرح حديث جبريل عليه السلام
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[20 - 08 - 07, 03:18 ص]ـ
هل هنك شرح لحديث جبريل الاسلام والايمان والاحسان
شرحامفصل لألفاظه وطرقه(43/429)
سؤالان يا أهل الحديث
ـ[أبوهمام الطائفي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 07:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الصحف المذكورة في القرآن هي نفسها الكتب المنزلة من السماء أم تختلف؟
هل يكفر الممتنع عن أداء شيء من شعائر الإسلام مع التزامه بها، كما فعل الصحابة مع مانعي الزكاة بمعنى من التزم بشيء من شرائع الإسلام ورأى أنه لا يشمله أو امتنع عن أداءه لا جحودا له بل يرى وجوبه على الآخرين لكنه يمتنع عنه؟
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[20 - 08 - 07, 10:22 م]ـ
الكتاب يطلق عليه قديماً المصحف، كما جاء في الحديث: (إن داود كان يقرأ في المصحف) و يجمع على صحف، فهو مشتق من الصحيفة فمن الرسل من أنزلت عليه الكتب في شكل صحف، قال الله عز وجل:] إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى] [الأعلى:18 - 19]، والصحف هنا بمعنى الكتب المنزلة، ومنها اشتق المصحف بمعنى الكتاب الذي جمعت فيه الصحف أي الأوراق والرسائل، وأيضاً أطلقت القراطيس في أنبياء بني إسرائيل على الكتب؛ حيث جاء ذكر ذلك في سورة الأنعام في قول الله تعالى: قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ.الأنعام:91].
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[20 - 08 - 07, 10:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الصحف المذكورة في القرآن هي نفسها الكتب المنزلة من السماء أم تختلف؟
هل يكفر الممتنع عن أداء شيء من شعائر الإسلام مع التزامه بها، كما فعل الصحابة مع مانعي الزكاة بمعنى من التزم بشيء من شرائع الإسلام ورأى أنه لا يشمله أو امتنع عن أداءه لا جحودا له بل يرى وجوبه على الآخرين لكنه يمتنع عنه؟
تتميز الأركان الأربعة عن سائر الواجبات، فمن امتنع عن ادائها جحودا فهو كافر باتفاق ومن امتنع عن ادائهاتهاونا ففيه خلاف بين التفسيق والتكفير وهوعلى شفاحرف من الكفر والموضوع يحتاج الى توسعة اكثر ...............(43/430)
هل الأصل في الإنسان السلامة أو الانحراف؟
ـ[يوسف السبيعي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 05:03 ص]ـ
يقول تعالى: ((فطرة الله التي فطر الناس عليها)) ويقول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما في الحديث القدسي: ((خلقت عبادي كلهم حنفاء ... الحديث))، فهذا يدل على السلامة، بينما تأتي آيات وأحاديث فيها ما يدل على أن الأصل في الإنسان الانحراف، كما في قوله تعالى: ((إنه كان ظلوما جهولا)) ((إن الإنسان لفي خسر))، وقول تعالى كما في الحديث القدسي: ((يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ... الحديث)) فهل تكلم على الجمع بينها أحد من أهل العلم المتقدمين أو المتأخرين؟
وفقكم الله لمرضاته.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:52 ص]ـ
لا خلاف في أن الإنسان يولد على الفطرة، ومعنى ذلك: أنه يولد مهيأ للإسلام ما لم تعرض عليه عوارض تطمس فطرته هذه ..... كذا ذكر شيخ الإسلام.
ولكن: هل يولد وليس في قلبه حظ للشيطان .... فيه قولان سمعت الشيخ ولد اللددو يحكيهما: اولهما: ليس للشيطان فيه حظ .... قاله جمهرة م نالعلماء.
الثاني: فيه حظ للشيطان .... قاله الغزالي واستدل بحديث نزع جبريل لحظ الشيطان من صدر النبي صلى الله عليه وسلم.
والآيات الأولى التي ذكرتها هي في وصف مبدأ الإنسان وما ولد عليه من فطرة الله له، والأخرى وصف عام لحال جنس البشر الذين مسخت فطرت كثير منهم بسبب العوارض كالشيطان والدنيا والأهواء والأب والأم الذين قد يهودونه أو يمجسونه أو ينصرونه.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[21 - 01 - 10, 02:33 ص]ـ
يقول تعالى {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 02:40 ص]ـ
يقول تعالى {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}.
ائتنا بتفسيرها وقارن ذلك بالسؤال المطروح وبين وجه استدلالك؟
ـ[السني]ــــــــ[21 - 01 - 10, 05:25 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم:
والجهل والظلم: هما أصل كل شر، كما قال سبحانه: سورة الأحزاب الآية 72: " وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ".
وقال رحمه الله كما في مجموع الفتاوى:
وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: الْأَصْلُ فِي الْمُسْلِمِينَ الْعَدَالَةُ فَهُوَ بَاطِلٌ؛ بَلْ الْأَصْلُ فِي بَنِي آدَمَ الظُّلْمُ وَالْجَهْلُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}. وَمُجَرَّدُ التَّكَلُّمِ بِالشَّهَادَتَيْنِ لَا يُوجِبُ انْتِقَالَ الْإِنْسَانِ عَنْ الظُّلْمِ وَالْجَهْلِ إلَى الْعَدْلِ.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[21 - 01 - 10, 06:41 م]ـ
ائتنا بتفسيرها وقارن ذلك بالسؤال المطروح وبين وجه استدلالك؟ يقول الأخ السائل:
يقول تعالى: ((فطرة الله التي فطر الناس عليها)) ويقول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما في الحديث القدسي: ((خلقت عبادي كلهم حنفاء ... الحديث))، فهذا يدل على السلامة، بينما تأتي آيات وأحاديث فيها ما يدل على أن الأصل في الإنسان الانحراف، كما في قوله تعالى: ((إنه كان ظلوما جهولا)) ((إن الإنسان لفي خسر))، وقول تعالى كما في الحديث القدسي: ((يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ... الحديث)) فهل تكلم على الجمع بينها أحد من أهل العلم المتقدمين أو المتأخرين؟ قال ابن كثير في تفسير سورة الشمس: ((وقوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} أي: خَلَقَها سويةً مستقيمةً على الفطرة القويمة. كما قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ ?للَّهِ ?لَّتِى فَطَرَ ?لنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ?للَّهِ}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ " أخرجاه مِن رواية أبي هريرة. وفي صحيح مسلم من رواية عياض بن حمار المجاشعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله عز وجل: إني خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/431)
وقوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} أي: فأرشدها إلى فجورها وتقواها، أي: بيَّن ذلك لها وهداها إلى ما قدر لها. قال ابن عباس: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}: بيَّن لها الخير والشر، وكذا قال مجاهد وقتادة والضحاك والثوري. وقال سعيد بن جبير: ألهمها الخير والشر. وقال ابن زيد: جعل فيها فجورها وتقواها)). اهـ وقال ابن عطية في تفسيره: ((ومعنى قوله تعالى {فجورها وتقواها} أي: عرَّفها طرق ذلك، وجعل لها قوةً يصحّ معها اكتساب الفجور أو اكتساب التقوى)). اهـ
قلتُ: وَجْهُ الاستدلالِ أنّ الله تعالى خلقَ النفسَ فسوَّاها وهداها، لقوله تعالى {الذي خلق فسوَّى والذي قدَّر فهدى}. وفطَرَها على الحنيفية، لقوله تعالى {فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناسَ عليها}. وجعل فيها الخير والشر والتقوى والفجور وأرشدها إلى هذا وذاك، لقوله تعالى {إنَّا هديناه السبيلَ إمّا شاكراً وإما كفوراً} وقوله سبحانه {وهديناه النجدين}. وبالتالي: فليس الأصلُ في الإنسان الانحراف، بل هذا الانحراف ينشأ عن زيغان الإنسانِ لقوله تعالى {وقد خابَ مَن دسّاها}.
وعلى هذا، فقولُه تعالى {إنه كان ظلوماً جهولاً} الذي ذَكَره الأخ الكريم لا يدلّ على أنّ فطرة الله هي الظلم والجهل (!) ومِثلُه أيضاً قوله تعالى {إن الإنسان لظلومٌ كفّارٌ} وهل الأصل في الإنسان الكفر؟! فعُلِمَ أنّ أوصاف الإنسان في القرآن مِن جهل وظُلم وعناد وجحود وغيرها، هي مِن شأن الطبائع البشرية المذمومة. وأما الفطرة التي فطر الله الناس عليها فالمقصود بها توحيدُ الله عز وجلّ، وهذا مِن شأن العقيدة.
قال الطبري في تفسيره (الأحزاب: 72): (({إنَّهُ كانَ ظَلُوماً} لنفسه {جَهُولاً} بالذي فيه الحظّ له)). اهـ وقال (إبراهيم 34): (({إنَّ الإنسانَ} الذي بدّل نعمة الله كفراً {لظَلُومٌ} يقول: لَشاكرٌ غيرَ مَن أَنعمَ عليه، فهو بذلك مِن فِعْلِه واضعٌ الشكرَ في غير موضعه. وذلك أن الله هو الذي أنعم عليه بما أنعم واستحقّ عليه إخلاص العبادة له، فعبد غيره وجعل له أنداداً ليضلّ عن سبيله، وذلك هو ظلمه. وقوله: {كَفَّارٌ} يقول: هو جحود نعمة الله التي أنعم بها عليه لصرفه العبادة إلى غير من أنعم عليه، وتركه طاعة من أنعم عليه)). اهـ
وقال الماوردي في تفسيره: (({إنَّهُ كَنَ ظَلُوماً جَهُولاً} فيه ثلاثة أوجه. أحدها: {ظلوماً} لنفسه، {جهولاً} بربه، قاله الحسن. الثاني: {ظلوماً} في خطيئته، {جهولاً} فيما حَمَّلَ ولده من بعده، قاله الضحاك. الثالث: {ظلوماً} لِحَقِّها، قاله قتادة. {جهولاً} بعاقبة أمره، قاله ابن جريج)). اهـ وقال البغوي في تفسيره: (({إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} قال ابن عباس: {ظلوماً} لنفسه {جهولاً} بأمر الله وما احتمل من الأمانة. وقال الكلبي: {ظلوماً} حين عصى ربه، {جهولاً} لا يدري ما العقاب في ترك الأمانة. وقال مقاتل: {ظلوماً} لنفسه {جهولاً} بعاقبة ما تحمّل)). اهـ
قلتُ: فاتضح أن الظلم مرتبط بالتكليف، ولذلك قال تعالى {وقد خاب مَن حَمَل ظلماً} وهو كقوله {وقد خابَ مَن دسَّاها} الذي ذكرناه قَبْلُ. ومع ذلك فالقول بأنَّ أصلَ الإنسانِ الظلمُ والجهلُ استناداً إلى آية الأمانة - على رأي مَن قال بهذا - لا يُنافي أن الله خلق عباده وفطرهم على التوحيد. فهذا شيء وذاك شيء، ولا تعارُض بين هذه النصوص. والله الموفق.
تنبيه: أوردَ الأخ السائل قوله تعالى {إن الإنسان لفي خسر} ولا أدري ما علاقته بهذه القضية! فالخُسر هو الخسارة والهلاك، وقال ربُّنا عَقِبَ ذلك {إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات}. والمعنى أنَّ الذين كفروا هم الخاسرون، والذين آمنوا هم الفائزون.
والله أعلى وأعلم
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[28 - 01 - 10, 01:45 ص]ـ
المسألة لها جهتان:
الأولى: هل الإنسان يولد ظلومًا جهولًا أم أنه يولد على الفطرة المنافية للظلم والجهل؟
الثانية: بعد ولادته على الفطرة هل يكون الأصل فيه الظلم والجهل أم ضدهما؟(43/432)
الإنسان البدائي: خرافة يجب أن تتطهركتب المسلمين منها.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 - 08 - 07, 06:39 ص]ـ
خرافة الانسان البدائي ...
شاعت أسطورة الإنسان البدائي عند كفار الغرب .. ضمن علومهم المزعومة المسماة انتربولوجيا وأركيولوجيا ... وتبعهم كثير من الإسلامين فتحدثوا جميعا عن اللغة البدائية والمجتمع البدائي والعلاقات البدائية .... وتخيلوا هذا الإنسان على الصورة التي روجتها الكتب والسينما:إنسان كث الشعر شبه عار يعيش في كهف أو غار يحمل هراوة غليظة وتصدر عنه أصوات حيوانية ... وسطروا هذا الإفك في كتبهم العلمية زاعمين أنها صور ورسوم وجدوها على جدران الكهوف والمغارات ... وهو كاذبون قطعا.
لكن العجب هو في غفلة بعض المسلمين الذين تحمسوا لهذا البهتان بدون تفكير:
إذ يلزمهم أن يكون آدم ونوح –عليهما السلام-على تلك الصورة البشعة ... وأن يكون الأشقر الأروبي الكافر في صورة هي أحسن من صور أنبياء الله المصطفين ... تعالى الله عما يقول الخراصون وأذنابهم من الأغبياء!!!
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[21 - 08 - 07, 07:59 م]ـ
جزاك الله خيرا يا اخي
والمشكله ان في كثير من الجامعات تقرر مثل هذه الامور فقد دار نقاش طويل بيني وبين احد الدكاتره حول الانسان البدائي وكيف استحضر القوانين وفيه انه وجد لايعرف شيئا يخاف من الشمس والقمر و ........
وبعد كلام طويل قلت يااستاذ هبني سلمت جدلا بما تقول فاين اذهب بقوله تعالى ((وان من امة الا خلا فيها نذير))
المهم موضوعك جميل جدا وتسليط الضوء على هذا الامر مهم جدا فالغرب واهله مهتمون بترسيخ
امور باطله في اذهاننا
ـ[السليماني]ــــــــ[21 - 08 - 07, 09:40 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الشيشاني]ــــــــ[23 - 08 - 07, 12:18 ص]ـ
أو لا يوجد كلام لأهل العلم في الموضوع؟
نرجو الإفادة ممن اطلع على كلام أهل العلم في هذا الموضوع.
ـ[أنس زيدان]ــــــــ[23 - 08 - 07, 02:30 م]ـ
الإنسان البدائي الذي يتكلم علماء الآثار عنه يسمونه neanderthal.. يقولون أنه جاء من أفريقيا وانتشر في البقاع كافة .. وهم يجزمون بأنه كان قبل الإنسان الحديث.
ميزة الإنسان البدائي بزعمهم، هو بساطة عقولهم. فجماجمهم ضخمة، وعقولهم بسيطة، ولغتهم تشبه لغة طفل عمره خمس سنوات. مارس الإنسان البدائي الصيد ولم يعرف الزراعة.
مشكلة علماء الاثار أنهم يجزمون بكلام بعضهم دون التحقق .. فمثلاً .. ظللت أقرأ ردحا من الزمن بأن الإنسان الأول (البدائي) جاء من أفريقيا. قبل شهور، قرأت بحثاً يفند ذلك.
ولا نستغرب أفعالهم .. ففي أوج انتشار نظرية دارون التي لم يستطع أحد إثباتها. جاء من بعد دارون من لا يمت لدارون بصلة، مؤكداً النظرية، مستدلاً بجمجمة إنسان قديمة، أسنانه تشبه أسنان القرد. ثبت فيما بعد أنه هو من لفق القصة .. فقد جلب سن القرد إلى جمجمة ليس قديمة جدا .. وزعم أن الجمجمة دليل على صحة نظرية دارون.
بقي أن الآثار التي وجدها الباحثون فيما يخص الكائن neanderthal بحاجة إلى تفسير علمي دقيق، لا يتعارض مع القرآن.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - 08 - 07, 07:30 م]ـ
الإنسان البدائي عندهم هو جزء من سلسلة التطور التي يزعمون فيها بأن الإنسان تطور عبر سلسلة طويلة وكان أصله قرد ثم ثم ثم إلخ
والعجيب أنهم اعترفوا أخيرا بحصول الإنفجار الكبير الذي ستنتهي به الحياة وتقوم الآخرة ولكنهم لا زالوا يقولون بأن هذا الانفجار سيكون ناتجا عن تصادم نيازك ضخمة بكوكب الأرض وأن هناك بعضها في طريقه للاصطدام
وقد بثت قناة الجزيرة برنامجا حول هذا الأمر الأسبوع قبل الماضي وتكلم فيه أكثر من واحد من علماء الغرب حول الإنفجار المتوقع بسبب اصطدام النيازك الضخمة بالأرض
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[24 - 08 - 07, 09:35 م]ـ
نحن من منطلق تطور القانون ياتون بالانسان البدائي وتطوره وكيف تطورت معه الحياه والقوانين لكن الامر المرعج ان الاساتذه مسلمون ثم ياتي ليقول
ولما بدات الحياة تتطور بداء يظهر لدى الانسان الخوف من المجهول ومن هنا بدات عباده ارواح الاسلاف
والمشكله لم اجد لادم عليه السلام تاريخ لدى هؤلاء
نامل اثراء الموضوع
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[27 - 08 - 07, 03:27 م]ـ
((وعلم ءادم الأسماء كلها))
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 - 08 - 07, 07:12 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/433)
ما يقوله الغربيون عن أناسهم (إنسان جاوة وإنسان نيندرتال وغيرهما) ليس خطرا إلا على أتباع كل ناعق ... لأن أقوالهم تلك في الميزان العلمي الصحيح ليست بشيء إذ هي مجرد فرضيات لم يقدم عليها دلائل معتبرة ... وإنما كان انتشارها لأغراض غير علمية هي تصفية الحساب مع الدين والتخلص من القاعدة الخلقية في السلوك ... وقد زادها ظهور النظريات المنافسة انكماشا كما بين ذلك العالم المسلم التركي" شمس الدين آق بلوت" في كتابه "دارون ... ونظرية التطور" الذي نقله إلى العربية أورخان محمد علي.
لكن الخطر الحقيقي هو ترداد لوازم هذه النظرية من غير تصريح بها وإقحامها في مجالات حساسة جدا مثل نشأة اللغة ونشأة الأخلاق ...
انظر مثلا إلى الشيعي جعفر السحباني وهو يتحدث عن الأقدم في نظرية الوضع قال في كتابه المحصول في علم الأصول:
الجهة الخامسة: ما هو الأقدم من أقسام الوضع
قد ظهر ممّا ذكرناه أنّ الأقدم من أقسام الوضع هو الوضع الخاص والموضوع له الخاص، لأنّ الباعث لإبراز ما في الضمير هو مشاهدة الأُمور الجزئية فإذا رأى طيراً أو حيواناً، يتفوّه بكلمة تبعث توجّه المخاطب إليه، و لمّا كانت سائر الأفراد مثل الفرد الأوّل الذي رآه، يأخذ اللفظ لنفسه معنى عامّاً و كلّياً بعد ما لم يكن كذلك. فما ربّما يترائى من كون أسماء الأجناس من قبيل الوضع العام، محلّ تأمّل وإشكال، نعم لا شكّ في كونها حقيقة في المعنى المطلق بعد مرور زمن عن الوضع الأوّل.
فالواضع عنده إنسان لا يعي إلا ما هو جزئي فهو قريب من جنس الحيوانات غير العاقلة التي لا تعي الكليات .. فمنطلقه هو نظرية الإنسان البدائي رغم أنفه فالصورة التي تخيلها تنطبق على آدم عليه السلام قطعا .. فانظر إلى تهافت مفكري الشيعة ففي الوقت الذي يتهمون أهل السنة بعدم احترامهم للأنبياء ونسبة النقائص إليهم نجد السحباني يسحب من آدم خصائص الآدمية!!!
بل لقد ذكر الانسان البدائي صراحة:
قال في كتابه المحصول ملخصا رأيه في أقسام الوضع الأربعة:
"وعلى ما أوضحناه في أوّل البحث، فالأوّل ممكن و واقع كالأعلام، و الثاني غير واقع لما عرفت من أنّ أسماء الأجناس وضعت أوّلاً للشيء الخارجي، ثمّ سرت إليه الكلّية عرضاً.
وأمّا القسم الثالث فلا بأس به إمكاناً، ولكن وقوعه مشكل، لما عرفت في أوّل البحث من أنّ المفاهيم العامّة لا تقع في أُفق الذهن خصوصاً بالنسبة إلى الإنسان البدائي، فكيف ينسب إليه هذا الوضع؟!
وأمّا الرابع فعلى فرض إمكانه، غير واقع لما عرفت."
فمن هذا الانسان البدائي إن لم يكن آدم عليه السلام ...
ولك ان تتعجب من صنيع السحباني إذ جعل آدم عاجزا عن الانتقال من المجرد إلى المجسد فشأنه مقتصر على إدراك ما تلتقطه الحس .. ولم يصبح الانسان قادرا على التجريد إلا بعد ذلك بمراحل ...
ـ[سالم الجزائري]ــــــــ[01 - 09 - 07, 03:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
حقيقة المسألة جديرة بالاهتمام، ولعلها حسب نظري تتناول جانبين:
الجانب الأول: تعاقب الحضارات، أو ما يقوله الغرب تعاقب العصور
الجانب الثاني هو علم نشأة اللغات وتطورها.
أما الجانب الأول
كانوا يدرسوننا في الطور المتوسط أو ما يعرف قديما بالطور الثاني من التعليم الأساسي أن الإنسان خُلق لا يعرف شيئا ومرت عليه عصور كثيرة من خلا لها عرف النار وبدأ يعرف المعادن فعرف بالعصر الحجري والعصر الحديدي والعصر النحاسي وربما العصر الخشبي ... وهكذا بدأ يتطور الإنسان حتى وصلت التكنولوجيا إلى هذا المستوى ....
والذي يقرأ بتمعن ما بين دفتي المصحف أو تاريخ الأمم السالفة أو نظر إلى بعض بقايا تلك الحضارات يعرف أن هذا كلام من لا يفقه، بل العصور الماضية هي عبارة عن حضارات انتشرت وكل حضارة وصلت إلى أوج تطورها ولعل سبب زوال كل حضارة هو طغيانها العقائدي، وما هذه التكنولوجيا إلا واحدة من تلك الحضارات وسيأتي يوم وتزول، يكفي أن نعرف أنه سيأتي يوم ويقاتل المسلمون بالسيوف .. لا كما يقولون حرب النجوم .. بل حرب الإشاعات
الجانب الثاني وهو نشأة اللغات كيف نشأت وكيف تطورت وهل الأسماء التي عُلِّمها آدم عي أصل كل اللغات، فللشيخ صالح آل الشيخ كلام رائع مبثوث في أشرطته عسى أن ييسر لي الله عز وجل أن أجمعه وأضعه هنا.
والله الموفق
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[08 - 09 - 07, 08:53 ص]ـ
المسألة خطيرة جدا
لانها تتعلق بتكذيب الله في القران الذي أكثر من ذكر آدم و كيفية خلقته.
يل لا أبالغ إن قلت: إن أكثر أبنائنا -بسبب أفلام الكرتون- و كبارنا الذين تربوا على ذلك أصبح الانسان البدائي مسلمة من المسلمات.
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[08 - 09 - 07, 09:03 ص]ـ
فالواجب التصدي لها و تفنيدها و تبين الحق فيها:
1 - هم يصورون الانسان البدائي على أنه في منظر بشع، و الله قد أخبرنا أنه خلق آدم بيديه، فما ظنك بمن خلق الله بيديه، كيف يكون جماله و حسنه و كمال عقله و منظره، و لذا أهل الجنة يدخلون على صورة أبيهم آدم.
2 - أنهم يصورنه جاهلا لا يعرف الا الصيد فقط، و الله سبحانه قد علم آدم الاسماء كلها و بالتالي فهو يعلم ما يترتب على تلك الاسماء من المعاني، و الا ما فائدة تعليمه الاسماء كلها.
3 - أنهم يجعلونه كالحيوان في تصرفه فهو عندهم لا يعرف الخطاب الا بالاشارة، و قد رأيت ذلط في فلم نشر عندهم، و الله سيحانه و تعالى أخبر أن آدم يعرف الاسماء كلها، بل و قد خاطبه الله و كلمه و ناداه، و رد آدم على كلام ربه، فيا سبحان الله كيف يتخاطب آدم مع الله رب البشر ثم لا يعرف الكلام مع البشر.
أرجو من الاخوة، و ياليت من كتب هذا العنوان أن يتصدى لهذا الموضوع فيفنده، خاصة و أنه قد أصبح عقيدة عند الناس يشب عليها الصغير و يهرم عليها الكبير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/434)
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[10 - 09 - 07, 06:37 م]ـ
المنكرون له كثير جدا من العامة وكل أهل العلم(43/435)
أرجو من المتخصصين في العقيدة إفادتي ... !!!!
ـ[أمين محمد]ــــــــ[21 - 08 - 07, 08:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هلا أفادني أحد المتخصصين في العقيدة عن عقيدة
QuestionQuestionQuestion ( ابن حجر الهيثمي) QuestionQuestionQuestion
رجاء أريد معرفة عقيدته فمن لديه معرفة فلا يبخل علي بها لأني أريد معرفتها لموضوع يتصل ببحث ٍ ما؟! ..
وجزاكم الله خيراًًًًًًاااااااااااااااااااااااً ................ .
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[21 - 08 - 07, 01:07 م]ـ
هو الهيتمي وليس الهيثمي
قال الشيخ حسين والشيخ عبد الله ابنا الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله-
((فإياك أن تغتر بما أحدثه المتأخرون وابتدعوه كابن حجر الهيتمي))
مجموعة الرسائل (5/ 532) الدرر (الدرر السنية 2/ 156 – الجديدة)
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ – رحمه الله-
((أما ابن حجر الهتيمي فهو من متأخرين الشافعية وعقيدته عقيدة الأشاعرة النفاة للصفات)) مجموعة الرسائل (4/ 371) الدرر السنية (3/ 225)
قال الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله-
((إن هذا الرجل ممن أعمى الله بصيرته وأضلّه على علم قد انقدحت في قلبه الشبهات وصادف قلباً خالياً فهو لا يقبل إلا ما لفقوا من الترهات وما فاض من غيض ذوي الحسد والحقد والتمويهات .... )) البيان المجدي لشناعة القول المجدي. ص67 - 68.
وقال: ((وابن حجر المكي -عامله الله بعدله- من الغالين في الصالحين ومن الثالبين لائمة المسلمين (إلى أن قال) ومن كانت هذه حاله وهذه أقواله فحقيق أن لا يلتفت إليه)). الصواعق المراسلة الشهابية ص277.
وقال الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله-
((وأما ما ذكره عن الشيخ زكريا وابن حجر والرملي، فهؤلاء ليسوا ممن يُعتد بهم وبكلامهم وخلافهم، بل ظهر أنهم من الغلاة المعظمين للقبور فلا معول على كلامهم)). الأسنة الحداد في الرد على شبهات علوي حداد. ص209
ـ[أمين محمد]ــــــــ[21 - 08 - 07, 01:41 م]ـ
- جزاك الله خيراً وجعل ذلك في ميزان حسناتك
فقد أبنت لي ما كنت أشك فيه ............ -
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[21 - 08 - 07, 03:15 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16765&highlight=%C7%E1%E5%ED%CA%E3%ED
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4523&highlight=%C7%E1%E5%ED%CA%E3%ED(43/436)
طلب مساعدة في كتابة رسالة ماجستير في العقيدة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[21 - 08 - 07, 11:38 ص]ـ
من يدلني من الإخوة الأفاضل على عالم جليل أو طالب علم يساعدني في كتابة رسالة ماجستير في العقيدة ويمكن مراسلته على الانترنت
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[27 - 08 - 07, 11:23 ص]ـ
في الطريق للدكتوراه وتحتاج مساعدة
عشنا وشفنا
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[27 - 08 - 07, 04:19 م]ـ
الله يسامحك وضح كلامك
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[27 - 08 - 07, 11:17 م]ـ
غفر الله لي ولك يا أبا إبراهيم.
وجزاك الله خيراً على حسن خلقك؛ فما قصدت تنقصك، ولكن والله لقد طلب مني ومن غيري عمل رسائل دكتوراه مقابل مال، ولا يخفاك أن هذا الأمر حرام شرعاً.
أما ما تريده من مساعدة فنصيحتي لك، أن تستعن بالله وتبدأ في رسالتك، وكلما مرت بك مسألة وند عنك استيعابها أو إحاطتها على الوجه المطلوب؛ فلك أن تعرضها في هذا الموقع المبارك ونتناقش فيها سويا
ومرة أخرى سامحنى فما أردت لك - يعلم الله - إلا الخير.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[30 - 08 - 07, 12:36 م]ـ
جزاك الله خيرا وحياك الله(43/437)
التأويل وشروطه (تعليق على مقال د. محمد عمارة)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 01:05 م]ـ
كتب الدكتور محمد عمارة مقالا حول هذا الأمر وسأنقله في المشاركة الآتية
والرجاء من المشايخ الكرام إثراء الموضوع بالتعليق عليه وبيان الرأي الصحيح في المسألة لأهميتها
وجزاكم الله خير الجزاء مقدما
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 01:08 م]ـ
التأويل وشروطه
د. محمد عمارة: بتاريخ 20 - 8 - 2007
ما هو الموقف إذا بدا أن هناك تعارضا بين "ظاهر النص الديني"وبين "البرهان العقلي"؟
لحل هذا الإشكال كان مبحث "التأويل" في الفكر الإسلامي ... والتأويل .. بتعريف ابن رشد {520 - 545هـ 1126 - 1198} هو إخراج دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية من غير أن يخل ذلك بعادة لسان العرب في التجوز ... أي أن للتأويل قواعد لغوية ... كما أن له قواعد عقدية تجعله متسقا مع النصوص المحكمة والقواعد الكلية للدين ....
وإذا كان المفسرون للقرآن الكريم قد اختلفوا في موضع الوقف عند تلاوة الآية القرآنية: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب} آل عمران: 7 ... فقال فريق: إن المتشابه لا يعلم تأويله إلا الله .. وقال آخرون: إن الراسخين في العلم يدركون تأويل هذه المتشابهات .. فإن للمنطق الإسلامي في هذا الاختلاف موقفا جامعا يقول إن المتشابهات التي تتعلق بالمغيبات وما لا يستقل العقل بإدراكه والوصول إلى مآلات كنهه من الإلهيات، لا يعلم حقائق تأويلها ومآلا تكهنها إلا الله ... أما المتشابهات التي تتعلق بعالم الشهادة فإن الراسخين في العلم يدركون تأويلها وحقائق مآلاتها ... ومن ثم فيجوز الوقف في تلاوة هذه الآية عند لفظ الجلالة وعند الراسخون في العلم.
وإذا كان حجة الإسلام أبو حامد الغزالي {450 - 505هـ 1058 - 1111م} قد فصل في التأويل ووضع له نظرية تشبه أن تكون جامعة مانعة وخاصة في كتابه {فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة} فلقد وضع الفيلسوف ابن رشد لنظرية التأويل هذه القواعد والمعالم التي يمكن إنجازها على هذا النحو:
1 ـ التأويل جائز 2ـ في المواطن التي يقوم فيها البرهان العقلي على استحالة دلالة ظاهر النص 3 ـ وبشرط تحقق اللغة العربية في المجاز 4 ـ وفيما لم يثبت فيه إجماع يقيني على أن المراد هو ظاهر الألفاظ 5 ـ وبترشيح دلالات ظواهر بعض النصوص على مواطن التأويل في بعضها 6 ـ ومن أجل الجمع بين المعقول والمنقول لا المقابلة بينهما والانحياز لأحدهما تجاوزا للأخر أو نفيا له 7 ـ على أن يظل التأويل حقا للخاصة الراسخين في العلم لا يصرح به للعامة ولا يثبت في كتب الجمهور حتى ولو كان تأويلا صحيحا 8 ـ أما أخبار الغيب وكذلك المعجزات ومبادئ الشريعة وكل ما لا يستطيع العقل الإنساني الاستقلال بإدراك كنهه فالواجب أخذ نصوصه على ظواهرها دون تأويل 9 ـ مع ضرورة الاقتصاد في التأويل لأن كثرته تقفل التقوى في حقل المشتغلين بالفكر الإسلامي.
لقد وضع ابن رشد هذه الشروط لجواز التأويل ... ونبه على أنه لا يجوز تأويل كل النصوص فالمحكمات لا يجوز تأويلها ... ومبادئ الشريعة وأنباء الغيب والمعجزات لا يجوز التأويل فيها حتى لقد حكم بالزندقة على كل من يؤول النصوص الواردة فيها كما حكم بالكفر على كل من يصرح بالتأويلات وينشرها بين الجمهور! ..
أما الغزالي فإنه يحذر من التأويل في أصول العقائد ومهماتها وهي ثلاثة الإيمان بالله وبرسوله وباليوم الآخر وما عدا هذه الأصول فروع ولا يجوز تكفير المتأولين في الفروع ... أو المنكرين لأحاديث الآحاد ولما ثبت بالإجماع "لأن معرفة كون الإجماع حجة قاطعة فيه غموض يعرفه المحصلون لعلم أصول الفقه" ..
وعن هذه الموازنة الدقيقة بين ظاهر النص وبين برهان العقل يقول جمال الدين الأفغاني:يجب "أن لا يهمل النظر وأن يكون التأويل على حظر وهذه رتبة الراسخين في العلم الذين وقفوا على الحقائق بصفاء عقولهم ثم يقبلون ما جائهم من ربهم مع عدم الاستطلاع لما هو دفين تحت حجب أستاره"!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/438)
وإذا كانت رسالة التأويل هي الجمع بين المنقول والمعقول وليس إحلال أحدهما محل الأخر فإن رشيد رضا {1282 - 1354 هـ 1865 - 1935م} يقطع بأنه " لا يوجد
في القرآن نص قطعي الدلالة يمكن أن ينقضه دليل عقلي أو علمي قاطع " فالحق لا يمكن أن يضاد الحق أبدا".
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=37610&Page=1&Part=2
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 01:13 م]ـ
وهذا ما وجدته هناك أسفل الموضوع من تعليقات القراء على الموضوع:
لا مجاز و لا تأويل في الغيبيات ألبته
دكتور محمود أحمد محجوب | 8/ 20/2007 6:15:34 Pm
ما قاله شيخ الاسلام ابن تيميه: أنه لا يتعارض النص الصحيح و العقل الصريح، فالدين لا يأتي بما تحيله العقول و لكن بما تحار فيه الأفهام. و العلم الحديث أثبت حقائق جمه تحار فيها الأفهام، و يهمني التأكيد أن بعض العلماء قد أنكروا وجود المجاز في القرأن بالكلية و منهم العلامه الشنقيطي في رسالته: منع جواز المجاز في المنزل للتعبد و الاعجاز (وهو القرأن) باعتبار أن اثبات المعني المجازي ينفي المعني الحقيقي، أما من جوز المجاز فقد اشترط أن يكون معلوما عند العرب مثال: فك رقبه ففيها المجاز المرسل بعلاقته الجزئيه فقد أطلق الجزء وهو الرقبه و المراد العبد كله أي تحرير العبد من الرق و هذا كان معلوما عند العرب و لكن لا مجاز بتاتا في الغيبيات مثل أسماء الله و صفاته و الجنة و النار و عذاب القبر و الصراط و لا في المعجزات كما بينت سيادتكم و بالتالي فلا تأويل للغيبيات فيد الله لا تؤول بالقدره و لا عين الله تؤول بالرعايه و هكذا فأهل السنة يؤمنون بصفات الله من غير تأويل أو تشبيه أو تحريف أو تعطيل
ضوابط استعمال العقل عند اهل السنة و الجماعة و ليس المعتزلة
ابوهاجر | 8/ 20/2007 11:22:52 Pm
حدد علماء السنة و الجماعة مجال استعمال العقل بعدد من الضوابط و هى: 1 - الا يتعارض مع النصوص الصحيحة 2 - الا يكوناستعمال العقل فى القضايا الغيبية التى يعد الوحى هو المصدير الوحيد و الصحيح لمعرفتها 3 - ان يقدم النقل على العقل فى الامور التى لم تضح حكمتها وهى ما يعرف بالامور التوقيفية ولا شك ان احترام الاسلام للعقل الذى هو مناط التكليف و تشجيعه للنظر و الفكر لا يقدمه على النصوص الشرعية الصحيحة،و خاصة و أن العقول متغيرة، وتتأثر بمؤثرات كثيرة و خاصة فى هذه الايام التى اصبح الدخن فيها كثيرا حتى انك تجد اناسا من جلدتنا و يتكلمون بالسنتناو يدعون الى جهنم كما اخبر الصادق الذى لا ينطق عن الهوى فيحرفون الكلم عن مواضعه يريدون تبديل شرع الله و احكامه بدعوى انها لم تعد صالحة عقلا فى هذه الايام و لابد من البحث عن تأويل لها لتناسب المتغيرات و الظروف و الاهواء تحت دعوى التجديد و التنوير و العقلانية و التحرر الفكرى و التيار الدينى المستنير او اليسار الاسلامى او ما يستجد من مسميات اخرى. و لا حول و لا قوة الا بالله
الى الدكتور محجوب
نانسي | 8/ 21/2007 2:24:20 Am
احسنت و اجدت (كالعادة) ,و يبقى كلمة و هي تفسير كلمة (تأويل) 1 - بمعنى تفسير: نبأنا بتأويله اي تفسيره و منها قول شيخ المفسرين ابن جرير (تأويل قوله تعالى .... 2 - ومنها ما يؤول اليه الكلام: مثل قول السيدة عائشة ان النبي كان يقول في ركوعه و سجوده" سبحانك اللهم و بحمدك اللهم اغفر لي" تقول كان يؤول القرآن 3 - صرف المعنى من راجح الى مرجوح و يشترط وجود قرينة تدل على ذلك .... اما اسماء الله و صفاته فلا مجازفيها كما اثبت ذلك ابن تيمية في رسالة صغيرة اسماها (الاكليل في المتشابه و التأويل) ساكتفى بذلك خوفا من تجاوز المائة كلمة
سلمت يمينك يا ابن محجوب.
قاريء | 8/ 21/2007 3:31:06 Am
لا تأويل بغير دليل. نوحد الله بما اثبته لنفسه. النظر بشك الى ما قاله بن رشد وجمال الدين الافغاني لغلبة الطابع الفلسفي على الاول اما الثاني فقد احتار الناس فى امره وقالوا انه ليس بافغاني وانما ايراني (متشيع) اما الغزالي رحمه الله فقد قال شيخ الاسلام عنه: مات و صحيح البخاري على صدره وكان يقول ان بضاعتي فى الحديث مزجاة .. ليتنا نتبع منهج اهل السنة والجماعة فيما يخص النقل والعقل. ورفع الله قدر الجميع.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 01:15 م]ـ
فنرجو من المشايخ الكرام إبداء رأيهم في هذه المسألة وبيان مذاهب أهل العلم فيها
وجزاكم الله خير الجزاء مقدما
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 01:22 م]ـ
قال ابن حزم في الإحكام (منسوخ من الموسوعة الشاملة):
والنص هو اللفظ الوارد في القرآن أو السنة المستدل به على حكم الأشياء وهو الظاهر نفسه
وقد يسمى كل كلام يورد كما قاله المتكلم به نصا
والتأويل نقل اللفظ عما اقتضاه ظاهره وعما وضع له في اللغة إلى معنى آخر فإن كان نقله قد صح ببرهان وكان ناقله واجب الطاعة فهو حق وإن كان نقله بخلاف ذلك اطرح ولم يلتفت إليه وحكم لذلك النقل بأنه باطل
والعموم حمل اللفظ على كل ما اقتضاه في اللغة وكل عموم ظاهر وليس كل ظاهر عموما إذ قد يكون الظاهر خبرا عن شخص واحد ولا يكون العموم إلا على أكثر من واحد
والخصوص محل اللفظ على بعض ما يقتضيه في اللغة دون بعض والقول فيه كما قلنا في التأويل آنفا ولا فرق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/439)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[21 - 08 - 07, 07:45 م]ـ
أخي الكريم شتا العربي محمد عمارة آراؤه وإنحرافاته كثيرة وظاهرة ومعرفة أصوله الفاسدة التي ينطلق منها تغنيك عن تتبع فروع الانحرافات ولقد بين الشيخ الفاضل سليمان الخراشي حفظه الله ووفقه ورعاه بين إنحرافات المذكور في كتابه الجميل:" محمد عمارة في ميزان أهل السنة والجماعة" وكذلك تناوله بالبحث في كتابه الرائع:" نظرات شرعية في فكر منحرف" وأنصح بالرجوع إلى كتاب:" التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين" إلى جانب الكتب المذكورة وسوف تعرف ما يمكن أن يقوله محمد عمارة وأمثاله وخلاصة بحثه بمجرد أن تقرأ مقدمته الاستهلالية لأنه لا يكتب ولا يحاضر ولا يؤلف إلا من خلال جملة الأصول المنحرفة التي بينها مشايخنا الأفاضل.
كتاب:"محمد عمارة في ميزان أهل السنة والجماعة"
رابطه في الألوكة:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2976&page=2
وهذا رابط مباشر:
http://www.kabah.info/uploaders/Mohamedamara.rar
وجزى الله الشيخ الخراشي خيرا وكذا الأخوة في الألوكة.
وهذه:
نظرات شرعية في فكر منحرف (المجموعة السادسة)
محمود شلتوت- محمد عمارة – فهمي هويدي – أحمد كمال أبو المجد – محمد سليم العوا - طارق البشري
الرابط:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/31.zip
وهذا رابط كتب عن التأويل ومعناه وضوابطه وستجد شيئا آخر غير ما كتبه عمارة وأمثاله:
http://saaid.net/book/search.php?do=title&u=%C7%E1%CA%C3%E6%ED%E1
وهذه رسالة ماجستير - التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33503
وإنما كتبت هذه الكلمات حتى يؤخذ أصوله المنحرفة بعين الاعتبار عند نقد كتبه ومؤلفاته ولا يعامل كمن أخطأ أو زلّ زلة والله الموفق للصواب.(43/440)
كلمات خطيرة يجب الحذر منها
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[21 - 08 - 07, 02:31 م]ـ
http://www.3ode.net/vb/attachment.php?attachmentid=3563&d=1184948062(43/441)
ما الفرق بين الكفر والشرك؟
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[22 - 08 - 07, 05:32 ص]ـ
ما الفرق بين الكفر والشرك؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[24 - 08 - 07, 01:19 ص]ـ
السؤال: فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك:
أشكل عليّ تفريق بعض أهل العلم بين أهل الكتاب و المشركين.
فهل وصف المشركين لا ينطبق على أهل الكتاب؟ و ما الفرق بين الكفار و المشركين؟
مع العلم أن كفر أهل الكتاب معلوم لدي، و معلوم لدي أيضا أن عدم تكفيرهم ناقض من نواقض الإسلام، و لكن أشكل علي التفريق في استخدام لفظة الكفار لأهل الكتاب و اقتصار لفظة المشركين على الكفار ما دون أهل الكتاب فأتمنى من فضيلتكم توضيح الأمر بارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله، يجب أن يعلم أن الألفاظ يختلف معناها بالإفراد والاقتران من حيث العموم والخصوص، وهذا المعنى كثير في القرآن ومن ذلك لفظ الكفار، والمنافقين، والمشركين، وأهل الكتاب، وأعم هذه الألفاظ لفظ الكفار فإنه يشمل المنافقين النفاق الأكبر، ويشمل عموم المشركين، والكفار من أهل الكتاب، واسم المنافقين يختص بمن يظهر الإسلام، ويبطن الكفر فإذا ذكر المنافقون والكفار كقوله تعالى {إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} اختص اسم المنافقين بمن يبطن الكفر واسم الكافرين بالمعلنين له، , وأكثر ما يطلق اسم المشركين في القرآن على الكفار من غير أهل الكتاب كقوله تعالى {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ}، وقد يطلق لفظ المشركين على ما يعم الكفار في مقابل المنافقين كما قال تعالى {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ}، فيدخل في ذلك كفرة أهل الكتاب والمجوس، وقد يخص الله بعض طوائف المشركين باسم يعرفون به كالمجوس كما قال سبحانه {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} فَعَطْفُ الذين أشركوا على المجوس من عَطْفِ العام على الخاص، وأما الطوائف الأربع الأولى في هذه الآية فإن منهم المؤمن، ومنهم الكافر كفرا ظاهرا، أو باطنا كما قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}، أي من آمن منهم بالله واليوم الآخر، وهكذا أهل الكتاب منهم المؤمن، والكافر، كما قال تعالى {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} إلى قوله تعالى {لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} إلى قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئًا وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، وهذا الانقسام في اليهود، والنصارى، والصابئين إنما هو باعتبار حالهم قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، أما بعدما بعث الله خاتم النبيين، فكل من لم يؤمن به من اليهود، والنصارى، وغيرهم فإنه كافر فإن مات على ذلك فهو من أهل النار، ولا ينفعه انتسابه لشريعة التوراة، أو الإنجيل، وقد انضاف كفرهم بتكذيبهم محمد صلى الله عليه وسلم إلى ما ارتكبوه من أنواع الشرك، والكفر قبل ذلك كقول اليهود {عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ} وقول النصارى {الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ}، والشرك في النصارى أظهر منه في اليهود، وأكثر كما قال تعالى {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/442)
ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} إلى قوله تعالى {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} وقوله سبحانه وتعالى {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} فتبين مما تقد أن اليهود، والنصارى، وسائر المشركين من عبدة الأوثان والمجوس كلهم كفار من مات منهم على كفره، فهو في النار، وأنهم جميعا مدعوون إلى الإيمان بالقرآن، وبالرسول الذي جاء بالقرآن ومأمورون باتّباعه عليه الصلاة والسلام فإن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الناس من الكتابيين، والأميين كما قال تعالى {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}، وقوله تعالى {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وقال صلى الله عليه وسلم:"والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي، ولا نصراني ثم يموت، ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار". رواه مسلم.
ولكن دلت النصوص من الكتاب، والسنة على الفرق بين أهل الكتاب وغيرهم من الكفار في بعض الأحكام من ذلك: حل ذبائح أهل الكتاب، وحل نسائهم الحرائر العفائف كما قال تعالى {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} بخلاف سائر طوائف الكفار من المجوس وعبدة الأوثان وغيرهم، فلا تحل ذبائحهم، ولا نسائهم للمسلمين، وهذا متفق عليه بين العلماء، ومن ذلك أن الجزية لا تؤخذ إلا من اليهود، والنصارى، والمجوس على قول أكثر أهل العلم لقوله تعالى {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}، وثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أنه أخذ الجزية من مجوس هجر". فلذلك اتفق العلماء على أخذ الجزية من هذه الطوائف، واختلفوا في أخذها من غيرهم، والراجح أنها تأخذ من جميع طوائف الكفر لحديث بريدة في صحيح مسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ـ الحديث وفيه ـ وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال، أو خلال فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا فسلهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم .. الحديث. هذا والله أعلم، وصلى الله، وسلم على نبينا محمد.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[24 - 08 - 07, 01:20 ص]ـ
فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك
السؤال: ما الفرق بين الشرك والكفر وأيهما أعم؟
الجواب: الحمد لله، من المعروف أن الشرك منه أكبر، ومنه أصغر، وكذلك الكفر، والذي يظهر أن السؤال في الفرق بين الكفر الكبر، والشرك الأكبر، فإن كلا من الشرك الأصغر، و الكفر الأصغر من أنواع المعاصي بل من الكبائر فأما الشرك الأكبر وهو اتخاذ ند لله في العبادة كما قال لله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ ـ إلى قوله ـ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قلت يا رسول الله: أي الذنب أعظم؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك ".
وأما الكفر الأكبر فكل ما يناقض الشهادتين شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ومعلوم أن الشرك الأكبر يناقض شهادة ألا إله إلا الله كل المناقضة؛ فهو كفر أكبر، ومن الكفر تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا، وهو: الجحود، أو باطنا، وهو: النفاق، ومن الكفر الاستهزاء بالله عز وجل أو بالقرآن أو بالرسول صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه {قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، وبهذا يتبين أن بين الشرك الأكبر، والكفر الكبر عموم وخصوص، فكل شرك أكبر فهو:كفر، وليس كل كفر أكبر شركا، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/443)
ـ[هنَّاد]ــــــــ[24 - 08 - 07, 05:51 م]ـ
أستأذنكم - إخوتي الفضلاء - في هذه الإضافة
أولاً:
هل هناك فرق بين الشرك والكفر؟
الذي يظهر لي: نعم.
والادلة على التفريق كثيرة؛ منها:
الدليل الأول:
قول الله تبارك وتعالى: " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين "
حيث عطف بالواو، والأصل أن العطف يقتضي المغايرة.
الدليل الثاني:
قول ابن عمر رضي الله عنهما إذا سئل عن نكاح النصرانية واليهودية:
" إن الله حرم المشركات على المؤمنين؛ ولا أعلم من الإشراك شيئاً
أكبر من أن تقول المرأة (ربها عيسى)، وهو عبد من عباد الله " (البخاري 5285).
حيث لو لم يكن عنده رضي الله عنه التفريق بينهما
لما احتاج للاستدلال على أنها مشركة مع اعتقاده أنها كافرة.
الدليل الثالث:
أن بين الكفر والشرك - في اللغة - فرقاً؛
فالشرك فيه معنى التسوية والمشاركة، والكفر في معنى الحجد والتغطية.
ثانياً:
ما الفرق بينهما؟
الذي يظهر لي أن كل مشرك كافر من غير عكس.
وذلك أنه لا يكون مشركاً إلا وقد كفر بالنصوص الآمرة بالشرك،
بينما يتصور أن يكون كافراً فقط من دون أن يشرك مع الله أحداً.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[25 - 08 - 07, 01:10 ص]ـ
بوركت اخى هناد على النقل الطيب ... اما الدليل الثانى الذى ذكرته فلا يوجد اخى نص ظاهر على التفريق بينهما .. فتأمل ذلك جيدا
وفقك الله
ـ[الفضلي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 01:19 ص]ـ
البحث فيه واسع والله يعينكم
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[25 - 08 - 07, 01:22 ص]ـ
يراجع فيه ان شاء الله
ـ[هنَّاد]ــــــــ[25 - 08 - 07, 12:20 م]ـ
اما الدليل الثانى الذى ذكرته فلا يوجد اخى نص ظاهر على التفريق بينهما
لطفاً؛
على العكس تماماً؛
فالدليل الثاني أقوى في الدلالة من الأول فيما يظهر لي.
وذلك أنه رضي عنه يعتقد كفر النصارى،
ولما سئل عن نكاح النصرانية أراد أن يثبت أنها مشركة؛
وبالتالي لا يجوز نكاحها أخذاً بقوله تعالى: " ولا تنحكوا المشركات حتى يؤمنَّ ".
ولو كان يرى أن الكفر والشرك واحداً لما احتاج لإثبات أن النصرانية مشركة؛
وذلك لدخول الكافرة - عنده - في الآية.
بمعنى أنه:
لو كان يرى أن الكفر والشرك واحداً لاستدل على تحريم نكاح الكافرة بالآية الواردة في المشركة
دون أن يثبت أن النصرانية مشركة.
فأفاد هذا:
أنه رضي الله عنه - قطعاً - يرى الفرق بين المشرك والكافر.
سبحان الله .. ما أعظم فقههم؛
إذ الصحابي لا ينشيء لغواً من القول،
كلامهم قليل كثير البركة، والله المستعان ممن كثر كلامه وقلَّ نفعه.
تاملها جيداً يا أخي الكريم.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[25 - 08 - 07, 03:20 م]ـ
اخى هناد بوركت على التعقيب .. وانى معك فيما تقول وهذا لا يشك فيه عاقل .. ونحن نعلم ان الاعتقاد يختلف عن ما ذكر هو رضى الله عنه فى روايه البخارى وانما جاء فى روايه البخارى اثبات الاشراك .. وهذا هو مفهوم المنطوق من الحديث اما اعتقاده رضى الله عنه فلا شك فيه .... انما ناخذ دلالتنا من النص
ام انك اردت ان تقول ان الاشراك يدخل فى عمومه الكفر؟؟؟
وللحديث بقية
ـ[أبو عبد الله همام بن حارث]ــــــــ[29 - 08 - 07, 12:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم , و الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام علي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
اما بعد:
أولا: قال الشيخ سليمان بن عبد الله-رحمهما الله- (تيسير العزيز الحميد:56):
{ولفظ الشرك يدل علي أن المشركين كانوا يعبدون الله ولكن يشركون به غيره من الأوثان والصالحين والأصنام}
ثانيا: قال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم -رحمه الله- (حاشية كتاب التوحيد:302,حاشية الأصول الثلاثة:35):
{والشرك والكفر قد يطلقان بمعني واحد, وهو الكفر بالله, وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بقصد الأوثان وغيرها من المخلوقات مع الإعتراف بالله, فيكون الكفر أعم}
ثالثا: وقال بن حزم-رحمه الله- (مراتب الإجماع:202):
{واتفقوا علي تسمية اليهود والنصاري كفارا, واختلفوا في تسميتهم مشركين, واتفقوا أن من عداهم من أهل الحرب يسمون مشركين}
رابعا: وقال ابن تيمية-رحمه الله- (مجموع الفتاوي:35\ 213 , 7\ 56):
{الشرك المطلق في القرآن لا يدخل فيه أهل الكتاب, وإنما يدخلون في الشرك المقيد}
ثم ذكر الأدلة
هذه الأربعة نقولات من كتاب: (كتاب التعريفات الإعتقادية) للشيخ\سعد بن محمد بن علي آل عبد اللطيف , دار الوطن للنشر - الرياض- الطبعة الاولي-1422ه,2002م- ص (210)
ونفعنا الله وإياكم
ـ[أبو عبد الله همام بن حارث]ــــــــ[29 - 08 - 07, 12:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم , و الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام علي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
اما بعد:
أولا: قال الشيخ سليمان بن عبد الله-رحمهما الله- (تيسير العزيز الحميد:56):
{ولفظ الشرك يدل علي أن المشركين كانوا يعبدون الله ولكن يشركون به غيره من الأوثان والصالحين والأصنام}
ثانيا: قال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم -رحمه الله- (حاشية كتاب التوحيد:302,حاشية الأصول الثلاثة:35):
{والشرك والكفر قد يطلقان بمعني واحد, وهو الكفر بالله, وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بقصد الأوثان وغيرها من المخلوقات مع الإعتراف بالله, فيكون الكفر أعم}
ثالثا: وقال بن حزم-رحمه الله- (مراتب الإجماع:202):
{واتفقوا علي تسمية اليهود والنصاري كفارا, واختلفوا في تسميتهم مشركين, واتفقوا أن من عداهم من أهل الحرب يسمون مشركين}
رابعا: وقال ابن تيمية-رحمه الله- (مجموع الفتاوي:35\ 213 , 7\ 56):
{الشرك المطلق في القرآن لا يدخل فيه أهل الكتاب, وإنما يدخلون في الشرك المقيد}
ثم ذكر الأدلة
هذه الأربعة نقولات من كتاب: (كتاب التعريفات الإعتقادية) للشيخ\سعد بن محمد بن علي آل عبد اللطيف , دار الوطن للنشر - الرياض- الطبعة الاولي-1422ه,2002م- ص (210)
ونفعنا الله وإياكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/444)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[30 - 08 - 07, 06:57 م]ـ
جزيت خيرا يا ابا عبدالله .. ونفع بك بأذن الله
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[28 - 12 - 08, 11:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد ..
أُطلق الشرك على الكفر في القرآن في مواضع، منها:
- قوله تعالى: {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}.
مع أنه ليس في طاعتهم في أكل الميتة تشريك.
- وقوله تعالى على لسان الكافر بنعمة الله: {فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول ياليتني لم أشرك بربي أحدا}.
مع أنه لم يقع في الشرك وإنما وقع في الكفر.
- وأدخل الكفر في الشرك كما في قوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
فإن قيل إن الكفر أقل درجة من الشرك هنا فسيلزم جواز مغفرة الكفر؛ لأنه دون الشرك وما دونه يغفر.
إذن لا يمكن أن يقال إلا أن الشرك هنا هو الكفر.
والله أعلم.(43/445)
قطعة شعرية عن الرزق.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[23 - 08 - 07, 10:18 ص]ـ
هذه أبيات مشهورة عن الرزق تجدها في كثير من المجلات الحائطية و المطويات و المنتديات و غيرها، و لكن لا تكاد تجدها موزونة، بل تجد فيها أخطاء عروضية، و نحوية.
و قد أصلحتها ـ قَدر الامكان ـ حسَبَ المتبادَر الى الذهن.
قال بعض الحكماء:
عليك بتقوى الله إن كنت غافلاً
فيأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقرَ والله رازقٌ
و قد رزق الأطيارَ والحوتَ في البحرِ
ومن ظن أن الرزق يأتي بقوةٍ
فما أكل العصفورُ شيئا مع النسرِ
تزوَّد من الدنيا فإنك لا تدري
إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علةٍ
وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاً
وأكفانه في الغيب تنسجُ لا يدري
فمن عاش ألفا بل و ألفين حِجَّةٍ
فلا بد من يوم يسير إلى القبرِ.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - 02 - 09, 01:09 ص]ـ
>>>>>>>>>>>>>>
ـ[ضياء الدين المصرى]ــــــــ[25 - 02 - 09, 09:00 م]ـ
حفظك الله وبارك في عمرك
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - 02 - 09, 09:48 م]ـ
و اياكم اخي الفاضل(43/446)
اقسام المرجئة ولماذا هذا الخلاف بالعدد (ا
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[24 - 08 - 07, 09:36 ص]ـ
السلام عليكم
اقسام المرجئة و الخلاف بالعدد
شيخ الاسلام ابن تيميه يجعلهم
(والمرجئة ثلاثة أصناف الذين يقولون الإيمان مجرد ما في القلب ثم من هؤلاء من يدخل فيه أعمال القلوب وهم أكثر فرق المرجئة كما قد ذكر أبو الحسن الأشعري أقوالهم في كتابه وذكر فرقا كثيرة يطول ذكرهم لكن ذكرنا جمل أقوالهم ومنهم من لا يدخلها في الإيمان كجهم ومن اتبعه كالصالحي وهذا الذي نصره هو وأكثر أصحابه والقول الثاني من يقول هو مجرد قول اللسان وهذا لا يعرف لأحد قبل الكرامية والثالث تصديق القلب وقول اللسان وهذا هو المشهور عن أهل الفقه والعبادة منهم)).مجموع الفتاوى (7/ 195).
.الشهرستاني. قسمهم الى.اليونسية 2. العبيدية 3. الغسّانية 4. الثوبانية 5. التومنية 6. الصالحية (.الشهرستاني الملل والنحل،141 - 145).
العللامة الفوزان
سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان -حفظه الله عن أقسام المرجئة؟ فأجاب فضيلته: المرجئة أربعة أقسام:
القسم الأول: الذين يقولون: الإيمان هو مجرد المعرفة ولو لم يحصل تصديق وهذا قول الجهمية، وهذا شر الأقوال وأقبحها، وهذا كفر بالله عز وجل لأن المشركين الأولين وفرعون وهامان وقارون وإبليس كلٌ منهم يعرف الله عز وجل، ويعرفون الإيمان بقلوبهم لكن لما لم ينطقوا بألسنتهم ولم يعملوا بجوارحهم لم تنفعهم هذه المعرفة.
القسم الثاني: الذين قالوا إن الإيمان هو تصديق القلب فقط، وهذا قول الأشاعرة، وهذا أيضاً قول باطل لأن الكفار يصدقون بقلوبهم، ويعرفون القرآن حق وأن الرسول حق، واليهود والنصارى يعرفون ذلك:} الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ {(الأنعام:20) فهم يصدقون به بقلوبهم! قال تعالى:} قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ {(الأنعام:33).فهؤلاء لم ينطقوا بألسنتهم ولم يعملوا بجوارحهم مع أنهم يصدقون بقلوبهم فلا يكونون مؤمنين.
القسم الثالث: التي تقابل الأشاعرة وهم الكرامية، الذين يقولون: إن الإيمان نطق باللسان ولو لم يعتقد بقلبه، ولا شك أن هذا قول باطل لان المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار يقولون: نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله بألسنتهم ولكنهم لا يعتقدون ذلك ولا يصدقون به بقلوبهم، كما قال تعالى:} إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ%اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ {(المنافقون:1 - 2)، قال سبحانه وتعالى:} يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ {(آل عمران:167).
القسم الرابع: وهي أخف الفرق في الإرجاء، الذين يقولون إن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان ولا يدخل فيه العمل وهذا قول مرجئة الفقهاء وهو قول غير صحيح أيضاً] الإجابات المهمة في المشاكل الملمة ص105 - 107.
الشيخ الراجحي
وقد سئل الشيخ حفظه الله-
[ما أقسام المرجئة؟ مع ذكر أقوالهم في مسائل الإيمان؟
الجواب:
المرجئة طائفتان:
الطائفة الأولى: المرجئة المحضة أو الغلاة وهم الجهمية وزعيمهم الجهم بن صفوان فإن الجهم بن صفوان ...
الطائفة الثانية: مرجئة الفقهاء وهم أهل الكوفة كأبي حنيفة - رحمه الله - وأصحابه وأول من قال بأن الأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان هو حماد بن أبي سليمان شيخ الإمام أبي حنيفة، وأبو حنيفة له روايتان في حد الإيمان
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[27 - 08 - 07, 03:23 م]ـ
لا خلاف أخي الكريم بين أقوال أهل العلم، ولو تأملت قليلا لوجدت ذلك ..
فكلام شيخ الإسلام والشيخ الفوزان واحد، لاحظ أن شيخ الإسلام قسمهم ثلاثة أقسام، وقسم القسم الأول قسمين، فصارت أربعا، وهي التي ذكرها الشيخ الفوزان حفظه الله ورعاه.
أما كلام الشهرستاني، فلاحظ أنه في مجال التأليف في الفرق، وهذا مقام غير مقام الفتوى، ولعل شيخ الإسلام ذكر الأشهر منها، أو ما بقي له أتباع وأنصار، أو أن بعضها يندرج تحت الآخر.
كذا كلام الشيخ الراجحي حفظه الله، لا إشكال فيه، فالأقسام الثلاثة الأولى عند الفوزان يشملها القسم الأول عند الراجحي، والرابع للرابع.
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[17 - 09 - 07, 05:48 ص]ـ
أخي العراقي و فقك الله و سددك للحق ...
الذين ذكروا أنها على ضربين ذكروا ذلك بعتبار أصولها ... فأصولها أصلين 1/ مرجئة غلاة و 2 / مرجئة فقهاء
أما الذين ذكروا أنها على غير ما ذكرتُه فيقصدون من ذلك ما نشأ من هذين الأصلين من فروع كاليونسية و الكرامية إلى غير ذلك ...
و الله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/447)
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 07, 06:07 ص]ـ
اخ الحبيب تامل جيدا
ساشرح الامر بطريقة سهلة
شيخ الاسلام ابن تيميه
(والمرجئة ثلاثة أصناف الذين يقولون الإيمان مجرد ما في القلب ثم من هؤلاء من يدخل فيه أعمال القلوب وهم أكثر فرق المرجئة كما قد ذكر أبو الحسن الأشعري أقوالهم في كتابه وذكر فرقا كثيرة يطول ذكرهم لكن ذكرنا جمل أقوالهم ومنهم من لا يدخلها في الإيمان كجهم ومن اتبعه كالصالحي وهذا الذي نصره هو وأكثر أصحابه=
العللامة الفوزان
القسم الأول: الذين يقولون: الإيمان هو مجرد المعرفة ولو لم يحصل تصديق وهذا قول الجهمية، وهذا شر الأقوال وأقبحها، وهذا كفر بالله عز وجل لأن المشركين الأولين وفرعون وهامان وقارون وإبليس كلٌ منهم يعرف الله عز وجل، ويعرفون الإيمان بقلوبهم لكن لما لم ينطقوا بألسنتهم ولم يعملوا بجوارحهم لم تنفعهم هذه المعرفة
. الشيخ الراجحي
= الطائفة الأولى: المرجئة المحضة أو الغلاة وهم الجهمية وزعيمهم الجهم بن صفوان فإن الجهم بن صفوان
اذا تاملت الاقوال جيدا سترى انهاقول واحدو قس على هذا في الاقوال الاخرى
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[24 - 09 - 07, 06:57 ص]ـ
و فقكم الله و سددكم للحق
الموضوع مفتوح للناقش اخوتي .........(43/448)
أي أنواع القدر يدخل هذا الحديث؟ وشكراً
ـ[ابو العابد]ــــــــ[24 - 08 - 07, 11:44 ص]ـ
شرح العقيدة الطحاوية [جزء 1 - صفحة 135]
احتجاج آدم على موسى عليهما السلام بالقدر اذ قال له: أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن أخلق بأربعين عاما؟ وشهد النبي صلى الله عليه وسلم أن آدم حج موسى أي: غلب عليه بالحجة؟ لفظ مسلم
والسؤال أي القدر يعنى؟
هل هو القدرالذي كتب قبل خلق السماوات والأرض؟
أو غير هذه الأقدار؟(43/449)
هل يجوز استقبال الروافض من الاسماعيلية داخل البيت و المبيت فيه و مؤاكلته
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[24 - 08 - 07, 04:11 م]ـ
و جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[26 - 08 - 07, 07:06 ص]ـ
لا يجوز.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[26 - 08 - 07, 07:51 ص]ـ
هناك نزاع بين اهل العلم فى كفر الرافضه الاثناعشريه اما الاسماعليه فالاجماع على كفرهم وانهم خارجون عن ملة الاسلام
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[26 - 08 - 07, 11:24 ص]ـ
لا يجوز.
ماالدليل؟
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[26 - 08 - 07, 07:39 م]ـ
الدليل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لاتصاحب الا مؤمنا ولايأكل طعامك الا تقيا).
والحديث الاخر (الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل). (اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله). ثم ان الاصل في علاقة المسلم مع الكافر هي العداوة والبغضاء ونهى العلماء عن الهش في وجوه الكفار وتقديمهم في المجالس وكثير من الاشياء وعدوها من انواع مولاة الكافرين. هذا الاصل في المسألة والله اعلم.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[26 - 08 - 07, 10:30 م]ـ
ابو حمدان جزاك الله خيرا
والأدلة كثيرة في البراءة من اهل البدع وبغضهم والشدة عليهم واجماع السلف على ذلك, فكيف بهؤلاء المشركين الأنجاس.!
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 11:04 ص]ـ
ابو حمدان جزاك الله خيرا
والأدلة كثيرة في البراءة من اهل البدع وبغضهم والشدة عليهم واجماع السلف على ذلك, فكيف بهؤلاء المشركين الأنجاس.!
لاشك في كثرة الأدلة على البراءة من الكفار وأهل البدع والأهواء
لكن يرد السؤال: عن الاستقبال والزيارة وغير ذلك، هل هذه الأفعال على نحو واحد، أليس في السنة مايدل على الزيارة للمصلحة والهدية وغير ذلك،أظن أن المسألة لاتحسم بهذه القطعية، وإنما هي بحاجة إلى رأي كبار أهل العلم، ممن استظهروا الأدلة، ويزنون الأمور بميزان العدل والعلم والحكمة.
ولو تبرع أحد الإخوة وسأل لنا العلامة البراك أو العلامة ابن جبرين، وطلب منه التفصيل في أحوال التعامل مع أهل البدع.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[27 - 08 - 07, 11:56 ص]ـ
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=2963
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 12:22 م]ـ
بارك الله فيك
وحول هجر أهل البدع هذه فائدة من كلام شيخ الإسلام في الفتاوى (28/ 212 - 213)
(فالهجران قد يكون مقصوده ترك سيئة البدعة التي هي ظلم وذنب وإثم وفساد، وقد يكون مقصوده فعل حسنة الجهاد والنهي عن المنكر وعقوبة الظالمين لينزجروا ويرتدعوا، وليقوى الإيمان والعمل الصالح عند أهله؛ فإن عقوبة الظالم تمنع النفوس عن ظلمه وتحضها على فعل ضد ظلمه من الإيمان والسنة ونحو ذلك، فإذا لم يكن في هجرانه انزجار أحد ولا انتهاء أحد، بل بطلان كثير من الحسنات المأمور بها؛ لم تكن هجرة مأموراً بها، كما ذكره أحمد عن أهل خراسان إذ ذاك: أنهم لم يكونوا يقوون بالجهمية، فإذا عجزوا عن إظهار العداوة لهم سقط الأمر بفعل هذه الحسنة، وكان مداراتهم فيه دفع الضرر عن المؤمن الضعيف، ولعله أن يكون فيه تأليف الفاجر القوي، وكذلك لما كثر القدر في أهل البصرة، فلو ترك رواية الحديث عنهم؛ لاندرس العلم والسنن والآثار المحفوظة فيهم، فإذا تعذر إقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة معه خيراً من العكس، ولهذا كان الكلام في هذه المسائل فيه تفصيل.
وكثير من أجوبة الإمام أحمد وغيره من الأئمة خرج على سؤال سائل قد عَلِم المسؤل حاله، أو خرج خطاباً لمعين قد عُلم حاله؛ فيكون بمنزلة قضايا الأعيان الصادرة عن الرسول ?، إنما يثبت حكمها في نظيرها.
فإن أقواماً جعلوا ذلك عاماً، فاستعملوا من الهجر والإنكار ما لم يؤمروا به؛ فلا يجب ولا يستحب، وربما تركوا به واجبات أو مستحبات وفعلوا به محرمات، وآخرون أعرضوا عن ذلك بالكلية؛ فلم يهجروا ما أُمروا بهجره من السيئات البدعية، بل تركوها ترك المعرض لا ترك المنتهي الكاره أو وقعوا فيها، وقد يتركونها ترك المنتهي الكاره، ولا ينهون عنها غيرهم ولا يعاقبون بالهجرة ونحوها من يستحق العقوبة عليها؛ فيكونون قد ضيعوا من النهي عن المنكر ما أُمروا به إيجاباً أو استحباباً؛ فهم بين فعل المنكر أو ترك النهي عنه، وذلك فعل ما نُهوا عنه وترك ما أُمروا به؛ فهذا هذا، ودين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه، والله سبحانه أعلم)
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[27 - 08 - 07, 11:49 م]ـ
الاخ عبد الله العلى بارك الله فيك
الاسماعيليه ليسوا من اهل البدع بل الاجماع على كفرهم عافانا الله واياك ايها الحبيب
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 10:58 ص]ـ
الاسماعيليه ليسوا من اهل البدع
بورك فيك، ونشهد الله على بغضهم ومعاداتهم.
وأما أنهم ليسوا من أهل البدع، فغير صحيح، فأنت تعرف أن هناك بدع مكفرة، وأهل العلم يتكلمون على بدعة الرفض.
والكلام ليس على جنسهم وعمومهم. وإنما عن تكفير الأعيان. وأنت تعرف شروط أهل العلم في تكفير الأعيان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/450)
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[16 - 09 - 07, 03:53 ص]ـ
سمعت أن نجران موبوءة بهم فهل هم فعلا على عقيدة الباطنية .. أقصد هؤلاء الذين في نجران؟ و جزاكم الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 09 - 07, 05:30 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 09 - 07, 05:40 ص]ـ
وفي الموافقات
(فصل
وقد تكون المفسدة مما يلغي مثلها في جانب عظم المصلحة وهو مما ينبغي أن يتفق على ترجيح المصلحة عليها ولذلك مثال واقع
حكى عياض في - المدارك أن عضد الدولة فنا خسرو الديلمي بعث إلى أبي بكر ابن مجاهد والقاضي ابن الطيب ليحضرا مجلسه لمناظرة المعتزلة فلما وصل كتابه إليهما قال الشيخ ابن مجاهد وبعض أصحابه هؤلاء قوم كفر فسقة لأن الديلم
كانوا روافض لا يحل لنا أن نطأ بساطهم ولبس غرض الملك من هذا إلا أن يقال أن مجلسه مشتمل على أصحاب المحابر كلهم ولو كان خالصا لله لنهضت قال القاضي ابن الطيب فقلت لهم كذا قال المحاسب وفلان ومن في عصرهم إن المأمون فاسق لا يحضر مجلسه حتى ساق أحمد بن حنبل إلى طرسوس وجرى عليه ما عرف ولو ناظروه لكفوه عن هذا الأمر وتبين له ما هم عليه بالحجة
وأنت أيضا أيها الشيخ تسلك سبيلهم حتى يجرى على الفقهاء ما جرى على أحمد ويقولوا بخلق القرآن ونفي الرؤية وها أنا خارج إن لم تخرج فقال الشيخ إذ شرح الله صدرك لهذا فاخرج إلى آخر الحكاية فمثل هذا إذا اتفق يلغي في جانب المصلحة فيه ما يقع من جزئيات المفاسد فلا يكون لها اعتبار وهو نوع من أنواع الجزئيات التي يعود اعتبارها على الكلي بالإخلال والفساد وقد مر بيانه في أوائل هذا الكتاب والحمد لله)(43/451)
اطلاق لفظ (السيد) على النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[ابن هادي]ــــــــ[24 - 08 - 07, 09:05 م]ـ
قال الشيخ / صالح آل الشيخ – حفظه الله تعالى –.
في شرح الواسطية.
((فأسأل الله – جل وعلا – لي ولكم العلم النافع، والعمل الصالح، والثبات على الحق حتى لُقياه.
ثم إن في وصف النبي – عليه الصلاة والسلام – بـ (السيادة) فيما قرأ الأخ، بارك الله في الجميع، حيث يقول كثيرون: (وصلى الله وسلم على سيدنا محمد) وهو – عليه الصلاة والسلام – سيد ولد آدم، ووصفه بالسياده؛ وصف يستحقه – عليه الصلاة والسلام – ولا شك، ولكن لا يدخله جهة التعبد من القائل.
بخلاف وصفه – عليه الصلاة والسلام – بمقام النبوة، أو بمقام الرسالة، فإنه وصف أعظم وأعلى من وصفه بالسيادة، ثم يؤجر العبد عليه، لأنه إقرار منه بنبوة ورسالة النبي – عليه الصلاة والسلام –.
فقول القائل في ابتدائه للكلام مثلا: (الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد أو على نبينا ورسولنا محمد) هذا أفضل، لأنه فيه الوصف الشرعي له – عليه الصلاة والسلام – ويؤجر العبد على ذلك، لأن فيه الإقرار بنيوته – عليه الصلاة والسلام – وبرسالته.
ولهذا كان العلماء جميعا؛ أعني علماء السلف، يفضلون بل الشائع عندهم هو وصفه – عليه الصلاة والسلام – بالنبوة والرسالة، وقلَّما تجد، بل لا تكاد تجد الثاني، وهو أن يقولوا: (والصلاة والسلام على سيدنا محمد).
واستحب طائفة من العلماء، من فقهاء المذاهب، أن يضاف على اسم النبي – عليه الصلاة والسلام – حيثما ورد لفظ السيادة، حتى في الأدعية النبوية، وحتى في أدعية الصلاة، من مثل التشهد، والصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – فيقولون: تقولوا – يقول القائل - (اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد) إلى آخره.
وسئل الحافظ، سئل جمع من العلماء عن ذلك، ومنهم الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في فتوى أو في استفتاء وجه إليه، فأجاب بأن هذا خلاف الأدب مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأن النبي – عليه الصلاة والسلام – علم الصحابة تلك الأدعية، وتلكم الأذكار، ولم يشرع لهم الزيادة عليها.
بل إن النبي – عليه الصلاة والسلام – لما عَلَّمَ دعاء النوم، وقال من علمه: (آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبرسولك الذي أرسلت).
قال له – عليه الصلاة والسلام –: ((لا ولكن قل وبنبيك الذي أرسلت)) كما علمه – عليه الصلاة والسلام – أولا.
فدل على أن ما علمه النبي – عليه الصلاة والسلام – يراعى فيه لفظه، وهذا هو كمال الأدب معه – عليه الصلاة والسلام – لأنه اتباع له من كل الجهات، وطرح للرأي مع رأيه، والنبي – عليه الصلاة والسلام – لا شك هو سيد ولد آدم، ولكن لم يكن من شعار العلماء هذه العبارة.
وإطلاق لفظ السيد (السيد) بدون الإضافة عليه لا تجوز، لأن السيد هو الله – جل وعلا – يعني هكذا (السيد) إذا قيل هكذا ويُعنى به النبي – عليه الصلاة والسلام – فإن هذا منهي عنه، قد قال – عليه الصلاة والسلام –: ((السيد الله)).
ولما قيل له: (أنت سيدنا، وابن سيدنا، وخيرنا، وابن خيرنا)!
قال: ((قولوا بقولكم، أو ببعض قولكم، ولا يستجرنكم الشيطان)).
أو قال: ((ولا يستهوينكم الشيطان)) ونحو ذلك.
فدل:
• على أن الكمال في الأجر؛ أن يقول القائل: (نبينا ورسولنا محمد) لأنه يؤجر على هذه العبارة، لأن فيها وصف إيماني بما يعتقده المرء من الأمور التي رُتِّب عليها الإسلام، رُتبت عليها الأجور العظام.
• ثانيا: أن إطلاق لفظ (السيد) بالتعريف هذا فيه نوع تنديد، ولا يقال هكذا (السيد).
وبالإضافة لا بأس به أن يقال (فلان سيد قومه) النبي عليه الصلاة والسلام سيد ولد آدم كما قال " أنا سيد ولد آدم ولا فخر " ونحو ذلك، والعلماء فرقوا في هذه اللفظة لفظة (سيد) جمعا بين الأحاديث، بين مواجهة المُخاطَب بها أو عدم مواجهته، فإذا واجهه بقوله (أنت سيدنا) مثلا فإن هذا منهي عنه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام " قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستهوينكم الشيطان " وأما إذا وصف المرء بما فيه بدون مواجهة فإن هذا لا بأس به كما قال النبي عليه الصلاة والسلام " إن ابني هذا سيد " وكان صغيرا، وقال " هذا سيد قومه " " وفلان سيد قومه " وقال " أنا سيد ولد آدم " ونحو ذلك، فالإضافة جائزة ولا يواجه بها من قيلت فيه فإن هذا فيه فإن هذا هو الذي دل عليه حديث " قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ".
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 12:43 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابو يوسف الشافعي المصري]ــــــــ[28 - 08 - 07, 11:12 ص]ـ
الاخ الكريم محرر المشاركة
لما كان الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد وصف نفسه بأنه "سيد ولد آدم ولا فخر" فقد جاز لنا أن نصفه بما وصف نفسه به، أما عن تغيير ألفاظ الدعاء ففيه عدة مسائل هي كالتالي:
المسئلة الأولى: إنه من المستحب الدعاء بنص الدعاء الذي علم الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أصحابه الدعاء به لأنه - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - "قد أوتي جوامع الكلم" كما جاء في السنن، ومها بلغت بلاغة البلغاء فلا أحسبهم قادرين عن الدعاء لله عز وجل بذات العبارات الجامعة المانعة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
المسئلة الثانية: ومع ذلك لابد من أن ننظر إلى الدعاء المأثور عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على أنه من باب السنة وقد أجاز جمهور أهل العلم رواية السنة بالمعنى دون اللفظ.
ونستنتج من ذلك ما يلي "أنه يستحب الدعاء بذات الصيغة التي علمها لنا الحبيب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فإذا نسينا أو أخطأنا بزيادة أو نقص أو إبدال كلمة بمرادفها فلا أثم علينا"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/452)
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[01 - 09 - 07, 03:28 ص]ـ
الاخ الكريم انظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79797
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[01 - 09 - 07, 08:04 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالحكيم بن عبدالحليم]ــــــــ[04 - 09 - 07, 02:20 ص]ـ
هناك بحث علمي محكَّم للأستاذ الدكتور / يوسف بن محمد السعيد رئيس قسم العقيدة سابقاً، وهو بحث موسع في لفط (السيد)، وفيه ما يفيد
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[20 - 09 - 07, 07:13 م]ـ
بالنسبة لما قاله الأخ الشافعي المصري: (ونستنتج من ذلك ما يلي "أنه يستحب الدعاء بذات الصيغة التي علمها لنا الحبيب، فإذا نسينا أو أخطأنا بزيادة أو نقص أو إبدال كلمة بمرادفها فلا أثم علينا").
أقول: هل تريد أن زيادة لفظة "سيدنا" في الصلاة هي الأفضل؟ أم ترى أن تركها هو الأفضل؟.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - 09 - 07, 08:38 م]ـ
قال الشيخ عبد الرحمن البراك في شرحه لمجردة لوامع الأنوار: ((قوله: ((وصلى الله على سيدنا محمد أفضل أهل الأرض والسماوات)):يعني أفضل الخلق، ولو قال على نبينا محمد لكان أولى؛ لأن جنس السيادة أعم، فقد تثبت صفة السيادة بغير النبوة، لكن السيادة التي لنبينا عليه الصلاة والسلام سيادة مطلقة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ)).فهو سيد البشر، وعلى هذا فهو سيد المرسلين، فالرسل هم أفضل الناس وهو سيدهم على الإطلاق، وتظهر هذه السيادة يوم القيامة حين يَتَرَادُّ الأنبياء الشفاعة من آدم إلى نوح إلى إبراهيم إلى موسى إلى عيسى، حتى تنتهي النوبة إلى محمد صلى الله عليه وسلم، كلهم يعتذر حتى إذا جاء نوبته صلى الله عليه وسلم يقول: ((أنا لَهَا))، فيأتي فيقول: ((إذا رَأيتُ رَبي خَرَرتُ لَهُ سَاجِداً)). فتظهر سيادته لجميع الناس في ذلك المقام، وهو المقام المحمود الذي نوه الله به في قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}.
قلت: إنه الأولى أن يقول: وصلى الله على نبينا محمد؛ لأن النبوة تستلزم السيادة بالجملة، وأما السيادة المطلقة فهي لنبينا صلى الله عليه وسلم وهي سيادة مطلقة عامة، وأما أنه أفضل أهل الأرض والسماوات، فمأخوذ من أن صالحي البشر أفضل من الملائكة، فالرسل أفضل من الملائكة، فإذا كان الرسل والأنبياء أفضل من الملائكة ومحمد صلى الله عليه وسلم هو أفضلهم، فالنتيجة أنه أفضل أهل الأرض والسماوات صلى الله عليه وسلم)).
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[21 - 09 - 07, 12:48 ص]ـ
صلى الله على
سيدنا
محمد سيد الاولين والآخرين وعلى الآل والصحب والأتباع الى يوم الدين
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[21 - 09 - 07, 07:52 م]ـ
قال الشيخ / صالح آل الشيخ – حفظه الله تعالى –.
في شرح الواسطية.
((فأسأل الله – جل وعلا – لي ولكم العلم النافع، والعمل الصالح، والثبات على الحق حتى لُقياه.
ثم إن في وصف النبي – عليه الصلاة والسلام – بـ (السيادة) فيما قرأ الأخ، بارك الله في الجميع، حيث يقول كثيرون: (وصلى الله وسلم على سيدنا محمد) وهو – عليه الصلاة والسلام – سيد ولد آدم، ووصفه بالسياده؛ وصف يستحقه – عليه الصلاة والسلام – ولا شك، ولكن لا يدخله جهة التعبد من القائل.
بخلاف وصفه – عليه الصلاة والسلام – بمقام النبوة، أو بمقام الرسالة، فإنه وصف أعظم وأعلى من وصفه بالسيادة، ثم يؤجر العبد عليه، لأنه إقرار منه بنبوة ورسالة النبي – عليه الصلاة والسلام –.
فقول القائل في ابتدائه للكلام مثلا: (الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد أو على نبينا ورسولنا محمد) هذا أفضل، لأنه فيه الوصف الشرعي له – عليه الصلاة والسلام – ويؤجر العبد على ذلك، لأن فيه الإقرار بنيوته – عليه الصلاة والسلام – وبرسالته.
ولهذا كان العلماء جميعا؛ أعني علماء السلف، يفضلون بل الشائع عندهم هو وصفه – عليه الصلاة والسلام – بالنبوة والرسالة، وقلَّما تجد، بل لا تكاد تجد الثاني، وهو أن يقولوا: (والصلاة والسلام على سيدنا محمد).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/453)
واستحب طائفة من العلماء، من فقهاء المذاهب، أن يضاف على اسم النبي – عليه الصلاة والسلام – حيثما ورد لفظ السيادة، حتى في الأدعية النبوية، وحتى في أدعية الصلاة، من مثل التشهد، والصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – فيقولون: تقولوا – يقول القائل - (اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد) إلى آخره.
وسئل الحافظ، سئل جمع من العلماء عن ذلك، ومنهم الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في فتوى أو في استفتاء وجه إليه، فأجاب بأن هذا خلاف الأدب مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأن النبي – عليه الصلاة والسلام – علم الصحابة تلك الأدعية، وتلكم الأذكار، ولم يشرع لهم الزيادة عليها.
بل إن النبي – عليه الصلاة والسلام – لما عَلَّمَ دعاء النوم، وقال من علمه: (آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبرسولك الذي أرسلت).
قال له – عليه الصلاة والسلام –: ((لا ولكن قل وبنبيك الذي أرسلت)) كما علمه – عليه الصلاة والسلام – أولا.
فدل على أن ما علمه النبي – عليه الصلاة والسلام – يراعى فيه لفظه، وهذا هو كمال الأدب معه – عليه الصلاة والسلام – لأنه اتباع له من كل الجهات، وطرح للرأي مع رأيه، والنبي – عليه الصلاة والسلام – لا شك هو سيد ولد آدم، ولكن لم يكن من شعار العلماء هذه العبارة.
وإطلاق لفظ السيد (السيد) بدون الإضافة عليه لا تجوز، لأن السيد هو الله – جل وعلا – يعني هكذا (السيد) إذا قيل هكذا ويُعنى به النبي – عليه الصلاة والسلام – فإن هذا منهي عنه، قد قال – عليه الصلاة والسلام –: ((السيد الله)).
ولما قيل له: (أنت سيدنا، وابن سيدنا، وخيرنا، وابن خيرنا)!
قال: ((قولوا بقولكم، أو ببعض قولكم، ولا يستجرنكم الشيطان)).
أو قال: ((ولا يستهوينكم الشيطان)) ونحو ذلك.
