ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 12:12 ص]ـ
ولماذا كان هناك عداء بين السلاجة والقشيري؟
ـ[الاحسائي]ــــــــ[23 - 07 - 07, 11:55 م]ـ
هل هو صاحب كتاب الرسالة القشيرية ... وما رأيكم في هذا الكتاب؟(42/477)
تسلسل العلل في الماضي!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 07 - 07, 04:02 م]ـ
ذكر المصنفون في العقليات أن (تسلسل العلل في الماضي) باطل.
وبيان بطلانه عندهم ضروري أو بديهي، فلا يحتاج لإقامة البرهان عليه؛ لأنه إن احتاج إلى إقامة البرهان فهو نظري لا ضروري.
ولذلك يعبر شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره كثيرا بقولهم عن هذا التسلسل: ..... وهذا باطل باتفاق العقلاء.
ولكن بعض الـ ..... أنكر هذا البطلان، وزعم أن جميع ما ذكروه في إبطاله إنما هو أوهام وخيالات!!!
وهذا الإنكار من هذا الـ ..... ليس له إلا احتمال من اثنين:
الأول: أن يكون هو العاقل الوحيد على ظهر الأرض!
الثاني: أن يكون هو فاسد العقل!
ولتشحيذ الأذهان اجعلوا هذا الأمر لغزا، فمن هذا الذي استطاع أن يقول هذه المقالة؟!!
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[18 - 07 - 07, 04:11 م]ـ
أعزَّكم الله شيخنا الكريم.
ولي سؤال: هل (الـ) جماعةٌ أم شخصٌ واحدٌ؟! ولو كان واحدًا؛ فهل هو ممن تاب عن هذه الأقوال، أم مات عليها؟! عافانا الله منها.
(ابتسامة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 07 - 07, 04:14 م]ـ
الذي أعرفه أنه واحد، ولكن لا يمتنع أن يوجد غيره، فالـ ..... كثيرون كما تعرف (ابتسامة)
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[18 - 07 - 07, 05:40 م]ـ
هذا ما أعنيه بالتحديد شيخنا.
وانتظرنا، ولا تعجل علينا (ابتسامة).
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 07 - 07, 06:47 م]ـ
الحمد لله وحده ...
لا يحضرني الآن ممن أستجيزُ أن يقول هذا القول من الـ ... غير واحدٍ هو صاحب الـ ... ولكنني أعلم أنّه ليس قوله!
(مبتسم).
على أنّ في بعض كلامه ما قد يشتبه على بعضهم.
ولذا قد تحيّرتُ وتعجّبتُ أن يكون في الوجود من الـ ... قائل بهذا.
لذا فأنا متشوف متشوق لمعرفة الإجابة.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[19 - 07 - 07, 03:33 ص]ـ
أظن يا أبا مالك .. أن موضوعك جاء في وقته .. فإن (الـ ... ) جاء بشيء جديد يجعلك تحشره مع (الـ .. ) إلا أن يعتذر فيقول كما قال صاحبه (الـ ... )
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[19 - 07 - 07, 05:11 م]ـ
الحمد لله وحده ...
هل من جديد؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - 07 - 07, 08:58 م]ـ
سؤال مهم: هل يعد وصف ال ... بأنه ال ... من باب ال ......
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 07 - 07, 09:56 م]ـ
هو (الإمام!) محمد عبده!
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[19 - 07 - 07, 10:06 م]ـ
سبحان الله العظيم!
طيب أين نجده؟؟
ليتك تنقله وجزاك الله خيرًا.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[19 - 07 - 07, 10:17 م]ـ
عفوا، إخوانى، ما هو تسلسل العلل فى الماضى؟
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[19 - 07 - 07, 11:09 م]ـ
يقال: هو أن يكون قبل كل مؤثر مؤثرا أوجده. فالمراد بالعلة على معناها الاصطلاحي المؤثر.
خلافا لتسلسل المعلولات، وهو أن يكون قبل كل أثر أثرا، لكن المؤثر واحد، لا أكثر كما في تسلسل العلل، أقصد المؤثرين.
وتسلسل العلل في الماضي لم يقل به - فيما أحسب - لا فيلسوف ولا متكلم ولا محدث ولا صوفي.
وإنما الخلاف كان ولا يزال مرتكزا حول جواز تسلسل المعلولات - أي الآثار - في جانب الماضي عن علة واحدة - أقصد مؤثر واحد. والخلاف في هذه المسألة محصور بين جمهور المتكلمين الذين يحيلون ذلك وجمهور الفلاسفة الذين يجيزون ذلك.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 07 - 07, 07:31 ص]ـ
سبحان الله العظيم!
طيب أين نجده؟؟
ليتك تنقله وجزاك الله خيرًا.
هذا هو المطلوب منكم
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[20 - 07 - 07, 10:48 ص]ـ
هذا هو المطلوب منكم
أحسن الله إليكم شيخنا.
لعلَّه في كتابه (التوحيد!)؟! فقد ملأه بالكلام عن العقليَّات!
فإن كان في كتابه نبحث فيه؛ ولكن ...
المهم؛ هل هناك جائزة؟! (ابتسامة).
ـ[المقدادي]ــــــــ[20 - 07 - 07, 02:27 م]ـ
و قد يكون في حاشيته على شرح العقائد العضدية
و كما قال الأخوة: هل هناك جائزة لنبدأ البحث (ابتسامة!)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 07 - 07, 03:03 م]ـ
أنا نفسي أجهل أين قال ذلك (ابتسامة)
لأني قرأته في كلام من يرد عليه
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[20 - 07 - 07, 04:08 م]ـ
أنا نفسي أجهل أين قال ذلك (ابتسامة)
لأني قرأته في كلام من يرد عليه
حيَّرتنا يا شيخنا! (ابتسامة).
هل قرأتَه في كلامٍ للشيخ ربيع المدخلي - حفظه الله -؟؛ فإنِّي أذكُر أنَّ الشيخَ ربيعًا له ردٌّ على محمد عبده!
؟!
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[20 - 07 - 07, 04:26 م]ـ
الحمد لله وحده ...
إذن ليس من الإنصاف أن ننسب إليه هذا القول ولا نشكّ، فأكثر الخصوم ينسبون إلى خصومهم أقوالا باللازم من كلامهم، بينما الخصم لا يلتزم ذلك، بل يقدح في التلازم ويجيب عنه.
وقد ذكر بعض المبتدعة أنّ بخيت المطيعي إنما أخذ القول بجواز حوادث لا أول لها من محمد عبده والأفغاني، فاتبعهما أو كاد، ثم ذهب إلى أنّ القول بحوادث لا أول لها متلازم مع القول بتسلسل الفاعلين، وأنت خبير إن شاء الله أن هذا الإلزام فاسد غير مستقيم.
وأنا لا أبرئ محمد عبده من أقوال متهافتة في العقل، ولكن أردت إنصافه.
ولعنا ننشط للوقوف على كلامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/478)
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[20 - 07 - 07, 05:23 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الحبيب / الأزهري.
ولكن؛ ما فهمتُ معنى كلامك الأول: " إذن ليس من الإنصاف .... بل يقدح في التلازم ويجيب عنه ".
فأرجو التوضيح منك أخي المبارك.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[20 - 07 - 07, 05:27 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الحبيب، لقد اعتمد الفاضل أبو مالك على مَن يردّ على محمّد عبده في نسبة هذا القول له دون أن يقف على نفس كلام محمد عبده، وما هكذا تنسب الأقوال إلى قائليها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 07 - 07, 05:43 م]ـ
أخي الأزهري السلفي
كلامك صحيح في التحقق من نسبة القول، وهذا سبب طرحي للموضوع أصلا، وهو التحقق من هذا القول.
وأرجو أن تبين من المعني بـ (بعض المبتدعة) في كلامك
وجزاك الله خيرا
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[20 - 07 - 07, 05:48 م]ـ
الحمد لله وحده ...
المعنيّ هو الضال سعيد فودة، فهل هو الذي قرأتَ ردّه على محمد عبده؟
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[20 - 07 - 07, 06:46 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الحبيب، لقد اعتمد الفاضل أبو مالك على مَن يردّ على محمّد عبده في نسبة هذا القول له دون أن يقف على نفس كلام محمد عبده، وما هكذا تنسب الأقوال إلى قائليها.
أخي الكريم / الأزهري! بارك الله فيك.
أولًا: أنا قلتُ: أذكُر أنَّ الشيخَ ربيعًا له ردٌّ عليه؛ لأنِّي قرأتُ بعضَ هذا الردَّ - وليس كله -، وكل ما نسَبَه إليه الشيخ ربيع وجدتُه في كتاب محمد عبده (التوحيد!)، وأنا - والله يا أخي الكريم - لا أحبُّ أبدًا أن أنسُبَ لأحدٍ قولًا لم يقُلْه - ولو كان مُبتدِعًا ضالًّا! - من باب الإنصاف لا غير.
ثانيًا: لا نُسلِّمُ لكل ردٍّ ردَّه الشيخُ ربيع على محمد عبده؛ فالشيخ ربيع - حفظه الله - من المعروفين بالشِّدَّة والحِدَّة في كلامه، وفي ردوده؛ ولسنا نُسلِّم له في كلِّ ردوده، وإنَّما ننظر إلى كلام المردود عليه بعين الإنصاف؛ فنعرِضُ كلامَه على أقوال السلف الصالح.
هذا ما عندي، والله أعلى وأعلم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[20 - 07 - 07, 07:18 م]ـ
الحمد لله وحده ...
المقصود في كل كلامي هو الفاضل أبو مالك العوضي ولم أقصدك أخي رمضان في شيء من مشاركاتي هنا.
بارك الله فيك.
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[20 - 07 - 07, 07:23 م]ـ
التعليق على العقائد العضدية الظاهر أنه لجمال الدين الأفغاني وليس لمحمد عبده , انظر في ذلك مقدمة محمد عمارة للأعمال الكاملة لمحمد عبده.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[20 - 07 - 07, 07:40 م]ـ
معذرةً أخي الأزهري على إساءتي الفَهْمَ؛ عفا الله عنَّا، وعلَّمَنا وفهَّمَنا.
ولم يبق إلا أنْ نعلمَ: من هذا الذي ردَّ عليه، وفي أيِّ كتابٍ ردَّ؛ وبذلك تُحلُّ المسألة، ونفوز بالجائزة - إن كانت هناك جائزة - (ابتسامة).
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 04:18 م]ـ
قال الشيخ محمد عبده في حاشيته على " شرح الدواني للعقائد العضدية " (ص179): " وقد استشهد الحكماء على قدم الممكنات بدليل نقلي، وهو ما ذم الله به اليهود) وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان (وبيانه: أنه لو قيل بحدوث العالم فقد قيل بأنه الحق في أزليته لم يزل معطلاً عن الفيض والجود أزمنة غير متناهية لا ابتداء لها ثم أخذ يعطي الوجود، ومعلوم أنه على فرض أنه لم يزل خلاقاً إلى الأبد فكل ما خلقه فهو متناه، ونسبة المتناهي إلى غير المتناهي كلا نسبة، وذلك جلي التصور، فنسبة إعطاء الحق للوجود إلى منعه عن كل موجود ليست بشيء، وإن هذا إلا غل اليد، حيث أن الإعطاء ليس بشيء يذكر في جانب المنع، وهذا من الشناعة بمكان والجواب أن ذلك لا يتوقف على القول بقدم شيء من أجزاء العالم، بل يكفي ان يقال: إن الله لم يزل خلاّقاً وإن كان كل جزء من أجزاء العالم حادثاً، فلا أول لعطائه، ولا مانع يقهره سبحانه، وهو الجواد الحق، ينفق كيف يشاء، ولا شيء من العالم قديم، بل كل حادث فهو مسبوق بالعدم، فلا دلالة في الآية على القدم "
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 05:39 م]ـ
الحمد لله وحده ...
بارك الله فيك أخي أبا عبد الرحمن، وصدق من قال إن المطيعي قد اتبع (أو كاد) محمد عبده والأفغاني في هذه المسألة (سواء كانت التحشية لمحمد عبده أو للأفغاني)، فالعبارة واحدة تقريبًا.
وقد استظهرتُ أمس أنّ المنسوب إلى محمد عبده في تسلسل العلل لا ينبغي أن يصحّ، فلو كان كذلك لطار به ذلك المبتدع الذي أشرتُ إليه.
كيف لا يفعل وهو يردّ على من اعتمد كلام المطيعي المأخوذ من محمد عبده والأفغاني.
جزاك الله خيرًا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 05:45 م]ـ
أحسن الله إليك
هل نظرت في كتاب (موقف العقل) للشيخ مصطفى صبري؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 05:47 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي أبا مالك هل بخلت علينا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/479)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 05:49 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي أبا مالك هل بخلت علينا؟
؟؟!
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[21 - 07 - 07, 06:09 م]ـ
هل يصح أن يعتبر نقض الشيخ محمد عبده لكلام "الحكماء" في قدم الممكنات قولا له؟
فنقضه لكلامهم بأنه يكفي في رده القول بأنه لم يزل خلاقا لتحاشي قدم الممكنات إنما هو طريق في رد جهالات "الحكماء" من بين طرق أخرى سلكها المتكلمون .. فهل يلزم من اعتماد ذلك القول كسبيل لنقض شبهة الفلاسفة أن يكون ذلك قولا رسميا معتمدا عند الشيخ محمد عبده؟
أما ما تفضل به أبو مالك في بداية الموضوع، ففيه من التهويل ما لا يخفى، بل لا يجوز نسبته لمسلم عادي فضلا عن نسبته للشيخ محمد عبده. والله أعلم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 06:40 م]ـ
؟؟!
الحمد لله وحده ...
المعنيّ هو الضال سعيد فودة، فهل هو الذي قرأتَ ردّه على محمد عبده؟
...
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 07:15 م]ـ
هل يصح أن يعتبر نقض الشيخ محمد عبده لكلام "الحكماء" في قدم الممكنات قولا له؟
فنقضه لكلامهم بأنه يكفي في رده القول بأنه لم يزل خلاقا لتحاشي قدم الممكنات إنما هو طريق في رد جهالات "الحكماء" من بين طرق أخرى سلكها المتكلمون .. فهل يلزم من اعتماد ذلك القول كسبيل لنقض شبهة الفلاسفة أن يكون ذلك قولا رسميا معتمدا عند الشيخ محمد عبده؟
أما ما تفضل به أبو مالك في بداية الموضوع، ففيه من التهويل ما لا يخفى، بل لا يجوز نسبته لمسلم عادي فضلا عن نسبته للشيخ محمد عبده. والله أعلم
الحمد لله وحده ...
هل ترى أنت أن حجّة محمد عبده في المنقول أعلاه جدليّة حتى لا يعتمد كلامه مذهبًا له؟
الظاهر أنه لا.
وعلى كل حال أنت تقول إن المتكلمين قد نقضوا قول الفلاسفة بطرق منها قولهم: (إن الله لم يزل خلاقًا).
فهل قالوا ذلك أم قالوا إن الله (لم يزل قادرًا مريدًا وكان العالم مستحيلا فانقلب ممكنًا فوُجد!!)
أو (قادرًا مختارًا ومن شأنه كذلك فيفعل الممكن بلا مرجّح!!!).
الذي أعنيه أن المتكلمين ما قالوا قط إن الله لم يزل خلاقًا بمعنى جواز أن يخلق في الأزل، لا في ردّهم على الفلاسفة ولا في غير ذلك.
بل اضطربوا وحاصوا في ردّهم على الفلاسفة حيصةَ حمر الوحش.
بينما هذا هو الذي يقوله محمد عبده (أو الأفغاني) في المنقول أعلاه، أن الله لم يزل خلاقًا بمعنى جواز الخلق في الأزل إلى ما لا بداية كما أنه يجوز فيما لا يزال إلى ما لا نهاية.
وعبارته صريحة كالنصّ، ألا ترى أنه يقول: (فلا أول لعطائه).
ما مناسبة هذا في الرد إلا أن يكون قوله.
ألا ترى أنه أتبع قوله (إن الله لم يزل خلاّقاً) بقوله (وإن كان كل جزء من أجزاء العالم حادثاً) خشيةَ ما التزمه الفلاسفة من القول بالقدم لمّا ظنوه لازمًا؟؟
وأنت ترى أخي الحبيب أنني اعترضتُ على نسبة الكلام لمحمد عبده، لكنني أراك هوّلتَ أيضًا في أسلوب الاعتراض.
فلا داعي لذكر المسلم العادي هنا، ثم جعل النسبة لمحمد عبده أبلغ في الشناعة؛ لأن لمحمد عبده أقوالا لا تخطر ببال المسلم العادي، ولا ينبغي لعاقل أن يقول بها.
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[21 - 07 - 07, 07:56 م]ـ
السلام عليكم، وعين الله ناظرة إليكم.
لا يتم في نظري القول بكونه تعالى لم يزل في الأزل خلاقا يوجد ما لا يتناهى من المخلوقات في جانب الماضي إلا بالاستناد إلى أصول تسبق ذلك القول، كإثبات الصفات الاختيارية وغيرها مما لا يقول به الشيخ محمد عبده ويعتبرها ضمن مسألة حلول الحوادث التي ينفيها بشدة، لذلك شككت في كونه يعتمد ذلك القول، والله أعلم.
كما أنه من الصعب تمييز كلام الشيخ محمد والأفغاني فلا ندري هل دفع كلام الحكماء أورده الأول أو الثاني، وهذا يسبب عائقا في صحة نسبة بعض الأقوال للشيخ محمد عبده.
كما أذكر أنه نفى أن يكون الله تعالى لم يزل خلاقا لعرش قبل عرش في شرح العضدية.
كلامي لا يظهر منه أني نسبت رد الشيخ محمد للمتكلمين، بل يظهر منه أنه قد تم تم دفع شبه الحكماء بطرق منها ما أورده المحشي على شرح العضدية ومنها ما يتعمده المتكلمون.
لا أعلم من قال من المتكلمين أن العالم كان مستحيلا فصار ممكنا، سيما إذا علمت أن المستحيل يراد به ما يلزم من فرض وقوعه محال، فالقول بذلك جهالة محضة لا تليق بالمتكلمين، فالعالم واقع ولم يلزم منه أي محال، أما كونه مستحيلا أن يقع في الأزل فهو من الاستحالة العرضية لا الذاتية، ولا يضر انقلاب المستحيل العرضي إلى الممكن.
ولا أعلم من قال من المتكلمين أن الله أوجد العالم بلا إرادة حتى يلزم القول بوجود الممكن بلا مرجح، فالذي يتناقل من كلامهم أن الله تعالى أوجد العالم بترجيح من إرادته، وأنهم لم يقيدوا ثبوت الكمال بوجود الممكنات، فهم يقولون أن كمال الله حاصل بصفاته لا بوجود مخلوقاته، وبذلك يردون شبهة البخل المنافي للجود التي يرددها الفلاسفة.
والحاصل أنهم يقولون إذا كان عدم إيجاد نعيم أهل الجنة الآن لا يلزم منه تعطيل الجود، فقس على ذلك أول مخلوق بحيث لا يستلزم عدم إيجاده في الأزل تعطيل الجود. فالتعطيل والكمال غير مرتبط بإيجاد الممكنات كما يدعيه الفلاسفة.
وهذا كله كلام محتمل للبحث والنظر نظرا دقيقا، والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/480)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 08:00 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الفاضل، أنا مضطر للانصراف، ولي عودة إن شاء الله لأقرأ كلامك بتأنّ، فقد قرأتُه سريعًا وكأني أريد التعليق على بعض شيء فيه.
في الليل أو غدًا إن شاء الله.
وجزاك الله خيرًا ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 05:02 ص]ـ
القول بتسلسل العلل في الماضي لم يقل به جمهور الفلاسفة، ولكن أبا حامد الغزالي ألزمهم القول به في (التهافت) كما يقولون بتسلسل الحوادث في الماضي، وفي هذا الإلزام نظر؛ لما عرف من الفرق بين الأمرين عند كثير من الفرق والطوائف.
والآمدي في أبكار الأفكار لم يقل بجواز تسلسل العلل في الماضي، ولكنه أورد على بطلانه عدة شبهات ونقضها جميعا، ما عدا شبهة واحدة لم يستطع أن ينقضها، فتوقف فيها وقال: لعل جوابها عند غيري!!
وخلاصة هذا أنه لم يستطع إبطال هذا التسلسل!.
ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية القول بتسلسل العلل في الماضي عن قوم مجهولين، فقال:
((ولما كان هذا منتهى كلامهم [يعني الفلاسفة] صار السالكون لطريقهم نوعين: نوعا يقول: لم يثبت واجب الوجود لإمكان علل ومعلولات لا تتناهى ويوردون على إبطال التسلسل ما يقولون: لا جواب عنه، كالآمدي وغيره ... ))
قلت: مقصود شيخ الإسلام أن الآمدي يقول: لا أعرف الجواب عنه، ولا يقصد أن الآمدي يجزم بأنه لا جواب عنه، فإن هذا القول تعطيل محض للصانع.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 07:43 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ..
فهل يلزم من اعتماد ذلك القول كسبيل لنقض شبهة الفلاسفة أن يكون ذلك قولا رسميا معتمدا عند الشيخ محمد عبده؟
في الحقيقة أخي الفاضل كلامك يتجه عندي إن كان محمد عبده يثبت الصانع على طريقة المتكلمين = دليل حدوث الأجسام.
فكيف يستدل المتكلم على مذهبه أنّ (كل ما سوى الله محدَث) في مقابل قول الفلسفي بـ (قدم العالم) بأن يهدم قوله بإبطال حوادث لا أوّل لها ويرجع إلى القول بحوادث لا أول لها؟
هذا غير ممكن لأن المتكلّم جعل عمدتَه في إثبات الصانع = إثبات حدوث العالم.
والمتكلم جعل عمدته في حدوث العالم = إثبات حدوث الأجسام.
ودليلهم هذا الذي اعتمدوه هو أصل كل بلاء، وهذه الطريقة هي أصل الكلام الذي اشتهر ذم السلف والأئمة له.
ولأجلها قال من قال بخلق القرآن ونفي الرؤية والعلو وأنكروا الصفات.
بل هذا الدليل هو ما اعتمد الفلاسفة نقضه طريقًا لإثبات قدم العالم حين تفطّنوا إلى موضع المنع فيه!
وهذا الأصل الأصيل عند المتكلمين (حدوث الأجسام) يشتمل على أربعة مقامات آخرها في الترتيب إبطالهم لحوادث لا أوّل لها.
هكذا مبدأ الأمر ومنتهاه!
أن المتكلمين أثبتوا وجود الصانع معتمدين على دليل حدوث الأجسام، وطريقهم في ذلك اشتمل على إبطال حوادث لا أوّل لها.
فتنبّه الفلاسفة إلى موضع المنع في دليل المتكلمين هذا وهو قولهم: (يمتنع دوام الحوادث) فتناولوه بالإبطال، وقالوا إن هذه الطريقة تستلزم كون الصانع كان معطلاً عن الكلام والفعل ... إلخ
قالوا: وها مما يعلم فساده بصريح العقل.
والمقصود:
أن المتكلم لا يستغني عن دليل حدوث الأجسام لإثبات الصانع، وهذا الدليل من ركائزه إبطال حوادث لا أول لها.
فلا يتصور أن يبطل المتكلمُ جزء دليله على إثبات الصانع لهدم قدم العالم عند الفلسفي.
وقد قلتُ كل ذلك معتمدًا على أن محمد عبده يعتمد دليل حدوث الأجسام ولستُ خبيرًا بأقواله، وإن كان لا يفعل فكل كلامي منتقض.
فمن شاء ان يفيدنا في ذلك فمشكور، وجزاه الله خيرًا.
وعل كل حال لا أظن أن اشتغالنا بتحرير أقوال محمد عبده مفيد، وأنا عن نفسي أتوقع التناقض منه في هذا الموضع ـ وغيره ـ، ولا أظنّ أنه كان حاذقًا حذق من سبقه من المتكلمين، فكيف لا يتناقض وقد تناقضوا؟
فالله أعلم بحقيقة الأمر.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 08:55 م]ـ
الحمد لله وحده ...
لا أعلم من قال من المتكلمين أن العالم كان مستحيلا فصار ممكنا، سيما إذا علمت أن المستحيل يراد به ما يلزم من فرض وقوعه محال، فالقول بذلك جهالة محضة لا تليق بالمتكلمين، فالعالم واقع ولم يلزم منه أي محال، أما كونه مستحيلا أن يقع في الأزل فهو من الاستحالة العرضية لا الذاتية، ولا يضر انقلاب المستحيل العرضي إلى الممكن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/481)
أورد الفلاسفة أقوى حججهم على قدم العالم وقد اعتمدوا فيه على سؤال من قال بحوادث لها أول عن اختصاص وقت إيجاد الممكن المتساوي دون الوقت الآخر.
وسواء قيل إن كل ما لا بد منه في كونه تعالى مؤثرًا في إيجاد الممكن كان حاصلاً في الأزل أو ما كان حاصلاً في الأزل؛ فقد وصلوا على التقديرين إلى أن القول بحوادث لها أوّل يلزم منه إما التسلسل في العلل أو في تماماتها وهو محال باتفاق.
أو يلزم منه ترجيح أحد طرفي الممكن المتساوي من غير مرجّح، وهو محال.
وقد قال الرازي في الأربعين إنّ هذا الدليل هو العمدة الكبرى للقوم.
ثم شرع في ذكر المسالك ـ (وهي ستّة) ـ التي ردّ بها المتكلمون على هذه الشبهة، وضعّفها كلها!
ثم ذكر ردًّا سابعًا متناقضًا، وليس هذا موضع بيان ذلك.
لكنّ مقصودي أنّ الرازي ذكر فيما ذكره الوجه الخامس وهو:
أن العالم قبل ذلك ما كان ممكنًا، بل كان ممتنعًا، ثم انقلب ممكنًا في ذلك الوقت!
وقولك أخي الفاضل:
أما كونه مستحيلا أن يقع في الأزل فهو من الاستحالة العرضية لا الذاتية، ولا يضر انقلاب المستحيل العرضي إلى الممكن.
فغير صحيح، بل هو ظاهر الخطإ، ولعلك إن تأمّلتَه عرفتَ ما أقول لك.
ففرض مسألة المتكلمين هي الجواب على سؤال هو:
واجب الوجود حيث لا شيء معه ولا شيء غيره، إذا أوجد الممكن، فما الذي اختص هذا الوقت دون غيره بإيجاد أوّل حادث؟
فإذا قال بعض المتكلمين إن العالم كان ممتنعًا فانقلب ممكنًا في ذلك الوقت؛ فهم بالضرورة والاتفاق لا يعنون الممتنع العرضي، لأن الله تعالى بالاتفاق لا يتوقّف إبداعه للممكن على غير ذاته المتصفة بالكمال أصلاً.
فأي ممتنع عرضيّ؟؟
إنهم يريدون به الممتنع الذاتي، فقولهم هو في الحقيقة قول بانقلاب الحقائق المحال.
وعلى كل حالٍ هذا فهم حذاق المتكلمين لقول بعضهم.
فقد بيّن الرازيّ نفسه ضعف هذا القول من المتكلمين، ثم نقضه تفصيلاً على لسان الفلاسفة فقال فيما قال: (أن هذا يقتضي أن يقال: إنه كان ممتنع الوجود لذاته قبل أن يوجد ثم انقلب ممكنًا ... )
ثم أكّد ذلك بالوجه الثاني من الرد على قول المتكلمين فقال:
(إن حال الماهية من حيث هي هي لا يختلف، فإذا ثبت كونها قابلة للوجود في بعض الأوقات، ثبت انها من حيث هي هي قابلة للوجود أبدًا، فكانت ممكنة أبدًا ... )
وكل ذلك يؤكّد لك أن مراد من قال بذلك من المتكلمين هو الامتناع الذاتي لا العرضي ..
وأما قولك: (ولا يضر انقلاب المستحيل العرضي إلى الممكن)
فأنت تعلم إن شاء الله أن هذا ليس انقلابًا في الحقيقة، فإن المستحيل العرضي هو ممكن ذاتيّ، بخلاف فهم الرازي لقول أصحابه.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 09:31 م]ـ
الحمد لله وحده ...
لا أعلم من قال من المتكلمين أن العالم كان مستحيلا فصار ممكنا، سيما إذا علمت أن المستحيل يراد به ما يلزم من فرض وقوعه محال، فالقول بذلك جهالة محضة لا تليق بالمتكلمين، فالعالم واقع ولم يلزم منه أي محال ...
إنما يكون قولك صحيحًا لو قالوا إن العالم ممتنع قد وُجد، وهم لم يقولوا ذلك، بل قالوا إن العالم كان ممتنعًا ثم ما وُجد إلا بعد أن انقلب ممكنًا.
فالعالم ـ على قولهم ـ ما وُجد إلا وهو ممكن ذاتي، وقد انقلب من ممتنع ذاتي.
وعلى كل حال هذه أيضًا جهالة وإن كانت أدون من الأخرى.
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[05 - 08 - 07, 10:13 م]ـ
شكرا لك على البحث والإجابة ...
فإذا قال بعض المتكلمين إن العالم كان ممتنعًا فانقلب ممكنًا في ذلك الوقت؛ فهم بالضرورة والاتفاق لا يعنون الممتنع العرضي، لأن الله تعالى بالاتفاق لا يتوقّف إبداعه للممكن على غير ذاته المتصفة بالكمال أصلاً.
فأي ممتنع عرضيّ؟؟
قولك: بالضرورة والاتفاق، فيه من المبالغة ما لا يخفى ...
ثم يمكن أن يكون جوابهم: المانع من وجود العالم أزلا عدم تعلق الإرادة بإيجاده فيه. بل تعلقت بتركه على عدمه الأصلي ... وهذا لا يقلب حقيقة العالم من الامتناع الذاتي إلى الإمكان لكون امتناع وجوده أصلا ليس ذاتيا وإلا لم يقبل الوجود فيما لا يزال لأن إرادة الله تعالى وقدرته لا تتعلق بإيجاد الممتنع لذاته كما لا تتعلق بإيجاد شريك له في الألوهية سبحانه، ودليل كون العالم لم يكن ممتنعا ذاتيا مشاهد بالعيان وهو وجوده الآن، وهذه قضية لا يطلب عليها دليل لوضوحها ...
أما قولك أخي الكريم: واجب الوجود حيث لا شيء معه ولا شيء غيره، إذا أوجد الممكن، فما الذي اختص هذا الوقت دون غيره بإيجاد أوّل حادث. انتهى
الجواب: المخصص هو تعلق إرادته على وفق علمه تعالى .. فاندفع الإلزام المذكور وهو لزوم الترجيح من غير مرجح، فالمرجح على ذلك هي الإرادة التي من صفات نفسها ترجيح وجود العالم فيما لا يزال على وجوده في الأزل ..
وترك إيجاد العالم في الأزل ليس من التعطيل في شيئ وإلا كان ترك إيجاد ما يوجد مستقبلا - قياسا على ذلك - من التعطيل، ولا قائل بذلك ... فكما لا يلزم من عدم إرادة الله تعالى إيجاد زيد غدا تعطيل لا يلزم ذلك في أول مخلوق ... فتأمل في ذلك ...
والحاصل أن الإرادة الإلهية كما خصصت إيجاد بعض الموجودات متقدمة على بعض وبعضها متأخر، وليس للمخلوقات مدخل في ذلك، كذلك خصصت إبقاء جميع المخلوقات على عدمها الأصلي في الأزل، يعني أنها تعلقت تعلقا تنجيزيا قديما بإبقاء المخلوقات على العدم، وذلك في حد ذاته نوع تأثير فلم يلزم تعطيل عن الفعل أزلا ... وكما لا يقال: لم أوجد الله تعالى بعض المخلوقات متقدمة على بعض وبعضها متأخر على بعض، لا يقال لم أبقى الله المخلوقات على العدم في الأزل ولم يوجدها فيها .. فكل ذلك من تخصيصات الإرادة الإلهية الأزلية، وكل ذلك أيضا من سر القدر ...
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/482)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 11:26 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الفاضل ..
أنا إلى الآن أعلق على مشاركتك السابقة، وقد حبسني الانشغال فالمرض عن الموضوع سابقًا!
وسوف يأتي الكلام على ما في مشاركتك الأخيرة بعد ذلك في وقته على ما يسمح به الحال إن شاء الله.
ـــــــــــــــــــــ
ولا أعلم من قال من المتكلمين أن الله أوجد العالم بلا إرادة حتى يلزم القول بوجود الممكن بلا مرجح،
أولا: لم أنسب إلى المتكلمين القول بترجيح أحد طرفي الممكن المتساوي بلا مرجّح من باب الإلزام ..
بل هو صريح قولهم، وهو مشهور جدًُّا في ردودهم، وعليه كثير من مشاهير المتكلمين.
ثانيًا: قولهم إن الله أوجد الممكن بلا مرجّح ليس ملزومًا للقول بأنه خلق بلا إرادة فحسب.
فأمّا أولاً فقد ذكره الرازي صريحًا من قول المتكلمين فيما أورده ونقلتُ لك طرفًا منه سابقًا، وهو الوجه السادس عنده، فقال:
(وسادسها: أن القادر المختار يمكنه أن يرجّح أحد المقدورين على الآخر من غير مرجح، كما أن الهارب من السبع إذا عنّ له طريقان متساويان من جميع الوجوه، فإنه يختار أحدهما على الآخر من غير مرجّح ... ) إلخ!!
بل هذا أحد جوابين ذكرهما الغزالي ـ وهو من هو عندهم ـ في التهافت، بل ونظّر لذلك فقال:
(قولكم إن هذا أي: الترجيح بلا مرجّح لا يتصوّر.
عرفتموه ضرورة أو نظرًا؟؟
ولا يمكن دعوى واحد منهما ... ) إلخ!
وأمّا ثانيًا: فإن قول المتكلمين بالترجيح بغير مرجّح ليس ملزوما عندهم للقول بأن الخالق خلق بغير الإرادة والاختيار!
ولذلك كان القول بأن (نفس الإرادة القديمة رجّحت أحد طرفي الممكن) أحد مسالكهم في الإجابة على سؤال الفلاسفة.
وهذا المسلك يختلف مع المسلك الآخر (الترجيح من غير مرجّح)، وقد عدّهما الرازي وجهين مختلفين، وهما عنده الأول والسادس.
والمقصود:
أن القول بأنّ الإرادة الأزلية هي نفسها المرجّح للممكن لا في الأزل هو في حقيقته قول بالترجيح بغير مرجّح أو قول بتخلّف المعلول عن علته!
وسوف يأتي ذلك إن شاء الله في التعليق على مشاركتك الأخيرة متى تيسّر ذلك.
لكن المقصود من هذه المشاركة والتي قبلها نقل بعض ما لم تقف عليه من أقوال المتكلمين ولم تعلمه وإن كان من مشهور أقوالهم ..
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[06 - 08 - 07, 10:57 ص]ـ
إذا استطعت أن تفهم الفرق بين الترجيح بلا مرجح والترجيح من غير مرجح ربما تنجلي عنك بعض الشبهات ..
بيان ذلك أن ترجيح أحد المتساويين على الآخر بلا سبب مرجح من خارج ضروري البطلان، وهذا متفق عليه بين العقلاء، وإذا كنت تصر على نسبة ذلك للمتكلمين فذلك شأنك ... أما الترجيح من غير مرجح والمقصود من ذلك من غير داع فليس بمحال، بل المؤثر إذا كان مختارا فهو يرجح بإرادته أي مقدور شاء، ولا تحتاج تلك الإرادة إلى إرادة أخرى وإلا تسلسل، وما تسلسل لا يتحصل فلا يوجد المراد وهو خلف بالعيان، فتعلق الإرادة الأزلية بأحد المتساويين هو من باب الترجيح من غير مرجح خارج عن حقيقة الإرادة، وليس من باب الترجيح بلا مرجح أصلا، والخلط بينهما يؤدي إلى الخبط، والحاصل أن تعلق الإرادة بالمراد لذاتها من غير افتقار إلى مرجح آخر خارج عن حقيقتها لأنها صفة شأنها وحقيقتها التخصيص والترجيح ولو للمساوي - بل المرجوح - وليس هذا من وجود الممكن بلا موجد كما بينت لك، وليس من ترجيحه بلا مرجح كما وضحت لك، والله الهادي إلى سديد الأقوال والأفعال والاعتقادات ...
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[06 - 08 - 07, 10:59 ص]ـ
لكن المقصود من هذه المشاركة والتي قبلها نقل بعض ما لم تقف عليه من أقوال المتكلمين ولم تعلمه وإن كان من مشهور أقوالهم ..
هذا يا أخي الكريم من باب القول بغير علم، فهل عرفتني حتى تحكم علي بذلك؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 11:05 ص]ـ
وقد قال الرازي في الأربعين إنّ هذا الدليل هو العمدة الكبرى للقوم.
ثم شرع في ذكر المسالك ـ (وهي ستّة) ـ التي ردّ بها المتكلمون على هذه الشبهة، وضعّفها كلها!
ثم ذكر ردًّا سابعًا متناقضًا، وليس هذا موضع بيان ذلك.
الحمد لله وحده ...
هذا سبق ذهن!
بل ردّ الرازي الذي أورده صحيح، وقد كنتُ أحدّث بعض الإخوة بصحّته أمس قبل وضع المشاركة!
ولكن سبق ذهني إلى الأرموي في (لُبابه) حيث لم يفهم كلام الرازي وأورد إجابة هي من خزايا المتكلمين!
وعلى كل حال فالأمر قريب، إذ هذا الجواب من الأرموي مأخوذ من كتاب آخر للرازي!
ولعلي أفرد موضوعًا لاحقًا إن شاء الله أذكر فيه هذا القول للرازي والآمدي.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 11:17 ص]ـ
هذا يا أخي الكريم من باب القول بغير علم، فهل عرفتني حتى تحكم علي بذلك؟
الحمد لله وحده ...
أخي الفاضل ..
أي قول من غير علم؟؟
أنت قلتَ أيها الفاضل
لا أعلم من قال من المتكلمين أن العالم كان مستحيلا فصار ممكنا،
وقلتَ:
ولا أعلم من قال من المتكلمين أن الله أوجد العالم بلا إرادة حتى يلزم القول بوجود الممكن بلا مرجح،
فنقلتُ لك ما يدل على أن هذين القولين من الأقوال الصريحة المشهورة لبعض المتكلمين.
ولم أُحلك إلا على أشهر المتكلمين وأشهر كتبهم.
وكنتُ أظنّ أنك حين قلت (لا أعلم) أنك كنتَ بالفعل لا تعلم!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/483)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 02:00 م]ـ
الحمد لله وحده ...
وعلى كل حال لم أردْ قطّ أن أغضبك، فلا تفعل، واترك مساحة من حسن الظنّ واللين، حتى نكمل في صفاء.
ومع كوني ـ كما تعلم ـ أخالفك ـ كما ترى ـ في هذه المسألة الكبيرة؛ فإني أشكر لك أدبك.
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[06 - 08 - 07, 03:18 م]ـ
شكرا لك ...
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 05 - 08, 06:56 م]ـ
إذا استطعت أن تفهم الفرق بين الترجيح بلا مرجح والترجيح من غير مرجح ربما تنجلي عنك بعض الشبهات ...
الحمد لله وحده ...
يكفي في ردّ هذا تأمّل ما نقلتُه سابقًا عن أبي حامد في التهافت ومقارنته بكلام الرازي في الأربعين.
فقد ذكره الرازي صريحًا من قول المتكلمين فيما أورده ونقلتُ لك طرفًا منه سابقًا، وهو الوجه السادس عنده، فقال:
(وسادسها: أن القادر المختار يمكنه أن يرجّح أحد المقدورين على الآخر من غير مرجح، كما أن الهارب من السبع إذا عنّ له طريقان متساويان من جميع الوجوه، فإنه يختار أحدهما على الآخر من غير مرجّح ... ) إلخ!!
بل هذا أحد جوابين ذكرهما الغزالي ـ وهو من هو عندهم ـ في التهافت، بل ونظّر لذلك فقال:
(قولكم إن هذا أي: الترجيح بلا مرجّح لا يتصوّر.
عرفتموه ضرورة أو نظرًا؟؟
ولا يمكن دعوى واحد منهما ... ) إلخ!
فهذا أبو حامد ينكر على من يقول (إن الترجيح بلا مرجّح لا يتصوّر)، ويقول: لا يمكن دعوى دلالة الضرورة ولا دلالة النظر على ذلك.
وأما الرازي فقد نسب للمتكلمين القول بجواز الترجيح من غير مرجّح.
وكلام المتكلمين إنما هو في المرجّح لا من الخارج.
والمشاركة الأخيرة لأخينا أبي الحسن وقع فيها عدّة مغالطات لا تخفى على مشتغلٍ بهذه المسائل، ربما أنشط لها لاحقًا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 07:12 ص]ـ
قال مصطفى صبري في (موقف العقل 1/ 33):
((وصاحب المقالة الذي يعجبه تسلسل العلل والمعلولات إلى ما لا نهاية له، لا يدري أن التسلسل في جانب العلل المتراجعة إلى الماضي باطل عند العقلاء القائلين بوجود الله ليقطع هذا التسلسل الذي اهتدت عقولهم إلى بطلانه ويكون مبدأ له تنتهي فيه السلسلة، في حين إنه لا توجد علة أولى في مذهب التسلسل إلا وقبلها علة .. أو أنه يدريه ولا يعترف ببطلان التسلسل مقتفيا في ذلك أثر الشيخ محمد عبده الذي حكم بأن كل ما قيل أو يقال في إبطاله فهو من قبيل الأوهام الكاذبة، وكان خطأ الشيخ في حكمه هذا عظيما .... )).
وقال أيضا: (3/ 365 - 366):
((اعلم يا طالب الحق أنه قد أثير حول البراهين التي كان ولا يزال من عهد العلم القديم يستدل بها على بطلان التسلسل لا سيما برهان التطبيق الذي اعتبر العمدة بين تلك البراهين شبهات ومناقشات طويلة حتى قال الشيخ محمد عبده في تعليقاته على شرح المحقق الدواني للعقائد العضدية ص 38: "وجميع ما قالوه في إبطال التسلسل من البراهين فإنما هو مبني على أوهام كاذبة وإلى الآن لم يقم برهان خطابي فضلا عن يقيني على وجوب تناهي سلسلة اجتمعت أجزاؤها في الوجود مع الترتيب أو لم يكن كذلك".
والذي ذكره من سلسلة اجتمعت أجزاؤها في الوجود مع الترتيب وادعى حتى عدم وجوب تناهي هذه السلسلة، هو القسم الذي بطلانه مجمع عليه بين الفلاسفة والمتكلمين من أقسام التسلسل .... )).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 01 - 09, 01:31 ص]ـ
والذي رجحه د. محمد عمارة أن هذه التعليقات لجمال الدين الأفغاني؛ لأن الفراغ من تحرير الكتاب كان أواخر سنة 1292هـ، ولقد كان محمد عبده آنذاك صغيرا، ما زال طالبا في الأزهر.
وأيضا لأن بعض هذه التعليقات يخالف ما قرره محمد عبده في كتبه الأخرى، كرسالة التوحيد.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - 02 - 09, 04:16 ص]ـ
وماذا عن "تسلسل العلل في المستقبل"؟
أتقبله العقول؟ (ابتسامة جادة)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[01 - 03 - 09, 04:41 م]ـ
ذكر المصنفون في العقليات أن (تسلسل العلل في الماضي) باطل.
وبيان بطلانه عندهم ضروري أو بديهي، فلا يحتاج لإقامة البرهان عليه؛ لأنه إن احتاج إلى إقامة البرهان فهو نظري لا ضروري.
ولذلك يعبر شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره كثيرا بقولهم عن هذا التسلسل: ..... وهذا باطل باتفاق العقلاء.
ولكن بعض الـ ..... أنكر هذا البطلان، وزعم أن جميع ما ذكروه في إبطاله إنما هو أوهام وخيالات!!!
وهذا الإنكار من هذا الـ ..... ليس له إلا احتمال من اثنين:
الأول: أن يكون هو العاقل الوحيد على ظهر الأرض!
الثاني: أن يكون هو فاسد العقل!
ولتشحيذ الأذهان اجعلوا هذا الأمر لغزا، فمن هذا الذي استطاع أن يقول هذه المقالة؟!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تسلسل العلل ليس بباطل عند الفلاسفة المنكرين لوجود الله تعالى ..
بل هم يرون صحته ولهم فيها حجج وبراهين .. واهية بالطبع .. !
إنما هو باطل عند العقلاء من أهل الملل أو العقلاء المؤمنين بوجود الله تعالى ..
ولهم في إبطاله كذلك حجج وبراهين مبسوطة في كتبهم ..
أما كلام الشيخ مصطفى صبري في (موقف العقل والعلم والعالم) عن محمد عبده وإبطاله لبراهين التسلسل فلا يعني كون الأخير يؤمن ببطلانه ..
إنما انتقد الشيخ مصطفى صبري محمد عبده لأن هذا الأخير زعم - في محاضرة له - أن كل براهين إبطال التسلسل هي من قبيل الأوهام الكاذبة، ثم وضع برهانًا من عنده زعم أنه الوحيد الذي يبطل التسلسل .. !!
فليس في حقيقة الأمر أن محمد عبده كان يؤمن بتسلسل العلل، بل هو فقط شطح في إبطال أدلته المعروفة وجاء بدليل جديد من عنده زعم أنه الوحيد الصالح .. !!
وقد تناول الشيخ مصطفى صبري هذه المسألة في مواطن عدة من كتابه الرائع (موقف العقل والعلم والعالم) جزاه الله خيرًا ..
سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/484)
ـ[محمد براء]ــــــــ[01 - 03 - 09, 04:56 م]ـ
قد تناول الشيخ مصطفى صبري هذه المسألة في مواطن عدة من كتابه الرائع (موقف العقل والعلم والعالم) جزاه الله خيرًا ..
ما وجه الروعة في هذا الكتاب؟
تصفحت بعضاً من كلامه في التعليل (الجزء الثالث) فوجدته نصر قول الأشعرية.
كما أن ابن تيمية وابن القيم إماما المبتدعة عنده.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 - 03 - 09, 12:11 ص]ـ
الكتاب رائع في الرد على الملاحدة واللادينيين والعلمانيين ..
واقرأ في ذلك مقدمة الكتاب وفصليه الأول والثاني ..
وقد تصدى الشيخ مصطفى صبري فيه للرد على موجات التغريب والعقلانية التي كانت تغزو الأمة في ذلك الوقت ..
وقد مدح عدد من أهل العلم صنيع الشيخ مصطفى صبري في كتابه كالشيخ سيد العفاني الذي عده من حراس الهوية الإسلامية، والشيخ فوزي السعيد ..
هذا مع التنبيه طبعًا على عقيدة الرجل الأشعرية التي انتصر لها في مواضع عديدة من كتابه ..
إنما هو الإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه، وهي من سمات أهل السنة كما هو معلوم ..
وجزاكم الله خيرًا ..(42/485)
فضائح الشيعة
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[18 - 07 - 07, 06:02 م]ـ
الجزيرة نت
"إنه حضرة محمد" جواب جاء ردا على استفسارنا عن رسم معلق على جدار أحد المحلات التجارية في منطقة ولنجك شمال طهران، وهو رسم يعتقد الكثير من الإيرانيين أنه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في سنوات شبابه الأولى ويعلقونه في بيوتهم ومحلاتهم التجارية.
وعندما تسأل عن أصل الرسم يأتيك جواب غير موثق يقول إنها لوحة رسمها بحيرا الراهب لمحمد صلى الله عليه وسلم عندما التقاه في الشام رفقة عمه أبو طالب، ويضيف من سألناهم عن الموضوع أن أصل اللوحة محفوظ في متحف روما.
صورة من تونس
وخلال بحثنا عن أصل الرسم وصلنا إلى مقال يتحدث عن قصة ترجمتها مكتبة تاريخ الإسلام وإيران بطهران إلى الفارسية، وحمل المقال الأصلي الذي نشر في دورية (آي إس آي إم ريفيو) عام 2006 عنوان "قصة صورة .. تصوير الشيعة لمحمد".
ويقول المقال إن الرسم -الذي طبع بشكل هائل في إيران أواخر عقد التسعينيات- له جذور تعود إلى صور التقطها المصور لينرت لشاب في تونس بين عامي 1904 و1906، وتمت طباعتها على شكل بطاقات بريدية من قبل الناشر الألماني لاندروك.
ويضيف أن الرسم أعيد عرضه في معرض لأعمال لينرت ولاندروك عام 2004 وحمل عنوان محمد، ورقمه 106 من بين المعروضات التي ضمت صورا مشابهة بعناوين مثل "أحمد شاب عربي"، "عربي وورود" وتمثل صورا لفتى عربي مع قبضة من الياسمين قرب عمامته.
ويعتقد كاتبا المقال أن الرسم المنتشر في إيران هو نسخة عن هذه البطاقة البريدية أدخل عليه بعض التعديلات.
رسوم آل البيت
ينتشر في إيران فن يتعلق برسم الوجوه، وهو على الأغلب يوظف لرسم وجوه آل البيت ويسمى "شمايل نقاري". ويرى الرسام حامد أقاياري أن هذا الفن يختص أساسا بالشيعة، ويعود تاريخه إلى العهد الصفوي.
"
يقول مقال عن أصل هذه الصورة إنها تعود إلى صور التقطها المصور لينرت لشاب في تونس بين عامي 1904 و1906 وتمت طباعتها على شكل بطاقات بريدية من قبل الناشر الألماني لاندروك، وأعيد عرضها في معرض لأعمالهما عام 2004 وحملت عنوان محمد، ورقمها 106 من بين المعروضات
"ويؤكد أقاياري للجزيرة نت أن هذه الرسوم لم تكن منتشرة من قبل في إيران، رغم وجود لوحات تصور غزوات النبي صلى الله عليه وسلم والإمام علي رضي الله عنه، كما أن بعض الكتب الإيرانية احتوت صورا لحادثة المعراج لكن وجه النبي صلى الله عليه وسلم كان فيها مغطى ببرقع وتحفه الملائكة.
ويضيف الرسام الإيراني أن هذا النوع من الفن جاء نتيجة التقارب مع أوروبا خلال الفترة الصفوية، وأن الكثير من المستشرقين الذين زاروا إيران في تلك الفترة حملوا معهم لوحات تصور المسيح وبعضها يعود إلى العصر البيزنطي.
ويؤكد أن مجيء الأرمن وسكناهم في أصفهان شكل الأرضية المناسبة لشيوع هذا الفن في إيران، حيث "نجد الكثير من الرسوم التي تصور حياة الأنبياء ومحنهم وهو ما نراه على جدران كنيسة وانك في أصفهان".
ووظف الفن الإيراني لتصوير الأئمة الاثني عشر، وتوجد لوحات تعود إلى العهد القاجاري والزندي تمثل الإمام علي والسيدة فاطمة والحسنين رضي الله عنهم.
دخول الطباعة
ويقول الرسام أقاياري إن دخول الطباعة في الفترة البهلوية عزز من هذا الفن، وتم تكليف فنانين بإنجاز لوحات تصور النبي محمد صلى الله عليه وسلم والإمام علي وآل البيت، ومن ذلك لوحة شهيرة للإمام علي وقد جلس أسد عند قدمه، وتعكس ملامحه حالة من الإيمان والقوة.
وإن كان بعض المراجع الشيعة يعارضون تصوير وجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته، إلا أن الأستاذ في جامعة الزهراء بمدينة قم آية الله محدث قال للجزيرة نت إنه يرى أن "الفقه الشيعي لا يعارض ذلك بشرط الاحترام وعدم المساس بجلال وعظمة هذه الشخصيات، وإلا فهو حرام قطعا".
وكانت وزارة الإرشاد الإيرانية قد منعت في عاشوراء العام الماضي تعليق رسوم تمثل آل البيت لأسباب قالت إنها شرعية، وجمعت الشرطة في ذلك الوقت الكثير من اللوحات من الشوارع والأماكن العامة.(42/486)
دولة "ماسونيا" العظمى.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - 07 - 07, 06:31 م]ـ
((دولة "ماسونيا" العظمى)
لا شك أن الماسونية كانت ذات تأثير بالغ في التاريخ الغربي، لا سيما الحديث منه، و لا يخفى على الكثير تلك الفعالية الماسونية العالية التي استطاعت أن تصوغ تاريخ الدولة العظمى في العالم اليوم، و هي الولايات المتحدة، و التي أقيم بنيانها على خلاصة المفاهيم و المبادئ الماسونية، و التي قامت الماسونية العالمية بصياغة دستورها و مؤسساتها، بل و نظام الحكم فيها.
لكن ينبغي لنا قبل أن نستعرض الأدلة و البراهين الدامغة في هذا الموضوع أن نقدم نبذة عن تاريخ الماسونية في أمريكا
تاريخ الماسونية العالمية:
ـ إرهاصات نشوء الماسونية:
الدارس لتاريخ الماسونيه يتعرض لمأزق شائك في موضوع نشأة الماسونية .. فالمراجع التي تحدد تاريخ تأسيس الماسونية قليلة جدا و نادرة، بل إن الماسون انفسهم استطاعوا تغليف نشأة اخويتهم بكثير من الغموض.
أ ـ فيدعي بعض الماسون أن تأسيس جمعيتهم كان في عهد الإغريق عام 322 ق م.
ب ـ و هناك من يدعي قيامها على إثر مناصبة ابليس لعنه الله لآدم عليه السلام حبث عزم من ذلك الوقت على الانتقام من آدم عليه السلام و ذريته، و سواء صحت هذه الرواية "الثانية " أم لم تصح فإنها تتكئ على تراث ابليسي معترف فيه من قبل الماسونيين أنفسهم.
ج ـ ـ بينما يجعل البعض قيام هذه الجمعية في عام 43م، حين تأسسست منظمة سرية شيطانية لمحاربة النصرانية على يد الملك الروماني هيرودس أكريبا (ت 44م)، و ذلك بمساعدة مستشاريه اليهوديين الفريسيين (حيران،و لامي)، و سبعة غيرهم من أحبار اليهود الفريسيين.
و كان التقسيم الهيكلي لها ذلك الوقت ما يلي:
1ـ الملك الروماني هيرودس أكريبا: (رئيس).
2ـ مستشاره اليهودي حيران أبيود: (نائب الرئيس)، و هو صاحب فكرة القوة الخفية و مقترح اسم "القوة الخفية" " The Mysterious Force " ، و هذا هو الاسم القديم للماسونية، و الذي تغير فيما بعد كنوع من الخداع و التزييف.
3ـ مستشاره اليهودي الآخر موآب لامي: (كاتم سر أول). و هو الشخص الثالث من الثلاثة الذي اقترحوا تكوين الحركة
4ـ. موآب ليفي ( Moab Levy) ،
5 ـ آدونيرام ابن أبدا ( Adoniram son of Abda)، وكان هو المسؤول عن الضرائب (إنجيل الملك جايمز 1 - 4 - 6) و (إنجيل الملك جايمز 1 - 5 - 14) و قد قتله الإسرائيليون رجما بالحجارة من مملكة إسرائيل فوضعه الملك ريهوبوام Rehoboam على العربة و هرب به بسرعة إلى مملكة يهودا. (إنجيل الملك جايمز 1 - 12 - 18).
6ـ جوهانان ( Johanan) .
7 ـ يعقوب آبدون ( Jacob Abdon) .
8 ـ آنتيباس ( Antipas).
9 ـ سولومون آبيرون ( Solomon Aberon) .
10 ـ آشاد آبيا ( Ashad Abia.
و لم يكن هيرودس يهوديا، بل كان وثنياً، و إنما رأى من المصلحة القضاء على النصرانية التي قدَّر أنها تشكل خطرا على الامبراطورية الرومانية الوثنية.
و هذا الرأي الأخير بناءٌ على معلومات وصلت إلينا في القرن الرابع عشر الميلادي، حين ظهرت وثيقة نادرة وحيدة تحدد تاريخ نشأه الماسونية.
ـ و من أشهر من ذكر هذه الوثيقة "وليم غاي كار" في كتابه المشهور جداً (أحجار على رقعه الشطرنج).
ـ كما ذكر ذلك مايكل هاوارد في كتابه (محافظ الغامضينِ أثناء السنوات الـ5000 الماضية).
و قد ذكر الكاتبان هذه الوثيقة على أنها المحاضر السرية لاجتماعات الماسون منذ البداية الى القرن العشرين، و هي المصدر الوحيد الذي يصف بداية الماسونية.
و قد اعتمد الكاتبان على نص وثيقة عبارة عن مخطوطة نّفيسة مكتوبة بالعبريّة، ورثها أحد أحفاد مؤسسي الماسونية، و تحتوي على دقائق من اجتماعات المؤسّسين الأصليّين للماسونية في السّنة 43 ميلادي، إلاَّ أنه باعها بسعر هائل لأحد رؤساء البرازيل و بعد فترة تم النشر و الحديث عنها و تحليلها ... و التأكد من كونها وثيقة تبلغ من العمر حوالي الألفي عام.
و قد اعتمد غاي كار على التّرجمة الإنجليزيّة للمخطوطة الأصليّة المكتوبة باللغة العبرية عن تاريخ الماسونيّة التي كان كل مؤسّسيها من اليهود. و هذه الوثيقة انتقلت من التّسع مؤسّسين فقط إلى المتحدرين المباشَرين لهؤلاء المؤسّسين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/487)
ـ تقول القصه أن إحدى النسخ العبريّة الأصليّة من الوثيقة انتقلت من "موآب ليفي" , أحد المؤسسين إلى جوزيف ليفي ( Joseph Levy) في القَرن السّابع عشر. و لكنّ نسخة جوزيف ليفي سُرِقَتْ من قبل ديساجليرز ( Desaguliers) , مؤسّس الماسونية الحديثة.
ـ بعد أن اُغْتِيلَ ليفي من قِبل ديساجليرز. مات ابن جوزيف آبراهام ليفي من السّلّ بعد سنتين من زواجه من إستر ( Esther) . إستر تزوّجت مجدّدًا من آبراهام آبيود ( Abraham Abiud) الذي كان متحدّراً من الدّرجة الأولى من نسل حيرام آبيود , المؤسّس الحقيقيّ للجمعيّة الماسونيّة القديمة. امتلك آبراهام آبيود نسخة أخرى من المخطوطة الأصليّة. ابنتهما الوحيدة , أيضًا إستر ( Esther) , و التي تزوّجت من صمؤيل لورانس ( Samuel Lawrence) .
ـ كان لدى ابنهم جوناس لورانس ( Jonas Lawrence) ابن اسمه صمؤيل ( Samuel) من زوجته الأولى , لكنّه تزوّج لاحقاً من جانيت ( Janet) بروتستانتيّة مسيحيّة و تحوّل إلى المسيحيّة. هذه المخطوطة الوحيدة مُرّرَت إلى جوناس الذي عبّر عن رغبته لنشرها. لكنّ جوناس اُغْتِيلَ لتحوّله إلى المسيحيّة و حيازته الغير قانونيّة للتّاريخ لأنّه لم يكن قريباً أو متحدّراً مباشراً من سلالة ليفي ( Levy) .
ـ لم تُنفّذ وصية جوناس حتّى زمن حفيده الأكبر (ابن حفيده) , لورانس لورانس ( Lawrence G. S. Lawrence) المولود عام 1868, و الذي كان بروتستانتيّاً , وقام بترجمة الوثيقة من اللغة العبريّة إلى الإنجليزيّة، و نشرها في كتب أسماه: (تبديد الظّلام , أصل الماسونيّة)، و قد وقع في آخ الكتاب بهذه الجملة:
(السّيّد لورانس - - الحفيد الأخير لمالك التّاريخ (المخطوطة العبريّة))
و هذه هو نص الجزء الهام من الوثيقة:
[في السّنة 43 , استدعى الملك هيرود آغريبا أعضاء محكمة القدس
• الملك هيرود آغريبا ( Herod Agrippa)
• باقتراح من حيرام آبيود ( Hiram Abiud) ,
• و بموافقة موآب ليفي ( Moab Levy) ,
• آدونيرام ( Adoniram) ,
• جوهانان ( Johanan) ,
• يعقوب آبدون ( Jacob Abdon) ,
• آنتيباس ( Antipas) ,
• سولومون آبيرون ( Solomon Aberon) ,
• و آشاد آبيا ( Ashad Abia)
و قال:
ـ الإخوة الأعزّاء , أنتم لستم رجال الملك و معاونيه , بل أنتم دعامة الملك و حياة الشّعب اليهوديّ. حتّى الآن كنتم تابعيه المخلصين , و لكن من هذه اللّحظة ستكونون إخوة. . .
ـ دعونا كلّنا نفهم ثمّ , دعونا لا ننسى , أنّ هذا الاجتماع الجوهريّ لهذه الجماعة الجديدة مبني على أساس الأخوّة. . .
ـ إخوتي , الطّبقة الأرستقراطيّة وأيضًا العامّة قد أدركت الثّورة الروحية و السّياسيّة التي سببها ظهور يسوع بين النّاس , و بخاصّة بيننا نحن الاسرائيليين.
ـ لقد لاحظنا القوّة الكبيرة فيه , و التي أعطاها أيضاً لتلك المجموعة التي سمّاها تلاميذ. أنشأ الجمعيّة التي سمّاها دين , و التي سُمّيت أيضاً بواسطتهم. هذا الدّين المُفترَض على بُعد خطوة من قلب أسس ديننا و تدميره. . .
ـ نسب إلى نفسه موهبة النبوءة وقوّة إجراء المعجزات. لقد ادّعى بأنّه المسيح الموعود و الذي أعلن أنبياؤنا عن مجيئه , مع أنّه ليس إلا رجلاً عادياً مثل باقي النّاس , المجرّدين من أيّ سمة للرّوح الإلهيّ , و المنسحِب إلى أقصى البعد من استقامة عقيدتنا اليهوديّة التي نحن مصرّين على عدم الانسحاب منها و لا حتى نقطة واحدة.
ـ لن نعترف أبداً على شخص كالمسيح , ............ ، نعرف أن المسيح الموعود لم يحل بعد بيننا , ولا حتى اقترب موعد مجيئه. و لم نرَ أية علامة تبرهن على مجيئه. إذا ارتكبنا خطأ و سمحنا لشعبنا أن يتبعه و خُدِعوا , ندين أنفسنا بجريمة فادحة.
ـ " ... صلبناه , مات ودفنّاه , و تركنا الحرّاس ليحرسوا القبر. لكنه ادُّعِيَ بأنه اُرْتُفِعَ، و انبعث من جديد , أُحيي! ... اختفى بطريقة مجهولة , بالرّغم من الحذر الشديد و المتحمّس وبالرغم من الإغلاق التام و السريّة المطلقة. . .
ـ كانت مغادرته القبر , ياأصدقائي , ضربةً حاسمةً لمنافسيه , و كانت حافزاً قوياً لتشجّع تلاميذه وأتباعه،وبالاستمرار في نشر تعاليمه و أن يثبتوا تأكيد لاهوته. . .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/488)
ـ و مهما كان , فإننا لن نتعرّف على دين آخر غير ديننا , الدّيانة اليهوديّة التي قد ورثناها من أجدادنا. ينادينا الواجب لحفظه حتّى وقت النّهاية. [
ـ تلك الصّدمة لم نُتَوَقَّع أبدًا. تلك القوّة الغامضة لم يكن أحّد ليحلم به. هاجمها آباءنا وسنستمرّ في مهاجمتها. بالرّغم من كل شيئ , مدهش! زيادة عددهم. لاحظوا معي كيف الابن يُفْصَل عن الأب , الأخ عن أخيه , الابنة عن أمّها , جميعهم وهبوا أنفسهم للانضمام إلى تلك المجموعة. يحيط هذا الأمر سرّ عظيم. كم من الرجال , كم من النساء , كم من العائلات بالكامل قد تركوا الدّيانة اليهوديّة لكي يتبعوا هؤلاءالمحتالين , هؤلاء الموالين ليسوع. كم مرّة هُدِّدُوا من قبل الكهنة و السّلطات , و لكن بلا جدوى] "تبديد الظّلام:أصل الماسونيّة "ـ لورانس لورانس ـ , صفحة 45 - 47).
تعليق على الوثيقة 2)
كان الاسم الأصليّ للماسونية القديمة " القوّة الخفية "
• حيرام آبيود , مستشار الملك الذي كان المؤسّس الحقيقيّ للماسونية القديمة , هو الذي اقترح اسم الجمعيّة القوّة الخفية حسب هذه الوثيقة،و كان هذا سببه:
• " ... يبدو أن هنالك يد , قوّة , سّر , مجهول , و الذي يعاقبنا بدون أن نقدر على المقاومة. يبدو أننا قد فقدنا كلّ قوّتنا للدّفاع عن ديانتنا و عن وجودنا نفسه.
• جلالتكم , على أساس الدليل بأنه ليس هنالك من وسائل فعّالة لإدراج أفكارنا , ولا أمل ثابت لمهاجمة تلك القوّة , و التي بالتّأكيد غامضة , فحينها ليس هنالك قَسَم آخر غير إنشاء قوّة غامضة , شبيهة بتلك (لمهاجمة اللّغز باللّغز) و قد توصّلت إلى نّتيجة بأنه من واجبنا الحتميّ , إلا إذا كانت لديك فكرة أفضل , لإنشاء جمعيّةً ذات تأثير أكبر بحيث تجمع القوى اليهوديّة المهدّدة بتلك القوّة الغامضة. من اللائق أن لا أحد يعرف أي شيء عن هذه الجمعية , مبادئها وأعمالها. فقط هؤلاء الذين جلالتكم قد تختارهم كمؤسّسين , هؤلاء فقط سيعرفون سرّ المؤسّسة. "تبديد الظّلام:أصل الماسونيّة "ـ لورانس لورانس ـ (صفحة 43).
3) القَسَم المخيف للأعضاء:
التّسع مؤسّسين كان عليهم أن يقسموا قسمًا مفزِعًا:
) أنا , (فلان , ابن فلان) , أقسم باللّه , بالكتاب المقدّس و شرفي , و قد أصبحت عضواً من تسع مؤسّسين للجمعيّة , القوّة الخفية , ألزم نفسي يأن لا أخون إخوتي الأعضاء فيأي شيئ قد يضرّ بشخصهم , ولا لخيانة أي شيء بخصوص قرارات الجمعيّة. ألزم نفسي بأنأتّبع مبادئها , و أن أدرِكَ جيداً القرارات المتتالية المعتَمَدة من قِبَلكم , التّسع مؤسّسون , بالطّاعة و الدّقّة , بالحماسة و الإخلاص. ألزم نفسي أن أعمللزيادة في عدد أعضاءها. ألزم نفسي بأن أهاجم أيّ شخص يتّبع تعاليم يسوع الدجّال ولمكافحة أتباعه حتّى الموت. ألزم نفسي بألا أفشي أياً من الأسرار التي حُفِظَتبيننا, نحن التّسع: لا بين الدّخلاء و لا بين الأعضاء المنتسبين.
إذاارتكبت اليمين الكاذبة و خيانتي مؤكّدة في أننيّ قد كشفت أياً من الأسرار أو أي نصٍّ من نصوص القوانين المحفوظة حفظاً بيننا و بين ورثتنا , فعندها سيكون لدى لجنةالثمانية كل الحقّ بقتلي بكلّ الوسائل المتاحة). (صفحة 51 - 52).
4) معنى أدوات و رموز الماسونية:
• شرح الملك أغريبا معنى الأدوات و الرّموز التي استُخدِمَت في الماسونية:
) تعرفون الآن بأننا يجب أن نجعل الجميع يعتقدون بأن جمعيّتنا قديمة جدّاً ... سنؤكّد هذا الغشّ باستعمالأدوات البناء التي استعملهل حيرام ( Hiram) المهندس المعماريّ في بناء (هيكلسليمان) , مثل الكوس (زاوية النجّار) , البوصلة , الجاروف , الموازين , المِطرقة , إلخ , كلّ الأشياء المصنوعة من الخشب و التي كان حيرام ابيف ( Hiram Abiff) يملكها. (صفحة 62).
" ... كلّ جلسة ستُفتَتح بالضرب ثلاث مرّات بالتّتابع بهذه المطرقة ,, لهذا سنتذكّر إلى الأبد خلال القرون الآتية , أننا قد صلبناه , و بهذه المِطرقة قد ثبّتنا المسامير في يديه و قدميه , و قتلناه. النّجوم الثلاثة التيترون ترمز إلى الثّلاثة مسامير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/489)
و في داخل جمعيّتنا , سنعمل درجات , كما قد ذكرنا سابقًا. ستكون ثلاثاً و ثلاثين درجة (33) , و ترمز إلى عمر الدجّال ـ (يقصد المسيح عليه السلام) ـ. سنعطي اسماً لكلّ درجة و سنخلق الرّموز المشابهة الأخرى. كانت كلّ هذه الأشياء أفكاري و أفكار الإخوة موآب و حيرام ( Moab and Hiram) . معنى هذه الرّموز السّاخرة لا يجب أن يُدْرَك أبداً , يجب أن يبقى بيننا نحن التسعة. و بالنسبة للإخوة الآخرين أو الأعضاء المنتسبين فرؤيتهم لهذه المرافق و الأدوات كافية لجعلهم يعتقدوا بأن الجمعيّة قد أُنْشِئَتْ في زمن سليمان ( Solomon) أو حتى في أوقات سابقة. (صفحة 64).
يمكن لأي أخ أن يقترح رمزًاجديدًا.
ماذا تفكّرون و تلاحظون , أيها الإخوة , بخصوص ما قد قدّمته لكم؟
وافق الرجال الستة بدون اعتراض , و سُجّل كل شيء. (من المخطوطة الأصليّة: 6 رجال و الثّلاثة مقترحون: الملك , موآب و حيرام).
ثمّ قال الملك: دعونا نبتهج! دعونا نبدأ الزحف على طريق الانتصار! دعونا نأخذ خطواتنا الثّلاثة الأولى! دعونا نضرب ثلاث مرّات بهذه المِطرقة المنتصرة , برمز الموت لعدوّنا الدجّال , رمز تأسيس مبادئنا المحترمة بأننا سنصلّح بمسامير الأخوّة و الاتّحاد! دعونا كلّنا نصرخ بالفرح: إلى الأمام إلى النّصر! (صفحة 64)
أثناء الجلسة الأولى , خلق التّسع مؤسّسون أيضًا رمزًا جديدًا: المريلة التي رمزت إلى حماية الملابس من الطّين. هذا و مع الأدوات الماسونيّة جميعها الهدف منها هو إخفاء الغرض الحقيقيّ وللتأكيد (المُزيّف) بأن هذه الجمعية تعود للعصور القديمة. (صفحة 64).
قال الملك الرئيس: أنا , مع سلطتي كرئيس (و ليس كملك) منحت الدّرجة (33) لكلّ واحد منكم , الدرجة الأعلى في جمعيّتنا. . . . منذ يُتّم أخونا حيرام من أبيه منذالطفولة , و عدم معرفته لأحد غير أمّه الأرملة , أتقدّم لأدعو جمعيّتنا, الأرملة ( The Widow) , و أطلب موافقتكم. من الآن فصاعدًا سيكون اسم المؤسّسين أبناءالأرملة ( The Sons of the Widow) . سيسمّي كلّ عضو للجمعيّة نفسه ابنًا للأرملة حتّى نهاية الزمان لأننا نعتقد أن جمعيّتنا ستعيش حتّى نهاية الزمان. (صفحة 65).
هذه الوثيقة خرجت من ضئضئ الماسونية و من سلالة أولئك المؤسسين، و لكن هناك من يشكك في مصداقيتها، و نستطيع أن تقرأ جُملاً كاثوليكية خلال سطور الوثيقة.
ولكن على العموم سواءٌ صحت هذه الوثيقة تاريخياً أم لم تصح، فإن اليهودية المحرفة أخذت على عاتقها محاربة الأديان السماوية:المسيحية ثم الإسلام كما حرفوا التوراة من قبل، كما تولى اليهود الفريسيون كبر تلك المؤامرات، بل إن القرآن الكريم يحدثنا عن بني اسرائيل و يفضح مخططاتهم بما ينبئ عن بقائهم على مكرهم و كيدهم للإسلام و المسلمين بل و للإنسانية جمعاء إلى قيام الساعة.
و قد عملوا على محاربة الحنيفية السمحة، و نشر الالحاد و الشرك و الفساد، و الوثنية و كذلك النحلة الشيطانية التي ورثوهما من أسلافهم الوثنيين، و كذلك من البابليين و المصريين، و ذلك من خلال ما يلي:
1ـ التنكيل بالمسيحيين واغتيالهم وتشريدهم.
2ـ منع النصرانية الحقة من الإنتشار.
3ـ رأت القوة الخفية اليهودية الفريسية أن خير طريقة لتحريف النصرانية هو التسلل إليها عبر تظاهر بعض الفريسيين باعتناق النصرانية، و لذلك فقد رأت أن تستعين باليهودي الفريسي شاول الطرطوطوسي الحبر الفريسي الناشط، و المتمكن من الثقافات و الفلسفات و المذاهب الفكرية المختلفة، و الذي عرِف في الديانة المسيحية باسم " بولس " الرسول.
4ـ كما عملت القوة الخفية بعد تسلل عملائها إلى الديانة النصرانية على فصل النصرانية عن الديانة اليهودية و التوراة " العهد القديم "، و ذلك لضمان عدم تأثيرهم على الشعب الاسرائيلي.
5ـ تحريف النصرانية، و نشر عبادة الشيطان و الوثنية من خلالها، و ذلك بتعظيم عالم الكهنوت الشيطاني المضاد لعالم الملكوت الرباني، ليتمكنوا من ترويج النحلة الشيطانية عبر النصرانية المحرفة في أوربا الوثنية، و ذلك من خلال تعظيم قدرات الشيطان في الديانة المسيحية المحرفة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/490)
6ـ قام الفريسيون ببث الفكر الوثني، و طمس الحنيفية، و نزع التوحيد من النصرانية، و ذلك من خلال بثهم لمختلف الثقافات و الفلسفات الوثنية و التي كان شاول يتقنها جيدا، لإبعاد النصارى عن رسالة السماء و وسائل و أسباب النصر، و حرمانهم من الخلاص رالأبدي.
7 ـ استعان شاول "بولس" بالثقافة و الاساطير الاغريقية في تقرير طبيعتي المسيح الإلهية و البشرية ـ التي زعمهما ـ، و كذلك في فكرة الأقانيم التي نقلها إلى المسيحية، فمن المعلوم أن الفلسفة اليونانية لا سيما الافلاطونية منها تمهد للوثنية بتبريرات جاهزة للميثولوجيا الاغريقية حيث تضع وسيطا بين الإله المتعالي الواحد المنزه التنزيه الكامل، وبين الكون والإنسان• حيث ينادي أفلاطون "بضرورة التمييز بين الإله المتعالي، وبين الإله الصانع الذي يرجع إليه صنع العالم وتدبيره "، وقد انتشرت هذه الفكرة بعده واتخذت صيغا مختلفة لدى التيارات التي يجمعها اسم ''الأفلاطونية المحدثة''.
8 ـ كما استعان بالثقافة الهندوسية في التمهيد لبذر عقيدة التثليث.
9ـ وقد قامت الماسونية منذ أيامها الأولى على المكر والتمويه والإرهاب حيث اختاروا رموزاً وأسماء وإشارات للإيهام والتخويف
10ـ كانت منظمة "القوة الخفية " تسمى في عهد التأسيس (القوة الخفية) ومنذ بضعة قرون تسمَّت بالماسونية لتتخذ من نقابة
"البنائين الأحرار" لافتة تعمل من خلالها، ثم التصق بها هذا الاسم دون حقيقته.
د ـ كانت معظم تجارة أوربا في العصور المظلمة في أيدي اليهود، وخاصة "تجارة الرقيق"، و كان لدى التجار والمرابين اليهود ميل شديد للتخصص بالتجارة، و ساعدهم على ذلك مهارتهم وانتشارهم في كل مكان، و كانوا يلجؤون إلى حيل و أساليب سرية و معقدة لاستغلال الشعوب الاوربية، و نشر الفساد فيها.
ـ ولليهود تاريخ قديم في الربا في أوربا خاصة، فقد أصدر الحاكم الروماني يوستنيانوس الأول (483 - 565م) القوانين المدنية لوضع حد لممارسات اليهود التجارية غير المشروعة، لكن ذلك لم يضع حدا لتلك النشاطات.
ـ وقد أسهم المرابون اليهود في "انحطاط الامبراطورية الرومانية" بما أحدثوه من التأثيرات المفسدة للتجارة و للمجتمع، مما أسهم في القضاء عل تلك الامبراطورية.
ـ وانتشرت السيطرة اليهودية على التجارة، حتى صارت اقتصاديات دول أوربا بأيديهم، وآثار السيطرة واضحة في عملات قديمة بولونية وهنغارية تحمل نقوشا يهودية.
ـ في عام 1215م عقدت الكنيسة الكاثوليكية المؤتمر المسكوني الرابع، وكان الموضوع الأساس هو التعديات اليهودية في سائر الأقطار اليهودية، فأصدروا القرارات والمراسيم للحد من الربا الفاحش الذي كان يمارسه اليهود ..
كما أصدروا قرارات بتحديد إقامة اليهود في أحياء خاصة بهم، ومنع استعمال المسيحيين كوكلاء أو أجراء، والمسيحيات كخدم، كما منعتهم من بعض العمليات التجارية، ولكن الكنيسة بكل سلطانها مدعومة بزعماء الدول لم تستطع أن تخضع سادة المال للقوانين، بل شرعوا في التخطيط لإضعاف الكنيسة وفصلها عن الدولة، ومن ثم أخذوا يبثون فكرة العلمانية واللادينية بين العامة.
ـ لما لم تجد معهم الوسائل القانونية، لجأت دول أوربا إلى طردهم من البلاد، فقد طردتهم فرنسا عام 1253م فتوجهوا إلى إنكلترا وتمكنوا من السيطرة على كبار رجال الدولة والنبلاء والإقطاعيين والمصرف لاحقا ..
ـ ثم إن الملك إدوارد الأول أصدر قانونا حرم بموجبه على اليهود ممارسة الربا، ثم استصدر من البرلمان عام 1275م قوانين خاصة بهم، سميت: "الأنظمة الخاصة باليهود" كان الهدف منها تقليص السيطرة التي يمارسها المرابون على مدينيهم، من اليهود والمسيحيين، وقد جرب اليهود تحدي هذه القوانين، فعاقبهم الملك بطردهم من إنكلترا، وكان ذلك بدء مرحلة "الإجلاء الأكبر" كما يسميه المؤرخون ..
ـ بعدها سارع ملوك أوربا إلى الاقتداء به، فطردتهم كل من فرنسا وسكسونيا وهنغاريا وبلجيكا وسلوفاكيا والنمسا والأراضي المنخفضة (هولندا) ثم أسبانيا في الفترة ما بين 1306 - 1492م.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/491)
هـ ـ بعد طردهم من بلدان أوربا أرسل شيمور حاخام مقاطعة آرس إلى الحاخام الأكبر في الاستانة يستنصحه فجاء الرد في تشرين الأول من عام 1489م بإمضاء أمير اليهود ينصح رعاياه باتباع وسيلة "حصان طروادة"، وينصح بجعل أولادهم قساوسة وكهنة ومعلمين ومحامين وأطباء، حيث سيتمكنون من الدخول إلى عالم المسيحية وتقويضه من الداخل، و هذه الوثيقة محفوظة، و لعلها أقدم وثيقة يهودية ثابتة تضع الخطوط العريضة الأولى لللماسونية.
و ـ بعد ذلك قامت جمعية "فرسان الهيكل " اليهودية في فرنسا، و هذه هي الحقبة الفرنسية، و كان الهدف منها التمهيد للثورة على الملكية في فرنسا، و ذلك للسيطرة على الأوضاع فيها، كما أنشأت لها فرعا في بريطانيا.
و في عام 1307 تم إعتقال معظم فرسان الهيكل الفرنسيين بقرار من ملك فرنسا و بضغوط من الكنيسة الفرنسية وفر من نجى من الإعتقال إلى العمل السري ونتيجة لهذا قام فرسان الهيكل البريطانيين بالأختباء وتظاهروا بانهم يحترفون البناء وتحولوا بعد ذلك إلى ما يسمى البنائين الأحرار الماسونيين، و قد انتقم اليهود من الفرنسيين بعد ذلك بوقت طويل، فالوثائق والشهادات تدل على أن الثورة الفرنسية (عام 1789م) كانت بفعل اليهود، أو بتعبير أدق بتمويل من الممولين العالميين، من المرابين ملاك المال، سواء كانوا يهودا أصليين أو منتسبين أو غير ذلك؛ لكن الحقائق تؤكد كذلك أن الظروف كانت مواتية لهم، وأنهم أحسنوا استغلال الغضب العارم الذي كانت تكنّه الجماهير في أوربا ضد الكنيسة والإقطاع والملكية، حيث لا يخفى على دارس المعاناة التي تجرعتها شعوب أوربا على يد هذا الثالوث، عندما خدعوها بثلوث آخر هو:
"الحرية، الإخاء، المساواة" ...
ـ البداية الحقيقية للماسونية:
أ ـ الحقبة البريطانية:
ـ نتيجة لاعتقال جمعية "فرسان الهيكل " في فرنسا، اتجه اليهود إلى العمل من خلال فرعهم في بريطانيا.
ـ و في عام 1356 تشكلت شركة "البناؤون الأحرار" في لندن، وتم اختيار كاتدرائية يورك كمقرٍّ للمجموعة.
ـ وبعد ذلك بعشرين سنة أي في عام 1376 تم لأول مرة استعمال كلمة الماسونية حيث تم أختيار 4 اشخاص ليمثلوا البنائيين في لندن في مناقشات هيئة التجارة واطلق الوفد على نفسه البناؤون Masonry ولم يستعمل لاحقة الأحرار آنذاك.
ـ وفي عام 1390 تم كتابة ما يعتبر أول نص ماسوني صريح، وكانت عبارة عن 64 صفحة من الكتابات المكتوبة باسلوب شعري ويوجد هذه النصوص حاليا في المتحف البريطاني [. هناك اعتقاد ان موجة انتشار وباء الطاعون في اوروبا عام 1348 والحرب الداخلية على عرش بريطانيا عام 1453 أدَّت إلى ارتقاء الماسونية إلى حركة منظمة حيث اصبحت هناك تعاليم مفصلة لواجبات العضو و مراسيم قسم الإنتماء وهناك اعتقاد ان هذه المراسيم كانت لها علاقة بعدد ساعات العمل و معدلات الأجور ويعتقد البعض ان الأمر كان أكثر عمقا من مراسيم نقابية لمجموعة من العمال].
ـ وفي عام 1425 اصدر الملك هنري السادس ملك إنكلترا مرسوما ملكيا بمنع اقامة التجمع السنوي للماسونيين. وفي 1598 تم تحديد نظام هيكلي لكيفية إدارة تنظيم البناؤون الأحرار في فرعها في أسكتلندا.
ـ وفي عام 1717 تم تشكيل أول مقر رئيسي للحركة في لندن.
ـ في عام 1723 كتب الماسوني جيمس أندرسون (1679 - 1739) "دستور الماسونية" في 40 صفحة، و هو يتناول ـ كما زعم ـ تاريخ الماسونية من عهد آدم، نوح، إبراهيم، موسى، سليمان، نبوخذ نصر، يوليوس قيصر، إلى الملك جيمس الأول من إنكلترا، وفي الدستور تعاليم وامور تنظيمية للحركة وايضا يحتوي على 5 أغاني يجب ان يغنيها الأعضاء عند عقد الإجتماعات، كما يشير الدستور إلى ان الماسونية بشكلها الغربي المعاصر هو أمتداد للعهد القديم من الكتاب المقدس وان اليهود الذين غادروا مصر مع موسى شيدوا أول مملكة للماسونيين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/492)
ـ في عام 1734 قام مؤسس الولايات المتحدة بنجامين فرانكلين الماسوني العريق بإعادة طبع الدستور، أي بعد 11 سنة من طبعته الأولى، و ذلك بعد أنتخاب فرانكلين زعيما لمنظمة الماسونية في فرع بنسلفانيا، وكان فرانكلين يمثل تيارا جديدا في الماسونية وهذا التيار اضاف عددا من الطقوس الجديدة لمراسيم الأنتماء للحركة واضاف مرتبة ثالثة وهي مرتبة الخبير Master Mason للمرتبتين القديمتين، المبتدئ و أهل الصنعة.
ـ المنعطف الرئيسى الآخر في تاريخ الحركة كانت في عام 1877 عندما بدأ فرع الماسونية في فرنسا بقبول عضوية الملحدين والنساء إلى صفوف الحركة واثار هذا الخلاف نوعا من الأنشقاق بين فرعي بريطانيا و فرنسا.
ـ و في عام 1815 اضاف الفرع الرئيسي للماسونية في بريطانيا للدستور نصا يسمح للعضو باعتناق اي دين يراه مناسبا وفيه تفسير لخالق الكون الأعظم وبعد 34 سنة قام الفرع الفرنسي بنفس التعديل.
ـ وفي عام 1877 تم اجراء تعديلات جذرية على دستور الماسونية المكتوب عام 1723 وتم تغيير بعض من مراسيم الأنتماء للحركة بحيث لايتم التطرق إلى دين معين بحد ذاته وان كل عضو حر في اعتناق ما يريد شرط ان يؤمن بفكرة.
ـ الحقبة الألمانية:
أما المرحلة الثانية للماسونية ـ بشقِّها النوراني ـ فتبدأ سنة 1770م عن طريق آدم وايزهاويت المسيحي الألماني (ت 1830م) الذي ألحد واستقطبته الماسونية ووضع الخطة الحديثة للماسونية بهدف السيطرة على العالم وانتهى المشروع سنة 1776م، ووضع أول محفل في هذه الفترة و سمَّاه: (المحفل النوراني) نسبة إلى الشيطان الذي يقدسونه.
ـ وكان الذي استقطب وايز هاوبت آمشل ماير باور مؤسس دار روتشيلد، و الذي خطط للسيطرة على النقد الأوربي بتولي إصدار العملات، والإشراف على المصارف.
• استطاع وايز هاوبت و من معه استقطاب ألفي رجل من كبار الساسة والمفكرين وأسسوا بهم المحفل الرئيسي المسمى بمحفل الشرق الأوسط، وفيه تم إخضاع هؤلاء الساسة لخدمة الماسونية، وأعلنوا شعارات براقة تخفي حقيقتهم، و من مشاهير الماسونيين • ميرابو، و الذي كان أحد مشاهير قادة الثورة الفرنسية، و مازيني الإيطالي الذي أعاد الأمور إلى نصابها بعد موت وايزهاويت، و قد تميزت الحقبة الألمانية بصيلغة المخططات ليأتي من بعد ذلك الجنرال الامريكي بايك ليضع تلك المخططات موضع التنفيذ على أرض الواقع.
فكرة المجمع النوراني:
من المعروف أن حاخامات اليهود، يزعمون لأنفسهم السلطة المطلقة في تفسير ما يسمونه المعاني السرية للكتابات المقدسة، وذلك بواسطة إلهام إلهي خاص .. وليس لهذا الادعاء أهمية تذكر في حد ذاته، إذ لم يكن بيد هؤلاء جمعية بوسيلة ليضعوا ما تلقوه في الوحي موضع التنفيذ ..
و في عام 1770 بدأت بذور فكرة إقامة مجمع شيطاني على يد مجموعة من عبدة الشيطان من اليهود الفريسيين "الربانيين"، و كانوا من كبار المرابين و الحاخامات والمديرين والحكماء، فأسسوا مجمعا سريا يعمل على تحقيق أغراضهم، وأسموه: "المجمع النوراني" ( The Illuminati الإليوميناتي).
وكلمة نوراني مشتق من كلمة "لوسيفر" Lucifer التي تعني "حامل الضوء" أو "الكائن الفائق الضياء" .. وكلمة النورانيين تعبير شيطاني يعني حامل النور.
وهكذا فإن المجمع النوراني قد أنشيء لتنفيذ الإيحاءات التي يتلقاها كبار الحاخامين من معبودهم "لوسيفر" [الشيطان] خلال طقوسهم .. وهكذا نرى دقة تسمية المسيح عليه السلام للفريسيين و من شايعهم من اليهود "بكنيس الشيطان" ..
و الغرض من قيام هذا المجمع تدمير جميع الحكومات و الأديان من أجل قيام مملكة الشيطان، و فرض عبادة لشيطان، ويتم الوصول إلى هذا الهدف عن طريق تقسيم الشعوب، و التي يسميها اليهود بالجوييم (لفظ بمعنى القطعان البشرية يطلقه اليهود على البشر من الأديان الأخرى) إلى معسكرات متنابذة تتصارع إلى الأبد حول عدد من المشاكل التي تتولد دونما توقف، اقتصادية وسياسية وعنصرية واجتماعية وغيرها. ويقتضي المخطط تسليح هذه المعسكرات بعد خلقها، ثم يجري تدبير (حادث) في كل فترة يكون من شأنه أن تنقض هذه المعسكرات على بعضها البعض فتضعف نفسها محطمة الحكومات الوطنية والمؤسسات الدينية، و بعد تدمير جميع الممالك و الأديان الجوييمية يقوم النورنيون ببناء مملكة الشيطان في جميع أنحاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/493)
العالم، و سيأتي ارتباط هذا المبدأ بمصطلحي "النظام العالمي الجديد " و " العولمة " الامريكيين.
الغلاف النخبوي في إيقاع الأعضاء الجدد:
يدعي النورانيون أن هدفهم هو الوصول إلى حكومة عالمية واحدة تتكون من ذوي القدرات الفكرية الكبرى مما يتم البرهان على تفوقهم العقلي، واستطاع وايز هاوبت بذلك أن يضم إليه ما يقرب الألفين من الأتباع في وقت قصير، من بينهم أبرز المتفوقين في ميادين الفنون والآداب والعلوم والاقتصاد والصناعة، وعند ذلك أعلن هاوبت تأسيس محفل الشرق الأكبر ليكون مركز القيادة السري لرجال المخطط الجديد.
و لذلك اختار وايز هاوبت اعضاءً من الأساتذة في الجامعات والمعاهد العلمية لكي يولوا اهتمامهم إلى الطلاب المتفوقين عقلياً والمنتمين إلى أسر محترمة ليولدوا فيهم الاتجاه نحو الأهمية العالمية وتدريب هؤلاء مع الشخصيات التي تسقط في شباك النورانيين لاستخدامهم كعملاء بعد إحلالهم في المراكز الحساسة خلف الستار لدى جميع الحكومات بصفة خبراء أو اختصاصيين، بحيث يمكنهم خدمة المخططات السرية لمنظمة العالم الواحد، وتدمير جميع الأديان والحكومات.
ويلقن هؤلاء في دراسة خاصة أن تكوين حكومة واحدة عالمية هو الطريق إلى الخلاص من الحروب، وأن الأشخاص ذوي المواهب والملكات العقلية الخاصة لهم الحق في السيطرة على الأقل ذكاء، لأن الجوييم يجهلون ما هو صالح لهم جسديا وعقليا وروحيا.
وقد كانت ثمة مدارس تقوم بهذه المهمة، الأولى في بلدة غوردنستون في أسكتلندا، والثانية في بلدة سالم في ألمانية، والثالثة في بلدة آنا فريتا في اليونان.
و يستطيع النورانيون ـ إثر ذلك ـ استغلال التغيرات الجذرية في علوم الطبيعة باسم "المنهجية العلمية "،، وكانت البداية بطبيعة الحال في أوربا، المكان الذي انطلقت منه الاكتشافات والمخترعات .. و قد كان فريق الشيطان متأهبا مقتنصا لهذه الفرصة، فاستطاع استغلال كل المخترعات والاكتشافات وتوظيفها لتحقيق الأهداف الشيطانية في السيطرة على العالم بعد اقناع الأعضاء بضرورة تدمير جميع الحكومات والأديان الموجودة من أجل دين عالمي موحد، تحت ظل نظام عالمي موحد.
العقيدة النورانية:
كتب بايك الرئيس الروحي للنظام الكهنوتي النوراني الشيطاني رسالة بتاريخ 14 تموز 1889م إلى رؤساء المجالس العليا التي شكلها، وفيها أصول العقيدة الشيطانية فيما يتعلق بعبادة الشيطان، ومن ضمن ما جاء في الرسالة: "يجب أن نقول للجماهير أننا نؤمن بالله ونعبده، ولكن الإله الذي نعبده لا تفصلنا عنه الأوهام والخرافات، ويجب علينا نحن الذين وصلنا إلى مراتب الاطلاع العليا أن نحافظ بنقاء العقيدة الشيطانية… نعم! إن الشيطان هو الإله، ولكن للأسف فإن أدوناي (وهذا هو الاسم الذي يطلقه الشيطانيون على الإله الذي نعبده) هو كذلك إله .. فالمطلق لا يمكن أن يوجد كإلهين، وهكذا الاعتقاد بوجود إبليس وحده كفر وهرطقة، أما الديانة الحقيقية والفلسفة الصافية فهي الإيمان بالشيطان كإله مساوٍ لأدوناي؛ ولكن الشيطان، وهو إله النور وإله الخير، يكافح من أجل الإنسانية ضد أدوناي إله الظلام والشر".
وقد أدخل بالفعل عبادة الشيطان في الدرجات السفلى في محافل الشرق الأكبر وفي المجالس البالادية، ويعملون على انتقاء أعضاء مختارين يتم إطلاعهم على الحقيقة الكاملة التي تقول:
- إن الشيطان هو الإله، وأنه مساوٍ تماما لأدوناي، وتنص العقيدة الشيطانية أن الشيطان قاد الثورة في السماء، وأن إبليس هو الابن الأكبر لأدوناي، وهو شقيق ميخائيل الذي هزم المؤامرة الشيطانية في السماء، وأن ميخائيل نزل إلى الأرض بشخص يسوع لكي يكرر على الأرض ما فعله في السماء، لكنه فشل.
- ومن مبادئهم أن الأرواح لا تنجو إلا إذا انحدرت إلى الدرك الأسفل من الخطيئة.
وعند انضمام عضو جديد يجبر على الحلف أيمانا مغلظة بالخضوع المطلق الشامل لرئيس مجلس الثلاثة والثلاثين، والاعتراف بمشيئته مشيئة عليا، لا تفوقها مشيئة أخرى على الأرض كائنة من كانت. وصيغة القسم، وهو:
" أقسم بأن أطيع رئيس مجلس الثلاث والثلاثين طاعة ليس لها حدود، وأقسم بأن لا أعترف بسلطة إنسان فوق سلطته".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/494)
ومن هدفهم البعيد الإعداد لمجيء مسيح اليهود لتخليصهم، وعندها ستتمكن الحكومة المركزية الموجودة في فلسطين من فرض الحكم الدكتاتوري على جميع شعوب وأمم العالم.
هيكلية المجلس الأعلى للمجمع النورانيّ
وكان المجلس الأعلى للمجمع النورانيّ مؤلفا من ثلاثة عشر عضوا .. ويشكل هؤلاء اللجنة التنفيذية لمجلس "الثلاثة وثلاثين".
ويدّعي رؤوس المجمع النوراني اليهوديّ امتلاك المعرفة السامية، فيما يتعلق بشؤون الدين والعقائد والاحتفالات الدينية والطقوس ..
ـ آلية قيام المجمع النوراني "كنيس الشيطان ".
1ـ ذكرنا أن بداية بذور فكرة المجمع النوراني كانت في عام 1770 على يد مجموعة من عبدة الشيطان من اليهود الفريسيين "الربانيين"، و كانوا من كبار المرابين و الحاخامات والمديرين والحكماء. ..
2ـ قام المجتمعون بتنظيم مؤسسة روتشيلد لمراجعة وإعادة تنظيم البروتوكولات القديمة على أسس حديثة.
3 ـ و لذلك وفي نفس العام استأجر المرابون (اليهود) آدم وايز هاوبت، و الذي كان أستاذاً يسوعياً للقانون في جامعة انفولد شتات، ولكنه ارتد عن المسيحية ـ بعد طرد الكنيسة له لنشاطاته السياسية المريبة ـ ليعتنق المذهب الشيطاني. والهدف من هذه البروتوكولات هو التمهيد لكنيس الشيطان للسيطرة على العالم، كما يفرض المذهب الشيطاني، وأيديولوجية على ما تبقى من الجنس البشري بعد الكارثة الاجتماعية الشاملة التي يجري الإعداد لها بطرق شيطانية طاغية
4 ـ في عام 1773م اجتمع ماير روتشيلد في فرانكفورت باثني عشر رجلا من كبار الأثرياء والمتنفذين وعرض عليهم طريقة السيطرة على ثروات العالم .. وبعد أن عرض عليهم مخططه العام، انتقل إلى قراءة وثيقة تحتوي على خطة عمل المنظمة بعناية ..
5ـ وفي عام 1776 نظم وايز هاوبت جماعة النورانيين لوضع المؤامرة موضع التنفيذ، وتقتضي خطة وايز هاوبت ـ والمنقحة من أتباعه النورانيين -استعمال الرشوة بالمال والجنس للوصول إلى السيطرة على الأشخاص الذين يشكلون المراكز الحساسة على مختلف المستويات في جميع الحكومات وفي مختلف مجالات النشاط الإنساني. ولما كانت فرنسا وإنكلترا أعظم قوتين في العالم في تلك الفترة، أي نهاية القرن الثامن عشر، أصدر وايز هاوبت أوامره إلى جماعة النورانيين لكي يثيروا الحروب الاستعمارية لأجل إنهاك بريطانيا وإمبراطوريتها، وينظموا ثورة كبرى لأجل إنهاك فرنسا، وكان في مخططه أن تندلع هذه الأخيرة في عام 1789.
انكشاف المخطط النوراني:
. في عام 1784 وضعت مشيئة الله تحت حيازة الحكومة البافارية براهين قاطعة على وجود مؤامرة خطيرة، حيث اكتشفت الحكومة البافارية و جود مخطط شيطاني يهودي للهيمنة على العالم، ويستدعي هذا المخطط الذي رسمه وايز هاوبت تدمير جميع الحكومات والأديان الموجودة.
عندما أرسل أرسلت وايزهاوبت نسخة من هذه الوثيقة إلى جماعة النورانيين الذين أوفدهم إلى فرنسا لتدبير الثورة فيها، ولكن صاعقة انقضت على حامل الرسالة وهو يمر خلال راتسبون في طريقه من فرانكفورت إلى باريس فألقته صريعا على الأرض، مما أدى إلى العثور على الوثيقة من قبل رجال الأمن، فسلمت الأوراق إلى السلطات المختصة في حكومة بافاريا ..
وبعد أن درست الحكومة البافارية وثيقة المؤامرة أصدرت أوامرها إلى قوات الأمن باحتلال محفل الشرق الأكبر ومداهمة منازل أتباعه، وأقنعت الوثائق الإضافية التي وجدت في هذه المداهمات بأن الوثيقة هي نسخة أصلية عن المؤامرة، وهكذا أغلقت الحكومة محفل الشرق الأكبر عام1785م واعتبرت جماعة النورانيين خارجين عن القانون، وفي عام 1786م نشرت سلطات بافاريا تفاصيل المؤامرة، وكان عنوان تلك النشرة "الكتابات الأصلية لنظام ومذاهب النورانيين" وأرسلت نسخا عنها إلى كبار رجال الدولة والكنيسة، ولكن تغلغل النورانيين ونفوذهم كانا من القوة بحيث تجوهل هذا التحذير.
اندماج النورانية و الماسونية:
كان مركز قيادة المؤامرة النورانية في مدينة فرانكفورت بألمانيا، و ذلك حتى أواخر القرن الثامن عشر، حيث تأسست أسرة روتشيلد واستقرت وضمت تحت سلطانها عددا من كبار الماليين العالميين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/495)
و بعد أن فضحتهم حكومة بافاريا عام1786،انتقل نشاط النورانيين منذ ذلك الوقت إلى العمل في الخفاء و التستر خلف مسمَّى "العالمية"، و كذلك تم نقل مركز قيادة النورانيين و كهنة النظام الشيطاني إلى سويسرا، ولبثوا هناك حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث انتقلوا إلى نيويورك.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - 07 - 07, 06:42 م]ـ
الحقبة الأمريكية
الفترة الأولى = فترة الماسونيين:
لا شك أن دولة الولايات المتحدة الامريكية لم تكن إلا نبتة غُرست و زرِعت بأيدي الماسونيين، ومن الأدلة الدامغة في هذا الموضوع:
1ـ كون 13 شخصية كبرى ممن وقعت على دستور الولايات المتحدة كانوا من الماسونيين.
2ـ مع كون مؤسس الولايات المتحدة بنجامين فرانكلين زعيما لمنظمة الماسونية في فرع بنسلفانيا، بل كان فرانكلين يمثل تيارا جديدا في الماسونية وهذا التيار اضاف عددا من الطقوس الجديدة لمراسيم الأنتماء للحركة واضاف مرتبة ثالثة وهي مرتبة الخبير Master Mason للمرتبتين القديمتين، المبتدئ و أهل الصنعة.
3ـ و كون جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة ماسونياً عريقاً.
4 ـ بل يشترط في كل مرشح للرئاسة أن يكون ماسونياً، و هذا شرط غير مكتوب، و لكن إذا لم يكن المترشح ماسونياً لم يتم ترشيحه.
5ـ بل إن 17 من رؤساء الولايات المتحدة ثبت كونهم من الماسونيين، ومنهم:
جورج واشنطن توماس جيفرسون وليام هاوارد تافت جيمس مونرو
جيمس بوكانان وليام ماكينلي جيمس بولك وورين هاردينغ
فرانكلين روزفلت ثيودور روزفلت أندرو جاكسون هاري ترومان
جيمس غارفيلد جيرالد فورد رونالد ريغان جورج بوش الأب جورج بوش الابن
لم يكن اليهود في بداية الكشوف الجغرافية والفترة التي تلتها يقدرون أن الولايات المتحدة الأمريكية ستصبح دولة قوية في المستقبل تخدم مصالحهم (شأنهم في ذلك شأن كل المستكشفين والمستوطنين الجدد)، وإنما كان جهدهم منصبا في إستغلال حروبها للإثراء وتقسيمها بين الإستعماريتين إنجلترا وفرنسا اللتين يعتبرهما الروتشلديون من ممتلكاتهم الخاصة، وكان تخوف أصحاب المصارف الأوروبيون (وأغلبهم من اليهود) إن بقيت الولايات المتحدة أمة واحدة وحصلت على إستقلالها الإقتصادي والمالي فستنهار سيطرتهم الماليه على العالم. لكن حدث العكس إذ كانت الولايات المتحدة أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى هي الملاذ الآمن لكل تلك الأموال، وكانت خلال حربين عالميتين هي الممول والمستفيد من كل تلك الكوارث بحكم موقعها الجغرافي البعيد عن ميادين المعارك وزخات الرصاص، بينما كانت المصانع الحربية وغير الحربية لا تهدأ .. وإنتاج المزارع لا يبور لوجود متلقفين متلهفين لكل قطعة خبز ألهتهم الحرب عن زرع بذرتها وأهلكت قنابلهم سوق وجذور نبتتها .. وحقق اليهود مكاسب عظيمة في ظل هذا الوضع المأساوي لأوربا والذي خططوا له منذ البدء، والذي لم يكن ليخدم غيرهم .. وتدفق سيلهم إلى العالم الجديد، فبات بذلك المجتمع المزيج الوليد في الولايات المتحدة عرضة لنهش أنيابهم الفتاكة، وخططهم الماكرة الخبيثة المتقنة.
و لقد كانت الولايات المتحدة الامريكية محضناً مثاليا ليهود و للماسون، فغالبية سكان الولايات المتحدة الامريكية من البروتستانت، و هي طائفة مسيحية متصهينة.
1ـ فلقد كان المهاجرون البروتستانت الأوائل إلى أمريكا يؤدون صلواتهم باللغة العبرية، ويطلقون على أبنائهم وبناتهم أسماء أنبياء وأبناء وبنات بني إسرائيل الوارد ذكرهم في التوراة، كما قاموا بفرض تعليم اللغة العبرية في مدارسهم، حيث شبهوا خروجهم من أوربا إلى أمريكا، بخروج اليهود أيام موسى عليه السلام من مصر إلى فلسطين، حيث نظروا إلى أمريكا على أنها (بلاد كنعان الجديدة) أي فلسطين، ونظروا أيضاً إلى الهنود الحمر وهم سكان أمريكا الأصليين على أنهم الكنعانيون العرب وهم سكان فلسطين الأصليين!
2 - عندما أسسوا جامعة (هارفارد) عام 1636م كانت اللغة العبرية هي اللغة الرسمية للدراسة في الجامعة، وفي عام 1642م نوقشت أول رسالة دكتوراه في جامعة (هارفارد) بعنوان (اللغة العبرية هي اللغة الأم).
3 - قامت أمريكا في عام 1844م بفتح أول قنصلية لها في القدس، وهناك بدأت تقارير القنصل الأمريكي تتوالى على رؤسائه، وقد كانت تتمحور حول ضرورة التعجيل في جعل فلسطين وطناً لليهود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/496)
4 - في عام 1891م قام أحد أبرز زعماء الصهيونية المسيحية في ذلك الوقت، وهو القس (ويليام بلاكستون) بعد عودته من فلسطين برفع عريضة إلى الرئيس الأمريكي (بنجامين هاديسون الرئيس رقم 23 للولايات المتحدة) دعاه فيها إلى الاقتداء بالإمبراطور الفارسي (قورش) الذي أعاد اليهود من السبي البابلي إلى فلسطين.
5 - كذلك قام القس (بلاكستون) بعد انعقاد المؤتمر الصهيوني اليهودي الأول عام (1897م) بتوجيه انتقاده إلى زعيم المؤتمر (ثيودور هرتزل) لأنه وجد منه تساهلاً في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين.
ـ و لكن مع ذلك فلم يكن زعماء الولايات المتحدة الأمريكية ـ حتى الماسونيين منهم ـ غير مدركين لهذا الخطر العظيم الذي يتهدد دولتهم الوليدة، ففي خطاب لأحد زعماء الإستقلال (بنجامين فرانكلين) عند وضع دستور الولايات المتحدة الأمريكية عام 1789 جاء ما يلي: "هنالك خطر عظيم يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية و ذلك الخطر العظيم هو خطر اليهود. أيها السادة .. في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية فيها، ولم يزالوا منعزلين لا يندمجون بغيرهم، وقد أدى بهم الإضطهاد إلى العمل على خنق الشعوب ماليا كما هي الحال في البرتغال وإسبانيا ... ومنذ أكثر من سبعة عشر قرنا واليهود يندبون حظهم العاثر، ويعنون بذلك أنهم طردوا من ديار آبائهم، ولكنهم أيها السادة لن يلبثوا إذا أعطتهم الدول المتحضرة اليوم فلسطين أن يجدوا أسبابا تحملهم على ألا يعودوا إليها. لماذا؟!! لأنهم طفيليات، لا يعيش بعضهم على بعض، ولا بد لهم من العيش بين المسيحيين وغيرهم ممن لا ينتمون إلى عرقهم ... إذا لم يبعد هؤلاء عن الولايات المتحدة (بنص دستورها) فإن سيلهم سيتدفق إلى الولايات المتحدة في غضون مائة عام إلى حد يقدرون معه على أن يحكموا شعبنا و يدمروه و يغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دمائنا وضحينا له بأرواحنا و ممتلكاتنا و حرياتنا الفردية , ولن تمضي مائتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول لإطعام اليهود على حين يظل اليهود في البيوتات المالية يفركون أيديهم مغتبطين، و إنني أحذركم أيها السادة أنكم إن لم تبعدوا اليهود نهائيا فسوف يلعنكم أبناؤكم و أحفادكم في قبوركم، إن اليهود لن يتخذوا مثلنا العليا و لو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال، فإن الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط، إن اليهود خطر على هذه البلاد إذا ما سمح لهم بحرية الدخول، إنهم سيقضون على مؤسساتنا و لذلك لا بد من أن يستبعدوا بنص الدستور ".
ـ بل كان الماسونيون أنفسهم كانوا مستائين من سيطرة المصرفيين اليهود المطقة، يقول الرئيس الأمريكي الماسوني توماس جيفرسون (الرئيس رقم 3 للولايات المتحدة):
"أنا أؤمن بأن هذه المؤسسات المصرفية أشد خطرا على حرياتنا من الجيوش المتأهبة، وقد خلقت بوجودها أرستقراطية مالية أصبحت تتحدى بسلطانها الحكومة، وأرى أنه يجب استرجاع امتياز إصدار النقد من هذه المؤسسات وإعادتها إلى الشعب صاحب الحق الأول فيه".
ومع حلول عام 1881م موعد تجديد الامتيازات لمصرف أميريكان، وجه ناثان أمشيل روتشيلد، والذي كان يسيطر على جماعة أصحاب المصارف العالميين التحذير التالي "إما أن توافق الحكومة الأميريكية على طلب تجديد امتياز مصرف أميريكا، وإلا فإنها ستجد نفسها فجأة متورطة في حرب مدمرة".
لم يصدق الأمريكيون هذا التحذير .. لكنه كان جادا .. فوقعت الحرب من قبل بريطانيا التي يسيطر عليها أصحاب المصارف، وكان الهدف إفقار الخزينة الأمريكية، إلى حد تضطر معه إلى طلب السلم والمساعدة المالية، وقرر روتشيلد أن المساعدة مشروطة بتجديد الامتياز .. وهكذا نجحت خطته، غير مبال بالقتلى من النساء والأطفال والكبار!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/497)
وكان الرئيس الأمريكي توماس ويلسون (الرئيس رقم 28 للولايات المتحدة) يسير تحت إرشادات بنك (كوهين لوب) الذي مول انتخابه للرئاسة .. يقول: "تسيطر على أمتنا الصناعية (كما هي الحال في جميع الدول الصناعية الكبرى)، أنظمة التسليف والقروض، ويرجع مصدر هذه القروض إلى فئة قليلة من الناس تسيطر بالتالي على نماء الأمة، وتكون هي الحاكمة في البلاد، ولهذا لم تعد الحكومات، حتى أشدها سيطرة وتنظيما وتحضرا تعبر عن الأكثرية التي تنتخبها، ولكنها في الحقيقة تعبر عن رأي ومصالح الفئة القليلة المسيطرة".
ويقول الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت (الرئيس رقم 32 للولايات المتحدة) "إن ستين عائلة أمريكية فقط هم الذين يتحكمون باقتصاد الأمة .. ويعاني ثلث الشعب الأمريكي من سوء المسكن والمأكل والملبس"، ويقول أيضا "إن عشرين بالمئة من العاملين في مشاريع W.P.A في حالة يرثى لها من سوء التغذية، حتى إنهم لا يستطيعون العمل اليومي بكاملة .. وإني مصمم على إخراج رجال المصارف (الممولين) من برجهم العاجي". لكن روزفلت تغير، فبعد عمر طويل قضاه في خدمة الرأسمالية مات في بيت أغنى وأقوى رجل في الولايات المتحدة .. اليهودي برنارد باروخ .. الرجل الذي بقي مسيطرا على البلاد من خلف الستار لأربعين عاما.
الفترة الثانية = فترة النورانيين:
لنعد بالذاكرة إلى ألمانيا قليلاً، فلكي يحافظ وايزهاوبت على برنامجه التدميري رأى أن يمتزج مع الماسونيين الذين يجدون مطلق الترحيب في الأوساط البروتستانتية، و ذلك لكون المذهب البروتستانتي صهيوني النزعة يهودي الجذور فبالتالي فهو لا يتعارض كثيرا مع التطلعات الماسونية اليهودية، و بالتالي فإن هذا التحول جعل النورانيين ينشطون في البلدان البروتستانتية مثل الولايات المتحدة و بريطانيا، ثم استراليا و شمال أوربا.
و حينئذ أصدر وايز هاوبت تعاليمه إلى أتباعه بالتسلل إلى صفوف ومحافل جمعية الماسونية الزرقاء، على ألاَّ يُسمح بدخول المذهب النوراني إلا للماسونيين الذين برهنوا على ميلهم للأممية و ظهر في سلوكياتهم ميولٌ نحو العقيدة الشيطانية وتكوين جمعية سرية في قلب التنظيمات السرية، و تم ذلك في مؤتمر فيلمسباد في سنة 1782م حيث امتزجت النورانية بالماسونية.
??!!.
وعندما شرعوا في التمهيد للتسلل إلى المحافل الماسونية في بريطانيا وجهوا الدعوة إلى جون روبنسون أحد كبار الماسونيين في سكوتلندا، والذي كان أستاذا للفلسفة الطبيعية في جامعة أدنبره وأمين سر الجميعة الملكية فيها، ولكن خدعتهم لم تنطل عليه، ولم يصدق أن الهدف الذي يريده العالميون الوصول إليه هو إنشاء دكتاتورية محبة وسماحة، إلا أنه احتفظ بمشاعره لنفسه.، و حين عهد إليه النورانيون بنسخة منقحة في مخطط مؤامرة وايزهاوبت لدراستها والحفاظ عليها، ولكي ينبه الحكومات إلى خطر النورانيين، عمد إلى نشر كتاب سنة 1798م أسماه: "البرهان على وجود مؤامرة لتدمير كافة الحكومات والأديان" ..
وقد طبع الكتاب في لندن آنئذ، ولا تزال بعض المتاحف محتفظة بنسخ منه، ولكن تحذيره تجوهل أيضاً.!!.
وفي التاسع عشر من تموز1798م أوضح دافيد بابن رئيس جامعة هارفارد للمتخرجين النفوذ المتزايد للنورانيين في الأوساط الدينية والسياسية في الولايات المتحدة، بينما كان توماس جيفرسون الرئيس الثالث للولايات المتحدة، و الذي كان نورانياً من النخبة، و كان تلميذاً لوايز هاوبت، و هو الذي دافع عن وايز هاوبت عندما أعلنت حكومة بافاريا اعتباره خارجا عن القانون.
ـ وعن طريق جيفرسون تغلغل النورانيون في المحافل الماسونية الامريكية، لينتشروا بعد ذلك خلال جميع المحافل الماسونية العالمية، ليكون بذلك الرئيس جيفرسون أول رئيس نوراني للولايات المتحدة، و لتبتدئ برئاسته فترة النفوذ النوراني في الولايات المتحدة كمحصلة طبيعية لتواجد النورانيين وهم الطبقة العليا من الماسونين هنالك.
وفي عام 1812م عقد النورانيون مؤتمرا لهم في نيويورك تكلم فيه نوراني إنكليزي اسمه رايت، وأعلم المجتمعين أن جماعتهم قررت ضم جماعة من العدميين Nihilist والإلحاديين Atheist وغيرهم من الحركات التخريبية في منظمة واحدة تعرف بالشيوعية ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/498)
وكان الهدف التمهيد لجماعة النورانيين لإثارة الحروب والثورات في المستقبل، وقد عُين كلنتون روزفلت، الجد المباشر لفرانكلين روزفلت، وهوراس غريلي وتشارلز دانا لجمع المال لتمويل المشروع الجديد، وقد مولت هذه الأرصدة كارل ماركس وإنجلز عندما كتبا "رأس المال"، و"البيان الشيوعي" في حي سوهو في العاصمة الإنكليزية لندن.
في عام 1830م مات وايزهاوبت بعد أن ادعى أن النورانية ستموت بموته، ولكي يخدع مستشاريه الروحانيين تظاهر بأنه تاب وعاد إلى أحضان الكنيسة.
وفي عام 1834م اختار النورانيون الزعيم الثوري جيوسيبي مازيني ليكون مدير برنامجهم لإثارة الاضطرابات في العالم ..
وفي عام 1840م جيء إليه بالجنرال الأمريكي بايك الذي لم يلبث أن وقع تحت تأثير مازيني ونفوذه، وتقبل فكرة الحكومة العالمية الواحدة حتى أصبح فيما بعد رئيس النظام الكهنوتي للمؤامرة الشيطانية ..
وفي الفترة ما بين 1859 - 1871م عمل على وضع مخطط عسكري لحروب عالمية ثلاث، وثلاث كوارث كبرى، اعتبر أنها جميعها سوف تؤدي خلال القرن العشرين إلى وصول المؤامرة إلى مرحلتها النهائي ..
وعندما أصبح النورانيون موضعا للشبهات والشكوك بسبب النشاط الثوري الذي قام به مازيني في كل أرجاء أوربا، أخذ الجنرال بايك في مهمة تجديد وإعادة تنظيم الماسونية حسب أسس مذهبية جديدة، فأسس ثلاث مجالس عليا، سماها: "البالادية":
- الأول: في تشارلستون في ولاية كارولينا الجنوبية في الولايات المتحدة.
- الثاني: في روما بإيطاليا.
- الثالث: في برلين.
وعهد إلى مازيني بتأسيس ثلاثة وعشرين مجلسا ثانويا تابعا لها، موزعة على المراكز الاستراتيجية في العالم، وأصبحت تلك المجالس منذئذ مراكز القيادة العامة السرية للحركة الثورية العالمية.
كان مخطط الجنرال بايك بسيطا بقدر ما كان فعالا، كان يقتضي أن تنظم الحركات العالمية:
الشيوعية، والنازية، والصهيونية السياسية، وغيرها من الحركات العالمية ..
ثم تستعمل لإثارة الحروب العالمية الثلاث، والثورات الثلاث:
- وكان الهدف من الحرب العالمية الأولى هو إتاحة المجال للنورانيين للإطاحة بحكم القياصرة في روسيا، وجعل تلك المنطقة معقل الحركة الشيوعية الإلحادية، ثم التمهيد لهذه الحرب باستغلال الخلافات بين الامبراطورية البريطانية والألمانية، هذه الخلافات التي ولدها بالأصل عملاء النورانيين في هاتين الدولتين، وجاء بعد انتهاء الحرب بناء الشيوعية كمذهب واستخدامها لتدمير الحكومات الأخرى وإضعاف الأديان.
- أما الحرب العالمية الثانية فقد كان المخطط لها أن تنتهي بتدمير النازية وازدياد سلطان الصهيونية، حتى تتمكن من إقامة دولة إسرائيل في فلسطين، كما كان من الأهداف المرسومة لها أن يتم بناء الشيوعية، حتى تصل بقوتها إلى معادلة مجموع قوى العالم المسيحي، وإيقافها عند هذا الحد.
- أما الحرب العالمية الثالثة فقد قضى مخططها أن تنشب نتيجة للنزاع الذي يثيره النورانيون بين الصهيونية السياسية وبين قادة العالم الإسلامي، بأن توجه هذه الحرب وتدار بحيث يقوم الإسلام (العالم العربي والمسلمون) والصهيونية (دولة إسرائيل) بتدمير بعضهما البعض، وفي الوقت ذاته تقوم الشعوب الأخرى التي تجد نفسها منقسمة أيضا حول هذا الصراع بقتال بعضها البعض، حتى تصل إلى مرحلة من الإعياء المطلق الجسماني والعقلي والروحي والاقتصادي.
لما مات مازيني عام 1872م عين بايك زعيما ثوريا إيطاليا آخر اسمه أدريانو ليمي خليفة له، وعندما مات ليمي بعد ذلك خلفه لينين وتروتسكي، وكانت النشاطات الثورية لكل هؤلاء تمول من قبل أصحاب البنوك العالميين في بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.
وقد كشفت الأبحاث عن رسائل مازيني بينت عناية كهان النظام الشيطاني بالحفاظ على سرية أشخاصهم وأهدافهم الحقيقية، وقد جاء في رسالة كتبها مازيني لمساعده الدكتور برايد ينشاين قبل وفاته بسنين قليلة:
"إننا نكون جمعية من الإخوة المنتشرين في كل بقاع الكرة الأرضية، ونحن نرغب بكسر كل الأطواق، ولكن هناك واحدا خفيا ولا يشعر به أحد، بالرغم من أنه يثقل بوزنه علينا، من أين جاء هذا الطوق؟، وأين هو؟، لا أحد يعرف، أو على الأقل لا أحد يشير إليه بكلمة، إن هذه الجمعية سرية حتى بالنسبة إلينا نحن الخبراء القدامى في الجمعيات السرية".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/499)
ـ و بعد الحرب العالمية الثانية انتقل النورانيون إلى نيويورك، و أصبح مركز قيادتهم في مبنى هارولد براث، وفي نيويورك حل آل روكفلر محل آل روتشيلد فيما يختص بعمليات التمويل.، لتكون الولايات المتحدة منذ ذلك الوقت هي الدولة الماسونية النورانية المطلقة، و قطب رحى القوى الماسونية في العالم.
ـ وكان الرئيس ترومان (الرئيس 33 للولايات المتحدة) أحد الزبائن الدائمين لدى المحافل الماسونية، ومن المواظبين على إلقاء الخطب فيها، ووصل به الأمر أنه إعتبر التنظيم الماسوني دعامة أساسية من دعائم السلطة الأمريكية، وقد شارك ترومان في يونيو 1949م في مؤتمر الشنايدريين في شيكاغو، وفي سبتمبر من نفس العام حضر المؤتمر العام للحكماء الماسونيين لعموم أمريكا وتحدث فيه أمام المؤتمرين .. ومن الملفت أن طاقم الحكومة التي شكلها ترومان كان محصورا على الماسونيين واليهود (ومعلوم أن اليهود والماسونية وجهان لعملة واحدة) .. وكان مستشار ترومان السياسي الذي لا يفارقه كظله هو اليهودي برنارد باروخ. وكان يشغل منصب قوميسيار الشئون السرية للسياسة الخارجية الأمريكية، ونادرا ما إتخذ ترومان قرارا سياسيا مهما دون مشاركة باروخ الفعلية في صياغته، حتى أنه وصل الأمر بشخصيات سياسية رفيعة كوزير الخارجية جورج مارشال والجنرال بريدلي إلى الرضا بالعمل تحت إمرة باروخ لما يتمتع به من نفوذ لدى الرئيس وحكومته. وبقي التقليد المتبع بأن تشرف المحافل الماسونية على إدارة شئون الدولة ساريا إلى ما بعد ترومان، وكان جميع الرؤساء الأميريكيين من الماسونيين ـ بإستثناء آيزنهاور وكينيدي ونيكسون ـ، و لذلك قتل الثاني بينما أزيح الأخير من الرئاسة.
ـ ويعتبر الرؤساء جونسون وفورد وريجان وبوش (الأب) من أكثرهم حماسا وإخلاصا للماسونية.
ـ كان للمحافل الماسونية دورٌ رئيس في إغتيال الرئيس جون كينيدي الذي عارض فكرة الحرب والتسلح، ومد يده إلى السوفييت للهدنة والمصالحة والتعايش السلمي، وأعرض عن معارضة أصحاب المال والشركات لسياسته تلك .. ولطالما حامت الشبهات في الصحافة الأميريكية حول الماسونيين فجاء اغتياله ليضع حدا لطموحاته السلمية، فأغتيل لفسح الطريق لوصول (الأخ) جونسون الذي كان نائبا له إلى سدة الرئاسة، وليس مصادفة أن جميع أعضاء اللجنة التي شكلها جونسون للتحقيق في إغتيال كينيدي كانوا من الماسونيين .. أما رؤساء اللجنة نفسها فكانوا من (الحكماء العظام) العاملين بمحفل كاليفورنيا، ومن ضمنهم آرل أويبن والسيناتور ريتشارد راسل مؤسس المحفل الكاربوناري (33)، وعضو مجلس الشيوخ جيرالد فورد من المحفل الكاربوناري (465)، والذي اصبح الرئيس رقم (38) للولايات المتحدة. وكما هو معروف فإن هذه اللجنة عملت كل ما بوسعها لطمس الحقيقة وإخفائها.
ـ قام الماسون بدور كبير في إزاحة كل من لم يكن ماسونيا، ولم يكن مستغربا أن اللجنة التي شكلت للتحقيق في فضيحة ووترغيت ( Watergate) في عهد الرئيس الغير ماسوني ريتشارد نيكسون (الرئيس رقم37 للولايات المتحدة الأمريكية) كان على رأسها الماسوني صموئيل أربين من المحفل الكاربوناري (17)، وغالبية أعضائها ماسونيون، وكانت ثمرة أعمالها وصول جيرالد فورد إلى الرئاسة.
ـ ولم يقتصر سعي الماسونيين الأميريكان على السيطرة وتثبيت سلطتهم في أميريكا والعالم فحسب، بل حتى السيطرة على أعمال أبحاث الفضاء، فغالبية رجال الفضاء الأميريكان كانو أعضاء في المحافل الماسونية .. وقد قال العالم الروسي أولغ أناتولفيج بلاتونوف (لقد شاهدت شخصيا في المحفل الماسوني العظيم في دالاس بتكساس صورا في غرفة الهيكل لرجال فضاء أميريكان وهم يؤدون الطقوس الماسونية على سطح القمر، والمعروف أن رجل الفضاء الأمريكي الماسون أدوين أولدرين قد قام بوضع علم فرسان الهيكل الشيطاني على سطح القمر، بالإضافة إلى وضع خاتمين ذهبيين رفض الإفصاح في حينها عما يرمزان إليه .. لكن الصحفيين تمكنوا في وقت لاحق من كشف سر هذين الخاتمين الذين كان يسعى الأبالسة من خلالهما إلى إقامة جسور تواصل مع أرواح مفترضة تعيش على سطح القمر! وقد حظي ذلك بمباركة مسبقة من مدير وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في حينها كلينكنختون، والذي كان يشغل منصب الأمين العام لهيئة الطقوس الأسكتلندية، وهو منصب رفيع جدا في التسلسل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/500)
الهرمي للتنظيم الماسوني)!!
ـ وبالتنسيق مع اليهود شكل الماسونيون الأميريكان (غير اليهود) رأس الحربة في محاربة المسيحية في الولايات المتحدة. وكان البناءون الأحرار قد أخذوا على عاتقهم مهمة تطهير المدارس والمؤسسات الحكومية الأمريكية من الرموز والشعائر المسيحية، وبذلك منع اتباع الديانة المسيحية في أمريكا من وضع إشارة الصليب والتماثيل التي تمثل صلب السيد المسيح على الأراضي التابعة للدولة، فرفعت جميع الصلبان من جميع الأماكن وفرض حظر على صور وتماثيل السيد المسيح في جميع المرافق التعليمية كالمدارس والجامعات. وذهب الماسونيون الأميريكان إلى ابعد من ذلك بكثير فشرعوا بخطة لإعادة كتابة (الكتاب المقدس)، حيث اشرف المزورون الماسونيون من أعضاء المحافل الماسونية على اختصار الإنجيل ورفعوا عنه جميع ما لا يناسب اليهود وكل ما هو ضد الشيطان، ويمكن الحصول على هذه النسخة الجديدة " المزورة" من الإنجيل التي تظهر عليها رموز وإشارات الماسونيين كالاهليج الماسوني ونجمة داؤود في محلات بيع الكتب العائدة للماسونيين. ويعيش المسيحيون الكاثوليكيون في الولايات المتحدة في أجواء من الملاحقة والاضطهاد، فليس بوسعهم مثلا الاحتجاج على الممارسات اللا أخلاقية للشاذين واللوطيين الذين يتكاثرون كالأميبيا في الولايات المتحدة، لأن قوانين أمريكا اليهودية الماسونية تضمن لهم حرية ممارسة تصرفاتهم الشاذة، ووفق هذه القوانين فان كل من يعترض على ممارساتهم يضع نفسه عرضة للسجن والملاحقة.
ـ ومنذ عهد ترومان واليهود يحتلون من 50% إلى 60% من المناصب السياسية الهامة في الحكومة الأمريكية، ناهيك عن شؤون المال والتجارة ووسائل الأعلام والعلوم والثقافة التي تخضع لسيطرتهم الكلية. وكما يقول حاخام المعبد اليهودي في واشنطن آدات إسرائيل: " لا نشعر اليوم في أميريكا بأننا نعيش في الشتات (دياسبورا) بل نشعر وكأننا في وطننا ألام، ونساهم في اتخاذ القرارات في أعلى المستويات. واكبر تحول على هذا الصعيد (حسبما يذكر الحاخام) يعود إلى الإجراءات الهامة التي اتخذتها حكومة بيل كلينتون والتي ساهمت في توسيع نفوذ اليهود في الولايات المتحدة بشكل لم يسبق له مثيل".
ـ كل الرؤساء الأمريكيين والقادة السياسيين الكبار يجدون أنفسهم ملزمين بضرورة إحناء الرأس للحاخام آدات إسرائيل (نبي إسرائيل!) في المعبد اليهودي في واشنطن، الذي يتصدر واجهته العلمان الأمريكي والإسرائيلي. ومن التقاليد الأخرى التي يواظب الرؤساء الامريكان على الالتزام بها هي زيارة إسرائيل ووضع أكاليل الزهور على قبور أعلام اليهود وخاصة مؤسسي الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل وفلاديمير جابوتينسكي، ولم يشذ عن هذه القاعدة أي رئيس أمريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى اليوم.
ويعتبر إحناء الرأس والركبتين للحاخامات اليهود طقسا تعبديا بالنسبة للرؤساء الأمريكيين وخاصة عند قبر مؤسس الحركة الصهيونية ثيودورهرتزل وزميله فلاديمير جابوتينسكي، ولم يمر في تاريخ أميريكا منذ الحرب العالمية الثانية حتى اليوم على رئيس أمريكي شذ مرة عن هذه القاعدة!! لكن هذا ليس كل شيء، فحتى يثبت كل رئيس أمريكي في الوقت الحاضر ولاءه لإسرائيل يتوجب عليه من وقت لأخر اداء دور (شابس – غوي) أمام أحد اليهود المتدينين، فكما هو معروف، فان اليهود (نزولا عند تعاليم دينهم) لا يقدمون على ممارسة أي عمل في أيام السبت حتى ولو كان العمل لا يتعدى إطفاء الشموع إثناء اداء الطقوس الدينية اليهودية. إذن لابد أن يقوم غير اليهود أي (شابس- غوي) بهذه الأعمال!! لذا اصبح من المألوف مثلا أن يتوقف موكب الرئيس الأميريكي في أيام السبت أمام منزل أحد مساعديه من اليهود المتدينين ليدخل بيته مطأطأ الرأس للمشاركة في طقس إطفاء الشموع اليهودي!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/1)
أما بالنسبة للنظام المصرفي الأميريكي فيخضع كليا لسيطرة أصحاب البنوك اليهود المنتشرين في جميع أنحاء العالم، فالمساهمون الرئيسيون في البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (المساهمين من الدرجة الأولي) كلهم من اليهود مثل: روتشيلد (لندن وباريس) - الاخوة لازارس (باريس) - إسرائيل شيف (إيطاليا) - شركة كون لاب (ألمانيا) - فاربورغي (ألمانيا وهولندا) - الاخوة ليمان (نيويورك) - غولدمان وزاكس (نيويورك) - روكفيلر (نيويورك).
ـ يجني رجال البنوك اليهود المنتشرين في كل أنحاء العالم من النظام الاحتياطي الفيدرالي وحده مئات المليارات من الدولارات سنويا. وليس بخاف أن نشاطات البنك الاحتياطي العالمي ليست خاضعة لسلطة الرئيس الأمريكي أو سلطة الحكومة أو وزارة الخزينة الأمريكية .. بل على العكس من ذلك تماما، فهذه الجهات لا تستطيع عمل شيء دون موافقة أصحاب الرساميل اليهود الذين يشرفون على نشاطات هذا البنك!!
ـ كما أن النورانيين يحوكون مخططاً شيطانيا للسيطرة على العالم سياسيا واقتصاديا، ثم ثقافيا واجتماعيا وعلميا، و ذلك باعتماد فكرة العولمة في كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية كامتداد طبيعي لسيطرتهم المتزايدة على امريكا و العالم.
ـ كما قام النورانيون الماسونيون باغتيال الرئيس الأمريكي ابراهام لنكولن الذي قال: "أصبحت السيادة للهيئات والشركات"، وكان عازما على القضاء على جشع المرابين، وبينما كان يحضر استعراضا مسرحيا مساء الرابع عشر من نيسان عام1865م اغتيل على يد اليهودي جون ويلكس بوث، الذي كان على علاقة بأصحاب المصارف.
ـ و كذلك باغتيال الرئيس كنيدي، الذي عارض فكرة الحرب والتسلح، ومد يده إلى السوفييت للهدنة والمصالحة والتعايش السلمي، وأعرض عن معارضة أصحاب المال والشركات لسياسته تلك، فجاء اغتياله ليضع حدا لطموحاته السلمية.
ـ و في فترة النورانيين جعل النورانيون شعارهم على نفس الدولار الأمريكي، وهو عبارة عن هرم في أعلاه عين يشع منها النور:
- و تفسير تلك الرموز الموجودة على الشعار النوراني ما يلي:
أ- أما الهرم فيرمز إلى المؤامرة الهادفة إلى تحطيم الكنيسة الكاثوليكية، وإقامة حكم دكتاتوري تتولاه حكومة عالمية على نمط الأمم المتحدة.
ب - والعين التي في أعلى الهرم و التي ترسل الإشعاعات في جميع الجهات: ترمز إلى وكالة تجسس وإرهاب على نمط الغستابو، أسسها وايزهاوبت تحت شعار الإخوة لحراسة أسرار المنظمة، وإجبار الناس على الخضوع لقوانينها عن طريق الإرهاب.
ج - وفي أعلى الشعار كلمات Annuit Goeptis ومعناها: مهمتنا تكللت بالنجاح.
د - وفي أسفل الشعار كلمات Novus Ordo Seclorum ومعناها: النظام الاجتماعي الجديد.
، وهناك أرقام في قاعدة الهرم مكتوبة بالروماني MDCCLXXVI تعني 1776، تاريخ إنشاء المنظمة، وليس تاريخ إعلان وثيقة استقلال أمريكا؟؟؟.
والجدير بالملاحظة أن هذا الشعار هو نفس الشعار الذي تبناه وايزهاوبت عندما أسس منظمته في أيار 1776، و الذي لم تتبنّه الماسونية، إلا بعد دمج الأنظمة الماسونية بالأجهزة النورانية إبان مؤتمر فيلمسباد في سنة 1782م.
هـ ـ كما أن التاريخ الذي تعنيه الأرقام المحفورة على قاعدته بالحرف الروماني ( MOCCLXXVI) تعني 1776، و هو نفسه تاريخ إعلان إنشاء المنظمة النورانية، وليس تاريخ إعلان وثيقة الاستقلال الأمريكي.
ـ بل حتى فرانسيس سكوت كي (مؤلف النشيد الوطني الأمريكي كان ماسونيا؟.
ـ و كذلك جون سميث (ملّحن النشيد الوطني الأميركي)؟؟. [/ RIGHT][/SIZE]
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[19 - 07 - 07, 07:03 م]ـ
مشكووووور
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - 07 - 07, 07:05 م]ـ
الفترة الثالثة:
فترة الجماجميين:
و قد تأسس نادي أو "جمعية" الجمجمة والعظام في جامعة ييل الأميركية عام 1830، فعندما استقر النورانيون في امريكا كان هناك من المتنفذين من أبنائهم من لا تؤهلهم مداركهم للدخول في الماسونية الكونية ـ بحيث يتحكمون في الدستور الماسوني ـ مع أنهم يُعدُّون لاحتلال مناصب مهمة ـ جورج دبليو بوش مثلاً ـ، فرأت الماسونية إحداث هذه المرنبة الماسونية لإعداد الأجيال الماسونية المتنفذة، و أن تكون تلك الأخوية من خلال جامعة كبيرة وارستقراطية هي جامعة "ييل".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/2)
و حين كان " وليام هـ. راسل" " William H. Russell" طالبا في (جامعة ييل)، و هو من أسرة ثرية امتلكت إمبراطورية تجارة الأفيون في أمريكا ابتعثه النورانيون سنة 1833 إلى ألمانيا بمنحة دراسية لمدة سنة، حيث تصادق هناك مع رئيس جمعية سرية ماسونية كان الموت شعارا لها، وحين عاد إلى أمريكا.
وحينئذ قام "راسل" بتأسيس جمعية سرية أخرى ما زالت هي الأقوى في أمريكا على الإطلاق، ليسموا جمعيتهم بإخوة الموت وبشكل غير رسمي كانت "جمعية الجمجمة والعظام". متخذة بناية مشؤومة دون نوافذ بداخل حرم جامعة ييل أسموها بالقبر، لتضم عددا محدودا كل سنة من طلبة الجامعة، كما أسس العديد من الجمعيات والمنظمات المحلية في ولايته، لا سيما بعد أن وجد الانقلاب الاجتماعي على الماسونية في أمريكا لمَّا تمت تعرية سريتها من قبل وسائل الاعلام "الصحف في ذلك الوقت".
و شعار الجمعية كان عبارة عن عظمتي ساق يعلوهما جمجمة وفي الأسفل يوجد الرقم 322 تعبيراً عن سنة تأسيس الجمعية عام 322 ق. م. زمن الإغريق، ليعاد إحياء الجمعية على يد الماسون عام 1832م في ألمانيا وعام 1882م في أمريكا، ليكون الهدف منها إحكام السيطرة على العالم، حيث يشاع بأنها القلب المعتم لحكومة العالم السرية.
ـ والمواطنون الأمريكيون يشيرون إلى العدد المريب لرجال الجمعية الذين يتدفقون على مواقع القوة والتأثير، سواء استحق منصبه أم لا، ومن أعضائها الرئيس الأميركي الحالي، وأبوه وجده وعمه ونصف عائلته التي تحمست اكثر من غيرها للجماجميين والعظاميين، والعديد من أعضاء الكونغرس ومسؤولي المخابرات الحاليين والسابقين الذين اعترفوا بعضويتهم دون الإدلاء بالمزيد من المعلومات، ورغم ان بوش الابن يتظاهر بعدم استساغة اسلوب نخب الشمال الشرقي الأميركية في العمل ويدعي الانتماء الى تكساس الا انه المثال الكلاسيكي على طريقة عمل تلك الجماعات والنخب المتوارية التي اوصلت الى سدة الرئاسة ثلاثة من اعضائها وعدداً لا يحصى من رؤساء الاجهزة الأمنية والمخابرات، اما بين رجال المال فروكفلر اشهر الاعضاء.
. ـ خلال 170عام من تاريخها، تغلغلت الجمعية إلى جميع مناطق القوة والنفوذ في أمريكا، فيما الانتخابات الرئاسية الأمريكية للعام 2004 كانت محصورة في جمعية الجماجم، فلقد أكد كل من بوش الجمهوري "عضو الجمعية من عام 1968"، ومنافسه الديمقراطي جون كيري "عضو من العام 1966"، في لقاءين منفصلين على قناة CNBC الأمريكية، عضويتهما في هذه الجمعية عشية الانتخابات الرئاسية، بقولهما في حديثين منفصلين: لا نستطيع الحديث عن الجمعية إنها سرية! برغم كونهما من حزبين مختلفين سياسيا، إلا أن الهدف واحد.
ـ في 13/ 11/2004 يصرح رالف نادر لإحدى المحطات الإخبارية عن عضوية المرشحين الرئيسيين لهذه الجمعية معطيا بعض التفاصيل حولها.
ـ الجمعية تقوم سنويا بانتقاء 15 طالب جديد ـ فقط ـ للانخراط بعضوية مدى الحياة بمعدل 811 عضو في وقت واحد يعيشون داخل أمريكا، فهذه "الأخوية السرية" وجدت لتعمل كأرض لتربية الرؤساء المستقبليين، وأعضاء مجلس الشيوخ وقادة الصناعة، وفي مسعاها لخلق "نظام عالمي جديد" يقلص الحريات الفردية ويحصر القوة المطلقة في يد مجموعة صغيرة من العائلات الثرية، نجحت "جمعية الجمجمة والعظام" في اختراق جميع المؤسسات الأمريكية وخاصة الإعلامية في كل أمريكا.
ـ البروتستانت كانوا هم النخبة المفضلة للاختيار للانخراط في هذه الجمعية من بين الطلبة، و منذ عام 1992م ـ في عهد بوش الأب ـ صار يقبل الطلبة الكاثوليك من العرق الأبيض ومن السود والشواذ واليهود والنساء.
ـو هنالك تقريبا أربعة وعشرون عائلة مسيطرة على البلاد من بين المنظمين للجمعية من مثل عائلات " Bush, Bundy Harriman, Lord, Phelps, Rockefeller Taft, and Whitney" ويتدخلون في اختيار الزيجات من داخل مجتمعهم ويتم التضحية بمن يعارضهم.
ـ قناة CNBC الأمريكية أعدت تقريرا مصورا أيضا عن الجمعية التي تم التطرق إليها في فيلم الجماجم، كما في إحدى حلقات المسلسل الكرتوني الهزلي سمبسونز، ويتحدث عن طقوس تقبيل الجمجمة لدى الأعضاء الجدد، بعد أن يتمرغ في الطين وضربه جسديا، في الطقوس تسمع أصوات همسات صادرة من قبر العظام أثناء التلقين، صرخات غريبة وبكاء وعويل وعمليات تعذيب فعلية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/3)
ـ تعرض قناة "فوكس نيوز" " Fox News" الأمريكية فيلما مصورا تم التقاطه بتاريخ في 14/ 4/2002 بسرية تامة من بناية مجاورة للقبر، أظهر طقس التلقين الذي مثل حز العنق بسكين على يد امرأة، وسمعت فيه أناشيد تقبيل الجمجمة.
ـ في عام 2000 ظهر فيلم الجماجم The skulls" " الذي دون فيه كاتب القصة ذكرياته عن تجربته كطالب في جامعة ييل، كما قامت الصحافية الكساندرا روبينز " Alexandra Robbins" خريجة جامعة ييل بنشركتابها المعنون بأسرار القبر " " Secrets of the Tomb عام 2003، ليتبعهما على نفس الخطى عام 2003 كتاب تحقيقات عن أكثر الجمعيات السرية الأمريكية" Fleshing Out Skull & Bones - Investigations into America’s Most Powerful Secret Society " لمؤلفة كريس ميلقان "
قال الشيخ الألباني :
ris Millegan" وآخرون.
ـ ـ كما يشاع أيضا بأن القبر يحتوي على آثار بشرية مسروقة، فبتاريخ 9/ 5/2006 تعلن وكالات الأنباء عن اكتشاف رسالة من العام 1918 مكتوبة بخط يد أحد أعضاء الجمعية يعترف فيها بوجود جمجمة زعيم قبيلة هنود الأباتشي الأمريكيين جيرونيمو الذي مات عام 1909 ودفنت على يد عضو مجلس الشيوخ الامريكي بريسكوت بوش جد الرئيس الحالي و الذي قام باحتساء الخمر فيها.
كما تؤكد الكساندرا روبينز من خلال أعضاء في الجمعية وجود هذه الجمجمة بداخل حافظة زجاجية في القبر،، ومجموعة من المتطوعين للعسكرية من جامعة ييل، ولتتم سرقتها لاحقا من الحصن الذي دفنت فيه، كما يحتوي القبر على فضيات نازية من خواتم خاصة تحمل نحتا بارزا لجمجمة، ومن المؤكد احتواء القبر على عدد من الجماجم المصنوعة يدويا من الكريستال الطبيعي والمستخرجة من معابد حضارة المايا في عشرينات القرن الحالي.
ـ الطقوس السرية تتضمن الامتهان الجنسي والأفعال الجنسية الشائنة، كما تعري العضو الجديد أمام رفاقه، وفي نهاية هذه الطقوس التي يسمونها بطقوس التطهير، يعطى فيها العضو اسما جديدا تعبيرا عن ولادته من جديد بعد النوم في التابوت، كما تحتوي طقوس جمعية «الجمجمة والعظام» على مشاهد تحض على شرب الدماء، لا بد وأن يمر بها كل منتسب.
وبعد ذلك يكرس العضو كفارس للآلهة الإغريقية التي كان يعبدها القراصنة Eulogia. ويقسم الجميع على السرية التامة حول ما يجري داخل القبر، وحول قدرات الجمعية وقوتها الحقيقية، وتهب الجمعية كل خريج من الجامعة بمبلغ نقدي يقدر بخمسة عشر ألف دولار كهدية ضمن شروط خاصة، كما تهدية عند الزواج ساعة رقاص كبيرة.
ـ كان انضمام بوش الابن الى الجمعية هي سنة 1968 حيث فُتح امامه التابوت الخشبي للهيكل العظمي، وتمت ازاحة النقاب عن صورة السيدة «كونابيال بليس «الراعية الروحية للجمعية التي يعترف امامها الاعضاء بسرائرهم.
و تبتدئ فترة الجماجميين بتولي جورج بوش الأب عام 1989 م، كما يعد جورج بوش الابن هو الرئيس الثاني الذي ينتمي إلى هذه الجمعية السرية.
هيكلية العضوية الماسونية:
• 1ـ مرتبة المبتدئ Entered Apprentice Degree ، بعد أن يمارس طقوسا معينة لنيل العضوية.
• 2ـ مرتبة أهل الصنعة Fellowcraft Degree ، و في هذه المرتبة يتعرف العضو على التفاصيل الدقيقة لمعاني و رموز الطقوس المتبعة في الماسونية. .
3ـ مرتبة الخبير، وهي أعلى المراتب في الماسونية، و في هذه المرحلة يحق للخبير الأقتراع على قبول أعضاء جدد، كما يكون مؤهلاً للقيام بأعمال أو مشاريع ماسونية جديدة، والبحث و التحري عن خلفية طالبي العضوية ومسؤوليات مالية متفرقة.
ملاحظة: [يعتقد البعض ان هناك مراتب رقمية في الماسونية وهذا الإدعاء يعتبره الماسونيين إدعاءا خاطئا. على سبيل المثال يتبع المقر الأعظم في إسكتلندا نظاما رقميا ومن أشهر هذه المراتب هي المرتبة 33 وهذا لايعني ان هناك 32 مرتبة تحت هذه المرتبة ولاتعني ايضا انها تصنيف آخر لمراتب الماسونية فالماسونية لها 3 مراتب فقط ويعتبر المرتبة 33 كشهادة تقدير فخرية للاعمال المميزة الذي قام بها شخص معين في خدمة الماسونية، وهناك ايضا في النظام الماسوني الإسكتلندي مرتبة فخرية اخرى مشهورة ألا وهي المرتبة 14]
الهيكل التنظيمي للمراكز الماسونية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/4)
ينبغي أن نتفهم أمرا مهما خلال دراستنا لهيكلة المراكز الماسونية، و هو إإعمال الماسونية لمبدأ الانتخاب الطبيعي، فكلما انتشرت طبقة من تلك المراكز بحيث تكون جماهيرية، توجَّب على كبار الماسونيين انشاء طبقة نخبوية مختارة من تلك المراكز بحيث تكوِّن طبقة أعلى منها، و أحيانا يكون الإحداث بالعكس كإنشاء النوادي الماسونية كالروتاري و الليونز و غيرها.
1ـ نوادي ماسونية " أندية الروتاري" لتجنيد "الجوييم"، و يتم اختيار الماسونيين من خلال الاختيار من بين أعضاء هذه النوادي، و الذين يكونون من الطبقة الثرية أو الطبقة المثقفة، حيث تبث من خلالها عبادة الشيطان، و جميع الممارسات الشيطانية كحفلات الجنس الجماعي و الرقص الشيطاني المصاحب بالأجساد العارية، والألوان الشيطانية الفاقعة كالأحمر و الأصفر، و أحياناً الأسود، و غير ذلك، و يختار أعضاء هذه النوادي من الطبقة الغنية أو المثقفة، و تسمى تلك الأندية بأندية الروتاري.
ـ و أول نادي للروتاري أسس في مدينة شيكاغو في سنة 1905م على يد المحامي بول هاريس.
ـ ثم في دبلن بإيرلندا سنة 1911م ثم انتشرت في بريطانيا.
- ثم في مدريد سنة 1921م.
- ثم في فلسطين سنة 1921م الواقعة آنذاك تحت الاحتلال البريطاني.
- في الثلاثينات تم تأسيس فروع للروتاري في الجزائر ومراكش برعاية الاستعمار الفرنسي.
- و في سنة 1947م كانت أندية اروتاري قد امتدت إلى 80 دولة، وأصبح لها 6800 ناد تضم 327000 عضو.
ـ و صار لها فروع في معظم دول العالم، كما أن لهذه المنظمة نواد في عدد من الدول العربية كمصر والأردن وتونس والجزائر وليبيا والمغرب ولبنان، وتعدّ بيروت مركز جمعيات الشرق الأوسط.
ـ كما أن هناك عدداً من الأندية تماثل الروتاري فكراً وطريقة وهي: الليونز - الكيواني - الاكستشانج - المائدة المستديرة - القلم - بناي برث (أبناء العهد) فهي تعمل لنفس الغرض و بنفس الصورة، مع تعديل بسيط وذلك لتنويع الأساليب التي يتم بواسطتها بث الأفكار واجتلاب المؤيدين والأنصار.
2ـ مقرات ماسونية فرعية، و يكون أعضاؤها من باقي الماسونين غير الخبراء، و هي أكثر من المقرات الماسونية العظمى.
3ـ مقرات ومراكز ماسونية عظمى للخبراء، حيث أن هناك مقرات تقبل فقط عضوية الماسونيين الواصلين إلى مرحلة الخبير (النورانيون)، مثل المقر الأعظم في بريطانيا الذي تأسس عام 1717، و هو الأقدم، ويطلق على رئيس هذا المقر تسمية الخبير الأعظم Grand Master وهذا المقر شبيه إلى درجة كبيرة بحكومة مدنية، وجميع الفروع الماسونية في العالم تعتبر المقر الأعظم في بريطانيا كمرجع أعلى لها.
ثم تلاه المقر الأعظم في فرنسا عام 1728، ثم غيرها من البلدان الاوربية و وعواصم الولايات المتحدة، و يتم اختيار النورانيين من تلك المقرات العظمى، و توجد تلك المقرات في المملكة المتحدة، في لندن و ايرلندا و إسكتلندا، وهناك العديد من المقرات في كل دولة اوروبية، بل يوجد مقر أعظم في كل ولاية من الولايات المتحدة.
كما توجد مقرات عظمى في جميع هذه الدول الآتية أسماؤها:
• أفريقيا: بنن، بوركينا فاسو، غابون، غينيا، ساحل العاج، ليبيريا، مدغشقر، سنغال، جنوب أفريقيا.
• آسيا: الصين، الهند، إسرائيل، اليابان، كوريا الجنوبية، الفليبين، تركيا لبنان. كما كان يوجد عدة محافل ماسونية في العراق مثل محفل بغداد ومحفل البصرة.
• منطقة المحيطات: أستراليا، نيوزيلندا،
• أمريكا اللاتينية: جزر البهاما، كوبا، جمهورية الدومنيك، بورتو ريكو، كوستاريكا، السلفادور، المكسيك، بنما، غواتيمالا
• اوروبا: إنجلترا، إيرلندا، إسكتلندا، النمسا، التشيك، ألمانيا، المجر، سلوفينيا، سويسرا، بلغاريا، بولندا، روسيا، فنلندا، آيسلندا، لاتفيا، لتوانيا، هولندا، النروج، السويد، كرواتيا، بلجيكا، فرنسا، لوكسمبورغ، البرتغال، إسبانيا، مالطا، يوغوسلافيا، اليونان، إيطاليا، الدانمارك
• أمريكا الشمالية: كندا (في 10 مقاطعات كندية)، جميع الولايات المتحدة الأمريكية
• أمريكا الجنوبية: البرازيل، كولومبيا، الأرجنتين، شيلي، إكوادور، باراغواي، بيرو، أوروغواي، بوليفيا، فنزويلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/5)
جنوب إفريقيا - الهند -اليابان - مجموعة ياهو للماسونيين في كولورادو و كوريا الشمالية - الفلبين - تركيا - - جمهورية التشيك - فرايماورير -ألمانيا - هنغاريا - سلوفينيا - سويسرا - فنلندا - دنمارك - بلغاريا - ـ هولندا - الأرجنتين –
4ـ محفل الشرق الأكبر للنورانين للنخبة، و هم النورانيون، كما توجد مقرات سرية أخرى للنورانيين.
5ـ الماسونية الكونية:
وهي قمة الطبقات، وكل أفرادها يهود، وهم أحاد، وهو فوق الأباطرة والملوك والرؤساء لأنهم يتحكمون فيهم، وكل زعماء الصهيونية من الماسونية الكونية كهرتزل و مازيني و وايز هاوبت و بايك و غيرهم، وهم الذين يخططون للعالم لصالح اليهود.
6ـ جمعية "الجمجمة والعظام"
حين استقر النورانيون في امريكا كان هناك من المتنفذين من أبنائهم من لا تؤهلهم مداركهم للدخول في الماسونية الكونية ـ بحيث يتحكمون في الدستور الماسوني ـ مع أنهم يُعدُّون لاحتلال مناصب مهمة، عند ذلك رأت الماسونية إحداث هذه المرنبة الماسونية لإعداد الأجيال الماسونية المتنفذة فأسست نادي أو "جمعية" الجمجمة والعظام في جامعة ييل الأميركية عام 1830في جامعة "ييل".
و هذه الجمعية و إن كانت أقل من التي قبلها، إلاَّ أنها أعمق في الدموية والممارسات الشيطانية، كما يدل على ذلك شعار الجمعية، و هو عبارة عن عظمتي ساق يعلوهما جمجمة وفي الأسفل يوجد الرقم 322 تعبيراً عن سنة تأسيس الجمعية عام 322 ق. م. زمن الإغريق، ليعاد إحياء الجمعية على يد الماسون عام 1832م في ألمانيا وعام 1882م في أمريكا، ليكون الهدف منها إحكام السيطرة على العالم، حيث يشاع بأنها القلب المعتم لحكومة العالم السرية.
كما أكد كل من بوش الجمهوري "عضو الجمعية من عام 1968"، ومنافسه الديمقراطي جون كيري "عضو من العام 1966"، في لقاءين منفصلين على قناة CNBC الأمريكية، عضويتهما في هذه الجمعية عشية الانتخابات الرئاسية، بقولهما في حديثين منفصلين: لا نستطيع الحديث عن الجمعية إنها سرية! برغم كونهما من حزبين مختلفين سياسيا، إلا أن الهدف واحد.
من هو الرئيس جورج دبليو بوش:
لابد ـ و بصفة خاصة ـ من دراسة العائلة البوشية الفريدة التي ينتمي إليها الرئيس جورج بوش الابن لكي نصل إلى تحديد بعض الخطوط العريضة في شخصية هذا الرئيس اللغز.
العائلة البوشية:
ليس سراً أن سرباً محدوداً من العائلات يمسك بكل تلابيب السلطة المالية والاقتصادية في أمريكا ويمارس من نوافذها نفوذاً غير مباشر على السلطة السياسية.
وليس خافياً ان هذه العائلات التي تشكل واحداً في المائة من إجمالي 250 مليون أمريكي، تمتلك وحدها جل الثروة القومية الأمريكية.
لكنْ هناك سر داخل هذا السر: كيف تمكنت عائلة بوش دون غيرها من العائلات من الدمج بنجاح بين السلطتين الاقتصادية والسياسية، وهذا على مدى حقبة غير قصيرة من الزمن.
و هل هذه العلاقة الملتبسة على كثيرين داخل الولايات المتحدة وخارجها، هي “ مزيج جهنمي بين الاستثمارات الحربية والطاقة والمخابرات وعالم السياسة والسلطة والمال ”.
إنَّ النصيحة التاريخية التي أطلقها الرئيس الأسبق للولايات المتحدة، أيزنهاور، حول "وجوب الحذر الشديد من هذا التحالف والتصدي له والعمل على تفكيك أوصاله في كل آن، كي لا يتحول وحشاً ضارياً يزعزع المرتكزات الديمقراطية للولايات المتحدة" لم تكن قادمة من فراغ، بل لا بد أن ايزنهاور آنذاك كان قد اطلع على بوادر ذلك التحالف المخيف.
ـ الكاتب الأمريكي كيفين فيليبس قرر فك طلاسم هذا السر. فكانت الحصيلة دراسة مشوقة بعنوان “السلالة الحاكمة الأمريكية”.
يتعقب فيليبس في هذه الدراسة الخط التصاعدي لأفراد هذه العائلة منذ بداياتها الأولى في القرن التاسع عشر، من نخبة استثمارية في المصارف الى وسطاء في لعبة النفوذ السياسي، استخدموا هيمنتهم المالية ومناوراتهم السياسية الملتبسة للوصول الى البيت الأبيض وإحداث هزة عنيفة في المرتكزات الديمقراطية العريقة، على حد تعبيره.
و يؤكد الكاتب، في هذا الاطار، وبالأمثلة الموثقة، ذلك التحالف الخطير بين المصالح المالية الواسعة لآل بوش المتمثلة في شركات عملاقة، من بينها “انرون” و”هاليبورتن”، من جهة، والتخطيط للسياسة القومية من جهة أخرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/6)
ويثبت أنّ ليس ثمة عائلة سياسية أخرى من هذا الطراز، انخرطت الى هذه الحدود القصوى في الإعلاء من شأن الصناعات العسكرية في الولايات المتحدة، في مطلع الألفية الثالثة، ودائماً على حساب السلام العالمي والإقليمي، وذلك حماية لمصالحها الشخصية.
ويجتهد المؤلف كثيراً في محاولة لم تكن يسيرة على الإطلاق، لشرح العلاقات والاتصالات والشراكات التي نسجها آل بوش مع أصحاب السلطة والمال والاقتصاد في الولايات المتحدة.
ويتوصل الى قناعة تبدو مذهلة لكثيرين داخل المجتمع الأمريكي وخارجه، تفيد بأنّ عائلة بوش التي تعاقبت على مجلس الشيوخ ووكالة المخابرات المركزية، ورئاسة الجمهورية وسوى ذلك، قد استخدمت على نحو منهجي منظم، امبراطوريتها المالية والاجتماعية وتوجهاتها الارستقراطية، ليس بغية الوصول الى البيت الأبيض فحسب، بل للاستحواذ عليه، وذلك على حساب انتهاك أكثر الأسس الديمقراطية أهمية في تاريخ الولايات المتحدة ونشوئها كذلك.
وعائلة بوش، وهي تحقق تطلعاتها وطموحاتها في عالم السياسة والمال، نجحت في إعادة ابتكار نفسها في توقيت يقترب من العبقرية، وخصوصاً أثناء التحول الذي طرأ عليها أخيراً باعتناقها المبادئ المسيحية الإنجيلية التي تتسع كثيراً لخزعبلات ما يسمى بالمسيحية الصهيونية التي تتخذ من التوراة مدخلاً الى فهم مغلوط للمسيحية، يبرر قيام “إسرائيل” والمجازر التي ترتكبها بحق الفلسطينيين.
اللافت في هذه القراءة الاستكشافية لعلاقات آل بوش وشخصياتهم وشبكاتهم المالية الواسعة، أنّ الكاتب لا يكتفي فقط بتشريح هذه الأسة “ كسلالة حاكمة ”، بل يتوجه الى أبعد من ذلك ليحاكم النظام السياسي في الولايات المتحدة، وخصوصاً تلك المصالح المتشابكة والمعقدة بين المؤسستين العسكرية والصناعية الحربية، على خلفية الارتباط المحكم الوثاق بين هاتين، من جهة، ولعبة النفوذ السياسي، من جهة أخرى.
ومهما يكن من شأن عائلة بوش وامتداداتها الاخطبوطية في السياسة الأمريكية وخلفياتها الراسخة في عالم المال والسلطة، فإنّ دراسة فيليبس وثيقة مهمة جداً لفهم طبيعة العلاقة الغريبة بين العائلات الكبرى وبين السياسة .. في أمريكا الديمقراطية!. "
ركائز الشخصية البوشية:
لا شك أن شخصية أفراد العائلة البوشية تستمد و تتكون من
ركائز و دعائم ثقافية مسبقة تمثل البيئة المحيطة بهذه العائلة فمن تلك الركائز:
1ـ الثقافة المسيحية البروتستانتية.
2ـ الثقافة المسيحية الصهيونية و التي يمثلها جدهم الملهم جورج بوش الكاهن.
3ـ ثقافة المال و الأسرار المصرفية العالمية.
4ـ ثقافة النفط.
5ـ ثقافة جمعية "الجمجمة و العظام " و ممارساتها الشيطانية.
6ـ ثقافة المؤامرات و استغلال الفرص و الخيانة العظمى.
7ـ ثقافة الحياة الارستقراطية الفاحشة الثراء.
و نبدأ الآن بدراسة:
أهم الشخصيات في تاريخ العائلة البوشية:
جورج بوش (والد الجد):
جورج بوش الجد الملهِم الأكبر للأسرة البوشية،و للرئيس الأميركي الحالي في ثقافة الكراهية والتطرف، لقد كان ذلك الجدّ واعظاً لوثرياً متزمتاً وراعياً نشطاً لإحدى كنائس ولاية أنديانا، وأيضاً أستاذاً في اللغة العبرية والآداب الشرقية في جامعة نيويورك.
ـ و قد ترك ذلك الجد كتابا رهيبا يبين حجم الكراهية التي يكنها للعالم الاسلامي، و هو كتابه الفظيع "محمد مؤسس الدين الإسلامي ومؤسس امبراطورية المسلمين" الذي وضعه في عام 1830.
ـ ويعتبر كتابه هذا من الكتب الكلاسيكية، ومن أكثر الكتب إساءة للإسلام والمسلمين وللنبي صلي الله عليه وسلم، ويعتبر هذا الكتاب الذي صدر قبل قرنين من الزمان من احد أهم مصادر الفكر الغربي الامريكي العنصري المتطرف الذي كان سائدا في دوائر البحث الأكاديمي والعلمي منذ ذلك الزمن.
ـ و كان بوش الجد قد أعدّ عدداً من الدراسات عن الكتاب المقدّس وأسفار العهد القديم، ووضع الشروحات التي يتوجب الالتزام بها وتطبيقها، ومنها كتابه "وادي الرؤى" الذي شكل وما زال يشكل مرجعاً فكرياً رئيسياً لجماعات الصهيونية الأميركية غير اليهودية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/7)
ـ ومنذ ذلك التاريخ بدأ بوش الجدّ وأمثاله حملة التحريض الدينية على ضرورة تجميع يهود الدم في فلسطين، وتمكينهم من السيطرة على كامل أرض التوراة القديمة، ودعمهم في تدمير "امبراطورية السارازان" أي بلاد العرب والمسلمين، أما المبّرر حسب زعمهم فهو أن الظهور الثاني للسيد للمسيح وبداية الألف عام السعيدة يشترطان تجميع اليهود القدامى وسيادتهم في فلسطين! وتجدر الإشارة إلى أن نعت بلاد العرب والمسلمين بإمبراطورية السارازان مأخوذ عن قادة الحروب الصليبية من الأوروبيين!
ـ و مؤلفات الجدّ الأكبر جورج بوش مصنفة ومحفوظة في مكتبة جامعة ميتشيغان، واستناداّ إليها تعدّ الدراسات الأميركية المعاصرة التي تتشكل بناء عليها اتجاهات السياسة الأميركية ضدّ العرب والمسلمين والإسلام! إنها مؤلفات تحظى اليوم باهتمام خاص من الجماعات اللوثرية الصهيونية، فكيف لا تحظى بمنتهى الاهتمام من الحفيد الوريث الرئيس جورج بوش، الذي يرى نفسه معبّراً عن إرادة الربّ؟
ـ و في كتابه عن نبينا محمد استخدم بوش الجدّ أبشع الأوصاف، مما يفسّر لنا تصرفات الأميركيين والإسرائيليين، في فلسطين والعراق وقاعدة غوانتنامو، ضدّ الإسلام والمسلمين، فالحفيد الرئيس جورج بوش، الوريث المتحمس للثقافة التلمودية اللوثرية، يرى نفسه مسؤولاً عن تشكيل العالم بما يتفق مع هذا الإرث،كما يعتبر كتب بوش الجد "محمد" التلمود الجديد للمكتب البيضاوي في الإدارة الامريكية، كما تعتبر سائر مؤلفاته من أهم الكتب الاستراتيجية التي ترسم الخطوط العريضة لتوجهات الإدارة الامريكية.
برسكوت بوش (الجد):
أما عن برسكوت بوش جد جورج بوش.فهو لغز من الألغاز البوشية الكبيرة:
ـ فقد كان مديرا لأحد البنوك الأمريكية والذي كان يقوم بغسل أموال النازيين من صفوة رجال هتلر وفي عام 1942 تم التحفظ عليه وعلي أمواله وعلي أموال البنك بمقتضل القانون وتم حل هذا البنك عام 1951 وبلغت أسهم برسكوت الجد الأكبر لبوش 750 ألف دولار ...
ـ كان من المفروض أن يلقى بريسكون جزاءه المناسب لما اقترفه من الخيانة العظمى، ألاَّ أن النورانيين رأوا أنه من المناسب تعيينه عضوا في مجلس الشيوخ الامريكي الفدرالي، و ذلك بين عامي 1952 و 1963.
ـ ثم عين نائباً لولاية كونيكتيكت.
ومؤخرا في تشرين الاول / اكتوبر الماضي قام الصحفي المحقق جون بوكانان من صحيفة نيو هامبشاير جازيت بالكشف عن وثيقة رسمية تفضح اشتراك برسكوت بوش في تمويل وتسليح النازيين، و كان ذلك اوسع من الاعتقاد السائد، فلم يكن بوش فقط المدير الاداري لمؤسسة يونيون بانكنج وهي الفرع الامريكي لشبكة الصيرفة المملوكة لكبير صيارفة هتلر، ولكن من بين الشركات الاخرى التي كان يرأسها بوش والتي استولت عليها الحكومة الامريكية في 1942 بموجب قانون التعامل التجاري مع العدو – كانت شركة خطوط ملاحية تستورد جواسيس المان وشركة طاقة كانت تزود الطائرات الالمانية بالوقود وشركة صلب كانت تستغل الاسرى في معسكر اوشفتز (سيء السمعة) باعمال السخرة.
و لكن لكون بريسكوت بوش كان صديقا حميما فقط لالين دالاس، مدير وكالة المخابرات المركزية ـ في ذلك الوقت ـ ورئيس مجلس العلاقات الخارجية والمحامي الدولي. وكان بريسكوت ايضا زبونا في شركة دالاس القانونية. وبهذه الصفة كان مستفيدا من قدرة دلاس الاعجازية في مسح قصة استثمارات بوش الخيانية من سجلات الاعلام والتي كانت ستكون عائقا امام مسيرة بوش السياسية ناهيك عن مسيرة ابنه وحفيده، لم تكن تعاملات برسكوت بوش مع النازيين تعني مجرد الخيانة العظمى، بل تعني دستورا مكتوباً لحياة عائلة متنفِّذة قادمة إلى الحياة الامريكية و العالمية بقوة، و غارقة في الخيانة والتربح من الحروب.
ـ و لا ننسى التذكير بأن بريسكوت بوش جد الرئيس الحالي هو أحد المؤسسين للجمعية المشهورة "الجمجمة و العظام " و هو الذي قام باحتساء الخمر بجمجمة زعيم قبيلة هنود الأباتشي الأمريكيين جيرونيمو الذي مات عام 1909.
جورج بوش (الأب):
ولد عام 1924 بماساتشوستس
- عين عضوا في الحزب الجمهوري
- ثم عضوا في الكونغرس 19966
- ثم سفيرا لدي=ى الأمم المتحدة من 1971 إلي 1972
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/8)
-رئيساً لوكالة المخابرات المركزية CIA عام 1977، و خلال تلك الحقبة أشرفت السي آي إي على عملية خليج الخنازير الفاشلة والمسماة (عملية زاباتا)، و التي نظمها اعضاء جمعية (الجمجمة والعظام skull & bones) وهي الجمعية الرهيبة والسرية التابعة لجامعة ييل التي كانت تشمل في عضويتها الجد بريسكوت وابنه جورج بوش الاب وجورج دبليو بوش الابن، ولاحظ ان اثنتين من السفن التي حملت المعارضين الكوبيين الى حيث يقومون بالمهام الموكولة اليهم كان اسمهما (باربرة) وهو اسم زوجة جورج بوش الاب و (هوستون) وهي مدينة اقامة جورج بوش الاب في حينها – والشركة التي كان بوش يملكها والتي كانت تعمل حينذاك في منطقة الكاريبي كان اسمها (زاباتا)، و خلال ذلك قام جورج بوش الاب بصفته مديرا لوكالة المخابرات المركزية بحجب اسماء مئات الصحفيين الامريكيين الذين كانوا يقبضون من الوكالة، عن انظار لجنة تشرتش وهي لجنة مخابرات مجلس النواب الامريكي التي كان يرأسها السناتور فرانك تشرتش والتي كانت تحقق في اعمال وكالة المخابرات المركزية في السبعينات،
-نائباً للرئيس من 1981 إلي 1988
أثناء ذلك قام جورج بوش الاب ببيع صواريخ تاو لايران في نفس الوقت الذي كان يبيع فيه للعراق اسلحة بيولوجية وكيماوية.
-تولَّى الرئاسة عام 1989 ليصبح الرئيس ال41
-قرر بوش عام 1989 نزول القوات الاميركية إلي بنما واعتقال رئيسها أنتونيو نورييغا بتهمة المتاجرة في المخدرات ..
ـ بادرت إدارة جورج بوش الأب بعد غزو العراق للكويت 1990 إلي حشد تحالف دولي ضخم قاد حربا أدت لطرد القوات العسكرية العراقية 1991 وانتهت بفرض عقوبات دولية صارمة وحصار اقتصادي وعسكري علي العراق مدعوم بقرارات من الأمم المتحدة.
ـ قاد الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية ضد العراق إلي جانب قوات من 27 دولة بينهما العديد من الدول العربية والإسلامية في فبراير/شباط 1991.
-أصدر عام 1992أوامره للقوات الأميركية بالنزول في الصومال فقتل 18 جندي أميركي مما أثر علي شعبية بوش التي كانت قد تعرضت للهبوط بسبب المعاناة الاقتصادية التي تسببت فيها سياساته الاقتصادية.
يقال أن العقدة في وسط الحبل تزيده قوة، و لذلك كان و جود جوج بوش الأب كأقوى شخصية بوشية و أمريكية أعاد صياغة كثير من الحسابات الاستراتيجية لصالح هذه العائلة.
و إذا تأملت الملفات التالية: الرايخ الثالث – تحالف الصناعة والعسكرية الامريكية – الجمجمة والعظام – نفط تكساس – خليج الخنازير – الكوبيين في ميامي – المافيا – مكتب التحقيقات الفيدرالي – اغتيال جون كنيدي – النظام العالمي الجديد – ووترجيت – اللجنة القومية الجمهورية – الفاشيين في اوربا الشرقية – مجلس العلاقات الخارجية – اللجنة الثلاثية – الامم المتحدة – مقر وكالة المخابرات المركزية – مفاجأة اكتوبر – فضيحة ايران كونترا – مانويل نوريجا – مهربي المخدرات وفرق الموت – عراق جيت- اسلحة الدمار الشامل – دماء الابرياء – بنك الاعتماد والتجارة الدولي – الحرب على المخدرات– ديفد روكفلر – هنري كيسنجر – رئاسة ونيابة رئاسة الولابات المتحدة:
تجد أن الرابط الوحيد خلال تلك الملفات الشائكة كان: اسم جورج هربرت ووكر بوش (الأب).
الرئيس الحالي:جورج بوش الابن:
هو الرئيس الامريكي الثالث و الاربعين جورج ووكر بوش، ابن الرئيس الأميركي الواحد والأربعين جورج بوش، وهو ثاني ابن رئيس يتقلد الرئاسة الأميركية بعد ان سبقه إلى ذلك الرئيس الأميركي السادس جون كوينسي آدمز ابن ثاني رؤساء أميركا جون آدمز ..
ولد جورج بوش الابن عام 1946، وعاش قريبا من أسرته حتي سن الخامسة عشرة إذ أنتقل بعدها إلي الدراسة بعيدا عن أسرته ...
أتم دراسته الجامعية في عام 1968، و في هذا العم كان انضمام بوش الابن الى جمعية "الجمجمة و العظام"، حيث فُتح امامه التابوت الخشبي للهيكل العظمي، وتمت ازاحة النقاب عن صورة السيدة "كونابيال بليس" الراعية الروحية للجمعية التي يعترف امامها الاعضاء بسرائرهم، "كما توجد عدة صور لبوش (الابن) و هو يؤدي التحية للجماهير على نمط طريقة عبدة الشيطان ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/9)
والتحق بعدها بالحرس الجوي الوطني لولاية تكساس بقاعدة إلينغتون لينال تدريبا علي الطيران. قضي بعد انتهاء التدريب سنتين قائدا لطائرة مقاتلة من طراز F102 اشتغل بقطاع الأعمال حيث أسس وترأس شركة بوش للتنقيب عن البترول والغاز لمدة 11 عاما الذي أكسبة خبرة واتصالات واسعة في مجال البتروكيماويات
ينتمي جورج دبليو بوش إلي اسرة عرفت بالعمل السياسي فجده برسكوت بوش كان عضوا في مجلس الشيوخ الفدرالي بين سنتي 1952 و1963 وعمل والده نائبا في البرلمان الفيدرالي سنه 1966 ثم نائبا للرئيس رونالد
ريغان في الفترة من 1981 إلي 1989 إضافة إلي أن اخاه جب بوش لا يزال يتقلد منصب حاكم ولاية فلوريدا.
أنضم بوش الابن إلي قائمة حكام الولايات الأميركية الذين فازوا بمنصب الرئاسة مثل الديمقراطي جيمي كارتر الذي كان حاكما لولاية جورجيا والجمهوري رونالد ريغان حاكم كاليفورنيا السابق وبيل كلينتون الذي كان يحكم ولاية أركنساس.
أما بوش الابن فقد حكم ولاية تكساس لفترتين أولاهما عام 1994.
رفع جورج بوش الابن شعار " اميركا المزدهره " " وفلسفة الرحمه المحافظة " بعد فوزه بتمثيل الحزب الجمهوري لخوض سباق الرئاسة .. وقد فسر بوش شعاره وفلسفته بأنهما يهدفان إلى إعطاء الفرصة لكل مواطن اميركي لتحقيق كل أمانيه وأن الدولة ستسعى إلى تخفيف الاعباء عنه بتخفيض الضرائب وتوفير الضمان الأجتماعي والخدمات الصحية للجميع ..
تعرضت الولايات المتحدة الأميركية في عهده 11/ 9/2001 إلي أكبر هجوم في تاريخها حيث تم تفجير برجي مركز التجارة العالمي وجزء من مبني البنتاغون وأسفرت هذه الانفجارات عن مقتل قرابة أربعة آلاف أميركي واتهمت إدارة بوش تنظيم القاعده الذي يتزعمه بن لادن بالوقوف وراء الهجوم ومن ثم وجهت آلتها العسكرية إلي أفغانستان الأمر الذي أحدث دمارا وقتلا كبيرا.
ـ رغم أنه لم تثبت عن طريق لجنة التحكيم الدولية المحايدة مسؤولية تنظيم القاعدة عن الهجوم بعدها وضعت إدارة بوش عدة منظمات ودول عربية وإسلامية ضمن قائمة الإرهاب التي اعلنتها حكومة بوش. ويأخذ بعض المحللين علي إدارة بوش عدم تمميزها بين اعمال المقاومة لتحرير الأرض والعمليات الإرهابية كما ينتقدون موقفه الداعم لإسرائيل في مواجهة الإنتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في سبتمير2000
حركات و مذاهب تابعة للماسونية:
مع أن القائمة كبيرة جدا إلاَّ أننا سنقتصر في هذا الحصر على ما ورد في الموسوعة الكاثوليكية الحديثة، فحسب الموسوعة فإن بعض الطوائف و الحركات المحدثة ماهي إلا "صنائع ماسونية"،أو تيارات تفرعت من الماسونية.
فمن الطوائف مثل:
1ـ شهود يهوه.
2ـ المورمن
ومن الحركات و التيارات مثل:
1ـ الشيوعية.
2ـ الأشتراكية.
3ـ الثورة الفرنسية.
4ـ حركة مصطفى كمال أتاتورك.
5ـ ومثل التيار المزروع بين كبار منتسبي الكنيسة و الذي يقبل بالشذوذ الجنسي
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - 07 - 07, 04:18 ص]ـ
الاخ أبو شهيد.
شكرا على مرورك الكريم.
بارك اله فيك.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[20 - 07 - 07, 11:10 م]ـ
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1323
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=226
ـ[أنس زيدان]ــــــــ[22 - 07 - 07, 01:33 ص]ـ
أخي الفاضل محمد المبارك
أريد منك مشكوراً إرشادي إلى كتب حديثة في الماسونية. ذات مرة قرأت كتاباً نسيت اسم مؤلفه، يعرض فيه صوراً للبطريرك صفير اللبناني وكريم بقرادوني (من حزب الكتائب) في محفل ماسوني. وحاولت البحث عن كتب أخرى حديثة فلم أفلح.