فدل:
• على أن الكمال في الأجر؛ أن يقول القائل: (نبينا ورسولنا محمد) لأنه يؤجر على هذه العبارة، لأن فيها وصف إيماني بما يعتقده المرء من الأمور التي رُتِّب عليها الإسلام، رُتبت عليها الأجور العظام.
• ثانيا: أن إطلاق لفظ (السيد) بالتعريف هذا فيه نوع تنديد، ولا يقال هكذا (السيد).
وبالإضافة لا بأس به أن يقال (فلان سيد قومه) النبي عليه الصلاة والسلام سيد ولد آدم كما قال " أنا سيد ولد آدم ولا فخر " ونحو ذلك، والعلماء فرقوا في هذه اللفظة لفظة (سيد) جمعا بين الأحاديث، بين مواجهة المُخاطَب بها أو عدم مواجهته، فإذا واجهه بقوله (أنت سيدنا) مثلا فإن هذا منهي عنه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام " قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستهوينكم الشيطان " وأما إذا وصف المرء بما فيه بدون مواجهة فإن هذا لا بأس به كما قال النبي عليه الصلاة والسلام " إن ابني هذا سيد " وكان صغيرا، وقال " هذا سيد قومه " " وفلان سيد قومه " وقال " أنا سيد ولد آدم " ونحو ذلك، فالإضافة جائزة ولا يواجه بها من قيلت فيه فإن هذا فيه فإن هذا هو الذي دل عليه حديث " قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ".
اخى هناك شيخ قد رد على هذا الامر وهو من تلاميذ الشيخ مقبل الوادعى
الشيخ ابو بكر بن ماهر بن عطية وله شرائط على موقعه اسمها الرد الجلى على من زاد لفظ السيادة فى الصلاة على النبى جمع فيها من اقوال اهل العلم فى هذا المسئلة الكثير والرسالة مطبوعة مكتبة دار الكتاب والسنة
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[21 - 09 - 07, 09:14 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[21 - 09 - 07, 09:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا موضوع رائع
ولا شك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد ادم(43/454)
أين أجد كتاب مختصر لوامع الأنوار البهية لابن سلوم على الشبكة.
ـ[ابن الصالح]ــــــــ[24 - 08 - 07, 11:46 م]ـ
أين أجد كتاب مختصر لوامع الأنوار البهية لابن سلوم على الشبكة.
ـ[معاذ بن يوسف الشّمّريّ]ــــــــ[31 - 01 - 08, 06:30 م]ـ
هل مِن مُجيب؟
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[12 - 07 - 09, 11:46 م]ـ
نعم بارك الله فيكم اين نجد مختصره؟(43/455)
مسألة فناء النار ... مناظرة رائعة
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 12:30 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه مناظرة في فناء النار، ذكرها فضيلة الشيخ أحمد بن محمد الأمين الشنقيطي في كتابه (مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي)، بحضور فضيلة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم، وأخيه الشيخ العلامة عبداللطيف بن إبراهيم، يظهر فيها العلم الجم الذي حباه الله لفضيلة الشيخ محمد الأمين رحمه الله، وكذلك تواضع الشيخين محمد وعبداللطيف رحمهما الله ورجوعهما إلى الحق في هذه المسألة، وإلى تفاصيل المناظرة.
قال الشيخ أحمد بن محمد الأمين:
((لقد استدعى المسؤولون الشيخين: شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبدالرحمن الإفريقي رحمة الله على الجميع، استُدعيا للتدريس بالمعاهد والكليات، وأُنزلا بدار الضيافة، واستقبلهما المسؤولون بحفاوة وتكريم.
ولقد أقبل المسؤولون على فضيلة الشيخ محمد الأمين بغاية التقدير والاحترام، وكان هناك مصريٌّ حَضَريٌّ أزهري من أصحاب الشهادات المبروزة، وكان قبل قدوم الشيخ يُعتبر كأنه كبيرُ المدرسين ولما رأى حفاوة المشايخ بفضيلة الشيخ دونه لعل ذلك أخذ بخاطره ـ ولا أظن إلا خيراً ـ، فصار يتحين الفرص له.
أخبرني شيخي عليه رحمة الله، قال: عندما كنت خارجاً من فصلٍ كنتُ فيه في درس تفسير، ودخلتُ غرفة استراحة المدرسين، وكان الشيخان: سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ وأخوه الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم، كانا موجودين في غرفة استراحة المدرسين، الأول مفتي الديار السعودية، والثاني المدير العام للمعاهد والكليات، فعندما دخلتُ غرفة الاستراحة، إذا ذلك المصري يقول: يا شنقيطي سمعتك تقرر في الدرس أن النار أبدية، وعذابها لا ينقطع؟.
قلتُ: نعم.
فقال: كيف تسمح لنفسك يا شنقيطي! أن تعلم أولاد المسلمين أن النار أبدية، وعذابها لا ينقطع، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية والمجدد محمد بن عبدالوهاب يقرران أنها تخبو وينبت في قعرها الجرجير؟؟.
قال الشيخ: وكنتُ آنذاك حديثَ عهد بالصحراء أغضبُ إذا أُسْتُغْضِبْتُ، فقلتُ له: يا مصري! من أخبرك أن الرسول الذي أرسل إليَّ، ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به اسمه محمد بن عبدالوهاب؟ إن الرسول الذي أرسل إليَّ ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به اسمه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، ولد بمكة ولم يولد بحريملاء، ودفن بالمدينة ولم يدفن بالدرعية، وجاء بكتاب اسمه القرآن، والقرآن أحمله بين جنبيَّ، وهو الذي يجب عليَّ الإيمان بما جاء به؛ ولما تأملت آياته وجدتها مطبقةً على أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع، علمتُ ذلك لأولاد المسلمين لمَّا ائتمنني وليُّ أمر المسلمين على تعليمهم، أسمعتَ يا مصري؟؟.
قال: فقال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم: ((سَمْ؟!)) وهي بلهجة أهل نجد من مدلوها ((ما تقول؟)).
فقال الشيخ الأمين: فقلتُ لهُ: ذاك إنسان يعي ما يقول!!.
قال: وكان (أي: ابن إبراهيم) رجلاً عاقلاً، وقد علم أني مُحْتَدٌ.
فقال سماحته: أطال الله عمرك، منك نستفيد ـ يعني أفدنا ـ.
قال الشيخ الأمين: إني قلت ما قلت بعد أن اطلعتُ على ما استدل به ابن القيم تقريراً لمذهب شيخه.
لقد استدل بآية النبأ (لابثين فيها أحقابا* لا يذوقون فيها برداً ولا شرابا * إلا حميماً وغساقا))، وبآية هو ((خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد)).
واستدل بأربعة أحاديث ثلاثة منها في غاية الضعف، ولا يمكن الاحتجاج بها، والرابع حديث طاووس عن عبدالله: ((يأتي على النار زمان تخفق أبوابها، وينبت في قعرها الجرجير))، وهو حسن السند صالح للاحتجاج به.
واستدل ببيت شعر هو قول الشاعر:
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي .....
قال: لا مانع من أن يكون ما يجمل عند العرب كله موجود في القرآن، والعرب يجمل عندهم إخلاف الوعيد وإنجاز الوعد، فلا مانع إذا من إخلاف وعيده لأهل النار بالخلود.
قال: وذكر ابن القيم سفسطةً للدهريين هي قولهم: إن الله أعدل من أن يعصيه العبد حقباً من الزمن فيعاقبه بالعذاب الأبدي، قالوا: إن الإنصاف أن يعذبه قدر المدة التي عصاه فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/456)
وأنا أُجِلُّ ابن القيم عن أن يكون ذكر هذه السفسطة للاحتجاج بها، وإنما ذكرها استطراداً.
فقال سماحته: أفدنا أطال الله في عمرك.
قال شيخنا: فقلتُ له: إني أصبحت وإياك على طرفي نقيض، أنتم تمثلون طائفة من المسلمين تقول بفناء النار وانقطاع عذابها، وأنا أمثل طائفة من المسلمين تقول النار أبدية وعذابها لا ينقطع، والله تعالى يقول: ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)) إلى قوله تعالى ((ذلك خير وأحسن تأويلا)).
فقد أصبحنا يا سماحة الشيخ بمثابة المتناظرين، ولا بد للمتناظرين من حَكَمٍ يُحكامنه بينهما يرجعان إليه لئلا يتسع الخلاف.
قال سماحته: فماذا ترى أن نحكم بيننا؟.
قال شيخنا: أرى أن نحكم بيننا كتاب الله تلاوةً لا تأويلا، معناه أنه لا يقبل من أحدنا الاستدلال إلا بآية يشهد له منطوقها بدلالة المطابقة.
قال سماحة الشيخ محمد: فقد حكمنا بيننا كتاب الله تلاوة لا تأويلا.
فقال الشيخ الأمين: إذا شاء سماحتكم بحثنا هذه المسألة بالدليل الجَدَلي المعروف بالسبر والتقسيم، والذى أتى به صاحب مراقي السعود ـ المسلك الرابع من مسالك العلة ـ حيث يقول:
والسبر والتقسيم قسم رابع أن يحصر الأوصاف فيه جامع
ويبطل الذي لها لا يصلح فما بقي تعيينه متضح
ومعنى البيتين: أن يجمع المتناظران أو المتناظرون الأوصاف التي يحتمل أن تكون مسألة النزاع متصفة بها، فإن اتفقا أو اتفقوا أنَّ أوصاف المسألة محصورة فيما جمعوا، شرعوا في سبرها، أي: في اختبارها، أي: بعرضها واحدة بعد واحدة على المحكم، فما رد منها المحكم وجب رده، وما بقي تعيَّن الأخذ به.
فقال سماحة الشيخ محمد: وافقنا على بحث المسألة بالسبر والتقسيم.
قال شيخنا: قيدوا ما تتفقون عليه من احتمالات للمسألة لتتمكنوا من عرضها على المحكم واحدة بعد الأخرى، فمثلاً:
يحتمل: أن النار تخبو.
ويحتمل: أنها تأكل من أُلقي فيها حتى لا يبقى من أهلها شيء.
ويحتمل: أنهم يخرجون منها فراراً منها.
ويحتمل: أنهم يموتون فيها، والميت لا يحس ولا يتألم.
ويحتمل: أنهم يتعودون حرَّها فلا يبق يؤلمهم.
ويحتمل: أنه لا يقع شيء من ذلك كله، وأنها أبدية وعذابها لا ينقطع.
ولمّا اتفق الحضور على أنه لا يوجد احتمال بعد هذه الاحتمالات الستة المقيدة، ابتدؤوا بعرض الاحتمالات على المحكم.
قالوا: يحتمل أنها تخبو، فإذا المحكم يقول: ((كلما خبت زدناهم سعيراً))، ومعلوم أن (كلما) أداة من أدوات التكرار بلا خلاف، فلو قلت لغلامك: كلما جاءك زيد أعطه كذا من مالي، فإذا منعه مرة ظلمه بلا خلاف.
وقالوا: يحتمل أنها تأكلهم حتى لم يبق منهم شيء، فإذا المحكم يقول: ((كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب))، فلم يبق لهذا الاحتمال نصيب بموجب هذه الآية.
وقالوا: يحتمل أنهم يخرجون منها هاربين، فإذا المحكم يقول: ((كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها))، ويقول: ((وما هم منها بمخرجين))، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضاً نصيب من الاعتبار.
وقالوا: يحتمل أنهم يموتون فيها والميت لا يحس ولا يتألم، فإذا المحكم يقول: ((إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي))، ويقول: ((ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت))، فلم يبق لهذا الاحتمال نصيب من الاعتبار.
وقالوا: يحتمل أنهم يتعودون حرها فلم يبق يؤلمهم لتعودهم عليه، فإذا المحكم يقول: ((فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا))، ويقول: ((إن عذابها كان غراماً))، والغرام: الملازم، ومنه جاء تسمية الغريم، ويقول المحكم: ((فسوف يكون لزاما))، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضاً نصيب من الاعتبار.
قال شيخنا: فلم يبق إلا الاحتمال السادس، وهو أنها أبدية وعذابها لا ينقطع، وقد جاء ذلك مبيناً في كتاب الله العزيز في خمسين موضعاً منه.
فسردها لهم مرتبة بحسب ترتيب مصحف عثمان رضي الله عنه، وكأنها جاءت مسرودة في صفحة واحدة.
وعند ذلك قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية، قال: آمنا بالله وصدقنا بما جاء في كتاب الله.
فقال شيخنا على رحمة الله: وعلينا أن نجيب عن أدلة ابن القيم، وإلا تركنا المسلمين في حيرة، ولنجيبنَّ عليها بالكتاب تلاوة لا تأويلا، فنقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/457)
أما آية النبأ، فلا دليل فيها لما يريد الاستدلال بها عليه، إذ غاية ما تفيده آية النبأ هذه، هو: أن أهل النار يمكثون أحقاباً من الزمن في نوع من العذاب هو الحميم والغساق، ثم ينتقلون منه إلى آخر بدليل قوله تعالى في (ص): ((هذا فليذوقوه حميم وغساق * وآخر من شكله أزواج))، ومعلوم أن عذاب أهل النار أنواع، وخير ما يفسر به القرآن القرآن.
وأما استدلاله ببيت الشعر فإن ما قاله يمكن اعتباره لولا أننا سمعنا الله تعالى يقول في كتابه: إن وعيده لأهل النار لا يخلف، قال في (ق): ((قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد))، وقال أيضاً في نفس السورة: ((كل كذب الرسل فحق وعيد)).
وأما سفسطة الدهريين التي ذكرها استطراداً، فقد تولى الله تعالى الجواب عنها في محكم تنزيله، وهو الذي يعلم المعدوم لو وجد كيف يكون، وقد علم في سابق علمه أن الخُبث قد تأصل في أرومة هؤلاء الخبثاء بحيث إنهم لو عذبوا القدر من الزمن الذي عصوا الله فيه، ثم عادوا إلى الدنيا لعادوا لما يستوجبون به العذاب، لا يستطيعون غير ذلك، قال تعالى في سورة الأنعام: ((ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيت ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون)).
فيبقى لدينا من أدلة ابن القيم آية هود، وهي قوله تعالى: ((خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد))، وحديث أبي داود وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((يأتي على النار زمان تخفق أبوابها وينبت في قعرها الجرجير))، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فإنهما دليلان صالحان للاحتجاج بهما، فيجب علينا البحث والتنقيب عن وجه يمكن به الجمع بين الأدلة، لأن إعمال الدليلين أولى من طرح أحدهما كما هو مقرر في فن الأصول، قال في مراقي السعود:
والجمع واجب متى ما أمكنا إلا فللأخير نسخ بينا
إن عندنا أدلة على أن النار أبدية ولا ينقطع عذابها، وهذه الآية التي من سورة هود وهذا الحديث الحسن دليلان يفيدان أن النار تفنى، فما العمل؟.
والجواب: أننا نرى إمكان الجمع بين هذه الأدلة، بحمل آية هود وحديث أبي داود على الدَّرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين، فإنه يخرج منه آخر من بقلبه مثقال ذرة من إيمان، ويخبو وتخفق أبوابه وينبت في قعره الجرجير، أما دركات النار المعدة سجناً وعذاباً للكفار فهي أبدية وعذابها لا ينقطع.
وهنا تنسج الأدلة الشرعية في بوتقة واحدة لا تعارض بينها، ولا يكذب بعضها بعضا، وبالله تعالى التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
فقال سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ: ((يا عبداللطيف ـ يعني أخاه المدير العام للمعاهد والكليات ـ الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل، من الآن قرروا أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع، وأن تلك الأدلة المراد بها الدرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين))، وبالله تعالى التوفيق.))
منقول
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[25 - 08 - 07, 01:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا، نقل رائع.
ـ[صخر]ــــــــ[25 - 08 - 07, 01:33 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو محمد]ــــــــ[25 - 08 - 07, 05:56 م]ـ
مضمون هذه المناظرة بذكر مسلك السبر والتقسيم والجواب عن الاستدلال بآية هود وآية النبأ -بأتم مما هنا- مودعة في كتابه العظيم: دفع إيهام الاضطراب .. رحمه الله رحمة واسعة.
وكذا مودعة في تفسير سورة هود الذي أعده: عبد الله الأهدل.
جزاك الله أخي الكريم الشيخ العوضي على هذه الفائدة القيمة .. هل لك أن تتحفنا بشيء عن كتاب أحمد الشنقيطي: المجالس .. أين يوجد؟ ومن طبعه؟ وهل هو على الشبكة؟
ـ[أنس بن محمد]ــــــــ[25 - 08 - 07, 06:39 م]ـ
بارك الله فيكم، نقل طيب جدا
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 06:45 م]ـ
هل لك أن تتحفنا بشيء عن كتاب أحمد الشنقيطي: المجالس .. أين يوجد؟ ومن طبعه؟ وهل هو على الشبكة؟
حمل مجالس الشنقيطي وادع لمن رفعه ( http://www.archive.org/details/mjals)
تجد هنا ما يفيدك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=609185&postcount=144
ـ[أبو محمد]ــــــــ[25 - 08 - 07, 09:33 م]ـ
بوركت وجزاك الله خيرا .. ومن رفعه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 10:20 م]ـ
للتنبيه فقط!
هذا القول ليس بصحيح عن ابن تيمية!
وإنما حكاه كقول لبعض السلف.
ـ[العوضي]ــــــــ[26 - 08 - 07, 11:15 م]ـ
بارك الله فيكم على ردودكم
وهذا رابط يثري الموضوع (مسألأة فناء النار)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21586&highlight=%DD%E4%C7%C1
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[26 - 08 - 07, 11:50 م]ـ
رائع جزاك الله خيرا ..
لله در العلامة الشنقيطي ماأقوى حجته ..
ولله در العلامة ابن إبراهيم ماأسرع تراجعه إلى الحق ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/458)
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[27 - 08 - 07, 12:45 م]ـ
يا ليت كل الكتابات مثل هذه
جزاك ربي الفردوس الاعلى
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[29 - 08 - 07, 02:39 ص]ـ
الله اكبر مناظرة رائعة. رحمهم الله جميعاً.
ـ[سالم عدود]ــــــــ[29 - 08 - 07, 04:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا(43/459)
مسألة فناء النار ... مناظرة رائعة
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 01:12 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه مناظرة في فناء النار، ذكرها فضيلة الشيخ أحمد بن محمد الأمين الشنقيطي في كتابه (مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي)، بحضور فضيلة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم، وأخيه الشيخ العلامة عبداللطيف بن إبراهيم، يظهر فيها العلم الجم الذي حباه الله لفضيلة الشيخ محمد الأمين رحمه الله، وكذلك تواضع الشيخين محمد وعبداللطيف رحمهما الله ورجوعهما إلى الحق في هذه المسألة، وإلى تفاصيل المناظرة.
قال الشيخ أحمد بن محمد الأمين:
((لقد استدعى المسؤولون الشيخين: شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبدالرحمن الإفريقي رحمة الله على الجميع، استُدعيا للتدريس بالمعاهد والكليات، وأُنزلا بدار الضيافة، واستقبلهما المسؤولون بحفاوة وتكريم.
ولقد أقبل المسؤولون على فضيلة الشيخ محمد الأمين بغاية التقدير والاحترام، وكان هناك مصريٌّ حَضَريٌّ أزهري من أصحاب الشهادات المبروزة، وكان قبل قدوم الشيخ يُعتبر كأنه كبيرُ المدرسين ولما رأى حفاوة المشايخ بفضيلة الشيخ دونه لعل ذلك أخذ بخاطره ـ ولا أظن إلا خيراً ـ، فصار يتحين الفرص له.
أخبرني شيخي عليه رحمة الله، قال: عندما كنت خارجاً من فصلٍ كنتُ فيه في درس تفسير، ودخلتُ غرفة استراحة المدرسين، وكان الشيخان: سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ وأخوه الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم، كانا موجودين في غرفة استراحة المدرسين، الأول مفتي الديار السعودية، والثاني المدير العام للمعاهد والكليات، فعندما دخلتُ غرفة الاستراحة، إذا ذلك المصري يقول: يا شنقيطي سمعتك تقرر في الدرس أن النار أبدية، وعذابها لا ينقطع؟.
قلتُ: نعم.
فقال: كيف تسمح لنفسك يا شنقيطي! أن تعلم أولاد المسلمين أن النار أبدية، وعذابها لا ينقطع، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية والمجدد محمد بن عبدالوهاب يقرران أنها تخبو وينبت في قعرها الجرجير؟؟.
قال الشيخ: وكنتُ آنذاك حديثَ عهد بالصحراء أغضبُ إذا أُسْتُغْضِبْتُ، فقلتُ له: يا مصري! من أخبرك أن الرسول الذي أرسل إليَّ، ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به اسمه محمد بن عبدالوهاب؟ إن الرسول الذي أرسل إليَّ ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به اسمه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، ولد بمكة ولم يولد بحريملاء، ودفن بالمدينة ولم يدفن بالدرعية، وجاء بكتاب اسمه القرآن، والقرآن أحمله بين جنبيَّ، وهو الذي يجب عليَّ الإيمان بما جاء به؛ ولما تأملت آياته وجدتها مطبقةً على أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع، علمتُ ذلك لأولاد المسلمين لمَّا ائتمنني وليُّ أمر المسلمين على تعليمهم، أسمعتَ يا مصري؟؟.
قال: فقال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم: ((سَمْ؟!)) وهي بلهجة أهل نجد من مدلوها ((ما تقول؟)).
فقال الشيخ الأمين: فقلتُ لهُ: ذاك إنسان يعي ما يقول!!.
قال: وكان (أي: ابن إبراهيم) رجلاً عاقلاً، وقد علم أني مُحْتَدٌ.
فقال سماحته: أطال الله عمرك، منك نستفيد ـ يعني أفدنا ـ.
قال الشيخ الأمين: إني قلت ما قلت بعد أن اطلعتُ على ما استدل به ابن القيم تقريراً لمذهب شيخه.
لقد استدل بآية النبأ (لابثين فيها أحقابا* لا يذوقون فيها برداً ولا شرابا * إلا حميماً وغساقا))، وبآية هو ((خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد)).
واستدل بأربعة أحاديث ثلاثة منها في غاية الضعف، ولا يمكن الاحتجاج بها، والرابع حديث طاووس عن عبدالله: ((يأتي على النار زمان تخفق أبوابها، وينبت في قعرها الجرجير))، وهو حسن السند صالح للاحتجاج به.
واستدل ببيت شعر هو قول الشاعر:
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي .....
قال: لا مانع من أن يكون ما يجمل عند العرب كله موجود في القرآن، والعرب يجمل عندهم إخلاف الوعيد وإنجاز الوعد، فلا مانع إذا من إخلاف وعيده لأهل النار بالخلود.
قال: وذكر ابن القيم سفسطةً للدهريين هي قولهم: إن الله أعدل من أن يعصيه العبد حقباً من الزمن فيعاقبه بالعذاب الأبدي، قالوا: إن الإنصاف أن يعذبه قدر المدة التي عصاه فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/460)
وأنا أُجِلُّ ابن القيم عن أن يكون ذكر هذه السفسطة للاحتجاج بها، وإنما ذكرها استطراداً.
فقال سماحته: أفدنا أطال الله في عمرك.
قال شيخنا: فقلتُ له: إني أصبحت وإياك على طرفي نقيض، أنتم تمثلون طائفة من المسلمين تقول بفناء النار وانقطاع عذابها، وأنا أمثل طائفة من المسلمين تقول النار أبدية وعذابها لا ينقطع، والله تعالى يقول: ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)) إلى قوله تعالى ((ذلك خير وأحسن تأويلا)).
فقد أصبحنا يا سماحة الشيخ بمثابة المتناظرين، ولا بد للمتناظرين من حَكَمٍ يُحكامنه بينهما يرجعان إليه لئلا يتسع الخلاف.
قال سماحته: فماذا ترى أن نحكم بيننا؟.
قال شيخنا: أرى أن نحكم بيننا كتاب الله تلاوةً لا تأويلا، معناه أنه لا يقبل من أحدنا الاستدلال إلا بآية يشهد له منطوقها بدلالة المطابقة.
قال سماحة الشيخ محمد: فقد حكمنا بيننا كتاب الله تلاوة لا تأويلا.
فقال الشيخ الأمين: إذا شاء سماحتكم بحثنا هذه المسألة بالدليل الجَدَلي المعروف بالسبر والتقسيم، والذى أتى به صاحب مراقي السعود ـ المسلك الرابع من مسالك العلة ـ حيث يقول:
والسبر والتقسيم قسم رابع أن يحصر الأوصاف فيه جامع
ويبطل الذي لها لا يصلح فما بقي تعيينه متضح
ومعنى البيتين: أن يجمع المتناظران أو المتناظرون الأوصاف التي يحتمل أن تكون مسألة النزاع متصفة بها، فإن اتفقا أو اتفقوا أنَّ أوصاف المسألة محصورة فيما جمعوا، شرعوا في سبرها، أي: في اختبارها، أي: بعرضها واحدة بعد واحدة على المحكم، فما رد منها المحكم وجب رده، وما بقي تعيَّن الأخذ به.
فقال سماحة الشيخ محمد: وافقنا على بحث المسألة بالسبر والتقسيم.
قال شيخنا: قيدوا ما تتفقون عليه من احتمالات للمسألة لتتمكنوا من عرضها على المحكم واحدة بعد الأخرى، فمثلاً:
يحتمل: أن النار تخبو.
ويحتمل: أنها تأكل من أُلقي فيها حتى لا يبقى من أهلها شيء.
ويحتمل: أنهم يخرجون منها فراراً منها.
ويحتمل: أنهم يموتون فيها، والميت لا يحس ولا يتألم.
ويحتمل: أنهم يتعودون حرَّها فلا يبق يؤلمهم.
ويحتمل: أنه لا يقع شيء من ذلك كله، وأنها أبدية وعذابها لا ينقطع.
ولمّا اتفق الحضور على أنه لا يوجد احتمال بعد هذه الاحتمالات الستة المقيدة، ابتدؤوا بعرض الاحتمالات على المحكم.
قالوا: يحتمل أنها تخبو، فإذا المحكم يقول: ((كلما خبت زدناهم سعيراً))، ومعلوم أن (كلما) أداة من أدوات التكرار بلا خلاف، فلو قلت لغلامك: كلما جاءك زيد أعطه كذا من مالي، فإذا منعه مرة ظلمه بلا خلاف.
وقالوا: يحتمل أنها تأكلهم حتى لم يبق منهم شيء، فإذا المحكم يقول: ((كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب))، فلم يبق لهذا الاحتمال نصيب بموجب هذه الآية.
وقالوا: يحتمل أنهم يخرجون منها هاربين، فإذا المحكم يقول: ((كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها))، ويقول: ((وما هم منها بمخرجين))، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضاً نصيب من الاعتبار.
وقالوا: يحتمل أنهم يموتون فيها والميت لا يحس ولا يتألم، فإذا المحكم يقول: ((إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي))، ويقول: ((ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت))، فلم يبق لهذا الاحتمال نصيب من الاعتبار.
وقالوا: يحتمل أنهم يتعودون حرها فلم يبق يؤلمهم لتعودهم عليه، فإذا المحكم يقول: ((فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا))، ويقول: ((إن عذابها كان غراماً))، والغرام: الملازم، ومنه جاء تسمية الغريم، ويقول المحكم: ((فسوف يكون لزاما))، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضاً نصيب من الاعتبار.
قال شيخنا: فلم يبق إلا الاحتمال السادس، وهو أنها أبدية وعذابها لا ينقطع، وقد جاء ذلك مبيناً في كتاب الله العزيز في خمسين موضعاً منه.
فسردها لهم مرتبة بحسب ترتيب مصحف عثمان رضي الله عنه، وكأنها جاءت مسرودة في صفحة واحدة.
وعند ذلك قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية، قال: آمنا بالله وصدقنا بما جاء في كتاب الله.
فقال شيخنا على رحمة الله: وعلينا أن نجيب عن أدلة ابن القيم، وإلا تركنا المسلمين في حيرة، ولنجيبنَّ عليها بالكتاب تلاوة لا تأويلا، فنقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/461)
أما آية النبأ، فلا دليل فيها لما يريد الاستدلال بها عليه، إذ غاية ما تفيده آية النبأ هذه، هو: أن أهل النار يمكثون أحقاباً من الزمن في نوع من العذاب هو الحميم والغساق، ثم ينتقلون منه إلى آخر بدليل قوله تعالى في (ص): ((هذا فليذوقوه حميم وغساق * وآخر من شكله أزواج))، ومعلوم أن عذاب أهل النار أنواع، وخير ما يفسر به القرآن القرآن.
وأما استدلاله ببيت الشعر فإن ما قاله يمكن اعتباره لولا أننا سمعنا الله تعالى يقول في كتابه: إن وعيده لأهل النار لا يخلف، قال في (ق): ((قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد))، وقال أيضاً في نفس السورة: ((كل كذب الرسل فحق وعيد)).
وأما سفسطة الدهريين التي ذكرها استطراداً، فقد تولى الله تعالى الجواب عنها في محكم تنزيله، وهو الذي يعلم المعدوم لو وجد كيف يكون، وقد علم في سابق علمه أن الخُبث قد تأصل في أرومة هؤلاء الخبثاء بحيث إنهم لو عذبوا القدر من الزمن الذي عصوا الله فيه، ثم عادوا إلى الدنيا لعادوا لما يستوجبون به العذاب، لا يستطيعون غير ذلك، قال تعالى في سورة الأنعام: ((ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيت ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون)).
فيبقى لدينا من أدلة ابن القيم آية هود، وهي قوله تعالى: ((خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد))، وحديث أبي داود وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((يأتي على النار زمان تخفق أبوابها وينبت في قعرها الجرجير))، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فإنهما دليلان صالحان للاحتجاج بهما، فيجب علينا البحث والتنقيب عن وجه يمكن به الجمع بين الأدلة، لأن إعمال الدليلين أولى من طرح أحدهما كما هو مقرر في فن الأصول، قال في مراقي السعود:
والجمع واجب متى ما أمكنا إلا فللأخير نسخ بينا
إن عندنا أدلة على أن النار أبدية ولا ينقطع عذابها، وهذه الآية التي من سورة هود وهذا الحديث الحسن دليلان يفيدان أن النار تفنى، فما العمل؟.
والجواب: أننا نرى إمكان الجمع بين هذه الأدلة، بحمل آية هود وحديث أبي داود على الدَّرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين، فإنه يخرج منه آخر من بقلبه مثقال ذرة من إيمان، ويخبو وتخفق أبوابه وينبت في قعره الجرجير، أما دركات النار المعدة سجناً وعذاباً للكفار فهي أبدية وعذابها لا ينقطع.
وهنا تنسج الأدلة الشرعية في بوتقة واحدة لا تعارض بينها، ولا يكذب بعضها بعضا، وبالله تعالى التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
فقال سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ: ((يا عبداللطيف ـ يعني أخاه المدير العام للمعاهد والكليات ـ الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل، من الآن قرروا أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع، وأن تلك الأدلة المراد بها الدرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين))، وبالله تعالى التوفيق.))
منقول
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 01:04 ص]ـ
باركم الله فيكم
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 03:33 ص]ـ
جميلة جدا أخي هذه النقلة الجميلة
وليس أمتع من هذه التصفية والتربية ... من فضيلة المشايخ رحمه الله
ولمزيد من الاستفادة في هذه المسألة ((فناء النار وقول أهل السنة فيها))
يرجع لشرح الطحاوية .... ولشرح الشيخ فلاح مندكار على شرح السنة للبربهاري
فيها من جمع للمسألة وتوضيح كير من الكلام فيها ...
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
ـ[مراد المدني]ــــــــ[28 - 08 - 07, 03:45 ص]ـ
يا شيخنا: لو قلنا بما قال به الشيخ القائل:
قال شيخنا: أرى أن نحكم بيننا كتاب الله تلاوةً لا تأويلا، معناه أنه لا يقبل من أحدنا الاستدلال إلا بآية يشهد له منطوقها بدلالة المطابقة
أقول: لو قلنا بهذا سيكون هناك طائفة أخرى أولى بالاتباع
ولانهار سد يظن أنه منيعٌ
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 08 - 07, 05:44 م]ـ
المناظرة جميلة جدا
ولكن من قال ان الشيخ محمد بن عبدالوهاب وائمة الدعوة يقولون بفناء النار؟؟؟؟؟؟
قال الشيخ محمد بن عبالوهاب في الدرر السنية1/ 32 (وأومن بأن الجنة والنار مخلوقتان وأنهما اليوم موجودتان وأنهما لاتفنبان)
وقال حسن بن حسينا ابن الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الدرر السنية 1/ 350 (الجنة والنار خلقههما الله للبقاء لا للفناء فلاتفنيان ولايفنى مافيهما ابدا)
وقال العثيمين في شرح السفارينية 513 (أما النار فمحل إجماع أنها مؤبدة إلاخلاف يسيرذهب إليه ذهب إليه بعض العلماء وهو مرجوح بل لاوزن له)
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 01:25 ص]ـ
أستغرب من الشيخ رحمه الله التسليم بأبدية النار بهذه السهولة مع ضعف الجمع الذي أتى به الشيخ الشنقيطي رحمه الله ... ولمن أراد التوسع فليذهب إلى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91158
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/462)
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[02 - 09 - 07, 05:11 ص]ـ
الجديد في هذه المناظرة السبر والتقسيم
لكن لابد من التأكد من صحة المناظرة. وكذلك التأكد من ان الشيخ محمد بن ابراهيم يقول بفناء النار
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[10 - 09 - 07, 06:51 م]ـ
صحيح لا بد من التأكد
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 09 - 07, 01:22 ص]ـ
إن الله سبحانه فعال لما يريد،
فإن أراد إفناء النار، فله ذلك ولا مانع.
وليس الوعد كالوعيد!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - 09 - 07, 11:41 م]ـ
الخلاصة، أن أهل السنة في هذه المسألة على ثلاثة مذاهب:
1 - من قالوا بأبدية النار أبدية مطلقا،
2 - من قالوا بفنائها بعد حقب طويلة،
3 - من علق ذلك على مشيئة الله تعالى.
والأخير هو المختار. وانا في هذه المسألة على قول أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه فانه ذكر دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ووصف ذلك أحسن صفة ثم قال ويفعل الله بعد ذلك في خلقه ما يشاء، وعلى مذهب عبدالله بن عباس رضي الله عنهما حيث يقول لا ينبغي لاحد أن يحكم على الله في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا نارا وذكر ذلك في تفسير قوله قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله، وعلى مذهب أبي سعيد الخدري حيث يقول انتهى القرآن كله الى هذه: الآية آن ربك فعال لما يريد، وعلى مذهب قتادة حيث يقول في قوله الا ما شاء ربك الله أعلم بتبينه على ما وقعت، وعلى مذهب ابن زيد حيث يقول أخبرنا الله بالذي يشاء لاهل الجنة فقال عطاء غير مجذوذ ولم يخبرنا بالذي يشاء لاهل النار. والقول بان النار وعذابها دائم بدوام الله خبر عن الله بما يفعله فان لم يكن مطابقا لخبره عن نفسه بذلك والا كان قولا عليه بغير علم، والنصوص لا تفهم ذلك. والله أعلم.
ـ[الأشفقي]ــــــــ[22 - 09 - 07, 12:18 ص]ـ
قال الغامدي:
أستغرب من الشيخ رحمه الله التسليم بأبدية النار بهذه السهولة مع (ضعف الجمع) الذي أتى به الشيخ الشنقيطي رحمه الله
وأقول:
المطلوب أن تبيّن وجه هذا (الضعف) حفظك الله، لا أن تلقي الكلام على عواهنه، فالبحث علمي ودلائل الألفاظ فيه لها وزنها واعتباراتها.
أما الشيخ الذي بعده والذي أشار إلى وجوب (التأكد) من صحة المناظرة؟؟ فأقول:
الذي روى المناظرة لا زال موجوداً بحمد الله بالمدينة المنورة وهو معروف بصحبته للشيخ الشنقيطي رحمه الله وقد كتب ماكتب ونشره على الملأ فمن عنده ما يخالفه فليقدمه.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - 09 - 07, 01:02 ص]ـ
........
قال شيخنا: فلم يبق إلا الاحتمال السادس، وهو أنها أبدية وعذابها لا ينقطع.
........
فإذا المحكم يقول:
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ.
ومع التعليق على المشيئة المبهمة لا يبقى للجزم بوقوع الأبدية مستساغ.
ثم هناك احتمال سابع، وهو أن يفني الله تعالى النار مع إفناء أهلها.
واحتمال ثامن، بأن يفني النار ولم يفن أهلها.
ومع الاحتمال السابع وجهان: أن يبعثهم بعد الفناء؛ أو أن لا يفعل ذلك.
ومع الاحتمال الثامن وجهان: أن يدخلهم بعده الجنة؛ أو أن لا يفعل ذلك.
فلم يزل هناك ثلاثة احتمالات:
1 - أن النار - نعوذ بالله منها - أبدية وعذابها لا ينقطع؛
2 - أنها وعذابها فانية مع فناء أهلها - بعد حقب زمنية طويلة؛
3 - أنها وعذابها فانية، وأما أهلها فلا يفنون.
هذا، وتلك الثلاثة معلقة كلها بالمشيئة الإلهية. والله أعلم بالصواب.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - 09 - 07, 02:07 ص]ـ
قال الغامدي:
وأقول:
المطلوب أن تبيّن وجه هذا (الضعف) حفظك الله، لا أن تلقي الكلام على عواهنه، فالبحث علمي ودلائل الألفاظ فيه لها وزنها واعتباراتها.
أما الشيخ الذي بعده والذي أشار إلى وجوب (التأكد) من صحة المناظرة؟؟ فأقول:
الذي روى المناظرة لا زال موجوداً بحمد الله بالمدينة المنورة وهو معروف بصحبته للشيخ الشنقيطي رحمه الله وقد كتب ماكتب ونشره على الملأ فمن عنده ما يخالفه فليقدمه.
عذرا على التطفل:
الجمع ضعيف لأنه تأويل بغير دليل.
أما الأية، فسياقها دال على أنه نار تشمل الظالمين من أهل القري - وهم فرعون وملإه، والملإ الذين كفروا من قوم نوح، وعاد الجاحدين، وثمود الذين هم في شك مريب، وقوم لوط أهل الفاحشة والسيئات، ومدين الذين أصبحوا في ديارهم جاثمين.
فكيف يقال مع هذا أنها خاصة بنار العصاة من الموحدين؟!
وقد قال تعالى:
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ
وأما الحديث، فمنطوقه عام مستغرق:
يأتي على النار زمان تخفق أبوابها وينبت في قعرها الجرجير
ومعلوم أن التخصيص بدون مخصص لا يجوز. إلا أن الحديث غير مصرح بالإفناء , وإنما أخبر حادثة لا يُدرَي ما يفعل الله بعدها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/463)
ـ[الأشفقي]ــــــــ[22 - 09 - 07, 03:21 ص]ـ
الجمع ضعيف لأنه تأويل بغير دليل
جمع مبني على " الآية " و " الحديث " قام به عالم مشهود له بالعلم وبلوغ مرتبة الاجتهاد وتسليم كبار علماء عصره ممن عاصره يقال فيه هذا الكلام؟؟؟؟
عجبي والله؟؟؟؟
يا أبا " الأشبال الأندنوسي " حفظك الله: مالك وللعربية ودقائق الاستنباط؟؟؟؟
لا أقول هذا من باب " العصبية " حاشا وكلا، والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ولكن أقوله:لهذا التجرؤ بهذه الأسلوب على مسألة كبار العلماء ممن أوتوا نصيباً من العلم بالعربية وأسرارها وطرق الاستدلال بها لم يجرؤ أحد منهم أن قال لمن يبين رأيه بالدليل من الكتاب والسنة انه " تأويل بلا دليل "
أم أن عند أخينا " الأندنوسي " دليلاً غير الكتاب والسنة و" لغة " نزل بها القرآن غير " العربية "؟؟؟؟
ورحم الله الإمام مالك رضي الله عنه عندما قال:" لا أوتى بمن يتكلم في القرآن غير عالم بالعربية إلا أوجعته ضرباً " ولكننا في زمان " النت " قل ما شئت ومن أمن العقاب أساء الأدب.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - 09 - 07, 02:30 م]ـ
الأخ الأشفقي العضو الجديد. . . يحفظك الله ويرعاك!
أما الأدب، فشكرا لك على التعيير والعتاب.
وأما التأويل، فعليك إذَنْ ذكر الدليل.
وبغير ذلك، فهو تخصيص عليل.
أقول لك: إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد. والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب، لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم. فما بالك بمناظرة المسلمين؟!
ما أنا يا أخي إلا محبا للشيخ الشنقيطي رحمه الله رحمة واسعة،
لكن الحق - هنا وفي أي مكان - أحق أن يحب ويتبع.
ولعل هذا التعبير يرضيك:
الجمع ضعيف لأنه تأويل بغير ذكر دليل.
وقديما قال ابن القيم ذلك البحر الحبر تلميذ أبى العباس شيخ شيوخ الإسلام
(وكل منهما "عالم مشهود له بالعلم وبلوغ مرتبة الاجتهاد وتسليم كبار علماء عصره" ومن لم يعاصره ممن جاءوا بعده):
"والذين قطعوا بدوام النار لهم ست طرق:
أحدها:. . .؛
الطريق الثاني: أن القرآن دل على ذلك دلالة قطعية فإنه سبحانه أخبر أنه عذاب مقيم، وأنه لا يفتر عنهم وأنه لن يزيدهم إلا عذاباً وأنهم خالدين فيها أبداً وما هم بخارجين من النار، وما هم منها بمخرجين، وأن الله حرم الجنة على الكافرين وأنهم لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، وأنهم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها وأن عذابها كان غراماً، أي مقيماً لازماً. قال وهذا يفيد القطع بدوامه واستمراره؛
الطريق الثالث:. . .؛
الطريق الرابع:. . .؛
الطريق الخامس:. . .؛
الطريق السادس:. . .؛
(قال أصحاب الفناء:)
فأما الطريق الأول فالإجماع الذي ادعيتموه غير معلوم، وإنما يظن الإجماع في هذه المسألة من لم يعرف النزاع، وقد عرف النزاع فيها قديماً وحديثاً بل لو كلف مدّعي الإجماع أن ينقل عن عشرة من الصحابة فما دونهم إلى الواحد أنه قال: إن النار لا تفني أبداً، لم يجد إلى ذلك سبيلاً.
قالوا: وأما الطريق الثاني وهو دلالة القرآن على بقاء النار وعدم فنائها، فأين في القرآن دليل واحد يدل على ذلك؟ نعم، الذي دل عليه القرآن إن الكفار خالدين في النار أبداً، وأنهم غير خارجين منها وأنه لا يفتر عنهم عذابها وأنهم لا يموتون فيها وأن عذابهم فيها مقيم، وأنه غرام لازم لهم هذا كله مما لا نزاع فيه بين الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين وليس هذا مورد النزاع وإنما النزاع في أمر آخر وهو أنه هل النار أبدية أو مما كتب عليه الفناء؟ وأما كون الكفار لا يخرجون منها ولا يفتر عنهم من عذابها ولا يقضى عليهم فيموتوا ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط فلم يختلف في ذلك الصحابة ولا التابعون ولا أهل السنة وإنما خالف في ذلك من قد حكينا أقوالهم من اليهود والاتحادية وبعض أهل البدع. وهذه النصوص وأمثالها تقتضي خلودهم في دار العذاب ما دامت باقية ولا يخرجون منها مع بقائها البتة كما يخرج أهل التوحيد منها مع بقائها فالفرق بين من يخرج من الحبس وهو حبس على حاله وبين من يبطل حبسه بخراب الحبس وانتقاضه.
قالوا: وأما الطريق الثالث: وهي مجيء السنة المستفيضة بخروج أهل الكبائر من النار دون أهل الشرك فهي حق لا شك فيه وهي إنما تدل على ما قلناه من خروج الموحدين منها وهي دار العذاب لم تفن ويبقى المشركون فيها ما دامت باقية والنصوص دلت على هذا وعلى هذا.
قالوا: وأما الطريق الرابع: وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقفنا على ذلك ضرورة فلا ريب أنه من المعلوم من دينه بالضرورة أن الكفر باقون فيها ما دامت باقية هذا معلوم من دينه بالضرورة، وأما كونها أبدية لا انتهاء لها ولا تفنى كالجنة، فأين في القرآن والسنة دليل واحد يدل على ذلك.
قالوا: وأما الطريق الخامس،. . .؛
ونحن نذكر الفرق بين دوام الجنة والنار شرعاً وعقلاً وذلك يظهر من وجوه:
أحدها:. . .؛
الوجه الثاني:. . .؛
الوجه الثالث:. . .؛
الوجه الرابع:. . .؛
. . . الوجه الخامس والعشرون:. . .؛
فإن قيل: فإلى أين انتهى قدمكم في هذه المسألة العظيمة الشأن، التي هي أكبر من الدنيا بأضعاف مضاعفة؟
قيل: إلى قوله تبارك وتعالى: {إن ربك فعال لما يريد}، إلى هذا انتهى قدم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيها حيث ذكر دخول أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، وما يلقاه هؤلاء وهؤلاء، وقال: ثم يفعل الله بعد ذلك ما يشاء.
بل وإلى ههنا انتهت أقدام الخلائق. وما ذكرنا في هذه المسألة بل في الكتاب كله من صواب فمن الله سبحانه، وهو المعان به وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله برئ منه، وهو عند لسان كل قائل وقلبه وقصده والله أعلم."
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/464)
ـ[الأشفقي]ــــــــ[23 - 09 - 07, 02:34 ص]ـ
أخي " الإندنوسي ":
لا تأخذ النقاش والرد على أنه " أدب" أو عدمه ن من يتجرأ بالرد على العلماء من غير مراعاة لدلالة ألفاظه لا يواجه بالعبارة الهينة والسهلة.
أخي الإندنوسي:
طلبت مني أن آتيك بالدليل وكنت عزمت على ذلك وهيئته ن ولكن أخرته الآن حتى أعرف منك: ما هو (مرادك) بالدليل؟
الذي أعرفه وآمن به أن الدليل هو ما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم فقط، أما كلام العلماء فليس دليلاً.
وأراك في الرد علي جئت بكلام الإمام ابن القيم رحمه الله: فهل كلامه هو الدليل عندك أم ماذا؟
دعك من السفسطة والتعبير الإنشائي واذكر الأدلة التي ترد على الأدلة التى بنى الشيخ الشنقيطي كلامه عليها: الآية والحديث.
أما قول ابن القيم وغيره إذا لم يسانده آية أو حديث فلا يرد به على من جاء بهما.
ـ[ابو عبدالرحمن الذماري]ــــــــ[23 - 09 - 07, 09:42 ص]ـ
ماشاء الله
زاد اللهُ الشيخ علماً ورزقنا وإياه فهماً
وبارك الله فيك وجزاك خيراً
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[27 - 09 - 07, 09:57 م]ـ
أخي " الإندنوسي ":
لا تأخذ النقاش والرد على أنه " أدب" أو عدمه ن من يتجرأ بالرد على العلماء من غير مراعاة لدلالة ألفاظه لا يواجه بالعبارة الهينة والسهلة.
أخي الإندنوسي:
طلبت مني أن آتيك بالدليل وكنت عزمت على ذلك وهيئته ن ولكن أخرته الآن حتى أعرف منك: ما هو (مرادك) بالدليل؟
الذي أعرفه وآمن به أن الدليل هو ما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم فقط، أما كلام العلماء فليس دليلاً.
وأراك في الرد علي جئت بكلام الإمام ابن القيم رحمه الله: فهل كلامه هو الدليل عندك أم ماذا؟
دعك من السفسطة والتعبير الإنشائي واذكر الأدلة التي ترد على الأدلة التى بنى الشيخ الشنقيطي كلامه عليها: الآية والحديث.
أما قول ابن القيم وغيره إذا لم يسانده آية أو حديث فلا يرد به على من جاء بهما.
يا أخي، اقرأ المشاركة مرة ثانية - أو مرات - وافهمه قبل أن ترد بمثل هذا الدوران.
وأوف الآن ما وعدته من ذكر الدليل ولا تأخذ الحيدة مذهبا. فإنك قد قرأت قطعا ما مرادي بـ"الدليل"، كما هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=565656&postcount=104
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=674853&postcount=111
وكانت فيه مشاركتك المحذوفة - ولا أدري من الحاذف؟ -.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[15 - 10 - 07, 05:17 ص]ـ
مناظرة جميلة ومفيدة ,بارك الله فيك.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 11 - 07, 09:23 ص]ـ
تنبيه
ثمة خطأ في استدلال الشنقيطي حتى ننتبه له
وهو:
استدلال الشنقيطي رحمه الله تعالى بقوله تعالى (وما هم منها بمُخرجين) على عدم خروج أهل النار منها!!
وهذا وهم
والآية في أهل الجنة! وليس في أهل النار
قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} الحِجر
قال الشنقيطي - رحمه الله -:
قوله تعالى: {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ}، بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن أهل الجنة لا يخرجون منها، وأكد نفي إخراجهم منها بالباء في قوله: {بِمُخْرَجِينَ} فيهم دائمون في نعيمها أبداً بلا انقطاع، وأوضح هذا المعنى في مواضع أُخر كقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} [18/ 107 - 108]، وقوله: {وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً} [18/ 2، 3]،وقوله: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [11/ 108]، وقوله: {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} [38/ 54]، إلى غير ذلك من الآيات.
" أضواء البيان " (2/ 279).
والخطأ تتابع عليه:
ابن القيم، والشنقيطي، والألباني
رحمهم الله
وليس هذا إلا توهم بكونها دليلا على المسألة وإلا فقد ذكروها على الصواب في مواضع أخرى
وفقكم الله
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[09 - 11 - 07, 03:18 م]ـ
بارك الله بك شيخنا إبي طارق على هذا الأيراد الطيب،،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/465)
مع أن المعنى وارد في أهل النار أيضا، قال تعالى:" كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنت به تكذبون " السجدة.
وقال تعالى: "خالدين فيها أبداً"الجن:23
وقال تعالى: "إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين" الأعراف:40
وقال تعالى: "يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم" المائدة:37
ورجح ابن القيم – رحمه الله – فناء النار لظاهر قول الله –تعالى-: "فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق* خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ" هود: 106 - 108
وليس متفق على التفسير الذي يذهب إليه رحمة الله عليه في الأستثناء في الآية ...
ثم إن أحاديث الشفاعة المستفيضة تدل على أن سائر أصحاب النار الذين لم تنالهم الشفاعات المختلفة سيمكثون فيها إلى ألأبد ....
أما حديث طاووس عن عبد الله عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (يأتي على النار زمان تخفق أبوابها، وينبت في قعرها الجرجير) وقال أهل العلم: حسن السند صالح للاحتجاج به.
فمحمول على ذلك الدرك من النار الذي يكون فيه أصحاب الكبائر من المسلمين ..........
وذكر ابن القيم بعضا من حجج ألدهريين مثل قولهم: إن الله أعدل من أن يعصيه العبد حقباً من الزمن فيعاقبه بالعذاب الأبدي، قالوا: إن الإنصاف أن يعذبه قدر المدة التي عصاه فيها.
والأمام ابن القيم ما اورده للإحتجاج به فهو أجل وأعلى ولكن ربما لبسط المسألة وذكر كل من له قول فيها .......
وقول هؤلاء مردود بأن الحياة الدنيا ما هي إلا ومضة بيان لما يفعل كل واحد منا، فالكافر لو عاش الدهر لما اختار إلا الكفر والعياذ بالله، قال تعالى:
(ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين*بل بدى لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) الأنعام 27 - 28 الأنعام
وأما الأثر الذي أورده ابن حميد في تفسيره المشهور بسنده إلى عمر – رضي الله عنه- أنه قال: "لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك وقت يخرجون فيه".
فإبن حميد ضعيف ولم يحتج به من أئمة الحديث إلى الأمام أحمد وضعفه باقي المحدثين ......... هذا أولا
وثانيا: ربما يحمل على أصحاب الكبائر من المسلمين الذين يخرجون من النار .. إلى الجنة كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة والحمد لله.
وكثير من هذا في مناظرة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي المشهورة
هذا والله أعلم والله ولي التوفيق ...
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[29 - 10 - 08, 12:30 م]ـ
أستغرب من الشيخ رحمه الله التسليم بأبدية النار بهذه السهولة مع ضعف الجمع الذي أتى به الشيخ الشنقيطي رحمه الله ... ولمن أراد التوسع فليذهب إلى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91158
إي والله ليس ثمة دليل على تخصيص هذا الفناء بنوع معين من النار
ثم إن المشيئة هنا معلقة بوجود الكفار فيها لا ببقاء النار
كما أنا إطلاق التخليد في أكثر الآيات لا يدل على إحكامه بل يحمل على المقيد، فمثلا في آيات المواريث يقول تعالى "
مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ"
وفي أخرى "مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ"
و في أخرى " بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ
وفي واحدة فقط قيدها بقوله "
مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ
فقد يقال يحمل المطلق على المقيد لاتحادهما في الموضوع والحكم والله أعلم
تنبيه: لا أقول بفناء النار وإنما أقول -وهذا معتقدي- النار مخلوقة لتعذيب الكفار وعصاة المسلمين يخرجون منها ولا أعدو هذا
تنبيه آخر: نحن نذاكر يا إخوان فلا داعي للسخط والحنق ما دام النقاش علميا ولا يعني اعتراضي على عالم أني أقلل من شأنه بل أورد ما ورد بخاطري وأدلي بها فرأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب
فإذا أدت هذه المناقشات إلى خصام فليغلق المنتدى أفضل، إلا أن يكون العضو عرف عنه السفسطة فهذا فليخرج أفضل
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[29 - 10 - 08, 03:14 م]ـ
جزاك الله خير .. والمسألة تثار بين الفينة والأخرى فتحتاج لتوضيح.
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[30 - 10 - 08, 12:53 م]ـ
إي والله ليس ثمة دليل على تخصيص هذا الفناء بنوع معين من النار
ثم إن المشيئة هنا معلقة بوجود الكفار فيها لا ببقاء النار
كما أنا إطلاق التخليد في أكثر الآيات لا يدل على إحكامه بل يحمل على المقيد، فمثلا في آيات المواريث يقول تعالى "
مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ"
وفي أخرى "مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ"
و في أخرى " بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ
وفي واحدة فقط قيدها بقوله "
مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ
فقد يقال يحمل المطلق على المقيد لاتحادهما في الموضوع والحكم والله أعلم
تنبيه: لا أقول بفناء النار وإنما أقول -وهذا معتقدي- النار مخلوقة لتعذيب الكفار وعصاة المسلمين يخرجون منها ولا أعدو هذا
تنبيه آخر: نحن نذاكر يا إخوان فلا داعي للسخط والحنق ما دام النقاش علميا ولا يعني اعتراضي على عالم أني أقلل من شأنه بل أورد ما ورد بخاطري وأدلي بها فرأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب
فإذا أدت هذه المناقشات إلى خصام فليغلق المنتدى أفضل، إلا أن يكون العضو عرف عنه السفسطة فهذا فليخرج أفضل
عندما بدأ بعض الإخوة في التهجم لمجرد المخالفة في مسألة قد سبقنا الخلاف فيها فالأولى تركها .. وبالله التوفيق ... بارك الله فيك أخي أبي صهيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/466)
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[30 - 10 - 08, 05:57 م]ـ
لكن الآية في الحقيقة ربما تؤول على استثناء أهل التوحيد لأن سياق وسباق ولحاق الآية لم يوضح أي النوعين -الموحدين العصاة والكافرين-هو الخارج فيقيد أو يخصص بالأدلة الأخرى قرآنا وسنة في استثناء عصاة الموحدين وإبقاء الكافرين
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ
وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ
يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ
خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ
أي إلا ما شاء ربك فيخرج أهل التوحيد وإن طالت مدتهم
والله أعلم
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 12:25 ص]ـ
اللهم ارزقنا الأدب مع أهل العلم ..... رحم الله من عرف قدر نفسه ولم يتشبع بما لم يعط
ـ[محمد الشنقيطي السلفي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 01:05 ص]ـ
إخواني الكرام من بلغ مرحلة هاؤلاء العلماء فليتكلم ومن لم يبلغها فرحم الله امرءا.(43/467)
هاكم خطبة الجمعة لإمام الحرم صالح آل طالب كاملة دون حذف والتي لم يستطع إكمالها!!
ـ[أحمد الفقيه الزهراني]ــــــــ[25 - 08 - 07, 01:43 م]ـ
موقف أهل السنة والجماعة من آل البيت
فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة 11/ 8/1428
24/ 08/2007
فوجئ المصلون والمسلمون المتابعون على شاشات التلفزيون بالتوقف المفاجئ الذي أصاب فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب إمام وخطيب الحرم المكي أثناء إلقائه خطبة الجمعة، مما اضطره للجلوس أثناء الخطبة وإنهائها بشكل عاجل .. وقد أمّ فضيلته المصلين في صلاة العشاء مما يعطي إشارة إيجابية لمحبيه والمتابعين لأخباره بأن صحته عادت على ما يرام ..
وموقع الإسلام اليوم وقد حصل بشكل خاص على النص الكامل للخطبة مما لم يتسن للشيخ إكماله فإنه ينشرها كاملة لعموم الفائدة، سائلين الله أن يجمع للشيخ بين الأجر والعافية.
الخطبة الأولى
الحمد لله يخلق ما يشاء ويختار, ويصطفي للشرف من شاء من الأخيار، شرّف رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم على كل البرية، وجعل ذريته أشرف ذريّة.
أحمد ربي تعالى وأشكره وأثني عليه وأستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله نتقرب إلى الله تعالى بمحبة رسوله وعترته الطاهرة الزكية صلى الله وسلم وبارك عليهم وعلى الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،
فوصية الله تعالى للأولين والآخرين تقواه "ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله".
أيها المسلمون:
الشريف في ذاته يفيض بالشرف على من حوله والكريم في معدنه يسري كرمه في المحيطين به، انظر إلى زجاجة العطر كيف تبقى فوّاحة بعد نفاد ما فيها، تطلّع إلى جوار المصباح وكيف استحال هالة من نور، وسوارًا من ضياء وكذلك البشر تفيض بركة السعداء منهم وتتعداهم إلى غيرهم. فكثير من سلالة إبراهيم الخليل غدوا أنبياء وأصحاب عيسى صاروا حواريين ورفاق محمد صلى الله عليه وسلم شرفوا بالصحبة وأزواجه أمهات للمؤمنين. ونسله استحقوا وصف الشرف والسيادة، كيف لا وفيهم من دمائه دم، وفي روحه نبض ومن نوره قبس ومن شذاه عبق ومن وجوده بقية صلى الله عليه وصلى على آله وأزواجه وصلى على صحابته وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أيها المسلمون:
ولكرم النبي صلى الله عليه وسلم كرمت ذريته، ولشرفه شرف آل بيته، وكانت مودتهم ومحبتهم جزءًا من شريعة المسلمين، رعوها على مر الزمان كما رعوا باقي الشريعة. وأقاموها كما أقاموا بقية أحكام الدين، وقد يكون قصّر بعض المسلمين في هذا الجانب في مراحل من التاريخ وفي وقائع دونت بمداد من أسى كما يقصّر بعض المسلمين في بعض واجباتهم؛ فتكتب عليهم ذنبًا من الذنوب وخطيئة من الخطايا، إلا أن الطابع العام للأمة هو معرفة قدرهم، وبذلك المودة لهم ومحبتهم وموالاتهم، شهدت بذلك عقائدهم المدونة وتفاسيرهم المبسوطة وشروحات السنن وكتب الفقه. كيف لا، وهم وصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هم وصيته وهم بقيته، إذ يقول: "أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي" (رواه مسلم) وكل بيته صلى الله عليه وسلم هم أزواجه وذريته وقرابته الذين حرمت عليهم الصدقة هم أشراف الناس، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فاطمة سيدة نساء أهل الجنة" (رواه البخاري)، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني" وفي رواية فيهما أيضًا: "فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها"، وروى البخاري -رحمه الله- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "أنت مني وأنا منك"، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الحسن بن علي رضي الله عنهما: "إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين" (رواه البخاري). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحسن: "اللهم إني أحبه فأحبه وأحبب من يحبه" (متفق عليه). وقد قال الله عزّ وجل في كتابه الكريم وقرآنه العظيم: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا" ومعلوم أن هذه الآية نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لأن ما قبلها وما بعدها كله خطاب لهن رضي الله عنهن، وفي الصحيحين أن النبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/468)
صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: قولوا: "اللهم صلّ على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد". وهذا يفسر اللفظ الآخر للحديث: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد؛ فالآل هنا هم الأزواج والذرية في الحديث الأول.
عباد الله: هذه بعض فضائل آل بيت النبوة كما حفظتها كتب السنة والتزمها المسلمون منذ صدر الإسلام الأول وأنزلوهم منازلهم اللائقة من غير إفراط ولا تفريط. ففي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما "أن أبا بكر رضي الله عنه قال: ارقبوا محمدًا في أهل بيته". وفي الصحيحين "أن أبا بكر رضي الله عنه قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليّ أن أصل من قرابتي" وفي صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شهد بالرضا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه والسبق والفضل ولما وضع الديوان بدأ بأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقول للعباس رضي الله عنه: "والله لإسلامك أحب إلي من إسلام الخطاب لحب النبي صلى الله عليه وسلم لإسلامك"، كما استسقى بالعباس وأكرم عبد الله ابن عباس وأدخله مع الأشياخ ... كل ذلك في الصحيح. وقد روى إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في فضائل آل البيت وحفظ للأمة أحاديث كثيرة في ذلك منها ما رواه عن عبد المطلب بن ربيعة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه العباس: "والله لا يدخلُ قلب مسلم إيمانٌ حتى يحبّكم لله ولقرابتي"، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم حيث قال يوم غدير خم: "أذكركم الله في أهل بيتي". رواه مسلم.
وقال الطحاوي رحمه الله: "ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان. ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات من كل دنس وذرياته المقدسين من كل رجس فقد برئ من النفاق".
عباد الله: إن مما تفاخر به هذه البلاد المملكة العربية السعودية منذ نشأتها بمراحلها الثلاث حكامًا وعلماء ورعاة ورعية اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة آل بيته وتعظيمهم ومحبتهم واقتفاء أثرهم والدفاع عنهم وعن منهجهم ودينهم الحق. وقد اتخذت ذلك ديناً ومنهجًا وقربة إلى الله عز وجل. وتحملت في سبيل هذا المنهج العدل طعون الطاعنين ولمز الشانئين ولا يزيدها ذلك إلا ثباتًا على الحق وتمسكًا بمنهج الوسط واتباعًا لسنة آل البيت حقًا وليس أحدٌ أتبع لمنهجهم اليوم من هذه البلاد وأهلها وحكامها وعلمائها. قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "لآله صلى الله عليه وسلم حق لا يشركهم فيه غيرهم ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر قريش .. وقريش يستحقون ما لا يستحقه غيرهم من القبائل". وقال رحمه الله في موضع آخر: "وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حقوقًا، فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقوقهم ويظن أنه من التوحيد بل هو من الغلو والجفاء، ونحن ما أنكرنا إلا ادعاء الألوهية فيهم وإكرام مدعي ذلك" انتهى كلامه رحمه الله. وقال الإمام في السنة في زمانه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: "والشيخ محمد رحمه الله وأتباعه الذين ناصروا دعوته كلهم يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ساروا على نهجه ويعرفون فضلهم ويتقربون إلى الله سبحانه بمحبتهم والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والرضا كالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكالخليفة الرابع الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبنائه الحسن والحسين ومحمد رضي الله عنهم. ومن سار على نهجهم من أهل البيت" انتهى كلامه رحمه الله.
أيها المسلمون:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/469)
ولأن آل بيت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومحبتهم، أمر تهفو إليه النفوس وشعور تجثو عنده العواطف، وحس يتحرك له الوجدان فقد نفذ من هذا الباب من استغله وتاجر به واستخدمه من ادّعى خدمته، منذ القرن الأول من عمر هذه الأمة إلى أيامنا هذه، وعلى مر ذلك التاريخ الطويل وتحت شعار محبة آل البيت والانتصار لهم. برزت مطامع سياسية وأخرى مادية وصنعت ثارات عرقية عنصرية واندس موتورون بهذا الدين، شانئون له مبغضون لأهله يهدمون أساسه ويبغون اندراسه، حتى غيرت معالم الدين وشوهت الشريعة وبدلت العقيدة، ونبتت الفرقة وثار غبار النزاع والشقاق. طالوا أهم ما فيه وهو التوحيد ثم كرّوا على أهم مسائل العقيدة فحرفوها ثم أخذوا يعيثون فسادًا في بقية شرائع الدين وأطاعوا شيوخهم في التحليل والتحريم بلا هدى حتى ساروا كمن قال الله فيهم: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله". عظموا المشاهد وعطلوا المساجد ناهيك عن أكل أموال الناس بالباطل واستحلال فروج الحرائر. وتكفير عموم الأمة وكنِّ العداوة والبغضاء للعرب الذين هم مادة الإسلام وأصل الإسلام كل هذا يحدث ويكون تحت لافتات النصرة لآل البيت، ومحصلة الأمر كله تمكن مندسين في تغيير عقائد الإسلام الراسخة وشرائعه الثابتة وشعائره الظاهرة لدى جماعة من المسلمين باسم آل البيت ومحبة آل البيت. وقبل الختم فهنا أمران يستدعيان الوقوف ويلحان في الطرح.
أولهما: أن آل البيت الثابتة أنسابهم هنا أو بمن انتشر في الحجاز منهم في البلاد أو حكم جزءًا من بلادنا الإسلامية اليوم، هم أبعد الناس عن تلك المذاهب المستحدثة، تشهد بذلك عقائدهم ومؤلفات العلماء وطلبة العلم منهم ومواقفهم على شبكة الاتصال العالمية، وكذا مواقف الساسة منهم والحكام فيهم؛ فهل بعد هذا بصيرة لمستبصر وذكرى لمستذكر؟!
الأمر الثاني: أنه في الوقت الذي ينكر فيه المعروفون من آل البيت تلك العقائد الدخيلة، تنشط في الوقت نفسه عناصر ليسوا عربًا ولا من نسل العرب، ينشطون في الحديث باسم آل البيت وتكوين دين يزعمون أنه مستقىً من آل البيت، دين لا يعرفه صاحب البيت ولم يأت به جد آل البيت؛ بل ويخالف شريعة مؤسسه صلى الله عليه وسلم. بل إن أولائك العجم هم الرعاة لهذه العقائد المستحدثة الناشرين لها منذ نشأت إلى يومنا هذا. ألم يتساءل العقلاء منهم أو من تأثر بهم لماذا لم تلق هذه العقائد قبولاً في منازل آل البيت ومهبط الوحي وموطن الرسالة؟ ويقودنا هذا إلى تأكيد على دور العلماء وطلبة العلم خاصة من النسل الشريف وآل البيت المنيف ممن جرت في عروقهم الدماء الزكية أن يملكوا زمام المبادرة في الحفاظ على عقيدة جدهم صلى الله عليه وسلم، وألا يتركوا الصوت العالي يذهب لغيرهم ممن يتاجر باسمهم وينتفع بالحديث عنهم، مفسدًا أديان الناس وعقائدهم. إن عليهم وعلى عموم الأمة مسؤولية عظمى لهداية الناس وتبصيرهم بالدين الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم واكتمل بوفاته، وتنقية فطر المسلمين من لوثات الغلو والجفاء لئلا تحيد بهم الأهواء عن صراط الله الذي قال فيه سبحانه: "وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون".
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعنا بما فيها من الآيات والحكمة. أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد،
فلقد وفّق الله هذه البلاد ومنذ أن قامت في دورها الأول بلزوم جماعة المسلمين والتمسك بالإسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين، وقفوا أثر آل البيت وعموم الصحابة والتابعين مما جعل للإسلام في هذه الديار بقاء بنقاء وهيمنة بصفاء. إن الإسلام الذي تمسكت به هذه البلاد هو الإسلام الذي قبلَتْه أجيال الأمة على مرَّ القرون يُسْلِمُه سلَفُهم إلى خَلَفِهم وعُلَماؤهم إلى مُتَعَلمهم، نافين عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين ولأجل هذا كانت هذه البلاد بحكامها وعلمائها في مَرْمَى سهام المتربصين، وإفك الكاذبين، لقد نال علماء هذه البلاد الكثير من الطعن والتكفير كما نال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/470)
حكامه صنوف من اللمز والتشكيك في المواقف السياسية والمبادرات والقرارات في محاولة للحد من تأثيرها الإيجابي في العالم. ولإقصائها عن الريادة في أمور الدين وفضاء السياسة وهو الأمر الذي هو قَدْرُها وقدرها ويمليه عليها مكانها ومكانتها وتتطلع إليه قلوب المستضعفين قبل عيونهم أملاً في لملمة شمل، وتطلعًا لمداواة جرح، ورغبة في سد حاجة. ومواقفها وسيرتها شاهدة على الجمع لا التفريق ورأب الصدع لا شق الصفوف، حفظها الله قائمة بالإسلام منافحة عنه.
ثم اعلموا رحمكم الله أن الله تعالى أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل في علاه: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا" اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وصل وسلم وبارك على آله وأزواجه وذريته وصحابته وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر صحابة نبيك أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لما تحب وترضى، وخذ بهم للبر والتقوى، اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لرضاك واجعل عمله في رضاك، اللهم وفقه ونائبه وإخوانهم وأعوانهم لما فيه صلاح العباد والبلاد، اللهم هيئ له البطانة الصالحة يا رب العالمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان. الله كن للمسلمين في فلسطين وفي كل مكان. اللهم آمنهم في أوطانهم وأرغد عيشهم واحقن دماءهم واكبت عدوهم. اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين. اللهم فرّج هم المهمومين والمسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين وفك أسر المأسورين واشف برحمتك مرضانا ومرضى المسلمين. اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.
ربنا اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم ولجميع المسلمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
للإستماع للجزء الذي ألقاه الشيخ أضغط هنا
http://radio.islamtoday.net/arshefinfo.cfm?st=1801 (http://radio.islamtoday.net/arshefinfo.cfm?st=1801)
منقول من موقع الإسلام اليوم
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=37&catid=185&artid=9936
ـ[عبد العزيز بن سعد]ــــــــ[25 - 08 - 07, 02:56 م]ـ
الشيخ صالح أحس بتعب فجلس ثم أكمل الخطبة، وهو بصحة جيدة ولله الحمد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 08 - 07, 03:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
وهذا رابط آخر
http://www.alalbayt.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=3313&Itemid=20
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 03:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110492
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[01 - 09 - 07, 04:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...(43/471)
لذلك كان الشيخ ابن باز يحب قرائة كتب شيخ الاسلام
ـ[الموسى]ــــــــ[25 - 08 - 07, 04:20 م]ـ
كنت قديما أتعجب من سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز _عليه سحائب المغفرة والرحمة من الله_ حينما كنا نقرا عليه فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية وكيف كان يتأثر من تلك النصوص المنهجية التي يعرضها شيخ الاسلام لم يكن الشيخ يتمالك نفسه حينما يقف أمامها لقد كانت تخنقه العبرة وبصدقه المعهود يقول " الله المستعان .. الله يرحمه لقد كان اماما مخلصا _ نحسبه والله حسيبه _ " ومن ثم تسبح عيناه في دموع الخشية لتتحدر منها قطرة فتضفي على المجلس مهابة .. فوق مهابته ..
يالله العجب كم كان يأسر سماحته ان يرى نفسه في موقف مظنة رياء وكم كان يؤنسه ان يكون في اسمال المخلصين وداخل عبائت المتواضعين وفي حدائق المسبحين .. على كل حال ... رحمة الله على الشيخين ..
ولنكمل ما بدأنا به فمن حق القارئ ان اكون معه حتى النهاية كما كان هو معي منذ البداية ..
شرقت وغربت وانا أفكر في محاولة الاجابة على التساؤل الذي طرحته وهو ما المميز في كتب شيخ الاسلام؟
ما الذي جعل شيخي يستمتع بسماع كتبه حتى تبيض عيناه؟ وكيف من الممكن ان نستفيد من موسوعة هذا الامام؟
فقررت ان اعيد قرأتي لتراث شيخ الاسلام واستعنت بالله واخذت اجرد في كتبه رحمه الله حتى اصبحت اقف على كثير من النصوص التي لا أظن بطالب علم "صيرفي" "صائد للفوائد" يمر عليها لا يقيمها او يقنصها بقلمه مقيدا لها في مذكرته .. وهئنذا ما زلت أغوص في محيط شيخ الاسلام الهادي كل هدفي ان اجمع منه انفس الجواهر وادون ما اوجهه من اغرب المواقف واطرف الساعات .. وكلما دخلت من جديد تجدني ابحث عن تساؤل اطرحه من ثم اوجه بوصلتي للبحث عن وجهته في تراث هذا الامام الفذ فأحيانا اطرح سؤال منهجيا اقول: هل كان لشيخ الاسلام منهجا لطالب العلم المبتدي في ما يحصل بين طلبة العلم من محاولة الحسم في المسائل الخلافية؟ فأجده يجيبني: ج / "ومن شعائرها مسألة البسملة فإن الناس اضطربوا فيها نفيا وإثباتا في كونها آية من القرآن وفي قراءتها وصنفت من الطرفين مصنفات يظهر في بعض كلامها نوع جهل وظلم مع أن الخطب فيها يسير. وأما التعصب لهذه المسائل ونحوها فمن شعائر الفرقة والاختلاف الذي نهينا عنها ; إذ الداعي لذلك هو ترجيح الشعائر المفترقة بين الأمة وإلا فهذه المسائل من أخف مسائل الخلاف جدا لولا ما يدعو إليه الشيطان من إظهار شعار الفرقة ".
وتارة سؤالا عصريا .. ما موقف شيخ الاسلام من التعايش؟
: «وإذا اجتمع في الرجل الواحد: خيرٌ وشرٌّ، وفجورٌ وطاعةٌ ومعصيةٌ، وسنةٌ وبدعةٌ = استحقَّ من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحقَّ من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر. فيجتمع في الشخص الواحد موجباتُ الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا. وهذا كاللصِّ الفقير: تُقطَعُ يدُهُ، ويُعطَى من بيت المال ما يكفيه. هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهلُ السنة والجماعة، وخالفهم الخوارجُ والمعتزلةُ ومن وافقهم، فلم يجعلوا الناسَ: إلا مستحقًّا للثواب فقط، وإلا مستحقًّا للعقاب فقط ... » مجموع الفتاوى (28/ 209).
وتارة حديثيا .. وتارة اصوليا.ز وهكذا
بإمكاني اقول الآن بدات اتحسس اللذة التي كان سماحته يتذوقها .. وهكذا يمكن لي ان استفيد من كتب هذا الحبر وهو ان استخلص كليات (القواعد) شيخ الاسلام، واعرف منهجيته في قرائة الاحداث، وفلسفة في الفتوى، وفقهه في مسائل الفتن ومنهجه في مواجهة المنحن ..
أخي القارئ الكريم: ان ما اودعه شيخ الاسلام في كتبه يحمل بداخله مشاريع علمية ..
فجرد ساعدك واعمل عقلك واستثمر في بنك شيخ الاسلام للتنمية العلمية .. فلله الحمد رب العالمين(43/472)
لذلك كان الشيخ ابن باز يحب قراءة كتب شيخ الاسلام
ـ[الموسى]ــــــــ[25 - 08 - 07, 04:21 م]ـ
كنت قديما أتعجب من سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز _عليه سحائب المغفرة والرحمة من الله_ حينما كنا نقرا عليه فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية وكيف كان يتأثر من تلك النصوص المنهجية التي يعرضها شيخ الاسلام لم يكن الشيخ يتمالك نفسه حينما يقف أمامها لقد كانت تخنقه العبرة وبصدقه المعهود يقول " الله المستعان .. الله يرحمه لقد كان اماما مخلصا _ نحسبه والله حسيبه _ " ومن ثم تسبح عيناه في دموع الخشية لتتحدر منها قطرة فتضفي على المجلس مهابة .. فوق مهابته ..
يالله العجب كم كان يأسر سماحته ان يرى نفسه في موقف مظنة رياء وكم كان يؤنسه ان يكون في اسمال المخلصين وداخل عبائت المتواضعين وفي حدائق المسبحين .. على كل حال ... رحمة الله على الشيخين ..
ولنكمل ما بدأنا به فمن حق القارئ ان اكون معه حتى النهاية كما كان هو معي منذ البداية ..
شرقت وغربت وانا أفكر في محاولة الاجابة على التساؤل الذي طرحته وهو ما المميز في كتب شيخ الاسلام؟
ما الذي جعل شيخي يستمتع بسماع كتبه حتى تبيض عيناه؟ وكيف من الممكن ان نستفيد من موسوعة هذا الامام؟
فقررت ان اعيد قرأتي لتراث شيخ الاسلام واستعنت بالله واخذت اجرد في كتبه رحمه الله حتى اصبحت اقف على كثير من النصوص التي لا أظن بطالب علم "صيرفي" "صائد للفوائد" يمر عليها لا يقيمها او يقنصها بقلمه مقيدا لها في مذكرته .. وهئنذا ما زلت أغوص في محيط شيخ الاسلام الهادي كل هدفي ان اجمع منه انفس الجواهر وادون ما اوجهه من اغرب المواقف واطرف الساعات .. وكلما دخلت من جديد تجدني ابحث عن تساؤل اطرحه من ثم اوجه بوصلتي للبحث عن وجهته في تراث هذا الامام الفذ فأحيانا اطرح سؤال منهجيا اقول: هل كان لشيخ الاسلام منهجا لطالب العلم المبتدي في ما يحصل بين طلبة العلم من محاولة الحسم في المسائل الخلافية؟ فأجده يجيبني: ج / "ومن شعائرها مسألة البسملة فإن الناس اضطربوا فيها نفيا وإثباتا في كونها آية من القرآن وفي قراءتها وصنفت من الطرفين مصنفات يظهر في بعض كلامها نوع جهل وظلم مع أن الخطب فيها يسير. وأما التعصب لهذه المسائل ونحوها فمن شعائر الفرقة والاختلاف الذي نهينا عنها ; إذ الداعي لذلك هو ترجيح الشعائر المفترقة بين الأمة وإلا فهذه المسائل من أخف مسائل الخلاف جدا لولا ما يدعو إليه الشيطان من إظهار شعار الفرقة ".
وتارة سؤالا عصريا .. ما موقف شيخ الاسلام من التعايش؟
: «وإذا اجتمع في الرجل الواحد: خيرٌ وشرٌّ، وفجورٌ وطاعةٌ ومعصيةٌ، وسنةٌ وبدعةٌ = استحقَّ من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحقَّ من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر. فيجتمع في الشخص الواحد موجباتُ الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا. وهذا كاللصِّ الفقير: تُقطَعُ يدُهُ، ويُعطَى من بيت المال ما يكفيه. هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهلُ السنة والجماعة، وخالفهم الخوارجُ والمعتزلةُ ومن وافقهم، فلم يجعلوا الناسَ: إلا مستحقًّا للثواب فقط، وإلا مستحقًّا للعقاب فقط ... » مجموع الفتاوى (28/ 209).
وتارة حديثيا .. وتارة اصوليا.ز وهكذا
بإمكاني اقول الآن بدات اتحسس اللذة التي كان سماحته يتذوقها .. وهكذا يمكن لي ان استفيد من كتب هذا الحبر وهو ان استخلص كليات (القواعد) شيخ الاسلام، واعرف منهجيته في قرائة الاحداث، وفلسفة في الفتوى، وفقهه في مسائل الفتن ومنهجه في مواجهة المنحن ..
أخي القارئ الكريم: ان ما اودعه شيخ الاسلام في كتبه يحمل بداخله مشاريع علمية ..
فجرد ساعدك واعمل عقلك واستثمر في بنك شيخ الاسلام للتنمية العلمية .. فلله الحمد رب العالمين
ـ[الموسى]ــــــــ[25 - 08 - 07, 05:48 م]ـ
بانتظار قراءة تعليقاتكم ..
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[25 - 08 - 07, 10:40 م]ـ
بارك الله فيكم
كلام نفيس والحديث عن هذا الإمام العظيم لا ينتهي وذكر مزاياه تحيي القلوب فقد جمع الله له ما تفرق في غيره من العلوم والسلوك والعبادة والجهاد باللسان والقلم والبدن، وهو حقيقة مدرسة وحده في طلب العلم وتعليمه والدعوة إليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والرد على المخالف في المسائل العلمية والعملية.
ولو أراد المرء الحديث عنه لن يقف عند حد ولذلك ألفت حوله مؤلفات ورسائل علمية ما جستير ودكتوراه في العقيدة وفي تعامله مع بعض الفرق كالأشاعرة والصوفية وغيرهم وفي الفقه وفي القواعد الفقهية وفي أصول الفقه مجموعا ومفرقاً وفي الحديث وفي التفسير وفي الدعوة والتربية وعلم النفس وعلم الاجتماع رسائل تعد بالعشرات، فكل ينهل من بحر علمه ولا ينضب فهو المفسر المدقق والمحدث الإمام والأصولي المتمكن والفقيه المجتهد جمع العلوم وأتقنها فمن يراه يتكلم في فن ظنه تخصصه ولا يحسن غيره فهو علم عمره وجميع وقته.
كيف لو تحدث المرء عن مؤلفاته التي يصعب جمعها في مختلف الفنون أو عن تلاميذه العظام كابن القيم وابن كثير وابن رجب والذهبي فكل واحد منهم أمة وحده وكلهم يغرف من علوم هذا الإمام.
حقيقة حُقَّ له أن يكون إماماً من أئمة أهل السنة ورمزاً من رموزها المقتدى بهم والمعتمد عليهم في تحرير أصول هذا المنهج، وحُقَّ لمن نهل من علمه أن يفتخر ويعتمد على أرض صلبة.
رحمه الله وجزاه عن هذه الأمة خير الجزاء ورضي عنه جزاء ما نصر السنة ودافع عنها وجزاء ما نفعنا الله بعلومه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/473)
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 11:26 م]ـ
الذي جعل القبول لهذا الإمام الفحل العُمدة الفريد
ليس مجرد سعة علمه .. بل لأنه كان مجاهدا ربانيا ..
يقول الحق ولا يهاب الموت .. ويخوض لجّة الوغى .. وهو ثابت الجنان
فلهذا رفع الله ذكره ..
ألا ترى الإمام أحمد سمّي إمام أهل السنة .. لموقفه العتيد فاستحق هذا اللقب العجيب المشرّف
مع أن الشافعي على التحقيق أعلم منه بالنظر الجُملي والظن في الإمام الشافعي أنه كان سيقف وقفته في المحنة لو كان هناك
وكذلك هي عادة الله مع أهل الجهاد ورباطة الجأش .. الذين يقدمون خشية الله على من سواهم
فليس الأمر مجرد معلومات في الذهن
والله الموفق
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[26 - 08 - 07, 03:36 ص]ـ
رحم الله الإمام ابن باز وابن تيمية وجمعنا بهم في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..
آمين
ـ[الموسى]ــــــــ[26 - 08 - 07, 12:05 م]ـ
وافر الشكر المشايخ الذين شاركوا وتفاعلوا مع المقالة (ابو حازم، وللمقدسي ابا القاسم، والقصيمي ابا مصعب) وبانتظار المزيد .. أعتقد ان قضية كيف يمكن ان يستفيد طالب العلم من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية قضية مهمة جدا ..
ـ[الموسى]ــــــــ[26 - 08 - 07, 12:53 م]ـ
وافر الشكر المشايخ الذين شاركوا وتفاعلوا مع المقالة (ابو حازم، وللمقدسي ابا القاسم، والقصيمي ابا مصعب) وبانتظار المزيد .. أعتقد ان قضية كيف يمكن ان يستفيد طالب العلم من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية قضية مهمة جدا ..
ـ[الموسى]ــــــــ[26 - 08 - 07, 12:53 م]ـ
وافر الشكر المشايخ الذين شاركوا وتفاعلوا مع المقالة (ابو حازم، وللمقدسي ابا القاسم، والقصيمي ابا مصعب) وبانتظار المزيد .. أعتقد ان قضية كيف يمكن ان يستفيد طالب العلم من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية قضية مهمة جدا ..
ـ[أبو معتصم الأندلسى]ــــــــ[01 - 09 - 07, 02:30 ص]ـ
كتاب مناقب ابن تيميه للحافظ عمر بن علي البزار
--------------------------------------------------------------------------------
الفهرس
الفصل الأول في ذكر منشأه وعمره ومدة عمره رضى الله عنه وأرضاه
الفصل الثاني في غزارة علومه ومؤلفاته ومصنفاته وسعة نقله في فتاويه ودروسه البديهية ومنصوصاته
الفصل الثالث في ذكر معرفته بأنواع أجناس المذكور والمقول والمنقول والمتصور والمفهوم والمعقول
الفصل الرابع في ذكر تعبده
الفصل الخامس في ذكر بعض ورعه
الفصل السادس في ذكر بعض زهده وتجرده وتقاعده عن الدنيا وتبعده
الفصل السابع في إيثاره مع فقره وتواضعه
الفصل الثامن في هيئته ولباسه
الفصل التاسع في ذكر بعض كراماته وفراسته
الفصل العاشر في ذكر كرمه رضي الله عنه
الفصل الحادي عشر في ذكر قوة قلبه وشجاعته
الفصل الثاني عشر من ذكر قوته في مرضاة الله وصبره على الشدائد
الفصل الثالث عشر في أن الله جعله حجة في عصره ومعيارا للحق والباطل ومريد الاجل وغير مؤثر العاجل
الفصل الرابع عشر في ذكر وفاته وكثرة من صلى عليه وشيعه
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الأول في ذكر منشأه وعمره ومدة عمره رضى الله عنه وأرضاه
أما مولده فكان كما اخبرني به غير واحد من الحفاظ انه ولد في حران في عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وست مئة وبقي بها إلى أن بلغ سبع سنين ثم انتقل به والده رحمه الله إلى دمشق المحروسة فنشأ بها أتم إنشاء وأزكاه وأنبته الله احسن النبات وأوفاه وكانت مخايل النجابة عليه في صغره لائحة ودلائل العناية فيه واضحة اخبرني من أثق به عن من حدثه أن الشيخ رضي الله عنه في حال صغره كان إذا أراد المضي إلى المكتب يعترضه يهودي كان منزله بطريقه بمسائل يسأله عنها لما كان يلوح عليه من الذكاء والفطنة وكان يجيبه عنها سريعا حتى تعجب منه ثم انه صار كلما اجتاز به يخبره بأشياء مما يدل على بطلان ما هو عليه فلم يلبث أن اسلم وحسن إسلامه وكان ذلك ببركة الشيخ على صغر سنه.
ولم يزل منذ أبان صغره مستغرق الأوقات في الجهد والاجتهاد وختم القران صغيرا ثم اشتغل بحفظ الحديث والفقه والعربية حتى برع في ذلك مع ملازمة مجالس الذكر وسماع الأحاديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/474)
والآثار ولقد سمع غير كتاب على غير شيخ من ذوي الروايات الصحيحة العالية أما دواوين الإسلام الكبار ك مسند احمد وصحيح البخاري ومسلم وجامع الترمذي وسنن أبي داود السجستاني والنسائي وابن ماجة والدارقطني فإنه رحمه الله ورضي عنهم وعنه فإنه سمع كل واحد منها عدة مرات وأول كتاب حفظه في الحديث الجمع بين الصحيحين للإمام الحميدي وقل كتاب من فنون العلم إلا وقف عليه وكان الله قد خصه بسرعة الحفظ وإبطاء النسيان لم يكن يقف على شيء أو يستمع لشيء غالبا إلا ويبقى على خاطره أما بلفظه أو معناه وكان العلم كأنه قد اختلط بلحمه ودمه وسائره فإنه لم يكن له مستعارا بل كان له شعارا ودثارا لم يزل آباؤه أهل الدراية التامة والنقد والقدم الراسخة في الفضل لكن جمع الله له ما خرق بمثله العادة ووفقه في جميع أمره لإعلام السعادة وجعل مآثره لإمامته من اكبر شهادة حتى اتفق كل ذي عقل سليم انه ممن عني نبينا بقوله أن الله يبعث على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها فلقد أحيا الله به ما كان قد درس من شرائع الدين وجعله حجة على أهل عصره أجمعين والحمد لله رب العالمين.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثاني في غزارة علومه ومؤلفاته ومصنفاته وسعة نقله في فتاويه ودروسه البديهية ومنصوصاته
أما غزارة علومه فمنها ذكر معرفته بعلوم القرآن المجيد واستنباطه لدقائقه ونقله لأقوال العلماء في تفسيره واستشهاده بدلائله وما أودعه الله تعالى فيه من عجائبه وفنون حكمه وغرائب نوادره وباهر فصاحته وظاهر ملاحته فإنه فيه من الغاية التي ينتهي إليها والنهاية التي يعول عليها.
ولقد كان إذا قريء في مجلسه آيات من القرآن العظيم يشرع في تفسيرها فينقضي المجلس بجملته والدرس برمته وهو في تفسير بعض آية منها وكان مجلسه في وقت مقدر بقدر ربع النهار يفعل ذلك بديهة من غير أن يكون له قارئ معين يقرأ له شيئا معينا يبيته ليستعد لتفسيره بل كان من حضر يقرأ ما تيسر ويأخذ هو في القول على تفسيره وكان غالبا لا يقطع إلا ويفهم السامعون أنه لولا مضي الزمن المعتاد لأورد أشياء أخر في معنى ما هو فيه من التفسير لكن يقطع نظرا في مصالح الحاضرين ولقد أملى في تفسير (قل هو الله أحد) مجلدا كبيرا، وقوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) نحو خمس وثلاثين كراسة ولقد بلغني انه شرع في جمع تفسير لو أتمه لبلغ خمسين مجلدا.
أما معرفته وبصره بسنة رسول الله وأقواله وأفعاله وقضاياه ووقائعه وغزواته وسراياه وبعوثه وما خصه الله تعالى من كراماته ومعجزاته ومعرفته بصحيح المنقول عنه وسقيمه وبقية المنقول عن الصحابة رضي الله عنهم في أقوالهم وأفعالهم وقضاياهم وفتاويهم وأحوالهم وأحوال مجاهداتهم في دين الله وما خصوا به من بين الأمة فإنه كان رضي الله عنه من أضبط الناس لذلك وأعرفهم فيه وأسرعهم استحضارا لما يريده منه فإنه قل أن ذكر حديثا في مصنف أو فتوى أو استشهد به أو استدل به إلا وعزاه في أي دواوين الإسلام هو ومن أي قسم من الصحيح أو الحسن أو غيرهما وذكر اسم رواية من الصحابة وقل أن يسأل عن اثر إلا وبين في الحال حاله وحال أمره وذاكره
ومن أعجب الأشياء في ذلك أنه في محنته الأولى بمصر لما أخذ وسجن وحيل بينه وبين كتبه صنف عدة كتب صغارا وكبارا وذكر فيها ما احتاج إلى ذكره من الأحاديث والآثار وأقوال العلماء وأسماء المحدثين والمؤلفين ومؤلفاتهم وعزا كل شئ من ذلك إلى ناقليه وقائليه بأسمائهم وذكر أسماء الكتب التي ذكر فيها وأي موضع هو منها كل ذلك بديهة من حفظه لأنه لم يكن عنده حينئذ كتاب يطالعه ونقبت واختبرت واعتبرت فلم يوجد فيها بحمد الله خلل ولا تغير ومن جملتها كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول وهذا من الفضل الذي خصه الله تعالى به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/475)
ومنها ما منحه الله تعالى من معرفة اختلاف العلماء ونصوصهم وكثرة أقوالهم واجتهادهم في المسائل وما روي عن كل منهم من راجح ومرجوح ومقبول ومردود في كل زمان ومكان وبصره الصحيح الثاقب الصائب للحق مما قالوه ونقلوه وعزوه ذلك إلى الأماكن التي بها أودعوه حتى كان إذا سئل عن شئ من ذلك كأن جميع المنقول عن الرسول وأصحابه والعلماء فيه من الأولين والآخرين متصور مسطور بإزائه يقول منه ما شاء الله ويذر ما يشاء وهذا قد اتفق عليه كل من رآه أو وقف على شئ من علمه ممن لا يغطي عقله الجهل والهوى
وأما مؤلفاته ومصنفاته فإنها اكثر من أن أقدر على إحصائها أو يحضرني جملة أسمائها بل هذا لا يقدر عليه غالبا أحد لأنها كثيرة جدا كبارا وصغارا وهي منشورة في البلدان فقل بلد نزلته إلا ورأيت فيه من تصانيفه.
فمنها ما يبلغ إثني عشر مجلدا ك تلخيص التلبيس على أساس التقديس وغيره
ومنها ما يبلغ سبع مجلدات ك الجمع بين العقل والنقل ومنها ما يبلغ خمس مجلدات ومنها منهاج الاستقامة والاعتدال ونحوه ومنها ما يبلغ ثلاث مجلدات ك الرد على النصارى وشبهه ومنها مجلدان ك نكاح المحلل وإبطال الحيل وشرح العقيدة الأصبهانية ومنها مجلد ودون ذلك وهذان القسمان من مؤلفاته فهي كثيرة جدا لا يمكنني استقصاؤها لكن اذكر بعضها إستئناسا.
كتاب تفسير سورة الإخلاص مجلد، كتاب الكلام على قوله عز وجل الرحمن على العرش استوى، كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول مجلد، كتاب الفرقان المبين بين الطلاق واليمين، كتاب الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، كتاب الكلم الطيب، كتاب إثبات الكمال، كتاب الرد على تأسيس التقديس، كتاب الجمع بين العقل والنقل، كتاب نقض أقوال المبتدعين، كتاب الرد على النصارى، كتاب منهاج الاستقامة، كتاب إبطال الحيل ونكاح المحلل، كتاب شرح العقيدة الأصبهانية، كتاب الفتاوي، كتاب الدر الملتقط، كتاب أحكام الطلاق، كتاب الرسالة، كتاب اعتقاد الفرقة الناجية، كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام، كتاب تقرير مسائل التوحيد، كتاب الاستغاثة والتوسل، كتاب المسائل الحموية، كتاب المسائل الجزرية، كتاب المسائل المفردة،
ولا يليق هذا المختصر بأكثر من هذا القدر من مؤلفاته وإلا فيمكن تعداد ما ينيف على المأتين لكن لم نر الإطالة بذكره
وأما فتاويه ونصوصه وأجوبته على المسائل فهي اكثر من أن اقدر على إحصائها لكن دون بمصر منها على أبواب الفقه سبعة عشر مجلدا وهذا ظاهر مشهور وجمع أصحابه اكثر من أربعين ألف مسألة وقل أن وقعت واقعة وسئل عنها إلا وأجاب فيها بديهة بما بهر واشتهر وصار ذلك الجواب كالمصنف الذي يحتاج فيه غيره إلى زمن طويل ومطالعة كتب وقد لا يقدر مع ذلك على إبراز مثله
أخبرني الشيخ الصالح تاج الدين محمد المعروف بابن الدوري انه حضر مجلس الشيخ رضى الله عنه وقد سأله يهودي عن مسألة في القدر قد نظمها شعرا في ثمانية أبيات فلما وقف عليها فكر لحظة يسيرة وانشأ يكتب جوابها وجعل يكتب ونحن نظن انه يكتب نثرا فلما فرغ تأمله من حضر من أصحابه وإذا هو نظم في بحر أبيات السؤال وقافيتها تقرب من مائة وأربعة وثمانين بيتا وقد ابرز فيها من العلوم ما لو شرح بشرح لجاء شرحه مجلدين كبيرين هذا من جملة بواهره وكم من جواب فتوى لم يسبق إلى مثله
وأما ذكر دروسه فقد كنت في حال إقامتي بدمشق لا أفوتها وكان لا يهييء شيئا من العلم ليلقيه ويورده بل يجلس بعد أن يصلي ركعتين فيحمد الله ويثني عليه ويصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم على صفة مستحسنة مستعذبة لم اسمعها من غيره ثم يشرع فيفتح الله عليه إيراد علوم وغوامض ولطائف ودقائق وفنون ونقول واستدلالات بآيات وأحاديث وأقوال العلماء ونصر بعضها وتبين صحته أو تزييف بعضها وإيضاح حجته واستشهاد بأشعار العرب وربما ذكر اسم ناظمها وهو مع ذلك يجري كما يجري السيل ويفيض كما يفيض البحر ويصير منذ يتكلم إلى أن يفرغ كالغائب عن الحاضرين مغمضا عينيه وذلك كله مع عدم فكر فيه أو روية من غير تعجرف ولا توقف ولا لحن بل فيض الهي حتى يبهر كل سامع وناظر فلا يزال كذلك إلى أن يصمت وكنت أراه حينئذ كأنه قد صار بحضرة من يشغله عن غيره ويقع عليه إذ ذاك من المهابة ما يرعد القلوب ويحير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/476)
الأبصار والعقول وكان لا يذكر رسول الله قط إلا ويصلي ويسلم عليه ولا والله ما رأيت أحدا اشد تعظيما لرسول الله ولا احرص على أتباعه ونصر ما جاء به منه حتى إذا كان ورد شيئا من حديثه في مسألة ويرى انه لم ينسخه شيء غيره من حديثه يعمل به ويقضي ويفتي بمقتضاه ولا يلتفت إلى قول غيره من المخلوقين كائنا من كان وقال رضي الله عنه كل قائل إنما يحتج لقوله لا به ألا الله ورسوله
وكان إذا فرغ من درسه يفتح عينيه ويقبل على الناس بوجه طلق بشيش وخلق دمث كأنه قد لقيهم حينئذ وربما اعتذر إلى بعضهم من التقصير في المقال مع ذلك الحال ولقد كان درسه الذي يورده حينئذ قدر عدة كراريس وهذا الذي ذكرته من أحوال درسه أمر مشهور يوافقني عليه كل حاضر بها وهم بحمد الله خلق كثير لم يحصر عددهم علماء ورؤساء وفضلاء من القراء والمحدثين والفقهاء والأدباء وغيرهم من عوام المسلمين.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثالث في ذكر معرفته بأنواع أجناس المذكور والمقول والمنقول والمتصور والمفهوم والمعقول
أما معرفته بصحيح المنقول وسقيمه فإنه في ذلك من الجبال التي لا ترتقي ذروتها ولا ينال سنامها قل أن ذكر له قول إلا وقد أحاط علمه بمبتكره وذاكره وناقله واثره أو راو إلا وقد عرف حاله من جرح وتعديل بإجمال وتفصيل
حكى من يوثق بنقله انه كان يوما بمجلس ومحدث يقرأ عليه بعض الكتب الحديثية وكان سريع القراءة فعارضه الشيخ في اسم رجل في سند الحديث قد ذكره القاريء بسرعة فذكر الشيخ أن اسمه فلان بخلاف ما قرأ فاعتبروه فوجدوه كما قال الشيخ فانظر إلى هذا الإدراك السريع والتنبيه الدقيق العجيب ولا يقدر على مثله إلا من اشتدت معرفته وقوي ضبطه.
وأما ما وهبه الله تعالى ومنحه به من استنباط المعاني من الألفاظ النبوية والأخبار المروية وإبراز الدلائل منها على المسائل وتبين مفهوم اللفظ ومنطوقه وإيضاح المخصص للعام والمقيد للمطلق.
والناسخ للمنسوخ وتبيين ضوابطها ولوازمها وملزوماتها وما يترتب عليها وما يحتاج فيه إليها، حتى كان إذا ذكر آية أو حديثا وبين معانيه وما أريد به اعجب العالم الفطن من حسن استنباطه ويدهشه ما سمعه أو وقف عليه منه
ولقد سئل يوما عن الحديث لعن الله المحلل والمحلل له فلم يزل يورد فيه وعليه حتى بلغ كلامه فيه مجلدا كبيرا.
وقل إن كان يذكر له حديث أو حكم فيشاء أن يتكلم عليه يومه اجمع إلا فعل أو يقرأ بحضرته آية من كتاب الله تعالى ويشرع في تفسيرها إلا وقطع المجلس كله فيها.
وأما ما خصه الله تعالى به من معارضة أهل البدع في بدعتهم أهل الأهواء في أهوائهم وما ألفه في ذلك من دحض أقوالهم وتزييف أمثالهم وإشكالهم وإظهار عوارهم وانتحالهم وتبديد شملهم وقطع أوصالهم وأجوبته عن شبههم الشيطانية ومعارضتهم النفسانية للشريعة الحنيفية المحمدية بما منحه الله تعالى به من البصائر الرحمانية والدلائل النقلية والتوضيحات العقلية حتى ينكشف قناع الحق وبان بما جمعه في ذلك ألفه الكذب من الصدق حتى لو أن أصحابها أحياء ووفقوا لغير الشقاء لأذعنوا له بالتصديق ودخلوا في الدين العتيق.
ولقد وجب على كل من وقف عليها وفهم ما لديها أن يحمد الله تعالى على حسن توفيقه هذا الإمام لنصر الحق بالبراهين الواضحة العظام.
حدثني غير واحد من العلماء الفضلاء النبلاء الممعنين بالخوض في أقاويل المتكلمين لإصابة الثواب وتمييز القشر من اللباب أن كلا منهم لم يزل حائرا في تجاذب أقوال الأصوليين ومعقولاتهم وانه لم يستقر في قلبه منها قول ولم يبن له من مضمونها حق بل رآها كلها موقعة في الحيرة والتضليل وجلها ممعن بتكلف الأدلة والتعليل وانه كان خائفا على نفسه من الوقوع بسببها في التشكيك والتعطيل حتى من الله تعالى عليه بمطالعته مؤلفات هذا الإمام احمد ابن تيمية شيخ الإسلام وما أورده من النقليات والعقليات في هذا النظام فما هو إلا أن وقف عليها وفهمها فرآها موافقة للعقل السليم وعلمها حتى انجلى ما كان قد غشيه من أقوال المتكلمين من الظلام وزال عنه ما خاف أن يقع فيه من الشك وظفر بالمرام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/477)
ومن أراد اختبار صحة ما قلته فليقف بعين الإنصاف العرية عن الحسد والانحراف إن شاء على مختصراته في هذا الشأن كشرح الأصبهانية ونحوها وان شاء على مطولاته ك تخليص التلبيس من تأسيس التقديس والموافقة بين العقل والنقل ومنهاج الاستقامة والاعتدال فإنه والله يظفر بالحق والبيان ويستمسك بأوضح برهان ويزن حينئذ في ذلك بأصح ميزان.
ولقد اكثر رضي الله عنه التصنيف في الأصول فضلا عن غيره من بقية العلوم فسألته عن سبب ذلك والتمست منه تأليف نص في الفقه يجمع اختياراته وترجيحاته ليكون عمدة في الإفتاء فقال لي ما معناه الفروع أمرها قريب ومن قلد المسلم فيها أحد العلماء المقلدين جاز له العمل بقوله ما لم يتيقن خطأه وأما الأصول فإني رأيت أهل البدع والضلالات والأهواء كالمتفلسفة والباطنية والملاحدة والقائلين بوحدة الوجود والدهرية والقدرية والنصيرية والجهمية والحلولية والمعطلة والمجسمة والمشبهة والراوندية والكلابية والسليمية وغيرهم من أهل البدع قد تجاذبوا فيها بأزمة الضلال وبان لي أن كثيرا منهم إنما قصد إبطال الشريعة المقدسة المحمدية الظاهرة العلية على كل دين وان جمهورهم أوقع الناس في التشكيك في أصول دينهم ولهذا قل أن سمعت أو رأيت معرضا عن الكتاب والسنة مقبلا على مقالاتهم إلا وقد تزندق أو صار على غير يقين في دينه واعتقاده.
فلما رأيت الأمر على ذلك بان لي انه يجب على كل من يقدر على دفع شبههم وأباطيلهم وقطع حجتهم وأضاليلهم أن يبذل جهده ليكشف رذائلهم ويزيف دلائلهم ذبا عن الملة الحنيفية والسنة الصحيحة الجلية.
ولا والله ما رأيت فيهم أحدا ممن صنف في هذا الشأن وادعى علوم المقام إلا وقد ساعد بمضمون كلامه في هدم قواعد دين الإسلام، وسبب ذلك إعراضه عن الحق الواضح المبين وعن ما جاءت به الرسل الكرام عن رب العالمين واتباعه طرق الفلسفة في الاصطلاحات التي سموها بزعمهم حكميات وعقليات وإنما هي جهالات وضلالات وكونه التزمها معرضا عن غيرها أصلا ورأسا فغلبت عليه حتى غطت على عقله السليم فتخبط حتى خبط فيها عشوا ولم يفرق بين الحق والباطل وإلا فالله اعظم لطفا بعباده أن لا يجعل لهم عقلا يقبل الحق ويثبته ويبطل الباطل وينفيه لكن عدم التوفيق وغلبة الهوى أوقع من أوقع في الضلال وقد جعل الله تعالى العقل السليم من الشوائب ميزانا يزن به العبد الواردات فيفرق به بين ما هو من قبيل الحق
وما هو من قبيل الباطل ولم يبعث الله الرسل إلا إلى ذوي العقل ولم يقع التكليف إلا مع وجوده فكيف يقال انه مخالف لبعض ما جاءت به الرسل الكرام عن الله تعالى هذا باطل قطعا يشهد له كل عقل سليم لكن ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور
قال الشيخ الإمام قدس الله روحه فهذا ونحوه هو الذي أوجب أنى صرفت جل همي إلى الأصول والزمني إن أوردت مقالاتهم وأجبت عنها بما انعم الله تعالى به من الأجوبة النقلية والعقلية.
قلت وقد أبان بحمد الله تعالى فيما ألف فيها لكل بصير الحق من الباطل وإعانة بتوفيقه حتى رد عليهم بدعهم وآراءهم وخدعهم وأهواءهم مع الدلائل النقلية بالطريقة العقلية حتى يجيب عن كل شبهة من شبههم بعدة أجوبة جلية واضحة يعقلها كل ذي عقل صحيح ويشهد لصحتها كل عاقل رجيح.
فالحمد لله الذي من علينا برؤيته وصحبته فلقد جعله الله حجة على أهل هذا العصر المعرض غالب أهله عن قليله وكثيره لاشتغالهم بفاني الدنيا عما يحصل به باقي الآخرة فلا حول ولا قوة إلا بالله.
لكن الله ذو القوة المتين ضمن حفظ هذا الدين إلى يوم الدين واظهره على كل دين فالحمد لله رب العالمين.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الرابع في ذكر تعبده
أما تعبده رضي الله عنه فإنه قل إن سمع بمثله لأنه كان قد قطع جل وقته وزمانه فيه حتى انه لم يجعل لنفسه شاغلة تشغله عن الله تعالى ما يراد له لا من أهل ولا من مال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/478)
وكان في ليله متفردا عن الناس كلهم خاليا بربه عز وجل ضارعا مواظبا على تلاوة القرآن العظيم مكررا لأنواع التعبدات الليلية والنهارية وكان إذا ذهب الليل وحضر مع الناس بدأ بصلاة الفجر يأتي بسنتها قبل إتيانه إليهم وكان إذا احرم بالصلاة تكاد تتخلع القلوب لهيبة إتيانه بتكبيرة الإحرام فإذا دخل في الصلاة ترتعد أعضاؤه حتى يميله يمنة ويسرة وكان إذا قرأ يمد قراءته مدا كما صح في قراءة رسول الله وكان ركوعه وسجوده وانتصابه عنهما من اكمل ما ورد في صلاة الفرض وكان يخفف جلوسه للتشهد الأول خفة شديدة ويجهر بالتسليمة الأولى حتى يسمع كل من حضر. فإذا فرغ من الصلاة أثنى على الله عز وجل هو ومن حضر بما ورد من قوله اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ثم يقبل على الجماعة ثم يأتي بالتهليلات الواردات حينئذ ثم يسبح الله ويحمده ويكبره ثلاثا وثلاثين ويختم المائة بالتهليل كما ورد وكذا الجماعة ثم يدعو الله تعالى له ولهم وللمسلمين أجناس ما ورد.
وكان غالب دعائه: "اللهم انصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين لك أواهين لك مخبتين إليك راغبين إليك راهبين لك مطاويع ربنا تقبل توباتنا واغسل حوباتنا وثبت حججنا واهد قلوبنا اسلل سخيمة صدورنا، يفتتحه ويختمه بالصلاة على النبي ثم يشرع في الذكر".
وكان قد عرفت عادته لا يكلمه أحد بغير ضرورة بعد صلاة الفجر فلا يزال في الذكر يسمع نفسه وربما يسمع ذكره من إلى جانبه مع كونه في خلال ذلك يكثر من تقليب بصره نحو السماء هكذا دأبه حتى ترتفع الشمس ويزول وقت النهي عن الصلاة.
وكنت مدة إقامتي بدمشق ملازمه جل النهار وكثيرا من الليل وكان يدنيني منه حتى يجلسني إلى جانبه وكنت اسمع ما يتلو وما يذكر حينئذ فرأيته يقرأ الفاتحة ويكررها ويقطع ذلك الوقت كله اعني من الفجر إلى ارتفاع الشمس في تكرير تلاوتها
ففكرت في ذلك لم قد لزم هذه السورة دون غيرها فبان لي والله اعلم ان قصده بذلك ان يجمع بتلاوتها حينئذ بين ما ورد في الأحاديث وما ذكره العلماء هل يستحب حينئذ تقديم الأذكار الواردة على تلاوة القرآن أو العكس فرأى رضي الله عنه ان في الفاتحة وتكرارها حينئذ جمعا بين القولين وتحصيلا للفضيلتين وهذا من قوة فطنته وثاقب بصيرته.
ثم انه كان يركع، فإذا أراد سماع حديث في مكان آخر سارع إليه من فوره مع من يصحبه.
فقل أن يراه أحد ممن له بصيرة إلا وانكب على يديه يقبلهما حتى انه كان إذا رأه أرباب المعايش يتخطون من حوانيتهم للسلام عليه والتبرك به وهو مع هذا يعطي كلا منهم نصيبا وافرا من السلام وغيره
وإذا رأى منكرا في طريقه أزاله أو سمع بجنازة سارع إلى الصلاة عليها أو تأسف على فواتها وربما ذهب إلى قبر صاحبها بعد فراغه من سماع الحديث فصلي عليه. ثم يعود إلى مسجده فلا يزال تارة في إفتاء الناس وتارة في قضاء حوائجهم حتى يصلي الظهر مع الجماعة ثم كذلك بقية يومه.
وكان مجلسه عاما للكبير والصغير والجليل والحقير والحر والعبد والذكر والأنثى قد وسع على كل من يرد عليه من الناس يرى كل منهم في نفسه ان لم يكرم أحدا بقدره
ثم يصلي المغرب ثم يتطوع بما يسره الله ثم اقرأ عليه من مؤلفاته أو غيري فيفيدنا بالطرائف ويمدنا باللطائف حتى يصلي العشاء ثم بعدها كما كنا وكان من الإقبال على العلوم إلى أن يذهب هوي من الليل طويل وهو في خلال ذلك كله في النهار والليل لا يزال يذكر الله تعالى ويوحده ويستغفره.
وكان رضي الله عنه كثيرا ما يرفع طرفه إلى السماء لا يكاد يفتر من ذلك كأنه يرى شيئا يثبته بنظره فكان هذا دابة مدة إقامتي بحضرته.
فسبحان الله ما اقصر ما كانت يا ليتها كانت طالت ولا والله ما مر على عمري إلى ألان زمان كان احب إلى من ذلك الحين ولا رأيتني في وقت احسن حالا مني حينئذ وما كان إلا ببركة الشيخ رضي الله عنه.
وكان في كل أسبوع يعود المرضى خصوصا الذين بالمارستان
واخبرني غير واحد ممن لا يشك في عدالته أن جميع زمن الشيخ ينقضي على ما رأيته فأي عبادة وجهاد افضل من ذلك فسبحان الموفق من يشاء لما يشاء.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الخامس في ذكر بعض ورعه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/479)
كان رضي الله عنه في الغاية التي ينتهي إليها في الورع لان الله تعالى أجراه مدة عمره كلها عليه فإنه ما خالط الناس في بيع ولا شراء ولا معاملة ولا تجارة ولا مشاركة ولا زراعة ولا عمارة ولا كان ناظرا مباشرا لمال وقف ولم يكن يقبل جراية ولا صلة لنفسه من سلطان ولا أمير ولا تاجر ولا كان مدخرا دينارا ولا درهما ولا متاعا ولا طعاما وإنما كانت بضاعته مدة حياته وميراثه بعد وفاته رضى الله عنه العلم اقتداء بسيد المرسلين وخاتم النبيين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين فإنه قال: "إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد اخذ بحظ وافر."
وكان ينبه العاقل بحسن الملاطفة ودقيق المخاطبة ليختار لنفسه طريقتهم ويسلك سبيلهم وإن كان دونها من الطريق من اتخاذ المباحان جائز لكن العاقل يدله عقله على طلب الأعلى.
فأنظر بعين الإنصاف إلى ما وفق له هذا الإمام وأجرى عليه ما أقعد عنه غيره وخذل عن طلبه لكن لكل شئ سبب وعلامة عدم التوفيق سلب الأسباب ومن أعظم الأسباب لترك فضول الدنيا التخلي عن غير الضروري منها.
فلما وفق الله هذا الإمام لرفض غير الضروري منها انصبت عليه العواطف الإلهية فحصل بها كل فضيلة جليلة بخلاف غيره من علماء الدنيا مختاريها وطالبيها والساعين لتحصيلها فانهم لما اختاروا ملاذها وزينتها ورئاستها انسدت عليهم غالبا طرق الرشاد فوقعوا في شركها يخبطون خبط عشواء ويحطبونها كحاطب ليل لا يبالون ما يأكلون ولا ما يلبسون ولا ما يتأولون ما يحصل لهم أغراضهم الدنيئة ومقاصدهم الخبيثة الخسيسة فهم متعاضدون على طلبها يتحاسدون بسببها أجسامهم مليئة وقلوبهم من غيرها فارغة وظواهرهم مزخرفة معمورة وقلوبهم خربة مأسورة، ولم يكفهم ما هم عليه حتى اصبحوا قالين رافضها معادين باغضها.
ولما رأوا هذا الإمام عالم الآخرة تاركا لما هم عليه من تحصيل الحطام من الشبه الحرام رافضا الفضل المباح فضلا عن الحرام تحققوا أن أحواله تفضح أحوالهم وتوضح خفي أفعالهم وأخذتهم الغيرة النفسانية على صفاتهم الشيطانية المباينة لصفاته الروحانية.
فحرصوا على الفتك به أين ما وجدوه ونسوا انهم ثعالب وهو أسد فحماه الله تعالى منهم بحراسته وصنع له غير مرة كما صنع لخاصته وحفظه مدة حياته وحماه ونشر له عند وفاته علما في الأقطار بما والاه.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل السادس في ذكر بعض زهده وتجرده وتقاعده عن الدنيا وتبعده
أما زهده في الدنيا ومتاعها فإن الله تعالى جعل ذلك له شعارا من صغره حدثني من أثق به عن شيخه الذي علمه القرآن المجيد قال: قال لي أبوه وهو صبي يعني الشيخ احب إليك أن توصيه وتعده بأنك إن لم تنقطع عن القراءة والتلقين ادفع إليك كل شهر أربعين درهما. قال: ودفع إلي أربعين درهما، وقال أعطه إياها فإنه صغير وربما يفرح بها فيزداد حرصه في الاشتغال بحفظ القرآن ودرسه وقل له لك في كل شهر مثلها. فامتنع من قبولها وقال: يا سيدي إني عاهدت الله تعالى أن لا آخذ على القرآن أجرا، ولم يأخذها. فرأيت إن هذا لا يقع من صبي إلا لما لله فيه من العناية.
قلت: وصدق شيخه فإن عناية الله هي التي أوصلته إلى ما وصل من كل خير من صغيره لا من كبر.
ولقد اتفق كل من رآه خصوصا من أطال ملازمته أنه ما رأى مثله في الزهد في الدنيا حتى لقد صار ذلك مشهورا بحيث قد استقر في قلب القريب والبعيد من كل من سمع بصفاته على وجهها بل لو سئل عامي من أهل بلد بعيد من الشيخ من كان أزهد أهل هذا العصر وأكملهم في رفض فضول الدنيا وأحرصهم على طلب الآخرة لقال ما سمعت بمثل ابن تيمية رحمة الله عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/480)
وما اشتهر له ذلك إلا لمبالغته فيه مع تصحيح النية وإلا فمن رأينا من العلماء قنع من الدنيا بمثل ما قنع هو منها أو رضي بمثل حالته التي كان عليها لم يسمع انه رغب في زوجة حسناء ولا سرية حوراء ولا دار قوراء ولا مماليك جوار ولا بساتين ولا عقار ولا شد على دينار ولا درهم ولا رغب في دواب ولا نعم ولا ثياب ناعمة فاخرة ولا حشم ولا زاحم في طلب الرئاسات ولا رئي ساعيا في تحصيل المباحان مع أن الملوك والأمراء والتجار والكبراء كانوا طوع أمره خاضعين لقوله وفعله وادين أن يتقربوا إلى قلبه مهما أمكنهم مظهرين لإجلاله أو أن يؤهل كلا منهم في بذل ماله.
فأين حاله هذه من أحوال بعض المنتسبين إلى العلم وليسوا من أهله ممن قد أغراه الشيطان بالوقيعة فيه بقوله وفعله أترى ما نظروا ببصائرهم إلى صفاتهم وصفاته وسماتهم وسماته وتحاسدهم في طلب الدنيا وفراغه عنها وتحاشدهم في الاستكثار منها ومبالغته في الهرب منها وخدمتهم الأمراء واختلافهم إلى أبوابهم وذل الأمراء بين يديه وعدم اكتراثه بكبرائهم وأترابهم ومداجاتهم وإظهار تعبداتهم وصدعه إياهم بالحق وقوة جأشه في محاورتهم بلى والله، ولكن قتلتهم ألحالقه، حالقة الدين لا حالقة الشعر، وغطى على أحلامهم حب الدنيا السارقة سارقة العقل لا سارقه البدن حتى أصبحوا قاطعين من يأتيهم في طلبها واصلين من وأصلهم في جلبها.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل السابع في إيثاره مع فقره وتواضعه
كان رضي الله عنه مع شدة تركه للدنيا ورفضه لها وفقره فيها وتقلله منها مؤثرا بما عساه يجده منها قليلا كان أو كثيرا جليلا أو حقيرا لا يحتقر القليل فيمنعه ذلك عن التصدق به ولا الكثير فيصرفه النظر إليه عن الإسعاف به فقد كان يتصدق حتى إذا لم يجد شيئا نزع بعض ثيابه المحتاج إليه فيصل به الفقير وكان يستفضل من قوته القليل الرغيف و الرغيفين فيؤثر بذلك على نفسه وربما خبأهما في كمه ويمضي ونحن معه لسماع الحديث فيراه بعضنا وقد دفعه إلي الفقير مستخفيا يحرص أن لا يراه أحد. وكان إذا ورد عليه فقير وآثر المقام عنده يؤثره عند الأكل بأكثر قوته الذي جعل برسمه.
حدثني الشيخ الصالح العارف زين الدين علي الو اسطي ما معناه انه أقام بحضرة الشيخ مدة طويلة قال فكان قوتنا في غالبها انه كان في بكرة النهار يأتيني ومعه قرص قدره نصف رطل خبزا بالعراقي فيكسره بيده لقما ونأكل منه أنا وهو جميعا ثم يرفع يده قبلي ولا يرفع باقي القرص من بين يدي حتى اشبع بحيث أني لا أحتاج إلي الطعام إلى الليل وكنت أرى ذلك من بركة الشيخ ثم يبقى إلي بعد العشاء الآخرة حتى يفرغ من جميع عوائده التي يفيد الناس بها في كل يوم من أصناف القرب فيؤتي بعشائنا فيأكل هو معي لقيمات ثم يؤثرني بالباقي وكنت أسأله ان يزيد على أكله فلا يفعل حتى إني كنت في نفسي أتوجع له من قلة أكله
وكان هذا دأبنا في غالب مدة إقامتي عنده وما رأيت نفسي أغني منها في تلك المدة ولا رأيتني أفقر هما مني فيها.
وحكى غير واحد ما اشتهر عنه من كثرة الإيثار وتفقد المحتاجين والغرباء ورقيقي الحال من الفقهاء والقراء واجتهاده في مصالحهم وصلاتهم ومساعدته لهم بل ولكل أحد من العامة والخاصة ممن يمكنه فعل الخير معه وإسداء المعروف إليه بقوله وفعله ووجهه وجاهه.
وأما تواضعه فما رأيت ولا سمعت بأحد من أهل عصره مثله في ذلك كان يتواضع للكبير والصغير والجليل والحقير والغنى الصالح والفقير وكان يدني الفقير الصالح ويكرمه ويؤنسه ويباسطه بحديثه المستحلى زيادة على مثله من الأغنياء حتى أنه ربما خدمه بنفسه وأعانه بحمل حاجته جبرا لقلبه وتقربا بذلك إلي ربه.
وكان لا يسأم ممن يستفتيه أو يسأله بل يقبل عليه ببشاشة وجه ولين عريكة ويقف معه حتى يكون هو الذي يفارقه كبيرا كان أو صغيرا رجلا أو امرأة حرا أو عبدا عالما أو عاميا حاضرا أو باديا ولا يجبهه ولا يحرجه ولا ينفره بكلام يوحشه بل يجيبه ويفهمه ويعرفه الخطأ من الصواب بلطف وانبساط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/481)
وكان يلزم التواضع في حضوره من الناس ومغيبه عنهم في قيامه وقعوده ومشيه ومجلسه ومجلس غيره. ولقد بالغ معي في حال إقامتي بحضرته في التواضع والإكرام حتى إنه لا يذكرني باسمي بل يلقبني بأحسن الألقاب ويظهر لي خصوصا بين أصحابي من الإكرام والتبجيل والإدناء منه بحيث لا يتركني اجلس إلا إلى جانبه قصيرا كان مجلسه أو طويلا خاصا أو عاما ولازمني في حال قراءتي صحيح البخاري وكان قصدي قراءته على رواية منفردا لاستصغاري نفسي عن القراءة هناك بمحضر من الناس ولقصدي تعجيل فراغي منه انتهازا للفرصة وخوفا من فوات ذلك الشيخ الراوي لكونه تفرد بروايته سماعا على أصحاب أبى الوقت السجزي.
فلما سمع الشيخ بذلك ألزمني قراءته بمجمع كثير من الناس رجالا ونساء وصبيانا وقال ما ينبغي إلا على صفة يكون نفعها متعديا إلى المسلمين فتجرد لي بحيث حصل لي مرادي وفوقه من تحصيل قراءتي له في عشرين مجلسا متوالية لم يتخللها سوى الجمعة ولازمني فيها وحضر القراءة كلها يضبطها بنسخة كانت بيده هي أصل ابن ناصر الحافظ يعارض بها نسخة القراءة وكانت اصل الشيخ المسمى.
وأظهر لي من حسن الأخلاق والمبالغة في التواضع بحيث أنه كان إذا خرجنا من منزله بقصد القراءة يحمل هو بنفسه النسخة ولا يدع أحدا منا يحملها عنه وكنت أعتذر إليه من ذلك خوفا من سوء الأدب فيقول لو حملته على رأسي لكان ينبغي، ألا احمل ما فيه كلام رسول الله؟
وكان يجلس تحت الكرسي ويدع صدر المجالس حتى إني لأستحي من مجلسه هناك وأعجب من شدة تواضعه ومبالغته في إكرامي بما لا استحق ورفعي عليه في المجلس ولولا قراءتي حديث رسول الله وعظم حرمتها لما كان ينبغي لي ذلك.
وكان هذا حاله في التواضع والتنازل والإكرام لكل من يرد عليه أو يصحبه أو يلقاه حتى أن كل من لقيه يحكي عنه من المبالغة في التواضع نحوا مما حكيته وأكثر من ذلك فسبحان من وفقه وأعطاه وأجراه على خلال الخير وحباه.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثامن في هيئته ولباسه
كان رضي الله عنه متوسطا في لباسه وهيئته لا يلبس فاخر الثياب بحيث يرمق ويمد النظر إليه ولا أطمارا ولا غليظة تشهر حال لا بسها ويميز من عامة الناس بصفة خاصة يراه الناس فيها من عالم وعابد بل كان لباسه وهيئته كغالب الناس ومتوسطهم ولم يكن يلزم نوعا واحدا من اللباس فلا يلبس غيره بل كان يلبس ما اتفق وحصل ويأكل ما حضر وكانت بذاذة الإيمان عليه ظاهرة لا يرى متصنعا في عمامة ولا لباس ولا مشية ولا قيام ولا جلوس ولا يتهيأ لأحد يلقاه ولا لمن يرد عليه من بلد.
ومن العجب أنى كنت قد رايته قبل لقيه بمدة فيما يرى النائم ونحن جلوس نأكل طعاما على صفة معينة فحال لقيتي له ودخولي عليه وجدته يأكل مثل ذلك الطعام على نحو من الصفة التي رأيت فأجلسني وأكلنا جميعا كما رأيت في المنام.
وأخبرني غير واحد أنه ما رآه ولا سمع أنه طلب طعاما قط ولا غداء ولا عشاء ولو بقي مهما بقي لشدة اشتغاله بما هو فيه من العلم والعمل بل كان يؤتي بالطعام وربما يترك عنده زمانا حتى يلتفت إليه وإذا أكل أكل شيئا يسيرا، قال وما رأيناه يذكر شيئا من ملاذ الدنيا ونعيمها ولا كان يخوض في شيء من حديثها ولا يسأل عن شيء من معيشتها بل جعل همته وحديثه في طلب الآخرة وما يقرب إلي الله تعالى.
وهكذا كان في لباسه لم يسمع أنه أمر أن يتخذ له ثوب بعينه بل كان أهله يأتون بلباسه وقت علمهم باحتياجه إلي بدل ثيابه التي عليه وربما بقيت عليه مدة حتى تتسخ ولا يأمر بغسلها حتى يكون أهله هم الذين يسألونه ذلك.
وأخبر أخوه الذي كان ينظر في مصالحه الدنيوية أن هذا حاله في طعامه وشرابه ولباسه وما يحتاج إليه مما لا بد منه من أمور الدنيا، وما رأيت أحدا كان أشد تعظيما للشيخ من أخيه هذا أعني القائم بأوده وكان يجلس بحضرته كأن على رأسه الطير وكان يهابه كما يهاب سلطانا، وكنا نعجب منه في ذلك ونقول: من العرف والعادة أن أهل الرجل لا يحتشمونه كالأجانب بل يكون انبساطهم معه فضلا عن الأجنبي ونحن نراك مع الشيخ كتلميذ مبالغ في احتشامه واحترامه، فيقول: إني أرى منه أشياء لا يراها غيري أوجبت علي أن أكون معه كما ترون. وكان يسأل عن ذلك فلا يذكر منه شيئا لما يعلم من عدم إيثار الشيخ لذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/482)
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل التاسع في ذكر بعض كراماته وفراسته
أخبرني غير واحد من الثقات ببعض ما شاهده من كراماته وأنا أذكر بعضها على سبيل الاختصار وأبدأ من ذلك ببعض ما شاهدته.
فمنها اثنين جرى بيني وبين بعض الفضلاء منازعة في عدة مسائل وطال كلامنا فيها وجعلنا نقطع الكلام في كل مسألة بأن نرجع إلى الشيخ وما يرجحه من القول فيها
ثم أن الشيخ رضي الله عنه حضر فلما هممنا بسؤاله عن ذلك سبقنا هو وشرع يذكر لنا مسألة مسألة كما كنا فيه وجعل يذكر غالب ما أوردناه في كل مسأله ويذكر أقوال العلماء ثم يرجح منها ما يرجحه الدليل حتى أتى على آخر ما أردنا أن نسأله عنه وبين لنا ما قصدنا أن نستعلمه منه فبقيت أنا وصاحبي ومن حضرنا أولا مبهوتين متعجبين مما كاشفنا به وأظهره الله عليه مما كان في خواطرنا.
وكنت في خلال الأيام التي صحبته فيها إذا بحث مسأله يحضر لي إيراد فما يستتم خاطري به حتى يشرع فيورده ويذكر الجواب من عدة وجوه.
وحدثني الشيخ الصالح المقريء أحمد بن الحريمي أنه سافر إلى دمشق قال فاتفق أنى لما قدمتها لم يكن معي شئ من النفقة البتة وأنا لا اعرف أحدا من أهلها فجعلت أمشي في زقاق منها كالحائر فإذا بشيخ قد أقبل نحوي مسرعا فسلم وهش في وجهي ووضع في يدي صرة فيها دراهم صالحة وقال لي انفق هذه الآن وخلي خاطرك مما أنت فيه فإن الله لا يضيعك ثم رد على أثره كأنه ما جاء إلا من أجلي فدعوت له وفرحت بذلك، وقلت لبعض من رأيته من الناس من هذا الشيخ؟ فقال وكأنك لا تعرفه هذا ابن تيمية لي مدة طويلة لم أره اجتاز بهذا الدرب.
وكان جل قصدي من سفري إلى دمشق لقاءه فتحققت أن الله أظهره علي وعلى حالي فما احتجت بعدها إلى أحد مدة إقامتي بدمشق بل فتح الله علي من حيث لا احتسب واستدللت فيما بعد عليه وقصدت زيارته والسلام عليه فكان يكرمني ويسألني عن حالي فاحمد الله تعالى إليه.
وحدثني الشيخ العالم المقريء تقي الدين عبد الله ابن الشيخ الصالح المقريء احمد بن سعيد قال سافرت إلى مصر حين كان الشيخ مقيما بها فاتفق أني قدمتها ليلا وأنا مثقل مريض فأنزلت في بعض الأمكنة فلم ألبث أن سمعت من ينادي باسمي وكنيتي فأجبته وأنا ضعيف فدخل إلي جماعة من أصحاب الشيخ ممن كنت قد اجتمعت ببعضهم في دمشق فقلت كيف عرفتم بقدومي وأنا قدمت هذه الساعة فذكروا أن الشيخ أخبرنا بأنك قدمت وأنت مريض وأمرنا أن نسرع بنقلك وما رأينا أحدا جاء ولا أخبرنا بشيء، فعلمت أن ذلك من كرامات الشيخ رضي الله عنه.
وحدثني أيضا قال مرضت بدمشق إذ كنت فيها مرضة شديدة منعتني حتى من الجلوس فلم اشعر إلا والشيخ عند رأسي وأنا مثقل مشتد بالحمى والمرض فدعا لي وقال جاءت العافية، فما هو إلا أن فارقني وجاءت العافية وشفيت من وقتي
وحدثني قال كنت قد استكتبت شعرا لبعض من انحرف عن الحق في الشيخ قد تنقصه فيه وكان سبب قول ذلك الشعر أنه نسب إلي قائلة شعر وكلام يدل على الرفض فأخذ الرجل وأثبت ذلك عليه في وجهه عند حاكم من حكام الشرع المطهر فأمر به فشهر حاله بين الناس فتوهم أن الذي كان سبب ذلك الشيخ فحمله ذلك على أن قال فيه ذلك الشعر وبقي عندي وكنت ربما أورد بعضه في بعض الأحيان فوقعت في عدة أشياء من المكروه والخوف متواترة ولولا لطف الله تعالى بي فيها لأتت على نفسي فنظرت من أين دهيت فلم أر لذلك سببا إلا إيرادي لبعض ذلك الشعر فعاهدت الله أن لا اتفوه بشيء منه فزال عني أكثر ما كنت فيه من المكاره وبقي بعضه وكان ذلك الشعر عندي فأخذته وحرقته وغسلته حتى لم يبق له أثر واستغفرت الله تعالى من ذلك فأذهب الله عني جميع ما كنت فيه من المكروه والخوف وأبدلني الله به عكسه ولم أزل بعد ذلك في خير وعافية، ورأيت ذلك حالا من أحوال الشيخ ومن كرامته على الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/483)
وحدثني أيضا قال أخبرني الشيخ ابن عماد الدين المقرئ المطرز قال قدمت على الشيخ ومعي حينئذ نفقة فسلمت عليه فرد علي ورحب بي وأدناني ولم يسألني هل معك نفقة أم لا، فلما كان بعد أيام ونفدت نفقتي أردت أن اخرج من مجلسه بعد أن صليت مع الناس وراءه فمنعني وأجلسني دونهم فلما خلا المجلس دفع إلي جملة دراهم وقال أنت الآن بغير نفقة فارتفق بهذه فعجبت من ذلك وعلمت أن الله كشفه على حالي أولا لما كان معي نفقة وآخرا لما نفدت واحتجت إلى نفقة.
وحدثني من لا أتهمه أن الشيخ رضي الله عنه حين نزل المغل بالشام لأخذ دمشق وغيرها رجف أهلها وخافوا خوفا شديدا، وجاء إليه جماعة منهم وسألوه الدعاء للمسلمين فتوجه إلى الله ثم قال أبشروا فإن الله يأتيكم بالنصر في اليوم الفلاني بعد ثالثة حتى ترون الرؤوس معبأة بعضها فوق بعض.
قال الذي حدثني فوالذي نفسي بيده أو كما حلف ما مضى إلا ثلاث مثل قوله حتى رأينا رؤوسهم كما قال الشيخ على ظاهر دمشق معبأة بعضها فوق بعض.
وحدثني الشيخ الصالح الورع عثمان بن احمد بن عيسى النساج أن الشيخ رضي الله عنه كان يعود المرضى بالبيمارستان بدمشق في كل أسبوع فجاء على عادته فعادهم فوصل إلى شاب منهم فدعا له فشفي سريعا وجاء إلى الشيخ يقصد السلام عليه فلما رآه هش له وأدناه ثم دفع إليه نفقة وقال قد شفاك الله فعاهد الله أن تعجل الرجوع إلى بلدك أيجوز أن تترك زوجتك وبناتك أربعا ضيعة وتقيم هاهنا؟ فقبل يده وقال يا سيدي أنا تائب إلى الله على يدك وقال الفتى وعجبت مما كاشفني به وكنت قد تركتهم بلا نفقة ولم يكن قد عرف بحالي أحد من أهل دمشق.
وحدثني من أثق به أن الشيخ رضي الله عنه أخبر عن بعض القضاة انه قد مضى متوجها إلى مصر المحروسة ليقلد القضاء وأنه سمعه يقول حال ما اصل إلى البلد قاضيا احكم بقتل فلان رجل معين من فضلاء أهل العلم والدين قد أجمع الناس على علمه وزهده وورعه ولكن حصل في قلب القاضي منه من الشحناء والعداوة ما صوب له الحكم بقتله فعظم ذلك على من سمعه خوفا من وقوع ما عزم عليه من القتل لمثل هذا الرجل الصالح وحذرا على القاضي أن يوقعه الهوى والشيطان في ذلك فيلقى الله متلبسا بدم حرام وفتك بمسلم معصوم الدم بيقين وكرهوا وقوع مثل ذلك لما فيه من عظيم المفاسد فأبلغ الشيخ رضي الله عنه هذا الخبر بصفته، فقال إن الله لا يمكنه مما قصد ولا يصل إلى مصر حيا فبقى بين القاضي وبين مصر قدر يسير وأدركه الموت فمات قبل وصولها كما أجرى الله تعالى على لسان الشيخ رضي الله عنه.
قلت وكرامات الشيخ رضي الله عنه كثيرة جدا لا يليق بهذا المختصر اكثر من ذكر هذا القدر منها ومن اظهر كراماته أنه ما سمع بأحد عاداه أو غض منه إلا وابتلي بعدة بلايا غالبها في دينه وهذا ظاهر مشهور لا يحتاج فيه إلى شرح صفته.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل العاشر في ذكر كرمه رضي الله عنه
كان رضي الله عنه مجبولا على الكرم لا يتطبعه ولا يتصنعه بل هو له سجيةوقد ذكرت فيما تقدم أنه ما شد على دينار ولا درهم قط بل كان مهما قدر على شيء من ذلك يجود به كله وكان لا يرد من يسأله شيئا يقدر عليه من دراهم ولا دنانير ولا ثياب ولا كتب ولا غير ذلك
بل ربما كان يسأله بعض الفقراء شيئا من النفقة فإن كان حينئذ متعذرا لا يدعه يذهب بلا شئ بل كان يعمد إلى شئ من لباسه فيدفعه إليه وكان ذلك المشهور عند الناس من حاله
حدثني الشيخ العالم الفاضل المقرئ أبو محمد عبد الله ابن الشيخ الصالح المقرئ احمد بن سعيد قال كنت يوما جالسا بحضرة شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه فجاء إنسان فسلم عليه فرآه الشيخ محتاجا إلى ما يعتم به فنزع الشيخ عمامته من غير أن يسأله الرجل ذلك فقطعها نصفين واعتم بنصفها ودفع النصف الآخر إلى ذلك الرجلولم يحتشم للحاضرين عنده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/484)
قلت وربما توهم بعض من يحتاج إلى التفهيم ان هذا الفعل من الشيخ فيه إضاعة المال أو نوع من التبذل الذي يشين المروءة وليس الأمر كذلك فإنه لم يكن عنده حينئذ معلوم غير ثيابه ورأى أن قطع غير العمامة من بقية لباسه مما يفسده ولا يحصل به المقصود ولم يكن عليه ولا عنده حينئذ ثوب صحيح لا يحتاج إليه حتى يدفعه إليه فسارع إلى قطع ما يستغنى ببعضه عن كله فيما وضع له وهو العمامة فنفع أخاه المسلم وسد حاجته حينئذ ببعضها واستغنى هو بباقيها وهذا هو أكمل التصرف الصالح والرشد التام
والجود المذكور المشهور والإيثار بالميسور وأما التبذل الذي فيه نوع إسقاط المروءة فليس من هذا القبيل في شيء بل هذا من المبالغة في التواضع وعدم رؤية النفس في محل الاحتشام ورفض إرادة المرء تعظيم نفسه بحضرة الحاضرين وهذه خصال محمودة مطلوبة شرعا وعقلا
وقد روي مثل ذلك عن سيد الأنام وأكمل الخلق مروءة وعقلا وعلما محمد المصطفى انه لبس يوما شملة سوداء لها حواش بيض وخرج إلى المسجد وجماعة من المسلمين حضور فرآه إنسان فقال يا رسول الله أعطني هذه الشملة وكان لا يمنع سائلا يسأله فنزعها رسول الله عن جسدة المكرم ودفعها إلى ذلك
الرجل وطفق الناس يلومون ذلك الرجل على ما فعل وكونه سأل النبي وكان محتاجا إلى ما لبسه وقد علم انه لا يمنع شيئا يسأله فقال الرجل معتذرا إليهم إني لم أطلبها لألبسها لكن لأجعلها لي كفنا عند موتي.
قال الراوي فامسكها عنده حتى كانت كفنه.
وهذا حديث مشهور قد رواه غير واحد من الحفاظ النقلة الثقات وهو من أوضح الدلائل على ما قلناه بل أبلغ في الجود والتواضع وكسر النفس وكرم الأخلاق.
وحدثني من أثق به أن الشيخ رضي الله عنه كان مارا يوما في بعض الأزقة فدعا له بعض الفقراء وعرف الشيخ حاجته ولم يكن مع الشيخ ما يعطيه فنزع ثوبا على جلده ودفعه إليه وقال بعه بما تيسر وأنفقه واعتذر إليه من كونه لم يحضر عنده شئ من النفقة.
وهذا أيضا من المبالغة في عدم اكتراثه في غير ما يقرب إلى الله تعالى وجوده بالميسور كائنا ما كان وهذا من أبلغ إخلاص العمل لله عز وجل فسبحان الموفق من شاء لما شاء.
وحدثني من أثق به أن الشيخ رضي الله عنه كان لا يرد أحدا يسأله شيئا كتبه بل يأمره أن يأخذ هو بنفسه ما يشاء منها.
وأخبرني أنه جاءه يوما إنسان يسأله كتابا ينتفع به فأمره أن يأخذ كتابا يختاره فرأى ذلك الرجل بين كتب الشيخ مصحفا قد اشترى بدراهم كثيرة فأخذه ومضى
فلام بعض الجماعة الشيخ في ذلك فقال أيحسن بي أن امنعه بعد ما سأله دعه فلينتفع به.
وكان الشيخ رضي الله عنه ينكر إنكارا شديدا على من يسأل شيئا من كتب العلم التي يملكها ويمنعها من السائل ويقول ما ينبغي أن يمنع العلم ممن يطلبه.
ومن كرمه انه كان لا ينظر مع ذلك إلى جهة الملك والتمول وهذا القدر من كرمه يغنى المقتدي به.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الحادي عشر في ذكر قوة قلبه وشجاعته
كان رضي الله عنه من أشجع الناس وأقواهم قلبا ما رأيت أحدا أثبت جأشا منه ولا أعظم عناء في جهاد العدو منه كان يجاهد في سبيل الله بقلبه ولسانه ويده ولا يخاف في الله لومة لائم
وأخبر غير واحد أن الشيخ رضي الله عنه كان إذا حضر مع عسكر المسلمين في جهاد يكون بينهم واقيتهم وقطب ثباتهم إن رأى من بعضهم هلعا أو رقة أو جبانة شجعه وثبته وبشره ووعده بالنصر والظفر والغنيمة وبين له فضل الجهاد والمجاهدين وإنزال الله عليهم السكينة
وكان إذا ركب الخيل يتحنك ويجول في العدو كأعظم الشجعان ويقوم كأثبت الفرسان ويكبر تكبيرا انكى في العدو من كثير من الفتك بهم ويخوض فيهم خوض رجل لا يخاف الموت.
وحدثوا أنهم رأوا منه في فتح عكة أمورا من الشجاعة يعجز الواصف عن وصفها، قالوا ولقد كان السبب في تملك المسلمين إياها بفعله ومشورته وحسن نظره.
ولما ظهر السلطان غازان على دمشق المحروسة جاءه ملك الكرج وبذل له أموالا كثيرة جزيلة على ان يمكنه من الفتك بالمسلمين من أهل دمشق ووصل الخبر إلى الشيخ فقام من فوره وشجع المسلمين ورغبهم في الشهادة ووعدهم على قيامهم بالنصر والظفر والأمن وزوال الخوف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/485)
فانتدب منهم رجال من وجوههم وكبرائهم وذوي الأحلام منهم فخرجوا معه إلى حضرة السلطان غازان فلما رآهم السلطان قال من هؤلاء فقيل هم رؤساء دمشق فأذن لهم فحضروا بين يديه. فتقدم الشيخ رضي الله عنه أولا فلما أن رآه أوقع الله له في قلبه هيبة عظيمة حتى أدناه وأجلسه، وأخذ الشيخ في الكلام معه أولا في عكس رأيه عن تسليط المخزول ملك الكرج على المسلمين وضمن له أموالا واخبره بحرمه دماء المسلمين وذكره ووعظه فأجابه إلى ذلك طائعا وحقنت بسببه دماء المسلمين وحميت ذراريهم وصين حريمهم.
وحدثني من أثق به عن الشيخ وجيه الدين ابن المنجا قدس الله روحه قال كنت حاضرا مع الشيخ حينئذ فجعل يعني الشيخ يحدث السلطان بقول الله ورسوله في العدل وغيره ويرفع صوته على السلطان في أثناء حديثه حتى جثا على ركبتيه وجعل يقرب منه في أثناء حديثه حتى لقد قرب أن تلاصق ركبته ركبة السلطان والسلطان مع ذلك مقبل عليه بكليته مصغ لما يقول شاخص إليه لا يعرض عنه وأن السلطان من شدة ما أوقع الله ما في قلبه من المحبة والهيبة سأل من يخصه من أهل حضرته من هذا الشيخ وقال ما معناه إني لم أر مثله ولا أثبت قلبا منه ولا أوقع من حديثه في قلبي ولا رأيتني أعظم انقيادا مني لأحد منه فأخبر بحاله وما هو عليه من العلم والعمل، فقال الشيخ للترجمان قل لغازان انت تزعم انك مسلم ومعك قاضي وإمام وشيخ ومؤذنون على ما بلغنا فغزوتنا وأبوك وجدك كانا كافرين وما عملا الذي عملت عاهدا فوفيا وأنت عاهدت فغدرت وقلت فما وفيت وجرت.
وسأله إن أحببت أن اعمر لك بلد آبائك حران وتنتقل اليه ويكون برسمك فقال لا والله لا أرغب عن مهاجر إبراهيم استبدل به غيره.
فخرج من بين يديه مكرما معززا قد صنع له الله بما طوى عليه نيته الصالحة من بذله نفسه في طلب حقن دماء المسلمين فبلغه ما أراده، وكان ذلك ايضا سببا لتخليص غالب أسارى المسلمين من أيديهم وردهم على أهلهم وحفظ حريمهم
وهذا من أعظم الشجاعة والثبات وقوة الجأش.
وكان يقول لن يخاف الرجل غير الله إلا لمرض في قلبه فان رجلا شكى إلى أحمد بن حنبل خوفه من بعض الولاة فقال لو صححت لم تخف أحدا، أي خوفك من أجل زوال الصحة من قلبك.
وأخبرني من لا أتهمه أن الشيخ رضي الله عنه حين وشي به إلى السلطان المعظم الملك الناصر محمد أحضره بين يديه قال فكان من جملة كلامه:
إنني أخبرت انك قد أطاعك الناس وأن في نفسك اخذ الملك، فلم يكترث به بل قال له بنفس مطمئنة وقلب ثابت وصوت عال سمعه كثير ممن حضر أنا أفعل ذلك والله إن ملكك وملك المغل لا يساوي عندي فلسين. فتبسم السلطان لذلك وأجابة في مقابلته بما اوقع الله له في قلبه من الهيبة العظيمة إنك والله لصادق وإن الذي وشيء بك إلي كاذب واستقر له في قلبه من المحبة الدينية ما لولاه لكان قد فتك به منذ دهر طويل من كثرة ما يلقى إليه في حقه من الأقاويل الزور والبهتان ممن ظاهر حاله للطغام العدالة وباطنه مشحون بالفسق والجهالة.
ولم يزل المبتدعون أهل الأهواء وآكلو الدنيا بالدين متعاضدين متناصرين في عدوانه باذلين وسعهم بالسعي في الفتك به متخرصين عليه بالكذب الصراح مختلقين عليه وناسبين إليه ما لم يقله ولم ينقله ولم يوجد له به خط ولا وجد له في تصنيف ولا فتوى ولا سمع منه في مجلس
أتراهم ما علموا أن الله سائلهم عن ذلك ومحاسبهم عليه أو ما سمعوا قول الله تعالى (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
بلى والله ولكن غلب عليهم ما هم فيه من إيثار الدنيا على الآخرة والعمل للعاجلة دون الآجلة فلهذا حسدوه وابغضوه لكونه مباينهم ومخالفهم لبغضه ورفضه ما احبوا وطلبوا ومحبته ما باينوا ورفضوا، ولما علم الله نياته ونياتهم أبى أن يظفرهم فيه بما راموا حتى أنه لم يحضر معه منهم أحد في عقد مجلس إلا وصنع الله له ونصره عليهم بما يظهره على لسانه من دحض حججهم الواهية وكشف مكيدتهم الداهية للخاصة والعامة.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/486)
الفصل الثاني عشر من ذكر قوته في مرضاة الله وصبره على الشدائد واحتماله إياها وثبوته على الحق إلى أن توفاه الله تعالى على ذلك صابرا محتسبا راضيا شاكرا
كان رضي الله عنه من أعظم أهل عصره قوة ومقاما وثبوتا على الحق وتقريرا لتحقيق توحيد الحق لا يصده عن ذلك لوم لائم ولا قول قائل ولا يرجع عنه لحجة محتج بل كان إذا وضح له الحق يعض عليه بالنواجذ ولا يلتفت إلى مباين معاند فاتفق غالب الناس على معاداته وجعل من عاداه قد تستروا باسم العلماء والزمرة الفاخرة وهم أبلغ الناس في الإقبال على الدنيا والإعراض عن الآخرة.
وسبب عدواتهم له أن مقصودهم الأكبر طلب الجاه والرئاسة وإقبال الخلق ورأوه قد رقاه الله إلى ذروة السنام من ذلك بما أوقع له في قلوب الخاصة والعامة من المواهب التي منحه بها وهم عنها بمعزل فنصبوا عداوته وامتلأت قلوبهم بمحاسدته وأرادوا ستر ذلك عن الناس حتى لا يفطن بهم فعمدوا إلى اختلاق الباطل والبهتان عليه والوقوع فيه خصوصا عند الأمراء والحكام وإظهارهم الإنكار عليه ما يفتي به من الحلال والحرام فشققوا قلوب الطغام بما إجترحوه من زور الكلام ونسوا ان لكل قول مقاما أي مقام بين يدي أحكم الحكام يسأله هل قلته بحق أو بذام فيجازي المحق دار السلام والمبطل دار الانتقام. فبعضهم صبا إلى أقوالهم تقليدا وصار في حق هذا الإمام جبارا عنيدا أحس بذلك من العامة قوم قد أصبحوا للحكام عبيدا وتصوروا أن أخذهم بزمام حصول المال يكون شديدا فأصبحوا وهم لهم مصدقين وفي طاعتهم مستبقين.
فاجتمع من هذا التركيب العتديد بحيث عاداه اكثر السادات والعبيد كل بحسب غرضه الفاسد.
وهو مع ذلك كلما رأى تحاشدهم في مباينته وتعاضدهم في مناقضته لا يزداد إلا للحق انتصارا ولكثرة حججه وبراهينه إلا إظهارا.
ولقد سجن أزمانا وأعصارا وسنين وشهورا ولم يولهم دبره فرارا ولقد قصد أعداؤه الفتك به مرارا وأوسعوا حيلهم عليه إعلانا وإسرارا فجعل الله حفظه منهم له شعارا ودثارا ولقد ظنوا أن في حبسه مشينة فجعله الله له فضيلة وزينة وظهر له يوم موته ما لو رآه واده أقر به عينيه فإن الله تعالى لعلمه بقرب اجله ألبسه الفراغ عن الخلق للقدوم على الحق اجمل حلله كونه حبس على غير جريرة ولا جريمة بل على قوة في الحق وعزيمة.
هذا مع ما نشر الله له من علومه في الآفاق وبهر بفنونه البصائر والأحداق وملأ بمحاسن مؤلفاته الصحف والأوراق كبتا ورغما للأعداء أهل البدع المضلة والأهواء وصنعا عظيمة من رب السماء لعوائده لخاصة الأولياء أهل المحبة والولاء.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثالث عشر في أن الله جعله حجة في عصره ومعيارا للحق والباطل ومريد الاجل وغير مؤثر العاجل
وهذا امر قد اشتهر وظهر فإنه رضي الله عنه ليس له مصنف ولا نص في مسألة ولا فتوى إلا وقد اختار فيه ما رجحه الدليل النقلي والعقلي على غيره وتحرى قول الحق المحض فبرهن عليه بالبراهين القاطعة الواضحة الظاهرة بحيث إذا سمع ذلك ذو الفطرة السليمة يثلج قلبه بها ويجزم بأنها الحق المبين وتراه في جميع مؤلفاته إذا صح الحديث عنده يأخذ به ويعمل بمقتضاه ويقدمه على قول كل قائل من عالم ومجتهد
وإذا نظر المنصف اليه بعين العدل يراه واقفا مع الكتاب والسنة لا يميله عنهما قول أحد كائنا من كان ولا يراقب في الاخذ بعلومهما أحدا ولا يخاف في ذلك اميرا ولا سلطانا ولا سوطا ولا سيفا ولا يرجع عنهما لقول أحد وهو متمسك بالعروة الوثقى واليد الطولى وعامل بقوله تعالى فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير وأحسن
تأويلا وبقوله تعالى وما اختلفتم فيه من شئ فحكمة إلى الله.
وما سمعنا انه اشتهر عن أحد منذ دهر طويل ما أشتهر عنه من كثرة متابعته للكتاب والسنة والإمعان في تتبع معانيهما والعمل بمقتضاهما ولهذا لا يرى في مسألة اقوالا للعلماء إلا وقد أفتى بأبلغها موافقة للكتاب والسنة وتحرى الأخذ بأقومها من جهة المنقول والمعقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/487)
ولما من الله عليه بذلك جعله حجة في عصره لأهله حتى إن أهل البلد البعيد عنه كانوا يرسلون إليه بالاستفتاء عن وقائعهم ويعولون عليه في كشف ما التبس عليهم حكمه فيشفى غلتهم بأجوبته المسددة ويبرهن على الحق من أقوال العلماء المقيدة حتى إذا وقف عليها كل محق ذو بصيرة وتقوى ممن قد وفق لترك الهوى أذعن بقبولها وبان له حق مدلولها وإن سمع عن أحد من أهل وقته مخالفته في حقه المشهور يكون ممن قد ظهر عليه للخاصة وللعامة فعل الشرور والاشتغال بترهات الغرور ومن أراد تحقيق ما ذكرته فليمعن النظر ببصيرته فإنه حينئذ لا يرى عالما من أي أهل بلد شاء موافقا لهذا الإمام معترفا بما منحه الله تعالى من صنوف الالهام مثنيا عليه في كل محفل ومقام إلا وراءه من
اتبع علماء بلده للكتاب والسنة وأشغلهم بطلب الآخرة وأرغبهم فيها وابلغهم في الإعراض عنها وأهملهم لها ولا يرى عالما مخالفا له منحرفا عنه ملتبسا بالشحناء له إلا وهو من أكبرهم نهمة في جمع الدنيا وأوسعهم حيلا في تحصيلها وأكثرهم رياء وأطلبهم سمعة وأشهرهم عند ذي اللب أحوالا ردية وأشدهم على ذوي الحكم والظلم دهاء ومكرا وابسطهم في الكذب لسانا
وإن نظر إلى محبيه ومبغضيه من العوام رآهم كما وصفت من اختلاف القبيلين الاولين ولقد أمعنت فكري ونظري فيما ذكرته فرأيته كما وصفته لا والله ما أتحرج في أحد منهما ومن ارتاب في ذلك فليعتبر هو بنفسه فإنه يراه كذلك إن أزاح عنه غطاء الهوى وما كان ذلك كذلك إلا لما علم الله سبحانه من حسن طوية هذا الإمام وإخلاص قصده وبذل وسعه في طلب مرضاة ربه ومتابعة سنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الرابع عشر في ذكر وفاته وكثرة من صلى عليه وشيعه
أخبرني غير واحد ممن كان حاضرا بدمشق حين وفاته رضي الله عنه
قالوا إن الشيخ قدس الله روحه مرض أياما يسيرة وكان إذ ذاك الكاتب شمس الدين الوزير بدمشق المحروسة فلما علم بمرضه استأذن في الدخول عليه لعيادته فأذن الشيخ له في ذلك فلما جلس عنده اخذ يعتذر له عن نفسه ويلتمس منه أن يحله مما عساه أن يكون قد وقع منه في حقه من تقصيرأو غيره، فأجابه الشيخ رضي الله عنه بأني قد أحللتك وجميع من عاداني وهو لا يعلم أني على الحق. وقال ما معناه إني قد أحللت السلطان الملك الناصر من حبسه إياي لكونه فعل ذلك مقلدا غيره معذورا ولم يفعله لحظ نفسه بل لما بلغه مما ظنه حقا من مبلغة والله يعلم انه بخلافه. وقد أحللت كل واحد مما كان بيني وبينه إلا من كان عدوا لله ورسوله.
قالوا ثم إن الشيخ رضي الله عنه بقي إلى ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة الحرام وتوفي إلى رحمة الله تعالى ورضوانه في بكرة ذلك اليوم وذلك من سنة ثمان وعشرين وسبع مئة وهو على حاله مجاهدا في ذات الله تعالى صابرا محتسبا لم يجبن ولم يهلع ولم يضعف ولم يتتعتع بل كان رضي الله عنه إلى حين وفاته مشتغلا بالله عن جميع ما سواه.
قالوا فما هو إلا أن سمع الناس بموته فلم يبق في دمشق من يستطيع المجئ للصلاة عليه وأرادة إلا حضر لذلك وتفرغ له حتى غلقت الأسواق بدمشق وعطلت معايشها حينئذ وحصل للناس بمصابه أمر شغلهم عن غالب أمورهم وأسبابهم وخرج الأمراء والرؤساء والعلماء والفقهاء والأتراك والأجناد والرجال والنساء والصبيان من الخواص والعوام.
قالوا ولم يتخلف أحد من غالب الناس فيما اعلم إلا ثلاثة انفس كانوا قد اشتهروا بمعاندته فاختفوا من الناس خوفا على أنفسهم بحيث غلب على ظنهم انهم متى خرجوا رجمهم الناس فاهلكوهم.
فغسل رضي الله عنه وكفن.
قالوا وازدحم من حضر غسله من الخاصة والعامة على الماء المنفصل عن غسله حتى حصل لكل واحد منهم شيء قليل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/488)
ثم أخرجت جنازته فما هو إلا أن رآها الناس فأكبوا عليها من كل جانب كلا منهم يقصد التبرك بها حتى خشي على النعش أن يحطم قبل وصوله إلى إلى القبر فأحدق بها الأمراء والأجناد واجتمع الأتراك فمنعوا الناس من الزحام عليها خشية من سقوطها وعليهم من اختناق بعضهم وجعلوا يردونهم عن الجنازة بكل ما يمكنهم وهم لا يزدادون إلا إزدحاما وكثرة حتى أدخلت جامع بني أمية المحروس ظنا منهم أنه يسع الناس فبقي كثير من الناس خارج الجامع وصلي عليه رضي الله عنه في الجامع ثم حمل على أيدي الكبراء والأشراف ومن حصل له ذلك من جميع الناس إلى ظاهر دمشق ووضع بأرض فسحة متسعة الأطراف وصلى عليه الناس.
قال أحدهم وكنت أنا قد صليت عليه في الجامع وكان لي مستشرف على المكان الذي صلى فيه عليه بظاهر دمشق فأحببت أن أنظر إلى الناس وكثرتهم فأشرفت عليهم حال الصلاة وجعلت انظر يمينا وشمالا ولا أرى أواخرهم بل رأيت الناس قد طبقوا تلك الأرض كلها.
واتفق جماعة من حضر حينئذ وشاهد الناس والمصلين عليه على انهم يزيدون على خمسمائة ألف. وقال العارفون بالنقل والتاريخ لم يسمع بجنازة بمثل هذا الجمع إلا جنازة الامام احمد بن حنبل رضي الله عنه.
ثم حمل بعد ذلك إلى قبره فوضع وقد جاء الكاتب شمس الدين الوزير ولم يكن حاضرا قبل ذلك فصلى عليه أيضا ومن معه من الأمراء والكبراء ومن شاء الله من الناس.
ولم ير لجنازة أحد ما رئي لجنازته من الوقار والهيبة والعظمة والجلالة وتعظيم الناس لها وتوقيرهم إياها وتفخيمهم أمر صاحبها وثنائهم عليه بما كان عليه من العلم والعمل والزهادة والعبادة والإعراض عن الدنيا والاشتغال بالآخرة والفقر والإيثار والكرم والمروءة والصبر والثبات والشجاعة والفراسة والإقدام والصدع بالحق والإغلاظ على أعداء الله وأعداء رسوله والمنحرفين عن دينه والنصر لله ولرسوله ولدينه ولأهله والتواضع لأولياء الله والتذلل لهم والإكرام والإعزاز والاحترام لجنابهم وعدم الاكتراث بالدنيا وزخرفها ونعيمها ولذاتها وشدة الرغبة في الآخر والمواظبة على طلبها حتى لتسمع ذلك ونحوه من الرجال والنساء والصبيان، وكل منهم يثنى عليه بما يعلمه من ذلك.
ودفن في ذلك اليوم رضي الله عنه أعاد علينا من بركاته.
ثم جعل الناس يتناوبون قبره للصلاة عليه من القرى والأطراف والأماكن والبلاد مشاة وركبانا.
وما وصل خبر موته إلى بلد فيما نعلم إلا وصلي عليه في جميع جوامعه ومجامعه خصوصا ارض مصر والشام والعراق وتبريز والبصرة وقراها وغيرها.
وختمت له الختمات الكثيرة في الليالي والأيام في أماكن كثيرة لم يضبط عددها خصوصا بدمشق المحروسة ومصر والعراق وتبريز والبصرة وغيرها حتى جعل كثير من الناس القراءة له ديدنا لهم أديرت الربعة الشريفة على الناس لقراءة القران المجيد وإهدائه له وظيفة معتادة
وقد رثاه كثير من الفضلاء بقصائد متعددة ولا يسع هذا المختصر ذكرها
وذلك لما وجب للشيخ رضي الله عنه عليهم من الحق في إرشادهم إلى الحق والمنهج المستقيم بالأدلة الواضحة الجلية النقلية والعقلية خصوصا في أصول الدين فإن الله انعم على الناس في هذا الزمان الذي قد ظهرت فيه البدع فأميتت السنن وصار أغلب أهله ممرجين في البدع والحرام من حيث لا يشعرون ومن حيث لا يعلمون.
ومن الله عليهم بما وفقه له من إيضاح أصول الدين وتبيين الحق المحض والاعتقاد العدل وإفراده عن غيره من البدع والضلالات بأمور لم يسبق إلى مثلها وإظهارها على لسانه بما أورده من ذلك في مؤلفاته ومصنفاته وقواعده المطابقة للحق وتقريراته وما أبرزه من الحجج والبراهين الظاهرة الموافقة للمعقول والمنقول مما لم يتمكن أحد من المتكلمين والمناظرين الإتيان بمثله وما أظهره وأورده من كثرة الدلائل العقلية بعد النقلية حتى قطع به جميع المبتدعين وكشف به عوار حجج الشاكين المشككين
نسخه: محمد بن عبد الله الشحي 1420 هجرية.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
رجوع
ـ[أبو معتصم الأندلسى]ــــــــ[01 - 09 - 07, 02:53 ص]ـ
كتاب مناقب ابن تيميه للحافظ عمر بن علي البزار
--------------------------------------------------------------------------------
الفهرس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/489)
الفصل الأول في ذكر منشأه وعمره ومدة عمره رضى الله عنه وأرضاه
الفصل الثاني في غزارة علومه ومؤلفاته ومصنفاته وسعة نقله في فتاويه ودروسه البديهية ومنصوصاته
الفصل الثالث في ذكر معرفته بأنواع أجناس المذكور والمقول والمنقول والمتصور والمفهوم والمعقول
الفصل الرابع في ذكر تعبده
الفصل الخامس في ذكر بعض ورعه
الفصل السادس في ذكر بعض زهده وتجرده وتقاعده عن الدنيا وتبعده
الفصل السابع في إيثاره مع فقره وتواضعه
الفصل الثامن في هيئته ولباسه
الفصل التاسع في ذكر بعض كراماته وفراسته
الفصل العاشر في ذكر كرمه رضي الله عنه
الفصل الحادي عشر في ذكر قوة قلبه وشجاعته
الفصل الثاني عشر من ذكر قوته في مرضاة الله وصبره على الشدائد
الفصل الثالث عشر في أن الله جعله حجة في عصره ومعيارا للحق والباطل ومريد الاجل وغير مؤثر العاجل
الفصل الرابع عشر في ذكر وفاته وكثرة من صلى عليه وشيعه
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الأول في ذكر منشأه وعمره ومدة عمره رضى الله عنه وأرضاه
أما مولده فكان كما اخبرني به غير واحد من الحفاظ انه ولد في حران في عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وست مئة وبقي بها إلى أن بلغ سبع سنين ثم انتقل به والده رحمه الله إلى دمشق المحروسة فنشأ بها أتم إنشاء وأزكاه وأنبته الله احسن النبات وأوفاه وكانت مخايل النجابة عليه في صغره لائحة ودلائل العناية فيه واضحة اخبرني من أثق به عن من حدثه أن الشيخ رضي الله عنه في حال صغره كان إذا أراد المضي إلى المكتب يعترضه يهودي كان منزله بطريقه بمسائل يسأله عنها لما كان يلوح عليه من الذكاء والفطنة وكان يجيبه عنها سريعا حتى تعجب منه ثم انه صار كلما اجتاز به يخبره بأشياء مما يدل على بطلان ما هو عليه فلم يلبث أن اسلم وحسن إسلامه وكان ذلك ببركة الشيخ على صغر سنه.
ولم يزل منذ أبان صغره مستغرق الأوقات في الجهد والاجتهاد وختم القران صغيرا ثم اشتغل بحفظ الحديث والفقه والعربية حتى برع في ذلك مع ملازمة مجالس الذكر وسماع الأحاديث.
والآثار ولقد سمع غير كتاب على غير شيخ من ذوي الروايات الصحيحة العالية أما دواوين الإسلام الكبار ك مسند احمد وصحيح البخاري ومسلم وجامع الترمذي وسنن أبي داود السجستاني والنسائي وابن ماجة والدارقطني فإنه رحمه الله ورضي عنهم وعنه فإنه سمع كل واحد منها عدة مرات وأول كتاب حفظه في الحديث الجمع بين الصحيحين للإمام الحميدي وقل كتاب من فنون العلم إلا وقف عليه وكان الله قد خصه بسرعة الحفظ وإبطاء النسيان لم يكن يقف على شيء أو يستمع لشيء غالبا إلا ويبقى على خاطره أما بلفظه أو معناه وكان العلم كأنه قد اختلط بلحمه ودمه وسائره فإنه لم يكن له مستعارا بل كان له شعارا ودثارا لم يزل آباؤه أهل الدراية التامة والنقد والقدم الراسخة في الفضل لكن جمع الله له ما خرق بمثله العادة ووفقه في جميع أمره لإعلام السعادة وجعل مآثره لإمامته من اكبر شهادة حتى اتفق كل ذي عقل سليم انه ممن عني نبينا بقوله أن الله يبعث على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها فلقد أحيا الله به ما كان قد درس من شرائع الدين وجعله حجة على أهل عصره أجمعين والحمد لله رب العالمين.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثاني في غزارة علومه ومؤلفاته ومصنفاته وسعة نقله في فتاويه ودروسه البديهية ومنصوصاته
أما غزارة علومه فمنها ذكر معرفته بعلوم القرآن المجيد واستنباطه لدقائقه ونقله لأقوال العلماء في تفسيره واستشهاده بدلائله وما أودعه الله تعالى فيه من عجائبه وفنون حكمه وغرائب نوادره وباهر فصاحته وظاهر ملاحته فإنه فيه من الغاية التي ينتهي إليها والنهاية التي يعول عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/490)
ولقد كان إذا قريء في مجلسه آيات من القرآن العظيم يشرع في تفسيرها فينقضي المجلس بجملته والدرس برمته وهو في تفسير بعض آية منها وكان مجلسه في وقت مقدر بقدر ربع النهار يفعل ذلك بديهة من غير أن يكون له قارئ معين يقرأ له شيئا معينا يبيته ليستعد لتفسيره بل كان من حضر يقرأ ما تيسر ويأخذ هو في القول على تفسيره وكان غالبا لا يقطع إلا ويفهم السامعون أنه لولا مضي الزمن المعتاد لأورد أشياء أخر في معنى ما هو فيه من التفسير لكن يقطع نظرا في مصالح الحاضرين ولقد أملى في تفسير (قل هو الله أحد) مجلدا كبيرا، وقوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) نحو خمس وثلاثين كراسة ولقد بلغني انه شرع في جمع تفسير لو أتمه لبلغ خمسين مجلدا.
أما معرفته وبصره بسنة رسول الله وأقواله وأفعاله وقضاياه ووقائعه وغزواته وسراياه وبعوثه وما خصه الله تعالى من كراماته ومعجزاته ومعرفته بصحيح المنقول عنه وسقيمه وبقية المنقول عن الصحابة رضي الله عنهم في أقوالهم وأفعالهم وقضاياهم وفتاويهم وأحوالهم وأحوال مجاهداتهم في دين الله وما خصوا به من بين الأمة فإنه كان رضي الله عنه من أضبط الناس لذلك وأعرفهم فيه وأسرعهم استحضارا لما يريده منه فإنه قل أن ذكر حديثا في مصنف أو فتوى أو استشهد به أو استدل به إلا وعزاه في أي دواوين الإسلام هو ومن أي قسم من الصحيح أو الحسن أو غيرهما وذكر اسم رواية من الصحابة وقل أن يسأل عن اثر إلا وبين في الحال حاله وحال أمره وذاكره
ومن أعجب الأشياء في ذلك أنه في محنته الأولى بمصر لما أخذ وسجن وحيل بينه وبين كتبه صنف عدة كتب صغارا وكبارا وذكر فيها ما احتاج إلى ذكره من الأحاديث والآثار وأقوال العلماء وأسماء المحدثين والمؤلفين ومؤلفاتهم وعزا كل شئ من ذلك إلى ناقليه وقائليه بأسمائهم وذكر أسماء الكتب التي ذكر فيها وأي موضع هو منها كل ذلك بديهة من حفظه لأنه لم يكن عنده حينئذ كتاب يطالعه ونقبت واختبرت واعتبرت فلم يوجد فيها بحمد الله خلل ولا تغير ومن جملتها كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول وهذا من الفضل الذي خصه الله تعالى به
ومنها ما منحه الله تعالى من معرفة اختلاف العلماء ونصوصهم وكثرة أقوالهم واجتهادهم في المسائل وما روي عن كل منهم من راجح ومرجوح ومقبول ومردود في كل زمان ومكان وبصره الصحيح الثاقب الصائب للحق مما قالوه ونقلوه وعزوه ذلك إلى الأماكن التي بها أودعوه حتى كان إذا سئل عن شئ من ذلك كأن جميع المنقول عن الرسول وأصحابه والعلماء فيه من الأولين والآخرين متصور مسطور بإزائه يقول منه ما شاء الله ويذر ما يشاء وهذا قد اتفق عليه كل من رآه أو وقف على شئ من علمه ممن لا يغطي عقله الجهل والهوى
وأما مؤلفاته ومصنفاته فإنها اكثر من أن أقدر على إحصائها أو يحضرني جملة أسمائها بل هذا لا يقدر عليه غالبا أحد لأنها كثيرة جدا كبارا وصغارا وهي منشورة في البلدان فقل بلد نزلته إلا ورأيت فيه من تصانيفه.
فمنها ما يبلغ إثني عشر مجلدا ك تلخيص التلبيس على أساس التقديس وغيره
ومنها ما يبلغ سبع مجلدات ك الجمع بين العقل والنقل ومنها ما يبلغ خمس مجلدات ومنها منهاج الاستقامة والاعتدال ونحوه ومنها ما يبلغ ثلاث مجلدات ك الرد على النصارى وشبهه ومنها مجلدان ك نكاح المحلل وإبطال الحيل وشرح العقيدة الأصبهانية ومنها مجلد ودون ذلك وهذان القسمان من مؤلفاته فهي كثيرة جدا لا يمكنني استقصاؤها لكن اذكر بعضها إستئناسا.