فهل لك مراجع أخرى؟
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - 07 - 07, 07:44 ص]ـ
أخي العزيز إليك هذا الرابط:
www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=egb96832-5096624&search=books - 49k
ـ[أنس زيدان]ــــــــ[24 - 07 - 07, 09:41 ص]ـ
والشكر لك على ردك، وعلى مقالك
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[05 - 08 - 07, 06:04 ص]ـ
و إياك أخي العزيز.
ـ[يحيى الأول]ــــــــ[07 - 08 - 07, 04:07 م]ـ
لعنة الله على دولة الدجال
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - 10 - 07, 01:57 م]ـ
اللهم آمين.
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[15 - 10 - 09, 12:29 م]ـ
للرفع للاهمية ... بمناسبة مؤامرة لقاح انفلونزا الخنازير عسى ان يزول ما بالاعين من عمش
ـ[أبو عبد الله أحمد الجزار]ــــــــ[19 - 10 - 09, 02:10 ص]ـ
أخي الفاضل محمد المبارك
أريد منك مشكوراً إرشادي إلى كتب حديثة في الماسونية. ذات مرة قرأت كتاباً نسيت اسم مؤلفه، يعرض فيه صوراً للبطريرك صفير اللبناني وكريم بقرادوني (من حزب الكتائب) في محفل ماسوني. وحاولت البحث عن كتب أخرى حديثة فلم أفلح.
فهل لك مراجع أخرى؟
أخي في الله
كنت قد قرأت كتابا يؤرخ لهذا الأمر بعنوان (أحجار علي رقعة الشطرنج) للمؤلف وليم غاي كار طبعة دار النفائس و هي الترجمة الأصلية الكاملة لهذا الكتاب الذي يعتبر مرجع في موضوعه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/10)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[31 - 10 - 09, 12:34 م]ـ
(أحجار علي رقعة الشطرنج) لـ ... وليم غاي كار ... أحد المراجع المهمة لهذا البحث
وفقكم الله
ـ[احمد بن احمد بن عبدالله]ــــــــ[03 - 11 - 09, 09:09 ص]ـ
بحث جيد لكنه يفتقر الى توثيق كل سطر من نصوصة بالوثائق الصحيحة والاصلية
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[09 - 11 - 09, 09:42 م]ـ
بحث جيد لكنه يفتقر الى توثيق كل سطر من نصوصة بالوثائق الصحيحة والاصلية
لا شك في هذا، كما يحتاج لتدقيق أكثر.
ففيه مثلا أن الشيوعية متفرعة من الماسونية، في حين أن الماسونية أعلنت حركة غير شرعية وحوكم المنتسبون إليها في الاتحاد السوفيتي.
كذلك يجب النظر للماسونية وعلاقتها بغيرها نظرة شك لا يقين، لأن المعطيات المتاحة عن هذه الحركات غير واضحة بشكل كبير. فالجزم بأن جذورها يهودية غير متعين، بل أنا أرى أنها حركة علمانية لا سيما أنها تروج بين من لا يرى تعارضا بين العلمانية والدين من أتباع الأديان.
كذلك العلاقة بينها وبين غيرها من الحركات غير واضح تماما، فمثلا بالنظر للبافاريين، هل هم جماعة منبثقة من الماسونية؟ أم هي جماعة مستقلة حاولت اختراق المجمعات الماسونية واستمالة أفرادها؟ للبافاريين هيكلية تنظيمية تختلف عن الماسونيين، ولهم رموز مشهورة كما للماسونيين رموز معروفة كالعين والمطرقة، فأنت ترى رموز البافاريين أوضح من رموز الماسونية في أسس الحضارة الأمريكية، فهل هما اتجاه واحد. أم هما حركتان لكل منها فكر مستقل وإن التقيا في نقاط؟
كل هذا كما قدمت محل نظر، ولا نستطيع الجزم فيه، ولكن أفضل ما يمكن أن نحقق الثابت تاريخيا، والمحتمل، والمستحيل، مع توثيق ما يمكن توثيقه للوصول إلى أفضل صورة ممكنة.
وهذا يبدأ بطرح المسألة تاريخيا بشكل مجرد تماما، ثم تحليل الأحداث بناء على المعطيات التاريخية الثابت منها والمحتمل بشكل مستقل.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 11 - 09, 10:36 م]ـ
أرى أن الماسونية أقدم بكثير من اليهودية والله أعلم. وهي ليست حكراً على اليهود، لكن الفكر الصهيوني وافق تماماً طموحها
والماسونية لها تقسيمات عديدة ومحافلها قد تتصارع بين بعضها البعض {تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى}
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - 02 - 10, 04:44 م]ـ
http://www.youtube.com/watch?v=naj5qtIqHmw
بارك الله في الجميع(43/11)
أهم التعليقات على كتاب الواجبات المتحتمات المعرفة
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[20 - 07 - 07, 03:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعلى اله وصحبه ومن أتبع هداه وبعد ....
فذا شرح لرسالة الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة
جمع فضيلة الشيخ عبدالله القرعاوي رحمة الله من كتب
شيخ الأسلام ابن عبد الوهاب وأحفاده رحمهم الله تعالى
أصله كانت دروس تلقى بعد العشاء فى مسجد التوحيد بقريتنا للعبد الفقير غفر الله له,
وهأناارفعه على الملتقى كي ينتفع به أخوانى طلبة العلم, أسأل الله أن ينفع به من كتب ومن قرأ ومن ساهم في نشره من اهل الملتقي وقد سميته
أهم التعليقات على الواجبات المتحتمات المعرفة
المقدمة
الحمدلله رب العالمين ,والصلاة والسلام على من بعثة الله رحمة" للعالمين, وعلى أله وصحبة الطيبين الطاهرين ومن أهتدى بهديه الى يوم الدين .....
وبعد ...
فأن أعظم نعمة ينعم الله بها على عباده هي أن يوفقهم الى تعلم دينه القويم وملازمة صراطة المستقيم, وخاصة" العقيدة الصحيحة السليمة فى ضوء الكتاب والسنة وبفهم سلف الأمة رضوان الله عليهم أجمعين.
وذلك أن العقيدة هي المقياس الذي اذا صح يصح معه كل شيء واذا فسدت يفسد معها كل شيء, فكل ما يأتي من أقوال وأفعال شرعية مبنية عليها.
قال تعالي: ((ولئن أشركت ليحبطن عملك ولتكوننا من الخاسرين))
وقال أيضا":
((ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يصنعون))
وقال أيضا":
((ومن يكفر بالأيمان فقد حبط عمله وهو فى الأخرة من الخاسرين))
أعاذنا الله واياكم من محبطات الأعمال صغيرها وكبيرها ورزقنا وأياكم الأخلاص فى القول والعمل.
ومن الرسائل القيمة التى وقعت تحت يدي فى هذا الأمر المهم وهو العقيدة عامة" والتوحيد خاصة" رسالة ((الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة)) , هذة الرسالة التى جمعها فضيلة الشيخ عبد الله بن ابراهيم القرعاوي رحمه الله من رسائل الشيخ المجدد شيخ الأسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأحفادة.
وهذة الرسالة مع صغر حجمها والذي لايتجاوز ولا يتعدى صفحاتها سبع عشرة صفحة الا أنها جامعة ونافعة وتستحق بلا مبالغة أن تكون متنا" علميا" يدرس ليتعلمه العامي قبل طالب العلم والصغير قبل الكبير اناثا" وذكورا, وذلك لأنها جمعت أمور التوحيد وقواعده وانواعه و نواقضة بكل صوره من كفر ونفاق وفسوق وشرك وغير ذلك من النواقض.
كما تعرضت لذكر رؤؤس الطواغيت و انواعه, كل ذلك بالدليل الشرعي من الكتاب والسنة.
فما أحوج الناس اليوم لمثل هذة الرسائل الجليلة القيمة ,الصغيرة الحجم العظيمة الفائدة والنفع, وخاصة" وقد عمت المخالفات أكثر بيوت المسلمين فلا تولى وجهك الى بيت من البيوت ولا الى ناحية من النواحي الا وتقع على بدعة أو ضلالة أو مخالفة يستصغرها الواقع فيها فهي فى عينيه أدق من الشعر, وربما يعتقد في نفسه أنها تقربه الى الله تعالى كقول من سبق:
((ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى))
وهى في حقيقتها قد تكون من المهلكات والموبقات أو من نواقض هذا الدين التى قد تخرج فاعلها من دائرتة بالكلية وهو غافل عن ذلك لا يدري.
قال تعالى:
((قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا))
فأنظر مثلا" تجد أن هناك كثيرون يدعون ويستغيثون ويستعينون بغير الله ويطلبون المددمن غيره ويذبحون وينذرون ويصرفون مالا يجوز أن يصرف الا لله لغيره جلا وعلا.
وأنظر ما أكثر السابين لله ولدينه والمستهزئين بسنة تبيه ومصطفاه صلى الله علية وسلم وتاركين حكمه الى حكم من سواه راضين بذلك مطمئنين به غير مبالين بقوله تعالى:
((فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم .... ))
وقوله تعالى:
0 ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة أذا قضى الله ورسوله امر أن يكون لهم الخيرة من أمرهم))
ونسمع بأذننا في ديار الأسلام أن حكم ربنا وحكم رسولنا رجعية وتعصب وتخلف و أصولية وغير ذلك من الأقوال, ولا حول ولا قوة الا بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/12)
أسأل الله أن يلهم الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويزل فيه أهل معصيته انه القادر على ذلك وهو حسبنا ونعم الوكيل, فلقد كتب أن الخير باق الى يوم القيامة هو وأهلة فى هذة الأمة حتى تقوم الساعةلا يضرهم من خزلهم ولا من خالفهم متى كانوا متمسكين بدينه تعالى قابضين علية, فقد ثبت من حديث المغيرة بن شعبة رضى الله عنة عن نبينا صلى الله علية وسلم انه قال:
((لا تزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرة لا يضرهم من خالفهم و حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى))
حديث صحيح رواه البخاري فى كتاب برقم 3441 وكتاب برقم 7021 ورواه مسلم فى كتاب برقم1921
والله غالب على أملره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ورغبة" منى في خدمة هذا السفر العظيم وابتغاء" لمرضات رب العالمين في يوم لاينفع فيه مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم ونصيحة الى أخوانى طلبة العلم المخلصينوتيسيرا" عليهم فقد قمت بما ياتي:
1_رقمت الأيات وعزوتها الى سورها في كتاب الله حيث أن النسخة التي بين يدي كانت خالية من ذالك.
2_ترجمت ترجمة مختصرة لمصنف الرسالة شيخ الأسلام رحمة الله وكذلك ترجمت لجامعها رحمه الله وجعلها فى موازين أعمالهم وأثابهم عليها خير ثواب انه كريم وهاب.
3_قمت بتخريج الأحاديث الواردة من كتب السنة بحسب ما أمكن ويسر الله لي مع ذكر درجتها من الصحة او غير ذلك مع العزو الى المصادر.
4_راجعت الرسالة على أصولها من كتب ورسائل الشيخ الأمام ككتاب التوحيد ومجموعة الرسائل والمسائل والدرر السنية مع الأحتفاظ بألفاظ جامعها _ أقصد الشيخ القرعاوي رحمة الله _ واختصاره فى بعض الأحيان.
5_قمت بشرح بعض الكلمات وكتابة بعض التعليقات المهمة مستدلا" بأقوال علماء الأمة في بعض المواضع لبيان ما هو المقصود والمراد ولزيادة الفائدة.
أسأل الله تعالى أن يجعل عملى هذا كله خالصا" لوجهه ولا يجعل لأحد فيه شيء وأن ينفعني بما كتبت وينفع به وان يتقبله بقبول حسن , فنجد كل حرف وكل كلمة وكل جملة كتبتها في موازين الأعمال انه ولي ذلك والقادر عليه .....
كتبته محتسبا" للأجر مع أننيلست لذاك الخطر
تطفلا"بالعلماء الفضلا مقتفيا" أثارهم و السبلا
فقلت فاعلم أيه الخل الودود حماك الله من بواثق الحسود
من يرد الله به خيرا" يرى مستمسكا"بهدي سيد الورى
ألهمه الله لكل الطاعة حياته, ألزمه القناعة
يرزقه تفقها" في الدين عضده بالصدق واليقين
وأوقن غاية الأيقان أنني لم أوف هذة الرسالة حقهاولم اتعرض ولا أرتقي الى هذا المحل المنيف, لأني لم أكن لذاك ولا أقل منه بأهل ولكن كما قال احد مشايخنا حفظه الله تعالىفى احدى كتبه ـ ((جهد المقل العاجز الفقير)) ...
وأنا سائل أخ انتفع به أن لا ينسانا بالدعاء نحن ومشايخنا وأهلينا وأحبابنا ومن علمنا أو تعلم منا وللمسلمين عامة" حتى يقول له الملك ان شاء الله ولك بمثلها, وبالله التوفيق وهو المستعان وعليه التكلان وبه المستغاث ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.
وان تجد عيبا"فسد الخلالا
فجل من لا عيب فيه وعلا
ترجمة شيخ الأسلام
محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله
هو المام المجدد والعالم المصلح شيخ الأسلام مفتي النام فى عصره الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد ابن راشد التيمي الحنبلي رحمه الله تعالى.
ولد فى العينية الواقعة شمال الرياض سنة 1115هجرية و1703 ميلادية
استظهر القران قبل بلوغ العاشرة, ودرس على والده الفقه الحنبلي والتفسير والحديث واعتنى بدراسة كتب شيخ السلام بن تيمية رحمه الله وابن القيم الجوزية تلميذة رحمة الله.حج الى مكة وزار المدينة واخذالعلم بهاعن الشيخ عبدالله بن ابراهيم الشمري كماقرأعلى ابنه الفرضي الشهير
ابراهيم الشمري مؤلف العذب الفائض فى شرح الفية الفرائض.
وتعرف بالمحدث محمدحياة السندي فقرا علية في علم الحديث ورجاله وأجازه بالمهات.
ثم زار البصرة والتبريز والشام وأخذ العلم عن كبار علمائها, ثم قلت نفقته
فقفل راجعا" الى الحساءحيث نزل بهاالشيخ عبدالله بن عبداللطيف الشافعي, ثم توجه الى حريملاء من قرى نجدلاحقا"بوالده الشيخ عبدالوهاب الذي حل بهاواقام ولازم الشيخ والده حتىيستزيدمن معين علمه حتى توفي والده رحمه الله سنة1153هجريا". فبدامرحلة من اصعب المراحل فى حياته رحمه الله وهى الدعوة.
دعوةالشيخ رحمه الله ..
راى الشيخ بما وهبه الله من فكرواع" ونظرثاقب ما بالبلاد التى رحل اليهامن العقائدوالعادات الفاسدة والبدع الضالة فعزم على القيام بدعوتة.
فنادى بالرجوع الى تعاليم الدين, وتعاليم النبىصلى الله عليه وسلم وأخذه
من نبعيه الصافيين وهماالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة, وحارب البدع غير مقيموزنا"الا لما نص عليه القرأن صراحة"توما عرف عن رسول الله من سنته, وحارب بصلابة مسائل جما منها الغلو فى الأولياء والصالحين وتقديس الذوات والأشخاص وجعلهم وسائط بين الله وبينهم. فنادى بهدم القباب الأضرحة والمزارات وازالة معالمها اقتداء" بماكانت عليه فى زمن النبوة.
فلاقى رحمة الله الكثير من الأذى حتى قيض الله له الغلبة على أهل الضلال ونشر دعوة الأصلاح والتجديد ولذى سمي بحق المجدد والمصلح رحمه الله. وقد ناصر هذه الدعوة أل سعود ومن وفقهم الله لمعرفة الحق والدفاع عنه من أبناء الشيخ وأاحفاده وتلاميذة من ذوى العلم والحجى ولقد وصلت هذة الدعوة الى درجة حقا"
سامقة الذيوع حنى قال أحد المستشرقين ما معناه:
((من أراد ان ينظر الى دين محمد_يقصد النبي _ غضا" طريا" كما نزل من السماء فليذهب الى هضبات نجد ووديانها))
وللحديث بقيه ... أن شاء الله تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/13)
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[24 - 07 - 07, 07:29 ص]ـ
نتابع ان شاء الله وعذرا" على التأخير:
وفاته
كان الشيخ قد ثقل فى أخر عمره وكثير ما كان يردد قوله تعالى:
((رب أوزعني أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدي وأن اعمل صالحا" ترضاه واصلح لي في زاريتي اني تبت اليك واني من المسلمين))
وانتقل الى جوار ربه فى شهر ذى القعدةسنة1206ه مخلفا" وراءه العلم النافع والعمل الصالح والذكر الطيب عن عمر يناهز الثانية والتسعين قضاها بين طلب العلم والدعوة اليه رحمة الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
مصنفات الشيخ وتراثه العلمي
تركلنا رحمه الله مؤلفات عظيمة الفائدة هامة المغزا لا يستغنى عنها عبد مسلم, وذلك أن اكثرها تتكلم فى العقيدة الصحيحة السليمة او التوحيد فمثلا" منها:
1 - كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد: و هو أشهر مؤلفاته ولى عليه شرح مازال مخطوط سميته هداية المريد الى شرح كتاب التوحيد. أوشرح درر كتاب التوحيدأسأل الله أن ييسر رفعه قريبا" على الملتقى.
2 - كتاب كشف الشبهات وهو من الكتب المفيدة جدا" لطالب العلم.
3 - كتاب الأصول الثلاثة 4 - رسالة فى شروط الصلاة و أركانها.
5 - القواعد الأربع 6_أصول الإيمان. 7_ فضل الإسلام. 8_ كتاب الكبائر. 9 - ستة مواضع من السيرة: و هي رسالة مختصرة توضح ستة أحداث من السيرة النبوية. 10_ تفسير الفاتحة. 11 - مسائل الجاهلية.12_مختصر زاد الميعاد. 13_مختصر سيرة الرسول صلى الله علية وسلم ........ وغيرها من الرسائل والأجوبة الأخرى النافعة والكتب القيمة.
فكلها مؤلفات ورسائل هامة تستمد الأدلة من الكتاب والسنة وبفهم سلف الأمة من الصحابة ومن جاء بعدهم.
نسأل الله تعالى أن يعلها كلها فى موازين أعماله وأن يغفر له ويرحمة رحمة واسعة. ومن أراد المزيد من ترجمة الشيخ فليراجع الكتب الأتية وغيرها:
1 - "روضة الأفكار والأفهام " (1/ 25 - 50) لحسين بن غنام.
2 "عنوان المجد في تاريخ نجد" (1/ 6 - 15،89 - 96) لعثمان بن بشر.
3 "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية " (3/ 378 - 389).
4"الدرر السنية"جمع عبد الرحمن بن محمد بن قاسم (12/ 3 - 25).
5"علماء نجد خلال ستة قرون" (1/ 25) لعبدالله بن عبد الرحمن البسام.
ترجمة جامع الرسالة رحمه الله
وهو فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد بن حمد القرعاوي وهذا لقب لجده نسبة" الى قرية يسكنها بقال لها قرعاء تابعة لمدينة بريدة, وقد ولد رحمه الله فى 11/ 12/1315ه أى فى شهر ذى الحجة من عام 1315ه.
وقد كان أحد رواد ومشايخ الأصلاح فى جنوب المملكة العربية السعودية ومن حملة السنة والدعاة اليها فى ذالك الوقت. درسعلى أيدي علماء أجلاء فى بلاد نجد وفى غيرها, ورغب أن يكون من الدعاة الى الله ومن المجددين لدين الله , نصرة" للحق ومن الدالين على طرق الهدى من الضلال والشرك الى التوحيد ومن المحذرين من السيئات التي تكون سببا" فى غضب الكبير المتعال جل جلاله.
وشاء الله تعالى أن يكون رحمه الله من العاة الى سبيله فى المنطقة الجنوبية وذلك بمشورة من شيخة أنذاك مفتى الديار السعودية الشيخ محمد بن ابراهيم أل الشيخ_أحدج أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله شيخ الأسلام_ وذلك بعدما قص عليه روأيا رأها فى منامه فأشار عليه الشيخ بأن يذهب الى المنطقة الجنوبية.
فوصل بعد ذالك الى مدينة صامطة فنفع الله به أهالى هذة الديار فتعلموا منه الكتاب والسنة, وتفقهوا فى الدين على يديه وكان على رأسهم الشيخ حافظ بن أحمد بن حكمى رحمة الله صاحب سلم الوصول ومعارج القبولالمتوفي سنة 1377ه والشيخ محمد بن أحمد بن حكمى والشيخ أحمد النجمي وعمر جردي المدخلى وغيرهم من العلماء وطلبة العلم اللذين أعز الله بهم السنة وقمع البدعة فى هذة المنطقة على ايديهم.
وبعد حياة مليئة بالدعوة الى سبيل الله عز وجل وحافلة بالعلم مات فضيلة الشيخ عبدالله القرعاوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في يوم الثلاثاء الموافق18/من جمادي الأولى سنة1389ه فى مدينة الرياض عن عمر يناهز الرابعة والسبعين قضى معظمها فى الدعو الى الله .. فرحمة الله رحمه واسعة وأجزل له الثواب.أمين
لمزيد من التحري والأستقساء لحياة الشيخ رحمه الله انظر كتاب النهضة الأصلاحية فى جنوب المملكة العربية السعودية .. لعمر الدخلى وهو مطبوع ومتداول ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/14)
وأنظر هامش كتاب ارشاد الساري فى شرح السنة للبربهاري لأحمد النجمي وهو مطبوع ومتداول ايضا" ط مكتبة الفرقان.
ونبدء بشرح الرسالة بمشيئة الله الدرس القادم والله المستعان ..
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[26 - 07 - 07, 08:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم (1)
____________________________________
(1) دائما"تبتدء الرسئل والمصنفات والكتب بالبسملة لعدة امور أهمها ما يأتى:**اقتداء" بكتاب الله عزوجل فانه اول ما بدء بدء ببسم الله الرحمن الرحيم حيث أنها اول أية في كتاب الله على قول بعض أهل العلم قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ((فان الصحابة افتتحوا كتابة الأمام الكبير بالتسمية والحمدلة وتلوها, وتبعهم جميع من كتب المصحف بعدهم
,في جميع الأمصارمن يقول بأن البسملة أية من الفاتحة ومن لا يقول ذلك)) فتح الباري م1/ص4
**اقتداء" واتباعا" لهدي سيد ولد أدم صلي الله عليه وسلم فى مكاتباته ومراسلاته للملوك وغيرهم ككتابه مثلا" لهرقل عظيم الروم فقد ورد هذا فى الأثر الذي رواه أبو سفيان بن حرب رضي اللع عنه حيث جاء فيه ((ثم دعابكتاب رسول الله صلي الله علية وسلم الذي بعث به دحية الى عظيم بصرى فدفعه الى هرقل فقرأه فأذا فيه:بسم الله الرحمن الرحيم ... من محمد عبد الله ورسوله الى هرقل عظيم الروم)) وهو في صحيح البخاري
**عملا"بما جاء في الأثر الذي روي عن أي هريرة رضي الله عنه:
)) كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه بـ (بسم الله الرحمن الرحمن) فهو أبتر)) أو أقطع_ وهذا الحديث عزاه الأمام السيوطي الى عبد القادر الرهاويكما فى الدر المنثور1/ 26 وقال حديث سنده حسن وقد أخرجه الخطيب فى الجامع2/ 69 بطرق متعددة وألفاظ متعددة
وقد ضعفة الشيخ الألابانى كما جاء فى أرواء الغليل وغيره. وللشيخ ابن عثيمين رحمة الله كلام جميل على هذا الحديث جاء فيه (("هذا الحديث اختلف العلماء في صحته فمن أهل العلم من صححه واعتمده كالنووي، ومنهم من ضعفه. ولكن تلقي العلماء هذا الحديث بالقبول ووضعهم ذلك الحديث في كتبهم يدل على أن له أصلاً. . ." أنتهى من كتاب (العلم) لفضيلة شيخناابن عثيمين.
**الأقتداء بمن سبق من المصنفين والمؤلفين فقلما تجد كتاب أو رسالة أو مصنف الا وتجد الجميع يصدرون كلامهم ببسم الله الرحمن الرحيم حتى أستقر الأمر على ذالك
-قال ابن حجر-رحمه الله-: "وقد استقر عمل الأئمة الْمُصَنِّفين على افتتاح كتب العلم بالبسملة، وكذا معظم كتب الرسائل".
______________
وقولنا: (بسم) جار ومجرور، وهما متعلقان بمحذوف تقديره فعل مؤخر مناسب للمقام تقديره بسم الله أكتب أو أ صنف.
وقدرناه فعلاً لأن الأصل في العمل الأفعال، وقدرناه مؤخراً لفائدتين: الأولى: التبرك بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.
الثانية: إفادة الحصر لأن تقديم المتعلق يفيد الحصر.
وقدرناه مناسباً لأنه أدل على المراد فلو قلنا مثلاً عندما نريد أن نقرأ كتاباً بسم الله نبتدئ، لكن بسم الله نقرأ يكون أدل على المراد الذي أبتدئ به. وذكر العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- لحذف العامل فوائد، منها: أنه موطن لا ينبغي أن يتقدم فيه غير ذكر الله. ومنها: أن الفعل إذا حذف صح الابتداء بالبسملة في كل عمل وقول وحركة، فكان الحذف أعم. انتهى ملخصا.
والباء في بسم الله _قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله:
وباء "بسم الله" للمصاحبة. وقيل: للاستعانة. فيكون كوني مستعينا بذكره، متبركا به. وأما ظهوره في: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} 1 وفي: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا} 2؛ فلأن المقام يقتضي ذلك كما لا يخفى. التقدير: بسم الله أؤلف حال,)) انتهى فتح المجيد ص/7
قلت واصل الكلمة_بسم_عند الكتابة تكتب_ باسم _بألف ولكن حذف الألف اختصارا" وتخفيفا" لكثرة الأستعمال هذا الذي يظهر والله أعلم.
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[06 - 08 - 07, 10:06 ص]ـ
اخوتى الكرام معذرة"على التأخير يعلم الله انه ما كان بيدي ... ونتابع بمشيئة الله ..
والاسم في اللغة مشتق من (السُّمُو) وهو العلو والارتفاع , وهو اللفظ الدال على مسمى وما كان لْمُسَمَّى. وقيل: من الوسم وهو العلامة؛ لأن كل ما سمي فقد نوه باسمه ووسم.
(الله)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/15)
مخفوض على الإضافة، وهو علم على الباري-جلّ وعلا-،وهو أعرف المعارف على الإطلاق، الجامع لمعاني الأسماء الحسنى، والصفات العليا، ولذا يضاف إليه جميع الأسماء، فيقال مثلاً: الرحمن من أسماء الله، ولايضاف هو إلىشيء، وهو مشتق من (أَلَهَ) (يأله) إذا عُبِد، ومنه قول رؤبة:
لِلَّهِ دَرُّ الغانِياتِ والتَّأَلُّه هو: التعبُّد. فهو بمعنى مألوه أي: معبود، فهو دال على صفة له وهي: الإلهية.
لِلَّهِ دَرُّ الغانِياتِ المُدَّهِ سَبَّحْنَ وَاسْتَرْجَعْنَ مِنْ تَأَلُّهِي
والتَّأَلُّه هو: التعبُّد. فهو بمعنى مألوه أي: معبود، فهو دال على صفة له وهي: الإلهية.
وأصله: الإله: حذفت الهمزة وأدغمت اللام باللام، فقيل: الله.
ومعناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.
وقال بعض العلماء: إنه اسم الله الأعظم ولم يتسم به غيره،ولذلك لم يثن ولم يجمع،وهو أحد تأويلي قوله تعالى: ?هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ? [مريم: من الآية65] أي: من تسمى باسمه الذي هو الله. انظر بدائع الفوائد"لابن القيم (1/ 22) و (2/ 249)،"تيسير العزيز الحميد" (ص28 - 29)،"فتح المجيد" (1/ 71 - 73).
قال العلامة ابن القيم -رحمه الله-: لهذا الاسم الشريف عشر خصائص لفظية، وساقها. ثم قال: وأما خصائصه المعنوية فقد قال أعلم الخلق صلي الله عليه وسلم:
3 " لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " رواه مسلم: الصلاة (486) , والترمذي: الدعوات (3493) , والنسائي: التطبيق (1100 ,1130) , وأبو داود: الصلاة (879) , وابن ماجه: الدعاء (3841) , وأحمد (6/ 58) , ومالك: النداء للصلاة (497). وكيف نحصي خصائص اسم لمسماه كل كمال على الإطلاق، وكل مدح وحمد، وكل ثناء وكل مجد، وكل جلال وكل كمال، وكل عز وكل جمال، وكل خير وإحسان وجود وفضل وبر فله ومنه؟ فما ذكر هذا الاسم في قليل إلا كثره، ولا عند خوف إلا أزاله ولا عند كرب إلا كشفه، ولا عند هم وغم إلا فرجه، ولا عند ضيق إلا وسعه، ولا تعلق به ضعيف إلا أفاده القوة، ولا ذليل إلا أناله العز، ولا فقير إلا أصاره غنيا، ولا مستوحش إلا آنسه، ولا مغلوب إلا أيده ونصره، ولا مضطر إلا كشف ضره، ولا شريد إلا آواه. فهو الاسم الذي تكشف به الكربات، وتستنزل به البركات، وتجاب به الدعوات، وتقال به العثرات، وتستدفع به السيئاتوتستجلب به الحسنات. وهو الاسم الذي قامت به الأرض والسماوات، وبه أنزلت الكتب، وبه أرسلت الرسل، وبه شرعت الشرائع، وبه قامت الحدود، وبه شرع الجهاد، وبه انقسمت الخليقة إلى السعداء والأشقياء، وبه خقت الحاقة، ووقعت الواقعة، وبه وضعت الموازين القسط ونصب الصراط، وقام سوق الجنة والنار، وبه عبد رب العالمين وحمد، وبحقه بعثت الرسل، وعنه السؤال في القبر ويوم البعث والنشور، وبه الخصام وإليه المحاكمة، وفيه الموالاة والمعاداة، وبه سعد من عرفه وقام بحقه،
وبه شقي من جهله وترك حقه; فهو سر الخلق والأمر. وبه قاما وثبتا، وإليه انتهيا، فالخلق به وإليه ولأجله. فما وجد خلق ولا أمر ولا ثواب ولا عقاب إلا مبتدئا منه ومنتهيا إليه. وذلك موجبه ومقتضاه {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} 1 إلى آخر كلامه -رحمه الله تعالى-. بدائع الفوائد"لابن القيم (1/ 22)
(الرحمن) نعت لله تعالى ولا يثنى ولا يجمع لأنه لا يكون إلا لله -جل وعزّ- وأدغمت اللام في الراء لقربها منها وكثرة لام التعريف.
و (الرحيم) نعت أيضا.
وقال ابن هشام-رحمه الله-: ((الرحمن: بدل لا نعت، وأن الرحيم بعده: نعت له، لا نعت لاسم الله سبحانه وتعالى، إذ لا يتقدم البدل على النعت)) مغني اللبيب" (2/ 89).
وتعقب ابن القيم -رحمه الله- القائلين بهذا فقال:
((قلت: أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت فإنها دالة على صفات كماله فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية،فالرحمن اسمه تعالى ووصفه لا تنافي اسميته وصفيته فمن حيث هو صفة جرى تابعا على اسم الله ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورود الإسم العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/16)
ولما كان هذا الإسم مختصا به تعالى حسن مجيئه مفردا غير تابع كمجيء اسم الله كذلك وهذا لا ينافي دلالته على صفة الرحمن كاسم الله تعالى فإنه دال على صفة الألوهية ولم يجيء قط تابعا لغيره بل متبوعا وهذا بخلاف العليم والقدير والسميع والبصير ونحوها ولهذا لا تجيء هذه مفردة بل تابعة فتأمل هذه النكتة البديعة يظهر لك بها أن الرحمن اسم وصفة لا ينافي أحدهما الآخر وجاء استعمال القرآن بالأمرين جميعا)) بدائع الفوائد" (1/ 24).
الرحمن: ذو الرحمة الواسعة، لأن (فعلان) في اللغة العربية تدل على السعة والامتلاء، كما يقال: رجل غضبان: إذا امتلأ غضباً.
الرحيم: اسم يدل على الفعل، لأنه فعيل بمعنى فاعل فهو دال على الفعل.
فيجتمع من "الرحمن الرحيم": أن رحمة الله واسعة وأنها واصلة إلى الخلق. وهذا هو ما أومأ إليه بعضهم بقوله: الرحمن رحمة عامة،والرحيم رحمة خاصة بالمؤمنين. وهما اسمان لله يتضمنان صفة الرحمة، واخْتُلِفَ في التفريق بينهما، وأحسن ما قيل: إن الرحمن دالٌّ على الصفة القائمة بالذات، والرحيم دال على تعلُّقها بالمرحوم.
فالرحمن اسم من الأسماء المختصة بالله -عزّ وجلّ- ولايطلق إلاّ على الله تعالىلامطلقاً ولامضافاً، والرحمن معناه: المتصف بالرحمة الواسعة.
والرحيم يطلق على الله -عزّ وجلّ- وعلى غيره، ومعناه ذو الرحمة الواصلة، فالرحمن ذو الرحمة الواسعة، والرحيم ذو الرحمة الواصلة فإذا جمعا صار المراد بالرحيم الموصل رحمته إلى من يشاء من عباده كما قال الله تعالى:
? يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ?العنكبوت21 وانظر
تيسير العزيز الحميد" (ص28 - 29) ,فتح المجيد" (1/ 11) ,شرح الصول الثلاثة لأبن عثيمين ص (11)
وأخيرا"ونلخص الدروس المستفادة من البسملة فيما يأتى:1
_انها تذكر فى سائر الأمورلبركة ذكرها ولما فيها من الثناء على الله والأستعانة به سبحانه ولذالك نحنوا مأمورون أن نأتى بها فى سائر شئون الحياة,2_أن في ذكرها اقتداء بكتاب الله تعالى واقتداء بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ,3_وفيها أثبات الألوهية لله,4_ أن فيها اثبات صفة الرحمة,5_وأثبات الرسالة حيث أن الأسماء والصفات من الأمور التوقيفية والتى لاتعلم الا عن طريق رسول ,6_فيها ثلاثة أسماء من أسماء الله تبارك وتعالى وهم الله والرحمن والرحيم, وهذة هي أهم فوائدالبسملةوتبقى شيئ يقع فيه العوام عندنا هنا_اي في مصر_ وهو أنهم لايفرقون بين التسمية والبسملة والفرق ليس كبير ولكن البسملة أعم من التسمية حيث أن التسمية مقتصرة" على قول الأنسان بسم اللله وفقط أما البسملة فهي قول العبد بسم الله الرحمن الرحيم ..... ويتبع أن شاء الله
____________________________________
رزقت بغلام سميته عدي تيمنا" بعدي بن حاتم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فنسأل اخواننا ومشايخنا واحبابنا لنا وله الدعاء
ـ[أبو أويس الأثري الجزائري]ــــــــ[06 - 08 - 07, 02:39 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 02:54 م]ـ
رزقت بغلام سميته عدي تيمنا" بعدي بن حاتم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فنسأل اخواننا ومشايخنا واحبابنا لنا وله الدعاء
بارك الله لك في الموهو ب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره. . . آمين.
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[07 - 08 - 07, 12:38 ص]ـ
الأخ ابو أويس الجزائري وأخ ابن محمد على حفظهم الله ورعاهم .. جزاكم الله خيرا" على مروركم وبارك الله فيكم وجمعنا واياكم فى جنته ومستقر رحمته مع المتحابين في جلالة .. امين امين
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[12 - 08 - 07, 07:04 م]ـ
الأصول (2) الثلاثة التي يجب على كل مسلم ومسلمة معرفتها
:وهي معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمداً:
قوله ((الأصول الثلاثة)) ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/17)
الأصول جمع أصل .. قال الجرجاني ((وهو ما يبنى عليه غيره)) , ((التعريفات للجرجاني)).قال الأصفهاني: ((أصل الشيء: قاعدته التي لو توهمت مرتفعة لارتفع بارتفاعه سائره لذلك، قال تعالى: {أصلها ثابت وفرعها في السماء) <إبراهيم/24>، وقد تأصل كذا وأصله، ومجد أصيل، وفلان لا أصل له ولا فصل. مفرادات معاني القرأنزوقال ابن منظور: ((الأَصْلُ: أَسفل كل شيء وجمعه أُصول لايُكَسَّر على غير ذالك، وهواليأْصُول. يقال: أَصل مُؤَصَّل؛)) ((لسان العرب لأبن منظور)) , وقال الرازي: ((أ. ص ل: الأَصْلُ واحد الأُصُول يقال أصل مُؤَصَّلٌ و اسْتَأْصَلَهُ قلعه من أصله وقولهم لا أصل له ولا فضل الأَصْلُ الحسب والفصل اللسان)).مختار الصحاح, قال ابن عثيمين عليه رحمةالله ((الأصول جمع أصل، وهو ما يبنى عليه غيره، ومن ذلك أصل الجدار وهو أساسه، وأصل الشجرة الذي يتفرغ منه الأغصان، قال الله تعالى:} ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء {{سورة إبراهيم، الآية: 24}. ((شرح الأصول الثلاثةص30))
وقد صنف المؤلف رحمة الله رسالة منفصلة سماها الأصول الثلاثة فصل فيها هذة الثلاثة أصول, وذكرها هنا كفصل انما هو تصرف من جامع الرسالة رحمه الله وهو الشيخ القرعاوي وذكر المصنف رحمه الله هذه الأصول الثلاثة مجملة، ثم ذكرها بعد ذلك مفصلة أصلاً أصلاً، في رسالتة تتميماً للفائدة، وتنشيطاً للقارئ، فإنه إذا عرفها مجملة وعرف ألفاظها وضبطها بقي متشوقاً إلى معرفة معانيها. والمقصود بهم هنا هم الأصول الثلاثة التى يسئل عنهم العبد في قبره, وهم كما فصل المصنف بعد ذالك وسيأتى أن يعرف العبد ربه, ودينه, ونبيه صلى الله علية وسلم. فا اما المؤمن والمؤقن، الذي عرف ربه واطاعه وءامن به وءامن برسوله، فيقول: ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم ويجيب. فيكون من أهل هذة الأية (([إبراهيم:27 - 37]
واما المنافق فيتحير ويقول، هاه هاه لا ادري سمعت الناس يقولون شئ فقلته. وقد صح هذا عن نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عنه البراء بن عازب رضي اللع عنه أنه قال:
((فيأتيه ملكان (شديدا الانتهار) فـ (ينتهرانه، و) يجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الاسلام فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعثت فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولان له: وما عملك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به، وصدقت، (فينتهره فيقول: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن، فذلك حين يقول الله عزوجل (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا)، فيقول: ربي الله، وديني الاسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم، فينادي مناد في السماء: أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وألبسوه م نالجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، قال: فيإتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره)) هذا بالنسبة للعبد المسلم والمؤمن الذي علمها وتعلمها وعمل بها, وأما الكافر فيقول صلي الله علية وسلم: ((ويأتيه ملكان (شديدا الانتهار، فينتهرانه، و) يجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ (فيقول: هاه هاه15لا أدري، فيقول له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا آدري)، فيقولن: فما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم) فلا يهتدي لاسمه، فيقال: محمد فيقول) هاه هاه لا أدري (سمعت الناس يقولون ذاك قال: فيقال: لا دريت)، (ولا تلوت)، فينادي مناد من السماء أن كذب، فافشروا له من النار، وافتحوا له ا إلى النار، فيإتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه)) قلت والحديث صحيح رواه أحمد فى مسنده (4/ 287،288و288و295و296) ,و أخرجه أبو داود فى سننه (2/ 281) ,و الحاكم (1/ 37 - 40) فى المستدرك وقال عنه صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي وقال الألباني معلقا" على هذا الكلام في أحكام الجنائز ((وهو كما قالا)) أحكام الجنائزبرقم106 (ص159) , ورواه أيضا" والاجري في " الشريعة " (367 - 370). وصححه ابن القيم في " إعلام الموقعين " (1/ 214)، " تهذيب السنن " (4/ 337).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/18)
وقوله ((أنهم ثلاثة)):أي أن عددهم ثلاثة ,هذا ليس أجتهادا" من الشيخ رحمة الله والله أعلم وانما هو بناها على ما فهمه من أثر البراء بن عازب رضي الله عنه الأنف الذكر أي من كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم, والدليل على وجوب هؤلاء الثلاثة أيضا" ما جاء فى الأثروترتب الثواب الجزيل لمن أتى بهم ,وأيضا"ترتب العقاب الشديد لمن خالفهم ولم يأتى بهم.
{3} يقول الشيخ ابن عثيمين رحمة الله معلقا على هذة الجملة كلاما" جميلا" أنقله بنصه قال": {ومعرفة الله تكون بأسباب: منها النظر والتفكر في مخلوقاته عز وجل فإن ذلك يؤدي إلى معرفته ومعرفة عظيم سلطانه وتمام قدرته، وحكمته، ورحمته قال الله تعالى:} أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء {{سورة الأعراف، الآية: 185}. وقال عز وجل:} إنما أعظكم بوحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا {{سورة سبأ، الآية: 46} وقال تعالى:} إن في خلق السموات والأرض وأختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب {{سورة آل عمران، الآية: 190} وقال عز وجل:} وما خلق الله في السموات والأرض لآيات لقوم يتقون {{سورة يونس، الآية: 6} وقال سبحانه وتعالى:} إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون {{سورة البقرة، الآية: 164}.
ومن أسباب معرفة العبد ربه النظر في آياته الشرعية وهي الوحي الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام فينظر في هذه الآيات وما فيها من المصالح العظيمه التي لا تقوم حياة الخلق في الدنيا ولا في الآخرة إلا بها، فإذا نظر فيها وتاملها وما اشتملت عليه من العلم والحكمة ووجد انتظامها موافقتها لمصالح العباد عرف بذلك ربه عز وجل كما قال الله عز وجل:} أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه أختلفا كثيراً {{سورة النساء، الآية: 82}.
ومنها ما يلقى الله عز وجل في قلب المؤمن من معرفة الله سبحانه وتعالى حتى كأنه يرى ربه رأي العين قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ن حين ساله جبريل مال الإحسان؟ قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك". (أخرجه البخاري في كتاب الأيمان برقم50وطرفة برقم7774كتاب التفسير, ومسلم فى كتاب الأيمان برقم9,10 وهو عند ابو داود في سننه كتاب السنة برقم4679,والنسائي فى الأيمان وشرائعه برقم5007و5008 وهو عند أحمدبرقم186 ورقم374 والبيهقى في كتاب الشهادات برقم وابن ماجه فى المقدمة برقم64) أي معرفة الأصل الثاني وهو دينه الذي كلف العمل به ما تضمنه من الحكمة والرحمة ومصالح الخلق، ودرء المفاسد عنها، ودين الإسلام من تأمله حق التأمل تأملاً مبيناً على الكتاب والسنة عرف أنه دين الحق، وأنه الدين الذي لا تقوم مصالح الخلق إلا به، ولا ينبغي أن نقيس الإسلام بما عليه المسلمون اليوم، فإن المسلمين قد فرطوا في أشياء كثيرة وارتكبوامحاذير عظيمة حتى كأن العائش بينهم في البلاد الإسلامية يعيش في بعض البلاد الإسلامية يعيش في جو غير إسلامي.
والدين الإسلامي –بحمد الله تعالى- متضمن لجميع المصالح التي تضمنتها الأديان السابقة متميز عليها بكونه صالحاً لكل زمان ومكان وأمة، ومعنى كونه صالحاً لكل زمان ومكان وأمة: أن التمسك به لا ينافي مصالح الأمة في أي زمان ومكان أمة، فدين الإسلام يأمر بكل عمل صالح وينهي عن كل عمل سيء فهو يأمر بكل خلق فاضل، وينهى عن كل خلق يافل.
(1) هذا هو الأصل الثالث وهو معرفة الإنسان نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وتحصل بدراسة حياة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه من العبادة، والأخلاق، والدعوة إلى الله عز وجل، والجهاد في سبيله وغير ذلك من جوانب حياته عليه الصلاة والسلام، ولهذا ينبغي لكل إنسان يريد أن يزداد معرفة بنبية وإيماناً به أن يطالع من سيرته ما تيسر في حربه وسلمه، وشدته ورخائه وجميع أحواله نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المتبعين لرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، باطناً وظاهراً، وأن يتوفانا على ذلك انه وليه والقادر عليه}. أ. ن ((شرح الأصول الثلاثة ص))
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[27 - 08 - 07, 11:19 ص]ـ
بارك الله لك في الموهو ب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره. . . آمين.
هل (الواهب) من أسماء الله الحسنى؟!!
فلم أقف عليه إلا من قول الحسن البصري كما في تحفة الودود [ص:30]
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[29 - 08 - 07, 02:41 ص]ـ
اخي الكريم
قلت: ((رسالة ((الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة)) , هذة الرسالة التى جمعها فضيلة الشيخ عبد الله بن ابراهيم القرعاوي رحمه الله))
ثم قلت:
ترجمة جامع الرسالة رحمه الله
وهو فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد بن حمد القرعاوي وهذا لقب لجده نسبة" الى قرية يسكنها بقال لها قرعاء تابعة لمدينة بريدة, وقد ولد رحمه الله فى 11/ 12/1315ه أى فى شهر ذى الحجة من عام 1315ه.))!!!
وافيدك اخي الكريم ان المؤلف هو الشيخ: عبدالله بن ابراهيم بن عثمان القرعاوي وهو بحمد الله لايزال على قيد الحياه اماما لجامع خادم الحرمين الشريفين في بريدة بمنطقة القصيم حفظه الله ونفع به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/19)
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[31 - 08 - 07, 02:47 م]ـ
اخي الكريم
قلت: ((رسالة ((الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة)) , هذة الرسالة التى جمعها فضيلة الشيخ عبد الله بن ابراهيم القرعاوي رحمه الله))
ثم قلت:
ترجمة جامع الرسالة رحمه الله
وهو فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد بن حمد القرعاوي وهذا لقب لجده نسبة" الى قرية يسكنها بقال لها قرعاء تابعة لمدينة بريدة, وقد ولد رحمه الله فى 11/ 12/1315ه أى فى شهر ذى الحجة من عام 1315ه.))!!!
وافيدك اخي الكريم ان المؤلف هو الشيخ: عبدالله بن ابراهيم بن عثمان القرعاوي وهو بحمد الله لايزال على قيد الحياه اماما لجامع خادم الحرمين الشريفين في بريدة بمنطقة القصيم حفظه الله ونفع به.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أولا" معذرة" على الأنقطاع ... للأخوة جميعا" ,يعلم الله انه ما كان بيدي والحمد لله اولا" واخرا" على العودة. ثانيا": أسأل الله عز وجل أن يعفوا عنى وعن جميع أخوانى فى الملتقى .. امين امينثالثا" شيخنا ابو عبد المصور جزاك الله خيرا" على هذة الفائدة الفريدة ويا حبذا لو أتيتنى بترجمة للشيخ حفظة الله تعالى فأن شرح الرساله الأن مطبوع فى ملازم وهو بين الأخوة متداول .. حتى اتدارك هذا الخطاء .. عفا الله عنى وغفر لي زللى امين امين. ولكن اخي يعلم الله اننى ماقصرت فى البحث عن صاحب الجمع فلقد سمعت احد شيوخى يقول عن جامعها رحمة الله فوقع فى صدري انه مات فكان البحث فيمن مضى .. رحم الله القرعاوي الكبير وحفظالجامع واياكم يا رب.امين
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[23 - 03 - 08, 10:15 م]ـ
ترجمة ... شيخنا ... عبدالله بن ابراهيم القرعاوي ... حفظه الله ونفع بعلمه
--------------------------------------------------------------------------------
النسب والنسبة:
هو عبد الله بن إبراهيم بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن حمد بن عبد الله بن نجيد المصلوخي ثم العنزي فهو من آل القرعاوي عشيرة من نجيد الذين هم بطن كبير من قبيلة عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن عدنان فهي قبيلة من ربيعة عدنانية.
وأما نسبته إلى القرعاوي فإن نجيداً اشترى أرض القرعاء قرية من قرى القصيم الشمالية ثم سكنها, فرحل أحد أحفاده وهو عبد الله بن حمد منها إلى بريدة فصار أهل بريدة يسمونه القرعاوي نسبة إلى هذه القرية, وكان الجد الأعلى في النبهانية إحدى قرى القصيم الغربية, وذلك في القرن العاشر الهجري واستوطنها هو وذريته من بعده ومنها تفرقوا في قرى القصيم كما ذكر ذلك المؤرخون.
المولد والنشأة:
ولد في مدينة بريدة عام 1374هـ ونشأ فيها, واهتم به والده رحمه الله منذ صغره, فحين بلغ سن التمييز قام بتعليمه الكتابة والقراءة, أما القراءة فقرأ على أهل العلم المعروفين في المساجد في ذلك الوقت, وابتدأ على إبراهيم الجردان, وصالح الطامي ومحمد ذاكر.
وأما الكتابة: فكان والده يأمره أن ينسخ من الكتب المطبوعة في دفاتر ليتعلم الكتابة, ولما فتحت المدرسة العلمية الأهلية في بريدة ألحقه والده بها, ثم أمره بالأخذ عن فضيلة الشيخ محمد بن صالح المطوع في مسجده في بريدة فكان يطلب العلم عليه, وكذلك على فضيلة الشيخ صالح بن أحمد الخريصي, وكان والده لايتركه يذهب وحده بل كان يذهب معه, ولما قارب البلوغ كان يخلف الإمام في المسجد الذي بجوار بيته ويجلس إليه أناس يقرءون عليه بالقرآن, ثم لما أسند إليه التدريس بالمدرسة التي تعلم فيها, أعفاه والده من العمل بالتجارة, فتفرغ بعد ذلك لطلب العلم على شيوخه, وجدَ واجتهد في الأخذ والتحصيل.
وفي عام 1399هـ, عين إماماً وخطيباً للجامع الكبير ببريدة بطلب من فضيلة الشيخ صالح بن أحمد الخريصي وبعض المشائخ وطلاب العلم في بريدة, فجلس للتعليم ورتب دروساً في الجامع بعد الصلوات مع قيامه بالتدريس في المدرسة العلمية ولم يمنعه ذلك من مشاركته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وبقي إماماً وخطيباً في الجامع حتى عام 1406هـ, ثم رجع إليه 1414هـ, ولا يزال بحمد الله قائماً فيه بالإمامة والخطابة والتدريس.
شيوخه:
ــ فضيلة الشيخ: محمد بن صالح المطوع, قرأ عليه القرآن حفظاً والتوحيد, والمطولات, ولازمه إلى حين وفاته.
ــ فضيلة الشيخ: صالح بن أحمد الخريصي, قرأ عليه القرآن حفظاً, والتوحيد, والمطولات, ولازمه مدة طويلة.
ــ فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الدويش, قرأ عليه في كل فنون العلم الشرعي في التوحيد والفقه ومصطلح الحديث واللغة, ومنَ الله عليه بكثير من العلم بسببه مع ماسبق له من التعلم بالمدرسة العلمية الأهلية كما ذكرنا سابقاً.
ــ الشيخ: صالح السكيتي, قرأ عليه في المطولات.
ــ الشيخ: عبد الله الحسين, قرأ عليه في النحو وغيره.
ــ الشيخ: صالح البليهي, قرأ عليه في الفقه والمطولات.
التدريس:
للشيخ حلقات بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر وبعد صلاة المغرب في الجامع الكبير ببريدة, في حفظ المتون وشرحها والقراءة في الكتب المطولة.
وكان الشيخ كثيراً مايحث طلبة العلم على كتب الحديث كالصحيحين والسنن والمسانيد وعلى كتب السلف وخاصة كتب التوحيد والعقائد.
وللشيخ دروس في الحرم المكي الشريف أثناء زيارته لمكة المكرمة, فلله الحمد والمنَة.
المؤلفات:
ــ المحصل لمسند الإمام أحمد بن حنبل.
ــ غنيمة الأبرار في الدعوات والأذكار من مسند الإمام أحمد فيما رواه المختار.
ــ تيسير الباري في فضائل وتفسير وأسباب نزول كلام الباري من مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني.
ــ مجموع رسائل ومسائل.
وله نسخ مختصرة متنوعة, ورسائل خاصة وعامة, وفق الله شيخنا لكل خير وأعاذه من كل شر, وبارك له في بقية عمره ونفع بعلمه وتعليمه, وجعله ذخراً للإسلام والمسلمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
http://qaraye.com/profile.php?action=show
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/20)
ـ[أبو شوق]ــــــــ[26 - 03 - 08, 06:02 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[15 - 04 - 08, 10:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وبعد .. بعد توقف فترة بعيدة ... ولأن الأخ ابو عبد الرحمن الفلازونى يسر الله امره وفرج همه غير موجود .. اعود أنا لأكمال شرح الواجبات المتحتمات المعرفة من المذكرة الموجودة لدي على حلقات ,باذن رب البريات جلا وعلا. وهي كلها من جمعه وترتيبه وبخطة وقد نبهني ان ترجمة الشيخ القرعاوي الموجودة فيها وهم ,وقد امرني بازالتها حتى يقف على ترجمة للشيخ القرعاوي الحفيد حفظة الله ولأن اخي غير موجود فقد الحقتها من هذا الرابط في الملزمة التى بيدي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=798022#post798022
فليراجع ,ولا أنسى أن اشكر باسم شيخي واخي .. كلا" من الأخوة ومشايخي الكرام وفقهم الله تعالى الأخ عبدالله العلاف والاخ الشيخ عبدالمصور السني والاخ الشيخ ابو شوق جزاهم الله خيرا" وجمعنا واياهم فى جنتة ومستقر رحمتة .. امين امين
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[16 - 04 - 08, 02:53 ص]ـ
ابو عبد الرحمن الفلازوني
جزاك الله خيرا(43/21)
فوائد منتقاة من بيان تلبيس الجهمية لشيخ الإسلام
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 07 - 07, 04:08 م]ـ
بفضل من الله الكريم وحده لا رب سواه .. انتهيتُ من قراءة هذا الكتاب العظيم:
(بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية)
لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام
ويسمى أيضا (نقض التأسيس).
وحمدتُ الله عز وجل على أن يسر تصنيف هذا الكتاب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فلو لم يصنفه لما ظننت أن في مقدور أحد أن يصنف ما يقوم مقامه، وصدق ابن القيم في قوله:
وكذلك التأسيس أصبح نقضه ........ أعجوبة للعالم الرباني
وأصل هذا الكتاب في الرد على (تأسيس التقديس) أو (أساس التقديس) لأبي عبد الله ابن خطيب الري، المشهور بالفخر الرازي.
وأصل كتاب الرازي في الرد على (كتاب التوحيد) لإمام الأئمة ابن خزيمة، ولكنه لم يصرح بذلك في كتابه كما صرح ابن تيمية بالرازي في كتابه.
وزعم محقق أساس التقديس في خاتمة الكتاب أن الرازي كفَّر ابن خزيمة بناء على التجسيم!! المذكور في كتابه، وهذا فهم سقيم من المحقق عافاه الله!
وعندما طبع الكتاب لأول مرة بتحقيق ابن قاسم كان جزء كبير منه مفقودا، نحو نصف الكتاب، ثم لما ظهرت طبعة المجمع كان الظن أنها نسخة كاملة من الكتاب، ولكن أغلب ظني - والله أعلم - أنها أيضا نسخة ناقصة؛ لأن آخر الكتاب لا يوحي بانتهائه، وكذلك فهناك بعض الأشياء التي ذكرها الرازي في كتابه لم يتناولها شيخ الإسلام بالرد، ولكن يحتمل أن يكون ذلك من اختلاف نسخ كتاب الرازي، والعلم عند الله.
وسبب آخر لظني أنها نسخة ناقصة، وهو أن ابن رجب الحنبلي ذكر أن الكتاب في ست مجلدات كبار، ومعلوم أن مثل هذا القدر لو طبع محققا بطريقة طبعة المجمع فلن يقل عن عشرين مجلدا، في حين إن طبعة المجمع في عشرة مجلدات، منها مجلد للمقدمة ومجلد للفهارس، فصار أصل الكتاب في ثماني مجلدات فقط.
سأحاول في المشاركات القادمة إن شاء الله أن أذكر الفوائد وألتقط المواضع التي قيدتها في أثناء القراءة، وأسأل الله التيسير.
والمرجو من الإخوة الكرام وفقهم الله وجزاهم خيرا أن يفيدونا بالمواضع والفوائد الملتقطة من هذا الكتاب العظيم.
وأرجو تجنب ذكر الملاحظات على التحقيق أو المحققين لأن لها موضوعا مفردا في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91768
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأسأل الله أن يستعملنا في طاعته
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[20 - 07 - 07, 04:30 م]ـ
عجل بها أيها الفاضل.
ـ[سعدسعود]ــــــــ[21 - 07 - 07, 03:36 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو البركات]ــــــــ[23 - 07 - 07, 06:53 ص]ـ
على حد علمي أنه يوجد من يعمل على تحقيقه وإخراجه كامل بمجلدات لكن نسيت أسمه .... فالكتاب محتواه قيم جدا ....
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 07 - 07, 01:26 م]ـ
سأبدأ بالمجلد الثامن حتى أتيح الفرصة لمن أراد أن يُدلي بدلوه بذكر ما وقف عليه من فوائد الكتاب
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
ص 15
قول القائل: هذا من صفات الأجسام وارد في كل اسم وصفة لله تعالى .... ومن المعلوم أنه إذا صرف شيء منها فلا بد أن يصرف إلى معنى آخر يعبر عنه بلفظ آخر، وذلك اللفظ الثاني يرد عليه مثل ما ورد على الأول، فإنه لا يعرف إطلاقه إلا على / الجسم، وإذا كان كذلك علم أن جميع هذه التأويلات باطلة، لأنه يلزم من رفعها إثباتها، وما استلزم عدمه وجوده كان عدمه ممتنعا.
ص 42 - 43
والمعتزلة البصرية أقرب إلى الإثبات من البغداديين، والأشعري كان في أول أمره منهم من أصحاب أبي علي الجبائي شيخهم في وقته، ولعل هذا البحث القياسي إنما أخذه الأشعري عنهم.
ص 52
لا ريب أن من السلف والأئمة من جعل اللقاء يتضمن الرؤية واستدلوا بآيات لقاء الله عز وجل على رؤيته، ومن الناس من نازع في دلالة اللقاء على الرؤية
ص 54
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/22)
تفسير اللقاء بأنه رؤية ليس فيها مواجهة ولا مقاربة تفسير للفظ بما لا يعرف في شيء من لغات العرب أصلا، ومن المعلوم أن التأويل لا يمكن إلا إذا كان اللفظ دالا على المعنى في اللغة. وهذا اللفظ لا يدل على هذا المعنى في اللغة أصلا ... ومن الأصول التي يقررها هو [الرازي] أن اللفظ الذي يتناوله الخاص والعام لا يجوز أن يكون موضوعا لمعنى لا يفهمه إلا آحاد الناس، وإذا لم يكن / هذا اللفظ دالا على هذا المعنى في لغتهم التي بها يتخاطبون لا حققة ولا مجازا امتنع حمل اللفظ عليه.
ص 69
هذا بعينه يرد في تفسيرك [الرازي] حيث قلت: منور السموات والأرض بمعنى المصلح وهادي السموات والأرض.
فإن ذلك يستلزم على قياس قولك أن لا يكون فيهما شيء من الضلالة أو الظلم والفساد، فما قلته في هذا يقال في ذلك.
ص 70
يقال: هو نور وله نور، فإن اسم النور يقال للشيء القائم بنفسه كما سمي القمر نورا، ويقال للصفة القائمة بغيرها كما يقال نور الشمس والقمر.
وقد دل الكتاب والسنة على أنه نور وله نور وحجابه / النور، فالمضاف ليس هو المضاف إليه، وأيضا فإن هذا يلزمهم مثله فإنه إذا فسر نور السموات والأرض بأنه هادي أو مصلح أو منور لزم أن يقال: مثل هاديه أو مصلحه أو منوره ومعلوم أن هذا باطل بل يقال: مثل هدايته أو إصلاحه أو تنويره فيكون مسمى النور المضاف ليس هو مسمى النور المضاف إليه على كل تقدير، فعلم أن هذا لا يصلح أن يكون دليلا على صرف الآية عن ظاهرها ولا على صحة التأويل.
ص 90
لكن رواية حماد بن سلمة أتم إسنادا ومتنا، وذلك معروف في أحاديثه عن ثابت البناني؛ لأنه كان بينهما من الصلة ما لم يكن بينه وبين غيره، وكان ثابت يقول: ولا أن يصنعوا بي كما صنعوا بأبي سعيد – يعني الحسن البصري لحدثتهم أحاديث موثقة، فلهذا كان يختصر لبعض الناس ويختصر [كذا والصواب ويختص] عنه حماد بن سلمة أشياء لاختصاصه به.
ص 121
وهذا باطل بالضرورة فإن كون الله تعالى لا يخلق في العين رؤية أمر عدمي لا يحتاج إلى إحداث فعل، بل هو مثل أن الله تعالى لا يخلق للجسم طعما أو لونا أو ريحا أو حركة أو حياة أو غير ذلك من الأمور العدمية فقول القائل: فهم محجوبون عنه بحجاب يخلقه فيهم وهو عدم الإدراك في أبصارهم كلام باطل لأن العدم لا يخلق.
ص 123
أن تسمية مجرد عدم الرؤية مع صحة الحاسة وزوال المانع حجابا أمر لا يعرف في اللغة لا حقيقة ولا مجازا ولهذا لا يقال: إن الإنسان محجوب عن رؤية ما يعجز عنه مع صحة حاسته، وزوال المانع كالأشياء البعيدة ولكن يقال في الأعمى: هو محجوب البصر لأن في عينه ما يحجب النور أن يظهر في العين.
...
ثم أثبتوا رؤيةً يعلم بضرورة العقل بطلانها وجحدوا حقيقة ما جاء به السمع فصاروا منافقين مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، بل صاروا جاحدين لصريح المعقول باتفاق الطوائف جاحدين لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم والإيمان
ص 125
والعدم ليس بشيء أصلا حتى يكون مانعا، ولو كان عدم الشيء مانعا من وجوده لما وجد شيء من المحدثات؛ لأن عدمها سابق على وجودها.
ص 130
والعدم المحض ليس له خلف ولا أمام، فعلم أنه حجاب موجود يكون له وراء.
الوجه الثامن عشر: أنه لو صرح بالمعنى الذي ذكروه، فقال: أو من وراء عدم خلق الرؤية لكان هذا من الكلام الذي يعلم جنون صاحبه، أو هو كلام لا حقيقة له، ولا يحمل كلام الله عز وجل على ذلك إلا زنديق منافق متلاعب بالقرآن والإسلام أو جاهل فيحكم عليه بالجهل بما يخرج منه من الكلام.
ص 132
لو كان الحجاب منع الإحسان لكان من كلمه الله من وراء حجاب كما كلم موسى وهو التكليم الذي فضله الله به على سائر العباد منعا من الإحسان فيكون الذي ناداه الله وقربه نجيا أو اصطفاه على الناس برسالاته وكلامه ممنوعا من الإحسان إليه، وهذا من أفسد ما يكون في بداهة / العقول، وهو من أبلغ التحريف وقلب الحقائق والإلحاد في آيات الخالق
ص 136
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/23)
ثم إنه فسره بذلك التفسير العجيب الذي لم يدل عليه اللفظ لا حقيقة ولا مجازا هو من جنس ما فعله في كتابه الكبير الذي سماه المطالب العالية وجمع فيه من مباحث الفلاسفة والمتكلمين وذكر فيه كتابا مفردا في تفسير المعراج فرواه بسياق لا يعرف في شيء من كتب الحديث، وفسره بتفسير الصابئين / والمنجمين، وهذه الأمور تلقاها من زنادقة الفلاسفة الجهال بالمعقول والمنقول، وهي عندهم من أسرار الحقائق كما يدعي ذلك القرامطة ونحوهم من الداخلين في هؤلاء
ص 158
وأما تخصيص الضدين بأنهما العضران اللذان لا يجتمعان في محل واحد فهذا عرف اصطلاحي للمتكلمين ... لم يجز حمل كلام الله ورسوله / على اصطلاحهم الحادث هذا لو كان الشارع نطق بلفظ الضد وإنما جاء بلفظ الحجاب
ص 162
فلا فرق في الحقيقة بين تنافي الأجسام وتنافي الجسم والعرض إذ المنافاة والمضادة تختص ببعض هذه الأقسام الثلاثة دون بعض بحسب خصوص ذات المتضادين.
......
وأيضا فإنهم كثيرا ما يغلطون في أحكام الأجسام / والأعراض كاعتقاد بعضهم تماثلها، أو امتناع بقاء الأعراض وغير ذلك مما ليس هذا موضعه
فإذا سمع هذه الكلمات من لا يكون عارفا بحقيقة معانيها يحسب أنها من القضايا المقبولات بمنزلة الأخبار الصحيحة والأحكام المجمع عليها بين المسلمين ولا يعلم أن النزاع بين الناس فيها عظيم وغلط هؤلاء فيها جسيم وأنه عند الاستفصال ينكشف الحال.
ص 169
ولا يجوز تفسير ما علم أنه كذب بتقدير ثبوته ولا سيما في مثل هذا الباب، فإنه جعل للكذب معنى صحيحا، وهذا التقدير منتف، فيكون المعلق عليه منتفيا وهو إثبات معنى صحيح له.
وقد بينا فيما تقدم أن التأويل بيان مراد المتكلم ليس هو بيان ما يحتمله اللفظ في اللغة
........
ولكن العلم بالموضوع المختلق وبالصحيح الثابت هو من بيان أهل العلم بالحديث والسنة وأما هذا المؤسس وأمثاله فلا يميزون بين هذين حتى قد يكذبوا بالأحاديث التي يعلم أهل العلم أنها صدق ويصدقوا أو يجوزوا صدق الأحاديث التي يعلم أنها كذب.
ص 172
وفي القرآن مما فيه وصف ذهاب بعض الأشياء إليه نفسه أو صعودها إليه أو نزولها من عنده وما يشبه ذلك نحو خمسمائة آية أو أكثر
ص 202
هذا الذي ذكره لا ريب أنه من / باب حذف المضاف وإقامة المضاف إليه حيث قال: قوله فيدنيه منه أي من رحمته وأمانه وتعطفه، ومن المعلوم بالاضطرار من لغة العرب أن هذا لا يجوز عندهم إلا إذا كان قد اقترن بالكلام ما يبين المضاف المحذوف إذ لا يقولون جاء زيد يعنون ابنه أو غلامه أو رسوله إلا بقرينة.
.............. يُتبع إن شاء الله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 07 - 07, 12:46 ص]ـ
210
فإن هؤلاء الاتحادية وإن كانوا جهمية فلهم فروع أقوال، انفردوا بها عن غيرهم من الجهمية، ولكن نذكر ما يلزم غيرهم / من الجهمية
213
فإن قلتم هذا لم يكن لكم طريق إلى إفساد قول أولئك الاتحادية، إذ قولكم من جنس قولهم، إلا أنهم توسعوا في ذلك فجعلوا كل من دعا إلى شيء أو وصل إليه أو سلك إليه فإنما دعا إلى الله، ووصل إليه وسلك إليه، وأنتم تخصون ذلك ببعض المخلوقات دون بعض، فالفرق بينكم وبينهم فرق ما بين العموم إلى الخصوص.
217
فمن قال: إن القرآن يجوز أن يشتمل على ما لا سبيل لبعض الناس إلى العلم به فقد أصاب وذلك لعجزه لا عن نقص في دلالة القرآن، فكثير من الناس لا سبيل له إلى أن يعلم كثيرا من العلوم كالطب والنجوم والتفسير والحديث وإن كان غيره يعلم ذلك.
وإن أراد أنه لا سبيل لأحد إلى معرفة تفسيره فقد غلط.
وإن قال لا سبيل لأحد إلى معرفة حقيقته وكيفيته وهيئته ونحو ذلك فقد أصاب.
240
وقال: إني تارك فيكم الثقلين ... ففيه أمر باتباع القرآن وأنه وصى الأمة بأهل بيته، وأما قوله: ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده كتاب الله وعترتي فقد رواه الترمذي وضعفه أحمد / وغيره وقوله كتاب الله وسنتي روي في حديث ضعيف
[لم يخرجه المحقق]
243
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/24)
وأما خطاب الناس بكلام لا سبيل لأحد إلى معرفة معناه فهذا لا يفعله أحد من العقلاء ألبتة، بل هو مثل / مستقبح باتفاق العقلاء، والله تعالى وراء تنزيهه عن مثل ذلك، ولكن هذا الوجه والذي قبله لا يصح من مثل هذا الرازي الاحتجاج بمثلها فإنه وأصحابه ينصرون قول الجهمية المجبرة الذين ينزهون الرب عن فعل ممكن، بل يجوزون عليه فعل كل مقدور، ومن المقدور أن يخلق أصواتا مؤلفة من جنس الكلام، ولا يكون لها معنى، أو يكون لها معنى لا يعلمه غيره.
245
وهو يجوّز أن يخلق كل شيء لا لحكمة وإن كان هذا مما يعده العقلاء عبثا فعنده لا ينزه [عن] مثل ذلك
246
هؤلاء النفاة يقولون: إن التوحيد الحق الذي يستحقه الله تعالى ويجب أن يعرف به ويمتنع وصفه بنقيضه ليس هو في القرآن ولم يدل عليه القرآن
247
وهم متفقون على أن ظاهر القرآن إنما يدل على الإثبات الذي هو عندهم تجسيم باطل بل كفر وغيرهم يقول: بل دلالة القرآن على ذلك نصوص صريحة، بل ذلك معلوم بالاضطرار من القرآن والرسول
249
وهؤلاء لا يقصدون بتأويل كلام المتكلم معرفة مراده، بل يقصدون بيان ما يحمله اللفظ كيف أمكن ليحمل عليه، وإن / لم يعلم ولا يظن أنه أراده بل قد يعلم قطعا أنه لم يرده
250
ولهذا قالوا: إذا اختلف الصحابة على قولين جاز لمن بعدهم إحداث قول ثالث بخلاف الأحكام، فإنهم لا يجوزون إذا اختلفوا على قولين إحداث ثالث، لأن اتفاق الأمة على قولين إجماع على فساد ما عداهما، وهذا بعينه وارد في التأويل، فإنه إذا قالت طائفة معنى الآية المراد كذا وقالت طائفة: معناها كذا فمن قال معناها ليس واحدا منهما بل أمر ثالث فقد خالف إجماعهم وقال إن الطائفتين مخطئون.
فإن قيل هؤلاء لا يقولون أريد بل يقولون يجوز أن يكون المراد، قيل كلام الصحابة لم يكن بالاحتمال والتجويز، وبتقدير أن يكون كذلك فالاحتمالات [كذا والصواب فالاحتمالان] إن كان أحدهما مرادا فلم يجمع على ضلال وإن كان المراد هو الاحتمال الثالث المحدث بعدهم فلم يكن فيهما من عرف مراد الله تعالى بل الطائفتان جوزت أن تريد غير ما أراد الله تعالى وما أراده لم يجوزه، وهذا من أعظم الضلال
251
وزعموا أن الرسول لم يكن يعرف ما يقرؤه ويبلغه وعلى قولهم فأحاديث الصفات التي قالها كان يقولها ولا يدري / معنى ما يقول، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
252
لا سيما ولم ينقل أحد عنه أنه نهى الناس عن اعتقاد ظاهره وما دل عليه ولا نبههم على دليل عقلي يعرفون به الحق، فعلى زعمهم لم يبين الحق لا بدليل سمعي ولا بدليل عقلي.
........
وهم أنفسهم معترفون في غير موضع بفساد أقوالهم النافية وتناقضها.
وقد ذكرنا من أقوال الرازي وغيره من ذلك ما تبين به ذلك فهم يشهدون أن عقلياتهم التي عارضوا بها الرسول باطلة
259
ذكر [الرازي] القولين ولم يرجح أحدهما، ولم يذكر جواب أحدهما عن حجة الآخرين فبقيت المسألة على الوقف والحيرة والشك ...
وقد ذكر حجة كل قوم، ولم يذكر لهم جوابا عن حجة الآخرين، فبقيت المسألة مما تكافأت فيها الأدلة عنده، وأما في تفسيره فرجح المنع في التأويل، كما رجح أبو المعالي في آخر قوليه، وكما رجحه أبو حامد في آخر أقواله.
260
[الرازي] والتعويل على مثل هذه الدلائل في المسائل القطعية محال قال فلهذا التحقيق ذهبنا إلى أن بعد إقامة الدلالة العقلية على أن حمل اللفظ على ظاهره محال لا يجوز الخوض في تعيين التأويل قال فهذا منتهى ما جعلنا في هذا الباب
262
ولفظ التأويل له في القرآن معنى وفي عرف كثير من السلف وأهل / التفسير معنى، وفي اصطلاح كثير من المتأخرين له معنى، وبسبب تعدد الاصطلاحات والأوضاع فيه حصل اشتراك غلط بسببه كثير من الناس في فهم القرآن وغيره، وهذه المعاني الثلاثة موجودة في كلام الناس، وقد يذكر بعضهم فيها معنيين ومنهم من يذكر الثلاثة مفرقة، بل كثير من أهل التفسير يذكرون في أول تفسيرهم المعنيين، ثم يذكرون المعنى الثالث في موضع آخر، كما ذكره أبو الفرج بن الجوزي في تفسيره
269
ولم يذكر أبو الفرج في الآية القول الذي ذكره في أول كتابه وهو (أن التأويل نقل الكلام عن موضعه إلى ما يحتاج في إثباته إلى دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/25)
قد أحسن حيث لم يذكر هذا المعنى في قوله تعالى {وما يعلم تأويله إلا الله} فإن أحدا من السلف لم يذكر هذا المعنى في هذه الآية وإنما ذكر هذا بعض المتأخرين.
276
فقد جعل هؤلاء [البغوي وغيره] الفرق بين التفسير والتأويل أن التفسير يُعلم بالنقل والسماع والتأويل ما يفهم من الآية بالاستنباط منها بحيث يكون ذلك المعنى موافقا لما قبلها وما بعدها غير مخالف للكتاب والسنة
277
فالتأويل بمعنى صرف الآية إلى خلاف ظاهرها لم يذكر أحد من هؤلاء المفسرين أنه مراد من قوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله} وهو كما قالوا لم ينقل عن أحد من السلف وإنما فهمه بعض المتأخرين لأنه كان في اصطلاحهم لفظ التأويل يراد به هذا فظنوا أن هذا هو التأويل في لغة القرآن.
278
وأما ما ذكروه من أن التفسير مأخوذ من التفسرة وهو الماء الذي ينظر فيه الطبيب ليستدل به فمثل هذا قد يقوله بعض الناس، يجعلون اللفظ المشهور من لفظ أخفى منه، وهذا إذا أريد به التناسب فهو قريب، وأما إذا أريد به أن ذلك هو الأصل لهذا فهو غلط بل الأمر بالعكس، فإن لفظ الفسر والتفسير مشهور من كلامهم وهو البيان والإيضاح.
[قلت: هذا فيه نظر؛ فإن المقصود اشتقاق الألفاظ المعنوية من الألفاظ المادية وهو القول المشهور عند اللغويين؛ لأنه من المعقول أن يكون لفظ التفسرة لهذا الماء موضوعا قبل لفظ التفسير]
279
المطلوب من الكلام شيئان: أن يكون حقا لا باطلا، فإن الباطل يمقت وإن زخرف، وأن يكون الكلام مبرهنا مبينا، قد قام دليله وهو التفسير الذي يوضحه تصورا وتصديقا، فبين المراد بالكلام وبين الدليل على صحته حتى تبين أنه حق
....
والذين نظروا في الاشتقاق الأوسط قالوا: ومنه السفر والأسفار [كذا ولعل الصواب الإسفار] وأسفرت المرأة عن وجهها وأسفروا بالفجر، والسفر أيضا بياض النهار والسفرة الكتبة والسافر الكاتب والسفر الكتاب، لأنه يبين ويوضح ما فيه من الكلام ويدل عليه
291
ولهذا قال أبو عبيدة لما ذكر تنازع الفقهاء وبعض أهل اللغة في اشتمال الصماء قال: والفقهاء أعلم بالتأويل.
/ وهذا هو التفسير الذي يعلمه العلماء، وهو أخص من التفسير الذي تعرفه العرب من كلامها
294
وهذا مذهب السلف والجمهور أن للرب سبحانه وتعالى حقيقة لا يعلمها البشر، وقد يسمونها ماهية ومائية / وكيفية
[قال المحقق: يقصد جمهور الخلق من اليهود والنصارى وسائر الملل]
[قلت: بل يقصد جمهور الطوائف والفرق من أهل الحديث والصوفية ومتقدمي الأشعرية وأصحاب ابن كلاب وغيرهم كما تقدم للمؤلف غير مرة والدلي لعلى ذلك أنه مثل بقول الصوفية وذكر كلام منازعيهم من الجهمية والمعتزلة]
295
وطائفة من المتكلمين يدعون أنهم عرفوه حق المعرفة وليس له حقيقة وراء ما عرفوه كما يقول ذلك كثير من الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم
301
وقال هذا القول: إن إجماع السلف منعقد على أن لا يزيدوا على قراءة الآية
إن أراد به أنهم لا ينفون ما دل عليه وما ذكر فيها بتأويلات النفاة مثل قولهم العرش: الملك، أو استوى بمعنى استولى، ونحو ذلك فهذا صحيح
[زاد المحقق هنا زيادة يقتضيها السياق!! ونحو ذلك (فهم ينكرونه)]
وإن أراد أن السلف لم يكونوا يعلمون معنى الاستواء ولا فسروه فهذا باطل خلاف المنقول المتواتر عنهم
305
وقد زعم بعضهم أن معنى قولهم الاستواء معلوم أن مجيء لفظ الاستواء في القرآن معلوم، وهذا باطل، فإن كونه في القرآن أمر ظاهر يعرفه جميع الناس لا يسأل عنه، ولكن السائل لما قال: كيف استوى؟ سأل عن الكيفية فبينوا له أن الكيفية لا نعلمها نحن ولكن نعلم معنى الاستواء فدل على ثبوت كيفية في نفس الأمر غير معلومة لنا.
وكذلك قال ابن الماجشون وأحمد بن حنبل وغيرهما، ولو قدر أن الكيفية منتفية فلا تنفى الكيفية عن معدوم، فلو لم يكن أن ثم استواء ثابت [كذا] في نفس الأمر لم يجز نفي الكيفية عنه، ولو كان المراد الاستيلاء ونحوه لم يحتج أن يقال في ذلك والكيف مجهول أو معلوم
306
وإذا قيل الراسخون في العلم يعلمون تأويله فمعناه أنهم يفهمون ما أخبر به عن التأويل، ويتصورون معنى الكلام، وهو معرفة تفسيره، فهم يفهمون الخبر عن التأويل، ويعلمون حقيقة التأويل، وإن لم يعلموا كيفيته وكميته ووقته، وقد يعلمون بعض ذلك دون بعض
320
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/26)
وكذلك عامة أهل العربية الذين قالوا: وما يعلم تأويله إلا الله: كالفراء وأبي عبيد وثعلب وابن / الأنباري هم يتكلمون في متشابه القرآن كله، وفي تفسير معناه، ليس في القرآن آية: قالوا: لا يعلم أحد تفسيرها ومعناها. فيجب أن يكون التأويل الذي اختص الله به عندهم غير ما تكلموا فيه من تفسير الآيات المتشابهة.
وقوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله} قد يقال فيه: إن المنفي هو عموم السلف لا سلب العموم، أي ما يعلم جميع التأويل إلا الله، وأما بعضه فيعلمه الراسخون كما قال ابن عباس: وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله، من ادعى علمه فهو كاذب.
322
وأما احتجاجهم بالحروف المقطعة فعنه أجوبة:
أحدها: أن هذه ليست كلاما منظوما، فلا يدخل في مسمى الآيات وعامة الناس أهل مكة والمدينة والبصرة لا يعدون ذلك آية ولكن الكوفيون يعدونها آية، وبكل حال فهي أسماء حروف ينطق بها غير معربة، مثل ما ينطق بألف با تا وبأسماء العدد، واحد، اثنان، ثلاثة
328
وأبو إسماعيل هو وشيخه يحيى بن عمار وغيرهم يحملون ذلك على أحاديث الصفات الدالة على إثبات الصفات / لله تعالى، وأبو حامد يحمل ذلك على ما يذكره في الكتب المضنون بها ونحو ذلك من أقوال الباطنية الملاحدة، لكنه رجع عن ذلك في آخر عمره.
......
ولا ريب أن من العلم ما لا تقبله عقول كثيسرة، كما قال ابن مسعود: ما من رجل يحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم
331
الأعمال المأمور بها ينتفع بها العامل ويحصل بها المقصود وإن لم يعرف حِكَمها. وأما الأقوال التي يخاطب بها الناس فإن لم يمكن معرفة معناها لم ينتفع بها الناس.
.....
وأما مخاطبة الناس بكلام لا سبيل لهم إلى فهمه فهذا لا يفعله أحد من العقلاء.
332
ولهذا كل من كان للقرآن أفهم / ولمعانيه أعرف، كان أشد تعظيما له، من الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني. بل كتاب سيبويه في النحو إذا فهمه الإنسان كان لسيبويه في قلبه من الحرمة ما لم يكن قبل ذلك
336
ولهذا يفكر الإنسان فيما أشكل عليه فتكون فكرته فيه سببا لجمع همته، وإقباله على الله تعالى وعلى عبادته واشتغاله بذلك عما تهواه الأنفس ومن الأهواء الرديئة.
ثم إذا فهم بعض الحق وجد فيه حلاوة وذلك يدعوه إلى طلب الباقي ... فإن كون الكلام حقا أو باطلا هو / متعلق بمعانيه لا بألفاظه الدالة على معانيه.
فأما اللفظ الذي لا يعرف له معنى فلا يقال فيه حق ولا باطل.
340
ولفظ الحرف في اللغة يراد به الاسم
341
فيأمر [الشرع] بالشيء الحسن وما يماثله وينهى عن الشيء السيئ وعما يماثله لا يتناقض، فيحكم بين المثلين بحكمين مختلفين
...
والتشابه في الألفاظ تناسبها وائتلافها واعتدالها
356
فعلم أن الآيات التي قيل فيها {وأخر متشابهات} هي يضا محكمات مبينات وهي بيان وهدى وبصائر لكن اختصت بتشابه لم يكن في المحكمات، وكذلك اختصت المحكمات بأحكام أخر غير الأحكام المشتركة
....
فكل كلام في الوجود قد يشتبه على بعض الناس لنقص علمهم ومعرفتهم لا لنقص في نفس الكلام الذي هو في نفسه متشابه.
ومما يوضح هذا أن كل من لم يكن له خبرة بكلام شخص أو طائفة بما يريدونه من تلك الألفاظ إذا سمعها تشتبه عليه ولا يميز بين المراد منها وغيره بل قد يظن المراد غير / المراد، مثل من يسمع كلام أهل المقالات والصناعات قبل أن يخبر مرادهم.
359
وأعرف بعض طلبة العلم قرأ قوله تعالى: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} وظن أنهما المكان الذي يسمى بالقريتين من أرض الشام.
وبعض الناس فسر (ذات العماد) بدمشق لما فيها من العمد، ومعلوم أن هذا باطل فإن عادا لم يكونوا بالشام بل باليمن وهودا إنما أرسل إليهم فقد قال تعالى: {بعاد إرم ذات العماد} قد نقلوا هذا في كتب التفسير عن عكرمة وابن المسيب وعن / القرطبي أنها الإسكندرية فإنها كثيرة العمد أيضا فهذا قد اشتبه على طائفة من العلماء مع أنه من الآيات المحكمات فإنه تعالى قال: {ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد} وقد ذكر الله تعالى عادا في موضع آخر وأنه أرسل إليهم هودا، وأنه أنذر قومه بالأحقاف أحقاف الرمل، وهذا كله مما علم بالتواتر أنه كان باليمن، وقد صار مثل هذا يجعل أحد الأقوال في تفسير الآية، مع أن الذين قالوه من علماء السلف، قد يكونون أرادوا التمثيل، وأن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/27)
دمشق والإسكندرية ذات عماد ليعرف معنى ذات العماد، وإلا فلا يخفى على أدنى طلبة العلم أن عادا كانوا باليمن، وهذا كما روي عن حفصة في قوله تعالى: {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان} أنها / المدينة وهي جعلت المعنى موجودا فيها، وكذلك قالت طائفة من العلماء في قوله تعالى: {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم من الكتاب} وقوله تعالى: {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله} ونحو ذلك أنه عبد الله بن سلام، أو هو ونحوه ممن أسلم بالمدينة، وهذا مما أحكمه الله، فإن هذه الآية نزلت بمكة قبل أن يعرف ابن سلام فضلا عن أن يسلم
363
وطائفة اشتبه عليها ففسروا الكرسي بالعلم مع أن هذا لا يعرف في اللغة البتة
364
وتنازُع الناس في الكرسي هل هو العرش أو دون العرش؟ / أقرب من هذا فإن هذا له اتساع في اللغة، وأما تسمية العلم كرسيا فهو لا يعرف في اللغة
.......
والاشتباه الإضافي ليس له ضابط أصلا، من جنس الاعتقادات الفاسدة والخواطر الباطلة
[زاد المحقق (فهو) لأن السياق يقتضيها!!]
367
وعند طائفة كبيرة من النصيرية أن رمضان اسم لعدد من شيوخهم وهم يعتقدون ذلك
368
وآخرون ظنوا أن ... الدابة اسم لعالم ينطق بالحكمة وادعى ذلك غير واحد
وأن أهل النار لا يتألمون في النار، بل العذاب مشتق من العذوبة فيجدونه عذبا
....
وهذه التفاسير وأعظم منهام موجودة في كتب يُعظَّم مصنفوها ويجعلون أفضل من الأنبياء ويجعلون معرفة هذه التأويلات للقرآن هي من خواص علم أولياء الله تعالى.
372
ومعلوم أن دخول فرعون النار معلوم بالاضطرار من دين المسلمين واليهود والنصارى
....
ومما اشتبه عليهم أنه قال {أدخلوا آل فرعون} قالوا: وفرعون ليس هو من آل فرعون، وهذا الاشتباه من جهلهم بلسان العرب، لا من عدم إحكام آيات الله تعالى، بل قد أحكمها، وقول القائل: آل فلان يتناول نفسه ومن يؤول إليه
[المحقق: في جميع النسخ الخطية (توكل) ورجحت أن الصواب ما أثبته ويدل عليه ما بعده]
379
فلا خطاب أبين وأفصح من القرآن، ولكن هذا من ضرورة نقص بني آدم، فإنه ليس كل أحد يمكنه فهم كل كلام، بل سبحان من يسر القرآن للذكر، كما يسره للحفظ، فيسر حفظه وفهمه أعظم مما يقع في نظائره، وإلا فالكتابان المتقدمان التوراة والإنجيل لا يحفظان ولا يفهمان عشر عشر حفظ القرآن وفهمه.
وما صنفته الناس من العلوم أقل حفظا وفهما من الكتب المنزلة
380
فجعل [الرازي] الإحكام هو عدم المعارض العقلي لا صفة في الخطاب وكونه في نفسه قد أحكم وبين وفصل، مع أن المعارض العقلي لا يمكن الجزم بنفيه إذا جوز وقوعه في الجملة
[زاد المحقق هنا زيادة (لا يخرجه عن كونه متشابها) يقتضيها السياق!!]
ولهذا استقر أمره على أن جميع الأدلة السمعية القولية متشابهة لا يحتج بشيء منها في العلميات
381
ولهذا استقر قوله في هذا الكتاب على رأي الملاحدة الذين يقولون إنه أخبر العوام بما يعلم أنه باطل لكون عقولهم لا تقبل الحق، فخاطبهم بالتجسيم مع علمه أنه باطل
387
فيجب الفرق بين الاحتمال في نفس الوضع، وبين الاحتمال في نفس استعمال المتكلم، ودلالة المخاطب على المعنى المراد وفهم المخاطب واستدلاله على المراد وحكمه إياه على المراد، والمقصود من / الكلام هو الدلالة في الاستعمال، وإذا قدر وضع متقدم فهو وسيلة إلى ذلك وتقدمة له وحينئذ فاللفظ لا يكون غير نص ولا ظاهر لكونه في الوضع محتملا لمعنيين بل قد يكون في الوضع محتملا لمعنيين وهو في الاستعمال نص في أحدهما
390
فاللفظ في الوضع يحتمل أكثر من معنى واحد، ولكن لما ذكر في الكلام المؤلف كان اقترانه بما ذكر معه يوجب أن يكون نصا لا يحتمل إلا معنى واحدا
392
ومثل هذا كثير يكون اللفظ إذا جرد محتملا لمعان فإذا أكد ونطق به مع غيره يعين بعض تلك المعاني فلم يحتمل غيره فهذا نص وإن كان موضوعا لمعنى [الصواب لمعان]
394
تقدير وضع غير الاستعمال مما لم يقم عليه دليل
405
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/28)
إن قيل: إنه يستعمل في الحيض وفي الطهر ففي الآية ما يبين المراد من وجوه متعددة، والأمة متفقة على هذا لم يقل أحد منهم بتكافؤ دليل هذا وهذا، بل منهم من رجح دليل هذا ومنهم من رجح دليل هذا، فاتفقوا على أن الشارع نصب الدليل المبين للمراد، لكن إحدى الطائفتين عرفته والأخرى لم تعرفه، وظنت الآخر هو المراد وهذا لا يكون إلا لدليل صحيح، فإن الدليل الصحيح لا يدل إلا على الحق المراد
416
وكما قال كعب بن زهير في قصيدته المشهورة بانت سعاد التي أنشدها للنبي ? وأصحابه
420
ما ذكره [الرازي] مبني على أن ثم وضعا للألفاظ غير الاستعمال الموجود في الكلام، وهذا قد يمكن ادعاؤه في بعض الأسماء كأسماء الأعلام.
وأما الألفاظ الموجودة في كلام العرب التي نزل بها القرآن من ادعى أن جماعة من العرب وضعوها لأصناف قبل أن يستعملوها فيها احتاج إلى نقل ذلك ولا سبيل إليه، ولو كان هذا موجودا لكان مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، ولم يدع أن اللغات كلها اصطلاحية بهذا الاعتبار إلا أبو هاشم الجبائي وما علمت أحدا قال هذا القول قبله
426
وبيّن أن لفظ الأمر والإرادة (والإذن) والحكم والقضاء والكتاب والكلمات والتحريم والبعث والإرسال وغير ذلك ينقسم إلى ديني وكوني، شرعي وقدري، فالرب تعالى له الخلق والأمر، وعلينا أن نؤمن بدينه وبشرعه ونؤمن بقضائه وقدره، فلفظ الإرادة يكون بمعنى المحبة والرضى لما شرعه، وبمعنى المشيئة لما يخلقه.
434
فتبين أن لفظ النسيان المضاف إلى الله لا يدل على عدم العلم ألبتة، وهذا كلفظ الرؤية والسمع فإن السمع متعلق بالأقول.
والقول خبر وطلب، والمطلوب من سمع الخبر: صدقه ومن سمع الطلب إيجابة [كذا] الطالب فلهذا يعبر بالسمع عن التصديق، والإجابة كقول المصلي: سمع الله لمن حمده، أي أجاب دعاه، ولو أريد السمع المجرد أو السمع مع نقص المسموع، فهو يسمع لمن حمده ولمن لم يحمده
440
[الرازي] إذا كان لفظ الآية والخبر ظاهرا في معنى فإنما يجوز لنا ترك ذلك الظاهر بدليل منفصل، وإلا لخرج الكلام عن أن يكون مفيدا، وخرج القرآن عن أن يكون حجة
....
لأن الدلائل اللفظية لا يتكون قطعية لأنها / موقوفة على نقل اللغات ونقل وجوه النحو والتصريف وعلى عدم الاشتراك والمجاز والتخصيص والإضمار وعلى عدم المعارض العقلي والنقلي وكل واحدة من هذه المقدمات مظنونة والموقوف على المظنون أولى أن يكون ظنيا فثبت أن شيئا من الدلائل اللفظية لا يمكن أن يكون قطيعا.
448
والمقصود هنا أن ما ذكره من القانون يدعيه كل طائفة فهو حجة لما أنكره عليهم لا رافع لما أنكره
هذا اللازم هو لازم لك، بل هو حقيقة قولك فإن (الحجة) عندك إنما هو الدليل العقلي، والقرآن إن وافقه فالاعتماد عليه لا على القرآن وإن خالفه أخذت به لا بالقرآن والقرآن لا يستفاد به ما دل عليه ولا يحتج به، بل إما أن يعرض عنه فلا ينظر فيه بحال وإما أن يجتهد في رفع دلالته بالاحتمالات لا في تقرير دلالته.
450
أنك قد صرحت في كتابك نهاية العقول وغيره أن الاستدلال بالقرآن والأدلة السمعية في مسائل الأصول لا يجوز بحال لأن الاحتجاج بها موقوف على نفي المعارض العقلي، وهذا النفي لا يمكن العلم به فلا يعلم شرط الاستدلال بها، فكل ظاهر يحتج به يقال فيه: هذا المعنى غير معلوم لتوقفه على انتفاء المعارض العقلي.
....
فكل آية دلت على مسألة أصولية لا يجوز الاحتجاج بها عندك، بل يجب أن يكون من المتشابه، وعلى هذا فليس القرآن في هذا الباب منقسما عندك إلى محكم ومتشابه، ومع هذا / فإنه مناقض لما تقرره، فهو مخالف لصريح القرآن والسنة والإجماع، وهو باطل عقلا وشرعا.
451
الله سبحانه وتعالى أخبر أن من الكتاب آيات محكمات هن الأصل الذي يُبنى عليه ويستدل به ويتبع. والمتشابه يرد إليه وعلى هذا علماء المسلمين يقولون المحكم هو الأصل والمتشابه يرد إليه وأنت جعلت الأصل هو / ما زعمته من العقل، وجعلت القرآن كله محكمه ومتشابهه يرد إليه ........
فالمعتمد عندك في الجزم بالنفي والإثبات على الدليل العقلي، والقرآن عديم التأثير لا يجزم بنفي ما نفاه ولا بإثبات ما أثبته، وهذه حال من لا يؤمن بالله وبكتابه، وحال من لا يؤمن بما أنزل / الله تعالى من الكتاب ولا بما أرسل من الرسل.
453
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/29)
فرق بين رجحان الاعتقاد واعتقاد الرجحان، وأنت قد ذكرت هذا الفرق كما ذكره أبو الحسين البصري وغيره.
واعتقاد الرجحان قد يكون علما، فإذا اعتقد أن هذا الظاهر أرجح من هذا الظاهر فهذا يكون معلوما مستيقنا، وكذلك يجب العمل بهذا الراجح ويكون العامل عاملا بعلم لا بظن وحينئذ فإذا تعارض ظاهران وقد علم رجحان أحدهما جزمنا بأن إرادة الله لذلك الشيء أرجح، وكان هذا الجزم علما فلم لا يجوز ذلك؟ وإن لم يجزم بوجود المراد= وهذا الجزم ينتفع به نفعا عظيما.
[أشار لنحو ذلك في الفتاوى 13/ 110]
454
هب أنا لا نجزم بشيء، بل نرجح إرادة أحدهما على الآخر، فإذا قلنا: إرادة هذا أرجح وغلب على الظن أن هذا هو المراد كما في كثير من الآيات والأحاديث التي تنازع الناس في تفسيرها، فغلب على الظن رجحان أحد الأقوال، فلم لا يجوز هذا وما المانع منه؟ وليس هذا تعويلا على الظن في مسألة عقلية قطعية، بل في مسألة سمعية غير قطعية، فإن التقدير أن هذا لم يخالف دليلا قطعيا، بل العقل يجوز إرادة هذا وإرادة هذا، والسمع قد رجح أحدهما ترجيحا ظنيا، فلم لا يجوز مثل هذا الترجيح؟ وهذا هو الظاهر الذي هو أحد مسمى المحكم عندك.
454
من الناس من يقول: مسائل الأصول لا يجوز التمسك فيها إلا بأدلة يقينية لا ظنية، هذا على وجهين فإن كان مما أمرنا فيها باليقين كاليقين بالوحدانية والإيمان بالرسول، والإيمان باليوم الآخر، مما أمرنا فيه باليقين لم يمكن إثباتها إلا بأدلة يقينية وأما ما لا يجب علينا فيه / اليقين كتفاصيل الثواب والعقاب ومعاني بعض الأسماء والصفات، فهذه إذا لم يكن فيها دليل قطعي يدل على أحد الطرفين كان القول مما يترجح من الأدلة أن هذا هو الظاهر الراجح قولا عدلا مستقيما، بل كان خيرا من الجهل المحض وأيضا فمن الناس من لا يقدر على العلم في جميع ما يتنازع فيه الناس وفي دقيق المسائل، فإذا تكلم بحسب طاقته واجتهاده فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
456
فما كان ظاهرا غير مراد بينه بآية أخرى، كما في الخاص والعام، فأما أن يكون دالا على غير الحق، وهو لم يبين الحق الذي أراده فهذا غير واقع بل غير الله إذا تكلم بكلام ولم يبين مراده بكلامه كان معيبا مذموما.
457
ولكن من الناس من لم يعرف مرادهم بلفظ النسخ وعادتهم واصطلاحهم فيه فيظن أنهم أرادوا به معنى الخاص فيكون قد أمروا بما لا يستطيعه العباد، وهذا لم يقع في الشريعة قط
458
قوله: إن الدلائل اللفظية لا تكون قطعية قد أبطلناه في مواضع [الفتاوى 4/ 104، 6/ 514] ونحن ننبه هنا على بطلانه، فنقول: هذا القول من أعظم السفسطة وهو من أعظم أنواع السفسطة التي في الوجود، ولهذا لم يعرف هذا القول عن طائفة معروفة من طوائف بني آدم لا من المسلمين ولا غيرهم، لظهور فساده، فإنه يقدح فيما هو أظهر العلوم الضرورية لجميع الخلق وأن بني آدم يتخاطبون ويكلم بعضهم بعضا ويفهم بعضهم مراد بعض علما ضروريا أعظم من علمهم بالعلوم النظرية.
462
ولكن المقصود هنا أن دلالة الأدلة القطعية القولية على مراد المتكلم ومعرفة المستمع بمراده وفهمه لكلامه هو ما يعرفه جميع بني آدم علما ضروريا قبل علمهم بالأدلة العقلية المجردة. فالطفل إذا صار فيه تمييز / علم مراد أبيه وأمه بما يخاطبانه به، وفهمه لمراد الأم أسبق إليه من العلم بالأدلة العقلية النظرية، فإن هذا مما يعلم به مراد المتكلم اضطرارا، ولا يتوقف فهم الصغير لكلام مربيه أبيه وأمه وغيرهما لا على نقل اللغة والنحو والتصريف ولا على نفي المجاز والإضمار والتخصيص والاشتراك والنقل والمعارض العقلي والسمعي، بل يعلم مرادهم بكلامهم اضطرارا لا يشك فيه.
....
وإن كان بعض ذلك قد يظن أو لا يفهم، لكن الأغلب أنهم يعلمون مراده اضطرارا وهذا موجود / في مكاتبة العامة والخاصة ومن يخاطبهم، فإذا كان الخط الدال على اللفظ يعلم به المراد اضطرارا في أكثر ما يكتب، فاللفظ الذي هو أقرب إلى المعنى المراد أولى أن يعلم به المراد اضطرارا.
464
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/30)
وهذا [الرازي] يقول إن شيئا من الأدلة / اللفظية لا يمكن أن يكون قطعيا، مع أن هذا القول كما تقدم لا يعرف عن طائفة من طوائف بني آدم لا من المسلمين ولا من غيرهم، ولا عن عالم معروف إذ كان هذا القول في غاية السفسطة وجحد الحقائق، وإنما الذي يقوله بعض الناس هو القدح في بعض الأدلة اللفظية والسمعية كما قد يقدحون في بعض الأدلة العقلية.
أما القدح في الجنس فهذا لا يعرف في جنس المتكلمين عن طائفة من الآدميين.
ولكن هذا الرجل كثير السفسطة والتشكيك فهو من أعظم المتكلمين سفسطة وتشكيكا، وهذا من جملة سفسطته، لا يعرف في جنس المتكلمين من هو أعظم تقريرا للشكوك والشبهات الباطلة وأضعف جوابا عنها منه.
466
ولهذا تجد كل أمة يرجعون إلى قول قائل مقبول القول عندهم، هم أقل اختلاافا في معرفة مراده من الذين يرجعون إلى مجرد الأدلة العقلية المجردة، ولهذا كان غير أهل الكتاب من أصناف المشركين من فلاسفة الهند واليونان والعرب وغيرهم أعظم اختلافا فيما يدعونه من الأدلة العقلية من اختلاف أهل الكتاب في مراد الأنبياء.
ثم أهل الحديث والسنة الذين يرجعون إلى حديث الرسول ? مع رجوعهم إلى القرآن أقل اختلافا من (غير أهل) العلم بذلك، ومن يرد أخبارا صحيحة لزعمه أنها أخبار آحاد لا تفيد العلم أو يقبل أخبارا ضعيفة أو موضوعة يظنها صحيحة.
فهؤلاء أكثر اختلافا من أهل المعرفة بالحديث، لأنهم إذا كانوا أعرف بالحديث فالحديث يدلهم على مراد الرسول، فيكون الاختلاف بينهم أقل من أولئك وأمة محمد وإن / كانوا قد اختلفوا في أشياء فهذا من لوازم النشأة الإنسانية فالشهوات والشبهات لازمة للنوع الإنساني ... لكن من كان أفضل وأكمل كانت معرفته الحق أكمل، وعمله به أكمل. وأمة محمد أكمل في معرفته والعمل به، فهم أفضل الأمم.
ثم أهل السنة وأهل المعرفة بحديث رسول الله ? وبمعانيه المتبعون لذلك هم أكمل علما وعملا من غيرهم، فهم أعلم الناس يقينا ومعرفة لاتباعهم الرسول ومعرفتهم بكلامه، وعلمهم بذلك ونطقهم به بخلاف ما زعمه هؤلاء من أن الأدلة النطقية لا يمكن أن يقطع فيها بمراد المتكلم.
472
علم المخاطبين بالمعنى الذي أراده المتكلم أهم عندهم من العلم بلفظه .... وكذلك الناس ينقلون مذاهب العلماء وأقوالهم بغير ألفاظهم وهم متفقون على هذا.
475
فعامة الأمة يعلمون معاني القرآن الظاهرة المنقولة بالتواتر من غير حاجة إلى شيء من تلك المقدمات، وهم يسألون عن معاني القرآن والحديث ليفهموها ويعرفوها وإن كانوا لا يحفظون لفظ الحديث ولكن قد عرفوا معناه فيفتون به ولهذا قال أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وغيرهما: معرفة الحديث والفقه فيه أحب إلينا من حفظه، فاهتمامهم بفهم المعنى أعظم من اهتمامهم باللفظ، وإذا كان كذلك كانت معرفة ونقله أبلغ من معرفة اللفظ وإذا كان لفظ / القرآن وكثير من الحديث منقولا بالتواتر، فنقل المعنى أولى
476
أهل العلم بالكتاب والحديث قد نقلوا لغة الرسول ? التي خاطبنا بها، ولم يحتج مع ذلك إلى نقل لغة أحد غير الرسول ? ولهذا لا يحتاج علماء الدين إلى أهل اللغة في فهم القرآن والحديث إلا في مواضع يسيرة يحتاج بعضهم إليها كألفاظ غريب القرآن والحديث والفقه ومعانيها فلا يحتاجون في ذلك إلى نقل أهل اللغة، وإن احتاج إلى ذلك بعضهم أو ذكر ذلك على سبيل الاستشهاد والاعتبار كما يقوى الدليل بالدليل، فكل ما احتاج المسلمون إلى نقله من لغة القرآن فهم يتبعون عندهم نقلا معلوما مقطوعا به إلا مواضع قليلة خفيت على بعضهم فصارت عنده / مظنونة أو مجهولة.
478
قيل: إن يعن التجريد والإطلاق من كل وجه فما في ألفاظ الكلام ما هو كذلك، بل كلها مقترنة بغيرها، فإن الكلام إما جملة اسمية وإما جملة فعلية، وكل منهما أقل ما يأتلف من لفظين مفردين، وكل منهما مقترن بالآخر، ليس واحد منهما مجردا مطلقا من جميع القرائن، وإن عني بالتجريد والإطلاق أن يكون مجردا عن بعض القرائن فهذا حق وجميع الكلام يدل مع قرينة على معنى ومع عدمها وقرينة أخرى على معنى آخر، حتى لفظ الإنسان فإنه يقال: إنسان العين والألفاظ التي هي صريحة في الأحكام مثل لفظ الطلاق والنكاح وغيرهما قد يقترن بها ألفاظ تزيل دلالتها باتفاق المسلمين كما إذا قيل: أنت طالق من وثاق، فهذا لا يقع به الطلاق بالاتفاق، أو قال: يا دنيا غري غري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/31)
قد طلقتك ثلاثا، أو قال: ودي من ودك طالقن فهذا لا تطلق به الزوجة باتفاق المسلمين.
479
والذي لا بد منه أن اللفظ إذا ما دل على معنى دلالة فلا بد أن ينفي احتماله لغير ذلك المعنى، وإذا جاز أن يراد به ذلك المعنى الآخر النافي لهذا المعنى لم تكن دلالته قطعية، لكن إذا علم المراد قطعا علم دلالة اللفظ عليه. ثم ذلك المعنى الآخر إن لم يكن منافيا لهذا المعنى لم تضر دلالة اللفظ عليه، إذ دل عليهما جميعا، وأما إن نافى هذه الدلالة كان ضدا للمعنى المراد، ومعلوم أن العلم بثبوت أحد الضدين ينفي العلم بثبوت الآخر، فنفس العلم بالمراد ينفي كل احتمال يناقض ذلك، وهكذا الكلام في نفي المعارض العقلي والسمعي، فإنه إذا علم المراد علم قطعا أنه لا ينفيه دليل آخر لا سمعي ولا عقلي، لأن ذلك نقيض له، وإذا علم ثبوت الشيء علم انتفاء نقيضه قطعا.
479
والعلم بالمراد كثيرا ما يكون علما اضطراريا كالعلم بمجرد الأخبار المتواترة فإن الإنسان إذا سمع / مخبرا يخبر بأمر قد يحصل عنده ظن ثم يقوى بالخبر الآخر حتى يكون علما ضروريا، وكذلك إذا سمع كلام المتكلم فقد يعلم مراده ابتداء وقد يظنه ثم يتكرر كلام المتكلم أو يتكرر سماعه له ولما يدل على مراده فيصير علمه بمراده ضروريا وقد يكون العلم بالمراد استدلاليا نظريا، وحينئذ فذلك يتوقف على مقدمة واحدة، وقد يتوقف على مقدمتين وعلى أكثر.
أما دعوى المدعي أن كل استدلال بدليل لفظي على مراد المتكلم يتوقف على عشر مقدمات فهذا باطل قطعا، وأبطل منه أن كل مقدمة فهي ظنية
481
فلو قال قائل: أنا أوجب الحج وصيام شهر رمضان فإن ذلك منقول بالتواتر، لكن أقول: صيام رمضان المراد به موالاة ثلاثين رجلا، وحج البيت المراد المراد به حج بيوت العلم والحكمة والمراد به صلاة الجمعة كان هذا معلوم الفساد بالاضطرار.
........
ونحن لا ننكر أن بعض الناس قد يتوقف فهمه لبعض الألفاظ على ما ذكره من المقدمات الظنية، لكن المنكر دعواه العموم والغلبة، فإن / غالب آيات القرآن في حق غالب الناس لا يتوقف على عشر مقدمات ظنية كما ذكره، بل هذا من أظهر البهتان، وإن قدر أن بعض الآيات يتوقف على هذا في حق بعض الناس، فذلك لقوة جهله وبعده عن معرفة الرسول وما جاء به كمن يكون حديث عهد بالإسلام أو قد نشأ ببادية بعيدة عن دار العلم والإيمان، فإنه قد لا يعرف أن الله تعالى أوجب الحج والصيام بل ولا الصلاة، ولا حرم الخمر، فلا يجعل هذا حكما في حق غالب المسلمين، كذلك إذا قدر أن بعض الناس لم يحصل له علم بمعنى بعض الآيات
[زاد المحقق هنا (إلا) وهي مفسدة للمعنى!]
لتوقف ذلك على أدلة ظنية في حقه لم يلزم أن لا يحصل العلم بها وبغالب القرآن لغيره، وإن قدر أنه لم يحصل لم يجز أن يقال: إن العلم بالمراد غير ممكن، كما قال هذا القائل: إن شيئا من الأدلة اللفظية لا يمكن أن يكون قطعيا فنفى إمكان القطع عن شيء من الألفاظ وهذا أشد فسادا من أن يقال: إن شيئا من الأدلة العقلية لا يمكن أن يكون قطعيا، لأن العلم بمراد المتكلم أظهر / وأنشر، وليس المراد بكون الدليل العقلي والسمعي قطعيا إلا كونه يدل على مراد المتكلم
487
وقد كان الثقة يحدث عن الشيخ أبي عمرو ابن الصلاح أنه لما رأى / قوله [الرازي] إن الأدلة السمعية لا تفيد اليقين لعنه [في نسخة أنبه] على ذلك، وقال: هذا تعطيل الإسلام
....
ولو صح هذا لكان لا يجز أحد بمراد أحد، ولكان العلم بمراد كل متكلم لا يكون إلا ظنا، وهذا مما يعلم فساده بالاضطرار
498
ودلالة الكلام على المراد تعرف تارة بالضرورة وتارة بالاستدلال، ويستدل على ذلك بما نقله الأئمة وبما كان يقوله السلف، يفسرون به القرآن، وبدلالة السنة وبدلالة سائر الآيات، وغير ذلك
502
وقال آخرون يكفينا أن تنفى تلك المعاني وبعد / هذا فليدل القرآن والحديث على أي شيء دل. ليس علينا أن نعرف ما دل عليه، فهم مشتركون في جحد المعاني التي أرادها الله تعالى ورسوله، ثم ادعى بعضهم معاني أنها هي المرادة والاعتبار بيّن أنها ليست مرادة
.......
فقال آخرون: ... وأما ما فسرتم به القرآن والحديث فقد ظهر بطلانه أيضا فنحن نعرض عن تدبر القرآن والحديث وفهم معناه ولا يضرنا بعد ذلك دلالته على أي شيء دل، فهؤلاء يأمرون بالجحد لمعاني التنزيل وبالجهل البسيط في تفسير القرآن وتأويله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/32)
509
والمقصود هنا أن من كان يجحد معاني القرآن التي أرادها الله تعالى به فإنه لا يحصل له هذا النور لا نور القرآن ولا نور الإيمان، فتلك الأنوار المعاني الشريفة ثم إذا جحدها كان في ظلمة الجحود والتعطيل
515
ولهذا لم يعرف عن أحد من السلف أنه عارض آية أو حديثا إلا بما يظن أنه معنى آية أو حديث آخر، سواء كان مصيبا في المعارضة أو مخطئا. فالمصيب الذي كان يعارض المنسوخ بالناسخ
526
وإن كان أئمة الصحابة وجمهور علماء المسلمين على التصديق بالحديث وأنه لا منافاة بينه وبين القرآن، فالمقصود أنه ليس من الصحابة من قال: إن القرآن أو الخبر يخالف العقل والأدلة العقلية، فالواجب أن يقول: بموجب العقل والأدلة العقلية والقرآن إما أن يعرض عنه فيصير مهجورا أو يتصور له التأويلات التي تتضمن تحريف الكلم عن مواضعه، بل كلهم متفقون على تعظيم القرآن، وأنه ما أول / إلا على حق وأنه هدى وبيان وشفاء وإن قصر فهم بعضهم عن بعض عرف أن ذلك من نقص فهمه وعلمه، لا من نقص ما دل عليه القرآن، ولا يجعلون إيمانهم بما دل عليه القرآن موقوفا على نفي المعارض، بل قد تيقنوا على أنه لا يعارضه حق، بل كل ما عارضه فهو باطل كشبه السوفسطائية والقرامطة
535
فالعقل الصريح لا يخالف النقل، بل هو يوافقه ويعاضده ويؤيده ويكفينا أن نبين فساد ما يعارضه وأما ذكر ما يوافقه من العقليات النظرية فهذا أبلغ وأحسن وقد تبين أن الفطرة العقلية الضرورية متوافقة والعقليات النظرية موافقة
539
فمن لم تكن له معرفة بذلك مثل كثير من أهل الكلام هذا وأمثاله إذا نقلوا مذهب السلف [فإنما ينقلون] مذهبا لا يعرفونه وعن قوم لا يعرفون ما قالوا ويضيفون إلى السلف ما هم بريئون منه ويكذب عليهم فيما ينقل عنهم كما يكذب على الرسول بتقويله ما لم يقله أو القول بلا علم
540
ولا يعرف عن أحد من السلف وأئمة الإسلام المعروفين أنه قال: إن الله تعالى جسم أو جوهر أو متحيز ولا قال إنه ليس بجسم ولا جوهر ولا متحيز، ولا قال هو في جهة ولا ليس في جهة، فهذه الألفاظ نفيا وإثباتا لا توجد في القرآن والحديث، ولا يوجد نفيها / ولا إثباتها في كلام أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا أحد من أئمة المسلمين المعروفين بالإمامة في الدين
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - 10 - 07, 11:19 م]ـ
أحسن الله إليك، واصل بارك الله فيك
ـ[أبو البركات]ــــــــ[26 - 10 - 07, 02:47 ص]ـ
للأسف لدينا تخاذل كبير ... فالكتب المهمة كمثل هذا الكتاب (تلبيس الجهمية) وغيره من مصنفات شيخ الإسلام أو مصنفات تلامذته ... تجدها حبيسة عالم المخطوطات ... في حين نجد رسائل جامعية تطبع وتوزع وهي في الأساس نقول من كتب أخرى لشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم ...
ـ[أسامة الشامي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 02:29 م]ـ
وفقك الله لكل خير أيها الكريم
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[16 - 01 - 09, 11:23 ص]ـ
بارك الله في هذا الجهد وزاد هذه الهمة علواز
شيخنا أبا مالك، يحفظك الله ويرعاك ويحسن إليك في الدارين، هل انتهت تلك الدرر التي انتقيتها أو ما زال فيها بقية؟ فإن تكن الاخرى، فهنا من ينتظرها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 06:50 م]ـ
شيخنا الفاضل
جزاكم الله خيرا على تشجيع تلميذكم
ما سبق نقله هو فوائد المجلد الأخير فقط.
وسوف أكمل إن شاء الله تعالى بعد الانتهاء من نقل فوائد درء التعارض.
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[16 - 01 - 09, 11:42 م]ـ
وفقكم الله وأعانكم، وجعل ما تبذلونه هنا من العمل الصالح في ميزان حسناتكم.
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[17 - 01 - 09, 05:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[فهد السند]ــــــــ[19 - 01 - 09, 04:33 م]ـ
سلمت يمينك
وقد ذكر الشيخ البحّاثة بكر أبوزيد رحمه الله
انه يسعى لاخراج الكتاب على نسخة كاملة لديه
حقق الله أمنية الشيخ بكر!
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[20 - 01 - 09, 02:50 ص]ـ
هذه فائدة كنت قد وقفت عليها أثناء بحثي في الكتاب عن مسألة.
جزء الثاني ص10
كلما كان أقل إثباتًا كانت المحذورات فيما يثبته أعظم وأعظم؛ لأن الإثبات إذا قل قلت صفات الكمال له، وكان ما يلزمه من النقائص وما يتوهم أنه مستلزم للحدوث والفقر أعظم وأعظم .... فليتدبر المؤمن العلم بهذا الأصل العظيم الجامع ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 01 - 09, 04:42 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/33)
[بيان تلبيس الجهمية - الفوائد المنتقاة من المجلد الأول]
57
فإن دعوى العلم الضروري فيما ليس كذلك بمنزلة إنكار الضروري فيما هو ضروري
60
[الرازي] بل جمع عظيم من المسلمين اختاروا مذهبهم [الفلاسفة] مثل معمر بن عباد السلمي من المعتزلة ومثل محمد بن نعمان من الرافضة ومثل أبي القاسم الراغب وأبي حامد الغزالي من أصحابنا
63
ومن المعلوم أن هذه المسألة هي من أعظم مسائل أصول الدين، التي يتكلم فيها عامة طوائف بني آدم، فمن لم يكن له خبرة بمقالات بني آدم، كيف يحكم على جمهور العقلاء المعتبرين وهو لم يعرف من مقالات عقلاء بني آدم إلا مقالات طوائف قليلة بالنسبة إلى هؤلاء، فأما أئمة الإسلام من الصحابة والتابعين وتابعيهم فلا خبرة له ولا أمثاله بمقالاتهم في هذا الباب كما تشهد به مصنفاته ومصنفات أمثاله، وكذلك لا خبرة له بمقالات الفقهاء وأئمة أهل الحديث والتصوف، وكذلك لا خبرة له بمقالات طوائف من متقدمي أهل الكلام ومتأخرين من المرجئة / والشيعة وغيرهم، ممن قد حكى أقوالهم طوائف كالأشعري وغيره، فإن كتبه تدل على أنه لم يعرف مقالات / أولئك، بل لا خبرة له أيضا بحقائق مقالات أئمة أصحابه كأبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب وكأبي العباس القلانسي وأمثالهم، بل لا خبرة له بحقائق مقالات الأشعري التي ذكرها في نفس كتبه، ولهذا لا ينقل شيئا من كلام الأشعري نفسه من كتبه كالموجز والمقالات والإبانة واللمع وغير ذلك، بل كثير من مقالات أئمة الأشعرية في هذا الباب وغيره من مسائل الصفات وفي مسائل القدر وغير ذلك لم يكن يَخبُره كما تدل عليه مصنفاته، وهو أيضا إنما يخبر من مقالات غير الإسلاميين ما يخبره من مقالات الفلاسفة / المشائين ونحوهم ممن توجد مقالته في كتب ابن سينا وأمثاله من الدهرية والثنوية والمجوس وغيرهم أو يخبر / ما يجده في كتب أبي الحسين وأبي المعالي ونحوهما من الإسلاميين، وأما سائر مقالات الفلاسفة الأوائل والأواخر فلا يخبره، وهذا تفريط في العلم والصدق في القول والاطلاع على أقوال أهل الأرض في مقالاتهم ودياناتهم.
82
قلت: هذا الذي ذكرناه هو ألفاظ أبي بكر بن فورك التي نقل بها ما ذكره وهو في الغالب نقل ألفاظ أبي الحسن الأشعري من كتاب المقالات وفي مواضع غير كلامه بزيادة ونقصان تارة غلطا وتارة عمدا باجتهاده لاعتقاده أن الصواب هو الذي ذكره دون ما وجده فيما ذكره أبو الحسن
100
فما كان إنما علم بالعقل فقط والعقل يحيله لم يقل فيه بلا كيف كسائر الممتنعات
137
قال [ابن عساكر] ولم تزل الحنابلة ببغداد في قديم الدهر على ممر / الأوقات والأيام تعتضد بالأشعرية حتى حدث الاختلاف في زمن أبي نصر القشيري [485] ووزارة النظام ووقع بينهم / الانحراف من بعضهم على بعض لانحلال النظام
146
وهذا أصل معروف لكثير من أهل الكلام والفقه؛ يسوغون أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم نسبة قولية توافق ما اعتقدوه من شريعته حتى يضعوا أحاديث توافق ذلك المذهب وينسبونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ابن فورك لم يكن من هؤلاء وإنما هو من الطبقة الثانية الذين ينسبون إلى الأئمة ما يعتقدون هم أنه الحق، فهذا واقع في كثير من طائفته حتى أنه في زماننا في بعض المجالس المعقودة قال كبير القضاة: إن مذهب / الشافعي المنصوص عنه كيت وكيت، وذكر القول الذي يعلم هو وكل عالم أن الشافعي لم يقله، ونقل القاضيان الآخران عن أبي حنيفة ومالك مثل ذلك، فلما روجع ذلك القاضي قيل له: هذا الذي نقلته عن الشافعي من أين هو؟ أي أن الشافعي لم يقل هذا، فقال: هذا قول العقلاء والشافعي عاقل لا يخالف العقلاء، وقد رأيت في مصنفات طوائف من هؤلاء ينقلون عن أئمة الإسلام المذاهب التي لم ينقلها أحد عنهم، لاعتقادهم أنها حق، فهذا أصل ينبغي أن يعرف
186
قال أبو عمر: ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من نقل الثقات أو جاء عن الصحابة رضي الله عنهم فهو علم يدان به وما أحدث بعدهم ولم يكن له أصل فيما جاء عنهم فهو بدعة وضلالة
[قال المحقق: لم أجد هذا النص في التمهيد ولا في الجامع لابن عبد البر]
[قلت: النص في جامع بيان العلم برقم 1114]
196
وهشام بن عبيد الله هو أحد أعيان أصحاب محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة الفقيه، وفي منزله مات محمد.
203
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/34)
وحماد بن زيد وهو الإمام المطلق في زمن مالك والثوري والليث، وكان يقال: إنه أعلم الناس بما يدخل في السنة من الحديث
216
[أبو محمد المقدسي] واعلم رحمك الله أنه ليس من شرط صحة التواتر الذي يحصل به اليقين أن يوجد عدد التواتر في خبر واحد، بل متى نقلت أخبار كثيرة في معنى واحد من طرق يصدق بعضها بعضا ولم يأت ما يكذبها أو يقدح فيها حتى استقر ذلك في القلوب واستيقنته فقد حصل التواتر فيها / وثبت القطع واليقين، فإنا نتيقن جود حاتم وإن كان لم يرد بذلك خبر واحد مرضي الإسناد، لوجود ما ذكرنا، وكذلك عدل عمر وشجاعة علي وعلم عائشة، وأنها زوج النبي ? وابنة أبي بكر وأشباه هذا، لا يشك في شيء من ذلك، ولا يكاد يوجد تواتر إلا على هذا الوجه، فحصول التواتر واليقين في مسألتنا مع صحة الأسانيد ونقل العدول المرضيين وكثرة الأخبار وتخريجها فيما لا يحصى عدده ولا يمكن حصره في دواوين الأئمة والحفاظ وتلقي الأمة لها بالقبول وروايتهم لها من غير معارض يعارضها ولا منكر لمن يسمع منه شيء منها أولى لا سيما وقد جاءت على وفق ما جاء في القرآن العزيز
228
وإن نازع في غيره [يعني أن غير النبي يرى الله في الدنيا!] بعض من لم يعرف السنة، ومذهب الجماعة من بعض المتكلمة وجهال المتصوفة ونحوهم.
293
كما يقوله الفلاسفة في العقول والنفوس الناطقة، وكذلك لو قيل المخالف للجسمانيات والروحانيات على لغة العامة الذين يفرقون بين مسمى الجسم والروح إذ الجسم عندهم أخص مما هو عند المتكلمين ولهذا يفرقون بين الأجسام والأرواح، وأما اصطلاح المتكلمين فلفظ الجسم عندهم يعم هذا كله.
304
فالإلزام إنما يكون لمن لا يقر بمضمون الحجة، والقوم من أعظم الناس قولا بموجب هذه الحجة
316
ومنه قول الشاعر:
أني رأيت مخيلة لمعت ............ وتلألأت كمواقع القطر
[المحقق: لم أعرف قائل هذا البيت بحثت عنه فلم أجده فيما بين يدي من المصادر]
[قلت: البيت يروى في قصة الكاهنة فاطمة الخثمعية مع عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم من قولها، رواها بسنده الخرائطي في هواتف الجنان، وأبو نعيم في دلائل النبوة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، بلفظ (بحناتم القطر)، والقصة مشهورة في كتب السيرة والتواريخ]
317
واسم الجنس إذا كان يعم نوعين أحدهما أشرف من الآخر فقد يخصون / في العرف النوع الأشرف باسمه الخاص، ويبقون الاسم العام مختصا بالنوع المفضول، كما في لفظ الحيوان والدابة وذوي الأرحام والجائز والممكن والمباح وغير ذلك، فلهذا كثيرا ما يخص بلفظ الوهم والخيال النوع الناقص وهو الباطل الذي لا حقيقة له، وأما ما كان حقا مما يتخيل ويتوهم فيسمونه باسمه الخاص من أنه حق وصدق ونحو ذلك، ومن أنه معلوم ومعقول
346
[المحقق: المائية والماهية معناهما واحد فهما من المصادر المشتقة من الجمل الاستفهامية المولدة مثل الماهية والمائية والكيفية والحيثية وقد تقدم الكلام عن الماهية في ص 256 - 257]
419
[عن الرازي] وأن أشرف العلوم العلم بالله لكنه [الصواب لكونه] العلم بالذات والصفات والأفعال وعلى كل واحد من ذلك عنده [قال المحقق: في ط عقدة. قلت: أظنها عقده أي عقد بابا لكل واحد من هذه]: هل الوجود هو الماهية أم قدر زائد؟ وهل الصفات زائدة على الذات أم لا؟ وهل الفعل مقارن أو محدث
425
وقود [كذا] مقالتهم يوجب مثل تلك المقالة
427
والمقصود أن هذا وأمثاله وإن كان في هذا المقام يتجوه* بمخالفة الدهرية وليس* الرد على الدهرية معلوما من طريقهم
[كذا ولعل الصواب: يتفوه ... فليس الرد]
435
فلو كان في الإحساس الباطن والظاهر ما يرد حكمه مطلقا حتى يوافقه إحساس آخر لكان ذلك أيضا مردودا وليبين [كذا والصواب ولبين] ذلك كما بين نظيره
473
والطريق إلى معرفة ما جاء به الرسول أن تعرف ألفاظه الصحيحة وما فسرها به الذين تلقوا عنه اللفظ والمعنى ولغتهم التي كانوا يتخاطبون بها وما حدث من العبارات وتغير من الاصطلاحات
480
التعديل والتجويز
[كذا وتكررت عدة مرات، ولعل الصواب: والتجوير بالراء]
481
والمحدث لا بد له من محدِث والممكن لا بد له من واجب، وهذا مما لا ينازع فيه أحد من بني آدم
482
وإن فرض أن قائلا يقول أو يخطر له: إن الفلك ليس بقديم واجب بنفسه ولا معلول علة قديمة بل يقول: حدث بنفسه بعد أن لم يكن، وهذا لا نعلم به قائلا، وقد ذكر أرباب المقالات أنهم لم يعلموا به قائلا، لكن هو مما يخطر بالقلب ويوسوس به الشيطان
[المحقق: بحثت فلم أجد في القديم من قال بهذا القول، وفي العصر الحاضر هذا القول يوافق قول الطبيعيين الذين يقولون الطبيعة أوجدت نفسها ويعنون بالطبيعة الكون نفسه]
[قلت: هذا القول منهم يعنون به أن الطبيعة قديمة أزلية، ولا يعنون أنها حدثت بعد أن لم تكن، وهو قول الدهرية]
508
[آخر كلام الخطابي الذي ذكر المحقق أن كتابه مفقود]
514
وكيف يكون ملكا عندهم من لا يقدر على إحداث شيء ولا دفع شيء ولا له تصرف لا بنفسه ولا في غيره بوجه من الوجوه، بل هو بمنزلة المقيد بحبل معلق به من لا يقدر على دفعه عن نفسه. وما يثبتونه من غناه وافتقار ما سواه إليه يتناقضون فيها، فإنهم يصفونه بما يمتنع معه أن يكون غنيا وأن يكون إليه شيء ما فقير
515
لكن [ليس] في هذا ما يدل على أنه ليس له إرادة وقصد
[قلت: الصواب بزيادة ليس]
539
وأكثر عقول الناس تبخس دون تأمل هذا؛ إذ أحدهم يرى نفسه إما أن يقول حقا ويقول ما ينقضه، أو يقول حقا ويكذب بحق آخر، وتناقض القولين باطل، والتكذيب بالحق باطل، والحق الصريح لا يرى قلبه يستطيع معرفته كما لا يستطيع أن يحدق [كذا ولعل الصواب يحرق] بصر عينيه في نور الشمس، بل كما لا يستطيع الخفاش أن يرى ضوء الشمس
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الأول بحمد الله]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/35)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 01 - 09, 05:01 م]ـ
[الفوائد المنتقاة من بيان تلبيس الجهمية - المجلد الثاني]
10
[الرازي] القضايا المبنية على الشرف والخسة قضايا غير علمية بل خطابية، فلا يمكن بناء القواعد العلمية عليها
11
وهذا جواب ضعيف وقد تعلمه من ابن سينا فإنه هو القائل في الشفاء (إن القضايا المبنية على الشرف والخسة قضايا خطابية) وليس الأمر كذلك
[المحقق: لم أجده بهذا النص فيما وقفت عليه من كتاب الشفاء]
[قلت: هو موجود في الشفاء، ولكن بغير هذا النص، وقد علق عليه الطوسي في عدة مواضع ببيان ما هو المراد من كلامه]
13
فأما أن تكون الغاية المقصودة له بذاتها هي مجرد نفعهم من غير مقصود آخر يكون أشرف من هذا فهذا إنما يقوله جاهل شديد الجهل بالمقاصد والنيات.
26
وجميع ما يخالفون به أهل الملل إنما هو مبني على إنكار ذلك، وإلا فمتى وقع الاعتراف بأن صانع العالم فاعل مختار انهارت هذه الفلسفة
28
وهذا الكلام [ابن رشد] كالصريح في تجويز قيام الحوادث بالرب
40
الموجود الواجب بذاته أدنى خصائصه امتناع العدم عليه وهؤلاء يجعلون ما وجد وعدم من واجب الوجود لذاته، وأصل ضلالهم ظنهم أن الوجود المطلق له وجود في الخارج فقالوا بوحدة الوجود أي الوجود الواحد ولم يعلموا أن الوجود المطلق لا وجود له في / الخارج وإنما الموجود في الخارج موجودان كل منهما متعين متميز عن الآخر وليس أحدهما هو الآخر بعينه ولا نفس وجود هذا هو نفس وجود هذا
41
ولهذا يقول كبير هؤلاء الاتحادية في وقته التلمساني:
/ (ثبت عندنا في الكشف ما يناقض صريح العقل)
45
لأنهم إنما يتكلمون على ما شهدوه من الموجود المطلق الذي لا يوجد في الخارج
[الصواب من الوجود المطلق]
52
وقال أبو المعالي – وهؤلاء نفاة التعليل – (معنى قولنا: إنه حكيم في أفعاله أنه مصيب في ذلك ومحكم لها؛ لأنه مالك الأعيان فيتصرف تصرف مالك الأعيان في ملكه من غير اعتراض، وقد يراد بالحكمة العلم بالمعنى بكونه حكيما في فعله أنه خلقه على الوجه الذي أراده وعلمه وحكم به، ثم لم يكن علمه وإرادته علة لفعله ولا موجبا له لقدم هذه الصفات وحدوث متعلقا)
54
لام الصيرورة إما أن تكون لمن لا يريد الغاية وذلك إنما يكون لجهل الفاعل بالغاية كقوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا}، وإما لعجزه عن دفعها وإن كان كارها لها كقول القائل:
/ لدوا للموت وابنوا للخراب
وللموت ما تلد الوالدة
فأما العالم بالعاقبة القادر على وجودها ومنعها فلا يتصور أن تكون العاقبة إلا وهو عالم بها قادر عليها
......... ومريد الغاية التي للفعل لا يكون اللام في حقه لام الصيرورة، إذ لام الصيرورة إنما يكون في حق من لا يريد،
82
فبالحري أن يشترط ذلك في الحاكم على الموجودات
[الصواب فبالحَرَى]
96
وليس يلزم من كونهم أهل برهان في علم الحساب والطب والهندسة أن يكونوا أهل برهان في معرفة الله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، كما أنه لا يلزم من كون الرجل ذا برهان في الهندسة والحساب أن يكون ذا برهان في الطب مع أن كليهما صناعة حسية، وكثيرا ما يحذق الرجل فيهما، ومن المعلوم أن العلم بهذه الأمور أبعد عن الطب والحساب من بعد أحدهما عن الآخر.
105
[ابن رشد عن الغزالي] هو مع الأشعرية أشعري، ومع الصوفية صوفي ومع الفلاسفة فيلسوف
106
قلت: أما عده أبا حامد ممن لا يقر بمعاد الأبدان، فهو وإن كان قد قال في بعض كتبه ما نسب لأجله إلى ذلك* فالذي لا ريب / فيه أنه لم يستمر على ذلك، بل رجع عنه قطعا وجزم بما عليه المسلمون من القيامة العامة كما أخبر به الكتاب
[المحقق: انظر في ذلك ما ذكره في كتاب المظنون [كذا] به على غير أهله]
109
فأما شيوخ الصوفية المشهورون عند الأمة الذين لهم في الأمة لسان صدق مثل أبي القاسم الجنيد وسهل بن عبد الله / التستري وعمرو بن عثمان المكي وأبي العباس بن عطاء بل مثل أبي طالب المكي وأبي عبد الرحمن / السلمي وأمثال هؤلاء فحاش لله أن يكونوا من أهل هذا المذهب، بل هم من أبعد الطوائف عن مذهب الجهمية في سلب الصفات
113
ولعل شبهتهم في ذلك [في الحاشية: في ط (شبههم)]
[قلت: الصواب شَبَهَهم]
124
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/36)
مسمى الحشوية في لغة الناطقين به ليس هو اسما لطائفة معينة لها رئيس قال مقالة فاتبعته كالجهمية والكلابية والأشعرية، ولا اسما لقول معين من قاله كان كذلك، والطائفة إنما تتميز بذكر قولها أو بذكر رئيسها، ولهذا / كان المؤمنون متميزين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
127
وإذا كان كذلك فأول من عرف أنه تكلم في الإسلام بهذا اللفظ عمرو بن عبيد رئيس / المعتزلة فقيههم وعابدهم، فإنه ذكر له عن ابن عمر شيء يخالف قوله فقال: كان ابن عمر حشويا نسبه إلى الحشو وهم العامة والجمهور، فإن الطوائف الذين تميزوا عند أنفسهم بقوله تميزوا به عما عليه جماعة المسلمين وعامتهم يسمونهم بنحو هذا الاسم
132
وهذا جهل منهم وقول بلا علم، فإن أحدا من هؤلاء لم يقل: إن الله تعالى لا يعرف إلا بمجرد خبر الشارع الخبر المجرد، فإن هذا لا يقوله عاقل، فإن تصديق المخبر في قوله إنه رسول الله بدون المعرفة أنه رسول ممتنع، ومعرفة أنه رسول الله ممن لا يعرف أن الله موجود ممتنع، فنقل مثل هذا / القول عن طائفة توجد في الأمة أو عن عالم معروف في الأمة من الكذب البين، وهو من جنس وضع الملاحدة للأحاديث المتناقضة على المحدثين ليشينوهم بذلك عند الجهال
136
فيقال: من الوجوه الصحيحة أن ما نطق به الكتاب وبينه أو ثبت بالسنة الصحيحة، أو اتفق عليه السلف الصالح فليس لأحد أن يعارضه معقولا ونظرا أو كلاما وبرهانا وقياسا عقليا أصلا، بل كل ما يعارض ذلك فقد علم أنه باطل علما كليا عاما، وأما تفصيل العلم ببطلان ذلك فلا يجب على كل أحد، بل يعلمه بعض الناس دون بعض، وأهل السنة الذين هم أهلها يردون ما عارض النص والإجماع من هذه وإن زخرفت بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان
137
وكذلك من الوجوه الصحيحة أن موارد النزاع لا تفصل بين المؤمنين إلا بالكتاب والسنة، وإن كان أحد المتنازعين يعرف ما يقوله بعقله، وذلك أن قوى العقول متفاوتة مختلفة وكثيرا ما يشتبه المجهول بالمعقول، فلا يمكن أن يفصل بين المتنازعين قول شخص معين ولا معقوله، وإنما يفصل بينهم الكتاب المنزل من السماء والرسول المبعوث المعصوم فيما بلغه عن الله تعالى
142
[الخطابي] فما قامت الحجة عليهم كان* في الاستدلال على إثبات الصانع وحدوث العالم
[قلت: كذا ولعل الصواب كافٍ في الاستدلال]
155
[الخطابي] إذ لا خلاف بين فرق الأمة أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز بحال
.........
إذ لا يمكن أحدٌ من الناس أن يروي في ذلك عنه ولا عن واحد من أصحابه من هذا النمط حرفا واحدا
[الصواب لا يمكن أحدا]
169
ولا يكاد تفصيل الباطل ينضبط
173
فإن المصنفات في أخبار الزهاد ثلاثة أقسام:
قسم جردوا النقل لأخبار القرون المفضلة من الصحابة / والتابعين ونحوهم كما ذكر ذلك الإمام أحمد رحمه الله في كتابه المشهور في الزهد فإنه صنفه على الأسماء وذكر فيه زهد الأنبياء والصحابة والتابعين وإن كان آخرون من المصنفين في الزهد كعبد الله بن المبارك وهناد بن السري / صنفوا ذلك على الأبواب.
وقسم ذكروا أخبار الزهاد المتأخرين من حيث حدث اسم التصوف، كما فعل أبو عبد الرحمن السلمي في كتابه في (طبقات الصوفية) وكما فعل أبو القاسم القشيري في / رسالته وابن خميس في (مناقب الأبرار) ونحو هؤلاء.
وقسم ذكروا المتقدمين والمتأخرين كما فعل الحافظ أبو نعيم الأصبهاني وأبو الفرج بن الجوزي وغيرهما.
187
ومن زعم من المنتسبين إليهم [الصوفية] أنهم يجدون في الكشف ما يناقض صريح العقل، أو أن أحدهم يرد عليه أمر يخالف الكتاب والسنة بحيث يكون خارجا عن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمره، أو أنه يحصل له علم مفصل بجميع ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر به فهو عندهم ضال مضل، بل زنديق منافق، لا يجوزون قط طريقا يستغنى به عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخبر به الرسول ويأمر به فضلا عن أن يسوغ له مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم في أمره وخبره.
197
[الهروي] يردون على اليهود قولهم {يد الله مغلولة} فينكرون الغل وينكرون اليد فيكونون أسوأ حالا من اليهود؛ لأن الله تعالى أثبت الصفة ونفى العيب، واليهود أثبتت الصفة وأثبتت العيب، وهؤلاء نفوا الصفة كما نفوا العيب.
200
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/37)
[الهروي] وهذا من فخوخهم يصطادون به قلوب عوام أهل السنة وإنما اعتقادهم القرآن غير موجود لفظته الجهمية الذكور بمرة والأشعرية الإناث بعشر مرات
202
[الهروي] ولم يفرقوا بين التفسير والعبارة بالألسنة، فقالوا: لا نفسرها نجريها عربية كما وردت، وقد تأولوا تلك التأويلات الخبيثة، أرادوا بهذه المخرقة أن يكون عوام المسلمين أبعد عيابا عنها وأعيا ذهابا منها ليكونوا أوحش عند ذكرها وأشمس عند سماعها، وكذبوا، بل التفسير أن يقال وجه ثم لا يقال كيف، وليس كيف في هذا الباب من مقال المسلمين، فأما العبارة فقد قال الله {وقالت اليهود يد الله مغلولة} وإنما قالوها / بالعبرانية فحكاها الله عنهم بالعربية وكان يكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبا بالعربية، فيها أسماء الله وصفاته فيعبر بالألسنة عنها ويكتب إليه بالسريانية فيعبره له زيد بن ثابت رضي الله عنه بالعربية، والله تعالى يدعى بكل لسان باسمه فيجيب / ويحلف بها فيلزم وينشد فيجاز ويوصف فيعرف.
211
[الهروي] فمما ظهر في المسلمين من زيغ الدين الكلام في التوحيد تكلفا وهي الزندقة الأولى وهي ثلاث قواعد نجم بعضها على أثر بعض: الأولى منها القول بالقدر، وهي فتنة البصرة، ثم قصب السلف، وهي فتنة الكوفة، ثم إنكار الكلام لله، وهي فتنة المشرق.
252
وإمام المتكلمين من الفلاسفة والمتكلمين أبي عبد الله الرازي؛ فإنه في كتابه بعد أن بين توقف المعاد على ثبوته [الجوهر الفرد] وذكر ذلك غير مرة في أثناء مناظرته للفلاسفة قال في المسألة بعينها لما أورد حجج نفاة الجوهر الفرد فقال: وأما المعارضات التي ذكروها فاعلم أن من العلماء من مال إلى التوقف في هذه المسألة بسبب تعارض الأدلة فإن إمام الحرمين صرح في كتاب التلخيص في أصول الفقه أن هذه المسألة من محارات / العقول. وأبو الحسين البصري هو أحذق المعتزلة توقف فيه ونحن أيضا نختار هذا التوقف.
فأي ضلال في الدين وخذلان له أعظم من هذا؟!
369
وقال بعضهم: الاستحالة والامتناع لا يعلل أي هي ثابتة للذات
[الصواب لا بِعِلَل]
376
ولهذا كان يقول غير واحد من أفاضل زماننا من الفضلاء العالمين بالفلسفة والشريعة: (ما ثم إلا مذهب المثبتة أو الفلاسفة وما بينهما متناقض، وثبت أن الفلاسفة أكثر / تناقضا)
[ذكر المحقق أنه ابن النفيس]
401
[عثمان بن سعيد الدارمي عن المريسي] فأقر الجاهل بالحديث وصححه وثبت روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم تلطف لرده وإبطاله بأقبح تأويل وأسمج تفسير، ولو قد رد الحديث أصلا كان أعذر له من تفاسيره هذه المقلوبة التي لا يوافقه عليها أحد من أهل العلم ولا من أهل العربية، فادعى الجاهل أن تفسير قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنكم سترون ربكم لا تضامون في رؤيته) تعلمون أن لكم ربا لا تشكون فيه
424
ثم قال أبو سعيد [الدارمي] (فهذه أحاديث كلها وأكثر منها قد رويت في الرؤية على تصديقها والإيمان بها أدركنا أهل الفقه من مشايخنا ولم يزل المسلمون قديما وحديثا يروونها ويؤمنون بها لا يستنكرونها ولا ينكرونها ومن أنكرها من أهل الزيغ نسبوه إلى الضلال)
425
[أبو سعيد الدارمي] (وقال بعضهم إنا لا نقبل هذه الآثار ولا نحتج بها. قلت: أجل ولا كتاب الله تعالى تقبلون!! أرأيتم إن لم تقبلوها أتشكون أنها مروية عن السلف مأثورة عنهم مستفيضة فيهم يتوارثونها عن أعلام الناس وفقهائهم قرنا بعد قرن؟ قالوا: نعم، قلنا: فحسبنا بإقراركم بها عليكم حجة لدعوانا أنها مشهورة مروية تداولها العلماء والفقهاء فهاتوا عنهم مثلها حجة لدعواكم التي كذبتها الآثار كلها، فلا تقدرون أن تأتوا فيها بخبر ولا أثر، وقد علمتم إن شاء الله تعالى أنه لا يستدرك سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأحكامهم وقضاياهم إلا بهذه الآثار والأسانيد على ما فيها من الاختلاف وهي السبب إلى ذلك / والنهج الذي درج عليه المسلمون وكانت إمامهم في دينهم بعد كتاب الله تعالى منها يقتبسون العلم وبها يقضون وبها يفتون وعليها يعتمدون وبها يتزينون يورثها الأول منهم الآخر ويبلغها الشاهد منهم الغائب احتجاجا بها واحتسابا في أدائها إلى من لم يسمعها يسمونها السنن والآثار والفقه والعلم ويضربون في طلبها شرق الأرض وغربها يحلون بها حلال الله تعالى ويحرمون بها حرامه، ويميزون بها بين الحق والباطل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/38)
والسنن والبدع ويستدلون بها على تفسير القرآن ومعانيه وأحكامه
426
[الدارمي] فإن كنتم من المؤمنين وعلى منهاج أسلافهم فاقتبسوا العلم من أثرهم، واقتبسوا الهدى في سبيلهم، وارضوا بهذه الآثار إماما كما رضي بها القوم لأنفسهم إماما، فلعمري ما أنتم أعلم بكتاب الله منهم ولا مثلهم، بل أضل وأجهل، ولا يمكن الاقتداء بهم إلا باتباع هذه الآثار على / ما تروى، فمن لم يقبلها فإنه يريد أن يتبع غير سبيل المؤمنين
434
حتى إن أئمة أصحاب الأشعري المتأخرين كأبي / حامد وابن الخطيب وغيرهما لما تأملوا ذلك عادوا في الرؤية إلى قول المعتزلة أو قريب منه، وفسروها بزيادة العلم كما يفسرها بذلك الجهمية والمعتزلة وغيرهم، وهذا في الحقيقة تعطيل للرؤية الثابتة بالنصوص والإجماع المعلوم جوازها بدلائل المعقول، بل المعلوم بدلائل العقول امتناع وجود موجود قائم بنفسه لا يمكن تعلقها به
438
[ابن رشد] وذلك أنه يشبه أن يكون في الحجج ما يوجد في الناس، أعني أنه كما يوجد في الناس الفاضل التام الفضيلة، فيوجد فيهم من هو دون ذلك في الفضل، ويوجد فيهم من يوهم أنه فاضل وليس بفاضل، وهو المرائي، وكذلك الأمر في الحجج؛ أعني أن منها ما هو في غاية اليقين، ومنها ما هو دون اليقين، ومنها حجج مرائية؛ وهي التي توهم أنها يقين وهي كاذبة، والأقاويل التي سلكها الأشعرية في هذه المسألة منها أقاويل في / دفع دليل المعتزلة، ومنها أقاويل لهم في إثبات جواز الرؤية لما ليس بجسم وأنه ليس يعرض من فرضها محال.
443
وقد اضطر المتكلمون لمكان هذه المسألة وما أشبهها أن يسلموا أن الألوان ممكنة أن تسمع والأصوات ممكنة أن ترى، وهذا كله خروج عن الطبع وعما يمكن أن يعقله الإنسان
446
ولولا النشوء على هذه الأقاويل وعلى التعظيم للقائلين بها لما أمكن أن يكون فيها شيء من الإقناع ولا وقع بها التصديق لأحد سليم الفطرة
451
وإن كانوا قد لا يعلمون أن ذلك نفاقا وزندقة
[كذا ولعل الصواب أن في ذلك]
464
أن جميع العقلاء الذين خبروا كلام أرسطو وذويه في العلم الإلهي علموا أنهم من أقل الناس نصيبا في معرفة العلم الإلهي، وأكثر الناس اضطرابا وضلالا، فإن كلامه وكلام ذويه في الحساب والعدد ونحوه من الرياضيات مثل كلام بقية الناس، والغلط في ذلك قليل نادر، وكلامهم في الطبيعيات دون ذلك غالبه جيد، وفيه باطل، وأما كلامهم في الإلهيات ففي غاية الاضطراب مع قلته، فهو لحم جمل غث على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل / هو قليل كثير الضلالة عظيم المشقة، يعرفه كل من له نظر صحيح في العلوم الإلهية، فكيف يستدل بكلام مثل هؤلاء في العلم الإلهي وحالهم هذه الحال؟!
495
ومن العجب أنه [الرازي] ذكر في نهايته على لسان منازعيه إجماع المسلمين على تكفير المشبهة، وأنه ليس هو الذي يذهب إلى كون الله تعالى وتقدس شبيها بخلقه من كل الوجوه، فإن هذا لم يذهب إليه عاقل. فتعين أن يكون هو الذي يثبت الإله على صفة يشبهه معها بخلقه، ثم ذكر هو إجماع المسلمين على كون الله شبيها بخلقه من بعض الوجوه / فالذي ذكر أولئك إجماع المسلمين على تكفير قائله ذكر هو إجماع المسلمين على القول به!!
514
وإذا كانت الدعوى مجملة تحتمل مورد النزاع وما هو أعظم منه وما هو أخص منه لم تكن إقامة الدليل عليها دافعة للخصم وهذا بين
518
وذلك أنه يمتنع أن يكون كل من الشيئين علة للآخر؛ لأن العلة متقدمة للمعلول، فيلزم أن يكون كل منهما علة للآخر ومعلولا له، فيلزم تقدمه عليه وتأخره عنه، وذلك يستلزم تقدمه على نفسه بدرجتين وتأخره عن نفسه بدرجتين، ويستلزم كونه علة لنفسه ومعلولا لنفسه؛ لأنه يكون علة علته ومعلول معلوله جميعا، ولا يمتنع أن يكون كل من الشيئين مقارنا للآخر، بحيث لا يوجد إلا معه كالأمور المتضايفة مثل الأبوة والبنوة ونحو ذلك، وهذا دور / الشروط، فيجوز أن يكون وجود كل من الأمرين شرطا في وجود الآخر بحيث لا يوجد إلا معه، فهذا جائز ليس بممتنع
523
الوجه الثالث: أن تعين الشيء في اقتضائه لنفي وجوب المثل كما هو في اقتضائه لنفي وجود المثل، ثم من المعلوم أنه إذا كان امتناع حصوص التعين في الغير يقتضي نفي المثل وجب أن لا يكون لشيء من الأشياء نظير ولا شبيه ولا مثل؛ فإنه ما من شيء إلا له عين مخصوصة يمتنع حصولها في غيره، فإن كان عدم حصول عين الشيء في غيره يقتضي عدم مثله ونظيره فليس في الوجود ما له نظير وشبيه، وهذا من أبطل الأشياء، وإذا لم يكن تعين الشيء مانعا من وجود النظير لم يكن مانعا من وجوب النظير، فإنه لا يدل على هذا ولا هذا.
547
[الأشعري] وحكي عن رجل كان يعرف بأبي شعيب أن الباري يُسر بطاعة أوليائه / وينتفع بها وبإنابتهم، ويلحقه العجز بمعاصيهم إياه)
563
فمن ذلك أن الجاحظ ذكر عن النظام أن هشاما قال في التشبيه في سنة واحدة خمسة أقاويل، قطع في آخرها أن معبوده بشبر نفسه سبعة أشبار
565
قال [أبو عيسى الوراق]: وليس من هؤلاء أحد جرد القول بالجسم ولكنهم كانوا يقولون هو نور على صورة الإنسان، وينكرون قول القائل بالجسم، فقاس من حكى ذلك عنهم عليهم، وحكى من طريق القياس، إذ كان الحاكي لذلك يعتقد أن الصور لا تكون إلا للأجسام فغلط عليهم، وهكذا غلط كثير من أهل الكلام
605
[الدارمي] وهي كلمة [يعني الحد] لم يبلغنا أنه سبق جهما إليها أحد من العالمين، فقال له قائل ممن يحاوره: قد علمت مرادك أيها الأعجمي؛ تعني أن الله تعالى لا شيء؛ لأن الخلق كلهم علموا أنه ليس شيء يقع عليه اسم الشيء إلا وله حد وغاية وصفة، وأن لا شيء ليس له حد ولا غاية ولا صفة، فالشيء أبدا موصوف لا محالة، ولا شيء يوصف بلا حد ولا غاية، وقولك لا حد له تعني أنه لا شيء.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الثاني بحمد الله]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/39)
ـ[مصطفى بن مسعود]ــــــــ[30 - 01 - 09, 03:03 م]ـ
السلام عليكم
رأيت فى معرض القاهرة الكتاب فى مجلدين يباع فى مكتبة ابن تيمية لكن بدون تحقيق هل لأحد الإخوة أ خبار عن هذه الطبعة؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 03:00 ص]ـ
[الفوائد المنتقاة من بيان تلبيس الجهمية - المجلد الثالث]
10
[لاحظت أن المحققين يكررون ما سبق التعليق عليه من بعضهم، كالتعريف بالأعلام والفرق وتخريج الأحاديث، ونحو ذلك]
11
وذكر ابن بطة عن ابن / الأعرابي قال: أرادني ابن أبي دواد أن أطلب في بعض لغات العرب ومعانيها الرحمن على العرش استولى، فقلت: والله ما يكون هذا ولا أصبته
22
[أبو يعلى] ورأيت بخط أبي إسحاق ثنا أبو بكر أحمد بن نصر الرفاء
[المحقق: لعله أبو إسحاق الإسفراييني - ولم يجد المحقق ترجمة لهذا الرفاء]
32
وفي رواية قال [ابن راهويه لعبد الله بن طاهر] رواها من روى الطهارة والغسل والصلاة والأحكام وذكر أشياء، فإن يكونوا مع هذه عدولا وإلا فقد ارتفعت الأحكام وبطل الشرع، فقال له: شفاك الله كما شفيتني أو كما قال
36
ولهذا يوجد للخطابي وأمثاله من الكلام ما يظن أنه متناقض حيث يتأول تارة ويتركه / أخرى وليس بمتناقض، فإن أصله أن يثبت الصفات التي في القرآن والأخبار الموافقة له، أو ما في الأخبار المتواترة دون ما في الأخبار المحضة أو دون ما في غير المتواترة، وهذه طريقة ابن عقيل ونحوه، وهي إحدى طريقي أئمة الأشعرية كالقاضي أبي بكر ابن الباقلاني، وهم مع هذا يثبتونها صفات معنوية
48
فإن القرآن يدل على المعنى تارة بالمطابقة، وتارة / بالتضمن، وتارة بالالتزام، وهذا المعنى يدل عليه القرآن تضمنا أو التزاما.
49
ولم يقل أحد من أئمة السنة إن السني هو الذي لا يتكلم إلا بالألفاظ الواردة التي لا يفهم معناها، بل من فهم معاني النصوص فهو أحق بالسنة ممن لم يفهمها، ومن دفع ما يقوله المبطلون مما يعارض تلك المعاني وبين أن معاني النصوص تستلزم نفي تلك الأمور المعارضة لها فهو أحق بالسنة من غيره
127
قلت: مذهب النصارى لكونه متناقضا في نفسه لا يعقل -إذ لا حقيقة له، كما لا تعقل الممتنعات- صاروا يضطربون في قوله؛ فكل طائفة منهم تفسره بغير ما تفسره الأخرى، وكذلك يضطرب الناس في نقله، فلهذا ذكر هذا أن الأقانيم عندهم أبعاض كأركان الإنسان، وإن كان الآخرون من النصارى / لا يقولون ذلك، فإن عندهم كل واحد من الأقانيم إله يدعى ويعبد مع قولهم: إن الثلاثة إله واحد، وبعض الإله ليس هو إلها، ولكن عندهم الذات الموصوفة بالأمور الثلاثة مع كل صفة أقنوم، ثم يقولون: إن الواحد هو المتحد بالمسيح، فإن كان متحدا لصفة فالصفة ليست إلها يخلق ويرزق وعندهم المسيح إله، وإن كان المتحد الذات فيكون المسيح هو الأب والابن والروح القدس إله وهم لا يقولون ذلك، وإنما يقولون المتحد به الكلمة التي هي الابن، ويقولون هو ابن الله لذلك، ويقولون أيضا هو الله؛ لأن المتحد به هو الذات التي هو الله، فيجعلون المتحد به هو الذات بصفة دون الذات بالصفتين الأخريين، ومن المعلوم أن الصفات لا تفارق الذات، وقد يكونون يقولون كما حكى هذا الأقانيم أبعاض وأجزاء كل منهما إله أيضا.
130
اللهم إلا أن يكون بعض من لا أعلم من الجهال الضلال قد جوز على الله أن ينفصل منه بعضه عن بعض، كما يحكى ذلك عن بعض الكفار، فبنو آدم لا يمكن حصر ما يقولونه، وإنما المقصود أن المقالات المحكية عن طوائف الأمة لم أجد فيها من حكى هذا القول عن أحد من الطوائف.
146
أما في اللغة فإن أهل اللغة مطبقون على أن معنى الواحد في اللغة ليس هو الذي لا يتميز جانب منه عن جانب ولا يرى منه شيء دون شيء، إذ القرآن وغيره من الكلام العربي متطابق / على ما هو معلوم بالاضطرار من لغة العرب وسائر اللغات أنهم يصفون كثيرا من المخلوقات بأنه واحد ويكون ذلك جسما، إذ المخلوقات إما أجسام وإما أعراض عند من يجعلها غيرها وزائدة عليها، وإذا كان أهل اللغة متفقين على تسمية الجسم الواحد واحدا امتنع أن يكون في اللغة معنى الواحد الذي لا ينقسم إذا أريد بذلك أنه ليس بجسم وأنه لا يشار إلى شيء منه دون شيء
206
اللفظ المشهور بين العامة والخاصة لا يكون مسماه ما قد تنازع الناس في إثباته ولا يعلم إلا بدقيق النظر إن سلم ثبوته.
208
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/40)
والشيء لا يقال فيه ثبت إلا إذا كان معلوما بالبديهة أو قد أقيمت عليه حجة
213
فسواء سمى المسمي هذا تعدادا أو تركيبا أو لم يسمه هو ثابت في نفس الأمر لا يمكن دفعه، والحقائق الثابتة لا تدفع بالعبارات المجملة المبهمة وإن شنع بها الجاهلون.
254
[أشار شيخ الإسلام هنا إلى قاعدة عظيمة في كون الحديث المتلقى بالقبول لا يطعن فيه بعلة محتملة]
وهذا الحديث قد يطعن فيه بعض المشتغلين بالحديث انتصارا للجهمية وإن كان لا يفقه حقيقة قولهم وما فيه من التعطيل، أو استبشاعا لما فيه من ذكر الأطيط كما فعل أبو القاسم المؤرخ، ويحتجون بأنه تفرد به محمد بن إسحاق / عن يعقوب بن عتبة عن جبير، ثم يقول بعضهم: ولم يقل ابن إسحاق حدثني.
فيحتمل أن يكون منقطعا، وبعضهم يتعلل بكلام بعضهم في ابن إسحاق، مع أن هذا الحديث وأمثاله وفيما يشبهه في اللفظ والمعنى لم يزل متداولا بين أهل العلم خالفا عن سالف، ولم يزل سلف الأمة وأئمتها يروون ذلك رواية مصدق به راد به على من خالفه من الجهمية متلقين لذلك بالقبول، حتى قد رواه الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتابه في التوحيد الذي اشترط فيه أنه لا يحتج فيه إلا بأحاديث الثقات / المتصلة الإسناد
257
وممن احتج به الحافظ أبو محمد بن حزم في مسألة / استدارة الأفلاك، مع أن أبا محمد هذا من أعلم الناس لا يقلد غيره ولا يحتج إلا بما تثبت عنده صحته
259
فمن رد تلك الأحاديث المتلقاة بالقبول واحتج في نقضها بمثل هذه الموضوعات فإنما سلك سبيل من لا عقل له ولا دين، وكان في ذلك ممن يتبع الظن وما تهوى الأنفس، وهو من المقلدين لقوم لا علم لهم بحقيقة حالهم
277
ولكن قوله (يلزم الافتقار) من باب التعارض، فيحتاج إلى الجمع بين موجب الآية وبين هذا الدليل؛ لا تكون / الآية -لأجل ما يقال إنه يعارضها- تدل على نقيض مدلولها، هذا لا يقوله عاقل.
295
ولهذا يوجد في متكلمة الجهمية من المعتزلة ونحوهم شبه كثير [يعني باليهود] حتى إن من أحبار اليهود من يقرر الأصول الخمسة التي للمعتزلة
296
وحتى إن من النصارى من / يأخذ (فصوص الحكم) لابن عربي فيعظمه تعظيما شديدا ويكاد يغشى عليه من فرحه به، وبهذا يوجد في شيوخ الاتحادية موالون للنصارى ولعلهم يوالونهم أكثر من المسلمين.
303
كما يروى أن عمرو بن عبيد قال لأبي عمرو بن العلاء: أحب أن تقرأ هذا الحرف {وكلم الله موسى تكليما} ليكون موسى هو الذي كلم الله ولا يكون في الكلام دلالة على أن الله كلم أحدا، فقال له: وكيف تصنع بقوله {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}
305
والنافية الكلية السالبة تناقض بإثبات معين كما في قوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى}
449
والكلام عنهم [السمنية] أنهم لا يقرون من العلوم إلا بالحسيات، ولكن قد يقول بعض الناس: إنهم أرادوا بذلك أن ما لا يدركه الإنسان بحسه فإنه / لا يعلمه حتى يقولوا عنهم: إنهم ينكرون المتواترات والمجربات والبديهيات، وهذا -والله أعلم- غلط عليهم.
كما غلط هؤلاء في نقل مذهب السوفسطائية فزعموا أن فرقة من الناس تنكر وجود شيء من الحقائق، ومن المعلوم أن أمة يكون لها عقل يفارقون به المجانين لا يقولون هذا، ولكن قد تقع السفسطة في بعض الأمور وبعض الأحوال، وتكون كما فسرها بعض الناس أن السفسطة هي كلمة معربة، وأصلها / يونانية (سوفسقيا) ومعناها الحكمة المموهة، فإن لفظ (سوفيا) يدل في لغتهم على الحكمة، ولهذا يقولون (فيلاسوفا) أي محب الحكمة، فلما كان من القضايا ما يعلم بالبرهان ومنه ما يثبت بالقضايا المشهورة، وبعضها يناظر فيه بالحجج المسلمة وبعضها تتخيله النفس وتشعر به فيحركها وإن لم / تكن صادقة وهي القضايا الشعرية، ومنها ما يكون باطلا لكن يشبه الحق، فهذه الحكمة المموهة هي المسماة بالسفسطة عند هؤلاء، وقد تكلمنا على هذا في غير هذا الموضع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/41)
فهؤلاء السمنية يكون قولهم إن ما لا يدرك بالحواس لا يكون له حقيقة، ثم الرجل قد يعلم ذلك بحواسه وقد يعلم ذلك بإخبار من علم ذلك بحواسه، ويدل على ذلك أن هؤلاء قوم موجودون، فالرجل منهم لا بد أن يقر بوجود أبويه وجده وولادته وحوادث بلده الموجودة قبله وما يحتاج إليه من أخبار الناس والبلاد وهذه الأمور كلها لا يعلمها أحدهم إلا بالخبر فإنه لا يدرك بحسه ولادته وإحبال أبيه لأمه ونحو ذلك لكن المخبرون يعلمونها بالإحساس ولا يتصور أن يعيش في العالم أمة يكذبون بكل ما لا يحسونه، بل هذا يلزم أن بعضهم لا يزال غير مصدق لبعض في معاملاتهم واجتماعاتهم، والإنسان / مدني بالطبع لا يعيش إلا مع بني جنسه، ومن لم يقر إلا بما أحسه لم يمكنه الاستعانة ببني جنسه في عامة مصالحه.
455
قال الإمام أحمد: وجد الجهم ثلاث آيات من القرآن من المتشابه قوله {ليس كمثله شيء} {وهو الله في السموات وفي الأرض} {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} فبنى أصل كلامه على هؤلاء الآيات وتأول القرآن على غير تأويله، وكذب بأحاديث رسول الله ? وزعم أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه في كتابه أو حدث عنه رسوله كان كافرا، وكان من المشبهة فأضل بكلامه بشرا كثيرا واتبعه على قوله / رجال من أصحاب أبي حنيفة وأصحاب عمرو بن عبيد بالبصرة ووضع دين الجهمية.
462
فإن اسم السيد يقتضي الجمع والقوة، ولهذا يقال: السواد هو اللون الجامع للبصر، والبياض اللون المفرق للبصر، ويقال للحليم: السيد؛ لأن نفسه تجتمع فلا تتفرق وتتميز من الغيظ والواردات عليها، وكذلك هو الذي يصبر على الأمور / والصبر يقتضي الجمع والحبس والضم، وضده الجزع الذي يقتضي التفرق وكذلك التعزي والتعزز وعززته فتعزى أو هو لا يتعزى هو ضد الجزوهن فإن التعزز والتعزي يقتضي الاجتماع والقوة والجزع يقتضي التفرق والضعف.
465
وذلك أن لفظ (ص م د) يدل على الاجتماع والانضمام المنافي للتفرق والخلو والتجويف، كما يقال صمد المال وصمده تصمدا [تصميدا] إذا جمعه وضم بعضه إلى بعض ومنه في الاشتقاق الأكبر الصمت والتصمت فإن التاء والدال أخوان متقاربان في المخرج، والاشتقاق الأكبر هو ما يكون فيه الكلمتان قد اشتركت في جنس الحرف / فالكلمتان اشتركتا في الصاد والتاء، والتاء والدال أخوان يقال صمت صماتا وصموتا وأصمت إصماتا وهو جمع وضم ينافي الانفتاح والتفريج ولهذا يقال للعظام ونحوها من الأجسام منها أجوف ومنها مصمت.
493
لهذا تغلط الأذهان هنا كثيرا؛ لأن بين ما في الأذهان وما في الأعيان مناسبة ومطابقة وهو من وجه مطابقة العلم للمعلوم، ومخالفة من وجه وهو أن ما في النفس من العلم ليس مساويا للحقيقة الخارجة، فلأجل ما بينهما / من الائتلاف والاختلاف كثر بين الناس الائتلاف والاختلاف، ومن فهم ما يجتمعان فيه ويفترقان زاحت عنه الشبهات في هذه المحارات.
511
فهذا شأن كل من أراد أن يُظهر خلاف ما عليه أمة من الأمم من الحق إنما يأتيهم بالأسهل الأقرب إلى موافقتهم، فإن شياطين الإنس والجن لا يأتون ابتداء ينقضون الأصول العظيمة الظاهرة فإنهم لا يتمكنون.
515
وإنما الغرض التنبيه على أن دعاة الباطل المخالفين لما جاءت به الرسل يتدرجون من الأسهل والأقرب إلى موافقة الناس إلى أن ينتهوا إلى هدم الدين، وهذا مما يفعله بعض أهل الحق أيضا في دعوة الناس إلى الحق شيئا بعد شيء بحسب ما تقتضيه الشريعة وما يناسب حاله وحال أصحابه.
538
وكان أبو المعالي الجويني كثير المطالعة لكتب أبي / هاشم بن أبي علي الجبائي، وكان من أذكياء العالم، وكان هو وأبو الحسن الأشعري كلاهما تلميذا لأبي علي الجبائي، لكن الأشعري رجع إلى مذهب الأثبات [كذا] الذين يثبتون الصفات والقدر ويثبتون خروج أهل الكبائر من النار ولا يكفرون أحدا من أهل الإيمان بذنب ولا يرون القتال في الفتنة فناقض المعتزلة في أصولهم الخمس التي خالفوا فيها أهل السنة والجماعة ....... وأما أبو هاشم فكان على هذه الأصول مع أبيه وإن / كان يخالفه في كثير من المسائل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/42)
وكان أبو المعالي كثير المطالعة لكتب أبي هاشم، فصار هو وغيره يقودون [لعلها يطردون] الأصول التي وافق قدماؤهم فيها المعتزلة فرأوا أن من لوازمها نفي أن يكون الله على العرش فتظاهروا بإنكار ذلك موافقة للمعتزلة ولم يكن الخلاف في ذلك مع المعتزلة من المسائل المشهورة لما قدمناه، وأما مسألة الرؤية والقرآن فهي من شعائر المذهبين، فجعلوا ينصبون الخلاف مع المعتزلة في مسألة الرؤية ويسلمون لهم نفي علو الله على / العرش وهذا عكس الواجب.
ولهذا صارت المعتزلة تسخر منهم حتى يقول قائلهم: من سلم أن الله ليس في جهة وادعى مع ذلك أنه يرى فقد أضحك الناس على عقله
576
اعترف هنا أنه يكون أشد حقارة من الجوهر الفرد وأن يكون معدوما إذا كان ذا حيز ومقدار وقلنا إنه لا يمكن أن يشار إليه ولا يمكن أن يحس، وقد ذكر هنا أنه لا يمكن أن يشار إليه ولا يمكن أن يحس به فلزم أن يكون معدوما أحقر من الجوهر الفرد ولا ريب أن هذا حقيقة قولهم وقد اعترف هو بمقدمات ذلك لكن مفرقة لم يجمعها في موضع واحد، إذ لو جمعها لم يخف عليه وهذا شأن المبطل!
595
فإن أهل الإثبات متنازعون في إثبات لفظ (الجهة) وفي ذلك نزاع بين أصحاب الإمام أحمد وغيرهم، كما أنهم متنازعون في اسم (الحد) أيضا، وفي ذلك نزاع بين أصحاب الإمام أحمد وغيرهم
597
ومن لم يكن لسانه وراء قلبه كان كلامه كثير التقلب والتناقض
625
وهؤلاء الجهمية دائما يشركون بالله ويعدلون به ويضربون له الأمثال بأحقر المخلوقات بل بالمعدومات كما قدمنا التنبيه عليه غير مرة، فلما رأوا أن المستوي على الفلك أو الدابة أو السرير يستغني عنه مكانه قالوا يجب أن يكون الله أيضا يستغني عنه مكانه تشبيها له بهذا المخلوق العاجز الضعيف
628
وإنما الرجل [الرازي] غلط أو خالط في المقدمتين فإنه قد سمع وعلم أن الجسم لا يكون إلا متحيزا فلا بد لكل جسم من حيز، ثم سمى حيزه جهة، وقد قرر قبل هذا أن الجهة أمر وجودي، فركب أن كل جسم يفتقر إلى حيز وجودي منفصل عنه، وهذا الغلط نشأ من جهة ما في لفظ الحيز والجهة من الإجمال والاشتراك، فيأخذ أحدهما بمعنى ويسميه بالآخر، ثم يأخذ من ذلك الآخر المعنى الآخر، فيكون بمنزلة من قال: المشتري قد قارن زحل، وهذا هو المشتري الذي اشترى العبد، وقد قارن البائع، فيكون البائع هو زحل، أو يقول: هذه / الثريا، والثريا قد نكحها سهيل وقارنها، فتكون هذه الثريا قد قارنها سهيل ونحو ذلك، ومن المعلوم أن الجهة التي نصر أنها وجودية وهي مستغنية عن الحاصل فيها ليست هي الحيز الذي يجب لكل جسم.
638
وهؤلاء عمدوا إلى هذا اللفظ فاستعملوه في غير المعنى المعروف في اللغة، وسموا لزوم صفاته له افتقارا إلى الغير، فلما عبروا عن المعاني الصحيحة، بل المعاني التي يعلم بضرورة العقل ثبوتها في نفس الأمر، بل لا يستريب في ثبوتها أحد من العقلاء ما دام عاقلا، عبروا عنها بالعبارات المشتركة المجملة التي قد تستعمل في معان فاسدة يجب تنزيه الباري سبحانه وتعالى عنها كان هذا الاشتراك مما أشركوا فيه بين الله وبين خلقه، وهو من نوع شركهم وعدلهم بالله، حيث أشركوا بين المعاني الواجبة لله والممتنعة عليه في لفظ واحد ثم نفوا به / ما يجب لله، وكانوا مشركين معطلين في اللفظ كما كانوا مشركين معطلين في المعاني كما تقدم التنبيه على ذلك غير مرة.
675
المثبتة للصور أعظم تنزيها لله عن مماثلة الخلق من نفاتها؛ لأن الأمور السلبية لا ترفع المماثلة، بل الأعدام متماثلة، وإنما يرتفع التماثل بالأمور الوجودية، فكل من كان أعظم إثباتا لما توجبه أسماء الله وصفاته كان رفعه المماثلة عن الله أعظم، وظهر أن هؤلاء الجهمية الذين يزعمون أنهم يقصدون تنزيهه عن المشابهة هم الذين جعلوا له أمثالا وأندادا فيما أثبتوه وفيما نفوه كما تقدم بيان ذلك
683
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/43)
هذه الحجة هي من جنس قولهم لو كان فوق العرش لكان إما أن يكون أصغر منه أو بقدره أو أكبر منه ببعد متناه، أو غير متناه وهذه الحجج من حجج الجهمية قديما، كما ذكر ذلك الأئمة وذكروا أن جهما وأتباعه هم أول من أحدث في الإسلام هذه الصفات السلبية وإبطال نقيضها، مثل قولهم ليس فوق العالم ولا هو داخل العالم ولا خارجه وليس في مكان دون مكان وليس بمتحيز ولا جوهر ولا جسم ولا له نهاية ولا حد ونحو هذه العبارات، فإن هذه / العبارات جميعها وما يشبهها لا تؤثر عن أحد من الصحابة والتابعين ولا من أئمة الدين المعروفين ولا يروى بها حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا توجد في شيء من كتب الله المنزلة من عنده، بل هذه هي من أقوال الجهمية ومن الكلام الذي اتفق السلف على ذمه لما أحدثه من أحدثه، فحيث ورد في كلام السلف ذم الجهمية كان أهل هذه العبارات داخلين في ذلك، وحيث ورد عنهم ذم الكلام والمتكلمين كان أهل هذه العبارات داخلين في ذلك، فإن ذلك لما أحدثه المبتدعون كثر ذم أئمة الدين لهم وكلامهم في ذلك كثير قد صنف فيه مصنفات، حتى إن أعيان هذه العبارات وأمثالها ذكرها السلف والأئمة فيما أنكروه على الجهمية وأهل الكلام المحدث.
708
لفظ الحد عند كل من تكلم به يراد به شيئان: يراد به حقيقة الشيء في نفسه، ويراد به القول الدال عليه المميز له، وبذلك يتفق الحد الوصفي والحد القدري؛ كلاهما يراد به الوجود العيني والوجود الذهني، فأخبر أبو عبد الله أنه على العرش بلا حد يحده أحد أو صفة يبلغها واصف
767
ولا يلزم من الإجماع على الحكم أن يكونوا مجمعين على دليل معين
.......
والإجماع من أعظم الأدلة
784
ولهذا يقال فيهم: متكلمة الجهمية لا يعبدون شيئا وهذا هو نهاية التعطيل، ومتصوفتهم يعبدون كل شيء وهذا نهاية الإشراك
796
وقد يراد بالحيز أمر عدمي وهو ما يقدر فيه الأجسام وهو المعروف من لفظ الحيز عند المتكلمين الذين يفرقون بين لفظ الحيز والمكان فيقولون الحيز تقدير المكان
802
تجدد النسب والإضافات عليه [الله] جائز باتفاق العقلاء
803
للناس في كونه فوق العرش والعالم قولان مشهوران لعامة الطوائف من المتكلمين وأهل الحديث والفقهاء والصوفية من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد وغيرهم
(أحدهما) أنه مجرد نسبة وإضافة بين المخلوق والخالق أو بين العرش والرب، تجددت [بخلقه] للعرش من غير أن يكون هو في نفسه تحرك أو تصرف بنفسه شيئا، وهذا قول من يقول يمتنع حلول الحوادث بذاته وتمتنع الحركة عليه.
و (القول الثاني) هو المشهور عن السلف وأئمة أهل الحديث وكثير من أهل الكلام والفقهاء والصوفية من الطوائف الأربعة وغيرهم أنه استوى عليه بعد أن خلق السموات والأرض كما دل عليه القرآن فيكون قد استوى عليه بعد أن لم يكن مستويا عليه، وكذلك استواؤه إلى السماء ومجيئه وإتيانه كما وردت بذلك النصوص المتواترة الصحيحة
805
ومن قال إن تقدير الزمان وتقدير المكان وجوديان قال بقدمهما جميعا كما يقول ذلك طائفة من الصابئة ومن اتبعهم
810
وقوله في الخامس (أنه يكون كالمفلوج الذي لا يمكنه الحركة وهو نقص، وهو على الله محال) فيقال: أنت تقول إن نفي النقص عن الله لا يعلم بالعقل، وأنت أيضا تقول: لا يجوز عليه الحركة ...
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الثالث بحمد الله]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 03:23 ص]ـ
[الفوائد المنتقاة من بيان تلبيس الجهمية - المجلد الرابع]
5
وكذلك المتكلم قد ينازع في هذا [كروية الأرض] بطرق جدلية، وكذا المتفقه قد ينازع في هذا زعما منه أن هذا مخالف للشريعة، وليس مع واحد منهما دليل شرعي ولا عقلي يخالف ذلك، ولا يمنع كون الأفلاك مستديرة ولا ينقل عن أحد من أئمة الإسلام وعلمائه النزاع في ذلك، بل قد ذكر غير واحد من علماء المسلمين مثل الشيخ أبي الحسين بن / المنادي أحد العلماء المشاهير ذوي التصانيف الكثيرة من الطبقة الثانية من أصحاب الإمام أحمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/44)
ومثل أبي محمد بن حزم ومثل أبي الفرج ابن الجوزي إجماع المسلمين على أن الأفلاك مستديرة، وأبو / الحسين من أعظم الناس اطلاعا وكذلك هؤلاء، وإذا ذكر هو أو غيره إجماع علماء المسلمين على أن الأفلاك مستديرة كان من نازع بعد هذا الإجماع من متكلم ومتفقه وغيرهما مسبوقا بالإجماع، وما علمت منازعا في ذلك إلا نقل الإجماع الذي ذكره أبو الحسين بن المنادي، وإن كان قد نقل عن بعض السلف نزاع في حركة الأفلاك لكن ما علمت عنهم نزاعا في استدارتها.
27
لكنه لم يستوف الحجة ويظهرها بل كلامه في ذلك كلام الشادي فإن القدر المرئي من الخسوف عند أهل المشرق لا يجب أن يكون هو القدر المرئي من الخسوف عند أهل المغرب حتى يقال إن أهل المشرق والمغرب يرون الخسوف في ساعة واحدة، ويكون أول ليل هؤلاء آخر ليل هؤلاء، بل قد يخسف القمر عند قوم دون قوم، وقد يكون الخسوف عند قوم كليا لجميع القمر وعند بعضهم جزئيا يخسف بعضه، ولكن يشترك أهل المشرق والمغرب إذا اشتركوا فيه في طرفيه؛ فإن الخسوف في القمر يبدأ فيه من جانبه الشرقي وفي الشمس من جانبها الغربي، وإذا بدأ الخسوف في القمر من جانبه الشرقي لا يخسف / حينئذ عند أهل المغرب، وكذلك طلوع الشمس وكسوفها وقد يكون ضد ذلك.
29
كان الواجب إذا احتججت بما ذكرته من أمر الهيئة أن تتم ما يقولونه هم وما يعلمه الناس كلهم فإنه لا نزاع بينهم ولا بين أحد من بني / آدم أن الأرض هي تحت السماء حيث كانت وأن السماء فوق الأرض حيث كانت، وهذا وهم متفقون مع جملة الناس على أن الجهة الشرقية سماؤها وأرضها ليست تحت الغربية ولا الجهة الغربية سماؤها وأرضها تحت الشرقية ومتفقون على جهل ما يجعل إحدى الجهتين في نفسها فوق الأخرى أو تحتها.
41
[تكلم بكلام نفيس عن التفسير اللغوي للفظ (دون)]
45
مثل هذه الحجة غير مقبولة كما ذكرت ذلك في نهايتك في ترتيب الطرق الضعيفة في أصول الدين، وذكرت منها الإلزام؛ وهو الاستدلال بموافقة الخصم في صورة على وجوب موافقته على الأخرى لملازمة بينهما يذكرها / المستدل، وقلت: هذا النوع من الحجة لا يصلح لإفادة اليقين وهذا ظاهر ولا لإفحام الخصم أيضا وبيانه هو أن للخصم أن يقول إني إنما اعترفت بالحكم في محل الوفاق لعلة غير موجودة في محل النزاع فإن صحت تلك العلة بطل القياس لظهور الفارق، وإن بطلت تلك العلة منعت الحكم في محل الوفاق فهذه الحجة دائرة بين منع الحكم في الأصل وبين ظهور الفارق بينه وبين الفرع.
47
وهذا الكلام مع أنه في غاية الإنصاف في المناظرة ففيه / كمال تحقيق الحقائق على ما هي عليه وتبيين تطابق ما علم بالفطرة العقلية الضرورية وبالحساب العقلي الهندسي وما جاءت به الرسل وكمال ما بعث الله به الرسل من بيان أسمائه وصفاته، وهذا هو شأن الحق أن يتيقن ويتشابه ولا يختلف كما يختلف كلام هذا المؤسس وأمثاله الذي هو من عند غير الله فلذلك يكون فيه اختلاف كثير.
50
قال تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} فمخالفو الرسل ومنهم مخالفو ما جاء به الكتاب والسنة لا يأتون بقياس يردون به بعض ما جاءت به الرسل فيكون / قياسا أقاموا به باطلا إلا جاء الله فيما بعث به الرسل بالحق وبقياس أحسن تفسيرا وكشفا وإيضاحا للحق كما أن الحجج الفطرية الضرورية التي تبين أن مذهب المؤسس يستلزم أن يكون الله معدوما هي مع أنها حق فهي أحسن بيانا وإيضاحا وتفسيرا للمطلوب من قياسه هذا الذي بين به أن وصفه بالعلو والفوقية يستلزم وصفه بالسفول والتحتية.
54
[ذكر هنا كلاما نفيسا عن جواب الإشكال في حديث النزول وأنه يستلزم أن لا يزال نازلا]
73
وعلم بالاضطرار أن اعتقاد حدوث العالم على هذا الدليل ونحوه في غاية الفساد وهذا من أخبث الكلام الذي كان السلف يذمونه ويذمون أصحابه، بل مثل هذه الحجج لا تصلح للمسائل الظنية فكيف تصلح لأصول الدين وقواعد الإيمان وأنت تعترف بهذا في مواضع، لكن إنما تحتج هنا بذلك تهويلا على من لا يعرف القضية، وتوهم الناس أن هذا يقدح في قاعدة من قواعد الدين، وليس الأمر كذلك، وإنما تظهر به فساد ما سمعته [لعلها سميته] أنت وأصحابك أدلة الدين وأصولا له، وأنت دائما تقدح فيها، فإن كانت هذه الأدلة هي أصول دين المسلمين فأنت من أعظم الناس هدما لها في مواضع، وإلا فلا يضر القدح فيها.
75
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/45)
فإذا كان المنازعون لك القائلون بأنه على العرش يلزمهم كلهم القول بأنه جسم فكيف تحتج عليهم بأن هذا يستلزم أن لا يقطع بحدوث كل الأجسام، وهذا عندك حقيقة المذهب، فهل تحتج على إبطال المذهب بنفس حكاية المذهب مع ظهور القول بالنزاع فيه؟!
96
وهذا أمر يشهد له الحس، فإن أجزاء الماء وإن تفرقت وتصاغرت ليست في الحقيقة مثل أجزاء التراب، ولا أجزاء الذهب وإن تصاغرت مثل أجزاء الفضة، وإن كانت هذه الأجزاء / الصغار ليست هي الجواهر المنفردة بل تلك أصغر منها فإما أن يستدل بما شهد في المحسوسات على ما لم يعلم منها وبقياس غائبها عن الإدراك على شاهدها فهذا من أوضح القياس وأثبته، وهو قياس الأجزاء المتساوية في الحقيقة بعضها على بعض في حكم تلك الحقيقة، فإن تفاوتها بالصغر والكبر لا يوجب اختلاف حقيقتها وصفتها، وإما أن لا يقال [كذا] إن ذلك الجزء الذي لا ينقسم لا يعلم حكمه.
[قال المحقق: هكذا في (ل) و (ط)، ولعلها: فلا يقال]
[قلت: لعل الصواب: وإما أن يقال]
100
ومن طلب الموافقة على ثبوت الشيء بدون لازمه ليحتج بذلك على نفي اللازم لم يكن علينا أن نوافقه، بل لم يكن لنا أن نوافقه؛ فإن نفي اللازم يقتضي نفي الملزوم، فإذا وافقناه على ثبوت الملزوم كنا في الحقيقة موافقين له على نفي الملزوم الذي قد وافقناه في الظاهر على ثبوته، وإذا كانت الموافقة على ثبوت الشيء تقتضي نفيه لم تجز الموافقة عليه.
111
فالنافي لا ينفي شيئا قط إلا ما له نظير فيما أدركه؛ لأن نفس المنفي ما علمه أصلا؛ لأن النفي المحض لا يعلم بنفسه فإن النفس لا تباشر المعدوم حتى تشعر به وإنما تباشر الموجود وتقيس له نظيرا فينفي ذلك النظير عما هو منتف عنه مثل نفيها لجبل ياقوت وبحر زئبق ونحو ذلك بعد أن علمت البحر والزئبق والجبل والياقوت، ثم قدرت معلوما مؤلفا من شيئين نظيرهما / موجود ثم نفته
126
إذ العلوم الكلية الذهنية مسبوقة بالعلوم المعينة الوجودية، فلو لم يكن في الأجسام ما هو واحد امتنع حكم الذهن بأن الواحد نصف الاثنين، وهذا من أوائل العلوم البديهية التي يضرب بها المثل في النظر والمناظرة
127
وإذا كانت هذه الحجة تستلزم هذا الكفر فهي تستلزم أيضا / نقيض المطلوب؛ لأن المقصود بنفي وحدة الجسم إثبات تركيبه من الأجزاء المفردة التي كل منها واحدا [كذا] فإذا نفيت وحدة الجوهر الفرد استلزمت إبطاله، وإذا بطل الجوهر الفرد امتنع كون الجسم مركبا من الجواهر المنفردة فيلزم أن يكون واحدا فصارت هذه الحجة المذكورة لنفي وحدة الجسم مستلزمة لوحدته ونافية لوحدة الجوهر الفرد أيضا وكل هذا تناقض، واعجب من هذا!
134
ثم إذا كانوا في الأجسام المشهودة قد اضطربوا أو تحيروا في تركيبها وانقسامها وعدوا ذلك من محارات العقول كيف يصح منهم الحكم على رب العالمين بمثل هذه الأمور نفيا وإثباتا، وهذا بين ولا حول ولا قوة إلا بالله
157
أما إدخال الله وغيره من المخلوقات تحت قضية كلية تتضمن قياس / شمول، وكل قياس شمول متضمن لقياس تمثيل، فإن هذا / لا يجوز، لا لما يثبت من الصفات ولا لما ينفى.
167
هب أنه يمكن فرض [الصواب فرضه] متيامنا عن العالم أو متياسرا
168
ومنازعة الإنسان فيما لا يعتقده تضييع زمان ونوع من الكذب والبهتان.
171
ولا ريب أنهم إنما عدلوا به في هذه المعاني لينفوها عنه ظانين أن هذا تنزيه لله وتقديس، لم يقصدوا أن يثبتوا له مثلا، ولكن قدر المثل لينفوه لكن لزمهم التمثيل من وجهين:
أحدهما: أنهم سووا بين الله وبين غيره في هذه المقاييس الشمولية المنطقية وهي الأمثال التي ضربوها له فجعلوه فردا من أفراد تلك الأمور العامة وحكموا عليه بمثل ما حكموا به على سائر الأفراد .....
الوجه الثاني: أن هذه المعاني التي ينفونها هي ثابتة في نفس الأمر معلومة بالكتاب والسنة وبالفطرة والعقل وبالقياس أيضا، فإذا مثلوه فيها بالمخلوقات فقد صرحوا بجعل الأنداد / له والأمثال والأسماء ثم إنهم عطلوا فجحدوا الحقائق التي هي ثابتة للرب وعطلوا ما في الكتاب والسنة والإجماع من بيان ذلك والدلالة عليه وعطلوا ما في القلوب من المعرفة الفطرية والقياسية فصاروا معطلين للحقيقة الخارجية والعلوم الثابتة بالنبوات المعروفة بالقلوب، فعطلوا الشرع والعقل جميعا مع دعواهم العقليات كما عطلوا التوحيد مع دعواهم أنهم هم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/46)
الموحدون.
173
وكل واحدة من هاتين الدعوتين [كذا والصواب الدعويين] ممنوعة
184
فأما إذا كان الحيز هو حده ونهايته فالجهة كونه بحيث يشار إليه لم يكن هناك غيرا [كذا] له عند الصفاتية
195
بل لو كان المتنازعان مبطلين كأهل الكتاب والمشركين إذا تجادلوا أو تقاتلوا كان المشروع نصر أهل الكتاب على المشركين بالقدر الذي يوافقهم عليه المؤمنون إذا لم يكن في ذلك مفسدة تقاوم هذه المصلحة فإن ذلك من الحق الذي يفرح به المؤمنون كما قال تعالى [غلبت الروم]
206
وهؤلاء القوم من أعظم الناس إتيانا بحشو القول الكثير الذي تقل فائدته أو تعلم مضرته
213
وإذا سلمتَ لهم لم يكن لك أن تنازعهم فيه، فإن هذا رأس المسألة فيكون التقدير باتفاق منك ومنهم
231
السمعيات إما نص وإما إجماع
234
تسليم العلم الضروري الذي يستلزم نفي علم ضروري تسليم لتنافي العلمين الضروريين وذلك باطل، فلا يجب تسليم الباطل
235
[المحقق: قد ذكرت أن المؤلف رحمه الله اطلع على نسختين لكتاب الرازي (نهاية العقول) حيث أوجد الفرق بينهما، وأثبت ما اختلفت به النسختان.
وهذا مما يدل على دقته رحمه الله وأمانته في النقل ويبعث على الإعجاب به رحمه الله]
252
فكونه أبا وابنا مغايرا [كذا والصواب مغايرٌ] لذاته المخصوصة
256
[الرازي] وما الدليل على هذا الحصر؟ أقصى ما في الباب أن يقال: سبرنا وبحثنا فلم نجد قسما آخر، إلا أنا بينا في الكتب المطولة أن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود، وشرحنا أن هذا السؤال هادم لكل دليل مبني على تقسيمات منتشرة غير محصورة بين النفي والإثبات.
299
فإن من ظهر خطؤه على كل تقدير أولى بالخطأ ممن لم يظهر خطؤه في المسألة الواحدة – وهي المقصودة الكبرى على التقديرين جميعا – وخطؤه في المسألة الأخرى، وهي مسألة الجسم إنما يظهر على إحدى التقديرين فقط، وهذا بين ظاهر
307
وأما الحجة التي ذكرها عن ابن الهيصم فلم يذكر ألفاظها لكن ذكر أنه نظمها أحسن من نظمه، ونحن في جميع ما نورده نحكي ألفاظ المحتجين بعينها، فإن التصرف في ذلك قد يدخله خروج عن الصدق والعدل: إما عمدا وإما خطأ، فإن الإنسان إن لم يتعمد أن يلوي لسانه بالكذب أو يكتم بعض ما يقوله غيره، لكن المذهب الذي يقصد الإنسان إفساده لا يكون في قلبه من المحبة له ما يدعوه إلى صوغ أدلته على الوجه الأحسن حتى ينظمها نظما ينتصر به، فكيف إذا كان مبغضا / لذلك؟!
315
الطريقة التي سلكها أهل الإثبات في الرؤية ليست من الضعف كما يظنه أتباع الأشعري مثل الشهرستاني والرازي وغيرهما، بل لم يفهموا قعرها ولم يقدروا الأشعري قدره، بل جهلوا مقدار كلامه وحججه، وكان هو أعظم منهم قدرا وأعلم بالمعقولات والمنقولات ومذاهب الناس من الأولين والآخرين كما تشهد به كتبه التي بلغتنا دع ما لم يبلغنا، فمن رأى ما في كتبه من ذكر المقالات والحجج ورأى ما في كلام هؤلاء رأى بونا عظيما.
317
[عن الأشعري] أنه ليس موجودا [كذا والصواب موجودٌ] إلا وجايز أن يريناه
319
وذلك أن الله على كل شيء قدير، وهذا لفظ عام لا تخصيص فيه، فأما الممتنع لذاته فليس بشيء باتفاق العقلاء وذلك أنه متناقض لا يعقل وجوده، فلا يدخل في مسمى الشيء حتى يكون داخلا في العموم، مثل أن يقول القائل هل يقدر أن يعدم نفسه أو يخلق مثله، فإن القدرة تستلزم وجود القادر وعدمه ينافي وجوده، فكأنه قيل: هل يكون موجودا معدوما، وهذا متناقض في نفسه لا حقيقة له، وليس بشيء أصلا، وكذلك وجود مثله يستلزم أن يكون الشيء موجودا معدوما، فإن مثل الشيء ما يسد مسده ويقوم مقامه فيجب أن يكون الشيء موجودا معدوما قبل وجوده مفتقرا مربوبا فإذا قدر أنه مثل الخالق تعالى لزم أن يكون واجبا قديما لم يزل موجودا غنيا ربا ويكون الخالق فقيرا ممكنا معدوما مفتقرا مربوبا، فيكون الشيء الواحد قديما محدثا فقيرا مستغنيا واجبا ممكنا موجودا معدوما ربا مربوبا، وهذا متناقض لا حقيقة له، وليس بشيء أصلا، فلا يدخل في العموم، وأمثال ذلك.
328
فكل صفة لم نعلمها تثبت إلا لمعدوم لا تكون صفة كمال بخلاف الصفات التي تثبت للموجود دون المعدوم فإنها لا تكون صفة نقص إلا بالنسبة إلى وجود آخر هو أكمل منها، وكل صفة لا تثبت للمعدوم ولا يختص بها الناقص، فإنها لا تكون إلا صفة كمال
332
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/47)
إذ كل ما هو مساوٍ للوجود في العموم أو هو أعم منه كالمعلوم والمذكور يلزم من نفيه نفي الوجود وهو من لوازم الوجود
337
جميع النقائص التي يجب تنزيهه تعالى عنها فإنما هو لاستلزامها العدم، وأما الوجود من حيث هو وجود فهو كمال فلا يجوز نفيه عنه
338
ونكتة هذه الحجة أن كل حكم ثبت لمحض الوجود فالوجود الواجب أولى به من الممكن، وكذلك من الأمثال المضروبة وهي الأقيسة العقلية، ولله المثل الأعلى؛ أن كل كمال ثبت لموجود فالواجب أولى به من الممكن، وكل كمال يوجد في المربوب فالرب أولى به من العبد، وهذا مما سلكه الفلاسفة
344
فمن منع أن يكون المشهود لا يخلو عن أحد هذين الوصفين [المحايثة والمباينة] فقد منع أن تنقسم المشهودات إلى الجواهر والأعراض، ومعلوم أن هذا خلاف اتفاق الخلائق من الأولين والآخرين، وخلاف ما يعلم بالضرورة والحس، فإن الشيء المشهود إما قائم بنفسه وهو مباين لغيره وإما قائم بغيره وهو محايث له.
346
والمستدل إذا استدل بدليل يبطل مذهب منازعيه في الصورة التي تنازعا فيها وفي غيره مما لم يذكره لم يكن للمنازع أن ينقض دليله بمجرد مذهبه في صورة النزاع، ولا يجب على المستدل أن يخص كل صورة بدليل خاص، إذا كان العام يتناول الجميع.
347
وهذا المؤسس من كتب ابن سينا يأخذ مذاهب الفلاسفة / وكثيرا ما يقول اتفق الفلاسفة ولا يكون عنده إلا ما ذكره ابن سينا، وليس ما يذكره ابن سينا قول جميع الفلاسفة، بل الفلاسفة أعظم تفرقا وأكثر طوائف من أن يحصر قولهم كلام ابن سينا أو غيره. وقد حكى من صنف في المقالات من المسلمين مثل أبي الحسن الأشعري والنوبختي والباقلاني وغيرهم من مقالات الفلاسفة أضعاف أضعاف ما يذكره ابن سينا وهذا المؤسس.
وكذلك حكايته عن جمهور المعتزلة إثبات إرادات وكراهات وفناء لا في محل. وهذا إنما هو قول بعض البصريين وهم أبو علي وأبو هاشم ونحوهما، وليس هؤلاء جمهور المعتزلة، بل لهم في الإرادة والكراهة وفي الفناء أقوال / كثيرة معروفة هذا واحد منها.
357
البحث التام والسبر التام والاستقراء / التام قد يفيد اليقين تارة كما يفيد الظن القوي أخرى، وهذا مما يقال في مواضع، وقول القائل: الشهادة على النفي غير معلومة ليس بصحيح، بل النفي قد يعلم تارة كما يعلم الإثبات.
358
والمسائل التي تنازع بنو آدم فيها لأن يحصل للإنسان فيها ظن غالب خير من أن يكون في الحيرة والجهالة، أو يكون في التقليد أو الحجج الفاسدة، كما هو الواقع كثيرا
364
فالمحدث الذي يصدق عليه أنه قابل للوجود والعدم إنما هو الحقيقة الذهنية التي لا وجود لها في الخارج فهي تقل [الصواب تقبل] أن تكون موجودة وأن تكون معدومة، وأما الوجود فلا يقبل ذلك.
373
وهؤلاء من أعظم الخلق تمثيلا لربهم بكل شيء، وتشبيها له بكل شيء، وقد جعلوا كل شيء ندا له وكفوا، حيث جعلوا حقيقته هي الوجود المطلق، وذلك يثبت لكل موجود فهم أعظم الخلق إشراكا بالله، ومن هنا قال الاتحادية منهم: إنه وجود كل شيء وإنه وجود الموجودات كلها، ونحو ذلك مما هو من أعظم الإشراك والتعطيل.
381
الحجج التي يستدل فيها باللفظ لا بد أن يكون لفظها منقولا عمن يجب اتباع قوله وهو الكتاب والسنة أو الإجماع، فكيف باللفظ الذي لا ينقل عن إمام في الدين ولا أحد من سلف الأمة.
389
بل إذا أثبت الرجل معنى حقا ونفى معنى باطلا، واحتاج إلى التعبير عن ذلك بعبارة لأجل إفهام المخاطب لأنها من لغة المخاطب ونحو ذلك لم يكن ذلك منهيا عنه؛ لأن ذلك يكون من باب ترجمة أسمائه وآياته بلغة أخرى ليفهم أهل تلك اللغة معاني كلامه وأسمائه، وهذا جائز بل مستحب أحيانا، بل واجب أحيانا وإن لم يكن ذلك مشروعا على الإطلاق كمخاطبة أهل هذه الاصطلاحات الخاصة في أسماء الله وصفاته وأصول الدين / باصطلاحهم الخاص إذا كانت المعاني التي تبين لهم هي معاني القرآن والسنة تشبه قراءة القرآن بغير العربية، وهذه الترجمة تجوز لإفهام المخاطب بلا نزاع بين العلماء.
394
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/48)
وجوب العدم أو التفرق لا يجوز تعليله بالوجود فإن الوجود نفسه لا يوجب التفرق والعدم، فإن العدم ينافي الوجود والشيء لا يكون موجبا لما ينافيه، وكذلك التفرق هو نوع من عدم الكمال، فإن الاجتماع صفة كمال وقوة والافتراق ينقص تلك القوة والكمال. وكذلك يسمى الشيء جميلا، والجمال مشتق من الإجمال، الذي هو الجمع والضم، ولهذا يقال: كل ألم في العالم فأصله من تفرق واجتماع. فكون الشيء موجودا أو مقصودا بحيث يحصل به الفرح والسرور لا يناسب تفرقه واختلاله وإنما يناسب اجتماعه وإكماله
396
وأما الموجودات المقدرة فحكمها لا يعلم بحس ولا ضرورة، وإنما / يعلم بالقياس على ما علم وجوده.
397
فاحتجاجه بهذا على أن الباري موصوف بأحد هذه الأقسام هو استدلال بالشيء على نفسه، فالدليل هو غير [كذا والصواب عين] المدلول
401
ولهذا يعترف هذا الرازي بأن النزاع بينهم وبين المعتزلة في الرؤية قريب من اللفظي.
420
وهذه عادته [الرازي] في كثير من مناظرته يحتج بالباطل من السفسطة وفروعها بما لا يحتج بمثله للحق
427
لأن المدح بنفي الخاص مع كون العام منتفيا لا يحسن، كما لا يحسن أن يقال: لا يقدر بنو آدم على إفناء جميعه، أو لا يقدرون على إفناء ذاته وصفاته، فإن هذا غير مقدور لا لبني آدم ولا لغيرهم، بل هو ممتنع في نفسه، وكذلك لا يقال: الآدميون لا يقدرون على إعدامه أو إماتته أو على سلب قدرته وعلمه ونحو هذا، لأن هذه الأمور ممتنعة في / نفسها لا يختص بنو آدم بنفي الاقتدار عليها، بل تخصيصهم بذلك يوهم أنه هو يقدر على ذلك
462
وكلام الأشعري في مسألة الرؤية والعلو يقتضي تلازمهما وهذا هو الذي ذكره هذا المؤسس عن الكرامية
470
وهذه عادته [الرازي] يعجز عن مناظرة أهل الباطل، ويأخذ ما يحتجون به فيحتج به على أهل الحق فلا ينصف أهل الحق ويتبعهم، ولا يرد أهل الباطل ويدفعهم، وإنما فيه جدال وحجاج لبس فيه الحق بالباطل مع هؤلاء وهؤلاء
475
وتعدد الأدلة على المطلوب الواحد ليس بممتنع
521
فالحجة تارة بما يجده الإنسان من العلم الضروري في نفسه، وتارة بما يخبر به الناس عن أنفسهم من العلم الضروري، وتارة بما يدل على العلم الضروري في حق الناس، وتارة بأن الناس لا يتفقون على ضلالة، فإنه إذا كان إجماع المسلمين وحدهم لا يكون إلا حقا، فإجماع جميع الخلق الذين منهم المسلمون أولى أن لا يكون إلا حقا
553
ومن نادى رجلا بعينه قال: يا رجل، كقول موسى عليه السلام: ثوبي حجر، ثوبي حجر
557
والممتنع لذاته يمتنع الأمر الشرعي به باتفاق المسلمين
560
وحركة الإنسان بل كل جسم لا يكون إلا في جهة وإلى جهة إذ الحركة مستلزمة للجهة. وتقدير متحرك بلا جهة كتقدير حركة بلا متحرك، وهذا مما لا نزاع فيه بين العقلاء، لكن غلاة المتفلسفة قد يزعمون أن القلب والروح ليسا جسما وأنه لا داخل البدن ولا خارجه ولا داخل العالم ولا خارجه، وهذا معلوم فساده بالحس والعقل والسمع كما قد بيناه في غير هذا الموضع.
572
ولا منافاة بين كون الشيء يعلم بالبديهة والضرورة ويكون عليه أدلة
592
وأعجب من ذلك أن كثيرا منهم يظن أن هذا مما لا اختلاف فيه بل القول بأن معرفة الله التي هي الإقرار بالصانع لا تحصل إلا بالنظر أمر متفق عليه بين النظار، فإذا ذكر له أن في ذلك خلافا بين أهل الكلام بعضهم مع بعض تعجب من ذلك، وذلك لأن من سلك طريقة من هذه الطرائق لا يكاد يعرف غيرها، فلهذا تجد في كتب أهل الكلام مما يدل على غاية الجهل بما قاله الرسول والصحابة والتابعون وأئمة الإسلام مما يوجب أن يقال: كأن هؤلاء نشأوا في غير ديار الإسلام. ولا ريب أنهم نشأوا بين من لم يعرف العلوم الإسلامية حتى صار المعروف عندهم منكرا والمنكر معروفا، ولبستهم فتن ربي فيها الصغير وهرم فيها الكبير، وبدلت السنة بالبدعة والحق بالباطل.
ولهذا أنا أنقل من مقالات كبارهم حكاية الخلاف في ذلك ليستأنس بذلك من يعتمد على نقلهم وإن كان في ذلك النقل من / التحريف ما فيه، كما ذكره الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني في بيان ما يدرك عقلا وما لا يدرك عقلا. قال: (قال أهل الحق: العلم والعقل واحد واختلاف الناس في العقول لكثرة العلوم وقلتها. إذا كمل عقل الإنسان وسلم من الآفة أمكنة الاستدلال بما وجد من الأفعال على حدوث العالم، إذ في مجرد العقول أدلة عليه وعلى افتقاره إلى محدث أحدثه، وفيها أدلة على قدم محدثه، وأوصافه التي تدل عليها أفعاله. وما يجوز منه / ويستحيل عليه. ونفي ما يدل على حدوثه عنه. وجواز وصفه بالقدرة عليه، وغير ذلك من المسائل التي لا تتعلق بحقيقة يسوغ الرد فيه فإن لصانع العالم أن يبعث الرسل ويأمر الخلق بالشرائع تعبدا وله أن لا يبعثهم ولا يكلفهم استغناء. وليس في العقول بمجردها أدلة على تغيير الشرائع وإيجاب العبادات وكيفية العقود.
619
العلوم الكلية والعقلية لبني آدم جميعها من هذا الباب، فإن الإنسان يشهد بحسه الباطن والظاهر أمورا معينة جزئية على صفات ثم يعقل بما يجعله الله في عقله من العبرة والقياس أن الأعيان التي لم يشهدها هي / كالأعيان المشهودة في تلك الصفات، وعلم عقله بالتماثل والاختلاف كإحساسه بالأعيان فقد يكون علما قطعيا وقد يكون ظنا غالبا وقد يكون صوابا وقد يكون خطأ، وكل من الحس والعقل يعرض له الغلط لأسباب، والناس متنازعون أي الإدراكين أكمل إدراك الحس أو العقل، وأيهما الذي يرجح / على الآخر، وبكل حال فلا يقوم بنفسه قضية كلية عقلية ضرورية أو غير ضرورية إلا بتوسط قياس واعتبار، حتى مثل علمه بأن الواحد نصف الاثنين، وأن الجسم لا يكون في مكانين، وأن الضدين لا يجتمعان: هو في ذلك كله قد أدرك بحسه ذلك في بعض الأجسام والأجساد والألوان المتضادة وعقل أن ما لم يحسه مثل ما أحسه في ذلك وأن الحكم لا يفترق واحد وواحد وجسم وجسم ولون ولون وضد وضد يحكم بذلك حكما عاما كليا.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الرابع بحمد الله]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/49)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 03:46 ص]ـ
[الفوائد المنتقاة من بيان تلبيس الجهمية - المجلد الخامس]
18
والأمور السلبية لا تتباين بها الحقائق ولا تختلف ولا تتماثل، إلا أن تكون مستلزمة لأمور وجودية؛ لأن المتماثلين ما قام بأحدهما من الأمور الوجودية مثل ما قام بالآخر، والخلافين اختص أحدهما بأمور وجودية خالف بها الآخر، إذ عُدِمَ [كذا والصواب عَدَمُ] ما به التماثل والاختلاف مستلزمٌ لعدم التماثل والاختلاف
23
هذا الموضع من أصعب المواضع على الجهمية فإنهم لما نفوا مباينته للعالم بالجهة ذهب بعضهم إلى عدم محايثته أيضا كما ذكره هذا وهو المشهور من قول / متكلميهم وذهب بعضهم إلى محايثته للعالم وأنه بكل مكان وهو قول كثير من عبادهم وبعض متكلميهم فتعارض كل طائفة بقول الأخرى
29
فليس في النسخة ذكر القسم الآخر [يعني من كلام الرازي في نهايته] وهو أن يكون جائزا فلا أدري هل سقط من النسخة أم من التصنيف ولكن ما ذكره يدل على نظيره
44
العرض مفتقر إلى الجوهر والجوهر مستلزم للعرض، وقد يقال: هو محتاج إليه أيضا
50
هؤلاء الجهمية لا يفرون من شيء من الحق لما يظنونه شبهة إلا وقعوا في أضعاف مضاعفة من الباطل التي يلزمها ذلك المحذور عندهم فهم دائما متناقضون فإن كل من نفى عن الله أن يكون فوق العرش لا بد أن يحتج بحجة تقتضي السلب والنفي، فهو مع قوله بالمحايثة أو قوله بالمباينة بلا محايثة يكون مثبتا لكل ما سلبه ولأضعافه أو يلزمه ذلك فلم يستفيدوا إلا التناقض في المقال وجحدوا الخالق وهذا من أعظم الضلال
69
الذين نقلوا إجماع السلف أو إجماع أهل السنة أو إجماع الصحابة والتابعين على أن الله فوق العرش بائن من خلقه لا يحصيهم / إلا الله
85
فإذا كان العبد المخلوق الموصوف بما شاء الله من النقص والعيب الذي يجب تنزيه الرب عنه لا يجوز أن يكون حيث تكون النجاسات ولا أن يباشرها ويلاصقها لغير حاجة، وإذا كان لحاجة يجب تطهيرها، ثم إنه في حال صلاته لربه يجب عليه التطهير، فإذا أوجب الرب على عبده في حال مناجاته أن يتطهر له ويتنزه عن النجاسة كان تنزيه الرب وتقديسه عن النجاسة أعظم وأكثر للعلم بأن الرب أحق بالتنزيه عن كل ما ينزه عنه غيره.
91
أصل ذلك أن علم الإنسان كله إنما يحصل بطريق: الإحساس والمشاهدة الباطنة والظاهرة، أو بطريق القياس والاعتبار العقلي، أو بطريق السمع والخبر والكلام، كما قال تعالى: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا} والعبد الصادق يحصل له من المشاهدة الباطنة ما ينكشف له به أمور كانت مغطاة عنه ويفهم من كلام الله ورسوله والسلف معاني يشهدها لم يكن قبل ذلك يشهدها بل يظهر له قوله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} ثم قال: {أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد} أي أو لم يكف بشهادته وعلمه التي أخبرهم عنها في كتابه؟
96
وهذا حال عامة الكفار وأهل البدع إنما ضلالهم في التكذيب بما لم يعرفوه من الحق، لا بما علموه من الحق، لكن يضمون إلى ذلك التكذيب ظنونا كاذبة تنشأ عن الهوى يصدقون لأجلها بالباطل
150
وهؤلاء يؤمنون ببعض أسماء الله تعالى ويكفرون ببعض ويؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ولهذا تنازع الناس في إيمانهم وكفرهم بما ليس هذا موضعه، ولا ريب أن فيهم الجاهل المتأول الذي لا يجوز أن يحكم عليه بحكم الكفار وأن قوله من قول الكفار، كما أن فيهم المنافق الزنديق الذي لا ريب في نفاقه وكفره.
171
والأقدم أبلغ من القديم، والقديم فعيل من قدم يقدم ومنه قولهم: أحدثي فيما قدم وما حدث
[قال المحقق: أحدثي كذا في الأصل، ولعلها أحداثي، وهذا أقرب ما ظهر لي]
[قلت: الصواب: أخذني ما قدم وما حدث، وهي جملة مشهورة عند العرب،
والمحقق أشار إلى لسان العرب مادة (قدم) مع أن اللسان ذكر هذه الجملة في هذه المادة وفي غيرها أيضا مثل (حدث) و (قرب)]
210
وكما يقول منهم من يقول بالقدماء الخمسة* وأمثال ذلك مما فيه إثبات شيء غني عنه شريك له، وإن كان منهم من يحيل ذلك بل محققوهم يحيلون ذلك للبدلاء لهم إذ الواحد من كل وجه لا يكون علة / ولا مولدا، وهذا ضد قولهم الواحد لا يصدر عنه إلا واحد، فإن المعلوم بالحس والعقل أن الواحد لا يصدر عنه شيء ولا يصدر شيء ويتولد شيء إلا عن شيئين
230
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/50)
وقد بينا قبل أن الله لا يجوز أن يجعل هو وغيره سواء لا في قياس تمثيل ولا في قياس شمول، بل إنما يستعمل في جانبه قياس الأولى والأحرى، فما كان من باب المدح والثناء في المخلوق فهو أحق به، وما كان من باب العيب والنقص الذي يتنزه عنه المخلوق، فالخالق أحق بتنزيهه عنه
263
وقد كنت في أوائل معرفتي بأقوالهم بعد بلوغي بقريب وعندي من الرغبة في طلب العلم وتحقيق هذه الأمور ما أوجب أني كنت أرى في منامي ابن سيناء، وأنا أناظره في هذا المقام / وأقول له: أنتم تزعمون أنكم عقلاء العالم وأذكياء الناس وتقولون مثل هذا الكلام الذي لا يقوله أضعف الناس عقلا وأورد عليه مثل هذا الكلام فأقول: العقل الأول إن كان واحدا من جميع الجهات فلا يصدر عنه إلا واحد لا يصدر عنه عقل ونفس وفلك، وإن كان فيه كثرة فقد صدر عن الواحد أكثر من واحد، ولو قيل: تلك الكثرة هي أمور عدمية فالأمور العدمية لا يصدر عنها وجود، ثم إذا جوزوا صدور الكثرة عن العقل الواحد باعتبار ما فليجوزوا صدورها عن المبدع الأول بمثل هذا الاعتبار بدون هذه الواسطة كقولهم باعتبار وجوبه صدر عنه عقل وباعتبار وجوده صدر عنه نفس وباعتبار إمكانه صدر عنه فلك، فإن هذه الصفات وإن كانت أمورا ثبوتية فقد صدر عن الواحد أكثر من واحد، وإن كانت إضافة أو سلبا أو مركبا منهما فالمبدع الأول عندهم يتصف بالسلب والإضافة والمركب منهما، فبطلانُ كلامهم في هذا المقام الذي هو أصل توحيدهم يظهر من وجوه كثيرة متعددة تبين فيها أن القوم من أجهل الخلق وأضلهم وأبعدهم عن معرفة الله وتوحيده، فإن عوام اليهود والنصارى الذين لم نوافقهم أعلم بالله من خواص هؤلاء الفلاسفة المبدلين الصابئين.
293
هذا من الأجوبة القياسية الإلزامية وأنت قد قررت في أول نهايتك أن مثل هذا الكلام باطل لا ينفع في النظر، ولا يقبل في المناظرة كما تقدم نظير ذلك غير مرة / إذ حاصله الاستدلال بخطأ المنازع في موضع على صواب المستدل في موضع آخر، فمضمونه بيان تناقض المنازع، فإنه يقول له كما قلت ذلك فقل هذا لازم له، فيقول المنازع: أنا اعتقدت عدم التلازم، فإن كان اعتقادي صحيحا لم يلزم، وإن لم يكن صحيحا فقد يكون خطئي في نفس اللازم لا في إثبات الملزوم التي تنازعنا في ثبوته
[هذا المعنى كرره ابن تيمية مرارا، ولكن لعل هذا أوضح موضع له]
297
وإنما هذا بمنزلة شخص احتج على شخص في مسألة بنص أو إجماع فقال: أنا وأنت قد خالفنا النص والإجماع في نظير هذه المسألة فنخالفه فيها، ومعلوم أن هذا كلام فاسد
316
الظواهر إذا تعاضدت على مدلول واحد صار قطعيا كأخبار الآحاد إذا تواردت على معنى واحد صار تواترا، فإن الظنون إذا كثرت وتعاضدت صارت بحيث تفيد العلم اليقيني
363
وأيضا فمن تأمل كلام الرازي وجده في كثير من مسائله لا ينصر القول الذي ينصره إلا للتقية دون الاعتقاد، كما فعله في مسألة الرؤية والقرآن ونحوهما فإن كلامه يقتضي أن الرجل منافق لأصحابه الذين هم متأخرو الأشعرية فضلا عن قدمائهم
407
الداشمندية
411
واستعمالنا في هذا الموضع وفي غيره لفظ الضرورة مثل قولنا معلوم بالضرورة وبالاضطرار وهذا من العلوم الضرورية ومما يضطر الإنسان إلى العلم به ونحن مضطرون إلى العلم بكذا ونحو ذلك هو من باب المخاطبة لهم بلغتهم وعرفهم واصطلاحهم، وهذا الاصطلاح قد اشتهر حتى صار ظاهرا في ألسنة أهل العلم من عامة الطوائف والذي يضطر إليه الإنسان / قد يكون علما وقد يكون عملا، وقد يراد بالاضطرار إليه وجوده بغير اختياره، وقد يراد احتياجه إلى وجوده، فإن هذا في الأصل مشتق من الضرر
415
يقال: هذا مبني على أن الجسم مركب من الجواهر المنفردة وهذا فيه نزاع مشهور، فالمؤسس من الموافقين في هذا الأصل، فالمنازع يقول ... إلخ
[المحقق: أي أن الرازي يقول بإثبات الجوهر الفرد، وأن الجسم مركب من أجزاء متناهية كل واحد منها لا يقبل القسمة بوجه من الوجوه]
[قلت: ذكر شيخ الإسلام في مواضع كثيرة من المجلدات السابقة أن الرازي من الواقفين في هذه المسألة، فالصواب (الواقفين)]
440
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/51)
فليس لأحد قط أن يحصر الفارق بين الله وبين غيره في شيء معين من جنس ما يجده من الفوارق بين الله وبين غيره في شيء معين من جنس ما يجده من الفوارق بين المخلوقات حتى يقول إنه ليس بينه وبين غيره من الفرق إلا مثل ما بين كذا وكذا
454
ويعلم أن الظهور والبطون من الأمور النسبية فقد يظهر لشخص أو طائفة ما لا يظهر لغيرهم؛ تارة لأسباب تقترن بالكلام أو المتكلم وتارة لأسباب تكون عند المستمع، وتارة لأسباب أخر
455
وضع اللفظ حال الإفراد قد يخالف وضعه حال التركيب، بل غالب الألفاظ كذلك
464
متى كان للتخصيص بالذكر سبب غير الاختصاص بالحكم لم يكن المفهوم مرادا بلا نزاع
468
فثبوت نوع من التوسع والتجوز فيما جعل فيه لا يوجب ثبوت التوسع والتجوز فيه
511
قلت: ذكرنا كلام هؤلاء النفاة مع كلام المثبتة، فإن أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم، والمرجع بعد ذلك إلى الحجة
521
وأما ثبوت ألفاظه عن ابن عباس [يعني تفسيره نور السموات بالهادي] ففيها نظر؛ لأن الوالبي لم يسمعه من ابن عباس ولم يدركه، بل هو منقطع، وإنما أخذه عن أصحابه، كما أن السدي أيضا يذكر تفسيره عن ابن مسعود / عن ابن عباس وغيرهما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وليست تلك ألفاظهم بعينها، بل نقل هؤلاء شبيه بنقل أهل المغازي والسير، وهو مما يستشهد به ويعتبر به ويضم بعضه إلى بعض فيصير حجة.
وأما ثبوت شيء بمجرد هذا النقل عن ابن عباس فهذا لا يكون عند أهل المعرفة بالمنقولات، وأحسن حال هذا أن يكون منقولا عن ابن عباس بالمعنى الذي وصل إلى الوالبي إن كان له أصل عن ابن عباس، وغايته أن يكون لفظ ابن عباس وإذا كان لفظه قول ابن عباس فليس مقصود ابن عباس بذلك أن الله هو نفسه ليس بنور، وأنه لا نور له، فإنه قد ثبت بالروايات الثابتة عن ابن عباس إثبات النور لله تعالى
523
ولكن عادة السلف من الصحابة والتابعين كل منهم يذكر في / تفسير الآية أو الاسم بعض معانيه التي يصلح للسائل، كما ذكروا مثل ذلك في اسمه الصمد واسمه الرحمن وغيرهما من أسمائه لا يريدون بذكر ما يذكرونه نفي ما سواه مما يدل عليه الاسم، وكذلك في سائر تفسير القرآن مثل تفسير قوله {فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} حيث يذكر كل منهم بعض أنواع هذه الأصناف، وهذا كثير في التفسير
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الخامس بحمد الله]
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 03:56 ص]ـ
كنت أود أن أسالكم شيخنا العوضي سؤالا
كيف يمكن لطالب العلم ان يتوافر على كتاب بهذا الحجم فيجرده قراءة و درسا
هلا أفدتنا من خبرتك بارك الله فيك
و أعتذر ان كان السؤال قد يكون خارجا عن الموضوع لكنه ملح و مهم لي و اظنه كذلك بالنسبة لبقية الاخوة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 04:03 ص]ـ
شيخنا الفاضل
هذا الكتاب لا يحسن قراءته إلا جملة واحدة مع محاولة التفرغ له؛ لأن أفكاره متسلسلة ومترابطة، فلو تركته مدة لغاب عنك السياق السابق، ولما اتضح لك المراد في كثير من الأحيان.
كما أن قراءته تستلزم معرفة مبادئ المنطق وعلم الكلام والفلسفة حتى لا يشكل عليك شيء من إشارات شيخ الإسلام، التي أحيانا تشكل (مع الأسف) على محققي الكتاب أنفسهم، كما هو ظاهر للقارئ.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 04:09 ص]ـ
بارك الله فيك يا سيدي
طيب و بخصوص جرد الفوائد التي يحتويها الكتاب
هل تجمع في كراسة خاصة بعد الانتهاء من قراءة الكتاب ام يشار الى مواضعها على غلاف المجلد مع تحديدها بخط او نحوه؟
سؤال اخر: رأيت طبعة أخرى لبيان تلبيس الجهمية في ثماني مجلدات عند مؤسسة الريان بالمعرض و لا اذكر ان كانت طبعتهم ام هم مجرد موزعون فهل عندكم خبر بها؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 04:13 ص]ـ
أحسن الله إليك أستاذي
طريقتي في مثل هذه الكتب تحديدها بالقلم الرصاص، ثم كتابتها عند الانتهاء من المجلد.
وإن ضاق الوقت أضع لها إشارة في ظهر صفحة الغلاف.
وأما الطبعة المذكورة فلم أرها، وأنبه على أن طبعة المجمع التي معنا في ثماني مجلدات أيضا، وأما المجلد الأول فمقدمة، وأما الأخير ففهارس.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 04:17 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/52)
أجزل الله لك المثوبة و بارك فيك و في وقتك و جهدك و زادك أدبا و فقها و فهما
و نحن بانتظار بقية فوائدك بارك الله فيك
احبك في الله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 02 - 09, 01:22 ص]ـ
[الفوائد المنتقاة من بيان تلبيس الجهمية - المجلد السادس]
8
والإنزال هو من العلو حيث كان
وهذا من المعلوم بالضرورة في اللغة وهو من اللغة العامة الشائعة
21
لفظ (مع) قد استعمل في القرآن في مواضع كثيرة وفي سائر الكلام ولا يوجب في عامة موارده أن يكون الأول في الثاني ولا مختلطا به، ومعنى اللفظ وظاهره و [كذا] إنما يؤخذ من موارد استعمالاته
51
ومعلوم أن ذكر الصلاة لله وأمر بالسجود [لله] فقوله {واقترب} أيضا أمر بالاقتراب إلى الله، وحذف مثل هذا المفعول للاختصار كثير في كلام العرب، لدلالة الكلام ودلالة الحال عليه
86
وكون اللفظ مجازا لا يمنع أن يكون هو ظاهر الخطاب، فإن المجاز المقرون بالقرائن اللفظية [المبينة] نص في معناه، ليس للخطاب ظاهر إلا ذلك المعنى.
98
ودعواه كثرة احتياج الأخبار إلى التأويل هو لقلة معرفتهم بها، فإنهم لا يميزون بين صدقها وكذبها، فكثيرا ما يسمعون الكذب ويعتقدونه من جنس الصدق مبدلا مغيرا إما مزيدا فيه وإما منقوصا منه وإما مغيرا في إعرابه كما وجدنا ذلك لهم، ثم يكون حاجته إلى التأويل بحسب ذلك، وهذا لا يمكن / في القرآن لأن حروف القرآن محفوظة
103
ومن المعلوم أنه ليس ظاهر الخطاب أن العبد يتقرب إلى الله بحركة بدنه شبرا وذراعا ومشيا وهرولة، لكن قد يقال: عدم ظهور هذا هو للقرينة الحسية العقلية، وهو أن العبد يعلم أن تقربه ليس على هذا الوجه، وذلك لا يمنع أن يكون ظاهر اللفظ متروكا
يقال: هذه القرينة الحسية الظاهرة لكل أحد هي أبلغ من القرينة اللفظية [فيكون] بمعنى [معنى] الخطاب ما ظهر بها / لا ما ظهر بدونها، فقد تنازع الناس في مثل هذه القرينة المقترنة باللفظ العام هل هي من باب التخصيصات المتصلة أو المنفصلة؟ وعلى التقديرين فالمتكلم الذي ظهر معناه بها لم يضل المخاطب ولم يلبس عليه المعنى بل هو مخاطب له بأحسن البيان.
120
فإن أحمد بن حنبل لم يبتدع من عنده شيئا، ولكن كان أعلم أهل زمانه بما أنزل الله على رسوله وما كان عليه الصحابة والتابعون وكان أتبع الناس لذلك وابتلي بالمخالفين من أهل الأهواء ومناظرتهم بالخطاب والكتاب والرد عليهم فأظهر من علوم السلف ما هو متبع فيه كسائر الأئمة قبله، وما من قول يقوله إلا وقد قاله بلفظه أو بمعناه ما شاء الله من الأئمة قبله وفي زمانه، وعليه من الدلائل ما شاء الله، فلهذا اتخذته الأمة إماما لأن الله تعالى يقول: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}
وكان الإمام أحمد رحمه الله تعالى ممن آتاه الله من الصبر واليقين بآيات الله ما استحق به الإمامة حتى اشتهر ذلك عند الخاصة والعامة فصار لفظ الإمامة مقرونا باسمه أكثر وأشهر مما يقترن باسم غيره
123
وأبو حامد [الغزالي] كانت مواده في العلوم الإلهية من المتكلمين والفلاسفة والصوفية الذين فهِم كلامَهم
153
وأصحاب أحمد فيهم من النفي والإثبات ما يوجد في غيرهم، لكنهم أقرب إلى الاعتدال في الطريقين [الطرفين] وأقل غلوا فيهما من غيرهم؛ لأن الإمام أحمد له من تقرير أصول السنة ما لا يوجد لغيره فلا يمكن أتباعَه أن يغلوا في الانحراف عن السنة والاعتدال كانحراف غيرهم، وإن كان يوجد فيهم من قد ينحرف إلى النفي أو الإثبات أو كليهما جميعا على وجه التناقض أو لاختلاف الاجتهاد
170
ومثل هذا لا نزاع فيه، فإنه إذا كان في الحديث الواحد متصلا به ما يبين معناه فذلك مثل التخصيص المتصل، ومثل هذا لا يقال فيه إنه خلاف الظاهر، بل ذلك هو الظاهر بلا نزاع بين الناس
234
[الخطابي:] والأصل أن الخطاب في الكتاب والسنة وبيان الشريعة محمول على ما تعقله العرب وتستعمله في كلامها / فإن الله تعالى لم يخاطبنا بما لا نعقله ولا نفهمه، إلا أنا لا ننكر التأويل في بعض ما تدعو إليه الحاجة من الكلام والعدول عن ظاهر اللفظ وموضوعه لقيام دليل يوجبه أو ضرورة تلجئ إليه، فأما أن يكون الظاهر المفهوم – وهو الحجة والبيان – بلا حجة ولا بيان فلا يجوز ذلك
252
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/53)
القرينة الظاهرة للمخاطبين المعلومة بالبديهة والحس العام هي من القرائن المتصلة بالخطاب، وهي أبلغ من القرائن اللفظية المتصلة
253
الألفاظ التي يسميها النحاة ظروفا يتنوع تعلقها بمعاني الأسماء والأفعال التي يسميها النحاة مظروفة بحسب حقائق تلك المظروفات، وهذا الموضع من لم يهتد لهذا التنوع فيه وإلا ضل، كما ضل كثير من الناس حتى وجدوا ما يسميه أهل اللغة ظروفا وأوعية من شأنه ألا يكون هو المظروف الموعى فيه كالمائعات في الآنية وكالجامدات فيما يحيط بها من الملابس والمساكن وغير ذلك، ورأوا النحاةَ يسمون ألفاظا ظروفا فاعتقدوا أن معنى هذه في اللغة أن تكون محيطة بالمظروف حاوية له كما يحيط ظرف اللبن والخمر والماء بذلك ويقول أحدهم (في) للظرفية، فالظرف يكون حاويا للمظروف، وهذا غلط، فإن العرب لم يقولوا (في) للظرفية حتى يجعل معنى أحد اللفظين في كلامهم هو معنى الآخر، لأن الأصل عدم الاشتراك، بل نطقوا بهذه / الأدوات في مواضعها مستوفين لتعلقها بما تعلقت به بحسب تلك الحقائق، وإن كان يكون بين تلك المعاني قدر مشترك لكن ذلك القدر المشترك مطلق لا وجود له في الخارج بل الذهن يجرده، إذ هم لم يتكلموا بهذه الأدوات مطلقة قط.
ثم إن النحاة رأوا ذلك المعنى المشترك فيه نوع مشابهة لما تسميه العرب (من الأجسام ظرفا فسموه ظرفا حقيقة عرفية خاصة اصطلاحية ليست هي اللغة التي تكلم بها العرب) وجاء بها القرآن والحديث وهكذا سائر اصطلاحهم مثل الفاعل والمفعول والحال والصفة والتمييز والمعرب والمبني والمبتدأ والخبر ونحو ذلك، فإن العرب لا تفرق بين الجملة الاسمية والفعلية في تسمية كل منهما خبرا [صادقا أو كاذبا] ولا يسمى المفرد الذي لا يستقل بالإفادة خبرا، فتسمية المفرد الذي هو أحد ركني الجملة [خبرا] وتخصيص ذلك بالجملة الاسمية دون الفعلية بل تخصيص ذلك بالجزء الثاني منها دون الأول هذا لفظ النحاة واصطلاحهم، وإن كان بينه / وبين اللغة الأصلية نوع تعلق يجعله بالنسبة إليها مجازا، كما سمع بعض الأعراب قوما من النحاة يتحدثون باصطلاحهم فقال: قوم يتكلمون في كلامنا بغير كلامنا ليصلحوا به كلامنا.
وكذلك اسم الفاعل هو الاسم الذي أسند إليه الفعل ونحوه متقدما عليه مثل قام زيد وأقام زيد ونحو ذلك ولا يسمون الاسم الظاهر في قولك زيد قائم فاعلا بل مبتدأ، ومن المعلوم أن لفظ الفاعل ليس لمسماه في اللغة لفظ، ولا يختص إذا جعل اسما لاسم الفاعل عن قديم أو آخر بل هذا اصطلاح احتاجوا إليه لبيان قوانين اللغة العربية في نحوها وتصريفها، وهو من أنفع الأشياء في معرفة الأدلة السمعية، واللغة العربية، لكن ينبغي أن يعرف اصطلاح اللغات ليحمل كلام كل متكلم على لغته وعادته، ومثال ذلك في الأدوات التي يسميها النحاة ظروفا أنهم يقولون: رأيت فلانا في داره ويقولون: رأيت فلانا في المرآة أو الماء ويقولون: رأيت فلانا في المنام، فلفظ (في) التي يسميها النحاة ظرف مكان موجود في المواضع الثلاثة، مع العلم بأنه ليس المعنى الظاهر ولا حقيقة اللفظ في قولهم: في البيت مثل قولهم: في المرآة / ولا مثل قولهم في المنام، وكل من الألفاظ الثلاثة حقيقة في معناه، وقوله رأيته في المرآة حقيقة ومعنى ظاهر لا مجاز ولا خلاف الظاهر، وكذلك قوله رأيته في المنام معناه ظاهر وهو أيضا حقيقة هذا اللفظ مع العلم بأن ظاهر اللفظ الأول أن ذاته قد كانت في داره، وليس ظاهر اللفظين الآخرين أن ذاته كانت في المرآة ولا في نفس الرائي، ومع العلم بأن كونه مرئيا في المرآة ووجوده في المرآة ليس مساويا لكونه مرئيا في المنام ولا لوجوده في نفس الرائي، وذلك لاختلاف حقائق المَحَالّ وتعلق الحال بها التي هي معاني لفظ الظرف، فليست الدار كالمرآة ولا المرآة كنفس الرائي، ولا وجود زيد في الدار كوجوده في المرآة أو نفس الرائي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/54)
إذا عرف هذا فلفظ (عند) هي من الألفاظ التي يسميها النحاة ظرف مكان، فتتنوع دلالتها بتنوع معنى الاسم أو الفعل الذي يسمونه مظروفا، ويتنوع أيضا بتنوع ما يضاف / إليه من الظروف، وهي في نفسها اسم ليست حرفا، بخلاف (في) فإنها حرف، وإذا كان كذلك فهم يقولون ويستعملون ذلك في بعض الأعيان القائمة بنفسها كقولهم فلان أو المال عند فلان، ....... ويستعملون ذلك أيضا فيما يقوم بغيره من الصفات والأفعال ..... ومعلوم أن الذي عنده هو قائم بنفسه
258
فإذا قيل: زيد في البيت كان التقدير استقر أو مستقر في البيت، أو كان أو حصل أو وجد أو كائن أو حاصل ونحو ذلك
ويقولون إن ذكر عامل الظرف في خبر المبتدأ شريعة منسوخة، ومحققوهم يقولون: لم يكن هذا شريعة قط، فإن الناطقين باللغة لم ينطقوا بهذا قط، وإنما هو موجب بالقياس لكن عدل عن ذكره لوضوح المعنى بدونه، وعدم الحاجة إليه، فإن مقصودهم بذلك طرد القياس في أن الظرف إنما ينتصب بفعل مذكور أو مقدر، ومن الناس من تنازع [ينازع] في ذلك
284
قوله (فثبت بكل ما ذكرنا أن المصير إلى التأويل أمر لا بد منه لكل عاقل)
يقال: قد ذكر تسعة عشر وجها على عدد خزنة جهنم، وليس فيها ما يوجب التأويل الذي يدعي نظيره، وهو وجوب صرف الخطاب عن معناه الذي يظهر للمستمعين إلى ما ينافي ذلك
287
لا خلاف بين المسلمين بل بين العقلاء أن التأويل حيث ساغ سواء كان في كلام الله أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم أو كلام غير الله ورسوله إنما فائدته الاستدلال على مراد المتكلم ومقصوده ليس التأويل السائغ أن ينشئ الإنسان معاني لذلك اللفظ أو يحمله على معان سائغة / لم يقصدها المتكلم، بل هذا من أبطل الباطل وأعظمه امتناعا وقبحا باتفاق العقلاء، وهو الذي يقع فيه هؤلاء المتأولون المحرفون كثيرا، وبذلك أشعر لفظه، حيث قال: فعند ذلك قال المتكلمون: لما ثبت بالدليل أنه تعالى منزه عن الجهة والجسمية وجب علينا أن نضع لهذه الألفاظ الواردة في القرآن والأخبار محملا صحيحا
288
فمن فسر كلام الفقهاء كالشافعي وأحمد ومالك وأبي حنيفة / بدقائق الأطباء التي يقصدها بقراط وجالينوس، أو فسر كلام الأطباء بما يختص بدين المسلمين من معاني الحج والصلاة وغير ذلك لكون ذلك المعنى يصلح لذلك اللفظ في الجملة كان -مع كونه من أكذب الناس وأعظمهم افتراء- من أبعد الناس عن العقل والدين وأشدهم إفسادا للعلوم والمخاطبات.
فهكذا من نظر إلى ما يحتمله اللفظ من المعاني مما يصلح / أن يريده من ينشئ الخطاب بذلك اللفظ ففسر كلام الله وكلام رسوله به كان في إفكه وضلاله بل في كفره ونفاقه أعظم من أولئك؛ لأن الفرق بين كلام الله ورسوله وما يقصده الله ورسوله بالخطاب من معاني أسمائه وصفاته وبين الأعراب ونحوهم وما يقصدونه في خطابهم من وصف الإبل والشاء والمنازل والمياه والقبائل أعظم من الفرق بين كلام الفقهاء وكلام الأطباء.
290
وبهذا يتبين أن ما يذكره طائفة من الناس مثل هذا المؤسس وأمثاله في أصول الفقه أن الأمة إذا اختلفت في تأويل الآية على قولين كان لمن بعدهم إحداث تأويل آخر بخلاف الأحكام قول باطل، فإن تأويل الأمة للقرآن والحديث هو إخبارهم بأن هذا هو مراد الله تعالى منه قطعا أو ظاهرا، فاتفاقهم في ذلك على قول أو قولين هو كاتفاقهم في الأحكام على قول أو قولين، ولو قدر أنه أريد بالتأويل تجويز الإرادة مثل أن تقول طائفة يجوز أن يكون هذا هو المراد، وتقول طائفة أخرى يجوز أن يكون هذا هو المراد، كانوا متفقين على / أنهم لم يعلموا لله مرادا غير ذينك الوجهين، فلا يجوز أن يكون من بعدهم هو العالم بمراد الله تعالى دونهم.
319
وأيضا فالفرق ظاهر بيّنٌ معلوم بالاضطرار من اللغة بين الاستفهام الذي يقصد به نفي وجود ما يظنه الإنسان وينتظره ويرجوه ويخبر به وبين ما لا يقصد به ذلك بل يقصد به تهديده وتخويفه من الأمور الكائنة الموجودة وتحذيره منها
328
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/55)
فإن قوله (المصدر كما تحسن إضافته إلى المفعول فكذلك تحسن إضافته إلى الفاعل) إنما يصح في مصدر الفعل المتعدي، مثل ضرب وقتل وأكل وأضحك وأبكى وأمات وأحيا، فإنه يقال أكل زيد فأعجبني أكل الطعام، كما تقول أعجبني إبكاء هذا الفاجر وأعجبني إضحاك هذا المؤمن أو إضحاك الله فأما ضحك ففعل لازم لا يتصور أن يضاف مصدره إلى مفعول، فضحك مثل فرح وعجب وحزن وطرب فإذا قيل أعجبني ضحك زيد أو بكاؤه أو فرحه أو حزنه أو طربه أو عجبه لم يتصور أن يكون في هذا الكلام مفعول هو المضحَك والمبكى والمفرَح والمحزَن وهذا واضح لا خفاء به
350
ومن المعلوم أن إثبات الملزوم بدون اللازم أو نفي اللازم بدون الملزوم متناقض ممتنع
404
[أبو الحسن الكرجي في (الفصول في الأصول):] فأما إذا لم يكن السلف صحابيا نظرنا في تأويله فإن تابعه عليه الأئمة المشهورون من نقلة الحديث والسنة ووافقه الثقاة الأثبات تابعناه وقبلناه ووافقناه فإنه وإن لم يكن إجماعا حقيقة إلا أن فيه مشابهة الإجماع إذ هو سبيل المؤمنين، وتوافق المتقين الذين لا يجتمعون على الضلالة ولأن الأئمة لو لم يعلموا أن ذلك عن الرسول والصحابة لم يتابعوه عليه
فأما تأويل من لم يتابعه عليه الأئمة فغير مقبول، وإن صدر ذلك التأويل عن إمام معروف غير مجهول نحو ما ينسب إلى أبي بكر محمد بن خزيمة تأويل الحديث (خلق الله آدم على صورته) فإنه يفسر ذلك بذلك التأويل ولم يتابعه عليه من قبله من أهل الحديث
406
[أبو الحسن الكرجي:] وكذلك في تأويل الشيخ أبي أحمد محمد بن علي الفقيه الكرجي الإمام المعروف بالقصاب للآيات والأخبار الواردة في إحساس الميت بالعذاب وإطنابه في كتابه المعروف بـ (نكت القرآن) وذهابه إلى أن الميت بعد السؤال لا يحس طول لبثه في البرزخ ولا بالعذاب فنقول: هذا تأويل تفرد به ولم يتابعه الأئمة عليه، والقول ما ذهب إليه الجمهور وتفرده بالمسائل لا يؤثر ولا يقدح في درجاتهم.
وعذر كل من تفرد بمسألة من أئمتنا من عصر الصحابة والتابعين إلى زماننا هذا أن يقال: لكل عالم هفوة ولكل صارم نبوة ولكل جواد كبوة
وكذلك عذر كل إمام ينفرد بمسألة على ممر الأعصار والدهور غير أن المشهور ما ذهب إليه الجمهور
426
[فإن قيل يجوز عود الضمير إلى ما لم يذكر] قيل: هذا إنما يكون فيما لا لبس فيه حيث لم يتقدم ما يصلح لعود الضمير إليه، إلا ما دل عليه الخطاب، فيكون العلم بأنه لا بد للظاهر من مضمر يدل على ذلك [كذا]، أما إذا تقدم اسم صريح قريب إلى الضمير فلا يصلح أن يترك عوده إليه ويعود إلى شيء متقدم لا ذكر له في الخطاب، وهذا مما يعلم باضرورة فساده في اللغات.
435
وتعليل الحكم الخاص بالعلة المشتركة من أقبح الكلام، وإضافة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا يصدر إلا عن جهل عظيم أو نفاق شديد، إذ لا خلاف في علمه وحكمته، وحسن كلامه وبيانه. كما يذكر أن بعض الزنادقة سمع قارئا يقرأ {فأذاقها الله لباس الجوع والخوف} فقال: وهل يذاق / اللباس؟! فقالت له امرأة: هبك تشك في بداية [كذا والصواب بدائه] العقول! أو يعلل حكم المحل بعلة لا تعلق لها به، فإن هذا مثل أن يقال: لا تضربوا وجوه بني آدم، فإن أباهم له صفات يختص هو بها دونهم، مثل كونه خلق من غير أبوين، أو يقال: لا تضربوا وجوه بني آدم، فإن أباهم خلق من غير أبوين.
457
وبمثل هذا أبطلنا قول من يقول إن الضمير عائد إلى المضروب. فإن المضروب متأخر عن آدم، ولا يجوز في مثل هذا الكلام أن / تكون الصورة التي خلق عليها آدم متأخرة عن حين خلقه سواء كانت هي صورته أو صورة غيره، فإذا قيل: عملت هذا على صورة هذا أو على مثال هذا أو لم يعمل هذا على صورة غيره أو لم يعمل على مثال أو لم ينسج على منوال غيره كما يقال في تمجيد الله تعالى خلق الله العالم على غير مثال، والإبداع خلق الشيء على غير مثال، ونحو ذلك من العبارات كان معناها المعلوم بالاضطرار من اللغة عند العامة والخاصة أن ذلك على صورة ومثال متقدم عليه، أو لم يعمل على صورة ومثال متقدم عليه، وذلك أن هذا اللفظ تضمن معنى القياس. فقوله: خلق أو عمل أو صنع على صورة كذا أو مثاله أو منواله تضمن معنى قيس عليه وقدر عليه.
وإذا كان كذلك فجميع ما يذكر من التأويلات مضمونه أو صورته تأخرت عنه فتكون باطلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/56)
/ وأيضا فمن المعلوم بالضرورة أنه لم تكن لآدم صورة خلق عليها قبل صورته التي خلقها الله تعالى.
440
المعنى الذي تدل عليه هذه العبارة التي ذكروها هو من الأمور المعلوم ببديهة العقل التي لا يحسن بيانها والخطاب بها لتعريفها، بل لأمر آخر .... / ونحو ذلك مما هو معلوم ببديهة العقل، ومعلوم أن بيان هذا وإيضاحه قبيل جدا
441
فلا بد أن يبين وجه دلالة اللفظ على المعنى من جهة اللغة ويذكر له نظير في الاستعمال.
443
قد صححه [حديث الصورة] إسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل وهما أجل من ابن خزيمة باتفاق الناس.
وأيضا فمن المعلوم أن عطاء بن أبي رباح إذا أرسل هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا بد أن يكون قد سمعه من أحد، وإذا كان في إحدى الطريقين قد بين أنه قد أخذه عن ابن عمر كان هذا بيانا وتفسيرا لما تركه وحذفه من الطريق الأخرى، ولم يكن هذا اختلافا أصلا.
وأيضا فلو قدر أن عطاء لم يذكره إلا مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن المعلوم أن عطاء من أجل التابعين قدرا، فإنه هو وسعيد بن المسيب / وإبراهيم النخعي والحسن البصري أئمة التابعين في زمانهم .... ومعلوم أن مثل عطاء لو أفتى في مسألة فقه بموجب خبر أرسله لكان ذلك يقتضي ثبوته عنده، ولهذا يجعل الفقهاء احتجاج المرسِل بالخبر الذي أرسله دليلا على ثبوته عنده. فإذا كان عطاء قد جزم بهذا الخبر العلي عن النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الباب العظيم أيستجيز ذلك من غير أن يكون ثابتا عنده أن يكون قد سمعه من مجهول لا يعرف أو كذاب أو سيء الحفظ؟! #
445
وأيضا فاتفاق السلف على رواية هذا الخبر ونحوه مثل عطاء بن أبي رباح وحبيب بن أبي ثابت والأعمش والثوري وأصحابهم من غير نكير سمع من أحد لمثل ذلك في ذلك العصر مع أن هذه الروايات المتنوعة في مظنة الاشتهار دليل على أن علماء الأمة لم تنكر إطلاق القول بأن الله خلق آدم على صورة الرحمن، بل كانوا متفقين على إطلاق مثل هذا.
....
فمن الممتنع / أن يكون في عصر التابعين يتكلم أئمة ذلك العصر بما هو كفر وضلال ولا ينكر عليهم أحد، فلو كان قوله (خلق آدم على صورة الرحمن) باطلا لكانوا كذلك.
وأيضا فقد روي بهذا اللفظ من طريق أبي هريرة والحديث المروي من طريقين مختلفين لم يتواطأ رواتهما يؤيد أحدهما الآخر ويستشهد به ويعتبر به، بل قد يفيد ذلك العلم، إذ الخوف في الرواية من تعمد الكذب أو من سوء الحفظ، فإذا كان الرواة ممن يعلم أنهم لا يتعمدون الكذب أو كان الحديث ممن لا يتواطأ في العادة على اتفاق الكذب على لفظه، لم يبق إلا سوء الحفظ، فإذا كان قد حفظ كل منهما مثل ما حفظ الآخر، كان ذلك دليلا على أنه محفوظ، لا سيما إذا كان ممن جرب بأنه لا ينسى لما فيه من تحريه اللفظ والمعنى، ولهذا يحتج من منع المرسل به إذا روي من وجه / آخر، ولهذا يجعل الترمذي وغيره الحديث الحسن ما روي من وجهين ولم يكن في طريقه متهم بالكذب ولا كان مخالفا للأخبار المشهورة.
448
والمرسل إذا اعتضد به قول الصاحب احتج به من لا يحتج بالمرسل كالشافعي وغيره.
451
وقد قدمنا أنه يجوز الاستشهاد بما عند أهل الكتاب إذا وافق ما يؤثر عن نبينا بخلاف ما لم نعلمه إلا من جهتهم فإن هذا لا نصدقهم فيه ولا نكذبهم.
ثم إن هذا مما لا غرض لأهل الكتاب في افترائه على الأنبياء، بل المعروف من حالهم كراهة وجود ذلك في كتبهم وكتمانه وتأويله، كما قد رأيت ذلك مما شاء الله من علمائهم
458
ثم إن هذا المؤسس مع كونه يحمل كلام النبي صلى الله عليه وسلم على رفع تأثير الأفلاك والعناصر ردا على الفلاسفة يقرر في كتب له أخرى دلالة القرآن على تأثير الأفلاك والكواكب تارة عملا بما يأمر به المنجمون من الأخبار وتارة أمرا بما يأمر به السحرة المشركون من عبادتها.
460
وهو قد أضحك العقلاء على عقله بما جحده من الحسيات والمعقولات وألحد في آيات الله بما افتراه من التأويلات وأخبر عن الرسول أنه أخبر بجحد الموجودات مع أن لفظه صلى الله عليه وسلم من أبعد شيء عن هذه الترهات.
461
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/57)
ثم يسمون المفعول باسم المصدر سنة جارية لهم، فيقولون لما يوصف به من المعاني صفة، ثم قد يغلب أحد اللفظين في بعض الاصطلاحات كما اصطلح طائفة من الناس على أن جعلوا الوصف اسما للقول والصفة اسما للمعنى، كما أن طائفة أخرى جعلوا الجميع اسما للقول، والتحقيق أن كلا منهما يدل على هذا
466
وإن أراد به أن لفظ الصفة قد لا يراد به إلا ما يقوم بالأعيان من المعاني كالعلم والقدرة فهذا باطل، لا يوجد في الكلام أن قول القائل: صورة فلان يراد بها مجرد الصفات القائمة به من العلم والقدرة ونحو ذلك. بل هذا من / البهتان على اللغة وأهلها.
468
فهذه التأويلات التي هي ذكر دلالة اللفظ على معنى من المعاني تارة يكون المعنى باطلا، وتارة يكون اللفظ غير دال عليه، وتارة يكون اللفظ دالا على نقيضه، وضده، وتارة يجتمع من ذلك ما يجتمع، وهذا شأن أهل التحريف والإلحاد نعوذ بالله من الغي والزيغ ونسأله الهدى والسداد.
...
إذ كل ما [؟] تقدم الزمان كان الناس أقرب إلى السداد في الثبوتات والقياسات الشرعيات والعقليات، وكان قدماء الجهمية أعلم بما جاء به الرسول وأحسن تأويلا من هؤلاء
471
وأيضا فتسمية ما قدر صورة ليس له أصل في كلام الله وكلام رسوله .... وإن كان من المتأخرين من يقول: لفلان عند فلان صورة عظيمة، وهذا الأمر مصور في نفسي، لكن مثل هذا الخطاب لا يجوز أن يحمل عليه كلام الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون ذلك من لغته التي خاطب بها أمته.
478
ولا يجوز أن يجمعوا على تكفير من لا وجود له.
479
[الرازي] وإن عنيتم بالمشبه من يقول: الإله جسم مختص بالمكان. فلا نسلم انعقاد الإجماع / على تكفير من يقول بذلك، بل هو دعوى للإجماع في محل النزاع فلا يلتفت إليه.
480
وهذا الكلام قد نبهنا عليه غير مرة في هذا، وفي الأجوبة المصرية، وفي جواب المسألة الصرخدية* وغير ذلك، وفي بيان شبهة التركيب والتجسيم وشبهة التشبيه.
والاتفاق والاشتراك بين الموجودين يكون في مراتب الوجود الأربعة ....
[المحقق: لم أقف على هذا الجواب مطبوعا، ولم أجد له ذكرا فيما اطلعت عليه من الكتب التي عنيت بذكر مصنفات شيخ الإسلام]
485
فلما كان لفظ التشبيه يقال على ما يجب انتفاؤه وعلى ما يجب إثباته لم يرد الكتاب والسنة به مطلقا لا في نفي ولا إثبات.
488
ولا يجوز أن يكون النفي مختصا بالقسم الأول [التشبيه من جميع الوجوه] لأن هذا لم يعتقده أحد من البشر
535
وذلك هو ظاهر الخطاب في الموضعين [إضافة الصفة وإضافة المخلوق]
لأن الأعيان القائمة بنفسها قد علم المخاطبون أنها لا تكون قائمة بذات الله، فيعلمون أنها ليست إَافة صفة، وأما الصفات القائمة بغيرها فيعلمون أنه لا بد لها من موصوف تقوم به وتضاف إليه، فإذا أضيفت علم أنها أضيفت إلى الموصوف التي هي قائمة به.
538
هذا التشبيه من باب العبث؛ لأن العلة في المشبه به مثل من يقول لأحد ابنيه إنما أكرمتك لأنك مثل ابني الآخر في معنى البنوة
540
ومعلوم أن حمل الحديث على هذا يوجب سقوط فائدته .... ومثل هذا الكلام لا يضاف إلى أدنى الناس فضلا عن أن يضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
561
والمقصود أنهم في تأويلهم مثبتون لنظير ما فروا منه، فإنهم فروا من التشبيه ولم يتأولوه إلا على التشبيه
564
فإن التشبيه إذا ساغ إنما يسوغ في صفات الكمال، وهذا تشبيه لله بخلقه في صفات النقص.
566
فيكون بيان هذا المعنى بهذا اللفظ خارجا عن قانون الخطاب ليس بحقيقة عندهم ولا مجاز، إذ من شرط المجاز ظهور القرائن المثبتة للمراد، وليس عند المخاطبين قرينة تبين ذلك.
568
فكيف يجوز أن يحمل عليه ألفاظ الرسول حتى يجعل متشابه كلامه مناقضا لمنصوصه ومحكمه.
573
وهذا وإن كان ابن عقيل يذكره في موضع فإنه في موضع آخر يتأوله على الصورة المخلوقة كما تقدم ذلك، فإن هؤلاء لا يثبت أحدهم على مقام بل هم كثيرو الاضطراب، وما من شيء يقوله المؤسس وأمثاله إلا وقد يقوله ابن عقيل ونحوه في بعض الأوقات والمصنفات وإن كان قد يرجع عن ذلك كما يرجع عن غيره.
580
وإنما المقصود هنا إبطال كل تأويل فيه تحريف الكلم عن مواضعه، وإلحاد فيه، ورد لما قصد بالنص، فيرد ما كذبوا به من الحق، لا ما قصدوا به من الحق، فإن هذا شأن المحرفين لنصوص الصفات، إذا حملوا الحديث على ما هو ثابت في نفس الأمر لم ننازع في ذلك المعنى الصحيح، ولا في دلالة الحديث عليه إذا احتمل ذلك
581
فإن خطأ النظار فيما كذبوا به ونفوه أكثر من خطئهم فيما صدقوا به وعلموه.
583
وأهل السنة وإن قالوا إن الأنبياء والأولياء أفضل من الملائكة، فلا يقولون إن جنس الآدميين مطلقا أفضل من جنس الملائكة بل في بني آدم من هو شر من البهائم.
589
وإنما معنى كون آدم وداود والآدميين خلائف أنهم / يخلفون غيرهم من المخلوقات، لا أنهم يخلفون الخالق
592
ولهذا قيل للصديق: يا خليفة الله، فقال: لست بخليفة الله، ولكن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسبي ذاك.
594
وذلك لأن الخليفة لا يكون إلا مع تغيب المستخلف، لا مع شهوده، والله شهيد على عباده، لا يغيب عنه شيء مدبر للجميع، فلا يستخلف من يقوم مقامه في ذلك، كما يستخلف المخلوق للمخلوق، بل هو الخالق لكل شيء.
599
وهؤلاء بمنزلة أحد الشريكين مع الآخر، ولهذا جاءت الشريعة بذلك، فجعل الفقهاء الشركة في التصرف مبنية على الوكالة، وأن الشريك يتصرف لنفسه بحكم الملك، ولشريكه بحكم الوكالة والنيابة.
613
ثم إن صاحب الفصوص وهو مع كونه إمامهم فهو أبعدهم عن محض الإلحاد، لما يوجد في كلامه من لبس الحق بالباطل، يفرق بين الوجود والثبوت فيقول: إن الأشياء ثابتة بأعيانها في القدم ونفس الوجود الفائض عليها هو / وجود الحق، فيوافق من يقول إن المعدوم شيء في الخارج، لكن يجعل وجود الكائنات عين وجود الحق، ولا يجعل وجودا متميزا عن المخلوقين، ولهذا يضطرب فيجعله هو هو من وجه، وهو غيره من وجه، لأن الفرق بين الوجود والثبوت فرق باطل.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد السادس بحمد الله]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/58)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 02 - 09, 01:54 ص]ـ
[الفوائد المنتقاة من بيان تلبيس الجهمية - المجلد السابع]
19
وهذا الحديث من أجلّ حديث كان عند ابن شهاب الزهري أعلم الأمة بالسنة في زمانه وأحفظهم للعلم وأتقنهم له، وكان قد سمعه من سعيد بن المسيب أعلم الأمة وأجلها في زمان كبار التابعين، وسمعه أيضا من عطاء بن يزيد الليثي أحد أجلاء / التابعين عن أبي هريرة وأبي سعيد أيضا، فكان يحدث به ابن شهاب الزهري عن أحدهما تارة، وتارة عنهما جميعا كما جرت عادة الزهري، فإنه لسعة علمه يكون الحديث عنده عن عدد من كبار التابعين، فيحدث به تارة عن هذا وتارة عن هذا، وهذا معروف للزهري في مواضع كثيرة من الصحيح.
45
وأما حديث أبي رزين فهو مشهور في السنن والمسانيد، لكن أهل السنن يختصرون من الحديث ما يناسب السنن على / عادتهم.
76
علم بالاضطرار أن الذي يأتيهم في هذه الصورة هو رب العالمين نفسه لا ملك من الملائكة ولا مجرد بعض آياته، ومن صرف مثل هذه الأحاديث، وهذه الألفاظ الصريحة المنصوصة إلى ملك من الملائكة أو مجيء شيء من عذاب الله أو إحسان الله فإنه -مع جحده لما يعلم بالاضطرار من هذه الألفاظ- قد فتح من باب القرمطة وتحريف الكلم عن مواضعه ما لا يمكن سده؛ إذ لا يمكن بيان المخبر عنه بأعظم من هذا البيان التام، فمن جعل هذا محتملا لم يمكن قط أن يخبر أحد أحدا بشيء من الألفاظ المبينة لمراده قطعا، وهذا كله من أعظم السفسطة وجحد / الحسيات والضروريات التي لا يستحق جاحدها مناظرة، ولهذا كان السلف ينهون عن مجادلة أمثال هؤلاء / السوفسطائية القرامطة.
79
فإن (دخل) و (خرج) يتعدى إلى الظرف والمصدر، فإذا دخلته الهمزة صار الفاعل مفعولا به، والمعنى داخلا مدخل صدق، واجعلني خارجا مخرج صدق، وإذا عدي هذا المتعدي بالباء اقتضى أن الإتيان ألصق بذلك المجرور.
فإذا قيل أتاهم بهذا أي جعل إتيانهم لاصقا بذلك المأتي / فيكون قد أتاهم ضرورة. وأما كون نفس الفاعل هنا جاء بنفسه أو لا يجب أنه جاء كما في قوله {فأتاهم الله} فهذا فيه تفصيل، فإن من الناس من يسوي بين أخرجه وأخرج به [كذا والصواب وخرج به] والصواب الفرق.
82
وأما نقلهم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: أتى بظلل من الغمام، بمعنى أنه يرسلها ولا يجيء هو. فهذا كذب على ابن عباس ولم يذكروا له إسنادا.
86
وأما الصفات مثل العلم والقدرة ونحو ذلك فإذا أضيف كانت إضافته إضافة نفسية إذا لم يتبين خلاف ذلك؛ إذ لم يعلم أن هذه الأمور تقوم بنفسها والصورة هي قائمة بذي الصورة، فليست من الأعيان المنفصلة عن المضاف إليه حتى تجعل بمعنى الملك، فلا يمكن أن تكون صورة الله التي يأتي فيها مخلوقا منفصلا عنه يبعثه وهو لا يأتي.
86
ومعلوم أن أحدا من الملائكة لا يقول للخلق: أنا ربكم، بل لا يدعي هذه الدعوى إلا كافر بالله / تعالى كفرعون والدجال والشيطان ... وإن كان الملك يقوله امتحانا فهذا لا يصلح كما لا يصلح أن يقول أحد من الأنبياء والمرسلين للناس: أنا ربكم، على سبيل الامتحان.
89
ولكن من شأن الجهمية أنهم يجعلون المخاطب للعباد بدعوى الربوبية غير الله، كما قالوا: إن الخطاب الذي سمعه موسى بقوله: {إني أنا ربك} كان قائما بمخلوق كالشجرة وكما قالوا في قوله (من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له) إنه يقول هذا ملك من الملائكة، وكما زعم هذا المؤسس في قوله تعالى: {وجاء ربك والملك صفا صفا} إن ربه ملك من الملائكة وهذا كله من الكفر والإلحاد.
93
فيكون تأويلهم لذلك بأن الآية التي يعرفونه بها حتى يسجدوا له هي الإحسان، كلاما متناقضا متهافتا؛ حيث جعلوا ما يتوقف معرفته به هو الإحسان، وجعلوه هناك الشدة والعذاب.
95
قال: ويتمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ويتمثل لمن كان يعبد عزيرا شيطان عزير، قال: فيتمثل لهم الرب فيأتيهم .... / فلو كان الآتي هو ملك من ملائكة الله، أو شيء من مخلوقاته لكان بيان هذا أولى من بيان أولئك إنما جاءت أشباههم؛ إذ في هذا من المحذور ما ليس في ذلك، بل هذا التفريق بين هذا وهذا دليل واضح أن الذي أتاهم هو رب العالمين الذي تمثل لهم في الصورة، والذي اتبعه أولئك هو أشباه المعبودات، وشياطين الأنبياء، وذلك لأن الأنبياء لم يأمر بعبادتهم إلا الشياطين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/59)
والجمادات لم تقصد أن تعبد، فلا فرق عند عابديها بينها وبين أشباهها، والله سبحانه هو الذي أمر الخلق بعبادته وهو نفسه هو الذي عبده المؤمنون فلا يصلح أن يأتيهم غير من يتبعونه غيره.
97
فأحد الأمرين لازم: إما أن يكون ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق، أو ما يقوله هؤلاء الجهمية؛ إذ هما متناقضان غاية التناقض، ومن عرف ما جاء به / الرسول صلى الله عليه وسلم ثم وافقهم فلا ريب أنه منافق.
101
السجود في حال إظهار الشدة أولى من السجود في حال إظهار النعمة، ولهذا كانت الصلاة عند إظهار الآيات مثل الكسوف والخسوف مشروعـ (ـة) باتفاق المسلمين، وهي أطول الصلوات وأكثرها قدرا وصفة.
104
فقول القائل: يأتيهم الله في صورته التي يعرفون أو التي لا يعرفون، أي في صفته التي يعرفون، أو التي لا يعرفون. ثم تأويل ذلك بمجيء بعض ما يخلقه من الضراء والسراء من أفسد الكلام؛ فإن النعم والنقم ليست من صفات الله التي يوصف بها، وإنما يوصف بأنه يخلقها ويحدثها ويفعلها، فلا يصح أن يكون مجيئها مجيء الله في صفته.
108
مضمون أقاويل الجهمية أنه يعبد غير الله في الدنيا والآخرة، وهذا من جملة شركهم، فإنهم دخلوا في الشرك من وجوه، منها إثباتهم خصائص الربوبية لغير الله حتى جعلوه يدعي الربوبية ويحاسب العباد ويسجدون له.
116
فهذا بعض كلامهم [الحلولية] في باب الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر، وهو أقرب شيء إلى كلام القرامطة الباطنية، لكن هؤلاء دخلوا من باب التصوف والتحقيق والكشوف، وأولئك دخلوا من باب التشيع وموالاة أهل البيت وما لهم من علوم الأسرار.
وكلاهما من أكفر خلق الله وأعظمهم نفاقا وزندقة / وتبديلا لدين الإسلام وتحريفا للكلم عن مواضعه.
119
كما حدثني من كان مع رجلين من طواغيتهم مرا بكلب ميت أجرب فقال أحدهما للآخر: وهذا أيضا ذاتي؟ فقال: وهل ثم شيء يخرج منها؟
132
إن ربكم ليس بأعور ....
وهذا المؤسس طعن في هذا الحديث قال: لأنه لا يحتاج إلى نفي الإلهية عن الدجال إلى هذا الدليل، ولو علم هذا ما في الأرض من الضلال عند أهل الاتحاد المطلق والمعين، لم يقل مثل هذا، فليت يرى المؤمن العالم كيف صار الحق الذي جاءت به الرسل؟ تارة تقابله طائفة بالتكذيب، وتارة يقابلونه بتمثيل غيره به، والتسوية بينهما، كما أن المشركين كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره من الرسل.
153
هذان الحديثان لم يذكر لهما إسنادا – أعني الإسناد الذي يليق بكتابه – وهو أن يعزو الحديث إلى كتاب من كتب الحديث ليعرف أصله، وكأنه نقلها من كتاب (تأويل الأخبار) لأبي بكر بن فورك؛ فإنه هو الذي يعتمده في كثير مما يذكره من أخبار الصفات وتأويلها، وأبو بكر بن فورك جمع في كتابه من تأويلات / بشر المريسي ومن بعده ما يناسب كتابه، لكنه لم يكن من الجهمية المماثلين لبشر، بل هو يثبت من الصفات ما لا يثبته بشر، وكان قد سبقه أبو الحسن بن مهدي الطبري إلى كتاب لطيف في التأويل، وطريقته أجود من طريقة أبي بكر بن فورك، وأول من بلغنا أنه توسع في هذه التأويلات هو بشر المريسي وإن كان قبله وفي زمنه له شركاء في بعضها وتلقى / ذلك عنهم طائفة من الجهمية المعتزلة وغيرهم.
155
فإن الرازي هو في الحقيقة يجمع البدعتين؛ فلا يتبع الحق لا في إسنادها ولا في دلائلها، بل / لا يفعل ذلك في دلالة القرآن، ولهذا كانت طريقته صدا عن سبيل الله ومنعا للناس عن اتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فإن ذلك لا يثبت إلا بالنقل وبدلالة الألفاظ، وهو دائما يطعن في الطريقين، وقد تكلمنا على كلامه في دلالة الألفاظ في غير هذا الموضع أيضا
[في المجلد الثامن عند المحكم والمتشابه]
162
ولكن من أصحاب أحمد من جعل هذا رواية عنه، أنه يطلق الرؤية ولا يقيد بأحدهما [يعني رؤية النبي ربه بعينه أو قلبه]
ولكن فرق بين السكوت عن التقييد وبين المنع من التقييد، فإن كان أحد يظن أن أحمد منع من التقييد فليس كذلك، وإن قال: إنه استحسن الإطلاق، فهذا حسن، وحينئذ فلا يكون روايتين، بل رواية واحدة تضمنت جواز الإطلاق والتقييد / بالقلب، لكن لم ير إطلاق نفي الرؤية؛ لأن نفيها يشعر بنفي الأمرين جميعا.
164
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/60)
وأما ما يرويه بعض العامة أن أبا بكر سأله فقال: رأيته، وأن عائشة سألته فقال: لم أره، فهو كذب باتفاق أهل العلم، ولم يكن عند عائشة في هذا حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما / تكلمت في ذلك بالرأي والتأويل لا بحديث كان عندها.
165
والأثرم من أعلم أصحاب أبي عبد الله وأذكاهم وأعرفهم بالحديث والفقه.
182
قال محمد بن يحيى امتنع عليَّ إبراهيم بن الحكم في هذا الحديث، فخار الله لي أحلى* منه؛ يعني أن يزيد بن أبي حكيم أحلى* من إبراهيم بن الحكم، أي أنه أوثق منه.
[في التوحيد لابن خزيمة (أجل) في الموضعين]
187
كما ذكره رزين بن معاوية في تفسيره [لم يقف عليه المحقق] فقال: وأما ما روي عن عائشة وابن عباس من الاختلاف في أمر الرؤية، فإنما دخل الأمر في ذلك على بعض الروايتين من حيث إطلاقهما اللفظ، فظنوا بهما الاختلاف، ولم يكونا ليختلفا في مثل هذا الأصل الجليل من أصول الدين، وقد روى غير أولئك الرواة عنهما لفظهما مقيدا فزال الإشكال، والمقيد يبين المجمل، فروي عن ابن عباس في بعض الروايات: رأى ربه بفؤاده، وهو تفسير قوله: رآه مطلقا. قال: وقد روي عن عائشة أنها قالت: يا أهل العراق إنكم تقولون أقوالا يخالفها كتاب الله عز وجل، وتزعمون أن محمدا / رأى ربه ببصره وقد قال: {لا تدركه الأبصار} وإنما رآه بفؤاده وذلك قوله {ما كذب الفؤاد ما رأى} وإنما رأى ببصره الحجاب.
218
قال القاضي أبو يعلى: فظاهر هذا التضعيف من أحمد لحديث أم الطفيل، قال: رأيت بخط أبي بكر الكبشي: قال / عبد العزيز [غلام الخلال]: سمعت الخلال يقول: إنما يروى هذا الحديث وإن كان في إسناده شيء تصحيحا لغيره، ولأن الجهمية تنكره.
238
وقد تبين بما ذكرناه أن الحديث الذي فيه (أتاني ربي في أحسن صورة ووضع يده بين كتفي) إنما كان في المنام بالمدينة، ولم يكن ذلك ليلة المعراج كما يظنه كثير من الناس، وكنت مرة بمجلس فيه طوائف من أصناف العلماء في مجلس ابتداء تدريس لشيخ الحنفية، وجرى ذكر هذا الحديث، فظنوا أنه كان ليلة المعراج، فقلت: هذا لم يكن ليلة المعراج، فإن هذا كان بالمدينة كما جاء مصرحا به، والمعراج إنما كان بمكة، كما قال تعالى: {سبحان الذي أسرى .. } وهذا مما تواترت به الأحاديث واتفق عليه أهل العلم ....
243
[عثمان الدارمي] ثم قال [يعني بشرا المريسي] بعدما فسر هذه التفاسير المقلوبة قال: ويحتمل أن يكون هذا من الأحاديث التي وضعتها الزنادقة فدسوها في كتب المحدثين.
فيقال لهذا المعارض الأحمق، الذي تتلعب به الشياطين: وأي زنديق استمكن من كتب المحدثين مثل حماد بن سلمة وحماد بن زيد وسفيان وشعبة ومالك ووكيع ونظرائهم فيسدوا مناكير الحديث في كتبهم؟ وقد كان أكثر هؤلاء أصحاب حفظ، ومن كان منهم من أصحاب الكتب كانوا لا يكادون يُطلعون على كتبهم أهل الثقة عندهم، فكيف / الزنادقة؟! وأي زنديق كان يجترئ أن يتراءى لأمثالهم ويزاحمهم في مجالسهم. فكيف يفتعلون عليهم الأحاديث ويدسونها في كتبهم؟ أرأيتك أيها الجاهل إن كان الحديث من وضع الزنادقة فلم تلتمس له الوجوه والمخارج من التأويل والتفسير كأنك تصوبه وتثبته؟ أفلا قلت أولا إن هذا من وضع الزنادقة فتستريح وتريح من العناء والاشتغال بتفسيره، ولا تدعي في تفسيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل الجنة فرأى شابا من أولياء الله تعالى فقال: هذا ربي، غير أنك خلطت على نفسك فوقعت في تشويش وتخليط لا تجد لنفسك مفزعا إلى بهذه التخاليط ولن تجدي عنك شيئا عند أهل العلم والمعرفة، وكلما أكثرت من هذا وشبهه ازددت به فضيحة؛ لأن أحسن حجج الباطل تركه والرجوع عنه.
253
[ابن خزيمة في التوحيد] قال عبد الرزاق: فذكرت هذا الحديث لمعمر، فقال: ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس. قال أبو بكر بن خزيمة: لو كنت ممن أستحل الاحتجاج بخلاف أصلي، واحتججت بمثل مجالد، لاحتججت أن بني هاشم قاطبة قد خالفوا عائشة رضي الله عنها في مثل هذه المسألة، وأنهم جميعا كانوا يثبتون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه مرتين، فاتفاق بني هاشم عند من يجيز الاحتجاج بمثل مجالد أولى من انفراد عائشة بقول لم يتابعها عليه أحد من أصحاب / محمد يعلم ولا امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ولا المبايعات.
264
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/61)
وتبين بذلك أن كلام أحمد ليس بمختلف، بل كلام / أحمد نظير كلام ابن عباس رضي الله عنهما، تارة يقيد الرؤية بالقلب، وتارة يطلقها.
265
قال [أبو يعلى] والدلالة على إثبات رؤيته تعالى قوله تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا} .... الثالث من غير رسول ولا حجاب وهو كلامه لنبينا في ليلة الإسراء، إذ لو كان من وراء حجاب أو كان رسولا دخل تحت القسمين، ولم يكن للتقسيم فائدة ... / قلت: هذه الحجة أخذها القاضي أبو يعلى من أبي الحسن الأشعري ونحوه، فإنهم احتجوا بها على أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه، وهذه حجة داحضة، فإن هذا خلاف ما أجمع عليه الصحابة والتابعون في تفسر الآية الكريمة.
وأيضا فإن الله أخبر بأنه ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا على هذه الوجوه الثلاثة، فلو كان المراد بذلك أنه يكلم تارة مع المعاينة وتارة مع الاحتجاب وتارة بالمراسلة لم يكن لهذا الحصر معنى، ولم يكن فرق بين الله تعالى وبين غيره في ذلك، ولم يكن نفى بهذا الحصر شيئا، فإن المكلم من البشر إما أن يعاينه المخاطب أو لا يعاينه، وإذا لم يعاينه فإما أن يخاطبه بنفسه أو رسوله، فلو كان المراد ما ذكر لزم هذه المحاذير.
268
قال القاضي: ويدل عليه ما حدثناه ... / رأيت ربي مشافهة لا شك فيه ....
قلت: هذا الحديث كذب موضوع على رسول الله / صلى الله عليه وسلم بلا نزاع بين أهل العلم بالحديث، والقاضي لم يعلم أنه موضوع، ورواه له أبو القاسم الأزجي فيما خرجه في الصفات، وأبو القاسم ثقة، لكن الكذب فيه ممن فوقه، ولم يحدث بهذا روح بن عبادة ولا أبو الزبير أصلا، وأهل الحديث يعلمون ذلك، ولا يصلح أن يكون هذا اللفظ من ألفاظ رسول الله، فإن المشافهة إنما تقال في المخاطبة لا في الرؤية، فيقال: يخاطبه مشافهة، كما قال من قال من السلف كلم موسى تكليما أي مشافهة، لا يقال في الرؤية مشافهة، فإن المشافهة في الأصل مفاعلة من الشفة التي هي فينا محل الكلام، وأما الرؤية فيقال فيها مواجهة ومعاينة، فيشتق لها من الوجه والعين الذي تكون به الرؤية.
285
ولا ريب أن المثبت أولى من النافي فـ[ـيـ]ـما كان من باب الرواية كما قدم الناس رواية بلال أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في البيت على قول أسامة: / إنه لم يصل.
وقد قالوا: هذا لا يقال بالقياس، وإنما يقال بالتوقيف فيكون من باب الرواية، لكن قد يقال: ونفي ذلك أيضا لا يؤخذ بالقياس وإنما يقال بالتوقيف، فإن كون رؤية محمد ربه وقعت أو لم تقع هو من الأخبار التي لا تعلم بمجرد القياس، وعائشة رضي الله عنها لما نفت ذلك لم تستند مع استعظام ذلك أن تكون في الدنيا إلا إلى ما تأولت من الآيتين وابن عباس ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى {ولقد رآه نزلة أخرى} فكلامه أيضا كان في تأويل القرآن.
293
[ابن خزيمة] لست أستحل أن أحتج / بالتمويه ولا أستجيز أن أموه على مقتبسي العلم
317
هذا الحديث كذب موضوع [يعني حديث لما كانت ليلة أسري بي رأيت ربي في أحسن صورة .... فوضع يده حتى وجدت فذكر كلمة ذهبت عني] على هذا الوجه بلا نزاع بين أهل العلم بالحديث، ولهذا لم يذكره الإمام أحمد فيما ذكره من أخبار هذا الباب، ولا أحد من أصحابه الذين أخذوا عنه لا فيما يصححون ولا فيما عللوه، وكذلك ابن خزيمة لم يذكره، لا فيما صححه ولا فيما علله، ولا رووه الأئمة الذين جمعوا في كتب السنة أحاديث الباب، كابن أبي عاصم والطبراني وابن منده وغيرهم، لأنه من الموضوعات التي لا يجوز ذكرها لمن علم بها إلا أن يبين أنها موضوعة ...
وهذا الحديث من أبطل الباطل عن سفيان الثوري، / والحسن بن صالح بن حي، لم يأت به عنهما أحد من أصحابهما مع كثرتهم واشتهارهم.
322
ولكن إنما اعتقد صحة هذا من لم يكن له بالحديث وألفاظه وروايته خبرة تامة، من جنس الفقهاء وأهل الكلام والصوفية ونحوهم، فلهذا ذكروه من بين متأول، ومن بين راد للتأويل. ثم المثبتة تزيد في الأحاديث لفظا ومعنى، فيثبتون بعض الأحاديث الموضوعة صفات! ويجعلون بعض الظواهر صفات! ولا يكون كذلك. والنافية تنقص الأحاديث لفظا ومعنى، فيكذبون بالحق، ويحرفون الكلم عن مواضعه.
325
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/62)
فأما قوله في رواية الأثرم: يُضطرب في إسناده وأصل الحديث واحد، وقد اضطربوا فيه، فهذا كلام صحيح، فإنهم اضطربوا في إسناده بلا ريب. لكن لم يقل إن هذا يوجب ضعف متنه، ولا قال: إن متنه غير ثابت، بل مثل هذا الاضطراب يوجد في أحاديث كثيرة وهي ثابتة.
وهذه الطرق مع ما فيها من الاضطراب لمن يتدبر الحديث، ويحسن معرفته، يدل دلالة واضحة على أن الحديث محفوظ / صحيح الأصل، لا ريب في ذلك، بل قد يوجب له القطع بذلك كما نبهنا عليه أولا
326
والزيادة من الثقة مقبولة
327
والأشبه أن الاضطراب في هذه الرواية وقع من خالد نفسه، وأنه كان لا يذكر في أكثر الروايات إلا ابن عائش، ولهذا لم يذكر أبو قلابة عنه إلا ما يشتبه بابن عائش. وبالجملة فأي الروايتين كانت هي المحفوظة صح الحديث؛ إذ تعارضهما إما أن يوجب صحة إحداهما، أو يوجب الجمع بينهما، وعلى كل تقدير، فالحديث محفوظ، فأما طرحهما جميعا فإنما يكون إذا تعارض متنان متناقضان.
327
وأما ما ذكره ابن خزيمة / من كون يحيى مدلسا لم يذكر السماع فهذا لا يضر هنا؛ لأن غاية ما فيه أن يكون أخذه من كتاب زيد بن سلام. كما حكي عنه أنه كان يحدث من كتاب أبي سلام إما لمعرفته بخطه، وإما لأن الذي أعطاه قال له هذا خطه. وهذا مما يزيد الحديث قوة؛ حيث كان مكتوبا، ولهذا كان إسناده ومتنه تاما في هذه الطريق بحمله [لعلها بجمله أو بجملته] دون الأخرى. والاحتجاج بالكتاب (في) مثل هذا جائز، كالاحتجاج بصحيفة عمرو بن حزم، وصحيفة عبد الله بن عمرو التي رواها عمرو بن شعيب؛ كما كان النبي صلى الله عليه وسلم / يكتب كتبه إلى النواحي فتقوم الحجة بذلك، فمن المعلوم أن هذا الطريق يبين أن الحديث عن ابن عائش، إذ مثل هذا الطريق إذا ضمت إلى طريق خالد بن اللجلاج كان أقل أحوال الحديث أن يكون حسنا، إذ روي من طريقين مختلفين ليس فيهما متهم بالكذب، بل هذا يوجب العلم عند كثير من الناس، ولهذا كان الأئمة يكتبون [من] الشواهد والاعتبارات ما لا يحتج به منفردا؛ والذي ذكر ابن خزيمة من أنه لم يثبت طريق معين من هذه الطرق هذا فيه نزاع بين أهل الحديث. لكن إذا ضمت بعضها إلى بعض صدق بعضها بعضا. فهذا مما لا يتنازعون فيه. لكن ابن خزيمة جرى على عادته أنه لا يحتج إلا بإسناد يكون وحده ثابتا. فإنه كثيرا ما يدخل في الباب الذي يحتج له من الشواهد والاعتبارات أشياء فلا يحتج بها. فما قاله لا ينافي ما اتفق عليه أهل العلم.
334
فالأشبه أن لفظ (أتاني آت) هو من رواية بعض الرواة بالمعنى، كأنه عدل عن لفظ ربي، إما خوفا على نفسه، أو على المستمع، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا ريب أنه قال ذلك اللفظ كما تواترت به الطرق.
339
وكنت حين كتبت ما كتبته بمكان لا يصل إليَّ فيه الكتب وكنت أعلم أن هذا الحديث في جامع الترمذي؛ لكن لم يكن حاضرا عندي، فلما حضر إليّ بعد ذلك وجدته قد تكلم عليه نحوا مما تكلمت، وبين أنه حديث صحيح، وذكر عن البخاري أنه حديث صحيح
[هذا دليل واضح للرد على من يقول إن ابن تيمية كان يصنف كل شيء من حفظه]
344
ثم رأيت أبا بكر بن أبي عاصم روى هذا الحديث في كتاب السنة من طرق أخرى
[وهذا أيضا دليل آخر على ما سبق]
356
فإن ضعف إسناد الحديث لا يمنع أن يكون متنه ومعناه حقا، ولا يمنع أيضا أن يكون له من الشواهد والمتابعات ما يبين صحته. ومعنى الضعيف عندهم أنا لم نعلم أن راويه عدل، أو لم نعلم أنه ضابط. فعدم علمنا بأحد / هذين يمنع الحكم بصحته، لا يعنون بضعفه أنا نعلم أنه باطل، فإن هذا هو الموضوع، وهو الذي يعلمون أنه كذب مختلق. فإذا كان الضعيف في اصطلاحهم عائدا إلى عدم العلم، فإنه يطلب له اليقين والتثبيت.
فإذا جاء من الشواهد بالأخبار الأخرى وغيرها ما يوافقه صار ذلك موجبا للعلم بأن راويه صدق فهي وحفظه والله تعالى أعلم
359
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/63)
لأن من لغتهم أن ما يصلح للفاعل والمفعول لا يجوز فيه ترك الترتيب إلا إذا أمن اللبس، فلا يقولون: ضرب موسى عيسى، إلا إذا كان الأول هو الضارب، ويقول: أكل الكمثرى موسى، يقدمون المفعول لظهور المعنى بالرتبة، فقول القائل: في أحسن صورة، وفي حال حسنة، ونحو ذلك، لا يجوز تعليقه إلا بما هو الأقرب إليه، فإذا كان المفعول هو المتأخر هو الأقرب إليه تعلق به، وإذا أريد تعليقه بالفاعل أخر أو أعيد ذكره، مثل أن يقال: جئته وأنا في أحسن صورة، أو لم يأت الأمير إلا وأنا في أحسن صورة، ونحو ذلك. وبهذا يظهر الفرق بين هذا وبين قول القائل: دخلت على الأمير في أحسن هيئة، فإن دخوله على الأمير يشعر بأنه كان هو المتحول المتنقل والأمير يتجمل للقائه، ألا ترى أنه لو قال: رأيت الأمير في أحسن هيئة أو في أحسن صورةن لم يكن المفهوم منه إلا أن الأمير هو الذي في أحسن هيئة وأحسن صورة؟ فيعطى كل لفظ وتركيب حقه. لا يقاس هذا بهذا مع اختلاف تعيينها.
366
وهذا الذي أثبته الرازي من جواز رؤية الله في المنام / هو الحق الذي عليه عامة أهل الإثبات، وإن نازع فيه من نازع من الجهمية.
371
ومن المعلوم أن الحديث الواحد إذا رواه أحد بلفظ مختصر، ورواه جماعات فزادوا فيه ألفاظا تفسر ذلك الغلط وتبينه، كان ما رووه مفسرا مبينا لما رواه، هذا لو كانت رواية ابن عباس / محفوظة، فكيف وقد وقع فيها ما وقع؟
374
الوجه السادس: أن هؤلاء يعمدون إلى ألفاظ الحديث يقطعونها، ويفرقون بينها، ثم يتأولون كل قطعة بما يمكن وما لا يمكن.
ومن المعلوم أن الكلام المتصل بعضه ببعض يفسر بعضه بعضا. ويدل آخره على معنى أوله، وأوله لا يتم معناه إلا بآخره. كما يقال (الكلام بآخره) وهذا كثيرا ما يفعله هذا المؤسس وأمثاله. وهم في مثل ذلك كما يحكى عن بعض متأخرة الزنادقة / المنافقين، أنه قيل له: ألا تصلي؟ فقال: إن الله يقول {فويل للمصلين} فقيل له: ألا تتمها {الذين هم عن صلاتهم ساهون} فقال: العاقل يكتفي بكلمة.
وأنشد بعض هؤلاء:
ما قال ربك ويل للألى شربوا .............. بل قال ربك ويل للمصلينا
376
اليد إذا عبر بها عن النعمة كان معها من القرائن ما يبين ذلك كسائر ألفاظ المجاز، كما أنه إذا قال: أياديك علينا كثيرة، مع كون هذا في سياق المدح، وأن ليس في كون ذات يده فوقه شيء من المدح، وأنه ليس له أياد كثيرة. وغير ذلك مما يبين أن المخاطبين قصدوا أن نعمتك وإحسانك قد استولى علينا واستعلى علينا، ولهذا كان هذا المعنى ظاهرا في مثل هذا الخطاب، وإن سمي مجازا.
376
وإن كان عرضا فلا بد أن يكسب ذلك المحل صفة؛ لأن العرض إذا قام بمحل عاد حكمه إليه. فيقتضي اتصاف كتفيه بوصف لا يوجد لبقية الأعضاء.
382
وأما قوله: وقد روي بين كنفي فعليه وجوه:
أحدها: أن هذا تصحيف، وهو كذب محض إما عمدا، / وإما خطأ، فإن أهل العلم بالحديث متفقون على رواية بين كتفي (بالتاء)، وللجهمية من هذا الجنس أمثال يحرفون فيها ألفاظ النصوص تارة ومعانيها أخرى، كقول بعضهم (وكلم اللهَ موسى) وكرواية بعضهم (يُنَزِّل ربنا) وأمثال ذلك.
387
وما استشهد به من أنه يقال للملك الكبير ضع يدك على رأس فلان؛ أي اصرف عنايتك إليه، فهذا كلام باطل، لم يقل بمثل هذا المعنى أحدٌ يحتج به في اللغة، بل هذا من باب الافتراء المحض على اللغة العربية.
ويمكن أن يتكلم بمثل ذلك بعض المولدين، والأعاجم، لكن مثل كلام هؤلاء، لا يجوز أن يحمل عليه كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يحمل كلامه على اللغة التي كانت يخاطب بها، وليس في تلك اللغة أن يقال: (ضع يدك على رأسه) بمعنى (اصرف عنايتك إليه).
388
وأيضا فقول القائل: (وضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي) نص لا يحتمل التأويل، والتعبير بمثل هذا اللفظ عن مجرد الاعتناء أمر يعلم بطلانه بالضرورة من اللغة، وهو من غث كلام القرامطة والسوفسطائية.
390
إذا تبين أن هذا كان في المنام، فرؤية الله تعالى في المنام جائزة بلا نزاع بين أهل الإثبات، وإنما أنكرها طائفة من الجهمية، وكأنهم جعلوا ذلك باطلا، وإلا فما يمكنهم إنكار وقوع ذلك.
397
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/64)
وأما تأويل الشخص إذا ثبت إطلاقه بالذات المعينة، / والحقيقة المخصوصة. فهذا باطل في لغة العرب التي خاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم أمته، وإنما يوجد مثل هذا في عرف المنطقيين ونحوهم. إذا قالوا: هذا ينحصر نوعه في شخصه، أو لا ينحصر نوعه في شخصه، وقالوا: الجنس ينقسم إلى أنواعه، والنوع ينقسم إلى أشخاصه، ونحو ذلك مما هو لفظ الشخص فيه بإزاء لفظ الواحد بالعين
399
لكن معرفة اللغات والعرف الذي يخاطب بها كل مخاطب من أهم ما ينبغي / الاعتناء به في فهم كلام المتكلمين وتفسيره، وتأويله، ومعرفة المراد به. فإن اللغة الواحدة تشتمل على لغة أصلية، وعلى أنواع من الاصطلاحات الطارئة الخاصة، والعامة. فمن اعتاد المخاطبة ببعض تلك الاصطلاحات يعتقد أن ذلك الاصطلاح هو اصطلاح أهل اللغة نفسها. فيحمل عليه كلام أهلها فيقع في غلط عظيم. وقد قيل: أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء. فعلينا أن نعرف لغة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يخاطب بها خصوصا، فإنها هي الطريق إلى معرفة كلامه، ومعناه، حتى أن بين لغة قريش وغيرهم فروقا من لم يعرفها فقد يغلط في ذلك.
402
لفظ (شخص) مفرد، جمعه أشخاص وشخوصـ وهذا يراد به الواحد بالعين ويراد به الجنس كسائر نظائرهـ مثل لفظ: إنسان وفرس، ونحو ذلك. وإرادة الجنس بهذا أظهر من إرادة الواحد بالعين؛ بدليل أنه إذا دخل عليه حرف النفي مثل (ما) في قولك: (ما عندي شخص، وما عندي إنسان) كان الظاهر من معناه أنه ناف للجنس، ويجوز أن يراد به نفي الواحد، فيقول: (ما عندي شخص، بل شخصان) إلا أن يدخل عليه ما يختص بالجنس. مثل (لا) النافية للجنس. ومثل (من) في قولك: (لا شخص عندي) أو (ما عندي من شخص) فهنا يجب إرادة الجنس.
404
وأيضا فكان [فكأن؟] هذا التأويل لو كان صحيحا، كان استعماله في لفظ الصورة حتى يقال: كل حقيقة معينة تسمى صورة من هذا الجنس، وحينئذ فيلزمهم تسمية كل شيء باسم كل شيء؛ إذ كل شيء له وحدة ويلزم ذاته. فإذا جاز لأجل ذلك أن يجعل اسمه اسما لمطلق الواحد حتى يقال لكل ذات معينة وحقيقة مخصوصة، ولا يكفي في اللزوم أنهم هم يستعملون ذلك، بل يلزم أنه يجوز لكل من سمع كلام غيره أن يحمل ما فيه من الأسماء على هذا كل شيء إذا قام عنده دليل على نفي إرادة المسمى، وهذا كله من أقبح السفسطة والقرمطة، وهو يجمع من الإشراك بالله في جواز تسميته بكل اسم للخلق، وجعل / كل شيء له شبيها ونظيرا من الإلحاد في أسمائه، وآياته ما لا يحصيه إلا الله. إذ هذا من أفسد قياس يكون في اللغة. فإنهم كما أفسدوا القياس في المعاني المعقولة، حتى قاسوا الله بكل موجود، وبكل معدوم، كما تقدم بيانه، كذلك أفسدوا القياس في الألفاظ المسموعة حتى لزمهم أن يجعلوا كل اسم لمسمى يصلح أن يكون لغيره، وأن يسمى الله تعالى بكل اسم من أسماء المخلوقات.
405
الوجه السادس: أن يقال: هب أن لفظ الشخص يلزمه أن يكون واحدا، فهل إطلاق المزوم على لازمه أمر مطرد؟ أم هو سائغ في بعض الأشياء؟ فإن جعل ذلك مطردا لزمه من المحال ما يضيق عنه هذا المجال، حتى يلزمه أن يسمي كل صفة لازمة للإنسان والفرس والشجرة والسماء والأرض باسم الموصوف، بل ويلزمه ذلك في صفات الله تعالى وأسمائه.
406
هذا وارد عليك في كل ما يسمى به الله من الأسماء والصفات. فإن مسماه في اللغة لا يكون إلا جسما، / أو عرضا، فعليك إذا أن تتأول جميع الأسماء والصفات، وأنت لا تقول بذلك، ولا يمكن القول به كما تقدم، فإن المتأول لا بد أن يفر من شيء إلى شيء. فإذا كان المحذور في الثاني كالمحذور في الأول امتنع ذلك. فتبين أن التأويل باطل قطعا.
407
إرادة المعنى المجازي باللفظ لا يسوغ إلا مع القرينة الصارفة عن معنى اللفظ الحقيقي إلى المجازي.
410
وقد قدمنا غير مرة أن الله لا يساوى في شيء من صفاته وأسمائه، بل ما كان من صفات الكمال فهو أكمل فيه، وما كان من سلب النقائص فهو أنزه منه، إذ له المثل الأعلى سبحانه وتعالى. فوصفه بأنه أغير من العباد، وأنه لا أغير منه، / كوصفه بأنه أرحم الراحمين، وأنه أرحم بعبده من الوالدة بولدها.
414
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/65)
لا ريب أن الغيرة تستلزم المنع والزجر مما يغار منه وكذلك الغضب والبغض ونحو ذلك من الصفات، كما أن الحب والرضا يتضمن اقتضاء المحبوب المرضي وطلبه والأمر به. لكن كون الصفة تستلزم فعلا من الأفعال، أو كون اللفظ يتضمن ذلك لا يقتضي أن يكون الثابت مجرد اللازم دون الملزوم.
416
ولهذا تجد كل شيء من فروع هذه المقالة [الجهمية] متى قسته وطردته استلزم: عدم الصانع، أو التناقض بالجمع بين الإثبات والنفي في الشيء الواحد، أو نفي الإيجاب والامتناع في المتماثلين، وإلا فما من شيء يقرون به إلا لزمهم فيه نظير ما أنكروه فيما نفوه.
416
وإذا فسرته بمجرد اللفظ فلا بد من إثبات معنى يكون معنى اللفظ، وإلا فاللفظ بلا معنى هذيان .... وإذا لزم من نفي الغيرة إثباتها علم أن نفيها محال.
419
فلا يقال: هذا أجسم من هذا ويكون المراد بهما كثافة أحدهما وكبر قدر الآخر، بل يكون اللفظ دالا على المعنيين بالتواطؤ.
420
فلو لم يكن لقوله (إن الله يغار) معنى، إلا أنه ينهى ويزجر؛ كان قد عرفهم / بالأمر الواضح الجلي الذي يعلمونه بلفظ مشكل فيه تلبيس عليهم. وهذا لا يفعله إلا من يكون من أجهل الناس وأظلمهم. ولا ينسب هذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا منافق زنديق، أو من يكون عظيم الجهل لا يدري لوازم قوله.
427
اعلم أن كلامه في هذا الفصل وإن كان فيه من لبس الحق بالباطل ما فيه، فهو أقرب ما ذكره، وذلك أنه جعل المراد بالنفس هو الذات، وهذا هو الصواب. فإن طائفة من متأخري أهل الإثبات جعلوا النفس في هذه النصوص صفة لله زائدة على ذاته، لما سمعوا إدخال المتقدمين لها في ذكر الصفات، ولم يكن مقصود المتقدمين ذلك، وإنما قصدهم الرد على من ينكر ذلك من الجهمية، وزعموا أن ذلك هو ظاهر النصوص، وليس الأمر كذلك، وقد صرح أئمة السنة بأن المراد بالنفس هو الذات، وكلامهم كله على ذلك كما في كلام الإمام أحمد فيما خرجه من الرد على الجهمية.
442
[عثمان الدارمي] ونحن قد عرفنا بحمد الله تعالى من لغات العرب هذه المجازات التي اتخذتموها دلسة وأغلوطة على الجهال، تنفون بها عن الله حقائق الصفات، بعلل المجازات، غير أنا نقول: لا نحكم للأغرب من كلام العرب على الأغلب، لكن تصرف معانيها إلى الأغلب من كلام العرب حتى يأتوا ببرهان، أنه عني بها الأغرب، وهذا هو / المذهب الذي هو إلى الإنصاف والعدل أقرب ..... لأن الله تعالى قال: {وهذا لسان عربي مبين} فأثبته عند العلماء أعمه، وأشد [كذا والصواب أشده] استفاضة عند العرب، فمن أدخل منها الخاص على العام كان من الذين يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، فهو يريد أن يتبع فيها غير سبيل المؤمنين.
447
كما يذكر عن ثمامة بن أشرس النميري أحد أكابر المتكلمين أنه قال: ثلاثة من / الأنبياء مشبهة، موسى حيث قال: {إن هي إلا فتنتك} وعيسى حيث قال: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} ومحمد حيث قال: (ينزل ربنا كل ليلة)
[المحقق: لم أقف على كلامه هذا]
450
ولم يجئ فيهما ذكر لفظ حقيقته ونحو ذلك في أسماء الله، ولا لفظ ذات في الأحاديث الثابتة
458
أما قول من جعلها [الذات] صفة فالنزاع معه لفظي، فإنا لا ننازعه أن هذا الاسم يستلزم ثبوت صفة زائدة على مسمى الذات كالحياة والفعل ولكن المسمى هو الذات الموصوفة بذلك لا نفس الصفة.
فأما جعل لفظ النفس اسما لنفس الصفة فيقال: هذا قول بلا دليل أصلا؛ لأنه ليس ظاهر الخطاب، فضلا عن أن يكون نصه مقتضيا أنها صفة، ليست هي الله، ومن زعم أن هذا ظاهر النصوص فهو مبطل في ذلك، كما أن من زعم أن ظاهرها يجب تأويله فهو مبطل في ذلك، وقد قدمنا أن كثيرا من الناس يغلطون في دعواهم على النصوص أن ظاهرها / كذا، سواء أقروه أو صرفوه، فإنه لا يكون ذلك ظاهر النص، وكل من سمع هذا الخطاب ابتداء، فإنه يفهم منه ابتداء أنه هو نفسه لا أنها صفة له.
462
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/66)
وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله لفظ النفس يراد به صفة موصوف، لا في ذكر الخالق ولا في ذكر المخلوق .... فمن حمل قوله (على نفسه) أنه صفة من صفاته، فقد حمل على غير لغة العرب التي أنزل الله بها كتابه .... نعم يوجد في كلام بعض المولدين / ما يشبه أن يكون لفظ النفس صفة، كما يقولون: فلان له نفس، وفلان ليس له نفس، واترك نفسك وتعال، ونفسك حجابك، ونحو ذلك. فإن مقصودهم الصفات المذمومة، كالأهواء المتبعة، من الشهوة والغضب ونحو ذلك، وهذا ليس من اللغة التي يجوز حمل كلام الله ورسوله عليها، إذ مثل هذا لا يوجد إلا في كلام المتأخرين، وذلك -والله أعلم- أن هذا مثل قولهم: فلان له يد، وله لسان، أي يد باطشة ولسان ناطق، فيطلقون اسم الذات ويريدون به الصفة المشهورة فيها. فقول القائل: اترك نفسك، أو له نفس ونحو ذلك يريد به الذات على الصفة المخصوصة، وهي الصفة المذمومة، كما يقال: أمسك لسانك واكفف يدك، أو له لسان وله يد.
465
فمن اعتقد أن مسمى النفس في الخالق والمخلوق صفة وعرض لا موصوف وجوهر، وجعل مسمى لفظها من جنس مسمى لفظ الحياة والبقاء، فقد غلط على اللغة، وغلط على القرآن والحديث.
قالوا: وهذا يؤدي إلى جواز القول بأن الله نفس، وأنه يجوز أن يدعى فيقال: يا نفس اغفر لنا، وقد أجمعت الأمة على منع ذلك.
والجواب من وجوه:
أحدها: أن هذا منقوض عليهم بلفظ ذات، وموصوف وقائم بنفسه، وحقيقة وبائن من خلقه، ونحو ذلك، فإنه إن جاز أن يقال: يا ذات يا موصوف يا قائما بنفسه يا حقيقة يا بائنا من خلقه، اغفر لنا، جاز أن يقال: يا نفس، وإلا فلا.
الثاني: أن الله إنما يدعى بأسمائه الحسنى وهي الأسماء التي تدل عليه نفسه. وتبين من أوصافه ما فيه حمد وثناء عليه، فأما الألفاظ التي لا تدل إلا على مطلق الوجود ونحوه فلا يدعى بها، كما أنه سبحانه لا يدعى بالأسماء الدالة على خلقه للضرر / إلا مقرونا بالأسماء التي تدل على خلقه للنفع، فلا يقال: يا ضار ولا يا مانع، إلا مقرونا بيا نافع ويا هادي، ويا معطي، فإن الاقتران يقتضي عموم القدرة والخلق والحكمة، وهذا من أسمائه الحسنى بخلاف إفراد أحدهما.
الثالث: أن هذا يرد عليهم فيما ادعوه، فإنهم جعلوا له نفسا هي صفة، فينبغي أن يقال: يا ذا نفس اغفر لنا.
فإن قيل: الإضافة تقتضي المغايرة بين المضاف والمضاف إليه فلا يكون هو نفسه المضافة إليه.
قيل: لا نزاع بين أهل اللغة أنه يقال: رأيت زيدا نفسه وعينه وهذا هو زيد نفسه وعينه.
468
وهذه المادة (ن ف س) في لغة العرب تعطي الفعل والحياة، وسموا الدم نفسا لأنه مادة حياة الأجسام الحيوانية، وهو حامل البخار الذي هو الروح الحيواني، ففيه الحياة والحركة، ولهذا أمر بسفحه من الحيوان وحرم / أكله؛ لأنه يولد على آكله البغي والاعتداء في القوة النفسانية.
وكذلك الهواء الداخل والخارج سموه نفسا؛ لما فيه من الحياة والحركة، وكذلك المتفلسفة يفرقون بين العقل والنفس، بأن العقل مجرد عن المادة وعلائقها والنفس تتعلق بالجسم تعلق التدبير والتصريف.
470
وأما التعبير بلفظ النفس عن العقل فهذا ليس من لغة العرب أصلا.
476
وأما قول المؤسس: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} أي تعلم معلومي ولا أعلم معلومك.
فلا ريب أن هذا المعنى داخل في الآية، لكن تفسيرها بمجرد هذه العبارة ليس بسديد، فإن معلوم الله ومعلوم عيسى ليس واحدا منهما في النفس .... ودلالة اللفظ على بعض المعاني لا يمنع دلالته على غيره.
477
وكذلك ما ذكره آخرون كابن فورك أن المعنى تعلم ما في نفسي أي في غيبي ولا أعلم ما في نفسك أي في غيبك.
يقال لهم: إن جعل لفظ النفس بمعنى الغيب فهذا من تحريف الكلم عن مواضعه، والإلحاد في آيات الله وأسمائه. وإن أريد أنك تعلم ما أغيبه في نفسي ولا أعلم ما تغيبه / في نفسك، فهذا صحيح لكنه تطويل بلا فائدة، والآية أوضح من هذا.
483
لكن الجهم أوسع إنكارا من هذا المؤسس وذويه، وإنما أنكر الجهمية هذا؛ لأن الله عندهم لا يتكلم ولا يذكر ولا يقوم به ذكر، وإنما الكلام المضاف إليه عندهم ما يخلقه في الهواء. وهذا إنما يصلح إذا خلقه / لمن سمعه من الملائكة والبشر. فإذا كان الذكر في نفسه لم يسمعه، وهذا الحديث نص صريح في إبطال مذهبهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/67)
وأما الكلابية والأشعرية فإنهم لا ينكرون أن يقوم بذاته ذكر هو الكلام النفساني، لكن لا يجوز عندهم التفريق بين الإعلان والإسرار. فإن المعنى القائم بالذات لا ينقسم إلى سر وعلانية، ولا يكون منه شيء في نفس الرب، وشيء من الملائكة عندهم. أكثر ما يقوله بعضهم: أنه قد يسمع الملائكة ما يسمعهم إياه، فيكون التخصيص في خلق الإدراك للملائكة، والحديث نص في الفرق بين ذكره في نفسه وبين ذكره في الملأ بفرق يرجع إلى نفسه لا إلى خلق إدراك الملائكة.
فالحديث نص في إبطال قول هؤلاء أيضا، والحديث مستفيض في الصحيح
535
من سلف الأئمة من قال هذا وهذا، ومثل هذا كثيرا ما يجيء في تفسير معاني أسمائه، كالرحمن والجبار والإله وغير ذلك، وقد قررنا في غير هذا الموضع أن عامة تفاسير السلف ليست متباينة، بل تارة يصفون الشيء الواحد بصفات متنوعة، وتارة يذكر كل منهم من المفسر نوعا أو شخصا / على سبيل المثال لتعريف السائل، بمنزلة الترجمان الذي يقال له: ما الخبز؟ فيشير إلى شيء معين على سبيل التمثيل.
542
المقصود الآن ذكر أقوال السلف في معنى الصمد، وأما ما يدعيه طائفة من المتأخرين من أن الاشتقاق إنما يشهد لقول من قال: إنه السيد، فسنبين أن هذا من أفسد الأقوال، بل شهادة اللغة والاشتقاق لذلك القول الذي قاله جمهور الصحابة والتابعين أقوى، وإن كان ذلك كله حقا، والاسم يتناول ذلك كله، واللغة والاشتقاق يشهد له.
544
وهذا كله مما يوجب توفر الهمم والدواعي على معرفة معنى الصمد، وهذا أمر يجده الناس من نفوسهم، فإنه إذا قرأها الإنسان مرة بعد مرة اشتاق إلى معرفة معنى ما يقول، والنفس تتألم بأن تتكلم بشيء لا تفهمه. فالمقتضي لمعرفة هذا الاسم كان فيهم موجودا قويا عاما، متكررا. والمانع من ذلك منتفٍ، وأنه لا مانع لهم من المسألة عن هذا الاسم
546
فحكم التابعين مع الصحابة كذلك، فإن الهمم والدواعي من علماء التابعين متوفرة على مسألة الصحابة عن معنى هذا الاسم، هذا معلوم بالعادة المطردة، فإذا كان قد تواتر عن أئمة التابعين، مع ما نقل عن الصحابة، وعن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما اشتهر عندنا نقل ذلك بالإسناد عمن نقله العلماء عنه؛ لأن العلم كان يقل في المتأخرين، وكان أحدهم يسأل من يتفق له من التابعين، فصاروا ينقلون ذلك نقلا خاصا، كما ورد مثل ذلك فيما كان معلوما عند الصحابة كلهم، كمغازي النبي صلى الله عليه وسلم وصفة صلاته الظاهرة وحجه ونحو ذلك، حتى تنازع بعض الناس في مثل جهره بالبسملة وقنوته.
ومن المعلوم أن هذا كان يمتنع فيه النزاع على عهد أبي بكر وعمر؛ لأن الصحابة الذين عاينوا ذلك كانوا موجودين، ولهذا يستدل بفعل أبي بكر وعمر على أن ذلك هو كان فعل النبي صلى الله عليه وسلم؛ للعلم بأن الصحابة لم يتفقوا على تغيير سنته.
561
ليس للمتكلم أن يريد باللفظ ما ليس هو حقيقة اللفظ ومسماه، بل هو مجاز، إلا بقرينة تبين المراد، وإلا فالتكلم بالمجاز بدون القرينة ممتنع باتفاق الناس، وهو بمنزلة أن يراد باللفظ ما لم يوضع له في اللغة. كما لو أراد بلفظ السماء الأرض وبلفظ الشمس البحر ونحو ذلك.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد السابع بحمد الله]
وأما فوائد المجلد الثامن فقد تقدمت في المشاركات الأولى.
وبهذا تنتهي الفوائد المنتقاة من هذا الكتاب القيم النفيس.
وجزى الله شيخ الإسلام خير الجزاء.
والحمد لله رب العالمين.(43/68)
رسالة محمد عبده إلى شيخه الأفغاني
ـ[الديولي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 01:57 ص]ـ
نقلا من كتاب منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير، وقد وضع المؤلف في كتابه صور هذه الرسائل - محمد عبده - مخطوطة بيده إلى شيخه جمال الدين الأفغاني
رسالة محمد عبده إلى إستاذه جمال الدين الأفغاني:
ليتني كنت أعلم ماذا أكتب لك، وأنت تعلم ما في نفسي كما تعلم ما في نفسك، صنعتنا بيدك وافضت على موادنا صورها الكمالية وانشأتنا في أحسن تقويم، فيك عرفنا أنفسنا، وبك عرفناك، وبك عرفنا العالم أجمعين، فعلمك بنا كما لا يخفاك علم من طريق الموجب، وهو علمك بذاتك، وثقتك بقدرتك وارادتك، فعنك صدرنا وإليك إليك المآب.
أوتيت من لدنك حكمة أقلب بها القلوب واعقل العقول، واتصرف بها في خواطر النفوس، ومنحت منك عزمة أتعتع بها الثواب، وأذل بها شوامخ الصعاب، وأصدع بها حم المشاكل، واثبت بها في الحق للحق حتى يرضى الحق، وكنت أظن قدرتي بقدرتك غير محدودة، ومكنتي لا مبتوتة، ولا مقدورة، فإذا أنا من الأيام كل يوم في شأن جديد.
ويقول كذلك:
فصورتك الظاهرة تجلت في قوتي الخيالية وامتد سلطانها على حسي المشترك، وهي رسم الشهامة، وشبح الحكمة وهيكل الكمال، فإليها ردت جميع محسوساتي، وفيها فنيت مجامع مشهوداتي، وروح حكمتك التي احييت بها مواتنا، وأنرت بها عقولنا،ولطفت بها نفوسنا، بل التي بطنت بها فينا، فظهرت في اشخاصنا، فكنا اعدادك، وأنت الواحد وغيبك، وأنت الشاهد ورسمك الفوتوغرافي الذي أقمته في قبلة صلاتي، رقيبا على ما أقدم من أعمالي، ومسيطر علي في أحوالي، وما تحركت حركة ولا تكلمت ولا مضيت إلى غاية ولا انثنيت عن نهاية حتى تطابق في عملي أحكام أرواحك؛ وهي ثلاثة فمضيت على حكمها سعيا في الخير، واعلاء لكلمة الحق، تأييدا لشوكة الحكمة، وسلطان الفضيلة، ولست في ذلك إلا آلة لتنفيذ الرأي المثلث، ومالي من ذاتي إرادة حتى ينقلب مربعا غير أن قواي العلية تخلت عني في مكاتبتي إليك، وخلت بيني وبين نفسي التزاما لحكم ان المعلول لا يعود على علته بالتأثير على أن ما يكون إلى المولى من رقائم عبده ليس ألا نوعا من التضرع والابتهال لا أحسب فيه ما يكشف خفاء أو يزيد جلاء، ومع ذلك فإني لا أتوسل إليك في العفو عما تجده من قلق العبارة وما تراه مما يخالف سنن البلاغة بشفيع أقوى من عجز العقل عن إحداق نظره إليك واطرق الفكر خشية منك بين يديك، وأي شفيع أقوى من رحمتك بالضعفاء وحنوك لمغلوبي حياء.
ويقول أيضا:
أما ما يتعلق بنا فإني على بينة من أمر مولاي، وان كان في قوة بيانه ما يشكك الملائكة في معبودهم والأنبياء في وحيهم، ولكن ليس في استطاعته أن يشك نفسه في نفسه، ولا أن يقنع عقله إلا على بالمحالات وإن كان في طوعه أن يقنع بها من أراد من الشرقيين والغربيين.
قال المؤلف:
هذا بعض ما ورد في خطاب محمد عبده إلى استاذه الأفغاني بتاريخ 5 جمادي الأولى سنة 1300 هـ. وهي عبارات ولا شك خطيرة توجب إعادة النظر في عقيدة الرجل عند من لا تخدعه الأسماء، وقد استغرب السيد رشيد رضا نفسه هذه الرسالة من إستاذه حيث قال عند سياقه لها:
ومن كتاب له إلى السيد جمال الدين عقب النفي من مصر إلى بيروت، وهو أغرب كتبه، بل هو شاذ فيما يصف به استاذه السيد مما يشبه كلام صوفية الحقائق والقائلين بوحدة الوجود التي كان ينكرها عليهم بالمعنى المشهور عنهم، وفيه من الإغراق والغلو في السيد ما يستغرب صدوره عنه، وإن كان من قبيل الشعريات وكذا ما يصف به نفسه بالتبع لاستاذه من الدعوى لم تعهد منه البته. ثم ساق نص الخطاب، ولم ياتزم السيد رشيد رضا الدقة كلها في نقل الرسالة فنراه يحذف بعض العبارات الخطيرة ويضع نقطا واحيانا لا يضع حتى النقط، ويحاول حينا أن يلطف من شدة انحرافه بعض العبارات بتأويلات متكلفه، وأما حذفه بعض العبارات فلعله وضع لنفسه مبررا لذلك فقال في تقديم الخطاب (ومن كتاب له إلى السيد جمال الدين)
وقال في رسالة أخرى لإستاذه بتاريخ 8 شعبان سنة 1300 هـ:
نحن الآن على سنتك القويمة لا تقطع رأس الدين إلا بسيف الدين، ولهذا لو رأيتنا لرأيت زهادا عبادا ركعا سجدا لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[21 - 07 - 07, 03:47 ص]ـ
عاملهما الله بعدله.
هل لنا بمعلومات عن الكتاب الذي نقلت منه جزاك الله خير؟
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[21 - 07 - 07, 05:25 ص]ـ
ومما يؤكد ذلك ما حكاه عنه تلميذه النجيب السيد محمد رشيد رضا في ترجمته في مجلدين وحكى أنه تقابل مع الشيخ النبهاني [على ما فيه من اعتقاد سبحان الله!] فقال الشيخ النبهاني له:
1 - إنه لا يحافظ على صلاة الجماعة فأقر ذلك واعتذر.
2 - إنه لم يحج مع أنه ذهب إلى لندن فأقر.
3 - إنه والأفغاني [كذباً بل هو من آل فارس وهناك صور تثبت ذلك من طلبها وجدها وإنما ذهب إلى كابل؛ ليأخذ الصبغة السنية] ماسونيان فأقر وأردف قائلاً له: لكنني لستُ ماسونياً.
وللمزيد ينظر كتاب الماسونية و الأفغاني وحصوننا مهددة من الداخل للدكتور محمد محمد حسين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/69)
ـ[الديولي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 03:39 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل / ابو سعيد الحميد
الكتاب الذي نقلت منه هذا النص هو: منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير،
تأليف الدكتور فهد الرومي، ط - مؤسسة الرسالة
قال النبهاني: أنه أجتمع به - أي الأفغاني - سنة 1297 هـ، في مصر حين كان مجاورا للأزهر ولازمه من قبل الغروب إلى قرب العشاء فلم يصل المغرب!
ومن أخبار محمد عبده كما ذكر صاحب الكتاب، أن محمد أحمد خلف الله ألف رسالة في (الفن القصصي في القرآن الكريم) زعم فيه أن ورود الخبر في القرآن لا يقتضي وقوعه، وأنه يذكر أشياء وهي لم تقع ويخشى على القرآن من مقارنة أخباره بحقائق التاريخ وقال (أنا لا نتحرج من القول بأن القرآن أساطير) وعندما رفضت جامعة فؤاد هذه الرسالة، دافع عنها أمين الخولي المشرف على الرسالة قائلا: أنها ترفض اليوم ما كان يقرره الشيخ محمد عبده بين جدران الأزهر منذ اثنين واربعين سنة.
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[22 - 07 - 07, 01:21 ص]ـ
أخي الديولي
قد كتبت مقالاً مطولاً فيه طوام محمد عبده .. أرجو مشكوراً أن تعيننا في إيجاد أشياء جديدة حول أمر الرجل
إليك رابط مقالي
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80116&highlight=%DF%DD%D1+%E3%CD%E3%CF+%DA%C8%CF%E5
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[22 - 07 - 07, 09:13 م]ـ
و مما يذكر ان محمد عبده هو من الف او ساهم او اقر كتاب قاسم امين على اقل الاحوال.
و يذهب محمد عماره الى انه جزما ان لم يكن الف الكتاب كاملا فهو الذي حكتب الصول الشرعيه من الكتاب.
و على كل حال فان الكتاب عرض عليه قبل خروجه و الافكار التي فيه هي افكاره التي كان يرددها في سراي الازهر!!
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[22 - 07 - 07, 10:48 م]ـ
وصلني بالبريد الخاص من أحد الإخوان ما يلي فيما يخص محمد عبده. يقول يوسف العييري:
محمد عبده ويعتبر هو المؤسس الحقيقي والأب الفكري والروحي لجيل العصرانيين وهو مطور المذهب بعد جمال الدين الأفغاني، ويلحظ من أراءه أنه يميل كما في التفسير لما يتناسب مع المعارف الغربية السائدة في عصره، فهو يفسر الطير الأبابيل بأنها جراثيم الجديري، أو الحصبة، يحملها نوع من الذباب أو الباعوض،
والنفاثات في العقد بأن المراد فيها النمامون المقطعون لأوامر الألفة،
وعندما تعرض لتفسير قول الله (أني ممدكم بألف من الملائكة .. ) قال إن هذا الإمداد أمر روحاني يؤثر في القلوب فيزيد في قوتها المعنوية .. ثم قال .. وما أدري أين يضع بعض العلماء عقولهم عندما يغترون ببعض الظواهر، وببعض الروايات الغريبة التي يردها العقل، ولا يثبتها ما له قيمة من النقل)
ويقول عن منهجه في التفسير في كتابه الإسلام والنصرانية (الأصل للإسلام النظر العقلي لتحصيل العلم، وهو وسيلة الإيمان .. والأصل الثاني للإسلام تقديم العقل على ظاهر الشرع عند التعارض) ويوضح منهجه في الحديث كما في تفسيره لجزء عم (وعلى أي حال فلنا بل علينا أن نفوض الأمر في الحديث ولا نحكمه في عقيدتنا، ونأخذ بنص الكتاب وبدليل العقل)
ويقول في رسالته (الإسلام والنصرانية) (اتفق أهل الملة الإسلامية إلا قليلاً ممن لا ينظر إليه على أنه إذا تعارض العقل والنقل أخذ بما دل عليه العقل)!!،
أما أراءه الفقهية فهو يرى حل إيداع الأموال في صندوق التوفير وأخذ الفائدة عليها، وتعدد الزوجات قال عنه أن الملابسات السائدة والظروف في المجتمع تجعل من المستحيل العدل بين النساء ولا بد من منع تعدد الزوجات إلا في حالات استثنائية يقرها القاضي، وقال عن الإيمان (وقد اتفق المسلمون إلا قليلاً منهم ممن لا يعتد برأيه على أن الاعتقاد بالله مقدم على الاعتقاد بالنبوات، وأنه لا يمكن الإيمان بالرسل إلا بعد الإيمان بالله فلا يصح أن يؤخذ الإيمان بالله من كلام الرسل، ولا من الكتب المنزلة .. )، وقد اهتم بالتقريب بين الأديان إذ أنشأ جمعية سياسية دينية سرية هدفها التقريب بين الأديان الثلاثة (الإسلام والنصرانية واليهودية) وذلك في بيروت بعد أن توقفت مجلته (العروة الوثقى)، واشترك معه في تأسيس الجمعية: ميرزا باقر، وعارف أبو تراب، والقس إسحق تيلر، وبعض الإنجليز اليهود وكان محمد عبده صاحب الرأي الأول فيها (تاريخ الأستاذ الإمام .. لرشيد رضا)،
وقال محمد عمارة في كتابه (الأعمال الكاملة لمحمد عبده) (ويرى بعض الباحثين أن الشيخ محمد عبده كان وراء قاسم أمين في كتابه (تحرير المرأة) وأن الكتاب قد جاء ثمرة لعمل مشترك بين كل من الشيخ محمد عبده وقاسم أمين، وكانت الصياغة النهائية بقلم الشيخ محمد عبده) وقال (بل يرى بعضهم أن الشيخ محمد عبده هو الذي ألفه ووضع اسم قاسم أمين عليه دفعاً للحرج، وكان ذلك بإشارة من (اللورد كرومر) والأميرة نازلي، إذ كان هؤلاء يترددون على صالونها باستمرار)، وقال عنه الشيخ مصطفى صبري في كتابه (موقف العقل والعلم والعالم ... ) (أما النهضة المنسوبة إلى الشيخ محمد عبده فخلاصتها أنه زعزع الازهر عن جموده على الدين، فقرب كثيراً من الأزهريين إلى اللادينيين خطوات، ولم يقرب اللادينيين إلى الدين خطوة، وهو الذي أدخل الماسونية في الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين، كما أنه هو الذي شجع قاسم أمين على ترويج السفور في مصر
هذا ما أرسله لي أحد الإخوان ... سوف أنشر اسمه، إذ أنه عضو في المنتدى إذا أذن لي بذلك.
نريد من الأخوة المزيد من النقول والنصوص
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/70)
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[23 - 07 - 07, 10:35 م]ـ
هذا ما أرسله لي أحد الإخوان ... سوف أنشر اسمه، إذ أنه عضو في المنتدى إذا أذن لي بذلك.
هو الأخ الفاضل مجاهد الشهري .. فتح الله عليه.
ـ[الديولي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 11:14 ص]ـ
السلام عليكم
الغريب يا أخي أبي مالك من ثناء العلامة أحمد شاكر لمحمد عبد بقوله:
ولقد قيض الله للإسلام إما من أئمته، وعلما من أعلام الهدى، وهو الأستاذ محمد عبد - رحمه الله - فأرشد الأمة الإسلاميه إلى الإستمساك بهدي كتابها، ودلها على الطريق القويم في فهمه وتفسيره، وكان منارا يهتدى به في هذا السبيل، وألقى في الأزهر دروسا عالية في التفسير، وكان - فيما أظن - يرمي بذلك إلى أن يسترشد علماء الأزهر بذلك، فينهجوا نهجه، ويسيروا على رسمه، ولكنهم لم يأبهوا له إلا قليلا، ولم ينتفع بما سمع منه إلا أفرادا أفذاذا، وبقي دهماؤهم على ما كانوا عليه
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 09:44 م]ـ
حقاً إنه أمر غريب .. ولكن إذا عرفنا نحن حقيقة محمد عبده، لن يغير ثناء عابر موجز، ما لدينا من مثالب شنيعة وقع فيها محمد عبده.
إليك شيئاً منها:
يقول محمد عبده ناصحاً الشيخ الجزائري عبد الحميد سمايا، في الوقت الذي تحتل فرنسا بلاد الأخير، ما يلي: "الناس محتاجون إلى نور العلم، والصدق في العمل، والجد في السعي؛ حتى يعيشوا في سلام وراحة مع من يجاورهم من أهل الأمم الأخرى" .. ! [فتاوى محمد رشيد 3/ 115،892]، بواسطة سليمان الخراشي، بحث بعنوان العصرانية قنطرة العلمانية
ويقول الدكتور محمد محمد حسين، معلقاً على فتاواه: "مثل هذه الآراء قد تبدو في ظاهرها لا بأس بها، ولا غبار عليها، بينما هي في حقيقة الأمر تدعو إلى التحرر Liberalism الذي يذهب في التسامح الديني إلى درجة تكاد تنمحي معها الحدود الفاصلة بين المذاهب والنحل" [الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر 2/ 343] بواسطة سليمان الخراشي، بحث بعنوان العصرانية قنطرة العلمانية
ولدي مزيد .. سأعود بإذن الله فيما بعد
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 11:20 م]ـ
ه>ه صورة لاحدى رسائل محمد عبده الى الأفغاني
ـ[الحسن بن عبد الله الصياغي]ــــــــ[19 - 08 - 07, 12:12 ص]ـ
عاملهما الله بعدله.
بل نسأل الله تعالى لنا ولهما ولجميع موتى المسلمين المغفرة والرحمة
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 11:40 م]ـ
بل نسأل الله تعالى لنا ولهما ولجميع موتى المسلمين المغفرة والرحمة
أخي الحسن ... أرجو أن تقرأ ما كتب جيداً، فالمعاصرين له ومن بعده يهاجمونه، ويرونه سبب خراب الأزهر، وضلال جمع من المسلمين. فأرجو أن تعيد قراءة ما كتب.
أخي يوسف .. لم نلتق في موضوع منذ زمن .. جزيت خيراً على الصورة.
إليكم كلاماً في غاية الأهمية عن دور محمد عبده ونشاطه الفكري
يقول الكتور محمد كامل ضاهر: "أعطى الشيخ محمد عبده تشجيعاً كبيراً للعلمانيين ومنطلقاتهم الفكرية، بل إنهم اعتمدوا على الكثير من آرائه لدعم اتجاهاتهم وحركتهم في مجتمع مشبع بالقيم والتقاليد الدينية الراسخة. فماذا يطلب العلمانيون أكثر من رأيه في السلطتين الزمنية والدينية؟! ونظرته إلى العقل، ودوره في تنظيم شؤون الحياة والمجتمع؟ ورأيه في المرأة وفي كثير من المسائل المالية والاجتماعية التي اجتهد فيها لمصلحة الأمة والوطن والفقراء من الناس، وليس للمصالح الفردية؟ "
[من كتاب الصراع بين التيارين الديني والعلماني في الفكر العربي الحديث، ص191 - 192] بواسطة بحث للشيخ سليمان الخراشي، بعنوان (العصرانية قنطرة العلمانية)
ـ[أبوالشيماء]ــــــــ[24 - 08 - 07, 02:46 ص]ـ
إذا تكلمت مع أحد الأزهريين عن عقيدة محمد عبده أنشد لك بيتين له عندما سأله أحدهم عن عقيدته مشككا فأنشد:
سائلي عن عقيدتي أحسن الله ظنه
شهد الله أنها شهد الله أنه
وهذه حجة من لا حجة له
ـ[ابوعبدالملك الأنصاري]ــــــــ[24 - 08 - 07, 03:21 ص]ـ
و من نظر في الأمر و حقق وجد أن على جمعة مفتي الديار المصرية ما هو إلا محمد عبده جديد هداه الله و أعاده إلى الجادة.
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[26 - 08 - 07, 10:22 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/71)
يقول الدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفى في كتابه (تاريخ مصر السياسي) عن محمد عبده وتلاميذه بأنهم "كانوا أكثر فعالية من كل العلمانيين الصرف"!. [الاتجاهات الحديثة في الإسلام، ص47، بواسطة (العصرانية قنطرة العلمانية لسليمان الخراشي)]
ويقول الشيخ ناصر العقل عن محمد عبده وتلاميذه:\"لهم آراء ومناهج ليست علمانية (صريحة) لكنها في سبيل العلمنة" [الاتجاهات العقلانية الحديثة، ص386]، بواسطة (العصرانية قنطرة العلمانية)
سأعود بإذن الله فيما بعد، ومعي مزيد من النصوص حول هذا الرجل
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 12:03 ص]ـ
يوجدت بالصدفة مقالاً من أحد عتاة الليبراليين .. إنه نصر أبو زيد .. ويكفيك في معرفة شأن محمد عبده، أن أثنى عليه مثل هذا الرجل.
يقول نصر أبو زيد:
فمحاولات الأفغاني لإعادة فتح أبواب الاجتهاد في الفكر الإسلامي أتت أُكُلُها على يد "عبده" سواء منها ما يتصل بالمساواة بين المسلم وغير المسلم، أو بالمساواة بين الرجل والمرأة. أقام عبده هذه المساواة على أسس التأويل العقلاني للنصوص الأساسية. أما مفهوم "العدل" الاجتماعي، الذي جعل الأفغاني "يفيض في اشتراكية الإسلام ويقارن بينها وبين اشتراكية الغرب" –فيما يورده عنه "أحمد أمين"، فقد أسسه "عبده" على أساس تأويلي مكين في تفسيره الذي تناولنا كثيرا من جوانبه في كتاباتنا
ويقول عن عقيدة محمد عبده:
"حاول الشيخ "محمد عبده" في "رسالة التوحيد" –المحاولة الوحيدة في العصر الحديث لصياغة لاهوت إسلامي عصري– أن يفتح النقاش حول قضية "الوحي" و"كلام الله"؛ فاختار في الطبعة الأولى للرسالة أن ينحاز لموقف المعتزلة كما انحاز لموقفهم في قضية "العدل الإلهي وخلق الأفعال"، لكنه سرعان ما غير موقفه في الطبعة الثانية من الكتاب، وربما قام بذلك "رشيد رضا" رفيق الإمام وتلميذه، لينحاز لموقف الأشاعرة، وهو الموقف الذي يميز في الكلام الإلهي بين "الصفة القديمة الأزلية" للكلام الإلهي وبين "القرآن المتلو" المحكي بأصواتنا البشرية، وهذا هو المخلوق لا غيره."
النقل من هذا الرابط
http://www.ibn-rushd.org/arabic/Rede-AbuZaid-A.htm
ـ[الديولي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 05:33 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا مالك
قال المروذي: قلت لأبي عبد الله - يعني إمامنا أحمد - ترى للرجل أن يشتغل بالصوم والصلاة
ويسكت عن الكلام في أهل البدع؟ فكلح وجهه وقال: إذا هو صام وصلى واعتزل الناس أليس إنما
هو لنفسه؟ قلت: بلى قال: فإذا تكلم كان له ولغيره يتكلم أفضل.
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[29 - 08 - 07, 06:39 ص]ـ
أخي الديولي .. جزيت خيراً .. على طرحك للموضوع .. فقد ظننت أن جهدي حول محمد عبده قد راح ادراج الرياح بعد أن أغلق موضوعي حوله.
إليكم المزيد من النصوص حول شأن عبده.
يقول الشيخ سليمان الخراشي حفظه الله في بحثه العصرانية قنطرة العلمانية:
"ولقد تنبه أحد الأذكياء (وهو المنفلوطي) إلى خطورة هذا الأمر في دعوة شيخه العصراني محمد عبده فخص هذا بمقالة جميلة تخيل فيها أنه استمع إلى حوار بين شيخه محمد عبده وقاسم أمين في عرصات يوم القيامة! فتأمل ماذا دار بينهما. "
ويتابع، فيقول على لسان قاسم أمين مخاطباً محمد عبده:
"فقال: أتأذن لي يا مولاي أن أقول لك: إنك قد وقعت في مثل ما وقعت فيه من الخطأ، وإنك نصحتني بما لم تنتصح به، أنا أردت أن أنصح المرأة فأفسدتها كما تقول. وأنت أردت أن تحيي الإسلام فقتلته، إنك فاجأت جهلة المسلمين بما لا يفهمون من الآراء الدينية الصحيحة والمقاصد العالية الشريفة، فأرادوا غير ما أردت: وفهموا غير ما فهمت. فأصبحوا ملحدين، بعد أن كانوا مخرفين، وأنت تعلم أن ديناً خرافياً خير من لا دين. أوَّلت لهم بعض آيات الكتاب فاتخذوا التأويل قاعدة حتى أولوا الملك والشيطان والجنة والنار! وبيّنت لهم حكم العبادات وأسرارها وسفّهت لهم رأيهم في الأخذ بقشورها دون لبابها، فتركوها جملة واحدة! وقلت لهم: إن الولي إله باطل، والله إله حق؛ فأنكروا الألوهية حقها وباطلها، فتهلل وجه الشيخ وقال له: ما زلت يا قاسم في أخراك، مثلك في دنياك، لا تضطرب في حجة، ولا تنام عن ثأر" أ. هـ النقل وقد عزاه إلى النظرات (1/ 152 - 154)
قلت (أي أبو مالك): إذا كان الأديب بعي حقيقة محمد عبده، فلا بد أن رائحة باطله قد أزكمت الأنوف في ذلك العصر، فهل هنالك من أحد من غير فئة العلماء قد كتب عن محمد عبده؟
ولي عودة بإذن الله
ـ[ناصر0]ــــــــ[06 - 09 - 07, 05:54 م]ـ
حسن الله إليكم يا الإخوة الأفاضل, كنت مسرورا للقاء معكم حول حديث عن محمد عبده, وأرجوكم الإحالة الكاملة إلى مصادر نقل تلك المقالات, لأني بحاجة ماسة إلى ذلك, وأنا الآن في كتابة رسالة ماجستير عن محمد عبده ومنهجه في التعامل مع السنة النبوية, وينقصني مراجعي في هذا الموضوع, ومن خلال طرحكم لهذا الكلام عن محمد عبده قد استفدت كثيرا, إلا أني أود توجيهاتكم أكثر حول موضوعي مع الإحالة الكاملة إلى المصادر, وأسأل الله المولى أن يجعل هذا في ميزان حسناتكم.
والسلام عليكم
بريدي: lukass95@maktoob.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/72)
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[13 - 09 - 07, 11:34 ص]ـ
الغريب أن موقعاً إسلامياً ينقل عن موقع علماني [أقل ما يقال عن الأخير أنه حقير]، مقالاً عنوانه "الإمام محمد عبده وآراؤه التنويرية والإصلاحية ... وقفة مع الأستاذ الإمام محمد عبده" .. جاء فيه ما يلي:
موقف محمد عبده من الصوفية
في حوار دار بينه وبين الشيخ رشيد رضا حول التصوف والصوفية، يصرح الأستاذ الإمام بأن كل ما هو فيه من نعمة في دينه فسببها التصوف، وأنه لم يوجد في أمة من الأمم من يضاهي الصوفيّة في علم الأخلاق وتربية النفوس، وإنه بضعف هذه الطبقة وزوالها فقدنا الدين، وإن سبب ما ألم بها تحامل الفقهاء عليهم، وأخذ الأمراء بقول الفقهاء فيهم فأولئك يكفّرون وهؤلاء يعذبون ويقتلون حتى إنه قتل في القاهرة في يوم واحد خمسمائة صوفيّ، وهذا سبب لجوئهم إلى الاختفاء، وكلامهم في عقائدهم واصطلاحاتهم وأعمالهم وما يحصل لهم من الذوق والوجدان برموز وإشارات لا يعرفها إلا أهلها الذين سلكوا هذه الطريقة إلى نهايتها، فمن أخذ بظاهر أقوالهم ضل.
موقف محمد عبده من الطائفة البابية
وحين يسأل الشيخ رشيد رضا الأستاذ الإمام عن الطائفة البابية يجيبه قائلا: "إن هذه الطائفة هي الطائفة الوحيدة التي تجتهد في تحصيل العلوم والفنون بين المسلمين، وفيها العلماء العقلاء، ولا أعلم حقيقة مذهبهم، ولا أدري هل ما يقال عنهم من الحلول ونحوه صحيحا أم لا؟ بل أستغربه جدًّا".
ثناء محمد عبده على زعيم للبهائية، وموقف عبده من مسألة تعدد الزوجات
وحين يسأله الشيخ رشيد عن عباس أفندي نجل البهاء منظم الدعوة البهائية والذي سمع عن براعته في العلم والسياسة يجيبه الأستاذ الإمام: "إن عباس أفندي رجل كبير، هو الرجل الذي يصح إطلاق هذا اللقب (كبير) عليه. وفي الوقت الذي ينكر فيه الشيخ رشيد رضا على البهائية مسألة تعدد لزوجات، حيث يبيحون الجمع بين امرأتين فقط، يرى الأستاذ الإمام أن للتعدد والتسري مفاسد كان لها الأثر الأكبر في ضعف الأمة وسقوطها إلى الدرك التي هي فيه، بعد أن خرج بهما المسلمين عن هداية الشرع إلى الإسراف في استفراغ الشهوة بدون ملاحظة الغرض الديني. من هذه المفاسد التي تترتب على التعدد والتسري فساد البيوت بانتقال التعادي والتباغض من الزوجتين أو الزوجات إلى أولادهن فيتعذر معها تهذيبهم ... أما السلاطين والأمراء فإذا كان في قصر أحدهم هذا العدد الكثير من النساء فمتى يصفو فكره للإصلاح والنظر في شؤون الأمة؟!!
أما حين يقول الشيخ رضا: إن البهائية يقولون بصحة جميع الأديان والكتب الدينية، ويدعون جميع أهل الملل إلى دينهم لتوحيد كلمة البشرية فإن الإمام يرى أن التقريب بين الأديان مما جاء به الدين الإسلامي (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم).ومن الجلي أنه ما كانت لتكون آراء الأستاذ الإمام المتقدمة على هذا النحو لولا إيمانه بأحد أهم أصول الأحكام في الإسلام، وهو البعد عن التكفير، فقد أوضح الإمام أنه مما اشتهر بين المسلمين وعرف من قواعد أحكام دينهم، أنه إذا صدر قول من قائل يحتمل الكفر من مئة وجه، ويحتمل الإيمان من وجه واحد، حمل على الإيمان ولا يجوز حمله على الكفر.
كل هذا الكلام وجدته في هذا الموقع، كتبته ليلى دورا
http://www.islamonline.net/arabic/In_Depth/MohamadAbdo/Articles/08.shtml
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[14 - 09 - 07, 04:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وقد استفدت كثيرا من مشاركات الاخ ابو مالك العربي
ولكن لي تساؤل هل كان الشيخ المراغي شيخ الازهر مثل شيخه الشيخ محمد عبده؟
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[15 - 09 - 07, 08:19 ص]ـ
أخي عمار ..
وجزاك خيرا ...
أخفض رأسك ... فمقص الرقيب قد يقص الرقبة أو المقال إذا لم يغلق الموضوع. (ابتسامة)
بإذن الله سأكتب ما لدي عن المراغي في منتدى آخر .. وسأخبرك بإذن الله حين أفعل
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[15 - 09 - 07, 12:55 م]ـ
طيب ياريت تخبرني اخي أنا منتظرك جدا (ابتسامتين)
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[28 - 11 - 07, 07:36 م]ـ
طيب ياريت تخبرني اخي أنا منتظرك جدا (ابتسامتين)
أخي عمار .. أعدك بأن أنهي بحثي حول المراغي في أسرع وقت .. فقد كنت مشغولاً بمشاغل الدنيا
بالنسبة لمحمد عبده .. وقعت على كلام لأحد الغربيين عنه. يقول غليفورد غورتز في مقال له، ترجمه حسن بن سليمان ترجمة سيئة بعض الشيء، تحت عنوان (نموذجية الإسلام الحداثي):
"إن الحالة الإسلامية نموذجية في هذا السياق. فالبحث عن معادل الإصرح البروتستانتي في الإسلام يشغل مثقفي الغرب (وآخرين خرجوا من هذا الصنف) منذ محمد عبده (ت1905) وجمال الدين الأفغاني ت (1897) وغيرهم من ممثلي الفكر العربي في الفترة الليبرالية. فإخفاق هذه الخطوات في اتجاه إسلام إصلاحي مجرّد ومحدّث. صرح محمد عبده ذات مرة أنه يلتقي أشخاصاً يشبهونه في لندن أكثر من القاهرة ... "
ص96، غليفورد غورتز، الدين موضوع المستقبل ... الصراعات والاختلافات والمفهمة الجديدة، مجلة كتابات معاصرة، آذار /نيسان 2007م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/73)
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[28 - 11 - 07, 08:07 م]ـ
نستغفر الله من اقوال هذا الرجل والحمد لله لم يعد من العلم المنتسب اليهم كثيرا ينشر بل بقي اسمهم علي انهم من العلماء وقد علم الله ما في انفسهم عاملهم الله بما عملوا
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[04 - 12 - 07, 05:01 ص]ـ
أحدهم يدعى رفعت السعيد .. وهو يساري، وعدو لدود للإسلاميين بشتى أطيافهم .. إلا المتزندق منهم. لا تعرف تعريفاً للإسلامي عنده إلا من دعا إلى العلمانية. يقول في مقال له، وهو يعرف القراء بكتاب لباحث في الفلسفة يدعى عاطف العراقي:
" .. ويلخص لنا أستاذنا الدكتور عاطف العراقي في كتابه الإسلام دين العلم والمدنية للشيخ محمد عبده .. تحقيق ودراسة تحليلية نقدية رؤية الإمام محمد عبده لأصول الإسلام كما أوردها في الكتاب .. يلخصها في ثمانية مبادئ هي:
- النظر العقلي لتحصيل الإيمان
- تقديم العقل علي ظاهر الشرع عن التعارض
- البعد عن التكفير
- الاعتبار بسنن الله في الخلق
- قلب السلطة الدينية وإنهائها من أساسها
- حماية الدعوة لمنع الفتنة
- مودة المخالفين في العقيدة
- الجمع بين مصالح الدنيا والآخرة
ويمضي الدكتور العراقي قائلا: ونود أن نقف وقفة قصيرة عند أكثر هذه الأصول، إذ سيتضح لنا سعة أفق الشيخ محمد عبده وعقليته النقدية الدقيقة، والواقع أن الإنسان حينما يقرأ آراء محمد عبده أثناء حديثه عن هذه الأصول يدرك تمام الإدراك أننا الآن في أمس الحاجة إلي مثل هذه الآراء سواء في حياتنا الفكرية أو حياتنا الاجتماعية السياسية، إن ما نجده عند محمد عبده أفضل بكثير من تلك الآراء التي تتردد اليوم عند كثير من المشايخ في مصر وبقية بلدان العالم العربي والتي تعد معبرة عن الرجعية والتخلف والقصور الذهني قلبا وقالبا ص26 .. ".
انتهى النقل من هذا الرابط:
http://www.al-ahaly.com/articles/06-08-09/1289-col-egy.htm
أما الشخص الآخر .. فأنا أرشحه لتلقد مكانة عالية في العلمانية والتزندق، لكونه ينتصر بكل وسيلة ممكنة للعلمانية، كما فعل من قبل فرج فودة ونصر أبو زيد .. وهو جابر عصفور عليه من الله ما يستحق.
يقول جابر عصفور عن محمد عبده:
"لم يكن من قبيل المصادفة أن يذهب الإمام محمد عبده (1849 - 1905) إلي أن الإسلام هدم بناء السلطة الدينية , ومحا أثرها , حتي لم يبق لها عند الجمهور من أهله اسم ولا رسم , وأن الإسلام لم يدع لأحد , بعد الله ورسوله , سلطانا علي عقيدة أحد ولا سيطرة علي إيمانه , وأن الرسول [كان مبلغا ومذكرا لا مهيمنا ولا مسيطرا , ولم يجعل لأحد من أهله سلطة أن يحل ولا أن يربط لا في الأرض ولا في السماء. وكان محمد عبده ينفي - بهذه الكلمات - ما قد تحتمله الثنائية التي أكدها أستاذه ما بين السلطة الزمنية والسلطة الروحية , نافيا عن الثانية معني ' السلطة ' من المنظور الإسلامي"
انتهى النقل من هذا الرابط
http://demokratia-shaabia.com/site/*******/show_news.php?subaction=showfull&id=1178099903&archive=&start_from=&ucat=3&
المضحك والمبكي هو أن هذا الرجل - أي جابر عصفور- يعقد كثيراً من محاضراته مع وزير الأوقاف حمدي زقزوق. ويبدو أنهما وجين لعملة واحدة!!
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[14 - 01 - 08, 12:10 ص]ـ
لا تعليق!!
هذه الرسالة كتبها محمد عبده إلى جمال الدين الأفغاني
http://www.al-mahaja.org/khalifa/58.jpg
http://www.al-mahaja.org/khalifa/59.jpg
http://www.al-mahaja.org/khalifa/60.jpg
http://www.al-mahaja.org/khalifa/61.jpg
بعض ما ورد في هذه الرسالة من عبارات خطيرة يقول محمد عبده:
http://www.al-mahaja.org/khalifa/62.jpg
http://www.al-mahaja.org/khalifa/63.jpg
http://www.al-mahaja.org/khalifa/64.jpg
نقلا من كتاب منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير (153 - 159)
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[14 - 01 - 08, 11:27 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[14 - 01 - 08, 11:39 م]ـ
وإياكم أخي الكريم.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[17 - 01 - 08, 01:57 م]ـ
هذه عبارات خطيرة نسأل الله السلامة والعافية والثبات على التوحيد الصافي.(43/74)
إخوانى ...... الأمر خطير جدا ... إنه الشرك
ـ[السني]ــــــــ[21 - 07 - 07, 07:27 ص]ـ
وكيف لا يكون كذلك، وقد قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يُشرك به}.
إخوتي تعالوا نقرأ كلام أئمة التوحيد عن هذا الأمر الخطير، ألا وهو الشرك في النيات، ولْتَعِ قلوبنا عظم هذا الأمر، ولتدق ناقوس الخطر.
قال الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب عليه رحمات الملك التواب:
باب
من الشرك إرداة الإنسان بعمله الدنيا
قال العلامة عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ شارحاً لكتاب جده:
قوله: (باب: من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا):
فإن قيل: فما الفرق بين هذه الترجمة وبين ترجمة الباب قبله؟
قلت: بينهما عموم وخصوص مطلق، يجتمعان في مادة، وهو ما إذا أراد الإنسان بعمله التزين عند الناس والتصنع لهم والثناء، فهذا رياء كما تقدم بيانه، كحال المنافقين. وهو أيضاً إرادة الدنيا بالتصنع عند الناس، وطلب المدحة منهم والإكرام. ويفارق الرياء بكونه عمل عملاً صالحاً، أراد به عرضاً من الدنيا، كمن يجاهد ليأخذ مالاً، كما في الحديث " تعس عبد الدينار " أو يجاهد للمغنم أو غير ذلك من الأمور التي ذكرها شيخنا عن ابن عباس رضي الله عنه وغيره من المفسرين في معنى قوله تعالى: " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها ".
وأراد المصنف رحمه الله بهذه الترجمة وما بعدها أن العمل لأجل الدنيا شرك ينافي كمال التوحيد الواجب، ويحبط الأعمال، وهو أعظم من الرياء، لأن مريد الدنيا قد تغلب إرادته تلك على كثير من عمله، وأما الرياء فقد يعرض له في عمل دون عمل، ولا يسترسل معه، والمؤمن يكون حذراً من هذا وهذا.
قال: (وقوله تعالى: " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون"):
قال ابن عباس رضي الله عنه: " من كان يريد الحياة الدنيا " أي ثوابها. وزينتها، أي مالها. نوف، أي نوفر لهم ثواب أعمالهم بالصحة والسرور في المال والأهل والولد: " وهم فيها لا يبخسون " لا ينقصون، ثم نسختها:، " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد " الآيتين. رواه النحاس في ناسخه.
قوله: ثم نسختها أي قيدتها. فلم تبق الآية على إطلاقها.
وقال قتادة: من كانت الدنيا همه وطلبته ونيته جازاه الله بحسناته في الدنيا ثم يفضي إلى الآخرة وليس له حسنة يعطي بها جزاء، وأما المؤمن فيجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة ذكره ابن جرير بسنده، ......
وقد سئل شيخنا المصنف رحمه الله عن هذه الآية فأجاب بما حاصله: ذكر عن السلف فيها أنواع مما يفعله الناس اليوم ولا يعرفون معناه.
فمن ذلك: العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله: من صدقة وصلاة، وصلة وإحسان إلى الناس، وترك ظلم، ونحو ذلك مما يفعله الإنسان أو يتركه خالصاً لله، لكنه لا يريد ثوابه في الآخرة، إنما يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله وتنميته، أو حفظ أهله وعياله، أو إدامة النعمة عليهم، ولا همة له في طلب الجنة والهرب من النار، فهذا يعطي ثواب عمليه في الدنيا وليس له في الآخرة من نصيب. وهذا النوع ذكره ابن عباس.
----------------------
إخوتي: قال ابن القيم في الجواب الكافي: "وأما الشرك فى الارادات والنيات فذلك البحر الذى لا ساحل له وقل من ينجو منه فمن أراد بعمله غير وجه الله ونوى شيئا غير التقرب إليه وطلب الجزاء منه فقد أشرك فى نيته وإرادته والإخلاص أن يخلص لله فى أفعاله وأقواله وإرادته ونيته"
-----------------------
نسأل الله الإخلاص ........
نسأل الله الإخلاص ........
نسأل الله الإخلاص ........
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 12:01 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[23 - 07 - 07, 03:30 ص]ـ
ملخص الكلام في هذا الباب:
أن العمل المتعلق بأمور الآخرة كقراءة القرآن أو طلب العلم الشرعي إذا عمله العبد من أجل الأجر الدنيوي فعمله حابط وقد وقع في الشرك.
أما إذا كان العمل من أعمال الدنيا كبناء منزل أو تعلم الهندسة مثلا فلا يشترط فيه أن تكون النية من أجل الآخرة.
بقي مسألة وهي التي تسمى عند أهل العلم (التشريك في النية):
ففي القسم الأول المذكور آنفا إذا عمله العبد من أجل الآخرة لكنه كان يريد أجرا عليه في الدنيا فهو لما غلب .. فإن كانت نية الآخرة هي الغالبة فهو على خير لكن ينقص أجره وإن كانت نية الدنيا هي الغالبة فحكمه كما في القسم الثاني.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[24 - 07 - 07, 02:22 ص]ـ
>>روى مسلم في صحيحه (2985) (كتاب الزهد والرقائق/46):
عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((قال الله تبارك وتعالى:أَنَا أَغْنَى الشُرَكَاءِ عَنْ الشِّركِ , مَنْ عَمَلَ عَمَلاًَ أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ))
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/75)
ـ[معتصم المقدسي]ــــــــ[25 - 07 - 07, 12:59 م]ـ
قال تعالى:
{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}
سُورَةُ لُقْمَانَ
وقال تعالى:
{وَلَقَدْ اُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} سُورَةُ الزُّمَرِ
ثم أنظر كيف ربط الصادق المصدوق نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الشرك بالظلم, كما روى البخاري في صحيحه:
حَدَّثَنِى إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنه - قَالَ لَمَّا نَزَلَتِ (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّنَا لاَ يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ «لَيْسَ ذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهْوَ يَعِظُهُ (يَا بُنَىَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ). ومما روي في صحيح البخاري أيضا:
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَمَّا نَزَلَتِ (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) قَالَ أَصْحَابُ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ فَنَزَلَتْ (لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).
وكما نعلم , فإن نوحاً ومحمداً صلى الله عليه وسلم, هما أول من أرسل وآخر من أرسل، والملة والدين كله محصور من نوح الى محمد صلى الله عليه وسلم, كما أخبرنا القرآن {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} سُورَةُ النِّسَاءِ , فلقد كان التحذير من الشرك والنهي عنه من عهد نوح عليه السلام , كما روى الإمام إحمد في مسنده:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِى سَمِعْتُ الصَّقْعَبَ بْنَ زُهَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَعْرَابِىٌّ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ طَيَالِسَةٍ مَكْفُوفَةٌ بِدِيبَاجٍ أَوْ مَزْرُورَةٌ بِدِيبَاجٍ فَقَالَ إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا يُرِيدُ أَنْ يَرْفَعَ كُلَّ رَاعٍ ابْنِ رَاعٍ وَيَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ ابْنِ فَارِسٍ َقَامَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- مُغْضَباً فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ فَاجْتَذَبَهُ وَقَالَ «لاَ أَرَى عَلَيْكَ ثِيَابَ مَنْ لا َيَعْقِلُ». ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَجَلَسَ فَقَالَ «إِنَّ نُوحاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَعَا ابْنَيْهِ فَقَالَ إِنِّى قَاصِرٌ عَلَيْكُمَا الْوَصِيَّةَ آمُرُكُمَا بِاثْنَتَيْنِ وَأَنْهَاكُمَا عَنِ اثْنَتَيْنِ أَنْهَاكُمَا عَنِ الشِّرْكِ وَالكِبْرِ وَآمُرُكُمَا بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَإِنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا فِيهِمَا لَوْ وُضِعَتْ فِى كِفَّةِ الْمِيزَانِ وَوُضِعَتْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فِى الْكِفَّةِ الأُخْرَى كَانَتْ أَرْجَحَ وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا حَلْقَةً فَوُضِعَتْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ عَلَيْهِمَا لَفَصَمَتْهَا أَوْ لَقَصَمَتْهَا وَآمُرُكُمَا بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فَإِنَّهَا صَلاَةُ كُلِّ شَىْءٍ وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَىْءٍ».
ـ[معتصم المقدسي]ــــــــ[25 - 07 - 07, 01:21 م]ـ
روى الترمذي في سننه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/76)
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَّمٍ أَنَّ أَبَا سَلاَّمٍ حَدَّثَهُ أَنَّ الْحَارِثَ الأَشْعَرِىَّ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا وَيَأْمُرَ بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا وَإِنَّهُ كَادَ أَنْ يُبْطِئَ بِهَا فَقَالَ عِيسَى إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ لِتَعْمَلَ بِهَا وَتَأْمُرَ بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا فَإِمَّا أَنْ تَأْمُرَهُمْ وَإِمَّا أَنَا آمُرُهُمْ. فَقَالَ يَحْيَى أَخْشَى إِنْ سَبَقْتَنِى بِهَا أَنْ يُخْسَفَ بِى أَوْ أُعَذَّبَ فَجَمَعَ النَّاسَ فِى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَامْتَلأَ الْمَسْجِدُ وَقَعَدُوا عَلَى الشُّرَفِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِى بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ أَوَّلُهُنَّ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَإِنَّ مَثَلَ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ فَقَالَ هَذِهِ دَارِى وَهَذَا عَمَلِى فَاعْمَلْ وَأَدِّ إِلَىَّ فَكَانَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّى إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ فَأَيُّكُمْ يَرْضَى أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّلاَةِ فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلاَ تَلْتَفِتُوا فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ فِى صَلاَتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ وَآمُرُكُمْ بِالصِّيَامِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ فِى عِصَابَةٍ مَعَهُ صُرَّةٌ فِيهَا مِسْكٌ فَكُلُّهُمْ يَعْجَبُ أَوْ يُعْجِبُهُ رِيحُهَا وَإِنَّ رِيحَ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ فَأَوْثَقُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ وَقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ فَقَالَ أَنَا أَفْدِيهِ مِنْكُمْ بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ. فَفَدَى نَفْسَهُ مِنْهُمْ وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِى أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ كَذَلِكَ الْعَبْدُ لاَ يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلاَّ بِذِكْرِ اللَّهِ». قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللَّهُ أَمَرَنِى بِهِنَّ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ وَالْجِهَادُ وَالْهِجْرَةُ وَالْجَمَاعَةُ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلاَمِ مِنْ عُنُقِهِ إِلاَّ أَنْ يَرْجِعَ وَمَنِ ادَّعَى دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ». فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ قَالَ «وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ فَادْعُوا بِدَعْوَى اللَّهِ الَّذِى سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ». هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَارِثُ الأَشْعَرِىُّ لَهُ صُحْبَةٌ وَلَهُ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ.(43/77)
ابراهيم السكران في (مآلات الخطاب المدني) يفضح التنويريين!!