كتاب تفسير سورة الإخلاص مجلد، كتاب الكلام على قوله عز وجل الرحمن على العرش استوى، كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول مجلد، كتاب الفرقان المبين بين الطلاق واليمين، كتاب الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، كتاب الكلم الطيب، كتاب إثبات الكمال، كتاب الرد على تأسيس التقديس، كتاب الجمع بين العقل والنقل، كتاب نقض أقوال المبتدعين، كتاب الرد على النصارى، كتاب منهاج الاستقامة، كتاب إبطال الحيل ونكاح المحلل، كتاب شرح العقيدة الأصبهانية، كتاب الفتاوي، كتاب الدر الملتقط، كتاب أحكام الطلاق، كتاب الرسالة، كتاب اعتقاد الفرقة الناجية، كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام، كتاب تقرير مسائل التوحيد، كتاب الاستغاثة والتوسل، كتاب المسائل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/491)
الحموية، كتاب المسائل الجزرية، كتاب المسائل المفردة،
ولا يليق هذا المختصر بأكثر من هذا القدر من مؤلفاته وإلا فيمكن تعداد ما ينيف على المأتين لكن لم نر الإطالة بذكره
وأما فتاويه ونصوصه وأجوبته على المسائل فهي اكثر من أن اقدر على إحصائها لكن دون بمصر منها على أبواب الفقه سبعة عشر مجلدا وهذا ظاهر مشهور وجمع أصحابه اكثر من أربعين ألف مسألة وقل أن وقعت واقعة وسئل عنها إلا وأجاب فيها بديهة بما بهر واشتهر وصار ذلك الجواب كالمصنف الذي يحتاج فيه غيره إلى زمن طويل ومطالعة كتب وقد لا يقدر مع ذلك على إبراز مثله
أخبرني الشيخ الصالح تاج الدين محمد المعروف بابن الدوري انه حضر مجلس الشيخ رضى الله عنه وقد سأله يهودي عن مسألة في القدر قد نظمها شعرا في ثمانية أبيات فلما وقف عليها فكر لحظة يسيرة وانشأ يكتب جوابها وجعل يكتب ونحن نظن انه يكتب نثرا فلما فرغ تأمله من حضر من أصحابه وإذا هو نظم في بحر أبيات السؤال وقافيتها تقرب من مائة وأربعة وثمانين بيتا وقد ابرز فيها من العلوم ما لو شرح بشرح لجاء شرحه مجلدين كبيرين هذا من جملة بواهره وكم من جواب فتوى لم يسبق إلى مثله
وأما ذكر دروسه فقد كنت في حال إقامتي بدمشق لا أفوتها وكان لا يهييء شيئا من العلم ليلقيه ويورده بل يجلس بعد أن يصلي ركعتين فيحمد الله ويثني عليه ويصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم على صفة مستحسنة مستعذبة لم اسمعها من غيره ثم يشرع فيفتح الله عليه إيراد علوم وغوامض ولطائف ودقائق وفنون ونقول واستدلالات بآيات وأحاديث وأقوال العلماء ونصر بعضها وتبين صحته أو تزييف بعضها وإيضاح حجته واستشهاد بأشعار العرب وربما ذكر اسم ناظمها وهو مع ذلك يجري كما يجري السيل ويفيض كما يفيض البحر ويصير منذ يتكلم إلى أن يفرغ كالغائب عن الحاضرين مغمضا عينيه وذلك كله مع عدم فكر فيه أو روية من غير تعجرف ولا توقف ولا لحن بل فيض الهي حتى يبهر كل سامع وناظر فلا يزال كذلك إلى أن يصمت وكنت أراه حينئذ كأنه قد صار بحضرة من يشغله عن غيره ويقع عليه إذ ذاك من المهابة ما يرعد القلوب ويحير الأبصار والعقول وكان لا يذكر رسول الله قط إلا ويصلي ويسلم عليه ولا والله ما رأيت أحدا اشد تعظيما لرسول الله ولا احرص على أتباعه ونصر ما جاء به منه حتى إذا كان ورد شيئا من حديثه في مسألة ويرى انه لم ينسخه شيء غيره من حديثه يعمل به ويقضي ويفتي بمقتضاه ولا يلتفت إلى قول غيره من المخلوقين كائنا من كان وقال رضي الله عنه كل قائل إنما يحتج لقوله لا به ألا الله ورسوله
وكان إذا فرغ من درسه يفتح عينيه ويقبل على الناس بوجه طلق بشيش وخلق دمث كأنه قد لقيهم حينئذ وربما اعتذر إلى بعضهم من التقصير في المقال مع ذلك الحال ولقد كان درسه الذي يورده حينئذ قدر عدة كراريس وهذا الذي ذكرته من أحوال درسه أمر مشهور يوافقني عليه كل حاضر بها وهم بحمد الله خلق كثير لم يحصر عددهم علماء ورؤساء وفضلاء من القراء والمحدثين والفقهاء والأدباء وغيرهم من عوام المسلمين.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثالث في ذكر معرفته بأنواع أجناس المذكور والمقول والمنقول والمتصور والمفهوم والمعقول
أما معرفته بصحيح المنقول وسقيمه فإنه في ذلك من الجبال التي لا ترتقي ذروتها ولا ينال سنامها قل أن ذكر له قول إلا وقد أحاط علمه بمبتكره وذاكره وناقله واثره أو راو إلا وقد عرف حاله من جرح وتعديل بإجمال وتفصيل
حكى من يوثق بنقله انه كان يوما بمجلس ومحدث يقرأ عليه بعض الكتب الحديثية وكان سريع القراءة فعارضه الشيخ في اسم رجل في سند الحديث قد ذكره القاريء بسرعة فذكر الشيخ أن اسمه فلان بخلاف ما قرأ فاعتبروه فوجدوه كما قال الشيخ فانظر إلى هذا الإدراك السريع والتنبيه الدقيق العجيب ولا يقدر على مثله إلا من اشتدت معرفته وقوي ضبطه.
وأما ما وهبه الله تعالى ومنحه به من استنباط المعاني من الألفاظ النبوية والأخبار المروية وإبراز الدلائل منها على المسائل وتبين مفهوم اللفظ ومنطوقه وإيضاح المخصص للعام والمقيد للمطلق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/492)
والناسخ للمنسوخ وتبيين ضوابطها ولوازمها وملزوماتها وما يترتب عليها وما يحتاج فيه إليها، حتى كان إذا ذكر آية أو حديثا وبين معانيه وما أريد به اعجب العالم الفطن من حسن استنباطه ويدهشه ما سمعه أو وقف عليه منه
ولقد سئل يوما عن الحديث لعن الله المحلل والمحلل له فلم يزل يورد فيه وعليه حتى بلغ كلامه فيه مجلدا كبيرا.
وقل إن كان يذكر له حديث أو حكم فيشاء أن يتكلم عليه يومه اجمع إلا فعل أو يقرأ بحضرته آية من كتاب الله تعالى ويشرع في تفسيرها إلا وقطع المجلس كله فيها.
وأما ما خصه الله تعالى به من معارضة أهل البدع في بدعتهم أهل الأهواء في أهوائهم وما ألفه في ذلك من دحض أقوالهم وتزييف أمثالهم وإشكالهم وإظهار عوارهم وانتحالهم وتبديد شملهم وقطع أوصالهم وأجوبته عن شبههم الشيطانية ومعارضتهم النفسانية للشريعة الحنيفية المحمدية بما منحه الله تعالى به من البصائر الرحمانية والدلائل النقلية والتوضيحات العقلية حتى ينكشف قناع الحق وبان بما جمعه في ذلك ألفه الكذب من الصدق حتى لو أن أصحابها أحياء ووفقوا لغير الشقاء لأذعنوا له بالتصديق ودخلوا في الدين العتيق.
ولقد وجب على كل من وقف عليها وفهم ما لديها أن يحمد الله تعالى على حسن توفيقه هذا الإمام لنصر الحق بالبراهين الواضحة العظام.
حدثني غير واحد من العلماء الفضلاء النبلاء الممعنين بالخوض في أقاويل المتكلمين لإصابة الثواب وتمييز القشر من اللباب أن كلا منهم لم يزل حائرا في تجاذب أقوال الأصوليين ومعقولاتهم وانه لم يستقر في قلبه منها قول ولم يبن له من مضمونها حق بل رآها كلها موقعة في الحيرة والتضليل وجلها ممعن بتكلف الأدلة والتعليل وانه كان خائفا على نفسه من الوقوع بسببها في التشكيك والتعطيل حتى من الله تعالى عليه بمطالعته مؤلفات هذا الإمام احمد ابن تيمية شيخ الإسلام وما أورده من النقليات والعقليات في هذا النظام فما هو إلا أن وقف عليها وفهمها فرآها موافقة للعقل السليم وعلمها حتى انجلى ما كان قد غشيه من أقوال المتكلمين من الظلام وزال عنه ما خاف أن يقع فيه من الشك وظفر بالمرام.
ومن أراد اختبار صحة ما قلته فليقف بعين الإنصاف العرية عن الحسد والانحراف إن شاء على مختصراته في هذا الشأن كشرح الأصبهانية ونحوها وان شاء على مطولاته ك تخليص التلبيس من تأسيس التقديس والموافقة بين العقل والنقل ومنهاج الاستقامة والاعتدال فإنه والله يظفر بالحق والبيان ويستمسك بأوضح برهان ويزن حينئذ في ذلك بأصح ميزان.
ولقد اكثر رضي الله عنه التصنيف في الأصول فضلا عن غيره من بقية العلوم فسألته عن سبب ذلك والتمست منه تأليف نص في الفقه يجمع اختياراته وترجيحاته ليكون عمدة في الإفتاء فقال لي ما معناه الفروع أمرها قريب ومن قلد المسلم فيها أحد العلماء المقلدين جاز له العمل بقوله ما لم يتيقن خطأه وأما الأصول فإني رأيت أهل البدع والضلالات والأهواء كالمتفلسفة والباطنية والملاحدة والقائلين بوحدة الوجود والدهرية والقدرية والنصيرية والجهمية والحلولية والمعطلة والمجسمة والمشبهة والراوندية والكلابية والسليمية وغيرهم من أهل البدع قد تجاذبوا فيها بأزمة الضلال وبان لي أن كثيرا منهم إنما قصد إبطال الشريعة المقدسة المحمدية الظاهرة العلية على كل دين وان جمهورهم أوقع الناس في التشكيك في أصول دينهم ولهذا قل أن سمعت أو رأيت معرضا عن الكتاب والسنة مقبلا على مقالاتهم إلا وقد تزندق أو صار على غير يقين في دينه واعتقاده.
فلما رأيت الأمر على ذلك بان لي انه يجب على كل من يقدر على دفع شبههم وأباطيلهم وقطع حجتهم وأضاليلهم أن يبذل جهده ليكشف رذائلهم ويزيف دلائلهم ذبا عن الملة الحنيفية والسنة الصحيحة الجلية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/493)
ولا والله ما رأيت فيهم أحدا ممن صنف في هذا الشأن وادعى علوم المقام إلا وقد ساعد بمضمون كلامه في هدم قواعد دين الإسلام، وسبب ذلك إعراضه عن الحق الواضح المبين وعن ما جاءت به الرسل الكرام عن رب العالمين واتباعه طرق الفلسفة في الاصطلاحات التي سموها بزعمهم حكميات وعقليات وإنما هي جهالات وضلالات وكونه التزمها معرضا عن غيرها أصلا ورأسا فغلبت عليه حتى غطت على عقله السليم فتخبط حتى خبط فيها عشوا ولم يفرق بين الحق والباطل وإلا فالله اعظم لطفا بعباده أن لا يجعل لهم عقلا يقبل الحق ويثبته ويبطل الباطل وينفيه لكن عدم التوفيق وغلبة الهوى أوقع من أوقع في الضلال وقد جعل الله تعالى العقل السليم من الشوائب ميزانا يزن به العبد الواردات فيفرق به بين ما هو من قبيل الحق
وما هو من قبيل الباطل ولم يبعث الله الرسل إلا إلى ذوي العقل ولم يقع التكليف إلا مع وجوده فكيف يقال انه مخالف لبعض ما جاءت به الرسل الكرام عن الله تعالى هذا باطل قطعا يشهد له كل عقل سليم لكن ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور
قال الشيخ الإمام قدس الله روحه فهذا ونحوه هو الذي أوجب أنى صرفت جل همي إلى الأصول والزمني إن أوردت مقالاتهم وأجبت عنها بما انعم الله تعالى به من الأجوبة النقلية والعقلية.
قلت وقد أبان بحمد الله تعالى فيما ألف فيها لكل بصير الحق من الباطل وإعانة بتوفيقه حتى رد عليهم بدعهم وآراءهم وخدعهم وأهواءهم مع الدلائل النقلية بالطريقة العقلية حتى يجيب عن كل شبهة من شبههم بعدة أجوبة جلية واضحة يعقلها كل ذي عقل صحيح ويشهد لصحتها كل عاقل رجيح.
فالحمد لله الذي من علينا برؤيته وصحبته فلقد جعله الله حجة على أهل هذا العصر المعرض غالب أهله عن قليله وكثيره لاشتغالهم بفاني الدنيا عما يحصل به باقي الآخرة فلا حول ولا قوة إلا بالله.
لكن الله ذو القوة المتين ضمن حفظ هذا الدين إلى يوم الدين واظهره على كل دين فالحمد لله رب العالمين.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الرابع في ذكر تعبده
أما تعبده رضي الله عنه فإنه قل إن سمع بمثله لأنه كان قد قطع جل وقته وزمانه فيه حتى انه لم يجعل لنفسه شاغلة تشغله عن الله تعالى ما يراد له لا من أهل ولا من مال
وكان في ليله متفردا عن الناس كلهم خاليا بربه عز وجل ضارعا مواظبا على تلاوة القرآن العظيم مكررا لأنواع التعبدات الليلية والنهارية وكان إذا ذهب الليل وحضر مع الناس بدأ بصلاة الفجر يأتي بسنتها قبل إتيانه إليهم وكان إذا احرم بالصلاة تكاد تتخلع القلوب لهيبة إتيانه بتكبيرة الإحرام فإذا دخل في الصلاة ترتعد أعضاؤه حتى يميله يمنة ويسرة وكان إذا قرأ يمد قراءته مدا كما صح في قراءة رسول الله وكان ركوعه وسجوده وانتصابه عنهما من اكمل ما ورد في صلاة الفرض وكان يخفف جلوسه للتشهد الأول خفة شديدة ويجهر بالتسليمة الأولى حتى يسمع كل من حضر. فإذا فرغ من الصلاة أثنى على الله عز وجل هو ومن حضر بما ورد من قوله اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ثم يقبل على الجماعة ثم يأتي بالتهليلات الواردات حينئذ ثم يسبح الله ويحمده ويكبره ثلاثا وثلاثين ويختم المائة بالتهليل كما ورد وكذا الجماعة ثم يدعو الله تعالى له ولهم وللمسلمين أجناس ما ورد.
وكان غالب دعائه: "اللهم انصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين لك أواهين لك مخبتين إليك راغبين إليك راهبين لك مطاويع ربنا تقبل توباتنا واغسل حوباتنا وثبت حججنا واهد قلوبنا اسلل سخيمة صدورنا، يفتتحه ويختمه بالصلاة على النبي ثم يشرع في الذكر".
وكان قد عرفت عادته لا يكلمه أحد بغير ضرورة بعد صلاة الفجر فلا يزال في الذكر يسمع نفسه وربما يسمع ذكره من إلى جانبه مع كونه في خلال ذلك يكثر من تقليب بصره نحو السماء هكذا دأبه حتى ترتفع الشمس ويزول وقت النهي عن الصلاة.
وكنت مدة إقامتي بدمشق ملازمه جل النهار وكثيرا من الليل وكان يدنيني منه حتى يجلسني إلى جانبه وكنت اسمع ما يتلو وما يذكر حينئذ فرأيته يقرأ الفاتحة ويكررها ويقطع ذلك الوقت كله اعني من الفجر إلى ارتفاع الشمس في تكرير تلاوتها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/494)
ففكرت في ذلك لم قد لزم هذه السورة دون غيرها فبان لي والله اعلم ان قصده بذلك ان يجمع بتلاوتها حينئذ بين ما ورد في الأحاديث وما ذكره العلماء هل يستحب حينئذ تقديم الأذكار الواردة على تلاوة القرآن أو العكس فرأى رضي الله عنه ان في الفاتحة وتكرارها حينئذ جمعا بين القولين وتحصيلا للفضيلتين وهذا من قوة فطنته وثاقب بصيرته.
ثم انه كان يركع، فإذا أراد سماع حديث في مكان آخر سارع إليه من فوره مع من يصحبه.
فقل أن يراه أحد ممن له بصيرة إلا وانكب على يديه يقبلهما حتى انه كان إذا رأه أرباب المعايش يتخطون من حوانيتهم للسلام عليه والتبرك به وهو مع هذا يعطي كلا منهم نصيبا وافرا من السلام وغيره
وإذا رأى منكرا في طريقه أزاله أو سمع بجنازة سارع إلى الصلاة عليها أو تأسف على فواتها وربما ذهب إلى قبر صاحبها بعد فراغه من سماع الحديث فصلي عليه. ثم يعود إلى مسجده فلا يزال تارة في إفتاء الناس وتارة في قضاء حوائجهم حتى يصلي الظهر مع الجماعة ثم كذلك بقية يومه.
وكان مجلسه عاما للكبير والصغير والجليل والحقير والحر والعبد والذكر والأنثى قد وسع على كل من يرد عليه من الناس يرى كل منهم في نفسه ان لم يكرم أحدا بقدره
ثم يصلي المغرب ثم يتطوع بما يسره الله ثم اقرأ عليه من مؤلفاته أو غيري فيفيدنا بالطرائف ويمدنا باللطائف حتى يصلي العشاء ثم بعدها كما كنا وكان من الإقبال على العلوم إلى أن يذهب هوي من الليل طويل وهو في خلال ذلك كله في النهار والليل لا يزال يذكر الله تعالى ويوحده ويستغفره.
وكان رضي الله عنه كثيرا ما يرفع طرفه إلى السماء لا يكاد يفتر من ذلك كأنه يرى شيئا يثبته بنظره فكان هذا دابة مدة إقامتي بحضرته.
فسبحان الله ما اقصر ما كانت يا ليتها كانت طالت ولا والله ما مر على عمري إلى ألان زمان كان احب إلى من ذلك الحين ولا رأيتني في وقت احسن حالا مني حينئذ وما كان إلا ببركة الشيخ رضي الله عنه.
وكان في كل أسبوع يعود المرضى خصوصا الذين بالمارستان
واخبرني غير واحد ممن لا يشك في عدالته أن جميع زمن الشيخ ينقضي على ما رأيته فأي عبادة وجهاد افضل من ذلك فسبحان الموفق من يشاء لما يشاء.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الخامس في ذكر بعض ورعه
كان رضي الله عنه في الغاية التي ينتهي إليها في الورع لان الله تعالى أجراه مدة عمره كلها عليه فإنه ما خالط الناس في بيع ولا شراء ولا معاملة ولا تجارة ولا مشاركة ولا زراعة ولا عمارة ولا كان ناظرا مباشرا لمال وقف ولم يكن يقبل جراية ولا صلة لنفسه من سلطان ولا أمير ولا تاجر ولا كان مدخرا دينارا ولا درهما ولا متاعا ولا طعاما وإنما كانت بضاعته مدة حياته وميراثه بعد وفاته رضى الله عنه العلم اقتداء بسيد المرسلين وخاتم النبيين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين فإنه قال: "إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد اخذ بحظ وافر."
وكان ينبه العاقل بحسن الملاطفة ودقيق المخاطبة ليختار لنفسه طريقتهم ويسلك سبيلهم وإن كان دونها من الطريق من اتخاذ المباحان جائز لكن العاقل يدله عقله على طلب الأعلى.
فأنظر بعين الإنصاف إلى ما وفق له هذا الإمام وأجرى عليه ما أقعد عنه غيره وخذل عن طلبه لكن لكل شئ سبب وعلامة عدم التوفيق سلب الأسباب ومن أعظم الأسباب لترك فضول الدنيا التخلي عن غير الضروري منها.
فلما وفق الله هذا الإمام لرفض غير الضروري منها انصبت عليه العواطف الإلهية فحصل بها كل فضيلة جليلة بخلاف غيره من علماء الدنيا مختاريها وطالبيها والساعين لتحصيلها فانهم لما اختاروا ملاذها وزينتها ورئاستها انسدت عليهم غالبا طرق الرشاد فوقعوا في شركها يخبطون خبط عشواء ويحطبونها كحاطب ليل لا يبالون ما يأكلون ولا ما يلبسون ولا ما يتأولون ما يحصل لهم أغراضهم الدنيئة ومقاصدهم الخبيثة الخسيسة فهم متعاضدون على طلبها يتحاسدون بسببها أجسامهم مليئة وقلوبهم من غيرها فارغة وظواهرهم مزخرفة معمورة وقلوبهم خربة مأسورة، ولم يكفهم ما هم عليه حتى اصبحوا قالين رافضها معادين باغضها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/495)
ولما رأوا هذا الإمام عالم الآخرة تاركا لما هم عليه من تحصيل الحطام من الشبه الحرام رافضا الفضل المباح فضلا عن الحرام تحققوا أن أحواله تفضح أحوالهم وتوضح خفي أفعالهم وأخذتهم الغيرة النفسانية على صفاتهم الشيطانية المباينة لصفاته الروحانية.
فحرصوا على الفتك به أين ما وجدوه ونسوا انهم ثعالب وهو أسد فحماه الله تعالى منهم بحراسته وصنع له غير مرة كما صنع لخاصته وحفظه مدة حياته وحماه ونشر له عند وفاته علما في الأقطار بما والاه.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل السادس في ذكر بعض زهده وتجرده وتقاعده عن الدنيا وتبعده
أما زهده في الدنيا ومتاعها فإن الله تعالى جعل ذلك له شعارا من صغره حدثني من أثق به عن شيخه الذي علمه القرآن المجيد قال: قال لي أبوه وهو صبي يعني الشيخ احب إليك أن توصيه وتعده بأنك إن لم تنقطع عن القراءة والتلقين ادفع إليك كل شهر أربعين درهما. قال: ودفع إلي أربعين درهما، وقال أعطه إياها فإنه صغير وربما يفرح بها فيزداد حرصه في الاشتغال بحفظ القرآن ودرسه وقل له لك في كل شهر مثلها. فامتنع من قبولها وقال: يا سيدي إني عاهدت الله تعالى أن لا آخذ على القرآن أجرا، ولم يأخذها. فرأيت إن هذا لا يقع من صبي إلا لما لله فيه من العناية.
قلت: وصدق شيخه فإن عناية الله هي التي أوصلته إلى ما وصل من كل خير من صغيره لا من كبر.
ولقد اتفق كل من رآه خصوصا من أطال ملازمته أنه ما رأى مثله في الزهد في الدنيا حتى لقد صار ذلك مشهورا بحيث قد استقر في قلب القريب والبعيد من كل من سمع بصفاته على وجهها بل لو سئل عامي من أهل بلد بعيد من الشيخ من كان أزهد أهل هذا العصر وأكملهم في رفض فضول الدنيا وأحرصهم على طلب الآخرة لقال ما سمعت بمثل ابن تيمية رحمة الله عليه
وما اشتهر له ذلك إلا لمبالغته فيه مع تصحيح النية وإلا فمن رأينا من العلماء قنع من الدنيا بمثل ما قنع هو منها أو رضي بمثل حالته التي كان عليها لم يسمع انه رغب في زوجة حسناء ولا سرية حوراء ولا دار قوراء ولا مماليك جوار ولا بساتين ولا عقار ولا شد على دينار ولا درهم ولا رغب في دواب ولا نعم ولا ثياب ناعمة فاخرة ولا حشم ولا زاحم في طلب الرئاسات ولا رئي ساعيا في تحصيل المباحان مع أن الملوك والأمراء والتجار والكبراء كانوا طوع أمره خاضعين لقوله وفعله وادين أن يتقربوا إلى قلبه مهما أمكنهم مظهرين لإجلاله أو أن يؤهل كلا منهم في بذل ماله.
فأين حاله هذه من أحوال بعض المنتسبين إلى العلم وليسوا من أهله ممن قد أغراه الشيطان بالوقيعة فيه بقوله وفعله أترى ما نظروا ببصائرهم إلى صفاتهم وصفاته وسماتهم وسماته وتحاسدهم في طلب الدنيا وفراغه عنها وتحاشدهم في الاستكثار منها ومبالغته في الهرب منها وخدمتهم الأمراء واختلافهم إلى أبوابهم وذل الأمراء بين يديه وعدم اكتراثه بكبرائهم وأترابهم ومداجاتهم وإظهار تعبداتهم وصدعه إياهم بالحق وقوة جأشه في محاورتهم بلى والله، ولكن قتلتهم ألحالقه، حالقة الدين لا حالقة الشعر، وغطى على أحلامهم حب الدنيا السارقة سارقة العقل لا سارقه البدن حتى أصبحوا قاطعين من يأتيهم في طلبها واصلين من وأصلهم في جلبها.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل السابع في إيثاره مع فقره وتواضعه
كان رضي الله عنه مع شدة تركه للدنيا ورفضه لها وفقره فيها وتقلله منها مؤثرا بما عساه يجده منها قليلا كان أو كثيرا جليلا أو حقيرا لا يحتقر القليل فيمنعه ذلك عن التصدق به ولا الكثير فيصرفه النظر إليه عن الإسعاف به فقد كان يتصدق حتى إذا لم يجد شيئا نزع بعض ثيابه المحتاج إليه فيصل به الفقير وكان يستفضل من قوته القليل الرغيف و الرغيفين فيؤثر بذلك على نفسه وربما خبأهما في كمه ويمضي ونحن معه لسماع الحديث فيراه بعضنا وقد دفعه إلي الفقير مستخفيا يحرص أن لا يراه أحد. وكان إذا ورد عليه فقير وآثر المقام عنده يؤثره عند الأكل بأكثر قوته الذي جعل برسمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/496)
حدثني الشيخ الصالح العارف زين الدين علي الو اسطي ما معناه انه أقام بحضرة الشيخ مدة طويلة قال فكان قوتنا في غالبها انه كان في بكرة النهار يأتيني ومعه قرص قدره نصف رطل خبزا بالعراقي فيكسره بيده لقما ونأكل منه أنا وهو جميعا ثم يرفع يده قبلي ولا يرفع باقي القرص من بين يدي حتى اشبع بحيث أني لا أحتاج إلي الطعام إلى الليل وكنت أرى ذلك من بركة الشيخ ثم يبقى إلي بعد العشاء الآخرة حتى يفرغ من جميع عوائده التي يفيد الناس بها في كل يوم من أصناف القرب فيؤتي بعشائنا فيأكل هو معي لقيمات ثم يؤثرني بالباقي وكنت أسأله ان يزيد على أكله فلا يفعل حتى إني كنت في نفسي أتوجع له من قلة أكله
وكان هذا دأبنا في غالب مدة إقامتي عنده وما رأيت نفسي أغني منها في تلك المدة ولا رأيتني أفقر هما مني فيها.
وحكى غير واحد ما اشتهر عنه من كثرة الإيثار وتفقد المحتاجين والغرباء ورقيقي الحال من الفقهاء والقراء واجتهاده في مصالحهم وصلاتهم ومساعدته لهم بل ولكل أحد من العامة والخاصة ممن يمكنه فعل الخير معه وإسداء المعروف إليه بقوله وفعله ووجهه وجاهه.
وأما تواضعه فما رأيت ولا سمعت بأحد من أهل عصره مثله في ذلك كان يتواضع للكبير والصغير والجليل والحقير والغنى الصالح والفقير وكان يدني الفقير الصالح ويكرمه ويؤنسه ويباسطه بحديثه المستحلى زيادة على مثله من الأغنياء حتى أنه ربما خدمه بنفسه وأعانه بحمل حاجته جبرا لقلبه وتقربا بذلك إلي ربه.
وكان لا يسأم ممن يستفتيه أو يسأله بل يقبل عليه ببشاشة وجه ولين عريكة ويقف معه حتى يكون هو الذي يفارقه كبيرا كان أو صغيرا رجلا أو امرأة حرا أو عبدا عالما أو عاميا حاضرا أو باديا ولا يجبهه ولا يحرجه ولا ينفره بكلام يوحشه بل يجيبه ويفهمه ويعرفه الخطأ من الصواب بلطف وانبساط.
وكان يلزم التواضع في حضوره من الناس ومغيبه عنهم في قيامه وقعوده ومشيه ومجلسه ومجلس غيره. ولقد بالغ معي في حال إقامتي بحضرته في التواضع والإكرام حتى إنه لا يذكرني باسمي بل يلقبني بأحسن الألقاب ويظهر لي خصوصا بين أصحابي من الإكرام والتبجيل والإدناء منه بحيث لا يتركني اجلس إلا إلى جانبه قصيرا كان مجلسه أو طويلا خاصا أو عاما ولازمني في حال قراءتي صحيح البخاري وكان قصدي قراءته على رواية منفردا لاستصغاري نفسي عن القراءة هناك بمحضر من الناس ولقصدي تعجيل فراغي منه انتهازا للفرصة وخوفا من فوات ذلك الشيخ الراوي لكونه تفرد بروايته سماعا على أصحاب أبى الوقت السجزي.
فلما سمع الشيخ بذلك ألزمني قراءته بمجمع كثير من الناس رجالا ونساء وصبيانا وقال ما ينبغي إلا على صفة يكون نفعها متعديا إلى المسلمين فتجرد لي بحيث حصل لي مرادي وفوقه من تحصيل قراءتي له في عشرين مجلسا متوالية لم يتخللها سوى الجمعة ولازمني فيها وحضر القراءة كلها يضبطها بنسخة كانت بيده هي أصل ابن ناصر الحافظ يعارض بها نسخة القراءة وكانت اصل الشيخ المسمى.
وأظهر لي من حسن الأخلاق والمبالغة في التواضع بحيث أنه كان إذا خرجنا من منزله بقصد القراءة يحمل هو بنفسه النسخة ولا يدع أحدا منا يحملها عنه وكنت أعتذر إليه من ذلك خوفا من سوء الأدب فيقول لو حملته على رأسي لكان ينبغي، ألا احمل ما فيه كلام رسول الله؟
وكان يجلس تحت الكرسي ويدع صدر المجالس حتى إني لأستحي من مجلسه هناك وأعجب من شدة تواضعه ومبالغته في إكرامي بما لا استحق ورفعي عليه في المجلس ولولا قراءتي حديث رسول الله وعظم حرمتها لما كان ينبغي لي ذلك.
وكان هذا حاله في التواضع والتنازل والإكرام لكل من يرد عليه أو يصحبه أو يلقاه حتى أن كل من لقيه يحكي عنه من المبالغة في التواضع نحوا مما حكيته وأكثر من ذلك فسبحان من وفقه وأعطاه وأجراه على خلال الخير وحباه.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثامن في هيئته ولباسه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/497)
كان رضي الله عنه متوسطا في لباسه وهيئته لا يلبس فاخر الثياب بحيث يرمق ويمد النظر إليه ولا أطمارا ولا غليظة تشهر حال لا بسها ويميز من عامة الناس بصفة خاصة يراه الناس فيها من عالم وعابد بل كان لباسه وهيئته كغالب الناس ومتوسطهم ولم يكن يلزم نوعا واحدا من اللباس فلا يلبس غيره بل كان يلبس ما اتفق وحصل ويأكل ما حضر وكانت بذاذة الإيمان عليه ظاهرة لا يرى متصنعا في عمامة ولا لباس ولا مشية ولا قيام ولا جلوس ولا يتهيأ لأحد يلقاه ولا لمن يرد عليه من بلد.
ومن العجب أنى كنت قد رايته قبل لقيه بمدة فيما يرى النائم ونحن جلوس نأكل طعاما على صفة معينة فحال لقيتي له ودخولي عليه وجدته يأكل مثل ذلك الطعام على نحو من الصفة التي رأيت فأجلسني وأكلنا جميعا كما رأيت في المنام.
وأخبرني غير واحد أنه ما رآه ولا سمع أنه طلب طعاما قط ولا غداء ولا عشاء ولو بقي مهما بقي لشدة اشتغاله بما هو فيه من العلم والعمل بل كان يؤتي بالطعام وربما يترك عنده زمانا حتى يلتفت إليه وإذا أكل أكل شيئا يسيرا، قال وما رأيناه يذكر شيئا من ملاذ الدنيا ونعيمها ولا كان يخوض في شيء من حديثها ولا يسأل عن شيء من معيشتها بل جعل همته وحديثه في طلب الآخرة وما يقرب إلي الله تعالى.
وهكذا كان في لباسه لم يسمع أنه أمر أن يتخذ له ثوب بعينه بل كان أهله يأتون بلباسه وقت علمهم باحتياجه إلي بدل ثيابه التي عليه وربما بقيت عليه مدة حتى تتسخ ولا يأمر بغسلها حتى يكون أهله هم الذين يسألونه ذلك.
وأخبر أخوه الذي كان ينظر في مصالحه الدنيوية أن هذا حاله في طعامه وشرابه ولباسه وما يحتاج إليه مما لا بد منه من أمور الدنيا، وما رأيت أحدا كان أشد تعظيما للشيخ من أخيه هذا أعني القائم بأوده وكان يجلس بحضرته كأن على رأسه الطير وكان يهابه كما يهاب سلطانا، وكنا نعجب منه في ذلك ونقول: من العرف والعادة أن أهل الرجل لا يحتشمونه كالأجانب بل يكون انبساطهم معه فضلا عن الأجنبي ونحن نراك مع الشيخ كتلميذ مبالغ في احتشامه واحترامه، فيقول: إني أرى منه أشياء لا يراها غيري أوجبت علي أن أكون معه كما ترون. وكان يسأل عن ذلك فلا يذكر منه شيئا لما يعلم من عدم إيثار الشيخ لذلك.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل التاسع في ذكر بعض كراماته وفراسته
أخبرني غير واحد من الثقات ببعض ما شاهده من كراماته وأنا أذكر بعضها على سبيل الاختصار وأبدأ من ذلك ببعض ما شاهدته.
فمنها اثنين جرى بيني وبين بعض الفضلاء منازعة في عدة مسائل وطال كلامنا فيها وجعلنا نقطع الكلام في كل مسألة بأن نرجع إلى الشيخ وما يرجحه من القول فيها
ثم أن الشيخ رضي الله عنه حضر فلما هممنا بسؤاله عن ذلك سبقنا هو وشرع يذكر لنا مسألة مسألة كما كنا فيه وجعل يذكر غالب ما أوردناه في كل مسأله ويذكر أقوال العلماء ثم يرجح منها ما يرجحه الدليل حتى أتى على آخر ما أردنا أن نسأله عنه وبين لنا ما قصدنا أن نستعلمه منه فبقيت أنا وصاحبي ومن حضرنا أولا مبهوتين متعجبين مما كاشفنا به وأظهره الله عليه مما كان في خواطرنا.
وكنت في خلال الأيام التي صحبته فيها إذا بحث مسأله يحضر لي إيراد فما يستتم خاطري به حتى يشرع فيورده ويذكر الجواب من عدة وجوه.
وحدثني الشيخ الصالح المقريء أحمد بن الحريمي أنه سافر إلى دمشق قال فاتفق أنى لما قدمتها لم يكن معي شئ من النفقة البتة وأنا لا اعرف أحدا من أهلها فجعلت أمشي في زقاق منها كالحائر فإذا بشيخ قد أقبل نحوي مسرعا فسلم وهش في وجهي ووضع في يدي صرة فيها دراهم صالحة وقال لي انفق هذه الآن وخلي خاطرك مما أنت فيه فإن الله لا يضيعك ثم رد على أثره كأنه ما جاء إلا من أجلي فدعوت له وفرحت بذلك، وقلت لبعض من رأيته من الناس من هذا الشيخ؟ فقال وكأنك لا تعرفه هذا ابن تيمية لي مدة طويلة لم أره اجتاز بهذا الدرب.
وكان جل قصدي من سفري إلى دمشق لقاءه فتحققت أن الله أظهره علي وعلى حالي فما احتجت بعدها إلى أحد مدة إقامتي بدمشق بل فتح الله علي من حيث لا احتسب واستدللت فيما بعد عليه وقصدت زيارته والسلام عليه فكان يكرمني ويسألني عن حالي فاحمد الله تعالى إليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/498)
وحدثني الشيخ العالم المقريء تقي الدين عبد الله ابن الشيخ الصالح المقريء احمد بن سعيد قال سافرت إلى مصر حين كان الشيخ مقيما بها فاتفق أني قدمتها ليلا وأنا مثقل مريض فأنزلت في بعض الأمكنة فلم ألبث أن سمعت من ينادي باسمي وكنيتي فأجبته وأنا ضعيف فدخل إلي جماعة من أصحاب الشيخ ممن كنت قد اجتمعت ببعضهم في دمشق فقلت كيف عرفتم بقدومي وأنا قدمت هذه الساعة فذكروا أن الشيخ أخبرنا بأنك قدمت وأنت مريض وأمرنا أن نسرع بنقلك وما رأينا أحدا جاء ولا أخبرنا بشيء، فعلمت أن ذلك من كرامات الشيخ رضي الله عنه.
وحدثني أيضا قال مرضت بدمشق إذ كنت فيها مرضة شديدة منعتني حتى من الجلوس فلم اشعر إلا والشيخ عند رأسي وأنا مثقل مشتد بالحمى والمرض فدعا لي وقال جاءت العافية، فما هو إلا أن فارقني وجاءت العافية وشفيت من وقتي
وحدثني قال كنت قد استكتبت شعرا لبعض من انحرف عن الحق في الشيخ قد تنقصه فيه وكان سبب قول ذلك الشعر أنه نسب إلي قائلة شعر وكلام يدل على الرفض فأخذ الرجل وأثبت ذلك عليه في وجهه عند حاكم من حكام الشرع المطهر فأمر به فشهر حاله بين الناس فتوهم أن الذي كان سبب ذلك الشيخ فحمله ذلك على أن قال فيه ذلك الشعر وبقي عندي وكنت ربما أورد بعضه في بعض الأحيان فوقعت في عدة أشياء من المكروه والخوف متواترة ولولا لطف الله تعالى بي فيها لأتت على نفسي فنظرت من أين دهيت فلم أر لذلك سببا إلا إيرادي لبعض ذلك الشعر فعاهدت الله أن لا اتفوه بشيء منه فزال عني أكثر ما كنت فيه من المكاره وبقي بعضه وكان ذلك الشعر عندي فأخذته وحرقته وغسلته حتى لم يبق له أثر واستغفرت الله تعالى من ذلك فأذهب الله عني جميع ما كنت فيه من المكروه والخوف وأبدلني الله به عكسه ولم أزل بعد ذلك في خير وعافية، ورأيت ذلك حالا من أحوال الشيخ ومن كرامته على الله تعالى.
وحدثني أيضا قال أخبرني الشيخ ابن عماد الدين المقرئ المطرز قال قدمت على الشيخ ومعي حينئذ نفقة فسلمت عليه فرد علي ورحب بي وأدناني ولم يسألني هل معك نفقة أم لا، فلما كان بعد أيام ونفدت نفقتي أردت أن اخرج من مجلسه بعد أن صليت مع الناس وراءه فمنعني وأجلسني دونهم فلما خلا المجلس دفع إلي جملة دراهم وقال أنت الآن بغير نفقة فارتفق بهذه فعجبت من ذلك وعلمت أن الله كشفه على حالي أولا لما كان معي نفقة وآخرا لما نفدت واحتجت إلى نفقة.
وحدثني من لا أتهمه أن الشيخ رضي الله عنه حين نزل المغل بالشام لأخذ دمشق وغيرها رجف أهلها وخافوا خوفا شديدا، وجاء إليه جماعة منهم وسألوه الدعاء للمسلمين فتوجه إلى الله ثم قال أبشروا فإن الله يأتيكم بالنصر في اليوم الفلاني بعد ثالثة حتى ترون الرؤوس معبأة بعضها فوق بعض.
قال الذي حدثني فوالذي نفسي بيده أو كما حلف ما مضى إلا ثلاث مثل قوله حتى رأينا رؤوسهم كما قال الشيخ على ظاهر دمشق معبأة بعضها فوق بعض.
وحدثني الشيخ الصالح الورع عثمان بن احمد بن عيسى النساج أن الشيخ رضي الله عنه كان يعود المرضى بالبيمارستان بدمشق في كل أسبوع فجاء على عادته فعادهم فوصل إلى شاب منهم فدعا له فشفي سريعا وجاء إلى الشيخ يقصد السلام عليه فلما رآه هش له وأدناه ثم دفع إليه نفقة وقال قد شفاك الله فعاهد الله أن تعجل الرجوع إلى بلدك أيجوز أن تترك زوجتك وبناتك أربعا ضيعة وتقيم هاهنا؟ فقبل يده وقال يا سيدي أنا تائب إلى الله على يدك وقال الفتى وعجبت مما كاشفني به وكنت قد تركتهم بلا نفقة ولم يكن قد عرف بحالي أحد من أهل دمشق.
وحدثني من أثق به أن الشيخ رضي الله عنه أخبر عن بعض القضاة انه قد مضى متوجها إلى مصر المحروسة ليقلد القضاء وأنه سمعه يقول حال ما اصل إلى البلد قاضيا احكم بقتل فلان رجل معين من فضلاء أهل العلم والدين قد أجمع الناس على علمه وزهده وورعه ولكن حصل في قلب القاضي منه من الشحناء والعداوة ما صوب له الحكم بقتله فعظم ذلك على من سمعه خوفا من وقوع ما عزم عليه من القتل لمثل هذا الرجل الصالح وحذرا على القاضي أن يوقعه الهوى والشيطان في ذلك فيلقى الله متلبسا بدم حرام وفتك بمسلم معصوم الدم بيقين وكرهوا وقوع مثل ذلك لما فيه من عظيم المفاسد فأبلغ الشيخ رضي الله عنه هذا الخبر بصفته، فقال إن الله لا يمكنه مما قصد ولا يصل إلى مصر حيا فبقى بين القاضي وبين مصر قدر يسير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/499)
وأدركه الموت فمات قبل وصولها كما أجرى الله تعالى على لسان الشيخ رضي الله عنه.
قلت وكرامات الشيخ رضي الله عنه كثيرة جدا لا يليق بهذا المختصر اكثر من ذكر هذا القدر منها ومن اظهر كراماته أنه ما سمع بأحد عاداه أو غض منه إلا وابتلي بعدة بلايا غالبها في دينه وهذا ظاهر مشهور لا يحتاج فيه إلى شرح صفته.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل العاشر في ذكر كرمه رضي الله عنه
كان رضي الله عنه مجبولا على الكرم لا يتطبعه ولا يتصنعه بل هو له سجيةوقد ذكرت فيما تقدم أنه ما شد على دينار ولا درهم قط بل كان مهما قدر على شيء من ذلك يجود به كله وكان لا يرد من يسأله شيئا يقدر عليه من دراهم ولا دنانير ولا ثياب ولا كتب ولا غير ذلك
بل ربما كان يسأله بعض الفقراء شيئا من النفقة فإن كان حينئذ متعذرا لا يدعه يذهب بلا شئ بل كان يعمد إلى شئ من لباسه فيدفعه إليه وكان ذلك المشهور عند الناس من حاله
حدثني الشيخ العالم الفاضل المقرئ أبو محمد عبد الله ابن الشيخ الصالح المقرئ احمد بن سعيد قال كنت يوما جالسا بحضرة شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه فجاء إنسان فسلم عليه فرآه الشيخ محتاجا إلى ما يعتم به فنزع الشيخ عمامته من غير أن يسأله الرجل ذلك فقطعها نصفين واعتم بنصفها ودفع النصف الآخر إلى ذلك الرجلولم يحتشم للحاضرين عنده.
قلت وربما توهم بعض من يحتاج إلى التفهيم ان هذا الفعل من الشيخ فيه إضاعة المال أو نوع من التبذل الذي يشين المروءة وليس الأمر كذلك فإنه لم يكن عنده حينئذ معلوم غير ثيابه ورأى أن قطع غير العمامة من بقية لباسه مما يفسده ولا يحصل به المقصود ولم يكن عليه ولا عنده حينئذ ثوب صحيح لا يحتاج إليه حتى يدفعه إليه فسارع إلى قطع ما يستغنى ببعضه عن كله فيما وضع له وهو العمامة فنفع أخاه المسلم وسد حاجته حينئذ ببعضها واستغنى هو بباقيها وهذا هو أكمل التصرف الصالح والرشد التام
والجود المذكور المشهور والإيثار بالميسور وأما التبذل الذي فيه نوع إسقاط المروءة فليس من هذا القبيل في شيء بل هذا من المبالغة في التواضع وعدم رؤية النفس في محل الاحتشام ورفض إرادة المرء تعظيم نفسه بحضرة الحاضرين وهذه خصال محمودة مطلوبة شرعا وعقلا
وقد روي مثل ذلك عن سيد الأنام وأكمل الخلق مروءة وعقلا وعلما محمد المصطفى انه لبس يوما شملة سوداء لها حواش بيض وخرج إلى المسجد وجماعة من المسلمين حضور فرآه إنسان فقال يا رسول الله أعطني هذه الشملة وكان لا يمنع سائلا يسأله فنزعها رسول الله عن جسدة المكرم ودفعها إلى ذلك
الرجل وطفق الناس يلومون ذلك الرجل على ما فعل وكونه سأل النبي وكان محتاجا إلى ما لبسه وقد علم انه لا يمنع شيئا يسأله فقال الرجل معتذرا إليهم إني لم أطلبها لألبسها لكن لأجعلها لي كفنا عند موتي.
قال الراوي فامسكها عنده حتى كانت كفنه.
وهذا حديث مشهور قد رواه غير واحد من الحفاظ النقلة الثقات وهو من أوضح الدلائل على ما قلناه بل أبلغ في الجود والتواضع وكسر النفس وكرم الأخلاق.
وحدثني من أثق به أن الشيخ رضي الله عنه كان مارا يوما في بعض الأزقة فدعا له بعض الفقراء وعرف الشيخ حاجته ولم يكن مع الشيخ ما يعطيه فنزع ثوبا على جلده ودفعه إليه وقال بعه بما تيسر وأنفقه واعتذر إليه من كونه لم يحضر عنده شئ من النفقة.
وهذا أيضا من المبالغة في عدم اكتراثه في غير ما يقرب إلى الله تعالى وجوده بالميسور كائنا ما كان وهذا من أبلغ إخلاص العمل لله عز وجل فسبحان الموفق من شاء لما شاء.
وحدثني من أثق به أن الشيخ رضي الله عنه كان لا يرد أحدا يسأله شيئا كتبه بل يأمره أن يأخذ هو بنفسه ما يشاء منها.
وأخبرني أنه جاءه يوما إنسان يسأله كتابا ينتفع به فأمره أن يأخذ كتابا يختاره فرأى ذلك الرجل بين كتب الشيخ مصحفا قد اشترى بدراهم كثيرة فأخذه ومضى
فلام بعض الجماعة الشيخ في ذلك فقال أيحسن بي أن امنعه بعد ما سأله دعه فلينتفع به.
وكان الشيخ رضي الله عنه ينكر إنكارا شديدا على من يسأل شيئا من كتب العلم التي يملكها ويمنعها من السائل ويقول ما ينبغي أن يمنع العلم ممن يطلبه.
ومن كرمه انه كان لا ينظر مع ذلك إلى جهة الملك والتمول وهذا القدر من كرمه يغنى المقتدي به.
الفهرس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/500)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الحادي عشر في ذكر قوة قلبه وشجاعته
كان رضي الله عنه من أشجع الناس وأقواهم قلبا ما رأيت أحدا أثبت جأشا منه ولا أعظم عناء في جهاد العدو منه كان يجاهد في سبيل الله بقلبه ولسانه ويده ولا يخاف في الله لومة لائم
وأخبر غير واحد أن الشيخ رضي الله عنه كان إذا حضر مع عسكر المسلمين في جهاد يكون بينهم واقيتهم وقطب ثباتهم إن رأى من بعضهم هلعا أو رقة أو جبانة شجعه وثبته وبشره ووعده بالنصر والظفر والغنيمة وبين له فضل الجهاد والمجاهدين وإنزال الله عليهم السكينة
وكان إذا ركب الخيل يتحنك ويجول في العدو كأعظم الشجعان ويقوم كأثبت الفرسان ويكبر تكبيرا انكى في العدو من كثير من الفتك بهم ويخوض فيهم خوض رجل لا يخاف الموت.
وحدثوا أنهم رأوا منه في فتح عكة أمورا من الشجاعة يعجز الواصف عن وصفها، قالوا ولقد كان السبب في تملك المسلمين إياها بفعله ومشورته وحسن نظره.
ولما ظهر السلطان غازان على دمشق المحروسة جاءه ملك الكرج وبذل له أموالا كثيرة جزيلة على ان يمكنه من الفتك بالمسلمين من أهل دمشق ووصل الخبر إلى الشيخ فقام من فوره وشجع المسلمين ورغبهم في الشهادة ووعدهم على قيامهم بالنصر والظفر والأمن وزوال الخوف
فانتدب منهم رجال من وجوههم وكبرائهم وذوي الأحلام منهم فخرجوا معه إلى حضرة السلطان غازان فلما رآهم السلطان قال من هؤلاء فقيل هم رؤساء دمشق فأذن لهم فحضروا بين يديه. فتقدم الشيخ رضي الله عنه أولا فلما أن رآه أوقع الله له في قلبه هيبة عظيمة حتى أدناه وأجلسه، وأخذ الشيخ في الكلام معه أولا في عكس رأيه عن تسليط المخزول ملك الكرج على المسلمين وضمن له أموالا واخبره بحرمه دماء المسلمين وذكره ووعظه فأجابه إلى ذلك طائعا وحقنت بسببه دماء المسلمين وحميت ذراريهم وصين حريمهم.
وحدثني من أثق به عن الشيخ وجيه الدين ابن المنجا قدس الله روحه قال كنت حاضرا مع الشيخ حينئذ فجعل يعني الشيخ يحدث السلطان بقول الله ورسوله في العدل وغيره ويرفع صوته على السلطان في أثناء حديثه حتى جثا على ركبتيه وجعل يقرب منه في أثناء حديثه حتى لقد قرب أن تلاصق ركبته ركبة السلطان والسلطان مع ذلك مقبل عليه بكليته مصغ لما يقول شاخص إليه لا يعرض عنه وأن السلطان من شدة ما أوقع الله ما في قلبه من المحبة والهيبة سأل من يخصه من أهل حضرته من هذا الشيخ وقال ما معناه إني لم أر مثله ولا أثبت قلبا منه ولا أوقع من حديثه في قلبي ولا رأيتني أعظم انقيادا مني لأحد منه فأخبر بحاله وما هو عليه من العلم والعمل، فقال الشيخ للترجمان قل لغازان انت تزعم انك مسلم ومعك قاضي وإمام وشيخ ومؤذنون على ما بلغنا فغزوتنا وأبوك وجدك كانا كافرين وما عملا الذي عملت عاهدا فوفيا وأنت عاهدت فغدرت وقلت فما وفيت وجرت.
وسأله إن أحببت أن اعمر لك بلد آبائك حران وتنتقل اليه ويكون برسمك فقال لا والله لا أرغب عن مهاجر إبراهيم استبدل به غيره.
فخرج من بين يديه مكرما معززا قد صنع له الله بما طوى عليه نيته الصالحة من بذله نفسه في طلب حقن دماء المسلمين فبلغه ما أراده، وكان ذلك ايضا سببا لتخليص غالب أسارى المسلمين من أيديهم وردهم على أهلهم وحفظ حريمهم
وهذا من أعظم الشجاعة والثبات وقوة الجأش.
وكان يقول لن يخاف الرجل غير الله إلا لمرض في قلبه فان رجلا شكى إلى أحمد بن حنبل خوفه من بعض الولاة فقال لو صححت لم تخف أحدا، أي خوفك من أجل زوال الصحة من قلبك.
وأخبرني من لا أتهمه أن الشيخ رضي الله عنه حين وشي به إلى السلطان المعظم الملك الناصر محمد أحضره بين يديه قال فكان من جملة كلامه:
إنني أخبرت انك قد أطاعك الناس وأن في نفسك اخذ الملك، فلم يكترث به بل قال له بنفس مطمئنة وقلب ثابت وصوت عال سمعه كثير ممن حضر أنا أفعل ذلك والله إن ملكك وملك المغل لا يساوي عندي فلسين. فتبسم السلطان لذلك وأجابة في مقابلته بما اوقع الله له في قلبه من الهيبة العظيمة إنك والله لصادق وإن الذي وشيء بك إلي كاذب واستقر له في قلبه من المحبة الدينية ما لولاه لكان قد فتك به منذ دهر طويل من كثرة ما يلقى إليه في حقه من الأقاويل الزور والبهتان ممن ظاهر حاله للطغام العدالة وباطنه مشحون بالفسق والجهالة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/1)
ولم يزل المبتدعون أهل الأهواء وآكلو الدنيا بالدين متعاضدين متناصرين في عدوانه باذلين وسعهم بالسعي في الفتك به متخرصين عليه بالكذب الصراح مختلقين عليه وناسبين إليه ما لم يقله ولم ينقله ولم يوجد له به خط ولا وجد له في تصنيف ولا فتوى ولا سمع منه في مجلس
أتراهم ما علموا أن الله سائلهم عن ذلك ومحاسبهم عليه أو ما سمعوا قول الله تعالى (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
بلى والله ولكن غلب عليهم ما هم فيه من إيثار الدنيا على الآخرة والعمل للعاجلة دون الآجلة فلهذا حسدوه وابغضوه لكونه مباينهم ومخالفهم لبغضه ورفضه ما احبوا وطلبوا ومحبته ما باينوا ورفضوا، ولما علم الله نياته ونياتهم أبى أن يظفرهم فيه بما راموا حتى أنه لم يحضر معه منهم أحد في عقد مجلس إلا وصنع الله له ونصره عليهم بما يظهره على لسانه من دحض حججهم الواهية وكشف مكيدتهم الداهية للخاصة والعامة.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثاني عشر من ذكر قوته في مرضاة الله وصبره على الشدائد واحتماله إياها وثبوته على الحق إلى أن توفاه الله تعالى على ذلك صابرا محتسبا راضيا شاكرا
كان رضي الله عنه من أعظم أهل عصره قوة ومقاما وثبوتا على الحق وتقريرا لتحقيق توحيد الحق لا يصده عن ذلك لوم لائم ولا قول قائل ولا يرجع عنه لحجة محتج بل كان إذا وضح له الحق يعض عليه بالنواجذ ولا يلتفت إلى مباين معاند فاتفق غالب الناس على معاداته وجعل من عاداه قد تستروا باسم العلماء والزمرة الفاخرة وهم أبلغ الناس في الإقبال على الدنيا والإعراض عن الآخرة.
وسبب عدواتهم له أن مقصودهم الأكبر طلب الجاه والرئاسة وإقبال الخلق ورأوه قد رقاه الله إلى ذروة السنام من ذلك بما أوقع له في قلوب الخاصة والعامة من المواهب التي منحه بها وهم عنها بمعزل فنصبوا عداوته وامتلأت قلوبهم بمحاسدته وأرادوا ستر ذلك عن الناس حتى لا يفطن بهم فعمدوا إلى اختلاق الباطل والبهتان عليه والوقوع فيه خصوصا عند الأمراء والحكام وإظهارهم الإنكار عليه ما يفتي به من الحلال والحرام فشققوا قلوب الطغام بما إجترحوه من زور الكلام ونسوا ان لكل قول مقاما أي مقام بين يدي أحكم الحكام يسأله هل قلته بحق أو بذام فيجازي المحق دار السلام والمبطل دار الانتقام. فبعضهم صبا إلى أقوالهم تقليدا وصار في حق هذا الإمام جبارا عنيدا أحس بذلك من العامة قوم قد أصبحوا للحكام عبيدا وتصوروا أن أخذهم بزمام حصول المال يكون شديدا فأصبحوا وهم لهم مصدقين وفي طاعتهم مستبقين.
فاجتمع من هذا التركيب العتديد بحيث عاداه اكثر السادات والعبيد كل بحسب غرضه الفاسد.
وهو مع ذلك كلما رأى تحاشدهم في مباينته وتعاضدهم في مناقضته لا يزداد إلا للحق انتصارا ولكثرة حججه وبراهينه إلا إظهارا.
ولقد سجن أزمانا وأعصارا وسنين وشهورا ولم يولهم دبره فرارا ولقد قصد أعداؤه الفتك به مرارا وأوسعوا حيلهم عليه إعلانا وإسرارا فجعل الله حفظه منهم له شعارا ودثارا ولقد ظنوا أن في حبسه مشينة فجعله الله له فضيلة وزينة وظهر له يوم موته ما لو رآه واده أقر به عينيه فإن الله تعالى لعلمه بقرب اجله ألبسه الفراغ عن الخلق للقدوم على الحق اجمل حلله كونه حبس على غير جريرة ولا جريمة بل على قوة في الحق وعزيمة.
هذا مع ما نشر الله له من علومه في الآفاق وبهر بفنونه البصائر والأحداق وملأ بمحاسن مؤلفاته الصحف والأوراق كبتا ورغما للأعداء أهل البدع المضلة والأهواء وصنعا عظيمة من رب السماء لعوائده لخاصة الأولياء أهل المحبة والولاء.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثالث عشر في أن الله جعله حجة في عصره ومعيارا للحق والباطل ومريد الاجل وغير مؤثر العاجل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/2)
وهذا امر قد اشتهر وظهر فإنه رضي الله عنه ليس له مصنف ولا نص في مسألة ولا فتوى إلا وقد اختار فيه ما رجحه الدليل النقلي والعقلي على غيره وتحرى قول الحق المحض فبرهن عليه بالبراهين القاطعة الواضحة الظاهرة بحيث إذا سمع ذلك ذو الفطرة السليمة يثلج قلبه بها ويجزم بأنها الحق المبين وتراه في جميع مؤلفاته إذا صح الحديث عنده يأخذ به ويعمل بمقتضاه ويقدمه على قول كل قائل من عالم ومجتهد
وإذا نظر المنصف اليه بعين العدل يراه واقفا مع الكتاب والسنة لا يميله عنهما قول أحد كائنا من كان ولا يراقب في الاخذ بعلومهما أحدا ولا يخاف في ذلك اميرا ولا سلطانا ولا سوطا ولا سيفا ولا يرجع عنهما لقول أحد وهو متمسك بالعروة الوثقى واليد الطولى وعامل بقوله تعالى فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير وأحسن
تأويلا وبقوله تعالى وما اختلفتم فيه من شئ فحكمة إلى الله.
وما سمعنا انه اشتهر عن أحد منذ دهر طويل ما أشتهر عنه من كثرة متابعته للكتاب والسنة والإمعان في تتبع معانيهما والعمل بمقتضاهما ولهذا لا يرى في مسألة اقوالا للعلماء إلا وقد أفتى بأبلغها موافقة للكتاب والسنة وتحرى الأخذ بأقومها من جهة المنقول والمعقول
ولما من الله عليه بذلك جعله حجة في عصره لأهله حتى إن أهل البلد البعيد عنه كانوا يرسلون إليه بالاستفتاء عن وقائعهم ويعولون عليه في كشف ما التبس عليهم حكمه فيشفى غلتهم بأجوبته المسددة ويبرهن على الحق من أقوال العلماء المقيدة حتى إذا وقف عليها كل محق ذو بصيرة وتقوى ممن قد وفق لترك الهوى أذعن بقبولها وبان له حق مدلولها وإن سمع عن أحد من أهل وقته مخالفته في حقه المشهور يكون ممن قد ظهر عليه للخاصة وللعامة فعل الشرور والاشتغال بترهات الغرور ومن أراد تحقيق ما ذكرته فليمعن النظر ببصيرته فإنه حينئذ لا يرى عالما من أي أهل بلد شاء موافقا لهذا الإمام معترفا بما منحه الله تعالى من صنوف الالهام مثنيا عليه في كل محفل ومقام إلا وراءه من
اتبع علماء بلده للكتاب والسنة وأشغلهم بطلب الآخرة وأرغبهم فيها وابلغهم في الإعراض عنها وأهملهم لها ولا يرى عالما مخالفا له منحرفا عنه ملتبسا بالشحناء له إلا وهو من أكبرهم نهمة في جمع الدنيا وأوسعهم حيلا في تحصيلها وأكثرهم رياء وأطلبهم سمعة وأشهرهم عند ذي اللب أحوالا ردية وأشدهم على ذوي الحكم والظلم دهاء ومكرا وابسطهم في الكذب لسانا
وإن نظر إلى محبيه ومبغضيه من العوام رآهم كما وصفت من اختلاف القبيلين الاولين ولقد أمعنت فكري ونظري فيما ذكرته فرأيته كما وصفته لا والله ما أتحرج في أحد منهما ومن ارتاب في ذلك فليعتبر هو بنفسه فإنه يراه كذلك إن أزاح عنه غطاء الهوى وما كان ذلك كذلك إلا لما علم الله سبحانه من حسن طوية هذا الإمام وإخلاص قصده وبذل وسعه في طلب مرضاة ربه ومتابعة سنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الرابع عشر في ذكر وفاته وكثرة من صلى عليه وشيعه
أخبرني غير واحد ممن كان حاضرا بدمشق حين وفاته رضي الله عنه
قالوا إن الشيخ قدس الله روحه مرض أياما يسيرة وكان إذ ذاك الكاتب شمس الدين الوزير بدمشق المحروسة فلما علم بمرضه استأذن في الدخول عليه لعيادته فأذن الشيخ له في ذلك فلما جلس عنده اخذ يعتذر له عن نفسه ويلتمس منه أن يحله مما عساه أن يكون قد وقع منه في حقه من تقصيرأو غيره، فأجابه الشيخ رضي الله عنه بأني قد أحللتك وجميع من عاداني وهو لا يعلم أني على الحق. وقال ما معناه إني قد أحللت السلطان الملك الناصر من حبسه إياي لكونه فعل ذلك مقلدا غيره معذورا ولم يفعله لحظ نفسه بل لما بلغه مما ظنه حقا من مبلغة والله يعلم انه بخلافه. وقد أحللت كل واحد مما كان بيني وبينه إلا من كان عدوا لله ورسوله.
قالوا ثم إن الشيخ رضي الله عنه بقي إلى ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة الحرام وتوفي إلى رحمة الله تعالى ورضوانه في بكرة ذلك اليوم وذلك من سنة ثمان وعشرين وسبع مئة وهو على حاله مجاهدا في ذات الله تعالى صابرا محتسبا لم يجبن ولم يهلع ولم يضعف ولم يتتعتع بل كان رضي الله عنه إلى حين وفاته مشتغلا بالله عن جميع ما سواه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/3)
قالوا فما هو إلا أن سمع الناس بموته فلم يبق في دمشق من يستطيع المجئ للصلاة عليه وأرادة إلا حضر لذلك وتفرغ له حتى غلقت الأسواق بدمشق وعطلت معايشها حينئذ وحصل للناس بمصابه أمر شغلهم عن غالب أمورهم وأسبابهم وخرج الأمراء والرؤساء والعلماء والفقهاء والأتراك والأجناد والرجال والنساء والصبيان من الخواص والعوام.
قالوا ولم يتخلف أحد من غالب الناس فيما اعلم إلا ثلاثة انفس كانوا قد اشتهروا بمعاندته فاختفوا من الناس خوفا على أنفسهم بحيث غلب على ظنهم انهم متى خرجوا رجمهم الناس فاهلكوهم.
فغسل رضي الله عنه وكفن.
قالوا وازدحم من حضر غسله من الخاصة والعامة على الماء المنفصل عن غسله حتى حصل لكل واحد منهم شيء قليل.
ثم أخرجت جنازته فما هو إلا أن رآها الناس فأكبوا عليها من كل جانب كلا منهم يقصد التبرك بها حتى خشي على النعش أن يحطم قبل وصوله إلى إلى القبر فأحدق بها الأمراء والأجناد واجتمع الأتراك فمنعوا الناس من الزحام عليها خشية من سقوطها وعليهم من اختناق بعضهم وجعلوا يردونهم عن الجنازة بكل ما يمكنهم وهم لا يزدادون إلا إزدحاما وكثرة حتى أدخلت جامع بني أمية المحروس ظنا منهم أنه يسع الناس فبقي كثير من الناس خارج الجامع وصلي عليه رضي الله عنه في الجامع ثم حمل على أيدي الكبراء والأشراف ومن حصل له ذلك من جميع الناس إلى ظاهر دمشق ووضع بأرض فسحة متسعة الأطراف وصلى عليه الناس.
قال أحدهم وكنت أنا قد صليت عليه في الجامع وكان لي مستشرف على المكان الذي صلى فيه عليه بظاهر دمشق فأحببت أن أنظر إلى الناس وكثرتهم فأشرفت عليهم حال الصلاة وجعلت انظر يمينا وشمالا ولا أرى أواخرهم بل رأيت الناس قد طبقوا تلك الأرض كلها.
واتفق جماعة من حضر حينئذ وشاهد الناس والمصلين عليه على انهم يزيدون على خمسمائة ألف. وقال العارفون بالنقل والتاريخ لم يسمع بجنازة بمثل هذا الجمع إلا جنازة الامام احمد بن حنبل رضي الله عنه.
ثم حمل بعد ذلك إلى قبره فوضع وقد جاء الكاتب شمس الدين الوزير ولم يكن حاضرا قبل ذلك فصلى عليه أيضا ومن معه من الأمراء والكبراء ومن شاء الله من الناس.
ولم ير لجنازة أحد ما رئي لجنازته من الوقار والهيبة والعظمة والجلالة وتعظيم الناس لها وتوقيرهم إياها وتفخيمهم أمر صاحبها وثنائهم عليه بما كان عليه من العلم والعمل والزهادة والعبادة والإعراض عن الدنيا والاشتغال بالآخرة والفقر والإيثار والكرم والمروءة والصبر والثبات والشجاعة والفراسة والإقدام والصدع بالحق والإغلاظ على أعداء الله وأعداء رسوله والمنحرفين عن دينه والنصر لله ولرسوله ولدينه ولأهله والتواضع لأولياء الله والتذلل لهم والإكرام والإعزاز والاحترام لجنابهم وعدم الاكتراث بالدنيا وزخرفها ونعيمها ولذاتها وشدة الرغبة في الآخر والمواظبة على طلبها حتى لتسمع ذلك ونحوه من الرجال والنساء والصبيان، وكل منهم يثنى عليه بما يعلمه من ذلك.
ودفن في ذلك اليوم رضي الله عنه أعاد علينا من بركاته.
ثم جعل الناس يتناوبون قبره للصلاة عليه من القرى والأطراف والأماكن والبلاد مشاة وركبانا.
وما وصل خبر موته إلى بلد فيما نعلم إلا وصلي عليه في جميع جوامعه ومجامعه خصوصا ارض مصر والشام والعراق وتبريز والبصرة وقراها وغيرها.
وختمت له الختمات الكثيرة في الليالي والأيام في أماكن كثيرة لم يضبط عددها خصوصا بدمشق المحروسة ومصر والعراق وتبريز والبصرة وغيرها حتى جعل كثير من الناس القراءة له ديدنا لهم أديرت الربعة الشريفة على الناس لقراءة القران المجيد وإهدائه له وظيفة معتادة
وقد رثاه كثير من الفضلاء بقصائد متعددة ولا يسع هذا المختصر ذكرها
وذلك لما وجب للشيخ رضي الله عنه عليهم من الحق في إرشادهم إلى الحق والمنهج المستقيم بالأدلة الواضحة الجلية النقلية والعقلية خصوصا في أصول الدين فإن الله انعم على الناس في هذا الزمان الذي قد ظهرت فيه البدع فأميتت السنن وصار أغلب أهله ممرجين في البدع والحرام من حيث لا يشعرون ومن حيث لا يعلمون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/4)
ومن الله عليهم بما وفقه له من إيضاح أصول الدين وتبيين الحق المحض والاعتقاد العدل وإفراده عن غيره من البدع والضلالات بأمور لم يسبق إلى مثلها وإظهارها على لسانه بما أورده من ذلك في مؤلفاته ومصنفاته وقواعده المطابقة للحق وتقريراته وما أبرزه من الحجج والبراهين الظاهرة الموافقة للمعقول والمنقول مما لم يتمكن أحد من المتكلمين والمناظرين الإتيان بمثله وما أظهره وأورده من كثرة الدلائل العقلية بعد النقلية حتى قطع به جميع المبتدعين وكشف به عوار حجج الشاكين المشككين
نسخه: محمد بن عبد الله الشحي 1420 هجرية.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
رجوع
ـ[أبو معتصم الأندلسى]ــــــــ[01 - 09 - 07, 04:01 ص]ـ
كتاب مناقب ابن تيميه للحافظ عمر بن علي البزار
--------------------------------------------------------------------------------
الفهرس
الفصل الأول في ذكر منشأه وعمره ومدة عمره رضى الله عنه وأرضاه
الفصل الثاني في غزارة علومه ومؤلفاته ومصنفاته وسعة نقله في فتاويه ودروسه البديهية ومنصوصاته
الفصل الثالث في ذكر معرفته بأنواع أجناس المذكور والمقول والمنقول والمتصور والمفهوم والمعقول
الفصل الرابع في ذكر تعبده
الفصل الخامس في ذكر بعض ورعه
الفصل السادس في ذكر بعض زهده وتجرده وتقاعده عن الدنيا وتبعده
الفصل السابع في إيثاره مع فقره وتواضعه
الفصل الثامن في هيئته ولباسه
الفصل التاسع في ذكر بعض كراماته وفراسته
الفصل العاشر في ذكر كرمه رضي الله عنه
الفصل الحادي عشر في ذكر قوة قلبه وشجاعته
الفصل الثاني عشر من ذكر قوته في مرضاة الله وصبره على الشدائد
الفصل الثالث عشر في أن الله جعله حجة في عصره ومعيارا للحق والباطل ومريد الاجل وغير مؤثر العاجل
الفصل الرابع عشر في ذكر وفاته وكثرة من صلى عليه وشيعه
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الأول في ذكر منشأه وعمره ومدة عمره رضى الله عنه وأرضاه
أما مولده فكان كما اخبرني به غير واحد من الحفاظ انه ولد في حران في عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وست مئة وبقي بها إلى أن بلغ سبع سنين ثم انتقل به والده رحمه الله إلى دمشق المحروسة فنشأ بها أتم إنشاء وأزكاه وأنبته الله احسن النبات وأوفاه وكانت مخايل النجابة عليه في صغره لائحة ودلائل العناية فيه واضحة اخبرني من أثق به عن من حدثه أن الشيخ رضي الله عنه في حال صغره كان إذا أراد المضي إلى المكتب يعترضه يهودي كان منزله بطريقه بمسائل يسأله عنها لما كان يلوح عليه من الذكاء والفطنة وكان يجيبه عنها سريعا حتى تعجب منه ثم انه صار كلما اجتاز به يخبره بأشياء مما يدل على بطلان ما هو عليه فلم يلبث أن اسلم وحسن إسلامه وكان ذلك ببركة الشيخ على صغر سنه.
ولم يزل منذ أبان صغره مستغرق الأوقات في الجهد والاجتهاد وختم القران صغيرا ثم اشتغل بحفظ الحديث والفقه والعربية حتى برع في ذلك مع ملازمة مجالس الذكر وسماع الأحاديث.
والآثار ولقد سمع غير كتاب على غير شيخ من ذوي الروايات الصحيحة العالية أما دواوين الإسلام الكبار ك مسند احمد وصحيح البخاري ومسلم وجامع الترمذي وسنن أبي داود السجستاني والنسائي وابن ماجة والدارقطني فإنه رحمه الله ورضي عنهم وعنه فإنه سمع كل واحد منها عدة مرات وأول كتاب حفظه في الحديث الجمع بين الصحيحين للإمام الحميدي وقل كتاب من فنون العلم إلا وقف عليه وكان الله قد خصه بسرعة الحفظ وإبطاء النسيان لم يكن يقف على شيء أو يستمع لشيء غالبا إلا ويبقى على خاطره أما بلفظه أو معناه وكان العلم كأنه قد اختلط بلحمه ودمه وسائره فإنه لم يكن له مستعارا بل كان له شعارا ودثارا لم يزل آباؤه أهل الدراية التامة والنقد والقدم الراسخة في الفضل لكن جمع الله له ما خرق بمثله العادة ووفقه في جميع أمره لإعلام السعادة وجعل مآثره لإمامته من اكبر شهادة حتى اتفق كل ذي عقل سليم انه ممن عني نبينا بقوله أن الله يبعث على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها فلقد أحيا الله به ما كان قد درس من شرائع الدين وجعله حجة على أهل عصره أجمعين والحمد لله رب العالمين.
الفهرس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/5)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثاني في غزارة علومه ومؤلفاته ومصنفاته وسعة نقله في فتاويه ودروسه البديهية ومنصوصاته
أما غزارة علومه فمنها ذكر معرفته بعلوم القرآن المجيد واستنباطه لدقائقه ونقله لأقوال العلماء في تفسيره واستشهاده بدلائله وما أودعه الله تعالى فيه من عجائبه وفنون حكمه وغرائب نوادره وباهر فصاحته وظاهر ملاحته فإنه فيه من الغاية التي ينتهي إليها والنهاية التي يعول عليها.
ولقد كان إذا قريء في مجلسه آيات من القرآن العظيم يشرع في تفسيرها فينقضي المجلس بجملته والدرس برمته وهو في تفسير بعض آية منها وكان مجلسه في وقت مقدر بقدر ربع النهار يفعل ذلك بديهة من غير أن يكون له قارئ معين يقرأ له شيئا معينا يبيته ليستعد لتفسيره بل كان من حضر يقرأ ما تيسر ويأخذ هو في القول على تفسيره وكان غالبا لا يقطع إلا ويفهم السامعون أنه لولا مضي الزمن المعتاد لأورد أشياء أخر في معنى ما هو فيه من التفسير لكن يقطع نظرا في مصالح الحاضرين ولقد أملى في تفسير (قل هو الله أحد) مجلدا كبيرا، وقوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) نحو خمس وثلاثين كراسة ولقد بلغني انه شرع في جمع تفسير لو أتمه لبلغ خمسين مجلدا.
أما معرفته وبصره بسنة رسول الله وأقواله وأفعاله وقضاياه ووقائعه وغزواته وسراياه وبعوثه وما خصه الله تعالى من كراماته ومعجزاته ومعرفته بصحيح المنقول عنه وسقيمه وبقية المنقول عن الصحابة رضي الله عنهم في أقوالهم وأفعالهم وقضاياهم وفتاويهم وأحوالهم وأحوال مجاهداتهم في دين الله وما خصوا به من بين الأمة فإنه كان رضي الله عنه من أضبط الناس لذلك وأعرفهم فيه وأسرعهم استحضارا لما يريده منه فإنه قل أن ذكر حديثا في مصنف أو فتوى أو استشهد به أو استدل به إلا وعزاه في أي دواوين الإسلام هو ومن أي قسم من الصحيح أو الحسن أو غيرهما وذكر اسم رواية من الصحابة وقل أن يسأل عن اثر إلا وبين في الحال حاله وحال أمره وذاكره
ومن أعجب الأشياء في ذلك أنه في محنته الأولى بمصر لما أخذ وسجن وحيل بينه وبين كتبه صنف عدة كتب صغارا وكبارا وذكر فيها ما احتاج إلى ذكره من الأحاديث والآثار وأقوال العلماء وأسماء المحدثين والمؤلفين ومؤلفاتهم وعزا كل شئ من ذلك إلى ناقليه وقائليه بأسمائهم وذكر أسماء الكتب التي ذكر فيها وأي موضع هو منها كل ذلك بديهة من حفظه لأنه لم يكن عنده حينئذ كتاب يطالعه ونقبت واختبرت واعتبرت فلم يوجد فيها بحمد الله خلل ولا تغير ومن جملتها كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول وهذا من الفضل الذي خصه الله تعالى به
ومنها ما منحه الله تعالى من معرفة اختلاف العلماء ونصوصهم وكثرة أقوالهم واجتهادهم في المسائل وما روي عن كل منهم من راجح ومرجوح ومقبول ومردود في كل زمان ومكان وبصره الصحيح الثاقب الصائب للحق مما قالوه ونقلوه وعزوه ذلك إلى الأماكن التي بها أودعوه حتى كان إذا سئل عن شئ من ذلك كأن جميع المنقول عن الرسول وأصحابه والعلماء فيه من الأولين والآخرين متصور مسطور بإزائه يقول منه ما شاء الله ويذر ما يشاء وهذا قد اتفق عليه كل من رآه أو وقف على شئ من علمه ممن لا يغطي عقله الجهل والهوى
وأما مؤلفاته ومصنفاته فإنها اكثر من أن أقدر على إحصائها أو يحضرني جملة أسمائها بل هذا لا يقدر عليه غالبا أحد لأنها كثيرة جدا كبارا وصغارا وهي منشورة في البلدان فقل بلد نزلته إلا ورأيت فيه من تصانيفه.
فمنها ما يبلغ إثني عشر مجلدا ك تلخيص التلبيس على أساس التقديس وغيره
ومنها ما يبلغ سبع مجلدات ك الجمع بين العقل والنقل ومنها ما يبلغ خمس مجلدات ومنها منهاج الاستقامة والاعتدال ونحوه ومنها ما يبلغ ثلاث مجلدات ك الرد على النصارى وشبهه ومنها مجلدان ك نكاح المحلل وإبطال الحيل وشرح العقيدة الأصبهانية ومنها مجلد ودون ذلك وهذان القسمان من مؤلفاته فهي كثيرة جدا لا يمكنني استقصاؤها لكن اذكر بعضها إستئناسا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/6)
كتاب تفسير سورة الإخلاص مجلد، كتاب الكلام على قوله عز وجل الرحمن على العرش استوى، كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول مجلد، كتاب الفرقان المبين بين الطلاق واليمين، كتاب الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، كتاب الكلم الطيب، كتاب إثبات الكمال، كتاب الرد على تأسيس التقديس، كتاب الجمع بين العقل والنقل، كتاب نقض أقوال المبتدعين، كتاب الرد على النصارى، كتاب منهاج الاستقامة، كتاب إبطال الحيل ونكاح المحلل، كتاب شرح العقيدة الأصبهانية، كتاب الفتاوي، كتاب الدر الملتقط، كتاب أحكام الطلاق، كتاب الرسالة، كتاب اعتقاد الفرقة الناجية، كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام، كتاب تقرير مسائل التوحيد، كتاب الاستغاثة والتوسل، كتاب المسائل الحموية، كتاب المسائل الجزرية، كتاب المسائل المفردة،
ولا يليق هذا المختصر بأكثر من هذا القدر من مؤلفاته وإلا فيمكن تعداد ما ينيف على المأتين لكن لم نر الإطالة بذكره
وأما فتاويه ونصوصه وأجوبته على المسائل فهي اكثر من أن اقدر على إحصائها لكن دون بمصر منها على أبواب الفقه سبعة عشر مجلدا وهذا ظاهر مشهور وجمع أصحابه اكثر من أربعين ألف مسألة وقل أن وقعت واقعة وسئل عنها إلا وأجاب فيها بديهة بما بهر واشتهر وصار ذلك الجواب كالمصنف الذي يحتاج فيه غيره إلى زمن طويل ومطالعة كتب وقد لا يقدر مع ذلك على إبراز مثله
أخبرني الشيخ الصالح تاج الدين محمد المعروف بابن الدوري انه حضر مجلس الشيخ رضى الله عنه وقد سأله يهودي عن مسألة في القدر قد نظمها شعرا في ثمانية أبيات فلما وقف عليها فكر لحظة يسيرة وانشأ يكتب جوابها وجعل يكتب ونحن نظن انه يكتب نثرا فلما فرغ تأمله من حضر من أصحابه وإذا هو نظم في بحر أبيات السؤال وقافيتها تقرب من مائة وأربعة وثمانين بيتا وقد ابرز فيها من العلوم ما لو شرح بشرح لجاء شرحه مجلدين كبيرين هذا من جملة بواهره وكم من جواب فتوى لم يسبق إلى مثله
وأما ذكر دروسه فقد كنت في حال إقامتي بدمشق لا أفوتها وكان لا يهييء شيئا من العلم ليلقيه ويورده بل يجلس بعد أن يصلي ركعتين فيحمد الله ويثني عليه ويصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم على صفة مستحسنة مستعذبة لم اسمعها من غيره ثم يشرع فيفتح الله عليه إيراد علوم وغوامض ولطائف ودقائق وفنون ونقول واستدلالات بآيات وأحاديث وأقوال العلماء ونصر بعضها وتبين صحته أو تزييف بعضها وإيضاح حجته واستشهاد بأشعار العرب وربما ذكر اسم ناظمها وهو مع ذلك يجري كما يجري السيل ويفيض كما يفيض البحر ويصير منذ يتكلم إلى أن يفرغ كالغائب عن الحاضرين مغمضا عينيه وذلك كله مع عدم فكر فيه أو روية من غير تعجرف ولا توقف ولا لحن بل فيض الهي حتى يبهر كل سامع وناظر فلا يزال كذلك إلى أن يصمت وكنت أراه حينئذ كأنه قد صار بحضرة من يشغله عن غيره ويقع عليه إذ ذاك من المهابة ما يرعد القلوب ويحير الأبصار والعقول وكان لا يذكر رسول الله قط إلا ويصلي ويسلم عليه ولا والله ما رأيت أحدا اشد تعظيما لرسول الله ولا احرص على أتباعه ونصر ما جاء به منه حتى إذا كان ورد شيئا من حديثه في مسألة ويرى انه لم ينسخه شيء غيره من حديثه يعمل به ويقضي ويفتي بمقتضاه ولا يلتفت إلى قول غيره من المخلوقين كائنا من كان وقال رضي الله عنه كل قائل إنما يحتج لقوله لا به ألا الله ورسوله
وكان إذا فرغ من درسه يفتح عينيه ويقبل على الناس بوجه طلق بشيش وخلق دمث كأنه قد لقيهم حينئذ وربما اعتذر إلى بعضهم من التقصير في المقال مع ذلك الحال ولقد كان درسه الذي يورده حينئذ قدر عدة كراريس وهذا الذي ذكرته من أحوال درسه أمر مشهور يوافقني عليه كل حاضر بها وهم بحمد الله خلق كثير لم يحصر عددهم علماء ورؤساء وفضلاء من القراء والمحدثين والفقهاء والأدباء وغيرهم من عوام المسلمين.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثالث في ذكر معرفته بأنواع أجناس المذكور والمقول والمنقول والمتصور والمفهوم والمعقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/7)
أما معرفته بصحيح المنقول وسقيمه فإنه في ذلك من الجبال التي لا ترتقي ذروتها ولا ينال سنامها قل أن ذكر له قول إلا وقد أحاط علمه بمبتكره وذاكره وناقله واثره أو راو إلا وقد عرف حاله من جرح وتعديل بإجمال وتفصيل
حكى من يوثق بنقله انه كان يوما بمجلس ومحدث يقرأ عليه بعض الكتب الحديثية وكان سريع القراءة فعارضه الشيخ في اسم رجل في سند الحديث قد ذكره القاريء بسرعة فذكر الشيخ أن اسمه فلان بخلاف ما قرأ فاعتبروه فوجدوه كما قال الشيخ فانظر إلى هذا الإدراك السريع والتنبيه الدقيق العجيب ولا يقدر على مثله إلا من اشتدت معرفته وقوي ضبطه.
وأما ما وهبه الله تعالى ومنحه به من استنباط المعاني من الألفاظ النبوية والأخبار المروية وإبراز الدلائل منها على المسائل وتبين مفهوم اللفظ ومنطوقه وإيضاح المخصص للعام والمقيد للمطلق.
والناسخ للمنسوخ وتبيين ضوابطها ولوازمها وملزوماتها وما يترتب عليها وما يحتاج فيه إليها، حتى كان إذا ذكر آية أو حديثا وبين معانيه وما أريد به اعجب العالم الفطن من حسن استنباطه ويدهشه ما سمعه أو وقف عليه منه
ولقد سئل يوما عن الحديث لعن الله المحلل والمحلل له فلم يزل يورد فيه وعليه حتى بلغ كلامه فيه مجلدا كبيرا.
وقل إن كان يذكر له حديث أو حكم فيشاء أن يتكلم عليه يومه اجمع إلا فعل أو يقرأ بحضرته آية من كتاب الله تعالى ويشرع في تفسيرها إلا وقطع المجلس كله فيها.
وأما ما خصه الله تعالى به من معارضة أهل البدع في بدعتهم أهل الأهواء في أهوائهم وما ألفه في ذلك من دحض أقوالهم وتزييف أمثالهم وإشكالهم وإظهار عوارهم وانتحالهم وتبديد شملهم وقطع أوصالهم وأجوبته عن شبههم الشيطانية ومعارضتهم النفسانية للشريعة الحنيفية المحمدية بما منحه الله تعالى به من البصائر الرحمانية والدلائل النقلية والتوضيحات العقلية حتى ينكشف قناع الحق وبان بما جمعه في ذلك ألفه الكذب من الصدق حتى لو أن أصحابها أحياء ووفقوا لغير الشقاء لأذعنوا له بالتصديق ودخلوا في الدين العتيق.
ولقد وجب على كل من وقف عليها وفهم ما لديها أن يحمد الله تعالى على حسن توفيقه هذا الإمام لنصر الحق بالبراهين الواضحة العظام.
حدثني غير واحد من العلماء الفضلاء النبلاء الممعنين بالخوض في أقاويل المتكلمين لإصابة الثواب وتمييز القشر من اللباب أن كلا منهم لم يزل حائرا في تجاذب أقوال الأصوليين ومعقولاتهم وانه لم يستقر في قلبه منها قول ولم يبن له من مضمونها حق بل رآها كلها موقعة في الحيرة والتضليل وجلها ممعن بتكلف الأدلة والتعليل وانه كان خائفا على نفسه من الوقوع بسببها في التشكيك والتعطيل حتى من الله تعالى عليه بمطالعته مؤلفات هذا الإمام احمد ابن تيمية شيخ الإسلام وما أورده من النقليات والعقليات في هذا النظام فما هو إلا أن وقف عليها وفهمها فرآها موافقة للعقل السليم وعلمها حتى انجلى ما كان قد غشيه من أقوال المتكلمين من الظلام وزال عنه ما خاف أن يقع فيه من الشك وظفر بالمرام.
ومن أراد اختبار صحة ما قلته فليقف بعين الإنصاف العرية عن الحسد والانحراف إن شاء على مختصراته في هذا الشأن كشرح الأصبهانية ونحوها وان شاء على مطولاته ك تخليص التلبيس من تأسيس التقديس والموافقة بين العقل والنقل ومنهاج الاستقامة والاعتدال فإنه والله يظفر بالحق والبيان ويستمسك بأوضح برهان ويزن حينئذ في ذلك بأصح ميزان.
ولقد اكثر رضي الله عنه التصنيف في الأصول فضلا عن غيره من بقية العلوم فسألته عن سبب ذلك والتمست منه تأليف نص في الفقه يجمع اختياراته وترجيحاته ليكون عمدة في الإفتاء فقال لي ما معناه الفروع أمرها قريب ومن قلد المسلم فيها أحد العلماء المقلدين جاز له العمل بقوله ما لم يتيقن خطأه وأما الأصول فإني رأيت أهل البدع والضلالات والأهواء كالمتفلسفة والباطنية والملاحدة والقائلين بوحدة الوجود والدهرية والقدرية والنصيرية والجهمية والحلولية والمعطلة والمجسمة والمشبهة والراوندية والكلابية والسليمية وغيرهم من أهل البدع قد تجاذبوا فيها بأزمة الضلال وبان لي أن كثيرا منهم إنما قصد إبطال الشريعة المقدسة المحمدية الظاهرة العلية على كل دين وان جمهورهم أوقع الناس في التشكيك في أصول دينهم ولهذا قل أن سمعت أو رأيت معرضا عن الكتاب والسنة مقبلا على مقالاتهم إلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/8)
وقد تزندق أو صار على غير يقين في دينه واعتقاده.
فلما رأيت الأمر على ذلك بان لي انه يجب على كل من يقدر على دفع شبههم وأباطيلهم وقطع حجتهم وأضاليلهم أن يبذل جهده ليكشف رذائلهم ويزيف دلائلهم ذبا عن الملة الحنيفية والسنة الصحيحة الجلية.
ولا والله ما رأيت فيهم أحدا ممن صنف في هذا الشأن وادعى علوم المقام إلا وقد ساعد بمضمون كلامه في هدم قواعد دين الإسلام، وسبب ذلك إعراضه عن الحق الواضح المبين وعن ما جاءت به الرسل الكرام عن رب العالمين واتباعه طرق الفلسفة في الاصطلاحات التي سموها بزعمهم حكميات وعقليات وإنما هي جهالات وضلالات وكونه التزمها معرضا عن غيرها أصلا ورأسا فغلبت عليه حتى غطت على عقله السليم فتخبط حتى خبط فيها عشوا ولم يفرق بين الحق والباطل وإلا فالله اعظم لطفا بعباده أن لا يجعل لهم عقلا يقبل الحق ويثبته ويبطل الباطل وينفيه لكن عدم التوفيق وغلبة الهوى أوقع من أوقع في الضلال وقد جعل الله تعالى العقل السليم من الشوائب ميزانا يزن به العبد الواردات فيفرق به بين ما هو من قبيل الحق
وما هو من قبيل الباطل ولم يبعث الله الرسل إلا إلى ذوي العقل ولم يقع التكليف إلا مع وجوده فكيف يقال انه مخالف لبعض ما جاءت به الرسل الكرام عن الله تعالى هذا باطل قطعا يشهد له كل عقل سليم لكن ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور
قال الشيخ الإمام قدس الله روحه فهذا ونحوه هو الذي أوجب أنى صرفت جل همي إلى الأصول والزمني إن أوردت مقالاتهم وأجبت عنها بما انعم الله تعالى به من الأجوبة النقلية والعقلية.
قلت وقد أبان بحمد الله تعالى فيما ألف فيها لكل بصير الحق من الباطل وإعانة بتوفيقه حتى رد عليهم بدعهم وآراءهم وخدعهم وأهواءهم مع الدلائل النقلية بالطريقة العقلية حتى يجيب عن كل شبهة من شبههم بعدة أجوبة جلية واضحة يعقلها كل ذي عقل صحيح ويشهد لصحتها كل عاقل رجيح.
فالحمد لله الذي من علينا برؤيته وصحبته فلقد جعله الله حجة على أهل هذا العصر المعرض غالب أهله عن قليله وكثيره لاشتغالهم بفاني الدنيا عما يحصل به باقي الآخرة فلا حول ولا قوة إلا بالله.
لكن الله ذو القوة المتين ضمن حفظ هذا الدين إلى يوم الدين واظهره على كل دين فالحمد لله رب العالمين.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الرابع في ذكر تعبده
أما تعبده رضي الله عنه فإنه قل إن سمع بمثله لأنه كان قد قطع جل وقته وزمانه فيه حتى انه لم يجعل لنفسه شاغلة تشغله عن الله تعالى ما يراد له لا من أهل ولا من مال
وكان في ليله متفردا عن الناس كلهم خاليا بربه عز وجل ضارعا مواظبا على تلاوة القرآن العظيم مكررا لأنواع التعبدات الليلية والنهارية وكان إذا ذهب الليل وحضر مع الناس بدأ بصلاة الفجر يأتي بسنتها قبل إتيانه إليهم وكان إذا احرم بالصلاة تكاد تتخلع القلوب لهيبة إتيانه بتكبيرة الإحرام فإذا دخل في الصلاة ترتعد أعضاؤه حتى يميله يمنة ويسرة وكان إذا قرأ يمد قراءته مدا كما صح في قراءة رسول الله وكان ركوعه وسجوده وانتصابه عنهما من اكمل ما ورد في صلاة الفرض وكان يخفف جلوسه للتشهد الأول خفة شديدة ويجهر بالتسليمة الأولى حتى يسمع كل من حضر. فإذا فرغ من الصلاة أثنى على الله عز وجل هو ومن حضر بما ورد من قوله اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ثم يقبل على الجماعة ثم يأتي بالتهليلات الواردات حينئذ ثم يسبح الله ويحمده ويكبره ثلاثا وثلاثين ويختم المائة بالتهليل كما ورد وكذا الجماعة ثم يدعو الله تعالى له ولهم وللمسلمين أجناس ما ورد.
وكان غالب دعائه: "اللهم انصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين لك أواهين لك مخبتين إليك راغبين إليك راهبين لك مطاويع ربنا تقبل توباتنا واغسل حوباتنا وثبت حججنا واهد قلوبنا اسلل سخيمة صدورنا، يفتتحه ويختمه بالصلاة على النبي ثم يشرع في الذكر".
وكان قد عرفت عادته لا يكلمه أحد بغير ضرورة بعد صلاة الفجر فلا يزال في الذكر يسمع نفسه وربما يسمع ذكره من إلى جانبه مع كونه في خلال ذلك يكثر من تقليب بصره نحو السماء هكذا دأبه حتى ترتفع الشمس ويزول وقت النهي عن الصلاة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/9)
وكنت مدة إقامتي بدمشق ملازمه جل النهار وكثيرا من الليل وكان يدنيني منه حتى يجلسني إلى جانبه وكنت اسمع ما يتلو وما يذكر حينئذ فرأيته يقرأ الفاتحة ويكررها ويقطع ذلك الوقت كله اعني من الفجر إلى ارتفاع الشمس في تكرير تلاوتها
ففكرت في ذلك لم قد لزم هذه السورة دون غيرها فبان لي والله اعلم ان قصده بذلك ان يجمع بتلاوتها حينئذ بين ما ورد في الأحاديث وما ذكره العلماء هل يستحب حينئذ تقديم الأذكار الواردة على تلاوة القرآن أو العكس فرأى رضي الله عنه ان في الفاتحة وتكرارها حينئذ جمعا بين القولين وتحصيلا للفضيلتين وهذا من قوة فطنته وثاقب بصيرته.
ثم انه كان يركع، فإذا أراد سماع حديث في مكان آخر سارع إليه من فوره مع من يصحبه.
فقل أن يراه أحد ممن له بصيرة إلا وانكب على يديه يقبلهما حتى انه كان إذا رأه أرباب المعايش يتخطون من حوانيتهم للسلام عليه والتبرك به وهو مع هذا يعطي كلا منهم نصيبا وافرا من السلام وغيره
وإذا رأى منكرا في طريقه أزاله أو سمع بجنازة سارع إلى الصلاة عليها أو تأسف على فواتها وربما ذهب إلى قبر صاحبها بعد فراغه من سماع الحديث فصلي عليه. ثم يعود إلى مسجده فلا يزال تارة في إفتاء الناس وتارة في قضاء حوائجهم حتى يصلي الظهر مع الجماعة ثم كذلك بقية يومه.
وكان مجلسه عاما للكبير والصغير والجليل والحقير والحر والعبد والذكر والأنثى قد وسع على كل من يرد عليه من الناس يرى كل منهم في نفسه ان لم يكرم أحدا بقدره
ثم يصلي المغرب ثم يتطوع بما يسره الله ثم اقرأ عليه من مؤلفاته أو غيري فيفيدنا بالطرائف ويمدنا باللطائف حتى يصلي العشاء ثم بعدها كما كنا وكان من الإقبال على العلوم إلى أن يذهب هوي من الليل طويل وهو في خلال ذلك كله في النهار والليل لا يزال يذكر الله تعالى ويوحده ويستغفره.
وكان رضي الله عنه كثيرا ما يرفع طرفه إلى السماء لا يكاد يفتر من ذلك كأنه يرى شيئا يثبته بنظره فكان هذا دابة مدة إقامتي بحضرته.
فسبحان الله ما اقصر ما كانت يا ليتها كانت طالت ولا والله ما مر على عمري إلى ألان زمان كان احب إلى من ذلك الحين ولا رأيتني في وقت احسن حالا مني حينئذ وما كان إلا ببركة الشيخ رضي الله عنه.
وكان في كل أسبوع يعود المرضى خصوصا الذين بالمارستان
واخبرني غير واحد ممن لا يشك في عدالته أن جميع زمن الشيخ ينقضي على ما رأيته فأي عبادة وجهاد افضل من ذلك فسبحان الموفق من يشاء لما يشاء.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الخامس في ذكر بعض ورعه
كان رضي الله عنه في الغاية التي ينتهي إليها في الورع لان الله تعالى أجراه مدة عمره كلها عليه فإنه ما خالط الناس في بيع ولا شراء ولا معاملة ولا تجارة ولا مشاركة ولا زراعة ولا عمارة ولا كان ناظرا مباشرا لمال وقف ولم يكن يقبل جراية ولا صلة لنفسه من سلطان ولا أمير ولا تاجر ولا كان مدخرا دينارا ولا درهما ولا متاعا ولا طعاما وإنما كانت بضاعته مدة حياته وميراثه بعد وفاته رضى الله عنه العلم اقتداء بسيد المرسلين وخاتم النبيين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين فإنه قال: "إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد اخذ بحظ وافر."
وكان ينبه العاقل بحسن الملاطفة ودقيق المخاطبة ليختار لنفسه طريقتهم ويسلك سبيلهم وإن كان دونها من الطريق من اتخاذ المباحان جائز لكن العاقل يدله عقله على طلب الأعلى.
فأنظر بعين الإنصاف إلى ما وفق له هذا الإمام وأجرى عليه ما أقعد عنه غيره وخذل عن طلبه لكن لكل شئ سبب وعلامة عدم التوفيق سلب الأسباب ومن أعظم الأسباب لترك فضول الدنيا التخلي عن غير الضروري منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/10)
فلما وفق الله هذا الإمام لرفض غير الضروري منها انصبت عليه العواطف الإلهية فحصل بها كل فضيلة جليلة بخلاف غيره من علماء الدنيا مختاريها وطالبيها والساعين لتحصيلها فانهم لما اختاروا ملاذها وزينتها ورئاستها انسدت عليهم غالبا طرق الرشاد فوقعوا في شركها يخبطون خبط عشواء ويحطبونها كحاطب ليل لا يبالون ما يأكلون ولا ما يلبسون ولا ما يتأولون ما يحصل لهم أغراضهم الدنيئة ومقاصدهم الخبيثة الخسيسة فهم متعاضدون على طلبها يتحاسدون بسببها أجسامهم مليئة وقلوبهم من غيرها فارغة وظواهرهم مزخرفة معمورة وقلوبهم خربة مأسورة، ولم يكفهم ما هم عليه حتى اصبحوا قالين رافضها معادين باغضها.
ولما رأوا هذا الإمام عالم الآخرة تاركا لما هم عليه من تحصيل الحطام من الشبه الحرام رافضا الفضل المباح فضلا عن الحرام تحققوا أن أحواله تفضح أحوالهم وتوضح خفي أفعالهم وأخذتهم الغيرة النفسانية على صفاتهم الشيطانية المباينة لصفاته الروحانية.
فحرصوا على الفتك به أين ما وجدوه ونسوا انهم ثعالب وهو أسد فحماه الله تعالى منهم بحراسته وصنع له غير مرة كما صنع لخاصته وحفظه مدة حياته وحماه ونشر له عند وفاته علما في الأقطار بما والاه.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل السادس في ذكر بعض زهده وتجرده وتقاعده عن الدنيا وتبعده
أما زهده في الدنيا ومتاعها فإن الله تعالى جعل ذلك له شعارا من صغره حدثني من أثق به عن شيخه الذي علمه القرآن المجيد قال: قال لي أبوه وهو صبي يعني الشيخ احب إليك أن توصيه وتعده بأنك إن لم تنقطع عن القراءة والتلقين ادفع إليك كل شهر أربعين درهما. قال: ودفع إلي أربعين درهما، وقال أعطه إياها فإنه صغير وربما يفرح بها فيزداد حرصه في الاشتغال بحفظ القرآن ودرسه وقل له لك في كل شهر مثلها. فامتنع من قبولها وقال: يا سيدي إني عاهدت الله تعالى أن لا آخذ على القرآن أجرا، ولم يأخذها. فرأيت إن هذا لا يقع من صبي إلا لما لله فيه من العناية.
قلت: وصدق شيخه فإن عناية الله هي التي أوصلته إلى ما وصل من كل خير من صغيره لا من كبر.
ولقد اتفق كل من رآه خصوصا من أطال ملازمته أنه ما رأى مثله في الزهد في الدنيا حتى لقد صار ذلك مشهورا بحيث قد استقر في قلب القريب والبعيد من كل من سمع بصفاته على وجهها بل لو سئل عامي من أهل بلد بعيد من الشيخ من كان أزهد أهل هذا العصر وأكملهم في رفض فضول الدنيا وأحرصهم على طلب الآخرة لقال ما سمعت بمثل ابن تيمية رحمة الله عليه
وما اشتهر له ذلك إلا لمبالغته فيه مع تصحيح النية وإلا فمن رأينا من العلماء قنع من الدنيا بمثل ما قنع هو منها أو رضي بمثل حالته التي كان عليها لم يسمع انه رغب في زوجة حسناء ولا سرية حوراء ولا دار قوراء ولا مماليك جوار ولا بساتين ولا عقار ولا شد على دينار ولا درهم ولا رغب في دواب ولا نعم ولا ثياب ناعمة فاخرة ولا حشم ولا زاحم في طلب الرئاسات ولا رئي ساعيا في تحصيل المباحان مع أن الملوك والأمراء والتجار والكبراء كانوا طوع أمره خاضعين لقوله وفعله وادين أن يتقربوا إلى قلبه مهما أمكنهم مظهرين لإجلاله أو أن يؤهل كلا منهم في بذل ماله.
فأين حاله هذه من أحوال بعض المنتسبين إلى العلم وليسوا من أهله ممن قد أغراه الشيطان بالوقيعة فيه بقوله وفعله أترى ما نظروا ببصائرهم إلى صفاتهم وصفاته وسماتهم وسماته وتحاسدهم في طلب الدنيا وفراغه عنها وتحاشدهم في الاستكثار منها ومبالغته في الهرب منها وخدمتهم الأمراء واختلافهم إلى أبوابهم وذل الأمراء بين يديه وعدم اكتراثه بكبرائهم وأترابهم ومداجاتهم وإظهار تعبداتهم وصدعه إياهم بالحق وقوة جأشه في محاورتهم بلى والله، ولكن قتلتهم ألحالقه، حالقة الدين لا حالقة الشعر، وغطى على أحلامهم حب الدنيا السارقة سارقة العقل لا سارقه البدن حتى أصبحوا قاطعين من يأتيهم في طلبها واصلين من وأصلهم في جلبها.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل السابع في إيثاره مع فقره وتواضعه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/11)
كان رضي الله عنه مع شدة تركه للدنيا ورفضه لها وفقره فيها وتقلله منها مؤثرا بما عساه يجده منها قليلا كان أو كثيرا جليلا أو حقيرا لا يحتقر القليل فيمنعه ذلك عن التصدق به ولا الكثير فيصرفه النظر إليه عن الإسعاف به فقد كان يتصدق حتى إذا لم يجد شيئا نزع بعض ثيابه المحتاج إليه فيصل به الفقير وكان يستفضل من قوته القليل الرغيف و الرغيفين فيؤثر بذلك على نفسه وربما خبأهما في كمه ويمضي ونحن معه لسماع الحديث فيراه بعضنا وقد دفعه إلي الفقير مستخفيا يحرص أن لا يراه أحد. وكان إذا ورد عليه فقير وآثر المقام عنده يؤثره عند الأكل بأكثر قوته الذي جعل برسمه.
حدثني الشيخ الصالح العارف زين الدين علي الو اسطي ما معناه انه أقام بحضرة الشيخ مدة طويلة قال فكان قوتنا في غالبها انه كان في بكرة النهار يأتيني ومعه قرص قدره نصف رطل خبزا بالعراقي فيكسره بيده لقما ونأكل منه أنا وهو جميعا ثم يرفع يده قبلي ولا يرفع باقي القرص من بين يدي حتى اشبع بحيث أني لا أحتاج إلي الطعام إلى الليل وكنت أرى ذلك من بركة الشيخ ثم يبقى إلي بعد العشاء الآخرة حتى يفرغ من جميع عوائده التي يفيد الناس بها في كل يوم من أصناف القرب فيؤتي بعشائنا فيأكل هو معي لقيمات ثم يؤثرني بالباقي وكنت أسأله ان يزيد على أكله فلا يفعل حتى إني كنت في نفسي أتوجع له من قلة أكله
وكان هذا دأبنا في غالب مدة إقامتي عنده وما رأيت نفسي أغني منها في تلك المدة ولا رأيتني أفقر هما مني فيها.
وحكى غير واحد ما اشتهر عنه من كثرة الإيثار وتفقد المحتاجين والغرباء ورقيقي الحال من الفقهاء والقراء واجتهاده في مصالحهم وصلاتهم ومساعدته لهم بل ولكل أحد من العامة والخاصة ممن يمكنه فعل الخير معه وإسداء المعروف إليه بقوله وفعله ووجهه وجاهه.
وأما تواضعه فما رأيت ولا سمعت بأحد من أهل عصره مثله في ذلك كان يتواضع للكبير والصغير والجليل والحقير والغنى الصالح والفقير وكان يدني الفقير الصالح ويكرمه ويؤنسه ويباسطه بحديثه المستحلى زيادة على مثله من الأغنياء حتى أنه ربما خدمه بنفسه وأعانه بحمل حاجته جبرا لقلبه وتقربا بذلك إلي ربه.
وكان لا يسأم ممن يستفتيه أو يسأله بل يقبل عليه ببشاشة وجه ولين عريكة ويقف معه حتى يكون هو الذي يفارقه كبيرا كان أو صغيرا رجلا أو امرأة حرا أو عبدا عالما أو عاميا حاضرا أو باديا ولا يجبهه ولا يحرجه ولا ينفره بكلام يوحشه بل يجيبه ويفهمه ويعرفه الخطأ من الصواب بلطف وانبساط.
وكان يلزم التواضع في حضوره من الناس ومغيبه عنهم في قيامه وقعوده ومشيه ومجلسه ومجلس غيره. ولقد بالغ معي في حال إقامتي بحضرته في التواضع والإكرام حتى إنه لا يذكرني باسمي بل يلقبني بأحسن الألقاب ويظهر لي خصوصا بين أصحابي من الإكرام والتبجيل والإدناء منه بحيث لا يتركني اجلس إلا إلى جانبه قصيرا كان مجلسه أو طويلا خاصا أو عاما ولازمني في حال قراءتي صحيح البخاري وكان قصدي قراءته على رواية منفردا لاستصغاري نفسي عن القراءة هناك بمحضر من الناس ولقصدي تعجيل فراغي منه انتهازا للفرصة وخوفا من فوات ذلك الشيخ الراوي لكونه تفرد بروايته سماعا على أصحاب أبى الوقت السجزي.
فلما سمع الشيخ بذلك ألزمني قراءته بمجمع كثير من الناس رجالا ونساء وصبيانا وقال ما ينبغي إلا على صفة يكون نفعها متعديا إلى المسلمين فتجرد لي بحيث حصل لي مرادي وفوقه من تحصيل قراءتي له في عشرين مجلسا متوالية لم يتخللها سوى الجمعة ولازمني فيها وحضر القراءة كلها يضبطها بنسخة كانت بيده هي أصل ابن ناصر الحافظ يعارض بها نسخة القراءة وكانت اصل الشيخ المسمى.
وأظهر لي من حسن الأخلاق والمبالغة في التواضع بحيث أنه كان إذا خرجنا من منزله بقصد القراءة يحمل هو بنفسه النسخة ولا يدع أحدا منا يحملها عنه وكنت أعتذر إليه من ذلك خوفا من سوء الأدب فيقول لو حملته على رأسي لكان ينبغي، ألا احمل ما فيه كلام رسول الله؟
وكان يجلس تحت الكرسي ويدع صدر المجالس حتى إني لأستحي من مجلسه هناك وأعجب من شدة تواضعه ومبالغته في إكرامي بما لا استحق ورفعي عليه في المجلس ولولا قراءتي حديث رسول الله وعظم حرمتها لما كان ينبغي لي ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/12)
وكان هذا حاله في التواضع والتنازل والإكرام لكل من يرد عليه أو يصحبه أو يلقاه حتى أن كل من لقيه يحكي عنه من المبالغة في التواضع نحوا مما حكيته وأكثر من ذلك فسبحان من وفقه وأعطاه وأجراه على خلال الخير وحباه.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثامن في هيئته ولباسه
كان رضي الله عنه متوسطا في لباسه وهيئته لا يلبس فاخر الثياب بحيث يرمق ويمد النظر إليه ولا أطمارا ولا غليظة تشهر حال لا بسها ويميز من عامة الناس بصفة خاصة يراه الناس فيها من عالم وعابد بل كان لباسه وهيئته كغالب الناس ومتوسطهم ولم يكن يلزم نوعا واحدا من اللباس فلا يلبس غيره بل كان يلبس ما اتفق وحصل ويأكل ما حضر وكانت بذاذة الإيمان عليه ظاهرة لا يرى متصنعا في عمامة ولا لباس ولا مشية ولا قيام ولا جلوس ولا يتهيأ لأحد يلقاه ولا لمن يرد عليه من بلد.
ومن العجب أنى كنت قد رايته قبل لقيه بمدة فيما يرى النائم ونحن جلوس نأكل طعاما على صفة معينة فحال لقيتي له ودخولي عليه وجدته يأكل مثل ذلك الطعام على نحو من الصفة التي رأيت فأجلسني وأكلنا جميعا كما رأيت في المنام.
وأخبرني غير واحد أنه ما رآه ولا سمع أنه طلب طعاما قط ولا غداء ولا عشاء ولو بقي مهما بقي لشدة اشتغاله بما هو فيه من العلم والعمل بل كان يؤتي بالطعام وربما يترك عنده زمانا حتى يلتفت إليه وإذا أكل أكل شيئا يسيرا، قال وما رأيناه يذكر شيئا من ملاذ الدنيا ونعيمها ولا كان يخوض في شيء من حديثها ولا يسأل عن شيء من معيشتها بل جعل همته وحديثه في طلب الآخرة وما يقرب إلي الله تعالى.
وهكذا كان في لباسه لم يسمع أنه أمر أن يتخذ له ثوب بعينه بل كان أهله يأتون بلباسه وقت علمهم باحتياجه إلي بدل ثيابه التي عليه وربما بقيت عليه مدة حتى تتسخ ولا يأمر بغسلها حتى يكون أهله هم الذين يسألونه ذلك.
وأخبر أخوه الذي كان ينظر في مصالحه الدنيوية أن هذا حاله في طعامه وشرابه ولباسه وما يحتاج إليه مما لا بد منه من أمور الدنيا، وما رأيت أحدا كان أشد تعظيما للشيخ من أخيه هذا أعني القائم بأوده وكان يجلس بحضرته كأن على رأسه الطير وكان يهابه كما يهاب سلطانا، وكنا نعجب منه في ذلك ونقول: من العرف والعادة أن أهل الرجل لا يحتشمونه كالأجانب بل يكون انبساطهم معه فضلا عن الأجنبي ونحن نراك مع الشيخ كتلميذ مبالغ في احتشامه واحترامه، فيقول: إني أرى منه أشياء لا يراها غيري أوجبت علي أن أكون معه كما ترون. وكان يسأل عن ذلك فلا يذكر منه شيئا لما يعلم من عدم إيثار الشيخ لذلك.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل التاسع في ذكر بعض كراماته وفراسته
أخبرني غير واحد من الثقات ببعض ما شاهده من كراماته وأنا أذكر بعضها على سبيل الاختصار وأبدأ من ذلك ببعض ما شاهدته.
فمنها اثنين جرى بيني وبين بعض الفضلاء منازعة في عدة مسائل وطال كلامنا فيها وجعلنا نقطع الكلام في كل مسألة بأن نرجع إلى الشيخ وما يرجحه من القول فيها
ثم أن الشيخ رضي الله عنه حضر فلما هممنا بسؤاله عن ذلك سبقنا هو وشرع يذكر لنا مسألة مسألة كما كنا فيه وجعل يذكر غالب ما أوردناه في كل مسأله ويذكر أقوال العلماء ثم يرجح منها ما يرجحه الدليل حتى أتى على آخر ما أردنا أن نسأله عنه وبين لنا ما قصدنا أن نستعلمه منه فبقيت أنا وصاحبي ومن حضرنا أولا مبهوتين متعجبين مما كاشفنا به وأظهره الله عليه مما كان في خواطرنا.
وكنت في خلال الأيام التي صحبته فيها إذا بحث مسأله يحضر لي إيراد فما يستتم خاطري به حتى يشرع فيورده ويذكر الجواب من عدة وجوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/13)
وحدثني الشيخ الصالح المقريء أحمد بن الحريمي أنه سافر إلى دمشق قال فاتفق أنى لما قدمتها لم يكن معي شئ من النفقة البتة وأنا لا اعرف أحدا من أهلها فجعلت أمشي في زقاق منها كالحائر فإذا بشيخ قد أقبل نحوي مسرعا فسلم وهش في وجهي ووضع في يدي صرة فيها دراهم صالحة وقال لي انفق هذه الآن وخلي خاطرك مما أنت فيه فإن الله لا يضيعك ثم رد على أثره كأنه ما جاء إلا من أجلي فدعوت له وفرحت بذلك، وقلت لبعض من رأيته من الناس من هذا الشيخ؟ فقال وكأنك لا تعرفه هذا ابن تيمية لي مدة طويلة لم أره اجتاز بهذا الدرب.
وكان جل قصدي من سفري إلى دمشق لقاءه فتحققت أن الله أظهره علي وعلى حالي فما احتجت بعدها إلى أحد مدة إقامتي بدمشق بل فتح الله علي من حيث لا احتسب واستدللت فيما بعد عليه وقصدت زيارته والسلام عليه فكان يكرمني ويسألني عن حالي فاحمد الله تعالى إليه.
وحدثني الشيخ العالم المقريء تقي الدين عبد الله ابن الشيخ الصالح المقريء احمد بن سعيد قال سافرت إلى مصر حين كان الشيخ مقيما بها فاتفق أني قدمتها ليلا وأنا مثقل مريض فأنزلت في بعض الأمكنة فلم ألبث أن سمعت من ينادي باسمي وكنيتي فأجبته وأنا ضعيف فدخل إلي جماعة من أصحاب الشيخ ممن كنت قد اجتمعت ببعضهم في دمشق فقلت كيف عرفتم بقدومي وأنا قدمت هذه الساعة فذكروا أن الشيخ أخبرنا بأنك قدمت وأنت مريض وأمرنا أن نسرع بنقلك وما رأينا أحدا جاء ولا أخبرنا بشيء، فعلمت أن ذلك من كرامات الشيخ رضي الله عنه.
وحدثني أيضا قال مرضت بدمشق إذ كنت فيها مرضة شديدة منعتني حتى من الجلوس فلم اشعر إلا والشيخ عند رأسي وأنا مثقل مشتد بالحمى والمرض فدعا لي وقال جاءت العافية، فما هو إلا أن فارقني وجاءت العافية وشفيت من وقتي
وحدثني قال كنت قد استكتبت شعرا لبعض من انحرف عن الحق في الشيخ قد تنقصه فيه وكان سبب قول ذلك الشعر أنه نسب إلي قائلة شعر وكلام يدل على الرفض فأخذ الرجل وأثبت ذلك عليه في وجهه عند حاكم من حكام الشرع المطهر فأمر به فشهر حاله بين الناس فتوهم أن الذي كان سبب ذلك الشيخ فحمله ذلك على أن قال فيه ذلك الشعر وبقي عندي وكنت ربما أورد بعضه في بعض الأحيان فوقعت في عدة أشياء من المكروه والخوف متواترة ولولا لطف الله تعالى بي فيها لأتت على نفسي فنظرت من أين دهيت فلم أر لذلك سببا إلا إيرادي لبعض ذلك الشعر فعاهدت الله أن لا اتفوه بشيء منه فزال عني أكثر ما كنت فيه من المكاره وبقي بعضه وكان ذلك الشعر عندي فأخذته وحرقته وغسلته حتى لم يبق له أثر واستغفرت الله تعالى من ذلك فأذهب الله عني جميع ما كنت فيه من المكروه والخوف وأبدلني الله به عكسه ولم أزل بعد ذلك في خير وعافية، ورأيت ذلك حالا من أحوال الشيخ ومن كرامته على الله تعالى.
وحدثني أيضا قال أخبرني الشيخ ابن عماد الدين المقرئ المطرز قال قدمت على الشيخ ومعي حينئذ نفقة فسلمت عليه فرد علي ورحب بي وأدناني ولم يسألني هل معك نفقة أم لا، فلما كان بعد أيام ونفدت نفقتي أردت أن اخرج من مجلسه بعد أن صليت مع الناس وراءه فمنعني وأجلسني دونهم فلما خلا المجلس دفع إلي جملة دراهم وقال أنت الآن بغير نفقة فارتفق بهذه فعجبت من ذلك وعلمت أن الله كشفه على حالي أولا لما كان معي نفقة وآخرا لما نفدت واحتجت إلى نفقة.
وحدثني من لا أتهمه أن الشيخ رضي الله عنه حين نزل المغل بالشام لأخذ دمشق وغيرها رجف أهلها وخافوا خوفا شديدا، وجاء إليه جماعة منهم وسألوه الدعاء للمسلمين فتوجه إلى الله ثم قال أبشروا فإن الله يأتيكم بالنصر في اليوم الفلاني بعد ثالثة حتى ترون الرؤوس معبأة بعضها فوق بعض.
قال الذي حدثني فوالذي نفسي بيده أو كما حلف ما مضى إلا ثلاث مثل قوله حتى رأينا رؤوسهم كما قال الشيخ على ظاهر دمشق معبأة بعضها فوق بعض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/14)
وحدثني الشيخ الصالح الورع عثمان بن احمد بن عيسى النساج أن الشيخ رضي الله عنه كان يعود المرضى بالبيمارستان بدمشق في كل أسبوع فجاء على عادته فعادهم فوصل إلى شاب منهم فدعا له فشفي سريعا وجاء إلى الشيخ يقصد السلام عليه فلما رآه هش له وأدناه ثم دفع إليه نفقة وقال قد شفاك الله فعاهد الله أن تعجل الرجوع إلى بلدك أيجوز أن تترك زوجتك وبناتك أربعا ضيعة وتقيم هاهنا؟ فقبل يده وقال يا سيدي أنا تائب إلى الله على يدك وقال الفتى وعجبت مما كاشفني به وكنت قد تركتهم بلا نفقة ولم يكن قد عرف بحالي أحد من أهل دمشق.
وحدثني من أثق به أن الشيخ رضي الله عنه أخبر عن بعض القضاة انه قد مضى متوجها إلى مصر المحروسة ليقلد القضاء وأنه سمعه يقول حال ما اصل إلى البلد قاضيا احكم بقتل فلان رجل معين من فضلاء أهل العلم والدين قد أجمع الناس على علمه وزهده وورعه ولكن حصل في قلب القاضي منه من الشحناء والعداوة ما صوب له الحكم بقتله فعظم ذلك على من سمعه خوفا من وقوع ما عزم عليه من القتل لمثل هذا الرجل الصالح وحذرا على القاضي أن يوقعه الهوى والشيطان في ذلك فيلقى الله متلبسا بدم حرام وفتك بمسلم معصوم الدم بيقين وكرهوا وقوع مثل ذلك لما فيه من عظيم المفاسد فأبلغ الشيخ رضي الله عنه هذا الخبر بصفته، فقال إن الله لا يمكنه مما قصد ولا يصل إلى مصر حيا فبقى بين القاضي وبين مصر قدر يسير وأدركه الموت فمات قبل وصولها كما أجرى الله تعالى على لسان الشيخ رضي الله عنه.
قلت وكرامات الشيخ رضي الله عنه كثيرة جدا لا يليق بهذا المختصر اكثر من ذكر هذا القدر منها ومن اظهر كراماته أنه ما سمع بأحد عاداه أو غض منه إلا وابتلي بعدة بلايا غالبها في دينه وهذا ظاهر مشهور لا يحتاج فيه إلى شرح صفته.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل العاشر في ذكر كرمه رضي الله عنه
كان رضي الله عنه مجبولا على الكرم لا يتطبعه ولا يتصنعه بل هو له سجيةوقد ذكرت فيما تقدم أنه ما شد على دينار ولا درهم قط بل كان مهما قدر على شيء من ذلك يجود به كله وكان لا يرد من يسأله شيئا يقدر عليه من دراهم ولا دنانير ولا ثياب ولا كتب ولا غير ذلك
بل ربما كان يسأله بعض الفقراء شيئا من النفقة فإن كان حينئذ متعذرا لا يدعه يذهب بلا شئ بل كان يعمد إلى شئ من لباسه فيدفعه إليه وكان ذلك المشهور عند الناس من حاله
حدثني الشيخ العالم الفاضل المقرئ أبو محمد عبد الله ابن الشيخ الصالح المقرئ احمد بن سعيد قال كنت يوما جالسا بحضرة شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه فجاء إنسان فسلم عليه فرآه الشيخ محتاجا إلى ما يعتم به فنزع الشيخ عمامته من غير أن يسأله الرجل ذلك فقطعها نصفين واعتم بنصفها ودفع النصف الآخر إلى ذلك الرجلولم يحتشم للحاضرين عنده.
قلت وربما توهم بعض من يحتاج إلى التفهيم ان هذا الفعل من الشيخ فيه إضاعة المال أو نوع من التبذل الذي يشين المروءة وليس الأمر كذلك فإنه لم يكن عنده حينئذ معلوم غير ثيابه ورأى أن قطع غير العمامة من بقية لباسه مما يفسده ولا يحصل به المقصود ولم يكن عليه ولا عنده حينئذ ثوب صحيح لا يحتاج إليه حتى يدفعه إليه فسارع إلى قطع ما يستغنى ببعضه عن كله فيما وضع له وهو العمامة فنفع أخاه المسلم وسد حاجته حينئذ ببعضها واستغنى هو بباقيها وهذا هو أكمل التصرف الصالح والرشد التام
والجود المذكور المشهور والإيثار بالميسور وأما التبذل الذي فيه نوع إسقاط المروءة فليس من هذا القبيل في شيء بل هذا من المبالغة في التواضع وعدم رؤية النفس في محل الاحتشام ورفض إرادة المرء تعظيم نفسه بحضرة الحاضرين وهذه خصال محمودة مطلوبة شرعا وعقلا
وقد روي مثل ذلك عن سيد الأنام وأكمل الخلق مروءة وعقلا وعلما محمد المصطفى انه لبس يوما شملة سوداء لها حواش بيض وخرج إلى المسجد وجماعة من المسلمين حضور فرآه إنسان فقال يا رسول الله أعطني هذه الشملة وكان لا يمنع سائلا يسأله فنزعها رسول الله عن جسدة المكرم ودفعها إلى ذلك
الرجل وطفق الناس يلومون ذلك الرجل على ما فعل وكونه سأل النبي وكان محتاجا إلى ما لبسه وقد علم انه لا يمنع شيئا يسأله فقال الرجل معتذرا إليهم إني لم أطلبها لألبسها لكن لأجعلها لي كفنا عند موتي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/15)
قال الراوي فامسكها عنده حتى كانت كفنه.
وهذا حديث مشهور قد رواه غير واحد من الحفاظ النقلة الثقات وهو من أوضح الدلائل على ما قلناه بل أبلغ في الجود والتواضع وكسر النفس وكرم الأخلاق.
وحدثني من أثق به أن الشيخ رضي الله عنه كان مارا يوما في بعض الأزقة فدعا له بعض الفقراء وعرف الشيخ حاجته ولم يكن مع الشيخ ما يعطيه فنزع ثوبا على جلده ودفعه إليه وقال بعه بما تيسر وأنفقه واعتذر إليه من كونه لم يحضر عنده شئ من النفقة.
وهذا أيضا من المبالغة في عدم اكتراثه في غير ما يقرب إلى الله تعالى وجوده بالميسور كائنا ما كان وهذا من أبلغ إخلاص العمل لله عز وجل فسبحان الموفق من شاء لما شاء.
وحدثني من أثق به أن الشيخ رضي الله عنه كان لا يرد أحدا يسأله شيئا كتبه بل يأمره أن يأخذ هو بنفسه ما يشاء منها.
وأخبرني أنه جاءه يوما إنسان يسأله كتابا ينتفع به فأمره أن يأخذ كتابا يختاره فرأى ذلك الرجل بين كتب الشيخ مصحفا قد اشترى بدراهم كثيرة فأخذه ومضى
فلام بعض الجماعة الشيخ في ذلك فقال أيحسن بي أن امنعه بعد ما سأله دعه فلينتفع به.
وكان الشيخ رضي الله عنه ينكر إنكارا شديدا على من يسأل شيئا من كتب العلم التي يملكها ويمنعها من السائل ويقول ما ينبغي أن يمنع العلم ممن يطلبه.
ومن كرمه انه كان لا ينظر مع ذلك إلى جهة الملك والتمول وهذا القدر من كرمه يغنى المقتدي به.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الحادي عشر في ذكر قوة قلبه وشجاعته
كان رضي الله عنه من أشجع الناس وأقواهم قلبا ما رأيت أحدا أثبت جأشا منه ولا أعظم عناء في جهاد العدو منه كان يجاهد في سبيل الله بقلبه ولسانه ويده ولا يخاف في الله لومة لائم
وأخبر غير واحد أن الشيخ رضي الله عنه كان إذا حضر مع عسكر المسلمين في جهاد يكون بينهم واقيتهم وقطب ثباتهم إن رأى من بعضهم هلعا أو رقة أو جبانة شجعه وثبته وبشره ووعده بالنصر والظفر والغنيمة وبين له فضل الجهاد والمجاهدين وإنزال الله عليهم السكينة
وكان إذا ركب الخيل يتحنك ويجول في العدو كأعظم الشجعان ويقوم كأثبت الفرسان ويكبر تكبيرا انكى في العدو من كثير من الفتك بهم ويخوض فيهم خوض رجل لا يخاف الموت.
وحدثوا أنهم رأوا منه في فتح عكة أمورا من الشجاعة يعجز الواصف عن وصفها، قالوا ولقد كان السبب في تملك المسلمين إياها بفعله ومشورته وحسن نظره.
ولما ظهر السلطان غازان على دمشق المحروسة جاءه ملك الكرج وبذل له أموالا كثيرة جزيلة على ان يمكنه من الفتك بالمسلمين من أهل دمشق ووصل الخبر إلى الشيخ فقام من فوره وشجع المسلمين ورغبهم في الشهادة ووعدهم على قيامهم بالنصر والظفر والأمن وزوال الخوف
فانتدب منهم رجال من وجوههم وكبرائهم وذوي الأحلام منهم فخرجوا معه إلى حضرة السلطان غازان فلما رآهم السلطان قال من هؤلاء فقيل هم رؤساء دمشق فأذن لهم فحضروا بين يديه. فتقدم الشيخ رضي الله عنه أولا فلما أن رآه أوقع الله له في قلبه هيبة عظيمة حتى أدناه وأجلسه، وأخذ الشيخ في الكلام معه أولا في عكس رأيه عن تسليط المخزول ملك الكرج على المسلمين وضمن له أموالا واخبره بحرمه دماء المسلمين وذكره ووعظه فأجابه إلى ذلك طائعا وحقنت بسببه دماء المسلمين وحميت ذراريهم وصين حريمهم.
وحدثني من أثق به عن الشيخ وجيه الدين ابن المنجا قدس الله روحه قال كنت حاضرا مع الشيخ حينئذ فجعل يعني الشيخ يحدث السلطان بقول الله ورسوله في العدل وغيره ويرفع صوته على السلطان في أثناء حديثه حتى جثا على ركبتيه وجعل يقرب منه في أثناء حديثه حتى لقد قرب أن تلاصق ركبته ركبة السلطان والسلطان مع ذلك مقبل عليه بكليته مصغ لما يقول شاخص إليه لا يعرض عنه وأن السلطان من شدة ما أوقع الله ما في قلبه من المحبة والهيبة سأل من يخصه من أهل حضرته من هذا الشيخ وقال ما معناه إني لم أر مثله ولا أثبت قلبا منه ولا أوقع من حديثه في قلبي ولا رأيتني أعظم انقيادا مني لأحد منه فأخبر بحاله وما هو عليه من العلم والعمل، فقال الشيخ للترجمان قل لغازان انت تزعم انك مسلم ومعك قاضي وإمام وشيخ ومؤذنون على ما بلغنا فغزوتنا وأبوك وجدك كانا كافرين وما عملا الذي عملت عاهدا فوفيا وأنت عاهدت فغدرت وقلت فما وفيت وجرت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/16)
وسأله إن أحببت أن اعمر لك بلد آبائك حران وتنتقل اليه ويكون برسمك فقال لا والله لا أرغب عن مهاجر إبراهيم استبدل به غيره.
فخرج من بين يديه مكرما معززا قد صنع له الله بما طوى عليه نيته الصالحة من بذله نفسه في طلب حقن دماء المسلمين فبلغه ما أراده، وكان ذلك ايضا سببا لتخليص غالب أسارى المسلمين من أيديهم وردهم على أهلهم وحفظ حريمهم
وهذا من أعظم الشجاعة والثبات وقوة الجأش.
وكان يقول لن يخاف الرجل غير الله إلا لمرض في قلبه فان رجلا شكى إلى أحمد بن حنبل خوفه من بعض الولاة فقال لو صححت لم تخف أحدا، أي خوفك من أجل زوال الصحة من قلبك.
وأخبرني من لا أتهمه أن الشيخ رضي الله عنه حين وشي به إلى السلطان المعظم الملك الناصر محمد أحضره بين يديه قال فكان من جملة كلامه:
إنني أخبرت انك قد أطاعك الناس وأن في نفسك اخذ الملك، فلم يكترث به بل قال له بنفس مطمئنة وقلب ثابت وصوت عال سمعه كثير ممن حضر أنا أفعل ذلك والله إن ملكك وملك المغل لا يساوي عندي فلسين. فتبسم السلطان لذلك وأجابة في مقابلته بما اوقع الله له في قلبه من الهيبة العظيمة إنك والله لصادق وإن الذي وشيء بك إلي كاذب واستقر له في قلبه من المحبة الدينية ما لولاه لكان قد فتك به منذ دهر طويل من كثرة ما يلقى إليه في حقه من الأقاويل الزور والبهتان ممن ظاهر حاله للطغام العدالة وباطنه مشحون بالفسق والجهالة.
ولم يزل المبتدعون أهل الأهواء وآكلو الدنيا بالدين متعاضدين متناصرين في عدوانه باذلين وسعهم بالسعي في الفتك به متخرصين عليه بالكذب الصراح مختلقين عليه وناسبين إليه ما لم يقله ولم ينقله ولم يوجد له به خط ولا وجد له في تصنيف ولا فتوى ولا سمع منه في مجلس
أتراهم ما علموا أن الله سائلهم عن ذلك ومحاسبهم عليه أو ما سمعوا قول الله تعالى (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
بلى والله ولكن غلب عليهم ما هم فيه من إيثار الدنيا على الآخرة والعمل للعاجلة دون الآجلة فلهذا حسدوه وابغضوه لكونه مباينهم ومخالفهم لبغضه ورفضه ما احبوا وطلبوا ومحبته ما باينوا ورفضوا، ولما علم الله نياته ونياتهم أبى أن يظفرهم فيه بما راموا حتى أنه لم يحضر معه منهم أحد في عقد مجلس إلا وصنع الله له ونصره عليهم بما يظهره على لسانه من دحض حججهم الواهية وكشف مكيدتهم الداهية للخاصة والعامة.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثاني عشر من ذكر قوته في مرضاة الله وصبره على الشدائد واحتماله إياها وثبوته على الحق إلى أن توفاه الله تعالى على ذلك صابرا محتسبا راضيا شاكرا
كان رضي الله عنه من أعظم أهل عصره قوة ومقاما وثبوتا على الحق وتقريرا لتحقيق توحيد الحق لا يصده عن ذلك لوم لائم ولا قول قائل ولا يرجع عنه لحجة محتج بل كان إذا وضح له الحق يعض عليه بالنواجذ ولا يلتفت إلى مباين معاند فاتفق غالب الناس على معاداته وجعل من عاداه قد تستروا باسم العلماء والزمرة الفاخرة وهم أبلغ الناس في الإقبال على الدنيا والإعراض عن الآخرة.
وسبب عدواتهم له أن مقصودهم الأكبر طلب الجاه والرئاسة وإقبال الخلق ورأوه قد رقاه الله إلى ذروة السنام من ذلك بما أوقع له في قلوب الخاصة والعامة من المواهب التي منحه بها وهم عنها بمعزل فنصبوا عداوته وامتلأت قلوبهم بمحاسدته وأرادوا ستر ذلك عن الناس حتى لا يفطن بهم فعمدوا إلى اختلاق الباطل والبهتان عليه والوقوع فيه خصوصا عند الأمراء والحكام وإظهارهم الإنكار عليه ما يفتي به من الحلال والحرام فشققوا قلوب الطغام بما إجترحوه من زور الكلام ونسوا ان لكل قول مقاما أي مقام بين يدي أحكم الحكام يسأله هل قلته بحق أو بذام فيجازي المحق دار السلام والمبطل دار الانتقام. فبعضهم صبا إلى أقوالهم تقليدا وصار في حق هذا الإمام جبارا عنيدا أحس بذلك من العامة قوم قد أصبحوا للحكام عبيدا وتصوروا أن أخذهم بزمام حصول المال يكون شديدا فأصبحوا وهم لهم مصدقين وفي طاعتهم مستبقين.
فاجتمع من هذا التركيب العتديد بحيث عاداه اكثر السادات والعبيد كل بحسب غرضه الفاسد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/17)
وهو مع ذلك كلما رأى تحاشدهم في مباينته وتعاضدهم في مناقضته لا يزداد إلا للحق انتصارا ولكثرة حججه وبراهينه إلا إظهارا.
ولقد سجن أزمانا وأعصارا وسنين وشهورا ولم يولهم دبره فرارا ولقد قصد أعداؤه الفتك به مرارا وأوسعوا حيلهم عليه إعلانا وإسرارا فجعل الله حفظه منهم له شعارا ودثارا ولقد ظنوا أن في حبسه مشينة فجعله الله له فضيلة وزينة وظهر له يوم موته ما لو رآه واده أقر به عينيه فإن الله تعالى لعلمه بقرب اجله ألبسه الفراغ عن الخلق للقدوم على الحق اجمل حلله كونه حبس على غير جريرة ولا جريمة بل على قوة في الحق وعزيمة.
هذا مع ما نشر الله له من علومه في الآفاق وبهر بفنونه البصائر والأحداق وملأ بمحاسن مؤلفاته الصحف والأوراق كبتا ورغما للأعداء أهل البدع المضلة والأهواء وصنعا عظيمة من رب السماء لعوائده لخاصة الأولياء أهل المحبة والولاء.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثالث عشر في أن الله جعله حجة في عصره ومعيارا للحق والباطل ومريد الاجل وغير مؤثر العاجل
وهذا امر قد اشتهر وظهر فإنه رضي الله عنه ليس له مصنف ولا نص في مسألة ولا فتوى إلا وقد اختار فيه ما رجحه الدليل النقلي والعقلي على غيره وتحرى قول الحق المحض فبرهن عليه بالبراهين القاطعة الواضحة الظاهرة بحيث إذا سمع ذلك ذو الفطرة السليمة يثلج قلبه بها ويجزم بأنها الحق المبين وتراه في جميع مؤلفاته إذا صح الحديث عنده يأخذ به ويعمل بمقتضاه ويقدمه على قول كل قائل من عالم ومجتهد
وإذا نظر المنصف اليه بعين العدل يراه واقفا مع الكتاب والسنة لا يميله عنهما قول أحد كائنا من كان ولا يراقب في الاخذ بعلومهما أحدا ولا يخاف في ذلك اميرا ولا سلطانا ولا سوطا ولا سيفا ولا يرجع عنهما لقول أحد وهو متمسك بالعروة الوثقى واليد الطولى وعامل بقوله تعالى فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير وأحسن
تأويلا وبقوله تعالى وما اختلفتم فيه من شئ فحكمة إلى الله.
وما سمعنا انه اشتهر عن أحد منذ دهر طويل ما أشتهر عنه من كثرة متابعته للكتاب والسنة والإمعان في تتبع معانيهما والعمل بمقتضاهما ولهذا لا يرى في مسألة اقوالا للعلماء إلا وقد أفتى بأبلغها موافقة للكتاب والسنة وتحرى الأخذ بأقومها من جهة المنقول والمعقول
ولما من الله عليه بذلك جعله حجة في عصره لأهله حتى إن أهل البلد البعيد عنه كانوا يرسلون إليه بالاستفتاء عن وقائعهم ويعولون عليه في كشف ما التبس عليهم حكمه فيشفى غلتهم بأجوبته المسددة ويبرهن على الحق من أقوال العلماء المقيدة حتى إذا وقف عليها كل محق ذو بصيرة وتقوى ممن قد وفق لترك الهوى أذعن بقبولها وبان له حق مدلولها وإن سمع عن أحد من أهل وقته مخالفته في حقه المشهور يكون ممن قد ظهر عليه للخاصة وللعامة فعل الشرور والاشتغال بترهات الغرور ومن أراد تحقيق ما ذكرته فليمعن النظر ببصيرته فإنه حينئذ لا يرى عالما من أي أهل بلد شاء موافقا لهذا الإمام معترفا بما منحه الله تعالى من صنوف الالهام مثنيا عليه في كل محفل ومقام إلا وراءه من
اتبع علماء بلده للكتاب والسنة وأشغلهم بطلب الآخرة وأرغبهم فيها وابلغهم في الإعراض عنها وأهملهم لها ولا يرى عالما مخالفا له منحرفا عنه ملتبسا بالشحناء له إلا وهو من أكبرهم نهمة في جمع الدنيا وأوسعهم حيلا في تحصيلها وأكثرهم رياء وأطلبهم سمعة وأشهرهم عند ذي اللب أحوالا ردية وأشدهم على ذوي الحكم والظلم دهاء ومكرا وابسطهم في الكذب لسانا
وإن نظر إلى محبيه ومبغضيه من العوام رآهم كما وصفت من اختلاف القبيلين الاولين ولقد أمعنت فكري ونظري فيما ذكرته فرأيته كما وصفته لا والله ما أتحرج في أحد منهما ومن ارتاب في ذلك فليعتبر هو بنفسه فإنه يراه كذلك إن أزاح عنه غطاء الهوى وما كان ذلك كذلك إلا لما علم الله سبحانه من حسن طوية هذا الإمام وإخلاص قصده وبذل وسعه في طلب مرضاة ربه ومتابعة سنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الرابع عشر في ذكر وفاته وكثرة من صلى عليه وشيعه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/18)
أخبرني غير واحد ممن كان حاضرا بدمشق حين وفاته رضي الله عنه
قالوا إن الشيخ قدس الله روحه مرض أياما يسيرة وكان إذ ذاك الكاتب شمس الدين الوزير بدمشق المحروسة فلما علم بمرضه استأذن في الدخول عليه لعيادته فأذن الشيخ له في ذلك فلما جلس عنده اخذ يعتذر له عن نفسه ويلتمس منه أن يحله مما عساه أن يكون قد وقع منه في حقه من تقصيرأو غيره، فأجابه الشيخ رضي الله عنه بأني قد أحللتك وجميع من عاداني وهو لا يعلم أني على الحق. وقال ما معناه إني قد أحللت السلطان الملك الناصر من حبسه إياي لكونه فعل ذلك مقلدا غيره معذورا ولم يفعله لحظ نفسه بل لما بلغه مما ظنه حقا من مبلغة والله يعلم انه بخلافه. وقد أحللت كل واحد مما كان بيني وبينه إلا من كان عدوا لله ورسوله.
قالوا ثم إن الشيخ رضي الله عنه بقي إلى ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة الحرام وتوفي إلى رحمة الله تعالى ورضوانه في بكرة ذلك اليوم وذلك من سنة ثمان وعشرين وسبع مئة وهو على حاله مجاهدا في ذات الله تعالى صابرا محتسبا لم يجبن ولم يهلع ولم يضعف ولم يتتعتع بل كان رضي الله عنه إلى حين وفاته مشتغلا بالله عن جميع ما سواه.
قالوا فما هو إلا أن سمع الناس بموته فلم يبق في دمشق من يستطيع المجئ للصلاة عليه وأرادة إلا حضر لذلك وتفرغ له حتى غلقت الأسواق بدمشق وعطلت معايشها حينئذ وحصل للناس بمصابه أمر شغلهم عن غالب أمورهم وأسبابهم وخرج الأمراء والرؤساء والعلماء والفقهاء والأتراك والأجناد والرجال والنساء والصبيان من الخواص والعوام.
قالوا ولم يتخلف أحد من غالب الناس فيما اعلم إلا ثلاثة انفس كانوا قد اشتهروا بمعاندته فاختفوا من الناس خوفا على أنفسهم بحيث غلب على ظنهم انهم متى خرجوا رجمهم الناس فاهلكوهم.
فغسل رضي الله عنه وكفن.
قالوا وازدحم من حضر غسله من الخاصة والعامة على الماء المنفصل عن غسله حتى حصل لكل واحد منهم شيء قليل.
ثم أخرجت جنازته فما هو إلا أن رآها الناس فأكبوا عليها من كل جانب كلا منهم يقصد التبرك بها حتى خشي على النعش أن يحطم قبل وصوله إلى إلى القبر فأحدق بها الأمراء والأجناد واجتمع الأتراك فمنعوا الناس من الزحام عليها خشية من سقوطها وعليهم من اختناق بعضهم وجعلوا يردونهم عن الجنازة بكل ما يمكنهم وهم لا يزدادون إلا إزدحاما وكثرة حتى أدخلت جامع بني أمية المحروس ظنا منهم أنه يسع الناس فبقي كثير من الناس خارج الجامع وصلي عليه رضي الله عنه في الجامع ثم حمل على أيدي الكبراء والأشراف ومن حصل له ذلك من جميع الناس إلى ظاهر دمشق ووضع بأرض فسحة متسعة الأطراف وصلى عليه الناس.
قال أحدهم وكنت أنا قد صليت عليه في الجامع وكان لي مستشرف على المكان الذي صلى فيه عليه بظاهر دمشق فأحببت أن أنظر إلى الناس وكثرتهم فأشرفت عليهم حال الصلاة وجعلت انظر يمينا وشمالا ولا أرى أواخرهم بل رأيت الناس قد طبقوا تلك الأرض كلها.
واتفق جماعة من حضر حينئذ وشاهد الناس والمصلين عليه على انهم يزيدون على خمسمائة ألف. وقال العارفون بالنقل والتاريخ لم يسمع بجنازة بمثل هذا الجمع إلا جنازة الامام احمد بن حنبل رضي الله عنه.
ثم حمل بعد ذلك إلى قبره فوضع وقد جاء الكاتب شمس الدين الوزير ولم يكن حاضرا قبل ذلك فصلى عليه أيضا ومن معه من الأمراء والكبراء ومن شاء الله من الناس.
ولم ير لجنازة أحد ما رئي لجنازته من الوقار والهيبة والعظمة والجلالة وتعظيم الناس لها وتوقيرهم إياها وتفخيمهم أمر صاحبها وثنائهم عليه بما كان عليه من العلم والعمل والزهادة والعبادة والإعراض عن الدنيا والاشتغال بالآخرة والفقر والإيثار والكرم والمروءة والصبر والثبات والشجاعة والفراسة والإقدام والصدع بالحق والإغلاظ على أعداء الله وأعداء رسوله والمنحرفين عن دينه والنصر لله ولرسوله ولدينه ولأهله والتواضع لأولياء الله والتذلل لهم والإكرام والإعزاز والاحترام لجنابهم وعدم الاكتراث بالدنيا وزخرفها ونعيمها ولذاتها وشدة الرغبة في الآخر والمواظبة على طلبها حتى لتسمع ذلك ونحوه من الرجال والنساء والصبيان، وكل منهم يثنى عليه بما يعلمه من ذلك.
ودفن في ذلك اليوم رضي الله عنه أعاد علينا من بركاته.
ثم جعل الناس يتناوبون قبره للصلاة عليه من القرى والأطراف والأماكن والبلاد مشاة وركبانا.
وما وصل خبر موته إلى بلد فيما نعلم إلا وصلي عليه في جميع جوامعه ومجامعه خصوصا ارض مصر والشام والعراق وتبريز والبصرة وقراها وغيرها.
وختمت له الختمات الكثيرة في الليالي والأيام في أماكن كثيرة لم يضبط عددها خصوصا بدمشق المحروسة ومصر والعراق وتبريز والبصرة وغيرها حتى جعل كثير من الناس القراءة له ديدنا لهم أديرت الربعة الشريفة على الناس لقراءة القران المجيد وإهدائه له وظيفة معتادة
وقد رثاه كثير من الفضلاء بقصائد متعددة ولا يسع هذا المختصر ذكرها
وذلك لما وجب للشيخ رضي الله عنه عليهم من الحق في إرشادهم إلى الحق والمنهج المستقيم بالأدلة الواضحة الجلية النقلية والعقلية خصوصا في أصول الدين فإن الله انعم على الناس في هذا الزمان الذي قد ظهرت فيه البدع فأميتت السنن وصار أغلب أهله ممرجين في البدع والحرام من حيث لا يشعرون ومن حيث لا يعلمون.
ومن الله عليهم بما وفقه له من إيضاح أصول الدين وتبيين الحق المحض والاعتقاد العدل وإفراده عن غيره من البدع والضلالات بأمور لم يسبق إلى مثلها وإظهارها على لسانه بما أورده من ذلك في مؤلفاته ومصنفاته وقواعده المطابقة للحق وتقريراته وما أبرزه من الحجج والبراهين الظاهرة الموافقة للمعقول والمنقول مما لم يتمكن أحد من المتكلمين والمناظرين الإتيان بمثله وما أظهره وأورده من كثرة الدلائل العقلية بعد النقلية حتى قطع به جميع المبتدعين وكشف به عوار حجج الشاكين المشككين
نسخه: محمد بن عبد الله الشحي 1420 هجرية.
الفهرس
--------------------------------------------------------------------------------
رجوع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/19)
ـ[الموسى]ــــــــ[01 - 09 - 07, 11:21 ص]ـ
لله درها من مشاركة ..
هل من الممكن ان تنزلها على وود يا ابا المعتصم؟
ـ[الحسن بن عبد الله الصياغي]ــــــــ[01 - 09 - 07, 12:04 م]ـ
بارك الله فيكم
وهنا مشاركة الأخ الكريم Word
ـ[الموسى]ــــــــ[01 - 09 - 07, 03:52 م]ـ
جزاك الله خيرا على سرعة الاستجابة شيخ الحسن وجعله في ميزان حسناتك
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 02:17 ص]ـ
الشيء العجيب والملفت للنظر .. أن المرجيء يحتج بكلامه والخارجي يحتج بكلامه والحزبي يحتج بكلامه والإخواني يحتج بكلامه والتبليغي يحتج بكلامه وربما لا أكون مبالغا إذا قلت حتى الأشعري يحتج بكلامه فما هو السر وراء ذلك .. طبعا أنا لا أقصد تأويل الكلام وحمله على غير محمله فهذا حتى كتاب الله لم يسلم من ذلك لكنني أردت شيئا آخر .. أظن أن الجواب واضح لكن لعل بعض الإخوة يفيدنا بشيء لم أتنبه له.
ـ[الحسن بن عبد الله الصياغي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 04:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا على سرعة الاستجابة وجعله في ميزان حسناتك
امين وإياك أخي الحبيب
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 04:57 ص]ـ
الله يرحم حالنا
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 07:09 ص]ـ
لا يستقيم أن يُجعل الإخواني قسيما للمرجيء والخارجي
فالإخوان ليست فكرا عقديا .. بقدر ما هي جماعة أسسها الشيخ المبارك حسن البنا رحمه الله تعالى ..
لإرجاع الناس لحظيرة الاحتكام للشريعة في فترة كانت تعج بكل الأفكار المستوردة ..
بغض النظر عن المآخذ ..
ولهذا تجد في الإخوان من عقيدتهم سلفية كالدكتور العالم عمر الأشقر ..
وتجد فيهم من من هو دون ذلك ..
أما من يستشهد به ..
فأقول أن المنسوب للبدعة سواء كان أشعريا أو غيره
وكان مع ذلك يستشهد به حبا له .. وتقديرا لعلمه .. لا من باب إقامة الحجة
فهذا يخفف من بدعته .. ويجعله أقرب للحق والإنصاف ..
وذلك مثل الدكتور الريسوني رئيس قسم الشريعة في جامعة الرباط في المغرب
لما سئل عن الإمام في المستقلة قال ما نصه:-
أنا مغربي وشيخ الإسلام شامي مشرقي
وأنا أشعري وهو سلفي
ومع ذلك فإني أحبه وأذعن بعظمته وأقول لك-يخاطب المذيع-إنه بتتبع رسائل الدكتوراة فلم نجد عالما حظي برسائل حوله مثل ما حظي هذا الإمام
انتهى
وأختم بأن أحذر الإخوة بعدم استغفال الشيطان لهم أن يقعوا في الغلو من حيث لا يشعرون
فإن العظماء يأسرون القلب والعقل ..
وليكن همنا محاكاة سيرهم دون مجرد المدح
ـ[الموسى]ــــــــ[02 - 09 - 07, 10:02 ص]ـ
"لكنني أردت شيئا آخر .. "
تفضل ابا عبد الرحمن واطرح ما لاح لك ..
شكرا شيخنا المقدسي على المرور و المشاركة ..
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[10 - 09 - 07, 06:45 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[11 - 09 - 07, 07:38 ص]ـ
الشيء العجيب والملفت للنظر .. أن المرجيء يحتج بكلامه والخارجي يحتج بكلامه والحزبي يحتج بكلامه والإخواني يحتج بكلامه والتبليغي يحتج بكلامه وربما لا أكون مبالغا إذا قلت حتى الأشعري يحتج بكلامه فما هو السر وراء ذلك .. طبعا أنا لا أقصد تأويل الكلام وحمله على غير محمله فهذا حتى كتاب الله لم يسلم من ذلك لكنني أردت شيئا آخر .. أظن أن الجواب واضح لكن لعل بعض الإخوة يفيدنا بشيء لم أتنبه له.
راجع ما كتبه أخونا الشيخ الفاضل سليمان الخراشي - وفقه الله - بعنوان (كلٌ يدعي وصلاً بـ: شبخ الإسلام)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110441&highlight=%ED%CF%DA%ED
ـ[الموسى]ــــــــ[11 - 09 - 07, 10:49 ص]ـ
الاشكالية يا بو محمد ويا الخراشي ليست في النصوص بل الاشكالية في التأويل .. ليست الاشكالية في اللصوصية الذي يسطون ليسرقوا من مدونات شيخ الاسلام الاشكال اكبر من هذا ..
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[14 - 09 - 07, 04:12 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن ماذا تقترحون على المبتدى ممن يريد البدء في قراءة كتب الامام بن تيمية رحمه الله وبماذا يبدأ؟
ـ[الموسى]ــــــــ[15 - 09 - 07, 11:31 ص]ـ
في فن العقيدة وبه خير ما يبتدي طالب العلم:
العقيدة الواسطية، ومعها شرح مختصر يسير مثل شرح الفوزان او الهراس او خالد باحميد.
ومن ثم التدمورية ومعها خذ تعليق العلامة ابن عثيمين.
الحموية كذلك تعليق ابن عثيمين. واظن ان هذا مدخل مناسب لدراسة المسائل العقدية والمناظرات الموجودة في الفتاوى و في غيرها من الرسائل والكتب مثل درء التعارض ومنهاج السنة .. وغيرها وبالمناسبة قد تمر كثير من الصفحات عليك وانت لا تقرا الا حروفا عربية ولكن لا تدري مالذي يقال فيها فلا تبتئس فقد واجه ذلك ابن القيم وكان يصفط الصفحة ويمضي في قراءته .. (والمعرفة تراكمية)
التوحيد لن تستطيع الاستفادة من كتب شيخ الاسلام في التوحيد ما لم تضبط كتاب محمد عبد الوهاب في التوحيد مع ابرز شرحيه وهما فتح المجيد والعقد الفريد.
اما الفقه واصوله فاعتقد ان المجلدات المذكورة في الفتاوى هي عبارة عن فتاوى لذا هي مرحلة تحتاجها بعد ضبط مسائل الفقه المقارن لتعرف كيف حرر شيخ الاسلام محل النزاع فيها وكيف ناقش ورجح .. اما الاصول فلا يوجد لشيخ الاسلام حسب علمي القاصر سوى المسودة لآ ل تيمية وهي متقدمة تأتي بعد ضبط مختصرات اصول الفقه واجد موقعها بعد التحرير لابن همام والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/20)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 09 - 07, 01:13 ص]ـ
تبين لكل من له نظر دقيق
أن الناس في العلم والتحقيق
عيال على هذا البحر العميق
جزاه الله خيرا!
ـ[الموسى]ــــــــ[20 - 09 - 07, 11:32 ص]ـ
شكرا على المرور شيخ نضال ..
ـ[محمد الحربي]ــــــــ[20 - 09 - 07, 03:58 م]ـ
ولم العجب ... فإن كثيراً من علوم المتأخرين والمعاصرين - من بعد بن تيمية رحمه الله - كلها مستمدة من علم هذا الامام ... أما العقيدة ... فهو البحر الذي لا ساحل له ... ومن يتعدى الإمام رحمه الله فيها ... والفقه فلست ترى أحداً شارحاً متناً إلا ويقول: (واختيار شيخ الاسلام)، (واختاره شيخ الاسلام)، (ورأي شيخ الاسلام)، (رده أبو العباس بن تيمية) هذا عدا العلوم الأخرى، فإذا كان الإمام ابن باز رحمه الله لا تفارقه كتب ابن تيميه ويحرص على قراءتها أفلا يكون لنا به رحمه الله قدوة؟ كيف وهو شيخ الأمة رحمه الله ...
وإن ارتباط طالب العلم بهذه المعادن العلمية الأصيلة هو الكفيل - بإذن الله - في علو كعبه علمياً بل وتربوياً ...
شكر الله لك أخي الموسى على هذا التنويه الطيب ....
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - 09 - 07, 04:27 م]ـ
ومن فوائده العجيبة:
- أن الشريعة لا تهمل مصلحة قط!
- ليس في الشريعة خلاف القياس الصحيح!
- من يتقى الله ويقول قولا سديدا، يصلح الله أعماله "العلمية" ويغفر زلاته!
- الصفات الفعلية قديم الأصل حادث الأنواع! (وبهذا هذبت الإشكالات الكثيرة)
- رفع بعض الآيات القرآنية وزوال بعض الأحرف السبعة من الأمة ليس ممتنعا - بل قد وقع! (وهي أخت ما قبلها)
- أهل العلم والعدل يقولون الحق ويرحمون الخلق!
وهذه الستة نقطة ذرة في كرة المجرة!!!
قليل منك يكفيني ولكن ** تجود لنا بفائقة الكثير. . .!
لله درك يا شيخ الإسلام. . . ما أكرم ربك وحسبيك!
وكأن أرحام الأمهات عقمت أن تلد مثلك!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - 09 - 07, 05:02 م]ـ
وكذلك التنبيه إلى مفهوم (الحرف) و (الكلمة) و (التأويل) و (النسخ) و (الكراهة) و (حد الليل والنهار) عند المتقدمين.
ـ[أبو عمرو المغربي]ــــــــ[20 - 09 - 07, 11:42 م]ـ
رحم الله الشيخين ابن تيمية و ابن باز رحمة و اسعة
ـ[محمد الحربي]ــــــــ[21 - 09 - 07, 12:50 ص]ـ
هنا تجد محاضرة قيمة للشيخ/ صالح آل الشيخ بعنوان (كيف تقرأ كتب شيخ الإسلام بن تيمية)، وهي مشهورة جداً، ولكن أحببت الدلالة عليها ..
صوتية ومكتوبة
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1666
وهنا (فوائد من كتب ابن تيمية ( http://saaid.net/Doat/ehsan/index9.htm)) للشيخ الفاضل / إحسان العتيبي ... وهي منتشرة في كثير من المنتديات ... فبارك الله له ...
في صفحته في الصيد ( ttp://saaid.net/Doat/ehsan/index.htm (http://saaid.net/Doat/ehsan/index.htm)
وبالله التوفيق
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[21 - 09 - 07, 01:53 ص]ـ
ومن شعائرها مسألة البسملة فإن الناس اضطربوا فيها نفيا وإثباتا في كونها آية من القرآن وفي قراءتها وصنفت من الطرفين مصنفات يظهر في بعض كلامها نوع جهل وظلم مع أن الخطب فيها يسير. وأما التعصب لهذه المسائل ونحوها فمن شعائر الفرقة والاختلاف الذي نهينا عنها ; إذ الداعي لذلك هو ترجيح الشعائر المفترقة بين الأمة وإلا فهذه المسائل من أخف مسائل الخلاف جدا لولا ما يدعو إليه الشيطان من إظهار شعار الفرقة ".
........
ـ[الموسى]ــــــــ[22 - 09 - 07, 11:49 ص]ـ
اشكر الزملاء الافاضل على المرور الشيخ محمد الحربي والشيخ نضال والشيخ المغربي والشيخ الفاضل العضيلة .. سلمت يمينكم وبالفعل ان الارث العظيم الذي تركه لنا شيخ الاسلام يحتاج الى ان يقسم على اهل هذا العالم (طلاب العلم) للذكر منه مثل حظ الانثى ..
ـ[ابو عبدالرحمن الذماري]ــــــــ[23 - 09 - 07, 09:47 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[الموسى]ــــــــ[24 - 09 - 07, 12:19 م]ـ
وفيك يا شيخ ابا عبد الرحمن(44/21)
حمل شرح منظومة الإيمان المسماة (قلائد العقيان بنظم مسائل الإيمان).
ـ[محمد بن كريم الشافعي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 06:39 م]ـ
وهي للشيخ أبي محمد عصام البشير المراكشي
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
الاسم والميلاد:
البشير بن محمد عصام المسفيوي المراكشي. ولدتُ سنة 1392 هـ بمدينة مراكش.
الدراسة:
أمضيتُ دراستي الأكاديمية الأولى بمدينة مراكش، ثم انتقلت إلى الرباط لإتمام الدراسة حتى حصلت على شهادة مهندس الدولة في الاتصالات من المعهد الوطني للبريد والاتصالات بالرباط. ثم التحقت مباشرة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، بشعبة الدراسات الإسلامية، سنة 1415 هـ:
حصلت بامتياز على الإجازة بعد أربع سنوات (أي سنة 1419 هـ). موضوعها: (حقيقة الإيمان من خلال تفسير فخر الدين الرازي – عرض وتحليل) بإشراف الدكتورة عائشة الهلالي. وفي هذا البحث مناقشات في مسائل الأسماء والأحكام خصوصا.
حصلت بامتياز على الماجستير (المسمى عندنا: دبلوم الدراسات العليا المعمقة) بعد ذلك بسنتين (أي سنة 1421 هـ) من وحدة (مناهج البحث في العلوم الإسلامية). موضوعه: (المنهج الإسلامي في دراسة
روايات السيرة النبوية) بإشراف الدكتور فاروق حمادة.
سجلت سنة 1422 هـ في الدكتوراة، تحت عنوان: (المصالح والمفاسد في المذهب المالكي وتطبيقاتها المعاصرة). بإشراف الدكتور أمحرزي العلوي والدكتور فاروق حمادة.
قرأت على جمع من الشيوخ أبرزُهم:
الوالد الشيخ محمد عصام المسفيوي خريج كلية ابن يوسف العتيقة بمراكش: قرأت عليه - منذ الصبا - في العربية كثيرا (في النحو والصرف على الخصوص)، وفي الفقه المالكي من شرح ميارة الصغير على
المرشد المعين، وفي غيرهما.
العلامة الفقيه اللغوي مصطفى النجار شيخ الجماعة بسلا: قرأت عليه في مسجده ومنزله في النحو والصرف والبلاغة والمنطق والفقه المالكي.
الشيخ المحقق الحسن الكتاني: لازمته لنحو أربع سنوات، وقرأتُ عليه في فنون متعددة من العقيدة، والفقه وأصوله وقواعده، والحديث رواية ودراية، والتزكية، وغير ذلك.
الشيخ محمد الرزكي: قرأت عليه في ألفية ابن مالك بشرحي ابن عقيل والمكودي.
الشيخ العلامة المتفنن مصطفى البيحياوي المراكشي نزيل طنجة: حضرت عنده في شرح صحيح البخاري وفي السيرة النبوية، وسألته واستفدت منه.
الشيخ الفقيه العربي كدار: قرأت عليه في كتاب الفرائض من مختصر خليل.
الشيخ الفقيه عبد القادر الإدريسي: قرأت عليه لبضعة أشهر في العقيدة من شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي وفي الفقه المالكي من رسالة ابن أبي زيد بشرح أبي الحسن.
الدكتور الشيخ فاروق حمادة: قرأت عليه في علوم مختلفة، وفي مناهج البحث العلمي.
الدكتور الفقيه محمد الروكي: قرأت عليه في الفقه وقواعده.
الدكتور الأصولي أحمد الريسوني: قرأت عليه في أصول الفقه عامة، وفي الرسالة للإمام الشافعي خاصة.
الدكتور أحمد أبو زيد: في علوم القرآن.
وجمع من طلبة العلم التقيت بهم، وحضرت مجالس بعضهم، واستفدت منهم في بدايات الطلب خصوصا.
وقد أجازني جمع من أهل العلم في المشرق والمغرب، يتجاوز عددهم الثلاثين.
لي مجموعة من الأبحاث، نشر منها اثنان:
شرح منظومة الإيمان المسماة (قلائد العقيان بنظم مسائل الإيمان).
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1795
( شرع الله ليس غلوا).
والأبحاث الأخرى مخطوطة، وأغلبها في العقيدة والفقه وعلوم العربية
والشعر. نسأل الله السداد.(44/22)
من يعرف هذا الرجل
ـ[عمر خيري]ــــــــ[26 - 08 - 07, 02:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد بن اسماعيل الليثي النمر
من يعرفه ويفتينا فيه
بارك الله فيكم ونفع بكم(44/23)
من يبين لي وجه الخطأ في هذه العبارة عما ذكر الصواب غفر الله لكم
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[26 - 08 - 07, 02:48 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ...
فلطالما نهلت من منهل مكتبة صيد الفوائد وما ظننت يوما أنني سأكتب موضوعا بهذا العنوان ... ولله الأمر من قبل ومن بعد ... فأرجو ممن يحسن هذه الأمور أن يراسلهم بهذا البيان:
الكتاب: الموجز في العقيدة السلفية.
المؤلف: أبو حسام الدين الطرفاوي.
تقديم ومراجعة: عيد عباسي ومشهور حسن.
البدعة والضلالة الموجودة في الكتاب: بالطبع يكفيني أن مؤلف الكتاب ينتصر لقول من قال بأن جنس أعمال الجوارح شرط كمال في الإيمان ... لكن هنعديها علشان وجع الدماغ ورمضان كريم ... خلينا في المصيبة الكبيرة التي هوى فيها سماحته ... لقد تحرر عند سماحته أنه حتى أعمال القلوب شرط كمال في الإيمان وأن المرجئة هم الذين يقولون أن أعمال القلوب شرط في صحة الإيمان (يا سلام) وصدق من قال:البدع يجر بعضها بعضا ..
وإليكم درر مما سطرها سماحته انتصارا لبدعته:
قال ولبئس ما قال: ((كثير من فرق المرجئة من أدخل أعمال القلوب في الإيمان، ولأن الإيمان عندهم شئ واحد فأعمال القلوب عندهم شرط في صحة الإيمان، وبذلك قد وافقوا الخوارج والمعتزلة في هذا الأمر.
أما السلف فعندهم الأعمال مطلقًا (القلوب والجوارح) شرط في كمال الإيمان الواجب لا شرط في صحته كما قالت الخوارج والمعتزلة؛ ولا شرط في كمال الإيمان المستحب كما ذكره بعض الأشاعرة، وبذلك يزيد وينقص)).
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[26 - 08 - 07, 06:59 ص]ـ
انظر الى من قدمه وراجعه وتعلم السبب.
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[26 - 08 - 07, 07:04 ص]ـ
انظر الى من قدمه وراجعه وتعلم السبب.
لا يهمني السبب بقدر مايهمني وجه الخطأ والصواب بارك الله فيك
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[26 - 08 - 07, 12:34 م]ـ
الموضوع منسوخ من منتدى أنا المسلم في 2006
وانت لم ترهق نفسك على ما يبدو في التأكد أن الكتاب موجود أو محذوف من مكتبة صيد الفوائد
خلال قراءتي للموضوع في منتدى أنا المسلم ذكر الاخوة أنه حذف
وأنا لم أجد الكتاب عن طريق الجوجل في صيد الفوائد
وانما وجدت فصل من الكتاب في نواقض الايمان وكتاب آخر في طلب العلم لنفس المؤلف!!
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[26 - 08 - 07, 12:37 م]ـ
الموضوع منسوخ من منتدى أنا المسلم في 2006
وانت لم ترهق نفسك على ما يبدو في التأكد أن الكتاب موجود أو محذوف من مكتبة صيد الفوائد
خلال قراءتي للموضوع في منتدى أنا المسلم ذكر الاخوة أنه حذف
وأنا لم أجد الكتاب عن طريق الجوجل
وانما وجدت فصل من الكتاب في نواقض الايمان وكتاب آخر في طلب العلم لنفس المؤلف!!
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[26 - 08 - 07, 07:27 م]ـ
الموضوع منسوخ من منتدى أنا المسلم في 2006
وانت لم ترهق نفسك على ما يبدو في التأكد أن الكتاب موجود أو محذوف من مكتبة صيد الفوائد
خلال قراءتي للموضوع في منتدى أنا المسلم ذكر الاخوة أنه حذف
وأنا لم أجد الكتاب عن طريق الجوجل
وانما وجدت فصل من الكتاب في نواقض الايمان وكتاب آخر في طلب العلم لنفس المؤلف!!
ياأخي العنوان واضح من يبين لى وجه الخطأ في العبارة يعني لماذا انتقدت هذه العبارة وماهو وجه الصواب اي منهج السلف في ذلك
هل رأيتموني ذكرت الكتاب او مؤلفه او محققيه من بعيد او قريب ما ذا بكم لا تتأملون قبل الرد وفقكم الله
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 12:15 م]ـ
أولاً أعتذر إذا صدرت مني شدة لا مبرر لها
أما قولك
هل رأيتموني ذكرت الكتاب او مؤلفه او محققيه من بعيد او قريب ما ذا بكم لا تتأملون قبل الرد وفقكم الله
فغريب والله
ماذا تسمي هذا كله
فلطالما نهلت من منهل مكتبة صيد الفوائد وما ظننت يوما أنني سأكتب موضوعا بهذا العنوان ... ولله الأمر من قبل ومن بعد ... فأرجو ممن يحسن هذه الأمور أن يراسلهم بهذا البيان:
الكتاب: الموجز في العقيدة السلفية.
المؤلف: أبو حسام الدين الطرفاوي.
تقديم ومراجعة: عيد عباسي ومشهور حسن.
يبدو أن الصيام مأثر عليك:)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[27 - 08 - 07, 02:09 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82896(44/24)
ملخص خطب الجمعة (للصعيدي) الاستعداد لرمضان
ـ[أحمدالسيدالصعيدي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 08:56 ص]ـ
خطب الجمعة
أحمد السيد الصعيدي
ملخص خطب الجمعة (للصعيدي) الاستعداد لرمضان
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا من سيئات أعمالنا انه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له
واشهد أن لا اله إلا الله قال تعالى كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به
إخوة الإسلام
رمضان خمسة أحرف
الراء من رمضان (رحمة)
والميم من رمضان (مغفرة)
والضاد من رمضان (ضمان للجنة)
والألف من رمضان (أمان من النار)
والنون من رمضان (نور من العزيز الغفار)
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا كان يوم الجمعة هو أفضل الأيام ..
وشهر رمضان هو أفضل الشهور ..
وليلة القدر أفضل الليالي ..
والمسجد الحرام أفضل المساجد ..
وجبريل أفضل الملائكة ..
فمحمدٌ صلى الله عليه وسلم هو سيد الأنبياء والمرسلين بل هو سيد ولد آدم أجمعين ولا فخر
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) آل عمران102
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) الأحزاب (71)
وبعد: ـ أيها الأخوة الأعزاء
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) البقرة185
وروى البخاري في صحيحه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: (كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم).
إخوة الإسلام
الكل يعاني من الانحلال الأخلاقي في المجتمعات الإسلامية
وجاءت الفرصة للدعاة بأن يتجهزوا لها
والفرصة هي أيام وليالي رمضان التي يتجه أكثر الناس إلى الله
وقلوبهم عامرة بالإيمان متفتحة ومتشوقة لسماع النصح والقرآن والسنة النبوية المطهرة
فلا تدع لحظة تمر عليك إلا وقد تكون دعوت فيها لله من تقابله
أو تجالسه بأن تقرأ عليه آية
فتقول على سبيل المثال (أخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت (أفمن هذا الحديث تعجبون. وتضحكون ولا تبكون) بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول اللهصلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: (لا يلج النار من بكى من خشية الله)
أو حديثافتقول يروي الإمام أحمد في مسنده: "صعد النبي صلى الله عليه وسلم على منبره فسمعه الصحابة يقول: آمين، ثم صعد إلى الدرجة الثانية فسمعه الصحابة يقول آمين، ثم صعد إلى الدرجة الثالثة فسمعوه يقول آمين،. فلما استوى على المنبر قالوا يا رسول الله سمعناك تقول آمين عند الدرجة الأولى والثانية والثالثة، فقال:، نعم. أما عند الأولى فجاءني أخي جبريل وقال لي:"يا محمد ... رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، قل آمين، فقلت آمين. ثم لما جئت إلى الدرجة الثانية قال جبريل: يا محمد ... رغم أنف امرئ أدرك أبويه كلاهما أو أحدهما ولم يغفر له، قل آمين، فقلت آمين. ثم عند الثالثة قال جبريل: يا محمد .... رغم أنف امرئ أدركرمضان فلم يغفر له، قل آمين فقلت آمين".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/25)
أو قصة صحابيفتقول: أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلمأنه قال: ((من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من تبع منكم اليوم الجنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من تصدق بصدقة؟ قال أبو بكر: أنا، قال فمن عاد منكم مريضا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: ما اجتمعت في امرئ إلا دخل الجنة)
أو أحد الصالحين أو المشايخ أو تهدي له شريطا أو كتابا أو تصاحبه إلى المسجد
أو زيارة مريض أو مسكين أو فقير أو يتيم وتذكره بالنفقة فتقول:
يقول أنس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيئاً لغد.
نعم هكذا كان رسولنا صلى الله عليه وسلم.
وكان يقول لبلال رضي الله عنه (أنفق بلال، ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً)).
وفي الحديث الذي يرويه أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه عن أبي مالك الأشعريوالترمذي عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة غرفا يرىظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام وألانالكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام
أخي المسلم، أختي المسلمة
يبعث الله في أول ليلة من هذا الشهر المبارك منادياً ينادي ويرشد إلى ما يحبّه الله ويرضاه كما جاء في الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
(إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ. وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كانأجود بالخير من الريح المرسلة وقد قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصدقة صدقة فيرمضان)
أخرجه الترمذي عن أنس
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور31)
الحمد لله رب العلمين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما بعد
فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
(فِي الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لاَ يَدْخُلُهُ إِلاَّ الصَّائِمُونَ) رواه البخاري.
وروى البخاري ومسلم في صحيحهما:
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
(مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)
وعنه أيضاً أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ
(مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)
و عنه أيضاً قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
(مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)
أيها الأخوة جاء شهر التوبة فهيا إلى مغفرة الله فالذنوب كثيرة
ونقول مع القائل
أنا العبد الذي كسب الذنوبا ... وصدته الأماني أن يتوبا
أنا العبد الذي أضحى حزينا ... على زلاته قلقاً كئيبا
أنا العبد المسئ عصيت سراً ... فمالي الآن لا أبدي النحيبا
أنا العبد المفرط ضاع عمر ... فلم أرع الشبيبة والمشيبا
أنا العبد الغريق بلج بحر ... أصيح لربما ألقى مجيبا
أنا العبد السقيم من الخطايا ... وقد أقبلت ألتمس الطبيبا
أنا الغدّار كم عاهدت عهداً ... وكنت على الوفاء به كذوبا
فيا أسفي على عمر تقضى ... ولم أكسب به إلا الذنوبا
ويا حزناه من حشري ونشري ... بيوم يجعل الولدان شيبا
ويا خجلاه من قبح اكتسابي ... اذا ما أبدت الصحف العيوبا
ويا حذراه من نار تلظى ... اذا زفرت أقلقت القلوبا
فيا من مدّ في كسب الخطايا ... خطاه أما آن الأوان لأن تتوبا
قال صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. يقول الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان؛ فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)
أخرجه البخاري ومسلم
اللهم وفقنا للعمل في رمضان وتقبل منا يارب العالمين
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا
وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا
بالماء والثلج والبرد
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
وارفع بفضلك رايتي الحق والدين
وصل اللهم على سيدنا محمد
وأقم الصلاة(44/26)
رجوع الإمام النووي إلى مذهب السلف
ـ[محمد جميل حمامي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 01:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل رجع الإمام النووي إلى مذهب السلف في الأسماء و الصفات؟
قراءة في رسالته (جزء في الحروف و الأصوات)
محمد جميل حمامي
14/شعبان / 1428
إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا ...