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[22 - 07 - 07, 09:37 ص]ـ
مدخل
http://www.alasr.ws/images/asr-spacer.gif
كثير من تلك الطاقات الشبابية المفعمة التي بدأت مشوارها بلغة دعوية دافئة أصبحت اليوم —ويالشديد الأسف- تتبنى مواقف علمانية صريحة, وتمارس التحييد العملي لدور النص في الحياة العامة, وانهمكت في مناهضة الفتاوى الدينية والتشغيب عليها, وانجرت إلى لعب دور كتاب البلاط فأراقت كرامتها ودبجت المديح, وأصبحت تتبرم باللغة الإيمانية وتستسذجها وتتحاشى البعد الغيبي في تفسير الأحداث, بل وصل بعضهم الى التصريح باعتراضات تعكس قلقاً عميقاً حول أسئلة وجودية كبرى, واستبدلت هذه الشريحة بمرجعية "الدليل" مرجعية "الرخصة" أينما وجدت بغض النظر هل تحقق المراد الإلهي أم لا؟
*******
كتب الاستاذ ابراهيم السكران كتابا ـ او دراسة ـ اسماها مآلات الخطاب المدني و المكون من 170 صفحه يفضح فيه اهل التنوير و الليراليه الجديده التي ينظر لها محمد عابد الجابري، و التي تعتمد على اعادة تفسير النص بدلا من رده، الدراسة التي قام بها ـ من وجهة نظري ـ قل نظيرها، خصوصا و ان السكران عايشهم و يعرفهم افضل من غيره بكثير جدا.
السكران: خريج شريعه و نال درجة الماجستير من المعهد العالي للقضاء و يحضر الان للدكتوراه، و هو الذي كتب مذكرة نقد المناهج الشرعيه في المملكه و التي طرحت في الحوار الوطني.
الدراسة التي طرحها اتت اكلها، و بدأت الردود تتوالى عليها.
اترككم مع بعضها:
عشية وداع التسعينات حفل الداخل الإسلامي من خلال مطبوعاته وندواته الخاصة بنقاش غزير ومعالجات متنوعة حول "الحاجة إلى التجديد" و "مشروعية المراجعة" وكان ثمة ترحيب متلهف بأية أطروحات أو استضافات في هذا السياق, وكانت تلك الأطروحات في مجملها أطروحات منتمية تتحاكم للمعايير الشرعية وتطرح "التجديد" مستهدفة تعزيز الحضور الإسلامي وامتداده إلى مناطق جديدة, لا التجديد بهدف إزاحة المحتوى الديني أو تقليص وجوده.
إلا أنه وبعد أحداث سبتمبر 2001م بدأت نغمة الخطاب التجديدي تتغير حميميتها وإن بقيت تدور ضمن شروط الداخل الإسلامي, ولم يعلن سقوط بغداد مطلع العام 2003م إلا وقد سقطت كثير من رايات الانتماء وانسحبت كثير من تلك الأصوات التجديدية من الداخل الإسلامي إلى معسكر مختلف تماماً.
صحيح أنه لاتزال هناك شخصيات تجديدية تحتفظ برزانتها الشرعية واستقلالها السياسي وينتصب أمامها المرء بإجلال صادق -وهم كثير ولله الحمد- إلا أننا يجب أن نعترف وبكل وضوح أنه قد تطور الأمر بكثير من أقلام الخطاب المدني إلى مآلات مؤلمة تكاد عيون المراقب تبيض من الحزن وهو يشاهد جموحها المتنامي.
كثير من تلك الطاقات الشبابية المفعمة التي بدأت مشوارها بلغة دعوية دافئة أصبحت اليوم –ويالشديد الأسف- تتبنى مواقف علمانية صريحة, وتمارس التحييد العملي لدور النص في الحياة العامة, وانهمكت في مناهضة الفتاوى الدينية والتشغيب عليها, وانجرت إلى لعب دور كتاب البلاط فأراقت كرامتها ودبجت المديح, وأصبحت تتبرم باللغة الإيمانية وتستسذجها وتتحاشى البعد الغيبي في تفسير الأحداث, بل وصل بعضهم الى التصريح باعتراضات تعكس قلقاً عميقاً حول أسئلة وجودية كبرى, واستبدلت هذه الشريحة بمرجعية "الدليل" مرجعية "الرخصة" أينما وجدت بغض النظر هل تحقق المراد الإلهي أم لا؟ وتحولت من كونها مهمومة بتنمية الخطاب الإسلامي إلى الوشاية السياسية ضده, والتعليق خلف كل حدث أمني بلغة تحريضية ضد كل ماهو "إسلامي", وغدت مولعة بالربط الجائر بين أحداث العنف والمؤسسات الدعوية, وبالغت في الاستخفاف بكل منجز تراثي, وتحتفي بالأدبيات الفرانكفونية في إعادة التفسير السياسي للتراث وأنه حصيلة صراعات المصالح وتوازنات القوى وليس مدفوعاً بأية دوافع أخلاقية أو دينية, بل ووصل بعضهم إلى اعتياد اللمز في مرويات السنة النبوية وخصوصاً مصادرها ذات الوزن التاريخي واعتبارها مصدر التشوش الاجتماعي المعاصر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/78)
وفي مقابل كل هذا الإجحاف في طرف النص والتراث والمؤسسات الإسلامية تجد اللغةَ الناعمةَ البشوشة في التعامل مع خصوم الحل الإسلامي، وحقهم في الحرية والتعبير, والتفهمَ الودودَ للدراسات التجديفية والروايات العبثية, والتصفيقَ المستمرَّ لكل ماهو "غربي" بطريقة لايفعلها الغربي ذاته, وعَرْضَ الأعلام الغربية بلغة تفخيمية وقورة, وإسقاطَ التجارب العلمانية في التاريخ الأوروبي على مجتمعنا بشكل لايليق بشاب مسلم -كصراع الكنيسة مع العلم والثورة الفرنسية وعصر الأنوار ونحوها- والتركيز على أخطاء المقاومة أكثر من أخطاء المحتل, والمطالبة المستمرة بمواجهة المشروع العسكري الغربي بورود السلام الغاندية .. إلى آخر سلسلة التطورات الموجعة والتي سنشير لها في المناقشات القادمة.
ويستطيع المراقب بكل بساطة أن يقرأ في الخط البياني لهذه المضاعفات المتنامية دور التابلويد الإلكتروني في تصعيد هذا الانحراف, بمعنى أن أكثر هذه التورمات تضخمت داخل هذا الخطاب في سياق التفاعلات الحادة والاستفزاز المتبادل مع المنتديات الإنترنتية المتخصصة في الإسفاف والتجني والمتقنعة بلبوس الاحتساب الفكري, بحيث صار الخطاب المدني الجديد تدفعه مشاعر النكاية والعناد ضد البغي الإلكتروني إلى الامعان في مناقضة الرؤية الإسلامية, ولاأظن عاقلاً ينتقم من رب خصمه لكن هذا ماجرى للأسف!
على أية حال .. أظن أن أبسط مقتضيات الوفاء والحب لهؤلاء الشباب هو المبادرة بالمصارحة بمخاطر هذه التطورات, علنا نستعيد وعينا في زحام السجال, ونستيقظ من أن تتجارى بنا مغاضبة الخصوم ومشاحنة الفرقاء إلى خدش علاقتنا بالله ورسوله وخسارة رأسمالنا الحقيقي.
ولا سيما أن هذا الخطاب الجديد خطاب نشط ومتنامٍ في أوساط الشباب المولعين بالثقافة وذوي المنزع الفكري, ويحظى بحفاوة المؤسسات الاعلامية من صحف وفضائيات وغيرها, حيث ستظل فرص الشاشة والعمود الصحفي مشهداً خلاباً لاتقاومه غريزة تحقيق الذات المتوقدة بداية العمر فيرضخ المثقف/الشاب لشروطها ليحتفظ بها.
هذه المشهد الأليم يفرض قراءته وتأمله, ومن ثم تحليل الفروض الداخلية لهذا الخطاب التي قادته إلى هذه المآلات الموحشة, بهدف إرضاء الله سبحانه وتعالى, وتواصياً بالحق مع كثير من متابعي هذا الاتجاه, وتعزيزاً للثقة الدعوية في الأوساط التربوية والعلمية للاتجاه الإسلامي أمام سلاطة هذا الخطاب وتجريحه المستمر ودعايته المضادة, ونشاطه في التعبئة الإعلامية وتأليب المؤسسات الأمنية ضد العمل الدعوي والتربوي الإسلامي.
والواقع أن هذا الخطاب المدني الجديد يصفه بعض مراقبيه بتصنيفات لايرضاها منتجوا هذا الخطاب ويعدونها "شتيمة خصوم" أكثر من كونها "تصنيفاً إجرائياً" لذلك آثرنا أن نقفز هذه التصنيفات, ونتعرف إلى هذا الخطاب من خلال معجم مفاهيمه المحورية التي تشكل نسيجه الخاص, كمفهوم الحضارة والانفتاح والآخر والتسامح والنسبية والاستنارة والنهضة والمواطنة والأنسنة ونبذ الأدلجة والإقصاء والوصاية والتسييس والدوغمائية والراديكالية ... الخ
حيث تحولت هذه المفاهيم من أدوات دلالية محضة إلى "لافتات فكرية" تدفع باتجاهٍ مشترَك ذي قسمات خاصة, حيث تم شحنها بدلالات جديدة ضمن سياق سجالنا المحلي بحيث صارت تحمل مضموناً مذهبياً مترابطاً أكثر من كونها مجرد تقنيات تفسيرية حرة.
ولم نتجاوز تلك التصنيفات إلا بهدف تحاشي اللبس وسوء الفهم, إذ غرضنا هاهنا الاجتهاد في تقديم مناقشة علمية مختصرة للشبكة المفاهيمية التي تغذي هذا الخطاب وتمده بمنظوره الخاص, وليس هدف هذه الورقة النقدية -يعلم الله ذلك- التجريح والإيذاء, أو إسقاط شخصيات بعينها, او الانحياز لجبهة ما, وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا للتجرد ويعيننا على تجنب الهوى والتحامل.
ومما يعنينا الإشارة إليه هنا بشكل خاص أننا تجاوزنا التمثيل أو ذكر شخصيات بعينها من هذا الخطاب؛ تفادياً للتعميم، ذلك أننا سنناقش تصورات عامة يتفاوت كتّاب هذا التيار تفاوتاً كبيراً في تبنيها والاقتراب أو الابتعاد عنها, فمستقل من هذه الظواهر ومستكثر, فحشر الأسماء وإقحامها في سياق واحد يوهم اشتراكها في التفاصيل, الأمر الذي يتناقض مع فريضة القسط ومقتضيات الإنصاف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/79)
وقد قسمت هذه الورقة إلى جزئين, أولهما: في قياس علاقة هذا الخطاب المدني بأصول الوحي, والجزء الثاني: في قياس علاقة هذا الخطاب المدني بالفكر الحديث, فهذا هو الجزء الأول منهما وسيتبعه باذن الله الجزء الثاني, ونبتدئ الجزء الأول بعرض موجز حول السياق التاريخي لهذه الظاهرة, وهذا هو أوان الشروع في المقصود.
ملف الدراسة علي هيئة ملف وورد (280 كيلوبايت) ( http://www.alasr.ws/myfiles/dirasah.zip)1 - قسمات الانقلاب المعياري ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9099)
2 - النماذج التفسيرية للظاهرة ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9100)
3 - ينابيع الغلو المدني ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9101)
4 - قانون المتوالية الفكرية ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9102)
5 - وظيفة الإنسان ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9103)
6 - غائية الحضارة في سلم الوحي ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9104)
7 - موقف النبوات من الحضارات ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9105)
8 - الافتتان بالقوة المادية لخصوم الرسل ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9106)
9 - دلالة جدلية المدنية/الخيرية ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9107)
10 - التعلق بآية العمارة والاستخلاف ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9108)
11 - الإسلاميون ضد الحضارة؟ ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9109)
12 - ماوراء أنسنة التراث ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9110)
13 - أنسنة العلاقات ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9111)
14 - خصوم الدعوات كمعطى تاريخي ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9112)
15 - شتيمة الدوغمائية ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9113)
16 - تعظيم الذهنيات ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9114)
17 - التعليل المادي للشريعة ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9115)
18 - الانفعال الوجداني بالإيمان ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9116)
19 - مأزق التعظيم النظري للكلي ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9117)
20 - فكرة السلم المطلق ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9118)
21 - فكرة الكفر السياسي ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9119)
22 - سلطة الغموض ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9120)
23 - هل أضاع المسلمون دنياهم؟ ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9121)
24 - تأجيل نتائج الاستقامة ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9122)
25 - نفوذ المخاطبين ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9123)
26 - الشجن الأخير ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9124)
بانتظار تعليقاتكم و ارائكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[فيصل]ــــــــ[22 - 07 - 07, 10:21 م]ـ
بقي لي القليل وأنتهي من قراءته والكتاب فوق الوصف وهذا الكتاب يبشر بميلاد سيف مسلول على رقاب هؤلاء الضلال
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - 07 - 07, 10:20 م]ـ
الاستاذ ابراهيم السكران صاحب عقلية متفتحة و ناضجة.
و لعله يستفيد من تجربته السابقة.
بارك الله في الجميع.
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 08:50 ص]ـ
من النصح لعامة المسلمين
النصح بقراءة هذا البحث
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[28 - 07 - 07, 12:04 ص]ـ
اخي فيصل شكرا لك على مرورك، و ارجوا ان تكون هذه كذلك وجهه نظر القراء في الملتقى اذ ان القراء قله و المعلقين اقل
و لا ادري ما هو السبب
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[29 - 07 - 07, 09:41 ص]ـ
ها هي الردود بدأت تتوالى على ورقة السكران:
حكاية (المدنية الموبوءة)!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/80)
17 - 7 - 2007
الصديق إبراهيم السكران استاء لمشهد الدم الذي ينزف من جسدنا المنهك، على يد خناجر تحملها فيروسات جارحة، هي ـ وبكل أسف ـ محليّة الصنع. لذا قرر أن يسوّد أوراقاً يُجلي فيها هذا الافتئات على الدين والكرامة، ويضعها على جدار الهوية الأخير، رفعاً لأحجاره، ودعماً لصموده. لكنه ـ هداه الله ـ حين جاء يحشو مخزن سلاحه، وضع ألغاماً بدل الرصاص، تنفجر في مكانها بدل أن تنطلق تجاه الآخرين، ثم جاء عصف الرياح، وطاشت معه بوصلة الاتجاهات، فغدت سهامه في ظهور أولئك الذين ما فتئت أيديهم تعرق وهي تدفع توربينات الحضارة
بقلم نواف القديمي
رغم أنني أحاول أحياناً ـ وقد لا أوفق ـ أن أفهم المنطق الداخلي لأي منظومة فكرية أو سياسية، حتى لو بدت من ذلك النوع شديد الانغلاق ومحدود الأكسجين .. لكنني أعترف ابتداءً بعجزي عن رسم لوحة متماسكة الألوان لطبيعة المنظومة الفكرية والشرعية التي يتكئ عليها البحث المطول للأستاذ الصديق إبراهيم السكران المعنون بـ (مآلات الخطاب المدني)، لكون المبحث يسير بعجلة القطارات السريعة نحو نتيجة واحدة شعارها (مرذولية المدنية والحضارة)، ولم تفلح التحرّزات المحدودة في نفي هذا المعنى على طريقة (أوسِعه شتماً ثم اختم بأنني لا أقصد الإساءة!!) أو على غرار ما يفعله بعض كتّاب البلاط (حين يقحمون في ثنايا ملاحمهم المدائحية جملة تقول "وإن كنا لا نبرئ السلطة من الخطأ" وهم يظنون أنهم بذلك قد قطعوا الطريق ـ وبذكاء! ـ أمام اتهامهم بالتزلف للسلطة!!) في أن تغير من مؤدى المعنى العام الذي ينز من سطور البحث المشبعة بقدر كبير من (الانطباعية) و (التوتر الداخلي) تجاه أشخاص وظواهر بدت نشازاً في أرضٍ تحوي كثيراً من الاخضرار. لم يتوقف الباحث إلا بعد أن طمرها جميعها ـ وحتى الغرق ـ بطوفان الرفض والتشنيع!
من خلال البحث، وباستحضار لغة الكاتب واستشهاداته والسياق العام للموضوع، يبدو جلياً أن الباحث في موقفه من الحضارة لا يصدر عن رؤية تنسجم مع المنظومتين (الجهادية) أو (السلفية الحركية) في الأرضية الثقافية والمنطق والتحليل والبرهنة، التي قد تبدو ـ أي هذين المنظومتين ـ مكتملة في دورتها المعرفية وتحوي قدراً جيداً من الانسجام والتماسك ـ بمعزل عن تقييمها ـ، لأن هذين المنظومتين مكتنزتين بطموحات (مادية) و (حضارية) جليّة تحظى بقدر متقدم في سلم الأولويات، وتتمثل بالرغبة في تأسيس (دولة إسلامية أو خلافة) تمتلك مقومات القوة العسكرية والمالية والتقنية وسواها من مفردات (مادية) محضة .. الأمر الذي يجعلنا أمام بحث لا يقف على أرضية تراكمية تستطيع التعامل مع أدبياتها وإنتاجها وتراثها حين تريد أن تُوسِع الجهد في محاولة فهم الكيفية التي توصّل بها الباحث إلى بعض النتائج الغريبة والمتفردة!!. لذلك هي ـ في رأيي ـ لا تعدو كونها مجموع نقود لا ينظمها عقد، ولا تنسجم في إطارٍ معرفي جلي الأسس والمنطلقات.
إلا أن الإنصاف يدفعني لاستثناء فصلين في هذا البحث، أرى أنهما ينسجمان تماماً مع رؤية اليمين السلفي والتيّارات الجهادية، هما (أنسنة العلاقات، وخصوم الدعوات كمعطى تاريخي)، وكنت أتمنى أن يطَّرد الباحث مع أصوله ـ وفق نظريّته في المتوالية الفكرية ـ ليسقط تطبيقاته أيضاً على الشأن السياسي، لنعرف إن كان الانسجام سيطال هذا الجانب أيضاً.
سأحاول أن أقتضب فيما يلي بعض التساؤلات والاعتراضات على ما أظن أنه يحتاج لمزيد بيان، خصوصاً فيما يدور حول مركز البحث، وهو الموقف من الحضارة .. وسأتحاشى الدخول في دوّامة حشد النقولات والكتب والفلاسفة والمصطلحات وسواها من أدوات قد تستطربها الذائقة الاستعراضية لبعض الباحثين، وذلك رغبة في أن تكون المادة على أكبر قدر من الجلاء والوضوح .. وأملي في أن يعذرني بعض القراء الذين قد يرون فيها تذكيراً بـ (بدهيات بحثية) أزعم أنها بدت مردومة وسط كثافة السطور والمحسنات والصور البلاغية في هذا البحث.
ملف المادة علي هيئة ملف وورد (72كيلوبايت) ( http://www.alasr.ws/myfiles/nawafalqudaimi.zip)1 - دينكشوت بعمامة هذه المرة!! ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9164)
2 - السؤال المركز (الحضارة غاية أم وسيلة) ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9165)
3 - خيريّة الحضارة والقوة ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9166)
4 - دعوة للخير .. (ربِ اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي) ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9167)
5 - طرفة المتوالية الفكرية! ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9168)
6 - الباحث في مواجهة الحركات الإسلامية ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9169)
7 - السقوط من أعلى السُلَّم .. في وحل الثنائيات ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9170)
8 - العدل الذي قامت عليه السماوات والأرض ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9171)
9 - شقوقٌ على مشجب الإنصاف ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9172)
10 - قبل الختام ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9173)
11 - أهداف البحث .. ومآلاته ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9174)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/81)
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[04 - 08 - 07, 02:12 م]ـ
ابراهيم السكران يرد في اشكاليات مثاره على منتقديه و مخالفيه من اصحاب تلك المدرسة:
إشكاليات مثارة
28 - 7 - 2007
http://www.alasr.ws/images/asr-spacer.gif
وقد أرسل لي عدد من القراء الكرام استفساراً عن هذه الاشكاليات المثارة, وقد لاحظت أن هذه الاشكاليات تدور حول أربع إشكاليات تكرر السؤال عنها: هل المقالة تهدف لإلغاء المدنية؟ وهل المقالة تستهدف التعميم؟ وهل التزهيد في الدنيا هو منهج صيانة الهوية ومقاومة التغريب؟ وهل المقالة كرست الفهم السلفي للنصوص ووأدت مشروع التجديد؟
بقلم ابراهيم السكران ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.authors&authorsID=661)
أثار بعض المعلقين على مقالة "مآلات الخطاب المدني" المنشورة في مجلة العصر عدداً من الاشكاليات, خصوصاً في المنتديات الحوارية التي تعكس الثقافة الشبابية السعودية. وبالمناسبة فهذه المنتديات لايزال كثير من الدارسين يجهل غِناها في تزويد الدارس بمعطيات وعينات البحث في صورتها الطبيعية دون مداراة السياج الاجتماعي واعتبارات المجاملة, فهذه المنتديات تعتبر ترمومتراً دقيقاً لقياس النبض الفكري لشريحة "الشاب المتطلع للثقافة", ومن أراد أن يعرف كيف يفكر الشاب المثقف السعودي فلامناص له من رصد واستكشاف منظم لتلك المنتديات عبر جولات دورية هادئة تتأمل في تلك التساؤلات المشبوبة التي تتقاذفها تلك الأقلام بلامجيب يمتص ذلك القلق, وكثيراً ماتكون فترات الاسترخاء أصدق لحظات التعبير عن التناقضات الداخلية. وقد أرسل لي عدد من القراء الكرام استفساراً عن هذه الاشكاليات المثارة, وقد لاحظت أن هذه الاشكاليات تدور حول أربع إشكاليات تكرر السؤال عنها: هل المقالة تهدف لإلغاء المدنية؟ وهل المقالة تستهدف التعميم؟ وهل التزهيد في الدنيا هو منهج صيانة الهوية ومقاومة التغريب؟ وهل المقالة كرست الفهم السلفي للنصوص ووأدت مشروع التجديد؟ وتبعاً لما لهؤلاء القراء الكرام من منزلة وتقدير فقد شعرت بأهمية كتابة "ملحق توضيحي" مختصر يعالج هذه الإشكاليات الأربع. ويعنيني كثيراً أن أؤكد للقارئ مجدداً حرصنا المشترك –بإذن الله- على تجنب شخصنة هذه القضية الرئيسية, وأن نستمر سوياً في التركيز على مناقشة التصورات والأفكار والمقولات بعيداً عن الأسماء والأشخاص والتصنيف والتقييم, إذ الاشتغال بالأشخاص من أعظم ذرائع فساد النية وتهيُّج نزوة الانتصار للذات واضمحلال القضية, وهذا أمر مشاهد أكدته التجارب.
ملف المادة علي هيئة ملف وورد (64 كيلوبايت) ( http://www.alasr.ws/myfiles/ishkalat.zip)1 - أولاً: إشكالية 'أن المقالة تدعو لإلغاء المدنية' ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9197)
2 - ثانياً: إشكالية التعميم ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9198)
3 - ثالثاً: إشكالية 'منهج صيانة الهوية ومقاومة التغريب' ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9199)
4 - رابعاً: إشكالية 'التجديد وتجاوز الخطاب السلفي' ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&*******ID=9200)
ـ[سالم عدود]ــــــــ[10 - 08 - 07, 01:40 م]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[العويشز]ــــــــ[11 - 08 - 07, 12:40 م]ـ
أسأل الله تعالى أن يعلي قدر الشيخ إبراهيم السكران على هذا الكتاب النافع، ونحن بحاجة إلى مثل هذه الكتابات.
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 08 - 07, 08:54 م]ـ
هل يوجد هذا الكتاب في مكتبات مكة المكرمة؟ فقد ذهبت إلى أكثر من مكتبة ولم أجده
ـ[ليث الحجري]ــــــــ[12 - 08 - 07, 08:42 ص]ـ
غالبا انه سيطبع في مكتبة العبيكان
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[12 - 08 - 07, 05:07 م]ـ
جزاك الله خيراً ولكن هل أفهم من هذا أنه لم يطبع بعد وإنما يوجد على الشبكة فقط؟
ـ[ليث الحجري]ــــــــ[13 - 08 - 07, 02:27 ص]ـ
لم يطبع بعد
وباقي الكتاب مسودات
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[13 - 08 - 07, 09:54 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[13 - 08 - 07, 12:46 م]ـ
اشكر جميع الاخوة
الكتاب لم يطبع و هو كتاب الكتروني الان و بقي الجزء الثاني منه لم ينشر الى الان
و تجده في الروابط التي وضعتها
و في الحقيقة ان قراءة 170 ص في الشاشة متعب و مرهق و لذلك اليك الوصفة التالية:
اطبع الكتاب، و من ثم اذهب الى خدمات الطالب و اطلب تغليفه كما يغلف الكتاب
فيصبح بعدها كتابا يمكن الاحتفاظ به
بعدها استمتع بالقرأة و لا تنساني من دعائك.:)
اما طبع الكتاب فلا اريد ان اكون متشائما و لكني لا اظن انه سيطبع بسبب الوصاية المقيته التي تسمح لرواية بنات الرياض و تمنع روايات د. الحضيف.
فمن باب اولى هذا.(43/82)
رأي الشيخ عبد الله الغنيمان في مسألة موالاة المشركين، والمظاهرة، ومسألة العذر بالجهل:
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[22 - 07 - 07, 10:35 م]ـ
كنت أقلب عددا قديماً من مجلة عزيزة علي، وهي السمو. وقد توقفت عن الصدور، ولا أعلم لذلك سبباً. فقرأت في عددها العاشر، السنة 1، رجب 1423 - سبتمبر 2002، لقاء مع الشيخ الغنيمان حين زار الكويت .. وكان مما جاء في اللقاء:
•هل يصح التفريق بين الموالاة والتولي، وما الفرق بينهما؟
بعض العلماء لا يفرقون بينهما، وكلاهما داخل في قوله تعالى (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) وكذلك قوله (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم). وبعض العلماء يفرق بأن التولي كفر مخرج من الملة، وهو كالذب عنهم، وإعانتهم بالمال والبدن والرأي، والموالاة كبيرة من كبائر الذنوب هي ما دون ما ذكر في التولي من الأعمال.
•وهل يعذر في عبادة غير الله تعالى، مثل عباد القبور هل يعدون مسلمين ويعذرون بجهلهم؟
إن كان في إفراد الله بالعبادة ونبذ الشرك، لا يعذر الإنسان بجهله، لأن هذا هو أصل الرسالة، ويجب أن نعلم أن الحجة لا يشترط أن تقام، بأن يأتي من يبلغ عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإنسان في بيته. من أعرض عن تعلم التوحيد الذي هو أصل الإسلام، ولم يلتفت إليه، فهو غير معذور، وهذا لا يعني أنه يحكم عليه بالقتل، بل يجب ان يدعى إلى الإسلام أولاً، فإن أبى يرجع إلى دين الإسلام، يقتل بحد الردة، والحدود يقيمها السلطان.
•هل تجوز إعانة [ ........ ] على حرب [ ....... ]؟ وما حكم من دعا إلى ذلك؟
من دعا إلى ذلك فهو كافر، خارج من الملة الإسلامية، والواجب أن يقابلوا بالمحاربة وبكل استعداد، لأن كفرهم ظاهر، ومحاربتهم للإسلام ظاهرة، فلا يجوز لمسلم أن يكون تحت رايتهم، أو يقدم لهم عوناً ولو بالكلام والدلالة فمن فعل ذلك فهو متول لهم، خارج عن الدين.
انتهى كلامه حفظه الله من الصفحة الثامنة والتاسعة من المجلة.
حذفت اسم الدولتين، حتى لا يأخذ المقال بعداً سياسياً يقتضي حذفه على كيبورد (بدلاً من يد) مشرفنا!!. ولكن أقول أن الأولى دولة كافرة صليبية .. والأخرى مسلمة، وبالنظر إلى تاريخ اللقاء يمكن استنتاج ما قد حذف.
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[23 - 07 - 07, 09:51 ص]ـ
كنت أقلب عددا قديماً من مجلة عزيزة علي، وهي السمو. وقد توقفت عن الصدور، ولا أعلم لذلك سبباً. فقرأت في عددها العاشر، السنة 1، رجب 1423 - سبتمبر 2002، لقاء مع الشيخ الغنيمان حين زار الكويت .. وكان مما جاء في اللقاء:
•هل يصح التفريق بين الموالاة والتولي، وما الفرق بينهما؟
بعض العلماء لا يفرقون بينهما، وكلاهما داخل في قوله تعالى (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) وكذلك قوله (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم). وبعض العلماء يفرق بأن التولي كفر مخرج من الملة، وهو كالذب عنهم، وإعانتهم بالمال والبدن والرأي، والموالاة كبيرة من كبائر الذنوب هي ما دون ما ذكر في التولي من الأعمال.
•وهل يعذر في عبادة غير الله تعالى، مثل عباد القبور هل يعدون مسلمين ويعذرون بجهلهم؟
إن كان في إفراد الله بالعبادة ونبذ الشرك، لا يعذر الإنسان بجهله، لأن هذا هو أصل الرسالة، ويجب أن نعلم أن الحجة لا يشترط أن تقام، بأن يأتي من يبلغ عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإنسان في بيته. من أعرض عن تعلم التوحيد الذي هو أصل الإسلام، ولم يلتفت إليه، فهو غير معذور، وهذا لا يعني أنه يحكم عليه بالقتل، بل يجب ان يدعى إلى الإسلام أولاً، فإن أبى يرجع إلى دين الإسلام، يقتل بحد الردة، والحدود يقيمها السلطان.
•هل تجوز إعانة [ ........ ] على حرب [ ....... ]؟ وما حكم من دعا إلى ذلك؟
من دعا إلى ذلك فهو كافر، خارج من الملة الإسلامية، والواجب أن يقابلوا بالمحاربة وبكل استعداد، لأن كفرهم ظاهر، ومحاربتهم للإسلام ظاهرة، فلا يجوز لمسلم أن يكون تحت رايتهم، أو يقدم لهم عوناً ولو بالكلام والدلالة فمن فعل ذلك فهو متول لهم، خارج عن الدين.
انتهى كلامه حفظه الله من الصفحة الثامنة والتاسعة من المجلة.
حذفت اسم الدولتين، حتى لا يأخذ المقال بعداً سياسياً يقتضي حذفه على كيبورد (بدلاً من يد) مشرفنا!!. ولكن أقول أن الأولى دولة كافرة صليبية .. والأخرى مسلمة، وبالنظر إلى تاريخ اللقاء يمكن استنتاج ما قد حذف.
الأولى بدلاً من الانشغال بمسألة العذر بالجهل- مع أني لا أتهم الناقل به - أن ننشغل بكيفية دعوة القبوريين من الشيعة والصوفية إلى سبيل الاستقامة والتوحيد
وأنا مع أنني أحيانا لا تعجبني بعض شروط هذا المنتدى المبارك إلا أن إغلاقهم لهذا الباب محمود(43/83)
شرح العقيدة الواسطية
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[23 - 07 - 07, 03:44 ص]ـ
سوف يشرح إن شاء الله الشيخ علي بن صالح المري العقيدة الواسطية
في الدورة العلمية الخامسة في جامع الشيخ محمد ابن
عبد الرحمن العساكر رحمه الله بحي الهدا بالرياض ,إعتبارا من 12/ 8ـــ لمدة أسبوع
والدورة تضم عدد من المشايخ في شرح عدد من المتون العلمية أمثال الشيخ عبد الله بن جبرين في شرح أحاديث الصيام والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الشثري في شرح منظومة الزمزمي في علوم التفسير
*يوجد سكن للطلاب العلم الجادين ,ومسابقة حفظ المتون العلمية والتي جوائزها 20000 ألف ريال
للإستفسار:0554411169(43/84)
إشكال في حديث الاستخارة (إن كنت تعلم)
ـ[مبارك العبدالله]ــــــــ[23 - 07 - 07, 11:55 م]ـ
جاء في حديث الاستخارة المتفق عليه لفظة (إن كنت تعلم) ... فهناك من يطعن بصحة هذا الحديث فيقول كيف يقول الانسان لله إن كنت تعلم؟ ..
فما هو الرد (العلمي) موثق بكلام أهل العلم .. ؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 12:36 ص]ـ
لا إشكال أخي و الحمد لله،
""إن كنت تعلم بمعنى "إذا علمت" أي "إذا سبق في علم الله تعالى" أن كذا و كذا
و إلا فإن في القرآن الكريم كثير آيات فيها "وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً " هل معنى الآية هو أن الله كان عليما حكيما؟ فمعنى الآية هو أن الله عليم حكيم.
و الحديث صحيح بحمد الله في صحيح البخاري من حديث جابر و الذي يشك في هذا الحديث نقول له تعلم قبل أن تتكلم في البخاري ......
و لا حول و لا قوة إلا بالله.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[24 - 07 - 07, 12:47 ص]ـ
قال ابن حجر:وقوله إن كنت
استشكل الكرماني الإتيان بصيغه الشك هنا ولا يجوز الشك في كون الله عالما؟
وأجاب بأن الشك في أن العلم متعلق بالخير أو الشر لافي أصل العلم.
الفتح (11|186)
وقال الطيبي: معناه اللهم إنك تعلم فأوقع الكلام موقع الشك على معنى التفويض إليه والرضا بعلمه فيه وهذا النوع يسميه أهل البلاغة تجاهل العارف ومزج الشك باليقين يحتمل أن الشك في أن العلم متعلق بالخير أو الشر لا في أصل العلم انتهى
قال القارىء والقول الآخر هو الظاهر ونتوقف في جواز الأول بالنسبة إلى الله تعالى
تحفة الأحوذي (2|483) والله أعلم
عن الشاملة
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 10:34 ص]ـ
قال ابن حجر:وقوله إن كنت
استشكل الكرماني الإتيان بصيغه الشك هنا ولا يجوز الشك في كون الله عالما؟
وأجاب بأن الشك في أن العلم متعلق بالخير أو الشر لافي أصل العلم.
الفتح (11|186)
وقال الطيبي: معناه اللهم إنك تعلم فأوقع الكلام موقع الشك على معنى التفويض إليه والرضا بعلمه فيه وهذا النوع يسميه أهل البلاغة تجاهل العارف ومزج الشك باليقين يحتمل أن الشك في أن العلم متعلق بالخير أو الشر لا في أصل العلم انتهى
قال القارىء والقول الآخر هو الظاهر ونتوقف في جواز الأول بالنسبة إلى الله تعالى
تحفة الأحوذي (2|483) والله أعلم
عن الشاملة
ونفس الكلام قاله الشيخ العثيمين رحمه الله في كتابه القول المفيد على كتاب التوحيد باب قول اللهم اغفر لي إن شئت.
ـ[ابراهيم زعرور]ــــــــ[24 - 07 - 07, 03:40 م]ـ
ما هي افضل طريقه في طلب العلم
ـ[ابراهيم زعرور]ــــــــ[24 - 07 - 07, 03:41 م]ـ
ما الكتب التي ينصحبها طالب العلم
ـ[ابراهيم زعرور]ــــــــ[24 - 07 - 07, 03:43 م]ـ
ما هي افضل طريقه في حفظ المتون
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 06:06 م]ـ
أخي الكريم هذا الموضوع يتعلق بالإستخارة، أما ما تسأله فيمكن فتح مواضيع تتناسب مع ما تريده. و الله تعالى ولي التوفيق.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 10:29 م]ـ
العنوان إشكال في حديث (إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي) المجيب د. عبد الله بن عمر الدميجي ( http://www.islamtoday.net/questions/expert_question.cfm?id=37)
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى التصنيف الفهرسة ( http://www.islamtoday.net/questions/question_select_cat_*******.cfm?maincatid=25&catid=3)/ السنة النبوية وعلومها ( http://www.islamtoday.net/questions/question_select_cat_*******.cfm?maincatid=25&catid=11)/ شروح حديثية التاريخ 03/ 05/1428هـ
السؤال في حديث دعاء الاستخارة ورد قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي)، فمن المعلوم أن الله عز وجل يعلم، لكن لماذا قال إن كنت تعلم؟
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/85)
فإن من الأصول المنهجية عند أهل السنة والجماعة أنهم لا يبترون النصوص عند إرادة معرفة مراد قائل النص من ذلك، وإنما يفهم النص بسياقه ودلالاته اللفظية والمعنوية والبيانية، وهذا مما يعين الإنسان المتحري للحق على الوصول إلى بغيته، بل إن الأمر لا يقتصر على النص الواحد فقط، بل يجمعون النصوص الشرعية الواردة في المسألة الواحدة ويهتمون بهذه النصوص مجتمعة، ويخرجون منها بفهم يجمع بين أطرافها لإيمانهم بأن كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم يصدق بعضه بعضا، ولا تناقض فيها البتة.
ومنهجية بتر النصوص وسياسة الانتقاء منها هي منهج أهل الأهواء والذين في قلوبهم زيغ كما أخبر الله تعالى، وهي منهجية يهودية الأصل: "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ" [البقرة: من الآية85].
وهذا الحال بالنسبة لهذا النص فلا يجوز لنا أن نأخذ معنى (إن كنت تعلم ... ) مبتورا عما قبله وما بعده، وإلا فقد يفهم منه الناظر ما لا يجوز في حق الله تعالى.
ودعاء الاستخارة المشار إليه كله تأكيد على علم الله تعالى وإحاطته بكل شيء علما، وإحاطة علمه تعالى بكل شي، ومن ذلك البدء بقوله (اللهم إني أستخيرك بعلمك) قال أهل العلم إن الباء للتعليل، أي لأنك أعلم، ثم قوله (وتعلم ولا أعلم) إشارة إلى أن العلم التام لله تعالى، وليس للعبد إلا ما علمه الله، ثم قوله (وأنت علام الغيوب) وهذا فيه من الشمول والإحاطة لكل المعلومات الغيبية وما سواها من باب أولى، ثم قوله (إن كنت تعلم) استشكل الكرماني الإتيان بصيغة الشك هنا، ولا يجوز الشك في كون الله عالما، وليس واردا أصلا ولا مفهوما من النص، ثم أجاب: بأن الشك في أن العلم متعلق بالخير والشر لا في أصل العلم، والمعنى أي إن كان في علمك كذا من الخير فاقدر لي، وإن كان في علمك كذا من الشر في هذا الأمر فاصرفه عنى، فالجهل حاصل منا نحن فلا نعلم ماذا في علم الله، وهل الخير في الفعل أو الترك، فيفوض المرء إلى علَّام الغيوب سبحانه وتعالى، ويسأله أن يختار ما فيه الخير ويقدره له، ويعلل ذلك بأنه سبحانه يقدر ولا نقدر، وبأنه يعلم ولا نعلم، وبأنه علام الغيوب. هذا الذي يظهر والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=121559
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 10:34 م]ـ
وهذه اللفظة أيضا وردت في حديث أصحاب الكهف الذي سدت طريقهما الصخرة فدعا كل واحد منهم بعمل صالح , وأجاب ابن حجر بمثل ما أجاب.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 10:35 م]ـ
لعل هذا النقل من كتاب قواعد التفسير للشيخ خالد السبت يثري هذا الموضوع:
قال: - العرب تخرج الكلام المتيقن مخرج الشك في صورة المشكوك لأغراض منها:
1 - ........................................
2 - اخرج الكلام عن الشيء المتيقن مخرج الشك , بناء على تصور المخاطب وظنه:
1 - قال تعالى (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) أي: أرسلناه إلى قوم هم من الكثرة بحيث لو رأيتهم لشككت , وقلت مائة ألف أو يزيدون عليها , ومعلوم أن الله لا يخفى عليه عددهم.
2 - قال تعالى (فهي كالحجارة أو أشد قسوة) على القول بأن أول هنا للشك.
3 - قال تعالى: (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب) على أحد التفاسير المذكورة في معناها: أي إنكم لو علمت قساوة قلوبكم لقلتم أنها كالحجارة أو أنها فوقها في القسوة , ولو علمتم أمر الساعة لعلمتم أنه في سرعة الوقوع كلمح البصر , أو أقرب عندكم.
ثم ذكر بعدها عدة أمثله , للإستزادة ينظر في الكتاب ص286
ـ[أبو منار]ــــــــ[30 - 07 - 07, 01:45 م]ـ
بارك الله بكم
على هذا التوضيح(43/86)
فوائد منتقاة من كتاب (الإيمان الأوسط) لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 06:39 م]ـ
هذه سنة سار عليها بعض الإخوة، فأحببتُ الاقتداء بهم رجاء النفع العام
أعني انتقاء الفوائد من الكتب؛ لتيسير الاطلاع على ما قد يضيق الوقت عن قراءته كاملا.
وهذا كتاب (الإيمان الأوسط) لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 06:42 م]ـ
9
وللناس في الإسلام والإيمان من الكلام الكثير مختلفين تارة ومتفقين أخرى ما يحتاج الناس معه إلى معرفة الحق في ذلك وهذا يكون بأن تبين الأصول المعلومة المتفق عليها، ثم بذك يتوصل إلى معرفة الحقيقة المتنازع فيها.
32
وأما ما يذكر عن غلاة المرجئة أنهم قالوا: لن يدخل النار من أهل التوحيد أحد، فلا نعرف قائل مشهورا من المنسوبين إلى العلم يذكر عنه هذا القول.
33
[ذكر عشرة أسباب لتكفير الذنوب]
51
وأما من جزم بأنه لا يدخل النار أحد من أهل القبلة فهذا لا نعرفه قولا لأحد، وبعده قول من يقول: ما ثم عذاب أصلا، وإنما هو تخويف لا حقيقة له، وهذا من أقوال الملاحدة والكفار.
56
ثم إن السلف والأئمة اشتد إنكارهم على هؤلاء [يعني مرجئة الفقهاء] وتبديعهم وتغليظ القول فيهم، ولم أعلم أحدا منهم نطق بتكفيرهم بل هم متفقون على أنهم لا يكفرون في ذلك، وقد نص أحمد وغيره من الأئمة على عدم تكفير هؤلاء المرجئة
........ ولم يكفر أحمد الخوارج ولا القدرية إذا أقروا بالعلم
وأما المرجئة فلا يختلف قوله في عدم تكفيرهم، مع أن أحمد لم يكفر أعيان الجهمية ولا كل من قال إنه جهمي كفره، ولا كل من وافق الجهمية في بعض بدعهم، بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة لم يكفرهم أحمد وأمثاله، بل كان يعتقد إيمانهم وإمامتهم ويدعو لهم ويرى الائتمام بهم في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم والمنع من الخروج عليهم ما يراه لأمثالهم من الأئمة، وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم وإن لم يعلموا هم أنه كفر
59
وغلا أبو هاشم [ابن الجبائي] فنقله إلى الواحد بالنوع، فقال: لا يجوز أن يكون جنس السجود أو الركوع أو غير ذلك من الأعمال بعض أنواعه طاعة وبعضها معصية؛ لأن الحقيقة الواحدة لا توصف بوصفين مختلفين، بل الطاعة والمعصية تتعلق بأعمال القلوب، وهو قصد الساجد دون عمله الظاهر، واشتد نكير الناس عليه في هذا القول وذكروا من مخالفته للإجماع وجحده للضروريات شرعا وعقلا ما يتبين به فساده.
60
ومثل هذا الغلط وقع فيه كثير من الخائضين في أصول الفقه، حيث أنكروا تفاضل العقل أو الإيجاب أو التحريم، وإنكار التفاضل في ذلك قول القاضي أبي بكر وابن عقيل وأمثالهما، لكن الجمهور على خلاف ذلك، وهو قول أبي الحسن التميمي وأبي محمد البربهاري والقاضي أبي يعلى وأبي الخطاب وغيرهم.
70
شعب الإيمان قد تتلازم عند القوة ولا تتلازم عند الضعف
71
ومن هذا الباب ما يروى عن الحسن البصري ونحوه من السلف أنهم سموا الفساق منافقين، فجعل أهل المقالات هذا قولا مخالفا للجمهور، إذا حكوا تنازع الناس في الفاسق الملي: هل هو كافر؟ أو فاسق ليس معه إيمان؟ أو مؤمن كامل الإيمان؟ أو مؤمن بما معه من الإيمان، فاسق بما معه من الفسق؟ أو منافق؟ والحسن رحمه الله تعالى لم يقل ما خرج به عن الجماعة، لكن سماه منافقا على الوجه الذي ذكرناه.
77
لأن الفعل المتعدي بنفسه إذا قدم مفعوله عليه أو كان العامل اسم فاعل ونحوه مما يضعف عن الفعل فقد يعدونه باللام تقوية له، كما يقال: عرفت هذا وأنا به [كذا والصواب له] عارف، وضربت هذا وأنا له ضارب، وسمعت هذا ورأيته، وأنا له سامع وراء، كذلك يقال: صدقته وأنا له مصدق، ولا يقال صدقت له به
81
وبهذا يتبين خطأ من قال: إن مجرد علم الله بالمخلوقات موجب لوجودها كما يقول ذلك من يقوله من أهل الفلسفة
82
وقد قال كثير من الناس من الفلاسفة والأطباء ومن اتبعهم أن [كذا والصواب إن] اللذة إدراك الملائم، وهذا تقصير منهم؛ بل اللذة حال يعقب إدراك الملائم، كالإنسان الذي يحب الحلو ويشتهيه فيدركه بالذوق والأكل، فليست اللذة مجرد تذوقه، بل أمر يجده من نفسه يحصل مع الذوق
86
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/87)
وهكذا لفظ العقل يراد به الغريزة التي بها يعلم ويراد بها أنواع من العلم ويراد به العمل بموجب ذلك العلم، وكذلك لفظ الجهل يعبر به عن عدم العلم ويعبر به عن عدم العمل بموجب العلم
87
وإذا قام بالقلب التصديق به والمحبة له لزم ضرورة أن يتحرك البدن بموجب ذلك من الأقوال الظاهرة والأعمال الظاهرة فما يظهر على البدن من الأقوال والأعمال هو موجب ما في القلب ولازمه ودليله ومعلوله
89
وبالجملة فلا يستريب من تدبر ما يقول في أن الرجل لا يكون مؤمنا بمجرد تصديق في القلب مع بغضه لله ولرسوله واستكباره عن عبادته ومعاداته له ولرسوله، ولهذا كان جماهير المرجئة على أن عمل القلب داخل في الإيمان كما نقله أهل المقالات عنهم منهم الأشعري
96
وذلك أن الاسم الواحد تختلف دلالته بالإفراد والاقتران، فقد يكون عند الإفراد فيه عموم لمعنيين، وعند الاقتران لا يدل إلا على أحدهما، كلفظ الففير والمسكين، إذا أفرد أحدهما تناول الآخر، وإذا جمع بينهما كان لكل واحد مسمى يخصه، وكذلك لفظ المعروف والمنكر إذا أطلقا ... دخل فيه الفحشاء والبغي، وإذا قرن بالمنكر أحدهما ... أو كلاهما ... كان اسم المنكر مختصا بما خرج من ذلك على قول أو متناولا للجميع على قول بناء على أن الخاص المعطوف على العام هل يمنع شمول العام له؟ أو يكون قد ذكر مرتين؟ فيه نزاع
98
وبهذا تعرف أن من آمن قلبه إيمانا جازما امتنع أن لا يتكلم بالشهادتين مع القدرة، فعدم الشهادتين مع القدرة مستلزم انتفاء الإيمان القلبي التام
99
والصواب أن القلب له عمل مع التصديق، والظاهر قول ظاهر وعمل ظاهر، وكلاهما مستلزم للباطن.
100
وليس المقصود هنا ذكر عمل معين، بل من كان مؤمنا بالله ورسوله بقلبه هل / يتصور إذا رأى الرسول وأعداءه يقاتلونه وهو قادر على أن ينظر إليهم ويحض على نصر الرسول بما لا يضره، هل يمكن مثل هذا في العادة إلا أن يكون منه حركة ما إلى نصر الرسول؟ فمن المعلوم أن هذا ممتنع، فلهذا كان الجهاد المتعين بحسب الإمكان من الإيمان، وكان عدمه دليلا على انتفاء حقيقة الإيمان
113
فإنه ليس في أجناس المخلوقات ما يتفاضل بعضه على بعض كبني آدم فإن الفرس الواحدة ما تبلغ أن تساوي ألف ألف.
116
وبهذا يتبين لك أن من زعم من أهل الكلام والنظر أنهم عرفوا الله حق معرفته بحيث لم يبق له صفة إلا عرفوها وأن ما لم يعرفوه ولم يقم لهم دليل على ثبوته كان معدوما منتف [كذا والصواب منتفيا] في نفس الأمر قوم غالطون مخطئون مبتدعون ضالون، وحجتهم في ذلك داحضة، فإن عدم الدليل القطعي والظني على الشيء ليس دليلا على انتفائه إلا أن يعلم أن ثبوته مستلزم لذلك الدليل، مثل أن يكون الشيء لو وجد لتوفرت الهمم والدواعي على نقله، فيكون هذا لازما لثبوته، فيستدل بانتفاء اللازم على انتفاء الملزوم كما يعلم أنه لو كان بين الشام والحجاز مدينة عظيمة مثل بغداد ومصر لكان الناس ينقلون خبرها، فإذا نقل ذلك واحد واثنان وثلاثة علم كذبهم.
وكما يعلم أنه لو ادعى النبوة أحد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل مسليمة والعنسي وطليحة وسجاح لنقل الناس خبره كما نقلوا أخبار هؤلاء، ولو عارض القرآن معارض أتى بما يظن الناس أنه مثل القرآن لنقل كما نقل قرآن مسليمة الكذاب، وكما نقلوا (الفصول والغايات) لأبي العلاء المعري، وكما نقلوا غير ذلك من أقوال المعارضين، لو بخرافات لا يظن عاقل أنها مثلهن فكان النقل لما تظهر فيه المشابهة والمماثلة أقوى في العادة والطباع في ذلك وأرغب سواء كانوا محبين أو مبغضين هذا أمر جبل عليه بنو آدم
/ كما يعلم أن علي بن أبي طالب لو طلب الخلافة على عهد أبي بكر وعمر وعثمان وقاتل عليها لنقل ذلك الناس كما نقلوا ما جرى بعد هؤلاء، كما يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يصلي بالناس صلاتهم لنقلوا ذلك، كما نقلوا أمره لأبي بكر وصلاته بالناس، وكما يعلم أنه لو عهد له بالخلافة لنقلوا ذلك كما نقلوا ما دونه، بل كما يعلم أنه لم يكن يجتمع هو وأصحابه على استماع دف أو كف ولا على رقص وزمر، بل كما يعلم أنه لم يكن بعد الصلوات يجتمع هو وهم على دعاء ورفع أيد، ونحو ذلك إذ لو فعل ذلك لنقلوه بل كما يعلم أنه لم يصل في السفر الظهر والعصر والعشاء أربعا وأنه لو صلى في السفر أربعا بعض الأوقات لنقل الناس ذلك كما نقلوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/88)
جمعه بين الصلاتين بعض الأوقات.
............... ومن تتبع كتب الصحيحين ونحوها من الكتب المعتمدة ووقف على أقوال الصحابة والتابعين ومن قفا منهاجهم من الأئمة المرضيين قديما وحديثا علم صحة ما أوردناه في هذا الباب.
118
والمقصود هنا أن المدلول إذا كان وجوده مستلزما لوجود دليله كان نتفاء دليله دليلا على انتفائه، أما إذا أمكن وجوده وأمكن أن لا نعلم نحن دليل ثبوته لم يكن عدم علمنا بدليل وجوده دليلا على عدمه
122
ومن قال: إن الاسم إنما يتناول ما يتناوله عند الإطلاق في اللغة وأن ما زاده الشارع إنما هو زيادة في الحكم وشرط فيه لا داخل في الاسم كما قال ذلك القاضي أبو بكر ابن الطيب والقاضي أبو يعلى ومن وافقهما على أن الشرع زاد أحكاما شرعية جعلها شروطا في القصد والأعمال والدعاء ليست داخلة في مسمى الحج والصيام والصلاة فقولهم مرجوح عند الفقهاء وجماهير المنسوبين إلى العلم، ولهذا كان الجمهور من أصحاب الأئمة الأربعة على خلاف هذا القول.
128
ورابعها أنهم جعلوا من لا يتكلم بالإيمان قط مع قدرته على ذلك ولا أطاع الله طاعة ظاهرة مع وجوب ذلك عليه وقدرته يكون مؤمنا بالله تام الإيمان سعيدا في الدار الآخرة.
وهذه الفضائح تختص بها الجهمية دون المرجئة من الفقهاء وغيرهم.
130
والمتفلسفة أسوأ حالا من اليهود والنصارى، فإنهم جمعوا بين جهل هؤلاء وضلالهم، وبين فجور هؤلاء وظلمهم، فصار فيهم من الجهل والظلم ما ليس في اليهود ولا النصارى حيث جعلوا السعادة في مجرد أن يعلموا الحقائق حتى يصير الإنسان عالما معقولا مطابقا للعالم الموجود، ثم لم ينالوا من معرفة الله وأسمائه وصفاته وملائكته / وكتبه ورسله وخلقه وأمره إلا شيئا نزرا قليلا، فكان جهلهم أعظم من علمهم، وضلالهم أكبر من هداهم، وكانوا مترددين بين الجهل البسيط والجهل المركب، فإن كلامهم في الطبيعيات والرياضيات لا يفيد كمال النفس وصلاحها، وإنما يحصل ذلك بالعلم الإلهي، وكلامهم فيه لحم جمل غث على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل.
131
وليس لمقدميهم كلام في النبوات البتة، ومتأخروهم حائرون فيها، منهم من يكذب بها كما فعل ابن زكريا الرازي وأمثاله مع قولهم بحدوث العالم، أثبتوا القدماء الخمسة وأخذوا من المذاهب ما هو من شرها وأفسدها، ومنهم من يصدق بها مع قوله بقدم العالم، كابن سينا وأمثاله، لكنهم يجعلون النبي بمنزلة ملك عادل فيجعلون النبوة كلها من جنس ما يحصل لبعض الصالحين من الكشف والتأثير والتخيل، فيجعلون خاصة النبي ثلاثة أشياء قوة الحدس الصائب التي يسمونه القوة القدسية، وقوة التأثير في العالم، وقوة الحس التي بها يسمع ويبصر المعقولات متخيلة في نفسه، فكلام الله عندهم هو ما في نفسه من الأصوات، وملائكته هي ما في أنفسهم من / الصور والأنوار، وهذه الخصال تحصل لغالب أهل الرياضة والصفا، فلهذا كانت النبوة عندهم مكتسبة.
134
كما يقول كثير من الفلاسفة: إن الفيلسوف أعظم من النبي فإن هذا قول الفارابي ومبشر بن فاتك وغيرهما
138
ولكن المقصود التنبيه على تشابه رؤوس الضلال، حتى إذا فهم المؤمن قول أحدهم أعانه على فهم قول الآخر، واحترز منهم وبين ضلالهم لكثرة ما أوقعوا في الوجود من الضلالات.
138
[تكلم عن ابن عربي والسهروردي وابن الفارض وغيرهم]
149
فلما كان في بعض الأحاديث ذكر بعض الأركان دون بعض أشكل ذلك على بعض الناس فأجاب بعض الناس بأن سبب هذا أن الرواة اختصر بعضهم الحديث الذي رواه وليس الأمر كذلك فإن هذا طعن في الرواة ونسبة لهم إلى الكذب إذ هذا الذي ذكره إنما يقع في الحديث الواحد مثل حديث وفد عبد القيس حيث ذكر بعضهم الصيام وبعضهم لم يذكره وحديث ضمام حيث ذكر بعضهم الخمس وبعضهم لم يذكره، وحديث النعمان بن قوقل حيث ذكر بعضهم فيه الصيام وبعضهم لم يذكره، فبهذا يعلم أن أحد الراويين اختصر البعض أو غلط في الزيادة.
فأما الحديثان المنفصلان فليس الأمر فيهما كذلك لا سيما والأحاديث قد تواترت بكون الأجوبة كانت مختلفة وفيهما ما بين قطعا أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بهذا تارة وبهذا تارة
153
فإن براءة نزلت بعد فرض الصيام باتفاق الناس
156
ومن الممتنع أن يكون الرجل مؤمنا إيمانا ثابتا في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة ولا يصوم من رمضان ولا يؤدي لله زكاة ولا يحج إلى بيته فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة، لا مع إيمان صحيح
160
وأما الذين لم يكفروا بترك الصلاة ونحوها فليست لهم حجة إلا وهي متناولة للجاحد كتناولها للتارك، فما كان جوابهم عن الجاحد كان جوابا لهم عن التارك
163
وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب
165
والعلماء قد تنازعوا في تكفير أهل البدع والأهواء وتخليدهم في النار، وما من الأئمة إلا من حكي عنه في ذلك قولان كمالك والشافعي وأحمد وغيرهم، وصار بعض أتباعهم يحكي هذا النزاع في جميع أهل البدع وفي تخليدهم حتى التزم تخليدهم كل من يعتقد أنه مبتدع بعينه وفي هذا من الخطأما لا يحصى، وقابله بعضهم فصار يظن أنه لا يطلق كفر أحد من أهل الأهواء وإن كانوا قد أتوا من الإلحاد وأقوال أهل التعطيل والاتحاد.
والتحقيق في هذا أن القول قد يكون كفرا ...... فإذا كان المتأول المخطئ في تلك لا يحكم بكفره إلا بعد البيان له واستتابته
176
فإن جحود الصانع لم يكن دينا غالبا على أمة من الأمم قط، وإنما كان دين / الكفار الخارجين عن الرسالة هو الإشراك، وإنما كان يجحد الصانع بعض الناس
177
وكنت أبين أنه مذهبهم وأبين أنه حقيقة مذهب فرعون حتى حدثني الثقة عن بعض طواغيتهم أنه قال: نحن على قول فرعون، ولهذا يعظمون فرعون في كتبهم تعظيما كثيرا، فإنهم لم يجعلوا ثم صانعا للعالم خلق العالم، ولا أثبتوا ربا مدبرا للمخلوقات وإنما جعلوا نفس الطبيعة هي الصانع، ولهذا جوزوا عبادة كل شيء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/89)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 07:12 م]ـ
انتهت الفوائد المنتقاة، والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو أبي]ــــــــ[25 - 07 - 07, 01:56 ص]ـ
زادك الله ورفعك ونفعك بالعلم(43/90)
أنا طالب ماجستير واخترت عنوانا مهما في قسم العقيدة لكتاب سلفي ولكن وددت المساعدة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[24 - 07 - 07, 07:09 م]ـ
أنا طالب ماجستير واخترت عنوانا مهما في قسم العقيدة لكتاب سلفي ولكن وددت المساعدة من إخواني العلماء وطلبة العلم في ذلك في كتابة خطة بحث لهذا العنوان فأرجو ا المواصلة على البريد التالي AWad_200@hotmAIL.Com
الرجاء من الإخوة الاهتمام في ذلك وجزاكم الله خيرا.(43/91)
طلب إفادة بذكر كتب المذاهب
ـ[أم خلاد]ــــــــ[25 - 07 - 07, 08:53 ص]ـ
الإخوة زوار هذا الملتقى
ماهي الكتب المهمة التي يرجع إليها طالب العلم في معرفة العقائد والمذاهب المعاصرة
ودمتم
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[25 - 07 - 07, 09:15 ص]ـ
الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة
الندوة العالمية للشباب الإسلامي
http://saaid.net/feraq/mthahb/index.htm
الملل والنحل
http://saaid.net/feraq/index.htm
موسوعة الملل والفرق من موقع الدرر السنية
الإصدار الأول من موسوعة الملل والفرق
وفي هذا الإصدار كان الاعتماد على كتاب فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها، للدكتور غالب عواجي، الطبعة الرابعة 1422هـ، المكتبة العصرية الذهبية للطباعة والنشر والتسويق.
http://www.dorar.net:81/melal_main.asp(43/92)
منهج العلامة ابن الصلاح في العقيدة
ـ[فيصل]ــــــــ[25 - 07 - 07, 09:05 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد،
فقد سألني أحد الأخوة الأفاضل عن عقيدة الإمام ابن الصلاح رحمه الله فأجبته بما أعلمه وهو أن الإمام سلفي المنهج متمسك بالكتاب والسنة ذاماً للكلام والفلسفة والمنطق وهو الذي انتزع من الآمدي الأشعري الكبير مدرسة كان يدرس فيها الكلام وألزمه بيته وهو الذي كتب على قصيدة الإمام الكرجي الشافعي في السنة: ((هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث)) العلو 2/ 1291 والفتاوى 3/ 265 وهو الذي رماه بعض الأشعرية بالحشوي لأنه رفض تأويل بعض الصفات كالحرف والصوت والاستواء وقد قال شيخ الإسلام ابن تيميه: ((وقد كان الثقة يحدث عن الشيخ أبي عمرو ابن الصلاح أنه لما رأى قوله إن "الأدلة السمعية لا تفيد اليقين" لعنه على ذلك وقال: هذا تعطيل الإسلام)) بيان تلبيس الجهمية8/ 487 - 488 وقال ابن كثير: ((وأما الشيخ تقي الدين بن الصلاح فلم يكن مقبلاً عليه-يعني الرازي- وربما غض من شأنه)) طبقات الفقهاء الشافعية 2/ 258 وما غلط فيه الإمام فهو مغمور في بحور حسناته رحمه الله رحمه واسعة.
وذكرت لهذا الفاضل أن عندي أوراق صورتها من أحد الأبحاث الغير مطبوعة ووعدته برفعها للشبكة وهاهي في المرفقات أسأل الله أن ينفع بها، والأوراق مصورة من رسالة دكتوراه بعنوان "جهود علماء السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها" القرن السابع الهجري (وفيات 600 - 699 هـ) للباحث علي الشهراني، وقد رجعت لهذا البحث واستفدت منه حينما كنت أكتب مقالاً في دعوى أكثرية الأشعرية-لم أنشط لإكماله بعد-، وفي نفس الموضوع يوجد عدة رسائل للقرن السادس والخامس وغيره ولكن هذه الرسالة متميزة جداً وقد بذل فيها الباحث جهداً ملموساً في تتبع كلام أئمة أهل السنة في ذاك العصر وقد رجع لمراجع بعضها لا يزال مخطوطا وقد ذكر 45 إماماً منهم 24 تكلم عنهم بالتفصيل، وممن ورد ذكره على سبيل المثال شيخ العربية والقراءات وشيخ الحنفية ومسند الشام تاج الدين الكندي، وابن المظفر الرازي الحنفي وابن درباس الشافعي والإمام شيخ خوارزم أحمد بن عمر الشافعي والحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل بن قراجا الشافعي والإمام موفق الدين ابن الوليد البغدادي وقاضي عدن محمد بن أسعد العنسي والحافظ سعيد بن المطهر الباخرزي وعدد من الأئمة المقادسة الحنابلة الأعلام وقاضي القضاة ابن الخليل الخويي الشافعي وشيخ الشافعية ومفتيها في دمشق أبو العباس أحمد بن أحمد بن نعمة المقدسي وغيرهم من أئمة السنة رحمهم لله تعالى وغفر لهم ولمن اقتفى منهجهم إلى يوم الدين.
وقد قال الباحث في نهاية بحثه: ((وعليه فإنني لا أدعي حصر علماء السلف في القرن السابع الهجري في هذا الباب فإن هذا من الصعوبة بمكان، ولو أراد أحدنا أن يفعل ذلك في جزء من القرن الذي يعيش فيه، وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي، لوجد صعوبة بالغة في حصر هؤلاء العلماء، والإلمام بجميع جهودهم ومصنفاتهم، فما بالك بقرن كامل متقدم، حلت بثرواته العلمية أعظم النكبات، مما أدى إلى فقدها وتلفها وضياعها، وبالتي ضياع كثير من جهود علمائه ومع ذلك فإني أقر بأن ما علمته هو جهد المقل، والتقصير حاصل، وقد تصل إلينا فيما بعد جهود بعض علماء السلف في هذا القرن، فإن كثيراً منها لا يزال مخطوطاً ينتظر النور والظهور أسأل الله أن ييسر ذلك))
وأنا أدعو الله أن ترى رسالتك النور أيضاً والله الموفق.
ـ[المقدادي]ــــــــ[25 - 07 - 07, 12:26 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الحبيب فيصل و نفع بك و رحم الله الشيخ الحافظ تقي الدين ابن الصلاح
و هذه الرسالة للدكتور الشهراني جديرة بالنشر و تستحق ان تُرفع للشبكة
ـ[فيصل]ــــــــ[27 - 07 - 07, 07:47 ص]ـ
وإياك
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 11:46 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[فيصل]ــــــــ[28 - 07 - 07, 04:34 م]ـ
وفيك
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[28 - 07 - 07, 08:46 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[فيصل]ــــــــ[29 - 07 - 07, 03:29 م]ـ
ولك بالمثل(43/93)
متى يكون الخوف من غير الله شركاً؟!
ـ[أبو محمد الزياني]ــــــــ[25 - 07 - 07, 05:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني كثيراً الإنضمام إلى هذا المنتدى المبارك لكي أنفض الغبار عن نفسي وأشارك في مذاكرة العلم التي أحبها أهل الحديث كثيراً
لدي مذكرة عن مقاصد أبواب كتاب التوحيد وقد عرضتها على فضيلة الشيخ عبد الله الدميجي حفظه الله وقد صحح كثير من الأغلاط التي وقعت فيها والحمد لله.
وبقيت لدي مسألة مشكلة وسبب إشكالها تعقيدات العصر الحاضر، عصر الفتن، عصر القابضين على الجمر.
جاء في المذكرة:
والخوف ثلاثة أقسام:
الأول: الخوف من الله في السر والعلانية، وهو خوف يحمل على فعل الطاعات وترك المحرمات، وهذا يجب الإخلاص فيه، وهو أعلى المقامات.
فإن خاف غير الله في السر كأن يخاف من وثن أو طاغوت أن يصيبه بما يكره، فهذا شرك أكبر مخرج من الإسلام وهو الواقع من عباد القبور.
وإذا خاف غير الله في العلانية كخوفه عند ملك أو رجال الشُّرَط أو أهل السوء فأفضى الخوف منهم إلى الوقوع في الكفر والشرك، ففعله هذا كفر، وهذا الخوف شرك أكبر.
الثاني: أن يترك ما يجب عليه لغير عذر خوفاً من بعض الناس، فيرضيهم بسخط الله، كترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذا محرم وهو شرك أصغر منافٍ لكمال التوحيد الواجب.
الثالث: الخوف الطبيعي من عدو أو سبع ونحوه، فالمعتاد منه لا يذم.
وبهذا تعلم أن الخوف لا يكون عذراً في فعل المعاصي وترك الطاعات، بل يعذر بالإكراه، فعلى الإنسان أن يعتز بدينه ويظهره ويصبر على البلاء، ولا يترك ذلك إلا بإكراه.
وقد ابتليت الأمة بحكامٍ ظلمة منعوا إقامة الدين، ومنعوا الهجرة أو استقبال من هاجر بدينه، وامتحنوا المسلمين في دينهم فإلى الله نشكوا بعدنا عن الشرع، وهواننا على الناس.
إنتهى المراد نقله.
المسألة هي: إذا علم المسلم أنه إن أظهر دينه كما أوجبه الله عليه في الظاهر، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورفع الإزار وإعفاء اللحية، والمحافظة على الصلاة، وصلاة الفجر، وغيرها، إذا علم أنه إن أظهرها ابتلي في عرضه ودينه، وضيق عليه وسجن.
والمختار في هذه الحالة أن يوطِّن الإنسان نفسه على العزلة كما جاءت النصوص بذلك، ولكن يشكل على هذا أنه يعيش بين مسلمين فلا بد له من الخروج والاختلاط لضرورة الحصول على حوائجه، فهل يساير السلطان فيما يريده فيحلق لحيته، وما إلى ذلك مما يريده أعوان الظلمة، أم يجب عليه أن يظهر ما أوجبه الله عليه ويصبر.
لا شك أن الأفضل هو الإظهار والصبر لم قدر على ذلك حتى يكون في نهاية الأمر إماماً أو من أعظم الناس شهادة عند الله.
ولكن من لا يستطيع الصبر ليس لضعف جسده ولكن لضعف إيمانه، يعني أن المسألة بين الخوف - المتوهّم - والإكراه فهو لم يصل إلى درجة الإكراه، ولكنه إن أظهر ما لا يريده المتسلط فلا شك في حصول ما يكرهه، وهذه المسألة ليست في السر ولكنه بين الناس والناس ونحن في زمن لا يأمن الرجل جليسه.
فنستطيع تقسيم الخوف إلى خوف من مكروه غير متحقق أي متوهم، وخوف من مكروه متحقق أي لا شك في وقوعه لما يراه من الوقائع من حوله.
فهل الخوف الثاني يأخذ حكم الإكراه، الذي أميل إليه أنه يدخل في الإكراه.
فما حكمه بارك الله فيكم
أرجو التكرم بالإجابة منكم وإبداء النصيحة في هذه القضية.
نسأل الله يعصمنا من الزلل ويقينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[26 - 07 - 07, 02:00 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد الزياني]ــــــــ[27 - 07 - 07, 02:46 ص]ـ
أنا لم أذكر فائدة، أنا أسأل بارك الله فيكم فهل من مجيب، فتح الله عليكم.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 04:18 م]ـ
الخوف الذي يقدح في التوحيد نوعان:
الأول: معصية دون الشرك وهو ما أشرت إليه في مشاركتك .. ومن عده شركا فإنما من باب التوسع في مسمى الشرك الأصغر والخلاف فيه معروف.
الثاني: شرك أكبر وهو خوف السر.
ـ[أبو محمد الزياني]ــــــــ[27 - 07 - 07, 06:00 م]ـ
أخي [أبو عبد الرحمن السعدي] جزاك الله خيراً على هذا الاختصار والمساهمة في رفع الموضوع.
ما جواب سؤالي في المشاركة الأولى ما خط بالأحمر منها؟
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[29 - 07 - 07, 03:47 ص]ـ
من قال ان الخوف من بطش الطواغيت والظلمه عموما يعتبر شرك اكبر فقد ضيق واسعا حتى لو كان الخطر مجرد احتمال الخائف هنا لم يتخذ الطاغوت شريكا لله فى سلطانه وعظمته انه فى نفسه يحتقره ويعلم انه لايقوى على مواجهة بعوضه ان سلطها الله عليه
ولكن خوفه يعود الى الضعف البشرى الغريزى
ان الله تعالى حينما امر موسى الكليم بالذهاب الى فرعون كان موسى صادقا فى قول مايشعر به
(قال رب انى قتلت منهم نفسا فأخاف ان يقتلون)
وفى موضع آخر كان معه نبى كريم آخر هو هارون ماذا قالا لله سبحانه
(قالا ربنا اننا نخاف ان يفرط علينا او ان يطغى)
يا سبحان الله هذان نبيان كريمان يعلنان انهما يخافا من بطش فرعون
ماذا يقول المتسرعون فى تكفير الناس عن هذين النبيين اتراهم يرمونهم بالخوف الشركى حاشاهم الا يدعونا هذا ان نعذر رجلا يترك بعض مظاهر التدين من اجل مايسمعه عما يفعله الظلمه بمن يتمسك بتلك المظاهر وكم راينا كثيرا من الملتزمين قد فقدوا التزامهم بعد مامروا بتجربة الصدام مع الظلمه
الخلاصه
المسئله تتفاوت فيها القدرات الايمانيه والصبر على البلاء فمن يجد فى نفسه القدره على التمسك ولايبالى بما يمكن ان يحدث له فنسأل الله له الثبات وعليه ان يستمر
اما من يجد نفسه خائفا متوترا دائما وربما منعه الخوف من ارتياد بعض حلق العلم او غير ذلك من الاعمال الصالحه وهو بداخله حزين ويتألم لحاله
هل نتهمه بالشرك لنزيد عذابه وألمه وهل اخراج الناس من المله بهذه السهوله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/94)
ـ[الغُندر]ــــــــ[30 - 07 - 07, 05:57 م]ـ
قال الشيخ علي الخضير فرج الله عنه:
التهديد بالسجن او الضرب اذا كان من قادر فهذا عند الجمهور من باب الاكراه واما الامام احمد فيقول انه لا بد من الا كراه ولا يكفي التهديد من قادر وذلك لما قال له يحيى بن معين حديث عمار (اي نحن نحتج بحديث عمار) اعرض عنه ولم يكلمه فلما خرج قال يحتجون بحديث عمار وقد ضرب وهم قيل لهم سنضربكم فأجابوا.
ورجح الشيخ ان العوام لهم ومن ليس متبوع له ان يستجيب للمهدد القادر واما المتبوعين فيجب عليهم الصبر الى ان يقع الاكراه ولا يكفي في حقهم التهديد.
ـ[عبدالله البلجيكي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 06:20 م]ـ
قال الشيخ علي الخضير فكّ الله أسره في الوسيط في شرح أول رسالة من مجموعة التوحيد:
ثم قال المصنف (والخوف): الخوف عبادة قلبية والخوف يتعلق بالظن مثل ما قلنا في الرجاء، قال العسكري في الفروق ص 199 إن الخوف توقع الضرر المشكوك في وقوعه، ومن تيقن الضرر فليس بخائف، وكذلك الرجاء لا يكن إلا مع الشك ومن تيقن النفع لم يكن راجيا له، وقال (والخشية والخوف في الشر المظنون فالخوف توقع الشر المظنون أو الظن بوقوع الشر) اهـ. فإن خفت الله هذا توحيد ومتى يكون الخوف شركاً؟ يكون شركاً في الحالات التالية:
أ ـ أن تخاف من المخلوق مالا يقدر عليه إلا الله مثل أن تخاف من شخص أن يقطع نسلك أو يدخل النار.
ب ـ الخوف من أهل القبور ومن الغائبين أما بالنسبة لأهل القبور فالخوف منهم شرك أكبر. أما بالنسبة للغائبين ففيه تفصيل أما إن خفت منه ما سوف يفعل بك فيما بعد، فهو الآن غائب لكن لو حضر قد يؤذيك فهذا خوف طبيعي، أما إذا خفت منه وهو غائب وخافت منه الآن وهو لا يسمعك ولا يدري عنك وليس هناك وسائل حسية مادية مثلاً فهذا شرك أكبر لأنك ما خفت منه بهذه المثابة إلا وإنك تعتقد أن عنده قدرة خارقة للمادة وقدره فوق طاقة البشر.
أما الدليل على ذلك فقوله تعالى (فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين) ومثل ذلك الخوف من الجن هذا من الشرك الأكبر قال تعالى (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً).
مسألة: هناك فرق بين الخوف والإكراه:
فالإكراه عذر لمن أكره على أن يقول الإنسان كلمة الكفر أو يمزق المصحف و أكره على ذلك وخاف الإكراه فمزق المصحف هذا معذور لقوله تعالى (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) أما الخوف الذي ليس على الإكراه فهذا هو المقصود هنا، خوف ليس عن إكراة.
ويشترط في الإكراه حتى يكون معتبرا:
أ ـ أن يكون من قادر على عمل ما هدد به.
ب ـ أن لا يكون متعد على الغير قال تعالى (ولا تز وازرة وزر أخرى) وقال تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) وروى ابن ماجة بسند صحيح حديث (لا ضرر ولا ضرار).
ج ـ أن يكون طارئا وليس مستمرا أو غالبا قال تعالى (إنهم إن يعثروا عليكم يرجموكم أو يعيدكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا).
د ـ أن يكون فرديا وليس جماعيا قال تعالى (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه ويمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة).
وهذه الشروط الأربعة عامة في كل إكراة.
مسألة: وهناك فرق أيضا بين الخوف والاستضعاف، فالاستضعاف مرحلة بين الخوف والإكراه.
أرجو أن يكون في ما نقلته ما يوضح إشكال إخي الحبيب(43/95)
ارجو الرد للأهمية \ لانه فيه اتهام لابن تيمية
ـ[ابوالوليد الشامي]ــــــــ[25 - 07 - 07, 06:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اورد احد الشيعة هذه الشبه على ابن تيمية متهما ً اياه
بتشبيه الخالق للمخلوق
فأرجو التوضيح في الامر والرد علي بسرعة
وقول ابن تيمية بفناء النار
ارجو الرد بسرعة وتوضيح الامر
وغدا احضر الوثائق المفتراه على ابن تيمية
ان شاء الله
ـ[المقدادي]ــــــــ[25 - 07 - 07, 07:09 م]ـ
ابن تيمية في كتبه العقدية يتبرأ من التشبيه فكيف يُنسب له؟
إلا ان كان هذا الرافضي يقصد بالتشبيه إثبات الصفات التي عطّلها الرافضة!
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[26 - 07 - 07, 12:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،، أما بعد،،
ياأخواني الأعزاء،
مناظرة الرافضة بأمور تفصيلية أو أقوال لأهل العلم، أصلا غير مجدية أبدا وهي مضيعة للوقت، فانظروا أخواني، أفمن يسب أبا بكر وعائشة وعمر وعثمان .. وغيرهم من المثنى عليهم من الصحابة، أترى أنه يمكن أن يرحم الإمام ابن تيمية ........ ؟؟ ولا يفتر عليه ولا يتهمه؟؟
ومن يقول بتحريف القرآن وتبديله وأن الذي فعل ذلك هم -حاشى لله- أصحاب رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - أيمكن أن يعترف بعدالة الرواة من بعد الصحابة وانهم لم (يزوروا الحديث) وانه حديث صحيح. أي قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ما فيه ...... أيمكن ذلك؟؟ بل هم يكذبون رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فهذا الخميني من معاصريهم يقول (قبل أن يقلعه الله) أن السبب في فرقة المسلمين أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يبلغ الدين كما ينبغي!!! أنظروا ماذا يقول هذا الشقي!!
بل هم يكذبون الله تعالى في نسبة البداءة له، وهذه أحدى أركان عقيدتهم ...
اختصارا عدم الرد على هؤلاء في المسائل الفرعية وأقوال العلماء أفضل ....
واستغلال الجهد بدلا من ذلك في الأركان الأصلية للإسلام وتبيين أن القرآن ثابت محفوظ، ولو بدل أو حرف مرة واحدة لكان يمكن أن يحرف ولبقي يحرف كما حدث للإنجيل والتوراة ... ولأصبح عندنا الآن -حاشى لله -عددا كبيرا من كتاب الله متباينة في الأصول ........ الخ
أنا شخصيا تجادلت مع بعضهم هنا في الأردن في أمور فرعية، مثلا هو يريد أن يحتج عليك بحديث في صحيح البخاري، الحديث يروية أبو هريرة أو أنس أو عائشة .... رضي الله عنهم عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. ويحتج به لأنه يشبه أن يوافق عقائدهم، فأقول له: ما ظنكم بهذا الصحابي الذي نقل الحديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟، وماذا تقولون عنه؟؟ وكيف تصدقونه هنا في هذا الحديث وانتم عموما تتهمونه وتسبونه .... ؟؟ طيب هذا حديث آخر يرويه نفس الصحابي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفيه استبعاد التفسير الذي يذهبون اليه للحديث الأول، فلماذا لا تأخذون به؟؟
فمناقشة الجميع بكتاب الله واصوله وحفظه أجدى منفعة، وصدق الله القائل: (فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا) 52 الفرقان.
(وذكر بالقرآن من يخاف وعيد) ق
والثابت المتفق عليه عن الجميع أن القرآن هو معجزة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فمن شكك به يخرج عن ملته والعياذ بالله
هذا والله أعلم
أخوكم / سليمان سعود الصقر
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[26 - 07 - 07, 12:44 م]ـ
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ....
اما بالنسبة لقضية فناء النار فاني طالما ما سمعتها تتردد على السنة الاخوان المسلمين عندنا في الاردن وحتى بعد ان تُفند هذا القول لا يستجيبوا
((وكأنك تكلم نفسك والله المستعان))
فسأتركك مع كلام اوضح وافضل من كلامي ..
كلام مركز الفتوى بإدارة الدكتور عبدالله الفقيه
السؤال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/96)
بارك الله تعالى فيكم وجمعنا وإياكم بنبينا عليه الصلاة والسلام عند الحوض ورزقنا رفقته في الجنة .. أردت سؤالكم بارك الله فيكم عن أمر أشكل علي فهمه .. ما صحة القول بفناء النار؟ وهل صحيح ما نسب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؟ وكذلك تلميذه ابن القيم؟ إن كان صح ذلك ففي أي الكتب؟ وأي القولين هو الراجح عنهما إذا صح أنهما قالا بالقولين؟ وأي الأدلة ترونها أقوى؟ وهل صحيح أن ذلك كان مأثورا عن الصحابة رضي الله عنهم؟ وأيهما الأرجح من الآخر .. القول بأبدية النار أم القول بفنائها؟ وما دليلكم بارك الله فيكم؟
===================================
الجواب
فإن الصحيح الراجح أن الجنة والنار لا تفنيان ولا تبيدان، وهو مذهب أهل السنة والجماعة، وانظر الفتوى رقم: 1676 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=1676).
هذا، ولا تصح نسبة القول بفناء النار إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فإن الراجح عنده أبديتها وعدم فنائها، وقد نص على ذلك رحمه الله في أكثر من موضع من كتبه، فقد قال رحمه الله تعالى في كتابه: درء تعارض العقل والنقل: وقال أهل الإسلام جميعاً: ليس للجنة والنار آخر، وإنهما لا تزالان باقيتين، وكذلك أهل الجنة لا يزالون في الجنة يتنعمون، وأهل النار في النار يعذبون، ليس لذلك آخر ...
وقال رحمه الله أيضاً في كتابه: بيان تلبيس الجهمية: وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية، كالجنة والنار والعرش وغير ذلك، ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين، كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم، وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها. اهـ
وانظر كلام شيخ الإسلام أيضاً في مجموع الفتاوى (8/ 304)، (18/ 307) وفي غير ما موضع من كتبه الأخرى.
وسبب الغلط على شيخ الإسلام ونسبة القول بفناء النار إليه أن ابن القيم في كتابه (حادي الأرواح) قد ذكر الأقوال في فناء النار وعدمه، وأشار إلى أن ابن تيمية قد حكى بعض هذه الأقوال، والتي منها القول بفناء النار، وليس في ذلك ما يدل على نسبة هذا القول الباطل لشيخ الإسلام ابن تيمية، فقد حكى هذه الأقوال غيره من أهل السنة والجماعة كشارح الطحاوية، وحكاية شيخ الإسلام لأقوال الطوائف مشحونة بها مؤلفاته، ولكن للرد عليها لا لتقريرها، وهذا واضح ولا يحتاج إلى مزيد بيان.
وأما الإمام ابن القيم، فإنه له قولين: الأول مال فيه إلى القول بفناء النار، وقواه وأيده بالأدلة، وذلك في كتابه (حادي الأرواح) (وشفاء العليل) كما أنه توقف في المسألة في كتابه (الصواعق المرسلة) القول الثاني لابن القيم، وهو الموافق لمذهب أهل السنة هو القول بأبدية النار وعدم فنائها، وذكر ذلك منصوصاً عليه في كتابيه (الوابل الصيب) و (طريق الهجرتين).
فقد قال في الوابل الصيب: وأما النار فإنها دار الخبث في الأقوال والأعمال والمآكل والمشارب ودار الخبيثين، فالله تعالى يجمع الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشيء المتراكب بعضه على بعض ثم يجعله في جهنم مع أهله فليس فيها إلا خبيث، ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشينه خبث، وخبيث لا طيب فيه، وآخرون فيهم خبث وطيب كانت دورهم ثلاثة: دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض، وهاتان الداران لا تفنيان، ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة، فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنه إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا الجنة ولا يبقى إلا دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض. اهـ
وعلى هذا، فإن إطلاق القول بأن ابن القيم يقول بفناء النار غلط عليه، إذ تبين لك أن له قولان، وإنما البحث هو في أي القولين هو المتأخر الناسخ للأول؟
ولقد غلب بعض الباحثين الظن بأن ما قاله ابن القيم في (الوابل الصيب) و (طريق الهجرتين) ناسخ لما ذكره في (حادي الأرواح) و (شفاء العليل) و (الصواعق المرسلة) وأيد هذا الاستنتاج ببعض الحجج انظرها في كتاب (كشف الأستار لإبطال ادعاء فناء النار) لعلي الحربي، طبعة دار طيبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/97)
هذا، وإن القول بفناء النار قد أثر عن بعض السلف وهم: عمر وابن مسعود وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري، وهذه الآثار إما أنها لا تصح نسبتها إليهم، أو أنها محمولة على وجه آخر غير القول بفناء النار. وانظر مناقشة هذه الآثار وإبطال الاستدلال بها في (شرح العقيدة الطحاوية) لابن أبي العز (2/ 651، 652) في الحاشية، طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق الأرناؤوط.
ـ[ابوالوليد الشامي]ــــــــ[26 - 07 - 07, 01:03 م]ـ
ابوعامر
احمد بن شبيب
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ورزقكم الله كل خير على التوضيح
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 07 - 07, 01:44 م]ـ
قد رد الاخوة على مسألة فناء النار
أما كلام ابن العربي فلا يُستغرب! و حطه على الحنابلة مردود عليه و لو أردنا ان نطبّق قاعدة التاج السبكي الأشعري الذي قال و هو يحط على شيخه السلفي الحافظ الذهبي: " والذي أفتي به أنه لايجوز الإعتماد على كلام شيخنا الذهبي في ذم أشعري ولا شكر حنبلي والله المستعان ".
و قد قال هذا الكلام في حق شيخه الذهبي مع نزاهة الحافظ الذهبي و عدم تعصبه! فواغوثاه بالله!
فالأولى ان يقال هذا الكلام في حق ابن العربي! فلا يجوز الإعتماد على كلامه في ذم حنبلي و لا شكر أشعري!
اما كلامه عن الإستواء و ما الى ذلك ففيه تلبيس و تدليس و قد كفانا شيخ الإسلام المحقق المتقن ابن قيم الجوزية مؤونة الرد عليه
فقد قال رحمه الله في الرد على هذا الكلام لابن العربي في صواعقه المرسلة:
" ومثل هذا قول الجهمي الملبس: إذا قال لك المشبه {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه5] فقل له العرش له عندنا سبعة معان والاستواء له خمسة معان فأي ذلك المراد فإن المشبه يتحير ولا يدري ما يقول ويكفيك مؤونته.
فيقال لهذا الجاهل الظالم الفاتن المفتون: ويلك ما ذنب الموحد الذي سميته أنت وأصحابك مشبها وقد قال لك نفس ما قال الله فوالله لو كان مشبها كما تزعم لكان أولى بالله ورسوله منك لأنه لم يتعد النص.
وأما قولك للعرش سبعة معان أو نحوها وللاستواء خمسة معان فتلبيس منك وتمويه على الجهال وكذب ظاهر فإنه ليس لعرش الرحمن الذي استوى عليه إلا معنى واحد وإن كان للعرش من حيث الجملة عدة معان فاللام للعهد وقد صار بها العرش معينا وهو عرش الرب جل جلاله الذي هو سرير ملكه الذي اتفقت عليه الرسل وأقرت به الأمم إلا من نابذ الرسل.
وقولك الاستواء له عدة معان تلبيس آخر فإن الاستواء المعدى بأداة على ليس له إلا معنى واحد وأما الاستواء المطلق فله عدة معان فإن العرب تقول استوى كذا إذا انتهى وكمل ومنه قوله تعالى {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} [القصص14] وتقول استوى وكذا إذا ساواه نحو قولهم استوى الماء والخشبة واستوى الليل والنهار وتقول استوى إلى كذا إذا قصد إليه علوا وارتفاعا نحو استوى إلى السطح والجبل واستوى على كذا أي إذا ارتفع عليه وعلا عليه لا تعرف العرب غير هذا فالاستواء في هذا التركيب نص لا يحتمل غير معناه كما هو نص في قوله {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} [القصص14] لا يحتمل غير معناه ونص في قولهم استوى الليل والنهار في معناه لا يحتمل غيره فدعوا التلبيس فإنه لا يجدي عليكم إلا مقتا عند الله وعند الذين آمنوا."
يتبع ,,,
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[26 - 07 - 07, 01:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا أحبائي الأعزاء
إلى أخي أحمد شبيب،،
في الباب الذي ذكرت من تبيين الحق (المناظرة) فاحتسب أجرك على الله وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة زاد بن يحيى وعمرو في حديثهما وإنه سيخرج من أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب لصاحبه وقال عمرو الكلب بصاحبه لا يبقي منه عرق ولا مفصل إلا دخله).
رواه أبوداوود والإمام أحمد والطبراني وغيرهم
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 07 - 07, 02:21 م]ـ
أما قول ابن العربي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/98)
ولقد أخبرني جماعة من أهل السنة بمدينة السلام أنه ورد بها الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري الصوفي من نيسابور، فعقد مجلساً للذكر، وحضر فيه كافة الخلق، وقرأ القارئ {الرحمن على العرش استوى}، قال لي أخصهم: فرأيت – يعني الحنابلة – يقومون في أثناء المجلس ويقولون: قاعدٌ قاعدٌ بأرفع صوتٍ وأبعده مدى، وثار إليهم أهل السنة من أصحاب القشيري ومن أهل الحضرة، وتثاور الفئتان، وغلبت العامة فأجحروهم المدرسة النظامية وحصروهم فيها، فرموهم بالنشاب، فمات منهم قوم، وركب زعيم الكفاة وبعض الدارية فسكنوا ثورتهم وأطفوا نورتهم.
فالجواب من وجوه:
الأول: لا نقبل كلام ابن العربي في الحنابلة لما عُرف عنه من تعصب ضدهم , و فوق هذا فهو ينقل عن مجاهيل لا ندري منهم! و هل هم عدول ثقات أم لا!
و هذا يقدح في صحة الرواية من الأساس
الثاني: معلوم ما حصل من الفتن بين الحنابلة و الأشاعرة و التي أشعلها كبيرهم القشيري حين اتهم الحنابلة بالتجسيم و التشبيه على المنبر
فلا عبرة بكلام الأشاعرة في هذا المقام سيما ان كان الدافع هو التعصب العقدي
الثالث: لو فرضنا - تنزلاً - صحة هذه الحادثة التي ذكرها , فلا حجة له بها في رميه الحنابلة بالتجسيم لأمور:
أ - انه هو نفسه يقول بمسألة القعود - و يأتيك كلامه لاحقاً في الوجه الرابع -
ب - ان من قال بالقعود او الجلوس فقد ذكر شيئا قد وردت به آثار ضعيفة قال بها جماعة من أئمة السنة كالإمام وكيع بن الجراح - شيخ الشافعي - و غيره فيلزم رمي هؤلاء الأئمة بالتجسيم من باب أولى
قال الامام الذهبي في كتابه العلو:
قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه حدثنا وكيع عن إسرائيل بحديث إذا جلس الرب جل جلاله على الكرسي فاقشعر رجل عند وكيع فغضب وكيع وقال أدركنا الأعمش والثوري يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها رواها أبو حاتم عن أحمد
)) اهـ
و قال الامام الطبري في تفسيره الشهير:
حدثني به عبد الله بن أبي زياد القطواني قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة! فعظم الرب تعالى ذكره ثم قال: إن كرسيه وسع السماوات والأرض وإنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع - ثم قال بأصابعه فجمعها - وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله)
فهل هؤلاء الأئمة مجسمة أيضا عند ابن العربي؟
ج - التشبيه إنما يكون إذا قيل يد كيد او سمع كسمع أو إستواء كإستواء , فما وجه التشبيه هنا أصلا لمن قال بهذا الأثر و صححه و هو يقول بأن الله تعالى ليس كمثله شيء؟
فالحجة على الجهمية من باب أولى: فلو لم يشبّه الجهمي أولا ثم يعطّل ثانيا لما قال هذا الكلام!
و إلا فمن الأشاعرة من يؤمن ببعض صفات الله تعالى كالسمع و البصر و غيرها فكيف عقلوا هذه الصفات و لم يشبّهوها بصفات المخلوقين؟؟
فليطردوا هذا الأصل في كل صفة و انتهى الأمر!
الوجه الرابع: ان ابن العربي هو نفسه يقول بالقعود! فيلزمه هذا الكلام قبل غيره! و لا يصح ان يقال ان أراد إتقاء الحنابلة و مداهنتهم فقال هذا الكلام! و موقفه من الحنابلة مشهور مسطور كما في كلامه السابق!
قال ابن العربي: ((المسألة الخامسة: في تنقيح الأقوال وتصحيح الحال: قد بينا في السالف في كتابنا هذا وفي غير موضع عصمة الأنبياء صلوات الله عليهم من الذنوب،وحققنا القول فيما نسب إليهم من ذلك، وعهدنا إليكم عهدا لن تجدوا له ردا أن أحدالا ينبغي أن يذكر نبيا إلا بما ذكره الله، لا يزيد عليه، فإن أخبارهم مروية،وأحاديثهم منقولة بزيادات تولاها أحد رجلين: إما غبي عن مقدارهم، وإما بدعي لارأي له في برهم ووقارهم، فيدس تحت المقال المطلق الدواهي، ولا يراعي الأدلة ولاالنواهي؛ وكذلك قال الله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص}، أي أصدقه على أحد التأويلات، وهي كثيرة بيناها في أمالي أنوار الفجر. فهذا محمد صلى الله عليه وسلم ما عصى قط ربه، لا في حال الجاهلية ولا بعدها، تكرمة من الله وتفضلا وجلالا، أحله به المحل الجليل الرفيع،ليصلح أن يقعد معه على كرسيه للفصل بين الخلق في القضاء يوم الحق.
وما زالت الأسباب الكريمة، والوسائل السليمة تحيط به من جميع جوانبه والطرائف النجيبة تشتمل على جملة ضرائبه، والقرناء الأفراد يحيون له، والأصحاب الأمجاد ينتقون له من كل طاهر الجيب، سالم عن العيب، بريء من الريب، ... الخ)) أحكام القرآن 3/ 1542
فما عابه على الحنابلة يلزمه من باب أولى!
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 07 - 07, 02:30 م]ـ
أما قوله: وقالوا: إنه يتكلم بحرف وصوت، وعزوه إلى أحمد بن حنبل
فهذا هو الحق الذي دلت عليه الآيات و الأحاديث النبوية!
و الإمام أحمد رحمه الله تعالى يقول بذلك!
و أستعير كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله حينما قال:
" أما إنكار إثبات الصوت عن الإِمام الذي ينتمي إليه الحافظ - قلت: اي الحافظ عبدالغني المقدسي - فمن أعجب العجب، وكلامه في إثبات الصوت كثير جداً.
قال عبد اللّه ابن الإمام أحمد في كتاب السنة " سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلم اللّه موسى لم يتكلم بصوت. فقال أبي: بلى، تكلم بصوت، هذه الأحاديث نرويها كما جاءت ".) اهـ من ذيل طبقات الحنابلة , ترجمة الحافظ عبدالغني المقدسي
اما قول ابن العربي:
وأخبرني من أثق به من مشيختي أن أبا يعلى محمد بن الحسين الفراء - رئيس الحنابلة ببغداد – كان يقول إذا ذكر الله تعالى وما ورد من هذه الظواهر في صفاته، يقول: ألزموني ما شئتم فإني ألتزمه إلا اللحية والعورة!!
فهذا أيضا لا يُسلّم له به , و كم افترى و كذب الاشاعرة على الإمام ابي يعلي رحمه الله و رموه بالعظائم و الفواقر و هو منها بريء و قد تحمل رحمه الله أذاهم كثيرا
و مثل هذا الإمام رحمه الله يُستبعد ان يقول مثل هذا الكلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/99)
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[26 - 07 - 07, 04:45 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
وجزاك ربي خيراً يا شيخ ابا عامر على نصيحتك ...
وزادك علماً وفضلاً
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[26 - 07 - 07, 05:06 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
وجزاك ربي خيراً يا شيخ ابا عامر على نصيحتك ...
وزادك علماً وفضلاً
وإياكم والمسلمين(43/100)
قول (من غير تمثيل) أولى من قول (من غير تشبيه) في إثبات صفات الله تعالى.
ـ[الغُندر]ــــــــ[25 - 07 - 07, 09:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد ولد آدم وبعد:
فنقيد العنوان بأنه إذا أريد بقول (من غير تشبه) المشابهه من جميع الوجوه اما إذا أريد بقول (من غير تشبيه) المشابهه من اي وجه فهذا قول باطل لا يجوز كما قرر ذلك الشيخ محمد بن عثيمين في شرح العقيدة السّفا رينية حيث قال:
قول (من غير تمثيل) اولى من قول (من غير تشبيه) لوجوه ثلاثة:
1_ لفظ التمثيل ورد به النص في قوله تعالى ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) ولفظ التشبيه لم يرد لا في كتاب ولا سنة , وهذا السبب ذكره ابن تيمه في مناظرة العقيدة.
2_قول (من غير تشبيه) فيه اجمال فأن أراد من غير مشاركة في أي نوع من المشاركة فهذا خطأ وإن أراد من غير مشابهة يعني من غير مساواة في كل شيء فهذا صحيح.
3_أن نفي التشبيه صار يطلق على نفي الصفات مطلقا عند من يرى أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه , (وهذا السبب ذكره ابن تيمه ايضا لكن في العقيدة التدمرية)
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 08 - 07, 05:37 ص]ـ
وذكر ذلك الشيخ ابن عثيمين في أول شرح العقيدة الواسطية
وجزاك الله خيرا على ماكتبته
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[04 - 08 - 07, 07:28 م]ـ
وهو ما يقرره الشيخ في جميع كتاباته في العقيدة حيث أن الله عز وجل يشبه خلقه في بعض أوصافه (كالوجود والحياة والسمع والبصر والقدرة وغيرها) إلا أنه سبحانه وتعالى لا يتماثل مع مخلوقاته في هذه الصفات أو غيرها من ناحية:
1 - صفة الخالق أبدية أزلية، وصفة المخلوق مؤقتة ببقائه أو بسلبها منه.
2 - صقة الخالق واجبة الوجود، وصفة المخلوق جائزة الوجود.
3 - صفة الخالق قائمة بذاته، وصفة المخلوق مستمدة من عطاء الله إياها.
وهذه هي الركائز الأساسية للتفرقة،والله أعلم.
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 08 - 07, 02:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[06 - 08 - 07, 05:53 م]ـ
جزانا وإياك، ونفعنا والمسلمين بما يعلمنا، وجعل العلم حجة لنا لا علينا.
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 07:51 م]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية عند قول المصنف: ولا شيء مثله
المسألة الثالثة: الفرق ما بين المماثلة والمثلية وبين التشبيه، ولتقرير ذلك فانتبه إلى الذي جاء نفيه في الكتاب والسنة إنما هو نفي المماثلة، أما نفي المشابهة -مشابهة الله لخلقه- فإنها لم تُنْفَ في الكتاب والسنة؛ لأن المشابهة تحتمل أن تكون مشابهة تامة، ويحتمل أن تكون مشابهة ناقصة، فإذا كان المراد المشابهة التامة فإنّ هذه المشابهة هي التمثيل وهي المماثلة، وذلك منفي، لقوله تعالى?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? [الشورى:11]، فإذن لفظ المشابهة ينقسم:
(إلى موافق للمماثلة، الشبيه موافق للمثيل وللمِثْل.
(وإلى غير موافق.
يعني قد يشترك معنى الشبيه والمثيل ويكون المعنى واحدا، إذا أُريد بالمشابهة المشابهة التامة في الكيفية وفي تمام معنى الصفة.
وأما إذا كان المراد بالمشابهة المشابهة الناقصة وهي الاشتراك في أصل معنى الاتصاف، فإن هذا ليس هو التمثيل المنفي، فلا يُنفى هذا المعنى الثاني، وهو أن يكون ثم مشابهة بمعنى أن يكون ثم اشتراك في أصل المعنى.
وإذا كان كذلك فإن لفظ الشبيه والمثيل بينهما فرق -كما قررتُ لك- ولفظ المشابهة لفظ مجمل لا ينفى ولا يثبت، وأهل السنة والجماعة إذا قالوا: إن الله جل وعلا لا يماثله شيء ولا يشابهه شيء. يعنون بالمشابهة المماثلة، أما المشابهة التي هي الاشتراك في المعنى فنعلم قطْعا أنّ الله جل وعلا لم ينفها؛ لأنه سبحانه سمّى نفسه بالملك?مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ? [الفاتحة:4]، ?الْمَلِكُ الْحَقُّ? (6) وسمى بعض خلقه بالملك?وَقَالَ الْمَلِكُ? (7) وأشباه ذلك من الآيات، وكذلك سمّى نفسه بالعزيز، وسمّى بعض خلقه بالعزيز، وكذلك جعل نفسه سبحانه سميعا، وأخبرنا بصفة السمع له، والبصر، والقوّة، والقدرة، والكلام، والاستواء، والرحمة، والغضب، والرضا وأشباه ذلك، وأثبت هذه الأشياء للمخلوق؛ للإنسان فيما يناسبه منها، فدل على أن الاشتراك في اللفظ وفي بعض المعنى ليس هو التمثيل الممتنِع؛ لأن كلام الله جل وعلا حق وبعضه يفسر بعضا، فنفى المماثلة سبحانه بقوله ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ? [الشورى:11]، وأثبت اشتراكا في الصفة، وإذا قلتُ اشتراكا ليس معنى ذلك أنها من الأسماء المشتركة في الصفات، لكن أثبت اشتراكا في الوصف يعني شركة فيه، فإن الإنسان له ملك والله جل وعلا له الملك، والإنسان له سمع والله جل وعلا له سمع، والإنسان له بصر والله جل وعلا له بصر، وهذا الإثبات فيه قدْر من المشابهة، لكنها مشابهة في أصل المعنى، وليست مشابهة في تمام المعنى ولا في الكيفية، فتحصّل من ذلك أن المشابهة ثلاثة أقسام:
(الأولى: مشابهة في الكيفية، وهذا ممتنع.
(والثاني: مشابهة في تمام الاتصاف ودلالة الألفاظ على المعنى بكمالها، وهذا ممتنع.
(والثالث: مشابهة في معنى الصفة؛ في أصل المعنى، وهو مطلق المعنى وهذا ليس بمنفي.
ولهذا صار نفي التمثيل، ونفي المثيل، ونفي المثلية صار شرعيا؛ لأنه واضح؛ دلالته غير مجملة، وأما لفظ المشابهة فإن دلالته مجملة فلم يأتِ نفيه.
ونحن نقول: إن الله جل وعلا لا يماثله شيء ولا يشابهه شيء سبحانه وتعالى. ونعني بقولنا (لا يشابهه شيء) معنى المماثلة في الكيفية أو المماثلة في تمام الاتصاف بالصفة وتمام دلالة اللفظ على كمال معناه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/101)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[06 - 08 - 07, 07:59 م]ـ
ونحن نقول: إن الله جل وعلا لا يماثله شيء ولا يشابهه شيء سبحانه وتعالى. ونعني بقولنا (لا يشابهه شيء) معنى المماثلة في الكيفية أو المماثلة في تمام الاتصاف بالصفة وتمام دلالة اللفظ على كمال معناه.
تماما - جزاك الله خيرا - يوافق هذا القول معنى كلام الشيخ العثيمين في شرحه للواسطية.
وفقنا الله تعالى وهدانا بهداه.
ـ[الغُندر]ــــــــ[07 - 08 - 07, 06:13 م]ـ
ونحن نقول: إن الله جل وعلا لا يماثله شيء ولا يشابهه شيء سبحانه وتعالى. ونعني بقولنا (لا يشابهه شيء) معنى المماثلة في الكيفية أو المماثلة في تمام الاتصاف بالصفة وتمام دلالة اللفظ على كمال معناه.
طيب ما الفائدة من جمع نفي المماثلة والمشابهة إذا كانتا بمعنى واحد؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[07 - 08 - 07, 09:34 م]ـ
بعد إذن أخي الفاضل الشيخ أبي سمية ..
ليس هناك من يجمع بين الكلمتين - بهذا المعنى - وإنما هناك من يقول بنفي المشابهة أو بنفي المماثلة (التي هي بمعنى المشابهة من كل الوجوه، كما ذكر أخونا أبو سمية).
ولكن المسألة هي:
لا يقال إن الله تعالى لا يشبه أحدا من خلقه من بعض الوجوه، وهذا هو ما تقتضيه كلمة (المشابهة) عند إطلاقها، والله أعلم.
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[15 - 08 - 07, 10:12 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم يحيى
ــــــــــ
طيب ما الفائدة من جمع نفي المماثلة والمشابهة إذا كانتا بمعنى واحد؟
أحسن الله إليكم
بالنظر إلى قول الشيخ صالح:
ونحن نقول: إن الله جل وعلا لا يماثله شيء ولا يشابهه شيء سبحانه وتعالى. ونعني بقولنا (لا يشابهه شيء) معنى المماثلة في الكيفية أو المماثلة في تمام الاتصاف بالصفة وتمام دلالة اللفظ على كمال معناه. أهـ
يتضح أنه كأنما يريد أن يبين مقصود من نفى المشابهة وكأنه يقول من نفى المشابهة فإنما يقصد المماثلة وقد تقدم من قوله ما يفهم منه أن المشابهة أعم والله أعلم.(43/102)
المريض يتعلق بقشة
ـ[ابو معاذ عبدالرحمن]ــــــــ[26 - 07 - 07, 10:51 م]ـ
بكل جرأة يقول الرجل وتقول المرأة: المريض يتعلق بقشة , والمريض لايجوز أن يتعلق إلا بالله
مع الأخذ بأسباب الشفاء المشروعة.
يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت , في بطن البحر , في ظلمة الليل هل تعلق بقشة
أم دعا ربه وتعلق بالله؟ فليتنبه لهذا اللفظ والله الموفق.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[28 - 07 - 07, 11:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
لكن في بلدنا يقولوا: (الغريق يتعلق ولو بعود قش)
ـ[عبدالله آل حسين التميمي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 08:16 ص]ـ
القشة المتعلق بها العبد من دون الله لاتزيده الا هوانا وضعفا لانه علق القلب بها في احوج مايكون الى عون وهي في الحقيقة لاتغني عنه ولاعنها شيئا قعندئذ يخيب أمله وتكثر حسراته ولات حين مندم الابالرجوع الى الواحد الاحد وأخلاص التعلق به وصدق الالتجاء الية والاعتصام به (ومن يعتصم بالله فقد هدي الى سراط مستقيم)(43/103)
رابطة العنق وهل هي تشبه بالكفار ...
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[27 - 07 - 07, 11:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هذا السؤال يطرح كثيرا" وهو. عن حكم ارتداء رابطة العنق وهل هي من زي المسلمين .. وقد سئل عنها الشيخ ناصر الفهد حفظه الله فأجاب بما يلى وهذا نص السؤال والجواب ....
(حكم ربطة العنق)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة و السلام على رسولالله
اما بعد: أسأل حول حكم لبس ربطة العنق مع التوضيح ولكم الأجر إنشاءالله
ج/ لايجوز لبسها لأنها تشبه بالكفاروفي الحديث الصحيح -من تشبه بقوم فهو منهم- وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فيالصحيح لما رأى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ثوبين معصفرين قال له -إن هذه منثياب الكفار فلا تلبسها- فعلل النهي عن لبسها بأنها من ثياب الكفار، وفي حديث أبيأمامة مرفوعا -تسرولوا واتزروا خالفوا أهل الكتاب- فمخالفتهم في اللبس مطلب للشارع، وفي البخاري عن عمر بن الخطاب أنه كتب للمسلمين في خراسان -إياكم والتنعم وزي أهلالشرك- والأحاديث في ذلك كثيرة، ولا عبرة بانتشار لبس الكفار بين المسلمينليقال بأنه لم يعد خاصا بهم فلا يكون تشبها بهم لأربعة أمور
أولا: إنه ما انتشر بين المسلمينإلا عن طريق الكفار، ولو سألت أي مسلم يلبس لبسهم كيف كان لبس جده لقال إنه لبسالمسلمين لا لبس الكفار، ولهذا يسمون هذا -لبسا إفرنجيا وبدلة إفرنجية ونحوذلك
ثانيا: إننا لو قلنا بهذا لعطلناأحاديث النهي عن التشبه بالكفار في لبسهم وأصبحت ملغاة وهذا ظاهر جدا لأن الناسالآن أصبحوا كلهم إلا من رحم الله يلبسون لبسة الأوربيين
ثالثا: أن مخالفة المسلمين للكفارفي لبسهم وهيئتهم مطلب للشارع كما يعرفه من ينظر النصوص الواردة في الباب، فإنالمشابهة في الظاهر تورد مشاكلة في الباطن كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللهتعالى، والمسلم يتميز عن الكفار بهيئته لهذا كان الخلفاء الراشدون ومن بعدهم يلزمونأهل الذمة بأن يتميزوا ولا يتشبهوا بالمسلمين في لباسهم
رابعا: أن أهل الحق والخير والعلموالسنة في هذا الزمن على اختلاف بلدانهم لا يلبسون لباس الكفار بل يلبسون لبسالمسلمين والعبرة بهم لا بالفساق
والله تعالىأعلم.
من كتابه مجموع فتاوي الأداب
__________________________________________
اهم التعليقات على الواجبات المتحتمات المعرفة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107166
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[27 - 07 - 07, 03:59 م]ـ
حكم لباس ربطة العنق
تاريخ الفتوى: 19 صفر 1422/ 13 - 05 - 2001
السؤال
هل صحيح ان لباس رباط العنق حرام حيث سمعنا أنه يرمز إلى الصليب؟
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد:
فربطة العنق أصل نشأتها بأوربا، ويقال إنها كانت في الأصل رمزاً لطاعة الزوج لزوجته، ثم أخذت في التهذيب إلى ما هي عليه الآن، وقد صارت عادة لدى كثير من المسلمين، وخرجت عن حد الخصوصية بالكفار وعن التشبه بهم إلا إذا لبسها المرء لا يلبسها إلا لأن الغرب يلبسونها فعندئذ يدخل هذا في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ومن تشبه بقوم فهو منهم" رواه أحمد وأبو داود. على أن الأولى للمسلم تركها على كل حال.
ويحرم على المرأة لبسها، لما فيه من التشبه بالرجل، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة المتشبهة بالرجال، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال" رواه البخاري.
وقيل لعائشة إن امرأة تلبس النعل، فقالت: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجلة من النساء" رواه أبو داود، والمراد بالنعل في هذا الحديث: النعل التي تشبه نعل الرجال.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
الرابط ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=579)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[27 - 07 - 07, 04:00 م]ـ
حكم لبس ربطة العنق؟
المجيب سلمان العودة
المشرف العام
التصنيف اللباس والزينة/الزينة المباحة والمحرمة
التاريخ 3/ 6/1422
السؤال
ما رأيك في لبس ربطة العنق بالنسبة للرجل؟ أنا شخصياً أرى أنها مبالغة في تقليد أهل الكتاب، لا أعلم هل هذا صحيح؟ وإذا كان يعذر الناس العاديون، فإني أراها غير لائقة بطلبة الدراسات الشرعية وأساتذتها. ما رأيك في هذه المسألة؟
الجواب
لا أرى بربطة العنق بأساً؛ لأنها لم تعد من خصائص الكفار، بل عدد من الشعوب الإسلامية دخلت هذه الربطة في صميم لباسها، كما هي الحال في مصر، والشام، والعراق، وكثير من بلاد المغرب وغيرها، والأمر إذا اشتهر وذاع انتفت منه صفة الخصوصية، وزال منه محذور التشبه، ولو كان أصله من غير المسلمين.
ما حكم لبس ربطة العنق ( http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=2885)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/104)
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[27 - 07 - 07, 05:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ولا عبرة بانتشار لبس الكفار بين المسلمين [/ COLOR][/B] ليقال بأنه لم يعد خاصا بهم فلا يكون تشبها بهم لأربعة أمور [/ COLOR][/FONT]
أولا: إنه ما انتشر بين المسلمينإلا عن طريق الكفار، ولو سألت أي مسلم يلبس لبسهم كيف كان لبس جده لقال إنه لبسالمسلمين لا لبس الكفار، ولهذا يسمون هذا -لبسا إفرنجيا وبدلة إفرنجية ونحوذلك
ثانيا: إننا لو قلنا بهذا لعطلناأحاديث النهي عن التشبه بالكفار في لبسهم وأصبحت ملغاة وهذا ظاهر جدا لأن الناسالآن أصبحوا كلهم إلا من رحم الله يلبسون لبسة الأوربيين
ثالثا: أن مخالفة المسلمين للكفارفي لبسهم وهيئتهم مطلب للشارع كما يعرفه من ينظر النصوص الواردة في الباب، فإنالمشابهة في الظاهر تورد مشاكلة في الباطن كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللهتعالى، والمسلم يتميز عن الكفار بهيئته لهذا كان الخلفاء الراشدون ومن بعدهم يلزمونأهل الذمة بأن يتميزوا ولا يتشبهوا بالمسلمين في لباسهم
رابعا: أن أهل الحق والخير والعلموالسنة في هذا الزمن على اختلاف بلدانهم لا يلبسون لباس الكفار بل يلبسون لبسالمسلمين والعبرة بهم لا بالفساق
والله تعالىأعلم.
من كتابه مجموع فتاوي الأداب
__________________________________________
اهم التعليقات على الواجبات المتحتمات المعرفة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107166
أرجو التمعن في رد الشيخ على من قال بأن انتشاره يدل على عدم التشبه بهم
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[31 - 07 - 07, 09:07 ص]ـ
نعم اخي الحبيب معاذ الكلا م والله اعلم واضح وله وجه قوي .... هذا في نظري السقيم
ـ[عدنان الاسعد]ــــــــ[17 - 08 - 07, 08:20 م]ـ
جزى الله شيخنا العودة كل الخير
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 01:09 ص]ـ
ويرى الشيخ ### /محمد الحسن ولد الدَّدَوْ أن لا بأس بها كذلك ..
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[22 - 08 - 07, 03:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا" .. وحفظ الله مشايخنا الكرام العودة والددو .... ولكن والله اعلم مازلت اري ان في كلام الشيخ الفهد وجه من القوة فى الأستدلال .. والله اعلم
______________________________________________
قال ابن القيم في الفوائد:
((ولقد أحسن القائل:
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة وليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي فقيه))
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 09:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن المسلم الحاذق يعلم بأن الاستعمار الحاقد على بلاد المسلمين هو من نشر ارتداء ربطة العنق بين المقلدين من ضعفاء المسلمين في بلاد الشام والرافدين والسند والهند وأرض الكنانة والمغرب العربي، وما ربطة العنق إلا رسن يضعه المرء على عنقه إعلانا لذله وهوانه وتقليده الأعمى للكفرة واليهود والنصارى وليس في إرتدائه فائدة البتة.
وعلينا أن نتمعن قول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه الذي رواه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه والحديث في صحيح البخاري: " لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن "
وربطة العنق من صلب زي ولباس اليهود والنصارى خاصة قساوستهم ورهبانهم وحواخيمهم ورجالات دياناتهم، وانتشارها بين ضعفة المسلمين من أهل الصغار لا يدل على انتفاء التشبه، فإن من نظر لحال الكفرة في عصرنا الحاضر وجد التزامهم بارتداء ربطة العنق في أعيادهم واحتفالاتهم واجتماعاتهم الدينية خاصة، ثم ارتدؤها بصفة رسمية بين المتكبرين من رجالات الدولة وأساتذة جامعاتهم ومعاهدهم وكبار تجارهم، وهذا يوضح خصوصية ربطة العنق بالكفار واليهود والنصارى ومن شابهمهم في الضلالة.
وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم والذي رواه الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما والحديث (حسن) في صحيح الجامع بتحقيق الألباني رحمه الله تعالى "ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود و لا بالنصارى، فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، و تسليم النصارى الإشارة بالأكف"
والناظر في هذا الحديث يرى تدقيق الرسول صلى الله عليه وسلم وشدة تحذيره من التشبه باليهود والنصارى، وعلى المسلم المعتز بدينه أن يتجنب تقليدهم بكل وسعه، والحلال بين والحرام بين، وعندنا من الملابس المباحة ما يكفينا عن ارتداء زي أحفاد القردة والخنازير والنصارى.
والله أسأل أن يرفع راية الإسلام وأن يعز أهله، وأن يرفع ذل وهوان المتقاعسين والمقلدين من أصحاب النفوس الضعيفة، وأن يهديهم وإيانا سبل الرشاد.(43/105)
هداية الحيران في مسألة الدوران
ـ[أبو عبدالله الغربي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 01:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لكم هذا الكتاب القيم للشيخ عبدالكريم الحميد حفظه الله بعدما وجدته موضوعا في احدى المنتديات على الشبكة بعد طول بحث ... وهو يتكلم عن مسألة مهمة هي في الكتاب والسنة وأقوال العلماء محسومة لكن ضل فيها جل المسلمين بسبب جهلهم بدينهم وافتتانهم بأقوال الملاحدة ... أسأل الله ان يهدينا ويثبت على الحق قلوبنا.
هذا وسأعرض الكتاب مجزأ في حلقات بإذن الله لانه اسهل علي واشوق لكم ...
ملاحظة: هذه الطبعة (نحو 50 صفحة) طبعة قديمة للكتاب و الطبعة الثالث والاحدث تحتوي على نحو 200 صفحة كما ذكر الاخوة في المنتدى ..
________________________________________
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن مما عمت به البلوى في هذا الزمان: دخول العلوم العصرية على أهل الإسلام، من أعدائهم الدهرية المعطلة، ومزاحمتها لعلوم الدين، وهذه العلوم قسمان:
القسم الأول:
هي علوم مفضولة، زاحمت علوم الشريعة وأضعفتها. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن العولم المفضولة إذا زاحمت العلوم الفاضلة فأضعفتها فإنها تحرم.
القسم الثاني:
علوم مفسدة للإعتقاد مثل: القول بدوران الأرض، وغيره من علوم الملاحدة، لكن موضوع البحث هنا هو: القول بدوران الأرض.
جاءت هذه النظرية الفاسدة الباطلة من قوم لا يقرون بوجود الله الخالق، فهم لا يعتمدون على وحيه لمعرفة مخلوقات الله، فعمدتهم في ابحاثهم عقولهم القاصرة، وفهومهم الخاسرة، وقد فتن بهم المسلمون أي فتنة، ومن طلب الهدى في غير وحي الله عز وجل فقد ضل، وإن ادعى أنه وأنه.
فحقيقة الأمر أنه طلب الهداية لمعرفة مخلوقات الله ممن لا يعرف الله ولا يعترف بوجوه، كما يصرحون بذلك فهم دهرية معطلة. كيف يوفقون لعلم صحيح في أشياء لا تعرف حقائقها إلا بواسطة العلم الذي أنزله خالقها وموجدها وخالق كل شيء؟!
والنبي صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي من ربه سبحانه صباحا ومساء، كما أنه صلى الله عليه وسلم صعد إلى فوق السماوات، وهبط نازلا إلى الأرض، ورأى من آيات ربه الكبرى، ولم يقل كملة واحدة تدل على دوران الأرض وحركتها. فقد أخبر عن الزلازل، والخسوف التي تحدث لها، وتعرض لها وعما يحدث لها يوم القيامة، وما ذكر أنها تدور، بل ورّث لنا من العلم اليقين بثباتها، ما يدحض حجة كل مبطل، وذلك مما أوحاه إليه خالقها.
و والله، لو أن ربنا عز وجل لم يخبرنا بثبات الأرض، ولا أخبرنا نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك، لكان من البديهيات والضروريات ألا نشك بثباتها، كيف وبين أيدينا كلام ربنا وكلام نبينا.
أيظن ظان أن هؤلاء الملاحدة علموا علما خفي على محمد صلى الله عليه وسلام وأصحابه؟! وهل هؤلاء إلا مادة فساد العالم اليوم ووسيلة ضلاله. ولا شك أن من قلدهم في ضلالهم أنه مفتون.
القول بدوران الأرض يقود إلى التعطيل
ومما ينبغي أن يعلم: أن اعتقاد دوران الأرض ليس هو شيئا هينا، ولا مسألة جانبية لا علاقة لها بالإعتقاد كما يزعم ذلك من يوفق، وقد وجد في زماننا كثيرون ينكرون على من ينكرها، ويبين بطلانها، ويحذر المسلين من عظيم خطرها. وعلى كل حال، فليس هذا مانعا لنا إن شاء الله من قول الحق فيها، وكيف تكون مسألة أصلها التعطيل وتؤول إليه كما سأوضح ذلك إن شاء الله مسالة جانبية لا علاقة لها بالإعتقاد، ويذم من حذر عنها.
وإنما يعرف حقيقة ما أقول من نظر الأصل الذي بدأت منه في البداية، ونظر ما تؤول إليه في النهاية أما من يقول: الأرض تدور أو لا تدور الله على كل شيء قدير، أو من يقول: ليس في الكتاب والسنة دليلا على دورانها ولا على ثباتها، فهؤلاء لم يأتوا الأمر من وجهه، وما بذلوا من أجله كبير جهد.
فكون ربنا سبحانه على كل شيء قدير ليس مما نشك فيه، ولا يورد هذا الكلام إلا لو أن النافي لدورانها يقول: ما يقدر الرب على جعلها تدور، فيكون ذلك جوابا له.
إذا القدرة ليست هي مورد النزاع، وإنما المطلوب هو معرفة الحق في ذلك.
كذلك الذي يقول: ليس في الكتاب والسنة ما ينفي ولا ما يثبت دوران الأرض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/106)
لم يحقق القول في هذه المسألة الخطيرة، بل في الكتاب والسنة الخبر اليقين عن ثباتها، وعدم حركتها، إلا بزلزلة ونحوها. كما أن العقول تعرف ذلك، وسأذكر إن شاء الله من الأدلة والبراهين ما يشفي ويكفي.
بداية هذا الضلال
لما كان القول بدوران الأرض حلقة من سلسلة متصل بعضها ببعض، كان لابد من النظر في أصل ذلك وبدايته، ومتابعته للنظر في نهايته، ليتجلى الأمر على حقيقته بدون التباس.
ولعدم إيمان الدهرية بالخالق سبحانه ووحيه، نظروا إلى الكون باحثين عن أصل المخلوقات والحياة، معتمدين على عقولهم الضالة، وما توحيه إليهم شياطينهم، التي يعتبرون وجودها خرافة كغيرها من الخرافات، مثل وجود الرب سبحانه والملائكة والسماوات المبنية والكرسي والعرش، كل هذا لا يدخل حسابهم، ولا يذكرونه في علومهم. فقد تخلوا عنه. ولما كان الأمر كذلك، قادهم هذا الدليل الذي اعتمدوه إلى أسوء مصير.
ومعلوم أن العقول لو كملت فهي لا تستقل بمعرفة هذه الأشياء على حقيقتها، ولا كيف تكونت، ولا سيما هذه المخلوقات البعيدة الرفيعة من الشمس والقمر والكواكب والسماوات، فلا بد لمعرفتها من نور الوحي. وعقول هؤلاء ضالة مضلة، تتخبط في ظلمات بعضها فوق بعض، لا تهتدي إلى خير، ولا توفق إلى رشاد، وإن ادعوا أنهم علماء، وأنهم فاقوا من سواهم، فإن فرعون يقول لقومه: ((وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)).
والجاهلية التي يعيشونها اليوم لا تشبه جاهلية العرب، فأولئك كانت لهم عقول يعرفون بها الخالق ويقرون به، وأنه خالق السماوات والأرض وجميع المخلوقات، بل ويعبدونه، لكنها عبادة شركية لا تنفعهم. أما هؤلاء فهم أحط خلق الله وأرذله. لكن الداء العضال الذي كان من أعظم أسباب الفتنة بهم وبعلومهم المضلة هو: ما ظهر على أيديهم من هذه المخترعات، التي كان وجودها مفترق الطريق بين منهج السلف وسلوكهم، وهذا النهج الجديد، الذي طبق الأرض بأجمعها، وهو التشبه بهم فأفسدوا الدين والدنيا.
وتقول امرأة منهم: إن أول خطوة في تعاسة الشرق، تجيء من عدم رضا الشرقيين عن قيمهم. فإمام ما يحيط بهم من بهرج حضارتنا الآلية، سرعان ما تبدوا الفضائل المعتصرة من قسوة حياتهم هزيلة لا نفع فيها ولا غناء. وبذلك تفقد روحهم كرامتها في هذا العالم وإيمانها بالعالم الآخر. انتهى.
فلما فتنت القلوب بذلك، وهو هذه الحياة الجديدة الناعمة التشبهية، وانبهرت لهذه الرفاهيات الدنيوية الدنية، مع بعد العهد عن نور النبوة، دخلت الشرور ووقع المحذور. وكان من نتائج ذلك وثماره: تعظيم قلوب المسلمين لهم، وشعوهم بالنقص والتخلف، قياسا عليهم، مما أوجب ذلا نفسيا لا يفارق قلوب المفتونين بهم، حتى أنه أصبح من مصطلحات أهل العصر التي لا يختلفون فيها، إذا أطلق لفظ التخلف أو الجهل، فإنما يقصدون به ما يضاد ما عليه هؤلاء الضلال.
ولذلك يطلقون اسم العلم والتقدم والنهضة والحضارة وما يشبه ذلك،مما يشعر بحسن الحال والإرتقاء لدرجات الكمال على جاهليتهم، التي لو أن لجاهلية العرب جاهلية لكانت هذه. فكيف يطلق على علوم هؤلاء اسم العلم؟! وكيف يسمون علماء وهم أضل من الأنعام؟! حتى ولا يشبهون الفلاسفة القدامى، فأولئك رغم ضلالهم، فإن لهم عقول ومدارك ليست لهؤلاء، ويعتمدون على أصول وقواعد، وإن كانت غير صحيحة، فإنها مشوبة بنوع من الحق. فكثير منهم لا يرفضون النبوات مطلقا كهؤلاء، بل يوجد كثير من العلم الذي جاءت به الأنبياء في كلامهم.
أما هؤلاء فقد انتحلوا طريقة يعتمدون فيها اعتمادا كليا على عقولهم وشياطينهم، سموها طريقة العلم والبحث والتجربة، وسدوا على أنفسهم كل طريق، وكل باب إلا هذا، فكان من نتائج ذلك القول بدوران الأرض.
وهذا وإن كانوا مسبوقين إليه، فيلس قولهم فيه كقول من سبقهم من الضلال، فهم يعللون وجود هذه المخلوقات وحركتها تعليلا طبيعيا آليا مقطوعا عن خالق مدبر، وهذا ظاهر في جميع علومهم.
ولذلك يحيلون إلى ماض سحيق مقدر في أذهانهم، ولم يحيطوا بعلمه.
قال بعض من كتبوا عنهم يصفون حالهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/107)
علماء الفلسفة والطبيعة الغربيين ينظرون في الكون نظرا مؤسسا على أنه لا خالق له ولا مدبر ولا آمر وليس هناك قوة وراء الطبيعة، والمادة تتصرف في هذا العالم، وتحكم عليه، وتدير شئونه، وصاروا يفسرون هذا العالم الطبيعي، ويعللون ظواهره وآثاره بطريق ميكانيكي بحت، وسموا هذا نظرا علميا مجردا، وسموا كل بحث وفكر يعتقد بوجود إله ويؤمن به طريقا تقليديا، لا يقوم عندهم على أساس العلم والحكمة، واستهزأوا به، واتخذوه سخريا، ثم انتهى بهم طريقهم الذي اختاروه وبحثهم ونظرهم إلى أنهم جحدوا كل شيء وراء الحركة والمادة، وأبوا الإيماء بكل مالا يأتي تحت الحس والاختبار ن ولا يدخل تحت الوزن والعد والمساحة، فأصبح بطريق اللزوم الإيماء بالله وبما رواء الطبيعة، من قبيل المفروضات، التي لا يؤيدها العقل، ولا يشهد بها العلم، إن منجه التفكير الذي اختاروه، والموقف الذي اتخذوه في البحث والنظر، لم يكن ليتفق والدين الذي يقوم على الإيمان بالغيب وأساسه الوحي والنبوة، ودعوته ونهجه بالحياة الأخروية. انتهى.
السديم
السديم: هو أصل المخلوقات غير الحية عندهم، وهو عبارة عن مادة غازية موجودة في الفضاء الذي لا نهاية له في خيالهم، ومنه تكونت الشموس التي انفصلت منها الكواكب بطريقة آلية ميكانيكية كما تقدم.
فالدوران هو الذي سبب الانفصال والانتظام. ويزعمون أن الشموس شديدة الحرارة، وأنها تدور بسرعة عظيمة، وإذا انفصل منها شيء فهو يدور حولها بسرعة عظيمة أيضا، وما يزال كذلك ملايين السنين حتى يتكثف ويبرد. والأرض هكذا تكونت.
وقد قال شيخ الإسلام: القول بإن جواهر العالم أزلية، وهو القول بقدم المادة، وكانت متحركة على غير انتظام، فاتفق اجتماعها وانتظامها، فحدث هذا العالم قول في غاية الفساد. ومن هذا الإعتقاد الفاسد ولدت نظرية داروين. حيث تمهدت له طريق التعطيل فزعم نشوء الكائنات تلقائيا بما سماه "التطور" و "النشوء والارتقاء"
فإذا كانت هذه الأجرام العظيمة تكونت تلقائيا كما تقدم فكذلك الكائنات الحية بزعمه. وتأمل هذا يبين خطر اعتقاد نظرية الدوران فقد تبين أصلها ونظرية داروين من فروعها، كذلك تفرع عن ذلك تعليل الملاحدة وأتباعهم للدين بعبادة الأب والطوطم ونحو ذلك من الهذيان.
ومن ذلك أيضا تفرعت نظرية "فرويد" وأمثاله. فالكل يرجع إلى أصل واحد وهو أن الكون لا خالق له. وقد قال تعالى: ((أم خلقوا من غير شيء)) أي من غير خالق خلقهم ((أم هم الخالقون)) نظرية داروين هذا هو معناها كل كائن يكون نفسه.
ويأتي إن شاء الله كلام ابن القيم رحمه الله عن "الطبيعة" مثل قوله عن الفلاسفة والطبائعيين وزنادقة الأطباء:
وليست الطبيعة عندهم مربوبة مقهورة تحت قهر قاهر وتسخير مسخر يصرفها كيف يشاء بل هي المتصرفة المدبرة .. "طريق الهجرتين صـ 2
يتبع إن شاء الله ...
ـ[أبو عبدالله الغربي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 02:33 م]ـ
ملايين السنين
يزعمون أن الكون بدأ تطوره منذ بليون بليون سنة، أما الأرض فقد نشات حديثا جدا. إذ لم توجد إلا منذ بليونين من السنين فقط. وهذه الملايين من السنين والبلايين مما ضحكوا به على العالم، فهم يحيلون عليها بلا كلفة ولا عناء، وهذا ظاهر في كل أبحاثهم وعلومهم. ومعلوم أن عقلاء بني آدم فضلا عمن يتلقى علومه من مشكاة النبوة تدينا، لا يقبلون مثل هذه الإحالات، التي هي أدل دليل على كذب هؤلاء ودجلهم، بل يعلم العقلاء يقينا، أنه لا يلجأ إلى هذه الإحالات إلا من هو من أعظم الناس كذبا، أو فاقد لعقله. ومن أين لهم العلم بوجود هذه المخلوقات في هذه الأزمان السحيقة، وحدوثها بهذه الطريقة، ولا شك أن حظ من لم يعتمد في علم هذه الأشياء على ما جاءت به الأنبياء التخبط في ظلمات الضلال ومتاهاته كما حصل لهم.
علم الجيولوجيا
قد يقال: إنهم يعتمدون في بحوثهم هذه على علم الجيولوجيا، حيث ينقبون ويبحثون في الصخور وطبقات الأرض. هذه في الأرض، أما ما فوقها فيعتمدون فيه على مناظير مقربة، حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من هذه النتائج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/108)
فأقول: من هنا ضل القوم وأضلوا غيرهم. فهذه الوسائل التي استخدموها، لا تستقل بتحصيل المطلوب، وقد جاءت ثمار بحثهم وتنقيبهم مهازل، أنبأت عن عظيم ضلالهم، مع مسخ عقولهم، حيث زعموا أن أصل الإنسان من القرود، وإنما وصلوا إلى هذه النتيجة بواسطة الحفريات والتنقيب، وهي طريقة لا يسلكها إلا ضال، ولا يزداد بها إلا ضلالا.
ولما كان الزنداني ممن غرتهم علوم الملاحدة، وأرادوا أن يفقوا بينها وبين علوم الشريعة المطهرة، ولم يفقوا، فقد قال في بعض كتبه تحت عنوان: السير في الأرض لمعرفة كيفية بدء الخلق.
قال: إن تحديد المنهج العلمي للبحث أمر في غاية الأهمية، وهذه الآية القرآنية ((قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)) تحدد لنا منهجا علميا لمعرفة كيفية بدأ الخلق، وتبين أنه لا بد لنا من أن نسير في الأرض باحثين ومنقبين، وأن معرفة تلك الكيفية التي بدأ بها الخلق تتوقف على سيرنا في الأرض، وهذا ما وجده الباحثون في هذا الزمان، من أنه لا بد من دراسة عينات الصخور، والمقارنة بين تركيبات الأرض المختلفة، إذا أردنا أن نعرف بدء الخلق على الأرض، فمن أخبر محمدا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم بكل هذا. انتهى.
وهكذا تأول الزنداني وغيره من المتأخرين آيات القرآن، لتشهد لهذه العلوم المضلة أنها صحيحة ونافعة، وإلا فمعنى الآية ليس كما قال، لا تدل عليه ولا تشير إليه.
قال ابن القيم رحمه الله: كل موضع أمر الله سبحانه فيه بالسير في الأرض، سواء كان السير الحسي على الأقدام والدواب، أو السير المعنوي بالتفكير والاعتبار، أو كان اللفظ يعمهما وهو الصواب، فإنه يدل على الاعتبار والحذر أن يحل بالمخاطبين ما حل بأولئك، ولهذا أمر الله أولي الأبصار بالاعتبار بما حل بالمكذبين.
ذكر رحمه الله هذا الكلام في " أعلام الموقعين " بعد قوله تعالى: ((أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها)) ثم قال رحمه الله: فأخبر أن حكم الشيء حكم مثله، ثم ذكر الكلام المتقدم، فقال: وكذلك كل موضع أمر الله سبحانه فيه بالسير. إلى أن قال: فإنه يدل على الاعتبار والحذر أن يحل بالمخاطبين ما حل بأولئك.
أين هذا من تأويل الزنداني من أن الآية المذكورة تبين أنه لا بد لنا من أن نسير في الأرض باحثين ومنقبين إلى آخر ما قال؟
فالمنهج العلمي للبحث كما سماه الزنداني شيء، ومعنى هذه الآية شيء آخر. ولقد جعل آيات من القرآن غير هذه معطلة عن معرفة معناها، أو مئولة بغير تأويلها إلى أن ظهر هذا العلم المردي المهلك، فصار معنى هذه الآية وأمثالها البحث والتنقيب، ودراسة عينات الصخور، والمقارنة بين تركيبات الأرض المختلفة.
وإن من عظيم ما أصيب به الإسلام اليوم ثمار هذا البحث ونتائجه، وهو القول بدوران الأرض، والضلال في بداية نشأة الكائنات الحية، وغير ذلك من الباطل الذي ضل به الدهرية، وأضلوا به من قلدهم.
أما طريقة القرآن فشيء آخر لا يقارب هذا ولا يدانيه، بل يفضحه ويبين بطلانه، ولم يرد الله منا أن نبحث وننقب، فقد أراحنا وله الحمد من هذا العناء المفضي إلى الضلال، ولم يكل معرفة بداية المخلوقات ولا نهايتها لبحثنا وتنقيبنا، فقد أخبرنا بما كان وما سيكون مما ننتفع بمعرفته، ولقد حسدنا هؤلاء الملاحدة، الذين يكدحون طوال أعمارهم في البحث والتنقيب، ثم في النهاية يأتون بنتائج ضالة مضلة لا يقبلها إلا عقل زائغ مفتون، مثل: تسلسل الإنسان من القرود، ودوران الأرض. فالقرآن فيه نبأ من قبلنا، وخبر من بعدنا، وفيه هداية الخلق لما خلقوا له، حاشا أن يكن فيه الأمر بهذا الباطل والضلال.
وليست هذه من طرق السلف في علومهم ومعارفهم، وقد أنكروا على المتكلمين، وذموهم وضللوهم بانتحالهم طريقا لم يكن عليها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، ولقد كانت نهاية المتكلمين الحيرة والضلال كما هو معروف مع أنهم لم ينكروا وجود الخالق، ولكن أرادوا أن يستدلوا عليه، ويعرفوه بغير طريق الدين، الذي كان عليه نبيهم وسلفهم الصالحون، فضلوا وأضلوا غيرهم فكيف بهؤلاء الذين يصرحون أنهم من أول خطوة يخطونها في طريق بحثهم وتنقيبهم منكرون لوجود الخالق سبحانه، فأي خير يرجى من هؤلاء؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/109)
هذا بالنسبة للبحث والتنقيب في الأرض. أما الأجرام العلوية فأنى لهم اكتشاف حقائقها بهذه المناظير التي غايتها مسافات قريبة لا نسبة لها والأبعاد التي بينهم وبينها. فهذا النظر والرصد لا يحصلون منه إلا على الزيادة في الضلال، ولذلك جاءوا بنتائج هي أعظم خطأ وأشد خطرا من زعمهم تسلسل الإنساء من القرد. فبواسطة هذه المناظير أنكروا وجود السماوات السبع المبنية وما فوقها، وازدادوا ضلالا في إنكار وجود الرب سبحانه، وهذا هو مراد إبليس منهم بهذه الشيطنة، وليتخذهم وسيلة لإضلالنا.
ولقد جاء ذلك كله نتيجة اعتقادهم دوران الأرض. وقد كتب في ذلك من سبر حقيقة أمرهم وما آلت إليه حالهم بعد اعتقادهم دوران الأرض وما تبعه.
قال: كان من آثار القول بأن الأرض تدور حول الشمس: أن اعتبرت الدول الأوربية كل الذي عاش فيه الإنسان من تطلعه الدائم إلى السماء، وربط مصيره بيوم القيامة، ورجوعه إلى الله، والوعد والوعيد، والجنة والنار، هو من أوهام العقل وترهاته في طفولته، وأصبحت الصيحة التي تمثل الحضارة والمدينة الحديثة هي تحطيم الآمال عن التعلق بالحياة الآخرة، والإخلاد إلى الأرض، وقامت الأناشيد والأغاني لأمنا الأرض، وأصبح كل حديث عن السماء، وعن الملائكة التي في السماء بما في ذلك الحديث عن رب السماء هو محض هذيان، وصرف للناس عن حقائق الحياة، وهو حديث العجائز والشعوب المنحلة والعقول المتخلفة. انتهى.
واعتقاد دوران الأرض أعظم من اعتقاد تسلسل الإنسان من القرود بكثير، هذا الأخير فرع من الأول، وإنما الذي اتضح للناس أكثر بطلان تسلسل الإنسان من القرود، والتبس عليهم أمر دوران الأرض، لأنه تصدى لترويجه كتاب ممن ينتسبون للإسلام، تأولوا كثيرا من أدلة الكتاب والسنة، زاعمين أنها تؤيد هذا القول ولا تعارضه.
كل دليل من الكتاب والسنة على دوران الأرض فهو تأويل باطل
ومما ينبغي أن يعلم: أن كل آية أو حديث صحيح ذكرا دليلا على دوران الأرض فإن ذلك بلا شك ولا ريب تأويل باطل ليس هو معنى الآية قطعا ولا الحديث، لأن الدليل الصحيح لا يدل إلا على الحق لا يدل على الباطل إذا تبين معناه الصحيح الذي أراده المتكلم. لكن المصائب تجيء من التأويل المخالف لمراد الله ورسوله.
ولذلك يقول الإمام أحمد رحمه الله: أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس.
وفي هذه المتاهة خاض كثير من المتأخرين من حيث بدأت هذه العلوم وأحدثت، ويسمونها العلم الحديث، وهو لو كان علما نافعا لما صار حديثا، وإن حداثته لمن أدله ضرره وعدم نفعه، لأنه لو كان خيرا لأدركه سلف هذه الأمة، الذين بذلوا حياتهم رخيصة في سبيل العلم النافع، وقد أدركوا بغيتهم، وحماهم الله من هذا الضلال.
فهؤلاء الكتاب المتأخرون يحاولون جاهدين أن ينفخوا بصورة هذا العلم الحديث روح الحياة، ويأبى الله إلا ألا تستوي الظلمات والنور ولا الظل ولا الحرور، وألا يستوي الأعمى والبصير.
وسأذكر إن شاء الله أمثلة للتأويل الباطل فيما بعد.
وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن الملاحدة يعرضون عن نصوص الأنبياء، إذ هي عندهم لا تفيد العلم، وهذا بعينه هو الذي قررته سابقا من اتخاذهم طريقا محدثا في البحث والعلم، لا يعولون فيه على خبر خالق هذه المخلوقات الخبير بها، ولا على أخبار أنبيائه.
ثم قال الشيخ رحمه الله:وأن أهل البدع يتأولون القرآن برأيهم وفهمهم، بلا آثار عن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. انتهى.
وهذا بعينه هو الذي وقع ممن ابتلي بهم الإسلام، وهم يدعون نصرته، حيث تأولوا القرآن برأيهم وفهمهم ليجاري علوم الملاحدة. وقد قال شيخ الإسلام:
من فسر القرآن والحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين، فهو مفتر على الله ملحد في آيات الله محرف للكلم عن مواضعه. فكل دليل استدل به من الكتاب والسنة على دوران الأرض داخل في هذا لأنه متأول على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين، وهو على كل حال باطل، وكذلك كل دليل يزعم المستدل به أنه عقلي على ذلك فهو فاسد.
يتبع إن شاء الله ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 05:01 م]ـ
من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب!!
ـ[أبو عبدالله الغربي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 11:12 م]ـ
ماذا يعني القول بدوران الأرض
هذا الاعتقاد ليس مقصودا لذاته، وإنما هو مقصود لغيره، إذ هو حلقة من سلسلة تبدأ من التعطيل وتنتهي إليه، ومعتقده يلتزم من أجله لوازم في غاية الخطورة، حيث يلتزم أن ما فوق الأرض من كل جانب فضاء لا نهاية له. والذي يقول الفضاء لا نهاية له منكر لوجود الرب سبحانه وتعالى. يوضحه الرسم رقم (1)
فضاء الملاحدة لا ينتهي وكله مجرات
نظرية دوران الأرض تستلزم نفي وجود السماوات السبع المبنية وما فوقها، وهم يصرحون أن الفضاء لا نهاية له فيقال لهم: أين الله إذا؟
انظر إلى الرسم رقم (1) ترى في وسطه ما يسمونه المجموعة الشمسية وتحتوي الشمس وما انفصل عنها بزعمهم من الكواكب، التي من ضمنها الأرض، والكل يدور حول الشمس، والفضاء في تخيلهم مليء من مثل هذه المجموعات الشمسية، يدور بعضها حول بعض، ويطلقون عليها اسم المجرات، لأن المجرة عندهم هي مجموعة من المجموعات الشمسية يقدرونها بالملايين، وبينها مسافات خيالية اصطلحوا على قياسها بسرعة الضوء، وتقديرها بالسنين الضوئية، ويزعمون أن هناك بليون من المجرات، ولا يزال الكون يتسع والمجرات تتكاثر.
فإذا كانت المجرة الواحدة تحوي ملايين من المجموعات الشمسية، مع أن المجموعة الشمسية الواحدة تأخذ من المسافة في الفضاء 3675 مليون ميلا، والفضاء فيه بلون من المجرات، فحكاية هذا الذي تخريف المجانين أحسن منه كافية لمعرفة بطلانه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/110)
ـ[أبو عبدالله الغربي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 11:24 م]ـ
المجرة في السماء المبنية
المجرة واحدة وهي التي نراها في السماء الدنيا وهي معروفة، وقد ذكر ابن عباس أنه منها تنشق السماء يوم القيامة.
لقد ضلوا بهذه المجرة ضلالا بعيدا، حيث يتخيلون أنها ملايين من الشموس سابحة في الفضاء الذي لا نهاية له في خيالهم.
يقولون: إن هناك بليون من المجرات ويقولون إن من النجوم ما هو أعظم من حجم شمسنا بمائة مليون مرة ولا يزال الكون يتسع بتكاثر المجرات.
إذا تبين أن حقيقة القول بدوران الأرض معناه: أن الفضاء لا نهاية له، كما يصرحون بذلك، فهذا يعني نفي وجود الرب الخالق سبحانه، ونفي وجود السماوات السبع والكرسي والعرش والملائكة والجنة.
فإذا قال الرب فوق. قيل له: ليس عندك فوق شيئا ومن اعتقد أن الفضاء لا نهاية له وأراد أن يثبت وجود الرب العالمين، فأحسن أحواله أن يقع في معتقد أهل وحدة الوجود، وهو أن يكون الرب سبحانه هو هذه المخلوقات، وإلا فإنه يتناقض، وهذا يتضح لك إذا تأملت ما سوف أذكره إن شاء الله من عقيدة المسلمين في هذه الأشياء.
وأنا كتبت في هذا الموضوع في " إنارة الدرب لما في تفسير قطب من آثار الغرب " سوف أنقل منه هنا بعض المواضيع ليتبين للناظر مناقضة هذه العقيدة الضالة لمعتقد أهل الإسلام وأثرها في من قلد الملاحدة.
قال قطب في تفسير سورة غافر عند قوله تعالى: ((لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس)) قال:
وهذه الشمس واحدة من نحو مائة مليون من الشموس في المجرة القريبة منا، والتي نحن منها، وقد كشف البشر حتى اليوم مائة مليون من هذه المجرات متناثرة في الفضاء الهائل من حولها، تكاد تكون تائهة فيه.
والذي كشفه البشر جانب ضئيل صغير لا يكاد يذكر من بناء الكون، وهو على ضآلته شاسع يدير الرؤوس مجرد تصوره، فالمسافة بيننا وبين الشمس نحو من ثلاثة وتسعين مليونا من الأميال، ذلك رأس أسرة كوكبنا الأرضي بل هي على الارجح أم هذه الأرض الصغيرة.
أما المجرة التي تتبعها الشمس فقطرها نحو من مئة ألف مليون سنة ضوئية، والسنة الضوئية تعني مسافة ستمائة مليون ميل. وأقرب المجرات الأخرى إلى مجرتنا تبعد عنا بنحو خمسين وسبعمائة ألف سنة ضوئية. ونذكر مرة أخرى أن هذه المسافات وهذه الأبعاد وهذه الأحجام هي التي استطاع علم البشر الضئيل أن يكشف عنها وعلم البشر هذا يعترف أن ما كشفه قطاع صغير في هذا الكون العريض. انتهى.
ولذلك لما قلدهم قطب في هذه العلوم الفاسدة لم يستطع إثبات السماوات المبنية المحيطة لانه ليس لها ذكر في علومهم. وإثبات وجودها وصفاتها والذي فوقها إنما جاء به الأنبياء. والملاحدة لا يردون هذا المشرب كما قدمنا. كذلك لم يعرف العرض كما ينبغي. فتأمل الآن بعض ما تأوله قطب من الآيات غير ما تقدم، يتبين لك أنه ما راج هذا الباطل إلا بالتأويل الفاسد. وأن من اعتقد هذا المعتقد ضل عن معرفة السماء المبنية وما فوقها بطريق اللزوم.
قال قطب في تفسير سورة فصلت عند قوله تعالى: ((فقضاهن سبع سماوات)) قال: أما ما هي السماء المقصودة فلا نملك تحديد فقد تكون درجة البعد سماء وقد تكون المجرات التي على أبعاد متفاوته سماوات وقد يكون غير ذلك مما تحتمله لفظ سماء وهو كثير. انتهى.
وهذا واضح أنه لا يعرف السماوات السبع المبنية لتقليده الملاحدة في الفضاء الذي لا ينتهي.
وقال عند قوله تعالى: ((وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا)) قال: والسماء الدنيا هي كذلك ليس لها مدلول واحد محدد فقد تكون هي أقرب المجرات إلينا وهي المعروفة بسكة التبان والتي يبلغ قطرها مئة ألف مليون سنة ضوئية، وقد يكون غيرها مما ينطبق عليه لفظ سماء وفيه النجوم والكواكب المنيرة لنا كالمصابيح. انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/111)
بعد ذلك سأذكر بعض ما ورد من ذكر السماء في القرآن، ودلالة ذلك في كل موضع، وأنه ليس المراد منها دائما مطلق العلو، بل معناها بحسب ما يقترن باللفظ، حيث هي اسم جنس للعالي. ولتعلم أن الملاحدة ومن قلدهم قد ضلوا عنها مع قربها، وذهب بهم الخيال إلى مالا وجود له، وإنما هو مجرد تصور. وسنذكر فيما بعد إن شاء الله الفرق بين التصور الخيالي، والوجود الخارجي العيني، ليزول الاشتباه، قال تعالى: ((فليمدد بسبب إلى السماء)) المقصود بلفظ السماء في هذا الموضوع سقف البيت.
قال تعالى: ((الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء)) المقصود بلفظ السماء هنا موضع السحاب وهو بين السماء والأرض مبسوط، مثل قوله تعالى: ((وأنزل من السماء ماء)) وقد قال تعالى: ((أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون)) وهي السحاب.
قال تعالى: ((وجعلنا السماء سقفا محفوظا)) المقصود بلفظ السماء هنا السماء الدنيا المبنية المحيطة بالأرض إحاطة الكرة بما في وسطها لأنه اقترن بلفظ السماء السقف وهو السماء المبنية وهي سقف الأرض بأجمعها كذلك قوله تعالى: ((وزينا السماء الدنيا بمصابيح)) اقترن بلفظ السماء هنا لفظ الدنيا فتبين أن المراد السماء المبنية المشاهدة، وكل ما يشبه هذه الآية التي يقترن فيها لفظ الدنيا مع لفظ السماء.
قال تعالى: ((وبنينا فوقكم سبعا شدادا)) وفي مواضع يذكر ربنا عز وجل السبع السماوات فيصفها مرة بأنها شدادا ومرة بأنها طباقا وأنها بناء ويذكر أبوابها. ولا تجد كلمة واحدة من هذا كله في علوم الملاحدة.
قال تعالى: ((أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)) المقصود بلفظ السماء هنا العلو المطلق فوق السماوات فوق العرش، لأن المراد هو الرب سبحانه.
ومما يوضح بطلان زعم الملاحدة وأتباعهم أن الفضاء لا نهاية له و تاويلاتهم لفظ السماء بالتأويلات الفاسدة الكاذبة أن الله ذكر للسماء أحوالا وصفاتا لا يصح انطباقها على الفضاء مثل قوله تعالى: ((إذا السماء انشقت)) وهذا يكون يوم القيامة والفضاء لا يوصف بالانشقاق ومثله قوله تعالى: ((ويوم تشقق السماء بالغمام)) الآية. يعني يوم القيامة فلولا أنها بناء لما وصفها بالتشقق. وقال تعالى: ((فارجع البصر هل ترى من فطور)) يعني شقوق ولا يقال انظر إلى الفضاء هل ترى فيه من شقوق؟
وهذا يدل على أنها بناء محكم، وقد ورد في آيات عديدة وصف السماء بأنها مبنية ولها أبواب.
كذلك قوله تعالى: ((يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب)) والفضاء لا يقال إنه يطوى.
أما الفضاء فهو المسافة بين السماء والأرض وفي مواضع من القرآن يذكر الرب عز وجل السماء والأرض وما بينهما، فلولا أن للفضاء نهاية وللسماء جرم لما قال الرب: وما بينهما.
ـ[أبو عبدالله الغربي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 11:33 م]ـ
التطور
يزعم الملاحدة أن الأرض قد انفصلت عن الشمس كما ذكرت قبل ولكن ليست حالها آنذاك يعني في بداية انفصالها كحالها عندما نشأت فيها الكائنات الحية حيث كانت في الأول مادة غازية شديدة الحرارة كأمها الشمس لأنها جزء منها وإنما وصلت إلى ما هي عليه اليوم من الكثافة والبرودة بالتدرج والتطور بعد ملايين السنين التي يحيل عليها الملاحدة.
يقولون أنه بعد ملايين السنين والأرض تدور بردت وتصلبت وصارت صالحة للحياة ومن هنا تبدأ نظرية داروين لنشوء وارتقاء الكائنات الحية بعدما صارت الأرض صالحة للحياة حيث زعم أن بداية ذلك كان الأميباء ذو الخلية الواحدة فما زال التطور حتى وصل إلى القرد ومنه تطور الإنسان والذي اضطرهم إلى هذه الخيالات إعراضهم عن العلم الذي أنزله خالق هذه المخلوقات، وجحودهم له ولقدرته، وأنه سبحانه يقول للشيء كن فيكون.
فجميع ما يذكرون من هذا التدريج والتطور في المخلوقات سواء الأجرام العلوية مع الأرض أو الكائنات الحية ما هو إلا ثمرة من ثمار ضلالهم لما جحدوا الخالق ولم يعتمدوا على وحيه في علمهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/112)
وفيهم قوم يقرون بوجود الخالق سبحانه وقدرته ومع هذا يعتقدون أن المخلوقات تكونت بهذه الصورة التدريجية بقدرته، وقد يرفضون أن يكون الإنسان تطور من القرود، وكذلك كثير من الذين ينتسبون للإسلام سلكوا هذا المسلك في نشأة المخلوقات، فتجد ذلك في مؤلفاتهم ومناهجهم كما في علم الجيولوجيا والجغرافيا والتاريخ وغير ذلك مما خالط علوم أهل الإسلام فأفسدها.
والكلام الآن ليس مع الجاحدين لوجود الخالق عباد الطبيعة، وإنما هو مع الذين يقرون بوجوده وقدرته فيقال لهؤلاء الذين راج عليهم نشوء المخلوقات وتدرجها ليس هذا معتقد أهل الإسلام فإن معتقدهم أن الرب سبحانه وبحمده يقول للشيء: كن فيكون على الكيفية التي يريدها سبحانه في الوقت الحالي لا يتأخر ليتدرج ويتطور ويكتمل حتى يكون على الصفة المطلوبة بعد الأزمنة الطويلة والتحولات والتغيرات التي يزعمها عباد الطبيعة.
قد يقول قائل: نحن نرى المخلوقات تنشأ شيئا فشيئا وتتدرج في نشأتها مثل خلق الإنسان والحيوان والنبات فإن هذا كله يبدأ صغيرا ضعيفا فما يزال ينمو حتى يكبر ويكتمل.
فالجواب أن هذا لون والتطور والتدريج في النشأة والترقي الذي يزعمه الدهرية لون آخر، وذلك أنهم تكلموا بما تكلموا به وقرروا ما قرروه من هذه القاعدة بناءا على أن المخلوقات بنفسها تتغير إلى الأحسن وتترقى إلى الأكمل والبقاء فيها للأصلح لذلك زعموا أن أصل الكائنات الحية كلها شيء في غاية الصغر يسمى الأميبا، ويعللون بداية تكوينه بتعليلات خيالية من جنس سائر ما يعتمدون عليه في علومهم بعضهم يقول: اتفقت عناصر التربة في قعر بعض المحيطات مع الحرارة وتكون هذا الاميبا وبعضهم يقول: إنه جاء من كوكب آخر، وغير ذلك من خرصهم ودجلهم، فهم يقولون: مازال الأميبا ينمو ويتدرج من طور إلى طور حتى صارت منه هذه الكائنات الحية كلها، فالحيوان، والإنسان والحشرات كل ذلك من أصل واحد، وهذا لا شيبه فعل الله سبحانه وتعالى في خلقه الكائنات.
فإن الإنسان مثلا يبدأ خلقه من النطفة فيكون إنسانا لا يكون في الأول سمكة ثم ضفدعا ثم قردا ثم إنسانا، بل هو إنسان من البداية إلى النهاية، لكن تلك بدايته وهذه نهايته في التخليق. وكذلك الحيوان والنبات وهذه سنة الله في خلقه لم تتغير. والتطور لكل الكائنات أصله واحد.
فقد ظهر الفرق بين التطور المزعوم والخلق، وأن الأول خيال لا حقيقة له وهو الكيفية التي يذكرونها لتدرج المخلوقات بفعل الطبيعة، والثاني فعل الخالق القادر الحكيم سبحانه. ومما يوضح ذلك أن الرب سبحانه كتب مقادير الخلائق. قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما ورد في الحديث الصحيح، وهو سبحانه كتب مقاديرها على الكيفية التي خلقها عليها لكمال علمه وقدرته.
أما التطور والترقي الذي يزعمه الدهرية فهو لبلوع الصورة الكمالية للكائن تدريجيا فعل من ليس بعالم ولا قادر ولا حكيم وهو الطبيعة.
وقد اقتضت حكمة الرب سبحانه أن يخلق الإنسان بهذه الكيفية وكذلك الحيوان والنبات ليس عجزا منه أن يخلقه كاملا في نفس الوقت، فإنه لما أراد ذلك خلق آدم رجلا مكتملا وكذلك حواء خلقها امرأة كاملة.
وقد نوع لنا من مفعولاته ما نستدل به على قدرته وحكمته ونعلم به يقينا بطلان كلام الطبائعيين في تكون الكائنات، فهذا آدم عليه السلام خلقه من غير ذكر ولا أنثى، وحواء من ذكر بلا أنثى، وعيسى عليه السلام من أنثى بلا ذكر وسائر بني آدم من ذكر وأنثى، وهذا مما يبين عظيم قدرته سبحانه.
ذلك قلب عصا موسى عليه السلام حية في الحال وأعادها عصا كما كانت وغير ذلك كطيور إبراهيم عليه السلام، والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها والذين قال لهم الله موتوا ثم أحياهم وغير ذلك.
بمعرفة ما تقدم يتبين لنا أن الرب عز وجل خلق الأرض على كيفيتها هذه صالحة للحياة من حين خلقها، لم تكن غازا يدور وبعد ملايين السنين برد وتكثف وصلح للحياة. لأنها لم تنفصل عن الشمس كما يزعمون.
فالرب سبحانه يخلق بكلماته الكونية، قال تعالى: ((إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون))، وقال تعالى: ((وما أمرنا إلا واحدة كلمح البصر)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/113)
قال ابن القيم: فعناصر العالم ومواده منقادة لربها وفاطرها وخالقها يصرفها كيف يشاء، ولا يستعصي عليه منها شيء أراده. بل هي طوع مشيئته مذللة منقادة لقدرته ومن أنكر هذا فقد جحد رب العالمين وكفر به وأنكر ربوبيته. إنتهى من طريق الهجرتين.
لو عرف الطبائعيون هذا وآمنوا به ما لجأوا إلى نظرياتهم الضالة المضلة.
وقال رحمه الله: وأن الأمر ليس كما يظنه أعداؤه الجاحدون له الكافرون به من أن ذلك أمر طبيعي لم يزل هكذا ولا يزال. وأنه ليس للنوع أب ولا أم. وأنه ليس إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وطبيعة تفعل ما يرى ويشاهد ولم يعلم هؤلاء الجهال الضلال أن الطبيعة قوة وصفة فقيرة إلى محلها محتاجة إلى حامل لها، وأنها من أدل الدلائل على وجود من طبعها وخلقها وأودعها الأجسام وجعل فيها هذه الأسرار العجيبة. فالطبيعة مخلوق من مخلوقاته ومملوك من مماليكه وعبيده مسخرة لأمره تعالى منقادة لمشيئته.
ودلائل الصنعة وأمارات الخلق والحدوث وشواهد الفقر والحاجة شاهدة عليها بأنها مخلوقة مصنوعة لا تخلق ولا تفعل ولا تتصرف في ذاتها ونفسها فضلا عن إسناد الكائنات إليها .. انتهى من طريق الهجرتين ص 152.
الأرض خلقت قبل الشمس والنجوم والسماء
تقدم خلق الأرض يكفي لهدم بنيانهم وهو بنص القرآن.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ((قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين)) الآيات. قال: فذكر أنه خلق الأرض أولا لأنها كالأساس والأصل أن يبدأ بالأساس ثم بعده بالسقف. انتهى.
أما قوله تعالى: ((والأرض بعد ذلك دحاها)) فقد ذكر ابن كثير رحمه الله: أن الأرض خلقت قبل السماء ولكن إنما دحيت بعد خلق السماء بمعنى أنه أخرج ما كان فيها بالقوة إلى الفعل.
وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما الذي ذكره البخاري رحمه الله في صحيحه أن خلق الأرض كان قبل خلق السماء وأن دحيها كان بعد خلق السماء ودحوها مفسر بقوله تعالى: ((أخرج منها ماءها ومرعاها)) فهو ذلك.
وقد تأول الزنداني هذه الآية كغيرها لمجاراة علوم الملاحدة ففسر قوله تعالى: ((والأرض بعد ذلك دحاها)) بدورانها، تدحرجها في مسارها وأنها لا تزال تتدحرج وتتقلب في فلكها ومسارها، نسأل الله العافية.
فهذا الذي تقدم من خلق الأرض قبل السماء والشمس والكواكب يكفي وحده لإبطال خيال الدهرية من أن الأرض انفصلت عن الشمس ومازالت تدور حولها على السيرة التي بينتها قبل.
فالشمس خلقت مع السماوات تبعا لها بعد خلق الأرض.
في هذا الرسم رقم (2) يظهر شكل السماء والأرض حسب معتقد أهل الإسلام المطابق للكتاب والسنة، كذلك يتبين دوران الشمس والقمر والكواكب حول الأرض وهو الذي يصدقه العقل السليم.
السماء الدنيا على شكل الكرة والأرض في جوفها وإنما رسمتها نصفين لتظهر صورة الأرض لأنها محيطة بها من كل جانب إحاطة الكرة بما في وسطها.
انظر الآن إلى الفضاء الصغير المحدود بالسماء الدنيا من بعض كل جانب يتبين لك ثبات الأرض وعدم مغادرتها موضعها لكن بعض الناس يقول: لو دارت حول نفسها يعني التي يسمونها الدورة اليومية لم تغادر موضعها وقد لا يكون في هذا معارضة.
فنقول:
أولا: لا يقصدون هذا وحده فإنهم يقولون تدور الدورة اليومية حول نفسها لتعاقب الليل والنهار والدورة السنوية حول الشمس لتعاقب الفصول الأربعة. فالدورة السنوية معناها الطيران في الفضاء.
ثانيا: دورانها ولو حول نفسها فقط معارض لنصوص الكتاب والسنة كما سنذكر ذلك إن شاء الله وكذلك هو فاسد في العقل. لكن عقولا كثيرة إعتادت قبول المحالات.
ـ[وليد بن محمد الجزائري]ــــــــ[29 - 07 - 07, 02:53 ص]ـ
صدقت أخي العوضي
لا يظهر التحقق من الأقوال في رسالة الشيخ هذه و الله المستعان فقد خلط فيها بين نظريات عدة ليس لها صلة احداها بالأخرى.
نطلب جواب الاخوة ممن يعتقدون قول الشيخ الاجابة عن بعض الاشكالات في نظريته هذه
1_طريقة حصول الكسوف
2_تعاقب الفصول
3_عدم وصول نور الشمس الى القطبين مدة ستة أشهر في السنة.
نسأل الله لنا و لكم الهداية و الثبات على الطريق المستقيم.
ـ[المجدد]ــــــــ[29 - 07 - 07, 04:37 ص]ـ
الأخ / وليد بن محمد الجزائري
1 - طريقة حصول الكسوف يختلف باختلاف النظريتين المتضادتين فعلى سبيل القائلين بثبات الأرض
يرون بأن القمر والشمس يدوران حول الأرض فعند وقوع القمر في جهة والشمس في جهة أخرى يحدث خسوف القمر، وعند وقوع القمر والشمس بطرف واحد وعلى خط واحد مع الأرض يحدث كسوف الشمس.
2 - بالنسبة لتعاقب الفصول فللفلكيين في حدوثه طريقين:
الأول: هو بسبب دوران الأرض حول الشمس.
الثاني: هو بسبب ميلان الأرض 23.5، وهو ما يؤيده كثير من الفلكيين.
3 - أما بالنسبة لعدم وصول الشمس إلى أحد القطبين مدة ستة أشهر فهو بسبب ميلان الأرض
وليس لدوران الأرض دخل في ذلك، فيما أعرف.
ولدي نظرة تختلف قليلا عن النظريتين، أو هو مزج بينهما وهو أن الأرض تدور ولا تدور؟
الأرض تدور حول محورها فقط فيحدث الليل والنهار.
الأرض لا تدور حول الشمس بل الشمس والقمر يدوران حول الأرض.
فلو أن إنسانا تحرك حول نفسه بشكل دائري فهل يقال له أنه تحرك أم أنه ثابت؟ (أترك لك الإجابة)
والله أعلم، والرد إليه أسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/114)
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 12:51 م]ـ
أظن الشيخ سيذكر الأدلة على عدم دوران الأرض فلا تعجلوا ..
ولاشك أن الأدلة من الكتاب والسنة صريحة في إبطال فرضية دوران الأرض
بل الواقع يكذب ذلك .. وهنالك مواقع غربية تكذب هذه النظرية المزعومة .. وفتوى العلماء الكبار كابن باز والألباني وابن عثيمين تؤكد عدم صحة الدوران .. فأرجو من أخينا أن يواصل الموضوع!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 01:28 م]ـ
وليس يصح في الأذهان شيء ............ إذا احتاج النهار إلى دليل!!
وهبك تقول هذا الصبح ليل .......... أيعمى العالمون عن الضياء؟!!
ـ[محمد اقصبي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 04:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فتوى الشيخ الألباني رحمه الله في الموضوع، تم تفريغها من الشريطين 435 و436 من سلسلة الهدى والنور.
السائل: هل في رأيكم العالم كروي أم مسطح؟
الشيخ الألباني رحمه الله: هل السؤال جغرافي أم ديني؟
السائل: كلاهما.
الشيخ الألباني: كروي.
السائل: هل اخطأ من قال أن الأرض مسطحة؟
الشيخ الألباني: ليت الخطأ وقف عند المسالة الجغرافية. مسالة كروية الأرض أو سطحيتها ليست مسالة عملية و ليست مسالة اعتقادية يجب على المسلم أن يعرف حكم الشرع فيها إذا كانت عملية ليتعبد الله بها كسائر العبادات أو أن يعتقدها في قرارة نفسه و قلبه إذا كانت عقيدة يؤمر كل مسلم أن يؤمن بها. و إنما هي مسالة قد تؤخذ على وجهين اثنين من تفسير بعض الآيات من القران الكريم, يكون احد الوجهين صوابا و الآخر خطأ.و على هذا من اجتهد و كان أهلا للاجتهاد و أول شرط لهذه الآلية هو معرفة اللغة العربية من أصاب فله أجران و من اخطأ فله اجر واحد. هذه الآيات من القران الكريم التي جاءت حول الأرض هل هي متحركة كروية أم هي ثابتة فليس هناك نص قاطع يؤيد احد الوجهين المختلفين , ولذلك قلنا إن هذه ليست مسالة اعتقادية يلزم فيها رأي موحد كما نعتقد بعقيدة السلف.
بعض الآيات من القران الكريم التي تتعلق بهذا الموضوع يمكن ان يفهم منها ثبات الأرض وسطحيتها و البعض الآخر يمكن أن يفهم منها حركتها و دورانها. وهذا الرأي هو الذي يترجح عندنا و يطابق الواقع الذي يشعر به كل فرد من ا فراد الناس سواء كان مسلما او كافرا. ويكفي في ان نعرف ان المسالة ليس فيها دليل قاطع مع اللذين يلحون على مخالفة ما ثبت علميا اليوم أن الأرض متحركة و أنها تدور حول الشمس يكفي لمعرفة انه لا نص صريح يخالف هذه الفكرة ان أكثر علماء المسلمين الذين يعترف كل المسلمين بعلمهم و فضلهم وبخاصة نحن معشر السلفيين معتقد بإمامة شيخ الإسلام ابن تيمية في معرفة الكتاب و السنة و ابن القيم فضلا عن غيرهما بأنهم كانوا يرون خلاف ما يذاع الآن بناء على بعض الظواهر القرآنية كآية (والجبال رواسي) و (الأرض بعد ذلك دحاها) ونحوها من الآيات ,ما فهموا منها هذا الرأي الجامد المخالف أولا لظواهر النصوص الأخرى و ثانيا للحقيقة العلمية الفلكية.ومثل الآية التي تصف الجبال بالنسبة للأرض كالرواسي بالنسبة للسفن لا يستلزم لغة أن تكون الأرض غير متحركة مطلقا و إنما تنفي حركة اضطرابية ,ومثل هذه الآية آية (وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً) لاننا نعلم بالمشاهدة ام الوتد للدابة ليس مامعا لها من الحركة و انما يمنعها من الحركة الفوضوية, وهي الشرود و الانطلاق كيفما شاءت لا ربنا نظم دوران الارض كدوران الفرس حول الوتد. (وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً)
هي عكس ما يدعون هي تثبت حركة الارض ,لكن تثبت حركة علمية معروفة اليوم انها منظمة و دقيقة جدا طوال السنة لا تختلف ثانية. و كذلك الرواسي لا تمنع السفينة من الحركة ,فاذا انتقلنا الى الايات فهي تكاد تكون صريحة عكس ما يفهمون من الآيات الاولى كالآيات المذكورة في سورة يس (وَآيَةٌ لَهُمْ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ) الى ان قال (وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37 وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38
وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39 لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)
شرح: وكل من الايات الأَرْض وَالْقَمَر والشَّمْس فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ. وهذه الاية في الحقيقة من الايات الكونية على صدق النبوة والرسالة بدون تكلف لان هناك في ايات لتكلفون جدا في تاويلها و تطبيقها في بعض النظريات العلمية.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[29 - 07 - 07, 04:43 م]ـ
الشيخ يجعل نفسه مضحكة للناس بمثل هذه الأبحاث
ـ[توبة]ــــــــ[29 - 07 - 07, 04:54 م]ـ
كيف تجرأ الكاتب على طرح ذلك السؤال فوق رسمته تلك؟ ..
سبحان الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/115)
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[29 - 07 - 07, 05:07 م]ـ
والظريف في الأمر أنها في منتدى "عقيدة أهل السنة والجماعة"!!
سبحان الله العظيم, بالضبط نفس لهجة مقالات البرمجة!!
الله المستعان!
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 07:30 م]ـ
لا تجعلونا مثارا لسخرية الضلّال والمبتدعة والسخفاء والكفرة
فأرجو حذف هذا الموضوع .. لوجه الله تعالى
وإن تعجب فاعجب لمنافحة بعض الإخوة عن مضمونه كأنهم يعيشون في كوكب خارج المجموعة الشمسية
وصدق الشيخ أبو مالك .. فلك مني يا شيخ الاحترام والحب والتقدير
و أقول بل هناك من يتكلم في غير فنه لكن بضوابط وحذر .. وليس باقتحام لجّة الجراءة كما لو كان راسخ القدم فيه رادّا على أهله
فهذا بمقدوره أن يحدّ من خطئه ويحجّمه .. بحيث لا يكون مستهجنا من عامة العقلاء
ـ[أحمد العاني]ــــــــ[29 - 07 - 07, 08:09 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزى الله تعالى شيخَنا أبا مالك خيرًا.
و جزى الله تعالى الأخ محمد أقصبي خيرًا على هذا النقل النفيس عن العلامة الجليل محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى رحمة واسعة -. و أنا سمعت هذا الشريط قبل فترة من الزمن.
إخواني الكرام، كنتُ أود التعليق لكن انتظرتُ قليلا.
أولا: الأخ أبو عبد الرحمن السعدي لم يكن دقيقا في نقل مذهب الإمام الألباني كما يظهر للعيان.
قال الشيخ الألباني: ((البعض الآخر يمكن أن يفهم منها حركتها و دورانها. وهذا الرأي هو الذي يترجح عندنا و يطابق الواقع الذي يشعر به كل فرد من ا فراد الناس سواء كان مسلما او كافرا. ويكفي في ان نعرف ان المسالة ليس فيها دليل قاطع مع اللذين يلحون على مخالفة ما ثبت علميا اليوم أن الأرض متحركة و أنها تدور حول الشمس)).
ثانيًا: من تأمل فتوى العلامة العثيمين يجدها مطابقة لما ذكره العلامة الألباني من أن أدلة من يقول بعدم دورانها غير قطعية الدلالة بل ظنية الدلالة، و أذكر أن العلامة العثيمين قال كلاما معناه: الأدلة القرآنية التي يؤخذ منها أن الأرض لا تدور حول الشمس ظنية الدلالة، و أنه لو ثبت بدليل قطعي الدلالة أن الأرض هي التي تدور حول الشمس فيحمل الظني على القطعي و لا تعارض.
و لعلي أوثق هذا النقل لاحقا.
فالشيخ - رحمه الله تعالى - يصرح أنه يقول بهذا المذهب إذا وجدت دلائل قطعية الدلالة على ذلك، فلا حاجة للتكلف
أقول: ثبتَ أن الأرض تدور حول نفسها بأدلة برهانية لا يتطرقها أي شك، و الواقع يؤيد ذلك، بل هذه الأيام صار كل ما حولنا يؤيد ذلك، سيما و قد ارتبطت حياتنا اليومية بما يمس ذلك، و البراهين تشير إلى دوران الأرض حول الشمس. و الله تعالى أعلم.
ثالثًا: طلب بسيط من شيخنا أبي مالك - حفظه الله تعالى - و هو: هل أفهم من كلام العلامة الألباني أن القول بدورانها و كرويتها هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية؟ و إن كان الأمر كذلك فهل لكم أن توثقون ذلك بنقل عن شيخ الإسلام - إن أمكن -؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 08:45 م]ـ
القول بدورانها لم أقف عليه عند ابن تيمية أو غيره، لكن القول بكرويتها ذكره جمع من أهل العلم إجماعا، منهم ابن حزم، وأبو الحسين ابن المنادي، وأبو الفرج ابن الجوزي، وابن تيمية، وغيرهم.
وهذه المسائل أصلا لا تحتاج لإجماع ولا تحتمل الخلاف، فهي من العلوم الضرورية التي لا يتطرق إليها الشك.
وإني والله أخشى أن يأتي يوم يصنف فيه بعض الناس كتابا في إثبات أن الإنترنت لا وجود لها، وأنها من تخييلات الشياطين، ولعله يسمي كتابه (إفحام المتعنت في إبطال وجود الإنترنت)!
والله المستعان!
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[29 - 07 - 07, 09:01 م]ـ
أضحك الله سنَّك شيخنا أبا مالك ... ما نطقت إلا صدقا، ولا قلتَ إلا حقا ...
ـ[محمد اقصبي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 09:57 م]ـ
وجزاك ... اخي احمد العاني.
الاهم في نظري ان المسالة ليست اعتقادية ولا عملية, فلا يترتب عنها واجب كما قال الشيخ الالباني رحمه الله.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 10:08 م]ـ
بما أن الموضوع فتح مرة أخرى فأقول .....
إن مسألة عدم الدوران عندي من المسائل الواضحة وضوح الشمس وليس عند من يثبت دورانها إلا التقليد الأعمى ولو قلت (عقدة الخواجة) لم أكن مبالغا.
وأنا لا أحب أن أطيل في هذا الأمر لكن عندي بعض الأسئلة أرجو ممن يقول بدوران الأرض أن يجيب عليها:
1 - فسر لنا كيفية طلوع الشمس من مغربها مع العلم أن الأرض تسير بسرعة هائلة!
قد يقول بعض الإخوة هذا الأمر غيبي .. فأقول لكن الكيفية يمكن تصورها وليست المسألة في باب الصفات.
2 - عند أصحاب الهيئة الجديدة قيمة يسمونها مقدار الجاذبية فهل يمكن أن تبينوا لنا السبب الذي جعلهم يبتكرون ما يسمى بالجاذبية!
سؤالي عن ابتداء القول بالجاذبية وليس عن طريقة حسابها لأن هذا الأخير مبني على مايسمى بالنسبية وهذه المسألة يطول شرحها.
3 - وهو سؤال سهل جدا وكل من رأيته يعتقد دوران الأرض لم يتنبه له.
السؤال:
.
.
.
.
مادامت الأرض تدور فلماذا لا ينتهي الخلاف (مع العلم أن الخلاف موجود حتى عند الغربيين)
.
.
.
وذلك بتصوير الأرض وهي تدور!!!
إذا المسألة فرضية ولا تعدو أن تكون فرضية وجميع قوانين الحركة مبنية على هذه الفرضية ولذلك لو أردنا أن نوجد قوانين جديدة مبنية على الحقيقة التي نعتقدها وهي أن الأرض لا تدور لأمكن ذلك بواسطة العلاقة النسبية ولذلك قد يستغل بعض الإخوة هذه العلاقة في نفي القول بثبات الأرض .. فنقول لهم هذا لا علاقة له بالدوران أو عدمه وإنما علاقته بقوانين الحركة!
وأنا بهذه الأسئلة أردت أن أعامل الخصم بالمثل لأن القائلين بالدوران ليس عندهم أدلة نقلية وإلا فإن الأدلة النقلية عند القائلين بعدم الدوران كثيرة وقد أشرت في السؤال الأول إلى واحد منها.
إذا استمر النقاش ولم يحذف الموضوع أو يغلق كالعادة فأنا على استعداد لذكرها .. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.(43/116)
الأمر بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[ابو شمس السلفي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 04:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرة من الله ورضوان
الحمد للَّه الذي رضي لنا الإسلام دينًا. وأنزل علينا في كتابه نورًا مبينًا. أحمده على جزيل نعمه. وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أرسله بالهدى ودين الحق. فهدى به من الضلالة. وبصر به من العمى وأتم به النعمة. صلى اللَّه عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرًا. أما بعد:
أيها الناس: اتقوا اللَّه حق تقاته.
أيها المسلمون: إن اللَّه قد بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالدين القويم. والمنهج المستقيم. أرسله رحمة للعالمين، وإمامًا للمتقين، وحجة على الخلائق أجمعين. أرسله على حين فترة من الرسل، فهدى به إلى أقوم الطرق وأوضح السبل، وافترض على العباد طاعته وتعزيزه وتوقيره ومحبته والقيام بحقوقه، وسد دون جنته الطرق فلم تفتح لأحد إلا من طريقه، فشرح له صدره، ورفع له ذكره، ووضع عنه وزره، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره.
روى الإمام أحمد عن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهم: قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد اللَّه وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم)) وكما أن الذلة مضروبة على من خالف أمره فالعزة لأهل طاعته. قال تعالى: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}. وقال تعالى: {ياأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} أي: اللَّه وحده كافيك وكافي أتباعك فلا تحتاجون معه إلى أحد.
أيها المسلمون: إن طاعة الرسول طاعة للَّه كما قال تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله}، فأي مسلم بلغته سنة الرسول وجب عليه اتباعها وافقت هواه أو خالفته قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به)). وإن إنسانًا يزعم أنه متبع لهذا الرسول ولكنه عندما تبلغه سنته لا يأخذ منها إلا ما وافق هواه فإنه كاذب في زعمه وإنما هو متبع لهواه. كما قال تعالى: {فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين} وقد عاب اللَّه على بني إسرائيل هذا الصنيع مع أنبيائهم. كما قال تعالى: {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون}. فبحسب متابعة الرسول تكون العزة والكفاية من اللَّه والنصرة كما أن بحسب متابعته تكون الهداية والصلاح والنجاح. فاللَّه تعالى علق سعادة الدارين بمتابعته، وعل شقاوة الدارين في مخالفته فلأتباعه الهدى والأمن والفلاح وطيب العيش في الدنيا والآخرة، ولمخالفيه الذلة والصغار والخوف والضلال والخذلان والشقاء في الدنيا والآخرة.
وقد أقسم سبحانه بأنه لا يؤمن من لا يحكم هذا الرسول في كل ما تنازع فيه هو وغيره ثم يرضى بحكمه ولا يجد في نفسه حرجًا مما حكم به ثم يسلم له تسليمًا وينقاد له انقيادًا. وقال تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}، فقطع سبحانه وتعالى التخيير بين أمره وأمر رسوله فليس لمؤمن أن يختار شيئًا غير أمره صلى الله عليه وسلم: لأنه إذا أمر فأمره حتم. ولقد رأى رجلاً يأكل بشماله فقال له صلى الله عليه وسلم: ((كل بيمينك)) فقال: لا أستطيع فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا استطعت، ما منعه إلا الكبر)) قال فما رفعها إلى فيه. فهذا رجل أبى أن يمتثل أمر الرسول صلى الله عليه وسلم تكبرًا عنه فدعا عليه فتعطلت يده. ويبست فلما ينتفع بها. وإننا يا عباد اللَّه تبلغنا أوامر ونواهٍ كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فنترك العمل بها أو نتساهل به متابعة لأهوائنا أو مجاراة للناس فنعرض أنفسنا لعقوبة اللَّه مع ما يفوتنا مما في متابعته صلى الله عليه وسلم من الخير عاجلاً وآجلاً. إن شهادة أنه رسول اللَّه تقتضي منا طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا نعبد اللَّه إلا بما شرعه لنا، فمن أخل بشيء من هذه الأمور فقد أخل بهذه الشهادة بمقدار ما أخل به من هذه الأمور. إن اللَّه سبحانه وتعالى توعد الذين يخالفون عن أمره أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/117)
تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم، كما حتَّم علينا طاعته فيما أمر ونهى حيث يقول سبحانه: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب}. قال الإمام ابن القيم عند قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} فتضمنت هذه الآية أمورًا:
أحدها أن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة للَّه ولرسوله، فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا الحياة له. وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات، فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب للَّه والرسول ظاهرًا وباطنًا، فكما أنه لا حياة له حتى ينفخ فيه الملك الذي هو رسول اللَّه من روحه، فكذلك لا حياة لروحه وقلبه حتى ينفخ فيه الرسول البشري صلى الله عليه وسلم من الروح الذي ألقي إليه. قال تعالى: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده} فمن أصابه نفخ الرسول الملكي، ونفخ الرسول البشري حصلت له الحياتان ومن حصل له نفخ الملك دون نفخ الرسول البشري حصلت له إحدى الحياتين وفاتته الأخرى.
عباد اللَّه: روى الإمام مسلم رحمه الله: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ((بدأ الإسلام غريبًا وسعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء)) وجاء في روايات أخر وصف هؤلاء الغرباء بأنهم الذين يصلحون إذا فسد الناس وفي بعضها: أنهم الذين يصلحون ما أفسد الناس، وفي بعضها: أنهم ناس صالحون قليل، في ناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم، وفي بعضها أنهم: الذين يمسكون بكتاب اللَّه حين يترك، ويعملون بالسنة حين تطفأ، ففي هذه الروايات عن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبار عن قلة المتمسكين بالسنة في آخر الزمان وكثرة المخالفين لها وفيها الحث على التمسك بها عند ذلك والصبر عليها.، ولقد اشتدت غربة الإسلام في بلدان الإسلام وأخذت السنة تطمس معالمها وتُطارد في كل مكان محلها الضلال والبدع والكفر والفسوق.
إن الرسول صلى الله عليه وسلم يحثنا على أن نتمسك بسنته ولو تركها الناس ونغليها وأو أرخصوها. وندافع عنها ونصبر على الأذى في ذلك. فإن ذلك سبيل النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
عباد اللَّه: لقد قالوا إن التمسك بالسنة جمود ورجعية وتأخر فلا تهولنكم هذه الألقاب فقد قيل فيمن هو أل منكم وأعظم من ذلك فصبروا على دينهم وما ضعفوا وما استكانوا. {والله يحب الصابرين}.
وما عرف هؤلاء المخدوعون: أن الجمود هو عدم قبول الحق. فإن الذي لا يقبل الحق قد تحجر قلبه وطبع وختم عليه فصار غلفًا لا يصل إليه نور، وأن الرجعية معناها الرجوع إلى الباطل وأن التأخر هو التأخر عن الخير إلى الشر وكل هذه الأوصاف موجودة فيهم.
وأما المتمسك بالسنة فهو بحمد اللَّه طيب القلب سليم التفكير سباق إلى الخير متقدم في كل مجال طيب. لا جامدًا ولا رجعيًا ولا متأخرًا.
عباد اللَّه: إن ما حل بالمسلمين اليوم من ضعف وتفكك ومصائب إنما سببه تفريطهم بالتمسك بدينهم والتماس الهدى من غيره؛ فلما أعرضوا عن تحكيم الكتاب والسنة والمحاكمة إليهما واعتقدوا عدم الاكتفاء بهما، عرض لهم من ذلك فساد من فطرهم، وظلمة من قلوبهم وكدر في أفهامهم، ومحق في عقولهم، وعمتهم هذه الأمور، وغلبت عليهم حتى شب عليها الصغير وهرم عليها الكبير فلم يروها منكرًا. ولن تذهب عنهم هذه الآفات حتى يرجعوا إلى دينهم، فاللَّه تعالى يقول: {لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. إن المعرض عن الحق بعد معرفته يعاقب بفساد قلبه وزيغه فلا يقبل الحق بعد ذلك ولا يرجع إلى الهدى، كحال المنافقين الذين قال اللَّه فيهم: {صم بكم عمي فهم لا يرجعون}. وقال تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}. وقال تعالى: {ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة}. هذه عقوبته في الدنيا.
وأما عقوبته في الآخرة فاسمعوا قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بايات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى} وقال صلى الله عليه وسلم: ((من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)).
أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم}.
وجزاكم الله خيرًا وبارك فيكم وجعلني وإياكم من ما يتبعون كتاب الله وسنة رسوله بفهم السلف الصالح.
السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته ومغفرة من الله ورضوان(43/118)
معتقد اهل السنة في الصفات .... مقطع رائع للشيخ محمد حسان
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[27 - 07 - 07, 06:42 م]ـ
- بسم الله الرحمن الرحيم
يتحدث فضيلة الشيخ محمد حسان بنبذة عن الأسماء والصفات .... ويضرب بعض الأمثلة غاية في الروعة
http://way2gana.net/s/index.php?act=playmaq&id=109
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[27 - 07 - 07, 10:18 م]ـ
الله اكبر جزاك الله خيرا اخى الكريم ونفع بالشيخ محمد حسان وزاده علما وفهما ..
ـ[أحمد عسيري]ــــــــ[31 - 07 - 07, 04:07 م]ـ
كتب الله لك الأجر والمثوبة وأعلم حفظك الله أن الدال على الخير كفاعله
وأن أعظم ما يرتقي بإيمان العبد هو التفكر في عظمة الله وكمال صفاته ودعائه سبحانه بها.
ـ[أبوعمرالحسيني]ــــــــ[31 - 07 - 07, 04:13 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ..
نفع الله بك ...(43/119)
هل يوجد شرح لعقيدة أهل الحديث للصابوني؟ ضروري ولكم الأجر
ـ[ابو العابد]ــــــــ[27 - 07 - 07, 11:54 م]ـ
أرجوا من الاخوة الأفاضل التكرم علي بشرح لهذه العقيدة ولكم مني جزيل الشكر.
ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 12:25 ص]ـ
تفضل أخي الكريم:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=3272
ـ[ابو العابد]ــــــــ[28 - 07 - 07, 03:10 م]ـ
هو موجود عندي أعطاني إياه شارحه الشيخ خالد لإخراجه بعد توثقة النصوص
لكن أريد شرح آخر ولك مني الدعاء.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 03:25 م]ـ
هناك شرح للعلامة عبدالعزيز الراجحي حفظه الله ورعاه
http://www.sh-rajhi.org/rajhi/?action=LectureTree&docid=17
ـ[عمرو الشافعى]ــــــــ[28 - 07 - 07, 04:46 م]ـ
أعتقد أن هناك شرح للشيخ البراك
ولكنى لاأجده
ـ[ابو العابد]ــــــــ[28 - 07 - 07, 04:46 م]ـ
أسأل الله أن يرزقك الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة.
وإن كانت هناك شروح غيرها فلا تبخل علي.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 07:22 م]ـ
هنا شروحات بعض المشايخ
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&action=title&tid=24&bookid=94
وابحث ضمن دروس الشيخ عبدالرحمن البراك
http://www.liveislam.net/archive.php?pid=&sid=&sortby=date&stepby=1&tid=52
ونفع الله بالجميع
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 02:06 ص]ـ
وشرحها الشيخ الطريفي كما في موقعه(43/120)
عقيدة هارون يحيي فاسدة
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[28 - 07 - 07, 12:02 م]ـ
السلام عليكم
هارون يحيي يقول في موقعه بأن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية
وذكر في اعتقاد أهل السنة في موقع آخر له بأن الله ليس فوق العرش
وعنده اعتقاد فاسد بأن ما نراه من الأشياء كالشمس والكواكب والمباني والسيارات .. الخ ليس لها وجود حقيقة، إنما هي اشياء يصورها لنا عقلنا، وأن الله هو الموجود حقيقة والأشياء الأخرى فقط تصورات عقولنا مثل ما نراه في الحلم، وليس موجودا حقيقة، فيقول لأجل هذا لا يصح ان يسأل أين الله لأنه يكون في كل مكان، فهو وحده الموجود حقيقة وأن هذا العالم ليس حقيقيا .. الخ من الكلام الفاسد
لمن يعرف اللغة الأنجليزية ارجو الإطلاع على هذا الرابط (ملتقى اهل الحديث باللغة الانجليزية) فستجد فيها روابط لمقاله عن الأشاعرة والماتريدية واعتقاد اهل السنة في نظره هو وكلامه عن العالم وانه ليس حقيقيا .. الخ
http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/showthread.php?t=322
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[28 - 07 - 07, 12:09 م]ـ
واعتقاد هارون يحيي هذا المتعلق بالعالم والله عز وجل موجود في عدد من كتبه
وهو ايضا يعتبر ابن عربي الضال شيخا ويذكر اقواله احيانا في بعض المسائل
يحاول ان ينشر هذا الإعتقاد الفاسد لديه فيما يتعلق بالعالم وكونه غير حقيقي بين الناس.
فكتبه تكون خطرا على العوام الجهال، قد يتأثرون بهذا الفكر والإعتقاد وينحرفون.
نسأل الله العافية والسلامة
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - 09 - 07, 01:25 ص]ـ
وإعتقاده هذا فيما يتعلق بما حولنا وكونه غير حقيقي هو قول الذين يقولون بوحدة الوجود
فأرجو عدم نشر كتبه فقد يضل المسلم الجاهل بسببها
وارجو من اصحاب موقع المكتبة الوقفية ان يحذفوا كتبه من قسم الكتب الأنجليزية وكذلك موقع أم الكتاب(43/121)
سؤال عن مراتب القضاء والقدر
ـ[عمار التميمي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 02:00 م]ـ
العلم ... الكتابة ... المشيئة ... الخلق
هل هذا على وجه الترتيب?
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[28 - 07 - 07, 09:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم عمار وفقني الله وإياك
نعم هي بهذا الترتيب وبيان ذلك:
أن صفة العلم صفة ذاتية قديمة و الكتابة والمشيئة والخلق أفعال اختيارية لله عز وجل فالعلم سابق لها وهو عز وجل قد أحاط علمه بكل شيءعلماً وقد علم كل شيء قبل خلق الخلق فعلم خلقهم ورزقهم وآجالهم وأعمالهم قال تعالى: {وسع كل شيء علماً} وقال تعالى: {وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً}
ثم الكتابة ويدل لذلك ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال وكان عرشه على الماء رواه مسلم.
ثم مرتبة المشيئة للخلق فالله عز وجل لا يخلق إلا ما يشاء ويختار فإذا شاءه وأراده خلقه قال تعالى: {وربك يخلق ما يشاء ويختار} وقال تعالى: {يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير} وقال تعالى: {لله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير}.
ثم إذا شاءه خلقه وهي المرتبة الرابعة والله أعلم
ـ[عمار التميمي]ــــــــ[19 - 08 - 07, 11:08 ص]ـ
بارك الله فيك على جهودك الطيّبة التي لا تبخل في الرد بآحسن ما عند سلفنا الصالح من قول.
طرآ لي اشكالين اود ان اطرحهما عسى ان نستفيد منكم ان شاء الله.
الاول: هل مشيئة الله تسبق الخلق فقط من افعال الله ام جميع افعال الله بما في ذلك الكتابة؟
الثاني: الكتابة والخلق كعلوم من حيث الكيفية، هل هي من علم الله الذي في المرتبة الاولى (اي علم ذاتي لا علم حادث)؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[19 - 08 - 07, 06:47 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ووفقني وإياك لكل خير
أولاً: قبل ان أجيب عن سؤالك أخي الكريم لا بد أن أوصي نفسي وإياك ومن يقرأ هذا الموضوع أن يلزم منهج السلف من الصحابة والتابعين والأئمة المعروفين من أهل السنة والجماعة بالوقوف حيث وقفوا، وأن يسع المرء ما وسعهم، وذلك أن من المسائل ما ينبغي أن يقف المرء فيه حيث أمره الشرع وأن يمسك حيث أمر أن يمسك، وأن لا يسترسل في الخطرات والأفكار والوساوس فليس كل أمر يمكن للعقل أن يدركه، وهناك من المسائل الغيبية ما يكفي المرء فيها ما جاء به الوحي فالقرآن والسنة قد بينا ما يحتاجه المسلم من أمور دينه العلمية والعملية.
ومن هذه المسائل مسألة القدر ولم يكن أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخوضون فيها لعلمهم أن هذا ليس مرادا لله ولعلمهم كراهية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لذلك وإنما كان من يقوم بذلك هم المنافقون وهم من ورث ذلك لأهل البدع من قدرية وجبرية:
يقول تعالى: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور}
أما الصحابة رضي الله عنهم فكانوا يسلمون ويؤمنون ويقفون حيث أمروا فعن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في جنازة فأخذ شيئا فجعل ينكت به الأرض فقال: " ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة ". قالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة. ثم قرأ {فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى} الآية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/122)
فهنا لم يسترسل الصحابة رضي الله عنهم في الأسئلة مع إمكانية إيراد هذه الإشكالات وغيرها مع شدة حرصهم على الخير وقربهم من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذي سيكون قوله رافعا لكل إشكال على سبيل القطع واليقين، ومع ذلك لم يسألوا لعلمهم أن هذا ليس مراداً لله ولا لرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
قال ابن بطة في الإبانة (1/ 238): (وقد كان سلفنا وأئمتنا رحمة الله عليهم يكرهون الكلام في القدر وينهون عن خصومة أهله ومواضعتهم القول أشد النهي ويتبعون في ذلك السنة وآثار المصطفى)
وبوب الترمذي (4/ 443) فقال: (باب ما جاء من التشديد في الخوض في القدر) وبوب اللالكائي في الاعتقاد (4/ 627) فقال: (سياق ما روي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في النهي عن الكلام في القدر والجدال فيه والأمر بالإمساك عنه)
وقال الإمام أحمد _ رحمه الله _ في عقيدته: ( ... فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه منهي عنه ولا يكون صاحبه إن أصاب بكلامه السنة من أهل السنة حتى يدع الجدل ويسلم ويؤمن بالآثار .. ) أصول السنة (ص 20) الاعتقاد للالكائي (1/ 157)
قال الطحاوي رحمه الله: (وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان وسلم الحرمان ودرجة الطغيان فالحذر كل الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه ونهاهم عن مرامه كما قال الله تعالى في كتابه: (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) فمن سأل: لم فعل؟ فقد رد حكم الكتاب ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين) شرح الطحاوية لابن أبي العز (ص 249 تحقيق الشيخ الألباني)
وقال ابن عبد البر في التمهيد (6/ 13): (والقدر سر الله لا يدرك بجدال ولا يشفى منه مقال والحجاج فيه مرتجة لا يفتح شيء منها إلا بكسر شيء وغلقه وقد تظاهرت الآثار وتواترت الأخبار فيه عن السلف الأخيار الطيبين الأبرار وبالاستسلام والانقياد والإقرار بأن علم الله سابق ولا يكون في ملكه إلا ما يريد وما ربك بظلام للعبيد)
وأجود ما روي في هذا الباب ما رواه أحمد في المسند (2/ 178، 195) وابن ماجه في سننه برقم (85) وابن بطة في الإبانة (1/ 239) (2/ 309) واللالكائي في الاعتقاد (1/ 115) (4/ 627) والطبراني في الأوسط (1/ 165) (2/ 79) من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله خرج على أصحابه وهم يتنازعون في القدر فكأنما فقىء في وجهه حب الرمان فقال: " أبهذا أمرتم؟ أبهذا وكلتم؟ انظروا ما أمرتم به فاتبعوه وما نهيتم عنه فاجتنبوه " وبعضه في صحيح مسلم.
قال ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (ص 42): (هذا حديث محفوظ عن عمرو بن شعيب رواه عنه الناس ورواه ابن ماجه في سننه من حديث أبي معاوية كما سقناه.
وقد كتب أحمد في رسالته إلى المتوكل هذا الحديث وجعل يقول لهم في مناظرته يوم الدار إنا قد نهينا أن نضرب كتاب الله بعضه ببعض)
ثانياً: أما جواب ما سألت عنه اخي الكريم فأما الإشكال الأول فجوابه:
من المتقرر عند أهل السنة والجماعة أن صفات الله تبارك وتعالى قسمان:
1 – صفات ذاتية.
2 – صفات اختيارية أو صفات فعلية.
وجميع الصفات الاختيارية الفعلية متعلقة بالمشيئة فالله لا يفعل إلا ما يشاء فالنزول والاستواء والضحك والفرح والغضب والكتابة والخلق والمجيء وغيرها من الصفات العظيمة تتعلق بمشيئته سبحانه ويفعلها متى شاء وكيف شاء.
أما الصفات الذاتية فلا تتعلق بالمشيئة كالعلم والحياة والوجه والعين واليد ونحوها.
وكتابة اللوح المحفوظ بمشيئة الله؛ لأنه فعل كما سبق ولكن المشيئة المذكورة هنا عند الخلق هي آحاد المشيئة أي مشيئة الله لخلق ذلك الشيء فهذه مشيئة متعلقة بالخلق وتلك مشيئة متعلقة بالكتابة.
وأما الإشكال الثاني فلم يتبين لي المراد فليتك توضح السؤال أكثر وآمل أن لا يرد بعده أي إشكال من أخي الكريم لما سبق أن بينته وأن هذا الباب يكفي فيه المرء ما ورد من نصوص.
فليتك تعيد صياغة السؤال فإن كان له جواب من كلام أهل العلم أعلمه ذكرته، وإلا فجوابي من الآن لا أدري ولا أعلم
والله أعلم
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[20 - 08 - 07, 02:21 ص]ـ
بيت يجمع مراتب القدر يحيث يسهل حفظها
علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو إيجاد وتكوين
فقط للفائده
أما الترتيب فكل العلماء بدؤ بهذا الترتيب بدون أستثاء
أولا العلم وكماهو معلوم أول ماتناقش القدريه بالعلم كما قال الامام أحمد نا قشو القدرية بالعلم فإن أقرو خصمو وإن أنكرو كفرو
فما المانع لما علم كتبه ثم شاؤه وأراده ثم خلقه
هي نفسها مرتبه
ـ[عمار التميمي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 01:25 م]ـ
اخي ابو حازم، لا يحزنك سؤالي، فنحن ان شاء الله على نفس الدرب: درب حبيبنا عليه الصلاة
و السلام واصحابه ومن تبعهم الى يوم الدين.
انا اعلم يا اخي ان هذا الباب (اي القدر) لم يخوض فيه اصحاب رسول الله، لا لانهم عرفوا كيفيته،
فمن فهم القدر فقد احاط بعلم الله و هذا محال. لكنهم علموا ما ينفعهم و لا يضرهم و علموا متى يقفوا
عند هذا الباب دون ان يفتحوه على مصراعيه، آلا ترى يا اخي ان اكثر من ضلّ ممن ينتسبون الى الاسلام دخلهم في ابواب علم الله؟
اذا قلت لي في مسآلة او اخرى ان هذا ما وقف عليه او وسع اصحاب رسول الله ومن تبعهم، فهذا ما اريد، ولا جدال و الحمد لله.
الاشكال الثاني في مشاركتي السابقة كان في علم الكتابة الذي صطره الله في لوحه المحفوظ، هو علم قبل ان يصبح فعل,
اليس كذلك؟ كذلك الخلق هو علم الخالق قبل ان يصبح فعل في خلقه.
سؤالي هو هل هذان العلمان هم من المرتبة الاولى من مراتب القضاء والقدر كعلوم لا كافعال؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/123)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[20 - 08 - 07, 04:30 م]ـ
أخي الكريم عمار وفقني الله وإياك
إن أردت أن الخلق والكتابة هما العلم فهذا غلط، وإن أردت تعلقهما بعلم الله فيقال:
علم الله قديم أزلي وهو من الصفات الذاتية لكنه يتجدد بعد وجود المعلوم من فعله وذلك أن علمه تبارك وتعالى بالشيء بعد فعله قدر زائد عن العلم الأول وهذا قد دل عليه العقل والنقل وهو قول السلف فالله عز وجل علم أنه سيكتب ويخلق ثم بعد الخلق والكتابة يتجدد قدر آخر من العلم، وذلك لأن علمه سبحانه بأنه موجود ووجوده متلازمان يلزم من ثبوت أحدهما ثبوت الآخر، ومن انتفائه انتفاؤه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فصل في مسألة العلم
الناس المنتسبون إلى الإسلام في علم الله باعتبار تعلقه بالمستقبل على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه يعلم المستقبلات بعلم قديم لازم لذاته ولا يتجدد له عند وجود المعلومات نعت ولا صفة وإنما يتجدد مجرد التعلق بين العلم والمعلوم وهذا قول طائفة من الصفاتية من الكلابية والأشعرية ومن وافقهم من الفقهاء والصوفية وأهل الحديث من أصحاب أحمد ومالك والشافعي وأبي حنيفة وهو قول طوائف من المعتزلة وغيرهم من نفاة الصفات لكن هؤلاء يقولون يعلم المستقبلات ويتجدد التعلق بين العالم والمعلوم لا بين العلم والمعلوم
وقد تنازع الأولون هل له علم واحد أو علوم متعددة على قولين والأول قول الأشعري وأكثر أصحابه والقاضي أبي يعلى وأتباعه ونحو هؤلاء والثاني قول أبي سهل الصعلوكي.
والقول الثاني: أنه لا يعلم المحدثات إلا بعد حدوثها وهذا أصل قول القدرية الذين يقولون لم يعلم أفعال العباد إلا بعد وجودها وأن الأمر أنف لم يسبق القد ربشقاوة ولا سعادة وهم غلاة القدرية الذين حدثوا في زمان ابن عمر وتبرأ منهم وقد نص الأئمة كمالك والشافعي وأحمد على تكفير قائل هذه المقالة .....
والقول الثالث: أنه يعلمها قبل حدوثها ويعلمها بعلم آخر حين وجودها وهذا قد حكاه المتكلمون كأبي المعالي عن جهم فقالوا إنه ذهب إلى إثبات علوم حادثة لله تعالى وقال البارىء عالم لنفسه وقد كان في الأزل عالما بنفسه وبما سيكون فإذا خلق العالم وتجددت المعلومات أحدث لنفسه علوما بها يعلم المعلومات الحادثة ثم العلوم تتعاقب حسب تعاقب المعلومات في وقوعها متقدمة عليها أي العلوم متقدمة على الحوادث وذكروا أنه قال إنها في غير محل نظير ما قالت المعتزلة البصرية في الإرادة
وهذا القول وإن كان قد احتج عليه بما في القرآن من قوله: {ليعلم} فتلك النصوص لا تدل على هذا القول.
فإن هذا القول مضمونة تجدد علم قبل الحدوث والذي في القرآن إنما ذكروا دلالته على ما بعد الوجود وهذا قولان متغايران وإنما يحتج عليه بمثل قوله في حديث أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم وليس هذا بداء يخالف العلم القديم كما قاله بعض غلاة الرافضة وكذلك أبو الحسين البصري قال بإثبات علوم متجددة في ذات الله بحسب تجدد المعلومات وكذلك أبو البركات صاحب المعتبر الإمام في الفلسفة قال بتجدد علوم وإرادات له وذكر أن إلهيته لهذا العالم لا تصح إلا مع هذا القول وكذلك أبو عبدالله الرازي يميل إلى هذا القول في المطالب العالية وغيره ... ) رسالة في تحقيق علم الله (جامع الرسائل) (1/ 177 - 179)
وقال في درء تعارض العقل والنقل (5/ 212) عن هذا القول: (وإذا كان هو الذي يدل عليه صريح المعقول فهو الذي يدل عليه صحيح المنقول وعليه دل القرآن في أكثر من عشرة مواضع وهو الذي جاءت به الآثار عن السلف)
وقال: ( ... ثم الكلام في علمه بما يفعله هل هو العلم المتقدم بما سيفعله و علمه بأن قد فعله هل هو الأول فيه قولان معروفان و العقل و القرآن يدل _ كذا في الأصل _ على أنه قدر زائد كما قال {لنعلم} في بضعة عشر موضعاً) مجموع الفتاوى (16/ 304)(43/124)
بحثت فلم أجد هذا الأثر في إثبات الشفاعة لأقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم؟
ـ[ابو العابد]ــــــــ[28 - 07 - 07, 03:06 م]ـ
هذا الأثر ضعيف ذكره أحد العلماء عن ابن عباس لكن لم أجده إلى الآن ,
أرجوا التكرم علي ولكم جزيل الشكر , لأنني بصدد إخراج كتاب في العقيدة وفقكم الله.
ـ[معتصم المقدسي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 05:12 م]ـ
أخي أبو العابد , السلام عليكم
لعلك تقصد هذا الأثر الذي ورد في تفسير إبن كثير:
** وَنَادَىَ أَصْحَابُ الأعْرَافِ رِجَالاٍ يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَآ أَغْنَىَ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ * أَهََؤُلآءِ الّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ
يقول الله تعالى إخباراً عن تقريع أهل الأعراف لرجال من صناديد المشركين وقادتهم يعرفونهم في النار بسيماهم {ما أغنى عنكم جمعكم} أي كثرتكم {وما كنتم تستكبرون} أي لا ينفعكم كثرتكم ولا جموعكم من عذاب الله بل صرتم إلى ما أنتم فيه من العذاب والنكال {أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة} قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يعني أصحاب الأعراف {ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} وقال ابن جرير: حدثني محمد بن سعد حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس {قالوا ما أغنى عنكم جمعكم} الاَية, قال فلما قالوا لهم الذي قضى الله أن يقولوا يعني أصحاب الأعراف لأهل الجنة وأهل النار قال الله لأهل التكبر والأموال {أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}.
وقال حذيفة إن أصحاب الأعراف قوم تكاثفت أعمالهم فقصرت بهم حسناتهم عن الجنة وقصرت بهم سيئاتهم عن النار فجعلوا على الأعراف يعرفون الناس بسيماهم فلما قضى الله بين العباد أذن لهم في طلب الشفاعة فأتوا آدم فقالوا: يا آدم أنت أبونا فاشفع لنا عند ربك فقال هل تعلمون أن أحداً خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وسبقت رحمته إليه غضبه وسجدت له الملائكة غيري؟ فيقولون لا فيقول ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا ابني إبراهيم فيأتون إبراهيم صلى الله عليه وسلم فيسألونه أن يشفع لهم عند ربهم فيقول تعلمون من أحد اتخذه الله خليلاً هل تعلمون أن أحداً أحرقه قومه بالنار في الله غيري؟ فيقولون لا فيقول ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا ابني موسى فيأتون موسى عليه السلام فيقول هل تعلمون من أحد كلمه الله تكليماً وقربه نجياً غيري فيقولون لا فيقول ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا عيسى فيأتونه عليه السلام فيقولون له اشفع لنا عند ربك فيقول هل تعلمون أحداً خلقه الله من غير أب فيقولون لا فيقول هل تعلمون من أحد كان يبرىء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله غيري؟ قال: فيقولون لا, فيقول: أنا حجيج نفسي ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فيأتوني فأضرب بيدي على صدري ثم أقول أنا لها ثم أمشي حتى أقف بين يدي العرش فآتي ربي عز وجل فيفتح لي من الثناء ما لم يسمع السامعون بمثله قط ثم أسجد فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي ثم أثني على ربي عز وجل ثم أخر ساجداً فيقال لي ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول ربي أمتي فيقول هم لك فلا يبقى نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا غبطني بذلك المقام وهو المقام المحمود فآتي بهم الجنة فأستفتح فيفتح لي ولهم فيذهب بهم إلى نهر يقال له نهر الحيوان حافتاه قصب مكلل باللؤلؤ ترابه المسك وحصباؤه الياقوت فيغتسلون منه فتعود إليهم ألوان أهل الجنة وريح أهل الجنة فيصيرون كأنهم الكواكب الدرية ويبقى في صدورهم شامات بيض يعرفون بها يقال مساكين أهل الجنة
ـ[ابو العابد]ــــــــ[29 - 07 - 07, 03:10 م]ـ
أخي معتصم المقدسي
عليك السلام ورحمة الله وبركاته
لعله هو , فالأثر تبين أنه ليس لإبن عباس وإنما هو لحذيفة رضي الله عنهما.
أسأل الله أن يرزقك شفاعة حبيبك في أقوام يدخلون الجنة بغير حساب , وأن يقر عينك برؤية ربك .... آمين .......
كما أقررت عيني بهذ الأثر.(43/125)
ما مقصود ابن القيم أن الإمام الصابوني إمام التصوف؟
ـ[ابو العابد]ــــــــ[28 - 07 - 07, 04:14 م]ـ
اجتماع الجيوش الإسلامية [جزء 1 - صفحة 155]
قول الإمام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني
إمام أهل الحديث والفقه والتصوف في وقته
***************************
ربما فهمت غلط
ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 04:57 م]ـ
التصوف في تلك الازمان يقصد به الزهد و الورع و كان يطلق على الزهاد: الصوفية
ـ[ابو العابد]ــــــــ[29 - 07 - 07, 03:00 م]ـ
أحسن الله إليك.
ـ[ابو عبيدة العراقي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 09:47 م]ـ
التصوف في تلك الازمان يقصد به الزهد و الورع و كان يطلق على الزهاد: الصوفية
صحيح قبل دخول العقائد الباطلة مثل القبورية ووحدة الوجود والحلول وما الى ذلك(43/126)
من ضلالات عبدالله الغماري في تعليقه على "التمهيد " .. للأستاذ عمر الأحمد
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 07:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا المقال نُشر في مجلة الأصالة (العدد 21)، وقد قمت بترقيمه وتنسيقه، مع تعليقات يسيرة تُكمله، أسأل الله أن ينفع به، وأن يوفق دور النشر - عند تحقيقها لكتب السلف - أن تُكلف من يؤتمن في عقيدته، ولا يشوه الكتاب بتعليقاته وهوامشه الخَلَفية؛ كما فعل الغماري بالتمهيد.
من ضلالات الغماري في تعليقه على "التمهيد"
إن كتاب "التمهيد" لابن عبدالبر من أعظم الموسوعات والفقهية التي تعرض المسائل الفقهية بأدلتها من الكتاب والسنة وآثار الصحابة وأقوال الفقهاء من التابعين، ومن أدمن النظر أُتي علماً جماً، قال الذهبي: قال الشيخ عز الدين بن عبدالسلام وكان أحمد المجتهدين-: ما رأيت من كتب الإسلام مثل "المحلى" لابن حزم، وكتاب "المغني" للشيخ موفق الدين. قلت: صدق الشيخ عزالدين، وثالثهما:: "السنن الكبير"، ورابعها: "التمهيد" لابن عبدالبر. فمن حصل هذه الدواوين، وكان من أذكياء المفتين، وأدمن المطالعة فيها فهو العالم حقاً (18/ 193 سير). وقد قال ابن عبدالبر عن كتابه في كتابه:
سمير فؤادي من ثلاثين حجة وصاقل ذهني والمفرج عن همي
بسطت لهم فيه كلام نبيهم لما في معانيه من الفقه والعلم
وفيه من الآداب ما يهتدي به إلى البر والتقوى وينهى عن الظلم
-وقد كانت لي –من فضل الله- قراءة في التمهيد، وقد أزعجني! ما رأيت في تحقيق المجلد السابع من تحقيق عبدالله الغماري، وبعض تعليقاته، التي شوهت جمال الكتاب في تأويل بعض صفات الله فكان مني أن أنصح لأمتي بالتحذير من هذا. والله أسأل أن ينفعني بما كتبت، وقلت: قال الذهبي: فإذا قلنا لله يد وسمع وبصر، فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه ولا تقول إن معنى اليد القدرة، ولا أن معنى السمع والبصر العلم، ولا نقول أنها جوارح ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها ووجب نفي إثباتها لأن التوقيف ورد بها ووجب نفي التشبيه عنها. قوله: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) الشورى: 11، (ولم يكن له كفواً أحد) الإخلاص: 3، (سير 18/ 284).
1 - قال الغماري (ص 142) - تعليقًا على قول المبارك: الله على السماء السابعة على العرش. فقيل له: بحد؟ قال: نعم، وهو فوق سبع سماوات على العرش - -: لا يجوز إطلاق هذا في جانب الله تعالى، لأنه لم يرد في القرآن ولا في السنة، وفي ترجمة ابن حبان من طبقات الشافعية: أن أبا إسماعيل عبدالله بن محمد الهروي؛ قال: سألت يحيى بن عمار عن ابن حبان؟ قلت: رأيته؟ قال: وكيف لم أره؟! ونحن أخرجناه من سجستان، فإن له علم كثير، ولم يكن له كبير دين قدم علينا فأنكر الحد لله، فأخرجناه من سجستان. قال السبكي: انظر ما أجهل هذا الجارح وليت شعري من المجروح؟! مثبت الحد لله أو نافيه! وقال الحافظ العلائي تعليقاً على هذه الحكاية: يالله العجب! من أحق بالإخراج والتبديع وقلة الدين؟ اهـ.
قلت: قال الذهبي في السير في ترجمة ابن حبان في مورد هذه القصة؛ قال: إنكاركم عليه بدعة أيضاً والخوض في ذلك مما لم يأذن به الله، ولا أتى نص بإثبات ذلك، ولا نبغيه، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، وتعالى الله أن يحدّ أو يوصف إلا بما وصف به نفسه، أو علمه رسله بالمعنى الذي أراد، ولا كيف (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (16/ 97 ترجمة ابن حبان).
(قال أبومصعب: الصواب هنا أن يُقال ما قاله شيخ الإسلام – رحمه الله -:
" هل يجوز إطلاق الحد عليه؟ قد أطلق أحمد القول بذلك في رواية المروذي وقد ذكر له قول ابن المبارك نعرف الله على العرش بحد فقال أحمد بلغني ذلك وأعجبه، وقال الأثرم قلت لأحمد يحكى عن ابن المبارك نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه بحد فقال أحمد هكذا هو عندنا قال ورأيت بخط أبي إسحاق حدثنا أبو بكر أحمد بن نصر الرفاء قال سمعت أبا بكر بن أبي داود قال سمعت أبي يقول جاء رجل إلى أحمد بن حنبل فقال لله تبارك وتعالى حد قال: نعم لا يعلمه إلا هو قال الله تعالى: وترى الملائكة حافين من حول العرش. يقول محدقين قال فقد أطلق أحمد القول بإثبات الحد لله تعالى. وقد نفاه في رواية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/127)
حنبل فقال: نحن نؤمن بان الله تعالى على العرش كيف شاء وكما شاء بلا حد ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد. فقد نفى الحد عنه على الصفة المذكورة وهو الحد الذي يعلمه خلقه. والموضع الذي أطلقه محمول على معنيين: أحدهما على معنى أنه تعالى في جهة مخصوصة وليس هو ذاهبا في الجهات الستة بل هو خارج العالم متميز عن خلقه منفصل عنهم غير داخل في كل الجهات وهذا معنى قول أحمد حد لا يعلمه إلا هو. والثاني: أنه على صفة يبين بها من غيره ويتميز " (تلبيس الجهمية 1/ 436).
2 – قال الغماري: روى الشيخان عن ابن مسعود؛ قال: جاء رجل من أهل الكتاب، وفي رواية حبر اليهود، فقال: يا أبا القاسم! أبلغك أن الله عز وجل يحمل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والخلائق على إصبع ويقول: أنا الملك أنا الملك، قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: (وما قدروا الله حق قدره)، ويلاحظ أن المتكلم بالأصابع يهودي، واليهود مجسمون، وأن النبي صلى الله عليه وسلم ضحك تعجباً من جهله وتلا الآية يوحي بتلاوتها إلى أن القبضة واليمين فيها معناهما القوة والاقتدار، لا الكف ولا الأصابع. (ص 48 ت64).
قلت: الصواب كما قال الذهبي في (السير 18/ 248): فإذا قلنا: لله يد وسمع وبصر، فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه، ولا نقول إن معنى اليد: القدرة، ولا إن معنى السمع والبصر: العلم، ولا نقول: إنها جوارح، ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل، ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، (ولم يكن له كفواً أحد).
وذكر ابن خزيمة في كتابه التوحيد – (ص53، دار الكتب العلمية، باب ذكر إثبات يدي الله الخالق البارئ جل وعلا) - قال: والبيان أن الله تعالى له يدان كما أعلمنا في محكم تنزيله أنه خلق آدم عليه السلام بيديه ثم ساق الأدلة على ذلك من القرآن والسنة.
قال ابن خزيمة: باب إثبات الأصابع لله عز وجل ثم ساق الأدلة على ذلك في كتاب التوحيد (ص97)، وكذلك في الرد على من أول اليد والأصابع بالقوة والقدرة.
قال ابن خزيمة في كتابه: جل ربنا على أن تكون أصابعه كأصابع خلقه وعن أن يشبه شيء من صفات ذاته صفات خلقه وقد أجل الله تعالى قدر نبيه صلى الله عليه وسلم عن أن يوصف الخالق الباري بحضرته بما ليس هو من صفاته فيسمعه فيضحك عنده، ويجعل بدل وجوب التكبير والغضب على المتكلم به ضحكاً تبدأ نواجذه تصديقاً وتعجباً لقائله لا يصف النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة مؤمن مصدق رسالته. اهـ.
3 - قال الغماري: روى البخاري عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً، قال الحافظ في الفتح: وقع في هذا الموضع يكشف ربنا عن ساقه وهو من رواية سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم فأخرجها الإسماعيلي كذلك، ثم قال في قوله عن ساقه نكرة، ثم أخرجه من طريق حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم بلفظ: "يكشف عن ساق"، قال الإسماعيلي: هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة، لا يظن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين، تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء. اهـ. وحفص أقوى لأنه ثقة، وسعيد صدوق. اهـ
قلت: قال البيهقي في "الأسماء والصفات": باب ما ذكر في الساق ثم ذكر الحديث السابق وذكر كذلك حديث رواه الإمام ومسلم وهو من رواية آدم بن أبي إياس مختصراً وقال في هذا الحديث: "يكشف ربنا عن ساقه". ?ليس كمثله شيء وهو السميع البصير?.
قال شيخ الإسلام (6/ 359) في الفتاوى حول تفسير قوله تعالى: ?يوم يكشف ... ? قال: ومثل هذا ليس بتأويل، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف، ولكن كثير من هؤلاء يجعلون اللفظ على ما ليس مدلولاته له، ثم يريدون حرفه عنه ويجعلون هذا تأويلاً.
قلت: فإثبات صفة الساق لله عز وجل الأدلة عليها متظافرة متظاهرة، ولا يلزم من إثبات الساق لله عز وجل تشبيهها بسوق المخلوقين تعالى الله عز وجل عن ذلك (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فالإنسان له ساق والشجرة لها ساق؛ فلا نشبه ساق أحد بساق أحد. .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/128)
4 - قال ابن عبدالبر: ... وأنه – أي الله تعالى - يدخل في النار يده حتى يُخرج من أراد ... قال الغماري (ص 150): لم يأت ذلك أي حديث مرفوع مقطوع به. اهـ
قلت: بل قد ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في حديث الشفاعة الطويل، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله .... وذكر فيه: "فيقولون: ربنا! قد أخرجنا من أمرتنا، فلم يبق في النار أحد فيه خيرٌ. قال: ثم يقول الله: شفعت الملائكة، وشفع الأنبياء، وشفع المؤمنون، وبقي أرحم الراحمين. قال: فيقبض قبضة من النار –أو قال قبضتين- ناسًا لم يعملوا لله خيراً قط ... "، رواه الإمام البخاري (ح7439).
5 - قال الغماري (ص 150): العقيدة لا يكفي فيها رواية الثقات؛ بل لابد فيها من خبر يفيد العلم. اهـ
قلت: هذه الشنشنة لا يدرى ما الذي يُقصد منها؟ والأخبار التي يستدل منها على حكم عقدي مستندة إلى السنة الصحيحة سواء كانت هذه السنة من طريق الآحاد أو من طريق التواتر فإنها تقبل. قال ابن عبدالبر 1/ 2 التمهيد: وقد أجمع المسلمون على جواز قبول الواحد السائل المستفتي لما يخبره به العالم الواحد إذا استفتى فيما لا يعلمه، وقبول خبر الواحد العدل فيما يخبر به مثله. اهـ
وقال شيخ الإسلام بن تيمية في الفتاوى 18/ 41: وخبر الواحد المتلقي القبول يوجب العلم عند جمهور العلماء من أصحاب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وهو قول أكثر أصحاب الأشعري. وأنت كما ترى فإن الكلام متوجه إلى قبول خبر الواحد فكيف به برواية الثقات التي يقدح فيها الغماري؟!
6 - قال الغماري (ص 149) عن الكرسي موضع القدمين: لم يرد هذا مرفوعاً، ولكنه كلام ابن عباس رواه بن خزيمة في كتاب التوحيد، ومثل هذا لا يقبل إلا من المعصوم. اهـ
قلت: قال الذهبي في مختصر العلو: عن ابن عباس قال: الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر أحد قدره، رواته ثقات، وأخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة 2/ 582 ط دار العاصمة. قال الألباني: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات.
وهذا لا يقال بالرأي ولابد أن عند ابن عباس خبر من عند المصطفى صلى الله عليه وسلم، فكيف وقد ذكر الخطيب البغدادي أنه حديث مرفوع؟! " انتهى مقال الأستاذ عمر الأحمد – حفظه الله -.
وبقي أنه لم يتعرض لـ:
1 - رد الغماري لحديث " الجارية " وإنكاره لصفة العلو. (ص 135).
2 - قدحه في نعيم بن حماد أنه " يغلو في الإثبات "! (ص 144).
3 - رده لحديث " على صورة الرحمن ". (ص 147).
والله الهادي ..
ـ[فيصل]ــــــــ[29 - 07 - 07, 03:09 ص]ـ
بارك الله فيك وللشيخ أبو محمد مجدي بن حمدي عدة مقالات في الرد على تعليقات الغماري على التمهيد وقد وجدت واحداً منها:
http://216.239.59.104/search?q=cache:2gYMM7zYCN4J:www.muslm.net/vb/archive/index.php/t-70885.html+%22%D8%A3%D8%A8%D9%88+%D9%85%D8%AD%D9%8 5%D8%AF+%D9%85%D8%AC%D8%AF%D9%8A%22+%D8%A7%D9%84%D 8%BA%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%8A&hl=ar&ct=clnk&cd=3&gl=sa
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 01:42 م]ـ
وبارك فيك شيخ فيصل .. وفي الأخ مجدي.
وليت الإخوة إذا ماكتبوا مقالا علميًا يرسلونه لإرشيف أهل السنة (صيد الفوائد)؛ ليبقى مرجعًا في الموضوع المكتوب عنه.
وفقكم الله ..
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[07 - 08 - 07, 05:16 م]ـ
كعادة الغماري دائما .................. لا يألو جهدا في تشويه التراث .........
جزيت خيرا يا شيخ سليمان ............(43/129)
مذكرات (همفر) في الميزان .. وفتوى ظالمة للبوطي
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 12:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- أما البوطي - هداه الله -، فقد عُرف بتصوفه وأشعريته، مع معاداة مستفيضة للسلفية وأهلها، ويجد القارئ تحت هذه الروابط شيئًا من أفكاره، مع الردود عليها:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63500&highlight=%C7%E1%C8%E6%D8%ED
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41816&highlight=%22%C7%E1%C8%E6%D8%ED%22
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41873&highlight=%22%C7%E1%C8%E6%D8%ED%22
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67351&highlight=%22%C7%E1%C8%E6%D8%ED%22
وهنا رابط مهم:
http://www.sahab.net/sahab/printthread.php?threadid=333192
===================
- وأما الفتوى الظالمة؛ فقد سُئل البوطي في موقعه:
(مشكلتي أنني لا أستطيع تكوين رأي سليم في الحركة الوهابية يطمئن له قلبي، فكيف يجتمع حرصهم على نشر تعاليم الإسلام النقية، وهدم الشرك والوثنية، مع سعيهم إلى الاستقلال عن دولة الخلافة العثمانية؟ وإذا قيل إنه قد ظهرت علامات الفساد والضعف في تلك الخلافة بالابتعاد عن حكم الإسلام، فهل هذا يعني السعي للانفصال عنها أو حربها؟ وإذا كانت الإجابة بنعم فكيف قال العلماء: إن انتهاء الخلافة العثمانية كان جريمة كبرى، مع ما ثبت عنها من جنوح عن الطريق الصحيح؟).
فأجاب - هداه الله -:
(الحركة الوهابية ساعدت بريطانيا في إيجادها، وهي تمثل جزءاً من خطة كاملة وضعتها بريطانيا أثناء دعمها آل السعود، ضد آل الرشيد .. والقضاء على الخلافة إنما تم بجهود من الصهيونية العالمية بالاشتراك مع العقلية البريطانية المعروفة، اِقرأ مذكرات (حاييم وايزمن) تقف على التفاصيل)!!
- قلت: لا غرابة في هذه الفتوى الظالمة من هذا العدو الكاشح؛ ولا غرابة من الإحالة على مرجعه اليهودي!، فقد استقى هذا من إخوانه الرافضة؛ الذين يتناقلونه في منتدياتهم عندما يريدون الطعن في دعوة الإمام المجدد التي وقفت سدًا أمام ضلالهم وخرافاتهم.وقد قال البوطي عن إخوانه الرافضة في فتوى له: (الشيعة بمختلف فئاتهم مسلمون، ولا يجوز تكفيرهم، وأنت محقّ في ارتياحك إليهم وإعجابك بكثير منهم، كالشيخ حسن نصر الله. أمّا ما يُروى عنهم من سبهم الصحابة، فالأرجح أنها روايات كاذبة أو غير دقيقة)!!
ولهذا أخذ الرافضة راحتهم في الدعوة إلى التشيع في سوريا - كما هو معلوم -.
- والفرية السابقة أطال فيها المسمى (همفر) في مذكراته التي كذبها الرافضة ونسبوها له - وهو اسم وهمي! -، كعادة الرافضة في عدم تورعهم عن الكذب والافتراء، فشاركهم الصوفية في الاحتفال بها.
وقد قام الأستاذ مالك بن حسين - حفظه الله - بنقدها، وتبيين أكذوبتها، في 3 مقالات نشرها بمجلة (الأصالة)، (الأعداد 31 - 32 - 33)، وقد أحببتُ نقلها للشبكة؛ لأنها - المذكرات - منتشرة في منتديات أهل البدع، وكثيرًا ما تُثار عند الحديث عن دعوة الشيخ المجدد - رحمه الله -.
مذكرات (همفر) في الميزان
بقلم: مالك بن حُسين
وقفت على كتاب موسوم بـ- (مذكرات مستر همفر) (1)، وهذا الاسم ليس بالغريب؛ فقد كنت أول ما قرأت عنه في "مجلة منار الهدى" التي يصدرها المكتب الإعلامي في جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، (العدد 28)، رمضان 1415هـ - شباط 1995، وهي مجلة يصدرها جماعة الأحباش (الهَرَرِيّين)؛ ولَمَّا قرأت ذلك المقال، تطلَّعَتْ نفسي للاطلاع على كتاب أو مذكرات هذا الجاسوس الإنجليزي - نفسِها -؛ حتى أنظر فيه، وأعرف مدى صدق ما نُسِبَ للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في هذه المذكرات.
وبعد قراءة هذه المذكرات تبيَّن لي أنَّها كذب من أصلها، وأنَّ (همفر) - هذا - شخصية وهميَّة، فأحببت أن أُطلع إخواني على ما وقفت عليه؛ حتى يكون هذا عوناً لهم في الدَّفاع عن الإمام - رحمه الله -، وليدفعوا بها في نحر كل مبتدع؛ {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق} (الإسراء: 81).
قال الله - تعالى -: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} (الحجرات: 6).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/130)
في هذه الآية درس عملي للفئة المؤمنة؛ التي تحرص على دينها وعلاقاتها بإخوانها المؤمنين، بأن تتوثَّق من كل إشاعة ترمي إلى خلخلة الصف، وبذر الشحناء، وإتاحة الفرصة للفرقة (2).
وما زال أعداء (الشيخ محمد بن عبدالوهاب) –رحمه الله- يحاولون بشتى الطرق والوسائل تشويه (دعوته الإصلاحية)؛ وبضاعتهم مزجاة، ليس فيها إلا (الكذب) و (الافتراء)، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فيا طالب الحق! رسائل الإمام المجدد (محمد بن عبدالوهاب) –رحمه الله- ومؤلفاته مطبوعة على النحو التالي:
القسم الأول: العقيدة؛ مجلد. القسم الثاني: الفقه؛ مجلدان. القسم الثالث: "مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم"، والفتاوى؛ مجلد. القسم الرابع: التفسير، ومختصر "زاد المعاد"؛ مجلد. القسم الخامس: الرسائل الشخصية؛ مجلد. قسم الحديث: خمس مجلدات. ملحق المصنفات؛ جلد.
فهذه (اثنا عشر مجلداً)، جمعَتها لجنة علمية متخصصة، منبثقة من جامعة (الإمام محمد بن سعود الإسلامية)، وصنَّفها وأعدَّها للتصحيح تمهيداً لطبعها: الدكتور (عبدالعزيز بن زيد الرومي)، والدكتور (محمد بلتاجي)، والدكتور (سيد حجاب)، وطبعت (بمطابع الرياض).
فمن كان طالباً للحقِّ؛ فعليه أن يُقارِن بين كلام الإمام - رحمه الله - وبين كلام خصومه، فهذه كتبه ورسائله مطبوعة، فما كان فيها من حقٍّ قبلناه، وما كان فيها من خطأ، ومُخالفة للصواب رددناه، ولا نتعصَّب لأحدٍ، كائناً من كان؛ إلا الذي لا ينطق عن الهوى، الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (3).
أمَّا أن نعتمد على كلام (كافر نصراني .. نكرة مجهول)؛ كان يشرب الكأس إلى الثُّمالة (4)، بل هو يذكر عن نفسه الكذب (5).
ومن جعل الغراب له دليلاً يَمُرُّ به على جِيَفِ الكلاب
كيف يكون هذا؟ والذي يتَّضح من رسائل وردود الإمام - رحمه الله - أنَّ فيها نفياً وتفنيداً لِمَا أُلصق بدعوته من تُهم وأكاذيب؛ لم يقلها؛ بل نفاها، وكرَّر مراراً القولَ: "هذا بهتان عظيم" (6).
ورحم الله الإمام الذهبي القائل: "ولم نر ذلك في كتبه" (7)؛ وذلك لما حكى أموراً نقلها بعضهم قد اتُهم بها الإمام ابن جرير الطبري –رحمه الله-.
وإنني أقول: إنَّ ما ورد في هذه (المذكرات) هو محضُ هُراءٍ، وكلامٌ عارٍ عن الدليل، لا ينطلي إلا على أحد رجلين: الأول: جاهل جهلاً مركباً، غبيٌّ لا يُفرِّق ما بين كوعه وكرسوعه.
والثاني: صاحب هوىً مبتدع، عدوُّ لدعوة التوحيد.
فاتقوا الله؛ فإن لحوم العلماء مسمومة، وسنَّة الله في منتقصيهم معلومة، ومن أطلق لسانه في العلماء بالثَّلب؛ ابتلاه الله قبل موته بموت القلب ... نسأل الله السَّلامة والعافية.
مذكرات (همفر) باطلة من أصلها و (همفر) شخصية وهميَّة:
وبعد دراستي لهذه (المذكرات) تبيَّن لي أنَّ هذه المذكرات من نسج خيال (فَرْد) أو (مجموعة)؛ المقصود منها تشويه دعوة (الإمام محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله - بالكذب والافتراء، والأدلة على ما أقول كثيرة؛ إليك بعضاً منها:
أولاً: بِتَتَبُّع التواريخ المذكورة في (المذكرات) يظهر لنا أنَّ (همفر!!) لَمَّا التقى بالشيخ - رحمه الله -؛ كان عمر الشيخ - الافتراضي - وقتئذ (عشر سنين!!)، وهذا أمر لا يتناسب - بل يتناقض - مع ما ذُكر في المذكرات (ص30) من أنَّ (همفر) تعرَّف: "على شاب كان يتردد على هذا الدكان، يعرف اللغات الثلاث؛ التركية والفارسية والعربية، كان في زي طلبة العلوم الدينية، وكان يسمى بـ- (محمد بن عبد الوهاب) وكان شاباً طموحاً للغاية" أهـ.
وإليك تفصيلَ ذلك بالدليل:
- ذكر أنَّ وزارة المستعمرات (البريطانية) أوفدته إلى الآستانة (مركز الخلافة الإسلامية) سنة (1710م -1122هـ).
- ذكر في (ص18) أنه مكث في الآستانة سنتين؛ ثم رجع إلى لندن حسب الأوامر؛ لتقديم تقرير مُفصل عن الأوضاع في عاصمة الخلافة.
- ذكر في (ص22) أنَّه مكث في لندن ستة أشهر.
- ذكر في (ص22) أنه توجه إلى البصرة، وأخذت منه الرحلة ستة أشهر.
- وفي أثناء وجوده في البصرة التقى بالشيخ - رحمه الله -.
- يكون مجموع التواريخ الماضية هو (1713) أي: سنة (1125 هـ) (8)، والشيخ - رحمه الله - ولد سنة (1703 م) (1115هـ)؛ فيكون عمر الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله - وقت لقاء (همفر) به؛ عشر سنين!! وهذا واضح جداً في بطلان هذه المذكرات جملةً وتفصيلاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/131)
ثانياً: ذُكر في (المذكرات) (ص100) أن الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله - أظهر دعوته في سنة (1143) هجرية، وهذا كذب واضح؛ حيث إن تاريخ إعلان الشيخ - رحمه الله - دعوته هو نفسه التاريخ الذي توفي فيه والده، وهو سنة (1153هـ) (9)، فانظر إلى هذا التفاوت الواضح في التاريخ.
ثالثاً: إنَّ موقف (الحكومة البريطانية) من دعوة الشيخ (محمد بن عبد الوهاب)؛ ليس التأييد والدعم؛ وإنما هو العداء والمحاربة - كما سيأتي معنا بدليله -.
رابعاً: لا نَجِدُ ذكراً لهذه (المذكرات) في سالف الزمان؛ رغم حرص أعداء هذه (الدَّعوة المُباركة) على تشويهها، ونشر كل ما يُسيء إليها، وخروجها في هذا الوقت المُتأخر دليل على افترائها وتلفيقها.
خامساً: (همفر) هذا (نكرةٌ) لا يُعرَف؛ فأين هي المعلومات التفصيليَّة عنه؛ من حيث اسمُه، ورتبتُه، وما يتعلق بوظيفته ومهمَّتِه من كتب ووثائق (الحكومة البريطانية)؟!
سادساً: إنَّ الذي يقرأ هذه (المذكرات) يجزم بأنَّ مؤلفها ليس نصرانياً؛ لوجود كثير من العبارات التي فيها الطعن والانتقاص (بالدّين النصراني) و (الإنجليز) أنفسهم، وبعض العبارات التي فيها مدح (الإسلام)؛ من ذلك –على سبيل المثال- انظر: (ص14، 15، 16، 24، 26، 48، 50، 66).
سابعاً: النسختان المطبوعتان ترجمةٌ لهذه (المذكرات)، لم يُذكر فيهما أية معلومات عن هذه (المذكرات)؛ من حيث النسخة الأصلية التي تُرجمَت عنها، وهل هي مطبوعة أم مخطوطة؟! وبأيّ لغةٍ؟!
ثامناً: المُترجِمُ نكرة؛ ففي النسخة (أ) لم يُذكر عنه أيُّ شيء، وفي النسخة (ب) رمز له بـ- (د. م.ع. خ)!!
تاسعاً: كثرة الفروق بين (النسختين) (المترجمتين)، وبعضها فروق جوهرية.
عاشراً: في النسخة (ب) تاريخ ترجمة هو: (25 حزيران 1990)؛ فهل مثل هذه (الوثائق المهمَّة) تبقي حبيسة، ولا ترى النُّور إلا بعد (199) عاماً من وفاة الشيخ - رحمه الله -؟!!
الحادي عشر: اتَّفقت (النسختان) على كتابة تاريخ (2/ 1/ 1973) في نهاية (المذكرات)؛ وهذا التاريخ لا أدري ما هو: هل هو تاريخ كتابة هذه (المذكرات) من (همفر) - كما هو ظاهر -!! وهذا يؤكد كذب هذه المذكرات؛ إذ إنَّ وفاة الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله - قبل هذا التاريخ بأعوام كثيرة!
أم هو تاريخ افتراء واختلاق هذه (المذكرات)؟!!
الثاني عشر: إنَّ ما في كُتب الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) كلَّه يُكذِّب ما ورد في هذه المذكرات؛ كما سيأتي تفصيله - إن شاء الله - في الصفحات القادمة.
الثالث عشر: إن واقع الشيخ - رحمه الله - وواقع دعوته؛ ينفي ذلك كلَّه.
الرابع عشر: شهادة أعداء الشيخ - رحمه الله -؛ من مسلمين وكفار تنفي عنه ما في هذه المذكرات، وهذا أمر مستفيض، ولو تتبعناه لطال بنا البحث.
موقف (الإنجليز) من دعوة الإمام (محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله -:
لمس الإنجليز آثار دعوة الشيخ - رحمه الله - السَّلفية، في أعظم مكان يعتزُّون باستعماره والاستيلاء على خيراته، عندما تلقَّفها الهنود على يد الدَّاعية الإسلامي (أحمد بن عرفان)، الشهير (بأحمد باريلي)، وأتباعه، وفي حركات أُخرى مثل: (الفراتقيين وتيتومان) (نزار علي) (10)، تلك الدَّعوات التي ناوأت (القاديانيَّة) الكافرة؛ التي أرادها (الإنجليز) واجهة إسلامية تُحقّق مآربهم، وينضوي تحتها من لا يعرف من الإسلام إلا اسمه.
ويظهر انزعاج (الإنجليز) وحرصهم على القضاء على دعوة الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله -؛ - التي تُمثّل يقظة جديدة في الدين الإسلامي، ودعوة إلى فهمه من مصادره الصَّافية؛ كتاب الله وسنَّة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم -، أنَّهم بذلوا جهوداً وأموالاً في هذا السَّبيل.
وقد أبانت رحلة (سادلير) الضابط البريطاني، وقائد الفوج (47)، ومبعوث (الحكومة البريطانية) في (الهند)؛ الذي قام برحلة شاقَّة من (الهند) إلى أن وصل (الرياض)، ووقف على أطلال (الدرعيَّة)؛ التي هدمها (إبراهيم باشا)، بناءً على تخطيط اشترك في الإعداد له (الإنجليز)؛ ليطمئن على تفتيت (الحكومة الإسلاميَّة) التي تحرَّكت في (الجزيرة) لإيقاظ المسلمين، وليقضي على قاعدة (الدعوة السَّلفيَّة) بنفسه؛ لِما أحدثته من خوف وقلق في داخل (الحكومة الإنجليزية) خوفاً على مصالحها، وقد كان في (رحلته) هذه ضمن قافلة كبيرة أغلبها من الأتراك،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/132)
أبانت هذه (الرحلة) جانباً مهمَّاً في التعاطف والحرص على القضاء على هذه (الدَّعوة)؛ التي تُمثّل يقظة إسلامية توحِّد المسلمين، كما أبانت عن حقد (الإنجليز) على (الإسلام)، ذلك الحقد المُخطّط له من (التَّبشير الكنسي) المُوجَّه بأفكار (المستشرقين) ودسائسهم.
فقد مرَّ (سادلير) (بالدِّرعية) متخفّياً في (13) أغسطس من عام (1819م) (11)، وبعد أن ارتاحت نفسه، شدَّ الرِّحال لاحقاً (بإبراهيم باشا)، حتى أدركه في (آبار علي)، على مقربة من (المدينة المنورة)؛ ليُقدِّم له التَّهاني بهذا النَّصر (12)، مقرونة بهدايا (حكومة الهند الشرقية = الحكومة البريطانية).
الرد التَّفصيلي على ما ورد في هذه المذكرات:
الملاحظة الأولى: ذكر في (ص 30) أنَّ الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) كانت له صداقة لرجل شيعي اسمه (عبد الرضا).
أقول: صداقة الشيخ - رحمه الله - للشِّيعة من أوضح الباطل، وهو كذب مفضوح، وللشيخ - رحمه الله - رسالة مطبوعة مُتداولة بعُنوان: "رسالة في الرَّدِّ على الرَّافضة" (13)؛ وهي قوية في بابها في الرَّدِّ على الشيعة، وعقائدهم الشنيعة ..
الملاحظة الثانية: ذكر في (ص 30)؛ أنه في البصرة يلتقي السُّنّي والشِّيعي وكأنهما إخوة.
أقول: هذا أمر يدل على جهل كاتب هذه (الافتراءات)، فهذا أمرٌ لم يكن في يوم من الأيام –البتة-، ولن يكون أبداً، فالشيعة يكفّرون أهل السنة، وأهل السنة أثبتوا –من كتب الشيعة- أنفسهم تحريفهم للقرآن، وتكفيرهم للصحابة إلا نفراً يسيراً، والغلو في أئمتهم، وأنهم أوصلوهم إلى مرتبة الألوهية ... وغير ذلك مما ليس هذا مجال بسطه موثقاً (14)!!!
الملاحظة الثالثة: ذكر في (ص30)؛ أن الشيخ (محمد بن عبدالوهاب) كان يعرف اللغات الثلاث: التركية، والفارسية، والعربية.
أقول: هذا أمر ليس بثابت؛ بل هو باطلٌ جداً، ويُستبعد أن يتعلم الشيخ –رحمه الله- لغة أعجمية ليس مضطراً لها، وقد استغنى بالعربية؛ وهي لغة (السلف الصالح) من المسلمين، والتي نزل بها القرآن، ودُوّنت بها السنة؛ وليس في مؤلفات الشيخ –رحمه الله- وآثاره ما يدل على شيء من هذا –البتة-، بل إنها على (المنهج السلفي)، بعيدة كل البعد عن مخالفة طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه (15).
الملاحظة الرابعة: ذكر في (ص 31)؛ أن (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) لم يكن يرى أي وزن لأتباع المذاهب الأربعة المتداولة بين أهل السنة ويقول: إنها ما أنزل الله بها من سلطان!
أقول: موقف الشيخ - رحمه الله - من المذاهب الأربعة واضح في كتبه؛ ومما قاله في بيان مذهبه: "نحن مقلدون للكتاب والسنة وصالح سلف الأمة، وما عليه الاعتماد من أقوال الأئمة الأربعة؛ أبي حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس، وأحمد بن حنبل - رحمهم الله -" أهـ (16).
وقال - رحمه الله -: "أما مذهبنا؛ فمذهب الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة، ولا ننكر على أهل المذاهب الأربعة، إذا لم يخالف نص الكتاب والسنة وإجماع الأمة وقول جمهورها" أهـ (17).
وقال - رحمه الله -: "وأما المتأخرون - رحمهم الله - فكتبهم عندنا؛ نعمل بما وافق النص منها، وما لم يوافق النص لا نعمل به"أهـ (18).
وأنقل لك شهادة الشيخ (محمد رشيد رضا) حيث قال: " ... وأنهم (19) في الأصول على مذهب جمهور السلف الصالح، وفي الفروع على مذهب الإمام (أحمد)، وأنهم يحترمون مذاهب (الأئمة الأربعة)، ولا يفرقون بين أحد من مقلديهم، وإنما قال (ابن عابدين) - ومن تبعه - ما قاله؛ تصديقاً لأكاذيب الشيخ (أحمد دحلان) ومفترياته، مع عدم وجود شيء من كتب (الشيخ) وكتب (أولاده وأحفاده) في الأيدي، ونحن كنا نصدق هذه الإشاعات التي أشاعتها السياسة (التركية) عنهم تصديقاً (لابن عابدين) وأمثاله؛ وقد طبعت كتبهم وكتب أنصارهم في عصرنا، فلا عذر لأحدٍ في تصديق (الحشوية) (والمبتدعة) (وأهل الأهواء) فيهم، وقد ذُكرت هذه الإشاعات مرةً بمجلس الأستاذ الكبير الشيخ (أبي الفضل الجيزاوي) (شيخ الأزهر) في إدارة المعاهد الدينية، فاستحضرت لهم نسخاً من كتاب "الهدية السنية" فراجعها (الشيخ الكبير)، وعنده طائفة من أشهر (علماء الأزهر)، فاعترفوا بأن ما فيها هو عين مذهب جمهور أهل السنة والجماعة" أهـ (20).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/133)
الملاحظة الخامسة: ذكر في (ص 30)؛ أن الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) و (عبد الرضا) الشيعي كانا ناقِمَيْنِ على الخليفة.
أقول: والجواب على هذا من وجوه، هي:
1 - الشيخ - رحمه الله - يرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين؛ ومن ذلك قوله: "وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برِّهم وفاجرهم، ما لم يأمروا بمعصية الله، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به، وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة؛ وجبت طاعته، وحرم الخروج عليه" أهـ (21)،وقال أيضاً: "الأصل الثالث: أن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا، ولو كان عبداً حبشياً، فبين الله له هذا بياناً شائعاً كافياً بوجوه من أنواع البيان شرعاً وقدراً، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند كثير ممن يدعي العلم، فكيف العمل به؟! " أهـ (22).
2 - الشيخ - رحمه الله - كان لا يجد أدنى شكٍ في أن محل دعوته ليست خاضعة لدولة الخلافة؛ من ذلك قوله: "أن هذا الذي أنكروا علي وأبغضوني وعادوني من أجله، إذا سألوا عنه كل عالم في الشام أو اليمن أو غيرهم، يقول: هذا هو الحق، وهو دين الله ورسوله، ولكن ما أقدر أن أظهره في مكاني لأجل أن الدولة ما يرضون، وابن عبد الوهاب أظهره؛ لأن الحاكم في بلده ما أنكره؛ بل لما عرف الحق اتبعه" اهـ (23).
3 - هذه كتب الشيخ - رحمه الله - بين أيدينا، وليس فيه ما يدل على أي موقف عدائي ضد (دولة الخلافة)، ولا أي فتوى له - رحمه الله - تكفر (الدولة العثمانية)، وكانت سياسة الشيخ - رحمه الله - وموقفه تجاه (الدولة العثمانية)؛ أنه لم يُؤثر عنه - طوال حياته - تحريضٌ، أو استعداء، أو دعوة لحربها، أو الاستيلاء عليها؛ لشعوره أن ذلك الفعل يُفسر على أنه خروج على (دولة الخلافة)، ولم تُحرك (دولة الخلافة) ساكناً، ولم تبدُر منها أية مبادرة امتعاض، أو خلاف يُذكر؛ رغم توالي أربعة من (سلاطين آل عثمان) الخلافة، أثناء حياة الشيخ - رحمه الله -.
4 - دولة (الخلافة العثمانية) لم يكن لها سيطرة على (نجد)؛ فلم تشهد (نجد) - على العموم - نفوذاً (للدولة العثمانية)، وما امتد إليها سلطانها؛ فلم يكن في (نجد) رئاسة ولا إمارة (للأتراك)، ولا أتى إليها (ولاة عثمانيون)، ولا جابت خلال ديارها حامية (تركية)؛ في الزمان الذي سبق ظهور دعوة الشيخ (محمد بن عبد الوهاب)؛ بل كانت (نجد) (إمارات صغيرة) (وقرى متناثرة)، وعلى كل بلدة أو قرية - مهما صغرت - أمير مستقل، وهي إمارات بينها قتال وحروب ومشاجرات.
ومما يدل على هذه (الحقيقة التاريخية) استقراء تقسيمات (الدولة العثمانية) الإدارية، فمن خلال (رسالة تركية) عنوانها: "قوانين آل عثمان در مضامين دفتر ديوان" - يعني: (قوانين آل عثمان فيما يتضمنه دفتر الديوان) - ألفها (يمين علي أفندي)؛ الذي كان أميناً للدفتر الخاقاني، سنة (1018هـ) الموافقة لسنة (1690م)، ونشرها (ساطع الحصري) ملحقاً من ملاحق كتابه "البلاد العربية والدولة العثمانية" (ص 230 - 240)؛ من خلال هذه الرسالة تبيّن أنه منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري، كانت (دولة آل عثمان) تنقسم إلى (32) إيالة، منها (14) إيالة عربيّة، وبلاد (نجد) ليست منها، ما عدا (الأحساء)، إن اعتبرناها من (نجد).
ثم إن نفوذ (العثمانيين) ما لبث أن ضعف في (جزيرة العرب)؛ نتيجة لمشاكلهم الداخلية والخارجية، فاضطروا في نهاية الأمر إلى ترك (اليمن)؛ بسبب ثورة أئمة صنعاء ضدهم، واضطروا إلى مغادرة (الأحساء) أيضاً أمام ثورة زعيم بني خالد (براك بن غرير) وأتباعه سنة (1080هـ) (24).
5 - منطقة (نجد) لم تُعرَف بوجود شيء من (الخيرات) (والثروات)، التي تجعل تلك المنطقة محل طمع (الخلافة العثمانية)، وغيرها.
الملاحظة السادسة: ذكر (ص34) أن الشيخ - رحمه الله - كان له رأيه المستقل الذي لا يهتم حتى بالخلفاء الأربعة أمام ما يفهمه هو من القرآن والسنة.
وذكر في (ص37) أن (همفر) كان يبين للشيخ (محمد بن عبد الوهاب)، أنه أكثر موهبة من (علي وعمر)!
أقول: أما اعتقاد الشيخ - رحمه الله - في الصحابة - رضوان الله عليهم -؛ فهو التالي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/134)
قال - رحمه الله -: "وأتولّى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذكر محاسنهم، وأترضى عنهم، وأستغفر لهم، وأكفُّ عن مساويهم، وأسكت عما شجر بينهم، وأعتقد فضلهم" (25)، وقال –رحمه الله-: "وقد جاءت الآيات والأحاديث النّاصة على أفضلية الصحابة، واستقامتهم على الدين" اهـ (26).
وقال –رحمه الله-: "وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على كمال الصحابة - رضي الله عنهم -، خصوصاً الخلفاء الراشدين، فإن ما ذكر في مدح كل واحد مشهور بل متواتر؛ لأنَّ نَقَلَةَ ذلك أقوام يستحيل تواطؤهم على الكذب، ويُفيد مجموع أخبارهم العلم اليقيني بكامل الصحابة وفضل الخلفاء"اهـ (27).
وقال - رحمه الله -: "ومن اعتقد منهم - أي: الرافضة - ما يوجب إهانتهم - أي: الصحابة -؛ فقد كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به من وجوب إكرامهم وتعظيمهم، ومن كذَّبه فيما ثبت عنه قطعاً؛ فقد كفر"اهـ (28)، وقال - رحمه الله -: "فمن سبَّهم؛ فقد خالف أمر الله به من إكرامهم، ومن اعتقد السوء فيهم كلهم، أو جمهورهم؛ فقد كذب الله - تعالى - فيما أخبر من كمالهم وفضائلهم، ومكذبه كافر" اهـ (29).
الملاحظة السابعة: ذكر في (37 - 38) أن (همفر) قال للشيخ (محمد بن عبد الوهاب) بأن الجهاد ليس فرضاً ... وبعد نقاش هز الشيخُ رأسه علامة للرضا!!
أقول: مذهب الشيخ - رحمه الله - في الجهاد بينه - جلياً - بقوله: "وأرى الجهاد ماضياً مع كل إمام؛ براً كان أو فاجراً، وصلاة الجماعة خلفهم جائزة، والجهاد ماض منذ بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم، إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال، لا يبطله جور جائر، ولا عدل عادل" اهـ (30).
فهذا يُكذِّب ذاك، ويُبطله ...
الملاحظة الثامنة: ذكر في (38) أن (همفر) أقنع (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) بأن (متعة النساء جائزة)، وأنه تمتع بامرأة مسيحية من اللاتي كن مجندات من قِبل وزارة المستعمرات لإفساد الشباب المسلم!
أقول: سلسلة الكذب لا تنتهي؛ فسبحان الله! فهل مثل هذا الكلام يُصدق عن (إمام من أئمة أهل السنة)؛ ألف كتاباً في (الرد على الرافضة)، وجعل الرد عليهم في مطالب، منها: (مطلب المتعة)، قال - رحمة الله - في نهاية المطلب - ما نصُّه -: "والحاصل: أن المتعة كانت حلالاً ثم نُسخت وحُرمت تحريماً مؤبداً، فمن فعلها؛ فقد فتح على نفسه باب الزنا"أهـ (31).
الملاحظة التاسعة: ذكر في (38 و 42) أن (همفر) بعد نقاش أقنع (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) بأن (شرب الخمر) ليس بحرام، وأن (الصلاة) ليست فرضاً؛ فشرب الخمر، وتهاون في الصلاة!!!
أقول: قال الشيخ - رحمه الله - في رسالته إلى عالم بغداد (الشيخ عبد الرحمن السويدي) - رحمه الله - بعد أن بيّن له عقيدته، وما يدعو الناس إليه من إخلاص العبادة الله - تعالى -، وإنكار ما فشا في الناس من أمر الشرك؛ من دعاء الأموات، والالتجاء إليهم من دون الله - تعالى -، قال - رحمه الله -: "فإني ألزمت من تحت يدي بإقام الصلاة، وإيتاء الزّكاة، وغير ذلك من فرائض الله، ونهيتهم عن الرِّبا، وشرب الخمر والمسكرات، وأنواع المنكرات، فلم يمكن الرؤساء القدحَ في هذا وعيبه؛ لكونه مستحسناً عند العوام، فجعلوا قدحهم وعداوتهم فيما آمرُ به من التوحيد، وأنهى عنه من الشرك، ولبَّسوا على العوام: أن هذا خلاف ما عليه أكثر الناس، وكبرت الفتنة جداً، وأجلبوا علينا بخيل الشيطان وَرَجِلِه؛ منها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً أن يفتريه، ... - وبعد أن عدَّد أموراً كثيرة مما نسب إليه - قال: والحاصل أن ما ذُكر عنّا من الأسباب غير دعوة الناس إلى التوحيد والنَّهي عن الشرك، فكله من البهتان، وهذا لو خفي على غيركم فلا يخفى عليكم" اهـ (32).
واقرأ هذه الشهادة من الضابط البريطاني (سادلير)، واصفاً ما سمّاهم (الوهابيين): "مع سقوط (الدرعية)، وخروج (عبد الله) عنها، ويبدو أن جذور (الوهابيين) قد انطفأت، فقد عرفت من كلّ (البدو) الذي قابلتهم في (نجد) أنهم سنيُّون، وأنهم يداومون على (الصلاة) المفروضة حتى في السفر الطويل، وتحت أقسى الظروف" (33). وهذا الكلام في أتباع (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) بعد وفاته فتأمل!!
الملاحظة العاشرة: ذكر في (ص 54) بأنَّ (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) ذهب إلى (أصفهان وشيراز).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/135)
أقول: الشيخ - رحمه الله - لم يذهب إلى (أصفهان وشيراز)؛ فإن الذين ترجموا للشيخ حرصوا على تدوين كلِّ ما يتَّصل برحلاته، وبذكر البلاد التي زارها، ولم يذكر أحدٌ منهم ذهاب الشيخ - رحمه الله - إلى (فارس وإيران وقم وأصفهان وشيراز)! ومن ذكر هذا إنما نقله عن بعض المستشرقين الذين ذكروا ذلك في مؤلفاتهم المعروفة بالأخطاء، ومجانبة الحقيقة؛ أمثال: مرجليوث في "دائرة المعارف الإسلامية"، وبرايجس، وهيوجز، وزيمر، وبلقريف (34).
الملاحظة الحادية عشر: ذكر في (ص 54) أن (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) يؤمن (بالتقية).
أقول: قال الشيخ - رحمه الله - في معرض ردِّه على (الرَّافضة) في مسألة (التقيّة): "والمفهوم من كلامهم أن معنى (التقية) عندهم: كتمان الحق، أو ترك اللازم، أو ارتكاب المنهي؛ خوفاً من الناس، والله أعلم.
فانظر إلى جهل هؤلاء الكذبة، وبنوا على هذه (التقية) المشؤمة كتم علي نص خلافته ومبايعة الخلفاء الثلاثة ...
وهذا يقتضي عدم الوثوق بأقوال أئمة أهل البيت وأفعالهم؛ لاحتمال أنهم قالوها أو فعلوها (تقية)! ...
ما أشنع قول قوم يلزم منه نقص أئمتهم المبرئين عن ذلك" اهـ (35).
الملاحظة الثانية عشرة: ذكر في (98)؛ أن من الخطط التي وضعت (للشيخ محمد بن عبد الوهاب) تكفير كل المسلمين، وإباحة قتلهم، وسلب أموالهم!!
أقول: هذا من الافتراءات الكثيرة التي روجها أعداء (الدعوة)، وأنا ناقل من كلام (الإمام محمد بن عبد الوهاب) ما يدحض هذه الفرية، ويبين أن منهجه في (التكفير) هو (منهج أهل السنة والجماعة).
قال - رحمه الله -: "أركان الإسلام الخمسة: أولها الشهادتان، ثم الأركان الأربعة؛ إذا أقر بها وتركها تهاوناً، فنحن وإن قاتلناه على فعلها، فلا نكفّره بتركها، والعلماء اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود، ولا نكفِّر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم؛ وهو الشهادتان" اهـ (36)، وقال - رحمه الله -: "ولا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم، وعدم من ينبِّههم"اهـ (37)، وقال - رحمه الله -: "وأما الكذب والبهتان؛ فمثل قولهم: إنا نكفِّر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وأنَّا نكفِّر من لم يكفِّر ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان؛ الذي يصدُّون به الناس عن دين الله ورسوله ... " اهـ (38)، وقال - رحمه الله -: "ولا نشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار؛ إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكني أرجو للمسلم، وأخاف على المسيء" اهـ (39)، وقال - رحمه الله -: "ولا أكفر أحداً بذنب، ولا أُخرجه من دائرة الإسلام" اهـ (40)، وقال - رحمه الله -: "وأما ما ذكره الأعداء عني أنِّي أكفِّر بالظنِّ، والموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم؛ يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله" اهـ (41)، وقال - رحمه الله -: "والله يعلم أن الرجل - ابن سحيم - افترى علي أموراً لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي؛ فمنها: أني أكفر البوصيري، وأني أكفر من حلف بغير الله ... جوابي عن هذه المسائل أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم" اهـ (42)، وقال - رحمه الله -: "وأجلبوا علينا بخيل الشيطان وَرَجِله؛ منها: إشاعة البهتان بما يستحي أن يحكيه، فضلاً على أن يفتريه، ومنها ما ذكرتم: أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، ويا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل؟ هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون؟!! ... " اهـ (43)، وقال - رحمه الله -: "وكذلك تمويهه على الطغام بأنَّ ابن عبد الوهاب يقول: الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نشهد على ما يعمله من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله، فهو مسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعد ما تبين له الحجة على بطلان الشرك" اهـ (44) وقال - رحمه الله -: "وأما القول: أنَّا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء، الذي يصدّون به عن هذا الدِّين، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم" اهـ (45).
والآن أذكر لك أيها (القارئ الكريم) شهادة (حق) من بعض العلماء على هذا الكلام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/136)
قال الشيخ العلامة الكبير المحدِّث الفقيه النحرير (محمد بشير السهسواني الهندي) نافياً عن الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) تهمة (تكفير المسلمين واستباحة قتلهم وسلب أموالهم وهتك أعراضهم): "إن الشيخ وأتباعه لم يُكفروا أحداً من المسلمين، ولم يعتقدوا أنهم هم المسلمون، وأنَّ من خالفهم هم المشركون، ولم يستبيحوا قتل أهل السُّنَّة وسبي نسائهم ... ولقد لقيت غير واحد من أهل العلم من أتباع الشيخ، وطالعت كثيراً من كتبهم، فما وجدت لهذه الأمور أصلاً وأثراً، بل كل هذا بهتان وافتراء" اهـ (46)، وعلَّق (الشيخ محمد رشيد رضا) على الكلام السابق بقوله: "بل في هذه الكتب خلاف ما ذُكر وضدُّه؛ ففيها أنهم لا يُكفِّرون إلا من أتى بما هو كفر بإجماع المسلمين" اهـ (47).
الملاحظة الثالثة عشرة: ذكر في (98) أن من الخطط التي وضِعت (للشيخ محمد بن عبد الوهاب)؛ هدم القباب والأضرحة.
أقول: أخرج (مسلم) في "صحيحة" عن أبي الهياج الأسدي، قال: قال لي علي - رضي الله عنه -: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته".
وأخرج عن جابر - رضي الله عنه - قال: "نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُجصّص القبر، وأن يبني عليه، وأن يكتب عليه".
وأخرج عن ثمامة بن شّفيّ قال: كنّا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس، فتوفي صاحب لنا، فأمر فضالة بن عبيد بقبره يُسوى، ثم قال: "سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يأمر بتسويتها".
قال الترمذي - رحمه الله -: "باب ما جاء في تسوية القبور".
وقال ابن ماجه - رحمه الله -: "باب ما جاء في النهي عن البناء على القبور وتجصيصها والكتابة عليها".
قال النووي - رحمه الله – في شرح صحيح مسلم: قال الشافعي –رحمه الله-: "رأيت الأئمة في مكة يأمرون بهدم ما بُني".
و "الذي يرجع لمبدأ (البناء على القبور) في (العالم الإسلامي)، يراه مرتبطاً بقيام (دولة القرامطة) في (الجزيرة العربية)، (والفاطميين) في (المغرب) ثم في (مصر) " (48).
الملاحظة الرابعة عشرة: ذكر في (99) أن من الخطط التي وضعت (للشيخ محمد بن عبد الوهاب)؛ نشر قرآن فيه تعديل كما جعل في الأحاديث من زيادة ونقيصة!!
أقول: إليك عقيدة الشيخ - رحمه الله - في (القرآن الكريم)، وحكم الزيادة فيه، والنقص منه: قال - رحمه الله -: "واعتقاد ما يُخالف كتاب الله كفر" اهـ (49)، وقال - رحمه الله -: "فمن اعتقد ما يُخالف كتاب الله فقد كفر"اهـ (50)، وقال –رحمه الله-: "ومن اعتقد عدم صحة حفظ القرآن الكريم من الإسقاط، واعتقد ما ليس منه أنه منه؛ فقد كفر" اهـ (51)، وقال - رحمه الله -: "ومُكذِّب القرآن كافر ليس له إلا السيف وضرب العنق" اهـ (52)، وقال - رحمه الله -: "ومن هزل بشيء فيه ذكر الله، أو القرآن، أو الرسول؛ فهو كافر" اهـ (53).
الملاحظة الخامسة عشرة: ذكر في (ص101) أن (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) استبعد أن يقدر على (هدم الكعبة) عند الاستيلاء عليها.
أقول: أكتفي بالجواب على هذا الهراء؛ بنقل شهادة (رجل) (ليس من أهل نجد)، بل وليس من مؤرخي (المشارقة)، وإنما هو من مؤرخي (المغاربة)؛ يحكي لنا واقعة بعد وفاة (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) (بعشرين سنة) تقريباً، وهذا الرجل هو (أحمد الناصري) صاحب كتاب: "الاستقصاء في تاريخ المغرب الأقصى" (54)، وقد غطى حيزاً كبيراً من أخبار (دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)؛ بأكثر من (عشر صفحات).
يقول (أحمد الناصري) عن السلطان (سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي) (55): "أنه أراد أن يتحقق من (ابن سعود) وما يدعو إليه، فأرسل ابنه (المولى إبراهيم في جماعة من علماء المغرب وأعيانه، ومعه (جواب) من والده، فوصلوا إلى (الحجاز)، وقضوا (المناسك)، وزاروا (الروضة الشريفة)، كل هذا على (الأمن والأمان)، (والبر والإحسان) ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/137)
ثم أردف (أحمد الناصري) قائلاً: "حدثنا جماعة وافرة ممن حجَّ مع (المولى إبراهيم) في تلك السنة، أنهم، ما رأوا من ذلك (السلطان) - يعني الإمام سعود -؛ ما يُخالف ما عرفوه من (ظاهر الشريعة)، وإنما شاهدوا منه، ومن أتباعه غاية الاستقامة، (والقيام بشعائر الإسلام)؛ من (صلاة وطهارة)، (وصيام)، و (نهي عن المنكر الحرام)، (وتنقية الحرمين الشريفين من القاذورات والآثام)؛ التي كانت بهما من غير نكير، وأنه لما اجتمع (بالشريف المولى إبراهيم)، أظهر له التعظيم الواجب (لآل البيت الكريم)، وجلس معه كجلوس أحد أصحابه وحاشيته، وكان الذي تولَّى الكلام معه (الفقيه القاضي)؛ (أبو إسحاق إبراهيم الزرعي) " اهـ (56).
الملاحظة السادسة عشرة: ذكر في (ص101 - 102) أنه بعد سنوات من العمل تمكنت الوزارة من جلب (محمد بن سعود) إلى جانبها، فأرسلوا إلى (محمد بن عبد الوهاب) رسولاً يبين له ذلك، ويظهر وجوب التعاون بين (المحمدين)؛ فمن (محمد بن عبد الوهاب) الدين، ومن (محمد بن سعود) السلطة ... !!
أقول: المذكور الثابت في (كتب التاريخ) أن الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) - رحمه الله - ذهب إلى (الدرعية) بلد (محمد بن سعود)، فعلِم به خصائص من أهل (الدرعية)، فزاروه خفية، ورأوه لا يزال على سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم (ثابتاً)، فأرادوا أن يُخبروا (محمد بن سعود)، ويشيروا عليه بنصرته، فهابوا فأشارت (المرأة) على (زوجها)، وكذلك أخواه (ثنيان ومشاري)، بمساعدة الشيخ ونصرته، وألقى الله - سبحانه - في قلبه للشيخ محبة، فقام (محمد بن سعود) من فوره، وسار إليه، ومعه (أخواه)، فسلم عليه، ورحَّب به، وأبدى غاية الإكرام والتبجيل، وأخبره أنه يمنعه بما يمنع به نساءه وأولاده، وقال: أبشر ببلاد خير من بلادك، وأبشر بالعزِّ والمنعة.
فقال (الشيخ): وأنا أبشِّرك بالعزِّ والتمكين، وهذه كلمة "لا إله إلا الله"؛ من تمسَّك بها وعمل بها ونصرها، ملك بها البلاد والعباد، وهي كلمة التوحيد، وأول ما دعت إليه الرُّسل؛ من أولهم إلى آخرهم، وأنت ترى (نجداً) (وأقطارها) أطبقت على (الشّرك)، (والجهل والفرقة)، (وقتال بعضهم لبعض)؛ فأرجو أن تكون (إماماً) يجتمع عليه المسلمون، وذريتك من بعدك.
ثمَّ لَّما تحقَّق (محمد بن سعود) من معرفة التوحيد وفضله، ورأى بُعدَ الناس في الواقع عنه، قال للشيخ: يا شيخ! إن هذا دين الله ورسوله الذي لا شك فيه، وأبشر بالنُّصرة لك ولِما أمرت به، والجهاد لمن خالف التوحيد " (57)
الخاتمة: قد وجد القدح في (هذه الدعوة) صدى في نفوس (راغبي الزعامة) (والتسلط)، باسم (المعرفة والعلم)، ولدى (أصحاب الأهواء) و (المصالح الظاهرة) أيضاً.
هذا من (جانب)، ومن (جانب) آخر انطلت (النسبة) إلى (الوهاب): (الوهابية) نبزاً بدعوة الشيخ!!، وهي نسبة غير صحيحة –من حيث مراد الطاعنين-، لأنهم لو نسبوها (للشيخ محمد) لصارت (محمدية)، ولا يتحقق لهم ما أرادوا؛ لأن (الدين الإسلامي) كلمة يسمى (الرسالة المحمدية)، نسبة إلى محمد صلى الله عليه وسلم، الذي بلّغها عن ربه (58).
وما أرادوه بالطعن منلقبٌ عليهم؛ فـ (الوهابية) نسبة إلى الله –تعالى- الذي من أسمائه –سبحانه-: "الوهاب"؛ فالحمدلله.
ولا أستبعد أن يكون جميع من كتب متهجماً على (الشيخ محمد) (ودعوته)، ومن يقوم بنشر ذلك بين الناس لم يقرأ واحداً من كتبه؛ سواء في (التوحيد والعقيدة)، أو (الفقه والأحكام)، أو (التفسير)، أو (السيرة النبوية)، بل إنه لم يناقش رأياً مما قال، وإنما حرَّكتهم (المصالح الدنيوية)، (وأعماهم الهوى) ... (59)
وقد أثبتت الأيام صدق وإخلاص (الشيخ محمد) –رحمه الله-؛ حيث بقي صدى الدعوة، بل ازداد، وحرص الناس في كل مكان على تتبع كتبه –رحمه الله-، ودراستها، كما عاد كثير من المناوئين إلى رُشده، بعدما استبان لهم سلامتها، وصدق هدف الداعية؛ (لأن الحق أحق أن يتَّبع) (60).
هذا إلى (جانب) اهتمام المسلمين بها في كل مكان، وتحقق طلبة العلم من صدق الهدف، وبُعدها عن مسارب البدع والخرافات التي أنكرها علماء الإسلام في كل مكان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/138)
ولقد زاد الأمر وضوحاً أن الناس في كل مكان ما كانوا ليقنعوا إلا بما هو واضح، يدعمه الدليل، فوضح أمامهم أن (محمد بن عبدالوهاب) كغيرة من الدعاة المصلحين جاء ليجدد الدعوة، وينقي العقيدة من الفساد، الذي أُدخل عليها نتيجة الجهل؛ أداء للأمانة، ونصحاً للأمة، ليعيد الناس بأعمالهم واعتقاداتهم إلى (منهج السلف الصالح)، منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى نهاية القرن الثالث الهجري؛ حيث بدأت البدع تدخل الصف الإسلامي، نتيجة غلبة الأمم، والتأثر بثقافات الأمم الأخرى في معتقداتها، ولضعف العلماء في أداء الأمانة (61). وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الهوامش:
(1) وقفت على نسختين لهذه (المذكرات)؛
الأولى باسم: "اعترافات الجاسوس الإنجليزي" الطبعة الرابعة، قد طبعت طبعة جديدة بالأوفست وقف الإخلاص، تطلب من مكتبة الحقيقة بشارع الشفقة بفاتح 57 استانبول – تركيا .. هجري قمري (1413)، هجري شمسي (1370)، ميلادي (1992)؛ تقع في (103) صفحة من القطع الوسط، وبآخرها ملحق بعنوان: (عداوة الإنكليز للإسلام) (ص104 - 148)، وملحق آخر بعنوان (خلاصة الكلام) (149 - 186).
الثانية باسم: "سيطرة الإنكليز ودعمهم لمحمد بن عبدالوهاب"، أو "مذكرات مستر همفر الجاسوس البريطاني في البلاد الإسلامية".
نقله إلى العربية الدكتور (م. ع.خ)، تقع في (85) صفحة من القطع الوسط! ولا يوجد عليها أي معلومات عن دار الطباعة أو سنة الطبع!!
(2) "تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية": (ص 39) د. محمد بن سعد الشويعر.
(3) قال الإمام محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله-: "لست –ولله الحمد- أدعو إلى مذهب صوفي، أو فقيه، أو متكلم، أو إمام من الأئمة الذين أُعظّمُهم؛ مثل: ابن القيم، والذهبي، وابن كثير، وغيرهم؛ بل أدعو إلى الله –وحده لا شريك له-، وأدعو إلى سُنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم، وأرجو أني لا أردُّ الحق إذا أتاني؛ بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه: إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنّها على الرأس والعين، ولأضربنَّ الجدار بلك ما خالفها من أقوال أئمتي؛ حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لا يقول إلا الحق ... " اهـ (القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب –الرسائل الشخصية): (ص252).
(4) كما في (ص 14، 19) من "مذكراته".
(5) كما في (ص 15، 18، 27، 28، 44) من "مذكراته"!.
(6) قال شيخ الإسلام (ابن تيمية) –رحمه الله-: "لم يزل الله –سبحانه وتعالى- يقيم لتجديد الدين من الأسباب ما يكون مقتضياً لظهوره؛ كما وعد به في الكتاب؛ فيظهر به محاسن الإيمان ومحامده، ويعرف به مساوئ الكفر ومفاسده، ومن أعظم أسباب ظهور الإيمان والدين، وبيان حقيقة أنباء المرسلين، ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك المبين ... ؛ وذلك أن الحق –إذا جُحد وعُورض بالشبهات –أقام الله- تعالى- له مما يحق به الحق ويبطل به الباطل من الآيات البينات، بما يظهره من أدلة الحق وبراهينه الواضحة، وفساد ما عارضه من الحجج الداحضة ... قال –تعالى-: (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب) [آل عمران: 179] اهـ. "الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح": (1/ 84 - 87).
(7) "سير أعلام النبلاء" (14/ 277).
(8) وهذا ما وقع به التصريح في (مجلة منار الهدى)؛ (الحبشيَّة الهرريَّة) (العدد 28)، رمضان 1415هـ - شباط 1995، في (ص62): "وفي عام (1125هـ - 1713) وقع في شراك الجاسوس الإنجليزي (همفر) وأصبح آلة لمساعي الإنكليز لمحو الإسلام، ونشر عبد الوهاب ما أملى عليه الجاسوس من الأكاذيب باسم (الوهابية) ". أهـ.
فسبحان من أعمى أبصارهم وبصائرهم ... !!!
(9) أنظر: "عنوان المجد في تاريخ نجد" لعثمان بن بشر: (1/ 29).
(10) انظر كتاب: "انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب خارج الجزيرة العربية" - لمحمد كمال جمعة - (ص 63 - 87).
(11) انظر: "رحلة عبر الجزيرة العربية" لسادلير: (ص85 - 87 وص96 - 99 و ص105 - 110 و ص149 و ص156 - 159). ترجمة: أنس الرفاعي، والناشر: سعود بن غانم العجمي.
(12) أنظر: "محمد بن عبد الوهاب؛ مصلح مظلوم ومفترى عليه" لمسعود النَّدري: (ص 150 - 154).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/139)
(13) وهي مطبوعة بتحقيق ناصر بن سعد الرشيد مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي مكة المكرمة. ط: الثانية. طبعت بإشراف دار المأمون للتراث 1400هـ.
(14) ومن رام الاستزادة والوقوف على حقيقة هذا الكلام وأضعافه؛ فلينظر كتاب "أصول مذهب الشيعة الإثني عشرية عرض ونقد" للدكتور ناصر القفاري.
(15) انظر: "عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي" للدكتور صالح بن عبدالله العبود: (1/ 178 - 179).
(16) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية - ص 96".
(17) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية - ص 107".
(18) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية - ص 101".
(19) أي: أتباع الشيخ (محمد بن عبد الوهاب).
(20) "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان": (ص 510 - 511) في الحاشية.
(21) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية - ص 11".
(22) مؤلفات الشيخ "القسم الأول - العقيدة - ص 394".
(23) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية - ص 32".
(24) انظر: "عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي": (1/ 40 - 41)، و "انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب خارج الجزيرة العربية" لمحمد كمال جمعة: (13)، و "تاريخ البلاد العربية السعودية" للدكتور العجلاني: (47).
(25) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية - ص 10".
(26) "رسالة في الرد على الرافضة": (14).
(27) "رسالة في الرد على الرافضة": (18).
(28) "رسالة في الرد على الرافضة": (27).
(29) "رسالة في الرد على الرافضة": (17).
(30) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية -" (ص 11).
(31) "رسالة في الرد على الرافضة" (ص 34 - 35).
(32) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية - ص 36) "، وانظر كتاب: "البيان والإشهار لكشف زيغ الملحد الحاج مختار" لفوزان السابق: (ص 81 - 82)، وانظر كتاب: "دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عرض ونقد" لعبد العزيز العبد اللطيف: (ص 170 - 171)، و"الدرر السَّنية في الأجوبة النجدية": (1/ 65).
(33) "رحلة عبر الجزيرة العربية" لسادلير: (ص 139).
(34) انظر: "عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي" للدكتور صالح بن عبد الله العبود (1/ 175 - 176).
(35) "رسالة في الرد على الرافضة": (ص 20 - 21) بتصرف.
(36) "تاريخ نجد": (2/ 271)، ومؤلفات الشيخ "القسم الثالث - الفتاوى - ص 9"، و"الدَّرر السَّنيَّة في الأجوبة النجدية" (1/ 102).
(37) مؤلفات الشيخ "القسم الثالث - الفتاوى - ص 11".
(38) مؤلفات الشيخ "القسم الثالث - الفتاوى - ص 11".
(39) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية ص 11".
(40) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية ص 11".
(41) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية ص 25".
(42) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية ص 11، 12، 62".
(43) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية - ص 36.
(44) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية ص 60".
(45) مؤلفات الشيخ "القسم الخامس - الرسائل الشخصية ص 100 - 101".
(46) "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان": (ص 510).
(47) "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان": (ص 510) في الحاشية.
(48) "تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية" للدكتور محمد بن سعد الشويعر: (ص 103)
(49) "رسالة في الرد على الرافضة": (14، 7).
(50) "رسالة في الرد على الرافضة": (8).
(51) "رسالة في الرد على الرافضة": (15).
(52) "رسالة في الرد على الرافضة": (25).
(53) مؤلفات الشيخ "القسم الأول - العقيدة - ص 118".
(54) (8/ 120 - 122).
(55) الذي بويع في (فاس) في حدود عام (1226 هـ)، وقد كان معاصراً للإمام (عبد الله بن سعود)، ووالده الإمام (سعود بن عبد العزيز)؛ الذي دخل مكة المكرمة في المرة الأولى حاجاً عام (1214 هـ) الموافق لعام (1799 م).
(56) وانظر: "الإعلام بمن حلَّ مراكش وأغمات من الأعلام" للعباس بن إبراهيم: (10/ 68 - 73). نقلاً من كتاب "تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية" بتصرف.
(57) انظر: "عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية" (2/ 162 - 167) تصرف.
(58) "تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية" (ص79).
(59) "تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية" (ص84 - 85).
(60) "تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية" (ص 90).
(61) "تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية" (ص 112).
ـ[أبو نور المسلم]ــــــــ[29 - 07 - 07, 01:41 ص]ـ
بارك الله بكاتب البحث وناقله
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 01:45 م]ـ
وبارك فيك أخي الكريم ..
ـ[فيصل]ــــــــ[01 - 08 - 07, 04:49 ص]ـ
هدى الله البوطي وبارك الله بكاتب البحث وناقله
ـ[أكرم بن محمد]ــــــــ[01 - 08 - 07, 07:04 م]ـ
بحث ممتع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/140)
ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 10:57 م]ـ
بحث ممتع
جزاك الله خيرا
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 01:56 ص]ـ
بارك الله في الكاتب والناقل، ولعلك ياشيخ سليمان تنظر إلى الخاص فهناك رسالة تنتظرك ..
ـ[محمد بن هاشم]ــــــــ[03 - 08 - 07, 06:35 م]ـ
إن كان المتصوفة يدعون أن بريطانيا وراء وجود الدولة السعودية فلم لا ينظرون إلى آثار بريطانيا في الدول التي استعمرتها؟
استخدمت نظام الإقطاع لصالح كل مشايخ الطرق الصوفية الذين كانوا لعبة في يد المستـ (خرب) ـين حتى يجعلوا بريطانيا هي من أخرجهم من الظلمات إلى النور
ناهيك عن طرق أوجدها المستعمرون أنفسهم كالتيجانية
وهذا للأسف في جميع الدول الإسلامية خلا دولة التوحيد (المملكة العربية السعودية) جعلها الله شوكة في حلوق أعدائها
ويا شيخ سليمان جزاك الله عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء ووفقك و كاتب الموضوع لكل ما يحب و يرضى
ويشهد الله أني أحبك في الله.
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[03 - 08 - 07, 08:11 م]ـ
جزاك الله خير يا شيخ سليمان ...
وهدى الله البوطي،،، وأراح المسلمين من شره ................
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 01:11 ص]ـ
شيخنا سليمان الخراشي
أشكرك على هذا الجهاد العلمي بالحجة والبيان، ولله در قلمك السيال ومواقفك الثابته على المنهج السلفي (الوسطي) في زمان رأينا ما رأينا من الغمغمات، وكثرة المسايرات والانهزامية أمام الأفكار الدخلية خارجيها وداخليها
متابع كل كتاباتك بكل اعجاب
تحياتي
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 04:27 م]ـ
الإخوة الكرام جميعًا ..
أحسن الله إليكم، ووفقكم.
كاتب سوري يرد على اتهامات البوطي
هو الأستاذ خالد السوسي - وفقه الله - في كتابه الصادر حديثًا في دمشق، عن دار النمير، " نقض أوهام الاتهام "، رد فيه على أخطاء البوطي في كتابه " السلفية مرحلة مباركة .. "، ومن ضمن ذلك افتراؤه على دعوة الشيخ محمد - رحمه الله - أنها صنيعة بريطانية!! (ص 375 - 376)، وكرر هذا في خطبة ألقاها في دمشق بتاريخ 9/ 7/1424، نُشرت في موقعه تحت عنوان " الأسافين البريطانية لتفتيت الوحدة الإسلامية "!
فائدة: نبهني أحد الفضلاء إلى تناقض غريب للبوطي يبين حقده على الدعوة السلفية، وهو أنه ينتقدها لخروجها عن دولة الخلافة! العثمانية. ثم نجده في المقابل يثني على إخوانه الرافضة، متناسيًا أن دولتهم الصفوية كانت شوكة في خاصرة العثمانيين، صرفتهم عن الفتوحات في قارة أوربا، وأشغلتهم بحروب متتالية، راح ضحيتها الآلاف.
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[06 - 08 - 07, 11:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً ياشيخ سليمان وبارك في جهادك وجهودك.
ـ[الموسى]ــــــــ[07 - 08 - 07, 03:15 م]ـ
كم كنت اتمنى ان ان ألتقي بكم ياشيخ سليمان وان انتفع من علمكم وان ارتوي من فقهكم تعجبني اطلالتكم على الملتقى وتبهرني حصافتكم ..
يا شيخ سليمان نحن نحبك ونتمنى ان لاتصاب شمعتكم بالذبول وناركم على المبتدعة بالخمول والخفوت ..
ـ[نواف العلي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 04:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الخراشي
ـ[عبدالرحمن العصفور]ــــــــ[08 - 08 - 07, 10:26 ص]ـ
جزى الله خيراً كاتب الموضوع، و أسأل الله عزوجل أن يدخله الجنة بغير حساب ولا عذاب، و أن يذهب عنه فيح جهنم كما أذهب عن الشيخ التهم التي وجهت إليه من أعداء الإسلام ..
لي سؤال للإخوة الأكارم لمن لديه علم في المواقع التي تنشر هذه المذكرات .. أين أجد هذه المذكرات (مذكرات همفر) لأني بحثت كثيراً ولم أجدها ..
وجزاكم الله خيراً ..(43/141)
منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في العقيدة ورده على المخالفين
ـ[أحمد عسيري]ــــــــ[29 - 07 - 07, 01:11 ص]ـ
الأخوة الفضلاء
بعد التحية والسلام؛ فأنا الآن بصدد تحضير رسالة بعنوان منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في العقيدة ورده على المخالفين.
وآمل منكم حفظكم الله التكرم على بأي شيء ترون أنه يفيدني في عملي هذا، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
aaaalzaml@hotmail.com
aaaalzamal@gawab.com
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[29 - 07 - 07, 01:59 ص]ـ
هناك كتابٌ اسمه: " الشيخ العلَّامة عبد الرزَّاق عفيفي؛ حياته العلمية، وجهودُه الدعوية، وآثاره الحميدة " تأليف: محمد بن أحمد سيد أحمد، وتقريظ مجموعة كبيرة من كبار العلماء - حفظ الله الأحياء، ورحم الأموات -.
وقد ذكر في فصلٍ: عقيدته، وجهوده فيها.
وقد طُبع الكتاب في: (المكتب الإسلامي) في مُجلَّدين.
والله أعلم.(43/142)
ما رأيكم في إعراب القرآن لمحيي الدين الدرويش؟
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 04:38 ص]ـ
وددت أن اسأل أهل العلم والدراية ليجيبوني بعلم وإنصاف
ما رأيكم في كتاب إعراب القرآن وبيانه لمحيي الدين الدرويش
وبارك الله فيكم
ـ[أبو زيد أسامة الليبي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 04:39 م]ـ
حيّاكم الله أخي الفاضل , وأحب أن أفيدك بأن الكتاب الذي ذكرته يفضله على غيره الشيخ عبد الكريم الخضير كما في الشريط االرابع من شرحه لرسالة أصول التفسير للسيوطي.
وأمّا الشيخ عبدالله الفوزان فيفضّل الجدول في إعراب القرءان لمحمود صافي , قاله في شرحه لمختصر قواعد الإعراب , وكذا الشيخ خالد السبت ينصح به. والله أعلم
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 04:43 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب
ـ[أبو زيد أسامة الليبي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 05:53 م]ـ
وفيك أخي ...(43/143)
كم المسافة بين السماء والأرض؟
ـ[أبو عبد الرحمن الحسن]ــــــــ[29 - 07 - 07, 04:45 ص]ـ
من المعلوم أن النص الصحيح لا يخالف العقل الصريح ..
فكيف نجمع بين الروايات التي تقول بأن بين كل سماء وأخرى خمسمائة عام وكذلك بالنسبة للأرضين السبع وبين ما أثبته العلم الحديث من معلومات يقينية وليست ظنية أو إفتراضية:
بأن المجرات الكونية تمتد لملايين السنوات الضوئية في الكون (أي السماء الأولى) وليس فقط تمتد لخمسمائة عام؟؟؟
ـ[البتيري]ــــــــ[29 - 07 - 07, 12:07 م]ـ
بداية
هل حديث "بين السماء والارض " حديث صحيح؟
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 12:57 م]ـ
لم تصل حد اليقين بارك الله فيك بل أهلها يقرون بأنها فرضيات ..
والعجيب أن أهل الفلك من الغربيين لا يقرون بشيء اسمه سماء فهل ننفي وجود السماء .. فتنبه بارك الله فيك
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 04:45 م]ـ
إذا كان حديث بين السماء و الأرض 500 عام صحيحا، قد يكون العام هنا مختلف عن السنة الضوئية التي هو مقياس توصل إليه الإنسان.
ـ[أبو أنس المصري]ــــــــ[30 - 07 - 07, 01:09 ص]ـ
بأن المجرات الكونية تمتد لملايين السنوات الضوئية في الكون (أي السماء الأولى) وليس فقط تمتد لخمسمائة عام؟؟؟
أعتقد أن المسافة المقصودة في الحديث هي المسافة الرأسية بين كل سماء والتي تعلوها
أما هذه المجارت فقد تمتد بشكل أفقي أو رأسي
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[30 - 07 - 07, 01:26 ص]ـ
الله أعلم
لا يحسن أن نخوض فيما سكت عنه الصحابة والسلف
ـ[البتيري]ــــــــ[30 - 07 - 07, 06:21 م]ـ
اليكم ما وجدته في موقع الدرر السنية حول صحة هذا الحديث:
10810 - عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وفرش مرفوعة} قال: ارتفاعها كما بين السماء والأرض، ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام
الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3294
--------------------------------------------------------------------------------
8160 - بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه، إذ أتى عليهم سحاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا العنان، هذه روايا الأرض يسوقه الله إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه، ثم قال: هل تدرون ما فوقكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها الرقيع سقف محفوظ، وموج مكفوف. ثم قال: هل تدرون كم بينكم وبينها؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: بينكم وبينها مسيرة خمسمائة سنة. ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن فوق ذلك سماءين، ما بينهما مسيرة خمسمائة عام، حتى عد سبع سماوات، ما بين كل سماءين ما بين السماء والأرض، ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد ما بين السماءين ثم قال: هل تدرون ما الذي تحتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها الأرض. ثم قال: هل تدرون ما الذي تحت ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن تحتها أرضا أخرى، بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عد سبع أرضين، بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة، ثم قال: والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم [رجلا] بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله. ثم قرأ {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}.
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: غريب من هذا الوجه - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3298
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/144)
124481 - كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فمرت سحابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما هذه؟ قال: قلنا السحاب، قال: قال والمزن؟ قلنا: والمزن، قال: والعنان؟ قال: فسكتنا، فقال: هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: بينهما مسيرة خمسمائة عام، بين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة عام، وفوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين السماء والأرض ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهم وأخلافهم كما بين السماء والأرض ثم فوق ذلك العرش وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم
الراوي: العباس بن عبدالمطلب - خلاصة الدرجة: فيه يحيى بن العلاء متروك الحديث [و] روي من غير طريقه - المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 4/ 1868
--------------------------------------------------------------------------------
207984 - عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وفرش مرفوعة}، قال: ارتفاعها كما بين السماء والأرض، ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام
الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: [فيه] رشدين، يعني عن عمرو بن الحارث عن دراج - المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/ 385
--------------------------------------------------------------------------------
134274 - في قوله: {وفرش مرفوعة} قال ارتفاعها كما بين السماء والأرض ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام
الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: [فيه] رشدين بن سعد عنده مناكير - المحدث: ابن القيم - المصدر: حادي الأرواح - الصفحة أو الرقم: 184
--------------------------------------------------------------------------------
67199 - الشهداء ثلاثة: رجل خرج بنفسه وماله صابرا محتسبا لا يريد أن [يرجع حتى] يقتل، فإن مات أو قتل غفرت له ذنوبه كلها، ونجا من عذاب القبر، وأمن من الفزع الأكبر، وزوج من الحور العين، ويحل عليه حلة الكرامة، ويوضع على رأسه تاج الخلد، والثاني: [رجل] خرج بنفسه وماله محتسبا يريد أن يقتل و [لا] يقتل، فإن مات أو قتل كانت ركبته بركبة إبراهيم خليل الرحمن بين يدي الله – تعالى – في مقعد صدق. والثالث: رجل خرج بنفسه وماله محتسبا يريد أن يقتل ويقتل فإن مات أو قتل جاء يوم القيامة شاهرا سيفه واضعه على عاتقه، والناس جاثون على الركب يقول: افرجوا لنا، فإنا قد بذلنا دماءنا لله – عز وجل – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو قال ذلك لإبراهيم أو لنبي من الأنبياء لنحي له عن الطريق لما يرى من حقه، فلا يسأل الله – تعالى – شيئا إلا أعطاه، ولا يشفع في أحد إلا شفع فيه، ويعطى في الجنة ما أحب، ولا يفضله في الجنة منزل نبي ولا غيره، وله في جنة الفردوس ألف ألف مدينة من فضة، وألف ألف مدينة من ذهب، وألف ألف مدينة من لؤلؤ، وألف ألف مدينة من ياقوت، وألف ألف مدينة من در، وألف ألف مدينة من زبرجد، وألف ألف مدينة من نور، في كل مدينة من المدائن ألف ألف قصر، في كل قصر ألف ألف بيت، في كل بيت ألف ألف سرير، كل سرير طوله مسيرة ألف عام، وعرضه مسيرة ألف عام، وطوله في السماء خمسمائة عام، عليه زوجة قد برز كمها من جانبي السرير عشرين ميلا من كل زاوية، [و] هي أربع زوايا، وأشفار عينيها كجناح النسر أو كقوادم النسور، وحاجباها كالهلال، عليها ثياب نبتت في جنات عدن سقياها من تسنيم، وزهرها يخطف الأبصار دونها، لو برزت لأهل الدنيا لم يرها نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا فتن بحسنها، بين يدي كل امرأة منهن مائة ألف جارية بكر خدم سوى خدم زوجها، وبين يدي كل سرير كراسي من غير جوهر السرير، كل [كرسي] طوله مائة ألف ذراع، على كل سرير مائة ألف فراش، غلظ كل فراش كما بين السماء والأرض، وما بينهن مسيرة خمسمائة عام، يدخلون الجنة قبل الصديقين والمؤمنين بخمسمائة عام، يفتضون العذارى وإذا دنا من السرير تطامت له الفرش حتى يركبها (ممتزجا) حيث شاء، فيتكئ تكأة مع الحور العين سبعين سنة، فتناديه أبهى منها وأجمل: يا عبد الله أما لنا منك دولة، فيلتفت إليها فيقول: من أنت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/145)
؟! فتقول: أنا من الذين قال الله – تعالى -: {ولدينا مزيد} ثم تناديه أبهى منها وأجمل يا عبد الله ما لك فينا من حاجة؟ فيقول: ما علمت مكانك، فتقول: أو ما علمت أن الله – تعالى – قال: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} فيقول: بلى وربي، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلعله يشتغل عنها بعد ذلك أربعين عاما، لا يشغله إلا ما هو فيه من النعمة واللذة، فإذا دخل أهل الجنة الجنة ركب شهداء البحر [قراقير] من در في نهر من نور، مجادفهم قضبان اللؤلؤ والمرجان والياقوت، معهم ريح تسمى الزهراء في أمواج كالجبال، إنما هو نور يتلألأ، تلك الأمواج في أعينهم أهون وأحلى عندهم من الشراب البارد في الزجاجة البيضاء عند أهل الدنيا في اليوم الصائف، [وأمامهم] الذين كانوا في نحر أصحابهم، الذين كانوا في الدنيا تقدم [قراقيرهم] بين يدي أصحابهم ألف ألف سنة وخمسين ألف سنة، وميمنتهم خلفهم على النصف من قرب أولئك من أصحابهم، وميسرتهم مثل ذلك، وساقتهم الذين كانوا خلفهم في تلك [القراقير] من در، فبينما هم كذلك يسيرون في ذلك إذ رفعتهم تلك الأمواج إلى كرسي بين يدي عرش رب العزة، فبينما هم كذلك، إذ طلعت عليهم الملائكة يضعون على خدم أهل الجنة حسنا وبهاء وجمالا ونورا كما يضعفون هم على أهل الجنة منازلهم عند الله، فيهم أحدهم أن يخر لبعض خدامهم من الملائكة ساجدا فيقول: يا ولي الله، إنما أنا خادم لك، ونحن مائة ألف قهرمان في جنات عدن، ومائة ألف قهرمان في جنات الفردوس، ومائة ألف قهرمان في جنات النعيم، ومائة ألف قهرمان في جنات المأوى، ومائة ألف قهرمان في جنات الخلد، ومائة ألف قهرمان في جنات الجلال، ومائة ألف قهرمان في جنات السلام، كل قهرمان منهم على باب مدينة، في كل مدينة ألف قصر، في كل قصر مائة ألف بيت من ذهب وفضة ودر وياقوت وزبرجد ولؤلؤ ونور، فيها أزواجه وسرره وخدامه، لو أن أدناهم نزل به الجن والإنس ومثلهم معهم ألف ألف مرة لوسعهم أدنى قصر من قصوره ما شاءوا من النزل والخدم والفاكهة والثمار والطعام والشراب، كل قصر مستغن بما فيه من هذه الأشياء على قدر سعتهم جميعا، لا يحتاج إلى القصر الآخر في شيء من ذلك، وإن أدناهم منزلة الذي يدخل على الله بكرة وعشيا، فيأمر بالكرامة كلها لم يشتغل حتى ينظر إلى وجهه الجميل تبارك وتعالى
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: موضوع - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: المطالب العالية - الصفحة أو الرقم: 2/ 300
--------------------------------------------------------------------------------
139588 - كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فمرت سحابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما هذا قال: قلنا السحاب قال: والمزن قلنا: والمزن قال: والعنان قال: فسكتنا فقال: هل تدرون كم بين السماء والأرض قال: قلنا: الله ورسوله أعلم قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة وكثف كل سماء خمسمائة سنة وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض والله تبارك وتعالى فوق ذلك وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء
الراوي: العباس بن عبدالمطلب - خلاصة الدرجة: إسناده ضعيف جدا - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 3/ 202
--------------------------------------------------------------------------------
37195 - في قوله: {وفرش مرفوعة} قال: ارتفاعها كما بين السماء والأرض، ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام
الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3294
--------------------------------------------------------------------------------
40621 - بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه، إذ أتى عليهم سحاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا العنان، هذه روايا الأرض يسوقه الله إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه، ثم قال: هل تدرون ما فوقكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها الرقيع سقف محفوظ، وموج مكفوف. ثم قال: هل تدرون كم بينكم وبينها؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: بينكم وبينها مسيرة خمسمائة سنة. ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن فوق ذلك سماءين، ما بينهما مسيرة خمسمائة عام، حتى عد سبع سماوات، ما بين كل سماءين ما بين السماء والأرض، ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد ما بين السماءين ثم قال: هل تدرون ما الذي تحتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها الأرض. ثم قال: هل تدرون ما الذي تحت ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن تحتها أرضا أخرى، بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عد سبع أرضين، بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة، ثم قال: والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم [رجلا] بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله. ثم قرأ {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}.
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3298
--------------------------------------------------------------------------------
60816 - {وفرش مرفوعة} قال: والذي نفسي بيده؛ إن ارتفاعها لكما بين السماء والأرض، وإن ما بين السماء والأرض [ل] مسيرة خمسمائة سنة
الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الموارد - الصفحة أو الرقم: 345
-----------
فهل من مخرج لنا الحديث بطريق صحيح او حسن؟
وجزاكم الله خيرا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/146)
ـ[أبو عبد الرحمن الحسن]ــــــــ[31 - 07 - 07, 12:08 ص]ـ
لم تصل حد اليقين بارك الله فيك بل أهلها يقرون بأنها فرضيات ..
والعجيب أن أهل الفلك من الغربيين لا يقرون بشيء اسمه سماء فهل ننفي وجود السماء .. فتنبه بارك الله فيك
أولا: أخي .. هذه المعلومات - أن الفضاء يمتد لملايين السنوات الضوئية في الأبعاد الثلاثة البعد الرأسي والبعدين الأفقيين - هذه المعلومات يقينية ليست فرضية ..
حسبها علماء الفلك بالتلسكوبات وبحساب سرعة الضوء وبتحليل الضوء بأجهزة الإسبكتروسكوب spectroscope التي تحلل الضوء والأطياف كما حسبوها عن طريق سفن الفضاء الاستكشافية التي وصلت إلى أقمار كوكبي زحل وأورانوس .. مع العلم بأن المرئي لنا من الكون هو فقط 3% وهذا بالمعلومات اليقينية الحسابية ..
يا إخوة .. هذه معلومات يقينية مبنية على القياس والحسابات الرياضية ..
لا أدري لم البعد الشديد بين بعض طلبة العلوم الشرعية والعلوم التجريبية المعروفة اليقنية المسلمة ..
لقد تذكرت كلمة لدكتور لي عندما كنت طالبا في كلية العلوم .. وذكر له أحد الإخوة كتابا يشكك في كروية الأرض .. فرد الدكتور ببساطة قائلا "أنا لسه مش هرجع أثبت إن واحد زائد واحد بيساوي اتنين" ...
ثانيا: في لغة العرب أن كل ما يعلوك فهو سماء لك .. وعلى هذا فالسماء الأولى هي الكون بمجراته وأفلاكه .. فعلماء الغرب لا يشككون في الكون ولكن كفارهم قد يشككون في الغيبيات من أمور السماوات الست الأخرى ...
ومازلت أنتظر إجابة كافية شافية ..
الأخ البتيري: جزاك الله كل خير .. هكذا يكون البحث .. فواصل ..
حيث يبقى السؤال: هذه الأحاديث هل تصح أصلا؟ وإن صح منها فكيف الجمع؟
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 05:53 ص]ـ
لا أدري لم البعد الشديد بين بعض طلبة العلوم الشرعية والعلوم التجريبية المعروفة اليقنية المسلمة ..
ثانيا: في لغة العرب أن كل ما يعلوك فهو سماء لك .. وعلى هذا فالسماء الأولى هي الكون بمجراته وأفلاكه ..
وأنا لا أدري لما البعد الشديد عن دراسة الشريعة قبل الانبهار بالعلوم الغربية .. والدليل .. ثانيا:
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 06:54 ص]ـ
من المعلوم أن النص الصحيح لا يخالف العقل الصريح ..
فكيف نجمع بين الروايات التي تقول بأن بين كل سماء وأخرى خمسمائة عام وكذلك بالنسبة للأرضين السبع
أعلم بارك الله فيك أن الله تعالى يقول:
((اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ* اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ * يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ * ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)).
فلا يلزم أن يكون العام المذكور مما نعد .. بل قد يكون (كل يوم يعادل ألف سنة مما نعد) فيكون عندها (كل سنة يعادل 360000 سنة مما نعد) .. كما في الآية ... و الله أعلم ...
ـ[أبو عبدالله الغربي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 04:10 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
ما تقوله وكالة ناسا اليهودية الصهيونية ليس بيقين بل تفسير وتأويل منهم خاص - وقد خالفهم علماء آخرون لكن غيبت أصواتهم! - لوسيلتي الـ Redshift و الـ Infrared Technology وقد لووا نتائجها وحملوها ما لا تحتمل ليتناسق ذلك مع عقيدة الانفجار العظيم من لا شيئ وتطور جميع الكائنات بعضهم من بعض دون الحاجة لقدرة قادر او خلق خالق - وهذه مسلمة عندهم ومضادة لديننا - والقول - المسلم عندهم والمضاد لديننا - ان الكون ضخم لا ينتهي ابدا فيه من المجرات و الشموس والثقوب السوداء الهائلة المزعومة ما لا حصر له وتخاريط اليهودي المعتز بصهيونته اينشتاين ليقال بعد ذلك كل شيء صدفة والحياة انما صدفة هي ناتجة عن تطور طال بلايين السنين واننا جزء حقير لا قيمة لنا من ذلك كله ... هذا وقد لوحظ من قبل تشابه كبير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/147)
بين اقول اينشتاين ونظرية الانفجار وتعاليم يهودية فريسية قديمة واذا عرف السبب بطل العجب!
وهاك مقتطف من الكتاب القيم (هداية الحيران في مسألة الدوران) (الجزء الأول ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107796)
الجزء الثاني ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108252)) للشيخ عبدالكريم الحميد حفظه الله:
الفضاء محدود
الفضاء محدود وله نهاية ومسافته وسعته مقدرة فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فذكر أن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام يعني سماء الدنيا الذي هو سقف الأرض وذلك بتقدير سير الإبل. وهذه المسافة تمكن معرفتها باصطلاح أهل الزمان حيث يقيسون المسافات بالكيلومتر إذا علم كم تسير الإبل باليوم من كيلومتر. وقد قدرت ذلك فوجدت مسافة ما بين السماء والأرض تقارب تسعة ملايين كيلومتر فقط وهو الفضاء كله من كل جانب من الأرض فهو كقطرة من بحر بالنسبة لفضائهم المزعوم الذي ليس له حد.
فأين هذا من خيال الملاحدة وفضائهم الذي لا نهاية له.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هل تدرون ما هذا؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((هذا العنان هذه رواية الأرض يسوقه الله إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه)) ثم قال: ((هل تدرون ما فوقكم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((فإنها الرقيع سقف محفوظ وموج مكفوف)) ثم قال: ((هل تدرون كم بينكم وبينها؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((بينكم وبينها خمسمائة سنة)) الحديث. وقد رواه الإمام أحمد والترمذي وابن أبي حاتم والبزار وقال الترمذي: هذا حديث غريب
وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله صلى الله عليهم وسلم فمرت بهم سحابة .. وفي الحديث ((هل تدرون ما بعد ما بين السماء والأرض؟)) قالوا: لا ندري، قال: ((إن بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة)) الحديث. وقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في كتاب التوحيد والحاكم في المستدركز
قال ابن القيم رحمه الله: وأما اختلاف مقدار المسافة في حديثي العباس وأبي هريرة رضي الله عنهما فهو مما يشهد بتصديق كل منها للآخر، فإن المسافة يختلف تقديرها بحسب إختلاف السير الواقع فيها. فسير البريد مثلا يقطع بقدر سير ركاب الإبل سبع مرات، وهذا معلوم بالواقع فما تسيره الإبل سيرا قاصدا في عشرين يوما، يقطعه البريد في ثلاثة. فحيث قدر النبي صلى الله عليه وسلم بالسبعين أراد به السير السريع سير البريد وحيث قدر بالخمسمائة أراد به السير الذي يعرفونه سير الإبل والركاب فكل منهما يصدق الآخر ويشهد بصحته ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ز
وقال الذهبي: لا منافاة بينهما لأن تقدير ذلك بخمسمائة عام هو على سير القافلة مثلا، ونيف وسبعون سنة على سير البريد لأنه يصح ان يقال بيننا أي بالشام وبين مصر عشرون يوما باعتبار سير العادة وثلاثة أيام باعتبار سير البريد. انتهى.
وقد ورد أحاديث غير هذين الحديثين فيها ذكر المسافة بين السماء والأرض وأنها خمسمائة عام.
وبعد ذلك نقول: إنه يستحيل دوران الأرض حول الشمس الدورة السنوية لأنها محجورة في جوف السماء الدنيا والمسافة بين الأرض والسماء قريبة جدا بالنسبة لفضائهم الخيالي، فإذا كانوا يقدرون ما بين الأرض والشمس بـ 150 كيلومتر فهذا وحده أبعد من المسافة بين السماء والأرض بمائة وإحدى وأربعين كيلومتر تقريبا، كيف بفضائهم الخيالي الذي لا ينتهي الذي يقيسونه بالسنين الضوئية؟!
المسافة بين سطح الأرض وسطح السماء السابعة
المسافة بين الأرض وسطح السماء السابعة حوالي 126 مليون كيلومتر باعتبار أن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة وسمك كل سماء كذلك، والمسافات بين السماوات كذلك، وهذا كله أقل مما يقدرونه بين الأرض والشمس بحوالي 24 مليون كيلومتر. هذا الفرق في مجموعة واحدة فكيف بملايين الملايين التي تتكون منها المجرات المزعومة التي بينها مسافات هائلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/148)
لم يجعلنا النبي صلى الله عليه وسلم عيالا على هؤلاء الضلال نتعرف على مخلوقات ربنا بتعريفهم ونستدل عليها بدلالتهم.
ومن يكن الغراب له دليلا * يمر به على جيف الكلاب
وإذا كان الأصل الذي أصلوه لعلومهم وبحوثهم جحود ربهم، فهل يعقل أن يستأثروا بعلم صحيح ومعرفة في مخلوقات الرب سبحانه أصح من معرفة من جاء بهذا الدين وأتباعه الموحدين؟ مع أن الرب سبحانه أثنى عليهم أنهم هم أولوا الألباب حيث قال: ((إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)) ثم ذكر أنهم يتفكرون في خلق السماوات والأرض. فيلزم من اعتقد دوران الأرض أن يكون تفكر النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ومن تبعهم من سلف الأمة حتى وقتنا هذا يلزمه أن يكون تفكرهم في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار خطأ وأن المراد بأولي الألباب مقلدة الملاحدة فهم أهل التفكر الصحيح المطابق للواقع حيث اكتشفوا أن الأرض تدور والشمس ثابتة والفضاء لا نهاية له والجبال تحفظ توازن الأرض أثناء دورانها حتى لا تميد وما تبع ذلك من الخيال التائه الضال.
أما أولئك فتفكرهم خاطئ معكوس حيث يتفكرون في أرض ثابتة ترسيها الجبال في موضعها وشمس واحدة فقط ليس ملايين الشموس تدور حولها، وسماء مبنية محيطة بالأرض وفضاء محدود وهو المسافة بين جرم الأرض وجرم السماء وما تبع ذلك من الحق لأن التفكير السليم لا بد أن يكون مطابقا للواقع في الخارج يعني خارج الفكر في هذا المجال وأمثاله، وهذه من خواص أهل العقول السليمة والأفكار المستقيمة.
فيا لها من فضيحة قبيحة تهوك بها هؤلاء المتأخرون مقلدة المعطلة. ولذلك زعم الزنداني أن آيات الخلق في القرآن لم يكن يعرف معناها في الماضي وإنما عرف اليوم لما انبثق علم الملاحدة وقد كتبت ردا عليه فيه بحث موضوعنا هذا وغيره اسمه (الرد على الزنداني).
حتى أن عبدالعليم خضر قال: ولذلك نجد أن الإنسان الذي كان يعيش منذ 1400 سنة لم يكن قادر على استيعاب المعنى العميق الذي يكمن في الإشارة الكونية ولذلك لم يدرك إلا المعنى الظاهري فقط.!
يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لم يكونوا قادرين على استيعاب المعنى العميق الذي يكمن في الإشارة الكونية وإنما قدر هو وأمثاله لما قلدوا الملاحدة بدوران الأرض وما تبعه من الضلال. وكفى سوءا بهؤلاء أن يظنوا مثل هذا الظن.
ـ[أبو النفير]ــــــــ[08 - 08 - 07, 12:16 ص]ـ
إن الخوض في مسألة إنكار دوران الأرض حول الشمس وعظم حجم الكون لمجرد مخالفتهما لظاهر الأدلة هو أمر غير حسن فكم من نصوص فهم الصحابة ظاهرها على غير مراد الله منها كما في مسألة الخيط الأبيض والسود ومسألة الشرك والظلم ومسألة وإن منكم إلا واردها وغيرها فقبل أن نجزم بتكذيب ما يقوله أكثر علماء العصر من المسلمين وغيرهم يجب أن نكون متيقنين تيقنا تاما مما نقول خاصة أن ممن يقولون هذا الكلام علماء مسلمون ومتخصصون في مجالات الفلك والجولوجيا وغيرها من العلوم الكونية ومنهم دكتور فاروق الباز الذي بفضله تمكن الأمريكيون من الهبوط على القمر بعد أن وضح لهم طبيعة مناخه وصخوره قبل أن يهبطوا عليه وهناك رائد فضاء سعودي مسلم ذهب في رحلة مكوكية غلى الفضاء في التسعينيات كما أن علماء الغرب أثبتوا الكثير من ظواهر النصوص ومنها توسع الكون مصداقا لقوله (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) ومومياء فرعون مصداقا لقوله (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) وأثبتوا عدم بلى عجب الذنب وما جاء في حديث الذبابة وكل هؤلاء كانوا كافرين واسلم كثير من علماء الغرب بسبب هذه الإكتشافات فلذلك اقول لا داعي للتسرع في رد النصوص أو تاويلها أو رد المكتشفات الحديثة حتى نكون متيقنين تماما وعلى بصيرة مما نقول.
ـ[يحيى بن يحيى]ــــــــ[08 - 08 - 07, 06:07 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله صحبه و من مالاه ثم أما بعد
إنه مما يدمي القلب أن نرى من أمتنا من هو غارق في جهله غافل عن معاني كتاب ربه و يحسب أنه يحسن صنعا
أبو عبد الله المغربي قم من سباتك و أفق من غفلتك فليس لك هم إلا هذا الموضوع هدانا الله و إياك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/149)
نحن ننام في الطائرة وفي القطار وفي السفينة و قد لا نشعر بحركتها، فإذا اضطرب واحد منها استيقظنا وشعرنا بالتعب، وقد نطلب من السائق أن يعمل شيئاً يسكنها لتثبت، ولا نعني بطلب تثبيته أننا نريده أن يقف ولا يتحرك، بل أن ينقطع اضطرابه
من الذي أخبرك أن نظرية الإنفجار الكبير تابعة للداروينية؟
على العكس أخي الكريم فنظرية الإنفجار الكبير ترى خلق العالم من عدم فلابد من وجود خالق و تنفي أن يكون العالم قديم أزلي فهل تعي الفرق؟
هذا قول أحد الكفار عن الإنفجار الكبير
يقول أديموند ويتيكر: (ليس هناك ما يدعو إلى أن نفترض وجود مادة وطاقة قبل الانفجار العظيم)، وإلا فما الذي يميز تلك اللحظة عن غيرها؟ والأبسط أن نفترض الخلق من العدم بمعنى إبداع الإرادة الإلهية للخلق من العدم، علماً بأن هذه الصورة لا تكتمل إلا بوجود الإله) .. لأن شيئاً ما لابد أن يكون موجوداً على الدوام؟ هذا الشيء غير مادي (لأن المادة لها بداية) .. ولابد للمادة أن تكون من خلق عقل أزلي الوجود .. هذا الكائن، وهذا العقل الأزلي، هو الله ...
و لا أدري من أين أتيت أن الملاحدة يروجون للإنفجار الكبير فالعكس هو الصحيح الملاحدة هم الذين ينكرون نظرية الإنفجار الكبير
من قال أن العالم الغربي كله يروج للداروينية؟
العالم الغربي معظمه أسقط الداروينية و إن كان الداروينيون و الداروينيون الجدد يروجون لها إعلاميا بالصور و الأفلام و القصص الخيالية لعدم وجود أدلة تثبتها علميا
من قال أن العالم كل علومه مصدره الملاحدة؟ ألا يوجد يهود و نصاري؟ ألا توجد لهم كتب و إن كان فيها ما فيها تضاد الداروينية؟ ألا يحارب كثير من النصارى الداروينية؟
أم أنك تقسم العالم إلى مسلمين و ملاحدة فقط؟
ألم يتطلع علماء المسلمين على هذه العلوم و الأبحاث؟
كما ذكر أخونا أبو النفير؟
"سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"
لمن الخطاب في هذه الآية؟
"و السماء بنيناها بأيد و إنا لموسعون"
ألا تعلم أن سعة الخلق مما يدل على عظمته و بالتالي على عظمة الخالق سبحانه و تعالى؟
فو الله يا أخي لا علما شرعيا و لا كونيا قدمت
هدانا الله و إياك
أخونا أبو النفير تحية و تقدير
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[09 - 08 - 07, 05:04 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله صحبه و من مالاه ثم أما بعد
من الذي أخبرك أن نظرية الإنفجار الكبير تابعة للداروينية؟
على العكس أخي الكريم فنظرية الإنفجار الكبير ترى خلق العالم من عدم فلابد من وجود خالق و تنفي أن يكون العالم قديم أزلي فهل تعي الفرق؟
إذا كان أصحاب العلم التجريبي يرون في الماضي الغير البعيد أن العالم أزلي قديم، ويرونه حاليا وجد مع الإنفجار من العدم فإن أهل السنة والجماعة يعتقدون أن العالم خلقه الله والخلق لا يكون من عدم، وهناك أحاديث تدل على أن العالم خلق من ماء كما روى أبو هريرة: يا رسول الله إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فأنبئني عن كل شيء، فقال: كل شيء خلق من ماء، قال: قلت: يا رسول الله أنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنة قال أفش السلام وأطعم الطعام وصل الأرحام وقم بالليل والناس نيام ثم ادخل الجنة بسلام
الأدلة الجيولوجية توحي بأن سطح الأرض كان مغطى بالمياه قبل ما كان يعتقد سابقا بملايين السنين. المختصون قاموا بإعادة إنجاز صورة مبكرة للأرض بقراءة التركيب الكيميائي لأقدم الصخور الأرضية المعروفة. ال 4.4 مليار سنة لعينة معدنية من السيليكون عثر عليها في غرب أستراليا تشير إلى أن الأرض لم تكن في وقت مبكر محيطا عكرا من الحمم، ولكن بدلا من ذلك كان محيط الأرض ملائما للمياه، والقارات، والظروف التي يمكن أن تدعم الحياة. عمرالعينه قد تقوض ايضا الآراء المقبولة حاليا حول كيف ومتى تم تشكيل القمر.
http://www.nsf.gov/od/lpa/news/press/01/pr0102.htm
ـ[يحيى بن يحيى]ــــــــ[09 - 08 - 07, 09:30 ص]ـ
أخي الكريم العيساوي
هل قرأت الموضوع من البداية؟
أشعر أنك تمل من القراءة أخي الحبيب حسنا أفيدك بملخص:
الموضوع كيف نجمع بين الروايات التي تقول بأن بين كل سماء وأخرى خمسمائة عام وكذلك بالنسبة للأرضين السبع وبين ما أثبته العلم الحديث من معلومات يقينية وليست ظنية أو إفتراضية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/150)
بأن المجرات الكونية تمتد لملايين السنوات الضوئية في الكون (أي السماء الأولى) وليس فقط تمتد لخمسمائة عام؟؟؟
ملخص الردود
1 - هل الحديث صحيح؟
2 - المعلومات ليست يقينية
3 - قد يكون العام مختلف عن السنة الضؤية
4 - المسافة المقصودة في الحديث هي المسافة الرأسية بين كل سماء والتي تعلوها
5 - الله أعلم لا يحسن أن نخوض فيما سكت عنه الصحابة والسلف
6 - البتيري جزاه الله خيرا أشار إلا إن طرق الحديث التي و جدها في موقع الدرر السنية لم يصح منها طريق و طلب أن يأتيه أحد بطرق حسنة أو طريق صحيح
7 - بعد مناقشات جانبية طرح أخونا الكريم أبو عبد الله المغربي مسألة عدم دوران الأرض و ذكر خلالها نظرية الإنفجار الكبير و أشار إلى ربطها بالداروينية
8 - رد أخونا المفضال أبو النفير ردا جميلا ينك فيه على من يقول بعدم دوران الأرض
9 - علق أخوك يحيى كما سبق و نقلت أنت جزء من كلامي
الآن ماذا تناقش أنت؟
صحة الحديث؟ لا
الجمع بين الحديث و العلوم التجريبية اليقينية؟ لا
حكم ما توصل إليه الكفار من علوم تجريبية؟ لا
هل الأرض تدور أم لا؟ لا
نظرية الإنفجار الكبير؟ لا
الداروينية؟ لا
أخطاء علمية أو في النقل من أحد الأخوة الكرام؟
أنت تناقش فيما يبدو من كلامك أن الكون لم يخلق من عدم!!! وتنسب ذلك إلى أهل السنة!! صحيح؟
هل هذا هو الموضوع؟ لا
و هنا وقفات
أنت تقول أهل السنة و الجماعة يقولون أن العالم خلقه الله و الخلق لا يكون من عدم! من القائل و الدليل علمنا الله و إياك و هل هو محل إجماع أم موضع خلاف؟؟ الكلام المرسل ليس من منهج أهل الحديث
تقول هناك أحاديث تدل على أن العالم خلق من ماء و ذكرت حديث أبي هريرة رضي الله عنه " لم تذكر الكتاب و لا درجة الحديث" هذا ليس بمنهج أهل الحديث
ما درجة الحديث الذي استدللت به هل تعلم أم لا؟
و من فهم فهمك من أهل العلم؟
هل تهوى إفساد المواضيع؟ هل أنت من أهل الحديث؟
سنرى إن شاء الله
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[09 - 08 - 07, 07:28 م]ـ
أخي الكريم العيساوي
هل قرأت الموضوع من البداية؟
أشعر أنك تمل من القراءة أخي الحبيب حسنا أفيدك بملخص:
الموضوع كيف نجمع بين الروايات التي تقول بأن بين كل سماء وأخرى خمسمائة عام وكذلك بالنسبة للأرضين السبع وبين ما أثبته العلم الحديث من معلومات يقينية وليست ظنية أو إفتراضية:
بأن المجرات الكونية تمتد لملايين السنوات الضوئية في الكون (أي السماء الأولى) وليس فقط تمتد لخمسمائة عام؟؟؟
ملخص الردود
1 - هل الحديث صحيح؟
2 - المعلومات ليست يقينية
3 - قد يكون العام مختلف عن السنة الضؤية
4 - المسافة المقصودة في الحديث هي المسافة الرأسية بين كل سماء والتي تعلوها
5 - الله أعلم لا يحسن أن نخوض فيما سكت عنه الصحابة والسلف
6 - البتيري جزاه الله خيرا أشار إلا إن طرق الحديث التي و جدها في موقع الدرر السنية لم يصح منها طريق و طلب أن يأتيه أحد بطرق حسنة أو طريق صحيح
7 - بعد مناقشات جانبية طرح أخونا الكريم أبو عبد الله المغربي مسألة عدم دوران الأرض و ذكر خلالها نظرية الإنفجار الكبير و أشار إلى ربطها بالداروينية
8 - رد أخونا المفضال أبو النفير ردا جميلا ينك فيه على من يقول بعدم دوران الأرض
9 - علق أخوك يحيى كما سبق و نقلت أنت جزء من كلامي
الآن ماذا تناقش أنت؟
صحة الحديث؟ لا
الجمع بين الحديث و العلوم التجريبية اليقينية؟ لا
حكم ما توصل إليه الكفار من علوم تجريبية؟ لا
هل الأرض تدور أم لا؟ لا
نظرية الإنفجار الكبير؟ لا
الداروينية؟ لا
أخطاء علمية أو في النقل من أحد الأخوة الكرام؟
أنت تناقش فيما يبدو من كلامك أن الكون لم يخلق من عدم!!! وتنسب ذلك إلى أهل السنة!! صحيح؟
هل هذا هو الموضوع؟ لا
و هنا وقفات
أنت تقول أهل السنة و الجماعة يقولون أن العالم خلقه الله و الخلق لا يكون من عدم! من القائل و الدليل علمنا الله و إياك و هل هو محل إجماع أم موضع خلاف؟؟ الكلام المرسل ليس من منهج أهل الحديث
تقول هناك أحاديث تدل على أن العالم خلق من ماء و ذكرت حديث أبي هريرة رضي الله عنه " لم تذكر الكتاب و لا درجة الحديث" هذا ليس بمنهج أهل الحديث
ما درجة الحديث الذي استدللت به هل تعلم أم لا؟
و من فهم فهمك من أهل العلم؟
هل تهوى إفساد المواضيع؟ هل أنت من أهل الحديث؟
سنرى إن شاء الله
لا تنزعج يا عزيزي، ولا تضطرب، ولا تتسرع في الحكم فعن أي إفساد تتكلم؟ هذا هو الحديث:
يارسول الله إنيإذا رأيتك طابت نفسي وقرت عينيفأنبئني عن كل شيء، فقال: كل شيء خلق من ماء، قال: قلت: يا رسول اللهأنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنة قال أفش السلام وأطعم الطعام وصل الأرحام وقمبالليل والناس نيام ثم ادخل الجنة بسلامالراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 15/ 72
وما قاله ابن تيمية: [منه بدا] قال أحمد ابن حنبل رحمه الله: منه أي هو المتكلم به فإن الذين قالوا إنه مخلوق قالوا خلقه في غيره عبداً فبدا من ذلك المخلوق فقال السلف: منه بدا أي هو المتكلم به لم يخلقه في غيره فيكون كلاماً لذلك المحل الذي خلقه فيه فإن الله تعالى إذا خلق صفة من الصفات في محل كانت الصفة صفة لذلك المحل ولم تكن صفة لرب العالمين.
ويمكن أن تلاحظ أن السلف يفسرون قول القائل بأن القرآن مخلوق فقط بأنه خلق في مخلوق آخر، ولا يذكرون احتمال أن يكون خلق من عدم لأن هذا لم يكن واردا عندهم.
فما هو دليلك على أن العالم خلق من عدم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/151)
ـ[يحيى بن يحيى]ــــــــ[12 - 08 - 07, 10:51 ص]ـ
ما رأيك يا عيسوي أن تفتح موضوع جديد؟
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[12 - 08 - 07, 02:52 م]ـ
ما رأيك يا عيسوي أن تفتح موضوع جديد؟
الموضوع مفتوح أصلا وقد طرحت عليك هذا الإشكال فيه لكنك لم تجب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=105989
وبما أنك سقت نظرية الإنفجار الكبير، فإن هذه النظرية حسب علمي تؤكد شيئا وهو أن العالم يتسع بشكل كبير، وهذا مذكور في الآية الكريمة:
{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}
والآية تذكر سماء واحدة، ولا تذكر السماوات، فهل هذا التوسيع خاص بسماء دون أخرى؟ فإذا كان هذا التوسيع خاص فإن سياق الآية يدل على أنه في السماء الدنيا:
{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ}
والأحاديث الصحيحة الإسناد لا تشير إلى المسافة بين السماء الدنيا والأرض، وإنما تشير إلى المسافة بين السماء الدنيا وغيرها من السماوات. وإذا كانت السماء الدنيا هي التي فوقنا بما فيها من نجوم ومجرات، فإن علم الإنسان لم يتعداها إلى غيرها من السماوات.
عن عبدالله بن مسعود قال: ما بين السماء القصوى والدنيا خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء كذلك، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم
الراوي: - - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن القيم - المصدر: مختصرالصواعق المرسلة - الصفحة أو الرقم: 435
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ما بين السماء القصوى والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء كذلك، والعرش فوق الماء،والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم
الراوي: - - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الذهبي - المصدر: العرش - الصفحة أو الرقم: 105
عن عبدالله قال: بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام؛ وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام؛ والكرسي فوق الماء،والله فوق الكرسي، ويعلم ما أنتم عليه
الراوي: زر بن حبيش - خلاصة الدرجة: رواه بنحوه المسعودي ولفظه والله فوق ذلك لا يخفى عليه شيء من أعمالكم وله طرق - المحدث: الذهبي - المصدر: العلو - الصفحة أو الرقم: 45
ما بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام وما بين كل سماءين خمسمائة عام ومابين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمسمائة عام وما بين الكرسي والماء خمسمائة عام والعرش على الماء والله جل ذكره على العرش يعلم ما أنتم عليه
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 1/ 91
إذن ليس فيما صح سندا أو متنا من الأحاديث ما يشير إلى أن المسافة بين الأرض والسماء خمسمائة عام، وإنما هو بين السماوات فقط، وهذا يفوق علم البشر.
ـ[يحيى بن يحيى]ــــــــ[12 - 08 - 07, 03:28 م]ـ
طيب يا عيسوي ممكن اقترح عليك إقتراح آخر؟
انظر إلى أول الموضوع و جدد النية و ابدأ في الرد و تغاضى عما كتبه يحيى و السلام
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[12 - 08 - 07, 06:49 م]ـ
طيب يا عيسوي ممكن اقترح عليك إقتراح آخر؟
انظر إلى أول الموضوع و جدد النية و ابدأ في الرد و تغاضى عما كتبه يحيى و السلام
ما معنى هذا!!!
هل هذا يعني أن مداخلتي الأخيرة لم تكن في صلب الموضوع أم أنك لم تقرأها!!!
وبما أنك سقت نظرية الإنفجار الكبير، فإن هذه النظرية حسب علمي تؤكد شيئا وهو أن العالم يتسع بشكل كبير، وهذا مذكور في الآية الكريمة:
{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}
والآية تذكر سماء واحدة، ولا تذكر السماوات، فهل هذا التوسيع خاص بسماء دون أخرى؟ فإذا كان هذا التوسيع خاص فإن سياق الآية يدل على أنه في السماء الدنيا:
{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ}
والأحاديث الصحيحة الإسناد لا تشير إلى المسافة بين السماء الدنيا والأرض، وإنما تشير إلى المسافة بين السماء الدنيا وغيرها من السماوات. وإذا كانت السماء الدنيا هي التي فوقنا بما فيها من نجوم ومجرات، فإن علم الإنسان لم يتعداها إلى غيرها من السماوات.
عن عبدالله بن مسعود قال: ما بين السماء القصوى والدنيا خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء كذلك، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم
الراوي: - - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن القيم - المصدر: مختصرالصواعق المرسلة - الصفحة أو الرقم: 435
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ما بين السماء القصوى والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء كذلك، والعرش فوق الماء،والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم
الراوي: - - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الذهبي - المصدر: العرش - الصفحة أو الرقم: 105
عن عبدالله قال: بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام؛ وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام؛ والكرسي فوق الماء،والله فوق الكرسي، ويعلم ما أنتم عليه
الراوي: زر بن حبيش - خلاصة الدرجة: رواه بنحوه المسعودي ولفظه والله فوق ذلك لا يخفى عليه شيء من أعمالكم وله طرق - المحدث: الذهبي - المصدر: العلو - الصفحة أو الرقم: 45
ما بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام وما بين كل سماءين خمسمائة عام ومابين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمسمائة عام وما بين الكرسي والماء خمسمائة عام والعرش على الماء والله جل ذكره على العرش يعلم ما أنتم عليه
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 1/ 91
إذن ليس فيما صح سندا أو متنا من الأحاديث ما يشير إلى أن المسافة بين الأرض والسماء خمسمائة عام، وإنما هو بين السماوات فقط، وهذا يفوق علم البشر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/152)
ـ[محمد بن بكر]ــــــــ[13 - 08 - 07, 04:46 م]ـ
سمعت ان الشيخ مقبل رحمه الله يقول
كل حديث يتكلم عن المسافات بين السموات و غيرها فهو ضعيف
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[15 - 08 - 07, 09:25 ص]ـ
المسافة بين السماء والأرض دعوة مستجابه
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[18 - 08 - 07, 03:16 م]ـ
كل ما يقوله الكفار عن مسافات بين الأجرام عموما ملايين السنوات الضوئية
كل هذا هرطقة كفرة أوحاها لهم الشيطان وليس عندهم علم إن يتبعون إلا الظن
وكل فترة تأتي نظرية تكذب أختها
بل إن الذين لا يؤمنون بالوصول إلى القمر قد زادوا 33% عن آخرإحصائية
من الأمريكان فما بالك بغيرهم
وكلامهم عن النجوم التي لم يصل إلينا نورها أو التي انتهت ولم يصل نورها بعد أو آلاف الشموس والمجرات وغير هذا كثير 000كل ذا مما يضحك عجائز نيسابور ولا يصدقه عاقل إلا من لبس عليه إبليس
وفي طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[18 - 08 - 07, 06:54 م]ـ
يذكر عن الامام احمد بن حنبل رحمه الله أنه سئل هذا السؤال فكان جوابه:
دعوة رجل صالح.
ـ[ياسين عادل]ــــــــ[04 - 09 - 07, 04:23 م]ـ
الأخوة الكرام هناك كتاب طيب يرجى قراءته (قصـ ة الخلق من العرش إلى الفرش عيد ورداني)
ملحوظة لايزال قلبي يتألم من طريقة المناقشة بين بعض الإخوان ربنا يصرف عنا شرور أنفسنا هذا أمر ملاحظ في كثير منه المواضيع
ـ[أبو عمر]ــــــــ[04 - 09 - 07, 10:13 م]ـ
الحسابات التي يدعى اليقين بصحتها قد يأتي بعدنا عصر تعتبر فيه خاطئة، فهي مبنية على نظريات قد يثبت في زمن قادم خطؤها!
فضلاً عن أن الموضوع لم يأت من مصدر موثوق عدل بنقله وعلمه أصلاً ..
وهذا فرع عن كلمة يقين!! بهذا العلم البحت!؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابو العابد]ــــــــ[07 - 09 - 07, 01:01 ص]ـ
الله أعلم
ـ[هنَّاد]ــــــــ[08 - 09 - 07, 06:54 ص]ـ
لو كان السؤال عن هذا من الخير لسبقونا إليه
إذ نحن أهل اتباع؛ فيما قالوا، وفيما سكتوا عنه.
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[10 - 09 - 07, 06:40 م]ـ
هل من تحقيق تام لهذه المسألة؟
ـ[أبو عبدالله الزبير]ــــــــ[12 - 09 - 07, 09:39 ص]ـ
هل من تحقيق تام لهذه المسألة؟
140564 - لو أن رصاصة مثل هذه وأشار إلى مثل جمجمة أرسلت من السماء إلى الأرض وهي مسيرة خمسمائة سنة لبلغت الأرض قبل الليل ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار قبل أن تبلغ أصلها أو قعرها
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر
المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 11/ 80
229295 - ما بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام وما بين كال سماءين خمسمائة عام وما بين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمسمائة عام وما بين الكرسي والماء خمسمائة عام والعرش على الماء والله جل ذكره على العرش يعلم ما أنتم عليه
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح - المحدث: الهيثمي
المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 1/ 91
182524 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ما بين السماء القصوى والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء كذلك، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم
الراوي: - - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الذهبي
المصدر: العرش - الصفحة أو الرقم: 105
207910 - لو أن رصاصة مثل هذه _ وأشار إلى مثل الجمجمة _ أرسلت من السماء إلى الأرض، وهي مسيرة خمسمائة سنة، لبلغت الأرض قبل الليل، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة، لسارت أربعين خريفًا _ الليل والنهار _ قبل أن تبلغ أصلها أو قعرها
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: ابن القطان
المصدر: الوهم والإيهام - الصفحة أو الرقم: 4/ 374
125595 - لو أن رضراضة مثل هذه وأشار إلى مثل الجمجمة أرسلت من السماء إلى الأرض وهي مسيرة خمسمائة سنة لبلغت الأرض قبل الليل، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار قبل أن تبلغ
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: البغوي
المصدر: شرح السنة - الصفحة أو الرقم: 7/ 562
7145 - لو أن رضاضة مثل هذه - وأشار إلى مثل الجمجمة - أرسلت من السماء إلى الأرض هي مسيرة خمسمائة سنة، لبلغت الأرض قبل الليل، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار قبل أن تبلغ أصلها أو قعرها
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: إسناده حسن صحيح - المحدث: الترمذي
المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2588
أخي أبو عبد الرحمن الحسن تقول
فكيف نجمع بين الروايات التي تقول بأن بين كل سماء وأخرى خمسمائة عام وكذلك بالنسبة للأرضين السبع وبين ما أثبته العلم الحديث من معلومات يقينية وليست ظنية أو إفتراضية:
بأن المجرات الكونية تمتد لملايين السنوات الضوئية في الكون (أي السماء الأولى) وليس فقط تمتد لخمسمائة عام؟؟؟
لتصحيح السؤال عليك حذف مابين القوسين
إليك أحدث نظرية وهي أن الكون مسطح الشكل أي على شكل صحن
هذا يعني ان قياسهم للكون هو أفقي وليس عامودي
هكذا نوفق بين النقل الصحيح وبين ما أثبته العلم الحديث من معلومات يقينية وليست ظنية أو إفتراضية كما تقول والله أعلم
أبو عبدالله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/153)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 09 - 07, 01:19 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 09 - 07, 12:00 ص]ـ
سمعت ان الشيخ مقبل رحمه الله يقول
كل حديث يتكلم عن المسافات بين السموات و غيرها فهو ضعيف
صدق رحمه الله
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[23 - 09 - 07, 12:18 ص]ـ
ينظر حول الأحاديث في هذا الباب:
http://66.7.198.8/~ahl/vb/showthread.php?t=101894&highlight=%E3%D3%ED%D1%C9+%CE%E3%D3%E3%C7%C6%C9+%D A%C7%E3
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 09 - 07, 08:38 ص]ـ
حديث ابن مسعود موقوفاً لا يصح، وعاصم لا يحتمل مثل هذا فإنه ضعيف الحفظ وإن كان إماماً في القراءة
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[28 - 09 - 07, 01:49 ص]ـ
الأثر صحيح موقوفاً على ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وقد صححه ابن خزيمة وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية والذهبي في العلو ولا أعلم أحداً ضعفه.
وأما عاصم بن بهدلة وهو ابن أبي النجود فقد وثقه أحمد وابن معين والنسائي وأبو زرعة والعجلي وابن حبان وابن شاهين جميعهم وثقوه مطلقا، وتكلم بعض الأئمة في حفظه كيعقوب بن سفيان والدارقطني وابن سعد والعقيلي وابن خراش، والقول قول أحمد وابن معين ومن وافقهما وأقل أحواله أن يكون حسن الحديث إلا ما تكلم فيه الأئمة في أحاديث خاصة، وقد أخرج له الشيخان مقروناً واحتج به أصحاب السنن وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 09 - 07, 04:49 ص]ـ
عاصم لا يحتمل مثل هذا
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[29 - 09 - 07, 11:27 م]ـ
كيف يفسر من أنكر كون المسافة بين السماء والأرض 500 سنة هذه الآية الكريمة:
" يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون " السجدة 5
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - 09 - 07, 04:04 ص]ـ
كيف يفسر من أنكر كون المسافة بين السماء والأرض 500 سنة هذه الآية الكريمة:
" يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون " السجدة 5
نحن الذي نعدّ. لكن، من العارج؟
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 09:29 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله صحبه و من مالاه ثم أما بعد
إنه مما يدمي القلب أن نرى من أمتنا من هو غارق في جهله غافل عن معاني كتاب ربه و يحسب أنه يحسن صنعا
أبو عبد الله المغربي قم من سباتك و أفق من غفلتك فليس لك هم إلا هذا الموضوع هدانا الله و إياك
نحن ننام في الطائرة وفي القطار وفي السفينة و قد لا نشعر بحركتها، فإذا اضطرب واحد منها استيقظنا وشعرنا بالتعب، وقد نطلب من السائق أن يعمل شيئاً يسكنها لتثبت، ولا نعني بطلب تثبيته أننا نريده أن يقف ولا يتحرك، بل أن ينقطع اضطرابه
من الذي أخبرك أن نظرية الإنفجار الكبير تابعة للداروينية؟
على العكس أخي الكريم فنظرية الإنفجار الكبير ترى خلق العالم من عدم فلابد من وجود خالق و تنفي أن يكون العالم قديم أزلي فهل تعي الفرق؟
هذا قول أحد الكفار عن الإنفجار الكبير
يقول أديموند ويتيكر: (ليس هناك ما يدعو إلى أن نفترض وجود مادة وطاقة قبل الانفجار العظيم)، وإلا فما الذي يميز تلك اللحظة عن غيرها؟ والأبسط أن نفترض الخلق من العدم بمعنى إبداع الإرادة الإلهية للخلق من العدم، علماً بأن هذه الصورة لا تكتمل إلا بوجود الإله) .. لأن شيئاً ما لابد أن يكون موجوداً على الدوام؟ هذا الشيء غير مادي (لأن المادة لها بداية) .. ولابد للمادة أن تكون من خلق عقل أزلي الوجود .. هذا الكائن، وهذا العقل الأزلي، هو الله ...
و لا أدري من أين أتيت أن الملاحدة يروجون للإنفجار الكبير فالعكس هو الصحيح الملاحدة هم الذين ينكرون نظرية الإنفجار الكبير
من قال أن العالم الغربي كله يروج للداروينية؟
العالم الغربي معظمه أسقط الداروينية و إن كان الداروينيون و الداروينيون الجدد يروجون لها إعلاميا بالصور و الأفلام و القصص الخيالية لعدم وجود أدلة تثبتها علميا
من قال أن العالم كل علومه مصدره الملاحدة؟ ألا يوجد يهود و نصاري؟ ألا توجد لهم كتب و إن كان فيها ما فيها تضاد الداروينية؟ ألا يحارب كثير من النصارى الداروينية؟
أم أنك تقسم العالم إلى مسلمين و ملاحدة فقط؟
ألم يتطلع علماء المسلمين على هذه العلوم و الأبحاث؟
كما ذكر أخونا أبو النفير؟
"سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"
لمن الخطاب في هذه الآية؟
"و السماء بنيناها بأيد و إنا لموسعون"
ألا تعلم أن سعة الخلق مما يدل على عظمته و بالتالي على عظمة الخالق سبحانه و تعالى؟
فو الله يا أخي لا علما شرعيا و لا كونيا قدمت
هدانا الله و إياك
أخونا أبو النفير تحية و تقدير
أحسنتم
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير
ـ[أبو عبد الرحمن الحسن]ــــــــ[07 - 08 - 09, 03:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم يا إخوة؟ وأعود إليكم بعد طول انقطاع ..
أرجو ألا يتناول موضوعي إلا من قد جمع بين العلم الشرعي والعلم الدنيوي ..
وجزاكم الله خيرا ..
وأنا مازلت في انتظار رد جامع مانع شامل مفصل .. والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/154)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[07 - 08 - 09, 06:45 ص]ـ
كيف يفسر من أنكر كون المسافة بين السماء والأرض 500 سنة هذه الآية الكريمة:
" يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون " السجدة 5
هذه ايضا تعطينا ان الزمن نسبي وهو مقدار غير ثابت وهو ماقاله واثبته نظريا انشتاين في النسبية
السؤال هو: كيف للجن ان يسترقوا السمع؟؟
فهل يقطعون كل هذه الملايين السنين الضويئة مثلا؟؟
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 11:49 ص]ـ
نحن الذي نعدّ. لكن، من العارج؟
كلمة لطيفه ......... نحن الذي نعدّ. لكن، من العارج.؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - 08 - 09, 12:57 م]ـ
الشيخ عبدالكريم الحميد حفظه الله، مع فضله في نفسه، يستنكر الكهرباء وبيوت الإسمنت و ... و ...
فإذا تكلم في مسائل الفيزياء وذَرْع الكون ... (الباقي عليك!)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 01:53 م]ـ
و بين ما أثبته العلم الحديث من معلومات يقينية وليست ظنية أو إفتراضية:
بأن المجرات الكونية تمتد لملايين السنوات الضوئية في الكون (أي السماء الأولى) وليس فقط تمتد لخمسمائة عام؟؟؟
في حقيقة الأمر لم أقرأ السؤال جيدا، لكني أخي الكريم أبا عبد الرحمن، لا أتفق معك في تلك العبارة المدونة بالأحمر، فليس تمت علم يقيني إلا الوحي. و كل العلوم الآلية أو الدنيوية مدبدبة و غير يقينية ...
و الله تعالى أعلم.(43/155)
نقض الكاشف لسعيد فودة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[29 - 07 - 07, 03:33 م]ـ
###جزاك الله خيراً، حرره المشرف لطوله المفرط وصعوبة فتحه، وهو مرفق###
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 04:38 م]ـ
جزاك الله خيرا
لو تنزلها بملف وورد لنضيفها للشاملة
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 05:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم و نفع بك
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[29 - 07 - 07, 11:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[31 - 07 - 07, 12:13 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - 07 - 07, 12:37 ص]ـ
وجزاك الله خيرا
ـ[فيصل]ــــــــ[31 - 07 - 07, 02:12 ص]ـ
تم تنزيل الكتاب وسيقرأ إن شاء الله، بارك الله فيك
وكتاب فودة المذكور قرأت قريب من ربعه ولم أستطع الإكمال من هول كذب وحماقته وجهله، والمصيبة أنه لا يعرف مذهبه هذا المتعالم الجاهل
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - 07 - 07, 11:24 م]ـ
وفيكم بارك الله جزاك الله خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 07 - 07, 11:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا، عساه في ميزان حسناتكم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - 07 - 07, 11:38 م]ـ
وجزاك الله خيرا أخي الفضلي
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[01 - 08 - 07, 10:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 08 - 07, 06:13 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[01 - 08 - 07, 06:17 م]ـ
جزاك الله خيرا أن قمت عن أهل السنة بهذه الكفاية.
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[01 - 08 - 07, 06:31 م]ـ
تم تنزيل الكتاب وسيقرأ إن شاء الله، بارك الله فيك
وكتاب فودة المذكور قرأت قريب من ربعه ولم أستطع الإكمال من هول كذب وحماقته وجهله، والمصيبة أنه لا يعرف مذهبه هذا المتعالم الجاهل
هل يمكنك مناظرته على موقع الأصلين وبيان ذلك؟
فسيكون في ذلك فائدة كبيرة إذا تبين صحة ما قلت.
وماهي النقاط التي لا يعرف فيها فودة مذهبه؟ حيث إنه يدعي أنه خبير به.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 08 - 07, 11:17 م]ـ
عمرو بسيوني جزاك الله خيرا
وأبوالحسن هداك الله ما ذكره الأخ فيصل من كذبه وتدليسه صحيح
أرأيت مناظرة المستقلة حسن السقاف مع الشيخ عدنان عرعور وغيره
وما كان فيها من كذب وتدليس سعيد فودة يفتخر بمساعدة حسن السقاف في هذه المناظرة
قال فودة في كتابه "موقف أهل السنة من الخلاف بين الغماري والسقاف" (ص11)، متفاخراً ومحاولاً إخفاء إعجابه بنفسه في مساعدة حسن السقاف في المناظرة التي حصلت على قناة المستقلة حول شيخ الإسلام: وقد فوجئت قبل سنتين أو ثلاث يناقش الوهابية على قناة فضائية في موضوع ابن تيمية، وحرصاً على إبداء سلامة النية طلبت من بعض الإخوة قبيل المناقشة أن يعرض على السقاف المساعدة إن احتاجها خاصة أنني قد قمت بكتابة كتاب موسع عن مذهب ابن تيمية, وأعرف مذهبه تماماً؛ فلم أكن أحب أن يتم الرد على ابن تيمية بصورة ضعيفة بل بشكل علمي رصين معتمد على فهم تام لمذهبه لا كما فعل السقاف, ولم يكن الجواب بالقبول وتعلل بضيق الوقت, ولما سافر وبدأ في الحلقة الأولى وأظهر من التهافت ما لا مزيد عليه، ظهر عليه الوهابية فلم يكن قادراً على مدافعتهم وجدالهم فتضايق كثيراً العديد من الناس .. وخوفاً من هذا المحظور وحرصاً على عدم وقوع التهافت أكثر مما بدا اتصل بي العديد من المشايخ وطلبوا مني بإلحاح أن اتصل به وأقوم بإعطائه من المعلومات والأساليب الجدلية ما به يستد حاله ويتقوم ركابه .. وفعلاً صرت أتصل به يومياً ودام ذلك عدة أيام وأعطيته من الملاحظات والمعلومات ما ظهر به على خصومه وأحرجهم في مواضع.
وأما بالنسبة للمناظرة فقد عرض عليه الشيخ عبدالرحمن دمشقية حفظه الله أن يناظره ولكنه تهرب.
ورحم الله ابن رجب حيث قال: وقد فتن كثير من المتأخرين بهذا فظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلم ممن ليس كذلك وهذا جهل محض.
فضل علم السلف على الخلف (35)
ـ[فيصل]ــــــــ[03 - 08 - 07, 06:20 ص]ـ
قرأت الكتاب أسأل الله أن يكتب لك الأجر العظيم. وأرجو أن لا تتوقفوا عن الرد على أهل الأهواء والبدع بعلم وفهم كعادتكم.
لكن الذي اعتقده أن سعيد فودة لا يحتاج لـ (رد) كما فعلتم بقدر ما يحتاج لـ (فضح) جهله وكذبه وتدليسه بطريقة تبين أسلوبه المخزي ومدى جراءته بالتحريف والبتر والكذب ومدى جهله المركب وبشكل مبسط بحيث ينكشف لمن يجهله، تماماً كما فعل الشيخ محمد الكثيري في مصنفه ((عبث أهل الأهواء بتراث الأمة ووقيعتهم في علمائها)) نظرة تطبيقية في كتب السقاف.
فجعل فصلاً في تحريفه للنصوص وفيه ألوان اللون الأول بتر النصوص واللون الثاني التلفيق بين النصوص واللون الثالث إقحامه كلمات في النصوص واللون الرابع إنزال الكلام عن موضعه ثم فصلاً في كذبه وتحته أمثله ثم عقد فصلاً اتباع الهوى وذكر أقساماً تحت كل واحداً منها أمثلة ثم فصلاً في ضعفه العلمي وتحته أمثلة كثيرة ثم فصلاً في كراهيته لكتب السلف والطعن فيها وقد أجاد فكشف حال السقاف تماماً جزاه الله خيرا.
وأنا أظن أن فودة هذا يحتاج لمثل ذلك خصوصاً كذبه وإنزاله الكلام عن موضعه وفهمه الأحمق له وجهله العلمي المطبق سواء في مذهبه او في مذهب خصمه.
وبارك الله فيكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/156)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[03 - 08 - 07, 03:55 م]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[10 - 04 - 09, 07:35 م]ـ
رفعته على جهازي من هنا .....
جزاكم الله خيرا شيخنا أبا عبد الرحمن على هذا الجهد المبارك وأسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتكم
لكن شيخنا عندي الحواشي باللغة الإنجليزية وهي بجانب الأرقام فلا أدر ما السبب؟؟
فلو تفيدونا بها
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[10 - 04 - 09, 11:12 م]ـ
وجزاكم مثله ربما يكون السبب نوع الخط
ارفعه من موقع صيد الفوائد
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[18 - 04 - 09, 12:14 ص]ـ
طيب،
إن شاء الله.
جزاكم الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 10:47 ص]ـ
هل يمكنك مناظرته على موقع الأصلين وبيان ذلك؟
فسيكون في ذلك فائدة كبيرة إذا تبين صحة ما قلت.
وماهي النقاط التي لا يعرف فيها فودة مذهبه؟ حيث إنه يدعي أنه خبير به.
ليتك راجعت نص الحوار بن الأخ هيثم حمدان وبين سعيد فودة حول هذا الكتاب في منتدى الأخير
وكيف أنه طرد وأغلق الموضوع بعد أن وافق على المباهلة مع أن سعيد فودة هو الذي طلب نه المباهلة أكثر من مرة
والله أنهم مساكين وأسأل الله أن يهديهم
وبارك الله في الأخ عبدالباسط ونفعنا الله بعلمه
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[21 - 04 - 09, 04:14 ص]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عبدالباسط الغريب
وإني تابعت بعض حلقاتك عن الأشاعرة في منتدى الألوكة. واستفدت منها
فجزاك الله خيرًا هنا وهناك ونفع بك.
ـ[المناوي الشافعي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 07:29 م]ـ
وقل للعيون العمي للشمس أعينٌ
سواك تراها في مغيبٍ ومطلع
وسامح نفوساً أطفأ الله نورها
بأهوائها لا تستفيق ولا تعي
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
" وإذا كانت هذه الألفاظ مجملة فالمخاطب لهم إما أن يفصل , ويقول ما تريدون بهذه الألفاظ؛ فإن فسروها بالمعنى الذي يوافق القرآن قبلت , وإن فسروها بخلاف ذلك ردت , وإما أن يمتنع عن موافقتهم في التكلم بهذه الألفاظ نفيا وإثباتا؛ فإن امتنع عن التكلم معهم فقد ينسبونه إلى العجز والانقطاع.
وإن تكلم بها معهم نسبوه إلى أنه أطلق تلك الألفاظ التي تحتمل حقا وباطلا , وأوهموا الجهال باصطلاحهم أن إطلاق تلك الألفاظ يتناول المعاني الباطلة التي ينزه الله عنها.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 06:42 م]ـ
هذا نص الحوار بين سعيد فودة و هيثم حمدان في منتدى ........ :
سعيد فودة
هيثم حمدان يتصدى للرد على الكاشف الصغير؟؟؟؟ في مسألة الكلام
--------------------------------------------------------------------------------
أثناء كلام مع هيثم حمدان
ادعى أنني لم أفهم كلام ابن تيمية بشكل صحيح، وذلك كما أوردته في كتاب الكاشف الصغير في توضيحي لاعتقاده في مسألة الكلام.
وتمنى أن يحصل نقاش بيني وبينه في هذه المسألة ليبين لي كيفية غلطي في هذا الكتاب.
وبهذا يكون أول سلفيٍّ تصدى للرد على الكاشف الصغير.
وأنا مستعد والله فإن كان هيثم حمدان أهلا لذلك فليقدم على ذلك إقداما
وإن لم يثبت دعواه يتبين للجميع تعاليه الفارغ وعدم أهليته للنقاش والكلام في هذه المباحث.
فأنا من الآن أمنحه هذه الفرصة وأفتح له هذا الباب بنفسي وأحقق له أمنيته، حتى لا يقول أحد الجهلة إننا لا نسمح لمن يخالفنا بأن يخالف ولا نسمح لأحد بأن يظهر رأيا له، وحتى لا يدعي بعض الأغبياء المتسرعين بأننا نتسلط عليهم فكريا كما ادعى الكرار الذي تبين أنه ليس كذلك فكرَّ هاربا بحجج صبيانية تافهة.
وإن لم يفعل ولن يفعل فلكل حادث حديث.
وأنا منذ الآن يا هيثم بانتظار الرد وسماع دعواك ورؤية كلامك.
__________________
سامح يوسف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ العلامة سعيد فودة حفظه الله
[كلامه متابعة لشيخه فحذفته]
__________________
هيثم عبدالحميد حمدان
بما أن الموضوع الآخر أغلق فقد كتبتُ هذا هنا.