و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً عبده ورسوله ... أما بعد:
فإن أهل العلم مع قلتهم و ندرتهم غالباً، يجنح كل فريق من الناس إلى استمالتهم إليه! و الإستحواذ عليه! أو على الأقل استخراج منه كلمة تأيد أو تشجيع، لما يعرفوا من منزلة العلماء في الأرض .. ! فهم ملحها
وكذلك مما يجده العالم كذب الطوائف عليه! فيكذب عليه طائفتان من الناس، واحدة تقول عليه مالم يقله أصلاً! وأخرى تقول في كل مرة يزل فيها! ألم تسمعوا فلاناً كيف أنه قال كذا وكذا ... ! و يجلسوا للصيد فقط، مع أن بضاعتهم هم مزاجة أصلاً، وليسوا محل غنيمة صيد هم! – ثم يجلسوا يتصيدوا لغيرهم فاعجب من غيهم –
ومن ذلك ما رواه الإمام أبو داود في سننه [4622] و صححه الإمام الألباني في صحيح سنن أبي داود: عن أيوب أنه قال: (كذب على الحسن [البصري] ضربان من الناس قوم القدر رأيهم وهم يريدون أن ينفقوا بذلك رأيهم وقوم له في قلوبهم شنآن وبغض يقولون أليس من قوله كذا أليس من قوله كذا).
وهذا حالنا مع مفتي الأمة، شيخ الإسلام، الحافظ، الفقيه، الشافعي، الزاهد، أحد الأعلام، - كما وصفه الإمام الذهبي - أبو زكريا يحيى بن شرف الدين النووي رحمه الله
إذ قالت الأولى: أن هذا الإمام كان أشعرياً خالصاً! لا قال بقول السلف ولا أيد قولهم ... وفعلاً قد أتوا بكلام له وقد خرج منه صدقاً دونما تكذيب في هذه، ولكن صفة التكذيب تلحق بهم لما يعرفوا أن الإمام قد خرج من بدعتهم أولها وآخرها! ثم يصرون على أنه كان من مؤيديهم ولا يزال كذلك ... فإذا أثبتنا أن الإمام النووي كان سلفياً خالصاً أو أنه عاد إلى مذهب السلف أخيراً – وهذا محل البحث هذا -، فلا يسع أحد بعد ذلك أن يقول أنه كان مؤلاً أشعرياً ليس بسني!! لأنه ثبت غير ذلك وبثبوته ثبت كذبهم ... !
تماماً كحال الذين ينسبون المذهب الكلابي إلى إمام أهل السنة و الجماعة – كما وصفه ابن تيمية – أبو الحسن الأشعري! وقد خرج من هذا المذهب وأثبت عكسه وضده .. !
أما الثانية: فإنهم قوم سوء، أشقياء بلا علم، جهال بلا أدب، فعلى أكبر الأكابر يتطاولون ويظهرون رؤوسهم فارغة من العلم ما بها إلا السب و الشتم، فقالوا أن النووي هذا مبتدع ضال مضل! فلا تقرأوا له كتابا ولا تنشروا له كلاما وكذلك يفعلون ...
سبحان المولى وكأن هذه سنة باقية في الأجل إلى أجل ... فهذا المشهد نفسه، لا يزال يتكرر حيناً وحينا مع علماء كل زمن وكل محل .. فهاهم أئمة ذا الزمان وقعوا بين ذات الفكين مثلاً!!، مع أنه بينهم وبين الحسن زمناً! إلا أن الذي على منهج الحسن لا بُد وأن يلاقي مما لاقاه الحسن، لأن ذلك هو منهج الأنبياء – وأهل العلم يعرفون ذلك تماماً – فيختاروه عن علم وتمام معرفة وكامل صبر و احتساب للأجر عند المولى
لا أريد أن أطيل أكثر فقد آن أوان الشروع في المشروع ...
فقصتي أنه وقع بين يدي جزء لطيف الحجم كبير المعنى، صغير العبارة عظيم الإشارة، قليل الصفحات إلا أنه ضخم جداً وجداً لمن يفهم المغزى .. اسمه (جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف و الأصوات) تأليف الإمام أبي زكريا يحيى بن شرف الدين النووي
وهو إختصار لمسألة الحروف و الأصوات، من كتاب (غاية المرام في مسألة الكلام) للشيخ فخر الدين أبي العباس أحمد بن الحسن بن عثمان الأرموري الشافعي، ثم ألحق في آخره جمعاً من كتابه (التبيان في آداب حملة القرآن)
قال الإمام النووي في مقدمته:
(فجاء هذا المختصر بحمد الله أنيساً للحاضر وجليساً للناظر، وقسمته بحمد الله فصولاً مشتملة على فنون من القواعد ونفائس من العقائد مما جمعته من كتب العلوم ومما أودعته من كتابنا المعروف بكتاب (التبيان في آداب حملة القرآن) وغير ذلك وعلى الله اعتمادي وإليه تفويضي واستنادي، اعتصمت بالله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/27)
ويشمل هذا المختصر على قسمين:
القسم الأول: في ذكر ما ننقله عن الشيخ الجليل الإمام المتقن الحافظ الأوحد فخر الدين أبي العباس أحمد بن الحسين بن عثمان الأرموي الشافعي فيما صنفه في كتابه الموسوم (بغاية المرام في مسألة الكلام)
و القسم الثاني: فيما وضعته في كتابنا الموسوم بكتاب (التبيان)) ا. هـ
و كان هذا الجزء في عداد المفقود حتى طبعته مكتبة الأنصار للنشر و التوزيع في مصر، بتحقيق: أبي الفضل أحمد بن علي الدمياطي، و المخطوط نُسخ في الثالث من شهر ربيع الآخر لسنة 676، و قوامه 44 صفحة مخطوطة، وقد جَعَلَ المحقق صوراً لنماذج من المخطوط في مقدمته للتحقيق.
و طبعت هذه الرسالة المهمة غاية وقد جاء على غلافها [ينشر لأول مرة]!!!
و القارئ لهذه الرسالة سيجد نفسه متأكداً من سلفية الإمام النووي أو متأكداً من رجوع الإمام النووي أخيراً إلى قول السلف في الأسماء و الصفات ... لأسباب منها:
1 الظاهر أن هذه الرسالة هي آخر قول للإمام النووي في هذه المسألة لأنها نسخت في شهر ربيع الآخر من سنة 676 وقد وافت المنية الإمام النووي في الثالث و العشرين من رجب لنفس السنة.
فليس بين الزمنين كبير وقت، إنما هي ثلاثة أشهر فحسب. فأول ربيع الآخر وجمادي الأولى و الأخيرة ثم رجب!
2 أن الطريقة التي اتبعها الإمام النووي في رسالته تلك على صغرها، مماثلة جداً جداً لطريق السلف و أسلوبهم في سرد الأدلة من القرآن الكريم أولاً، ثم من الأحاديث الصحاح، ثم من أقوال السلف، الذي استند إلى آرائهم كثيراً و ورى أقوالهم مراراً، واستدل بكلامهم في غير ما موضع مثل الإمام أحمد بن حنبل وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة وسفيان بن عيينه وغيرهم و قد مدحهم وأثنى عليهم وعلى قولهم خيراً و سيأتي مثال لذلك قريباً
دون أن يشير أدنى إشارة إلى من دونهم من الخلف إلا في موضع الرد عليهم مثل ابن فورك و الباقلاني و الجويني و أبي القاسم الإسفراييني وغيرهم.
3 ذم الإمام النووي الأشاعرة صراحة، بل و الإستغراب من مذهبهم وقولهم في الصفات! وسيأتي نصه بتمامه أيضاً.
4 و أخيراً تصريح الإمام النووي، بقول السلف رضوان الله عليهم في صفات الرب جل في علاه كالإستواء و اليد و القرآن و غير ذلك من الصفات بل و تصريحه أيضاً بقول أهل السنة و الجماعة بالإيمان وهذا أيضاً سيأتي بنصه وحرفه.
وقد أفاد الإمام النووي وأجاد جداً في الرد على الذين لا يثبتون اللفظ و الكلام لله عز وجل، وذكر لهم عشرين وجهاً، يستترون بها، ذكر أقوالهم ثم نقضها عليهم وفضح عوارهم وكشف زيفهم، فقد رد ردوداً حازمة جازمة على أقوالهم العشرين تلك! بعشرين حجة أفصح بياناً وأقوى احتجاجا.
وهذه قراءة سريعة لمحتوى تلك الرسالة النووية و مع النقول من كلام الإمام النووي بحرفه ونصه:
من صفحة 17 إلى صفحة 22 وهو القسم الأول من الرسالة، حشد الإمام النووي الأدلة من الكتاب و السنة وأقوال الأئمة في إثبات الكلام و اللفظ لله تعالى وأن القرآن كلام الله غير مخلوق وقد نقل في هذه الصفحات أقوالاً عن الإمام أحمد وعن عبد الرحمن بن منده و القاضي محمد الهاشمي – من أصحاب الإمام أحمد – و البخاري و يحيى بن سعيد القطان و عبد الله بن المبارك وإسحاق بن راهويه ثم قال بعد هذه النقول الواضحة في نصرة الحق: (فلا سبيل إلى الخروج عما اعتقدوه فهم القدوة للإسلام و الأنجم في الظلام) صفحة 22
أما من صفحة 25 إلى صفحة 54 وهي القسم الثاني من الكتاب فقد جعلها الإمام النووي (في تعيين محل النزاع وذكر البرهان عليه وإيراد الأسئلة و جواب عنها) _ من كلامه رحمه الله _
فبعد أن ذكر تحت هذا الفصل كثيراً من الآيات المباركات و الأحاديث الصحيحات و النقولات الطيبات قال ذاماً الأشاعرة في صفحة 39: (و العجب أن كتب الأشاعرة مشحونة بأن كلام الله منزل على نبيه، و مكتوب في المصاحف، ومتلوا بالألسنة على الحقيقة، ثم يقولون: المنزل هو العبارة، و المكتوب غير الكتابة، و المتلو غير التلاوة، ويشرعون في مناقضات وتعقبات باردة ركيكة.
ويكفي في ضحد هذا المعتقد كونُهم لا يستطيعون على التصريح به بل هم فيه على نحو من المراء ... )!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/28)
ولما ذكر الإمام النووي شبههم التي استدلوا بها على قولهم .. كانت إحداها أن إثبات الحرف و الصوت لله مخالف لبديهية العقل فكان جواب الإمام النووي قاطعاً في صفحة 45:
(أن مجموع ما ذكرنا من الآيات و الأخبار و الإجماع صريح في مدعانا ونص له عليه وفيه، ودعوى المجاز مردود إذ هو خلاف الأصل، ثم كيف يظن بالصحابة رضي الله عنهم وهم أصحاب العربية واهل اللغة تواطئهم على استعمال المجاز في صور لا تعد ولا تحصى)!!!
وبعد أن رد عليهم أقوالهم قال الإمام النووي في صفحة 53:
( ... ولعمري! لقد اندفع بهذا التقرير كثير من كلام الأشاعرة و تلبياتهم عند العارف بمعاني الكلام و دقائقه.
بقي على هذا أن يقال، قد نقل عن الإمام مالك –رحمه الله – أنه قال: {ليس من السنة أن يجادل عنها، أنما السنة أن تخبر بها، فإن قبل منك وإلا فاسكت.
وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: {من أخذ دينه بالقياس ذهب دهره في الإلباس، مائلاً عن المنهاج طاعناً في الإعوجاج}
ثم قال ابن عباس: نعرف ربنا بما عرف به نفسه، ونصفه بما وصف به نفسه، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس، قريب من الأشياء غير ملاصق، بعيد منها غير مفارق، تحقق بلا تمثيل، و موحد بلا تعطيل.
قلت: فإشارة ابن عباس إلى أنه لا يجوز العدول عما جاء به الكتاب العزيز، ونطق به السيد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يليق بذي الجلال أن نصفه إلا بما وصف به نفسه، ومن تجاوز ذلك المنهاج، ومال بآرائه و مقاييسه عن طريق الحق والسداد، عُدَّ من عصابة الجهل و أهل العناد)!!!
ومن الصفحة رقم 45 إلى صفحة 56 سرد الإمام النووي أدلته وأشهر أسلحته من الكتاب والسنة طبعاً مزينا بها فصلاً سماه (فصل في إثبات الحرف لله تعالى)
ومن الصفحة رقم 56 إلى الصفحة رقم 58 جعلها لفصل أسماه (فصل في إثبات الصوت لله تعالى)
وأيضاً هنا جمعاً كماً طيباً جداً من الأيات الكريمات و الأحاديث الصحيحات مثبتاً ممابها من يقينيات معتقدات
أما آخر الصفحة 58 حتى الصفحة 65 قد جائت لـ (فصل في القراءة هي المقروء وأن الكتابة هي المكتوب)
زينه و زخرفه بالأحاديث الصحيحة و الآثار الفصيحة وقد ذم فيه أشد الذم لأهل التعطيل والتشبيه ونقل ذلك عن أئمة أهل السنة، و مما جاء فيه:
(وقد نقل عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى، أنه قال: (لعن الله المشبهة و المعطلة، فقيل له: من المشبه؟ فقال: الذين يقولون يد كيدي و بصر كبصري)
ونقل عنه أنه قال: من شبه الله بخلقه فهو كافر بالله العظيم
و روي عنه أنه قال: مذهبنا بين مذهبين وهدي بين ضلالين، إثبات الأسماء و الصفات، مع نفي التشبيه و الأدوات، لا نغالي في الصفات فنجعلها أجساماً فنشبه الله بخلقه – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً – ولا نقصر فنمحوا عنه ما أثبته لنفسه، بل نقول كما سمعنا، ونشهد بما علمنا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)
فالتشبيه زيغ وضلال، و التعطيل كفر وإبطال، و الوقوف مع السلامة أسلم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
و ورى يونس بن عبد الأعلى المصري عن إمامنا الشافعي رحمه الله، أنه قال: نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن ونثبت الصفات التي جاءت بها السنة، و ننفي التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه فقال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، فنحن نصف ولا نشبه، ونثبت ولا نجسم، ونعرف ولا نكيف، مذهبنا بين باطلين، وهدى بين ضلالتين، وسنة بين بدعتين، وقد تفرد الله سبحانه وتعالى بحقائق صفاته ومعانيها عن العالم فنحن بها مؤمنون، وبحقائقها موقنون، وبمعرفة كيفيتها جاهلون.
فانظروا – رحمكم الله – إلى لفظ هذين الإمامين، وكيف اتحدا واتفقا و التبري مما وراءه أحرى.)!!!
والصفحة رقم 66 قد جعلها فصلاً (في أن كلام الله مسموع) وليس به إلا كلام ربنا!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/29)
و في صفحة رقم 67 حتى صفحة رقم 69 كلاماً عجيباً واضحاً في إثبات مذهب السلف، ناصراً لهم مؤيداً لقولهم وسمى فصله الأخير الذي عقده هذا (فصل في أحاديث تؤكد القول بهذا المعتقد و تؤيده على هذا التنزيه الذي عليه أئمة الإسلام حشرنا الله على معتقدهم واماتنا على محبة السلف الصالحين و الأئمة المهديين رضي الله عنهم أجمعين)
وأنا أنقل لكم جميع هذا الفصل كما هو في الكتاب الذي بين يدي - إن شاء الله تعالى – والذي واضح فيه أشد الوضوح تأيد الإمام النووي لمذهب السلف في الأسماء والصفات و السير على نهجهم ... فقال رضي الله عنه:
(فانظروا إلى ما كان عليه الأئمة المهديون والفرق بينهم وبين غيرهم من المتعصبين من أهل زماننا على موافقة أغراضهم ومخالفتهم لهم، لكونهم انعطفوا على حب الدنيا و زخارفها، و التحبب إلى رؤساء أعصارهم حملهم على هذه الأمور المستبشعة، فباعوا المقطوع بالمظنون ولقد أحسن الشاعر حيث يقول:
عجبت لمبتاع الضلالة بالهدى ... ومن يشتري دنياه بالدين اعجب
ونحن من ديننا: التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة و التابعين وأئمة الحديث المشهورين ونؤمن بجميع أحاديث الصفات، لا نزيد على ذلك شيئاً، ولا ننقص منه شيئاً، كحديث قصة الدجال و قوله فيه: (وإن ربكم ليس بأعور) 1
وكحديث النزول إلى السماء الدنيا 2
وكحديث الستواء على العرش 3
وإن القلوب بين أصبعين من أصابعه 4
وإنه يضع السماوات على إصبع و الأرضين على إصبع 5
ونقول بتصديق حديث المعراج 6 وبصحيح ما جاء فيه من الروايات وندين أن الله مقلب القلوب 7
و ما أشبه هذه الأحاديث جميعها كما جاءت بها الرواية من غير كشف عن تأويلها، وأن نمرها كما جاءت
وأن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ونقول أن الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى:
{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22]
وأن الله يقرب من عباده كيف شاء لقوله تعالى {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16]
وقوله {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)} [النجم]
وأشباه ذلك من آيات الصفات، ولا نتأولها ولا نكشف عنها بل نكف عن ذلك كما كف عنه السلف الصالح.
و نؤمن بأن الله على عرشه كما أخبر في كتابه العزيز ولا نقول هو في كل مكان، بل هو في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان كما قال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16] وكما قال {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10]
و كما جاء في حديث الإسراء إلى السماء السابعه: (ثم دنا من ربه)
وكما جاء في حديث سوداء أريدت أن تعتق، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم (أين ربك؟) فقالت في السماء، فقال: (أعتقها فإنها مؤمنة) 8
و امثال ذلك كثير في الكتاب والسنة، نؤمن بذلك ولا نجحد من ذلك.
وقد روت الثقات عن مالك بن أنس أن سائلاً سأله عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] فقال: الاستواء غير مجهول، و الكيف غير معقول، والإيمان به واجب، و السؤال عنه بدعة.
فيا إله السماوات و الأرضين، ويا خالق الخلق أجمعين، أنت المطلع على البواطن وأنت الرقيب على كل خافق وساكن، أسألك أن تغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم.
فهذا: آخر ما أردنا ذكره من هذا المختصر من معتقد مصنفه، مما ذكره في كتابه كتاب (غاية المرام في مسألة الكلام) للشيخ أبي العباس أحمد بن الحسن الأرمولي الشافعي، وهو الذي عليه الجمهور من السلف و الخلف) ا. هـ
ثم من الصفحة 70 إلى آخر الكتاب صفحة 78 عبارة عن ملخص من كتابه الإمام النووي (التبيان في آداب حملة القرآن) قد ألحقه الإمام النووي في مختصره لكلام الشيخ الأرمولي.
وبعد هذا العرض و البيان من الكلام الذي ساقه الإمام النووي في رسالته الصغيرة هذه
لنا أن نقول أن الإمام النووي قد رجع فعلاً عن قول الأشاعرة وقوله الأخير في مسألة الصفات هو الحجة، وهذا كلامه الذي قاله قبل أن يموت – رحمه الله – بأشهر قليلة جداً، فعليه المعول.
فليمت بغيظهم أهل البدع خناثى المعتزلة
رحم الله الإمام النووي وجزاه الله عن أمة الإسلام كل خير
وكذا جميع علمائنا و أئمتنا الثقات الذين اتبعوا منهج الصحابة بإحسان
وحفظ لنا أحيائهم وبارك في أعمارهم.
(و أرجوا من أخ غيور ناصح أمين إن وجد ثغرة سدها، وإن أبصر حسنة عدها وإن راى خللاً أصلحه، و إن أبصر حقاً رجحه، وإن وجد مبهماً وضحه، ويتعهدني بالنصح، فإني متقلد منته آخر حياتي) [من مقدمة بصائر ذوي الشرف للشيخ سليم الهلالي]
فإن أصبت فمن الله وحده، وإن أخطأت فمن نفسي وإن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربي.
الهامش [هذه هوامش المحقق]:
1: رواه البخاري (3057) و مسلم (169)
2: رواه البخاري (1145) ومسلم (758)
3: رواه البخاري (7404) ومسلم (2751)
4: رواه مسلم (2654)
5: رواه البخاري (4811) ومسلم (2786)
6: رواه البخاري (7517) ومسلم (162)
7: رواه البخاري (6617)
8: رواه مسلم (537)
للبحث تتمة - إذا يسر المولى -:
1) ترجمة الشيخ الأرموني.
2) من نسب من اهل العلم هذا الجزء إلى الإمام النووي
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَفِي
مُحَمَّدُ بْنُ جَمِيلِ حَمَّامِي
بَيْتُ الْمَقْدِسُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/30)
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 01:17 م]ـ
كلام جميل، بارك الله فيك
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[27 - 08 - 07, 01:27 م]ـ
جزاك الله خيرًا.
يُرجى مراجعة هذا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25527&highlight=%C7%E1%CD%D1%E6%DD
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 02:14 م]ـ
جزاك الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
للبحث تتمة - إذا يسر المولى -:
1) ترجمة الشيخ الأرموني.
2) من نسب من اهل العلم هذا الجزء إلى الإمام النووي
[/ RIGHT]
[/RIGHT]
بإنتظار الترجمة بارك الله فيك
و لعل الأرموي تصحيف و الصحيح ما ذكرته
ـ[محمد جميل حمامي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 02:23 م]ـ
كلا أخي .. ! أنت المصيب و أنا المخطئ
إسمه هكذا بتمامه:
فخر الدين أبي العباس أحمد بن الحسين بن عثمان الأرموي
وهكذا نقلته عن الإمام النووي في اول نقل لي عنه ... !
ولكن هذه الكلمة الأخيرة خطأ مني
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 02:51 م]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل
و قد ارسلتُ لك رسالة على الخاص فراجعها
ـ[محمد جميل حمامي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 02:56 م]ـ
إن شاء الله تعالى
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 11:49 ص]ـ
للبحث تتمة - إذا يسر المولى -:
1) ترجمة الشيخ الأرموني.
2) من نسب من اهل العلم هذا الجزء إلى الإمام النووي
بارك الله بكم على هذا البحث وبانتظار التتمة التي طال التشوّق لها ..
ـ[محمد ناصر الدين]ــــــــ[14 - 03 - 10, 08:52 م]ـ
طال الانتظار أخي بارك الله فيك
ـ[الباعجي]ــــــــ[15 - 03 - 10, 06:08 م]ـ
بيض الله وجهك على حسن بحثك
ـ[ابوالمنذرالأزهرى]ــــــــ[16 - 03 - 10, 01:42 ص]ـ
بانتظار التكملة بارك الله تعالى فيك: ولي هنا استفسار - بارك الله تعالى فيك - وهو أن النسخة الخطية لهذا الكتاب قد نص ناسخها على سقم النسخة التي نقل عنها وهي من محفوظات دار الكتب المصرية حفظها الله من كل سوء- فهل عندكم علم بوجود نسخ أخرى من الكتاب.
هذا مع أني أشك أن هذا تاريخ نسخها بل هو تاريخ النسخة المنقول منها والله أعلم -فأنا بعيد عهد عنها وأكتب من الذاكرة فلعلي أراجع الأمر وأوافيكم إن شاء الله تعالى-.
وفي انتظار البقية بارك الله فيك
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[16 - 03 - 10, 10:57 ص]ـ
لي عودة بارك الله فيك
ـ[ابوالمنذرالأزهرى]ــــــــ[12 - 04 - 10, 02:18 ص]ـ
ما زلنا بالانتظار؟!!!!(44/31)
سجود الشيعة لغير الله
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 06:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين اجد مواضع في كتب الشيعة تدل على هذا الفعل الفاسد عندهم وتبريره والكلام عليه وقد رأيت الكثيرين يسجدون لأئمتهم واحبارهم
ومن استطاع منكم ان ينفع أخاه فليفعل
ـ[الاحسائي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 09:53 م]ـ
في هذا الرابط ستجد صور لسجود الرافضة لغير الله تعالى ...
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=197627
هذا ما استطعت نفعك به , أرجو أن تحصل على شئ من مرادك منه ...
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[27 - 08 - 07, 11:45 م]ـ
الاخ الاحسائى جزاك الله خيرا تعالى معى نردد
الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمه(44/32)
الرد على الهجمة الشرسة التى يريدون بها تشويه دين الاسلام من خلال التعريض بحد الردة
ـ[السيد العربي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 06:09 ص]ـ
يها الاخوة الاحبه سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أحمد الله اليكم جميعا واصلى واسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد ابن عبد اللع الصادق الوعد الامين ... وبعد
فهذا مقال متواضع أشارك به فى قسم العقيدة من باب الدفع عن دين الله والرد على الهجمة الشرسة التى يريدون بها تشويه دين الاسلام من خلال التعريض بحد الردة وان هذا اكراه على اعتناق دين الاسلام وان ... وان ... وتخليط بين حق الله وحرية العقيده
والمقال بعنوان قدسية حق الله وحرية العقيدة ...
والله أسأل ان يجعل فيه نفع لى ولاخوانى ولعموم المسلمين
وصلى اللهم سلم على محمد وآله وصحبه أجمعين
واليكم المقال والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم:
قدسية حق الله وحرية الاعتقاد:
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان الا على الظالمين والصلاة والسلام على خير البرية أجمعين محمد بن عبد الله الصادق الوعد الأمين، بلغ الرساله وأدى الأمانة، وأتم البلاغ وهدى البشرية جمعاء الى ما فيه صلاح الدنيا وسعادة الأخرة، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبع ملته وسار على هديه الى يوم الدين ..... آمين.
أما بعد:
ما حق الله على الخلق؟؟
يقول تعالى ذكره "$ tBur àM?)n=yz £`?g?:$# }RM}$#ur ?wI) Ebr??ç7÷èu?I9 CIIE !$tB ?????é& N?k÷]IB `IiB 5-???h? !$tBur ?????é& br& Ebq?JIèôU?? CI?E ¨bI) ©!$# uqèd ?-#¨??9$# rè? ?oqà)?9$# ?ûüIGyJ?9$# CI?E ¨bI*sù tûïI%©#I9 (#q?Jn=s? $\/qçRs? ?@÷WIiB E>qçRs? ?N?kE:»pt?¾r& ?xsù Ebqè=Ef÷ètG??o? CI?E ×@÷?uqsù tûïI%©#Ij9 (#r??x??2 `IB ?NIgIB?qt? ?I%©!$# tbr??t?q?? CIEE ... الذاريات
فى هذه الايات يبين الله تعالى الغاية من خلق الخلق بنوعيه من الانس والجن، وهى "إلا ليعبدون" ومعنى العبادة في اللغة: التذلل والانقياد، فكل مخلوق من الجن والإنس خاضع لقضاء الله، متذلل لمشيئته لا يملك أحد لنفسه خروجًا عما خلق عليه ..... والظاهر أن المراد بها ما كانت بالاختيار دون التي بالتسخير الثابتة لجميع المخلوقات .... فتأمل، فالمراد بالعبادة التذلل والخضوع لا بالتسخير لأن الكل عابدون إياه تعالى بالتسخير لا فرق بين مؤمن، وكافر، وبر، وفاجر، وطير وحيوان وجمادات واحياء، كما في قوله تعالى: " والنجم والشجر يَسْجُدَانِ " [الرحمن: 6] ... فهذه عبادة بالتسخير .... وكما فى قوله تعالى: " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) [فصلت/11]
ويؤيد ذلك ما قاله علي بن أبي طالب رضى الله عنه: "إلا ليعبدون" أي إلا لآمرهم أن يعبدوني وأدعوهم إلى عبادتي، ويؤيده قوله عز وجل: " وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا ". (التوبة-31).
وقيل: "إلا ليعبدون" إلا ليوحدوني، فأما المؤمن فيوحده في الشدة والرخاء، وأما الكافر فيوحده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء، بيانه قوله عز وجل: "فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين". (العنكبوت-65).
ومثل هذه الآيات يأتى لبيان صنيع المكذبين حيث تركوا عبادة الله تعالى وقد خلقوا لها!!!
فقوله: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " خبر مستعمل في التعريض بالمشركين الذين انحرفوا عن الفطرة التي خُلقوا عليها فخالفوا سنتها اتباعاً لتضليل المضلين ....... واللام في " ليعبدون " لام العلة، أي ما خلقتهم لعلة إلا علة عبادتهم إياي ...... والتقدير: لإِرادتي أن يعبدون، ويدل على هذا التقدير قوله في جملة البيان: " ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون".
أي ما أرضَى لوجودهم إلا أن يعترفوا لي بالتفرد بالإِلهية ....... فمعنى الإِرادة هنا: الرضى والمحبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/33)
ونخلص مما تقدم بأن الله تبارك وتعالى خلق الخلق ليعبدوه وبالإلهية يفردوه، وهذا حقه على الخلق، فمنهم من حقق الغاية التى ما خلق الله الخلق الا لأجلها وقام بمقتضى حق ربه عليه، وهم المؤمنون، ومنهم من كفر وخالف وعارض قصد الله ومراده من خلق الخليقة وهم الكافرون ..... ومن هنا يتقرر أن عبادة الخلق لربهم وخالقهم – الله الحكيم العزيز – هى حقه الخالص الذى يلزم الخلق جميعا أداءه والقيام بموجباته وانه أمر لازم حتم لااختيار فيه، وانه قضية الوجود وأوجب الواجبات على كل إنسى وجنى شاء أم أبى، وأنه ليس تفضل من الخلق على خالقهم بحيث يظن من عبد الله انه أحسن الى الله – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – ومن لم يعبد الله فله الحرية وهو حر يفعل ما يشاء، هذا من الضلال البعيد ... !!!
وبناءً عليه فإن الله سبحانه وتعالى شدد على عبادته وحده دون ما سواه وأمر بذلك كل الخلق من خلال كل الأمم والشعوب والاجناس والاعراق، وعن طريق الرسل.
قال تعالى:" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) [النحل/36]
وقال تعالى: " ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32) [المؤمنون/31، 32]
وهذا بيان مجمل وقد حاء مفصل فى أيات أخر فقال عز من قائل: " لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) [الأعراف/59]
وقال تعالى:" وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) [الأعراف/65، 66]
وقال تعالى:" وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) [الأعراف/73]
وقال تعالى:" وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) [الأعراف/85]
وغير هذا كثير فى القرآن ليُعلم الخلقَ جميعا حق ربهم عليهم وأنهم مطالبون به، وتحذيرهم بشدة من مغبة المخالفة فى إقامة هذا الحق وتحقيق مقتضياته، والتهديد والوعيد ممن يملك الوعيد ويقدر عليه وحده، من تضييع تلك الوظيفة الشرعية التى ما خلقهم الا لها، والوقوع فى الشرك والكفر والردة .. !!!
قال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " [البقرة/161]
وقال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا " [النساء/56]
وقال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ " [آل عمران/91]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/34)
وقد بين سبحانه طريق تحقيق تلك الغاية التى ما خلق الله الخلق الا لها وهى عبادته وحده لاشريك له من خلال دين لايرضى سواه، الان وبعد بعثة خاتم النبيين والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال سبحانه:" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " [المائدة/3]
وقال عز من قائل: " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " [آل عمران/85]
وهو سبحانه لايرضى لعباده الكفر أبدا قال عز من قائل:
"إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ " [الزمر/7]
وهذا قطع لكل جدل حول حرية الاديان، وبيان انها حرية لمن اراد الهلاك والخسران، وليست حرية تعنى الاختيار المقتضى للتنقل بين متساويين أو متماثلين، كلا والف كلا، فهو اختيار بين النجاة والهلاك، بين الإيمان والكفر، بين الجنة والنار ,
ولإجلاء البيان فى هذه القضية – قضية المفاصلة وعدم التقاء طرق الكفر بطريق الحق والايمان - أمر الله نبيه أن يخاطب كل من أبى عن قبول الحق الذى جاء به من أولائك الكافرين والمستكبرين والمستنكفين، بأن يقول لهم " لكم دينكم ولي دين " بمعنى أنا هنا وأنتم هناك، ولا معبر ولا جسر ولا طريق، مفاصلة كاملة شاملة، وتميز واضح دقيق ...... ولقد كانت هذه المفاصلة ضرورية لإيضاح معالم الاختلاف الجوهري الكامل، الذي يستحيل معه الإلتقاء على شيء في منتصف الطريق، الاختلاف في جوهر الاعتقاد، وأصل التصور، وحقيقة المنهج، وطبيعة الطريق، وأن الطريقين طريق الكفر وطريق الايمان لايستويان ولا يلتقيان.
وقال تعالى: " قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [المائدة/100]
وقال تعالى:
" وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ " [غافر/58]
لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ " [الحشر/20]
إذا فحرية الاختيار بين الايمان والكفر، أو بين الاسلام وغيره من الاديان - التى لايرضاها الله تعالى – هى حرية اختيار بين النجاة والهلاك، بين الفوز والخسران، بين الغرور واليقين .... فعندما يقول تعالى:" وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا" [الكهف/29] ........ فهو تخيير مع تحذير والعاقل من أنجى نفسه والسفيه من أورد نفسه المهالك والعياذ بالله تعالى .. !!!
ويقول تعالى: " قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8) [الزمر/8] ... فهل بعد ذلك بيان ... لكن الهدى هدى الله.
ومن هنا شدد الله تعالى على من كفر بعد ايمانه شدة بعد شدة، لأنه قبل الهدى وأطاع ربه وقبل أداء ما خلق له، من عبادة ربه تعالى وحده دون ما سواه، ولكنه رضى بالدنية واعطى ربه ظهره وارتد على أعقابه، فشدد الله عليه العقوبة أكثر ممن أعلن الاستنكاف أولا – والكل هالك كل بحسب علم الله فيه – وذلك لئلا يُتخذ دين الله هزوا ولعبا، وتعظيما لأمر الله ودينه، ومن قبل تعظيما لصاحب الأمر سبحانه الكبير المتعال العظيم الشأن الذى لايليق بأحد كائنا من كان ان يُقبل عليه ثم يدبر، والله لو كان ذلك يحدث مع ملوك أو معظمين فى الدنيا لقتلوا فاعل ذلك ألف مرة لو قدروا، بل وكل من وراءه لئلا تُسول نفسُ أحدٍ أن يفعل مثل فعيل ذلك السفيه، وما يفعلوها الا كبرا وثأرا، وسيجد كثير من الناس لصنيعهم - وهو الفتك به فتكا – ألف عذر ومخرج، أما فى حق المليك المقتدر صاحب الحق الذى يعلو ولا يُعلى عليه، من خلق وذراء وبراء ورزق، من له الملك كله واليه يُرجع الأمر كله وبيده الخير كله وله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/35)
الحمد كله وحده دون ما سواه، فالأمر معه – عند السفاء - هين فيجوز سفها أن نقبل عليه وندبر ولا أحد ينكر ومن أنكر كان فعله منكر، لاوالله وألف لا فحق الله هو الحق ومن أقبل عليه ثم أدبر فهو أهلك ممن أستنكف ابتداءً، وكل محب لله تعالى يغار ويكره ويبرأ، وإذا كان له الحكم ثأر لربه وعظم حق الله، ولم يخلط بين قدسية حق الله وحرية الاختيار، فقدسية حق الله فوق كل اعتبار.
ومن هنا قال تعالى:" كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " [آل عمران/86]
وقال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ " [آل عمران/90]
وجاء على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم:" مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ " [أخرجه البخري (2794)]
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي وَالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ ... [البخاري (6370)]
وفى رواية " أَوْ يَكْفُر بَعْد إِسْلَامه " أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيح , وَفِي لَفْظ لَهُ صَحِيح أَيْضًا " اِرْتَدَّ بَعْد إِسْلَامه " وَلَهُ عَنْ عَائِشَة " أَوْ كَفَرَ بَعْد مَا أَسْلَمَ " وَفِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس عِنْد النَّسَائِيِّ " مُرْتَدّ بَعْد إِيمَان " قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد: الرِّدَّة سَبَب لِإِبَاحَةِ دَم الْمُسْلِم بِالْإِجْمَاعِ ...... وَقَالَ النَّوَوِيّ: قَوْله " التَّارِك لِدِينِهِ " عَامٌّ فِي كُلّ مَنْ اِرْتَدَّ بِأَيِّ رِدَّة كَانَتْ فَيَجِبُ قَتْله إِنْ لَمْ يَرْجِع إِلَى الْإِسْلَام {أنظر فتح الباري عند شرح الحديث المذكور}
وقد يقول قائل هل قَتَلَ النبي صلى الله عليه وسلم مرتدا أو أمر بذلك فى حضرته، أقول وبالله تعالى التوفيق وردا على كثير من أهل الفتنة والضلال، نعم ففى الحديث: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ اقْتُلُوهُ" [البخاري (1715)]
قال ابن حجر فى فتح الباري:
وَالسَّبَب فِي قَتْلِ اِبْن خَطَل وَعَدَم دُخُوله فِي قَوْله " مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِد فَهُوَ آمِنٌ " مَا رَوَى اِبْن إِسْحَاق فِي الْمَغَازِي " َنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ مَكَّة قَالَ: لَا يُقْتَل أَحَدٌ إِلَّا مَنْ قَاتَلَ , إِلَّا نَفَرًا سَمَّاهُمْ فَقَالَ: اُقْتُلُوهُمْ وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ تَحْت أَسْتَار الْكَعْبَة , مِنْهُمْ عَبْد اللَّه بْن خَطَل وَعَبْد اللَّه بْن سَعْد , وَإِنَّمَا أُمِرَ بِقَتْلِ اِبْن خَطَل لِأَنَّهُ كَانَ مُسْلِمًا فَبَعَثَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصَدِّقًا وَبَعَثَ مَعَهُ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَار وَكَانَ مَعَهُ مَوْلًى يَخْدُمهُ وَكَانَ مُسْلِمًا , فَنَزَلَ مَنْزِلًا , فَأَمَرَ الْمَوْلَى أَنْ يَذْبَحَ تَيْسًا وَيَصْنَع لَهُ طَعَامًا , فَنَامَ وَاسْتَيْقَظَ وَلَمْ يَصْنَع لَهُ شَيْئًا , فَعَدَا عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ ثُمَّ اِرْتَدَّ مُشْرِكًا , وَكَانَتْ لَهُ قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِهِجَاءِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ. وسلم أ. هـ
وقال النووى فى شرح مسلم:
قَوْله: (جَاءَهُ رَجُل فَقَالَ: اِبْن خَطَل مُتَعَلِّق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَقَالَ: اُقْتُلُوهُ) قَالَ الْعُلَمَاء: إِنَّمَا قَتَلَهُ ; لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ اِرْتَدَّ عَنْ الْإِسْلَام وَقَتَلَ مُسْلِمًا كَانَ يَخْدُمهُ. أ. هـ
فإذ قال قائل بعد ذلك فأين حرية العقيدة؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/36)
قلنا له لقد كفل الاسلام حرية العقيدة عند العرض الأول بلا إكراه ولا ضغوط البته، لأن الاكراه على المعتقد لايقدر عليه الا الله، حتى المسلم لو أكره بالبطش والجبروت على خلاف دينه ومنهجه وشريعته، فمأذون له، الا فى القلب لأن القلب لاسلطان لاحد عليه الا الله وحده، ولا يعلم ما فيه الا الله، لذلك قال تعالى
مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " [النحل/106]
وفى إثبات حرية الاعتقاد وعدم قدرة أحد على الاكراه فى ذلك قال تعالى:" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ..... " [البقرة/256]
وقال تعالى: " وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ " [آل عمران/20]
وقال تعالى:" فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) " [الغاشية/21 - 26].
وبناءً عليه فيأ أيها العاقل الرشيد فى مشارق الأرض ومغاربها، أعلم أن الله لم يخلقك لعبا ولهوا، ولم يتركك لنفسك ولا لشياطين الانس والجن، ولم يترك لك الامور تقلبها كيف تشاء فيما يتعلق بحقه والغاية من ايجادك فى هذه المعمورة، بل رسم لك الطريق وحدد معالمه بدقة وأمرك بلزوم هذا الطريق وعدم الجور الى غيره فقال عز من قائل:" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " [الأنعام/153]
وخيرك بحسب ارادتك للرشد أو للغى، للنجاة أو للهلاك، ثم حذرك وأنذرك إن أنت أقبلت ثم أدبرت فالويل الويل للاعب المستهتر، الذى يتخذ دينه لعباً ولهوا ويتعامل معه باستهزاء لاجد فيه، عند إذ لايلومن الهالك الا نفسه، فلا تعارض أبدا بين تقديس حق الله وحرية الاختيار التى أثبتها الله للمعروض عليه الدين والمدعوا اليه.
ومن عجب أن يتبجح المتبجح فيجعل حقوق المخلوقين فى مثل هذا المقام معقولة ومقبولة، وتقديس حق الله غير مقبول ولا معقول " كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا" [الكهف/5]
فمثلا: إن فى المسيحية ما يسمى حق الحرمان وهو عقوبة مشهورة ومطبقة بل كان البابوات يطبقونها على الخارجين عن سلطان الكنيسة ولو كانوا من الأباطرة. ولما نذهب بعيدا، فكل هيئة أو تنظيم أو حزب يرى من حقه أن يعاقب أى عضو من أعضائه إذا أخل بما يسمى الالتزام الحزبى فهل الدين أهون من مثل ذلك؟
وكذالك الخيانة الوطنية فى المستوى السياسى .. وخيانة الوطن فى السياسة جزاؤها الإعدام فهل تكون أقل منها خيانة الدين؟؟؟. الإسلام لا يجبر أحدا على الدخول فيه فإذا ارتضاه بحرية واقتناع ودخل فيه فعليه أن يلتزمه لأن الأمر فى الدين جد لا عبث فيه ....
وأخيرا أقول للجميع فى جميع الأماكن
قال تعالى:
" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/37)
طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) " [الصف/7 - 13]
هذا وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
وكتبه
د/ السيد العربى ابن كمال
ـ[السيد العربي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 06:12 ص]ـ
يها الاخوة الاحبه سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أحمد الله اليكم جميعا واصلى واسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد ابن عبد اللع الصادق الوعد الامين ... وبعد
فهذا مقال متواضع أشارك به فى قسم العقيدة من باب الدفع عن دين الله والرد على الهجمة الشرسة التى يريدون بها تشويه دين الاسلام من خلال التعريض بحد الردة وان هذا اكراه على اعتناق دين الاسلام وان ... وان ... وتخليط بين حق الله وحرية العقيده
والمقال بعنوان قدسية حق الله وحرية العقيدة ...
والله أسأل ان يجعل فيه نفع لى ولاخوانى ولعموم المسلمين
وصلى اللهم سلم على محمد وآله وصحبه أجمعين
واليكم المقال والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم:
قدسية حق الله وحرية الاعتقاد:
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان الا على الظالمين والصلاة والسلام على خير البرية أجمعين محمد بن عبد الله الصادق الوعد الأمين، بلغ الرساله وأدى الأمانة، وأتم البلاغ وهدى البشرية جمعاء الى ما فيه صلاح الدنيا وسعادة الأخرة، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبع ملته وسار على هديه الى يوم الدين ..... آمين.
أما بعد:
ما حق الله على الخلق؟؟
يقول تعالى ذكره "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) ... الذاريات
فى هذه الايات يبين الله تعالى الغاية من خلق الخلق بنوعيه من الانس والجن، وهى "إلا ليعبدون" ومعنى العبادة في اللغة: التذلل والانقياد، فكل مخلوق من الجن والإنس خاضع لقضاء الله، متذلل لمشيئته لا يملك أحد لنفسه خروجًا عما خلق عليه ..... والظاهر أن المراد بها ما كانت بالاختيار دون التي بالتسخير الثابتة لجميع المخلوقات .... فتأمل، فالمراد بالعبادة التذلل والخضوع لا بالتسخير لأن الكل عابدون إياه تعالى بالتسخير لا فرق بين مؤمن، وكافر، وبر، وفاجر، وطير وحيوان وجمادات واحياء، كما في قوله تعالى: " والنجم والشجر يَسْجُدَانِ " [الرحمن: 6] ... فهذه عبادة بالتسخير .... وكما فى قوله تعالى: " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) [فصلت/11]
ويؤيد ذلك ما قاله علي بن أبي طالب رضى الله عنه: "إلا ليعبدون" أي إلا لآمرهم أن يعبدوني وأدعوهم إلى عبادتي، ويؤيده قوله عز وجل: " وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا ". (التوبة-31).
وقيل: "إلا ليعبدون" إلا ليوحدوني، فأما المؤمن فيوحده في الشدة والرخاء، وأما الكافر فيوحده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء، بيانه قوله عز وجل: "فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين". (العنكبوت-65).
ومثل هذه الآيات يأتى لبيان صنيع المكذبين حيث تركوا عبادة الله تعالى وقد خلقوا لها!!!
فقوله: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " خبر مستعمل في التعريض بالمشركين الذين انحرفوا عن الفطرة التي خُلقوا عليها فخالفوا سنتها اتباعاً لتضليل المضلين ....... واللام في " ليعبدون " لام العلة، أي ما خلقتهم لعلة إلا علة عبادتهم إياي ...... والتقدير: لإِرادتي أن يعبدون، ويدل على هذا التقدير قوله في جملة البيان: " ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون".
أي ما أرضَى لوجودهم إلا أن يعترفوا لي بالتفرد بالإِلهية ....... فمعنى الإِرادة هنا: الرضى والمحبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/38)
ونخلص مما تقدم بأن الله تبارك وتعالى خلق الخلق ليعبدوه وبالإلهية يفردوه، وهذا حقه على الخلق، فمنهم من حقق الغاية التى ما خلق الله الخلق الا لأجلها وقام بمقتضى حق ربه عليه، وهم المؤمنون، ومنهم من كفر وخالف وعارض قصد الله ومراده من خلق الخليقة وهم الكافرون ..... ومن هنا يتقرر أن عبادة الخلق لربهم وخالقهم – الله الحكيم العزيز – هى حقه الخالص الذى يلزم الخلق جميعا أداءه والقيام بموجباته وانه أمر لازم حتم لااختيار فيه، وانه قضية الوجود وأوجب الواجبات على كل إنسى وجنى شاء أم أبى، وأنه ليس تفضل من الخلق على خالقهم بحيث يظن من عبد الله انه أحسن الى الله – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – ومن لم يعبد الله فله الحرية وهو حر يفعل ما يشاء، هذا من الضلال البعيد ... !!!
وبناءً عليه فإن الله سبحانه وتعالى شدد على عبادته وحده دون ما سواه وأمر بذلك كل الخلق من خلال كل الأمم والشعوب والاجناس والاعراق، وعن طريق الرسل.
قال تعالى:" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) [النحل/36]
وقال تعالى: " ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32) [المؤمنون/31، 32]
وهذا بيان مجمل وقد حاء مفصل فى أيات أخر فقال عز من قائل: " لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) [الأعراف/59]
وقال تعالى:" وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) [الأعراف/65، 66]
وقال تعالى:" وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) [الأعراف/73]
وقال تعالى:" وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) [الأعراف/85]
وغير هذا كثير فى القرآن ليُعلم الخلقَ جميعا حق ربهم عليهم وأنهم مطالبون به، وتحذيرهم بشدة من مغبة المخالفة فى إقامة هذا الحق وتحقيق مقتضياته، والتهديد والوعيد ممن يملك الوعيد ويقدر عليه وحده، من تضييع تلك الوظيفة الشرعية التى ما خلقهم الا لها، والوقوع فى الشرك والكفر والردة .. !!!
قال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " [البقرة/161]
وقال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا " [النساء/56]
وقال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ " [آل عمران/91]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/39)
وقد بين سبحانه طريق تحقيق تلك الغاية التى ما خلق الله الخلق الا لها وهى عبادته وحده لاشريك له من خلال دين لايرضى سواه، الان وبعد بعثة خاتم النبيين والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال سبحانه:" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " [المائدة/3]
وقال عز من قائل: " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " [آل عمران/85]
وهو سبحانه لايرضى لعباده الكفر أبدا قال عز من قائل:
"إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ " [الزمر/7]
وهذا قطع لكل جدل حول حرية الاديان، وبيان انها حرية لمن اراد الهلاك والخسران، وليست حرية تعنى الاختيار المقتضى للتنقل بين متساويين أو متماثلين، كلا والف كلا، فهو اختيار بين النجاة والهلاك، بين الإيمان والكفر، بين الجنة والنار ,
ولإجلاء البيان فى هذه القضية – قضية المفاصلة وعدم التقاء طرق الكفر بطريق الحق والايمان - أمر الله نبيه أن يخاطب كل من أبى عن قبول الحق الذى جاء به من أولائك الكافرين والمستكبرين والمستنكفين، بأن يقول لهم " لكم دينكم ولي دين " بمعنى أنا هنا وأنتم هناك، ولا معبر ولا جسر ولا طريق، مفاصلة كاملة شاملة، وتميز واضح دقيق ...... ولقد كانت هذه المفاصلة ضرورية لإيضاح معالم الاختلاف الجوهري الكامل، الذي يستحيل معه الإلتقاء على شيء في منتصف الطريق، الاختلاف في جوهر الاعتقاد، وأصل التصور، وحقيقة المنهج، وطبيعة الطريق، وأن الطريقين طريق الكفر وطريق الايمان لايستويان ولا يلتقيان.
وقال تعالى: " قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [المائدة/100]
وقال تعالى:
" وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ " [غافر/58]
لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ " [الحشر/20]
إذا فحرية الاختيار بين الايمان والكفر، أو بين الاسلام وغيره من الاديان - التى لايرضاها الله تعالى – هى حرية اختيار بين النجاة والهلاك، بين الفوز والخسران، بين الغرور واليقين .... فعندما يقول تعالى:" وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا" [الكهف/29] ........ فهو تخيير مع تحذير والعاقل من أنجى نفسه والسفيه من أورد نفسه المهالك والعياذ بالله تعالى .. !!!
ويقول تعالى: " قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8) [الزمر/8] ... فهل بعد ذلك بيان ... لكن الهدى هدى الله.
ومن هنا شدد الله تعالى على من كفر بعد ايمانه شدة بعد شدة، لأنه قبل الهدى وأطاع ربه وقبل أداء ما خلق له، من عبادة ربه تعالى وحده دون ما سواه، ولكنه رضى بالدنية واعطى ربه ظهره وارتد على أعقابه، فشدد الله عليه العقوبة أكثر ممن أعلن الاستنكاف أولا – والكل هالك كل بحسب علم الله فيه – وذلك لئلا يُتخذ دين الله هزوا ولعبا، وتعظيما لأمر الله ودينه، ومن قبل تعظيما لصاحب الأمر سبحانه الكبير المتعال العظيم الشأن الذى لايليق بأحد كائنا من كان ان يُقبل عليه ثم يدبر، والله لو كان ذلك يحدث مع ملوك أو معظمين فى الدنيا لقتلوا فاعل ذلك ألف مرة لو قدروا، بل وكل من وراءه لئلا تُسول نفسُ أحدٍ أن يفعل مثل فعيل ذلك السفيه، وما يفعلوها الا كبرا وثأرا، وسيجد كثير من الناس لصنيعهم - وهو الفتك به فتكا – ألف عذر ومخرج، أما فى حق المليك المقتدر صاحب الحق الذى يعلو ولا يُعلى عليه، من خلق وذراء وبراء ورزق، من له الملك كله واليه يُرجع الأمر كله وبيده الخير كله وله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/40)
الحمد كله وحده دون ما سواه، فالأمر معه – عند السفاء - هين فيجوز سفها أن نقبل عليه وندبر ولا أحد ينكر ومن أنكر كان فعله منكر، لاوالله وألف لا فحق الله هو الحق ومن أقبل عليه ثم أدبر فهو أهلك ممن أستنكف ابتداءً، وكل محب لله تعالى يغار ويكره ويبرأ، وإذا كان له الحكم ثأر لربه وعظم حق الله، ولم يخلط بين قدسية حق الله وحرية الاختيار، فقدسية حق الله فوق كل اعتبار.
ومن هنا قال تعالى:" كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " [آل عمران/86]
وقال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ " [آل عمران/90]
وجاء على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم:" مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ " [أخرجه البخري (2794)]
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي وَالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ ... [البخاري (6370)]
وفى رواية " أَوْ يَكْفُر بَعْد إِسْلَامه " أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيح , وَفِي لَفْظ لَهُ صَحِيح أَيْضًا " اِرْتَدَّ بَعْد إِسْلَامه " وَلَهُ عَنْ عَائِشَة " أَوْ كَفَرَ بَعْد مَا أَسْلَمَ " وَفِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس عِنْد النَّسَائِيِّ " مُرْتَدّ بَعْد إِيمَان " قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد: الرِّدَّة سَبَب لِإِبَاحَةِ دَم الْمُسْلِم بِالْإِجْمَاعِ ...... وَقَالَ النَّوَوِيّ: قَوْله " التَّارِك لِدِينِهِ " عَامٌّ فِي كُلّ مَنْ اِرْتَدَّ بِأَيِّ رِدَّة كَانَتْ فَيَجِبُ قَتْله إِنْ لَمْ يَرْجِع إِلَى الْإِسْلَام {أنظر فتح الباري عند شرح الحديث المذكور}
وقد يقول قائل هل قَتَلَ النبي صلى الله عليه وسلم مرتدا أو أمر بذلك فى حضرته، أقول وبالله تعالى التوفيق وردا على كثير من أهل الفتنة والضلال، نعم ففى الحديث: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ اقْتُلُوهُ" [البخاري (1715)]
قال ابن حجر فى فتح الباري:
وَالسَّبَب فِي قَتْلِ اِبْن خَطَل وَعَدَم دُخُوله فِي قَوْله " مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِد فَهُوَ آمِنٌ " مَا رَوَى اِبْن إِسْحَاق فِي الْمَغَازِي " َنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ مَكَّة قَالَ: لَا يُقْتَل أَحَدٌ إِلَّا مَنْ قَاتَلَ , إِلَّا نَفَرًا سَمَّاهُمْ فَقَالَ: اُقْتُلُوهُمْ وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ تَحْت أَسْتَار الْكَعْبَة , مِنْهُمْ عَبْد اللَّه بْن خَطَل وَعَبْد اللَّه بْن سَعْد , وَإِنَّمَا أُمِرَ بِقَتْلِ اِبْن خَطَل لِأَنَّهُ كَانَ مُسْلِمًا فَبَعَثَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصَدِّقًا وَبَعَثَ مَعَهُ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَار وَكَانَ مَعَهُ مَوْلًى يَخْدُمهُ وَكَانَ مُسْلِمًا , فَنَزَلَ مَنْزِلًا , فَأَمَرَ الْمَوْلَى أَنْ يَذْبَحَ تَيْسًا وَيَصْنَع لَهُ طَعَامًا , فَنَامَ وَاسْتَيْقَظَ وَلَمْ يَصْنَع لَهُ شَيْئًا , فَعَدَا عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ ثُمَّ اِرْتَدَّ مُشْرِكًا , وَكَانَتْ لَهُ قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِهِجَاءِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ. وسلم أ. هـ
وقال النووى فى شرح مسلم:
قَوْله: (جَاءَهُ رَجُل فَقَالَ: اِبْن خَطَل مُتَعَلِّق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَقَالَ: اُقْتُلُوهُ) قَالَ الْعُلَمَاء: إِنَّمَا قَتَلَهُ ; لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ اِرْتَدَّ عَنْ الْإِسْلَام وَقَتَلَ مُسْلِمًا كَانَ يَخْدُمهُ. أ. هـ
فإذ قال قائل بعد ذلك فأين حرية العقيدة؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/41)
قلنا له لقد كفل الاسلام حرية العقيدة عند العرض الأول بلا إكراه ولا ضغوط البته، لأن الاكراه على المعتقد لايقدر عليه الا الله، حتى المسلم لو أكره بالبطش والجبروت على خلاف دينه ومنهجه وشريعته، فمأذون له، الا فى القلب لأن القلب لاسلطان لاحد عليه الا الله وحده، ولا يعلم ما فيه الا الله، لذلك قال تعالى
مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " [النحل/106]
وفى إثبات حرية الاعتقاد وعدم قدرة أحد على الاكراه فى ذلك قال تعالى:" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ..... " [البقرة/256]
وقال تعالى: " وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ " [آل عمران/20]
وقال تعالى:" فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) " [الغاشية/21 - 26].
وبناءً عليه فيأ أيها العاقل الرشيد فى مشارق الأرض ومغاربها، أعلم أن الله لم يخلقك لعبا ولهوا، ولم يتركك لنفسك ولا لشياطين الانس والجن، ولم يترك لك الامور تقلبها كيف تشاء فيما يتعلق بحقه والغاية من ايجادك فى هذه المعمورة، بل رسم لك الطريق وحدد معالمه بدقة وأمرك بلزوم هذا الطريق وعدم الجور الى غيره فقال عز من قائل:" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " [الأنعام/153]
وخيرك بحسب ارادتك للرشد أو للغى، للنجاة أو للهلاك، ثم حذرك وأنذرك إن أنت أقبلت ثم أدبرت فالويل الويل للاعب المستهتر، الذى يتخذ دينه لعباً ولهوا ويتعامل معه باستهزاء لاجد فيه، عند إذ لايلومن الهالك الا نفسه، فلا تعارض أبدا بين تقديس حق الله وحرية الاختيار التى أثبتها الله للمعروض عليه الدين والمدعوا اليه.
ومن عجب أن يتبجح المتبجح فيجعل حقوق المخلوقين فى مثل هذا المقام معقولة ومقبولة، وتقديس حق الله غير مقبول ولا معقول " كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا" [الكهف/5]
فمثلا: إن فى المسيحية ما يسمى حق الحرمان وهو عقوبة مشهورة ومطبقة بل كان البابوات يطبقونها على الخارجين عن سلطان الكنيسة ولو كانوا من الأباطرة. ولما نذهب بعيدا، فكل هيئة أو تنظيم أو حزب يرى من حقه أن يعاقب أى عضو من أعضائه إذا أخل بما يسمى الالتزام الحزبى فهل الدين أهون من مثل ذلك؟
وكذالك الخيانة الوطنية فى المستوى السياسى .. وخيانة الوطن فى السياسة جزاؤها الإعدام فهل تكون أقل منها خيانة الدين؟؟؟. الإسلام لا يجبر أحدا على الدخول فيه فإذا ارتضاه بحرية واقتناع ودخل فيه فعليه أن يلتزمه لأن الأمر فى الدين جد لا عبث فيه ....
وأخيرا أقول للجميع فى جميع الأماكن
قال تعالى:
" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/42)
طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) " [الصف/7 - 13]
هذا وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
وكتبه
د/ السيد العربى ابن كمال
ـ[السيد العربي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 06:14 ص]ـ
أيها الاخوة الاحبه سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أحمد الله اليكم جميعا واصلى واسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد ابن عبد الله الصادق الوعد الامين ... وبعد
فهذا مقال متواضع أشارك به فى قسم العقيدة من باب الدفع عن دين الله والرد على الهجمة الشرسة التى يريدون بها تشويه دين الاسلام من خلال التعريض بحد الردة وان هذا اكراه على اعتناق دين الاسلام وان ... وان ... وتخليط بين حق الله وحرية العقيده
والمقال بعنوان قدسية حق الله وحرية العقيدة ...
والله أسأل ان يجعل فيه نفع لى ولاخوانى ولعموم المسلمين
وصلى اللهم سلم على محمد وآله وصحبه أجمعين
واليكم المقال والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم:
قدسية حق الله وحرية الاعتقاد:
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان الا على الظالمين والصلاة والسلام على خير البرية أجمعين محمد بن عبد الله الصادق الوعد الأمين، بلغ الرساله وأدى الأمانة، وأتم البلاغ وهدى البشرية جمعاء الى ما فيه صلاح الدنيا وسعادة الأخرة، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبع ملته وسار على هديه الى يوم الدين ..... آمين.
أما بعد:
ما حق الله على الخلق؟؟
يقول تعالى ذكره "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) ... الذاريات
فى هذه الايات يبين الله تعالى الغاية من خلق الخلق بنوعيه من الانس والجن، وهى "إلا ليعبدون" ومعنى العبادة في اللغة: التذلل والانقياد، فكل مخلوق من الجن والإنس خاضع لقضاء الله، متذلل لمشيئته لا يملك أحد لنفسه خروجًا عما خلق عليه ..... والظاهر أن المراد بها ما كانت بالاختيار دون التي بالتسخير الثابتة لجميع المخلوقات .... فتأمل، فالمراد بالعبادة التذلل والخضوع لا بالتسخير لأن الكل عابدون إياه تعالى بالتسخير لا فرق بين مؤمن، وكافر، وبر، وفاجر، وطير وحيوان وجمادات واحياء، كما في قوله تعالى: " والنجم والشجر يَسْجُدَانِ " [الرحمن: 6] ... فهذه عبادة بالتسخير .... وكما فى قوله تعالى: " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) [فصلت/11]
ويؤيد ذلك ما قاله علي بن أبي طالب رضى الله عنه: "إلا ليعبدون" أي إلا لآمرهم أن يعبدوني وأدعوهم إلى عبادتي، ويؤيده قوله عز وجل: " وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا ". (التوبة-31).
وقيل: "إلا ليعبدون" إلا ليوحدوني، فأما المؤمن فيوحده في الشدة والرخاء، وأما الكافر فيوحده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء، بيانه قوله عز وجل: "فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين". (العنكبوت-65).
ومثل هذه الآيات يأتى لبيان صنيع المكذبين حيث تركوا عبادة الله تعالى وقد خلقوا لها!!!
فقوله: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " خبر مستعمل في التعريض بالمشركين الذين انحرفوا عن الفطرة التي خُلقوا عليها فخالفوا سنتها اتباعاً لتضليل المضلين ....... واللام في " ليعبدون " لام العلة، أي ما خلقتهم لعلة إلا علة عبادتهم إياي ...... والتقدير: لإِرادتي أن يعبدون، ويدل على هذا التقدير قوله في جملة البيان: " ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون".
أي ما أرضَى لوجودهم إلا أن يعترفوا لي بالتفرد بالإِلهية ....... فمعنى الإِرادة هنا: الرضى والمحبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/43)
ونخلص مما تقدم بأن الله تبارك وتعالى خلق الخلق ليعبدوه وبالإلهية يفردوه، وهذا حقه على الخلق، فمنهم من حقق الغاية التى ما خلق الله الخلق الا لأجلها وقام بمقتضى حق ربه عليه، وهم المؤمنون، ومنهم من كفر وخالف وعارض قصد الله ومراده من خلق الخليقة وهم الكافرون ..... ومن هنا يتقرر أن عبادة الخلق لربهم وخالقهم – الله الحكيم العزيز – هى حقه الخالص الذى يلزم الخلق جميعا أداءه والقيام بموجباته وانه أمر لازم حتم لااختيار فيه، وانه قضية الوجود وأوجب الواجبات على كل إنسى وجنى شاء أم أبى، وأنه ليس تفضل من الخلق على خالقهم بحيث يظن من عبد الله انه أحسن الى الله – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – ومن لم يعبد الله فله الحرية وهو حر يفعل ما يشاء، هذا من الضلال البعيد ... !!!
وبناءً عليه فإن الله سبحانه وتعالى شدد على عبادته وحده دون ما سواه وأمر بذلك كل الخلق من خلال كل الأمم والشعوب والاجناس والاعراق، وعن طريق الرسل.
قال تعالى:" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) [النحل/36]
وقال تعالى: " ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32) [المؤمنون/31، 32]
وهذا بيان مجمل وقد حاء مفصل فى أيات أخر فقال عز من قائل: " لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) [الأعراف/59]
وقال تعالى:" وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) [الأعراف/65، 66]
وقال تعالى:" وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) [الأعراف/73]
وقال تعالى:" وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) [الأعراف/85]
وغير هذا كثير فى القرآن ليُعلم الخلقَ جميعا حق ربهم عليهم وأنهم مطالبون به، وتحذيرهم بشدة من مغبة المخالفة فى إقامة هذا الحق وتحقيق مقتضياته، والتهديد والوعيد ممن يملك الوعيد ويقدر عليه وحده، من تضييع تلك الوظيفة الشرعية التى ما خلقهم الا لها، والوقوع فى الشرك والكفر والردة .. !!!
قال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " [البقرة/161]
وقال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا " [النساء/56]
وقال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ " [آل عمران/91]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/44)
وقد بين سبحانه طريق تحقيق تلك الغاية التى ما خلق الله الخلق الا لها وهى عبادته وحده لاشريك له من خلال دين لايرضى سواه، الان وبعد بعثة خاتم النبيين والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال سبحانه:" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " [المائدة/3]
وقال عز من قائل: " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " [آل عمران/85]
وهو سبحانه لايرضى لعباده الكفر أبدا قال عز من قائل:
"إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ " [الزمر/7]
وهذا قطع لكل جدل حول حرية الاديان، وبيان انها حرية لمن اراد الهلاك والخسران، وليست حرية تعنى الاختيار المقتضى للتنقل بين متساويين أو متماثلين، كلا والف كلا، فهو اختيار بين النجاة والهلاك، بين الإيمان والكفر، بين الجنة والنار ,
ولإجلاء البيان فى هذه القضية – قضية المفاصلة وعدم التقاء طرق الكفر بطريق الحق والايمان - أمر الله نبيه أن يخاطب كل من أبى عن قبول الحق الذى جاء به من أولائك الكافرين والمستكبرين والمستنكفين، بأن يقول لهم " لكم دينكم ولي دين " بمعنى أنا هنا وأنتم هناك، ولا معبر ولا جسر ولا طريق، مفاصلة كاملة شاملة، وتميز واضح دقيق ...... ولقد كانت هذه المفاصلة ضرورية لإيضاح معالم الاختلاف الجوهري الكامل، الذي يستحيل معه الإلتقاء على شيء في منتصف الطريق، الاختلاف في جوهر الاعتقاد، وأصل التصور، وحقيقة المنهج، وطبيعة الطريق، وأن الطريقين طريق الكفر وطريق الايمان لايستويان ولا يلتقيان.
وقال تعالى: " قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [المائدة/100]
وقال تعالى:
" وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ " [غافر/58]
لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ " [الحشر/20]
إذا فحرية الاختيار بين الايمان والكفر، أو بين الاسلام وغيره من الاديان - التى لايرضاها الله تعالى – هى حرية اختيار بين النجاة والهلاك، بين الفوز والخسران، بين الغرور واليقين .... فعندما يقول تعالى:" وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا" [الكهف/29] ........ فهو تخيير مع تحذير والعاقل من أنجى نفسه والسفيه من أورد نفسه المهالك والعياذ بالله تعالى .. !!!
ويقول تعالى: " قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8) [الزمر/8] ... فهل بعد ذلك بيان ... لكن الهدى هدى الله.
ومن هنا شدد الله تعالى على من كفر بعد ايمانه شدة بعد شدة، لأنه قبل الهدى وأطاع ربه وقبل أداء ما خلق له، من عبادة ربه تعالى وحده دون ما سواه، ولكنه رضى بالدنية واعطى ربه ظهره وارتد على أعقابه، فشدد الله عليه العقوبة أكثر ممن أعلن الاستنكاف أولا – والكل هالك كل بحسب علم الله فيه – وذلك لئلا يُتخذ دين الله هزوا ولعبا، وتعظيما لأمر الله ودينه، ومن قبل تعظيما لصاحب الأمر سبحانه الكبير المتعال العظيم الشأن الذى لايليق بأحد كائنا من كان ان يُقبل عليه ثم يدبر، والله لو كان ذلك يحدث مع ملوك أو معظمين فى الدنيا لقتلوا فاعل ذلك ألف مرة لو قدروا، بل وكل من وراءه لئلا تُسول نفسُ أحدٍ أن يفعل مثل فعيل ذلك السفيه، وما يفعلوها الا كبرا وثأرا، وسيجد كثير من الناس لصنيعهم - وهو الفتك به فتكا – ألف عذر ومخرج، أما فى حق المليك المقتدر صاحب الحق الذى يعلو ولا يُعلى عليه، من خلق وذراء وبراء ورزق، من له الملك كله واليه يُرجع الأمر كله وبيده الخير كله وله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/45)
الحمد كله وحده دون ما سواه، فالأمر معه – عند السفاء - هين فيجوز سفها أن نقبل عليه وندبر ولا أحد ينكر ومن أنكر كان فعله منكر، لاوالله وألف لا فحق الله هو الحق ومن أقبل عليه ثم أدبر فهو أهلك ممن أستنكف ابتداءً، وكل محب لله تعالى يغار ويكره ويبرأ، وإذا كان له الحكم ثأر لربه وعظم حق الله، ولم يخلط بين قدسية حق الله وحرية الاختيار، فقدسية حق الله فوق كل اعتبار.
ومن هنا قال تعالى:" كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " [آل عمران/86]
وقال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ " [آل عمران/90]
وجاء على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم:" مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ " [أخرجه البخري (2794)]
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي وَالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ ... [البخاري (6370)]
وفى رواية " أَوْ يَكْفُر بَعْد إِسْلَامه " أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيح , وَفِي لَفْظ لَهُ صَحِيح أَيْضًا " اِرْتَدَّ بَعْد إِسْلَامه " وَلَهُ عَنْ عَائِشَة " أَوْ كَفَرَ بَعْد مَا أَسْلَمَ " وَفِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس عِنْد النَّسَائِيِّ " مُرْتَدّ بَعْد إِيمَان " قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد: الرِّدَّة سَبَب لِإِبَاحَةِ دَم الْمُسْلِم بِالْإِجْمَاعِ ...... وَقَالَ النَّوَوِيّ: قَوْله " التَّارِك لِدِينِهِ " عَامٌّ فِي كُلّ مَنْ اِرْتَدَّ بِأَيِّ رِدَّة كَانَتْ فَيَجِبُ قَتْله إِنْ لَمْ يَرْجِع إِلَى الْإِسْلَام {أنظر فتح الباري عند شرح الحديث المذكور}
وقد يقول قائل هل قَتَلَ النبي صلى الله عليه وسلم مرتدا أو أمر بذلك فى حضرته، أقول وبالله تعالى التوفيق وردا على كثير من أهل الفتنة والضلال، نعم ففى الحديث: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ اقْتُلُوهُ" [البخاري (1715)]
قال ابن حجر فى فتح الباري:
وَالسَّبَب فِي قَتْلِ اِبْن خَطَل وَعَدَم دُخُوله فِي قَوْله " مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِد فَهُوَ آمِنٌ " مَا رَوَى اِبْن إِسْحَاق فِي الْمَغَازِي " َنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ مَكَّة قَالَ: لَا يُقْتَل أَحَدٌ إِلَّا مَنْ قَاتَلَ , إِلَّا نَفَرًا سَمَّاهُمْ فَقَالَ: اُقْتُلُوهُمْ وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ تَحْت أَسْتَار الْكَعْبَة , مِنْهُمْ عَبْد اللَّه بْن خَطَل وَعَبْد اللَّه بْن سَعْد , وَإِنَّمَا أُمِرَ بِقَتْلِ اِبْن خَطَل لِأَنَّهُ كَانَ مُسْلِمًا فَبَعَثَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصَدِّقًا وَبَعَثَ مَعَهُ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَار وَكَانَ مَعَهُ مَوْلًى يَخْدُمهُ وَكَانَ مُسْلِمًا , فَنَزَلَ مَنْزِلًا , فَأَمَرَ الْمَوْلَى أَنْ يَذْبَحَ تَيْسًا وَيَصْنَع لَهُ طَعَامًا , فَنَامَ وَاسْتَيْقَظَ وَلَمْ يَصْنَع لَهُ شَيْئًا , فَعَدَا عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ ثُمَّ اِرْتَدَّ مُشْرِكًا , وَكَانَتْ لَهُ قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِهِجَاءِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ. وسلم أ. هـ
وقال النووى فى شرح مسلم:
قَوْله: (جَاءَهُ رَجُل فَقَالَ: اِبْن خَطَل مُتَعَلِّق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَقَالَ: اُقْتُلُوهُ) قَالَ الْعُلَمَاء: إِنَّمَا قَتَلَهُ ; لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ اِرْتَدَّ عَنْ الْإِسْلَام وَقَتَلَ مُسْلِمًا كَانَ يَخْدُمهُ. أ. هـ
فإذ قال قائل بعد ذلك فأين حرية العقيدة؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/46)
قلنا له لقد كفل الاسلام حرية العقيدة عند العرض الأول بلا إكراه ولا ضغوط البته، لأن الاكراه على المعتقد لايقدر عليه الا الله، حتى المسلم لو أكره بالبطش والجبروت على خلاف دينه ومنهجه وشريعته، فمأذون له، الا فى القلب لأن القلب لاسلطان لاحد عليه الا الله وحده، ولا يعلم ما فيه الا الله، لذلك قال تعالى
مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " [النحل/106]
وفى إثبات حرية الاعتقاد وعدم قدرة أحد على الاكراه فى ذلك قال تعالى:" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ..... " [البقرة/256]
وقال تعالى: " وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ " [آل عمران/20]
وقال تعالى:" فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) " [الغاشية/21 - 26].
وبناءً عليه فيأ أيها العاقل الرشيد فى مشارق الأرض ومغاربها، أعلم أن الله لم يخلقك لعبا ولهوا، ولم يتركك لنفسك ولا لشياطين الانس والجن، ولم يترك لك الامور تقلبها كيف تشاء فيما يتعلق بحقه والغاية من ايجادك فى هذه المعمورة، بل رسم لك الطريق وحدد معالمه بدقة وأمرك بلزوم هذا الطريق وعدم الجور الى غيره فقال عز من قائل:" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " [الأنعام/153]
وخيرك بحسب ارادتك للرشد أو للغى، للنجاة أو للهلاك، ثم حذرك وأنذرك إن أنت أقبلت ثم أدبرت فالويل الويل للاعب المستهتر، الذى يتخذ دينه لعباً ولهوا ويتعامل معه باستهزاء لاجد فيه، عند إذ لايلومن الهالك الا نفسه، فلا تعارض أبدا بين تقديس حق الله وحرية الاختيار التى أثبتها الله للمعروض عليه الدين والمدعوا اليه.
ومن عجب أن يتبجح المتبجح فيجعل حقوق المخلوقين فى مثل هذا المقام معقولة ومقبولة، وتقديس حق الله غير مقبول ولا معقول " كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا" [الكهف/5]
فمثلا: إن فى المسيحية ما يسمى حق الحرمان وهو عقوبة مشهورة ومطبقة بل كان البابوات يطبقونها على الخارجين عن سلطان الكنيسة ولو كانوا من الأباطرة. ولما نذهب بعيدا، فكل هيئة أو تنظيم أو حزب يرى من حقه أن يعاقب أى عضو من أعضائه إذا أخل بما يسمى الالتزام الحزبى فهل الدين أهون من مثل ذلك؟
وكذالك الخيانة الوطنية فى المستوى السياسى .. وخيانة الوطن فى السياسة جزاؤها الإعدام فهل تكون أقل منها خيانة الدين؟؟؟. الإسلام لا يجبر أحدا على الدخول فيه فإذا ارتضاه بحرية واقتناع ودخل فيه فعليه أن يلتزمه لأن الأمر فى الدين جد لا عبث فيه ....
وأخيرا أقول للجميع فى جميع الأماكن
قال تعالى:
" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) " [الصف/7 - 13]
هذا وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
وكتبه
د/ السيد العربى ابن كمال(44/47)
قدسية حق الله وحرية العقيدة
ـ[السيد العربي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 06:24 ص]ـ
أيها الأخوة الأحبة سلام الله عليكم ورحمته وبركاته فهذا مقال هام يرد على من يفتري على الاسلام بهتانا وزورا بالطعن فى حد الردة وبالتخليط بين حرية العقيدة وحق الله تعالى ... والمقال بعنوان
" قدسية حق الله وحرية العقيدة "
والله أسأل أن يجعل الله لى ولأخوانى ولجميع المسلمين نفعا فى ذالك فهو ولى ذلك والقادر عليه وحده
وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين ...
وإليكم المقال والله المستعان وعليه التكلان
قدسية حق الله وحرية الاعتقاد:
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان الا على الظالمين والصلاة والسلام على خير البرية أجمعين محمد بن عبد الله الصادق الوعد الأمين، بلغ الرساله وأدى الأمانة، وأتم البلاغ وهدى البشرية جمعاء الى ما فيه صلاح الدنيا وسعادة الأخرة، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبع ملته وسار على هديه الى يوم الدين ..... آمين.
أما بعد:
ما حق الله على الخلق؟؟
يقول تعالى ذكره وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) ... الذاريات
فى هذه الايات يبين الله تعالى الغاية من خلق الخلق بنوعيه من الانس والجن، وهى "إلا ليعبدون" ومعنى العبادة في اللغة: التذلل والانقياد، فكل مخلوق من الجن والإنس خاضع لقضاء الله، متذلل لمشيئته لا يملك أحد لنفسه خروجًا عما خلق عليه ..... والظاهر أن المراد بها ما كانت بالاختيار دون التي بالتسخير الثابتة لجميع المخلوقات .... فتأمل، فالمراد بالعبادة التذلل والخضوع لا بالتسخير لأن الكل عابدون إياه تعالى بالتسخير لا فرق بين مؤمن، وكافر، وبر، وفاجر، وطير وحيوان وجمادات واحياء، كما في قوله تعالى: " والنجم والشجر يَسْجُدَانِ " [الرحمن: 6] ... فهذه عبادة بالتسخير .... وكما فى قوله تعالى: " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) [فصلت/11]
ويؤيد ذلك ما قاله علي بن أبي طالب رضى الله عنه: "إلا ليعبدون" أي إلا لآمرهم أن يعبدوني وأدعوهم إلى عبادتي، ويؤيده قوله عز وجل: " وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا ". (التوبة-31).
وقيل: "إلا ليعبدون" إلا ليوحدوني، فأما المؤمن فيوحده في الشدة والرخاء، وأما الكافر فيوحده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء، بيانه قوله عز وجل: "فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين". (العنكبوت-65).
ومثل هذه الآيات يأتى لبيان صنيع المكذبين حيث تركوا عبادة الله تعالى وقد خلقوا لها!!!
فقوله: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " خبر مستعمل في التعريض بالمشركين الذين انحرفوا عن الفطرة التي خُلقوا عليها فخالفوا سنتها اتباعاً لتضليل المضلين ....... واللام في " ليعبدون " لام العلة، أي ما خلقتهم لعلة إلا علة عبادتهم إياي ...... والتقدير: لإِرادتي أن يعبدون، ويدل على هذا التقدير قوله في جملة البيان: " ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون".
أي ما أرضَى لوجودهم إلا أن يعترفوا لي بالتفرد بالإِلهية ....... فمعنى الإِرادة هنا: الرضى والمحبة.
ونخلص مما تقدم بأن الله تبارك وتعالى خلق الخلق ليعبدوه وبالإلهية يفردوه، وهذا حقه على الخلق، فمنهم من حقق الغاية التى ما خلق الله الخلق الا لأجلها وقام بمقتضى حق ربه عليه، وهم المؤمنون، ومنهم من كفر وخالف وعارض قصد الله ومراده من خلق الخليقة وهم الكافرون ..... ومن هنا يتقرر أن عبادة الخلق لربهم وخالقهم – الله الحكيم العزيز – هى حقه الخالص الذى يلزم الخلق جميعا أداءه والقيام بموجباته وانه أمر لازم حتم لااختيار فيه، وانه قضية الوجود وأوجب الواجبات على كل إنسى وجنى شاء أم أبى، وأنه ليس تفضل من الخلق على خالقهم بحيث يظن من عبد الله انه أحسن الى الله –
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/48)
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – ومن لم يعبد الله فله الحرية وهو حر يفعل ما يشاء، هذا من الضلال البعيد ... !!!
وبناءً عليه فإن الله سبحانه وتعالى شدد على عبادته وحده دون ما سواه وأمر بذلك كل الخلق من خلال كل الأمم والشعوب والاجناس والاعراق، وعن طريق الرسل.
قال تعالى:" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) [النحل/36]
وقال تعالى: " ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32) [المؤمنون/31، 32]
وهذا بيان مجمل وقد حاء مفصل فى أيات أخر فقال عز من قائل: " لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) [الأعراف/59]
وقال تعالى:" وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) [الأعراف/65، 66]
وقال تعالى:" وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) [الأعراف/73]
وقال تعالى:" وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) [الأعراف/85]
وغير هذا كثير فى القرآن ليُعلم الخلقَ جميعا حق ربهم عليهم وأنهم مطالبون به، وتحذيرهم بشدة من مغبة المخالفة فى إقامة هذا الحق وتحقيق مقتضياته، والتهديد والوعيد ممن يملك الوعيد ويقدر عليه وحده، من تضييع تلك الوظيفة الشرعية التى ما خلقهم الا لها، والوقوع فى الشرك والكفر والردة .. !!!
قال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " [البقرة/161]
وقال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا " [النساء/56]
وقال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ " [آل عمران/91]
وقد بين سبحانه طريق تحقيق تلك الغاية التى ما خلق الله الخلق الا لها وهى عبادته وحده لاشريك له من خلال دين لايرضى سواه، الان وبعد بعثة خاتم النبيين والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال سبحانه:" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " [المائدة/3]
وقال عز من قائل: " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " [آل عمران/85]
وهو سبحانه لايرضى لعباده الكفر أبدا قال عز من قائل:
"إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ " [الزمر/7]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/49)
وهذا قطع لكل جدل حول حرية الاديان، وبيان انها حرية لمن اراد الهلاك والخسران، وليست حرية تعنى الاختيار المقتضى للتنقل بين متساويين أو متماثلين، كلا والف كلا، فهو اختيار بين النجاة والهلاك، بين الإيمان والكفر، بين الجنة والنار ,
ولإجلاء البيان فى هذه القضية – قضية المفاصلة وعدم التقاء طرق الكفر بطريق الحق والايمان - أمر الله نبيه أن يخاطب كل من أبى عن قبول الحق الذى جاء به من أولائك الكافرين والمستكبرين والمستنكفين، بأن يقول لهم " لكم دينكم ولي دين " بمعنى أنا هنا وأنتم هناك، ولا معبر ولا جسر ولا طريق، مفاصلة كاملة شاملة، وتميز واضح دقيق ...... ولقد كانت هذه المفاصلة ضرورية لإيضاح معالم الاختلاف الجوهري الكامل، الذي يستحيل معه الإلتقاء على شيء في منتصف الطريق، الاختلاف في جوهر الاعتقاد، وأصل التصور، وحقيقة المنهج، وطبيعة الطريق، وأن الطريقين طريق الكفر وطريق الايمان لايستويان ولا يلتقيان.
وقال تعالى: " قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [المائدة/100]
وقال تعالى:
" وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ " [غافر/58]
لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ " [الحشر/20]
إذا فحرية الاختيار بين الايمان والكفر، أو بين الاسلام وغيره من الاديان - التى لايرضاها الله تعالى – هى حرية اختيار بين النجاة والهلاك، بين الفوز والخسران، بين الغرور واليقين .... فعندما يقول تعالى:" وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا" [الكهف/29] ........ فهو تخيير مع تحذير والعاقل من أنجى نفسه والسفيه من أورد نفسه المهالك والعياذ بالله تعالى .. !!!
ويقول تعالى: " قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8) [الزمر/8] ... فهل بعد ذلك بيان ... لكن الهدى هدى الله.
ومن هنا شدد الله تعالى على من كفر بعد ايمانه شدة بعد شدة، لأنه قبل الهدى وأطاع ربه وقبل أداء ما خلق له، من عبادة ربه تعالى وحده دون ما سواه، ولكنه رضى بالدنية واعطى ربه ظهره وارتد على أعقابه، فشدد الله عليه العقوبة أكثر ممن أعلن الاستنكاف أولا – والكل هالك كل بحسب علم الله فيه – وذلك لئلا يُتخذ دين الله هزوا ولعبا، وتعظيما لأمر الله ودينه، ومن قبل تعظيما لصاحب الأمر سبحانه الكبير المتعال العظيم الشأن الذى لايليق بأحد كائنا من كان ان يُقبل عليه ثم يدبر، والله لو كان ذلك يحدث مع ملوك أو معظمين فى الدنيا لقتلوا فاعل ذلك ألف مرة لو قدروا، بل وكل من وراءه لئلا تُسول نفسُ أحدٍ أن يفعل مثل فعيل ذلك السفيه، وما يفعلوها الا كبرا وثأرا، وسيجد كثير من الناس لصنيعهم - وهو الفتك به فتكا – ألف عذر ومخرج، أما فى حق المليك المقتدر صاحب الحق الذى يعلو ولا يُعلى عليه، من خلق وذراء وبراء ورزق، من له الملك كله واليه يُرجع الأمر كله وبيده الخير كله وله الحمد كله وحده دون ما سواه، فالأمر معه – عند السفاء - هين فيجوز سفها أن نقبل عليه وندبر ولا أحد ينكر ومن أنكر كان فعله منكر، لاوالله وألف لا فحق الله هو الحق ومن أقبل عليه ثم أدبر فهو أهلك ممن أستنكف ابتداءً، وكل محب لله تعالى يغار ويكره ويبرأ، وإذا كان له الحكم ثأر لربه وعظم حق الله، ولم يخلط بين قدسية حق الله وحرية الاختيار، فقدسية حق الله فوق كل اعتبار.