عندي لك يا أخ سعيد وللأخ بلال السؤال التالي: هل أنتما على استعداد للمباهلة حول بعض المسائل التي تناقشنا حولها وغيرها؟ وبالذات المسائل التالية:
* علو الله سبحانه الحسي على الخلق.
* كون الله خارج العالم.
* أن القرآن الذي بين أيدينا قد تكلم به الله على الحقيقة بحرف وصوت.
* استواء الله على عرشه على الحقيقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/157)
* رؤية الموحدين الحقيقية لربهم يوم القيامة بأعين رؤوسهم وفي جهة.
* وجود علل وأسباب في العالم.
وأنا وإن كنتُ مستعداً للمباهلة لكنني لا أريدكما أن تفهما سؤالي على أنه طلب للمباهلة، ولكنه مجرد سؤال.
__________________
سعيد فودة
نعم يا هيثم أنا مستعد للمباهلة على بطلان عقيدة ابن تيمية، وعلى أن ما يقوله أهل الحق في هذه المسائل هو الأصح مطلقا، وأنا أقصد بعقيدة ابن تيمية من مثال ما وضحته في الكاشف الصغير ومن مثال ما ذكرتَه أنت وصرحتَ به في أثناء كلامنا معك من حلول الحوادث وعدمها وغير ذلك مما أعتبره مصائب وبلايا. وإن كنت لا أفضل هذا الأسلوب، وقد كنت قد باهلت أحد السلفيين قبل عدة أعوام فلم يمض عليه زمان حتى انتكس وضعه وانحرف عن جادة الدين والإسلام.
ورفقا بنفسك، ووالله العلي العظيم، لولا أنني رفيق بك، لأريتك ألوانا من النقاش لم تكن تحلم بها. ولكنني قد قلت لك في ذلك الموضع ما كنت أريده منك وبك.
فاحرص أيها الأخ على الازدياد في التعلم وتمهل فربما يريد الله تعالى بك خيرا مما تريده لنفسك. ولا تقتصر في قراءاتك على كتب ابن تيمية فتظل منحصرا في فهمك في أفكاره ولن تتعداها. فيكون عاقبة هذا عليك كبيرة وربما لا تدركها أنت الآن. وسوف تتذكر هذا الكلام الذي أقوله لك الآن في المستقبل. وندعو الله تعالى لجميع المسلمين بالخير والاهتداء إلى الحق. آمين.
والله الموفق.
__________________
هيثم عبدالحميد حمدان
لستُ أسأل عن استعدادك للمباهلة حول عقيدة ابن تيمية يا أخ سعيد أو عن حلول الحوادث أو حول ما في كتابك، إنما أسأل عن النقاط التي ذكرتها فوق بالتحديد. هل أنت مستعدّ للمباهلة حولها؟
وكذلك السؤال للأخ بلال.
__________________
سعيد فودة
أنا مستعد للمباهلة على كل ما يخالف الحق الراسخ في اعتقادي أيها المسكين، وما كنت قلته لك سابقا وهو المباهلة بخصوص مذهب ابن تيمية وبطلانه، أكثر بكثير مما تعتقده أنت.
ولكني لم أجعل ما تعتقده أنت مرجعا لي في المباهلة لأن موضوع المباهلة يجب أن يكون واضحا، وابن تيمية أكثر وضوحا بالنسبة لي منك، لزيادة علمه. وأعتقد أن كلامي واضح فلا تتحاذق كثيرا في مجال لا يحتاج لذلك.
وأباهلك في كل ما يتعلق بتنزيه الله تعالى وكونه فاعلا مختارا سواء رؤيته أو جلوسه الذي تزعمون أنتم أنه الاستواء والجهة والتركيب وحلول الحوادث وغير ذلك مما تعتقدون أنفسكم قائلين فيه بعقيدة السلف.
أعتقد أن كلامي واضح كفاية.
__________________
هيثم عبدالحميد حمدان
لقد أخبرتك من قبل يا أخ سعيد أن السلفيين لا يرون في كتابك تحدياً فكرياً لعقيدتهم ...
بالنسبة لموضوع المباهلة، فدعني أيسر الأمر عليّ وعليك، حيث أن إجابتك ليست صريحة: ولنقتصر على مسألة العلو.
هل أنت مستعدّ للمباهلة على أن الله في جهة العلو الحسي؟ يعني أنه فوق العالم؟
أم أنك تقول كما قال التفتازاني في شرح المقاصد:
فإن قيل: إذا كان الدين الحق نفي الجهة والحيّز، فما بال الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك من غير أن يقع في موضع واحد منها تصريح بنفي ذلك، كما كرّرت الدلالة على وجود الصانع ووحدته وعلمه وقدرته وحقيقة المعاد وحشر الأجساد في عدة مواضع، وأكّد غاية التأكيد مع أن هذا أيضاً حقيق بغاية التأكيد والتحقيق، كما تقرّر في فطرة العقلاء مع اختلاف الأديان والآراء من التوجه إلى العلو عند الدعاء ومدّ الأيدي إلى السماء؟
أجيب: بأنه لما كان التنزيه عن الجهة مما تقصر عنه عقول العامة، حتى تكاد تجزم بنفي ما ليس في جهة، كان الأنسب في خطابهم والأقرب إلى صلاحهم، والأليق إلى دعوتهم الحق، ما يكون ظاهراً في التشبيه، وكون الصانع في أشرف الجهات مع تنبيهات دقيقة على التنزيه المطلق عما هو من سمة الحدوث. اهـ.
أظن المسألة الآن وضحت، ولا داعي لإقحام ابن تيمية هنا. فأرجو الإجابة بنعم أو لا لو سمحت.
__________________
سعيد فودة
قال الإمام السعد التفتازاني في شرح المقاصد قبل ما نقلته عنه بصفحة واحدة:"وأما القائلون بحقيقة الجسمية والحيز والجهة فقد بنوا مذهبهم على قضايا وهمية كاذبة تستلزمها، وعلى ظواهر آيات وأحاديث تشعر بها ... "
ثم ذكر بعض استدلالات المجسمة بما يسمونه أدلة عقلية وأدلة سمعية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/158)
وقال رحمه الله تعالى:"وأما المخالفون -أي في تنزيه الله تعالى- فمنهم من أطلق الجسم بمعنى الموجود والجوهر بمعنى القائم بنفسه والحق المنع شرعا واحتياطا.
ومنهم المجسمة القائلون بأنه جسم على صورة شاب أمرد أو شيخ أشمط أو سبيكة بيضاء تتلألأ.
والمشبهة القائلون بأنه في جهة العلو وفوق العرش مماسا له أو محاذيا ببعدٍ متناه أو غير متناه ...... "اهـ
فالإمام التفتازاني يقطع بان الله تعالى منزه عن الجهة والحيز والجسمية، ثم يقول في الجواب على استدلالاتهم بما ذكره:"أنها ظنيات سمعية في معارضة قطعيات عقلية فيقطع بأنها ليست على ظاهرها .. "اهـ
ثم بين أن الطريق في التعامل معها إما التفويض وإما التأويلات المناسبة الموافقة لما دلت عليه الأدلة العقلية.
وأنا أزيد وأقول بل إن الأدلة الشرعية دلت على التنزيه المطلق كما نص على ذلك العلامة التفتازاني في قوله الذي نقلته أنت يا هيثم وربما لم تفهمه، وهو:" .... مع تنبيهات دقيقة إلى التنزيه المطلق عما هو من سمات الحدوث."اهـ، فالجهة والحيز والتركيب والجسمية من سمات الحدوث
وأنت قطعت كلام التفتازاني عند هذه العبارة مع أن مقتضى النقل يوجب عليك أن تكمل نقل السطرين التاليين، فهناك يقول التفتازاني مباشرة بعد الفقرة التي نقلتها عنه:" وتوجه العقلاء إلى السماء ليس من جهة اعتقادهم أنه في السماء بل من جهة أن السماء قبلة الدعاء، إذ منها يتوقع الخيرات والبركات وهبوط الأنوار ونزول الأمطار."اهـ
وبهذا ينتهي كلامه الدقيق في هذا الموضع.
ولا أظنك قطعت هذين السطرين ولم تنقلهما إلا لأنهما صريحان في نفي الجهة، كما لم تنقل ما بينته لك سابقا.
فإذا كنت تعتقد يا هيثم أن التفتازاني يقول بالجهة، فذلك جهل منك.
وإذا كنت تعتقد يا هيثم أنا نشك في نفي كون الله تعالى في جهة حسية على حد تعبيرك واعتقادك فهذه سذاجة منك، بل هذا لا يقبل الشك عندنا.
وأنا والله صرت أكاد أضحك حسرةً عليك كلما رأيت لك كلاما، لما يظهر عليه من فهاهة علمك ودرايتك بهذه المسائل، ومع ذلك تصرُّ على مذهبك مع كل هذا التناقض الصادر عنك.
وبعد هذا كله تسأل عن المباهلة!!!! سبحان الله
ولا أدري لماذا لا تريد أن تضع ابن تيمية جانبا في هذا النقاش مع أنك تصدر عن فهمك له وتنصر ما تعرفه من مذهبه، وكلما ظهر لك معنى منه تمسكت به.
ومع هذا تدخل التفتازاني في النقاش، أنت متناقض حتى في هذا الأمر!!
فالله تعالى ليس في جهة حسية ولا هو جسم ولا ولا تحدث فيه صفات حادثة كما تعتقدون أيها المجسمة، هذه هي عقيدتي التي أقطع بها.
__________________
هيثم عبدالحميد حمدان
دائماً تظلمني يا أخ سعيد، هل قلتُ أنا إن التفتازاني يقول إن الله في جهة؟! لم أقل ذلك.
التفتازاني صرّح بأن الله ليس في جهة، لكن انظر كيف يؤصل موقف خصمه أحسن تأصيل، وكيف يصرّح بأن:
الكتب السماوية تشعر بالعلو ... والأحاديث النبوية تشعر بالعلو ... في مواضع لا تحصى ... من غير أن يقع في موضع واحد من الكتب السماوية والأحاديث النبوية التصريح بنفي العلو ... وأن العلو متقرر في فطر العقلاء ... مع اختلاف الأديان والآراء ... ومن مظاهره التوجه إلى العلو عند الدعاء ومدّ الأيدي إلى السماء.
أقول يا أخ سعيد: تأمل كيف يؤصل موقف خصمه أحسن تأصيل، ثم يجيب عليه بجواب ضعيف متهافت.
فقلت في نفسي: لعل التفتازاني يرى عقيدة العلو في قرارة نفسه لكنه يصرح بخالف ذلك لأمر ما.
فيكون حاله في ذلك حال القرطبي القائل: "وأظهر الأقوال؛ وإن كنت لا أقول به ولا أختاره؛ ما تظاهرت عليه الآي والأخبار والفضلاء الأخيار: أن الله (سبحانه) على عرشه كما أخبر في كتابه، بلا كيف، بائن من جميع خلقه".
والآن أقول: لعل سعيد فودة مثلهما، يرى العلو في قرارة نفسه، وها هو لم يصرّح باستعداده للمباهلة حول مسألة العلو!
__________________
بلال النجار
بسم الله الرحمن الرّحيم
يا هيثم،
لا أحد يظلمك أيها الجاهل، ولكنك الظالم لنفسك وللآخرين.
كيف أيها الأحمق تقول: (دائماً تظلمني يا أخ سعيد، هل قلتُ أنا إن التفتازاني يقول إن الله في جهة؟! لم أقل ذلك)
ثمّ تقول: (فقلت في نفسي: لعل التفتازاني يرى عقيدة العلو في قرارة نفسه لكنه يصرح بخلاف ذلك لأمر ما)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/159)
من ذا الذي يقرأ السّعد في شرح المقاصد فتقول له نفسه هذا الكلام! إلا أن تكون نفسه خبثت لفرط تكيّفها مع فاسد الأفكار. ولا بعد على من كان مثلك يتوهم في الله جلّ وعزّ الأوهام، ويتخيّل الخيالات أن تسوقه خيالاته أيضاً ليشك في إخلاص ونزاهة السادة الأكابر من العلماء. ولا أغضب لهم الآن، بعدما وقع منك الأعظم، وأبلى البلايا، وهو الخوض في ذات الله تعالى بالتجسيم والتشبيه.
إنه لا القرطبي أيها التافه، ولا السعد، ولا شيخي الجليل، يعتقدون بأن الله جلّ وعزّ جالس على العرش مماس له، ولا أنه فوق العالم في جهة منه، بل هذه عقائد شيخ مشايخكم، وأشياخه من المجسّمة والمشبّهة.
وهذه الأساليب المواربة الملبّسة على الخلايق، ومنهج التستّر بأستار التنزيه حال الغرق في أوحال التجسيم حتّى الأذنين، هو منهجكم، وطريقتكم المثلى، التي حقّكم لبراعتكم فيها أن تشيّدوا المدارس لتعليم فنونها من التورية وأبواب الهرب بالمعاريض، وحسن التخلّص بالكذب على أنفسكم، وعلى الناس، وعلى الله سبحانه وتعالى.
وحقّ لمثلك أن يكتب، وأن يقرأ الناس كلامه، في زمن الدّعة، قبح الله الدّعة. حين قبض الله جلّ وعز أمثال السعد صرت يا رويبضة تتكلّم في هكذا مسائل. وحين يكون الكلام هكذا عن بعد، يمكنك أن تنعق بما تريد. ولو كنت أيها التافه بين يدي أضعف طلاب شيخي في مناظرة حقيقة، إذ هو أشرف وأكبر من أن يناظر مثلك، لقبض عليك في يده كما يقبض على عصفور، حتّى صرت تصرخ وتبكي. ولكن لمّا كانت هذه الوسيلة تسمح لك وأنت في بيتكم أن تتنطّع بمثل هذه التخريفات، وتنال من الأكابر، دون رقيب ولا حسيب، لم يكن قولنا إلا أنّ الله تعالى المستعان، وهو حسبنا فيك ونعم الوكيل، وهو جلّ وعزّ سائلك عمّا تفتريه. قبحكم الله جهلكم، وطريقتكم الخسيسة.
أتطلب المباهلة على أن الله تعالى في جهة، ويعلو خلقه علواً حسيّاً، ما أجهلك! ما اجرأك على الله تعالى، من أين علمت ذلك أيها المفتري على الله تعالى. أين تذهب من الله تعالى أيها التافه العميّ. إن شيخي صرّح بأنه مستعد للمباهلة على هذه المسألة أكثر من مرّة، وأنا مثله، نباهل العالم أجمع على أنّ الله تعالى ليس في جهة من العالم ولا في مكان، ولا جالساً على العرش ولا مماساً له، ولا أيّ شيء من ترّهات التجسيم والتشبيه التي تقولون بها أيها الأحمق.
وأن أنصح لك لوجه الله تعالى أن لا تفعل، ولكن إن كنت مصرّاً فاختر المكان والزمان الذي يناسبك، لأناظرك أولاً أمام الناس، وأظهر لهم مقدار جهلك وشدّة غبائك والحمق الذي تأصل وعشش في عقلك. ثمّ أباهلك علناً على ما طلبت، ثمّ ليقض الله تعالى أمراً كان مفعولا. والله تعالى حسبي ونعم الوكيل.
__________________
هيثم عبدالحميد حمدان
والله يا أخ بلال إنني ما رأيت مبتدعاً ضالاً مخادعاً لنفسه مثلك. تعرف الحق وتصر على الباطل، أو أن فطرتك نكست فصرت لا تعرف حقاً من باطل. وليس هذا رأيي وحدي ولو أطلعك على بعض ما وصلني من رسائل الإخوة حول ما كتبت في مناقشتك لي، لرغم أنفك في التراب.
=======
وأنا مصرّ على مباهلتك ===== حول مسألة علو الله الحقيقي على خلقه، وإن كنت أصلاً لم أكتب الموضوع طلباً للمباهلة.
.... اذكر صيغة المباهلة التي تريد ويكتبها كل منا هنا، مع الاجتهاد والإلحاح في الدعاء.
وأسأل الله أن يجعل مثَلي ومثَلك كمثل الشيخ العلامة السلفي المحب لابن تيمية (صديق حسن خان) ومثل الذي باهله في باب صفات الله تعالى: فلم يقم المخالف غير شهرين حتى مات (عون الباري لحل أدلة صحيح البخاري 5/ 334).
وقال ابن حجر: ومما عُرف بالتجربة أن من باهل وكان مبطلاً لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة، وقد وقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة فلم يقم بعدها غير شهرين (فتح الباري 8/ 95).
وأنا بالانتظار.
--------------------------------------------------------------------------------
آخر تحرير بواسطة جلال علي الجهاني: 02/ 05/04 الساعة 11:50 11:50:51 AM.
ثم كانت النتيجة: أن أعلنوا عنه أنه (موقوف بسبب عدم قدرته على الفهم أو الحوار)!
وقال الأخير (جلال علي الجهاني):
.....
وبعد ..
فإن الجميع يعلم أن أحد أهداف هذا المنتدى هي مناقشة الخصوم، والسماح لهم بعرض آرائهم مهما كانت، بشرط التزام الأدب والمنهجية العملية في المناقشة والحوار ..
وكان أحد أبرز المجادلين من الحشوية الأخ هيثم حمدان، الذي سمحنا له بالاشتراك هنا، ولم نتبع سبيل أهل نحلته -باعترافه هو- في منع المخالفين من الكلام والحوار ..
ولكن بعد هذه المدة الطويلة لاحظ الجميع ... محاوروه وغيرهم .. أنه يخرج عن الجادة ويسلك سبيل السفسطة والضلال ..
وقام العديد من المرات باستخدام عبارات خارجة عن حدود اللياقة والأدب .. فلم تجد إدارة هذا المنتدى بداً من أن تقوم بإيقافه عن المشاركة إلى أن يثبت لديها أنه أهل للنظر والبحث ..
والله الموفق لا رب غيره ولا معبود سواه ...
===========
بعد ماذا؟؟؟!!! يا جلال!!!!!!!!!!!!!!
وللفائدة: لم يكن جلال في المعمعة وإنما اكتفى بالجعجعة من وراء الحدود!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/160)
ـ[علاء ابراهيم]ــــــــ[05 - 08 - 10, 11:06 ص]ـ
قاتل الله الجهل وأهله , أستغرب من حال هؤلاء المفتونين .. !!
الذي بات الكذب والتدليس صفة مميزة لهم , فهم عندما يواجهوا بالحق تأخذهم العزة بالإثم وتأبى الكبرياء الممقوتة في قلوبهم إلا أن تبحث على كل ما ينصر مذهبهم حتى وإن تلبس بكذب وخداع لا يخفى علي ذي بصيرة.
اللهم أهدنا وإياهم للحق(43/161)
سؤال في الصلاة على النبي
ـ[محمد المرتظى]ــــــــ[29 - 07 - 07, 08:29 م]ـ
السلام عليكم
إخواني دائما نقول صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه فماهو دليل ربط الصحابة في الصلاة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
أنتظر الشرح
وبارك الله فيكم
ـ[محمد المرتظى]ــــــــ[30 - 07 - 07, 02:06 م]ـ
ألا يوجد فارس للسنة يجاوبني
طال إنتظاري يا إخواني
ـ[محمد المرتظى]ــــــــ[30 - 07 - 07, 06:02 م]ـ
الحمد لله رب العالمين فقد وجت جواب سؤالي من موقع المشكاة
وبارك الله فيكم إخواني
ـ[توبة]ــــــــ[30 - 07 - 07, 06:06 م]ـ
يا ليتك أخي الفاضل تنقل ما وجدته هنا لإفادتنا،زادك الله علما و نفع بك.
ـ[محمد المرتظى]ــــــــ[30 - 07 - 07, 06:13 م]ـ
والله يا أختي الكريمة قصدت أن لا أكتب ما وجدته حتى يطلب مني أحد الإخوة ذلك
وهذا لأن الموضوع وضعته بالأمس ولم يكتب أحد فيه شيء حتى ظننت أن الموضوع لم يمر عليه أحد لذلك أردت أن ارى في هذا الشريط ولو مشاركة واحدة لكي يطمئن قلبي
وبارك الله فيك أختي الكريمة وزادك حرصا هذا هو الموضوع منقولا من موقع المشكاة
أولاً: ما معنى الصلاة الواردة هنا؟
قال الإمام البخاري:
باب (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) قال أبو العالية صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء، وقال ابن عباس: (يُصَلُّونَ) يبركون.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: معنى " صَلَّى الله على محمَّدٍ ": أي: أثنى عليه في الملأ الأعلى. وهذه جملة خبرية لفظاً، إنشائية معنى؛ لأنه ليس المراد أنِّي أُخبرُ بأن الله صلَّى؛ ولكنَّني أدعو الله ـ عزَّ وجلَّ ـ أن يُصلِّيَ، فهي بمعنى الدُّعاء، والدُّعاءُ إنشاءٌ.
وقوله: "وسلَّم" وهذه أيضاً جملة ٌخبريةٌ لفظاً، إنشائيَّةٌ معنى، أي: أدعو اللهَ تعالى بأن يُسَلِّمَ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
والسَّلامُ: هو السَّلامةُ من النقائص والآفات. فإذا ضُمَّ السَّلامُ إلى الصَّلاةِ حَصَلَ به المطلوبُ، وزال به المرهوبُ، فَبالسَّلامِ يزولُ المرهوبُ وتنتفي النقائصُ، وبالصَّلاة يحصُلُ المطلوبُ وتَثْبُتُ الكمالات ُ. اهـ
ثانياً: هل الصلاة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم أو هي عامة؟
بمعنى: هل يُصلّى على غير النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: نعم.
قال الله تبارك وتعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)
وقال الله عز وجل: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمتثل ذلك الأمر الرباني.
فعن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: اللهم صل على آل فلان. فأتاه أبي بصدقته، فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى. رواه البخاري ومسلم.
وبوّب عليه الإمام البخاري – رحمه الله – بـ " باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة، وقوله (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
وهذا يدلّ على العموم، وعلى أنه ليس خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وعن جابر بن عبد الله أن امرأة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: صلّ عليّ وعلى زوجي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صلى الله عليك وعلى زوجك. رواه الإمام أحمد وأبو داود، وصححه الألباني.
ونحن نقول في كل صلاة: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. كما في الصحيحين.
قال الإمام النووي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/162)
وقوله: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. احتج به من أجاز الصلاة على غير الأنبياء، وهذا مما اختلف العلماء فيه؛ فقال مالك والشافعي رحمهما الله تعالى والأكثرون: لا يصلى على غير الأنبياء استقلالا، فلا يُقال: اللهم صل على أبي بكر أو عمر أو علي أو غيرهم، ولكن يصلى عليهم تبعا، فيُقال: اللهم صل على محمد وآل محمد وأصحابه وأزواجه وذريته، كما جاءت به الأحاديث، وقال أحمد وجماعة: يُصلى على كل واحد من المؤمنين مستقلا، واحتجوا بأحاديث الباب، وبقوله صلى الله عليه وسلم: اللهم صل على آل أبي أوفي، وكان إذا أتاه قوم بصدقتهم صلى عليهم. قالوا: وهو موافق لقول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ). اهـ
ثالثاً: ما معنى (آل محمد)؟
اختُلِف فيها على خمسة أقوال.
الصحيح أنها عامة إذا أُطلقت، فإذا قال المُصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم:
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.
فإن (آل) تشمل أقاربه وأصحابه وأتباعه على دينه.
أما إذا قرن الـ (آل) بالصّحب، فيدلّ الـ (آل) على المؤمنين من قرابته صلى الله عليه وسلم، والصّحب يدلّ على أصحابه رضي الله عنهم.
قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله:
والآل أي آله صلى الله عليه وسلم، وهم أتباعه و أنصاره إلى يوم القيامة، كما قيل:
آل النبي همو أتباع ملته **** على الشريعة من عجم ومن عرب
لو لم يكن آله إلا قرابته **** صلى المصلى على الطاغي أبي لهب
و يدخل الصحابة في ذلك من باب أولى، و يدخل فيه أهل بيته من قرابته و أزواجه وذريته من باب أولى وأولى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا ذُكِر " الآل" وحده فالمرادُ جميعُ أتباعه على دينه، ويدخلُ بالأولويَّة مَنْ على دينه من قرابته؛ لأنهم آلٌ من وجهين: من جهة الاتِّباع، ومن جهة القَرابة. وأما إذا ذُكِرَ معه غيرُه فإنَّه يكون المرادُ بحسب السِّياق، وهنا ذُكِرَ الآلُ والأصحابُ ومن تعبَّد، فنفسِّرُها بأنهم المؤمنون من قرابته؛ مثل عليِّ بن أبي طالب، وفاطمة، وابن عبَّاس، وحمزة، والعبَّاس، وغيرهم.
قوله: "وأصحابِه" جمع صَحْب، وصَحْبٌ اسم جمعِ صاحبٍ، فأصحابه: كُلُّ من اجتمع به مؤمناً به، ومات على ذلك، ولو لم يَرَهُ، ولو لم تَطُل الصُّحبةُ. اهـ
ومثله لفظ (السلام)
قال عليه الصلاة والسلام: إذا صلى أحدكم فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، قال: فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. رواه البخاري ومسلم.
إلا أن الصحيح أن الصلاة على غير النبي استقلالاً تُكره؛ لأن ذلك من شعار أهل البدع، كالرافضة الذين يُصلّون على الأئمة دون غيرهم.
وقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
هل يجوز أن يُصلى على غير النبي صلى الله عليه وسلم، بأن يُقال: اللهم صل على فلان؟
فأجاب رحمه الله:
الحمد لله قد تنازع العلماء هل لغير النبي أن يُصلى على غير النبي مفرداً؟ على قولين:
أحدهما: المنع، وهو المنقول عن مالك والشافعي واختيار جدي أبى البركات.
والثاني: أنه يجوز، وهو المنصوص عن أحمد واختيار أكثر أصحابه، كالقاضي وابن عقيل والشيخ عبد القادر، واحتجوا بما روي عن علي أنه قال لعمر: صلى الله عليك، واحتج الأولون بقول ابن عباس: لا أعلم الصلاة تنبغي من أحد على أحد إلا على رسول الله، وهذا الذي قاله ابن عباس لما ظهرت الشيعة وصارت تظهر الصلاة على عليّ دون غيره، فهذا مكروه منهي عنه كما قال ابن عباس، وأما نُقل عن علي، فإذا لم يكن على وجه الغلو، وجعل ذلك شعاراً لغير الرسول، فهذا نوع من الدعاء وليس في الكتاب والسنة ما يمنع منه، وقد قال تعالى (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الملائكة تُصلي على أحدكم مادام في مصلاه الذي فيه ما لم يُحدث، وفى حديث قبض الروح: صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه، ولا نزاع بين العلماء أن النبي يُصلى على غيره، كقوله: اللهم صل على آل أبى أوفى، وأنه يُصلِّي على غيره تبعاً له، كقوله: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. والله أعلم.
وقال في موضع آخر:
وذهب الإمام أحمد وأكثر أصحابه إلى أنه لا بأس بذلك (الصلاة على غير النبي)؛ لأن عليّ بن أبى طالب رضي الله عنه قال لعمر بن الخطاب: صلى الله عليك، وهذا القول أصحّ وأولى، ولكن إفراد واحد من الصحابة والقرابة كعليّ أو غيره بالصلاة عليه دون غيره مضاهاة للنبي صلى الله عليه وسلم بحيث يجعل ذلك شعاراً معروفا باسمه: هذا هو البدعة. اهـ.
والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/163)
ـ[توبة]ــــــــ[30 - 07 - 07, 06:47 م]ـ
صلّى الله على محمد و على آله و صحبه،و سلم عليه تسليما كثيرا.
جازاكم الله خير الجزاء أخي الفاضل.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[01 - 09 - 07, 09:28 م]ـ
جزاك الله خيراً(43/164)
مرتكب الكبيرة
ـ[سمر الزين]ــــــــ[29 - 07 - 07, 11:30 م]ـ
إعداد: سمر الزين
مشرفة موقع مسلمات أون لاين
www.muslimatonline.com (http://www.muslimatonline.com)
أول من ابتدع القول بكفر أصحاب الكبائر هم الخوارج، وكان كلامهم ونقدهم – في بدايته - مسلطاً على الحكام، الذين وقعت منهم معاص استحقوا الكفر بسببها – من وجهة نظرهم – فكفَّر الخوارج الحكام أولاً، ثم عمموا القول بالتكفير على كل أصحاب الكبائر، وبذلك يظهر أن مسلك التكفير لم يكن مسلكاً علمياً بحتاً قاد إليه الكتاب والسنة، وإنما كان مسلكاً قادت إليه الحماسة الزائدة، وظروف الحرب السائدة آنذاك بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما –.
فقد أثار الخوارج في عهد علي - كرّم الله وجهه - الجدل في مسألة مرتكب الكبيرة، وذلك بعد التحكيم، إذ حكموا بكفر من رضي بالتحكيم باعتباره كبيرة في نظرهم، وكفّروا علياً – رضي الله عنه – كما كفّروا من معه.
وقد جرّ هذا إلى المناقشة في شأن مرتكب الكبيرة: أهو مؤمن أم غير مؤمن، وأهو مخلد في النار يوم القيامة، أم يرجى له الغفران، وأخذ الجدل فيها ينمو ويزيد حتى اختلف العلماء في ذلك اختلافاً كبيراً.
الكبيرة عند الخوارج:
قال قوم من الخوارج: أن التكفير إنما يكون بالذنوب التي ليس فيها وعيد مخصوص، فأما الذي فيه حد أو وعيد في القرآن، فلا يزاد صاحبه على الاسم الذي ورد فيه مثل تسميته زانياً وسارقاً ونحو ذلك. (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn1)
اختلفت فرقالخوارج: المحكِّمة، و الأزارقة، والمكرمية، والشبيبية من البيهسية، واليزيدية، والنجدات، في سبب كفر صاحب الكبيرة.
فعند المكرمية: أن سبب كفره ليس لتركهالواجبات أو انتهاك المحرمات، وإنما لأجل جهله بحق الله إذ لم يقدره حق قدره.
وأما النجدات فقد فصلوا القول بحسب حال المذنب، فإن كان مصراً فهو كافر، ولوكان إصراره على صغائر الذنوب، وإن كان غير مصر فهو مسلم حتى وإن كانت تلك الذنوب منالكبائر. (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn2)
حكم مرتكب الكبيرة عند الخوارج:
ذهب الخوارج إلى أن كل من يرتكب ذنباً واحداً ولم يوفق للتوبة، حبط عمله، واتصف بكونه كافراً (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn3) ، وإلى هذا ذهبت فرقة الأزارقة منهم حيث قالوا أن العاصي كافر بالله تعالى كفر شرك يخرج به عن ملة الإسلام جملة هو وزوجه وأولاده، ويكون مخلداً في النار مع سائر الكفار (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn4)، واستدلوا بكفر إبليس، وقالوا: ما ارتكب إلا كبيرة، حيث أمر بالسجود لآدم عليه السلام فامتنع، وإلا فهو عارف بوحدانية الله تعالى. (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn5)
وبعض المتطرفين من فرق الخوارج ذهبوا إلى حد اعتبار مرتكب الإثم مستحقاً للموت شأنه شأن المرتد. (4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn6)
أما النجدات من فرق الخوارج فهم لايكفّرون مرتكبي الذنوب، فيقولون عنه كافر نعمة لا كافر دين. (5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn7)
مصير مرتكب الكبيرة عند الخوارج:
حكم الخوارج على العاصين بالخلود في النار (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn8)
وقد أجمعوا على أن الله سبحانه وتعالى يعذب أصخاب الكبائر عذاباً دائماً، إلا ّ النجدات فإنها لاتقول ذلك. (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn9)
كما قال الخوارج أن مرتكبي الكبائر ممن ينتحل الإسلام يعذّبون عذاب الكافرين. (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn10)
وبرر الخوارج قولهم هذا بأنه لايجوز أن يجتمع في الإنسان الواحد الإيمان والنفاق، فيكون محموداً من وجه ومذموماً من وجه آخر، فيستحق الجنة والنار جميعاً، فهم لايرون إلا خلوداً في الجنة أو خلوداً في النار. (4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn11)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/165)
إذاً فالخوارج ( http://www.alhawali.org/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000007) جعلوا مرتكب الكبيرة، كمن ترك شهادة أن لا إله إلا الله، كافراً خارجاً عن الملة في الدنيا، وفي الآخرة خالداً مخلداً في النَّار أيضاً، وَقَالُوا: الشَّفَاعَة لا تنفع الكافر الخارج عن الملة، واختلفوا في اسمه في الدنيا - فقط - ف ( http://www.alhawali.org/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000007) قالوا: كافر في الدنيا وفي الآخرة خالد مخلد في النار.
أدلة الخوارج في الحكم على مرتكب الكبيرة:
تلمّس الخوارج لما ذهبوا إليه من تكفيرأهل الذنوب بعض الآيات والأحاديث، وتكلّفوا في رد معانيها إلى ما زعموه من تأييدهالمذاهبهم. ونأخذ من تلك الأدلة قوله تعالى:
} وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ {[المائدة: 44]
فكل مرتكب للذنوب حكم لنفسه بغير ما أنزل الله فيكون كافراً.
وهذا الاستدلال مردود؛ لأن المراد بالآية من لم يحكم بشيء مما أنزل الله أصلاً، أو هو التوراة بقرينة ما قبله وهو (إنا أنزلنا التوراة) وأمتنا غير متعبدين بالحكم بها فيختص اليهود. (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn12)
} وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {[آل عمران: 97] فجعلوا تارك الحج كافراً، وترك الحج ذنب، فكل مرتكب للذنب كافر.
وهذا الاستدلال مردود كذلك؛ لأن المراد بالكفر في هذه الآية لمن جحد وجوب الحج، لا لمن تركه. (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn13)
} ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ {[سبأ: 17]
ووجه استدلالهم بالآية فهو: أن صاحب الكبيرة لا بد وأن يجازى –على مذهبهم- وقد أخبر الله في القرآنالكريم أنه لا يجازي إلا الكفور، والفاسق ثبت مجازاته عندهم فيكون كافراً.
قال الإيجي: «هو متروك الظاهر إذ يجازى غير الكفور وهو المثاب، ولقوله تعالى: (اليَوْم تُجْزَى كُلَ نَفْسٍ بِمًا كَسَبَت)» (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn14)
} يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ {[آل عمران: 106]
قالوا: الفاسق لايجوز أن يكون ممن ابيضت وجوههم، فوجب أن يكون ممن اسودت وجوههم، ووجب أن يسمى كافراً.
ردّ عليها الإيجي فقال: «لا نسلّم أن كل فاسق كذلك، بل هي واردة في بعض الكفار. لقوله تعالى: (أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)» (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn15)
} وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ، ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ، وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ، تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ، أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ {[عبس: 38 - 42]
قالوا: والفاسق على وجهه غبرة، فوجب أن يكون من الكفرة الفجرة.
} وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ {[الأنعام: 33]
وبهذا ثبت أن الظلم جحود وكفر، ولا شك أن مرتكب الذنب ظالم.
وأما ما استدلوا به من السنة على بدعتهم في تكفير العصاة منالمسلمين فقد أساؤوا فهم الأحاديث وحمّلوها المعاني التي يريدونها، ومن تلكالأحاديث ما جاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولايسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن)) (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn16)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنهقال: ((لايدخل الجنة من لايأمن جاره بوائقه)) (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn17)
كما احتجوا بأحاديث كثيرة منها:
((سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر)) (4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn18)
(( ترك الصلاة شرك)) (5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn19)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/166)
وهذه الدلائل كلها تمسك بظواهر النصوص، وأكثرها كان الحديث فيه عن مشركي مكة فهي أوصاف لهم. (6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn20)
تعريف الكبيرة عند الإباضية:
الكبيرة: هي كل ما عظم من المعصية، فترتب على ارتكابها وعيد في القرآن أو السنة الصحيحة، سواء شرع لها حد في الدنيا كالزنا والسرقة وقذف المحصنات، أم لم يشرع كأكل الربا والميتة والدم ولحم الخنزير. (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn21)
حكم مرتكب الكبيرة عند الإباضية:
إذا أطلقت كلمة الكفر على الموحد فالمقصود بها كفر النعمة لا كفر الشرك من باب: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) و (ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض).
فهم لا يحكمون على مرتكب الكبيرة بالشرك كما قال الخوارج، وإنما يقولون هو منافق، ولعل أعتق الخصومات إنما قامت بين الإباضية والخوارج في هذا الموضوع منذ أثارها نافع بن الأزرق حسبما تقوله مصادر التاريخ.
إذاً فالإباضية قسموا الكفر إلى قسمين: كفر الشرك، وكفر النعمة.
وقد ذهبوا في الحكم على مذهب الشرك مذهب جميع المسلمين، أما كفر النعمة المتمثل عندهم في اقتراف كبائر الذنوب والمعاصي، فقد قسموه إلى نوعين:
1 - صغائر الذنوب التي لم يثبت على فاعلها حد في الدنيا، أما إذا أصر العبد على الصغائر فهو هالك.
2 - كبائر الذنوب، فإن كان غير مستحل لها كالقتل والزنى؛ فهي تستوجب الحد.
أما المستحل لها بتأويل خاطئ، فإنه يدعى إلى الحق وترك الاعتقاد الباطل والبراء من أئمة الضلال؛ فإن أجاب إلى الحق أصبح له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، فإن أبى أجري عليه حكم المسلمين، وإن امتنعوا ناصبهم الإمام الحرب، ولا يحل منهم غير دمائهم، فلا تغنم أموالهم ولا يجهز على جريحهم طالما أنهم لن يصلوا إلى مأوى و فئة.
إذاً: مرتكب الكبيرة عند الإباضية كافر كفر نعمة.
وقد فسّر هود بن محكّم قوله تعالى:} فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ {[البقرة: 152] بمعنى: (و لا تكفروا النعم)، ثم بيّن بوضوح نوعية هذا الكفر فقال: " وهذا الكفر في هذا الموضع كفر النعم"
وهذا لا حجة لهم فيه لأن كفر النعمة عمل يقع من المؤمن والكافر، وليس هو ملة و لا اسم دين، فمن ادّعى اسم دين وملة غير الإيمان المطلق والكفر المطلق، فقد أتى بما لا دليل عليه.
ويستدل الإباضية على تسميتهم لصاحب الكبيرة بأنه كافر حسب تفسير علمائهم لآيات القرآن الكريم.
مثلاً في قوله تعالى:} وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ {[المائدة: 44] أن من لم يتخذ ما أنزل الله ديناً ويقرّ به فهو كافر.
حكم مرتكب الكبيرة في الآخرة عند الإباضية:
اتفق علماء الإباضية على أن صاحب الكبيرة كافر النعمة إذا خرج من الدنيا غير مقلع عن الكبيرة وتائباً منها فهو كافر مخلد في الدنيا، والكبيرة التي اقترفها ولم يتب منها أو لم يقم عليه حدها قد أحبطت الطاعات التي قام بها.
ويعلل بعض علمائهم سر تشددهم في هذا الحكم فيقول: والحكمة في خلود أهل الكبائر في النار أن العاصي إذا عصا فقد عصا رباً عظيماً لانهاية لعظمته فكذلك يكون عذابه بخلود لانهاية له.
تعريف الكبيرة عند المعتزلة:
اختلفت المعتزلة على ثلاثة أقاويل:
· قال قائلون منهم: كل ما أتى فيه الوعيد فكبير، وكل ما لم يأت فيه الوعيد فهو صغير.
· وقال قائلون: كل ما أتى فيه الوعيد فكبير، وكل ما كان مثله في العظم فهو كبير، وكل ما لم يأت فيه الوعيد أو في مثله فقد يجوز أن يكون كله صغيراً، ويجوز أن يكون بعضه كبيراً وبعضه صغيراً، وليس يجوز أن لايكون صغيراً ولا شيئاً منه.
· وقال بعضهم: كل عمد كبير، وكل مرتكب لمعصية متعمداً لها فهو مرتكب لكبيرة. (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn22)
حكم مرتكب الكبيرة عند المعتزلة:
صاحب الكبيرة له اسم بين الاسمين، وحكم بين الحكمين، لا يكون اسمه اسم الكافر، و لا اسمه اسم المؤمن، وإنما يسمى فاسقاً. وكذلك فلا يكون حكمه حكم الكافر، و لا حكم المؤمن؛ بل يفرد له حكم ثالث، وهذا الحكم هو سبب تلقيب المسألة بالمنزلة بين المنزلتين. (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn23)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/167)
فإن المكلف لا يخلو؛ إما أن يكون من أهل الثواب، أو يكون من أهل العقاب. فإن كان من أهل الثواب، فلا يخلو؛ إما أن يكون مستحقاً للثواب العظيم (كالأنبياء، والرسل، والملائكة) أو لعقاب دون ذلك (فاسقاً، فاجراً، ملعوناً) فحصل من هذه الجملة أن صاحب الكبيرة لا يسمى مؤمناً، و لا كافراً، و لا منافقاً، بل يسمى فاسقاً. وكما لا يسمى باسم هؤلاء فإنه لا يجري عليه أحكام هؤلاء، بل له اسم بين الاسمين، وحكم بين الحكمين. (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn24)
فصاحب الكبيرة عند المعتزلة بدون التوبة مخلد في النار، وإن عاش على الإيمان والطاعة مائة سنة. ولم يفرق المعتزلة بين أن تكون الكبيرة واحدة أو كثيرة، واقعة قبل الطاعات أو بعدها أو بينها. (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn25)
فإذاً مرتكب الكبيرة ليس مؤمناً ولا كافراً، ولكنه فاسق فهو بمنزلة بين المنزلتين، هذه حاله في الدنيا، أما في الآخرة فهو لا يدخل الجنة، لأنه لم يعمل بعمل أهل الجنة بل هو خالد في النار، ولا مانع عند المعتزلة من تسميته مسلماً باعتباره يظهر الإسلام وينطق بالشهادتين، ولكنه لا يسمى مؤمناً. وقد قرر هذا واصل بن عطاء شيخ المعتزلة. (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn26)
وربط المعتزلة الثواب والعقاب بالأعمال ربطاً حتماً، وغلا بعضهم في التعبير فقال: يجب على الله أن يثيب المطيع، ويعاقب مرتكب الكبيرة؛ فصاحب الكبيرة إذا مات ولم يتب لا يجوز أن يعفو الله عنه، لأنه أوعد بالعقاب على الكبائر وأخبر به، فلو لم يعاقب لزم الخلف في وعيده.
وذهب المعتزلة أن الكبيرة الواحدة تحبط جميع الطاعات، وبعضهم يذهب إلى المعادلة، فمن زادت معاصيه على طاعاته أحبطتها، ومن زادت طاعاته أحبطت عقاب زلاته. (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn27)
تعريف الكبيرة عند أهل السنة:
أما أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ ( http://www.alhawali.org/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000006) فَقَالُوا: هذا الذي فعل محرّماً أو ترك واجباً، هو مؤمن ناقص الإيمان ينقص إيمانه بقدر نقصان شعب الإيمان وتركه لها، والنَّاس كلهم يتفاوتون في الإيمان، فبعضهم يرتفع إيمانه حتى يصل إِلَى درجة عليا ثُمَّ يفتر عن العبادة والطاعة فينقص إيمانه، ولذلك فالإِنسَان يحتاج دائماً إِلَى تذكير؛ لأنه كلما تذكر زادت شعب الإيمان وطاقة الإيمان عنده فيزيد إيمانه.
وقد ورد في إحياء علوم الدين أن كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة، وقيل: كل ما أوعد الله عليه بالنار فهو من الكبائر. وقال بعض السلف: كل ما أوجب عليه الحد في الدنيا فهو من الكبائر. (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn28)
يقولأهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ ( http://www.alhawali.org/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000006) في مرتكب الكبيرة: لا ننفي عنه اسم الإسلام بالكلية لكن تسلب عنه أسماء المدح، فشارب الخمر لا نقول: إنه من المحسنين ومن المقربين، ولكن يستحق أن يقَالَ: إنه فاسق وعاصي وفاجر وغيرها من أسماء الوعيد، فتسلب عنه أسماء المدح، ولا يطلق عليه اسم الكفر أبداً.
ومن أهم ما خفي عَلَى الخوارج ( http://www.alhawali.org/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000007) والمعتزلة ( http://www.alhawali.org/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000004) أنهم جعلوا الفسق والضلال والفجور والكفر بمعنى واحد، وهل هو كذلك في ديننا؟!
الجواب: أن الكفر معناه واحد، ولكن الضلال قد يكون كفراً وقد يكون عصياناً، والفسق قد يكون كفراً مثل فسق إبليس كما قال الله عنه:} فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ {( http://www.alhawali.org/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6002189)[ الكهف:50] وقد يكون معصية} وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {( http://www.alhawali.org/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6002794)[ النور:4] أي: الذين يقذفون المحصنات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/168)
وكذلك الظلم فتارة يطلق عَلَى الشرك،} إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ {( http://www.alhawali.org/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6003481)[ لقمان:13] وتارة يطلق عَلَى المعاصي التي دون الشرك:} فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ {( http://www.alhawali.org/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6003691)[ فاطر:32] أي من هذه الأمة، فيطلق عَلَى من ارتكب كبيرة أنه ظالم: لأنه وضع الشيء في غير موضعه، ويطلق عَلَى الكافر ظالم: لأنه صرف العبادة لغير الله، وحقها أن تكون لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn29)
حكم مرتكب الكبيرة عند أهل السنة والجماعة:
إن ثواب الله تعالى فضل وعد به، وخُلف الوعد نقص تعالى الله عنه، والعقاب عدل وله العفو عنه، وليس في خُلف الوعيد نقص، ومرتكب الكبيرة من المؤمنين لايخلد في النار لقوله تعالى:} فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ {[الزلزلة:7،8].
ومرتكب الكبيرة قد عمل خيراً وهو إيمانه، وشراً وهو كبيرته، فيعاقب على كبيرته، ثم يثاب على إيمانه. (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftn30)
إذاً نستخلص من هذا أن من يرتكب الكبائر من المؤمنين هو دون منزلة الكافر، فيعاقب على كبيرته إن مات مصراً عليها، ثم ينال شفاعة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيخرج من النار. فهو إذاً غير خالد في النار كما قال الخوارج والمعتزلة.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref1) الفرق بين الفرق: البغدادي
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref2)http://www.dorar.net
(1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref3) الإرشاد: الجويني، ص 385.
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref4) الفرق الإسلامية في الشمال الافريقي: ألفرد بل، ص 143.
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref5) الملل والنحل: الشهرستاني، ص 53.
(4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref6) الفرق الإسلامية في الشمال الافريقي: ألفرد بل، ص 143.
(5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref7) الفرق بين الفرق: البغدادي.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref8) الخوارج عقيدة ومكراً وفلسفة: د. عامر النجار، ص 191.
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref9) مقالات الإسلاميين: الأشعري، ص 124.
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref10) المصدر السابق.
(4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref11) الخوارج: د. نايف معروف. ص 200.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref12) المواقف: الإيجي 389، شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد 8/ 93.
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref13) المواقف: الإيجي 389، المذاهب الإسلامية: محمد أحمد أبو زهرة 107.
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref14) المواقف: الإيجي 389
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref15) المواقف: الإيجي 390.
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref16) رواه مسلم عن حرملة 1/ 144 كتاب الإيمان، باب لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن.
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref17) رواه مسلم عن أبي هريرة 1/ 68 كتاب الإيمان، باب تحريم إيذاء الجار.
(4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref18) رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود 1/ 81 كتاب الإيمان، باب سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، ورواه البخاري عن عبد الله 1/ 27 كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر.
(5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref19) رواه الديلمي في الفردوس 2/ 69.
(6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref20) المذاهب الإسلامية: أبو زهرة 107.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref21) الحق الدامغ: أحمد الخليلي، ص187.
(1) مقالات الإسلاميين: الأشعري، ص 270، 271.
(1) شرح الأصول الخمسة، القاضي عبد الجبار المعتزلي، ص 697.
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref24) شرح الأصول الخمسة، القاضي عبد الجبار المعتزلي، ص139.
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref25) شرح المقاصد، التفتازاني 5/ 155.
(1) موقع الشيخ أمين نايف ذياب أمير المعتزلة في الاردن
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref27) ضحى الإسلام، أحمد أمين، ص63.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref28) إحياء علوم الدين للغزالي 4/ 253.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref29)http://www.alhawali.org
(1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108070#_ftnref30) المواقف، الإيجي ص378 /ضحى الإسلام، أحمد أمين ص64.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/169)
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[05 - 08 - 07, 03:06 ص]ـ
بوركت.
ـ[أحمد ياسين ـ المغرب]ــــــــ[25 - 05 - 10, 03:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو مونيا]ــــــــ[27 - 05 - 10, 02:55 ص]ـ
السلام عليكم اخي سمر الزين هل يوجد من اهل السنة من قال من ترك الحج وهو قادر عليه فهو كافر(43/170)
اريدمساعدتكم والرد على من يقولون ان القرا
ـ[سنيه وافتخر]ــــــــ[30 - 07 - 07, 02:18 ص]ـ
السلام عليكم:
شاركت في احد المنتديات بموضوع عن ان القران كلام الله وليس بمخلوق
ولكن وجدت ان هناك من يقول عكس ذلك وياتون بادله لايعلم بها الاالله
ولانكم اهل دريه وعلم ابي مشاركتكم
##########
وافحامهم
اتمنى ذلك
تنبيه من المشرف:
يمنع وضع روابط لمواقع المبتدعة
وننصح الأخت بعدم نقاشهم وجدالهم، وعليها بطلب العلم الشرعي وترك الرد لأهل العلم.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 03:07 ص]ـ
أختي الكريمة بارك الله فيك على غيرتك على عقيدة المسلمين , وانصحك أختي الكريمة بطلب العلم قبل كل شيء.
قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (11) سورة المجادلة.(43/171)
منكرو السنة .. تاريخ حافل بالزندقة والعمالة والجهل والضلال
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 03:04 ص]ـ
منكرو السنة .. تاريخ حافل بالزندقة والعمالة والجهل والضلال
ملاحقة أمنية وقضائية لهم في مصر على مدى 20 عاما
• زعيم المنكرين للسنة في مصر فصل من جامعة الأزهر بسبب عدائه للسنة، وقد احتضنته أمريكا، وجعلته مفكرا إسلاميا يستحق الرعاية.
• الذين ينكرون السنة ويكذبون بها زنادقة مرتدون ملحدون بإجماع العلماء لإنكارهم معلوماً من الدين بالضرورة، ومن الخطأ تسميتهم بالقرآنيين.
• صبحي منصور تربطه صداقة برشاد خليفة الذي ادعى النبوة، وسعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون المشبوه والذي يخضع بالتبعية للأمريكان واليهود.
• أنشأ المكذبون موقعا على شبكة الإنترنت تحت اسم "أهل القرآن" لنشر أفكارهم الضالة ضد الإسلام والسنة المطهرة.
• أحدهم طالب لجنة الحريات الدينية الأميركية بضرورة إلغاء الأحاديث النبوية ومنع تدريسها في المدارس المصرية، بزعم أنها تمثل نوعاً من القيود الدينية على حرية ممارسة العقيدة.
• معاقبة ثمانية متهمين منهم بالسجن ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ عام 2002م بعد أن اعترفوا بترويجهم لفكر متطرف منحرف، ينكر السنة والإسراء والمعراج والشفاعة.
• أجمعت الأمة على وجوب العمل بالسنة، واعتبارها أصلا من أصول التشريع، والمصدر الثاني له بعد القرآن الكريم.
• شيخ الأزهر: من ينادي بالاعتماد على القرآن الكريم فقط وإغفال السنة جاهل لا يفقه الدين ولا يعرف أركانه والثوابت والأسس التي يقوم عليها.
• • • •
بين الحين والآخر تظهر في مصر شرذمة قليلون من أولئك النفر المأجورين الذين ينكرون السنة النبوية المطهرة ويكذبون بها، ويطلقون على أنفسهم لقب "القرآنيين"، وهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن جوهر هذا اللقب، فهم زنادقة مرتدون ملحدون بإجماع العلماء، ومن الخطأ والخطر تسميتهم بالقرآنيين، فما هم بقرآنيين، ولكنهم أعداء القرآن، والقرآن منهم براء، ولو كانوا قرآنيين حقا لما أنكروا ما أوجب الله اتباعه في القرآن، بل هم كما سماهم أئمة الإسلام "أهل الزيغ والزندقة والضلال"؛ لأن الذي يؤمن بالقرآن الكريم حقا، هو الذي يطيع الرسول محمدا –صلى الله عليه وسلم– ويتبع سنته الفعلية والقولية والتقريرية، أما الذي ينكر السنة ويكذب بها، فهو بإجماع العلماء مرتد خارج عن ملة الإسلام، فكيف يكون قرآنيا؟!!
تاريخ إنكار السنة:
وإذا نظرنا إلى تاريخ هذه الفرق الضالة المكذبة بالسنة، نجد أنها بدعة ضالة قديمة، ظهرت في القرن الثاني الهجري، ثم وئدت في بعض حالاتها بالحجة والحوار بين علماء الأمة وبين أهل هذه البدعة، لكن حالات أخرى اقتضت المواجهة، عندما استفحلت الفتنة، وأراد أصحابها أن يستبدلوا بشريعة الله شريعة الأهواء.
وارتبط ظهور هذه الفرقة وتاريخها، بظهور فرقة الشيعة وموقفهم العدائي من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد بيعتهم لأبي بكر الصديق إماماً وخليفة للمسلمين، إذ أرادوا ألا يؤم المسلمين أحد من غير بيت النبوة إلى يوم القيامة، ورفضوا كل ما يأتي من أخبار وروايات وأحاديث عن طريقهم، بعد أن حكموا عليهم بالكفر والخروج من ملة الإسلام!!.
ومنذ بدايات القرن الثالث، لم يسمع أحد عن هذه البدعة، ولم يأت ذكرها في كتب التاريخ أو الملل والنحل، حتى أتى الإنجليز إلى واحدة من مراكز الإمبراطوريات الإسلامية منذ قرن ونصف القرن من الزمان وهي الهند، وسعوا إلى إسقاطها بكل الوسائل الممكنة، السياسية والاقتصادية والعسكرية، وعرفوا أن السبيل الأول لتحقيق هذه الأهداف، لن يكون يسيراً قبل سقوط العقيدة الإسلامية الصحيحة، من نفوس وقلوب وعقول المسلمين في الهند الكبرى، واستطاعوا من خلال أصحاب الشهوات والمطامع أن يخترقوا جدران الدعوة، وأن يصنعوا شرخاً بين صفوف الدعاة، وأن يؤججوا فتنة عاصفة بين علماء الأمة، مستغلين مساحة الجهل والأمية التي اتسعت رقعتها بين مجتمعات الإمبراطورية، فتصدع البناء، وانهارت الجدران لتسقط على رؤوس المسلمين، وتنتهي إمبراطورية الإسلام في الهند.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/172)
وكانت تلك البدعة التي اعتمد عليها الإنجليز هي الاكتفاء بأحد مصدري التشريع الإسلامي وهو كتاب الله الكريم، والاستغناء عن المصدر الثاني وهو السنة النبوية المطهرة، وذلك بالتشكيك ابتداء في شرعية هذه السنة، ثم التشكيك في صدق ما ورد بها من أحكام وتشريعات، ولتحقيق هذين الهدفين المتلازمين، اتخذوا سبلا عديدة، تعتمد التشكيك في متن الأحاديث، وطرق روايتها، والرواة، ومن ثم إسقاط الأحكام التي وردت بها.
ومن الهند انتشرت هذه البدعة إلى العراق ومصر وليبيا وإندونيسيا وماليزيا وغيرها من بلاد المسلمين .. ففي مصر بدأت دعوة منكري السنة في عهد محمد علي باشا، عندما بدأت البعثات العلمية تغدو وتروح لتلقي العلم في إيطاليا عام 1809م، ثم في فرنسا بعد ذلك.
ومن خلال جامعة القاهرة، بعد ذلك، ثم الجامعة الأمريكية البروتستانتية الإنجيلية بالقاهرة، فتحت الأبواب لعشرات المستشرقين الذين وفدوا إلى مصر للتدريس في كليتي الآداب ثم دار العلوم، فأعدوا أجيالاً من الأتباع والتلاميذ، ما زالوا هم طليعة الكتاب ورجال التدريس، وبرز منهم نفر كثير من منكري السنة، وانقسم هؤلاء إلى ثلاثة أقسام:
1 - قسم هدف إلى نبذ الدين وهدم كل ما يمت بصلة إلى الله.
2 - قسم أنكر السنة إجمالاً مدعياً أن القرآن فيه ما يكفي لتشكيل الحياة.
3 - قسم أنكر بعض السنة وأخذ بعضها مما يتوافق مع هواه وعقله.
وتتفق المصادر التاريخية على أن منابع التلقي لجماعات منكري السنة، هي أربعة مصادر، تتمثل في الخوارج والشيعة والمعتزلة ثم المستشرقين في العصر الحديث.
زعيم المكذبين:
وإذا نظرنا إلى زعيم هؤلاء المنكرين للسنة في مصر، في الوقت الحالى، الذي سعى إلى إحياء هذا الفكر الضال منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وهو (أحمد صبحي منصور)، الذي يصفه الصهاينة والأمريكان بأنه "مفكر إسلامي"، نجد أنه قد تخرج في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، ثم عمل بالتدريس لطلبة الأزهر، وبدأ يلفت الأنظار إليه بما يطرحه من آراء مخالفة لإجماع المسلمين، ومعادية للسنة النبوية، وقد بدأ نضاله الفكرى في حرب الإسلام والسنة المطهرة منذ سنة 1977م، بالبحث والمقال والكتاب والندوات، وصودرت بعض كتبه، وانكشف أمره من طلابه، واعترف في التحقيقات بضلاله الذي تمسك به، فأصدر الأزهر قراراً بفصله من الجامعة عام 1987م، بسبب إنكاره للسنة النبوية، وتطاوله على علماء الحديث النبوي مثل البخاري، الذي يتهمه بالعداوة للإسلام والقرآن، وقيامه بتأسيس مذهب الاكتفاء بالقرآن كمصدر للتشريع الإسلامي.
وقد التقى معه رشاد خليفة في مصر، ثم ذهب هو إليه في أمريكا، ورشاد خليفة هذا هو كبير زنادقة العصر الحديث، إذ ادعى النبوة فتلقفته أمريكا، وظل في أحضان الأمريكان حتى قتل هناك في أوائل التسعينيات، وكان يرى أن السنة من عند الشيطان، وأن الآيات القرآنية التي لم تخضع لنظرية الرقم (19) هي آيات شيطانية ليست منه، وأن علماء المسلمين وثنيون، والإمام البخاري (كافر)، وأنه –أي رشاد خليفة الهالك- يتلقى الوحي منذ بلغ سن الأربعين الذي لا حساب من الله لمن لم يبلغه، وأنه أعظم من موسى وعيسى ومحمد؛ لأن معجزاتهم لم نرها، أما معجزة الكمبيوتر والرقم (19) التي جاء هو بها، فهي باقية مرئية الآن، وكان يقول: إن شهادتكم وصلاتكم وصيامكم وزكواتكم وحجكم غلط، ووظيفتي كرسول أن أصححها لكم!!.
وقد عاد صبحي منصور إلى القاهرة، ووضع قدميه على أحد المنابر بالقاهرة، يبشر بدعوته الجديدة التي تقوم على تسفيه كل ما ورد في السنة النبوية من أحكام، إلا أن عوام المسلمين الذين لم يستوعبوا الدعوة الخبيثة، استشعروا الكفر البواح فيما يقول، فحملوه على أكتافهم إلى قسم الشرطة، حيث أودع في السجن عدة أسابيع، ثم خرج ليعمل محاضراً بالجامعة الأمريكية في القاهرة لعدة شهور - كالعادة تجاه كل من يعادي الإسلام وتتولاه أمريكا بالرعاية - إلى أن تفرغ للعمل في مركز ابن خلدون بالقاهرة، لمدة خمس سنوات، مع مديره سعد الدين إبراهيم، وهو المركز المشبوه المعروف بتبعيته للأمريكان واليهود وعدائه الفج للإسلام، والذي داهمته الشرطة المصرية عام 2000م، وقبضت على مديره بتهمة خيانة الوطن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/173)
وبعد المشكلات القضائية التي واجهها المركز ومديره وانتهت باغلاقه، لجأ صبحي منصور إلى الولايات المتحدة الأمريكية، خوفا من اعتقاله في مصر، ليعمل مدرسا في جامعة هارفارد، وبالوقفية الوطنية للديمقراطية، ثم لينشئ مركزه الخاص تحت اسم "المركز العالمي للقرآن الكريم".
كما أسس مع آخرين في واشنطن (مركز التنوع الإسلامى) سنة 2004م، وأسس مع ناشطين أمريكيين في بوسطن (مركز مواطنون من أجل السلام والتسامح) سنة 2005م، وشارك في إدارة مركز (التحالف الإسلامى ضد الإرهاب) في واشنطن منذ 2005م
وبعد أن استقرت أحواله نوعا ما، بدأ حربه للسنة على ساحة الإنترنت، منذ أكتوبر 2004م، إذ أنشأ موقعا على الشبكة يدعى "أهل القرآن"، وهو ينشط الآن في نشر مقالاته وكتبه الضالة، على موقعه هذا وعلى بعض المواقع الأخرى، وتلقى صدى واسعا من قبل أعداء الإسلام، ويتم ترجمة بعضها للإنجليزية.
التكذيب بالسنة:
وفكر التيار القرآني، كما يعلنه صبحي منصور، يقوم على اعتبار أن التيار السلفي الذي يؤمن بالقرآن والسنة هو أكبر عدو للإسلام، فهذا التيار السلفى –كما يقول- يقوم أساسا على الرجوع للأحاديث التي تمت كتابتها بعد وفاة النبي –صلى الله عليه وسلم- ويسميها (سنة)، وينسبها للنبى محمد -عليه السلام- وهذا ما لا نوافق عليه.
والسنة عند القرآنيين ـوفق مفهومها فى القرآن الكريمـ هى شرع الله تعالى المذكور فى القرآن الكريم، وتلك هى السنة العملية التى يتمسكون بها، أما السنة القولية أى (الأحاديث) فهى عندهم حديث الله تعالى فى القرآن الذى يؤمنون به وحده؛ لأن الله تعالى كرر فى القرآن الكريم قوله تعالى {فبأى حديث بعده يؤمنون} [الأعراف: 185] أى لا إيمان بحديث خارج القرآن الكريم.
والقرآنيون يرفضون أحاديث البخارى ومسلم والشافعى ومالك وغيرهم، ويرفضون نسبتها إلى النبى محمد –صلى الله عليه وسلم- ويرفضون أن تكون جزءا من الاسلام؛ لأن الاسلام –كما يقول صبحي منصور- اكتمل بالقرآن وبقوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا} [المائدة: 3].
ويزعمون أنهم بفكرهم هذا يبرؤون خاتم النبيين من هذه الأحاديث المنسوبة إليه، ويؤمنون أنه بلّغ الرسالة كاملة تامة، وهي القرآن الكريم، ولكن المسلمين بعده بدلوا وغيروا وحاولوا تسويغ ما يفعلون فاخترعوا تلك الأحاديث لتبيح لهم خروجهم عن القرآن وتفرقهم وحروبهم.
يقول صبحي منصور: "نحن نرى أن أحاديث البخارى وغيره -مما يسمونها سنة- ليست سوى ثقافة دينية تعبر عن عصرها وقائليها وليس لها أي علاقة بالإسلام أو نبى الإسلام .. ولأنها ثقافة تعبر عن عصورها الوسطى، وتعكس ما ساد فى هذه العصور من ظلم باسم الدين، واضطهاد باسم الدين، وحروب باسم الدين، فإن الإصلاح اليوم لا بد أن يبدأ بنفي تلك الأحاديث وثقافتها إلى العصور التى جاءت إلينا منها .. لنبدأ فى الاحتكام إلى القرآن الكريم بشأنها، وهذا ما يفعله القرآنيون".
المطالبة بإلغاء السنة:
ولقد نشرت جريدة الشرق الأوسط في 20 من يوليو 2004م، لقاء لجنة الحريات الدينية الأميركية بممثل لجماعة القرآنيين في مصر، حيث تلقى وفد اللجنة شكوى من الجماعة، تطالب فيها بضرورة إلغاء الأحاديث النبوية ومنع تدريسها في المدارس، نظراً لأنها تمثل نوعاً من القيود الدينية على حرية ممارسة العقيدة.
وقالت الصحيفة على لسان أحد أعضاء اللجنة: إن ممثل الجماعة هذه يدعى "محمد عثمان"، والذي ذكر لوفد اللجنة أنه ممثل جماعة القرآنيين التي لا تعترف بالأحاديث النبوية، وتعد تدريسها بالمدارس المصرية نوعاً من فرض مذهب إسلامي معين على الجميع، برغم أن سكان مصر المسلمين ليسوا جميعاً من السنة، وأن هناك شيعة وقرآنيين وبهائيين وغيرهم.
الملاحقة القضائية:
ولقد بدأت الملاحقة الأمنية والقضائية لمنكري السنة في مصر منذ عشرين عاما، حين ظهرت أفكار صبحي منصور المعادية والمكذبة للسنة النبوية في جامعة الأزهر عام 1987م، وترتب على ذلك تحويله إلى مجلس تأديب وفصله من الجامعة، وتعرضه للاعتقال عدة أسابيع، بسبب سعيه لمحاربة السنة ونشر أفكاره عبر بعض المساجد بالقاهرة، ثم تقديمه للمحاكمة أمام محكمة أمن الدولة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/174)
وفي عام 2000 و2001م، بدأت موجة ثانية من الملاحقة الأمنية والقضائية لمنكري السنة، حين قبض رجال الأمن على أفراد من أسرة صبحي منصور وأقاربه، ممن يعتنقون أفكاره ويسعون للترويج لها، ووقتها فر صبحي منصور هاربا للولايات المتحدة الأمريكية في أكتوبر 2001م، وحصل على حق اللجوء السياسى في يونيه 2002م.
وفي إبريل 2002م، أسدل الستار على قضية القرآنيين هذه، التي كانت تضم ثمانية متهمين من بينهم سيدة، إذ قضت المحكمة بمعاقبة المتهمين بالسجن ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ، بعد أن اعترفوا بترويجهم لفكر متطرف منحرف، ينكر السنة النبوية والإسراء والمعراج وشفاعة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، ويدعي "الاكتفاء بالقرآن". كما ادّعوا بأن الكعبة وثنية، وأنكروا جبل عرفات، واعترضوا على التوجه شطر الكعبة في الصلاة، وادّعوا أن شهر الصيام هو شعبان وليس رمضان.
ولم يرجع المنكرون للسنة عن أفكارهم الإلحادية، واستمرت الملاحقات القضائية لهم في مصر، وظل صبحي منصور هو المتهم الأول في قضية ازدراء الأديان، والمستهدف الأول في هذه القضية باعتباره زعيم "القرآنيين"، علي الرغم من عدم وجوده في مصر وكونه لاجئا سياسيا في الولايات المتحدة منذ عام 2001م.
ثم جاءت الموجة الثالثة والحالية من ملاحقة القرآنيين في أول يونيه الماضي (2007م)، عندما قام رجال الأمن باعتقال خمسة من أصحاب هذا الفكر، وهم: عمرو ثروت وعبد اللطيف سعيد، وعبد الحميد عبد الرحمن، وأحمد دهمش، وأيمن عبد الحميد، وتقديمهم للمحاكمة بتهمة ازدراء الاسلام، وإنكار السنة، وقررت نيابة أمن الدولة العليا حبسهم على ذمة القضية تمهيدا لمحاكمتهم.
ووجهت إليهم تهمة ترويج أفكار متطرفة، من شأنها إثارة الفتنة والقلاقل، وذلك لإنكارهم السنة النبوية الشريفة وقيامهم بالترويج لهذه الأفكار في الأوساط الاجتماعية، وسعيهم لإقناع الآخرين بها. كما اقتحمت أجهزة الأمن بالشرقية في 8 من يونيه منزل صبحي منصور، واستولت علي عدد من الكتب الخاصة به، وتحفظوا عليها.
منزلة السنة:
وإذا نظرنا إلى موقف الإسلام من أفكار هؤلاء المكذبين بالسنة المطهرة، نجد أن العلماء والمجتهدين قد اتفقوا جميعا على أن السنة النبوية أصل من أصول التشريع الإسلامي، يجب الأخذ بها إذا صحت وثبتت نسبتها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستندين في ذلك إلى الأمور التالية:-
الأمر الأول: الإيمان برسالة الإسلام، فمن مقتضيات الإيمان بهذه الرسالة وجوب قَبول كل ما يرِد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أمر الشرع؛ لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل} [النساء: 136]، ولا شك في أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمين على شرع الله، فهو لا يبلغ إلا ما يوحى إليه، وهو أيضًا معصوم، إذ أجمعت الأمة على عصمة الأنبياء، ومن ثم وجب التأسي به والاحتجاج بسنته.
والأمر الثاني: القرآن الكريم، إذ وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تنص على طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- منها قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} [النساء: 59]، والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول هو الرد إلى سنته، وقوله تعالى: {وأطيعوا الله والرسول واحذروا} [المائدة: 92]، كما أن الله تعالى بين أن طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- طاعةٌ لله عز وجل في قوله تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} [النساء: 80].
كما أنه سبحانه أمر المسلمين أن يأتمروا بأمر رسول الله، وينتهوا بنهيه، في قوله سبحانه: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب} [الحشر: 7].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/175)
وهناك آيات أخرى كثيرة تدل على وجوب طاعته -صلى الله عليه وسلم- ورد الأمر إليه، منها قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون} [النور: 56]، وقوله جل شأنه: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} [النساء: 75]، وقوله سبحانه: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا} [الأحزاب: 86].
هذا بالإضافة إلى الآيات الكريمة التي قرن الله فيها الحكمة مع الكتاب، كقوله تعالى: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما} [النساء: 113]، فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أن المقصود بالحكمة هو السنة النبوية.
والأمر الثالث: الحديث، فقد وردت أحاديث كثيرة تدل على وجوب اتباع السنة ومصدريتها، كقوله -صلى الله عليه وسلم-: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي"، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله"، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعَضوا عليها بالنواجذ".
والأمر الرابع: الإجماع، فقد أجمعت الأمة على وجوب العمل بالسنة، ولهذا فقد قبل المسلمون السنة كما قبلوا القرآن الكريم، وعدوها المصدر الثاني للتشريع؛ استجابة لله عز وجل وتأسيًا برسوله -صلى الله عليه وسلم-.
المنكرون زنادقة مرتدون:
وإذا وقفنا على حكم من أنكر وجوب العمل بالسنة، نجد إجماع العلماء بأنه كافر مرتد، لإنكاره معلوماً من الدين بالضرورة.
يقول الإمام السيوطي في كتابه مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة: "فاعلموا -رحمكم الله- أن من أنكر كونَ حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- قولاً كان أو فعلاً بشرطه المعروف في الأصول حجةً، كفر وخرج عن دائرة الإسلام، وحشر مع اليهود والنصارى أو مع من شاء من فرق الكفرة"
ومن أعظم ما احتج به الأئمة على بطلان هذا المذهب وفساده ما أخرجه البيهقي بسنده عن شعيب بن أبي فضالة المكي أن عمران بن حصين -رضي الله عنه- ذكر الشفاعة، فقال رجل من القوم: يا أبا نجيد إنكم تحدثوننا بأحاديث لم نجد لها أصلاً في القرآن، فغضب - عمران رضي الله عنه- وقال للرجل: قرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: فهل وجدت فيه صلاة العشاء أربعاً، ووجدت المغرب ثلاثاً، والغداة ركعتين، والظهر أربعاً، والعصر أربعاً قال: لا. قال: فعن من أخذتم ذلك؟ أخذتموه وأخذناه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ثم ذكر أشياء في أنصبة الزكاة، وتفاصيل الحج وغيرهما، وختم بقوله: أما سمعتم الله قال في كتابه: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7] قال عمران: فقد أخذنا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أِشياء ليس لكم بها علم".
فالحرام ما حرمه الله في كتابه، أو حرمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سنته، كما أن الواجب ما أوجبه الله أو أوجبه رسوله -صلى الله عليه وسلم- ومن زعم الاكتفاء بالقرآن الكريم والاستغناء به عن السنة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، وكان في زعمه للإسلام واكتفائه بالقرآن كاذباً.
ودليل ذلك أن السنة شارحة للقرآن مبينة له، وقد تأتي منشئة للأحكام؛ لأنها وحي من الله تعالى إلى رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- كما قال تعالى: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} [النجم:3، 4]، وقال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7].
ومن زعم الاكتفاء بالقرآن لم يمكنه أداء الصلاة ولا إخراج الزكاة ولا الحج ولا كثير من العبادات التي ورد تفصيلها في السنة، فأين يجد المسلم في القرآن أن صلاة الصبح ركعتان، وأن الظهر والعصر والعشاء أربع، والمغرب ثلاث؟
وهل يجد في القرآن كيفية أداء هذه الصلوات، وبيان مواقيتها؟
وهل يجد في القرآن أنصبة الذهب والفضة وبهيمة الأنعام والخارج من الأرض، وهل يجد بيان القدر الواجب إخراجه في ذلك؟
وهل يجد المسلم في القرآن كفارة الجماع في نهار رمضان، أو حكم صدقة الفطر والقدر الواجب فيها؟
وهل يجد المسلم تفاصيل أحكام الحج من الطواف سبعاً وصفته وصفة السعي، ورمي الجمار والمبيت بمنى؟ إلى غير ذلك من أحكام الحج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/176)
فالسنة النبوية الشريفة مصدر من مصادر هذا الدين، سواء للتشريع أو للتوجيه، والذين ينكرون السنة، هؤلاء في الحقيقة لا منطق لهم؛ إذ كيف تستطيع أن تفهم القرآن بدون السنة؟ * والرسول -صلى الله عليه وسلم- عاش حياته يترجم عن الإسلام العملي، وحياته -صلى الله عليه وسلم- هي حياة تفصيلية للإسلام، ومنهجه منهج الشمول والتكامل والتوازن، ومن ينكر السنة إنما ينكر القرآن نفسه.
جهل وضلال:
وإذا نظرنا إلى موقف علماء مصر المعاصرين من هؤلاء المكذبين بالسنة، نجد شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، قد شن هجوماً عنيفاً على من يطالبون بالاعتماد على القرآن الكريم فقط وإغفال السنة، واصفاً هذه الفئة التى تطلق على نفسها اسم جماعة "القرآنيين"، بالجهلة الذين لا يفقهون أي شيء في الدين الإسلامي.
وأكد أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال السنة النبوية المطهرة؛ لأنها جاءت شارحة وموضحة لما جاء في القرآن الكريم، بل جاءت بأمور تفسيرية لم يرد ذكرها في القرآن، مثل كيفية أداء الصلاة وما نقوله خلالها، وكذلك مناسك الحج والزكاة وانواعها ومقدارها ومبطلاتها ومباحات الصيام وغيرها من الفرائض التي جاءت السنة النبوية لتشرحها وتوضحها.
وقال شيخ الأزهر: "كل من ينادي بالاعتماد على القرآن الكريم فقط وإغفال السنة النبوية جاهل لا يفقه الدين ولا يعرف أركانه والثوابت والأسس التي يقوم عليها؛ لأن السنة النبوية الشريفة الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هي أيضاً من عند الله –تعالى- بمعناها أما ألفاظها فبإلهام من الله عز وجل لنبيه".
وأشار إلى أنه إذا كان أهل الباطل يتكاتفون حول باطلهم، فأولى بأهل الحق أن يتكاتفوا ويتعاونوا لنصرة الحق مطالباً جميع المؤسسات والمنظمات الدينية على مستوى العالم الإسلامي بالتعاون التام فيما بينهم وتوحيد صفوفهم لمواجهة المخاطر الداخلية (من أمثال جماعة القرآنيين) والخارجية التي تحيط بالأمة الإسلامية.
وقال الدكتور محمد رأفت عثمان، أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر: إن من ينكر السنة ليس مسلماً، باعتبارها المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام بعد كتاب الله الكريم. موضحاً أنه لا يوجد في الإسلام ما يبيح الاقتصار على ما ورد في القرآن الكريم، فنصوص القرآن واضحة وقاطعة، في أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يبلغ من الأحكام بجانب بلاغ القرآن من الله -عز وجل-.
وأكد الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري: إنه لا يستطيع المسلم أن يطبق مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية بالاعتماد على القرآن الكريم فقط دون السنة النبوية، التي جاءت شارحة ومفسرة لما جاء في القرآن الكريم.
وتساءل د. زقزوق: أريد أن يجيبني أحد المطالبين بالاعتماد على القرآن الكريم فقط دون السنة، كيف يصلي ويصوم ويحج ويعتمر ويتزوج ويطلق من القرآن فقط دون الرجوع إلى السنة النبوية؟ وما عدد ركعات الصلوات المفروضة في القرآن وكيفية تأديتها؟ فمن يقول بالاعتماد على القرآن الكريم فقط دون السنة مكابر لا يعرف أي شيء في الدين.
المراجع:
1 - موقع أهل القرآن - 2/ 7/2007م.
2 - القرآنيون في مصر إلى أين؟ - إيمان الخشاب – موقع محيط – 30 يونية 2007م.
3 - القرآنيون .. انحراف فكري أم مدلول سياسي؟! - الإسلام اليوم - 08/ 04/2002م.
4 - أيها القرآنيون ما رأيكم في هذه الأدلة - عباس رحيم.
5 - منكرو السنة - موقع منتدى التوحيد -2/ 7/2007م.
6 - أمن الدولة المصري يأمر بحبس "القرآنيين" – موقع محيط – 1 يوليو 2007م.
أحمد أبو زيد
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=1078
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[31 - 07 - 07, 02:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع الله بك
اتمنا لو جعلت البحث متوسعا في الاسماء من منكري السنة اخزاهم الله بل وحربهم ضدها وبعضهم شل الله اركانه يصفها با الزندقة عياذا بالله
وهذا بحث طيب متين يتضح فيه زندقة هؤلاء
وفقك الله واعانك وسدد رميك
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 05:12 ص]ـ
بارك الله فيك اخي ابا العباس , وفي الشيخ أحمد أبو زيد.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[03 - 08 - 07, 03:07 م]ـ
الرد على منكرى السنة
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30
ـ[محمد بن هاشم]ــــــــ[03 - 08 - 07, 06:20 م]ـ
جزاك الله أخي كل خير
نأسأل الله تعالى أن يهديهم إن كانوا أهلا للهداية أو يخزيهم و يقطع دابرهم و يريح المسلمين من شرهم
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[10 - 08 - 07, 02:27 ص]ـ
أحسنت وبارك الله فيكم(43/177)
أهل الأهواء يدعون أن شيخ الإسلام ابن تيمية تاب من عقيدة أهل السنة
ـ[عبدالله البلجيكي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 04:25 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
لقد ذكر بعض المبتدعة كلاما لابن حجر العسقلاني رحمه الله و رجعت إلى المصدر المذكور فتعجّبت مما قرأت من الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة ج 1 ص 47 من البرامج من مكتبة الشاملة:
وتعصب سلار لابن تيمية وأحضر القضاة الثلاثة الشافعي والمالكي والحنفي وتكلم معهم في إخراجه فاتفقوا على أنه يشترطون فيه شروطاً وأن يرجع عن بعض العقيدة فأرسلوا إليه مرات فامتنع من الحضور إليهم واستمر ولم يزل ابن تيمية في الجب إلى أن شفع فيه مهنا أمير آل فضل فأخرج في ربيع الأول في الثالث وعشرين منه وأحضر إلى القلعة ووقع البحث مع بعض الفقهاء فكتب عليه محضر بأنه قال أنا أشعري ثم وجد خطه بما نصه الذي اعتقد أن القرآن معنى قائم بذات الله وهو صفة من صفات ذاته القديمة وهو غير مخلوق وليس بحرف ولا صوت وأن قوله الرحمن على العرش استوى ليس على ظاهره ولا أعلم كنه المراد به بل لا يعلمه إلا الله والقول في النزول كالقول في الاستواء وكتبه أحمد بن تيمية ثم أشهدوا عليه أنه تاب ممايناً في ذلك مختاراً وذلك في خامس عشرى ربيع الأول سنة 707
فماذا قال أهل العلم و سليمة المعتقد عن هذه الدعوى؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 04:45 ص]ـ
اقرأ التسعينية وستعرف الجواب
ـ[عبدالله البلجيكي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 04:46 ص]ـ
اقرأ التسعينية وستعرف الجواب
lما هي التسعينية؟
ـ[أبو سالم الحضرمي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 05:32 ص]ـ
تفضل هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36074
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 06:17 ص]ـ
lما هي التسعينية؟
التسعينية كتاب لشيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه، رد فيه على قول الأشاعرة بالكلام النفسي من تسعين وجها ً .. وحقق الكتاب الشيخ محمد العجلان في رسالة دكتوراه، طبعت في ثلاث مجلدات.(43/178)
ما هى صفات الله جل جلاله كاملة؟
ـ[أبو عبد الرحمن الاثرى]ــــــــ[30 - 07 - 07, 07:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته//لقد هممت ان اسال عن هذا السؤال لاهميته وارجوا ردا عليه؟؟!!
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 02:35 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=100097(43/179)
ما صحة أسماء الشياطين
ـ[السعودي عبدالله]ــــــــ[30 - 07 - 07, 10:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وردتني رسالة بعنوان (أسماء الشياطين) وهي كالتالي:
"في بعض الكتب والروايات أذكر لكم أهم أسماء الشياطين والعياذ بالله منهم
خنزب << وسواس الصلاة
الولهان
الأجدع
الأعور
الأجدع شيصبان
ميطرون
شمهروس
وهنا بعض الاسماء للشياطين والمهمات التي يهتمون بها
هفاف
وظيفته إيذاء الناس وتخويفهم بالظهور لهم بهيئة *****ات مخيفة
زلنبور
موكّل على من في السوق بتزيين أفعالهم من اللغو والكذب والقسم الكاذب ومدح البضاعة لبيعها
ولّها
للوسوسة في الطهارة وفي الصلاة
أبيض
للوسوسة إلى الأنبياء ولإثارة الغضب
ثبر
ليزين للمصاب بمصيبة خمش الوجه وشقّ الجيب ولطم الخد
أعور
لتحريك الشهوات لدى الرجال والنساء ودفعهم للزنا
داسم
لإثارة الفتن في البيت بين أهله
مطرش
لإشاعة الأخبار الكاذبة
دهّار
لإيذاء المؤمنين في النوم بواسطة الأحلام المرعبة والاحتلام مع النساء الأجنبيات
تمريح
لإشغال وقت الناس عن أداء واجباتهم
لاقيس
بنت إبليس التي علّمت نساء قوم لوط السحاق بعد أن اشتغل الرجال بالرجال منهم، وما زالت وظيفتها إلى الآن إضلالهن بالسحاق
مقلاص
لتزيين أمر القمار والمتقامرين ثم إيقاع العداوة والبغضاء بينهم
اقبض
واجبه وضع البيض إذ يضع في اليوم ثلاثين بيضة، عشر في المشرق، وعشر في المغرب، وعشر في وسط الأرض، فيخرج من كل بيضة عدد من الشياطين "
فما صحتها؟
راجيا ممن له علم أن يوافيني به
بارك الله فيكم، وجعلكم مسددين أينما كنتم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[30 - 07 - 07, 07:19 م]ـ
أخي الكريم علم لا يضرك الجهل به ففيما البحث؟!! ولو كان علم ذا بال لجائت الأحاديث الصحيحة به
ـ[السعودي عبدالله]ــــــــ[31 - 07 - 07, 02:32 ص]ـ
أخي الكريم علم لا يضرك الجهل به ففيما البحث؟!! ولو كان علم ذا بال لجائت الأحاديث الصحيحة به
أخي الكريم:
كلفت بالإشراف على المنتدى الإسلامي بأحد المواقع، وأعاني من قيام الأعضاء بالنقل من المنتديات الأخرى، وهم يكتفون بعبارة (منقووووووووول) لذا يصعب علي التحقق من صدق تلك المشاركة، لذا أستعين بالخيرين من أمثالكم، وهذا الموضوع أحدها.
والله يحفظك ويرعاك.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[06 - 05 - 08, 12:04 ص]ـ
يرفع للتنبه
ـ[محبة القرآن والعربية]ــــــــ[17 - 05 - 08, 02:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
************************
نرجو من إخواننا ومشايخنا الكِرام الذين من الله عليهم بالعلم والفهم أن يوجهونا ويرشدونا فى ذلك لأنه انتشر بشكلٍ واسع جدًا ..
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[18 - 05 - 08, 02:26 م]ـ
يرفع للتنبه(43/180)
للمنخصصين أرجو إفادتي
ـ[أمين محمد]ــــــــ[30 - 07 - 07, 12:31 م]ـ
{للمنخصصين أرجو إفادتي
ماهي الكتب التي تفيد المبتدئين في العقيدة ويكون عليها الاعتماد والتأسس الصحيح والتأصيل العلمي؟
أفيدوني
جزاكم الله خيراً ....
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 02:47 م]ـ
المستوى الأول:
1 - (الأصول الثلاثة) لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
2 - (القواعد الأربعة) للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
3 - (الأُصول الستة) للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
4 - (أركان الإيمان) للشيخ محمد بن عبد الوهاب او للشيخ محمد ابن عثيمين او للشيخ محمد جميل زينو.
تنبيه: إذا أشكل عليك شىء فى الكتاب الأول والثالث فارجع إلى: "شرح ثلاثة الأُصول" للشيخ: محمد ابن عثيمين، و"شرح الأُصول الستة" للشيخ: عبيد الجابرى.
المستوى الثانى:
1/ (كتاب التوحيد) لشيخ الإسلام: محمد بن عبد الوهاب، مع حاشيته (القول السديد) للشيخ: عبد الرحمن السعدى.
2 - (كشف الشبهات) للشيخ: محمد بن عبد الوهّاب مع شرحه للشيخ: ابن عثيمين.
3 - (200 سؤال وجواب في العقيدة) للشيخ حافظ الحكمي.
4 - (العقيدة الواسطية) لشيخ الإسلام: أحمد ابن تيمية، مع شرحها للشيخ: صالح الفوزان.
5 - (القول المفيد شرح كتاب التوحيد) للشيخ: محمد بن عثيمين، أو (فتح المجيد) للشيخ: عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (تحيق: د: الوليد آل فريان)، أو (الجديد شرح كتاب التوحيد) للشيخ: عبد الله القرعاوى.
6 - (شرح العقيدة الواسطية) للشيخ: ابن عثيمين، أو (شرحها) للشيخ: محمد خليل هراس، أو (التنبيهات السنية) للشيخ: عبد العزيز بن رشيد وهو مهم، ثم (الكواشف الجلية عن معانى الواسطية) للشيخ: عبد العزيز السلمان.
7 - (مختصر كتاب الاعتصام للشاطبى) اختصره الشيخ: علوى سقاف.
المستوى الثالث:
1 - (العقيدة الطحاوية) للشيخ: أبى جعفر الطحاوى مع (شرحها) للشيخ: الألبانى.
2 - (شرح العقيدة الطحاوية) للشيخ على ابن أبى العز الدمشقى الحنفى. (تحقيق: د. عبد الله التركى، والأرناؤوط ط3 فما بعدها).
3 - (كتاب الإيمان) لشيخ الإسلام أحمد ابن تيمية. (تحقيق: الشيخ الألبانى).
4 - (التوسل أنواعه وأحكامه) للشيخ: الألبانى أو (التوصل إلى حقيقة التوسل) للشيخ: محمد نسيب الرفاعي.
5 - (قاعدة جليلة فى التوسل والوسيلة) لشيخ الإسلام: ابن تيمية. (تحقيق: الشيخ: ربيع المدخلى).
6 - (علم أُصول البدع) للشيخ على الحلبى.
المستوى الرابع:
1 - (تيسير العزيز الحميد) للشيخ: سليمان بن عبد الله آل الشيخ (وهو مطبوع عدة طبعات وكلها يعوزها التحقيق، وقد حققته على أربع نسخ خطية وبقي تجهيزه للطبع).
2 - (التدمريّة) لشيخ الإسلام ابن تيميّة (تحقيق: د. محمد السعوى) مع شرحها (التحفة المهديّة) للشيخ فالح بن مهدى (تحقيق: د. محمد السعوى).
3 - (الفتوى الحمويّة الكبرى) لشيخ الإسلام ابن تيميّة (تحقيق: شريف هزّاع)
4 - (مختصر الصواعق) لشيخ الإسلام محمد ابن القيّم.
5 - (كتاب الاعتصام) للإمام أبى إسحاق إبراهيم الشاطبى.
http://www.saaid.net/mktarat/alalm/15.htm
مع اختلافي معه في أن يقرأ المبتدئ لعلي الحلبي!
انظر أيضاً
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=15538
ـ[أمين محمد]ــــــــ[30 - 07 - 07, 02:52 م]ـ
جزاااك الله خيراً
وجعل ذلك في ميزان حسناتك
ولا حرمك الكريم الأجر ..
ـ[الاحسائي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 10:12 م]ـ
أو باختصار:
كتاب التوحيد وهذا في توحيد الألوهية ..
والعقيدة الواسطية في الربوبية والأسماء والصفات ..
وقد سمعت من غير واحد من الأشياخ من ينصح بهذين الكتابين ..(43/181)
هل تطور مفهوم البدعة عند علماء الأندلس؟
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[30 - 07 - 07, 01:44 م]ـ
السلام عليكم
لعل علماء الاندلس هم اول من ألف في البدع و محاربتها فنجد ابن وضاح في كتابه " البدع و النهي عنها " مجموعة من الاحاديث و الاثار و نجد كتاب البدع و الحوادث للطرطوشي و فيه بعض التفاصيل الى ان نصل الى الشاطبي في كتابه الاعتصام ..... فهل يمكن أن نلمس تغيرا في مفهوم البدعة في الاندلس ام ان المفهوم واحد و التعابير مختلفة؟؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[شعيب الجزائري]ــــــــ[11 - 08 - 07, 06:54 م]ـ
البدعة تتطور وفق مفاهيمها
منار الجزائر
www.manareldjazair.com
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[21 - 08 - 07, 06:07 م]ـ
بمعنى؟؟(43/182)
الصوفية في حضرموت.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 03:06 م]ـ
حوار مع الشيخ أحمد المعلم (قامع الصوفية).
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=2089&selected_id=-2090&page_size=5&links=False&gate_id=0
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 08:36 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عائشة، حوار لطيف مفيد جعله الله في ميزان الشيخ أحمد المنعم.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 08:44 م]ـ
بارك الله فيك أخي علي الفضلي
وأشكرك على مرورك.
ـ[عبدالله آل حسين التميمي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 08:04 ص]ـ
اللهم أنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى والعمل بما تحب وترضى
ـ[فهد الأطرم]ــــــــ[10 - 08 - 07, 02:30 ص]ـ
جزاك الله خير على هذا النقل الطيب ..
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[12 - 08 - 07, 01:33 م]ـ
موضوع ذو صلة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24542
ـ[ابن ابوالغيث]ــــــــ[14 - 08 - 07, 01:37 م]ـ
من هم اهل السنه والجماعه؟
هل هم الصوفيه
او الوهابيه
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 08 - 07, 01:56 م]ـ
من هم اهل السنه والجماعه؟
هل هم الصوفيه
او الوهابيه
أهلا بيك ..
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[15 - 08 - 07, 02:12 ص]ـ
من هم اهل السنه والجماعه؟
هل هم الصوفيه
او الوهابيه
وكم جهل الفتى أثر الهدى
والشمس بازغة لها أنوار
الداعي لكم بالهداية/ أبومحمد.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[15 - 08 - 07, 02:50 م]ـ
من هم اهل السنه والجماعه؟
هل هم الصوفيه
او الوهابيه
الوهابية و جزاك الله خيرا على السؤال
ـ[الحضرمي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 07:40 ص]ـ
من هم الوهابية، سبحان الله!!!(43/183)
متى يقال لفلان مميع؟
ـ[ابو العابد]ــــــــ[30 - 07 - 07, 03:53 م]ـ
كثيرا ما أقرأ وأسمع هذه العبارة.
هل هذه العبارة لها مصطلح شرعي؟ أو كان السلف يتلفظون بها؟
إذا كان الجواب نعم
فمتى يقال لفلان مميع؟
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 04:16 م]ـ
جاء في كتاب العلامة عبدالمحسن العباد حفظه الله رفقا أهل السنة بأهل السنة:
((4 ـ لا يجوز أن يمتحن أي طالب علم غيره بأن يكون له موقف من فلان المردود عليه أو الراد، فإن وافق سلم، وإن لم يوافق بدع وهجر، وليس لأحد أن ينسب إلى أهل السنة مثل هذه الفوضى في التبديع والهجر، وليس لأحد أيضا أن يصف من
لا يسلك هذا المسلك الفوضوي بأنه مميع لمنهج السلف، والهجر المفيد بين أهل السنة ما كان نافعا للمهجور، كهجر الوالد ولده، والشيخ تلميذه، وكذا صدور الهجر ممن يكون له منزلة رفيعة ومكانة عالية، فإن هجر مثل هؤلاء يكون مفيدا للمهجور، وأما إذا صدر الهجر من بعض الطلبة لغيرهم، لا سيما إذا كان في أمور لا يسوغ الهجر بسببها، فذلك لا يفيد المهجور شيئا، بل يترتب عليه وجود الوحشة والتدابر والتقاطع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (3/ 413 ـ 414) في كلام له عن يزيد بن معاوية: ((والصواب هو ما عليه الأئمة، من أنه لا يخص بمحبة ولا يلعن، ومع هذا فإن كان فاسقا أو ظالما فالله يغفر للفاسق والظالم، لا سيما إذا أتى بحسنات عظيمة، وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي * قال: (أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له)، وأول جيش غزاها كان أميرهم يزيد بن معاوية، وكان معه أبو أيوب الأنصاري ...
فالواجب الاقتصاد في ذلك، والإعراض عن ذكر يزيد بن معاوية وامتحان المسلمين به؛ فإن هذا من البدع المخالفة لأهل السنة والجماعة)).
وقال (3/ 415): ((وكذلك التفريق بين الأمة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله *)).
وقال (20/ 164): ((وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو إلى طريقته، ويوالي ويعادي عليها غير النبي *، ولا ينصب لهم كلاما يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون)).
وقال (28/ 15 ـ 16): ((فإذا كان المعلم أو الأستاذ قد أمر بهجر شخص أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده ونحو ذلك نظر فيه: فإن كان قد فعل ذنبا شرعيا عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة، وإن لم يكن أذنب ذنبا شرعيا لم يجز أن يعاقب بشيء لأجل غرض المعلم أو غيره.
وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء، بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى، كما قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ... }))، قال الحافظ ابن رجب في شرح حديث: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) من كتابه جامع العلوم والحكم (1/ 288): ((وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الأدب، وقد حكى الإمام أبو عمرو بن الصلاح عن أبي محمد بن أبي زيد ـ إمام المالكية في زمانه ـ أنه قال: جماع آداب الخير وأزمته تتفرع من أربعة أحاديث: قول النبي *: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)، وقوله *: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، وقوله للذي اختصر له في الوصية: (لا تغضب)، وقوله *: (المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه))).
أقول: ما أحوج طلبة العلم إلى التأدب بهذه الآداب التي تعود عليهم وعلى غيرهم بالخير والفائدة، مع البعد عن الجفاء والفظاظة التي لا تثمر إلا الوحشة والفرقة وتنافر القلوب وتمزيق الشمل.))
ــــــــــــــــــــــــــ
وهذا الكتاب في المرفقات اقرأه فإنه نفيس(43/184)
كتاب للدكتور توفيق الواعي فيه تخليط في العقيدة
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[31 - 07 - 07, 02:05 ص]ـ
كتاب للدكتور توفيق الواعي فيه تخليط في العقيدة
عنوان الكتاب
(أقوال العلماء الأثبات في آيات وأحاديث الصفات) تأليف د / توفيق الواعي الكاتب المعروف قي مجلة المجتمع.
حسب رأيي:
أنه حشر لاقوال السنة مع المعتزلة الاشعرية ونقولات عن الزمخشري والرازي وابن فورك والقرطبي والنووي والكرماني والأشعري وغيرهم وينقل عن شيخ الإسلام وابن القيم وهو كحاطب ليل ــ فيما يظهر لي ـ ثم إن في مقدمته حملة شعواء ضد أهل السنة والجماعة في هذا الزمن ممن يدققون في مسائل الصفات
فهل أحد اطلع على كتابه هذا، ونقده ففيه طوام.
فهل أحد من طلبة العلم ينتدب نفسه ويكشف عواره، ويوضح المنهج الحق فيها، لئلا يغتر به مغتر.
..
ـ[المقدادي]ــــــــ[31 - 07 - 07, 04:06 ص]ـ
هذا موضوع قديم عنه لعله يفيد:
حذر كتاب: أقوال العلماء الأثبات في آيات وأحاديث الصفات للدكتور / توفيق يوسف الواعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الملاحظات على كتاب:
أقوال العلماء الأثبات في آيات وأحاديث الصفات
للدكتور / توفيق يوسف الواعي.
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه و نستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}.
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}.
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - r -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
هذا الكتاب يتعلق بأقوال العلماء في آيات وأحاديث الصفات، وقد حشد فيه مؤلفه الغث والسمين من الأقوال، و نقل عن السلف ما نقل، ونسب إليهم ما نسب، وأغفل من كلامهم ما أغفل، وأورد أيضاً كلام الخلف واعتراضاتهم وقوانينهم وتأويلاتهم، وارتضاها، ثم أجلب بخيله ورجله ليثبت أن التفويض والتأويل مذهبين أجمع علماء الأمة عليهما، وتلقتهما الأمة بالقبول، ولم ينكر أحد الفريقين ما ارتضاه الطرف الآخر.
وعليه فمن أنكر اليوم على أحد من ارتضى هذا القول فهو إنما يريد تفريق الأمة وشغلها عن رسالتها وأهدافها، والتي من أبرزها تحكيم كتاب ربها، وكأن إثبات الصفات لله عز وجل ليس من تحكيم كتاب الله في شيء.
ونحن بإذن الله نسرد أقواله بالنص، ونعلق عليها بما تيسر مما يكشف عن تلبيس هذا الرجل وعبثه بكلام السلف، وتطاوله عليهم وعلى أتباعهم بإحسان.
وسأكتفي بنقل مواضع من كلام المؤلف والتعليق اليسير عليه دون التعليق على كلام من ينقل عنهم من الخلف، لأن في استقصاء الرد عليهم كتب قد ألفت وهي مطبوعة ولله الحمد والمنة، وعلى سبيل المثال الكاتب يعتمد كثيراً على كلام الرازي وتقريراته وقوانينة، وقد كفانا شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه الرد عليه في كتابه العظيم ().
و مما يجدر التنبيه عليه أن الكاتب والله أعلم أراد أن يجمع كما فعل إمامه حسن البنا لا أن يصلح، فأصبح يموه ويلبس في كتابه على القراء، فلعله يظن أن شباب الأمة كلهم مثل منهم على شاكلته من فرقة الإخوان المفلسين الذين تعميهم البارقة، ويقنعهم السراب.
والآن حان الشروع فيما قصدنا إليه:
الملاحظة الأولى: التخليط في النقل والفهم من أبرز سمات هذا الكتاب، وإليك الأمثلة:
الأول: وضع الأقوال في غير محلها، فيستشهد بالكلام الذي ينقله في غير موضعه الذي يناسبه:
. كاستدلاله بقول ابن تيمية رحمه الله: ((وأما الاختلاف في الأحكام فأكثر من أن ينضبط ولو كان كل ما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة)) فكلام شيخ الإسلام في الأحكام كما هو واضح بين، بينما يستدل به الكاتب على تسويغ الخلاف في مسائل الصفات وعدم تفسيق، أو تبديع من تأول شيء منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/185)
وكذلك استدل بكلام مشابه لابن القيم رحمه الله، ثم اتبعه بكلام يدل على تخليط هذا الكاتب حيث يقول: ((وعلى هذا ليس المحذور الخلاف في الفرعيات، وإنما المحذور هو التعصب والبغي على المخالف .. ذلك أن الخلاف في المسائل الفرعية واقع لا محالة ... )) فلا أدري إن كانت العقيدة في صفات الله عند هذا الكاتب من المسائل الفرعية، أم هو يهرف بما لا يعرف؟!
. وفي موضع آخر يقول (( ... وكيف أن علماء الأمة يكادون جميعاً أن يكونوا مفوضين حتى أشد الناس تمسكاً برأي السلف قد فوض، وهو الإمام أحمد بن حنبل من ذلك تأويله في الحجر الأسود يمين الله في الأرض)) فانظر كيف ينسب علماء الأمة إلى شيء لا يفهمه، بدليل أنه مثل عليه بمثال فيه تأويل وليس هو من باب التفويض، فالحمد لله على نعمة العقل.
. ومما يدل على أنه لم يحكم فهم معنى التفويض الذي ينسبه إلى علماء الأمة اضطرابه في معناه كما في:
. قوله: ((تفويض الكيف فيها إلى الله)) فهنا قرر أن التفويض في الكيفية.
. قوله: ((تقرير مذهب السلف وحجتهم: حاصل هذا المذهب أن هذه المتشابهات يجب القطع فيها بأن مراد الله تعالى منها شيء غير ظواهرها، ثم يجب تفويض معناها إلى الله تعالى ولا يجوز الخوض في تفسيرها)) وهنا قرر أن التفويض في المعنى.
. قوله: ((هذا .. والإمام ابن تيمية يرى أن الأسلم هو التفويض ولا بأس من ذلك، وهو رأي صحيح في الجملة، ولكن لعلماء الأمة رأي آخر سار عليه جمهور الأمة، ولا بأس أن يقرر الإمام ابن تيمية أن الأسلم هو التفويض الذي ينسبه إلى السلف الصالح، فيأخذ الألفاظ بظواهرها الحرفية، ويطلقها على معانيها الظاهرة في أصل الدلالة، ولكنه يقرر أنها ليست الحوادث، ويفوض فيما بعد ذلك، ولا يفسر)) فالتفويض هنا للكيفية.
. قوله: ((فابن تيمية يعتقد أنه بهذا يجمع بين التفسير والتفويض، فهو يفسر بالمعنى الظاهر، وينزه عن الحوادث، ويفوض في الكيف والوصف، ويرى أن الصحابة كانوا يعلمون معاني الآيات المتشابهات التي فيها وصف باليد والرجل الوجه والاستواء والنزول وغير ذلك، ويعملونها على معانيها الظاهرة، ولا يحاولون تعرف كيفها كما لا يحاولون معرفة حقيقة الذات هذا ما يقرره ابن تيمية مذهباً للسلف)) فالتفويض هنا للكيفية والوصف كما يقول.
إلا أن يريد هذا الكاتب من وراء ذلك الخلط أن إثبات المعنى وتفويض الكيفية شيء نسبه ابن تيمية إلى السلف وهم منه براء، فالتفويض عندهم تفويض الكيف والمعنى، ولعل هذا يتضح عندما تقرأ ما سيأتي من طعنه في كلام ابن تيمية مستشهداً بكلام أبي زهرة والسقا.
الثاني: ينسب إلى علماء الأمة، بل إلى السلف مالم يقولوه، ومالم يفهموه، من ذلك إطلاق الإجماعات جزافاً كما في:
قوله: ((واعتدلت المسيرة، وارتضى الناس في مسألة الصفات رأيين:
الأول: وعليه جمهور العلماء تفسيرها على أصول اللغة العربية التي نزل بها القرآن، كما فسرت جميع الأحكام الإسلامية حسب تلك اللغة.
والثاني: تفويض الكيف فيها إلى الله تعالى.
وسار العلماء والفقهاء على ذلك من غير نكير)).
وقوله: (( ... أن هناك رأيين قد أجمعت عليهما الأمة، رأي يؤول ويصرف اللفظ حسب اللغة، ومدلولاتها، ورأي يفوض في الكيف ولا يقول بذلك)).
وقوله: ((هذين الرأيين اللذين تلقتهما الأمة بالقبول في العصور المختلفة)).
وقوله: (( ... وكيف أن علماء الأمة يكادون جميعاً أن يكونوا مفوضين حتى أشد الناس تمسكاً برأي السلف قد فوض، وهو الإمام أحمد بن حنبل)).
وقوله: ((تقرير مذهب السلف وحجتهم: حاصل هذا المذهب أن هذه المتشابهات يجب القطع فيها بأن مراد الله تعالى منها شيء غير ظواهرها، ثم يجب تفويض معناها إلى الله تعالى ولا يجوز الخوض في تفسيرها)) فأنظر كيف ينسب إلى السلف تفويض معاني صفات الله عز وجل.
وقوله: ((وخلاصة هذا البحث أن السلف والخلف قد اتفقا على أن المراد غير الظاهر المتعارف بين الخلق، وهو تأويل في الجملة ... )).
قلت: والرد على هذه الإجماعات المزورة، التي أتى بها هذا المفتون من كيسه ما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/186)
الإجماع الذي نقله ابن قدامة رحمه الله: ((وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم كلهم متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله)).
الملاحظة الثانية: جمعه بين المتاقضات، فهو يصحح كلاً من المذهبين التفويض والتأويل:
. كقوله: ((وكلا الرأيين صحيح)) أي التفويض والتأويل.
الملاحظة الثالثة: الراحة النفسية تخول للمسلم أن يختار أن يكون مفوضاً أو متأولاً، ولم يشر إلى ظهور دليل، أو اتباع سلف، وهذ واضح من:
. قوله: ((وكل مسلم يختار ما ترتاح إليه نفسه من هذين الرأيين اللذين لقتهما الأمة بالقبول في العصور المختلفة)).
. تصحيحه لكلا القولين كما تقدم، وزعمه إجماع الأمة على تلقيهما بالقبول.
الملاحظة الرابعة: يقول عن صفات الله عز وجل الثابتة له (شبهات)، كما في:
قوله: ((شبهة العين)).
قوله: ((شبهة الوجه)).
والرد على كلامه هذا أن نقول: أما آيات و أحاديث الصفات التي ذكرتها في كتابك فهي حجة عليك مهما نقلت من تأويلات وتمحلات الخلف، و كلام السلف الذي تنقله على استحياء أيضاً حجة عليك، وما نقلت عن بعضهم من تأويلات لبعض الآيات فليس فيها حجة لك، و أنت محجوج بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، ولن نعيد ذكر ما ذكره هذا الكاتب في كتابه من النصوص القاطعة من الكتاب والسنة الدالة على إثبات صفات الله عز وجل، ولكن نقول له ولمن كان على شاكلنه، ما ضرك أن تلتزم قول الله وقول رسوله، وتترك عنك تأويلاتٍ ما أنزل بها من سلطان، وإنما هي من ثمرة تحكم العقل في النص الثابت الصحيح، وإن كان قد عظم في نفسك وكبر قدر تلك العقول البشرية التي تأولت، وعظم عليك أن يكون الأكثر من العلماء أخطأوا في هذا الباب، فأعلم أن الله أكبر وأجل وأعظم من أن يتوقف فهم كلامه على تأويلاتهم المتكلفة، وتمحلاتهم المستنكفة، قال الله تعالى: {}.
ثم نقول تنزلاً إن كان هذا الفهم لكتاب الله متوقفاً على هذا التأويل، فلماذا لم يتأول رسوله صلى الله عليه وسلم هذه الآيات مع أن الله أمره بالبيان في قوله: {}، فإن قلتم ترك ذلك امتحاناً وابتلاءً، فنقول: ألم يكن أولى الناس بمعرفة التأويل أفصح الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام، وهم من أعلم الناس بالشرع وبلغة العرب، فأنتم تشترطون لهذا المتأول الإحاطة باللغة العربية والأدلة الشرعية، ومع ذلك لم يتأولوا كما تأولتم؛ فأي شيء خصكم الله به دونهم؟!
ثم ما الفرق بين تأويل الأشعري، والمعتزلي، والرافضي، والجهمي، أليس كلهم يزعم تنزيه الرب عز وجل؟!
ومع ذلك كله لم نر الأشعري سكت عن المعتزلي، ولا المعتزلي عن الرافضي، ولا الجميع عن الجهمي، فاتق الله أيها الكاتب، ولا تقحم نفسك في سبل قد ولجها من قبلك، فمنهم من تاب منها، ومنهم من مات عليها والله أعلم بحاله عند رب العالمين.
ويسعك ما وسع الأنبياء والرسل عليهم السلام، والصحابة الكرام، ومن تبعهم بإحسان، واقتفى أثرهم من الأئمة الأعلام ممن لا يعرفون إلا بعقيدة السلف الصالح، الذين آمنوا بهذه الآيات مثبتين لله ما جاء فيها من صفات، وهم يفهمون المعنى، ويفوضون علم الكيفية إلى الله عز وجل، فوقفوا حيث أوقفهم الله.
وما نقلته أنت بنفسك من إجماعهم على ذلك حجة عليك، أم أنك لا تقول بحجية الإجماع؟!
ها أنت قد نقلت إجماعهم من تفسير القاسمي ص177 من كتابك: ((قال ابن عبد البر في شرح الموطأ: أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة وأما أهل البدع الجهمية والمعتزلة والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئاً منها على الحقيقة ويزعم أن من أقر بها شبه وهم عند من أقر بها نافون للمعبود والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله تعالى وسنة رسوله وهم أئمة الجماعة)).
((وقال القاضي أبو يعلى في كتاب إبطال التأويل: لا يجوز رد هذه الأخبار ولا التشاغل بتأويلها والواجب حملها على ظاهرها وأنها صفات الله لا تشبه سائر الموصوفين بها من الخلق)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/187)
((وقال الأشعري في الإبانة: قال الشيخ تقي الدين في الرسالة المدنية مذهب أهل الحديث وهم السلف من القرون الثلاثة ومن سلك سبيلهم من الخلف أن هذه الأحاديث تمر كما جاءت ونؤمن بها وتصدق وتصان عن تأويل يفضي إلى تعطيل وتكييف يفضي إلى تمثيل وقد أطلق غير واحد ممن حكى إجماع السلف منهم الخطابي أنها تجري على ظاهرها)).
فلماذا لا تقنع بإجماعهم، ولا تغتر بما نقل عن بعضهم من تأويل، فهو محمول على أمور:
1) عدم العصمة، وكل يؤذ من قوله ويرد إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وإجماع الأمة يقضي على كل خلاف.
2) عدم صحة النقل، فإذا كانت الأحاديث الموضوعة والمنكرة التي تنسب إلى النبي صلى اله عليه وسلم قد بلغت المجلدات فكيف بمن دونه ممن قد لا تجد أقواله عناية من أهل الخبرة كالعناية بحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
3) ما ابتلي كثير من علماء الأمة المعتبرين ببعض الأصحاب فيهم انحراف في العقيدة، أو بوراقين، ونساخ أما عباد جهال، أو أهل معرفة يكذبون، أو أهل نحلة يفسدون، أو ذوي مطامع مادية لا يهمهم تدقيق ما يكتبون؛ فلا يبعد أن يدخلوا، أو يدسوا في كتب أهل السنة ما ليس فيها، أو من الأقوال ماليس لهم، ومن مارس الاشتغال بتراث الأمة رأى من ذلك الشيء الكثير، وليس ذلك بغريب ففي عصرنا الحاضر و حتى مع وجود المؤلف وتطور الإمكانات ترى من السقط والزيادة، بل والدس في الكتب ما الله به عليم.
4) كلام لهم محتمل: يحتمل المعنى الحق، ويحتمل المعنى الباطل، فإذا رد هذا الكلام إلى ما عرف عنهم من المعتقد الصحيح، انكشف الغطاء، وبان الحق الذي لا مرية فيه.
ولعله بالمثال يتضح المقال: قال الكاتب ص: ((حتى أشد الناس تمسكاً برأي السلف قد فوض، وهو الإمام أحمد بن حنبل من ذلك تأويله في الحجر الأسود يمين الله في الأرض)).
نقول: كلام الكاتب باطل من وجوه:
الأول: أول من نسب هذا الكلام إلى الإمام أحمد، هو أبو حامد الغزالي حيث يقول: ((فأبعد عن الناس عن التأويل أحمد بن حنبل رحمة الله عليه، فقد سمعت الثقات من أئمة الحنابلة ببغداد يقولون: إن أحمد بن حنبل رحمه الله صرح بتأويل ثلاثة أحاديث فقط:
أحدها: قوله صلى الله عليه وسلم: ((الحجر الأسود يمين الله في الأرض)) ... الخ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((هذه الحكاية كذب على أحمد، لم ينقلها أحد عنه بإسناد ولا يعرف أحد من أصحابه نقل ذلك عنه، وهذا الحنبلي الذي ذكره أبو حامد مجهول لايعرف، لا علمه بما قال ولا صدقه فيما قال)).
والغزالي بشهادة نفسه ليس له عناية بعلم الرواية، ولا بتمييز الصحيح من الضعيف، فهو يقول عن نفسه: ((وبضاعتي في الحديث مزجاة)).
الثاني: أن الحديث ضعيف، ومع ذلك فإن نص هذا الحديث لا يحتاج إلى تأويل أصلاً، فأول الحديث وآخره يبين أن الحجر ليس من صفات الله كما هو معلوم عند كل عاقل.
الثالث: أنه قد ثبت عن الإمام أحمد ما يضاد ما نقله الغزالي من ذلك:
قال أحمد في رواية الميموني: من زعم أن يداه نعمتاه كيف يصنع بقوله {خلق بيدي} ص/75 مشددة.
ومع هذا الإثبات الإمام أحمد يرفض التشبيه حيث جاء في شرح أصول السنة للآئكائي بسنده عن أحمد بن يعقوب: بلغني أن أحمد بن حنبل قرأ عليه رجل: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه} الزمر/67 قال: ثم أومأ بيده.
فقال له أحمد: قطعها الله قطعها الله قطعها الله. ثم حرد. وقام.
والخلاصة أن أهل السنة والجماعة يثبتون صفات الله عز وجل بالإجماع، فمن العلماء من نقل إجماعهم على إثبات كل الصفات، ومنهم من يؤكد ذلك بنقل إجماعهم على صفة من الصفات كما قال أبو الحسن الأشعري في ((رسالة إلى أهل الثغر)) (ص 225): ((وأجمعوا على انه عز وجل يسمع ويرى، وأن له تعالى يدين مبسوطتين)).
ومن لم يسعه كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، إجماع السلف فلا وسع الله عليه.
الملاحظة الخامسة: التهويش والتلبيس والتمويه، وذلك من خلال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/188)
إيهام القاريء أن السلف يقولون أن من صفات الله (الجنب)، ونحيله إلى قول الإمام الدارمي رحمه الله في رده على المريسي ص 184 حيث يقول: ((وادعى المعارض أيضا زورا على قوم أنهم يقولون في تفسير قول الله: {يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} قال: يعنون بذلك الجنب الذي هو العضو وليس على ما يتوهمونه.
فيقال لهذا المعارض ما أرخص الكذب عندك وأخفه على لسانك فإن كنت صادقاً في دعواك فأشر بها إلى أحد من بني آدم قاله وإلا فلم تشنع بالكذب على قوم هم أعلم بهذا التفسير منك وأبصر بتأويل كتاب الله منك ومن إمامك إنما تفسيرها عندهم تحسر الكفار على ما فرطوا في الإيمان والفضائل التي تدعو إلى ذات الله واختاروا عليها الكفر والسخرية بأولياء الله فسماهم الساخرين فهذا تفسير الجنب عندهم فما أنبأك أنهم قالوا جنب من الجنوب فإنه لا يجهل هذا المعنى كثير من عوام المسلمين فضلا عن علمائهم)).
. الملاحظة الخامسة: يبني على دعواه اجتماع الأمة على مذهبي التفويض والتأويل، أن ليس لأحد أن ينكر على أحد في هذه المسائل، ولا يعيب أحد على أحد، وأن هذا مذهب العلماء الأثبات، وعليه درجوا، مثال ذلك من كلام الكاتب:
. قوله: ((ولا أحد يفسق أحداً أو يبدعه، أو يماريه، خاصة أن العلماء الذين قالوا بتفويض الكيف لم يفسقوا أحداً أو يبدعوه أو يقولوا له إن دينك مدخول أو عقيدتك غير صحيحة، ويشغلوه عن جلائل الأمور وعن فروض الإسلام وواجباته)).
. قوله: ((فلا يأتين اليوم من يشكك في هذا أو ذاك، أو يعيب هذا أو ذاك)).
. قوله: ((ولا يحق لأحد أياً كان أن يثيرها بدعة اليوم ويفرق بها الأمة، ويشغلها عن حمل رسالتها ومقارعتها لأعدائها)).
. و هو يرى أن السكوت هو رأي العلماء الأثبات من المتقدمين والمتأخرين كما تقدم قوله: ((وسار العلماء والفقهاء على ذلك من غير نكير إلى أن أحيا نفر من الناس هذا النزاع ثانية)).
. ويقول في موضع آخر: ((وقد علمنا أن من فسر الصفات بالغة التي نزل بها القرآن، كان يقصد بيان آيات القرآن وإيضاحها كبقية أحكامه، حتى لا يبقى في القرآن شيء مبهم ليس له معنى، وكانوا يريدون بذلك نفي لبتشبيه عن الله سبحانه، وتنزيهه تعالى عن المشابهة لخلقه، وكذلك كان مقصد الموفوضة في الكيفية.
إذن فهذا وذاك يقصدان وجه الله تعالى، ولم يسبق أن فسق أحد من الفريقين الآخر، وإنما أقر كل فريق رأي الآخر، فهل يريد بعض المتعالمين أن يجعلها معركة يفرق بها الأمة، أم ماذا؟)).
الملاحظة السادسة: عدم التزامه بما دعا إليه من الرضا بالمذهبين، و وجوب سكوت أتباع كل مذهب عن الآخر، وذلك واضح من خلال أمور:
الأول: همزه ولمزه لأتباع السلف الصالح ممن يثبت صفات الله عز وجل إثباتاً يليق به، ويمر ما جاء عن الله ورسوله فيها على ظاهره مع إثبات المعنى وتفويض علم الكيفية لله عز وجل:
. كقوله: ((وفهمها على ظاهرها يؤدي إلى انحراف في العقيدة وإلى زيغ في فهمها)) أليس هذا طعن وعيب؟!
. وهو في ص51 بعد أن ذكر كلام نسبه زوراً إلى من أسماه (فريق من السلف العلماء) يقولون بالتأويل؛ يقول: ((كذلك فعل الكثيرون من العلماء والفقهاء وهو أولى بلا شك من تفسيرها بمعانيها الظاهرة الحرفية، والجهل بكيفيتها، كقولهم إن لله يداً ولكن لا نعرفها، وليست كأيدي الحوادث، وله نزول وليس كنزولنا .. إلى آخره، فإن في هذه الإحالات على مجهولات لا نفهم مؤداها ولا عاقبتها، شيء يؤدي إلى قصور في فهم الدين، ويؤدي إلى الوقوع في التشبيه عند عوام المسلمين)).
. ويقول في موضع آخر: ((العين من الآيات المتشابهات على فهم الناس، وسنبين رأي العلماء فيها ليتضح القول بالمثال، وحتى لا يخوض كثير مما لا علم لهم في شيء لم يطلعوا عليه، أو يكون لهم به علم وإنما يأخذون الأشياء بالسماع عن آخرين مثلهم في الفهم وعدم العلم، أو ممن يريدون حمل الناس على شيء مشبوه تفريقاً لكلمة المسلمين بذم هذا ةتبديع ذاك وغير ذلك، وإحياء لما اندثر من جدليات لا تفيد الأمة .. )).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/189)
وقال بعض أن ذكر قول من أول صفة الساق: ((وهذه معاني لغوية لتوصيل المراد، ولا بأس أن يكون هناك اجتهاد آخر، ولكن الغريب في الأمر، أن يعاب رأي صحيح واجتهاد لعلماء الأمة الأثبات من أناس لا يفهمون علماً ولا لغة، ويفرقون بين الناس اتباعاً لأهواء)).
. وفي موضع آخر: ((ولكن الحق يقال أن هؤلاء – ونحن نحسن الظن بهم – لو اطلعوا على آراء العلماء في هذه المسائل لما فتحوا فماً، أو تحدثوا بمثل ما يتحدثون به، ولكنهم قلدوا عن جهل من لا يعلم ولا يدري، فتعرضوا للوم ... )).
. وفي موضع آخر: ((ولا أدري بعد ذلك بماذا يريدون أن يفسروا القرآن الكريم، إن لم يرتضوا العربية، أم بالإنجليزية أم بغيرها؟، أم يكلون الأمر فيها إلى الله؟ ونحن لا نلومهم في ذلك، ولكن كما نحترم رأيهم لابد وأن يحترموا رأي غيرهم من جمهور علماء الأمة)).
. ويقول في موضع آخر: ((هذا .. وقد توقف بعض من العلماء عن تفسير تلك الآيات وفوضوا الأمر فيها إلى الله تعالى، ولا شك أن هذا رأي صحيح يأخذ به من ليس عنده علم بالعربية ولا بمفهوماتها، ولا بأقوال العلماء الأثبات ... )).
قلت: كما أن الرد على أهل الأهواء والبدع سنة ماضية عند السلف وأتباعهم، فالطعن في السلف ومن تبعهم بإحسان سنة ماضية عند أهل الأهواء والبدع.
وهي سنة إبليسية سنها لهم إبليس يوم أن عاب أبو المحدين آدم عليه السلام فعيره بأنه مخلوق من طين، ولازال أهل البدع عليها حتى يومنا هذا وكان من آخر الأوصاف التي يلمز بها علماء التوحيد والعقيدة أنهم لا يفقهون الواقع.
الثاني: تجهيله للسلف و نيله من علومهم، حيث يقول: ((وبهذا البيان يعلم أن البحر محيط، وأن الشاطيء بعيد، وأن اللجة عميقة ينبغي ألا يخوض فيها الصغار الذين لا فقه لهم ولا علم ولا دراية بلغة العرب ولا بأسرار القرآن ودلالاته ومراميه، وأن المتشابه من القرآن أمر دون فهمه صعاب وصعاب لا يخوض فيه إلا الراسخون في العلم، وقليل ما هم {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم})) فيقرر أن من خاض هذا المحيط هم الراسخون في العلم، وأما الصغار ينبغي ألا يخوضوا فيه، فمنهم الراسخون؟ ومن هم الصغار؟ قال: ((هذا وقد وقف كثير من علماء الأمة أمام المتشابه من القرآن موقف التسليم والتقديم والتعظيم والإيمان بدون حدود أو قيود)) فهل هؤلاء هم الصغار؟! ثم قال: ((وخاض فيه بعض من قممه ببراعة ربان السفن، وخبرة سباحي اللجج ... )) إلى أن قال: ((فكيف يقترب من بحر هذه العلوم جاهل لا علم له، أو يخوض في لجتها عابث لا فقه عنده؟)) فهل تبين للقاريء الآن الراسخون من الصغار عند هذا الكاتب؟!
الثالث: الطعن على شيخ الإسلام ابن تيمية والتشكيك في كلامه، حيث يقول: ((والإمام ابن تيمية – رحمه الله – على ذلك يقرر: ((أن مذهب السلف)) هو إثبات كل ما جاء في القرآن الكريم من فوقية وتحتية واستواء على العرش، ووجه ويد ومحبة وبغض، وما جاء في السنة من ذلك أيضاً من غير تأويل، وبالظاهر الحرفي. ثم يعلق على هذا الإمام أبو زهرة – رحمه الله – بقوله: فهل هذا هو مذهب السلف حقاً؟ ونقول في الإجابة عن ذلك: لقد سبقه بهذا الحنابلة في القرن الرابع الهجري كما بينا، وادعو أن ذلك مذهب السلف، وناقشهم العلماء في ذلك الوقت وأثبتوا أنه يؤدي إلى التشبيه والجسمية لا محالة ... )) الخ.
ويقول في موضع آخر لامزاً ملبساً: ((هذا .. والإمام ابن تيمية يرى أن الأسلم هو التفويض ولا بأس من ذلك، وهو رأي صحيح في الجملة، ولكن لعلماء الأمة رأي آخر سار عليه جمهور الأمة، ولا بأس أن يقرر الإمام ابن تيمية أن الأسلم هو التفويض الذي ينسبه إلى السلف الصالح .. ويرى أن الصحابة كانوا يعلمون معاني الآيات المتشابهات التي فيها وصف باليد والرجل ... هذا ما يقرره ابن تيمية مذهباً للسلف .. )) فابن تيمية عند هذا الكاتب هو الذي يقرر .. ينسب إلى السلف .. يرى .. !!
ثم ينقل قول أحمد حجازي السقا: (( ... وابن تيمية يشغب ليمنع المجاز في آيات الكتاب ... )).
الملاحظة السابعة: اعتماده شبه الكلي في تقريراته على تقريرات الفخر الرازي من خلال كتابيه (أساس التقديس) و (التفسير الكبير).
الملاحظة الثامنة: غفلته أو تغافله عن كثير من المصادر السلفية المتخصصة في تقرير عقيدة السلف في صفات الله عز وجل، ويتمثل ذلك في:
1) إعراضه عن الكثرة الكاثرة من النصوص القاطعة والمتواترة التي جاءت عن سلف الأمة في إثبات صفات الله عز وجل.
2) نقل ما نسب إلى بعض السلف من تأويل بعض الصفات، ولا يتكلم في صحة هذه النسبة، ولا موقف بقية العلماء من هذه المقالة.
الملاحظة التاسعة: نقله لإجماعات صحيحة لم يلتزمها، كما في:
قوله: ((قال ابن عبد البر في شرح الموطأ: أهل السنة مجمعون على الإقرار
الملاحظة الأخيرة: إخلاله بالأمانة العلمية، ولذلك أمثلة:
الأول: نقله الصفحة والصفحتين من المصادر التي يعتمد عليها فيزيد وينقص مع أنه ينقل من العنوان حتى آخر المبحث ثم يحيل إلى المصدر في الحاشية، ولا يشير إلى تصرفه، كما فعل في مبحث المجاز من ص 25 – ص 27، ولك أن تقارن ما كتبه مع كتاب مصطلحات العقيدة الذي أحال إليه في الحاشية من مبحث المجاز 261 - 263.
الثاني: ينقل تخريجات الأحاديث نصاً من المصادر التي ينقل منها وبالأرقام، دون أن يشير إلى ذلك، وهذا يوقع القاريء في حيرة ولبس عندما يريد مراجعة تلك الأحاديث في مصادرها الأصلية.
http://www.albeed.com/vb/showthread.php?t=59786
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/190)
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 01:44 ص]ـ
أخي المقدادي:
أهلا بك
لقد شفيت، وكفيت،
أحسن الله لك، وبارك فيك.(43/191)
فصيدة في العقيدة "منقول
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[31 - 07 - 07, 02:09 ص]ـ
قفا نبك فالدين الحنيف قد ابتلي
بأهل الهوى من حاقد ومضللِ
ولم تبق من راياته غير راية
لها بين أهل الأرض ألف مخذّل
/
وباتت دعاة الجهل من كل ملة
تحاول في أن يضمحل لتعتلي
وديجور أهل الشرك أرخى سدوله
عليه بأنواع الظلام المجلّلِ
/
فماشئت قل من بدعةٍ وطريقةٍ
تجيءُ على غير الطراز المفضّلِ
إلى الله تشكو الملة اليوم أهلها
وما أرى عنها الضلالة تنجلي
ألا رب أقوامٍ يناجون ربهم
بدمعِ عيونٍ مستَهلٍّ ومُرْسلِ
وشرك أبي جهل تمكّن منهمُ
وهم عن تعاليم الإله بمعزلِ
/
وشيخٍ كموج البحر جاء حديثه
بليغاً تغنّى بالكلام المفصّلِ
وعِمّتُه شُدّت كأحسنِ عِمّةٍ
وأسبل ثوباً بالتملقِ ممتلي
خبيرٍ بتحريف النصوص مفوضٍ
جهولٍ بآيات الصفات معطلِ
إذا قيل من شيخ العقيدة: قيل ذا
أُشيرَ إلى ذا المارقِ المتأول
/
قبور وأقطاب تخاف وترتجى
ضرائحهم وسْط المساجد تعتلي
يُطاف بها والشيخ يشرح درسه
بجانبها والناس تصرخ ياولي
فحُقَّ لأهل العلم أن يتمثلوا
بكل حزينٍ من قوافٍ لأولِ
فقف نبك من ذكرى العقيدة غودرت
وصارت عفاءاً مثل ذكرىً لمنزِلِ
وأهل الهوى يُطرون كل مغير
ومنحرف في ديننا ومبدل
إذا قلت هذا زائغ في نهجه
وهل عند نهجٍ زائغ من معول
أتوك بألفي حجة وطريقة
وردّوا ردودا من جنوب وشمأل
يقولون هذا ناصح متحمسٌ
يريد بيانا ليس بالمتقول
له حسنات كالبحار غزارةً
تغوص بها الآثام طُرّاً فتنجلي
وإن قلت فاحذر من كتابٍ مضللٍ
مؤلفه للحق لم يتذلل
مؤلفه يسعى لنشر ضلالة
يخالف أعلام الزمان المفضّل
يقول اتق المولى كلامك غيبةٌ
ويرمي بقول السوء دون تأمل
فسبحان ربي كيف ضل عن الهدى
اناس على التوفيق لم تتحصل
ومن سنّة عليا لقعر ضلالة
تردوا كجلمود تحدر من علِ
عسى الله أن يأتي بفتح مؤزرٍ
ويقمع بالخسران كل مخذّل
وينصر قوما كالشفاء حديثهم
ويخذل قوما قولهم طعم حنظلِ
اتتك بويتات تعبّر نفسها
ومن حرقتي جاءت وبعض تأملي
كأني غداة الأمس يوم كتبتها
لدى سمراتٍ بل دمعي محملي
ـ[ابو العابد]ــــــــ[31 - 07 - 07, 09:30 ص]ـ
بورك لك$$$$$$$ لا فض فوك
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - 08 - 07, 12:51 ص]ـ
و إياك أخي العزيز.
و الشاعر القائل لهذه الأبيات.
فأنا مجرد ناقل.(43/192)
ترجمه للشيخ سليمان الصنيع رحمه الله
ـ[حفيدة الشيخ الصنيع]ــــــــ[31 - 07 - 07, 02:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اليكم ترجمه عن جدي رحمه الله واتمنى ان تسفيدوا منها وشكرا
اسمه: سليمان بن عبدالرحمن الصنيع
ولد بمكه ونشأ بها في حجر والده فأدخله الكتاب في مسجد الجودريه وتعلم فيها القران الكريم ثم خرج منه فألتحق بالمدرسه الرشيدية فمكث فيها سنتين.
ثم قامت النهضه العربيه وقفلت المدرسه فدخل مدرسه تحسين الخطوط ومعرفه الحساب التجاري وتعلم الخطوط الاربعه والحساب،وفي هذه المدة التحق بحلقات علماء المسجد الحرام رغبة منه وأشتياقا للمزيد من طلب بالعلم،فأخذ مبادئ العلوم العربيه على الشيخ أحمد الهرساني وأخذ عنه ايضا مصطلح الحديث وسمع منه صحيح البخاري وغيره،وأخذ في النحو عن الشيخ عيسى رواس،وحضر دروس الشيخ أحمد النجار وقرأ عليه وأخذ الحديث عن الشيخ حبيب الله الشنقيطي، وأخذ على الشيخ عبدالله بن علي بن حميد مفتي الحنابلة بمكه أيضا في العقيدة، وقرأ على الشيخ محمد بن علي بن تركي القصيمي في الحديث والتوحيد، وقرأ على الشيخ عبدالله بن حسن رئيس القضاة في التوحيد وغيره ولازم الشيخ محمد بن عبدالرزاق حمزه ملازمة تامة، فقرأ عليه الصحيحين قراءة بحث وتحقيق في المسجد الحرام، واجتمع بكثير من العلماء الوافدين الى مكه المكرمة من الهند ومصر والشام واليمن وغيرها.
تولى وكالة رئيس هيئه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة، وعضو في مجلس الشورى.
توفي رحمه الله بمكة المكرمة ودفن بشعبه النور عام 1389هـ
هذه ترجمه مختصره عن جدي رحمه الله وأن شاء الله وبأذن الله سوف اكتب عنه بشي من التفصيل في المرات القادمة .........
وفقني الله واياكم .........
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[31 - 07 - 07, 01:34 م]ـ
جزاك الله خيرا
نحن بالانتظار بشوق لترجمة الشيخ رحمه الله تعالى(43/193)
تكملة (هداية الحيران في مسألة الدوران)
ـ[أبو عبدالله الغربي]ــــــــ[31 - 07 - 07, 06:42 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه تكملة لكتاب الشيخ الحميد حفظه الله بعدما أغلق الموضوع الأول فجأة و لا أدري لماذا ... وهي على هذا الرابط
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107796
أما الإخوة الذين بدا منهم استنكار عجيب لهذا الأمر وكأني احدثهم بمناكير عظام مع ان ثبوت الأرض التي نعيش ونقوم عليها وسكونها مما نلمسه لمسا ونراه عيانا و منذ ان خرجنا من بطون امهاتنا وكذلك جريان الشمس والقمر حولنا كل يوم وهو نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى وأقول لكم كان عليكم ان تتريثوا قليلا وتقرءوا قول الله ورسوله عليه الصلاة والسلام واقوال ورثة علمه وتنافحوا عن دينكم وفطرتكم وما تشاهدونه بابصاركم قبل ان تأخذوا فرضيات ونظريات ملحدين همهم اضلال الناس وابعادهم عن خالقهم باسم العلم والمعرفة! يا إخوة ألا تنكرون عقيدة التطور الداروينية مع انها مما يصفونه بالحقيقة العلمية التي لاريب فيها ويبثونها في جميع كتبهم العلمية!! وبرامجهم وعليها يبنون امور كثيرة من تفسيرات ونظريات وهي عقيدة يدرسونها في مدارسهم على انها حق وبينة مثل السحاب. وهذا الامر ـ أعني الخلق ـ من الغيب الذي لم نشاهده وهم يزعمون ادلة على قولة تطور الحيوانات بعضها من بعض ومع ذلك نقطع بكذبهم وتدليسهم فما بالكم بزعم دوران الأرض وثبوت الشمس .. فهذا يرفضه الحس والعقل والفطرة قبل الكتاب والسنة ..
وليطمئن قلبكم اقول ان هناك من علماء الغرب من فيزيائيين فلكيين وعلماء رياضيات وان كانوا قلائل من يرفض اقوال كوبرنكوس وجاليليو ويبينون بطلانها وانه ليس هناك ولا دليل واحد علمي وتجربي يثبت ان للارض حركة بل ان هناك تجارب عديدة حصلت في التاريخ تثبت العكس مثل " Michelson-Morley experiment " و " Michelson-Gale experiment" وما يسمى ب" Airy's failure" وكذلك " Sagnac experiment " ... فهذه تجارب تنفي حركة الأرض ولكن غيبت نتائجها عن الناس وحتى الدارسين منهم ولم يعتد بها.
يقول الفزيائي المعروف Lincoln Barnett :"We cannot feel our motion through space. Nor has any experiment ever proved that the Earth actually is in motion!" اي: (لا نستطيع ان نحس بحركتنا خلال الفضاء, في الحقيقة لم تثبت اي تجربة على الإطلاق ان الأرض في حركة!)
و يقول الفيزيائي Hendrik Lorentz: "Everything behaves as if the earth were at rest" اي: (إن كل شيء يسير على نسق وكأن الارض في سكون)
حتى انه قد كتب احدهم اسمه Robert Sungenis كتابا في نحو 1000 صفحة اسمه Galileo was wrong فند فيه القول بدوران الأرض وان الكون في اتساع ابدي وانه عمره وقطره بلايين وملايين السنين وما الى ذلك ...
ومنهم العديد من يرفض نظرية الانفجار الكبير وان الفضاء لامحدود الخ.
وقد اعترف ارباب الفيزياء (الحديثة) مثل Albert Einstein و Ernst Mach و Edwin Hubble و Fred Hoyle
بأن القول بثبوت الأرض ومركزيتها للعالم امر مقبول علميا! إذا أفلا نتبع فطرتنا وديننا .. هو احق بالاتباع والتصديق.
هذا وعلموا ان ما تقوم به وكالة ناسا من بعثات فضائية وحساب الكسوف واطلاق اقمار صناعية وما الى ذلك يقوم على حسابات معتمدة على ثبوت واستقرار الارض فلا يغرنكم ذلك واما الصور التي تنشرها هذه الوكالة الخبيثة عن زوايا المون والمجرات المزعومة فليست موثوقة وهي انما تأتينا بعد تعديل وعلاج فنيي الوكالة وتسمى بـ Virtual Reality اي حقيقة افتراضية وقد علمتم ان لهؤلاء تاريخ اسود في التلفيق خذوا كذبة هبوط القمر كمثال والصور الملفقة للقمر والرواد اضافة الى انهم يسعون لاثبات ان الكون كله صدفة وجاء صدفة واننا مثل القطرة في زاوية من البحر لا عبرة ولا خصوصية لنا في هذا الكون اللامتناهي ذو المجرات الخيالية التي لا عد لهل ولا حصر ومن ثم فلا إله خلقنا وكرمنا وسخر لنا الاشياء فالحذر الحذر من الوقوع في شباك كذبهم والافتتان بغطاء العلم المزعوم وتأويل نصوص الكتاب والسنة البينة في ثبوت الأرض وجريان الشمس والقمر واننا في مركز الكون وفوقنا سماوات سبع طباق محدودات ليس قطرها ببلايين وملايين السنين الضوئية بل اقل بكثير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/194)
كما بين الشيخ ... اعتذر على الاطالة يا اخوة وما زال الكثير يقال واترككم الآن مع التكملة بارك الله بكم .....
صفة دوران الأرض
كذلك بعض الناس يظن أن معنى القول بدورانها هو أنها تدور مثل الرحى ولذلك يستدلون على نفي دورانها بأدلة لا تصلح. حيث يقولون: لو كانت تدور لتغيرت الإتجاهات. وقد نشأ هذا الغلط لظنهم أن هذا هو المراد من القول بدورانها. وليس كذلك وإنما الذي يقرره أصحاب هذه النظرية أنها تدور من المغرب إلى المشرق وهذا لو قدر أنه حصل ما تغيرت معه الإتجاهات فلا يصلح هذا دليل لنفي دورانها.
الفضاء محدود
الفضاء محدود وله نهاية ومسافته وسعته مقدرة فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فذكر أن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام يعني سماء الدنيا الذي هو سقف الأرض وذلك بتقدير سير الإبل. وهذه المسافة تمكن معرفتها باصطلاح أهل الزمان حيث يقيسون المسافات بالكيلومتر إذا علم كم تسير الإبل باليوم من كيلومتر. وقد قدرت ذلك فوجدت مسافة ما بين السماء والأرض تقارب تسعة ملايين كيلومتر فقط وهو الفضاء كله من كل جانب من الأرض فهو كقطرة من بحر بالنسبة لفضائهم المزعوم الذي ليس له حد.
فأين هذا من خيال الملاحدة وفضائهم الذي لا نهاية له. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هل تدرون ما هذا؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((هذا العنان هذه رواية الأرض يسوقه الله إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه)) ثم قال: ((هل تدرون ما فوقكم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((فإنها الرقيع سقف محفوظ وموج مكفوف)) ثم قال: ((هل تدرون كم بينكم وبينها؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((بينكم وبينها خمسمائة سنة)) الحديث. وقد رواه الإمام أحمد والترمذي وابن أبي حاتم والبزار وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله صلى الله عليهم وسلم فمرت بهم سحابة .. وفي الحديث ((هل تدرون ما بعد ما بين السماء والأرض؟)) قالوا: لا ندري، قال: ((إن بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة)) الحديث. وقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في كتاب التوحيد والحاكم في المستدرك. قال ابن القيم رحمه الله: وأما اختلاف مقدار المسافة في حديثي العباس وأبي هريرة رضي الله عنهما فهو مما يشهد بتصديق كل منها للآخر، فإن المسافة يختلف تقديرها بحسب إختلاف السير الواقع فيها. فسير البريد مثلا يقطع بقدر سير ركاب الإبل سبع مرات، وهذا معلوم بالواقع فما تسيره الإبل سيرا قاصدا في عشرين يوما، يقطعه البريد في ثلاثة. فحيث قدر النبي صلى الله عليه وسلم بالسبعين أراد به السير السريع سير البريد وحيث قدر بالخمسمائة أراد به السير الذي يعرفونه سير الإبل والركاب فكل منهما يصدق الآخر ويشهد بصحته ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.
وقال الذهبي: لا منافاة بينهما لأن تقدير ذلك بخمسمائة عام هو على سير القافلة مثلا، ونيف وسبعون سنة على سير البريد لأنه يصح ان يقال بيننا أي بالشام وبين مصر عشرون يوما باعتبار سير العادة وثلاثة أيام باعتبار سير البريد. انتهى.
وقد ورد أحاديث غير هذين الحديثين فيها ذكر المسافة بين السماء والأرض وأنها خمسمائة عام.
وبعد ذلك نقول: إنه يستحيل دوران الأرض حول الشمس الدورة السنوية لأنها محجورة في جوف السماء الدنيا والمسافة بين الأرض والسماء قريبة جدا بالنسبة لفضائهم الخيالي، فإذا كانوا يقدرون ما بين الأرض والشمس بـ 150 كيلومتر فهذا وحده أبعد من المسافة بين السماء والأرض بمائة وإحدى وأربعين كيلومتر تقريبا، كيف بفضائهم الخيالي الذي لا ينتهي الذي يقيسونه بالسنين الضوئية؟!
المسافة بين سطح الأرض وسطح السماء السابعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/195)
المسافة بين الأرض وسطح السماء السابعة حوالي 126 مليون كيلومتر باعتبار أن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة وسمك كل سماء كذلك، والمسافات بين السماوات كذلك، وهذا كله أقل مما يقدرونه بين الأرض والشمس بحوالي 24 مليون كيلومتر. هذا الفرق في مجموعة واحدة فكيف بملايين الملايين التي تتكون منها المجرات المزعومة التي بينها مسافات هائلة.
لم يجعلنا النبي صلى الله عليه وسلم عيالا على هؤلاء الضلال نتعرف على مخلوقات ربنا بتعريفهم ونستدل عليها بدلالتهم.
ومن يكن الغراب له دليلا * يمر به على جيف الكلاب
وإذا كان الأصل الذي أصلوه لعلومهم وبحوثهم جحود ربهم، فهل يعقل أن يستأثروا بعلم صحيح ومعرفة في مخلوقات الرب سبحانه أصح من معرفة من جاء بهذا الدين وأتباعه الموحدين؟ مع أن الرب سبحانه أثنى عليهم أنهم هم أولوا الألباب حيث قال: ((إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)) ثم ذكر أنهم يتفكرون في خلق السماوات والأرض. فيلزم من اعتقد دوران الأرض أن يكون تفكر النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ومن تبعهم من سلف الأمة حتى وقتنا هذا يلزمه أن يكون تفكرهم في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار خطأ وأن المراد بأولي الألباب مقلدة الملاحدة فهم أهل التفكر الصحيح المطابق للواقع حيث اكتشفوا أن الأرض تدور والشمس ثابتة والفضاء لا نهاية له والجبال تحفظ توازن الأرض أثناء دورانها حتى لا تميد وما تبع ذلك من الخيال التائه الضال.
أما أولئك فتفكرهم خاطئ معكوس حيث يتفكرون في أرض ثابتة ترسيها الجبال في موضعها وشمس واحدة فقط ليس ملايين الشموس تدور حولها، وسماء مبنية محيطة بالأرض وفضاء محدود وهو المسافة بين جرم الأرض وجرم السماء وما تبع ذلك من الحق لأن التفكير السليم لا بد أن يكون مطابقا للواقع في الخارج يعني خارج الفكر في هذا المجال وأمثاله، وهذه من خواص أهل العقول السليمة والأفكار المستقيمة.
فيا لها من فضيحة قبيحة تهوك بها هؤلاء المتأخرون مقلدة المعطلة. ولذلك زعم الزنداني أن آيات الخلق في القرآن لم يكن يعرف معناها في الماضي وإنما عرف اليوم لما انبثق علم الملاحدة وقد كتبت ردا عليه فيه بحث موضوعنا هذا وغيره اسمه (الرد على الزنداني).
حتى أن عبدالعليم خضر قال: ولذلك نجد أن الإنسان الذي كان يعيش منذ 1400 سنة لم يكن قادر على استيعاب المعنى العميق الذي يكمن في الإشارة الكونية ولذلك لم يدرك إلا المعنى الظاهري فقط.!
يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لم يكونوا قادرين على استيعاب المعنى العميق الذي يكمن في الإشارة الكونية وإنما قدر هو وأمثاله لما قلدوا الملاحدة بدوران الأرض وما تبعه من الضلال. وكفى سوءا بهؤلاء أن يظنوا مثل هذا الظن.
المراد من القول بدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس
ثم نقول: أليس المراد من دعوى دوران الأرض حول نفسها تعاقب الليل والنهار ودعوى دورانها حول الشمس تعاقب الفصول الأربعة؟
فالأول يحصل بعكس قولهم وهو دوران الشمس حول الأرض، فبسبب ذلك يتعاقب الليل والنهار كما يتضح ذلك في الرسم رقم (2) وهذا معنى قوله تعالى: ((وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون)) فقد فسر هذه الآية ترجمان القرآن وغيره من المفسرين بأن معناها يدورون، فالشمس تدور في فكلها حول الأرض فيحصل الليل والنهار ومن العجيب أن يستدل بهذه الأية على دوران الأرض مع أنه ليس للأرض فيها ذكر بل هي صريحة في دوران الشمس على كرة الأرض في فلكها المستدير في كرة السماء كذلك دوران الليل والنهار والقمر.
وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: الشمس بمنزلة الساقية تجري بالنهار في السماء في فلكها فإذا غربت جرت بالليل في فلكها تحت الأرض حتى تطلع من مشرقها قال: وكذلك القمر. رواه ابن أبي حاتم بإسناد صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/196)
قوله: تحت الأرض. نسبة لما يتوهمه الإنسان في البداية من أن مَنْ في ذلك الجانب يكون تحتا وليس كذلك لأن التحت هو الأرض السابعة السفلى وهو جوف الأرض ويسمى المركز وهو محط الأثقال، فالأثقال من كل جانب تنجذب إليه وتنتهي إليه، ولو كان من في تلك الناحية تحت لكنا نحن ههنا تحت فنحن بالنسبة لمن هناك كما هم بالنسبة إلينا، والسماء من كل مكان في الأرض عالية على الأرض، انظر الرسالة العرشية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد وضح ذلك وبينه.
فتعاقب الليل والنهار على كرة الأرض بواسطة دوران الشمس حولها هو الذي يدل عليه قوله تعالى: ((وهو الذي خلق الليل والنهار)) الآية. كما تقدم، وكذلك قوله تعالى: ((يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل)) والعرب تقول: كورت العمامة إذا أدرتها على الرأس. وليس الرأس هو الذي يدار لتكوير العمامة عليه، والقرآن نزل بلغة العرب وهذه الآية دليل أيضا على كروية الأرض، لأن التكوير لا يكون إلا على الجسم المستدير.
العلو والتحت للكون
قبل أن أذكر الثاني وهو تعاقب الفصول الأربعة وأنه يحصل بدون دوران الأرض حول الشمس أذكر هنا مسألة مهمة ينبغي الاعتناء بها وهي معرفة العلو والتحت للكون وأن ذلك ثابت لا يتغير بخلاف عقائد الملاحدة الفاسدة فإنهم لا يثبتون علوا ثابتا وسفولا ثابتا مستقرا لأن الأرض في خيالهم وخيال مقلديهم ذرة هائمة سابحة في فضاء لا نهاية له. فالعلو يكون على حسب اعتقداهم دوران الأرض فضاء لا ينتهي وليس له جهة ثابتة كذلك التحت والسفل فإنه لا يثبت لهم، فاعلم أن أسفل الكون كله هو الأرض السابعة وفيها جهنم وهو الذي تنحط الأثقال كلها إليه وتقف عنده لو كان ما بينها وبينه مخروق في الأرضين.
وهذا من كل مكان من الأرض سواء اليابس أو الماء لأن السماء عالية على الأرض من كل جانب ولأن السماوات والأرضين ليس لهما إلا جهتان فقط ثابتتان وهما العلو والتحت أما اليمين والشمال والأمام والخلف فهذا نسبي فما كان يمين هذا ويكون شمال هذا وما كان أمام هذا يكون خلف هذا بخلاف العلو والسفل فهذا ثابت لا يتغير. فما نزل من السماء من كل جانب سقط على الأرض، صنع الله الذي أتقن كل شيء. لأن الأثقال منجذبة إلى المركز وهو الأرض السابعة السفلى.
وهذا الذي أذكره تقرير علمائنا رحمهم الله ابن تيمية وغيره.
إذا عرفنا أن الأرض السابعة السفلى في جوف الأرضين الست وأن أرضنا هذه الأولى في جوف السماوات السبع تبين لنا أن الأرضين السبع والسماوات السبع كلها كرة واحدة سطحها سطح السماء السابعة ومركزها الأرض السابعة السفلى، وأن العلو هو ما فوق الأرض من كل جانب و السفل هو الأرض السابعة ثم إن الأرض إنما سميت أرضا لسفولها. قال ابن القيم رحمه الله في (بدائع الفوائد): إنها بالنسبة إلى السماء تحت وسفل فعبر عنها بهذا اللفظ الجاري مجرى المصدر لفظا ومعنى.
وقال رحمه الله على لفظ الأرض أنه يصلح أن يعبر به عن كل ما له فوق وهو بالإضافة إلى ما يقابله سفل. ثم قال: فسماء كل شيء اعلاه وأرضه أسفله. انتهى
وهذا مما يبين ضلال الدهرية حيث يسمون الأرض كوكبا، وهم إنما سموها كذلك لأنه لا فرق بينها وبين هذه الكواكب في تخيلهم لأن الجميع عندهم دائر في فضاء لا ينتهي فلا ثبات في الكون كله عندهم ولا استقرار، والرب سبحانه وتعالى قال: ((والأرض وضعها للأنام)) يعني خفضاها في مركز العالم، قال ابن كثير رحمه الله: أي كما رفع السماء وضع الأرض ومهدها وأرساها بالجبال الراسيات الشامخات لتستقر لما على وجهها من الأنام وهم الخلائق المختلفة أنواعهم وأشكالهم وألوانهم وألستنهم في سائر أقطارها وأرجائها. انتهى.
كذلك فقد ذكر الله جريان الشمس وإتيانها ودؤوبها في السير هي والقمر في مواضع من كتابه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/197)
قال ابن القيم رحمه الله: ثم تأمل الحكمة من طلوع الشمس على العالم كيف قدره العزيز العليم سبحانه فإنها لو كانت تطلع في موضع من السماء فتقف فيه ولا تعدوه لما وصل شعاعها إلى كثير من الجهات لأن ظل أحد جوانب كرة الأرض يحجبها عن الجانب الآخر وكان يكون الليل دائما سرمدا على من لم تطلع عليهم والنهار سرمدا على من هي طالعة عليهم فيفسد هؤلاء وهؤلاء، فاقتضت الحكمة الإلهية والعناية الربانية أن قدر طلوعها من أول النهار من المشرق فتشرق على ما قابلها من الأفق الغربي ثم لا تزال تدور وتغشى جهة بعد جهة حتى تنتهي إلى المغرب فتشرق على ما استتر عنها في أول النهار فيختلف عندهم الليل والنهار فتنتظم مصالحهم. انتهى
فلما تبين أنه يتم تعاقب الليل والنهار والأرض ثابتة وذلك بدوران الشمس عليها عكس نظرية الكشاف والكرة الدائرة. اجعل الكرة ثابته والضوء هو الذي يدور عليها تظهر لك الحقيقة.
* الثاني: تعاقب الفصول الأربعة:
يزعم الدهرية أن تعاقب الفصول الأربعة واختلافها إنما يحصل بدوران الأرض حول الشمس وليس كذلك. وإنما هو يحصل بدوران الشمس على الأرض مع اختلاف مطالعها ومغاربها كل يوم فيكون من نتائج ذلك تعامد أشعة الشمس وميلها الذي بسببه تتعاقب الفصول. فبما أن فلك الشمس عريض في السماء حيث هي تطلع كل يوم من مطلع وتغرب من مغرب فإنها حينما تكون فوق رؤوسنا تكون الأشعة عمودية فترتفع الحرارة وذلك في الصيف وعندما تميل في السماء تكون الأشعة مائلة ليست عمودية فتنخفض الحرارة وقت الشتاء أما في الربيع والخريف فبين ذلك.
وإذا أردت أن تعلم كيف أن الأشعة بتعامدها ترتفع الحرارة وبميلها تنخفض فانظر في صباح يوم من أيام الصيف في بداية طلوع الشمس أول النهار يبقى الوقت باردا لأن الأشعة مائلة منبسطة وما تزال ترتفع الحرارة بحسب تعامد الأشعة فكلما كانت متعامدة كلما ارتفعت حرارتها وكذلك في آخر النهار حيث تميل فتضعف حرارتها كوقت طلوعها.
ومن هنا يتبين أن الشمس في كل وقت وكل فصل لا تتغير حرارتها بذاتها لكن التغير الذي يحدث في الأرض بحسب مواقع الشمس من المكان فإذا كانت فوقه تعامدت أشعتها عليه وارتفعت حرارته وإذا كانت مائلة عنه جهة الجنوب أو الشمال انخفضت الحرارة لميل أشعتها عنه. ((ذلك تقدير العزيز العليم))
والشمس فوق الأرض دائما كما تكون فوق رؤوسنا وقت الظهيرة وغروبها المذكور في القرآن و كلام النبي صلى الله عليه وسلم نسبي فتغرب عن جهة وتكون طالعة على جهة أخرى فيكون الليل عندنا نهارا في مناطق أخرى والنهار عندنا ليلا عندهم كما هو معروف عند أهل الوقت ومشهور.
وإذا كان الحال هكذا وأن برودتها أول النهار وآخره نسبية أيضا وذلك لميل أشعتها كما أنها وسط النهار ترتفع حرارتها لتعامد الأشعة فبمعرفة هذا ينحل إشكال تعاقب الفصول الأربعة.
وحيث قد تبين ارتفاع الحرارة وانخفاضها يوميا وأن سببه تعامد الأشعة وميلها فكذلك تتغير الفصول الأربعة لكن التغير اليومي في الحرارة يحصل بتغير مواضع الشمس من المشرق إلى المغرب وأما في الفصول الأربعة فيحصل ذلك بتغير مواضع الشمس من الشمال إلى الجنوب وبالعكس لأنها كما سبق وذكرت ليس مجراها خطا واحدا في السماء لا تعدوه بل كل يوم تطلع من مطلع وتغرب من مغرب وقد ذكر الله اختلاف مطالع الشمس ومغاربها لتعاقب الفصول الأربعة في سياق تعداد نغعمه وآلائه على عباده فقال تعالى: ((رب المشرقين ورب المغربين)). قال ابن كثير رحمه الله: يعني مشرقي الصيف والشتاء، ومغربي الصيف والشتاء، وقال في الآية الأخرى: ((فلا أقسم برب المشارق والمغارب)) وذلك باختلاف مطالع الشمس وتنقلها في كل يوم وبروزها منه إلى الناس. وقال في الآية الأخرى: ((رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا)). وهذا المراد منه جنس المشارق والمغارب. ثم قال ابن كثير رحمه الله: ولما كان في اختلاف هذه المشارق والمغارب مصالح للخلق من الجن والإنس قال: ((فبأي آلاء ربكما تكذبان)). انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/198)
وهذا واضح فلو كانت الأرض هي التي تدور حول الشمس لتتعاقب الفصول التي فيها مصالح الخلق كما يزعمون لما ذكر الله المشارق والمغارب الذي معناه دوران الشمس حول الأرض وتغير مطالعها ومغاربها فهذا كله منسوب إليها لا سيما قوله تعالى: ((رب المشرقين ورب المغربين)) اللذين هما مشرقي الصيف والشتاء ومغربي الصيف والشتاء.
فلو كان الأمر على تخريف الملاحدة لذكر الله حركة الأرض ودورانها حول الشمس لتحصل مصالح الخلق بتغير الفصول. واين آية واحدة تدل على ذلك؟
ثبات الأرض نعمة عظيمة
وكذلك يذكر ربنا عز وجل ثبات الأرض واستقرارها في سياق تعداد نعمه وآلائه فله الحمد. قال تعالى: ((والأرض وضعها للأنام)) ولذلك تقول الجن: اللهم ولا بشيء من آلائك نكذب فلك الحمد. يقولون هذا بعد قوله تعالى: ((فبأي آلاء ربكما تكذبان)).
فكون الأرض موضوعة في السفل في مركز العالم قارة ساكنة هو من آلاء الله علينا فالحمد لله.
وقد فرق الله بينها وبين السماء بخلاف الملاحدة الذين يعتبرونها من ضمن كواكب السماء الذي هو العلو عندهم ليس المبني فوقنا. فهذا لا وجود له في خيالهم فقال سبحانه: ((والسماء رفعها ووضع الميزان)) وقال بعد ذلك: ((والأرض وضعها للأنام)) فالسماء مرفوعة والأرض موضوعة.
أما الملاحدة فليس لوضع الأرض عندهم معنى ولا لرفع السماء أيضا لأنهم لا يعرفونها. فالكون عندهم كله فضاء لا ينتهي وشموس وكواكب وأقمار تدور فيه.
وقد سلبوا الأرض خاصيتها حتى الإسم الذي سماها به خالقها سلبوها إياه. وادعوا في الكواكب ما هي بريئة منه من أنها صالحة لسكنى الناس ويمكن وصولها وأن تركيبها كتركيب الأرض وكذلك القمر وكله من أبطل الباطل وهم قالوا ذلك ليصدقهم الناس بدوران الأرض ليتم لهم إضلال المسلمين بأن الفضاء لا نهاية له، الذي معناه إنكار وجود الخالق، وهذا يحتاج إلى تفصيل وليس هنا موضعه. فثبات الأرض وقرارها من ضمن آلاء ربنا فله الحمد، ولذلك يقول تعالى: ((وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم)) فتأمل ما في ضمن قوله تعالى: ((أن تميد بكم)) من اللطف والعناية الربانية والرحمة والإحسان. أي: لئلا تميد لكم فالحمد لله.
خطفة شيطانية وسفر خيالي
من صدّق الملاحدة وتابعهم في هذا الاعتقاد فإنما خطفه الشيطان وسافر به سفرا خياليا وهميا لا حقيقة له ولا وجود، ليضله عن ربه كما أضل الملاحدة الذين أنكروه فليس هو عندهم ربا خالقا حكيما رحيما مدربا قاهرا فوق عباده فلا يدري أين هو. إن أثبت أنه الأعلى فوق مخلوقاته تناقض بهذه العقيدة التي لا يتفق له مع تمسكه بها علوا ثابتا ولا سفولا ثابتا لأن ما كان اليوم فوقه يكون غدا تحته والأرض في مخيلته هباءة سابحة في فضاء لا نهاية له. فهكذا انتهت هذه النظرية إلى التعطيل كما بدأت منه وأي ضلال أعظم من هذا؟. وقد كان تعطيل الجهمية مبدؤه كلمة واحدة وهو القول بخلق القرآن.
عقول المعطلة منكوسة
مجمل ما سبق يتضح لك إذا عكست كلام المعطلة وخالفتهم فبدلا من أن تتخيل الشمس ثابتة وهي المركز، إجعل بدلها الأرض أنها ثابتة وهي المركز للعالم.
وبدلا من أن تتخيل الأرض تدور حول الشمس في الفضاء، اجعل الشمس هي التي تدور حول الأرض في كرة السماء لتعاقب الليل والنهار.
وبدلا من أن تتخيل تمايل الأرض وانحرافها عن الشمس وهي تدور حولها لتعاقب الفصول الأربعة، اجعل ذلك في الشمس نفسها كما سبق ووصفت لك وكما يتضح في الرسم رقم (3) يعني بميل أشعتها وتعامدها بسبب انحرافها إلى الجنوب تارة وإلى الشمال تارة وهو مشاهد الحس.
وبدلا من أن تتخيل أنك تطير في الفضاء الذي لا نهاية له وأن هذه المجموعة الشمسية التي كوكبك الأرضي منها واحد من ملايين المجموعات الشمسية التي تكون بدورها مجرات وبينها مسافات هائلة وأبعاد عظيمة تقدر بالسنين الضوئية المتناسبة مع هذا الخيال الشيطاني بدلا من ذلك، ثق أنك مستقر على أرض ثابتة ساكنة والذي فوقك فضاء محدود محاط بالسماء المبنية الكروية التي لها جرم وسمك وأبواب. قال تعالى: ((أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج))
فروج: شقوق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/199)
وفوقها ست سماوات كل واحدة محيطة بالتي في جوفها كإحاطة هذه السماء الدنيا بالأرض وفوق ذلك كرسي الرب عز وجل وعرشه والجنة. والعرش أكبر المخلوقات على الإطلاق فهذه السماوات العظيمة والأرضين الكبيرة في العرش كالقنديل المعلق بين السماء والأرض. والرب سبحانه فوق العرش ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
الوجود الذهني والخارجي
الذي لا نشك فيه أن القوم يتكلمون عن أشياء يتخيلونها ليس لها حقيقة ثابتة في الخارج. وفرق بين الوجود الذهني والخيالي التصوري والوجود الحقيقي العيني الخارجي.
فالإنسان يستطيع أن يتخيل جبالا من الذهب وبحارا من اللبن وغير ذلك من الخيال الذي لا حدود له ويتكلم في هذا وقد يرسم له صورا يثبتها كما هي في خياله مع أنه لا وجود لذلك ولا حقيقة كما فعل هؤلاء الملاحدة تماما في تخيلهم الكون كما نقلنا عنهم. والذي ذكرناه هنا كلام مختصر وإلا فبلاؤهم طويل وشرهم مستطير.
الكسوف والمطر وكروية الأرض
قد يقال: إنهم يخبرون بإخبارات صادقة مثل وقت الكسوف حيث أنه يقع كما أخبروا. ويخبرون عن كروية الأرض وقد تبين لنا أنها كما قالوا. كذلك اختلاف الليل والنهار في الأقاليم وأن المطر بخار يتصاعد من البحر فيتكثف في الهواء وينزل مطرا. فخبرهم عن دوران الأرض مثل ذلك.
فالجواب عن هذا: أن هذه المذكورات صحيحة وليس هم أول من قال بها فقد تكلم بها وأثبتها علماء الإسلام قبل وجود هؤلاء كشيخ الإسلام وابن القيم وغيرهم محررة في كتبهم يقررونها خشية من التباس الحق بالباطل كما وقع في وقتنا لأن المبطل لا يستطيع غالبا ترويج باطله إلا بشوب من الحق لأن الباطل المجرد مكشوف فلا بد من التغطية والتعمية. لكن نحن مأمورون بالتصديق بالحق والتكذيب بالباطل.
أما الكسوف فيعرف وقته بحساب سير الشمس والقمر وليس هو من علم الغيب.
والمتقدمون يضبطون وقته مع اعتقادهم ثبات الأرض ودوران الشمس حولها. وهؤلاء كذلك إنما يضبطونه على هذه الصفة والصورة. فقط أنهم يتخيلون دوران الأرض وثبات الشمس تخيلا لأن ضبط سير جسمين أحدهما ثابت والآخر يدور حوله بانتظام يتأتى ويتفق مع تخيل أن الدائر هو الثابت والثابت هو الدائر. مادام نظام السير والدوران ثابتا كما يقع لهؤلاء تماما وتكون النتيجة واحدة.
والتفصيل في هذه المذكورات ليس هذا مكانه وإنما نشير إلى أن التكذيب بالحق يصير سلما للتصديق بالباطل وهو اللبس المذموم.
وأما المطر فغاية ما عند من يذكر انه على هذه الصفة أن يستدل بما ورد من لفظ السماء ونزول المطر منها فيحمل هذا اللفظ على مفهوم أهل الوقت أنها السماء المبنية وقد تقدم بيان ذلك عند ذكر السماء.
وشبهة أخرى وهي كثرة الأمطار وإما تزول هذه الشبهة بمعرفة نسبة اليابس للماء وأنها حوالي الخمس فكيف تستكثر الأمطار والبحار في الأرض بهذه الصفة.
أما كروية الأرض فلا تنافي قوله تعالى: ((وإلى الأرض كيف سطحت)) لأن الجسم الكوري كلما كبر كلما خفي تكوره فيبدو للرائي كالسطح المستوي. ولأجل أن الأرض على هذه الصفة اختلف الليل والنهار في الأقاليم كما هو معروف.
فهذه المذكورات صحيحة قائمة عليها أدلة النقل والعقل أيضا، أما دوران الأرض فشيء آخر غير هذا كله. لا شك ولا ريب أنه من أبطل الباطل وأكذب الكذب.
أدلة الكتاب على ثبات الأرض
نذكر هنا بعض الادلة من القرآن غير ما تقدم:
قال تعالى: ((الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء)) الآية.
والقرار: هو السكون والثبات في لغة المخاطبين بالقرآن.
وقال تعالى: ((أمن جعل الأرض قرارا))
وقال تعالى: ((إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا)) الآية.
ومعلوم أنها لو دارت الأرض لزالت.
وقال تعالى: ((وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم))
وأدلة كثيرة غير هذه لم نذكرها للاختصار والذي لا يكتفي بهذا لا تزيده الإطالة إلا تماديا في الضلالة.
أدلة السنة على ثبات الأرض
روى الإمام أحمد والترمذي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت)). تأمل قوله ((فاستقرت))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/200)
وروى الطبراني حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((البيت المعمور في السماء يقال له الضراح وهو على مثل البيت الحرام بحياله لو سقط لسقط عليه، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يرونه قط وإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة يعني في الأرض)). [/ COLOR]
وروى هذا الحديث الأزرقي في أخبار مكة. والشاهد فيه أن الأرض لو كانت تدور لتغير موضع البيت الحرام عن حيال البيت المعمور، فلو سقط لم يسقط عليه وهذا واضح.
وغير ما ذكرت أدلة تركناها خشية الإطالة.
الإجماع على ثبات الأرض
قال القرطبي في تفسيره عند قوله تعالى: ((وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا)) الآية.
قال: والذي عليه المسلمون وأهل الكتاب القول بوقوف الأرض وسكونها ومدها وأن حركتها إنما تكون في العادة بزلزلة تصيبها. إنتهى. فهذا إجماع المسلمين وأهل الكتاب على ثباتها.
وقال عبدالقادر الإسفرائيني في كتابه (الفَرْق بين الفِرَق): وأجمعوا - يعني أهل السنة - على وقوف الأرض وسكونها وأن حركتها إنما تكون بعارض يعرض لها من زلزلة ونحوها خلاف قول من زعم من الدهرية أن الأرض تهوي أبدا.
والآن ننظر في كلام قاله البعض حول دوران الأرض:
قال: دوران الأرض من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة ثم ذكر أن بعض الناس يستدل على دورانها بقوله تعالى: ((وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم))، بأن قوله: ((أن تميد بكم)) يدل على أن للأرض حركة لولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها.
ثم قال: وليس هذا بصريح في دورانها.
وقوله تعالى: ((الله الذي جعل لكم الأرض قرارا)) ليس بصريح في انتفاء دورانها لأنها إذا كانت محفوظة من الميدان في دورانها بما ألقى الله فيها من الرواسي صارت قرارا وإن كانت تدور.
الجواب أنه قد تقدم ذكر الأدلة من الكتاب والسنة على ثبات الارض وكذلك الإجماع.
أما قول من قال: للأرض حركة لولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها مستدلا بقوله تعالى: ((وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم)) زاعما أن وظيفة الجبال حفظ الأرض من الميدان أثناء الدوران فهذا باطل والآية حجة عليه لا له، وسبق وبينت أنه ما احتج محتج بدليل من الكتاب أو السنة على دوران الأرض إلا بتأويل فاسد كهذا التأويل.
ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن الدليل الصحيح إذا بين معناه الصحيح أنه يدل على الحق لا يدل على الباطل.
وبما أن هذه الآية دليلا صحيحا فإنها تدل على ثبات الارض، لا على دورانها. والمحتج به قد عكس مدلوله وسوف أوضح ذلك ليزول اللبس.
الأرض كما هو معروف يابس وماء واليابس بالنسبة للماء قليل حوالي الخمس، والباقي كله هذه البحار. فهذا اليابس القليل خلقه الرب عز وجل على تيار الماء فهو يرتج ويضطرب لعدم استقراره لأن الماء محيط به من كل جانب، فهو كالسفينة في البحر ترتج وتضطرب وهي واقفة.
إذا لا بد من ثقل يسكن هذا الاضطراب والارتجاج لئلا يميد اليابس منها وليكن قرارا، يعني ثابتا في موضعه لتستقر عليه الكائنات، فلذلك خلق الحكيم هذه الجبال وألقاها عليها فاستقرت عن الميدان والاضطراب وسكنت وثبتت على تيار الماء كما تقلى الأثقال على السفينة ليسكن اضطرابها مع ما في الجبال من المنافع العظيمة والحكم الباهرة غير هذا.
قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت. المراد بالأرض في هذا الحديث اليابس فقط لأنه هو الذي يميد وهو في الماء.
قال عبدالرزاق أنبأنا معمر عن قتادة سمعت الحسن يقول: لما خلقت الأرض كانت تميد فقالوا: ما هذه بمقرة على ظهرها أحدا. فأصبحوا وقد خلقت الجبال فلم تدر الملائكة مم خلقت الجبال.
فقد تبين الآن أن الآية قد قلب مدلولها وتؤولت على غير ما أراد بها من تكلم بها سبحانه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/201)
كذلك مما يبين فساد هذا التأويل أن أرباب نظرية دوران الأرض يزعمون أن الجبال قد ظهرت وبرزت من باطن الأرض وهذا معروف عنهم وقد ذكر الله إلقاءه الرواسي على الأرض وكما ذكرنا من لفظ الحديث السابق أيضا أنها ملقاة على الأرض والإلقاء يكون من أعلى إلى أسفل. ولو كانت الجبال خارجة من الأرض لما صح إطلاق لفظ الإلقاء عليها.
وهم قالوا إنها ظهرت من الأرض لزعمهم أن الأرض كانت أول انفصالها عن الشمس مادة منصهرة أو غازية شديدة الحرارة فما زالت تدور حتى تكثفت وبردت كما سبق وبينت فلذلك قالوا أن الجبال برزت من بطانها أثناء دورانها لتحفظ توازنها فتأمل هذا الهذيان. وكيف يخالف الحديث والقرآن. لأنه وحي الشيطان.
ومراد منه زلزلة الإيمان. والأحالة فيه على ملايين السنين، فإن من أيسر الأمور عندهم أن يقولوا: مليون سنة وأثقل ما عليهم إذا أرادوا أن يزيدوا في الخيال أن يبدلوا الميم باء، فيقولوا بليون سنة. فقد بنوا ضلالهم على هذا كما هو واضح في علومهم ومن أحالك على ملايين وبلايين السنين فقد أضلك. أما إحالتنا ولله الحمد فعلى من ابتغى الهدى في غيره أضله الله. وعلى ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهل نصدقهم وندع خبر ربنا عز وجل خالق هذه المخلوقات الذي أنزل علينا كتابه تبيانا لكل شيء وكذلك أخبار نبينا صلى الله عليه وسلم. وما تصدقه وتستيقن به عقولنا أيضا؟ قد ضللنا إذا.
أما قوله في ان قوله تعالى: ((الله الذي جعل لكم الأرض قرارا)) ليس بصريح في انتفاء دورانها، فهو غير صحيح، فالآية صريحة في بيان ثبات الأرض وسكونها وعدم حركتها، والقرآن نزل بلغة العرب التي يعرفونها. والقرار عندهم هو الثبات والسكون.
أما قوله: تصير قرارا وإن كانت تدور بما القى الله فيها من الرواسي. فغير صحيح أيضا لأنه قال في الآية الأخرى: ((أمن جعل الأرض قرارا)) فمعناها أنها هي بنفسها قارة ثابتة ولم يقل هنا: لكم فهي مجعولة هكذا ولو لم يكن فيها خلائق لانها مركز العالم. ومستقر الأنام.
وقوله: إذا كانت محفوظة من الميدان قد بينت قبل أن الميدان الذي ذكره الله عز وجل وذكره نبيه صلى الله عليه وسلم غير الميدان الذي حرفت آيات القرآن من أجله الذي هو الدوران فهذا غير هذا.
ثم قال: أما رأينا حول دوران الشمس على الارض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار، فإننا مستمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دورانا يحصل به تعاقب الليل والنهار.
أقول: هذا صحيح وهو دليل على ثبات الأرض لأنهم يزعمون أن الشمس ثابتة فإذا دار أحدهما حول الآخر لزم أن يكون الآخر ثابتا وإلا اختل النظام لأن تعاقب الليل والنهار يحصل بدوران أحدهما حول الآخر لكن دوران الشمس حول الأرض الثابتة حقيقة ودوران الأرض حول الشمس الثابتة خيالا تخيلوه لا حقيقة له، فلماذا نشك في ثبات الأرض مع يقيننا بدوران الشمس حولها؟ وهم لا يقولون إن الشمس تدور على الأرض مع دوران الأرض، يعلمون أن تناقض، لكن يزعمون أن للشمس حركة أخرى وهي وما معها من الكواكب التي ضمنها الأرض حول المجرة أو في اتجاه واحد كما ذكر قطب عنهم، وهذا كله تابع لخيالهم الذي بينا زيفه فيما تقدم. فليس هو الجريان بالفلك.
كذلك فإن جريان الشمس المذكور في القرآن والأحاديث إنما هو في الفلك، والفلك هو المستدير بلغة العرب، ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما على قوله تعالى: ((وكل في فلك يسبحون)) قال: يدورون يعني حول الأرض، فمن تأول جريان الشمس المذكور على خرافاتهم فهو محرف للكلم عن مواضعه.
ونزيد المسألة وضوحا بأن نقول لمن يعتقد جريان الشمس ودورانها حول الأرض. أتراه يصح أن توصف الشمس بالقرار مع أنها تجري وتدور حول الأرض؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/202)
فإذا لم يستقم هذا الوصف ولم يصح لأن جريان الشمس ودورانها حول الارض ضد القرار ولذلك قرأ ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى: ((والشمس تجري لا مستقر لها)) كذلك ابن مسعود قرأها هكذا. فكذلك الأرض لا يصح وصفها بالقرار وهي تدور حول الشمس على زعم من يدعي أن الرواسي تحفظها من الميدان أثناء الدوران. كذلك فإن من يقر بدوران الأرض حول الشمس يلزمه القول بثبات الشمس، فلابد من ذلك، فإذا أقر بجريان الشمس كما ورد في الكتاب والسنة، وكما تعرفه العرب من كلامها أصبح دوران الأرض لا معنى له لأن الغرض المطلوب يتم بذلك كما تقدم. ولا ينفعه إقراره بجريان الشمس أنه دورانها حول المجرة. فهذا مجاراة لهذه النظريات الباطلة بتأويل كلام الله بالباطل، فجريان الشمس في القرآن هو دورانها حول الأرض بالفلك وهو السماء.
العلم بالباطل من أعظم أسباب تعظيم الحق
يقال:
الضد يظهر حسنة الضد وبضدها تتبين الأشياء
قال شيخ الإسلام رحمه الله: وكل من كان بالباطل أعلم كان للحق أشد تعظيما وبقدره أعرف إذا هدي إليه
وقال ابن القيم رحمه الله: وهكذا من عرف البدع والشرك والباطل وطرقه فأبغضها لله وحذرها وحذر منها ودفعها عن نفسه ولم يدعها تخدش وجه إيمانه ولا تورثه شبهة ولا شكا بل يزداد بمعرفتها بصيرة في الحق ومحبة له وكراهة لها ونفرة عنها أفضل ممن لا تخطر بباله ولا تمر بقلبه فإنه كلما مرت بقلبه وتصورت له ازداد محبة للحق ومعرفة بقدره وسرورا به فيقوى إيمانه به. وذكر رحمه الله كلاما ثم قال:
والمقصود أن الله سبحانه يحب أن تعرف سبيل أعدائه لتجتنب وتبغض كما يحب أن تعرف سبيل أوليائه لتحب وتسلك. وفي هذه المعرفة من الفوائد والأسرار مالا يعلمه إلا الله ... إلخ.
قال ابن القيم رحمه الله: التفكر والتذكر أصل الهدى والفلاح وهما قطبا السعادة.
وقال: وأحسن ما أنفقت فيه الأنفاس التفكر في آيات الله وعجائب صنعه والانتقال منها إلى تعلق القلب والهمة به دون شيء من مخلوقاته.
بداية خلق السماوات والأرض ومادة خلقها
قال شيخ الإسلام رحمه الله: وأهل الملل متفقون على أن الله خلق السماوات والأرض وهو الدخان الذي هو البخار كما قال تعالى: ((ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين)) وهذا الدخان هو بخار الماء الذي كان حينئذ موجود كما جاءت بذلك الآثار عن الصحابة والتابعين وكما عليه أهل الكتاب.
وقال: قبل أن يخلق الله هذه السماوات وهذه الأرض وهذا النهار كان العرش على الماء كما قال تعالى: ((وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء)) وخلق الله من بخار ذلك الماء هذه السماوات وهو الدخان المذكور في قوله تعالى: ((ثم استوى إلى السماء وهي دخان)) الآية. انتهى.
وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض)) وثبت في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)).
قال شيخ الإسلام: وهذا التقدير بعد وجود العرش وقبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. انتهى.
فالعرش موجود والرب عال عليه قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وقبل وجود السماوات والأرض. وكذلك الماء الذي تحته وأخبر أنه استوى على العرش بعد خلق السماوات والأرض.
وهذا كله لا يعرفه الملاحدة ولا يذكرونه لأنهم تائهين مع بلايين السنين وملايينها والسنين الضوئية. وهذا كله خيال في الأذهان لا وجود له ولا حقيقة في الوجود الكوني والأعيان وقد تقدم الفرق بين الحقيقة الموجودة خارج الذهن وبين الصورة الخيالية الذهنية.
معرفة الله داعية إلى تعلق القلب والهمة به
تكلمنا عن المخلوقات وصفاتها الباطلة وصفاتها الصحيحة فيحسن أن نختم هذا الموضوع بكلام نستدل به على خالق هذه المخلوقات دلالة خاصة سلمها التفكرالصحيح في مخلوقاته فإنه هذا هو غاية المطالب ونهاية المآرب وذلك زيادة على ما تقدم.
قال شيخ الإسلام: فيجب أن يعلم أن العالم العلوي والسفلي بالنسبة إلى الخالق في غاية الصغر كما قال تعالى: ((وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون)) وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض؟))
وقال ابن عباس: يقبض عليهما فما ترى طرفاهما بيده. يعني السماوات والأرض. وفي لفظ عنه ((ما السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهمن وما بينهن في يد الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم))
وذكر الشيخ رحمه الله غير هذا في العرشية ثم قال:
ففي هذه الآية والأحاديث الصحيحة المفسرة لها المستفيضة التي اتفق أهل العلم على صحتها وتلقيها بالقبول ما يبين أن السماوات والأرض وما بينهما بالنسبة إلى عظمة الله تعالى أصغر من أن تكون مع قبضه لها إلا كالشيء الصغير في يد أحدنا حتى يدحوها كما تدحى الكرة. انتهى.
وقال رحمه الله: والله تعالى محيط بالمخلوقات كلها إحاطة تليق بجلاله، فإن السماوات السبع والارض في يده أصغر من الحمصة في يد أحدنا. انتهى.
فسبحان من لا يقدر الخلق قدره ........ ومن هو فوق العرش فرد موحد
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
عبدالكريم بن صالح الحميد
1407 هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/203)
ـ[أبو عبدالله الغربي]ــــــــ[31 - 07 - 07, 07:02 م]ـ
وإليكم المزيد من الادلة:
1) من القرآن
(فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب)
ذكر القران هذه الاية عن سيدنا إبراهيم في محاجته لمن حاجه في ربه فكون الشمس يؤتى بها من المشرق دليل ظاهر على أنها التي تدور على الأرض فاذا الارض هيا التي تدور كان على ابراهيم القول فان الله يدير الارض فتشرق عليها الشمس ولكن ابراهيم كان بليغا في رده حتى اثنى عليه الرب وصدقه وذكر قيام حجته على خصمه بعد ذلك حيث قال سبحانه (فبهت الذي كفر والله لايهدي القوم الضالمين).
(فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون)
هذه الاية ذكرت في قصة ابراهيم فجعل الأفول من الشمس لا عنها ولو كانت الأرض التي تدور لقال (فلما أفل عنها)
قال تعالى (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين و إذا غربت تقرضهم ذات الشمال)
فجعل الازورار و القرض من الشمس وهو دليل على أن الحركة منها ولو كانت من الأرض لقال يزاور كهفهم عنها، كما أن غضافة الطلوع و الغروب إلى الشمس يدل على انها هي التي تدور.
قال تعالى (يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً)
فجعل الليل طالباً للنهار، و الطالب مندفع لا حق، ومن المعلوم أن الليل و النهار تابعان للشمس.
قال تعالى (خلق السموات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس و القمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار)
ذكر الله سبحانه وتعالى تكوير الليل على النهار وتكوير النهار على الليل لأن السماء كروية والارض كروية ولذلك تقول العرب: كورت العمامة اذا أدرتها على الراس. والراس يقارب الشكل المكور لاسيما موضع العمامة والقران نزل بلغة العرب فالليل والنهار يكوران على الارض لثباتها ودورانهما عليها.
قوله تعالى (وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون)
الاية ذكر فيها الليل والنهار مرتبطين بالشمس والقمر وذكر كل في فلك يسبحون اشارة الى حركتهم ولا وجود للارض هنا.
قوله تعالى (و الشمس وضحاها و القمر إذا تلاها)
قوله (تلاها) أتى بعدها وهو دليل على سيرها ودورانها على الأرض ولو كانت الأرض تدور عليهما لم يكن القمر تالياً للشمس بل كان تالياً لها احيانا وتالية له احياناً، لأن الشمس أرفع منه والاستدلال بهذه الآية يحتاج إلى تامل.
ـ[ابن جامع]ــــــــ[31 - 07 - 07, 08:59 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - 07 - 07, 10:53 م]ـ
أتانا أن سهلا ذم جهلا ................... علوما ليس يعرفهن سهل
علوما لو دراها ما قلاها ................... ولكن الرضى بالجهل سهل
ـ[أبو عبدالله الغربي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 12:42 ص]ـ
وإياك أخي احمد ابن الحسين .. اما الأخ ابو مالك فهداني الله وإياك إلى العلم والهدى ..
ـ[أبو عبدالله الغربي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 12:46 ص]ـ
2) من السنة
حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (البيت المعمور في السماء يقال له الضراح وهو على مثل البيت الحرام بحياله لو سقط لسقط عليه يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لايرونه قط وإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة يعني في الارض)
توجد الكعبة على الارض ومعروف ان هناك منطقة محرمة بمكة والتي حرمها الله وتعتبر حدود الحرم وهي محيطة بالمسجد الحرام بمسافة كبيرة جدا حيث تبدا المنطقة المحرمة من جمرة العقبة الكبرى بمنى الى حدود محطة الشميسي وفي الحديث السابق ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ان البيت المعمور فوق الكعبة مباشرة وان له منطقة محرمة في السماء بقدر المنطقة المحرمة على الارض فوقها مباشرة وحدد النبي كلامه بقوله لو سقط لسقط عليه ولم يقل الرسول فوق الكعبة دون تحديد وتثبيت مكان وجود البيت المعمور وجعل له منطقة محرمة بالسماء فوق المنطقة المحرمة التي بالارض ومن المعروف ان ثبات السماء لم يختلف عليه احد فلو كانت الارض تدور والسماء ثابتة لتغير موضع البيت الحرام عن حيال البيت المعمور فلو سقط لم يسقط عليه وهذا واضح.
قول النبي صلي الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه وقد غربت الشمس: " أتدري أين تذهب؟ " قال: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنها تذهب فتسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، فيوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها فيقال لها: ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها ". أو كما قال).
فقوله: " أتدري أين تذهب؟ " و"ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها" ظاهر جداً في أنها تدور على الأرض وبدورانها يحصل الطلوع والغروب.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غزا نبي من الأنبياء , فقال لقومه: لا يتبعْني رجل ملك بُضْعَ امرأة وهو يريد أن يبني بها , ولما يبنِ بها , ولا أحد بنى بيوتاً ولم يرفع سقوفها , ولا أحد اشترى غنماً أو خَلِفاتٍ وهو ينتظر ولادها , فغزا فدنا من القرية صلاةَ العصر أو قريباً من ذلك ,فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور , اللهم احبسها علينا , فحُبِسَتْ حتى فتح الله عليه, فجمع الغنائم , فجاءت - يعني النار- لتأكلها فلم تطْعَمْها , فقال: إن فيكم غُلولا, فليبايعني من كل قبيلة رجل , فلَزِقَتْ يد رجل بيده , فقال: فيكم الغُلول , فليُبَايِعْني قبيلتك , فلَزِقَتْ يد رجلين أو ثلاثةٍ بيده , فقال:فيكم الغُلُول , فجاءوا برأسٍ مثل رأس بقرة من الذهب , فوضعوها فجاءت النار فأكلتها , ثم أحلَّ الله لنا الغنائم , رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا)
هنا النبي يوشع عليه السلام حبست له الشمس فحبس حركتها نتج عنه بقاء النهار ولو كان كما زعموا أن الأرض هي التي تدور لقال يوشع عليه السلام يا أرض إنك مأمورة وأنا مأمور
هذا وسأتبع ذلك بأقوال للعلماء ان شاء الله ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/204)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 12:57 ص]ـ
يا أخي الكريم دعك من الترهات والزم العلم النافع، فأنت تضيع عمرك!!
والله هذه نصيحة مشفق!
ـ[محمد اقصبي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
اخي ابا مالك جزاك الله خيرا. اخي أبا عبدالله الغربي هب يا اخي اننا امننا معك بما تدعونا اليه بماذا ينفعنا؟ هذا علم لايضرك جهله.
اخي هدانا الله و اياك, رسول الله صلى الله عليه وسلم و اصحابه رضي الله عنهم و التابعين واتباعهم هل استنفذوا طاقاتهم في هذا العلم. اتعرف لماذا؟ لانه لو كان خيرا لسبقونا اليه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 01:37 ص]ـ
يا أخي والله العظيم أنت تتكلم فيما لا تحسن!!
هل تعلم أنك لا تستطيع أن تكتب في هذا المنتدى الذي تكتب فيه أنت الآن بغير دوران الأرض؟!!
هل تعلم أنك لا تستطيع أن تكلم صاحبك على جواله في أمريكا بغير دوران الأرض؟!
هل تعلم أنك لا تستطيع أن تشاهد أي قناة فضائية بغير دوران الأرض؟!
هل تعلم أنك لا تستطيع أن تطلق صاروخا (فضلا عن مركبة فضائية) بغير دوران الأرض؟!
......... إلخ .... إلخ
إن كنت تعلم فتلك مصيبة، وإن كنت لا تعلم فأرجوك أن تقصر عن الكلام فيما لا تحسن!(43/205)
التقليد بين تقديس المتمذهِبين وتشويه المتكلمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 07 - 07, 08:38 م]ـ
اعتذر جدا عن حذف الموضوع حيث نزل مشوها ولا أدري ما السبب، ولكن سأحاول ترتيبه ثم تنزيله ثانية.
ـ[ابن جامع]ــــــــ[31 - 07 - 07, 08:57 م]ـ
على كل حال تشكر ...
ونحن منتظرون فمضوعه جميل.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 07 - 07, 10:44 م]ـ
على كل حال تشكر ...
ونحن منتظرون فمضوعه جميل.
جزاك الله خيرا على تشجيعك، وها هو قد أُنزل.
أسأل الله تعالى أن ينتفع به الإخوة.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 11:25 م]ـ
أين هو؟(43/206)
التقليد بين تقديس المتمذهِبين وتشويه المتكلمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 07 - 07, 10:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التقليد بين تقديس المتمذهِبين وتشويه المتكلمين:
الحمدُ لله رب العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيد الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبِه ومَن استنَّ بسنَّتِهم واهتدى بهديِهم إلى يوم الدين ...
أما بعد: فسأتحدث هنا – بإذن الله تعالى – عن محورَين نجد فيهما مفارقاتٍ جسيمة في مواقف الناس من «التقليد».
المحورُ الأول: تقديسُ المتمذهِبين للتقليد:
مصطلحُ «التقليد» يُرادُ به في أصول الفقه: قبولُ قول الغير بلا حجةٍ ولا دليل (1)، والأصوليون يدرسونه من زوايا عدة، تشمل بيانَ أقسامه، ومواضعه، وأحكامَه، وشروطَه.
وهو نوعان: عام، وخاص.
فالعام: أن يلتزمَ مذهباً معيَّناً يأخذُ بِرُخَصِه وعزائمِه في جميع أمور دينه.
وهذا هو الذي يُراد بالتقليد إذا أطلِق، فالمقلِّدُ هو المتمَذهِبُ بمذهبٍ معيَّن، وغيرُ المقلد: مَن لا يلتزمُ مذهباً معيناً، بل يلتزمُ الدليلَ أينما كان ومع مَن كان.
والتقليدُ بهذه الصورة لم يكن في عصر الصحابة، ولا في عصر التابعين، بل حدثَ في عصر أتباع التابعين، وانتشر بعد ذلك.
وقد أسهَمت عواملُ عديدةٌ في انتشارِه، حتى ظَنَّ البعضُ أن الإسلامَ مرتبِطٌ بالتمذهُب، وأن المسلمَ لا بد أن يكون في تعبِّده لله تعالى ملتزماً لمذهبٍ من المذاهب الأربعة المعروفة.
ومن هذا الباب صرَّحَ كثيرٌ من العلماء من أتباع المذاهبِ بكون باب الاجتهاد قد أُقفل بعد عصر الأئمة الأربعة، وبذلك حجَّروا واسعاً، وتقوَّلوا على الله تعالى دون أن يستندوا إلى قواطع الشرع.
وقد تفنّنَ أتباعُ المذاهب في إثبات أحقِّيَّةِ هذا المذهبِ أو ذاك، واستدلُّوا لذلك بما لا يُغني ولا يُسمِنُ من جوع.
ولم يكتفِ كثيرٌ منهم بذلك، بل تعدَّى على مَن يلتزمُ الدليل ولا يقلِّدُ مذهباً معيَّناً، فاتَّهَمَه بالتعالُم، والخروج على مذاهب المسلمين، وأنه ممن يستخِفُّ بالأئمة ... إلى غيرها من الشتائم التي تُوَجَّه إلى مَن يدعو إلى اتباع الكتاب والسنة، ونبذِ ما خالفهما، سواء في العقائد، أو في الأحكام.
وقد وصلَ الأمرُ ببعضِ هؤلاء فألَّفَ رسالةً أسماها: «اللَّامَذهَبية: أخطَرُ بدعةٍ تُهَدِّدُ الشريعة الإسلامية».
ومن الواضح: مدى تقديس هؤلاء للتقليدِ حتى بهذه الصورة التي لم ينزل الله بها من سلطان، فالالتزامُ بمذهبٍ معيَّنٍ في جميع أمور الدين: من البدع المحدثةِ بعد القرون المشهودِ لها بالخيرية، ولذلك قال شيخُ الإسلام: (إنّ في القولِ بوجوب التقليد – بهذا المعنى – طاعة غير النبيِّ في كل أمرِه ونهيِه، وهو خلاف الإجماع).
ويقول أيضاً: «إنه متى اعتقدَ أنه يجبُ على الناس اتباعُ واحدٍ بعينه من هؤلاء الأئمة الأربعة دون الآخر: فإنه يجب أن يُستَتاب ... بل غايةُ ما يُقال: إنه يسوغ، أو ينبغي، أو يجب على العامي أن يقلِّدَ واحداً لا بعينه، من غير تعيين زيدٍ ولا عمرو» (2).
فلا شكَّ «أنّ هذا القولَ من أبطل الباطل؛ لأن هذا يستلزمُ أن تكون دلالاتُ الكتاب والسنةِ الآن مقفَلة، فالكتابُ والسنةُ للأممِ السابقة، أما المتأخرون: فقد أُقفِلَ عنهم بابُ الاستدلال، مع أن الكتاب والسنةَ هدًى وبيان للناسِ من بعثة الرسول ونزولِ هذا الهدى إلى قيام الساعة، ويقولُ الرسولُ: «وقد تركتُ فيكُم ما إن تمسّكتُم به: فلن تضلُّوا بعدي؛ كتاب الله» (3) (4).
والتقليدُ بهذا المعنى لا شك أنه مذمومٌ، ومع ذلك نرى تقديسَ المتمذهِبين له بإيجابهم له على أنفسِهم وعلى الآخرين، وبنبذِ مخالفيهم في ذلك بشتى التهم التي لا أساسَ لها.
هذا جانبٌ من مواقف الناس مع «التقليد»، وهو تقديسُه حتى ولو كان على هذه الصورة المذمومة.
المحور الثاني: تشويهُ المتكلمين للتقليد:
أما الصورة الأخرى من مواقف الناس من «التقليد»: فهو موقف المتكلمين بشتى طوائفهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/207)
وهم على النقيض من الطائفة الأولى، فبينما نرى الطائفةَ الأولى تقدِّسُ التقليدَ الذي ليس عليه دليلٌ من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح، بينما نراهم كذلك: نطالِعُ هنا موقفاً مناقِضاً لذلك الموقف، وهو تشويهُ «التقليد» حتى وإن كان موافقاً لما جاء به الكتاب والسنة، بل يكون مما يجب على المسلم القولُ به واعتقادُه.
وينبغي أن يُعرَف هنا: أن المتكلمين لا يختلفون في تعريف التقليد عن بقية الأصوليين، فالتقليدُ عندهم – كما هو عند غيرهم – هو: قبولُ قول الغيرِ بلا حجةٍ ولا دليل (5).
وبعضُهم عرَّفوه بأنه: «قبولُ قول الغير من غير أن يُطالِبَه بحجةٍ وبيِّنة» (6).
وهذا التعريفُ لا يختلف عن التعريف الأولِ سوى أنه زادَ عدمَ المطالبة بالحجة والبيِّنة، ومؤدَّى التعريفَين واحد.
ومع اتفاق المتكلمين مع غيرهم في تعريف التقليد: إلّا أنهم يُطلقون «المقَلِّدَ» على كلِّ مَن لا يقول بالـ «ـنَّظَرِ الكلامي»، فالتقليدُ عندهم: الإيمانُ بالله تعالى دون الاعتماد على الأدلة الكلامية التي يُوصَل إليها بالنظر، ولا يَخرج الإنسانُ عن دائرة التقليد عندهم حتى ولو كان إيمانُه بناءً على نصوص الكتاب والسنة؛ إذ المُخرِج من التقليد عندهم هو النظرُ الكلاميُّ المعروف عندهم.
ومما يتصل بالموضوع: أن المتكلمين يختلفون مع أهل السنة في قضية مهمة تتفرع عنها مسائل عديدة، وهي مسألة «فِطْرِيَّةِ معرِفةِ الله تعالى»، فمذهبُ أهل السنة أن معرفة الله تعالى فطريةٌ، بينما يذهب المتكلمون من المعتزلةِ، ومَن تبعَهم من الأشاعرة والماتريديّة إلى أنّ معرفة الله تعالى ليست فطريّة، ولذلك أوجبوا النظرَ العقليَّ لِيُتَوَصَّلَ به إلى معرفة الله عز وجل، وهذا النظرُ العقليُّ هو الذي يُخرجُ الإنسانَ – عندهم – عن التقليد.
والمرادُ بالنظرِ هنا: هو «النظرُ في الأدلة؛ ليتوصلَ بها إلى المعرفة» (7).
وقد صرّحَ المتكلمون بأنّ «معرفةَ الله تعالى لا تُنالُ إلاّ بحجة العقل»، واستدلوا لذلك بأنّ ما عدا حجة العقلِ «فرعٌ على معرفة الله تعالى بتوحيده وعدله، فلو استدللنا بشيءٍ منها على الله والحالُ هذه: كنا مستدلين بفرع الشيء على أصله، وذلك لا يجوز» (8).
فخلاصةُ النظرِ عندهم: هو النظرُ العقليُّ في الأعراض، وملازمتِها للأجسام، دون اعتمادٍ على الوحي.
وقد أوجبوا هذا النظرَ على كلِّ أحد، ليتَوصَّلَ به إلى إثباتِ الصانع، بل جعلوه أولَ واجبٍ على المكلف.
يقولُ عبد الرحمن النيسابوري (ت478): «أولُ واجبٍ على المكلَّف: القصدُ إلى النظرِ الصحيح، المؤدّي إلى العلمِ بحدوث العالم، وإثباتِ العلمِ بالصانع، والدليلُ عليه: إجماعُ العقلاء على وجوب معرفة الله تعالى، وعلِمنا عقلاً: أنه لا يعلم حدوثُ العالَم، ولا الصانع: إلاّ بالنظرِ والتأمُّل، وما لا يُتوَصَّلُ إلى الواجبِ إلاّ به فهو واجبٌ» (9).
ومما يتصلُ بهذا الموضوع أيضاً: حكمُ مَن آمَنَ بدون النظرِ والاستدلال، وهذه المسألةُ هي المسألةُ المعروفةُ في كتب الكلام بمسألة «إيمان المقلِّد»، وقد اختلفوا في إيمانِه اختلافاً عريضاً.
وأكثرُهم على أن إيمان المقلد لا يخلو من إشكال، وأن المقلدَ عاصٍ بترك النظر إذا كان أهلاً له (10)، يقول المقّري في ذلك (11):
أول واجب على المكلف ... إعمالُه للنظر المؤلف
إلى أن قال:
وفي المقلد اختلافٌ مستطر ... لأن إيمانَه على خطر
وأكثرُ المتكلمين على أنّ إيمانَ المقلِّدِ صحيحٌ على ما فيه، وذهبَ الأشعريُّ والمعتزلةُ وكثيرٌ من المتكلمين إلى عدم الاعتداد بإيمانه.
وبقطع النظرِ عن صحيحِ أقوالِهم من سقيمها، إلاّ أنّ طريقةَ طرحِهم للموضوع، وتفاصيلهم المتجاذِبةِ فيه: يدلُّ على تهوُّرِهم فيه، ومدى اغترارِهم بمبادئهم الباطلة، إذ بلغ بهم الأمرُ إلى الاختلافِ في إيمان جمهرةِ الأمة.
وهذا التهور قد سجَّله عليهم أحدُ أئمةِ المتكلِّمين أنفسِهم -وهو الغزالي- إذ يقول: «من أشد الناس غلواً وإسرافاً: طائفةٌ من المتكلمين كفّروا عوام المسلمين، وزعموا أن مَن لا يعرف الكلامَ معرفتنا، ولم يعرف العقائد الشرعيةَ بأدلتنا التي حررناها: فهو كافر.
فهؤلاء ضيقوا رحمةَ الله الواسعة على عباده أولاً، وجعلوا الجنةَ وقفاً على شرذمةٍ يسيرة من المتكلمين، ثم جهلوا ما تواترَ من السنة ثانياً» (12).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/208)
والصحيح أن إيمان المقلد صحيح ولا إشكالَ فيه.
بل التقليد الذي يذمُّه المتكلمون هو صريحُ الإيمان، ذلك أنهم قد عرّفوا «التقليدَ» بأنه: «قبولُ قولِ الغير بلا حجة ولا دليل»، ولا شكّ أنّ المقلدَ الذي يختلفون في إيمانه لم يتبع إلاّ الكتابَ والسنة، فكيفَ يُتّهَمُ، مع ذلك، بالتقليد؟!
قال الإمامُ أبو المظفر السمعانِي رادًّا عليهم: «وقد قالوا: إنّ التقليدَ (قبولُ قولِ الغيرِ من غير حجة)، وأهلُ السنةِ إنما اتبعوا قولَ رسولِ الله، وقولُه نفسُ الحجة، فكيف يكون هذا قبولَ قولِ الغير من غير حجة؟!» (13).
وقال الحافظُ ابنُ حجر: «المذموم من التقليد: أخذُ قولِ الغيرِ بغيرِ حجة، وهذا ليس منه حكمُ رسولِ الله؛ فإنّ الله أوجبَ اتّباعَه في كل ما يقول، وليس العملُ فيما أمَر به أو نهى عنه داخلاً تحت التقليدِ المذمومِ اتفاقاً، وأمّا مَن دونه ممن اتّبعَه في قولٍ قاله، واعتقَدَ أنه لو لم يقله لم يقل هو به: فهو المقّلدُ المذموم، بخلاف ما لو اعتقَدَ ذلك في خَبَرِ الله ورسوله؛ فإنه يكون ممدوحاً ... » (14).
وأصلُ هذا البلاء: من قلةِ تعظيم المتكلمين للنصوصِ الشرعية، وقلةِ اعتبارِها، ومن إعلاء شأنِ العقلِ في كل شيء.
وقد صدق الإمام اللالكائي (ت418هـ) فيما ذكرَ أن المبتدعَ يعدُّ رأيَ النظّامِ (15)، والعلاّف (16)، والجبّائيِّ (17)، وابنِه (18)، وأمثالِهم: «حكمةً، وعلماً، وحججاً، وبراهين، ويَعُدُّ كتابَ الله وسنةَ رسولِه: حشواً، وتقليداً، وحملَتَها: جهالاً، وبُلْهاً (19) ... وإنما وجهُ خطئِهم عندهم: إعراضُهم عمّا نصبوا من آرائهم لنصرةِ جدَلِهم، وتركُ اتّباعِهم لمقالتِهم، واستحسانِهم لِمذاهبِهم، فهو كما قال الله وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (20)، ثم ما قذفوا به المسلمين من التقليد والحشو: ولو كُشِفَ لهم عن حقيقةِ مذاهبِهم: كانت أصولُهم المُظلِمةُ، وآراؤهم المحدَثَةُ، وأقاويلُهم المنكَرة: بالتقليدِ أليق، وبما انتحلوها من الحشوِ أخلق؛ إذ لا إسنادَ له في تمَذهُبِه إلى شرعٍ سابق، ولا استنادَ لِمَا يزعمُه إلى قولِ سلفِ الأمةِ باتفاقِ مخالفٍ أو موافق ... فليس بحقيقٍ مَن هذه أصولُه: أن يعيبَ على مَن تقلّدَ كتابَ الله وسنةَ رسولِه، واقتدى بهما، وأذعنَ لهما، واستسلَمَ لأحكامهما، ولم يعترض عليهما بظنٍّ أو تخرُّص واستحالةٍ: أن يطعنَ عليه؛ لأنه بإجماعِ المسلمين على طريق الحقِّ أقوم، وإلى سبيل الرشادِ أهدى وأعلم، وبنورِ الاتباعِ أسعد، ومن ظلمةِ الابتداع وتكلفِ الاختراع أبعد، وأسلمُ من الذي لا يمكنه التمسُّكُ بكتابِ الله إلاّ متأوِّلاً، ولا الاعتصامُ بسنةِ رسولِ الله إلاّ منكِراً، أو متعجِّباً، ولا الانتسابُ إلى الصحابةِ والتابعين والسلفِ الصالحين إلاّ متمسخِراً مستهزئاً، لا شيءَ عنده إلاّ مضغُ الباطل، والتكذيبُ على الله ورسولِه والصالحين من عبادِه، وإنما دينُه: الضِّجاج (21)، والبقباقُ، والصياحُ، واللقلاق ... » (22).
وقال الحافظُ ابنُ حجر بعد مناقشتِه للمتكلمين في مسألة «التقليد»: «والعجَبُ: أنّ مَن اشترطَ ذلك من أهلِ الكلام يُنكِرون التقليدَ وهم أولُ داعٍ إليه، حتى استقرَّ في الأذهانِ: أنّ مَن أنكَرَ قاعدةً من القواعدِ التي أصّلوها فهو مبتَدِعٌ، ولو لم يفهمها ولم يعرفْ مأخذَها، وهذا هو محضُ التقليد، فآلَ أمرُهم إلى تكفيرِ مَن قلّدَ الرسولَ - عليه الصلاةُ والسلام - في معرفةِ الله تعالى، والقولِ بإيمانِ مَن قلّدَهم، وكفى بهذا ضلالاً ... » (23).
والخلاصةُ: أنّ ذنبَ مَن يسميه المتكلمون «المقلِّد» هو جهلُه أو إعراضُه عن طرقِ أولئك المتكلمين المبتَدَعة، ولم ينفعه اتباعُ الحُجَجِ من كتابِ الله وسنةِ رسولِه عند هؤلاء، وهذا من جهلِهم بضروريات الدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/209)
وقد تبين من هذا: أنّ الاختلافَ معهم ليس في تعريف التقليد، فالتقليدُ عند الجميع هو قبولُ قولِ مَن ليس قوله حجة، وإنما الاختلاف في تحديد الحجة، فالحجةُ عند أهل السنة والجماعة وجمهورِ المسلمين هي الكتاب والسنة، والحجةُ في أصول العقائد عند المتكلمين هي العقل، أو ما يسمونه الأدلة العقلية.
والمقلدُ الذي لا يفتأ المتكلمون يذمُّونه: هو المتبِعُ للكتاب والسنة، ومنهجهُ هو الواجبُ اتباعُه، والتقليدُ هنا هو عينُ الصواب، وهو ليس من التقليد في شيء، وإنما يسميه المتكلمون تقليداً: تشويهاً لصورتِه، وتنفيراً للناس عنه.
أما التقليدُ الذي توجبُه طائفةُ المقلِّدين في الفروع: فليس عليه دليلٌ من الكتاب أو السنة، وتقديسُهم ليس في موضعه، كما أنّ تشويهَ المتكلمين له ليس في محله.
وما أحسنَ مَن قال في ذمِّ الطائفتَين، ومخاطِباً المتكلمين، الذين تراهم ينصرون التقليدَ في الفروع، مع أنه مذموم، ويُنَفِّرون عنه في العقائد، مع أنه هو الواجب – على التفسير الذي سبق -:
واحذَرْ من التقليدِ فهو مضلَّةٌ * إنّ المقلِّدَ في سبيل الهالِكِ
تأبونَه في العقلِ وهو مقالُكم * في الدين، يا لَه من ضلالٍ فاتكِ
وصلى الله تعالى على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب:
عبد الله الأثري.
(1) انظر: (البرهان) للجويني (2/ 1357)، (المستصفى) للغزالي (2/ 462)، (شرح الكوكب المنير) (4/ 529)، وغيرها من الكتب الأصولية.
(2) (مختصر الفتاوى المصرية) (ص/46).
(3) رواه مسلم (ح/1218).
(4) من كلام الشيخ ابن عثيمين في (شرح الأصول من علم الأصول) (ص/641).
(5) انظر: (الإشارة إلى مذهب أهل الحق) للشيرازي (ص/185).
(6) انظر: (شرح الأصول الخمسة) للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ص/61).
(7) شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي ص: (45).
(8) المصدر السابق ص: (88).
(9) الغنية في أصول الدين له ص: (55 - 56).
(10) انظر: شرح جوهرة التوحيد ص: (34 - 35).
(11) إضاءة الدجنة (ق/2/أ-ب).
(12) فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة للغزالي ص: (81).
(13) فصول من كتاب الانتصار لأهل الحديث ص: (60).
(14) فتح الباري بشرح صحيح البخاري له (13/ 363 - 364 ح7372).
(15) هو: إبراهيم بن سيار بن عباد، أبو إسحاق، النظام البصري المعتزلي.
(16) هو: محمد بن الهذيل بن عبد الله، أبو الهذيل، العلاف البصري المعتزلي، (ت235هـ).
(17) هو: محمد بن عبد الوهاب بن سلام، أبو علي، الجبائي البصري، رأس المعتزلة وشيخهم، (235 - 303هـ).
(18) هو: عبد السلام بن أبي علي محمد بن عبد الوهاب، أبو هاشم الجبائي، شيخ المعتزلة، (ت321هـ).
(19) من البلاهة، وهي الحماقة.
(20) سورة الحج، الآيتان (8 - 9).
(21) الضَّجاجُ: المشاغَبةُ والمشارّة والمجادلة، والبقباق واللقلاق: كثرةُ الكلام.
(22) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي (1/ 11 - 13).
(23) فتح الباري بشرح صحيح البخاري (13/ 366ح7372). قلت: لا شكّ أنّ مَن كان سليماً في عقلِه وفطرتِه، ولم يحس من مدّعي معرفةِ الطرق شيئاً يُريبُه: يجبُ عليه أن يغتنم توفُّرَ هذا المرشِدِ في مثل هذه الظروفِ الحالِكة، وأن لا يتردّد في استغلال هذا المرشِدِ إلاّ مَن لا يخلو من إصابةٍ في شيءٍ من عقلِه، أو فسادٍ لشيءٍ من فطرتِه، وهذا ينطبقُ تمامَ الانطباقِ على المتكلمين، حيث أغلقوا عليهم بابَ الوحي، الذي قدّمَ لهم كلَّ ما يحتاجون إليه في دينهم في أمور الغيب، ثم لجأوا إلى طرقٍ ساقطةٍ لا تناسبُ الشرعَ والعقلَ لإثباتِ ما أغناهم الشرعُ مؤونتَه، والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 11:28 م]ـ
هل هذه الرسالة للشيخ محمدي النورستاني؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 02:11 م]ـ
هل هذه الرسالة للشيخ محمدي النورستاني؟
نعم،هي له.
لكنه آثر ألا أذكر اسمه.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[01 - 01 - 08, 09:55 م]ـ
نفع الله به، ورسالته عن التفتازاني رسالة قوية ومحررة، بذل فيها الشيخ جهدا كبيرا(43/210)
كرامات غمارية .. (الغماري يتصرف في الكون كله)!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 12:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الكرامات الغمارية التي ذكرها أحمد الغماري في كتابه " التصور والتصديق "؛ يرى القارئ من خلالها كيف وصل الحال بهؤلاء الخرافيين إلى منازعة الله في ربوبيته؛ ليصرفوا بذلك عامة الناس عن إخلاص العبادة لله وحده، واستبدالها بتقديس أساطين الخرافة، المُتكسبين بها مالا أو جاهًا.
والحمد لله أن انتشار التعليم بين المسلمين، وترقيهم في الاطلاع والثقافة، مع ظهور دعوة التوحيد، قد ساهم بشكل كبير في اختفاء مثل هذه المظاهر الخرافية، أو على الأقل استخفاء أهلها بها خوفًا من التشنيع عليهم؛ فرأينا – مثلا – من يُعيد طبع الكتب الصوفية، ويحذف ما فيها من خرافات؛ لعلمه أن الحال قد تغير، وأن الناس لم تعد تنطلي عليهم مثل هذه الحكايات والمنامات .. الخ.
ولاشك أن طلبة العلم الفضلاء يعلمون ماسببته تلك العقائد الشركية من تخلف للأمة، واحتلال الأعداء لأراضيها؛ بسبب افتقاد الشرط المهم من شروط النصر والعزة: ( .. يعبدونني لايشركون بي شيئًا). فلابد من التواصي بكشف زيفها، وتحذير المسلمين منها ومن تبعاتها، على دينهم ودنياهم، ودعوتهم إلى التعلق بالله وحده.
الكرامات الغمارية:
وهي لوالده وأجداده، ورقم الصفحة يلي كل مقطع:
- أحدهم (كان يقيم بموضعين من القبيلة المذكورة، وله في كل منهما تلامذة، وأصحاب أحدهما يسمى بيدر، والآخر ورطاس، وبهذا الأخير كانت وفاته، وبه دفن أولاً، ثم جاء أهل بيدر ونقلوه إليها، فلما علم أهل ورطاس بذلك قصدوهم إلى مدفنه الأول، فامتنع من ذلك أهل بيدر، ووقع بينهم نزاع كاد يفضي إلى المحاربة والقتال، فبينما هم كذلك إذ وقف الشيخ على واحد منهم في رؤيا منامية، فقال له: لم هذا النزاع وأنا موجود بالقبرين معاً، فمرهم يحفرون على القبرين فإنهم يجدوني في كل منهما؟ فلما أخبرهم بما رأى فعلوا ذلك، فوجدوا الشيخ في كل من القبرين، فرضي الفريقان، وبنى كل واحد على القبر الذي عنده قبة، هما موجودتان إلى الآن، وكلتاهما مزارة مقصودة)!! (6 - 7). هذه الزبدة!
- أحدهم: (نزل على أحد سكان القرية فأكرمه باعتباره ضيفاً غريباً، ثم كلفه برعي غنمه، فكان يخرج بها صباحاً ثم يذهب إلى محل بعيد فيه حفرة واسعة فيجمعها هناك، ثم يقبل على العبادة إلى آخر النهار ثم يعود بها، وأحياناً يذهب لناحية أخرى فيتركها وحدها وينصرف، فمر ذات يوم بعض الناس على تلك الغنم، ورأى ذئباً يحوم حولها، فذهب إلى ربها وأخبره، فذهب للتحقق مما قال فوجد الغنم ترعى والذئب يحرسها، فتعجب مما رأى ورجع إلى موضعه، فلما جاء المترجَم آخر النهار سأله عن الحقيقة وألح عليه في ذلك، فأخبره أنه يذهب إلى مكة المكرمة للصلاة بها!! ويترك الذئب حارساً للغنم، فترك الرجل بعد ذلك تكليفه برعي الغنم، وقال له: اشتغل بعلمك وعبادتك، ولا تفكر في القوت والمؤنة، وبالغ في تعظيمه). (7).
- أحدهم: (قصد ضريح ولي الله سيدي أحمد الفلالي، فكان يختم فيه كل ليلة ختمة كاملة من القرآن العظيم في الصلاة، ويسأل الله تعالى أن ييسر له من يأخذ عنه العلم، لأنه تحير في ذلك، ولم ينشرح صدره لطلبه بفاس، فاستمر على ذلك أربعين ليلة ختم فيها أربعين ختمة، وصبيحة اليوم الحادي والأربعين نزل من ضريح الشيخ المذكور، فوجد بالطريق رجلاً منكمشاً في مرقعته من شدة البرد، وعن يمينه وشماله أكوام من الثلج، وحال الغربة بادية عليه فسلم، وسأله عن حاله، فأجابه بأنه غريب مسكين، فطلب منه الشيخ أن ينزل معه، فامتنع واعتذر بأن رجليه حافيتان ولا يقدر على المشي في الثلج بدون حذاء فخلع الشيخ حذاؤه وأعطاه إياه، فلبسه ونزل معه، فأطعمه وأكرمه، وبقي معه ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع قال له: أتعرف من أنا، قال: لا. قال: أنا من بلاد بعيدة جئت مخصوصاً من أجلك، أرسلني سيدي علي بن أحمد من جبل صرصر لأعلمك العلم، ففرح غاية بهذه الكرامة التي أجاب الله بها دعوته على يد الولي الشهير سيدي علي بن أحمد وذلك من طريق الغيب والتصرف بعد الموت)!! (8 - 9).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/211)
- والده: (كان الشيخ رضي الله عنه في بداية أمره يعمل بظاهر الحديث المذكور ويهتم بأمر المسلمين اهتماماً ما رآه الراؤون من أحد من أهل عصره لا سيما العلماء، ودام يسعى في ذلك أزيد من خمس عشرة سنة بما يطول شرحه ولا يساعد الوقت على ذكره، ثم صار في نهايته يعمل بباطن الحديث أيضاً، فسلم الأمر لله وصار يترقب ما يبرز من الحضرة الإلهية دون وساطة بشر أو سعي مخلوق. وكذلك صار في آخر عمره لا يتكدر مما عليه الناس من كثرة المعاصي والمخالفات، ولا يتأسف على ذلك ولا يكثر من ذكره إلا على سبيل القلة والندرة، بخلاف ما كان عليه في بداية أمره؛ فإنه كان كثير التعرض لذلك في دروسه وخطبه ومجالسه بقصد تغيير المنكر والتنبيه عليه، وذلك أيضاً من كمال المقام في المعرفة وهو مقام عدم الاعتراض على شيء من الأقدار الإلهية ولو خاطراً كما ذكر العارف الشعراني، قال: وهو مقام عزيز لا يثبت فيه إلا من أطلعه الله تعالى على اللوح المحفوظ وعرف ما سبق به العلم الإلهي). (164 - 165). هذا سبب تعاون الصوفية مع أعداء الأمة، ورضاهم بالاستعمار!
- قال أحمد: (حدثني من ذهب أخيراً إلى بعض الأولياء وكان متخوفاً عليّ من بعض الحوادث الوقتية فقال له ذلك الولي: والله ما يتوصلون منه ولا إلى قلامة ظفر لا ظاهراً ولا باطناً، فإن والده هو الذي يتصرف في الكون كله)!! (172). نعوذ بالله من الشرك البواح.
- (ومنها ما حدثني به بعض الصالحين من أصحابه قال: ذهبت إلى الشيخ يوماً وأذن لي بالدخول، فلما أقبلت على المحل الذي هو به رأيت ذاته عظيمة جداً قد حازت ركناً كبيراً من الغرفة، فدهشت لذلك، فلما وقع بصره علي تبسم وقال: مرحباً، فزال عني ما أصابني من الدهش، ثم رجع جسمه إلى حالته الاعتيادية)! (187).
فائدة: قال في ص 63 عن والده: (ويحب مذهب الزيدية ويعترف بفضلهم وبراعتهم في الفقه واستنباط المسائل، وذكر الدليل في كتبهم، وكان يحبها ويرغب في الحصول عليها ويسأل عنها بتلهف). أظن هذا هو السبب في تشيع الغماري، وطعنه في معاوية - رضي الله عنه - خاصة، مع عدم نسيان " صلة التصوف بالتشيع ".
مقالان مهمان لأخوين فاضلين:
http://saaid.net/Doat/ehsan/59.htm
http://saaid.net/feraq/sufyah/12.htm
ـ[الاحسائي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 10:09 م]ـ
جزيت خيرا وبارك فيك وأكثر من أمثالك لكشف ورد زيف هؤلاء ...
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[03 - 08 - 07, 08:08 م]ـ
شيخنا الكريم ...
حسب معرفتي المتواضعة فإن الغماريين كثيرون ....
فهل كلهم على هذا النهج البدعي؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 05:43 م]ـ
بارك الله فيكما ..
أخي الأثري: تجد الجواب في إجابة سؤال رقم 11 و 18 من هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3264&highlight=%C7%E1%C3%E3%ED%E4
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - 09 - 07, 11:53 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء شيخنا الفاضل بارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[10 - 09 - 07, 02:47 ص]ـ
سلمت يمينك شيخنا المفضال(43/212)
أرجو التوضيح: لماذا لا نكفر الأشاعرة والمعتزلة؟
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 12:48 م]ـ
لماذا لا نكفر الأشاعرة والمعتزلة - كما حكم ابن تيمية بعدم تكفيرهم - مع أنهم لا يؤمنون بعلو الله تعالى على خلقه وأنه في السماء على عرشه بذاته وأيضا لا يؤمنون بأن القرآن كلام الله بصوت وحرف.
وقصدي من حيث إطلاق الكفر عليهم بالعموم من غير إنزال ذلك على أعيانهم.
ـ[محمد اقصبي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 04:41 م]ـ
الحمد لله
إن عدم تكفير غالب أهل البدع جرى عليه الكثير من أئمة السلف ,فمن المعلوم أن المحدثين رحمهم الله تعالى كانوا يقبلون رواية من لهم من الضلالات ما هو اشد من بدع هؤلاء،وذلك لأنهم لا يكفرونهم. فلقد نصوا على أن رواية الكافر مردودة، أما المبتدع فتقبل منه إن لم تؤيد مذهبه.هذا لعموم أهل البدع. ويندرج تحته الاشاعرة ومن نحا نحوهم. والله اعلم.
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 08:08 م]ـ
لم تجبني على ما أريد
لماذا لا نعتبر المعتزلة والأشاعرة كفرق أنهم كفار، لا آحاد المنتسبين إليهما
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 08:15 م]ـ
هل الأصل هو التكفير يا أخي الكريم؟
التكفير هو الذي يستلزم السؤال والاستدلال، وليس عدم التكفير
فالأصل في المنتسب للإسلام في الظاهر أنه مسلم، ومن أراد أن يكفر أحدا فهو المطالب بالدليل
ثم إن الكلام لا يصح أن يطلق مرسلا بلا خطام ولا زمام، فإن بعض الأشاعرة يكفرون ابن تيمية وغيره من السلفيين، وبعض السلفيين يكفرون بعض الأشاعرة.
فالتكفير يكون بناء على صدور قول كفري من قائله، سواء أكان أشعريا أو غير أشعري.
ثم إن القول قد يكون له لوازم كفرية، ولكن القائل به لا يلتزمها فلا يكفر، ولو التزمها كفر، ولذلك كان آخر قولي الرازي عدم تكفير المجسمة لأنهم لا يلتزمون لوازم الجسمية التي تستلزم تنقص الرب جل وعلا.
فأقوال الأشاعرة مثلا تستلزم تجهيل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، ولكنهم لا يلتزمون هذه اللوازم فلا يصح تكفيرهم من هذه الجهة.
فالفرق شاسع بين الأقوال التي تستلزم اللوازم الكفرية، وبين الأقوال الكفرية الصريحة.
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 08:19 م]ـ
ثم إن الأشاعرة أنفسهم انقسموا فرقا كثيرة، فكيف يطلق القول بالتكفير؟
أبو الحسن الأشعري لا يختلف قوله في أن الله على عرشه بائن من خلقه، وكذلك ابن كلاب ومن في طبقتهم.
ثم انقسم الأشاعرة بعد ذلك فرقا كثيرة أشهرها فرقتا التأويل والتفويض.
والمعتزلة كذلك انقسموا فرقا كثيرة وأقوالهم لا تكاد تحصى.
فكيف تريد منا إطلاق القول بتكفير فرقة بناء على اسمها فقط!! دون تحرير القول الكفري؟!
اقرأ كلام (ابن الوزير اليماني) في (إيثار الحق على الخلق)، فقد تكلم في آخر الكتاب على مسألة كفار التأويل، وأجاد فيها من وجهة نظري.
والحمد لله أولا وآخرا.
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 12:22 ص]ـ
جزاك الله خيراً
أنا ذكرت سببين لتكفير الأشاعرة والمعتزلة - ولا أدري لعل هناك غيرهما ولكن لا يحضرني شيء -
أما الأول وهو مسألة علو الله فقد افحمتني فيه بالنسبة للأشاعرة
ثم إن الأشاعرة أنفسهم انقسموا فرقا كثيرة، فكيف يطلق القول بالتكفير؟
أبو الحسن الأشعري لا يختلف قوله في أن الله على عرشه بائن من خلقه، وكذلك ابن كلاب ومن في طبقتهم.
ثم انقسم الأشاعرة بعد ذلك فرقا كثيرة أشهرها فرقتا التأويل والتفويض.
.
مع ذلك هل يجوز أن أقول إن مقالة الأشاعرة المتأخرين كفرية أو أن أطلق عليهم - كفرقة وليس كأشخاص - أنهم كفار
وأنت قلت (((فإن بعض الأشاعرة يكفرون ابن تيمية وغيره من السلفيين، وبعض السلفيين يكفرون بعض الأشاعرة.)))
ولم تبين لي هل لهم وجه حق
وبقي الأمر الآخر قولهم - وإن كان غير صريح وبعض المتأخرين صرحوا به - القول بخلق القرآن
والمعتزلة يقولون به
ولعل عبارتك (((والمعتزلة كذلك انقسموا فرقا كثيرة وأقوالهم لا تكاد تحصى.
))) تحتاج ولو إلى بعض التوضيح في المسألتين
وأريد أن أوضح أني لم أقل بهذا تشهياً للتكفير وإنما إطلاقات السلف على كفر من خالف في المسألتين لا تخفى عليك
وجزاك الله خيراً أخي الحبيب
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[03 - 08 - 07, 08:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/213)
بعض أهل العلم يعد الأشاعرة من أهل السنة والجماعة إلا في مجال الصفات فقد خالفوهم.
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[07 - 08 - 07, 02:34 ص]ـ
صحيح أن بعضهم قد يعتقد ما يكفر كنفي العلو _وقد ذكر ابن تيمية في الحموية أقوال العلماء على ذلك_ ولكن لأنهم متأولون والتأول من موانع التكفير وقد قال أحد العلماء: لولا التأول لكان لنا معهم كلام آخر.
والله أعلم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[07 - 08 - 07, 03:10 ص]ـ
جزاك الله خيراً
أنا ذكرت سببين لتكفير الأشاعرة والمعتزلة - ولا أدري لعل هناك غيرهما ولكن لا يحضرني شيء -
أما الأول وهو مسألة علو الله فقد افحمتني فيه بالنسبة للأشاعرة
مع ذلك هل يجوز أن أقول إن مقالة الأشاعرة المتأخرين كفرية أو أن أطلق عليهم - كفرقة وليس كأشخاص - أنهم كفار
وأنت قلت (((فإن بعض الأشاعرة يكفرون ابن تيمية وغيره من السلفيين، وبعض السلفيين يكفرون بعض الأشاعرة.)))
ولم تبين لي هل لهم وجه حق مثل هذا السؤال لا يوجه لأبي مالك وفقك الله والله المستعان
وبقي الأمر الآخر قولهم - وإن كان غير صريح وبعض المتأخرين صرحوا به - القول بخلق القرآن
والمعتزلة يقولون به
ولعل عبارتك (((والمعتزلة كذلك انقسموا فرقا كثيرة وأقوالهم لا تكاد تحصى.
))) تحتاج ولو إلى بعض التوضيح في المسألتين
وأريد أن أوضح أني لم أقل بهذا تشهياً للتكفير وإنما إطلاقات السلف على كفر من خالف في المسألتين لا تخفى عليك
وجزاك الله خيراً أخي الحبيب
أخي الحبيب إطلاقات السلف على كفر من خالف!
الأصل الإسلام ما هو الناقل عن هذا الأصل لا بد أن يكون أصلا أقوى منه ولذلك هذه المسائل التي ذكرت واضحة لديك وهم لديه شبه وغبش عليها مع عدم اعتقاد لوازم قولهم الكفرية الذي أطلق السلف على كفر من خالف فيها (لأجل اللوازم الباطلة)
مسائل التكفير ليست أو الأسماء والأحكام كما يسميها بعض أهل العلم من كبريات المسائل فحفظ نفسك من الزلل لكي لا تخسر دنياك وأخرى فقد قال صلى الله عليه وسلم من قال لأخيه ياكافر فقد باء بها أحدهما
بسم الله الرحمن الرحيم.
بعض أهل العلم يعد الأشاعرة من أهل السنة والجماعة إلا في مجال الصفات فقد خالفوهم.
أخي ألباني المغرب هذا قول خطأ على أهل السنة و رد عليه مشايخنا فدع عنك الأقوال التي تزيد الصف افتراقاً
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[07 - 08 - 07, 03:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
بعض أهل العلم يعد الأشاعرة من أهل السنة والجماعة إلا في مجال الصفات فقد خالفوهم.
بل خلافنا معهم أوسع من ذلك
ـ[الخزرجي]ــــــــ[07 - 08 - 07, 11:02 ص]ـ
صحيح أن بعضهم قد يعتقد ما يكفر كنفي العلو _وقد ذكر ابن تيمية في الحموية أقوال العلماء على ذلك_ ولكن لأنهم متأولون والتأول من موانع التكفير وقد قال أحد العلماء: لولا التأول لكان لنا معهم كلام آخر.
والله أعلم
إذاً ماتقول فيمن أنكر وجوب الزكاة متأولاً قوله تعالى: ((خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم والله سميع عليم)). بأن الخطاب إنما كان خاصًا برسول الله صلى الله عليه وسلم , وأنه كان يعطيهم عوضاً عنها التطهير والتزكية والصلاة عليهم وقد عدموها من غيره؟!
ومع هذا فالعلماء مجمعون على أن من اعتقد بعدم وجوب الزكاة فقد كفر.
اعلم أن سؤالي استفهامي وليس اعتراضي.
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[07 - 08 - 07, 03:38 م]ـ
على ما أعلم أن الإمام النووي والإمام بن حجر أشاعرة، أليس كذلك؟.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 08 - 07, 11:58 م]ـ
على ما أعلم أن الإمام النووي والإمام بن حجر أشاعرة، أليس كذلك؟.
وماذا لو كانوا كذلك؟
ابن عبدالبر وابن خزيمة والمرداوي وغيرهم كثيير لو يكونوا أشاعرةً
والواقع أن ابن حجر كان فيه قرب للحق
فقد نفى في تقريظه للرد الوافر أن يكون ابن تيمية مجسماً
وهو يحتج بأخبار الآحاد في مسائل الإعتقاد_ ومثله النووي _
وخالف الغلاة من الأشاعرة في مسألة أول واجب على المكلف _ ومثله النووي بل قد اعتبر القول بإيجاب من أقوال المعتزلة _
ونقض العديد من تأويلات القوم في شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري مع ميله للتفويض
وقوى حجة الحنابلة في إثبات الحرف ورد على شبهة الأشاعرة العقلية في نفي الصوت
والنووي خالف جمهور الأشاعرة في مسألة زيادة الإيمان ونقصانه في القلب
والمراد بيانه أنهما مع أشعريتهما لم يكونا مثل كثير من الأشاعرة المعاصرين
الذين يردون أخبار الآحاد في العقيدة
ويكفرون شيخ الإسلام _ أو على الأقل يقولون مجسم _
وفيهم من ينكر زيادة ونقصان الإيمان في القلب
هذا والله المستعان(43/214)
كاتب مغربي يقال له ... الجابري قبحه الله وأخزاه
ـ[صالح العقل]ــــــــ[01 - 08 - 07, 02:33 م]ـ
سمعت فضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-
في شرحه لنونية ابن القيم رحمه الله تطرق للكاتب المغربي وذمه وقال عن ... الجابري قبحه الله وأخزاه.
ووصفه بأنه كاتب خبيث ..
ولم أتعجب من ذلك لأن كل أصحابنا -أعني طلاب العلم- ممن يثيرون الشغب على بعض أقوال السلف تلقفوا شبهاتهم مما كتبه هذا الكاتب الخبيث.
ـ[أبومسلم الأثري]ــــــــ[01 - 08 - 07, 03:04 م]ـ
مَن هم هؤلاء الطلاب الذين تكلم عنهم
ـ[صالح العقل]ــــــــ[01 - 08 - 07, 06:50 م]ـ
؟؟!!
ـ[صخر]ــــــــ[01 - 08 - 07, 11:40 م]ـ
اعترافات .. محمد عابد الجابري .. !
سليمان بن صالح الخراشي
سبق أن كتبت مقالا بعنوان: (اعترافات محمد أركون) تجده على هذا الرابط: هنا
وفي هذا المقال سأنقل اعترافًا من نوع آخر لمفكر آخر: هو: محمد عابد الجابري، يكشف فيه بإيجاز عن الهدف الذي يسعى إليه من خلال كتبه ومشاريعه النقدية لما يسميه العقل العربي .. ، وكما هو معلوم للمتابعين فإن الجابري يعد على قائمة الرموز الذين تأثر بهم قلة من شبابنا المرضى بما يسمى (العصرنة) التي انتقلوا إليها من الطرف الآخر (الغلو والتشدد)!
. حيث عكفوا على كتبه وتأثروا بها، فصبغتهم بأفكارها وألفاظها، فأصبح مايهمه يهمهم، مما أدى بهم إلى تحقيق شيئ من أمنياته على أرض الواقع كما سيأتي - إن شاء الله -.
سئل أحد هؤلاء المرضى عن الكتب التي أثرت في عقله (القروي) فقلبته 180 درجة!! فقال - بالنص -: (أماالكتب المعاصرة فساذكر لك عناوين عابرة ربما تفيد:تكوين العقل العربي، وبنية العقل العربي كلاهما لمحمد عابد الجابري).
هذا الاعتراف للجابري ورد في مقابلة أجراها معه الكاتب (عبدالإله بلقزيز) في مجلة: المستقبل العربي، العدد 278. أبان فيه عن سعيه إلى تحقيق الحداثة (!) من خلال التراث لا من خارجه كما يفعل (العلمانيون) الفاشلون! الذين لم تنجح دعوتهم لتغريب المجتمع المسلم؛ لأنها أتت من خارجه. أما هو فسوف يلجأ إلى أسلحة التراثيين! ويجعلها ترتد في نحورهم! في محاولة خبيثة لإعادة تشكيل العقل والتاريخ والتراث حسب ما يريد. ومن هنا تأتي الخطورة!
وقد تابعه على هذا المعجبون به لدينا، وحاولوا نقل مشروعه .....
يقول تركي الربيعو في كتابه (المحاكمة والإرهاب، ص 32): (الخطاب العربي المعاصر هو خطاب محكوم بسلف، والمطلوب تحريره من ربقة السلف. هذا ما قادنا إليه الجابري).
يقول بلقزيز في سؤاله:
(مع كل هذا العطاء العلمي في ميدان الدراسات التراثية، مقرونا بإطلالة غير منقطعة على أسئلة العصر وأسئلة الفكر الحديث، هل ما زلت مقتنعا بأن الطريق إلى كسب مطالب العقلانية والحداثة والتقدم تمر حتما عبر تبيئتها وتأصيلها وعبر ربط الجسور باللحظات الحية والتقدمية في تراثنا؟ أم انك أفسحت مجالا آخر؟ أو تتفهم ذاك المجال الذي يمكن أن يكون ساحة لمنافذ أخرى قصد طلب هذه القيم والمبادئ، طبعا دون المرور بمسائل التراث؟
فيرد الجابري: إن وجهة نظري في هذا الموضوع تعبر عن اقتناع شخصي ليس فقط من خلال تجربتي منذ البداية، وأنا على اتصال بالطلاب والمثقفين، بل أيضا لأن هذا الاقتناع تكون لدي أساسا كنتيجة النظر في تاريخ النهضة العربية. أنت تعرف أنه كانت هناك ثلاثة تيارات معروفة؛ هي التيار السلفي والتيار الليبرالي و التيار التوفيقي أو التلفيقي، وأنت تعرف أن تجربة مائة سنة قد أسفرت عن جمود الحركة في هذه التيارات، فلا أحد منها تطور وحقق أهدافه، بل كل ما حدث هو اجترار وعود على بدء مستمر. لقد استنتجت من ذلك تلك القضية الأساس التي أدافع عنها وهي أن التجديد لا يمكن أن يتم إلا من داخل تراثنا باستدعائه واسترجاعه استرجاعا معاصرًا لنا، وفي الوقت ذاته بالحفاظ له على معاصرته لنفسه ولتاريخيته، حتى نتمكن من تجاوزه مع الاحتفاظ به (!) وهذا هو التجاوز العلمي الجدلي.
هذا هو اقتناعي إذا كنا نفكر في الأمة العربية و الإسلامية كمجموع، وليس كنخبة محصورة العدد متصلة ببعض مظاهر الحداثة، تنظرالى نفسها في مرآتها وتعتقد أن الوجود كله هو ما يرى في تلك المرآة. هذا في حين أن هذه النخبة صغيرة، قليلة، ضعيفة الحجة أمام التراثيين. والمطلوب منا في ما يخص الحداثة ليس أن يحدث المحدثون أنفسهم، بل أن ينشروا الحداثة على أوسع نطاق، والنطاق الأوسع هو نطاق التراث. فإذا لم نكن على معرفة دقيقة وعامة بالتراث وأهله فكيف يمكن أن نطمع في نشر الحداثة فيه، أن نجدد فيه، أن ندشن عصر تدوين في مجالاته).
ويقول في نفس المقابلة عن إحدى أمنياته:
(لو كان لدي، وكان لدي مثل هذا الميل نحو مشروع إصلاحي؛ لكان في برنامجي الاشتغال على ابن تيمية أيضا، ولقدمت للقراء وجهًا آخر عنه، يختلف عن الوجه السائد والمؤدلج .. )!
قلت: وقد وعدنا بعض تلاميذ الجابري عندنا بأنه سيقوم بهذه المهمة، وسوف يبين لنا جهلنا بالشخصية الحقيقية لشيخ الإسلام - رحمه الله -!
ولا تعجب من هذا ..
فقد حرفت نصوص نبوية ..
وتؤلت آيات قرانية ..
فما ظنك بابن تيمية .. ؟!
الخلاصة: أن خطة القوم تقوم على التغيير من داخل البيت الإسلامي، لا من خارجه من خلال العبث بالنصوص الشرعية بتأويلها وتفريغها من محتواها (الحقيقي)، واستبداله بالمحتوى الذي يريدون ..
فيا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم ...
ولاتغتروا بتلبيسات مدعي (الإصلاح) و (تجديد الخطاب الديني) ........... ولو كانوا من ذوي (اللحى)!
تنبيه: من أراد معرفة انحرافات الجابري والرد على أفكاره فليرجع مكرما إلى رسالة (نظرات شرعية في فكر منحرف)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/215)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 - 08 - 07, 12:24 ص]ـ
وصف الجابري بالخبث له أكثر من مبرر ... اقرأ هذه الفقرات عن الرجل كنت أعددتها فور انتهائي من قراءة كتابه عن العقل السياسي .. الذي هو في نظري بالوعة جمعت كل ما قاله الروافض وصنوف المستشرقين عن جيل الصحابة.
-قراءة في قراءة خبيثة
محمد عابد الجابري أستاذ الفلسفة في جامعة محمد الخامس بالرباط ... يعد من رموز القراءتيين وأشدهم كيدا للقرآن (وهذا سأبينه بالدليل الجلي) وله تاريخ عريق في الكيد لهذه الأمة منذ أن كتب مع رفيقين له كتابا مقررا في الفلسفة موجها لطلبة الباكالوريا وكان سببا فى ضلال وإلحاد كثير من المراهقين والشبان –أعرفهم شخصيا- كيف لا يلحدون والجابري في مفتتح كتابه يسوي الفكر الأسطوري والفكر الديني و"يثبت" أن فكرة الدين خلقها إنسان الكهوف لحاجة في نفسه نحو الأمن والأمان .....
ومحمد عابد الجابري عندي أذكى الحداثيين وأخبثهم لأنه قد أوتي أمران:
-حدس قوي شبيه بحدس الجرذان ... فلما حدس أن السفينة الماركسية غارقة لا محالة تخلى جزئيا عنها ومال إلى الفكر اللبرالي , حيث الريح طيبة , وزاوج بين خلفية عقيدته الماركسية وأدوات القراءة الغربية, ومضى يعبث بدين وتاريخ المسلمين ..
كان في بداية أمره مناضلا سياسيا فحدس مرة أخرى أن السياسة ملطخة للأثواب فاستقال من حزبه السياسي الاشتراكي ولبس مسوح المفكر فيما غرق زملاؤه المثقفون في أوحال السياسة والتكالب على السلطة ... وهكذا نفذ بجلده مرتين.
-أوتي الجابري مهارة كبرى في التقية (وهذا هو الأمر الثاني) فهو شديد الطعن في الإسلام -من غير أن يثير الضجة - بل تجد من الإسلامين من يحسن الظن به ويعتبرونه أقرب العلمانيين إليهم مع أنه خبيث الطوية (وهذا سأبينه بالدليل الجلي).فمن نفاقه وتقيته أنه يتحدث عن مسمى الإسلام تحت تسمية العروبة .... فالعقيدة الإسلامية يسميها "العقل العربي" وتاريخ الصحابة يسميه"العقل السياسي العربي" وهكذا يتمكن من هجو الإسلام هجاء مقذعا مع الإطمئنان إلى مخرج النافقاء إذا سمع حسيسا عند مدخل القاعصاء فيتسنى له الهروب في كل مرة مدعيا أنه يتحدث عن العروبة لا عن الإسلام .... عكس صنيع صديقه "أركون" المتهور الذي لا يتقي شيئا ويعلن أنه ينقد العقل الإسلامي صراحة .... وليس عند الرجلين إلا الخبث في وجهيه: المتقي والجريء.
تعالوا الآن لنقوم بقراءة لقراءة الجابري للقرآن ....
وفي ظني ليس هناك شيء أصعب على الجابري وعلى كل الحداثين من مفهوم "قراءة القراءة" خاصة إذا كانت القراءة مسلطة عليهم وتتخذ من قراءاتهم مادة وموضوعا .. وآية ذلك أنك عندما تقرأ الجابري –أو غيره- فقد جعلت نفسك في مأمن وبوسعك أن تطعن ما تشاء في جسم ضحيتك وليس له أن يحتج أو يتظلم لأنك "تقرأ " كما أنه "يقرأ " ومن الغباوة بمكان أن يمنعك من القراءة وهو من أشد المنافحين عن مفهوم التعدد في القراءات .... ومن أشد المناوئين ل"ظلامية" الإسلاميين وأطروحتهم في وجوب القراءة الوحيدة المستندة إلى مبدأ" ما بعد الحق إلا الضلال" ... ولكم هنا أن تعتبروا بموقف نصر حامد أبو زيد الذي أراد أن "يقرأ" كما يشاء فلما" قرؤوه" غضب وثار واحتج وسافر بتظلمه بين الشرق و الغرب .... ألم يكن الرجل يعي أن الذين كفروه وأخرجوه من الملة ما فعلوا أكثر من قراءة ..... صحيح هي قراءة مستندة على الدين ولكن ليس له ان يمنع من شاء أن يستند على ما شاء, هذا هو "دستور القراءة" فلماذا تغضب يا أبا زيد؟ ثم أليس هو مختصا في قراءة النصوص الدينية ويعطي لنفسه الحق في تأويلها ..... فما باله لا يعطي الحق لخصومه ليكفروه بناء على تأويل نصوصه ..... حقا إن الكيل بمكيالين لهو ديدن الحداثيين.
قال الجابري: في ثالث كتاب ضمن مشروعه نقد العقل العربي تحت عنوان فرعي هو العقل السياسي العربي محدداته وتجلياته-المركز الثقافي العربي1990الدار البيضاء-ص31 - 32:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/216)
[تبدأ السورة كما قلنا بتأكيد نبوة محمد (ص) فتقرر أن ما يأتي به وحي من الله ينقله إليه ملك قوي شديد هو جبريل:"والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى , إن هو إلا وحي يوحى , علمه شديد القوى , ذو مرة"."ثم ترسم السورة مشهدا للقاء محمد مع جبريل أثناء نزول الوحي عليه:" ... ذو مرة فاستوى (جبريل) , وهو بالأفق الأعلى , ثم دنا فتدلى (جبريل) فكان قاب قوسين أو أدنى (لاتفصله عن محمد سوى مسافة قصيرة) , فأوحى (الله) إلى عبده (محمد بواسطة جبريل ما أوحى".لقد رأى محمد (ص) جبريل يملأ الأفق كله فملك عليه ذلك جماع نفسه ولم يعد هناك مجال لتطرق الشك إليه فيما رأى ,فكيف تجادلونه وتشككون في أن يكون جبريل يأتيه بالفعل:"فأوحى إلى عبده ما أوحى ,ما كذب الفؤاد ما رأى , أفتمارونه على ما يرى ",كيف؟ وقد رآه مرة أخرى وقت" الإسراء والمعراج"في أعلى عليين حيث الجنة والملائكة بأعداد كثيرة تسبح لله في "سدرة المنتهى"وكأنها طيور تتزاحم على شجرة. لقد رأى هناك من عجائب الملكوت ما رأى فما انحرف بصره وما زاغ]
صاغ اليهودي الهالك دريدا نحتا بالفرنسية differance حيث استبدل « a » ب « e » فاصبحت الكلمة الجديدة المبتكرة تعنى الاختلاف والارجاء معا. وما دمنا نخاطب الحداثيين فلنصنع مثل صنيع كبيرهم دريدا وها أنا أقترح مصطلح "قراءة" لكن مكتوبة بشكل حداثي بحيث تكتب "القاف" قريبة من حرف "الخاء" في الرسم الخطي وتؤذن في الناس أنهم أحرار في اختيار الحرف الذي يعشقون ....
ما صنع الجابري بالقرآن هنا يناسبه "الخائية " وليس "القافية".
وقبل تحليلنا الأسلوبي نشير أولا إلى مقصد الجابري:
تجاوز الجابري نهج" الطعن النظري" في القرآن الكريم (فهو لا يريد أن يلفت إليه أنظار الغاضبين تمسكا بخطة التقية) لكنه يحاول في المقابل "الطعن العملي" فيضع القاريء أمام سياقات محكمة بدهاء وخبث بخرج منها القاريء عمليا بنتيجة دبر لها بليل وهي أن القرآن كلام عادي جدا بل أقل من العادي ولسان حال الجابري الخبيث: القرآن ما تقرأ لا ما يقال عنه.
- (وحي من الله ينقله إليه ملك قوي شديد هو جبريل:"والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم ..... ")
فلو أزلت علامات التنصيص - التي لا علاقة لها بالقراءة – لوجدت أن الجابري قد مكر بك لقد أرغمك على قراءة جزء من كلامه وجزء من الآية على تنغيم ووتيرة واحدة .... فكأن الأمر يتعلق بفقرة واحدة منسجمة .... ولهذه الخطة تنويعات أخرى سنبينها فيما بعد والقصد واحد.
- علمه شديد القوى , ذو مرة"."ثم ترسم السورة مشهدا للقاء محمد مع جبريل أثناء نزول الوحي عليه:" ... ذو مرة فاستوى (جبريل).
لاحظوا التقطيع المونتاجي للآية والوقوف عند تعبير" ذو مرة" ثم يحشر كلامه كأنه يقاطع القاريء ويستأنف مع تكرار" ذو مرة" فيسقط النص القرآني في تكرار يشوه النسج ويصبح قريبا من الهذيان.
- فاستوى (جبريل).
لماذا أقحم الخبيث جبريل بين قوسين ..... مع أن الضمير لا إشكال في مرجعه .... الجواب: ليحرف القاريء القرآن رغم أنفه ......
مرة كتب الجابري رادا على من يأخذ عليه قلة الاستشهاد بكلام غيره ..... قالـ: لا أحب أن أزين كلامي بكلام غيري .... لكن لا بأس على الجابري من أن يزين كلام الله بكلامه!!!
-والآن اقرؤوا آيات سورة النجم بعد قراءة الجابري –بالخاء شرف الله قدركم-:
ذو مرة فاستوى (جبريل) , وهو بالأفق الأعلى , ثم دنا فتدلى (جبريل) فكان قاب قوسين أو أدنى (لاتفصله عن محمد سوى مسافة قصيرة) , فأوحى (الله) إلى عبده (محمد بواسطة جبريل ما أوحى".
مونتاج غريب من أي القرآن وإضافات قرائية-بالخاء دائما- من الجابري فتكون الحصيلة كلاما قريبا من العي ولسان حال الخبيث: أبهذا تحدى الله الانس والجن!
-"فأوحى إلى عبده ما أوحى ,ما كذب الفؤاد ما رأى , أفتمارونه على ما يرى ",كيف؟
لاحظوا كيف ذيل الخبيث الآية- وقد انتهت – باداة الاستفهام المقحمة"كيف" لتقرأها مع الآية على نغمة الاستفهام ..... ولسان حاله: أنك قد تزيد كلاما بشريا في ما تعتقده كلاما إلهيا فتكون الحصيلة كلاما واحدا ......
- وقد رآه مرة أخرى وقت" الإسراء والمعراج"في أعلى عليين حيث الجنة والملائكة بأعداد كثيرة تسبح لله في "سدرة المنتهى"وكأنها طيور تتزاحم على شجرة.
هل تحتاجون إلى تعليق على هذه السخرية بالملائكة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/217)
المعروف عن أسلوب الجابري أنه أسلوب أكاديمي عقلاني لكن لا باس من التعبير الشعري المجازي إذا احتاجه للسخرية برموز المسلمين:" وكأنها طيور تتزاحم على شجرة."هكذا قال فض فوه.
- فكيف تجادلونه وتشككون في أن يكون جبريل يأتيه بالفعل:"فأوحى إلى عبده ما أوحى ,ما كذب الفؤاد ما رأى , أفتمارونه على ما يرى ",كيف؟
الجابري العقلاني هنا يتبنى الاسلوب الانشائي على غير عادته –عادة الابستمولوجي البارد الذي ينحت في صخر-
هاهوالجابري من عصرنا يخاطب المشركين من وراء القرون ويبكتهم " فكيف تجادلونه وتشككون" هل تحول الابستملوجي البشلاردي إلى عاطفي بقدرة قادر؟
لكن الخبيث على أصله القرائي- لا أذكركم بالخاء- وجد في الآية استفهاما انكاريا هو" أفتمارونه على ما يرى" فأراد أن يفتح الكلام باستفهام إنكاري لتقرأ الفقرة كلها على نغمة الإنكار ...... والمقصود واضح لذي أذنين.
كم يطيب للجابري أن يلغو في القرآن وأعني هنا ب"في" دلالتها الحقيقية على الظرفية ... فمن باب الإصرار وسبق الترصد يعمد إلى تقطيع الآيات وأجزاء الآيات ويدرج بينها كلامه مع أنه عندما ينقل كلام غيره من المؤرخين والمفسرين "يحترم" المنقول عنهم فيأتي به كاملا ويعلق بعد تمام الكلام أو في الحاشية .... لكن العبث لا يحلو له إلا بلغة القرآن وتكون الحصيلة تحريفا وتزويرا للقرآن على هذا النحو الذي ستقرؤه لسورة الضحى برواية الجابري الضعيفة وسبب الضعف "الإدراج" وهو هنا من الصورة القبيحة جدا فقد وقع أول المتن ووسطه وآخره:
ومنهم زوجة عمه أبي لهب واسمها أم جميل وهي أخت أبي سفيان وكانت من المستهزئين به فقالت له:"إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك " ولكن رجاءها سيخيب. لقد جاءه جبريل بسورة الضحى تحمل إليه القسم بان الله ما ودعه وما قلاه:"والضحي, والليل إذا سجى , ما ودعك ربك وما قلى , وللآخرة خير لك من الأولى , ولسوف يعطيك ربك فترضى , ألم يجدك يتيما فآوى (مات أبوه وهو جنين في بطن أمه وماتت أمه وهو ابن ثماني سنين فكفله عمه أبو طالب) , ووجدك ضالا فهدى , ووجدك عائلا فأغنى (أغناه بمال خديجة زوجته, وكانت غنية تستأجر الرجال في مالها, وقد بلغها حسن سلوكه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا ففعل, ثم تطور الأمر إلى أن عرضت عليه الزواج فقبل, وكان ذلك قبل نزول الوحي عليه وعمره خمسة وعشرون عاما وعمرها هي أربعون سنة) , فأما اليتيم فلا تقهر (وقد كنت يتيما) , وأما السائل فلا تنهر (وقد كنت فقيرا) , وأما بنعمة ربك فحدث " (نعمة النبوة) (10 الضحى93/ 1 - 11)
هذا التذييل المرجعي (10 الضحى93/ 1 - 11) مزور كما هو ملحوظ ... فقد أصبحت" الضحى" في كتاب الجابري خليطا من القرآن والسيرة والاخبار والجميع مرصع بكلام الجابري ... وعلى القاريء اللبيب أن يتتبع حيث يضع الجابري علامة الفاصلة فهو لا يضعها بعد نهاية الجملة القرآنية بل بعد أن يذيلها بكلامه إمعانا في دمج كلام في كلام: ألم يجدك يتيما فآوى (مات أبوه وهو جنين في بطن أمه وماتت أمه وهو ابن ثماني سنين فكفله عمه أبو طالب) , ووجدك عائلا فأغنى (أغناه بمال خديجة زوجته, بيد أنه يذهب إلى أبعد من ذلك في الضلال .... فاقرأ إن شئت (بعد اختزال القوسين):
فأما اليتيم فلا تقهروقد كنت يتيما, وأما السائل فلا تنهروقد كنت فقيرا.
فيا أيها الفصحاء ما معنى هذا؟
-هل يريد الخبيث أن يقول إن الآيتين بعد التعديل أحسن جرسا وإيقاعا؟
-أم يريد أن يقول: أقحمنا كلامنا في القرآن فجاءت النتيجة كما تسمعون فصيحة بليغة.
–أو يريد أن يقول: كيف يكون الإعجاز في (فأما اليتيم فلا تقهر, وأما السائل فلا تنهر.) ولا يكون في: فأما اليتيم فلا تقهروقد كنت يتيما, وأما السائل فلا تنهروقد كنت فقيرا.؟
هذا ما عبرت عنه بقولي: الطعن العملي في القرآن.
( .. يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمان فتكون للشيطان وليا. قال (أبوه) أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم ,لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا. قال (إبراهيم) سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا,) ص 35.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/218)
لماذا أقحم الجابري الكلمتين بين القوسين .... [قال (أبوه) , قال (إبراهيم)].لا أعتقد أن الجابري سيقول إن مرجع الضمير في "قال" الأولى مشكل فيحتاج إلى التصريح به فالسياق متعلق بحوار بين إبراهيم وأبيه وكل غبي في الدنيا يعلم أن القائل لا بد أن يكون هوالأب بقرينة "يا إبراهيم".ولا بد أن يكون المجيب هو غير المتكلم الأول ..... ثم إن المصنف لا يوجه كتابه للإسكيمو أو لسكان جزر الواق واق فقد قال في صفحة 21:
(هدفنا من هذا الفصل ليس عرض العقيدة الإسلامية فهي معروفة والكتاب موجه إلى العرب والمسلمين وهم جميعا يعرفونها على الأقل في أصولها العامة .... )
إذن [قال (أبوه) , قال (إبراهيم)] ليس لهما وظيفة توجيهية أو تفسيرية وليس تحتهما إلا خبث صبياني كما في مقالب الصبيان بعضهم لبعض فالهدف واضح هو اللعب بالقرآن والمكر بالقاريء الضحية الذي يجد نفسه قد حرف القرآن وهو غافل مسترسل في قراءته ..... فما صنيع الجابري - المفكر الكبير -إلا كمن يلقي النجاسة في الماء الصافي فيأخذه الزهو الصبياني عندما يتصور أنه أفسد وضوء المتطهر ...... هذا مبلغ علمهم ومبلغ أخلاقهم.
ومما يؤكد صبيانية الجابري أنه كرر هذه اللعبة في أماكن كثيرة من كتابه ذاك .... والفرنسيون يقولون بلسانهم- الذي لا يتقنه الجابري جيدا- "أن أفضل دعابة ما كان يسيرا ... " فحرم الجابري من خفة الدم بعدما حرم من ثقل الحلم في الدنيا وحسابه عند ربه في الآخرة .. وهذه أمثلة وتنويعات على مقلب واحد:
والرجز فاهجر (الأصنام) , ولا تمنن تستكثر (لا تعط شيئا من عبادة أو صبر على الأذى لتطلب أكثر منه", ولربك فاصبر , فإذا نقر في الناقور ,فذلك يومئذ يوم عسير ,على الكافرين غير يسير"
لم يغلق الجابري القوس الثاني عمدا ... لتذويب كل حاجز بين كلامه وكلام ربه .... قلت (عمدا) وأستبعد السهو المطبعي لأن الجابري في كتابه هذا يعول على الدلالات السميولوجية لعلامات التنصيص .... مع سبق الإصرار والترصد.
- والمؤتفكة أهوى (=قرى قوم لوط أسقطها في الهاوية) فغشاها ما غشى (=من الحجارة والتراب) فبأي آلاء ربك تتمارى (=وتشكك أيها الإنسان)؟ هذا نذير من النذر الأولى .....
لاحظ مثلا أن علامة الاستفهام تعمد أن يضعها ليس في ختام الاستفهام القرآني ولكن بعد الحشو الذي أضافه الجابري ,وقد جاء بواو العطف لتربط كلاما بكلام لتكوين كلام جديد متجانس: فبأي آلاء ربك تتمارى وتشكك أيها الإنسان؟
- ولولا أن يكون الناس أمة واحدة (=على الكفر) لجعلنا لمن يكفر بالرحمان لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون, ولبيوتهم أبوابا وسررا (من فضة كذلك) عليها يتكئون, وزخرفا (=ذهبا).
لا يقال أن بعض المفسرين المسلمين يدمجون كلامهم اثناء تفسير الآية (كتفسير الجلالين مثلا) ويكون الجابري له سلف لأنا نقول شتان بين الفريقين فالجابري يستشهد بالنص ولا يفسره ويتعمد إغراق النص القرآني في كلام استطرادي مشرقا ومغربا ثم يعود إلى تتمة الآية ويتعمد لشرحه أن يكون متعلقا نحويا وأسلوبيا بجزء من الآية ليوهم الناس أن كلام الله وكلام البشر لا يختلفان.
- أفرأيت الذي تولى, (=رجع عن الإنفاق) وأعطى قليلا وأكدى, (أمسك) ,أعنده علم الغيب فهو يرى= (أن ما قاله أخوه ممكن وحق) أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى, (=وفى بأن هم بذبح ولده عطاء وتضحية)
يوظف الجابري علامات الترقيم لتحقيق مقصده ..... فمثلا قوله (رجع عن الإنفاق) مفصول عن تولى -التي يفترض أنه يشرحها –بفاصلة, ليلحقه بما بعد الآية لتكوين كلام واحد: رجع عن الإنفاق وأعطى قليلا وأكدى. وقوله (أن ما قاله أخوه ممكن وحق) يقرأ وكأنه في محل نصب ل "يرى" .....
ـ[أبو ريم المغربي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 12:55 ص]ـ
فماذا لو قرأتم كتابه الأخير عن القرءان وتدوينه وجمعه ورأيتم الطوام العظام من تثبيت لقول الروافض لعنهم الله في القرءان، ومن اتهام للصحابة، الخبث أفضل خصاله، وما خفي أدهى وأمر.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[04 - 08 - 07, 02:10 م]ـ
افضل من رأيته تحدث عن مدرسة الجابري هو ابراهيم السكران
على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107319
و الان رحى المقال ثائرة، و الردود متواليه، و انصح كل من يريد معرفة هذا التيار ان يقرا هذا المقال او الكتاب من شخص يعرفهم حق المعرفة، و لا شك ان من قرأ الجزء الاول سيترقب بشغف الجزء الثاني على احر من الجمر
ـ[سالم عدود]ــــــــ[10 - 08 - 07, 01:39 م]ـ
الله المستعان(43/219)
الروافد الثقافية للوثنية اليهودية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[01 - 08 - 07, 05:40 م]ـ
الروافد الثقافية للوثنية اليهودية
النحلة الشيطانية
الحمدلله رب العالمين، و العاقبة للمتفين، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، و لا عدوان إلاَّ على الظالمين الملحدين، أتباع الشياطين.
و بعد فهذا بحث مختصر عن الأصول و الروافد الثقافية التي يستمد منها الفكر اليهودي أبجدياته و أدواته المعرفية، و هذا الموضوع على وجازته هو خلاصة عدة قراءات، و كذلك عِدَّة أبحاث كنت قد تناولت فيها الفكر اليهودي من عدَّة نواحي.
فعند مراجعة التاريخ اليهودي، نجد أن بني إسرائيل الذين كانوا يتصفون بميلهم إلى الوثنية اعتمدوا على عدة روافد لتلك الثقافة الوثنية، لا سيما من خلال الثقافنين اللتين عاصرتاها و امتزجتا بها، و هما: الثقافة الفرعونية المصرية القديمة، و الثقافة البابلية.
أولاً: في مصر القديمة:
لا شك أن بني اسرائيل خلال وجودهم في مصر تأثَّروا كثيرا بالثقافة الوثنية التي كانت سائدةً هنالك، إلاَّ أنهم و بعد خروجهم من مصر استرفدوا الكثير من المعطيات الوثنية لدى المصريين القدماء، محاولين بذلك إدخاله على دينهم اليهودي الذي اختلطت به وثنيات و أساطير كثيرة، فقد عرفوا تقاليد كابالا المصرية القديمة ونقلوها من جيل إلى جيل كتعاليم شفوية.
فالحضارة الفرعونية المصرية تعد من أقدم الحضارات الإنسانية، وكان الفراعنة على رأس السلطة، حيث يحكمونها بمطلق القسوة و الدكتاتورية، ثم يأتي فريقان مهمان كانا يحيطان بفرعون، وهذان الفريقان هما "الملأ" المذكور في القرآن الكريم.
و هما:
ـ الجيش والذي يمثل القوة المادية لفرعون.
ـ السحرة أو الكهان، و الذين كانوا يمثلون الفكر والفلسفة التي يعتمد عليها فرعون، مع اشتغالهم بالسحر أيضاً و تأديتهم لطقوس سحرية معينة من السحر الأسود، بالإضافة إلى اشتغالهم ببعض العلوم الطبيعية كعلم الفلك والرياضيات والهندسة.
و قد تكونت خلال هذه الحضارة الطوطمائية قاعدة هائلة من الثقافة السحرية السوداء، وقد انتقلت تلك الثقافة تدريجياً الى بني اسرائيل من خلال إقامتهم عدة قرون في مصر، و تشكَّلت في تعاليم كهنوتية و فلسفية و سحرية عُرفت في التاريخ اليهودي فيما بعد بثقافة الكابالا، و التي قاموا من خلالها بنقل التراث الوثني لمصر القديمة إلى الأجيال الأخرى.
و قد تأثَّر بنو اسرائيل بالثقافة المصرية القديمة من خلال عدة محاور:
1ـ نقل الوثنية المصرية إلى التوراة مما أدَّى بهم بالطبع إلى التحريف الكامل للتوراة، و لا يمكننا فهم هذه الظاهرة وهي ظاهرة اشتياق بني إسرائيل للأوثان ولعبادة العجل، مع توالي دعوة التوحيد اليهم من خلال أنبياء كثر، بدءاً بإسحاق ويوسف عليهما السلام وانتهاء بموسى عليه السلام؟ و لكن يمكن تفسير هذه الظاهرة بتأثير الجو الوثني الذي عاشوا فيه مئات السنين، و الذي كان قد أثر فيهم تأثيراً بالغاً.
ونستطيع أن نشير إلى أمثلة عديدة لتسلل الفلسفة الوثنية والنظرة الوثنية اللاهوتية إلى التوراة.
أـ حيث أضيفت صفات إنسانية وأنواع من الضعف الإنساني إلى الله تعالى، مثل تعب الله بعد خلقه العالم واستراحته في اليوم السابع، وقيام يعقوب عليه السلام بالمصارعة مع الله وتغلبه عليه، تعالى الله عمَّا يقول الظالمون علواَّ كبيرا، و كذلك تصوير (يهوه) وكأنه إله بني إسرائيل فقط وليس رباً للعالمين كما كان اعتقاد الفراعنة المصريين بآلهتهم.
ب ـ نقل عبادة العجل المسمَّى الإله هاثور عند المصريين الى الديانة اليهودية
، وكان العجل (الإله هاثور) معبوداً لدى المصريين كما هو معلوم، و يُعَدُّ رمزاً لعبادة الشمس، يقول الباحث "ريتشارد ريفز" في كتابه "مدة طويلة تحت الشمس"
: "لقد كان الثور و البقرة أي "هاثور" و"أبيس" من آلهة مصر القديمة ورمزين لعبادة الشمس وكانت عبادة المصريين لهذين الإلهين لا تعد إلا جزءاً صغيراً من التاريخ الطويل لعبادة المصريين الشمس".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/220)
لذا فإن بني إسرائيل الذين عاشوا قلة مستضعفة في هذا المجتمع الوثني تأثروا بشكل شعوري ولا شعوري بهذا الجو الوثني فما إن رأوا بعد خروجهم من مصر قوماً يعبدون العجل حتى طلبوا من موسى عليه السلام أن يجعل لهم إلهاً مثل آلهة أولئك، فلما غضب موسى عليه السلام من هذا الطلب. وذكرهم بنعم الله تعالى عليهم طلبوا منه حسب ما أملته عليهم ثقافتهم الوثنية أن يروا الله جهرة.
قال تعالى: وإذ قلتم يا موسى" لن نؤمن لك حتى" نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون 55 (البقرة).
أي كان من الصعب عليهم تصور إله لا يرونه ولا يستطيعون لمسه لأن المجتمع الوثني الذي نشأوا فيه وهم قلة مستضعفة حفر في أذهانهم وقلوبهم فكرة الإله المرئي الملموس، لذا فقد كان الانحراف عن دين التوحيد أسهل لدى معظم بني إسرائيل بعد وفاة موسى عليه السلام.
ج ـ و قد انتشرت عبر الثقافة اليهودية ظاهرة عبادة الشيطان التي كان لها بعض الانتشار في الحضارة المصرية القديمة، و هي مبنية على الاسطورة الفرعونية القديمة و المشهورة في تلك الحضارة، و المعروفة باسطورة إيزيس و أوزوريس، و قد كُتبت حوالى عام 4000 ق. م و هى كأغلب الأساطير المصرية القديمة لها علاقة وثيقة بالمُعتقدات الدينية و بعبادة الشمس و تقديس نهر النيل.
- و تقول الأسطورة أن أوزوريس هو إبن إله الأرض الذى ينحدر من سلالة إله الشمس رع، و قد أصبح أوزوريس ملكاً على مصر و علم شعبها كيف يزرع و كيف يصنع الخبز و النبيذ، و تزوج أوزوريس من أخته إيزيس و تعاونا سوياً لنشر الحضارة فى البلاد.
و كان أوزوريس محبوباً لدى شعبه و أثار هذا الحب حقد أخيه "ست " الذى أخذ يُفكر فى التخلص من أخيه و الإستيلاء على عرشه، و إستطاع سِت التخلص من أوزوريس.
و بعد طول عناء إستطاعت إيزيس هذه الزوجة الوفية بمعونة بعض الآلهة و بسحرها إعادة أوزوريس إلى الحياة الأبدية و أصبح أوزوريس إلهاً بعد بعثه و عاد مرة أخرى إلى الأرض حيث قام بتعليم إبنه (حورس) و مساندته ضد عمه (ست) و إستطاع حورس فى النهاية التغلب على عمه و الإستيلاء على عرش أبيه.
و أصبح أوزوريس رمزاً لإله الخير بينما أصبح ست أو "سيتان" رمزا لإله الشر أو الشيطان، و انتشرت عبادة كلا الإلهين في الحضارة المصرية القديمة.
و الغريب أننا نجد أثرا كبيرا للتراث اللفرعوني الوثني خلال الفكر اليهودي، إذ أن التراث اليهودي يختزل هذه الأسماء الوثنية، بل و تنتشر عبادة الإله "ست" من خلال تعاليم الكابالا اليهودية.
فمن مظاهر ذلك التأثُّر بالتراث الفرعوني:
ـ تنبؤات المنجم الفرنسي اليهودي الأصل و المنشأ (ميشيل نوستراداموس) ـ المولود عام 1503م / 1566 م ـ و التي اشتهرت في القرن السادس عشر الميلادي و التي ضمّنها كتابه "القرون " و الذي عرِف فيما بعد بتنبؤات نوستراداموس، و نشر لأول مرة في عام 1555 ميلادية.
و لكن تلك التنبؤات كانت تتكئ على ارث فرعوني قديم انتقل عبر الكبسولة الزمنية اليهودية المسمَّاة بالكابالا، و كان ميشيل نوستراداموس قد أتقن على جده الحاخام اليهودي اللغات اللاتينية و الإغريقية و العبرية و أصول الرياضيات و الطب، و أهتم بصفة خاصة بالتنجيم، ثم درس الحضارة المصرية القديمة وكان على معرفة واسعة بتاريخها وبآلهة الفراعنة وعلوم السحر التي كانوا أشهر العارفين بها.
ولقد كتب نوستراداموس التنبؤات على شكل مقاطع شعرية من أربعة أبيات مبهمة المعاني ومليئة بمختلف المصطلحات من لغات متعددة مثل اللاتينية و البروفنسالية و الإيطالية وغيرها ... ولقد احتوى كتاب (القرون) على بعض التنبؤات من ستة أبيات شعرية و سماها (السداسيات) و أخرى سماها (الإنذارات).
و قد اعترف نوستراداموس بنفسه أنه لم يرفع عينيه عن كتاب قديم اسمه "أسرار مصر" وهذا الكتاب من تأليف يامبليخوس اليوناني، وقد ذكر أنه وجد في هذا الكتاب علماً لم يعرفه أحد، وأن كتاب "أسرار مصر" ليس إلا أسرار الكرة الأرضية وأنه يستطيع عن طريق هذا الكتاب أن يعرف ما الذي سوف يجري على الجبال وفي الأنهار وفي المدن وفي المعابد كلها!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/221)
، و نحن نعلم أن هذه النبوءات أقرب الى الخرافات منها الى الواقع، و أنها تحتفُّها أنواع التأويلات لا سيما أنها كُتِبت بلغةٍ رمزية، فقد استعمل طريقة الجناس التصحيفي أي تغيير أماكن الحروف في الكلمة أو حذف أو تغيير حرف أو حرفين منها أو استخدام الأسماء القديمة و المنسية للمدن و الدول التي كان يعنيها في تنبؤاته و ذلك لإخفاء المعنى عن العامة من الناس و لقد قام بكل هذا حتى لا يقع في قبضة محاكم التفتيش التي كانت تحرق كل من يدّعي بمعرفته الكهانة و السحر، و لقد ساعدته واستعانت به الملكة كاترين دي مديتشي ملكة فرنسا مما ساعده في نشر كتابه دون خوف من محاكم التفتيش ولكنه أبقى على الترميز فيه و استمر في البلاط الفرنسي إلى أن مات سنة 1566 ميلادية.
، إلاَّ أن تلك النبوءات زيد عليها أمثالها خلال طبعاتها المتلاحقة.
و لكن لا نستبعد أن يكون بعضها من بقايا علوم المنجمين المصريين التي جمعوها خلال عدة آلاف من السنين،كما اعترف نوستراداموس نفسه بذلك، لا سيما أن ذلك الزمن قبل حراسة السماء بالشهب عن المسترقي السمع من الجن.
قال تعالى في كتابه الكريم ـ على لسان الجن ـ: {وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا * وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا} سورة الجن – (آية 8، آية 9).
ـ و من مظاهر التأثر اليهودي بالموروث الفرعوني كثير من الرموز الفرعونية و الممارسات الماسونية التي ترمز لتلك الحقة التاريخية، و التي تعج بها تلك المحافل السرية اليهودية.
ـ و من مظاهر التأثر اليهودي بالموروث الفرعوني أن أول محفل ماسوني افتتح في مصر كان يحمل اسم "ايزيس" الإله الفرعوني.
2 ـ إدخالهم بعض تعاليم سحرة فرعون أو من عُرِفوا "بكهنة آمون" في التوراة، أي تأثر حاخامات اليهود بتعاليم كابالا ونقلوا بعضها إلى التوراة وبعضها كتعاليم شفوية نقلت من جيل إلى آخر.
يقول الكاتب البريطاني "ناستا ه. وبستر" "على الرغم من قيام تعاليم موسى (أي التوراة) بلعنة السحر إلا أن اليهود تجاهلوا هذا اللعن، وتورطوا في هذه التعاليم السحرية وخلطوا تقاليدهم المقدسة بالأفكار والتعاليم السحرية التي اقتبسوها من الأمم الأخرى" (6).
وكانت فلسفة كابالا قائمة على أساس أن الكون تشكل بنفسه وتطور تلقائياً بعوامل المصادفات العشوائية. يقول مؤلفا كتاب "مفتاح حيرام":
"كان المصريون القدماء يؤمنون بأن المادة كانت موجودة منذ الأزل، حيث أن الدنيا وجدت بولادة النظام من رحم الفوضى والعماء و الظلام (وهو نفس ما كان يعتقده السومريون أيضاً) ... وكان لهذه الهاوية قوة داخلية ثم أمرت هذه القوة الخالقة نفسها ببدء النظام. ولم تكن هذه القدرة السرية الموجودة داخل المادة في هذه الفوضى على وعي بذاتها ... كانت هذه القوة احتمالاً من الاحتمالات وقوة ظهرت من رحم الفوضى نتيجة مصادفات عمياء".
والمذهل في الأمر أن هذه الفلسفة المصرية الوثنية هي الفلسفة المطروحة في أيامنا الحالية من قبل أنصار "نظرية التطور" و"نظرية الفوضى" لا سيما في مجموع طروحات ماركس و دارون مع الفلسفة الهيغلية ... فتأمل!
ويتابع مؤلفا كتاب "مفتاح حيرام" شرح هذه الفلسفة المصرية الوثنية كما يأتي: " .. والغريب أن هذا التعريف للخلق يتطابق تماماً مع النظرة الحالية للعلم الحديث ولا سيما مع "نظرية الفوضى" من ناحية تطور الأنظمة المختلطة والمشوشة رياضياً مكررة نفسها رياضياً ونتيجة للنظام" (3).
وعلى الرغم من أن قصة الخلق الواردة في التوراة تختلف تماماً عن هذه الفلسفة الوثنية، إلا أنها مع ذلك سرت إلى الدين اليهودي. يقول السيد مراد وزكن "وهو ماسوني تركي": " ... إن أهم شيء في تعاليم "كابالا" الذي ظهر قبل التوراة بزمن طويل هو يتعلق بنشوء الكون، فهو على عكس الأديان المعترفة بالخلق مختلف عن قصة الخالق، فحسب نظرة الكابالا ولدت موجودات مادية ومعنوية في بداية الخلق ما يدعى ب"الدوائر" أو "الأفلاك" أطلق عليها اسم (سفيروت). ومجموعها 32 دائرة أو فلكٍ، يعود عشرة منها إلى النظام الشمسي والباقي إلى المجموعات النجمية الأخرى. ويتبين من هذا وجود علاقة قريبة بين هذا النظام العقائدي وبين علم الفلك القديم" (5).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/222)
إذن فنظرية التطور الحالية وصلت الينا عن طريقة ثقافة الكابالا التي تعود إلى جذورها في الفلسفة المصرية الوثنية القديمة، و بذلك نعرف طبيعة الجهات التي تقف وراء الدفاع عن نظرية التطور على الرغم من تهافتها علمياً!
ثانياً = في بابل القديمة:
في الألفية الخامسة ق. م كانت بداية الحضارة السومريية في بلاد الرافدين، حيث كون السومريون العبِيديون بجنوب العراق االمدن السومرية الرئيسية كأور عاصمة "بابل" ونيبور ولارسا ولجاش وكولاب وكيش وإيزين وإريدو و أد.
و اشتهرت بابل في ذلك الوقت بممارسة كثير من الطقوس و التعاليم السحرية، ففي تلك الفترة تقريباً ـ على الأظهر ـ أنزل الله الملكين هاروت وماروت بمدينة بابل لتعليم الناس السحر ابتلاءً من الله عز وللتمييز بين السحر والمعجزة، حتى يتبين للناس صدق الرسل و الأنبيا و كذب الدجاجلة و السحرة، و في إنزال السحر على يد الملكين في بابل يقول الله تعالى عن اليهود الذين جاؤوا من بعد نزول الملكين "هاروت و ماروت" بِمُددٍ طويلةٍ:
{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 102].
و انتشر السحر في بابل القديمة منذ أيام السومريين، و بما أنه من المشهور تاريخيا أن السحر بدأ في بلاد فارس في الألف الخامسة قبل الميلاد على يد كاهن يسمى "زورستر" ويعتبر هذا الساحر واضع طرق السحر وأسسه التي سار عليها الكنعانيون والمصريون والهنود وغيرهم، فالأرجح أن يكون زورستر قد أخذ ذلك عن أهل بابل، إذ ان البابليين السومريين "العبيديين هاجروا الى مرتفعات ايران بسبب الفيضانات السنوية التي كانت تهدد حياتهم ومزروعاتهم ونقلوا معهم تقاليدهم في بناء المنازل. و استمرت 400 سنة حتى انحسرت مياه الفيضان عن جنوب وادي الرافدين.
و في القرن العشرين ق. م، و في عهد الكلدانيين عاش إبراهيم الخليل عليه السلام، و كان السحر قد استشرى في أهل بابل حتى ضرب المثل في إتقان السحر بحكماء و كهنة و سحرة بابل، الذين كانوا قوماً صابئين يعبدون الكواكب السبعة ويسمونها آلهة، ويعتقدون أن حوادث العالم كلها من أفعالها، وعملوا أوثاناً على أسمائها، وجعلوا لكل واحد منها هيكلاً فيه صنمه، ويتقربون إليها بضروب من الأفعال على حسب اعتقاداتهم من موافقه ذلك للكوكب الذي يطلبون منه بزعمهم إليه بما يوافق المشتري من الرُّقى والعُقَد والنفث فيها، ومن طلب شيئاً من الشر والحرب والموت والبوار لغيره تقرب بزعمهم إلى زحل بما يوافقه من ذلك، ومن أراد البرق والحرق والطاعون تقرب بزعمهم إلى المريخ بما يوافقه من ذبح بعض الحيوانات.
و قد اتخذت تلك الاساطيرو الخرافات السومرية والبابلية و ما خالطها من الشعبذات و الطلاسم و الممارسات السحرية عدة امتدادات دينية و عرقية خلال مساراتها التاريخية، و للتأمُّل يلاحظ ـ مثلاً ـ أن طقوس التعميد ـ و هي طقوس تنشأ في المجتمعات التي تعيش على ضفاف الأنهار الكبيرة كنهر الغانج في الهند، و كذلك الحضارات القديمة في بلاد الرافدين ـ قد تسربت إلى كل من الصابئة و اليهود و النصارى مع كثير من الطقوس و التعاليم الطوطمائية عن طريق الثقافة البابلية.
و من تلك الامتدادات التاريخية الشهيرة:
1ـ الامتداد التاريخي من خلال تلك الحضارات المعاصرة أو التالية للحضارة البابلية كالحضارة الفرعونية مثلا و كذلك الفينيقيين و التدمرييين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/223)
2ـ الامتداد المندائي من خلال فرقة الصابئين المندائيين، و التي تسربت عبرها كثير من تلك الطقوس و التعاليم، و إن كان أكثرها ينحصر في عالم الأفلاك و مخاطبة النجوم، و الذي اشتهرت به تلك الطائفة، و قد انتقلت بعض تلك المارسات إلى بعض الطوائف الاسماعيلية.
3ـ الامتداد التوراتي في الديانة اليهودية من خلال الشروحات التلمودية للتوراة.
4ـ الامتداد التوراتي في الديانة االنصرانية من خلال شروحات العهد الجديد "الانجيل"، و هذه أقل الامتدادات، و إن كانت نظهر جليا في الطائفة السريانية " الآرامية".
5ـ الامتداد التوراتي من خلال الطائفة القبالية "طائفة الكابالا" في الديانة اليهودية و كتابها الأسود المعرروف بـ "الزوهار"، و هي محلُّ بحثنا هذا.
و الكابالا فرقة أو مذهب يهودي يقوم على تفسيرات باطنية للأفكار التلمودية من التعاليم الغيبية و الروحانية والتي تشتمل على السحر والممارسات الصوفية، ولا يرفض اليهود هذه التعاليم، بل يعتبرونها الحلقة الداخلية التي لا يكشف عنها "للأغيار" والتي تعبر عن التقوى والولاء في ديانتهم.
وقد سميت أول أمرها: الحكمة المستورة، ومن ثم بات اسمها القبالة؛ والكلمة من أصل آرامي ومعناها القبول أو تلقي الرواية الشفهية، و قد تأثرت القبالة بفلسفات هندية وفارسية ويونانية إشراقية، كما أنها أخذت بفكرة الانتظار. ومن أهم الشخصيات التي كونت الخطوط العريضة للكابالا: سمعان بن يوشاي من القرن الثاني الميلادي، وقد اختفى عن الأنظار مدة في مغارة ومن ثم خرج عليهم ليقول: إن أسراراً قد كشفت له، وأنه قد حصَل له شكلٌ من الكشف أو الإلهام، ثم عادت مواثيق و أفكار طائفة القبالة لتشق طريقها بقوة بين اليهود بدءاً من القرن الثالث عشر الميلادي، مما أنتج مجموعة من التعاليم و النصوص التي جمعت ـ فيما بعد ـ في كتاب سموه: "زوهار" و الذي يضم ذروة فكر الكاباليين.
والزوهار كلمة آرامية معناها النور أو الضياء، و قد قام بتدوين "الزوهار" بالآرامية حينذاك موسى اللبوني (1250 م ـ 1305 م، ـ في اسبانيا ـ في صيغة تعاليق على الكتاب المقدس إلا أن قسماً كبيراً من هذه النصوص تعود إلى القرن الثاني الميلادي مع سمعان بن يوشاي، و يوجد مركز "الكابالا"الآن في لوس انجلوس، كما يقيم الزعيم الروحي لطائفة الكابالا الحاخام فيليب بيرغ في مدينة نيويورك.
اليهود ورثة سحر بابل:
لم يشتغل أناس بالسحر مثلما اشتغل بنو إسرائيل، اليهود، على مدار تاريخهم منذ موسى عليه السلام، رغم أن الله عز و جل حرم عليهم الاشتغال بالسحر، كما في توراتهم، إذ قبل موسى عليه السلام كان بنو اسرائيل وثنيين، يعبدون تماثيل من حجر أو خشب، حتى أنهم عبدوا العجل في وقت موسى عليه السلام، وكانت الشياطين تكلم الناس وهم لا يرونهم ويتلبسون بهم ويصرعونهم، فكان بنو اسرائيل يستغيثون بالتماثيل و كهنتها، ويطلبون من القائمين عليها عمل أي شيء يشفيهم من أمراضهم، ولما ازداد اعتقاد الناس فيهم ادعى الكهنة أنهم يعلمون الغيب ويحددون ويعرفون مواقع النجوم وقادرون على تغيير النحس الى السعد وطرد الأرواح الشريرة المتلبسة الأجساد، مما روج كثيرا للسحر بين بني اسرائيل.
وفي عهد سليمان عليه السلام كان السحر متفشياً في بني اسرائيل، فجمع سليمان كتب السحر والكهانة ودفنها تحت كرسيه، فلم يستطع أحد من الشياطين أن يدنو من الكرسي فلما مات سليمان، وذهب العلماء الذين يعرفون الأمر، جاء الشيطان في صورة إنسان فقال لليهود، هل أدلكم على كنز لا نظير له؟ قالوا نعم، قال: فاحفروا تحت الكرسي فحفروا – وهو متنح عنهم – فوجدوا تلك الكتب، فقال لهم: إن سليمان كان يضبط الإنس والجن بهذا، ففشا فيهم أن سليمان كان ساحراً، و لذلك لما نزل القرآن بذكر سليمان في الأنبياء، أنكرت اليهود ذلك، وقالوا إنما كان ساحراً، فنزل قوله تعالى: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) سورة البقرة – الآية 102.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/224)
و في السبي البابلي ازداد اشتغال بني اسرائيل "المسبيين" بالسحر لِما رأوا من ضيق العيش بعد أن كانوا في سعة من المال، فتعلموا أعمال السحر والتنجيم من البابلين، بل زادوا عليهم في ذلك، فكانوا يعملون هناك في السحر، كما احتالوا على أهل بابل بأن زعموا: أن نبي الله سليمان عليه السلام كان يسخر الجن ـ بكتاب في السحر ـ في بناء التماثيل والمعابد والمدن، ولم يبينوا لهم أن الله عز و جل هو الذي سخر الجن لنبيه عليه السلام.
ثم وضع اليهود كتبا شحنوها بالسحر مثل التلمود و شروحاته المختلفة، و كذلك كتاب الزوهار الخاص بالقبالة، و هو في أنواع السحر التي استقوها من البابلييين و كذلك من تاريخهم الوثني، بل زوَّروا مزمورا خاصاً بعمل السحر أدرجوه في المزامير ففي سفر الزبور "مزامير داود" الموجود في "الكتاب المقدس" المنسوب الى داود عليه السلام وهو عبارة عن مائة وخمسين قطعة تزيد واحدة فيكون العدد مائة وإحدى وخمسين و هذا المزمور الزائد خاص بالسحر و لا توجد هذا المزمور الزائد رقم 151 إلاَّ في النسخة القبطية.و قد انتقلت كثير من الميثولوجيا و الأساطير و العقائد الوثنية مع السحر من البابليين إلى بني اسرائيل، و قد أشار القرآن الكريم إلى تأثر اليهود بمن كان قبلهم في قوله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يضاهؤون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون} سورة التوبة - سورة 9 - آية 30.
البابليون القدماء و عبادة الشيطان:
عبادة الشياطين ـ في حقيقة الأمرـ قديمة قدم الشرك، و قدم الديانات الوثنية نفسها ـ، إذكانت موجودة منذ تحوَّل الناس عن الحنفية التي نزل بها آدم عليه السلام إلى الشرك و اتخاذ الأنداد من دون الله.
و عبادة الشياطين لها جذور في معظم الحضارات القديمة و التي كانت في الغالب حضارات وثنية، حيث تتطلب الممارسات الوثنية و من الكهنة طقوساً سحرية خاصةً تقدم لعالم "الأرواح الشريرة" للاستعانة بهم في تحقيق مرادات الكهنة و مرتاديهم، و بالتالي نستطيع أن نستنتج بداية تاريخ هذه العبادة من خلال تاريخ السحر نفسه.
أمَّا بالنسبة إلى عبادة إبليس نفسه لكونه رمزا لغلبة الشر المحض، فقد أشار القرآن الكريم إلى عبادة الشيطان في عدة مواضع، قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين}.
ـ و من أقدم ما ذكر في تاريخ هذه النحلة الشيطانية:
1ـ ما كان في بابل و أشور، حيث تذكر الأساطير البابلية و الآشورية أن هناك آلهة للنور وآلهة للشر، و أنهما كانا في صراع دائم، وعندما يخاطب إبراهيم عليه السلام والده ـ ناصحاً له ـ فإنه يقول له: {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا}.
هذه الآيات وغيرها دليل على وجود عبادة الشيطان منذ القدم، لا سيما لدى البابليين.
2ـ و يبدو أن البداية المعتمدة أو الجذور المعروفة لهذه الديانة ترجع إلى أرض فارس، حيث بدأت عبادة شياطين الليل المفزعة، ثم تطورت لتعبر عن مطلق الشر، ثم تطورت ـ مرةً أخرى ـ لتعبر عن الشر بالظلمة، والخير بالنور، من خلال العقائد الثنوية التي كانت تؤمن بإلهين؛الأول إله النور الفاعل لكل ما هو خير؛ والثاني إله الظلمة الفاعل لكل ما هو شر و هو الشيطان؛ و يقتسم ـ في زعمهم ـ الإلهان السيطرة علي الكون.
وتفرض المثنوية لإله الشر في بعض الأزمنة سلطانا أكبر من سلطان إله الخير على الأرض، فترى أن النور و الخير منفردان بالسماوات، و أن الظلمة و الشر غالبان على الأرضين.
و تقوم سلسلة الديانات الفارسية "الثنوية" على معتقد أن العالم مركب من أصلين "اثنين" قديمين أحدهما النور والآخر الظلمة، و من الديانات الثنوية الزرادشتية و المزدكية، وكذلك المجوسيبة التي تعبد النار بصفتها معدن الشيطان و أصله.
، و تبعهم في ذلك طوائف عدة تعبد الشيطان منها الشامانية والمانوية، و اللتان تؤمنان بقوة إله الشر و الظلمة "الشيطان" وتعبدانِه، ومازال لهما بعض الأتباع في أواسط آسيا يقدمون له الضحايا والقرابين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/225)
3 ـ كما تسللت كثير من العقائد اليهودية إلى المسيحية، و ذلك حينما انتشرت فكرة عبادة الشيطان في التراث اليهودي من خلال ثقافة "الكابالا"، و من ثَمَّ عبرت عن طريقها إلى المسيحية من خلال بعض الأفكار الغنوصية التي صاحبت انتشار المسيحية في اوربا، و التي ترى في العالم أنه في الحقيقة هو الجحيم المطلق, وأنه عالم الشر ولا يمكن أن يخلقه إله خير , وهم يعتبرون أن كل القصص التي تتحدث عن الخلق في الديانات السماوية مغلوطة، و لَمَّا كانت المسيحية نفسها لا تنفي غلبة الشيطان على العالم الأرضي، أدَّى ذلك إلى تكريس فكرة عبادة الشياطين اتقاءً لشرها المزعوم، و التي ترتكز على وجود عالمين، عالم الملكوت و يسيطر فيه أله الخير، و عالم الكهنوت و يسيطر فيه إله الشر و هو الشيطان
4ـ كما يجدر بالملاحظة أن المسيحية دخلت آسيا و أوربا الشرقية و عشائرها مؤمنة بالسحر والشياطين؛ فاختلطت المسيحية هنالك بكثير من عقائد تلك الشعوب من اثبات تغلب الشياطين و مشاركتهم في حكم العالم السفلي و مدافعتهم لإرادة الرب. "تعالى الله عما يقول الظالمون علوا عظيما ".
5ـ كما ظلت نحلة " البيوجوميل" (النحلة الشيطانية) غالبة على عشائر البلغار و البلقان لعدة قرون.
كما يرجع البعض أسباب شيوع هذه النحل الشيطانية في الفترة التي كانت المسيحية في توهجها الأول إلى موقف المسيحية نفسها من تعظيم قدرات الشيطان، بالإضافة لانتشار المظالم الاجتماعية؛ وتفسيرها بأنها من ثوابت القدر، مما دعى البعض إلي الكفر ـ عياذاً بالله ـ بالإله السماوي؛ والإقبال علي عبادة الشيطان المتمرد.
6ـ أمَّا في القرون الوسطى، فظهرت في أوروبا عدة جماعات تتخذ من الشيطان إلها ومعبوداً، منها جماعة "فرسان الهيكل" اليهودية، و التي ظهرت في فرنسا، وكان لها اجتماعات ليلية مغلقة تبتهل فيها للشيطان، وتزعم أنه يزورها بصورة امرأة، وتقوم هذه الجماعة بسب المسيح وأمه وحوارييه، وتدعو أتباعها إلى تدنيس كل ما هو مقدس، و تعتبر جماعة "فرسان الهيكل " طوراً من أطوار الماسونية العالمية.
وكان فرسان الهيكل يتميزون بلبس قميص أسود يسمونه "الكميسية". وقد انتشرت هذه الجماعة في فرنسا وإنجلترا والنمسا، ثم اكتشفتها الكنيسة، وقامت بحرق مجموعة من أتباعها، وقتلت زعيمها ما بين عامي 1310ـ 1335م، وقد قالت إحدى عضوات هذه المجموعة قبل حرقها: "إن الله ملك السماء، والشيطان ملك الأرض، وهما ندّان متساويان، ويتساجلان النصر والهزيمة، ويتفرد الشيطان بالنصر في العصر الحاضر".
7 ـ وفي القرن الرابع عشر أيضاً (و حين انتشر الطاعون في أوروبا وقتل ثلث سكانها) ارتد عدد كبير عن المسيحية وعبدوا الشيطان بدعوى أنه اغتصب مملكة السماء (سبحانه وتعالى عما يصفون) ..
8 ـ ثم ظهرت عدة جماعات مشابهة بعد ذلك، أخذ بعضها يمارس تعذيب الأطفال وقتلهم، وقد خطف لهذا الغرض مئات الأطفال بين عامي 1432ـ 1440م، والبعض الآخر أخذ يقوم بتسميم الآبار والينابيع مثل "جمعية الصليب الوردي".
9ـ وفي القرن السابع عشر ظهرت جمعية تسمى "ياكين" تمارس الطقوس نفسها، وقد أعدم منها فوق الثلاثين فرداً.
10ـ ثم ظهرت جمعيات أخرى مثل: الشعلة البافارية، و الشعلة الفرنسية، وأخوة آسيا.
11ـ وفي 1770، أسس الألماني المتصهيِن آدم وايزهاويت مذهباً مشابهاً باسم "النورانيين" أو "حملة النور الشيطاني"، وقد أغلقت حكومة بافاريا محافل هذا المذهب سنة 1785، وحظرت أي نشاط لها، ثم اختفت هذه الأفكار لتعاود الظهور في منتصف الأربعينات من القرن العشرين.
12ـ و ظلت طوائف الشيطان في دائرة الظل حتى تم الاعتراف بها - لأول مرة - بشكل رسمي وعلني في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1966، و ذلك حين تحولت أول كنيسة إلى عبادة الشيطان في سان فرانسيسكو تحت حماية قانون كاليفورنيا لحرية الأديان (الذي صدر في نفس العام). وقد أنشأها قس مرتد يدعى انطوان لافي ارتد عن النصرانية وادعى انه عقد اتفاقا مباشرا مع الشيطان لتبجيله وعبادته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/226)
13ـ وفي السنوات التالية تشكلت أعداد أخرى من الكنائس «الإبليسية» و اتخذت شعارات مضادة لعبارات الانجيل؛ فعلى سبيل المثال بدلا من «طوبى للضعفاء سيرثون الأرض» هناك «طوبى للأقوياء سيدمرون العالم» وبدلا من «من ضربك على خدك الأيمن أدر له خدك الأيسر» هناك «من ضربك على خدك الأيمن حطم فكه الأيسر» .. كما ألغت «التعاليم العشرة» وشجعت على ممارسة «الخطايا العشر» كالقتل والكذب والسرقة والاغتصاب .. !.
14ـ و تعتبر الولايات المتحدة مهد الطوائف الشيطانية الحديثة، فبالإضافة للكنائس المنحرفة هناك معابد وثنية صرفة يحميها القانون (ظهر أولها بشيكاغو في نهاية الستينيات ويقدر عددها اليوم بالآلاف.
15ـ وهناك طوائف وجمعيات لا تحصى لممارسة السحر الأسود والشعوذة الشيطانية - أكبرها بزعامة امرأة تدعى سيجل ليبك تدعي أنها بالاصل ساحرة ولدت عام 1134 م.
16ـ وحاليا يوجد في المدن الأمريكية مكتبات ومراكز متخصصة لتزويد الجمهور بما يحتاجونه لعبادة الشيطان و ممارسة السحر والاتصال بالجان ـ بمباركة يهودية ـ. فهناك مثلا محلات نيو ايجز التي تنتشر - كمحلات الهامبرجر - في كل مكان وتبيع كل ماله علاقة بالسحر والشعوذة وعبادة إبليس. ويعتبر المركز الميتافيزيقي في سان فرانسيسكو من أكبر المراكز المتخصصة في عبادة الشيطان ويحقق شهريا أكثر من 200,000 دولار نظير بيع وتأجير «المراجع الروحية» وبيع التعاويذ والأبخرة والأعشاب والكرات البلورية!.
17ـ و مؤخراً بدأت هذه الممارسات تزدهر علنا في دول أوروبية كثيرة. ففي إنجلترا مثلا هناك تسعة ملايين شخص ينتمون إلى كنائس الشيطان - ومثلهم تقريبا في ألمانيا وإيطاليا. وفي فرنسا هناك مجلة وبرنامج خاص لعبدة الشيطان تقدمه عرافة تدعى «مدام سولي». وفي سويسرا وإيطاليا والنمسا يمارس آلاف الأشخاص بانتظام ما يسمى بالقداس الأسود عند اكتمال البدر ..
18ـ كما أعلن المتحدث الرسمي للجيش البريطاني مؤخرا تعيين الرقيب البحري كريس كرانمر رئيسا للطائفة الشيطانية، وهذا الاعتراف يعني أحقية الأعضاء في هذه الطائفة بممارسة شعائرهم الدينية وإقامة صلواتهم الخاصة - بل ودفن موتاهم من خلال طقوس شيطانية خاصة.
فنحمد لله على نعمة الدين، و على كوننا من عباد الله المسلمين، و لعنة الله على الظالمين، و جنود ابليس أجمعين.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - 02 - 09, 01:37 م]ـ
.......................(43/227)
تحقيق براءة ما نسب إلى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في حادثة شهادة أبي بكرة عليه بال
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 08 - 07, 06:18 م]ـ
تحقيق براءة ما نسب إلى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في حادثة شهادة أبي بكرة عليه بالزنا
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
إن من الكتب التي ينبغي أن تعرض مروياتها لقواعد الجرح والتعديل كتب التواريخ وخصوصا فيما يتعلق منها بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ففي هذه الكتب الكثير من الروايات الساقطة التي تحتاج إلى تمحيص وغربلة , وقد استغلها بعض المغرضين والمتربصين والحاقدين لتحقيق مآربهم للطعن في هذا الدين وحملته ونقلته.
وأهل السنة والجماعة حين يقررون عدالة الصحابة , لا يعنون بذلك أنهم معصومون من الخطأ والزلل , فكما قال اللكنوي في الرفع والتكميل (1|378): فإن العصمة عن الخطأ مطلقا من خواص الأنبياء ولا توجد في الصحابة فضلا عن الأولياء.
وقال الصنعاني في توضيح الأفكار (2|93): والعدالة غير العصمة فلا ينافيها صدور شيء من المعاصي.
وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إن صدر منهم خطأ أو ذنب فهم أولى بالمغفرة والعفو ممن جاء بعدهم , لصحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ولما بذلوه في نصرة هذا الدين ونشره والذب عنه
ولا يجوز للباحث المنصف أن يتعلق برواية ساقطة للطعن في أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لها مخرج وتوجيه.
قال النووي: قال العلماء الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها قالوا ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله
ومن الروايات التي تحتاج إلى توثيق وتحقيق , تحقيق ما نسب إلى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في شهادة أبي بكرة عليه بالزنا , وغربلة وتمحيص ما دخل في أصل الرواية من زيادات مردودة وضعيفة.
وقد قمت بجمع الروايات وتحقيقها , وذكر بعض المسائل والفوائد المتعلقة بهذه الحادثة , والله سبحانه نسأله أن يهدينا للصراط المستقيم وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
ملخص الحادثة
قال ابن كثير نقلا عن الطبري: وفي هذه السنة – أي سنة سبعة عشر - ولى عمر أبا موسى الأشعري البصرة وأمره أن يشخص إليه المغيرة بن شعبة في ربيع الأول فشهد عليه فيما حدثني معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب أبو بكرة وشبل بن معبد البجلي ونافع بن عبيد وزياد ثم ذكر الواقدي وسيف هذه القصة وملخصها: إن امرأة كان يقال لها أم جميل بنت الأفقم من نساء بني عامر بن صعصعة ويقال من نساء بني هلال , وكان زوجها من ثقيف قد توفي عنها وكانت تغشى نساء الأمراء والأشراف وكانت تدخل على بيت المغيرة بن شعبة وهو أمير البصرة ,وكانت دار المغيرة تجاه دار أبي بكرة وكان بينهما طريق , وفي دار أبي بكرة كوة تشرف على كوة في دار المغيرة , وكان لا يزال بين المغيرة وبين أبي بكرة شنآن فبينما أبو بكرة في داره وعنده جماعة يتحدثون في العلية إذ فتحت الريح باب الكوة فقام أبو بكرة ليغلقها؛ فإذا كوة المغيرة مفتوحة وإذا هو على صدر امرأة وبين رجليها وهو يجامعها.فقال أبو بكرة لأصحابه: تعالوا فانظروا إلى أميركم يزنى بأم جميل فقاموا فنظروا إليه وهو يجامع تلك المرأة فقالوا لأبي بكرة: ومن أين قلت أنها أم جميل وكان رأساهما من الجانب الآخر؟ فقال: انتظروا فلما فرغا قامت المرأة فقال أبو بكرة: هذه أم جميل فعرفوها فيما يظنون , فلما خرج المغيرة وقد اغتسل ليصلي بالناس منعه أبو بكرة أن يتقدم , وكتبوا إلى عمر في ذلك فولى أبا موسى الأشعري أميرا على البصرة وعزل المغيرة فسار إلى البصرة فنزل البرد فقال المغيرة: والله ما جاء أبو موسى تاجرا ولا زائرا ولا جاء إلا أميرا ثم قدم أبو موسى على الناس وناول المغيرة كتابا من عمر ... وارتحل المغيرة والذين شهدوا عليه وهم أبو بكرة ونافع بن كلدة وزياد بن أمية وشبل بن معبد البجلي؛ فلما قدموا على عمر جمع بينهم وبين المغيرة فقال المغيرة: سل هؤلاء الأعبد كيف رأوني مستقبلهم أو مستدبرهم وكيف رأوا المرأة وعرفوها؛ فإن كانوا مستقبلي فكيف لم يستتروا أو مستدبري فكيف استحلوا النظر في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/228)
منزلي على امرأتي والله ما أتيت إلا امرأتي وكانت تشبهها.
فبدأ عمر بأبي بكرة فشهد عليه أنه آه بين رجلي أم جميل وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة قال: كيف رأيتهما قال مستدبرهما قال: فكيف استبنت رأسها قال: تحاملت ثم دعا شبل بن معبد فشهد بمثل ذلك فقال: استقبلتهما أم استدبرتهما؟ قال: استقبلتهما وشهد نافع بمثل شهادة أبي بكرة ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم قال: رأيته جالسا بين رجلي امرأة فرأيت قدمين مخضوبتين يخفقان واستين مكشوفتين وسمعت حفزانا شديدا قال: هل رأيت كالميل في المكحلة قال: لا قال: فهل تعرف المرأة قال: لا ولكن أشبهها قال: فتنح.
وروى أن عمر رضي الله عنه كبر عند ذلك ثم أمر بثلاث فجلدوا الحد وهو يقرأ قوله تعالى: {فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون} فقال المغيرة: اشفني من الأعبد قال: اسكت اسكت الله فاك , والله لم تمت الشهادة لرجمناك بأحجارك.
البداية والنهاية (7|82)
قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (127): يظهر لنا في هذه القصة التي رأوا المغيرة رضي الله عنه مخالطا لها عندما فتحت الريح الباب عنهما أنما هي زوجته ولا يعرفونها , وهي تشبه امرأة أخرى أجنبية كانوا يعرفونها تدخل على المغيرة وغيره من الأمراء فظنوا أنها هي , فهم لم يقصدوا باطلا ولكن ظنهم أخطأ وهو لم يقترف إن شاء الله فاحشة لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعظم فيهم الوازع الديني الزاجر عما لا ينبغي في أغلب الأحوال والعلم عند الله تعالى.
التعريف بشخصيات الرواية
المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معقب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس الثقفي أسلم قبل عمرة الحديبية وشهدها وبيعة الرضوان وله فيها ذكر وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أبو بكرة هو نفيع بن مسروح وقيل اسمه مسروح وبه جزم ابن إسحاق مشهور بكنيته وكان من فضلاء الصحابة وسكن البصرة وأنجب أولادا لهم شهرة وكان تدلى إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حصن الطائف ببكرة فاشتهر بأبي بكرة.
ونافع بن الحارث بن كلدة الثقفي أبو عبد الله الثقفي أخو أبي بكرة لأمه أمهما سمية وهو معدود في الصحابة.
وشبل بن معبد بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن علي بن أسلم بن أحمس البجلي الأحمسي نسبه الطبري والعسكري , وقال لا يصح له سماع عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن السكن يقال له صحبة وأمه سمية والدة أبي بكرة وزياد.
وزياد بن عبيد الذي كان بعد ذلك يقال له زياد بن أبي سفيان , ولد على فراش عبيد مولى ثقيف فكان يقال له زياد بن عبيد ثم استلحقه معاوية ثم لما انقضت الدولة الأموية صار يقال له زياد بن أبيه وزياد بن سمية وكنيته أبو المغيرة , وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بإسناد صحيح عن بن سيرين أنه كان يقال له زياد بن أبيه ذكره أبو عمر في الصحابة , ولم يذكر ما يدل على صحبته , وفي ترجمته أنه وفد على عمر من عند أبي موسى وكان كاتبه ومقتضى ذلك أن يكون له إدراك وجزم بن عساكر بأنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وأنه أسلم في عهد أبي بكر وسمع من عمر وقال العجلي تابعي ولم يكن يتهم بالكذب.
المرأة يقال لها الرقطاء أم جميل بنت عمرو بن الأفقم الهلالية وزوجها الحجاج بن عتيك بن الحارث بن عوف الجشمي.
انظر الفتح (5|256) وكذا الإصابة في تمييز الصحابة
روايات الحديث
أورد البخاري جزءا من القصة في صحيحه معلقا في باب
وقول الله تعالى {ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون. إلا الذين تابوا}
وجلد عمر أبا بكرة وشبل بن معبد ونافعا بقذف المغيرة ثم استتابهم وقال من تاب قبلت شهادته
قال ابن حجر في الفتح (5|256): قوله وجلد عمر أبا بكرة وشبل بن معبد ونافعا بقذف المغيرة ثم استتابهم وقال: من تاب قبلت شهادته وصله الشافعي في الأم قال سمعت الزهري يقول زعم أهل العراق أن شهادة المحدود لا تجوز فأشهد لأخبرني فلان أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكرة: تب وأقبل شهادتك. قال سفيان: سمي الزهري الذي أخبره فحفظته ثم نسيته فقال لي عمر بن قيس: هو بن المسيب قلت: ورواه بن جرير من وجه آخر عن سفيان فسماه ابن المسيب وكذلك رويناه بعلو من طريق الزعفراني عن سفيان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/229)
ورواه بن جرير في التفسير من طريق ابن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب أتم من هذا ولفظه أن عمر بن الخطاب ضرب أبا بكرة وشبل بن معبد ونافع بن الحارث بن كلدة الحد وقال لهم من أكذب نفسه قبلت شهادته فيما يستقبل, ومن لم يفعل لم أجز شهادته فأكذب شبل نفسه ونافع , وأبى أبو بكرة أن يفعل.
قال الزهري: هو والله سنة فاحفظوه.
ورواه سليمان بن كثير عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن عمر حيث شهد أبو بكرة ونافع وشبل على المغيرة وشهد زياد على خلاف شهادتهم فجلدهم عمر واستتابهم وقال: من رجع منكم عن شهادته قبلت شهادته فأبى أبو بكرة أن يرجع أخرجه عمر بن شبة في أخبار البصرة من هذا الوجه , وساق قصة المغيرة هذه من طرق كثيرة ...
وأخرج القصة الطبراني في ترجمة شبل بن معبد والبيهقي من رواية أبي عثمان النهدي أنه شاهد ذلك عند عمر. وإسناده صحيح
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق عبد العزيز بن أبي بكرة مطولا وفيها فقال زياد رأيتهما في لحاف وسمعت نفسا عاليا ولا أدري ما وراء ذلك.
قلت: سعيد عن عمر مرسل
ورواه عبد الرزاق في " تفسيره " من طريق آخر عن ابن المسيب أخبرنا محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن ابن المسيب قال: شهد على المغيرة بن شعبة ثلاثة نفر بالزنا ونكل زياد فحد عمر الثلاثة ثم سألهم أن يتوبوا فتاب اثنان فقبلت شهادتهما وأبى أبو بكرة أن يتوب فكانت شهادته لا تقبل حتى مات وعاد مثل النصل من العبادة.
ورواه ابن سعد في " الطبقات في ترجمة المغيرة " أخبرنا الواقدي حدثني معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب فذكره بلفظ عبد الرزاق وزاد: قال: وكان ذلك سنة سبعة عشر ثم ولاه عمر بعد ذلك الكوفة يعني المغيرة كما في نصب الراية للزيلعي (3|349)
والواقدي متروك.
لكن يشهد لمرسل ابن المسيب ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه والطبراني في الكبير من طريق الثوري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال: شهد أبو بكرة و نافع و شبل بن معبد على المغيرة بن شعبة أنهم نظروا إليه كما ينظر إلى المرود في المكحلة فجاء زياد فقال عمر: جاء رجل لا يشهد إلا بحق فقال: رأيت منظرا قبيحا وابتهارا قال: فجلدهم عمر الحد.
قال الهيثمي في المجمع (6|434): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
] وقال ابن حجر في الفتح (5|256): إسناده صحيح [/ font]
2- أخرج الحاكم في مستدركه (3|507) حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد ثنا عبد الله بن محمد بن قحطبه بن مرزوق الطلحي ثنا محمد بن نافع الكرابيسي البصري ثنا أبو عتاب سهل بن حماد ثنا أبو كعب صاحب الحرير عن عبد العزيز بن أبي بكرة قال: كنا جلوسا عند باب الصغير الذي في المسجد يعني باب غيلان أبو بكرة و أخوه نافع و شبل بن معبد فجاء المغيرة بن شعبة يمشي في ظلال المسجد و المسجد يومئذ من قصب فانتهى إلى أبي بكرة فسلم عليه فقال له أبو بكرة: أيها الأمير ما أخرجك من دار الأمارة؟ قال: أتحدث إليكم فقال له أبو بكرة: ليس لك ذلك الأمير يجلس في داره و يبعث إلى من يشاء فتحدث معهم قال: يا أبا بكرة لا بأس بما أصنع فدخل من باب الأصغر حتى تقدم إلى باب أم جميل امرأة من قيس قال: و بين دار أبي عبد الله و بين دار المرأة طريق فدخل عليها قال أبو بكرة: ليس لي على هذا صبر فبعث إلى غلام له فقال له: ارتق من غرفتي فانظر من الكوة فانطلق فنظر فلم يلبث أن رجع فقال: وجدتهما في لحاف فقال للقوم: قوموا معي فقاموا فبدأ أبو بكرة فنظر فاسترجع ثم قال لأخيه: انظر فنظر قال: ما رأيت قال: رأيت الزنا ثم قال: ما رابك انظر فنظر قال: ما رأيت قال: رأيت الزنا محصنا قال: أشهد الله عليكم قالوا: نعم قال: فانصرف إلى أهله و كتب إلى عمر بن الخطاب بما رأى؛فأتاه أمر فظيع صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فلم يلبث أن بعث أبا موسى الأشعري أميرا على البصرة؛ فأرسل أبو موسى إلى المغيرة أن أقم ثلاثة أيام أنت فيها أمير نفسك فإذا كان اليوم الرابع فارتحل أنت و أبو بكرة و شهوده فيا طوبى لك إن كان مكذوبا عليك وويل لك إن كان مصدوقا عليك؛ فارتحل القوم أبو بكرة و شهوده و المغيرة بن شعبة حتى قدموا المدينة على أمير المؤمنين فقال: هات ما عندك يا أبا بكرة قال: أشهد أني رأيت الزنا محصنا ثم قدموا أبا عبد الله أخاه فشهد فقال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/230)
: اشهد أني رأيت الزنا محصنا ثم قدموا شبل بن معد البجلي فسأله كذلك ثم قدموا زياد فقال: ما رأيت فقال: رأيتهما في لحاف و سمعت نفسا عاليا و لا أدري ما وراء ذلك؛ فكبر عمر و فرح إذ نجا المغيرة , و ضرب القوم إلا زيادا
قال: كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولى عتبة بن غزوان البصرة فقدمها سنة ست عشرة و كانت وفاته في سنة تسع عشرة و كان عتبة يكره ذلك و يدعو الله أن يخلصه منها فسقط عن راحلته في الطريق فمات رحمه الله ثم كان من أمر المغيرة ما كان.
قلت: شيخ الحاكم أبو بكر له ترجمة في تاريخ بغداد (5|265) وهو ثقة عبد الله بن محمد بن قحطبة بن مرزوق الصلحي تصحفت في المطبوع إلى الطلحي من شيوخ ابن حبان المشهورين.
وأبو عتاب سهل بن حماد هو الدلال صدوق
وصاحب الحرير هو عبد ربه بن عبيد الأزدي الجرموزي مولاهم أبو كعب البصري وهو ثقة وعبد العزيز بن أبي بكرة صدوق
أما محمد بن نافع البصري إن كان هو أبو بكر له ترجمة في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
ومتن الحديث فيه نكارة فأنا استبعد أن يتجسس أبو بكرة رضي الله عنه على غيره كما في هذه الرواية ويطلب من غلامه النظر من الكوة , والله أعلم.
3 - أخرج ابن أبي شيبة (5|545) والبيهقي في السنن الكبرى (8|234) من طريق أبي أسامة عن عوف عن قسامة بن زهير قال: لما كان من شأن أبي بكرة والمغيرة بن شعبة الذي كان قال أبو بكرة: اجتنب أو تنح عن صلاتنا؛ فإنا لا نصلي خلفك قال فكتب إلى عمر في شأنه قال فكتب عمر إلى المغيرة أما بعد فإنه قد رقى إلي من حديثك حديثا؛ فإن يكن مصدوقا عليك فلأن يكون مت قبل اليوم خير لك قال فكتب إليه وإلى الشهود أن يقبلوا إليه؛ فلما انتهوا إليها دعا الشهود فشهدوا فشهد أبو بكرة وشبل بن معبد وأبو عبد الله نافع فقال عمر حين شهد هؤلاء الثلاثة أود المغيرة أربعة وشق على عمر شأنه جدا؛ فلما قام زياد قال إن تشهد إن شاء الله إلا بحق ثم شهد قال: أما الزنى فلا أشهد به , ولكني رأيت أمرا قبيحا فقال عمر: الله أكبر حدوهم فجلدوهم فلما فرغ من جلد أبي بكرة قام أبو بكرة فقال أشهد انه زان فهم عمر أن يعيد عليه الحد فقال علي إن جلدته فارجم صاحبك فتركه فلم يجلد فما قذف مرتين بعد.
أبو أسامة هو حماد بن أسامة ثقة ثبت ربما دلس
وعوف هو ابن أبي جميلة المعروف بالأعرابي ثقة ولكنه رمي بالتشيع.
وقسامة ثقة4 - وأخرج البيهقي في الكبرى (8|235) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (60|32) من طريق يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب أنبأ سعيد عن قتادة: أن أبا بكرة ونافع بن الحارث بن كلدة وشبل بن معبد شهدوا على المغيرة بن شعبة أنهم رأوه يولجه ويخرجه وكان زياد رابعهم , وهو الذي أفسد عليهم فأما الثلاثة فشهدوا بذلك فقال أبو بكرة: والله لكأني بأثر جدري في فخذها فقال عمر رضي الله عنه حين رأى زياد: إني لأرى غلاما كيسا لا يقول إلا حقا ولم يكن ليكتمني شيئا فقال زياد: لم أر ما قال هؤلاء , ولكني قد رأيت ريبة وسمعت نفسا عاليا قال ك فجلدهم عمر رضي الله عنه وخلى عن زياد.
قلت: وهذا إسناد مرسل
عبد الوهاب هو ابن عطاء قال عنه ابن حجر: صدوق ربما أخطأ
قال البيهقي (8|235):وقد رويناه من وجه آخر موصولا.
وفي رواية علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة: أن أبا بكرة وزيادا ونافعا وشبل بن معبد كانوا في غرفة والمغيرة في أسفل الدار فهبت ريح ففتحت الباب ورفعت الستر؛ فإذا المغيرة بين رجليها فقال بعضهم لبعض قد ابتلينا فذكر القصة قال فشهد أبو بكرة ونافع وشبل وقال زياد: لا أدري نكحها أم لا؟ فجلدهم عمر رضي الله عنه إلا زيادا فقال أبو بكرة رضي الله عنه: أليس قد جلدتموني؟ قال:بلى قال: فأنا أشهد بالله لقد فعل؛ فأراد عمر أن يجلده أيضا فقال علي: إن كانت شهادة أبي بكرة شهادة رجلين فارجم صاحبك وإلا فقد جلدتموه يعني لا يجلد ثانيا بإعادته القذف.
وعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/231)
وأخرج البيهقي أيضا (8|235) قال أنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا بن بنت أحمد بن منيع ثنا عبد الله بن مطيع عن هشيم عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بكرة: فذكر قصة المغيرة قال: فقدمنا على عمر رضي الله عنه فشهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد فلما دعا زيادا قال: رأيت أمرا منكرا قال فكبر عمر رضي الله عنه ودعا بأبي بكرة وصاحبيه فضربهم قال فقال أبو بكرة يعني بعد ما حده والله أني لصادق وهو فعل ما شهد به فهم عمر بضربه فقال علي لئن ضربت هذا فارجم ذاك.
قلت:عبد الله بن مطيع ثقة
وكذلك عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني وولده عيينة
وابن بنت أحمد بن منيع هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز أبو القاسم البغوي
ضعيف له ترجمة في الكامل (4|264)
5 - وقال الطبري: وفي هذه السنة ولى عمر أبا موسى البصرة وأمره أن يشخص إليه المغيرة في ربيع الأول فشهد عليه فيما حدثني معمر عن الزهري عن ابن المسيب أبو بكرة وشبل بن معبد البجلي ونافع بن كلدة وزياد.
قال: وحدثني محمد بن يعقوب بن عتبة عن أبيه قال: كان يختلف إلى أم جميل امرأة من بني هلال وكان لها زوج هلك قبل ذلك من ثقيف يقال له الحجاج بن عبيد فكان يدخل عليها فبلغ ذلك أهل البصرة فأعظموه فخرج المغيرة يوما من الأيام حتى دخل عليها وقد وضعوا عليها الرصد فانطلق القوم الذين شهدوا جميعا فكشفوا الستر وقد واقعها فوفد أبو بكرة إلى عمر فسمع صوته وبينه وبينه حجاب فقال أبو بكرة قال نعم قال لقد جئت لشر قال إنما جاء بي المغيرة ثم قص عليه القصة فبعث عمر أبا موس الأشعري عاملا وأمره أن يبعث إليه المغيرة فأهدى المغيرة لأبي موسى عقيلة وقال إن رضيتها لك فبعث أبو موسى بالمغيرة إلى عمر.
قلت: ومحمد بن يعقوب له ترجمة في الجرح والتعديل والتاريخ الكبير ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا ويعقوب ثقة لكن الأثر عنه مرسل.
قال الواقدي: وحدثني عبدالرحمن بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن مالك بن أوس بن الحدثان قال حضرت عمر حين قدم بالمغيرة وقد تزوج امرأة من بني مرة فقال له إنك لفارغ القلب طويل الشبق فسمعت عمر يسأل عن المرأة فقال يقال لها الرقطاء وزوجها من ثقيف وهو من بني هلال.
والواقدي متروك
قال أبو جعفر: وكان سبب ما كان بين أبي بكرة والشهادة عليه فيما كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن محمد والمهلب وطلحة وعمرو بإسنادهم قالوا: كان الذي حدث بين أبي بكرة والمغيرة بن شعبة أن المغيرة كان يناغيه وكان أبو بكرة ينافره عند كل ما يكون منه وكانا بالبصرة وكانا متجاورين بينهما طريق وكانا في مشربتين متقابلتين لهما في داريهما في كل واحدة منهما كوة مقابلة الأخرى؛ فاجتمع إلى أبي بكرة نفر يتحدثون في مشربته فهبت ريح ففتحت باب الكوة فقام أبو بكرة ليصفقه فبصر بالمغيرة , وقد فتحت الريح باب كوة مشربته وهو بين رجلي امرأة فقال للنفر: قوموا فانظروا فقاموا فنظروا ثم قال: اشهدوا قالوا: من هذه؟ قال: أم جميل ابنة الأفقم وكانت أم جميل إحدى بني عامر بن صعصعة وكانت غاشية للمغيرة وتغشى الأمراء والأشراف وكان بعض النساء يفعلن ذلك في زمانها فقالوا إنما رأينا أعجازا ولا ندري ما الوجه ثم إنهم صمموا حين قامت فلما خرج المغيرة إلى الصلاة حال أبو بكرة بينه وبين الصلاة وقال لا تصل بنا فكتبوا إلى عمر بذلك وتكاتبوا فبعث عمر إلى أبي موسى فقال: يا أبا موسى إني مستعملك إني أبعثك إلى أرض قد باض بها الشيطان وفرخ؛ فالزم ما تعرف ولا تستبدل فيستبدل الله بك فقال: يا أمير المؤمنين أعني بعدة من أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار؛ فإني وجدتهم في هذه الأمة وهذه الأعمال كالملح لا يصلح الطعام إلا به فاستعن بمن أحببت؛ فاستعان بتسعة وعشرين رجلا منهم أنس بن مالك وعمران بن حصين وهشام بن عامر ثم خرج أبو موسى فيهم حتى أناخ بالمربد وبلغ المغيرة أن أبا موسى قد أناخ بالمربد فقال والله ما جاء أبو موسى زائرا ولا تاجرا , ولكنه جاء أميرا فإنهم لفي ذلك إذ جاء أبو موسى حتى دخل عليهم فدفع إليه أبو موسى كتابا من عمر وإنه لأوجز كتاب كتب به أحد من الناس أربع كلم عزل فيها وعاتب واستحث وأمر أما بعد: فإنه بلغني نبأ عظيم فبعثت أبا موسى أميرا فسلم إليه ما في يدك والعجل وكتب إلى أهل البصرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/232)
أما بعد فإني قد بعثت أبا موسى أميرا عليكم ليأخذ لضعيفكم من قويكم وليقاتل بكم عدوكم وليدفع عن ذمتكم وليحصي لكم فيئكم ثم ليقسمه بينكم ولينقي لك طرقكم وأهدى له المغيرة وليدة من مولدات الطائف تدعى عقيلة , وقال: إني قد رضيتها لك وكانت فارهة وارتحل المغيرة وأبو بكرة ونافع بن كلدة وزياد وشبل بن معبد البجلي حتى قدموا على عمر فجمع بينهم وبين المغيرة فقال المغيرة: سل هؤلاء الأعبد كيف رأوني مستقبلهم أو مستدبرهم وكيف رأوا المرأة أو عرفوها فإن كانوا مستقبلي فكيف لم أستتر أو مستدبري فبأي شيء استحلوا النظر إلي في منزلي على امرأتي والله ما أتيت إلا امرأتي وكانت شبهها؛ فبدأ بأبي بكرة فشهد عليه أنه رآه بين رجلي أم جميل وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة قال: كيف رأيتهما؟ قال: مستدبرهما قال: فكيف استثبت رأسها قال: تحاملت ثم دعا بشبل بن معبد فشهد بمثل ذلك فقال: استدبرتهما أو استقبلتهما؟ قال: استقبلتهما وشهد نافع بمثل شهادة أبي بكرة ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم قال:رأيته جالسا بين رجلي امرأة فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان واستين مكشوفتين وسمعت خفزانا شديدا قال: هل رأيت كالميل في المكحلة؟ قال: لا قال: فهل تعرف المرأة؟ قال: لا ولكن أشبهها قال: فتنح وأمر بالثلاثة فجلدوا الحد وقرأ {فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون} فقال المغيرة: اشفني من الأعبد فقال: اسكت اسكت الله نأمتك أما والله لم تمت الشهادة لرجمتك بأحجارك.
تاريخ الطبري (4|72)
قلت: وسيف هو بن عمر التميمي قال عنه أبو حاتم: متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي
التعليق على الروايات
1 - الثابت من الروايات في هذه الحادثة أصل القصة وهو شهادة أبي بكرة وشبل بن معبد ونافع وزياد على المغيرة بن شعبة
فشهد الثلاثة على المغيرة ,وشهد زياد على خلاف شهادتهم فجلدهم عمر واستتابهم وقال: من رجع منكم عن شهادته قبلت شهادته فأبى أبو بكرة أن يرجع.
أما تفاصيل الحادثة فجلها من طرق ضعيفة وساقطة
من مرويات الواقدي وسيف بن عمر التميمي وغيرهم من الضعفاء والمتروكين.
2 - جاء في هذه الروايات بعض اختلاف وتناقض في سرد الأحداث وهي كالآتي
أ-في سرد الطبري للحادثة من طريق الواقدي بيان أن الحادثة كانت في بيت المغيرة , وفي رواية عبد العزيز بن أبي بكرة أن ذلك كان في بيت أم جميل
ب-في رواية الواقدي ورواية عبد الرحمن بن أبي بكرة أن الريح فتحت باب الكوة فقام أبو بكرة ليغلقها فرأى من غير قصد المغيرة في بيته يجامع امرأة شبهها بأم جميل.
أما في رواية عبد العزيز ففيها أن أبا بكرة ومن معه تتبعوا المغيرة وتجسسوا عليه واحدا تلو الآخر
3 - في رواية الواقدي لم يجزموا بأن المرأة هي أم جميل وأقر زياد أنه لا يعرف المرأة وأنه يشبهها.
4 - دافع المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في رواية الواقدي عن نفسه بأن البيت بيته والمرأة زوجته , وهذا هو الأصل.
5 - في رواية عبد العزيز نكارة في المتن أن يدخل بيت أم جميل أمام نظر أبي بكرة ومن معه وكذلك استبعد أن أبا بكرة رضي الله عنه يأمر بالتجسس على المغيرة.
من أجوبة العلماء على هذه القصة
قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (127): يظهر لنا في هذه القصة التي رأوا المغيرة رضي الله عنه مخالطا لها عندما فتحت الريح الباب عنهما أنما هي زوجته ولا يعرفونها وهي تشبه امرأة أخرى أجنبية كانوا يعرفونها تدخل على المغيرة وغيره من الأمراء فظنوا أنها هي , فهم لم يقصدوا باطلا ولكن ظنهم أخطأ وهو لم يقترف إن شاء الله فاحشة لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعظم فيهم الوازع الديني الزاجر عما لا ينبغي في أغلب الأحوال والعلم عند الله تعالى.
وقال ابن حجر في التلخيص (4|63): وقيل إن المغيرة كان تزوج بها سرا وكان عمر لا يجيز نكاح السر ويوجب الحد على فاعله فلهذا سكت المغيرة وهذا لم أره منقولا بإسناد وإن صح كان عذرا حسنا لهذا الصحابي
قلت: وهذا على فرض ثبوت أنها أم جميل ولم يثبت ولله الحمد.
المسائل والفوائد المتعلقة بهذه القصة
1 - نقل ابن قدامة عن الخرقي سبعة شروط في الشهادة على الزنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/233)
أحدها: أن يكونوا أربعة وهذا إجماع لا خلاف فيه بين أهل العلم لقول الله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم} وقال تعالى: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة} وقال تعالى: {لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون} [وقال سعد بن عبادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت لو وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي باربعة شهداء؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم] رواه مالك في الموطأ و أبو داود في سننه
الشرط الثاني: أن يكونوا رجالا كلهم ولا تقبل فيه شهادة النساء بحال ولا نعلم فيه خلافا إلا شيئا يروى عن عطاء و حماد أنه يقبل فيه ثلاثة رجال وامرأتان وهو شذوذ لا يعول عليه.
الشرط الثالث: الحرية فلا تقبل فيه شهادة العبيد , ولا نعلم في هذا خلافا إلا رواية حكيت عن أحمد أن شهادتهم تقبل وهو قول أبي ثور لعموم النصوص فيه ولأنه عدل ذكر مسلم فتقبل شهادته كالحر.
ولنا أنه مختلف في شهادته في سائر الحقوق فيكون ذلك شبهة تمنع من قبول شهادته في الحد لأنه يندريء بالشبهات
الشرط الرابع: العدالة ولا خلاف في اشتراطها؛ فإن العدالة تشترط في سائر الشهادات فههنا مع مزيد الاحتياط أولى فلا تقبل شهادة الفاسق ولا مستور الحال الذي لا تعلم عدالته لجواز أن يكون فاسقا.
الخامس: أن يكونوا مسلمين فلا تقبل شهادة أهل الذمة فيه سواء كانت الشهادة على مسلم أو ذمي لأن أهل الذمة كفار لا تتحقق العدالة فيهم ولا تقبل روايتهم ولا أخبارهم الدينية فلا تقبل شهادتهم كعبدة الأوثان.
الشرط السادس: أن يصفوا الزنا فيقولوا رأينا ذكره في فرجها كالمرود في المكحلة والرشاد في البئر وهذا قول معاوية بن أبي سفيان و الزهري و الشافعي و أبي ثور و ابن المنذر وأصحاب الرأي لما – جاء - في قصة ماعز أنه لما أقر عند النبي صلى الله عليه وسلم بالزنا فقال: أنكتها؟ فقال: نعم فقال: حتى غاب ذلك منك في ذلك منها كما يغيب المرود في المكحلة والرشاد في البئر؟ قال نعم] وإذا اعتبر التصريح في الإقرار كان اعتباره في الشهادة أولى
المغني (10|169)
2 - أخذ العلماء بقاعدة أن الحدود تدرأ بالشبهات قال صديق حسن خان: ويسقط الحد بالشبهات المحتملة لحديث أبي هريرة قال [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادرؤوا الحدود على المسلمين ما استطعتم فإن كان له مخرج فخلوا سبيله فإن الإمام أن يخطيء في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة]
أخرجه الترمذي وإسناده ضعيف.
لكن كما ذكر صديق حسن خان وروي نحوه عن عمر وابن مسعود بإسناد صحيح وفي الباب من الروايات ما يعضد بعضه.
الروضة الندية (2|265)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما إذا اشتبه الأمر هل هذا القول أو الفعل مما يعاقب صاحبه عليه أو ما لا يعاقب فالواجب ترك العقوبة ...
مجموع الفتاوى (6|505)
باب شهادة القاذف والسارق والزاني 3 - بوب البخاري في صحيحه
قال ابن حجر: أي هل تقبل بعد توبتهم أم لا؟
قوله: وقول الله عز وجل: {ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا} وهذا الاستثناء عمدة من أجاز شهادته إذا تاب.
وقد أخرج البيهقي من طريق علي بن أبي طلحة عن بن عباس في قوله تعالى: {ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا} ثم قال: {إلا الذين تابوا} فمن تاب فشهادته في كتاب الله تقبل وبهذا قال الجمهور أن شهادة القاذف بعد التوبة تقبل ويزول عنه اسم الفسق سواء كان بعد إقامة الحد أو قبله وتأولوا قوله تعالى {أبدا} على أن المراد ما دام مصرا على قذفه لأن أبد كل شيء على ما يليق به كما لو قيل لا تقبل شهادة الكافر أبدا؛ فإن المراد ما دام كافرا وبالغ الشعبي فقال: إن تاب القاذف قبل إقامة الحد سقط عنه وذهب الحنفية إلى أن الاستثناء يتعلق بالفسق خاصة فإذا تاب سقط عنه اسم الفسق , وأما شهادته فلا تقبل أبدا وقال بذلك بعض التابعين وفيه مذهب آخر يقبل بعد الحد لا قبله وعن الحنفية لا ترد شهادته حتى يحد وتعقبه الشافعي بأن الحدود كفارة لأهلها فهو بعد الحد خير منه قبله فكيف يرد في خير حالتيه ويقبل في شرهما.
الفتح (5|256)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/234)
وقال ابن حجر: وقال بعض الناس لا تجوز شهادة القاذف وإن تاب هذا منقول عن الحنفية واحتجوا في رد شهادة المحدود بأحاديث قال الحفاظ لا يصح منها شيء وأشهرها حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا: لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا محدود في الإسلام أخرجه أبو داود وبن ماجة.
ورواه الترمذي من حديث عائشة نحوه وقال: لا يصح وقال أبو زرعة: منكر.
وروى عبد الرزاق عن الثوري عن واصل عن إبراهيم قال: لا تقبل شهادة القاذف توبته فيما بينه وبين الله قال الثوري ونحن على ذلك.
وأخرج عبد الرزاق من رواية عطاء الخرساني عن بن عباس نحوه وهو منقطع ولم يصب من قال أنه سند قوي.
الفتح (5|257)
4 - بيان أن الصحابة أقروا فعل عمر في حكمه في هذه القضية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وأما قول الرافضي وعطل حدود الله فلم يحد المغيرة بن شعبة
فالجواب:أن جماهير العلماء على ما فعله عمر في قصة المغيرة وأن البينة إذا لم تكمل حد الشهود ومن قال بالقول الآخر لم ينازع في أن هذه مسألة ...
والذي فعله بالمغيرة كان بحضرة الصحابة رضي الله عنهم وأقروه على ذلك وعلي منهم والدليل على إقرار علي له أنه لما جلد الثلاثة الحد أعاد أبو بكرة القذف وقال والله لقد زنى فهم عمر بجلده ثانيا فقال له علي إن كنت جالده فارجم المغيرة يعني أن هذا القول إن كان هو الأول فقد حد عليه وإن جعلته بمنزلة قول ثان فقد تم النصاب أربعة فيجب رجمة فلم يحده عمر , وهذا دليل على رضا علي بحدهم أولا دون الحد الثاني وإلا كان أنكر حدهم أولا كما أنكر الثاني.
وكان من هو دون علي يراجع عمر ويحتج عليه بالكتاب والسنة فيرجع عمر إلى قوله فإن عمر كان وقافا عند كتاب الله تعالى.
منهاج السنة (6|35)
5 - أجمع العلماء على قبول رواية أبي بكرة رضي الله عنه
قال العيني في عمدة القاري (7|802): -روى له - يعني أبا بكرة - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث واثنان وثلاثون حديثاً اتفقا على ثمانية وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بحديث.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (8|75): أبوبكرة صحابي جليل كبير القدر وقد أجمعت الأمة على قبول رواية الصحابي الجليل أبي بكرة ونقل الإجماع ابن قدامة وقال: -ولا نعلم خلافاً في قبول رواية أبي بكرة رضي الله عنه-.
- وقال ابن القيم: -وقد أجمع المسلمون على قبول رواية أبي بكرة رضي الله عنه-. -إعلام الموقعين (1|721) - تفريق العلماء بين الشهادة والرواية
فرق العلماء بين الشهادة والرواية، فلم يلزم من عدم قبول شهادة رجل عدم قبول روايته، فالشهادة يطلب فيها مزيد تثبيت لا يطلب في الرواية، كالعدد والحرية وغير ذلك. لذلك احتج البخاري ومسلم وغيرهما بحديث أبي بكرة - رضي الله عنه - مع علمهم بقصة جلده.
ذكر العيني في كتابه عمدة القاري شرح صحيح البخاري (7|702) عن الإسماعيلي في كتابه -المدخل-، إذا لم يثبت هذا كيف رواه البخاري في صحيحه؟
وأجيب بأن الخبر مخالف للشهادة، ولهذا لم يتوقف أحد من أهل المصر عن الرواية عنه، ولا طعن أحد على روايته من هذه الجهة، مع إجماعهم أن لا شهادة لمحدود في قذف غير ثابت، فصار قبول خبره جارياً مجرى الإجماع وفيه ما فيه.
وقال أبو عبدالله الزركشي: إذا جاء القاذف مجيء الشاهد كما في قصة الذين شهدوا على المغيرة، فإن شهادته ترد دون روايته، بدليل ما تقدم عن عمر في حق أبي بكرة - رضي الله عنهما -، مع أنه مقبول الرواية بلا تردد، بخلاف من قصد الشتم والقذف، فإن شهادته وخبره وفتياه لا يقبلن حتى يتوب-شرح الزركشي على الخرقي - (3|704)
7 - سبب امتناع أبي بكرة عن التوبة عندما دعاه عمر - رضي الله عنه - إلى تكذيب نفسه:
امتنع أبوبكرة - رضي الله عنه - من أن يتوب عندما دعاه عمر - رضي الله عنه - للتوبة بعد أن جلده للآتي:
1 - لم ير أبوبكرة ما يراه عمر - رضي الله عنه الله عنه - من اشتراط تكذيب القاذف نفسه لقبول توبته وشهادته.
2 - أبوبكرة يفرق بين الشاهد والقاذف.
3 - يرى أبوبكرة أنه كان صادقاً فيما أدلى به من الشهادة فمم يتوبب إذاً؟
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (3|7) قال البيهقي: إن صح هذا، فلأنه امتنع من التوبة من قذفه وأقام على ذلك.
قلت: أي الذهبي- كأنه يقول لم أقذف المغيرة، وإنما أنا شاهد، فجنح إلى الفرق بين القاذف والشاهد، إذ نصاب الشهاد لو تم بالرابع لتعين الرجم ولما سموا قاذفين.
وقال القسطلاني في كتابه إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (6|98): وقد سأل ابن المنير فقال: إن كان صادقاً في قذفه فمم يتوب إذاً؟
وأجاب: بأنه يتوب من الهتك ومن التحدث بما رآه، ويحتمل أن يقال إن المعاين للفاحشة مأمور بأن لا يكشف صاحبها إلا إذا تحقق كمال النصاب معه، فإذا كشف قبل ذلك عصى فيتوب من المعصية في الإعلان لا من الصدق في علمه.
4 - إقامة الحد على الشهود إذا لم يكتمل النصاب فيه خلاف بين العلماء، ففي المغني لابن قدامة الحنبلي (8|202): وذكر أبوالخطاب فيهم روايتين وحكي عن الشافعي فيه قولان أحدهما لا حد عليهم لأنهم شهود فلم يجب عليهم الحد كما لو كانوا أربعة أحدهم فاسق ... الخ.
ولعل أبا بكرة - رضي الله عنه - يرى هذا لذلك لم يستجب إلى ما دعاه عمر - رضي الله عنه - من التوبة بتكذيب نفسه. والله أعلم.
انظر لمزيد الفائدة في الدفاع عن أبي بكرة مجلة الفرقان الكويتية عدد (297للشيخ ناظم سلطان.
هذا ما يسر الله وأعان في تحقيق هذه الحادثة والحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/235)
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 08 - 07, 04:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 08 - 07, 06:23 م]ـ
وجزاك مثله أخي الكريم
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[06 - 08 - 07, 10:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا" اخينا عبد الباسط والله ان هذة القصة كانت منها شيئ في صدري عند اقرائها في السير او في غيره, وها انت وفرت علينا جهد نسأل الله أن يجعله فى موازين الأعمال.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[06 - 08 - 07, 02:31 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمداقبال]ــــــــ[07 - 08 - 07, 07:59 م]ـ
#####
تم إيقاف الكاتب، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[07 - 08 - 07, 10:41 م]ـ
هداك الله الأخ محمد إقبال
أسأل الله أن لاتكون من المنحرفين على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتخفي ذلك.
أنا لم أنف شهادة أبي بكرة وأصحابه على المغيرة فيأنهم شاهدوه وهو يخالط امرأة شبهوها بأم جميل.
بل نفيت ما جاء في الروايات من زيادات على أصل الشهادة كتتبع أبي بكرة له.
وكزيادة أنه دخل بيتها.
وأثبت عدم تيقن الذين شهدوا على المغيرة أن المرأة هي أم جميل بل شبهوها بها.
وبينت أن قضاء عمر في هذه الحادثة وافقه الصحابة رضي الله عن الجميع.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[أبو سالم الحضرمي]ــــــــ[07 - 08 - 07, 11:33 م]ـ
الأخ محمد إقبال إن كان هو الدرهلي ((المشارك في منتديات المبتدعة)) فله موقف خاص من بعض الصحابة ... والله المستعان ,,,
ـ[الحارثي أبو معاذ]ــــــــ[08 - 08 - 07, 12:52 ص]ـ
جزاك الله خيراً، وذب عن عرضك النار، كما ذببت عن عرض صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 08 - 07, 02:38 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
لا حول ولا قوة إلا بالله
محمد اقبال!!
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 08 - 07, 04:40 ص]ـ
أعوذ بالله من سيء القول
أهل السنة يفرحون أن يجدوا عذراً لأصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأنهم تلاميذه وجلساؤه وحملة الشريعة فرضي الله عنهم، ولذا وجدنا عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فرح ببراءة المغيرة من التهمة وهكذا أهل السنة لا يضمرون البغض لأصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إنما هذا وصف الروافض ولم يكتف الروافض بالطعن في المغيرة بل اتهموا عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالتواطؤ مع المغيرة رضي الله عنهما.
وانت تذكر المغيرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ولا تترضى عنه وتتهمه بالزنا.
ولا تعلم بجهلك أن إقامة حد القذف على الشهود تبرئة من الزنا وكان حق من ينطق بهذا أن يجلد حد القذف.
فالمغيرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بريء من الزنا بقذف الشهود وبريء من التهمة بأمور:
1 - انه حلف بالله أنه زوجته والصحابة عدول لا يكذبون وقد روى المغيرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عدة أحاديث عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو مصدق بها.
2 - أن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أبقاه على الإمرة ونقله من البصرة إلى الكوفة ولو كان يشك في تهمته ما أبقاه.
3 - أن المغيرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كان أميراً وكان كثير النكاح كما وصفه مالك بن أنس وقد أغناه الله بالحلال عن الحرام.
ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[08 - 08 - 07, 03:37 م]ـ
هؤلاء ينقمون على المغيرة رضي الله عنه لأنهم شيعة وإن كانوا سنة ففيهم تشيع معروف ومنهم هذا وهذا ثابت عندي فيه
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - 08 - 07, 03:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا إخواني الكرام
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[11 - 08 - 07, 08:06 م]ـ
بوركت.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[11 - 08 - 07, 08:51 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=82024#post82024
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - 08 - 07, 11:19 م]ـ
أهل الحديث
جزاكم الله خيرا
لو تنبهت للرابط لاستفدت منه(43/236)
تصغير الأسماء المعبدة (أتحفنا لا حرمك الله الأجر)
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 08:41 م]ـ
في مسألة تصغير الأسماء المعبدة ...
نجد بعض الناس يُصَغِّرُون (عبد العزيز) إلى (عُزيِّز)، فيقع التصغير على أسماء الله عز وجل، فهلّا أفادنا أفاضل هذا المنتدى من العلماء وطلبة العلم حول هذه المسألة.
بانتظار الأخوة ...
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 06:43 م]ـ
للرفع رفع الله قدر كل متمسك بالكتاب والسنة
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 08 - 07, 04:17 ص]ـ
سئل الشيخ عبد العزيز الفوزان عن ذلك فأجاب بأنه لا حرج فيه
والله أعلم
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 06:17 ص]ـ
الجواب يا شيخ بارك الله فيك فيه تفصيل ولعلي إن وجدت فتوى اللجنة الدائمة أنقلها لك هنا ... هناك أسماء خاصة بالله سبحانه وتعالى لا يجوز لأحد أن يتسمى بها مثل الرحمن، فاسم عبدالرحمن لايصغر أبدا ًواسم عبدالله ... والنوع الآخر من الأسماء الحسنى ما يجوز أن يتسمى به غير الله سبحانه وتعالى مثل العزيز فهذا التصغير فيه يراد به الشخص المسمى لا الاسم المعبّد قطعا ً، لكن الأولى تركها بلا شك.
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 11:15 ص]ـ
يا إخوة أريد تحرير للمسألة ونقولات معتبرة، فالمسألة فيما أعرف - والعلم عند الله - في بطون بعض الكتب، وتحتاج إلى بحث، ومن اطلع على مبحث أو تحرير لها فليتحفنا.
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 03:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
لا يجوز تصغير كل ما هو معبد من اسماء الله
لأن التصغير يرد على ضربين:
- تصغير تحقير كقولك رجيل لرجل
- تصغير تمليح كقولك غزيّل لغزال
و لا يجوز تصغير أسماء الله لا تحقيرا و لا تمليحا
أما من قال بأنه يجوز تصغير أسماء الله المشتركه مثل العزيز فقد أخطأ لأن هذه الاسماء اذا جاءت معبدة فلا يراد بها الا الله
فهل يقول قائل بأن الذي يصغر عبد العزيز بعزيز يقصد بذلك عزيزا غير الله؟؟؟
العزيز الوارد في الاسم المصغر المقصود به الله لأنه سبق بـ " عبد " وهكذا كل ما عبّد من الاسماء!
مثل عبد الرب فلا يقال ربوب أو ربوبي
و عبد الخالق فلا يقال خلوقي
و كذلك عبد العزيز فلا يقال عزيّز
و إن كنت مصغرا فصغر القسم الخاص بالعبد فقل عبيد عبودي
و اترك القسم الخاص باسم الله بلا عبث.
والله أعلم
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[06 - 08 - 07, 02:05 م]ـ
جزيتم الجنة
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 04:35 م]ـ
قال البخاري في صحيحه:
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْد الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ وَسَّاجٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسٍ خَادِمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ فِي أَصْحَابِهِ أَشْمَطُ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ فَغَلَفَهَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ.
وَقَالَ دُحَيْمٌ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ وَسَّاجٍ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَكَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِهِ أَبُو بَكْرٍ فَغَلَفَهَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ حَتَّى قَنَأَ لَوْنُهَا.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح:
قَوْله فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة (وَقَالَ دُحَيْم)
هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِيّ، وَصَلَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ عَنْ الْحَسَن بْن سُفْيَان عَنْهُ.
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[07 - 08 - 07, 07:17 م]ـ
قال ابن حبان: (دحيم، تصغير تصغير دحمان، ودحمان بلغتهم: خبيث، وكان يكره أن يقال له: دحيم) ا هـ
بالدال و ليس الراء , يعني ليس تصغير رحمان و لكن دحمان.
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 10:18 ص]ـ
تصغير الأسماء المعبدة:
ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: أن يقع التصغير على الاسم الشريف.
فتقول: (عُزيّز) لمن يسمى (عبد العزيز)
فهذا النوع لا يجوز؛ لأن التصغير وقع على الاسم الشريف، وأسماء الله توقيفية لا تثبت إلا من الكتاب والسنة، ولا يدخلها القياس أو الاجتهاد باتفاق أهل السنة والجماعة، ويمنع لأجل عدم تحقير الأسماء الشريفة.
وقد حكى إمام الحرمين الإجماع على عدم جواز ذلك، ونقله عنه ابن حجر.
(حكاية الإجماع نقلتها من كتاب الدكتور عمر الأشقر أسماء الله وصفاته ص 121)
وقد قال أبو حيان في تذكرة النحاة (نقلاً عن معجم المناهي اللفظية):
لا تصغر الاسم الواقع على من يجب تعظيمه شرعاً نحو أسماء الباري تعالى ... وتصغير التعظيم لم يثبت من كلامهم).
الثاني: أن يقع التصغير على الجزء الأول من الاسم المعبد.
فتقول: (عبيد) لمن يتسمى بالاسم المعبد.
فهذا جائز؛ لأنه لم يقع على الاسم الشريف، إلا إذا كان صاحبه لا يرضى بذلك فيمنع من هذا الوجه.
(وسمعت الشيخ سليمان العلوان فك الله أسره يفصل هذا التفصيل)
ويمكن أن يقال أن هناك قسماً ثالثاً ...
وهو أن يقع التصغير على الجزء الأول، ولكن مضافاً له ياء المتكلم.
فتقول: (عبودي) لمن اسمه: عبد الله.
فهذا غير جائز، لأجل نسبة العبد للمتكلم، وقد جاء النهي عن أن يقول الإنسان للمملوك (عبدي) (أمتي) كما في الحديث المتفق على صحته من حديث أبي هريرة، والخلاف جارٍ في النهي هل هو للكراهة أو التحريم، والأظهر الثاني كما هو قول أكثر الأصوليين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/237)
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 10:24 ص]ـ
لكن يبقى إشكال وهو ما جاء في تسمية (عبد الرحمن بن إبراهيم القاضي) بـ (دحيم) وقد ذكر ابن حبان في الثقات ما نقله الأخ الفاضل من كراهته التسمي بهذا الاسم ولم يتعقبه.
فهل لأجل أنه ليس جارياً على أوزان التصغير، فليس هو بتصغير لاسم الرحمن، وعلى هذا يجوز أن يقال (ملوكي) لعبد الملك، و (دريحم) لعبد الرحمن وما شابههما، أم أنه جار في حكم التصغير ولو لم يجر على قواعده ...
ننتظر الأخوة
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 10:58 ص]ـ
تصغير الأسماء المعبدة:
ويمكن أن يقال أن هناك قسماً ثالثاً ...
وهو أن يقع التصغير على الجزء الأول، ولكن مضافاً له ياء المتكلم.
فتقول: (عبودي) لمن اسمه: عبد الله.
فهذا غير جائز، لأجل نسبة العبد للمتكلم، وقد جاء النهي عن أن يقول الإنسان للمملوك (عبدي) (أمتي) كما في الحديث المتفق على صحته من حديث أبي هريرة، والخلاف جارٍ في النهي هل هو للكراهة أو التحريم، والأظهر الثاني كما هو قول أكثر الأصوليين.
السلام عليكم ورحمة الله:
هذا الكلام صحيح لو كان " عبّود " هو في معنى " عبد " و " أمة " فالنهي ورد عن لفظ بعينه وهو عبد و أمه و لا محظور في أن يقول الرجل " فتاي " و " فتاتي " وهو ما أمر به النبي صلى الله عليه و سلم فالنهي ليس عن الخطاب بضمير التملك و إنما النهي عن لفظ " عبد " و " أمة " و يدخل في ذلك عبيد لأنه يجوز أن تقول عبيد الله و لكن هل يجوز أن تقول " عبّود الله " على وجه التعبيد لله؟؟
إن جاز ذلك فكلامك صحيح و لكنه لا يجوز و إن جاز فلن يكون له معنى العبودية أي " عبد الله " و إنما سيكون له معنى كمعنى " ناقة الله ".
ولو صرّف لنا بعض أهل اللغة كلمة " عبود " لاتضح الأمر جليا ً.
والله أعلم.
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[08 - 08 - 07, 11:31 ص]ـ
بارك الله فيكم(43/238)
التفويض ليس عقيدة للسلف.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 01:11 ص]ـ
قال الإمام أبوعثمان الصابوني المتوفي سنة449هـ في كتابه (عقيدة السلف وأصحاب الحديث):
(وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت به الأخبار الصحاح؛ من السمع، والبصر، والعين، والوجه، والعلم، والقوة، والقدرة، والعزة، والعظمة، والإرادة، والمشيئة، والقول، والكلام، والرضى،والسخط، والحب والبغض، والفرح، والضحك، وغيرها؛ من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين؛ بل ينتهون فيها إلى ماقاله الله تعالى وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة عليه، ولا إضافة إليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه، ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه؛ بتأويل منكر يستنكر، ويجرون على الظاهر ويكلون علمه إلى الله تعالى، ويقرون بأن تأويله لا يعلمه إلا الله؛ كما أخبر الله عن الراسخين في العلم أنهم يقولونه في قوله تعالى: ((َوالَراسخُونَ فيِ العِلمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب))
ثم قال رحمه الله في آخر الكتاب بعد أن ذكر جملة من السلف: كمالك، والشافعي، وأحمد، والأوزاعي، وشعبة، وابن المبارك، والسفيانين .... قال:
(وهذه الجمل التي أثبتها في هذا الجزء كانت معتقد جميعهم، لم يخالف فيها بعضهم؛ بل أجمعوا عليها كلها، واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم وإخزائهم، وإبعادهم وأقصائهم، والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عزوجل بمجانبتهم ومهاجرتهم .. ) أهـ
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 08:45 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 12:20 ص]ـ
وإياك أخي المقدادي.
دائماً سبّاق للخير
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[03 - 01 - 09, 03:06 ص]ـ
الله أكبر
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[06 - 01 - 09, 02:00 ص]ـ
الأخ الكريم أبو عائشة الحضرمي.
جزاك الله خيراً.
لكن إطلاق التفويض يدخل فيه الكيفية، ومن عقيدة السلف تفويض الكيفية.
وليس في كلام الصابوني ما نخرج به من هذا الحكم العام الذي أطلقته في العنوان وتدخل فيه الكيفية.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[07 - 01 - 09, 08:27 م]ـ
بارك الله فيكم.
أخي الكريم إبراهيم الحائلي لا شك أني قصدت بالتفويض تفويض المعنى لا الكيفية،فالسلف يثبتون المعنى دو نالكيفية .. ؛ولذا علّمتُ المراد من المقال باللون الأحمر.
ـ[ناصر الدين الجزائري]ــــــــ[08 - 01 - 09, 12:24 م]ـ
فائدة: قال شيخ الإسلام رحمه الله في درء تعارض العقل و النقل {و بهذا يتبين أن قول المفوضة الذين يزعمون متابعة السنة و السلف من شر أقوال أهل البدع و الإلحاد}(43/239)
منع رؤية الله في الآخرة
ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[02 - 08 - 07, 01:39 م]ـ
هل ينسحب مذهب عائشة على منع رؤية الله في الآخرة كما في الدنيا أم هي موافقة
ـ[حسن شريف]ــــــــ[02 - 08 - 07, 02:27 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، لم افهم ما معنى ينسحب و من هي عايشه اللتي تتكلم عنها؟؟؟
فان كان مرادك السيدة عايشة الصديقة بنت الصديق عليها و على ابيها الرضى من الله تعالى فانما هي انكرت رؤية العين و ابن عباس رضي الله عنهما اثبت رؤية الفؤاد و بهدا نجمع بين الاثرين وهده المسألة يا رعاك الله تناقش حسب القسيم التالي:
رؤية الله في الدنيا
ا-الرسول صلى الله عليه وسلم.
1 - رؤية العين:-1 - حكى الدارمى إجماع الصحابة على أنه صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه.