ومن هنا قال تعالى:" كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " [آل عمران/86]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/50)
وقال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ " [آل عمران/90]
وجاء على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم:" مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ " [أخرجه البخري (2794)]
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي وَالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ ... [البخاري (6370)]
وفى رواية " أَوْ يَكْفُر بَعْد إِسْلَامه " أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيح , وَفِي لَفْظ لَهُ صَحِيح أَيْضًا " اِرْتَدَّ بَعْد إِسْلَامه " وَلَهُ عَنْ عَائِشَة " أَوْ كَفَرَ بَعْد مَا أَسْلَمَ " وَفِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس عِنْد النَّسَائِيِّ " مُرْتَدّ بَعْد إِيمَان " قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد: الرِّدَّة سَبَب لِإِبَاحَةِ دَم الْمُسْلِم بِالْإِجْمَاعِ ...... وَقَالَ النَّوَوِيّ: قَوْله " التَّارِك لِدِينِهِ " عَامٌّ فِي كُلّ مَنْ اِرْتَدَّ بِأَيِّ رِدَّة كَانَتْ فَيَجِبُ قَتْله إِنْ لَمْ يَرْجِع إِلَى الْإِسْلَام {أنظر فتح الباري عند شرح الحديث المذكور}
وقد يقول قائل هل قَتَلَ النبي صلى الله عليه وسلم مرتدا أو أمر بذلك فى حضرته، أقول وبالله تعالى التوفيق وردا على كثير من أهل الفتنة والضلال، نعم ففى الحديث: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ اقْتُلُوهُ" [البخاري (1715)]
قال ابن حجر فى فتح الباري:
وَالسَّبَب فِي قَتْلِ اِبْن خَطَل وَعَدَم دُخُوله فِي قَوْله " مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِد فَهُوَ آمِنٌ " مَا رَوَى اِبْن إِسْحَاق فِي الْمَغَازِي " َنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ مَكَّة قَالَ: لَا يُقْتَل أَحَدٌ إِلَّا مَنْ قَاتَلَ , إِلَّا نَفَرًا سَمَّاهُمْ فَقَالَ: اُقْتُلُوهُمْ وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ تَحْت أَسْتَار الْكَعْبَة , مِنْهُمْ عَبْد اللَّه بْن خَطَل وَعَبْد اللَّه بْن سَعْد , وَإِنَّمَا أُمِرَ بِقَتْلِ اِبْن خَطَل لِأَنَّهُ كَانَ مُسْلِمًا فَبَعَثَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصَدِّقًا وَبَعَثَ مَعَهُ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَار وَكَانَ مَعَهُ مَوْلًى يَخْدُمهُ وَكَانَ مُسْلِمًا , فَنَزَلَ مَنْزِلًا , فَأَمَرَ الْمَوْلَى أَنْ يَذْبَحَ تَيْسًا وَيَصْنَع لَهُ طَعَامًا , فَنَامَ وَاسْتَيْقَظَ وَلَمْ يَصْنَع لَهُ شَيْئًا , فَعَدَا عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ ثُمَّ اِرْتَدَّ مُشْرِكًا , وَكَانَتْ لَهُ قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِهِجَاءِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ. وسلم أ. هـ
وقال النووى فى شرح مسلم:
قَوْله: (جَاءَهُ رَجُل فَقَالَ: اِبْن خَطَل مُتَعَلِّق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَقَالَ: اُقْتُلُوهُ) قَالَ الْعُلَمَاء: إِنَّمَا قَتَلَهُ ; لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ اِرْتَدَّ عَنْ الْإِسْلَام وَقَتَلَ مُسْلِمًا كَانَ يَخْدُمهُ. أ. هـ
فإذ قال قائل بعد ذلك فأين حرية العقيدة؟؟؟
قلنا له لقد كفل الاسلام حرية العقيدة عند العرض الأول بلا إكراه ولا ضغوط البته، لأن الاكراه على المعتقد لايقدر عليه الا الله، حتى المسلم لو أكره بالبطش والجبروت على خلاف دينه ومنهجه وشريعته، فمأذون له، الا فى القلب لأن القلب لاسلطان لاحد عليه الا الله وحده، ولا يعلم ما فيه الا الله، لذلك قال تعالى
مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " [النحل/106]
وفى إثبات حرية الاعتقاد وعدم قدرة أحد على الاكراه فى ذلك قال تعالى:" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ..... " [البقرة/256]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/51)
وقال تعالى: " وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ " [آل عمران/20]
وقال تعالى:" فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) " [الغاشية/21 - 26].
وبناءً عليه فيأ أيها العاقل الرشيد فى مشارق الأرض ومغاربها، أعلم أن الله لم يخلقك لعبا ولهوا، ولم يتركك لنفسك ولا لشياطين الانس والجن، ولم يترك لك الامور تقلبها كيف تشاء فيما يتعلق بحقه والغاية من ايجادك فى هذه المعمورة، بل رسم لك الطريق وحدد معالمه بدقة وأمرك بلزوم هذا الطريق وعدم الجور الى غيره فقال عز من قائل:" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " [الأنعام/153]
وخيرك بحسب ارادتك للرشد أو للغى، للنجاة أو للهلاك، ثم حذرك وأنذرك إن أنت أقبلت ثم أدبرت فالويل الويل للاعب المستهتر، الذى يتخذ دينه لعباً ولهوا ويتعامل معه باستهزاء لاجد فيه، عند إذ لايلومن الهالك الا نفسه، فلا تعارض أبدا بين تقديس حق الله وحرية الاختيار التى أثبتها الله للمعروض عليه الدين والمدعوا اليه.
ومن عجب أن يتبجح المتبجح فيجعل حقوق المخلوقين فى مثل هذا المقام معقولة ومقبولة، وتقديس حق الله غير مقبول ولا معقول " كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا" [الكهف/5]
فمثلا: إن فى المسيحية ما يسمى حق الحرمان وهو عقوبة مشهورة ومطبقة بل كان البابوات يطبقونها على الخارجين عن سلطان الكنيسة ولو كانوا من الأباطرة. ولما نذهب بعيدا، فكل هيئة أو تنظيم أو حزب يرى من حقه أن يعاقب أى عضو من أعضائه إذا أخل بما يسمى الالتزام الحزبى فهل الدين أهون من مثل ذلك؟
وكذالك الخيانة الوطنية فى المستوى السياسى .. وخيانة الوطن فى السياسة جزاؤها الإعدام فهل تكون أقل منها خيانة الدين؟؟؟. الإسلام لا يجبر أحدا على الدخول فيه فإذا ارتضاه بحرية واقتناع ودخل فيه فعليه أن يلتزمه لأن الأمر فى الدين جد لا عبث فيه ....
وأخيرا أقول للجميع فى جميع الأماكن
قال تعالى:
" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) " [الصف/7 - 13]
هذا وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
وكتبه
د/ السيد العربى ابن كمال(44/52)
الفرق بين الاشاعره والماتريديه في القرآن
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 08 - 07, 07:50 ص]ـ
مالفرق بين قول
الاشاعره: القرآن عباره عن كلام الله
الماتريديه: القرآن حكاية عن كلام الله
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 - 08 - 07, 10:03 ص]ـ
لعلك تقصد الكلابية .... فسعيد ابن كلاب هو الذي قال القرآن حكاية لكلام الله ... وفضل ابو الحسن الاشعري أن يقول "عبارة" لان كلمة حكاية قد توهم بتماهي الكلامين وهو مذهب المعتزلة ..
اما العبارة عن الشيء فلا يخشى معها التماثل أو الاتحاد لان العبارة منفصلة بالضرورة عما تعبر عنه ..
وعلى حد علمي لم يختلف الماتريدية عن الاشعرية في مسالة الكلام إلا في جزئية وهي أن الكلام النفسي يمكن سماعه عند الأشعري ويمنعه الماتريدي.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 11:57 ص]ـ
.... فسعيد ابن كلاب.
هو عبدالله بن سعيد بن كُلّاب(44/53)
الملحق الثاني لرسالتي " سرقات حسن المالكي "
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 06:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سبق أن نشرتُ رسالة بعنوان " سرقات حسن المالكي " موجودة على هذا الرابط:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/5.zip
ثم أتبعتها برسالة أخرى سميتها " ملحق رسالة سرقات حسن المالكي " موجودة على هذا الرابط:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/17.zip
قلتُ في ختامها:
(فائدة أخيرة: جاء في ذكر مؤلفات ابن عقيل أن له كتاباً في الرد على "منهاج السنة" لشيخ الإسلام –رحمه الله-. والمالكي يعدنا كثيراً بإخراج رسالة عن كتاب "منهاج السنة". فلعلك بهذا تعلم مصدره!).
====================
هذا ماقلته قبل أن أطلع على رسالة لأحد الزيود ألفها في الرد على منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -، دلني عليها أحد الباحثين الفضلاء، في غير مظانها، فلعلها مصدر سرقة المالكي القادمة؛ نظرًا لاتفاقهما في المذهب الزيدي.
الرسالة عنوانها: " رسالة تشتمل على ماذكره ابن تيمية في منهاجه فيما يتعلق بالإمامة والتفضيل "، للعالم الزيدي الحسن بن إسحاق (ت 1160هـ)، نشرها الدكتور عبدالفتاح أحمد فؤاد ضمن مجموعة المقالات المُهداة إلى علي سامي النشار المسماة بـ (المشكاة)، (ص 207 - 252). وقد أحسن الدكتور عبدالفتاح في تعقبه لتحاملات المؤلف الزيدي على شيخ الإسلام – رحمه الله -.
فمن تحاملات الزيدي، قوله: " هذا مما ينبئ عن شدة بغضه لأمير المؤمنين وآله، مع أنه يتستر بدعوى محبته لعلي -عليه السلام- وأنه من فضلاء الصحابة، ولكن تصرفه، وصريح كلامه يشهد عليه بكذب الدعوى، وينادي عليه بأنه من أشد المتبعين للأهواء، وإنما يقصد بدعواه ترويج الكلام وتنقيته على من لم يعرف ما له في ذلك من مرام "!!
قال الدكتور عبدالفتاح: " اتسم ابن تيمية بالحدة والشجاعة في تقرير مذهبه ومواجهة الخصوم، فلم يكن يُظهر خلاف ما يبطن، بل هاجم مذهب التقية، لأنه لم يستهدف ترويج كلامه كما زعم الحسن بن اسحق ".
وقال – وفقه الله – متحدثًا عن منهج شيخ الإسلام في كتابه " منهاج أهل السنة ": " غرض ابن تيمية واضح؛ وهو إثبات أن أدلة الرافضة على ظلم أبي بكر وعمر وكفرهما هي من جنس أدلة النواصب ممن ذموا علياً كالخوارج، وكلاهما على غير حق، فلا يصح أن نذم أحداً من هؤلاء الصحابة، كما أن الرافضي لا يمكنه أن يثبت إيمان علي ".
وقال – أيضًا – ردًا على اتهامات الزيدي: " هذا تجنٍ على ابن تيمية؛ فهو لم يُنقص من الصفات الفاضلة لعلي ابن أبي طالب، ولكنه لم يفرده بهذه الصفات، وإنما جعل الصحابة شركاء فيها ".
=================
قلتُ: ومناسب هنا أن أورد ما قاله الشيخ الشاه ولي الله الدهلوي، دفاعًا عن شيخ الإسلام، أمام من لا يُحسنون الفهم - إما غباء أو تغابيًا -.
قال – رحمه الله -: " وقد ذُكر عنه – أي شيخ الإسلام - أنه أساء الأدب مع سيدنا علي رضي الله تعالى عنه، وحاشاه من ذلك. وقد طالعتُ كلامه فوجدت بعضه مسوقاً في مناقضة الشيعة في طعنهم على الخلفاء الثلاثة بأمور تخيلوها نقصا، كما هو مذكور في آخر التجريد. فقام هذا الشيخ يعدد عليهم أموراً اعترفوا بها في سيدنا علي هي مثلها. كأنه يقول: ليست هذه الأمور نقصاً كما تخيلتم. فإن مثلها مأثور عن سيدنا علي، وهو رضي الله عنه مرضي عندنا وعندكم، وما هو جوابكم في سيدنا علي هو جوابنا في الخلفاء الثلاثة، وهذا من كمال علمه وقوة مناظرته، ومن الاعتراف بفضل سيدنا علي ". (انظر: الإمام المجدد الدهلوي، للأستاذ محمد بشير السيالكوتي، ص 53 - 58).
=================
وفي الكتاب الآتي " شيخ الإسلام ابن تيميةلم يكن ناصبيًا " بيان لمنهج شيخ الإسلام – رحمه الله – في كتابه " منهاج السنة "، وهو ما فهمه العقلاء والمنصفون – كما سبق -. والله الهادي والموفق.
http://www.kabah.info/uploaders/ebntaymeh.rar
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[29 - 08 - 07, 01:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا ً ورفعك في عليين وحشرك يوم القيامة مع الأنبياء والشهداء والصالحين ... آمين
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[29 - 08 - 07, 03:09 ص]ـ
الدكتور عبد الفتاح من الأساتذة الأفاضل، وقد درسني وكان يصرح أنه سلفي الاعتقاد.
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - 08 - 07, 06:47 ص]ـ
بارك الله فيك ياشيخ سليمان
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - 08 - 07, 03:01 م]ـ
الإخوة الكرام الفضلاء:
محمد الباهلي - عمرو بسيوني - عبدالله العلي .. أسعدني مروركم.(44/54)
ما موقفنا من اختلاف العلماء في التكفير؟
ـ[أبو عبد الرحمن البعداني]ــــــــ[28 - 08 - 07, 07:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد جلست ليلة أمس مع بعض المشايخ، وجاء ذكر صورة من الصور التي قد تحصل، واختلف فيها المشائخ على قولين، وقد نقلتها لكم كما صوروها، وخلافهم هو كما هو مبين في الصورة، ولما كان المقام في جلسة المشائخ مقام ارتجال فلم ينقلوا كلام العلماء في مثل هذه الصورة، ولذا وضعتها بين أيديكم راجيا ممن وقف على كلام للعلماء في المسألة أن ينقله أو يشير إلى مظانه، والصورة محل خلافهم هي:
رجل من علماء بلده يذبح لغير الله، ويدعو غير الله، ويتمسح بقبور الصالحين، ويعظمها، ثم ذهب إلى بلد سنة فجلس معه قضاة البلد، ومشائخها، وبينوا له أن ما هو فيه من الشرك، حتى انقطعت حجته، فصار إلى القول بأن هذا مذهب أهل بلدي فأنا عليه، ثم كفره القضاة، وأفتوا ولي الأمر بقتله؟ فأنكر عليهم علماء آخرون الحكم بكفر هذا الرجل، وقالوا إن هذا معين لا ينبغي تكفيره مادام مقتنعا بقوله وبمذهب علماء بلده حتى يقول إن ما هو فيه شرك ويبقى على فعله
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[29 - 08 - 07, 02:15 ص]ـ
اخي الحبيب علماء المسلمين اتفقوا على ان من قامت عليه الحجة كفر. هذا الرجل مشرك بعينه لقيام حقيقة الشرك فيه. وان كان يعيش في بادية بعيدة او ناشيء ببلاد الكفر او حديث عهد بأسلام يُعذر بالجهل والتأويل علما ان المسالة خلافية في العذر بالجهل بالشرك الاكبر في العبادة حتى في الحالات المذكورة اعلاه لكن ان قلنا بعذره في الجهل فبعد اعلامه وقيام الحجة عليه من قبل القضاة فهذا يحكم بكفره وردته ثم يستتاب وإِلا يقام في حد الردة. والقاضي يعامل الناس وفق اعتقاده.(44/55)
منظومة في العقيدة للمرابط الشنقيطي
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[28 - 08 - 07, 11:10 م]ـ
منظومة في العقيدة لمفتي موريتانيا
هذه منظومة في العقيدة لأحد العلماء الأماثل في هذا العصر
وهو الشيخ أحمد المرابط الشنقيطي حفظه الله ورعاه
والشيخ مفتي موريتانيا التي هي بحق بلاد العلم والعلماء
والشيخ على المذهب المالكي
ومنظومته موافقة لعقيدة السلف الصالح ولله الحمد والمنة
نقلتها ليحفظها طلاب العلم
ولتكون عبرة وعظة لقوم آخرين
وبعض الناس عندهم مشكلة مع الوهابية كما يحلو لهم أن يسموهم
فأقول
قد جاءكم الحق من طريق أخرى فهل تقبلوا ..........
قال حفظه الله ورعاه ونفع بعلمه الإسلام والمسلمين:
أدين بحمد دائم متجدد
لربي على إنعامه المتعدد
وأهدي إلى خير الورى وصحابه
أتمَّ صلاة معْ سلام مؤبد
وبعد فإني قد قصدت قصيدة
وسيلة إيمان على نهج أحمد
فإن رمته آمن بربك أوَّلا
وبالرسْل والأملاك والكتْب والغد
وبالقدَر المقدور خيرا وضدِّه
فتلك أصول في الجواب المحمدي
عليها بنى إيمانه السلف الرضى
ونحن بهم -إن وفق الله- نقتدي
وسوف نسوق القول فيها مرتبا
على ذكرناها مفردا بعد مفرد
وبالله إخلاصي وبالله عصمتي
وبالله توفيقي وإكمال مقصدي
الإيمان بالله تعالى
إذا رمت إيمانا بربك كاملا
فدونك تفصيل المحقّ الموحد
فآمن به ربا ووحِّده عابدا
وأثبت له أوصافه غير معتد
وقل للذي التفصيلَ يبغي دليله
متى ما تدبَّرْ سورة الحمْد تحمد
الإيمان بربوبيته تعالى
فقل هو رب خالق ومدبر
جميعَ الأمور مالكُ الملك ترشد
توحيده تعالى في العبادة
وإياك لا تصرف لغير الإله ما
يحق له –سبحانه- من تعبد
فلا تستغث إلا به ليس غيره
بجالب نفع أو بدافع مؤيد
ولا تدع،لا تنذر لغير إلهنا
فما ذاك بالمدْني وليس بمبعد
فإنَّ دعاء الميت والغائب استوى
بدعوة أصنام لدى كل مرشد
بجامع أن لا يستجيبون إن دُعُوا
وتأصيل ذا في الذكر باد لمن هُدي
ولا تتمسَّحْ بالقبور ولا تطُفْ
وزرها لتذكير المواقف في الغد
ولا تشدُدَنْ رحلا لغير ثلاثة
كما جاء مرفوعا بإسنادِ مسنِدِ
ولا تحلفنْ إلا بربك صادقا
فمن بسوى الرحمن يحلِفُ معتد
ولله أخلِصْ في العبادة، إنه
لَيعلم منا كل غيب ومشهد
وبالجاه لا تسألْ فتلك مصيبة
(ألا ليتني أفديك منها وأفتدي)
فإن أبا حفص توسّل بالدعا
من العم لا بالجاه من عمِّ أحمد
كما بالدعا الأعمى توجه لا سوى
فحقق ولا تحفل بقول مفنِّد
ولكن توسل بالتقى منك ضارعا
إلى الله تظفر بالمراد فتسعد
إثبات الأسماء والصفات له تعالى
وأثبت له أسماءه وصفاته
كما أُثبتت في نوعي الوحي تهتد
ولكن لدى إثبات ما هو مثبت
عن الكيف والتمثيل فابعد وأبتعد
فقل إن مولانا على عرشه استوى
وأثبت لوصف الوجه والعين واليد
وما قد أتى من حبه أولياءه
ومن غضب منه على كل معتد
ومن كرهه كل الذي عنه قد نهي
ورضوانه عن شرعه للتعبد
وما جاء من إتيانه ومجيئه
وما من نزول في الرواية مسند
وقل إنه سبحانه متكلم
بما شا متى شا كيف شا غيرَ ملحد
وما كلمات الله تنفَدُ إن يكن
مدادا لها البحر الممدد ينفد
وقد كملت صدقا وعدلا وإنه
تكلم بالذكر المجيد الممجد
مع الخلق بالعلم المحيط وإنه
تنزّه عن قول الحلول المفند
إلى غير ذا مما به الوحي قد أتى
وندِّدْ بدعوى من يخالف، ندِّد
فمن يدعي الإيهام ثم فقل له
محال على الوحيين إيهام مفسد
فكم آية نصت على أن وحيه
شفاء بلا ريب وهاد به اهتدي
وذا يبطل التأويل إذ هو قرنه
"وكل قرين بالمقارن يقتدي"
فذا الحق لا تقبل سواه وإن يعب
عليك أخو التأويل فاردد وردد
وكم عائب قولا سليما لأجل ما
أصيب به من سقم فهم منكد
وما الله ينفي أو نفاه رسوله
عن الله ينفى عند كل موحد
الإيمان بالرسل
ولله رسل جاء أسماءُ خمسة
وعشرين منهم في الكتاب الممجد
كما جاء إجمال التفاضل بينهم
وفضِّلْ عليهم واختتم بمحمد
بعصمته قد خصهم ليبلّغوا
بتبليغ كل للرسالة فاشهد
أولو العزم قيل المصطفى فخليلهم
فموسى فنوح قبل عيسى المؤيد
فصل
وعادتهم في الباب أن يتكلموا
على فضل هذي الأمة المتمدد
ففي الذكر (كنتم خير أمة أخرجت)
وقد أسندوا: "خير القرون" لأحمد
وطائفة منها على الحق لم تزل
مؤمنة من صولة المتهدد
وللخلفا في الفضل جاء ترتب
وهو بترتيب الخلافة يقتدي
ومفضولهم يختص طورا بخصلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/56)
فيعلو على الأعلى بفضل مقيد
وما قد جرى بين الصحابة كله
يكون عن التأويل لا عن تعمد
قد اجتهدوا فيه فأجران للذي
أصاب ومن أخطا له الأجرَ أفرد
ولا تعنهم إلا بخير فإنهم
إليهم تناهى كل فضل وسؤدد
لقد رضي الرحمن عنهم وعنه قد
رضوا فالرضى عنهم على كل مقتد
ولله قوم صالحون تهذبوا
كراماتهم شاعت لدى كل مشهد
بنور التقى تقوى الفراسة منهمُ
فيغدو لهم بعض الخفي كأن قد
أتى في حديث في البخاري أنهم
إذا سألوا المولى حباهم بمقصد
لذلك يبغى صالح من دعائهم
وسائلهم عن أمر غيب هو الردي
كما جاء في ذاك الحديث وعيد من
يعادي وليا بالشريعة يقتدي
فَدِنْ بولاء للإله وحزبه
وَدِنْ ببراء من كفور حقلَّد
وليس ينافي للبراء من العدا
مجاملةٌ يدعو لها حالُ مُجْهَد
إذا ما تحفظنا، فهم ينفقون كي
يصدوا عن النهج القويم المحمدي
يريدون منا أن نداهن فاحذروا
ولا تخدعوا من برهم والتودد
الإيمان بالملائكة
ولله أملاك يطيعون أمره
تقاصر عنهم غيرهم في التعبُّد
بتدبيرهم للأمر كلّفهم فهم
جنود عظام فوق كل مجند
فمنهم ثلاثُ وكِّلوا بحياتنا
فجبريلهم بالوحي أحيى الحجا الصدي
وميكال أحيى الأرض بالقطر والذي
يسمى بإسرافيل بالنفخ يبتدي
فتحيى به الموتى وهم رؤساؤهم
فراجع نصوص الوحي في العد تزدد
الإيمان بالكتب
وقد أنزلت كُتْبٌ على الرسْل حجة
وكل رسول ذو كتاب مؤيِّد
ونعلم منها بالخصوص كتابَنا
زبورا وتوراة وإنجيلا أسرد
وصحْفا لإبراهيم غير كتابنا
تطرقه التحريف من أيِّ مفسد
الإيمان باليوم الآخر
وأثبِتْ سؤالَ المرْء من بعد موته
فينعَم أَو يشقى وللبعث أكِّد
وصَدِّق بأشراط القيامة كلها
ووقْتُ تجلِّيها لنا لم يحدد
ويوم يقوم الناس يعطون كتبَهم
فذو الأخذ باليمنى إلى جنة هُدِي
وذو الأخذ باليسرى- نعوذ بربنا-
يسربل من نار الجحيم ويرتدي
وتوزن أعمال العباد ففرقة
متى ثقل الميزان بالخير تسعد
وأما التي خفت موازينها غدا
فتعسا لها في النار تردى مع الردي
وأما التي ميزانها ثَمَّ مستو
فترجو على الأعراف رجْوَ موحد
ويشفع إذ ذاك النبيُّ شفاعة
يُخص بها عن كل أوْجَهَ منجد
ليقضي بين الخلق خالقهم وقد
أصيبوا بكرب في المواقف مُجْهد
ويشفع في أهل الجنان ليدخلوا
فبان له فضل على كل سيِّد
ويشفع معْه الغير في مسلمين قد
عصوا فاستحقوا ذوق نار الموحِّد
ومن دونها قد يخرج الله بعضهم
برحمته وفضله المتعوَّد
هنالك حوض عند أحمد ماؤُه
شديد بياض طعْمُه طعْمُ صرخد
يحلَّأ عنه المحْدِثون فويل من
يحلَّأ عن حوض النبي محمد
لكل نبي ثَمَّ حوض يخصه
ولكنَّ حوض المصطفى خير مورد
وثَمَّ صراط فوق متن جهنِّمٍ
مَمَرُّ الورى ما بين ناج ومبعد
وجنته للمتقين أعدها
أعد لظى للكافر المتمرد
وتَمْلأُ كل منهما ولقد رووا
مقالة نار وهي -قد ملئت- قد
وكلتاهما موجودة مالها فنا
وما شهد النص الصحيح به اشهد
الإيمان بالقدر
على قدَر تجري الأمورُ جميعها
إليه تعالى الخلق بالقدْر أسند
فمهما يكن شيء فذلك قد جرى
به قلمٌ في اللوح بادئ ذي بدي
أتاح اختيارا واقتدارا لخلقه
ولا شيء إلا بالمشيئة مقتد
ومن قال دل الذكر أن إلهنا
إرادته نوعان غيرُ مفنَّد
فإحداهما كونيِّة قدريِّةٌ
وليس يرى عما قضت أي عُندد
وليس بحتم أن يكون قضاءها
إلى الله محبوبا لدى كل مهتد
وأخراهما شرعية ليس لازما
وقوع اقتضاها بل بها تيك تقتدي
وليس بها ما لا يحب بواقع
له جلَّ سرٌّ من يسل عنه يعتدي
ونفس قضاء الله لا شرِّ فيه بل
إلى ما قضى تنميه دعوة أحمد
وذلك أن الخير بالمدِّ حاصل
وشرٌّ بعدْم المدّ يحصل فأجهد
ودع ما تعاصى فهمه وخذ الذي
فهمت ولا تسلك سبيل التمرد
وما رمته بالنظم تّمَّ لعلَّه
لقاصد إيمان وسيلة مقصد
صلاة وتسليم على خير مرسل
أجيء بها عند الختام وأبتدي
==============
الموضوع بتمامه .. منقول
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 04:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 11:11 ص]ـ
جوزيت خيرا
هل من شرح عليها او تعليقات؟
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 06:38 م]ـ
المنظومة "وسيلة الإيمان" للشيخ أحمد ولد المرابط -حفظه الله-، موجودة منسقة على موقع شذرات شنقيطية، وأعلم أن هناك شرح مسجل للشيخ نفسه عليها لكنه ليس عندي الآن، وكذلك هناك شرح لها لأحد طلبة الشيخ، لعله يرى النور ويطبع قريبا إن شاء الله.(44/57)
من لديه الحجة الشرعية في الرد على شبهة القدرية
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[28 - 08 - 07, 11:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد
أيها الإخوة الكرام كنت مع أحد طلاب العلم ممن يدرس في كلية الشريعة
فأراد منِّي أن أسرد له الأدلة الشرعية التي استدل بها أهل السنة والجماعة وبيان وجه الدِلالة فسُقتُ بعض الأدلة ولم تكن كافية, فنرجوا من المشايخ وطلاب العلم في هذا المنتدى المبارك أن يفيدونا ويفصلوا في مسألة القدر التي شطح عن الحق فيها القدرية والجبرية.
وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[29 - 08 - 07, 11:59 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110024
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[31 - 08 - 07, 12:06 ص]ـ
كلام شافي وجميل من الشيخ الألباني رحمه الله
وجزاك الله خير على نقله
ولكن اريد بيان ذلك بالأدلة الشرعية وبيان وجه الدلالة منها حفظكم الله
وبارك الله فيكم
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 01:34 ص]ـ
الأخ الحبيب الأدلة في باب القدر معروفة وتستطيع مراجعتها في مظانها لكن الكلام هنا عن رد شبهة بكلام لا يتعارض مع الأدلة .. وفقك الله
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[01 - 09 - 07, 02:57 م]ـ
جزاك الله خير أبو عبدالرحمن ونشكرك على تفاعلك
رد شبهة في كلام لا يتعارض مع الأدلة
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[10 - 09 - 07, 01:52 م]ـ
أخي العزيز لماذا لا تعتمد على جهودك البحثيه في التنقيب على الادله القاطعه في مسائل القدر لتكون على علم ملم في النقاش وانا انصحك بالبدء بكتاب مختصر في القدر الا وهو شرح قصيدة ابن تيميه رحمه الله للعلامه السعدي وبعدها تدرج الى الكتب المصنفه في هذا الباب وكتاب ابن القيم في القدر رائع فعليك به وكذا بحوث شيخ الاسلام وما كتب في الكتب العقديه لتخرج ببحث تعتمد به على الله ثم على ملكتك العلميه فتكون على علم وبصيره والله الموفق
ـ[هنَّاد]ــــــــ[10 - 09 - 07, 02:29 م]ـ
راجع (الشريعة) للآجري
و (أصول الاعتقاد) للالكائي
وإن أردت البسط والتوجيه بشكل أيسر فراجع كتب ابن القيم
سبحان الله!
لا أدري ما الذي يمنعكم من مراجعة هذه المصادر؟!(44/58)
جزاكم الله الجنان افيدوني عاجلا اختي مصابة بوسواس قهري في الوضوء والصلاة
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[29 - 08 - 07, 07:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اختي مصابة بوسواس قهري في الوضوء والصلاة ولما تعبت كثيرا اصبحت تحلف بالله انها لاتفعل كذا (اي امر متعلق بالعبادة) لكن دون جدوى ولكي تمنع نفسها نهائيا من فعل مالاتريده كقطع الصلاة مثلا او اعادة الوضوء صارت تقول (أبرأ من عبوديتي لله) إن فعلت كذا لأنها تعلم عظم هذه الكلمة لكن الله المستعان في بعض الأحيان تفعل مايخالف قولها وتقول لااستطيع ابدا ان اصلي دون ان احلف الا افعل لأنها حين تكبر للصلاة تقطعها فجأة وبدون سبب وهي تخشى إن أكملتها ولم تقطعها أن لاتقبل لأنها نوت القطع فهل هذا صحيح وهي الآن في حالة يرثى لها فهل تخرج من الاسلام بسبب هذه الكلمة؟ مع انها سبحان الله كانت مثالا للفتاة الصالحة وكانت سعيدة في عبادتها فما السبيل في نصحها واتمنى من كل من قرأ سؤالي أن يدعو الله لهابالشفاء. وجزاكم الله كل خير
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[29 - 08 - 07, 11:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخت ريحانة وفقك الله
أولاً: لا بد أن نعلم أمرين قبل ذكر العلاج:
1 - أن الشكوك والواسوس التي تحصل للمسلم في عقيدته أو عبادته كلها من الشيطان؛ لأن الشيطان يريد إضلال الخلق ويستخدم معهم جميع السب والطرق فتارة يوقعهم بالكفر وتارة بالبدعة وتارة بالكبائر وتارة بالصغائر وتارة يشغلهم بالمباحات عن الطاعات وتارة يشغلهم بالمفضول عن الفاضل وتارة يدخل عليهم الشكوك والوساوس في إيمانهم وعبادتهم والمقصود من هذا أن نعلم أن الشيطان هو سبب هذا.
- عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط فإذا قضي أقبل فإذا ثوب بها أدبر فإذا قضي أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه فيقول اذكر كذا وكذا حتى لا يدري أثلاثا صلى أم أربعا فإذا لم يدر ثلاثا صلى أو أربعا سجد سجدتي السهو " رواه البخاري ومسلم
- و عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان " رواه البخاري
- وعن عائشة رضي الله عنها: سألت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن التفات الرجل في الصلاة فقال: " هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة أحدكم " رواه البخاري
- و عن عثمان بن أبي العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا فقال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني " رواه مسلم
- وعن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره " رواه البخاري
- و عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " إذا استيقظ - أراه - أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فإن الشيطان يبيت على خيشومه " رواه البخاري ومسلم
- و عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فاقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فإصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان " رواه البخاري ومسلم
- وعن عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: ذكر عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رجل فقيل ما زال نائما حتى أصبح ما قام إلى الصلاة فقال: " بال الشيطان في أذنه " رواه البخاري ومسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/59)
- و عن جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " إذا استنجح الليل أو كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم وأغلق بابك واذكر اسم الله وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقاءك واذكر اسم الله وخمر إناءك واذكر اسم الله ولو تعرض عليه شيئاً " رواه البخاري ومسلم
- وعن سليمان بن صرد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: كنت جالسا مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد ". فقالوا له إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: تعوذ بالله من الشيطان. فقال وهل بي جنون؟ " رواه البخاري
- عن ابن عباس عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " لو أن أحدكم إذا أتى أهله قل بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فقضي بينهما ولد لم يضره " رواه البخاري
- و عن جابر بن عبدالله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: أنه سمع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: " إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء " رواه مسلم
فهنا رأينا أن الشيطان يعرض للمؤمن في نومه وصلاته وغضبه وولده وطعامه وجماعه لزوجته وكل هذا من أذى الشيطان للمؤمن يريد أن يحزنه ويحرمه الخير ويؤذيه حساً ومعنى؛ بل أكثر من ذلك أخبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما في الصحيحين أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
2 - أن هذه الوساوس إنما تحصل للمؤمن الذي يحرص على الخير ويبتعد عن المعاصي والمنكرات ولا تحصل لمن اشغله الشطان بالمعاصي فهو ليس بحاجة أن يشغله بالوساوس عن الطاعات لأنه معرض عن الطاعة ولذلك شكا أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقالوا: يارسول الل إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال وقد وجدتموه؟ قالوا نعم قال ذاك صريح الإيمان " رواه مسلم من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
- و عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته " رواه البخاري ومسلم
- و عن عبدالله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: سئل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن الوسوسة قال: " تلك محض الإيمان " رواه مسلم
وعن أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا هذا الله خالق كل شيء فمن خلق الله " رواه البخاري.
ثانياً: إذا علم ما سبق فما هو العلاج؟ العلاج يكون بأمور:
أولاً: لما كان السبب هو الشيطان فأول علاج هو مدافعة الشيطان ورده ورد وساوسه وهذا يكون بأمور:
1 - الاستعاذة بالله منه كما ثبت هذا في حديث عثمان بن أبي العاص وسليمان بن صرد وأبي هريرة رضي الله عنهم فيقول المرء اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويتفل عن يساره ثلاثاً.
و قال تعالى: {وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك رب أن يحضرون}
وقال سبحانه وتعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}
2 - قراءة سورة البقرة فعن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة " رواه مسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/60)
3 - قراءة آية الكرسي خاصة من سورة البقرة فعن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: وكلني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت والله لأرفعنك إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ ". قال: قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال: " أما إنه قد كذبك وسيعود ". فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إنه سيعود ". فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يا أباهريرة ما فعل أسيرك؟ ". قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال: " أما إنه كذبك وسيعود ". فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود ثم تعود قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " ما فعل أسيرك البارحة؟ ". قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال: " ما هي؟ ". قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ ". قال: لا قال: " ذاك شيطان " رواه البخاري
4 - قراءة آخر آيتين من سورة البقرة فعن أبي مسعود البدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه " رواه البخاري ومسلم، ومعنى كفتاه أي من كل شر بما في ذلك الشيطان.
5 - قراءة المعوذات سورة الإخلاص والفلق والناس فعائشة رضي الله عنها: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده " رواه البخاري ومسلم
6 - ذكر الله عموما عند دخول البيت والخروج منه وعند القيام والجلوس فالذكر يطرد لشيطان ولذلك نراه يدبر وله ضراط عند سماع الآذان كما في حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في الصحيحين وفي الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " ومن قال في يوم مائة مرة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي "
ثانياً: لما كان الوسواس شك كان لا بد من طرده باليقين فاليقين يزيل الشك والشك لا يرفع اليقين وقد ارشدنا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غلى هذه الطريقة:
1 - عن عباد بن تميم عن عمه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: أنه شكا إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة؟ فقال " لا ينفتل - أو لا ينصرف - حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا " رواه البخاري ومسلم
2 - عن أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى؟ ثلاثا أم أربعا؟ فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كان صلى خمسا شفعن له صلاته وإن كان صلى إتماما لأربع كانت ترغيما للشيطان " رواه مسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/61)
3 - عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله " رواه مسلم
فهنا لما وردت الشكوك في العقيدة أمرنا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن نلجأ إلى اليقين وهو الإيمان بالله المجزوم به القطعي فهو الذي يطرد هذه الشكوك.
ثالثاً: ليعلم أن الشيطان له خطوات كلما خطى المرء منها خطوة استدرجه الشيطان للخطوة الثانية كما قال تعالى: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين * إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم}
وعليه فالمؤمن يطرد اول خاطرة ترد عليه وعنده يندحر الشيطان ويبحث عن طرق أخرى غير هذا الطريق وينبغي للمؤمن أن يعلم هذه الطرق ويعلم كيف يردها.
ولذلك انظري كيف استدرجها الشيطان أن تعلق الرجوع لذه الفعل بكلمة خطيرة كهذه فهذه هي الخطوة الثانية لهذا الوسواس ولا يقف الشيطان إلا أن يوصل من هذا حاله إلى الجنون فلا ينبغي للمؤمن ان يسلط الشيطان على نفسه ويعطيه مفاتيح الدخول عليه ويستسلم له استسلام الضعيف، والشيطان أضعف وأحقر من أن يسلم المؤمن له نفسه فهو يدبر باستعاذة ويخنس، ويولي بذكر الله وهو كما قال الله تعالى: {إن كيد الشيطان كان ضعيفاً} والشيطان وحزبه خاسرون كما أخبر الله تعالى.
رابعاً: طلب العلم؛ لأن الشيطان لا يورد هذه الوساوس غلا على الجاهل فكلما عرف المؤمن الحكم الصحيح في المسائل لم يبق للشيطان طريق يصل به إلى إليه فالمؤمن وقته يعمل بعلم وبينة ويعلم أنه قد برأت ذمته بهذا الفعل فيندحر الشيطان ومن العلم بذلك العلم باحكام الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والحج وغير ذلك علماص مدعما بالدليل الصحيح ومعرفة أقوال أهل العلم المعتبرين في هذه المسائل والقواعد التي قرروها ومن هذه القواعد:
1 - قاعدة اليقين لا يزول بالشك.
2 - قاعدة الأصل في الأمور العارضة العدم.
3 - قاعدة لا عبرة بالتوهم.
4 - قاعدة الأصل بقاء ما كان على ما كان.
5 - قاعدة لا عبرة بالظن البين خطؤه.
6 - قاعدة الأصل إضافة الحادث إلى أقرب أوقاته.
7 - قاعدة الأصل براءة الذمة.
خامساً: أن يعلم المرء أن العمل لا يكون صحيحاً حتى يجمع شرطين الإخلاص والمتابعة، وعليه فالمتابعة الحقة هي بفعل ما أمر الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - به أي بما يوافق الدليل لا بما يوافق الوساوس والاحتياطات المخالفة للشرع فخير الهدي هدي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وهذه الوساوس من البدع المحدثة المردودة ولا يظن المؤمن أنه باتباع هذه الوساوس يكون أتقى الله وأقرب فإن هذا من تلبيس الشيطان بل يكون المرء أتقى بفعل ما أمر به، وقد أنكر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على من يصوم ولا يفطر ومن لا يتزوج النساء ومن يقوم ولا ينام وقال: " أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه من حديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[29 - 08 - 07, 07:24 م]ـ
جزاك الله خيرا ابا حازم لكن لم ترد على سؤالي هل تخرج من الاسلام بسبب تلك الكلمة وجميع ماذكرته تعلمه اختي فهي تقرأ على نفسها وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كما انها طالبة في الدراسات العليا في قسم العقيدة وتدعو الله دائما بأن يرفع عنها البلاء ودائما تشعر بأن الله غير راض عنها واشعر انها تستبطئ الاجابة وتخشى أن يأتي عليها رمضان وهي على هذه الحال ولاأعلم كيف أنصحها؟ وجزاك الله كل خير وأرجو من كل من لديه جواب شاف أن يفيدنا
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[29 - 08 - 07, 08:10 م]ـ
أسأل الله لها الشفاء العاجل
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[29 - 08 - 07, 08:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذا اللفظ محرم باتفاق اهل العلم وهو كقول المرء إنه يهودي أو نصراني إن فعل كذا أو بريء من الإسلام أو من القرآن أو نحو ذلك فهذا كله محرم باتفاق أهل العلم ولا يكفر المرء بذلك عند عامة أهل العلم وهل يكون يميناً أولا؟ قولان:
ذهب الحنفية والحنابلة إلى أنه يكون يميناً وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ وعليه فتلزم الكفارة بالحنث.
وذهب المالكية والشافعية ورواية عن أحمد إلى أنه لا يكون يميناً ولا تجب كفارة.
والصواب الأول؛ لأن هذا يمين فهو كقوله إن لم افعل كذا فوالله لأفعلن فهو ربط بين الأمرين وقد قال تعالى: {ذلك كفارة ايمانكم إذا حلفتم}
وقد روي هذا عن جمع من الصحابة كابن عمر وعائشة وحفصة وزينب بنت أم سلمة وأبي هريرة رضي الله عنهم في قصة ليلى بنت العجماء كما عند البيهقي في السنن الكبرى والدارقطني في سننه وعبد الرزاق في المصنف وابن عبد البر في التمهيد وغيرهم وصحح ذلك ابن حزم وغيره.
والله أعلم
وليعلم من يفعل ذلك أن هذا ليس طريقاً للتخلص من هذا المرض بل الطريق ما ذكرته سابقاً وهو علاج لها ولغيرها ممن يشتكي هذا المرض أسأل الله لها ولغيرها من المسلمين العافية والسلامة وأن يعيذنا من كيد الشيطان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/62)
ـ[أبو معتصم الأندلسى]ــــــــ[29 - 08 - 07, 08:50 م]ـ
بارك الله فيك أبا حازم ونفعنا الله بعلمك
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[29 - 08 - 07, 08:56 م]ـ
ينبغي ان يعلم أن هذا في حكم من لم يقصد الكفر ويرضى به بمعنى أنه أراد المنع واليمين وهذا باتفاق أهل العلم كما ذكر ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله.
أما من حلف وهو قاصد أن يلزمه ما حلف به مريداً الاتصاف بالكفر راضياً به ولم يقصد معنى اليمين فهنا يكفر كما ذكر ابن تيمية وغيره لما روى ثابت بن الضحاك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " من حلف بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال " متفق عليه.
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[29 - 08 - 07, 08:58 م]ـ
جزاك الله كل خير يا ابا حازم وجعل ذلك في موازين حسناتك
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[31 - 08 - 07, 12:27 ص]ـ
عليها بالدعاء خاصة في أوقات الإجابة
وأسأل الله ان يشفيها
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 11:14 ص]ـ
اسال الله العظيم رب العرش الكريم ان يشفيها
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 11:38 ص]ـ
يا اخواني الكرام لا يعرف الوسواس إلا من ابتلي به
وهو وإن كان يستغله الشيطان إلا أنه مرض كذلك
وأنا ممن عانى منه كثيرا فيعود ويذهب
نعم قرأت رسالة ابن قدامة وكلام ابن القيم في إغاثة اللهفان، وكلام ابن الجوزي كذلك
وأكرر دعكم من التسمية "وسواس" فالامر شئ قهري سببه مرض إما نفسي أو عضوي أصله نفسي وليراجع أهل علم هذا الشأن من أهل الدين والطب كالشيخ محمد اسماعيل المقدم وغيره
لا أنكر استغلال الشيطان لتلك الحالة، ولكن الأمر له اعتبارات أخرى
ومما يساعد كذلك العلم بالأحكام الشرعية، وجدير بالتنبيه أن أهل العلم قالوا يفتى الموسوس بأخف الأقوال
كأن الشك (الذي يحصل لأختك) لا يزول إلا بيقين، بمعنى أنها طالما دخلت في الصلاة، فكل الشك الذي يحصل لها بعدها لا يضرها، بل هو تكلف منها.
وأنها قرأت الفاتحة صحيحة،
وأنها لا يضرها الخطأ في تشكيل الفاتحة (أي من حيث صحة الصلاة إلا إن غير المعنى)
وأن تكبيرات الانتقال عن الشافعية غير واجبة، وكذلك الدعاء في الركوع والسجود
وأن المجزء في مسح الرأس عن الشافعية وصول البلل إلى الرأس ولو إلى جزء شعرة في حدود الرأس (خرج به الشعر الخارج عن حدود الرأس)
وأن التكلف في النية ليس من السنة بل هو بدعة، (راجع إغاثة اللهفان في ذلك)
ومما يزيد من الأمر أنك كلما استجبت له (أي لذلك الأمر اللاشعوري القهري) تملك منك أكثر وأكثر، وكلما تجاهلته (أي بتعبير الموسوس) صرت مفرطا!! (أو بالتعبير الصحيح) فعلت الفعل بلا تكلف زال عنك.
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[12 - 09 - 07, 09:36 ص]ـ
جزاك الله كل خير أبا زكريا وجعل ذلك في ميزان حسناتك وشفاك وكل مسلم من هذا الداء
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - 09 - 07, 01:36 م]ـ
هذا ابتلاء ابتلي به الكثيرون حتى انا حصل لي لكن ولله الحمد ليس لهذه الدرجة
حصل لي مرة أنني كنت كثيرا ما اشك إذا كنت قد مسحت على رأسي ام لا ولا يحصل هذا إلا بعد ان انتهي من الوضوء فاشك وتكررت عدة مرات
فنصحني شيخي إذا حصل لي هذا مرة اخرى ان اتجاهله كليا ولا التفت لهذا الشك
ففعلت ذلك فذهب عني هذا الوسواس وهو الشك في مسح الرأس ولله الحمد
واصبحت افعل ذلك في العبادات الأخرى إذا تكررت عدة مرات، يعني إذا اصبحت اشك في شيء معين مرات عديدة وتتكرر فاتجاهله كليا
اما إذا حصل الشك في شيء معين مرة ولم يتكرر كثيرت فلا اتجاهله فقد يكون اني نسيت حقيقة، فأنا لا اذكر اني فعلته.
ومسألة اخرى ايضا، اذا اتاك الشك بعد ان فعلت الشيء، مثلا صليت وسلمت وانت مطمئن في صلاتك ولم ياتيك الشك اثناء الصلاة كلها، ثم فجأة جائك الشك بعد ان انتهيت فتجاهله، فإنه من الشيطان
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
الشرح الممتع المجلد الأول في نواقض الوضوء
(قاعدة:)
قَطْعُ نيَّةِ العبادة بعد فعلها لا يؤثِّر، وكذلك الشكُّ بعد الفراغ من العبادة، سواء شككتَ في النيَّة، أو في أجزاء العبادة، فلا يؤثِّر إلا مع اليقين.
فلو أن رجلاً بعد أن صَلَّى الظُّهر قال: لا أدري هل نويتُها ظُهراً أو عصراً شكّاًً منه؟ فلا عبرة بهذا الشكِّ ما دام أنَّه داخل على أنها الظُّهر فهي الظُّهر، ولا يؤثِّر الشَّكُّ بعد ذلك، ومما أُنِشَد في هذا:
والشَّكُّ بعد الفعل لا يؤثِّرُوهكذا إذا الشُّكوكُ تكثُر (1)
ومثله لو شَكَّ ـ بعد الفراغ من الصَّلاة ـ هل سجد سجدة أو سجدتين؟ فإن هذا لا يؤثِّرُ.(44/63)
سؤالان عن كلام شيخ الإسلام بخصوص المنطق!
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[29 - 08 - 07, 03:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول شيخ الاسلام في رده على أهل الإتحاد ووحدة الوجود (مناظرة): ومن المعروف في قوانين المنطق أن المطلق لا يوجد في الخارج مطلاقا بل لا يوجد إلا معينا).
وقال في موقع آخر: أن المطلق لا يكون إلا في الأذهان لا في الأعيان.
من كتاب: مناظرات ابن تيمية لأهل الملل والنحل , لعب العزيز آل عبد اللطيف.
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[29 - 08 - 07, 04:19 م]ـ
لاتعارض بين القولين فتأمل.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[29 - 08 - 07, 04:23 م]ـ
اعلم شيخي أنه لا يوجد تعارض , لكن أردت أن أستوضح عن معنى العبارتين أكثر.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[29 - 08 - 07, 11:56 م]ـ
المطلق لغة: ضد المقيد
وهو مادل على الحقيقة بدون قيد
فالمقصود أن ماهية الأشياء بدون قيد لا توجد إلا في الأذهان أما في الواقع فلابد من وجودها بقيد وهنا عبر عنها شيخ الإسلام بالتعيين لأن التقييد مرتبط بالمعين.
أما قوله " أن المطلق لا يكون إلا في الأذهان لا في الأعيان "
فالمقصود المطلق غير المقيد.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[30 - 08 - 07, 12:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله في الشيخ أبي عبد الرحمن السعدي
أخي الكريم أبو ناصر وفقني الله وإياك
من المعلوم أن المطلق حقيقة شائعة في جنس الشيء أو هو الماهية من غير قيد وهذا الشيء لا يمكن أن يقع حساً في الخارج إلا بالتقييد وأضرب لك أمثلة يتضح بها الأمر:
حينما يقول الله تعالى: {فتحرير رقبة} الرقبة هنا مطلقة لم تقيد بوصف فهي جنس الرقبة وكما في الحديث " لا نكاح إلا بولي " وكذا لو قلت لك: أكرم إنساناً فالمراد هنا جنس الرقبة وجنس الولي وجنس الإنسان بغض النظر عن تعيينه لكن حينما يمتثل المرء هذا الأمر فيعتق رقبة فهو أعتق رقبة مقيدة ولتكن زيدا أو عمرا وكذا لو كان الولي هو الأب فهنا قيدنا الولي فظهر في الخارج في المحسوس وكذا حينما تكرم زيداً تكون أخرجت المطلق وهو إنسان من الذهن إلى المحسوس لكنك أخرجته مقيداً ولا تستطيع أن تعتق رقبة إلا مقيدة ولا يكون ولي في النكاح إلا مقيدا ولا تستطيع أن تكرم إنساناً إلا مقيداً فهذا التصور لجنس الشيء يقع في الذهن فقط ولا يخرج إلى الخارج باطلاقه الذهني.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 01:41 ص]ـ
الله يفتح لكم أبواب رحمته , لقد فهمت جزاكم الله خيرا. وجعله في ميزان حسناتكم.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[01 - 09 - 07, 05:19 ص]ـ
لا عدمنا فوائدكم
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 02:12 ص]ـ
لا عدمنا فوائدكم
فعلا لقد استفدنا من الإخوة في هذا الصرح العلمي , بارك الله فيهم ونفع بهم.(44/64)
اللهم إني لا أسألك رد القضاء و لكن أسألك اللطف فيه". في الميزان الشرعي
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 08:32 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد:
اعلم – رحمني الله وإياك – أنه قد تضافرت الأدلة على أن الدعاء يدفع البلاء، ويرد القدر، فهو من القدر الذي لا شيء أنفع منه في دفع الضر، أو جلب النفع؛
وقد شاع على ألسن كثير من الناس في هذا الزمان إمامهم ومأمومهم هذا الدعاء! ولا شك أن هذا الدعاء خطأ محض، واعتداء في الدعاء، وكيف لا يكون كذلك؟!، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: [لا يرد القضاء إلا الدعاء].
رواه الترمذي وغيره وقال: حسن غريب وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
ويقول عليه الصلاة والسلام: [لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة]. رواه الحاكم وصححه، وحسنه الألباني.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: [لن ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء].
رواه أحمد وغيره والحديث حسن بشواهده وقد حسنه الألباني في صحيح الجامع.
ولا شك أن الدعاء من القدر، فهو كسائر الأسباب المقدرة التي حث الشرع فيها العباد على تحصيلها والسعي في تحقيقها، ومما يدلك على ذلك: ما رواه الترمذي في جامعه بسنده عن أبي خزامة عن أبيه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله: أرأيت رقى نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟
قال: " هي من قدر الله ".
قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح. وضعفه الألباني.
لكن الأحاديث السابقة شاهدةٌ بهذا المعنى.
قال الشوكاني – رحمه الله تعالى – تعليقا على حديث " لا يرد القضاء إلا الدعاء":
[فيه دليل على أنه سبحانه يدفع بالدعاء ما قد قضاه على العبد ... إلى أن قال: والحاصل أن الدعاء من قدر الله عز وجل، فقد يقضي بشيء على عبده قضاء مقيدا بأن لا يدعوه، فإذا دعاه اندفع عنه!].
وقال ابن القيم – رحمه الله تعالى- كما في " الجواب الكافي ":
[والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدافعه ويعالجه،ويمنع نزوله، أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن، كما روى الحاكم في صحيحه من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض ".
وله مع البلاء ثلاثة مقامات:
أحدها: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.
الثاني: أن يكون أضعف من البلاء، فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفا.
الثالث: أن يتقاوما، ويمنع كل منهما صاحبه].
انتهى كلامه – رحمه الله تعالى -.
وقد ذهب أقوام إلى أن الدعاء لا معنى له، لأن الأقدار سابقة، والأقضية متقدمة، والدعاء لا يزيد فيها، وتركه لا ينقص منها شيئا، ولهذا فلا فائدة من الدعاء والمسألة!!، واحتجوا بعموم أحاديث القدر، ولكنهم محجوجون، لأن الله تعالى أمر بالدعاء في عدة آيات وأحاديث:
قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}،
وقال تعالى: {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم}،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: [الدعاء هو العبادة].
رواه الترمذي وصححه الألباني.
وقال عليه الصلاة والسلام: [من لم يسأل الله يغضب عليه].
رواه البخاري في الأدب المفرد وحسنه الألباني.
وقد أورد الإمام الخطابي قول هؤلاء في " شأن الدعاء " ورده فقال:
[فأما من ذهب إلى إبطال الدعاء فمذهبه فاسد، وذلك أن الله سبحانه وتعالي أمر بالدعاء، وحض عليه .... ومَن أبطل الدعاء، فقد أنكر القرآن ورده، ولا خفاء بفساد قوله، وسقوط مذهبه]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى-.
ولا شك أن هذه العبارة: " ... لا أسألك رد القضاء ... " ظاهرها مؤداه إلى هذا المذهب الردي.
وقد ورد سؤال إلى العز بن عبد السلام – رحمه الله تعالى – هذا نصه:
هل يعصي من يقول: لا حاجة بنا إلى الدعاء، لأنه لا يرد ما قدر وقضي، أم لا؟
فأجاب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/65)
[من زعم أنا لا نحتاج إلى الدعاء فقد كذب وعصى، ويلزم أن يقول: لا حاجة بنا إلى الطاعة والإيمان، لأن ما قضاه الله من الثواب والعقاب لابد منه، وما يدري الأخرق الأحمق أن الله قد رتب مصالح الدنيا والآخرة على الأسباب.
وبناء على ما سبق به القضاء، لا بغيره، لزمه أن لا يأكل إذا جاع، ولا يشرب إذا عطش، ولا يلبس إذا برد، ولا يتداوى إذا مرض، ويقول في ذلك كله: ما قضاه الله فإنه لا يُرد .. وهذا ما لا يقوله مسلم ولا عاقل!،
ولقد قال بعض مشايخ الضلال منهم: لا يجوز التداوي لأنه يشرك باعتماده على الأسباب!!، فكان جوابه: لا يأكل!، ولا يشرب!، ولا يلبس!، ولا يركب!، ولا يدفع عن نفسه من أراد قتله!، ولا عن أهله من قصدهم بالزنا والفواحش!، فبهت الذي فجر].
انتهى كلامه – رحمه الله تعالى -.
وقد سئل الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – عن هذه العبارة كما في " نور على الدرب " ش. [290].
السؤال:
كثير من الناس يقولون: [اللهم إننا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه].
فما الحكم في ذلك جزاكم الله خيرا؟
الجواب:
[لا نرى الدعاء هذا، بل نرى أنه محرم، وأنه أعظم من قول الرسول عليه الصلاة والسلام:
(لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت)، وذلك لأن الدعاء مما يرد الله به القضاء، كما جاء في الحديث: (لا يرد القضاء إلا الدعاء).
والله عز وجل يقضي الشيء، ثم يجعل له موانع فيكون قاضيا بالشي، وقاضيا بأن هذا الرجل يدعو فيرد القضاء، والذي يرد القضاء هو الله عز وجل، فمثلا الإنسان المريض، هل يقول اللهم إني لا أسألك الشفاء ولكني أسألك أن تهون المرض؟!! لا، بل يقول: اللهم إنا نسألك الشفاء فيجزم بطلب المحبوب إليه دون أن يقول: يا رب أبق ما أكره لكن الطف بي فيه، خطأ، هل الله عز وجل إلا أكرم الأكرمين وأجود الأجودين، وهو القادر على أن يرد عنك ما كان أراده أوّلا بسبب دعائك، فلهذا نحن نرى أن هذه العبارة محرمة، وأن الواجب أن يقول: اللهم إني أسألك أن تعافيني، أن تشفيني، أن ترد علي غائبي وما أشبه ذلك]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى -.
و قال أيضا - رحمه الله- في شرح الأربعين النووية:
[وفي هذا المقام يُنكَرُ على من يقولون: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه)، فهذا دعاء بدعي باطل، فإذا قال: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه)، معناه أنه مستغن، أي افعل ما شئت ولكن خفف، وهذا غلط، فالإنسان يسأل الله عزّ وجل رفع البلاء نهائياً فيقول مثلاً: اللهم عافني، اللهم ارزقني، وما أشبه ذلك.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهَمَّ اِغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ".
فقولك: (لا أسألك رد القضاء، ولكن أسألك اللّطف فيه) أشد.
واعلم أن الدعاء قد يرد القضاء، كما جاء في الحديث: " لاً يَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ ".
وكم من إنسانٍ افتقر غاية الافتقار حتى كاد يهلك، فإذا دعا أجاب الله دعاءه، وكم من إنسان مرض حتى أيس من الحياة، فيدعو فيستجيب الله دعاءه.
قال الله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (الأنبياء:83).
فذكر حاله يريدُ أنّ اللهَ يكشفُ عنهُ الضُّرَّ، قال الله: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ} (الأنبياء: الآية84]].
انتهى من شرح الأربعين النووية لـ ابن عُثيمين رحمه الله.
وقال شيخنا الشيخ مشهور بن حسن – حفظه الله تعالى -: في الفتاوى الشرعية [أشرطة. شريط رقم 29]:
[" اللهم لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه " هذا دعاء آثم خاطئ، وهذا له علاقة بطفرة النظام، بل يجوز الدعاء، فهذا عمر - رضي الله عنه - يقول " اللهم إن كنت قد كنت كتبتني شقيا، فامحني واكتبني سعيدا " أخرجه الإسماعيلي في مستخرجه بإسناد جيد كما ذكر ذلك ابن كثير في كتابه " مسند الفاروق"].انتهى بتصرف.
وفي كتاب الإيمان بالقضاء والقدر للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد ص 147:
السؤال:
ما صحة هذا العبارة التي يدعو بها بعض الناس: "اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه "؟
[الحمد لله، هذا الدعاء يجري كثيراً على الألسنة، وهو دعاء لا ينبغي، لأنه شُرع لنا أن نسأل الله رد القضاء إذا كان فيه سوء، ولهذا بوب الإمام البخاري رحمه الله باباً في صحيحه قال فيه: (باب من تعوذ بالله من درك الشقاء، وسوء القضاء، وقوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق} الفلق/1 - 2
ثم ساق قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء وسوء القضاء). البخاري 7/ 215 كتاب القدر] انتهى.
وأخيرا أسأل الله تعالى الكريم أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا من ديننا ما ينفعنا، وأن يوفقنا لاتباع سنته صلى الله عليه وسلم.
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/66)
ـ[سليمان إبراهيم الأسعدي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 09:49 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم وفي جهودكم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 01:39 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم وفي جهودكم
آمين وإياكم.
جزاكم الله خيرا على مروركم.
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[31 - 08 - 07, 02:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا" اخينا على الفضلي واحسنت احسن الله اليك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 08:05 م]ـ
أ [/ size] أبو عبد الرحمن الفلازوني;664588] جزاكم الله خيرا" أخانا على الفضلي وأحسنت أحسن الله اليك
آمين وإياكم.
جزاكم الله خيرا على مروركم.
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[15 - 09 - 07, 12:50 م]ـ
جزاك الله خير ا اخي
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 09 - 07, 06:12 م]ـ
جزاك الله خير ا اخي
وإياكم أخي الفاضل المكرم المغربي.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[20 - 09 - 07, 08:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، ومن المعلوم أن هذا الدعاء إساءة أدب مع الله عز وجل القادر على كل شيء، وهذا الداعي يعتقد أن رد القضاء كله صعب على ربه ولا يستطيع دفعه عنه بالكلية، فيخفف (العبء) عن الله - بزعمه - ويسأله فقط اللطف في القضاء، ولو علم حقيقة قدرة الله لسأله بيقين رد القضاء.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - 09 - 07, 05:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، ومن المعلوم أن هذا الدعاء إساءة أدب مع الله عز وجل القادر على كل شيء، وهذا الداعي يعتقد أن رد القضاء كله صعب على ربه ولا يستطيع دفعه عنه بالكلية، فيخفف (العبء) عن الله - بزعمه - ويسأله فقط اللطف في القضاء، ولو علم حقيقة قدرة الله لسأله بيقين رد القضاء.
آمين، وإياكم.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 - 09 - 07, 11:17 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - 09 - 07, 06:35 م]ـ
وبكم بارك.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[29 - 09 - 07, 04:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[30 - 09 - 07, 10:04 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا أخي على هذا الموضوع القيم
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 09 - 07, 10:50 م]ـ
الشيخ الكريم / علي الفضلي
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
ووالله إن هذه الشبكة العنكبوتية من النعم الجليلة التي أنعم الله به علينا .... فانظر إلى هذه الفتوى .... كم أفاد منها من قارئ، وكم نقلها من ناقل، وكم كتبها عنك من كاتب .... والأجر في ذلك لمن تسبب في بثها ونشرها .... لا حرمك الله الأجر ...... فالحمد لله.
وأستأذنك بإضافة يسيرة عن الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله:
عبارة "لا أسألك رد القضاء ولكن اللطف فيه".
الشيخ العلامة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قد وصلني بريد إلكتروني ينهى عن بعض الأقوال والأدعية، أرفق لكم أدناه قولين منها، وأرجو منكم توضيح ما إذا كان النهي صحيحا؟ وجزاكم الله خيراً:
"اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه" سبب النهي: فيه سوء أدب مع الله تعالى لأن فيه نوعاً من التحدي فكأنه يقول" يا رب افعل ما شئت ولكن الطف فيه، وأيضاً فيه منافاة للحديث: "لا يرد القضاء إلا الدعاء".
قول "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه".
سبب النهي: سوء أدب مع الله يتضمن إعلانا تاماً أنك تكره ما قضى الله، وكان الرسول – صلى الله عليه وسلم – إذا أصابه مكروه يقول "الحمد لله رب العالمين على كل حال".
الجواب:
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فأما قول القائل: "اللهم إني لا أسألك رد القدر وإنما أسألك اللطف فيه".
فهذا دعاء لا أصل له، ومعناه غير صحيح، فكل من دعا الله ليدفع عنه مكروهاً - عدواً أو خطراً أو أن يكشف عنه شدة - فإنه يطلب بذلك رد القدر، والله – تعالى – قد أمر عباده بالدعاء، والداعي يطلب جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، ثم إذا دعا العبد وسأل ربه حاجته فالله – تعالى – يفعل ما يشاء وهو الحكيم العليم، والله – تعالى – قد قدر الأسباب والمسببات، وكلها بقدر الله، وجعل هذه الأقدار تتدافع، فالجوع قدر، والعطش قدر، والمرض قدر، وقد جعل الله لرفع هذه الأقدار أسباباً فيدفع قدر الجوع بالأكل، والعطش بالشرب، والمرض بالدواء، وقدر البرد بالثياب والاستدفاء، وما أشبه ذلك، ويفر الإنسان من المكان الذي يخاف فيه، أو لا يجد فيه ما يحتاجه إلى المكان الذي يأمن فيه ويجد فيه ما يحتاجه من المنافع، ولهذا لما رجع عمر – رضي الله عنه - بالمسلمين ولم يدخل بهم الشام لأنه قد حدث فيه الطاعون قيل له: أتفر من قدر الله؟، قال: نفر من قدر الله إلى قدر الله، فعلى الداعي أن يدعو ربه ويسأله حاجته؛ فيسأله النصر والرزق والشفاء من المرض وحصول الولد وسائر المطالب، ويسأل ربه أن يدفع عنه المكاره، ويسأل مع ذلك ربه أن يلطف به في جميع أحواله.
أما قول القائل: " إني لا أسألك رد القدر " فهذا كلام لا يصح، وليس له اعتبار ولا أصل له في النقل فهو دعاء مبتدع.
وأما قول القائل: "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه" فكذلك ليس هو من الحمد المشروع، بل الحمد ينبغي أن يكون مطلقاً فيقول المسلم: الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على كل حال، الحمد لله على السراء والضراء.
ثم قوله: " إنه تعالى لا يحمد على مكروه سواه " ليس بمستقيم، فإن الذي يؤدب ولده بالضرب ونحوه يحمد على ذلك وإن كان الضرب مكروهاً بموجب الجبلة فالولد يحمد والده على تأديبه، وكذلك من يفعل ما يوجب حداً أو تعزيراً إذا أقيم عليه الحد الذي يردعه، فإن الذي يفعل ذلك يحمد وإن كان إقامة الحد والتعزير موجع ومؤلم، ولكن الذي فعل هذا المكروه يحمد على ذلك لأنه محسن ومصلح وفاعل لما أمر به، والحاصل أن كلاً من العبارتين لا ينبغي ذكرها في الدعاء أو الحمد، بل يدعو الإنسان ربه ويحمده بالصيغ الشرعية المأثورة، وعلى الوجه المشروع، والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=12029
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/67)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 10 - 07, 03:01 م]ـ
جزى الله خيرا أخي الشيخ المسيطير خير الجزاء وأوفاه وأجزله على إضافته القيمة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 02 - 09, 01:46 م]ـ
قال العلامة العثيمين:
(وقد كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه إذا أصابه ما يسره قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات"، وإذا أصابه خلاف ذلك قال: "الحمد لله على كل حال"، وهذا هو الذي ينبغي أن يقوله الإنسان.
أما ما اشتهر على لسان كثيرٍ من الناس حيث يقول إذا أصيب بمصيبة: "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه"، فهي عبارةٌ بشعة، ولا ينبغي للإنسان أن يقولها، لأن هذا يعلن إعلاناً صريحاً بأنه كارهٌ لما قدر الله عليه، وفيه شيء من التسخط وإن كان غير صريح، ولهذا نقول ينبغي لك أن تقول ما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول وهو الحمد لله على كل حال) اهـ من (نور على الدرب).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 02 - 09, 01:53 م]ـ
أخوي الفاضلين:
أبا محمد الموحد، محمد الفلسطيني:
عذرا لم أنتبه إلى كوني لم أرد عليكما فعذرا، وجزاكما الله خيرا.
ـ[أم فراس]ــــــــ[04 - 02 - 09, 08:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[05 - 02 - 09, 12:06 م]ـ
ويقول عليه الصلاة والسلام: [لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة]. رواه الحاكم وصححه، وحسنه الألباني.
الشيخ تراجع عن تحسينه فضعفه -رحمه الله - كما في الضعيفة (6764) و لكن قال أن جملة" لا يغني حذر من قدر " قد صح موقوفاً على ابن عباس، فيما أخرجه الحاكم (2/ 350) عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما قال "لاَ ينفع الحذر من القدر ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر"
ومما يدلك على ذلك: ما رواه الترمذي في جامعه بسنده عن أبي خزامة عن أبيه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله: أرأيت رقى نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟
قال: " هي من قدر الله ".
قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح. وضعفه الألباني.
الحديث تراجع الشيخ - رحمه الله - عن تضعيفه فحسنه في (تخريج أحاديث مشكلة الفقر) (11) و انظر (التعليقات الرضية) (152/ 3)
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 02 - 09, 09:20 ص]ـ
سُئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى:
أحسن الله إليك: كثيرا مانسمع في الدعاء:" اللهم لانسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه "، ماصحة ذلك؟.
فأجاب - رحمه الله - بقوله:
(هذا الدعاء الذي سمعته: «اللهم إنا لا نسألك رَدَّ القضاء وإنما نسألك اللُّطف فيه» - دعاء محرم لا يجوز، وذلك لأن الدعاء يرد القضاء؛ كما جاء في الحديث: " لا يَرُدُّ القَدَرَ إلا الدعاء "، وأيضاً كأن هذا السائل يتحدى الله يقول: اقض ما شئت ولكن الطف، والدعاء ينبغي للإنسان أن يجزم به، وأن يقول: اللهم إني أسألك أن ترحمني، اللهم إني أعوذ بك أن تعذبني، وما أشبه ذلك.
أما أن يقول: لا أسألك رد القضاء؛ فما الفائدة من الدعاء إذا كنت لا تسأله رد القضاء؟!، والدعاء يرد القضاء؛ فقد يقضي الله القضاء ويجعل له سبباً يمنع، فالمهم أن هذا الدعاء لا يجوز، يجب على الإنسان أن يتجنبه وأن ينصح من سمعه بألا يدعو بهذا الدعاء).اهـ
---
لقاء الباب المفتوح الخامس السؤال 255
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 04:54 م]ـ
الحديث تراجع الشيخ - رحمه الله - عن تضعيفه فحسنه في (تخريج أحاديث مشكلة الفقر) (11) و انظر (التعليقات الرضية) (152/ 3)
لكن يظهر أن التضعيف هو المتأخر، ذلك أن التضعيف باق في "ضعيف ابن ماجه" طبعة المعارف، ولا شك أن هذا متأخر عن تحقيق "مشكلة الفقر"، ولذا قال أخونا الشيخ عبد الباسط الغريب - وهو يكتب معنا في الملتقى- في كتابه "التنبيهات المليحة":
(حسّنه الشيخ في " تخريج مشكلة الفقر " (11)، ثم ضعفه الشيخ في " ضعيف سنن ابن ماجه " (686 - المعارف)).
والله أعلم.
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 05:48 م]ـ
لكن يظهر أن التضعيف هو المتأخر، ذلك أن التضعيف باق في "ضعيف ابن ماجه" طبعة المعارف، ولا شك أن هذا متأخر عن تحقيق "مشكلة الفقر"، ولذا قال أخونا الشيخ عبد الباسط الغريب - وهو يكتب معنا في الملتقى- في كتابه "التنبيهات المليحة":
(حسّنه الشيخ في " تخريج مشكلة الفقر " (11)، ثم ضعفه الشيخ في " ضعيف سنن ابن ماجه " (686 - المعارف)).
والله أعلم.
قال الشيخ علي الحلبي في (التعليقات الرضية) (152/ 3)، بعد أن نقل تضعيف الشيخ الألباني للحديث (الهامش): [ثم حسنه شيخنا في (تخريج أحاديث مشكلة الفقر) (11)] ا. هـ
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[08 - 02 - 09, 06:25 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 09:04 م]ـ
قال الشيخ علي الحلبي في (التعليقات الرضية) (152/ 3)، بعد أن نقل تضعيف الشيخ الألباني للحديث (الهامش): [ثم حسنه شيخنا في (تخريج أحاديث مشكلة الفقر) (11)] ا. هـ
يا أخي!:
هل تظن أني لم أقرأ كلام شيخي علي الحلبي؟!!
قرأته وأظن أنه خطأ لأن كتاب مشكلة الفقر أقدم، ولأن طبعة المعارف الأخيرة في حياة الشيخ، والشيخ لم يتراجع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/68)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 09:10 م]ـ
بارك الله فيكم
وبكم بارك.
ـ[رغيد الأثري]ــــــــ[10 - 02 - 09, 04:52 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل علي وبارك فيك
أقول ... ألا يمكن الاستشهاد بالحديث التالي للرد على الداعي بالدعاء السابق:
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ قَالَ ابْنُ جَوَّاسٍ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ
رواه أبو داوود وصححه الشيخ الألباني رحمه الله
ودمتم بخير
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 02 - 09, 06:38 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل علي وبارك فيك
أقول ... ألا يمكن الاستشهاد بالحديث التالي للرد على الداعي بالدعاء السابق:
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ قَالَ ابْنُ جَوَّاسٍ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ
رواه أبو داوود وصححه الشيخ الألباني رحمه الله
ودمتم بخير
وإياكم أخي رغيدا.
أحسنت، فيه دلالة على ذلك.
بارك الله فيك.(44/69)
أين أجد تراجم المستشرقين؟
ـ[عبد الرحمن معاذ]ــــــــ[06 - 09 - 07, 01:52 م]ـ
أين أجد تراجم أسماء المستشرقين أدناه:
1. هنري برجسون.
2. بلو تارك.
3. أجوست سبانيه.
الرجاء العزو الى كتاب الكتروني يمكن الحصول عليه.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[06 - 09 - 07, 04:09 م]ـ
وفقك الله.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84323&highlight=%C7%E1%E3%D3%CA%D4%D1%DE%ED%E4[/B]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77083&highlight=%C7%E1%E3%D3%CA%D4%D1%DE%ED%E4(44/70)
شرح العقيدة الطحاوية،د. سفر الحوالي
ـ[عبد الرحمن معاذ]ــــــــ[06 - 09 - 07, 01:58 م]ـ
وجدت على الأنترنيت شرحا للعقيدة الطحاوية للدكتور سفر الحوالي، والسؤال هل هو مطبوع؟ وأين أجده؟ وهل يمكن تحميله؟.(44/71)
مجموعة اسئلة اتمنى من اخواني الكرام الاْج
ـ[احمد السعد]ــــــــ[06 - 09 - 07, 05:11 م]ـ
اخواني الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يصح ما ياْوله بعض الاْخوة المشائخ وطلبة العلم من الاْحداث التي ستكون في زمن المهدي, كمثل العشر فوارس الذين يرسلهم المهدي لاستقصاء الاخبار عن ظهور المسيح الدجال والقول باْن خيولهم كناية عن دبابات او اليات عسكرية , وكذلك قولهم بقرب ظهور المهدي, وهذا وهم لا يؤكدون, ويقولون الله اعلم ,لكن يقولون اْن كل الدلائل تشير الى ظهوره في زمننا هذا.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[06 - 09 - 07, 09:38 م]ـ
, ويقولون الله اعلم ,لكن يقولون اْن كل الدلائل تشير الى ظهوره في زمننا هذا.
وجزاكم الله خيرا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما هي هذه الدلائل
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[06 - 09 - 07, 10:45 م]ـ
من حججهم أن العلامات الصغرى التي تسبق الكبرى جميعها قد ظهرت .. أما تفسير بعضهم الخيول بالدبابات وما إلى ذلك فهذا من التأويل الباطل لأنه قد جاء في نفس الحديث أن الليل يحجز بينهم وبين أعدائهم وهذا من أوضح الأدله على انتهاء المدنية التي نعيشها وكما هو معلوم أن ذلك ليس على الله بعزيز فلو نضب البترول فقط لتوقفت الصناعات وأدى ذلك إلى انتهاء المدنية والله أعلم.
ـ[احمد السعد]ــــــــ[07 - 09 - 07, 09:43 ص]ـ
الذين قالوا بهذه الدلالات اخي الكريم
الشيخ محمد حسان وكذلك الشيخ نبيل العوضي ولم يجزموا.
ـ[هنَّاد]ــــــــ[08 - 09 - 07, 06:48 ص]ـ
أخي الفاضل - وفقك الله وسددك -:
آمل أن تأذن لي بهذه المشاركة،
لعل الله أن ينفع بها.
فهذه قواعد تفيدك في أمر المهدي:
القاعدة الأولى:
إن خرجَ المهدي، فسوف يُظهِرُ الله تعالى أمرَه.
وعليه؛
فمن ادعى أنه المهدي، ولم ينصره الله تعالى، فليس هو المهدي الحقيقي.
القاعدة الثانية:
إن خرج المهدي فسوف يشهد له ويتَّبعه أهل الحل والعقد وأئمة أهل العلم،
لأنه يمتنع أن يضلُّوا وأن يهتدي للحق غيرهم.
وعليه؛
فمن ادعى أنه المهدي، ولم يشهد له أهل العلم الكبار فليس هو المهدي الحقيقي.
القاعدة الثالثة:
لا يخرج المهدي إلا في زمن ليس للمسلمين فيه إمام ولا جماعة،
لأنه يمتنع أن يكون المهدي المأمور باتِّباعه هو الخارج على إمام المسلمين
الذي أمرنا بضرب عنقه كائناً من كان.
وعليه؛
فمن ادعى أنه المهدي، وخرج على إمام مسلم، فليس هو المهدي الحقيقي.
القاعدة الرابعة:
لم يأمرنا الله تعالى بإظهار أمر المهدي.
وعليه؛
فلا يصح لأحد أن يتكلَّف ما لا يعنيه، ويجتهد في البحث عنه، واكتشاف وجوده،
والدعوة إلى رجل بعينه أنه هو.
هذه القواعد استقرأتُها من النصوص الشرعية التي جاءت في الفتن
ومما صح في شأن المهدي.
وبسط هذا يحتاج لمقال،
والنفس لا تنشط لشيء مصيره الحذف،
والله المستعان.
ـ[هانى محمد]ــــــــ[08 - 09 - 07, 08:26 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفضل أخى الكريم فى هذا الرابط تجد الرد على كثير من الشبهات حول هذا الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41087
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[08 - 09 - 07, 09:34 ص]ـ
بالنسبة لحديث العشر فرسان ... فهو حديث صحيح يرويه الامام مسلم ..
2899 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر كلاهما عن بن علية واللفظ لابن حجر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي قتادة العدوي عن يسير بن جابر قال هاجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجيري إلا يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة قال فقعد وكان متكئا فقال إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام فقال عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام قلت الروم تعني قال نعم وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدبرة عليهم فيقتلون مقتلة إما قال لا يرى مثلها وإما قال لم ير مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك فجاءهم الصريخ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة قال رسول الله e إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ ....
وتأمل كلام أخونا هناد ... ففيه الكلام الموزون ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/72)
ـ[احمد السعد]ــــــــ[08 - 09 - 07, 05:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا افدتوني اخواني الكرام(44/73)
ابن رجب الحنبلي ممن يفرق بين الحمد والثناء
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - 09 - 07, 12:50 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
من فرائد الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله أنه أشار إلى الفرق بين الحمد والثناء , وقد وقفت على نص صريح من الحافظ المعروف بابن رجب الحنبلي في التفريق بين الحمد والثناء ولعله استفاده من شيخه ابن القيم الجوزية
قال رحمه الله: في الحمد
والكلامُ عليه من ثلاثةِ أوجه:
الأوَّل: في تفسيرِه: اختلف في معنى الحمدِ، فقيل: هو الثَّناءُ بمحاسن المحمُود، وهو المشهورُ، وذكر ابن جرير بإسناده عن كعبٍ قال: مَن قال: الحمدُ لله، فذلك ثناء على الله.
ولكن بين الحمد والثناءِ فرقٌ، ولهذا يقولُ الله عزَّ وجلَّ: (حمدني عَبدي) ثم يقول: (أَثنَى عليَّ عَبدي) فالثناءُ تكريرُ الحمد وتثنيتُه؛ وقيل: هو المدْحُ، وهو مقلوبٌ عَنه، وهو يُلاقيه في الاشتقاق الأوسط - وهو الاجتماعُ في عَين الحُروف دُون نظمها -، وفي الحديث: «لا أحدَ أحبُّ إليه المدحُ مِن الله»، وفُرِّق بين المدح والحمد بوجوه:
أحدها: أنَّ الحمدَ لا يكون إلا للحيِّ، والمدحُ يكون للحيِّ والميِّت.
والثاني: أنَّ الحمدَ لا يكونُ إلا بعدَ تقدُّم الإحسان، والمدح يكون قبله، وهذا ضعيفٌ، فإنَّ الله يحمد نفسَه.
والثَّالث: أنَّ المدحَ لا يَكونُ إلاَّ باللسان، والحمدُ يكونُ بالقلبِ بناءً على أنَّه الرِّضَا كما سيأتي، ذَكرَهُ العِمَّانيُّوفيه نظرٌ.
والرَّابع: أنَّ قولَك: مدحتُ زيدًا، لا يصدق بدُون سابقة مَدحٍ، بخلافِ قولِك: الحمدُ لله، فإنَّ هذا خبرٌ يَحصُلُ به إنشاءُ الحمدِ، ففيه معنى الخبر ومعنى الإنشاءِ.
والخامسُ: أنَّ الحمدَ: الإخبارُ بمحاسن المحمُودِ معَ المحبَّةِ لها والرِّضا بها، والمدحُ: الإخبارُ بمحاسنِه فقط. قاله أبو عَبد الله بن القيِّم.
تفسير الفاتحة (40)
فالحمد معناه: وصف المحمود بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم
كما نقله عن ابن القيم رحمه الله , وقد أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وأما الثناء فهو تكرار الحمد كما ذكر ابن رجب رحمه الله.
فإذا علم ذلك فمن الخطأ كما أشار إلى ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تفسير الحمد بالثناء كما هو المتعارف عند الكثير.
والله أعلم(44/74)
هارون يحيى في مقابلة تلفاز الجزيرة
ـ[عمار التميمي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 04:30 ص]ـ
على موقع هارون يحيى قرأت نص اللقاء الذي اجرته وكالة تلفاز الجزيرة حديثا معه. و هذا اللقاء
جعلني في ريب من عقيدة هذا الرجل ومن هم وراء صيط و علو ذكره. فالرجل حسب قوله قد ألّف حتى الان 250 كتابا في مجالات عدة في الدين والعلم، ويعترف ان حظه من اللغة العربية لا يتجاوز بعض الكلمات وان اكثر ما أُلّف من كتبه ليس من عمله بل من أُناس مجهولي الشخصية يعملون تحت اشرافه ولقبه. والعاملون على تمويل نشر كتبه المجّانيه هم اصدقاؤه، ايضا مجهولي الشخصية، من الاتراك ذوي المال الوفير من اصحاب الاعمال. والرجل ناسك زاهد متصوّف لا يتجوّز النساء اخذ هذه الطريقة عن معلمه واستاذه ( Said Nursi) الذي يقول عنه انه خير ما انجبته البشرية منذ 14 قرنا من المسلمين، لكن يقول انه يحافظ على الصلوات الخمس ويتّبع السنة في المذهب الحنفي. وفي اخر اللقاء له كلام غريب، لا يُعرف مقصده وملامحه، فله رؤية خاصة في المحسوسات الظاهر منها والغائب، فهل سنسمع عنه يوما ادعاء النبوّة، فغدا لناظره قريب.
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[10 - 09 - 07, 12:19 ص]ـ
للرفع. . . والتأكد.
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[10 - 09 - 07, 06:30 م]ـ
الرجل فيلسوف متكلم متصوف ومن تأمل كتبه عرف ذلك ..
وكنت أود من أخي عمار أن ينقل الكلام الغريب الذي يقول حتى نسمع رأي مشايخنا الأفاضل فيه
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - 09 - 07, 01:19 ص]ـ
هارون يحي يذكر في موقعه الأنجليزي ان اهل السنة هم
الأشاعرة والماتريدية
ويذكر في عقيدة اهل السنة ان "الوهابية" مخالفين لأهل السنة في عقيدتهم فيما يتعلق بالشفاعة ولا ادري ماذا يقصد بذلك
وايضا عنده اعتقاد ان الشيء الوحيد الموجود حقيقة هو الله عز وجل
وكل شيء نراه كالسيارة والكرسي والبيوت .. الخ صور في عقولنا وليست حقيقية
وهذا حسب ما قرأت هو اعتقاد الصوفية الذين يقولون بوحدة الوجود
فمن دون شك عقيدته ليست سليمة وهو يتكلم عن مسألة كون من نراه من حولنا ليس حقيقيا في عدد من كتبه وهذا يضر بعقيدة المسلم.
فارجو عدم نشر كتبه
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[11 - 09 - 07, 03:02 م]ـ
قرأت بعض كتبه عندما ظهرت لكن باللغة الفرنسية، وأما المترجمة إلى العربية فلم أقرأ إلا اليسير
لكن ذكر لي بعض الإخوة أنه صوفي من يقول بوحدة الوجود
وأنه ينوي إنشاء موقع للرد عليه
ـ[حازم ناظم فاضل]ــــــــ[12 - 09 - 07, 01:00 ص]ـ
قبل الدخول في الموضوع اود ان ابين لاعضاء الملتقى الكرام ما يأتي:
ان عدنان اوكتار الذي ولد في انقرة سنة 1956 والذي يكتب تحت الاسم المستعار "هارون يحيى". وبعد أن أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في أنقرة، درس الآداب في كلية معمار سنان بإسطنبول، والفلسفة في جامعة إسطنبول. وقد نشر المؤلف منذ الثمانينيات كتبا عديدة تتناول مسائل سياسية وإيمانية وعلمية. وهارون يحيى معروف جيدا كمؤلف كتَب أعمالا مهمة للغاية تكشف دجل دعاة التطور، وزيف ادعاءاتهم، والعلاقات المظلمة بين الداروينية والأيديولوجيات الدموية مثل الفاشية والشيوعية كما أن للمؤلف عشرات الكتب الأخرى الهامة.
لذا نرى ان كل ما كتبه تدور حول دحض نظريةالتطور وعرض الاسلام بطريقة علمية وفي هذا وكما يقول احد الاساتذة:
من الخطأ المنهجي - بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته - أن نعلق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية. وهي كل ما يصل إليه العلم البشري!
هذا بالقياس إلى «الحقائق العلمية». . والأمر أوضح بالقياس إلى النظريات والفروض التي تسمى «علمية». ومن هذه النظريات والفروض كل النظريات الفلكية؛ وكل النظريات الخاصة بنشأة الإنسان وأطواره؛ وكل النظريات الخاصة بنفس الإنسان وسلوكه. . وكل النظريات الخاصة بنشأة المجتمعات وأطوارها. . فهذه كلها ليست «حقائق علمية» حتى بالقياس الإنساني. وإنما هي نظريات وفروض. كل قيمتها أنها تصلح لتفسير أكبر قدر من الظواهر الكونية أو الحيوية أو النفسية أو الاجتماعية. إلى أن يظهر فرض آخر يفسر قدراً أكبر من الظواهر، أو يفسر تلك الظواهر تفسيراً أدق! ومن ثم فهي قابلة دائماً للتغيير والتعديل والنقص والإضافة؛ بل قابلة لأن تنقلب رأساً على عقب، بظهور أداة كشف جديدة،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/75)
أو بتفسير جديد لمجموعة الملاحظات القديمة!
وكل محاولة لتعليق الإشارات القرآنية العامة بما يصل إليه العلم من نظريات متجددة متغيرة - أو حتى بحقائق علمية ليست مطلقة - تحتوي أولاً على خطأ منهجي أساسي.
وما يهمني هنا ان اعرض هو: ان التعابير التركية تختلف عن العربية فعندما يقول هارون يحيى ان استاذي ( said nursi ) فهذا لا يعني انه تتلمذ عليه او نهج على طريقته ولكن هذا تعبير عن الاحترام والتقدير وعن عزوف سعيد النورسي عن الزواج اود ان اعرض اسباب ذلك:
نذر سعيد النورسي نفسه لخدمة الإيمان والقرآن لاسيما بعدما سمع بمؤامرة خبيثة تحاك حول القرآن الكريم، لذا ترك الزواج وبقي عزباً طوال حياته، ويعلله بالآتي:
أولا: في الوقت الذي يلزم لصد هجوم زندقة رهيبة تُغير منذ أربعين سنة، فدائيون يضحّون بكل ما لديهم، قررت ان اضحي لحقيقة القرآن الكريم لا بسعادتي الدنيوية وحدها، بل حتى اذا استدعى الأمر بسعادتي الاخروية كذلك، فلأجل ان اتمكن من القيام بخدمة القرآن على وجهها الصحيح باخلاص حقيقي ما كان لي بد من ترك زواج الدنيا الوقتي - مع علمي بأنه سنة نبوية - بل لو وُهب لي عشر من الحور العين في هذه الدنيا، لوجدت نفسي مضطراً إلى التخلي عنهن جميعاً، من أجل تلك الحقيقة، حقيقة القرآن. لأن هذه المنظمات الملحدة الرهيبة تشن هجمات عنيفة، وتدبر مكايد خبيثة، فلابد لصدها من منتهى التضحية وغاية الفداء، وجعل جميع الأعمال في سبيل نشر الدين خالصة لوجه الله وحده، من دون ان تكون وسيلة لشئ مهما كان.
ولقد أفتى علماء منكوبون، وأناس أتقياء، لصالح البدع، أو ظهروا بمظهر الموالين لها، من جراء هموم عيش أولادهم وأهليهم، لذا يقتضى منتهى التضحية والفداء، ومنتهى الثبات والصلابة وغاية الاستغناء عن الناس، وعن كل شئ، تجاه الهجوم المرعب العنيف على الدين، ولاسيما بعد إلغاء دروس الدين في المدارس وتبديل الأذان الشرعي ومنع الحجاب بقوة القانون؛ لذا تركت عادة الزواج الذي أعلم انها سنة نبوية لئلا ألج في محرمات كثيرة، ولكي أتمكن من القيام بكثير من الواجبات وأداء الفرائض. إذ لا يمكن أن تقترف محرمات كثيرة لأجل أداء سنة واحدة. فلقد وجد علماء أدوا تلك السنة النبوية أنفسهم مضطرين إلى الدخول في عشر كبائر ومحرمات وترك قسم من السنن والفرائض، في غضون هذه السنوات الأربعين.
ثانيا: ان الآية الكريمة] فانكحوا ما طاب لكم .. [(النساء: 3) والحديث الشريف (تناكحوا تكثروا .. ) (رواه عبدالرزاق والبيهقي مرسلاً) وامثالهما من الاوامر، ليست أوامر وجوبية ودائمية، بل إستحبابية مسنونة، فضلا عن انها موقوفة بشروط لابد من توافرها، وقد يتعذر توافرها للجميع وفي كل وقت.
ثم ان الانزواء والعزوبة - كما هو لدى الرهبان - محرمتان مرفوضتان لا أصل لهما. بل هو حث على الانخراط في الحياة الاجتماعية كما هو مضمون الحديث الشريف (خير الناس انفعهم للناس) (صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم 6538).
وإلا فان ألوفاً من السلف الصالحين قد اعتزلوا الناس موقتاً، وآثروا الانزواء في المغارات لفترة من الزمن، واستغنوا عن زينة الحياة الدنيا الفانية وجردوا أنفسهم عنها، كي يقوموا ببناء حياتهم الأخروية على الوجه الصحيح. فما دام الكثيرون من السلف الصالحين تركوا الدنيا وزينتها بلوغاً إلى كمال باق وخاص بشخصهم، فلابد أن من يعمل لأجل سعادة باقية، لكثير جداً من المنكوبين، ويحول بينهم وبين السقوط في هاوية الضلالة، ويسعى لتقوية ايمانهم، خدمةً للقرآن والإيمان خدمة حقيقية، ويثبت تجاه هجمات الإلحاد المغير من الخارج والظاهر في الداخل، أقول لابد أن الذي يقوم بهذا العمل العام الكلي - وليس عملا خاصاً لنفسه - تاركاً دنياه الآفلة، لا يخالف السنة النبوية بل يعمل طبقا لحقيقة السنة النبوية.
ثم إنني أتمنى أن أغنم ذرة واحدة من هذا الكلام الصادق الصادر من الصديق الأكبر رضي الله عنه: (ليكبر جسمي في جهنم حتى لا يبقى موضع لمؤمن). ولأجله آثر هذا السعيد الضعيف العزوبة والاستغناء عن الناس طوال حياته كلها.
ثالثاً: لم نقل لطلاب النور: تخلوا عن الزواج، دعوه للآخرين ولا ينبغي ان يقال لهم هذا الكلام. ولكن الطلاب انفسهم على مراتب وطبقات. فمنهم من يلزم عليه ألا يربط نفسه بحاجات الدنيا، قدر المستطاع، في هذا الوقت، وفي فترة من عمره، بلوغاً إلى التضحية العظمى والثبات الأعظم والإخلاص الاتم. واذا ما وجد الزوجة التي تعينه على خدمة القرآن والإيمان، فبها ونعمت. إذ لا يضر هذا الزواج بخدمته وعمله للقرآن، ولله الحمد والمنة ففي صفوف طلاب النور كثيرون من أمثال هؤلاء. وزوجاتهم لا يقصرن عنهم في خدمة القرآن والإيمان، بل قد يفقن أزواجهن ويسبقنهم لما فطرن عليه من الشفقة التي لا تطلب عوضاً، فيؤدين العمل بهذه البطولة الموهوبة لهن باخلاص تام.
هذا وان المتقدمين والسابقين من طلاب النور أغلبهم متزوجون، وقد أقاموا هذه السنة الشريفة على وجهها، ورسائل النور تخاطبهم قائلة:
اجعلوا بيوتكم مدرسة نورية مصغرة، وموضع تلقي العلم والعرفان، كي يتربى الأولاد الذين هم ثمار تطبيق هذه السنة، على الإيمان، فيكونون لكم شفعاء يوم القيامة، وأبناء بررة في هذه الدنيا، وعندها تتقرر هذه السنة الشريفة فيكم حقاً. وبخلافه لو تربي الأولاد على التربية الأوروبية وحدها -كما حدث خلال ثلاثين سنة خلت - فإن أولئك الأولاد يكونون غير نافعين لكم في الدنيا - من جهة - ومدّعين عليكم يوم القيامة، إذ يقولون لكم: لِمَ لم تنقذوا إيماننا؟ فتندمون وتحزنون من قولهم هذا، يوم لا ينفع الندم، وما هذا الا مخالفة لحكمة السنة النبوية الشريفة.
نقلاً عن كتاب: الملاحق - اميرداغ2/ 401 لسعيد النورسي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/76)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - 09 - 07, 01:15 ص]ـ
لمعرفة حقيقة النورسيين:
http://www.alkashf.net/mthahb/36.htm
ـ[عمار التميمي]ــــــــ[19 - 09 - 07, 08:21 م]ـ
الرجل فيلسوف متكلم متصوف ومن تأمل كتبه عرف ذلك ..
وكنت أود من أخي عمار أن ينقل الكلام الغريب الذي يقول حتى نسمع رأي مشايخنا الأفاضل فيه
الاخ "العقيدة" اجاب جازاه الله خيرا عن ما في كلامه_ هارون يحيى _من غرابة و الغرابة هنا ليس ما يقول بل الغريب في
ان هذا ما يلمح له في اكثر من كتاب. فنحن درسنا في مدارسنا عن جسم الانسان والحواس الخمسة ونعلم ان الدماغ هو
محط الحواس فلا شيء يعقل حتى يصل للدماغ رسالة كهربائية_ إن صح التعبير_ بما يحدث حول الجسم من ظواهر.
فما القصد من تكرار ذلك في الكثير من كتبه. والقول ان الله قادر على جعل هذه الاشياء التي هي حولنا مجرد خيال وما
نحسه ونشعر به إنما هو ما الهمنا الله اياه. نعم الله قادر على ان يجعل ذلك دون اتباع الاسباب التي سنّها في كونه. لكن
الله لم يشأ ذلك بل جعل لكل داء دواء و ما خرج عن الاسباب انما جعله الله لانبيائه حتى يصدق قولهم. إني أرى ان هذا
النوع من الكلام يفتح الباب على نوع جديد من الايحاء والمكاشفة يراد بها القول ان الوحي على طريقة الرسل من الملائكة
الى البشر قد إنقطع أي نعم لكن طريقة المكاشفة من الله مباشرة لم تنقطع.
فتأمل اخي ما وراء الحديث من معاني و معاناة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 09 - 07, 06:35 م]ـ
هارون يحيى حلولي يعتقد بعقيدة الحلول الكفرية، ولا ينف هذا جودة كتبه من الناحية العلمية البحتة (رغم ما يدس فيها من السم الحلولي). ذلك أنه يجمع في كتبه أقوال بعض العلماء الغربيين في نقض نظرية دارون (لديه فريق عمل محترف)، وليس الجزء العلمي من تأليفه. فإذا كان من يريد أن يقتطع من كتبه الجزء المفيد وينشره، فليفعل وأجره على الله. والله ولي التوفيق
ـ[العوضي]ــــــــ[29 - 11 - 07, 04:10 م]ـ
بارك الله فيكم ...
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[23 - 07 - 08, 06:25 م]ـ
هناك بعض المدونيين وأظنهم مسيحيين يريدون تشويه صورة هذا الرجل والله أعلم فهناك مدونة على الرابط التالي: http://harunyahyaarabic.wordpress.com/ واطنها لمسيحي بعنوان " من هو هارون يحي؟ " والله أعلم وللإثراء أحيلكم على هذه الصفحة: http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9687
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[24 - 07 - 08, 04:51 ص]ـ
الرجل من الصوفيه من أصحاب وحدة الوجود , حتى الاشاعرة كسعيد فودة وأصحابة يتبرؤن منه!!
قرأت ذلك عند تحميلي كتاب للمدعو في منتدى الاصلين , يرد فيه على الدارونية
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[20 - 01 - 10, 11:51 م]ـ
لا عبرة بسمعنا وقالوا لنا ويقال وقال فلان ... و ... , و إلخ
نحنُ هنا في منتدى [أهل الحديث] فالمرجو أن تذكروا لنا كلام هارون يحيى في كتبه، ثم نتناقش حولَ كلامه، لا أن نحكم أحكاماً مطلقة غير عادلة.
رضيَ اللهُ عنكم يا أهلَ الحديث
ـ[ابو علي الفلسطيني]ــــــــ[21 - 01 - 10, 01:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كل ما اعرفه عن الرجل انه يحارب الداروينيين والملحدين .... ولم اقرا له كثيرا .... عموما هذا رابط لكتبه باللغة العربية لمن اراد ان يقراها ويظهر لنا المخالفات العقيدية التي بها ... نسأل الله تعالى السلامة من الفتنة ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 01 - 10, 09:32 ص]ـ
الرجل يقول بصراحة بعقيدة الحلول، وقد قرأت له فصلاً كاملاً في أحد كتبه ينصر تلك العقيدة الكفرية.
ـ[ابو علي الفلسطيني]ــــــــ[21 - 01 - 10, 04:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اعتذر للجميع ... لم اعرف ان وضع روابط لكتب هذا الرجل ممنوع .... عافانا الله تعالى منه ومن امثاله ... اعتذر مرة اخرى ...
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 06:36 م]ـ
نسال الله التوفيق و الهداية ... الامة الاسلامية يا اخواننا تعاني من موجة الحادية بدات تتضح معالمها و هذا الرجل هداه الله له كتب كثيرة و نشاط كبير في الرد على الالحاد فنرجو من الاخوة ان راوا في كتبه ما لا يليق ان يراسلوه و يناصحوه عسى ان يتوب الله عليه ...
و ارجو من اخواننا الذين راوا في كلامه تناقضات ان يضعوها لنا يناقشها اهل العلم هنا
ـ[جمال الدين حامد]ــــــــ[28 - 01 - 10, 06:47 ص]ـ
مناقشة حول هارون يحيى من منتدى فرسان السنة
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=118241
ـ[أبو عبد الرحمن النجدي السلفي]ــــــــ[17 - 02 - 10, 07:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سفيان السلفي]ــــــــ[26 - 03 - 10, 07:01 م]ـ
الرجل صوفي حلولي تالف العقيدة فوجب التحذير منه لاغترار الكثير من الناس به
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[26 - 03 - 10, 07:23 م]ـ
الرجل صوفي حلولي تالف العقيدة فوجب التحذير منه لاغترار الكثير من الناس به
أثبت لنا ذلك من كتبه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/77)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[26 - 03 - 10, 07:48 م]ـ
قرأت له كتاب في الرد على نظرية التطور بصيغة pdf وكان آخر فصل تكلم عن اعتقاد وحدة الوجود وانه هو الحقيقة المطلقة!! ...
فيؤخذ من كلامه في الرد على الداروينيين ويضرب بالكلام الكفري عن وحدة الوجود ...
واعتقد انه يحرم قراءة كتبه لمن لا يملك حصانة عقدية.
ـ[سفيان السلفي]ــــــــ[26 - 03 - 10, 10:33 م]ـ
من شاء أن يتعرف على عقيدة الرجل الفاسدة فليقرأ:معجزة الميكروبات
ستجد من الطوام ما لا تحصيه و كتبه لا تختلف عن كتب ابن عربي و لكنها بنكهة علمية
هناك ملاحظات أخرى حول ما يسمى الإعجاز العلمي الذي اصبح يتناوله من هب ودب و الكارثة هي تفسير آيات قرآنية و اسقاطها على نظريات علمية ثبت بطلانها حديثا، و هكذا وجد اعداء الاسلام ثغرة للطعن في القران و التشكيك فيه، حلولي جاهل بالشريعة يتصدر للتفسير بالاعجاز! و يخوض في ايات الله!
و الله المستعان
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[27 - 03 - 10, 01:02 ص]ـ
كما فهمت من كلامه هو لا ينكر الوجود ولا يقول بوحدة الوجود بمعنى ان كل شيء هو الله ولا وجود لغيره مطلقاً والعياذ بالله
اما قوله هو ان هذه الأشياء الموجودة يرى حقيقتها الله فقط اما نحن نرى الصورة الذهنية التي تنطبع في المخ عن طريق الحواس الخمس
أما حقيقة الأشياء لا يقدر الانسان ان يعرفها ويدركها والمُدرَك هو النسخة الخيالية من هذه الاشياء الحقيقية.
يمثل بأن الذي يقرأ المنتدى مثلا في الحقيقة لا يقرأ من الشاشة حقيقة النص و إنما يقرأ مما انطبع في ذهنه او في مخه عن طربق عينيه ...
لذلك يقول أن الوجود بالنسبة لنا خيال فقط وإن كانت مخلوقة وموجود حقيقة ....
ولكن ما فائدة من هذا العلم؟ لو ضربك واحد بالمطرقة على اصبعك لا فرق عندك هل هذا الحادث حقيقة أم خيال)))
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[29 - 03 - 10, 06:54 م]ـ
متابع
وفي انتظار المزيد
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[30 - 03 - 10, 08:31 م]ـ
اعوذ بالله - لم أتوقع أن الرجل بهذا السوء في العقيدة
جزاكم الله خيرا.
لكن صدق الاخ الذي قال اتركوا قيل وقال فانتم في منتدى علمي يجب أن ينقل الشاهد من كلام المنقود
ـ[نضال شريف]ــــــــ[23 - 08 - 10, 12:27 م]ـ
يااخوان هناك من قال عن هارون يحيى يؤمن بوحدة الوجود وفسر كلامه هذا"وايضا عنده اعتقاد ان الشيء الوحيد الموجود حقيقة هو الله عز وجل
وكل شيء نراه كالسيارة والكرسي والبيوت .. الخ صور في عقولنا وليست حقيقية" على أنه قد يكون وحدة وجود
وهناك من قال بانه حلولي
لكن لا ادلة على هذا واما قوله حول ان الاشياء ليس لها حقيقة ليست كافيه لجعله ممن يؤمن بوحدة الوجود فهو لم يقول ان الكرسي والمنزل هي الله انما قال هي صور
وان وجد كلام خطير له من هذا النوع من الواجب التحذير منه بدليل ليحذر الناس من تلك الافكار الكفرية
قرأت له كتاب في الرد على نظرية التطور بصيغة pdf وكان آخر فصل تكلم عن اعتقاد وحدة الوجود وانه هو الحقيقة المطلقة!! ...
فيؤخذ من كلامه في الرد على الداروينيين ويضرب بالكلام الكفري عن وحدة الوجود ...
واعتقد انه يحرم قراءة كتبه لمن لا يملك حصانة عقدية.
ان كان هذا الكلام حقيقة فياليتك يا أخي اذا تكرمت أن تحضر لنا نص هذا الكلام لنتيقن فلربما كان كلامه يوهم بوحدة الوجود ولم يقصد وحدة الوجود التي تبناها ابن عربي
ونحذر من كلامه الكفري هذا مع اختلافنا معه في كلامه ان ليس للاشياء حقيقة وهذا الكلام الذي قد يقود لتصورات باطلة
مناقشة حول هارون يحيى من منتدى فرسان السنة
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=118241
جزاك الله خير
واحب ان اضع تحذير الشيخ بلال فيلبس مرة اخرى مع أنه غير مترجم
http://ia301516.us.archive.org/3/items/bilal_phillips/video.mp4
وأيضا هنا رابط للتحذير من العقيدة الكفرية التي يتبناها
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=107414&Option=FatwaId
لاحول ولا قوة الا بالله
هداه الله(44/78)
الرد البرهاني على التشبيه النصراني
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[09 - 09 - 07, 01:10 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد النبي الأمي وعلى اله وصحبه والتابعين ومن استن بسنته وسار على نهجه الى يوم الدين
اما بعد:
فقد طال الجدال حول مسألة رضاع الكبير، التي اصبحت الحبل الوحيد الذي يستخدمه اعداء
الحنيفية السمحه، ليثيروا الغبار حول الباحثين المتقصين للحقائق، الناظرين في حقيقة المبطلين
فأذا اعترض الباحث على مسأله عقديه منحرفه عند القوم، قام قائمهم ليعمي على المعترض
قائلا: (كيف يجيز نبيكم لسهله ان ترضع سالم مولاها بأن تلقمه ثديها) دون ان يجيب الثائر عن الاعتراضات التي اوردها الباحث، وسبب ذلك لا بضاعه علميه لدى القوم ليجيبوا على الطوام العقديه المتناثره في كتبهم.
الله المستعان) المهم في بحثنا هذا ان نجيب على اشكالية رضاع الكبير التي فهم منها المشبهون انها تعني لقم الثدي
نقول وبالله التوفيق: ان حديث سهله الذي اخرجه الامام مسلم في صحيحه ثابت -عن النبي صلى الله عليه وسلم- ونصه أن سالما مولى أبي حذيفة كان مع أبي حذيفة وأهله في بيتهم فأتت تعني ابنة سهيل النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن سالما قد بلغ ما يبلغ الرجال وعقل ما عقلوا وإنه يدخل علينا وإني أظن أن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أرضعيه تحرمي عليه ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة فرجعت فقالت إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة -مسلم برقم2637
وفي روايه قالت وكيف ارضعه وهو رجل كبيرفتبسم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وقال قد علمت انه رجل كبير
هذا هو تمام ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المسأله
قالوا: هذا الحديث من اكبر الادله على ان النبي -صلى الله عليه وسلم- اجاز لسهله ان تلقم ثديها لسالم
قلنا: ان الحديث ليس بصريح في ان سهله القمت ثديها لسالم
قالوا: ولكنه يؤخذ من قول النبي (ارضعيه) والرضاعه في المعجم تعني لقم الثدي
قلنا:الرضاعه تعريفها شرعي وماجئتمونا به لايتفق مع اصولنا وخصوصا ان التعريف اللغوي
قد يكون اضيق من التعريف الشرعي او قد يكون اوسع
ولذلك قال الفقهاء: اذا حكم الشارع في شي وحده -اي عرفه- وجب الرجوع به الى الشرع
واذا حكم الشارع بشئ ولم يحده وجب الرجوع به الى اللغه
واذا حكم الشارع بشئ ولم يحده ولم يضع اللغويون له حد وجب الرجوع به الى العرف
ولو جئنا الى لغوي وقلنا له مارئيك في من شرب خمس شربات حليب من امرأه هل يسمى
راضع على الاصول اللغويه؟ فان كان الجواب نعم يسمى راضع .. سقط قولكم ان الرضاع هي لقم الثدي فقط
وان كان الجواب لا يكون رضاعا
قلنا: هذا مخالف لاتفاق الفقهاء على انه يسمى راضع وهو محرم بلا شك
هذا على فرض تنازلنا ان الرضاعه هي لقم الثدي مطلقا والا فان بعض اللغويين قد قيده بما في الحولين
واليك التعريفات الشرعيه للرضاع من أئمة هذا الشأن لاكما يزعمه اهل الافك والعصبيه
عرفه الحنفيه بأنه: مص لبن آدميه في وقت مخصوص
وعرفه المالكيه بأنه: وصول لبن المرأه وأن كانت ميته أو صغيره لم تطق لجوف رضيع وان بسعوط او حقنه تغذي أو خلط بغيره الا ان يغلب عليه في الحولين او بزيادة شهرين الا ان يستغني ولو فيها
وعرفه الشافعيه بأنه: اسم لحصول لبن امرأه وحصل منه في معدة طفل او دماغه
وعرفه الحنابله بأنه: مص لبن من له دون الحولين لبنا او شربه كالسعوط ثاب من حمل من ثدي أمرأه
انظر: تبيين الحقائق 3/ 181، اللباب31، مغني المحتاج 3/ 314،الشرح الصغير 327/كشف القناع 5/ 442
بهذه التعريفات الواضحه التي نعتمدها من المصادر المعتبره في الفقه يتبين ان الرضاع الشرعي الذي يصح ان يكون رضاعا ليس فقط لقم ثدي وانما لقم وشرب الا الحنفيه فقد عرفوا الرضاع بانه مص لبن ... الخ وهذا مقيد بالطفل فقط وهذا معنى قولهم في وقت مخصوص
قالوا: لماذا لم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم- لسهله اسقيه من حليبك
قلنا: ولماذا لايقل لها ارضعيه؟
ولفظ الرضاع هنا وصف نسبي بالنسبه لما يعرف عن الرضاع بأنه عادة لا يكون الا للصغير
ولنا ان نسأل سؤال اذا جائكم طفل قد شرب من سعوط او وجورمن حليب امرأه هل ستسموه مسقي ام راضع؟؟
اترك الاختيار لكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/79)
قالوا: ان سهله استغربت بصيغة الاستفهام في قولها وكيف ارضعه وهو رجل كبير
بمعنى كيف ارضعه من ثديي وهو رجل كبير
قلنا: هذا غير وارد فان استفهام سهله ليس لانها فهمت من قوله (ارضعيه) هي لقم الثدي وانما معنى قولها
كيف ارضعه والرضاعه المحرمه للاطفال؟؟ وسالم كبير وفي روايه ذو لحيه
لانها كانت عالمه ان اصل الرضاع للاطفال وليس للكبار
قالوا:ان قولكم هذا محتمل وليس قطعي لانه لايدل عليه دلالة منطوق
قلنا: وقولكم كذلك الا ان قولنا يدل عليه المفهوم ويعضده قول سهله كيف ارضعه وهو رجل كبير والذي يقابل الكبر الصغر فالمفهوم صحيح عندنا
واقل الاحوال ان نقول ان قولكم وقولنا متردد ومحتمل تنزلا منا والاحتمال لا يقوم به الاستدلال فأعتراضكم علينا ساقط من اساسه!! فتعلموا تهتدوا
قالوا: هذه اشياء لا تقنعنا لاحتمال ان سهله قد القمت سالم ثديها دون ان ترجع الى التعريف اللغوي والتعريف الشرعي لعدم وجود هذه التعاريف على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-
قلنا: هذا احتمال ويحتاج الى دليل!! فمارأيكم بان نفصل الموضوع وننهي النزاع بأن نرجع الى فهم سهله
في لفظ أرضعيه بان نروي لكم كيفية ارضاع سهله لسلم
أخرج ابن سعد في طبقاته عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري عن ابيه قال: كانت سهله تحلب في مسعط أو اناء قدر رضعته فيشربه سالم في كل يوم حتى مضت خمسة أيام فكان بعد ذلك يدخل عليها وهي حاسرة رخصه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لسهله
الطبقات الكبرى 8/ 271 الاصابه لابن حجر7/ 716 فانتبه لهذا فانه الفيصل في الموضوع
قالوا: كبف تقولون انها حلبت له في أناء وبعض علمائكم قد قال انها القمته وافتوا بالقم
قلنا: اولا قولكم ان علمائنا هؤلاء افتوا بذلك هذا ظاهره انكم صرتم تستدلون بالنص معضدين ذلك بالقوال عالم او عالمين لايخرج عددهم عن اصابع اليد الواحده اقرار بالمفهوم انكم لم تستدلوا بأدله قواطع وهذا اول الدحض انشاء الله
واستدلالكم باقوال بعض علمائنا هذا غير لازم لانكم لم تاتوا باجماع وقول العالم اذا خولف يحتاج الى دليل لتقوم دعواه ويعمل به ثم ان استدلالكم باقوال علماء تحتمل الخطا والصواب غير مستقيم
وصدق الامام مالك حين قال (كل يؤخذ من قوله ويرد ألا صاحب هذا القبر) يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم
اليك بعض اقوال العلماء في كيفية رضاع الكبير
قال القاضي: لعله حلبته ثم شربه دون ان يمس ثديها ولا التقت بشرتاهما اذ لا يجوزرؤية الثدي ولا مسه ببعض الاعضاء
واستحسن النووي هذا الكلام شرح صحيح مسلم للنووي 10/ 31
وقال ابو عمر: صفة رضاع الكبيران يحلب له اللبن ويسقاه فأما ان تلقمه المرأه ثديها فلا ينبغي عند احد من العلماء شرح الزرقاني 3/ 316
انظر لهذا الكلام فكيف ينسب للمسلمين قول لا يقرون به ان هذا لشئ عجاب
قال ابن قتيبه الفقيه النحوي: فأراد رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بمحلها عنده وما احب من أئتلافهما ونفي الوحشه عنهما أن يزيل عن ابي حذيفه هذه الكراهه ويطيب نفسه بدخوله فقال لها ارضعيه ولم يرد ضعي ثديك في فيه كما يفعل بالاطفال ولكن اراد احلبي له من لبنك شيأ ثم ادفيه اليه ليشربه ليس يجوز غير هذا لأنه لايحل لسالم أن ينظر لثدييها الى ان يقع الرضاع فكيف يبيح له مالا يحل له وما لايؤمن معه من الشهوه؟
تأويل مختلف الحديث ص 308 - 309
واخيرا وليس اخرا ان العلماء الاعلام الذين ذهبوا الى فتوى امنا عائشه - رضي الله عنها- لا يجوزون لقم الثدي للكبير لان هذا مصادم لضروريات الدين من الا حتشام والتستروما ذكر من فتوى ابن حزم والالباني خطأ ظاهر ولايلزم المسلمين بأي حال ولنا عقلا انه لايمكن بديهيا
الزام الخصم بما لايقر به ويخطؤه
وأليك مارواه عبد الرزاق عن ابن جريج قال: سمعت عطاء يسأل قال له رجل سقتني أمرأه من لبنها بعد ما كنت رجلا كبيرا أأنكحها؟ قال: لا قلت وذلك رأيئك؟ قال: نعم كانت عائشه تأمر بذلك بنات أخيها
يتضح من هذا الاثر ان السلف العاملين بفتوى امنا عائشه يفتون بتناول اللبن من الاناء لا لقم الثدي كما يزعمه الزاعمون
والله تعالى أعلم
حرره ابي حذيفه سنان بن سعد ال جراح abuhothifaalselfi@yahoo.com(44/80)
احتجاج آدم موسى أي أنواع القدر يدخل؟
ـ[ابو العابد]ــــــــ[10 - 09 - 07, 04:08 م]ـ
شرح العقيدة الطحاوية [جزء 1 - صفحة 135]
احتجاج آدم على موسى عليهما السلام بالقدر اذ قال له: أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن أخلق بأربعين عاما؟ وشهد النبي صلى الله عليه وسلم أن آدم حج موسى أي: غلب عليه بالحجة؟ لفظ مسلم
والسؤال أي القدر يعنى؟
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[11 - 09 - 07, 03:18 م]ـ
آدم عليه السلام ارتكب شيئين عند أكله من الشجرة:
1 - معصية أكله من الشجرة قال تعالى:"فعصى آدم ربه فغوى".
2 - مصيبة إخراجه من الجنة قال تعالى "فقلنا اهبطوا منها جميعاً .. الآية
[قَعَ اللَّوْمُ عَلَى الْمُصِيبَةِ الَّتِي أَخْرَجَتْ أَوْلَادَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، فَاحْتَجَّ آدَمُ بِالْقَدَرِ عَلَى الْمُصِيبَةِ، لَا عَلَى الْخَطِيئَةِ، فَإِنَّ الْقَدَرَ يُحْتَجُّ بِهِ عِنْدَ الْمَصَائِبِ، لَا عِنْدَ الْمَعَائِبِ.] (شرح الطحاوية علي بن علي بن محمد بن أبي العز الحنفي (المتوفى: 792هـ))
ـ[تامر حفني]ــــــــ[11 - 09 - 07, 04:01 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا أبا معاذ اليمني
ـ[ابو العابد]ــــــــ[12 - 09 - 07, 03:08 ص]ـ
شرح العقيدة الطحاوية [جزء 1 - صفحة 135]
احتجاج آدم على موسى عليهما السلام بالقدر اذ قال له: أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن أخلق بأربعين عاما؟ وشهد النبي صلى الله عليه وسلم أن آدم حج موسى أي: غلب عليه بالحجة؟ لفظ مسلم
والسؤال أي القدر يعنى؟
جزاك الله خيرا أخي أبو معاذ وأنا مسلم لما قلت
لكن السؤال
قوله: (أربعين عاما)
ومن المعلوم أن التقادير أنواع:
التقدير العمري
التقدير حين أخذ الميثاق
التقدير قبل خلق السموات والأرض
التقدير عند نفخ الروح
إلى آخره ......
والسؤال هو أي أنواع التقادير يدخل هذا الحديث؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 08, 09:46 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[احمد مصراوي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 10:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال العلماء هذه كتابة خاصة بادم عليه السلام
وسوف اسأل لك عن المصدر ان شاء الله تعالى
ـ[ناصر الاحمد]ــــــــ[04 - 05 - 08, 03:19 م]ـ
آدم عليه السلام ارتكب شيئين عند أكله من الشجرة:
1 - معصية أكله من الشجرة قال تعالى:"فعصى آدم ربه فغوى".
2 - مصيبة إخراجه من الجنة قال تعالى "فقلنا اهبطوا منها جميعاً .. الآية
[قَعَ اللَّوْمُ عَلَى الْمُصِيبَةِ الَّتِي أَخْرَجَتْ أَوْلَادَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، فَاحْتَجَّ آدَمُ بِالْقَدَرِ عَلَى الْمُصِيبَةِ، لَا عَلَى الْخَطِيئَةِ، فَإِنَّ الْقَدَرَ يُحْتَجُّ بِهِ عِنْدَ الْمَصَائِبِ، لَا عِنْدَ الْمَعَائِبِ.] (شرح الطحاوية علي بن علي بن محمد بن أبي العز الحنفي (المتوفى: 792هـ))
ذكر ابن القيم-رحمه الله- في "شفاء العليل" (ص/35 - 36) جوابين في احتجاج آدم بالقدر،
أولهما ماذكره الأخ/ أبو معاذ ونسبه ابن القيم إلى شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-
وأما الجواب الآخر فقال: " وقد يتوجه جواب آخر وهو أن الاحتجاج بالقدر على الذنب ينفع في موضع
ويضر في موضع .. الخ" ومن أراد التفصيل فليراجعه ..
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[05 - 05 - 08, 06:52 ص]ـ
يحنج بالقدر فى المصائب لا المعائب(44/81)
البهائية
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[10 - 09 - 07, 04:08 م]ـ
البهائية ( http://www.alserdaab.com/new_page_6.htm)
التعريف:
البابية والبهائية حركة نبعت من المذهب الشيعي الشيخي سنة 1260ه تحت رعاية الاستعمار الروسي واليهودية العالمية والاستعمار الإنجليزي بهدف إفساد العقيدة الإسلامية وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية.
أبرز الشخصيات:
· أسسها الميرزا علي محمد رضا الشيرازي1235_1266 (1819 _ 1850 م)، ففي السادسة مم عمره تلقى تعليمه الأولي على يد دعاة الشيخية من الشيعة ثم انقطع عن الدراسة ومارس التجارة.
_ وفي السابعة عشر من عمره عاد للدراسة واشتغل بدراسة كتب الصوفية والرياضة الروحانية وخاصة كتب الحروفيين وممارسة الأعمال الباطنية المتعبة.
_ في عام 1259 م ذهب إلى بغداد وبدأ يرتاد مجلس إمام الشيخية في زمانه كاظم الرشتي ويدرس أفكاره وآراء الشيخية. وفي مجالس الرشتي تعرف عليه الجاسوس الروسي كينازد الغوركي والمدعي الإسلام باسم عيسى النكراني والذي بدأ يلقي في روعهم أن الميرزا علي محمد الشيرازي هو المهدي المنتظر والباب الموصل إلى الحقيقة الإلهية والذي سيظهر بعد وفاة الرشتي وذلك لما وجده مؤهلاً لتحقيق خطته في تمزيق وحدة المسلمين.
_ في ليلية الخميس 5 جمادى الأولى 1260 ه _ 23 مارس 1844مأعلن أنه الباب نسبة إلى ما يعتقده الشيعة الشيخية من ظهوره بعد وفاة الرشتي المتوفى 1259 ه وأنه رسول كموسى وعيسى ومحمد – عليهم السلام – بل وعياذاً بالله – أفضل منهم شأناً.
_ فآمن به تلاميذ الرشتي وانخدع به العامة واختار ثمانية عشرة مبشراً لدعوته أطلق عليهم حروف الحي إلا أنه في عام 1261 هـ قبض عليه فأعلن توبته على منبر مسجد الوكيل بعد أن عاث وأتباعه في الأرض فساداً وتقتيلاً وتكفيراً للمسلمين.
_ في عام 1266 هـ ادعى الباب حلول الإلهية في شخصه حلولاً مادياً وجسمانياً، لكن بعد أن ناقشه العلماء حاول التظاهر بالتوبة والرجوع، ولم يصدقوه فقد عرف بالجبن والتنصل عند المواجهة. وحكم عليه بالإعدام هو والزنوزي وكاتب وحيه حسين اليزدي الذي تاب وتبرأ من البابية قبل الإعدام فأفرج عنه وذلك في 27 شعبان سنة 1266 ه _ 8 يوليو 1850 م.
· قرة العين واسمها الحقيقي أم سلمى ولدت في قزوين سنة 1231 ه أو 1233 ه أو 1235 ه للملا محمد صالحالقزويني أحد علماء الشيعة ودرست عليه العلوم ومالت إلى الشيخية بواسطة عمها الأصغر الملا علي الشيخي وتأثرت بأفكارهم ومعتقداتهم، ثم رافقت الباب في الدراسة عند كاظم الرشتي بكربلاء حتى قيل إنها مهندسة أفكاره إذ كانت خطيبة مؤثرة، أديبة فصيحة اللسان فضلاً عن أنها جميلة جذابة، إلا أنها إباحية فاجرة طلقها زوجها وتبرأ منها أولادها. كانت تلقب بزرين تاج – صاحبة الشعر الذهبي – بالفارسية.
_ في رجب 1264 هـ اجتمعت مع زعماء البابية في مؤتمر بيدشت وكانت خطيبة القوم ومحرضة الأتباع على الخروج في مظاهرات احتجاج على اعتقال الباب، وفيه أعلنت نسخ الشريعة الإسلامية.
_ اشتركت في مؤامرة قتل الشاه ناصر الدين القاجاري فقبض عليها وحكم بأن تحرق حية ولكن الجلاد خنقها قبل أن تحرق في اول ذي القعدة 1268 ه الموافق 1852 م.
· الميرزا يحي علي: أخو البهاء والملقب بصبح أزل، أوصى له الباب بخلافته وسمي أصحابه بالأزليين فنازعه أخوه الميرزا حسين البهاء في الخلافة ثم في الرسالة والإلهية وحاول كل منهما دس السم لأخيه. ولشدة الخلافات بينهم وبين الشيعة تم نفيهم إلى أدرنة بتركيا في عام 1863 م حيث كان يعيش اليهود، ولاستمرار الخلافات بين أتباع صبح أزل وأتباع البهاء نفى السلطان العثماني البهاء واتباعه مع بعض اتباع أخيه إلى عكا ونفى صبح أزل مع اتباعه إلى قبرص حتى مات ودفن بها في 29إبريل1912 م صباحاً عن عمر يناهز 82 عاما مخلفاً كتاب أسماه الألواح – تكملة البيان بالفارسي – والمستيقظ ناسخ البيان وأوصى بالخلافة لابنه الذي تنصر وانفض من حوله الأتباع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/82)
· الميرزا حسين علي الملقب بهاءالله المولود 1817م نازع أخاه خلافة الباب وأعلن في بغداد أمام مريديه انه المظهر الكامل الذي أشار إليه الباب وانه رسول الله الذي حلت فيه الروح الإلهية لتنهي العمل الذي بشر به الباب وان دعوته هي المرحلة الثانية في الدورة العقائدية.
_ حاول قتل أخيه صبح أزل، وكان على علاقة باليهود في أدرنة بسالونيك في تركيا والتي يطلق عليها البهائيون أرض السر التي ارسل منها إلى عكا فقتل من أتباع أخيه صبح أزل الكثير، وفي عام 1092 م قتله بعض الأزليين ودفن بالبهجة بعكا وله الأقدس الذي نسخ به البيان والإيقان وكانت كتبه تدعو للتجمع الصهيوني على أرض فلسطين.
· عباس أفندي: الملقب بـ عبد البهاء ولد في 23 مايو 1844 م نفس يوم إعلان دعوة الباب، أوصى له والدها لبهاء بخلافته فكان ذا شخصية جادة لدرجة أن معظم المؤرخين يقولون بأنه: لولا العباس لما قامت للبابية والبهائية قائمة، ويعتقد البهائيون أنه معصوم غير مشرع، وكان يضفي على والده صفة الربوبية القادرة على الخلق.
_ زار سويسرا وحضر مؤتمرات الصهيونية ومنها مؤتمر بال 1911 م وحاول تكوين طابور خامس وسط العرب لتأييد الصهيونية، كما استقبل الجنرال اللنبي لما أتى إلى فلسطين بالترحاب لدرجة أن كرمته بريطانيا بمنحه لقب سير فضلاً عن أرفع الأوسمة الأخرى.
_ زار لندن وأمريكا وألمانيا والمجر والنمسا والإسكندرية للخروج بالدعوة من حيز الكيان الإسلامي فأسس في شيكاغو أكبر محفل للبهائية، رحل إلى حيفا 1913 م ثم إلى القاهرة حيث هلك بها في 1921 م / 1340 ه بعد أن نسخ بعض تعاليم أبيه وأضاف إليها من العهد القديم ما يؤيد أقواله.
· شوقي أفندي: خلف جده عبد البهاء وهو ابن الرابعة والعشرين من العمر في عام 1921 م / 1340 ه وسار على نهجه في إعداد الجماعات البهائية في العلم لإنتخاب بيت العدالة الدولي، ومات بلندن بأزمة قلبية ودفن بها في أرض دقمتها الحكومة البريطانية هدية للطائفة البهائية.
· في عام 1963 م تولى تسعة من البهائيين شؤون البهائية بتأسيس بيت العدالة الدولي من تسعة أعضاء أربعة من أمريكا، واثنان من إنجلترا وثلاثة من إيران وذلك برئاسة فرناندو سانت ثم تولى رئاستها من بعده اليهودي الصهيوني ميسون الأمريكي الجنسية.
أهم العقائد:
· يعتقد البهائيون أن الباب هو الذي خلق كل شيء بكلمته وهو المبدأ الذي ظهرت عنه جمع الأشياء.
· يقولون بالحلول والاتحاد والتناسخ وخلود الكائنات وان الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط على وجه يشبه الخيال
· يقدسون العدد 19 ويجعلون عدد الشهور 19 شهراً وعدد الأيام 19 يوماً، وقد تابعهم في هذا الهراء المدعو محمد رشاد خليفة حين ادعى قدسية خاصة للرقم 19، وحاول إثبات أن القرآن الكريم قائم في نظمه من حيث عدد الكلمات والحروف على 19 ولكن كلامه ساقط بكا المقاييس.
· يقولون بنبوة بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزاردشت وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس الأول.
· يوافقون اليهود والنصارى في القول بصلب المسيح.
· يؤولون القرآن تأويلات باطنية ليتوافق مع مذهبهم.
· ينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة والجن كما ينكرون الجنة والنار.
· يحرمون الحجاب على المرأة ويحللون المتعة وشيوعية النساء والأموال.
· يقولون إن دين الباب ناسخ لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
· يؤولون القيامة بظهور البهاء، أما قبلتهم فهي إلى البهجة بعكا بفلسطين بدلاً من المسجد الحرام.
· والصلاة تؤدي في تسع ركعات ثلاث مرات والوضوء بماء الورد وغن لم يوجد فالبسملة بسم الله الأطهر الأطهر خمس مرات.
· لا توجد صلاة الجماعة إلا في الصلاة على الميت وهي ست تكبيرات يقول كل تكبيرة (الله أبهى).
· الصيام عندهم في الشهر التاسع عشر شهر العلا فيجب فيه الامتناع عن تناول الطعام من الشروق إلى الغروب مدة تسعة عشر يوماً (شهر بهائي) ويكون آخرها عيد النيروز 21 آذار وذلك من سن 11 إلى 42 فقط يعفى البهائيون من الصيام.
· تحريم الجهاد وحمل السلاح وإشهاره ضد الأعداء خدمة للمصالح الاستعمارية.
· ينكرون أن محمداً – خاتم النبيين مدعين استمرار الوحي وقد وضعوا كتباً معارضة للقرآن الكريم مليئة بالأخطاء اللغوية والركاكة في الأسلوب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/83)
· يبطلون الحج إلى مكة وحجهم حيث دفن بهاء الله في البهجة بعكا بفلسطين.
الجذور العقائدية:
· الرافضة الإمامية · الشيخية أتباع الشيخ أحمد الإحسائي. الماسونية العالمية · الصهيونية العالمية.
أماكن الإنتشار:
· تقطن الغالبية العظمى من البهائيين في إيران وقليل منهم في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين المحتلة حيث مقرهم الرئيسي وكذلك لهم وجود في مصر حيث أغلقت محافلهم بقرار جمهوري رقم 263 لسنة 1960 م وكما إن لهم عدة محافل مركزية في أفريقيا بأديس أبابا وفي الحبشة وكمبالا بأوغندا ولوساكا بزامبيا التي عقد بها مؤتمرهم السنوي في الفترة من 23 مايو حتى 13 يونيو 1989 م، وجوها نسبرج بجنوب أفريقيا وكذلك المحفلى الملى بكراتشي بباكستان. ولهم أيضاً حضور في الدول الغربية فلهم في لندن وفينا وفرانكفورت محافل وكذلك بسيدني في استراليا ويوجد في شيكاغو بالولايات المتحدة أكبر معبد لهم وهو ما يطلق عليه مشرق الأذكار ومنه تصدر مجلة نجم الغرب وكذلك في ويلمنت النويز (المركز المريكي للعقيدة البهائية) وفي نيويورك لهم قافلة الشرق والغرب وهي حركة شبابية قامت على المبادئ البهائية ولهم كتاب دليل القافلة وأصدقاء العلم. ولهم تجمعات كبيرة في هيوستن ولوس انجلوس وبيركلين بنيويورك حيث يقدر عدد البهائيين بالولايات المتحدة حوالي مليوني بهائي ينتسبون إلى 600 جمعية، ومن العجيب أن لهذه الطائفة ممثل في الأمم المتحدة في نيويورك فيكتور دي أرخو ولهم ممثل في مقر المم المتحدة بجنيف ونيروبي وممثل خاص لأفريقيا وكذلك عضو استشاري في المجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة أيكو سكو وكذلك في برنامج البيئة للأمم المتحدة وفي اليونيسيف وكذلك بمكتب الأمم المتحدة للمعلومات ودزي بوس ممثل الجماعات البهائية الدولية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ورستم خيروف الذي ينتمي إلى المؤسسة الدولية لبقاء الإنسانية
ـ[أحمد العقلاء]ــــــــ[15 - 09 - 07, 07:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا ..
ولو وضعته على وورد لكي يسهل حمله وتصويره ..
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[05 - 04 - 09, 09:33 ص]ـ
وإياك
ـ[سعد العجمي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 08:06 ص]ـ
وفقك الله لكل خير
بارك الله فيك ..
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[27 - 09 - 09, 01:59 م]ـ
شكر الله لك.(44/84)
تناقضات سفر التثنية إعداد / محمد عوض
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[10 - 09 - 07, 06:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجامعة الإسلامية بغزة
كلية الدراسات العليا
قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة
بحث في
تناقضات
سفر التثنية
إعداد الطالب: محمد إبراهيم عبدالله عوض
الرقم 2970/ 2005
إشراف الدكتور: أحمد العمصي
1428 هـ-2007م
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
فهذه دراسة موجزة عن موضوع (تناقضات سفر التثنية) سرت فيها على خطى العلماء - الذين قاموا بهدي من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ببيان مواطن التحريف والتبديل في كتب أهل الكتاب -إقامة للحجة وإلزاماً للبينة ومجادلة بالتي هي أحسن- ليحيى من حيّ عن بينة ويهلك من هلك عن بينة- وتحذيراً لإخواننا المسلمين من كيد أعدائنا. قال تعالى: (لَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَدَاوَةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالّذِينَ أَشْرَكُواْ .. )، لأن اليهود أعداء الحق والفضيلة والخير منذ ظهورهم قال تعالى: (لُعِنَ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيَ إِسْرَائِيلَ عَلَىَ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وّكَانُواْ يَعْتَدُون كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ).
واليهود أعداؤنا ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، فحينما بعث نبينا محمد سارع اليهود إلى تكذيبه وإنكار رسالته مع أنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، بل قالوا لقريش عبدة الأصنام بأنهم أهدى سبيلاً من محمد، وحاربوا النبي بشتى الوسائل بالشبهات والشكوك والكيد والنفاق، والاغتيال والقتال والسحر والسم.
وهم أعداؤنا حاضراً باحتلالهم أولى القبلتين ومسرى رسول الله وثالث المساجد التي تشد الرِّحال إليها وقتلهم المسلمين وتشريدهم واحتلالهم ديارنا.
وأعداؤنا مستقبلاً فقد أخبرنا النبي بأن المسيح الدجال سيتبعه عند خروجه سبعون ألفاً من يهود أصبهان، فهم جند الدجال وأعوانه، كما أخبرنا الصادق المصدوق بأنه: ((لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر -وراءه يهودي-: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله)).
التعريف بالأسفار المقدسة عند اليهود
إن الكتب المقدسة عند اليهود تنقسم على وجه الإجمال إلى قسمين هما:
الأول: التوراة وما يتبعها من أسفار الأنبياء المقدسة عند اليهود، وهذا القسم يسميه اليهود بعدة أسماء منها:
1 - أهمها وأشهرها (التناخ) ويكتبونها بالعبرية (ت، ن،ك) وهي حروف اختصار من الألفاظ (توراة)، نبوئيم (الأنبياء)، كتوبيم (الكتب) وهي الأجزاء الثلاثة الكبيرة التي يتألف منها العهد القديم كما سيأتي تفصيله إن شاء الله تعالى.
2 - (المقرا) ومعناه: النص المقروء، لأنهم مطالبون بقراءته في عباداتهم والرجوع إلى الأحكام الشرعية فيها التي تنظم حياتهم.
3 - (المِسُورَه) أو (المِسُورِتْ) وهو عندهم صفة علمية خاصة، يعنون بذلك النص المقدس المروي عن الأسلاف رواية متواترة -على حد زعمهم- ارتضتها أجيال العلماء ورفضت ما عداها.
الثاني: التلمود: الذي يعتبره اليهود مصدراً من مصادر التشريع اليهودي ومن أسفارهم المقدسة لديهم، ويتكون من جزئين أحدهما يسمى المِشْنا أو المشْنَة، والثاني الجمارا أو الجمارة.
وسوف نبدأ الحديث -إن شاء الله تعالى- بشيء من التفصيل عن القسم الأول عرضاً ونقداً ثم نتلوه بالقسم الثاني.
فأما القسم الأول: فإنه يندرج تحت ما يسمّى بـ (الكتاب المقدس) الذي يبذل النصارى جهوداً جبارة وخبيثة في سبيل ترجمته بمختلف اللغات واللهجات ونشره وتوزيعه في جميع أنحاء العالم.
وهذا الكتاب المزعوم بأنه مقدس ينقسم إلى قسمين رئيسين هما:
الأول: يسمى (العهد القديم أو العتيق) ويحتوي على الأسفار المنسوبة إلى موسى والأنبياء من بعده الذين كانوا قبل عيسى عليهم الصلاة والسلام.
الثاني: يسمى (العهد الجديد) ويحتوي على الأناجيل وما يتبعها من الأسفار المنسوبة إلى الحواريين وتلامذتهم.
وهذا التقسيم والتسمية من النصارى الذين يقدسون العهد القديم والجديد، ومجموعهما هو الكتاب المقدس عندهم، ويعتقدونه وحياً كُتب بإلهام من الروح القدس لمؤلفيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/85)
أما اليهود فإنهم لا يقدسون إلا العهد القديم فقط، وهو الكتاب المقدس عندهم، ولا يعترفون بالعهد الجديد ويكفرون به لكفرهم بالمسيح عليه الصلاة والسلام وقولهم بأنهم قتلوه وصلبوه، لذلك سوف تتركز دراستنا في هذا البحث على العهد القديم أو ما يسميه اليهود بـ (التناخ، أو المقرا، أو المسورت) ويشتمل على ستة وثلاثين سفراً يقسمه اليهود باعتبار محتوياته إلى ثلاثة أقسام رئيسة.
المصطلحات الخاصة بالكتاب المقدس
ومما يجدر التنبيه إليه أن اليهود والنصارى قد وضعوا مصطلحات خاصة بكتبهم المقدسة لديهم ليسهل عليهم الوقوف والرجوع إلى نصوصها، ومن تلك المصطلحات:
السفر: ويعني (الكتاب أو الباب)، وجمعه أسفار، وله عنوان أو مسمى، فيقال مثلاً: سفر التكوين، سفر أرميا ونحوه.
الإصحاح: ويعني (الفَصْل)، حيث إن السفر يشتمل على عدّة إصحاحات، ولكل إصحاح رقم، فيقال مثلاً: الإصحاح الأول، الإصحاح الثاني، وهكذا. وقد يرمز للإصحاح بالرمز (صح).
الفقرة: وتعني (العبارة أو النص)، فالإصحاح الواحد يحتوي على عدة فقرات أو نصوص مرقّمة.
كما تختصر تلك المصطلحات في عدة رموز، مثاله:
(تك 7/ 21 - 35)، ومعناه سفر التكوين، الإصحاح السابع، الفقرات من الفقرة الحادية والعشرين إلى الفقرة الخامسة والثلاثين.
التعريف بسفر التثنية
سفر التثنية: يقع في (34) إصحاحاً، وقد أعيد فيه ذكر الوصايا العشر مرة ثانية، وفيه الأحكام والتشريعات المتنوعة، وينتهي هذا السفر بوفاة موسى عليه الصلاة والسلام ودفنه، وبه تنتهي التوراة.
وهو أيضاً تلخيص للشريعة التي نادى بها موسى على جبل سيناء. فبعد مرور أربعين سنة على الخروج من مصر، كان لابد من تكرار الشريعة على مسامع الجيل الجديد، الذين كانوا في ذلك الوقت معسكرين في سهول موآب، وقد أوشكوا على دخول أرض الموعد
وقد تضمن هذا الخطاب تذكيرا بمصير الوثنيين وبخطورة الاعتماد على النفس ونسيان الله وبعد إشارة مختصرة إلى موت هارون قيل للشعب أن الكهنوت سيستمر من خلال نسله وأن سبط لاوي سيكون مسئولا عن الخدمة في خيمة العبادة
وبعد ذلك جاءت الوصية للإسرائيليين أنهم بمجرد دخولهم إلى أرض الموعد عليهم أن يدمروا كل أشكال العبادات الغريبة والمذابح والتماثيل والمدن الوثنية وأن يتجنبوا الاختلاط مع الوثنيين. وكل من يغوي الآخرين إلى عبادة الأوثان يكون حكمه الموت
أمور إسلامية في سفر التثنية
قبل أن نذكر ما في سفر التثنية من تناقضات, سأذكر بعض الأمور التي هي بواقي من الحق القليل الموجود في كتبهم المحرفة.
وحدانية الله:
إِنَّكَ قَدْ أُرِيتَ لِتَعْلَمَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ. لَيْسَ آخَرَ سِوَاهُ. التثنية. الإصحاح الرابع/35
اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. التثنية. الأصخاخ السادس/4
فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ. التثنية. 6/ 5
لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. التثنية , 5/ 7
- المحرمات:-
الشرك بالله-القتل-الزنا-السرقة-شهادة الزور-النظر بشهوة للنساء- وغير ذلك من القضايا:
جاء في سفر التثنية, الإصحاح الخامس
8 لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا صُورَةً مَّا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.
9 لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي،
10 وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ.
11 لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.
12 اِحْفَظْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
13 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَشْتَغِلُ وَتَعْمَلُ جَمِيعَ أَعْمَالِكَ،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/86)
14 وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَسَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ، لاَ تَعْمَلْ فِيهِ عَمَلاً مَّا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَثَوْرُكَ وَحِمَارُكَ وَكُلُّ بَهَائِمِكَ، وَنَزِيلُكَ الَّذِي فِي أَبْوَابِكَ لِكَيْ يَسْتَرِيحَ، عَبْدُكَ وَأَمَتُكَ مِثْلَكَ.
15 وَاذْكُرْ أَنَّكَ كُنْتَ عَبْدًا فِي أَرْضِ مِصْرَ، فَأَخْرَجَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ هُنَاكَ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ. لأَجْلِ ذلِكَ أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ أَنْ تَحْفَظَ يَوْمَ السَّبْتِ.
16 أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ، وَلِكَيْ يَكُونَ لَكَ خَيْرٌ علَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
17 لاَ تَقْتُلْ،
18 وَلاَ تَزْنِ،
19 وَلاَ تَسْرِقْ،
20 وَلاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ،
21 وَلاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ وَلاَ حَقْلَهُ وَلاَ عَبْدَهُ وَلاَ أَمَتَهُ وَلاَ ثَوْرَهُ وَلاَ حِمَارَهُ وَلاَ كُلَّ مَا لِقَرِيبِكَ.
قتل الكافر:-
جاء في سفر التثنية الإصحاح 13: 1 - 5 وجوب قتل النبي الذي يدعو لعبادة غير الله سبحانه
1 «إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً،
2 وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي كَلَّمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا،
3 فَلاَ تَسْمَعْ لِكَلاَمِ ذلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الْحَالِمِ ذلِكَ الْحُلْمَ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِكَيْ يَعْلَمَ هَلْ تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ.
4 وَرَاءَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ تَسِيرُونَ، وَإِيَّاهُ تَتَّقُونَ، وَوَصَايَاهُ تَحْفَظُونَ، وَصَوْتَهُ تَسْمَعُونَ، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُونَ، وَبِهِ تَلْتَصِقُونَ.
5 وَذلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ ذلِكَ الْحُلْمَ يُقْتَلُ، لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، لِكَيْ يُطَوِّحَكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ.
وجوب قتل المرتد
جاء في سفر التثنية الإصحاح 13/ 6 - 11
6 «وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرًّا أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ، أَوْ صَاحِبُكَ الَّذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ
7 مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكَ، الْقَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ الْبَعِيدِينَ عَنْكَ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا،
8 فَلاَ تَرْضَ مِنْهُ وَلاَ تَسْمَعْ لَهُ وَلاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَرِقَّ لَهُ وَلاَ تَسْتُرْهُ،
9 بَلْ قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَلَيْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ، ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيرًا.
10 تَرْجُمُهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ، لأَنَّهُ الْتَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ.
11 فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَخَافُونَ، وَلاَ يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ.
قتل الكفار وحرق ممتلكاتهم:
جاء في سفر التثنية الإصحاح 13/ 12 - 16
12 «إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَسْكُنَ فِيهَا قَوْلاً:
13 قَدْ خَرَجَ أُنَاسٌ بَنُو لَئِيمٍ مِنْ وَسَطِكَ وَطَوَّحُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا.
14 وَفَحَصْتَ وَفَتَّشْتَ وَسَأَلْتَ جَيِّدًا وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ وَأَكِيدٌ، قَدْ عُمِلَ ذلِكَ الرِّجْسُ فِي وَسَطِكَ،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/87)
15 فَضَرْبًا تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ.
16 تَجْمَعُ كُلَّ أَمْتِعَتِهَا إِلَى وَسَطِ سَاحَتِهَا، وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ الْمَدِينَةَ وَكُلَّ أَمْتِعَتِهَا كَامِلَةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ، فَتَكُونُ تَلاُ إِلَى الأَبَدِ لاَ تُبْنَى بَعْدُ.
رجم الذي يعبد غير الله سبحانه وتعالى حتى الموت أمام شهود
جاء في سفر التثنية الإصحاح 13/ 10
10 تَرْجُمُهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ، لأَنَّهُ الْتَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ
وجاء في سفر التثنية الإصحاح 18: 15
18 أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ.
19 وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ لِكَلاَمِي الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ.
20 وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ.
21 وَإِنْ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الْكَلاَمَ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ؟
22 فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ، فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ، بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ، فَلاَ تَخَفْ مِنْهُ.
التناقضات
قال الله عز وجل: (أَفَلاَ يَتَدَبّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً).
وقال تعالى: (إِنّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي الْقُرْبَىَ وَيَنْهَىَ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ).
وقال تبارك وتعالى (إِنّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدّواْ الأمَانَاتِ إِلَىَ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنّ اللّهَ نِعِمّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً.)
في ضوء هذه الآيات الكريمة -التي وضحت بعض خصائص الوحي الإلهي المنزل على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام - نبين بعض مواطن الاختلاف والتناقض والباطل الذي يدل على وقوع التحريف والتزوير في أسفار اليهود، وخاصة سفر التثنية, ويمكننا تلخيص أبرز الانتقادات الموجهة إلى سفر التثنية مع الأسفار الأخرى في العناوين الرئيسة:
التناقض الأول:
-سفر الخروج الإصحاح 20: 1 - 18 الوصايا العشر:
1 ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَائِلاً:
2 «أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ.
3 لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
4 لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.
5 لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ،
6 وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ.
7 لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.
8 اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.
9 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ،
10 وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/88)
11 لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ. لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ.
12 أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
13 لاَ تَقْتُلْ.
14 لاَ تَزْنِ.
15 لاَ تَسْرِقْ.
16 لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ.
17 لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ».
18 وَكَانَ جَمِيعُ الشَّعْبِ يَرَوْنَ الرُّعُودَ وَالْبُرُوقَ وَصَوْتَ الْبُوقِ، وَالْجَبَلَ يُدَخِّنُ. وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ ارْتَعَدُوا وَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ،
ثم انظر بعد ذلك إلى سفر التثنية الإصحاح 5: 7 - 22 الوصايا العشر وقارن بين الأمرين,
7 لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
8 لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا صُورَةً مَّا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.
9 لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي،
10 وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ.
11 لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.
12 اِحْفَظْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
13 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَشْتَغِلُ وَتَعْمَلُ جَمِيعَ أَعْمَالِكَ،
14 وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَسَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ، لاَ تَعْمَلْ فِيهِ عَمَلاً مَّا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَثَوْرُكَ وَحِمَارُكَ وَكُلُّ بَهَائِمِكَ، وَنَزِيلُكَ الَّذِي فِي أَبْوَابِكَ لِكَيْ يَسْتَرِيحَ، عَبْدُكَ وَأَمَتُكَ مِثْلَكَ.
15 وَاذْكُرْ أَنَّكَ كُنْتَ عَبْدًا فِي أَرْضِ مِصْرَ، فَأَخْرَجَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ هُنَاكَ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ. لأَجْلِ ذلِكَ أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ أَنْ تَحْفَظَ يَوْمَ السَّبْتِ.
16 أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ، وَلِكَيْ يَكُونَ لَكَ خَيْرٌ علَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
17 لاَ تَقْتُلْ،
18 وَلاَ تَزْنِ،
19 وَلاَ تَسْرِقْ،
20 وَلاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ،
21 وَلاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ وَلاَ حَقْلَهُ وَلاَ عَبْدَهُ وَلاَ أَمَتَهُ وَلاَ ثَوْرَهُ وَلاَ حِمَارَهُ وَلاَ كُلَّ مَا لِقَرِيبِكَ.
22 هذِهِ الْكَلِمَاتُ كَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ كُلَّ جَمَاعَتِكُمْ فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَالسَّحَابِ وَالضَّبَابِ، وَصَوْتٍ عَظِيمٍ وَلَمْ يَزِدْ. وَكَتَبَهَا عَلَى لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ وَأَعْطَانِي إِيَّاهَا.
إذا كان هذا كلام الله فلم الاختلاف بين النصين؟
التناقض الثاني:
سفر ا لتثنية الإصحاح 5/ 19 "لاَ تَسْرِقْ."
ولكن
سفر الخروج 3:22 "بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ»."
سفر الخروج 12:35 - 36 "وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ."
التناقض الثالث:
كيف يُعامل الرب المخطئون؟؟
-سفر العدد الإصحاح 11: 32 - 33
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/89)
32 فَقَامَ الشَّعْبُ كُلَّ ذلِكَ النَّهَارِ، وَكُلَّ اللَّيْلِ وَكُلَّ يَوْمِ الْغَدِ وَجَمَعُوا السَّلْوَى. الَّذِي قَلَّلَ جَمَعَ عَشَرَةَ حَوَامِرَ. وَسَطَّحُوهَا لَهُمْ مَسَاطِحَ حَوَالَيِ الْمَحَلَّةِ.
33 وَإِذْ كَانَ اللَّحْمُ بَعْدُ بَيْنَ أَسْنَانِهِمْ قَبْلَ أَنْ يَنْقَطِعَ، حَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى الشَّعْبِ، وَضَرَبَ الرَّبُّ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً جِدًّا.
مع تناقض سفر التثنية الإصحاح 8: 5 "
فَاعْلَمْ فِي قَلْبِكَ أَنَّهُ كَمَا يُؤَدِّبُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ قَدْ أَدَّبَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. "
التناقض الرابع:
هل أعطى أرض بني عمون أم لم يعطها؟
سفر يشوع، الإصحاح 13: 24 - 25 " وَأَعْطَى مُوسَى لِسِبْطِ جَادَ, بَنِي جَادَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. فَكَانَ تُخُمُهُمْ يَعْزِيرَ وَكُلَّ مُدُنِ جِلْعَادَ وَنِصْفَ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ إِلَى عَرُوعِيرَ الَّتِي هِيَ أَمَامَ رَبَّةَ ".
سفر التثنية 2: 19 " فَمَتَى قَرُبْتَ إِلى تُجَاهِ بَنِي عَمُّونَ لا تُعَادِهِمْ وَلا تَهْجِمُوا عَليْهِمْ لأَنِّي لا أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ مِيرَاثاً – لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍ قَدْ أَعْطَيْتُهَا مِيرَاثاً ".
التناقض الخامس:
-سفر التثنية الإصحاح 3: 14 يائير ابن منسى
تناقض أخبار الأيام الأول الإصحاح 2: 22 يائير ابن سجوب
14 يَائِيرُ ابْنُ مَنَسَّى أَخَذَ كُلَّ كُورَةِ أَرْجُوبَ إِلَى تُخْمِ الْجَشُورِيِّينَ وَالْمَعْكِيِّينَ، وَدَعَاهَا عَلَى اسْمِهِ بَاشَانَ «حَوُّوثِ يَائِيرَ» إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
22 وَسَجُوبُ وَلَدَ يَائِيرَ، وَكَانَ لَهُ ثَلاَثٌ وَعِشْرُونَ مَدِينَةً فِي أَرْضِ جِلْعَادَ.
التناقض السادس:
سفر التثنية الإصحاح 5: 24 الرب نار آكلة إله غيور
تناقض سفر ميخا الإصحاح 7: 18 إله غافر وصافح عن الذنب
24 وَقُلْتُمْ: هُوَذَا الرَّبُّ إِلهُنَا قَدْ أَرَانَا مَجْدَهُ وَعَظَمَتَهُ، وَسَمِعْنَا صَوْتَهُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. هذَا الْيَوْمَ قَدْ رَأَيْنَا أَنَّ اللهَ يُكَلِّمُ الإِنْسَانَ وَيَحْيَا.
18 مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ.
التناقض السابع:
-سفر التثنية الإصحاح 24: 16 كل إنسان مسئول عن ذنبه16 «لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلاَدِ، وَلاَ يُقْتَلُ الأَوْلاَدُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.
مع تناقض سفر صموئيل2 الإصحاح 21: 6 - 9 سلم سبع رجال إلى الجبعونيين فصلبوهم نيابة عن بني مفيبوشث
6 فَلْنُعْطَ سَبْعَةَ رِجَال مِنْ بَنِيهِ فَنَصْلِبَهُمْ لِلرَّبِّ فِي جِبْعَةِ شَاوُلَ مُخْتَارِ الرَّبِّ». فَقَالَ الْمَلِكُ: «أَنَا أُعْطِي».
7 وَأَشْفَقَ الْمَلِكُ عَلَى مَفِيبُوشَثَ بْنِ يُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ مِنْ أَجْلِ يَمِينِ الرَّبِّ الَّتِي بَيْنَهُمَا، بَيْنَ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ.
8 فَأَخَذَ الْمَلِكُ ابْنَيْ رِصْفَةَ ابْنَةِ أَيَّةَ اللَّذَيْنِ وَلَدَتْهُمَا لِشَاوُلَ: أَرْمُونِيَ وَمَفِيبُوشَثَ، وَبَنِي مِيكَالَ ابْنَةِ شَاوُلَ الْخَمْسَةَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِعَدْرِئِيلَ بْنِ بَرْزِلاَّيَ الْمَحُولِيِّ،
9 وَسَلَّمَهُمْ إِلَى يَدِ الْجِبْعُونِيِّينَ، فَصَلَبُوهُمْ عَلَى الْجَبَلِ أَمَامَ الرَّبِّ. فَسَقَطَ السَّبْعَةُ مَعًا وَقُتِلُوا فِي أَيَّامِ الْحَصَادِ، فِي أَوَّلِهَا فِي ابْتِدَاءِ حَصَادِ الشَّعِيرِ.
التناقض الثامن:
-سفر التكوين الإصحاح 20: 12 تزوج إبراهيم سارة لأنها ابنة أبيه:"12 وَبِالْحَقِيقَةِ أَيْضًا هِيَ أُخْتِي ابْنَةُ أَبِي، غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتِ ابْنَةَ أُمِّي، فَصَارَتْ لِي زَوْجَةً".
تناقض سفر اللاويين الإصحاح 18: 9 تحريم ابنة أب الرجل عليه:"9 عَوْرَةَ أُخْتِكَ بِنْتِ أَبِيكَ أَوْ بِنْتِ أُمِّكَ، الْمَوْلُودَةِ فِي الْبَيْتِ أَوِ الْمَوْلُودَةِ خَارِجًا، لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/90)
وتناقض سفر التثنية الإصحاح 27: 22 ملعون من يفعل ذلك:" 22 مَلْعُونٌ مَنْ يَضْطَجِعُ مَعَ أُخْتِهِ بِنْتِ أَبِيهِ أَوْ بِنْتِ أُمِّهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ".
التناقض التاسع:
نهى الله عن حفر التماثيل والصور ??
سفر التثنية 4:23 "اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَنْسُوا عَهْدَ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الذِي قَطَعَهُ مَعَكُمْ وَتَصْنَعُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً صُورَةَ كُلِّ مَا نَهَاكَ عَنْهُ الرَّبُّ إِلهُكَ."
سفر التثنية 27:15 "مَلعُونٌ الإِنْسَانُ الذِي يَصْنَعُ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً أَوْ مَسْبُوكاً رِجْساً لدَى الرَّبِّ عَمَل يَدَيْ نَحَّاتٍ وَيَضَعُهُ فِي الخَفَاءِ. وَيُجِيبُ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَيَقُولُونَ: آمِينَ."
سفر الخروج 20:4 "لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. "
سفر اللاويين 26:1 " «لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَوْثَاناً وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً أَوْ نَصَباً وَلاَ تَجْعَلُوا فِي أَرْضِكُمْ حَجَراً مُصَّوَراً لِتَسْجُدُوا لَهُ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ."
ولكن، اليك الطرق المثلى لصنع المنحوتات
سفر الخروج 25:18 "وَتَصْنَعُ كَرُوبَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. صَنْعَةَ خِرَاطَةٍ تَصْنَعُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الْغِطَاءِ."
سفر الخروج 25:19 "فَاصْنَعْ كَرُوباً وَاحِداً عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَا وَكَرُوباً آخَرَ عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَاكَ. مِنَ الْغِطَاءِ تَصْنَعُونَ الْكَرُوبَيْنِ عَلَى طَرَفَيْهِ."
سفرالخروج 25:20 "وَيَكُونُ الْكَرُوبَانِ بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا إِلَى فَوْقُ مُظَلِّلَيْنِ بِأَجْنِحَتِهِمَا عَلَى الْغِطَاءِ وَوَجْهَاهُمَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى الآخَرِ. نَحْوَ الْغِطَاءِ يَكُونُ وَجْهَا الْكَرُوبَيْنِ."
سفرالملوك الأول 7:15 - 16 "تَبْقَى الْعَصَوَانِ فِي حَلَقَاتِ التَّابُوتِ. لاَ تُنْزَعَانِ مِنْهَا. وَتَضَعُ فِي التَّابُوتِ الشَّهَادَةَ الَّتِي أُعْطِيكَ."
التناقض العاشر:
هل يحمل الآباء خطيئة الأبناء ??
سفر التثنية 23:1 - 4 " لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ لمْ يُلاقُوكُمْ بِالخُبْزِ وَالمَاءِ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ ".
كلا، كل يحمل ذنبه
سفر حزقيال 18:20 "اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ."
سفر التثنية 24:16 " «لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ. "
سفر ارميا 31:29 - 30 "فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: [الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ]. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ."
التناقض الحادي عشر:
سفر التثنية الإصحاح 5: 9 لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي،
-سفر الخروج الإصحاح 20: 5 لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ، "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/91)
وسفر الخروج الإصحاح 34: 7 حَافِظُ الإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ. وَلكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً. مُفْتَقِدٌ إِثْمَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ، وَفِي أَبْنَاءِ الأَبْنَاءِ، فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ».
التناقض الثاني عشر:
أين مات هارون وأين ارتحل بني اسرائيل بعد موته؟؟
سفر العدد 33:38 - 42 "فَصَعِدَ هَارُونُ الكَاهِنُ إِلى جَبَلِ هُورٍ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ وَمَاتَ هُنَاكَ فِي السَّنَةِ الأَرْبَعِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيل مِنْ أَرْضِ مِصْرَ في الشَّهْرِ الخَامِسِ فِي الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ. وَكَانَ هَارُونُ ابْنَ مِئَةٍ وثَلاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ فِي جَبَلِ هُورٍ. وَسَمِعَ الكَنْعَانِيُّ مَلِكُ عَرَادَ وَهُوَ سَاكِنٌ فِي الجَنُوبِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ بِمَجِيءِ بَنِي إِسْرَائِيل. ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ هُورٍ وَنَزَلُوا فِي صَلمُونَةَ. ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ صَلمُونَةَ وَنَزَلُوا فِي فُونُونَ. ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ فُونُونَ وَنَزَلُوا فِي أُوبُوتَ."
سفر التثنية 10:6 - 7 " (وَبَنُو إِسْرَائِيل ارْتَحَلُوا مِنْ آبَارِ بَنِي يَعْقَانَ إِلى مُوسِيرَ. هُنَاكَ مَاتَ هَارُونُ وَهُنَاكَ دُفِنَ. فَكَهَنَ أَلِعَازَارُ ابْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ. مِنْ هُنَاكَ ارْتَحَلُوا إِلى الجِدْجَادِ وَمِنَ الجِدْجَادِ إِلى يُطْبَاتَ أَرْضِ أَنْهَارِ مَاءٍ."
التناقض الثالث عشر:
شعب الله المختار
سفر التثنية 7:1 - 7 " «مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا وَطَرَدَ شُعُوباً كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الحِثِّيِّينَ وَالجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ وَضَرَبْتَهُمْ فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ. لا تَقْطَعْ لهُمْ عَهْداً وَلا تُشْفِقْ عَليْهِمْ وَلا تُصَاهِرْهُمْ. ابْنَتَكَ لا تُعْطِ لاِبْنِهِ وَابْنَتَهُ لا تَأْخُذْ لاِبْنِكَ. لأَنَّهُ يَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَليْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعاً. وَلكِنْ هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِهِمْ: تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلهُمْ بِالنَّارِ. لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لهُ شَعْباً أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ ,7ليْسَ مِنْ كَوْنِكُمْ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ التَصَقَ الرَّبُّ بِكُمْ وَاخْتَارَكُمْ لأَنَّكُمْ أَقَلُّ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ."
سفر التثنية 10:15 "وَلكِنَّ الرَّبَّ إِنَّمَا التَصَقَ بِآبَائِكَ لِيُحِبَّهُمْ فَاخْتَارَ مِنْ بَعْدِهِمْ نَسْلهُمُ الذِي هُوَ أَنْتُمْ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ كَمَا فِي هَذَا اليَوْمِ."
سفر ارميا 30:11 " لأَنِّي أَنَا مَعَكَ يَقُولُ الرَّبُّ لأُخَلِّصَكَ. وَإِنْ أَفْنَيْتُ جَمِيعَ الأُمَمِ الَّذِينَ بَدَّدْتُكَ إِلَيْهِمْ فَأَنْتَ لاَ أُفْنِيكَ بَلْ أُؤَدِّبُكَ بِالْحَقِّ وَلاَ أُبَرِّئُكَ تَبْرِئَةً."
سفر الخروج 19:5 - 6 "فَالآنَ إِنْ سَمِعْتُمْ لِصَوْتِي وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي تَكُونُونَ لِي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. فَإِنَّ لِي كُلَّ الأَرْضِ. وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً. هَذِهِ هِيَ الْكَلِمَاتُ الَّتِي تُكَلِّمُ بِهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ»."
ولكن إقرء التالي واحكم؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/92)
سفر عزرا 9: 6 - 7 "وَقُلْتُ: [اللَّهُمَّ إِنِّي أَخْجَلُ وَأَخْزَى مِنْ أَنْ أَرْفَعَ يَا إِلَهِي وَجْهِي نَحْوَكَ لأَنَّ ذُنُوبَنَا قَدْ كَثُرَتْ فَوْقَ رُؤُوسِنَا وَآثَامَنَا تَعَاظَمَتْ إِلَى السَّمَاءِ. مُنْذُ أَيَّامِ آبَائِنَا نَحْنُ فِي إِثْمٍ عَظِيمٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. وَلأَجْلِ ذُنُوبِنَا قَدْ دُفِعْنَا نَحْنُ وَمُلُوكُنَا وَكَهَنَتُنَا لِيَدِ مُلُوكِ الأَرَاضِي لِلسَّيْفِ وَالسَّبْيِ وَالنَّهْبِ وَخِزْيِ الْوُجُوهِ كَهَذَا الْيَوْمِ."
وكذلك الفقرة 14 من نفس الاصحاح "أَفَنَعُودُ وَنَتَعَدَّى وَصَايَاكَ وَنُصَاهِرُ شُعُوبَ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ؟ أَمَا تَسْخَطُ عَلَيْنَا حَتَّى تُفْنِيَنَا فَلاَ تَكُونُ بَقِيَّةٌ وَلاَ نَجَاةٌ؟ "
التناقض الرابع عشر:
اختلاف في أسماء جبال
سفر التثنية 4:27 في النسخة العبرانية "حِينَ تَعْبُرُونَ الأُرْدُنَّ تُقِيمُونَ هَذِهِ الحِجَارَةَ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ فِي جَبَلِ عِيبَال وَتُكَلِّسُهَا بِالكِلسِ."
أما في نسخة السامرة فورد (… فانصبوا الحجارة التي أنا أوصيكم في جبل جرزيم)
وعيبال وجرزيم جبلان مختلفان عيبال في شمال مدينة نابلس وجرزيم جبل في جنوبها، على الأول يقف يهود ليدعوا بالبركات وعلى الثاني آخرون يدعون باللعنات، فأي الجبلين أصح.
التناقض الخامس عشر:
ماذا عن الزنا في الكتاب المقدس؟؟
سفر التثنية 23:1 "لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ."
ولكن مع ذلك فالرب يعطي نساء داوود لقريبه ليزني بهن؟!
جاء في سفر صموئيل الثانى 12: 11 - 12
(هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ».)
التناقض السادس عشر:
ما حكم المخصي في الكتاب المقدس؟؟
سفر التثنية 23:1 - 4 " لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِيجَمَاعَةِ الرَّبِّ. لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ لمْ يُلاقُوكُمْ بِالخُبْزِ وَالمَاءِ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ ".
ولكن
جاء عن الترغيب في الخصي لكسب ملكوت السموات في (متى 19: 11 - 15): " فقال لهم ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين أعطي لهم. لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم ويوجد خصيان خصاهم الناس. ويوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السموات. من استطاع ان يقبل فليقبل حينئذ قدم اليه اولاد لكي يضع يديه عليهم ويصلّي. فانتهرهم التلاميذ اما يسوع فقال دعوا الاولاد يأتون اليّ ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت السموات فوضع يديه عليهم ومضى من هناك.
التناقض السابع عشر:
هل موسى كتب خبر موته قبل أن يموت
جاء في سفر التثنية:34: 5 _ 10 خبر موت موسى ودفنه في أرض إسمها (موآب)، وان يشوع بن نون قد خلفه في قيادة بني اسرائيل،
ولايمكن لعاقل أن يصدق بأن موسى كتب خبر موته قبل أن يموت! وإليك النص:
((وَمَاتَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ بِمُوْجِبِ قَوْلِ الرَّبِّ. وَدَفَنَهُ فِي الْوَادِي فِي أَرْضِ مُوآبَ، مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ. وَلَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ قَبْرَهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. وَكَانَ مُوسَى قَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ، لَمْ يَكِلَّ بَصَرُهُ وَلاَ غَاضَتْ نَضَارَتُهُ. وَنَاحَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى مَوسَى فِي سُهُولِ مُوآبَ طَوَالَ ثَلاَثِينَ يَوْماً. وَكَانَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ قَدِ امْتَلَأَ رُوحَ حِكْمَةٍ بَعْدَ أَنْ وَضَعَ مُوسَى يَدَيْهِ عَلَيْهِ، فَأَطَاعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَعَمِلُوا بِمُقْتَضَى مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ مُوسَى.)) أي عاقل يقول: أن الكاتب هو موسى وقد ذكر ما حدث لبني اسرائيل بعد موته من نياحتهم عليه طوال 30 يوماً ومن أنه لا أحد يعرف قبره وأن يشوع بن نون قد خلفه في قيادة بني اسرائل؟!
الخاتمة
هذه مجمل الأمور التي حاولت أن أقف علها من التناقضات ,
وإلا فالتناقضات أكثر بكثير من ذلك.
فهل عندما يسمع اليهود والنصارى بهذه التناقضات هل يسلموا ويستحيبوا لأمر الله الذي أخبر عن التحريف الذي وقع في كتبهم؟؟
أم سيكونو كالذين أخبرالله عنهم بقوله: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)؟؟
فنسأل الله الثبات حتى الممات
فما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطاء فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه براء
الفهرس
المقدمة
2
التعريف بالأسفار المقدسة عند اليهود
3
المصطلحات الخاصة بالكتاب المقدس
4
التعريف بسفر التثنية
4
أمور إسلامية في سفر التثنية
5
التناقضات
8
الخاتمة
19
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/93)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[05 - 04 - 09, 09:34 ص]ـ
للرفع
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 08:45 ص]ـ
فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 09:34 ص]ـ
في كثير مما زعم الكاتب أنه تناقض نظر، فليس كلما تعارضت ألفاظ قيل تناقض، بل يُراعى المراد في السياق، وتُطبق قواعد الجمع.
للفائدة: هنا ( http://www.aljame3.net/ib/index.php?showforum=18)(44/94)
موقف المسلم من الرسوم المسيئة لسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[11 - 09 - 07, 02:21 ص]ـ
موقف المسلم من الرسوم السويدية المسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وغيرها
د. خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع ( http://www.saaid.net/Doat/shaya/khalidshaya.htm)
الأمين المساعد للبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى إخوانه من النبيين، وعلى سائر الآل والصحب والتابعين، وبعد:
فقد استاء أهل الإسلام في أرجاء الدنيا من المحاولات المتكررة للإساءة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من قبل عدد من الأشخاص غير المسلمين، وخاصةً من المنتسبين للكتابين المقدسين التوراة والإنجيل، وسبيلهم في هذه المحاولات رسومٌ ساخرة أو محاضرات ومؤلفات أوغيرها، ويساعدهم في ذلك بعض وسائل الإعلام، وخاصة في أوروبا وأمريكا.
وكان من آخر هذه المحاولات ما أقدم عليه رسام سويدي من رسم صور مسيئة يحاول الرمز بها لشخص النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وحاشاه فداه أبي وأمي ونفسي من كل سوء في وصفه أو شخصه أو هديه، وحاول عرضها في أوائل أغسطس 2007 بمتحف "هيمسبوقدقارد" السويدي للفنون،وبادر المتحف برفض نشرها لاعتبارات عديدة مع تقديرنا لهذا التعقل من مسئولي المتحف،إلا أن صحيفة سويدية محلية تجاهلت المضامين السيئة لمحاولة الرسام السويدي فلبت له بكل أسف نشر تلك الرسوم المسيئة في 18 أغسطس.
ولا ريب أن هذا العمل مما يتنافى مع مبادئ وأسس الشرائع السماوية التي جاءت باحترام الأنبياء وتَنْزيههم عما يسيء إليهم، قال الله تعالى في القرآن العظيم: (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [سورة البقرة، الآية:136].
كما توعد الله جل وعلا كل من وقف موقف العداء والإساءة للرسل الكرام فقال سبحانه: (مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ) [سورة البقرة، الآية:98] إلى غير ذلك من الآيات الكريمة التي تبين مكانة الأنبياء وسوء عاقبة من اعتدى عليهم أو أساء إليهم.
وما أحسن ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ إذ قال: وإذا استقصيت قصص الأنبياء المذكورة في القرآن تجد أممهم إنما أُهلكوا حين آذوا الأنبياء وقابلوهم بقبيح القول أو العمل، ولعلك لا تجد أحداً آذى نبياً من الأنبياء ثم لم يَتُبْ إلا ولا بد أن يصيبه الله بقارعة.
كما أن تلك الرسوم المسيئة والأعمال الساخرة بالنبيين مما تمنع منه التشريعات الإنسانية والدساتير الدولية لما فيه من الاعتداء المعنوي على الآخرين، بل على أشرف البشر، وهم الرسل، بل على سيدهم وسيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم، ونذكِّر في هذا المقام بالقرار الذي تبنته لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة (بتاريخ 3/ 3/1426 هـ - الموافق12/ 4/2005 م) الداعي إلى محاربة تشويه الأديان، لاسيما الإسلام، بسبب تكرر الإساءة إلى مقدسات المسلمين.
ومن جملة ما يدعيه أصحاب هذه الإساءات ومن ينشر إساءاتهم أنها داخلة في إطار حرية الإعلام والتعبير عن الرأي، وهذا الادعاء غير صحيح؛ ذلك أن الإعلام له أخلاقيات يجب التزامها، ومن هذه الإخلاقيات عدم الإساءة غير المبررة للآخرين، كما أن التعبير عن الرأي ليس على إطلاقه بل إنه يقف عن حدود الإخلال بحقوق الآخرين، ومن أعظم حقوق الآخرين مراعاة كرامتهم الإنسانية مهما كانت منزلتهم، فكيف إذا كانوا من أكرم الخلق وهم الرسل عليهم السلام، فكيف بمقدمهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(44/95)