2 - أستثنى بعضهم ابن عباس حيث قال (رأى محمد ربه) وذُكر هذا الرأى عن الإمام أحمد أيضاً
الراجح:- أن النبى صلى الله عليه وسلم لم ير ربه فى الدنيا للأدلة الأتيه 1 - سئل فى الحديث هل رأيت ربك؟ قال (نور أنى أراه) مسلم (3/ 12) الإيمان والترمذى (12/ 172) التفسير بلفظ (نوراً أنى أراه)
2 - سئل فى الحديث: هل رأيت ربك؟ قال (رأيت نوراً) رواه مسلم (3/ 12) الإيمان عن ابو ذر وهو النور ا لمفسر فى الحديث الأخر الذى رواه مسلم (3/ 13) الإيمان .... (حجابه النور)
أى حال دون رؤية الله تعالى نور فأنى أراه.
3 - مجمل كلام ابن عباس عن الرؤية هى رؤية الفؤاد فهو لم يقل بعينيه بل الألفاظ الوارده عنه مطلقه مثل ... (رأه محمد) و (رأى محمد ربه) أو مقيدة بالفؤاد مثل (راى محمد ربه بفؤاده مرتين) وكذلك الإمام أحمد رحمه الله تعالى
4 - أن القراءن لم يصرح بذلك بل بين رؤيته صلى الله عليه وسلم لأيات ربه ولو كان رأى ربه سبحانه لكان ذلك أولى بالذكر والله اعلم كما فى الأيات:-
- (سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم) الإسراء 1
- (أفتمارونه على ما يرى) النجم12
- (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) النجم 18
- (وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة فى القراءن) الإسراء60 عن ابن عباس فى تفسير هذه الآية قال (هى رؤية عين أ ُريها الرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أ سرى به) كما عند البخارى (8/ 398) التفسير
فائدة مهمة:- صحف بعضهم هذا الحديث (نور انى أراه) إلى (نور إنىّ اراه) على أنها ياء نسب وهذا خطأ لفظاَ ومعنى مما جعل بعضهم يرده بإضطراب لفظه.
ب- (البشر) سوى النبى صلى الله عليه وسلم:-
1 - الانبياء والرسل: لم ير نبى أو رسول ربه عزوجل فى الدنيا كما فى الايات (قال ربى أرنى أنظر إليك قال لن ترآنى ولكن أنظر إلى الجبل فإن أستقرمكانه فسوف ترانى .. ) الايات فى صورة الأعراف 143
2 - سوى (الانبياء والرسل) من البشر:-
لم ولن ير أحد ربه عزوجل فى الدنيا.
* الدليل:-
-الحديث (وأعلموا أن أحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت) مسلم (18/ 56) الفتن , الترمذى (9/ 87) الفتن
- هذا رداً على من يقول أنه يرى ربه بأبصارهم فى الدنيا من جهله وغلاة المتصوفة الذى يزعمون انه يحصل لهم بغير سؤال ما حصل لموسى بالسؤال وهو ضال مبتدع مخالف للكتاب والسنه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى (6/ 512)
فائدة:- قال ابن تيمية فى- مجموع الفتاوى- (وإنما لم نره فى الدنيا لعجز أبصارنا, لا لإمتناع الرؤيا فهذه الشمس إذا حدق الرائى البصر فى شعاعها, ضعف عن رؤيتها لا لإمتناع فى ذات المرئى , بل لعجز الرائى فإذا كان فى الدار الاخرة, أكمل الله قوى الادميين حتى أطاقهم رؤيته, ولهذا لما تجلى الله للجبل خر موسى صعقا, قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين بانه لايراك حيا الا مات , ولايابس الا تدهده , ولهذا كان البشر يعجزون عن رؤيه الملك فى صورته الا من ايده الله كما ايد نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم).
هدا و بارك الله فيك.
أخوكم الجزائري
ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[02 - 08 - 07, 03:29 م]ـ
لم تحرر لي ما أريد
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها نفت الرؤية في الدنيا هل مذهبها كذلك في الآخرة وهل نقل عنها شيء في الآخرة
فبعضهم يريد أن يستدل من كلام مجمل للطبري بأن مذهبها عدم الرؤية في الدارين
ورواه الطبري في تفسيره: 27/ 30 وروى نحوه في ص 200 وقال في ص 20:
(عن الشعبي قال قالت عائشة: من قال إن أحداً رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله، قال الله: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار. فقال قائلو هذه المقالة: معنى الإدراك في هذا الموضع الرؤية، وأنكروا أن يكون الله يرى بالأبصار في الدنيا والآخرة، تأولوا قوله: وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناظرة بمعنى انتظارها رحمة الله). انتهى.
وقال الدميري في حياة الحيوان: 2/ 71: (نفت عائشة دلالة سورة النجم على رؤية النبي (صلى الله عليه وسلم) لربه وجواز الرؤية مطلقاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/240)
ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[03 - 08 - 07, 02:00 م]ـ
نريد جوابا حتى نرد على الرافضة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 08 - 07, 01:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مشاركة في هذا الموضوع لعل فيها ما يفيد إن شاء الله تعالى
لم يثبت عن أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها نفي رؤية الله تعالى في الآخرة في تص صريح، وإنما الذي ثبت عنها هو الإنكار على من قال بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في الدنيا، واستدلت على ذلك بعدة أدلة كما في صحيح مسلم عن مسروق قال
كنت متكئا عند عائشة فقالت يا أبا عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية قلت ما هن قالت من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية قال وكنت متكئا فجلست فقلت يا أم المؤمنين أنظريني ولا تعجليني ألم يقل الله عز وجل
{ولقد رآه بالأفق المبين}
{ولقد رآه نزلة أخرى}
فقالت أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض فقالت أو لم تسمع أن الله يقول
{لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}
أو لم تسمع أن الله يقول {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم}.
فهي إنما تتحدث وتستدل على عدم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا ولم يرد في كلامها ما يدل على عدم رؤيته في الآخرة.
وأما استدلالها بالآية (لاتدركه الأبصار) فإنما تقصد به أن أبصار أهل الدنيا لاتراه، كما في مسلم (لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت)،وأكدت ذلك بالاستدلال بقوله تعالى (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء) فهذا واضح أنه في الدنيا لأن هذا في شأن الوحي ولايكون ذلك في الآخرة، ولذلك لم يرد عليها مسروق بأدلة رؤية الله تعالى في الآخرة وإنما ذكر لها أدلة من قال برؤيته في الدنيا، فالحديث والاستدل إنما كان في رؤية الدنيا.
فعائشة رضي الله عنها استدلت بالآية (لاتدركه الأبصار) في الرد على من قال بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه فأنى يراه وهو نور وعليه الحجاب، وذكرها للآية الأخرى يؤكد أنها تقصد به في الدنيا، وحاشا عائشة رضي الله عنها أن تنكر الرؤية في الآخرة وهي ثابتة في نصوص الكتاب والسنة، فليس هناك ما يدل على نفيها للرؤية في الآخرة.
وأما ما ذكره الطبري في تفسيره فليس ذهابا منه إلى أن عائشة رضي الله عنها تنفي الرؤية في الآخرة وإنما ذكر الأقوال في تفسير الآية ومنا الأقوال الحادثة بعد الصحابة وبعضها للمبتدعة من نفاة الرؤية في الآخرة، فذكر قول من فسر الإدراك بالرؤية وهو أحد معاني الآية ثم ذكر من قال بذلك وذكر قول عائشة رضي الله عنهالأنها فسرت الادرامك بمعنى الرؤية، ثم ذكر أن أقواما استدلوا بهذا على نفي الرؤية في الدنيا والآخرة واستدلوا بغير ذلك.
ورد في تفسير الطبري - (12/ 16)
وقال آخرون: معنى ذلك: لا تراه الأبصار، وهو يرى الأبصار.
* ذكر من قال ذلك:
13697 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"لا تدركه الأبصار"، لا يراه شيء، وهو يرى الخلائق.
13698 - حدثنا هناد قال، حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت: من حدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب! "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار"، (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب)، [سورة الشورى: 51]، ولكن قد رأى جبريل في صورته مرتين.
- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، عن مسروق قال: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين، هل رأى محمد ربه؟ فقالت: سبحان الله، لقد قف شعري مما قلت! ثم قرأت:"لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير".
13700 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبد الأعلى وابن علية، عن داود، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة بنحوه.
13701 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي قال، قالت عائشة: من قال إن أحدا رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله! قال الله:"لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار".
* * *
فقال قائلو هذه المقالة: معنى"الإدراك" في هذا الموضع، الرؤية وأنكروا أن يكون الله يرى بالأبصار في الدنيا والآخرة وتأولوا قوله: (وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة)، بمعنى انتظارها رحمة الله وثوابه) انتهى.
فتأمل قوله وتألوا قوله (وجوه يومئذ ناظرة) فعائشة رضي الله عنها لم تتأولها ولم يرد عنها ذلك، فدل ذلك على أن الطبري إنما أرد به أنهم استدلوا بقولها في تفسير الإدارك وحملوه على الآخرة وتألوا الآيات الأخرى كذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/241)
ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[05 - 08 - 07, 11:44 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل علما مفيدا وإماما نحريرا
ـ[المقدادي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 03:09 ص]ـ
فائدة:
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية من سورة الانعام ((لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)
:
وفي الكتب المتقدمة: إن الله تعالى قال لموسى لما سأل الرؤية: يا موسى، إنه لا يراني حي إلا مات، ولا يابس إلا تدهده. أي: تدعثر. وقال تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143] ونفي هذا الأثر الإدراك الخاص لا ينفي الرؤية يوم القيامة (6) يتجلى لعباده المؤمنين كما يشاء. فأما جلاله وعظمته على ما هو عليه -تعالى وتقدس وتنزه -فلا تدركه الأبصار؛ ولهذا كانت أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، تثبت الرؤية في الدار الآخرة وتنفيها في الدنيا، وتحتج بهذه الآية: {لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ} فالذي نفته الإدراك الذي هو بمعنى رؤية العظمة والجلال على ما هو عليه، فإن ذلك غير ممكن للبشر، ولا للملائكة ولا لشيء."
ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[06 - 08 - 07, 02:08 م]ـ
ولهذا كانت أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، تثبت الرؤية في الدار الآخرة وتنفيها في الدنيا، و
نقل كالذهب وسؤالي هل ابن كثير اطلع على قول لها بإثبات الرؤية في الآخرة أم اجتهاد منه من خلال سبر الأقوال والتفحص في مقالاتها مع مقالات أهل السنة والجماعة المثبتة(43/242)
أبحث عن كتاب غاية الأماني في الرد على النبهاني
ـ[أبو عبد الرحمان]ــــــــ[02 - 08 - 07, 06:44 م]ـ
السلام عليكم ساعدونا في أيجاد غاية الأماني في الرد على النبهاني للألوسي و كتاب كيف تحاور لطارق حبيب علما أنني أسكن بالمغرب و يتعذر إيجاد بعض الكتب و جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[03 - 08 - 07, 12:47 ص]ـ
كتاب غاية الاماني في الرد على النبهاني لالوسي كان لدى مكتبة الهداية بالحبوس قي مجلدين وذلك قبل نحو سنة ونيف
وعند مكتبة ارشاد بالحبوس تجد كتاب جلاءالعينين في المحاكمة بين الاحمدين
ـ[المقدادي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 01:28 ص]ـ
و هذا هو الكتاب اذا اردت قراءته في الشبكة:
http://www.raqamiya.org/BookRead.aspx?ID=1469
ـ[أبو عبد الرحمان]ــــــــ[03 - 08 - 07, 02:37 ص]ـ
بارك الله فيك.
ـ[أبو عبد الرحمان]ــــــــ[05 - 08 - 07, 06:26 م]ـ
السلام عليكم قمت بالتسجيل في الموقع لكن كلما حاولت الدخول لم أستطع هل من رابط آخر لتحميل الكتاب و جزاكم الله خيرا.(43/243)
ما الرد العلمي على من يستدل بوجوب احراق كل الكتب سوى كتاب الله
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[02 - 08 - 07, 11:56 م]ـ
الأخوة الكرام في ملتقى اهل الحديث
خرج عندنا في فلسطين سلمها الله رجل اسمه صلاح ابو عرفة تكلم في دين الله بما لم يتكلم به غيره ففتن به من في قلبه مرض
حيث يقول بوجوب حرق جميع التفاسير و كتب أهل العلم و يدعو إلى الرجوع إلى القرآن وحده و تفسير القران بالقران بل و يفسر القرآن برأيه
و يستدل بما يقول بخبر رواه الدارمي قال أخبرنا الوليد بن هشام حدثنا الحارث بن يزيد الحمصي عن عمرو بن قيس قال: وفدت مع أبي إلى يزيد بن معاوية بحوارين حين توفي معاوية نعزيه ونهنيه بالخلافة فإذا رجل في مسجدها يقول ألا إن من أشراط الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار ألا إن من أشراط الساعة أن يظهر القول ويخزن العمل ألا إن من أشراط الساعة أن تتلى المثناة فلا يوجد من يغيرها قيل له وما المثناة قال ما استكتب من كتاب غير القرآن فعليكم بالقرآن فبه هديتم وبه تجزون وعنه تسألون فلم أدر من الرجل فحدثت بذا الحديث بعد ذلك بحمص فقال لي رجل من القوم أو ما تعرفه قلت لا قال ذلك عبد الله بن عمرو.
فبناء على ما سلف يقول بصحة ما فعله التتار من حرق الكتب في بغداد عند دخولها
و من ما زادنا علماً بتعديه على كتاب الله
قوله أن الخضر هو نفسه عمران ابو موسى و هو أخو مريم
و يقول بحرمة الشعر
و ينهى عن تسمية اللغة العربية باللغة العربية بحجة أن اللغة من اللغو و هو الباطل
فما رد الأخوة الكرام على ماسلف
خصوصاً الخبر الذي رواه الدارمي
و جزاكم الله كل خير
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[04 - 08 - 07, 11:43 ص]ـ
إذا ثبت هذا الكلام عن هذا المدعو، فهو ضال ولا كرامة، ولا يعني أنَّ صلاح أبو عرفة فاهم أو عالم إذا كان مدرساً وواعظاً في المسجد الأقصى، فما أكثر الوعَّاظ عندنا في فلسطين والقصَّاص الذين يهرفون بما لا يعرفون، ويدَّعون ما لايعون، والأصل أن ينتدب أهل العلم الكبار لمناقشة هؤلاء وإسكاتهم، كالشيخ العلاَّمة حسام الدين عفانة، فيا حبذا يا أخي تكلم الشيخ حسام عفانة عنه لعله يردعه بعلمه، ويوقظه بفهمه!!!
وهذا الرجل وللأسف الشديد كثير من كتاباته وأقواله تشبه أقوال (القاديانيَّة أو الأحمدية) نسبة لأحمد ميرزا غلام القادياني، فالواجب الحذر منها، وتكذيره بالله، وأن يبتعد عن الخزعبلات التي يقولها!!
وهك رابط مقال من مقالاتي في التعرف علىا لقرآنيين والرد عليهم:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3652
والعجيب في هذا الرجل
أن يحاول أن يستدلَّ على صحَّة كلامه بأثر مروي في مسند الدرامي، مع أن مسند الدرامي يحوي الأحاديث والآثار، فلم لا يستدل هو بما في القرآن، إن كان يرى أن نأخذ بما في كتاب الله، فليستدل على كلامه بما في القرآن، ولا يستدل بالسنَّة، أو أنَّ استدلاله بالسنَّة حلال عليه وحرام على غيره، فلم لا يحرف هو سنن الدارمي إن كان يرى حرق الكتب غير كتاب الله، أم لأن الشيء أتى على هواه فانبعث للاستدلال به.
هذا وواضح من الحديث أنَّ من أشراط الساعة أن يقرأ الناس في الكتب التي هي في غير كتاب الله ويقبلوا عليها أكثر من إقبالهم على القرآن، والله المستعان، وأن هناك كتباً فيها من الضلال والانحراف غير كتاب الله تحتاج لمن يغيرها ويرد عليها فالرسول عليه السلام يخبر أنَّه ينبغي على لمسلمين أن يقبلوا على القرآن، ولا يشك شاك في أن كتاب الله هو أعظم مكتوب على وجه الأرض، وأنَّ إقبال العوام والناس والعلماء والسياسيين على قراءته ينبغي أن يكون أكثر من غيره.
وللتنبيه فقد بحثت في مسند الدارمي عن هذا الحديث ولكني لم أجده، بل وجدته عند الهيتمي فحسب بهذا اللفظ: (إن من اقتراب الساعة أن ترفع الأشرار ويوضع الأخيار ويقبح القول ويحبسن العمل ويقرأ في القوم المثناة قلت وما المثناة قال ما كتب سوى كتاب الله) وقد رواه عبد الله بن عمرو بن العاص وقال الهيثمي في مجمع الزوائد عنه رجاله رجال الصحيح 7/ 329، وبالله التوفيق
ـ[كريم أحمد]ــــــــ[04 - 08 - 07, 01:49 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/244)
هذا الرجل إن كان حاله كما ذكرت فلا يسبعد أن يكون مدسوسا جاء ليضل الناس عن سبيل الله كما فعل من تنسب إليه جماعة القرآنيين بالقارة الهندية و دعوته هي نفس دعوة هذا الضال، و القادياني و من كان على شاكلتهم.
إن كان يدعو إلى الرجوع إلى القرآن دون السنة فالقرآن حجة عليه على وجوب الأخذ بالسنة، فليرجع إلى قوله تعالى {و ما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا} عندها سيجد نفسه بين أمرين، إما العمل بالقرآن و ذلك بالأخذ بالسنة أو الكفر به إن عاند و استكبر.
هذا الضال يصدق فيه قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه) صحيح أبي داود.
قال العظيم آبادي عند شرح هذا الحديث: ولقد ظهرت معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ووقع بما أخبر به، فإن رجلا خرج من الفنجاب من إقليم الهند وانتسب نفسه بأهل القرآن وشتان بينه وبين أهل القرآن بل هو من أهل الإلحاد والمرتدين، وكان قبل ذلك من الصالحين فأضله الشيطان وأغواه وأبعده عن الصراط المستقيم، فتفوه بما لا يتكلم به أهل الإسلام، فأطال لسانه في إهانة النبي صلى الله عليه وسلم، ورد الأحاديث الصحيحة بأسرها وقال هذه كلها مكذوبة ومفتريات على الله تعالى، وإنما يجب العمل على القرآن العظيم فقط دون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت صحيحة متواترة، ومن عمل على غير القرآن فهو داخل تحت قوله تعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}: وغير ذلك من أقواله الكفرية، وتبعه على ذلك كثير من الجهال وجعله إماما، وقد أفتى علماء العصر بكفره وإلحاده وخروجه عن دائرة الإسلام، والأمر كما قالوا والله أعلم. إهـ
أما الأثر فقد أخرجه الدارمي تحت رقم 485 و الله أعلم بصحته، و الذي ذكره الأخ خباب صححه العلامة الألباني بالصحيحة و مضمون الأثرين واحد ,قال الألباني معلقا:
هذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، فقد تحقق كل ما فيه من الأنباء، و بخاصة منها ما يتعلق بـ (المثناة) و هي كل ما كتب سوى كتاب الله كما فسره الراوي، و ما يتعلق به من الأحاديث النبوية و الآثار السلفية، فكأن المقصود بـ (المثناة) الكتب المذهبية المفروضة على المقلدين. التي صرفتهم مع تطاول الزمن عن كتاب الله، و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما هو مشاهد اليوم مع الأسف من جماهير المتمذهبين، و فيهم كثير من الدكاترة و المتخرجين من كليات الشريعة، فإنهم جميعا يتدينون بالتمذهب، و يوجبونه على الناس حتى العلماء منهم، فهذا كبيرهم أبو الحسن الكرخي الحنفي يقول كلمته المشهورة: " كل آية تخالف ما عليه أصحابنا فهي مؤولة أو منسوخة، و كل حديث كذلك فهو مؤول أو منسوخ ". فقد جعلوا المذهب أصلا، و القرآن الكريم تبعا، فذلك هو (المثناة) دون ما شك أو ريب. إهـ
إبحث عن الكتب التي ألفت في الرد عن منكري السنة و الكتب التي فيها الرد على القرآنيين و هي متوفرة بالشبكة، ستجد فيها بغيتك إن شاء الله.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[05 - 08 - 07, 01:13 ص]ـ
جزى الله الأخوة الكرام كل خير على مشاركتهم
و بودي لو بعض أخواننا من طلبة العلم في الملتقى المبارك أن يردوا بما عندهم من علم على ترهات هذا السفيه الذي تعدى نسأل الله له الهداية فإن لهذا الرجل فتنه
أما بالنسبة للأخ خباب
فإن الدكتور حسام و مجموعة ممن احرق قلوبهم ما يقوله هذا الدعي قد ردوا عليه و ناظروه و لكنه الكبر و حب الظهور
وقد قيل أن رجلاً بال في زمزم فلما سئل عن فعله، قال: أردت أن أذكر في التاريخ و لو بسوء ..
فأرجوا من الأخوة الرد خصوصاً على تفسيره لأثر الدارمي
شيء من جعبتي أرجوا أن لا اكون ممن تعدى فصححوني إن أخطأت
أثر الدارمي فيه زيادة على ما ذكر الشيخ الألباني (فعليكم بالقرآن .... )
و في اسناده الحارث بن يزيد البصري
وجدت حسن الداراني (لا أعرف من هو هذا الرجل) محقق كتاب سنن الدارمي
يقول معلقاً في الهامش
اسناده جيد، الحارث بن يزيد ... جهله ابو حاتم في الجرح و التعديل و ترجم له البخاري في التاريخ و لم يذكر فيه جرحاً و لا تعديلاً و ذكره بن حبان في الثقات
...
فهل يعني هذا على فهمي الصغير أن الرجل مجهول بدلالة جهل ابو حاتم فيه و عدم ذكر البخاري له بجرح و لا تعديل
أما ذكر ابن حبان له في الثقات فهذا لا يعني أن الرجل ثقة خصوصاً لتساهل الإمام ابن حبان رحمه الله في توثيق المجاهيل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أرجو التصحيح أن وقع خطأ
و جزاكم الله كل خير
ـ[أبوحمزة الدمشقي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 06:56 ص]ـ
حُذف
لا يسمح في الملتقى الترويج لأهل الضلال
## المشرف ##
ـ[أبوحمزة الدمشقي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 07:28 ص]ـ
حُذف
لا يسمح في الملتقى الدفاع عن أهل الضلال
## المشرف ##
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/245)
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 10:29 ص]ـ
الأخ الكريم فادي
جزاك الله خيراً على غيرتك على ديننا
فمن المؤسف أني سمعت البارحة أنه يفتن الشباب وما ذلك إلا لأنه متكلم وكذاب!!
فمثلا بعد ما قال في الأقصى بحرق كل الكتب خلا كتاب الله وصحيح البخاري
جلس معه شباب الأقصى فطلب منهم أربعة شهود لإثبات أنه قال ذلك!! أو بإحضار تسجيل لكلامه
أربعة شهود!! وكأن المسألة قذف بالزنا
المهم أنه لم يجرؤ على التصريح بذلك
وقد وزع شباب الأقصى بيانا فيه نقل لكلام هذا المفتون -مع أن البيان فيه تجاوز في النقل للأسف -
وكلما ذكرنا أنه يحتقر ويسب العلماء على رأسهم ابن كثير أنكر ذلك
فالمشكلة أن الرجل كذاب
على كل أفيدك إذا كنت لا تعرف أني رردت عليه بنشرة سميتها الرد على صلاح أبو عرفة
وهي تتكلم عن موضوع الإسرائيليات في كتب التفسير على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=95528
قوله اننا نعبد ابن كثير موجود في موقعه في شريط اية الناقة
[
وأنبه إلى أنه لا يقول بإنكار السنة كما تبادر الى ذهن الاخوة هنا
ومن هذيانه واسألها لمقربيه
أن سليمان عليه السلام كان لديه مفاعلات نووية
هذا هو التفسير النير الذي يريد الناس ان ياخذوه منه
المشكلة ليست في الرد عليه وانما أولا قي اثبات ما يقول
فلو كنت أملك شريطاً له يذكر فيه سبه لابن كثير او الدكتور حسام او غيرهما او المفاعلات النووية
فلا نحتاج اكثر من توزيع هذا الكلام على الناس لترى هذيانه
اما طلابه أصحاب اللحى الطويلة احدهم قال لي اني في ردي عليه قد فعلت ما هو اعظم من قذفهه بالزنا
واخر قال لي تعال واجلس معه وناقشه فقلت له لا اجالس من يسب شيخنا
فقال لي ومن هو شيخك
قلت حسام الدين عفانة فقال السفيه: لعنة الله على المذكور
هذا في داخل المسجد الاقصى
فلا تناقش هؤلاء مثل هذا المسمى ابو حمزة الدمشقي
فلا خير يرجى منهم
وانظر في هذا الحوار في منتدى المناظرات التابع لمنتدى اهل الحديث
وكيف قال احدهم المسمى بريء! قال (((المدعو عفانة)))
واقرأ للأخ جقمق بعض الامور التي لم اذكرها وهي معروفة عنه
http://www.alaqida.com/vb/showthread.php?t=190
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 11:05 ص]ـ
وهذه فتوى حسام الدين عفانة في صلاح ايو عرفة
وقد وزعها بعض الشباب على حلقته في الأقصى
:: ترك مجالسة أهل الأهواء وآكلي لحوم العلماء::
26/ 1/2007
يقول السائل: ما حكم حضور دروس الذين يتطاولون على العلماء ويشككون عامة الناس بكتب أهل العلم ويأتون بأمور غريبة مخالفة لما عليه علماء الإسلام، أفيدونا؟
الجواب: لا بد أن يعلم أولاً أن احترام العلماء وتقديرهم أمر مطلوب شرعاً، وقد وردت نصوص كثيرة في تقدير العلماء واحترامهم، قال الإمام النووي: [باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم على غيرهم ورفع مجالسهم وإظهار مرتبتهم]. ثم ذكر قول الله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) سورة الزمر الآية 9، ثم ساق الإمام النووي طائفة من الأحاديث في إكرام العلماء والكبار وأحيل القارئ إلى كتاب رياض الصالحين للإمام النووي ص 187 - 192.
ومما ورد أيضاً ما جاء في الحديث عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه) رواه أحمد والحاكم وقال العلامة الألباني حديث حسن، كما في صحيح الترغيب والترهيب 1/ 152. وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي صاحب العقيدة الطحاوية المشهورة: [وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخبر والأثر وأهل الفقه والنظر لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل] شرح العقدية الطحاوية ص 554.
وقد حذر العلماء من سب العلماء ومن الوقيعة بهم فقد ورد عن الإمام أحمد بن الأذرعي قوله [الوقيعة في أهل العلم ولا سيما أكابرهم من كبائر الذنوب] حرمة أهل العلم ص 319.
وقال الحافظ ابن عساكر يرحمه الله مخاطباً رجلاً تجرأ على العلماء: [إنما نحترمك ما احترمت الأئمة].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/246)
وقال الحافظ ابن عساكر يرحمه الله: [اعلم يا أخي وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)].ومع كل هذه النصوص التي تحث على ما سبق وغيرها من النصوص الشرعية التي تحرم السب والشتم واللعن والوقوع في أعراض المسلمين إلا أن بعض الناس من أشباه طلبة العلم ليس لهم شغل إلا شتم العلماء وسبهم على رؤوس الأشهاد في المساجد وفي الصحف والنشرات ويحاول هؤلاء المتسلقين على حياض العلم الشرعي تشويه صورة العلماء وتنفير عامة الناس منهم والتهوين من علمهم والتهوين من قيمة كتبهم ويزعمون أن العلماء قد حرفوا دين الله عز وجل وغير ذلك من سوء الأدب مع العلماء. إن أدعياء العلم هؤلاء، الذين يأتون الناس بالغرائب والعجائب ويزعمون – والزعم مطية الكذب - أنهم يرجعون إلى كتاب الله عز وجل وما صح من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فقط، وهم في الحقيقة يتلاعبون في كتاب الله ولا يعرفون المبادئ الأولية لعلم الحديث، إن الموقف الشرعي من هؤلاء المبتدعة هو مقاطعتهم وعدم حضور مجالسهم ومقاطعة دروسهم ومحاضراتهم كما هو منهج السلف في عدم مجالسة أهل البدع والأهواء فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلب " أخرجه الآجري في الشريعة ص61، وابن بطة في الإبانة الكبرى 2/ 438. وعن أبي قلابة رحمه الله تعالى أنه كان يقول: " لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم " أخرجه الدارمي في سننه1/ 120 وعن الحسن البصري أنه قال: " لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم " أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1/ 133. ويقول الحافظ ابن عبد البر: " أجمع العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، إلا أن يكون يخاف من مكالمته وصلته ما يفسد عليه دينه، أو يولد به على نفسه مضرة في دينه أو دنياه، فإن كان كذلك فقد رخص له مجانبته ورب صرمٍ جميل خير من مخالطة مؤذية] التمهيد 6/ 127. هذه النصوص وغيرها ذكرها الدكتور إبراهيم الرحيلي في كتابه موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع. ومن أقوال الإمام الفضيل بن عياض في هؤلاء المبتدعة وأمثالهم: (لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة.) (من جالس صاحب بدعة لم يعط الحكمة.) (من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الاسلام من قلبه).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية [ومن كان متبدعاً ظاهر البدعة وجب الإنكار عليه، ومن الإنكار المشروع أن يهجر حتى يتوب، ومن الهجر امتناع أهل الدين من الصلاة عليه، لينزجر من يتشبه بطريقته ويدعو إليه، وقد أمر بمثل هذا مالك بن أنس وأحمد بن حنبل وغيرهما من الأئمة.] وإن الواجب شرعاً هو تأديب من يأتي الناس بالغرائب والمتشابهات كما فعل عمر رضي الله عنه مع صبيغ بن عسل، فقد روى الدارمي من طريق سليمان بن يسار قال قدم المدينة رجل يقال له صبيغ بن عسل فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر فأعد له عراجين النخل فقال من أنت قال أنا عبد الله صبيغ قال وأنا عبد الله عمر فضربه حتى أدمى رأسه فقال حسبك يا أمير المؤمنين قد ذهب الذي كنت أجده في رأسي)
وروى إسماعيل القاضي في الأحكام من طريق هشام عن محمد بن سيرين قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى لا تجالس صبيغ واحرمه عطاءه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية [وقصة صبيغ بن عسل مع عمر بن الخطاب من أشهر القضايا فانه بلغه أنه يسأل عن متشابه القرآن حتى رآه عمر فسأل عمر عن {الذاريات ذرواً} فقال ما اسمك قال عبد الله صبيغ فقال وأنا عبد الله عمر وضربه الضرب الشديد وكان ابن عباس إذا ألح عليه رجل في مسألة من هذا الجنس يقول ما أحوجك أن يصنع بك كما صنع عمر بصبيغ وهذا لأنهم رأوا أن غرض السائل ابتغاء الفتنة لا الاسترشاد والاستفهام كما قال النبي عليه الصلاة والسلام) إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه) وكما قال تعالى {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة} فعاقبوهم على هذا القصد الفاسد كالذي يعارض بين آيات القرآن وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال (لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فان ذلك يوقع الشك في قلوبهم) ومع ابتغاء الفتنة ابتغاء تأويله الذي لا يعلمه إلا الله فكان مقصودهم مذموماً ومطلوبهم متعذراً مثل أغلوطات المسائل التي نهى رسول الله عنها] عن الإنترنت.
وخلاصة الأمر أنه يجب هجر المتلاعبين في كتاب الله عز وجل وآكلي لحوم العلماء والطاعنين في كتبهم ولا يجوز لعامة الناس حضور دروسهم وتكثير جمعهم، وما أحوجنا لإمام يصنع بهم كما صنع عمر رضي الله عنه بصبيغ.
http://www.yasaloonak.net/default.asp?page=fatawa&num=fatwa&types=134&typename= الآداب%20الشرعية& id=999
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/247)
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[05 - 08 - 07, 11:17 ص]ـ
اللهم احفظ الشيخ العلاَّمة حسام الدين عفانة
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[05 - 08 - 07, 03:26 م]ـ
حُذف
## المشرف ##
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 05:10 م]ـ
الأخ المشرف
يقول غيث أحمد
أرى أن هذا "التدبر" -إن قبله الله- هو من "هدي" القرآن, ومن "نور" القرآن, وليس من "تعجيزه" حاشى لله!.
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=87176
وهذه من هذيان صلاح أبو عرفة
وقال
هذا مربط الفرس, والبحث كله عن "الإعجاز" جملة وتفصيلاً, ومحورا ومدارا ..
فهل وجدت "الإعجاز" عن أحد أولئك العدول؟ , أليس القول بـ"الإعجاز" من "الإحداث" بعد أولئك العدول؟.
مختصر مفيد .. "الإعجاز" برمته وجملته, محدث متكلّف!.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.)))
أقول:انظروا ايضا للمراء في الرابط
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=91540
ثم انظروا إلى كلامه وسؤاله حول تسمية الصفات لله والعقيدة
وهي من ضلالات صلاح أبو عرفة
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=82198
وقد قلتم فيها
أهل الحديث
مشرف تَارِيْخُ التَّسْجِيْلِ فِي الْمُلْتَقَى: 10 - 07 - 02
عَدَدُ مُشَارَكَاتِهِ وَرُدُوْدِهِ: 1,182
--------------------------------------------------------------------------------
جزاكم الله خيرا على توضيحكم للأخ غيث أحمد
ويظهر أن الرجل عنده شبهات ...........
ولذلك هرب هنا ولم يقر بالأحاديث التي فيها ذكر الصفة
فيخشى أن يكون ممن لايعتد بالسنة من المعتزلة أو العقلانيين
فلينته لذلك
أقول وهو هنا بدأ يدافع عن شيخه المبتدع
صلاح ابو عرفة
لا أنسى أن أشكره على ان اظهر نفسه
ففي بعض المواضيع رد من طلبة العلم على هذيانه
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[05 - 08 - 07, 05:14 م]ـ
حُذف
## المشرف ##
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 06:43 م]ـ
اكتملت الشلة
15 - 02 - 07, 10:48 PM
خالدعبدالرحمن
عضو جديد تَارِيْخُ التَّسْجِيْلِ فِي الْمُلْتَقَى: 16 - 05 - 05
عَدَدُ مُشَارَكَاتِهِ وَرُدُوْدِهِ: 47
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فهمت من كلام أخي غيث أنّ في استعمال مصطلح "الإعجاز" إشكالية.
فهو وكما أقرّ بذلك أخي أبو يحيى "محدث"بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، .. ولكن ذهب أخونا أبو يحيى مذهباً مختلفاً عندما قال عن كم الكلمات المحدثة في استعمالاتنا ..
فأن نستخدم المحدث من المصطلحات في شأن الحياة شيء وأن نستعمله في الدين شيء آخر ...
فـ (كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) هذا في الدين وليس في أمور الدنيا أو حتى في الأمور التي تخدم الدين كمصطلح "أصول الدين" ... وغيره.
بل إن في وجود كلمة (تسمية) أخرى في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لذات المصطلح- إذا افترضنا ترادف المعنى، وذلك لا يكون- لهو أمر مريب ومستنكر، فمن يجرؤ على أن يبدل أو يستبدل كلمات الله الملك العظيم سبحانه؟!
فالله سبحانه يقول: "آية" .. ويقول بعض الناس "معجزة"
هذا ما فهمته، و أرى فيه دعوة صالحة للعودة إلى كتاب الله وحديث نبيه صلى الله عليه وسلم حرفاً حرفاً، وكلمةً كلمة ..
أما قولك أخي أبا يحيى عن المعنى واللفظ، فقد استغربته! فكيف نفرق بين أهميتهما؟
فما قيمة اللفظ إن لم يؤد المعنى بوضوح ودقة؟!! بل هذا الوضوح والدقة هي ما يرفع تسمية فوق أخرى ابتداءً من علوم الدين وانتهاءً بعلوم الميكانيكا والآلات ..
و يظل بعد ذلك للمرتاب أو المحتار أن يرجع إلى معاني "إعجاز " و "عجز" في لسان القرآن واستخداماتها فيه، ثمّ في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ثمّ في لسان العرب فيجد هل ترادف معنى: "آية"أو "بينة" فتقوم مقامها أو تعلوها فتأخذ مكانها، أم هي وصف خاطيء لما سمّاه الله من قبل.
19 - 02 - 07, 11:17 PM
غيث أحمد
عضو نشيط تَارِيْخُ التَّسْجِيْلِ فِي الْمُلْتَقَى: 15 - 01 - 06
عَدَدُ مُشَارَكَاتِهِ وَرُدُوْدِهِ: 158
--------------------------------------------------------------------------------
حتى لا يُظن أنني قبلت أو صدقت .. أكتب ردي الأخير خروجا من الجدل والمراء ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/248)
ثم إنك لم تقل لي: من سلف أول من قال بالمسماة "المعجزة"!!؟؟ أسلف ليس فيهم نبي الله؟؟.
ثم إنك لم تقل لي: من سلف أول من قال بالمسماة "المعجزة"!!؟؟ أسلف ليس فيهم نبي الله؟؟.
ثم إنك لم تقل لي: من سلف أول من قال بالمسماة "المعجزة"!!؟؟ أسلف ليس فيهم نبي الله؟؟.
وها أنت تشدد علي أن لا اُحرمها, وأنا لم أذكر "التحريم" في كلامي قط. فهذا تجن وافتراء أخي.
ثم تتفاخر باتباعك "السلف" والعلماء كلهم! , فهل اتبع من تتبعهم أحدا ممن وجب اتباعهم؟ ,
ثم تحضني على الاتباع, وأنت غير متبع نبي الله ولا أصحابه, بل لا يتعد القول "فلسفة" وكلاما وتوصيفا ...
وسقت لك قول عبد الله بن عمر, وهو خير وأعلم من ابن تيمية رحمه الله وكل من معه, أن "كل محدثة بدعة (((ولو رآها الناس حسنة)))!!. فلم تعنك بشيء, ورحت وجئت وذهبت وأتيت وأنت تغمض عنها وعن ما هو أكبر منها ..
ومع كل الاحترام والتبجيل لإمام الصالح ابن تيمية, فما حرره -وسطرت تحته- يعوزه نفسه الدليل والبرهان والموافقة من النبوة, إلا أن تراه غير مسؤول دليلا!؟.
مختصر أخي ..
أنا المتبع المستمسك, وأنت الساعي في الخلاف ..
وأجزم يقينا أنني على سنة النبي وسنة من أمر بسنتهم, ولم أزد ولم اُبدل .. وأنك زدت وبدلت وأحدثت -اتباعا لمن ليس لهم سلف فيها-, ولو أتيت بكل أسماء العلماء معك -غفر الله لهم زلاتهم- ... وبماذا كنت ستجيب لو أننا في العام الأول الذي اُحدث وابتدعت فيه "المعجزة" و"العقيدة"؟؟ وليس عندك "اللاكلائي" ولا أحمد ولا ابن تيمية رضي الله عنهم, فبم ستستدل علي وتستعلي به من "السطور"؟ , ثم وجدتني مستمسكا بما استمسكت به, من النبوة والكتاب!!؟؟؟
فهل البدعة إلا أمر في الدين -قولا أو فعلا- لم يكن عند نبي الله؟؟؟؟
وما أجمل ما قاله ابن مسعود -وما أتاكم به ابن مسعود فصدقوه- وهو كما تعلم أعلم وأفضل وأخير من ابن تيمية ومن كل عدولنا العلماء, قال: "إنكم ستدحثون ويحدث لكم, فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالأمر "الأول"!!.
ثم انتبه أخي .. أي جواب آخر منك لا تجيب به على هذا السؤال, فلا يعدو هروبا وفرارا وتشتيتا ..
ذلك هو: من سلف أول من قال بالمسماة "المعجزة"!!؟؟ أسلف ليس فيهم نبي الله؟؟.
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=91540
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[05 - 08 - 07, 08:14 م]ـ
حُذف
## المشرف ##
ـ[أبو عبد القدوس]ــــــــ[06 - 08 - 07, 01:58 م]ـ
نصوص الكتاب والسنة تدعو لسؤال العلماء ومن هم العلماء Question الجواب على رأسهم الصحابة وليس شرفهم شرف صحبة فقط بل شرف علم ودين ومن سلك مسلكهم وسار على نهجهم قال الله عزوجل {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} ومن هم المؤمنون المقصود بهم لا شك أنهم الصحابة الذين كانوا في زمن الخطاب ويتبعهم من سار على نهجهم وأهل البدع يريدون أن يستقلوا بفهمهم دون فهم هؤلاء فلما ناظر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المعتزلة وكل منهم يدعي الفهم فقال لهم بربكم إلى أي فهم نحتكم فلا شك أنه فهم السلف وعلى رأسهم الصحابة ففهم باعتبار المجموع حجة أما أفرادهم فيعرض قوله على الكتاب والسنة ولا تجتمع هذه الأمة على ضلالة وبهذا التفصيل يزول اللبس والله الموفق للصواب
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 08:35 م]ـ
يقول صلاح أبو عرفة
وقد عنون لشريطه - عند تشغيل الملف -
"ناقة الله وسقياها" .. آية عليها مدار العالم، وحروب الدول الكبرى، وأضعناها نحن المسلمين!.ملخص
باختصار .. يثبت الشيخ صلاح الدين بالبينات, أن من لم يعرف "آية الناقة" فقد غفل عن أصل الخلق والدين .. وستجد في هذا الدرس تصحيحاً جذرياً لما اعتدنا ترداده, عن خروج الناقة من الصخر, وإثبات أن لم يكن من ذلك شيء, وأن "الآية" أعظم من ذلك كله, وأن القول بخروجها من الصخر, كان خطأً محضا, وزلة كبيرة!.أدخل واستمع, فبينات القرآن خير من كل مقال!.)))
دقيقة 14 آية الناقة الجزء الأول
يقول وقد بدأ يقرأ من أحد التفاسير
((مالها الناقة يا سيدي بدنا نحكي في الخراريف ...
ثم ذكر ما ورد من نقل لبعض الإسرائيليات وقال
شو هالحكي يا شيخ مالنا مالنا ليش الكذب .. الله يعين الي كتب على اللي كتبه ..
واللا كيف فكرك ضاع الدين يا شيخ .. شفت يا سيدي وين راح الدين ..
واللا كيف بدي أسحرك يا شيخ وأعميك .. ))
شريط: ملخص آية الناقة الدقيقة 2
يقول: ((وعندما تلونا لكم ما تلونا من الكتب ابن كثير والقرطبي والطبري في ناس بيعبدوها كما يعبدون القرآن يا شيخ ... ثم كفرت بالقرآن لتأتي بالصخرة ...
دقيقة 8
تتمخض عن ناقة جوفاء هيك في التفسير عند ابن كثير وعندهم رحمة الله عليهم جميعاً الله يصلحهم أنا ما معلش بدنا نسامحه، هو يعني أمام الله يتابع شو قال من وين قال ناقة جوفاء وبراء عشراء حمراء ليش، بتعرف ليش هذا النفاخ، حتى يعمينا .. شو هذا الحكي، حتى تكبر الكذبة ... )))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/249)
ـ[أبو منة الله]ــــــــ[06 - 08 - 07, 08:56 م]ـ
نعوذ بالله من الخذلان
أيصدر هذا من شيخ في المسجد الأقصى؟
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[06 - 08 - 07, 09:17 م]ـ
الأخ غيث أحمد
قولك (وأعزم ما أبدأ فيه, ما نقل في مصنف ابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه أن قال: أعزِم على كل من كان عنده كتاب إلا رجع فمحاه, فإنما هلك الناس حيث يتبعون أحاديث علمائهم, ويتركون كتاب ربهم!.)
فهذا فيه
دليل
ومستدل له
و مستدل به
فالدليل عندك ما ذكرته عن علي رضي الله عنه من كتاب مصنف ابن ابي شيبة
و المستدل له الا و هو حرق أم محو الكتب ما عدى كتاب الله
و المستدل به مصنف ابن ابي شيبة
بقي أن أقول و سامحني إن أخطأت معك، أن هناك تناقض بين المستدل له و المستدل به ألا و هو أنك تستدل بكتاب كي تهدم هذا الكتاب أو الكتب بشكل عام
فهذا الأثر موجود في كتاب
و الأثر يدل عندك على هدم الكتب فيجب عليك عندك من باب الزام أن لا تستدل بهذا الأثر
فماذا ترد؟؟؟؟؟
ثانياً: لا بد أن ترجع في فهم هذه الآثار إلى فهم السلف الصالحين فهم من عاصروا النبي محمد صلى الله عليه و سلم و عاصرهم التابعون لهم بإحسان
ثالثاًَ: أن الأثر الذي صححه شيخنا الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة و التي في آخرها ( ..... كل ما استكتب سوى كتاب الله) مروية من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، و عبد الله بن عمرو له صحيفة، و لو كان هذا الفهم الصحيح لما يقوله صلاح ابو عرفة فلماذا لم يحرق عبد الله بن عمرو صحيفته؟؟؟
بقي عندنا أن نقول ارجع إلى فهم عبد الله و فيه دلالة على حرق كل ما سوي بكتاب الله أي استوى النظر اليهما بتساوي الحال بدلالة ما ذكرت أنت يا أخي غيث أحمد في آخر الأثر إن صح و لا أعلم صحته (, فإنما هلك الناس حيث يتبعون أحاديث علمائهم, ويتركون كتاب ربهم!.)
ففيه حجة على ما ذكرت بدلالة (و يتركون كتاب ربهم)
فحاصل أمر هؤلاء أنهم أقبلوا على كتب علمائهم فتركوا كتاب ربهم
بل و فيه أنهم جعلوا يتبعون أحاديث علمائهم فكان الحصيلة ترك الدليل من الكتاب و السنة الصحيحة
قال الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (6/ 2/774 – 776/ 2821): (من اقتراب (وفي رواية أشراط) الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار ويفتح القول ويخزن العمل ويقرأ بالقوم (المثناة) ليس فيهم أحد ينكرها. قيل وما المثناة؟ قال: ما استكتب سوى كتاب الله عز وجل) وهو من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، يرويه عنه عمرو بن قيس الكندي رواه عنه جمع رفعه بعضهم وأوقفه بعضهم وهو في حكم المرفوع لأنه لا يقال بمجرد الرأي ...
(فائدة): هذا الحديث من أعلام نبوته - صلى الله عليه وسلم - فقد تحقق كل ما فيه من الأنباء وبخاصة منها ما يتعلق ب (المثناة (وهي كل ما استكتب سوى كتاب الله، وما يتعلق به من الأحاديث النبوية والآ ثار السلفية فكأن المقصود ب (المثناة) الكتب المذهبية المفروضة على المقلدين التي صرفتهم مع تطاول الزمن عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما هو مشاهد اليوم مع الأسف من جماهير المتمذهبين وفيهم كثير من الدكاترة والمتخرجين من كليات الشريعة فإنهم جميعا يتدينون بالتمذهب ويوجبونه على الناس حتى العلماء منهم فهذا كبيرهم أبو الحسن الكرخي الحنفي يقول كلمته المشهورة: (كل آية تخالف ما عليه أصحابنا فهي مؤولة أو منسوخة وكل حديث كذلك فهو مؤول أو منسوخ)
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[06 - 08 - 07, 09:46 م]ـ
وللفائدة:
ذكر أبو عبيد في فضائل القرآن: بسنده إلى عبد الله عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: إن من أشراط الساعة أن يبسط القول، ويخزن الفعل، وإن من أشراط الساعة أن ترفع الأشرار، وتوضع الأخيار، وإن من أشراط الساعة أن تقرأ المُثناة على رؤوس الملأ لا تغير، قيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله، قيل: يا أبا عبد الرحمن، وكيف ما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما أخذتموه عن من تأمونه على نفسه ودينه فاعقلوه، وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم، فإنكم عنه تسألون، وبه تجزون، وكفى به واعظاً لمن يعقل.
قال أبو عبيد: المثُناة: أُراه يعني كتب اهل الكتابين: التوراة والإنجيل.
فضائل القرآن - ص 30 - ط العلمية
منقول من شبكة سحاب السلفية من تعليقات محمد بو عمر
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[07 - 08 - 07, 03:58 م]ـ
حُذف
## المشرف ##
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[07 - 08 - 07, 04:19 م]ـ
حُذف
## المشرف ##
ـ[كريم أحمد]ــــــــ[08 - 08 - 07, 01:15 م]ـ
أخي غيث، الكذب قد يأتي أحيانا بمعنى الخطأ كما جاء في أبي داود عن عبادة بني الصامت أنه قال: (كذب أبو محمد أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس صلوات افترضهن الله تعالى .... )
قال الخطابي: يريد أخطأ أبو محمد، ولم يرد به تعمد الكذب الذي هو ضد الصدق لأن الكذب إنما يجري في الإخبار وأبو محمد هذا إنما أفتى فتيا ورأى رأيا فأخطأ فيما أفتى به وهو رجل من الأنصار له صحبة والكذب عليه في الإخبار غير جائز .... إهـ
ثم .. و إن ثبت في بعض المواطن عن بعض السلف و حمل ذلك على الكذب الذي هو ضد الصدق فلا ينبغي لنا نحن التذرع بذلك للطعن في علماء السلف و التنقص من قدرهم ففي ذلك من سوء الأدب معهم ما فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/250)
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[08 - 08 - 07, 04:17 م]ـ
حُذف
## المشرف ##
ـ[النذير1]ــــــــ[11 - 08 - 07, 03:12 ص]ـ
السلام عليكم،
هذا موقعهم لمن يرغب من طلبة العلم بالاطلاع على أقوالهم والرد عليهم، وهم ليسوا سلفيين بل يعيبون على السلفيين تمسكهم بأقوال الصحابة والسلف
ملاحظة إذا رأى المشلاف أن من الأفضل محو رابط موقعهم فليفعل ولكنني وضعته حتى يعرف الناس من هؤلاء
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[12 - 08 - 07, 01:17 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يهدي الأخ الفاضل غيث أحمد لما يحب و يرضى
و لكن العجيب أنه لم يرد على ردي الأخير عليه .... ؟؟؟؟!!!
أما بالنسبة للمدعو صلاح أبو عرفة فأقول ما قاله الشاعر
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً و يأتيك بالأخبار من لم تزود
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[03 - 04 - 08, 03:34 ص]ـ
هذا جاهل في دين الله لايعرف مايخرج من رأسه ويرد عليه ان حتى احاديث الاخبار التي ليس فيها احكام لايؤخذ منها احكام مثلا كقول الرسول صلى الله عليه وسلم نحن امة امية الشهر عندنا هكذا وهكذا وهكذا واشار بيده لايأخذ من الحديث ان تعلم العربية حرام او ان الامية جيدة وكقوله صلى الله عليه وسلم عن رعاة الشاة والتطاول بالبنيان لم يقل احد بهدم البنايات.
ـ[عماد العدوي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 08:42 ص]ـ
عن أبي هريرة قال ليس أحد أكثر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مني إلا عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب رواه الترمذي و صححه الألباني
عن عبد الله بن عمرو قال كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش فقالوا إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حق رواه أحمد في مسنده و صححه العلامة أحمد شاكر(43/251)
كيف دخل أبولؤلؤة المجوسي إلى المسجد وقتل الفاروق عمر رضي الله عنه؟
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 12:41 ص]ـ
الرجاء من أهل العلم التفصيل في هذه المسألة:
كيف دخل أبو لؤلؤة المجوسي إلى المسجد وقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؟
وهذه الشبهة مهمة جدًا في الجواب على هؤلاء الرافضة الحمقى الذين يؤمنون بإيمان أبي لؤلؤة وأنه من أولياء الله الصالحين ويحتجون على ذلك بدخوله المسجد ويدعون بأنه كان يؤدي الصلاة مع المسلمين؟
فالرجاء من أهل العلم تفصيل الجواب عن هذه الترهات حتى لا يغتر بها بعض العامة
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 12:42 ص]ـ
وهذا بيان حول قبر أبي لؤلؤة المجوسي
على هذا الرابط
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3970
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 12:43 ص]ـ
وهذا نص قصة مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه من صحيح البخاري وهي صريحة في أن أبا لؤلؤة لم يكن مسلما كما تدعي الشيعة كذبا وزورا على عادتهم
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ وَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ كَيْفَ فَعَلْتُمَا أَتَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا قَدْ حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ قَالَا حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ مَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ قَالَ انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ قَالَ قَالَا لَا فَقَالَ عُمَرُ لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لَأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَا يَحْتَجْنَ إِلَى رَجُلٍ بَعْدِي أَبَدًا قَالَ فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ قَالَ إِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قَالَ اسْتَوُوا حَتَّى إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِنَّ خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ وَرُبَّمَا قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ أَوْ النَّحْلَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ قَتَلَنِي أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ حِينَ طَعَنَهُ فَطَارَ الْعِلْجُ بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ لَا يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ حَتَّى طَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا فَلَمَّا ظَنَّ الْعِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ وَتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ فَمَنْ يَلِي عُمَرَ فَقَدْ رَأَى الَّذِي أَرَى وَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لَا يَدْرُونَ غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ وَهُمْ يَقُولُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَلَاةً خَفِيفَةً فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ قَالَ الصَّنَعُ قَالَ نَعَمْ قَالَ قَاتَلَهُ اللَّهُ لَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 12:44 ص]ـ
قال ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري بشرح صحيح البخاري):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/252)
قَوْله: (قَتَلَنِي - أَوْ أَكَلَنِي - الْكَلْب , حِين طَعَنَهُ) فِي رِوَايَة جَرِير " فَتَقَدَّمَ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ فَطَعَنَهُ أَبُو لُؤْلُؤَة فَقَالَ: قَتَلَنِي الْكَلْب " فِي رِوَايَة أَبِي إِسْحَاق الْمَذْكُورَة " فَعَرَضَ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَة غُلَام الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة , فَتَأَخَّرَ عُمَر غَيْر بَعِيد , ثُمَّ طَعَنَهُ ثَلَاث طَعَنَات , فَرَأَيْت عُمَر قَائِلًا بِيَدِهِ هَكَذَا يَقُول: دُونكُمْ الْكَلْب فَقَدْ قَتَلَنِي " وَاسْم أَبِي لُؤْلُؤَة فَيْرُوز كَمَا سَيَأْتِي , فَرَوَى اِبْن سَعْد بِإِسْنَادٍ صَحِيح إِلَى الزُّهْرِيّ قَالَ " كَانَ عُمَر لَا يَأْذَن لِسَبْيٍ قَدْ اِحْتَلَمَ فِي دُخُول الْمَدِينَة , حَتَّى كَتَبَ الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة وَهُوَ عَلَى الْكُوفَة يَذْكُر لَهُ غُلَامًا عِنْده صَانِعًا وَيَسْتَأْذِنهُ أَنْ يُدْخِلهُ الْمَدِينَة وَيَقُول: إِنَّ عِنْده أَعْمَالًا تَنْفَع النَّاس , إِنَّهُ حَدَّاد نَقَّاش نَجَّار , فَأَذِنَ لَهُ , فَضَرَبَ عَلَيْهِ الْمُغِيرَة كُلّ شَهْر مِائَة , فَشَكَا إِلَى عُمَر شِدَّة الْخَرَاج , فَقَالَ لَهُ: مَا خَرَاجك بِكَثِيرٍ فِي جَنْب مَا تَعْمَل , فَانْصَرَفَ سَاخِطًا , فَلَبِثَ عُمَر لَيَالِي , فَمَرَّ بِهِ الْعَبْد فَقَالَ: أَلَمْ أُحَدَّث أَنَّك تَقُول لَوْ أَشَاء لَصَنَعْت رَحًى تَطْحَن بِالرِّيحِ؟ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ عَابِسًا فَقَالَ: لَأَصْنَعَنَّ لَك رَحًى يَتَحَدَّث النَّاس بِهَا , فَأَقْبَلَ عُمَر عَلَى مَنْ مَعَهُ فَقَالَ: تَوَعَّدَنِي الْعَبْد. فَلَبِثَ لَيَالِي ثُمَّ اِشْتَمَلَ عَلَى خِنْجَر ذِي رَأْسَيْنِ نِصَابه وَسَطه فَكَمَنَ فِي زَاوِيَة مِنْ زَوَايَا الْمَسْجِد فِي الْغَلَس حَتَّى خَرَجَ عُمَر يُوقِظ النَّاس: الصَّلَاة الصَّلَاة , وَكَانَ عُمَر يَفْعَل ذَلِكَ , فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ عُمَر وَثَبَ إِلَيْهِ فَطَعَنَهُ ثَلَاث طَعَنَات إِحْدَاهُنَّ تَحْت السُّرَّة قَدْ خَرَقَتْ الصِّفَاق وَهِيَ الَّتِي قَتَلَتْهُ ". وَفِي حَدِيث أَبِي رَافِع " كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَة عَبْدًا لِلْمُغِيرَةِ , وَكَانَ يَسْتَغِلُّهُ أَرْبَعَة دَرَاهِم - أَيْ كُلّ يَوْم - فَلَقِيَ عُمَر فَقَالَ: إِنَّ الْمُغِيرَة أَثْقَل عَلَيَّ , فَقَالَ: اِتَّقِ اللَّه وَأَحْسِنْ إِلَيْهِ , وَمِنْ نِيَّة عُمَر أَنْ يَلْقَى الْمُغِيرَة فَيُكَلِّمهُ فَيُخَفِّف عَنْهُ , فَقَالَ الْعَبْد: وَسِعَ النَّاس عَدْله غَيْرِي , وَأَضْمَرَ عَلَى قَتْله , فَاصْطَنَعَ لَهُ خِنْجَرًا لَهُ رَأْسَانِ وَسَمَّهُ , فَتَحَرَّى صَلَاة الْغَدَاة حَتَّى قَامَ عُمَر فَقَالَ: أَقِيمُوا صُفُوفكُمْ , فَلَمَّا كَبَّرَ طَعَنَهُ فِي كَتِفه وَفِي خَاصِرَته فَسَقَطَ " وَعِنْد مُسْلِم مِنْ طَرِيق مَعْدَان بْن أَبِي طَلْحَة " أَنَّ عُمَر خَطَبَ فَقَالَ: رَأَيْت دِيكًا نَقَرَنِي ثَلَاث نَقَرَات , وَلَا أَرَاهُ إِلَّا حُضُور أَجَلِي " وَفِي رِوَايَة جُوَيْرِيَة بْن قُدَامَةَ عَنْ عُمَر نَحْوه وَزَادَ " فَمَا مَرَّ إِلَّا تِلْكَ الْجُمْعَة حَتَّى طُعِنَ " وَعِنْد اِبْن سَعْد مِنْ رِوَايَة سَعِيد بْن أَبِي هِلَال قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ عُمَر " ذَكَرَ نَحْوه وَزَادَ " فَحَدَّثَتْهَا أَسْمَاء بِنْت عُمَيْس فَحَدَّثَتْنِي أَنَّهُ يَقْتُلنِي رَجُل مِنْ الْأَعَاجِم " وَرَوَى عُمَر بْن شَبَّة فِي " كِتَاب الْمَدِينَة " مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر بِإِسْنَادٍ حَسَن " أَنَّ عُمَر دَخَلَ بِأَبِي لُؤْلُؤَة الْبَيْت لِيُصْلِح لَهُ ضَبَّة لَهُ فَقَالَ لَهُ: مُرْ الْمُغِيرَة أَنْ يَضَع عَنِّي مِنْ خَرَاجِي , قَالَ إِنَّك لَتَكْسِب كَسْبًا كَثِيرًا فَاصْبِرْ " الْحَدِيث. وَلِلطَّبَرَانِيّ فِي " الْأَوْسَط " بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ الْمُبَارَك بْن فَضَالَة عَنْ عُبَيْد اللَّه عَنْ نَافِع عَنْ اِبْن عُمَر " طَعَنَ أَبُو لُؤْلُؤَة عُمَر طَعْنَتَيْنِ " وَيُحْمَل عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَذْكُر الثَّالِثَة الَّتِي قَتَلَتْهُ. .........
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/253)
قَوْله: (فَصَلَّى بِهِمْ عَبْد الرَّحْمَن صَلَاة خَفِيفَة) فِي رِوَايَة أَبِي إِسْحَاق " بِأَقْصَر سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآن: إِنَّا أَعْطَيْنَاك الْكَوْثَر , وَإِذَا جَاءَ نَصْر اللَّه وَالْفَتْح " وَزَادَ فِي رِوَايَة اِبْن شِهَاب الْمَذْكُور " ثُمَّ غَلَبَ عُمَر النَّزْف حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ , فَاحْتَمَلْته فِي رَهْط حَتَّى أَدْخَلْته بَيْته فَلَمْ يَزَلْ فِي غَشْيَته حَتَّى أَسْفَرَ فَنَظَرَ فِي وُجُوهنَا فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاس؟ فَقُلْت نَعَمْ , قَالَ: لَا إِسْلَام لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاة ثُمَّ تَوَضَّأَ وَصَلَّى " وَفِي رِوَايَة اِبْن سَعْد مِنْ طَرِيق اِبْن عُمَر قَالَ " فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى فَقَرَأَ فِي الْأُولَى وَالْعَصْر وَفِي الثَّانِيَة يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ , قَالَ: وَتَسَانَدَ إِلَيَّ وَجُرْحه يَثْعَب دَمًا , إِنِّي لِأَضَع أُصْبُعِي الْوُسْطَى فَمَا تَسُدّ الْفَتْق ". قَوْله: (فَلَمَّا اِنْصَرَفُوا قَالَ: يَا اِبْن عَبَّاس اُنْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي) فِي رِوَايَة أَبِي إِسْحَاق " فَقَالَ عُمَر يَا عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس اُخْرُجْ فَنَادِ فِي النَّاس: أَعَنْ مَلَأ مِنْكُمْ كَانَ هَذَا؟ فَقَالُوا: مَعَاذ اللَّه , مَا عَلِمْنَا وَلَا اِطَّلَعْنَا " وَزَادَ مُبَارَك بْن فَضَالَة " فَظَنَّ عُمَر أَنَّ لَهُ ذَنْبًا إِلَى النَّاس لَا يَعْلَمهُ فَدَعَا اِبْن عَبَّاس - وَكَانَ يُحِبّهُ وَيُدْنِيه - فَقَالَ: أُحِبّ أَنْ تَعْلَم عَنْ مَلَأ مِنْ النَّاس كَانَ هَذَا؟ فَخَرَجَ لَا يَمُرّ بِمَلَأٍ مِنْ النَّاس إِلَّا وَهُمْ يَبْكُونَ , فَكَأَنَّمَا فَقَدُوا أَبْكَار أَوْلَادهمْ , قَالَ اِبْن عَبَّاس: فَرَأَيْت الْبِشْر فِي وَجْهه. قَوْله: (الصَّنَع) بِفَتْحِ الْمُهْمَلَة وَالنُّون. وَفِي رِوَايَة اِبْن فُضَيْلٍ عَنْ حُصَيْنٍ عِنْد اِبْن أَبِي شَيْبَة وَابْن سَعْد " الصَّنَاع " بِتَخْفِيفِ النُّون , قَالَ أَهْل اللُّغَة رَجُل صَنَع الْيَد وَاللِّسَان وَامْرَأَة صَنَاع الْيَد , وَحَكَى أَبُو زَيْد الصَّنَاع وَالصَّنَع يَقَعَانِ مَعًا عَلَى الرَّجُل وَالْمَرْأَة.
قَوْله: (لَمْ يَجْعَل مِيتَتِي) بِكَسْرِ الْمِيم وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة بَعْدهَا مُثَنَّاة أَيْ قِتْلَتِي , وَفِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيِّ " مَنِيَّتِي " بِفَتْحِ الْمِيم وَكَسْر النُّون وَتَشْدِيد التَّحْتَانِيَّة. قَوْله: (رَجُل يَدَّعِي الْإِسْلَام) فِي رِوَايَة اِبْن شِهَاب " فَقَالَ الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَل قَاتِلِي يُحَاجّنِي عِنْد اللَّه بِسَجْدَةٍ سَجَدَهَا لَهُ قَطّ " وَفِي رِوَايَة مُبَارَك بْن فَضَالَة " يُحَاجّنِي بِقَوْلِ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه "
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 12:45 ص]ـ
والرجاء من أهل العلم التفصيل في هذه المسألة أكثر من هذا
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[03 - 08 - 07, 02:14 ص]ـ
واى دليل على عدم اسلامه بعد شهادة الفاروق فى محضر من الصحابه ما اظن ان احدا من اهل العلم قال باسلامه لم يتفرد بهذا الا الرافضه الملاعين وحقدهم على الفاروق معلوم
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[04 - 08 - 07, 04:03 ص]ـ
ودليل الرافضه ان دخوله المسجد دليل على اسلامه دليل ساذج ليس غريبا على القوم
فأى كافر فى مقدوره دخول المسجد
هل يظنون ان بوابة المسجد النبوى كان عليها جنود امن وحراسه(43/254)
إشكال عقلي حول صفة العلو بالذات
ـ[ابن ربيعة الأزدي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 02:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم,
أنا ولله الحمد أعتقد بعلو الله تعالى بذاته لتواتر الأدلة النقلية على ذلك, ولكن هناك إشكال في بالي لم أجد له جواباً شافياً حتى الآن وليس بالضرورة أن أجده فعلينا التسليم على كل حال, لكن حبذا لو, والإشكال هو:
الأرض عبارة عن كرة مستديرة تقريباً, وإذا أخذنا أي نقطة على سطح الأرض في وقت واحد وقارنّاها بالنقطة التي تقابلها من الجهة الأخرى من الكرة الأرضية, فمثلاً مكة المكرمة ويقابلها ربما جزيرة من جزر المحيط الهادي, فيكون هناك تناقض عقلي إذا قال من في مكة أن الله فوق وأشار بيده إلى السماء, ونفس الوقت قال الذي في الجزيرة في المحيط الهادي أن الله فوق وأشار بيده إلى السماء, فيلزم من هذا أن الله نسبة إلى الذي في مكة فوق وتحت! وكذلك بالنسبة للذي في الجزيرة يكون فوق وتحت!
وكل إنسان وهو واقف على سطح الأرض, فوقه سماء نعم, وتحته أرض نعم, ولكن تحت الأرض سماء!
فلو افترضنا أن شيء نزل تحت الأرض, وواصل النزول حتى وصل إلى الجهة الأخرى من الكرة الأرضية, وواصل النزول, فإنه الآن يعتبر أنه يصعد إلى السماء, وفي نفس الوقت هو يواصل النزول مقارنة بنقطة الابتداء!!
أرجو عدم إسراد الأدلة النقلية من الكتاب والسنة على العلو, فأنا أقرّها وأسلّم بها وأقدّم النقل على العقل, لكن ربما وجدت من يبطل هذا الإشكال عقلاً خاصة أن المعطلة يكثرون الاستدلال به كدليل عقلي.
هذا وجزاكم الله خيراً
ـ[المقدادي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 03:00 ص]ـ
راجع هذا الرابط بارك الله فيك:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5405&highlight=%DF%D1%E6%ED%C9
ـ[المرزوقي ح]ــــــــ[03 - 08 - 07, 04:06 ص]ـ
بسم الله العلي العظيم
نحمد الله على نعمه. و منها نعمة التصديق. أما بعد فكأن من يورد هذا الاشكال يتصور ان الارض قطعة كروية موجودة بين مستطيلين او اكثر كل مستطيل منها منفصل عن الاخر فيقول و بئس ما يقول كيف يكون الله فوق هذا او انه فوق هذا فيعطل او يشبه. أقول و بالله التوفيق أننا و بكل بساطة لا نعلم كيف هي السماء اي شكلها. (حاول ان تفهم هذا).
و الله اعلم و صلى الله على محمد.
ـ[أبو المنذر أحمد]ــــــــ[03 - 08 - 07, 04:25 ص]ـ
يكون الاشكال صحيحا اذا كانت الارض مستقرة اما وهي تسبح فلا يقع الاشكال ثم الخطأ في الامر أن القياس عقلي فالله سبحانه لا تقاس بالنسبة اليه هذه المسألة وقد بسط ابن تيمية القول فيها في كتابه الرسالة العرشية ...
ـ[ابو عبيدة العراقي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 09:40 م]ـ
فعلا. كلام شيخ الاسلام فيه اجابة شافيه. الارض تدور حول نفسها وليس حول السماء.وجهة العلو لاتتغير. والارض واقعه في السماء الدنيا. وحتى من كان في الجهة السفلى من الارض فصفة العلو لله تعالى ثابته. ونستطيع احداث رسم افتراضي لموقع من كان في الجهة السفلى من الارض بالنسبة للسماء
ـ[أبو عبدالله الغربي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 03:24 م]ـ
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107796
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108252
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 08 - 07, 03:52 م]ـ
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: والمقصود أنه إذا كان الله أعظم وأكبر وأجل من أن يقدر العباد قدره أو تدركه أبصارهم أو يحيطون به علماً, وأمكن أن تكون السماوات والأرض في قبضته لم يجب - والحال هذه - أن يكون تحت العالم أو تحت شيء منه؛ فإن الواحد من الآدميين إذا قبض قبضة أو بندقة أو حمصة أو حبة خردل , وأحاط بها بغير ذلك لم يجز أن يقال: إن أحد جانبيها فوقه لكون يده لما أحاطت بها كان منها الجانب الأسفل يلي يده من جهة سفلها, ولو قدر من جعلها فوق بعضه بهذا الاعتبار لم يكن هذا صفة نقص بل صفة كمال.
وكذلك أمثال ذلك من إحاطة المخلوق ببعض المخلوقات كإحاطة الإنسان بما في جوفه, وإحاطة البيت بما فيه, وإحاطة السماء بما فيها من الشمس والقمر والكواكب؛ فإذا كانت هذه المحيطات لا يجوز أن يقال: إنها تحت المحاط, وأن ذلك نقص مع كون المحيط يحيط به غيره؛ فالعلي الأعلى المحيط بكل شيء الذي تكون الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه كيف يجب أن يكون تحت شيء مما هو عال عليه أو محيط به ويكون ذلك نقصاً ممتنعاً. وقد ذكر أن بعض المشايخ سئل عن تقريب ذلك إلى العقل فقال للسائل: إذا كان باشق كبير- نوع من الطيور -, وقد أمسك برجله حمصة أليس يكون ممسكاً لها في حال طيرانه, وهو فوقها ومحيط بها؛ فإذا كان مثل هذا ممكناً في المخلوق فكيف يتعذر في الخالق.
"درء التعارض" (3|281)
ـ[ابن ربيعة الأزدي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 04:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا,
الإشكال ليس حول علو السماء أو أسفليتها, وعلو العرش أو أسفليته. فالسماء والعرش في عليين.
الإشكال ربما يوضح بالآتي: إذا قام كل من بوجه الأرض (الكروية) الإنس والجن وأشاروا إلى السماء فوقهم في وقت واحد, وقالوا الله في السماء واعتقدوا أنهم يشيرون إليه تعالى حسّا, فهذا لا يمكن إلا أن يكون الله - تعالى وعز وجل - (لا أستطيع أن أكتب التوضيح ولو على سبيل المثال لأن فيه تجسيم وتشبيه وبطلان)
أرجو أن تكون الشبهة أوضح الآن, ولعل الله أن يرزقنا من يزيل الإشكال.
والسلام.
{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون, كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله, لا نفرق بين أحد من رسله, وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير - لا يكلف الله نفساً إلا وسعها, لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت, ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا, ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا, ربنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به, واعف عنّا واغفر لنا وارحمنا, أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافري - ن}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/255)
ـ[ابن ربيعة الأزدي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 04:48 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبدالباسط
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[04 - 08 - 07, 05:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا,
الإشكال ربما يوضح بالآتي: إذا قام كل من بوجه الأرض (الكروية) الإنس والجن وأشاروا إلى السماء فوقهم في وقت واحد, وقالوا الله في السماء واعتقدوا أنهم يشيرون إليه تعالى حسّا, فهذا لا يمكن إلا أن يكون الله - تعالى وعز وجل - (لا أستطيع أن أكتب التوضيح ولو على سبيل المثال لأن فيه تجسيم وتشبيه وبطلان)
لا أشكال و الحمد لله فالله عزوجل ليس كمثله شيء و لا يشبه علوه علو المخلوقات حتى يقال كيف يكون في السماء في مكة و في السماء في جهة أخرى
ـ[المقدادي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 07:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا,
الإشكال ليس حول علو السماء أو أسفليتها, وعلو العرش أو أسفليته. فالسماء والعرش في عليين.
الإشكال ربما يوضح بالآتي: إذا قام كل من بوجه الأرض (الكروية) الإنس والجن وأشاروا إلى السماء فوقهم في وقت واحد, وقالوا الله في السماء واعتقدوا أنهم يشيرون إليه تعالى حسّا, فهذا لا يمكن إلا أن يكون الله - تعالى وعز وجل - (لا أستطيع أن أكتب التوضيح ولو على سبيل المثال لأن فيه تجسيم وتشبيه وبطلان)
اخي بارك الله فيك هل قرأت ما أعطيتك إياه و ما اعطاك إياه الشيخ عبدالباسط من كلام شيخ الإسلام؟
ان قرأته و فهمت كلامه رحمه الله فقد ذهبت عنك هذه الشبهة
و اذا لم تفهمه اتابع معك:
فاما قولك: " إذا قام كل من بوجه الأرض (الكروية) الإنس والجن وأشاروا إلى السماء فوقهم في وقت واحد, وقالوا الله في السماء واعتقدوا أنهم يشيرون إليه تعالى حسّا, "
فأجبني على سؤالي الآتي:
هل كل من قام في نفس الوقت تكون السماء فوقه ام تحته؟
ان قيل: فوقه فقد زال الإشكال
و ان قيل: تحته فقد أخرج نفسه من زمرة العقلاء و اتى بقول لم يسبقه عليه عاقل و الله اعلم
ـ[أبو عبدالله الغربي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 01:40 ص]ـ
من كلام الشيخ عبدالكريم الحميد حفظه الله:
هنا مسألة مهمة ينبغي الاعتناء بها وهي معرفة العلو والتحت للكون وأن ذلك ثابت لا يتغير بخلاف عقائد الملاحدة الفاسدة فإنهم لا يثبتون علوا ثابتا وسفولا ثابتا مستقرا لأن الأرض في خيالهم وخيال مقلديهم ذرة هائمة سابحة في فضاء لا نهاية له. فالعلو يكون على حسب اعتقداهم دوران الأرض فضاء لا ينتهي وليس له جهة ثابتة كذلك التحت والسفل فإنه لا يثبت لهم، فاعلم أن أسفل الكون كله هو الأرض السابعة وفيها جهنم وهو الذي تنحط الأثقال كلها إليه وتقف عنده لو كان ما بينها وبينه مخروق في الأرضين.
وهذا من كل مكان من الأرض سواء اليابس أو الماء لأن السماء عالية على الأرض من كل جانب ولأن السماوات والأرضين ليس لهما إلا جهتان فقط ثابتتان وهما العلو والتحت أما اليمين والشمال والأمام والخلف فهذا نسبي فما كان يمين هذا ويكون شمال هذا وما كان أمام هذا يكون خلف هذا بخلاف العلو والسفل فهذا ثابت لا يتغير. فما نزل من السماء من كل جانب سقط على الأرض، صنع الله الذي أتقن كل شيء. لأن الأثقال منجذبة إلى المركز وهو الأرض السابعة السفلى.
وهذا الذي أذكره تقرير علمائنا رحمهم الله ابن تيمية وغيره.
إذا عرفنا أن الأرض السابعة السفلى في جوف الأرضين الست وأن أرضنا هذه الأولى في جوف السماوات السبع تبين لنا أن الأرضين السبع والسماوات السبع كلها كرة واحدة سطحها سطح السماء السابعة ومركزها الأرض السابعة السفلى، وأن العلو هو ما فوق الأرض من كل جانب و السفل هو الأرض السابعة ثم إن الأرض إنما سميت أرضا لسفولها. قال ابن القيم رحمه الله في (بدائع الفوائد): إنها بالنسبة إلى السماء تحت وسفل فعبر عنها بهذا اللفظ الجاري مجرى المصدر لفظا ومعنى.
وقال رحمه الله على لفظ الأرض أنه يصلح أن يعبر به عن كل ما له فوق وهو بالإضافة إلى ما يقابله سفل. ثم قال: فسماء كل شيء اعلاه وأرضه أسفله. انتهى
وهذا مما يبين ضلال الدهرية حيث يسمون الأرض كوكبا، وهم إنما سموها كذلك لأنه لا فرق بينها وبين هذه الكواكب في تخيلهم لأن الجميع عندهم دائر في فضاء لا ينتهي فلا ثبات في الكون كله عندهم ولا استقرار، والرب سبحانه وتعالى قال: ((والأرض وضعها للأنام)) يعني خفضاها في مركز العالم، قال ابن كثير رحمه الله: أي كما رفع السماء وضع الأرض ومهدها وأرساها بالجبال الراسيات الشامخات لتستقر لما على وجهها من الأنام وهم الخلائق المختلفة أنواعهم وأشكالهم وألوانهم وألستنهم في سائر أقطارها وأرجائها. انتهى.
من صدّق الملاحدة وتابعهم في هذا الاعتقاد (اي دوران الارض ومستلزماته) فإنما خطفه الشيطان وسافر به سفرا خياليا وهميا لا حقيقة له ولا وجود، ليضله عن ربه كما أضل الملاحدة الذين أنكروه فليس هو عندهم ربا خالقا حكيما رحيما مدربا قاهرا فوق عباده فلا يدري أين هو. إن أثبت أنه الأعلى فوق مخلوقاته تناقض بهذه العقيدة التي لا يتفق له مع تمسكه بها علوا ثابتا ولا سفولا ثابتا لأن ما كان اليوم فوقه يكون غدا تحته والأرض في مخيلته هباءة سابحة في فضاء لا نهاية له. فهكذا انتهت هذه النظرية إلى التعطيل كما بدأت منه وأي ضلال أعظم من هذا؟. وقد كان تعطيل الجهمية مبدؤه كلمة واحدة وهو القول بخلق القرآن.
قوله: "تحت الأرض" (جزء لقول لابن عباس رضي الله عنه). نسبة لما يتوهمه الإنسان في البداية من أن مَنْ في ذلك الجانب يكون تحتا وليس كذلك لأن التحت هو الأرض السابعة السفلى وهو جوف الأرض ويسمى المركز وهو محط الأثقال، فالأثقال من كل جانب تنجذب إليه وتنتهي إليه، ولو كان من في تلك الناحية تحت لكنا نحن ههنا تحت فنحن بالنسبة لمن هناك كما هم بالنسبة إلينا، والسماء من كل مكان في الأرض عالية على الأرض، انظر الرسالة العرشية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد وضح ذلك وبينه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/256)
ـ[الجعفري]ــــــــ[05 - 08 - 07, 02:24 ص]ـ
أخي وفقنا الله وإياك:
إن كان قلبك مطمئن بالله وصفاته وعقيدتك صافية راسخة فلا تشوشها بهذه الشبه، ودع عنك مثل هذه الأفكار التي لم تكن عند الصحابة والسلف، إنما عرف كثير من الشبه بعد عصر الصحابة خصوصاً في مسائل الصفات.
هذه وجهة نظري ..
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[05 - 08 - 07, 02:27 ص]ـ
أخي وفقنا الله وإياك:
هذه وجهة نظري ..
و نعم الوجهة
ـ[سعيد بن محمد بيهي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 01:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن وسط جوف الأرض هو منتهى السفل كما يدل عليه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته العرشية، وكل ما فوقه من أي جهة هو علو بالنسبة إليه حقيقة، وهو الذي تشهد له الفطرة التي لم تتغير بأساليب النظر العقلي المتعمِّق، والذي يخالف النظر العقلي الفطري الذي جاء الوحي بتسديده، ولهذا لم يقم في ذهن السواد الأعظم ممن لن تفسد فطرهم أن الله تبارك وتعالى في العلو من أي جهة رفعوا نظرهم إليه. وبناءً على ذلك لا أرى وجها لأي استشكال يمكن أن يستشكله مستشكل.
أسأل الله أن يدفع عنكم على شبهة، ويدرأ عنكم كل ريبة، وأن يمتعكم بثلج اليقين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[سعيد بن محمد بيهي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 01:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن وسط جوف الأرض هو منتهى السفل كما يدل عليه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته العرشية، وكل ما فوقه من أي جهة هو علو بالنسبة إليه حقيقة، وهو الذي تشهد له الفطرة التي لم تتغير بأساليب النظر العقلي المتعمِّق، والذي يخالف النظر العقلي الفطري الذي جاء الوحي بتسديده، ولهذا لم يقم في ذهن السواد الأعظم ممن لن تفسد فطرهم أن الله تبارك وتعالى ليس في العلو من أي جهة رفعوا نظرهم إليه. بل إن ذلك الإدراك الفطري يبدههم بحيث لا يستطعيون له دفعا حتى لو أرادوا.
ولا يخفى على مشتغل بالعقليات أن الدليل الفطري البديهي من أعظم ما يفيد العلم الضروري الذي لا يمكن أن تقوم دلالة عقل صريح على مناقضته بأي حال من الأحوال. وبناءً على ذلك لا أرى وجها لأي استشكال يمكن أن يستشكله مستشكل.
أسأل الله أن يدفع عنكم على شبهة، ويدرأ عنكم كل ريبة، وأن يمتعكم بثلج اليقين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.(43/257)
نظم الأصول الثلاثة المسمى "تسهيل الحفظ والوصول"
ـ[الأنصارية]ــــــــ[03 - 08 - 07, 03:10 ص]ـ
تسهيل الحفظ والوصول نظم الثلاثة الأصول
ترجمة الناظم (1):
هو العلامة الفقيه الأديب الشاعر الشيخ عمر بن إبراهيم بن عبدالقادر ابن العلامة مفتي المدينة النبوية ولد رحمه الله في المدينة النبوية عام 1309 هـ
شيوخه:
تلقى العلم على كبار علماء المدينة منهم الشيخ حمدان الونيسي والشيخ ملا سفر والشيخ محمد الطيب الأنصاري
مذهبه:
كان سلفي العقيدة وكان يتمذهب بمذهب الإمام أبي حنيفة ـ رحمه الله ـ
تلاميذه:
منهم علي بن حسن الشاعر وعبد الحق العباسي ومحمد ملا والشيخ عمر فلاتة المدرس بالمسجد النبوي
مؤلفاته:
1. سيف الحق على من لايرى الحق
2. ديوانه
3. تسهيل الحفظ والوصول نظم الثلاثة الأصول
وفاته:
توفي رحمه الله في العاشر من شوال عام 1378 هـ عن تسعة وستين عاماً ودفن في البقيع
(1) أصل هذه الترجمة من المعتي بالمنظومة مجد بن أحمد مكي لكنها مختصرة لطولها وقد طبعت عن دار البشائر الإسلامية ودار نور المكتبات بعنوان (تسهيل الوصول إلى الثلاثة الأصول رتبها العلامة الشيخ محمد الطيب الأنصاري ويليه تسهيل الحفظ والوصول نظم الثلاثة الأصول نظمها الشيخ عمر بن إبراهيم البري المدني) وقد طبعت عام 1419 هـ
-------------------------------------------------
1 الحَمْدُ للهِ عَلَى التَّوحِيدِبِلا تَوَقُّفٍ وَلا تَرْدِيدِ
2 نَحْمَدُهُ وَلا إِلَهَ غَيرُهُوَكُلُّ شَيء ٍخيرُهُ وَمَيرُهُ
3 ثُمَّ صَلاةُ اللهِ بِالتَّسْلِيمِعَلَى النَّبِيِّ الهَاشِمِيْ الكَرِيمِ
4 مُحَمَّدِ الدَّاعِي إِلى توحِيدِهِوَعَبْدِهِ المُرْسَلِ في عَبِيدِهِ
5 وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الأَخْيَارِفَإِنَّهُمْ مِنْ خِيرَةِ الأَبرَارِ
المسائل الأربع
6 وَبَعْدُ فَاعْلَمْ يَا أَخِي مَا قَدْ وَجَبْعَلَيكَ مِنْ تَعْلِيمِهِ كَيْلا تُصَبْ
7 بِسُخْطِ رَبِّكَ الذِي أَنشَاكَاكَيْلا تَكُونَ مُشْرِكاً لِذَاكَا
8 أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَيكَ أَرْبَعَهْمَسَائِلٌ تَحْوِي بِهِنَّ مَنْفَعَهْ
9 أَوَّلُهَا: العِلْمُ وَذاَ في المَعْرِفَهْللهِ وَالنَّبِيِّ وَالدّيِنِ مَعَهْ
10 أَعْنِي بِهِ الإِسْلامَ بِالأَدِلَّةِفَمِلَّةُ الإِسْلامِ خَيرُ مِلَّةِ
11 وَثَنِّ بَعْدَهُ بِأَنْ تَعْمَلَ بِهْتَكُنْ بِذَاكَ كَامِلاً ثُمَّ انْتَبِهْ
12 وَاصْبِرْ عَلَى الأَذَى وَتْلكَ الرَّابِعَهْفِيهِ تَكُنْ ذَا مُهْجَةٍ مُطَاوِعَهْ
13 فَالعِلْمُ قَبْلَ القَولِ ثُمَّ العَمَلِدَلِيلُهُ مِنَ الكِتَابِ مُنجَلِي
المسائل الثلاث
14 فَوَاجِبٌ عَلَيكَ يَا ذَا المُسْلِمُأَو إِنْ تَكُنْ مُسْلِمَةً يَسْتَلْزِمُ
15 تَعَلُّمُ الثَّلاثَةِ المَسَائِلِوَعَمَلٌ بِهِنَّ لا كَالجَاهِلِ
16 فَاعْلَمْ بِأَنَّ الله حِينَ خَلْقِنَابِأَمْرِهِ وَسَوْقِهِ لِرِزْقِنَا
17 مَا تَرَكَ الخَلْقَ جَمِيعاً هَمَلابَلْ أَرْسَلَ الرُّسْلَ لَهُمْ بَينَ المَلا
18 وَنَحْنُ مِنْ أُمَّةِ خَيرِ مُرْسَلِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ المُفَضَّلِ
19 فَمَنْ أَطَاعَهُ لَهُ الجِنانُوَمَنْ عَصَى فحَظُّهُ النِّيرَانُ
20 وَذا جَمِيعُهُ مِنَ الكِتَابِدَلِيلُهُ هُدِيِتَ للصَّوَابِ
21 وَالله لا يَرْضَى بِأَنْ يُشْرَكَ فيعِبَادَةٍ مَعْهُ بِثَانٍ يَقْتَفِي
22 لا مَلَكٌ مُقرَّبٌ وَلا نَبِيوَلَو يَكُونُ مُرْسَلاً قَدِ اجْتُبِي
23 فَالجُزْءُ مِنْ عِبَادَةٍ لِمَا سِوَاهْكُفْرٌ مُخَالِفٌ لِمَا فِيهِ رِضَاهْ
24 فَإِنْ تَكُنْ بِطَاعَةِ الرَّسُولِمُتَّصِفاً بِوَصْفِهَا الجَمِيل ِ
25 مُوَحِّداً للهِ لا يَجُوزُلَكَ المُوَالاةُ لِمَنْ يَحُوزُ
26 عَدَاوَة اللهِ مَعَ الرَّسُولِمُحَادِداً مُنَابِذ المْعُقولِ
27 وَلَو يَكُونُ مِنْكِ ذَا قَرَابَهْفَاتْلُ الكِتَابَ تَعْلَمَنْ صَوَابَهْ
28 إِنَّ الحَنِيفِيَّةَ خَيرُ مِلَّةِمِلَّةُ إِبْرَامَ حَلِيفِ الخُلَّةِ
29 أَنَّ تَعْبُدَ اللهَ مُوَحِّداً لَهُوَمُخْلِصَ الطَّاعَةِ لا تُمَوّهُ
30 بِذَاكَ أَمْرُ اللهِ في العِبَادِقَدْ جَاءَ يَحْدُوهُمْ إِلى السَّدَادِ
31 وَخَلْقُنَا لَهَا أَتَى بِالحَصْرِوَمَا خَلَقْتُ الجِنَّفَاتْلُ تَدْرِ
الأصول الثلاثة
32ثَلاثَةٌ أُصُولُ هذَا الدِّيِنِمَعْرِفَةُ العَبْدِ مَعَ اليَقِينِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/258)
33 للهِ وَالرَّسُولِ تَتْلُو دِينهُمُثْبِتاً بِعِلْمِهِ يَقِينهُ
الأصل الأول
معرفة العبد ربه
34 مَعْرِفَةُ اللهِ عَلَيكَ فَرْضُوَجَهْلُهَا ظُلْمٌ وَكُفْرٌ مَحْضُ
35 فَرَبُّكَ الله الذِيِ رَبَّاكَاوَالعَالَمِينَ نِعْمَةً أَعْطَاكَا
36 فَإِنْ عَرَفْتَ ذَاكَ فَالمَعْبُودُاللهُ لا غَيرُ وَلا جَحُودُ
37 وَكُلُّ مَنْ سِوَاهُ حَقَّاً عَالَمُوَأَنْتَ مِنْهَا وَاحِدٌ مُلازَمُ
38 عَرَفْتَهُ بِالَخْلِقِ وَالآيَاتِوَكَمْ تَرَى فِيهِ مِنَ الإِثْبَاتِ
39 فَالأَمْرُ وَالخَلْقُ لَهُ قَدْ حُصِرَاوَلا جِدَالَ فِيهِمَا وَلا مِرَا
40 وَاعْلَمْ فَعِلْمُ المَرْءِ حَقّاً يَنْفَعُهْيُنْقِذُهُ مِنْ جَهْلِهِ بَلْ يَرفَعُهْ
41 أَنْوَاعَ مَا أُمِرْتَهُ يَا ذَا الفَتَىمِنَ العِبَادَاتِ بِنَظْمِي قَدْ أَتَى
42 إِسْلامُنَا الإِيَمانُ وَالإِحْسَانُكَذَا الدُّعَا وَالخَوفُ وَالتُّكْلانُ
43 كَذَا إِنَابَةٌ خُشُوعٌ رَغْبَهْكَذَا رَجَاءٌ , خَشْيَةٌ , وَرَهْبَهْ
44 مَعَ اسْتِعَاذَةٍ وَالإِسْتِعَانَهْوَالذَّبْحِ وَالنَّذْرِ مَعَ اسْتِغَاثَهْ
45 فَإِنْ صَرَفْتَ وَاحِداً لِغَيرِهِفَقَدْ صُرِفْتَ يَا فَتَى عَنْ خَيِرِه
46 وَكُنْتَ كَافِراً وَكُنْتَ مُشْرِكَافَاحْرِصْ رَعَاكَ اللهُ أَنْ لا تُشْرِكَا
الأصل الثاني
معرفة العبد دينه
47 مَعْرِفَةُ الإِسْلامِ بِالأَدِلَّةِتُدْرِكُهَا فَكُنْ لَهَا ذَا خُلَّةِ
48 بِأَنْ تُرَى مُسْتَسْلِماً للهِمُوَحِّداً وَلا تَكُنْ بِاللاَّهِي
49 كَذَا لَهُ تَنْقَادُ بِالطَّاعَاتِمُلازِماً فِيَها وَذَا ثَبَاتِ
50 مُخَلِّصاً نَفْسَكَ مِنْ شِرْكٍ كَذَاوَذَاكَ مَعْنَاهُ الحَقِيقِي فَخُذَا
مراتب دين الإسلام
51 وَهْوَ أَتَى عَلَى ثَلاثَةٍ رُتَبْإِسْلامٌ اْيمَانٌ وَإِحْسَانٌ حَسَبْ
52 وَكُلُّ رُتْبَةٍ لَهَا أَرْكَانُتُبْنَى بِهَا وَهَكَذَا البَيَانُ
1 ـ الإسلام
53 أَرْكَانُ إِسْلامٍ أَتَتْكَ خَمْسَهْفَعِلْمُهَا احْذَرْ يَا أَخِي لا تَنْسَهْ
54 فَوَاحِدٌ مِنْهَا الشَّهَادَتَانِكَذَا الصَّلاةُ يَا أَخِي الإِتْقَانِ
55 كَذَاكَ إِيَتاءُ الزَّكَاةِ عَدَّهْوَصَومُ رَمَضَانَ أَتَاكَ بَعْدَهْ
56 وَحَجُّ بَيتِ اللهِ في التَّتْمِيمِلِلمُسْتَطِيعِ فَخُذَنْ تَعْليمِي
2 ـ الإيمان
57 وَالرُّتْبَةُ الثَّانِيَةُ الإِيمَانُإِقْرَارُهُ أَنْ يَلْفِظَ اللّسَانُ
58 مَعَ اعْتِقَادٍ دَاخِلَ الجَنَانِوَعَمَلٍ بِكَامِلِ الأَرْكَانِ
59 يَزِيدُ بِالطَّاعَاتِ مِنْ إِنْسَانِوَنَاقِصٌ تَلْقَاهُ بِالعِصْيَانِ
60 شُعَبُهُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَتَتْأَفْضَلُهَا التَّشْهِيدُ للهِ ثَبَتْ
61 إِمَاطَةُ الأَذَى كَذَا أَدْنَاهَاوَكُلُّ ذَا ذُو ثِقَةٍ رَوَاهَا
62 مِنْ مُسْلِمٍ كَذَا أَبُو داَوُدِكَذَا النَّسَائِي وَهُوَ في العَدِيدِ
63 كَذَا ابنُ مَاجَهْ حَكَمُوا بِالصِّحَّةِفَنِعْمَ مَا أَتَوا بِهِ مِنْ نِعْمَةِ
64 وَسِتَّةٌ أَرْكَانُهُ قَد ثَبَتَتْوَكُلُّهَا مِنَ الكِتَابِ قَدُ أَتَتْ
65 إِيمَانُنَا بِاللهِ ذَاكَ الأَوَّلُوَفِي الكِتَابِ ذِكْرُهُ مُفَصَّلُ
66 مَلائِكٌ كَذَاكَ ثُمَّ الكُتُبُوَالأَنْبِيَاءُ كُلُّهَا تُرَتَّبُ
67 وَاليَومُ يَومُ الآخِرِ المَوعُودُوَقَدَرٌ يَضُمُّهُ التَّعْدِيدُ
68 لِخيرِه وَشَرِّه كُلُّ أَتَىمِنْ عِنْدِ رَبّ في الكِتَابِ ثَبَتَا
69 فَاقْرَأْ مِنَّ النِّسَا وَلَيسَ البِرَّإِقْتَرَبَتْ كَذَاكَ تَلْقَى القَدَرَا
3 ـ الإحسان
70 وَالرُّتْبَةُ الثَّالِثَةُ الإِحْسَانُمَرتَبَةُ الأَبرَارِ يَا إِنْسَانُ
71 أَنْ تُعْبُدَ اللهَ كَأَنكَ تَرَاهْعَلَيكَ في تَتْمِيمِهِ مِمَّنْ رَوَاهْ
72 وَذَاكَ رُكْنٌ وَاحِدٌ لَهُ فَقَطْدَلِيلُهُ مِنَ الكِتَابِ مُلْتَقَطْ
الأصل الثالث
معرفه العبد نبيه
73 مَعْرِفَةُ النَّبِيِّ حَقّاً تَلْزَمُإِذْ مِنْهُ تَرْوِي الدِّينَ يَا ذَا المُسْلِمُ
74 مُحَمَّدٍ ذَاكَ ابْنُ عَبْدِ اللهِفَالنَّسَبُ الشَّرِيفُ في الأَفْوَاهِ
75 مِنْ هَاشِمٍ وَمِنْ قُرَيشٍ في الحَسَبْوَهْيَ مِنَ العُرْبِ الكِرَامِ تُنْتَسْب
76 وَالعُرْبُ ذُرِيَّةُ إِسْمَاعِيلِابِنِ الذِي سُمِّيَ بِالخَلِيلِ
77 وَعُمْرُهُ سِتُّونَ فَالزِّيَادَهْثَلاثَةٌ أُعْطِي بِهَا مُرَادَهْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/259)
78 مُنَبَّأٌ مِنْ بَعْدِ أَرْبَعِينَوَمُرْسَلٌ في فَاضِلِ السِّنِينَ
79 نُبِئَ بِاقْرَأْ بِاسْمِ ثُمَّ أُرْسِلابِسُورَةِ المُدَّثّر الَّتِي تَلا
80 وَمَكَّةٌ بَلَدُهُ المُكَرَّمُوَفِيهِ بَيتُ اللهِ ثُمَّ الحَرَمُ
81 بَعَثَهُ اللهُ لَنَا يَدْعُونَابِأَنْ نَرَى التَّوْحِيدَ فِينا دِيْنا
82 وَمُنْذِراً لَنَا لِئَلاَّ نُشْرِكَافَاتْلُ الكِتَابَ تَلْقَ فِيهُ سُؤْلَكَا
83 عَشْرُ سِنِينَ ثُمَّ بَعْدَهَا عُرِجْبِهِ إِلى السَّمَاء كَيْمَا يَبْتَهِجْ
84 وَفُرِضَتْ فِيَها الصَّلاةُ خَمْسَاأَتَى بِهَا الجِنَّ مَعاً وَالإِنْسَا
85 بِمَكَّةَ أَتَى بِهَا أَعْوَامَاثَلاثَةً وَبَعْدَهَا إِلْزَامَا
86 أَمَرَهُ الرَّبُّ إِلى المَدِينَهْبِهِجْرَةٍ يَنْشُرُ فِيَها دِيْنَهْ
87 وَحُكْمُ هَذِي الهِجْرَةِ المَذْكُورُلِيَومِ حَشْرٍ فَهْمُهُ يَدُورُ
88 مِنْ بَلَدِ الشِّرْكِ إِلى الإِسْلامِيَبْقَى كَذَا حُكْماً عَلَى الدَّوَامِ
89 دَلِيلُهُ السُّنَّةُ وَالكِتَابُفَلا تَكُنْ في أَمْرِهِ تَرْتَابُ
90 وَبَعْدَمَا اسْتَقَرَّ وَسْطَ طَابَهْوتُمِّمَتْ مِنْهُ لَهُ الإِجَابَهْ
91 أَخَذَ في بَقِيَّةِ الشَّرَائِعِيَنْشُرُهَا بَينَ الوَرَى للطَّائِعِ
92 كَذَاكَ لِلعَاصِي يَعُمُّ حُكْمُهَاقَدْ جَاءَ في الكِتَابِ فِينَا رَسْمُهَا
93 مِثْلُ الزَّكَاةِ وَكَذَا الصِّيَامُوَالحَجُّ وَالجِهَادُ وَالإِعْلامُ
94 وَالأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ كَذَاعَنْ مُنْكَرٍ وَغَيرَ ذَلِكَ خُذَا
95 مِمَّا بَقِيْ مِنْ شِرْعَةِ الإِسْلامِعَشْرُ سِنِينَ وُهْوَ فِيَها سَامِي
96 ثُمَّ أَجَابَ دَاعِيَ الكَرِيمِوَدِينُهُ بَاقٍ بِلا تَكْلِيمِ
97 وَدِينُهُ لا خَيرَ إِلاَّ دَلَّنَاعَلَيهِ في ذَا إِنْسَنَا وَجِنَّنَا
98 وَدِينُهُ لا شَرَّ إِلاَّ حَذَّرَاعَنْهُ وَكَانَ الخَيرُ فِيمَا أَخْبَرَا
99 وَكُلُّهُ في قَبْضَةِ التَّوحِيدِفِيهِ رِضَا اللهِ عَلَى العَبِيدِ
100 وَالشَّرُّ مَجْمُوعٌ بِأَيْدِي الشِّرْكِيَكْرَهُهُ اللهُ بِغَيرِ شَكِّ
101 وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ حَقّاً أَوْجَبَاطَاعَةَ ذَاكَ المُصْطَفَى وَالمُجْتَبَى
102 عَلَى جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ طُرَّامِنْ جِنِّهَا وَإِنْسِهَا قُلْ جَبْرَا
103 وَكَمَّلَ اللهُ بِهِ الدِّينَ لَنَاوَزَالَ عَنَّا كُلُّ شِرْكٍ وَعَنا
104 وَمَاتَ وَالدَّلِيلُ في القُرْآنِمُفَصَّلٌ في غَايَةِ البَيَانِ
105 وَالنَّاسُ يُبْعَثُونَ بَعْدَ المَوْتِمُحَاسَبُونَ مَا لِذَا مِنْ فَوتِ
106 جَزَاؤُهُمْ إِزَاءَ أَعْمَالٍ لَهُمْمَنْ أَحْسَنُوا الحُسْنَى حَقِيقاً حَظُّهُمْ
107 وَمَنْ أَسَاءَ فَالعِقَابُ قِسْمُهْبِعَمَلٍ مِنْهُ وَذَاكَ إِثْمُهُ
108 وَالبَعْثُ مَنْ يُنْكِرُهُ فَقَدْ كَفَرْفَاتْلُ القُرَآنَ وَأَجِلْ فِيهِ النَّظَرْ
109 وَأَرْسَلَ اللهُ جَمِيعَ الرُّسُلِمُبَشِّرِينَ مُنْذِرِين كُمُلِ
110 كَي لا يَكُونَ حُجَّةٌ يُدْلِي بِهَاالناسُ يَومَ الحَشْرِ كُنْ مُنْتَبِهَا
111 أَوَّلُهُمْ نُوحٌ وَعُقْبَاهُمْ هُدَىمُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا مَنْ وَحَّدَا
112 صَلَّى عَلَى الجَمِيعِ جَبَّارُ السَّمَاوَآلِهمْ وَصَحْبِهِمْ وَسَلَّمَا
113 وَكُلُّهُمْ دَاعٍ إِلى التَّوْحِيدِفي أُمَّةٍ لَهْ بِلا تَرْدِيدِ
114 للهِ وَحْدَهُ وَذَاكَ الدِّينُدَعْوَتُهُمْ لِمَنْ بِهِ يَدِينُ
115 وَكُّلُهُمْ نَاهٍ عَنِ الطَّاغُوتِكَيْلا يَكُونَ الأَمْرُ بِالتَّفْويتِ
116 مُفْضٍ إِلى الشِّرْكِ وَقَدْ أُمِرْنَابِالكُفْرِ بِالطَّاغُوتِ إِذْ بُلِّغْنَا
117 وَإِنْ تُرِدْ مَعْنَاهُ فَاعْرِفْهُ فَمَاتَجَاوَزَ العَبْدُ بِهِ الحَدَّ عَمَى
118 وَذَاكَ مِنْ مَعْبُودٍ أَوْ مَتْبُوعِأَوْ مِنْ مُطَاعٍ زَلَّ عَنْ تَشْرِيعِ
119 إِنَّ الطَّوَاغِيتَ كَثِيرٌ عَدُّهَاوَخَمْسَةٌ رُؤُوسُهُمْ تَحُدُّهَا
120 إِبْلِيسُ أَوَّلُهُمْ عَلَيهِ اللَّعْنَهْوَيلٌ لِمَنْ يَتْبَعُهُ وَالمِحْنَهْ
121 وَمَنْ مِنَ الخَلْقِ تَرَاهُ يَعْمَدُبِأَنْ يَكُونَ كَالإِلَهِ يُعْبَدُ
122 وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلى عِبَادِتَهْكَمِثْلِ مَنْ قَدْ زَلَّ في إِرَادَتِهْ
123 وَالمُدَّعِي في النَّاسِ عِلْمَ الغَيبِوَليسَ يَخْشَى في الوَرَى مِنْ عَيبِ
124 وَالحَاكِمُ الغَاوِي بِغَيرِ المُنْزَلِكَمِّلْ بِهِ خَمْسَتَهُمْ وَأَجْمِلِ
125 دَلِيلُهُ آيَةُلا إِكْرَاهَتَمّمْهُ تَفْهَمْ يَا أَخِي مَعْنَاهَا
126 مَعْنَاهُ: لا إِلَه إِلا اللهُوَكُلُّ ذَا في ضِمْنِهِ تَلْقَاهُ
127 وَاعْلَمْ أُخَيَّ أَنَّ رَأْسَ الأَمْرِمِنْ رَبِّنَا الإِسْلامُ فَافْهَمْ تَدْرِ
128 كَذَا عَمُودُهُ الصَّلاةُ مِنَّافَاتْلُ الحَدِيثَ يَا أَخِي تَهَنَّا
129 وَذِرْوَةُ السَّنَامِ للإِسْلامِجِهَادُنَا للهِ في الأنَامِ
130 لِمَقْصِدِ الإِعْلاء للتَّوحِيدِوَهَكَذَا الأَمْرُ بِلا تَفْنِيدِ
131 وَالحَمْدُ للهِ عَلَى التَّمَامِكَفَى بِذَاكَ نِعْمَةَ الإِسْلامِ
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/260)
ـ[الأنصارية]ــــــــ[03 - 08 - 07, 03:17 ص]ـ
نأسف على تشابك الأبيات
فإنها بينها فاصل لكنه للأسف لم يظهر في الصفحة
ـ[المقدادي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 03:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و رحم الله العلامة عمر بن إبراهيم
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 08 - 07, 04:13 ص]ـ
وأظن أن هناك نظم للمتن للشيخ سعود الشريم إمام المسجد الحرام واسمه (إسراج الخيول)
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[09 - 08 - 07, 04:24 م]ـ
جزيتم خيراااااااااااااااااا(43/261)
من أصول أهل السنة والجماعة: سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[محمد اقصبي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 12:36 م]ـ
ومن أصول أهل السنة والجماعة: سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصفهم الله به في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10].
وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهالا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصِيفَه). ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع، من فضائلهم ومراتبهم، فيفضلون من أنفق من قبل الفتح ـ وهو صلح الحديبية ـ وقاتل على من أنفق من بعده وقاتل، ويقدمون المهاجرين على الأنصار، ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر ـ وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر ـ: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)، وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة.
ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، كالعشرة، وكثابت بن قيس بن شماس، وغيرهم من الصحابة.
ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وعن غيره، من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، ويثلثون بعثمان، ويربعون بعلي ـ رضي الله عنهم ـ كما دلت عليه الآثار، وكما أجمع الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ على تقديم عثمان في البيعة، مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي ـ رضي الله عنهما ـ بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر ـ أيهما أفضل، فقدم قوم عثمان وسكتوا، أو ربعوا بعلي، وقدم قوم عليًا، وقوم توقفوا، لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان، وإن كانت هذه المسألة ـ مسألة عثمان وعلي ـ ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة، لكن المسألة التي يضلل المخالف فيها هي مسألة الخلافة.
وذلك أنهم يؤمنون بأن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء الأئمة فهو أضل من حمار أهله.
ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غَدِير خُمّ: (أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي)، وقال ـ أيضًا ـ للعباس عمه ـ وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم ـ فقال: (والذي نفسي بيده، لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم).
ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة، خصوصًا خديجة ـ رضي الله عنها ـ أم أكثر أولاده، وأول من آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية.
والصديقة بنت الصديق ـ رضي الله عنهما ـ التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).
ويتبرؤون من طريقة الروافض، الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، ومن طريقة النواصب، الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل، و يمسكون عما شجر بين الصحابة.
ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والصحيح منه هم فيه معذورون، إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون.
وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر، حتى إنه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم، وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنهم خير القرون) وأن المد من أحدهم إذا تصدق به، كان أفضل من جبل أحد ذهالا ممن بعدهم.
ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه، أو غفر له بفضل سابقته، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلى ببلاء في الدنيا كفر به عنه، فإذا كان هذا في الذنوب المحققة، فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين، إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطؤوا فلهم أجر واحد، والخطأ مغفور لهم؟
ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر، مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم، من الإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيله، والهجرة والنصرة، والعلم النافع، والعمل الصالح.
ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة، وما مَنَّ الله به عليهم من الفضائل، علم يقينًا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم هم الصفوة من قرون هذه الأمة، التي هي خير الأمم وأكرمها على الله تعالى.
ومن أصول أهل السنة والجماعة: التصديق بكرامات [في المطبوعة: [بكرمات] والصواب ما أثبتناه] الأولياء، وما يجرى الله على أيديهم من خوارق العادات، في أنواع العلوم والمكاشفات، وأنواع القدرة والتأثيرات، كالمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها، وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الأمة، وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة.
من فتاوى شيخ الاسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/262)
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 08 - 07, 04:08 ص]ـ
وبالتحديد من العقيدة الواسطية
وجزاك الله خيرا(43/263)
هل الجهاد عبادة؟
ـ[كفاح جلال]ــــــــ[03 - 08 - 07, 05:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
إخوتي في الله بارك الله فيكم،
بينما كنت منهمكا في البحث الدراسي واجهت مسألة لم أفكر بها من قبل. هل نستطيع أن نعتبر الجهاد عبادة؟
جزاكم الله ألف خير على إعطائي بعض الوقت للرد على هذا السؤال المحير؟
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 07:16 م]ـ
حياك الله أخي ..
تعريف العبادة هو اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
والجهاد أمر الله به وحث عليه ورتب عليه ثمرات ليست لغيره.
بل والجهاد عده رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الأعمال تارة يكون بعد الإيمان وتارة بعد الصلاة وفي مواضع عديده.
ولا ينكر أي شخص من المسلمين أن الجهاد من أجل العبادات التي أمر الله بها , ولا ينكر هذا إلا من لم يقرأ القرآن أو لم يمر على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[05 - 08 - 07, 02:54 ص]ـ
ذروة سنام الاسلام.(43/264)
قول بعض المتأخرين " الحكمة من خلق الجن والإنس العبادة "
ـ[بوعلي التميمي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 06:00 م]ـ
قال الشيخ الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي:
قوله تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
خلق الله الثقلين لهذه الغاية وهو تحقيق العبادة لله عز وجل , وقد جاء في كلام بعض أهل العلم
خصوصًا المتأخرين أنهم يقولون " الحكمة من خلق الإنس والجن العبادة " , والذي جاء في كلام
المحققين كشيخٍ الإسلام والأمين الشنقيطي أن الغاية من خلق الإنس والجن تحقيق العبادة ,
وهذه الكلمة أدق؛ لأن الحكمة متحققة في خلق المؤمن والكافر فهل الكافر إذا كفر خرج عن حكمة
الله عز وجل! , من هنا قال شيخ الإسلام إنه ما من مخلوق إلا وله حكمة , والله عز وجل لا يخلق
الشر المحض , حتى خلقُ إبليسَ فإن فيه حكمة وهي وجود الكفر وبناء عليه وجد الجهاد , و تحصل
الأذية للمؤمنين فترتفع درجاتهم , فالحكمة متحققةٌ من خلق هذه وهذا , أما الغاية التي خُلِقَ لها
الثقلين - وهي العبادة - هي التي تحققت في المؤمنين , وهذا مما يدلُ على أن ما قضى الله به
كونًا لايخالف الحكمة ... " مفرغ من شرح الشيخ على الأصول الثلاثة
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 12:32 ص]ـ
رفع الله قدر الشيخ الرحيلي ونفعنا بعلمه. . . آمين
ـ[أبو عبدالله الغربي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 01:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[بوعلي التميمي]ــــــــ[10 - 08 - 07, 05:22 م]ـ
الأخ ابن محمد علي .. بارك الله فيك
الأخ المغربي .. وجزاكَ الله خيرًا
نسأل أن يحفظ الشيخ ويبارك في علمه(43/265)
من ادعى رؤية النبى في اليقظة يكذب
ـ[أحمد عبد المعبود]ــــــــ[03 - 08 - 07, 08:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل إذا ادعى أحد رؤية النبى في اليقظة يكذب مهما كان علمه وفضله أم يتوقف في أمره أفتونا جزاكم الله خيراً
وشكراً
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 08 - 07, 02:10 ص]ـ
من ادعى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بعد وفاة النبي فهو كاذب
والله أعلم
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[06 - 08 - 07, 02:48 ص]ـ
من ادعى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بعد وفاة النبي فهو كاذب
والله أعلم
قد لا يكون كاذبا ولكن الشيطان تلاعب به، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الباب:
وكثير من الناس أهل العبادة والزهد من يأتيه في اليقظة من يقول إنه رسول الله ويظن ذلك حقا ومن يرى إذا زار بعض قبور الانبياء أو الصالحين أن صاحب القبر قد خرج اليه فيظن أنه صاحب القبر ذلك النبي أو الرجل الصالح وإنما هو شيطان أتى في صورته إن كان يعرفها وإلا أتى في صورة انسان قال إنه ذلك الميت وكذلك يأتي كثيرا من الناس في مواضع ويقول انه الخضر وإنما كان جنيا من الجن ولهذا لم يجترئ الشيطان على أن يقول لأحد من الصحابة إنه الخضر ولا قال أحد من الصحابة إني رأيت الخضر وإنما وقع هذا بعد الصحابة وكلما تأخر الامر كثر حتى إنه يأتي اليهود والنصارى ويقول انه الخضر ولليهود كنيسة معروفة بكنيسة الخضر وكثير من كنائس النصارى يقصدها هذا الخضر والخضر الذي يأتي هذا الشخص غير الخضر الذي يأتي هذا ولهذا يقول من يقول منهم لكل ولي خضر وإنما هو جني معه
كما تصور لقريش في صورة سراقة ابن مالك بن جعشم وكان من اشراف بني كنانة قال تعالى {وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وأني جار لكم} الآية فلما عاين الملائكة ولى هاربا ولما رجعوا ذكروا ذلك لسرادقة فقال والله ما علمت بحربكم حتى بلغني هزيمتكم.
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 08 - 07, 03:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا, ولكن الكذب قد يطلق على الإخبار بخلاف الواقع وهو أخبر بخلاف الواقع بغض النظر عن السبب على أنه ليس له أن يصدق من يقول له إنه النبي
ـ[أحمد عبد المعبود]ــــــــ[06 - 08 - 07, 05:13 ص]ـ
ولكن هناك اشكال إن قلت له إنه من تلبيس الشيطان قال لي إن الشيطان لا يتلبس بالنبى فالحديث الذين يستدلون به يقول فإن الشيطان لا يتلبس بي
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[06 - 08 - 07, 01:27 م]ـ
ولكن هناك اشكال إن قلت له إنه من تلبيس الشيطان قال لي إن الشيطان لا يتلبس بالنبى فالحديث الذين يستدلون به يقول فإن الشيطان لا يتلبس بي
معنى الحديث والله أعلم، أن الشيطان لا يتلبس بالهيئة الحقيقية للرسول صلى الله عليه وسلم، فقد يأتيه في أي صورة ويقول له: أنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. وابن سيرين حينما كان يأتيه من يقول بأنه رأى الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام يقول له صفه لي، ليتبين له هل هي الهيئة الحقيقية للرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
ومما جاء في صحيح البخاري:
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ اِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ اَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " لَيَرِدَنَّ عَلَىَّ نَاسٌ مِنْ اَصْحَابِي الحَوْضْ، حَتَّى عَرَفْتُهُمُ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَاَقُولُ اَصْحَابِي. فَيَقُولُ لاَ تَدْرِي مَا اَحْدَثُوا بَعْدَكَ ".
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَىَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَىَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ".
قَالَ أَبُو حَازِمٍ فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، فَقَالَ هَكَذَا سَمِعْتَ مِنْ، سَهْلٍ فَقُلْتُ نَعَمْ. فَقَالَ أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ وَهْوَ يَزِيدُ فِيهَا " فَأَقُولُ إِنَّهُمْ مِنِّي. فَيُقَالُ إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ سُحْقاً سُحْقاً لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي ". وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ سُحْقاً بُعْدًا، يُقَالُ سَحِيقٌ بَعِيدٌ، وَأَسْحَقَهُ أَبْعَدَهُ.
فلو كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُرى في اليقضة لكان يدري ما أحدث القوم بعده.
ـ[أحمد عبد المعبود]ــــــــ[06 - 08 - 07, 01:31 م]ـ
شكراً
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[06 - 08 - 07, 01:54 م]ـ
جزاك الله خيرا, ولكن الكذب قد يطلق على الإخبار بخلاف الواقع وهو أخبر بخلاف الواقع بغض النظر عن السبب على أنه ليس له أن يصدق من يقول له إنه النبي
وأنت أهل الجزاء، ما قصدته هو أن المخبر قد لا يكون في نيته أن يكذب، ولكنه يخبر بتلاعب الشيطان به. فقد جاء في صحيح مسلم:
وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَأْسِي ضُرِبَ فَتَدَحْرَجَ فَاشْتَدَدْتُ عَلَى أَثَرِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلأَعْرَابِيِّ " لاَ تُحَدِّثِ النَّاسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي مَنَامِكَ ". وَقَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ يَخْطُبُ فَقَالَ " لاَ يُحَدِّثَنَّ أَحَدُكُمْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي مَنَامِهِ ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/266)
ـ[مصلح بن سالم]ــــــــ[09 - 08 - 07, 12:54 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين القائل ((تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي، ومن رآني في المنام فقد رآني حقا، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.)) الجامع الصحيح صحيح البخاري.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(43/267)
ما معنى قول الامام مالك؟
ـ[ابو عبيدة العراقي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 09:22 م]ـ
كيف يفسر المثبتين لصفة الجلوس والقعود قول الامام مالك رحمه الله عن الاستواء ((الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعه)).بارك الله فيكم(43/268)
من تناقضات الأشاعرة – خرافة الجوهر الفرد –
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 08 - 07, 08:04 م]ـ
من تناقضات الأشاعرة – خرافة الجوهر الفرد –
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن من تناقضات الأشاعرة قولهم بالجواهر الفردة
ووجه ذلك أن القائلين بالجوهر الفرد يقسمون الجوهر إلى: الجسم والجوهر الفرد.
ويعرفون الجسم: الجوهر القابل للقسمة إلى الأبعاد الثلاثة (الطول والعرض والعمق).
والجوهر الفرد: الجوهر غير القابل للقسمة إلى الأبعاد الثلاثة.
والجسم عند المتكلمة القائلين بالجوهر الفرد مؤلف من أجزاء لا تتجزأ، كل جزء هو جوهر فرد.
فالجوهر الفرد - عندهم - هو الجزء الذي لا يتجزأ، وهي الوحدة الأساسية في تأليف الجسم.
قال الشيخ محمد خليل هراس:
وقد غلا المتكلمون من المعتزلة والأشاعرة في التعويل على نظرية الجواهر الفردة وهي في الأصل نظرية يونانية قديمة قال بها ديموكريتس الفيلسوف الطبيعي اليوناني وقد بنوا عليها كثيرا من الأصول الإيمانية فجعلوها عمدتهم في الاستدلال على حدوث العالم ووجود المحدث له حتى أن أحد كبار الأشاعرة وهو القاضي أبو بكر الباقلاني قد أوجب الإيمان بوجود الجوهر الفرد بناء على أن الإيمان بوجود الله متوقف على ثبوته وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب كما بنوا على تلك النظرية ما يترتب على حدوث العالم من أن الله فاعل بالاختيار لا موجب بالذ1ات كما يقوله الفلاسفة وأنه لا تأثير لشيء من الأسباب في مسبباتها بل يخلق الله الأشياء عند وجود أسبابها لا بها.
وهكذا انحرف المتكلمون عن الجادة واعتمدوا في استدلالهم على وهم كاذب وربطوا به مصير العقائد الإيمانية كلها ...
ثم قال رحمه الله: والجوهر الفرد الذي زعمه أهل الكلام ونصبوه صنما لهم تدور حوله كل أفكارهم ومذاهبهم قامت أدلة كثيرة على بطلانه وكان الذي قام بإبطاله هم الفلاسفة انتصارا لمذهبهم الهيولي والصورة وقد قام المتكلمون من جانبهم بإبطال نظرية الفلاسفة وهكذا ضرب الله بعض المبطلين ببعض وبقي أهل الحق والإيمان بمنجى من هذا الإفك والبهتان.
قال ابن القيم رحمه الله في الرد على هذه النظرية الخرافية:
فالمثبتون الجوهر الفرد الذي ... زعموه أصل الدين والإيمان
قالوا بأن الجسم منه مركب ... ولهم خلاف وهو ذو ألوان
هل يمكن التركيب من جزئين أو ... من أربع أو ستة وثمان
أو ست عشرة قد حكاه الأشعري ... لذي مقالات على التبيان
أفلازم ذا من ثبوت صفاته ... وعلوه سبحان ذي السبحان
والحق أن الجسم ليس مركبا ... من ذا ولا هذا هما عدمان
... والجوهر الفرد الذي قد أثبتو ... ه ليس ذا أبدا وذا إمكان
لو كان ذلك ثابتا لزم المحا ... ل لواضح البطلان والبهتان
من أوجه شتى ويعسر نظمها ... جدا ولأجل صعوبة الأوزان
أتكون خردلة تساوي الطود ... في الأجزاء في شيء من
إذ كان كل منهما أجزاؤه ... لا تنتهي بالعد والحسبان
وإذا وضعت الجوهرين وثالثا ... في الوسط وهو الحاجز الوسطان
فلأجله افترقا فلا يتلاقيا ... حتى يزول إذا فيلتقيان
ما مسه إحداهما منه هو الممسوس .... للثاني بلا فرقان
هذا محال أو تقولوا غيره ... فهو انقسام واضح التبيان
قال الشيخ الهراس رحمه الله:
1 - فمما أورد على نظرية الجوهر الفرد أنه يلزم عليه أن تكون الخردلة مركبة من عدد من الجواهر الفردة يساوي ما تركب منه الجبل الضخم إذ كان كل منهما مركبا من أجزاء غير متناهية العدد.
وهذا الإيراد إنما يتوجه على مذهب النظام الذي يقول بتركيب الجسم أي جسم من أجزاء غير متناهية فلزمه أن تكون الخردلة مساوية للجبل.
2 - وقد أورد عليه أيضا أن النملة إذا مشت بين نقطتين على جسم فإنها لا تستطيع قطع المسافة بينهما لعدم تناهيها إذ كانت مركبة من أجزاء غير متناهية وقد أجاب بأنه تمشي بعضا وتطفر بعضا فذهبت طفرة النظام مثلا وما أحسن قول الشاعر
مما يقال ولا حقيقة عنده ... معقولة تدنو إلى الأفهام
الكسب عند الأشعري والحال ... عند الهاشمي وطفرة النظام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/269)
3 - ومما أورد على الجوهر الفرد أيضا أنك إذا وضعت جوهرا فردا بين جوهرين فردين وجعلته وسطا بينهما فإنهما لا يتلاقيان ما دام هذا الوسط قائما وحينئذ يقال إما أن يكون ما مسه أحدهما من هذا الوسط هو عين ما مسه الآخر بلا فارق أصلا وهذا محال لأنه يؤدي إلى انعدام الوسط نفسه ويقتضي تلاقيهما حال وجوده بينهما وأما أن يكون ما مسه أحدهما منه غير ما مسه الآخر وهذا يقتضي قبوله للإنقسام فيبطل ما زعموه من عدم هذه الجواهر الفردة للقسمة أيضا وهذا دليل بين على فساد هذه الخرافة التي نسجتها أوهام المتكلمين ومن العجيب أنهم تلقوها عبر الأعصار والقرون جيلا بعد جيل وكلهم مصر عليها محافظ على قدسيتها وجلالها لأنهم يعلمون أنه إذا انهارت زال بنيانهم كله من القواعد وطار كل ما بنوه عليها من خرافات وأوهام.
شرح القصيدة النونية (2|26)
ومن الاعتراضات على هذه النظرية الخرافية ما يلي:
1 - أنهم وصفوا الجوهر الفرد بالتحيز وفي نفس الوقت غير قابل للانقسام
ومن المستحيل أن يوصف شيء بأنه متحيز وفي نفس الوقت غير قابل الانقسام.
ولذلك رد عليهم ابن حزم فقال: ثم يقال لهم أخبرونا عن الجزء الذي ذكرتم أنه لا يتجزأ وهو على قولكم في مكان لأنه بعض من أبعاض الجسم هل الملاقى منه للمشرق هو الملاقى للمغرب أم غيره وهل المحازي منه للسماء هو المحازي منه للأرض أم غيره؟
فإن قالوا كل ذلك واحد والملاقي منه للمشرق هو الملاقى منه للمغرب والمجازى منه للسماء هو المجازى منه للأرض أتوا بإحدى العظائم وجعلوا جهة المشرق منا هي جهة المغرب وجعلوا السماء والأرض منه في جهة واحدة وهذا حمق لا يبلغه إلا الموسوس ومكابرة للعيان لا يرضاها لنفسه سالم البنية وإن قالوا بل الملاقى منه للمشرق هو غير الملاقى منه للمغرب وأن السماء والأرض منه في جهتين متقابلتين فوق وأسفل صدقوا وهكذا جهة الجنوب والشمال فإذ ذلك كذلك بلا شك فقد صح أنه ذو جهات ست متغايرة وهذا إقرار منهم بأنه ذو أجزاء إذ قطعوا بأن الملاقي منه للمغرب غير الملاقي منه للمشرق ومن للتبعيض وبطل قولهم من قرب والحمد لله رب العالمين.
الفصل في الملل (5|63)
ومعلوم أن ما يحازي العلو غير ما يحاذي السفل وما يحاذي اليمين غير ما يحاذي اليسار فلزم أن للجوهر الفرد جهات مختلفة وهذا يلزم منه الانقسام.
2 - القائلون بهذه النظرية وصفوا الجوهر الفرد بأنه لا طول له ولا عرض ولا عمق لنفي قابلية الانقسام عنه في الجهات كلها
والاشكال هنا كيف يتكون الجسم بانضمام جوهرين إلى بعضهما؟
ولذلك رد عليهم ابن حزم رحمه الله أيضا فقال:
وبرهان آخر وهو أنهم يقولون أن الجزء الذي لا يتجزأ لا طول له ولا عرض ولا عمق فنقول لهم وبالله تعالى التوفيق إذا أضفتم إلى الجزء الذي لا يتجزأ عندكم جزأ آخر مثله لا يتجزأ أليس قد حدث لهما طول فلا بد من قولهم نعم لا يختلفون في ذلك ولو أنهم قالوا لا يحدث لهما طول للزمهم مثل ذلك في إضافة جزء ثالث ورابع وأكثر حتى يقولوا أن الأجسام العظام لا طول لها ويحصلوا في مكابرة العيان فنقول لهم إذا قلتم أن جزءا لا يتجزأ لا طول له إذا ضم إليه جزء آخر لا يتجزأ ولا طول له فأيهما يحدث له طول فقولوا لنا هل يخلو هذا الطول الحادث عندكم من أحد والثلاثة أوجه لا رابع لها أما أن يكون هذا الطول لأحدهما دون الآخر أولا لواحد منهما أو كليهما فإن قلتم ليس هذا الطول لهما ولا لواحد منهما فقد أوجبتم طولا لا لطويل وطولا قائما بنفسه والطول عرض والعرض لا يقوم بنفسه وصفة والصفةلا يمكن أن توجد إلا في موصوف بها ووجود طول لا لطويل مكابرة ومحال وإن قلتم أن ذلك الطول هو لأحد الجزئين دن الآخر فقد أحلتم وأتيتم بما لا شك بالحس وضرورة العقل في بطلانه ولزمكم الجزء الذي لا يتجزأ له طول وإذا كان له طول فهو بلا شك يتجزأ وهذا ترك منكم لقولكم مع أنه أيضا محال لأنه يجب من هذا أنه يتجزى ولا يتجرئ وإن قلتم أن ذلك الطول للجزئين معا صدقتم وأقررتم بالحق في أن كل جزء منهما فله حصته من الطول والحصة من الطول طول بلا شك وإذا كان كل واحد منهما له طول فكل واحد منهما له طول فكل واحد منهما يتجزأ وهذا خلاف قولكم أنه لا يتجزأ.
الفصل في الملل (5|63)
3 - أن الأرقام تبطل نظرية الجوهر الفرد
فلا شك أن الأرقام تقبل القسمة فالواحد مثلا قابل للقسمة إلى جزئين والنصف ينقسم إلى ربعين والربع قابل للقسمة وهكذا
فإن عجزنا بعد ذلك عن الحساب عبر عن صغر النتيجة بالصفر
انظر إحكام التقييد على أغاليط سعيد (54) لنذير عطاونة – وهو كاتب يميل لمذهب المعتزلة له رد على الأشاعرة في بعض المسائل.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 08:11 م]ـ
هذه الإيرادات على إبطال الجوهر الفرد يمكن نقضها
والحقيقة أن الأصول الشرعية والقواعد الإيمانية لا تنبني على إثبات الجوهر الفرد، وكذلك لا تنبني على نفي الجوهر الفرد.
فسواء ثبت وجود الجوهر الفرد أو لم يثبت وجوده فلا إشكال في إثبات الأصول الشرعية في كلا الحالين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/270)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 08 - 07, 11:20 م]ـ
الشيخ أبو مالك جزاك الله خيرا
قولك:والحقيقة أن الأصول الشرعية والقواعد الإيمانية لا تنبني على إثبات الجوهر الفرد، وكذلك لا تنبني على نفي الجوهر الفرد.
من قال أن الجواهر الفردة تنبني على الأصول الشرعية والقواعد الإيمانية هذا في مذهب الأشاعرة أما أهل السنة والجماعة فقد عصمهم الله من هذه القواعد البدعية
أما قولك: هذه الإيرادات على إبطال الجوهر الفرد يمكن نقضها.
نعم يمكن نقضها كما فعل الأشاعرة في ردهم على الفلاسفة لما أوردوا هذه الإيرادات
ولذلك قال الشيخ محمد خليل هراس:
وكان الذي قام بإبطاله هم الفلاسفة انتصارا لمذهبهم الهيولي والصورة وقد قام المتكلمون - أي الأشاعرة ومن وافقهم - من جانبهم بإبطال نظرية الفلاسفة وهكذا ضرب الله بعض المبطلين ببعض وبقي أهل الحق والإيمان بمنجى من هذا الإفك والبهتان.
وأوردنا كلامهم لبيان تناقضهم.
وشكرا على المرور.
ـ[فيصل]ــــــــ[07 - 08 - 07, 06:07 م]ـ
بارك الله فيكم وعندي تعليقات بسيطة:
أما بناء الأصول على الجوهر الفرد هذا قول المتقدمين الذين أخذوا بمقدمة الاجتماع والافتراق في دليل حدوث الأجسام مع من تابعهم من المتأخرين فيلزمهم إثبات الجوهر الفرد ينظر الأصول التي بنى عليه المبتدعة1/ 297 بالإضافة إلى من اعتمده في إثبات معاد الأبدان ينظر شرح ابن عيسى للنونية 2/ 337.
والقول أن بعض هذه الإيرادات يمكن نقضها صحيح كآخر إيراد وهو المعارضة بالأرقام التي في الذهن وليس هذا من معارضات المحققين لكن بعضها صحيح بلا ريب وفي هذا يقول ابن تيميه: ((وأما مخالفة العقل فإثبات الجوهر الفرد إثبات شيء موجود لا يتميز منه شيء عن شيء فإذا وضع جوهر بين جوهرين فإن كان الذي يماس هذا الجانب فقد التقى الجوهران وإن كان غيره فقد ثبت الانقسام)) جامع المسائل 5/ 172 كما أن مناقضة أهل الكلام للفلاسفة صحيحة فلا القول بجوهر متحيز لا يتميز منه يمين عن شمال صحيح ولا دعوى قبول الأجسام الانقسام إلى غير نهاية صحيح والتحقيق أن كلا المذهبين باطل والصواب ليس في واحد منهما
وليت الكاتب ذكر القول الصواب وهو أن الأشياء إذا فرقت تنتهي إلى أجزاء صغيرة معينة-لا يلزم تساويها من مادة إلى مادة- ثم تستحيل إلى غيرها أقول: ولعل ما ثبت هذا العصر في إستحالة الذرة إلى طاقة يدعم هذا وينظر في شرح الأصبهانية 1/ 262 و بيان التلبيس ط المجمع 2/ 250 - 258 وغيرها كثير.
أما القول بأنهم يعرفون الجسم بأنه القابل للأبعاد فهذا اصطلاح الفلاسفة وجمهور المعتزلة ومن تبعهم من متأخري الأشعرية وفحول متقدميهم لا يرضون بهذا الاصطلاح فضلاً عن غيرهم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[07 - 08 - 07, 06:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[07 - 08 - 07, 07:43 م]ـ
وليت الكاتب ذكر القول الصواب وهو أن الأشياء إذا فرقت تنتهي إلى أجزاء صغيرة معينة-لا يلزم تساويها من مادة إلى مادة- ثم تستحيل إلى غيرها أقول: ولعل ما ثبت هذا العصر في إستحالة الذرة إلى طاقة يدعم هذا وينظر في شرح الأصبهانية 1/ 262 و بيان التلبيس ط المجمع 2/ 250 - 258 وغيرها كثير.
.
هل من الممكن بيان هذه النظرية بالأدلة العقلية أو النقلية حتى تفهم أكثر ولا تكون مجرد دعوى عرية عن الدليل؟
فما المفهوم من الاستحالة؟ هل هو انقلاب من الجوهرية إلى العرضية أم ماذا؟
ـ[فيصل]ــــــــ[08 - 08 - 07, 04:39 ص]ـ
هل من الممكن بيان هذه النظرية بالأدلة العقلية أو النقلية حتى تفهم أكثر ولا تكون مجرد دعوى عرية عن الدليل؟
فما المفهوم من الاستحالة؟ هل هو انقلاب من الجوهرية إلى العرضية أم ماذا؟
ليست هذه المسألة من المسائل الشرعية بل هي من أمور الفيزياء أو كما يعبر عنه شيخ الإسلام في بيان التلبيس1/ 283 ط الشيخ ابن قاسم ((من مسائل الأمور الطبيعية)) ولا ينبني عليها شيء من أمور المعتقد كما نبه الأخوة من قبل، فطلب أدلة نقلية عليها غير لازم على ما نعتقد، ولا حاجة لأن تكون هناك أدلة قطعية على هذا القول بل شأن هذه المسألة شأن غيرها من أمور الفيزياء والأقوال الأخرى-دون هذا القول-باطلة فلم يبقى إلا هذا القول كما أن هذا القول يدعمه ما ثبت في العلم الحديث كما أشرنا من قبل.
والاستحالة هي انقلاب الشيء من حقيقته إلى حقيقة أخرى، أما هل هو انقلاب إلى العرضية أم إلى جوهرية أخرى فظاهر كلام شيخ الإسلام أنه تحول إلى مادة أخرى قائمة بنفسها لكن هل يجوز أن تنقلب إلى عرض لا أظن أن هذا ممنوع عقلا والله أعلم
ـ[أبو الحسن التلمساني]ــــــــ[10 - 08 - 07, 09:57 م]ـ
شكرا على توضيح موقفك ...
هل بإمكانك تمييز قول ابن تيمية في هذه المسألة تحديدا، حيث إن المتكلمين يحصرون العالم في الجواهر والأعراض ويحيلون انقلاب الحقائق، والفلاسفة يحصرون العالم في الهيولى والصورة والمجردات، ويحيلون أيضا انقلاب الحقائق .. فماذا عن تقسيم الشيخ ابن تيمية للعالم؟
هل سبقه أحد بالقول باستحالة الجواهر وانقلابها إلى أعراض أو طاقة؟ أقصد من الباحثين الأولين في عالم الطبيعة ..
ومعلوم أن للمتكلمين والفلاسفة أدلة في تقسيم العالم بغض النظر عن صحتها وفسادها، فماهي أدلة الشيخ ابن تيمية فيما ذهب إليه؟ هل يمكنك العزو على أقواله إن تعذر تحليلها؟
وشكرا(43/271)
ما هي الكتاب التي اعتنت بالرد على ابن عربي وما هو أفضلها؟
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[05 - 08 - 07, 01:48 ص]ـ
وجزاكم الله خيرًا
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 02:09 ص]ـ
مصرع التصوف أو تنبيه الغبي على كفر ابن عربي للبقاعي رحمه الله تحقيق الوكيل رئيس أنصار السنة (هذه بضاعتكم ردت إليكم) يا شيخ، أعني المؤلف والمحقق من علماء مصر الحبيبة
ـ[الجعفري]ــــــــ[05 - 08 - 07, 02:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[07 - 08 - 07, 05:18 م]ـ
وقد طبع هذا الكتاب في العديد من الدور من ضمنها دار الإفتاء بالسعودية ..
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 08 - 07, 02:59 ص]ـ
1.جزء فيه عقيدة ابن عربي وحياته وماقاله المؤرخون والعلماء فيه _الامام تقي الدين الفاسي ت 832 هـ
2.نظرات في معتقدات ابن عربي _د. كمال محمد عيسى(43/272)
المرض والدعاء
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[06 - 08 - 07, 12:39 ص]ـ
قد تنزل بالإنسان مصائب ويبتلى بمحن ويتعرض لخطوب الحياة وبلائها وتضيق عليه الدنيا بما رحبت، حتى يصل إلى حال من شأنها أن تجعل الحزن والغم يأخذ بنفسه، كل ذلك امتحان من الله سبحانه وتعالى، فإذا صبر واحتسب الأجر والثواب، ولم يضجر ولم يتضمر وييأس، وعلم أن كل ذلك بقضاء الله وقدره، فيرضى به ويطمإن قلبه لذلك، تداركته رحمة الله تعالى، فكشفت ما به من غم، وأجْلَتْ من نفسه كل حزن وضيق.
قال تعالى: " فلاتك في ضيق مما يمكرون ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون“.
فضل الصبر على المصائب
قال الله تعالى: " ولنبلونَّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " البقرة (155 - 157).
قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له " رواه مسلم.
ومن ثمرات الصبر:
الرضا، والطمأنينة، والشعور بالسعادة وتحقيق العزة والكرامة والخير، وفوق هذا كله تلك الثمرة الأخروية، التي تتمثل بذلك النعيم المقيم، الذي يحوزه موفوراً بغير حساب: قال تعالى"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " الزمر: (10).
عن أنس رضي الله عنه قال: مر النبي (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) بامرأةٍ تبكي عند قبر فقال:
" اتقي الله واصبري " فقالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه فقيل لها:
إنه النبي (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) فأتت بباب النبي (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك،
فقال: " إنما الصبر عند الصدمة الأولى ". متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -): " لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة "
رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: بادروا بالأعمال سبعاً:
هل تنتظرون إلا فقرا منسيا
أو غني مطغيا
أو مرضاً مفسدا
أو هرماً مفنداً
أو موتاً مجهزاً
أو الدجال فشرُّ غائب يُنتظر
أو الساعة، فالساعة أدهى وأمر ".
رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
فعلى المؤمن أن يستفيد من المناسبات التي تتهيأ له فيها أفعال الخير، كالتاجر الذي يتحين المواسم للحصول على الربح الكبير، فينبغي عليه أن يستفيد من صحته وعافيته بالمزيد من الطاعات وأعمال البر.
ومن فضل الله تعالى على عباده ورحمته بهم أن جعل لهم مواسم خير للتزوِّد من الطاعات.
فحياة المسلم بما فيها من مسرة ومضرة كلها خيرٌ وأجرٌ له عند الله تعالى، وإنَّ احتساب المصيبة والصبر عليها علامة من علامات كمال الإيمان.
عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ". متفق عليه.
والوصب: المرض
والأمراض وغيرها من المؤذيات التي تصيب المؤمن ويصبر عليها سبب لتطهيره من الذنوب، نسأل المولى العلي القدير العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
فضل عيادة المريض
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال:
أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده
يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال: يارب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين، قال:
أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي
يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال: يارب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال:
استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما علمت إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/273)
رواه مسلم.
قال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث:
قال العلماء، إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى، والمراد العبد تشريفاً للعبد وتقريباً له، قالوا، ومعنى وجدتني عنده، أي وجدت ثوابي وكرامتي، ويدل عليه قوله تعالى في تمام الحديث، لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، لو أسقيته لوجدت ذلك عندي أي ثوابه، والله أعلم.
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عودوا المريض وأطعموا الجائع، وفكوا العاني. رواه البخاري.
المرض: جمعه أمراض، وهو فساد المزاج وتغير الصحة بعد اعتدالها.
عيادة المريض: أي زيارته، يقال: عدت المريض أي زرته.
وقال السيوطي: العيادة: الزيارة، واشتهر في عيادة المريض حتى صار كأنه مختص به.
وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع، قيل: يا رسول الله وما خرفة الجنة. قال: جناها " أي ما يقطع من الثمار مادام غضاً " رواه مسلم.
وعن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: ما من مسلم يعود مسلماً غدوةً إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشيةً إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة، رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
ومعنى غدوة: أي ما بين الصبح وطلوع الشمس.
الخريف: الثمر المخروف، أي المجتنى.
أدعية المريض
ما يقوله المريض ويُقال عنده ويُقرأ عليه وسؤاله عن حاله
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيها: " قل هو الله أحد " و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات، قالت عائشة: فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به.
رواه بخاري ومسلم
وفي رواية في الصحيح: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان ينفث على نفسه في المرض الذي توفي فيه بالمعوذات، قالت عائشة: فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها
وفي رواية: كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث.
قيل للزهري - أحد رواة هذا الحديث -: كيف ينفث؟
فقال: كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه.
وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت قرحة أو جرح قال النبي بإصبعه هكذا – ووضع سفيان بن عيينة- الراوي- سبابته بالأرض ثم رفعها – وقال: " بسم الله تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى به سقيمنا، بإذن ربنا "
وفي رواية: " تربة أرضنا وريقة بعضنا ". رواه البخاري ومسلم وأبو داود
قال الإمام النووي: قال العلماء: معنى بريقة بعضنا: أي ببصاقه.
وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: "اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما " وفي رواية: كان يرقى، يقول: " امسح الباس رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف إلا أنت " رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن جبريل عليه السلام أتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال:
اشتكيت يا محمد؟
فقال: نعم
فقال: بسم الله أرقيك من كل ما يؤذيك، ومن شر كل نفس وعين، الله يشفيك، بسم الله أرقيك "
رواه مسلم والترمذي وابن ماجة وأحمد والطبراني في كتاب الدعاء.
وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رقي بهذه الرقية: امسح الباس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف إلا أنت.
رواه البخاري ومسلم وأحمد والطبراني في كتاب الدعاء.
وعنها رضي الله عنها قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا مرض أحد من أهله، قال:
أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشاف، ْ اشف شفاء لا يغادر سقما، قالت فلما اشتكى رسول الله r وثقل، أسندته إلى صدري ثم مسحت بيدي على وجهه، وقلت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/274)
أذهب البأس رب الناس، كما كان يقول، فَأَخَّرَ يدي عنه وقال: رب اغفر لي واجعلني في الرفيق الأعلى، قالت: ثم ثقل وقبض عليه السلام.
رواه البخاري وابن ماجه وأحمد والطبراني في كتاب الدعاء.
وفي رواية لمسلم: فانتزع يده مني وقال: اللهم أدخلني في الرفيق الأعلى.
وعنها رضي الله عنها قالت: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا أتى المريض قال: أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت، شفاءً لا يغادر سقماً " رواه مسلم وابن ماجه.
وفي رواية أخرى: إذا اشتكى أحد من أهله مسحة بيمينه. ثم يقول الدعاء السابق.
رواه النسائي في عمل اليوم والليلة.
وعن سعد بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال في قوله تعالى: " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " الأنبياء: (87).
أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة، فمات في مرضه ذلك أعطى أجر شهيد، وإن برأ برأ وقد غفر له جميع ذنوبه "
أخرجه الحاكم في المستدرك ورواه الذهبي في التلخيص.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رَقَى لديغاً بفاتحة الكتاب، فجعل يتفل عليه ويقرأ " الحمد لله رب العالمين " فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قلبه " رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية للترمذي: " فقرأت عليه الحمد سبع مرات ".
ومعنى: " قلبه " هي العلة والألم.
والمراد بقوله " الحمد لله رب العالمين " سورة الفاتحة كاملة.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " من عاد مريضاً لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات:
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله سبحانه وتعالى من ذلك المرض " رواه الترمذي وقال حديث حسن ورواه الحاكم في المستدرك وصححه على شرط البخاري ووافقه الذهبي.
وعن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دخل على أعرابي يعوده وهو محموم فقال: " كفارة وطهور " رواه ابن السني وقال الحافظ: هذا حديث حسن الغريب.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دخل على أعرابي يعوده قال: وكان النبي r إذا دخل على من يعوده قال: لا بأس طهورَ إن شاء الله ". رواه البخاري.
معني: " طهور " أي مرضك هذا مطهر لذنبك.
وعن عثمان بن أبي العاص قال: جاءني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعودني من وجع اشتد بي فقال: امسح بيمينك سبع مرات وقل:
أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد، ففعلت فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم.
رواه مالك في الموطأ ومسلم وأبو داود وغيرهم وفي رواية لأحمد: ضع يمينك على المكان الذي تشتكي فامسح به سبع مرات وقل:
أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد، في كل مسحة.
رواه النسائي في عمل اليوم والليلة.
وفي رواية أخرى، قل: باسم الله ثلاثاً، وقل: سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر. رواه النسائي في عمل اليوم والليلة.
وعن ابن صامت رضي الله عنه قال: دخلت على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غدوة وبه من الوجع ما يعلم الله شدته ثم دخلت عليه العشية وقد برأ فقال: إن جبريل رقاني برقية برئت، أفلا أعلمكها يا ابن الصامت؟
قلت: بلى.
قال: باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من حسد كل حاسد وعين، باسم الله يشفيك.
رواه النسائي في عمل اليوم والليلة وابن ماجة وأحمد والحاكم وقال: على شرط الشيخين وأقره الذهبي.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه كان يعوِّذ الحسن والحسين: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن شر كل عين لامة
ويقول: هكذا كان أبي إبراهيم يعوذ إسماعيل واسحق.
رواه البخاري وأحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجة والنسائي في عمل اليوم والليلة.
وعن سعد بن أبي وقاس رضي الله عنه قال: عادني النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: اللهم اشف سعداً، اللهم اشف سعداً. رواه مسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/275)
وعن سلمان رضي الله عنه قال: عادني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأنا عليل، فقال: يا سلمان شفا الله سقمك، وغفر ذنبك وعافاك في دينك وجسمك إلى مدة أجلك.
رواه الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أمسح صدر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بيدي، وقال محمد بن عبد الحكم - راوي الحديث -: على صدر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأقول: اكشف البأس رب الناس أنت الطبيب وأنت الشافي
قالت: وهو يقول: ألحقني بالرفيق، ألحقني بالرفيق.
رواه مالك في الموطأ والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم والنسائي في عمل اليوم والليلة.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إذا جاء الرجل يعود مرضا فليقل: اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً، أو يمشي لك إلى صلاة ".
رواه أبو داود ولم يضعفه وقال الحافظ: حديث حسن.
طلب الزائر الدعاء من المريض
عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله r - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إذا دخلت على مريض فمره فليدع لك، فإن دعاءه كدعاء الملائكة ".
رواه ابن ماجة وابن السني وقال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
ما يقول إذا أصابته حمى
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يعلمهم من الأوجاع لمن يحمي أن يقول: " بسم الله الكبير، نعوذ بالله العظيم من شر عرق نعار، ومن شر حر النار ".
رواه الحاكم في المستدرك وصححه.
ما يرقى به من احتبس بوله
عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أنه أتاه رجل يذكر أن أباه احتبس بوله، وأصابته حصاة البول، فعلمه رقية من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
" ربنا الذي في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء، فاجعل رحمتك في الأرض، واغفر لنا حوبنا، وخطايانا، أنت رب الطيبين، فأنزل شفاء من شفائك، ورحمة من رحمتك على هذا الوجع فيبرأ " أمره أن يرقيه بها فرقاه بها فبرأ.
رواه أبو داود والنسائي والحاكم في المستدرك.
ما يرقى به من العين
قال الله سبحانه وتعالى: " ولولا إذا دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله "
الكهف آية (39).
وقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ".
رواه مسلم والترمذي.
عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إذا رأى أحدكم ما يعجبه في نفسه أو ماله فليبرك عليه، فإن العين حق "
و رواه ابن السني وأحمد والحاكم في المستدرك ويشهد له حديث عامر بن ربيعة التالي له.
عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إذا رأى أحدكم من نفسه وماله وأعجبه ما يعجبه فليدع بالبركة "
رواه ابن السني والنسائي في عمل اليوم والليلة.
وقد مر معنا حديث أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما.
وقال أبو سعيد: كان رسول الله r يتعوذ من الجان، وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما ".
قال الترمذي، حديث حسن، ورواه ابن ماجه في سننه(43/276)
تحقيق نسبة ابن حجر وأمثاله لمذهب الأشاعرة. (الشيخ سفر الحوالي).
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 08 - 07, 11:33 ص]ـ
تحقيق نسبة ابن حجر وأمثاله لمذهب الأشاعرة
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من كتاب: منهج الأشاعرة في العقيدة
على أن الموضوع الذي يجب التنبيه إليه هو التفريق بين متكلمي الأشاعرة، كالرازي والآمدي والشهرستاني والبغدادي والإيجي ونحوهم، وبين من تأثر بمذهبهم عن حسن نية واجتهاد، أو متابعة خاطئة، أو جهل بعلم الكلام، أو لاعتقاده أنه لا تعارض بين ما أخذ منهم وبين النصوص.
ومن هذا القسم أكثر الأفاضل الذين يحتج بذكرهم الصابوني وغيره وعلى رأسهم الحافظ ابن حجر -رحمه الله-.
ولست أشك أن الموضوع يحتاج لبسط وإيضاح، ومع هذا فإنني أقدم للقراء لمحة موجزة عن موقف ابن حجر من الأشاعرة:
من المعلوم أن إمام الأشعرية المتأخر الذي ضبط المذهب وقعد أصوله هو الفخر الرازي [606 هـ] ثم خلفه الآمدي [631 هـ] والأرموي [655هـ] فنشرا فكره في الشام ومصر واستوفيا بعض القضايا في المذهب.
ونَقْدُ فكر هؤلاء الثلاثة هو الموضوع الرئيسي في كتاب درء التعارض لشَيْخ الإِسْلامِ.
وأعقبهم الإيجي صاحب المواقف - الذي كان معاصراً لشَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية - فألف "المواقف " الذي هو تقنين وتنظيم لفكر الرازي ومدرسته، وهذا الكتاب هو عمدة المذهب قديماً وحديثاً.
وقد ترجم الحافظ الذهبي رحمه الله في الميزان وغيره للرازي والآمدي بما هم أهله، ثم جاء ابن السبكي - ذلك الأشعري المتعصب - فتعقبه وعنف عليه ظلماً.
ثم جاء ابن حجر رحمه الله فألف لسان الميزان فترجم لهما بطبيعة الحال - ناقلاً كلام ابن السبكي ونقده للذهبي [17].
ولم يكن يخفى عليه مكانتهما وإمامتهما في المذهب كما ذكر طرفاً من شنائع الأرموي ضمن ترجمة الرازي.
فماذا كان موقف ابن حجر؛ لأن موقفه هو الذي يحدد انتماءه لفكر هؤلاء القوم أو عدمه؟.
إن الذي يقرأ ترجمتيهما في اللسان لا يمكن أن يقول: إن ابن حجر على مذهبهما أبداً، كيف وقد أورد نقولاً كثيرة موثقة عن ضلالهما وشنائعهما التي لا يقرها أي مسلم فضلاً عمن هو في علم الحافظ وفضله.
على أنه قال في آخر ترجمة الرازي " أوصى بوصية تدل على أنه حسن اعتقاده ".
وهذ العبارة التي قد يفهم منها أنها متعاطفة مع الرازي ضد مهاجميه هي شاهد لما نقول نحن هنا، فإن وصية الرازي التي نقلها ابن السبكي نفسه صريحة في رجوعه إلى مذهب السلف.
فبعد هذا نسأل:
أكان ابن حجر يعتقد أو يؤيد عقيدة الرازي التي في كتبه، أم عقيدته التي في وصيته؟.
الإجابة واضحة من عبارته نفسها. هذه واحدة.
الوجه الآخر: أن الحافظ في الفتح قد نقد الأشاعرة باسمهم الصريح وخالفهم فيما هو من خصائص مذهبهم فمثلاً:
خالفهم في الإيمان، وإن كان تقريره لمذهب السلف فيه يحتاج لتحرير.
ونقدهم في مسألة المعرفة، وأول واجب على المكلف في أول كتابه وآخره. [18].
كما أنه نقد شيخهم في التأويل " ابن فورك " في تأويلاته التي نقلها عنه في شرح كتاب التوحيد من الفتح، وذم التأويل والمنطق مرجحاً منهج الثلاثة القرون الأولى.
كما أنه يخالفهم في الاحتجاج بحديث الآحاد في العقيدة [19] وغيرها من الأمور التي لا مجال لتفصيلها هنا.
والذي أراه أن الحافظ -رحمه الله- أقرب شيء إلى عقيدة مفوضة الحنابلة كأبي يعلى ونحوه ممن ذكرهم شَيْخ الإِسْلامِ في درء تعارض العقل والنقل، ووصفهم بمحبة الآثار والتمسك بها لكنهم وافقوا بعض أصول المتكلمين وتابعوهم ظانين صحتها عن حسن نية.
وقد كان من الحنابلة من ذهب إلى أبعد من هذا كابن الجوزي وابن عقيل وابن الزاغوني، ومع ذلك فهؤلاء كانوا أعداء ألدّاء للأشاعرة، ولا يجوز بحال أن يعتبروا أشاعرة فما بالك بأولئك!!.
والظاهر أن سبب هذا الاشتباه في نسبة بعض العلماء للأشاعرة أو أهل السنة والجماعة هو أن الأشاعرة فرقة كلامية انشقت عن أصلها " المعتزلة " ووافقت السلف في بعض القضايا وتأثرت بمنهج الوحي، في حين أن بعض من هم على مذهب أهل السنة والجماعة في الأصل تأثروا بسبب من الأسباب بأهل الكلام في بعض القضايا وخالفوا فيها مذهب السلف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/277)
فإذا نظر الناظر إلى المواضع التي يتفق فيها هؤلاء وهؤلاء ظن أن الطائفتين على مذهب واحد، فهذا التداخل بينهما هو مصدر اللبس.
وكثيراً ما تجد في كتب الجرح والتعديل -ومنها لسان الميزان للحافظ ابن حجر - قولهم عن الرجل: إنه وافق المعتزلة في أشياء من مصنفاته أو وافق الخوارج في بعض أقوالهم وهكذا، ومع هذا لا يعتبرونه معتزلياً أو خارجياً.
وهذا المنهج إذا طبقناه على الحافظ وعلى النووي وأمثالهما لم يصح اعتبارهم أشاعرة؛ وإنما يقال: وافقوا الأشاعرة في أشياء، مع ضرورة بيان هذه الأشياء واستدراكها عليهم حتى يمكن الاستفادة من كتبهم بلا توجس في موضوعات العقيدة. [20]
خامساً: قال فضيلة الشيخ الفوزان عن الأشاعرة: [نعم هم من أهل السنة والجماعة في بقية أبواب الإيمان والعقيدة وليسوا منهم في باب الصفات].
وهذا سبق قلم من فضيلته، ومثل هذه الدعوى هي التي يهش لها الأشاعرة المعاصرون ويروجونها، لأنه إذا كان الفارق هو الصفات فقط قالوا: إن الخلاف فيها أصله الاجتهاد والكل متفقون على التنزيه فكأنه لا خلاف إذاً! وربما قالوا: نحن مستعدون أن نثبت لله يداً وعيناً وسائر الصفات في سبيل توحيد الصف ووحدة الكلمة!!!.
وليكن معلوماً أن ابتداء أمر الأشاعرة أنهم توسلوا إلى أهل السنة أن يكفوا عن هجرهم وتبديعهم وتضليلهم وقالوا: نحن معكم ندافع عن الدين وننازل الملحدين [21].
فاغتر بهذا بعض علماء أهل السنة وسكتوا عنهم، فتمكن الأشاعرة في الأمة ثم في النهاية استطالوا على أولئك واستأثروا بهذا الاسم دون أهله، وأصبحوا هم يضللون أهل السنة ويضطهدونهم ويلقبونهم بأشنع الألقاب، فحتى لا تتكرر هذه المشكلة وإحقاقاً للحق رأيتُ من واجبي أن أسهم بتفصيل مذهب الأشاعرة في كل أبواب العقيدة؛ ليتضح أنهم على منهج فكري مستقل في كل الأبواب والأصول، ويختلفون مع أهل السنة والجماعة من أول مصدر التلقي حتى آخر السمعيات ما عدا قضية واحدة فقط.
----
الحواشي:
17. ترجمة الرازي: 4/ 426 والآمدي، 6/ 134 من اللسان.
18. انظر فتح الباري: 1/ 46، 3/ 357 ـ 361، 13/ 347 ـ 350.
19. المصدر السابق: 13/ 253، 259، 407 وغيرها كثير.
20. وقد رأينا في واقعنا المعاصر علماء فضلاء وافقوا الاشتراكيين أو الديمقراطيين أو القوميين في أشياء للأسباب نفسها ولم يعدهم أحد اشتراكيين أو قوميين.
21. انظر سير أعلام النبلاء: 15/ 90، مقابلة الأشعري لإمام السنة في عصره " البربهاري " انظر ترجمته في طبقات الحنابلة ورسالته القيمة في السنة، التي ساقها صاحب الطبقات.
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=353
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 12:02 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا محمد ..
وبارك الله فيك.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[06 - 08 - 07, 02:52 م]ـ
جزاك الله خيرا
أقول: حتى هذه القضية الواحدة والتي هي- عدالة الصحابي - فقد خالفوا فيها أهل السنة والجماعة.
فقد نقل الشيخ عبد الرحمن دمشقية في رده على الأحباش ص (355) اعتراف الزركشي بأن أكثر الأشاعرة وافقوا الشيعة في تفسيق معاوية وأصحابه.
ـ[العسكري]ــــــــ[07 - 08 - 07, 02:48 ص]ـ
هذا نقل مبارك جدا يحتاج الى تأمل كبير ومتابعة حقة
وأنا أشهد بالله العظيم أن في قلبي شك كبير على صحة قبول القول أن ابن حجر
وافق الأشاعرة في بعض أقوالهم
خاصة بعد رؤية أحد أبنائي الصغار لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه يجلس الإمام ابن حجر
ورسول الله صلى الله عليه وسلم تراه في الرؤيا معظما لفتح الباري وصاحبه
لا إله إلا الله
ـ[العسكري]ــــــــ[07 - 08 - 07, 04:27 ص]ـ
لا أريد أن استحلفك أن تطلب من المشرف أن يضع كلمة الإمام قبل ابن حجر
فوالله الذي لا إله غيره ما قرأت في فتح الباري الا ووجدت نفس أهل السنة في صفاء أقوالهم
ووجيز عباراتهم واستقامة ألفاظهم
فرحمة الله عليه رحمة واسعة
وتبقى الحقيقة الحقة
كل يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب هذا القبر صلى الله عليه
ما دامت السموات والأرض عطاء غير مجذوذ
ذب الله عن الإمام فقد علمت أنه كان معظما محبا لإبن تيمية
فكيف يستقيم القول بموافقته لبعض آراء الأشاعرة بعد هذا
إن في هذا لسر مكنون ومعجون داهية
زور وحور وصرف وحرف
له سلطان واسع وعلم جامع
فوصل الينا نسخا من كتبه رحمه الله فيها ما فيها
صنيعة فاجر وتدبير حاذق ماهر ساحر
فإن كنت قد بالغت وشطحت بعيدا عن الحقيقة
فحسبي حسن ظني بالمؤمنين العاملين
أصحاب البركة الكرام البررة الحفظة لدين الله تعالى أمثاله وأمثال النواوي
واستغفر الله جل ذكره وأتوب إليه
وإن كنت أصبت فربي هو الهادي الى سواء السبيل
الحمد لله رب العالمين
ـ[محمد السلفي المكي]ــــــــ[07 - 08 - 07, 07:01 ص]ـ
جزى الله الشيخ سفر خير الجزاء
كلام نفيس
قال الشيخ محمد إسماعيل المقدم - حفظه الله - مثنيا على الشيخ سفر وكتابه:
" وهل رد أحد على الأشاعرة كما رد الشيخ سفر الحوالي!!! "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/278)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 08 - 07, 07:46 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
في " لقاءات الباب المفتوح " (10 / السؤال 14):
السؤال:
ما هي عقيدة الأشاعرة وهل الإخوان المسلمين عقيدتهم أشعرية؟
الجواب:
والله! لا نعرف عن الإخوان المسلمين ما هي عقيدتهم.
لكن الأشاعرة، من خير ما رأيت فيما كتب عنهم رسالة صغيرة للشيخ سفر الحوالي، تكلم فيها بكلام جيد، وبين فيها مخالفتهم لأهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات، وفي الإيمان وفي الوعيد وفي أشياء كثيرة، من أحب أن يطلع عليها فإنه يستفيد.
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 08 - 07, 10:20 م]ـ
لا أريد أن استحلفك أن تطلب من المشرف أن يضع كلمة الإمام قبل ابن حجر
الأخ الكريم / العسكري
جزاك الله خير الجزاء.
وأسأل الله أن يغفر لنا و للإمام ابن حجر، ويرحمه، ويتجاوز عنا وعنه، ويرفع درجته في عليين.
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 08 - 07, 12:43 ص]ـ
الكلام على كتب الإمام النووي وابن حجر
السؤال:
سائل يقول: هناك من يحذر من كتب الإمام النووي وابن حجر رحمهما الله تعالى، ويقول: إنهما ليسا من أهل السنة والجماعة، فما الصحيح في ذلك؟
الجواب:
لهم أشياء غلطوا فيها في الصفات، ابن حجر والنووي وجماعة آخرون، لهم أشياء غلطوا فيها، ليسوا فيها من أهل السنة، وهم من أهل السنة فيما سلموا فيه ولم يحرفوه هم وأمثالهم ممن غلط.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثامن والعشرون.
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=4087
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 01:02 ص]ـ
مما يجدر ذكره أن كتاب شيخنا العلامة سفر الحوالي بارك الله فيه بشكل فائق
فانتشر في البلاد .. في وقت سريع .. وتناقله طلبة العلم بالتصوير .. والنشر الذاتي من حر أموالهم
في بلاد كثيرة ..
وقد هدى بسببه أناسا كثر .. ولله الحمد
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[09 - 08 - 07, 02:06 ص]ـ
وفي (شرح الأربعين النووية) ص 289 ـ 290 للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
أما الحافظ الثاني: فهو ابن حجر- رحمه الله - وابن حجر حسب ما بلغ علمي متذبذب في الواقع، أحياناً يسلك مسلك السلف، وأحياناً يمشي على طريقة التأويل التي هي في نظرنا تحريف.
مثل هذين الرجلين هل يمكن أن نقدح فيهما؟
أبداً، لكننا لا نقبل خطأهما، خطؤهما شيء واجتهادهما شيء آخر.
أقول هذا لأنه نبتت نابتة قبل سنتين أو ثلاث تهاجم هذين الرجلين هجوماً عنيفاً، وتقول: يجب إحراق فتح الباري وإحراق شرح صحيح مسلم، -أعوذ بالله- كيف يجرؤ إنسان على هذا الكلام، لكنه الغرور والإعجاب بالنفس واحتقار الآخرين.
والبدعة المكفرة أو المفسقة لا نحكم على صاحبها أنه كافر أو فاسق حتى تقوم عليه الحجة، لقول الله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) (القصص:59)
وقال عزّ وجل: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الاسراء: الآية15) ولو كان الإنسان يكفر ولو لم تقم عليه الحجة لكان يعذب، وقال عزّ وجل: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (النساء: الآية165) والآيات في هذه كثيرة.
فعلينا أن نتئد وأن لا نتسرع، وأن لا نقول لشخص أتى ببدعة واحدة من آلاف السنن إنه رجل مبتدع.
وهل يصح أن ننسب هذين الرجلين وأمثالهما إلى الأشاعرة، ونقول: هما من الأشاعرة؟
الجواب: لا، لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل له كيان في الأسماء والصفات والإيمان وأحوال الآخرة.
وما أحسن ما كتبه أخونا سفر الحوالي عما علم من مذهبهم، لأن أكثر الناس لا يفهم عنهم إلا أنهم مخالفون للسلف في باب الأسماء والصفات، ولكن لهم خلافات كثيرة.
فإذا قال قائل بمسألة من مسائل الصفات بما يوافق مذهبهم فلا نقول: إنه أشعري.
أرأيتم لو أن إنساناً من الحنابلة اختار قولاً للشافعية فهل نقول إنه شافعي؟
الجواب: لا نقول إنه شافعي.
فانتبهوا لهذه المسائل الدقيقة، ولا تتسرعوا، ولا تتهاونوا باغتياب العلماء السابقين واللاحقين، لأن غيبة العالم ليست قدحاً في شخصه فقط، بل في شخصه وما يحمله من الشريعة، لأنه إذا ساء ظن الناس فيه فإنهم لن يقبلوا ما يقول من شريعة الله، وتكون المصيبة على الشريعة أكثر.
ثم إنكم ستجدون قوماً يسلكون هذا المسلك المشين فعليكم بنصحهم، وإذا وجد فيكم من لسانه منطلق في القول في العلماء فانصحوه وحذروه وقولوا له: اتق الله، أنت لم تُتَعَبَّد بهذا، وما الفائدة من أن تقول فلان فيه فلان فيه، بل قل: هذا القول فيه كذا وكذا بقطع النظر عن الأشخاص.
لكن قد يكون من الأفضل أن نذكر الشخص بما فيه لئلا يغتر الناس به، لكن لا على سبيل العموم هكذا في المجالس، لأنه ليس كل إنسان إذا ذكرت القول يفهم القائل، فذكر القائل جائز عند الضرورة، وإلا فالمهم إبطال القول الباطل، والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/279)
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[09 - 08 - 07, 02:29 ص]ـ
ليسوا فيها من أهل السنة، وهم من أهل السنة فيما سلموا فيه ولم يحرفوه هم وأمثالهم ممن غلط.
برجاء شرح هذه العبارة (سؤال ليس غرض منه الاستهزاء او السخرية وووووووووووووووووو
ـ[العسكري]ــــــــ[09 - 08 - 07, 04:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم نعم أنا أعلم بحمد الله بحقيقة رأي الإمام البرعبدالعزيز بن باز ورأي الحيي ابن عثيميين
رحمة الله عليهما وغيرهما من أهل السنة ممن ذكر الإمام ابن حجر وعقيدته
ولكن المسلك الذي في فؤادي نبع من مثل هذا القول الدقيق لابن عثيميين
نقل الطيب خليل
وفي (شرح الأربعين النووية) ص 289 ـ 290 للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
أما الحافظ الثاني: فهو ابن حجر- رحمه الله - وابن حجر حسب ما بلغ علمي متذبذب في الواقع، أحياناً يسلك مسلك السلف، وأحياناً يمشي على طريقة التأويل التي هي في نظرنا تحريف.
.
وأشياء في الفتح وقفت عليها مثل وقفته ذب الله عن عرضه في تأويل إن الله خلق آدم على صورة الرحمن
يضعف الحديث والعياذ بالله ثم يقول وإن صح الحديث فمعناه كذا وكذا
هل يقول هذا بحر في علوم الحديث "إن صح"
هذا الجهد الجبار الذي رأيناه في الفتح عمل خمس وثلاثين سنة ثم يقول "إن صح"
أما والله وأنا أقل من زنة أنملة لإبن حجر قد أخذني هذا الحديث الشريف المنيف الآنف الذكر كل مأخذ وابن حجر يقول "إن صح"
شكوكي نبعت من مواضع ومواقف وعلل بنت في نفسي القول إن في الأمر لسرا
ثم تلا هذا إن في الأمر لشرا
لا أدافع عن باطل ظن أنه الحق كلا ورب الكعبة إنما أدافع عن دفع باطل أظنه قد قذف على لسانه في كتبه رحمه الله
أمنيتي أن أحقق هذا الأمر وأصل الى الحقيقة الحقة
وحتى ذلك الحين فاعتقادي الذي القى الله به
أن ما نسب اليه رحمة الله من موافقته بعض أقوال الأشاعرة
فهذه الأقوال مردودة مرذولة بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كرامة
والله لا يعدو الأمر كله الا ايمانا واتباعا لقول نبينا صلى الله عليه وسلم
" من ذب عن عرض أخيه ذب الله عنه النار يوم القيامة "
وهذ ليس للإمام وحده بل لأيمة غيره كالإمام الشافعي وأبي حنيفة وابن تيمية وغيرهم
أشعر بأن أقوال لهم لا يمكن أن يقولوا بها والصواب ما صوبوه أهل السنة
هذا وإني داع فأمنوا وأنا أصغركم وأقلكم فلا يغرنكم علو صوتي وأمري
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه رحماء بالناس أهل عدل وقسط واحسان
اللهم حبب الينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين
شكر الله لكم إخوتي
الحمد لله رب العالمين
ـ[العسكري]ــــــــ[10 - 08 - 07, 04:33 ص]ـ
مافعلمتوه هو الخير إن شاء الله والصواب
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كما في مقدمة صحيح مسلم
" ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم الا كان لبعضهم فتنة "
حفظكم الله كما أردتم حفظي وتسديدي
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[10 - 08 - 07, 05:34 م]ـ
رحم الله الامام ابن حجر والامام النووى
الكتاب فى المرفقات لمن يريده
ـ[العسكري]ــــــــ[12 - 08 - 07, 07:30 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
عزمت أخيرا على ذكر هذا بعد تردد
في صباح اليوم الذي حذفتم فيه المشاركة
كنت على سريري مستلقيا وفجأة غفوت غفوة كطرفة عين
فإذا الشيخ عبد الرحمن الفقيه مقبلا نحوي من جهة شمالي
ولم يكن في ضميري في الرؤيا الا عبد الرحمن
انتهت بتصرف يسير
الشئ العجيب بالنسبة لي أن أحد أبنائي يحمل ذا الإسم
تعجبت من الرؤيا وقلت عل تأويلها أن الشيخ سيشارك في الحوار
ورحمة من الله سأجدها بطريقة ما
وما كان يدور في خلدي أن تأويلها سيكون حذف المشاركة
ولما دخلت على الموضوع ووجدتها محذوفة قلت خيرا إن شاء الله
ذكرت الرؤيا لشعور عندي أنه قد يكون للشيخ الفقيه حق علي في ذكر الرؤيا
كما لغيره مما أحسب أنهم على اطلاع بالذي كتب
والشئ الآخر أنني سأتوقف عن الكتابة في الملتقى بعد يوم أو يومين وقد لا أعود اليها
والخيرة مما سيختاره الله لي برحمته عز ذكره
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 07 - 10, 12:41 ص]ـ
وهذا سؤال وجه للشيخ العلامة / محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى .. أنقله لنفاسته.
يقول السائل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/280)
فضيلة الشيخ بالنسبة للعلماء الذين وقعوا في بعض الأخطاء في العقيدة؛ كالأسماء والصفات وغيرها، تمر علينا أسماؤهم في الجامعة حال الدراسة، فما حكم الترحُّم عليهم؟.
الشيخ: مثل مَن؟.
السائل: مثل: الزمخشري، و الزركشي، وغيرهما.
الشيخ: الزركشي في ماذا؟.
السائل: في باب الأسماء والصفات.
الجواب:
على كل حال هناك أناس ينتسبون لطائفة معينة، شعارها البدعة؛ كالمعتزلة مثلاً، ومنهم الزمخشري، فالزمخشري مُعتزلي، ويصف المثْبِتِين للصفات بأنهم: حَشَوِية، مُجَسِّمة، ويُضَلِّلهم فهو معتزلي، ولهذا يجب على مَن طالع كتابه "الكشاف في تفسير القرآن" أن يحترز من كلامه في باب الصفات، لكنه من حيث البلاغة والدلالات البلاغية واللغوية جيد، يُنْتَفع بكتابه كثيراً، إلا أنه خَطَرٌ على الإنسان الذي لا يعرف في باب الأسماء والصفات شيئاً يرد به بدعته واعتزالياته.
لكن هناك علماء مشهودٌ لهم بالخير، لا ينتسبون إلى طائفة معينة مِن أهل البدع؛ إلا أن في كلامهم شيئا من كلام أهل البدع؛ مثل ابن حجر العسقلاني والنووي رحمهما الله؛ فإن بعض السفهاء من الناس قد يقدحون فيهما قدحاً تاماً مطلقاً من كل وجه، حتى قيل لي: إن بعض الناس يقول: يجب أن يُحْرَقَ فتح الباري؛ لأن ابن حجر أشعري، وهذا غير صحيح. فهذان الرجلان بالذات ما أعلم اليوم أن أحداً بعدهما قدَّم للإسلام في باب أحاديث الرسول مثلما قدَّماه، ويدلك على ذلك أن أن الله سبحانه وتعالى بحوله وقوته - ولا أَتَأَلَّى على الله - قد قبلها، وذلك لما لمؤلفاتهما من القبول لدى الناس؛ لدى طلبة العلم، بل حتى عند العامة.
الآن كتاب "رياض الصالحين" يُقرأ في كل مجلس , ويقرأ في كل مسجد، وينتفع الناس به انتفاعاً عظيماً، وأتمنى أن يجعل الله لي كتاباً مثل هذا الكتاب، كلٌّ ينتفع به في بيته ومسجده.
فكيف يقال عن هذين: إنهما مبتدعه ضالون، لا يجوز الترحُّم عليهما، ولا يجوز القراءة في كتبهما، ويجب إحراق فتح الباري، و شرح صحيح مسلم؟! سبحان الله!.
فإني أقول لهؤلاء بلسان الحال وبلسان المقال:
أَقِلُّوا عليهمُ لا أبا لأبيكمُ مِن اللومِ أو سدوا المكان الذي سدوا
من كان يستطيع أن يقدم للإسلام والمسلمين مثل ما قدَّم هذان الرجلان، إلا أن يشاء الله. فأنا أقول: غفر الله للنووي، ولابن حجر العسقلاني، ولمن كان على شاكلتهما ممن نفع الله بهم الإسلام والمسلمين. وأمِّنوا على ذلك.
--
(*) لقاءات الباب المفتوح اللقاء الثالث والأربعون / ص 15
ـ[ناصر الدين الجزائري]ــــــــ[04 - 07 - 10, 12:54 ص]ـ
هناك رسالة علمية في منهج الحافظ إبن حجر في العقيدة من خلال كتابه فتح الباري أظنها لمحمد إسحاق كندو
تكلم فيها بكلام دقيق حول مسألة: هل ينسب الحاقظ لعقيدة الأشاعرة أو لا؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[04 - 07 - 10, 12:59 ص]ـ
ومن الذين ينسبون الإمام ابن حجر عليه رحمة الله والإمام النووي عليه رحمة من الله ورفع درجتهم إلى مذهب الأشاعرة الشيخ عبدالله الغنيمان غفر الله لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وذكرنا وأنثانا
ـ[محمود أحمد السلفي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 02:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أروى آل سابق]ــــــــ[05 - 07 - 10, 08:09 ص]ـ
موقف علمائنا من الحافظين ابن حجر والنووي رحمهما الله
السؤال: قال واحد من العلماء المسلمين في المدينة التي أسكن بها: إن الإمام ابن حجر، والإمام النووي مبتدعان، وساق بعض الأدلة من "فتح الباري" لتبرير رأيه، وأعطى مثالاً على ذلك بشرح الإمام ابن حجر للمقصود بوجه الله أنه رحمته، ما رأيكم؟
الجواب:
الحمد لله
أهل السنَّة والجماعة منصفون في الحكم على الآخرين، لا يرفعون الناس فوق ما يستحقون، ولا ينقصون قدرهم، ومن الإنصاف بيان خطأ المخطئ من أهل العلم والفضل، والتأول له، والترحم عليه، كما أن من الإنصاف التحذير من خطئه؛ لئلا يغتر أحد بمكانته فيقلده فيما أخطأ فيه، وأهل السنَّة لا يتوانون عن الحكم على المخالف المتعمد للسنَّة بأنه مبتدع ضال.
وقد وُجد في زماننا هذا من نال من الإمامين ابن حجر والنووي، فحكم عليهما بأنهم مبتدعة ضالون!، وبلغت السفاهة ببعضهم أن قال بوجوب إحراق كتابيهما "فتح الباري" و "شرح مسلم "!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(43/281)